You are on page 1of 10

‫‪ 1‬من ‪10‬‬

‫االبتالء‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬ك ثرة تقلب ال دنيا بأهلها ‪ /2‬ال يسلم إنس ان من االبتالء ‪ /3‬ت أمالت في‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫ابتالء ن بي اهلل أي وب عليه الس الم ‪ /4‬كم من ِمنَح في طي ات ِ‬
‫الم َحن ‪/5‬‬
‫أهمية الصبر عند االبتالء ‪ِ /5‬عظَم الجزاء مع ِعظَ ِم البالء‪.‬‬
‫محمد بن عبدالرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪9‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫‪14662‬‬ ‫رقم الخطبة في الموقع‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫ِ‬
‫والضيق سعةً وخمرجاً‪،‬‬ ‫احلمد هلل الذي جعل بعد الش ّد ِة فرجاً‪ ،‬وبعد الضُّر‬
‫ٍ‬
‫موهبة‬ ‫منحة‪ ،‬وال نِقمة من ٍ‬
‫نعمة‪ ،‬وال نكبةً ورزيَّةً من‬ ‫ومل خُي ِل حمنةً من ٍ‬
‫وعطيَّ ٍة‪.‬‬

‫الشبيه ِ‬
‫واملثيل‬ ‫ِ‬ ‫جل عن‬
‫شريك له‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫وأشهد أن ال إلهَ إال اهلل وحده ال‬
‫عبده ورسولُه صلى اهلل عليه وعلى ِ‬
‫آله‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫والنظري‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫ِ‬
‫وصحبه وسلّم تسليماً كثرياً‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫‪ 2‬من ‪10‬‬

‫تأمل بعني العِربة‪ R‬والبصرية‪ R،‬يف حال الناس‬


‫أيها اإلخوة املؤمنون‪ R:‬إ ّن َمن َّ‬
‫انفراج هذه‬ ‫هذه األيام‪ ،‬وما هم فيه من امتحانات ٍ‬
‫وحمنة‪ ،‬وكلهم ينتظر‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫يستقر حاهلا‬
‫تأمل ذلك علم أ ّن هذه الدنيا ال ُّ‬ ‫األيام وانتهائها‪ R،‬إ ّن من ّ‬
‫وكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وفرج وشدةٌ‪ُّ ،‬‬ ‫على سعة ورخاء دائم‪ ،‬وإمّن ا هي ابتالءٌ‪ R‬وامتحان‪ٌ ،‬‬
‫ومصائب ورزايا‪ ،‬بينما هو يف‬
‫ُ‬ ‫حمن وباليا‪،‬‬
‫متر به ٌ‬‫إنسان يف هذه الدنيا ُّ‬
‫مرض‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رخاء إذ نزلت به ش ّدةٌ‪ ،‬وبينما هو يف عافية وسعة إذ فَ َجأهُ ٌ‬
‫وسقم‪.‬‬
‫ُ‬

‫رزق ورخاء مث يُبتلى بفق ٍر ُمدقع أو َدي ٍن ُمضلِع‪،‬‬ ‫أو لعله كان يف ِ‬
‫سعة ٍ‬
‫جات تورث اخلوف واجلوع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫آالم تضيق هبا النفوس‪ ،‬ومزع ٌ‬
‫ٌ‬

‫وأم ثكلى‬ ‫عقوق ِ‬


‫ولده! ٍ‬ ‫وأب يلوم َ‬‫مرضه! ٍ‬
‫كم ترى من مبتلى يشكو َ‬
‫وآخر قد‬ ‫ِ‬
‫وكس َدت صناعتُه! َ‬
‫بارت جتارتُه َ‬‫فقيدها! كم ترى ممّن َ‬
‫تبكي َ‬
‫ت‬
‫ضحك وتُبكي‪ R،‬وتُشتّ ُ‬
‫رامه! تلك هي الدنيا تُ ُ‬
‫ضاع ُجهده ومل يُدرك َم َ‬
‫َ‬
‫وجَت مع‪.‬‬

‫اعتبَر هبا‪ ،‬وهي دار صدق ملن‬ ‫اغرت هبا‪ ،‬وهي عربة مل ِن َ‬ ‫إهنا دار غرور ملن َّ‬
‫فيها‪( :‬لِ َكْياَل تَْأ َسوا‪َ R‬على َما فَاتَ ُكم َوال َت ْفَر ُحوا مِب َا آتَا ُكم واهللُ ال‬
‫صدق َ‬‫َ‬
‫ب ُك َّل خُمْتَ ٍال فَ ُخو ٍر) [احلديد‪.]23 :‬‬ ‫حُيِ ُّ‬
‫‪ 3‬من ‪10‬‬

‫واألحزان‪ ..‬إاّل أنه ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫باألمراض‬ ‫ليل الكروب‬
‫أظلم عليه ُ‬‫واملؤمن مهما َ‬
‫ِ‬
‫وأحزانه؛ كما قال سبحانه‪( :‬فَِإ َّن َم َع‬ ‫ييأس من فج ٍر يبدد اهلل به كرباتِه‬
‫(سيَ ْج َع ُل اللَّهُ‬ ‫ِإ‬
‫الْعُ ْس ِر يُ ْسًرا * َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسًرا) [الشرح‪ ،]6 -5:‬وقال‪َ :‬‬
‫(و َم ْن َيت َِّق اللَّهَ جَيْ َع ْل‬
‫َب ْع َد عُ ْس ٍر يُ ْسًرا) [الطالق‪ ،]7 :‬وقال ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬
‫لَهُ ِم ْن َْأم ِر ِه يُ ْسًرا) [الطالق‪.]4 R:‬‬

‫مطهٌر‪ ..‬ابتاله‪ R‬اهلل ‪-‬تعاىل‪-‬‬


‫نيب كرميٌ َّ‬ ‫أيوب ‪-‬عليه الصالة‪ R‬والسالم‪ٌ -‬‬ ‫ُ‬
‫الدود واألدواء‪ ،‬جاء القرآن بذكره‪،‬‬ ‫بالسقم والّألواء‪ R،‬وجرى عليه ُ‬ ‫ُ‬
‫وب ِإ ْذ نَ َادى‬
‫(وَأيُّ َ‬
‫ونطقت األخبار بشرح أمره‪ ،‬قال اهلل ‪-‬عز وجل‪َ :-‬‬
‫ني) [األنبياء‪.]83 :‬‬ ‫ربَّه َأيِّن م َّسيِن الضُُّّر وَأنْت َأرحم َّ مِحِ‬
‫الرا َ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫َُ َ َ‬

‫أيوب‬
‫أخرج ابن أيب حامت عن وهب بن منبِّه قال‪" :‬مل يكن الذي أصاب َ‬
‫اجلذام ولكنه أش ّد؛ كان خيرج يف جسده مثل ثَد ِي ِ‬
‫املرأة‪ ،‬مث يتف ّقأ"‪R.‬‬ ‫ُ ُ‬

‫وقال جماهد‪" :‬كان أول من أصابه اجلُدري أيوب ‪-‬عليه السالم‪ ،-‬واشتد‬
‫وكرههُ الناس وتركوه ومات أهله وولده مجيعاً‪ ،‬وهلك مالُه كلُه‪،‬‬
‫البالء َ‬
‫يبق من أهله غريُها‪ ،‬ومع ذلك كان ذا‬ ‫ِ‬
‫وُألقي يف الصحراء معه زوجةٌ مل َ‬
‫يق ٍ‬
‫ني وص ٍرب على ما أصابه"‪.‬‬
‫‪ 4‬من ‪10‬‬

‫أيوب ملا اشت ّد عليه البالء ج ِزعت‬


‫أخرج ابن جرير عن احلسن‪" :‬أن َ‬
‫أرأيت ما تبكني ِ‬
‫عليه مما كنا فيه من املال والولد؟ فكم‬ ‫امرأتُه فقال هلا‪ِ :‬‬
‫سبع‬
‫ُمتِّعنا فيه؟ قالت‪ :‬مثانني سنة‪ ،‬قال‪ :‬فمن ُذ كم ابتالنا‪ R‬اهلل؟ قالت‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫صربت‬ ‫ِ‪R‬‬
‫أنصفت ربَّك‪ ،‬أال‬ ‫عدلت وال‬ ‫ويلك ِ‬
‫واهلل ما ِ‬ ‫سنني وأشهر‪ ،‬فقال‪ِ :‬‬
‫َُ‬
‫حىت نكو َن يف ِ‬
‫البالء مثانني ٍ‬
‫سنة كما كنا يف الرخاء مثانني سنة‪( ."..‬الدر‬
‫املنثور‪.)4/591:‬‬

‫ابتاله‪ R‬اهلل باملرض والسقم وما على األرض أح ٌد أكرم على اهلل ‪-‬تعاىل‪-‬‬
‫منه‪ ،‬فما زال صابراً على مرضه‪ ..‬حمتسباً على اهلل مصابَه حىت كشف‬
‫اهلل ضره ورفع قدره وآتاه أهله ومثلهم معهم رمحة من اهلل وذكرى‬
‫للعابدين‪..‬‬

‫ففي قصته ‪-‬عليه السالم‪ -‬ذكرى لكل سقيم ومريض بأن الفرج بيد اهلل‬
‫ت َف ُهو يَ ْش ِف ِ‬
‫ني) [الشعراء‪.]80 :‬‬ ‫(وِإذَا َم ِر ْ‬
‫ضُ َ‬ ‫وحده َ‬
‫عسى فرج يأيت بِِه اهلل إنَّه *** له ُكل ٍ‬
‫يوم يف َخلي َقتِ ِه َشأ ٌن‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌَ‬

‫ذكر التنوخي يف كتابه الفرج بعد الشدة‪ ،‬عن ٍ‬


‫لبيب العابد قال‪" :‬رأيت‬
‫فشلَّت‪ ،‬مث ُشلّت يدي‬ ‫فأمسكت بذنَبِها ّ‬
‫فعضت يدي ُ‬ ‫ُ‬ ‫حيّةً داخلةً ُجحرها‬
‫رست‪ ،‬وبقيت‪ R‬سنة كاملة‬ ‫ِ‬
‫وخ ْ‬
‫يت َ‬
‫األخرى‪ ،‬مث جفَّت رجالي مث َعم ُ‬
‫‪ 5‬من ‪10‬‬

‫أمسع به ما أكره‪،‬‬
‫يف جارحةٌ صحيحة إال مسعي ُ‬ ‫ملقى على فراش ليس َّ‬
‫وُأطعم وُأمهَل‪ ،‬فدخلت‬
‫وُأترك وأنا عطشان‪َ ،‬‬ ‫وكنت ُأسقى وأنا ريّان‪َ ،‬‬
‫حي فرُي جى وال‬
‫امرأةٌ يوماً فسألت زوجيت‪ :‬كيف أبو علي؟ فقالت‪ :‬ال ٌ‬
‫وبكيت‪ ..‬فضربين أملٌ‬
‫ُ‬ ‫ميت فينسى‪ ،‬فآملين ذلك‪ ،‬فدعوت اهلل يف ِسّري‬
‫ٌ‬
‫أحسست إال‬
‫ُ‬ ‫شدي ٌد ظننته املوت‪ ،‬حىت جاء الليل فسكن عين فنمت‪ ،‬فما‬
‫يدي على صدري وكانت مطروحة على الفراش‪،‬‬ ‫الس َحر وإحدى َّ‬‫وقت َّ‬
‫َ‬
‫فحركتها فتحركت‪ ،‬فحركت األخرى فتحركت‪ ..‬وجعلت أقبضها‬
‫وأبسطها‪ ،‬مث أردت االنقالب‪ R‬من غري أن يقلبين أحد فانقلبت مث قمت‪..‬‬
‫ومشيت وأنا أطمع يف بصري فخرجت إىل صحن الدار فرأيت السماء‬
‫ت‪ :‬يا قدميَ اإلحسان! لك احلمد"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فكدت أموت فرحاً فص ْح ُ‬

‫عسى فرج يأيت بِِه اهلل إنَّه *** له ُكل ٍ‬


‫يوم يف َخلي َقتِ ِه َشأ ٌن‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌَ‬

‫حدث أبو جعفر طلحة بن عبد اهلل الطائي اجلوهري قال‪" :‬كان ببغداد‬
‫غالمه بالربسام فبلغ إىل درجة قبيحة وزال عقله ‪-‬والربسام‪R:‬‬
‫اعتل ُ‬
‫رجل َّ‬
‫ورم شديد يكون‪ R‬يف الرأس‪ ،-‬فوضعوه يف بيت وأمروا صبياً مبراعاته‪،‬‬ ‫هو ٌ‬
‫فما لبثوا‪ R‬أن مسعوا صياح الصيب املوكل به فلما أتَوه نظروا فإذا عقرب‬
‫قد نزلت على رأس العليل فلسعته يف عدة مواضع‪ ،‬فإذا به قد فتح عينيه‪R‬‬
‫‪ 6‬من ‪10‬‬

‫ال يشكوا أملاً‪ ،‬فأطعموه وسقوه‪ R‬وبرأ مما كان فيه"؛ فسبحان اللطيف‬
‫اخلبري‪..‬‬

‫هوان كانت عاقبته‬ ‫حمنة يف طيِّها منحةٌ! ومن ٍ‬ ‫أيها اإلخوة الكرام‪ :‬كم من ٍ‬
‫صْبٌر‬
‫كرامةً! ها هو يعقوب ‪-‬عليه السالم‪ -‬يفقد ولده األول فيقول‪( :‬فَ َ‬
‫ص ُفو َن)‪[ R‬يوسف‪ ،]18 :‬فلما ترقب‬ ‫مَجِ يل واللَّه الْمسَتعا ُن علَى ما تَ ِ‬
‫ٌَ ُ ُْ َ َ َ‬
‫يل َع َسى اللَّهُ َأ ْن يَْأتِيَيِن هِبِ ْم‬ ‫ِ‬
‫صْبٌر مَج ٌ‬ ‫الفرج غُيِّب عنه ولده الثاين‪ ،‬فقال‪( :‬فَ َ‬
‫جل‬
‫يم) [يوسف‪ ،]83 :‬مث أنزل مهه وكربه بربه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِإ‬
‫يم احْلَك ُ‬ ‫مَج ًيعا نَّهُ ُه َو الْ َعل ُ‬
‫َأعلَ ُم ِم َن اللَّ ِه َما اَل َت ْعلَ ُمو َن)‬
‫وعال فقال‪ِ( :‬إمَّنَا َأ ْش ُكو َبثِّي َو ُح ْزيِن ِإىَل اللَّ ِه َو ْ‬
‫وعلم باهلل ال خيالطه‬ ‫[يوسف‪ ،]86 :‬اهلل أكرب‪ ..‬يقني أرسى من اجلبال‪ٌ ،‬‬
‫شك أو جدال‪.‬‬

‫فاملؤمن الواثق مهما نزلت به األمراض‪ ..‬أو ابتُلِ َي بفقد األحباب‪ ..‬أو‬
‫ُح ِر َم من املال والولد‪ ..‬أو تكاثرت عليه مشاكل ومصائب يف وظيفة أو‬
‫جتارة أو سيارة أو بيت أو غري ذلك‪ ..‬ال يفقد صفاء العقيدة ونور‬
‫اإلميان‪ ،‬أما اإلنسان اجلَُزوع فإنه إذا نزلت به املصائب ضاقت عليه‬
‫مسالك ال َفَرج‪ ،‬بل ضاقت عليه األرض مبا رحبت‪ ،‬فييأس‪ ،‬فإذا يئس زاد‬
‫مرضه مرضاً ومهُّه مهاً‪..‬‬
‫ُ‬
‫‪ 7‬من ‪10‬‬

‫أخرج اإلمام أمحد أن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬إن العبد‬
‫إذا سبقت له من اهلل منزلة فلم يبلغها بعمله ابتاله‪ R‬اهلل يف جسده‪ ،‬أو ماله‬
‫أو ولده‪ ،‬مث صرب على ذلك حىت يبلغ املنزلة اليت أرادها اهلل له"‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ُّ‬
‫"أشد الناس بالءً األنبياء‪ R‬مث الصاحلون‪ R‬مث األمثل فاألمثل‪ ،‬يبتلى املرء على‬
‫حسب دينه" (رواه الرتمذي وقال‪ :‬حسن صحيح)‪.‬‬

‫أيها اإلخوة الكرام‪ :‬إن أمر املؤمن كلَّه له خري؛ إن أصابته ّ‬


‫سراء شكر‬
‫ضراء صرب فكان خرياً له‪ ،‬وليس ذلك ألحد‬
‫فكان خرياً له‪ ،‬وإن أصابته ّ‬
‫إاّل للمؤمن‪.‬‬

‫فأين يف زماننا من إذا نزلت به ال ُكربة رأيت منه قيام الليل وصيام النهار‬
‫دق اللَّجأ إىل اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬مث إذا كشف اهلل كربته أكثر من ِ‬
‫احلمد‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وص َ َ‬
‫والشُّكر وزاد يف الطاعات‪.‬‬

‫ك فَاَل ُم ْر ِس َل لَهُ ِم ْن‬ ‫ك هَلَا َو َما مُيْ ِس ْ‬ ‫(ما َي ْفتَ ِح اللَّهُ لِلن ِ‬
‫َّاس ِم ْن َرمْح ٍَة فَاَل مُمْ ِس َ‬ ‫َ‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َه ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم * يَا َأيُّ َها الن ُ‬
‫َّاس اذْ ُكُروا ن ْع َم َ‬ ‫َب ْعده َو ُه َو الْ َعز ُيز احْلَك ُ‬
‫ض اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو فََأىَّن‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ِمن خالِ ٍق َغير اللَّ ِه يرزقُ ُكم ِمن َّ ِ‬
‫الس َماء َو ْ‬ ‫ْ ُ َْ ُ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ُتْؤ فَ ُكو َن) [فاطر‪.]3 -2 :‬‬
‫‪ 8‬من ‪10‬‬

‫نفعين اهلل وإيّاكم هبَد ِي كتابه‪ ،‬وسنة نبيه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أقول‬
‫قويل هذا وأستغفر اهلل يل ولكم ولسائر املسلمني‪..‬‬

‫اخلطبة الثانية‪R:‬‬

‫احلمد هلل الذي جعل لكل شيء قدراً‪ ،‬وأحاط بكل شيء علماً؛ أمحده‬
‫سبحانه وأشكره فنعمه علينا ترتى‪ ،‬وأشهد أن ال إلهَ إال اهلل وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله‪ ،‬خص باملعجزات الكربى‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما‬
‫بعد‪:‬‬

‫أيها اإلخوة الكرام‪ :‬فاعلموا ‪-‬أيها املؤمنون‪ R-‬أن ِعظَم اجلزاء مع ِعظَ ِم‬
‫ضيق يف أمواهلم‪ ،‬أو مرض يف‬‫البالء‪ ،‬وأ ّن ما يقع على الناس من ٍ‬
‫أجسادهم أو عقوق من أوالدهم‪ ،‬أو مشاكل وخصومات‪ ،‬إن ذلك كلَّه‬
‫والصرب‪.‬‬
‫التجمل َ‬‫مكتوب على العبد‪ ،‬فليس له إال ُّ‬
‫ٌ‬ ‫مقدر‬
‫ٌ‬

‫مع تعاطي األسباب ليصلح هبا مشل نفسه ويرفع عنها ما أصابه‪" ،‬وإن اهلل‬
‫الشر‬
‫عجل له العقوبة يف الدنيا‪ ،‬وإذا أراد بعبده َّ‬
‫إذا أراد بعبده اخلري ّ‬
‫يوم القيامة"‪ ،‬هبذا جاء اخلرب عن املصطفى‬
‫أمسك عنه بذنبه حىت يُواىَف به َ‬
‫املختار ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪( -‬رواه الرتمذي)‪.‬‬
‫‪ 9‬من ‪10‬‬

‫اللهم إنا نعوذُ بك من جهد البالء‪ ،‬ودر ِك الشَّقاء‪ِ ،‬‬


‫وسوء القضاء‪ ،‬ومشاتَِة‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫األعداء‪..‬‬
‫اللهم إنا نسألك َخ ْشيَتَك يف الغيب‪ R‬والشهادة‪.‬‬
‫ّ‬

‫اللهم ال تدع لنا يف مقامنا هذا ذنباً إال غفرته‪ ،‬وال مهّاً إال ّفر ْجته‪ ،‬وال‬
‫ّ‬
‫َديناً إال قضيته‪ ،‬وال مريضاً إال شفيته‪ ،‬وال مبتلى إال عافيته‪ ،‬وال عقيماً‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫إال ذرية صاحلةً رزقته‪ ،‬وال ولداً عاقّاً إال هديته وأصلحته يا َّ‬

‫أعز اإلسالم واملسلمني واخ ُذ ِل الشِّرك واملشركني ِّ‬


‫ودمر أعداء‬ ‫اللهم ّ‬
‫ّ‬
‫الدين‪..‬‬

‫صل على حممد وعلى آل حممد كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬ ‫اللهم ّ‬
‫إبراهيم وبارك على حممد وعلى آل حممد كما باركت إىل إبراهيم وعلى‬
‫وسالم‬
‫ٌ‬ ‫العزة عما يصفون‪R،‬‬
‫رب ّ‬ ‫آل إبراهيم إنك محيد جميد‪ ،‬سبحان ربك ّ‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫على املرسلني‪،‬‬

‫ِ ِإ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإ‬
‫عب‪RR‬اد اهلل‪َّ ( :‬ن اللَّهَ يَ ‪ْR‬أ ُم ُر بالْ َع ‪ْ R‬دل َواِإْل ْح َس ‪R‬ان َو يتَ ‪RR‬اء ذي الْق ْ‬
‫ُرىَب َو َيْن َهى َع ِن‬
‫الْ َف ْح َش‪ِ R R R R R R‬اء َوالْ ُمن َك‪ِ R R R R R R‬ر َوالَْب ْغ ِ‪R‬ي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ‪َ R R R R R R‬ذ َّكُرو َن)؛ ف ‪RR R R R‬اذكروا اهلل‬
‫‪ 10‬من ‪10‬‬

‫ي ‪RR‬ذكركم‪ ،‬واش ‪RR‬كروه‪ R‬على نعمه ي ‪RR‬زدكم‪ ،‬ول ‪RR‬ذكر اهلل أك ‪RR‬رب‪ ،‬واهلل يعلم ما‬
‫تصنعون‪R.‬‬

You might also like