You are on page 1of 12

‫‪Mukatil Muddessir Suresi‬‬

‫مقاتل ‪: 150 -‬‬

‫سورة املدثر ‪:‬‬

‫سورة املدثر‬
‫مكيٌة ‪ ،‬عدُدها سٌت ومخسوَن آيًة كويف‬

‫‪َ(-1‬يَأُّيَه ا اْلُم َّد ِّثُر )‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫{ يا أيها املدثر } يعين النَّيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وذلك أَّن كفاَر مكَة آَذوُه ‪ ،‬فانطلَق إىل‬
‫جبِل ِح راَء ِلَيتوارى عنهم ‪ ،‬فبينما هو ميشي ‪ ،‬إذ ِمَس َع ُمناديا يقوُل ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬فنظَر ميينا ومشاال‬
‫وإىل السماِء ‪َ ،‬فلْم َيَر شيئا ‪ ،‬فمضى على وجِه ِه ‪ ،‬فُنوِدَي الثانيَة ‪ :‬يا حممد ‪َ ،‬فَنَظَر ميينا ومشاال ‪،‬‬
‫وِم ْن َخ ْلفِه‪َ ،‬فَلْم َيَر شيئا إال السماء ‪َ ،‬فَف ِز َع ‪ ،‬وقاَل ‪ :‬لعلَ هذا شيطاٌن يدعوين ‪ ،‬فَم ضى على‬
‫وجهِه ‪ ،‬فُنودي يف َقَف اُه ‪ :‬يا حممد ‪ ،‬يا حممد ‪ ،‬فنظَر خلَف ُه ‪ ،‬وعن ميينِه ‪ ،‬مث نظَر إىل السماِء ‪،‬‬
‫فرأى مثَل السريِر بَني السماِء واألرِض ‪ ،‬وعليه َدْر ُبوَكٌة قد غلطت (َغَّطِت ) األفُق ‪ ،‬وعليه‬
‫جربيُل ‪ ،‬عليه السالُم ‪ ،‬مثُل النوِر املتوقِد َيتألُأل حىت كاَد أْن َيغشى البصُر ‪ ،‬فَف ِز َع َفَز عا‬
‫شديدا ‪ ،‬مث َو قع َم غشيا عليه وَلِبَث ساعًة ‪.‬‬
‫مث أفاَق ميشي ربه (َو ِبِه) َر عدٌة شديدٌة ‪ ،‬وِر ْج الُه تْص َطِلكاِن راجَعا حىت دخَل على خدجيَة ‪،‬‬
‫َفدعا مباٍء َفَص َّبُه عليِه ‪ ،‬فقاَل ‪ :‬دثروين ‪ ،‬فدَّثرُو ه ِبَق ِط يَف ٍة حىت استدَفَأ ‪ ،‬فلما أفاَق ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد‬
‫أشفقُت على نفسي ‪ ،‬قالْت لُه خدجيُة ‪ :‬أبشْر فواِهلل ال َيُس وؤَك اُهلل أبدا ألنَك َتْص ُد ُق احلديَث ‪،‬‬
‫وَتِص َل الرِح َم ‪ ،‬وْحَتِم ُل الكَّل ‪ ،‬وُتْق ِر ى الضيَف ‪ ،‬وُتعُني على نوائِب اخلري ‪.‬‬
‫ِب ٍة‬ ‫ِة‬
‫فأتاه جربيُل ‪ ،‬عليه السالُم ‪ ،‬وهو ُمَتقِّنٌع بالقطيف ‪ ،‬فقال ‪ {:‬يا أيها املدثر } قطيف ‪ ،‬اْلُم َتَق ِّنُع‬
‫فيها‬
‫‪ُ(-2‬قْم َفَأْنِذْر )‬

‫{ قم فأنذر } كفاُر مكَة العذاَب ِأْن مل ُيوحدوا اَهلل َتعاىل‬

‫‪َ(-3‬و َر َّبَك َفَك ِّبْر )‬

‫{ وربك فكرب } يعين َفَعِّظم ‪ ،‬وال ُتعِّظمَّن كفاَر مكَة يف نفِس َك ‪ ،‬فقاَم من َم ضجِعِه ذلَك ‪،‬‬
‫فقاَل ‪ :‬ا أك كبريا ‪َ ،‬فكرب خدجيُة ‪ ،‬وخرج وعِلم أنه قد ُأوحي إليِه‬
‫ْت‬ ‫ْت‬ ‫ْت‬ ‫ُهلل ُرب‬
‫‪َ(-4‬و ِثَياَبَك َفَطِّه ْر )‬

‫ِة ِم‬
‫{ وثيابك فطهر } يقوُل ‪َ :‬طِّه ْر بالتوب ن املعاصي ‪ ،‬وكانت العرُب تقوُل للرجِل ‪ :‬إذا أْذَنَب‬
‫أنه َدَّن الثيا ‪ ،‬وإذا ُتويف ‪َ ،‬قالوا ‪ :‬إَّنه َلطاِه الثياِب‬
‫ُر‬ ‫َس َب‬
‫‪َ(-5‬و الُّر ْجَز َفاْه ُجْر )‬

‫ِت‬ ‫ِن‬
‫{ والرجز فاهجر } يعين األوثاُن ‪ ،‬يساف (أساُف ) ونائلُة ومها صنما عنَد البي مُي سُح‬
‫وُج وَه ُه ما َمْن َم َّر هبما ِم ْن كفاِر مكَة ‪ ،‬فأمَر اُهلل تبارَك وتعاىل النَّيب صلى اهلل عليه وسلم أْن‬
‫ْجَيَتنْبُه ما ‪ ،‬يعين بالرجِز أوثاٌن ال تتحرُك مبنزلِة اإلبِل ‪ ،‬يعين داٌء َيأخُذ ها ذلَك الداُء ‪ ،‬فال تتحرْك‬
‫ِم ْن َو َج ِع الِّر جِز َفَش َّبَه اآلهلَة هبا ‪.‬‬

‫‪َ(-6‬و ال ْمَتُنْن َتْس َتْك ِثُر )‬


‫ِل‬
‫مث قال ‪ {:‬وال متنن تستكثر } يقوُل ‪ :‬وال ُتعِط َعطيًة ُتعَطى أكثَر ِم ْن َعِط َّيِتَك‬

‫‪َ(-7‬و ِلَر ِّبَك َفاْص ْرِب)‬

‫{ ولربك فاصرب } ُيعزي نبَّيُه صلى اهلل عليه وسلم ِليصَرب على األذى والتكذيِب ِم ْن ُك فاِر َم كَة‬
‫‪.‬‬

‫‪َ(-8‬فِإَذا ُنِق َر يِف الَّناُقوِر )‬


‫{ فإذا نقر يف الناقور } يعين ُنفَخ يف الصوِر ‪ ،‬والَّناقوُر الَق ْر ُن الذين (الذي) َينفُخ ِفيه إسرافيُل‪،‬‬
‫وهو الُّصوُر‬
‫‪َ(-9‬فَذ ِلَك َيْو َم ِئٍذ َيْو ٌم َعِس ٌري)‬

‫{ فذلك يومئذ يوم عسري } يعين مَش َّقُتُه وِش َّد ُتُه‪،‬‬

‫‪َ(-10‬عَلى اْلَك اِفِر يَن َغْيُر َيِس ٍري )‬

‫مث أخَرب على َمْن َعَّس َر ُه ‪ ،‬فقال ‪ {:‬على الكافرين غري يسري } غُري هٍنِّي ‪ ،‬وَيهوُن ذلك على‬
‫املؤمِن كأدىن صالتِه‬

‫‪َ(-11‬ذْر يِن َو َمْن َخ َلْق ُت َو ِح يًد ا)‬

‫{ ذرين ومن خلقت وحيدا } يعين الوليُد بُن املغريِة اْلَم ْخ ُز وِم ِّي ‪ ،‬كان ُيسمى الوحيُد يف‬
‫قومِه ‪ ،‬وذلَك أن اَهلل عَّز وجَل أنزَل على النِيب صلى اهلل عليه وسلم { حم تنزيُل الكتاِب من‬
‫اِهلل العزيِز العليِم غافِر الذنِب وقابِل التوِب شديُد العقاِب ذي الَّطوِل ال إلَه إال هو إليه املصُري }‬
‫[ غافر ‪. ] 3-1:‬‬
‫فلما نزل هذه اآليُة قا الن صلى اهلل عليه وسلم يف املسجِد احلراِم فقرأها والوليُد اب املغريِة‬
‫ُن‬ ‫َم ُيب‬ ‫ْت‬
‫قريبا منه يستمُع إىل قراءِتِه ‪ ،‬فلما َفَطَن صلى اهلل عليه وسلم أْن الوليَد بَن املغريِة يستمُع إىل‬
‫قراءتِه أعاَد النُيب صلى اهلل عليه وسلم َيقرأ هذِه اآليِة ‪ {:‬حم تنزيل الكتاب من اهلل العزيز } يف‬
‫ِل‬ ‫ِك‬ ‫ِم‬ ‫ِل‬ ‫ِه‬ ‫ِه‬
‫ُملك { العليم } خبلق { غافر الذنب } َمْن تاَب ن الشر ‪ { ،‬وقابل التوب } َم ن تاَب‬
‫ِغ‬ ‫ِك‬ ‫ِم‬ ‫ِك‬ ‫ِم‬
‫ن الشر ‪ { ،‬شديد العقاب } ملن مل َيُتْب ن الشر { ذي الطول } يعين ذي ال ىن َعَّم ْن‬
‫مل ُيوِّح ْد ‪ ،‬مث وَّح د الرُب نفّس ُه حني مل ُيوحْد ُه كفاُر مكَة ‪ ،‬فقاَل ‪ {:‬ال إله إال هو إليه‬
‫املصري } يعين مص اخلالئِق يف اآلخرِة إليه ‪ ،‬فلما مسعها الولي انطل حىت أتى جمل بين خمزوٍم‬
‫َس‬ ‫ُد َق‬ ‫ُري‬
‫‪ ،‬فقاَل ‪ :‬واِهلل لقد مسعُت ِم ن حممد كالما آنفا ما هو من كالِم اإلنِس ‪ ،‬وال ِم ن كالِم اجلِن ‪،‬‬
‫وأَّن أسفُلُه ُلْم ِعرٌق ‪ ،‬وأن أعالُه َلُم وِفٌق ‪ ،‬وأن له حَل الوٌة ‪ ،‬وأن عليه َلطالوٌة ‪ ،‬وأنه َليعلو وما‬
‫ُيعلى ‪.‬‬
‫مث انصرف إىل منزلِه ‪ ،‬فقالْت قريٌش ‪ :‬لقد سبأ (َص بأ) الوليُد ‪ ،‬واِهلل َلِئْن َص بأ َلَتْص بون (َلَتْص ُبو)‬
‫قريُش كُّلها ‪ ،‬وكاَن يقاُل للوليِد ‪ :‬رحيانُة قريٍش ‪ ،‬فقال أبو جهٍل ‪ :‬أنا أْك فْيُك موُه ‪ ،‬فانطلَق أبو‬
‫جهٍل حىت دخَل على الوليِد ‪ ،‬فقعَد إليه َك ِش ْبِه احلزيِن ‪ ،‬فقال له الوليُد ‪ :‬ما يل أراَك يا ابَن أخي‬
‫حزينا ؟ فقال أبو جهُل ‪ :‬ما مينُعيِن أن ال أحزَن وهذِه قريُش جيمعوَن لَك نفقًة ِلُيِعيُنوَك على‬
‫ِكِرَب َك ‪ ،‬ويزُعمون أنَك إمنا زَّيْنَت قول حممٍد ِلُتصيَب ِم ْن َفضِل َطعامِه ‪ ،‬فغضَب الوليُد عند ذلك‬
‫‪ ،‬وقال ‪ :‬أو ليَس قد علمْت قريش أين ِم ن أكثِر هم ماال وولدا ‪ ،‬وهل َيشبُع حممٌد وأصحابُه ِم ن‬
‫الطعاِم ‪ ،‬فيكوُن هلم فضٌل ؟ فقال أبو جهل ‪ :‬فإهنم يزعمون أنك إمنا َز ينَت قوَل حممٍد من أجِل‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫فقام الوليُد فانطلَق مع أيب جهِل ‪ ،‬حىت أتى جملِس قوه (قوِم ) بين خمزوٍم ‪ ،‬فقاَل ‪ :‬تزعموَن أن‬
‫حممدا كاِه ٌن ‪ ،‬فهل مسعتموُه خُي ُرب مبا يكون يف غٍد ؟ قالوا ‪ :‬اللهم ال ‪ ،‬قال ‪ :‬ويزعمون أن‬
‫حممدا شاعر ‪ ،‬فهل رأيتموه َينطق فيكم بشعٍر قٍط ؟ قالوا ‪ :‬اللهم ال ‪ ،‬قال ‪ :‬وتزعمون أن حممد‬
‫(حممدا) كذاٌب ‪ ،‬فهل رأيتموه يكذُب فيكم قُط ؟ قالوا ‪ :‬اللهم ال ‪ ،‬وكان ُيسمى حممد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم قبل النبوة األمُني ‪ ،‬فَبَّر أُه من هذه املغالة (املقالِة)كِلها ‪.‬‬
‫فقالْت قريُش ‪ :‬وما هو أبا املغريِة ؟ فتفكَر يف نفسِه ما يقوُل عن حممٍد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬مث‬
‫نظَر فيما يقوُل عنه ‪ ،‬مث َعبَس وجهُه ‪ ،‬ويسر (َبَس ر) يعين وَك َلَح ‪ ،‬فذلك قولٌه عَّز وجَّل ‪ {:‬إنه‬
‫فكر وقدر } ‪ ،‬وما يقوُل حملمٍد ‪ ،‬فقَّد َر له السحَر ‪ ،‬يقوُل اهلل تبارَك وتعاىل ‪ {:‬فُقتل } يعين‬
‫ُلعَن { كيف قدر } حملمٍد صلى اهلل عليه وسلم السحَر ‪ ،‬مث نظَر ‪ ،‬مث عبَس ‪ ،‬يقول ‪َ :‬ك لح‬
‫وَبسر ‪ ،‬يعين وتغَري لوُنُه يعين أعرَض عن اإلمياِن { استكرب عنه فقال } الوليُد لقوِمِه ‪ {:‬إن‬
‫هذا } الذي يقوُل حممٌد { إال سحر يؤثر } فقال له قوُمُه وما السحُر يا أبا املغريَة ؟ وفرحوا ‪،‬‬
‫ِذ‬
‫فقال ‪ :‬شيٌء يكوُن ببابَل إذا تعلمُه اإلنساُن ُيفِّرُق بَني االثنِني وحممٌد َيأُثُر ُه ‪ ،‬وَّملا ْحَي ُفُه بعُد وأُمْي‬
‫اِهلل ‪ ،‬لقد أصاَب فيه حاجَتُه أَم ا رأيُتُم وُه َفرَّق بني فالٍن وبني أهلِه ‪ ،‬وبَني فالٍن وبني أبيه ‪ ،‬وبني‬
‫فالن وبني أخيه ‪ ،‬وبني فالن وبني َم والٌه ‪ ،‬فهذا الذي يقول حممٌد سحٌر ُيؤثُر عن ُمسليمَة بِن‬
‫حبيٍب احلنفِي الكذاِب يقول ‪َ :‬يرويِه عنُه ‪ ،‬فذلَك قوله ‪ {:‬إن هذا إال سحر يؤثر } يقول ‪ :‬إن‬
‫هذا الذي يقول حممٌد إال قوُل َبشٍر ‪.‬‬
‫ِب‬ ‫ِت ِه ِه ِم‬ ‫ِك‬ ‫ِة‬
‫قال الوليُد بُن املغري ‪ :‬عن َيساِر أيب َف يهَة هو الذي يأ ي ب ْن مسيلمَة الكذا ‪ ،‬فجعَل اُهلل‬
‫َله َس قٌر ‪ ،‬وهو الباُب اخلامُس ِم ن جهنٍم ‪ ،‬فلما قال ذلك الوليُد َشَق ى (َش َّق ) ذلك على النِيب‬
‫صلى اهلل عليه وسل ما مل ُش َّق عليه ‪ ،‬فيما ُقذَف بغريِه من الكذِب ‪ ،‬فأنزَل ا تعاىل على نبيِه‬
‫ُهلل‬ ‫َي‬ ‫َم‬
‫ِم‬ ‫ِه ِل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ُيعزي يصَرب على تكذيِبهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا حممُد { كذلك ما أتى الذيَن ْن‬
‫قبلِه م ِم ْن رسوٍل إال قالوا ساحٌر أو جمنوٌن } [ الذاريات ‪ ، ] 52:‬وأنزَل يف الوليِد بِن املغريِة ‪:‬‬
‫{ ذرين ومن خلقُت وحيدا } يقول ‪َ :‬خ ِّل بيين يا حممُد وبني َمْن خلقُت وحيدا ‪ ،‬يقول ‪ :‬حَني‬
‫ِه‬
‫مل يكن له ماٌل وال بنوٌن ‪ ،‬يعين َخ ِّل بيين وبينه ‪ ،‬فأنا أتفرُد هبالك ‪ ،‬وأما الوليُد ‪ ،‬يعين َخ لقُتُه‬
‫ليس له شيٌء ‪ ،‬يقوُل عز وجل فأعطيُتُه املاَل والولَد ‪.‬‬
‫فذلك قوله ‪ {:‬وجعلت له ماال ممدودا }‬

‫‪َ(-12‬و َجَعْلُت َلُه َم اال ْمَمُد وًدا)‬

‫ِف‬ ‫ِل‬
‫{ وجعلت له ماال ممدودا } يعين باملا ُبستاُنُه الذي له بالطائ ‪ ،‬واملمدوُد الذي ال ينقطُع‬
‫ِه‬
‫خُريُه شتاًء وال صيفا ‪ ،‬كقول ‪ {:‬وظل ممدود } يعين ال ينقطُع‬
‫‪َ(-13‬و َبِنَني ُش ُه وًدا)‬

‫{ وبنني شهودا } يعين حضورا ال يغيبوَن أبدا عْنُه يف جتارٍة وال غِري ها لكثرِة أمواِهلم مبكَة ‪،‬‬
‫وكلُه ْم رجاٌل منهم الوليُد بُن الوليِد ‪ ،‬وخالُد بُن الوليِد ‪ ،‬وهو سيُف اِهلل أسلَم بعد ذلك ‪،‬‬
‫ِد‬ ‫ِد‬ ‫ِد‬ ‫ِد‬
‫وُعَم ارُة بُن الولي ‪ ،‬وهشاُم بُن الولي ‪ ،‬والعاُص بُن الولي ‪ ،‬وقيُس بُن الولي ‪ ،‬وعبُد مشِس بُن‬
‫الوليِد ‪.‬‬

‫‪َ(-14‬و َم َّه ْد ُت َلُه ْمَتِه يًد ا)‬

‫مث قاَل ‪ {:‬وَم َّه ْد ُت له متهيدا } يقوُل ‪ :‬بسطُت له يف املاِل والولِد واخلِري َبسطا‬

‫‪َّ(-15‬مُث َيْطَمُع َأْن َأِز يَد )‬

‫{ مث يطمع أْن أزيَد } ال ُأِز يُد ُه بْل أقطُع ذلك عنه وُأهِلكه ‪ ،‬مث منعُه اُهلل املاَل ‪ ،‬فلم ُيعِطِه شيئا‬
‫حىت افتقَر وسأَل الناَس ‪ ،‬فأهلكُه اُهلل َتعاىل ‪ ،‬وماَت فقريا يف اْلُمْس َتهَز ئِني ‪.‬‬

‫‪َ(-16‬ك اَّل ِإَّنُه َك اَن آلَياِتَنا َعِنيًد ا)‬


‫مث نع عمُل اخلبيُث ‪ ،‬فقال ‪ {:‬كال إنه كان آلياتنا عنيدا } يعين كان عن آياِت القرآِن‬
‫َت ُه‬
‫ُمعِر ضا َجُمانبا له ال ُيؤمُن بالقرآِن ‪.‬‬

‫‪َ(-17‬س ُأْر ِه ُقُه َصُعوًدا)‬

‫مث أخَرب اُهلل تعاىل ما َيصنُع به يف اآلخرِة ‪ ،‬فقاَل ‪ {:‬سأرهقه صعودا } يعين َس ُأكِّلُفُه أْن َيصعَد‬
‫على صخرٍة ِم ن الناِر َم لسا يف الباِب اخلامِس ‪ ،‬واس ذلك الباُب َس َق ‪ ،‬يف تلَك الصخرِة‬
‫ٌر‬ ‫ُم‬ ‫َء‬
‫ُك وى خَت رُج منها ريٌح ‪ ،‬وهي ريٌح حارٌة ‪ ،‬وهي ُتناثُر حلَم ُه يقوُل اهلل جَل وعَز ‪ {:‬سأرهقه‬
‫صعودا } يقوُل ‪ :‬سُأْغ ِش ى وجُهُه تلَك الصخرِة ‪ ،‬وهي جبٌل ِم ن ناٍر طوُلُه مسريُة سبعَني سنًة ‪،‬‬
‫وُيْص َعُد به فيها على وجهِه ‪ ،‬فإذا بلَغ الكافُر أعالها احنَّط إىل أسفِلها ‪ ،‬مث ُيكَّلُف أيضا ُصعوَدها‬
‫‪ ،‬وخَي رُج إليه ِم ن ُك وى ِتلك الصخرِة ريٌح باردٌة ِم ن فوِقها وِم ن حتِتها تقطُع تلَك الريُح ْحَلَم ُه ‪،‬‬
‫وِج لَد ُة وجهِه ‪ ،‬فُك لما ُأصِعَد أَص ابُتُه تلَك الريُح وإذا احنَّط ‪ ،‬حىت ينتثَر اللحُم ِم ن العظِم ‪ ،‬مث‬
‫َيشرُب ِم ْن عية آنيٍة ‪ ،‬اليت قد انتهى حُر ها ‪ ،‬فهذا دأُبُه أبدا ‪.‬‬

‫‪ِ(-18‬إَّنُه َفَّك َر َو َقَّد َر )‬


‫ٍد‬ ‫ِة‬
‫مث قال ‪ ،‬يعين الوليُد بُن املغري ‪ {:‬إنه فكر } يف أمِر حمم صلى اهلل عليه وسلم فزعَم أنه ساحٌر‬
‫‪ ،‬وقاَل مث ما قاَل يف التقدِمي { وَقَّد } يف قوله ‪ :‬إن حممدا يفرُق بني االثنِني‬
‫َر‬ ‫َل‬
‫‪َ(-19‬فُقِتَل َك ْيَف َقَّد َر )‬

‫{ فقتل } يقول ‪ :‬فُلعن { كيف قدر } الِّس حَر‬


‫‪َّ(-20‬مُث ُقِتَل َك ْيَف َقَّد َر )‬

‫{ مث قتل كيف قدر } يعين مث ُلعَن كيف قَّدر‬

‫‪َّ(-21‬مُث َنَظَر )‬

‫{ مث نظر } فيما يقوُل حملمٍد صلى اهلل عليه وسلم من السحِر‬


‫‪َّ(-22‬مُث َعَبَس َو َبَسَر )‬

‫{ مث عبس } وجُهُه يعىن َك َلَح كقولِه ‪ {:‬عبس وتوىل } [ عبس ‪ ، ] 1:‬يعىن َك َلَح وجوه‬
‫( ) اب أِّم كتوٍم { وبسر } يعين وتغ َلوُن وجهِه‬
‫َري‬ ‫َو ْجُه ُن َم‬
‫‪َ(-26‬س ُأْص ِليِه َس َق َر )‬

‫{ سأصليه سقر } يعين الباُب اخلامُس ِم ن جهنٍم ‪.‬‬

‫‪(-28‬ال ُتْبِق ي َو ال َتَذ ُر )‬

‫مث أخَرب اُهلل عنها تعظيما هلا ‪ ،‬لشدهِت ا ِليعِذَبُه هبا ‪ ،‬فقال ‪ {:‬ال تبقي وال تذر } يعين ال ُتبقي‬
‫الناُر إذا رأُهتْم حىت تأكَلهم وال َتذرُه م إذا َح لُف وا هلا حىت تواِقَعهم‬

‫‪َ(-29‬لَّو اَح ٌة ِلْلَبَش ِر )‬

‫{ لواحة للبشر } ْحُمِر َقٌة للَخ ْلِق‬

‫‪َ(-30‬عَلْيَه ا ِتْس َعَة َعَش َر )‬

‫ِة‬ ‫ِم‬
‫{ عليها تسعة عشر } يقوُل ‪ :‬يف الناِر ن املالئك تسعَة عشٍر َخ زنُتها ‪ ،‬يعين َم الكا ‪ ،‬ومعُه‬
‫مثانيَة عش َم َلكا ‪ ،‬أعيُنهم كالربِق اخلاطِف ‪ ،‬وأنياهُب م كالصياِص ى ‪ ،‬يعين مث ُقروِن البقِر‬
‫ُل‬ ‫َر‬
‫ِه‬ ‫ِك‬ ‫ِه‬ ‫ِم‬
‫وأشعاِر هم مَت ُّس أقداُمهم ‪ ،‬خيرُج هلُب الناِر ن أفوا هم ‪ ،‬ما بَني َم ْن ْيَب أحد م مسريُة سبعَني‬
‫سنًة َيسُع كُّف أحدِه ْم مثُل ربيعَة وُمَض ٍر ‪ ،‬قد ُنِز عْت منهم الرأفُة والرمحُة ِغَض ابا يدفُع أحدهم‬
‫سبعَني ألفا ‪ ،‬فُيلقيهم حيُث أراَد ِم ن جهنم ‪ ،‬فَيهوى أحُد ُه م يف جهنَم مسريَة أربعَني سنًة ‪ ،‬ال‬
‫َتضُّر هم الناُر ألَّن ُنورهم أشُّد ِم ن َح ِّر الناِر ‪ ،‬ولوال ذلك مل َيطيقوا دخوَل الناِر ُطرفَة عٍني ‪،‬‬
‫فلما قال اهلل ‪ {:‬عليها تسعة عشر } ‪ ،‬قال أبو جه ب هشام ‪ :‬يا معش قريٍش ‪ ،‬ا ِلمحمٍد‬
‫َم‬ ‫َر‬ ‫ُل ُن‬
‫ِد‬ ‫ِم‬
‫ن اجلنو إال تسعَة عشَر ‪ ،‬ويْز ُعُم أهنم َخ زنُة جهنَم خَي وُفكم ِبتسعَة عشَر ‪ ،‬وأنتم أَلُّد ُه ْم أيعَجُز‬
‫كُّل مائٍة منكم أْن َتبطَش بواحٍد منهم ‪َ ،‬فيخرجوا منها ‪.‬‬
‫أمح‬ ‫‪،‬‬ ‫َة‬‫عشر‬ ‫َة‬ ‫سبع‬ ‫أكفيكم‬ ‫أنا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال أ و األَش َّد ِن ‪ :‬ا ُأ ُد َك ْلَد َة ب لٍف ا ِح‬
‫ُل‬ ‫ُّي‬ ‫ُن َخ ُجلَم‬ ‫ْي ُمْسُه َس ْي ْبُن‬ ‫ُب‬
‫منهم َعْش رًة على ظهري ‪ ،‬وسبعًة على صدري ‪ ،‬واكفويِن منهم اثنِني ‪ ،‬وكان َش ديدا ‪ ،‬فسمى‬
‫أبا األَش َّديِن لشدِتِه بذلك مُس ي ‪ ،‬وكنيُتُه أبو األعوِر ‪.‬‬
‫ِل ِق َّلِذ‬ ‫ِإ ِف ِل ِذ‬ ‫ِع‬ ‫ِر ِإ ِئ‬
‫‪َ(-31‬و َم ا َجَعْلَنا َأْص َح اَب الَّنا ال َم ال َك ًة َو َم ا َجَعْلَنا َّد َتُه ْم ال ْتَنًة َّل يَن َك َف ُر وا َيْس َتْي َن ا يَن‬
‫ُأوُتوا اْلِكَتاَب َو َيْز َداَد اَّلِذي آَم ُنوا ِإَمياًنا َو ال َيْر َتاَب اَّلِذي ُأوُتوا اْلِكَتاَب َو اْلُم ْؤ ِم ُنوَن َو ِلَيُقوَل اَّلِذي يِف‬
‫َن‬ ‫َن‬ ‫َن‬
‫ُقُلوِهِبْم َم َر ٌض َو اْلَك اِفُر وَن َم اَذا َأَر اَد الَّلُه َهِبَذ ا َم َثال َك َذ ِلَك ُيِض ُّل الَّلُه َمْن َيَش اُء َو َيْه ِدي َمْن َيَش اُء َو َم ا‬
‫َيْع َلُم ُج ُنوَد َر ِّبَك ِإال ُه َو َو َم ا ِه َي ِإال ِذْك َر ى ِلْلَبَش ِر )‬

‫قال اهلل تعاىل ‪ {:‬وما جعلنا أصحاب النار إال مالئكًة } يعىن خزن (ُخ َّز اُن ) الناِر { وما جعلنا‬
‫عدهتم } يعين ِقَّلُتهم { إال فتنة للذين كفروا } حني قال أبو األَش َّديِن ‪ ،‬وأبو جهٍل َم ا قاال ‪،‬‬
‫ِد‬ ‫ِل ٍد ِم‬
‫فأنزَل اُهلل تعاىل يف قوِل أيب جهٍل ‪َ :‬م ا ُم حم ن اجلنو إال تسعَة عشَر ‪ { ،‬وما يعلم جنوَد‬
‫ربك إال هو } يقوُل ‪ :‬ما يعلُم كثرهُت م أحٌد إال اُهلل ‪ .‬وأنزَل اُهلل يف قوِل أيب األَش َّديِن ‪ :‬أَنا‬
‫أكفيُك م منهم سبعَة عشَر ‪ {:‬عليها مالئكٌة ِغالٌظ ِش داٌد } [ التحرمي ‪ { ] 6:‬وما جعلنا‬
‫أصحب النار إال مالئكة } يعىن ُخ َّز اُن الناِر { وما جعلنا عدهتم } يعين ِقَّلُتهم { إال فتنة للذين‬
‫ِل‬ ‫ِل‬ ‫ِم‬
‫كفروا } يعين أبا جهٍل ‪ ،‬وأبا األَش َّديِن ‪ ،‬واملستهزئَني ن قريٍش ‪ { ،‬يستيقَن } كي َيْس َتْيقَن‬
‫{ الذين أوتوا الكتاب } يقوُل ‪ِ :‬ليعلَم ُمؤمنو أهَل التوراِة أْن الذي قاَل حممٌد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم حٌق ‪ ،‬ألَّن ِعدَة ُخ َّز اُن جهنٍم يف التوراِة تسعَة عشَر ‪.‬‬
‫{ ويزداد الذين آمنوا إميانا } يعين تصديقا وال شُّك وا يف حممٍد صلى اهلل عليه وسلم مبا جاء بِه‬
‫َي‬
‫{ وال يرتاب } يقول ‪ :‬وِلكي ال َيرتاَب يعين ِلكي ال َيُش َّك يقوُل ‪ِ :‬لئال َيُش َّك { الذين أوتوا‬
‫ٍم‬ ‫ِة‬
‫الكتاب } يعين أهُل التورا { و } ال يشك { واملؤمنون } أن خزنَة جهن تسعَة عشَر‬
‫{ وليقول الذين يف قلوهبم مرض } يعين الشُك ‪ ،‬وهم اليهوُد ِم ن أهِل املدينِة { والكافرون }‬
‫ِم ن أهِل مكِة ‪ ،‬يعين مشركي العرِب { ماذا أراد اهلل هبذا مثال } يعين ِذْك ُر ُه ِعدُة َخ زنَة جهنٍم ‪،‬‬
‫َيْس َتِق ُّلوهَن م ‪.‬‬
‫يقول اهلل عز وجل ‪ {:‬كذلك يضل اهلل } هبذا املثُل { من يشاء } عن دينِه { ويهدي من‬
‫يشاء } إىل دينِه وأنزَل يف قوِل أيب جهٍل ‪ ،‬وأيب األَش َّديِن ما ِلمحمٍد ِم ن اجلنوِد إال تسعَة‬
‫عشَر ‪ ،‬فقال اهلل تعاىل ‪ {:‬وما يعلم جنود ربك إال هو } من الكثرِة حَني اْس َتَق ُّلوُه ْم ‪ ،‬فقال أبو‬
‫جهٍل لقريش ‪ :‬أيعجُز ‪ . . .‬مثُل ما قاَل يف التقدِمي ‪ ،‬وقالوا ما قالوا ‪.‬‬
‫مث رجَع إىل َس قٍر ‪ ،‬فقال ‪ {:‬وما هي } يعين َس َق َر { إال ذكرى للبشر } يعين سقُر َتذكٌر‬
‫وتفكٌر للعاِمَل ‪.‬‬

‫‪َ(-32‬ك اَّل َو اْلَق َم ِر )‬

‫مث أقسَم الرُب ِم ن أجِل َس َق َر ‪ ،‬فقال ‪ {:‬كال والقمر }‬

‫‪َ(-33‬و الَّلْيِل ِإْذ َأْد َبَر )‬

‫{ والليل إذ أدبر } يعين إذا ذهبْت ُظْلَم ُتُه‬


‫‪َ(-34‬و الُّصْبِح ِإَذا َأْس َف َر )‬

‫{ والصبح إذا أسفر } يعين ضوُءُه عن ُظلمِة الليِل‬

‫‪ِ(-35‬إَّنَه ا ِإل ْح َد ى اْلُك ِرَب )‬

‫{ إهنا } إَّن َس قَر { إلحدى الكرب } ِم ن أبواِب جهنَم السبعَة ‪ :‬جهنُم ‪ ،‬وَلظى ‪ ،‬واُحْلَطمُة ‪،‬‬
‫والسعُري ‪ ،‬وسقُر ‪ ،‬واجلحيُم ‪ ،‬واهلاويُة‬

‫‪َ(-36‬نِذيًر ا ِلْلَبَش ِر )‬

‫{ نذيرا } يعين تذكرًة { للبشر } يعين للعاملَني‬


‫‪ِ(-37‬لَمْن َش اَء ِم ْنُك ْم َأْن َيَتَق َّد َم َأْو َيَتَأَّخ َر )‬

‫{ ملن شاء منكم أن يتقدم } يف اخلِري { أو يتأخر } منه إىل املعصية هذا هتديٌد ‪ ،‬كقولِه ‪:‬‬
‫{ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [ الكهف ‪ ، ] 29:‬وكقولِه ‪ {:‬اعملوا ما شئتم }‬
‫[ فصلت ‪. ] 40:‬‬

‫‪ُ(-38‬ك ُّل َنْف ٍس َمِبا َك َس َبْت َر ِه يَنٌة)‬


‫{ كل نفس مبا كسبت رهينة } يقوُل ‪ :‬كُّل كافٍر ُمرهتٌن ِبذنوبِه يف الناِر ‪،‬‬

‫‪ِ(-39‬إال َأْص َح اَب اْلَيِم ِني )‬

‫مث استثىن ‪ ،‬فقاَل ‪ {:‬إال أصحاب اليمني } الذي أعطوا ُك ُتَبُه م بَأَمْياهِن م وال َيْر هتنون ِبذنوهِب م يف‬
‫الناِر ‪،‬‬

‫‪(-40‬يِف َج َّناٍت َيَتَس اَءُلوَن )‬

‫مث ُه م ‪ { :‬يف جنات يتساءلون }‬

‫‪َ(-41‬عِن اْلُم ْج ِر ِم َني )‬

‫{ عن اجملرمني } فلما أخرَج اُهلل أهَل التوحيِد ِم َن الناِر ‪،‬‬

‫‪َ(-42‬م ا َس َلَكُك ْم يِف َس َق َر )‬

‫قال املؤمنوَن ِلَمْن َبِق ي يِف الناِر ‪ {:‬ما سلككم يف سقر } يعين َم ا جعلكم يف سقٍر ‪ ،‬يعين ما‬
‫َحَبَس ُك ْم يف الناِر ‪.‬‬

‫‪َ(-43‬قاُلوا ْمَل َنُك ِم َن اْلُم َص ِّلَني )‬

‫فأجا أه الناِر عن أنفِس هم ‪ {:‬قالوا مل نك من املصلني } يف الدنيِا ِهلل‬


‫َبُه ْم ُل‬
‫‪َ(-44‬و ْمَل َنُك ُنْطِعُم اْلِم ْس ِكَني )‬

‫{ ومل نك نطعم املسكني } يف الدنيا‬

‫‪َ(-45‬و ُك َّنا ُخَنوُض َمَع اَخْلاِئِض َني )‬

‫{ وكنا خنوض مع اخلائضني } يف الدنيا يف الباطِل والتكذيِب كما خَي وُض كفاُر مكَة‬

‫‪َ(-46‬و ُك َّنا ُنَك ِّذ ُب ِبَيْو ِم الِّديِن )‬


‫{ وكنا نكذب بيوم الدين } يعين يوُم احلساِب أنه َغُري كائٍن‬

‫‪َ(-47‬ح ىَّت َأَتاَنا اْلَيِق ُني )‬

‫{ حىت أتانا اليقني } يعين املوُت ‪.‬‬

‫‪َ(-48‬فَم ا َتْنَف ُعُه ْم َشَف اَعُة الَّشاِفِعَني )‬

‫يقوُل اُهلل تعاىل ‪ {:‬فما تنفعهم شفاعة الشافعني } يعين ال َيناهُل م يومئٍذ شفاعُة‬
‫املالئكِة والنبيَني ‪،‬‬

‫‪َ(-49‬فَم ا ُهَلْم َعِن الَّتْذ ِكَر ِة ُمْع ِر ِض َني )‬

‫{ فما هلم عن التذكرة معرضني } عن التذكرِة يعىن عن القرآِن ُمعرضَني ‪َ ،‬نزلْت هذه اآليُة يف‬
‫كفاِر قريٍش حني أعرضوا ‪ ،‬ومل ُيؤمنوا ‪،‬‬

‫‪َ(-50‬ك َأَّنُه ْم ُمُحٌر ُمْس َتْنِف َر ٌة)‬

‫ِمس ِم‬ ‫ِك‬ ‫ِة‬


‫َش َّبَهُه م باُحْلُم ِر اْلوْح شي اْلَم ْذ ُعورِة فقاَل ‪ {:‬كأهنم محر مستنفرة } برت ِه م القرآُن إذا عوا نُه‬
‫ِم ث اُحْلُم ِر‬
‫َل‬
‫‪َ(-51‬فَّر ْت ِم ْن َقْسَو َر ٍة)‬

‫{ فرت من قسورة } يعين الُّر ماُة وقالوا األسُد‬

‫‪َ(-52‬بْل ُيِر يُد ُك ُّل اْم ِر ٍئ ِم ْنُه ْم َأْن ُيْؤ َتى ُصُح ًف ا ُمَنَّش َر ًة)‬

‫{ بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى } يقوُل ‪ :‬عطى { صحفا منشرة } فيها كتا ِم اِهلل‬
‫ُب َن‬ ‫ُي‬
‫ِم‬
‫تعاىل ‪ ،‬وذلَك أَّن كفاَر مكَة قالوا للنِيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬كان الرجُل ن بين إسرائيَل َذْنُبُه‬
‫وكفارُة ذنبِه ُيْص ِبُح َم كتوَبا ِعْنَد رأِس ِه ‪ ،‬فَه اَّل ُتِر َيَنا مثَل هؤالِء اآلياِت إْن ُك نَت رسوال كما‬
‫تْز ُعم ‪ ،‬فقال جربيُل ‪ :‬إْن ِش ئْت فعلنا هبم ِكفعلنا ببين إسرائيَل ‪ ،‬وأخذناُه ْم مبا أخذَنا بِه بين‬
‫ِم‬ ‫ِل‬
‫إسرائيَل ‪َ ،‬فَك ِر َه النُيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وقالوا ‪ُ :‬يصبَح عنَد رأِس كِّل رجٍل َّنا كتاٌب‬
‫منشوٌر ِم ن اِهلل بأَّن آهلَتنا باطٌل ‪ ،‬وأَّن اإللَه الذي يف السماء حٌق ‪ ،‬وأنَك رسوُل ‪ ،‬وأَّن الذي‬
‫ِج ئَت بِه حٌق ‪ ،‬وجَت ئ معَك مبالئكٍة يشهدوَن بذلك َك قوله ابَن أيب ُأميَة يف سورِة بين إسرائيل‬

‫‪َ(-53‬ك اَّل َبْل ال َخَياُفوَن اآلِخ َر َة)‬

‫يقوُل اُهلل تبارَك وتعاىل ‪ {:‬كال } ال يؤمنوَن بالَّص ُح ِف اليت أراُدوها ‪ .‬مث اْس َتأنَف ‪ ،‬فقاَل ‪:‬‬
‫{ بل } لكَّن { ال خيافون } عذاَب { اآلخرة }‬

‫‪َ(-54‬ك اَّل ِإَّنُه َتْذ ِكَر ٌة)‬

‫{ كال إنه تذكرة } يعين القرآُن‬

‫‪َ(-55‬فَمْن َش اَء َذَك َر ُه)‬

‫{ فمن شاء ذكره } يعين َفَه َم ُه ‪ ،‬يعين القرآُن ‪،‬‬

‫‪َ(-56‬و َم ا َيْذ ُك ُر وَن ِإال َأْن َيَش اَء الَّلُه ُه َو َأْه ُل الَّتْق َو ى َو َأْه ُل اْلَم ْغِف َر ِة)‬

‫مث قاَل ‪ {:‬وما يذكرون } يعين وما َيشهدون { إال أن يشاء اهلل هو أهل التقوى وأهل‬
‫املغفرة } يعين الرُب تبارَك وتعاىل َنْف ُس ُه ‪ ،‬يقوُل ‪ :‬هو أهٌل أْن ُيَّتَق ى وال ُيعصى ‪ ،‬وهو أهُل‬
‫املغفرِة ِلمْن َيتوُب عن املعاصي ‪.‬‬

You might also like