You are on page 1of 19

‫‪ 1‬من ‪19‬‬

‫غض البصر‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬قصص عجيبة من س وء الخاتمة ‪ /2‬خط ورة إطالق البصر ‪ /3‬تح ريم‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫إطالق البصر في الح رام ‪ /4‬ح رص الس لف على حفظ أبص ارهم وص يانة‬
‫قل وبهم عن النظر الح رام ‪ /5‬ذم خائنة األعين ‪ /6‬حكم نظر األج ِ‬
‫انب من‬
‫بعض ‪ /7‬حث اإلسالم على حفظ األبصا ِر ومن ِع‬
‫الرجال والنساء بعضهم إلى ٍ‬
‫باب إطالق البصر ‪/10‬‬ ‫ِ‬
‫االختالط المح ّرم ‪ /8‬ع واقب النظر الح رام ‪ /9‬أس ُ‬
‫وسائل عالج فتنة النظ ِر‪.‬‬
‫محمد بن عبد الرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪19‬‬ ‫عدد الصفحات‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫احلمد هلل الذي أحاط بكل ٍ‬


‫شيء ُخرباً وجعل لكل شيء قَدراً‪ ،‬وأسبل‬
‫أمحده سبحانه وأشكره وأتوب إليه‬
‫على اخلالئق من حفظه سرتاً‪ُ ،‬‬
‫وأستغفره‪.‬‬

‫حممدا عبده‬
‫وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن ً‬
‫ورسوله‪ ،‬أرسله إىل الناس كافة عذراً ونذراً‪ ،‬صلى اهلل وسلم وبارك‬
‫‪ 2‬من ‪19‬‬

‫أخلد اهلل هلم ذكراً وأعظم هلم أجراً‪ ،‬والتابعني‬


‫عليه‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪َ ،‬‬
‫ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪ :‬أيها اإلخوة الكرام‪ :‬هل مسعتم خبرب ذلك الشاب الذي قيل له‬
‫عند موته‪ :‬قل ال إله إال اهلل فصاح بأعلى صوته قائالً‪:‬‬
‫ف النَ ِ‬
‫حيل‬ ‫العليل *** ويا شفاء املدنِ ِ‬
‫أسلم يا راحةَ ِ‬
‫ُِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اجلليل‬ ‫بك أشهى إىل فُؤادي ***من رمحة ِ‬
‫اخلالق ِ‬ ‫ُح َ‬
‫يردد هذه األبيات حىت مات!!‬ ‫مث ال يزال ِّ‬

‫أم هل مسعتم خبرب اآلخر الذي قيل له عند موته‪ :‬قل ال إله إال اهلل فجعل‬
‫يردد قائالً‪:‬‬
‫محام ِمنجايب‬
‫الطريق إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬ ‫ِ‬ ‫يا ر َّ ٍ‬
‫ب قائلة يوماً وقد تَعبت *** َ‬ ‫ُ‬
‫وحيل بينه وبني ال إله إال اهلل‪..‬‬
‫ردد ذلك عياذاً باهلل‪َ ..‬‬
‫ومات وهو يُ ّ‬‫َ‬

‫إطالق البصر الذي َّ‬


‫حذر‬ ‫ُ‪w‬‬ ‫فما هو السبب الذي أهوى هبم يف اهلاوية؟ إنه‬
‫ضرره‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أليم َ‬
‫اهلل –تعاىل‪ -‬منه‪ ،‬وحذر النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬من َ‬
‫فسد بإطالق‪ w‬البصر من عابد!‬
‫فكم َ‬

‫وفتيات‬ ‫شباب‬ ‫وكم ضل من ٍ‬


‫ٌ‬ ‫صالح ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫بعد‬
‫فسد َ‬
‫ناسك وزاهد‪ ،‬وكم َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫حلقات ِ‬
‫حتفيظ القرآن!‬ ‫وفوارس يف‬ ‫كانوا محاِئ َم يف املساجد‪،‬‬
‫َ‬
‫‪ 3‬من ‪19‬‬

‫حذر اهلل منه فقال ‪-‬سبحانه وتعاىل‪( :-‬قُ ْل‬ ‫إطالق البصر الذي َّ‬ ‫ُ‪w‬‬ ‫إنه‬
‫ِ‬ ‫لِْلم ِمنِني يغُضُّوا ِمن َأب ِ‬
‫ك َْأز َكى هَلُ ْم)‬ ‫صا ِره ْم َوحَيْ َفظُوا ُفُر َ‬
‫وج ُه ْم َذل َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ ْؤ َ َ‬
‫أبصا ِر ِه َّن‬
‫ض َن من َ‬
‫نات ي ْغض ْ ِ‬
‫للمؤم َ ُ‬
‫[النور‪]30 :‬؛ وقال سبحانه‪( :‬وقُل ِ ِ‬
‫ْ ُ‬
‫"أمر اهلل‬
‫هن) [النور‪ ،]31 :‬قال ابن القيم ‪-‬رمحه اهلل‪َ :-‬‬ ‫روج َّ‬
‫وحيفظْ َن فُ َ‬
‫أطلق بصرهُ َجَّرهُ ذلك‬ ‫فظ ال َفرج؛ بياناً َّ‬ ‫ض البص ِر‪ ،‬مث أمر ِحب ِ‬
‫بِغَ ِّ‬
‫بأن َمن َ‬ ‫َ‬
‫إطالق فرجه"‪.‬‬‫إىل ِ‬

‫ابن القيم يف كتابه الداءُ‬


‫ذكر ُ‬ ‫الشاب فقد َ‬
‫ّ‬ ‫أيها املؤمنون‪َّ w:‬أما خربُ ذلك‬
‫أن شاباً كان يطلِ ُق بصره يف احلرام فوقع بصره يوماً على ٍ‬
‫غالم‬ ‫والدواءُ َّ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫نفسه‬ ‫مجيل امسه أسلم‪ ،‬فتعلَّق ِ‬
‫ٍ‬
‫تاقت ُ‬‫س به ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬‫ن‬‫واُأل‬ ‫ه‬‫َ‬‫ست‬‫َ‬‫ل‬ ‫جما‬ ‫أكثر‬
‫َ‬ ‫فلما‬ ‫ه‪،‬‬‫ُ‬‫قلب‬ ‫به‬
‫فوق ذلك من احلرام‪.‬‬ ‫ملا َ‬

‫ِ‬
‫وترك جمالسته فم ِرض العاش ُق واشت ّد َشوقُه َ‬
‫وهام‬ ‫فتَمنّ َع عليه الغُالم‪ w‬وفارقَه َ‬
‫يكاد يَهنُأ‬ ‫فُؤاده ولعِب العِشق بقلبه وعقله‪ ..‬حىت صار طريح ِ‬
‫الف ِ‬
‫راش ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أوشك على‬ ‫ِ‬
‫بعض أصحابه ذلك وأنَّه‬ ‫طعام أو ٍ‬ ‫بنوم وال ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫شراب فلما رأى ُ‬
‫ِ‬
‫اهلالك‪..‬‬

‫الغالم وتكلَّموا معه حىت ر ِضي أن يزور ِ‬


‫العاش َق زيار َة‬ ‫ضوا إىل ذلك ِ‪w‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َم َ‬
‫أسلم عليك وهو يف الطريق إليك‪..‬‬
‫عطف ُ‬‫فقيل للعاشق قد َ‬ ‫املرضى‪َ ،‬‬
‫‪ 4‬من ‪19‬‬

‫فرح‬
‫وطلب طعاماً وشراباً وجعل يأكل ويشرب وهو ٌ‬
‫َ‬ ‫وبش وفرح‬
‫فهش َّ‬
‫َّ‬
‫مسرور‪.‬‬

‫ِ‬
‫العاشق قال‪ :‬أعوذُ باهلل كيف‬ ‫فلما كاد ذلك الغالم أن يصل إىل ِ‬
‫باب‬
‫ظهره ومضى‪.‬‬ ‫ريبة ٍ‬
‫وفتنة‪ ،‬مث َوىَّل‬ ‫أضع نفسي موضع ٍ‬
‫الباب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫فلما أبطأ عليه‪ ..‬دخل عليه أصحابه وقالوا له‪:‬‬‫ينتظر رؤيتَه‪ّ ..‬‬
‫والعاشق ُ‬
‫ُ‬
‫قد وصل أسلم للباب مث توىل ورجع فصاح العاشق بأعلى صوته وقال‪:‬‬
‫أسلم فلم يرد عليه‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا أسلم فلم يرد عليه‪ ،‬فصرخ بأعلى صوته قائالً‪:‬‬
‫ِ‬
‫املدنف النحيل‬ ‫أسلم يا راحةَ ِ‬
‫العليل **** ويا شفاء‬ ‫يا ُ‬
‫حبك أشهى إىل فؤادي **** من ِ‬
‫رمحة اخلالق اجلليل‬
‫مث مات عياذاً باهلل على ذلك‪.‬‬

‫باب دار ِه َّ‬


‫فمرت‬ ‫وذكر ابن القيم أيضاً‪ :‬أن رجالً كان واقفاً يوماً على ِ‬
‫ُ‬
‫محام منجاب –‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وهيَئة وقالت له‪ :‬كيف الطريق إىل ِ‬ ‫امرأةٌ َ ٍ‬
‫ذات مجال َ‬
‫بيوت يوفّر فيها املاءُ وغريه يأيت إليه النساء‬
‫واحلمامات يف عصرهم هي ٌ‬
‫ِ‬
‫فيغتس ْلن‪ ،‬ورمبا جاء الرجال يف أيام منفصالت‪ w،‬فأعجبته هيئتُها وفُنت‬
‫مبَنظَرها فأشار هلا إىل باب دار ِه قال‪ :‬هذا محام منجاب‪.‬‬
‫‪ 5‬من ‪19‬‬

‫الباب‬
‫وأقفل َ‬
‫َ‬ ‫الرجل‬
‫ُ‬ ‫فدخلت املرأةُ إىل الدار وقد ظنت‪ w‬أنه احلمام‪ ،‬فدخل‬
‫نفسها‪ ،‬فعلمت املرأةُ أهنا ال تنجو منه إال ٍ‬
‫حبيلة فاحتالت‬ ‫وراودها على ِ‬
‫َ‬
‫أحضر ذلك‬
‫ُ‬ ‫وشراب‪ ،‬قال‪ :‬نعم‬
‫ٌ‬ ‫طعام‬
‫عليه فقالت‪ :‬ينبغي‪ w‬أن يكون بيننا‪ٌ w‬‬
‫الباب باملفتاح‪،‬‬
‫ونسي أن يُقفل َ‬
‫َ‬ ‫اآلن‪ ،‬فخرج من الدار مسرعاً إىل السوق‬
‫فخرجت املرأةُ إىل بيتها هاربة‪.‬‬

‫يهيم يف الشوارع وقد تاقت نفسه‬


‫فلما رجع الرجل مل جيد املرأة فأصبح ُ‬
‫وشغِ َل هبا فؤاده حىت جعل يلتمسها وينظر إليها‬ ‫إليها ِ‬
‫وعشقها قلبُه ُ‬
‫ويطلق بصره يف كل امرأة رجاء أن يصيبها فكان ميشي يف الشوارع‬
‫ويردد قائالً بأعلى صوته‪:‬‬
‫ِّ‬

‫الطريق اىل ِ‬
‫محام منجايب‬ ‫ب ٍ‬
‫سائلة يوماً وقد تعبت *** كيف‬ ‫يا ُر َّ‬
‫ُ‬
‫فأطلّت عليه امرأة يوماً من ِ‬
‫نافذة دارها فسمعته يقول‪:‬‬
‫رب سائلة يوماً وقد تعبت **** كيف الطريق اىل محام منجايب‬ ‫يا َّ‬
‫فقالت‪:‬‬
‫رت هبا **** ِحرزاً على الدا ِر أو قُفالً على‬ ‫ِ‬
‫جعلت سريعاً إذ ظف َ‬
‫َ‬ ‫هالّ‬
‫الباب‬
‫وش ِهق وسقط على األرض ميتاً‪.‬‬ ‫فلما مسع هذا الصوت تاقت نفسه إليها َ‬
‫‪ 6‬من ‪19‬‬

‫أيها األحبة الكرام‪:‬‬


‫سهم من سهام إبليس‪ ،‬فمن أطلق بصره يف‬ ‫إن إطالق البصر يف احلرام ٌ‬ ‫َّ‬
‫جره ذلك إىل أنواع‪ w‬الفواحش؛ كما قال ‪-‬عليه الصالة والسالم‪:w-‬‬ ‫احلرام ّ‬
‫"العينان‪ w‬زنامها النظر‪ ،‬واألذنان زنامها االستماع‪ ،‬واللسان زناه الكالم‪،‬‬
‫والرجل زناها اخلُطا…" (متفق عليه واللفظ‬‫واليد زناها البطش‪ِّ ،‬‬
‫ملسلم)‪.‬‬

‫اجلوارح مث قال ‪-‬عليه الصالةُ‬


‫ِ‬ ‫وجعل ‪-‬عليه الصالةُ‪ w‬والسالم‪ w-‬يعدِّد زنا‬
‫ِّق ذلك أو يُ ِّ‬
‫كذبُه"‪.‬‬ ‫"والفرج يُصد ُ‬
‫ُ‬ ‫والسالم‪:-‬‬

‫أيها املسلمون‪ :‬النظرةُ تولِّ ُد خطْرةً واخلطرةُ تولد فِكرةً ِ‬


‫والفكرةُ‪ w‬تولِّد‬ ‫َ‬
‫واهلم يولّد إراد ًة مث تشت ّد اإلرادةُ فتصريُ عزميةً‬
‫شهو ًة والشهوةُ تولد مهّاً‪ُّ ،‬‬
‫جارفة‪.‬‬
‫عل والب ّد مامل مينع من ذلك مانع‪.‬‬ ‫فيقع ِ‬
‫الف‬
‫ُ ُ‬
‫بعده‪.‬‬
‫أيسر من الصرب على أمل ما َ‬ ‫غض البصر ُ‬‫فالصرب على ِّ‬

‫عظم النا ِر من ُمستَصغ ِر الشر ِر‬ ‫بدُأها من النظَ ِر‬ ‫كل احل ِ‬
‫واد ِث َم َ‬
‫***وم ُ‬
‫ُ‬ ‫ُّ َ‬
‫قوس وال وتر‬‫هام بال ٍ‬ ‫الس ِ‬
‫تك ِّ‬ ‫قلب صاحبِها *** فَ َ‬ ‫كم نظر ٍة فت َكت يف ِ‬
‫ني يقلِّبها *** يف أع ِ ِ‬
‫موقوف على اخلط ِر‬
‫ٌ‬ ‫الغيد‬ ‫نُي‬ ‫مادام ذا ع ٍ ُ‬
‫والعبد َ‬
‫ُ‬
‫‪ 7‬من ‪19‬‬

‫عاد بالضر ِر‬


‫ضر مهجتَه *** ال مرحباً بسرو ٍر َ‬
‫يسُّر ُمقلَته ما َّ‬
‫ُ‬

‫الرجال شهو ًة جتاه النساء‪ ،‬وهي تعلو شهو َة النساء‬ ‫ِ‬ ‫جعل اهلل –تعاىل‪ -‬يف‬
‫باحلجاب وأمره َّن بس ِرت ِ‬
‫الزينة ومل‬ ‫ِ‬ ‫يف النظر إىل الرجال لذا أمر اهلل النساء‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫للمرأة أقوى من‬ ‫قلب الرجل بنظر ِه‬‫يأمر الرجال بذلك؛ ألن الداعي‪ w‬يف ِ‬
‫أي امرأة‬ ‫ِ‬
‫الداعي يف قلب املرأة بنظرها للرجل‪ ،‬وعندما ينظر الرجل إىل ّ‬
‫سواء كانت مسلمةً أو كافر ًة أو صاحلةً أو فاجر ًة فإ ّن الشيطا َن يثريُ يف‬
‫غض البصر‪ ،‬ففي الصحيحني قال ‪-‬صلى اهلل‬ ‫واحلل هو ُّ‬
‫ويوسوس ُّ‬ ‫ِ‬
‫قلبه‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الرجال من النساء"‪.‬‬ ‫أضر على‬
‫تركت بعدي فتنةً ُّ‬ ‫عليه وسلم‪" :-‬ما‬
‫ُ‬

‫الشر‬
‫صاحلات لكن َّ‬
‫ٌ‬ ‫تقيات‬
‫فمنهن ٌ‬
‫َّ‬ ‫شرار اخللق‪ ،‬كال‪،‬‬
‫وال يعين أن النساء ُ‬
‫فيهن‪.‬‬
‫بصره ّ‬ ‫يطلق َ‬
‫هنا فيمن ُ‬

‫وروى مسلم أنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬فاتقوا الدنيا واتقوا‪w‬‬
‫النساء"‪ ،‬يعين دعوا االنشغال بالدنيا والغفلة عن آخرتِكم‪" ،‬واتقوا‪w‬‬
‫أول فتنةَ بين‬
‫فإن َ‬‫هبن واالختال َط والفتنةَ‪َّ ،‬‬
‫النساء"‪ ،‬يعين اتقوا‪ w‬اخلَلوةَ ّ‬
‫إسرائيل كانت يف النساء‪ ..‬نعم‪ ..‬بنو إسرائيل ملا افتتنوا بالنظر للنساء‬‫َ‬
‫ُّج؛ فوقعت‬‫وجر نساءهم إىل إظهار الزينة و التغن ِ‬
‫تتبعهن ّ‬
‫َّ‬ ‫جرهم ذلك إىل‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫اآلفات فافتتنوا بذلك‪.‬‬ ‫الفواحش وأنواعُ‬
‫ُ‬
‫‪ 8‬من ‪19‬‬

‫رسول‬
‫َ‬ ‫"سألت‬
‫ُ‬ ‫ويف حديث جرير بن عبداهلل ‪-‬رضي اهلل تعاىل عنه‪ -‬قال‪:‬‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬عن نظرة ال ُف ِ‬
‫جاءة؟ يعين النظر َة األوىل من‬
‫لكل ٍ‬
‫إنسان نظر ًة ينظُرها إىل‬ ‫الرجل للمرأة من غري قصد‪ ،‬وال يعين أن ِّ‬
‫املرأة فيطيل النظر ويقول‪ :‬النظرةُ األوىل يل‪ ..‬كال‪ ..‬بل نظرةُ ال َف ِ‬
‫جأة مثل‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫مكان فنظر إىل ٍ‬
‫امرأة بزينتها فجأ ًة فهل هو مؤاخ ٌذ على‬ ‫أي ٍ‬ ‫لو دخل إىل ِّ‬
‫َ‬
‫هذه النظر ِة أم ال؟ قال جرير‪" :‬سألت رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫أصرف بصري" (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وسلم‪ -‬عن نظرة ال ُف ِ‬
‫جاءة؛ فأمرين أن‬

‫علي ال تُتب ِع النظرةَ‬


‫وروى الرتمذي أنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬يا ُّ‬
‫النظر َة؛ َّ‬
‫فإن لك األوىل وليست لك اآلخرة"‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مؤاخذ عليها ألنك مل‬ ‫ٍ‬
‫يعين النظرة األوىل الواقعة دون قصد أنت غريُ‬
‫لكن النظرة اليت بعدها أنت مؤاخ ٌذ عليها َّ‬
‫فحذره أن يُتبع النظرة‬ ‫تتعمد‪َّ ،‬‬
‫يدفع الشيطا ُن املرءَ ألن يتخيّ َل شكل املرأة‬
‫النظرة‪ ،‬وذلك بتكرار النظر‪ُ ،‬‬
‫ويؤج ُج الشهوةَ‪ w‬فاقطع الطريق‬
‫ويوقع بقلبه اخلطرات والوساوس ِّ‬‫ُ‬ ‫ومفاتِنَها‬
‫على الشيطان من أولّه واصرف بصرك‪.‬‬
‫‪ 9‬من ‪19‬‬

‫ويف الصحيحني قال ‪-‬عليه الصالة‪ w‬والسالم‪" :-‬العينان‪ w‬تزنيان"؛ إذن‬


‫الزىن ليس خاصاً بالفرج بل العينان تزنيان‪ ،‬عجباً! تزنيان؟ نعم‪ ،‬تزنيان‪،‬‬
‫العينان‪ w‬تزنيان وزنامها النظر‪.‬‬

‫كان السلف ‪-‬رمحهم اهلل تعاىل‪ -‬هلم شأن عظيم يف حفظ أبصارهم‬
‫وصيانة قلوهبم عن النظر احلرام‪.‬‬

‫فأغمض عينيه‪ w‬وجعل‬


‫َ‬ ‫الربيع بن كث ٍري كان شاباً وسيماً فمرت به نساءٌ‬
‫ُ‬
‫ظنن أنه أعمى‪ ،‬جعلت‬ ‫ِ‬ ‫يعبث بأصبُ ِ‪w‬‬
‫فلما نظر َن إليه ّ‬
‫يشغل نفسه عنهن ّ‬‫عه ُ‬ ‫ُ‬
‫ابتالك به‪ ،‬نعوذُ باهلل من‬
‫واحدة تقول‪ :‬احلمد هلل الذي عافاين مما َ‪w‬‬‫ٍ‬ ‫كل‬
‫العمى‪ ،‬نعوذ باهلل من العمى‪ ،‬حىت جاوزنه‪.‬‬

‫صديق له فيطرق عليه الباب فإذا خرجت اجلاريةُ أنزل‬ ‫وكان يذهب إىل ٍ‬
‫فتدخل اجلاريةُ إىل‬
‫ُ‬ ‫وأغمض عينَه وقال‪ :‬ادعي سيِّ َد ِك‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لألرض‬ ‫بصره‬
‫َ‬
‫صاحب لك بالباب يريدك‪ .‬فيقول‪ :‬من هو؟ فتقول‪ :‬ال‬ ‫ٌ‬ ‫سيّدها وتقول‪:‬‬
‫أدري‪ ،‬لكنه أعمى‪.‬‬

‫وحسا ُن بن سالم خرج يف يوم ٍ‬


‫عيد ليصلي العيد‪ ،‬فلما رجع لبيته قالت‬
‫امرأتُه كم من امرأة ٍ‬
‫مجيلة نظرت إليها اليوم‪ w‬يا حسان؟ فقال‪ :‬واهلل ما‬
‫جاوز بصري موضع قدمي حىت رجعت ِ‬
‫إليك‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ 10‬من ‪19‬‬

‫نعم‪ ..‬فهم ملا حفظوا أبصارهم‪ ..‬صانوا قلوهبم‪ ..‬لذلك كانوا إذا صلوا‬
‫خشعوا‪ ،‬وإذا قرأوا القرآن بكوا‪ w،‬وإذا ذُ ّكروا تذكروا‪ ،‬وإذا ُوعظوا زاد‬
‫إمياهُن م؛ ذلك ألهنم مل يفسدوا ِرقّة قلوهبم بإطالق البصر‪..‬‬
‫وعلّيت أعيَت طبييب‬ ‫يزيد *** ِ‬
‫يامن يَرى َس َقمي ُ‬
‫ِ‬
‫القلوب‬ ‫تعجنب فهكذا جتين *** العيو ُن على‬
‫ّ‬ ‫ال‬

‫(ي ْعلَ ُم َخاِئنَةَ ْ‬


‫اَأْلعنُي ِ‬ ‫عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬عن قوله تعاىل‪َ :‬‬ ‫ُسِئل ابن ٍ‬
‫َ‬
‫فتمُّر‬ ‫ِ‬ ‫َو َما خُتْ ِفي ُّ‬
‫الرجل يكو ُن يف القوم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ور) [غافر‪ ،]19 :‬فقال‪ :‬هو‬ ‫الص ُد ُ‬
‫فنظر‬
‫بصره َ‬ ‫رفع َ‬‫بصره عنها فإذا انشغلوا عنهُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫هبم املرأ َة فرُي يهم أنَّه يغُ ُّ‬
‫ينظر إليها‪.‬‬ ‫إليها‪ ،‬وقد اطلع اهلل –تعاىل‪ -‬من قلبه أنه َو َّد لو ُ‬

‫أمام تلفا ٍز فظهرت امرأةٌ‬ ‫ِ‬


‫بني أصحابه َ‬ ‫رجل َ‬
‫جلس ٌ‬ ‫أيها املسلمون‪ :‬كما لو َ‬
‫وهو يلحظُها ببصره إذا غفلوا عنه‪..‬‬ ‫بصره عنها‪َ ..‬‬
‫غاض َ‬ ‫فأظهر هلم أنَّه ٌّ‬
‫َ‬
‫ني وما‬ ‫ٍ‬
‫جريدة أو حنوها‪ ،‬واهللُ "يعلم خائنةَ األع ِ‬ ‫أو رمّب ا كانت صور ًة يف‬
‫ُ‬
‫ختفي الصدور"‪.‬‬

‫طاوع‬ ‫ف‪ ،‬فمن‬ ‫ف ِ‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫وآخ ُرها َتلَ ٌ‬ ‫أس ٌ‬
‫فاللحظات تكو ُن كاحلسرات َّأوهلا َ‬
‫ُ‬
‫تابع َحْتفه‪.‬‬
‫طرفَهُ َ‬
‫ْ‬
‫‪ 11‬من ‪19‬‬
‫قال احلافظ أبو بكر العامري‪َّ :‬‬
‫إن الذي أمجعت عليه األمةُ واتفق على‬
‫حترميه علماءُ السلف‬
‫ِ‬
‫األجانب من الرجال‬ ‫نظر‬ ‫األمة هو َّ‬ ‫ِ‬
‫وعلماء ِ‬ ‫ِ‬
‫أن َ‬ ‫الفقهاء‬ ‫واخللف من‬
‫والنساء بعضهم إىل ٍ‬
‫بعض حرام"‪.‬‬

‫عمل وظيفي‪ w‬أو‬ ‫لوة هبا سواءٌ يف ٍ‬ ‫للمرأة واخل ِ‬ ‫ِ‬ ‫جمر ُد النظ ِر‬
‫معاشر املؤمنني‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جير‪ ..‬واهلل –تعاىل‪ -‬ملا‬ ‫ٍ‬
‫جر ذلك إىل فاحشة أو مل ّ‬ ‫حرام‪ ،‬سواءٌ ّ‬
‫غريه ٌ‬
‫ِ‬
‫(وِإ َذا َسَألْتُ ُم ُ‬
‫وه َّن‬ ‫وجه الصحابةَ كيف يتكلمون مع الصحابيات قال‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫اب ذَلِ ُك ْم َأطْ َه ُر لُِقلُوبِ ُك ْم َو ُقلُوهِبِ َّن)‬‫وه َّن ِمن ور ِاء ِحج ٍ‬
‫َ‬ ‫اسَألُ ُ ْ َ َ‬ ‫اعا فَ ْ‬
‫َمتَ ً‬
‫وغريهم من‬ ‫ٍ‬
‫وعمر وعثما َن وعلياً َ‬ ‫تأمر أبا بكر َ‬ ‫[األحزاب‪]53 :‬؛ فاآلية ُ‬
‫ٍ‬
‫صحابية؛ مع‬ ‫الثقات األخيا ِر أن إذا أراد أحدهم أن يتحدث مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحابة‬
‫أطهر‬ ‫ِ‬
‫عائشةَ وحفصةَ وأمساءَ فيُكلمها من وراء حجاب‪ .‬ملاذا؟ ذلكم ُ‬
‫لقلوبكم وقلوهبن"‪.‬‬

‫ِ‬
‫االختالط‬ ‫ِ‬
‫حرصه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على حفظ األبصا ِر ومن ِع‬ ‫ومن‬
‫احملرم‪ ،‬فقد روى البخاري أنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬كان إذا انتهى من‬
‫ّ‬
‫الصالة بالناس‪ ..‬قال للرجال‪" :‬احتبسوا يعين اجلسوا ال تستعجلوا‬
‫خترج النساء"‪ ،‬وذلك ليس فقط لئال يتزامحوا عند الباب‪،‬‬
‫باخلروج حىت َ‬
‫كال‪ ..‬ألنه يف حديث آخر قال ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬لو تركنا هذا‬
‫‪ 12‬من ‪19‬‬

‫خمصص لكنه يريد إذا خرجت النساء‬


‫هلن باب َّ‬
‫الباب للنساء"؛ فالنساء ّ‬
‫وانتشرن يف الطريق أاّل يراهن الرجال‪.‬‬

‫ني مع الرجال‬
‫أمر النّساءَ إذا صلَ َ‬
‫ومن ذلك أنّه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ :-‬‬
‫الركوع قبل الرجال؛ وذلك أنه قد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السجود أو‬ ‫رؤوسهن من‬
‫َّ‬ ‫يرفعن‬ ‫أاّل‬
‫َ‬
‫فيظهر منه شيء‪.‬‬
‫الريح إزار أحدهم ُ‬
‫حتر ُك ُ‬
‫ِّ‬

‫وكذلك هنى النيب ‪-‬صلى اهلل عله وسلم‪ -‬املرأ َة إذا خرجت إىل املسجد‬
‫تصيب خبوراً"‪.‬‬
‫َ‪w‬‬ ‫تتطيب أو‬
‫َ‬ ‫أن‬

‫الطيب ذريعةٌ ألن‬


‫َ‬ ‫فما بالك بغري املسجد كاملستشفى والسوق َّ‬
‫ألن‬
‫الرجال وجتذب أبصارهم إليها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يشمها‬

‫فمرت على‬
‫وقال ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬إن املرأة إذا استعطرت‪ّ ،‬‬
‫القوم ليجدوا رحيها فهي زانية" (رواه أبو داود)‪.‬‬

‫ط الطريق" يعين‪:‬‬
‫هلن وس ُ‬
‫وأمر ‪-‬عليه الصالة‪ w‬والسالم‪ -‬النساء أاّل يكو َ‪w‬ن َّ‬
‫جانب الطريق؛ حىت ال ِ‬
‫تصاد َم الرجال‪.‬‬ ‫أهنا إذا مشت فتكون‪ w‬يف ِ‬
‫‪ 13‬من ‪19‬‬

‫وتنظر‬ ‫ِ‬
‫ضي إىل املرأة َ‬
‫بل هنى النيب ‪-‬عليه الصالةُ والسالم‪ -‬املرأ َة أن ُت ْف َ‬
‫نفسه إىل أن‬
‫تتوق ُ‬
‫حرام حىت ال َ‬
‫زوجها‪ ،‬فهذا ٌ‬ ‫ِّث َ‬ ‫حلسنِها ومجاهلا مث حتد ُ‬
‫خميلَته‪.‬‬
‫صورها يف ِّ‬
‫بعدما َّ‬ ‫ينظر إىل تلك ِ‬
‫املرأة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫اجللوس يف‬ ‫ويف الصحيحني أنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬هنى عن‬
‫عند‬ ‫يوف ِ‬
‫الرجل َ‬ ‫ض ُ‬ ‫اجتمع ُ‬
‫َ‬ ‫الطرقات"‪ ،‬وذلك أن الناس ِ‬
‫لضيق بُيوهتم رمّب ا‬ ‫ُ‬
‫جمالسنا ما لنا منها بُ ٌّد‬ ‫ِ‬
‫هي ُ‬ ‫بابه وجلسوا معه‪ ..‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل َ‬
‫جنتمع فيه‪.‬‬
‫يوجد مكا ٌن آخر ُ‬ ‫نتحدث فيها‪ ،‬أي‪ :‬ال ُ‬
‫ُ‬

‫قال عليه الصالةُ والسالم‪" :‬إ ْن أبَيتُم إاّل ذلك يعين اضطررمُت إىل ذلك‬
‫غض البص ِر ُّ‬
‫وكف‬ ‫حق الطريق؟ قال‪ُّ :‬‬‫الطريق حقَّهُ"‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ُّ‬
‫َ‬ ‫فأعطوا‬
‫ورد السالم"‪.‬‬
‫األذى ُّ‬

‫العليم بالضمائ ِر والسرائ ِر والذي يعلم ما جيذب‬ ‫‪-‬جل وعال‪ُ -‬‬ ‫واهلل َّ‬
‫ؤم ِ‬
‫نات‬ ‫للمرأة‪ ،‬وما جيذب املرأ َة للرجل‪ ..‬قال يف كتابه‪( :‬وقُل للم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجل‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫هن) [النور‪:‬‬ ‫بدين زينتَ َّ‬
‫هن وال يُ َ‬‫روج َّ‬
‫وحيفظن فُ َ‬
‫َ‬ ‫ضن من أبصا ِر َّ‬
‫هن‬ ‫غض َ‬‫يَ ُ‬
‫ني ِمن‬ ‫ِ‬ ‫بأرجلِ َّ‬
‫هن ليُعلَ َم ما خُيْف َ‬ ‫ض ِربْ َن ُ‬
‫(واَل يَ ْ‬
‫‪ ،]31‬مث قال يف آخر اآلية‪َ :‬‬
‫أن املرأ َة إذا كانت البسةً ِ‬
‫خالخ َل يف‬ ‫هن) [النور‪ ،]32 :‬مبعىن‪َّ :‬‬‫ِزينتِ َّ‬
‫‪ 14‬من ‪19‬‬

‫مثل األساو ِر تُلبس يف ال ِرجل‪ ،‬ورمبا كان فيها‬


‫حلي َ‬
‫واخلالخل ٌّ‬
‫ُ‬ ‫قدميها‬
‫صوت مع املشي‪w.‬‬ ‫ذهب يكون هلا‬ ‫قطع ٍ‬
‫حديد أو ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫خالخل يف‬ ‫مرت أمام ٍ‬


‫رجال‪ ،‬وقد لبِست‬ ‫فأمر اهلل –تعاىل‪ -‬املرأ َة إذا َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرجال صوت اخلالخل‬
‫ُ‬ ‫قدميها أاّل تضرب برجلِها ٍ‬
‫بقوة خشيةَ أن يسمع‬ ‫َ‬
‫فيلتفتون إليها‪.‬‬

‫ينظر‬ ‫ِ ِ‬ ‫فإذا كان إمساعُ ِ‬


‫خالخل املرأة حراماً‪ ،‬فما بالُك مبن ُ‬ ‫صوت‬
‫َ‬ ‫الرجل‬
‫ِ‬
‫الساعات الطوال بأنواع الكالم‪ w‬املعسول‪.‬‬ ‫بصره أو حيادثُها‬
‫إليها أو يتبعُها‪َ w‬‬

‫نسأل اهلل –تعاىل‪ -‬أن حيفظنا من أنواع الفنت ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬

‫أقول ما تسمعون وأستغفر اهلل العظيم اجلليل يل ولكم من كل ذنب‬


‫فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬
‫‪ 15‬من ‪19‬‬

‫اخلطبة الثانية‪w:‬‬

‫والشكر له على توفيقه وامتنانه‪ ،‬وأشهد أن ال إله‬


‫ُ‬ ‫احلمد هلل على إحسانِه‬
‫عبده‬ ‫وأشهد َّ‬
‫أن حممداً ُ‬ ‫ُ‬ ‫شريك له تعظيماً لشأنه‪،‬‬
‫َ‬ ‫وحده ال‬
‫إاّل اهللُ َ‬
‫ورسولُه الداعي‪ w‬إىل رضوانه صلى اهلل وسلم وبارك عليه وعلى آله‬
‫واسنت بسنته‬ ‫أثره‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫وصحبه وإخوانه وخالّنه ومن سار على هنجه واقتفى َ‬
‫إىل يوم الدين‪.‬‬

‫يورث احلسرات والزفرات؛‬


‫احلرام ُ‬
‫النظر َ‬‫إن َ‬ ‫أما بعد‪ :‬أيها األحبةُ الكرام‪َّ :‬‬
‫العبد ما ليس قادراً عليه وال صابراً عنه وهذا من أعظم البالء‪.‬‬
‫فريى ُ‬

‫صِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫يا رامياً بِ ِ‬
‫القتيل مبا ترمي فال تُ َ‬
‫أنت ُ‬ ‫اللحظ جمتَهداً *** َ‬
‫سهام ْ‬
‫ِ‬
‫بالعطَ ِ‬
‫ب‬ ‫يأتيك َ‬‫يرتاد الشفاءَ لَهُ *** احبِس رسولَك ال َ‬
‫وباعث الطرف ُ‬ ‫ُ‬

‫نعم‪..‬‬
‫تك ِ‬
‫املناظ ُر‬ ‫ك راِئداً *** لقلبِ َ‬
‫ك يوماً أتْعبَ َ‪w‬‬ ‫أرسلت طَرفَ َ‬
‫َ‬ ‫وكنت مىت‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صابر‬
‫أنت ُ‬ ‫قادر *** عليه وال عن بعضه َ‬ ‫أنت ٌ‬ ‫رأيت الذي ال ُكلَّهُ َ‬
‫َ‬

‫ِ‬ ‫وذهاب النو ِر‬ ‫فساد ِ‬ ‫ِ‬


‫واخلشية‬ ‫ُ‬ ‫القلب‪،‬‬ ‫أيها املسلمون‪ :‬من عقوبات النظ ِر‪ُ :‬‬
‫واخلشوع‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ 16‬من ‪19‬‬
‫ِ‬
‫املراقبة‬ ‫بدوام‬ ‫باتباع ِ‬
‫السنة وباطنهُ‪ِ w‬‬ ‫قال شجاعُ الكرماين‪" :‬من َع َّمر ظاهرهُ ِ‬
‫احلالل‬
‫َ‬ ‫وأكل‬
‫وكف نفسه عن اتباع‪ w‬الشهوات َ‬
‫بصره عن احلرام‪ّ ،‬‬ ‫وغض َ‬ ‫َّ‬
‫ختطْئ له فِراسةٌ"‪.‬‬
‫مل ِ‬

‫عواقب النظ ِر ِ‬
‫احلرام‪ :‬أنه حي ِر ُم املرءَ من العلم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫الب وكي ٍع القاضي يوماً إىل ٍ‬
‫امرأة حسناءَ فتتبَّعها‪ w‬ببص ِره مث‬ ‫أحد طُ ِ‬
‫نظر ُ‬
‫أمره إىل وكي ٍع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫انصرف‪ ..‬فالح َظ َّ‬
‫ت؛ فاشتكى‪َ w‬‬ ‫فهمه وحفظهُ تشتّ َ‬ ‫أن َ‬
‫بصرك عن احلرام‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫فقال له‪ :‬غُ َّ‬

‫الطالب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فقال هذا‬
‫رك املعاصي‬ ‫شكوت إىل وكي ٍع سوءَ ِحفظي *** َ‬
‫فأرشدين إىل تَ ِ‬
‫ُ‬
‫بأن العِلم نور *** ونور ِ‬
‫اهلل ال يُؤتاهُ عاصي‬ ‫ُ‬ ‫وأخرَب ين َّ َ ٌ‬
‫نعم‪ ..‬ونور ِ‬
‫اهلل ال يُؤتاه عاصي‪.‬‬ ‫ُ‬

‫لشهواتِه‪ ،‬فقد يتعلَّق بصور ٍة‬ ‫جيعل املرءَ ذليالً َ‬ ‫ِ‬


‫من عواقب النظر احلرام‪ :‬أنه ُ‬
‫الفاس ِ‬
‫دة اليت‬ ‫القنوات ِ‬
‫ِ‪w‬‬ ‫النظر إىل‬ ‫ِ‬
‫العني تُدم ُن َ‬
‫يعش ُقها خاصةً إذا كانت ُ‬
‫ٍ‬
‫وإغراء حىت رمّب ا‬ ‫ُّج‬ ‫تُظهر املرأ َة والرجل بأهبى صور ٍة‪ ،‬وهم يف ٍ‬
‫رقص وتغَن ٍ‬ ‫َ‬
‫فُنت بذلك الرجال والنساء‪ ،‬فإذا تعلق القلب ذلّت النفس وصار العاشق‬
‫املعجب جيمع الصور ويتتبع األخبار‪ ،‬ومن تعلق قلبُه شيئاً ُو ّك َل إليه‪.‬‬
‫‪ 17‬من ‪19‬‬

‫تاب‪ .‬قال‪ :‬احلمد هلل‪.‬‬


‫قيل لإلمام أمحد ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ :-‬يا إمام فال ٌن َ‬

‫دخلت يف معصية اهلل‪.‬‬ ‫بالس ِ‬


‫ياط ما‬ ‫رب ظهري ِّ‬
‫ُ‬ ‫ض َ‬ ‫يقول لو ُ‬
‫قالوا له‪ :‬وهو ُ‬
‫معاص كان‬‫تاب من ٍ‬ ‫الرجل َ‬
‫ُ‬ ‫قالوا‪ :‬إاّل أنه ال يصرب عن النظ ِر‪ ،‬يعين‪ :‬هذا‬
‫غري أنَّه ال يصربُ عن‬ ‫ٍ‬ ‫صل قائ ٍم ِ‬
‫ومتصدق َ‬ ‫لليل ُ‬ ‫مقيماً عليها‪ ،‬واآلن‪ w‬هو ُم ٍّ‬
‫ِ‬
‫للنساء والغِلمان‪.‬‬ ‫النظ ِر ِ‬
‫احلرام‬
‫أي ٍ‬
‫توبة هذه!!‬ ‫اإلمام أمحد‪ :‬سبحان اهلل ُّ‬
‫فقال ُ‬

‫أخرياً‪ :‬أسباب ِ‬
‫إطالق البص ِر ُمتَعدِّدةٌ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أوهلا‪ :‬اتباعُ اهلوى وطاعةُ الشيطان‪.‬‬
‫ِ‪w‬‬
‫واألفالم والربامج والصو ِر الفاتنة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املسلسالت‬ ‫ومن ذلك‪ :‬مشاهدةُ‬

‫بعض النساء‬ ‫ذلك َّ‬ ‫ِ‬


‫أن َ‬ ‫ومن ذلك تربُّ ِج النساء يف األسواق‪ w‬واملستشفيات‪َ w،‬‬
‫ِ يِف َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُشجع الرجل للنظ ِر إليها؛ (ِإ َّن الَّ ِذ ِ‬
‫ين‬
‫يع الْ َفاح َشةُ الذ َ‬ ‫ين حُي بُّو َن َأ ْن تَش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الد ْنيَا َواآْل َ ِخَر ِة َواللَّهُ َي ْعلَ ُم َوَأْنتُ ْم اَل َت ْعلَ ُمو َن)‬
‫يم يِف ُّ‬‫آَمنوا هَل م ع َذ ِ‬
‫اب َأل ٌ‬
‫َُ ُْ َ ٌ‬
‫[النور‪.]19 :‬‬

‫وعالج ِ‬
‫ض البص ِر َ‬
‫وصرفُه عن احلرام‪.‬‬ ‫معروف‪ ،‬أولُه‪َ :‬غ ُّ‬
‫ٌ‬ ‫فتنة النظ ِر‬ ‫ُ‬
‫ِ‪w‬‬
‫املعشوق ال األشياءَ احلسنة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القبيحة يف‬ ‫ِ‬
‫األشياء‬ ‫ومن العالج‪ :‬أن تُ ِّ‬
‫فكَر يف‬
‫‪ 18‬من ‪19‬‬
‫خماط من ِ‬
‫أنفه‬ ‫ني واخلدَّين إمنا ختيَّل ما خيرج من ٍ‬ ‫العين ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫فال تنظُر جلمال َ‬
‫وغائطه ِ‬
‫وبوله‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مه وراِئ ِ‬
‫حة َننَت ِ فمه‬ ‫صاق من فَ ِ‬
‫وب ٍ‬
‫ُ‬
‫فكر العاشق يف منتهى‪ **** w‬حس ِن الذي ي ِ‬
‫سبيه مل يَسبِه‬ ‫لو َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬

‫ض بصره عن حماس ِن‬


‫مدح من َغ َّ‬ ‫ومن ذلك‪ :‬أن تعلم َّ‬
‫أن اهلل –تعاىل‪َ -‬‬
‫ِ‬
‫حبالوة اإلميان‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫امرأة ووعدهُ‬

‫ٍ‬
‫أورثَه اهللُ‬
‫قادر على أن ينظر إليها َ‬
‫غض بصره عن حماسن امرأة وهو ٌ‬ ‫فمن َّ‬
‫جيد حالوتَه يف قلبه‪.‬‬
‫إمياناً ُ‬
‫احلرام ِ‬
‫والفنت‪.‬‬ ‫ومن العالج‪ :‬دعاء اهلل تعاىل أن حيف َظ البصر والقلب عن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫أسأل اهلل تعاىل مبنّه وكرمه أن يُعي َذنا من الفنت ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫ُ‬
‫اللهم إنا نعوذُ بك من الفنت ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أردت‬
‫ب املساكني وإذا َ‬ ‫اللهم وفِّقنا لفعل اخلريات وترك املنكرات‪ُ w‬‬
‫وح ِّ‬ ‫ّ‬
‫بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غري خزايا وال مفتونني‪.‬‬
‫َ‬

‫اللهم إنّا نسألك من اخل ِري ُكلِّه ونعوذُ بك من ِّ‬


‫الشر كلِّه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 19‬من ‪19‬‬

‫إبراهيم وعلى ِآل‬ ‫صليت على‬ ‫حممد وعلى ِآل ٍ‬


‫حممد كما‬ ‫اللهم صل على ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِّ‬
‫إبراهيم‬ ‫باركت على‬ ‫حممد وعلى ِآل ٍ‬
‫حممد كما‬ ‫إبراهيم وبارك على ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إبراهيم إنَّك محي ٌد جميد‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعلى ِآل‬

‫عما يص ‪ww‬فو َن وس‪w w‬الم على املرس ‪ww‬لني واحلم ‪wُ w‬د ِ‬
‫هلل‬ ‫ب العِ ‪wَّ w‬ز ِة َّ‬
‫س ‪ww‬بحا َن ربِّك َر ِّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ب العاملني‬‫َر ِّ‬

You might also like