You are on page 1of 17

‫‪ 1‬من ‪17‬‬

‫عالم الجن‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬حقيقة الجن وحقيقة خلقهم وسبب تسميتهم بذلك ‪ /2‬صفات الجن ‪/3‬‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫أقسام الجن ‪ /4‬من إيذاء الجن لإلنس ‪ /5‬من أحكام الرقية‬
‫محمد بن عبدالرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪17‬‬ ‫عدد الصفحات‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫الـمَت َو ِّح ِد خِب َْل ِق ِ‬


‫اإلنس‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫احلم ُد هلل ذي ال َفض ِل واجلود والـمنَّة‪ ،‬احلم ُد هلل ُ‬
‫بالـجنَّة‪،‬‬ ‫هلل ال ذي أم ر بطاعتِ ه‪ ،‬ووع َد من أطاع ه بال َك ِ‬ ‫واجلِنَّة‪ ،‬احلم ُد ِ‬
‫رام ة َ‬‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫السنة‪.‬‬‫ف ُّ‬ ‫وَت َو َّع َد َمن َعصاهُ بالنا ِر إ ْذ تَوىَّل عن الدي ِن وخالَ َ‬

‫والـم ِ‬
‫ثيل‪،‬‬ ‫شريك لَ ه‪ ،‬ج َّل عن َّ ِ‬
‫الش بيه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حدهُ ال‬
‫وأشهد أن ال إلهَ إاّل اهللُ َو َ‬
‫ُ‬
‫وخليلُ ه‪،‬‬ ‫أن حُم م داً عب ُده ورس ولُه‪ِ ،‬‬ ‫هد َّ‬ ‫وال ُك ِ‬
‫وص فيُّهُ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فء‪ ،‬والنظ ري‪ ،‬وأش ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وخ َريتُ هُ من َخ ْلقه وأمينُ هُ على َوحيِ ه‪ ،‬أرس لَهُ َربُّهُ َرمحةً للعالَـمني‪ُ ،‬‬
‫وح َّجةً‬
‫المهُ علي ِه‪ ،‬ما ذَ َك رهُ ال ذاكرو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لوات اهلل وس ُ‬ ‫على العب اد أمجعني‪ ،‬فص ُ‬
‫ِ‬ ‫األبرار‪ ،‬وصلوات ِ‬
‫سأل اهللَ‬
‫الليل والنهار‪ ،‬ونَ ُ‬
‫ب ُ‬ ‫وسالمهُ عليه‪ ،‬ما تَعاقَ َ‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مرتِه‪ ،‬أما بعـد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫حِل ِ‬
‫القيامة يف ُز َ‬
‫يوم َ‬ ‫أ ْن جَي علَنا من صا ي َّأمته‪ ،‬وأ ْن حَي ُشَرنا َ‬
‫‪ 2‬من ‪17‬‬

‫ِ‬ ‫الك رام‪ِ َّ :‬‬ ‫أيُّها األحبَّةُ ِ‬


‫أخبَرنا اهللُ‬
‫ب اإلميا ُن ب ه‪ ،‬وقد َ‬
‫عالـم غييب جَي ُ‬
‫إن اجل ِّن َ‬ ‫َ‬
‫واض ع كث ٍ‬
‫رية‪ ،‬والغاي ةُ من‬ ‫ِ‬ ‫وبني ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنس يف َم َ‬ ‫تع اىل عن اجل ِّن و َق َر َن بَينَهم َ‬
‫(و َما‬ ‫فس ها الغاي ةُ من خل ِق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اإلنس؛ كما ق ال تع اىل‪َ :‬‬ ‫هي نَ ُ‬‫َخل ق اجل ِّن‪َ ،‬‬
‫ون) [الذاريات‪.]56:‬‬ ‫خلَ ْقت اجْلِ َّن واِإْل نْس ِإاَّل لِيعب ُد ِ‬
‫َ َ َ ُْ‬ ‫َ ُ‬

‫حاجتِنا‬ ‫واجلن عالـم أخ َفى اهلل عنَّا كث رياً من حياتِـهم َ ِئ ِ ِ ِ‬


‫وخصا ص هم ل َع َدم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ ٌ‬
‫لِذلك‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِئ‬ ‫وقد مُسِّي ُّ ِ‬


‫اجلن جن اً الختف ا هم عن األنظ ار‪ ،‬واالجتن ا ُن ه و‪ :‬االختف اءُ‬ ‫َ‬
‫واالستِتار‪.‬‬

‫(ولََق ْد َخلَ ْقنَا اِإْل نْ َس ا َن‬


‫ِج من نار‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫اجلن من َم ار ٍ‬
‫ولقد َخلَ َق اهللُ َّ‬
‫وم)‬‫الس م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ص ْلص ٍال ِمن مَح ٍإ مس نُ ٍ‬
‫ون * َواجْلَ َّ‬
‫ان َخلَ ْقنَ اهُ م ْن َقْب ُل م ْن نَ ار َّ ُ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِج ِم ْن نَ ا ٍر)‬ ‫ان ِم ْن َم ار ٍ‬ ‫(و َخلَ َق اجْلَ َّ‬
‫[احلج ر‪ ،]27-26:‬وق ال س بحانه‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫شديدة احلرار ِة ال ُدخا َن هلا‪.‬‬ ‫[الرمحن‪]15 :‬؛ أي‪ :‬من نا ٍر‬

‫األرض‬ ‫وأو ُل َمن َس َك َن‬


‫السالم‪َّ ،-‬‬ ‫ِ‬
‫‪-‬عليه‬ ‫آد َم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بل أن خَي لُ َق َ‬
‫اجلن قَ َ‬
‫خلَ َق اهللُ َّ‬
‫بعث اهللُ‬
‫بعض هم بَعض اً‪ ،‬فَ َ‬ ‫وس َفكوا ال دِّماء‪ ،‬و َقتَل ُ‬ ‫اجلن فأفْ َس دوا فيه ا‪َ ،‬‬‫ُّ‬
‫قال اهللُ‬
‫فلذلك لـمـَّا َ‬
‫َ‬ ‫ـجُز ِر واجلبال؛‬
‫تعاىل إلَيهم من قاَتلَهم؛ حىت أحل َقهم بال ُ‬
‫‪ 3‬من ‪17‬‬
‫اع ل يِف اَألر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ ِ ِإ‬
‫ت‬‫[الب َق َرة‪ ]30:‬تَ َذ َّكَر ْ‬ ‫ض َخلي َف ةً) َ‬ ‫ْ‬ ‫للمال َك ة‪ ( :‬يِّن َج ٌ‬ ‫تع اىل َ‬
‫األرض؛ فق الوا‪َ( :‬أجَتْ َع ُل فِ َيها َمن يُ ْف ِس ُد فِ َيها‬
‫ِ‬ ‫املالئك ةُ ما فَعلَْت هُ اجلِ ُّن يف‬
‫أن اجلِ َّن قد َف َعلوا ذلك‪.‬‬
‫وذلك َّ‬ ‫ِ‬
‫ِّماء) َ‬ ‫ك الد َ‬
‫َويَ ْسف ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫اجلن من نا ٍر ويُ َع َّذ ُ‬
‫ب العُصاةُ منهم يَ َ‬ ‫يف خُي لَ ُق ُّ‬
‫ض َك َ‬
‫الب ْع ُ‬
‫وقد يَ ْستَ ْشك ُل َ‬
‫يام ِة بالنا ِر؟‬ ‫ِ‬
‫الق َ‬

‫ني؛ ِ‬
‫لكنَّهُ حَتَ َّو َل إىل‬ ‫إن اإلنس ا َن أص ل ِخ ْل َقتِ ِه من ِط ٍ‬ ‫واجلواب أ ْن يُق ال‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أصل ِخل َقتِهم‬ ‫َ جِل‬ ‫آخ ر ب َ ِ‬ ‫ٍ‬
‫كذلك ا ُّن ُ‬ ‫ودم اً‪،‬‬
‫ـحماً َ‬ ‫ص َار لَ ْ‬‫عد مَت ام اخلَْل ِق فَ َ‬‫َش يء َ َ َ‬
‫ت َكطباِئ ِع النا ِر واهللُ أعلم‪.‬‬ ‫يس ْ‬
‫من نار‪ِ َّ ،‬ئ‬
‫لكن طَبا َعهم اآل َن لَ َ‬
‫ِ‬
‫أيُّها ال ُـمسلمون‪ :‬واجل ُّن هلم ِص ٌ‬
‫فات منها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إبليس‪َ( :‬أَفتَتَّخ ُذونَ هُ‬
‫اجلن َيتَن ا َكحون‪ ،‬وهَل م ذُِّري ةٌ؛ كما ق ال تع اىل عن َ‬ ‫أن َّ‬
‫ِ ِ‬
‫َوذُِّريَّتَهُ َْأوليَاءَ م ْن ُدويِن َو ُه ْم لَ ُك ْم َع ُد ٌّو) [الكهف‪ ،]50:‬وقال تعاىل‪( :‬مَلْ‬
‫ان) [الرمحان‪.]74:‬‬ ‫س َقْبلَ ُه ْم َواَل َج ٌّ‬ ‫ِ ِإ‬
‫يَطْم ْث ُه َّن نْ ٌ‬

‫أكث ُر ِمنَّا َع دداً‪،‬‬


‫اإلنس‪ ،‬فهم َ‬ ‫ناس ِل ِ‬ ‫أكثر من تَ ُ‬
‫ناس لون َ‬ ‫ويتَ َ‬
‫واجلن َيتَوالَدون َ‬ ‫ُّ‬
‫َأج َز ٍاء‬ ‫ِ‬
‫س َواجْل َّن َع َش َر َة ْ‬ ‫ِإْل‬ ‫ِ ٍ ِ يِل ِإ َّ َّ‬
‫ال َقتَ َاد َة‪َ ،‬ع ْن َع امر الْب َك ا ِّ‪ " :‬ن اللهَ َج َّزَأ ا نْ َ‬‫ق َ‬
‫‪ 4‬من ‪17‬‬

‫س َولَ ٌد ِإاَّل ُولِ َد ِم َن اجْلِ ِّن تِ ْس َعةٌ"‬‫فَتِ ْس َعةٌ ِمْن ُه ُم اجْلِ ُّن‪َ ،‬واَل يُولَ ُد ِم َن اِإْل نْ ِ‬
‫(رواه عبدالرزاق والطربي يف تفسرييهما)‪.‬‬

‫ذلك ما يف صحيح مسلم أن النيب ‪-‬‬ ‫واجلن يَأكلو َن ويَشربون‪ ،‬يَ ُد ُّل على َ‬ ‫ُّ‬
‫والر ِ‬ ‫ِ‬
‫وث‪ ،‬وقال‪" :‬فَاَل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬هَن ى عن االستجما ِر َ‬
‫بالعظْ ِم‪َّ ،‬‬
‫تَ ْسَتْن ُجوا هِبِ َما فَِإن َُّه َما طَ َع ُام ِإ ْخ َوانِ ُك ْم"‪.‬‬

‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪-‬‬ ‫ض ْرنَا َم َع النَّيِب ِّ َ‬‫وع ْن ُح َذ ْي َف ةَ‪ ،‬قَ َال‪ُ :‬كنَّا ِإ َذا َح َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫طَعاما مَل نَضع َأي ِدينَا حىَّت يب َدَأ رس ُ ِ‬
‫ض َع‬ ‫‪-‬صلَّى اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪َ -‬فيَ َ‬ ‫ول اهلل َ‬ ‫َ ً ْ َ ْ ْ َ َ َْ َ ُ‬
‫ت‬ ‫ت َجا ِريَةٌ َكَأن ََّها تُ ْدفَ ُع‪ ،‬فَ َذ َهبَ ْ‬ ‫يَ َدهُ‪َ ،‬وِإنَّا َح َ‬
‫ض ْرنَا َم َع هُ َم َّر ًة طَ َع ًام ا‪ ،‬فَ َج اءَ ْ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪ -‬بِيَ ِد َها‪،‬‬ ‫لِتَض ع ي َدها يِف الطَّع ِام‪ ،‬فََأخ َذ رس ُ ِ‬
‫ول اهلل َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫مُثَّ ج اء َأع رايِب ٌّ َكَأمَّنَا ي ْدفَع فَ ِ ِ ِ‬
‫ول اهلل َ‬ ‫َأخ َذ بيَ ده‪َ ،‬ف َق َ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ُم اهلل َعلَْي ه‪َ ،‬وِإنَّهُ‬ ‫الش ْيطَا َن يَ ْس تَح ُّل الطَّ َع َام َأ ْن اَل يُ ْذ َكَر ْ‬ ‫َو َس لَّ َم‪ِ" :-‬إ َّن َّ‬
‫هِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ هِب‬ ‫هِب ِ ِ‬
‫ت بِيَ د َها‪ ،‬فَ َج اءَ َ َذا ْ‬
‫اَأْلع َرايِب ِّ‬ ‫َج اءَ َ ذه اجْلَا ِريَ ة ليَ ْس تَح َّل َا فَ َ‬
‫َأخ ْذ ُ‬
‫ت بِيَ ِد ِه‪َ ،‬والَّ ِذي نَ ْف ِسي بِيَ ِد ِه‪ِ ،‬إ َّن يَ َدهُ يِف يَ ِدي َم َع يَ ِدمها"‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ليَ ْستَح َّل بِه فَ َ‬
‫َأخ ْذ ُ‬
‫(رواه مسلم)‪.‬‬

‫داية ِ‬
‫الطعام أ َك َل َم َعهُ الشيطان‪.‬‬ ‫عند بِ ِ‬
‫فإذا مل يَذ ُك ِر اإلنسا ُن َربَّهُ َ‬
‫‪ 5‬من ‪17‬‬

‫ت اجْلِ َّن‬ ‫واجلن ُم َكلَّف و َن‪ ،‬وهلم اختي ٌار؛ كما ق ال س بحانه‪َ :‬‬
‫(و َما َخلَ ْق ُ‬ ‫ُّ‬
‫فد َّل على أهنم ُمكلَّفو َن بالعِبادة‪.‬‬ ‫واِإْل نْس ِإاَّل لِيعب ُد ِ‬
‫ون) َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬

‫ف أه ُل العل ِم هل أرس َل اهللُ تع اىل إىل ِّ‬


‫اجلن ُر ُس الً‪ ،‬كما أرس َل‬ ‫وقد اختل َ‬
‫إىل ِ‬
‫اإلنس أم ال؟‬

‫اإلنس َي دعو‬ ‫ول ِ‬ ‫ورس ُ‬ ‫الرس ل إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫واجلواب‪َّ :‬‬


‫اإلنس َ‬ ‫أن اهللَ تع اىل يُرس ُل ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(وِإ ْذ َ‬
‫ص َر ْفنَا‬ ‫اجلن إىل اهلل‪ ،‬مث يُرسلُهم إىل قَومهم ُمنذرين؛ كما قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫ض روه قَ الُوا َأنْ ِ‬
‫ص تُوا َفلَ َّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإلَْي َ‬
‫ك َن َف ًرا م َن اجْل ِّن يَ ْس تَمعُو َن الْ ُق ْرآَ َن َفلَ َّما َح َ ُ ُ‬
‫رسلني‪.‬‬‫ين) [األحقاف‪ ]29 :‬ومل َي ُق ْل ُم َ‬ ‫ِ َّ ِإ ِ ِ ِ ِ‬
‫قُض َي َول ْوا ىَل َق ْومه ْم ُمْنذر َ‬

‫اجلن‪ :‬أهَّن م مَي وتو َن ويُ َبعثون؛ كما قال تعاىل‪ُ ( :‬ك ُّل َم ْن َعلَْي َها‬ ‫صفات ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ك ذُو اجْلَاَل ِل َواِإْل ْكَر ِام) [الرمحن‪ ،]27-26:‬وقال‬ ‫فَ ٍ‬
‫ان * َو َيْب َقى َو ْجهُ َربِّ َ‬
‫ٍ‬
‫ص‪.]88:‬‬ ‫ص ِ‬ ‫سبحانه‪ُ ( :‬ك ُّل َش ْيء َهالِ ٌ‬
‫ك ِإاَّل َو ْج َههُ) [الْ َق َ‬

‫ول‪:‬‬‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪َ ،-‬ك ا َن َي ُق ُ‬‫ول اهلل َ‬


‫َأن رس َ ِ‬
‫اس‪ُ َ َّ ،‬‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َ‬
‫ت احْلَ ُّي الَّ ِذي اَل‬ ‫ِ‬ ‫"الله َّم ِإيِّن َأعُ وذُ بِعَِّزتِ َ‬
‫ك‪ ،‬اَل ِإلَ هَ ِإاَّل َأنْ َ‬
‫ت‪َ ،‬أ ْن تُض لَّيِن ‪َ ،‬أنْ َ‬ ‫ُ‬
‫س مَيُوتُو َن" (متفق عليه)‪.‬‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫وت‪َ ،‬واجْلِ ُّن َواِإْل‬
‫مَيُ ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 6‬من ‪17‬‬
‫األرض وي ُد ُّل ِ‬ ‫ومن ِص ِ‬
‫قول‬
‫عليه ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫وق‬ ‫مع ِ‬
‫اإلنس فَ َ‬ ‫اجلن‪ :‬أهَّن م يَس ُكنو َن َ‬
‫فات ِّ‬
‫ض ُك ْم لَِب ْع ٍ‬
‫ض َع ُد ٌّو‬ ‫(و ُق ْلنَا ْاهبِطُ وا َب ْع ُ‬
‫وإبليس‪َ :‬‬ ‫وح َّواءَ‬
‫آد َم َ‬
‫ِ‬
‫اهلل تع اىل عن َ‬
‫َ‬
‫ض ُمس َت َقٌّر و َمتَ اعٌ ِإىَل ِح ٍ‬ ‫َولَ ُك ْم يِف ْ‬
‫ني) [األعراف‪ ،]24:‬وقال تعاىل‪:‬‬ ‫اَأْلر ِ ْ َ‬
‫للخل ِق‬‫وض َعها َ‬ ‫ابن عب اس‪َ :‬‬ ‫ضو َ ِ ِ‬
‫ض َع َها لَأْلنَ ام) [ال رمحن‪ ]10:‬ق ال ُ‬ ‫اَأْلر َ َ‬
‫(و ْ‬ ‫َ‬
‫واإلنس‪.‬‬
‫َ‬ ‫اجلن‬
‫شم ُل َّ‬
‫فيَ َ‬

‫ِع لنا االستِعا َذةُ من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫اجلن يف َمواض ِع النجاسات؛ ل ذا ُش ر َ‬ ‫وأكثر ما يَس ُك ُن ُّ‬ ‫ُ‬
‫يب ‪-‬‬ ‫اخلالء؛ كما روى أبو داود َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫اجلن وإن اثِهم عن َد ُدخ ِ‬ ‫ذُك و ِر ِّ‬
‫أن الن َّ‬
‫واض َع قَض ِاء‬‫ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬ق ال‪ِ" :‬إ َّن ه ِذ ِه احْل ُش وش ‪-‬يعين م ِ‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض َرةٌ ‪-‬أي حيض رها اجلن‪ -‬فَ ِإ َذا َد َخ َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ِة‪ -‬حُمْتَ َ‬
‫الع َ‬ ‫احلاج ة و َكش ف َ‬ ‫َ‬
‫ث مَج ُع‬‫ث" اخلُبُ ُ‬‫ث واخْلَب اِئ ِ‬
‫ِ‬ ‫َأح ُد ُكم‪َ ،‬ف ْلي ُق ل‪ :‬اللَّه َّم ِإيِّن َأع وذُ بِ َ ِ‬
‫ك م َن اخْلُبُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬
‫إناث اجلن‪.‬‬
‫خبيثة وهي ُ‬ ‫ث مَج ع ٍ‬ ‫ِئ‬ ‫ٍ‬
‫اجلن‪ ،‬واخلبا ُ ُ‬ ‫كور ِّ‬ ‫َخبيث وهم ذُ ُ‬

‫وهَن ى الن يب ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬عن الص ِ‬


‫الة يف أعط ِ‬
‫ان اإلب ِل‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫واحلمامات؛ ألهَّن ا مأوى الشياطني‪.‬‬

‫ش والنظ ُر‬ ‫ذلك يك ُثر فيها الغَ ُّ‬ ‫واق ل َ‬‫ني يف األس ِ‬
‫ود الش ياط ِ‬
‫كث ُر وج ُ‬
‫كما يَ ُ‬
‫يب ‪-‬ص لى‬ ‫لم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن الن َّ‬ ‫ب واخلص ومات‪ ،‬وقد روى مس ٌ‬ ‫ف الك اذ ُ‬
‫احلرام واحلل ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫بعض أص حابِه فق ال‪" :‬اَل تَ ُك ونَ َّن ِإن ْ‬
‫اس تَطَ ْع َ‬ ‫اهلل عليه وس لم‪ -‬أوصى َ‬
‫‪ 7‬من ‪17‬‬
‫الش يطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫وق َواَل آخ َر َم ْن خَي ْ ُر ُج مْن َه ا‪ ،‬فَِإن ََّها َم ْعَر َك ةُ َّ ْ‬
‫الس َ‬
‫ََّأو َل َم ْن يَ ْد ُخ ُل ُّ‬
‫ب َر َايتَهُ"‪.‬‬ ‫هِب ِ‬
‫َو َا َيْنص ُ‬

‫بص َو ٍر ُمتَ ِّنو َع ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِص ِ‬


‫َّش ُّك ِل والتص ُّو ِر ُ‬ ‫اجلن‪ :‬أهَّن م يَق درو َن على الت َ‬ ‫فات ِّ‬
‫ت َمعرك ةُ بَد ٍر يف صور ِة ُس راقَةَ‬ ‫ٍ‬
‫لقريش ملا َو َق َع ْ‬ ‫ثّل‬
‫إبليس مَت َ‬
‫ذلك أن َ‬
‫ومن َ َّ‬
‫ريش‪ :‬قاتِلوا‬ ‫وقال لُِق ٍ‬‫جال‪َ ،‬‬ ‫اجلن يف ص و ِر ِر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫مع قَ وم من ِّ ُ َ‬ ‫وأقبل َ‬
‫بن مال ك‪َ ،‬‬
‫ؤالء قَ ومي جُن ريُكم‬ ‫مالك وه ِ‬ ‫حُم مداً ف إيِّن ج ار لكم ‪-‬يعين‪ :‬أنا س راقةُ بن ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌَ‬
‫إبليس املالِئك ةَ‬ ‫الص فان ورأى ُ‬
‫ان والتَقى َّ ِ‬ ‫ت الفِِئت ِ‬ ‫فلما تَ راءَ ْ‬
‫اع ُدكم‪َّ -‬‬ ‫ونُس ِ‬
‫ال‬‫جار لَنا؟ (قَ َ‬ ‫َّك ٌ‬ ‫قريش يا ُس راقةُ َألـَ ْم َت ْزعُ ْم أن َ‬ ‫رجال ٍ‬ ‫فصاح ُ‬ ‫َ‬ ‫َوىَّل ها ِرب اً‪،‬‬
‫يد الْعِ َقاب)‬ ‫اف اللّهَ َواللّهُ َش ِد ُ‬
‫َأخ ُ‬ ‫ِإيِّن بَِريءٌ ِّمن ُك ْم ِإيِّن ََأرى َما الَ َتَر ْو َن ِإيِّنَ َ‬
‫[األنفال‪.]48:‬‬

‫َّل‬ ‫أخب َر‪َّ :‬‬


‫أن الشيطا َن َيتَ َمث ُ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬‬ ‫مسلم َّ‬
‫أن َّ‬ ‫وروى ٌ‬
‫اَأْلس َو ُد َشْيطَا ٌن"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْ‬ ‫األسود فقال‪" :‬الْ َك ْل ُ‬
‫يف صورة ال َك ْلب َ‬

‫فما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال كن ألح ٍد أن ي رى اجلن يف ص هِت‬


‫ور م احلقيقية اليت ُخلقوا عليها‪َ ،‬‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫مُي ُ َ ْ َ‬
‫ألن اهلل تع اىل ق َال عن الش ِ‬ ‫اجلن ُكلُّهُ َغ ريُ ص ٍ‬ ‫ص َو ِر ِّ‬
‫يطان‬ ‫حيح؛ َّ َ‬ ‫نش ُر من ُ‬ ‫يُ َ‬
‫واجلن‪ِ( :‬إنَّهُ َي َرا ُك ْم ُه َو َوقَبِيلُ هُ ِم ْن َحْي ُ‬
‫ث اَل َت َر ْو َن ُه ْم) [األع راف‪]27:‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ 8‬من ‪17‬‬

‫يـرونَنا على‬ ‫فنحن ال مُي كن أ ْن نَ راهم على ُ ِ‬


‫ص َورهم احلقيقي ة‪َّ ،‬أما ُهم فَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذلك‪.‬‬

‫اجلن إىل ثالثَِة ٍ‬


‫أنواع‪:‬‬ ‫أهل العل ِم َّ‬ ‫أيُّها املسلمون‪ :‬وقد قَ َّس َم ُ‬
‫وده اهِت م‪ ،‬ومنهم‬ ‫اجلن ُ‬
‫اريت‪ ،‬وهم أقوي اءُ ِّ‬ ‫العف َ‬ ‫اجلن َمن يُ َس َّمو َن‪َ :‬‬ ‫فمن ِّ‬
‫لقيس‪،‬‬ ‫ب‬ ‫الم بإحض ا ِر َع ِ‬
‫رش‬ ‫الس‬ ‫العِ ْف ريت ال ذي تَ َكفّل لِس لَيما َن علي ِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ريت ِّم َن اجْلِ ِّن َأنَا‬ ‫ِ‬ ‫وع ر ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫لقيس يف اليمن (قَ َال ع ْف ٌ‬ ‫شب َ‬ ‫وس ليما ُن يف فلسطني‪ْ َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ي َِأمني) [النمل‪.]39:‬‬ ‫ك َوِإيِّن َعلَْي ِه لََق ِو ٌّ‬
‫وم ِمن َّم َق ِام َ‬ ‫آتِ َ ِ‬
‫يك بِه َقْب َل َأن َت ُق َ‬

‫ذين يُ ؤذو َن‬ ‫ِ‬


‫اجلن ال َ‬
‫بل‪ ،‬وهم ُس َفهاءُ ِّ‬
‫الـخ ُ‬
‫اجلن ُ‬ ‫نف الث اين منهم‪ :‬هم ُّ‬ ‫والص ُ‬
‫َّصُّر ِع و َغ ِريه‪.‬‬ ‫التلَبُّ ِ‬
‫س والت َ‬ ‫آدم يف َّ‬
‫بَين َ‬

‫ول‪ ،‬قيل‪ :‬إهَّن م َس َحَرةُ ِّ‬


‫اجلن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالغيالن‪ ،‬مَج ع غُ ٍ‬ ‫ثالث‪ :‬يُ َس َّمو َن‬
‫نف ٌ‬ ‫ومنهم ِص ٌ‬
‫عند ِذك ِر ِ‬
‫اهلل‬ ‫فزعون َ‬ ‫ظه رو َن ِ‬ ‫الذين َيتَ َّ‬
‫هربو َن ويَ َ‬ ‫للناس‪ ،‬وهم يَ ُ‬ ‫شكلو َن ويَ َ‬ ‫َ‬
‫ت لَ ُك ُم الْغِياَل ُن‪،‬‬
‫"وِإ َذا َتغَ َّولَ ْ‬
‫الم‪َ :-‬‬
‫ِ‬
‫تع اىل؛ كما ق َال ‪-‬علي ه الص الةُ والس ُ‬
‫َفبَ َاد ُروا بِاَأْلذَ ِان" (رواه اإلمام أمحد)‪.‬‬

‫الش يطَ ِ‬ ‫م ِ‬
‫ان َك ا َن‬ ‫ض َعفاءُ‪ ،‬ق ال تع اىل‪ِ( :‬إ َّن َكْي َد َّ ْ‬‫واجلن ُ‬
‫عاش َر املؤم نني‪ُّ :‬‬ ‫َ‬
‫س لَ هُ ُس ْلطَا ٌن َعلَى‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬
‫وج َّل‪ ( :-‬نَّهُ لَْي َ‬
‫ض عي ًفا) [النس اء‪ ،]76:‬وق ال ‪-‬ع َّز َ‬
‫َ‬
‫‪ 9‬من ‪17‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َيَت َولَّْونَ هُ‬
‫ين َآمنُ واْ َو َعلَى َرهِّب ْم َيَت َو َّكلُ ون * مَّنَا ُس ْلطَانُهُ َعلَى الذ َ‬
‫الذ َ‬
‫ين ُهم بِِه ُم ْش ِر ُكون) [النحل ‪.]100-98‬‬ ‫َّ ِ‬
‫َوالذ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ‬ ‫َأص َحاب حُمَ َّمد َ‬ ‫ال َعْب ُد اللَّه بْ ُن َم ْس عُود‪" :‬لَق َي َر ُج ٌل م ْن ْ‬ ‫وقَ َ‬
‫ال لَهُ اِإْل نْ ِس ُّي‪:‬‬ ‫صَر َعهُ اِإْل نْ ِس ُّي‪َ .‬ف َق َ‬‫ص َار َعهُ فَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسلَّ َم‪َ -‬ر ُجاًل م َن اجْل ِّن‪ ،‬فَ َ‬
‫ب‪ ،‬فَ َك َذ َاك َأْنتُ ْم‬ ‫ك ذُريِّ َعتَا َك ْل ٍ‬
‫َأن ذَُريِّ َعَتْي َ َ‬ ‫ض ِئياًل َش ِخيتًا‪َ ،‬ك َّ‬ ‫َأَلر َاك َ‬
‫يِّن َ‬
‫ِإ‬
‫ال‪ :‬اَل واللَّ ِه ِإيِّن ِمْنهم لَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يع‪،‬‬‫ضل ٌ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ك؟ قَ َ َ‬ ‫ت ِم ْن َبْينِ ِه ْم َك َذل َ‬ ‫ِ‬
‫َم ْع َش َر اجْل ِّن‪َْ ،‬أم َأنْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َر َعهُ‪،‬‬‫ك‪َ .‬ف َع َاو َدهُ فَ َ‬ ‫ك َشْيًئا َيْن َفعُ َ‬ ‫َولَك ْن َعا ِو ْديِن الثَّانيَةَ‪ ،‬فَِإ ْن َ‬
‫صَر ْعتَيِن َعلَّ ْمتُ َ‬
‫قال‪ :‬ه ِ‬
‫وم)‬‫ال‪َ :‬ت ْق َرُأ (اللَّهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو احْلَ ُّي الْ َقيُّ ُ‬‫ات َعلِّ ْميِن ‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬
‫ت ِإاَّل َخ َر َج‬ ‫َّك اَل َت ْقرُؤ ها يِف بي ٍ‬
‫َ َ َْ‬ ‫ال‪ :‬فَِإن َ‬ ‫[آل ِع ْم َرا َن‪ ]2:‬؟ قَ َال‪َ :‬ن َع ْم‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫صبِ َح"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مْنهُ الشَّْيطَا ُن‪ ،‬لَهُ َخبَ ٌج َك َخبَ ِج احْل َما ِر‪ ،‬مُثَّ اَل يَ ْد ُخلُهُ َحىَّت يُ ْ‬

‫ال رج ل يِف الْ َق وِم الب ِن مس ٍ‬


‫عود‪ :‬يَا َأبَا َعْب ِد ال رَّمْح َ ِن! َم ْن َذ َاك َّ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َف َق َ َ ُ ٌ‬
‫‪-‬صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪-‬؛ ُه َو عُ َم ُر؟ َف َق َ‬
‫ال‪َ :‬م ْن يَ ُك و ُن‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َأص َحاب حُمَ َّمد َ‬ ‫م ْن ْ‬
‫ُه َو ِإال عُ َمَر َر ِض َي اهللُ َعْنهُ؟!‬

‫ق ال اهليثمي يف جممع الزوائد‪" :‬رواه الط رباين يف املعجم الكبري ورجاله‬


‫رجال الصحيح"‪.‬‬
‫‪ 10‬من ‪17‬‬

‫اجرو َن؛‬ ‫س فيهم الـمهتدو َن ومنهم الف ِ‬ ‫واجلن ك اإلنْ ِ‬


‫أيُّها اإلخ وةُ الك رام‪ُّ :‬‬
‫ُ َ‬
‫ومهم‪( :‬يَا َق ْو َمنَا َِأجيبُ وا‬
‫كما ق َال س بحانَه‪ :‬فاملهت دو َن هم ال ذين ق الوا لَِق ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫اب َألِيم)‬‫اعي اللَّ ِه و ِآمنُ وا بِ ِه ي ْغ ِف ر لَ ُكم ِّمن ذُنُ وبِ ُكم وجُيِ ر ُكم ِّمن َع َذ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َد َ َ‬
‫ِ‬
‫[األحقاف‪.]31:‬‬

‫(وَأنَّا ِمنَّا‬
‫بذلك ملا قالوا‪َ :‬‬
‫اعتَرفوا َ‬
‫ساق‪ ،‬والعُصاةُ‪ ،‬وقد َ‬ ‫الكفار‪ ،‬وال ُف ُ‬‫ُ‬ ‫وفيهم‬
‫ك ُكنَّا طََراِئ َق قِ َد ًدا) [اجلن‪]11:‬؛ أي‪ُ :‬كنَّا فَِرق اً‬ ‫ِ‬ ‫َّ حِل‬
‫الص ا ُو َن َو ِمنَّا ُدو َن َذل َ‬
‫وأنواعا خُم تلفةً‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُمتَ ِّنوعةً‬

‫ِّهين وإي اكم يف ال دِّين‪ ،‬وأ ْن يُ َعلِّ َمنا ما يَن َفعُنا وأ ْن‬
‫أل اهللَ تع اىل أ ْن يُ َفق َ‬ ‫أس ُ‬
‫يَن َف َعنا مبا َعلَّ َمنا‪.‬‬

‫ِ‬ ‫وأست ْغ ِفر اهللَ اجلليل العظيم من ُك ِّل ذَ ٍ‬


‫فاست ْغفروهُ‬
‫نب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أقول ما تَسمعو َن‪ُ َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫هو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وتوبوا إليه؛ إنَّهُ َ‬
‫‪ 11‬من ‪17‬‬

‫اخلطبة الثانية‪:‬‬

‫وأشهد أ ْن ال‬ ‫والش كر لَ ه على تَ ِ‬


‫وفيق ِه وامتِنانِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫احلمد هلل على إحسانه‪ُ ُ ُّ ،‬‬
‫أن حُم م ًدا عب ُدهُ‬ ‫عظيما لِش أنِه‪ ،‬وأش ُ‬
‫هد َّ‬ ‫ريك لَ هُ تَ ً‬
‫إلَ هَ إاّل اهللُ وح َدهُ ال ش َ‬
‫وس لَّ َم وب َار َك علي ِه‪ ،‬وعلى آلِ ِه‬ ‫ِ‬
‫ورس ولُهُ ال دَّاعي إىل ِرض وانه‪ ،‬ص لَّى اهللُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وص حبِه وإخوان ه وخاَّل ن ه‪ ،‬ومن س َار على َنـهجه وا ْقتَفى أثَ َـرهُ ْ‬
‫واس نَت َّ‬ ‫َ‬
‫بِسنَّتِ ِه إىل ي ِ‬
‫وم الدين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫عد‪:‬‬
‫أما بَ ُ‬

‫رعهم هلم ث ابِت ِ‬


‫بالكت ِ‬ ‫لإلنس وص ِ‬ ‫م ِ‬
‫اب‬ ‫ٌ‬ ‫اجلن ِ َ‬ ‫س ِّ‬ ‫إن َم َّ‬‫عاش َر املؤم نني‪َّ :‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ذلك قَ َ ِ‬
‫وم و َن‬ ‫ين يَْأ ُكلُو َن ِّ‬
‫الربَا اَل َي ُق ُ‬ ‫َّ‬
‫ول اهلل تعاىل‪( :‬الذ َ‬ ‫والس ِنة‪ ،‬ويَ ُد ُّل على َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِإاَّل َكما ي ُق ِ‬
‫س) [البقرة‪.]275:‬‬ ‫وم الَّذي َيتَ َخبَّطُهُ الشَّْيطَا ُن م َن الْ َم ِّ‬
‫َ َ ُ‬

‫ِ‬
‫ق ال الط ربي‪" :‬ال يَقوم و َن يف اآلخ َر ِة من قُب و ِرهم إاّل َكما يَق ُ‬
‫وم ال ذي‬
‫صرعُهُ من املس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َيتَ َخبَّطُهُ الشيطا ُن م ْن ال َـمس"؛ يَعين يتخبطُهُ يف الدُّنيا فيَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫وع ْن َي ْعلَى بْ ِن ُم َّر َة‪َ ،‬ع ْن َأبِي ِه‪ ،‬قَ َ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ‬
‫ت َم َع َر ُس ول اللَّه َ‬ ‫ال‪َ :‬س ا َف ْر ُ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ِ :‬إ َّن ابْيِن َه َذا بِ ه لَ َم ٌم ُمْن ُذ َس ْب ِع س ن َ‬
‫ني‬ ‫َعلَْي ه َو َس لَّ َم‪َ -‬وَأَتْت هُ ْام َرَأةٌ َف َق الَ ْ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪:-‬‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫يَْأ ُخ ُذهُ ُك َّل َي ْوم َم َّرَتنْي ِ ‪َ ،‬ف َق َ َ ُ‬
‫‪ 12‬من ‪17‬‬

‫ول اللَّ ِه" مُثَّ‬


‫"اخ ُر ْج َع ُد َّو اللَّ ِه َأنَا َر ُس ُ‬
‫ال‪ْ :‬‬ ‫"َأدنِ ِيه" فَ َْأد َنْتهُ ِمْنهُ َفَت َف َل يِف فِ ِيه َوقَ َ‬
‫ْ‬
‫َأعلِ ِمينَا َما‬‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪ِ" :-‬إ َذا َر َج ْعنَا فَ ْ‬ ‫ال هَل ا رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫قَ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ص نَع" َفلَ َّما رج ع رس ُ ِ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ه َو َس لَّ َم‪ْ -‬‬
‫اس َت ْقَبلَْتهُ َو َم َع َها‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫ََََُ‬ ‫َ َ‬
‫"خ ْذ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬ص لَّى اهللُ َعلَْي ه َو َس لَّ َم‪ُ :-‬‬
‫ال يِل رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫ط َومَسْ ٌن‪َ ،‬ف َق َ َ ُ‬ ‫ان َوَأقِ ٌ‬ ‫َكب َش ِ‬
‫ْ‬
‫ك َما َر َْأينَا بِ ِه َش ْيًئا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‪َ :‬والَّذي َأ ْكَر َم َ‬ ‫ت" َف َقالَ ْ‬‫ش فَاخَّت ْذ مْنهُ َما ََأر ْد َ‬ ‫َه َذا الْ َكْب َ‬
‫ُمْن ُذ فَ َار ْقَتنَا" (أخرجه احلاكم)‪.‬‬

‫ِ‬
‫اخلبيثة ‪-‬يعين‬ ‫األرواح‬ ‫ص رعٌ من‬ ‫ابن ال ّقيِّ ِم َّ‬
‫ِ‬ ‫ع نوعان‪ :‬منهُ َ‬‫الص ْر َ‬
‫أن َّ‬ ‫وذكر ُ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ديَئة‪ ،‬يَعين ص رعٌ بس بَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الر ْ‬
‫األخالط َّ‬ ‫ص ْرعٌ من‬
‫ض من اجلن‪ -‬ومن هُ َ‬ ‫َت َع ُّر ٌ‬
‫رابات يف اجلسد‪.‬‬ ‫اضط ٍ‬ ‫ِ‬

‫عرب‬ ‫ِ‬ ‫اجلن ِ‬


‫إحداث اخلوف والتـَّروي ِع للناس‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫لإلنس‬ ‫ومن األذى الذي تُسبِّبُه ُّ‬
‫أصوات ي ِ‬
‫صدروهَن ا أو ٍ‬
‫أبواب حُي ِّركوهَن ا وما َشابَهَ ذلك‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك تَك و ُن بِق راءَة ال ُق رآن وذك ِر اهلل ‪-‬ع َّز وج َّل‪َ -‬‬
‫وه ْج ِر‬ ‫وال ِوقايَ ةُ من ذل َ‬
‫ألن ه ِ‬
‫ذه‬ ‫الص و ِر والتماثي ِل يف البي ِ‬
‫وت؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫احملرِم َ ِ‬
‫آالت اللَّه ِو َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وع َدم تَعلي ق ُّ َ‬
‫لذلك جَت ُد‬ ‫ذلك رواِئح خ ٍ‬ ‫ِ‬
‫بيثة‪َ ،‬‬ ‫ُأضيف إىل َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫خاصةً إ ْن‬
‫الشياطني‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ب‬‫تَستَجل ُ‬
‫بالرواِئ ِح ِ‬
‫اخلبيثة واألوساخ‪.‬‬ ‫الس َحَر َة حُي يطو َن أن ُف َسهم َّ‬
‫َّ‬
‫‪ 13‬من ‪17‬‬

‫الزوج ِة‬‫بني َّ‬


‫ب َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ات والغَ َ‬
‫ِ‬
‫كث ُر فيها اخلالف ُ‬
‫أن بُيوت اً تَ ُ‬‫ب َّ‬ ‫عج ْ‬‫ذلك ال تَ َ‬
‫ل َ‬
‫يطان كما تَعلم ون‪ ،‬والش يطا ُن من‬ ‫ض ب من الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألوالد واألب‪ ،‬والغَ َ ُ‬
‫والس بَب ه و اس تِجالهُب م للش ياط ِ‬
‫ني باملعاصي ولو أهَّن م َآمن وا َّ‬
‫وات َق وا‬ ‫اجلن َّ ُ َ‬ ‫ِّ‬
‫ب اهللُ إليهم َمالَئ ِكتَه‪.‬‬‫لََقَّر َ‬

‫عفهم لكنَّهم َيتَق َّوو َن على العُص ِاة‬‫َّة ض ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أيُّها ِ‬


‫اجلن م َع ش د َ‬ ‫األحبَّةُ الك رام‪ُّ :‬‬
‫(وَأنَّهُ َك ا َن ِر َج ٌ‬
‫ال ِّم َن‬ ‫ال اهللُ تع اىل‪َ :‬‬
‫ذلك ق َ‬ ‫اف منهم؛ ل َ‬ ‫وعلى َم ْن خ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫نس َيعُوذُو َن بِ ِر َجال ِّم َن اجْل ِّن َفَز ُاد ُ‬
‫وه ْم َر َه ًقا) [اجلن‪.]6:‬‬ ‫اِإل ِ‬

‫لية إذا َنزلوا م ِ‬


‫وطن اً أثناءَ َس َف ِرهم‪ ،‬قالوا‪ :‬نَعوذُ‬ ‫وقد كانت العرب يف ِ‬
‫اجلاه ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫اجلن َّ‬
‫أن البَ َش َر خَي افو َن‬ ‫بِعظي ِم ه ذا ال وادي من ُس َفهاء أهل ه‪ ،‬فلما َر ْ‬
‫َأت ُّ‬
‫ال اهللُ تع اىل‪:‬‬ ‫منهم‪ ،‬ويَس تَعيذو َن هِب م من ُس فهاِئهم‪َ ،‬ت َق َّووا عليهم فق َ‬
‫وه ْم َر َه ًقا) يعين زادوهم خَت وي ًفا‪.‬‬
‫( َفَز ُاد ُ‬

‫حر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫وال يَنبغي أ ْن يُ َف ِّسَر اإلنسا ُن ُك َّل َقلَق واضطراب يُصيبُهُ بأنَّه ج ٌّن أو س ٌ‬
‫فأحياناً تَكو ُن أمراضاً نَفسيَّةً أو َت َومُّه ات‪.‬‬

‫الناس أنَّه مصاب بِسح ٍر أو مس من ِّ ِ ِ‬


‫ب‬‫اجلن ليَستَجل َ‬ ‫َ ٍّ‬ ‫بعض ِ ُ ُ ٌ‬ ‫وأحيانًا يُظ ِه ُر ُ‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ف الن ِ‬
‫الرقيَ ةَ عليه والبق اءَ‬
‫ب ُّ‬‫اس‪ ،‬فيش تَكي من ض يق واكتئاب ويطلُ ُ‬ ‫َعطْ َ‬
‫‪ 14‬من ‪17‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ك من األس باب؛ فال يَنبغي أ ْن‬ ‫جبانبِه ليَ ْس تَد َّر َعط َ‬
‫ف َمن َحوهَل ا أو غرَي ذل َ‬
‫اضط ٍ‬
‫راب أنَّه من اجلن‪.‬‬ ‫سرع باحلك ِم على ُك ِّل ِ‬
‫َتتَ َّ َ ُ‬

‫ِ‬
‫ض الء‪َّ -‬أما ال ُـمعالـجو َن ب ال ُقرآن‪ ،‬فقد َن َف َع اهللُ‬ ‫أخ ًريا ‪-‬أيُّها اإلخ وةُ ال ُف َ‬
‫(ونَُنِّز ُل ِم َن‬ ‫السح ِر والش ِ‬ ‫هِب‬ ‫هِب‬
‫َّعوذَة‪ ،‬واهللُ تعاىل يقول‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫باب ِّ‬ ‫وس َّد م َ‬ ‫تعاىل م َ‬
‫ني) [اإلسراء‪ ،]82:‬ويقول‪( :‬قُ ْل ُه َو‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُق ْرآَن َما ُه َو ش َفاءٌ َو َرمْح َ ةٌ ل ْل ُم ْؤ من َ‬
‫ين آَ َمنُوا ُه ًدى َو ِش َفاءٌ) [فصلت‪.]44:‬‬ ‫ِِ‬
‫للَّذ َ‬

‫فَ َكم َشفى اهلل بال ُق ِ‬


‫رآن من َر ُج ٍل َعقيم‪ ،‬وكم شفى من َس قيم‪ ،‬وكم مَجَ َع‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُأس ٍر‪.‬‬
‫من َ‬

‫املرأة أو اخلَل َو ِة هِب ا‪،‬‬


‫مس ِ‬ ‫اه ِل الق ا ِرِئ ال َّراقي بِلَ ِ‬
‫ولكن يَنبغي احل َذ ُر من تَس ُ‬
‫الحظَ ةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ب ل ينبغي أ ْن يص ِ‬
‫ذلك إ ْن ُوج َد على ال راقي ُم َ‬ ‫احبَها حَم َر ُمه ا‪ ،‬وك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫ناصح‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫َتتَعلَّق بِ َك ِيف ِية ُّ ِ‬
‫ذلك ويُ َ‬‫الح َظ َ‬‫الرقية أو استعمال طُُرق َغريبة أ ْن يُ َ‬ ‫ُ‬

‫سعيد اخلُدري رضي اهلل عنه‬ ‫فإن أبا ٍ‬ ‫الق راءَ ِة‪َّ ،‬‬ ‫ض على ِ‬‫بأخ ِذ العِ َو ِ‬
‫أس ْ‬‫وال بَ َ‬
‫أعطَوه قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ٍ‬
‫النيب‬
‫فأخبَر َّ‬ ‫طيعا من َغنَ ٍم‪َ ،‬‬ ‫الع َرب لَدي ٍغ فَ ْ ُ ً‬ ‫َق َرَأ على َس يِّد ل َق وم من َ‬
‫اض ِربُوا يِل‬ ‫"و َما َْأد َر َاك َأن ََّها ُر ْقيَةٌ‪ُ ،‬خ ُذ َ‬
‫وها َو ْ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم فقال له‪َ :‬‬
‫بِ َس ْه ٍم" (رواه البخاري)‪.‬‬
‫‪ 15‬من ‪17‬‬
‫اس أج را وثوابا عن َد ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل تع اىل فهو‬ ‫ً‬ ‫الج هُ للن ِ ً‬
‫ب ال راقي ع َ‬
‫ولكن إ ْن احتَ َس َ‬
‫أوىل‪.‬‬

‫در‬ ‫ِ‬ ‫ان أن يف ز ِئ‬ ‫وال ينبغي لإلنس ِ‬


‫فس هُ قَ َ‬
‫ع دا ًما إىل َمن يَرقي ه‪ ،‬بَ ْل يَ رقي نَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ك س يكو ُن غالِب اً أك َثر‬ ‫نفس َ‬ ‫اؤك لِ ِ‬
‫ودع َ‬ ‫الرقي ةَ ُدع اء‪ُ ،‬‬ ‫طاعتِه؛ َّ‬
‫ألن ُّ‬ ‫اس ت َ‬
‫ِ‬
‫ض‬‫يب ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬إذا َم ِر َ‬ ‫ـجئاً‪ ،‬وقد َعلَّ َمنا الن ُّ‬
‫إخالص اً ولَ َ‬
‫أح ُدنا؛ فق ال‪" :‬ض ع ي َد َك علَى الَّ ِذي تَ َأمَّل ِمن جس ِد َك‪ ،‬وقُ ل بِاس ِم ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ََْ َ‬
‫ُأح ِاذ ُر" (رواه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ثَاَل ثًا‪َ ،‬وقُ ْل َسْب َع َمَّرات َأعُ وذُ باهلل َوقُ ْد َرت ه م ْن َش ِّر َما َأج ُد َو َ‬
‫مسلم)‪.‬‬

‫ِّهنا وإي اكم يف ال دِّين‪ ،‬وأ ْن حَي َفظَنا من ُش رو ِر‬


‫أل اهللَ تع اىل أ ْن يُ َفق َ‬
‫أس ُ‬
‫الشياطني‪،‬‬

‫اللهم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أع َّز‬ ‫ب املس اكني‪َّ ،‬‬ ‫اللهم َوفِّقنا لفع ِل اخلريات‪ ،‬وتَ رك املنك رات‪ُ ،‬‬
‫وح ِّ‬ ‫َّ‬
‫اإلسالم واملسلمني‪ِ ،‬‬
‫وأذ َّل الش ِّْر َك وامل‬
‫واح ِم َح َ‬
‫وز َة الدِّي ِن‪،‬‬ ‫شركني‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ُ‬
‫اللهم من ك ا َن منهم حي اً فمتِّع ه بالص ِ‬
‫حة‬ ‫اللهم ِ‬
‫اغف ْر لنا وآلباِئنا وأمهاتِنا َّ‬ ‫َّ‬
‫ُْ‬
‫واختِ ْم لنا ولَه خبري ومن ك ان منهم َميِّت اً َف َو ِّس ْع له يف َقرْبِ ِه‬ ‫ِ‬
‫على طاعتك ْ‬
‫ب‬ ‫وامجعنا ب ِه يف جنَّتِك يا َر َّ‬ ‫ِ‬
‫اوز عن س يئاته ْ‬ ‫ف له حس ناتِه وجَت ْ‬ ‫وض ِ‬
‫اع ْ‬
‫أحوال املسلمني يف ُك ِّل مكان‪.‬‬
‫َ‬ ‫أصلِ ْح‬
‫اللهم ْ‬
‫العاملني َّ‬
‫‪ 16‬من ‪17‬‬

‫َّين ع ِن‬ ‫الـمكْروبني واقْ ِ‬


‫ض الد َ‬ ‫ب َ‬ ‫ِّس َك ْر َ‬
‫الـم ْهمومني‪ ،‬ونَف ْ‬
‫الله َّم َف ِّر ْج َه َّم َ‬
‫ُ‬
‫ضى الـمـُسلِمني‪.‬‬ ‫الـمدينني‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫ف َم ْر َ‬ ‫َ‬

‫اللهم ال ت دع لنا يف مقامنا ه ذا ذنب اً إال غفرت ه‪ ،‬وال مهّاً إال ّفر ْجت ه‪ ،‬وال‬
‫ّ‬
‫َدين اً إال قض يته‪ ،‬وال مريض اً إال ش فيته‪ ،‬وال مبتلى إال عافيت ه‪ ،‬وال عقيم اً‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫إال ذرية صاحلةً رزقته‪ ،‬وال ولداً عاقّاً إال هديته وأصلحته يا َّ‬

‫اللهم إنا نس ألك اجلنة وما ق رب إليها من ق ول أو عم ل‪ ،‬ونع وذ بك من‬


‫الن ار وما ق رب إليها من ق ول أو عم ل‪ ،‬اللهم إنا نس ألك اجلنة لنا‬
‫ولوالدينا‪ ،‬وملن له حق علينا‪ ،‬وللمسلمني أمجعني‪.‬‬

‫إبراهيم وعلى ِآل‬ ‫صليت على‬ ‫حممد وعلى ِآل ٍ‬


‫حممد كما‬ ‫اللهم صل على ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ِّ‬
‫راهيم‬
‫اركت على إب َ‬‫َ‬ ‫إب راهيم‪ ،‬وب ا ِر ْك على حمم ٍد وعلى ِآل حمم ٍد كما ب‬
‫وعلى ِآل إبراهيم؛ إن َ‬
‫َّك مَح ي ٌد جَم يد‪.‬‬

‫ان َوِإيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرىَب َو َيْن َهى َع ِن‬


‫عب اد اهلل‪ِ( :‬إ َّن اللَّه ي ْأمر بِالْع ْد ِل واِإْل حس ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ْ َ‬
‫الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمْن َك ِر َوالَْب ْغ ِي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّك ُرو َن) [النحل‪.]90:‬‬
‫‪ 17‬من ‪17‬‬
‫ِ‬ ‫ف اذكروا اهلل ي ذكركم واش كروه على نعمه ي زدكم ِ‬
‫كر اللَّه َ‬
‫َأكب ُر‬ ‫(ولَ ذ ُ‬
‫َ‬
‫َواللَّهُ يَعلَ ُم ما تَصنَعو َن) [العنكبوت‪.]٤٥:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ر ِّ ِ‬
‫ب الْع َّز ِة َع َّما يَص ُفو َن * َو َس اَل ٌم َعلَى املُْر َس ل َ‬
‫ني * َواحْلَ ْم ُد‬ ‫(س ْب َحا َن َربِّ َ َ‬
‫ُ‬
‫ني) [الصافات‪.]182-180:‬‬ ‫لِلَّ ِـه ر ِّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َ‬

You might also like