Professional Documents
Culture Documents
* ألم في أول سورة البقرة ننطقها ب سماء الحروم أل الم ميم ،بينما ننطقهيا بمسيميات الحيروم فيي سيور أخيرى ميع أن الكتابية
واحدة في االثنين :قال تعالى (أَلَم نَش َرح) (أَلَم تَ َر ) ..دليل على أن رسول هللا عليه الصالة والسالم سمعها من هللا كما نقلها جبرييل
عليه السالم إليه هكذا ،إذن فالقرآن أصله السماع ال يجو أن تقرأه إال بعد أن تستمع إلى فقيه.
* كل آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل ..ما عدا فواتح السور المكونة مين حيروم فهيي مبنيية عليى الوقي :فيال تقيرأ فيي أول
سورة البقرة ( :الم ) والميم عليها ضمة ،بل تقيرأ ألي سياكنة والم سياكنة ومييم سياكنة كيل حيرم منفيرد بوقي ،ميع أن الوقي ال
يوجد في ختام السور وال في القرآن الكريم كله .
من ناحية اجستعمال يالحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد فيي السيورة ذكير الكتياب أكلير بكليير مميا يتيردد ذكير القيرآن أو قيد ال تيذكر
كلمة القرآن مطلقا ً في السورة ،والعكس صحيح ،وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددا في السورة بشيكل متسياو تقريبيا ً ،فيي
اب الَ َري َ
يب فِيي ِه هُيدًى ِلل ُمت َّ ِقيينَ ) وذكير الكتياب فيي السيورة ٤٧ميرة والقيرآن ميرة واحيدة فيي آيية سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَ ِلكَ ال ِكت َ ُ
نز َل ِفي ِه القُرآنُ ).ل أُ ِ الصيام (شَه ُر َر َمضَانَ الَّ ِذ َ
* الريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب وهذا الكتاب بذاته يخلو من أل ذرة من شك فإذن هو يخلو من الريب .
* استخدم هللا تبارك وتعالى (أُولَـائِكَ ) مرتين ودمج الخبرين مع بعض حتى نعرم أنه ليس في االسالم إيمانان بل إيمان واحد
يترتب عليه جزاء واحد وسيلته الهدى وغايته الفالح.
* جاء بضمير الفصل (هم) للتوكيد والقصر حصر الفالح فيهم حصرا ً ،فإذا أراد الفالح فعليه أن يكون على هدى من ربه.
تعطييك بيذورا * جاءت كلمة (المفلحيون) يشيبه التكليي وجيزاءه فيي اآلخيرة بالبيذور والفالحية ألنيك حيين ترميي بيذرة فيي األر
كليرة ،ليعطينا الحص جل جالله من األمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب
عذَ ٌ
اب ع َِظي ٌم ) َاوةٌ َولَ ُهم َ ع َلى أَبص ِ
َار ِهم ِغش َ علَى قُلُوبِ ِهم َو َ
علَى َ
سم ِع ِهم َو َ آية (َ ( : )٧ختَ َم َّ
َّللاُ َ
ً ً ً
* جعل هللا تعالى القلوب واألبصار جمعا بينما أفرد السمع مع أن اجنسان يملك قلبا واحدا بينما يملك أذنين :
النياس جميعيا ً إن السمع يتعلص بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساويا ً ال تفياوت فييه وال تفاضيل وإنميا يختلي
بتحليل المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب.
* الختم ال يكون إال الشيء المغلص فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين لتستماع وال للتقبل فختم هللا سبحانه عليها ،فيالختم هيو
الطا َبع مين الطيين فيالعربي إذا أراد أن يحفيظ شييء كيان يغليص فوهتيه ويضيع الطيين عليى مكيان عقيدة الخيي ويخيتم بخا ِتميه (خياتَم
وخاتِم) كما يستعمل اآلن الختم بالشمع األحمر يقفل المكان ثم يختم عليه وليس وهو مفتوح.
َاوةٌ) أما السمع فيحتاج إلى ختم ألنه ليس هناك شيء يغطيه. علَى أَبص ِ
َار ِهم ِغش َ (و َ
* البصر يحتاج لتغطية فقال َ
* قدم هللا القلب على السمع والبصر في تلك اآلية ألنه يريد أن يعلمنا منافذ اجدراك ،والختم على القلوب معناه أنيه ال ييدخلها إدراك
جديد وال يخرج منها إدراك قديم ،ومهما رأت العين أو سمعت األذن فال فائدة من ذلك ألن أصحابها اختاروا الكفر وأصروا عليه.
* ع ََّرفنا هللا سبحانه صيفات الميؤمنين فيي ثيالا آييات ،وصيفات الكفيار فيي آيتيين وصيفات المنيافقين فيي ثيالا عشيرة آيية متتابعية
لخطورتهم على الدين ،فالذل يهدم الدين هو المنافص ،أما الكافر فنحن نتقيه ونحذره ،ألنه يعلن كفره.
اطينِ ِهم َقالُوا ِإ َّنا َمعَكم ِإ َّن َما َنحنُ ُمستَه ِزؤُونَ ) (و ِإذَا َلقُوا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا َقالُوا آ َم َّنا َو ِإذَا َخ َلوا ِإ َلى َ
شيَ ِ آية (َ : )١٤
* ضب واو الجماعة في لقيوا و َخليوا :اليواو سياكنة فيي الحيالتين وإنميا هيذا يتعليص بميا قبلهيا ،إذا كيان الفعيل منتهييا ً بيياء أو واو َ ُ َ
ت ُحذم ويضم ما قبل واو الجماعة (لقي لقوا ،نسي ،نسوا ،خشي ،خشوا) ،وإذا سبقت ب ل يفتح ما قبلها ( خال ،خلَوا).
* المنافقون مع المؤمنين يقولون (آ َمنَّا) بالجملة الفعلية ،دليل على التجدد فإيميانهم غيير ثابيت ،متذبيذب ،وعنيدما يلقيون الكيافرين
يقولون (نَحنُ ُمستَه ِزئ ُونَ ) والجملة االسمية تدل على اللبوت.
آية (( : )١٦أُو َل ِئكَ الَّ ِذينَ اشت َ َر ُوا الض ََّاللَةَ ِبال ُهدَى فَ َما َر ِبحَت ِتج َ
َارت ُ ُهم َو َما كَانُوا ُمهت َ ِدينَ )
* جاءت الَضاللة بالهدى ولم ت تى الهدى بالضاللة ألن الباء تكون مع المتروك.
* لم يقل ذهب هللا بضوئهم مع أنهم أوقدوا النار ليحصلوا على الضوء ..الضوء أقوى من النور وال ي تي إال مين إشيعاع ذاتيي ،فليو
َّللاُ ِبنُ ِ
يور ِهم) معناهيا أنيه ليم يبيص لهيم يب َّقال الحص تبارك وتعالى ذهب هللا بضوئهم الحتميل المعنيى أنيه أبقيى لهيم النيور ..ولكين (ذَ َه َ
* قال ( ِفي ُ
ظلُ َما ٍ
ت) لو كان نهاراً لكانوا مشوا ،وفي القرآن لم ترد كلمة الظلمات مفردة أبدا ً بخالم النور ورد مفرداً.
* (الَّ يُب ِص ُرونَ ) إذا امتنع النور امتنع البصر أل أن العيين ال تبصير بيذاتها ولكنهيا تبصير بانعكياس النيورعلى األشيياء ثيم انعكاسيه
على العين ولذلك ف نت ال تبصر األشياء في الظالم ،وهذه معجزة قرآنية اكتشفها العلم بعد نزول القرآن.
ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال يَر ِجعُونَ )آية (ُ ( : )١٨
* لم يقل صم وبكم وعمي ألنه سيحتمل أن يكون هناك جماعة بكم وجماعة صم وجماعة عمي لكن صم بكم عمي هذا تعبيير قطعيي
أنهم جمعوا كل هذه األوصام يعني كل واحد فيهم أبكم ال يبصر وأصم ال يسمع وأعمى ال يس ل وال ينطص (فَ ُهم الَ يَر ِجعُيونَ ) تيركهم
متحيرين ال يرجعون إلى المكان الذل بدأوا منيه فقيد فقيدوا أشيكال التواصيل فكيي يرجعيونو ال يعيودون إليى الهيدى بعيد أن بياعوه
ضالَلَةَ ِبال ُهدَى). ألنهم (اشت َ ُر ُوا ال َّ
ت وَّللاُ ُم ِحيي ٌ ص حَيذَ َر ال َميو ِق َيج َعلُونَ أَصا ِب َع ُهم ِفيي آذَا ِن ِهيم ِمينَ الص ََّيوا ِع ِ س َماء ِفي ِه ُ
ظلُ َماتٌ َو َرع ٌد َو َبر ٌ ب ِمنَ ال َّآية (( : )١٩أَو َكص َِي ٍ
بِالكافِ ِرينَ )
َيار ِهم)
ِ ص بَ أ و م هع يم
َ ِ َ ِ ِ َس ب ب َ
ه َ ذي َ ل ُ َّللا َياء
ش وَ ل(و
َ قال آخرها في حتى نالحظ ولذلك بذاته مقصود ٌ)ق رب و
َ َ د ٌ عر و
َ َ اتٌ مُ لظ
ِ ِ َُ ه يف( الترتيب * هذا
فالسمع مقابل الرعد واألبصار مقابل البرق وذلك ألن الخوم من الرعد أشد من البرق ألن أقواما ً أهلكوا بالصيحة.
* قال (يجعَلُونَ أَصابِعَ ُهم فِي آذَانِ ِهم) المقصود هو األنامل وهذا مجا مرسل حيي أطليص الكُيل وأراد الجيزء ك نميا ليو اسيتطاعوا أن
يُدخلوا أصابعهم كلها في آذانهم لفعلوا من شدة الخوم.
ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم الَ يَع ِقلُونَ ) : ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال يَر ِجعُونَ ) و( ُ * الفرق بين( ُ
ط ِبيع عليى قليوبهم ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال َير ِجعُيونَ ( ))١٨هيم ال يرجعيون إليى النيور اليذل فقيدوه ألنهيم نيافقوا و ُ ُ ( األولى --في اآلية
والعياذ باهلل فال مجال للرجوع.
علَيي ِه آبَاءنَيا أَ َولَيو كَيانَ آبَيا ُؤهُم الَ يَع ِقلُيونَ شَييئا ً َوالَ يَهتَي ُدونَ
نز َل َّللاُ قَالُوا بَل نَت َّ ِب ُع َميا أَلفَينَيا َ
(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّ ِبعُوا َما أ َ َ
في اآلية اللانية َ
ُ َ
ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي ف ُهم الَ يَع ِقلونَ ( .))١٧١لما تكليم عين آبيائهم ص بِ َما الَ يَس َم ُع إِالَّ ُدعَاء َونِدَاء ُ (َ )١٧٠و َمل َ ُل الَّ ِذينَ َكف ُروا َك َمل ِل الذِل يَن ِع ُ
َّ َ َ
قال (أَ َولَو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَع ِقلُونَ شَيئاً) فكما أن آباءهم ال يعقلون هم ال يعقلون.
--الملال الذل ض ُِرب ( )١٧١صور هؤالء وهم يُلقى عليهم كالم هللا سبحانه وتعالى كملل مجموعة أغنام الراعي يصيح فيها وهي
تسمع أصواتا ً لكنها ال تستطيع أن تعقلها ،ال تفهم .فك ن هؤالء وهم يستمعون إلى كالم هللا سبحانه وتعالى كاألغنام ال يعقلون.
* الفرق البياني بين قوله تعالى ( ِمن ِمل ِل ِه) فى سورة البقرة و( ِمل ِل ِه) فى سورة هودو
أوال :إذا افترضنا أن لهذا الشيء أملاالً فيقول :ائتنيي بشييء ( ِمين ِمل ِلي ِه) ،أميا عنيدما نقيول :ائتنيي بشييء (ملليه) فهيذا ال يفتير ً
ً
وجود أملال لكنه محتمل أن يكون له مليل فإن كان موجو ًدا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل ملله.
ب) وهي بال شك أعم مما جاء في سورة هود (افتَ َراهُ) ألن مظنة اجفتراء أحد ثانيًا :قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِن كُنت ُم فِي َري ٍ
أمور الريب.
ثاللًا :المفسرون وضعوا احتمالين لقوله تعالى ( ِمن ِمل ِل ِه) أل من ملل القرآن أومن ملل هذا الرسول األمي الذل ينطص بالحكمة أل
فاتوا بسورة من القرآن من ملل رجل أمي كالرسول صلى هللا عليه وسلم ،وعليه فإن ( ِمن ِمل ِل ِه) أعم ألنه تحتمل المعنيين أم
( ِمل ِل ِه) فهي ال تحتمل إال معنى واحدا ً وهو ملل القرآن وال تحتمل المعنى اللاني.
رابعًا :أنه حذم مفعولي الفعلين المتعديين في قوله (فَ ِإن لَم تَفعَلُوا َولَن ت َفعَلُوا) والحذم قد يعني اجطالق عموما ً في اللغة.
* هل يمكن أن نضي كلمة مفتراة في سورة البقرة فيقول ملالً فاتوا بسورة من ملله مفتراة كما قال (مفتريات) في هودو
هذا التعبير ال يصح من عدة جهات:
أوال :هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة هود. ً
ثان ًيا :وهو المهم أنه ال يُحسن أن ي تي بعد ( ِمن ِمل ِل ِه) بكلمة مفتراة ألنه عندما قال من ملله افتر وجود مليل له فإذن هو ليس
مفترى وال يكون مفترى إذا كان له مليل إذن تنتفي صفة االفتراء مع افترا وجود ملل له.
ور ٍة ِمن ِمل ِل ِه) ألن استخدام ( ِمن ِمل ِل ِه) تفتر أن له ملل إذن هو ليس س َثاللًا :ال يصح أن يقول في سورة هود أن ي تي بـ (فَ ت ُوا ِب ُ
ور ٍة ِمن ِمل ِل ِه) لنفس السبب الذل ذكرناه سابقاً .إذن ال
س َبمفترى وال يصح بعد قوله تعالى (أَم يَقُولُونَ افت َ َراهُ) أن يقول (ف ت ُوا بِ ُ
َ
يمكن استبدال إحداهما باألخرى.
َّللاِ إِن كُنت ُم صَا ِد ِقينَ ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما قال في
ُون َّ ش َهدَا َءكُم ِمن د ِ
(وادعُوا ُرابعًا :قال تعالى في آية سورة البقرة َ
َّللاِ إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ ) ألنه في آية سورة البقرة عندما قال ( ِمن ِمل ِل ِه) افتر أن له ملل إذن (وادعُوا َم ِن است َ َطعت ُم ِمن د ِ
ُون َّ هود َ
هناك من استطاع أن ي تي بهذا الملل وليس المهم أن ت تي بمستطيع لكن المهم أن ت تي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إال لي تي
ش َهدَا َءكُم) ليشهدوا إن كان هذا القول ملل هذا القول فالموق إذن يحتاج إلى شاهد محكم ليشهد بما جاءوا (وادعُوا ُ بالنصو فقال َ
َ َ
به وليحكم بين القولين .أما في آية سورة هود فاآلية تقتضي أن يقول ( َوادعُوا َم ِن استطعت ُم) ليفترل ملله ،هم قالوا افتراه فيقول
تعالى ادعوا من يستطيع أن يفترل ملله كما يقولون ،إذن في سورة البقرة أعم وأوسع ألنه تعالى طلب أمرين :دعوة الشهداء
ودعوة المستطيع ضمنا ً أما في آية سورة هود فالدعوة للمستطيع فق .
ومما سبص نالحظ أن اآلية في سورة البقرة بُنيت على العموم أصالً (ال ريب ،من ملله ،الحذم قد يكون للعموم ،ادعوا شهداءكم).
َارةُ أ ُ ِعدَّت ثم إنه بعد هذه اآلية في سورة البقرة هدد تعالى بقوله ( َف ِإن لَم تَفعَلُوا َولَن تَفعَلُوا َفاتَّقُوا النَّ َ
ار الَّتِي َوقُو ُد َها النَّ ُ
اس َوال ِحج َ
ِللكَافِ ِرينَ ( ))٢٤والذل ال يؤمن قامت عليه الحجة ولم يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة.
(ر ِ قوا) :هللا تعالى ينسب النعمة والخير إلى نفسه وال ينسب الشر ،أما في الجنة حي ال حساب وال عقاب * البناء للمجهول فى ُ
قال تعالى ( ُكلَّ َما ُر ِ قُوا ِمنهَا ِمن ثَ َم َر ٍة ِر قاً).
اّلل َوكُنت ُم أَم َواتا ً فَ َح َياكُم ث ُ َّم يُ ِميتُكُم ث ُ َّم يُح ِييكُم ث ُ َّم إِلَي ِه ت ُر َجعُونَ )
آية (( : )٢٨كَي َ تَكفُ ُرونَ ِب َّ ِ
* بدأت اآلية ب سلوب استفهام عن الحال ولكنه خرج إلى غر آخر وهو التعجب واجنكار.
ص وبنا ٌء وتزيين ولو ت ملت السموات لرأيت بدعة الخلص ودقته ونظاما ً ال
* قال تعالى (فسواهن) ولم يقل خلقهن فالتسوية خل ٌ
يخت ُّل وال يغيب.
(وإِذ قَا َل َربُّكَ ِلل َمالَئِكَي ِة إِنِيي جَا ِعي ٌل فِيي األَر ِ َخ ِليفَيةً قَيالُوا أَتَجعَي ُل فِيهَيا َمين يُفسِي ُد فِيهَيا َويَسي ِفكُ ِ
اليد َماء َونَحينُ نُ َ
سيبِ ُح آية (َ : )٣٠
ِس لَكَ قَا َل ِإنِي أَعلَ ُم َما الَ تَعلَ ُمونَ ) ِبحَم ِدكَ َونُقَد ُ
ً َ
* الصيغة اجسمية (إِنِي جَا ِع ٌل فِي األر ِ خ ِليفة) أقوى ألنها تدل على اللبوت بينما الصيغةالفعلية تدل على الحدوا والتجدد،َ َ
هناك فرق بين أن تقول هو يتلق وهو ملق ،هو يتفقه وهو فقيه ،تقول هو ناجح قبل أن يمتحن ألنك واثص أنه ناجح.
* هل من فارق بين نقدس لك ونقدسكو الفعل يقدس فعل متعدل ي خذ مفعوالً به دون حرم الجر الالم فنقول نقدس هللا لكن اآلية
أدخلت الالم على الكام للتخصيص أل التقديس لك ال لغيرك .فالمالئكة ال تعصي هللا ما أمرها فهي ال تقدس إال هلل بخالم البشر
الذين قد يقدسون هللا وقد يقدسون معه غيره.
ِل لَ ُه َميا َميا س لَ ُه َما الشَّي َطانُ ِليُبد َ -في سورة األعرام (فَ َوس َو َ
سو َءاتِ ِه َما َوقَا َل َميا نَهَا ُك َميا َربُّ ُك َميا عَين َهيـ ِذ ِه ل عَن ُه َما ِمن َ ور َ
ُو ِ
ينَ َ يينَ َ َ َ َ َ
شيييج ََر ِة إِال أن تكُونيييا َملكيييي ِن أو تكُونيييا ِمي الخا ِلييي ِد ())٢٠ َ َ َ َّ ال َّ
اختييار تعييالى للتقييوى كلميية اللبيياس الييذل يييوارل السييوءات
س يو َءا ِتكُم علَيييكُم ِل َباسيا ً يُي َيو ِارل َ الباطنيية ( َيييا َب ِنييي آ َد َم قَييد أَن َزلنَييا َ
َّ َ
ت َّللاِ لعَل ُهييم َ
يير ذ ِلييكَ ِميين آيَييا ِ ى ذَ ِلييكَ َخي ٌ يياس التَّق َ
ييو َ َو ِريشييا ً َو ِلبَ ُ
يَذَّك َُّرونَ ( ))٢٦واختييار اليريش مناسيب للبياس اليذل ييوارل
السييؤات الخارجييية .وفييي هييذه اآليييات تحييذير ميين هللا تعييالى
سيو َءاتِكُم علَيكُم ِلبَاسا ً يُ َيو ِارل َ لذرية آدم ((يَا بَنِي آ َد َم قَد أ َ َ
نزلنَا َ
َّ َ
ت َّللاِ لعَل ُهييم َ
يير ذ ِلييكَ ِميين آيَييا ِ ى ذَ ِلييكَ خي ٌ
َ يياس التَّق َ
ييو َ َو ِريشييا ً َو ِلبَ ُ
يَذَّك َُّرونَ (.))٢٦
يس أ َ َبى َواست َكبَ َر َوكَانَ ِمنَ الكَا ِف ِرينَ ) (و ِإذ قُلنَا ِلل َمالَ ِئ َك ِة اس ُجدُوا آل َد َم فَ َ
س َجدُوا ِإالَّ ِإب ِل َ آية (َ : )٣٤
* لماذا استخدمت كلمة ابليس مع آدم ولم تستخدم كلمة الشيطانو إبليس هو أبو الشياطين كما أن آدم أبيو البشير وبدايية الصيراع
كان بين أبو البشر وأبو الشياطين ،والشيطان يُطلص على الكافر من الجن.
اج ِدينَ ) رب العالمين يخاطب هيؤالء المالئكية المشيغولون فاليذل يقيع هيو اليذل كيان
س ِوحي فَقَعُوا لَهُ َ
س َّويتُهُ َونَفَختُ فِي ِه ِمن ُر ِ (فَ ِإذَا َ
ً َ َ
مشغوال بشيء ثم انتبه ،قال (فقعُوا) بالفاء ،عندما أنفخ فيه من روحي رأسا فقعوا اتركوا الذل في أيديكم ،ك ٌل ترك عمله . ً
خروا ونحن واقفين ننزل رأسا ً إلى تحت (خروا) .والخر هو الهبوط مع صوت من خرير المياء وهناليك فيرق بيين جرييان المياء بيال
صوت فالخرير من شالل نا ل بصوت هذا خر ( َخ ُّروا ُ
س َّجدًا َوبُ ِكيًّا) شخص قرأ آية مؤثرة فبدأ بالبكاء وهب بقيوة عليى األر لكيي
يسجد مع صوت البكاء .
*خاطب تعالى آدم لوحده ومرة خاطب آدم وحواء ،كي نفهم الصيغ المتعددة في الخطابو
(وقُلنَا يَا آ َد ُم اسكُن أَنتَ َو َ و ُجكَ ال َجنَّيةَ ( )٣٥البقيرة) (فقُلنَيا يَيا آ َد ُم إِنَّ َهيذا عَيد ٌُّو ليكَ َو ِل َزو ِجيكَ
َّ َ َ من الذل قال أن الخطاب مرة واحدةو َ
فَ َال يُخ ِر َجنَّ ُك َما ِمنَ ال َجنَّ ِة فَتَشقَى ( )١١٧طه) هذا الخطاب غير ذاك الخطاب ،من أدراه أن الخطاب كان واحداًو هذا وقت متغير.
* استخدام كلمة ( وجك) بدل وجتك :لغويًا األصل هو كلمة وج وفي اللغة الضعيفة تستعمل وجة ،في اللغة يقال الميرأة وج
الرجل والرجل وج المرأة ،فاألولى واألصح أن تستخدم كلمة وج ولذا استخدمها القرآن الكريم في اآلية.
* سبب تقديم وت خير كلمة رغدا في آيتى سورة البقرة ( )٣٥و (: )٥٨
العيش أو األكل الرغد هو الهنيء الذل ال جهد معه.
اآلية األولى الكالم مع آدم عليه السيالم التيرخيص بسيكن الجنية أوالً (اسيكن أنيت و وجيك الجنية) ثيم باألكيل مين الجنية (وكيال منهيا
رغداً) ثم بمطلص المكان (حي شئتما) المكان مطلص غير مقيد ثم قيده بشجرة (وال تقربا هذه الشجرة) هذا التقيييد بعيد اجطيالق هيو
نوع من اجستلناء ك نه قال :كلوا من كل هذه األماكن إال من هذا المكان.
لما كان الكالم إستلناء من مكان ربي بيين المسيتلنى والمسيتلنى منيه ،المسيتلنى منيه (حيي شيئتما) والمسيتلنى (قربيان الشيجرة)
فالبد من إتصالهما ،ولو قيل في غير القرآن :كال منها حي شئتما رغدا ً وال تقربا ستكون كلمة (رغداً) فاصيلة بيين المسيتلنى منيه
والمستلنى وهذا خلل في اللغة ال يجو أو على األقل فيه ضع .
لذلك قدم رغدا ً مع نيوع مين اجهتميام بيالعيش الهنييء لهميا ،كيال منهيا رغيدا ً حيي شيئتما إال مين هيذا الموضيع فجميع بيين المكيان
المستلنى منه وبين المكان المستلنى الذل ينبغي أن ال يقرباه .
* قال تعالى آلدم عليه السالم (حي شئتما) :ف ثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما .
* (فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّر ِب ِه َك ِل َماتٍ) قرأها إبن عباس (فتلقى أد َم) فما وجه االخيتالمو هيذه القيراءة بالنصيب (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ )
الكلمات فاعل ،هذه القراءة بالنصب فيها تكريم آلدم تلقته الكلمات كما يُتلقى الساق إلى األر لئال يهلك ،تلقته الكلميات ليتيوب ،
ولم يقل فتلقت آدم من ربه كلمات ألنه أوالً (كلمات) مؤن مجا ل والمؤن المجا ل يجو فييه التيذكير والت نيي ،ثيم األمير اآلخير
هناك فاصل بين الفعل والفاعل ألن وجود الفاصل يحسن التذكير وحتى لو لم يكين مؤنليا ً مجا ييا ً ليو كيان مؤنليا ً حقيقييا ً جميع مؤني
سالم أيضا ً بالفصل يُذكر كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّ ِب ُّي ِإذَا جَاءكَ ال ُمؤ ِمنَاتُ ( )١٢الممتحنة) ما قال إذا جاءتك ،فكي إذا كيان المؤني
مجا ياًو (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ ) تلقتيه الكلميات ألن آدم سيق وألن المعصيية سيقوط فتلقتيه الكلميات ليئال يه ِليك ،مسي لة تقيديم
وت خير المفعول به على الفاعل جائز في القرآن.
علَي ِه) تسمى الفاء الفصيحة ألنها تفصح عن كالم محذوم يعني فرددها فتاب هللا عليه. * هذه الفاء (فَتَ َ
اب َ
من بني آدم وبعد التوحيد وهي االستغفار. * تنبهنا اآلية إلى عبادة عظيمة وهي أول عبادة على وجه األر
ع َلي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ ) من حي الت لي والتركيبة البيانية :
م َ* (الَ َخو ٌ
( ال خوم عليهم) باجسم و (وال هم يحزنون) بالفعل ،ما قال ال يخافون كما قال وال هم يحزنون :
يوب َواألَبص ُ
َيار) هيؤالء مؤمنيون يخيافون ،الخيوم وذلك ألنهم يخافون في الواقع وخوفهم يوم اآلخرة (يَ َخافُونَ يَو ًما تَتَقَلَّ ُ
يب فِيي ِه القُلُ ُ
مدح لهم هنا ،كل المكلفين يخافون حتى يؤمن هللا من يؤمن ،ولما كان الخوم حقيقة عبر عنه باجسم.
لم يخصص الخوم ما قال ال عليهم خوم بتقديم الجار والمجرور كما قال وال هم يحزنون :
وهذا أيضا ً ال يصح ،عندما يقول ال عليهم خيوم يعنيي لييس علييهم الخيوم ولكين الخيوم عليى غييرهم ،أنيت نفييت الخيوم عنيه
وأثبته على غيرهم أل الكفار ،من يخام على الكفارو وهم مغضوب عليهمو هذا المعنى يفهم إذا قدم وقال ال عليهم خوم كيان نفياه
عنهم وأثبته على غيرهم .
خوم عليهمو
َ لكن هنالك مس لة إذا كان هو أفاد نفي الجنس تنصيصا ً أو بالقرينة إذن لماذا ي ت بنفي الجنس ولم يقل ال
خوم عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين: ٌ هو عندما يقول (ال
علَي ِه فَ َل ِقي ِه فِي اليَ ِم) متعلص بـ(خام) ،لو كان الجيار والمجيرور -١األول كون حرم الجر (عليهم) متعلص بالخوم ملالً (فَ ِإذَا ِخف ِ
ت َ
خوم عليهم الخبر يكون محذوفا ً . ٌ (عليهم) متعلقا ً بالخوم يكون الخبر محذوفا ً ألن ال
-٢يحتميل أن يكييون الجيار والمجييرور (عليييهم) لييس متعلقيا ً بييالخوم وإنميا متعلييص بكييان واسيتقر يعنييي ال خييوم كيائن عليييك .ملييل
وم
(عليكم أن تجلسوا في الصي ) إذا تعليص الصي بيالجلوس ال يكيون هناليك خبير ،الجليوس فيي الصي مطليوب نيافع مفييد ،ال خي ٌ
عليك موجود .
هو نفي الخوم اللابت والمتجدد ونفى الحزن اللابت والمتجدد :
-قال (ال خوم عليهم) هذا ينفي الخوم اللابت .
-نفي الحزن المتجدد من الفعل المضارع (وال هم يحزنون) الذل فييه تجيدد واسيتمرار وهيذا يقتضيي (ال خيوم علييهم) ألن الحيزن
مرحلة تالية للخوم فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوم.
-نفي الحزن المتجدد ينفي الخوم المتجدد ألنك تخام فتحزن ،الخوم أوالً ثم الحزن بعدما يقع إذا وقع ما يخام منه .
-نفي الخوم اللابت ينفي الحزن اللابت ،فجاء أحدهما بالفعل واآلخر باجسم وأحدهما مرتب باآلخر .
ل فَار َهبُ ِ
ون) علَيكُم َوأَوفُوا ِبعَهدِل أ ُ ِ
وم بِعَه ِدكُم َو ِإيَّا َ آية (( : )٤٠يَا بَنِي ِإس َرائِي َل اذك ُُروا نِع َمتِ َي الَّتِي أَنعَمتُ َ
* أغلييب السييور يضييرب الملييل بقصيية موسييى ففيهييا تفاصيييل كليييرة وذُكييرت أكليير ميين القصييص األخييرى أوالً ألن تلييك األقييوام بيادت
وهلكت ولم يبص منهيا أحيدا ً أميا بنيو إسيرائيل فبياقون فيي مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم ومسيتمرون إليى اآلن وكيان لهيم ميع
الرسول صلى هللا عليه وسلم حوادا ومواق وعداء وإلى اآلن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة ،فإذن التكرار ليه داللتيه ألنهيم
سيبقون معكم إلى ما شاء هللا وهم يحاربونكم ويمكرون ،فذكر أفعالهم ميع موسيى ولقيد أوذل أكلير مين هيذا فصيبر وذكير كليير مين
أحوالهم حتى نتعظ .
* إختار تعالى لفظ العهد لليهود ولم يقل أوفيوا وعيدكم ألن هللا تعيالى خياطبهم بإسيم التيوراة المعيروم عنيدهم (العهيد) ليذلك الكلمية
مزدوجة الداللة ألمرين :ألنها ت مرهم بإلتزام أوامير هللا وتي مرهم بيالتزام وصيايا هللا تعيالى المبلوثية فيي طييات العهيد القيديم والتيي
فيها اجيمان بمحمد صلى هللا عليه وسلم .
صدِقا ً ِل َما َمعَكُم َوالَ تَكُونُوا أ َ َّو َل َكافِ ٍر بِ ِه َوالَ تَشت َ ُروا بِآيَاتِي ث َ َمنا ً قَ ِليالً َوإِيَّ َ
ال آمنُوا بِ َما أ َ َ
نزلتُ ُم َ (و ِ
آية (َ : )٤١
فَاتَّقُ ِ
ون)
اليدنيا ال * (تشتروا بآياتي) دخلت الباء على آياتي لتعلمنا أن اليهود جعلوا آيات هللا تعالى كدراهم واشتروا به عرضيا ً مين أعيرا
قيمة له لذلك جاء وصفه بـ (قليالً) ألنهم بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظا ً قليالً .
علَى ال َخا ِ
ش ِعينَ ) يرةٌ ِإالَّ َ
صالَ ِة َو ِإنَّ َها لَ َك ِب َ (واست َ ِعينُوا ِبال َّ
صب ِر َوال َّ آية (َ : )٤٥
ش ِعينَ (( ))٤٥يَا أ َيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا استَ ِعينُوا علَى ال َخا ِ
يرةٌ إِالَّ َ صالَ ِة َوإِ َّنهَا لَ َكبِ َ(واست َ ِعينُوا بِالصَّب ِر َوال َّ * الفرق بين الفاصلة فى اآليتين َ
صالَ ِة ِإنَّ َّللاَ َم َع الصَّا ِب ِرينَ (: ))١٥٣ ِبالصَّب ِر َوال َّ
الرا ِك ِعينَ ( ))٤٣السياق في الصالة فقال َ
الزكَاة َوار َكعُوا َم َع َّ صالة َوآت ُوا َّ َ َ (وأقِي ُموا ال ََّ -في األولى تقدم ذكر الصالة والمطالبة بها قال َ
سبي ِل َّللاِ أَم َواتٌ
(والَ تَقُولُوا ِل َمن يُقت َ ُل فِي َ(إال على الخاشعين) ،في اآلية اللانية ختمها بالصبر ألن السياق في الصبر فبعدها قال َ
ص ِمنَ األَ َم َوا ِل َواألنفُ ِس َوالل َّ َم َرا ِ
ت َوبَش ِِر الصَّابِ ِرينَ وع َونَق ٍبَل أحيَاء َولَ ِكن الَّ تَشعُ ُرونَ (َ )١٥٤و َلنَبلُ َو َّنكُم بِشَيءٍ ِمنَ ال َخوم َوال ُج ِ
َ
اجعونَ ( ))١٥٦السياق مع الصبر . ٌ َ
( )١٥٥الَّ ِذينَ إِذَا أصَابَت ُهم ُّم ِصي َبة قَالُوا إِنَّا ِّللِ َوإِنَّـا ِإلَي ِه َر ِ
-ف ي األولى كان يخاطب بني إسرائيل ويقول الصالة عندكم كبيرة وشاقة عليكم وتتهاونون فيها وما تصلون ،الخاشعون من بني
إسرائيل الرهبان أصحاب العلم منهم يصلون ولكن األكلرية الغالبة من اليهود ال يصلون وإذا صلوا صالة كلها غير صحيحة وفيها
َّللاَ َم َع الصَّابِ ِرينَ ) وفعالً هل هناك
بدع كليرة وأبعد ما تكون عن عبادة هللا وهم يتلاقلون منها ،بينما لما خاطب المسلمين قال (إِنَّ َّ
أمة في العالم تصلي في المساجد خمس مرات من الفجر إلى العشاء إال هذه األمة وبالبيوت الضحى واألوابين والتهجد الصالة عند
هذه األمة عماد الدين وهم يتلذذون بها .
شفَاعَةٌ َو َال يُؤ َخذُ ِمن َها عَد ٌل َو َال ُهم (واتَّقُوا َيو ًما َال تَج ِزل نَف ٌ
س عَن نَف ٍس شَيئ ًا َو َال يُق َب ُل ِمن َها َ آية (َ : )٤٨
ص ُرونَ )
يُن َ
ش َفاعَةٌ َوالَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَد ٌل َوالَ ُهم
(والَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ
* هذه اآلية وردت مرتين وصدر اآليتين متفص ولكن اآلية األولى تختم َ
شفَاعَةٌ َوالَ هُم يُنص َُرونَ ) والمس لة تحتاج إلى فهم ،ففي اآلية األولى الشفاعة (والَ يُق َب ُل ِمنهَا عَد ٌل َوالَ تَنفَ ُعهَا َ
يُنص َُرونَ ) واللانية َ
مقدمة وقال :ال يقبل .والعدل مت خر ،وفي اآلية اللانية العدل مقدم والشفاعة مؤخرة وقال ال تنفع .
س عَن نَّف ٍس شَيئاً) كم نفسا ً هناو إنهما اثنتان ،النفس األولى هي الجا ية ،والنفس اللانية هي المجزل قوله تعالى( :الَّ تَج ِزل نَف ٌ
شفاعَة) هنا الضمير يعود إلى النفس األولى الجا ية التي تتقدم للشفاعة عند هللا وتحاول أن ٌ َ عنها ،وقوله تعالى (الَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ
تتحمل عن النفس المجزل عنها ،فالمعنى أنه سي تي إنسان صالح يوم القيامة ليشفع عند هللا تعالى جنسان أسرم على نفسه ،
(والَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَدلٌ) وال يسمح له ب ل مساومة أخرى ،وهذا ترتيب طبيعي لأحداا فقد فال تقبل شفاعته ،فإذا فشلت الشفاعة َ
طلب هؤالء الشفاعة أوال ولم تقبل ،فدخلوا في حد آخر وهو العدل فلم يؤخذ .
في اآلية اللانية يتحدا هللا تبارك وتعالى عن النفس المجزل عنها قبل أن تستشفع بغيرها وتطلب منه أن يشفع لها ،البد أن
تكون قد ضاقت حيلها وعزت عليها األسباب فيضطر أن يذهب لغيره وفي هذا اعترام بعجزه ،فيقول يا رب ماذا أفعل حتى أكفر
شفَاعَةٌ) أل أن
عن ذنوبي فال يقبل منه ،فيذهب إلى من تقبل منهم الشفاعة فال تقبل شفاعتهم (الَ يُقبَ ُل ِمنهَا عَد ٌل َوالَ تَنفَعُهَا َ
الضمير هنا عائد على النفس المجزل عنها .فهي تقدم العدل أوالً والعدل هو المقابل ك ن يقول المسرم على نفسه يا رب فعلت
كذا وأسرفت على نفسي ف عدني إلى الدنيا أعمل صالحا ً فال يقبل منها ،فتبح عن شفعاء فال تجد وال تنفعها شفاعة.
اب أَفَالَ
س ُكم َوأَنت ُم تَتلُونَ ال ِكتَ َ
سونَ أَنفُ َ * في األولى قدم الشفاعة وأخر العدل ألن قبل هذه اآلية قال (أَتَ ُم ُرونَ النَّ َ
اس بِالبِ ِر َوت َن َ
تَع ِقلُونَ ) هم ي مرون الناس بالبر فظن هؤالء أن هؤالء يشفعون لهم ،لما ي مر بالبر وينسى نفسه فهؤالء ال يقبل منهم شفاعة
(والَ تَشتَ ُروا بِآيَاتِي ث َ َمنا ً قَ ِليالً) باعوا الدين ،لما قبضوا اللمن ربنا ال ي خذ منها عدل ،هم أخذوا لكن (والَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَدلٌ) ألنه قال َ
َ
ربنا ال ي خذ منهم ،هذه نظير تلك.
* العدل معناه ما يعادل ال ُجرم الذل هو الفدية وإيصال هذا المال لمستحقه في حال قيام اجنسان بجريمة أو ما شابه له أسلوبان:
األول أن يرسل وفد صالح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم أوالً ثم يذهب بالفدية أو المقابل .
واللاني أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده فإذا رفضوا ي تي بوسطاء يشفعون له .
اآليتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة فنُفي الصورتان عن القبول فيما يتعلص باألمم التي آمنت قبل اليهود بشكل خاا حتى
يؤمنوا باهلل تعالى ورسوله محمد وبكتابه ،نجمع بين اآليتين على بعد ما بينهما هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة
فانتفت كلتا الصورتين فالقرآن الكريم ي س بني إسرائيل من الحالتين ال يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة وال شفاعة ابتداء ثم
ي تي العدل بعد ذلك ال ينفعكم إال أن تتبعوا محمدا ً .
* إن أحوال األقوام في طلب ال ِفكاك عن ال ُجناة تختل فمرة تراهم يٌقدمون ال ِفداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِمون الشفعاء وتارة يُقدِمون
أوالً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت اآليتان أحوال نفوس الناس في فِكاك ال ُجناة.
* استعمل المذكر (يقبل) مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنلا ً مع كلمة الشفاعة نفسها:
الفعل (يقبل) لم يُذكر مع الشفاعة إال في اآلية ١٢٣من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل
ممن سيشفع أو من ذل الشفاعة ،أما في اآلية اللانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكالم عن الشفيع .وقد وردت
شيئا ً ()٢٣يس) . شفَا َ
عت ُ ُهم َ كلمة الشفاعة مع الفعل المؤن في القرآن الكريم في آيات أخرى منها (الَّ ت ُغ ِن عَنِي َ
وفي لغة العرب يجو تذكير وت ني الفعل فإذا كان المعنى مؤن يستعمل الفعل مؤنلا ً وإذا كان المعنى مذكرا ً يُستعمل الفعل مذكراً.
ساء ُكم َو ِفي ذَ ِلكُم َبالء ِمن َّر ِبكُمب يُذَ ِب ُحونَ أَبنَاءكُم َو َيستَحيُونَ ِن َ س َو َء ال َعذَا ِ
سو ُمونَكُم ُ
(و ِإذ نَجَّينَاكُم ِمن آ ِل ِفرعَونَ َي ُ آية (َ : )٤٩
ع َِظي ٌم)
(و ِإذ نَجَّي َناكُم ِمن آ ِل ِفرعَونَ ) وبعدها قال ( َو ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر فَ َنجَينَا ُكم َوأَغ َرقنَا آ َل ِفرعَونَ ) : َ قال البقرة سورة في تعالى * ربنا
هناك فرق بين فعل وأفعل ،نجى يفيد التمهل والتلب والبقاء ملل علم وأعلم ،علم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار ،فعل فيها
ظ ُرونَ ) ألنهم لم يمكلوافي البحر طويالً فقال أنجيناكم ، (و ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَينَاكُم َوأَغ َرق َنا آ َل فِرعَونَ َوأ َنت ُم تَن ُ
تمهل وتلب َ ،
أما عندما عدد هللا تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) ألنهم بقوا في العذاب فترة .
* (آ ِل فِرعَونَ ) وليس أهل فرعون ،اآلل هم األهل واألقراب والعشيرة وكلمة آل ال تضام إال لشيء له ش ن وشرم دنيول ممن
يعقل فال تستطيع أن ملالً أن تقول آل الجاني بل تقول أهل الجاني .
ب) ما معنى يسومو يقال سام فالن خصمه أل أذله وأعنته وأرهقه وهي م خوذة من سام الماشية تركها سو َء العَذَا ِ
سو ُمونَكُم ُ
* (يَ ُ
ترعى وعندما يقال إن فرعون يسوم بني إسرائيل سوء العذاب معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب .
* ما هو السوءو إنه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسخرة والعمل باألشغال الشاقة .
* الفرق بين (يُذَ ِب ُحونَ أَبنَآ َءكُم) في سورتي البقرة وإبراهيم و(يُقَ ِتلُونَ أَبنَآ َءكُم) في ( )١٤١األعرام :
الذبح غير القتل ،فالذبح البد فيه من إراقة دماء وعادة يتم بقطع الشرايين عند الرقبة ولكن القتل قد يكون بالذبح أو بغيره
كالخنص واجغراق ليس شرطا فيه أن تسفك الدماء.
فييي قولييه (يُقَتِلُييونَ أَبنَييآ َءكُم) أراد فرعييون أن ينييتقم ميين ذرييية بنييي إسييرائيل ك ي ن الهكسييوس كييانوا مييوالين لبنييي إسييرائيل ألن ملييك
الهكسوس اتخذ يوس و يرا ً ،وعندما انتصر الفراعنة انتقموا من بني إسرائيل بكل الوسائل قتلوهم وأحرقوا عليهم بيوتهم .
أما (يُذَبِ ُحونَ أَبنَآ َءكُم) سبب الذبح هو خوم فرعون من ضياع ملكه فلقد رأى رؤيا قال له الكهيان فيي ت ويلهيا أنيه يخيرج مين ذريية
إسرائيل ولد يكون على يده نهاية ملكك ،ف مر بيذبح كيل موليود ذكير مين بنيي إسيرائيل ،ولكين قيوم فرعيون اليذين تعيودوا السيلطة
خشوا أن ينقر بني إسرائيل وهم يقومون بالخدمات لهم ،فجعل الذبح سنة والسنة اللانية يبقون على المواليد الذكور ،وفير
الذبح حتى يت كد قوم فرعون من موت المولود في الحال فال ينجو أحد ولو فعلوه ب ل طريقة أخرى قد ينجو من الموت .
* لم يقل الحص تبارك وتعالى يذبحون أبناءكم ويستحيون بناتكم ألنه يريد أن يلفتنا إلى أن الفكرة من هذا هو إبقاء عنصر األنوثة
يتمتع بهن آل فرعون وذلك للتنكيل ببني إسرائيل .
* الفرق بين األبناء واألوالد أن األبناء أل الذكور جمع إبن بالتذكير ملل (يُذَ ِب ُحونَ أَبنَاءكُم) أما األوالد فعامة للذكور واجناا وهي
(وال َوا ِلدَاتُ يُر ِضعنَ أَوالَ َدهُنَّ حَولَي ِن ك ِ
َاملَي ِن) . جمع ولد َ
(و ِإذ َف َرق َنا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَي َناكُم َوأَغ َرق َنا آ َ َل فِرعَونَ َوأَنت ُم ت َن ُ
ظ ُرونَ ) آية (َ : )٥٠
* كلمة اليم كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يما) وفي األكادية (يمو) اليم وردت
كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطي أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية.
* القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في قصة موسى لكن المالحظ أنه لم يستعمل اليم إال في مقام الخوم والعقوبة ولم يستعمله
علَي ِه فَ َل ِقي ِه فِي اليَ ِم ( )٧القصص) هذا خوم ( ،فَانتَقَمنَا ِمن ُهم فَ َغ َرقنَاهُم فِي اليَ ِم ( )١٣٦األعرام) ت َ في مقام النجاة (فَ ِإذَا ِخف ِ
شيَ ُهم ( )٧٨طه) هذه عقوبة ،أما البحر فعامة قد يستعمله في مقام النجاة أو شيَ ُهم ِمنَ اليَ ِم َما َ
غ ِ (فَ َتبَعَ ُهم فِرعَونُ ِب ُجنُو ِد ِه فغَ ِ
َ
(و ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَينَاكُم َوأَغ َرقنَا آ َل ِفرعَونَ ) (وجاو نا ببني إسرائيل البحر) .
العقوبة واجغراق َ
* اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم :النهر أصغر من البحر والقرآن أطلص اليم على الماء الكلير ويشتص من اليم ما لم يشتقه من
البحر (ميموم) أل غريص لذلك تناسب الغرق .العرب ال تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع وال يقاس لها جمع
وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في االستعمال كونها خاصة بالخوم والعقوبة .
* في هذه اآلية لم يتحدا الحص جل جالله عن فرعون وإنما عن إغراق آل فرعون ألن آل فرعون هم الذين أعانوه على جبروته
وبطشه وطغيانه ،هم األداة التي استخدمها لتعذيب بني إسرائيل .
سى أَربَ ِعينَ لَيلَةً ث ُ َّم ات َّ َخذت ُ ُم ال ِعج َل ِمن بَع ِد ِه َوأَنت ُم َظا ِل ُمونَ ) آية (َ : )٥١
(وإِذ َواعَد َنا ُمو َ
َ َ َ َ َ َ ً َ َ ينَ َ
سى ثالثِ ليلة َوأت َممناها بِعَش ٍر فت َّم ِميقاتُ َربِ ِه َ َ
(و َواعَدنا ُمو َ ً َ َ
سى أربَ ِع ليلة) وقوله َينَ َ َ
(و ِإذ َواعَدنا ُمو َ * الفرق بين قوله تعالى هنا َ
أَربَ ِعينَ لَيلَةً )١٤٢( ..األعرام) آية فيها إجمال وآية فيها تفصيل ،لماذا و لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه
سى ثَالَ ِثينَ لَي َلةً عد َنا ُمو َ
(و َوا َ
اآلية فق في هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة األعرام فيه تفصيل كبير من قوله تعالى َ
(و َكتَب َنا لَهُ فِي األَل َواحِ ِمن ك ُِل شَيءٍ ))١٤٥( ..الكالم طويل والقصة واألحداا في المواعدة َوأَت َممنَا َها بِعَش ٍر ))١٤٢( ..إلى قوله َ
مفصلة أكلر في األعرام ولم تذكر في البقرة ألن المس لة في البقرة فيها إيجا .
* عندما يتكلم الدين عن الزمن يتكلم دائما بالليلة والسبب فيي ذليك أنيك ال تسيتطيع أن تحيدد اليزمن بدقية بالنهيار ،فيإذا نظيرت إليى
قرا الشمس ال يمكن أن تحدد في أل وقت من الشهر نحن ،ولكن في الليل بمجرد أن تنظر إلى القمير تسيتطيع أن تحيدد اليزمن ،
* الكتاب هل هو التوراة أو القرآن أو االنجيلو الكتاب عام ال يختص بمدلول معين إال في سياقه ،أهل الكتاب هم النصارى أو
اليهود ،والقرآن سمي أيضا ً كتاب (ذَ ِلكَ ال ِكتَ ُ
اب الَ َري َ
ب فِي ِه) يطلص عام .
سكُم ذَ ِلكُم َخي ٌر لَّكُم ِعن َد سكُم ِباتِ َخا ِذ ُك ُم ال ِعج َل فَت ُوبُوا إِلَى بَ ِارئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُ َ
سى ِل َقو ِم ِه يَا قَو ِم إِنَّكُم َظلَمت ُم أَنفُ َ آية (َ ( : )٥٤وإِذ َقا َل ُمو َ
الر ِحي ُم)
اب َّ علَيكُم ِإنَّهُ ه َُو الت َّ َّو ُ
اب َبَ ِارئِكُم فَت َ َ
َ
سيى ِلقو ِمي ِه إِنَّ َّللاَ يَي ُم ُركُم َ
(وإِذ قيا َل ُمو َ سكُم بِاتِ َخا ِذ ُك ُم ال ِعج َل ( ))٥٤وفي آيية أخيرى َ ُ َ َ َ َّ َ
سى ِلقو ِم ِه يَا قو ِم إِنكُم ظلمت ُم أنف َ َ (وإِذ قَا َل ُمو َ* َ
أَن تَذبَ ُحوا بَقَ َرةً ( ))٦٧متى ي تي بـ (يا قوم) ومتى ال ي تي بها في حوار سيدنا موسى مع قومهو
سةَ الَّ ِتي حسب الموق والمقام ماذا يقتضي هو الذل يحدد ،إذا كان الموق يتطلب إثارة حميتهم ( َيا قَو ِم اد ُخلُوا األَر َ ال ُمقَ َّد َ
سى ِلقَو ِم ِه يَا َقو ِم ِل َم ت ُؤذُونَنِي َوقَد تَّعلَ ُمونَ أَنِي علَى أَد َب ِاركُم ()٢١المائدة) أو تليين قلوبهم ( َوإِذ َقا َل ُمو َ ب َّللاُ لَكُم َوالَ تَرتَدُّوا َ َكت َ َ
عليكُم إِذ َج َع َل َ َ َ َ
سى ِلقو ِم ِه يَا قو ِم اذك ُُروا نِع َمة َّللاِ َ َ
(وإِذ قا َل ُمو َ َّللاِ إِليكُم ( )٥الص ) أو في موق تذكيرهم بنعم هللا عليهم َ َ سو ُل َّ َر ُ
ت أ َ َحدًا ِمن العَالَ ِمينَ ()٢٠المائدة) يقول يا قوم ألن ذكر (يا قوم) فيه تودد وتقرب لهم . فِيكُم أَن ِبيَاء َو َجعَلَكُم ُّملُوكًا َوآتَاكُم َّما لَم يُؤ ِ
بينما إذا كان في موق تقريع وذم أو في موطن اجذالل وتذكيرهم بما يسوؤهم ال يقول يا قوم وإنما يبلغهم مباشرة ( َو ِإذ َقا َل
س َما َخلَفت ُ ُمونِي ِمن سفًا قَا َل بِئ َغضبَانَ أَ ِ سى إِلَى قَو ِم ِه َ (و َل َّما َر َج َع ُمو َ سى ِلقَو ِم ِه إِنَّ َّللاَ يَ ُم ُركُم أَن تَذبَ ُحوا بَقَ َرةً ( )٦٧البقرة) َ ُمو َ
يقرعهم فلم يقل يا قوم . ِ جاء )األعرام) ١٥٠ ( ِل
َبعد َ
(و ِإذ قِيي َل لَ ُهي ُم) عيين طريييص أنبيييائهم بعييد سيييدنا موسييى
َ (قُلنَا) هذا في من سيدنا موسى عندما قال هللا ذلك
يقولون ألم يقل لكم ربكم ادخلوا و
(اسييكنوا هييذه القرييية) يعنييي بعييد أن تييدخلوا ال تفكييروا ( -٣ادخلييوا هييذه القرييية) فييي البداييية أمييركم أن تييدخلوا هييذه
بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي القرية
(وكلوا) بيالواو اليواو تفييد مطليص الجميع ،األكيل لييس (فكلييوا) بالفيياء ،لمييا تيياهوا وشييكوا ميين الجييوع وقييالوا (يَييا
بعييد الييدخول وإنمييا بعييد السييكن ،ولييم ي ي ت بالفيياء بعييد احي ٍد فَياد ُ
ع لَنَيا َربَّيكَ يُخ ِيرج لَنَيا علَى َطعَ ٍام َو ِ سى لَن نَصبِ َر َ ُمو َ
السكن (وكلوا) سيييهَاع َد ِ ِ -٤م َّميييا ت ُن ِبيييتُ األَر ُ ِمييين بَق ِل َهيييا َوقِلَّائِ َهيييا َوفُ ِ
وم َهيييا َو َ
صي ِلهَا )﴾٦١الفيياء تفيييد الترتيييب والتعقيييب يعنييي األكييل َوبَ َ
موجود مهي بمجرد الدخول ادخلوا فكلوا ألنهم جائعون
في البقرة األكل مهي بعد اليدخول واألكيرم أن يقيول ادخليوا فييي األعييرام األكييل بعييد السييكن وال يييدرى متييى يكييون
كلما جاعوا ي كلون فكلوا
لم يذكر رغدا ً ألنها فيي مقيام تقرييع ألنهيم ال يسيتحقون (رغدا ً) تتناسب مع التكريم ،رغدا ً تستعمل للعيش يعني -٥
رغد العيش مع ذكر معاصيهم. لين العيش ورخاؤه
(وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) أل ُح عنا ذنوبنا قدم (وقولييوا حطيية وادخلييوا البيياب سييجداً) قييدم القييول علييى -٦
السييييجود علييييى القييييول ،أوالً السييييجود أفضييييل الحيييياالت ،الدخول وجاء بالسجود بعد القول
فالسجود أفضل من القول ألن أقرب ما يكون العبد من ربيه
وهو ساجد فقدم ما هو أفضل .
إضييافة إلييى أن السييياق فييي الصييالة والسييجود قييال قبلهييا
الز َكييياةَ َوار َكعُيييوا َمييي َع الي َّ
ييرا ِك ِعينَ صيييالَةَ َوآتُيييوا َّ (وأَقِي ُميييوا ال ََّ
( ))٤٣والسيييجود مييين أركيييان الصيييالة وقيييال بعيييدها أيضيييا ً
علَييييى يييرةٌ ِإالَّ َ
صييييالَ ِة َو ِإنَّ َهييييا لَ َك ِبيي َ (واسييييت َ ِعينُوا ِبال َّ
صييييب ِر َوال َّ َ
ش ِعينَ ( ))٤٥فتقديم السجود هو المناسب للسياق َ
الخا ِ
(نغفر لكم خطايياكم) وهيو جميع كليرة ،نغفير لكيم خطايياكم (نغفر لكم خطيئاتكم) جميع قلية ،خطيئياتكم قليلية وهنيا -٧
لم تحيدد أن خطايياهم قليلية لكين يغفير قسيما ً منهيا ،ميا وإن كلرت أل يغفر كل الخطايا
غفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة ،أيها األكرمو ُ
(وسييينزيد المحسييينين) جييياء بيييالواو الدالييية عليييى االهتميييام (سنزيد المحسنين) بدون الواو -٨
والتنويه
َ
المخاطيييب رب بينمييا عنييدما يرسييل شييخص يبلغييك (قِييي َل ل ُهيي ُم) يكييون ِ (وإِذ قلنيييا) لميييا كيييانَ ُ آيييية البقيييرة فيهيييا قيييوة َ
العطاء أقل العالمين يكون عطاؤه أكلر وأعظم
* في اآلية (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حي شئتم) جمع مكانين القرية وحي شئتم ثم جاء بـ (رغداً) بعد ذلك ،المعنى
هنا ليس فيه إستلناء وإال كان يقدم ،وإنما قال (وادخلوا الباب سجداً) إنتقل لموضوع آخر ،هذه القرية مفتوح أمامكم جميع
نواحيها لأكل الرغد الهنيء ،ولو قال رغدا ً حي شئتم ك نه سيكون فاصل بين المكانين من دون داعي .
* اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغداً بعد (حي شئتم) :بيان أن هذه القرية كانت مليئة باللمار واألشجار ترتاحون فيها من
غير أن تبذلوا أل جهد إكراما ً لهؤالء من هللا سبحانه وتعالى لكن مع ذلك ال هم سجدوا وال قالوا حطة وإنما دخلوا القرية يزحفون
ع ِل َم ُك ُّل أ ُ َن ٍ
اس َّمش َربَ ُهم صاكَ ال َحج ََر فَانفَج ََرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ عَينا ً قَد َ
سى ِلقَو ِم ِه فَقُلنَا اض ِرب ِبعَ َ آية (َ : )٦٠
(وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ
س ِدينَ ) َ َ َ َ
َّللاِ َوال تعلوا فِي األر ِ ُمف ِ ُكلُوا َواش َربُوا ِمن ِر ِ
ق َّ
سى ِلقَو ِم ِه) ولم يقل وإذ استسقى موسى ربه ،أليس موسى أحد أفراد القومو (وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ
* قال تعالى َ
في هذا داللة على عناية هللا تعالى بعباده الصالحين فهذا يدلك على أن موسى عليه السالم لم يصبه العطش ألن هللا تعالى وقاه
الجوع والظم كما قال صلى هللا عليه وسلم "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" ،وانظر كي كان االستسقاء لموسى وحده دون
موسى عليه السالم وحده ولئال ِ قومه فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى وإذا استسقى موسى وقومه ربهم وذلك ليظهر لنا ربنا كرامة
يظن القوم أن هللا تعالى أجاب دعاءهم .
عينا ً ))٦٠( ..وجاء في جَرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ َ صاكَ ال َحج ََر فَانفَ َسى ِلقَو ِم ِه فَقُلنَا اض ِرب بِعَ َ (وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ * جاء في سورة البقرة َ
عش َرةَ عَينا ً َقد َ
ع ِل َم ُك ُّل ست ِمنهُ اثنَتَا َ صاكَ ال َحج ََر فَانبَ َج َ سى ِإ ِذ استَسقَاهُ قَو ُمهُ أَ ِن اض ِرب ِبعَ َ سورة األعرام ( َ ..وأَوحَي َنا ِإ َلى ُمو َ
س ُهم ت َما َر َ قنَاكُم َو َما َظلَ ُمونَا َولَـ ِكن كَانُوا أَنفُ َ سل َوى ُكلُوا ِمن َطيِ َبا ِ
علَي ِه ُم ال َمنَّ َوال َّ علَي ِه ُم ال َغ َما َم َوأ َ َ
نزلنَا َ أُنَ ٍ
اس َّمش َربَ ُهم َو َظ َّللنَا َ
يَظ ِل ُمونَ ( ))١٦٠ماذا حدا فعالً هل انفجرت أو انبجستو هل خروج الماء كان كليرا ً أو قليالً و
كما يظن البعض لكن ذكر الحالة -الجواب كالهما خروج الماء كان كليرا ً في البداية لكنه قل بسبب معاصيهم ،ليس هذا تعار
بحسب الموق الذل هم فيه لما كان فيهم صالح قال انفجرت ولما كلرت معاصيهم قال انبجست .
صاكَ ال َحج ََر فَانفَج ََرت ِمنهُ) لكنه لم يقل فضرب موسى الحجر ،إذن هنالك اختزال فالكالم -من ناحية اللغة (فَقُلنَا اض ِرب بِعَ َ
محذوم ولكنه مفهوم ،هناك قال انفجرت ثم عصوا ربهم فانبجست وهذا األمر في القرآن كلير .
َ
سى ِلقَو ِم ِه ( )٦٠البقرة) ومرة قال (إِ ِذ استَسقاهُ قو ُمهُ ()١٦٠
َ (وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ
-نالحظ مرة موسى هو الذل استسقى قال َ
األعرام) طلبوا منه السقيا ،أيها اججابة أكلر أن يستقي النبي أو القوم يستسقونو لما يستسقي النبي ،إذن لما قال استسقى
موسى قال انفجرت ولما قال استسقاه قومه قال انبجست .هي كلها صحيحة وهي خروج اثنتا عشرة عينا ً .
َّللاِ ( )٦٠البقرة) مع األكل والشرب قال انفجرت ألنه يحتاج إلى ماء كلير ولما لم يذكر الشرب ق َّ -قال ( ُكلُوا َواش َربُوا ِمن ِر ِ
َ َ
ت َما َر قناكُم ( )١٦٠األعرام) قال انبجست . وإنما قال فق كلوا ( ُكلُوا ِمن َطيِ َبا ِ
-وفي سياق اآليات في سورة البقرة الذل يذكر اللناء والمدح والتفضل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدل على الكلير
أمر مشاهد فالعيون واآلبار
(انفجرت) أما في سورة األعرام فالسياق في ذم بني إسرائيل فذكر معها اجنبجاس وهو أقل ،وهذا ٌ
قد تج ،فذكر المشهدين وكالهما حصل بالفعل .
* إذا الحظنا سياق اآليات في كل من السورتين يمكن مالحظة اختالفات كليرة في اختيار ألفاظ معينة :
سجَّدا ً َوقُولُوا ِح َّطةٌ نَّغ ِفر َلكُم َخ َطايَاكُم اب ُغدا ً َواد ُخلُوا البَ َ شئت ُم َر َ (و ِإذ قُل َنا اد ُخلُوا َهـ ِذ ِه القَريَةَ فَ ُكلُوا ِمنهَا حَي ُ ِ في سورة البقرة َ
سقونَُ س َماء بِ َما كَانُوا يَف ُ َ َ َّ
على ال ِذينَ ظل ُموا ِرجزا ً ِمنَ ال َّ َ َ
نزلنا َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ
سنِينَ ( )٥٨فبَ َّد َل ال ِذينَ ظل ُموا قوالً غي َر الذِل قِي َل ل ُهم ف َ َ سنَ ِزي ُد ال ُمح ِ
َو َ
اس َّمش َربَ ُهم ُكلُوا ع ِل َم ُك ُّل أُنَ ٍ
جَرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ عَينا ً قَد َ َ َ فانَ ف َر
َ جحَ ال اكَ ص
َ ع
َ ب
ِ ب ر ِ اض ا َ ن لُ ق َ ف ه
ِ م
ِ و َ قلِ ى س
َ و م
ُ ىَ قسَ تاس ذ
ِ إ
َِو ) ٥٩ (
س ِدينَ (. ))٦٠ َ
َّللاِ َوال تَعلوا فِي األر ِ ُمف ِ َ َ ق َّ َواش َربُوا ِمن ِر ِ
سجَّداً نَّغ ِفر لَكُم َخ ِطيئَا ِتكُم اب ُ شئت ُم َوقُولُوا ِح َّطةٌ َواد ُخلُوا البَ َ (وإِذ ِقي َل لَ ُه ُم اس ُكنُوا َهـ ِذ ِه القَريَةَ َو ُكلُوا ِمنهَا حَي ُ ِ في سورة األعرام َ
سنِينَ (. ))١٦١ سنَ ِزي ُد ال ُمح ِ
َ
ونلخص هذا فيما ي تي :
ومهَاع لَنَا َربَّكَ يُخ ِرج لَنَا ِم َّما ت ُن ِبتُ األَر ُ ِمن بَق ِلهَا َوقِلَّآئِهَا َوفُ ِ اح ٍد فَاد ُ علَ َى َط َع ٍام َو ِ سى لَن نَّص ِب َر َ (و ِإذ قُلت ُم يَا ُمو َ آية (َ : )٦١
الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ
علي ِه ُم َِ س لت ُم َوض ُِربَت ََ َ َ ُ َ َّ َ
ص ِلهَا قا َل أتَستَب ِدلونَ الذِل ه َُو أدنى بِالذِل ه َُو خي ٌر اهبِطوا ِمصرا ً ف ِإنَّ لكُم َّما َ َ َّ ُ َ َ سهَا َوبَ َ ع َد ِ
َو َ
عصَوا َّوكَانُوا يَعتَ ُدونَ ) ص ذَ ِلكَ ِب َما َ ِ ح َ ال ري َ
ِِ ِ ِغ ب ينَ يبَّ نال ونَ ُ ل ُ ت ق ي
َ و
َ ِ َّللا
َّ ت
ِ ايَ آب
ِ ونَ ر
ُ ُ فك ي
َ وا ُ نَا
ك م ه
ُ َّ نَ ب
ِ كَلِ َ ذ ِ َّللا
َّ نَ م
ِ بٍ َ
ض َ غ ب
ِ ا ُوؤ آَوبَ
َ
عل َى َّ َ
سل َوى ( ))٥٧وقال فيما بعد على لسانهم (لن نصبِ َر َ علي ُك ُم ال َمنَّ َوال َّ َ َ
(وأنزلنا َ َ َ * تكلم ربنا سبحانه وتعالى عن طعام اليهود فقال َ
اح ٍد مع أن المن والسلوى طعامانو َطعَ ٍام َو ِ
ً ً ً
هو نهج واحد ،المن والسلوى يتكرر نفسه من وسلوى من وسلوى فيصير طعاما واحدا ،وقسم قال أن المن كان شرابا يتحلون
به أما السلوى فهو طعام واحد .
الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) لم يقل ربنا سبحانه أصابتهم الذلة والمسكنة فقد شبه هللا تعالى الذلة والمسكنة في هذه اآلية
علَي ِه ُم ِ
(وض ُِربَت َ
* َ
بالقبة التي أحاطت أهلها من كل جانب وأظلتهم فال موها ولم يغادروها فكانت بيتهم الذل ال يحولون عنه .
الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) في آن واحد بينما في آل عمران هناك تفريص في الزمن ضربت الذلة أوالً ثم بعد فترة طويلة علَي ِه ُم ِ
(وض ُِربَت َ* َ
َ
علي ِه ُم ب ِمنَ َّ
َّللاِ َوض ُِربَت َ َ
اس َوبَا ُءوا بِغ َ
ض ٍ َّ
َّللاِ َو َحب ٍل ِمنَ الن ِ َّ ُ ُ َ ُ
الذلة أينَ َما ث ِقفوا إِال بِحَب ٍل ِمنَ َّ َّ َ
علي ِه ُم ِضربت المسكنة (ض ُِربَت َ
ال َمس َكنَةُ) :
في سورة البقرة :ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل أنبياءهم بد ًءا من موسى عليه السالم؛ فلما أنزل هللا عليهم المن
والسلوى قالوا نريد حشائش األر ،ولما اتخذوا العجل إلها ً قال لهم هللا تعالى اقتلوا أنفسكم ومع هذا ال يتوبون لشدة عنادهم،
الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب فما دخلوا حربا ً مع العماليص إال علَي ِه ُم ِ حينئذ انتقم هللا منهم فقال ( َوض ُِربَت َ
هزموا وسرق منهم التابوت ،أما المسكنة بين الناس فاليهودل دائما ً يبدل نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين ومظلوم إلى يوم
القيامة.
َص) : َص) وقوله ( َويَقت ُلُونَ األَنبِيَا َء بِغَي ِر ح ٍ * الفرق من الناحية البيانية بين قوله ( َو َيقتُلُونَ النَّبِيِينَ بِ َغي ِر الح ِ
عصَوا َّو َكانُوا يَعتَدُونَ ( ))٦١وقال في سورة آل عمران (إِنَّ الَّ ِذينَ َص ذَ ِلكَ بِ َما َ (و َيقتُلُونَ النَّبِيِينَ بِغَي ِر الح ِ قال تعالى في سورة البقرة َ
علَي ِه ُم يم ( ))٢١و(ض ُِر َبت َ لَ أ
َِ ٍ ِ ٍب اَ ذع ب ُم
ه ِر
ش ب َ
ِ َ ف اسَّ نال نَم س ق
ِ ِ ِ ِ ال ب نَ و ر م
َ ُُ ي ينَ ذ
ِ ال
ِ ونَ ُ لُ تقي و َص
ٍ َ َ ح ت َّللاِ َو َيقتُلُونَ ال ِ ِ ِ ِ
ريَ غب ينَ ي بَّ ن َيكفُ ُرونَ ِبآ َيا ِ
ت َ َ ُ
علي ِه ُم ال َمس َكنَة ذ ِلكَ بِ نَّ ُهم كَانُوا يَكفُ ُرونَ ِبآيَا ِ َ ب ِمنَ َّللاِ َوض ُِربَت َ ض ٍ اس َو َبآؤُوا بِغَ َ الذلَّةُ أَينَ َما ث ِقفُوا إِالَّ بِحَب ٍل ِمن َّللاِ َوحَب ٍل ِمنَ ال َّن ِ
ُ ِ
عصَوا َّوكَانُوا يَعت َ ُدونَ (. ))١١٢ َص ذَ ِلكَ ِب َما َ ٍ ح ريَ غ
ِ ِ ِ ب ء
َ اي
َ بنَ أل ا ونَ ُ لُ تقي
َ و
ِ َ َّللا
النبيين واألنبياء :
من حي اللغة األنبياء أكلر من النبيين من حي العدد ،األنبياء جمع تكسير من جموع الكلرة ،والنبيين جمع مذكر سالم وهو من
جموع القلة ،عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء .
(بغير حص) و(بغير الحص) :
استعمال كلمة (الحص) معرفة تعني أل بغير الحص الذل يدعو إلى القتل فهناك أمور يستحص بها القتل ،أما استعمال (بغير حص)
نكرة فهي تعني ال حص أصالً يدعو إلى القتل وال إلى غيره ،فإذا أراد تعالى أن يبين لنا العدوان يذكر (بغير حص) ،فعندما يقول
يقتلون األنبياء بغير حص هذا أعظم وأكبر جرما ً من يقتلون النبيين بغير الحص ألن األنبياء أعم وأشمل والنبيين أقل وحص نكرة أل
من دون أل داعي ،هذا من حي اللغة .
لما ننظر في السياق الحقا ً نالحظ مقام الذم والكالم على بني إسرائيل في قوله يقتلون األنبياء بغير حص أكلر وأعظم من يقتلون
النبيين بغير الحص في سياق تكريمهم في سورة البقرة .
اآلخ ِر َوع َِم َل صَا ِلحا ً َفلَ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َر ِب ِهم آية (ِ ( : )٦٢إنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالنَّص َ
َارى َوالصَّا ِبئِينَ َمن آ َمنَ ِب َّ
اّللِ َواليَو ِم ِ
علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ ) م ََوالَ َخو ٌ
* عبر تعالى هنا بالذين هادوا ولم يقل اليهود إشارة إلى أنهم الذين انتسبوا إلى اليهود وليسوا اليهود من سب يهوذا .
* وجه اجختالم من الناحية البيانية بين آية ٦٢في سورة البقرة وآية ٦٩في المائدة (إِنَّ ا َّل ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالصَّا ِبؤُونَ
علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ ( ))٦٩وآية ١٧في الحج (إِنَّ الَّ ِذينَ آَ َمنُوا م َ اآلخ ِر وع َِم َل صَا ِل ًحا فَالَ َخو ٌ
َارى َمن آ َمنَ بِاّللِ َواليَو ِم ِ َوالنَّص َ
ش ِهي ٌد ())١٧ علَى ك ُِل شَيءٍ َ َّللاَ َيف ِص ُل بَينَ ُهم يَو َم ال ِق َيا َم ِة إِنَّ َّ
َّللاَ َ َ
وس َوالَّ ِذينَ أش َركُوا ِإنَّ َّ
َارى َوال َم ُج ََوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالصَّا ِبئِينَ َوال َّنص َ
:
فيي آيية البقيرة (فلهيم أجيرهم عنيد ربهيم وال خيوم علييهم وال هييم يحزنيون) أميا فيي المائيدة (فيال خيوم علييهم وال هيم يحزنييون) :
المذكورين في اآليتين هم نفسهم (الذين آمنوا ،الذين هادوا ،النصارى ،الصابئين) لكن :
-في سورة المائدة السياق في ذم عقائد اليهود والنصارى ذميا ً كلييرا ً مسيهب والكيالم عليى اليهيود أشيد وميا ذكيرهم فيي المائيدة إال
بمعاصيهم ،أما في البقرة فالسياق في الكالم عن اليهود فق وليس النصارى ،حتى لما يذكر العقوبات يذكرها في المائيدة (قُيل َهيل
ش ٌّر َّمكَانيا ً َوأَضَي ُّل
غوتَ أُولَـ ِئكَ َ ع َب َد ال َّطا ُ علَي ِه َو َج َع َل ِمن ُه ُم ال ِق َر َدةَ َوال َخنَا ِ َ
ير َو َ ب َ
غ ِض َأُنَ ِبئُكُم ِبش ٍَر ِمن ذَ ِلكَ َملُو َبةً ِعن َد َّللاِ َمن لَّ َعنَهُ َّللاُ َو َ
سيئِينَ ( ))٦٥ليذا َ
ت فقُلنَيا ل ُهيم ُكونُيوا قِ َير َدةً َخا َِ سيب ِ َّ
ع ِلميت ُ ُم الي ِذينَ اعتَيدَوا ِمينكُم فِيي ال َّ (ولَقَيد َسبِي ِل ( ))٦٠أكلير مين البقيرة َ س َواء ال َّعَن َ
اقتضى السياق التفضيل بزيادة الخير والرحمة في المكان الذل يكون الغضب فيه أقل (في سورة البقرة) .
-جو الرحمة ومفردات الرحمة وتو يعها في سورة البقرة أكلر من المائدة ،فقيد وردت الرحمية ومشيتقاتها فيي سيورة البقيرة ١٩
مرة بينما وردت في المائدة ٥مرات ،ولم ت ُجمع القردة والخنا ير إال في سورة المائدة .
-أنواع العمل الصالح في السورتين :في سورة المائدة ورد ذكر ١٠أنواع مين العميل الصيالح (الوفياء بيالعقود ،الوضيوء ،الزكياة،
األمر بإطاعة هللا ورسوله واجحسان والتعاون على البر والتقوى وإقام الصالة والجهياد فيي سيبيل هللا واألمير باسيتباق الخييرات) ،
وفي سورة البقرة ورد ذكر ٣٠أو ٣٣نوع من أعمال الخير وتشمل كل ما جاء في سورة المائدة ما عدا الوضوء وفيهيا باجضيافة
إلى ذلك الحج والعمرة والصيام واجنفاق والعكوم فيي المسياجد وبير الواليدين والهجيرة فيي سيبيل هللا واجيفياء باليدين والقتيال فيي
سبيل هللا واجصالح بين الناس وغيرها كلير ،لذا اقتضى كل هذا العمل الصالح في البقيرة أن يكيون األجير أكبير (فلهيم أجيرهم عنيد
ربهم) .
( -فلهم أجرهم عند ربهم) تتردد مفرداتها كما يلي :
الفاء وردت في البقرة ٢٦٠مرة ووردت في المائدة ١٨٠مرة .١
لهم وردت في البقرة ٢٩مرة وفي المائدة ١٥مرة .٢
أجرهم وردت في البقرة ٥مرات وفي المائدة مرة واحدة فق .٣
عند وردت في البقرة ١٩مرة وفي المائدة مرة واحدة .٤
ربهم وردت في البقرة ١٠مرات ومرتين في المائدة .٥
وهذه العبارة (فلهم أجرهم عنيد ربهيم وال خيوم علييهم وال هيم يحزنيون) ليم تيرد إال فيي سيورة البقيرة بهيذا الشيكل وقيد وردت فيي
البقرة ٥مرات .
* هللا سبحانه وتعالى يعط اجيمان على العمل لذلك يقول دائما (آ َمنَ َوع َِم َل صَا ِلحاً) ألن اجيمان إن لم يقترن بعمل فال فائدة منه ،
وهللا يريد اجيمان أن يسيطر على حركة الحياة بالعمل الصالح ،في مر كل مؤمن بصالح العمل وهؤالء ال خوم عليهم في الدنيا وال
هم يحزنون في اآلخرة .
(وع َِم َل صَا ِل ًحا) أنه في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عمالً صالحاً) كما في ع َم ًال صَا ِل ًحا) و َ
* الفرق بين (ع َِم َل َ
َ
آخر سورة الكه ( َمن كَانَ يَر ُجو ِلقَاء َر ِب ِه فليَع َمل َ
ع َم ًال صَا ِل ًحا ( ))١١٠ألنه تكلم عن األشخاا الذين يعملون أعماالً سيئة أما
اآلية ( )٦٢من سورة البقرة ليست في سياق األعمال فقال (عمل صالحاً) .
آية (( : )٦٦فَ َجعَلنَا َها نَكَاالً ِل َما بَينَ يَدَيهَا َو َما َخلفَهَا َو َمو ِع َظةً ِلل ُمتَّ ِقينَ )
* على من يعود الضمير في (جعلناها)و
سئِينَ ) هذه عقوبة ،ثم قال ( َف َجعَل َنا َها نَكَاالً) جعل هذه الحادثة والعقوبة نكاالً، العقوبة ،الحادثة ،قال ( َفقُل َنا لَ ُهم كُونوا قِ َر َدة خا ِ
َ ً ُ
الضمير يعود أحيانا ً على المفهوم من السياق ليس بالضرورة على كلمة ظاهرة ( ،اع ِدلُوا ه َُو أَق َر ُ
ب ِللتَّق َوى()٨المائدة) الضمير
(هو) يعود على العدل ،أل واحد يسمعها يفهم المقصود والمقام يوضح المس لة .
ع َل َنا َربَّكَ يُبَيِن لَّ َنا َما لَونُهَا َقا َل إِنَّهُ يَقُو ُل ِإنهَا بَ َق َرةٌ صَف َراء فَاقِـ ٌع لَّونُ َها تَ ُ
س ُّر النَّ ِ
اظ ِرينَ ) آية (( : )٦٩قَالُوا اد ُ
صفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيد الصفرة بصفة فاقعو * لو قال تعالى بقرة صفراء لع ِلم بنو إسرائيل أنه لون ال ُ
في هذا التعبير مزيد من التعجيز والتقييد والتضييص على بني إسرائيل وتحديد لبقرة بعينها دون سواها ألنهم شددوا فشدد هللا
تعالى عليهم .
ع َّما تَع َملُونَ ) : ع َّما يَع َملُونَ ) هذا النص تكرر في القرآن مرات كليرة لكن في البقرة وآل عمران َ
(و َما َّللاُ ِبغَافِ ٍل َ (و َما َربُّكَ ِبغَافِ ٍل َ
* َ
السياق كان دائما يجيء عن بني إسرائيل ،كذلك في البقرة وآل عمران (وما هللا) وفي بياقي الميواطن (وميا ربيك) ألنيه فيي القيرآن
(و َميا َّللاُ) يربيي المهابية فيي المكي كان يتنزل لمسح ألم النبي صلى هللا على النبي وسلم فكان (وما ربك) كلمة المواساة ،لكن هنيا َ
قلوب بني إسرائيل وغيرهم .
علَيكُم ِليُحَآجُّوكُم ِب ِه ِعن َد ض قَالُوا أَتُح َِدثُونَ ُهم ِب َما فَت َ َح َّللاُ َ آية (َ ( : )٧٦وإِذَا لَقُوا الَّ ِذينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنَّا َوإِذَا َخالَ بَع ُ
ض ُهم إِلَ َى بَع ٍ
َربِكُم أَفَالَ تَع ِقلُونَ )
سييونَ ()٧٧ َ
ش ي ِدي ٍد إِذا ُه يم فِي ي ِه ُمب ِل ُ
ب َ َ
ع يذا ٍ َ
علَييي ِهم بَابًييا ذا َ َ َ
* فييتح عليييك ت ي تي فييي الخييير والشيير لكيين ت ي تي ميين فييوق ( َحتَّييى إِذا فتَحنَييا َ
علَيكُم ِليُ َحآجُّوكُم ِب ِه ِعني َد َر ِبكُيم س َماء َواألَر ِ ( )٩٦األعرام) (قَالُوا أَتُح َِدثُونَ ُهم ِب َما فَت َ َح َّللاُ َ ت ِمنَ ال َّ علَي ِهم َب َركَا ٍ
المؤمنون) (لَفَتَحنَا َ
أَفَالَ تَع ِقلُونَ ) .
آية (( : )٧٧أ َ َوالَ يَع َل ُمونَ أَنَّ َّللاَ يَع َل ُم َما يُس ُِّرونَ َو َما يُع ِلنُونَ )
المتسفهم ال ينتظر جوابا ً لسؤاله وإنما الغاية لوم الفاعل .
ِ * االستفهام في اآلية غايته التوبيخ ولوم القوم فإن
ِيهم ث ُ َّم يَقُولُونَ َهـذَا ِمن ِعن ِد َّللاِ ِليَشت َ ُروا ِب ِه ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما َكتَبَت أَيد ِ
ِيهم اب ِب َيد ِ
آية (( : )٧٩فَ َوي ٌل ِللَّ ِذينَ يَكتُبُونَ ال ِكتَ َ
سبُونَ ) َو َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ
ِيهم) مع أن الكتابة تتم باليد لت كيد وقوع الكتابة من قِبَلهم وتبيان أنهم عامدون في ذليك كميا تقيول نظير بعينيه ميع * ذكر كلمة ( ِب َيد ِ
أن النظر ال يكون إال بالعين فاهلل سبحانه وتعيالى يرييد هنيا أن يبيين لنيا ميدى تعميد هيؤالء لتثيم فهيم ال يكتفيون بي ن يقوليوا لغييرهم
إكتبوا ولكن الهتمامهم بتزيي كالم هللا سبحانه وتزويره يقومون بذلك ب يديهم ليت كدوا ب ن األمر قد تم كما يريدون تماما ً ،فليسيت
المس لة نزوة عابرة ولكنها مع سبص اجصرار والترصد ،وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنيا قلييالً هيو الميال أو ميا يسيمى بالسيلطة
الزمنية فيحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان .
َاب ال َّن ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ ) سيِئ َةً َوأَحَا َطت بِ ِه َخ ِطيـئَتُهُ َف ُولَـئِكَ أَصح ُ ب َ س َآية (( : )٨١بَلَى َمن َك َ
سيو ًءا ِب َجهَالَي ٍة س ِيئ َةً) بينما اسيتعمل العميل ميع السيوء فيي قوليه تعيالى ( َمين ع َِمي َل ِمينكُم ُ ب َ
س َ* هنا استعمل كسب مع السيئة ( َمن َك َ
( )٥٤األنعام) ما الفرق بين كسب وعمل والفرق بين السيئة والسوءو
لم يرد في القرآن من كسب سوءا ً ،لكن كسب سيئة وعمل سوءا ً ،لو وضعناها في سياقها يتضح األمر :في اآلية في البقرة (فَ َوي ٌل
سبُونَ ِيهم ث ُ َّم يَقُولُونَ َهـذَا ِمن ِعن ِد َّللاِ ِليَشت َ ُروا بِ ِه ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما َكت َ َبت أَيد ِ
ِيهم َو َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ اب بِ َيد ِ ِللَّ ِذينَ يَكتُبُونَ ال ِكت َ َ
سبُونَ ) إذن صارت السيئة هنا (و َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ ً
س ِيئ َة) َب َ س َ ( ))٧٩اشتروا به ثمنا ً قليالً ،صار كسبا ً إذن كسبوا ،قال (بَ َلى َمن َك َ
ُ َّ َ
الرح َمة أنه َمن ع َِم َل َ س ِه َّ َ
على نف ِ َ ُ
ب َربُّكم َ َ َ
عليكُم كت َ َ َ
سال ٌم َ ُ َ
(وإِذَا َجاءكَ الَّ ِذينَ يُؤ ِمنُونَ ِبآيَاتِ َنا فقل َ كسبا ً ،بينما اآلية األخرى في األنعام َ
ور َّر ِحي ٌم ( ))٥٤هذا مؤمن عمل سوءا ً بجهالة ثم تاب إذن لن تبقى سيئة لم غفُ ٌ اب ِمن بَع ِد ِه َوأَصلَ َح ف نَّهُ َ
َ َ سو ًءا بِ َجهَالَ ٍة ث ُ َّم ت َ َ
ِمنكُم ُ
يكسب سيئة ،هناك كسب وهنا لم يكسب .
* الكسب غالبا ً يكون حسنا ً فهل الكسب ي تي مع السوء أم أن هذا أسلوب توبيخو
كسب سيئة ،جعله ك نه كسب لكن كسب يُدخله موارد التهلكة ،هو أصل الكسب في اللغة الحصول على شيء لكن قد يكون من
مصدر حالل أو حرام كسب حالل وكسب حرام ،هو في الحالين كسب .
* كي تحي الخطايا واجثم باجنسانو الخطيئة إسم لما يقترفه اجنسان من آثام جرائم ،ت مل السِوار اليذل يحيي بالمعصيم ال يبقيي
منفذا ً من اليد خاليا ً دون إحاطة وهذه صورة الخطايا واآلثام عنيدما تكلير فهيي تلتي حيول الجسيم واليروح وال تيدع لتنسيان مجياالً
لحرية للهروب من الخط كذلك الفاسص لو أبصر في أل اتجاه لما رأى إال المنكر الذل أ ِلفَه واعتاده .
اسين َوقُولُوا ِلل َّن ِ سانا ً َوذِل القُر َبى َوال َيتَا َمى َوال َم َ
سا ِك ِ ق َب ِني ِإس َرا ِئي َل الَ تَعبُ ُدونَ ِإالَّ َّللاَ َو ِبال َوا ِلدَي ِن ِإح َآية (َ ( : )٨٣و ِإذ أ َ َخذنَا ِميلَا َ
َ َ ُ
الزكَاةَ ث َّم ت َ َولَّيت ُم إِالَّ ق ِليالً ِمنكُم َوأنت ُم ِمع ِرضُونَ )صالَةَ َوآت ُوا َّ ُحسنا ً َوأَقِي ُموا ال َّ
(و ِبذِل القُر َبى) فى سورة النساء :عندنا آيتين آية اليهود في سورة البقرة ال يوجيد (وذِل القُر َبى) فى سورة البقرة و َ * الفرق بين َ
سيانًا َوبِيذِل القُربَيى ﴾٣٦النسياء) رب العيالمين يعليم َّللاَ َو َال ت ُش ِركُوا بِ ِه شَيئًا َوبِال َوا ِلدَي ِن إِح َ(واعبُدُوا َّ باء واآلية األخرى للمسلمين َ
أنه ما من أمة عليى وجيه األر سيوم تصيل إليى ميا وصيل إلييه المسيلمون مين هيذا اليرحم وهيؤالء القربيى والواليدين والتماسيك
األسرل والكل يشهد بذلك في حين األمم كلها ال ت ُعنى بهذا فجاء بالباء للتوكيد .
من بني إسرائيل هم * هذه اآلية تخاطب بني إسرائيل الذين مضوا ومع ذلك جاءت بصيغة المخاطب لتبين للمؤمنين أن الخل
بمنزلة أسالفهم ف فعالهم واحدة وتصرفاتهم موروثة .
آية (( : )٨٦أُو َلـئِكَ ا َّل ِذينَ اشت َ َر ُوا ال َحيَاةَ الدُّن َيا بِاآلَ ِخ َر ِة فَالَ يُ َخ َّف ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ
اب َوالَ هُم يُنص َُرونَ )
* الفرق بين استخدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران :
اب َوالَ هُم يُنص َُرونَ ( ))٨٦وقال في قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئِكَ الَّ ِذينَ اشت َ َر ُوا ال َح َياةَ الدُّنيَا ِباآلَ ِخ َر ِة فَالَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ
اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ ( ))١٦٢وفي سورة آل عمران ( َخا ِل ِدينَ ِفيهَا الَ يُ َخ َّف ُ سورة البقرة أيضا ً ( َخا ِل ِدينَ ِفيهَا الَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم ال َعذَ ُ
اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ (. ))٨٨ عَن ُه ُم العَذَ ُ
لو نظرنا في سياق اآليات في سورة البقرة التي سبقت آية ٨٦لوجدنا اآليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا
ناسب أن تختم اآلية ٨٦بكلمة (ينصرون) أما في اآلية اللانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اآليتين وردت نفس
اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة هللا واجبعاد والمطرود كي تنظر إليهو كلمة يُنظرون تحتمل معنيين ال يُمهلون في الوقت
وال يُنظر إليهم نظر رحمة فاستوجب ذكر (يُنظرون) .
ُس) ألم يكن باقي الرسل واألنبياء مؤيدين بروح القدسو ت َوأَيَّدنَا ُه ِب ُروحِ القُد ِ
سى ابنَ َمريَ َم البَ ِينَا ِ
(وآتَي َنا ِعي َ
* قال تبارك وتعالى َ
ح القيدس هيو جبرييل علييه ً
لقد ذكر هنا ت ييد عيسى بروح القدس ألن الروح ستشييع فيي كيل أمير ليه مييالدا ً ومعجيزة وموتيا ً واليرو ُ
السالم لم يكن يفارقه أبدا ً ،لقد جاء عيسى عليه السيالم عليى غيير مي لوم النياس وطبيعية البشير مميا جعليه معرضيا ً دائميا ً للهجيوم
ولذلك البد أن يكون الوحي في صحبته ال يفارقه ليجعل من مهابته على القوم ما يرد الناس عنه .
َّللاُ بِكُف ِر ِهم فَقَ ِليالً َّما يُؤ ِمنُونَ ) لفظ " بل " يؤكد لنا أن كالمهم غير صحيح ،فإذا كان هللا سبحانه وتعالى قد طبيع عليى
* (بَل لَّعَنَ ُه ُم َّ
قلوبكم ألم تس لوا أنفسكم لماذاو فيالحص تبيارك وتعيالى ييرد علييهم فهيم لييس عنيدهم كفايية مين العليم بحيي ال يحتياجون إليى مينهج
الرسل ولكنهم ملعونون ومطرودون من رحمة هللا فال تنفذ إشعاعات النور وال الهداية إلى قليوبهم ولكين ذليك لييس ألن خيتم عليهيا
بال سبب ولكنه جزاء على أنهم جاءهم النور والهدى فصدوه بالكفر أوالً ،وليذلك فيإنهم أصيبحوا مطيرودين مين رحمية هللا ألن مين
يصد اجيمان بالكفر يطرد من رحمة هللا ،وال ينفذ إلى قلبه شعاع من أشعة اجيمان .
ع َلى الَّ ِذينَ َكفَ ُروا فَلَ َّما جَاءهُم َّما ع ََرفُوا
ق ِل َما َمعَ ُهم َوكَانُوا ِمن قَب ُل يَستَفتِ ُحونَ َ آية (َ ( : )٨٩ولَ َّما جَاءهُم ِكت َ ٌ
اب ِمن ِعن ِد َّللاِ ُمص َِد ٌ
علَى الكَا ِف ِرينَ ) َكفَ ُروا ِب ِه فَلَعنَةُ َّ
َّللا َ
علَي َنا َويَكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو الحَصُّ ُمص َِدقًا ِل َما َمعَ ُهم قُل َف ِل َم (وإِذَا قِي َل لَ ُهم آ َ ِمنُوا بِ َما أَن َز َل َّ
َّللاُ قَالُوا نُؤ ِمنُ بِ َما أُن ِز َل َ آية (َ : )٩١
َّللاِ ِمن قَب ُل إِن كُنت ُم ُمؤ ِمنِينَ ) تَقتُلُونَ أَن ِبيَا َء َّ
* ما داللة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون) مع أن هذا األمر قد مضى و
هذا يُسمى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدا ماضيا ً وكان مهما ً فإن العرب ت تي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدا وك نه شاخص
و ُمشاهد أمامك ،والمضارع يدل على الحال واالستقبال واجنسان يتفاعل عيادة ميع الحيدا اليذل يشياهده أكلير مين الحيدا اليذل ليم
يره أو الذل وقع منذ من بعيد ،وفي اآلية عبر هللا تعالى عن قتل اليهود ألنبيائيه بالمضيارع لتبقيى مستحضيراً لهيذا الفعيل الشينيع
الذل ارتكبوه .
عصَي َنا َوأُش ِربُوا فِي قُلُوبِ ِه ُم ور ُخذُوا َما آتَينَاكُم بِقُ َّو ٍة َواس َمعُوا قَالُوا َ
س ِمعنَا َو َ آية (َ ( : )٩٣وإِذ أ َ َخذنَا ِميلَاقَكُم َو َرفَعنَا فَوقَ ُك ُم ال ُّط َ
ال ِعج َل ِبكُف ِر ِهم قُل ِبئ َ
س َما َي ُم ُركُم ِب ِه ِإي َمانُكُم ِإن كُنت ُم ُّمؤ ِمنِينَ )
* الحص تبارك وتعالى يريد أن يصور لنا ماديتهم فالحب أمر معنول ،وكان التعبير يقتضي أن يقيال وأشيربوا حيب العجيل ولكين هللا
يريد أن يعطينا الصورة الواضحة الكاملة في أنهم أشربوا العجل ذاته أل دخل العجل إلى قلوبهم والصورة تعرب عن تغلغل الماديية
في قلوب بني إسرائيل حتى ك ن العجل دخل في قلوبهم وتغلغل كما يدخل الماء في الجسم .
* ( ِبكُف ِر ِهم) ك ن الكفر هو الذل أسقاهم العجل ،وبكفرهم دخل العجل إلى قلوبهم وختم عليها .
* (قُل ِبئ َ
س َما يَ ُم ُركُم ِب ِه إِي َمانُكُم إِن كُنت ُم ُّمؤ ِمنِينَ ) قل هل إيمانكم ي مركم بهذاو هذا أسلوب استنكار وتهكم من القرآن الكريم عليهم .
ع ِلي ٌم بِال َّظا ِلمينَ ) آية (َ ( : )٩٥ولَن يَت َ َمنَّوهُ أَبَدًا بِ َما قَ َّد َمت أَيد ِ
ِيهم َوَّللاُ َ
تحد سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دالئل النبوة ،أال تيرى أنهيا نفيت صيدور تمنيي الميوت * ت ُعد هذه اآلية بما فيها من ٍ
مع حرصهم على أن يظهروا تكذيب النبي صلى هللا علييه وسيلم فكيان تمنييهم الميوت فييه تكيذيب لهيذه اآليية ومين ثيم تكيذيب للنبيي
صلى هللا عليه وسلم ومع ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى الموت .
* عبر هللا تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله (بِ َما قَ َّد َمت أَييد ِ
ِيهم) ف ِلي َم خيص الييد باليذنب دون غيرهيا ميع
أنهم أساءوا لعيسى عليه السالم بلسانهم وكذبهم عليهو إذا رجعت إلى فظائعهم وجيدت أفظعهيا بالييد في كلر ميا صينعوه هيو تحريي
التوراة ووسيلته اليد وأفظع ما اقترفوه قتل األنبياء وآلته اليد .
* جاءت كلمة حياة نكرة وهذه إشارة إلى أنهم يريدون أل حياة وإن كانت ذليلة أو ُمهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة ،
لذا هم ال يتمنون الموت كما تحداهم به القرآن .
س َنةٍ) ذكرت األل ألنها هي نهاية ما كان العرب يعرفونه من الحساب ،ولذلك فإن الرجل الذل أسر أخت كسرى * ( َلو يُ َع َّم ُر أَل َ َ
في الحرب فقالت كم ت خذ وتتركنيو قال أل درهم ،قالوا له لو طلبت أكلر من أل لكانوا أعطوك ،قال وهللا لو عرفت شيئا فوق
األل لقلته ،ولذلك كانوا يقولون أل أل ولم يقولوا مليونا ً .
صدِقا ً ِل َما بَينَ يَدَي ِه َو ُهدًى َوبُش َرى ِلل ُمؤ ِمنِينَ ) عد ًُّوا ِل ِجب ِري َل فَ ِإنَّهُ نَ َّزلَهُ َ
علَى قَل ِبكَ بِ ِإذ ِن َّللاِ ُم َ آية (( : )٩٧قُل َمن كَانَ َ
(جبر)
سل من هللا تعالى بالوحي لرسله وهو مركب من كلمتين :كلمة ِ * ما معنى اسم جبريلو (جبريل) إسم عبراني للملك المر َ
وكلمة (إيل) ف ما كلمة ِجبر فمعناها عبد أو القوة وكلمة إيل تعني إسما ً من أسماء هللا في العبرانية .وقد ورد إسم جبريل في القرآن
في عدة صور منهاِ :جبريل وبها قرأ الجمهور ومنها جَبريل وبها قرأ ابن كلير ومنها جبرائيل وبها قرأ حمزة والكسائي وجَبرائيل
وبها قرأ أبو بكر عن عاصم.
سقُونَ ) ت َو َما يَكفُ ُر بِهَا إِ َّال الفَا ِ ت بَيِنَا ٍ (ولَقَد أَن َزل َنا إِلَيكَ آَيَا ٍ آية (َ : )٩٩
ت) : ت َب ِي َنا ٍ(و َلقَد أَن َزلنَا ِإ َليكَ آَ َيا ٍ
َ قال وهنا )ه َي
د ي نَ
َِ َ َ ِي ب ام ل اقً َد
ِ صم َّللا ن
ِ ِ ِ ِ َّ ِ ُ ذ إب كَب لقَ ى َ لعَ ُ ه َ ل َّ
ز َ ن ُ ه َّ
ن إ
ِ َ ف( تعالى قال )* في اآلية (٩٧
عد ًُّوا ِل ِجب ِريلَ) اليهود ك نهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فك نه يقول لهم :جبريل لم يصنع اآلية األولى (قُل َمن كَانَ َ
علَى َقل ِبكَ ِب ِإذ ِن َّ ِ
َّللا) شيئا ً من عند نفسه وإنما نزل هذا القرآن على قلب محمد صلى هللا عليه وسلم ب مر من هللا تعالى (فَ ِإنَّهُ نَ َّزلَهُ َ
نزله هنا على و ن فعل ت تي للتكلير والتدريج فعندما تقول علمه معناه درجه في العلم ،فنزله على قلبك هو هذا التدرج الذل نزل
به.
ت بَيِناتٍ) ذكر جبريل نعم لكن في حال نزول القرآن لكن لم تشر إلى جبريل وإنما أشارت إلى َ َ َ
(ولقد أنزلنا إِليكَ آيَا ٍ َ َ َ َ َ في اآلية األخرى َ
المصدر األول وهو هللا سبحانه وتعالى ،لكن لما ذكر السياق هللا سبحانه وتعالى (فإن هللا عدو للكافرين) قال ( َو َلقَد أَن َزلنَا إِلَيكَ
ت بَيِنَاتٍ) البارل عز وجل يتحدا عن نفسه فهذا اجنزال بمعنى اجيصال أنه أوصلنا إليك هذه اآليات لتبلغها للناس . آَيَا ٍ
(و َرآ َء ُظ ُه ِ
ور ِهم) أل جعلوه وراءهم حتى ينسوه تماما ً وال يلتفتوا إليه ،فالنبذ إذا كان أمامك ف نت تراه دائما ً وربما * قوله تعالى َ
يغريك باجقبال عليه .
* كلمة نبذ يمكن أن ي تي مقابلها فنقول نبذ كذا واتبع كذا ،وهم نبذوا كتاب هللا ولكن ماذا اتبعواو ما تتلو الشياطين .
اس السِح َر َو َما اطينَ َكفَ ُروا يُعَ ِل ُمونَ النَّ َ شيَ ِسلَي َمانُ َولَ ِكنَّ ال َّ
سلَي َمانَ َو َما َكفَ َر ُ علَى ُمل ِك ُ اطينُ َ (واتَّبَعُوا َما تَتلُو ال َّ
شيَ ِ آية (َ : )١٠٢
وال ِإنَّ َما نَحنُ فِتنَةٌ فَ َال تَكفُر َفيَتَعَلَّ ُمونَ ِمن ُه َما َما يُفَ ِرقُونَ ِب ِه بَينَ
ان ِمن أ َ َح ٍد َحتَّى يَقُ ََ ِ م ل
ِ ع
َ ُ ي ام و
َ َ وتَ ارم و
َ َ ُ وتَ ارُ َ
ه ل
َ علَى ال َملَكَي ِن ِ ِ
ب اب
َ ب أُن ِز َل َ
َ َ َ
ع ِل ُموا ل َم ِن اشت َ َراهُ َما لهُ فِي اآل ِخ َر ِة َ َ َ َ َّ
َّللاِ َويَتَعَل ُمونَ َما يَض ُُّرهُم َوال يَنفعُ ُهم َولقد َ َّ َ
َارينَ ِب ِه ِمن أ َح ٍد إِال بِ ِإذ ِن َّ ال َمر ِء َو َ و ِج ِه َو َما هُم بِض ِ
س ُهم لَو كَانُوا يَعلَ ُمونَ ) س َما ش ََروا ِب ِه أَنفُ َ ق َولَ ِبئ َ
ِمن َخ َال ٍ
* كان المنطص يقتضي أن يخص هللا سبحانه وتعالى حكاية الشياطين قبل أن يبرئ سليمان من الكفر الذل أرادوا أن ينشروه ،
سلَي َمانُ َولَـ ِكنَّ الشَّي ِ
اطينَ (و َما َكفَ َر ُ ولكن هللا أراد أن ينفي تهمة الكفر عن سليمان ويلبتها لكل من اتبع الشياطين فقال جل جالله َ
َكفَ ُروا) .
* نسب هللا تعالى تعليم السحر لليهود ألنهم اشت ُهروا في هذا المجال وع ُِرفوا به وعُرم بهم حتى غدا سمة من سماتهم وقد اعتقد
المسلمون في المدينة أن اليهود سحروهم فال يولد لهم ولذلك استبشروا لما ُو ِلد أول ولد للمهاجرين في المدينة وهو عبد هللا بن
الزبير .
ان ِمن أَ َحدٍ) وهما علما الناس وانتهى األمر ألن الفعل المضارع قد يستخدم ليعبر
(و َما يُ َع ِل َم ِ
* داللة استخدام صيغة الفعل المضارع َ
ً
به عن الماضي في ما نسميه حكاية الحال وهو أن يُعبر عن الحال الماضية بالفعل المضارع للشيء المهم ك ن يجعله حاضرا أمام
السامع واستحضار الصورة في القرآن كلير وفي غير القرآن .
آية (َ ( : )١٠٣ولَو أَنَّ ُهم آ َمنُوا واتَّقَوا لَ َملُو َبةٌ ِمن ِعن ِد َّ
َّللا َخي ٌر َّلو كَانُوا َيعلَ ُمونَ )
* الفرق اللغول بين األجر واللواب والملوبة :
األجر هو جزاء العمل لكن يقال في الغالب لما فيه عقد أو شبيه بعقد يجرل مجرى العقد (قَا َل ِإ ِني أ ُ ِري ُد أ َن أُن ِك َحكَ ِإحدَى ابنَتَ َّي
علَى أَن ت َ ُج َرنِي ث َ َمانِ َي ِحجَجٍ ()٢٧القصص) ،فاألجر فيه نفع ألنك تتعاقد مع أحد على شيء ،واألجر في الغالب يكون في َهاتَي ِن َ
األعمال البدنية في الطاعات .
اللواب في اللغة يقال في الخير والشر لكن القرآن لم يستعملها إال في الخير واللواب وهو جزاء على العمل .
َّللا َخي ٌر ()١٠٣البقرة) (قُل َهل (ولَو أَنَّ ُهم آ َمنُوا واتَّقَوا لَ َمل ُوبَةٌ ِمن ِعن ِد َّ
الملوبة من اللواب ولكن القرآن استعملها في الخير والشر َ
أُنَبِئُكُم بِش ٍَر ِمن ذَ ِلكَ َملُوبَةً ِعن َد َّللاِ ()٦٠المائدة) ،أثاب يستعملها في الحزن (ف ثابَكُم غ َّما ً بِغ ٍم ()١٥٣آل عمران) .
َ ُ َ َ َ
اب أَ ِلي ٌم) آية (( : )١٠٤يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آَ َمنُوا َال تَقُولُوا َرا ِعنَا َوقُولُوا ان ُظر َنا َواس َمعُوا َو ِللكَا ِف ِرينَ َ
عذَ ٌ
* ما مناسبة نزول هذه اآلية عقب آيات السحرو
هي المؤمنون عن التلفظ بكلمة راعنا ألنها تعني المسبة في العبرانية ،وكش هللا عمل اليهود والمنافقين ،ولو رجعنا إلى أصل نُ َ
السحر لرأيناه يرجع إلى التمويه وأن من ضروب السحر ما هو تمويه األلفاظ ب ذى الشخص بقول أو فعل ال يُعلم مغزاهما .
* عط هللا تعالى قوله ( َوالَ ال ُمش ِر ِكينَ ) على (الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِمن أَه ِل ال ِكتَا ِ
ب) مع أن المشركين كافرون لئال يقع في الظن أن الحسد
يقع من أهل الكتاب وحدهم دون غيرهم فالكفر سبب البُغض والحسد أينما كان وفي أل من كان.
ِير) ت ِب َخي ٍر ِمنهَا أَو ِمل ِلهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ َّللاَ َ
ع َل َى ك ُِل شَيءٍ قَد ٌ سخ ِمن آيَ ٍة أَو نُن ِ
سهَا نَ ِ آية (َ ( : )١٠٦ما نَن َ
* هناك قراءتان لكلمة (ننسها) ما الفرق بينهماو
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر و َخلَ (نُنسها) من النسيان أل نُنسي الناس إياها وذلك ب مر
الرسول صلى هللا عليه وسلم بترك قراءتها حتى ينساها المسلمون ،وقرأ ابن كلير وأبو عمرو (ننس ها) بمعنى نؤخرها أل نؤخر
تالوتها أو نؤخر العمل بها مما يؤدل إلى إبطال العمل بقراءتها أو بحكمها .
* قال تعالى (ن ت بخير منها) ولم يبين ب ل شيء هي أفضل وخير من اآلية المنسوخة ألن (ن ت بخير منها) أ ُ ِ
جملت جهة الخيرية
ولم يُذكر وجه الخير لتذهب نفسك كل مذهب ممكن فقد ترى أن الخيرية في االشتمال على ما يناسب مصلحة الناس ويرى غيرك
ما فيه رفص بالمكلفين ورحمة بهم في مواضع الشدة وهكذا.
سدًا ِمن ِعن ِد أَنفُس ِِهم ِمن َبع ِد َما تَ َب َّينَ لَ ُه ُم الحَصُّ َفاعفُوا ير ِمن أَه ِل ال ِكتَا ِ
ب لَو َي ُردُّونَكُم ِمن َبع ِد ِإي َما ِنكُم ُكفَّاراً َح َ آية (َ ( : )١٠٩و َّد َك ِل ٌ
َ
علَى ك ُِل شَيءٍ قد ٌ
ِير) َ
َواصفَ ُحوا َحتَّى يَ تِ َي َّللاُ ِب م ِر ِه إِنَّ َّللاَ َ
* قال تعالى (من عند أنفسهم) ولم يقل منهم ت كيدا ً على ت صيل هذا الحسد فيهم وصدوره من أنفسهم أكلر من قوله منهم .
* (فَاعفُوا َواصفَ ُحوا) ما الفرق بين يغفر ويعفو ويتوب ويصفح ويسامح التي هي متقاربة فيما يبدو و
العفو ترك عقوبة المذنب ،يقال عفت الريح األثر أل مسحته وأ الته ،فالعفو أن تمحو من نفسك أثر أل إساءة وك نها لم تحدا .
الصفح هو الجانب لصفحة الوجه وهو ترك اللوم والتلريب وهو أبلغ من العفو ألنك قد تعفو عن ذنب امرئ لكنك تبقى له الئما ً .
المغفرة ستر الذنب من غفر الشي أل ستره .
التوبة ترك الذنب واجقالع عنه مع الندم والعزم على عدم العودة .
السماح المسامحة هي المساهلة في اللغة .
(وقَالُوا لَن يَد ُخ َل ال َجنَّةَ إِالَّ َمن كَانَ هُودا ً أَو نَص َ
َارى تِلكَ أ َ َمانِيُّ ُهم قُل َهات ُوا بُر َهانَكُم إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ ) آية (َ : )١١١
* (قُل َهات ُوا بُر َهانكُم) ما هو البرهانو هو الدليل ،وال تطلب البرهان إال من إنسان وقعت معه في جدال واختلفت وجهات النظر َ
بينك وبينه ،وتكون مت كدا ً أنه كاذب وأنه لن يجد الدليل على ما يدعيه .
علَي ِهم َوالَ هُم َيح َزنُونَ ) سنٌ فَلَهُ أَج ُر ُه ِعن َد َر ِب ِه َوالَ َخو ٌ
م َ آية (َ ( : )١١٢بلَى َمن أَسلَ َم َوج َههُ ِّللِ َوه َُو ُمح ِ
سكَ ِبالعُر َو ِة َ
سنٌ فقَ ِد استَم َ (و َمن يُس ِلم َوج َههُ إِلَى َّ
َّللاِ َوه َُو ُمح ِ * في سورة البقرة ورد الفعل أسلم بالماضي وفي لقمان بالمضارع َ
ور) وهناك أكلر من اختالم بين اآليتين :الماضي والمضارع ،والالم وإلى ،ثم (فقد استمسك بالعروة َّللاِ عَا ِق َبةُ األ ُ ُم ِ
ال ُوثقَى َو ِإلَى َّ
الوثقى) في لقمان ولم يقلها في البقرة واختل الجواب (فله أجره عند ربه) في البقرة ولم يقلها في لقمان :
ثاللا ً :في آية البقرة ذكر األجر (فله أجره عند ربه) ألنه ليس فيها تفويض أمر بينما في لقمان قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى)
أيها أعلى العاقبتينو العاقبة في البقرة أعلى فقد جعل األجر مع اجسالم هلل واجخالا هلل فناسب بين علو األجر وبين معنى داللة
اجسالم لكن ذاك فو أمره إلى هللا قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى) وكل أجر مناسب لكل واحد .
سعَى فِي َخ َرا ِبهَا أُولَـئِكَ َما كَانَ لَ ُهم أَن يَد ُخلُو َها إِالَّ َخآئِ ِفينَ
اج َد َّللاِ أَن يُذك ََر فِيهَا اس ُمهُ َو َ
س ِآية (َ ( : )١١٤و َمن أَظلَ ُم ِم َّمن َّمنَ َع َم َ
اب ع َِظي ٌم) عذَ ٌ ل َولَ ُهم فِي ِ
اآلخ َر ِة َ ل ُهم فِي الدُّن َيا ِخز ٌ
* في اآلية استفهام بـ (من) ليس الغر منه إنتظار جواب وإنما هو استفهام إنكارل خرج إلى النفي أل ال أحد أظل ُم ممن منع
مساجد هللا أن يُذكر فيها اسمه .
* اآلية قد ُج ِمع فيها المسجد (مساجد) للتعظيم من ش ن المسجد وليكون الوعيد شامالً لكل ِ
مخرب لمسجد أو مانع العبادة فيه فقد
نزلت في أهل مكة ألنهم منعوا المسلمين دخول المسجد الحرام .
* الفرق الداللي بين الخراب والهدم والدمار والهالك واستخدامها في القرآن :
* الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم :
---هذه الكلمات من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ملل السكين وال ُمدية ،فالعذاب عقاب والعقاب عذاب ولكن هناك تناسب بين
الصوت والمعنى :فالقام في (عقاب) حرفا ً شديدا ً يُولد بإنطباق ثم إنفصال مفاجيء وكلمة العقاب تكون للشيء السريع في الدنيا
ألن القام أسرع ،بينما الذال في (عذاب) فيها رخاوة وامتداد ،والعذاب ي تي في الدنيا وي تي في اآلخرة ،العذاب في اآلخرة
(ولهم في اآلخرة عذاب عظيم ) وجاء بها في الدنيا بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) هذه عقوبة سماه عذابا ً
ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب ألنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب ،وعندما ن تي إلى اآليات التي تتحدا
عن جزاء المشركين في الدنيا يسميه عذابا ً أو عقابا ً أما في اآلخرة يسميه عذابا ً فق .
---لما ي تي الوص هلل عز وجل ال يكون مؤقتا ً ال بدنيا وال بآخرة فلما يقول ( :وهللا شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة له
سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة .
نفسه جلت قدرته ب نه سريع العذاب ---وص هللا سبحانه وتعالى نفسه (إن ربك سريع العقاب ( )١٦٥األنعام) لكن لم يص
ولكن إستعمل (وأن هللا شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة .
ع ِلي ٌم) ب َف َي َن َما ت َُو ُّلوا َفلَ َّم َوجهُ َّللاِ إِنَّ َّللاَ َوا ِ
س ٌع َ آية (َ ( : )١١٥و ِّللِ ال َمش ِر ُ
ق َوال َمغ ِر ُ
* ذكرت اآلية المشرق والمغرب فق ولم تذكر جهة الشيمال والجنيوب ألن كيل الجهيات تحيدد بشيروق الشيمس وغروبهيا ،كميا أن
الشرق والغرب معروم بالفطرة عند الناس فال أحيد يجهيل مين أيين تشيرق الشيمس وإليى أيين تغيرب ،ف نيت كيل ييوم تيرى شيروقا ً
وترى غروبا ً .
* المشرق ليس إتجاها ً واحيدا ً بيل إن المشيرق يختلي بياختالم المكيان فكيل مكيان فيي األر ليه مشيرق وليه مغيرب وإذا أشيرقت
الشمس في مكان فإنها في نفس الوقت تغرب في مكان آخر فالمشيرق والمغيرب ال ينتهييان مين عليى سيطح األر ففيي كيل دقيقية
شروق وغروب .
ب) يعرم باالختصاا بالتقديم فليس معناها حصر الملكية لهياتين الجهتيين ولكنيه كميا تقيول بيالقلم كتبيت ق َوال َمغ ِر ُ
* ( َو َّّللِ ال َمش ِر ُ
وبالسيارة أتيت ،ولذلك فإن المعنى أن الملكية هلل سبحانه وتعالى ال يشاركه فيها أحد .
* داللة ختام اآلية بالوص بالقنوت ( ُك ٌّل لَّهُ قَانِت ُونَ ) القنوت هو الخضوع واالنقياد مع الخوم وهذا األمير ال يقيوم بيه إال كيل عاقيل
مبصر فلذلك جاءت (قَانِت ُونَ ) جمع مذكر سالم ليبين سمة أهل الخشوع والقنوت أنهم العقالء أصحاب العقول الراجحية التيي تخشيى
هللا عن إرادة وبصيرة .
َارى َحتَّى تَت َّ ِب َع ِملَّت َ ُهم قُل ِإنَّ ُهدَى َّللاِ ه َُو ال ُهدَى َولَ ِئ ِن اتَّبَعتَ أَه َواءهُم بَع َد ا َّلذِل
(ولَن تَرضَى عَنكَ اليَ ُهو ُد َوالَ النَّص َ آية (َ : )١٢٠
َجاءكَ ِمنَ ال ِعل ِم َما َلكَ ِمنَ َّللاِ ِمن َو ِلي ٍ َوالَ نَ ِص ٍير)
* قال تعالى (ملتهم) بإفراد الملة ولو قال ملتيهم لكان المعنى لن ترضى عنك اليهود حتى تتبع ملتيهما ولن ترضيى عنيك النصيارى
حتى تتبع ملتيهما وهذا ال يصح ألن اليهود يريدون أن يتبع ملتهم فق وليس ملتيهما وكذلك النصارى .
اآلية اللانية تقول أن الذل أُنزل على موسيى وعيسيى ومحميد هيذا مين هللا عيز وجيل فالمصيدر واحيد ،اليهيود تيآمروا كالعيادة عليى
المسلمين وعلى النصارى وعلى سيدنا عيسى عليه السالم فرب العالمين قال لهم (قُل ِإنَّ ال ُهدَى) الهدى كله سواء جاء من التيوراة
َيارى) قيارنوا بيينكم (وقَالُوا لَن يَيد ُخ َل ال َجنَّيةَ إِ َّال َمين كَيانَ هُيودًا أَو نَص َأو اجنجيل أو القرآن أتى من هللا عز وجل فلماذا هذا التحاسدو َ
يوب َواألَسيبَ ِ
اط َو َميا أُوتِي َي ق َويَعقُ َاّللِ َو َميا أُن ِيز َل ِإلَينَيا َو َميا أُن ِيز َل ِإلَيى ِإب َيرا ِهي َم َو ِإسي َما ِعي َل َو ِإسيحَا َ
وبين ما جاء في القرآن (قٌولُوا آ َ َمنَّا ِب َّ
ً َ
ق بَينَ أ َح ٍد ِمن ُهم َونحنُ لهُ ُمس ِل ُمونَ )﴾١٣٦الناس جميعيا ال فيرق بيينهم فيالقرآن َ َ سى َو َما أُوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمن َربِ ِهم ال نف ِر ُ
َ ُ َ سى َو ِعي َ
ُمو َ
لكل الناس جمعكم كلكم بدين واحد جاء على فترات .
س ُرونَ ) ص ِتالَ َو ِت ِه أُولَـ ِئكَ ُيؤ ِمنُونَ ِب ِه َومن َيكفُر ِب ِه فَ ُولَـ ِئكَ ُه ُم ال َخا ِ آية (( : )١٢١الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكت َ َ
اب َيتلُونَهُ َح َّ
* الفرق البياني بين مفردات القراءة في القرآن الكريم :
نصت ُوا لَ َعلَّكُم ت ُر َح ُمونَ ) .
َ ِ َ أ و ُ ه َ ل وا ع
ِ ُمَ تاسَ ف آنُ رُ قال (و ِإذَا قُ ِرى َ
ء القراءة قد تكون بكلمة واحدة أو لحرم واحد َ
اب يَتلُونَهُ َح َّ
ص تِالَ َوتِ ِه) . التالوة ال تكون إال لكلمتين وصاعدا ً ،تال ي تي خلفه ،شيء يتلو شيئا ً (الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكت َ َ
يال) يجوده ويحسنه . (و َر ِت ِل القُرآنَ تَر ِت ً الترتيل هو التبين والتحقيص للحروم واالستقامة في إخراجها بصورة سليمة َ
يم ( )٣٥اجسراء) . (وأَوفُوا الكَي َل إِذا ِكلت ُم َو ِ نُوا ِبال ِقس َط ِ
اس ال ُمستَ ِق ِ القسطاس هو ميزان العدل وسموا الميزان قسطاس ألنه عدل َ
* خص إبراهيم عليه السالم بالدعاء بعض ذريته (قَا َل َو ِمن ذُ ِريَّتِي) ولم يقل ذريتي ألنه يعليم أن حكمية هللا تعيالى تقتضيي أال يكيون
جميع أبناء الرجل ممن يصلحون ألن يُقتدى بهم ولذلك لم يس ل هللا تعالى ما هو مستحيل عادة ألن ذلك لييس مين آداب اليدعاء وليم
يجعل الدعاء عاما ً شامالً لكل الذرية بحي يقول وذريتي .
* كلمة (ابراهيم) في القرآن الكريم وردت منقوطة بالياء في كل القرآن إال في سورة البقرة :
قاعدة :خ المصح ال يقاس عليه .وعلينا أن نعلم أنه حصيل تطيور فيي تياريخ الكتابية منيذ مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم
فبدأت الكتابة العربية تستقر وت خذ أشكاالً أخرى ولذلك نرى أكلر من رسم للكلمة ملال كلمة لكييال -لكيي ال ،كيذلك كلمية إذن ( -إذاً)
وكلمة مئة ومائة وغيرها وكال الكتابات جائز عند العرب .والمصح كتبه عدد كبير من الكتبة والرسم الذل كتبوا بيه هيو كتيابتهم
في أ مانهم فمرة يرسم حرم العلة وميرة ال يرسيم وأحيانيا ً يكيون الرسيم الخيتالم القيراءات فيوضيع الرسيم اليذل يجميع القيرآءات
المتواترة ،وكلمة ابراهيم في سورة البقرة ورد فيها قراءتين متيواترين أحيداهما ابيراهم بيدون يياء واللانيية ابيراهيم باليياء فكتبيت
بالشكل الذل يحتمل القرآءتين و كلمة إبراهيم كلمة أعجمية وليست عربية وكيل كلمية غيير عربيية فيي لسيان العربيي يتصيرم بهيا
يعني يلفظونها بطرائص مختلفة إبراهام أو إبراهيم .
صلًّى َوع َِهد َنا إِ َلى إِب َرا ِهي َم َوإِس َما ِعي َل أَن َط ِه َرا بَيتِ َي (وإِذ َجعَلنَا البَيتَ َملَابَةً ِلل َّن ِ
اس َوأَمنًا َوات َّ ِخذُوا ِمن َمقَ ِام إِب َرا ِهي َم ُم َ آية (َ : )١٢٥
س ُجودِ)ِلل َّطا ِئ ِفينَ َوال َعا ِك ِف َ ُّ ِ ُّ
ال َّعك الر و ينَ
* كل موطن ذُكر فيه اسحص ذُكر معه اسماعيل أو بعده بقليل ،وقد ذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحص في سورة
ُ
البقرة ( )١٢٧( )١٢٥ألن اسحص ليس له عالقة بقصة رفع القواعد من البيت أصالً .
اآلخ ِر َقا َل َو َمن َكفَ َر آمنًا َوار ُ ق أَهلَهُ ِمنَ اللَّ َم َرا ِ
ت َمن آ َمنَ ِمن ُهم بِاّللِ َواليَو ِم ِ ب اجعَل َهـَذَا بَلَدًا ِ آية (َ ( : )١٢٦وإِذ قَا َل إِب َرا ِهي ُم َر ِ
ير)س ال َم ِص ُ عذَا ِ
ب النَّ ِار َو ِبئ َ فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً ث ُ َّم أَض َط ُّرهُ ِإ َلى َ
ً َ َ َ
ب اجعَل َهذا البَل َد آ ِمنا) في سورة إبراهيم : ً َ َ َ
ب اجعَل َهذا بَلدًا آ ِمنا) و ( َر ِ * الفرق بين قوله تعالى ( َر ِ
ب اجعَل َهذَا بَلَدًا آ َ ِمنًا) اجشارة (هذا) صارت المفعول األول لفعل (إجعل) و(بلداً) المفعيول اللياني في اآلية األولى ) َو ِإذ قَا َل ِإب َرا ُ َ ِ
ر م يهِ
و (آمنا) صفته ،أل صيره بلداً فجاء بصيغة التنكير (بلدا) إذن لم تكن مكة بلدا ،إذن هو أشار إلى موضع المكيان أو اليوادل اليذل
ً ً
غي ِر ذِل َ رعٍ ِعن َد بَيتِكَ ال ُمح ََّر ِم ) فاجعل هذا بلدا ً ،ثم وصي البليد ب نيه آمين (ربَّنَا إِنِي أَسكَنتُ ِمن ذُ ِريَّتِي ِب َوا ٍد َ وصفه في آية أخرى َ
سكنى . ،هذا كان في أول ال ُ
عذَا ٍ
ب َ
غلِيظٍ ) : ب النَّ ِار) بضمير المفرد وفي لقمان بالجمع (نُ َمتِعُ ُهم قَ ِل ً
يال ث ُ َّم نَض َط ُّرهُم ِإلَى َ * قال (فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً ث ُ َّم أَض َط ُّرهُ ِإلَى َ
عذَا ِ
(و َمين َ َ
من ناحية السياق في سورة البقرة قال قبلها (أن ط ِه َرا بَيتِ َي) نسب تعالى البيت إلى نفسيه وصياحب البييت يتيولى األمير فقيال َ
َكفَ َر فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً) كما أن اآلية تتحدا عن مكة ،أما في لقمان كالما ً عاميا ً ولييس فيي بليد معيين وال أنياس معينيين أيهيا األكليرو فيي
لقمان ،فجاء بضمير الكلرة وتسمى الكلرة النسبية يعني يُعبَّر عن األكلر بالضمير الذل يدل عليى الكليرة والجميع ويعبير عين األقيل
بالمفرد .
(و َمن َكفَ َر فَ َال يَح ُزنكَ كُف ُرهُ إِلَينَا َمر ِجعُ ُهم فَنُنَ ِبئ ُ ُهم ِب َما ع َِملُوا) :
(و َمن َكفَ َر فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً) وفي لقمان قال َ
* قال هنا َ
(وار ُ ق أَهلَهُ ِمنَ الل َّ َم َراتِ) وطلب الر ق فيه تمتيع فالجواب يكون ف متعه َ ربه ل س إبراهيم البقرة سورة ففي ً اتمام مختل السياق
قليالً ،أما آية لقمان ففي التبليغ .
* أيها األشد أن تقول إلى عذاب غليظ أو إلى عذاب النار وبئس المصيرو عذاب النار .عندما تقول س عذبه عذابا ً غليظيا ً هيل معنياه
أنك ستحرقهو كال ألنك لم تصرح أنه بالنار ،عذاب غليظ ال يشيترط أن يكيون بالنيار قيد يكيون بعصيا غليظية ،أميا عيذاب النيار فيهيا
حرق ف يها األشدو عذاب النار .السياق في أهل مكة وإبراهيم يطلب البلد اآلمن والر ق ،والسيئة في مكية تتضياع أكلير مين أل
* جاءت (يَرفَ ُع) بالمضارع مع أنه رفع وانتهى ألن هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يستحضير حالية إبيراهيم وإسيماعيل وهميا يرفعيان
القواعد من البيت ،فرغم المشقة التي تحملها االثنان فهما سعيدان وكل ما يطلبانه من هللا هو أن يتقبل منهما .
(و ِإذ َيرفَي ُع ِإب َيرا ِهي ُم القَ َوا ِعي َد ِمينَ
-٢يمكن أن يحذم فعل القول ويذكر المقول ال يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كلير أيضا ً مليل َ
س ِمي ُع العَ ِلي ُم ( ))١٢٧هذا مقول القول ما قال يقولون ،حذم الفعل وأبقى المقول . ت َوإِس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّل ِمنَّا إِنَّكَ أَنتَ ال َّ
البَي ِ
-٤قد يذكر مقولين لقيائلين مختلفيين ويحيذم فعيل القيول منهميا اجثنيين ويتصيالن ك نهميا مقيوالن لقيول واحيد لكين المعنيى واضيح
سيوءٍ بَلَيى إِنَّ َّللاَ َ
ع ِليي ٌم ِب َميا كُنيت ُم سيلَ َم َميا ُكنَّيا نَع َمي ُل ِمين ُ يجرل علييه السيياق مليل (الَّي ِذينَ تَت َ َوفَّيا ُه ُم ال َمالئِكَيةُ َظيا ِل ِمي أَنفُس ِ
ِيهم فَي َلقَ ُوا ال َّ
تَع َملُونَ ( )٢٨النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن هللا عليم بميا كنيتم تعلميون) هيذا لييس قيائالً واحيدا ً وإنميا هيذا
قائل آخر وحذم فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء وليم يقيل قيال بليى مفهيوم مين السيياق فحيذم فعيل القيول مين االثنيين
وأدمج المقولين لكنه مفهوم من السياق .
ت امي َرأَةُ -٥أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو ك نهما مقوالن لشخص واحد لكن في الحقيقة ال ،ملل (قَالَي ِ
َ
ب َوأنَّ َّللاَس ِه َوإِنَّهُ لَ ِمنَ الصَّا ِدقِينَ ( ، ))٥١ويوس قال (ذَ ِلكَ ِليَعلَ َم أَنِي لَم أ َ ُخنيهُ بِالغَيي ِ ص أَنَا َر َ
اودتُّهُ عَن نَّف ِ يز اآلنَ حَصح َ
َص ال َح ُّ العَ ِز ِ
ور َّر ِحي ٌم( ))٥٣هذا كيالم سييدنا ٌ ُ فغَ ي بر نَّإ ي بر م
ِ َ َ َ َِ َ ِ َِح
ِ ر ام َّ ال إ وء
ِ سُّ الب ٌ ةارم
َ َّ َ َِ أل س فَّ نال نَّإ
ِ ِي س فَ ن ء
ُ ى ر ب
َ ُ
َ َ ِ أ ام و ) ٥٢ ( ينَن
ِ ئ
ِ اخَ ال د
َ َي
ك ِل
د الَ يَه
يوس يتحدا عن أنه لم يخن العزيز بالغيب ( ،ذلك) أل الكالم الذل قالته امرأة العزيز .
صيالَةَ ()٣١ -٦هناليك حالية أخيرى أن ييذكر فعيل القيول لكين ال ييذكر المقييول وإنميا ييذكر فحيواه (قُيل ِل ِعبَياد َ
ِل الَّي ِذينَ آ َمنُيوا يُ ِقي ُميوا ال َّ
إبراهيم) (قيل) هيذا فعيل القيول والمقيول ليم ييذكره وإنميا ذكير الفحيوى (يقيميوا الصيالة) هيذا فحيوى قوليه تعيالى هيو ليم يقيل أقيميوا
سنُ ( )٥٣اجسراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه . (وقُل ِل ِعبَادِل يَقُولُوا الَّتِي ِه َي أَح َ
الصالةَ ،
فهذه أبر أحوال القول في القرآن الكريم ،ولكل حالة من هذه الحاالت داللتها وسياقها الذل تروى فيه .
اّللِ َو َما أُن ِز َل إِلَينَا َو َما أ ُن ِز َل إِلَى إِب َيرا ِهي َم َوإِسي َما ِعي َل َوإِسيحَاقَ َويَعقُ َ
يوب من ناحية السياق فآية البقرة ( )١٢٩قال بعدها (قُولُوا آَ َمنَّا بِ َّ
سى َو َما أُوتِ َي النَّ ِبيُّونَ ِمن َر ِب ِهم ( ))١٣٦فلما كان السياق عن الكتب قدم الكتاب والحكمة َ
(ويُعَ ِل ُم ُهي ُم سى َو ِعي َ اط َو َما أُوتِ َي ُمو َ َواألَسبَ ِ
اب َوال ِحك َمة) ألنه مناسب مع اجنزال الذل ذكره فيما بعد . َ ال ِكت َ َ
ياب يَع ِرفُونَيهُ َك َميا
ص ِمين َر ِب ِهيم ...الَّي ِذينَ آ َتَينَيا ُه ُم ال ِكتَ َ َ (وإِنَّ الَّي ِذينَ أُوتُيوا ال ِكت َ َ
ياب لَيَعلَ ُميونَ أنَّيهُ الحَي ُّ بينما آيية البقيرة األخيرى قيال قبلهيا َ
ً
ص َوهُم يَعل ُم ( ))١٤٦-١٤٤الكتاب والعلم لم ينفع هؤالء ولم يغين عينهم شييئا فهيم ونَ َ يَع ِرفُونَ أَبنَا َءهُم َوإِنَّ فَ ِريقًا ِمن ُهم لَيَكت ُ ُم ال َح َّ
ونَ
محتاجون للتزكية فقدمت وقد قال بعدها (يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا استَ ِعينُوا ِبالصَّب ِر َوالص ََّال ِة ( ))١٥٣فالصالة تزكية تنهى عن المنكر .
َ
آية (ِ ( : )١٣١إذ قَا َل لَهُ َر ُّبهُ أَس ِلم قَا َل أَسلَمتُ ِل َر ِ
ب ال َعالَ ِمينَ )
* الفرق بين أسلم إلى وأسلم لـ في الداللة :
أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها اجسالم اجنقياد .
أسلم إليه الشيء معناه دفعه إليه أو أعطاه إليه بانقياد أو فو أمره إليه ،من التوكل وهذا أشهر معنيى .أسيلم هلل معنياه انقياد ليه
ب العَيالَ ِمينَ ( )٤٤النميل) ووكيذلك (وأَسيلَمتُ َمي َع ُ
سيلَي َمانَ ِ َّّللِ َر ِ وجعل نفسه سالما ً له أل خالصا ً هلل أخلص إليه ،لما قالت ملكة سيب َ
ب العَالَ ِمينَ ) خضعت له وجعلت نفسي خالصة له . إبراهيم عليه السالم قال (أَسلَمتُ ِل َر ِ
لذلك قال القدامى أسلم هلل أعلى من أسلم إليه ألنه لم يجعل معه ألحد شيء كميا أن أسيلم إلييه أل دفعيه إلييه قيد يكيون ليم يصيل لكين
سلم له اختصاا ،والالم للملك (أسلم هلل) ملك نفسه هلل .
الدينَ فَالَ ت َ ُموت ُنَّ إَالَّ َوأ َنت ُم ُّمس ِل ُمونَ ) آية (َ ( : )١٣٢و َوصَّى ِبهَا ِإب َرا ِهي ُم َب ِني ِه َو َيعقُ ُ
وب َيا َب ِن َّي ِإنَّ َّللاَ اص َطفَى لَ ُك ُم ِ
* الفرق بين وصى وأوصى :
هللا تعييالى يقييول (وصييى) بالتشييديد إذا كييان أميير الوصييية شييديدا ً ومهمييا ً ولييذلك يسييتعملها فييي أمييور الييدين وفييي األمييور المعنوييية
صينَا الَّي ِذينَ الدينَ فَال ت َ ُموت ُنَّ إِ َّال َوأَنت ُم ُمس ِل ُمونَ ( )١٣٢البقرة) َ
(ولَقَد َو َّ َّللاَ اص َطفَى لَ ُك ُم ِوب يَا بَنِ َّي إِنَّ َّ (و َوصَّى بِهَا إِب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَعقُ ُ َ
َّللاُ فِيي م ُ
ك
ُ ِ ُ َّ يي وص ي ( الماديية األمور في تعالى هللا لها فيستعم (أوصى) أما ، النساء) )١٣١ ( َّللا
َّ َ وا ُ قَّ تا ن
ِ َ أ ُم
ك اي
َّ إ
َِو ُم
ك ل
ِ بَ ق نمِ اب
َ َ تكِ ال ُوا تو أُ
أَوال ِدكُم ِللذك َِر ِمل ُل ح َِظ األنليَي ِن) النساء) .
َ ُ َّ
وب ال َموتُ إِذ َقا َل ِلبَنِي ِه َما تَعبُ ُدونَ ِمن بَعدِل َقالُوا نَعبُ ُد إِلَـ َهكَ َوإِلَـهَ آبَا ِئكَ إِب َرا ِهي َم
ش َهدَاء إِذ َحض ََر يَعقُ َ آية (( : )١٣٣أَم كُنت ُم ُ
َ َ ق إِلَـها ً َو ِ
احدا ً َونحنُ لهُ ُمس ِل ُمونَ ) َوإِس َما ِعي َل َوإِسحَا َ
* الفرق بين حضر وجاء في القرآن الكريم :
من الناحية اللغوية :
الحضور في اللغة يعنيي الوجيود والشيهود ولييس بالضيرورة معنياه المجييء إليى الشييء (يقيال كنيت حاضيراً إذ كلميه فيالن بمهنيى
شاهد وموجود وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرا ً مجلسهم ،وكنت حاضرا ً في السوق أل كنت موجوداً فيها.
أما المجيء فهو اجنتقال من مكان إلى مكان ،وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء) سورة الكه بمعنى لم يكن
موجودا ً وإنما جاء األمر.
* إسحص ليس أبوهم ولكن األجداد من اآلباء لكن ليس من الوالدين ،فربنا سمى آدم ( َك َما أَخ َر َج أَبَ َويكُم ِمنَ ال َجنَّ ِة) .
َارى تَهتَدُوا قُل بَل ِملَّةَ ِإب َرا ِهي َم َحنِيفًا َو َما كَانَ ِمنَ ال ُمش ِر ِكينَ )
آية (َ ( : )١٣٥وقَالُوا كُونُوا هُودًا أَو نَص َ
*(قُل بَل ِملَّةَ إِب َرا ِهي َم َحنِيفًا) ما داللة حنيفا ً :
الحن هو الميل عن الضالل إلى اجستقامة والحن الميل في المشي عن الطريص المعتياد ،وسيمي ديين إبيراهيم حنيفيا ً عليى سيبيل
للملة ألن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم كانوا في ضاللة عمياء فجاء دين إبراهيم مائالً عنهم فلُقب بالحني مدحا ً . المدح ِ
--نسيي ل سييؤاالً َ :ميين ميين األنبييياء المييذكورين ذُكييرت لييه معجييزة تحييدى بهييا المييدعوينو موسييى وعيسييى عليهمييا السييالم ولييم
يذكرمعجزات للمذكورين الباقين ،هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنيزال أو إيتياءو هيي إيتياء وليسيت إنيزاالً وليذلك فيرق بيين مين
أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوته باجيتاء وبين اجنزال ،هذا أمر.
--كلمة (أوتي) عامة تشمل اجنزال واجيتاء ،الكُتب إيتاء لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاجيتاء أعيم مين
اجنزال ألن اجنزال كما قلنا يشمل الكتب فق ،أنزل يعني أنزل من السماء ،وآتى أعطاه قد يكيون اجعطياء مين فيوق أو مين أماميه
(و َميا أُوتِ َ
يي النَّبِيُّيونَ ِمين َّربِ ِهيم) دخيل فيهيا كيل بيده ،لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السالم ذكر اجيتاء لم يذكر اجنزال ثم قيال َ
نز َل ِإلَى ِإب َرا ِهي َم) قد يكون إنزاالً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما (و َما أ ُ ِ
النبييبن ألنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء َ ،
السالم في هذه اآلية هذا إيتاء وليس إنزاالً ألنه يتحدا عن معجزة وألنهما الوحيدان بين المذكورين الليذين أوتييا معجيزة ونجيد أن
حجج موسى لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات.
اق فَ َ
سيَك ِفي َك ُه ُم َّللاُ َوه َُو ال َّ
س ِمي ُع العَ ِلي ُم) آية (( : )١٣٧فَ ِإن آ َمنُوا ِب ِمل ِل َما آ َمنت ُم ِب ِه فَقَ ِد اهتَدَوا َّوإِن ت َ َولَّوا فَ ِإنَّ َما ُهم فِي ِ
ش َق ٍ
* اختص تعالى أداة الشرط إن هنا ( َف ِإن آ َمنُوا) وليس إذا ألن (إن) حرم شرط جا م يفيد الشك إيذانا ب ن إيمانهم ميؤوس منه .
ً
آية (( : )١٣٩قُل أَتُحَآجُّو َن َنا ِفي َّللاِ َوه َُو َربُّ َنا َو َربُّكُم َو َل َنا أَع َما ُل َنا َو َلكُم أ َع َمالُ ُكم َو َنحنُ لَهُ ُمخ ِل ُ
صونَ )
* في قوله تعالى (أَتُحَآجُّونَنَا) إستفهام ولكنه خرج عن داللته األصلية وهو اجستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ .
* قدم تعالى الجار والمجرور (لنا) على قوله (أعمالنا) لتختصاا أل لنا أعمالنا الخاصة بنا وال ِق َبل لآلخرين بها فال تحاجونا في
أنكم أفضل منا .
علَيكُم ش َِهيدًا َو َما َجعَل َنا ال ِقب َلةَ ا َّلتِي كُنتَ سو ُل َ اس َويَكُونَ َّ
الر ُ علَى النَّ ِ ش َهدَاء َس ًطا ِلتَكُونُوا ُآية (َ ( : )١٤٣و َكذَ ِلكَ َجعَلنَاكُم أ ُ َّمةً َو َ
ع َلى الَّ ِذينَ َهدَى َّللاُ َو َما كَانَ َّللاُ ِليُ ِضي َع إِي َمانَكُم إِنَّ َّللاَ ع ِقبَي ِه َوإِن كَا َنت لَ َكبِ َ
يرةً إِالَّ َ علَى َ
ب َسو َل ِم َّمن يَنقَ ِل ُ
الر ُعلَيهَا إِالَّ ِلنَعلَ َم َمن يَتَّبِ ُع ََّ
اس لَ َرؤ ٌ
ُوم َّر ِحي ٌم) ِبال َّن ِ
صدِرت اآلية باسم اجشارة (وكذلك) ولم ت ت (وجعلناكم أمة وسطاً) داللة على ال ُبعد للتنويه إلى تعظيم المقصودين وهم * ُ
المسلمون .
* وسطا ً معناها خياراً أو عدوالً بين اجفراط والتفري ،لما تقول هو من أوسطهم أل من خيارهم .
س ًطا) لم تتبع الموصوم من حي التذكير والت ني ألن كلمة وس في األصل هي إسم (و َكذَ ِلكَ َج َعلنَاكُم أ ُ َّمةً َو َ
* كلمة وسطا ً في َ
وص به فيبقى على حاله وال يطابص كما لو وصفنا بالمصدر نقول رجل صوم وامرأة صوم ال يقال أمة جامد يعني ليس مشتقا ً ِ ،
َ
وسطة ،وليس في األصل وص مشتص حتى يُذكر ملل طويل وطويلة .
ع َليكُم ُوم َّر ِحي ٌم) وعدم التوكيد فى سورة النور( َولَو َال فَض ُل َّ
َّللاِ َ اس لَ َرؤ ٌ
َّللاَ بِالنَّ ِ
(وإِنَّ َّ
* داللة التوكيد بـ (إن) والالم في اآلية َ
ُوم َر ِحي ٌم (: )٢٠ َو َرح َمتُهُ َوأَنَّ َّ
َّللا َرؤ ٌ
(و َما كَانَ َّللاُ ِليُ ِضي َع ِإي َمانَكُم) لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة
التوكيد بحسب ما يحتاجه المقام ،في اآلية األولى َ
تساءل الصحابة عن صالتهم السابقة وعن الذين ماتوا هل ضاعت صالتهمو س لوا عن طاعة كانوا يعملون بها ف كد هللا تعالى (إِنَّ
ُوم َّر ِحي ٌم) ،أما في اآلية اللانية فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فال يحتاج إلى توكيد ،لما هم في اس َل َرؤ ٌ َّللاَ ِبال َّن ِ
طاعة يؤكد ولما يكون في معصية ال يؤكد .
اء َفلَنُ َو ِليَنَّكَ قِب َل ًة تَرضَا َها َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد ال َح َر ِام َوحَي ُ َما كُنت ُم فَ َو ُّلوا ب َوج ِهكَ فِي ال َّ
س َم ِ آية (( : )١٤٤قَد نَ َرى ت َ َقلُّ َ
ُ
ع َّما يَع َملونَ ) َ َّ َ
اب ليَعل ُمونَ أنهُ الحَصُّ ِمن َر ِب ِهم َو َما َّ
َّللاُ بِغا ِف ٍل َ َ َ ُو ُجو َهكُم شَط َرهُ َوإِنَّ ا َّل ِذينَ أُوت ُوا ال ِكت َ َ
س َماء) ( :قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيص وإذا دخلت ب َوج ِهكَ فِي ال َّ * داللة إستخدام (قد) في قوله تعالى (قَد نَ َرى تَقَلُّ َ
على المضارع لها أكلر من معنى منها التقليل (قد يصدق الكذوب) تقليل وقد ت تي للتكلير والتحقيص .
* ( َف َلنُ َو ِل َي َّنكَ ِقبلَةً تَرضَا َها) عبر تعالى عن رغبة النبي صلى هللا عليه وسلم ومحبته للكعبة بكلمة (ترضاها) دون تحبها أو تهواها
للداللة على أن ميله إلى الكعبة ميل لقصد الخير بناء على أن الكعبة أجدر بيوت هللا ب ن يدل على التوحيد ولما كان الرضا مشعراً
اب يَع ِرفُو َنهُ َك َما يَع ِرفُونَ أَب َناءهُم َو ِإنَّ َف ِريقا ً ِمن ُهم َليَكت ُ ُمونَ ال َح َّ
ص َوهُم يَعلَ ُمونَ ) آية (( : )١٤٦ا َّل ِذينَ آتَي َنا ُه ُم ال ِكت َ َ
* عبر هللا تعالى بلفظ المعرفة وقال (يعرفونه) ولم يقل يعلمونه ذلك أن المعرفة غالبا ً ما تتعلص بالذوات واألمور المحسوسة ف نت
تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت معرفة أهل الكتاب بصفات النبي صلى هللا عليه
وسلم فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته ك نهم يشاهدونه أمامهم قبل بعلته .
ع َّما تَع َملُونَ ) (و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ فَ َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوإِ َّنهُ َللحَصُّ ِمن َر ِبكَ َو َما َّ
َّللاُ ِبغَافِ ٍل َ آية (َ : )١٤٩
* داللة تكرار لفظة (فول وجهك) في اآليات ١٥٠ - ١٤٩ - ١٤٤في كل مرة جاءت لغاية وكل واحدة لها معنى :
اء فَلَنُ َو ِل َينَّكَ قِبلَةً تَرضَا َها فَ َو ِل
س َم ِب َوج ِهكَ فِي ال َّ في اآلية األولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول وجهه في السماء (قَد نَ َرى تَقَلُّ َ
َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام ( ))١٤٤ك نه يدعو هللا تعالى بلسان الحال ال بلسان المقال .
(و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َو ِإنَّهُ لَلحَصُّ ِمن
اآلية اللانية بينت أن تولي الوجه هذا هو الحص من هللا تعالى َ
َربِكَ ( ))١٤٩حتى ال يبقى شك في نفوس المسلمين ،والحظ الت كيدات (وإنه للحص من ربك) (إن والالم) حتى يطمئن المسلمون
إلى هذا الحص .
علَيكُم ُحجَّةٌ (و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوحَي ُ َما ُكنت ُم فَ َو ُّلوا ُو ُجو َهكُم شَط َرهُ ِلئ ََّال يَكُونَ ِللنَّ ِ
اس َ اآلية اللاللة َ
شونِي ( ))١٥٠جاءت للتهوين من ش ن ثرثرة اآلخرين من غير المسلمين الذين سيلرثرون َ َ َ
إِ َّال الَّ ِذينَ َظلَ ُموا ِمن ُهم فال تخشَوهُم َواخ َ
في اجحتجاج عليكم ويقولون (ما والهم عن قبلتهم) هؤالء ظالمون فال تلقوا لهم باالً (لئال يكون للناس عليكم حجة) .
علَيكُم آية (َ ( : )١٥٠و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوحَي ُ َما كُنت ُم فَ َولُّوا ُو ُجو َهكُم شَط َر ُه ِلئَالَّ َيكُونَ ِلل َّن ِ
اس َ
ُحجَّةٌ إِالَّ الَّ ِذينَ َظلَ ُموا ِمن ُهم فَالَ تَخشَوهُم َواخشَونِي َوألُتِ َّم نِع َمتِي َ
علَيكُم َولَ َعلَّكُم تَهتَ ُدونَ )
* ذكر تعالى الناس معرفة بـ (أل) وذلك حتى تستغرق هذه الكلمة الناس جميعا ً مهما اختلفت مللهم .
في سورة البقرة التحذير أكبر فالسياق هنا في تبديل ال ِقبلة وقد صار كالم كلير ولغ وإرجام بين اليهود والمنافقين حتى ارتد
بعض المسلمين ،هي أمر كبير لذا قال (واخشوني) .
ير َو َما أ ُ ِه َّل ِلغَي ِر َّللاِ بِ ِه َوال ُمن َخنِقَةُ َوال َموقُوذَةُ َوال ُمت َ َر ِديَةُ َوال َّن ِطيحَةُ َو َما
علَي ُك ُم ال َميتَةُ َوال َّد ُم َولَح ُم ال ِخن ِز ِ
في سورة المائدة ( ُح ِر َمت َ
س الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِمن دِينِكُم فَالَ تَخشَوهُم ص اليَو َم يَئِ َ س ُموا ِباأل َ الَ ِم ذَ ِلكُم فِس ٌ ب َوأَن تَستَق ِ ص ِ علَى النُّ ُ أ َ َك َل ال َّ
سبُ ُع إِالَّ َما ذَكَّيت ُم َو َما ذُ ِب َح َ
َواخشَو ِن ())٣هذا ي س هؤالء يائسين فصار التحذير أقل .
ور َيح ُك ُم ِب َها ال َّن ِب ُّيونَ ا َّل ِذينَ أَس َل ُموا ِل َّل ِذينَ َهادُوا َو َّ
الر َّبا ِن ُّيونَ في اآلية األخرى في سورة المائدة ( ِإ َّنا أ َ َ
نزل َنا التَّو َراةَ ِفيهَا ُهدًى َونُ ٌ
َ َ
اس َواخشَو ِن َوالَ تَشت َ ُروا ِبآيَاتِي ث َم ًنا ق ِليالً َو َمن لَّم يَحكُم بِ َما َ علَي ِه ُ
ش َهدَاء فالَ تَخش َُوا النَّ َ ب َّللاِ َوكَانُوا َ ظوا ِمن ِكتَا ِ َواألَحبَ ُ
ار بِ َما است ُح ِف ُ
(واخشون) بدون ياء . ِ نز َل َّللاُ فَ ُولَـ ِئكَ ُه ُم الكَا ِف ُرونَ ( ))٤٤ليس فيها محاربة وال مقابلة فقال أَ َ
من الياء لكن هللا سبحانه وتعالى قرنها ب شياء فنية . الحذم في قواعد النحو يجو والعرب تتخف
آية (( : )١٥٣يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا است َ ِعينُوا بِالصَّب ِر َوال َّ
صالَ ِة إِنَّ َّللاَ َم َع الصَّابِ ِرينَ )
* ي تي الخطاب في الحدي عن الصالة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما فيي الحيج فيكيون الخطياب للنياس ألن الصيالة والزكياة كيان
(وكَيانَ يَي ُم ُر أَهلَيهُ بِالصَّي َال ِة َو َّ
الزكَيا ِة َوكَيانَ م مور بهما من تقدم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل عليه السيالم َ
ِعن َد َر ِب ِه َمر ِضيًّا ( )٥٥مريم) وفي قوله تعالى عن عيسى عليه السالم ( َوأَوصَانِي ِبالص ََّال ِة َوال َّزكَا ِة َميا دُميتُ َحيًّيا ( )٣١ميريم) وفيي
اليرا ِك ِعينَ ( ، ))٤٣أميا الحييج فهيو عبيادة خاصية للمسييلمين الزكَياةَ َوار َكعُييوا َمي َع َّ (وأَقِي ُمييوا الص ََّيالةَ َوآَتُيوا َّ
الحيدي عين بنيي إسيرائيل َ
وعنيدما يكييون الخطياب دعييوة للنيياس إليى الحييج فك نهييا هيي دعييوة ليدخول النيياس فييي اجسيالم ،أمييا إذا كانييت دعيوة النيياس للصييالة
والزكاة فهم أصالً يفعلونها في عباداتهم.
* قال (من األموال) بمعنى قلصها ولم يقل( نقص في األموال) ألن نقص فيها تعني أصابها شيء في داخلها أما نقيص مين األميوال
يعني ذهب منها شيء .
* جاء هللا تعالى بكلمة (بشيء) ولم يقل لنبلونكم بالخوم والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان :
األولى أنه ذكر كلمة شيء قبل الخوم فيه تخفي من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فال أحد يرغيب أن يكيون خائفيا ً أو جائعيا ً فخفي
هللا تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن االبتالء يكون بشيء من الخوم والجوع وليس بالخوم كله أو بالجوع كله .
واللانية إشارة إلى الفرق بين االبتالء الواقع على هذه األمة المرحومية وبيين ميا وقيع مين ابيتالء عليى األميم السيابقة فقيد سيل هللا
غدًا ِمن ك ُِل آمنَةً ُّمط َمئِنَّةً يَ تِيهَا ِر قُهَا َر َ
ب َّللاُ َملَالً قَريَةً كَانَت ِ
(وض ََر َ
تعالى الخوم والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى َ
م ِب َميا كَيانُوا يَصينَعُونَ ( )١١٢النحيل) وليذا جياء هنيا بكلمية (بشييء) وجياء َان فَ َكفَ َرت ِب َنعُ ِم َّللاِ فَ َذَاقَهَا َّللاُ ِلبَ َ
ياس ال ُجيوعِ َوال َخيو ِ َمك ٍ
َ
هنالك بما يدل على المالبسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس الال م مما يدل عليى تمكين هيذا االبيتالء فيهيا و ِعظيم وقعيه عليهيا
وقد ُخ ِف عنا والحمد هلل .
(ولَنَبلُ َونَّكُم بِشَيءٍ ِمنَ ال َخوم َوال ُجوعِ ( ))١٥٥تقديم الخوم وفي سورة قريش (الَّذِل أَطعَ َم ُهم ِمن ُجوعٍ َوآ َمنَ ُهم ِمن َخومٍ ())٤
* َ
تقديم الجوع :
َّللاِ أَم َيواتٌ ...الَّيذِينَ إِذَا (و َال تَقُولُيوا ِل َمين يُقتَي ُل فِيي َ
سيبِي ِل َّ في سورة البقرة قدم الخيوم ألن هيذه وقعيت فيي سيياق القتيل والمصيائب َ
اجعُونَ ( ))١٥٦فقدم الخوم .أَصَابَت ُهم ُم ِصيبَةٌ قَالُوا ِإنَّا ِ َّّللِ َو ِإنَّا ِإلَي ِه َر ِ
م قُ َري ٍش) هذه التجارة أصيالً لغير المييرة واألمين كيان سيببا ً فيي نجياح الرحلية ،حاجية قيريش للطعيام والتجيارة (ج َ
يال ِ في قريش ِ ِ
ت ()٣ َ
ب َهيذا البَيي ِ َ َ َ َ ُ
م ق َيري ٍش ( )١إِيالفِ ِهيم ِرحلية الشِيتَا ِء َوالصَّيي ِ ( )٢فليَعبُيدُوا َر َّ َ َ َ
شديدة (بِ َوا ٍد غي ِر ذِل رعٍ) ،حتيى لميا قيال ِ ِ
(جييال ِ
اء َوالصَّي ِ ) في الصي آمنهم مين خيوم ألن (رحلَةَ ِ
الشت َ ِ ِ الشتاء بمقابل الجوع مقد )) الَّذِل أَطعَ َم ُهم ِمن ُجوعٍ َوآ َ َمنَ ُهم ِمن َخومٍ (٤
الناس في الشتاء يحتاجون إلى الطعام أكلر ولذلك يدخرون قوتهم للشتاء ثم األمن جعليه فيي إ اء الصيي ألنيه يسيهل فييه الغيارات
يخرج قطاع الطرق تخرج هوام ووحوش ،فالجوع يناسب الشتاء واألمن يناسب الصي فك ٌل جاء في رتبته وترتيبه .
آية (( : )١٥٦ا َّل ِذينَ ِإذَا أَصَا َبت ُهم ُم ِصي َبةٌ قَالُوا ِإنَّا ِ َّّللِ َو ِإنَّا ِإلَي ِه َر ِ
اجعُونَ )
* القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصيل اجسيتعمال فيي المصييبة هيي الرميية الصيائبة للسيهم ،اجصيابة
يمكن أن تستعمل للحسنة ما أصابك أل ما نالك ونزل بك ،الرجل إذا إجتهد ف صاب فهو مصييب والميرأة يقيال أصيابت حتيى نتجنيب
القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجو من حي اللغة .
ع َخي ًرا َف ِإنَّ م ِب ِه َما َو َمن تَ َط َّو َ علَي ِه أَن َي َّط َّو َ
َّللاِ فَ َمن َح َّج ال َبيتَ أ َ ِو اعت َ َم َر فَ َال ُجنَا َح َ صفَا َوال َمر َوةَ ِمن َ
شعَا ِئ ِر َّ آية (ِ ( : )١٥٨إنَّ ال َّ
َّللاَ شَا ِك ٌر َع ِلي ٌم)
َّ
* الفرق بين (ال جناح عليكم) و (ليس عليكم جناح) أن (ال جناح عليكم) مؤكدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ال) أميا (لييس
عليكم جناح) فهي جملة فعلية ومن حي الحكم النحول الجملة اجسمية أقوى وأثبت وأدل على اللبوت من الجملة الفعلية ،أما مين
حي االستعمال القرآني نجد أن :
ال جناح عليكم تستعمل فيما يتعلص بالعبادات وتنظيم األسرة وشؤونها والحقوق والواجبيات الزوجيية واألميور المهمية ( :إِنَّ الصَّيفَا
علَي ِه َميا فِي َميا افتَيدَت م بِ ِه َما ( ))١٥٨هذه عبادة ( فَ َال ُجنَا َح َ علَي ِه أَن يَ َّط َّو َ
َّللاِ فَ َمن َح َّج البَيتَ أ َ ِو اعتَ َم َر فَ َال ُجنَا َح َ َوال َمر َوةَ ِمن َ
شعَائِ ِر َّ
علَي ِه َميا َوإِن َ
َياو ٍر ف َيال ُجنَيا َح َ
ص ًاال عَين ت َ َيرا ٍ ِمن ُه َميا َوتَش ُ َ َ
علَي ِه َما أن يَت َ َرا َجعَا (( ))٢٣٠ف ِإن أ َرادَا فِ ََ ِب ِه (( ))٢٢٩فَ ِإن َطلَّقَهَا ف َال ُجنَا َح َ
َ
وم ())٢٣٤ علَيكُم ِفي َما فَ َعلنَ ِفي أَنفُس ِِهنَّ ِبيال َمع ُر ِ علَيكُم (( ))٢٣٣فَ ِإذَا َبلَغنَ أَ َجلَ ُهنَّ فَ َال ُجنَا َح َ أ َ َردت ُم أَن تَستَر ِضعُوا أَو َال َدكُم فَ َال ُجنَا َح َ
َ
سيوهُنَّ (( ))٢٣٦ف َيال ُجنَيا َح سيا َء َميا لَيم تَ َم ُّ َ
علَي ُكم إِن طلَّقت ُ ُم النِ َ (ال ُجنَا َح َ اء (َ ))٢٣٥ س ِ علَيكُم فِي َما ع ََّرضت ُم بِ ِه ِمن ِخطبَ ِة النِ َ (و َال ُجنَا َح َ َ
علَيكُم ِفي َما فَ َعلنَ ِفي أَنفُس ِِهنَّ ِمن َمع ُرومٍ ( ))٢٤٠هذه اآليات كلها في الحقوق وفي شؤون األسرة. َ
ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كيالبيع والشيراء والتجيارة وغيرهيا مميا هيو دون العبيادات فيي
ح أَن تَبتَغُوا فَض ًال ِمن َربِكُم ) .
علَيكُم ُجنَا ٌ األهمية ( :لَّي َ
س َ
* عبر السياق بكلمة (يطوم) بالتشديد ولم يقل يطوم للداللة على مزيد اعتناء بهذه الشعيرة من شعائر الحج وح ٌ على اال دياد
من السعي بين الصفا والمروة واال دياد من هذا الخير ك ٌل بقدر طاقته واستطاعته .
ع َخي ًرا) : ع َخي ًرا) وفي (( )١٨٤فَ َمن تَ َط َّو َ * الفرق بين الفاء والواو في اآلية ( )١٥٨قال ( َو َمن تَ َط َّو َ
الواو لمطلص الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقييب ،أميا الفياء فهيي تفييد التعقييب أل يي تي بعيدها مباشيرة فيي عقيب الشييء وتي تي
سببية درس فنجح ،الواو ليس فيها سبب .
َ َّللا نَّ إي
ً َِ ف ا ير يخَ ع
َ يو
َّ َ
ط َ ت ين م و يا م ه
َّ َ ِ ِ َ َ َ ب م يو َّ
ط ي
َ ن َ أ ه
ِ ي ي َ لعَ ح
َ يا َ نجُ َ الي َ ف ير
َ َمَ تاع و
ِ َ أ يتَ ي ب
َ ال ج
َّ ح
َ ن م َ
ش َعآئِ ِر ِ َ
ف َّللا صفَا َوال َمر َوةَ ِمن َ
قال تعالىِ ( :إنَّ ال َّ
ع ِلي ٌم ())١٥٨اآلية فيي الحيج والعميرة ومين تطيوع خييرا ً أل مين جياء بعبيادة أخيرى بطيوام ،بحيج ،بعميرة ،بعبيادة أخيرى شَا ِك ٌر َ
علَيى الَّي ِذينَ يام أ ُ َخ َير َو َ
ٍ ي
َّ َ أ ين م
ِ ٌ ةدَّ ي ع
ِ َ ف ر
ٍ َ في س
َ يى َ لعَ و َ أ ًيا
ض يرَّ ِ م ُم ك ين مِ َانَك ن م َ َ ف ٍ
ت َا
د ُودع م
ً َّام اي
َّ َ أ ( الصيام في اللانية اآلية ، العبادة نفس وليس
ب أُولَـئِكَ َيلعَنُ ُه ُم َّللاُ َو َيلعَنُ ُه ُم ت َوال ُهدَى ِمن بَع ِد َما بَيَّ َّناهُ ِلل َّن ِ
اس فِي ال ِكتَا ِ آية (( : )١٥٩إِنَّ الَّ ِذينَ يَكت ُ ُمونَ َما أَ َ
نزلنَا ِمنَ البَ ِي َنا ِ
الال ِعنُونَ )
َّ
* الناس هم بنو آدم إلى أن تقوم الساعة ،وهؤالء منهم كافر ومنهم مؤمن ،فكي يوجد اللعن ممن كفر مع أنه هو أيضا ً ملعونو
نحن في الدنيا نجد من يخدع غيره في دين هللا ،فإذا ما انجلت األمور في اآلخرة ،يتبرأ الخادع من المخدوع ويتبيرأ المخيدوع مين
الخادع ،وكلما دخلت أمة إلى النار لعنت األمة التي خدعتها ،ويتبادلون اللعن .
في سورة البقرة التعبير بـ (يَلعَنُ ُه ُم) بالفعل المضارع والمضارع في الحال والمستقبل ألمر سيسيتمر ميدى اليدهر فالقضيية مسيتمرة
ألن في كل عصر هناك من يكتم اآليات البينات ويكتم الحص مع وضوحه .
في النساء قال (لَعَنَ ُه ُم) شيء انتهى أو كان في الماضي ناس ارتدوا كفروا .
س ُدونَ فِي األَر ِ أُولَئِكَ لَ ُهي ُم اللَّعنَيةُ َولَ ُهيم َّللاُ بِ ِه أَن يُو َ
ص َل َويُف ِ َّللاِ ِمن بَع ِد ِميلَاقِ ِه َويَق َطعُونَ َما أَ َم َر َّ
(والَّ ِذينَ يَنقُضُونَ عَه َد َّ
في الرعد َ
سو ُء الد َِّار )﴾٢٥مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت ينقضون عهد هللا بالتوحيد ويقطعون الرحم وقد أميره بهيا ُ
أن توصل وقتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك فقال (لهم) هيذه اليالم لالختصياا وك نيه ال يلعين أحي ٌد كميا يلعين هيؤالء ،كي ن اللعين ميا
ُخ ِلص إال لهؤالء .
أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن في سورة ا رب العالمين لعن بها إبليس (قَا َل فَاخ ُرج ِمنهَيا فَ ِإنَّيكَ َر ِجيي ٌم
ِين )﴾٧٨هناك لعنة هللا والمالئكة والناس لكن أنت إبليس أختص أنا وحدل بلعنك . علَيكَ لَعنَتِي إِلَى يَو ِم الد ِ
َ ﴾٧٧وإِنَّ َ
الر ِحي ُم) ولم يقل وهللا تواب رحيم فما الداللة التي تضفيها لفظة (وأنا)و * ( َوأَنَا الت َّ َّو ُ
اب َّ
(أنا) من معطيات األمل والرجاء لمن يلفتهم هللا تبارك وتعالى إليه ويتجلى عليهم بذاته ففي هيذه الكلمية ميا ال نجيده فيي تعبيير آخير
في هذا المقام .وكم نجد في الواو العاطفة في قوله (وأنا) من قوى الجذب لهؤالء الضالين الظالمين .
* وص هللا سبحانه وتعالى نفسه التواب ولم يقل الغفور لما في كلمة التواب مين المبالغية فيي الرحمية والتوبية مميا يجيذب النياس
إلى التوبة واجنابة إلى هللا سبحانه وتعالى مهما عظمت ذنوبهم وكلرت خطاياهم طمعا ً في رحمته .
اس أَج َم ِعينَ )علَي ِهم َلعنَةُ َّللاِ َوال َمآل ِئ َك ِة َوالنَّ ِ
ار أُو َل ِئكَ َ
آية (ِ ( : )١٦١إنَّ ا َّل ِذينَ َكفَ ُروا َو َمات ُوا َوهُم ُكفَّ ٌ
ُ
علَي ِهم لَعنَة َّللاِ) : * الفرق بين (أُولَـئِكَ يَلعَنُ ُه ُم َّللاُ) و (أُولَئِكَ َ
يلعن فعل يدل على الحدوا والتجدد أما اللعنة فهي إسم يدل على اللبوت .
ُ
ب أولَيـئِكَ يَلعَينُ ُه ُم َّللاُ َويَلعَينُ ُه ُم
ياس فِيي ال ِكتَيا ِ ت َوال ُهيدَى ِمين بَعي ِد َميا بَيَّنَّياهُ ِللنَّ ِ في اآليية األوليى (إِنَّ الَّي ِذينَ يَكت ُ ُميونَ َميا أ َ َ
نزلنَيا ِمينَ البَيِنَيا ِ
الال ِعنُونَ ( ))١٥٩اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل هللا وهم ما الوا أحياء ولم يتوبوا أميا إذا تيابوا عميا فعليوا يغفير هللا لهيم َّ
ولهذا جاء بالصيغة الفعلية .
(أبداً) ال تحمل معنى الت بيد الدائم أو عدم الخيروج ألن الخليود وحيده يحميل هيذا المعنيى .والخليود لغوييا ً يعنيي البقياء وهيم يقوليون
الزمن الطويل أحيانا ً والخلود عند العرب تعني المك الطويل وليس بالضرورة المك األبدل .
وقد وردت خالدين فيها أبدا ً في أهل الجنة ٨مرات وفي أهل النار ٣مرات وهذا من رحمته سبحانه ألن رحمته سبقت غضبه .
ومس لة وجود وعدم وجود (أبداً) ليس لها عالقة بالخلود الدائم فهناك آيات كليرة فيها خالدين وحدها وليس في العقييدة أنهيم يغفير
علَي ِهم لَعنَةُ َّللاِ َ ..خا ِل ِدينَ فِيهَا الَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ
اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ ) . ار أُولَئِكَ َ
لهم (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َو َمات ُوا َوهُم ُكفَّ ٌ
(أبداً) ظرم مان خاا بالمستقبل فق وليس له داللة منية معينة .نستعمل (ق ) للماضي و(أبيداً) للمسيتقبل وخطي أن نقيول ميا
رأيته أبدا ً وهذا خط لغول شائع ،نقول ال أكلمه أبدا ً وما رأيته ق .
(والَ هُم يُن َظ ُرونَ ) اجنظار هو اجمهال ،والمعنى أنهم ال يؤخرون عن عذابهم أو بمعنى ال ينظر إليهم ألن النظير يعطيي شييئا مين
* َ
الشفقة ألنك قد تتجه ناحيته فتنظره دون قصد بتلقائية ،وهو سبحانه ال ينظر إليهم أساسا فك نهم أهملوا إهماالً تاما ً .
اس َو َميا أ َ َ
نيز َل َّللاُ َار َوالفُل ِك الَّتِي تَج ِرل فِي البَح ِر ِب َما يَنفَ ُع النَّ َ ت َواألَر ِ َواختِالَ ِ
م اللَّي ِل َوالنَّه ِ اوا ِ
س َم َ آية (( : )١٦٤إِنَّ فِي َخل ِ
ص ال َّ
َ
سي َماء َواألر ِ نَ
س ِيخ ِر بَيي ال َّ ب ال ُم َ سيحَا ِ
الريَياحِ َوال َّ َ
ُيل دَآبَّي ٍة َوتص ِيري ِ ِ س َماء ِمن َّماء فَ َحيَا بِ ِه األر َ بَع َد َموتِهَا َوبَ فِيهَا ِمين ك ِ
َّ ِمنَ ال َّ
ت ِلقَو ٍم يَع ِقلُونَ )
آليَا ٍ
الر َياحِ) فاستخدم كلمة تصري للداللة على أحوال الرياح ولم يستخدم كلمة أخرى كالهبوب ملالً : ي
َ ِ ِ ِ ر ص َ ت(و ربنا قال *
ذلك ألن هذه الكلمة قد جمعت أحوال الرياح التي يحتاج إليها اجنسان وفي كل حالة من أحوالها آية من آيات وجيود الخيالص وعظييم
قدرته سبحانه .فهبوب الريح ملالً يحتاج إليه أهل موضيع لتخفيي الحير عينهم وقيد يحتياج أهيل موضيع آخير إليى إخيتالم هبوبهيا
لتجيء رياح رطبة بعد رياح يابسة أو تهب من جهة الساحل مسيرةً السفن إلى البحر أو تهب إلى جهة الساحل ليرجيع أهيل السيفن
الريَاحِ) . من أسفارهم .فكل تلك األحوال التي أنعم هللا تعالى بها على الناس وغيرها كلير اجتمعت في قوله تعالى ( َوت َص ِري ِ ِ
ع َلي ِه آبَاء َنا أ َ َو َلو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَع ِقلُونَ شَيئا ً َوالَ يَهتَ ُدونَ )
نز َل َّللاُ َقالُوا بَل َنت َّ ِب ُع َما أَل َفي َنا َ
(و ِإذَا قِي َل َل ُه ُم ات َّ ِبعُوا َما أ َ َ
آية (َ : )١٧٠
(وإِذَا قِي َل لَ ُهم) مبنية للمجهول ليتضمن كل قول جاء عليى لسيان أل رسيول مين هللا مين بيدء الرسياالت ،أل إذا قييل لهيم مين أل * َ
علَي ِه آبَآ َءنَآ) . رسول اتبعوا ما أنزل هللا قالوا (بَل نَت َّ ِب ُع َمآ أَلفَينَا َ
علَي ِه آبَاءنَا أ َ َولَيو َّللاُ قَالُوا بَل نَتَّ ِب ُع َما َوجَدنَا َ (وإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّ ِبعُوا َما أ َ َ
نز َل َّ * الفرق بين اآليات :في سورة البقرة (أَلفَينَا) وفي لقمان َ
َ ُ َ
سيو ِل قيالوا حَسيبُنا َميا الر ُ َ َ َ َ َ َ َ
(وإِذا قِيي َل ل ُهيم تعَيالوا إِليى َميا أنيز َل َّللاُ َوإِليى َّ َ ير ( ))٢١وفي المائيدة َ س ِع ِ عذَا ِ
ب ال َّ كَانَ الشَّي َطانُ يَدعُوهُم إِلَى َ
علَي ِه آبَاءنَا أ َ َولَو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَعلَ ُمونَ شَيئًا َوالَ يَهت َ ُدونَ (. ))١٠٤
َوجَدنَا َ
علَيي ِه آبَاءنَيا (َ ( ))١٧٠وأَلفَيَيا -وجدنا وألفينا :في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إال فيما هو مشاهد محسوس (بَل نَت َّبِي ُع َميا أَلفَينَيا َ
اب َوجَي َد علَيهَيا َ ك َِر َّييا ال ِمح َير َ
ب) ،أميا (وجيدنا) هيي أشيمل وتسيتعمل لأميور القلبيية واألميور المشياهدة ( ُكلَّ َميا َد َخي َل َ س ِي َد َها لَدَى ال َبا ِ
َ
َ َ
(و َما َوجَدنَا ألكل ِر ِهم ِمن عَه ٍد) وجدهم يخلفون الميعاد .
َّللاَ ِعن َدهُ) َ ِعن َد َها ِر قا ً) َ
(و َو َج َد َّ
الذل ال يؤمن إال بما هو مشاهد محسوس هو أقل علما ً ومعرفة وإدراكا ً ،ولذلك يستعمل (ألفينا) في الحالية الشيديدة لليذم أكلير مين
(وجدنا) .
علَي ِه آبَآ َءنَآ) لكن كل من اللفظين مناسب للسيياق علَي ِه آبَا َءنَآ) في ظاهرها أبلغ من قولهم (نَتَّبِ ُع َمآ أ َلفَينَا َ --قولهم (حَسبُنَا َما َوجَدنَا َ
(وإِذَا قِي َل لَ ُهم تَعَالَوا) يناسبها قولهم ( حَسبُنَا َما َوجَيدنَا َ
علَيي ِه آبَا َءنَيآ) يعنيي َ
الذل جاء فيه فـ (ات َّ ِبعُوا) يناسبها (نَتَّ ِب ُع َمآ ألفَينَا) وقوله َ
كافينا ما عندنا وال نريد شيئا غيره .
رأل آخر :إن (يعقلون) تعني ما ينش عن فكرهم وتدبرهم لأمور ،لكن هناك أناس ال يعرفون كي يعقلون ،ولذلك ي خذون القضيايا
مسلما ً بها كعلم من غيرهم الذل عقل ،إذن فالذل يعلم أقل منزلة من الذل يعقل ،ألن الذل عقل هو إنسان قد اسيتنب ،وأميا اليذل
علم فقد أخذ علم غيره ،إذن فنفي العلم عن شخص أبلغ من نفي التعقل ألن معنى (ال يعلم) أنه لييس لدييه شييء مين عليم غييره أو
علمه .
وعندما يقول الحص سبحانه (الَ يَع ِقلُونَ شَيئا ً) فمعنى ذلك أنه من المحتمل أن يعلموا ،لكن عنيدما يقيول (الَ يَعلَ ُميونَ ) فمعنياه أنهيم ال
يعقلون وال يعلمون ،وهذا يناسيب ردهيم .فعنيدما قيالوا ( َبيل نَت َّ ِبي ُع) فكيان وصيفهم بيـ (الَ َيع ِقلُيونَ ) ،وعنيدما قيالوا ( َحسيبُنَا) وصيفهم
ب نهم (الَ يَعلَ ُمونَ ) كالحيوانات تما ًما .
ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم الَ يَع ِقلُونَ ) (و َمل َ ُل الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َك َمل َ ِل الَّذِل يَن ِع ُ
ص بِ َما الَ يَس َم ُع إِالَّ ُدعَاء َونِدَاء ُ آية (َ : )١٧١
* انظر في عظيم بالغة القرآن فاآلية تحمل صورتين في وص حال المشركين :
-صورة بالغية مؤثرة للكفرة وهم ال يستمعون إلى صوت الحص أبدا ً فانهماكهم في التقليد والضالل فال يلقون أذهانهم إليى ميا يقيال
وال يت ملون فيه وال األمر ك نه يعنيهم أصالً ك نهم كالبهائم التي ال تفقه وال تدرك من كالم مين يناديهيا معنيى وال تنتبيه إليى شييء ،
فالكالم عندها أصوات مجردة عن المعاني ،والنعيص تتابع الصوت للزجر .
--والصورة اللانية صورة المشركين وهم يعدون آلهتهم كمن يدعو أغناما ً ال تفقه شيئا ً وال ت ُجيب داعيا ً .
آية (( : )١٧٢يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِمن َط ِيبَا ِ
ت َما َر َ قنَاكُم َواشك ُُروا ِّللِ ِإن كُنت ُم ِإيَّاهُ تَعبُ ُدونَ )
* قال تعالى (واشكروا هلل) ولم يقل واشكروني أو واشكروا لي باستخدام الضمير :
فييي ذكيير إسييم هللا تعييالى ظيياهرا ً إشييعار باأللوهييية التييي قييد ال يؤديهييا الضييمير فك نمييا يييوميء أن اجلييه الحييص الييذل يخلييص ويُيين ِعم هييو
المستحص للعبادة دون غيره وهو وحده سبحانه الذل يستحص الشكر على نعمائه .
* داللة تقديم المفعول به على فعله فى قوله تعالى (إِن كُنت ُم إِيَّاهُ تَعبُ ُدونَ ) :
هذا التقديم في الغالب يفيد اجختصاا ألن العبادة مختصة باهلل تعالى ،فقولك (أنجدت خالداً) ال يفيد أنك خصصت خالداً بالنجاة بيل
يجو أنك أنجدت غيره ،فإذا قلت خالدا ً أنجدت أفاد ذلك أنك خصصته بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا ً آخر .
إذا كان السياق في التحريم قدم (لغير هللا) وإذا كان السياق في األطعمة قدم الطعام (ما أهل به) يعني الذبيحة
يام َ ُ
في المائدة السياق على التحليل والتحريم ومن بيده ذلك ،رفض أل جهة تحلل وتحرم غير هللا قال تعيالى (أ ُ ِحليت لكُيم بَ ِهي َمية األنعَ ِ
َ َّ
غي َر ُم ِح ِلي الصَّي ِد َوأَنيت ُم ُح ُير ٌم إِنَّ َّللاَ يَحكُي ُم َميا يُ ِريي ُد ( ))١لييس لكيم أن ت ُِحليوا واليذل يُ ِحيل هيو هللا تعيالى( ،يَيا أَيُّهَيا
علَيكُم َ إِالَّ َما يُتلَى َ
َ ُ َ كَ َ ُ َ َ
ل َوال القآلئِ َد ( ))٢الذل يُ ِحل هو ربنا سبحانه ( ،يَسي لون َمياذا أ ِحي َّل ل ُهيم َ َ َ
شعَآئِ َر َّللاِ َوال الشَّه َر الح ََرا َم َوال الهَد َ الَّ ِذينَ آ َمنُوا ال ت ُِحلوا َ
ُّ َ
علَّمت ُم ِمنَ الج ََو ِارحِ ُمك َِل ِبينَ ( ))٤إذن هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بييده حصيراً السيياق لييس هناليك قُل أ ُ ِح َّل لَ ُك ُم ال َّط ِيبَاتُ َو َما َ
أل جهة تقوم بذلك ولذلك قدم ( َو َما أ ُ ِه َّل ِلغَي ِر َّللاِ ِب ِه ( ))٣أ ُ ِهل يعني ُر ِفع الصيوت بذبحيه ،أ ُ ِهيل يعنيي هيذا باسيم هللا وهللا أكبير ،هيذا
لفالن .إذن هنا قدم (لغير هللا) ألن ربنا هو الجهة األولى واألخيرة التي بيدها التحليل والتحريم .
ياس ُكلُيوا ِم َّميا فِيي األَر ِ حَيالَالً في البقرة المقام هو فيما ر ق هللا تعالى عباده من الطيبات وليس فيهيا تحلييل وتحيريم (يَيا أَيُّهَيا ال َّن ُ
علَيي ُك ُم ال َميتَيةَ َوالي َّد َم
ت َما َر َ قنَاكُم ))١٧٢( ..هذا طعيام ِ ( ،إنَّ َميا حَي َّر َم َ َط ِيبا ً ))١٦٨( ..هذا طعام ( ،يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِمن َط ِيبَا ِ
ير َو َما أ ُ ِه َّل بِ ِه ِلغَي ِير َّللاِ ))١٧٣( ..هيذه الذبيحية ،يعنيي ميا ُرفِيع الصيوت بذبحيه فقيدم (بيه) ألن هيذا طعيام متناسيب ميع َولَح َم ال ِخ ِ
نز ِ
الطعام ومتناسب مع طيبات ما ر قهم .
ت َوال ُهدَى) هناك من كتب ألمير ميا إميا خوفيا ً أو ضيالالً أو عبليا ً ثيم تياب فتياب هللا علييه األولى ( ِإنَّ ا َّل ِذينَ َيكت ُ ُمونَ َما أ َ َ
نزل َنا ِمنَ ال َب ِينَا ِ
فقال (ما أنزلنا) للتحبب فيها رقية وأميان هيذا الهيدى بعلنياه لكيم وأنيتم مين عبادنيا كيي تفعليون هيذاو فييه تحبييب للتوبية (إِ َّال الَّي ِذينَ
تَابُوا) إن الذين كفروا ثم تابوا هؤالء لهم توبة .
ب لَ ِفي ِ
شقَ ٍ
اق بَ ِعيدٍ) َص َوإِنَّ ا َّل ِذينَ اختَلَفُوا فِي ال ِكتَا ِ آية (( : )١٧٦ذَ ِلكَ ِب َنَّ َّللاَ َن َّز َل ال ِكت َ َ
اب ِبالح ِ
* وص هللا تعالى الشقاق ب نه بعيد ولم يصفه بكبير أو عظيم ليصور لنا أن الشقاق فيي القييم المنهجيية السيماوية هيو هيوة كبييرة
وإذا ما سق فيه أولئك المختلفون في الكتاب فلن يستطيعوا أن يُصلحوا فيما بينهم ألن شيقة الخيالم واسيعة ال يقيدر عليى حلهيا إال
هللا سبحانه وتعالى .
ب) البر خبر لييس مقيدم ألن خبير أخيوات كيان كلهيا ق َوال َمغ ِر ِ س البِ َّر أَن ت َُولُّوا ُو ُجو َهكُم قِبَ َل ال َمش ِر ِ التعبير أصالً مختل ،األولى (لَّي َ
يجو تقديمه و(أن تولوا وجوهكم) مصدر مؤول اسم ليس ،خارج القرآن معناها ليس أن تولوا وجوهكم البر .
ور َها َولَـ ِكنَّ البِ َّر َم ِن اتَّقَى) ال يصح لغة أن يقول ليس ا َ
لبر ،هذه البياء تيدخل عليى ظ ُه ِ س البِ ُّر بِ َن ت َ ت ُوا البُيُوتَ ِمن ُ
(ولَي َ
اآلية اللانية َ
َ
َّللاُ ِب ح َك ِم الحَا ِك ِمينَ ) ال تدخل الباء على اجسم أصالً .
س َّ َ
س ِب َظالَّ ٍم ِللعَ ِبيدِ) (ألَي َ َ
(وأنَّ َّللاَ لَي َالخبر وال تدخل على اجسم ملل َ
البر ألنه يمكن أن يكون هناك تقديم وت خير لكن اآلية اللانية ال يمكين ألنيه ميا دام
البر أو ليس َ
اآلية األولى يمكن أن يقال فيها ليس ُ
عندا (الباء) الباء تدخل على الخبر حتما ً مزيدة على الخبر وال تزاد في اجسم هذا قياس يعني متى ما شئت إفعيل فيي خبير (لييس) ،
فإذن ال يمكن أن ننصب البر ألنه دخلت الباء فاقتضى أن تكون الباء داخلة على خبر (ليس) وال يمكن غير ذلك .
* (لَ َ
يس البر أن تولوا ُوجو َهكم) استعمل القرآن الفعل المضارع بمعنى التحول والتحيرك أل توليية الوجيه ،ووصي البير ب نيه مين
تتملل فيه هذه الصفات ،وهي من اآليات الجامعة التي تبين لنا أن البر يكون مملال كامال فيي هيذا اجنسيان المتصي بهيذه الصيفات
التي تعددها اآلية .
* استعمل النبيين دون المرسلين ألن النبوة أوسع من الرسالة ،فكل رسول نبي ولييس كيل نبيي رسيوالً .ونلحيظ اسيتعمال الجينس
(والكتاب) أل جنس الكتاب .
* بين الفئات التي يصلها العطاء وتستحقه ،فبدأ بذول القربى من باب حرصه على األرحام ،وثنى باليتامى ثيم بالمسياكين اليذ يين
يحتاج المرء إلى البح عنهم ليعرفهم ،وهذا من التوجيهات االجتماعية القرآنية في الرعاية المالية ،ثم ذكر ابين السيبيل ليطميئن
المسلم على نفسه أنى كان فيإذا انقطيع بيه الميال فيى سيفر فيإن ليه حقيا فيي هيذا الميال ،وذكير السيائلين (مين سي ل بياهلل في عطوه) ،
والسائلون ليسوا هم المساكين .ثم ختم بالرقاب ،والحقيقة أن اجسالم أبقى منفذا ً واحدا ً للرق وهيو (رقييص الحيرب) ثيم فيتح أبوابيا ً
جخراج العبد من حالة عبوديته بالصدقات والكفارات والترغييب فيي العتيص ،وبابيا ً آخير وهو(المكاتبية) وهيو مين مصيارم اجنفياق
الطوعي .
* قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه ألن (على) أفادت التمكن من حيب الميال وشيدة التعليص بيه فنبيه بهيا عليى أبعيد أحيوال
التعلص بالمال ،فإذا كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل هللا وأنت مرتاح النفس فكي بك في أحوالك األخرىو
* داللة نصب (الصابرين) ولم يقل الصابرون معطوفية عليى الموفيون عطي عليى خبير لكين :هيذا يُسيمى القطيع فيي اللغية ويكيون
لأمر المهم ،ويسمى مقطوع على المدح أو الذم .وفي اآلية (الصابرين) مقطوعة وهي تعنيي أخيص أو أميدح الصيابرين ،وك ننيا
نسييل الضييوء علييى المقطييوع ألن الصييابرين يكونييون فييي الحييرب والسييلم وفييي الب سيياء وهييي عمييوم الشييدة واالصييابة فييي األميوال
والضراء في البدن والدين كله صبر فقطع الصابرين ألهميتها .
ب َولَ ِكنَّ البِي َّر َمين آ َمينَ )..وليم يقيل :ولكين البير أن تؤمنيوا ،ليناسيب س البِ َّر أَن ت َُولُّوا ُو ُجو َهكُم قِبَ َل ال َمش ِر ِ
ق َوال َمغ ِر ِ * قال تعالى (لَي َ
الجزء األول من اآلية الذل أتى بالخبر مصدرا وباعتبار أن البر هو اجيمان ال المؤمن :
ورهياَ ُ َ َ
س البِ ُّير بِي ن تي ت ُوا البُيُيوتَ ِمين ظ ُه ِ َ
جاء في اآلية بالمصدر المؤول (أن تولوا = التوليية ) ،وكيذلك فيي اآليية (َ ...( )١٨٩وليي َ
َولَ ِكنَّ البِ َّر َم ِن اتَّقَى )َ..وليس (ولكن البر أن تتقوا) .
في لغة العرب يمكين أن يحيذم المضيام ويقيوم المضيام إلييه مقاميه كميا فيي قوليه تعيالى (وسيئل القريية) ففيهيا مضيام محيذوم
(واس ل أهل القرية) فحذم كلمة (أهل) وجعل كلمة (قرية) مكانها ،وأخذت موقعها اجعرابي .
فعندما يقول (ولكن البِر َمن اتقى) ك ن هذا المتقي صار هو البر بعينه .فالبِر الحقيقي هو هذا اليذل اتقيى أو اليذل تيوفرت فييه هيذه
الصفات.
* (أولئك الذين صدقوا) جاء باسم اجشارة (أولئك) للبعيد ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مللهم ويصل إليهم .
* (وأولئك هم المتقون) جاء بالضمير (هم) ضمير الفصل يؤتى به ليميز بين الخبر والصفة ،وفيه أيضا ً معنى التوكيد ،ف ثبت لهم
الخبرية توكيدا ً وتخصيصا ً .
ع ِف َي لَهُ ِمن أَ ِخيي ِه َاا فِي القَتلَى ال ُح ُّر بِال ُح ِر َوالعَب ُد بِالعَب ِد َواأل ُنلَى بِاألُنلَى فَ َمن ُ علَي ُك ُم ال ِقص ُ
ب َ آية (( : )١٧٨يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َ َمنُوا ُكتِ َ
اب أ َ ِلي ٌم )
عذَ ٌ ان ذَ ِلكَ تَخ ِفي ٌ ِمن َر ِبكُم َو َرح َمةٌ فَ َم ِن اعتَدَى َبع َد ذَ ِلكَ فَلَهُ َ
س ٍ وم َوأَدَا ٌء ِإلَي ِه ِب ِإح َ
ع ِبال َمع ُر ِ شَي ٌء فَ ِ
ات َبا ٌ
ب) هنا للمجهول و * ما الحكمة من بناء الفعل ( ُكتِ َ
الصييَا ُم
ُ ِ م ُ
ك يي
ي َ لعَ يب
َ ي ت
ِ ُ
ك يوا
ي ُ نمَ آ ينَ ذ
ِ ي َّ لا يا
ي ه
َ ي
ُّ َ أ يا
ي ي
َ ( يول
ي للمجه يا
ي ربن يا ي يبنيه ياقة
ي والش يعبة
ي الص يتكرهة ي المس يور ي األم هنييا خي عييام فييي القييرآن أن
َّ
علي ُك ُم ال ِقت َا ُل َوه َُو كُرهٌ لكُيم ( ))٢١٦ميع أنيه كليه بقيدر َ ب َ َ َ
َاا فِي القتلى (ُ ( ))١٧٨كتِ َ علي ُك ُم ال ِقص ُ َ ب َ (( ))١٨٣يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكتِ َ
هللا عزوجل لكن ال ينسبه لنفسه .
من أوصام الخير. * نُ ِكرت كلمة (حياة) فلم يقل الحياة إشعارا ً أن في هذا القصاا نوع من الحياة عظيما ً ال يبلغه وص
* كي يكون القصاا حياة وهو قت ٌل للقاتلو القصاا فيه حياة للمجتمع فإذا ع ِلم القاتل أنه سيُقتل فال شك أنيه سييمتنع عين القتيل
وهذا يصون النفس من القتل ويحمي القاتل فكان القصاا حياة للنفسين وهذا يؤدل إلى إحياء البشرية ب سرها .
علَى ال ُمتَّ ِقينَ ) علَيكُم إِذَا َحض ََر أ َ َح َد ُك ُم ال َموتُ إِن تَ َركَ َخي ًرا ال َو ِصيَّةُ ِلل َوا ِلدَي ِن َواألق َربِينَ بِال َمع ُر ِ
وم َحقًّا َ آية (ُ ( : )١٨٠كتِ َ
ب َ
* داللة استعمال ( َحض ََر) في اآلية ألن حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في اآلية .
* داللة تقديم (أحدكم) لتهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي فاآلية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم .
* الفرق بين (إذا) و(إن) في قوله تعالى (إِذَا َحض ََر أ َ َح َد ُك ُم ال َموتُ ) :إذا تستعمل فيما هو كليير وفيميا هيو واجيب و(إن) لميا هيو أقيل
عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل وقد يكون قليل.
* نالحظ ربنا تعالى قال (يا ايها الذين آمنوا) ولم يقيل (قيل ييا أيهيا اليذين آمنيوا) فليم يخاطيب الرسيول وإنميا نياداهم مباشيرة بنفسيه
ألهمية ما ناداهم إليه ألن الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا .
* كلمة (تتقون) أطلقها وليم يقيل تتقيون كيذا كميا جياء اتقيوا النيار أو اتقيوا ربكيم لتكيون هنياك احتمياالت عدييدة وهيي كلهيا ُميرادة :
تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي ألن الصوم يكسر الشهوة ويهيذبها وي ُحيدها ،وتحتميل تتقيون المفطيرات واجخيالل
ب دائها ب شياء تؤدل إلى ذهاب الصوم ،وتحتمل أيضا ً تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين .
ع َخي ًرا فَ ُه َو علَى الَّ ِذينَ يُ ِطيقُونَهُ فِديَةٌ َط َعا ُم ِمس ِك ٍ
ين فَ َمن تَ َط َّو َ سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِمن أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر َو َ
علَى َ ت َف َمن كَانَ ِمنكُم َّم ِريضًا أَو َ(أَيَّا ًما َّمعدُودَا ٍ
َ َّ َ َخي ٌر لَّهُ َوأَن ت َ ُ
صو ُموا خي ٌر لكُم إِن كُنت ُم تَعل ُمونَ )
* (أَيَّا ًما َّمعدُودَاتٍ) وليست معدودة :
-من حي اللغة في غير العاقل :الجمع بصيغة الجميع (معيدودات) ييدل عليى القلية (حتيى العشيرة) ،و بصييغة المفيرد (معيدودة)
ت) جمع قلة والشهر ثالثون يوما ً وجمع القلة حتى العشيرة ولكين يجيو مين بياب يدل على الكلرة (أكلر من عشرة) ( ،أَيَّا ًما َّمعدُودَا ٍ
البالغة للتكلير وضع أحدهما مكان اآلخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب .وفيها أمران :
-قد يكون تقليالً لهن تهوينا ً للصائم.
-قسم يقول أنها في أول فر العبادة كانت ثالثة أيام في كل شهر فق ثم نُسِخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات.
سفَ ٍر) وليس في سفر ألن على سفر ال تعني أنه سافر بالفعل ،وكلير من الفقهاء قالوا على سفر أل أبياح للمتهييء للسيفر علَى َ
*( َ
وإن لم يكن مسافرا ً أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر.
* ( َطعَا ُم ِمس ِك ٍ
ين) بدل لتيضاح والتبيين طعام مسكين إيضاح للفدية.
ع َخيراً فَ ُه َو َخي ٌر لَّهُ ) :فعندما كان الصوم اختياريا ً كان البد أيضا ً من فتح باب الخيير
* قال الحص بعد الحدي عن الفدية ( فَ َمن ت َ َط َّو َ
واالجتهاد فيه ،ف َمن صام وأطعم مسكينا ً فهذا أمر مقبول منه ،ومن صام وأطعم مسكينين وجمع بين الصيام والفدية فذاك أمير أكلير
قبوال .و َمن يدخل مع هللا من غير حساب يؤتيه هللا من غير حساب.
(وأَن ت َ ُ
صو ُموا َخي ٌر لَّكُم) ولم يقل وأن يصوموا لئال يخص المرضيى ع َلى ا َّل ِذينَ يُ ِطيقُونَهُ) إلى المخاطب َ
(و َ
* التفت من ضمير الغائب َ
سفَ ٍر) لكن هذه أعم ليشمل الجميع المرخص لهم وغيرهم. َ
على َ َ َ
والمسافرين وتتداخل مع قوله (ف َمن كَانَ ِمنكُم َّم ِريضًا أو َ
* جاء أسلوب الشرط مستخدما ً (إِن كُنت ُم تَعلَ ُمونَ ) التي تفييد التشيكيك والتقلييل وليم يسيتخدم (إذا) التيي تفييد الجيزم والتحقييص وفيي
ذلك إشارة إلى أن علمك أيها المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا واآلخرة ِعل ٌم غير محقص ألن فوائده خفية وأسراره قيد ال تتوصيل إليى
معرفتها ولذلك يرغبك في هذه العبادة حتى لو لم تدرك فوائدها إدراكا ً كامالً.
صيمهُ َو َمين كَيانَ َم ِريضًيا أَو ان فَ َمن ش َِه َد ِمن ُك ُم الشَّيه َر فَليَ ُ ت ِمنَ ال ُهدَى َوالفُرقَ ِ اس َوبَيِنَا ٍ نز َل فِي ِه القُرآنُ ُهدًى ِللنَّ ِ ِل أ ُ ِ (شَه ُر َر َمضَانَ الَّذ َ
علَى َما َهدَاكُم َولَعَلَّكُم تَشك ُُرونَ ) َ
سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِمن أيَّ ٍام أ َخ َر يُ ِري ُد َّللاُ ِب ُك ُم اليُس َر َوالَ يُ ِري ُد ِب ُك ُم العُس َر َو ِلت ُك ِملُوا ال ِع َّدةَ َو ِلتُك َِب ُروا َّللاَ َ
ُ علَى َ
َ
ت) ليم الص َيا ُم) لم يحدد وقتا ً وال مدة ،ثم بعيدها ذكير األييام مبهمية قيال (أَ َّيا ًميا َّمعي ُدو َدا ٍ ُ ِ م ُ
ك يَ لعَ ب
ِ َ تكُ ( ً ال أو الفريضة ذكر أنه المالحظ *
يُحددها ،ثم بين بقوله (شَه ُر َر َمضَانَ ) فيما بعد ،اآلن تعين الوقت للصيام وحدد إذن أصبح الفريضة هيي صييام شيهر رمضيان اليذل
أنزل فيه القرآن أل الذل ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى السماء الدنيا فيي ليلية القيدر ثيم نيزل منجميا ً فيميا بعيد
على مدى ثالا وعشرون سنة.
* (أ ُ ِ
نز َل فِي ِه القُرآنُ ) فيها داللتان إما ابتداء إنزال القرآن فيه أو أنزل في ش نه القرآن أل في تعظيمه.
* (أُنزل فيه القرآن) بني الفعل للمجهول ولم يقيل أنزلنيا فييه القيرآن فالفاعيل ُمضيمر محيذوم ألن سيياق الكيالم عين شيهر رمضيان
نزل القرآن وهو هللا سبحانه وتعالى. تعظيما ً له ولو قال أنزلنا يعود ضمير المتكلم على ُم ِ
اس) فإذن القرآن فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة ،هداية عامة (هُيدًى * في أول السورة قال ( ُهدًى ِلل ُمت َّ ِقينَ ) وهنا قال ( ُهدًى ِللنَّ ِ
اس) فيه آيات بينات تستدل منها على أن هذا القرآن قطعا ً من فوق سبع سموات َ ( ،وبَ ِينَا ٍ
ت ِمنَ ال ُهدَى) فييه دالئيل آييات واضيحة ِللنَّ ِ
تحتج بها على أن هذا القرآن هو من عند هللا وفييه آييات أحكيام هاديية للنياس فيي معيامالتهم تفيرق بيين الحيص والباطيل ،واسيتخدم
ت ِمنَ ال ُهدَى) هدى خاا . اس) هدى عام ( َوبَيِنَا ٍالكلمتين بالمعنيين هناُ ( ،هدًى ِللنَّ ِ
*( فَ َمن ش َِه َد) أل من كان حاضرا ً مقيما ً وليس مسافرا ً ،شهد الشهر ليس بمعنى شاهد الهالل .تقول ِ
أشهدت معناو أل هل كنت
حاضرا ً معناو .ألنه ذكر المسافر فيما بعد.
(وأَن ت َ ُ
صو ُموا َخي ٌر لَّكُم) : * لم ي ت في هذه اآلية بقوله َ
-ألن المس لة قد انتقلت من االختيار إلى الفر .
يام أ ُ َخ َير يُ ِريي ُد َّللاُ ِبكُي ُم اليُس َير َوالَ يُ ِريي ُد ِبكُي ُم العُس َير َ) قيال يرييد بكيم َ
علَى َ ٍ ِ ِ َّ ٍ
ي أ نم ٌ ةدَّ ع َ ف رَ فس -ألنه في اآلية نفسها ( َو َمن كَانَ َم ِريضًا أَو َ
اليسر فكي يقول أن تصوموا خير لكمو وهذا من تمام رأفته ورحمته بنا سبحانه وتعالى.
َّللاُ بِ ُك ُم اليُس َير َوالَ يُ ِريي ُد بِكُي ُم العُس َير) تعقييب عليى أنيه أعفيى الميريض والمسيافر مين الصييام ،فك نيك ليو
* قول هللا عز وجل ( يُ ِري ُد َّ
خالفت ذلك ألردت هللا معسرا ً ال ميسراً وهللا ال يمكن أن يكون كذلك ،بل أنت اليذل تكيون معسيرا ً عليى نفسيك ،فيإن كيان الصيوم ليه
قداسة عندك ،وال تريد أن تكون أسوة سيئة فال تفطر أمام الناس ،والتيزم بقيول هللا (فَ ِعي َّدةٌ ِمين أَيَّ ٍ
يام أ ُ َخ َير) ألنيك ليو جنحيت إليى ذليك
لجعلت الحكم في نطاق التعسير ،فهل أنت مع العبادة أم أنت مع المعبودو أنت مع المعبود بطبيعة اجيمان.
(و ِلت ُك ِملُوا ال ِع َّدةَ َو ِلتُك َِب ُروا َّللاَ) هذه الالم فيها احتماالن:
* َ
-احتمال أن تكون الالم ائدة في مفعول فعل اجرادة يعني يريد لتكملوا العدة والقصد منها التوكيد .
-واآلخر يحتمل أن يكون للتعليل والعط على علة مقدرة وهذا كلير في القرآن الكريم وفي لغة العرب.
علَى َما َهدَاكُم) (ما) تحتمل معنيين بمعنى الذل أل على الذل هيداكم ،والمصيدرية بمعنيى الهدايية أل عليى هدايتيه لكيم ونيرجح
*( َ
المعنيين فهما مرادان.
َان فَليَست َ ِجيبُوا ِلي َوليُؤ ِمنُوا ِبي لَعَلَّ ُهم يَر ُ
ش ُدونَ ) يب دَع َوةَ الدَّاعِ إِذَا َدع ِ س َ َلكَ ِعبَادِل عَنِي فَ ِإنِي قَ ِر ٌ
يب أ ُ ِج ُ (وإِذَا َ
آية (َ : )١٨٦
* ورود هذه اآلية في هذا الموضع يدل على أن الصوم من دواعي اججابة وإهابة بالصائم ب ن يدعو ،فيحسن أن يُدعى هللا.
* ربنا سبحانه وتعالى تكفل باججابة إذا دعا الداعي ولم يعلص ذلك بالمشيئة فلم يقل إن شئت (أ ُ ِج ُ
يب دَع َوةَ الدَّاعِ إِذَا َدع ِ
َان) كميا فيي
عونَ إِلَي ِه إِن شَاء ( )٤١األنعام) يعني ربميا يفعيل سيبحانه وتعيالى وربميا ال يفعيل ،وعيدم عونَ فَيَك ِ
ش ُ َما تَد ُ موطن آخر (بَل إِيَّاهُ تَد ُ
ً
وجود المشيئة يعني قطعا الصائم تجاب دعوته إن لم تكن في الدنيا ت ُدخر له في اآلخرة أو يُدفع عنه سوء.
َان) ولم يقل إن دعان مع أن االثنين أدوات شرط وفي هذا إشارة أن العبد مطلوب منه أن يكلير اليدعاء( .إذا) آكيد مين * قال ( ِإذَا َدع ِ
َ َ َ
ليرح َم ِن َولَي ٌد ف نَيا أ َّو ُل العَابِي ِدينَ ( )٨١الزخيرم) .بينميا ُ
(إن) التي ت تي في األمور المشكوك فيها والنادرة والمسيتحيلة (قيل إِن كَيانَ ِل َّ
(و ِإذَا ُح ِيي يت ُم
َ يوع
ي الوق ير
ي كليال أو يا)
ي ه
َ َ لا َ
ز ل ُ ِ رَ األ ت
ِ ي َ ل ش يقَّت) ( ِإذَا ُ ل ِز
سي َماء ان َ (إذا) للمقطييوع بحصييوله ملييل آيييات يييوم القياميية ( ِإذَا ال َّ
سنَ ِمنهَا أَو ُردُّو َها ( )٨٦النساء) ،ذن هيذا الخي العيام فيي اللغية فلميا يقيول (إذا دعيان) إذن المفيرو أن ييدعو بِت َ ِحيَّ ٍة فَ َحيُّوا بِ َح َ
َيان) إذن اليدعاء شيرط اججابية وهيو مطليوب ال تقيول ربنيا يب دَع َيوةَ اليدَّاعِ ِإذَا َدع ِ وليس لما يقع في مصيبة .هذا نسص اللغة قال (أ ُ ِج ُ
يعلم الحال وتسكت ،الدعاء مخ العبادة .ربنا يغضب إذا لم يُدعى.
* قال (أ ُ ِج ُ
يب دَع َوةَ الدَّاعِ) ولم يقل أجيب الداعي ،فالتركيز على الدعوة ولو كان التركيز على الداعي لكان يجب أن يحسين اليدعاء
ولكن ماذا عن األصم الذل يدعو بقلبه فلذلك يدخل في الدعوة.
علَى َما َهدَاكُم َولَعَلَّكُم تَشك ُُرونَ ) هذا يدل على أن الدعاء يكيون بعيد اللنياء عليى هللا ،ت ُكبير
(و ِلتُكَبِ ُروا َّللاَ َ
سبقت بقوله تعالى َ
* اآلية ُ
وتلني على هللا بما هو أهله ثم تدعو.
* لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى باججابة .هو يُدعى سبحانه وتعالى بال واسطة وهيو يجييب مباشيرة( .قيل) هنيا يحتياج
إلى مدة وإن كانت قصيرة فهي ال تتناسب مع القرب في اججابة.
*وجاءت الفاء في الجواب (فإني) لتفيد السرعة التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم.
* سبب االختالم بين ( ِتلكَ ُحدُو ُد َّللاِ َفالَ تَق َربُو َها) و ( ِتلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها ( )٢٢٩البقرة) مع أنها كلها حدود هللا:
اجدِ) هذا حرام ،أما في س ِ عا ِكفُونَ فِي ال َم َش ُروهُنَّ َوأَنت ُم َ (والَ تُبَا ِإذا ذكر محرمات يقول (ال تقربوها) ملل الخمر ال ينبغي أن تقربها َ
ان َوالَ يَ ِح ُّل س
ِِ َ ٍح إ ب ح
ٌ ي ر ِ س َ ت و َ أ ومٍ رع م ب اكٌس م
َ َّ ِ ِ َ ِ َ ُ إَ ف انَ تر م ق
ُ َ الطَّ (ال األمور الحالل فال ينبغي أن تتجاو ها ،األحكام التي ذكرها في الحالل
علي ِه َما فِي َما افتَدَت بِ ِه تِلكَ َ لَكُم أَن ت َ ُخذُوا ِم َّما آتَيت ُ ُموهُنَّ شَيئًا إِالَّ أَن يَ َخافَا أَالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فَ ِإن ِخفت ُم أالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فالَ ُجنا َح َ
َ َ َ
ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها ( )٢٢٩البقرة).
* الحد هو الحاجز ونهاية الشيء الذل إن تجاو ه المرء دخل في شيء آخر وشُبِهت األحكام بالحد ألن تجاو ها يُخرج من ِح ٍل إلى
منع .و نهى هللا تعالى المؤمن عن المقاربة ألن بين الصيام واجفطار قيد خي أو شعرة وإن استمر المرء على األكل أفطر وإن أكل
قبل هذا الخي أفطر أيضا ً ولذلك نهى عن قربان هذا الحد ألنه دقيص سرعان ما يخرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل.
* الفرق بين (يبين هللا لكم آياته) و(يبين هللا لكم اآليات) :
وتعظيم .المواطن التي من حي اللغة كلمة اآليات عامة أما (آياته) فخاصة ،واجضافة إلى ضمير هللا سبحانه وتعالى فيها تشري
يقول فيها (آياته) باالضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد.
َ
س ِر َ ..ويَس لُو َنكَ َ
األحكام المختصة بالحالل والحرام يقول (آياته) ملل ( ،)١٨٧واألقل منها يقول اآليات (يَس لُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َمي ِ
(والَ َ بعد. تحريم ت لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ ( ))٢١٩قال اآليات ألن هذه ليس لم يكن فيها َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل ال َعف َو َكذَ ِلكَ يُ ِ
بينُ َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ
َ َّ َ
اس لعَل ُهم َيتَذ َّك ُرونَ ( ))٢٢١هذه أحكام ومحرمات. َّ
ت َحتَّى يُؤ ِمنَّ َ ..ويُبَيِنُ آيَاتِ ِه ِللن ِ تَن ِك ُحوا ال ُمش ِركَا ِ
* (لعلكم تتقون) لعل بمعنى (كي) ألن لعل في القرآن من هللا إذا كانت في وعد من هللا سبحانه وتعالى فمعناها واقعة.
اس َوإِث ُم ُه َما أَكبَ ُر ِمن ير َو َمنَافِ ُع ِلل َّن ِ ( -لعلكم تتفكرون) وردت مرتين في سورة البقرة (يَس َلُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َميس ِِر قُل فِ ِ
يه َما إِث ٌم َكبِ ٌ
ٌ َ َ َ
ت لَعَلَّكُم تَت َ َفك َُّرونَ (( ))٢١٩أيَ َو ُّد أ َح ُدكُم أن تَكُونَ لَهُ َجنَّة ِمن نَ ِخي ٍل نَف ِع ِه َما َويَس َلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل العَف َو َكذَ ِلكَ يُبَ ِينُ َّ
َّللاُ لَ ُك ُم اآلَ َيا ِ
ار َفاحتَ َرقَت َكذَ ِلكَ ضعَفَا ُء فَ َصَا َب َها إِعص ٌ
َار فِي ِه نَ ٌ ت َوأَصَابَهُ ال ِكبَ ُر َولَهُ ذُ ِريَّةٌ ُ َار لَهُ فِيهَا ِمن ك ُِل الل َّ َم َرا ِ ب تَج ِرل ِمن تَحتِهَا األَنه ُ َوأَعنَا ٍ
َ
ت لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ ( ))٢٦٦الكالم على قضية تستدعي التفكير إما بضرب َملل يت مله اجنسان وإما يكون جوابا ً َ
َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ
يُبَيِنُ َّ
عن سؤال يتفكر في اججابة عنه .واآليتان فيما يتعلص بالمال .أ ُنظر الصورة من يود هذاو شيخ كبير عنده ذرية ضعفاء يفكر فيهم
وفيها ثمر ت تي نار تحرقه( .لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ ) تفكر ،شغل عقلك ،هذا المال الذل عندك قد يحرقه هللا تعالى في أية لحظة ف نفص منه.
( -لعلهم يتذكرون) التذكر لتتعاظ ،ووجدنا أنه في سياق بيان مخال لعُرفِ ِهم .فعند ذلك يُطلب إليهم أن يكون لهم بهذا الكالم عظة
ت َحتَّى يُؤ ِمنَّ َو َأل َ َمةٌ ُمؤ ِمنَةٌ َخي ٌر ِمن ُمش ِر َك ٍة َولَو أَع َجبَتكُم َو َال ت ُن ِك ُحوا
(و َال تَن ِك ُحوا ال ُمش ِركَا ِ
وعبرة يتعظون به فال يخالفوه َ
َّ َ َّ َ
عونَ إِلى الن ِار َو َّ
َّللاُ يَدعُو إِلى ال َجن ِة َوال َمغ ِف َر ِة بِ ِإذ ِن ِه ُ َ
ال ُمش ِر ِكينَ َحتَّى يُؤ ِمنُوا َولَعَب ٌد ُمؤ ِمنٌ خي ٌر ِمن ُمش ِركٍ َولو أع َجبَكُم أولئِكَ يَد ُ
َ َ َ
* وردت في القرآن ( يس لونك) و (ويس لونك) فما داللة إضافة الواو وحذفهاو
َ ُ َ
-إما أن تقع عدة أسئلة في موضع واحد في وقت واحد فالسؤال األول (يس لونك) ثم بعدها يقول (ويس لونك) ،ملال (يَسي لونكَ ع ِ
َين
(ويَس ي َلُونَكَ َميياذَا يُن ِفقُييونَ قُ ي ِل العَف ي َو ( ))٢١٩عط ي علييى السييؤال األول سي ِير ( ))٢١٩هييذا أول سييؤال وبعييدها ي ي تي َ ال َخمي ِير َوال َمي ِ
يض ( ،))٢٢٢هذه قد تكون من المواطن. َ
(ويَس لونكَ ع َِن ال َم ِح ِ ُ َ (ويَس َلُونَكَ ع َِن اليَتَا َمى ( ))٢٢٠وبعدها َ َ
ق
ٍ يد ص ِ ل
َ خَ يد م
ُ يي ن
ِ لخ ِ دَ أ ب
ِ ر
َّ يلُ ق (و
َ اجسيراء) ) ٧٩ ( ه
ِ ي ب
ِ َّيد
ج ه َ َ ت َ ف ل
ِ ي يَّ لال ينَ م
ِ (و
َ ً ال ميل ، ضيمنها السيؤال فيقيع متعاطفيات فيه اق السي أن أو -
ينَ
شيفاء َو َرح َمية ِلل ُميؤ ِمنِ ())٨٢ ٌ َ آن َميا ه َُيو ِ ُ ينَ
(ونن ِيز ُل ِم القير َِ ُ اط ُل ( ))٨١عط كلها نفس السياق َ ص البَ ِ َ َ
(وقل جَاء الحَصُّ َو ه َ ُ (َ ))٨٠
شئنَا لَنَذ َهبَنَّ ِبالَّذِل أَوحَينَا إِلَييكَ (ولَئِن ِ الروحِ ( ))٨٥وبعدها َ (ويَس َلُونَكَ ع َِن ُّ ان أَع َر َ َونَ َى ِبجَانِ ِب ِه (َ ))٨٣ ِ س
َ ناج
ِ ى َ لع َ ا َ نم (وإِذَآ أَنعََ
آن (.))٨٩ ِ ر ُ قال اَ ذ ـ َ
ه ي ف اس َّ
َّ ِ ِ ِ نلل اَ نفَرص د َ قَ ل(وَ وبعدها اجسراء) ) ٨٦ (
(و َلـ ِكنَّ ال ِب َّر َم ِن ات َّ َقى) ال ِبر مصدر ومن اتقى شخص ،كي البر هو الذل اتقىو
*قال تعالى َ
البار هو الذل يتقي وليس البِر ،البِر عمل وهو فعل الخير ،لو تحول البر إلى شخص لكان شخصا ً متقياً.
(واقتُلُوهُم حَي ُ ث َ ِقفت ُ ُموهُم َوأَخ ِر ُجوهُم ِمن حَي ُ أَخ َر ُجوكُم َوال ِفتنَةُ أ َ َ
ش ُّد ِمينَ القَتي ِل َوالَ ت ُقَياتِلُوهُم ِعني َد ال َمس ِيج ِد الح َ
َير ِام آية (َ : )١٩١
َ ُ َ ُ َ َ
َحتَّى يُقَاتِلُوكُم فِي ِه ف ِإن قاتَلوكُم فاقتُلوهُم َكذ ِلكَ ج ََزاء الكَافِ ِرينَ )
* الفرق بين كلمة ثقفتموهم وكلمة وجدتموهم في القرآنو
ثق :ظفر به وأخذه .وال تستعمل ثقفتموهم إال في القتال والخصومة ومعناها أشمل من اجيجاد .وعندما ال يكون السياق فيي مقيام
الحرب يستعمل (وجدتموهم).
ل َم ِحلَّيهُ فَ َمينسيكُم َحتَّيى يَبلُي َغ الهَيد ُس َير ِمينَ الهَيدل ِ َوالَ تَح ِلقُيوا ُرؤُو َ آية (َ ( : )١٩٦وأَتِ ُّموا ال َح َّج َوالعُم َرةَ ِّللِ فَ ِإن أُح ِصرت ُم فَ َما استَي َ
سكٍ فَي ِإذَا أ َ ِمنيت ُم فَ َمين تَ َمتَّي َع بِيالعُم َر ِة إِلَيى الحَيجِ فَ َميا استَي َ
س َير ِمينَ س ِه فَ ِفديَةٌ ِمن ِصيَ ٍام أَو َ
ص َدقَ ٍة أَو نُ ُ كَانَ ِمنكُم َّم ِريضا ً أَو بِ ِه أَذًى ِمن َّرأ ِ
َير ِام
َاض ِيرل ال َمس ِيج ِد الح َ َ َ ٌ
َاملَية ذ ِليكَ ِل َمين لَّيم يَكُين أهلُيهُ ح ِ عش ََيرةٌ ك ِ َ
سبعَ ٍة إِذا َرجَعت ُم تِليكَ َالهَدل ِ فَ َمن لَّم يَ ِجد فَ ِصيَا ُم ثَالث َ ِة أَيَّ ٍام فِي الحَجِ َو َ
ب)شدِي ُد ال ِعقَا َِواتَّقُوا َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َ
* ما المعنى الذل أضافته (كاملة) لآليةو
ِ َج ح ال ي ف ام ي
ِ َّ ٍ َِ أ ةَ ثالَ ث( الق لو جمع، (كاملة) بـ جاء االحتمال هذا يرفع حتى فإذن أو. بمعنى اللغة تحتمل أن تكون هذه الواو للتخيير
سبعَ ٍة إِذَا َرجَعت ُم) اللغة تحتمل .ثم إفادة على أنه ال ينقص شيء فهذا كمال لصاحبه ،كمل بها الحج. َو َ
ب) أظهر لفظ الجاللة وليس الضمير لتربية الهيبة في النفوس من عظمة هللا تبارك وتعالى حتى (واعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َ
شدِي ُد ال ِع َقا ِ * َ
تكون أكلر خشية.
ق َوالَ ِجدَا َل فِي الحَجِ َو َما تَفعَلُوا ِمن َخي ٍر يَعلَميهُ َّللاُ
سو َ آية (( : )١٩٧ال َح ُّج أَش ُه ٌر َّمعلُو َماتٌ فَ َمن فَ َر َ فِ ِ
يهنَّ ال َح َّج فَالَ َرفَ َ َوالَ فُ ُ
ون يَا أُو ِلي األَلبَا ِ
ب) َوت َ َز َّودُوا فَ ِإنَّ َخي َر َّ
الزا ِد التَّق َوى َواتَّقُ ِ
َ ُ َ
* ضمير اجناا يستعمل لتناا ويستعمل لجمع غير العاقل ،نقول الجبال هُن شاهقات ما نقول هم( .ال َح ُّج أش ُه ٌر َمعلو َماتٌ ف َمن
يهنَّ ال َحجَّ) هي لأشهر .بينما ضمير الواو في جمع المذكر السالم ال يستعمل إال للذكور العقالء فق . فَ َر َ ِف ِ
* الفرق بين الذنب والمعصية والسيئة واجثم والفحشاء والفسوق والضالل واجسرام والظلم والكفر:
س ِيئ َاتِنَا ( )١٩٣آل عمران) (ربَّنَا َفاغ ِفر لَ َنا ذُنُو َبنَا َوك َِفر َ
ع َّنا َ الذنب الكبائر كما يقول أكلرهم َ
السيئة الصغائر لذلك يستعمل المغفرة مع الذنب والتكفير مع السيئة .المغفرة يعني تستر الذنب والتكفير من كفر أل غطى ،الحظ
المغفَر الذل يلبسه اجنسان في الحرب يستر ،التكفير هو تكفير البدن ،المغفرة هو ما يمنع الضر ،يقي اجنسان تحديداً ،هو أيضا ً ِ
يقي اجنسان معناه أن األمر الكبير يحتاج إلى مغفرة والصغير ال يحتاج إلى ملل هذا.
واستعمل ربنا التكفير مع السيئة ألنها أقل والمغفرة مع الذنب ألن الذنب قد ي تي بإيذاء أكبر .يقولون الذنوب هي الكبائر والسيئات
هي الصغائر.
اجسرام السرم هو تجاو الحد في كل فعل في اجنفاق أو في األكل أو غيره ،في كل شيء.
الضالل ما يقابل الهدى ،العدول عن الطريص المستقيم.
َ
عصَى آ َد ُم َربَّهُ ف َغ َوى ( )١٢١طه) المعصية خروج عن الطاعة. (و َالعصيان الخروج عن الطاعة ي مرك فتعصي َ
الفحشاء هو ما عظم قبحه من األفعال واألعمال.
الفسوق هو الخروج عن الطاعة من فسقت الرطبة ما خرج عن الطريص ويمتد من أيسر الخروج إلى الكفر كله يسمى فاسقاً .الكفر
سقُونَ ( )٥٥النور) والنفاق سماه فسوق (أَفَ َمن كَانَ ُمؤ ِمنًا َك َمن كَانَ فَا ِ
س ًقا َّال (و َمن َك َف َر بَع َد ذَ ِلكَ فَ ُو َلئِكَ ُه ُم ال َفا ِ
سماه فسوق َ
يَستَ ُوونَ ( )١٨السجدة) وليس كل فاسص كافرا ً لكن كل كافر فاسص قطعا ً.
(والكَا ِف ُرونَ ُه ُم ال َّظا ِل ُمونَ ( )٢٥٤البقرة) وقد ال يصل. الظلم ،الظلم هو مجاو ة الحد عموما ً وقد يصل إلى الكفر َ
الملة .الكفر أصله اللغول الستر وتستعار الداللة اللغوية للداللة الشرعية. الكفر فهو الخروج عن ِ
الفسص أعم من الكفر يشمل الصغير والكبير ،الكافر هو فاسص ،المشرك فاسص ،الذل يترك شيئا ً من الدين هو فاسص ،عمل شيئا ً من
كبيرا ،إذن الفسص أوسع . المحرمات هو فاسص سواء كان قليالً أو ً
ق َوالَ ِجدَالَ) ولم يعبر بالنهي :وال ترفلوا وال تفسقوا وال تجادلوا: * عبر ربنا سبحانه وتعالى بالنفي (فَالَ َرفَ َ َوالَ فُ ُ
سو َ
ذلك ألن النفي أبلغ من النهي الصريح فالنهي قد يعني أنه يمكن أن يحصل هذا الفعل لكنكم منهيون عنه .أما النفي فيعني أن هذا
الفعل ينبغي أن ال يقع أصالً فضالً عن أن يفعله أح ٌد منكم أيها المسلمون ومن ثم أدخل النفي على اجسم لينفي جنس الفعل وأصله.
َير ِام َواذك ُُيروهُ َك َميا ح أَن تَبتَغُوا فَضالً ِمن َّر ِبكُم فَ ِإذَا أَفَضت ُم ِمن ع ََرفَا ٍ
ت فَياذك ُُروا َّللاَ ِعني َد ال َمشيعَ ِر الح َ علَيكُم ُجنَا ٌس َآية (( : )١٩٨لَي َ
َهدَاكُم َوإِن كُنت ُم ِمن قَب ِل ِه ل ِمنَ الض ِ
َّآلينَ ) َ
* قال الحص ( :تَبتَغُوا فَضالً ِمن َّر ِبكُم ) ولم يقل ر قا ً:
لقد أوضح الحص في اآلية التي قبلها :أال تذهبوا إال ومعكم ادكم .إذن أنت ال تذهب إلى الحج لت كيل مين التجيارة ،إنميا تيذهب ومعيك
ادك وما ت تي به هو ائد عن حاجتك ويكون فضالً من هللا سبحانه وتعالى ،وهيو جيل شي نه يرييد منيك أال يكيون فيي عمليك المبياح
ج فنفى الجناح عنه ،لذلك أسماه " فضالً " يعني أمراً ائدا ً عن الحاجة. حر ٌ
وكل ابتغاء الر ق وابتغاء الفضل ال يصح أن يغيب عن ذهن مبتغي الر ق والفضل ،فكله من عند هللا .إياك أن تقول :قوة ،أسيباب،
ذكاء أو احتياط ،فال شيء من ذلك كليه؛ ألن الير ق كليه هيو فضيل مين هللا .وال ضيرر علييك أن تبتغيي الفضيل مين اليرب؛ ألنيه هيو
الخالص وهو المربي .ونحن مربوبون له.
اس َمن يَقُو ُل َربَّنَيا آتِنَيا فِيي اليدُّنيَا َو َميا لَيهُ فِيي س َككُم فَاذك ُُروا َّللاَ َكذِك ِركُم آبَاءكُم أَو أَ َ
ش َّد ذِك ًرا فَ ِمنَ النَّ ِ آية (( : )٢٠٠فَ ِإذَا قَضَيت ُم َّمنَا ِ
اآلخ َر ِة ِمن َخالَ ٍ
ق) ِ
* (ربنا آتنا في الدنيا) ما قال آتنا ماذاو إما لتهوين ش نه أو ألنيه عظييم عنيدهم يرييدون كيل شييء فيي اليدنيا حتيى ميا وصيفوا هيذا
ق) والخيالق هيو (و َميا لَيهُ فِيي اآلَ ِخ َير ِة ِمين َخ َيال ٍ
سيمة ال يحبهيا هللا عيز وجيل لعبياده فكيي أدبهيمو قيالَ : الم تي به ب نه حسين ،وهيذه ِ
النصيب لكن ِل َم لم يقل نصيبو نحن إلى اآلن نستعمل ال َخلَص والخلقات للشيء البيالي يعنيي حتيى هيذا النصييب البيالي لييس لهيم فيي
اآلخرة .هم ال يفكرون باآلخرة فاهلل عز وجل ال يريد لعباده الصالحين أن يكونوا كهؤالء ويريد منهم أن ييذكروه ويتيذكروا اآلخيرة
ألن هذه الحياة مهما طالت هي كحلم رائي كما في األثر :الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .فاالنسان فيي لحظية موتيه ك نيه اسيتيقظ مين
منام وكان يرى حلما ً كل هذه السنوات.
عذَ َ
اب النَّ ِار) سنَةً َو ِقنَا َ سنَةً َو ِفي ِ
اآلخ َر ِة َح َ آية (ِ ( : )٢٠١و ِمن ُهم َّمن َيقُو ُل َر َّبنَا آ ِتنَا ِفي الدُّن َيا َح َ
* سياق اآليات في موسم الحج وهو فرصة للتوجه إلى هللا عز وجل بالدعاء ،وهللا سبحانه وتعالى مين رحمتيه أن يرشيد االنسيان
ور َر ِحيي ٌم) توجييه (فَي ِإذَا قَضَييت ُم َّللاَ َ
غفُي ٌ ياس َواسيتَغ ِف ُروا َّ
َّللاَ ِإنَّ َّ دائما ً إلى الخير ..فبعد أن قيال تعيالى (ثُي َّم أ َ ِفيضُيوا ِمين حَيي ُ أَفَيا َ النَّ ُ
ش ي َّد ذِكي ًيرا) ألنييه كانييت العييرب بعييد موسييم الحييج ي ي تون الييى األسييواق األدبييية ويتفيياخرون َّللاَ َك يذِك ِركُم آَبَييا َءكُم أَو أ َ َ
س ي َككُم فَيياذك ُُروا َّ
َمنَا ِ
* كلمة حسنة جاءت نكرة في الموضعين :وهي وص لموصوم محذوم ،هذا الموصوم المحذوم على إطالقه :بما يفكر به
االنسان ،هذه الحسنة لنقل ملالً آتنا في الدنيا عطايا حسنة والعطايا بتفاصيلها وفي اآلخرة عطايا حسنة أيضا ً بتفاصيلها فحذم
الموصوم وأبقى الصفة .وكونها منكرة حتى تشير الى العموم الغالب يعني شيء عام,
* كونوا كهؤالء الذين يريدون في الدنيا لكن بالوص الحسن وليس ك ولئك الذين يريدون كل شييء فيي اليدنيا وليم يقفيوا عنيد هيذا
وإنما قالوا (وفي اآلخرة حسنة) أيضا ً بكل ما يتصور من العطايا الموصوفة ب نها حسنة في اآلخرة ثم اد عليهم فيي دعيائهم وهيذا
تدريب ودعاء أن ادعوا هكذا (وقنا عذاب النار) االنسان ال ينبغي أن ينسى أن هناك ناراً وعمير رضيي هللا عنيه يقيول لجلسيائه :ييا
فالن ِعظنا ،قال :يا أمير المؤمنين تزفر النار فرة يوم القيامة (هيذا الزفيير الينفخ) فيال يبقيى مليك وال شيهيد وال نبيي وال صيالح إال
ويجلو على ركبتيه ولو كان لك عمل سبعين نبيا ً ما ظننتَ أنك ناج منها .يعني هذه الزفرة مخيفية مين بعيد ذليك وحتيى عنيدما ينجيي
هللا الذين اتقوا يحسون بهذه اللذة لذة النجاة من هذه النار.
* أتى وأعطى معنى متقارب معجميا ً لكن ليس مترادفا ً .فعل أتى (أتي) والفعل عطى (عطو) نجد أن العين والطاء والواو أقوى مين
الهمزة والتاء والياء فمعناه أن العطاء أو اجعطاء فيه نوع من القوة ولييس فييه هيذا الليين والرقية مليل اجتييان .ليذلك كلييرون مين
أهل اللغة قالوا أن اجعطاء فيه تمليك واجيتاء ليس شرطا ً أن يكون فيه تمليك.
ب الفَ َ
سا َد) س َعى ِفي األَر ِ ِليُف ِ
س َد ِف ِي َها َويُه ِلكَ الحَر َ
ا َوالنَّس َل َوَّللاُ الَ يُ ِح ُّ آية (َ ( : )٢٠٥و ِإذَا ت َ َو َّلى َ
س ال ِمهَادُ) هذا أقصى أنواع التهكم بهؤالء الكافرين فاجنسان يتخيذ المكيان اليوثير مهياداً ليهني * في قوله تعالى (فَحَسبُهُ َج َهنَّ ُم َولَ ِبئ َ
بنومه وقد وص هللا تبارك وتعالى األر ب نها ِمهاد لنا في حياتنا ألنها مهيئة للسعي والنوم.
ت الشَّي َط ِ
ان ِإنَّهُ لَكُم َ
عد ٌُّو ُّم ِبينٌ ) آية (( : )٢٠٨يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا اد ُخلُوا فِي السِل ِم كَآفَّةً َوالَ تَت َّ ِبعُوا ُخ ُ
ط َوا ِ
* قال تعالى ادخلوا في السِلم ولم يقل سالموا بعضكم :الدخول يدل على العمص ومين دخيل المنيزل صيار داخليه وفيي عمقيه ومحاطيا ً
ببنائه ولذلك من دخل السِلم صار في أقصى غاية المسالمة وليس مسالما ً فق .
يز َح ِكي ٌم) آية (( : )٢٠٩فَ ِإن َ لَلت ُم ِمن بَع ِد َما جَاءت ُك ُم البَيِنَاتُ فَاعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
* الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البينات) و(جاءتهم البينات) في القرآن الكريم:
هنيياك حكييم نحييول مفيياده أنييه يجييو أن يي تي الفعييل مييذكرا ً والفاعييل مؤنلياً .وكلميية البينييات ليسييت مؤني حقيقييي لييذا يجيو تييذكيرها
وت نيلها.
جاءتهم البينات بالت ني :يؤن الفعل إذا كانت اآليات تدل عليى النبيوءات والمعجيزات ف ينميا وقعيت بهيذا المعنيى يي تي الفعيل مؤنليا ً
يز َح ِكي ٌم) واآلية (َ ...و َما اختَلَي َ فِيي ِه إِالَّ الَّي ِذينَ أُوتُيوهُ ِمين بَعي ِد كما في قوله (فَ ِإن َ لَلت ُم ِمن بَع ِد َما جَاءت ُك ُم البَيِنَاتُ فَاعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
َما جَاءت ُه ُم ال َب ِينَاتُ َبغيا ً َبينَ ُهم ))٢١٣( ...و (َ ...ولَو شَاء َّللاُ َما اقتَت َ َل الَّ ِذينَ ِمن َبعي ِد ِهم ِمين َبعي ِد َميا جَياءت ُه ُم ال َب ِينَياتُ َولَيـ ِك ِن اختَلَفُيوا
.))٢٥٣(...
جاءهم البينات بالتذكير :البينات هنا ت تي بمعنى األمر والنهي وحيلما وردت بهذا المعنى يُذكر الفعل كما في قوله تعيالى فيي سيورة
ص َوجَياء ُه ُم البَيِنَياتُ َوَّللاُ الَ يَهيدِل القَيو َم ال َّظيا ِل ِمينَ ())٨٦ سو َل َح ٌّ آل عمران (كَي َ يَهدِل َّللاُ قَوما ً َكفَ ُروا بَع َد إِي َمانِ ِهم َوش َِهدُوا أَنَّ َّ
الر ُ
اب ع َِظي ٌم ( ))١٠٥وفي سورة غافر (قُل ِإنِي نُ ِهييتُ عذَ ٌ (والَ تَكُونُوا كَالَّ ِذينَ تَفَ َّرقُوا َواختَلَفُوا ِمن بَع ِد َما جَاء ُه ُم البَ ِينَاتُ َوأُولَـئِكَ لَ ُهم َ و َ
َ
ب العَال ِمينَ (.))٦٦ ُ َ ُ َ
َّللاِ ل َّما جَاءنِ َي البَيِناتُ ِمن َّربِي َوأ ِمرتُ أن أس ِل َم ِل َر ِ َ عونَ ِمن د ِ
ُون َّ أَن أَعبُ َد ال ِذينَ تَد ُ
َّ
شدِي ُد ال ِعقَا ِ
ب) سل بَنِي إِس َرائِي َل كَم آتَينَاهُم ِمن آيَ ٍة بَ ِينَ ٍة َو َمن يُبَدِل نِع َمةَ َّللاِ ِمن بَع ِد َما جَاءتهُ فَ ِإنَّ َّللاَ َ
آية (َ ( : )٢١١
* الفرق بين فعل األمر إس ل وسل:
سل بَنِي إِس َرائِي َل كَم آتَينَاهُم ِمن آيَ ٍة بَ ِينَ ٍة) وإذا تقدمها أل سل لها قاعدة عند أكلرية العرب أنه إذا بدأنا بها يحذم الهمزة للتخفي ( َ
ت فَاس َل َب ِني ِإس َرا ِئي َل ( )١٠١اجسراء). ت َب ِينَا ٍ (ولَقَد آتَينَا ُمو َ
سى ِتس َع آ َيا ٍ شيء يؤتى بالهمزة َ
آية ( ُ ( : )٢١٢يِنَ ِللَّ ِذينَ َكفَ ُروا ال َحيَاةُ الدُّنيَا َويَس َخ ُرونَ ِمنَ الَّ ِذينَ آ َمنُيوا َوالَّي ِذينَ اتَّقَيوا فَيوقَ ُهم يَيو َم ال ِقيَا َمي ِة َوَّللاُ يَير ُ ُ
ق َمين يَشَياء
ب) ِبغَي ِر ِح َ
سا ٍ
* لم يقل ينت مع أن الحياة الدنيا مؤن :
من حي الحكم النحول يجو التذكير ألن:
-الحياة مؤن مجا ل أل ليس له مذكر من جنسه فالبقرة مؤن حقيقي ألن اللور ذكر مين جنسيها .كلمية سيماء و الشيمس مؤني
مجا ل والقمر مذكر مجا ل.
ُ َ َّ
-ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل ( ُ يِنَ ِلل ِذينَ َكف ُروا ال َحيَاة) والفاصل حتيى فيي المؤني الحقيقيي يمكين تيذكيره هيذه قاعيدة (أقبيل
اليوم فاطمة).
َ
لكن لماذا اختار التذكيرو هنالك قراءة أخرى وهي ( ين للذين كفروا الحياة) بالبناء للمعلوم والفاعل الشييطان والحيياة مفعيول بيه،َ
وهذه القراءة ال يمكن أن يقول فيها َ ينت لذا التذكير صار واجباً .ف صبحت ( ينت) ال تنسجم مع القراءة اللانية.
* اختار هللا تعالى صيغة الماضي للتزيين ( ُ ين) وصيغة المضارع للسخرية (ويسخرون) :
سياء َوالض ََّّيراء َو ُ ل ِزلُيوا َحتَّيى يَقُيو َل آية (( : )٢١٤أَم َحسِبت ُم أَن تَد ُخلُوا ال َجنَّيةَ َولَ َّميا يَي تِكُم َّملَي ُل الَّي ِذينَ َخلَيوا ِمين قَيب ِلكُم َّم َّ
سيت ُه ُم البَ َ
سو ُل َوالَّ ِذينَ آ َمنُوا َم َعهُ َمتَى نَص ُر َّللاِ أَال ِإنَّ نَص َر َّللاِ قَ ِر ٌ
يب) الر ُ
َّ
* عبر هللا عن شدة المصاب بقوله ( َو ُ ل ِزلوا) وهذا الفعل يدل على شدة اضطراب نظام معيشتهم. ُ
سولُ) بالنصب إذن نفهم أن الرسيول ميا قالهيا إال بعيد الب سياء والضيراء والزليزال. فى اآلية يتكلم عن جماعة مضوا ( َحتَّى َيقُو َل َّ
الر ُ
(حتى يقولُ) هذا إخبار عن حادثة ماضية وقعت كلها فالب ساء حدثت والرسول قالها فيقوله بالرفع.
* أليس هذا يتعار مع بعضو هل قالها الرسول قبل الب ساء أو بعدو
بيين هذه فيها جانبان جانب أنه ذكير حالية الرسيول قبيل القيول فنصيب وذكير حيال اجخبيار عنهيا بعيد القيول فرفيع وال يوجيد تعيار
القراءتين وإنما ذكر حالتين حالة قبل القول وحالة إخبار بعد القول.
في اججابة األولى أجاب أمرين ثم فصل ،ما أنفقتم من الحالل ،من طيبات ما كسبتم ثم ذكر من هم أولى باجنفاق الوالدين
واألقربين .ثم هذا الحالل فصله كي تنفقهو هل تعطيه كلهو ال ،أع ِ العفو أل ما اد عن حاجتك.
ج أَه ِل ِه
سبِي ِل َّللاِ َوكُف ٌر بِ ِه َوال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوإِخ َرا ُ
ص ٌّد عَن َير َو َ آية (( : )٢١٧يَس َلُونَكَ ع َِن الشَّه ِر الح ََر ِام قِتَا ٍل فِي ِه قُل قِتَا ٌل فِي ِه َكبِ ٌ
ِمنهُ أَك َب ُر ِعن َد َّللاِ َوال ِفتنَةُ أَك َب ُر ِمنَ القَت ِل َوالَ َي َزالُونَ ُيقَا ِتلُونَكُم َحتَّ َى َي ُردُّوكُم عَن دِي ِنكُم ِإ ِن است َ َطاعُوا َو َمن َيرتَدِد ِمنكُم عَن دِي ِن ِه فَ َي ُمت
اآلخ َر ِة َوأُولَـئِكَ أَصح ُ
َاب النَّ ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ ) َوه َُو كَافِ ٌر فَ ُولَـئِكَ َح ِب َطت أَع َمالُ ُهم فِي الدُّنيَا َو ِ
* (يَس َلُو َنكَ ع َِن الشَّه ِر الح ََر ِام ِقتَا ٍل فِي ِه) قتال هي بدل اشتمال.
* قيد هللا تعالى قدرتهم على إخراج المسلمين من الدين بقوله (إِ ِن استَ َطاعُوا) لئال يظن السامع أن المؤمن سه ٌل إخراجه عن
إيمانه ،واستعمل تعالى حرم الشرط (إن) وهو يدل على الشك ال اليقين ليطمئن أن استطاعتهم في ذلك أمر بعيد المنال لقوة
اجيمان التي تتغلغل في القلب فال يفارقه.
(و َمن يَرتَدِد ِمنكُم عَن دِينِ ِه َفيَ ُمت َو ُه َو كَا ِف ٌر) بدل (ثم) التي تفيد التراخي والمهلة
* استعمل الفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب وقال َ
في الزمن ونحن نعلم أن معظم المرتدين ال تحضر آجالهم عقب اجرتداد بل قد يعمر المرتد طويالً ،وفي هذا ارتباط بديع في أن
المرتد يُعاقب بالموت عقوبة شرعية.
* جاءت (يرتدد) ألن فك االدغام يسرل على جميع المضعفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر.
س ِبي ِل َّللاِ أُو َلـئِكَ يَر ُجونَ َرح َمتَ َّللاِ َوَّللاُ َ
غفُ ٌ
ور َّر ِحي ٌم) آية (( : )٢١٨إِنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهاج َُروا َوجَا َهدُوا فِي َ
* استعمل القرآن كلمة هاجروا عن المهاجرين ولم يقل هجروا ألن هاجر نشي عين عيداوة بيين الجيانبين ،أصيحاب النبيي صيلى هللا
عليه وسلم والمشركين في مكة ،ك ٌل قد هجر اآلخر وقاله.
اس َوإِث ُم ُه َمآ أَكبَ ُر ِمن نَّف ِع ِه َما َويَس َلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل
ير َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ آية (( : )٢١٩يَس َلُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َميس ِِر قُل فِ ِ
يه َما إِث ٌم َكبِ ٌ
ت لَعَلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ ) العَف َو َكذَ ِلكَ يُ ِ
بينُ َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ
ً
* الخمر فعله خ َمر .نقول :خمره الشيء أل ستره ولذلك سمي خمرا ألنه يستر العقل ويحجبه عن التصرم والعمل. َ
طوهُم فَي ِإخ َوانُكُم َوَّللاُ يَعلَي ُم ال ُمفسِي َد ِمينَ اآلخ َير ِة َويَسي َلُونَكَ ع ِ
َين اليَتَيا َمى قُيل إِصيالَ ٌ
ح لَّ ُهيم َخي ٌير َوإِن ت ُ َخيا ِل ُ آية (( : )٢٢٠فِيي اليدُّنيَا َو ِ
ال ُمص ِلحِ َولَو شَاء َّللاُ ألعنَتَكُم ِإنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
يز َح ِكي ٌم)
ح لَّ ُهم) ولم يقل إصالحهم لئال يظن اجنسان أنه مليزم بإصيالح ورعايية جسيمه والعنايية بيه وحسيب ثيم يهميل ميا * قال تعالى (إِصالَ ٌ
عداه ،ال ،فكافل اليتيم م مور بإصيالح ذاتيه وروحيه وعقيدتيه وخلقيه وكيل ميا يتعليص بيه .فيانظر إليى عظييم عنايية هللا تعيالى ولطفيه
بعباده الضعفاء.
يض َوالَ تَق َربُوهُنَّ َحت َّ َى يَط ُهرنَ فَ ِإذَا ت َ َطهَّرنَ فَي ت ُوهُنَّ يض قُل ه َُو أَذًى فَاعتَ ِزلُوا النِ َ
ساء فِي ال َم ِح ِ آية (َ ( : )٢٢٢ويَس َلُونَكَ ع َِن ال َم ِح ِ
َ
ب ال ُمتَط ِه ِرينَ ) ِمن حَي ُ أ َ َم َر ُك ُم َّللاُ إِنَّ َّللاَ يُ ِح ُّ
ب الت َّ َّوابِينَ َويُ ِح ُّ
* أطلص هللا سبحانه وتعالى األذى ولم يقييده وليم يقيل هيو أذى لكيم أو لهين ألن جمياع الميرأة أثنياء حيضيها أذى للرجيل يسيببه اليدم
الفاسد وفيه أذى للمرأة ومر وفيه أذى للطفل فاألطباء يقولون أن الجنين إذا تمون بجماع خالل الحيض يصاب بمر الجذام.
* في اآلية لم يقل :فإذا طهرن ،فما الفرق بين طهر و تطهرو ( َيط ُهرنَ ) من الطهور طهر يطهر ومعناها امتنع عنهن الحييض ،أميا
(ت َ َطهَّرنَ ) يعني اغتسلن من الحيض.
سكُم َواتَّقُوا َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّكُم ُّمالَقُو ُه َوبَش ِِر ال ُمؤ ِمنِينَ )
شئت ُم َوقَ ِد ُموا ألَنفُ ِ
ا لَّكُم فَ ت ُوا حَرثَكُم أَنَّى ِ آية (( : )٢٢٣نِ َ
سآ ُؤكُم حَر ٌ
* قال تعالى (فَ ت ُوا َحرث ُكم) لغوياً :الحرا هو وضع النبت والزرع والنسل.
َ
* عدى الفعل (يؤلون) بـ (من) فقال (من نسائهم) ولم يعدى بـ (على) فلم يقل يؤليون عليى نسيائهم ألن هللا سيبحانه أراد أن يصيور
جر يناسب البُعد ك نه قال للذين يؤلون متباعدين عن نسائهم. مشهد هذا الرجل الذل يحل أن يبتعد عن وجته فجاء بحرم ٍ
* قوله سبحانه ( َيت َ َر َّبصنَ ) أل ينتظرن ،واللفظ هنا يناسب المقام تماما ً ،فالمتربصة هي المطلقة ،ومعنى مطلقية أنهيا مزهيود فيهيا،
وتتربص انتهاء عدتها حتى ترد اعتبارها بصالحيتها للزواج من وج آخر.
* قال تعالى (يَت َ َربَّصنَ بِ َنفُس ِِهنَّ ) مع أن المتربصة هي نفسها المطلقة ،ألن النفس الواعية المكلفة والنفس األمارة بالسيوء تكونيان
في صراع على الوقت وهو (ث َالَثَةَ قُ ُروءٍ ) .
* قيروء جمييع قييرء والمقصييود بييه الطهيير اليذل بييين الحيضييتين وليييس الحيضيية ألن (ثَالَثَييةَ) بالتياء تي تي مييع المييذكر ،وال تي تي مييع
المؤن ،و الحيضة مؤنلة فلو قصد الحيضة لقال (ثالا) .
يان َوالَ َي ِحي ُّل لَكُيم أَن ت َ ُخيذُوا ِم َّميا آتَيت ُ ُميوهُنَّ شَييئ ًا ِإالَّ أَن َي َخافَيا أَالَّ
س ٍ ساكٌ ِب َمع ُرومٍ أَو تَسي ِري ٌح ِب ِإح َ ان َف ِإم َ
ق َم َّرت َ ِآية (( : )٢٢٩ال َّطالَ ُ
ُ َ َ
علَي ِه َما فِي َما افتَدَت بِ ِه تِلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فيالَ تَعتَيدُو َها َو َمين يَتَعَي َّد ُحيدُو َد َّللاِ ف ولَيـئِكَ َ
يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فَ ِإن ِخفت ُم أالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فالَ ُجنَا َح َ
َ
ُه ُم ال َّظا ِل ُمونَ )
* قال آتيتموهن شيئا ً ولم يقل ماالً داللة على تحذير األ واج من أخذ أقل القليل بخالم لفظ المال فإنه يحذره من أخذ المال ويسيمح
له ب خذ ما سواه.
* (تِلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها) شبه هللا سبحانه وتعالى أواميره بالحيدود ألن الحيد هيو الفاصيل بيين أميالك النياس ،وكيذلك أحكيام هللا
تعالى هي الفاصلة بين الحالل والحرام والحص والباطل.
ع ُ
ظ ِبي ِه َمين ضلُوهُنَّ أَن يَن ِكحنَ أ َ َوا َج ُهنَّ ِإذَا تَ َراضَوا بَينَ ُهم ِبال َمع ُر ِ
وم ذَ ِلكَ يُو َ ساء فَبَلَغنَ أ َ َج َل ُهنَّ َفالَ تَع ُ
آية (َ ( : )٢٣٢و ِإذَا َطلَّقت ُ ُم النِ َ
اآلخ ِر ذَ ِلكُم أَ كَى لَكُم َوأَطه َُر َوَّللاُ يَعلَ ُم َوأَنت ُم الَ تَعلَ ُمونَ ) كَانَ ِمنكُم يُؤ ِمنُ ِباّللِ َواليَو ِم ِ
ضلُوهُنَّ أَن يَن ِكحنَ أَ َوا َج ُهنَّ ) هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يحصير مناقشية االنفصيال أو االسيتمرار بيين اليزوجين فقي فيال * (فَالَ تَع ُ
تتعداهما؛ ألن بين االثنين من األسباب ما قيد تجعيل الواحيد منهميا يُليين جانبيه لآلخير ،لكين إذا ميا دخيل طيرم ثالي فسيوم تشيتعل
الخصومة ألن حرصه على بقاء عشرة الزوجين ال يكون ملل حرا كل من الزوجين على التمسك باآلخر.
* استعمل العضل بمعنى المنع والحبس وهو لفظ أغرب بالداللة من المنع فالمنع قد يحتميل أميرين :مني ٌع بحيص ومني ٌع بغيير حيص أميا
العضل فهو منع دون حص أو إصالح فنهى الولي عن منع المرأة في العودة إلى وجها دون وجه إصالح.
ظ بِ ِه) و (ذَ ِل ُكم أ َ َكى لَ ُكم): * الفرق بين (ذَ ِلكَ يُو َ
ع ُ
كالهما جائز من حي الحكم النحول لكن من الناحية البيانية هنالك أسباب عدة من جملتها :
--أن يكون في مقام توسع وتفصيل وإطالة في التعبير في تي بالحرم مناسبا ً ألن (ذلكم) أكلر من (ذلك) ،والعكس صحيح.
فرد ،ففي اآلية هذا ُحكم في الطيالق قيال (ذَ ِلكُيم)،
--قد يكون في مقام التوكيد في تي بما هو أكلر توكيدا ً فيجمع وإذا كان أقل توكيداً يُ ِ
أل ال ُحكمين آكيد وأدومو الطيالق آكيد ص َدقَةً ذَ ِلكَ َخي ٌر لَّ ُكم َوأَطه َُر ( )١٢المجادلة) ُّ
سو َل فَقَ ِد ُموا بَينَ يَدَل نَج َواكُم َ أما ( ..إِذَا نَاجَيت ُ ُم َّ
الر ُ
وأدوم ألنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين أما اآلية اللانية فهي لأغنياء ثم ما لب أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ ليم
تفعلوا وتاب هللا عليكم ()١٣المجادلية) ،إذا كيان عنيدنا مجموعتيان إحيداهما أوسيع مين األخيرى يسيتعمل لهيا ضيمير الجميع ولأقيل
ضمير اجفراد.
* يقال ذلكم للتفخيم ولبيان األهمية وهنا (ذَ ِلكُم) جاءت بعد ما فرٍ القرآن الكريم من تعداد سبع مسائل من مسائل الطالق:
(وال ُم َطلَّقَاتُ َيت َ َر َّبصنَ ِب َنفُس ِِهنَّ ).
-١المس لة األولى حكم وجوب العدة َ
علَي ِهنَّ ).
(ولَ ُهنَّ ِمل ُل الَّذِل َ -٢الحكم اللاني عن حقوق الزوجة َ
ساكٌ ِب َمع ُرومٍ ). م إَ
-٣الطالق الذل ثبت بالرجعة (ال َّط َال ُ َ َّ ِ ِ َ
ف ان َ ترم ق
-٤حكم العو في الخلع.
-٥الطالق البائن بينونة كبرى.
-٦اجمساك للضرر واالعتداء.
ضيياعَةَ َو َ
علَييى ال َمولُييو ِد َل يهُ ِر قُ ُهيينَّ َو ِكسي َيوت ُ ُهنَّ الر َياملَي ِن ِل َميين أ َ َرا َد أَن يُ يتِ َّم َّ
آييية (َ ( : )٢٣٣وال َوا ِل يدَاتُ يُر ِضييعنَ أَو َال َد ُهيينَّ َحييولَي ِن َكي ِ
َياال عَين تَ َيرا ٍ ا ِملي ُل ذَ ِليكَ فَي ِإن أَ َرادَا فِص ً علَى ال َيو ِار ِ
َار َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َو َال َمولُو ٌد لَهُ بِ َولَ ِد ِه َو َ
س إِ َّال ُوسعَهَا َال تُض َّوم َال ت ُ َكلَّ ُ نَف ٌ
بِال َمع ُر ِ
َّللاَ َواعلَ ُموا وم َواتَّقُوا َّ سلَّمت ُم َما آَتَيت ُم ِبال َمع ُر ِعلَيكُم إِذَا َ َ َ َ
علَي ِه َما َوإِن أ َردت ُم أن تَستَر ِضعُوا أو َال َدكُم فَ َال ُجنَا َح َ َاو ٍر فَ َال ُجنَا َح َ
ِمن ُه َما َوتَش ُ
أَنَّ َّ
َّللاَ بِ َما تَع َملُونَ بَ ِص ٌ
ير).
* قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ألنه ابنه استحقاقا ً يُدعى باسمه ويلتحيص بيه فيي النسيب ُكميا ً أنيه المسيؤول
عنه يتكفله ويرعاه فهو له وليس لأم فالوالدة (هي َولَدت) لكن المولود لأب.
* استعمال ( َوال َوا ِلدَاتُ ) بالجمع و(ال َمولُو ِد لَهُ) باجفراد يحتمل أن يكون للمولود له أكلر من وجة فالوالدات بالجمع لتشملهن.
* نالحظ أنه تعالى قال ( َوال َوا ِلدَاتُ يُر ِضعنَ أَو َال َدهُنَّ ) ولم يقل على الوالدات ألنهن لسن مكلفات شرعا ً بإرضاع الولد فيمكن لهين أن
ال يُرضعن أو أن ي تين بمرضعة.
علَى ال َمولُو ِد لَهُ ِر قُ ُهنَّ ) ألن هذا واجب األب فجمع سبحانه البيان والشرع والحكم.
* لكنه تعالى قال ( َو َ
س ِإ َّال ُوس َعهَا) :سا ِإ َّال ُوس َعهَا) ( َال ت ُ َك َّل ُ نَف ٌ
َّللاُ َنف ً (ال نُك َِل ُ نَف ً
سا ِإ َّال ُوس َعهَا) َ
(ال يُك َِل ُ َّ * الفرق بين َ
س إِ َّال ُوسعَهَا) األب مكل ب ن يُنفص على أوالده ،من الذل كلفهو سواء كان العُيرم أو اليرحم أو القيانون أو الفقيه - (ال ت ُ َكلَّ ُ نَف ٌ
َ --
وكله يرجع إلى مشيئة هللا -لكن التكلي المباشر لم يذكر أنه من هللا عز وجل ما قال أنا أكلفك فهو مكل (مبني للمجهول).
َّللاُ نَف ً
سيا إِ َّال ُوسيعَهَا( ))٢٨٦هيذا تكليي --عندما يكون هناك حك ٌم شرعي منصواٌ عليه بالقرآن الكيريم بيالتعيين يقيول َ
(ال يُك َِلي ُ َّ
من رب العالمين سبحانه ليس مبنيا ً للمجهول.
سا إِ َّال ُوسعَهَا()٤٢األعيرام) وحيلميا تكليم بصييغة الجميع معنياه هيو َ ُ
(ال نك َِل ُ نف ً --رب العالمين يتكلم بصيغة التعظيم بنون المتكلم َ
يفعل شيئا ً ال يستطيع أحد غييره أن يفعليه ،فقي هيذا مين اختصياا هللا والسيياق عين الميؤمنين وجيزائهم فيي الجنية بيانيا ً وإظهياراً
لقدرهم عند هللا عز وجل.
َآر َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َوالَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِدهِ)
* داللة كلمة (تضار) فى قوله تعالى (الَ تُض َّ
ياررو أل ال يضييرها أحييد أو ال
يار) مفتوحيية .ولكيين هييل هييي ال تضي َ هييذا حكييم شييرعي (ال) ناهييية وليسييت نافييية بييدليل الييراء فييي (يضي َّ
تضارر ،هي ال تضر أحداًو المعنيان مرادان وكالهما منهي .أل ال يوقع عليها ضرر بحي األب يضيرها إذا كانيت مطلقيةو أو هيي ال ِ
تضر وجها بحي تمنع إبنهاو هذا من باب التوسع في المعنى.
َآر َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َوالَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه ( )٢٣٣لم َلم يقل وال والد بولده بدل وال مولود له بولدهو
* (الَ تُض َّ
لو قال ال تضار والدة بولدها وال والد بولده يكون الحكم واحد ،هذا و ِلد له حكما ً وشرعا ً وعرفا ً ينتسب ألبيه ويلتحص ب بييه وليو قيال
(والَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِدهِ) هذه الم االستحقاق.
وال والد بولده لصار الحكم واحدا ً فلما تغير الحكم تغيرت الصيغة َ
* المالحظ في القرآن الكريم أنه إذا استعمل الفعل المضارع بعد الشرط فمظنة التكرار .واستعمال الماضي مظنة عدم التكرار( .فَي ِإن
أ َ َرادَا فِصَاالً عَن ت َ َرا ٍ ِمن ُه َما َوتَش ُ
َاو ٍر فَالَ ُجنَا َح َ
علَي ِه َما) إذا انفصال انتهى األمر ،كم مرة سيطلصو ال تتكرر هذه اجرادة.
ِيهنَّ أَر َب َعيةَ أَشي ُه ٍر َوعَشيرا ً فَي ِإذَا َب َلغينَ أَ َجلَ ُهينَّ فَيالَ ُجنَيا َح َ
علَييكُم (والَّ ِذينَ يُت َ َو َّفونَ ِمنكُم َو َيذَ ُرونَ أ َ َواجا ً َيت َ َر َّبصينَ ِب َنفُس ِ
آية (َ : )٢٣٤
ير) فِي َما فَعَلنَ فِي أَنفُس ِِهنَّ بِال َمع ُر ِ
وم َوَّللاُ بِ َما تَع َملُونَ َخبِ ٌ
* أضام ربنا تعالى (األجل) إلى النساء المعتدات فقال (أ َ َجلَ ُهنَّ ) ولم يقل إذا بلغن األجل إيحاء إلى أن مشيقة هيذا األجيل واقعية عليى
المعتدات فهن الصابرات والمتعبدات بترك الزينة والتزام بيت الزوجية وفي هذا مشقة ولذلك أضيام األجيل إلييهن ج الية ميا عسيى
أن يكون قد بقي في نفوس النياس مين إسيتفظاع تسيرع النسياء إليى التيزوج بعيد عيدة الوفياة خاصيةً أهيل اليزوج المتيوفى فنفيى هللا
تعالى هذا الحرج.
* الفعل يتوفون من األفعال التي التزمت العرب فيها البناء للمجهول فنقول ت ُوفي فالن وال نقول توفى فالن .وقيد حيدا ذات ييوم أن
عليي بقوليه (هللا) وليم ٌّ عليا ً رضي هللا عنه كان يشيع جنا ة فقال له قائل :من المتيوفيو بلفيظ إسيم الفاعيل سيائالً عين المييت ف جياب
يجبه لينبهه على خطئه.
*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروم) و (من معروم)و
المعرفة في اللغة هي ما دل على شيء معين والنكرة ما دل على شييء غيير معيين .وفيي اآليية األوليى المعيروم يقصيد بيه اليزواج
(والَّي ِذينَ يُت َ َوفَّيونَ ِمينكُم َويَيذَ ُرونَ
سياء )..أميا اآليية اللانيية َ علَييكُم فِي َميا ع ََّرضيت ُم بِي ِه ِمين ِخطبَي ِة النِ َ
(والَ ُجنَيا َح َ بالذات ألن اآلية بعيدها َ
ِيهنَّ ِمين َّمع ُيرومٍ َوَّللاُ ع َِز ٌ
ييز ِ س ُ فنَ أ يي
َ ف
ِ نَلع
َ َ ف امَ ي ف
ِ ُم
ك يَ لعَ ح
َ اَ نجُ َ الَ ف نَجرَ َ
خ ن إ
ِ َ ف ٍ اج ر
َ خإ
ِ ر
َ يغَ ل
ِ َو
ح ال ى َ لإ
ِ ً ااعَ تمَّ أ َ َواجا ً َو ِصيَّةً ِأل َ َو ِ
اج ِهم
َح ِكي ٌم ( ))٢٤٠فهي عامة ويقصيد بيـ ( َّمع ُيرومٍ ) هنيا كيل ميا يُبياح لهيا .ولميا جياء بيالزواج جياء بالبياء وهيي الدالية عليى المصياحبة
واجلصاق وهذا هو مفهوم الزواج بمعناه المصاحبة واجلصاق.
ير) : َّللاَ بِ َما تَع َملُونَ َخبِ ٌ (و َّ* داللة تقديم العمل على الخبرة اجلهية في ختام اآلية َ
يير) وليو كيان ِ ٌ ب َ
خ يونَُ ل م
َ عَ ت يا م ب َّللا
َ َّ َ ِ َ (و عمليه قيدم اجنسيان عميل فيي السياق كان هنالك قاعدة استنبطت مما ورد في القرآن الكريم :إذا
السياق في غير العمل أو كان في األمور القلبية أو كان الكالم على هللا سبحانه وتعالى قيدم صيفة الخبيرة (خبيير بميا تعمليون) .مليل
يير) هيذا عميل فقيدم العميل ،وكيذلك ( ِإن ت ُبيدُوا وم َوَّللاُ ِب َميا ت َع َملُيونَ َخ ِب ٌ علَيكُم فِي َما فَعَلنَ فِي أَنفُس ِِهنَّ ِبيال َمع ُر ِ اآلية ..( ٢٣٤فَالَ ُجنَا َح َ
ير ( ))٢٧١هيذا عميل، َ ُ
سيِئَاتِكُم َوَّللاُ بِ َما تَع َملونَ خبِ ٌ ت فَنِ ِع َّما ِه َي َوإِن ت ُخفو َها َوت ُؤت ُو َها الفق َراء ف ُه َو خي ٌر لكُم َويُك َِف ُر عَنكُم ِمن َ
ُّ َ َ َ ُ ُ ص َدقَا ِال َّ
ير ِب َميا تَفعَلُيونَ ( )٨٨النميل) هيذا لييس ِ ٌ ب َ
خ ُ ه َّ نإ
ِ ءٍ َيش ل
َّ ُ
ك نَ َ قتَ أ ِل
ذ َّ لا ِ َّللا
َّ ع
َ ن ص
ُ ب
ِ َا
ح س
َّ ال ر م
َ ر
َ ُ ُّ َّمَ ت ي ه
ِ و
َ ً ةدَ َام
ِ ج َا
ه ُ بسَ حَ ت ل
َ اب
َ ج
ِ ال ى ر
َ َ ت(و
َ أما
عمل اجنسان فقدم الخبرة.
آية (( : )٢٣٩فَإن ِخفت ُم فَ ِرجَاالً أَو ُركبَانًا فَ ِإذَا أ َ ِمنت ُم فَاذك ُُروا َّللاَ َك َما َ
علَّ َمكُم َّما لَم تَكُونُوا تَعلَ ُمونَ )
* جاء ربنا باألمن بـ (إذا) فقال (فَ ِإذَا أ َ ِمنت ُم) وجاء بالخوم بـ (إن) (فَإن ِخفت ُم) فهيذا بشيارة لنيا نحين المسيلمين بي ن النصير واألمين
سيكون لنا مهما طال أمر الفزع والخوم فـ (إن) تستعمل في الشك والتقليل ف دخلها ربنا تعالى على الخوم وتسيتعمل (إذا) لليقيين
والقطع فاستعملها ربنا مع األمن.
ت فَقَيا َل لَ ُهي ُم َّللاُ ُموتُيوا ثُي َّم أَح َيياهُم ِإنَّ َّللاَ لَيذُو فَضي ٍل َ
علَيى آية (( : )٢٤٣أَلَم ت َ َر ِإلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجوا ِمن ِد َي ِار ِهم َوهُم أُلُ ٌ
وم َحذَ َر ال َمو ِ
اس الَ يَشك ُُرونَ ) اس َولَـ ِكنَّ أَكل َ َر النَّ ِ
النَّ ِ
* (أَلَم ت َ َر) في اللغة العربية ت تي بمعنيين .األول :السؤال عن الرؤية البصرية والرؤية القلبية ،والمعنى اآلخير معناهيا أليم تعليم أليم
ينتهي علمكو للتعجيب سواء رآه أو لم يسبص له رؤيته للفت نظر السامع الذل يحدثه والمخاطب إلى أمر يدعو إلى الت ميل والعجيب
ت) ألم ينتهي علمكو أليم تسيمع وم َحذَ َر ال َمو ِ من الحالة أو من قدرة هللا أو ما إلى ذلك( ،أَلَم ت َ َر ِإلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجوا ِمن ِد َي ِار ِهم َوهُم أ ُلُ ٌ
* لم يذكر القرآن القر إال وصفه بالحسن وهو أن يكون نقيا ً حالالً خالصا ً من شوائب الرياء والمن وأن يكيون عين طييب نفيس ،
وأن يتحرى أفضل الجهات التي فيها نفع للمسلمين.
* ال تجد القر في القرآن إال هلل ،لم ي ت إال قرضا ً حسنا ً ومع هللا تعالى فق (يُق ِير ُ َّللاَ َقرضًيا َح َ
سي ًنا) حتيى يفيرق بيين القير
الذل هو في المعامالت بين الناس والقر الذل هو عبادة مع هللا ،لو قال أقرضوا لم تختص بالعبادة ،وألنه مع هللا فإن ثوابيه مين
هللا عز وجل (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ أَضعَافًا َكلِ َ
يرةً).
يرةً) وفى سورة الحديد ذكر المضاعفة مع األجر الكريم (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم) : * قال تعالى (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ أَض َعافًا َك ِل َ
َ َ َ َ
ييرةً) وفيي الحدييد ذكير الكيم (فيُضَيا ِعفَهُ ليهُ) وذكير الكيي ( َوليهُ أج ٌير ك َِيري ٌم) ً َ
-في سورة البقرة ذكر الكم ولم يذكر الكي (أضعَافا َكلِ َ
والكريم الحسن البالغ الجودة ،وسورة الحديد مطبوعة بطابع اجيمان واالنفاق ،هذا أمر.
سي ُ) يقييبض معنيياه يضيييص اليير ق ويمسييك هييذا فييي الييدنيا ،فيهيا تهديييد ض َويَب ُ (وَّللاُ يَقيبِ ُ -األميير اآلخيير أنييه قييال فييي سييورة البقييرة َ
يرةً) ف نيت أن ِفيص َ ل
ِ َ
ك اً فاع
َ ض َ أ ُ ه َ ل ُ ه َ فعِ َاضُ يَ ف ( فقال المال إلى يحتاج ف ق الر في وتضييص قبض بالقبض ،فصاحب المال محتمل أن يصيبه
حتى ال يصيبك القبض وحتى ي تيك البس ،هذا من باب تبصيره في األمير ،أميا فيي سيورة الحدييد فلييس فيهيا تهدييد بيالقبض فقيال
تعالى (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم).
ُ َ َ
سينبُل ٍة ِمئية َحبَّي ٍةسنابِ َل فِي ك ُِل ُ َ سب َع َ َ َ َ
سبِي ِل َّللاِ َك َمل ِل َحبَّ ٍة أنبَتت َ َ َ ونَ ُ ينَ َّ َ
-قال في آية أخرى في سورة البقرة ( َّمل ُل ال ِذ يُن ِفق أم َوال ُهم فِي َ
ع ِلي ٌم ( ))٢٦١في مقام التكلير فناسب سياق التكلير في السورة. س ٌع َ َوَّللاُ يُضَا ِع ُ ِل َمن يَشَاء َوَّللاُ َوا ِ
* الفرق بين خواتيم اآليتين ( َوإِلَي ِه ت ُر َجعُونَ ) ( َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم) :
ت فَقَيا َل لَ ُهي ُم َّللاُ ُموتُيوا .. يار ِهم َوهُيم أُلُ ٌ
يوم حَيذَ َر ال َميو ِ -آية البقرة واقعة في سياق القتال والموت (أَلَم ت َ َر ِإلَيى الَّي ِذينَ َخ َر ُجيوا ِمين ِد َي ِ
َ َ َ َ
سينًا َ ..وإِليي ِه ت ُر َجعُيونَ ( )٢٤٥أليم تَي َر إِليى ال َمي ِ
ت ِمين بَنِيي سيبِي ِل َّللاِ َّ )٢٤٤( ..مين ذَا الَّيذِل يُق ِير ُ َّللاَ قَرضًيا َح َ (َ )٢٤٣وقَاتِلُوا فِي َ
سي ِبي ِل َّللاِ ))٢٤٦( ..والقتيل مظنية الرجيوع إليى هللا تعيالى فقيال سى ِإذ قَالُوا ِلنَ ِبي ٍ لَّ ُه ُم ابعَي لَنَيا َم ِلكًيا نُّقَاتِيل فِيي َِإس َرائِي َل ِمن بَع ِد ُمو َ
(وإِلَي ِه ت ُر َجعُونَ ).
َ
(ولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم).
-في سورة الحديد الكالم في اجنفاق وليس في الموت والقتال فقال َ
* الفرق بين داللة إستعمال ( َوإِ َلي ِه ت ُر َجعُونَ ) في اآلية و( َوإِ َلي ِه ت ُحش َُرونَ ) في سورة الملك في القرآن:
-اآلية هنا تتكلم عن الجانب المالي والمال يذهب ويجيء وهللا سبحانه يقبضه ويبسطه ففيه ذهياب الميال وإيابيه ففيهيا رجيوع ،ثيم
أنتم وأموالكم ترجعون إلى هللا.
-آية الملك (قُل ه َُو الَّذِل ذَ َرأَكُيم ِفيي األَر ِ َو ِإلَيي ِه ت ُحش َُيرونَ ( ))٢٤ذرأ بمعنيى نشير أل يبيلكم وينشيركم فيي األر ،وهيذا اليذرء
يحتاج أن يُجمع فالحشر فيه معنى الجمع وفيه صورة لم هذا المنلور المذروء المو ع في األر ،ولهذ ت تي تحشرون مع ذرأ.
* الفرق بين الطاقة وال ِق َبل (قَالُوا الَ َطاقَةَ لَنَا ال َيو َم ِبجَالُوتَ َو ُجنو ِد ِه ( ))٢٤٩و (فَلَنَ ِت َينَّ ُهم ِب ُجنُو ٍد َّال ِق َب َل لَ ُهم ِبهَا ( )٣٧النمل) :
الطاقة هي القدرة (قَالُوا الَ َطاقَةَ لَنَا اليَو َم بِجَالُوتَ َو ُجنو ِدهِ) أل ليس عندنا قوة وال قدرة أصالً.
(ال قِبَي َل لَ ُهيم ِبهَيا) أل ال قيدرة لهيم عليى مقابلتهيا بينميا هيم أصيحاب قيوة ،مليل ال ِقبَل هي القدرة على المقابلة والمجا اة عليى شييء َّ
شدِي ٍد ( ))٣٣أل عنيدهم قيوة وبي س فيي الحيرب ويسيتطيعون المقابلية فجياء جماعة بلقيس حين قالوا (نَحنُ أُولُوا قُ َّو ٍة َوأُولُوا بَ ٍس َ
كالم سليمان (فَلَنَ تِيَنَّ ُهم ِب ُجنُو ٍد َّال قِبَ َل لَ ُهم ِبهَا).
َي) الحي معرفة ،والحي هو الكامل اجتصام بالحياة ولم يقل حي ألنها تفيد أنه من جملة األحياء .فالتعري بـ(ال) هي داللية * (الح ُّ
على الكمال والقصر ألن ما سواه يصيبه الموت .والتعري قيد يي تي بالكميال والقصير ،فياهلل ليه الكميال فيي الحيياة وقصيرا ً فياهلل هيو
الحي ال حي سواه على الحقيقة آلن كل ما عداه يجو عليه الموت وهو الذل يفيض على الخلص بالحياة.
* (القَ ُّيو ُم) من صيغ المبالغة من القيام ،ومن معانيها القائم في تدبير أمر خلقه ،ومن معانيها القائم على كل شيء ،ومين معانيهيا
الذل ال ينعس وال ينام ألنه إذا نعس أو نام ال يكون قيوما ً ومن معانيهيا القيائم بذاتيه وهيو القييوم جياءت معرفية ألنيه ال قييوم سيواه
على األر حصراً.
* ( َمن ذَا الَّذِل يَشفَ ُع ِعن َدهُ إِالَّ بِ ِإذنِ ِه) :
َ
ت َو َما فِي األر ِ ) شمل ميا فيي اليدنيا ثيم ( َمين ذَا الَّيذِل
اوا ِ -داللة واضحة على تبيان ملكوت هللا وكبريائه فلما قال (لَّهُ َما فِي ال َّ
س َم َ
يَشفَ ُع ِعن َدهُ إِالَّ بِ ِإذنِ ِه) هذا في اآلخرة ،فدل هذا على ملكه وحكمه في الدنيا واآلخرة.
َ ( -من ذَا) أسلوب اجستفهام اجنكارل أقوى من النفي.
-دل هذا على أنه حي قيوم كي و ألن الذل يُستشفع عنده حي والذل ال يستطيع أحد أن يتقدم إال بإذنه يجعله قائم ب مر خلقه.
-د َّل على شرم ومكانة الشافع عند هللا تعالى وهو محمد صلى هللا عليه وسلم.
-قال ( ِإالَّ ِب ِإذنِ ِه) فال أحد يشفع عند هللا بحص هللا ولكن يشفع من خصه هللا تعالى بهذا اجذن وهذه كرامة ما بعدها كرامة.
* ( َوالَ يُ ِحي ُ
طونَ بِشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه إِالَّ بِ َما شَاء) :
-لم يقل وال يعلمون شيئا ً من علمه ألن اجحاطة تقتضي اجحتواء على جميع أطرام الشيء بحي ال يشيذ منيه جيزء مين أوليه وال
آخره ف راد ربنا أن يصور لنا قصر علمنا وضع مداركنا فنحن قد نعلم شيئا ً كان مجهوالً بياألمس ولكننيا ال نسيتطيع أن نحيي بكيل
ما يلزم عنه وال نقدر على إدراك كل ما له به صلة ولذلك فإن علومنا قابلة للتبديل والتعديل.
-انظر أيضا ً إلى قوله تعالى ( ِبشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه) ولم يقل وال يحيطون بعلمه وهذا مزيد من الدقة في تصغير معارفنا وعلومنا.
( -إِالَّ بِ َما شَياء) تحتميل معنييين فيي اللغية :أن تكيون (ميا) مصيدرية بمعنيى (إال بمشييئته) أو أن تكيون اسيما ًًّ موصيوالً بمعنيى (إال
بالذل شاء) وهنا جمع المعنيين أل ال يحيطون بعلمه إال بمشيئته وبالذل يشاؤه نوعا ً وقدراً.
-ذكر نفي اجحاطة بالذات في سورة طه ونفى اجحاطة بالعلم في آية الكرسي ففي سيورة طيه جياءت اآليية تعقيبيا ً عليى عبيادة بنيي
(و َال يُ ِحي ُ
طونَ ِب ِه ِعل ًما) أما فيي آيية الكرسيي اسرائيل للعجل وقد صنعوه ب يديهم وأحاطوا به علما ً وهللا ال يحاط به ،فناسب أن يقول َ
فالسياق جاء في العلم.
ت َواألَر َ ) :
اوا ِ سيُّهُ ال َّ
س َم َ س َع كُر ِ* ( َو ِ
َ
ت َو َميا فِيي األر ِ ) فيدل عليى أن اليذل فيهميا هيو
اوا ِ -دل على أن السموات واألر من ملكه ،وقبلها قال تعالى (لَّهُ َميا فِيي ال َّ
سي َم َ
ملكه أيضا ً ألن المالك قد يملك الشيء لكن ال يملك ما فيه وقد يكون العكس.
س َع) تدل على أنه وسعهما فعالً فلو قال يسع لكان فق إخبيار عين مقيدار السيعة فعنيدما نقيول -استخدام صيغة الماضي في فعل ( َو ِ
تسع دارل أل شخص فليس بالضرورة أن يكون فيها أل شخص ولكن عندما نقول وسعت دارل أل شخص فهذا حصل فعالً .
سيُّهُ) هللا أعلم بما يليص بذاته ونحن نق عند ما قال ربنيا ،وفيي اللغية يسيتعملون الكرسيي مجيا ا ً يقصيدون بيه القيدرة س َع كُر ِ(و ِ
َ -
والملك والتدبير أل وسع ملكه وعلمه السموات واألر ،فاشغل نفسك بما كلفك هللا به وما ستس ل عنه يوم القيامة.
-المالحظ في اآلية أنهيا تيذكر مين كيل األشيياء اثنيين اثنيين ،بيدأها بصيفتين مين صيفات هللا تعيالى (الحيي القييوم) وذكير اثنيين مين
النوم(سنة ونوم) وكرر (ال) مرتين (ال ت خذه سنة وال نوم) وذكر اثنين فيي الملكيية (السيموات واألر ) وكيرر (ميا) ميرتين وذكير
اثنين من علمه في (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسيع كرسييه السيموات واألر ) وخيتم اآليية
باثنين من صفاته (العلي العظيم).
وقد ورد اسمين من أسماء هللا الحسنى مرتين في القرآن :فيي سيورة البقيرة (هللا ال إليه إال هيو الحيي القييوم) وميرة فيي سيورة (آل
عمران) في األية اللانية (هللا ال إله إال هو الحيي القييوم) (الحيظ اليرقم .)٢والعليي العظييم وردت ميرتين أيضيا ً فيي القيرآن ميرة فيي
سورة البقرة في آية الكرسي ومرة في سورة الشورى في اآلية الرابعة.
شد والرشاد:
والر َ
الرشد َ * الفرق بين ُ
الرش ُد ِمنَ الغَيِ) في الدنيا. َ ُ
الرشد يقال في األمور الدنيوية واألخروية فهي أعم ملل (الَ إِك َرا َه فِي الد ِ
ِين قد تَّبَيَّنَ ُّ ُّ -
ش ًدا ( )٢٤الكه ). ب ِمن َهذَا َر َ
َ َ ر قَ أل
ِ ي بر ن
ِ َِ ي
َ د
ِ هي
َ ن َ أ ىسَ ع
َ لُ ق (وَ فق اآلخروية األمور ففي َد
ش الر
َّ -
الرشَا ِد ( )٢٩غافر). سبِي َل َّ َ
(و َما أهدِيكُم إِ َّال َ -الرشاد هو سبيل القصد والصالح َ
سكَ ) فهي للتحقيص أل تحقص استمساكه ،وأحيانا ً تغير معنى الفعل من دعاء إلى خبير ميلالً * (قد) إذا دخلت على الماضي (فَقَ ِد استَم َ
تقول ر قك هللا محتمل أنك تدعو له بالر ق وتحتمل أنك تخبره أن هللا ر قه وأعطاه لكن ليو قليت (قيد ر قيك هللا) ال يمكين أن تكيون
دعاء وإنما إخبار لذا ال يصح أن تقول قد غفر هللا لك وإنما تقول غفر هللا لك.
يور إِلَيى ت إِلَى النُّ ُو ِر َوالَّ ِذينَ َكفَ ُيروا أَو ِليَيآ ُؤ ُه ُم ال َّطيا ُ
غوتُ يُخ ِر ُجيونَ ُهم ِمينَ النُّ ِ آية (َّ( : )٢٥٧للاُ َو ِل ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُوا يُخ ِر ُج ُهم ِمنَ ال ُّظلُ َما ِ
َاب النَّ ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ ) ت أُولَـئِكَ أَصح ُ
ال ُّظلُ َما ِ
* الولي تستعمل للتابع والمتبوع والناصر وتسمى من األضداد ،الولي التابع المحيب اليذل يتيولى أميره واليولي الناصير ،يعنيي هللا
علَي ِهم ( )٦٢يونس). م َ ولينا ونحن أولياء هللا (َّللاُ َو ِل ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُوا) يتولى أمرهم (أَال إِنَّ أَو ِليَاء َّللاِ الَ َخو ٌ
َّللاُ ال ُملكَ إِذ قَا َل إِب َرا ِهي ُم َر ِب َي الَّذِل يُح ِيي َويُ ِميتُ قَا َل أَنَا أُح ِييي َوأ ُ ِمييتُ
آية (( : )٢٥٨أَلَم ت َ َر إِلَى الَّذِل حَا َّج إِب َرا ِهي َم فِي َر ِب ِه أَن آَتَاهُ َّ
َّ َ َ
َّللاُ ال يَهدِل القو َم الظا ِل ِمينَ ) َ َّ
ب فبُ ِهتَ الذِل َكف َر َو َّ َ ت بِهَا ِمنَ ال َمغ ِر ِ ق فَ ِ
َّللاَ يَ تِي بِالشَّم ِس ِمنَ ال َمش ِر ِ قَا َل إِب َرا ِهي ُم فَ ِإنَّ َّ
* استعمال حرم ( أَلَم تَ َير إِلَيى) لييدل عليى أنيه أمير بليغ مين العجيب غايية بعييدة ،والحيص سيبحانه وتعيالى ليم يقيل لنيا مين هيو ذليك
اجنسان الذل حاج إبراهيم ألنه ال يعنينا التشخيص.
شهَا قَا َل أَنَّ َى يُح ِيـي َهـَ ِذ ِه َّللاُ َبع َد َمو ِت َها فَ َ َماتَهُ َّللاُ ِمئَيةَ ع ٍ
َيام ثُي َّم َب َعلَيهُ علَى ع ُُرو ِ علَى قَر َي ٍة َو ِه َي َخا ِو َيةٌ َ آية (( : )٢٥٩أَو كَالَّذِل َم َّر َ
ياركَ َو ِلنَجعَلَيكَ آيَيةً
ظر إِلَى ِح َم ِ سنَّه َوان ُ امكَ َوش ََرابِكَ لَم يَت َ َ ظر إِلَى َطعَ ِ َ َ َ
ض يَو ٍم قا َل بَل لَّبِلتَ ِمئ َة ع ٍَام فان ُ قَا َل كَم لَبِلتَ قَا َل لَبِلتُ يَو ًما أَو بَع َ
علَى ك ُِل شَيءٍ قَد ٌ
ِير) سو َها لَح ًما فَلَ َّما ت َ َب َّينَ لَهُ قَا َل أَعلَ ُم أَنَّ َّللاَ َ ظر ِإلَى ال ِع َظ ِام كَي َ نُنش ُِز َها ث ُ َّم نَك ُ
اس َوان ُ
ِللنَّ ِ
ع َددًا (: ))١١ سنِينَ َ على آذانِ ِهم فِي الكَه ِ ِ َ َ َ َ
* داللة (ف َماتَهُ) هنا وإستخدام الضرب على السمع في الكه (فض ََربنَا َ َ َ
يى يُح ِييـي َهيـَ ِذ ِه َّللاُ بَعي َد َموتِهَيا) نالحيظ أنيه إسيتعمل َ َّ ن َ أ ( أميا أوالً أهل الكه لم يموتوا وإنما ناموا ولذلك ال يصيلح أن يقيال :أمياتهم.
كلمة يحيي وكلمة الموت فناسب ذلك أن يقول (ف ماته هللا) ألنه تكلم عن موت وحياة.
* قال (فَ َ َماتَهُ) ولم يقل (أحياه) ألن أحياه أل جعل فيه الروح ،جعله حيياً .أميا بعليه أل جعليه يينهض فالبعي فييه معنيى اجنهيا ،
بعله يعني الحياة جزء منه .الفعل بع له معنيان متقاربان :المعنى األول :أرسله واجرسال ك نه بعد تقييده ك نه كان عنيده ثابيت ثيم
أرسله لذلك يقولون أرسل السهم .ثم فيه معنى النهو :يقول بعي الناقية لميا تكيون باركية أل أقامهيا وأنهضيها بي ن حيل رباطهيا.
هذان المعنيان متقاربان :بعله أل أنهضه كامالً مبصرا ً عاقالً ألنه بعي بمعنيى إسيتوى قائميا ً كميا تسيتول الناقية واقفية إذا بعلتهيا..
فلما ينهض هذا النائم الميت أل نهض بوعيه بعقله حتى يحاور حتى يقال له كم لبلتو ويجيب .ثم ختامها (قَا َل لَ ِبلتُ َيو ًميا أَو َبعيضَ
علَيى ك ِ
ُيل شَييءٍ يَو ٍم) لما ع ُِرم قدرة هللا سبحانه وتعالى ثم بدأ الحمار يتكون شيئا ً فشيئا ً فعند ذلك قال (فَلَ َّما تَبَيَّنَ لَهُ قَا َل أَعلَ ُم أَنَّ َّللاَ َ
ِير) مس لة كان يعلمها لكنه متعجب أنها قرية ميتة كي يبعلها هللا تعالىو لكنها اآلن أصبحت يقيناً. قَد ٌ
سنِينَ َوا دَادُوا تِس ًعا ( )٢٥الكه ) و (بَل َّل ِبلتَ ِمئ َةَ ع ٍَام) : * الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى (ثَ َال َ
ا ِمائ َ ٍة ِ
فى الكه سنين بدل وليس تمييز عدد ،لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكه ليست مضيافة ،ثيالا مائية ليم تضيفها حتيى تقيول
ثالا مائة سنة( .،سنين) بدل ألن تمييز العدد له أحكام بعد المائة واألل يكون مفرد مضام إليه (فَلَ ِب َ فِي ِهم أَل َ َ
سينَ ٍة ِإ َّال َخم ِ
سيينَ
ا ِمائَيةٍ) نيون ألن هيذا أمير عجييب فنيون ،هيذا تنيوين التمكيين لكين َيام ( )٢٥٩البقيرة) (ث َ َيال َ عَا ًما ( )١٤العنكبوت) (بَل لَّبِليتَ ِمئَيةَ ع ٍ
اا ِمائَةٍ) أبهمت ويسمى اجيضاح بعد اجبهام .إذا قلنيا (ثَ َيال َ الغر منه ،لماذا لم يض و ألن األمر يدعو إلى العجب والتعجيب (ث َ َال َ
ِمائَةٍ) السامع ال يتوقع أو ال ينتظر منك شيئا ً آخر ألنه لو أردت أن تضي ألضيفت بعيد المائية ،إذن انتهيى السيائل فيإذا جئيت بالبيدل
تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا اجيضاح بعد اجبهام.
* ( َو ِلنَجعَلَكَ ) على ماذا مععطوفةو لما نجيد العطي عليى مقيدر محيذوم نفهيم أن هنياك أميوراً أخيرى ليم ييذكرها ،فعنيدما أحيياه هللا
اس)،تعالى هل فق ليجعله آية للناسو هنالك أمور أخرى لكن ذكر منها ( َو ِلنَج َعلَكَ آيَةً ِللنَّ ِ
* في قراءة عاصم (كَي َ نُنش ُِز َها) وفي قراءة ورش (كي نَنشرها) فما الفرق في المعنى بين الكلمتينو
نُنشزها هذه قراءة حفص أل نردها إلى أماكنها ألنه لما الحمار مات سقطت عظامه ،فنُنشزها يعنيي نرفعهيا مين مكانهيا ونضيع كيل
واحدة في مكانها ،أما نُنشرها يعني نحييها ،مين النشيور (ثُي َّم إِذَا شَياء أَنش ََيرهُ ( )٢٢عيبس) يعنيي أحيياه .نَنشيرها النشير ضيد الطيي
ك نها كانت مجموعة نبسطها .اجثنتان فيهما إحياء لكن مراحل ،العظام كانيت مجتمعية ينشيرها ويرفعهيا ويحييهيا .تيدور الداللية فيي
فلك واحد حول اجحياء ،لكن كل واحدة لها داللة.
ب أ َ ِر ِني كَي َ ت ُح ِيـي ال َموتَى قَا َل أ َ َولَم ت ُؤ ِمن قَا َل َبلَى َولَـ ِكن ِل َيط َم ِئنَّ قَل ِبي قَا َل فَ ُخذ أَر َب َعةً ِمنَ ال َّطي ِر
(و ِإذ قَا َل ِإب َرا ِهي ُم َر ِ
آية (َ : )٢٦٠
َ
سعيًا َواعلَم أنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
يز َح ِكي ٌم) ُ
علَى ك ُِل َجبَ ٍل ِمن ُهنَّ ُجز ًءا ث َّم اد ُ
ع ُهنَّ يَ تِينَكَ َ فَ ُ
صرهُنَّ إِلَيكَ ث ُ َّم اجعَل َ
*ما اللمسة البيانية في كلمة ( َولَـ ِكن ِل َيط َم ِئنَّ قَل ِبي) على لسان إبراهيم :
إبراهيم عليه السالم في هيذا الطليب كيان ينياجي ربيه وربيه يخاطبيه إذن المسي لة ال عالقية لهيا بقيوة اجيميان ألن إيمانيه ال شيك فييه
فمخاطبة هللا عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون مين أسيباب اجيميان ،فيال يحتياج إليى دلييل ،هللا سيبحانه وتعيالى يعليم أنيه ميؤمن،
والتساؤل (أَ َولَيم تُيؤ ِمن قَيا َل بَلَيى) هيو لتقريير أمير للسيامعين ألن السيامع لميا يسيمع سيؤال إبيراهيم علييه السيالم سيسي ل :أليم يكين
إبراهيم كامل اجيمانو إذن أثبت اجيمان جبراهيم علييه السيالم حتيى ال يخطير فيي قلوبنيا أنيه طليب هيذا األمير ليلبيت إيمانيه .إذن ميا
موضع اجطمئنان هناو
في موق شبيه في قصة العزير أراه ملاالً في نفسه هو .مس لة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكلييرين مين بياب اجطيالع
على الشيء ولمعرفته وليس للشك ألنه كان هناك يقين ب ن هللا تعالى يحيي الموتى وهذا هو اجيمان.
(منَ ال َّطي ِر) تدل على التبعيض وهذا يضي معنى آخير وهيو التعيدد واالخيتالم خالفيا ً لقولنيا أربعية طييور التيي ال
* (من) في قوله ِ
تدل على تعدد أنواعها فقد تكون من صن واحد وحتى ال يتوهم مشكك ب ن بعض األنواع أهون باجحياء والبع من بعض.
* (ث ُ َّم اجعَل َ
علَى ك ُِل َجبَ ٍل) (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب( ،ثم) في اآلية تفيد معنيين:
-حتى يجعل جبراهيم متسعا ً في الحركة وينتقل من جبل إلى جبل فصعود أربعة جبال يحتاج وقتاً.
-هذا أدل على قدرة هللا ألنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون أسرع في الحياة ،لكن حتى يبين أنيه حتيى
لو ت خر الوقت سيحصل األمر وست تيك الطيور مسرعة ،بينما لو جاء بالفاء لم يفد هذين المعنيين.
*(يَ تِينَكَ َ
سعيًا) :
-السعي هو نيوع مين أنيواع المشيي ال مين أنيواع الطييران ولكين خيص ربنيا تعيالى إجابية الطييور بالسيعي ال بيالطيران ميع أن هيذا
مخال لطبيعة الطير ليكون دليالً وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي ُردت إليهن مخالفة لحياتهن السيابقة وليذلك عجيزن
عن الطيران ألنه غير معهود بهذه الحياة الجديدة.
ً ً
سعيًا) لم يقل ساعيات مع أنها حال وهذا يفيد المبالغة فعندما تقول أقبل راكضا ،راكضا ييدل عليى الحيدا وصياحب الحيدا ،أقبيل َ (-
ركضا ً تحول الشخص إلى مصدر ،هو صار ركضاً .ولذلك ما قال ساعيات ال ليس فيهن شيء يُلقلهن من المادة يتحولن من أقصى
الهمود إلى حركة أل هن أصبحن سعياً.
يز َح ِكي ٌم) وليس على كل شيء قدير: * داللة ختام اآلية ( َواع َلم أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
-أوالً سياق اآلية قد يحسم األمر لدى المتكلم حسب ما يريده على ماذا يريد أن يركزو فقبلها كان الكيالم عين إبيراهيم علييه السيالم
يي الَّيذِل يُح ِييـي َويُ ِمييتُ ) أال يعليم اآلن أن هللا عليى كيل شييء قيديرو يعليم .واسيتدل بيذلك عليى ميا سيبص مين اآلييات (قَيا َل (ر ِب َ
لما قال َ
َ َ َ َ َ َ َ
ب) إذن هو يعلم( ،قا َل أ َوليم تُيؤ ِمن قيا َل بَليى َوليـ ِكن ِليَط َميئِنَّ قلبِيي) إذن ت بِهَا ِمنَ ال َمغ ِر ِ قف َِ إِب َرا ِهي ُم فَ ِإنَّ َّللاَ يَ تِي بِالشَّم ِس ِمنَ ال َمش ِر ِ
هو يؤمن وإنما اآلن يريد أمراً آخر.
ُ ُ َ َ َ
-اآليات جاءت في سياق النمرود لما قال (قا َل أنا أحيِـي َوأ ِميتُ ) جاء بشخصين قتل واحيد وأطليص اآلخير ،هيو معتيز بحكميه عزييز
يز َح ِكي ٌم) ربنا هو العزيز الحكيم والخطاب في اآلية موجه إلى إبراهيم عليه السالم . (واعلَم أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
وحاكم لذا قال َ
أس ظيالم يعتيز بحكميه ور إِلى الظل َماتِ) والطياغوت كيل ر ٍ ُ ُّ َ ُّ نَ َ ُ َّ ُ َ َ
(وال ِذ َكف ُروا أو ِليَآ ُؤه ُم الطاغوتُ يُخ ِر ُجون ُهم ِم الن ِ ينَ َّ -جاء قبل هذه اآلية َ
ييز َح ِكيي ٌم) ال الطياغوت المتجبير وال ويخرج الناس بالبطش واجنكال والتنكيل مين النيور إليى الظلميات ،فالسيياق يقتضيي (أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ
الظالم إنما هللا.
-يقول المفسيرون أن هللا تعيالى إذا خيرق النياموس واألسيباب فلعزتيه وحكمية يرييدها هيو ،واليذل يفعيل هكيذا هيو الحياكم والقيادر
والعزيز فاهلل تعالى ال يفعل ذلك إال لحكمة يريدها ولعزته سبحانه ف راد ربنا ال أن يبين قدرته ألن إبراهيم يعلمهيا لكنيه أراد أن يبيين
عزته وحكمته.
سنبُالَ ٍ
ت ) العدد واحد في اآليتين فلماذا استعمل ال ِقلة مرة والكلرة مرةو سب َع ُ
(و َ
َ سنَابِلَ) وفي سورة يوس
سب َع َ
* قال تعالى هنا ( َ
ع ِلي ٌم) آية (( : )٢٦٨الشَّي َطانُ يَ ِع ُد ُك ُم الفَق َر َويَ ُم ُركُم ِبالفَحشَاء َوَّللاُ يَ ِع ُدكُم َّمغ ِف َرةً ِمنهُ َوفَضالً َوَّللاُ َوا ِ
س ٌع َ
* قدم الفاعل (الشَّي َطانُ ) على فعله (يَ ِع ُد ُك ُم) ولم يقل يعدكم الشيطان ألن في تقديم إسم الشيطان وابتداء اآلية بيه إييذانا ً للميؤمن بيذم
ال ُحكم الذل سي تي بعده لتحذر الوقوع به .أنت تحذر فتقول :اللص في دار صديقك والتقول في دار صديقك اللص.
علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ ) م َ عالَنِيَةً فَلَ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َربِ ِهم َوالَ َخو ٌ
سرا ً َو َ آية (( : )٢٧٤الَّ ِذينَ يُن ِفقُونَ أَم َوالَ ُهم بِاللَّي ِل َوالنَّه ِ
َار ِ
* الفرق من الناحية البيانية في حذم الفاء (لَّ ُهم أَج ُرهُم) وذكرها (فلَّ ُهم أَج ُرهُم) في آيتي سورة البقرة ( )٢٦٢و(: )٢٧٤
الواو لمطلص الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقيب ،ليس فيها سبب ،أما الفاء فهي تفيد التعقيب أو سببية درس فنجح.
عالَنِيَةً) فيها توكيد وتفصيل في اجنفاق وداللية عليى اجخيالا فاقتضيى السيياق سرا ً َو َ َار ِفي اآلية ( )٢٧٤قوله تعالى ( ِباللَّي ِل َوالنَّه ِ
ُ َ َ ُ
سبِي ِل َّللاِ ث َّم الَ يُتبِعُيونَ َميا أنفقيوا ُ َ َ ُ َّ
يادة التوكيد لذا جاء الفاء في مقام التوكيد والتفصيل .أما اآلية األولى (ال ِذينَ يُن ِفقونَ أم َوال ُهم فِي َ
علَي ِهم َوالَ هُيم يَح َزنُيونَ ( ))٢٦٢فيذكر فيهيا اجنفياق فيي سيبيل هللا وليم يفصيل فاقتضيى م َ َمنًّا َوالَ أَذًى لَّ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َر ِب ِهم َوالَ َخو ٌ
الحذم.
آية (َ ( : )٢٧٨يا أ َ ُّيهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّللاَ َوذَ ُروا َما َب ِق َي ِمنَ ِ
الر َبا ِإن كُنت ُم ُّمؤ ِم ِنينَ )
* قدم ربنا تعالى األمر بالتقوى على األمر بترك الربا مع أن اآليات تعيالج قضيية الربيا ألن تقيوى هللا هيي أصيل االمتليال واالجتنياب
وترك الربا من جملتها وخصلة من خصال التقوى.
س َر ٍة َوأَن ت َ َ
ص َّدقُوا َخي ٌر لَّكُم إِن كُنت ُم تَعلَ ُمونَ ) (وإِن كَانَ ذُو عُس َر ٍة فَنَ ِظ َرةٌ إِلَى َمي َ
آية (َ : )٢٨٠
* داللة كلمة ميسرة :اليسار هو الغنى المؤقت كالفقير إذا جاءه مال فعليه أن يؤدل دينه وهذا يفسر أن يُنظر المعسر حتيى ييزول
عذره .وقد يكون الفقير موسرا ً بين ساعة وساعة وال يصبح غنيا ً بين ساعة وساعة وقولنا ذو سعة بمعنى موسع علييه(.وإن كيان
ذو عسرة) بمعنى إن ُو ِجد .
سبَت َوهُم َال يُظلَ ُمونَ ) (واتَّقُوا يَو ًما ت ُر َجعُونَ فِي ِه إِلَى َّللاِ ث ُ َّم ت َُوفَّى ُك ُّل نَف ٍس َّما َك َ
آية (َ : )٢٨١
* الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت) :
في آية البقرة في سياق األموال وقبلها أمور مادية من ترك الربا ( )٢٧٨وآيية المعسِير ( )٢٨٠وبعيدها آيية اليدين ( )٢٨٢فناسيب
يس َّميا ع َِملَيت َوهُيم الَ يُظلَ ُميونَ ())١١١ سهَا َوت َُوفَّى ُك ُّل نَف ٍ
ذكر الكسب ،أما في آية النحل قال تعالى (يَو َم ت َ تِي ُك ُّل نَف ٍس تُجَا ِد ُل عَن نَّف ِ
يكَ نَّ َ ُ ُ
في سياق العمل ،ليس لها عالقة بالكسب وقال قبلها (ث ُ َّم إِنَّ َربَّكَ ِللَّ ِذينَ َهيا َج ُروا ِمين بَعي ِد َميا فتِنيوا ثي َّم جَاهيدُوا َوصَيبَ ُروا إِ َربَّ ِمين
ُ
ور َّر ِحي ٌم ( ))١١٠ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسباً. بَع ِد َها لَغَفُ ٌ
يب َك َميا يب أَن يَكت ُ َ ب كَاتِ ٌ ب ِبال َعد ِل َوالَ يَ َ س ًّمى فَاكتُبُو ُه َوليَكت ُب بَّينَكُم كَاتِ ٌ آية (( : )٢٨٢يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا ِإذَا تَدَايَنت ُم ِبدَي ٍن ِإلَى أ َ َج ٍل ُّم َ
َ َ
سي ِفي ًها أو ضَي ِعيفًا أو الَ ص َ عليي ِه الحَي ُّ َ َّ َ
يص َّللاَ َربَّيهُ َوالَ يَيب َخس ِمنيهُ شَييئًا فيإن كَيانَ اليذِل َ ص َوليَت َّ ِ علَيي ِه الحَي ُّ علَّ َمهُ َّللاُ فَليَكت ُب َوليُم ِلي ِل الَّيذِل َ َ
يان ِم َّمين تَرضَيونَ ِمينَ َ َ َِ ت َ أ رام و ل ٌ ي ج
ُ رِ َ َ ف ن يي َ لجُ ر
َ يا َ نو كُ ي
َ يم َّ ل نإِ ي َ ف ُمك ل
ِ َيا جر ِ مين نِ ِ َي د يَيه ش ُوا ده ِ ش َ ت اس و ل
ِ َ ِ َ د ع الب ُ ه ي
ُّ ل ِ و َ للِ م ي
َ ُ ل َ ف ُو ه ل
َّ م
ِ ُ ي ن َ أ ع
ُ ي ط
ِ َ ت س يَ
َ َ
ييرا إِليى أ َج ِلي ِه يرا أو َكبِ ًَ َ َ
ب الشُّي َهدَاء إِذا َميا ُدعُيوا َوالَ تَسي ُموا أن تَكتُبُيوهُ صَي ِغ ً َ ُ
ش َهدَاء أن ت َ ِض َّل إحدَا ُه َما فتُذ ِك َر إِحدَا ُه َما األخ َيرى َوالَ يَي ََ َ َ ال ُّ
ح أَالَّ تَكتُبُو َهييا علَييكُم ُجنَييا ٌ س َ َ يي
ي َ ل َ ف ُم ك َ ن ي يب
َ َا
ه َ نو ِير
ُ د يُ ت ً ة ير
ِ ََاض ح ً ةيار
َ ي ج َ ت
ِ يونَ ي ُ
ك َ ت ن َ أ َّ ال إ
ِ واُ بياَ ت ر َ ت َّ ال َ أ يى ي َ ند َ أ وَ ةِ د
َ َاه َّي
ش لل ِ م
ُ يو ي ق َ أ و
َ ِ َّللا د
َ ني ع
ِ ُ ي سَ قَ أ ُيم ذَ ِلك
ع ِلي ٌم)ق بِكُم َواتَّقوا َّللاَ َويُعَ ِل ُم ُك ُم َّللاُ َوَّللاُ بِك ُِل شَيءٍ َ ُ سو ٌ ُ َّ َ ُ
ب َوال ش َِهي ٌد َوإِن تَفعَلوا ف ِإنهُ ف ُ َ َآر كَاتِ ٌ َوأَش ِهدُوا إِذا تَبَايَعت ُم َوال يُض َّ
َ َ
ص َّللاَ َربَّهُ) : (وليَت َّ ِ * ذكر هللا وربه في نفس اآلية َ
هللا غير الرب فالرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم والقيم ولذلك يصح أن تقول عن إنسان هو رب اليدار ،رب الشييء ،أميا
لفظ الجاللة هللا هو إسم العلم من العبادة هو اجله المعبود.
ص َّللاَ َر َّبهُ َوالَ َيب َخس ِمنهُ شَيئ ًا) يتكلم عن الدائن والمدين .اليدائن أحسين علَي ِه الحَصُّ َول َي ِ
َّ ت (وليُم ِل ِل الَّذِل َ هذه اآلية جزء من آية الدين َ
إلى المدين وأجره أعلى من أجر المتصيدق ألن المتصيدق أجيره عشيرة أضيعام واليدائن ثمانيية عشير كميا فيي الحيدي ألنيه أخيرج
المحتاج من حاجته ،فعلى المدين أن ال يبخس حص من أحسن إليه ،الرب أحسن إلى العبد في تعليمه وتوجيهه إذن الدائن هيو اليذل
أحسن إلى المدين وهللا هو الذل أحسن إلى الدائن فمكن له.
-لو قال (وليتص هللا) فق ليس فيها معنى اجحسان واجفادة وأن هذا أحسن إليك وآتاك المال وجعل يدك أعلى.
-لو قال ليتص ربه كلمة رب ال تعني هللا بالضرورة ألن الرب قيد تكيون رب اليدَين .في راد أن يجردهيا هلل سيبحانه وتعيالى ولهيذا قيال
ص َّللاَ َربَّهُ). (وليَت َّ ِ َ
*(والَ يَب َخس ِمنهُ شَيئ ًا) البخس وإن كان بمعنى النقص إال أنه يدل على اجنقاا بخفاء وغفلة عن صاحب الحص.
َ
* قال الحص (ش َِهيدَي ِن) ولم يقل شاهدين ألن مطلص شاهد قد يكون وراً ،لذلك جياء الحيص بصييغة المبالغية ك نيه شياهد تكيررت منيه
الشهادة العادلة وعرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيدا ً.
* فائدة تكرار إحداهما (أَن ت َ ِض َّل إحدَا ُه َما فَتُذَ ِك َر ِإحدَا ُه َما األُخ َرى) ولم يقل سبحانه أن تضل إحداهما فتذكرها األخرى ألن كل واحيدة
ذكرة لأخرى.
من المرأتين يجو عليها ما يجو على صاحبتها من الضالل والتذكير لئال يُتوهم أن إحدى المرأتين ال تكون إال م ِ
سفَ ٍر َولَم ت َ ِجدُوا كَاتِبًا فَ ِرهَانٌ َّمقبُوضَةٌ فَ ِإن أ َ ِمينَ بَعضُيكُم بَعضًيا فَليُيؤ َِد الَّيذِل اؤت ُِمينَ أَ َمانَتَيهُ َوليَتَّ ِ
يص َّللاَ علَى َ آية (َ ( : )٢٨٣وإِن كُنت ُم َ
ع ِلي ٌم)
َ ونَُ َ ُ َ ُ َّ َ
شهَا َدةَ َو َمن يَكت ُمهَا ف ِإنه آثِ ٌم قلبُه َوَّللاُ بِ َما تع َمل
َربَّهُ َوالَ تَكت ُ ُموا ال َّ
ٌ
*(فَليُؤ َِد الَّذِل اؤت ُِمنَ أ َمانَتَهُ) المقصود باألمانة الرهان (ف ِرهَانٌ َّمقبُوضَة) ولكن سمى ربنا سبحانه وتعالى الدَين في الذمة أو اليرهن
َ َ
أمانية لتعظييم الحييص عنيد المييدين فاسيم األمانية لييه مهابية فييي نفيس اجنسيان ال تضييفيه كلمية الرهييان وفيهيا تهوييل ميين عيدم الوفيياء
باجتفاق لئال يُسمى ناك العهد خائناً.
بقوله وليتص ربه جدخال اليروع فيي ضيمير السيامع ولغيرس المهابية فيي قلبيه ليكيون ص َّللاَ َربَّهُ) ولم يكت
(وليَتَّ ِ
* ذكر لفظ الجاللة َ
حذرا ً من اجخالم.
َاخيذنَا إِن نَسِيينَا أَو أَخ َط نَيا َربَّنَيا َو َال تَح ِميل علَيهَا َميا اكت َ َ
سيبَت َربَّنَيا َال تُؤ ِ سبَت َو َ سا إِ َّال ُوسعَهَا لَهَا َما َك َ َّللاُ نَف ً آية (َ : )٢٨٦
(ال يُك َِل ُ َّ
عنَّيا َواغ ِفير لَنَيا َوار َحمنَيا أَنيتَ َمو َالنَيا فَان ُ
صيرنَا َ
علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِلنَا َربَّنَا َو َال تُح َِملنَا َميا َال َطاقَية لَنَيا ِبي ِه َواعي ُ َ علَينَا إِص ًرا َك َما َح َملتَهُ ََ
ينَ َ
على القو ِم الكَافِ ِر ) َ َ
سا إِ َّال َما آَتَا َها) في سورة الطالق: َّللاُ نَف ً سا إِ َّال ُوسعَهَا) وبين َ
(ال يُك َِل ُ َّ َّللاُ نَف ً * الفرق بين َ
(ال يُك َِل ُ َّ
اآلية األولى تتكلم على التكالي عموما ً وفي أمور الحياة وفي العمل .إذا عمل خيراً يكون له وإذا عمل سوءا ً يكون علييه وهيذا فيي
كسب وإكتساب. ٌ سبَت) فهو علَيهَا َما اكت َ َسبَت َو َ عموم التكالي فقال هللا عز وجل (لَهَا َما َك َ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب إليك