You are on page 1of 1

‫الحمد هلل الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته‪ ،‬وحبب إليهم اإليمان وزينه في قلوبهم‪ ،‬فلم يجدوا

حر ًجا في‬
‫االحتكام إلى شريعته‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‪ ،‬صلى هللا وسلم‬
‫وبارك عليه‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬اللهم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا وأن‬
‫تكرمنا بالخيرات والمسرات في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬أ ّما بعد أيها األخوة المؤمنون‪:‬‬

‫إنّنا اليوم في هذه الجمعة المباركة سوف نتحدّث عن موضوع هو من أكثر المواضيع الحرجة في الشرع اإلسالمي‪،‬‬
‫موضوع تفشى في بالدنا ومجتمعاتنا اإلسالمية‪ ،‬وهو ينافي شروط وضوابط وأوامر الشرع اإلسالمي منافاة تا ّمة‪،‬‬
‫منتشرا بشكل كبير في مجتمعنا اإلسالمي‪ ،‬حيث نرى األبناء من‬
‫ً‬ ‫وهو موضوع عقوق الوالدين‪ ،‬هذا األمر الذي صار‬
‫الذكور واإلناث ال يعرفون حق الوالد والوالدة‪ ،‬وال يعرفون معنى بر الوالدين أبدًا‪ ،‬فيا أيها المسلمون اعلموا جمي ًعا‬
‫أن بر الوالدين هو من أعظم األعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في حياته‪ ،‬ورد عن رسول هللا ص َّلى هللا عليه‬
‫ّ‬
‫َّللاِ؟‬
‫ي ال َع َم ِل أ َحبُّ إلى َّ‬ ‫هللا عليه وسلَّ َم‪ :‬أ ُّ‬
‫صلَّى ُ‬
‫ي َ‬ ‫سأ َ ْلتُ النب َّ‬
‫وس َّلم في قول عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه‪َ “ :‬‬
‫َّللا قالَ‪ :‬ح َّدثَني ب ِه َّن‪ ،‬ولَ ِو‬
‫سبي ِل َّ ِ‬‫الج َها ُد في َ‬ ‫الوا ِل َدي ِْن قالَ‪ :‬ث ُ َّم أ ٌّ‬
‫ي؟ قالَ‪ِ :‬‬ ‫بر َ‬ ‫ص َالة ُ علَى و ْقتِ َها قالَ‪ :‬ث ُ َّم أ ٌّ‬
‫ي؟ قالَ‪ُّ :‬‬ ‫قا َل ‪:‬ال َّ‬
‫ض ٰى َربُّكَ أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا إِ َّال إِيَّاهُ‬ ‫ا ْست َزَ ْدتُهُ لَزَ ا َدنِي ]‪” [4‬وجاء في محكم التنزيل في سورة اإلسراء قول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫{وقَ َ‬
‫سانًا ۚ إِ َّما يَ ْبلُغ ََّن عِندَكَ ْال ِكبَ َر أ َ َح ُدهُ َما أ َ ْو ك َِالهُ َما فَ َال تَقُل لَّ ُه َما أ ُ ّ ٍّ‬
‫ف َو َال ت َ ْن َه ْرهُ َما َوقُل لَّ ُه َما قَ ْو ًال ك َِري ًما *‬ ‫َوبِ ْال َوا ِل َدي ِْن إِحْ َ‬
‫ِيرا} ]‪[5‬وهذه كلها نصوص شرعية تبيّن‬
‫صغ ً‬‫ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ‬ ‫ِض لَ ُه َما َجنَا َح الذُّ ِّل مِ نَ َّ‬
‫الرحْ َم ِة َوقُل َّربّ ِ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫اخف ْ‬
‫يبر بوالديه‪ ،‬فحافظوا على آبائكم أيها األخوة‬
‫فضل بر الوالدين وأهميته واألجر والثواب العظيم الذي يناله من ّ‬
‫المسلمون‪ ،‬وعاملوهم باإلحسان فإنهم بركة من هللا ّ‬
‫وإن البر بهم أمر إلهي ال يمكن التهاون فيه أبدًا‪ ،‬وأقول قولي هذا‬
‫وأستغفر هللا العظيم لي ولكم‪ ،‬فيا ً‬
‫فوزا للمستغفرين‪ ،‬استغفروا هللا‪.‬‬

You might also like