You are on page 1of 75

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬

‫* تناسب فواتح البقرة مع خاتمة الفاتحة *‬


‫علَ ِ‬
‫ييهم َوالَ‬ ‫ب َ‬ ‫ير ال َمغضُو ِ‬
‫غ ِ‬ ‫يهم َ‬‫علَ ِ‬ ‫(ص َرا َط ا َّل ِذينَ أَنعَمتَ َ‬ ‫تنتهي سورة الفاتحة بذكر المنعَم عليهم والمغضوب عليهم والضالين ِ‬ ‫‪‬‬
‫ب فِي ِه ُهدًى ِلل ُمت َّ ِقينَ (‪ ))٢‬وهؤالء مينعَم‬ ‫َ‬
‫اب ال َري َ‬ ‫الض َِّالينَ (‪ ))٧‬والبقرة تبدأ بذكر هؤالء أجمعين‪ ،‬تبدأ بذكر المتقين (ذَ ِلكَ ال ِكتَ ُ‬
‫علَي ِهم أَأَنذَرت َ ُهم أَم لَم ت ُنيذِرهُم الَ يُؤ ِمنُيونَ (‪ ))٦‬تجميع الكيافرين مين المغضيوب علييهم‬ ‫عليهم ثم تقول (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َ‬
‫س َوا ٌء َ‬
‫ينَ‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم بِ ُمؤ ِمنِ (‪.))٨‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اس َمن يَقو ُل آ َمنا بِاّللِ َوبِاليَو ِم ِ‬ ‫َّ‬
‫(و ِمنَ الن ِ‬
‫والضالين وتذكر المنافقين َ‬
‫يالينَ (‪))٧‬‬ ‫ييهم َوالَ ال َّ‬
‫ضي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫يو‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫ض‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ِ َ‬ ‫ير‬‫ي‬ ‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ييه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫يتَ‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ينَ‬‫ذ‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ا‬ ‫ير‬
‫ي‬
‫ِ َ‬‫(ص‬ ‫يين‬
‫ي‬ ‫المكلف‬ ‫يص‬‫ي‬ ‫الخل‬ ‫ينام‬ ‫ي‬ ‫ذكيير فييي خييواتيم الفاتحيية أص‬ ‫‪‬‬
‫وذكرهم في بداية البقرة‪.‬‬

‫آية (‪( : )١‬ألم)‬


‫* داللة الحروم المقطعة في أوائل السور ‪:‬‬
‫القول الفصل فيها أنها حروم لها سر من قبل هللا تعالى ال نعلمه وهي مين دالئيل اجعجيا وموضيع التحيدل للعيرب الفصيحاء‪ ،‬لكين‬
‫هناك مالحظات جديرة باالنتباه‪:‬‬
‫‪ ‬األحييرم المقطعيية عنييدما نجمعهييا نجييد أنهييا (‪ )١٤‬حرف يا ً تملييل نص ي حييروم المعجييم ونص ي األحييرم المجهييورة ونص ي‬
‫األحرم الشديدة ونص المطبقة ونص المنقوطة ونص الخالية من الينق ونصي المسيتقرة ونصي المنفتحية ونصي‬
‫المهموسة ونص المستعلية ونص المقلقلة ونص الرخوة ‪.‬‬
‫‪ ‬السور التي تبيدأ بهيذه األحيرم يكيون التعبيير فيهيا طيابع هيذه األحيرم فسيورة ا تكلير فيهيا الكلميات الصيادية ‪ ،‬سيورة ق‬
‫ترددت فيها الكلمات التي فيها قام ‪.‬‬
‫‪ ‬ليس هذا فق ولكن قبل سنوات أخرج كتابا ً عن المناهج الرياضية في التعبير القرآني الحظ أن األحيرم الميذكورة فيي بدايية‬
‫السور تتناسب في السور تناسبا ً طبيعيا ً فالتي تبدأ بـ (ألم) يكون األل أكلر تكرارا ً في السورة ثيم اليالم ثيم المييم ولييس هيذا‬
‫فقي و إنميا نسيبة األلي إلييى اليالم مليل نسيبة اليالم إلييى المييم‪ ،‬هيذه معادلية رياضيية حتييى أننيي ناقشيته وسي لته هيل راجعييت‬
‫الصح وطبقتها عليه فقال نعم طبقتها على الصح لكنه وجد القرآن متفردا ً بها‪.‬‬

‫* ألم في أول سورة البقرة ننطقها ب سماء الحروم أل الم ميم‪ ،‬بينما ننطقهيا بمسيميات الحيروم فيي سيور أخيرى ميع أن الكتابية‬
‫واحدة في االثنين‪ :‬قال تعالى (أَلَم نَش َرح) (أَلَم تَ َر ‪ ) ..‬دليل على أن رسول هللا عليه الصالة والسالم سمعها من هللا كما نقلها جبرييل‬
‫عليه السالم إليه هكذا‪ ،‬إذن فالقرآن أصله السماع ال يجو أن تقرأه إال بعد أن تستمع إلى فقيه‪.‬‬

‫* كل آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل‪ ..‬ما عدا فواتح السور المكونة مين حيروم فهيي مبنيية عليى الوقي ‪ :‬فيال تقيرأ فيي أول‬
‫سورة البقرة‪ ( :‬الم ) والميم عليها ضمة‪ ،‬بل تقيرأ ألي سياكنة والم سياكنة ومييم سياكنة كيل حيرم منفيرد بوقي ‪ ،‬ميع أن الوقي ال‬
‫يوجد في ختام السور وال في القرآن الكريم كله ‪.‬‬

‫آية (‪( : )٢‬ذَ ِلكَ ال ِكتَ ُ‬


‫اب الَ َري َ‬
‫ب فِي ِه ُهدًى ِلل ُمتَّ ِقينَ )‬
‫* الفرق بين داللة كلمة الكتاب والقرآن ‪:‬‬
‫َ‬
‫علما ً للكتاب اليذل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ناحية اللغة كلمة قرآن في األصل مصدر الفعل قرأ ملل غفران وعدوان (ف ِإذا ق َرأنَاهُ فاتَّبِع قرآنَهُ) ثم استعملت َ‬
‫أُنزل على الرسول (صلى هللا عليه وسلم) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫أما الكتاب فهي من الكتابة ‪ ،‬وأحيانا ً يطلص عليه الكتاب وإن لم يُخ (أنزل الكتاب) فهو أنيزل مقيروءا ً وليم يُنيزل مكتوبيا ً ولكنيه كيان‬
‫مكتوبا ً في اللوح المحفوظ قبل أن ينزل على رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) ‪.‬‬

‫من ناحية اجستعمال يالحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد فيي السيورة ذكير الكتياب أكلير بكليير مميا يتيردد ذكير القيرآن أو قيد ال تيذكر‬
‫كلمة القرآن مطلقا ً في السورة‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددا في السورة بشيكل متسياو تقريبيا ً ‪ ،‬فيي‬
‫اب الَ َري َ‬
‫يب فِيي ِه هُيدًى ِلل ُمت َّ ِقيينَ ) وذكير الكتياب فيي السيورة ‪ ٤٧‬ميرة والقيرآن ميرة واحيدة فيي آيية‬ ‫سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَ ِلكَ ال ِكت َ ُ‬
‫نز َل ِفي ِه القُرآنُ )‪.‬‬‫ل أُ ِ‬ ‫الصيام (شَه ُر َر َمضَانَ الَّ ِذ َ‬

‫* داللة استخدام اسم اجشارة للبعيد‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪1‬‬


‫(ذَ ِلكَ ) إشارة إلى علو مرتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ال يستطيع أن يؤتى بملله وهذا نوع من تشري الكتياب وتعظيميه ‪.‬‬
‫وقسم قال أنه إشارة إلى الكتاب الذل في اللوح المحفوظ ألنه لما أراد ما بين أيدل الناس أشار إليه بالقريب (إِنَّ َهيذَا القُيرآنَ يَهي ِدل‬
‫ِل ِلتِي ِه َي أ َق َو ُم) ‪.‬‬

‫* الريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب وهذا الكتاب بذاته يخلو من أل ذرة من شك فإذن هو يخلو من الريب ‪.‬‬

‫آية (‪( : )٣‬ا َّل ِذينَ يُؤ ِمنُونَ ِبال َغي ِ‬


‫ب َويُ ِقي ُمونَ الصَّالةَ َو ِم َّما َر َ قنَاهُم يُن ِفقُونَ )‬
‫* قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بالماضي ألن اجيمان هنا مستمر متجدد ال يطرأ عليه شك وال ريبة ‪.‬‬

‫نز َل إِ َليكَ َو َما أ ُ ِ‬


‫نز َل ِمن قَب ِلكَ َوبِ ِ‬
‫اآلخ َر ِة هُم يُوقِنُونَ )‬ ‫آية (‪( : )٤‬وا َّل ِذينَ يُؤ ِمنُونَ بِ َما أ ُ ِ‬
‫* تقديم الجار والمجرور على الفعل ولم يقل وهم يوقنون باآلخرة هنا قدم اآلخيرة ألهميتهيا لتهتميام والقصير‪ .‬ألن اجيقيان بياآلخرة‬
‫صعب ومقتضاه شاق فكلير من الناس يؤمنون باهلل لكن ال يؤمنون باآلخرة ‪.‬‬

‫علَى ُهدًى ِمن َّر ِب ِهم َوأُولَـئِكَ ُه ُم ال ُمف ِل ُحونَ )‬


‫آية (‪( : )٥‬أُو َلـئِكَ َ‬
‫* جاء ب(أولئك) للبعيد وبضيمير الفصيل (هيم) وجياء بيالتعري (المفلحيون) ليم يقيل أولئيك مفلحيون وليم يقيل هيم مفلحيون للحصير‬
‫فهيؤالء هييم المفلحييون حصييرا ً ليييس هنالييك مفلييح آخيير‪ .‬أولئييك للبعييد كي ن هييؤالء أصييحاب مرتبيية عليييا فيشييار إليييهم بفالحهيم وعلييو‬
‫منزلتهم فالذل على هدى هو مستعلي ‪.‬‬

‫* استخدم هللا تبارك وتعالى (أُولَـائِكَ ) مرتين ودمج الخبرين مع بعض حتى نعرم أنه ليس في االسالم إيمانان بل إيمان واحد‬
‫يترتب عليه جزاء واحد وسيلته الهدى وغايته الفالح‪.‬‬

‫* (على) دائما ً ت تي مع الهدى و(في) ت تي مع الضالل ‪:‬‬


‫‪( --‬على) مقصود بها االستعالء (على الهدى) يعني متمكن مبصر لما حوله‪ ،‬في الطريص ثابت عليه‪.‬‬
‫‪( --‬في) للظرفية (في) معناه ساق فيه‪ ،‬لما يقول (فِي ُ‬
‫طغيَانِ ِهم يَع َم ُهونَ ) أل سياقطين فيهيا والسياق فيي الشييء لييس كالمسيتعلي‪،‬‬
‫ولذلك هو يستعمل (في) مع الريب والشك والطغيان والضالل‪.‬‬

‫* جاء بضمير الفصل (هم) للتوكيد والقصر حصر الفالح فيهم حصرا ً‪ ،‬فإذا أراد الفالح فعليه أن يكون على هدى من ربه‪.‬‬

‫تعطييك بيذورا‬ ‫* جاءت كلمة (المفلحيون) يشيبه التكليي وجيزاءه فيي اآلخيرة بالبيذور والفالحية ألنيك حيين ترميي بيذرة فيي األر‬
‫كليرة‪ ،‬ليعطينا الحص جل جالله من األمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب‬

‫عذَ ٌ‬
‫اب ع َِظي ٌم )‬ ‫َاوةٌ َولَ ُهم َ‬ ‫ع َلى أَبص ِ‬
‫َار ِهم ِغش َ‬ ‫علَى قُلُوبِ ِهم َو َ‬
‫علَى َ‬
‫سم ِع ِهم َو َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٧‬ختَ َم َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫* جعل هللا تعالى القلوب واألبصار جمعا بينما أفرد السمع مع أن اجنسان يملك قلبا واحدا بينما يملك أذنين ‪:‬‬
‫النياس جميعيا ً‬ ‫إن السمع يتعلص بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساويا ً ال تفياوت فييه وال تفاضيل وإنميا يختلي‬
‫بتحليل المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب‪.‬‬

‫* الختم ال يكون إال الشيء المغلص فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين لتستماع وال للتقبل فختم هللا سبحانه عليها‪ ،‬فيالختم هيو‬
‫الطا َبع مين الطيين فيالعربي إذا أراد أن يحفيظ شييء كيان يغليص فوهتيه ويضيع الطيين عليى مكيان عقيدة الخيي ويخيتم بخا ِتميه (خياتَم‬
‫وخاتِم) كما يستعمل اآلن الختم بالشمع األحمر يقفل المكان ثم يختم عليه وليس وهو مفتوح‪.‬‬

‫َاوةٌ) أما السمع فيحتاج إلى ختم ألنه ليس هناك شيء يغطيه‪.‬‬ ‫علَى أَبص ِ‬
‫َار ِهم ِغش َ‬ ‫(و َ‬
‫* البصر يحتاج لتغطية فقال َ‬

‫* قدم هللا القلب على السمع والبصر في تلك اآلية ألنه يريد أن يعلمنا منافذ اجدراك‪ ،‬والختم على القلوب معناه أنيه ال ييدخلها إدراك‬
‫جديد وال يخرج منها إدراك قديم‪ ،‬ومهما رأت العين أو سمعت األذن فال فائدة من ذلك ألن أصحابها اختاروا الكفر وأصروا عليه‪.‬‬

‫اس َمن يَقُو ُل آ َمنَّا ِباّللِ َو ِباليَو ِم ِ‬


‫اآلخ ِر َو َما هُم ِب ُمؤ ِمنِينَ )‬ ‫آية (‪َ : )٨‬‬
‫(و ِمنَ النَّ ِ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪2‬‬


‫* ( َمن يَقُو ُل) مفرد و (هُم) جمع ‪( :‬من) للمفرد والملنى والجمع واألصل في (من) إذا ذكرت أن يُبيدأ بداللية لفظهيا مفيرد ميذكر ثيم‬
‫ينصرم إلى المعنى الذل يحدده السياق‪.‬‬

‫* ع ََّرفنا هللا سبحانه صيفات الميؤمنين فيي ثيالا آييات‪ ،‬وصيفات الكفيار فيي آيتيين وصيفات المنيافقين فيي ثيالا عشيرة آيية متتابعية‬
‫لخطورتهم على الدين‪ ،‬فالذل يهدم الدين هو المنافص‪ ،‬أما الكافر فنحن نتقيه ونحذره‪ ،‬ألنه يعلن كفره‪.‬‬

‫عونَ إِالَّ أَنفُ َ‬


‫س ُهم َو َما يَشعُ ُرونَ )‬ ‫آية (‪( : )٩‬يُ َخا ِد ُ‬
‫عونَ َّللاَ َوالَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َما يَخ َد ُ‬
‫* (الَّ يَشعُ ُرونَ ) اسيتعمل الشيعور فيي الكيالم عليى القضيايا الظياهرة وعليى األحاسييس الواضيحة‪ ،‬فالمخادعية عميل ظياهر‪ ،‬بيالكالم‪،‬‬
‫بالحركة يناسبه الشعور الذل فيه معنى اجحساس ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٢‬أَال إِنَّ ُهم ُه ُم ال ُمف ِ‬


‫س ُدونَ َولَـ ِكن الَّ يَشعُ ُرونَ )‬
‫* استعمل الشعور (الَّ يَشعُ ُرونَ ) ألن اجفساد عمل ظاهر فناسبه الشعور ‪.‬‬

‫سفَ َهاء أَال إِنَّ ُهم ُه ُم ال ُّ‬


‫سفَهَاء َولَـ ِكن الَّ يَعلَ ُمونَ )‬ ‫اس قَالُوا أَنُؤ ِمنُ َك َما آ َمنَ ال ُّ‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُهم ِ‬
‫آمنُوا َك َما آ َمنَ ال َّن ُ‬ ‫آية (‪َ : )١٣‬‬
‫* لما تكلم على القضايا القلبية المعنوية استعمل (الَّ َيعلَ ُمونَ ) ألن العليم داخليي‪ ،‬هيو دعياهم إليى اجيميان وهيو لييس شيعوراً ظياهراً‬
‫وإنما هو علم باطن شيء قلبي ال نعلمه‪.‬‬

‫اطينِ ِهم َقالُوا ِإ َّنا َمعَكم ِإ َّن َما َنحنُ ُمستَه ِزؤُونَ )‬ ‫(و ِإذَا َلقُوا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا َقالُوا آ َم َّنا َو ِإذَا َخ َلوا ِإ َلى َ‬
‫شيَ ِ‬ ‫آية (‪َ : )١٤‬‬
‫* ضب واو الجماعة في لقيوا و َخليوا ‪ :‬اليواو سياكنة فيي الحيالتين وإنميا هيذا يتعليص بميا قبلهيا‪ ،‬إذا كيان الفعيل منتهييا ً بيياء أو واو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت ُحذم ويضم ما قبل واو الجماعة (لقي لقوا‪ ،‬نسي‪ ،‬نسوا‪ ،‬خشي‪ ،‬خشوا) ‪ ،‬وإذا سبقت ب ل يفتح ما قبلها ( خال‪ ،‬خلَوا)‪.‬‬

‫* المنافقون مع المؤمنين يقولون (آ َمنَّا) بالجملة الفعلية‪ ،‬دليل على التجدد فإيميانهم غيير ثابيت‪ ،‬متذبيذب‪ ،‬وعنيدما يلقيون الكيافرين‬
‫يقولون (نَحنُ ُمستَه ِزئ ُونَ ) والجملة االسمية تدل على اللبوت‪.‬‬

‫آية (‪َّ( : )١٥‬للاُ يَستَه ِزى ُء ِب ِهم َويَ ُم ُّدهُم فِي ُ‬


‫طغيَانِ ِهم يَع َم ُهونَ )‬
‫* قال يعمهون ولم يقل يعمون فالعمى فقد البصر وذهاب نور العين أما العَ َمه فهو الخطي فيي اليرأل والمنيافقون ليم يفقيدوا بصيرهم‬
‫وإنما فقدوا المنطص السليم فهم في طغيانهم يعمهون‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٦‬أُو َل ِئكَ الَّ ِذينَ اشت َ َر ُوا الض ََّاللَةَ ِبال ُهدَى فَ َما َر ِبحَت ِتج َ‬
‫َارت ُ ُهم َو َما كَانُوا ُمهت َ ِدينَ )‬
‫* جاءت الَضاللة بالهدى ولم ت تى الهدى بالضاللة ألن الباء تكون مع المتروك‪.‬‬

‫* الفرق بين الضاللة والفسص‪:‬‬


‫الضالل هو نقيض الهداية وقد يكون عن غير قصد وعن غير علم‪ ،‬تقول ضل الطريص عن غير قصد وال يعلم‪.‬‬
‫(ولَقَيد أَر َ‬
‫سيلنَا نُو ًحيا‬ ‫َ‬ ‫الطرييص‬ ‫الفسص ال يكون إال بعد علم‪ ،‬ينبغي أن يعلم أوالً حتى يقيال عنيه فاسيص وأصيل الفسيص هيو الخيروج عين‬
‫سقُونَ ) بعد التبليغ والمعرفة تنكبوا الصيراط ‪ ،‬ويقيال فسيقت‬ ‫ير ِمن ُهم فَا ِ‬
‫اب فَ ِمن ُهم ُّمهت َ ٍد َو َكلِ ٌ‬
‫َوإِب َرا ِهي َم َو َجعَلنَا فِي ذُ ِريَّتِ ِه َما النُّبُ َّوةَ َوال ِكت َ َ‬
‫الرطبة أل خرجت من قشرتها‪.‬‬

‫ور ِهم َوت َ َر َك ُهم فِي ُظلُ َما ٍ‬


‫ت الَّ يُب ِص ُرونَ )‬ ‫آية (‪َ ( : )١٧‬ملَلُ ُهم َك َمل َ ِل الَّذِل استَوقَ َد نَارا ً فَلَ َّما أَضَاءت َما حَو َلهُ ذَ َه َ‬
‫ب َّللاُ بِنُ ِ‬
‫* لو قال أذهب هللا نورهم ك نها تعني أذهبت هذا الشيء أمر النور أن يذهب فاستجاب وذهب لكن قد يعود‪ ،‬أما (ذهب هللا بنورهم)‬
‫ك ن هللا تعالى اصطحب نورهم بعيدا ً عنهم وال أحد يملك أن يعيده كما تقول عن خبر ال يعرفه إال شخص واحد وقد مات فتقول ذهب‬
‫فالن بالخبر إذا لم يعد لك أمل في معرفته وهذا فيه تيئيس للرسول (صلى هللا عليه وسلم) من المنافقين ألن الجهد معهم ضائع ولم‬
‫يبص لهم مطمع في عودة النور الذل افتقدوه‪..‬‬

‫* لم يقل ذهب هللا بضوئهم مع أنهم أوقدوا النار ليحصلوا على الضوء‪ ..‬الضوء أقوى من النور وال ي تي إال مين إشيعاع ذاتيي‪ ،‬فليو‬
‫َّللاُ ِبنُ ِ‬
‫يور ِهم) معناهيا أنيه ليم يبيص لهيم‬ ‫يب َّ‬‫قال الحص تبارك وتعالى ذهب هللا بضوئهم الحتميل المعنيى أنيه أبقيى لهيم النيور‪ ..‬ولكين (ذَ َه َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪3‬‬


‫ضوءا وال نورا‪ ،‬فك ن قلوبهم يملؤها الظالم‪ ،‬ولذلك قال بعدها ( َوت َ َر َك ُهم فِي ُ‬
‫ظلُ َما ٍ‬
‫ت الَّ يُب ِص ُيرونَ ) لينعلم أنيه ال يوجيد فيي قليوبهم أل‬
‫نور وال ضوء إيماني بسبب انصرافهم عن نور هللا‪.‬‬

‫* لم يقل سبحانه وتركهم في ظالم بل قال‪( :‬فِيي ُ‬


‫ظلُ َمياتٍ) أل أنهيا ظلميات متراكمية مركبية ال يسيتطيعون الخيروج منهيا أبيدا‪ ،‬ألنهيم‬
‫طلبوا الدنيا ولم يطلبوا اآلخرة‪ ..‬وعندما جاءهم نور اجيميان انصيرفوا عنيه فصيرم هللا قلوبهم‪..‬وهكيذا فيي قليب كيل منيافص ظلميات‬
‫متعددة‪ ..‬ظلمة الحقد على المؤمنين وظلمة الكراهية لهم‪ ..‬وظلمة تمني هزيمة اجيمان ‪ ..‬كل هذه ظلمات‪.‬‬

‫* قال ( ِفي ُ‬
‫ظلُ َما ٍ‬
‫ت) لو كان نهاراً لكانوا مشوا‪ ،‬وفي القرآن لم ترد كلمة الظلمات مفردة أبدا ً بخالم النور ورد مفرداً‪.‬‬

‫* (الَّ يُب ِص ُرونَ ) إذا امتنع النور امتنع البصر أل أن العيين ال تبصير بيذاتها ولكنهيا تبصير بانعكياس النيورعلى األشيياء ثيم انعكاسيه‬
‫على العين ولذلك ف نت ال تبصر األشياء في الظالم‪ ،‬وهذه معجزة قرآنية اكتشفها العلم بعد نزول القرآن‪.‬‬

‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال يَر ِجعُونَ )‬‫آية (‪ُ ( : )١٨‬‬
‫* لم يقل صم وبكم وعمي ألنه سيحتمل أن يكون هناك جماعة بكم وجماعة صم وجماعة عمي لكن صم بكم عمي هذا تعبيير قطعيي‬
‫أنهم جمعوا كل هذه األوصام يعني كل واحد فيهم أبكم ال يبصر وأصم ال يسمع وأعمى ال يس ل وال ينطص (فَ ُهم الَ يَر ِجعُيونَ ) تيركهم‬
‫متحيرين ال يرجعون إلى المكان الذل بدأوا منيه فقيد فقيدوا أشيكال التواصيل فكيي يرجعيونو ال يعيودون إليى الهيدى بعيد أن بياعوه‬
‫ضالَلَةَ ِبال ُهدَى)‪.‬‬ ‫ألنهم (اشت َ ُر ُوا ال َّ‬

‫ت وَّللاُ ُم ِحيي ٌ‬ ‫ص حَيذَ َر ال َميو ِ‬‫ق َيج َعلُونَ أَصا ِب َع ُهم ِفيي آذَا ِن ِهيم ِمينَ الص ََّيوا ِع ِ‬ ‫س َماء ِفي ِه ُ‬
‫ظلُ َماتٌ َو َرع ٌد َو َبر ٌ‬ ‫ب ِمنَ ال َّ‬‫آية (‪( : )١٩‬أَو َكص َِي ٍ‬
‫بِالكافِ ِرينَ )‬
‫َيار ِهم)‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ع‬ ‫يم‬
‫َ ِ َ ِ ِ َ‬‫س‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َّللا‬ ‫َياء‬
‫ش‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ل‬‫(و‬
‫َ‬ ‫قال‬ ‫آخرها‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫نالحظ‬ ‫ولذلك‬ ‫بذاته‬ ‫مقصود‬ ‫ٌ)‬‫ق‬ ‫ر‬‫ب‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫د‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬‫ر‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫اتٌ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ظ‬
‫ِ ِ َ‬‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ف‬‫(‬ ‫الترتيب‬ ‫* هذا‬
‫فالسمع مقابل الرعد واألبصار مقابل البرق وذلك ألن الخوم من الرعد أشد من البرق ألن أقواما ً أهلكوا بالصيحة‪.‬‬

‫* قال (يجعَلُونَ أَصابِعَ ُهم فِي آذَانِ ِهم) المقصود هو األنامل وهذا مجا مرسل حيي أطليص الكُيل وأراد الجيزء ك نميا ليو اسيتطاعوا أن‬
‫يُدخلوا أصابعهم كلها في آذانهم لفعلوا من شدة الخوم‪.‬‬

‫* المبالغات الموجودة في اآلية ‪:‬‬


‫‪ --‬الصواعص هي رعد شديد مع نار محرقة وقد يصحبها جرم حديد ليس مجرد رعيد والحيظ مين فيرط الدهشية أنهيم يسيدون اآلذان‬
‫من الصواعص وسد اآلذان ينفع من الصواعصو ينفع من الرعد لكن ال ينفع مع الصاعقة لكن لفرط دهشتهم هم يتخبطون‪.‬‬
‫‪ --‬صواعص بالجمع وليست صاعقة وإنما صواعص وظلمات وصيب‪.‬‬
‫‪ --‬الصيب مبالغة ألنه مطر شديد وليس مجرد مطر‪.‬‬
‫‪ُ ( --‬كلَّ َما أَضَاء لَ ُهم) (كلما) تفيد التكرار إذن لم تكن مرة واحدة فهم حريصون على المشي لكي يصلون‪.‬‬
‫‪ --‬ثم قال ( َّمشَوا) ولم يقل سعوا ألن السعي هو المشي السريع أما المشي ففيه ب ء إشارة إلى ضع قواهم مع الخوم والدهشة‪.‬‬
‫(و ِإذَا أَظلَ َم) ولم يقل إن أظلم للتحقص (إذا) للمتحقص الوقوع وللكلير الوقوع أما (إن) فهي قد تكون لالفتراضات وقد ال يقع أصالً‪.‬‬ ‫‪َ --‬‬
‫‪( --‬قا ُموا) يعني وقفوا لم يتحركوا وهذا عذاب أيضاً‪.‬‬ ‫َ‬
‫َار ِهم) كان يمكن أن يذهب بسمعهم مع قص الرعد وأن يذهب ب بصارهم ميع وميض البيرق‪،‬‬ ‫سم ِع ِهم َوأَبص ِ‬ ‫‪َ ( --‬ولَو شَاء َّللاُ لَذَ َه َ‬
‫ب ِب َ‬
‫لماذا لم يفعل إذنو هو أراد أن يستمر الخوم ألنه لو ذهب السيمع والبصير ألصيبحوا بمعيزل‪ ،‬هيو أراد أن يبقيوا هكيذا حتيى يسيتمر‬
‫الخوم‪ .‬وقدم السمع ألن الخوم معه أشد‪ .‬هذا عذاب مضاع وفيه مبالغات‪.‬‬

‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم الَ يَع ِقلُونَ ) ‪:‬‬ ‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال يَر ِجعُونَ ) و( ُ‬ ‫* الفرق بين( ُ‬
‫ط ِبيع عليى قليوبهم‬ ‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم َال َير ِجعُيونَ (‪ ))١٨‬هيم ال يرجعيون إليى النيور اليذل فقيدوه ألنهيم نيافقوا و ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫األولى‬ ‫‪ --‬في اآلية‬
‫والعياذ باهلل فال مجال للرجوع‪.‬‬
‫علَيي ِه آبَاءنَيا أَ َولَيو كَيانَ آبَيا ُؤهُم الَ يَع ِقلُيونَ شَييئا ً َوالَ يَهتَي ُدونَ‬
‫نز َل َّللاُ قَالُوا بَل نَت َّ ِب ُع َميا أَلفَينَيا َ‬
‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّ ِبعُوا َما أ َ َ‬
‫في اآلية اللانية َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي ف ُهم الَ يَع ِقلونَ (‪ .))١٧١‬لما تكليم عين آبيائهم‬ ‫ص بِ َما الَ يَس َم ُع إِالَّ ُدعَاء َونِدَاء ُ‬ ‫(‪َ )١٧٠‬و َمل َ ُل الَّ ِذينَ َكف ُروا َك َمل ِل الذِل يَن ِع ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال (أَ َولَو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَع ِقلُونَ شَيئاً) فكما أن آباءهم ال يعقلون هم ال يعقلون‪.‬‬
‫‪ --‬الملال الذل ض ُِرب (‪ )١٧١‬صور هؤالء وهم يُلقى عليهم كالم هللا سبحانه وتعالى كملل مجموعة أغنام الراعي يصيح فيها وهي‬
‫تسمع أصواتا ً لكنها ال تستطيع أن تعقلها‪ ،‬ال تفهم‪ .‬فك ن هؤالء وهم يستمعون إلى كالم هللا سبحانه وتعالى كاألغنام ال يعقلون‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪4‬‬


‫س َماء َمياء فَي َخ َر َج ِبي ِه ِمينَ اللَّ َم َيرا ِ‬
‫ت ِر قيا ً لَّكُيم فَيالَ تَجعَلُيوا ِّللِ‬ ‫س َماء ِبنَاء َوأ َ َ‬
‫نز َل ِمنَ ال َّ‬ ‫آية (‪( : )٢٢‬الَّذِل َجعَ َل لَ ُك ُم األَر َ فِ َراشا ً َوال َّ‬
‫أَندَادا ً َوأَنت ُم تَعلَ ُمونَ )‬
‫* الفرق بين البناء والبنيان‪:‬‬
‫كلمة بناء تطلص على عملية بناء الدار أو المسجد ‪ ،‬وكذلك تطلص على المبني الذل ليس له شهرة أو مييزة وقابيل للتغييير والتحيوير‬
‫ككل بيوتنا العادية‪ ،‬أما إذا كان المبنى ثابتا ً وتاريخيا ً وله مدلول وله شهرة وطويل أميد بيالقرون وغيير قابيل للتحيوير يسيمى بنييان‪.‬‬
‫س َماء بِنَاء) ما قال بنيانا ً ألن بنيان السماء يتغير وهذا ثابت علمياً‪.‬‬ ‫(وال َّ‬ ‫ولذلك رب العالمين قال َ‬

‫ُون َّللاِ إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ )‬


‫ش َهدَاءكُم ِمن د ِ‬
‫ور ٍة ِمن ِمل ِل ِه َوادعُوا ُ‬
‫س َ‬‫ع َلى عَب ِدنَا َف ت ُوا بِ ُ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٣‬وإِن كُنت ُم فِي َري ٍ‬
‫ب ِم َّما نَ َّزلنَا َ‬
‫* التحدل كان ب كلر من صورة‪ ،‬السور المكية جميعا ً جاءت مين غيير (مين) فكيان أحيانيا ً يطيالبهم بحيدي ‪ ،‬يقيول لهيم‪ :‬في توا بقيرآن‬
‫ملله‪ ،‬أحيانا ً عشر سور‪ ،‬أحيانا ً سورة ملل الكوثر أو اجخالا‪ ،‬هذا كان في مكة‪.‬‬
‫ور ٍة ِمين ِمل ِلي ِه) (مين) للتبعييض‪ ،‬هيو ليم‬ ‫س‬
‫ِ ُ َ‬ ‫ب‬ ‫(‬ ‫لهم‬ ‫يقول‬ ‫في المدينة (في سورة البقرة) هنا القرآن إنتشر وصار أسلوبه معروفاً‪ ،‬اآلن‬
‫يقل ‪ :‬ف توا بملله وإنما ببعض ما يماثله أو بعض ما تتخيلونه مماثالً وال يوجد ما يماثله فما معناهو هذا معناه يادة التوكييد أنيه ليو‬
‫تخيلتم أن لهذا القرآن ملال فحاولوا أن ت توا بجزء من ذلك الملال الذل تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (ملله) مباشرة‪.‬‬
‫هذا إمعان في التحدل‪.‬‬

‫* الفرق البياني بين قوله تعالى ( ِمن ِمل ِل ِه) فى سورة البقرة و( ِمل ِل ِه) فى سورة هودو‬
‫أوال‪ :‬إذا افترضنا أن لهذا الشيء أملاالً فيقول‪ :‬ائتنيي بشييء ( ِمين ِمل ِلي ِه)‪ ،‬أميا عنيدما نقيول ‪ :‬ائتنيي بشييء (ملليه) فهيذا ال يفتير‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫وجود أملال لكنه محتمل أن يكون له مليل فإن كان موجو ًدا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل ملله‪.‬‬
‫ب) وهي بال شك أعم مما جاء في سورة هود (افتَ َراهُ) ألن مظنة اجفتراء أحد‬ ‫ثانيًا‪ :‬قال تعالى في سورة البقرة ( َوإِن كُنت ُم فِي َري ٍ‬
‫أمور الريب‪.‬‬
‫ثاللًا‪ :‬المفسرون وضعوا احتمالين لقوله تعالى ( ِمن ِمل ِل ِه) أل من ملل القرآن أومن ملل هذا الرسول األمي الذل ينطص بالحكمة أل‬
‫فاتوا بسورة من القرآن من ملل رجل أمي كالرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وعليه فإن ( ِمن ِمل ِل ِه) أعم ألنه تحتمل المعنيين أم‬
‫( ِمل ِل ِه) فهي ال تحتمل إال معنى واحدا ً وهو ملل القرآن وال تحتمل المعنى اللاني‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬أنه حذم مفعولي الفعلين المتعديين في قوله (فَ ِإن لَم تَفعَلُوا َولَن ت َفعَلُوا) والحذم قد يعني اجطالق عموما ً في اللغة‪.‬‬

‫* هل يمكن أن نضي كلمة مفتراة في سورة البقرة فيقول ملالً فاتوا بسورة من ملله مفتراة كما قال (مفتريات) في هودو‬
‫هذا التعبير ال يصح من عدة جهات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة هود‪.‬‬ ‫ً‬
‫ثان ًيا‪ :‬وهو المهم أنه ال يُحسن أن ي تي بعد ( ِمن ِمل ِل ِه) بكلمة مفتراة ألنه عندما قال من ملله افتر وجود مليل له فإذن هو ليس‬
‫مفترى وال يكون مفترى إذا كان له مليل إذن تنتفي صفة االفتراء مع افترا وجود ملل له‪.‬‬
‫ور ٍة ِمن ِمل ِل ِه) ألن استخدام ( ِمن ِمل ِل ِه) تفتر أن له ملل إذن هو ليس‬ ‫س َ‬‫ثاللًا‪ :‬ال يصح أن يقول في سورة هود أن ي تي بـ (فَ ت ُوا ِب ُ‬
‫ور ٍة ِمن ِمل ِل ِه) لنفس السبب الذل ذكرناه سابقاً‪ .‬إذن ال‬
‫س َ‬‫بمفترى وال يصح بعد قوله تعالى (أَم يَقُولُونَ افت َ َراهُ) أن يقول (ف ت ُوا بِ ُ‬
‫َ‬
‫يمكن استبدال إحداهما باألخرى‪.‬‬
‫َّللاِ إِن كُنت ُم صَا ِد ِقينَ ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما قال في‬
‫ُون َّ‬ ‫ش َهدَا َءكُم ِمن د ِ‬
‫(وادعُوا ُ‬‫رابعًا‪ :‬قال تعالى في آية سورة البقرة َ‬
‫َّللاِ إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ ) ألنه في آية سورة البقرة عندما قال ( ِمن ِمل ِل ِه) افتر أن له ملل إذن‬ ‫(وادعُوا َم ِن است َ َطعت ُم ِمن د ِ‬
‫ُون َّ‬ ‫هود َ‬
‫هناك من استطاع أن ي تي بهذا الملل وليس المهم أن ت تي بمستطيع لكن المهم أن ت تي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إال لي تي‬
‫ش َهدَا َءكُم) ليشهدوا إن كان هذا القول ملل هذا القول فالموق إذن يحتاج إلى شاهد محكم ليشهد بما جاءوا‬ ‫(وادعُوا ُ‬ ‫بالنصو فقال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫به وليحكم بين القولين‪ .‬أما في آية سورة هود فاآلية تقتضي أن يقول ( َوادعُوا َم ِن استطعت ُم) ليفترل ملله‪ ،‬هم قالوا افتراه فيقول‬
‫تعالى ادعوا من يستطيع أن يفترل ملله كما يقولون‪ ،‬إذن في سورة البقرة أعم وأوسع ألنه تعالى طلب أمرين‪ :‬دعوة الشهداء‬
‫ودعوة المستطيع ضمنا ً أما في آية سورة هود فالدعوة للمستطيع فق ‪.‬‬

‫ومما سبص نالحظ أن اآلية في سورة البقرة بُنيت على العموم أصالً (ال ريب‪ ،‬من ملله‪ ،‬الحذم قد يكون للعموم‪ ،‬ادعوا شهداءكم)‪.‬‬
‫َارةُ أ ُ ِعدَّت‬ ‫ثم إنه بعد هذه اآلية في سورة البقرة هدد تعالى بقوله ( َف ِإن لَم تَفعَلُوا َولَن تَفعَلُوا َفاتَّقُوا النَّ َ‬
‫ار الَّتِي َوقُو ُد َها النَّ ُ‬
‫اس َوال ِحج َ‬
‫ِللكَافِ ِرينَ (‪ ))٢٤‬والذل ال يؤمن قامت عليه الحجة ولم يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪5‬‬


‫ت تَج ِرل ِمن تَحتِهَا األَنه ُ‬
‫َيار ُكلَّ َميا ُر ِ قُيوا ِمنهَيا ِمين ثَ َم َير ٍة ِر قيا ً قَيالُوا‬ ‫ت أَنَّ لَ ُهم َجنَّا ٍ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٥‬وبَش ِِر الَّذِين آ َمنُوا َوع َِملُوا الصَّا ِلحَا ِ‬
‫ج ُّم َطه ََّرةٌ َوهُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ )‬ ‫َهـذَا الَّذِل ُر ِ قنَا ِمن قَب ُل َوأُت ُوا ِب ِه ُمتَشَا ِبها ً َولَ ُهم فِيهَا أَ َوا ٌ‬
‫ت أَنَّ ل ُهم َجناتٍ) حذم الباء‪ ،‬بينما في النسياء (بَش ِِير ال ُمنيافِ ِقينَ بِي نَّ ل ُهيم عَيذابًا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫(وبَش ِِر الَّ ِذينَ آ َ َمنُوا َوع َِملُوا الصَّا ِلحَا ِ‬
‫* قال تعالى هنا َ‬
‫ييرا (‪ ))٤٧‬ذكير البياء ألن تبشيير المنيافقين آكيد مين تبشيير‬ ‫ِ ً‬ ‫ب‬‫ك‬‫َ‬ ‫ً‬
‫يال‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫َّ‬ ‫ينَ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫يم‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫نَّ‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ينَ‬‫ن‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬‫م‬ ‫ال‬
‫ِ ُ‬ ‫ِر‬‫ش‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫األحزاب‬ ‫وفي‬ ‫أ َ ِلي ًما (‪))١٣٨‬‬
‫ً‬
‫المؤمنين‪ ،‬ففي سورة البقرة هذه هيي اآليية الوحييدة التيي ذكير فيهيا كالميا عين الجيزاء وصيفات الميؤمنين فيي كيل السيورة أميا فيي‬
‫سورة النساء أكد وفصل في عذاب المنافقين في عشرة آيات‪ ،‬وفي األحزاب فصل تعالى في السورة جزاء المؤمنين وصفاتهم‪.‬‬

‫َار) وفي الكه (تَج ِرل ِمن تَحتِ ِه ُم األَنه ُ‬


‫َار) ألن الكالم هنا عن الجنة‪ ،‬أما في الكه فيالكالم‬ ‫* قال تعالى هنا (تَج ِرل ِمن تَحتِهَا األَنه ُ‬
‫عن المؤمنين ساكني الجنة فاألنهار تجرل من تحت الجنة ومن تحت المؤمنين وليس فيها تعار ولكن األمر مرتب بالسياق‪.‬‬

‫(ر ِ قوا) ‪ :‬هللا تعالى ينسب النعمة والخير إلى نفسه وال ينسب الشر‪ ،‬أما في الجنة حي ال حساب وال عقاب‬ ‫* البناء للمجهول فى ُ‬
‫قال تعالى ( ُكلَّ َما ُر ِ قُوا ِمنهَا ِمن ثَ َم َر ٍة ِر قاً)‪.‬‬

‫س ي ُدونَ فِييي األَر ِ أُولَييـئِكَ ُه ي ُم‬ ‫َّللاُ بِ ي ِه أَن يُو َ‬


‫ص ي َل َويُف ِ‬ ‫َّللاِ ِميين بَع ي ِد ِميلَاقِ ي ِه َويَق َطعُييونَ َمييا أ َ َمي َير َّ‬ ‫آييية (‪( : )٢٧‬الَّ ي ِذينَ يَنقُ ُ‬
‫ضييونَ عَه ي َد َّ‬
‫ال َخا ِ‬
‫س ُرونَ )‬
‫* إن النقض يدل على فسخ ما وصله المرء وركبه فنقض الحبل يعني حل ما أبرمته أما قطع الحبل أل جعله أجزا ًء‪ ،‬ونقض‬
‫اجنسان لعهد ربه يدلك على عظمة ما أتى به اجنسان من أخذ العهد وتوثيقه ثم حل هذا العهد والتخلي عنه فهو أبلغ من القطع ألن‬
‫فيه إفسادا ً لما عمله اجنسان بنفسه من ذل قبل‪.‬‬

‫اّلل َوكُنت ُم أَم َواتا ً فَ َح َياكُم ث ُ َّم يُ ِميتُكُم ث ُ َّم يُح ِييكُم ث ُ َّم إِلَي ِه ت ُر َجعُونَ )‬
‫آية (‪( : )٢٨‬كَي َ تَكفُ ُرونَ ِب َّ ِ‬
‫* بدأت اآلية ب سلوب استفهام عن الحال ولكنه خرج إلى غر آخر وهو التعجب واجنكار‪.‬‬

‫ع ِلي ٌم)‬ ‫اوا ٍ‬


‫ت َوه َُو بِك ُِل شَيءٍ َ‬ ‫س َم َ‬ ‫س َّوا ُهنَّ َ‬
‫سب َع َ‬ ‫ص َلكُم َّما فِي األَر ِ ج َِميعا ً ث ُ َّم است َ َوى إِ َلى ال َّ‬
‫س َماء فَ َ‬ ‫آية (‪( : )٢٩‬ه َُو الَّذِل َخلَ َ‬
‫للملك فاهلل سبحانه وتعالى يخاطب هذا اجنسان حتى يرى كي أكرمه هللا عز وجل أنه خلص من أجله‬ ‫* (خلص لكم) هذه الالم ك نها ِ‬
‫كل ما في الكون ألجله لتنتفاع أو لتعتبار‪.‬‬

‫ص وبنا ٌء وتزيين ولو ت ملت السموات لرأيت بدعة الخلص ودقته ونظاما ً ال‬
‫* قال تعالى (فسواهن) ولم يقل خلقهن فالتسوية خل ٌ‬
‫يخت ُّل وال يغيب‪.‬‬

‫(وإِذ قَا َل َربُّكَ ِلل َمالَئِكَي ِة إِنِيي جَا ِعي ٌل فِيي األَر ِ َخ ِليفَيةً قَيالُوا أَتَجعَي ُل فِيهَيا َمين يُفسِي ُد فِيهَيا َويَسي ِفكُ ِ‬
‫اليد َماء َونَحينُ نُ َ‬
‫سيبِ ُح‬ ‫آية (‪َ : )٣٠‬‬
‫ِس لَكَ قَا َل ِإنِي أَعلَ ُم َما الَ تَعلَ ُمونَ )‬ ‫ِبحَم ِدكَ َونُقَد ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫* الصيغة اجسمية (إِنِي جَا ِع ٌل فِي األر ِ خ ِليفة) أقوى ألنها تدل على اللبوت بينما الصيغةالفعلية تدل على الحدوا والتجدد‪،‬‬‫َ‬ ‫َ‬
‫هناك فرق بين أن تقول هو يتلق وهو ملق ‪ ،‬هو يتفقه وهو فقيه‪ ،‬تقول هو ناجح قبل أن يمتحن ألنك واثص أنه ناجح‪.‬‬

‫* هل من فارق بين نقدس لك ونقدسكو الفعل يقدس فعل متعدل ي خذ مفعوالً به دون حرم الجر الالم فنقول نقدس هللا لكن اآلية‬
‫أدخلت الالم على الكام للتخصيص أل التقديس لك ال لغيرك‪ .‬فالمالئكة ال تعصي هللا ما أمرها فهي ال تقدس إال هلل بخالم البشر‬
‫الذين قد يقدسون هللا وقد يقدسون معه غيره‪.‬‬

‫* قصة آدم بين سورتي البقرة واألعرام ‪:‬‬


‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬
‫قصية آدم فييي سيورة البقييرة تبييدأ مين أقييدم نقطيية ورود قصيية آدم فييي سييورة األعييرام ليسييت ميين بيياب التكييريم‬
‫(ولَقَييد َم َّكنَّيياكُم فِييي األَر ِ َو َجعَلنَييا لَ ُكييم فِي َه يا َمعَييا ِي َ‬
‫ش قَ ِليييالً َّمييا‬ ‫َ‬ ‫(وإِذ قَا َل َربُّكَ ِلل َمالَئِ َك ِة إِنِي جَا ِعي ٌل ِفيي‬
‫في القصة َ‬ ‫إفتتاح‬
‫األَر ِ َخ ِليفَةً قَيالُوا أَتَج َعي ُل ِفيهَيا َمين يُفسِي ُد ِفيهَيا تَشك ُُرونَ (‪( ))١٠‬قليالً ما تشكرون) عتاب من هللا تعالى عليى‬ ‫كل‬
‫ِس لَيكَ قلة شكرهم وهذا لم يرد في البقرة‪.‬‬ ‫سيبِ ُح بِحَمي ِدكَ َونُقَيد ُ‬ ‫الد َماء َونَحنُ نُ َ‬‫َويَس ِفكُ ِ‬ ‫قصة‬
‫قَا َل ِإنِي أ َعلَ ُم َما الَ تَعلَ ُميونَ (‪ ))٣٠‬ليم تُيذكر هيذه‬
‫النقطية فيي أل مكيان آخير فيي القيرآن وهيي أول‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪6‬‬


‫نقطة نبدأ فيها القصص القرآني‪.‬‬
‫‪ -‬سياق القصة في سورة األعرام ورد في العقوبيات وإهيالك‬ ‫‪ -‬التكييريم فييي البقييرة أكليير ممييا هييو عليييه فييي‬
‫األمم الظالمة مين بنيي آدم وفيي سيياق غضيب هللا تعيالى عليى‬ ‫األعرام‪.‬‬
‫سنَا إِالَّ أَن قَالُوا إِنَّيا‬
‫الذين ظلموا (فَ َما كَانَ دَع َواهُم إِذ جَاءهُم بَ ُ‬ ‫القصيية فييي سييورة البقييرة واردة فييي تكييريم آدم‬
‫ُكنَّا َظا ِل ِمينَ (‪ ))٥‬وفي سياق العتب عليهم (قلييالً ميا تيذكرون‪،‬‬ ‫وما يحمله من العلم والقصية كلهيا فيي عباراتهيا‬
‫قليالً ما تشكرون)‪.‬‬ ‫ونسجها تدور حول هذه المس لة‪.‬‬
‫سياق‬
‫‪ -‬وقولييه تعييالى (علييم آدم) ينسييحب علييى ذريتييه‬
‫فييييي الخالفيييية فييييي األر ‪ .‬والخالفيييية تقتضييييي‬ ‫القصة‬
‫أمييرين‪ :‬األول حييص التصييرم (خلييص لكييم مييا فييي‬
‫األر جميعييا)‪ ،‬والليياني القييدرة علييى التصييرم‬
‫والقيام بالمهمة (أثبت القدرة بالعلم)‪ .‬فاهلل تعالى‬
‫كرم اجنسان بالعلم والعقل‪.‬‬
‫ييورنَاكُم ثُييي َّم قُلنَيييا‬ ‫(ولَقَيييد َخلَقنَييياكُم ثُييي َّم َ‬
‫صي َّ‬ ‫‪ -‬فيييي األعيييرام فقيييال َ‬ ‫‪ -‬فييي سييورة البقييرة جمييع تعييالى جبليييس ثييالا‬
‫ييييس لَييييم َي ُكيييين ِميييينَ‬ ‫ي‬
‫ِ ِ ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ُوا‬
‫د‬ ‫ج‬ ‫ييي‬
‫ي‬ ‫س‬ ‫َ‬
‫ِلل َمآل ِئ َكيييي ِة اسيييي ُجدُوا آل َد َم َ َ‬
‫ف‬ ‫سي َجدُوا‬ ‫(و ِإذ قُلنَا ِلل َمالَ ِئكَي ِة اسي ُجدُوا آل َد َم فَ َ‬ ‫صفات َ‬
‫اج ِدينَ (‪ ))١١‬ذكر صفة واحدة فق ‪.‬‬ ‫س ِ‬‫ال َّ‬ ‫يييس أبَيييى َواسيييتَكبَ َر َو َكيييانَ ِمييينَ ال َكيييافِ ِرينَ‬ ‫َ‬ ‫إِالَّ إِب ِلي َ‬ ‫وص‬
‫(‪( ))٣٤‬أبيييى‪ ،‬اسيييتكبر‪ ،‬وكيييان مييين الكيييافرين)‬ ‫إبليس‬
‫وهييذه الصييفات لييم ت ي ت مجتمعيية إال فييي سييورة‬
‫البقرة لبيان شناعة معصية إبليس‪.‬‬
‫‪ -‬فييي األعييرام عنييدما طييرد إبليييس جمعهمييا فييي الكييالم (قَييا َل‬ ‫‪ -‬فييي سييورة البقييرة جيياء الخطيياب بإسييناد القييول‬
‫اخي ُيرج ِمن َهييا َمييذؤُوما ً َّمييد ُحورا ً لَّ َميين ت َ ِب َعييكَ ِميين ُهم ألَمييأنَّ َج َه ينَّ َم‬ ‫إلى هللا تعيالى ( َوقُلنَيا يَيا آ َد ُم اسيكُن أ َنيتَ َو َ و ُجيكَ‬
‫ِمنكُم أَج َم ِعينَ (‪َ )١٨‬ويَا آ َد ُم اسكُن أَنتَ َو َ و ُجكَ ال َجنَّةَ فَ ُكالَ ِمن‬ ‫شييئت ُ َما َوالَ تَق َربَييا‬ ‫غييدا ً حَي ي ُ ِ‬ ‫ال َجنَّييةَ َو ُك يالَ ِمن َهييا َر َ‬ ‫أسلوب‬
‫شيييج ََرةَ فَتَكُونَيييا ِمييينَ ال َّظيييا ِل ِمينَ‬ ‫حَييي ُ ِ‬
‫شيييئت ُ َما َوالَ تَق َربَيييا َهيييـ ِذ ِه ال َّ‬ ‫شييييج ََرةَ فَتَكُونَييييا ِميييينَ ال َّظييييا ِل ِمينَ (‪))٣٥‬‬ ‫َهييييـ ِذ ِه ال َّ‬ ‫الخطاب‬
‫(‪.))١٩‬‬ ‫والمالحييظ فييي القييرآن أنييه لمييا ينسييب هللا تعييالى‬
‫القول إلى ذاته يكون في مقام التكريم‪،‬‬
‫(ويَيييا آ َد ُم اسيييكُن أَنيييتَ‬ ‫‪ -‬بينميييا ليييم تيييرد فيييي سيييورة األعيييرام َ‬ ‫َ‬
‫(وقلنييا يَييا آ َد ُم‬‫ُ‬ ‫‪ -‬ذكيير فييي سييورة البقييرة (رغييداً) َ‬
‫شيج ََرةَ‬ ‫َو َ و ُجيكَ ال َجنَّيةَ فَكُيالَ ِمين حَيي ُ ِ‬
‫شيئت ُ َما َوالَ تَق َربَيا َهيـ ِذ ِه ال َّ‬ ‫غيداً حَيي ُ‬ ‫اسكُن أَنتَ َو َ و ُجكَ ال َجنَّةَ َو ُكالَ ِمنهَيا َر َ‬
‫(ر َ‬
‫فَتَكُونَا ِمنَ ال َّظا ِل ِمينَ (‪.))١٩‬‬ ‫شييييج ََرةَ فَت َكُونَييييا ِميييينَ‬
‫شييييئت ُ َما َوالَ تَق َربَييييا َهييييـ ِذ ِه ال َّ‬‫ِ‬
‫غ ًداً)‬ ‫ذكر َ‬
‫ال َّظا ِل ِمينَ (‪ ))٣٥‬المناسب للتكريم في السورة ‪.‬‬
‫‪ -‬في األعرام استخدام الفاء في قوله (فكُال من حيي شيئتما)‬ ‫الييواو فييي (و ُكييال منهييا رغييداً) فييي سييورة البقييرة‬
‫تييدل علييى التعقيييب والترتيييب‪ ،‬بمعنييى اسييكن ف ُكييل أل أن األكييل‬ ‫تيييدل عليييى مطليييص الجميييع وتفييييد أن آلدم حيييص‬ ‫(وكُال )‬
‫يي تي مباشييرة بعييد السييكن مباشييرة‪ .‬فالفيياء إذن هييي جييزء ميين‬ ‫اجختيار في كل األ منة بمعنيى اسيكن وكُيل غيير‬
‫من الواو أما الواو فتشمل من الفاء وغيرها والجمع وغير‬ ‫محييددة بزمييان‪ .‬ومجئيهييا فييي سييورة البقييرة فييي‬
‫–‬
‫الجمع فهي إذن أعم وأشمل‪.‬‬ ‫مجال التكريم أيضا ً فلم يقييد هللا تعيالى آدم بيزمن‬ ‫(فكُال )‬
‫لأكل‪.‬‬
‫‪ -‬في اآلعرام (من حي شئتما) بمعنى من حي شئتما لأكل‬ ‫‪( -‬حيييي شيييئتما) فيييي سيييورة البقيييرة تحتميييل أن‬
‫فقيي وليييس للسييكن‪ ،‬وبمييا أن الفيياء اسييتخدمت فييي السييورة‬ ‫تكييون للسييكن واألكييل بمعنييى اسييكنا حيي شييئتما‬ ‫(حي شئتما)‬
‫(فكُال) والفاء مقتصرة اقتضى الحصر لأكل فق ‪.‬‬ ‫وكُال حي شئتما وفيي هيذا تكيريم أوسيع ألن هللا‬ ‫‪-‬‬
‫تعييالى جعييل لهيييم مجييال اختييييار السييكن واألكيييل‬ ‫(من حي‬
‫والتناسيييب ميييع اليييواو التيييي دليييت هيييي مطلقييية‬ ‫شئتما)‬
‫ف وجبت السعة في اجختيار‪.‬‬
‫‪ -‬في األعرام (فدالهما بغرور) والتدلية ال تكون إال من أعلى‬ ‫‪( -‬ف لهمييا الشيييطان) فييي سييورة البقييرة ليييس‬ ‫(ف لهما‬
‫ألسفل إذن في مقام التكلي سماها ( لية) وفيي مقيام العقوبية‬ ‫بالضييرورة الزليية إلييى محييل أدنييى بييل يمكيين أن‬ ‫الشيطان)‬
‫سماها (فدالهما) فخف المعصية في البقرة ولم يفعل ذلك فيي‬ ‫سيميت لية تخفيفيا ً‬ ‫يكيون فيي نفيس المكييان وقيد ُ‬ ‫‪-‬‬
‫األعرام‪.‬‬ ‫في مقام التكريم الغالب على السورة‪.‬‬ ‫(فدالهما‬
‫بغرور)‬
‫ور فَلَ َّميا ذَاقَيا الشَّيج ََرةَ‬
‫ياب ‪ -‬فيي األعيرام قيال تعيالى (فَي َدالَّ ُه َما بِغُ ُير ٍ‬ ‫ت فَتَي َ‬
‫‪ -‬فييي البقييرة (فَتَلَقَّييى آ َد ُم ِميين َّربِ ي ِه َك ِل َمييا ٍ‬
‫معاتبة هللا‬
‫علَي ِه َميا ِمين َو َر ِ‬
‫ق ال َجنَّي ِة‬ ‫ان َ‬ ‫سو َءات ُ ُه َما َو َط ِفقَا يَخ ِصيفَ ِ‬
‫اليير ِحي ُم (‪ ))٣٧‬لييم يييذكر بَدَت لَ ُه َما َ‬ ‫اب َّ‬ ‫علَييي ِه إِنَّ يهُ ه َ‬
‫ُييو التَّي َّيو ُ‬ ‫َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪7‬‬


‫شيج ََر ِة َوأَقُييل لَّ ُك َمييا ِإنَّ‬ ‫َونَادَا ُه َميا َر ُّب ُه َمييا أَلَييم أَن َه ُك َمييا َ‬
‫عيين ِتل ُك َمييا ال َّ‬ ‫معاتبة هللا تعالى آلدم وتوبيخه له وهيذا يتناسيب‬ ‫تعالى آلدم‬
‫عد ٌُّو ُّمبِينٌ (‪ ))٢٢‬فيي مجيال التيوبيخ والحسياب‬ ‫الشَّي َطآنَ لَ ُك َما َ‬ ‫مع مقيام التكيريم فيي السيورة حتيى أنيه ليم ييذكر‬
‫سينَا َو ِإن لَّيم تَغ ِفير لَنَيا‬ ‫ثم جاء اعترام آدم (قَياالَ َربَّنَيا َظلَمنَيا أَنفُ َ‬ ‫فيي السييورة إعتييرام آدم ولييم يقييل أنهمييا تابييا أو‬
‫س ِرينَ (‪.))٢٣‬‬ ‫َوتَرحَمنَا لَنَكُونَنَّ ِمنَ ال َخا ِ‬ ‫ظلميييييا أنفسيييييهما فطيييييوى تعيييييالى تصيييييريح آدم‬
‫‪ -‬وفي األعرام تناسب بين البداية واجختيار (عتاب على قلية‬ ‫بالمعصييية وهييذا أيضيا ً مناسييب لجييو التكييريم فييي‬
‫الشكر وعتاب على عدم السجود) الندم الذل ذكره آدم مناسب‬ ‫السورة‪.‬‬
‫لندم ذريته عن معاصيهم وهذا ناسب لسياق اآليات في سورة‬
‫األعرام‪.‬‬
‫سينَا‬ ‫‪ -‬اتفص ندم األبوين والذرية على الظلم (قَاالَ َربَّنَا َظلَمنَا أَنفُ َ‬
‫س ِيرينَ (‪ ))٢٣‬ذريية‬ ‫َو ِإن لَّم تَغ ِفر لَنَا َوتَرحَمنَا لَنَكُيونَنَّ ِمينَ ال َخا ِ‬
‫(إنيييا كنيييا ظيييالمين) بالصييييغة اجسيييمية الدالييية عليييى اللبيييوت‬
‫واجصييرار وجيياءت (ظلمنييا) بالصيييغة الفعلييية أل أن التوبيية‬
‫فعلية وصادقة وليس فيها إصيرار ليذا جياءت العقوبية مختلفية‬
‫فتاب سبحانه على األولين وأهلك اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬لم تيذكر فيي األعيرام بيل ذكير أن آدم طليب المغفيرة لكين ليم‬ ‫‪ -‬ذكر في البقرة أن هللا تعالى تياب عليى آدم وليم‬
‫سينَا َو ِإن لَّيم‬ ‫يذكر أن هللا تعيالى تياب علييه (قَياالَ َربَّنَيا َظلَمنَيا أَنفُ َ‬ ‫ييييذكر أن آدم طليييب المغفيييرة لكييين وردت التوبييية‬
‫توبة هللا على‬
‫س ِرينَ (‪.))٢٣‬‬ ‫تَغ ِفر لَنَا َوتَرحَمنَا لَنَكُونَنَّ ِمنَ ال َخا ِ‬ ‫والمغفييرة عليييه وهييذا مناسييب لجييو التكييريم فييي‬
‫علَيي ِه‬ ‫ت فَتَي َ‬
‫ياب َ‬ ‫السييورة (فَتَلَقَّيى آ َد ُم ِميين َّر ِبي ِه َك ِل َمييا ٍ‬ ‫آدم‬
‫الر ِحي ُم (‪.))٣٧‬‬ ‫إِنَّهُ ه َُو الت َّ َّو ُ‬
‫اب َّ‬
‫صي َّيورنَاكُم ث ُ ي َّم قُلنَييا‬
‫(ولَقَييد َخلَقنَيياكُم ث ُ ي َّم َ‬ ‫‪ -‬فييي سييورة األعييرام َ‬
‫َ‬
‫ييييس لييييم يَ ُكيييين ِميييينَ‬ ‫َّ‬
‫سيييي َجدُوا إِال إِب ِلي َ‬ ‫َ‬
‫ِلل َمآلئِ َكيييي ِة اسيييي ُجدُوا آل َد َم ف َ‬
‫ياج ِدينَ (‪ ))١١‬وفييي اآلييية األخيييرة ميين السييورة (إِنَّ الَّي ِذينَ‬ ‫سي ِ‬ ‫ال َّ‬
‫سيبِ ُحونَهُ َولَيهُ يَسي ُج ُدونَ‬ ‫ونَ‬
‫ِعن َد َربِ ال يَستكبِ ُر عَين ِعبَا َدتِي ِه َويُ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬
‫(‪ ))٢٠٦‬نفى تعالى عن المالئكة التكبير وأكيد سيجودهم ولكين‬
‫بالنسييبة جبليييس فييي السييورة نفسييها نفييى عنييه السييجود ( ِإالَّ‬
‫اج ِدينَ ) وأكد له التكبر (قَا َل فَياهبِ ِمنهَيا‬ ‫س ِ‬ ‫يس لَم يَكُن ِمنَ ال َّ‬ ‫إِب ِل َ‬
‫صيييا ِغ ِرينَ‬‫يير فِي َهيييا فَييياخ ُرج ِإنَّيييكَ ِمييينَ ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ييكَ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ييونُ‬‫ي‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫فَ َميييا‬
‫(‪.))١٣‬‬

‫‪ -‬في سورة األعرام (ث ُ َّم آلتِيَنَّ ُهم ِمن بَي ِن أَييد ِ‬


‫ِيهم َو ِمين َخل ِف ِهيم‬
‫ش َمآئِ ِل ِهم َوالَ ت َ ِجي ُد أ َكل َ َيرهُم شَيا ِك ِرينَ (‪))١٧‬‬
‫َوعَن أَي َمانِ ِهم َوعَن َ‬
‫(ولَقَد َم َّكنَّاكُم فِي األَر ِ َو َجعَلنياَ‬ ‫وفي مقدمة القصة قال تعالى َ‬
‫ش قَ ِليييالً َّمييا تَشييك ُُرونَ (‪ ))١٠‬فصييدق عليييهم‬ ‫لَكُييم فِيهَييا َمعَييا ِي َ‬
‫إبليس ظنه‪.‬‬

‫ِل لَ ُه َميا َميا‬ ‫س لَ ُه َما الشَّي َطانُ ِليُبد َ‬ ‫‪ -‬في سورة األعرام (فَ َوس َو َ‬
‫سو َءاتِ ِه َما َوقَا َل َميا نَهَا ُك َميا َربُّ ُك َميا عَين َهيـ ِذ ِه‬ ‫ل عَن ُه َما ِمن َ‬ ‫ور َ‬
‫ُو ِ‬
‫ينَ‬ ‫َ‬ ‫يينَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شيييج ََر ِة إِال أن تكُونيييا َملكيييي ِن أو تكُونيييا ِمي الخا ِلييي ِد (‪))٢٠‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ‬
‫اختييار تعييالى للتقييوى كلميية اللبيياس الييذل يييوارل السييوءات‬
‫س يو َءا ِتكُم‬ ‫علَيييكُم ِل َباسيا ً يُي َيو ِارل َ‬ ‫الباطنيية ( َيييا َب ِنييي آ َد َم قَييد أَن َزلنَييا َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ت َّللاِ لعَل ُهييم‬ ‫َ‬
‫يير ذ ِلييكَ ِميين آيَييا ِ‬ ‫ى ذَ ِلييكَ َخي ٌ‬ ‫يياس التَّق َ‬
‫ييو َ‬ ‫َو ِريشييا ً َو ِلبَ ُ‬
‫يَذَّك َُّرونَ (‪ ))٢٦‬واختييار اليريش مناسيب للبياس اليذل ييوارل‬
‫السييؤات الخارجييية‪ .‬وفييي هييذه اآليييات تحييذير ميين هللا تعييالى‬
‫سيو َءاتِكُم‬ ‫علَيكُم ِلبَاسا ً يُ َيو ِارل َ‬ ‫لذرية آدم ((يَا بَنِي آ َد َم قَد أ َ َ‬
‫نزلنَا َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ت َّللاِ لعَل ُهييم‬ ‫َ‬
‫يير ذ ِلييكَ ِميين آيَييا ِ‬ ‫ى ذَ ِلييكَ خي ٌ‬
‫َ‬ ‫يياس التَّق َ‬
‫ييو َ‬ ‫َو ِريشييا ً َو ِلبَ ُ‬
‫يَذَّك َُّرونَ (‪.))٢٦‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪8‬‬


‫ع َلى ال َم َالئِ َك ِة َفقَا َل أَنبِئ ُونِي ِب َس َم ِ‬
‫اء َهؤ َُال ِء إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ )‬ ‫علَّ َم آ َ َد َم األَس َما َء ُكلَّهَا ث ُ َّم ع ََر َ‬
‫ض ُهم َ‬ ‫آية (‪َ : )٣١‬‬
‫(و َ‬
‫* جاءت عرضهم لأسماء بدل عرضها ألن األسماء التي عرضت على المالئكة هو عر هذه المخلوقات ألن هللا تعيالى أودع فيي‬
‫هذا اجنسان (في آدم) ما يمكن أن يشغّله ويرمز به إلى األشياء باألصوات لهذه المسميات مين العقيالء وغيير العقيالء وليذلك قيال‬
‫عرضهم بالجمع ألن فيهم عقالء وغير عقالء‪.‬‬

‫* استعمال إسم اجشارة هؤالء (فَقَا َل أَنبِئ ُونِي بِ َس َم ِ‬


‫اء َهؤ َُال ِء إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ ) هؤالء أصلها أوالء ثم تيدخل الهياء للتنبييه أو أحيانيا ً‬
‫تدخل الكام فتصبح أولئك‪ .‬اجشيارة أوالء فيي األصيل للعقيالء لكين إذا اجتميع العقيالء وغييرهم يغليب العقيالء فيُشيار إليى المجميوع‬
‫بكلمة هؤالء أو أولئك بحسب القرب والبعد هؤالء للقريب وأولئك للبعيد‪.‬‬

‫* داللة استخدام (أنبئونى) فى اآلية و ليس (نبئونى) ‪:‬‬


‫أنب وردت في أريعة مواضع في القرآن جميعا ً فيها إختصار مين‪ ،‬أميا نبي وردت فيي سيتة وأربعيين موضيعاً‪ ،‬نالحيظ فيي اآليية أنيه‬
‫بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى وقت ولذا قال علم ولم يقل أعلم‪( .‬فَقَا َل أَن ِبئ ُونِي) هذا ميا إسيمهو كيذا إسيمه وانتهيى‪ ،‬ال يحتياج إليى‬
‫شرح وتطويل‪ ،‬اجنباء بكل إسم على حدة ال ي خذ وقتا ً ولهذا قال (أَنبِئ ُهم بِ َس َمائِ ِهم) (فَلَ َّما أَنبَ َهُم بِ َس َمائِ ِهم) ‪.‬‬

‫علَّمتَنَا إِنَّكَ أَنتَ العَ ِلي ُم ال َح ِكي ُم)‬


‫سبحَانَكَ الَ ِعل َم لَ َنا إِالَّ َما َ‬ ‫آية (‪( : )٣٢‬قَالُوا ُ‬
‫* الفرق بين (علي ٌم حكي ٌم) و (حكي ٌم علي ٌم) ‪:‬‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم‪ ،‬هنا السياق في العلم فقدم العلم‪.‬‬
‫إذا كان األمر في التشريع أو الجزاء يقدم الحكمة ‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذل يجيا ل ويعاقيبو هيو الحياكم‪ ،‬تقيدير الجيزاء‬
‫يون َهيـ ِذ ِه‬
‫ط ِ‬ ‫(وقَيالُوا َميا فِيي بُ ُ‬
‫ار َمل َواكُم َخا ِلي ِدينَ فِيهَيا إِالَّ َميا شَياء َّللاُ إِنَّ َربَّيكَ َح ِكيي ٌم عَليي ٌم (‪ )١٢٨‬األنعيام) هيذا جيزاء ‪َ ،‬‬ ‫حكمة (قَا َل النَّ ُ‬
‫ع ِليي ٌم (‪ )١٣٩‬األنعيام) هيذا‬ ‫يهم َوصيفَ ُهم ِإنَّيهُ ِح ِكيي ٌم َ‬
‫س َيج ِز ِ‬
‫ش َركَاء َ‬ ‫اجنَا َو ِإن َيكُن َّميتَةً فَ ُهم ِفي ِه ُ‬ ‫علَى أ َ َو ِ‬ ‫األَن َع ِام َخا ِلصَةٌ ِلذُك ِ‬
‫ُورنَا َو ُمح ََّر ٌم َ‬
‫تشريع من الذل يشرع ويجا لو هللا تعالى ‪.‬‬

‫ت َواألَر ِ َوأَعلَي ُم َميا ت ُبي ُدونَ‬


‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬
‫ب ال َّ‬ ‫آية (‪( : )٣٣‬قَا َل يَا آ َد ُم أَن ِبئ ُهم ِب َس َمآئِ ِهم فَلَ َّما أَنبَ َهُم ِب َس َمآئِ ِهم قَا َل أَلَم أَقُل لَّكُم ِإنِي أَعلَ ُم َ‬
‫غي َ‬
‫َو َما كُنت ُم تَكت ُ ُمونَ )‬
‫َّللاُ يَعلَ ُم َما ت ُبدُونَ َو َما تَكت ُ ُمونَ (‪: ))٢٩‬‬
‫(و َّ‬‫َ‬ ‫النور‬ ‫سورة‬ ‫وفي‬ ‫)‬ ‫ونَ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ك‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُم‬ ‫ت‬‫ُن‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ونَ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ُب‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫* هنا قال تعالى َ ُ َ‬
‫م‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫أ‬ ‫(و‬
‫ً‬
‫قيل بالنسبة للمالئكة هم كانوا يقولون لن يخلص هللا خلقا أكرم وال أعلم منا ‪ ،‬هذا ما يكتمونه في أنفسهم فقال ( َو َما كُنت ُم تَكت ُ ُمونَ ) ‪،‬‬
‫في اجكرام أسجدهم هللا له وفي العلم اختبرهم بالعلم ‪.‬‬
‫اآلية في النور في دخول البيوت غير المسكونة اآلن ‪ ،‬ماذا يُظهرون و ليس المهم فيما مضى‪ ،‬اآلن ماذا يكتمون همو لماذا‬
‫يدخلونو هل يدخلون لفساد أو إطالع أو تجسس و هذا هو المهم ‪.‬‬

‫يس أ َ َبى َواست َكبَ َر َوكَانَ ِمنَ الكَا ِف ِرينَ )‬ ‫(و ِإذ قُلنَا ِلل َمالَ ِئ َك ِة اس ُجدُوا آل َد َم فَ َ‬
‫س َجدُوا ِإالَّ ِإب ِل َ‬ ‫آية (‪َ : )٣٤‬‬
‫* لماذا استخدمت كلمة ابليس مع آدم ولم تستخدم كلمة الشيطانو إبليس هو أبو الشياطين كما أن آدم أبيو البشير وبدايية الصيراع‬
‫كان بين أبو البشر وأبو الشياطين ‪ ،‬والشيطان يُطلص على الكافر من الجن‪.‬‬

‫ياج ِدينَ ) وفيي ميريم ( َخ ُّيروا ُ‬


‫سي َّجدًا َوبُ ِك ًّييا)‬ ‫س ِ‬ ‫س َجدُوا) وفي سيورة ا (فَقَعُيوا لَيهُ َ‬
‫(و ِإذ قُلنَا ِلل َم َال ِئ َك ِة اس ُجدُوا ِآلَ َد َم فَ َ‬
‫* في سورة البقرة َ‬
‫سبَّ ُحوا بِحَم ِد َربِ ِهم) ‪:‬‬ ‫س َّجدًا َو َ‬ ‫وفي السجدة ( َخ ُّروا ُ‬
‫(سجدوا) هذا سجود اعتيادل أنك قمت بعملية السجود كما في الصالة ‪.‬‬

‫اج ِدينَ ) رب العالمين يخاطب هيؤالء المالئكية المشيغولون فاليذل يقيع هيو اليذل كيان‬
‫س ِ‬‫وحي فَقَعُوا لَهُ َ‬
‫س َّويتُهُ َونَفَختُ فِي ِه ِمن ُر ِ‬ ‫(فَ ِإذَا َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مشغوال بشيء ثم انتبه ‪ ،‬قال (فقعُوا) بالفاء ‪ ،‬عندما أنفخ فيه من روحي رأسا فقعوا اتركوا الذل في أيديكم ‪ ،‬ك ٌل ترك عمله ‪.‬‬ ‫ً‬

‫خروا ونحن واقفين ننزل رأسا ً إلى تحت (خروا)‪ .‬والخر هو الهبوط مع صوت من خرير المياء وهناليك فيرق بيين جرييان المياء بيال‬
‫صوت فالخرير من شالل نا ل بصوت هذا خر ( َخ ُّروا ُ‬
‫س َّجدًا َوبُ ِكيًّا) شخص قرأ آية مؤثرة فبدأ بالبكاء وهب بقيوة عليى األر لكيي‬
‫يسجد مع صوت البكاء ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪9‬‬


‫ش َج َرةَ فَتَكُونَا‬ ‫(وقُلنَا يَا آ َد ُم اسكُن أَنتَ َو َ و ُجكَ ال َجنَّةَ َو ُكالَ ِمن َها َر َ‬
‫غدا ً َحي ُ ِ‬
‫شئت ُ َما َوالَ تَق َربَا َهـ ِذ ِه ال َّ‬ ‫آية (‪َ : )٣٥‬‬
‫ِمنَ ال َّ‬
‫ظا ِل ِمينَ )‬
‫* قال تعالى (وال تقربا) ولم يقل وال ت كال حتى ال تضع نفسه عنيد مشياهدة ثمارهيا فتتيوق نفسيه لأكيل مين ثمرهيا وليو نهيي عين‬
‫األكل القترب منها وعندها سيقاوم نفسه التي تريد تناول ثمارها وإما ي كل منها وإما ال ي كل ‪.‬‬

‫*خاطب تعالى آدم لوحده ومرة خاطب آدم وحواء ‪ ،‬كي نفهم الصيغ المتعددة في الخطابو‬
‫(وقُلنَا يَا آ َد ُم اسكُن أَنتَ َو َ و ُجكَ ال َجنَّيةَ (‪ )٣٥‬البقيرة) (فقُلنَيا يَيا آ َد ُم إِنَّ َهيذا عَيد ٌُّو ليكَ َو ِل َزو ِجيكَ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫من الذل قال أن الخطاب مرة واحدةو َ‬
‫فَ َال يُخ ِر َجنَّ ُك َما ِمنَ ال َجنَّ ِة فَتَشقَى (‪ )١١٧‬طه) هذا الخطاب غير ذاك الخطاب ‪ ،‬من أدراه أن الخطاب كان واحداًو هذا وقت متغير‪.‬‬

‫* استخدام كلمة ( وجك) بدل وجتك ‪ :‬لغويًا األصل هو كلمة وج وفي اللغة الضعيفة تستعمل وجة ‪ ،‬في اللغة يقال الميرأة وج‬
‫الرجل والرجل وج المرأة ‪ ،‬فاألولى واألصح أن تستخدم كلمة وج ولذا استخدمها القرآن الكريم في اآلية‪.‬‬

‫* الفرق بين الزوج والبعل ‪:‬‬


‫البعل هو الذكر مين اليزوجين ‪ ،‬فيي اللغية البعيل مين اجسيتعالء يعنيي السييد القيائم الماليك اليرئيس وهيي عامية ‪ ،‬بعي ُل الميرأة سييدها‬
‫عونَ َبعي ًيال َوت َيذَ ُرونَ أَح َ‬
‫سيينَ ال َخييا ِل ِقينَ ) ألنهييم يعتبرونييه س ييدهم المسييتعلي عليييهم‪ .‬األر‬ ‫سييمي كييل مسييتعل علييى غيييره بع يالً (أَتَييد ُ‬
‫و ُ‬
‫ُ‬
‫المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعالً والبعولة هو العلو واالستعالء ومنهيا أ ِخيذ البعيل وج الميرأة ألنيه سييدها ويصيرم‬
‫عليها والقائم عليها‪ .‬البعل ال يقال للمرأة وإنما يقال لها وج‪.‬‬
‫الزوج هو للمواكبة ولذلك تطلص على الرجل والمرأة هي وجه وهو وجهيا ‪ ،‬اليزوج يي تي مين المماثلية (وآخير مين شيكله أ واج)‬
‫أل ما يماثله ‪ ،‬ال يقال للمرأة في القرآن وجه إال إذا كانت مماثلة له قال (اِم َرأَةَ فِرعَونَ ) ليم يقيل وج فرعيون ألنهيا ليسيت مماثلية‬
‫(وام َرأَتُيهُ‬
‫له‪ ،‬وإنما ذكر الجنس (امرأة)‪ .‬لو قال وج يكون فيهيا مماثلية حتيى فيي سييدنا إبيراهيم لميا المسي لة تتعليص باجنجياب قيال َ‬
‫قَآئِ َمةٌ) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة ‪( ،‬النَّ ِب ُّي أَولَى ِبال ُمؤ ِمنِينَ ِمن أَنفُس ِِهم َوأَ َوا ُجهُ أ ُ َّمهَات ُ ُهم) فيهن مماثلة ألنهن عليى طريقيه‬
‫وهن جميعا ً مؤمنات وأ واجه في الدنيا أ واجه في اآلخرة‪.‬‬

‫* سبب تقديم وت خير كلمة رغدا في آيتى سورة البقرة (‪ )٣٥‬و (‪: )٥٨‬‬
‫العيش أو األكل الرغد هو الهنيء الذل ال جهد معه‪.‬‬
‫اآلية األولى الكالم مع آدم عليه السيالم التيرخيص بسيكن الجنية أوالً (اسيكن أنيت و وجيك الجنية) ثيم باألكيل مين الجنية (وكيال منهيا‬
‫رغداً) ثم بمطلص المكان (حي شئتما) المكان مطلص غير مقيد ثم قيده بشجرة (وال تقربا هذه الشجرة) هذا التقيييد بعيد اجطيالق هيو‬
‫نوع من اجستلناء ك نه قال‪ :‬كلوا من كل هذه األماكن إال من هذا المكان‪.‬‬
‫لما كان الكالم إستلناء من مكان ربي بيين المسيتلنى والمسيتلنى منيه ‪ ،‬المسيتلنى منيه (حيي شيئتما) والمسيتلنى (قربيان الشيجرة)‬
‫فالبد من إتصالهما ‪ ،‬ولو قيل في غير القرآن‪ :‬كال منها حي شئتما رغدا ً وال تقربا ستكون كلمة (رغداً) فاصيلة بيين المسيتلنى منيه‬
‫والمستلنى وهذا خلل في اللغة ال يجو أو على األقل فيه ضع ‪.‬‬
‫لذلك قدم رغدا ً مع نيوع مين اجهتميام بيالعيش الهنييء لهميا ‪ ،‬كيال منهيا رغيدا ً حيي شيئتما إال مين هيذا الموضيع فجميع بيين المكيان‬
‫المستلنى منه وبين المكان المستلنى الذل ينبغي أن ال يقرباه ‪.‬‬

‫* قال تعالى آلدم عليه السالم (حي شئتما) ‪ :‬ف ثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما ‪.‬‬

‫ع ُد ٌّو َولَكُم فِي األَر ِ ُمستَقَ ٌّر‬


‫ض َ‬ ‫ضكُم ِلبَع ٍ‬ ‫آية (‪( : )٣٧( - )٣٦‬فَ َ َ لَّ ُه َما الشَّي َطانُ عَنهَا َف َخ َر َج ُه َما ِم َّما كَانَا فِي ِه َوقُلنَا اهبِ ُطوا بَع ُ‬
‫الر ِحي ُم)‬
‫اب َّ‬ ‫علَي ِه ِإنَّهُ ه َُو التَّ َّو ُ‬
‫اب َ‬‫ت فَت َ َ‬
‫ين * فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّر ِب ِه َك ِل َما ٍ‬
‫ع ِإلَى ِح ٍ‬ ‫َو َمتَا ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عد ٌُّو (‪ )٣٦‬البقرة) و(قيا َل اهبِطيا ِمنهَيا ج َِميعًيا بَعضُيكُم‬ ‫ض َ‬ ‫ُ‬
‫(وقلنَا اهبِطوا بَع ُ‬
‫ضكُم ِلبَع ٍ‬ ‫ُ‬ ‫* الفرق بين استخدام الجمع والملنى في اآليات َ‬
‫عد ٌُّو (‪ )١٢٣‬طه) ‪:‬‬ ‫ض َ‬ ‫ِلبَع ٍ‬
‫شيئت ُ َما َو َال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(وقلنا يَيا آ َد ُم اسيكُن أنيتَ َو َ و ُجيكَ ال َجنية َوكُي َال ِمنهَيا َرغيدًا حَيي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إذا قرأنا اآليات نجد في البقرة كان الخطاب آلدم و وجه َ‬
‫ض عَيد ٌُّو‬ ‫شج ََرةَ فَتَكُونَا ِمنَ ال َّظيا ِل ِمينَ (‪ )٣٥‬فَ َ َ لَّ ُه َميا الشَّيي َطانُ عَنهَيا فَ َخ َر َج ُه َميا ِم َّميا كَانَيا فِيي ِه َوقُلنَيا اه ِب ُ‬
‫طيوا بَعضُيكُم ِليبَع ٍ‬ ‫تَق َربَا َه ِذ ِه ال َّ‬
‫ين (‪ ))٣٦‬في طه الخطاب آلدم (ال تظم ‪ ،‬فوسوس إليه‪ ،‬فتشقى‪ ،‬فعصى آدم ربه) فكيان الكيالم‬ ‫ع إِلى ِح ٍ‬‫َ‬ ‫َولَكُم فِي األَر ِ ُمستَق ٌّر َو َمتَا ٌ‬
‫َ‬
‫في طه (اهبطا) آلدم وإبليس وحواء تابعة ‪،‬إذن اهبطوا في البقرة أل آدم وحواء وإبليس‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪10‬‬


‫طوا) وهنا يقول (قلنا اهبطوا) بضمير المتكلم ‪:‬‬ ‫* قال تعالى في سورة طه (قال اهبطا) بضمير الغائب وفي األعرام (قَا َل اه ِب ُ‬
‫الموق ليس واحدا ً ‪ ،‬لو نقرأ النص تتضح المس لة ‪:‬‬
‫علَيي ِه َو َهيدَى (‪ ))١٢٢‬ميا قيال ثيم‬ ‫اب َ‬ ‫عصَيى آَ َد ُم َربَّيهُ فَغَ َيوى (‪ )١٢١‬ثُي َّم اجتَبَياهُ َربُّيهُ فَتَي َ‬ ‫في سورة طه الكالم أصيالً فيي الغائيب قيال َ‬
‫(و َ‬
‫اجتبيته (قَا َل اهبِ َطا ِمنهَا ج َِميعًا ‪ ))١٢٣( ...‬السياق كله في الغائب ‪.‬‬
‫عد ٌُّو) ( قَا َل فِيهَا تَحيَونَ َوفِيهَا تَ ُموت ُونَ )‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫طوا بَع ُ‬
‫ضكُم ِلبَع ٍ‬ ‫(ونَادَا ُه َما َربُّ ُه َما) غائب ( قَا َل اه ِب ُ‬
‫في سورة األعرام َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض عَيد ٌُّو) ضيمير الميتكلم (قلنيا اهبِطيوا ِمنهَيا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫في سورة البقرة قال ( َوقلنا يَا آ َد ُم اسكُن أنتَ َو و ُج ال َجنة) ( َوقلنا اهبِطوا بَعضكُم ِليبَع ٍ‬
‫ج َِميعًا فَ ِإ َّما يَ تِيَنَّكُم ِمنِي ُهدًى) متكلم‪ ،‬لما كان السياق في الغيبة قال (قال) بالغائب ولما كان السياق في المتكلم قال (قلنا) ‪.‬‬

‫(ربِي ِه) – (فَت َ َ‬


‫ياب‬ ‫* (قال تعالى (فَ َ َ لَّ ُه َما) – (فَ َخ َر َج ُه َما) – (كَانَا) بالملنى ثم ذكر آدم عنيد التلقيي بيالمفرد دون حيواء (فَتَلَقَّيى آ َد ُم) ‪َّ -‬‬
‫علَي ِه) ‪:‬‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫علي َم آ َد َم األسي َما َء)‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(ويَيا آ َد ُم اسيكُن أنيتَ َو َ و ُجيكَ ) ( َو َ‬ ‫َ‬ ‫النبي هو الذل أنزل عليه هو الذل يتلقى وليس وجه والتبليغ أصيالً كيان آلدم َ‬ ‫ُ‬
‫(اسي ُجدُوا ِآلَ َد َم) الكيالم كيان ميع آدم والسيياق هكيذا قيال (فَتَلَقَّيى آ َد ُم ِميين َّر ِبي ِه َك ِل َمياتٍ) ألن آدم هيو النبيي المنيوط بيه التواصيل ميع هللا‬
‫سبحانه وتعالى بالوحي ‪ ،‬هذا السياق وهذا ليس تحقيرا ً لحواء ‪.‬‬
‫ِي َولَم نَ ِجد لَهُ عَز ًما) (فَقُلنَا يَا آ َد ُم إِنَّ َهيذَا عَيد ٌُّو لَّيكَ َو ِل َزو ِجيكَ فَ َيال يُخ ِر َجنَّ ُك َميا‬
‫(ولَقَد ع َِهدنَا إِلَى آ َد َم ِمن قَب ُل فَنَس َ‬
‫لو ذكرنا في سورة طه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عصَى آ َد ُم َربَّه فغ َوى) لم يذكر حواء‪ ،‬السياق هكذا‪.‬‬‫ُ‬ ‫ِمنَ ال َجنَّ ِة فَتَشقَى) َ‬
‫(و َ‬

‫* (فَتَلَقَّى آ َد ُم ِمن َّر ِب ِه َك ِل َماتٍ) قرأها إبن عباس (فتلقى أد َم) فما وجه االخيتالمو هيذه القيراءة بالنصيب (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ )‬
‫الكلمات فاعل ‪ ،‬هذه القراءة بالنصب فيها تكريم آلدم تلقته الكلمات كما يُتلقى الساق إلى األر لئال يهلك‪ ،‬تلقته الكلميات ليتيوب ‪،‬‬
‫ولم يقل فتلقت آدم من ربه كلمات ألنه أوالً (كلمات) مؤن مجا ل والمؤن المجا ل يجو فييه التيذكير والت نيي ‪ ،‬ثيم األمير اآلخير‬
‫هناك فاصل بين الفعل والفاعل ألن وجود الفاصل يحسن التذكير وحتى لو لم يكين مؤنليا ً مجا ييا ً ليو كيان مؤنليا ً حقيقييا ً جميع مؤني‬
‫سالم أيضا ً بالفصل يُذكر كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّ ِب ُّي ِإذَا جَاءكَ ال ُمؤ ِمنَاتُ (‪ )١٢‬الممتحنة) ما قال إذا جاءتك‪ ،‬فكي إذا كيان المؤني‬
‫مجا ياًو (فتلقيى آد َم مين ربيه كلمياتٌ ) تلقتيه الكلميات ألن آدم سيق وألن المعصيية سيقوط فتلقتيه الكلميات ليئال يه ِليك ‪ ،‬مسي لة تقيديم‬
‫وت خير المفعول به على الفاعل جائز في القرآن‪.‬‬

‫علَي ِه) تسمى الفاء الفصيحة ألنها تفصح عن كالم محذوم يعني فرددها فتاب هللا عليه‪.‬‬ ‫* هذه الفاء (فَتَ َ‬
‫اب َ‬

‫من بني آدم وبعد التوحيد وهي االستغفار‪.‬‬ ‫* تنبهنا اآلية إلى عبادة عظيمة وهي أول عبادة على وجه األر‬

‫علَي ِهم َوالَ ُهم َيح َزنُونَ )‬ ‫ال فَالَ َخو ٌ‬


‫م َ‬ ‫طوا ِمن َها َج ِميعا ً فَ ِإ َّما َي ِت َينَّ ُكم ِمنِي ُهدًى فَ َمن ت َ ِب َع ُه َد َ‬
‫آية (‪( : )٣٨‬قُلنَا اه ِب ُ‬
‫طوا ِمنهَا َج ِميعًا (‪ ))٣٨‬لماذا في المرة األولى (وقلنا) وفي اللانية (قلنا)و‬ ‫عد ٌُّو (‪( ))٣٦‬قُل َنا اهبِ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ضكُم ِلبَع ٍ‬ ‫طوا بَع ُ‬ ‫(وقُل َنا اهبِ ُ‬
‫* َ‬
‫طيوا‬ ‫عندما ت تي العقوبة تالية للجريمة أو الخطيئة مباشرة ت تي بيالواو (فَ َ َ لَّ ُه َميا الشَّيي َطانُ عَنهَيا فَ َخ َر َج ُه َميا ِم َّميا كَانَيا فِيي ِه َوقُلنَيا اه ِب ُ‬
‫يين (‪ ))٣٦‬وهيذه واو التهدييد والوعييد أنيت عصييت وأنيا أعاقبيك ‪ ،‬إذن‬ ‫ع إِلَيى ِح ٍ‬ ‫ض عَيد ٌُّو َولَكُيم فِيي األَر ِ ُمسيتَقَ ٌّر َو َمتَيا ٌ‬ ‫ضكُم ِلبَع ٍ‬‫بَع ُ‬
‫(وقلنا) متعلقة بغضب هللا عز وجل بعد المعصية مباشرة ‪ ،‬بالتهديد والعقوبة ‪ ،‬أما (قلنا) اللانية متعلقية بيالمغفرة والتوبية والرضيى‬
‫طوا ِمنهَيا ج َِميعًيا فَ ِإ َّميا‬ ‫لر ِحي ُم (‪ )٣٧‬قُلنَا اهبِ ُ‬ ‫علَي ِه إِنَّهُ ه َُو الت َّ َّو ُ‬
‫اب ا َّ‬ ‫ت فَت َ َ‬
‫اب َ‬ ‫‪ ،‬هذا االستغفار يطفئ غضب الرب (فَتَلَقَّى آ َ َد ُم ِمن َربِ ِه َك ِل َما ٍ‬
‫علَي ِهم َو َال هُم يَح َزنُونَ (‪ ))٣٨‬فجاءت بعد التوبة ورضى هللا عز وجل مباشرة ‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫َال فَ َال َخو ٌ‬
‫يَ تِيَنَّكُم ِمنِي ُهدًى فَ َمن ت َ ِب َع ُهد َ‬

‫* أين جواب الشرط في اآلية و‬


‫ً‬
‫فإما ي تينكم ‪ :‬هي (إن وما) جمعتا معا ‪ ،‬إن شرطية وما الزائدة بين أداة الشرط وفعل الشيرط وجملية (فمين تبيع هيدال) هيي جيواب‬
‫إن والفاء رابطة لجواب إن وجملة فال خوم عليهم فهي جواب لـ(من تبع هدال)‪.‬‬

‫َال) في طه ‪:‬‬ ‫َال) و(فَ َم ِن اتَّبَ َع ُهد َ‬


‫* الفرق بين قوله تعالى هنا (فَ َمن تَبِ َع ُهد َ‬
‫ت َ ِبع ي ٌد عمرا ً مر به فمضى معه ‪ ،‬يعني مررت في طريقك فرأيت شخصا ً واقفا ً ما أن حاذيتيه حتيى صيار خلفيك تماميا ً انقيياد كاميل ‪،‬‬
‫التُبُع باللغة العربية الظل أنت حي ما تسير صار ظلك معك يتبعك‪ -‬بتسكين التاء‪ -‬تماما ً وال يتبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬ما الفرقو‬
‫كظلك بشكل مباشر أما يتبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬فيها جهود وفيها مراحل وفيهيا تلكيؤ وفيهيا مشيقات وفيهيا أشيياء‬ ‫يتبعك تلقائيا ً محاذاة ِ‬
‫كليرة تقول أنا تتبعت المس لة حتى حللتها أو وقفت على سرها ‪ ،‬تتبعيت ميرة ميرتين ثيالا أربيع لييل نهيار هيذا اتبَيع‪ ،‬معنيى ذليك أن‬
‫كلمة ت َ ِبع إما التوحيد وإما الشرك ‪ ،‬فرب العالمين حين يقول (فَ ِإ َّما يَي تِيَنَّكُم ِمنِيي هُيدًى) يعنيي التوحييد أرسيلت لكيم نبييا ً يقيول اتركيوا‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪11‬‬


‫األصنام ال إله إال هللا هذا ت َ ِبع على طيول ال يتيردد ‪ .‬فلميا قيال (فَ ِإ َّميا يَي تِيَنَّكُم ِمنِيي هُيدًى فَ َم ِ‬
‫ين اتَّبَي َع) هيذه الشيريعة أرسيلت لكيم شيريعة‬
‫حاولوا كل واحد يطبص منها ما يستطيع على قدر جهده وعلمه ونشاطه وهمته هذا إتباع ‪.‬‬
‫ت ِبع كظل الشيء وأنت ال تكون ظل النبي إال في التوحيد ال إله إال هللا البد أن تكون ملل ظله ‪ ،‬لكن إتباع ال أين أنت وأين هوو! ‪.‬‬

‫ع َلي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ ) من حي الت لي والتركيبة البيانية ‪:‬‬
‫م َ‬‫* (الَ َخو ٌ‬
‫‪( ‬ال خوم عليهم) باجسم و (وال هم يحزنون) بالفعل ‪ ،‬ما قال ال يخافون كما قال وال هم يحزنون ‪:‬‬
‫يوب َواألَبص ُ‬
‫َيار) هيؤالء مؤمنيون يخيافون‪ ،‬الخيوم‬ ‫وذلك ألنهم يخافون في الواقع وخوفهم يوم اآلخرة (يَ َخافُونَ يَو ًما تَتَقَلَّ ُ‬
‫يب فِيي ِه القُلُ ُ‬
‫مدح لهم هنا ‪ ،‬كل المكلفين يخافون حتى يؤمن هللا من يؤمن ‪ ،‬ولما كان الخوم حقيقة عبر عنه باجسم‪.‬‬

‫‪ ‬لم يقل ال يخافون ‪:‬‬


‫معنى (ال خوم عليهم) يعني ال يُخشى عليهم خطر‪ ،‬أما هم فقد يكونوا خيائفين أو غيير خيائفين‪ ،‬قيد يكيون هنياك إنسيان غيير خيائ‬
‫ألنه ال يقدر الخطر لكن هنالك خطر عليه‪ ،‬الطفل ملالً ال يخام النار هو ال يعلم العواقب وال يقدرها ونحن نخام علييه ‪ ،‬إذن ليم يقيل‬
‫ال يخافون ألن واقع األمر أنهم يخافون ف منهم هللا بقوله (ال خوم عليهم) وهذا هو المهم ‪.‬‬

‫‪ ‬لم يقل ال خوم عليهم وال حزنو‬


‫هو قال (وال هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (وال هم يحزنون) ‪ ،‬ليو قيال ال خيوم علييهم وال حيزن ال يصيح المعنيى ألن‬
‫ذلييك يعنييي ال يحييزن عليييهم أحييد يعنييي نفييى الحييزن عيين غيييرهم ولييم ينفييه عيينهم يعنييي هييم قييد يحزنييون لكيين ال يحييزن عليييهم أح يد ‪،‬‬
‫علَيي ِهم‬
‫والمطلوب أن تنفي عنهم الحزن ال أن تنفيه عن غيرهم ‪ ،‬ثم قد يكون هذا ذم أن ال يحزن عليهم أحد كما قال ربنا ( َوالَ تَح َزن َ‬
‫ص ِم َّما يَمك ُُرونَ (‪ )١٢٧‬النحل) يعني ال يستحقون أن تحزن عليهم ‪ ،‬إذن ليو قيال ال خيوم علييهم وال حيزن ال يسيتقيم‬ ‫َوالَ ت َكُ فِي ضَي ٍ‬
‫المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة وال ينفعهم ‪.‬‬

‫‪ ‬خصص الحزن بتقديم (هم) (وال هم يحزنون) ‪:‬‬


‫التقديم أفاد الحصر ‪ ،‬أراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحيزن ويلبتيه لغييرهم يعنيي لييس هيم اليذين يحزنيون لكين اليذل يحيزن‬
‫غيرهم من الكفرة هؤالء أصحاب الحزن ‪ ،‬لو قال ال خوم عليهم وال يحزنون يعني هم ال يحزنون لكن لم يلبت الحزن لغيرهم ‪.‬‬

‫‪ ‬لم يخصص الخوم ما قال ال عليهم خوم بتقديم الجار والمجرور كما قال وال هم يحزنون ‪:‬‬
‫وهذا أيضا ً ال يصح ‪ ،‬عندما يقول ال عليهم خيوم يعنيي لييس علييهم الخيوم ولكين الخيوم عليى غييرهم ‪ ،‬أنيت نفييت الخيوم عنيه‬
‫وأثبته على غيرهم أل الكفار‪ ،‬من يخام على الكفارو وهم مغضوب عليهمو هذا المعنى يفهم إذا قدم وقال ال عليهم خوم كيان نفياه‬
‫عنهم وأثبته على غيرهم ‪.‬‬

‫خوم بالفتح فلماذا فيها قراءتينو‬


‫َ‬ ‫‪( ‬ال خوم عليهم) اجسم مرفوع وهنالك قراءة ال‬
‫خوم عليهم بالنصب نص في نفي الجنس وال النافية للجنس تعمل عمل (إن)‪ .‬لما تقول ال رج َل بالبناء على الفتح هيذا نفيي نيص‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫الجنس يعني ال يوجد أل رجل مطلقا ً ‪ ،‬ال رج ٌل نفي الجنس على األرجح ويحتمل نفي الواحد لكن مع إحتمال وجيود رجليين أو ثالثية‬
‫أو أربعة هذا احتمال واحتمال‪.‬‬
‫خوم عليهم نفي جنس الخوم ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خوم عليهم بل أكلر من خوم ‪ ،‬بينما ال‬ ‫ٌ‬ ‫خوم عليهم في غير القرآن يمكن أن تجعله ال‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬
‫ال شك السياق نفي الجنس تخصيصا ً مين أكلير مين ناحيية ‪ :‬مين ناحيية مقيام ميدح ‪ ،‬مين ناحيية قيال (وال هيم يحزنيون) فيإذا كيانوا ال‬
‫يحزنون فإنه ال خوم عليهم ألن الحزن إذا كان هناليك شييء مخيوم فتحيزن ليذلك ‪ ،‬إذن دليت القيرائن عليى نفيي الخيوم تنصيصيا ً‬
‫وجاء بـ (ال) النافية للجنس أيضا ً في قراءة أخرى‪ .‬فإذن القراءتان دلت على نفي الخوم تنصيصا ً وبالقرينة‪.‬‬

‫خوم عليهمو‬
‫َ‬ ‫لكن هنالك مس لة إذا كان هو أفاد نفي الجنس تنصيصا ً أو بالقرينة إذن لماذا ي ت بنفي الجنس ولم يقل ال‬
‫خوم عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫هو عندما يقول (ال‬
‫علَي ِه فَ َل ِقي ِه فِي اليَ ِم) متعلص بـ(خام) ‪ ،‬لو كان الجيار والمجيرور‬ ‫‪ -١‬األول كون حرم الجر (عليهم) متعلص بالخوم ملالً (فَ ِإذَا ِخف ِ‬
‫ت َ‬
‫خوم عليهم الخبر يكون محذوفا ً ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫(عليهم) متعلقا ً بالخوم يكون الخبر محذوفا ً ألن ال‬
‫‪ -٢‬يحتميل أن يكييون الجيار والمجييرور (عليييهم) لييس متعلقيا ً بييالخوم وإنميا متعلييص بكييان واسيتقر يعنييي ال خييوم كيائن عليييك‪ .‬ملييل‬
‫وم‬
‫(عليكم أن تجلسوا في الصي ) إذا تعليص الصي بيالجلوس ال يكيون هناليك خبير‪ ،‬الجليوس فيي الصي مطليوب نيافع مفييد‪ ،‬ال خي ٌ‬
‫عليك موجود ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪12‬‬


‫إذن فيها معنيين واحتمالين وليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى معينيا ً‪ ،‬إذن هيذا توسيع فيي المعنيى جميع معنييين ‪ :‬إذا أخيذناها‬
‫على أن (عليهم) متعلقة بالخوم يكون الخبر محذوم يعني ال خوم عليهم من أل مكروه أو ال خوم واقيع علييهم إذن الرفيع فيهيا‬
‫الخيوم علييهم وكيل‬
‫ُ‬ ‫احتمالين أن يكون (عليهم) متعلص بخوم فيكون الخبر محذوم تقديره كائن أو موجود أو (عليهم) هو الخبير‪،‬‬
‫واحدة لها داللة ‪.‬‬
‫خوم عليهم ليس له إال داللة واحدة (عليهم) هو الخبر نصا ً ال يجو أن يتعلص بالخوم نحويا ً ‪ ،‬ألنه لو كان تعلص بيه سييكون‬ ‫َ‬ ‫أما ال‬
‫وم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شبيها بالمضام فنقول ال خوفا عليهم بالنصب وال يصح البناء مطلقا ألنيه شيبيه بالمضيام وال يمكين أن نبنيي ‪ .‬ليو اكتفيى ال خي َ‬
‫خوم) (ال) نعربها إما عاملية عميل لييس وقسيم يجعلهيا‬
‫ٌ‬ ‫خوم نعربها إسم ال النافية للجنس‪ ،‬أما (ال‬
‫َ‬ ‫خوم)‬
‫َ‬ ‫عليهم سنفقد معنى (ال‬
‫مهملة فيكون خوم مبتدأ وعليهم خبر‪.‬‬

‫‪ ‬هو نفي الخوم اللابت والمتجدد ونفى الحزن اللابت والمتجدد ‪:‬‬
‫‪ -‬قال (ال خوم عليهم) هذا ينفي الخوم اللابت ‪.‬‬
‫‪ -‬نفي الحزن المتجدد من الفعل المضارع (وال هم يحزنون) الذل فييه تجيدد واسيتمرار وهيذا يقتضيي (ال خيوم علييهم) ألن الحيزن‬
‫مرحلة تالية للخوم فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوم‪.‬‬
‫‪ -‬نفي الحزن المتجدد ينفي الخوم المتجدد ألنك تخام فتحزن‪ ،‬الخوم أوالً ثم الحزن بعدما يقع إذا وقع ما يخام منه ‪.‬‬
‫‪ -‬نفي الخوم اللابت ينفي الحزن اللابت ‪ ،‬فجاء أحدهما بالفعل واآلخر باجسم وأحدهما مرتب باآلخر ‪.‬‬

‫خوم عليهم وال حزن لهمو‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬لم يقل ال‬
‫‪ -‬جملتان إسميتان تدالن على اللبوتو لو قال ال حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم وال يلبته لغيرهم‪ ،‬هو قيال (وال هيم يحزنيون) أثبيت‬
‫الحزن لغيرهم ‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال وال لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص في نفي الجنس يعني ال لهيم حيزن ألن ال النافيية للجينس ال‬
‫يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدم ال تعود نصا ً في نفي الجنس ثم يجب رفع الحزن ال يجو نصبه وال بناءه (وال لهيم حيزنٌ ) ميا دام‬
‫تقدم الخبر تصير (ال) مهملة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثم سنخسر اللابت والمتجدد ألنها تصبح كلها إسما إذن تنفي اللابت فق وال تنفي اللابت والمتجدد‪.‬‬

‫هذا كله في (ال خوم عليهم وال هم يحزنون)‪.‬‬

‫(والَّذِينَ َكفَروا َو َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَص َح ُ‬


‫اب النَّا ِر ُهم فِي َها َخا ِل ُدونَ )‬ ‫آية (‪َ : )٣٩‬‬
‫* اآليات جمع آية وهي الشيء الذل يدل على أمر من ش نه أن يخفى ‪ ،‬ولذلك قيل ألعالم الطريص آيات ألنها وضعت جرشاد النياس‬
‫إلى الطرق الخفية في الرمال ‪ ،‬وسميت ُج َمل القرآن آيات ألنها ترشد الضال في متاهة الحياة إلى طريص الخير والفالح ‪.‬‬

‫ل فَار َهبُ ِ‬
‫ون)‬ ‫علَيكُم َوأَوفُوا ِبعَهدِل أ ُ ِ‬
‫وم بِعَه ِدكُم َو ِإيَّا َ‬ ‫آية (‪( : )٤٠‬يَا بَنِي ِإس َرائِي َل اذك ُُروا نِع َمتِ َي الَّتِي أَنعَمتُ َ‬
‫* أغلييب السييور يضييرب الملييل بقصيية موسييى ففيهييا تفاصيييل كليييرة وذُكييرت أكليير ميين القصييص األخييرى أوالً ألن تلييك األقييوام بيادت‬
‫وهلكت ولم يبص منهيا أحيدا ً أميا بنيو إسيرائيل فبياقون فيي مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم ومسيتمرون إليى اآلن وكيان لهيم ميع‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم حوادا ومواق وعداء وإلى اآلن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة ‪ ،‬فإذن التكرار ليه داللتيه ألنهيم‬
‫سيبقون معكم إلى ما شاء هللا وهم يحاربونكم ويمكرون‪ ،‬فذكر أفعالهم ميع موسيى ولقيد أوذل أكلير مين هيذا فصيبر وذكير كليير مين‬
‫أحوالهم حتى نتعظ ‪.‬‬

‫* إختار تعالى لفظ العهد لليهود ولم يقل أوفيوا وعيدكم ألن هللا تعيالى خياطبهم بإسيم التيوراة المعيروم عنيدهم (العهيد) ليذلك الكلمية‬
‫مزدوجة الداللة ألمرين‪ :‬ألنها ت مرهم بإلتزام أوامير هللا وتي مرهم بيالتزام وصيايا هللا تعيالى المبلوثية فيي طييات العهيد القيديم والتيي‬
‫فيها اجيمان بمحمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫صدِقا ً ِل َما َمعَكُم َوالَ تَكُونُوا أ َ َّو َل َكافِ ٍر بِ ِه َوالَ تَشت َ ُروا بِآيَاتِي ث َ َمنا ً قَ ِليالً َوإِيَّ َ‬
‫ال‬ ‫آمنُوا بِ َما أ َ َ‬
‫نزلتُ ُم َ‬ ‫(و ِ‬
‫آية (‪َ : )٤١‬‬
‫فَاتَّقُ ِ‬
‫ون)‬
‫اليدنيا ال‬ ‫* (تشتروا بآياتي) دخلت الباء على آياتي لتعلمنا أن اليهود جعلوا آيات هللا تعالى كدراهم واشتروا به عرضيا ً مين أعيرا‬
‫قيمة له لذلك جاء وصفه بـ (قليالً) ألنهم بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظا ً قليالً ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪13‬‬


‫* اللمن القليل جاء في القرآن حيلما ورد في الكالم عن آيات هللا وعن عهد هللا سبحانه وذليك ألن العيدوان عليى حيص هللا مهميا بليغ‬
‫(و َال تَشت َ ُروا بِآَيَاتِي ث َ َمنًا قَ ِل ً‬
‫يال) أل ثمن يناسب آيات هللا عز وجلو ال شيء ‪ ،‬أيا ً كان اللمن فهو قليل ‪.‬‬ ‫فهو ثمن قليل َ‬

‫ون) ‪:‬‬‫ال فَاتَّقُ ِ‬


‫(وإِيَّ َ‬
‫ون ) واآلية هنا ختمت َ‬ ‫ال فَار َهبُ ِ‬ ‫* ختمت اآلية السابقة ( َوإِيَّ َ‬
‫ارهبون يعني خافوا مني ‪ ،‬الرهبة هي الخوم ‪ ،‬إتقون فيها الحذر‪ .‬ما الفرقو األولى عامة للجميع جميع المخا َطبين كلهم يحتاجون‬
‫ون (‪ ))٤٠‬عام ‪ ،‬أما‬ ‫ال فَار َهبُ ِ‬ ‫علَيكُم َوأَوفُوا بِعَهدِل أ ُ ِ‬
‫وم بِ َعه ِدكُم َوإِيَّ َ‬ ‫للخوم من هللا ( َيا بَنِي إِس َرائِي َل اذك ُُروا نِع َمتِ َي الَّتِي أَنعَمتُ َ‬
‫َ‬
‫نزلتُ ُمصَدِقا ً ِل َما َمعَكُم َوالَ تَ ُكونُوا أ َّو َل كَافِ ٍر بِ ِه َوالَ تَشتَ ُروا بِآ َياتِي‬ ‫َ‬
‫آمنُوا بِ َما أ َ‬
‫(و ِ‬
‫التقوى فلأئمة والعلماء الذين يعلمون ما في الكتاب َ‬
‫ون (‪ ))٤١‬هذا معناه يعلم اآليات ويغيرها ويشترل بها ‪ ،‬هذه فيها خصوصية ولذلك قالوا التقوى لأئمة‬ ‫ال فَاتَّقُ ِ‬
‫ث َ َمنا ً قَ ِليالً َو ِإ َّي َ‬
‫والرهبة للجميع ‪ ،‬التقوى أن تعلم‪ ،‬كي تتقيهو بالعلم ‪.‬‬

‫علَى ال َخا ِ‬
‫ش ِعينَ )‬ ‫يرةٌ ِإالَّ َ‬
‫صالَ ِة َو ِإنَّ َها لَ َك ِب َ‬ ‫(واست َ ِعينُوا ِبال َّ‬
‫صب ِر َوال َّ‬ ‫آية (‪َ : )٤٥‬‬
‫ش ِعينَ (‪( ))٤٥‬يَا أ َيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا استَ ِعينُوا‬ ‫علَى ال َخا ِ‬
‫يرةٌ إِالَّ َ‬ ‫صالَ ِة َوإِ َّنهَا لَ َكبِ َ‬‫(واست َ ِعينُوا بِالصَّب ِر َوال َّ‬ ‫* الفرق بين الفاصلة فى اآليتين َ‬
‫صالَ ِة ِإنَّ َّللاَ َم َع الصَّا ِب ِرينَ (‪: ))١٥٣‬‬ ‫ِبالصَّب ِر َوال َّ‬
‫الرا ِك ِعينَ (‪ ))٤٣‬السياق في الصالة فقال‬ ‫َ‬
‫الزكَاة َوار َكعُوا َم َع َّ‬ ‫صالة َوآت ُوا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(وأقِي ُموا ال َّ‬‫َ‬ ‫‪ -‬في األولى تقدم ذكر الصالة والمطالبة بها قال َ‬
‫سبي ِل َّللاِ أَم َواتٌ‬
‫(والَ تَقُولُوا ِل َمن يُقت َ ُل فِي َ‬‫(إال على الخاشعين) ‪ ،‬في اآلية اللانية ختمها بالصبر ألن السياق في الصبر فبعدها قال َ‬
‫ص ِمنَ األَ َم َوا ِل َواألنفُ ِس َوالل َّ َم َرا ِ‬
‫ت َوبَش ِِر الصَّابِ ِرينَ‬ ‫وع َونَق ٍ‬‫بَل أحيَاء َولَ ِكن الَّ تَشعُ ُرونَ (‪َ )١٥٤‬و َلنَبلُ َو َّنكُم بِشَيءٍ ِمنَ ال َخوم َوال ُج ِ‬
‫َ‬
‫اجعونَ (‪ ))١٥٦‬السياق مع الصبر ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫(‪ )١٥٥‬الَّ ِذينَ إِذَا أصَابَت ُهم ُّم ِصي َبة قَالُوا إِنَّا ِّللِ َوإِنَّـا ِإلَي ِه َر ِ‬

‫‪ -‬ف ي األولى كان يخاطب بني إسرائيل ويقول الصالة عندكم كبيرة وشاقة عليكم وتتهاونون فيها وما تصلون ‪ ،‬الخاشعون من بني‬
‫إسرائيل الرهبان أصحاب العلم منهم يصلون ولكن األكلرية الغالبة من اليهود ال يصلون وإذا صلوا صالة كلها غير صحيحة وفيها‬
‫َّللاَ َم َع الصَّابِ ِرينَ ) وفعالً هل هناك‬
‫بدع كليرة وأبعد ما تكون عن عبادة هللا وهم يتلاقلون منها ‪ ،‬بينما لما خاطب المسلمين قال (إِنَّ َّ‬
‫أمة في العالم تصلي في المساجد خمس مرات من الفجر إلى العشاء إال هذه األمة وبالبيوت الضحى واألوابين والتهجد الصالة عند‬
‫هذه األمة عماد الدين وهم يتلذذون بها ‪.‬‬

‫علَى العَالَ ِمينَ )‬ ‫علَيكُم َوأَنِي فَ َّ‬


‫ضلتُكُم َ‬ ‫آية (‪( : )٤٧‬يَا بَنِي إِس َرائِي َل اذك ُُروا نِع َمتِ َي الَّتِي أَنعَمتُ َ‬
‫علَى العَالَ ِمينَ ) ليس بالضرورة ينسحب إلى العالمين اآلن وإنما في مانهم ف حيانا ً ربنا يذكر العالمين وال يقصد‬ ‫* ( َوأَنِي فَضَّلتُكُم َ‬
‫ت أ َ َحدًا ِمن العَالَ ِمينَ (‪ )٢٠‬المائدة) هل آتاهم أكلر‬
‫كل البشر ‪ ،‬ملالً كالم موسى (إِذ َجعَ َل فِيكُم أَن ِبيَاء َو َجعَلَكُم ُّملُوكًا َوآتَاكُم َّما لَم يُؤ ِ‬
‫ينَ‬ ‫َ‬
‫على العَال ِم (‪ )٨٦‬األنعام) هل في‬ ‫َ‬ ‫س َولُو ًطا َو ُكال فضَّلنا َ‬
‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫س َع َويُونُ َ‬‫(وإِس َما ِعي َل َواليَ َ‬
‫مما في البشرية اآلن وما يملكونو ربنا قال َ‬
‫المذكورين أحد من أولي العزمو ال‪ ،‬وال واحد‪ .‬هل فضلهم على أولي العزمو ال وإنما كل واحد في مانه‪.‬‬

‫شفَاعَةٌ َو َال يُؤ َخذُ ِمن َها عَد ٌل َو َال ُهم‬ ‫(واتَّقُوا َيو ًما َال تَج ِزل نَف ٌ‬
‫س عَن نَف ٍس شَيئ ًا َو َال يُق َب ُل ِمن َها َ‬ ‫آية (‪َ : )٤٨‬‬
‫ص ُرونَ )‬
‫يُن َ‬
‫ش َفاعَةٌ َوالَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَد ٌل َوالَ ُهم‬
‫(والَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ‬
‫* هذه اآلية وردت مرتين وصدر اآليتين متفص ولكن اآلية األولى تختم َ‬
‫شفَاعَةٌ َوالَ هُم يُنص َُرونَ ) والمس لة تحتاج إلى فهم ‪ ،‬ففي اآلية األولى الشفاعة‬ ‫(والَ يُق َب ُل ِمنهَا عَد ٌل َوالَ تَنفَ ُعهَا َ‬
‫يُنص َُرونَ ) واللانية َ‬
‫مقدمة وقال‪ :‬ال يقبل‪ .‬والعدل مت خر ‪ ،‬وفي اآلية اللانية العدل مقدم والشفاعة مؤخرة وقال ال تنفع ‪.‬‬
‫س عَن نَّف ٍس شَيئاً) كم نفسا ً هناو إنهما اثنتان ‪ ،‬النفس األولى هي الجا ية ‪ ،‬والنفس اللانية هي المجزل‬ ‫قوله تعالى‪( :‬الَّ تَج ِزل نَف ٌ‬
‫شفاعَة) هنا الضمير يعود إلى النفس األولى الجا ية التي تتقدم للشفاعة عند هللا وتحاول أن‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عنها ‪ ،‬وقوله تعالى (الَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ‬
‫تتحمل عن النفس المجزل عنها ‪ ،‬فالمعنى أنه سي تي إنسان صالح يوم القيامة ليشفع عند هللا تعالى جنسان أسرم على نفسه ‪،‬‬
‫(والَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَدلٌ) وال يسمح له ب ل مساومة أخرى ‪ ،‬وهذا ترتيب طبيعي لأحداا فقد‬ ‫فال تقبل شفاعته ‪ ،‬فإذا فشلت الشفاعة َ‬
‫طلب هؤالء الشفاعة أوال ولم تقبل ‪ ،‬فدخلوا في حد آخر وهو العدل فلم يؤخذ ‪.‬‬

‫في اآلية اللانية يتحدا هللا تبارك وتعالى عن النفس المجزل عنها قبل أن تستشفع بغيرها وتطلب منه أن يشفع لها ‪ ،‬البد أن‬
‫تكون قد ضاقت حيلها وعزت عليها األسباب فيضطر أن يذهب لغيره وفي هذا اعترام بعجزه ‪ ،‬فيقول يا رب ماذا أفعل حتى أكفر‬
‫شفَاعَةٌ) أل أن‬
‫عن ذنوبي فال يقبل منه ‪ ،‬فيذهب إلى من تقبل منهم الشفاعة فال تقبل شفاعتهم (الَ يُقبَ ُل ِمنهَا عَد ٌل َوالَ تَنفَعُهَا َ‬
‫الضمير هنا عائد على النفس المجزل عنها‪ .‬فهي تقدم العدل أوالً والعدل هو المقابل ك ن يقول المسرم على نفسه يا رب فعلت‬
‫كذا وأسرفت على نفسي ف عدني إلى الدنيا أعمل صالحا ً فال يقبل منها ‪ ،‬فتبح عن شفعاء فال تجد وال تنفعها شفاعة‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪14‬‬


‫س عَن نَّف ٍس شَيئا ً ) مكررة في اآليتين ال تظن أن هذا تكرار‪ .‬ألن‬ ‫فعندما تقرأ قول هللا سبحانه وتعالى‪ ( :‬اتَّقُوا يَوما ً الَّ تَج ِزل نَف ٌ‬
‫ٌ‬
‫ش َفاعَة )‪ .‬فالضمير مختل‬ ‫شفَاعَةٌ َوالَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَد ٌل )‪ .‬واللانية‪ ( :‬الَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ‬
‫عد ٌل َوالَ تَنفَعُهَا َ‬ ‫إحداهما ختامها‪ ( :‬الَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ‬
‫في الحالتين‪ .‬مرة يرجع إلى النفس الجا ية فقدم الشفاعة وأخر العدل ‪ ،‬ولكن في النفس المجزل عنها يتقدم العدل وبعد ذلك‬
‫الشفاعة‪.‬‬

‫اب أَفَالَ‬
‫س ُكم َوأَنت ُم تَتلُونَ ال ِكتَ َ‬
‫سونَ أَنفُ َ‬ ‫* في األولى قدم الشفاعة وأخر العدل ألن قبل هذه اآلية قال (أَتَ ُم ُرونَ النَّ َ‬
‫اس بِالبِ ِر َوت َن َ‬
‫تَع ِقلُونَ ) هم ي مرون الناس بالبر فظن هؤالء أن هؤالء يشفعون لهم ‪ ،‬لما ي مر بالبر وينسى نفسه فهؤالء ال يقبل منهم شفاعة‬
‫(والَ تَشتَ ُروا بِآيَاتِي ث َ َمنا ً قَ ِليالً) باعوا الدين ‪ ،‬لما قبضوا اللمن ربنا ال ي خذ منها عدل‪ ،‬هم أخذوا لكن‬ ‫(والَ يُؤ َخذُ ِمنهَا عَدلٌ) ألنه قال َ‬
‫َ‬
‫ربنا ال ي خذ منهم ‪ ،‬هذه نظير تلك‪.‬‬

‫* العدل معناه ما يعادل ال ُجرم الذل هو الفدية وإيصال هذا المال لمستحقه في حال قيام اجنسان بجريمة أو ما شابه له أسلوبان‪:‬‬
‫األول أن يرسل وفد صالح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم أوالً ثم يذهب بالفدية أو المقابل ‪.‬‬
‫واللاني أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده فإذا رفضوا ي تي بوسطاء يشفعون له ‪.‬‬
‫اآليتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة فنُفي الصورتان عن القبول فيما يتعلص باألمم التي آمنت قبل اليهود بشكل خاا حتى‬
‫يؤمنوا باهلل تعالى ورسوله محمد وبكتابه ‪ ،‬نجمع بين اآليتين على بعد ما بينهما هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة‬
‫فانتفت كلتا الصورتين فالقرآن الكريم ي س بني إسرائيل من الحالتين ال يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة وال شفاعة ابتداء ثم‬
‫ي تي العدل بعد ذلك ال ينفعكم إال أن تتبعوا محمدا ً ‪.‬‬

‫* إن أحوال األقوام في طلب ال ِفكاك عن ال ُجناة تختل فمرة تراهم يٌقدمون ال ِفداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِمون الشفعاء وتارة يُقدِمون‬
‫أوالً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت اآليتان أحوال نفوس الناس في فِكاك ال ُجناة‪.‬‬

‫* استعمل المذكر (يقبل) مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنلا ً مع كلمة الشفاعة نفسها‪:‬‬
‫الفعل (يقبل) لم يُذكر مع الشفاعة إال في اآلية ‪ ١٢٣‬من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل‬
‫ممن سيشفع أو من ذل الشفاعة ‪ ،‬أما في اآلية اللانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكالم عن الشفيع‪ .‬وقد وردت‬
‫شيئا ً (‪)٢٣‬يس) ‪.‬‬ ‫شفَا َ‬
‫عت ُ ُهم َ‬ ‫كلمة الشفاعة مع الفعل المؤن في القرآن الكريم في آيات أخرى منها (الَّ ت ُغ ِن عَنِي َ‬
‫وفي لغة العرب يجو تذكير وت ني الفعل فإذا كان المعنى مؤن يستعمل الفعل مؤنلا ً وإذا كان المعنى مذكرا ً يُستعمل الفعل مذكراً‪.‬‬

‫ساء ُكم َو ِفي ذَ ِلكُم َبالء ِمن َّر ِبكُم‬‫ب يُذَ ِب ُحونَ أَبنَاءكُم َو َيستَحيُونَ ِن َ‬ ‫س َو َء ال َعذَا ِ‬
‫سو ُمونَكُم ُ‬
‫(و ِإذ نَجَّينَاكُم ِمن آ ِل ِفرعَونَ َي ُ‬ ‫آية (‪َ : )٤٩‬‬
‫ع َِظي ٌم)‬
‫(و ِإذ نَجَّي َناكُم ِمن آ ِل ِفرعَونَ ) وبعدها قال ( َو ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر فَ َنجَينَا ُكم َوأَغ َرقنَا آ َل ِفرعَونَ ) ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قال‬ ‫البقرة‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫* ربنا‬
‫هناك فرق بين فعل وأفعل ‪ ،‬نجى يفيد التمهل والتلب والبقاء ملل علم وأعلم ‪ ،‬علم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار‪ ،‬فعل فيها‬
‫ظ ُرونَ ) ألنهم لم يمكلوافي البحر طويالً فقال أنجيناكم ‪،‬‬ ‫(و ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَينَاكُم َوأَغ َرق َنا آ َل فِرعَونَ َوأ َنت ُم تَن ُ‬
‫تمهل وتلب ‪َ ،‬‬
‫أما عندما عدد هللا تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) ألنهم بقوا في العذاب فترة ‪.‬‬

‫* (آ ِل فِرعَونَ ) وليس أهل فرعون ‪ ،‬اآلل هم األهل واألقراب والعشيرة وكلمة آل ال تضام إال لشيء له ش ن وشرم دنيول ممن‬
‫يعقل فال تستطيع أن ملالً أن تقول آل الجاني بل تقول أهل الجاني ‪.‬‬

‫ب) ما معنى يسومو يقال سام فالن خصمه أل أذله وأعنته وأرهقه وهي م خوذة من سام الماشية تركها‬ ‫سو َء العَذَا ِ‬
‫سو ُمونَكُم ُ‬
‫* (يَ ُ‬
‫ترعى وعندما يقال إن فرعون يسوم بني إسرائيل سوء العذاب معناها أن كل حياتهم ذل وعذاب ‪.‬‬

‫* ما هو السوءو إنه المشتمل على ألوان شتى من العذاب كالجلد والسخرة والعمل باألشغال الشاقة ‪.‬‬

‫ب َويُذَ ِب ُحونَ أَب َناءكُم) ‪:‬‬


‫سو َء العَذَا ِ‬ ‫ب يُذَ ِب ُحونَ أَب َناءكُم) وفي سورة إبراهيم (يَ ُ‬
‫سو ُمو َنكُم ُ‬ ‫س َو َء العَذَا ِ‬
‫سو ُمو َنكُم ُ‬
‫* في سورة البقرة (يَ ُ‬
‫في سورة البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح األبناء ( َبدَل) من يسومونكم ‪ ،‬البدل يكون في األسماء واألفعال وال ُج َمل ‪ ،‬هذه الجملة‬
‫بدل لما قبلها فسرتها ووضحتها ‪ ،‬ما هو سوء العذابو (يذبحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة بَدَل‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪15‬‬


‫ب َويُذَ ِب ُحونَ أَبنَاءكُم) سوء العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح‪ ،‬سيدنا موسى عليه‬
‫سو َء العَذَا ِ‬
‫سو ُمونَكُم ُ‬
‫في سورة إبراهيم ذكر أمران ( َي ُ‬
‫السالم يقول لبني إسرائيل أن هللا سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين‪ :‬يسومونهم سوء العذاب هذا أمر والتذبيح هذا‬
‫أمر آخر‪ .‬كان التعذيب لهم بالتذبيح وباتخاذهم عبيدا ً وعماالً وخدما ً ‪ ،‬إذن يسومونكم سوء العذاب هذا أمر‪ ،‬ويذبحون أبناءكم هذا‬
‫أمر آخر ‪.‬‬

‫* الفرق بين (يُذَ ِب ُحونَ أَبنَآ َءكُم) في سورتي البقرة وإبراهيم و(يُقَ ِتلُونَ أَبنَآ َءكُم) في (‪ )١٤١‬األعرام ‪:‬‬
‫الذبح غير القتل ‪ ،‬فالذبح البد فيه من إراقة دماء وعادة يتم بقطع الشرايين عند الرقبة ولكن القتل قد يكون بالذبح أو بغيره‬
‫كالخنص واجغراق ليس شرطا فيه أن تسفك الدماء‪.‬‬
‫فييي قولييه (يُقَتِلُييونَ أَبنَييآ َءكُم) أراد فرعييون أن ينييتقم ميين ذرييية بنييي إسييرائيل ك ي ن الهكسييوس كييانوا مييوالين لبنييي إسييرائيل ألن ملييك‬
‫الهكسوس اتخذ يوس و يرا ً ‪ ،‬وعندما انتصر الفراعنة انتقموا من بني إسرائيل بكل الوسائل قتلوهم وأحرقوا عليهم بيوتهم ‪.‬‬
‫أما (يُذَبِ ُحونَ أَبنَآ َءكُم) سبب الذبح هو خوم فرعون من ضياع ملكه فلقد رأى رؤيا قال له الكهيان فيي ت ويلهيا أنيه يخيرج مين ذريية‬
‫إسرائيل ولد يكون على يده نهاية ملكك ‪ ،‬ف مر بيذبح كيل موليود ذكير مين بنيي إسيرائيل ‪ ،‬ولكين قيوم فرعيون اليذين تعيودوا السيلطة‬
‫خشوا أن ينقر بني إسرائيل وهم يقومون بالخدمات لهم ‪ ،‬فجعل الذبح سنة والسنة اللانية يبقون على المواليد الذكور ‪ ،‬وفير‬
‫الذبح حتى يت كد قوم فرعون من موت المولود في الحال فال ينجو أحد ولو فعلوه ب ل طريقة أخرى قد ينجو من الموت ‪.‬‬

‫* لم يقل الحص تبارك وتعالى يذبحون أبناءكم ويستحيون بناتكم ألنه يريد أن يلفتنا إلى أن الفكرة من هذا هو إبقاء عنصر األنوثة‬
‫يتمتع بهن آل فرعون وذلك للتنكيل ببني إسرائيل ‪.‬‬

‫* الفرق بين األبناء واألوالد أن األبناء أل الذكور جمع إبن بالتذكير ملل (يُذَ ِب ُحونَ أَبنَاءكُم) أما األوالد فعامة للذكور واجناا وهي‬
‫(وال َوا ِلدَاتُ يُر ِضعنَ أَوالَ َدهُنَّ حَولَي ِن ك ِ‬
‫َاملَي ِن) ‪.‬‬ ‫جمع ولد َ‬

‫(و ِإذ َف َرق َنا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَي َناكُم َوأَغ َرق َنا آ َ َل فِرعَونَ َوأَنت ُم ت َن ُ‬
‫ظ ُرونَ )‬ ‫آية (‪َ : )٥٠‬‬
‫* كلمة اليم كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يما) وفي األكادية (يمو) اليم وردت‬
‫كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطي أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية‪.‬‬

‫* القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في قصة موسى لكن المالحظ أنه لم يستعمل اليم إال في مقام الخوم والعقوبة ولم يستعمله‬
‫علَي ِه فَ َل ِقي ِه فِي اليَ ِم (‪ )٧‬القصص) هذا خوم ‪( ،‬فَانتَقَمنَا ِمن ُهم فَ َغ َرقنَاهُم فِي اليَ ِم (‪ )١٣٦‬األعرام)‬ ‫ت َ‬ ‫في مقام النجاة (فَ ِإذَا ِخف ِ‬
‫شيَ ُهم (‪ )٧٨‬طه) هذه عقوبة ‪ ،‬أما البحر فعامة قد يستعمله في مقام النجاة أو‬ ‫شيَ ُهم ِمنَ اليَ ِم َما َ‬
‫غ ِ‬ ‫(فَ َتبَعَ ُهم فِرعَونُ ِب ُجنُو ِد ِه فغَ ِ‬
‫َ‬
‫(و ِإذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم ال َبح َر َف َنجَينَاكُم َوأَغ َرقنَا آ َل ِفرعَونَ ) (وجاو نا ببني إسرائيل البحر) ‪.‬‬
‫العقوبة واجغراق َ‬

‫* اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلص اليم على الماء الكلير ويشتص من اليم ما لم يشتقه من‬
‫البحر (ميموم) أل غريص لذلك تناسب الغرق‪ .‬العرب ال تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع وال يقاس لها جمع‬
‫وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في االستعمال كونها خاصة بالخوم والعقوبة ‪.‬‬

‫* في هذه اآلية لم يتحدا الحص جل جالله عن فرعون وإنما عن إغراق آل فرعون ألن آل فرعون هم الذين أعانوه على جبروته‬
‫وبطشه وطغيانه ‪ ،‬هم األداة التي استخدمها لتعذيب بني إسرائيل ‪.‬‬

‫سى أَربَ ِعينَ لَيلَةً ث ُ َّم ات َّ َخذت ُ ُم ال ِعج َل ِمن بَع ِد ِه َوأَنت ُم َظا ِل ُمونَ )‬ ‫آية (‪َ : )٥١‬‬
‫(وإِذ َواعَد َنا ُمو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ينَ‬ ‫َ‬
‫سى ثالثِ ليلة َوأت َممناها بِعَش ٍر فت َّم ِميقاتُ َربِ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َواعَدنا ُمو َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سى أربَ ِع ليلة) وقوله َ‬‫ينَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(و ِإذ َواعَدنا ُمو َ‬ ‫* الفرق بين قوله تعالى هنا َ‬
‫أَربَ ِعينَ لَيلَةً ‪)١٤٢( ..‬األعرام) آية فيها إجمال وآية فيها تفصيل ‪ ،‬لماذا و لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه‬
‫سى ثَالَ ِثينَ لَي َلةً‬ ‫عد َنا ُمو َ‬
‫(و َوا َ‬
‫اآلية فق في هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة األعرام فيه تفصيل كبير من قوله تعالى َ‬
‫(و َكتَب َنا لَهُ فِي األَل َواحِ ِمن ك ُِل شَيءٍ ‪ ))١٤٥( ..‬الكالم طويل والقصة واألحداا في المواعدة‬ ‫َوأَت َممنَا َها بِعَش ٍر ‪ ))١٤٢( ..‬إلى قوله َ‬
‫مفصلة أكلر في األعرام ولم تذكر في البقرة ألن المس لة في البقرة فيها إيجا ‪.‬‬

‫* عندما يتكلم الدين عن الزمن يتكلم دائما بالليلة والسبب فيي ذليك أنيك ال تسيتطيع أن تحيدد اليزمن بدقية بالنهيار ‪ ،‬فيإذا نظيرت إليى‬
‫قرا الشمس ال يمكن أن تحدد في أل وقت من الشهر نحن ‪ ،‬ولكن في الليل بمجرد أن تنظر إلى القمير تسيتطيع أن تحيدد اليزمن ‪،‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪16‬‬


‫فهناك مقاييس دقيقة بالنسبة للقمر وقياس الزمن في عرم الناس فإذا كان القمر هالال فنحن في أوائل الشهر وإذا كان بيدرا فينحن‬
‫في وسطه وهكذا ‪.‬‬
‫وفيي منطيص الييدين الليلية هيي ابتييداء اليزمن ‪ ،‬فهيذه ليليية األول مين شييهر رمضيان نصيلي فيهييا التيراويح وليلية العيييد ال تصيلى فيهييا‬
‫التراويح ‪ ،‬والزمن عند هللا مدته اثنا عشر شهرا للعام الواحد ‪.‬‬

‫اب َوالفُر َقانَ لَ َعلَّكُم تَهتَ ُدونَ )‬ ‫آية (‪َ : )٥٣‬‬


‫(وإِذ آتَينَا ُمو َ‬
‫سى ال ِكت َ َ‬
‫* ما الفرق بين الكتاب والفرقانو وهل نبي هللا موسى أُنزل عليه كتاب آخرو‬
‫الكتاب هنا هو التوراة ‪ ،‬والفرقان ت تي بمعنى الكتاب ألنه يفرق بين الحص والباطل وت تي بمعنى اآليات الدالة على صدقه أى‬
‫اب َوالفُر َقانَ ) معناه أن الكتاب غير الفرقان ألنها معطوفة واألصل في‬‫سى ال ِكت َ َ‬‫(وإِذ آتَينَا ُمو َ‬ ‫المعجزات‪ .‬لكن لما اآلن جمع وقال َ‬
‫العط يقصد به المغايرة ‪ ،‬آتاه الكتاب وهو التوراة وآتاه الفرقان بمعنى المعجزات ‪.‬‬

‫* الكتاب هل هو التوراة أو القرآن أو االنجيلو الكتاب عام ال يختص بمدلول معين إال في سياقه ‪ ،‬أهل الكتاب هم النصارى أو‬
‫اليهود ‪ ،‬والقرآن سمي أيضا ً كتاب (ذَ ِلكَ ال ِكتَ ُ‬
‫اب الَ َري َ‬
‫ب فِي ِه) يطلص عام ‪.‬‬

‫ياب ِمين بَعي ِد َميا أَهلَكنَيا القُ ُيرونَ األُولَيى‬


‫سيى ال ِكت َ َ‬ ‫ياب َوالفُرقَيانَ ) و فيي القصيص َ‬
‫(ولَقَيد آتَينَيا ُمو َ‬ ‫(وإِذ آتَينَيا ُمو َ‬
‫سيى ال ِكت َ َ‬ ‫* قال تعالى هنا َ‬
‫اس َو ُهدًى َو َرح َمةً لَّعَلَّ ُهم يَتَذَك َُّرونَ (‪ ))٤٣‬في األولى الكتاب والفرقان وفي اللانية الكتاب فق ‪:‬‬ ‫بَصَائِ َر ِللنَّ ِ‬
‫علييكُم (‪)٤٠‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يي التِيي أنعَميتُ َ‬ ‫َّ‬ ‫السياق هو الذل يحدد ‪ ،‬األولى جاءت في سياق الكالم عن بني إسرائيل (يَيا بَنِيي إِس َيرائِي َل اذك ُُيروا نِع َمتِ َ‬
‫البقرة) من الذل شاهد الفرقانو شاهده بنو إسرائيل وفرعيون اليذين كيانوا حاضيرين وليذلك لميا خياطبهم قيال (لَعَلَّكُيم تَهتَي ُدونَ ) كيان‬
‫الخطاب لهم هم الذين شاهدوا فلما تكلم مع بني إسرائيل خصوصا ً قال الكتاب والفرقان ‪.‬‬
‫ياس) النياس اآلخيرين ليم يشياهدوا هيذا الشييء‬ ‫اب ِمن بَع ِد َما أَهلَكنَا القُ ُرونَ األُولَى بَصَيائِ َر ِللنَّ ِ‬
‫سى ال ِكت َ َ‬‫(ولَقَد آتَينَا ُمو َ‬
‫أما اللانية فقال َ‬
‫فلما قال بصائر للناس لم يقل الفرقان ألنهم لم يشاهدوا المعجزات ‪ ،‬الفرقان ذهب وبقي الكتاب والكتاب بصائر للناس ‪.‬‬

‫سكُم ذَ ِلكُم َخي ٌر لَّكُم ِعن َد‬ ‫سكُم ِباتِ َخا ِذ ُك ُم ال ِعج َل فَت ُوبُوا إِلَى بَ ِارئِكُم فَاقتُلُوا أَنفُ َ‬
‫سى ِل َقو ِم ِه يَا قَو ِم إِنَّكُم َظلَمت ُم أَنفُ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٥٤‬وإِذ َقا َل ُمو َ‬
‫الر ِحي ُم)‬
‫اب َّ‬ ‫علَيكُم ِإنَّهُ ه َُو الت َّ َّو ُ‬
‫اب َ‬‫بَ ِارئِكُم فَت َ َ‬
‫َ‬
‫سيى ِلقو ِمي ِه إِنَّ َّللاَ يَي ُم ُركُم‬ ‫َ‬
‫(وإِذ قيا َل ُمو َ‬ ‫سكُم بِاتِ َخا ِذ ُك ُم ال ِعج َل (‪ ))٥٤‬وفي آيية أخيرى َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سى ِلقو ِم ِه يَا قو ِم إِنكُم ظلمت ُم أنف َ‬ ‫َ‬ ‫(وإِذ قَا َل ُمو َ‬‫* َ‬
‫أَن تَذبَ ُحوا بَقَ َرةً (‪ ))٦٧‬متى ي تي بـ (يا قوم) ومتى ال ي تي بها في حوار سيدنا موسى مع قومهو‬
‫سةَ الَّ ِتي‬ ‫حسب الموق والمقام ماذا يقتضي هو الذل يحدد ‪ ،‬إذا كان الموق يتطلب إثارة حميتهم ( َيا قَو ِم اد ُخلُوا األَر َ ال ُمقَ َّد َ‬
‫سى ِلقَو ِم ِه يَا َقو ِم ِل َم ت ُؤذُونَنِي َوقَد تَّعلَ ُمونَ أَنِي‬ ‫علَى أَد َب ِاركُم (‪)٢١‬المائدة) أو تليين قلوبهم ( َوإِذ َقا َل ُمو َ‬ ‫ب َّللاُ لَكُم َوالَ تَرتَدُّوا َ‬ ‫َكت َ َ‬
‫عليكُم إِذ َج َع َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سى ِلقو ِم ِه يَا قو ِم اذك ُُروا نِع َمة َّللاِ َ‬ ‫َ‬
‫(وإِذ قا َل ُمو َ‬ ‫َّللاِ إِليكُم (‪ )٥‬الص ) أو في موق تذكيرهم بنعم هللا عليهم َ‬ ‫َ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫َر ُ‬
‫ت أ َ َحدًا ِمن العَالَ ِمينَ (‪)٢٠‬المائدة) يقول يا قوم ألن ذكر (يا قوم) فيه تودد وتقرب لهم ‪.‬‬ ‫فِيكُم أَن ِبيَاء َو َجعَلَكُم ُّملُوكًا َوآتَاكُم َّما لَم يُؤ ِ‬
‫بينما إذا كان في موق تقريع وذم أو في موطن اجذالل وتذكيرهم بما يسوؤهم ال يقول يا قوم وإنما يبلغهم مباشرة ( َو ِإذ َقا َل‬
‫س َما َخلَفت ُ ُمونِي ِمن‬ ‫سفًا قَا َل بِئ َ‬‫غضبَانَ أَ ِ‬ ‫سى إِلَى قَو ِم ِه َ‬ ‫(و َل َّما َر َج َع ُمو َ‬ ‫سى ِلقَو ِم ِه إِنَّ َّللاَ يَ ُم ُركُم أَن تَذبَ ُحوا بَقَ َرةً (‪ )٦٧‬البقرة) َ‬ ‫ُمو َ‬
‫يقرعهم فلم يقل يا قوم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جاء‬ ‫)األعرام)‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫(‬ ‫ِل‬
‫َبعد َ‬

‫ت َما َر َ ق َناكُم َو َما َظلَ ُمونَا َولَـ ِكن كَانُوا أَنفُ َ‬


‫س ُهم‬ ‫سل َوى ُكلُوا ِمن َط ِيبَا ِ‬
‫علَي ُك ُم ال َمنَّ َوال َّ‬ ‫علَي ُك ُم الغَ َما َم َوأ َ َ‬
‫نزلنَا َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٥٧‬و َظلَّلنَا َ‬
‫يَظ ِل ُمونَ )‬
‫* تقدم المفعول به وهو (أنفسهم) على الفعل وهو (يظلمون) ألن فيه ت كيد على أن حالهم كحال الجاهل الذل يفعل بنفسيه ميا يفعليه‬
‫العدو بعدوه ‪ ،‬وفيه تنويه لك أيها المسلم أن الخروج من طاعة هللا سبحانه فيه ظل ٌم لنفسك قبل ظلمك لغيرك‪.‬‬

‫سجَّدا ً َوقُولُوا ِح َّطةٌ نَّغ ِفر لَكُم َخ َطا َياكُم َو َ‬


‫سنَ ِزي ُد‬ ‫اب ُ‬ ‫(وإِذ قُلنَا اد ُخلُوا َهـ ِذ ِه ال َقريَةَ فَ ُكلُوا ِمنهَا حَي ُ ِ‬
‫شئت ُم َر َ‬
‫غدا ً َواد ُخلُوا البَ َ‬ ‫آية (‪َ : )٥٨‬‬
‫سنِينَ )‬ ‫ال ُمح ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫شئت ُم َوقولوا ِحطة َوادخلوا‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وإِذ قِي َل ل ُه ُم اس ُكنوا هـ ِذ ِه القريَة َو ُكلوا ِمنهَا حَي ِ‬ ‫* بين اآلية هنا في سورة البقرة واآلية في األعرام َ‬
‫سنِينَ (‪ ))١٦١‬ما داللة االختالم بينهماو‬ ‫سنَ ِزي ُد ال ُمح ِ‬ ‫س َّجدًا نَّغ ِفر لَكُم َخ ِطيئَاتِكُم َ‬
‫اب ُ‬‫البَ َ‬
‫الخطاب في اآليتين من هللا تعالى إلى بني إسرائيل واألمر بالدخول للقرية واألكل واحد لكن التكريم والتقريع مختل والسياق‬
‫مختل ‪ ،‬يجب أن توضع اآلية في سياقها لتتضح األمور والمعنى والمقصود ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪17‬‬


‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬
‫فيييي األعيييرام فيييي مقيييام التقرييييع والت نييييب فالسيييياق‬ ‫‪ -١‬آية البقيرة فيي مقيام تكيريم بنيي إسيرائيل لييذكرهم بيالنعم ‪،‬‬
‫اختلي هييم خرجييوا ميين البحيير ورأوا أصييناما ً فقييالوا يييا‬ ‫بييدأ الكييالم معهييم بقولييه سييبحانه (يَييا بَنِييي إِسي َيرائِي َل اذ ُك ي ُروا‬
‫موسييى اجعييل لنييا إلهيا ً وعبييدوا العجييل وانتهكييوا حرميية‬ ‫علَ يى ال َعييالَ ِمينَ‬ ‫علَيييكُم َوأ َ ِنييي فَ َّ‬
‫ضييلت ُكُم َ‬ ‫يي الَّ ِتييي أَن َعمييتُ َ‬
‫ِنع َم ِتي َ‬
‫السييبت فيذكر جمليية ميين معاصيييهم وهييذا لييم يييذكره فييي‬ ‫(‪ ))٤٧‬العيييالمين هنيييا أل قيييومهم فيييي ميييانهم ولييييس كيييل‬
‫البقرة‬ ‫العالمين‬
‫(وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول للتقرييع (وإذ قييل لهيم)‬ ‫‪( -٢‬وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سيبحانه وهيذا يكيون فيي‬
‫ملل آتيناهم الكتاب وأوتوا الكتاب في مقام الذم‬ ‫مقام التكريم‬

‫(و ِإذ قِيي َل لَ ُهي ُم) عيين طريييص أنبيييائهم بعييد سيييدنا موسييى‬
‫َ‬ ‫(قُلنَا) هذا في من سيدنا موسى عندما قال هللا ذلك‬
‫يقولون ألم يقل لكم ربكم ادخلوا و‬
‫(اسييكنوا هييذه القرييية) يعنييي بعييد أن تييدخلوا ال تفكييروا‬ ‫‪( -٣‬ادخلييوا هييذه القرييية) فييي البداييية أمييركم أن تييدخلوا هييذه‬
‫بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي‬ ‫القرية‬
‫(وكلوا) بيالواو اليواو تفييد مطليص الجميع ‪ ،‬األكيل لييس‬ ‫(فكلييوا) بالفيياء ‪ ،‬لمييا تيياهوا وشييكوا ميين الجييوع وقييالوا (يَييا‬
‫بعييد الييدخول وإنمييا بعييد السييكن‪ ،‬ولييم ي ي ت بالفيياء بعييد‬ ‫احي ٍد فَياد ُ‬
‫ع لَنَيا َربَّيكَ يُخ ِيرج لَنَيا‬ ‫علَى َطعَ ٍام َو ِ‬ ‫سى لَن نَصبِ َر َ‬ ‫ُمو َ‬
‫السكن (وكلوا)‬ ‫سيييهَا‬‫ع َد ِ‬ ‫‪ِ -٤‬م َّميييا ت ُن ِبيييتُ األَر ُ ِمييين بَق ِل َهيييا َوقِلَّائِ َهيييا َوفُ ِ‬
‫وم َهيييا َو َ‬
‫صي ِلهَا ‪ )﴾٦١‬الفيياء تفيييد الترتيييب والتعقيييب يعنييي األكييل‬ ‫َوبَ َ‬
‫موجود مهي بمجرد الدخول ادخلوا فكلوا ألنهم جائعون‬

‫في البقرة األكل مهي بعد اليدخول واألكيرم أن يقيول ادخليوا فييي األعييرام األكييل بعييد السييكن وال يييدرى متييى يكييون‬
‫كلما جاعوا ي كلون‬ ‫فكلوا‬
‫لم يذكر رغدا ً ألنها فيي مقيام تقرييع ألنهيم ال يسيتحقون‬ ‫(رغدا ً) تتناسب مع التكريم ‪ ،‬رغدا ً تستعمل للعيش يعني‬ ‫‪-٥‬‬
‫رغد العيش مع ذكر معاصيهم‪.‬‬ ‫لين العيش ورخاؤه‬
‫(وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) أل ُح عنا ذنوبنا قدم (وقولييوا حطيية وادخلييوا البيياب سييجداً) قييدم القييول علييى‬ ‫‪-٦‬‬
‫السييييجود علييييى القييييول ‪ ،‬أوالً السييييجود أفضييييل الحيييياالت‪ ،‬الدخول وجاء بالسجود بعد القول‬
‫فالسجود أفضل من القول ألن أقرب ما يكون العبد من ربيه‬
‫وهو ساجد فقدم ما هو أفضل ‪.‬‬
‫إضييافة إلييى أن السييياق فييي الصييالة والسييجود قييال قبلهييا‬
‫الز َكييياةَ َوار َكعُيييوا َمييي َع الي َّ‬
‫ييرا ِك ِعينَ‬ ‫صيييالَةَ َوآتُيييوا َّ‬ ‫(وأَقِي ُميييوا ال َّ‬‫َ‬
‫(‪ ))٤٣‬والسيييجود مييين أركيييان الصيييالة وقيييال بعيييدها أيضيييا ً‬
‫علَييييى‬ ‫يييرةٌ ِإالَّ َ‬
‫صييييالَ ِة َو ِإنَّ َهييييا لَ َك ِبيي َ‬ ‫(واسييييت َ ِعينُوا ِبال َّ‬
‫صييييب ِر َوال َّ‬ ‫َ‬
‫ش ِعينَ (‪ ))٤٥‬فتقديم السجود هو المناسب للسياق‬ ‫َ‬
‫الخا ِ‬
‫(نغفر لكم خطايياكم) وهيو جميع كليرة ‪ ،‬نغفير لكيم خطايياكم (نغفر لكم خطيئاتكم) جميع قلية ‪ ،‬خطيئياتكم قليلية وهنيا‬ ‫‪-٧‬‬
‫لم تحيدد أن خطايياهم قليلية لكين يغفير قسيما ً منهيا ‪ ،‬ميا‬ ‫وإن كلرت أل يغفر كل الخطايا‬
‫غفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة ‪ ،‬أيها األكرمو‬ ‫ُ‬
‫(وسييينزيد المحسييينين) جييياء بيييالواو الدالييية عليييى االهتميييام (سنزيد المحسنين) بدون الواو‬ ‫‪-٨‬‬
‫والتنويه‬
‫َ‬
‫المخاطيييب رب بينمييا عنييدما يرسييل شييخص يبلغييك (قِييي َل ل ُهيي ُم) يكييون‬ ‫ِ‬ ‫(وإِذ قلنيييا) لميييا كيييان‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫آيييية البقيييرة فيهيييا قيييوة َ‬
‫العطاء أقل‬ ‫العالمين يكون عطاؤه أكلر وأعظم‬

‫* في اآلية (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حي شئتم) جمع مكانين القرية وحي شئتم ثم جاء بـ (رغداً) بعد ذلك ‪ ،‬المعنى‬
‫هنا ليس فيه إستلناء وإال كان يقدم ‪ ،‬وإنما قال (وادخلوا الباب سجداً) إنتقل لموضوع آخر ‪ ،‬هذه القرية مفتوح أمامكم جميع‬
‫نواحيها لأكل الرغد الهنيء ‪ ،‬ولو قال رغدا ً حي شئتم ك نه سيكون فاصل بين المكانين من دون داعي ‪.‬‬

‫* اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغداً بعد (حي شئتم) ‪ :‬بيان أن هذه القرية كانت مليئة باللمار واألشجار ترتاحون فيها من‬
‫غير أن تبذلوا أل جهد إكراما ً لهؤالء من هللا سبحانه وتعالى لكن مع ذلك ال هم سجدوا وال قالوا حطة وإنما دخلوا القرية يزحفون‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪18‬‬


‫على أعقابهم وبدلوا بقولهم حنطة (فَبَ َّد َل الَّ ِذينَ َظلَ ُموا قَوالً َ‬
‫غي َر الَّذِل قِي َل لَ ُهم) مع أن ما أمرهم هللا به أقل مشقة مما فعلوه ‪ ،‬ولكن‬
‫المس لة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة ‪.‬‬

‫ع ِل َم ُك ُّل أ ُ َن ٍ‬
‫اس َّمش َربَ ُهم‬ ‫صاكَ ال َحج ََر فَانفَج ََرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ عَينا ً قَد َ‬
‫سى ِلقَو ِم ِه فَقُلنَا اض ِرب ِبعَ َ‬ ‫آية (‪َ : )٦٠‬‬
‫(وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ‬
‫س ِدينَ )‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ َوال تعلوا فِي األر ِ ُمف ِ‬ ‫ُكلُوا َواش َربُوا ِمن ِر ِ‬
‫ق َّ‬
‫سى ِلقَو ِم ِه) ولم يقل وإذ استسقى موسى ربه ‪ ،‬أليس موسى أحد أفراد القومو‬ ‫(وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ‬
‫* قال تعالى َ‬
‫في هذا داللة على عناية هللا تعالى بعباده الصالحين فهذا يدلك على أن موسى عليه السالم لم يصبه العطش ألن هللا تعالى وقاه‬
‫الجوع والظم كما قال صلى هللا عليه وسلم "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" ‪ ،‬وانظر كي كان االستسقاء لموسى وحده دون‬
‫موسى عليه السالم وحده ولئال‬ ‫ِ‬ ‫قومه فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى وإذا استسقى موسى وقومه ربهم وذلك ليظهر لنا ربنا كرامة‬
‫يظن القوم أن هللا تعالى أجاب دعاءهم ‪.‬‬

‫عينا ً ‪ ))٦٠( ..‬وجاء في‬ ‫جَرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ َ‬ ‫صاكَ ال َحج ََر فَانفَ َ‬‫سى ِلقَو ِم ِه فَقُلنَا اض ِرب بِعَ َ‬ ‫(وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ‬ ‫* جاء في سورة البقرة َ‬
‫عش َرةَ عَينا ً َقد َ‬
‫ع ِل َم ُك ُّل‬ ‫ست ِمنهُ اثنَتَا َ‬ ‫صاكَ ال َحج ََر فَانبَ َج َ‬ ‫سى ِإ ِذ استَسقَاهُ قَو ُمهُ أَ ِن اض ِرب ِبعَ َ‬ ‫سورة األعرام ( ‪َ ..‬وأَوحَي َنا ِإ َلى ُمو َ‬
‫س ُهم‬ ‫ت َما َر َ قنَاكُم َو َما َظلَ ُمونَا َولَـ ِكن كَانُوا أَنفُ َ‬ ‫سل َوى ُكلُوا ِمن َطيِ َبا ِ‬
‫علَي ِه ُم ال َمنَّ َوال َّ‬ ‫علَي ِه ُم ال َغ َما َم َوأ َ َ‬
‫نزلنَا َ‬ ‫أُنَ ٍ‬
‫اس َّمش َربَ ُهم َو َظ َّللنَا َ‬
‫يَظ ِل ُمونَ (‪ ))١٦٠‬ماذا حدا فعالً هل انفجرت أو انبجستو هل خروج الماء كان كليرا ً أو قليالً و‬

‫كما يظن البعض لكن ذكر الحالة‬ ‫‪ -‬الجواب كالهما خروج الماء كان كليرا ً في البداية لكنه قل بسبب معاصيهم ‪ ،‬ليس هذا تعار‬
‫بحسب الموق الذل هم فيه لما كان فيهم صالح قال انفجرت ولما كلرت معاصيهم قال انبجست ‪.‬‬
‫صاكَ ال َحج ََر فَانفَج ََرت ِمنهُ) لكنه لم يقل فضرب موسى الحجر ‪ ،‬إذن هنالك اختزال فالكالم‬ ‫‪ -‬من ناحية اللغة (فَقُلنَا اض ِرب بِعَ َ‬
‫محذوم ولكنه مفهوم ‪ ،‬هناك قال انفجرت ثم عصوا ربهم فانبجست وهذا األمر في القرآن كلير ‪.‬‬
‫َ‬
‫سى ِلقَو ِم ِه (‪ )٦٠‬البقرة) ومرة قال (إِ ِذ استَسقاهُ قو ُمهُ (‪)١٦٠‬‬
‫َ‬ ‫(وإِ ِذ استَسقَى ُمو َ‬
‫‪ -‬نالحظ مرة موسى هو الذل استسقى قال َ‬
‫األعرام) طلبوا منه السقيا ‪ ،‬أيها اججابة أكلر أن يستقي النبي أو القوم يستسقونو لما يستسقي النبي ‪ ،‬إذن لما قال استسقى‬
‫موسى قال انفجرت ولما قال استسقاه قومه قال انبجست‪ .‬هي كلها صحيحة وهي خروج اثنتا عشرة عينا ً ‪.‬‬
‫َّللاِ (‪ )٦٠‬البقرة) مع األكل والشرب قال انفجرت ألنه يحتاج إلى ماء كلير ولما لم يذكر الشرب‬ ‫ق َّ‬ ‫‪ -‬قال ( ُكلُوا َواش َربُوا ِمن ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َما َر قناكُم (‪ )١٦٠‬األعرام) قال انبجست ‪.‬‬ ‫وإنما قال فق كلوا ( ُكلُوا ِمن َطيِ َبا ِ‬
‫‪ -‬وفي سياق اآليات في سورة البقرة الذل يذكر اللناء والمدح والتفضل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدل على الكلير‬
‫أمر مشاهد فالعيون واآلبار‬
‫(انفجرت) أما في سورة األعرام فالسياق في ذم بني إسرائيل فذكر معها اجنبجاس وهو أقل ‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫قد تج ‪ ،‬فذكر المشهدين وكالهما حصل بالفعل ‪.‬‬

‫* إذا الحظنا سياق اآليات في كل من السورتين يمكن مالحظة اختالفات كليرة في اختيار ألفاظ معينة ‪:‬‬
‫سجَّدا ً َوقُولُوا ِح َّطةٌ نَّغ ِفر َلكُم َخ َطايَاكُم‬ ‫اب ُ‬‫غدا ً َواد ُخلُوا البَ َ‬ ‫شئت ُم َر َ‬ ‫(و ِإذ قُل َنا اد ُخلُوا َهـ ِذ ِه القَريَةَ فَ ُكلُوا ِمنهَا حَي ُ ِ‬ ‫في سورة البقرة َ‬
‫سقونَ‬‫ُ‬ ‫س َماء بِ َما كَانُوا يَف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫على ال ِذينَ ظل ُموا ِرجزا ً ِمنَ ال َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نزلنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫سنِينَ (‪ )٥٨‬فبَ َّد َل ال ِذينَ ظل ُموا قوالً غي َر الذِل قِي َل ل ُهم ف َ‬ ‫َ‬ ‫سنَ ِزي ُد ال ُمح ِ‬
‫َو َ‬
‫اس َّمش َربَ ُهم ُكلُوا‬ ‫ع ِل َم ُك ُّل أُنَ ٍ‬
‫جَرت ِمنهُ اثنَتَا عَش َرةَ عَينا ً قَد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ان‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫َر‬
‫َ‬ ‫ج‬‫ح‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫اكَ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫اض‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ق‬‫س‬‫َ‬ ‫ت‬‫اس‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫إ‬
‫َِ‬‫و‬ ‫)‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫(‬
‫س ِدينَ (‪. ))٦٠‬‬ ‫َ‬
‫َّللاِ َوال تَعلوا فِي األر ِ ُمف ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق َّ‬ ‫َواش َربُوا ِمن ِر ِ‬
‫سجَّداً نَّغ ِفر لَكُم َخ ِطيئَا ِتكُم‬ ‫اب ُ‬ ‫شئت ُم َوقُولُوا ِح َّطةٌ َواد ُخلُوا البَ َ‬ ‫(وإِذ ِقي َل لَ ُه ُم اس ُكنُوا َهـ ِذ ِه القَريَةَ َو ُكلُوا ِمنهَا حَي ُ ِ‬ ‫في سورة األعرام َ‬
‫سنِينَ (‪. ))١٦١‬‬ ‫سنَ ِزي ُد ال ُمح ِ‬
‫َ‬
‫ونلخص هذا فيما ي تي ‪:‬‬

‫سورة األعرام‬ ‫سورة البقرة‬


‫السيييياق فيييي ذكييير ذنيييوبهم ومعاصييييهم والمقيييام مقيييام تقرييييع‬ ‫سياق اآليات في تكريم بني إسرائيل فذكر أميورا ً كلييرة فيي‬
‫َاو نَييا بِبَنِييي إِسي َيرائِي َل البَحي َير فَ ي َتَوا‬ ‫(وج َ‬
‫وت نيييب لبنييي إسييرائيل َ‬ ‫مقيام التفضيييل والتكيرم والتفضييل (يَييا بَنِيي إِسي َيرائِي َل اذ ُكي ُيروا‬
‫سيى اجعَيل لَّنَيا‬ ‫علَيى أَصينَ ٍام لَّ ُهيم قَيالُوا يَيا ُمو َ‬ ‫علَى قَيو ٍم يَع ُكفُيونَ َ‬
‫َ‬ ‫علَييى العَييالَ ِمينَ‬‫علَيييكُم َوأَنِييي فَضَّييلت ُكُم َ‬
‫يي الَّتِييي أَنعَمييتُ َ‬ ‫نِع َمتِي َ‬
‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إِلَـها َك َما ل ُهم آ ِلهَة قا َل إِنكُم قو ٌم تج َهلي (‪ ))١٣٨‬والفياء هنيا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫يييو َء‬
‫سي َ‬ ‫َ‬
‫سييييو ُمونكُم ُ‬ ‫نَ‬
‫عييييو يَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وإِذ نجَّينيييياكُم ِميييين آ ِل فِر َ‬ ‫(‪َ ))٤٧‬‬
‫تفيد المباشرة أل بمجرد أن أنجاهم هللا تعالى مين الغيرق أتيوا‬ ‫ب ‪َ )٤٩( ..‬وإِذ فَ َرقنَا ِب ُك ُم البَح َير فَ َنجَينَياكُم َوأَغ َرقنَيا آ َل‬ ‫العَذَا ِ‬
‫عليى قيوم يعبيدون األصينام فسي لوا موسيى أن يجعيل لهيم إلهيا ً‬ ‫ظ ُرونَ (‪))٥٠‬‬ ‫ِفرعَونَ َوأَنت ُم تَن ُ‬
‫ملل هؤالء القوم‬
‫صياكَ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ِ َِ َ‬ ‫ب‬ ‫ير‬ ‫اض‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ُ ُ‬‫و‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ه‬‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ت‬‫اس‬ ‫ذ‬
‫ِِ‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫استسيقوه‬ ‫قوم موسى‬ ‫موسى هو اليذل استسيقى لقوميه في وحى إلييه ربيه بضيرب‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪19‬‬


‫ال َحج ََر)‬ ‫صيياكَ‬ ‫سييى ِلقَو ِم ي ِه فَقُلنَييا اضي ِيرب ِب َع َ‬
‫(و ِإ ِذ استَس يقَى ُمو َ‬
‫الحجيير َ‬
‫ال َحج ََر) وفيها تكريم لنبي هللا موسى واستجابة هللا لدعائه‬
‫(كلييوا ميين طيبييات مييا ر قنيياكم) لييم يييذكر الشييرب فجيياء بيياللفظ‬ ‫(كلوا واشربوا) والشرب يحتاج إلى مياء أكلير ليذا انفجيرت‬
‫الذل يدل على الماء األقل (انبجست)‬ ‫الماء من الحجر في السياق الذل يتطلب الماء الكلير‬
‫لييم يييرد ذكيير األكييل بعييد دخييول القرييية مباشييرة وإنمييا أمييرهم‬ ‫جعييل األكييل عقييب الييدخول وهييذا ميين مقييام النعميية والتكييريم‬
‫بالسكن أوالً ثم األكل (اسكنوا هذه القرية وكلوا)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية فكلوا)‬
‫ليييم ييييذكر رغيييدا ً ألنهيييم ال يسيييتحقون رغيييد العييييش ميييع ذكييير‬ ‫(رغداً) تذكير بيالنعم وهيم يسيتحقون رغيد العييش كميا ييدل‬
‫معاصيهم‬ ‫سياق اآليات‬
‫(وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً) لم يبيدأ بالسيجود هنيا ألن‬ ‫(وادخلييوا البيياب سييجدا ً وقولييوا حطيية) بُييدلء بييه فييي مقييام‬
‫السجود من أقيرب ميا يكيون العبيد لربيه وهيم فيي السيياق هنيا‬ ‫التكييريم وتقييديم السييجود أميير مناسييب لأميير بالصييالة الييذل‬
‫مبعدين عن ربهم لمعاصيهم‬ ‫الز َكييياةَ‬ ‫(وأ َ ِقي ُمييوا ال َّ‬
‫صيييالَةَ َوآتُييوا َّ‬ ‫جيياء فيييي سييياق السيييورة َ‬
‫َوار َكعُييوا َم ي َع الي َّيرا ِك ِعينَ (‪ ))٤٣‬والسييجود هييو ميين أشييرم‬
‫العبادات‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم) وخطيئات جميع قلية وجياء هنيا فيي مقيام‬ ‫(نغفيير لكييم خطاييياكم) الخطايييا هييم جمييع كلييرة وإذا غفيير‬
‫الت نيب وهو يتناسب مع مقام الت نيب والذم في السورة‬ ‫الخطايييا فقييد غفيير الخطيئييات قطعيا ً وهييذا يتناسييب مييع مقييام‬
‫التكريم الذل جاء في السورة‬
‫(سيينزيد المحسيينين) لييم تييرد الييواو هنييا ألن المقييام ليييس فيييه‬ ‫(وسنزيد المحسينين) إضيافة اليواو هنيا تيدل عليى اجهتميام‬
‫تكريم ونعم وتفضل‬ ‫والتنويع ولذلك ت تي الواو في موطن التفضل وذكر النعم‬
‫(الذين ظلموا منهم) بعض ممن جاء ذكرهم في أول اآليات‬ ‫(فبدل الذين ظلموا قوالً غير الذل قيل لهم)‬
‫(ف رسييلنا ) أرسييلنا فييي العقوبيية أشييد ميين أنزلنييا ‪ ،‬وقييد تييردد‬ ‫(ف نزلنا على الذين ظلموا)‬
‫اجرسال في السورة ‪ ٣٠‬مرة أما في البقرة فتكرر ‪ ١٧‬مرة‬
‫(بما كانوا يظلمون) والظلم أشد ألنه يتعلص بالضير‬ ‫(بما كانوا يفسقون)‬
‫(فييانفجرت) جيياءت هنييا فييي مقييام التكييريم والتفضييل وهييي (فانبجست) في مقام التقريع قل الماء بمعاصييهم فناسيب ذكير‬
‫داللة على أن الماء بدأ باجنفجار بالماء الشديد فجاء بحالية حالة قلة الماء مع تقريعهم‬
‫الكلرة مع التنعيم‬

‫ومهَا‬‫ع لَنَا َربَّكَ يُخ ِرج لَنَا ِم َّما ت ُن ِبتُ األَر ُ ِمن بَق ِلهَا َوقِلَّآئِهَا َوفُ ِ‬ ‫اح ٍد فَاد ُ‬ ‫علَ َى َط َع ٍام َو ِ‬ ‫سى لَن نَّص ِب َر َ‬ ‫(و ِإذ قُلت ُم يَا ُمو َ‬ ‫آية (‪َ : )٦١‬‬
‫الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ‬
‫علي ِه ُم ِ‬‫َ‬ ‫س لت ُم َوض ُِربَت َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ص ِلهَا قا َل أتَستَب ِدلونَ الذِل ه َُو أدنى بِالذِل ه َُو خي ٌر اهبِطوا ِمصرا ً ف ِإنَّ لكُم َّما َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سهَا َوبَ َ‬ ‫ع َد ِ‬
‫َو َ‬
‫عصَوا َّوكَانُوا يَعتَ ُدونَ )‬ ‫ص ذَ ِلكَ ِب َما َ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ ِ‬‫غ‬ ‫ب‬ ‫ينَ‬ ‫ي‬‫ب‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫َّ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ي‬‫َ‬ ‫آ‬‫ب‬
‫ِ‬ ‫ونَ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ك‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫َا‬
‫ك‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫كَ‬‫ل‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫َّ‬ ‫نَ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫غ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ُو‬‫ؤ‬ ‫آ‬‫َوبَ‬
‫َ‬
‫عل َى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سل َوى (‪ ))٥٧‬وقال فيما بعد على لسانهم (لن نصبِ َر َ‬ ‫علي ُك ُم ال َمنَّ َوال َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وأنزلنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫* تكلم ربنا سبحانه وتعالى عن طعام اليهود فقال َ‬
‫اح ٍد مع أن المن والسلوى طعامانو‬ ‫َطعَ ٍام َو ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هو نهج واحد ‪ ،‬المن والسلوى يتكرر نفسه من وسلوى من وسلوى فيصير طعاما واحدا ‪ ،‬وقسم قال أن المن كان شرابا يتحلون‬
‫به أما السلوى فهو طعام واحد ‪.‬‬

‫الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) لم يقل ربنا سبحانه أصابتهم الذلة والمسكنة فقد شبه هللا تعالى الذلة والمسكنة في هذه اآلية‬
‫علَي ِه ُم ِ‬
‫(وض ُِربَت َ‬
‫* َ‬
‫بالقبة التي أحاطت أهلها من كل جانب وأظلتهم فال موها ولم يغادروها فكانت بيتهم الذل ال يحولون عنه ‪.‬‬

‫الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) في آن واحد بينما في آل عمران هناك تفريص في الزمن ضربت الذلة أوالً ثم بعد فترة طويلة‬ ‫علَي ِه ُم ِ‬
‫(وض ُِربَت َ‬‫* َ‬
‫َ‬
‫علي ِه ُم‬ ‫ب ِمنَ َّ‬
‫َّللاِ َوض ُِربَت َ‬ ‫َ‬
‫اس َوبَا ُءوا بِغ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫َّ‬
‫َّللاِ َو َحب ٍل ِمنَ الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الذلة أينَ َما ث ِقفوا إِال بِحَب ٍل ِمنَ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫علي ِه ُم ِ‬‫ضربت المسكنة (ض ُِربَت َ‬
‫ال َمس َكنَةُ) ‪:‬‬
‫في سورة البقرة‪ :‬ما من قوم آذوا نبيهم كما آذى بنو إسرائيل أنبياءهم بد ًءا من موسى عليه السالم؛ فلما أنزل هللا عليهم المن‬
‫والسلوى قالوا نريد حشائش األر ‪ ،‬ولما اتخذوا العجل إلها ً قال لهم هللا تعالى اقتلوا أنفسكم ومع هذا ال يتوبون لشدة عنادهم‪،‬‬
‫الذلَّةُ َوال َمس َكنَةُ) في آن واحد الذلة الهزائم في الحرب فما دخلوا حربا ً مع العماليص إال‬ ‫علَي ِه ُم ِ‬ ‫حينئذ انتقم هللا منهم فقال ( َوض ُِربَت َ‬
‫هزموا وسرق منهم التابوت‪ ،‬أما المسكنة بين الناس فاليهودل دائما ً يبدل نفسه أمام اآلخرين أنه مسكين ومظلوم إلى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪20‬‬


‫الذلَّةُ) أوالً فقد انهزموا في كل الحروب التي خاضها‬
‫علَي ِه ُم ِ‬
‫في آل عمران هذا في من الرسول صلى هللا عليه وسلم قال (ض ُِربَت َ‬
‫اليهود ضد المسلمين خيبر وبني قريظة وبني المصطلص وبني قينقاع‪ ،‬ف ذلهم هللا عز وجل لشدة مكرهم وتآمرهم ولكن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وعدهم أنهم سوم يصابون بالمسكنة في المستقبل وما إن انتهى العهد الراشدل إلى يومنا هذا وهم في العالم كله‬
‫يشعرون بالمسكنة إضافة إلى الذلة‪.‬‬

‫َص) ‪:‬‬ ‫َص) وقوله ( َويَقت ُلُونَ األَنبِيَا َء بِغَي ِر ح ٍ‬ ‫* الفرق من الناحية البيانية بين قوله ( َو َيقتُلُونَ النَّبِيِينَ بِ َغي ِر الح ِ‬
‫عصَوا َّو َكانُوا يَعتَدُونَ (‪ ))٦١‬وقال في سورة آل عمران (إِنَّ الَّ ِذينَ‬ ‫َص ذَ ِلكَ بِ َما َ‬ ‫(و َيقتُلُونَ النَّبِيِينَ بِغَي ِر الح ِ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة َ‬
‫علَي ِه ُم‬ ‫يم (‪ ))٢١‬و(ض ُِر َبت َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أ‬
‫َِ ٍ ِ ٍ‬‫ب‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ذ‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ُم‬
‫ه‬ ‫ِر‬
‫ش‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ِ َ‬ ‫ف‬ ‫اس‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫نَ‬‫م‬ ‫س‬ ‫ق‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫نَ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ ُُ‬ ‫ي‬ ‫ينَ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ق‬‫ي‬ ‫و‬ ‫َص‬
‫ٍ َ َ‬ ‫ح‬ ‫ت َّللاِ َو َيقتُلُونَ ال ِ ِ ِ ِ‬
‫ر‬‫ي‬‫َ‬ ‫غ‬‫ب‬ ‫ينَ‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َيكفُ ُرونَ ِبآ َيا ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫علي ِه ُم ال َمس َكنَة ذ ِلكَ بِ نَّ ُهم كَانُوا يَكفُ ُرونَ ِبآيَا ِ‬ ‫َ‬ ‫ب ِمنَ َّللاِ َوض ُِربَت َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫اس َو َبآؤُوا بِغَ َ‬ ‫الذلَّةُ أَينَ َما ث ِقفُوا إِالَّ بِحَب ٍل ِمن َّللاِ َوحَب ٍل ِمنَ ال َّن ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫عصَوا َّوكَانُوا يَعت َ ُدونَ (‪. ))١١٢‬‬ ‫َص ذَ ِلكَ ِب َما َ‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ر‬‫ي‬‫َ‬ ‫غ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ب‬‫ن‬‫َ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ت‬‫ق‬‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ِ َ‬ ‫َّللا‬
‫النبيين واألنبياء ‪:‬‬
‫من حي اللغة األنبياء أكلر من النبيين من حي العدد ‪ ،‬األنبياء جمع تكسير من جموع الكلرة ‪ ،‬والنبيين جمع مذكر سالم وهو من‬
‫جموع القلة ‪ ،‬عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر األنبياء ‪.‬‬
‫(بغير حص) و(بغير الحص) ‪:‬‬
‫استعمال كلمة (الحص) معرفة تعني أل بغير الحص الذل يدعو إلى القتل فهناك أمور يستحص بها القتل ‪ ،‬أما استعمال (بغير حص)‬
‫نكرة فهي تعني ال حص أصالً يدعو إلى القتل وال إلى غيره ‪ ،‬فإذا أراد تعالى أن يبين لنا العدوان يذكر (بغير حص) ‪ ،‬فعندما يقول‬
‫يقتلون األنبياء بغير حص هذا أعظم وأكبر جرما ً من يقتلون النبيين بغير الحص ألن األنبياء أعم وأشمل والنبيين أقل وحص نكرة أل‬
‫من دون أل داعي ‪ ،‬هذا من حي اللغة ‪.‬‬
‫لما ننظر في السياق الحقا ً نالحظ مقام الذم والكالم على بني إسرائيل في قوله يقتلون األنبياء بغير حص أكلر وأعظم من يقتلون‬
‫النبيين بغير الحص في سياق تكريمهم في سورة البقرة ‪.‬‬

‫اآلخ ِر َوع َِم َل صَا ِلحا ً َفلَ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َر ِب ِهم‬ ‫آية (‪ِ ( : )٦٢‬إنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالنَّص َ‬
‫َارى َوالصَّا ِبئِينَ َمن آ َمنَ ِب َّ‬
‫اّللِ َواليَو ِم ِ‬
‫علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ )‬ ‫م َ‬‫َوالَ َخو ٌ‬
‫* عبر تعالى هنا بالذين هادوا ولم يقل اليهود إشارة إلى أنهم الذين انتسبوا إلى اليهود وليسوا اليهود من سب يهوذا ‪.‬‬

‫* وجه اجختالم من الناحية البيانية بين آية ‪ ٦٢‬في سورة البقرة وآية ‪ ٦٩‬في المائدة (إِنَّ ا َّل ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالصَّا ِبؤُونَ‬
‫علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ (‪ ))٦٩‬وآية ‪ ١٧‬في الحج (إِنَّ الَّ ِذينَ آَ َمنُوا‬ ‫م َ‬ ‫اآلخ ِر وع َِم َل صَا ِل ًحا فَالَ َخو ٌ‬
‫َارى َمن آ َمنَ بِاّللِ َواليَو ِم ِ‬ ‫َوالنَّص َ‬
‫ش ِهي ٌد (‪))١٧‬‬ ‫علَى ك ُِل شَيءٍ َ‬ ‫َّللاَ َيف ِص ُل بَينَ ُهم يَو َم ال ِق َيا َم ِة إِنَّ َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫َ‬
‫وس َوالَّ ِذينَ أش َركُوا ِإنَّ َّ‬
‫َارى َوال َم ُج َ‬‫َوالَّ ِذينَ َهادُوا َوالصَّا ِبئِينَ َوال َّنص َ‬
‫‪:‬‬

‫من حي الناحية اجعرابية ‪:‬‬


‫النصب في آية البقرة وآية الحج ( َوالصَّابِ ِئينَ ) معطوم على منصوب ‪.‬‬
‫الرفع في آية المائدة على محل إسم إن ‪ ،‬فاألصل إسم إن قبل أن تدخل عليه مرفوع فهذا مرفوع على المحل ‪ ،‬أو يجعلوه جملة‬
‫معترضة (والصابئون كذلك) ‪ .‬لكن لماذا رفعو‬
‫(إن) تفيد التوكيد ‪( ،‬الصابئون) غير مؤكد والباقي مؤكد لماذاو ألنهم دونهم في المنزلة ‪ ،‬أبعد المذكورين ضالالً والباقون أصحاب‬
‫كتاب ‪ ،‬الذين هادوا عندهم التوراة والنصارى عندهم كتاب اجنجيل والذين آمنوا عندهم القرآن ‪ ،‬الصابئون ما عندهم كتاب خرجوا‬
‫عن الديانات المشهورة ‪ ،‬صب في اللغة أل خرج عن الدين ‪ ،‬ولذلك هم دونهم في الديانة واالعتقاد ولذلك لم يجعلهم بمنزلة واحدة‬
‫فرفع فكانوا أقل توكيدا ً ‪ ،‬وجاءت هذه اآلية لتلفتنا أن هذه التصفية تشمل الصابئين أيضا ً فقدمتها ورفعتها لتلفت إليها اآلذان بقوة‬
‫‪ ،‬ولتقطع الي س فالصابئون كذلك كلهم يغفر لهم إذا تابوا ‪.‬‬

‫من حي التقديم والت خير في الترتيب ‪:‬‬


‫آية البقرة (والنصارى والصابئين) ليم ييذم عقييدة النصيارى وحشيرهم عليى الجانيب التياريخي فيذكر اليهيود ومين ورائهيم بالترتييب‬
‫الملل ‪ ،‬والذين آمنوا (المؤمنون) مقدمون على الجميع ‪.‬‬ ‫التاريخي ووضع الصابئين في آخر ِ‬
‫في المائدة (والصابئون والنصارى) قدم الصابئين ألنه ذم النصارى في المائدة ذما ً فظيعا ً على معتقداتهم ‪ ،‬تكلم على عقييدة التلليي‬
‫جعلهم ك نهم لم يؤمنوا باهلل وك نهم صن من المشركين (لَقَد َكفَ َر الَّ ِذينَ قَالُوا إِنَّ َّللاَ ه َُو ال َمسِيي ُح ابينُ َميريَ َم (‪( ))٧٢‬لَّقَيد َكفَ َير الَّي ِذينَ‬
‫قَالُوا إِنَّ َّللاَ ثَا ِل ُ ثَالَث َ ٍة ‪ ))٧٣( ..‬ف خر النصارى حتى تكون منزلتهم أقل ألنه ذم عقيدتهم ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪21‬‬


‫َارى) الكالم على الفصل يوم القيامة ‪ ،‬تحدا عن مطلص االيمان والكفر والحسياب ييوم القيامية ‪ ،‬فيال بيد‬‫(والصَّا ِبئِينَ َوالنَّص َ‬
‫في الحج َ‬
‫أن تكون متال مة ‪ ،‬فجمعهم وجعل العط عطفا ً طبيعيا ً ‪.‬‬

‫فيي آيية البقيرة (فلهيم أجيرهم عنيد ربهيم وال خيوم علييهم وال هييم يحزنيون) أميا فيي المائيدة (فيال خيوم علييهم وال هيم يحزنييون) ‪:‬‬
‫المذكورين في اآليتين هم نفسهم (الذين آمنوا‪ ،‬الذين هادوا‪ ،‬النصارى‪ ،‬الصابئين) لكن ‪:‬‬
‫‪ -‬في سورة المائدة السياق في ذم عقائد اليهود والنصارى ذميا ً كلييرا ً مسيهب والكيالم عليى اليهيود أشيد وميا ذكيرهم فيي المائيدة إال‬
‫بمعاصيهم ‪ ،‬أما في البقرة فالسياق في الكالم عن اليهود فق وليس النصارى ‪ ،‬حتى لما يذكر العقوبات يذكرها في المائيدة (قُيل َهيل‬
‫ش ٌّر َّمكَانيا ً َوأَضَي ُّل‬
‫غوتَ أُولَـ ِئكَ َ‬ ‫ع َب َد ال َّطا ُ‬ ‫علَي ِه َو َج َع َل ِمن ُه ُم ال ِق َر َدةَ َوال َخنَا ِ َ‬
‫ير َو َ‬ ‫ب َ‬
‫غ ِض َ‬‫أُنَ ِبئُكُم ِبش ٍَر ِمن ذَ ِلكَ َملُو َبةً ِعن َد َّللاِ َمن لَّ َعنَهُ َّللاُ َو َ‬
‫سيئِينَ (‪ ))٦٥‬ليذا‬ ‫َ‬
‫ت فقُلنَيا ل ُهيم ُكونُيوا قِ َير َدةً َخا ِ‬‫َ‬ ‫سيب ِ‬ ‫َّ‬
‫ع ِلميت ُ ُم الي ِذينَ اعتَيدَوا ِمينكُم فِيي ال َّ‬ ‫(ولَقَيد َ‬‫سبِي ِل (‪ ))٦٠‬أكلير مين البقيرة َ‬ ‫س َواء ال َّ‬‫عَن َ‬
‫اقتضى السياق التفضيل بزيادة الخير والرحمة في المكان الذل يكون الغضب فيه أقل (في سورة البقرة) ‪.‬‬

‫‪ -‬جو الرحمة ومفردات الرحمة وتو يعها في سورة البقرة أكلر من المائدة ‪ ،‬فقيد وردت الرحمية ومشيتقاتها فيي سيورة البقيرة ‪١٩‬‬
‫مرة بينما وردت في المائدة ‪ ٥‬مرات ‪ ،‬ولم ت ُجمع القردة والخنا ير إال في سورة المائدة ‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع العمل الصالح في السورتين‪ :‬في سورة المائدة ورد ذكر ‪ ١٠‬أنواع مين العميل الصيالح (الوفياء بيالعقود‪ ،‬الوضيوء‪ ،‬الزكياة‪،‬‬
‫األمر بإطاعة هللا ورسوله واجحسان والتعاون على البر والتقوى وإقام الصالة والجهياد فيي سيبيل هللا واألمير باسيتباق الخييرات) ‪،‬‬
‫وفي سورة البقرة ورد ذكر ‪ ٣٠‬أو ‪ ٣٣‬نوع من أعمال الخير وتشمل كل ما جاء في سورة المائدة ما عدا الوضوء وفيهيا باجضيافة‬
‫إلى ذلك الحج والعمرة والصيام واجنفاق والعكوم فيي المسياجد وبير الواليدين والهجيرة فيي سيبيل هللا واجيفياء باليدين والقتيال فيي‬
‫سبيل هللا واجصالح بين الناس وغيرها كلير ‪ ،‬لذا اقتضى كل هذا العمل الصالح في البقيرة أن يكيون األجير أكبير (فلهيم أجيرهم عنيد‬
‫ربهم) ‪.‬‬

‫‪( -‬فلهم أجرهم عند ربهم) تتردد مفرداتها كما يلي ‪:‬‬
‫الفاء وردت في البقرة ‪ ٢٦٠‬مرة ووردت في المائدة ‪ ١٨٠‬مرة‬ ‫‪.١‬‬
‫لهم وردت في البقرة ‪ ٢٩‬مرة وفي المائدة ‪ ١٥‬مرة‬ ‫‪.٢‬‬
‫أجرهم وردت في البقرة ‪ ٥‬مرات وفي المائدة مرة واحدة فق‬ ‫‪.٣‬‬
‫عند وردت في البقرة ‪ ١٩‬مرة وفي المائدة مرة واحدة‬ ‫‪.٤‬‬
‫ربهم وردت في البقرة ‪ ١٠‬مرات ومرتين في المائدة‬ ‫‪.٥‬‬
‫وهذه العبارة (فلهم أجرهم عنيد ربهيم وال خيوم علييهم وال هيم يحزنيون) ليم تيرد إال فيي سيورة البقيرة بهيذا الشيكل وقيد وردت فيي‬
‫البقرة ‪ ٥‬مرات ‪.‬‬

‫* هللا سبحانه وتعالى يعط اجيمان على العمل لذلك يقول دائما (آ َمنَ َوع َِم َل صَا ِلحاً) ألن اجيمان إن لم يقترن بعمل فال فائدة منه ‪،‬‬
‫وهللا يريد اجيمان أن يسيطر على حركة الحياة بالعمل الصالح ‪ ،‬في مر كل مؤمن بصالح العمل وهؤالء ال خوم عليهم في الدنيا وال‬
‫هم يحزنون في اآلخرة ‪.‬‬

‫(وع َِم َل صَا ِل ًحا) أنه في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عمالً صالحاً) كما في‬ ‫ع َم ًال صَا ِل ًحا) و َ‬
‫* الفرق بين (ع َِم َل َ‬
‫َ‬
‫آخر سورة الكه ( َمن كَانَ يَر ُجو ِلقَاء َر ِب ِه فليَع َمل َ‬
‫ع َم ًال صَا ِل ًحا (‪ ))١١٠‬ألنه تكلم عن األشخاا الذين يعملون أعماالً سيئة أما‬
‫اآلية (‪ )٦٢‬من سورة البقرة ليست في سياق األعمال فقال (عمل صالحاً) ‪.‬‬

‫(وإِذ أ َ َخذنَا ِميلَاقَكُم َو َرفَعنَا فَوقَ ُك ُم ال ُّط َ‬


‫ور ُخذُوا َما آتَينَاكُم بِقُ َّو ٍة َواذك ُُروا َما فِي ِه لَ َعلَّكُم تَتَّقُونَ )‬ ‫آية (‪َ : )٦٣‬‬
‫* تقديم كلمة (الجبل) فى سورة األعرام وت خير (الطور) فى سورة البقرة ‪:‬‬
‫التقديم والت خير في القرآن الكريم يقرره سياق اآليات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل ‪ ،‬والكالم في سورة األعرام عن بني‬
‫ظلَّةٌ َو َظنُّوا أَنَّهُ َواقِ ٌع ِب ِهم ُخذُوا َما آتَينَاكُم ِبقُ َّو ٍة َواذك ُُروا َما فِي ِه لَ َعلَّكُم تَتَّقُونَ (‪))١٧١‬‬
‫(و ِإذ نَتَقنَا ال َج َب َل فَوقَ ُهم َك َنَّهُ ُ‬
‫إسرائيل والطور َ‬
‫قدم الجبل على بني إسرائيل ‪ ،‬أما في آية سورة البقرة أخر الطور ألن سياق اآليات في الكالم عن بني إسرائيل وليس في الطور‬
‫نفسه ‪.‬‬

‫* الفرق بين الجبل والطور واستخدام كل منهما ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪22‬‬


‫ظم من أوتاد األر والجبل أكبر وأهم من الطور من حي التكوين وعادة ما ت ُذكر الجبال في القرآن في‬ ‫الجبل هو إسم لما طال وع ُ‬
‫موقع التهويل والتعظيم ‪ ،‬ولذلك ذكر الجبل في آية سورة األعرام ألن الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة واجقتالع ولذا جاء في قوله‬
‫م‬
‫سو َ‬ ‫ب أ َ ِرنِي أَن ُ‬
‫ظر ِإلَيكَ َقا َل لَن تَ َرانِي َولَـ ِك ِن ان ُظر إِ َلى ال َجبَ ِل فَ ِإ ِن استَ َق َّر َمكَانَهُ فَ َ‬ ‫سى ِل ِميقَاتِ َنا َو َكلَّ َمهُ َربُّهُ قَا َل َر ِ‬
‫(ولَ َّما جَاء ُمو َ‬‫تعالى َ‬
‫ت َ َرانِي فَل َّما ت َجلى َربُّه ِلل َجبَ ِل َج َعله دَكا ‪ ))١٤٣( ..‬ولم يقل الطور ‪ ،‬الرفع الذل هو ضد الوضع أما النتص فهو أشد وأقوى من‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الوضع وفيه إخافة وتهديد كبيرين ‪ ،‬إذن النتص والجبل أشد تهديدا ً وتهويالً ‪.‬‬

‫س َي ِمن َفوقِهَا (‪ )١٠‬فصلت) ‪:‬‬ ‫(و َرفَعنَا فَوقَ ُك ُم ال ُّطور) و َ‬


‫(و َجعَ َل فِيهَا َر َوا ِ‬ ‫* الفرق بين َ‬
‫س َي ِمن فَو ِق َها (‪ )١٠‬فصلت) الرواسي مالصقة‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ َ ِ‬‫ر‬ ‫َا‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫َ َ َ َ ِ‬ ‫(و‬ ‫يدخل‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ألحد‬ ‫يسمح‬ ‫ال‬ ‫مالصص‬ ‫أل‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية‬ ‫إبتداء‬ ‫(من) يسموها‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َرفعنَا فوق ُك ُم الطور) ليس مالصقا ً لهم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َماء فوق ُهم (‪ )٦‬ق) َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لأر ولو قال فوقها تحتمل بُعد المسافة ‪ ،‬أما (أفلم يَنظ ُروا إِلى ال َّ‬
‫وإنما فوق رؤسهم ‪.‬‬

‫آية (‪( : )٦٦‬فَ َجعَلنَا َها نَكَاالً ِل َما بَينَ يَدَيهَا َو َما َخلفَهَا َو َمو ِع َظةً ِلل ُمتَّ ِقينَ )‬
‫* على من يعود الضمير في (جعلناها)و‬
‫سئِينَ ) هذه عقوبة‪ ،‬ثم قال ( َف َجعَل َنا َها نَكَاالً) جعل هذه الحادثة والعقوبة نكاال‪ً،‬‬ ‫العقوبة ‪ ،‬الحادثة ‪ ،‬قال ( َفقُل َنا لَ ُهم كُونوا قِ َر َدة خا ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الضمير يعود أحيانا ً على المفهوم من السياق ليس بالضرورة على كلمة ظاهرة ‪( ،‬اع ِدلُوا ه َُو أَق َر ُ‬
‫ب ِللتَّق َوى(‪)٨‬المائدة) الضمير‬
‫(هو) يعود على العدل ‪ ،‬أل واحد يسمعها يفهم المقصود والمقام يوضح المس لة ‪.‬‬

‫ع َل َنا َربَّكَ يُبَيِن لَّ َنا َما لَونُهَا َقا َل إِنَّهُ يَقُو ُل ِإنهَا بَ َق َرةٌ صَف َراء فَاقِـ ٌع لَّونُ َها تَ ُ‬
‫س ُّر النَّ ِ‬
‫اظ ِرينَ )‬ ‫آية (‪( : )٦٩‬قَالُوا اد ُ‬
‫صفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيد الصفرة بصفة فاقعو‬ ‫* لو قال تعالى بقرة صفراء لع ِلم بنو إسرائيل أنه لون ال ُ‬
‫في هذا التعبير مزيد من التعجيز والتقييد والتضييص على بني إسرائيل وتحديد لبقرة بعينها دون سواها ألنهم شددوا فشدد هللا‬
‫تعالى عليهم ‪.‬‬

‫َّللاُ لَ ُمهت َ ُدونَ )‬


‫علَينَا َوإِ َّنآ إِن شَاء َّ‬ ‫آية (‪( : )٧٠‬قَالُوا اد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَيِن لَّ َنا َما ِه َي إِنَّ البَقَ َر تَشَابَهَ َ‬
‫علَينَا) لم قالوا هذه الجملة في هذه اآلية مع أنهم لم يقولوها في المرات السابقةو‬ ‫*( ِإنَّ البَقَ َر تَشَابَهَ َ‬
‫َ‬
‫ع لنا َربَّكَ يُبَ ِين لنا َما ِه َي) ومرة طلبوا تحديد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫طلب بنو إسرائيل صفات البقرة على ثالا مراحل طلبوا تحديد ماهيتها (قالوا اد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَ ِين لَّنَا َما لَونُهَا) ولم يعللوا سبب طلبهم فلما لج وا للتعليل في المرة اللاللة قالوا (قَالُوا اد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَ ِين‬ ‫لونها (قَالُوا اد ُ‬
‫َّللاُ ل ُمهتَ ُدونَ ) ألن فعل الشيء ثالا مرات يكون له وقع في النفس من الضجر فال بد‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫علينا َوإِنآ إِن شَاء َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَّنَا َما ِه َي إِنَّ البَق َر تَشَابَهَ َ‬
‫َ‬
‫من إضافة تعليل في المرة اللاللة ‪ ،‬ولهذا إنتشر في حياتنا التوكيد في الرقم ‪.٣‬‬

‫شيَةَ فِيهَا قَالُوا اآلنَ ِجئتَ بِال ِ‬


‫حَص فَذَ َب ُحو َها‬ ‫سلَّ َمةٌ الَّ ِ‬ ‫ير األَر َ َوالَ تَس ِقي الحَر َ‬
‫ا ُم َ‬ ‫آية (‪( : )٧١‬قَا َل إِنَّهُ يَقُو ُل إِنَّهَا بَقَ َرةٌ الَّ ذَلُو ٌل تُلِ ُ‬
‫َو َما كَادُوا يَف َعلُونَ )‬
‫* داللة إستعمال الفعل كاد في ( َفذَ َب ُحو َها َو َما كَادُوا َيف َعلُونَ ) ‪:‬‬
‫(كاد) في دراسات النحو من أفعال المقاربة يعني قارب الفعل ولم يفعله ‪ ،‬في العامية نحن نستعملها أحيانا ً فنقول "وصلتُ إليك وما‬
‫أصل" يعني وصلت إليك ولكن بعد جهد وبعد تعب أو بعد إبطاء ‪.‬‬ ‫كدت ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في السياق هنا جاءت بعد قصة البقرة ففي البداية قال (إِنَّ َّللاَ َي ُم ُركُم أن تَذبَ ُحوا بَق َرة) بالتنكير أل بقرة ولكنهم شددوا فشدد هللا‬
‫سبحانه وتعالى عليهم ‪ ،‬لما انسد كل المنافذ قالوا اآلن جئت بالحص ‪( ،‬فَذَبَ ُحو َها) إذن هي ذُ ِبحت ‪ ،‬لما قال ( َو َما كَا ُدوا َيف َعلُونَ ) نفهم‬
‫منها أنهم فعلوا بعد إبطاء وجهد ‪.‬‬

‫* الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل ‪:‬‬


‫العمل أخص من الفعل فكل عمل فعل وال ينعكس ‪ ،‬معاني اآليات التي فيها من يقول يعلمون وما ليس فيه إمتداد من وهو مفاجئ‬
‫يقول يفعلون ‪ ،‬فالعمل فيه إمتداد من (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا للجن وهذا العمل يقتضي منهم وقتا ً لكن لما نحدا‬
‫(و َما كَا ُدوا يَفعَلُونَ )‬
‫تعالى عن المالئكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) ألن فعل المالئكة برمش العين وال يحتاج جمتداد من‪ .‬في اآلية َ‬
‫كادوا ال يفعلون والذبح سريع فهو فعل ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫َار ِة لَ َما يَتَفَج َُّر ِمنهُ األَنه ُ‬


‫َار َوإِنَّ ِمنهَا لَ َما‬ ‫ش ُّد قَس َوةً َوإِنَّ ِمنَ ال ِحج َ‬ ‫َار ِة أَو أ َ َ‬‫ست قُلُوبُكُم ِمن بَع ِد ذَ ِلكَ فَ ِه َي كَال ِحج َ‬ ‫آية (‪( : )٧٤‬ث ُ َّم قَ َ‬
‫ج ِمنهُ ال َماء َو ِإنَّ ِمنهَا لَ َما َيه ِب ُ ِمن َخش َي ِة َّللاِ َو َما َّللاُ ِبغَا ِف ٍل َ‬
‫ع َّما ت َع َملُونَ )‬ ‫ص فَ َيخ ُر ُ‬
‫شقَّ ُ‬
‫َي َّ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪23‬‬


‫* دروس مستفادة من قصة البقرة ‪ :‬بقصة واحدة أخذنا حزمة من األهدام العظيمة ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬ذبح العجل من القلوب قبل أن يذبح على األر ‪ ،‬ألن قطعا العجل الذهبي الذل عبده بنو إسرائيل ُملل لهم فلما يذبحوا‬
‫البقرة الصفراء فالمعني المعنول والتربول هاهو يحصل قطعا أو هكذا يفتر ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬بنو إسرائيل غالظ اجيمان بالغيب وبالذات اجيمان باآلخرة فكان درس البقرة ليريهم قدرة هللا على البع كي يحي هللا‬
‫الموتى ‪ ،‬ضرب ميت بقطعة من ميت فيحيا ‪ ..‬ما هذاو هذه قدرة هللا هذه معجزة يسوقها هللا عز وجل ‪ ،‬وتناسقت القصة مع جو‬
‫سورة البقرة اللي كله جو اجحياء من بعد الموت ‪.‬‬
‫ثاللا ً ‪ :‬الجريمة كانت مقيدة ضد مجهول واآلن علم القاتل وانتهي التنا ع ‪ ،‬أحياء أوشكت أن تقتتل وتقع دماء جديدة ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬تعليم بني إسرائيل تلقي األمر للتنفيذ ‪ ،‬وأن األمر لاللتزام ‪ ،‬الشعب مع النبي جند في الميدان األمر للتنفيذ العسكرل ينفذ بال‬
‫اعترا ‪ ،‬هذا نبي يوحى إليه ‪.‬‬
‫ست قُلُوبُكُم ِمن بَع ِد ذَ ِلكَ ) يا هللا! يعني ما لبلت قليوبكم أن عيادت‬ ‫َّ َ‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ث‬ ‫(‬ ‫ساعات‬ ‫‪..‬‬ ‫دقائص‬ ‫‪..‬‬ ‫للحظات‬ ‫النت‬ ‫خامسا ً ‪ :‬قلوب بني إسرائيل‬
‫إلى طبيعتها وعادتها وهيئتها رجعيت القسياوة والعميي النفسيي رجيع إليى قليوبكم مين جدييد ‪ ،‬ولكيي أعطييك صيورة مجسيدة لقسيوة‬
‫ش ُّد قَس َوةً) قلوب من اللحم تكون أشيد قسيوة‬ ‫َار ِة أَو أَ َ‬
‫القلب ما اكتفى بكلمة قست قلوبهم ‪ ،‬ال أعطاك إياه في ملل مجسد ( فَ ِه َي كَال ِحج َ‬
‫ج ِمنيهُ ال َميياء) كيالحجر اللييي كنيتم منييه‬ ‫َ‬
‫ص فيَخ ُير ُ‬ ‫َّ‬
‫شيق ُ‬ ‫َّير ِمنيهُ األَنه ُ‬
‫َيار َوإِنَّ ِمن َهييا لَ َميا يَ َّ‬ ‫يار ِة لَ َميا يَتَفَج ُ‬
‫(وإِنَّ ِمينَ ال ِح َجي َ‬
‫مين الحجيارة! الييدليل َ‬
‫(وإِنَّ ِمنهَا لَ َما يَه ِب ُ ِمين َخشييَ ِة َّللاِ)‬
‫تشربون منه يا بني إسرائيل ورأيتم كي تخرج المياه من حجارة من قلب الصخر يخرج الماء َ‬
‫ثالا نماذج على الحجارة إما انفجار أنهار ‪ ..‬إميا خيروج ميياه ‪ ..‬إميا هبيوط مين خشيية هللا ‪ .‬أفيصييب قليوبكم مليل ميا كيان مين هيذه‬
‫الحجارةو الجواب‪ :‬ال ‪ ..‬إذن قلوبكم أقسى من الحجارة ‪.‬‬

‫ع َّميا يَع َملُيونَ ) الماضيين ألن المقصيود ييا حاضيرين نيزول‬


‫ع َّما تَع َملُونَ ) بتاء الخطاب وميا قيال ( َ‬
‫(و َما َّللاُ بِغَافِ ٍل َ‬
‫* ختم اآلية الكريمة َ‬
‫القرآن ويا شاهدين هذا النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬هللا تعالي ليس غافال عما تعملون ‪.‬‬

‫ع َّما تَع َملُونَ ) ‪:‬‬ ‫ع َّما يَع َملُونَ ) هذا النص تكرر في القرآن مرات كليرة لكن في البقرة وآل عمران َ‬
‫(و َما َّللاُ ِبغَافِ ٍل َ‬ ‫(و َما َربُّكَ ِبغَافِ ٍل َ‬
‫* َ‬
‫السياق كان دائما يجيء عن بني إسرائيل ‪ ،‬كذلك في البقرة وآل عمران (وما هللا) وفي بياقي الميواطن (وميا ربيك) ألنيه فيي القيرآن‬
‫(و َميا َّللاُ) يربيي المهابية فيي‬ ‫المكي كان يتنزل لمسح ألم النبي صلى هللا على النبي وسلم فكان (وما ربك) كلمة المواساة ‪ ،‬لكن هنيا َ‬
‫قلوب بني إسرائيل وغيرهم ‪.‬‬

‫علَيكُم ِليُحَآجُّوكُم ِب ِه ِعن َد‬ ‫ض قَالُوا أَتُح َِدثُونَ ُهم ِب َما فَت َ َح َّللاُ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٧٦‬وإِذَا لَقُوا الَّ ِذينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنَّا َوإِذَا َخالَ بَع ُ‬
‫ض ُهم إِلَ َى بَع ٍ‬
‫َربِكُم أَفَالَ تَع ِقلُونَ )‬
‫سييونَ (‪)٧٧‬‬ ‫َ‬
‫ش ي ِدي ٍد إِذا ُه يم فِي ي ِه ُمب ِل ُ‬
‫ب َ‬ ‫َ‬
‫ع يذا ٍ‬ ‫َ‬
‫علَييي ِهم بَابًييا ذا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫* فييتح عليييك ت ي تي فييي الخييير والشيير لكيين ت ي تي ميين فييوق ( َحتَّييى إِذا فتَحنَييا َ‬
‫علَيكُم ِليُ َحآجُّوكُم ِب ِه ِعني َد َر ِبكُيم‬ ‫س َماء َواألَر ِ (‪ )٩٦‬األعرام) (قَالُوا أَتُح َِدثُونَ ُهم ِب َما فَت َ َح َّللاُ َ‬ ‫ت ِمنَ ال َّ‬ ‫علَي ِهم َب َركَا ٍ‬
‫المؤمنون) (لَفَتَحنَا َ‬
‫أَفَالَ تَع ِقلُونَ ) ‪.‬‬

‫آية (‪( : )٧٧‬أ َ َوالَ يَع َل ُمونَ أَنَّ َّللاَ يَع َل ُم َما يُس ُِّرونَ َو َما يُع ِلنُونَ )‬
‫المتسفهم ال ينتظر جوابا ً لسؤاله وإنما الغاية لوم الفاعل ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫* االستفهام في اآلية غايته التوبيخ ولوم القوم فإن‬

‫اب ِإالَّ أ َ َمانِ َّي َو ِإن هُم إِالَّ يَ ُ‬


‫ظنُّونَ )‬ ‫(و ِمن ُهم أ ُ ِميُّونَ الَ يَع َل ُمونَ ال ِكت َ َ‬
‫آية (‪َ : )٧٨‬‬
‫* األمي هو من ال يعرم القراءة وال الكتابة لكن من أين أتى هذا اللفظو ومن أين اكتسب معناهو‬
‫إن كلمة أمي إسم منسوب والنسبة هي كل اسم انتهى بياء مشددة وهذا اجسم منسوب إلى األم أل الوالدة ألنه بقي على الحال التي‬
‫بقي عليها مدة حضانة أمه له فلم يكتسب علما ً جديدا ً لذلك قيل عنه أمي ‪.‬‬

‫ِيهم ث ُ َّم يَقُولُونَ َهـذَا ِمن ِعن ِد َّللاِ ِليَشت َ ُروا ِب ِه ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما َكتَبَت أَيد ِ‬
‫ِيهم‬ ‫اب ِب َيد ِ‬
‫آية (‪( : )٧٩‬فَ َوي ٌل ِللَّ ِذينَ يَكتُبُونَ ال ِكتَ َ‬
‫سبُونَ )‬ ‫َو َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ‬
‫ِيهم) مع أن الكتابة تتم باليد لت كيد وقوع الكتابة من قِبَلهم وتبيان أنهم عامدون في ذليك كميا تقيول نظير بعينيه ميع‬ ‫* ذكر كلمة ( ِب َيد ِ‬
‫أن النظر ال يكون إال بالعين فاهلل سبحانه وتعيالى يرييد هنيا أن يبيين لنيا ميدى تعميد هيؤالء لتثيم فهيم ال يكتفيون بي ن يقوليوا لغييرهم‬
‫إكتبوا ولكن الهتمامهم بتزيي كالم هللا سبحانه وتزويره يقومون بذلك ب يديهم ليت كدوا ب ن األمر قد تم كما يريدون تماما ً ‪ ،‬فليسيت‬
‫المس لة نزوة عابرة ولكنها مع سبص اجصرار والترصد ‪ ،‬وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنيا قلييالً هيو الميال أو ميا يسيمى بالسيلطة‬
‫الزمنية فيحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪24‬‬


‫ع َلى ِ‬
‫َّللا َما الَ‬ ‫ار ِإالَّ أَيَّاما ً َّمعدُو َدةً قُل أَت َّ َخذت ُم ِعن َد َّللاِ عَهدا ً فَلَن يُخ ِل َ َّللاُ عَه َدهُ أَم تَقُولُونَ َ‬ ‫(وقَالُوا لَن ت َ َم َّ‬
‫سنَا النَّ ُ‬ ‫آية (‪َ : )٨٠‬‬
‫تَعلَ ُمونَ )‬
‫* الفرق بين داللة الجمع في معدودة ومعدودات ‪:‬‬
‫القاعدة ‪ :‬جمع غير العاقيل إن كيان بياجفراد يكيون أكلير مين حيي العيدد مين الجميع السيالم ك نهيار جاريية وأنهيار جارييات وأشيجار‬
‫ملمرة أكلر من ملمرات وجبال شاهقة أكلر من حي العدد من شاهقات ‪ ،‬وجميع السيالم قلية ‪ ،‬فهيذه مين المواضيع التيي يكيون فيهيا‬
‫المفرد أكلر من الجمع ‪.‬‬
‫معدودات جمع قلة وهي تفيد القلة (أقل من ‪ )١١‬أما معدودة فهي تدل على أكلر من ‪ ،١١‬في سيورة البقيرة اختييار كلمية (معيدودة)‬
‫يار ِإالَّ أَ َّياميا ً َّمعيدُودَا ٍ‬
‫ت‬ ‫في هذه اآلية ألن الذنوب التي ذُكرت فيهيا أكلير ‪ ،‬بينميا فيي سيورة آل عميران (ذَ ِليكَ ِبي َنَّ ُهم قَيالُوا لَين ت َ َم َّ‬
‫سينَا النَّ ُ‬
‫غ َّرهُم فِي دِينِ ِهم َّما كَانُوا يَفت َ ُرونَ (‪ ))٢٤‬ألن الذنوب التي ذُكرت في هذه اآلية أقل ‪ ،‬وقد قال تعالى في سورة يوس علييه السيالم‬ ‫َو َ‬
‫الزا ِه ِدينَ (‪ ))٢٠‬أل أكلر من ‪ ١١‬درهما ً ‪ ،‬ولو قال معدودات لكانت أقل‪.‬‬ ‫(وش ََرو ُه ِبل َ َم ٍن بَخ ٍس د ََرا ِه َم َمعدُو َد ٍة َوكَانُوا فِي ِه ِمنَ َّ‬ ‫َ‬

‫َاب ال َّن ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ )‬ ‫سيِئ َةً َوأَحَا َطت بِ ِه َخ ِطيـئَتُهُ َف ُولَـئِكَ أَصح ُ‬ ‫ب َ‬ ‫س َ‬‫آية (‪( : )٨١‬بَلَى َمن َك َ‬
‫سيو ًءا ِب َجهَالَي ٍة‬ ‫س ِيئ َةً) بينما اسيتعمل العميل ميع السيوء فيي قوليه تعيالى ( َمين ع َِمي َل ِمينكُم ُ‬ ‫ب َ‬
‫س َ‬‫* هنا استعمل كسب مع السيئة ( َمن َك َ‬
‫(‪ )٥٤‬األنعام) ما الفرق بين كسب وعمل والفرق بين السيئة والسوءو‬
‫لم يرد في القرآن من كسب سوءا ً ‪ ،‬لكن كسب سيئة وعمل سوءا ً ‪ ،‬لو وضعناها في سياقها يتضح األمر‪ :‬في اآلية في البقرة (فَ َوي ٌل‬
‫سبُونَ‬ ‫ِيهم ث ُ َّم يَقُولُونَ َهـذَا ِمن ِعن ِد َّللاِ ِليَشت َ ُروا بِ ِه ث َ َمنا ً قَ ِليالً فَ َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما َكت َ َبت أَيد ِ‬
‫ِيهم َو َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ‬ ‫اب بِ َيد ِ‬ ‫ِللَّ ِذينَ يَكتُبُونَ ال ِكت َ َ‬
‫سبُونَ ) إذن صارت السيئة هنا‬ ‫(و َوي ٌل لَّ ُهم ِم َّما يَك ِ‬ ‫ً‬
‫س ِيئ َة) َ‬‫ب َ‬ ‫س َ‬ ‫(‪ ))٧٩‬اشتروا به ثمنا ً قليالً ‪ ،‬صار كسبا ً إذن كسبوا ‪ ،‬قال (بَ َلى َمن َك َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الرح َمة أنه َمن ع َِم َل‬ ‫َ‬ ‫س ِه َّ‬ ‫َ‬
‫على نف ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب َربُّكم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عليكُم كت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سال ٌم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وإِذَا َجاءكَ الَّ ِذينَ يُؤ ِمنُونَ ِبآيَاتِ َنا فقل َ‬ ‫كسبا ً ‪ ،‬بينما اآلية األخرى في األنعام َ‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ ))٥٤‬هذا مؤمن عمل سوءا ً بجهالة ثم تاب إذن لن تبقى سيئة لم‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫اب ِمن بَع ِد ِه َوأَصلَ َح ف نَّهُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫سو ًءا بِ َجهَالَ ٍة ث ُ َّم ت َ َ‬
‫ِمنكُم ُ‬
‫يكسب سيئة ‪ ،‬هناك كسب وهنا لم يكسب ‪.‬‬

‫* الكسب غالبا ً يكون حسنا ً فهل الكسب ي تي مع السوء أم أن هذا أسلوب توبيخو‬
‫كسب سيئة‪ ،‬جعله ك نه كسب لكن كسب يُدخله موارد التهلكة ‪ ،‬هو أصل الكسب في اللغة الحصول على شيء لكن قد يكون من‬
‫مصدر حالل أو حرام كسب حالل وكسب حرام ‪ ،‬هو في الحالين كسب ‪.‬‬

‫* كي تحي الخطايا واجثم باجنسانو الخطيئة إسم لما يقترفه اجنسان من آثام جرائم ‪ ،‬ت مل السِوار اليذل يحيي بالمعصيم ال يبقيي‬
‫منفذا ً من اليد خاليا ً دون إحاطة وهذه صورة الخطايا واآلثام عنيدما تكلير فهيي تلتي حيول الجسيم واليروح وال تيدع لتنسيان مجياالً‬
‫لحرية للهروب من الخط كذلك الفاسص لو أبصر في أل اتجاه لما رأى إال المنكر الذل أ ِلفَه واعتاده ‪.‬‬

‫اس‬‫ين َوقُولُوا ِلل َّن ِ‬ ‫سانا ً َوذِل القُر َبى َوال َيتَا َمى َوال َم َ‬
‫سا ِك ِ‬ ‫ق َب ِني ِإس َرا ِئي َل الَ تَعبُ ُدونَ ِإالَّ َّللاَ َو ِبال َوا ِلدَي ِن ِإح َ‬‫آية (‪َ ( : )٨٣‬و ِإذ أ َ َخذنَا ِميلَا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الزكَاةَ ث َّم ت َ َولَّيت ُم إِالَّ ق ِليالً ِمنكُم َوأنت ُم ِمع ِرضُونَ )‬‫صالَةَ َوآت ُوا َّ‬ ‫ُحسنا ً َوأَقِي ُموا ال َّ‬
‫(و ِبذِل القُر َبى) فى سورة النساء‪ :‬عندنا آيتين آية اليهود في سورة البقرة ال يوجيد‬ ‫(وذِل القُر َبى) فى سورة البقرة و َ‬ ‫* الفرق بين َ‬
‫سيانًا َوبِيذِل القُربَيى ‪ ﴾٣٦‬النسياء) رب العيالمين يعليم‬ ‫َّللاَ َو َال ت ُش ِركُوا بِ ِه شَيئًا َوبِال َوا ِلدَي ِن إِح َ‬‫(واعبُدُوا َّ‬ ‫باء واآلية األخرى للمسلمين َ‬
‫أنه ما من أمة عليى وجيه األر سيوم تصيل إليى ميا وصيل إلييه المسيلمون مين هيذا اليرحم وهيؤالء القربيى والواليدين والتماسيك‬
‫األسرل والكل يشهد بذلك في حين األمم كلها ال ت ُعنى بهذا فجاء بالباء للتوكيد ‪.‬‬

‫* الفرق بين الوالدين واألبوين ‪:‬‬


‫فييي القييرآن خ ي لييم يتخل ي وال مييرة واحييدة إذا ذكيير الوصييية بهمييا أو البيير بهمييا أو الييدعاء لهمييا يقييول الوالييدين وال يقييول األبييوين‬
‫ُس‬ ‫احي ٍد ِمن ُه َميا ال ُّ‬
‫سيد ُ‬ ‫(و ِألَبَ َويي ِه ِلك ِ‬
‫ُيل َو ِ‬ ‫َل (‪ )٢٨‬نيوح) ‪ ،‬أميا األبيوين فقيد تي تي فيي المييراا َ‬
‫ب اغ ِفر ِلي َو ِل َوا ِلد َّ‬ ‫سانًا) َ‬
‫(ر ِ‬ ‫(و ِبال َوا ِلدَي ِن إِح َ‬
‫َ‬
‫(‪ )١١‬النساء) ‪.‬‬
‫ال شك أن األبوين هو (ملنى األب واألم) لكن تغليب األب ‪ ،‬والوالدين الوالد والوالدة وأيضيا ً تغلييب لفيظ الواليد واليوالدة ليأم بالفعيل‬
‫ولأب للنسب ‪ ،‬إذن لما يقول الوالدين تيذكير بيالوالدة (يعنيي األم) يعنيي فيهيا إلمياح إليى إحسيان الصيحبة إليى األم واجحسيان إليهيا‬
‫واجهتمام أكلر من األب وهذا يتطابص مع حدي النبي صلى هللا عليه وسلم ألن الوالدة منها ‪ ،‬إذن كل القرآن فييه إلمياح إليى أن األم‬
‫أولى بحسن الصحبة ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪25‬‬


‫سكُم ِمن ِديَ ِاركُم ث ُ َّم أَق َررت ُم َوأَنت ُم تَش َه ُدونَ )‬
‫(وإِذ أ َ َخذنَا ِميلَاقَكُم الَ تَس ِفكُونَ ِد َماءكُم َوالَ ت ُخ ِر ُجونَ أَنفُ َ‬
‫آية (‪َ : )٨٤‬‬
‫سكُم) هذه (ال) نافية للجنس وليست ناهية ‪ -‬لم تجزم ‪ -‬لكن بمعنى النهي يسمونه خروج‬ ‫* (الَ تَس ِفكُونَ ِد َماءكُم َوالَ ت ُخ ِر ُجونَ أَنفُ َ‬
‫(وال َوا ِلدَاتُ يُر ِضعنَ أَوالَ َدهُنَّ (‪ )٢٣٣‬البقرة) معناها ليرضعن ‪( ،‬ال جدال في الحج) هي نافية‬ ‫الخبر إلى النهي يراد به معنى األمر َ‬
‫قطعا ً ويراد بها النهي ‪.‬‬

‫من بني إسرائيل هم‬ ‫* هذه اآلية تخاطب بني إسرائيل الذين مضوا ومع ذلك جاءت بصيغة المخاطب لتبين للمؤمنين أن الخل‬
‫بمنزلة أسالفهم ف فعالهم واحدة وتصرفاتهم موروثة ‪.‬‬

‫آية (‪( : )٨٦‬أُو َلـئِكَ ا َّل ِذينَ اشت َ َر ُوا ال َحيَاةَ الدُّن َيا بِاآلَ ِخ َر ِة فَالَ يُ َخ َّف ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ‬
‫اب َوالَ هُم يُنص َُرونَ )‬
‫* الفرق بين استخدام كلمة (يُنصرون) في سورة البقرة وكلمة (يُنظرون) في سورة البقرة وآل عمران ‪:‬‬
‫اب َوالَ هُم يُنص َُرونَ (‪ ))٨٦‬وقال في‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـئِكَ الَّ ِذينَ اشت َ َر ُوا ال َح َياةَ الدُّنيَا ِباآلَ ِخ َر ِة فَالَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ‬
‫اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ (‪ ))١٦٢‬وفي سورة آل عمران ( َخا ِل ِدينَ ِفيهَا الَ يُ َخ َّف ُ‬ ‫سورة البقرة أيضا ً ( َخا ِل ِدينَ ِفيهَا الَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم ال َعذَ ُ‬
‫اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ (‪. ))٨٨‬‬ ‫عَن ُه ُم العَذَ ُ‬
‫لو نظرنا في سياق اآليات في سورة البقرة التي سبقت آية ‪ ٨٦‬لوجدنا اآليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا‬
‫ناسب أن تختم اآلية ‪ ٨٦‬بكلمة (ينصرون) أما في اآلية اللانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اآليتين وردت نفس‬
‫اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة هللا واجبعاد والمطرود كي تنظر إليهو كلمة يُنظرون تحتمل معنيين ال يُمهلون في الوقت‬
‫وال يُنظر إليهم نظر رحمة فاستوجب ذكر (يُنظرون) ‪.‬‬

‫ُس أَفَ ُكلَّ َما جَاءكُم‬


‫ت َوأَيَّدنَاهُ ِب ُروحِ القُد ِ‬
‫سى ابنَ َمريَ َم البَ ِي َنا ِ‬
‫س ِل َوآتَينَا ِعي َ‬
‫الر ُ‬ ‫اب َوقَ َّفينَا ِمن بَع ِد ِه ِب ُّ‬ ‫سى ال ِكت َ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٨٧‬ولَقَد آتَينَا ُمو َ‬
‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ُك ُم استكبَرت ُم فف ِريقا كذبت ُم َوف ِريقا تقتل )‬ ‫َ‬ ‫سو ٌل بِ َما الَ تَه َوى أَنفُ ُ‬
‫َر ُ‬
‫* الفعل أيدناه م خوذ من اليد وأيدناه أل قويناه وشددنا أ ره وعضده واليد تطلص عادة على القدرة والمنعة ألنها آلة القوة والدفاع‬
‫عن النفس ومنع اآلخرين من االعتداء ‪.‬‬

‫ُس) ألم يكن باقي الرسل واألنبياء مؤيدين بروح القدسو‬ ‫ت َوأَيَّدنَا ُه ِب ُروحِ القُد ِ‬
‫سى ابنَ َمريَ َم البَ ِينَا ِ‬
‫(وآتَي َنا ِعي َ‬
‫* قال تبارك وتعالى َ‬
‫ح القيدس هيو جبرييل علييه‬ ‫ً‬
‫لقد ذكر هنا ت ييد عيسى بروح القدس ألن الروح ستشييع فيي كيل أمير ليه مييالدا ً ومعجيزة وموتيا ً واليرو ُ‬
‫السالم لم يكن يفارقه أبدا ً ‪ ،‬لقد جاء عيسى عليه السيالم عليى غيير مي لوم النياس وطبيعية البشير مميا جعليه معرضيا ً دائميا ً للهجيوم‬
‫ولذلك البد أن يكون الوحي في صحبته ال يفارقه ليجعل من مهابته على القوم ما يرد الناس عنه ‪.‬‬

‫(وسِيصَ الَّي ِذينَ اتَّقَيوا َربَّ ُهيم‬


‫* كذبتم فعل ماضي وتقتلون فعل مضارع من األفعال تعبر أحيانا ً عن األحداا المستقبلية ب فعال ماضية َ‬
‫إِلَى ال َجنَّ ِة ُ َمراً َحتَّى إِذَا جَاؤُو َها َوفُتِحَت أَب َوابُهَا ‪ )٧٣( ..‬الزمر) واألحداا الماضية ب فعيال مضيارعة حكايية الحيال ت ُعبير عين حيدا‬
‫ماضي بفعل مضارع ك نما نريد أن نستحضر الحدا أمامنا ملل اآلية (‪ )٨٧‬هنا ‪.‬‬

‫َّللاُ بِكُف ِر ِهم َفقَ ِل ً‬


‫يال َما يُؤ ِمنُونَ )‬ ‫(وقَالُوا قُلُوبُ َنا ُ‬
‫غل ٌ بَل لَعَنَ ُه ُم َّ‬ ‫آية (‪َ : )٨٨‬‬
‫* هللا سبحانه وتعالى ييذكر لنيا كيي بيرر بنيو إسيرائيل عيدم إيميانهم وقيتلهم األنبيياء وكيل ميا حيدا مينهم فقيد قيالوا (قُلُوبُنَيا ُ‬
‫غلي ٌ )‬
‫والغل م خوذ من الغالم والتغلي ‪ ،‬وهناك غل بسكون الالم وغلُ بضم الالم ‪ ،‬ملل كتاب وكتب فهي تحتمل غلُ أل فيها مين‬
‫غلي ٌ أل مغلفية ومطبيوع عليهيا أل أن هللا طبيع عليى‬ ‫العلم ما يكفيها ويزيد فك نهم يقولون إننا لسنا في حاجة إلى كالم الرسل ‪ ،‬أو ُ‬
‫قلوبهم وختم عليها حتى ال ينفذ إليها شعاع من الهداية وال يخرج منها شعاع من الكفر ‪.‬‬

‫َّللاُ بِكُف ِر ِهم فَقَ ِليالً َّما يُؤ ِمنُونَ ) لفظ " بل " يؤكد لنا أن كالمهم غير صحيح ‪ ،‬فإذا كان هللا سبحانه وتعالى قد طبيع عليى‬
‫* (بَل لَّعَنَ ُه ُم َّ‬
‫قلوبكم ألم تس لوا أنفسكم لماذاو فيالحص تبيارك وتعيالى ييرد علييهم فهيم لييس عنيدهم كفايية مين العليم بحيي ال يحتياجون إليى مينهج‬
‫الرسل ولكنهم ملعونون ومطرودون من رحمة هللا فال تنفذ إشعاعات النور وال الهداية إلى قليوبهم ولكين ذليك لييس ألن خيتم عليهيا‬
‫بال سبب ولكنه جزاء على أنهم جاءهم النور والهدى فصدوه بالكفر أوالً ‪ ،‬وليذلك فيإنهم أصيبحوا مطيرودين مين رحمية هللا ألن مين‬
‫يصد اجيمان بالكفر يطرد من رحمة هللا ‪ ،‬وال ينفذ إلى قلبه شعاع من أشعة اجيمان ‪.‬‬

‫ع َلى الَّ ِذينَ َكفَ ُروا فَلَ َّما جَاءهُم َّما ع ََرفُوا‬
‫ق ِل َما َمعَ ُهم َوكَانُوا ِمن قَب ُل يَستَفتِ ُحونَ َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٨٩‬ولَ َّما جَاءهُم ِكت َ ٌ‬
‫اب ِمن ِعن ِد َّللاِ ُمص َِد ٌ‬
‫علَى الكَا ِف ِرينَ )‬ ‫َكفَ ُروا ِب ِه فَلَعنَةُ َّ‬
‫َّللا َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪26‬‬


‫ص ُمص َِدقًا ِل َميا َمعَ ُهيم (‪َ ))٩١‬‬
‫(ولَ َّميا جَيا َءهُم‬ ‫ق ِل َما َمعَ ُهم (‪َ ) ()٨٩‬ويَكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّ‬ ‫ص ِد ٌ‬
‫َّللاِ ُم َ‬
‫اب ِمن ِعن ِد َّ‬ ‫(ولَ َّما جَا َءهُم ِكت َ ٌ‬
‫* َ‬
‫ق ِل َما َمعَ ُهم (‪ ))١٠١‬متى ترفع كلمة مصدق ومتى تنصب ولماذاو‬ ‫َّللاِ ُمص َِد ٌ‬
‫سو ٌل ِمن ِعن ِد َّ‬ ‫َر ُ‬
‫قاعدة ‪ :‬ال ُجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارم أحوال ‪ ،‬لميا نقيول رأييت رجيالً ييركض جملية ييركض صيفة لرجيل ألن رجيل نكيرة‬
‫والنكرة تحتاج إلى وص حتى تتبين لكن لو قلنا رأيت الرجل يركض ستكون لبيان حاله ألنها معرفة ‪.‬‬
‫ق لما معهيم)‬ ‫ق ِل َما َمعَ ُهم (‪( )٨٩‬كتاب) نكرة قال بعدها (مصد ٌ‬ ‫َّللاِ ُمص َِد ٌ‬
‫اب ِمن ِعن ِد َّ‬ ‫(ولَ َّما جَا َءهُم ِكت َ ٌ‬
‫اآلية األولى لما قال هللا عز وجل َ‬
‫فجاء به وصفا ً لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة (مصدقٌ) مرفوعة ‪.‬‬
‫ص ُمص َِدقا ِل َما َمعَ ُهم (‪( ،))٩١‬وهيو الحيص) معرفية يعنيي هيو الحيص ال‬ ‫ً‬ ‫(ويَكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّ‬
‫اآلية األخرى في السورة نفسها َ‬
‫تصديص لما معكم ك ن الذل معهيم التيوراة هيم‬ ‫ٍ‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫يعني‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫مصدق‬ ‫فقال‬ ‫بالحال‬ ‫فجاء‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫ريب فيه ك ن الحص مجسما ً بهذا‬
‫متلبسون به ‪ ،‬إذن هذا القرآن يصدق األوصام لهذا الرسول أو مصدق لما معكم من التشيريعات التيي ليم ت ُنسيخ أو التيي ليم ت ُحيرم‬
‫فهو في بيان حال ‪.‬‬
‫ق ِل َما َمعَ ُهم (‪ )١٠١‬البقرة) (رسيول) نكيرة فقيال (مصيدقٌ) تكلفيوا أن يظهيروا‬ ‫َّللاِ ُمص َِد ٌ‬
‫سو ٌل ِمن ِعن ِد َّ‬ ‫(ولَ َّما جَا َءهُم َر ُ‬‫واآلية األخرى َ‬
‫ص لما عندهم ‪.‬‬ ‫بهذا المظهر ك نهم ال يعلمون أن هذا هو تصدي ٌ‬

‫علَي َنا َويَكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو الحَصُّ ُمص َِدقًا ِل َما َمعَ ُهم قُل َف ِل َم‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُهم آ َ ِمنُوا بِ َما أَن َز َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤ ِمنُ بِ َما أُن ِز َل َ‬ ‫آية (‪َ : )٩١‬‬
‫َّللاِ ِمن قَب ُل إِن كُنت ُم ُمؤ ِمنِينَ )‬ ‫تَقتُلُونَ أَن ِبيَا َء َّ‬
‫* ما داللة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون) مع أن هذا األمر قد مضى و‬
‫هذا يُسمى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدا ماضيا ً وكان مهما ً فإن العرب ت تي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدا وك نه شاخص‬
‫و ُمشاهد أمامك ‪ ،‬والمضارع يدل على الحال واالستقبال واجنسان يتفاعل عيادة ميع الحيدا اليذل يشياهده أكلير مين الحيدا اليذل ليم‬
‫يره أو الذل وقع منذ من بعيد ‪ ،‬وفي اآلية عبر هللا تعالى عن قتل اليهود ألنبيائيه بالمضيارع لتبقيى مستحضيراً لهيذا الفعيل الشينيع‬
‫الذل ارتكبوه ‪.‬‬

‫عصَي َنا َوأُش ِربُوا فِي قُلُوبِ ِه ُم‬ ‫ور ُخذُوا َما آتَينَاكُم بِقُ َّو ٍة َواس َمعُوا قَالُوا َ‬
‫س ِمعنَا َو َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٩٣‬وإِذ أ َ َخذنَا ِميلَاقَكُم َو َرفَعنَا فَوقَ ُك ُم ال ُّط َ‬
‫ال ِعج َل ِبكُف ِر ِهم قُل ِبئ َ‬
‫س َما َي ُم ُركُم ِب ِه ِإي َمانُكُم ِإن كُنت ُم ُّمؤ ِمنِينَ )‬
‫* الحص تبارك وتعالى يريد أن يصور لنا ماديتهم فالحب أمر معنول ‪ ،‬وكان التعبير يقتضي أن يقيال وأشيربوا حيب العجيل ولكين هللا‬
‫يريد أن يعطينا الصورة الواضحة الكاملة في أنهم أشربوا العجل ذاته أل دخل العجل إلى قلوبهم والصورة تعرب عن تغلغل الماديية‬
‫في قلوب بني إسرائيل حتى ك ن العجل دخل في قلوبهم وتغلغل كما يدخل الماء في الجسم ‪.‬‬

‫* اجشراب هو أن تسقي غيرك وتجعله يشرب ‪ ،‬فكي أُشربوا العجلو‬


‫إن الشرب هو جريان الماء في عروق اجنسان وقيد عبير هللا تعيالى عين شيدة شيغ اليهيود بالعجيل وحيبهم ليه وعيدم قيدرتهم عليى‬
‫إخراج هذا الحب الذل خالطهم أشبه ما يكون بشيرب المياء اليذل ال غنيى ألحيد عنيه ألن المياء أسيرى فيي األجسيام مين غييره وهيو‬
‫يسرل في عروق اجنسان فيصبح جزءا ً من جسم اجنسان وكذلك ُحب بني إسرائيل للعجل خال لحيومهم ودمياءهم حتيى غيدا جيزءاً‬
‫منهم ‪.‬‬

‫* ( ِبكُف ِر ِهم) ك ن الكفر هو الذل أسقاهم العجل ‪ ،‬وبكفرهم دخل العجل إلى قلوبهم وختم عليها ‪.‬‬

‫* (قُل ِبئ َ‬
‫س َما يَ ُم ُركُم ِب ِه إِي َمانُكُم إِن كُنت ُم ُّمؤ ِمنِينَ ) قل هل إيمانكم ي مركم بهذاو هذا أسلوب استنكار وتهكم من القرآن الكريم عليهم ‪.‬‬

‫ع ِلي ٌم بِال َّظا ِلمينَ )‬ ‫آية (‪َ ( : )٩٥‬ولَن يَت َ َمنَّوهُ أَبَدًا بِ َما قَ َّد َمت أَيد ِ‬
‫ِيهم َوَّللاُ َ‬
‫تحد سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دالئل النبوة ‪ ،‬أال تيرى أنهيا نفيت صيدور تمنيي الميوت‬ ‫* ت ُعد هذه اآلية بما فيها من ٍ‬
‫مع حرصهم على أن يظهروا تكذيب النبي صلى هللا علييه وسيلم فكيان تمنييهم الميوت فييه تكيذيب لهيذه اآليية ومين ثيم تكيذيب للنبيي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ومع ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى الموت ‪.‬‬

‫* عبر هللا تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله (بِ َما قَ َّد َمت أَييد ِ‬
‫ِيهم) ف ِلي َم خيص الييد باليذنب دون غيرهيا ميع‬
‫أنهم أساءوا لعيسى عليه السالم بلسانهم وكذبهم عليهو إذا رجعت إلى فظائعهم وجيدت أفظعهيا بالييد في كلر ميا صينعوه هيو تحريي‬
‫التوراة ووسيلته اليد وأفظع ما اقترفوه قتل األنبياء وآلته اليد ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪27‬‬


‫ب‬ ‫ع َلى َحيَا ٍة َو ِمنَ الَّ ِذينَ أَش َركُوا يَ َو ُّد أ َ َح ُدهُم لَو يُعَ َّم ُر أَل َ َ‬
‫سنَ ٍة َو َما ه َُو بِ ُم َزح ِز ِح ِه ِمنَ العَذَا ِ‬ ‫(ولَت َ ِج َدنَّ ُهم أَح َر َ‬
‫ا النَّ ِ‬
‫اس َ‬ ‫آية (‪َ : )٩٦‬‬
‫ير ِب َما يَع َملُونَ )‬ ‫أَن يُعَ َّم َر َو َّ‬
‫َّللاُ بَ ِ ٌ‬
‫ص‬
‫ير بِ َما َيع َملونَ ) وليس يفعلون فالعمل أخص من الفعل فكل عمل فعل وليس كل فعل عمل ‪ ،‬والعمل فيه إمتداد من‬ ‫ُ‬ ‫َّللاُ بَ ِص ٌ‬
‫(و َّ‬ ‫* َ‬
‫علَى َحيَا ٍة) أل حياة ‪ ،‬ألن العمل فيه مدة ‪ ،‬معاني اآليات التي فيها من يقول يعلمون وما ليس فيه‬ ‫اس َ‬ ‫ا النَّ ِ‬ ‫( َولَتَ ِج َدنَّ ُهم أَح َر َ‬
‫إمتداد من وهو مفاجئ يقول يفعلون وهللا أعلم ‪.‬‬

‫* جاءت كلمة حياة نكرة وهذه إشارة إلى أنهم يريدون أل حياة وإن كانت ذليلة أو ُمهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة ‪،‬‬
‫لذا هم ال يتمنون الموت كما تحداهم به القرآن ‪.‬‬

‫س َنةٍ) ذكرت األل ألنها هي نهاية ما كان العرب يعرفونه من الحساب ‪ ،‬ولذلك فإن الرجل الذل أسر أخت كسرى‬ ‫* ( َلو يُ َع َّم ُر أَل َ َ‬
‫في الحرب فقالت كم ت خذ وتتركنيو قال أل درهم ‪ ،‬قالوا له لو طلبت أكلر من أل لكانوا أعطوك ‪ ،‬قال وهللا لو عرفت شيئا فوق‬
‫األل لقلته ‪ ،‬ولذلك كانوا يقولون أل أل ولم يقولوا مليونا ً ‪.‬‬

‫صدِقا ً ِل َما بَينَ يَدَي ِه َو ُهدًى َوبُش َرى ِلل ُمؤ ِمنِينَ )‬ ‫عد ًُّوا ِل ِجب ِري َل فَ ِإنَّهُ نَ َّزلَهُ َ‬
‫علَى قَل ِبكَ بِ ِإذ ِن َّللاِ ُم َ‬ ‫آية (‪( : )٩٧‬قُل َمن كَانَ َ‬
‫(جبر)‬
‫سل من هللا تعالى بالوحي لرسله وهو مركب من كلمتين‪ :‬كلمة ِ‬ ‫* ما معنى اسم جبريلو (جبريل) إسم عبراني للملك المر َ‬
‫وكلمة (إيل) ف ما كلمة ِجبر فمعناها عبد أو القوة وكلمة إيل تعني إسما ً من أسماء هللا في العبرانية‪ .‬وقد ورد إسم جبريل في القرآن‬
‫في عدة صور منها‪ِ :‬جبريل وبها قرأ الجمهور ومنها جَبريل وبها قرأ ابن كلير ومنها جبرائيل وبها قرأ حمزة والكسائي وجَبرائيل‬
‫وبها قرأ أبو بكر عن عاصم‪.‬‬

‫س ِل ِه َو ِجب ِري َل َو ِميكَا َل فَ ِإنَّ َّللاَ َ‬


‫ع ُد ٌّو ِلل َكافِ ِرينَ )‬ ‫آية (‪َ ( : )٩٨‬من كَانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِّللِ َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُر ُ‬
‫* داللة ذكر المالئكة ثم ذكر جبريل وميكال في اآلية ‪:‬‬
‫هذا يسمى من باب عط الخاا على العام ألهمية المذكور وأن له ميزة خاصة ليست كالعموم ‪ ،‬جبريل وميكال من رؤوساء‬
‫صالَ ِة ال ُوس َطى) ‪.‬‬ ‫صلَ َوا ِ‬
‫ت وال َّ‬ ‫المالئكة وليسا كعموم المالئكة لكنهما منهم فذكرهما ألهميتهما وهذا كلير في القرآن (حَافِ ُظوا َ‬
‫علَى ال َّ‬

‫* داللة ختام اآلية (فَ ِإنَّ َّللاَ َ‬


‫عد ٌُّو ِللكَافِ ِرينَ ) هي إجابة عامة وليست للشرط فق فال يكون الجواب منحصراً بالشخص المذكور فلم‬
‫يقل عدو لهم ‪ ،‬ولكن ت تي للعموم ف فاد أن هؤالء كافرون واآلية تشمل كل الكافرين ‪ ،‬وهؤالء دخلوا في مرة الكافرين وال تختص‬
‫عداوة هللا تعالى لهؤالء وإنما لعموم الكافرين ف فاد أمرين أن هؤالء كافرين وأن عداوة هللا ال تنحصر بهم ولكن بكل كافر‪ ،‬وهي‬
‫أشمل ‪.‬‬

‫سقُونَ )‬ ‫ت َو َما يَكفُ ُر بِهَا إِ َّال الفَا ِ‬ ‫ت بَيِنَا ٍ‬ ‫(ولَقَد أَن َزل َنا إِلَيكَ آَيَا ٍ‬ ‫آية (‪َ : )٩٩‬‬
‫ت) ‪:‬‬ ‫ت َب ِي َنا ٍ‬‫(و َلقَد أَن َزلنَا ِإ َليكَ آَ َيا ٍ‬
‫َ‬ ‫قال‬ ‫وهنا‬ ‫)‬‫ه‬ ‫َي‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫نَ‬
‫َِ َ َ ِ‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬‫ً‬ ‫َد‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫م‬ ‫َّللا‬ ‫ن‬
‫ِ ِ ِ ِ َّ ِ ُ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬‫ب‬ ‫كَ‬‫ب‬ ‫ل‬‫ق‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َّ‬
‫ز‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫)‬‫* في اآلية (‪٩٧‬‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِريلَ) اليهود ك نهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فك نه يقول لهم‪ :‬جبريل لم يصنع‬ ‫اآلية األولى (قُل َمن كَانَ َ‬
‫علَى َقل ِبكَ ِب ِإذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا)‬ ‫شيئا ً من عند نفسه وإنما نزل هذا القرآن على قلب محمد صلى هللا عليه وسلم ب مر من هللا تعالى (فَ ِإنَّهُ نَ َّزلَهُ َ‬
‫نزله هنا على و ن فعل ت تي للتكلير والتدريج فعندما تقول علمه معناه درجه في العلم ‪ ،‬فنزله على قلبك هو هذا التدرج الذل نزل‬
‫به‪.‬‬
‫ت بَيِناتٍ) ذكر جبريل نعم لكن في حال نزول القرآن لكن لم تشر إلى جبريل وإنما أشارت إلى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ولقد أنزلنا إِليكَ آيَا ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في اآلية األخرى َ‬
‫المصدر األول وهو هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬لكن لما ذكر السياق هللا سبحانه وتعالى (فإن هللا عدو للكافرين) قال ( َو َلقَد أَن َزلنَا إِلَيكَ‬
‫ت بَيِنَاتٍ) البارل عز وجل يتحدا عن نفسه فهذا اجنزال بمعنى اجيصال أنه أوصلنا إليك هذه اآليات لتبلغها للناس ‪.‬‬ ‫آَيَا ٍ‬

‫ص ِمن ُهم بَل أَكل َ ُرهُم الَ يُؤ ِمنُونَ )‬


‫آية (‪( : )١٠٠‬أ َ َو ُكلَّ َما عَا َهدُوا عَهدا ً نَّبَذَهُ فَ ِري ٌ‬
‫* عبر هللا تعالى عن نقض اليهود للعهد والميلاق بالنبذ والنبذ هو الطرح واجلقاء فما عالقة الطرح بنقض الميلاقو لقد جعل هللا‬
‫تعالى العهد والميلاق الذل أقر به اليهود كتابا ً أحكموا قبضته بيدهم حتى ال يقع ولكنهم سرعان ما تخلوا عن عهدهم وألقوا هذا‬
‫الكتاب وطرحوه أرضا ً إشارة إلى نقضهم للميلاق ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪28‬‬


‫ور ِهم َك َنَّ ُهم‬ ‫اب َّللاِ َو َراء ُ‬
‫ظ ُه ِ‬ ‫ص ِمنَ الَّ ِذينَ أُوت ُوا ال ِكتَ َ‬
‫اب ِكت َ َ‬ ‫ق ِل َما َم َع ُهم نَبَذَ َف ِري ٌ‬
‫سو ٌل ِمن ِعن ِد َّللاِ ُمص َِد ٌ‬ ‫آية (‪َ : )١٠١‬‬
‫(ولَ َّما جَاءهُم َر ُ‬
‫الَ يَعلَ ُمونَ )‬
‫* القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح‪ ،‬في اآلية هنا هذا ذم ‪ ،‬بينما آتيناهم‬
‫اب يَتلُونَهُ حَصَّ تِالَ َوتِ ِه (‪ ))١٢١‬مدح‪ ،‬القرآن الكريم له خصوصية خاصة في استخدام‬ ‫الكتاب ت تي مع المدح (الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكت َ َ‬
‫المفردات وإن لم تجرل في سنن العربية‪ ،‬ورب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب‬
‫اجيتاء إلى نفسه بينما أوتوا فيها ذم فنسبه للمجهول ‪.‬‬

‫(و َرآ َء ُظ ُه ِ‬
‫ور ِهم) أل جعلوه وراءهم حتى ينسوه تماما ً وال يلتفتوا إليه‪ ،‬فالنبذ إذا كان أمامك ف نت تراه دائما ً وربما‬ ‫* قوله تعالى َ‬
‫يغريك باجقبال عليه ‪.‬‬

‫* كلمة نبذ يمكن أن ي تي مقابلها فنقول نبذ كذا واتبع كذا‪ ،‬وهم نبذوا كتاب هللا ولكن ماذا اتبعواو ما تتلو الشياطين ‪.‬‬

‫اس السِح َر َو َما‬ ‫اطينَ َكفَ ُروا يُعَ ِل ُمونَ النَّ َ‬ ‫شيَ ِ‬‫سلَي َمانُ َولَ ِكنَّ ال َّ‬
‫سلَي َمانَ َو َما َكفَ َر ُ‬ ‫علَى ُمل ِك ُ‬ ‫اطينُ َ‬ ‫(واتَّبَعُوا َما تَتلُو ال َّ‬
‫شيَ ِ‬ ‫آية (‪َ : )١٠٢‬‬
‫وال ِإنَّ َما نَحنُ فِتنَةٌ فَ َال تَكفُر َفيَتَعَلَّ ُمونَ ِمن ُه َما َما يُفَ ِرقُونَ ِب ِه بَينَ‬
‫ان ِمن أ َ َح ٍد َحتَّى يَقُ َ‬‫َ ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫وتَ‬ ‫ار‬‫م‬ ‫و‬
‫َ َ ُ‬ ‫وتَ‬ ‫ار‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫علَى ال َملَكَي ِن ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫أُن ِز َل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ِل ُموا ل َم ِن اشت َ َراهُ َما لهُ فِي اآل ِخ َر ِة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َّللاِ َويَتَعَل ُمونَ َما يَض ُُّرهُم َوال يَنفعُ ُهم َولقد َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َارينَ ِب ِه ِمن أ َح ٍد إِال بِ ِإذ ِن َّ‬ ‫ال َمر ِء َو َ و ِج ِه َو َما هُم بِض ِ‬
‫س ُهم لَو كَانُوا يَعلَ ُمونَ )‬ ‫س َما ش ََروا ِب ِه أَنفُ َ‬ ‫ق َولَ ِبئ َ‬
‫ِمن َخ َال ٍ‬
‫* كان المنطص يقتضي أن يخص هللا سبحانه وتعالى حكاية الشياطين قبل أن يبرئ سليمان من الكفر الذل أرادوا أن ينشروه ‪،‬‬
‫سلَي َمانُ َولَـ ِكنَّ الشَّي ِ‬
‫اطينَ‬ ‫(و َما َكفَ َر ُ‬ ‫ولكن هللا أراد أن ينفي تهمة الكفر عن سليمان ويلبتها لكل من اتبع الشياطين فقال جل جالله َ‬
‫َكفَ ُروا) ‪.‬‬

‫* نسب هللا تعالى تعليم السحر لليهود ألنهم اشت ُهروا في هذا المجال وع ُِرفوا به وعُرم بهم حتى غدا سمة من سماتهم وقد اعتقد‬
‫المسلمون في المدينة أن اليهود سحروهم فال يولد لهم ولذلك استبشروا لما ُو ِلد أول ولد للمهاجرين في المدينة وهو عبد هللا بن‬
‫الزبير ‪.‬‬

‫ان ِمن أَ َحدٍ) وهما علما الناس وانتهى األمر ألن الفعل المضارع قد يستخدم ليعبر‬
‫(و َما يُ َع ِل َم ِ‬
‫* داللة استخدام صيغة الفعل المضارع َ‬
‫ً‬
‫به عن الماضي في ما نسميه حكاية الحال وهو أن يُعبر عن الحال الماضية بالفعل المضارع للشيء المهم ك ن يجعله حاضرا أمام‬
‫السامع واستحضار الصورة في القرآن كلير وفي غير القرآن ‪.‬‬

‫آية (‪َ ( : )١٠٣‬ولَو أَنَّ ُهم آ َمنُوا واتَّقَوا لَ َملُو َبةٌ ِمن ِعن ِد َّ‬
‫َّللا َخي ٌر َّلو كَانُوا َيعلَ ُمونَ )‬
‫* الفرق اللغول بين األجر واللواب والملوبة ‪:‬‬
‫األجر هو جزاء العمل لكن يقال في الغالب لما فيه عقد أو شبيه بعقد يجرل مجرى العقد (قَا َل ِإ ِني أ ُ ِري ُد أ َن أُن ِك َحكَ ِإحدَى ابنَتَ َّي‬
‫علَى أَن ت َ ُج َرنِي ث َ َمانِ َي ِحجَجٍ (‪)٢٧‬القصص) ‪ ،‬فاألجر فيه نفع ألنك تتعاقد مع أحد على شيء ‪ ،‬واألجر في الغالب يكون في‬ ‫َهاتَي ِن َ‬
‫األعمال البدنية في الطاعات ‪.‬‬
‫اللواب في اللغة يقال في الخير والشر لكن القرآن لم يستعملها إال في الخير واللواب وهو جزاء على العمل ‪.‬‬
‫َّللا َخي ٌر (‪)١٠٣‬البقرة) (قُل َهل‬ ‫(ولَو أَنَّ ُهم آ َمنُوا واتَّقَوا لَ َمل ُوبَةٌ ِمن ِعن ِد َّ‬
‫الملوبة من اللواب ولكن القرآن استعملها في الخير والشر َ‬
‫أُنَبِئُكُم بِش ٍَر ِمن ذَ ِلكَ َملُوبَةً ِعن َد َّللاِ (‪)٦٠‬المائدة) ‪ ،‬أثاب يستعملها في الحزن (ف ثابَكُم غ َّما ً بِغ ٍم (‪)١٥٣‬آل عمران) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫اب أَ ِلي ٌم)‬ ‫آية (‪( : )١٠٤‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آَ َمنُوا َال تَقُولُوا َرا ِعنَا َوقُولُوا ان ُظر َنا َواس َمعُوا َو ِللكَا ِف ِرينَ َ‬
‫عذَ ٌ‬
‫* ما مناسبة نزول هذه اآلية عقب آيات السحرو‬
‫هي المؤمنون عن التلفظ بكلمة راعنا ألنها تعني المسبة في العبرانية ‪ ،‬وكش هللا عمل اليهود والمنافقين ‪ ،‬ولو رجعنا إلى أصل‬ ‫نُ َ‬
‫السحر لرأيناه يرجع إلى التمويه وأن من ضروب السحر ما هو تمويه األلفاظ ب ذى الشخص بقول أو فعل ال يُعلم مغزاهما ‪.‬‬

‫ب َوالَ ال ُمش ِر ِكينَ أَن يُنَ َّز َل َ‬


‫علَيكُم ِمن َخي ٍر ِمن َّربِكُم َوَّللاُ يَختَ ُّ‬
‫ص بِ َرح َمتِ ِه َمن يَشَاء‬ ‫آية (‪َّ ( : )١٠٥‬ما يَ َو ُّد الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِمن أَه ِل ال ِكتَا ِ‬
‫يم)‬‫َوَّللاُ ذُو الفَض ِل ال َع ِظ ِ‬
‫* ُو ِص الفضل بالعظيم في ثماني آيات في القرآن وإذا كان الوص بلفظ العظيم يكون متصل اجسناد مباشرة باسم الجاللة (هللا)‬
‫ويكون الوص متعددا ً واسعا ً ‪ ،‬بينما وص الفضل بالكبير في ثالا آيات وذلك عندما تكون االشارة إلى فضل من هللا تعالى بغير‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪29‬‬


‫الفضل بالمبين في آية واحدة ألن األمر دنيول مباشر‬ ‫منحصراً ‪ ،‬وجاء وص‬ ‫إسناد مباشر للفظ الجاللة (هللا) ويكون الوص‬
‫ظاهر ملموس ‪.‬‬

‫* عط هللا تعالى قوله ( َوالَ ال ُمش ِر ِكينَ ) على (الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِمن أَه ِل ال ِكتَا ِ‬
‫ب) مع أن المشركين كافرون لئال يقع في الظن أن الحسد‬
‫يقع من أهل الكتاب وحدهم دون غيرهم فالكفر سبب البُغض والحسد أينما كان وفي أل من كان‪.‬‬

‫ِير)‬ ‫ت ِب َخي ٍر ِمنهَا أَو ِمل ِلهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ َّللاَ َ‬
‫ع َل َى ك ُِل شَيءٍ قَد ٌ‬ ‫سخ ِمن آيَ ٍة أَو نُن ِ‬
‫سهَا نَ ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٠٦‬ما نَن َ‬
‫* هناك قراءتان لكلمة (ننسها) ما الفرق بينهماو‬
‫قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر و َخلَ (نُنسها) من النسيان أل نُنسي الناس إياها وذلك ب مر‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم بترك قراءتها حتى ينساها المسلمون ‪ ،‬وقرأ ابن كلير وأبو عمرو (ننس ها) بمعنى نؤخرها أل نؤخر‬
‫تالوتها أو نؤخر العمل بها مما يؤدل إلى إبطال العمل بقراءتها أو بحكمها ‪.‬‬

‫* قال تعالى (ن ت بخير منها) ولم يبين ب ل شيء هي أفضل وخير من اآلية المنسوخة ألن (ن ت بخير منها) أ ُ ِ‬
‫جملت جهة الخيرية‬
‫ولم يُذكر وجه الخير لتذهب نفسك كل مذهب ممكن فقد ترى أن الخيرية في االشتمال على ما يناسب مصلحة الناس ويرى غيرك‬
‫ما فيه رفص بالمكلفين ورحمة بهم في مواضع الشدة وهكذا‪.‬‬

‫َّللاِ ِمن َو ِلي ٍ َو َال نَ ِص ٍ‬


‫ير)‬ ‫ت َواألَر ِ َو َما لَكُم ِمن د ِ‬
‫ُون َّ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫آية (‪( : )١٠٧‬أَلَم تَعلَم أَنَّ َّ‬
‫َّللاَ لَهُ ُملكُ ال َّ‬
‫* قدم له للحصر أل ملك السموات واألر هلل سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫* ما الفرق بين الملك والملكوت و‬


‫الكلمتان اشتقاق من ملك و يادة المبنى تؤدل إلى يادة المعنى ‪ ،‬وكلمة الملكوت هي أوسع من كلمة الملك والملك داخل في‬
‫الملكوت ‪ ،‬والملك والملكوت كله هلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬وملك هللا عز وجل ما في السموات وما في األر ‪ ،‬أما الملكوت العز‬
‫والسلطان ‪ ،‬وهو ملك هللا خاصة ال يعطي منه ألحد وهو هذا الملك الواسع بكل ما يمكن أن يتخيله اجنسان ‪.‬‬
‫وعندما ننظر الستعمال الملك والملكوت في القرآن الكريم نجد أن الملك يمكن أن يوجه إلى عبيد هللا سبحانه وتعالى أل البشر‬
‫باق ويستعمله‬
‫ف يمكن أن يعطي من ملكه جلت قدرته لعبيده يتصرفون فيه من سلطان أو مال وهو ال يخرج من ملكيته بل هو ٍ‬
‫عبيده ‪ ،‬لكن الملكوت لم يرد في القرآن أنه أعطي من الملكوت للبشر (قُ ِل اللَّ ُه َّم َما ِلكَ ال ُمل ِك ت ُؤتِي ال ُملكَ َمن تَشَا ُء) فاهلل عز وجل لم‬
‫يقل يؤتي الملكوت من يشاء بل يؤتي الملك ‪.‬‬
‫وقد وردت كلمة ملكوت أربع مرات وليس فيها إشارة إلى إعطائها ألحد وهي كلمة عربية وهذه الزيادة فعلوت ملل رهبوت عندنا‬
‫الرهبة والرهبوت وتعني الرهبة العظيمة ‪.‬‬

‫سدًا ِمن ِعن ِد أَنفُس ِِهم ِمن َبع ِد َما تَ َب َّينَ لَ ُه ُم الحَصُّ َفاعفُوا‬ ‫ير ِمن أَه ِل ال ِكتَا ِ‬
‫ب لَو َي ُردُّونَكُم ِمن َبع ِد ِإي َما ِنكُم ُكفَّاراً َح َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٠٩‬و َّد َك ِل ٌ‬
‫َ‬
‫علَى ك ُِل شَيءٍ قد ٌ‬
‫ِير)‬ ‫َ‬
‫َواصفَ ُحوا َحتَّى يَ تِ َي َّللاُ ِب م ِر ِه إِنَّ َّللاَ َ‬
‫* قال تعالى (من عند أنفسهم) ولم يقل منهم ت كيدا ً على ت صيل هذا الحسد فيهم وصدوره من أنفسهم أكلر من قوله منهم ‪.‬‬

‫* (فَاعفُوا َواصفَ ُحوا) ما الفرق بين يغفر ويعفو ويتوب ويصفح ويسامح التي هي متقاربة فيما يبدو و‬
‫العفو ترك عقوبة المذنب ‪ ،‬يقال عفت الريح األثر أل مسحته وأ الته ‪ ،‬فالعفو أن تمحو من نفسك أثر أل إساءة وك نها لم تحدا ‪.‬‬
‫الصفح هو الجانب لصفحة الوجه وهو ترك اللوم والتلريب وهو أبلغ من العفو ألنك قد تعفو عن ذنب امرئ لكنك تبقى له الئما ً ‪.‬‬
‫المغفرة ستر الذنب من غفر الشي أل ستره ‪.‬‬
‫التوبة ترك الذنب واجقالع عنه مع الندم والعزم على عدم العودة ‪.‬‬
‫السماح المسامحة هي المساهلة في اللغة ‪.‬‬

‫الزكَاةَ َو َما تُقَ ِد ُموا ألَنفُ ِ‬


‫سكُم ِمن َخي ٍر ت َ ِجدُوهُ ِعن َد َّللاِ إِنَّ َّللاَ ِب َما تَع َملُونَ بَ ِص ٌ‬
‫ير)‬ ‫(وأَقِي ُموا ال َّ‬
‫صالَةَ َوآت ُوا َّ‬ ‫آية (‪َ : )١١٠‬‬
‫* التقديم والت خير في قوله تعالى (بما تعملون بصير) و(بصير بما تعملون) ‪:‬‬
‫إذا كان سياق الكالم أو اآلية في العمل يقدم العمل ‪ ،‬وإذا لم يكن السياق في العمل أو إذا كان الكالم على هللا سبحانه وتعالى‬
‫ير) بهذا العمل بصير ‪ ،‬وكذلك في اآلية‬ ‫الزكَاةَ ‪ِ ..‬إنَّ َّللاَ ِب َما تَع َملُونَ َب ِص ٌ‬
‫صالَةَ َوآت ُوا َّ‬ ‫(وأ َ ِقي ُموا ال َّ‬
‫وصفاته يقدم صفته ‪ ،‬هنا في اآلية َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪30‬‬


‫ت َواألَر ِ َو َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬
‫ب ال َّ‬ ‫َّللاَ يَعلَ ُم َ‬
‫غي َ‬ ‫(‪ )٢٦٥‬من السورة هذا إنفاق و (‪ )٢٣٣‬و (‪ )٢٣٧‬في سورة البقرة ‪ ،‬أما في قوله ( ِإنَّ َّ‬
‫ير بِ َما تَع َملُونَ (‪ )١٨‬الحجرات) يتكلم عن هللا تعالى فيقدم صفة من صفاته ‪.‬‬
‫بَ ِص ٌ‬

‫(وقَالُوا لَن يَد ُخ َل ال َجنَّةَ إِالَّ َمن كَانَ هُودا ً أَو نَص َ‬
‫َارى تِلكَ أ َ َمانِيُّ ُهم قُل َهات ُوا بُر َهانَكُم إِن كُنت ُم صَا ِدقِينَ )‬ ‫آية (‪َ : )١١١‬‬
‫* (قُل َهات ُوا بُر َهانكُم) ما هو البرهانو هو الدليل ‪ ،‬وال تطلب البرهان إال من إنسان وقعت معه في جدال واختلفت وجهات النظر‬ ‫َ‬
‫بينك وبينه ‪ ،‬وتكون مت كدا ً أنه كاذب وأنه لن يجد الدليل على ما يدعيه ‪.‬‬

‫علَي ِهم َوالَ هُم َيح َزنُونَ )‬ ‫سنٌ فَلَهُ أَج ُر ُه ِعن َد َر ِب ِه َوالَ َخو ٌ‬
‫م َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١١٢‬بلَى َمن أَسلَ َم َوج َههُ ِّللِ َوه َُو ُمح ِ‬
‫سكَ ِبالعُر َو ِة‬ ‫َ‬
‫سنٌ فقَ ِد استَم َ‬ ‫(و َمن يُس ِلم َوج َههُ إِلَى َّ‬
‫َّللاِ َوه َُو ُمح ِ‬ ‫* في سورة البقرة ورد الفعل أسلم بالماضي وفي لقمان بالمضارع َ‬
‫ور) وهناك أكلر من اختالم بين اآليتين‪ :‬الماضي والمضارع ‪ ،‬والالم وإلى ‪ ،‬ثم (فقد استمسك بالعروة‬ ‫َّللاِ عَا ِق َبةُ األ ُ ُم ِ‬
‫ال ُوثقَى َو ِإلَى َّ‬
‫الوثقى) في لقمان ولم يقلها في البقرة واختل الجواب (فله أجره عند ربه) في البقرة ولم يقلها في لقمان ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬استعمال المضارع والماضي‬


‫‪ -‬إذا وقع فعل الشرط مضارعا ً بعد أداة الشرط فهذا يفيد التكرار غالبا ً وإذا وقع بالماضي يفيد وقوع الحدا مرة في الغالب ‪،‬‬
‫وسياق اآليتين يوضح ‪:‬‬
‫علَي ِه آ َباءنَا) (أسلم إلى) تعطي معنى االتباع وتفويض األمر هلل ‪ ،‬فإذا كان بمعنى‬ ‫آية لقمان تتعلص باجتباع ( َقالُوا َبل نَت َّ ِب ُع َما َوجَدنَا َ‬
‫االتباع فإن أمور االتباع كليرة في الحياة ما يتعلص بالحالل والحرام وإذا كان بمعنى التفويض إلى هللا في حال النوا ل والشدائد هذه‬
‫كليرة إذن يقتضي تكرر المس لة ‪.‬‬
‫َارى) رد عليهم (بَ َلى َمن أَسل َمَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َانَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وقالوا لن يَدخ َل ال َجنة إِال َمن ك هودا أو نص َ‬
‫آية البقرة جاءت في الرد على اليهود والنصارى َ‬
‫سنٌ ) يدخلها المسلم ‪ ،‬واجسالم كم مرة يدخل اجنسان بهو مرة واحدة من قال أشهد أن ال إله هللا مرة واحدة فهو‬ ‫َوج َههُ ِّللِ َوه َُو ُمح ِ‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫فلما يتعلص األمر بالتفويض واالتباع وهو كلير يقول (يسلم) بالمضارع ألنها تتكرر ولما يذكر الدخول في اجسالم فهو مرة واحدة‬
‫فيستعمل الماضي (أسلم) والحاكم في السياق هو المسرح الذل تتم فيه األحداا ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬والالم وإلى‬


‫أمره إلى هللا ‪ ،‬وفي اآليتين كالهما محسن‬ ‫ً‬
‫أسلم هلل أل جعل نفسه خالصا هلل ليس ألحد آخر فيه نصيب لكن أسلم إلى هللا أل فو‬
‫لكن أسلم هلل أعلى من أسلمت إلى هللا ‪.‬‬

‫ثاللا ً ‪ :‬في آية البقرة ذكر األجر (فله أجره عند ربه) ألنه ليس فيها تفويض أمر بينما في لقمان قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى)‬
‫أيها أعلى العاقبتينو العاقبة في البقرة أعلى فقد جعل األجر مع اجسالم هلل واجخالا هلل فناسب بين علو األجر وبين معنى داللة‬
‫اجسالم لكن ذاك فو أمره إلى هللا قال (فقد استمسك بالعروة الوثقى) وكل أجر مناسب لكل واحد ‪.‬‬

‫اب َكذَ ِلكَ قَا َل‬


‫ع َلى شَيءٍ َوهُم يَتلُونَ ال ِكتَ َ‬
‫ت اليَ ُهو ُد َ‬ ‫َارى لَي َ‬
‫س ِ‬ ‫ت النَّص َ‬ ‫ع َل َى شَيءٍ َو َقا َل ِ‬ ‫َارى َ‬ ‫ت ال َّنص َ‬ ‫س ِ‬ ‫ت اليَ ُهو ُد َلي َ‬‫آية (‪َ ( : )١١٣‬و َقا َل ِ‬
‫َ‬
‫الَّ ِذينَ الَ يَعلَ ُمونَ ِمل َل قَو ِل ِهم فاّللُ يَح ُك ُم بَينَ ُهم يَو َم ال ِق َيا َم ِة فِي َما كَانُوا فِي ِه يَخت َ ِلفُونَ )‬
‫* قال تعالى ( ِفي َما كَانُوا فِي ِه َيخت َ ِلفُونَ ) بينما في سورة يونس (فِي َما فِي ِه يَختَ ِلفُونَ ) لما يقول (كانوا) أو (كنتم) الكالم عن يوم القيامة‬
‫سبَقَت ِمن َّربِكَ لَقُ ِض َي بَينَ ُهم فِي َما فِي ِه يَخت َ ِلفُونَ (‪ )١٩‬يونس) هذه اآلن في الدنيا ‪.‬‬ ‫(ولَوالَ َك ِل َمةٌ َ‬ ‫واالختالم كان في الدنيا لكن َ‬

‫سعَى فِي َخ َرا ِبهَا أُولَـئِكَ َما كَانَ لَ ُهم أَن يَد ُخلُو َها إِالَّ َخآئِ ِفينَ‬
‫اج َد َّللاِ أَن يُذك ََر فِيهَا اس ُمهُ َو َ‬
‫س ِ‬‫آية (‪َ ( : )١١٤‬و َمن أَظلَ ُم ِم َّمن َّمنَ َع َم َ‬
‫اب ع َِظي ٌم)‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫ل َولَ ُهم فِي ِ‬
‫اآلخ َر ِة َ‬ ‫ل ُهم فِي الدُّن َيا ِخز ٌ‬
‫* في اآلية استفهام بـ (من) ليس الغر منه إنتظار جواب وإنما هو استفهام إنكارل خرج إلى النفي أل ال أحد أظل ُم ممن منع‬
‫مساجد هللا أن يُذكر فيها اسمه ‪.‬‬

‫* اآلية قد ُج ِمع فيها المسجد (مساجد) للتعظيم من ش ن المسجد وليكون الوعيد شامالً لكل ِ‬
‫مخرب لمسجد أو مانع العبادة فيه فقد‬
‫نزلت في أهل مكة ألنهم منعوا المسلمين دخول المسجد الحرام ‪.‬‬

‫* الفرق الداللي بين الخراب والهدم والدمار والهالك واستخدامها في القرآن ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪31‬‬


‫اج َد َّللاِ‬‫س ِ‬‫(و َمن أَظلَ ُم ِم َّمن َّمنَ َع َم َ‬
‫ِيهم (‪ )٢‬الحشر) وقد يكون الخراب بمعنى ترك المكان َ‬ ‫الخراب ضد العمران (يُخ ِربُونَ بُيُوت َ ُهم ِب َيد ِ‬
‫سعَى فِي َخ َرابِهَا) يعني ال يجعل فيها مصلين‪ ،‬يمنع المصلين بصورة من الصور إذا كان متسلطا ً ظالما ً ‪.‬‬ ‫أَن يُذك ََر فِيهَا اس ُمهُ َو َ‬
‫الهالك هو الموت وهو عام يستعمل في اجنسان وغير اجنسان في األموال وفي كل شيء ليس بالضرورة عقوبة (إِ ِن ام ُر ٌؤ َهلَكَ‬
‫(و َكم ِمن قَريَ ٍة أَهلَكنَا َها(‪ )٤‬األعرام) ‪.‬‬ ‫سل َطانِيه(‪)٢٩‬الحاقة) ( َيقُو ُل أَهلَكتُ َم ًاال لُّبَدًا(‪)٦‬البلد) َ‬ ‫(‪)١٧٦‬النساء) يعني مات ( َهلَكَ عَنِي ُ‬
‫(و َد َّمرنَا َما كَانَ يَص َن ُع‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدمار عقوبة وهو إيصال الهالك لتنسان وغير اجنسان (أنَّا َد َّمرنَاهُم َوقَو َم ُهم أج َم ِعينَ (‪ )٥١‬النمل) َ‬
‫فِرعَونُ َوقَو ُمهُ(‪ )١٣٧‬األعرام) ‪.‬‬
‫اج ُد (‪ )٤٠‬الحج) ‪ ،‬لو أردت أن تجدد‬ ‫س ِ‬‫صلَ َواتٌ َو َم َ‬ ‫الهدم هو ضد البناء ‪ ،‬شيء مبني تهدمه ألل سبب (لَّ ُه ِد َمت ص ََو ِ‬
‫ام ُع َوبِيَ ٌع َو َ‬
‫البيت القديم تهدمه ثم تبنيه ‪.‬‬

‫* الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪ ---‬هذه الكلمات من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ملل السكين وال ُمدية ‪ ،‬فالعذاب عقاب والعقاب عذاب ولكن هناك تناسب بين‬
‫الصوت والمعنى ‪ :‬فالقام في (عقاب) حرفا ً شديدا ً يُولد بإنطباق ثم إنفصال مفاجيء وكلمة العقاب تكون للشيء السريع في الدنيا‬
‫ألن القام أسرع ‪ ،‬بينما الذال في (عذاب) فيها رخاوة وامتداد ‪ ،‬والعذاب ي تي في الدنيا وي تي في اآلخرة ‪ ،‬العذاب في اآلخرة‬
‫(ولهم في اآلخرة عذاب عظيم ) وجاء بها في الدنيا بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) هذه عقوبة سماه عذابا ً‬
‫ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب ألنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب ‪ ،‬وعندما ن تي إلى اآليات التي تتحدا‬
‫عن جزاء المشركين في الدنيا يسميه عذابا ً أو عقابا ً أما في اآلخرة يسميه عذابا ً فق ‪.‬‬

‫‪ ---‬لما ي تي الوص هلل عز وجل ال يكون مؤقتا ً ال بدنيا وال بآخرة فلما يقول ‪( :‬وهللا شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة له‬
‫سبحانه لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في اآلخرة ‪.‬‬

‫نفسه جلت قدرته ب نه سريع العذاب‬ ‫‪ ---‬وص هللا سبحانه وتعالى نفسه (إن ربك سريع العقاب (‪ )١٦٥‬األنعام) لكن لم يص‬
‫ولكن إستعمل (وأن هللا شديد العذاب) ألن العقاب فيه سرعة ‪.‬‬

‫ع ِلي ٌم)‬ ‫ب َف َي َن َما ت َُو ُّلوا َفلَ َّم َوجهُ َّللاِ إِنَّ َّللاَ َوا ِ‬
‫س ٌع َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١١٥‬و ِّللِ ال َمش ِر ُ‬
‫ق َوال َمغ ِر ُ‬
‫* ذكرت اآلية المشرق والمغرب فق ولم تذكر جهة الشيمال والجنيوب ألن كيل الجهيات تحيدد بشيروق الشيمس وغروبهيا ‪ ،‬كميا أن‬
‫الشرق والغرب معروم بالفطرة عند الناس فال أحيد يجهيل مين أيين تشيرق الشيمس وإليى أيين تغيرب ‪ ،‬ف نيت كيل ييوم تيرى شيروقا ً‬
‫وترى غروبا ً ‪.‬‬

‫* المشرق ليس إتجاها ً واحيدا ً بيل إن المشيرق يختلي بياختالم المكيان فكيل مكيان فيي األر ليه مشيرق وليه مغيرب وإذا أشيرقت‬
‫الشمس في مكان فإنها في نفس الوقت تغرب في مكان آخر فالمشيرق والمغيرب ال ينتهييان مين عليى سيطح األر ففيي كيل دقيقية‬
‫شروق وغروب ‪.‬‬

‫ب) يعرم باالختصاا بالتقديم فليس معناها حصر الملكية لهياتين الجهتيين ولكنيه كميا تقيول بيالقلم كتبيت‬ ‫ق َوال َمغ ِر ُ‬
‫* ( َو َّّللِ ال َمش ِر ُ‬
‫وبالسيارة أتيت ‪ ،‬ولذلك فإن المعنى أن الملكية هلل سبحانه وتعالى ال يشاركه فيها أحد ‪.‬‬

‫ت َواألَر ِ ُك ٌّل لَّهُ قَانِت ُونَ )‬


‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١١٦‬وقَالُوا ات َّ َخذَ َّللاُ َولَدًا ُ‬
‫سبحَانَهُ بَل لَّهُ َما فِي ال َّ‬
‫* ( ُك ٌّل لَّهُ قَا ِنت ُونَ ) ولم يقل قانت ‪:‬‬
‫من حي اللغة ‪:‬‬
‫(كل) لها قواعد في التعبير‪:‬‬
‫‪( --‬كل) لفظها مفرد مذكر ومعناها تكتسبه بحسب المضام إليه فإذا أضيفت إلى نكرة يراعى المضام إليه مليل (كيل رجيل حضير)‬
‫(كل رجلين حضرا) وإذا أضيفت إلى معرفة يجو مراعاة اللفظ والمعنى ملال (كيل إخوتيك) إخوتيك جميع يجيو أن يقيال كيل إخوتيك‬
‫ذاهب أو ذاهبون ‪.‬‬
‫‪ --‬إذا قطعت عن اجضافة لفظا ً جا مراعاة اللفظ ومراعياة المعنيى نقيول كيل الرجيال حضير وكلهيم حضير‪ ،‬إذا قطعيت عين اجضيافة‬
‫سلَ) ‪.‬‬
‫الر ُ‬
‫ب ُّ‬‫(وال ُمؤ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ بِاّللِ) ( ُك ٌّل فِي فَلَكٍ يَسبَ ُحونَ ) ( ُك ٌّل َكذَّ َ‬
‫(ك ٌل حضر) (ك ٌل حضروا) ملل ( ُك ٌّل لَّهُ قَانِت ُونَ ) َ‬

‫من حي المعنى ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪32‬‬


‫القرآن استخدم االثنين ‪ ،‬واجخبار بالجمع (ك ٌل حضروا) يعني مجتمعون في هذا الحدا ملل ( َقانِت ُونَ ) ( ُك ٌّل فِيي َف َليكٍ يَسيبَ ُحونَ ) كلهيم‬
‫اجعُونَ ) يوم القيامة كلهم مع بعضهم ‪ ،‬ولما يفيرد (كي ٌل حضير) يعنيي ليسيوا مجتمعيين ‪( ،‬قُيل كُي ٌّل يَع َمي ُل َ‬
‫علَيى‬ ‫في آن واحد ( ُك ٌّل إِلَينَا َر ِ‬
‫سلَ) ك ٌل على حدة كل قوم في أ مان مختلفة ‪.‬‬
‫الر ُ‬
‫ب ُّ‬‫شَا ِكلَتِ ِه) ك ٌل على حدة ‪ُ ( ،‬ك ٌّل َكذَّ َ‬

‫* داللة ختام اآلية بالوص بالقنوت ( ُك ٌّل لَّهُ قَانِت ُونَ ) القنوت هو الخضوع واالنقياد مع الخوم وهذا األمير ال يقيوم بيه إال كيل عاقيل‬
‫مبصر فلذلك جاءت (قَانِت ُونَ ) جمع مذكر سالم ليبين سمة أهل الخشوع والقنوت أنهم العقالء أصحاب العقول الراجحية التيي تخشيى‬
‫هللا عن إرادة وبصيرة ‪.‬‬

‫َارى َحتَّى تَت َّ ِب َع ِملَّت َ ُهم قُل ِإنَّ ُهدَى َّللاِ ه َُو ال ُهدَى َولَ ِئ ِن اتَّبَعتَ أَه َواءهُم بَع َد ا َّلذِل‬
‫(ولَن تَرضَى عَنكَ اليَ ُهو ُد َوالَ النَّص َ‬ ‫آية (‪َ : )١٢٠‬‬
‫َجاءكَ ِمنَ ال ِعل ِم َما َلكَ ِمنَ َّللاِ ِمن َو ِلي ٍ َوالَ نَ ِص ٍير)‬
‫* قال تعالى (ملتهم) بإفراد الملة ولو قال ملتيهم لكان المعنى لن ترضى عنك اليهود حتى تتبع ملتيهما ولن ترضيى عنيك النصيارى‬
‫حتى تتبع ملتيهما وهذا ال يصح ألن اليهود يريدون أن يتبع ملتهم فق وليس ملتيهما وكذلك النصارى ‪.‬‬

‫* جاء بـ (ال) في (اليَ ُهو ُد َوالَ النَّص َ‬


‫َارى) ألنه لو لم ي ت بها لدل المعنى على أنه لن يرضى عنك الجميع حتى تتبع ملتيهما معا ً ‪.‬‬

‫َّللاِ ه َُو ال ُهدَى) وفى آل عمران (إِنَّ ال ُهدَى ُهدَى َّ‬


‫َّللاِ) ‪:‬‬ ‫* الفرق بين قوله تعالى (إِنَّ ُهدَى َّ‬
‫في اآليتين إقامة الحجة بينهم وعليهم ‪:‬‬
‫َّللاِ ه َُيو ال ُهيدَى) اليهيود عنيدهم يقيين أنيك لسيت نبييا ً والقيرآن لييس‬
‫اآلية األولى تقول أن القرآن هو الهدى وال هدى غيره (إِنَّ ُهدَى َّ‬
‫كتاب هللا عز وجل وإنما عليك أن تكون يهوديا ً أو نصرانيا ً ‪ ،‬ولن يرضيى عنيك اليهيود وال النصيارى إليى ييوم القيامية ‪ ،‬فقيل لهيم ييا‬
‫محمد أن (ال ُهدَى) هو القرآن وليس ما أنتم عليه مما حرفتموه ‪.‬‬

‫اآلية اللانية تقول أن الذل أُنزل على موسيى وعيسيى ومحميد هيذا مين هللا عيز وجيل فالمصيدر واحيد ‪ ،‬اليهيود تيآمروا كالعيادة عليى‬
‫المسلمين وعلى النصارى وعلى سيدنا عيسى عليه السالم فرب العالمين قال لهم (قُل ِإنَّ ال ُهدَى) الهدى كله سواء جاء من التيوراة‬
‫َيارى) قيارنوا بيينكم‬ ‫(وقَالُوا لَن يَيد ُخ َل ال َجنَّيةَ إِ َّال َمين كَيانَ هُيودًا أَو نَص َ‬‫أو اجنجيل أو القرآن أتى من هللا عز وجل فلماذا هذا التحاسدو َ‬
‫يوب َواألَسيبَ ِ‬
‫اط َو َميا أُوتِي َي‬ ‫ق َويَعقُ َ‬‫اّللِ َو َميا أُن ِيز َل ِإلَينَيا َو َميا أُن ِيز َل ِإلَيى ِإب َيرا ِهي َم َو ِإسي َما ِعي َل َو ِإسيحَا َ‬
‫وبين ما جاء في القرآن (قٌولُوا آ َ َمنَّا ِب َّ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ق بَينَ أ َح ٍد ِمن ُهم َونحنُ لهُ ُمس ِل ُمونَ ‪ )﴾١٣٦‬الناس جميعيا ال فيرق بيينهم فيالقرآن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سى َو َما أُوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمن َربِ ِهم ال نف ِر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سى َو ِعي َ‬
‫ُمو َ‬
‫لكل الناس جمعكم كلكم بدين واحد جاء على فترات ‪.‬‬

‫س ُرونَ )‬ ‫ص ِتالَ َو ِت ِه أُولَـ ِئكَ ُيؤ ِمنُونَ ِب ِه َومن َيكفُر ِب ِه فَ ُولَـ ِئكَ ُه ُم ال َخا ِ‬ ‫آية (‪( : )١٢١‬الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكت َ َ‬
‫اب َيتلُونَهُ َح َّ‬
‫* الفرق البياني بين مفردات القراءة في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫نصت ُوا لَ َعلَّكُم ت ُر َح ُمونَ ) ‪.‬‬
‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ع‬
‫ِ ُ‬‫م‬‫َ‬ ‫ت‬‫اس‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫آنُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ق‬‫ال‬ ‫(و ِإذَا قُ ِرى َ‬
‫ء‬ ‫القراءة قد تكون بكلمة واحدة أو لحرم واحد َ‬
‫اب يَتلُونَهُ َح َّ‬
‫ص تِالَ َوتِ ِه) ‪.‬‬ ‫التالوة ال تكون إال لكلمتين وصاعدا ً ‪ ،‬تال ي تي خلفه ‪ ،‬شيء يتلو شيئا ً (الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكت َ َ‬
‫يال) يجوده ويحسنه ‪.‬‬ ‫(و َر ِت ِل القُرآنَ تَر ِت ً‬ ‫الترتيل هو التبين والتحقيص للحروم واالستقامة في إخراجها بصورة سليمة َ‬

‫ش َفاعَةٌ َوالَ هُم يُنص َُرونَ )‬


‫عد ٌل َوالَ تَن َفعُهَا َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٢٣‬واتَّقُوا يَوما ً الَّ تَج ِزل َنف ٌ‬
‫س عَن نَّف ٍس شَيئا ً َوالَ يُقبَ ُل ِمنهَا َ‬
‫* خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقس والقسطاس ‪:‬‬
‫َ‬
‫(وأقِي ُميوا الي َو نَ بِال ِقسي ِ (‪)٩‬‬
‫القس هو الحظ والنصييب والقيرآن ليم يسيتعمله إال ميع الميوا ين وليم يسيتعمل ميع اليو ن إال القسي َ‬
‫الرحمن) والقس قد يكون في القسمة ‪ ،‬وفيه ارتباط باآللة (قسطاس) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العدل معناه المساواة في األحكيام وال يسيتعمل العيدل ميع المييزان (يَحكُي ُم بِي ِه ذ َوا عَيد ٍل ِمينكُم (‪ )٩٥‬المائيدة) ذوا قسي (أو عَيد ُل ذ ِليكَ‬
‫(والَ يُقبَ ُل ِمنهَا عَد ٌل (‪. ))١٢٣‬‬ ‫ِصيَا ًما (‪ )٩٥‬المائدة) الصيام ال يُبصر َ‬

‫يم (‪ )٣٥‬اجسراء) ‪.‬‬ ‫(وأَوفُوا الكَي َل إِذا ِكلت ُم َو ِ نُوا ِبال ِقس َط ِ‬
‫اس ال ُمستَ ِق ِ‬ ‫القسطاس هو ميزان العدل وسموا الميزان قسطاس ألنه عدل َ‬

‫ت َف َت َ َّم ُهنَّ قَا َل ِإ ِني جَا ِعلُكَ ِلل َّن ِ‬


‫اس ِإ َما ًما قَا َل َو ِمن ذُ ِر َّي ِتي قَا َل الَ َينَا ُل عَهدِل ال َّظا ِل ِمينَ )‬ ‫آية (‪َ ( : )١٢٤‬و ِإ ِذ ابتَلَى ِإب َرا ِهي َم َر ُّبهُ ِب َك ِل َما ٍ‬
‫* (إِب َرا ِهي َم) مفعول به تقدم على الفاعل ( َربُّهُ) لتشري سيدنا إبراهيم عليه السالم بإضافة إسم رب إلى الضمير العائد عليه ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪33‬‬


‫* سمى هللا عز وجل إبراهيم إماميا ً وعيدل عين تسيميته رسيوالً ليكيون ذليك داالً عليى أن رسيالته تنفيع األمية المر َ‬
‫سيل إليهيا بيالتبليغ‬
‫وغيرها من األمم بطريص االمتداد السيما وأن إبراهيم عليه السالم قد طوم باآلفاق ‪.‬‬

‫* خص إبراهيم عليه السالم بالدعاء بعض ذريته (قَا َل َو ِمن ذُ ِريَّتِي) ولم يقل ذريتي ألنه يعليم أن حكمية هللا تعيالى تقتضيي أال يكيون‬
‫جميع أبناء الرجل ممن يصلحون ألن يُقتدى بهم ولذلك لم يس ل هللا تعالى ما هو مستحيل عادة ألن ذلك لييس مين آداب اليدعاء وليم‬
‫يجعل الدعاء عاما ً شامالً لكل الذرية بحي يقول وذريتي ‪.‬‬

‫* كلمة (ابراهيم) في القرآن الكريم وردت منقوطة بالياء في كل القرآن إال في سورة البقرة ‪:‬‬
‫قاعدة ‪ :‬خ المصح ال يقاس عليه ‪ .‬وعلينا أن نعلم أنه حصيل تطيور فيي تياريخ الكتابية منيذ مين الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم‬
‫فبدأت الكتابة العربية تستقر وت خذ أشكاالً أخرى ولذلك نرى أكلر من رسم للكلمة ملال كلمة لكييال ‪-‬لكيي ال‪ ،‬كيذلك كلمية إذن ‪( -‬إذاً)‬
‫وكلمة مئة ومائة وغيرها وكال الكتابات جائز عند العرب ‪ .‬والمصح كتبه عدد كبير من الكتبة والرسم الذل كتبوا بيه هيو كتيابتهم‬
‫في أ مانهم فمرة يرسم حرم العلة وميرة ال يرسيم وأحيانيا ً يكيون الرسيم الخيتالم القيراءات فيوضيع الرسيم اليذل يجميع القيرآءات‬
‫المتواترة ‪ ،‬وكلمة ابراهيم في سورة البقرة ورد فيها قراءتين متيواترين أحيداهما ابيراهم بيدون يياء واللانيية ابيراهيم باليياء فكتبيت‬
‫بالشكل الذل يحتمل القرآءتين و كلمة إبراهيم كلمة أعجمية وليست عربية وكيل كلمية غيير عربيية فيي لسيان العربيي يتصيرم بهيا‬
‫يعني يلفظونها بطرائص مختلفة إبراهام أو إبراهيم ‪.‬‬

‫صلًّى َوع َِهد َنا إِ َلى إِب َرا ِهي َم َوإِس َما ِعي َل أَن َط ِه َرا بَيتِ َي‬ ‫(وإِذ َجعَلنَا البَيتَ َملَابَةً ِلل َّن ِ‬
‫اس َوأَمنًا َوات َّ ِخذُوا ِمن َمقَ ِام إِب َرا ِهي َم ُم َ‬ ‫آية (‪َ : )١٢٥‬‬
‫س ُجودِ)‬‫ِلل َّطا ِئ ِفينَ َوال َعا ِك ِف َ ُّ ِ ُّ‬
‫ال‬ ‫َّع‬‫ك‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫ينَ‬
‫* كل موطن ذُكر فيه اسحص ذُكر معه اسماعيل أو بعده بقليل ‪ ،‬وقد ذكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحص في سورة‬
‫ُ‬
‫البقرة (‪ )١٢٧( )١٢٥‬ألن اسحص ليس له عالقة بقصة رفع القواعد من البيت أصالً ‪.‬‬

‫اآلخ ِر َقا َل َو َمن َكفَ َر‬ ‫آمنًا َوار ُ ق أَهلَهُ ِمنَ اللَّ َم َرا ِ‬
‫ت َمن آ َمنَ ِمن ُهم بِاّللِ َواليَو ِم ِ‬ ‫ب اجعَل َهـَذَا بَلَدًا ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٢٦‬وإِذ قَا َل إِب َرا ِهي ُم َر ِ‬
‫ير)‬‫س ال َم ِص ُ‬ ‫عذَا ِ‬
‫ب النَّ ِار َو ِبئ َ‬ ‫فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً ث ُ َّم أَض َط ُّرهُ ِإ َلى َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب اجعَل َهذا البَل َد آ ِمنا) في سورة إبراهيم ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب اجعَل َهذا بَلدًا آ ِمنا) و ( َر ِ‬ ‫* الفرق بين قوله تعالى ( َر ِ‬
‫ب اجعَل َهذَا بَلَدًا آ َ ِمنًا) اجشارة (هذا) صارت المفعول األول لفعل (إجعل) و(بلداً) المفعيول اللياني‬ ‫في اآلية األولى ) َو ِإذ قَا َل ِإب َرا ُ َ ِ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬‫ه‬‫ِ‬
‫و (آمنا) صفته ‪ ،‬أل صيره بلداً فجاء بصيغة التنكير (بلدا) إذن لم تكن مكة بلدا ‪ ،‬إذن هو أشار إلى موضع المكيان أو اليوادل اليذل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غي ِر ذِل َ رعٍ ِعن َد بَيتِكَ ال ُمح ََّر ِم ) فاجعل هذا بلدا ً ‪ ،‬ثم وصي البليد ب نيه آمين‬ ‫(ربَّنَا إِنِي أَسكَنتُ ِمن ذُ ِريَّتِي ِب َوا ٍد َ‬ ‫وصفه في آية أخرى َ‬
‫سكنى ‪.‬‬ ‫‪ ،‬هذا كان في أول ال ُ‬

‫(و ِإذ قَيا َل ِإب َيرا ِهي ُم َر ِ‬


‫ب اج َعيل‬ ‫اآلية اللانية هي دعاء سيدنا ابراهيم بعد أن أصبحت مكة بلدا ً معروفا ً فجياء بصييغة التعريي فيي قوليه َ‬
‫َهذَا البَلَ َد آ َ ِمنًا) البلد صارت بدالً من (هذا) المفعول األول و(آمناً) صارت المفعول اللاني ‪ ،‬المكان صار بلدا ً بل جياء إلييه مين القبائيل‬
‫أو األعراب الذين سكنوا ميع هياجر مين يعبيد األصينام فيال يرييد لذريتيه أن يتي ثروا بهيؤالء فانصيب الطليب عليى األمين ودفيع عبيادة‬
‫(واجنُبنِي َوبَنِ َّي أَن نَعبُ َد األَصنَا َم) ‪ .‬معنى هذا أن سيدنا إبراهيم دعا لهذا البلد مرتين ‪.‬‬
‫األصنام َ‬

‫عذَا ٍ‬
‫ب َ‬
‫غلِيظٍ ) ‪:‬‬ ‫ب النَّ ِار) بضمير المفرد وفي لقمان بالجمع (نُ َمتِعُ ُهم قَ ِل ً‬
‫يال ث ُ َّم نَض َط ُّرهُم ِإلَى َ‬ ‫* قال (فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً ث ُ َّم أَض َط ُّرهُ ِإلَى َ‬
‫عذَا ِ‬
‫(و َمين‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ناحية السياق في سورة البقرة قال قبلها (أن ط ِه َرا بَيتِ َي) نسب تعالى البيت إلى نفسيه وصياحب البييت يتيولى األمير فقيال َ‬
‫َكفَ َر فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً) كما أن اآلية تتحدا عن مكة ‪ ،‬أما في لقمان كالما ً عاميا ً ولييس فيي بليد معيين وال أنياس معينيين أيهيا األكليرو فيي‬
‫لقمان ‪ ،‬فجاء بضمير الكلرة وتسمى الكلرة النسبية يعني يُعبَّر عن األكلر بالضمير الذل يدل عليى الكليرة والجميع ويعبير عين األقيل‬
‫بالمفرد ‪.‬‬

‫(و َمن َكفَ َر فَ َال يَح ُزنكَ كُف ُرهُ إِلَينَا َمر ِجعُ ُهم فَنُنَ ِبئ ُ ُهم ِب َما ع َِملُوا) ‪:‬‬
‫(و َمن َكفَ َر فَ ُ َمتِعُهُ قَ ِليالً) وفي لقمان قال َ‬
‫* قال هنا َ‬
‫(وار ُ ق أَهلَهُ ِمنَ الل َّ َم َراتِ) وطلب الر ق فيه تمتيع فالجواب يكون ف متعه‬ ‫َ‬ ‫ربه‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫إبراهيم‬ ‫البقرة‬ ‫سورة‬ ‫ففي‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫تمام‬ ‫مختل‬ ‫السياق‬
‫قليالً ‪ ،‬أما آية لقمان ففي التبليغ ‪.‬‬

‫* أيها األشد أن تقول إلى عذاب غليظ أو إلى عذاب النار وبئس المصيرو عذاب النار ‪ .‬عندما تقول س عذبه عذابا ً غليظيا ً هيل معنياه‬
‫أنك ستحرقهو كال ألنك لم تصرح أنه بالنار ‪ ،‬عذاب غليظ ال يشيترط أن يكيون بالنيار قيد يكيون بعصيا غليظية ‪ ،‬أميا عيذاب النيار فيهيا‬
‫حرق ف يها األشدو عذاب النار ‪ .‬السياق في أهل مكة وإبراهيم يطلب البلد اآلمن والر ق ‪ ،‬والسيئة في مكية تتضياع أكلير مين أل‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪34‬‬


‫مكان آخر وكذلك الحسنة ‪ ،‬فمن أساء في بلد هللا الحرام لييس كمين أسياء فيي غيرهيا وليذلك شيدد العيذاب فقيال (عيذاب النيار وبيئس‬
‫المصير) ‪.‬‬

‫ت َوإِس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّل ِمنَّا إِنَّكَ أَنتَ ال َّ‬


‫س ِمي ُع العَ ِلي ُم)‬ ‫(وإِذ يَرفَ ُع إِب َرا ِهي ُم القَ َوا ِع َد ِمنَ البَي ِ‬
‫آية (‪َ : )١٢٧‬‬
‫س ِمي ُع العَ ِلي ُم) و‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تعالى(ربَّنا تقبَّل ِمنا إِنكَ أنتَ ال َّ‬
‫َ‬ ‫* ما فائدة الضمير فى قوله‬
‫جاء الخبر (السميع العليم) معرفة ووقع بين (إن) والخبر (السميع) ضمير الفصل (أنت) بقصد المبالغة في كمال الوصيفين السيميع‬
‫ولينزل سمع وعلم غيره منزلة العدم ‪ ،‬أال ترى أنك لو قلت لرجل أنت سامع إذا أردت أنيه أحيد السيامعين‬ ‫َ‬ ‫والعليم له سبحانه وتعالى‬
‫أما إذا عرفت فقلت أنت السامع فهذا يعني أنه السامع ال غيره ‪.‬‬

‫* جاءت (يَرفَ ُع) بالمضارع مع أنه رفع وانتهى ألن هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يستحضير حالية إبيراهيم وإسيماعيل وهميا يرفعيان‬
‫القواعد من البيت ‪ ،‬فرغم المشقة التي تحملها االثنان فهما سعيدان وكل ما يطلبانه من هللا هو أن يتقبل منهما ‪.‬‬

‫*هل يُضمر القول في القرآن الكريم و‬


‫أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة ‪:‬‬
‫ير (‪ ))٢٨٥‬القيول هيو الفعيل‬
‫ُ‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫كَ‬‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫كَ‬‫َ‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ف‬‫غ‬‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫(وقَالُوا َ‬
‫س ِمعنَا َ‬ ‫‪ -١‬األصل أن يذكر القول والمقول وهذا هو الكلير ملل َ‬
‫و المقول هو (سمعنا وأطعنا) ‪.‬‬

‫(و ِإذ َيرفَي ُع ِإب َيرا ِهي ُم القَ َوا ِعي َد ِمينَ‬
‫‪ -٢‬يمكن أن يحذم فعل القول ويذكر المقول ال يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كلير أيضا ً مليل َ‬
‫س ِمي ُع العَ ِلي ُم (‪ ))١٢٧‬هذا مقول القول ما قال يقولون ‪ ،‬حذم الفعل وأبقى المقول ‪.‬‬ ‫ت َوإِس َما ِعي ُل َربَّنَا تَقَبَّل ِمنَّا إِنَّكَ أَنتَ ال َّ‬
‫البَي ِ‬

‫سيى أَتقُولُيونَ ِللح ِ‬


‫َيص لَ َّميا‬ ‫‪ -٣‬أحيانا ً يذكر فعل القول لكن يحذم المقول ولكنيه ظياهر فيي السيياق عكيس الحالية السيابقة مليل (قَيا َل ُمو َ‬
‫اح ُرونَ (‪ )٧٧‬يونس) ما هو القولو هم لم يقولوا أسحر هذا وال يفلح الساحرون وإنما هم قيالوا هيذا‬ ‫س ِ‬ ‫جَاءكُم أَ ِ‬
‫سح ٌر َهـذَا َوالَ يُف ِل ُح ال َّ‬
‫سحر‪ ،‬قول (أسحر هذا) هذا قول موسى وأضمر مقولهم هم ولكنه مفهوم من السياق ‪.‬‬

‫‪ -٤‬قد يذكر مقولين لقيائلين مختلفيين ويحيذم فعيل القيول منهميا اجثنيين ويتصيالن ك نهميا مقيوالن لقيول واحيد لكين المعنيى واضيح‬
‫سيوءٍ بَلَيى إِنَّ َّللاَ َ‬
‫ع ِليي ٌم ِب َميا كُنيت ُم‬ ‫سيلَ َم َميا ُكنَّيا نَع َمي ُل ِمين ُ‬ ‫يجرل علييه السيياق مليل (الَّي ِذينَ تَت َ َوفَّيا ُه ُم ال َمالئِكَيةُ َظيا ِل ِمي أَنفُس ِ‬
‫ِيهم فَي َلقَ ُوا ال َّ‬
‫تَع َملُونَ (‪ )٢٨‬النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن هللا عليم بميا كنيتم تعلميون) هيذا لييس قيائالً واحيدا ً وإنميا هيذا‬
‫قائل آخر وحذم فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء وليم يقيل قيال بليى مفهيوم مين السيياق فحيذم فعيل القيول مين االثنيين‬
‫وأدمج المقولين لكنه مفهوم من السياق ‪.‬‬

‫ت امي َرأَةُ‬ ‫‪ -٥‬أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو ك نهما مقوالن لشخص واحد لكن في الحقيقة ال‪ ،‬ملل (قَالَي ِ‬
‫َ‬
‫ب َوأنَّ َّللاَ‬‫س ِه َوإِنَّهُ لَ ِمنَ الصَّا ِدقِينَ (‪ ، ))٥١‬ويوس قال (ذَ ِلكَ ِليَعلَ َم أَنِي لَم أ َ ُخنيهُ بِالغَيي ِ‬ ‫ص أَنَا َر َ‬
‫اودتُّهُ عَن نَّف ِ‬ ‫يز اآلنَ حَصح َ‬
‫َص ال َح ُّ‬ ‫العَ ِز ِ‬
‫ور َّر ِحي ٌم(‪ ))٥٣‬هذا كيالم سييدنا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫غ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫نَّ‬‫إ‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫م‬
‫ِ َ َ َ َِ َ ِ َِ‬‫ح‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫وء‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ُّ‬ ‫ال‬‫ب‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫ار‬‫م‬
‫َ َّ َ ِ‬‫َ‬ ‫أل‬ ‫س‬ ‫ف‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫نَّ‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫س‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َ ِ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫(‬ ‫ينَ‬‫ن‬
‫ِ‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫خ‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َي‬
‫ك‬ ‫ِل‬
‫د‬ ‫الَ يَه‬
‫يوس يتحدا عن أنه لم يخن العزيز بالغيب ‪( ،‬ذلك) أل الكالم الذل قالته امرأة العزيز ‪.‬‬

‫صيالَةَ (‪)٣١‬‬ ‫‪ -٦‬هناليك حالية أخيرى أن ييذكر فعيل القيول لكين ال ييذكر المقييول وإنميا ييذكر فحيواه (قُيل ِل ِعبَياد َ‬
‫ِل الَّي ِذينَ آ َمنُيوا يُ ِقي ُميوا ال َّ‬
‫إبراهيم) (قيل) هيذا فعيل القيول والمقيول ليم ييذكره وإنميا ذكير الفحيوى (يقيميوا الصيالة) هيذا فحيوى قوليه تعيالى هيو ليم يقيل أقيميوا‬
‫سنُ (‪ )٥٣‬اجسراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه ‪.‬‬ ‫(وقُل ِل ِعبَادِل يَقُولُوا الَّتِي ِه َي أَح َ‬
‫الصالة‪َ ،‬‬

‫فهذه أبر أحوال القول في القرآن الكريم ‪ ،‬ولكل حالة من هذه الحاالت داللتها وسياقها الذل تروى فيه ‪.‬‬

‫يهم إِنَّكَ أَنتَ العَ ِز ُ‬


‫يز ال َح ِكي ُم)‬ ‫اب َوال ِحك َمةَ َويُ َز ِك ِ‬ ‫علَي ِهم آ َياتِكَ َويُعَ ِل ُم ُه ُم ال ِكتَ َ‬ ‫سوالً ِمن ُهم يَتلُو َ‬ ‫يهم َر ُ‬‫(ربَّنَا َوابعَ فِ ِ‬ ‫آية (‪َ : )١٢٩‬‬
‫* وردت في القرآن الكريم ملل هذه اآليات أربع مرات ثالا منها عن هللا تعالى ومرة على لسان ابراهيم عليه السالم وهي ‪:‬‬
‫ياب َوال ِحك َم يةَ َويُعَ ِل ُم ُكييم َمييا لَييم تَكُونُييوا تَعلَ ُمييونَ‬ ‫علَيييكُم آَيَاتِنَييا َويُي َيز ِكيكُم َويُعَ ِل ُم ُك ي ُم ال ِكتَي َ‬
‫يوال ِميينكُم يَتلُييو َ‬ ‫‪َ ( ‬ك َمييا أَر َ‬
‫سييلنَا فِيييكُم َر ُ‬
‫سي ً‬
‫(‪)١٥١‬البقرة) ‪.‬‬
‫َ‬
‫اب َوال ِحك َمة َوإِن كَيانُوا‬ ‫يهم َويُعَ ِل ُم ُه ُم ال ِكت َ َ‬ ‫علَي ِهم آَيَاتِ ِه َويُ َز ِك ِ‬ ‫وال ِمن أَنفُس ِِهم يَتلُو َ‬ ‫س ً‬‫يهم َر ُ‬‫علَى ال ُمؤ ِمنِينَ إِذ بَعَ َ فِ ِ‬ ‫‪( ‬لَقَد َمنَّ َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫ين (‪)١٦٤‬آل عمران) ‪.‬‬ ‫ِمن قَب ُل لَ ِفي ضَال ٍل ُمبِ ٍ‬
‫َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪35‬‬


‫ب َوال ِحك َمةَ َوإِن كَانُوا ِمن قَب ُل لَ ِفي ض ََال ٍل‬ ‫علَي ِهم آَيَاتِ ِه َويُ َز ِك ِ‬
‫يهم َويُعَ ِل ُم ُه ُم ال ِكتَا َ‬ ‫وال ِمن ُهم يَتلُو َ‬
‫س ً‬‫‪(( ‬ه َُو الَّذِل بَعَ َ فِي األ ُ ِميِينَ َر ُ‬
‫ين (‪)٢‬الجمعة) ‪.‬‬ ‫ُمبِ ٍ‬
‫‪ ‬وعلى لسان ابراهيم ‪ )١٢٩( :‬البقرة‪.‬‬
‫التقديم والت خير يعود إلى ترتيب األولويات واألهميية فيي الخطيابين ‪ ،‬فعنيدما دعيا ابيراهيم ربيه أن يرسيل رسيوالً أخير جانيب تزكيية‬
‫األخالق إلى آخر مرحلة بعد تالوة اآليات وتعليمهم الكتاب والحكمة ‪ ،‬أما في آية سورة الجمعية وسيورة البقيرة (‪ )١٥١‬وسيورة آل‬
‫عمران فالخطاب مين هللا تعيالى ب نيه بعي فيي األمييين رسيوالً يتليو علييهم آياتيه وييزكيهم قبيل مرحلية يعلمهيم الكتياب والحكمية ألن‬
‫الجانب ال ُخلُقي ي تي قبل الجانب التعليمي وألن اجنسان إذا كان غير مزكى في خلقه لن يتلقى الكتاب والحكمية عليى ُميراد هللا تعيالى‬
‫والرسول من أهم صفاته أنه على خلص عظيم كما شهد له رب العزة ‪.‬‬

‫اّللِ َو َما أُن ِز َل إِلَينَا َو َما أ ُن ِز َل إِلَى إِب َيرا ِهي َم َوإِسي َما ِعي َل َوإِسيحَاقَ َويَعقُ َ‬
‫يوب‬ ‫من ناحية السياق فآية البقرة (‪ )١٢٩‬قال بعدها (قُولُوا آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫سى َو َما أُوتِ َي النَّ ِبيُّونَ ِمن َر ِب ِهم (‪ ))١٣٦‬فلما كان السياق عن الكتب قدم الكتاب والحكمة َ‬
‫(ويُعَ ِل ُم ُهي ُم‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫اط َو َما أُوتِ َي ُمو َ‬ ‫َواألَسبَ ِ‬
‫اب َوال ِحك َمة) ألنه مناسب مع اجنزال الذل ذكره فيما بعد ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال ِكت َ َ‬
‫ياب يَع ِرفُونَيهُ َك َميا‬
‫ص ِمين َر ِب ِهيم ‪ ...‬الَّي ِذينَ آ َتَينَيا ُه ُم ال ِكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫(وإِنَّ الَّي ِذينَ أُوتُيوا ال ِكت َ َ‬
‫ياب لَيَعلَ ُميونَ أنَّيهُ الحَي ُّ‬ ‫بينما آيية البقيرة األخيرى قيال قبلهيا َ‬
‫ً‬
‫ص َوهُم يَعل ُم (‪ ))١٤٦-١٤٤‬الكتاب والعلم لم ينفع هؤالء ولم يغين عينهم شييئا فهيم‬ ‫ونَ‬ ‫َ‬ ‫يَع ِرفُونَ أَبنَا َءهُم َوإِنَّ فَ ِريقًا ِمن ُهم لَيَكت ُ ُم ال َح َّ‬
‫ونَ‬
‫محتاجون للتزكية فقدمت وقد قال بعدها (يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا استَ ِعينُوا ِبالصَّب ِر َوالص ََّال ِة (‪ ))١٥٣‬فالصالة تزكية تنهى عن المنكر ‪.‬‬
‫َ‬

‫آية (‪ِ ( : )١٣١‬إذ قَا َل لَهُ َر ُّبهُ أَس ِلم قَا َل أَسلَمتُ ِل َر ِ‬
‫ب ال َعالَ ِمينَ )‬
‫* الفرق بين أسلم إلى وأسلم لـ في الداللة ‪:‬‬
‫أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها اجسالم اجنقياد ‪.‬‬
‫أسلم إليه الشيء معناه دفعه إليه أو أعطاه إليه بانقياد أو فو أمره إليه ‪ ،‬من التوكل وهذا أشهر معنيى ‪ .‬أسيلم هلل معنياه انقياد ليه‬
‫ب العَيالَ ِمينَ (‪ )٤٤‬النميل) ووكيذلك‬ ‫(وأَسيلَمتُ َمي َع ُ‬
‫سيلَي َمانَ ِ َّّللِ َر ِ‬ ‫وجعل نفسه سالما ً له أل خالصا ً هلل أخلص إليه ‪ ،‬لما قالت ملكة سيب َ‬
‫ب العَالَ ِمينَ ) خضعت له وجعلت نفسي خالصة له ‪.‬‬ ‫إبراهيم عليه السالم قال (أَسلَمتُ ِل َر ِ‬

‫لذلك قال القدامى أسلم هلل أعلى من أسلم إليه ألنه لم يجعل معه ألحد شيء كميا أن أسيلم إلييه أل دفعيه إلييه قيد يكيون ليم يصيل لكين‬
‫سلم له اختصاا ‪ ،‬والالم للملك (أسلم هلل) ملك نفسه هلل ‪.‬‬

‫الدينَ فَالَ ت َ ُموت ُنَّ إَالَّ َوأ َنت ُم ُّمس ِل ُمونَ )‬ ‫آية (‪َ ( : )١٣٢‬و َوصَّى ِبهَا ِإب َرا ِهي ُم َب ِني ِه َو َيعقُ ُ‬
‫وب َيا َب ِن َّي ِإنَّ َّللاَ اص َطفَى لَ ُك ُم ِ‬
‫* الفرق بين وصى وأوصى ‪:‬‬
‫هللا تعييالى يقييول (وصييى) بالتشييديد إذا كييان أميير الوصييية شييديدا ً ومهمييا ً ولييذلك يسييتعملها فييي أمييور الييدين وفييي األمييور المعنوييية‬
‫صينَا الَّي ِذينَ‬ ‫الدينَ فَال ت َ ُموت ُنَّ إِ َّال َوأَنت ُم ُمس ِل ُمونَ (‪ )١٣٢‬البقرة) َ‬
‫(ولَقَد َو َّ‬ ‫َّللاَ اص َطفَى لَ ُك ُم ِ‬‫وب يَا بَنِ َّي إِنَّ َّ‬ ‫(و َوصَّى بِهَا إِب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَعقُ ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ فِيي‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫ُ ِ ُ َّ‬ ‫يي‬ ‫وص‬ ‫ي‬ ‫(‬ ‫الماديية‬ ‫األمور‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫لها‬ ‫فيستعم‬ ‫(أوصى)‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫النساء)‬ ‫)‬‫‪١٣١‬‬ ‫(‬ ‫َّللا‬
‫َّ َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫ت‬‫ا‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َّ‬ ‫إ‬
‫َِ‬‫و‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫اب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ُوا‬ ‫ت‬‫و‬ ‫أُ‬
‫أَوال ِدكُم ِللذك َِر ِمل ُل ح َِظ األنليَي ِن) النساء) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬

‫وب ال َموتُ إِذ َقا َل ِلبَنِي ِه َما تَعبُ ُدونَ ِمن بَعدِل َقالُوا نَعبُ ُد إِلَـ َهكَ َوإِلَـهَ آبَا ِئكَ إِب َرا ِهي َم‬
‫ش َهدَاء إِذ َحض ََر يَعقُ َ‬ ‫آية (‪( : )١٣٣‬أَم كُنت ُم ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق إِلَـها ً َو ِ‬
‫احدا ً َونحنُ لهُ ُمس ِل ُمونَ )‬ ‫َوإِس َما ِعي َل َوإِسحَا َ‬
‫* الفرق بين حضر وجاء في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫من الناحية اللغوية ‪:‬‬
‫الحضور في اللغة يعنيي الوجيود والشيهود ولييس بالضيرورة معنياه المجييء إليى الشييء (يقيال كنيت حاضيراً إذ كلميه فيالن بمهنيى‬
‫شاهد وموجود وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرا ً مجلسهم ‪ ،‬وكنت حاضرا ً في السوق أل كنت موجوداً فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو اجنتقال من مكان إلى مكان ‪ ،‬وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء) سورة الكه بمعنى لم يكن‬
‫موجودا ً وإنما جاء األمر‪.‬‬

‫من الناحية البيانية ‪:‬‬


‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير وفي كلمة حضر وجياء لكيل منهيا خصوصيية أيضيا ً ‪ ،‬فحضيور الميوت يُسيتعمل فيي القيرآن‬
‫يوب ال َميوتُ ِإذ قَيا َل ِلبَنِيي ِه َميا تَعبُي ُدونَ ِمين بَعيدِل) وكي ن‬ ‫الكريم في األحكام والوصايا كما في قوله تعالى (أَم كُنت ُم ُ‬
‫ش َهدَاء ِإذ َحض ََر يَعقُ َ‬
‫الموت هو من جملة الشهود ك ن الموت حاضر مع من هو جالس بجيوار يعقيوب وهيذا الحضيور لييس فييه ميوت كاميل ألن يعقيوب‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪36‬‬


‫كان يوصي أبناءه فلم ت ُقبض روحه إذن هو لم يكن قد مات لكن الموت جالس عنده وشاهد عليى الوصيية فك نيه إقتيرب منيه الميوت‬
‫لكن لم ينفذ‪ .‬فالقرآن هنا ال يتحدا عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت وإنما وصية يعقوب ألبنائه بعبادة هللا الواحد ‪.‬‬
‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكالم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كميا فيي آيية المؤمنيون ( َحتَّيى إِذَاجَياء‬
‫ون (‪ ))٩٩‬يريد هيذا اليذل جياءه الميوت أن يرجيع ليعميل صيالحا ً فيي اليدنيا فيالكالم إذن يتعليص بيالموت‬ ‫أَ َح َد ُه ُم ال َموتُ قَا َل َر ِ‬
‫ب ار ِجعُ ِ‬
‫نفسه وأحوال الشخص الذل يموت ‪ ،‬كما يستعمل فعل جاء مع األجل (فإذا جاء أجلهم) ومع سكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ‪.‬‬

‫* ( َحض ََر يَعقُ َ‬


‫وب ال َموتُ ) جاء لفظ الموت فاعالً في أحد عشر موضعا ً في القيرآن وجياء المفعيول بيه يكيون متقيدما ً دائميا ً ك نيه إبعياد‬
‫للفظ الموت وتقديم للمفعول به وذلك التقديم للعناية واجهتمام والتله لمعرفة الفاعل ‪.‬‬

‫* إسحص ليس أبوهم ولكن األجداد من اآلباء لكن ليس من الوالدين ‪ ،‬فربنا سمى آدم ( َك َما أَخ َر َج أَبَ َويكُم ِمنَ ال َجنَّ ِة) ‪.‬‬

‫َارى تَهتَدُوا قُل بَل ِملَّةَ ِإب َرا ِهي َم َحنِيفًا َو َما كَانَ ِمنَ ال ُمش ِر ِكينَ )‬
‫آية (‪َ ( : )١٣٥‬وقَالُوا كُونُوا هُودًا أَو نَص َ‬
‫*(قُل بَل ِملَّةَ إِب َرا ِهي َم َحنِيفًا) ما داللة حنيفا ً ‪:‬‬
‫الحن هو الميل عن الضالل إلى اجستقامة والحن الميل في المشي عن الطريص المعتياد ‪ ،‬وسيمي ديين إبيراهيم حنيفيا ً عليى سيبيل‬
‫للملة ألن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم كانوا في ضاللة عمياء فجاء دين إبراهيم مائالً عنهم فلُقب بالحني مدحا ً ‪.‬‬ ‫المدح ِ‬

‫اط َو َما أُوتِ َي ُمو َ‬


‫سى‬ ‫وب َواألَسبَ ِ‬ ‫ق َو َيعقُ َ‬ ‫اّللِ َو َما أُن ِز َل إِلَينَا َو َما أُن ِز َل إِلَى إِب َرا ِهي َم َوإِس َما ِعي َل َوإِسحَا َ‬ ‫آية (‪( : )١٣٦‬قُولُوا آ َ َمنَّا ِب َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق بَينَ أحَ ٍد ِمن ُهم َونحنُ له ُمس ِل ُمونَ )‬ ‫َ‬ ‫سى َو َما أُوتِ َي النَّبِيُّونَ ِمن َر ِب ِهم ال نف ِر ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َو ِعي َ‬
‫سيى‬
‫يي ُمو َ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اط‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫س‬‫َ‬ ‫األ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫يوب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ع‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َا‬
‫ح‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ير‬‫َ‬ ‫ب‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫يى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يز‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يز‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ياّلل‬
‫َّ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َّ‬ ‫ن‬‫م‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ق‬‫(‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫* فى‬
‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نُ‬
‫ق بَي أ َح ٍد ِمن ُهم َونح له ُمس ِل ُم (‪))٨٤‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِمن َربِ ِهم ال نف ِر ُ‬ ‫ونَ‬ ‫َّ‬
‫سى َوالنبِيُّ‬ ‫َو ِعي َ‬

‫* في البقرة (أُن ِز َل ِإلَي َنا) وفي آل عمران (أُن ِز َل َ‬


‫علَينَا) ‪:‬‬
‫لما ت تي (إلى) معناها غاية الوصول ولما ت تي (على) فيها معنيى اجسيتعالء ‪ ،‬عنيدما تقيول دخيل ييد إليى القيوم يعنيي مشيى ودخيل‬
‫إليهم ك نه في مستواهم ‪ ،‬لكن لما تقول دخل عليهم فيه نوع من التعالي ك نه مرتفع عنهم ملل (فخرج على قومه في ينته) ‪.‬‬
‫اّللِ َو َميا أُن ِيز َل إِلَينَيا) فهيو‬
‫في بداية آية البقرة نوع من مباشرة الدعوة من المسلمين لغير المسلمين أن ي توا إلى دينهم (قُولُوا آَ َمنَّا بِ َّ‬
‫حدي بشرل بين البشر قالوا نحن وصل إلينا ما هو خير مما عندكم فال نحتاج إليى ميا عنيدكم والعطي عيادة يكيون مليل المعطيوم‬
‫عليه ‪ .‬كما أن اآلية تتحدا عن تصديص الرسالة والنبوة أل نحن نصدق ب ن هؤالء مرسلون من هللا وهم صادقون ‪.‬‬
‫بينما في آية آل عمران الكالم عن ميلاق أ ُ ِخذ على األنبياء أن يوصوا أتباعهم باتباع النبي الجدييد اليذل سيي تي فهيي ميلياق مين هللا‬
‫عز وجل وفيه ذكر للسماء ففيه علو ‪ ،‬والوحي من أين ي تيو من هللا عز وجل الذل هو أعلى فناسب أن يقول (أُنزل علينا) ‪.‬‬

‫(و َميا أُو ِت َ‬


‫يي‬ ‫يي النَّ ِب ُّييونَ ِمين َر ِب ِهيم) أعياد كلمية (أُوتيي) وفيي آل عميران قيال َ‬
‫سى َو َميا أُو ِت َ‬ ‫(و َما أُو ِت َي ُمو َ‬
‫سى َو ِعي َ‬ ‫* في آية البقرة قال َ‬
‫َ‬
‫سى َوالنَّبِيُّونَ ِمن َربِ ِهم) ألن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (لَ َما آت َيتُكُم) فلم يكررها بينما هنا لم يذكرها ‪.‬‬ ‫سى َو ِعي َ‬
‫ُمو َ‬

‫* ما الفرق بين أنزل وأوتي و‬


‫هذه اآلية فيها إنزال وإيتاء ‪ ،‬اجنزال ي تي من السماء ويستعمل للكتب ‪ ،‬أما اجيتاء فهو يستعمل للكتب وغيرها ملل المعجزات ‪.‬‬

‫‪ --‬نسيي ل سييؤاالً ‪َ :‬ميين ميين األنبييياء المييذكورين ذُكييرت لييه معجييزة تحييدى بهييا المييدعوينو موسييى وعيسييى عليهمييا السييالم ولييم‬
‫يذكرمعجزات للمذكورين الباقين ‪ ،‬هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنيزال أو إيتياءو هيي إيتياء وليسيت إنيزاالً وليذلك فيرق بيين مين‬
‫أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوته باجيتاء وبين اجنزال‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬

‫‪ --‬كلمة (أوتي) عامة تشمل اجنزال واجيتاء ‪ ،‬الكُتب إيتاء لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاجيتاء أعيم مين‬
‫اجنزال ألن اجنزال كما قلنا يشمل الكتب فق ‪ ،‬أنزل يعني أنزل من السماء ‪ ،‬وآتى أعطاه قد يكيون اجعطياء مين فيوق أو مين أماميه‬
‫(و َميا أُوتِ َ‬
‫يي النَّبِيُّيونَ ِمين َّربِ ِهيم) دخيل فيهيا كيل‬ ‫بيده ‪ ،‬لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السالم ذكر اجيتاء لم يذكر اجنزال ثم قيال َ‬
‫نز َل ِإلَى ِإب َرا ِهي َم) قد يكون إنزاالً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما‬ ‫(و َما أ ُ ِ‬
‫النبييبن ألنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء ‪َ ،‬‬
‫السالم في هذه اآلية هذا إيتاء وليس إنزاالً ألنه يتحدا عن معجزة وألنهما الوحيدان بين المذكورين الليذين أوتييا معجيزة ونجيد أن‬
‫حجج موسى لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪37‬‬


‫وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة (أنزل) مطلقا ً لموسى في القرآن كله وإنما استعملت كلمة (أوتي) لموسى ‪ ،‬أما بالنسبة للرسيول‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقد جاء في القرآن (ولقد آتيناك سبعا ً من الملاني والقرآن العظيم) وجاء أيضا ً (وما أُنزل إليك) ‪.‬‬

‫اق فَ َ‬
‫سيَك ِفي َك ُه ُم َّللاُ َوه َُو ال َّ‬
‫س ِمي ُع العَ ِلي ُم)‬ ‫آية (‪( : )١٣٧‬فَ ِإن آ َمنُوا ِب ِمل ِل َما آ َمنت ُم ِب ِه فَقَ ِد اهتَدَوا َّوإِن ت َ َولَّوا فَ ِإنَّ َما ُهم فِي ِ‬
‫ش َق ٍ‬
‫* اختص تعالى أداة الشرط إن هنا ( َف ِإن آ َمنُوا) وليس إذا ألن (إن) حرم شرط جا م يفيد الشك إيذانا ب ن إيمانهم ميؤوس منه ‪.‬‬
‫ً‬

‫آية (‪( : )١٣٩‬قُل أَتُحَآجُّو َن َنا ِفي َّللاِ َوه َُو َربُّ َنا َو َربُّكُم َو َل َنا أَع َما ُل َنا َو َلكُم أ َع َمالُ ُكم َو َنحنُ لَهُ ُمخ ِل ُ‬
‫صونَ )‬
‫* في قوله تعالى (أَتُحَآجُّونَنَا) إستفهام ولكنه خرج عن داللته األصلية وهو اجستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ ‪.‬‬

‫* قدم تعالى الجار والمجرور (لنا) على قوله (أعمالنا) لتختصاا أل لنا أعمالنا الخاصة بنا وال ِق َبل لآلخرين بها فال تحاجونا في‬
‫أنكم أفضل منا ‪.‬‬

‫ب يَهدِل َمن يَشَاء ِإلَى‬ ‫علَيهَا قُل ِّللِ ال َمش ِر ُ‬


‫ق َوال َمغ ِر ُ‬ ‫اس َما َوالَّهُم عَن قِبلَتِ ِه ُم الَّتِي كَانُوا َ‬
‫سفَهَاء ِمنَ النَّ ِ‬ ‫سيَقُو ُل ال ُّ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٤٢‬‬
‫ِص َراطٍ ُّمستَ ِق ٍ‬
‫يم)‬
‫اس) وصفهم ب نهم من الناس ولم يكت بـ (سيقول السفهاء) مع كون ذلك معلوما ً للمبالغة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫نَ‬‫م‬‫ِ‬ ‫َاء‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫س‬‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ق‬‫ي‬
‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫* قال تعالى‬
‫سم‬‫قُّ ِ‬‫في وسمهم بهذه السمة وللتنبيه على بلوغهم الحد األقصى من السفاهة بحي ال يوجد في الناس سفهاء غيرهم وإذا ُ‬
‫الناس أقساما ً يكون هؤالء قسم السفهاء ‪ ،‬السفهاء جمع سفيه وهو صفة مشبهة تدل على أن السفه غدا سجية من سجايا‬
‫الموصوم وهذه الصفة ال ت ُطلص إال على اجنسان ‪.‬‬

‫علَيكُم ش َِهيدًا َو َما َجعَل َنا ال ِقب َلةَ ا َّلتِي كُنتَ‬ ‫سو ُل َ‬ ‫اس َويَكُونَ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ش َهدَاء َ‬‫س ًطا ِلتَكُونُوا ُ‬‫آية (‪َ ( : )١٤٣‬و َكذَ ِلكَ َجعَلنَاكُم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫ع َلى الَّ ِذينَ َهدَى َّللاُ َو َما كَانَ َّللاُ ِليُ ِضي َع إِي َمانَكُم إِنَّ َّللاَ‬ ‫ع ِقبَي ِه َوإِن كَا َنت لَ َكبِ َ‬
‫يرةً إِالَّ َ‬ ‫علَى َ‬
‫ب َ‬‫سو َل ِم َّمن يَنقَ ِل ُ‬
‫الر ُ‬‫علَيهَا إِالَّ ِلنَعلَ َم َمن يَتَّبِ ُع َّ‬‫َ‬
‫اس لَ َرؤ ٌ‬
‫ُوم َّر ِحي ٌم)‬ ‫ِبال َّن ِ‬
‫صدِرت اآلية باسم اجشارة (وكذلك) ولم ت ت (وجعلناكم أمة وسطاً) داللة على ال ُبعد للتنويه إلى تعظيم المقصودين وهم‬ ‫* ُ‬
‫المسلمون ‪.‬‬

‫* وسطا ً معناها خياراً أو عدوالً بين اجفراط والتفري ‪ ،‬لما تقول هو من أوسطهم أل من خيارهم ‪.‬‬

‫س ًطا) لم تتبع الموصوم من حي التذكير والت ني ألن كلمة وس في األصل هي إسم‬ ‫(و َكذَ ِلكَ َج َعلنَاكُم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫* كلمة وسطا ً في َ‬
‫وص به فيبقى على حاله وال يطابص كما لو وصفنا بالمصدر نقول رجل صوم وامرأة صوم ال يقال أمة‬ ‫جامد يعني ليس مشتقا ً ‪ِ ،‬‬
‫َ‬
‫وسطة ‪ ،‬وليس في األصل وص مشتص حتى يُذكر ملل طويل وطويلة ‪.‬‬

‫ع َليكُم‬ ‫ُوم َّر ِحي ٌم) وعدم التوكيد فى سورة النور( َولَو َال فَض ُل َّ‬
‫َّللاِ َ‬ ‫اس لَ َرؤ ٌ‬
‫َّللاَ بِالنَّ ِ‬
‫(وإِنَّ َّ‬
‫* داللة التوكيد بـ (إن) والالم في اآلية َ‬
‫ُوم َر ِحي ٌم (‪: )٢٠‬‬ ‫َو َرح َمتُهُ َوأَنَّ َّ‬
‫َّللا َرؤ ٌ‬
‫(و َما كَانَ َّللاُ ِليُ ِضي َع ِإي َمانَكُم) لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة‬
‫التوكيد بحسب ما يحتاجه المقام ‪ ،‬في اآلية األولى َ‬
‫تساءل الصحابة عن صالتهم السابقة وعن الذين ماتوا هل ضاعت صالتهمو س لوا عن طاعة كانوا يعملون بها ف كد هللا تعالى (إِنَّ‬
‫ُوم َّر ِحي ٌم) ‪ ،‬أما في اآلية اللانية فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فال يحتاج إلى توكيد ‪ ،‬لما هم في‬ ‫اس َل َرؤ ٌ‬ ‫َّللاَ ِبال َّن ِ‬
‫طاعة يؤكد ولما يكون في معصية ال يؤكد ‪.‬‬

‫اء َفلَنُ َو ِليَنَّكَ قِب َل ًة تَرضَا َها َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد ال َح َر ِام َوحَي ُ َما كُنت ُم فَ َو ُّلوا‬ ‫ب َوج ِهكَ فِي ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫آية (‪( : )١٤٤‬قَد نَ َرى ت َ َقلُّ َ‬
‫ُ‬
‫ع َّما يَع َملونَ )‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اب ليَعل ُمونَ أنهُ الحَصُّ ِمن َر ِب ِهم َو َما َّ‬
‫َّللاُ بِغا ِف ٍل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُو ُجو َهكُم شَط َرهُ َوإِنَّ ا َّل ِذينَ أُوت ُوا ال ِكت َ َ‬
‫س َماء) ‪( :‬قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيص وإذا دخلت‬ ‫ب َوج ِهكَ فِي ال َّ‬ ‫* داللة إستخدام (قد) في قوله تعالى (قَد نَ َرى تَقَلُّ َ‬
‫على المضارع لها أكلر من معنى منها التقليل (قد يصدق الكذوب) تقليل وقد ت تي للتكلير والتحقيص ‪.‬‬

‫* ( َف َلنُ َو ِل َي َّنكَ ِقبلَةً تَرضَا َها) عبر تعالى عن رغبة النبي صلى هللا عليه وسلم ومحبته للكعبة بكلمة (ترضاها) دون تحبها أو تهواها‬
‫للداللة على أن ميله إلى الكعبة ميل لقصد الخير بناء على أن الكعبة أجدر بيوت هللا ب ن يدل على التوحيد ولما كان الرضا مشعراً‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪38‬‬


‫بالمحبة الناتجة عن التعقل اختار كلمة (ترضاها) دون تهواها أو تحبها فالنبي يربو أن يتعلص ميله بما ليس فيه مصلحة راجحة‬
‫للدين واألمة ‪.‬‬

‫ض ُهم ِبتَا ِب ٍع قِبلَةَ بَع ٍ‬


‫ض َولَ ِئ ِن‬ ‫اب ِبك ُِل آيَ ٍة َّما ت َ ِبعُوا قِبلَت َكَ َو َما أَنتَ ِبتَا ِب ٍع قِبلَت َ ُهم َو َما بَع ُ‬ ‫(ولَئِن أَتَيتَ الَّ ِذينَ أُوت ُوا ال ِكت َ َ‬
‫آية (‪َ : )١٤٥‬‬
‫اتَّبَعتَ أَه َواءهُم ِمن بَع ِد َما َجاءكَ ِمنَ ال ِعل ِم إِنكَ إِذا ل ِمنَ الظا ِل ِمينَ )‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫(ولَ ِئ ِن ات َّ َبعتَ أَه َواءهُم ِمن بَع ِد َما َجاءكَ ِمنَ ال ِعل ِم إِنَّكَ إِذَاً لَّ ِمنَ ال َّظا ِل ِمينَ ) و َ‬
‫(ولَ ِئ ِن اتَّبَعتَ أه َواءهُم بَع َد الَّذِل‬ ‫*ما الفرق بين اآليتين َ‬
‫ير (‪: ))١٢٠‬‬ ‫َجاءكَ ِمنَ ال ِعل ِم َما َلكَ ِمنَ َّللاِ ِمن َو ِلي ٍ َوال ن ِص ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫أوالً ‪ :‬مجيء من في إحداهما وعدم مجيئها في األخرى‪:‬‬


‫حرم الجر في اللغة يؤدل إلى تغيير الداللة ‪( ،‬من بعد) (من) هي البتداء الغاية ‪ ،‬ابتداء المكان بداية الشيء من كذا إلى كذا ‪،‬‬
‫س َي ِمن فَوقِهَا) مباشرة ليس هنالك فاصل ‪( ،‬فوقها) تحتمل القريب والبعيد (أ َ َفلَم يَن ُ‬
‫ظ ُروا ِإ َلى‬ ‫(و َج َع َل فِيهَا َر َوا ِ‬
‫ولذلك هناك فرق بين َ‬
‫س َماء فَوقَ ُهم) ‪.‬‬
‫ال َّ‬
‫( ِمن بَع ِد َما َجاءكَ ) السياق في تحويل القبلة ف عندما تنزل اآلية ينبغي أن يتحول المسلم إلى القبلة مباشرة ‪ ،‬من سمع بها نفذها ‪،‬‬
‫الذل كان في الصالة وسمع هذه اآلية إتجه مباشرة إذن هذه ابتداء الغاية ال تحتمل أل تغيير ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬اختيار الذل وما‪:‬‬


‫(الذل) إسم موصول مختص و(ما) مشترك والمختص أعرم من المشترك عموما ً ‪ ،‬فمعناها أن (الذل) أعرم من (ما) ألن (ما)‬
‫تكون للمفرد والمذكر والمؤن والملنى والجمع أما الذل فهي خاصة بالمفرد المذكر ‪.‬‬
‫اب يَتلُونَهُ حَصَّ تِالَ َو ِت ِه أُولَـئِكَ يُؤ ِمنُونَ بِ ِه (‪ )١٢١‬يتلون الكتاب أل العلم الذل جاء به‬
‫السياق في اآلية (‪( )١٢٠‬الَّ ِذينَ آتَينَا ُه ُم ال ِكتَ َ‬
‫إذن صار أخص ألن الكالم كان محددا ً في القرآن ‪ ،‬أما في اآلية (‪ )١٤٥‬هذا مطلص لم يحدد بشيء فاستعمل (ما) في المطلص‬
‫واستعمل (الذل) في المق َّيد ‪.‬‬

‫اب يَع ِرفُو َنهُ َك َما يَع ِرفُونَ أَب َناءهُم َو ِإنَّ َف ِريقا ً ِمن ُهم َليَكت ُ ُمونَ ال َح َّ‬
‫ص َوهُم يَعلَ ُمونَ )‬ ‫آية (‪( : )١٤٦‬ا َّل ِذينَ آتَي َنا ُه ُم ال ِكت َ َ‬
‫* عبر هللا تعالى بلفظ المعرفة وقال (يعرفونه) ولم يقل يعلمونه ذلك أن المعرفة غالبا ً ما تتعلص بالذوات واألمور المحسوسة ف نت‬
‫تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت معرفة أهل الكتاب بصفات النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته ك نهم يشاهدونه أمامهم قبل بعلته ‪.‬‬

‫ع َّما تَع َملُونَ )‬ ‫(و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ فَ َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوإِ َّنهُ َللحَصُّ ِمن َر ِبكَ َو َما َّ‬
‫َّللاُ ِبغَافِ ٍل َ‬ ‫آية (‪َ : )١٤٩‬‬
‫* داللة تكرار لفظة (فول وجهك) في اآليات ‪ ١٥٠ - ١٤٩ - ١٤٤‬في كل مرة جاءت لغاية وكل واحدة لها معنى ‪:‬‬
‫اء فَلَنُ َو ِل َينَّكَ قِبلَةً تَرضَا َها فَ َو ِل‬
‫س َم ِ‬‫ب َوج ِهكَ فِي ال َّ‬ ‫في اآلية األولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول وجهه في السماء (قَد نَ َرى تَقَلُّ َ‬
‫َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام (‪ ))١٤٤‬ك نه يدعو هللا تعالى بلسان الحال ال بلسان المقال ‪.‬‬

‫(و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َو ِإنَّهُ لَلحَصُّ ِمن‬
‫اآلية اللانية بينت أن تولي الوجه هذا هو الحص من هللا تعالى َ‬
‫َربِكَ (‪ ))١٤٩‬حتى ال يبقى شك في نفوس المسلمين ‪ ،‬والحظ الت كيدات (وإنه للحص من ربك) (إن والالم) حتى يطمئن المسلمون‬
‫إلى هذا الحص ‪.‬‬

‫علَيكُم ُحجَّةٌ‬ ‫(و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوحَي ُ َما ُكنت ُم فَ َو ُّلوا ُو ُجو َهكُم شَط َرهُ ِلئ ََّال يَكُونَ ِللنَّ ِ‬
‫اس َ‬ ‫اآلية اللاللة َ‬
‫شونِي (‪ ))١٥٠‬جاءت للتهوين من ش ن ثرثرة اآلخرين من غير المسلمين الذين سيلرثرون‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إِ َّال الَّ ِذينَ َظلَ ُموا ِمن ُهم فال تخشَوهُم َواخ َ‬
‫في اجحتجاج عليكم ويقولون (ما والهم عن قبلتهم) هؤالء ظالمون فال تلقوا لهم باالً (لئال يكون للناس عليكم حجة) ‪.‬‬

‫علَيكُم‬ ‫آية (‪َ ( : )١٥٠‬و ِمن حَي ُ َخ َرجتَ َف َو ِل َوج َهكَ شَط َر ال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوحَي ُ َما كُنت ُم فَ َولُّوا ُو ُجو َهكُم شَط َر ُه ِلئَالَّ َيكُونَ ِلل َّن ِ‬
‫اس َ‬
‫ُحجَّةٌ إِالَّ الَّ ِذينَ َظلَ ُموا ِمن ُهم فَالَ تَخشَوهُم َواخشَونِي َوألُتِ َّم نِع َمتِي َ‬
‫علَيكُم َولَ َعلَّكُم تَهتَ ُدونَ )‬
‫* ذكر تعالى الناس معرفة بـ (أل) وذلك حتى تستغرق هذه الكلمة الناس جميعا ً مهما اختلفت مللهم ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪39‬‬


‫* قال (لئال يكون للناس) ولم يقل لئال يكون للمشركين ولم يقتصر على ذكر الذين اعترضوا في ذلك الوقت على تحول ال ِقبلة‬
‫وشككوا في النبي وك ن هذه الكلمة (للناس) قد دلت على أن التوجه إلى الكعبة المشرفة مبط ٌل لمزاعم الناس المشككين كلهم في‬
‫كل مان وكل مكان ‪.‬‬

‫* متى تلبت الياء ومتى تحذم كما في قوله (واخشوني‪ ،‬واخشون) و‬


‫ص هللا ولكن إن أراد أن‬
‫ظهر الياء يكون التحذير أشد ويكون األمر أكبر فلو اغتاب أحدهم آخر تقول له إت ِ‬‫في جميع القرآن عندما يُ ِ‬
‫كيدون ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عن ‪ ،‬كيدوني‬‫يقتل شخصا ً فتقول له إتقي هللا ‪ ،‬فالتحذير يختل بحسب الفعل ‪ ،‬وهذا التعبير له نظائر في القرآن (اتبعني إتب ِ‬
‫واخشون فوردت األولى في سورة البقرة واللانية في المائدة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أخرتن) ‪ ،‬أما إخشوني‬
‫ِ‬ ‫أخرتني‬

‫في سورة البقرة التحذير أكبر فالسياق هنا في تبديل ال ِقبلة وقد صار كالم كلير ولغ وإرجام بين اليهود والمنافقين حتى ارتد‬
‫بعض المسلمين ‪ ،‬هي أمر كبير لذا قال (واخشوني) ‪.‬‬

‫ير َو َما أ ُ ِه َّل ِلغَي ِر َّللاِ بِ ِه َوال ُمن َخنِقَةُ َوال َموقُوذَةُ َوال ُمت َ َر ِديَةُ َوال َّن ِطيحَةُ َو َما‬
‫علَي ُك ُم ال َميتَةُ َوال َّد ُم َولَح ُم ال ِخن ِز ِ‬
‫في سورة المائدة ( ُح ِر َمت َ‬
‫س الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِمن دِينِكُم فَالَ تَخشَوهُم‬ ‫ص اليَو َم يَئِ َ‬ ‫س ُموا ِباأل َ الَ ِم ذَ ِلكُم فِس ٌ‬ ‫ب َوأَن تَستَق ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫علَى النُّ ُ‬ ‫أ َ َك َل ال َّ‬
‫سبُ ُع إِالَّ َما ذَكَّيت ُم َو َما ذُ ِب َح َ‬
‫َواخشَو ِن (‪))٣‬هذا ي س هؤالء يائسين فصار التحذير أقل ‪.‬‬

‫ور َيح ُك ُم ِب َها ال َّن ِب ُّيونَ ا َّل ِذينَ أَس َل ُموا ِل َّل ِذينَ َهادُوا َو َّ‬
‫الر َّبا ِن ُّيونَ‬ ‫في اآلية األخرى في سورة المائدة ( ِإ َّنا أ َ َ‬
‫نزل َنا التَّو َراةَ ِفيهَا ُهدًى َونُ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اس َواخشَو ِن َوالَ تَشت َ ُروا ِبآيَاتِي ث َم ًنا ق ِليالً َو َمن لَّم يَحكُم بِ َما‬ ‫َ‬ ‫علَي ِه ُ‬
‫ش َهدَاء فالَ تَخش َُوا النَّ َ‬ ‫ب َّللاِ َوكَانُوا َ‬ ‫ظوا ِمن ِكتَا ِ‬ ‫َواألَحبَ ُ‬
‫ار بِ َما است ُح ِف ُ‬
‫(واخشون) بدون ياء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نز َل َّللاُ فَ ُولَـ ِئكَ ُه ُم الكَا ِف ُرونَ (‪ ))٤٤‬ليس فيها محاربة وال مقابلة فقال‬ ‫أَ َ‬

‫من الياء لكن هللا سبحانه وتعالى قرنها ب شياء فنية ‪.‬‬ ‫الحذم في قواعد النحو يجو والعرب تتخف‬

‫آية (‪( : )١٥٣‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا است َ ِعينُوا بِالصَّب ِر َوال َّ‬
‫صالَ ِة إِنَّ َّللاَ َم َع الصَّابِ ِرينَ )‬
‫* ي تي الخطاب في الحدي عن الصالة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما فيي الحيج فيكيون الخطياب للنياس ألن الصيالة والزكياة كيان‬
‫(وكَيانَ يَي ُم ُر أَهلَيهُ بِالصَّي َال ِة َو َّ‬
‫الزكَيا ِة َوكَيانَ‬ ‫م مور بهما من تقدم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل عليه السيالم َ‬
‫ِعن َد َر ِب ِه َمر ِضيًّا (‪ )٥٥‬مريم) وفي قوله تعالى عن عيسى عليه السالم ( َوأَوصَانِي ِبالص ََّال ِة َوال َّزكَا ِة َميا دُميتُ َحيًّيا (‪ )٣١‬ميريم) وفيي‬
‫اليرا ِك ِعينَ (‪ ، ))٤٣‬أميا الحييج فهيو عبيادة خاصية للمسييلمين‬ ‫الزكَياةَ َوار َكعُييوا َمي َع َّ‬ ‫(وأَقِي ُمييوا الص ََّيالةَ َوآَتُيوا َّ‬
‫الحيدي عين بنيي إسيرائيل َ‬
‫وعنيدما يكييون الخطياب دعييوة للنيياس إليى الحييج فك نهييا هيي دعييوة ليدخول النيياس فييي اجسيالم ‪ ،‬أمييا إذا كانييت دعيوة النيياس للصييالة‬
‫والزكاة فهم أصالً يفعلونها في عباداتهم‪.‬‬

‫ص ِمنَ األَم َوا ِل َواألَنفُ ِس َواللَّ َم َرا ِ‬


‫ت َوبَش ِِر الصَّابِ ِرينَ )‬ ‫آية (‪َ : )١٥٥‬‬
‫(ولَنَبلُ َونَّكُم بِشَيءٍ ِمنَ ال َخو ِ‬
‫م َوال ُجوعِ َونَق ٍ‬
‫* هل لهذا الترتيب وجه بالغيو‬
‫اآلية تتكلم عن قتل وقتال هناك معركة فال يفكر اجنسان بالجوع وإنما يفكر في ذهاب النفس فقيدم الخيوم عليى الجيوع ‪ ،‬ولميا تكليم‬
‫عن الر ق والتجارة ر ق أيضا ً قيدم الجيوع ‪( ،‬ونقيص مين األميوال واللميرات) يقيدم األميوال دائميا ً إال عنيدما تتعاميل ميع هللا تعيالى‬
‫فيقدم األسمى (األنفس) ‪.‬‬

‫* قال (من األموال) بمعنى قلصها ولم يقل( نقص في األموال) ألن نقص فيها تعني أصابها شيء في داخلها أما نقيص مين األميوال‬
‫يعني ذهب منها شيء ‪.‬‬

‫* جاء هللا تعالى بكلمة (بشيء) ولم يقل لنبلونكم بالخوم والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان ‪:‬‬
‫األولى أنه ذكر كلمة شيء قبل الخوم فيه تخفي من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فال أحد يرغيب أن يكيون خائفيا ً أو جائعيا ً فخفي‬
‫هللا تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن االبتالء يكون بشيء من الخوم والجوع وليس بالخوم كله أو بالجوع كله ‪.‬‬
‫واللانية إشارة إلى الفرق بين االبتالء الواقع على هذه األمة المرحومية وبيين ميا وقيع مين ابيتالء عليى األميم السيابقة فقيد سيل هللا‬
‫غدًا ِمن ك ُِل‬ ‫آمنَةً ُّمط َمئِنَّةً يَ تِيهَا ِر قُهَا َر َ‬
‫ب َّللاُ َملَالً قَريَةً كَانَت ِ‬
‫(وض ََر َ‬
‫تعالى الخوم والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى َ‬
‫م ِب َميا كَيانُوا يَصينَعُونَ (‪ )١١٢‬النحيل) وليذا جياء هنيا بكلمية (بشييء) وجياء‬ ‫َان فَ َكفَ َرت ِب َنعُ ِم َّللاِ فَ َذَاقَهَا َّللاُ ِلبَ َ‬
‫ياس ال ُجيوعِ َوال َخيو ِ‬ ‫َمك ٍ‬
‫َ‬
‫هنالك بما يدل على المالبسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس الال م مما يدل عليى تمكين هيذا االبيتالء فيهيا و ِعظيم وقعيه عليهيا‬
‫وقد ُخ ِف عنا والحمد هلل ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪40‬‬


‫(ولَنَبلُ َيونَّكُم) دون واسيطة الرسيول صيلى هللا علييه وسيلم وأسيند‬ ‫* انظر فيي لطيائ القيرآن كيي أسيند البليوى هلل سيبحانه وتعيالى َ‬
‫(وبَش ِِير الصَّيا ِب ِرينَ ) تكريميا ً لشي نه و ييادة فيي تعليص الميؤمنين بيه بحيي‬
‫البشارة بالخير اآلتي من قِبَل هللا تعيالى إليى الرسيول فقيال َ‬
‫تحصل خيراتهم بواسطته دون أن يصيبهم أل مكروه بسببه ‪.‬‬

‫(ولَنَبلُ َونَّكُم بِشَيءٍ ِمنَ ال َخوم َوال ُجوعِ (‪ ))١٥٥‬تقديم الخوم وفي سورة قريش (الَّذِل أَطعَ َم ُهم ِمن ُجوعٍ َوآ َمنَ ُهم ِمن َخومٍ (‪))٤‬‬
‫* َ‬
‫تقديم الجوع ‪:‬‬

‫َّللاِ أَم َيواتٌ ‪ ...‬الَّيذِينَ إِذَا‬ ‫(و َال تَقُولُيوا ِل َمين يُقتَي ُل فِيي َ‬
‫سيبِي ِل َّ‬ ‫في سورة البقرة قدم الخيوم ألن هيذه وقعيت فيي سيياق القتيل والمصيائب َ‬
‫اجعُونَ (‪ ))١٥٦‬فقدم الخوم ‪.‬‬‫أَصَابَت ُهم ُم ِصيبَةٌ قَالُوا ِإنَّا ِ َّّللِ َو ِإنَّا ِإلَي ِه َر ِ‬

‫م قُ َري ٍش) هذه التجارة أصيالً لغير المييرة واألمين كيان سيببا ً فيي نجياح الرحلية ‪ ،‬حاجية قيريش للطعيام والتجيارة‬ ‫(ج َ‬
‫يال ِ‬ ‫في قريش ِ ِ‬
‫ت (‪)٣‬‬ ‫َ‬
‫ب َهيذا البَيي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ق َيري ٍش (‪ )١‬إِيالفِ ِهيم ِرحلية الشِيتَا ِء َوالصَّيي ِ (‪ )٢‬فليَعبُيدُوا َر َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شديدة (بِ َوا ٍد غي ِر ذِل رعٍ) ‪ ،‬حتيى لميا قيال ِ ِ‬
‫(جييال ِ‬
‫اء َوالصَّي ِ ) في الصي آمنهم مين خيوم ألن‬ ‫(رحلَةَ ِ‬
‫الشت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشتاء‬ ‫بمقابل‬ ‫الجوع‬ ‫م‬‫قد‬ ‫))‬ ‫الَّذِل أَطعَ َم ُهم ِمن ُجوعٍ َوآ َ َمنَ ُهم ِمن َخومٍ (‪٤‬‬
‫الناس في الشتاء يحتاجون إلى الطعام أكلر ولذلك يدخرون قوتهم للشتاء ثم األمن جعليه فيي إ اء الصيي ألنيه يسيهل فييه الغيارات‬
‫يخرج قطاع الطرق تخرج هوام ووحوش ‪ ،‬فالجوع يناسب الشتاء واألمن يناسب الصي فك ٌل جاء في رتبته وترتيبه ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٥٦‬ا َّل ِذينَ ِإذَا أَصَا َبت ُهم ُم ِصي َبةٌ قَالُوا ِإنَّا ِ َّّللِ َو ِإنَّا ِإلَي ِه َر ِ‬
‫اجعُونَ )‬
‫* القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصيل اجسيتعمال فيي المصييبة هيي الرميية الصيائبة للسيهم ‪ ،‬اجصيابة‬
‫يمكن أن تستعمل للحسنة ما أصابك أل ما نالك ونزل بك ‪ ،‬الرجل إذا إجتهد ف صاب فهو مصييب والميرأة يقيال أصيابت حتيى نتجنيب‬
‫القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجو من حي اللغة ‪.‬‬

‫ع َخي ًرا َف ِإنَّ‬ ‫م ِب ِه َما َو َمن تَ َط َّو َ‬ ‫علَي ِه أَن َي َّط َّو َ‬
‫َّللاِ فَ َمن َح َّج ال َبيتَ أ َ ِو اعت َ َم َر فَ َال ُجنَا َح َ‬ ‫صفَا َوال َمر َوةَ ِمن َ‬
‫شعَا ِئ ِر َّ‬ ‫آية (‪ِ ( : )١٥٨‬إنَّ ال َّ‬
‫َّللاَ شَا ِك ٌر َع ِلي ٌم)‬
‫َّ‬
‫* الفرق بين (ال جناح عليكم) و (ليس عليكم جناح) أن (ال جناح عليكم) مؤكدة كونها جملة إسمية وكونها منفية بـ (ال) أميا (لييس‬
‫عليكم جناح) فهي جملة فعلية ومن حي الحكم النحول الجملة اجسمية أقوى وأثبت وأدل على اللبوت من الجملة الفعلية ‪ ،‬أما مين‬
‫حي االستعمال القرآني نجد أن ‪:‬‬
‫ال جناح عليكم تستعمل فيما يتعلص بالعبادات وتنظيم األسرة وشؤونها والحقوق والواجبيات الزوجيية واألميور المهمية ‪( :‬إِنَّ الصَّيفَا‬
‫علَي ِه َميا فِي َميا افتَيدَت‬ ‫م بِ ِه َما (‪ ))١٥٨‬هذه عبادة ( فَ َال ُجنَا َح َ‬ ‫علَي ِه أَن يَ َّط َّو َ‬
‫َّللاِ فَ َمن َح َّج البَيتَ أ َ ِو اعتَ َم َر فَ َال ُجنَا َح َ‬ ‫َوال َمر َوةَ ِمن َ‬
‫شعَائِ ِر َّ‬
‫علَي ِه َميا َوإِن‬ ‫َ‬
‫َياو ٍر ف َيال ُجنَيا َح َ‬
‫ص ًاال عَين ت َ َيرا ٍ ِمن ُه َميا َوتَش ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َما أن يَت َ َرا َجعَا (‪( ))٢٣٠‬ف ِإن أ َرادَا فِ َ‬‫َ‬ ‫ِب ِه (‪( ))٢٢٩‬فَ ِإن َطلَّقَهَا ف َال ُجنَا َح َ‬
‫َ‬
‫وم (‪))٢٣٤‬‬ ‫علَيكُم ِفي َما فَ َعلنَ ِفي أَنفُس ِِهنَّ ِبيال َمع ُر ِ‬ ‫علَيكُم (‪( ))٢٣٣‬فَ ِإذَا َبلَغنَ أَ َجلَ ُهنَّ فَ َال ُجنَا َح َ‬ ‫أ َ َردت ُم أَن تَستَر ِضعُوا أَو َال َدكُم فَ َال ُجنَا َح َ‬
‫َ‬
‫سيوهُنَّ (‪( ))٢٣٦‬ف َيال ُجنَيا َح‬ ‫سيا َء َميا لَيم تَ َم ُّ‬ ‫َ‬
‫علَي ُكم إِن طلَّقت ُ ُم النِ َ‬ ‫(ال ُجنَا َح َ‬ ‫اء (‪َ ))٢٣٥‬‬ ‫س ِ‬ ‫علَيكُم فِي َما ع ََّرضت ُم بِ ِه ِمن ِخطبَ ِة النِ َ‬ ‫(و َال ُجنَا َح َ‬ ‫َ‬
‫علَيكُم ِفي َما فَ َعلنَ ِفي أَنفُس ِِهنَّ ِمن َمع ُرومٍ (‪ ))٢٤٠‬هذه اآليات كلها في الحقوق وفي شؤون األسرة‪.‬‬ ‫َ‬

‫ليس عليكم جناح تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كيالبيع والشيراء والتجيارة وغيرهيا مميا هيو دون العبيادات فيي‬
‫ح أَن تَبتَغُوا فَض ًال ِمن َربِكُم ) ‪.‬‬
‫علَيكُم ُجنَا ٌ‬ ‫األهمية ‪( :‬لَّي َ‬
‫س َ‬

‫* عبر السياق بكلمة (يطوم) بالتشديد ولم يقل يطوم للداللة على مزيد اعتناء بهذه الشعيرة من شعائر الحج وح ٌ على اال دياد‬
‫من السعي بين الصفا والمروة واال دياد من هذا الخير ك ٌل بقدر طاقته واستطاعته ‪.‬‬

‫ع َخي ًرا) ‪:‬‬ ‫ع َخي ًرا) وفي (‪( )١٨٤‬فَ َمن تَ َط َّو َ‬ ‫* الفرق بين الفاء والواو في اآلية (‪ )١٥٨‬قال ( َو َمن تَ َط َّو َ‬
‫الواو لمطلص الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقييب ‪ ،‬أميا الفياء فهيي تفييد التعقييب أل يي تي بعيدها مباشيرة فيي عقيب الشييء وتي تي‬
‫سببية درس فنجح ‪ ،‬الواو ليس فيها سبب ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّللا‬ ‫نَّ‬ ‫إ‬‫ي‬
‫ً ِ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ير‬ ‫ي‬‫خ‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يو‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ين‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫يا‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫َّ َ ِ ِ َ َ َ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫يو‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ير‬
‫َ َ‬‫م‬‫َ‬ ‫ت‬‫اع‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يتَ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ج‬
‫َّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ش َعآئِ ِر ِ َ‬
‫ف‬ ‫َّللا‬ ‫صفَا َوال َمر َوةَ ِمن َ‬
‫قال تعالى‪ِ ( :‬إنَّ ال َّ‬
‫ع ِلي ٌم (‪))١٥٨‬اآلية فيي الحيج والعميرة ومين تطيوع خييرا ً أل مين جياء بعبيادة أخيرى بطيوام ‪ ،‬بحيج ‪ ،‬بعميرة ‪ ،‬بعبيادة أخيرى‬ ‫شَا ِك ٌر َ‬
‫علَيى الَّي ِذينَ‬ ‫يام أ ُ َخ َير َو َ‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫د‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫يى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ًيا‬
‫ض‬ ‫ي‬‫ر‬‫َّ ِ‬ ‫م‬ ‫ُم‬ ‫ك‬ ‫ين‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫َانَ‬‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫َا‬
‫د‬ ‫ُو‬‫د‬‫ع‬ ‫م‬
‫ً َّ‬‫ا‬‫م‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫(‬ ‫الصيام‬ ‫في‬ ‫اللانية‬ ‫اآلية‬ ‫‪،‬‬ ‫العبادة‬ ‫نفس‬ ‫وليس‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪41‬‬


‫يتطيوع أكلير و يزييد‬ ‫ع َخي ًرا فَ ُه َو َخي ٌر لَّهُ َوأَن تَ ُ‬
‫صو ُموا َخي ٌر لَّكُم ِإن كُنت ُم تَعلَ ُمونَ (‪ ))١٨٤‬كيي‬ ‫يُ ِطيقُونَهُ فِديَةٌ َطعَا ُم ِمس ِك ٍ‬
‫ين فَ َمن تَ َط َّو َ‬
‫في الفدية في نفس الطاعة نفس العبادة لذا جاءت واحدة بالواو واللانية بالفاء ‪.‬‬

‫ب أُولَـئِكَ َيلعَنُ ُه ُم َّللاُ َو َيلعَنُ ُه ُم‬ ‫ت َوال ُهدَى ِمن بَع ِد َما بَيَّ َّناهُ ِلل َّن ِ‬
‫اس فِي ال ِكتَا ِ‬ ‫آية (‪( : )١٥٩‬إِنَّ الَّ ِذينَ يَكت ُ ُمونَ َما أَ َ‬
‫نزلنَا ِمنَ البَ ِي َنا ِ‬
‫الال ِعنُونَ )‬
‫َّ‬
‫* الناس هم بنو آدم إلى أن تقوم الساعة ‪ ،‬وهؤالء منهم كافر ومنهم مؤمن ‪ ،‬فكي يوجد اللعن ممن كفر مع أنه هو أيضا ً ملعونو‬
‫نحن في الدنيا نجد من يخدع غيره في دين هللا ‪ ،‬فإذا ما انجلت األمور في اآلخرة ‪ ،‬يتبرأ الخادع من المخدوع ويتبيرأ المخيدوع مين‬
‫الخادع ‪ ،‬وكلما دخلت أمة إلى النار لعنت األمة التي خدعتها ‪ ،‬ويتبادلون اللعن ‪.‬‬

‫َّللاُ (‪ )٥٢‬النساء) فعل ماضي و (أَنَّ َ‬


‫علَي ِهم‬ ‫الال ِعنُونَ ) بالمضارع و (لَ َعنَ ُه ُم َّ‬ ‫* في القرآن تعددت الصيغ (أُو َل ِئكَ يَل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ َو َيل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫ِين ‪ ﴾٧٨‬ا) ‪:‬‬ ‫علَيكَ لَعنَتِي إِلَى يَو ِم الد ِ‬ ‫(وإِنَّ َ‬
‫سو ُء الد َِّار ‪ ﴾٢٥‬الرعد) و َ‬ ‫ُ‬
‫َّللاِ ‪ ﴾٨٧‬آل عمران) و (أُولَئِكَ لَ ُه ُم اللَّعنَة َولَ ُهم ُ‬ ‫لَعنَةَ َّ‬

‫في سورة البقرة التعبير بـ (يَلعَنُ ُه ُم) بالفعل المضارع والمضارع في الحال والمستقبل ألمر سيسيتمر ميدى اليدهر فالقضيية مسيتمرة‬
‫ألن في كل عصر هناك من يكتم اآليات البينات ويكتم الحص مع وضوحه ‪.‬‬

‫في النساء قال (لَعَنَ ُه ُم) شيء انتهى أو كان في الماضي ناس ارتدوا كفروا ‪.‬‬

‫علَييي ِهم لَعنَييةَ َّ‬


‫َّللاِ‬ ‫ص ‪ ﴾٨٦ ..‬أ ُولَئِييكَ َجي َيزا ُؤهُم أَنَّ َ‬
‫سييو َل َح ي ٌّ‬ ‫شي ِيهدُوا أَنَّ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َّللاُ قَو ًمييا َكفَي ُيروا بَع ي َد إِي َمييانِ ِهم َو َ‬
‫فييي آل عمييران ( َكي ي َ يَه يدِل َّ‬
‫اس أَج َم ِعينَ ‪ )﴾٨٧‬هؤالء ارتدوا بعد أن آمنوا باهلل وقالوا محمد رسول هللا ‪ ،‬واالرتداد مستمر منذ أن جياءت الرسيل‬ ‫َوال َم َالئِ َك ِة َوالنَّ ِ‬
‫وإلى يوم القيامة ‪ ،‬والتعبير ب (إن واسمها وخبرها) هذه من باب التهديد‪.‬‬

‫س ُدونَ فِي األَر ِ أُولَئِكَ لَ ُهي ُم اللَّعنَيةُ َولَ ُهيم‬ ‫َّللاُ بِ ِه أَن يُو َ‬
‫ص َل َويُف ِ‬ ‫َّللاِ ِمن بَع ِد ِميلَاقِ ِه َويَق َطعُونَ َما أَ َم َر َّ‬
‫(والَّ ِذينَ يَنقُضُونَ عَه َد َّ‬
‫في الرعد َ‬
‫سو ُء الد َِّار ‪ )﴾٢٥‬مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت ينقضون عهد هللا بالتوحيد ويقطعون الرحم وقد أميره بهيا‬ ‫ُ‬
‫أن توصل وقتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك فقال (لهم) هيذه اليالم لالختصياا وك نيه ال يلعين أحي ٌد كميا يلعين هيؤالء ‪ ،‬كي ن اللعين ميا‬
‫ُخ ِلص إال لهؤالء ‪.‬‬

‫أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن في سورة ا رب العالمين لعن بها إبليس (قَا َل فَاخ ُرج ِمنهَيا فَ ِإنَّيكَ َر ِجيي ٌم‬
‫ِين ‪ )﴾٧٨‬هناك لعنة هللا والمالئكة والناس لكن أنت إبليس أختص أنا وحدل بلعنك ‪.‬‬ ‫علَيكَ لَعنَتِي إِلَى يَو ِم الد ِ‬
‫‪َ ﴾٧٧‬وإِنَّ َ‬

‫الر ِحي ُم)‬ ‫علَي ِهم َوأَنَا التَّ َّو ُ‬


‫اب َّ‬ ‫آية (‪( : )١٦٠‬إِالَّ ا َّل ِذينَ تَابُوا َوأَص َل ُحوا َوبَيَّنُوا َف ُو َلـئِكَ أَت ُ‬
‫ُوب َ‬
‫* من الفعل الماضي بعد اجسم الموصول قد يحتمل معنيى المضيي ويحتميل اجسيتقبال (تَيابُوا َوأَصيلَ ُحوا َو َب َّينُيوا) تيدل عليى احتميال‬
‫اجستقبال ألنها جاءت بعد الكتمان (إِنَّ الَّ ِذينَ يَكت ُ ُمونَ ) ‪.‬‬

‫الر ِحي ُم) ولم يقل وهللا تواب رحيم فما الداللة التي تضفيها لفظة (وأنا)و‬ ‫* ( َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬
‫اب َّ‬
‫(أنا) من معطيات األمل والرجاء لمن يلفتهم هللا تبارك وتعالى إليه ويتجلى عليهم بذاته ففي هيذه الكلمية ميا ال نجيده فيي تعبيير آخير‬
‫في هذا المقام ‪ .‬وكم نجد في الواو العاطفة في قوله (وأنا) من قوى الجذب لهؤالء الضالين الظالمين ‪.‬‬

‫* وص هللا سبحانه وتعالى نفسه التواب ولم يقل الغفور لما في كلمة التواب مين المبالغية فيي الرحمية والتوبية مميا يجيذب النياس‬
‫إلى التوبة واجنابة إلى هللا سبحانه وتعالى مهما عظمت ذنوبهم وكلرت خطاياهم طمعا ً في رحمته ‪.‬‬

‫اس أَج َم ِعينَ )‬‫علَي ِهم َلعنَةُ َّللاِ َوال َمآل ِئ َك ِة َوالنَّ ِ‬
‫ار أُو َل ِئكَ َ‬
‫آية (‪ِ ( : )١٦١‬إنَّ ا َّل ِذينَ َكفَ ُروا َو َمات ُوا َوهُم ُكفَّ ٌ‬
‫ُ‬
‫علَي ِهم لَعنَة َّللاِ) ‪:‬‬ ‫* الفرق بين (أُولَـئِكَ يَلعَنُ ُه ُم َّللاُ) و (أُولَئِكَ َ‬
‫يلعن فعل يدل على الحدوا والتجدد أما اللعنة فهي إسم يدل على اللبوت ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ب أولَيـئِكَ يَلعَينُ ُه ُم َّللاُ َويَلعَينُ ُه ُم‬
‫ياس فِيي ال ِكتَيا ِ‬ ‫ت َوال ُهيدَى ِمين بَعي ِد َميا بَيَّنَّياهُ ِللنَّ ِ‬ ‫في اآليية األوليى (إِنَّ الَّي ِذينَ يَكت ُ ُميونَ َميا أ َ َ‬
‫نزلنَيا ِمينَ البَيِنَيا ِ‬
‫الال ِعنُونَ (‪ ))١٥٩‬اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل هللا وهم ما الوا أحياء ولم يتوبوا أميا إذا تيابوا عميا فعليوا يغفير هللا لهيم‬ ‫َّ‬
‫ولهذا جاء بالصيغة الفعلية ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪42‬‬


‫اآلية اللانية (‪ )١٦١‬المذكورون هنا هيم اليذين مياتوا عليى الكفير وقيد حليت علييهم اللعنية فعيالً وانتهيى األمير وال مجيال ألن يتوبيوا‬
‫ولهذا جاء بالصيغة اجسمية ألنها ثابتة ولن تتغير ‪.‬‬

‫آية (‪َ ( : )١٦٢‬خا ِل ِدينَ فِيهَا الَ يُ َخ َّف ُ عَن ُه ُم ال َعذَ ُ‬


‫اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ )‬
‫* خالدين فيها وخالدين فيها أبدا ً في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار هناك أمران ‪:‬‬
‫إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام اجحسان في اللواب أو الشيدة فيي العقياب ييذكر (أبيدا) ألن (خاليدين فيهيا أبيداً) أطيول‬
‫من (خالدين فيها) وإذا كان في مقام اجيجا ال يذكرها ‪ ،‬أو كون العمل المذكور يستوجب الشدة فيستخدم (أبداً) ‪.‬‬

‫(أبداً) ال تحمل معنى الت بيد الدائم أو عدم الخيروج ألن الخليود وحيده يحميل هيذا المعنيى ‪ .‬والخليود لغوييا ً يعنيي البقياء وهيم يقوليون‬
‫الزمن الطويل أحيانا ً والخلود عند العرب تعني المك الطويل وليس بالضرورة المك األبدل ‪.‬‬

‫وقد وردت خالدين فيها أبدا ً في أهل الجنة ‪ ٨‬مرات وفي أهل النار ‪ ٣‬مرات وهذا من رحمته سبحانه ألن رحمته سبقت غضبه ‪.‬‬

‫ومس لة وجود وعدم وجود (أبداً) ليس لها عالقة بالخلود الدائم فهناك آيات كليرة فيها خالدين وحدها وليس في العقييدة أنهيم يغفير‬
‫علَي ِهم لَعنَةُ َّللاِ ‪َ ..‬خا ِل ِدينَ فِيهَا الَ يُ َخفَّ ُ عَن ُه ُم العَذَ ُ‬
‫اب َوالَ هُم يُن َظ ُرونَ ) ‪.‬‬ ‫ار أُولَئِكَ َ‬
‫لهم (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َو َمات ُوا َوهُم ُكفَّ ٌ‬

‫(أبداً) ظرم مان خاا بالمستقبل فق وليس له داللة منية معينة ‪ .‬نستعمل (ق ) للماضي و(أبيداً) للمسيتقبل وخطي أن نقيول ميا‬
‫رأيته أبدا ً وهذا خط لغول شائع ‪ ،‬نقول ال أكلمه أبدا ً وما رأيته ق ‪.‬‬

‫(والَ هُم يُن َظ ُرونَ ) اجنظار هو اجمهال ‪ ،‬والمعنى أنهم ال يؤخرون عن عذابهم أو بمعنى ال ينظر إليهم ألن النظير يعطيي شييئا مين‬
‫* َ‬
‫الشفقة ألنك قد تتجه ناحيته فتنظره دون قصد بتلقائية ‪ ،‬وهو سبحانه ال ينظر إليهم أساسا فك نهم أهملوا إهماالً تاما ً ‪.‬‬

‫اح ٌد َال ِإ َل َه ِإ َّال ه َُو َّ‬


‫الرح َمنُ َّ‬
‫الر ِحي ُم)‬ ‫آية (‪َ : )١٦٣‬‬
‫(و ِإ َل ُهكُم ِإ َلهٌ َو ِ‬
‫احدٌ) تعني ليس له ثيان ‪ ،‬و(أحيد) يعنيي لييس مركبيا ً وال مكونيا ً مين أجيزاء ‪ ،‬وليذلك فياهلل ال‬ ‫(و ِ‬ ‫احدٌ) و (أحد) هو أن َ‬ ‫(و ِ‬
‫* الفارق بين َ‬
‫يمكن أن نصفه ب نه كل أو كلي ألن كل يقابلها جزء و الكل ينش من اجتماع األجزاء وهللا متفرد بالوحدانيية ‪ ،‬وسيبحانه المنيزه عين‬
‫كل شيء ‪.‬‬

‫اس َو َميا أ َ َ‬
‫نيز َل َّللاُ‬ ‫َار َوالفُل ِك الَّتِي تَج ِرل فِي البَح ِر ِب َما يَنفَ ُع النَّ َ‬ ‫ت َواألَر ِ َواختِالَ ِ‬
‫م اللَّي ِل َوالنَّه ِ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫آية (‪( : )١٦٤‬إِنَّ فِي َخل ِ‬
‫ص ال َّ‬
‫َ‬
‫سي َماء َواألر ِ‬ ‫نَ‬
‫س ِيخ ِر بَيي ال َّ‬ ‫ب ال ُم َ‬ ‫سيحَا ِ‬
‫الريَياحِ َوال َّ‬ ‫َ‬
‫ُيل دَآبَّي ٍة َوتص ِيري ِ ِ‬ ‫س َماء ِمن َّماء فَ َحيَا بِ ِه األر َ بَع َد َموتِهَا َوبَ فِيهَا ِمين ك ِ‬
‫َّ‬ ‫ِمنَ ال َّ‬
‫ت ِلقَو ٍم يَع ِقلُونَ )‬
‫آليَا ٍ‬
‫الر َياحِ) فاستخدم كلمة تصري للداللة على أحوال الرياح ولم يستخدم كلمة أخرى كالهبوب ملالً ‪:‬‬ ‫ي‬
‫َ ِ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫(و‬ ‫ربنا‬ ‫قال‬ ‫*‬
‫ذلك ألن هذه الكلمة قد جمعت أحوال الرياح التي يحتاج إليها اجنسان وفي كل حالة من أحوالها آية من آيات وجيود الخيالص وعظييم‬
‫قدرته سبحانه ‪ .‬فهبوب الريح ملالً يحتاج إليه أهل موضيع لتخفيي الحير عينهم وقيد يحتياج أهيل موضيع آخير إليى إخيتالم هبوبهيا‬
‫لتجيء رياح رطبة بعد رياح يابسة أو تهب من جهة الساحل مسيرةً السفن إلى البحر أو تهب إلى جهة الساحل ليرجيع أهيل السيفن‬
‫الريَاحِ) ‪.‬‬ ‫من أسفارهم ‪ .‬فكل تلك األحوال التي أنعم هللا تعالى بها على الناس وغيرها كلير اجتمعت في قوله تعالى ( َوت َص ِري ِ ِ‬

‫* الفرق بين استعمال ريح ورياح في القرآن الكريم ‪:‬‬


‫ت (‪ )١٦‬فصيلت) ‪ .‬أميا كلمية‬ ‫سيا ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عليي ِهم ِريحيا صَرصَيرا فِيي أيَّي ٍام ن ِح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سلنا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشر كما في قوله (ف ر َ‬
‫الريَا َح‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ل‬‫س‬‫َ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫)‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ح‬‫ر‬‫َ‬ ‫َل‬‫د‬‫ي‬
‫َ‬ ‫نَ‬‫ي‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫ش‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َ‬ ‫الر‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ِل‬
‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ُو‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫(وتَص ِري ِ ِ‬
‫الريَ ِ‬
‫اح‬ ‫الرياح فهي تستعمل للخير كالرياح المبشرات َ‬
‫اء َما ًء فَ َسقَينَا ُك ُموهُ) ‪.‬‬ ‫لَ َواقِ َح فَ َ َ‬
‫نزلنَا ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬

‫* ما داللة وص السحاب في اآلية بالمسخرو‬


‫اآلية في سياق تعداد نِعم هللا سبحانه وتعالى فاهلل تعالى خلص السموات واألر وتعاقب الليل والنهار ألجيل اجنسيان ‪ ،‬والفليك التيي‬
‫تجرل في البحر بما ينفع النياس مين رحمية هللا سيبحانه لييس أميرا ً سيهالً لكين أ ِلفنياه ‪ ،‬وميا أنيزل هللا مين السيماء مين مياء وكيل ميا‬
‫يتناوله اجنسان والنبات والحيوان وهيذه اليدواب التيي عليى األر مميا مصيدره السيحاب ‪ ،‬والسيحاب يتحيرك بالريياح وليذلك أكيده‬
‫(والسحاب المسخر) يعني هو مهي و ُمعد لكم ‪ .‬كل هذا (آليات لقوم يعقلون) ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪43‬‬


‫كلمة سحاب هي إسم جنس جمعي لفظ مفيرد معنياه جميع ولييس ليه واحيد مين لفظيه ‪ ،‬والسيحابة هيي القطعية مين السيحاب وليسيت‬
‫واحدة من السحاب والقطعة مجزأة تماما ً ملل كلمة ماء ‪ .‬السحاب يُذكر ويؤن فالعرب تقول ظهر السحاب وظهرت السيحاب ‪ ،‬لكين‬
‫سي ُحب تؤني تقيول‬
‫اجحالة عليه بالضمير بالمفرد الميذكر يعنيي تقيول السيحاب رأيتيه وال تقيول السيحاب رأيتهيا ‪ ،‬فيإذا جمعتيه عليى ُ‬
‫السحب رأيتها وال تقول السحب رأيته ‪.‬‬

‫اب أَنَّ القُ َّوةَ ِّللِ ج َِميعاً)‬


‫(و َلو يَ َرى ا َّل ِذينَ َظ َل ُموا إِذ يَ َرونَ العَذَ َ‬
‫آية (‪َ : )١٦٥‬‬
‫وفظاعته ‪.‬‬ ‫* حذم جواب (لو) في اآلية ألن حذفه ترك للخيال أن يذهب كل مذهب في تصور شدة الموق‬

‫علَي ِهم َو َما هُم‬


‫ت َ‬ ‫يه ُم َّللاُ أَع َمالَ ُهم َح َ‬
‫س َرا ٍ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٦٧‬وقَا َل الَّ ِذينَ اتَّبَعُوا لَو أَنَّ لَنَا ك ََّرةً فَ َنتَبَ َّرأ َ ِمن ُهم َك َما تَبَ َّرؤُوا ِمنَّا َكذَ ِلكَ يُ ِر ِ‬
‫ِب َخ ِار ِجينَ ِمنَ النَّ ِار)‬
‫* الفرق بين الحسرة والندامة ‪:‬‬
‫الحسرة هي أشد الندم والتله على ما فيات حتيى ينقطيع اجنسيان مين أن يفعيل شييئا ً ‪ .‬والحسيير هيو المنقطيع فيي القيرآن الكيريم ‪،‬‬
‫علَي ِهم) منقطعة وال فائدة من الرجوع ثانية ‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫س َرا ٍ‬‫يه ُم َّللاُ أَع َمالَ ُهم َح َ‬ ‫يقولون هو كالحسير من الدواب الذل ال منفعة فيه ( َكذَ ِلكَ يُ ِر ِ‬
‫الندم قد يندم على أمر وإن كان فواته ليس بذلك ‪ ،‬الندم له درجات والحسرة من الندم لكن أشد الندم يبلغ الندم مبلغا ً ‪.‬‬

‫ع َلي ِه آبَاء َنا أ َ َو َلو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَع ِقلُونَ شَيئا ً َوالَ يَهتَ ُدونَ )‬
‫نز َل َّللاُ َقالُوا بَل َنت َّ ِب ُع َما أَل َفي َنا َ‬
‫(و ِإذَا قِي َل َل ُه ُم ات َّ ِبعُوا َما أ َ َ‬
‫آية (‪َ : )١٧٠‬‬
‫(وإِذَا قِي َل لَ ُهم) مبنية للمجهول ليتضمن كل قول جاء عليى لسيان أل رسيول مين هللا مين بيدء الرسياالت ‪ ،‬أل إذا قييل لهيم مين أل‬ ‫* َ‬
‫علَي ِه آبَآ َءنَآ) ‪.‬‬ ‫رسول اتبعوا ما أنزل هللا قالوا (بَل نَت َّ ِب ُع َمآ أَلفَينَا َ‬

‫علَي ِه آبَاءنَا أ َ َولَيو‬ ‫َّللاُ قَالُوا بَل نَتَّ ِب ُع َما َوجَدنَا َ‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّ ِبعُوا َما أ َ َ‬
‫نز َل َّ‬ ‫* الفرق بين اآليات ‪ :‬في سورة البقرة (أَلفَينَا) وفي لقمان َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سيو ِل قيالوا حَسيبُنا َميا‬ ‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وإِذا قِيي َل ل ُهيم تعَيالوا إِليى َميا أنيز َل َّللاُ َوإِليى َّ‬ ‫َ‬ ‫ير (‪ ))٢١‬وفي المائيدة َ‬ ‫س ِع ِ‬ ‫عذَا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫كَانَ الشَّي َطانُ يَدعُوهُم إِلَى َ‬
‫علَي ِه آبَاءنَا أ َ َولَو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَعلَ ُمونَ شَيئًا َوالَ يَهت َ ُدونَ (‪. ))١٠٤‬‬
‫َوجَدنَا َ‬

‫علَيي ِه آبَاءنَيا (‪َ ( ))١٧٠‬وأَلفَيَيا‬ ‫‪ -‬وجدنا وألفينا ‪ :‬في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إال فيما هو مشاهد محسوس (بَل نَت َّبِي ُع َميا أَلفَينَيا َ‬
‫اب َوجَي َد‬ ‫علَيهَيا َ ك َِر َّييا ال ِمح َير َ‬
‫ب) ‪ ،‬أميا (وجيدنا) هيي أشيمل وتسيتعمل لأميور القلبيية واألميور المشياهدة ( ُكلَّ َميا َد َخي َل َ‬ ‫س ِي َد َها لَدَى ال َبا ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(و َما َوجَدنَا ألكل ِر ِهم ِمن عَه ٍد) وجدهم يخلفون الميعاد ‪.‬‬
‫َّللاَ ِعن َدهُ) َ‬ ‫ِعن َد َها ِر قا ً) َ‬
‫(و َو َج َد َّ‬
‫الذل ال يؤمن إال بما هو مشاهد محسوس هو أقل علما ً ومعرفة وإدراكا ً ‪ ،‬ولذلك يستعمل (ألفينا) في الحالية الشيديدة لليذم أكلير مين‬
‫(وجدنا) ‪.‬‬

‫علَي ِه آبَآ َءنَآ) لكن كل من اللفظين مناسب للسيياق‬ ‫علَي ِه آبَا َءنَآ) في ظاهرها أبلغ من قولهم (نَتَّبِ ُع َمآ أ َلفَينَا َ‬ ‫‪ --‬قولهم (حَسبُنَا َما َوجَدنَا َ‬
‫(وإِذَا قِي َل لَ ُهم تَعَالَوا) يناسبها قولهم ( حَسبُنَا َما َوجَيدنَا َ‬
‫علَيي ِه آبَا َءنَيآ) يعنيي‬ ‫َ‬
‫الذل جاء فيه فـ (ات َّ ِبعُوا) يناسبها (نَتَّ ِب ُع َمآ ألفَينَا) وقوله َ‬
‫كافينا ما عندنا وال نريد شيئا غيره ‪.‬‬

‫‪( ---‬الَ َيع ِقلُونَ ) و(الَ َيعلَ ُمونَ ) ‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫في آية البقرة نفى عنهم العقل (أ َولو كَانَ آبَا ُؤهُم الَ يَع ِقلونَ شَيئا ً َوالَ يَهت َ ُدونَ ) ‪ ،‬وفيي المائيدة نفيى عينهم العليم (أ َوليو كَيانَ آبَيا ُؤهُم الَ‬
‫يَعلَ ُمونَ شَيئ ًا َوالَ يَهتَ ُدونَ ) ‪ .‬نفي العقل أشد من نفي العلم فاستعمل ألفى في نفي العقل ‪ ،‬ونفي العقل يعني نفي العلم ‪ ،‬فالعاقيل يمكين‬
‫ير) الشييطان ييدعو العاقيل ألن غيير‬ ‫سي ِع ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫أن يعلم لكن غير العاقل ال يعلم ‪ .‬وفي آية لقمان (أَ َولَيو كَيانَ الشَّيي َطانُ يَيد ُ‬
‫عوهُم إِلَيى عَيذَا ِ‬
‫العاقل غير مكل ‪.‬‬

‫رأل آخر‪ :‬إن (يعقلون) تعني ما ينش عن فكرهم وتدبرهم لأمور‪ ،‬لكن هناك أناس ال يعرفون كي يعقلون‪ ،‬ولذلك ي خذون القضيايا‬
‫مسلما ً بها كعلم من غيرهم الذل عقل ‪ ،‬إذن فالذل يعلم أقل منزلة من الذل يعقل ‪ ،‬ألن الذل عقل هو إنسان قد اسيتنب ‪ ،‬وأميا اليذل‬
‫علم فقد أخذ علم غيره ‪ ،‬إذن فنفي العلم عن شخص أبلغ من نفي التعقل ألن معنى (ال يعلم) أنه لييس لدييه شييء مين عليم غييره أو‬
‫علمه ‪.‬‬
‫وعندما يقول الحص سبحانه (الَ يَع ِقلُونَ شَيئا ً) فمعنى ذلك أنه من المحتمل أن يعلموا ‪ ،‬لكن عنيدما يقيول (الَ يَعلَ ُميونَ ) فمعنياه أنهيم ال‬
‫يعقلون وال يعلمون ‪ ،‬وهذا يناسيب ردهيم‪ .‬فعنيدما قيالوا ( َبيل نَت َّ ِبي ُع) فكيان وصيفهم بيـ (الَ َيع ِقلُيونَ ) ‪ ،‬وعنيدما قيالوا ( َحسيبُنَا) وصيفهم‬
‫ب نهم (الَ يَعلَ ُمونَ ) كالحيوانات تما ًما ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪44‬‬


‫بيين عقيل وعليم ‪ ،‬بيين مين‬ ‫(والَ يَهت َ ُدونَ ) لنعلم أن هدى السماء ال يختل‬
‫‪ ----‬يختم الحص اآلية في سورة البقرة وفي المائدة بقوله َ‬
‫يعقلون ومن يعلمون ‪.‬‬

‫ص ٌّم بُك ٌم عُم ٌي فَ ُهم الَ يَع ِقلُونَ )‬ ‫(و َمل َ ُل الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َك َمل َ ِل الَّذِل يَن ِع ُ‬
‫ص بِ َما الَ يَس َم ُع إِالَّ ُدعَاء َونِدَاء ُ‬ ‫آية (‪َ : )١٧١‬‬
‫* انظر في عظيم بالغة القرآن فاآلية تحمل صورتين في وص حال المشركين ‪:‬‬
‫‪ -‬صورة بالغية مؤثرة للكفرة وهم ال يستمعون إلى صوت الحص أبدا ً فانهماكهم في التقليد والضالل فال يلقون أذهانهم إليى ميا يقيال‬
‫وال يت ملون فيه وال األمر ك نه يعنيهم أصالً ك نهم كالبهائم التي ال تفقه وال تدرك من كالم مين يناديهيا معنيى وال تنتبيه إليى شييء ‪،‬‬
‫فالكالم عندها أصوات مجردة عن المعاني ‪ ،‬والنعيص تتابع الصوت للزجر ‪.‬‬
‫‪ --‬والصورة اللانية صورة المشركين وهم يعدون آلهتهم كمن يدعو أغناما ً ال تفقه شيئا ً وال ت ُجيب داعيا ً ‪.‬‬

‫آية (‪( : )١٧٢‬يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِمن َط ِيبَا ِ‬
‫ت َما َر َ قنَاكُم َواشك ُُروا ِّللِ ِإن كُنت ُم ِإيَّاهُ تَعبُ ُدونَ )‬
‫* قال تعالى (واشكروا هلل) ولم يقل واشكروني أو واشكروا لي باستخدام الضمير ‪:‬‬
‫فييي ذكيير إسييم هللا تعييالى ظيياهرا ً إشييعار باأللوهييية التييي قييد ال يؤديهييا الضييمير فك نمييا يييوميء أن اجلييه الحييص الييذل يخلييص ويُيين ِعم هييو‬
‫المستحص للعبادة دون غيره وهو وحده سبحانه الذل يستحص الشكر على نعمائه ‪.‬‬

‫* داللة تقديم المفعول به على فعله فى قوله تعالى (إِن كُنت ُم إِيَّاهُ تَعبُ ُدونَ ) ‪:‬‬
‫هذا التقديم في الغالب يفيد اجختصاا ألن العبادة مختصة باهلل تعالى ‪ ،‬فقولك (أنجدت خالداً) ال يفيد أنك خصصت خالداً بالنجاة بيل‬
‫يجو أنك أنجدت غيره ‪ ،‬فإذا قلت خالدا ً أنجدت أفاد ذلك أنك خصصته بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا ً آخر ‪.‬‬

‫غي َر بَياٍٍ َوالَ عَيا ٍد فَيال إِثي َم َ‬


‫علَيي ِه إِنَّ َّللاَ‬ ‫ير َو َما أ ُ ِه َّل بِ ِه ِلغَي ِر َّللاِ فَ َم ِن اض ُ‬
‫ط َّر َ‬ ‫علَي ُك ُم ال َميتَةَ َوال َّد َم َولَح َم ال ِخ ِ‬
‫نز ِ‬ ‫آية (‪( : )١٧٣‬إِنَّ َما ح ََّر َم َ‬
‫غفُ ٌ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫يير َو َميا أ ِهي َّل بِي ِه ِلغَي ِير َّللاِ (‪ )١٧٣‬البقيرة) و ( ُح ِر َميت‬ ‫نز ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عليي ُك ُم ال َميتَية َوالي َّد َم َولحي َم ال ِخ ِ‬‫َ‬ ‫* داللة التقديم والت خير لـ (به) في (إِنَّ َما ح ََّر َم َ‬
‫ير َو َما أ ُ ِه َّل ِلغَي ِر َّللاِ ِب ِه (‪ )٣‬المائدة) ‪:‬‬ ‫علَي ُك ُم ال َميتَةُ َوال َّد ُم َولَح ُم ال ِخن ِز ِ‬
‫َ‬

‫إذا كان السياق في التحريم قدم (لغير هللا) وإذا كان السياق في األطعمة قدم الطعام (ما أهل به) يعني الذبيحة‬
‫يام‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫في المائدة السياق على التحليل والتحريم ومن بيده ذلك ‪ ،‬رفض أل جهة تحلل وتحرم غير هللا قال تعيالى (أ ُ ِحليت لكُيم بَ ِهي َمية األنعَ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫غي َر ُم ِح ِلي الصَّي ِد َوأَنيت ُم ُح ُير ٌم إِنَّ َّللاَ يَحكُي ُم َميا يُ ِريي ُد (‪ ))١‬لييس لكيم أن ت ُِحليوا واليذل يُ ِحيل هيو هللا تعيالى‪( ،‬يَيا أَيُّهَيا‬
‫علَيكُم َ‬ ‫إِالَّ َما يُتلَى َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َوال القآلئِ َد (‪ ))٢‬الذل يُ ِحل هو ربنا سبحانه ‪( ،‬يَسي لون َمياذا أ ِحي َّل ل ُهيم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شعَآئِ َر َّللاِ َوال الشَّه َر الح ََرا َم َوال الهَد َ‬ ‫الَّ ِذينَ آ َمنُوا ال ت ُِحلوا َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫علَّمت ُم ِمنَ الج ََو ِارحِ ُمك َِل ِبينَ (‪ ))٤‬إذن هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بييده حصيراً السيياق لييس هناليك‬ ‫قُل أ ُ ِح َّل لَ ُك ُم ال َّط ِيبَاتُ َو َما َ‬
‫أل جهة تقوم بذلك ولذلك قدم ( َو َما أ ُ ِه َّل ِلغَي ِر َّللاِ ِب ِه (‪ ))٣‬أ ُ ِهل يعني ُر ِفع الصيوت بذبحيه ‪ ،‬أ ُ ِهيل يعنيي هيذا باسيم هللا وهللا أكبير‪ ،‬هيذا‬
‫لفالن‪ .‬إذن هنا قدم (لغير هللا) ألن ربنا هو الجهة األولى واألخيرة التي بيدها التحليل والتحريم ‪.‬‬

‫ياس ُكلُيوا ِم َّميا فِيي األَر ِ حَيالَالً‬ ‫في البقرة المقام هو فيما ر ق هللا تعالى عباده من الطيبات وليس فيهيا تحلييل وتحيريم (يَيا أَيُّهَيا ال َّن ُ‬
‫علَيي ُك ُم ال َميتَيةَ َوالي َّد َم‬
‫ت َما َر َ قنَاكُم ‪ ))١٧٢( ..‬هذا طعيام ‪ِ ( ،‬إنَّ َميا حَي َّر َم َ‬ ‫َط ِيبا ً ‪ ))١٦٨( ..‬هذا طعام ‪( ،‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِمن َط ِيبَا ِ‬
‫ير َو َما أ ُ ِه َّل بِ ِه ِلغَي ِير َّللاِ ‪ ))١٧٣( ..‬هيذه الذبيحية ‪ ،‬يعنيي ميا ُرفِيع الصيوت بذبحيه فقيدم (بيه) ألن هيذا طعيام متناسيب ميع‬ ‫َولَح َم ال ِخ ِ‬
‫نز ِ‬
‫الطعام ومتناسب مع طيبات ما ر قهم ‪.‬‬

‫طيونِ ِهم إِالَّ النَّ َ‬


‫يار َوالَ يُك َِل ُم ُهي ُم‬ ‫ب َويَشت َ ُرونَ ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِليالً أُولَـئِكَ َما يَ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬ ‫نز َل َّللاُ ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫آية (‪( : )١٧٤‬إِنَّ ا َّل ِذينَ يَكت ُ ُمونَ َما أ َ َ‬
‫اب أَ ِلي ٌم)‬
‫عذَ ٌ‬ ‫يهم َولَ ُهم َ‬‫َّللاُ يَو َم ال ِقيَا َم ِة َوالَ يُ َز ِك ِ‬
‫الال ِعنُيونَ (‪ )١٥٩‬إِ َّال‬ ‫ب أُولَـئِكَ يَلعَنُ ُه ُم َّللاُ َويَلعَنُ ُه ُم َّ‬ ‫ت َوال ُهدَى ِمن بَع ِد َما بَيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬
‫اس فِي ال ِكتَا ِ‬ ‫نزلنَا ِمنَ البَ ِينَا ِ‬‫* (إِنَّ الَّ ِذينَ يَكت ُ ُمونَ َما أ َ َ‬
‫الر ِحي ُم (‪ ))١٦٠‬هنا كتم وهناك كتم فلماذا هناك توبة و‬ ‫اب َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علي ِهم َوأنا الت َّو ُ‬ ‫َ‬ ‫ُوب َ‬ ‫الَّ ِذينَ تَابُوا َوأَصلَ ُحوا َوبَيَّنُوا ف ولئِ أت ُ‬
‫َ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ت َوال ُهدَى) هناك من كتب ألمير ميا إميا خوفيا ً أو ضيالالً أو عبليا ً ثيم تياب فتياب هللا علييه‬ ‫األولى ( ِإنَّ ا َّل ِذينَ َيكت ُ ُمونَ َما أ َ َ‬
‫نزل َنا ِمنَ ال َب ِينَا ِ‬
‫فقال (ما أنزلنا) للتحبب فيها رقية وأميان هيذا الهيدى بعلنياه لكيم وأنيتم مين عبادنيا كيي تفعليون هيذاو فييه تحبييب للتوبية (إِ َّال الَّي ِذينَ‬
‫تَابُوا) إن الذين كفروا ثم تابوا هؤالء لهم توبة ‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪45‬‬


‫اللانية ( ِإنَّ الَّ ِذينَ يَكت ُ ُمونَ َما أ َ َ‬
‫نز َل َّللاُ ِمينَ ال ِكتَيا ِ‬
‫ب) هنيا قيال هللا ‪ ،‬ألنهيم يكتميون ويصيرون عليى اجضيالل والتكفيير فلييس لهيم توبية‬
‫ألنهم كفروا وا دادوا كفرا ً وكفروا غيرهم ‪.‬‬

‫ب لَ ِفي ِ‬
‫شقَ ٍ‬
‫اق بَ ِعيدٍ)‬ ‫َص َوإِنَّ ا َّل ِذينَ اختَلَفُوا فِي ال ِكتَا ِ‬ ‫آية (‪( : )١٧٦‬ذَ ِلكَ ِب َنَّ َّللاَ َن َّز َل ال ِكت َ َ‬
‫اب ِبالح ِ‬
‫* وص هللا تعالى الشقاق ب نه بعيد ولم يصفه بكبير أو عظيم ليصور لنا أن الشقاق فيي القييم المنهجيية السيماوية هيو هيوة كبييرة‬
‫وإذا ما سق فيه أولئك المختلفون في الكتاب فلن يستطيعوا أن يُصلحوا فيما بينهم ألن شيقة الخيالم واسيعة ال يقيدر عليى حلهيا إال‬
‫هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫ياّللِ َواليَيو ِم اآلَ ِخ ِير َوال َم َالئِكَي ِة َوال ِكتَيا ِ‬


‫ب‬ ‫ب َولَ ِكينَّ البِ َّير َمين آ َ َمينَ بِ َّ‬
‫ق َوال َمغ ِير ِ‬ ‫س البِ َّير أَن ت َُولُّيوا ُو ُجيو َهكُم قِبَي َل ال َمش ِير ِ‬ ‫آية (‪( : )١٧٧‬لَيي َ‬
‫ب َوأَقَيا َم الص ََّيالةَ َوآَتَيى َّ‬
‫الزكَياةَ‬ ‫ِ ِ‬‫يا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫الر‬ ‫يي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ينَ‬ ‫ل‬‫ئ‬‫يا‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫َّ ِ ِ َ َّ ِ ِ َ ِ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫ب‬‫ي‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ينَ‬ ‫اب‬ ‫و‬ ‫ينَ‬ ‫ك‬‫يا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ِ َ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫يا‬‫َ‬ ‫ت‬‫ي‬‫ال‬ ‫و‬ ‫يى‬ ‫ب‬‫ر‬‫ُ‬ ‫ق‬‫ال‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫ُِ ِ ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ح‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫َوالنَّ ِب ِيينَ َوآَتَى ال َما َل‬
‫ُ‬
‫ص َدقوا َوأولَئِكَ ُه ُم ال ُمتَّقُونَ )‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اء َو ِحينَ البَ ِس أولَئِكَ الَّ ِذينَ َ‬ ‫اء َوالض ََّّر ِ‬ ‫س ِ‬‫َوال ُموفُونَ بِعَه ِد ِهم إِذا عَا َهدُوا َوالصَّابِ ِرينَ فِي البَ َ‬
‫َ‬
‫ور َهيا َولَيـ ِكنَّ ال ِب َّير َم ِ‬
‫ين اتَّقَيى‬ ‫س ال ِب ُّر ِب َن ت َ ت ُوا البُيُوتَ ِمين ُ‬
‫ظ ُه ِ‬ ‫(ولَي َ‬‫ب (‪ ))١٧٧‬و َ‬ ‫ق َوال َمغ ِر ِ‬ ‫س ال ِب َّر أَن ت َُولُّوا ُو ُجو َهكُم ِق َب َل ال َمش ِر ِ‬ ‫* (لَّي َ‬
‫(‪ ))١٨٩‬ما سبب االختالم و‬

‫ب) البر خبر لييس مقيدم ألن خبير أخيوات كيان كلهيا‬ ‫ق َوال َمغ ِر ِ‬ ‫س البِ َّر أَن ت َُولُّوا ُو ُجو َهكُم قِبَ َل ال َمش ِر ِ‬ ‫التعبير أصالً مختل ‪ ،‬األولى (لَّي َ‬
‫يجو تقديمه و(أن تولوا وجوهكم) مصدر مؤول اسم ليس ‪ ،‬خارج القرآن معناها ليس أن تولوا وجوهكم البر ‪.‬‬
‫ور َها َولَـ ِكنَّ البِ َّر َم ِن اتَّقَى) ال يصح لغة أن يقول ليس ا َ‬
‫لبر ‪ ،‬هذه البياء تيدخل عليى‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫س البِ ُّر بِ َن ت َ ت ُوا البُيُوتَ ِمن ُ‬
‫(ولَي َ‬
‫اآلية اللانية َ‬
‫َ‬
‫َّللاُ ِب ح َك ِم الحَا ِك ِمينَ ) ال تدخل الباء على اجسم أصالً ‪.‬‬
‫س َّ‬ ‫َ‬
‫س ِب َظالَّ ٍم ِللعَ ِبيدِ) (ألَي َ‬ ‫َ‬
‫(وأنَّ َّللاَ لَي َ‬‫الخبر وال تدخل على اجسم ملل َ‬

‫البر ألنه يمكن أن يكون هناك تقديم وت خير لكن اآلية اللانية ال يمكين ألنيه ميا دام‬
‫البر أو ليس َ‬
‫اآلية األولى يمكن أن يقال فيها ليس ُ‬
‫عندا (الباء) الباء تدخل على الخبر حتما ً مزيدة على الخبر وال تزاد في اجسم هذا قياس يعني متى ما شئت إفعيل فيي خبير (لييس) ‪،‬‬
‫فإذن ال يمكن أن ننصب البر ألنه دخلت الباء فاقتضى أن تكون الباء داخلة على خبر (ليس) وال يمكن غير ذلك ‪.‬‬

‫* (لَ َ‬
‫يس البر أن تولوا ُوجو َهكم) استعمل القرآن الفعل المضارع بمعنى التحول والتحيرك أل توليية الوجيه ‪ ،‬ووصي البير ب نيه مين‬
‫تتملل فيه هذه الصفات ‪ ،‬وهي من اآليات الجامعة التي تبين لنا أن البر يكون مملال كامال فيي هيذا اجنسيان المتصي بهيذه الصيفات‬
‫التي تعددها اآلية ‪.‬‬

‫* استعمل النبيين دون المرسلين ألن النبوة أوسع من الرسالة ‪ ،‬فكل رسول نبي ولييس كيل نبيي رسيوالً ‪ .‬ونلحيظ اسيتعمال الجينس‬
‫(والكتاب) أل جنس الكتاب ‪.‬‬

‫* بين الفئات التي يصلها العطاء وتستحقه ‪ ،‬فبدأ بذول القربى من باب حرصه على األرحام ‪ ،‬وثنى باليتامى ثيم بالمسياكين اليذ يين‬
‫يحتاج المرء إلى البح عنهم ليعرفهم ‪ ،‬وهذا من التوجيهات االجتماعية القرآنية في الرعاية المالية ‪ ،‬ثم ذكر ابين السيبيل ليطميئن‬
‫المسلم على نفسه أنى كان فيإذا انقطيع بيه الميال فيى سيفر فيإن ليه حقيا فيي هيذا الميال ‪ ،‬وذكير السيائلين (مين سي ل بياهلل في عطوه) ‪،‬‬
‫والسائلون ليسوا هم المساكين ‪ .‬ثم ختم بالرقاب ‪ ،‬والحقيقة أن اجسالم أبقى منفذا ً واحدا ً للرق وهيو (رقييص الحيرب) ثيم فيتح أبوابيا ً‬
‫جخراج العبد من حالة عبوديته بالصدقات والكفارات والترغييب فيي العتيص ‪ ،‬وبابيا ً آخير وهو(المكاتبية) وهيو مين مصيارم اجنفياق‬
‫الطوعي ‪.‬‬

‫* قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه ألن (على) أفادت التمكن من حيب الميال وشيدة التعليص بيه فنبيه بهيا عليى أبعيد أحيوال‬
‫التعلص بالمال ‪ ،‬فإذا كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل هللا وأنت مرتاح النفس فكي بك في أحوالك األخرىو‬

‫* داللة نصب (الصابرين) ولم يقل الصابرون معطوفية عليى الموفيون عطي عليى خبير لكين ‪ :‬هيذا يُسيمى القطيع فيي اللغية ويكيون‬
‫لأمر المهم ‪ ،‬ويسمى مقطوع على المدح أو الذم ‪ .‬وفي اآلية (الصابرين) مقطوعة وهي تعنيي أخيص أو أميدح الصيابرين ‪ ،‬وك ننيا‬
‫نسييل الضييوء علييى المقطييوع ألن الصييابرين يكونييون فييي الحييرب والسييلم وفييي الب سيياء وهييي عمييوم الشييدة واالصييابة فييي األميوال‬
‫والضراء في البدن والدين كله صبر فقطع الصابرين ألهميتها ‪.‬‬

‫* الفرق بين الب ساء والضراء ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪46‬‬


‫الب ساء معناها البؤس وما فيه من الفقر والشدة والمشقة ‪ ،‬في الحرب وغيرها ‪ .‬والب ساء بمعنى الحرب أيضا ً ‪.‬‬
‫الضراء اجصابة في األبدان من مر وأوجاع واجصابة في األموال ‪.‬‬

‫ب َولَ ِكنَّ البِي َّر َمين آ َمينَ ‪ )..‬وليم يقيل‪ :‬ولكين البير أن تؤمنيوا ‪ ،‬ليناسيب‬ ‫س البِ َّر أَن ت َُولُّوا ُو ُجو َهكُم قِبَ َل ال َمش ِر ِ‬
‫ق َوال َمغ ِر ِ‬ ‫* قال تعالى (لَي َ‬
‫الجزء األول من اآلية الذل أتى بالخبر مصدرا وباعتبار أن البر هو اجيمان ال المؤمن ‪:‬‬
‫ورهياَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س البِ ُّير بِي ن تي ت ُوا البُيُيوتَ ِمين ظ ُه ِ‬ ‫َ‬
‫جاء في اآلية بالمصدر المؤول (أن تولوا = التوليية ) ‪ ،‬وكيذلك فيي اآليية (‪َ ...( )١٨٩‬وليي َ‬
‫َولَ ِكنَّ البِ َّر َم ِن اتَّقَى ‪ )َ..‬وليس (ولكن البر أن تتقوا) ‪.‬‬

‫في لغة العرب يمكين أن يحيذم المضيام ويقيوم المضيام إلييه مقاميه كميا فيي قوليه تعيالى (وسيئل القريية) ففيهيا مضيام محيذوم‬
‫(واس ل أهل القرية) فحذم كلمة (أهل) وجعل كلمة (قرية) مكانها‪ ،‬وأخذت موقعها اجعرابي ‪.‬‬
‫فعندما يقول (ولكن البِر َمن اتقى) ك ن هذا المتقي صار هو البر بعينه ‪ .‬فالبِر الحقيقي هو هذا اليذل اتقيى أو اليذل تيوفرت فييه هيذه‬
‫الصفات‪.‬‬

‫* (أولئك الذين صدقوا) جاء باسم اجشارة (أولئك) للبعيد ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مللهم ويصل إليهم ‪.‬‬

‫* (وأولئك هم المتقون) جاء بالضمير (هم) ضمير الفصل يؤتى به ليميز بين الخبر والصفة ‪ ،‬وفيه أيضا ً معنى التوكيد ‪ ،‬ف ثبت لهم‬
‫الخبرية توكيدا ً وتخصيصا ً ‪.‬‬

‫ع ِف َي لَهُ ِمن أَ ِخيي ِه‬ ‫َاا فِي القَتلَى ال ُح ُّر بِال ُح ِر َوالعَب ُد بِالعَب ِد َواأل ُنلَى بِاألُنلَى فَ َمن ُ‬ ‫علَي ُك ُم ال ِقص ُ‬
‫ب َ‬ ‫آية (‪( : )١٧٨‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم )‬
‫عذَ ٌ‬ ‫ان ذَ ِلكَ تَخ ِفي ٌ ِمن َر ِبكُم َو َرح َمةٌ فَ َم ِن اعتَدَى َبع َد ذَ ِلكَ فَلَهُ َ‬
‫س ٍ‬ ‫وم َوأَدَا ٌء ِإلَي ِه ِب ِإح َ‬
‫ع ِبال َمع ُر ِ‬ ‫شَي ٌء فَ ِ‬
‫ات َبا ٌ‬
‫ب) هنا للمجهول و‬ ‫* ما الحكمة من بناء الفعل ( ُكتِ َ‬
‫الصييَا ُم‬
‫ُ ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫يي‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫يب‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫يوا‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫م‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ينَ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫يول‬
‫ي‬ ‫للمجه‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫ربن‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫يبنيه‬ ‫ياقة‬
‫ي‬ ‫والش‬ ‫يعبة‬
‫ي‬ ‫الص‬ ‫يتكرهة‬ ‫ي‬ ‫المس‬ ‫يور‬ ‫ي‬ ‫األم‬ ‫هنييا خي عييام فييي القييرآن أن‬
‫َّ‬
‫علي ُك ُم ال ِقت َا ُل َوه َُو كُرهٌ لكُيم (‪ ))٢١٦‬ميع أنيه كليه بقيدر‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َاا فِي القتلى (‪ُ ( ))١٧٨‬كتِ َ‬ ‫علي ُك ُم ال ِقص ُ‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫(‪( ))١٨٣‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫هللا عزوجل لكن ال ينسبه لنفسه ‪.‬‬

‫َاا َحيَاةٌ يَا أُو ِلي األَلبَا ِ‬


‫ب لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ )‬ ‫آية (‪َ : )١٧٩‬‬
‫(ولَكُم فِي ال ِقص ِ‬
‫* كلمة ال ِقصاا م خوذة من فعل قص يقص والقص تتبع األثر تحديدا ً الذل قد يكون خطا ً ومنه قص اللياب ألنها لم تكين ت ُقيص إال‬
‫بعد أن يوضع عليها خ أين يقص ‪ .‬الذل يقص بالمقص هو يتتبع أثرا ً ‪ .‬لما تقول قصاا أل أنت تتتبع الذل فعله المخيا ِل تقيص‬
‫فعله حتى تعاقبه بملل فعله ‪ ،‬اختصرت بكلمة قصاا ‪.‬‬

‫سنة العرب في كالمها ‪.‬‬


‫* ت خرت كلمة (حياة) ألنها جاءت ن ِكرة ف خرها على ُ‬

‫من أوصام الخير‪.‬‬ ‫* نُ ِكرت كلمة (حياة) فلم يقل الحياة إشعارا ً أن في هذا القصاا نوع من الحياة عظيما ً ال يبلغه وص‬

‫* كي يكون القصاا حياة وهو قت ٌل للقاتلو القصاا فيه حياة للمجتمع فإذا ع ِلم القاتل أنه سيُقتل فال شك أنيه سييمتنع عين القتيل‬
‫وهذا يصون النفس من القتل ويحمي القاتل فكان القصاا حياة للنفسين وهذا يؤدل إلى إحياء البشرية ب سرها ‪.‬‬

‫علَى ال ُمتَّ ِقينَ )‬ ‫علَيكُم إِذَا َحض ََر أ َ َح َد ُك ُم ال َموتُ إِن تَ َركَ َخي ًرا ال َو ِصيَّةُ ِلل َوا ِلدَي ِن َواألق َربِينَ بِال َمع ُر ِ‬
‫وم َحقًّا َ‬ ‫آية (‪ُ ( : )١٨٠‬كتِ َ‬
‫ب َ‬
‫* داللة استعمال ( َحض ََر) في اآلية ألن حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في اآلية ‪.‬‬

‫* داللة تقديم (أحدكم) لتهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي فاآلية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم ‪.‬‬

‫* الفرق بين (إذا) و(إن) في قوله تعالى (إِذَا َحض ََر أ َ َح َد ُك ُم ال َموتُ ) ‪ :‬إذا تستعمل فيما هو كليير وفيميا هيو واجيب و(إن) لميا هيو أقيل‬
‫عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل وقد يكون قليل‪.‬‬

‫* اللمسات البيانية في آيات الصيام ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪47‬‬


‫ت فَ َمن كَيانَ ِمينكُم َّم ِريضًيا أَو‬ ‫علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِل ُكم لَعَلَّ ُكم تَتَّقُونَ (‪ )١٨٣‬أَيَّا ًما َّمع ُدودَا ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫الصيَا ُم َك َما ُكتِ َ‬ ‫علَي ُك ُم ِ‬ ‫ب َ‬ ‫(يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫صيو ُموا خي ٌير لكُيم إِن كُنيت ُم‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع خي ًيرا ف ُه َيو خي ٌير ليهُ َوأن ت َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين ف َمن تَط َّو َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫على ال ِذينَ يُ ِطيقونهُ فِديَة طعَا ُم ِمس ِك ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِمن أَيَّ ٍام أخ َر َو َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫علَى َ‬ ‫َ‬
‫صيمهُ َو َمين‬‫ان فَ َمن ش َِه َد ِمين ُك ُم الشَّيه َر فَليَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َى‬ ‫د‬‫ه‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫نَ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ًى‬‫د‬‫ه‬‫ُ‬ ‫آنُ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫نز‬
‫َ ِ‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ِل‬
‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َانَ‬
‫ض‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َه‬
‫ش‬ ‫)‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫(‬ ‫ونَ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫تَ‬
‫َ‬
‫عليى َميا هيدَاكُم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يام أخ َير يُ ِريي ُد َّللاُ بِكُي ُم اليُس َير َوال يُ ِريي ُد بِكُي ُم العُس َير َو ِلتك ِمليوا ال ِعي َّدة َو ِلتكَبِ ُيروا َّللاَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫سيف ٍر ف ِعي َّدة ِمين أيَّ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫على َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك َم ِريضًا أو َ‬ ‫َانَ‬
‫َولَعَلَّكُم تَشك ُُرونَ (‪. ))١٨٥‬‬

‫* موقع آيات الصيام كما جاءت في سياقها في القرآن الكريم *‬


‫آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر ‪:‬‬
‫ص َدقُوا َوأُولَـئِكَ ُه ُم ال ُمتَّقُونَ (‪ ))١٧٧‬والصوم نصي الصيبر‬ ‫ساء والض ََّّراء َو ِحينَ البَ ِس أُولَـئِكَ الَّ ِذينَ َ‬ ‫(والصَّابِ ِرينَ فِي البَ َ‬
‫قبلها قال َ‬
‫َياا فِيي القَتلَيى (‪ ))١٧٨‬هيذه شيدة‬ ‫علَيي ُك ُم ال ِقص ُ‬ ‫يب َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫يوا‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫م‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ينَ‬‫ذ‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َيا‬
‫ه‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫أيضي‬ ‫مها‬ ‫وتقيد‬ ‫اجيميان‬ ‫نصي‬ ‫والصيبر‬ ‫الحيدي‬ ‫كما فيي‬
‫َ‬
‫عليى ال ُمتَّ ِقيينَ‬ ‫ًّ‬
‫وم َحقا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عليكُم إِذا َحض ََر أ َح َد ُك ُم ال َموتُ إِن ت َ َركَ خي ًرا ال َو ِصيَّة ِلل َوا ِلدَي ِن َواألق َربِينَ بِال َمع ُر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫وتحتاج إلى صبر وقبلها ( ُكتِ َ‬
‫(‪ ))١٨٠‬هذه شدة وتحتاج إلى الصبر ‪.‬‬
‫(وقَياتِلُوهُم َحتَّيى الَ تَكُيونَ‬ ‫(واقتُلُيوهُم َحيي ُ ث َ ِقفت ُ ُميوهُم (‪َ ))١٩١‬‬ ‫سيبِي ِل َّللاِ الَّي ِذينَ يُقَياتِلُونَكُم (‪َ ))١٩٠‬‬ ‫(وقَياتِلُوا فِيي َ‬‫وبعدها آيات القتيال َ‬
‫فِتنَةٌ (‪ ))١٩٣‬الصوم من المشاق والقتال من المشياق والقتيال يقتضيي الصيبر والصيوم نصي الصيبر ‪ .‬بعيدها ذكير آييات الحيج ألن‬
‫الحج يقع بعد الصيام بعد شهر رمضان تبدأ أشهر الحج فذكر (ال َح ُّج أَش ُه ٌر َّمعلُو َماتٌ ‪ ))١٩٧( ..‬ثم ذكر المريض في الحج كميا ذكير‬
‫عش ََيرةٌ‬ ‫المريض في الصوم وذكر الفدية في الحج ومن الفدية الصيام (فَ َمن لَّم يَ ِجد فَ ِصيَا ُم ثَالثَ ِة أَيَّ ٍام فِي الحَجِ َو َ‬
‫سبعَ ٍة إِذَا َرجَعت ُم تِليكَ َ‬
‫َاملَةٌ (‪ ))١٩٦‬إذن موقع آيات الصيام تقع بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر وعموم المشقة ‪.‬‬ ‫ك ِ‬

‫علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِل ُكم لَ َعلَّ ُكم تَتَّقُونَ )‬


‫ب َ‬ ‫علَي ُك ُم ِ‬
‫الص َيا ُم َك َما ُك ِت َ‬ ‫( َيا أَ ُّيهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُك ِت َ‬
‫ب َ‬
‫َ‬
‫عليى‬ ‫* بناء الفعل ( ُكتِب) للمجهول ولم يقل كتبنا ألن فيها مشقة وشدة ألن هللا تعالى يظهر نفسيه فيي األميور التيي فيهيا خيير ( َكتَي َ‬
‫ب َ‬
‫س َكتُبُهَا ِللَّ ِذينَ يَتَّقُونَ َويُؤت ُونَ َّ‬
‫الزكَيـاةَ َوالَّي ِذينَ هُيم ِبآيَاتِنَيا يُؤ ِمنُيونَ (‪)١٥٦‬‬ ‫سعَت ُك َّل شَيءٍ فَ َ‬ ‫(و َرح َمتِي َو ِ‬ ‫الرح َمةَ (‪ )١٢‬األنعام) َ‬ ‫س ِه َّ‬ ‫نَف ِ‬
‫األعرام) ‪ ،‬أما في األمور المستكرهة وفي مقام الذم أحيانا ً يبني للمجهيول مليل آتينياهم الكتياب فيي مقيام الخيير وأوتيوا الكتياب فيي‬
‫مقام الذم‪ .‬في األمور التي فيها خير ظاهر يظهر نفسه ‪.‬‬

‫* نالحظ ربنا تعالى قال (يا ايها الذين آمنوا) ولم يقيل (قيل ييا أيهيا اليذين آمنيوا) فليم يخاطيب الرسيول وإنميا نياداهم مباشيرة بنفسيه‬
‫ألهمية ما ناداهم إليه ألن الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا ‪.‬‬

‫* جاء الفعل ( ُك ِتب) مع (عليكم) مع أنه ورد في القرآن مع (لكم) ‪:‬‬


‫استعمال كُتب عليكم يكون في أمر فيه شدة ومشقة وإلزام وفي أميور مسيتلقلة والصيوم مشيقة يتيرك الطعيام والشيراب والمفطيرات‬
‫ب َّللاُ لَكُم (‪. ))١٨٧‬‬
‫(وابتَغُوا َما َكت َ َ‬
‫من الفجر إلى الليل ومن معاني كتب ألزم ووجب وفر ‪ ،‬أما (كُتب له) فهو في الخير َ‬

‫* داللة استخدام الصيام ال الصوم ‪:‬‬


‫ً‬
‫هذا من خصائص التعبير القرآني لم يستعمل الصوم في العبادة وإنما استعملها في الصمت فق (إنيي نيذرت لليرحمن صيوما) وهميا‬
‫متقاربان في اللفظ والو ن (الصوم والصمت) الصوم هيو اجمسياك والفعيل صيام يصيوم صيوما ً وصيياما ً كالهميا مصيدر ‪ ،‬واسيتعمل‬
‫الصيام للعبادة ألن المدة أطول (صيام أطول من صوم) والمتعلقات أكلر من طعام وشراب ومفطرات‪.‬‬

‫*ختمت اآلية (لعلكم تتقون) ‪ :‬هذا يدل على ‪:‬‬


‫‪ -‬علو هذه العبادة وعظمتها وربنا سبحانه وتعالى كتب هذه العبادة على األمم التي سبقتنا معناها هذه العبادة عظيمة ‪.‬‬
‫‪ -‬الترغيب في هذه العبادة ألهميتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تهوينها ألن األمور إذا عمت هانت والصيام ليس بِدعا ً لكم وإنما كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم ‪.‬‬

‫* كلمة (تتقون) أطلقها وليم يقيل تتقيون كيذا كميا جياء اتقيوا النيار أو اتقيوا ربكيم لتكيون هنياك احتمياالت عدييدة وهيي كلهيا ُميرادة ‪:‬‬
‫تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي ألن الصوم يكسر الشهوة ويهيذبها وي ُحيدها ‪ ،‬وتحتميل تتقيون المفطيرات واجخيالل‬
‫ب دائها ب شياء تؤدل إلى ذهاب الصوم ‪ ،‬وتحتمل أيضا ً تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين ‪.‬‬

‫* في هذا السياق تكرر ذكر التقوى والمتقين قال ‪:‬‬


‫ص َدقُوا َوأُولَـئِكَ ُه ُم ال ُمتَّقُونَ (‪. ))١٧٧‬‬
‫ساء والض ََّّراء َو ِحينَ البَ ِس أُولَـئِكَ الَّ ِذينَ َ‬
‫(والصَّابِ ِرينَ فِي البَ َ‬
‫‪َ -‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪48‬‬


‫ب لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ (‪. ))١٧٩‬‬ ‫َاا َحيَاةٌ يَا أُو ِلي األَلبَا ِ‬‫(ولَكُم فِي ال ِقص ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َ‬
‫على ال ُمت َّ ِقينَ (‪. ))١٨٠‬‬ ‫ًّ‬
‫وم َحقا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عليكُم إِذا َحض ََر أ َح َد ُك ُم ال َموتُ إِن ت َ َركَ خي ًرا ال َو ِصيَّة ِلل َوا ِلدَي ِن َواألق َربِينَ بِال َمع ُر ِ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪ُ ( -‬كتِ َ‬
‫علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِلكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ (‪. ))١٨٣‬‬ ‫ب َ‬ ‫علَي ُك ُم ِ‬
‫الصيَا ُم َك َما ُكتِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪( -‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫اس لَعَلَّ ُهم يَتَّقُونَ (‪. ))١٨٧‬‬ ‫سآئِكُم ‪َ ...‬كذَ ِلكَ يُبَيِنُ َّللاُ آيَاتِ ِه ِللنَّ ِ‬ ‫الرفَ ُ إِلَى نِ َ‬ ‫‪( -‬أ ُ ِح َّل لَكُم لَيلَةَ ِ‬
‫الصيَ ِام َّ‬
‫َ‬
‫‪( -‬الشَّه ُر الح ََرا ُم ِبالشَّه ِر الح ََر ِام َوال ُح ُر َماتُ قِصَااٌ ‪َ ...‬واتَّقُوا َّللاَ َواعلَ ُموا أنَّ َّللاَ َم َع ال ُمت َّ ِقينَ (‪. ))١٩٤‬‬
‫ب فِي ِه ُهدًى ِلل ُمت َّ ِقينَ (‪ ، ))٢‬فيي عميوم السيورة إطيالق التقيوى ‪ ،‬وسيورة البقيرة‬ ‫اب الَ َري َ‬ ‫وهي مناسبة لما في أول السورة (ذَ ِلكَ ال ِكت َ ُ‬
‫تييردد فيهييا التقييوى ومشييتقاتها ‪ ٣٦‬مييرة ‪ .‬التقييوى فِعلهييا وقييى وقييى نفسييه أل حفييظ نفسييه وحييذر‪ ،‬المتقييون أل حفظييوا أنفسييهم ميين‬
‫األشياء التي ينبغي أن يبتعدوا عنها ‪( .‬لعلكم تتقون) يعني تتقون أل شيء عموماً‪.‬‬

‫ع َخي ًرا فَ ُه َو‬ ‫علَى الَّ ِذينَ يُ ِطيقُونَهُ فِديَةٌ َط َعا ُم ِمس ِك ٍ‬
‫ين فَ َمن تَ َط َّو َ‬ ‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِمن أَيَّ ٍام أ ُ َخ َر َو َ‬
‫علَى َ‬ ‫ت َف َمن كَانَ ِمنكُم َّم ِريضًا أَو َ‬‫(أَيَّا ًما َّمعدُودَا ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َخي ٌر لَّهُ َوأَن ت َ ُ‬
‫صو ُموا خي ٌر لكُم إِن كُنت ُم تَعل ُمونَ )‬
‫* (أَيَّا ًما َّمعدُودَاتٍ) وليست معدودة ‪:‬‬
‫‪ -‬من حي اللغة في غير العاقل ‪ :‬الجمع بصيغة الجميع (معيدودات) ييدل عليى القلية (حتيى العشيرة) ‪ ،‬و بصييغة المفيرد (معيدودة)‬
‫ت) جمع قلة والشهر ثالثون يوما ً وجمع القلة حتى العشيرة ولكين يجيو مين بياب‬ ‫يدل على الكلرة (أكلر من عشرة) ‪( ،‬أَيَّا ًما َّمعدُودَا ٍ‬
‫البالغة للتكلير وضع أحدهما مكان اآلخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب‪ .‬وفيها أمران ‪:‬‬
‫‪ -‬قد يكون تقليالً لهن تهوينا ً للصائم‪.‬‬
‫‪ -‬قسم يقول أنها في أول فر العبادة كانت ثالثة أيام في كل شهر فق ثم نُسِخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات‪.‬‬

‫سفَ ٍر) وليس في سفر ألن على سفر ال تعني أنه سافر بالفعل ‪ ،‬وكلير من الفقهاء قالوا على سفر أل أبياح للمتهييء للسيفر‬ ‫علَى َ‬
‫*( َ‬
‫وإن لم يكن مسافرا ً أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر‪.‬‬

‫* ( َطعَا ُم ِمس ِك ٍ‬
‫ين) بدل لتيضاح والتبيين طعام مسكين إيضاح للفدية‪.‬‬

‫ع َخيراً فَ ُه َو َخي ٌر لَّهُ ) ‪ :‬فعندما كان الصوم اختياريا ً كان البد أيضا ً من فتح باب الخيير‬
‫* قال الحص بعد الحدي عن الفدية ( فَ َمن ت َ َط َّو َ‬
‫واالجتهاد فيه‪ ،‬ف َمن صام وأطعم مسكينا ً فهذا أمر مقبول منه‪ ،‬ومن صام وأطعم مسكينين وجمع بين الصيام والفدية فذاك أمير أكلير‬
‫قبوال‪ .‬و َمن يدخل مع هللا من غير حساب يؤتيه هللا من غير حساب‪.‬‬

‫(وأَن ت َ ُ‬
‫صو ُموا َخي ٌر لَّكُم) ولم يقل وأن يصوموا لئال يخص المرضيى‬ ‫ع َلى ا َّل ِذينَ يُ ِطيقُونَهُ) إلى المخاطب َ‬
‫(و َ‬
‫* التفت من ضمير الغائب َ‬
‫سفَ ٍر) لكن هذه أعم ليشمل الجميع المرخص لهم وغيرهم‪.‬‬ ‫َ‬
‫على َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والمسافرين وتتداخل مع قوله (ف َمن كَانَ ِمنكُم َّم ِريضًا أو َ‬

‫* جاء أسلوب الشرط مستخدما ً (إِن كُنت ُم تَعلَ ُمونَ ) التي تفييد التشيكيك والتقلييل وليم يسيتخدم (إذا) التيي تفييد الجيزم والتحقييص وفيي‬
‫ذلك إشارة إلى أن علمك أيها المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا واآلخرة ِعل ٌم غير محقص ألن فوائده خفية وأسراره قيد ال تتوصيل إليى‬
‫معرفتها ولذلك يرغبك في هذه العبادة حتى لو لم تدرك فوائدها إدراكا ً كامالً‪.‬‬

‫صيمهُ َو َمين كَيانَ َم ِريضًيا أَو‬ ‫ان فَ َمن ش َِه َد ِمن ُك ُم الشَّيه َر فَليَ ُ‬ ‫ت ِمنَ ال ُهدَى َوالفُرقَ ِ‬ ‫اس َوبَيِنَا ٍ‬ ‫نز َل فِي ِه القُرآنُ ُهدًى ِللنَّ ِ‬ ‫ِل أ ُ ِ‬ ‫(شَه ُر َر َمضَانَ الَّذ َ‬
‫علَى َما َهدَاكُم َولَعَلَّكُم تَشك ُُرونَ )‬ ‫َ‬
‫سفَ ٍر فَ ِع َّدةٌ ِمن أيَّ ٍام أ َخ َر يُ ِري ُد َّللاُ ِب ُك ُم اليُس َر َوالَ يُ ِري ُد ِب ُك ُم العُس َر َو ِلت ُك ِملُوا ال ِع َّدةَ َو ِلتُك َِب ُروا َّللاَ َ‬
‫ُ‬ ‫علَى َ‬
‫َ‬
‫ت) ليم‬ ‫الص َيا ُم) لم يحدد وقتا ً وال مدة ‪ ،‬ثم بعيدها ذكير األييام مبهمية قيال (أَ َّيا ًميا َّمعي ُدو َدا ٍ‬ ‫ُ ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ِ َ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ُ‬ ‫(‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫الفريضة‬ ‫ذكر‬ ‫أنه‬ ‫المالحظ‬ ‫*‬
‫يُحددها‪ ،‬ثم بين بقوله (شَه ُر َر َمضَانَ ) فيما بعد‪ ،‬اآلن تعين الوقت للصيام وحدد إذن أصبح الفريضة هيي صييام شيهر رمضيان اليذل‬
‫أنزل فيه القرآن أل الذل ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى السماء الدنيا فيي ليلية القيدر ثيم نيزل منجميا ً فيميا بعيد‬
‫على مدى ثالا وعشرون سنة‪.‬‬

‫* (أ ُ ِ‬
‫نز َل فِي ِه القُرآنُ ) فيها داللتان إما ابتداء إنزال القرآن فيه أو أنزل في ش نه القرآن أل في تعظيمه‪.‬‬

‫* (أُنزل فيه القرآن) بني الفعل للمجهول ولم يقيل أنزلنيا فييه القيرآن فالفاعيل ُمضيمر محيذوم ألن سيياق الكيالم عين شيهر رمضيان‬
‫نزل القرآن وهو هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫تعظيما ً له ولو قال أنزلنا يعود ضمير المتكلم على ُم ِ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪49‬‬


‫* جاءت ( ُهدًى) منصوبة ‪ :‬فيها احتماالن أن تكيون حيال أل (هادييا ً للنياس) أو مفعيول ألجليه أل ألجيل هدايية النياس‪ .‬الهدايية غيير‬
‫موجودة لوال القرآن‪ ،‬فإذن هي ابتغاء علة لم تكن حاصلة إال بالقرآن ‪ ،‬بهذه الطريقة يجمع معنيين‪.‬‬

‫اس) فإذن القرآن فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة ‪ ،‬هداية عامة (هُيدًى‬ ‫* في أول السورة قال ( ُهدًى ِلل ُمت َّ ِقينَ ) وهنا قال ( ُهدًى ِللنَّ ِ‬
‫اس) فيه آيات بينات تستدل منها على أن هذا القرآن قطعا ً من فوق سبع سموات ‪َ ( ،‬وبَ ِينَا ٍ‬
‫ت ِمنَ ال ُهدَى) فييه دالئيل آييات واضيحة‬ ‫ِللنَّ ِ‬
‫تحتج بها على أن هذا القرآن هو من عند هللا وفييه آييات أحكيام هاديية للنياس فيي معيامالتهم تفيرق بيين الحيص والباطيل ‪ ،‬واسيتخدم‬
‫ت ِمنَ ال ُهدَى) هدى خاا ‪.‬‬ ‫اس) هدى عام ( َوبَيِنَا ٍ‬‫الكلمتين بالمعنيين هنا‪ُ ( ،‬هدًى ِللنَّ ِ‬

‫*( فَ َمن ش َِه َد) أل من كان حاضرا ً مقيما ً وليس مسافرا ً ‪ ،‬شهد الشهر ليس بمعنى شاهد الهالل‪ .‬تقول ِ‬
‫أشهدت معناو أل هل كنت‬
‫حاضرا ً معناو‪ .‬ألنه ذكر المسافر فيما بعد‪.‬‬

‫(و َمن كَانَ َم ِري ً‬


‫ضا) ألن اآلية األولى تقيدمها قوليه ( َك َميا‬ ‫(منكُم) قال َ‬ ‫* في اآلية األولى قال ( َف َمن كَانَ ِمنكُم َّم ِريضًا) بينما هنا لم يذكر ِ‬
‫علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِلكُم) فلو لم يقل منكم كان يُظن أن هذا حكم األولين وليس للمسلمين فكان ال بيد أن ييذكر (مينكم) ليئال ينصيرم‬ ‫ب َ‬‫ُكتِ َ‬
‫المعنى للذين من قبلكم‪ .‬بينما في اآلية األخرى بدأها بقوله (فَ َمن ش َِه َد ِمن ُك ُم الشَّه َر) فذكر ( ِمين ُك ُم) ألن الخطياب للمسيلمين فيال داعيي‬
‫لتكرارها‪.‬‬

‫(وأَن ت َ ُ‬
‫صو ُموا َخي ٌر لَّكُم) ‪:‬‬ ‫* لم ي ت في هذه اآلية بقوله َ‬
‫‪ -‬ألن المس لة قد انتقلت من االختيار إلى الفر ‪.‬‬
‫يام أ ُ َخ َير يُ ِريي ُد َّللاُ ِبكُي ُم اليُس َير َوالَ يُ ِريي ُد ِبكُي ُم العُس َير َ) قيال يرييد بكيم‬ ‫َ‬
‫علَى َ ٍ ِ ِ َّ ٍ‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫د‬‫َّ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ف‬‫س‬ ‫‪ -‬ألنه في اآلية نفسها ( َو َمن كَانَ َم ِريضًا أَو َ‬
‫اليسر فكي يقول أن تصوموا خير لكمو وهذا من تمام رأفته ورحمته بنا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫َّللاُ بِ ُك ُم اليُس َير َوالَ يُ ِريي ُد بِكُي ُم العُس َير) تعقييب عليى أنيه أعفيى الميريض والمسيافر مين الصييام ‪ ،‬فك نيك ليو‬
‫* قول هللا عز وجل ( يُ ِري ُد َّ‬
‫خالفت ذلك ألردت هللا معسرا ً ال ميسراً وهللا ال يمكن أن يكون كذلك ‪ ،‬بل أنت اليذل تكيون معسيرا ً عليى نفسيك ‪ ،‬فيإن كيان الصيوم ليه‬
‫قداسة عندك‪ ،‬وال تريد أن تكون أسوة سيئة فال تفطر أمام الناس ‪ ،‬والتيزم بقيول هللا (فَ ِعي َّدةٌ ِمين أَيَّ ٍ‬
‫يام أ ُ َخ َير) ألنيك ليو جنحيت إليى ذليك‬
‫لجعلت الحكم في نطاق التعسير ‪ ،‬فهل أنت مع العبادة أم أنت مع المعبودو أنت مع المعبود بطبيعة اجيمان‪.‬‬

‫* الفرق بين مشيئة هللا وإرادة هللا ‪:‬‬


‫أكلر المتكلمين يرون أن المشيئة واجرادة سوءا لكن قسم منهم يقول أن المشيئة تقتضي الوجود ولذلك قال (ما شاء هللا كان وما‬
‫لم يش لم يكن) اجرادة ال تقتضي الوجود ربنا قد يريد شيئا ً من الناس لكن الناس ال يفعلوه‪ ،‬ربنا يريد الناس أن يعبدوه ‪( ،‬يُ ِري ُد َّللاُ‬
‫ِب ُك ُم اليُس َر) لكن اجنسان قد يريد لنفسه العسر‪.‬‬

‫(و ِلت ُك ِملُوا ال ِع َّدةَ َو ِلتُك َِب ُروا َّللاَ) هذه الالم فيها احتماالن‪:‬‬
‫* َ‬
‫‪ -‬احتمال أن تكون الالم ائدة في مفعول فعل اجرادة يعني يريد لتكملوا العدة والقصد منها التوكيد ‪.‬‬
‫‪ -‬واآلخر يحتمل أن يكون للتعليل والعط على علة مقدرة وهذا كلير في القرآن الكريم وفي لغة العرب‪.‬‬

‫علَى َما َهدَاكُم) (ما) تحتمل معنيين بمعنى الذل أل على الذل هيداكم ‪ ،‬والمصيدرية بمعنيى الهدايية أل عليى هدايتيه لكيم ونيرجح‬
‫*( َ‬
‫المعنيين فهما مرادان‪.‬‬

‫(ولَ َعلَّ ُكم تَشك ُُرونَ ) ولم يقل تفلحون ‪:‬‬


‫* قال َ‬
‫ذلك أن الصيام قد يُظن ألول وهلة أنها عبادة شياقة علينيا فيإذا ميا انتهينيا منهيا أدركنيا لطي هللا سيبحانه وتعيالى ونشيعر بفضيل هللا‬
‫تعالى وكي أعاننا على القيام بهذه الفريضة فندرك عظمتها ونستشعر آثارها في أرواحنا فنتوجه إليى هللا تعيالى بالشيكر عليى هيذه‬
‫العبادة العظيمة وعلى عونه لنا على أدائها‪.‬‬

‫َان فَليَست َ ِجيبُوا ِلي َوليُؤ ِمنُوا ِبي لَعَلَّ ُهم يَر ُ‬
‫ش ُدونَ )‬ ‫يب دَع َوةَ الدَّاعِ إِذَا َدع ِ‬ ‫س َ َلكَ ِعبَادِل عَنِي فَ ِإنِي قَ ِر ٌ‬
‫يب أ ُ ِج ُ‬ ‫(وإِذَا َ‬
‫آية (‪َ : )١٨٦‬‬
‫* ورود هذه اآلية في هذا الموضع يدل على أن الصوم من دواعي اججابة وإهابة بالصائم ب ن يدعو ‪ ،‬فيحسن أن يُدعى هللا‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪50‬‬


‫* هللا سبحانه وتعالى هو الذل تكفل باججابية عين السيؤال مباشيرة دون تبيليغ وليم يقيل (فقيل لهيم إنيي قرييب) كميا ورد فيي ميواطن‬
‫كليرة ‪ ،‬ليج ر إليه عباده بالدعاء‪.‬‬

‫* ربنا سبحانه وتعالى تكفل باججابة إذا دعا الداعي ولم يعلص ذلك بالمشيئة فلم يقل إن شئت (أ ُ ِج ُ‬
‫يب دَع َوةَ الدَّاعِ إِذَا َدع ِ‬
‫َان) كميا فيي‬
‫عونَ إِلَي ِه إِن شَاء (‪ )٤١‬األنعام) يعني ربميا يفعيل سيبحانه وتعيالى وربميا ال يفعيل‪ ،‬وعيدم‬ ‫عونَ فَيَك ِ‬
‫ش ُ َما تَد ُ‬ ‫موطن آخر (بَل إِيَّاهُ تَد ُ‬
‫ً‬
‫وجود المشيئة يعني قطعا الصائم تجاب دعوته إن لم تكن في الدنيا ت ُدخر له في اآلخرة أو يُدفع عنه سوء‪.‬‬

‫* ما داللة عدم ذكر المشيئة هنا وذكرها في آية سورة األنعامو‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الدعاء هنا في طاعة هؤالء طائعين وهم صيام ليس في قطيعة رحم بينما اآلية األخرى جاءت عندما وقعوا في الحيرج (قيل أ َرأييتُكُم‬
‫شيياء‬‫عونَ ِإلَي ي ِه ِإن َ‬ ‫عونَ فَيَك ِ‬
‫ش ي ُ َمييا تَييد ُ‬ ‫صييا ِدقِينَ (‪ )٤٠‬بَييل ِإيَّيياهُ تَييد ُ‬ ‫سيياعَةُ أ َ َ‬
‫غيي َير َّللاِ تَييد ُ‬
‫عونَ ِإن كُن يت ُم َ‬ ‫اب َّللاِ أَو أَتَييت ُك ُم ال َّ‬ ‫ِإن أَتَيياكُم َ‬
‫ع يذَ ُ‬
‫سونَ َما ت ُش ِركُونَ (‪ )٤١‬األنعام)‪.‬‬ ‫َوتَن َ‬

‫* قدم اججابة الدالة على جواب الشرط فقال (أ ُ ِج ُ‬


‫يب دَع َوةَ الدَّاعِ إِذَا َدع ِ‬
‫َان) لم يقل إذا دعاني أجيبه‪ ،‬فاألصل أن ي تي ب داة الشرط ثيم‬
‫جواب الشرط‪ ،‬ولكن قدم الجواب على الشرط للت كيد على قوة الوعد وأن هذا حاصيل‪ .‬فاججابية بفضيل هللا متحققية وهللا تعيالى يرييد‬
‫من العباد أن يدعوا والدعاء شرط اججابة‪.‬‬

‫َان) ولم يقل إن دعان مع أن االثنين أدوات شرط وفي هذا إشارة أن العبد مطلوب منه أن يكلير اليدعاء‪( .‬إذا) آكيد مين‬ ‫* قال ( ِإذَا َدع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ليرح َم ِن َولَي ٌد ف نَيا أ َّو ُل العَابِي ِدينَ (‪ )٨١‬الزخيرم)‪ .‬بينميا‬ ‫ُ‬
‫(إن) التي ت تي في األمور المشكوك فيها والنادرة والمسيتحيلة (قيل إِن كَيانَ ِل َّ‬
‫(و ِإذَا ُح ِيي يت ُم‬
‫َ‬ ‫يوع‬
‫ي‬ ‫الوق‬ ‫ير‬
‫ي‬ ‫كلي‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫يا)‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ل‬ ‫ُ ِ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫األ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ش يقَّت) ( ِإذَا ُ ل ِز‬
‫سي َماء ان َ‬ ‫(إذا) للمقطييوع بحصييوله ملييل آيييات يييوم القياميية ( ِإذَا ال َّ‬
‫سنَ ِمنهَا أَو ُردُّو َها (‪ )٨٦‬النساء) ‪ ،‬ذن هيذا الخي العيام فيي اللغية فلميا يقيول (إذا دعيان) إذن المفيرو أن ييدعو‬ ‫بِت َ ِحيَّ ٍة فَ َحيُّوا بِ َح َ‬
‫َيان) إذن اليدعاء شيرط اججابية وهيو مطليوب ال تقيول ربنيا‬ ‫يب دَع َيوةَ اليدَّاعِ ِإذَا َدع ِ‬ ‫وليس لما يقع في مصيبة‪ .‬هذا نسص اللغة قال (أ ُ ِج ُ‬
‫يعلم الحال وتسكت‪ ،‬الدعاء مخ العبادة‪ .‬ربنا يغضب إذا لم يُدعى‪.‬‬

‫* قال (أ ُ ِج ُ‬
‫يب دَع َوةَ الدَّاعِ) ولم يقل أجيب الداعي ‪ ،‬فالتركيز على الدعوة ولو كان التركيز على الداعي لكان يجب أن يحسين اليدعاء‬
‫ولكن ماذا عن األصم الذل يدعو بقلبه فلذلك يدخل في الدعوة‪.‬‬

‫س َ َلكَ ِعبَادِل) مرسومة بالياء ولم يقل "عبادِ" ‪:‬‬ ‫(وإِذَا َ‬


‫* قال َ‬
‫عبادل أحرفها أكلر من عباد ‪ ،‬وفي القرآن كله إذا قيال عبيادل باليياء فالمجموعية أكلير‪ ،‬هيذه مين خصوصييات اجسيتعمال القرآنيي‪.‬‬
‫سي َلَكَ ِعبَيادِل عَنِيي فَي ِإنِي‬
‫(وإِذَا َ‬
‫َّللاِ (‪ )٥٣‬الزمير) هيؤالء كليرة ‪َ ،‬‬
‫طوا ِمن َّرح َمي ِة َّ‬‫علَى أَنفُس ِِهم َال تَقنَ ُ‬
‫ِل الَّ ِذينَ أَس َرفُوا َ‬
‫ملال (قُل يَا ِعبَاد َ‬
‫يب) يجبهم كلهم بدون استلناء فجاء عبادل بالياء‪ .‬من حي اجعراب (عبادل وعبادِ) واحد‪( ،‬عبادل) عباد مضام وياء الميتكلم‬ ‫قَ ِر ٌ‬
‫مضام إليه وفي (عبادِ) هذه تقديراً‪ ،‬مضام ومضام إليه مركب‪.‬‬

‫عنِيي) لييس كيل العبياد‬ ‫سي َلَكَ ِعبَيادِل َ‬


‫(وإِذَا َ‬
‫* ما قال إذا س لك عبادل عني أجيب دعيوتهم ألنيه يقصيد العميوم والشيمول‪ .‬عنيدما قيال َ‬
‫يس ل الرسول صلى هللا عليه وسلم عن هللا وإنما هو في من معين في جماعة معينة‪ ،‬لو قال أجيبهم سيكون الكالم عليى مين سي له‬
‫وهو لم يخصص وإنما وسع الدائرة مرتين عندما جاء بياء المتكلم في عبيادل وعنيدما أطليص (أ ُ ِج ُ‬
‫ييب دَع َيوةَ الي َّداعِ إِذَا َدع ِ‬
‫َيان) يجييب‬
‫كل داعي‪.‬‬

‫علَى َما َهدَاكُم َولَعَلَّكُم تَشك ُُرونَ ) هذا يدل على أن الدعاء يكيون بعيد اللنياء عليى هللا ‪ ،‬ت ُكبير‬
‫(و ِلتُكَبِ ُروا َّللاَ َ‬
‫سبقت بقوله تعالى َ‬
‫* اآلية ُ‬
‫وتلني على هللا بما هو أهله ثم تدعو‪.‬‬

‫* قال (فَ ِإنِي قَ ِر ٌ‬


‫يب) ولم يقل "ف نا قريب" أكد قربه بـ (إن) المشددة تفيد التوكيد ولم يقل (ف نا) ألنها غير مؤكدة‪.‬‬

‫* لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى باججابة‪ .‬هو يُدعى سبحانه وتعالى بال واسطة وهيو يجييب مباشيرة‪( .‬قيل) هنيا يحتياج‬
‫إلى مدة وإن كانت قصيرة فهي ال تتناسب مع القرب في اججابة‪.‬‬

‫*وجاءت الفاء في الجواب (فإني) لتفيد السرعة التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪51‬‬


‫سيكُم فَت َ َ‬
‫ياب‬ ‫َّللاُ أَنَّكُيم كُنيت ُم تَختَيانُونَ أَنفُ َ‬
‫ع ِلي َم َّ‬ ‫ياس لَكُيم َوأَنيت ُم ِلبَ ٌ‬
‫ياس لَ ُهينَّ َ‬ ‫سائِكُم هُنَّ ِلبَ ٌ‬ ‫الرفَ ُ إِلَى نِ َ‬
‫الصيَ ِام َّ‬ ‫آية (‪( : )١٨٧‬أ ُ ِح َّل لَكُم لَيلَةَ ِ‬
‫ض ِمينَ ال َخيي ِ األَس َيو ِد ِمينَ‬ ‫َّللاُ لَكُيم َو ُكلُيوا َواش َيربُوا َحتَّيى يَتَبَييَّنَ لَكُي ُم ال َخيي ُ األَبييَ ُ‬
‫يب َّ‬ ‫ش ُروهُنَّ َوابتَغُيوا َميا َكت َ َ‬ ‫عفَا عَنكُم فَاآلَنَ بَا ِ‬ ‫علَيكُم َو َ‬ ‫َ‬
‫ياس‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ آيَاتِي ِه ِللن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ فيال تَق َربُو َهيا كَيذ ِلكَ يُبَييِنُ َّ‬
‫ياج ِد تِليكَ ُحيدُو ُد َّ‬
‫س ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ش ُروهُنَّ َوأنت ُم عَا ِكفونَ فِيي ال َم َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الصيَا َم إِلى اللي ِل َوال تُبَا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الفج ِر ث َّم أتِ ُّموا ِ‬
‫لَعَلَّ ُهم يَتَّقُونَ )‬
‫* ت مل هذا التشبيه القرآني بتشبيه كل واحد منهما باللباس لآلخر وقد جاءت هذه اآلية لتعبر عما تحمله تلك العالقية المقدسية بيين‬
‫الرجل والمرأة وما يملله كل واحد منهما لصاحبه‪ .‬اللباس الذل يستر العورات ويدفيء صاحبه ويمنع عنه األذى والضرر إلى غيير‬
‫ذلك من المنافع الكليرة‪ .‬فلو أردت وضع كلمة مكانها لما أدت المعنى المراد‪.‬‬

‫* سبب االختالم بين ( ِتلكَ ُحدُو ُد َّللاِ َفالَ تَق َربُو َها) و ( ِتلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها (‪ )٢٢٩‬البقرة) مع أنها كلها حدود هللا‪:‬‬
‫اجدِ) هذا حرام ‪ ،‬أما في‬ ‫س ِ‬ ‫عا ِكفُونَ فِي ال َم َ‬‫ش ُروهُنَّ َوأَنت ُم َ‬ ‫(والَ تُبَا ِ‬‫إذا ذكر محرمات يقول (ال تقربوها) ملل الخمر ال ينبغي أن تقربها َ‬
‫ان َوالَ يَ ِح ُّل‬ ‫س‬
‫ِِ َ ٍ‬‫ح‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ومٍ‬ ‫ر‬‫ع‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫اكٌ‬‫س‬ ‫م‬
‫َ َّ ِ ِ َ ِ َ ُ‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ان‬‫َ‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫ط‬‫َّ‬ ‫(ال‬ ‫األمور الحالل فال ينبغي أن تتجاو ها ‪ ،‬األحكام التي ذكرها في الحالل‬
‫علي ِه َما فِي َما افتَدَت بِ ِه تِلكَ‬ ‫َ‬ ‫لَكُم أَن ت َ ُخذُوا ِم َّما آتَيت ُ ُموهُنَّ شَيئًا إِالَّ أَن يَ َخافَا أَالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فَ ِإن ِخفت ُم أالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فالَ ُجنا َح َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها (‪ )٢٢٩‬البقرة)‪.‬‬

‫* الحد هو الحاجز ونهاية الشيء الذل إن تجاو ه المرء دخل في شيء آخر وشُبِهت األحكام بالحد ألن تجاو ها يُخرج من ِح ٍل إلى‬
‫منع‪ .‬و نهى هللا تعالى المؤمن عن المقاربة ألن بين الصيام واجفطار قيد خي أو شعرة وإن استمر المرء على األكل أفطر وإن أكل‬
‫قبل هذا الخي أفطر أيضا ً ولذلك نهى عن قربان هذا الحد ألنه دقيص سرعان ما يخرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل‪.‬‬

‫* الفرق بين (يبين هللا لكم آياته) و(يبين هللا لكم اآليات) ‪:‬‬
‫وتعظيم‪ .‬المواطن التي‬ ‫من حي اللغة كلمة اآليات عامة أما (آياته) فخاصة ‪ ،‬واجضافة إلى ضمير هللا سبحانه وتعالى فيها تشري‬
‫يقول فيها (آياته) باالضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد‪.‬‬
‫َ‬
‫س ِر ‪َ ..‬ويَس لُو َنكَ‬ ‫َ‬
‫األحكام المختصة بالحالل والحرام يقول (آياته) ملل (‪ ،)١٨٧‬واألقل منها يقول اآليات (يَس لُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َمي ِ‬
‫(والَ‬ ‫َ‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫تحريم‬ ‫ت لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ (‪ ))٢١٩‬قال اآليات ألن هذه ليس لم يكن فيها‬ ‫َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل ال َعف َو َكذَ ِلكَ يُ ِ‬
‫بينُ َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اس لعَل ُهم َيتَذ َّك ُرونَ (‪ ))٢٢١‬هذه أحكام ومحرمات‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ت َحتَّى يُؤ ِمنَّ ‪َ ..‬ويُبَيِنُ آيَاتِ ِه ِللن ِ‬ ‫تَن ِك ُحوا ال ُمش ِركَا ِ‬

‫* (لعلكم تتقون) لعل بمعنى (كي) ألن لعل في القرآن من هللا إذا كانت في وعد من هللا سبحانه وتعالى فمعناها واقعة‪.‬‬

‫ياس لَعَلَّ ُهيم يَتَّقُيونَ ) ‪ ،))١٨٧‬تتفكيرون (كَيذَ ِلكَ يُبَييِنُ َّ‬


‫َّللاُ لَكُي ُم اآلَيَيا ِ‬
‫ت لَعَلَّكُيم تَتَفَك َُّيرونَ‬ ‫* الفيرق بيين يتقيون (كَيذَ ِلكَ يُبَييِنُ َّ‬
‫َّللاُ آَيَاتِي ِه ِللنَّ ِ‬
‫َّللاُ لَكُيم آَيَاتِي ِه لَعَلَّكُيم تَع ِقلُيونَ ) ‪ ))٢٤٢‬فيي‬ ‫َ‬
‫ياس لَعَلَّ ُهيم يَتَيذك َُّرونَ ) ‪ ،))٢٢١‬تعقليون (كَيذ ِلكَ يُبَ ِيينُ َّ‬ ‫َ‬ ‫)‪ ،))٢٦٦‬يتذكرون) َويُبَ ِينُ آَيَاتِي ِه ِللنَّ ِ‬
‫خواتيم اآليات في سورة البقرة‪ ،‬كي نميز بينهم في الحفظو‬
‫لو نظرنا إلى اآليات نجد فيها إرتباطا ً وثيقاً‪:‬‬
‫‪ -‬التقوى هي تجنب الوقوع فيما ال يرضي هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬عندما يقول (لعلكم تتقون) في أربع آيات في سورة البقرة ( َيا أَ ُّيهَا‬
‫َاا َح َياةٌ‬ ‫(ولَكُم فِي ال ِقص ِ‬ ‫اس اعبُدُوا َربَّ ُك ُم ‪ ..‬لَ َعلَّكُم تَتَّقُونَ (‪ُ .. ( ))٢١‬خذُوا َما آَتَينَاكُم ِبقُ َّو ٍة َواذك ُُروا َما فِي ِه لَ َعلَّكُم تَتَّقُونَ (‪َ ))٦٣‬‬ ‫النَّ ُ‬
‫اس لَعَلَّ ُهم يَتَّقُونَ (‪ ، ))١٨٧‬نجد أنها‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫َّللا‬
‫ِ َّ ُ‬ ‫نُ‬ ‫ي‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫كَ‬‫ل‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ب‬‫ر‬‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ُو‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫كَ‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫‪..‬‬ ‫(‬ ‫))‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫(‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫األ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫يَا أُو‬
‫ت تي بعد فر ‪ ،‬فعل أمر(إفعلوا) أو فعل مضارع بـ ال الناهية (ال تفعلوا) أو بـ (كتب) بمعنى فر ‪.‬‬

‫اس َوإِث ُم ُه َما أَكبَ ُر ِمن‬ ‫ير َو َمنَافِ ُع ِلل َّن ِ‬ ‫‪( -‬لعلكم تتفكرون) وردت مرتين في سورة البقرة (يَس َلُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َميس ِِر قُل فِ ِ‬
‫يه َما إِث ٌم َكبِ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لَعَلَّكُم تَت َ َفك َُّرونَ (‪( ))٢١٩‬أيَ َو ُّد أ َح ُدكُم أن تَكُونَ لَهُ َجنَّة ِمن نَ ِخي ٍل‬ ‫نَف ِع ِه َما َويَس َلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل العَف َو َكذَ ِلكَ يُبَ ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم اآلَ َيا ِ‬
‫ار َفاحتَ َرقَت َكذَ ِلكَ‬ ‫ضعَفَا ُء فَ َصَا َب َها إِعص ٌ‬
‫َار فِي ِه نَ ٌ‬ ‫ت َوأَصَابَهُ ال ِكبَ ُر َولَهُ ذُ ِريَّةٌ ُ‬ ‫َار لَهُ فِيهَا ِمن ك ُِل الل َّ َم َرا ِ‬ ‫ب تَج ِرل ِمن تَحتِهَا األَنه ُ‬ ‫َوأَعنَا ٍ‬
‫َ‬
‫ت لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ (‪ ))٢٦٦‬الكالم على قضية تستدعي التفكير إما بضرب َملل يت مله اجنسان وإما يكون جوابا ً‬ ‫َ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ‬
‫يُبَيِنُ َّ‬
‫عن سؤال يتفكر في اججابة عنه ‪ .‬واآليتان فيما يتعلص بالمال‪ .‬أ ُنظر الصورة من يود هذاو شيخ كبير عنده ذرية ضعفاء يفكر فيهم‬
‫وفيها ثمر ت تي نار تحرقه‪( .‬لَ َعلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ ) تفكر‪ ،‬شغل عقلك‪ ،‬هذا المال الذل عندك قد يحرقه هللا تعالى في أية لحظة ف نفص منه‪.‬‬

‫‪( -‬لعلهم يتذكرون) التذكر لتتعاظ ‪ ،‬ووجدنا أنه في سياق بيان مخال لعُرفِ ِهم‪ .‬فعند ذلك يُطلب إليهم أن يكون لهم بهذا الكالم عظة‬
‫ت َحتَّى يُؤ ِمنَّ َو َأل َ َمةٌ ُمؤ ِمنَةٌ َخي ٌر ِمن ُمش ِر َك ٍة َولَو أَع َجبَتكُم َو َال ت ُن ِك ُحوا‬
‫(و َال تَن ِك ُحوا ال ُمش ِركَا ِ‬
‫وعبرة يتعظون به فال يخالفوه َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عونَ إِلى الن ِار َو َّ‬
‫َّللاُ يَدعُو إِلى ال َجن ِة َوال َمغ ِف َر ِة بِ ِإذ ِن ِه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال ُمش ِر ِكينَ َحتَّى يُؤ ِمنُوا َولَعَب ٌد ُمؤ ِمنٌ خي ٌر ِمن ُمش ِركٍ َولو أع َجبَكُم أولئِكَ يَد ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪52‬‬


‫عرفا ً إجتماعيا ً عند العرب أنه إذا أراد أن يتزوج ال يختار أَ َمة‬
‫اس َل َع َّل ُهم يَتَذَك َُّرونَ (‪ . ))٢٢١‬اآلية تريد أن تعالج ُ‬
‫َويُبَ ِينُ آَيَاتِ ِه ِلل َّن ِ‬
‫ولكن يختار ُحرة وال يزوج إبنته لعبد وإنما يزوجها ل ُحر أيا ً كان‪ .‬ولكن اآلية توضح أن اجيمان هو المقدم وليس أل شيء آخر‪.‬‬

‫ور َهيا َولَيـ ِكنَّ ال ِب َّير َم ِ‬


‫ين اتَّقَيى‬ ‫س ال ِب ُّر ِب َن ت َ ت ُوا البُيُوتَ ِمن ُ‬
‫ظ ُه ِ‬ ‫اس َوالحَجِ َولَي َ‬ ‫آية (‪( : )١٨٩‬يَس َلُونَكَ ع َِن األ ِهلَّ ِة قُل ِه َي َم َواقِيتُ ِللنَّ ِ‬
‫َوأت ُوا البُيُوتَ ِمن أَب َوابِهَا َواتَّقُوا َّللاَ لَعَلَّكُم ت ُف ِل ُحونَ )‬
‫َّللاَ) وقد كان بعض األنصار إذا رجيع مين الحيج فيال ييدخل مين‬ ‫َ‬
‫* بدأ بكلمة التقوى لتيجا ثم قال ( َوأت ُوا البُيُوتَ ِمن أب َوا ِبهَا َواتَّقُوا َّ‬
‫باب الدار‪ ،‬وإنما يدخل من ظهرهيا‪ .‬فتقيول اآليية إن البير لييس بهيذا العميل‪ ،‬وقيد يكيون األمير مين بياب توجييه المجتميع المسيلم بي ال‬
‫يعكس األمور ب ن يس ل عن المسائل الصغيرة ويتيرك القضيايا الجوهريية‪ ،‬فليتبصيروا فيي خليص هللا عيز وجيل فيي هيذا الهيالل كيي‬
‫يكون وكي يصيرو‬

‫* وردت في القرآن ( يس لونك) و (ويس لونك) فما داللة إضافة الواو وحذفهاو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬إما أن تقع عدة أسئلة في موضع واحد في وقت واحد فالسؤال األول (يس لونك) ثم بعدها يقول (ويس لونك)‪ ،‬ملال (يَسي لونكَ ع ِ‬
‫َين‬
‫(ويَس ي َلُونَكَ َميياذَا يُن ِفقُييونَ قُ ي ِل العَف ي َو (‪ ))٢١٩‬عط ي علييى السييؤال األول‬ ‫سي ِير (‪ ))٢١٩‬هييذا أول سييؤال وبعييدها ي ي تي َ‬ ‫ال َخمي ِير َوال َمي ِ‬
‫يض (‪ ،))٢٢٢‬هذه قد تكون من المواطن‪.‬‬ ‫َ‬
‫(ويَس لونكَ ع َِن ال َم ِح ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫(ويَس َلُونَكَ ع َِن اليَتَا َمى (‪ ))٢٢٠‬وبعدها َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ٍ‬ ‫يد‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫يد‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫يي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫يل‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫اجسيراء)‬ ‫)‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫(‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َّيد‬
‫ج‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬‫َّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ينَ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫(و‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫ميل‬ ‫‪،‬‬ ‫ضيمنها‬ ‫السيؤال‬ ‫فيقيع‬ ‫متعاطفيات‬ ‫فيه‬ ‫اق‬ ‫السي‬ ‫أن‬ ‫أو‬ ‫‪-‬‬
‫ينَ‬
‫شيفاء َو َرح َمية ِلل ُميؤ ِمنِ (‪))٨٢‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫آن َميا ه َُيو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ينَ‬
‫(ونن ِيز ُل ِم القير ِ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اط ُل (‪ ))٨١‬عط كلها نفس السياق َ‬ ‫ص البَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وقل جَاء الحَصُّ َو ه َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪َ ))٨٠‬‬
‫شئنَا لَنَذ َهبَنَّ ِبالَّذِل أَوحَينَا إِلَييكَ‬ ‫(ولَئِن ِ‬ ‫الروحِ (‪ ))٨٥‬وبعدها َ‬ ‫(ويَس َلُونَكَ ع َِن ُّ‬ ‫ان أَع َر َ َونَ َى ِبجَانِ ِب ِه (‪َ ))٨٣‬‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ن‬‫اج‬
‫ِ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫(وإِذَآ أَنعَ‬‫َ‬
‫آن (‪.))٨٩‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ال‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫اس‬ ‫َّ‬
‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ل‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ف‬‫َر‬‫ص‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬‫(و‬‫َ‬ ‫وبعدها‬ ‫اجسراء)‬ ‫)‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫(‬

‫(و َلـ ِكنَّ ال ِب َّر َم ِن ات َّ َقى) ال ِبر مصدر ومن اتقى شخص‪ ،‬كي البر هو الذل اتقىو‬
‫*قال تعالى َ‬
‫البار هو الذل يتقي وليس البِر‪ ،‬البِر عمل وهو فعل الخير‪ ،‬لو تحول البر إلى شخص لكان شخصا ً متقياً‪.‬‬

‫(واقتُلُوهُم حَي ُ ث َ ِقفت ُ ُموهُم َوأَخ ِر ُجوهُم ِمن حَي ُ أَخ َر ُجوكُم َوال ِفتنَةُ أ َ َ‬
‫ش ُّد ِمينَ القَتي ِل َوالَ ت ُقَياتِلُوهُم ِعني َد ال َمس ِيج ِد الح َ‬
‫َير ِام‬ ‫آية (‪َ : )١٩١‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َحتَّى يُقَاتِلُوكُم فِي ِه ف ِإن قاتَلوكُم فاقتُلوهُم َكذ ِلكَ ج ََزاء الكَافِ ِرينَ )‬
‫* الفرق بين كلمة ثقفتموهم وكلمة وجدتموهم في القرآنو‬
‫ثق ‪ :‬ظفر به وأخذه ‪ .‬وال تستعمل ثقفتموهم إال في القتال والخصومة ومعناها أشمل من اجيجاد‪ .‬وعندما ال يكون السياق فيي مقيام‬
‫الحرب يستعمل (وجدتموهم)‪.‬‬

‫ور َر ِحي ٌم * َوقَا ِتلُوهُم َحتَّى َال تَكُونَ ِفتنَةٌ َو َيكُيونَ ِ‬


‫اليدينُ ِ َّّللِ فَي ِإ ِن انتَهَيوا فَ َيال عُيد َوانَ ِإ َّال‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاَ َ‬‫آية (‪( : )١٩٣-١٩٢‬فَ ِإ ِن انتَهَوا فَ ِإنَّ َّ‬
‫علَى ال َّظا ِل ِمينَ )‬
‫َ‬
‫(وقَيا ِتلُوهُم َحتَّيى الَ تَكُيونَ‬ ‫َ‬ ‫األنفال‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫ّلل‬ ‫ينُ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫الد‬ ‫نَ‬ ‫ُو‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ت‬‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُونَ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫ح‬‫َ‬ ‫ُم‬ ‫ه‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫ٌ َّ ِ ٌ َ ِ‬ ‫*‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ور‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫غ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّللا‬ ‫نَّ‬‫إ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫َو‬‫ه‬‫َ‬ ‫ت‬‫ان‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫(‬ ‫البقرة‬ ‫في‬ ‫*‬
‫ير (‪ ))٣٩‬ما داللة اختالم اآليتينو‬ ‫َ‬
‫الدينُ ُكلُّهُ ِّلل ف ِإ ِن انتَهَوا ف ِإنَّ َّللاَ بِ َما يَع َملُونَ بَ ِص ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فِتنَة َويَكُونَ ِ‬
‫السياقان مختلفان‪:‬‬
‫(وأَخ ِر ُجيوهُم ِمين حَيي ُ أَخ َر ُجيوكُم َوال ِفتنَيةُ أ َشَي ُّد ِمينَ القَتي ِل َو َال تُقَياتِلُوهُم ِعني َد‬ ‫‪ ‬في سورة البقيرة الكيالم عين قيريش ألنيه قيال َ‬
‫سيلَ َ َو ِإن َيعُيودُوا‬ ‫َ‬ ‫يد‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ُ َ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫غ‬ ‫ي‬ ‫وا‬‫ه‬ ‫َ‬
‫ُ ِ َ ُ ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ك‬‫َ‬ ‫ينَ‬ ‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫(‬ ‫قال‬ ‫بقريش‬ ‫ال َمس ِج ِد الح ََر ِام)‪ ،‬في األنفال عامة ليست خاصة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اليدينُ ُكلُّيهُ ِ َّّللِ في ِإ ِن انتَهَيوا في ِإنَّ َّ‬
‫َّللاَ بِ َميا يَع َملُيونَ بَ ِص ٌ‬
‫يير‬ ‫ٌ‬
‫سنَّةُ األَ َّو ِلينَ (‪َ )٣٨‬وقَياتِلُوهُم َحتَّيى َال تَكُيونَ فِتنَية َويَكُيونَ ِ‬ ‫فَقَد َمضَت ُ‬
‫(‪( .))٣٩‬كله) للتوكيد يفيد العموم والشمول ‪ ،‬إذن لما كان الكالم على عموم الكافرين جاء بما يدل على الشمول‪،‬‬
‫‪ ‬قال في البقرة (فَ ِإ ِن انتَهَوا) بالماضي وفي األنفال قال (إِن يَنت َ ُهوا) هذه أقرب وقتالهم كان أسبص‪،‬‬
‫(وإِن‬ ‫(وإِن ت َ َولَّوا) لم يضع احتمال التولي ألنهم سيصبحوا مسيلمين‪ ،‬وإنميا وضيعها فيي االحتميال اللياني َ‬ ‫‪ ‬ما قال في البقرة َ‬
‫ير (‪ )٤٠‬األنفال)‪،‬‬ ‫ِ ُ‬‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ُم‬‫ك‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫و‬‫م‬‫ت َ َولَّوا فَاعلَ ُموا أَنَّ َ َ‬
‫َّللا‬
‫َّ‬
‫سنَّة األ َّو ِلينَ ) في البقرة‪ ،‬هذا أوضحه في اجحتمال اآلخر‪ ،‬إذن سيياق البقيرة فيي قيريش ليم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(وإِن يَعُودُوا فَقَد َمضَت ُ‬ ‫‪ ‬لم يقل َ‬
‫يضع احتمال إن يتولوا أو إن يعودوا‪،‬‬
‫ور َر ِحي ٌم) ألنهم سييدخلون فيي اجسيالم‪ ،‬لكين فيي اآلخيرين قيال (فَي ِإ ِن انتَهَيوا فَي ِإنَّ َّ‬
‫َّللاَ ِب َميا‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫‪ ‬ولذلك قال في البقرة (فَ ِإنَّ َّ‬
‫َّللاَ َ‬
‫سب لما سيفعلون في المستقبل لم يضع التحسب مع قريش‪ ،‬فكل واحدة في سياقها‪.‬‬ ‫ير (‪ ))٣٩‬هو تح ُّ‬ ‫َيع َملُونَ َب ِص ٌ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪53‬‬


‫علَييكُم َواتَّقُيوا‬ ‫علَييكُم فَاعتَيدُوا َ‬
‫علَيي ِه بِ ِملي ِل َميا اعتَيدَى َ‬ ‫آية (‪( : )١٩٤‬الشَّه ُر الح ََرا ُم بِالشَّه ِر الح ََر ِام َوال ُح ُر َماتُ قِصَااٌ فَ َم ِن اعتَدَى َ‬
‫َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َم َع ال ُمت َّ ِقينَ )‬
‫عليكُم) رد العدوان ليس عدوانا ً وإنما عقاب على عدوانهم ولكن هذا يسمونه العرب وأهل البالغة‬ ‫َ‬ ‫علَي ِه بِ ِمل ِل َما اعتَدَى َ‬ ‫* (فَاعتَدُوا َ‬
‫المشاكلة وهي اجتفاق في اللفظ مع االختالم فيي المعنيى‪ .‬وكي ن فيي ذليك إشيارة إليى أنيه األَوليى ليك هيو الصيفح والعفيو ال االنتقيام‬
‫ومجا اة المعتدل‪.‬‬

‫ل َم ِحلَّيهُ فَ َمين‬‫سيكُم َحتَّيى يَبلُي َغ الهَيد ُ‬‫س َير ِمينَ الهَيدل ِ َوالَ تَح ِلقُيوا ُرؤُو َ‬ ‫آية (‪َ ( : )١٩٦‬وأَتِ ُّموا ال َح َّج َوالعُم َرةَ ِّللِ فَ ِإن أُح ِصرت ُم فَ َما استَي َ‬
‫سكٍ فَي ِإذَا أ َ ِمنيت ُم فَ َمين تَ َمتَّي َع بِيالعُم َر ِة إِلَيى الحَيجِ فَ َميا استَي َ‬
‫س َير ِمينَ‬ ‫س ِه فَ ِفديَةٌ ِمن ِصيَ ٍام أَو َ‬
‫ص َدقَ ٍة أَو نُ ُ‬ ‫كَانَ ِمنكُم َّم ِريضا ً أَو بِ ِه أَذًى ِمن َّرأ ِ‬
‫َير ِام‬
‫َاض ِيرل ال َمس ِيج ِد الح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫َاملَية ذ ِليكَ ِل َمين لَّيم يَكُين أهلُيهُ ح ِ‬ ‫عش ََيرةٌ ك ِ‬ ‫َ‬
‫سبعَ ٍة إِذا َرجَعت ُم تِليكَ َ‬‫الهَدل ِ فَ َمن لَّم يَ ِجد فَ ِصيَا ُم ثَالث َ ِة أَيَّ ٍام فِي الحَجِ َو َ‬
‫ب)‬‫شدِي ُد ال ِعقَا ِ‬‫َواتَّقُوا َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َ‬
‫* ما المعنى الذل أضافته (كاملة) لآليةو‬
‫ِ‬ ‫َج‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ام‬ ‫ي‬
‫ِ َّ ٍ ِ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ث‬‫ال‬‫َ‬ ‫ث‬‫(‬ ‫ال‬‫ق‬ ‫لو‬ ‫جمع‪،‬‬ ‫(كاملة)‬ ‫بـ‬ ‫جاء‬ ‫االحتمال‬ ‫هذا‬ ‫يرفع‬ ‫حتى‬ ‫فإذن‬ ‫أو‪.‬‬ ‫بمعنى‬ ‫اللغة تحتمل أن تكون هذه الواو للتخيير‬
‫سبعَ ٍة إِذَا َرجَعت ُم) اللغة تحتمل‪ .‬ثم إفادة على أنه ال ينقص شيء فهذا كمال لصاحبه‪ ،‬كمل بها الحج‪.‬‬ ‫َو َ‬

‫ب) أظهر لفظ الجاللة وليس الضمير لتربية الهيبة في النفوس من عظمة هللا تبارك وتعالى حتى‬ ‫(واعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َ‬
‫شدِي ُد ال ِع َقا ِ‬ ‫* َ‬
‫تكون أكلر خشية‪.‬‬

‫ق َوالَ ِجدَا َل فِي الحَجِ َو َما تَفعَلُوا ِمن َخي ٍر يَعلَميهُ َّللاُ‬
‫سو َ‬ ‫آية (‪( : )١٩٧‬ال َح ُّج أَش ُه ٌر َّمعلُو َماتٌ فَ َمن فَ َر َ فِ ِ‬
‫يهنَّ ال َح َّج فَالَ َرفَ َ َوالَ فُ ُ‬
‫ون يَا أُو ِلي األَلبَا ِ‬
‫ب)‬ ‫َوت َ َز َّودُوا فَ ِإنَّ َخي َر َّ‬
‫الزا ِد التَّق َوى َواتَّقُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫* ضمير اجناا يستعمل لتناا ويستعمل لجمع غير العاقل‪ ،‬نقول الجبال هُن شاهقات ما نقول هم‪( .‬ال َح ُّج أش ُه ٌر َمعلو َماتٌ ف َمن‬
‫يهنَّ ال َحجَّ) هي لأشهر‪ .‬بينما ضمير الواو في جمع المذكر السالم ال يستعمل إال للذكور العقالء فق ‪.‬‬ ‫فَ َر َ ِف ِ‬

‫* الفرق بين الذنب والمعصية والسيئة واجثم والفحشاء والفسوق والضالل واجسرام والظلم والكفر‪:‬‬
‫س ِيئ َاتِنَا (‪ )١٩٣‬آل عمران)‬ ‫(ربَّنَا َفاغ ِفر لَ َنا ذُنُو َبنَا َوك َِفر َ‬
‫ع َّنا َ‬ ‫الذنب الكبائر كما يقول أكلرهم َ‬
‫السيئة الصغائر لذلك يستعمل المغفرة مع الذنب والتكفير مع السيئة‪ .‬المغفرة يعني تستر الذنب والتكفير من كفر أل غطى‪ ،‬الحظ‬
‫المغفَر الذل يلبسه اجنسان في الحرب يستر‪ ،‬التكفير هو تكفير البدن‪ ،‬المغفرة هو ما يمنع الضر‪ ،‬يقي اجنسان تحديداً‪ ،‬هو‬ ‫أيضا ً ِ‬
‫يقي اجنسان معناه أن األمر الكبير يحتاج إلى مغفرة والصغير ال يحتاج إلى ملل هذا‪.‬‬
‫واستعمل ربنا التكفير مع السيئة ألنها أقل والمغفرة مع الذنب ألن الذنب قد ي تي بإيذاء أكبر‪ .‬يقولون الذنوب هي الكبائر والسيئات‬
‫هي الصغائر‪.‬‬
‫اجسرام السرم هو تجاو الحد في كل فعل في اجنفاق أو في األكل أو غيره‪ ،‬في كل شيء‪.‬‬
‫الضالل ما يقابل الهدى‪ ،‬العدول عن الطريص المستقيم‪.‬‬
‫َ‬
‫عصَى آ َد ُم َربَّهُ ف َغ َوى (‪ )١٢١‬طه) المعصية خروج عن الطاعة‪.‬‬ ‫(و َ‬‫العصيان الخروج عن الطاعة ي مرك فتعصي َ‬
‫الفحشاء هو ما عظم قبحه من األفعال واألعمال‪.‬‬
‫الفسوق هو الخروج عن الطاعة من فسقت الرطبة ما خرج عن الطريص ويمتد من أيسر الخروج إلى الكفر كله يسمى فاسقاً‪ .‬الكفر‬
‫سقُونَ (‪ )٥٥‬النور) والنفاق سماه فسوق (أَفَ َمن كَانَ ُمؤ ِمنًا َك َمن كَانَ فَا ِ‬
‫س ًقا َّال‬ ‫(و َمن َك َف َر بَع َد ذَ ِلكَ فَ ُو َلئِكَ ُه ُم ال َفا ِ‬
‫سماه فسوق َ‬
‫يَستَ ُوونَ (‪ )١٨‬السجدة) وليس كل فاسص كافرا ً لكن كل كافر فاسص قطعا ً‪.‬‬
‫(والكَا ِف ُرونَ ُه ُم ال َّظا ِل ُمونَ (‪ )٢٥٤‬البقرة) وقد ال يصل‪.‬‬ ‫الظلم‪ ،‬الظلم هو مجاو ة الحد عموما ً وقد يصل إلى الكفر َ‬
‫الملة‪ .‬الكفر أصله اللغول الستر وتستعار الداللة اللغوية للداللة الشرعية‪.‬‬ ‫الكفر فهو الخروج عن ِ‬
‫الفسص أعم من الكفر يشمل الصغير والكبير‪ ،‬الكافر هو فاسص‪ ،‬المشرك فاسص‪ ،‬الذل يترك شيئا ً من الدين هو فاسص‪ ،‬عمل شيئا ً من‬
‫كبيرا‪ ،‬إذن الفسص أوسع ‪.‬‬ ‫المحرمات هو فاسص سواء كان قليالً أو ً‬

‫* القرآن الكريم يفرق في االستعمال بين الفسص والفسوق‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫س ُموا بِاأل الَ ِم ذ ِلكُم‬ ‫َ‬
‫ير ‪َ ...‬وأن ت َستَق ِ‬ ‫ُ‬
‫علَي ُك ُم ال َميتَة َوال َّد ُم َولَح ُم ال ِخن ِز ِ‬ ‫الفسص لم ترد إال في سياق األطعمة وخاصة في الذبائح ( ُح ِر َمت َ‬
‫ص (‪ )١٢١‬األنعام) وغيرها‪.‬‬ ‫ع َلي ِه َو ِإنَّهُ لَ ِفس ٌ‬
‫(والَ ت َ ُكلُوا ِم َّما لَم يُذك َِر اس ُم َّللاِ َ‬‫ص (‪ )٣‬المائدة) َ‬ ‫فِس ٌ‬
‫(والَ يُض َّ‬
‫َآر‬ ‫سوقَ َوالَ ِجدَا َل فِي الحَجِ (‪َ ))١٩٧‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يهنَّ ال َح َّج فالَ َرف َوالَ ف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أما الفسوق فهو عام (ال َح ُّج أش ُه ٌر َّمعلو َماتٌ ف َمن ف َر َ فِ ِ‬
‫(وك ََّر َه‬
‫َ‬ ‫الحجرات)‬ ‫)‬‫‪١١‬‬ ‫(‬ ‫ان‬ ‫م‬
‫ِ َ ِ‬‫ي‬‫اج‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ال‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫س‬
‫ِ ِ َ‬‫ئ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫األ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ز‬‫ُ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫(و َال تَنَا‬
‫ق ِبكُم (‪َ ))٢٨٢‬‬ ‫سو ٌ‬‫ب َوالَ ش َِهي ٌد َو ِإن تَف َعلُوا َف ِإنَّهُ فُ ُ‬‫كَاتِ ٌ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪54‬‬


‫ق َوال ِعص َيانَ (‪ )٧‬الحجرات) إذن الفسوق أعم ك نه لما كان البناء أطول (فسوق) من (فسص) جعله أوسع يعني‬ ‫ِإلَي ُك ُم الكُف َر َوالفُ ُ‬
‫سو َ‬
‫ناسب بين بناء الكلمة والداللة‪.‬‬

‫ق َوالَ ِجدَالَ) ولم يعبر بالنهي‪ :‬وال ترفلوا وال تفسقوا وال تجادلوا‪:‬‬ ‫* عبر ربنا سبحانه وتعالى بالنفي (فَالَ َرفَ َ َوالَ فُ ُ‬
‫سو َ‬
‫ذلك ألن النفي أبلغ من النهي الصريح فالنهي قد يعني أنه يمكن أن يحصل هذا الفعل لكنكم منهيون عنه‪ .‬أما النفي فيعني أن هذا‬
‫الفعل ينبغي أن ال يقع أصالً فضالً عن أن يفعله أح ٌد منكم أيها المسلمون ومن ثم أدخل النفي على اجسم لينفي جنس الفعل وأصله‪.‬‬

‫ون َيا أُو ِلي‬


‫(واتَّقُ ِ‬ ‫(وتَ َز َّودُوا َف ِإنَّ َخي َر َّ‬
‫الزا ِد التَّق َوى) ثم أمر أولي األلباب خاصة بالتقوى َ‬ ‫* ذكر األمر بالتقوى عاما ً للناس كلهم َ‬
‫ب) ‪ ،‬هذا يسمى اجطناب وفائدة اجطناب هنا أن األمر بالتقوى ليس خاصا ً ب ولي األلباب وحدهم وال يتوجه الكالم إليهم دون‬ ‫األَلبَا ِ‬
‫غيرهم ألن كل إنسان م مور بالتقوى لكن ذكر هنا الخاا بعد العام للتنبيه على فضل الخاا وهم أولوا األلباب وأرجحيته على‬
‫العام وهم عوام الناس ألن الناس يتفاضلون باأللباب وبها يتمايزون‪.‬‬

‫َير ِام َواذك ُُيروهُ َك َميا‬ ‫ح أَن تَبتَغُوا فَضالً ِمن َّر ِبكُم فَ ِإذَا أَفَضت ُم ِمن ع ََرفَا ٍ‬
‫ت فَياذك ُُروا َّللاَ ِعني َد ال َمشيعَ ِر الح َ‬ ‫علَيكُم ُجنَا ٌ‬‫س َ‬‫آية (‪( : )١٩٨‬لَي َ‬
‫َهدَاكُم َوإِن كُنت ُم ِمن قَب ِل ِه ل ِمنَ الض ِ‬
‫َّآلينَ )‬ ‫َ‬
‫* قال الحص‪ ( :‬تَبتَغُوا فَضالً ِمن َّر ِبكُم ) ولم يقل ر قا ً‪:‬‬
‫لقد أوضح الحص في اآلية التي قبلها‪ :‬أال تذهبوا إال ومعكم ادكم‪ .‬إذن أنت ال تذهب إلى الحج لت كيل مين التجيارة‪ ،‬إنميا تيذهب ومعيك‬
‫ادك وما ت تي به هو ائد عن حاجتك ويكون فضالً من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وهيو جيل شي نه يرييد منيك أال يكيون فيي عمليك المبياح‬
‫ج فنفى الجناح عنه‪ ،‬لذلك أسماه " فضالً " يعني أمراً ائدا ً عن الحاجة‪.‬‬ ‫حر ٌ‬
‫وكل ابتغاء الر ق وابتغاء الفضل ال يصح أن يغيب عن ذهن مبتغي الر ق والفضل‪ ،‬فكله من عند هللا‪ .‬إياك أن تقول‪ :‬قوة‪ ،‬أسيباب‪،‬‬
‫ذكاء أو احتياط ‪ ،‬فال شيء من ذلك كليه؛ ألن الير ق كليه هيو فضيل مين هللا‪ .‬وال ضيرر علييك أن تبتغيي الفضيل مين اليرب؛ ألنيه هيو‬
‫الخالص وهو المربي‪ .‬ونحن مربوبون له‪.‬‬

‫اس َواستَغ ِف ُروا َّللاَ ِإنَّ َّللاَ َ‬


‫غفُ ٌ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)‬ ‫آية (‪( : )١٩٩‬ث ُ َّم أَفِيضُوا ِمن حَي ُ أ َ َفا َ النَّ ُ‬
‫َّللاَ) على ماذا نستغفرو‬ ‫اس َواستَغ ِف ُروا َّ‬ ‫* (ث ُ َّم أَفِيضُوا ِمن حَي ُ أَفَا َ ال َّن ُ‬
‫َّللاَ فَاسيت َغفَ ُروا ِليذُنُو ِب ِهم (‪ ))١٣٥‬هيذا فعيل فاحشية يسيتغفر أميا أن‬ ‫سي ُهم ذَك َُيروا َّ‬‫احشَةً أَو َظلَ ُموا أَنفُ َ‬
‫(والَّ ِذينَ ِإذَا فَعَلُوا فَ ِ‬
‫في آل عمران َ‬
‫أحج وأستغفرو! نحن كنا نعبد هللا ! مصيبتك في الصالة والحج أكلر من مصيبتك في الذنب فإذا تبت توبية حقيقيية ونيدمت وحزنيت‬
‫وأقلعت عن الذنب ما بقي عليك شيء‪ .‬لكن أنت ذنوبك فيي العبيادات تحيب األعميال يقيول النبيي صيلى هللا علييه وسيلم (مين حسينت‬
‫صالته في المسجد ِلما يرى من نظر الناس إلييه فقيد حيب عمليه) مين أجيل هيذا كيان دعياء النبيي صيلى هللا علييه وسيلم بعيد انتهياء‬
‫الصالة استغفر هللا (فَ ِإذَا فَ َرغتَ فَانصَب(‪ )٧‬الشرح) انصب بالدعاء واالستغفار‪ .‬رب مصلي ليس ليه مين صيالته إال القييام والقعيود‪،‬‬
‫رب صائم ليس له من صيامه إال الجوع والعطش‪ ،‬رب قارلء للقيرآن والقيرآن يلعنيه‪ ،‬ولهيذا هللا قيال (ثُي َّم أ َ ِفيضُيوا ِمين حَيي ُ أَفَيا َ‬
‫َّللاَ) لوال أن هللا واسع ولوال أن هللا حليم لما تقبل أعمالنا فعباداتنا تحتاج االستغفار أكلر من ذنوبنا‪.‬‬ ‫النَّ ُ‬
‫اس َواستَغ ِف ُروا َّ‬

‫اس َمن يَقُو ُل َربَّنَيا آتِنَيا فِيي اليدُّنيَا َو َميا لَيهُ فِيي‬ ‫س َككُم فَاذك ُُروا َّللاَ َكذِك ِركُم آبَاءكُم أَو أَ َ‬
‫ش َّد ذِك ًرا فَ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٠٠‬فَ ِإذَا قَضَيت ُم َّمنَا ِ‬
‫اآلخ َر ِة ِمن َخالَ ٍ‬
‫ق)‬ ‫ِ‬
‫* (ربنا آتنا في الدنيا) ما قال آتنا ماذاو إما لتهوين ش نه أو ألنيه عظييم عنيدهم يرييدون كيل شييء فيي اليدنيا حتيى ميا وصيفوا هيذا‬
‫ق) والخيالق هيو‬ ‫(و َميا لَيهُ فِيي اآلَ ِخ َير ِة ِمين َخ َيال ٍ‬
‫سيمة ال يحبهيا هللا عيز وجيل لعبياده فكيي أدبهيمو قيال‪َ :‬‬ ‫الم تي به ب نه حسين‪ ،‬وهيذه ِ‬
‫النصيب لكن ِل َم لم يقل نصيبو نحن إلى اآلن نستعمل ال َخلَص والخلقات للشيء البيالي يعنيي حتيى هيذا النصييب البيالي لييس لهيم فيي‬
‫اآلخرة‪ .‬هم ال يفكرون باآلخرة فاهلل عز وجل ال يريد لعباده الصالحين أن يكونوا كهؤالء ويريد منهم أن ييذكروه ويتيذكروا اآلخيرة‬
‫ألن هذه الحياة مهما طالت هي كحلم رائي كما في األثر‪ :‬الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‪ .‬فاالنسان فيي لحظية موتيه ك نيه اسيتيقظ مين‬
‫منام وكان يرى حلما ً كل هذه السنوات‪.‬‬

‫عذَ َ‬
‫اب النَّ ِار)‬ ‫سنَةً َو ِقنَا َ‬ ‫سنَةً َو ِفي ِ‬
‫اآلخ َر ِة َح َ‬ ‫آية (‪ِ ( : )٢٠١‬و ِمن ُهم َّمن َيقُو ُل َر َّبنَا آ ِتنَا ِفي الدُّن َيا َح َ‬
‫* سياق اآليات في موسم الحج وهو فرصة للتوجه إلى هللا عز وجل بالدعاء ‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى مين رحمتيه أن يرشيد االنسيان‬
‫ور َر ِحيي ٌم) توجييه (فَي ِإذَا قَضَييت ُم‬ ‫َّللاَ َ‬
‫غفُي ٌ‬ ‫ياس َواسيتَغ ِف ُروا َّ‬
‫َّللاَ ِإنَّ َّ‬ ‫دائما ً إلى الخير‪ ..‬فبعد أن قيال تعيالى (ثُي َّم أ َ ِفيضُيوا ِمين حَيي ُ أَفَيا َ النَّ ُ‬
‫ش ي َّد ذِكي ًيرا) ألنييه كانييت العييرب بعييد موسييم الحييج ي ي تون الييى األسييواق األدبييية ويتفيياخرون‬ ‫َّللاَ َك يذِك ِركُم آَبَييا َءكُم أَو أ َ َ‬
‫س ي َككُم فَيياذك ُُروا َّ‬
‫َمنَا ِ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪55‬‬


‫ويذكرون آباءهم حتى صاروا يتفاخرون بالقتلى‪( .‬أَو أ َ َ‬
‫ش َّد ذِك ًرا) فالمسلم ينبغي أن يكون ذاكرا ً هلل سبحانه وتعيالى وذكير هللا يسيتتبع‬
‫ذكر اآلخرة وما فيها من نعيم ومن شقاء حقيقة‪.‬‬

‫* كلمة حسنة جاءت نكرة في الموضعين‪ :‬وهي وص لموصوم محذوم‪ ،‬هذا الموصوم المحذوم على إطالقه‪ :‬بما يفكر به‬
‫االنسان ‪ ،‬هذه الحسنة لنقل ملالً آتنا في الدنيا عطايا حسنة والعطايا بتفاصيلها وفي اآلخرة عطايا حسنة أيضا ً بتفاصيلها فحذم‬
‫الموصوم وأبقى الصفة‪ .‬وكونها منكرة حتى تشير الى العموم الغالب يعني شيء عام‪,‬‬

‫* كونوا كهؤالء الذين يريدون في الدنيا لكن بالوص الحسن وليس ك ولئك الذين يريدون كل شييء فيي اليدنيا وليم يقفيوا عنيد هيذا‬
‫وإنما قالوا (وفي اآلخرة حسنة) أيضا ً بكل ما يتصور من العطايا الموصوفة ب نها حسنة في اآلخرة ثم اد عليهم فيي دعيائهم وهيذا‬
‫تدريب ودعاء أن ادعوا هكذا (وقنا عذاب النار) االنسان ال ينبغي أن ينسى أن هناك ناراً وعمير رضيي هللا عنيه يقيول لجلسيائه‪ :‬ييا‬
‫فالن ِعظنا‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين تزفر النار فرة يوم القيامة (هيذا الزفيير الينفخ) فيال يبقيى مليك وال شيهيد وال نبيي وال صيالح إال‬
‫ويجلو على ركبتيه ولو كان لك عمل سبعين نبيا ً ما ظننتَ أنك ناج منها‪ .‬يعني هذه الزفرة مخيفية مين بعيد ذليك وحتيى عنيدما ينجيي‬
‫هللا الذين اتقوا يحسون بهذه اللذة لذة النجاة من هذه النار‪.‬‬

‫* أتى وأعطى معنى متقارب معجميا ً لكن ليس مترادفا ً ‪ .‬فعل أتى (أتي) والفعل عطى (عطو) نجد أن العين والطاء والواو أقوى مين‬
‫الهمزة والتاء والياء فمعناه أن العطاء أو اجعطاء فيه نوع من القوة ولييس فييه هيذا الليين والرقية مليل اجتييان‪ .‬ليذلك كلييرون مين‬
‫أهل اللغة قالوا أن اجعطاء فيه تمليك واجيتاء ليس شرطا ً أن يكون فيه تمليك‪.‬‬

‫علَيي ِه َو َمين تَي َ َّخ َر فَيال إِثي َم َ‬


‫علَيي ِه ِل َم ِ‬
‫ين اتَّقَيى َواتَّقُيوا َّللاَ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٠٣‬واذك ُُروا َّللاَ فِي أَيَّ ٍام َّمعدُودَا ٍ‬
‫ت فَ َمن تَعَ َّج َل فِيي يَيو َمي ِن فَيالَ إِثي َم َ‬
‫َواعلَ ُموا أَنَّكُم ِإلَي ِه ت ُحش َُرونَ )‬
‫الجمار مع أنهم في الحج والموسم موسم عبادة وذلك ألن أهل الجاهلية كيانوا‬ ‫* خص هللا تعالى الذكر فى هذه األيام وهي أيام رمي ِ‬
‫يشغلون هذه األيام بالتغامز ومغا لة النساء ف راد هللا تعالى صرفهم عن هذا اجثم إلى الخير دون ذِكر ما يفعلون‪.‬‬

‫علَى َما فِي قَلبِ ِه َوه َُو أَلَ ُّد ال ِخص ِ‬


‫َام)‬ ‫اس َمن يُع ِجبُكَ قَولُهُ فِي ال َحيَا ِة الدُّنيَا َويُش ِه ُد َّللاَ َ‬
‫آية (‪َ ( : )٢٠٤‬و ِمنَ النَّ ِ‬
‫الخصام مع أن معنيى أليد تعنيي شيديد الخصيومة‪ :‬هيذا مين بياب مبالغية القيرآن الكيريم ليصي لنيا ربنيا ميدى‬ ‫* أضيفت كلمة ألد إلى ِ‬
‫مخاصم وخصيامه شيديد‪ .‬أال تيرى كيي تقيول لفيالن وقيد غضيب ُجين فيالن ولكنيه إذا كيان‬ ‫ِ‬ ‫المخاصم فهو‬‫ِ‬ ‫الخصومة التي تسكن قلب‬
‫كلير الغضب تقول ُجن جنونه‪.‬‬

‫ب الفَ َ‬
‫سا َد)‬ ‫س َعى ِفي األَر ِ ِليُف ِ‬
‫س َد ِف ِي َها َويُه ِلكَ الحَر َ‬
‫ا َوالنَّس َل َوَّللاُ الَ يُ ِح ُّ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٠٥‬و ِإذَا ت َ َو َّلى َ‬
‫س ال ِمهَادُ) هذا أقصى أنواع التهكم بهؤالء الكافرين فاجنسان يتخيذ المكيان اليوثير مهياداً ليهني‬ ‫* في قوله تعالى (فَحَسبُهُ َج َهنَّ ُم َولَ ِبئ َ‬
‫بنومه وقد وص هللا تبارك وتعالى األر ب نها ِمهاد لنا في حياتنا ألنها مهيئة للسعي والنوم‪.‬‬

‫ُوم بِال ِعبَادِ)‬ ‫سهُ ابتِغَاء َمرضَا ِ‬


‫ت َّللاِ َوَّللاُ َرؤ ٌ‬ ‫اس َمن يَش ِرل نَف َ‬ ‫آية (‪َ : )٢٠٧‬‬
‫(و ِمنَ النَّ ِ‬
‫* الفرق بين الرضوان والمرضاة‪:‬‬
‫الرضوان هو أعظم الرضى وأكبره والرضوان مصدر وهو الرضى وليم يسيتعمل فيي القيرآن إال مين هللا تعيالى أميا المرضياة فليسيت‬
‫اجكَ (‪ )١‬التحريم)‪.‬‬ ‫مختصة باهلل تعالى وإنما ت تي هلل تعالى ولغيره (تَبت َ ِغي َمرضَاتَ أ َ َو ِ‬

‫* الفرق بين الرأفة والرحمة‪:‬‬


‫ً‬
‫الرأفة أخص من الرحمة‪ ،‬الرأفة مخصوصة بدفع المكروه وإ الة الضرر تقول أنا أرأم به عندما يكون متوقعا أن يقع عليه شيء‪.‬‬
‫سيلنَاكَ إِ َّال َرح َميةً ِللعَيالَ ِمينَ (‪ )١٠٧‬األنبيياء)‪( ،‬فَ َوجَيدَا عَبيدًا ِمين ِعبَا ِدنَيا آتَينَياهُ‬ ‫(و َميا أَر َ‬
‫الرحمة عامة ليست مخصوصية بيدفع مكيروه َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫س ِمنا َرح َمة ف ِر َح بِهَا (‪ )٤٨‬الشورى)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫انَ‬ ‫اجن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وإِنا إِذا أذقنا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َرح َمةً ِمن ِعن ِدنَا (‪ )٦٥‬الكه )‪ .‬الرحمة عامة َ‬
‫عندما نقول في الدعاء يا رحمن ارحمنا هذه عامة أل ينزل علينا من الخير ما يشاء ويرفع عنا من الضر ما يشاء وييسير لنيا سيبل‬
‫الخير عامة‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪56‬‬


‫* أفردت الرأفة عن الرحمة في موطنين فق في القرآن كله فيي سيورة البقيرة (وهللا رؤوم بالعبياد) وفيي سيورة آل عميران (يَيو َم‬
‫س َيوءٍ ت َ َيو ُّد لَيو أَنَّ بَينَهَيا َوبَينَيهُ أ َ َميدًا بَ ِعييدًا َويُحَيذ ُِر ُك ُم َّللاُ نَف َ‬
‫سيهُ َوَّللاُ َرؤ ُ‬
‫ُوم‬ ‫ت َ ِج ُد ُك ُّل نَف ٍس َّما ع َِملَت ِمن َخي ٍير ُّمحض ًَيرا َو َميا ع َِملَيت ِمين ُ‬
‫ِبال ِعبَا ِد (‪ ))٣٠‬ما قال تعالى رؤوم رحيم‪.‬‬

‫لو الحظنا السياق الذل وردت فيه اآليتان‪:‬‬


‫ياس َمين يَش ِيرل‬ ‫َّ‬ ‫ينَ‬
‫س ال ِمهَيا ُد (‪َ )٢٠٦‬و ِم الن ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ياجث ِم فحَسيبُه َجهَين ُم َولبِيئ َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَيهُ ات َّ ِ‬
‫يص َّللاَ أخذتيه ال ِعيزة بِ ِ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى َ‬
‫ُوم بِال ِعبَا ِد (‪ ))٢٠٧‬لما يقول (فحسبه جهنم) السياق ال يناسب ذكر الرحمة‪.‬‬ ‫ت َّللاِ َوَّللاُ َرؤ ٌ‬ ‫سهُ ابتِغَاء َمرضَا ِ‬ ‫نَف َ‬
‫س ِمنَ َّللاِ ِفي شَييءٍ ِإالَّ أَن تَتَّقُيوا ِمين ُهم تُقَياةً‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫كَ‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ف‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ ُ ِِ َ َ َ َ ِ‬‫م‬ ‫و‬ ‫ينَ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ُو‬‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َِ ِ‬ ‫اء‬‫ي‬‫ل‬‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ينَ‬ ‫ر‬
‫ِِ‬ ‫ف‬‫َا‬
‫ك‬ ‫ال‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬
‫ُ ِ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫خ‬ ‫َّ‬
‫َ ِ‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫(‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫في‬
‫سهُ َوإِلى َّللاِ (‪ ))٢٨‬مقام تحذير والتحذير يعني التهديد وال يتناسب التحذير مع الرحمة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َويُحَذ ُِر ُك ُم َّللاُ نَف َ‬

‫ت الشَّي َط ِ‬
‫ان ِإنَّهُ لَكُم َ‬
‫عد ٌُّو ُّم ِبينٌ )‬ ‫آية (‪( : )٢٠٨‬يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا اد ُخلُوا فِي السِل ِم كَآفَّةً َوالَ تَت َّ ِبعُوا ُخ ُ‬
‫ط َوا ِ‬
‫* قال تعالى ادخلوا في السِلم ولم يقل سالموا بعضكم‪ :‬الدخول يدل على العمص ومين دخيل المنيزل صيار داخليه وفيي عمقيه ومحاطيا ً‬
‫ببنائه ولذلك من دخل السِلم صار في أقصى غاية المسالمة وليس مسالما ً فق ‪.‬‬

‫يز َح ِكي ٌم)‬ ‫آية (‪( : )٢٠٩‬فَ ِإن َ لَلت ُم ِمن بَع ِد َما جَاءت ُك ُم البَيِنَاتُ فَاعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫* الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البينات) و(جاءتهم البينات) في القرآن الكريم‪:‬‬
‫هنيياك حكييم نحييول مفيياده أنييه يجييو أن يي تي الفعييل مييذكرا ً والفاعييل مؤنلياً‪ .‬وكلميية البينييات ليسييت مؤني حقيقييي لييذا يجيو تييذكيرها‬
‫وت نيلها‪.‬‬
‫جاءتهم البينات بالت ني ‪ :‬يؤن الفعل إذا كانت اآليات تدل عليى النبيوءات والمعجيزات ف ينميا وقعيت بهيذا المعنيى يي تي الفعيل مؤنليا ً‬
‫يز َح ِكي ٌم) واآلية (‪َ ...‬و َما اختَلَي َ فِيي ِه إِالَّ الَّي ِذينَ أُوتُيوهُ ِمين بَعي ِد‬ ‫كما في قوله (فَ ِإن َ لَلت ُم ِمن بَع ِد َما جَاءت ُك ُم البَيِنَاتُ فَاعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫َما جَاءت ُه ُم ال َب ِينَاتُ َبغيا ً َبينَ ُهم ‪ ))٢١٣( ...‬و (‪َ ...‬ولَو شَاء َّللاُ َما اقتَت َ َل الَّ ِذينَ ِمن َبعي ِد ِهم ِمين َبعي ِد َميا جَياءت ُه ُم ال َب ِينَياتُ َولَيـ ِك ِن اختَلَفُيوا‬
‫‪.))٢٥٣(...‬‬
‫جاءهم البينات بالتذكير‪ :‬البينات هنا ت تي بمعنى األمر والنهي وحيلما وردت بهذا المعنى يُذكر الفعل كما في قوله تعيالى فيي سيورة‬
‫ص َوجَياء ُه ُم البَيِنَياتُ َوَّللاُ الَ يَهيدِل القَيو َم ال َّظيا ِل ِمينَ (‪))٨٦‬‬ ‫سو َل َح ٌّ‬ ‫آل عمران (كَي َ يَهدِل َّللاُ قَوما ً َكفَ ُروا بَع َد إِي َمانِ ِهم َوش َِهدُوا أَنَّ َّ‬
‫الر ُ‬
‫اب ع َِظي ٌم (‪ ))١٠٥‬وفي سورة غافر (قُل ِإنِي نُ ِهييتُ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫(والَ تَكُونُوا كَالَّ ِذينَ تَفَ َّرقُوا َواختَلَفُوا ِمن بَع ِد َما جَاء ُه ُم البَ ِينَاتُ َوأُولَـئِكَ لَ ُهم َ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫ب العَال ِمينَ (‪.))٦٦‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاِ ل َّما جَاءنِ َي البَيِناتُ ِمن َّربِي َوأ ِمرتُ أن أس ِل َم ِل َر ِ‬ ‫َ‬ ‫عونَ ِمن د ِ‬
‫ُون َّ‬ ‫أَن أَعبُ َد ال ِذينَ تَد ُ‬
‫َّ‬

‫شدِي ُد ال ِعقَا ِ‬
‫ب)‬ ‫سل بَنِي إِس َرائِي َل كَم آتَينَاهُم ِمن آيَ ٍة بَ ِينَ ٍة َو َمن يُبَدِل نِع َمةَ َّللاِ ِمن بَع ِد َما جَاءتهُ فَ ِإنَّ َّللاَ َ‬
‫آية (‪َ ( : )٢١١‬‬
‫* الفرق بين فعل األمر إس ل وسل‪:‬‬
‫سل بَنِي إِس َرائِي َل كَم آتَينَاهُم ِمن آيَ ٍة بَ ِينَ ٍة) وإذا تقدمها أل‬ ‫سل لها قاعدة عند أكلرية العرب أنه إذا بدأنا بها يحذم الهمزة للتخفي ( َ‬
‫ت فَاس َل َب ِني ِإس َرا ِئي َل (‪ )١٠١‬اجسراء)‪.‬‬ ‫ت َب ِينَا ٍ‬ ‫(ولَقَد آتَينَا ُمو َ‬
‫سى ِتس َع آ َيا ٍ‬ ‫شيء يؤتى بالهمزة َ‬

‫آية (‪ ُ ( : )٢١٢‬يِنَ ِللَّ ِذينَ َكفَ ُروا ال َحيَاةُ الدُّنيَا َويَس َخ ُرونَ ِمنَ الَّ ِذينَ آ َمنُيوا َوالَّي ِذينَ اتَّقَيوا فَيوقَ ُهم يَيو َم ال ِقيَا َمي ِة َوَّللاُ يَير ُ ُ‬
‫ق َمين يَشَياء‬
‫ب)‬ ‫ِبغَي ِر ِح َ‬
‫سا ٍ‬
‫* لم يقل ينت مع أن الحياة الدنيا مؤن ‪:‬‬
‫من حي الحكم النحول يجو التذكير ألن‪:‬‬
‫‪ -‬الحياة مؤن مجا ل أل ليس له مذكر من جنسه فالبقرة مؤن حقيقي ألن اللور ذكر مين جنسيها‪ .‬كلمية سيماء و الشيمس مؤني‬
‫مجا ل والقمر مذكر مجا ل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل ( ُ يِنَ ِلل ِذينَ َكف ُروا ال َحيَاة) والفاصل حتيى فيي المؤني الحقيقيي يمكين تيذكيره هيذه قاعيدة (أقبيل‬
‫اليوم فاطمة)‪.‬‬
‫َ‬
‫لكن لماذا اختار التذكيرو هنالك قراءة أخرى وهي ( ين للذين كفروا الحياة) بالبناء للمعلوم والفاعل الشييطان والحيياة مفعيول بيه‪،‬‬‫َ‬
‫وهذه القراءة ال يمكن أن يقول فيها َ ينت لذا التذكير صار واجباً‪ .‬ف صبحت ( ينت) ال تنسجم مع القراءة اللانية‪.‬‬

‫* اختار هللا تعالى صيغة الماضي للتزيين ( ُ ين) وصيغة المضارع للسخرية (ويسخرون) ‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪57‬‬


‫ليدلنا على أن التزيين أمر مستقر في الكافرين فهم أبد الدهر يعشقون الدنيا ويكرهون الموت‪ .‬وأتى بفعيل السيخرية مضيارعا ً ليبيين‬
‫لنا أن الكافرين يسخرون من اجيمان وأهله بشكل متجدد متكرر‪ .‬وفي ترتيب الفعلين داللة منطقية ألن السيخرية مبعلهيا حيب اليدنيا‬
‫والشهوات‪ ،‬والتزيين سابص للسخرية فعبر عنه بالماضي والسخرية ناشئة من تعلص القلب بالدنيا فعبر عنها بالمضارع‪.‬‬

‫َص ِلييَح ُك َم بَيينَ النَّ ِ‬


‫ياس فِي َمييا‬ ‫نيز َل َمعَ ُهي ُم ال ِكت َ َ‬
‫ياب بِييالح ِ‬ ‫ياس أ ُ َّميةً َو ِ‬
‫احي َدةً فَبَعَي َ َّللاُ النَّبِيِيينَ ُمبَش ِِيرينَ َو ُمنيذ ِِرينَ َوأ َ َ‬ ‫آيية (‪( : )٢١٣‬كَيانَ النَّ ُ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما اختَلَ َ فِي ِه إِالَّ الَّ ِذينَ أُوت ُوهُ ِمن بَع ِد َما جَاءت ُه ُم البَ ِينَاتُ بَغيًا بَيينَ ُهم فَهَيدَى َّللاُ الَّي ِذينَ آ َمنُيوا ِل َميا اختَلَفُيوا فِيي ِه ِمينَ الح ِ‬
‫َيص‬
‫يم)‬‫بِ ِإذنِ ِه َوَّللاُ يَهدِل َمن يَشَاء إِلَى ِص َراطٍ ُّمستَ ِق ٍ‬
‫* أفرد هللا عز وجل الكتاب وجمع النبيين‪ :‬ليعلمنا أن الحص الذل نزل به األنبياء واحد ولكنه نزل على فترات وكل واحد مينهم ميتمم‬
‫لما قبله‪.‬‬

‫سياء َوالض ََّّيراء َو ُ ل ِزلُيوا َحتَّيى يَقُيو َل‬ ‫آية (‪( : )٢١٤‬أَم َحسِبت ُم أَن تَد ُخلُوا ال َجنَّيةَ َولَ َّميا يَي تِكُم َّملَي ُل الَّي ِذينَ َخلَيوا ِمين قَيب ِلكُم َّم َّ‬
‫سيت ُه ُم البَ َ‬
‫سو ُل َوالَّ ِذينَ آ َمنُوا َم َعهُ َمتَى نَص ُر َّللاِ أَال ِإنَّ نَص َر َّللاِ قَ ِر ٌ‬
‫يب)‬ ‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫* عبر هللا عن شدة المصاب بقوله ( َو ُ ل ِزلوا) وهذا الفعل يدل على شدة اضطراب نظام معيشتهم‪.‬‬ ‫ُ‬

‫* في رواية ورش (يقولُ) بالضم‪ .‬فما الفرقو‬


‫قاعدة لغوية‪( :‬حتى) قد ي تي بعدها الفعل مرفوعا ً وقد ي تي منصوباً‪( .‬حتى) ال تنصب إال إذا كان الفعل بعدها لم يحدا بعد وإذا كيان‬
‫سيى (‪ )٩١‬طيه) هيو ليم يرجيع بعيد‪ .‬مليال‪ :‬أنيت‬ ‫مرفوعا ً دل على فعل حدا ‪ ،‬ملال‪( :‬قَالُوا لَن نَّب َر َح َ‬
‫علَي ِه عَا ِك ِفينَ َحتَّى يَر ِج َع إِلَينَيا ُمو َ‬
‫ور فيالن يعنيي اره‪ .‬وإذا كانيت‬‫ور فالنيا ً‪ ،‬يعنيي ليم ييزره بعيد أميا إذا قيال جئيت حتيى أ ُ‬ ‫تقول ما الذل جياء بيكو يقيول جئيت حتيى أ َ‬
‫بالنصب يعني أن الفعل لم يحدا بعد‪.‬‬

‫سولُ) بالنصب إذن نفهم أن الرسيول ميا قالهيا إال بعيد الب سياء والضيراء والزليزال‪.‬‬ ‫فى اآلية يتكلم عن جماعة مضوا ( َحتَّى َيقُو َل َّ‬
‫الر ُ‬
‫(حتى يقولُ) هذا إخبار عن حادثة ماضية وقعت كلها فالب ساء حدثت والرسول قالها فيقوله بالرفع‪.‬‬

‫* أليس هذا يتعار مع بعضو هل قالها الرسول قبل الب ساء أو بعدو‬
‫بيين‬ ‫هذه فيها جانبان جانب أنه ذكير حالية الرسيول قبيل القيول فنصيب وذكير حيال اجخبيار عنهيا بعيد القيول فرفيع وال يوجيد تعيار‬
‫القراءتين وإنما ذكر حالتين حالة قبل القول وحالة إخبار بعد القول‪.‬‬

‫سي ِبي ِل َو َميا تَفعَلُيوا ِمين‬


‫ين َواب ِن ال َّ‬ ‫آية (‪( : )٢١٥‬يَس َلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُل َما أَنفَقت ُم ِمن َخي ٍر فَ ِلل َوا ِلدَي ِن َواألَق َر ِبينَ َواليَتَا َمى َوال َم َ‬
‫سا ِك ِ‬
‫َخي ٍر فَ ِإنَّ َّللاَ بِ ِه َ‬
‫ع ِلي ٌم)‬
‫َ‬
‫(ويَس لُونَكَ َماذا يُن ِفقُونَ قُ ِل العَف َو (‪))٢١٩‬و‬ ‫َ‬ ‫* ما الفرق بين هذه اآلية و َ‬
‫‪ -‬يقال هذه اآلية نزلت في عمرو بن الجموح وهو كان شيخا ً كبيرا ً فس ل الرسول قال بماذا نتصدقو وعلى من ننفصو ف جاب عن‬
‫األمرين في اججابة األولى‪ :‬بماذا ننفصو (قُل َما أَنفَقت ُم ِمن َخي ٍر) أل من حالل ‪ ،‬على من ينفصو (فَ ِلل َوا ِل َدي ِن َواألَق َربِينَ َواليَتَا َمى‬
‫س ِبي ِل) إذن هو أجاب عن اجثنين في آن واحد لكن بدأ بهؤالء ألن المهم أن تكون حالالً‪.‬‬ ‫ين َواب ِن ال َّ‬ ‫سا ِك ِ‬ ‫َوال َم َ‬
‫‪ -‬في اآلية اللانية ذكر هذا الحالل كي تنفقهو قال (ق ِل ال َعف َو) أل نقيض الجهد‪ .‬العفو في اللغة الزيادة أل ما يزيد عن حاجتك‬ ‫ُ‬
‫وحاجة أهلك‪ ،‬تعطي ما ال يُجهدك‪ ،‬وفي الحدي "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى" و "ابدأ بمن تعول"‪.‬‬

‫في اججابة األولى أجاب أمرين ثم فصل‪ ،‬ما أنفقتم من الحالل‪ ،‬من طيبات ما كسبتم ثم ذكر من هم أولى باجنفاق الوالدين‬
‫واألقربين‪ .‬ثم هذا الحالل فصله كي تنفقهو هل تعطيه كلهو ال‪ ،‬أع ِ العفو أل ما اد عن حاجتك‪.‬‬

‫* الفرق بين عالم وعالم وعليم‪:‬‬


‫‪ -‬عا ِلم إسم فاعل فاستعملها بالمفرد الذل ال يدل على التكلير عادةً‪ ،‬ولم ترد في القرآن إال مقترنة بالغيب أو بالغيب والشهادة ‪ ،‬في‬
‫‪ ١٤‬موضعا ً لم ترد بمعنى آخر‪.‬‬
‫ب) ولم ترد إال مع الغيوب جمع الغيب‪ ،‬العالم كلرة والغيوب كلرة‪.‬‬ ‫عالَّ ُم الغُيُو ِ‬‫‪ -‬عالم خصصها للغيوب ( َ‬
‫ع ِلي ٌم ِبال ُمتَّ ِقينَ ) ( ِإنَّ َّللاَ َ‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫(وَّللاُ َ‬
‫َ‬ ‫جمع‬ ‫ال‬ ‫مع‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫عليم)‬ ‫شيء‬ ‫(بكل‬ ‫عامة‬ ‫أو‬ ‫)‪،‬‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ي‬‫ل‬
‫َ ُ‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫(ال‬ ‫)‬‫م‬‫ٌ‬ ‫ي‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ع‬‫(وا ٌ‬
‫س‬‫ِ‬ ‫‪ -‬عليم يستعملها مطلقة َ‬
‫ع ِلي ٌم)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ بِ َما تَع َملونَ َ‬
‫(و َّ‬‫ع ِلي ٌم (‪َ ))٢١٥‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(و َما تَفعَلوا ِمن َخي ٍر ف ِإنَّ َّللاَ بِ ِه َ‬ ‫ُور)‪ ،‬أو بفعل الجمع َ‬ ‫صد ِ‬ ‫بِذَا ِ‬
‫ت ال ُّ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪58‬‬


‫سى أَن ت ُِحبُّوا شَيئًا َوه َُو ش ٌَّر لَكُم َو َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫سى أَن تَك َرهُوا شَيئ ًا َوه َُو َخي ٌر لَكُم َو َ‬
‫ع َ‬ ‫ع َ‬‫علَي ُك ُم ال ِقتَا ُل َوه َُو كُرهٌ لَكُم َو َ‬ ‫آية (‪ُ ( : )٢١٦‬كتِ َ‬
‫ب َ‬
‫يَعلَ ُم َوأَنت ُم َال تَعلَ ُمونَ )‬
‫* ما الفرق بين كلمة الكَره بفتح الكام والكُره بضمهاو‬
‫الكَره بفتح الكام هو ما ي تي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى ( َفقَا َل لَهَا َو ِلأَر ِ اِئ ِتيَا َطوعًا أَو كَرهًا (‪ )١١‬فصلت)‪.‬‬
‫أما الكُره بضم الكام فهو ما ينبع من الداخل ففي اآلية (‪ )٢١٦‬جاءت كلمة الكُره ألن اجنسان بطبيعته يكره القتال‪.‬‬

‫* ما معنى عسى في القرآنو‬


‫سيت ُم إِن تَ َولَّيت ُم‬ ‫عسى طمع وترجي‪ ،‬ينبغي أن تتوقع فيما تحب أن يكون فيه ما يكره وقد يكون فيه خير‪ .‬وقد ت تي للتوقع (فَ َهل َ‬
‫ع َ‬
‫سدُوا ِفي األَر ِ َوتُقَ ِط ُعوا أَرحَا َمكُم (‪ )٢٢‬محمد)‪ .‬الفيصل في تحديد المعنى هو السياق أماالمعجم فيعطي معنى الكلمة مفردة‪.‬‬
‫أَن ت ُف ِ‬

‫ج أَه ِل ِه‬
‫سبِي ِل َّللاِ َوكُف ٌر بِ ِه َوال َمس ِج ِد الح ََر ِام َوإِخ َرا ُ‬
‫ص ٌّد عَن َ‬‫ير َو َ‬ ‫آية (‪( : )٢١٧‬يَس َلُونَكَ ع َِن الشَّه ِر الح ََر ِام قِتَا ٍل فِي ِه قُل قِتَا ٌل فِي ِه َكبِ ٌ‬
‫ِمنهُ أَك َب ُر ِعن َد َّللاِ َوال ِفتنَةُ أَك َب ُر ِمنَ القَت ِل َوالَ َي َزالُونَ ُيقَا ِتلُونَكُم َحتَّ َى َي ُردُّوكُم عَن دِي ِنكُم ِإ ِن است َ َطاعُوا َو َمن َيرتَدِد ِمنكُم عَن دِي ِن ِه فَ َي ُمت‬
‫اآلخ َر ِة َوأُولَـئِكَ أَصح ُ‬
‫َاب النَّ ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ )‬ ‫َوه َُو كَافِ ٌر فَ ُولَـئِكَ َح ِب َطت أَع َمالُ ُهم فِي الدُّنيَا َو ِ‬
‫* (يَس َلُو َنكَ ع َِن الشَّه ِر الح ََر ِام ِقتَا ٍل فِي ِه) قتال هي بدل اشتمال‪.‬‬

‫* قيد هللا تعالى قدرتهم على إخراج المسلمين من الدين بقوله (إِ ِن استَ َطاعُوا) لئال يظن السامع أن المؤمن سه ٌل إخراجه عن‬
‫إيمانه ‪ ،‬واستعمل تعالى حرم الشرط (إن) وهو يدل على الشك ال اليقين ليطمئن أن استطاعتهم في ذلك أمر بعيد المنال لقوة‬
‫اجيمان التي تتغلغل في القلب فال يفارقه‪.‬‬

‫(و َمن يَرتَدِد ِمنكُم عَن دِينِ ِه َفيَ ُمت َو ُه َو كَا ِف ٌر) بدل (ثم) التي تفيد التراخي والمهلة‬
‫* استعمل الفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب وقال َ‬
‫في الزمن ونحن نعلم أن معظم المرتدين ال تحضر آجالهم عقب اجرتداد بل قد يعمر المرتد طويالً ‪ ،‬وفي هذا ارتباط بديع في أن‬
‫المرتد يُعاقب بالموت عقوبة شرعية‪.‬‬

‫* جاءت (يرتدد) ألن فك االدغام يسرل على جميع المضعفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر‪.‬‬

‫س ِبي ِل َّللاِ أُو َلـئِكَ يَر ُجونَ َرح َمتَ َّللاِ َوَّللاُ َ‬
‫غفُ ٌ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)‬ ‫آية (‪( : )٢١٨‬إِنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ َهاج َُروا َوجَا َهدُوا فِي َ‬
‫* استعمل القرآن كلمة هاجروا عن المهاجرين ولم يقل هجروا ألن هاجر نشي عين عيداوة بيين الجيانبين ‪ ،‬أصيحاب النبيي صيلى هللا‬
‫عليه وسلم والمشركين في مكة‪ ،‬ك ٌل قد هجر اآلخر وقاله‪.‬‬

‫اس َوإِث ُم ُه َمآ أَكبَ ُر ِمن نَّف ِع ِه َما َويَس َلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل‬
‫ير َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ‬ ‫آية (‪( : )٢١٩‬يَس َلُونَكَ ع َِن ال َخم ِر َوال َميس ِِر قُل فِ ِ‬
‫يه َما إِث ٌم َكبِ ٌ‬
‫ت لَعَلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ )‬ ‫العَف َو َكذَ ِلكَ يُ ِ‬
‫بينُ َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِ‬
‫ً‬
‫* الخمر فعله خ َمر‪ .‬نقول‪ :‬خمره الشيء أل ستره ولذلك سمي خمرا ألنه يستر العقل ويحجبه عن التصرم والعمل‪.‬‬ ‫َ‬

‫طوهُم فَي ِإخ َوانُكُم َوَّللاُ يَعلَي ُم ال ُمفسِي َد ِمينَ‬ ‫اآلخ َير ِة َويَسي َلُونَكَ ع ِ‬
‫َين اليَتَيا َمى قُيل إِصيالَ ٌ‬
‫ح لَّ ُهيم َخي ٌير َوإِن ت ُ َخيا ِل ُ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٠‬فِيي اليدُّنيَا َو ِ‬
‫ال ُمص ِلحِ َولَو شَاء َّللاُ ألعنَتَكُم ِإنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫يز َح ِكي ٌم)‬
‫ح لَّ ُهم) ولم يقل إصالحهم لئال يظن اجنسان أنه مليزم بإصيالح ورعايية جسيمه والعنايية بيه وحسيب ثيم يهميل ميا‬ ‫* قال تعالى (إِصالَ ٌ‬
‫عداه‪ ،‬ال‪ ،‬فكافل اليتيم م مور بإصيالح ذاتيه وروحيه وعقيدتيه وخلقيه وكيل ميا يتعليص بيه‪ .‬فيانظر إليى عظييم عنايية هللا تعيالى ولطفيه‬
‫بعباده الضعفاء‪.‬‬

‫يض َوالَ تَق َربُوهُنَّ َحت َّ َى يَط ُهرنَ فَ ِإذَا ت َ َطهَّرنَ فَي ت ُوهُنَّ‬ ‫يض قُل ه َُو أَذًى فَاعتَ ِزلُوا النِ َ‬
‫ساء فِي ال َم ِح ِ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٢٢‬ويَس َلُونَكَ ع َِن ال َم ِح ِ‬
‫َ‬
‫ب ال ُمتَط ِه ِرينَ )‬ ‫ِمن حَي ُ أ َ َم َر ُك ُم َّللاُ إِنَّ َّللاَ يُ ِح ُّ‬
‫ب الت َّ َّوابِينَ َويُ ِح ُّ‬
‫* أطلص هللا سبحانه وتعالى األذى ولم يقييده وليم يقيل هيو أذى لكيم أو لهين ألن جمياع الميرأة أثنياء حيضيها أذى للرجيل يسيببه اليدم‬
‫الفاسد وفيه أذى للمرأة ومر وفيه أذى للطفل فاألطباء يقولون أن الجنين إذا تمون بجماع خالل الحيض يصاب بمر الجذام‪.‬‬

‫* في اآلية لم يقل‪ :‬فإذا طهرن ‪ ،‬فما الفرق بين طهر و تطهرو ( َيط ُهرنَ ) من الطهور طهر يطهر ومعناها امتنع عنهن الحييض‪ ،‬أميا‬
‫(ت َ َطهَّرنَ ) يعني اغتسلن من الحيض‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪59‬‬


‫* متطهرين أل هم يطهرون أنفسهم وبالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو مط ِهيرين أميا المطهيرون هيم المالئكية ألنهيا ليم تيرد‬
‫في القرآن لغير المالئكة‪ ،‬وال ُمطهر اسم مفعول وهي تعني ُمطهر من قِبَل هللا تعالى‪.‬‬

‫ب ال ُم َّط ِه ِرينَ (‪ )١٠٨‬التوبة) ‪:‬‬ ‫ب ال ُمت َ َط ِه ِرينَ ) و َ‬


‫(وَّللاُ يُ ِح ُّ‬ ‫ب الت َّ َّوا ِبينَ َويُ ِح ُّ‬
‫* الفرق بين (إنَّ َّللاَ يُ ِح ُّ‬
‫(ال ُم َّط ِه ِيرينَ ) كلمييا انييتقض وضيوؤه يتوضي فهييو دائيم الطهييور أمييا اليذل يصييلي وييينقض وضيوؤه ويجييدد وضييوءه قبيل الصيالة هييذا‬
‫(والَ تَق َربُوهُنَّ َحت َّ َى يَط ُهرنَ فَ ِإذَا ت َ َطهَّرنَ فَ ت ُوهُنَّ ‪ ) ..‬لم تكن طاهرة ثم تطهرت‪.‬‬
‫متطهر‪ ،‬وكال الحالتين عظيمة كقوله تعالى َ‬

‫سكُم َواتَّقُوا َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّكُم ُّمالَقُو ُه َوبَش ِِر ال ُمؤ ِمنِينَ )‬
‫شئت ُم َوقَ ِد ُموا ألَنفُ ِ‬
‫ا لَّكُم فَ ت ُوا حَرثَكُم أَنَّى ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٣‬نِ َ‬
‫سآ ُؤكُم حَر ٌ‬
‫* قال تعالى (فَ ت ُوا َحرث ُكم) لغوياً‪ :‬الحرا هو وضع النبت والزرع والنسل‪.‬‬
‫َ‬

‫سبَت قُلُوبُكُم َوَّللاُ َ‬


‫غفُ ٌ‬
‫ور َح ِلي ٌم)‬ ‫َاخذُ ُك ُم َّللاُ ِباللَّغ ِو فِ َي أَي َمانِكُم َولَ ِكن يُؤ ِ‬
‫َاخذُكُم ِب َما َك َ‬ ‫آية (‪( : )٢٢٥‬الَّ يُؤ ِ‬
‫* وردت كلمة حليم في القرآن ‪ ١٥‬مرة منها ‪ ١١‬مرة كإسم من أسماء هللا عز وجل الحسنى‪ ،‬والحليم ال ي تي إال بخير وهو السيمت‬
‫في ال ُخلُص العربي فالتزكية ربع المهمة المحمدية ألن عليه يقوم األمر كله‪ .‬والرسول صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬إنما بُعليت ألتميم‬
‫مكارم األخالق" فك ن هذه هي المهمة الرئيسية للرسول صلى هللا عليه وسيلم وكميا أن األشيياء تيو ن واألطيوال ت ُقياس فيإن وحيدة‬
‫قياس األخالق هي ُخلُص رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ص أَربَعَ ِة أَش ُه ٍر فَ ِإن فَآؤُوا فَ ِإنَّ َّللاَ َ‬


‫غفُ ٌ‬
‫ور َّر ِحي ٌم)‬ ‫آية (‪ِ ( : )٢٢٦‬للَّ ِذينَ يُؤلُونَ ِمن نِ َ‬
‫سآئِ ِهم ت َ َربُّ ُ‬
‫* اجيالء أريد به الحل ولكن قال تعالى (يؤلون) ولم يقل يحلفون أو يقسمون ألن اجيالء مشتص من األلو وهو التقصيير هيو حلي‬
‫ويمين ولكنه فيه إجحام وتقصير في حص المرأة التي حل وجها أن ال يقربها‪.‬‬

‫* عدى الفعل (يؤلون) بـ (من) فقال (من نسائهم) ولم يعدى بـ (على) فلم يقل يؤليون عليى نسيائهم ألن هللا سيبحانه أراد أن يصيور‬
‫جر يناسب البُعد ك نه قال للذين يؤلون متباعدين عن نسائهم‪.‬‬ ‫مشهد هذا الرجل الذل يحل أن يبتعد عن وجته فجاء بحرم ٍ‬

‫َيام ِهنَّ ِإن كُينَّ يُيؤ ِمنَّ ِب َّ‬


‫ياّللِ‬ ‫َّللاُ فِيي أَرح ِ‬ ‫ِيهنَّ ث َ َالث َ َ‬
‫ية قُ ُيروءٍ َو َال يَ ِحي ُّل لَ ُهينَّ أَن يَكيت ُمنَ َميا َخ َليصَ َّ‬ ‫(وال ُم َطلَّقَاتُ يَت َ َربَّصينَ ِب َنفُس ِ‬
‫آية (‪َ : )٢٢٨‬‬
‫َّللاُ‬ ‫ٌ‬
‫عليي ِهنَّ د ََرجَية َو َّ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫عليي ِهنَّ بِيال َمع ُر ِ‬
‫وم َو ِل ِلرجَيا ِل َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص بِ َير ِد ِهنَّ فِيي ذ ِليكَ إِن أ َرادُوا إِص َيال ًحا َول ُهينَّ ِملي ُل اليذِل َ‬ ‫َ‬
‫َواليَو ِم اآلَ ِخ ِير َوبُعُيولت ُ ُهنَّ أحَي ُّ‬
‫َ‬
‫يز َح ِكي ٌم)‬ ‫ع َِز ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫(وال ُمطلقيياتُ يَت َربَّصيينَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫* حييين يريييد الحييص سييبحانه حكم يا ال م يا ال ي ي تي لييه بصيييغة األميير اجنشييائي‪ ،‬ولكيين ي ي تي لييه بصيييغة الخبيير َ‬
‫ِب َنفُس ِِهنَّ ثَالَثَةَ قُ ُروءٍ ) ‪ ،‬هذا آكد وأوثص لأمر حي صار واقعا يُحكى وليس تكليفيا يُطليب‪ .‬وقلنيا إن الكيالم الخبيرل يحتميل الصيدق‬
‫والكذب‪ ،‬إن هللا قد قال ذلك فمن أراد أن يصدق كالم هللا فلينفذ الحكم‪ ،‬ومين أراد أن يبيار هللا بالتكيذيب وال يصيدقه فيال ينفيذ الحكيم‪،‬‬
‫ويرى في نفسه آية عدم التصديص وهي الخسران المبين‪ ،‬أليس ذلك أكلر إلزاما من غيرهو إذن هو حكم تكليفي يسيتحص النفياذ لمين‬
‫يؤمن باهلل‪.‬‬

‫* قوله سبحانه ( َيت َ َر َّبصنَ ) أل ينتظرن‪ ،‬واللفظ هنا يناسب المقام تماما ً‪ ،‬فالمتربصة هي المطلقة‪ ،‬ومعنى مطلقية أنهيا مزهيود فيهيا‪،‬‬
‫وتتربص انتهاء عدتها حتى ترد اعتبارها بصالحيتها للزواج من وج آخر‪.‬‬

‫* قال تعالى (يَت َ َربَّصنَ بِ َنفُس ِِهنَّ ) مع أن المتربصة هي نفسها المطلقة‪ ،‬ألن النفس الواعية المكلفة والنفس األمارة بالسيوء تكونيان‬
‫في صراع على الوقت وهو (ث َالَثَةَ قُ ُروءٍ ) ‪.‬‬

‫* قيروء جمييع قييرء والمقصييود بييه الطهيير اليذل بييين الحيضييتين وليييس الحيضيية ألن (ثَالَثَييةَ) بالتياء تي تي مييع المييذكر‪ ،‬وال تي تي مييع‬
‫المؤن ‪ ،‬و الحيضة مؤنلة فلو قصد الحيضة لقال (ثالا) ‪.‬‬

‫يان َوالَ َي ِحي ُّل لَكُيم أَن ت َ ُخيذُوا ِم َّميا آتَيت ُ ُميوهُنَّ شَييئ ًا ِإالَّ أَن َي َخافَيا أَالَّ‬
‫س ٍ‬ ‫ساكٌ ِب َمع ُرومٍ أَو تَسي ِري ٌح ِب ِإح َ‬ ‫ان َف ِإم َ‬
‫ق َم َّرت َ ِ‬‫آية (‪( : )٢٢٩‬ال َّطالَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َما فِي َما افتَدَت بِ ِه تِلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فيالَ تَعتَيدُو َها َو َمين يَتَعَي َّد ُحيدُو َد َّللاِ ف ولَيـئِكَ‬ ‫َ‬
‫يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فَ ِإن ِخفت ُم أالَّ يُ ِقي َما ُحدُو َد َّللاِ فالَ ُجنَا َح َ‬
‫َ‬
‫ُه ُم ال َّظا ِل ُمونَ )‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪60‬‬


‫* (فَ ِإم َ‬
‫ساكٌ ) جاءت بالرفع ولم يقل إمساكا ً فكل واحدة لها داللة في المعنى‪ ،‬إمساكٌ هذا أمر باجمساك اللابت اليدائم أميا إمسياكا ً فهيو‬
‫أمر في مس لة معينة فق ‪ ،‬فجاءت هنا بالحالة اللابتة على وجه الدوام‪.‬‬

‫* قال آتيتموهن شيئا ً ولم يقل ماالً داللة على تحذير األ واج من أخذ أقل القليل بخالم لفظ المال فإنه يحذره من أخذ المال ويسيمح‬
‫له ب خذ ما سواه‪.‬‬

‫* (تِلكَ ُحدُو ُد َّللاِ فَالَ تَعتَدُو َها) شبه هللا سبحانه وتعالى أواميره بالحيدود ألن الحيد هيو الفاصيل بيين أميالك النياس‪ ،‬وكيذلك أحكيام هللا‬
‫تعالى هي الفاصلة بين الحالل والحرام والحص والباطل‪.‬‬

‫سيكُوهُنَّ ِضي َير ً‬


‫ارا‬ ‫سي ِير ُحوهُنَّ بِ َمعي ُيرومٍ َو َال ت ُم ِ‬ ‫سيكُوهُنَّ بِ َمعي ُيرومٍ أَو َ‬ ‫سييا َء فَيبَلَغنَ أ َ َجلَ ُهيينَّ فَ َم ِ‬ ‫(وإِذَا َطلَّقيت ُ ُم النِ َ‬‫آييية (‪َ : )٢٣٢ - ٢٣١‬‬
‫ب َوال ِحك َم ِة يَ ِع ُ‬
‫ظكُيم‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫نَ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫َّللا‬
‫َ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ُر‬‫ك‬ ‫اذ‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫َّ ِ ً َ ُ‬‫و‬ ‫ُ‬
‫ُز‬ ‫ه‬ ‫َّللا‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫خ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫ِلتَعتَدُوا َو َمن يَف َعل ذَ ِلكَ فَقَد َظلَ َ َ َ‬
‫و‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ع ِلي ٌم)‬ ‫َّللاَ َواعلَ ُموا أَنَّ َّ‬
‫َّللاَ بِك ُِل شَيءٍ َ‬ ‫بِ ِه َواتَّقُوا َّ‬
‫س ِر ُحوهُنَّ ِب َمع ُرومٍ )و‬ ‫سكُوهُنَّ ِب َمع ُرومٍ أ َو َ‬ ‫* إذا بلغت األجل وانتهت العدة‪ ،‬هل يوجد إال التسريحو فما داللة قوله ( َف َم ِ‬
‫البلوٍ ي تي بمعنيين‪ ،‬المعنى األول المقاربة‪ ،‬والمعنى اللاني الوصول الحقيقي والفعلي‪.‬‬
‫في اآلية األولى طلص الرجل وجته لكن عدتها لم تنته بل قاربت عليى االنتهياء فربميا يمكنيه أن يسيرحها أو يمسيكها بإحسيان‪ .‬وهللا‬
‫تعالى يريدنا أن نتمسك باستبقاء الحياة الزوجية إلى آخر فرصة تتسع لتمساك ‪ ،‬إذن هنا (فَبَلَغنَ أَ َجلَ ُهنَّ ) أل قاربن بلوٍ األجل‪.‬‬

‫* الفرق بين االستهزاء و السخرية‪:‬‬


‫ت َّللاِ ه ُُيز ًوا) ويقيال هيو الميزح فيي‬ ‫ُ‬
‫(والَ تَتَّ ِخيذ َوا آيَيا ِ‬
‫االستهزاء أعم مين السيخرية ‪ ،‬فاالسيتهزاء عيام باألشيخاا وبغيير األشيخاا َ‬
‫خفية‪.‬‬
‫س ِخ ُروا ِمنهُ (‪)٣٨‬هود)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫علي ِه َمأ ِمن قو ِم ِه َ‬ ‫َّ‬ ‫السخرية لم ترد في القرآن إال في األشخاا تحديدا ً َ‬
‫(و ُكل َما َم َّر َ‬

‫ع ُ‬
‫ظ ِبي ِه َمين‬ ‫ضلُوهُنَّ أَن يَن ِكحنَ أ َ َوا َج ُهنَّ ِإذَا تَ َراضَوا بَينَ ُهم ِبال َمع ُر ِ‬
‫وم ذَ ِلكَ يُو َ‬ ‫ساء فَبَلَغنَ أ َ َج َل ُهنَّ َفالَ تَع ُ‬
‫آية (‪َ ( : )٢٣٢‬و ِإذَا َطلَّقت ُ ُم النِ َ‬
‫اآلخ ِر ذَ ِلكُم أَ كَى لَكُم َوأَطه َُر َوَّللاُ يَعلَ ُم َوأَنت ُم الَ تَعلَ ُمونَ )‬ ‫كَانَ ِمنكُم يُؤ ِمنُ ِباّللِ َواليَو ِم ِ‬
‫ضلُوهُنَّ أَن يَن ِكحنَ أَ َوا َج ُهنَّ ) هللا سبحانه وتعيالى يرييد أن يحصير مناقشية االنفصيال أو االسيتمرار بيين اليزوجين فقي فيال‬ ‫* (فَالَ تَع ُ‬
‫تتعداهما؛ ألن بين االثنين من األسباب ما قيد تجعيل الواحيد منهميا يُليين جانبيه لآلخير‪ ،‬لكين إذا ميا دخيل طيرم ثالي فسيوم تشيتعل‬
‫الخصومة ألن حرصه على بقاء عشرة الزوجين ال يكون ملل حرا كل من الزوجين على التمسك باآلخر‪.‬‬

‫* استعمل العضل بمعنى المنع والحبس وهو لفظ أغرب بالداللة من المنع فالمنع قد يحتميل أميرين‪ :‬مني ٌع بحيص ومني ٌع بغيير حيص أميا‬
‫العضل فهو منع دون حص أو إصالح فنهى الولي عن منع المرأة في العودة إلى وجها دون وجه إصالح‪.‬‬

‫ظ بِ ِه) و (ذَ ِل ُكم أ َ َكى لَ ُكم)‪:‬‬ ‫* الفرق بين (ذَ ِلكَ يُو َ‬
‫ع ُ‬
‫كالهما جائز من حي الحكم النحول لكن من الناحية البيانية هنالك أسباب عدة من جملتها ‪:‬‬
‫‪ --‬أن يكون في مقام توسع وتفصيل وإطالة في التعبير في تي بالحرم مناسبا ً ألن (ذلكم) أكلر من (ذلك) ‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫فرد‪ ،‬ففي اآلية هذا ُحكم في الطيالق قيال (ذَ ِلكُيم)‪،‬‬
‫‪ --‬قد يكون في مقام التوكيد في تي بما هو أكلر توكيدا ً فيجمع وإذا كان أقل توكيداً يُ ِ‬
‫أل ال ُحكمين آكيد وأدومو الطيالق آكيد‬ ‫ص َدقَةً ذَ ِلكَ َخي ٌر لَّ ُكم َوأَطه َُر (‪ )١٢‬المجادلة) ُّ‬
‫سو َل فَقَ ِد ُموا بَينَ يَدَل نَج َواكُم َ‬ ‫أما (‪ ..‬إِذَا نَاجَيت ُ ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫وأدوم ألنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين أما اآلية اللانية فهي لأغنياء ثم ما لب أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ ليم‬
‫تفعلوا وتاب هللا عليكم (‪)١٣‬المجادلية)‪ ،‬إذا كيان عنيدنا مجموعتيان إحيداهما أوسيع مين األخيرى يسيتعمل لهيا ضيمير الجميع ولأقيل‬
‫ضمير اجفراد‪.‬‬

‫* يقال ذلكم للتفخيم ولبيان األهمية وهنا (ذَ ِلكُم) جاءت بعد ما فرٍ القرآن الكريم من تعداد سبع مسائل من مسائل الطالق‪:‬‬
‫(وال ُم َطلَّقَاتُ َيت َ َر َّبصنَ ِب َنفُس ِِهنَّ )‪.‬‬
‫‪ -١‬المس لة األولى حكم وجوب العدة َ‬
‫علَي ِهنَّ )‪.‬‬
‫(ولَ ُهنَّ ِمل ُل الَّذِل َ‬‫‪ -٢‬الحكم اللاني عن حقوق الزوجة َ‬
‫ساكٌ ِب َمع ُرومٍ )‪.‬‬ ‫م‬ ‫إ‬‫َ‬
‫‪ -٣‬الطالق الذل ثبت بالرجعة (ال َّط َال ُ َ َّ ِ ِ َ‬
‫ف‬ ‫ان‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ر‬‫م‬ ‫ق‬
‫‪ -٤‬حكم العو في الخلع‪.‬‬
‫‪ -٥‬الطالق البائن بينونة كبرى‪.‬‬
‫‪ -٦‬اجمساك للضرر واالعتداء‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪61‬‬


‫‪ -٧‬حكم العضل أخيرا ً قال بعده (ذَ ِلكُم أ َ كَى لَكُم َوأَطه َُر) إنتهى الموضوع بعد سبع أبواب من أبواب الفقه ‪ ،‬فحيلما وجدت كلمية‬
‫(ذلك) معناها موضوع واحد‪ ،‬وحيلما وجدت كلمة (ذلكم) إعلم أن اجشارة إلى عدة مواضيع‪.‬‬

‫ضيياعَةَ َو َ‬
‫علَييى ال َمولُييو ِد َل يهُ ِر قُ ُهيينَّ َو ِكسي َيوت ُ ُهنَّ‬ ‫الر َ‬‫ياملَي ِن ِل َميين أ َ َرا َد أَن يُ يتِ َّم َّ‬
‫آييية (‪َ ( : )٢٣٣‬وال َوا ِل يدَاتُ يُر ِضييعنَ أَو َال َد ُهيينَّ َحييولَي ِن َكي ِ‬
‫َياال عَين تَ َيرا ٍ‬ ‫ا ِملي ُل ذَ ِليكَ فَي ِإن أَ َرادَا فِص ً‬ ‫علَى ال َيو ِار ِ‬
‫َار َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َو َال َمولُو ٌد لَهُ بِ َولَ ِد ِه َو َ‬
‫س إِ َّال ُوسعَهَا َال تُض َّ‬‫وم َال ت ُ َكلَّ ُ نَف ٌ‬
‫بِال َمع ُر ِ‬
‫َّللاَ َواعلَ ُموا‬ ‫وم َواتَّقُوا َّ‬ ‫سلَّمت ُم َما آَتَيت ُم ِبال َمع ُر ِ‬‫علَيكُم إِذَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َما َوإِن أ َردت ُم أن تَستَر ِضعُوا أو َال َدكُم فَ َال ُجنَا َح َ‬ ‫َاو ٍر فَ َال ُجنَا َح َ‬
‫ِمن ُه َما َوتَش ُ‬
‫أَنَّ َّ‬
‫َّللاَ بِ َما تَع َملُونَ بَ ِص ٌ‬
‫ير)‪.‬‬
‫* قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ألنه ابنه استحقاقا ً يُدعى باسمه ويلتحيص بيه فيي النسيب ُكميا ً أنيه المسيؤول‬
‫عنه يتكفله ويرعاه فهو له وليس لأم فالوالدة (هي َولَدت) لكن المولود لأب‪.‬‬

‫* استعمال ( َوال َوا ِلدَاتُ ) بالجمع و(ال َمولُو ِد لَهُ) باجفراد يحتمل أن يكون للمولود له أكلر من وجة فالوالدات بالجمع لتشملهن‪.‬‬

‫* نالحظ أنه تعالى قال ( َوال َوا ِلدَاتُ يُر ِضعنَ أَو َال َدهُنَّ ) ولم يقل على الوالدات ألنهن لسن مكلفات شرعا ً بإرضاع الولد فيمكن لهين أن‬
‫ال يُرضعن أو أن ي تين بمرضعة‪.‬‬

‫علَى ال َمولُو ِد لَهُ ِر قُ ُهنَّ ) ألن هذا واجب األب فجمع سبحانه البيان والشرع والحكم‪.‬‬
‫* لكنه تعالى قال ( َو َ‬

‫س ِإ َّال ُوس َعهَا) ‪:‬‬‫سا ِإ َّال ُوس َعهَا) ( َال ت ُ َك َّل ُ نَف ٌ‬
‫َّللاُ َنف ً‬ ‫(ال نُك َِل ُ نَف ً‬
‫سا ِإ َّال ُوس َعهَا) َ‬
‫(ال يُك َِل ُ َّ‬ ‫* الفرق بين َ‬
‫س إِ َّال ُوسعَهَا) األب مكل ب ن يُنفص على أوالده ‪ ،‬من الذل كلفهو سواء كان العُيرم أو اليرحم أو القيانون أو الفقيه ‪-‬‬ ‫(ال ت ُ َكلَّ ُ نَف ٌ‬
‫‪َ --‬‬
‫وكله يرجع إلى مشيئة هللا ‪ -‬لكن التكلي المباشر لم يذكر أنه من هللا عز وجل ما قال أنا أكلفك فهو مكل (مبني للمجهول)‪.‬‬
‫َّللاُ نَف ً‬
‫سيا إِ َّال ُوسيعَهَا(‪ ))٢٨٦‬هيذا تكليي‬ ‫‪ --‬عندما يكون هناك حك ٌم شرعي منصواٌ عليه بالقرآن الكيريم بيالتعيين يقيول َ‬
‫(ال يُك َِلي ُ َّ‬
‫من رب العالمين سبحانه ليس مبنيا ً للمجهول‪.‬‬
‫سا إِ َّال ُوسعَهَا(‪)٤٢‬األعيرام) وحيلميا تكليم بصييغة الجميع معنياه هيو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(ال نك َِل ُ نف ً‬ ‫‪ --‬رب العالمين يتكلم بصيغة التعظيم بنون المتكلم َ‬
‫يفعل شيئا ً ال يستطيع أحد غييره أن يفعليه‪ ،‬فقي هيذا مين اختصياا هللا والسيياق عين الميؤمنين وجيزائهم فيي الجنية بيانيا ً وإظهياراً‬
‫لقدرهم عند هللا عز وجل‪.‬‬

‫َآر َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َوالَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِدهِ)‬
‫* داللة كلمة (تضار) فى قوله تعالى (الَ تُض َّ‬
‫ياررو أل ال يضييرها أحييد أو ال‬
‫يار) مفتوحيية‪ .‬ولكيين هييل هييي ال تضي َ‬ ‫هييذا حكييم شييرعي (ال) ناهييية وليسييت نافييية بييدليل الييراء فييي (يضي َّ‬
‫تضارر‪ ،‬هي ال تضر أحداًو المعنيان مرادان وكالهما منهي‪ .‬أل ال يوقع عليها ضرر بحي األب يضيرها إذا كانيت مطلقيةو أو هيي ال‬ ‫ِ‬
‫تضر وجها بحي تمنع إبنهاو هذا من باب التوسع في المعنى‪.‬‬

‫َآر َوا ِل َدةٌ بِ َولَ ِد َها َوالَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِد ِه (‪ )٢٣٣‬لم َلم يقل وال والد بولده بدل وال مولود له بولدهو‬
‫* (الَ تُض َّ‬
‫لو قال ال تضار والدة بولدها وال والد بولده يكون الحكم واحد‪ ،‬هذا و ِلد له حكما ً وشرعا ً وعرفا ً ينتسب ألبيه ويلتحص ب بييه وليو قيال‬
‫(والَ َمولُو ٌد لَّهُ بِ َولَ ِدهِ) هذه الم االستحقاق‪.‬‬
‫وال والد بولده لصار الحكم واحدا ً فلما تغير الحكم تغيرت الصيغة َ‬

‫* المالحظ في القرآن الكريم أنه إذا استعمل الفعل المضارع بعد الشرط فمظنة التكرار‪ .‬واستعمال الماضي مظنة عدم التكرار‪( .‬فَي ِإن‬
‫أ َ َرادَا فِصَاالً عَن ت َ َرا ٍ ِمن ُه َما َوتَش ُ‬
‫َاو ٍر فَالَ ُجنَا َح َ‬
‫علَي ِه َما) إذا انفصال انتهى األمر‪ ،‬كم مرة سيطلصو ال تتكرر هذه اجرادة‪.‬‬

‫ِيهنَّ أَر َب َعيةَ أَشي ُه ٍر َوعَشيرا ً فَي ِإذَا َب َلغينَ أَ َجلَ ُهينَّ فَيالَ ُجنَيا َح َ‬
‫علَييكُم‬ ‫(والَّ ِذينَ يُت َ َو َّفونَ ِمنكُم َو َيذَ ُرونَ أ َ َواجا ً َيت َ َر َّبصينَ ِب َنفُس ِ‬
‫آية (‪َ : )٢٣٤‬‬
‫ير)‬ ‫فِي َما فَعَلنَ فِي أَنفُس ِِهنَّ بِال َمع ُر ِ‬
‫وم َوَّللاُ بِ َما تَع َملُونَ َخبِ ٌ‬
‫* أضام ربنا تعالى (األجل) إلى النساء المعتدات فقال (أ َ َجلَ ُهنَّ ) ولم يقل إذا بلغن األجل إيحاء إلى أن مشيقة هيذا األجيل واقعية عليى‬
‫المعتدات فهن الصابرات والمتعبدات بترك الزينة والتزام بيت الزوجية وفي هذا مشقة ولذلك أضيام األجيل إلييهن ج الية ميا عسيى‬
‫أن يكون قد بقي في نفوس النياس مين إسيتفظاع تسيرع النسياء إليى التيزوج بعيد عيدة الوفياة خاصيةً أهيل اليزوج المتيوفى فنفيى هللا‬
‫تعالى هذا الحرج‪.‬‬
‫* الفعل يتوفون من األفعال التي التزمت العرب فيها البناء للمجهول فنقول ت ُوفي فالن وال نقول توفى فالن‪ .‬وقيد حيدا ذات ييوم أن‬
‫عليي بقوليه (هللا) وليم‬ ‫ٌّ‬ ‫عليا ً رضي هللا عنه كان يشيع جنا ة فقال له قائل‪ :‬من المتيوفيو بلفيظ إسيم الفاعيل سيائالً عين المييت ف جياب‬
‫يجبه لينبهه على خطئه‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪62‬‬


‫* ما الفرق بين ختام اآليتين (‪ )٢٣٤‬و (‪ )٢٤٠‬مع أنهما تتحدثان عن المتوفى عنها وجهاو‬
‫السياق مختل في اآلية األولى الوصية للمرأة المتوفى عنها وجها هذه عدتها أربعة أشيهر وعشيرة أييام‪ ،‬واآليية اللانيية الوصيية‬
‫ألهل المتوفى ب ن ال تجبر المرأة على الخروج من مسكنها قسرا ً وإنما تخرج بنفسها (ال تخرجوهن) ولها أن تبقى إلى الحول‪.‬‬
‫المس لة في اآلية األولى متعلقة بالمرأة واللانية متعلقة بمن يُخرج الميرأة‪ .‬فلميا كيان الحكيم متعلقيا ً بيالمرأة بحميل الميرأة واسيتبراء‬
‫الرحم يحتاج إلى خبرة فقال خبير واآلية اللانية عزيز حكيم ك نه تهديد لمن يخرج المرأة ينتقم ممين خيال الوصيية كلمية (وصيية)‬
‫في اآلية مفعول مطلص بمعنى يوصي وصية‪ .‬ربنا عزيز ينتقم بمن خال هيذا األمر‪.‬وفيي ذليك حكمية ولييس فقي عزييز وإنميا حكييم‬
‫والحكمية وهيي بملابية ردع وتحيذير لمين يحياول أن‬ ‫ِ‬ ‫فيها حكمة وفيها حكم إياكم أن تحكموها ألنه هللا هو حكيم‪ .‬حكييم تشيمل ال ُحكيم‬
‫يُخرج المرأة إذا كنت تحكم هذه المرأة فاهلل عزيز حكيم‪ .‬اآلية اللانية تهديد لمن يخرج المرأة أما ما يتعلص‪.‬‬

‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروم) و (من معروم)و‬
‫المعرفة في اللغة هي ما دل على شيء معين والنكرة ما دل على شييء غيير معيين‪ .‬وفيي اآليية األوليى المعيروم يقصيد بيه اليزواج‬
‫(والَّي ِذينَ يُت َ َوفَّيونَ ِمينكُم َويَيذَ ُرونَ‬
‫سياء ‪ )..‬أميا اآليية اللانيية َ‬ ‫علَييكُم فِي َميا ع ََّرضيت ُم بِي ِه ِمين ِخطبَي ِة النِ َ‬
‫(والَ ُجنَيا َح َ‬ ‫بالذات ألن اآلية بعيدها َ‬
‫ِيهنَّ ِمين َّمع ُيرومٍ َوَّللاُ ع َِز ٌ‬
‫ييز‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يي‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫نَ‬‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫م‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ُم‬
‫ك‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫نَ‬‫ج‬‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫اج‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫خ‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َو‬
‫ح‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫اع‬‫َ‬ ‫ت‬‫م‬‫َّ‬ ‫أ َ َواجا ً َو ِصيَّةً ِأل َ َو ِ‬
‫اج ِهم‬
‫َح ِكي ٌم (‪ ))٢٤٠‬فهي عامة ويقصيد بيـ ( َّمع ُيرومٍ ) هنيا كيل ميا يُبياح لهيا‪ .‬ولميا جياء بيالزواج جياء بالبياء وهيي الدالية عليى المصياحبة‬
‫واجلصاق وهذا هو مفهوم الزواج بمعناه المصاحبة واجلصاق‪.‬‬

‫ير) ‪:‬‬ ‫َّللاَ بِ َما تَع َملُونَ َخبِ ٌ‬ ‫(و َّ‬‫* داللة تقديم العمل على الخبرة اجلهية في ختام اآلية َ‬
‫يير) وليو كيان‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫يونَ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫يا‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫َّللا‬
‫َ َّ َ ِ َ‬ ‫(و‬ ‫عمليه‬ ‫قيدم‬ ‫اجنسيان‬ ‫عميل‬ ‫فيي‬ ‫السياق‬ ‫كان‬ ‫هنالك قاعدة استنبطت مما ورد في القرآن الكريم‪ :‬إذا‬
‫السياق في غير العمل أو كان في األمور القلبية أو كان الكالم على هللا سبحانه وتعالى قيدم صيفة الخبيرة (خبيير بميا تعمليون)‪ .‬مليل‬
‫يير) هيذا عميل فقيدم العميل‪ ،‬وكيذلك ( ِإن ت ُبيدُوا‬ ‫وم َوَّللاُ ِب َميا ت َع َملُيونَ َخ ِب ٌ‬ ‫علَيكُم فِي َما فَعَلنَ فِي أَنفُس ِِهنَّ ِبيال َمع ُر ِ‬ ‫اآلية ‪ ..( ٢٣٤‬فَالَ ُجنَا َح َ‬
‫ير (‪ ))٢٧١‬هيذا عميل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سيِئَاتِكُم َوَّللاُ بِ َما تَع َملونَ خبِ ٌ‬ ‫ت فَنِ ِع َّما ِه َي َوإِن ت ُخفو َها َوت ُؤت ُو َها الفق َراء ف ُه َو خي ٌر لكُم َويُك َِف ُر عَنكُم ِمن َ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص َدقَا ِ‬‫ال َّ‬
‫ير ِب َميا تَفعَلُيونَ (‪ )٨٨‬النميل) هيذا لييس‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫إ‬
‫ِ‬ ‫ءٍ‬ ‫َي‬‫ش‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ت‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ِل‬
‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ص‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َا‬
‫ح‬ ‫س‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ ُ ُّ َّ‬‫م‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫د‬‫َ‬ ‫َام‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫َا‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫س‬‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫(و‬
‫َ‬ ‫أما‬
‫عمل اجنسان فقدم الخبرة‪.‬‬

‫َّللاُ أَنَّ ُكييم َ‬


‫س يتَذك ُُرو َن ُهنَّ َولَ ِكيين َال‬ ‫ع ِل ي َم َّ‬
‫س يكُم َ‬ ‫ياء أَو أَكنَن يت ُم فِييي أَنفُ ِ‬ ‫علَيييكُم فِي َمييا ع ََّرض يت ُم ِب ي ِه ِميين ِخطبَ ي ِة النِ َ‬
‫سي ِ‬ ‫آييية (‪َ : )٢٣٥‬‬
‫(و َال ُجنَييا َح َ‬
‫سيكُم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاَ يَعلي ُم َمييا فِييي أنف ِ‬ ‫نَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ياب أ َجليه َواعل ُمييوا أ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سي ًّيرا إِ َّال أن تقولييوا قييوال َمع ُروفييا َوال تع ِز ُمييوا عُقي َدة النِكيياحِ َحتييى يَبليغ ال ِكتي ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت َُوا ِعيدُوهُنَّ ِ‬
‫ور َح ِلي ٌم)‬‫غفُ ٌ‬‫َّللاَ َ‬ ‫َ‬
‫فَاحذَ ُروهُ َواعلَ ُموا أنَّ َّ‬
‫النكَياحِ) دون (وال تعقيدوا) ألن العيزم‬ ‫(والَ تَع ِز ُميوا عُقي َدةَ ِ‬ ‫* آثر ربنا سبحانه وتعالى أن يبين حرمة نكاح المعتدة أثناء عيدتها بقوليه َ‬
‫يدل على التصميم وإذا ما نُهي الميؤمن عين التصيميم واجرادة كيان هيذا النهيي أبليغ مين نهيي العميل وهيو (وال تعقيدوا) والميرء إذا‬
‫صمم على أمر ما نفذه ولذلك كان النهي عن العزم أبلغ في النهي عن المعزوم عليه‪ .‬ومن هذا الباب قوله تعالى (تليك حيدود هللا فيال‬
‫تقربوها) فقد نُهي عن القرب ألنه أبلغ من النهي في الوقوع في المحظور‪.‬‬

‫* داللة استعمال كلمة حليم بعد غفور في اآلية ‪:‬‬


‫وردت صيغة غفورحليم في القرآن في‪ ٦‬مواضع بينماوردت صيغ غفوررحيم ‪ ٦٤‬مرة في القرآن‪.‬‬
‫الحليم لغويا ‪ :‬األناة والتعقل ‪ ،‬والحليم هو الذى ال يسارع بالعقوبة ‪ ،‬بل يتجاو الزالت ويعفو عن السييئات ‪ ،‬الحلييم مين أسيماء هللا‬
‫الحسنى بمعنى ت خيره العقوبة عن بعض المستحقين ليعطي الناس فرصة للعيودة عميا حصيل مينهم‪ ،‬وإذا رجعنيا إليى سيياق اآلييات‬
‫نجد أن هللا تعالى يُحذر من بعض التجياو ات التيي تحصيل فيي الحيياة الزوجيية وقيد ينتهيي األمير إليى الطيالق‪ .‬وليو عجيل هللا تعيالى‬
‫الحلم وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫العقوبة ألصحاب الذنوب ما بقي من الناس أحد فاهلل تعالى يؤخر العقوبة من باب ِ‬
‫وبعض القلوب فيها ِغ ٌل وحسد ولو آخذنا هللا تعالى بما في قلوبنيا لين يبقيى أحيد عليى قييد الحيياة‪ .‬ومين رحمية هللا تعيالى بالنياس أن‬
‫سكُم فَاحيذَ ُروهُ) ألن هللا تعيالى أعليم بميا فيي النفيوس وعلينيا نحين‬ ‫َّللاَ يَعلَ ُم َما فِي أَنفُ ِ‬
‫(واعلَ ُموا أَنَّ َّ‬
‫مهل الناس حتى يُصلحوا أنفسهم َ‬ ‫يُ ِ‬
‫َّللا‬
‫َّ َ‬ ‫نَّ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫يوا‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َ ُ‬ ‫ل‬‫اع‬ ‫و‬‫(‬ ‫تعيالى‬ ‫قيال‬ ‫يا‬ ‫ولم‬ ‫النياسو‬ ‫معناهيا‬ ‫يعيرم‬ ‫ليم‬ ‫إذا‬ ‫صيفة‬ ‫نفيع‬ ‫ميا‬ ‫ألنيه‬ ‫وصفاته‬ ‫الحسنى‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫أسماء‬ ‫حقيقة‬ ‫نعلم‬ ‫أن‬
‫ور َح ِلي ٌم) فكلمة حليم هنا جاءت كتهديد بالعذاب فالذل ال يرتدع فاهلل تعالى حليم وعنده بطش بالجبيابرة اليذين يتجياو ون حيدود‬ ‫ُ‬
‫غف ٌ‬ ‫َ‬
‫هللا تعالى وال يؤخذ من كلمة حليم هنا التبشير بالرحمة ألنها لو كانت كذلك لجلءت بصيغة غفيور رحييم‪ .‬وليو ت ملنيا فيي كيل اآلييات‬
‫التي ُختمت بقوله تعالى غفور حليم نجد أن السياق فيهيا كيان تحيذيرا ً لليذل ال يرتيدع عين تجياو حيدود هللا تعيالى وال يخيام بطشيه‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪63‬‬


‫* نالحظ أن األفعال في اآلية جاءت بالمضارع وهذا ليدل على أن هذه األمور متجددة الحصول ونحن نقع فيها والبعض عليهيا اآلن‬
‫(تذكرونهن‪ ،‬تواعدوهن‪ ،‬تقولوا‪ ،‬تعزموا‪ ،‬يبلغ‪ ،‬يعلم‪ ،‬فاحذروه)‪.‬‬

‫يع قَيد َُرهُ َو َ‬


‫علَييى‬ ‫س ِ‬ ‫سيوهُنَّ أَو تَف ِرضُيوا لَ ُهينَّ فَ ِريضَيةً َو َمتِعُيوهُنَّ َ‬
‫علَيى ال ُمو ِ‬ ‫سيا َء َميا لَيم ت َ َم ُّ‬‫علَييكُم إِن َطلَّقيت ُ ُم النِ َ‬ ‫آيية (‪َ : )٢٣٦‬‬
‫(ال ُجنَيا َح َ‬
‫سنِينَ )‬‫على ال ُمح ِ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬
‫وم َحقا َ‬ ‫ال ُمقتِ ِر قَد َُرهُ َمتَاعًا بِال َمع ُر ِ‬
‫* كلمة ( َحقًّا) تعني حص حققه القرآن للمرأة وليس ألحد أن يتجاو ه وال تقول المرأة ال أريده إنما ت خذه وتتصدق به إن شاءت‪.‬‬

‫علَى ال ُمتَّ ِقينَ (‪: ))٢٤١‬‬ ‫علَى ال ُمح ِ‬


‫سنِينَ ) و( َحقًّا َ‬ ‫* الفرق بين ( َحقًّا َ‬
‫طلقت قبل أن ييتم اليدخول بهيا أو ليم ت ُفير لهيا فريضية أل ليم يحيدد مهرهيا فلميا‬ ‫اآلية األولى هي في حالة المرأة المعقود عليها و ُ‬
‫يدفع النفقة يكون هذا من باب اجحسان والقرآن الكريم لم يحدد القدر بل تركه مفتوحا ً ك ُل حسب سعته لذا ُختمت اآليية بقوليه تعيالى‬
‫طلقت وقد تم الدخول بها ثم طلقها فيدفع لها ولو ليم‬ ‫سنِينَ ) ‪ ،‬أما اآلية اللانية فهي في حالة المرأة التي عُقد عليه ثم ُ‬ ‫علَى ال ُمح ِ‬
‫( َحقًّا َ‬
‫َ‬
‫على ال ُمت َّ ِقينَ ) الذين يتقون العذاب يوم القيامة‪..‬‬ ‫ًّ‬
‫يدفع لها سيدخل النارلذا ختمت اآلية بـ( َحقا َ‬

‫صالَ ِة ال ُوس َطى َوقُو ُموا ِّللِ قَانِتِينَ )‬ ‫صلَ َوا ِ‬


‫ت وال َّ‬ ‫علَى ال َّ‬‫ظوا َ‬ ‫آية (‪( : )٢٣٨‬حَافِ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صال ِة ال ُوسطى َوقو ُموا ِّللِ قانِتِينَ ) توسطت آيات الطالق والوفاة فما داللة هذاو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت وال َّ‬‫صلَ َوا ِ‬‫علَى ال َّ‬
‫ظوا َ‬ ‫* (حَافِ ُ‬
‫األمر بالصالة بين آيات الطالق لها سببان أوالً حتى ال ينشغل الزوجين بالمشكالت العائلية الطيالق أو الوفياة عين الصيالة فيتركوهيا‬
‫واللاني لئال يحي أحدهما على اآلخر والصالة تنهى عن الفحشياء والمنكير‪ ،‬وليو نظيرت إليى اآليية قبلهيا لرأييت أنهيا ختميت بقوليه‬
‫س ُوا الفَض َل بَينَكُم (‪ ))٢٣٧‬وهذه دعوة من هللا سبحانه وتعالى إلى ُخلُص حميد وهو العفيو عين‬ ‫(وأَن تَعفُوا أَق َر ُ‬
‫ب ِللتَّق َوى َوالَ تَن َ‬ ‫تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحقوق وبما أن النفس ُجبِلت على اللؤم وطبع الشُيح دلنيا هللا تعيالى عليى خليص نياجع ووصي لنيا دوائيين‪ :‬األول دنييول فقيال (وال‬
‫تنسوا الفضل بينكم) ف رشدنا إلى أن العفو يقرب منك البعيد ويصير عدوك صديقاً‪ ،‬واللياني دواء روحياني وهيو الصيالة فهيي تنهيى‬
‫عن الفحشاء والمنكر‪ .‬وقد قال عمر بن الخطاب‪ :‬إذا كان المرء للصالة مضيعا ً فلغيرها أضيع‪ .‬فمن ليس فيه خير لربه فكيي يكيون‬
‫فيه خير لغيرهو‬

‫شي ِعينَ (‪))٤٥‬‬‫علَيى ال َخا ِ‬


‫ييرةٌ إِ َّال َ‬
‫(واستَ ِعينُوا بِالصَّيب ِر َوالص ََّيال ِة َوإِنَّهَيا لَ َكبِ َ‬ ‫* وردت آية الح على الصالة في سورة البقرة ثالا مرات َ‬
‫صييا ِب ِرينَ (‪ ))١٥٣‬بييين آيييات الحييج‬ ‫صي َيال ِة ِإنَّ َّ‬
‫َّللاَ َمي َع ال َّ‬ ‫بييين آيييات خطيياب بنييي اسييرائيل و(يَييا أَيُّ َهييا الَّي ِذينَ آ َ َمنُييوا اسيت َ ِعينُوا ِبال َّ‬
‫صييب ِر َوال َّ‬
‫ت َوالص ََّال ِة ال ُوس َطى َوقُو ُموا ِ َّّللِ قَانِتِينَ (‪ ))٢٣٨‬بين آيات األحيوال الشخصيية ألنيه لين تقيوم لتنسيان عالقية‬ ‫صلَ َوا ِ‬
‫علَى ال َّ‬ ‫و(حَافِ ُ‬
‫ظوا َ‬
‫باهلل تعالى إال عن طريص الصالة ألن الصالة‪:‬‬
‫‪ .1‬الصالة تعلم االنسان على االنضباط وهللا تعالى يريد أن يتعلم الناس االنضباط في حياتهم الزوجية‪.‬‬
‫‪ .2‬أ ُ ِمر االنسان بالمحافظة عليها فالذل يحافظ عليها سيحافظ على وجته‪.‬‬
‫‪ .3‬الصالة بركة تمأ المكان والعقل والجسد وهللا تعالى يريد للزوجين أن تعمهما بركة الصالة‪.‬‬
‫‪ .4‬الصالة ِصلة بين العبد وربه وعقدة الزواج عالقة بين ثالثة أطرام ‪ :‬هللا تعالى والزوج والزوجة‪.‬‬
‫‪ .5‬الصالة فيها خشوع وهللا تعالى يريد أن ال يتجبر الزوج على وجته‪.‬‬
‫‪ .6‬الصالة فيها خضوع وهللا تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها‪.‬‬
‫‪ .7‬الصالة فيها استغفار وهللا تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر لآلخر‪.‬‬

‫آية (‪( : )٢٣٩‬فَإن ِخفت ُم فَ ِرجَاالً أَو ُركبَانًا فَ ِإذَا أ َ ِمنت ُم فَاذك ُُروا َّللاَ َك َما َ‬
‫علَّ َمكُم َّما لَم تَكُونُوا تَعلَ ُمونَ )‬
‫* جاء ربنا باألمن بـ (إذا) فقال (فَ ِإذَا أ َ ِمنت ُم) وجاء بالخوم بـ (إن) (فَإن ِخفت ُم) فهيذا بشيارة لنيا نحين المسيلمين بي ن النصير واألمين‬
‫سيكون لنا مهما طال أمر الفزع والخوم فـ (إن) تستعمل في الشك والتقليل ف دخلها ربنا تعالى على الخوم وتسيتعمل (إذا) لليقيين‬
‫والقطع فاستعملها ربنا مع األمن‪.‬‬

‫ت فَقَيا َل لَ ُهي ُم َّللاُ ُموتُيوا ثُي َّم أَح َيياهُم ِإنَّ َّللاَ لَيذُو فَضي ٍل َ‬
‫علَيى‬ ‫آية (‪( : )٢٤٣‬أَلَم ت َ َر ِإلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجوا ِمن ِد َي ِار ِهم َوهُم أُلُ ٌ‬
‫وم َحذَ َر ال َمو ِ‬
‫اس الَ يَشك ُُرونَ )‬ ‫اس َولَـ ِكنَّ أَكل َ َر النَّ ِ‬
‫النَّ ِ‬
‫* (أَلَم ت َ َر) في اللغة العربية ت تي بمعنيين‪ .‬األول‪ :‬السؤال عن الرؤية البصرية والرؤية القلبية‪ ،‬والمعنى اآلخير معناهيا أليم تعليم أليم‬
‫ينتهي علمكو للتعجيب سواء رآه أو لم يسبص له رؤيته للفت نظر السامع الذل يحدثه والمخاطب إلى أمر يدعو إلى الت ميل والعجيب‬
‫ت) ألم ينتهي علمكو أليم تسيمع‬ ‫وم َحذَ َر ال َمو ِ‬ ‫من الحالة أو من قدرة هللا أو ما إلى ذلك‪( ،‬أَلَم ت َ َر ِإلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجوا ِمن ِد َي ِار ِهم َوهُم أ ُلُ ٌ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪64‬‬


‫كان يحاوره‬ ‫منهمو أال تتعجب من أولئكو (أَلَم ت َ َر ِإلَى الَّذِل حَآ َّج ِإب َرا ِهي َم فِي ِر ِب ِه) إقرأ الحوار بينهم أال تعجب من هذا المتكبر وكي‬
‫إبراهيمو‪.‬‬

‫وم) في القرآن‪:‬‬ ‫* الفرق بين آآلم وألوم ( َوهُم أُلُ ٌ‬


‫آآلم من أو ان جمع ال ِقلة (أفعال) أفعُل‪ ،‬أفعال‪ ،‬أف ِعلة‪ ،‬فِعلية‪ .‬مين أو ان ال ِقلية‪ ،‬وأليوم مين الكليرة‪ .‬ليذلك قيال ربنيا سيبحانه وتعيالى‬
‫نز ِلينَ (‪ )١٢٤‬آل عمران) ألن القلة من اللالثة إلى العشرة فإن تجاو ها دخل‬ ‫(أَلَن يَك ِفيكُم أَن يُ ِم َّدكُم َربُّكُم بِلَالَثَ ِة آالَمٍ ِمنَ ال َمآلئِ َك ِة ُم َ‬
‫َ‬
‫وم َحذ َر ال َموتِ) قال بعضهم قطعا ً أكلر من عشيرة آآلم وقسيم أوصيلهم إليى‬ ‫في الكلرة (أَلَم ت َ َر إِلَى الَّ ِذينَ َخ َر ُجوا ِمن ِديَ ِار ِهم َوهُم أُلُ ٌ‬
‫أربعين ألفاً‪.‬‬

‫س ُ َوإِلَي ِه ت ُر َجعُونَ )‬ ‫سنًا فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ أَضعَافًا َكلِ َ‬


‫يرةً َوَّللاُ يَقبِ ُ‬
‫ض َويَب ُ‬ ‫آية (‪َّ ( : )٢٤٥‬من ذَا الَّذِل يُق ِر ُ َّللاَ قَرضًا َح َ‬
‫*( َّمن ذَا الَّذِل يُق ِر ُ َّللاَ) معناه أنه من باب التطوع و الترغيب وليس من باب اجلزام‪ ،‬فالقر هيو إعطياء ميال وتوقيع إسيترداده‬
‫لكنه ليس ملزما ً لك أن تعطي قرضا ً ألحد‪.‬‬

‫* لم يذكر القرآن القر إال وصفه بالحسن وهو أن يكون نقيا ً حالالً خالصا ً من شوائب الرياء والمن وأن يكيون عين طييب نفيس ‪،‬‬
‫وأن يتحرى أفضل الجهات التي فيها نفع للمسلمين‪.‬‬

‫* ال تجد القر في القرآن إال هلل ‪ ،‬لم ي ت إال قرضا ً حسنا ً ومع هللا تعالى فق (يُق ِير ُ َّللاَ َقرضًيا َح َ‬
‫سي ًنا) حتيى يفيرق بيين القير‬
‫الذل هو في المعامالت بين الناس والقر الذل هو عبادة مع هللا‪ ،‬لو قال أقرضوا لم تختص بالعبادة‪ ،‬وألنه مع هللا فإن ثوابيه مين‬
‫هللا عز وجل (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ أَضعَافًا َكلِ َ‬
‫يرةً)‪.‬‬

‫يرةً) وفى سورة الحديد ذكر المضاعفة مع األجر الكريم (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم) ‪:‬‬ ‫* قال تعالى (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ أَض َعافًا َك ِل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ييرةً) وفيي الحدييد ذكير الكيم (فيُضَيا ِعفَهُ ليهُ) وذكير الكيي ( َوليهُ أج ٌير ك َِيري ٌم)‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ -‬في سورة البقرة ذكر الكم ولم يذكر الكي (أضعَافا َكلِ َ‬
‫والكريم الحسن البالغ الجودة‪ ،‬وسورة الحديد مطبوعة بطابع اجيمان واالنفاق‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫سي ُ) يقييبض معنيياه يضيييص اليير ق ويمسييك هييذا فييي الييدنيا‪ ،‬فيهيا تهديييد‬ ‫ض َويَب ُ‬ ‫(وَّللاُ يَقيبِ ُ‬ ‫‪ -‬األميير اآلخيير أنييه قييال فييي سييورة البقييرة َ‬
‫يرةً) ف نيت أن ِفيص‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ف‬‫ا‬‫ع‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ع‬‫ِ‬ ‫َا‬‫ض‬‫ُ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫(‬ ‫فقال‬ ‫المال‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫الر‬ ‫في‬ ‫وتضييص‬ ‫قبض‬ ‫بالقبض‪ ،‬فصاحب المال محتمل أن يصيبه‬
‫حتى ال يصيبك القبض وحتى ي تيك البس ‪ ،‬هذا من باب تبصيره في األمير‪ ،‬أميا فيي سيورة الحدييد فلييس فيهيا تهدييد بيالقبض فقيال‬
‫تعالى (فَيُضَا ِعفَهُ لَهُ َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سينبُل ٍة ِمئية َحبَّي ٍة‬‫سنابِ َل فِي ك ُِل ُ‬ ‫َ‬ ‫سب َع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِل َّللاِ َك َمل ِل َحبَّ ٍة أنبَتت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ينَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬قال في آية أخرى في سورة البقرة ( َّمل ُل ال ِذ يُن ِفق أم َوال ُهم فِي َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪ ))٢٦١‬في مقام التكلير فناسب سياق التكلير في السورة‪.‬‬ ‫س ٌع َ‬ ‫َوَّللاُ يُضَا ِع ُ ِل َمن يَشَاء َوَّللاُ َوا ِ‬

‫* الفرق بين خواتيم اآليتين ( َوإِلَي ِه ت ُر َجعُونَ ) ( َولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم) ‪:‬‬
‫ت فَقَيا َل لَ ُهي ُم َّللاُ ُموتُيوا ‪..‬‬ ‫يار ِهم َوهُيم أُلُ ٌ‬
‫يوم حَيذَ َر ال َميو ِ‬ ‫‪ -‬آية البقرة واقعة في سياق القتال والموت (أَلَم ت َ َر ِإلَيى الَّي ِذينَ َخ َر ُجيوا ِمين ِد َي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سينًا ‪َ ..‬وإِليي ِه ت ُر َجعُيونَ (‪ )٢٤٥‬أليم تَي َر إِليى ال َمي ِ‬
‫ت ِمين بَنِيي‬ ‫سيبِي ِل َّللاِ ‪َّ )٢٤٤( ..‬مين ذَا الَّيذِل يُق ِير ُ َّللاَ قَرضًيا َح َ‬ ‫(‪َ )٢٤٣‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫سي ِبي ِل َّللاِ ‪ ))٢٤٦( ..‬والقتيل مظنية الرجيوع إليى هللا تعيالى فقيال‬ ‫سى ِإذ قَالُوا ِلنَ ِبي ٍ لَّ ُه ُم ابعَي لَنَيا َم ِلكًيا نُّقَاتِيل فِيي َ‬‫ِإس َرائِي َل ِمن بَع ِد ُمو َ‬
‫(وإِلَي ِه ت ُر َجعُونَ )‪.‬‬
‫َ‬
‫(ولَهُ أَج ٌر ك َِري ٌم)‪.‬‬
‫‪ -‬في سورة الحديد الكالم في اجنفاق وليس في الموت والقتال فقال َ‬

‫* الفرق بين داللة إستعمال ( َوإِ َلي ِه ت ُر َجعُونَ ) في اآلية و( َوإِ َلي ِه ت ُحش َُرونَ ) في سورة الملك في القرآن‪:‬‬
‫‪ -‬اآلية هنا تتكلم عن الجانب المالي والمال يذهب ويجيء وهللا سبحانه يقبضه ويبسطه ففيه ذهياب الميال وإيابيه ففيهيا رجيوع‪ ،‬ثيم‬
‫أنتم وأموالكم ترجعون إلى هللا‪.‬‬
‫‪ -‬آية الملك (قُل ه َُو الَّذِل ذَ َرأَكُيم ِفيي األَر ِ َو ِإلَيي ِه ت ُحش َُيرونَ (‪ ))٢٤‬ذرأ بمعنيى نشير أل يبيلكم وينشيركم فيي األر ‪ ،‬وهيذا اليذرء‬
‫يحتاج أن يُجمع فالحشر فيه معنى الجمع وفيه صورة لم هذا المنلور المذروء المو ع في األر ‪ ،‬ولهذ ت تي تحشرون مع ذرأ‪.‬‬

‫سييت ُم‬ ‫س ِبي ِل َّللاِ قَا َل َهل َ‬


‫ع َ‬ ‫سى ِإذ َقالُوا ِل َن ِبي ٍ َّل ُه ُم ابعَ لَنَا َم ِلكًا نُّقَاتِل فِي َ‬
‫ت ِمن بَنِي ِإس َرائِي َل ِمن بَع ِد ُمو َ‬‫آية (‪( : )٢٤٦‬أ َ َلم ت َ َر ِإ َلى ال َم ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫عليي ِه ُم ال ِقتَيا ُل ت َ َوليوا إِالَّ‬‫يب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِل َّللاِ َوقد أخ ِرجنا ِمن ِديَ ِارنا َوأبنآئِنيا فل َّميا ُكتِ َ‬ ‫علَي ُك ُم ال ِقتَا ُل أَالَّ تُقَاتِلُوا قَالوا َو َما لنا أالَّ نُقاتِ َل فِي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إِن ُكتِ َ‬
‫ب َ‬
‫قَ ِليالً ِمن ُهم َوَّللاُ َ‬
‫ع ِلي ٌم ِبال َّظا ِل ِمينَ )‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪65‬‬


‫* قال ربنا المأ عن بني إسرائيل فهم كانوا خارجين على حدود هللا وليم يشيذ أحيد مينهم فناسيب هيذا اججتمياع المطليص عليى اليرأل‬
‫استعمال كلمة المأ التي تعني الجماعة الذين أمرهم واحد‪ .‬ونحن نقول تماأل القوم عندما يتفقون على شيء واحد‪ ،‬وهيذا المعنيى ال‬
‫تفيده إال كلمة المأ‪.‬‬

‫علَينَيا َونَحينُ أَحَيصُّ بِال ُمل ِ‬


‫يك ِمنيهُ َولَيم يُيؤتَ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٤٧‬وقَا َل لَ ُهم نَبِيُّ ُهم إِنَّ َّللاَ قَد بَعَ َ لَكُم َطالُوتَ َم ِلكًا قَالُ َوا أَنَّى يَكُيونُ لَيهُ ال ُمليكُ َ‬
‫ع ِلي ٌم)‬ ‫علَيكُم َو َ ا َدهُ بَس َطةً فِي ال ِعل ِم َوال ِجس ِم َوَّللاُ يُؤتِي ُمل َكهُ َمن يَشَاء َوَّللاُ َوا ِ‬
‫س ٌع َ‬ ‫سعَةً ِمنَ ال َما ِل قَا َل إِنَّ َّللاَ اص َطفَاهُ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫(و ا َدهُ‬ ‫ً‬
‫* الفرق بين (بسطة) بالسين و (بصطة) بالصاد هي أصلها بالسيين وأحيانيا تبيدل والصياد أظهير وأقيوى كميا يقيول النحياة‪َ ،‬‬
‫ص بَص َطةً (‪ )٦٩‬األعرام) هؤالء قوم فقال بصطة‪.‬‬ ‫(و َ ا َدكُم فِي ال َخل ِ‬ ‫بَس َطةً فِي ال ِعل ِم َوال ِجس ِم (‪ ))٢٤٧‬هذا واحد فقال بسطة َ‬

‫س ِم ِنيي َو َمين لَّيم َيط َعميهُ فَ ِإنَّيهُ ِم ِنيي ِإالَّ َم ِ‬


‫ين‬ ‫ب ِمنيهُ فَلَيي َ‬ ‫ص َل َطالُوتُ ِبال ُجنُو ِد َقا َل ِإنَّ َّللاَ ُمبت َ ِليكُم ِبنَه ٍَير فَ َمين ش َِير َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٤٩‬ف َل َّما َف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َاو َ هُ ه َُو َوالَّ ِذينَ آ َمنُوا َمعَهُ قيالُوا الَ طاقية لَنَيا اليَيو َم بِجَيالُوتَ َو ُجنيو ِد ِه قيا َل الَّي ِذينَ‬ ‫غرفَةً بِيَ ِد ِه فَش َِربُوا ِمنهُ إِالَّ ق ِليالً ِمن ُهم فلَ َّما ج َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫اغت َ َر َ‬
‫يرةً ِب ِإذ ِن َّللاِ َوَّللاُ َم َع الصَّا ِب ِرينَ )‬
‫ِ َ‬ ‫ل‬‫ك‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫َة‬ ‫ئ‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫َ ِ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ل‬‫غ‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ ِ ِ‬‫ة‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ئ‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َم‬‫ك‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ال‬‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َ‬
‫ظنُّونَ ُ ُّ‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫َي ُ‬
‫(و َمن لم يَطعَمهُ) مع النهر الذل فيه شراب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫* في اآلية جاءت صيغة َ‬
‫ط ِعم لها في اللغة داللتان فت تي بمعنى أكل أو ذاق نقول عديم الطعم أل المذاق‪.‬‬
‫(و َمين لَيم يَطعَميهُ) ألن المياء قيد يُطعيم إذا كيان ميع‬ ‫س ِمنِي) شراب فق بدون طعيام كميا نشيرب المياء َ‬ ‫ب ِمنهُ فَلَي َ‬ ‫قال تعالى (فَ َمن ش َِر َ‬
‫شييء يُمضييغ يعنييي يي كلون شييئا ً ويمضييغون فيشييربون الميياء بهييذا يكيون انتفييى الشييرب‪ ،‬فهييذا ممنييوع أيضيا ً ‪ ،‬و لييو قييال (ومين لييم‬
‫يشربه) جا أن يطعمه مع شيء آخر ف راد تعالى أن ينفي هذه المس لة فينفي القليل وبالتالي ينفي الكلير‪.‬‬
‫غرفَةً ِبيَ ِدهِ) هذه استلناها حتى اليكون له ما يشاء هذه ال تدخل في نطاق الطعام‪ ،‬اآلن تذوق الماء بهيذا القيدر لييس‬ ‫م ُ‬ ‫(إِ َّال َم ِن اغتَ َر َ‬
‫له الزيادة ولو قال لم يطعمه التسع القدر لي كل مع الطعام‪.‬‬

‫* الفرق بين الطاقة وال ِق َبل (قَالُوا الَ َطاقَةَ لَنَا ال َيو َم ِبجَالُوتَ َو ُجنو ِد ِه (‪ ))٢٤٩‬و (فَلَنَ ِت َينَّ ُهم ِب ُجنُو ٍد َّال ِق َب َل لَ ُهم ِبهَا (‪ )٣٧‬النمل) ‪:‬‬
‫الطاقة هي القدرة (قَالُوا الَ َطاقَةَ لَنَا اليَو َم بِجَالُوتَ َو ُجنو ِدهِ) أل ليس عندنا قوة وال قدرة أصالً‪.‬‬
‫(ال قِبَي َل لَ ُهيم ِبهَيا) أل ال قيدرة لهيم عليى مقابلتهيا بينميا هيم أصيحاب قيوة‪ ،‬مليل‬ ‫ال ِقبَل هي القدرة على المقابلة والمجا اة عليى شييء َّ‬
‫شدِي ٍد (‪ ))٣٣‬أل عنيدهم قيوة وبي س فيي الحيرب ويسيتطيعون المقابلية فجياء‬ ‫جماعة بلقيس حين قالوا (نَحنُ أُولُوا قُ َّو ٍة َوأُولُوا بَ ٍس َ‬
‫كالم سليمان (فَلَنَ تِيَنَّ ُهم ِب ُجنُو ٍد َّال قِبَ َل لَ ُهم ِبهَا)‪.‬‬

‫* الفرق بين الظن واليقين‪:‬‬


‫ظنُّونَ أَنَّ ُهم ُّمالَقُو َّللاِ) أل يوقنون بلقاء هللا تعالى‪ .‬الظن درجات‪ :‬يظن من دون أل دليل ثم يقوى بحسيب األدلية إليى أن يصيل إليى‬ ‫(يَ ُ‬
‫سا ِبيَه (‪ )٢٠‬الحاقة) هل كان شاكا ًو ال‪.‬‬
‫ق ِح َ‬ ‫َ‬
‫اليقين الذل يرتقي إلى درجة العلم‪( ،‬إِنِي َظنَنتُ أنِي ُم َال ٍ‬
‫مبنيي وهيو أماميك لكين‬
‫ٌ‬ ‫الحيائ‬ ‫أن‬ ‫أظين‬ ‫تقيول‬ ‫أن‬ ‫يصيح‬ ‫ال‬ ‫المرئيية‪،‬‬ ‫األشياء‬ ‫أهل اللغة يقولون أن الظن هو علم ما لم يُبصَر وليست‬
‫تقول أظن أن وراءه فالن ألنك ال تبصره‪.‬‬

‫علَى القَو ِم الكَافِ ِرينَ )‬


‫صرنَا َ‬ ‫علَينَا صَب ًرا َوث َ ِبت أَقدَا َمنَا َوان ُ‬
‫(و َل َّما بَ َر ُ وا ِلجَالُوتَ َو ُجنُو ِد ِه قَالُوا َربَّنَا أَف ِرٍ َ‬
‫آية (‪َ : )٢٥٠‬‬
‫* عبر ربنا سبحانه وتعالى عن الصبر بياجفراٍ وليم يقيل صيبِرنا أو اجعلنيا صيابرين للداللية عليى المبالغية فيي صيبر اليداعي لصيفة‬
‫فيرٍ الصيبر فيي قليوب الميؤمنين‬ ‫المفيرٍ فييه وإذا أ ُ ِ‬
‫َ‬ ‫الصبر وذلك أن اجفراٍ معناه الصيب وإذا صيببت الشييء أو أفرغتيه فقيد ميأت‬
‫الداعين فهذا يعني أن القلوب قد ملئت صبرا ً حتى غدت وعا ًء له‪.‬‬

‫َص َوإِنَّكَ َل ِمنَ ال ُمر َ‬


‫س ِلينَ )‬ ‫علَيكَ ِبالح ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٥٢‬تِلكَ آيَاتُ َّللاِ نَتلُو َها َ‬
‫سي ِلينَ (‪ ))٢٥٢‬وليم ييذكر عليى صيراط مسيتقيم مللميا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َص َوإِنكَ ل ِمينَ ال ُمر َ‬
‫عليكَ بِالح ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫* اكتفى في سورة البقرة ب (تِلكَ آيَاتُ َّللاِ نتلو َها َ‬
‫يم (‪ ))٤‬بينما فالسياق ليس فيه ذكر للدعوة وإنميا فيي سيياق إثبيات نبوتيه‪،‬‬ ‫علَى ِص َراطٍ ُّمستَ ِق ٍ‬ ‫س ِلينَ (‪َ )٣‬‬ ‫جاء في يس (إِنَّكَ لَ ِمنَ ال ُمر َ‬
‫ً‬
‫والدعوة هي صراط مستقيم‪ ،‬وردت فيي سيياق قصية طيالوت وجيالوت وقسيم مين األنبيياء أيضيا‪ ،‬في راد أن يُخبير أن هيذا دلييل عليى‬
‫إثبات نبوته صلى هللا عليه وسلم بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي وهذا يدل على رسالته‪.‬‬

‫ش يفَاعَةٌ َوال َكييا ِف ُرونَ ُه ي ُم‬


‫آييية (‪َ ( : )٢٥٤‬يييا أ َ ُّي َهييا الَّ ي ِذينَ آ َمنُييوا أَن ِفقُييوا ِم َّمييا َر َ قنَيياكُم ِميين قَب ي ِل أَن َي ي ِت َي َيييو ٌم الَّ َبي ي ٌع ِفي ي ِه َوالَ ُخلَّييةٌ َوالَ َ‬
‫ال َّظا ِل ُمونَ )‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪66‬‬


‫* قصر ربنا تعالى صفة الظلم على الكيافر فيالكفر والظليم متال ميان‪ .‬أليم تير كيي فصيل بيين المبتيدأ والخبير بالضيمير (هيم) ميع أن‬
‫حذم هذا الضمير ال يخل بالمعنى لكن ذكر الضمير (هم) أفاد حصر الظلم على الكافرين أل الكافرون هم الظالمون حصراً وهذا مين‬
‫باب المبالغة يسموه القصر اجدعائي قصر المبالغة‪ .‬تدعي القصر في هذا ألنه مبالغة في هذا األمر‪ .‬يعنيي الكيافرون هيم أوليى بهيذه‬
‫التسمية من غيرهم‪.‬‬

‫آية (‪ - )٢٥٥‬آية الكرسي ‪ -‬سيدة آل القرآن الكريم ‪:‬‬


‫ت َو َما فِي األَر ِ َمن ذَا الَّذِل يَشفَ ُع ِعني َدهُ إِالَّ بِ ِإذنِي ِه يَعلَي ُم َميا‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬‫سنَةٌ َوالَ نَو ٌم لَّهُ َما فِي ال َّ‬
‫َي القَيُّو ُم الَ ت َ ُخذُهُ ِ‬
‫"َّللاُ الَ إِلَـهَ إِالَّ ه َُو الح ُّ‬
‫يي‬
‫ظ ُه َميا َوه َُيو العَ ِل ُّ‬ ‫َ‬
‫ت َواألر َ َوالَ يَيؤُو ُدهُ ِحف ُ‬ ‫اوا ِ‬ ‫سييُّهُ ال َّ‬
‫سي َم َ‬ ‫س َع ُكر ِ‬‫طونَ بِشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه إِالَّ بِ َما شَاء َو ِ‬ ‫ِيهم َو َما َخلفَ ُهم َوالَ يُ ِحي ُ‬ ‫بَينَ أَيد ِ‬
‫ال َع ِظي ُم"‬
‫* (َّللاُ) بدأ اجخبار عن الذات اجلهية ونالحظ أن كل جملة في هذه اآلية تصح أن تكون خبراً للمبتدأ (هللا) آلن كل جملة فيها ضيمير‬
‫يعود إلى هللا سبحانه وتعالى‪ :‬هللا ال ت خذه سنة وال نيوم‪ ،‬هللا ليه ميا فيي السيموات وميا فيي األر ‪ ،‬هللا مين ذا اليذل يشيفع عنيده إال‬
‫بإذنييه‪ ،‬هللا يعلييم مييابين أيييديهم ومييا خلفهييم‪ ،‬هللا ال يحيطييون بعلمييه إال بمييا شيياء‪ ،‬هللا وسييع كرسيييه السييموات واألر ‪ ،‬هللا ال يييؤده‬
‫حفظهما وهو العلي العظيم‪.‬‬
‫* (الَ إِلَـهَ إِالَّ ه َُو) بدأت اآلية بالتوحيد ونفي الشرك وهو المطلب األول للعقيدة عن طريص اجخبار عن هللا‪.‬‬

‫َي) الحي معرفة‪ ،‬والحي هو الكامل اجتصام بالحياة ولم يقل حي ألنها تفيد أنه من جملة األحياء‪ .‬فالتعري بـ(ال) هي داللية‬ ‫* (الح ُّ‬
‫على الكمال والقصر ألن ما سواه يصيبه الموت‪ .‬والتعري قيد يي تي بالكميال والقصير‪ ،‬فياهلل ليه الكميال فيي الحيياة وقصيرا ً فياهلل هيو‬
‫الحي ال حي سواه على الحقيقة آلن كل ما عداه يجو عليه الموت وهو الذل يفيض على الخلص بالحياة‪.‬‬

‫* (القَ ُّيو ُم) من صيغ المبالغة من القيام‪ ،‬ومن معانيها القائم في تدبير أمر خلقه ‪ ،‬ومن معانيها القائم على كل شيء ‪ ،‬ومين معانيهيا‬
‫الذل ال ينعس وال ينام ألنه إذا نعس أو نام ال يكون قيوما ً ومن معانيهيا القيائم بذاتيه وهيو القييوم جياءت معرفية ألنيه ال قييوم سيواه‬
‫على األر حصراً‪.‬‬

‫سنَةٌ) في ترتيب اآلية قبل النيوم وهيذا ميا‬


‫س َنةٌ َوالَ نَو ٌم) المتعارم عليه أن ي تي النعاس ثم ينام اجنسان‪ ،‬ولهذا جاءت ( ِ‬
‫* (الَ ت َ ُخذُهُ ِ‬
‫يعرم بتقديم السبص‪ ،‬فهو سبحانه ال ي خذه حتى ما يتقدم النوم من الفتور‪ ..‬ولم يقل سبحانه ال (ت خذه سنة ونوم) أو (سنة أو نيوم)‬
‫ففي قوله سنة وال نوم ينفيهما سوا ًء اجتمعا أو افترقا لكن لو قال سبحانه سنة ونوم فإنه ينفيي الجميع وال ينفيي اجفيراد فقيد ت خيذه‬
‫سنة دون النوم أو ي خذه النوم دون السنة‪.‬‬

‫ت َو َما ِفي األَر ِ ) ‪:‬‬


‫اوا ِ‬ ‫* ( َّلهُ َما ِفي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫‪ -‬الجملة تفيد التخصيص فهو ال يترك شيئا ً في السموات واألر إال هو قائم عليه سبحانه‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت بعد (الحي القيوم) ليدل على أنه قيوم على ملكه الذل ال يشاركه فيه أحد غيره وهناك فرق بين من يقيوم عليى ملكيه ومين‬
‫يقوم على ملك غيره‪ ،‬فاألخير قد يغفل عن ملك غيره أما الذل يقوم على ملكه ال يغفل وال ينام فسبحانه له كمال القيومية‪.‬‬
‫ت) ذلك له حصرا ُ قصراً فنفى الشرك له في الملك‪.‬‬
‫اوا ِ‬ ‫‪ -‬قدم الجار والمجرور (لَّهُ) على المبتدأ ( َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫‪( -‬ما) تفيد ذوات غير العاقل وصفات العقالء‪ ،‬فجمع العقالء وغيرهم ولو قال (من) لخص العقالء‪( .‬ما) بقصد اجحاطة والشمول‪.‬‬

‫* ( َمن ذَا الَّذِل يَشفَ ُع ِعن َدهُ إِالَّ بِ ِإذنِ ِه) ‪:‬‬
‫َ‬
‫ت َو َما فِي األر ِ ) شمل ميا فيي اليدنيا ثيم ( َمين ذَا الَّيذِل‬
‫اوا ِ‬ ‫‪ -‬داللة واضحة على تبيان ملكوت هللا وكبريائه فلما قال (لَّهُ َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫يَشفَ ُع ِعن َدهُ إِالَّ بِ ِإذنِ ِه) هذا في اآلخرة‪ ،‬فدل هذا على ملكه وحكمه في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪َ ( -‬من ذَا) أسلوب اجستفهام اجنكارل أقوى من النفي‪.‬‬
‫‪ -‬دل هذا على أنه حي قيوم كي و ألن الذل يُستشفع عنده حي والذل ال يستطيع أحد أن يتقدم إال بإذنه يجعله قائم ب مر خلقه‪.‬‬
‫‪ -‬د َّل على شرم ومكانة الشافع عند هللا تعالى وهو محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -‬قال ( ِإالَّ ِب ِإذنِ ِه) فال أحد يشفع عند هللا بحص هللا ولكن يشفع من خصه هللا تعالى بهذا اجذن وهذه كرامة ما بعدها كرامة‪.‬‬

‫الرح َم ِن) في سورة الملك (‪: )٢٠‬‬


‫ُون َّ‬ ‫‪ -‬الفرق بين ( َمن ذَا الَّذِل) و (أ َ َّمن َهذَا الَّذِل ه َُو ُجن ٌد لَّكُم يَن ُ‬
‫ص ُركُم ِمن د ِ‬
‫( َهذَا) مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و(ذا) اسم اجشارة فإذا كان األمر ال يدعو إليها ال ي تي بها‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪67‬‬


‫سياق اآليات في سورة الملك في خطاب الكيافرين فيي مقيام تحيدل النيد ولييس مقيام شيفاعة وليذلك جياء بـ(هيـ) التنبييه لتسيتخفام‬
‫بالشخص الذل ينصر من دون الرحمن فهو أشد وأقوى من سياق آيية الكرسيي التيي هيي فيي سيياق الميؤمنين والشيفاعة والشيفيع‬
‫هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن األمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه‪.‬‬
‫كما أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين‪ :‬قوة اجستفهام واجشارة ولو قال (من الذل) لفاتت قوة اجشارة بينما آية المليك دليت‬
‫على اجشارة فق ‪ .‬وال يوجد تعبير آخر أقوى من ( َمن ذَا) لكسب المعنيين معا ً بمعنى (من الذل يشفع ومن هذا الذل يشفع)‪.‬‬

‫ِيهم َو َما َخلفَ ُهم) ‪:‬‬‫* (يَع َل ُم َما بَينَ أَيد ِ‬


‫في سورة مريم (لَهُ َما َبينَ أ َي ِدينَا َو َما َخلفَنَا َو َما َبينَ ذَ ِلكَ ) ولم ترد على هذا االسلوب في آية الكرسي‪:‬‬
‫ففي سورة مريم سياق اآليات عين المليك (ولهيم ر قهيم فيهيا‪ ،‬تليك الجنية التيي نيورا مين عبادنيا‪ ،‬رب السيموات واآلر ‪ )..‬اليذل‬
‫ير ق هو الذل يورا فهو مالك‪ ،‬وقوله رب السموات فهيو ميالكهم‪ ،‬أميا فيي آيية الكرسيي فالسيياق فيي العليم (يَعلَي ُم َميا بَيينَ أَييد ِ‬
‫ِيهم)‬
‫طونَ بِشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه إِالَّ بِ َما شَاء)‪.‬‬ ‫وبعدها ( َوالَ يُ ِحي ُ‬

‫* ( َوالَ يُ ِحي ُ‬
‫طونَ بِشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه إِالَّ بِ َما شَاء) ‪:‬‬
‫‪ -‬لم يقل وال يعلمون شيئا ً من علمه ألن اجحاطة تقتضي اجحتواء على جميع أطرام الشيء بحي ال يشيذ منيه جيزء مين أوليه وال‬
‫آخره ف راد ربنا أن يصور لنا قصر علمنا وضع مداركنا فنحن قد نعلم شيئا ً كان مجهوالً بياألمس ولكننيا ال نسيتطيع أن نحيي بكيل‬
‫ما يلزم عنه وال نقدر على إدراك كل ما له به صلة ولذلك فإن علومنا قابلة للتبديل والتعديل‪.‬‬
‫‪ -‬انظر أيضا ً إلى قوله تعالى ( ِبشَيءٍ ِمن ِعل ِم ِه) ولم يقل وال يحيطون بعلمه وهذا مزيد من الدقة في تصغير معارفنا وعلومنا‪.‬‬
‫‪( -‬إِالَّ بِ َما شَياء) تحتميل معنييين فيي اللغية‪ :‬أن تكيون (ميا) مصيدرية بمعنيى (إال بمشييئته) أو أن تكيون اسيما ًًّ موصيوالً بمعنيى (إال‬
‫بالذل شاء) وهنا جمع المعنيين أل ال يحيطون بعلمه إال بمشيئته وبالذل يشاؤه نوعا ً وقدراً‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر نفي اجحاطة بالذات في سورة طه ونفى اجحاطة بالعلم في آية الكرسي ففي سيورة طيه جياءت اآليية تعقيبيا ً عليى عبيادة بنيي‬
‫(و َال يُ ِحي ُ‬
‫طونَ ِب ِه ِعل ًما) أما فيي آيية الكرسيي‬ ‫اسرائيل للعجل وقد صنعوه ب يديهم وأحاطوا به علما ً وهللا ال يحاط به‪ ،‬فناسب أن يقول َ‬
‫فالسياق جاء في العلم‪.‬‬

‫ت َواألَر َ ) ‪:‬‬
‫اوا ِ‬ ‫سيُّهُ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫س َع كُر ِ‬‫* ( َو ِ‬
‫َ‬
‫ت َو َميا فِيي األر ِ ) فيدل عليى أن اليذل فيهميا هيو‬
‫اوا ِ‬ ‫‪ -‬دل على أن السموات واألر من ملكه‪ ،‬وقبلها قال تعالى (لَّهُ َميا فِيي ال َّ‬
‫سي َم َ‬
‫ملكه أيضا ً ألن المالك قد يملك الشيء لكن ال يملك ما فيه وقد يكون العكس‪.‬‬
‫س َع) تدل على أنه وسعهما فعالً فلو قال يسع لكان فق إخبيار عين مقيدار السيعة فعنيدما نقيول‬ ‫‪ -‬استخدام صيغة الماضي في فعل ( َو ِ‬
‫تسع دارل أل شخص فليس بالضرورة أن يكون فيها أل شخص ولكن عندما نقول وسعت دارل أل شخص فهذا حصل فعالً ‪.‬‬
‫سيُّهُ) هللا أعلم بما يليص بذاته ونحن نق عند ما قال ربنيا ‪ ،‬وفيي اللغية يسيتعملون الكرسيي مجيا ا ً يقصيدون بيه القيدرة‬ ‫س َع كُر ِ‬‫(و ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫والملك والتدبير أل وسع ملكه وعلمه السموات واألر ‪ ،‬فاشغل نفسك بما كلفك هللا به وما ستس ل عنه يوم القيامة‪.‬‬

‫* ( َوالَ يَؤُو ُدهُ ِحف ُ‬


‫ظ ُه َما َوه َُو العَ ِل ُّي العَ ِظي ُم) ‪:‬‬
‫‪ -‬جاء بـ (ال) للداللة على الزمن المطلص أل (ال يمكن أن يحصل) ال يلقله وال يجهده‪.‬‬
‫ظ ُه َما) للسموات واألر ألنه جعلهما مجموعتين‪ ،‬السموات كتلة واحدة واألر كتلة واحدة‪.‬‬ ‫(حف ُ‬
‫‪ -‬استعمال صيغة الملنى ِ‬
‫ً‬
‫‪( -‬أل التعري ) ألنه ال علي وال عظيم على الحقيقة سواه فهو العلي العظيم حصرا والعلي من العلو والغلبة والسيلطان والعليو عين‬
‫النظير والمليل‪ .‬والعظيم من العظمة‪ ،‬وهذين الوصفين وردا مرتين في ملك السموات واألر في آية الكرسيي فيي سيورة البقيرة‪،‬‬
‫وفي سورة الشورى (له ما في السموات وما في األر وهيو العليي العظييم) واألميرين فيي مليك السيموات واألر بميا ييدل عليى‬
‫العلو والعظمة حصراً له سبحانه‪.‬‬

‫* الخطوط التعبيرية في اآلية‪:‬‬


‫‪ -‬المالحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات هللا تعالى (الحي القيوم) وانتهت بصفتين (العليي العظييم) وكيل‬
‫جملة في اآلية المباركة تدل على أنه الحي القيوم والعلي العظيم سبحانه تقدست صفاته‪ .‬فالذل ال إله إال هو هو الحي القيوم والذل‬
‫ال ت خذه سنة وال نوم هو حي وقيوم والذل له ما في السموات وميا فيي األر أل الماليك واليذل ييدبر أمير ملكيه هيو الحيي القييوم‬
‫والذل ال يُشفع عنده إال باذنه هو الحي القيوم والذل يعلم ميا بيين أييديهم وميا خلفهيم وال يحياط بشييء مين علميه هيو الحيي القييوم‬
‫القيم على اآلخرين والذل وسع كرسيه السموات واألر هو الحي القيوم والذل ال يؤده حفظهما هو الحي القيوم ألن اليذل يحفيظ‬
‫هو الحي القيوم‪ ،‬والحي القيوم هو العلي العظيم والذل ال ت خذه سنة وال نوم هو العلي العظيم واليذل ليه ميا فيي السيموات وميا فيي‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪68‬‬


‫األر هو العلي العظيم والذل ال يشفع عنده إال باذنه هو العلي العظيم والذل يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم واليذل ال يحياط بعلميه‬
‫إال بما شاء هو العلي العظيم‪.‬‬

‫‪ -‬المالحظ في اآلية أنهيا تيذكر مين كيل األشيياء اثنيين اثنيين‪ ،‬بيدأها بصيفتين مين صيفات هللا تعيالى (الحيي القييوم) وذكير اثنيين مين‬
‫النوم(سنة ونوم) وكرر (ال) مرتين (ال ت خذه سنة وال نوم) وذكر اثنين فيي الملكيية (السيموات واألر ) وكيرر (ميا) ميرتين وذكير‬
‫اثنين من علمه في (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسيع كرسييه السيموات واألر ) وخيتم اآليية‬
‫باثنين من صفاته (العلي العظيم)‪.‬‬
‫وقد ورد اسمين من أسماء هللا الحسنى مرتين في القرآن‪ :‬فيي سيورة البقيرة (هللا ال إليه إال هيو الحيي القييوم) وميرة فيي سيورة (آل‬
‫عمران) في األية اللانية (هللا ال إله إال هو الحيي القييوم) (الحيظ اليرقم ‪ .)٢‬والعليي العظييم وردت ميرتين أيضيا ً فيي القيرآن ميرة فيي‬
‫سورة البقرة في آية الكرسي ومرة في سورة الشورى في اآلية الرابعة‪.‬‬

‫ت َويُيؤ ِمن بِياّللِ فَقَي ِد استَم َ‬


‫سيكَ بِيالعُر َو ِة ال ُيوثقَ َى الَ‬ ‫غو ِ‬ ‫الرشي ُد ِمينَ الغَيي ِ فَ َمين يَكفُير بِال َّطيا ُ‬
‫ِين قَيد تَّبَييَّنَ ُّ‬
‫آية (‪( : )٢٥٦‬الَ إِك َيرا َه فِيي اليد ِ‬
‫ع ِلي ٌم)‬ ‫ان ِفصَا َم لَهَا َوَّللاُ َ‬
‫س ِمي ٌع َ‬
‫ِين) ‪:‬‬ ‫َ‬
‫* الفرق بين النفى ب(ال) والنفي ب(ما) فى قوله تعالى(ال إِك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ِين) هيذا تعلييم ولييس رداً عليى قيول‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اليد‬ ‫يي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ير‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫(‬ ‫سيؤال‬ ‫‪( -‬ال) النافية للجنس إخبار لشخص عن شيء ال يعلمه أو جواب عن‬
‫اآلخ ِر َو َما هُم بِ ُمؤ ِمنِينَ ) هذه رد على قول‪.‬‬ ‫اس َمن يَقُو ُل آ َمنَّا بِاّللِ َوبِاليَو ِم ِ‬ ‫(و ِمنَ النَّ ِ‬
‫بينما َ‬
‫‪( -‬ما) أوسع استعماالً في نفي الجنس فال أستطيع أن أنفي الجنس بـ (ال النافية) إذا كان منفصالً ك ن أقول ال في اليدين إكيراه‪ ،‬أميا‬
‫غي ُر ُه (‪ )٥٩‬األعرام) ال يمكن أن نقول ال لكم من إله غيره‪.‬‬ ‫(ما) فيمكن أن تكون متصلة أو منفصلة ( َما لَكُم ِمن ِإلَـ ٍه َ‬

‫شد والرشاد‪:‬‬
‫والر َ‬
‫الرشد َ‬ ‫* الفرق بين ُ‬
‫الرش ُد ِمنَ الغَيِ) في الدنيا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الرشد يقال في األمور الدنيوية واألخروية فهي أعم ملل (الَ إِك َرا َه فِي الد ِ‬
‫ِين قد تَّبَيَّنَ ُّ‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫ش ًدا (‪ )٢٤‬الكه )‪.‬‬ ‫ب ِمن َهذَا َر َ‬
‫َ َ‬ ‫ر‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫أل‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ن‬
‫ِ َِ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬‫س‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫(و‬‫َ‬ ‫فق‬ ‫اآلخروية‬ ‫األمور‬ ‫ففي‬ ‫َد‬
‫ش‬ ‫الر‬
‫‪َّ -‬‬
‫الرشَا ِد (‪ )٢٩‬غافر)‪.‬‬ ‫سبِي َل َّ‬ ‫َ‬
‫(و َما أهدِيكُم إِ َّال َ‬ ‫‪ -‬الرشاد هو سبيل القصد والصالح َ‬

‫سكَ ) فهي للتحقيص أل تحقص استمساكه‪ ،‬وأحيانا ً تغير معنى الفعل من دعاء إلى خبير ميلالً‬ ‫* (قد) إذا دخلت على الماضي (فَقَ ِد استَم َ‬
‫تقول ر قك هللا محتمل أنك تدعو له بالر ق وتحتمل أنك تخبره أن هللا ر قه وأعطاه لكن ليو قليت (قيد ر قيك هللا) ال يمكين أن تكيون‬
‫دعاء وإنما إخبار لذا ال يصح أن تقول قد غفر هللا لك وإنما تقول غفر هللا لك‪.‬‬

‫* (الَ ان ِفصَا َم لَهَا) لم ت ت في سورة لقمان‪:‬‬


‫ت) والطيياغوت هييو ميين كييان رأسيا ً فييي الطغيييان ملييل فرعييون‬ ‫غو ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫السيياق هييو الييذل يحييدد‪ ،‬ففييي سيورة البقييرة قييال (ف َميين يَكفُيير بِالطيا ُ‬
‫والشيطان‪ ،‬وأحيانا ً الكفر بالطاغوت يؤدل إلى أذى شديد أو إلى عذاب وهلكة إذن تحتاج إلى (الَ ان ِفصَيا َم لَهَيا) يعنيي ال يحصيل فيهيا‬
‫أل خدش أو انفصال أو شيء وك نها تحفيز لتستعصام واالستمسياك بياهلل سيبحانه وتعيالى‪ .‬أميا فيي لقميان فهيي اتبياع ( َو َمين يُسي ِلم‬
‫سكَ ِبالعُر َو ِة ال ُوثقَى) ال تحتاج‪.‬‬ ‫سنٌ فَقَ ِد استَم َ‬ ‫َوج َههُ ِإلَى َّ‬
‫َّللاِ َوه َُو ُمح ِ‬

‫يور إِلَيى‬ ‫ت إِلَى النُّ ُو ِر َوالَّ ِذينَ َكفَ ُيروا أَو ِليَيآ ُؤ ُه ُم ال َّطيا ُ‬
‫غوتُ يُخ ِر ُجيونَ ُهم ِمينَ النُّ ِ‬ ‫آية (‪َّ( : )٢٥٧‬للاُ َو ِل ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُوا يُخ ِر ُج ُهم ِمنَ ال ُّظلُ َما ِ‬
‫َاب النَّ ِار هُم فِيهَا َخا ِل ُدونَ )‬ ‫ت أُولَـئِكَ أَصح ُ‬
‫ال ُّظلُ َما ِ‬
‫* الولي تستعمل للتابع والمتبوع والناصر وتسمى من األضداد ‪ ،‬الولي التابع المحيب اليذل يتيولى أميره واليولي الناصير‪ ،‬يعنيي هللا‬
‫علَي ِهم (‪ )٦٢‬يونس)‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ولينا ونحن أولياء هللا (َّللاُ َو ِل ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُوا) يتولى أمرهم (أَال إِنَّ أَو ِليَاء َّللاِ الَ َخو ٌ‬

‫* ما معنى كلمة الطاغوتو وهل هي موجودة في لغة العربو‬


‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤن فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬بحسيب السيياق اليذل وردت فييه فيي القيرآن‬
‫ت (‪)٢٥٧‬‬ ‫يور إِلَييى ال ُّظلُ َمييا ِ‬ ‫(والَّي ِذينَ َكفَي ُيروا أَو ِليَييآ ُؤ ُه ُم ال َّطييا ُ‬
‫غوتُ يُخ ِر ُجييونَ ُهم ِميينَ النُّي ِ‬ ‫غوتِ) هييذا جيينس عييام‪َ ،‬‬ ‫الكييريم‪( :‬فَ َميين يَكفُيير بِال َّطييا ُ‬
‫يي الَّ ي ِذينَ آ َمنُييوا) أمييا الكييافرون أولييياؤهم متعييددون‬ ‫البقييرة) هنييا جمييع ألن للمييؤمنين ولييي واحييد وهييو هللا سييبحانه وتعييالى (َّللاُ َو ِلي ُّ‬
‫غوتُ يُخ ِر ُجونَ ُهم)‪.‬‬ ‫(والَّ ِذينَ َكفَ ُروا أَو ِليَآ ُؤ ُه ُم ال َّطا ُ‬
‫الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى َ‬

‫َّللاُ ال ُملكَ إِذ قَا َل إِب َرا ِهي ُم َر ِب َي الَّذِل يُح ِيي َويُ ِميتُ قَا َل أَنَا أُح ِييي َوأ ُ ِمييتُ‬
‫آية (‪( : )٢٥٨‬أَلَم ت َ َر إِلَى الَّذِل حَا َّج إِب َرا ِهي َم فِي َر ِب ِه أَن آَتَاهُ َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ال يَهدِل القو َم الظا ِل ِمينَ )‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ب فبُ ِهتَ الذِل َكف َر َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ت بِهَا ِمنَ ال َمغ ِر ِ‬ ‫ق فَ ِ‬
‫َّللاَ يَ تِي بِالشَّم ِس ِمنَ ال َمش ِر ِ‬ ‫قَا َل إِب َرا ِهي ُم فَ ِإنَّ َّ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪69‬‬


‫* حين يقول هللا تعالى (أَلَم ت َ َر) بمعنى ألم تعلم علم اليقين فك نك رأيت ما يخبرك به‪ ،‬وعليك أن ت خذه على أنيه مصيدق ك نيك رأيتيه‬
‫بعينك‪ .‬فالعين هي حاسة من حواسك‪ ،‬والحاسة قد تخدع‪ ،‬ولكن ربك ال يخدع‪.‬‬

‫* استعمال حرم ( أَلَم تَ َير إِلَيى) لييدل عليى أنيه أمير بليغ مين العجيب غايية بعييدة‪ ،‬والحيص سيبحانه وتعيالى ليم يقيل لنيا مين هيو ذليك‬
‫اجنسان الذل حاج إبراهيم ألنه ال يعنينا التشخيص‪.‬‬

‫شهَا قَا َل أَنَّ َى يُح ِيـي َهـَ ِذ ِه َّللاُ َبع َد َمو ِت َها فَ َ َماتَهُ َّللاُ ِمئَيةَ ع ٍ‬
‫َيام ثُي َّم َب َعلَيهُ‬ ‫علَى ع ُُرو ِ‬ ‫علَى قَر َي ٍة َو ِه َي َخا ِو َيةٌ َ‬ ‫آية (‪( : )٢٥٩‬أَو كَالَّذِل َم َّر َ‬
‫ياركَ َو ِلنَجعَلَيكَ آيَيةً‬
‫ظر إِلَى ِح َم ِ‬ ‫سنَّه َوان ُ‬ ‫امكَ َوش ََرابِكَ لَم يَت َ َ‬ ‫ظر إِلَى َطعَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض يَو ٍم قا َل بَل لَّبِلتَ ِمئ َة ع ٍَام فان ُ‬ ‫قَا َل كَم لَبِلتَ قَا َل لَبِلتُ يَو ًما أَو بَع َ‬
‫علَى ك ُِل شَيءٍ قَد ٌ‬
‫ِير)‬ ‫سو َها لَح ًما فَلَ َّما ت َ َب َّينَ لَهُ قَا َل أَعلَ ُم أَنَّ َّللاَ َ‬ ‫ظر ِإلَى ال ِع َظ ِام كَي َ نُنش ُِز َها ث ُ َّم نَك ُ‬
‫اس َوان ُ‬
‫ِللنَّ ِ‬
‫ع َددًا (‪: ))١١‬‬ ‫سنِينَ َ‬ ‫على آذانِ ِهم فِي الكَه ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫* داللة (ف َماتَهُ) هنا وإستخدام الضرب على السمع في الكه (فض ََربنَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يى يُح ِييـي َهيـَ ِذ ِه َّللاُ بَعي َد َموتِهَيا) نالحيظ أنيه إسيتعمل‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫(‬ ‫أميا‬ ‫أوالً أهل الكه لم يموتوا وإنما ناموا ولذلك ال يصيلح أن يقيال‪ :‬أمياتهم‪.‬‬
‫كلمة يحيي وكلمة الموت فناسب ذلك أن يقول (ف ماته هللا) ألنه تكلم عن موت وحياة‪.‬‬

‫* قال (فَ َ َماتَهُ) ولم يقل (أحياه) ألن أحياه أل جعل فيه الروح‪ ،‬جعله حيياً‪ .‬أميا بعليه أل جعليه يينهض فالبعي فييه معنيى اجنهيا ‪،‬‬
‫بعله يعني الحياة جزء منه‪ .‬الفعل بع له معنيان متقاربان‪ :‬المعنى األول‪ :‬أرسله واجرسال ك نه بعد تقييده ك نه كان عنيده ثابيت ثيم‬
‫أرسله لذلك يقولون أرسل السهم‪ .‬ثم فيه معنى النهو ‪ :‬يقول بعي الناقية لميا تكيون باركية أل أقامهيا وأنهضيها بي ن حيل رباطهيا‪.‬‬
‫هذان المعنيان متقاربان‪ :‬بعله أل أنهضه كامالً مبصرا ً عاقالً ألنه بعي بمعنيى إسيتوى قائميا ً كميا تسيتول الناقية واقفية إذا بعلتهيا‪..‬‬
‫فلما ينهض هذا النائم الميت أل نهض بوعيه بعقله حتى يحاور حتى يقال له كم لبلتو ويجيب‪ .‬ثم ختامها (قَا َل لَ ِبلتُ َيو ًميا أَو َبعيضَ‬
‫علَيى ك ِ‬
‫ُيل شَييءٍ‬ ‫يَو ٍم) لما ع ُِرم قدرة هللا سبحانه وتعالى ثم بدأ الحمار يتكون شيئا ً فشيئا ً فعند ذلك قال (فَلَ َّما تَبَيَّنَ لَهُ قَا َل أَعلَ ُم أَنَّ َّللاَ َ‬
‫ِير) مس لة كان يعلمها لكنه متعجب أنها قرية ميتة كي يبعلها هللا تعالىو لكنها اآلن أصبحت يقيناً‪.‬‬ ‫قَد ٌ‬

‫سنِينَ َوا دَادُوا تِس ًعا (‪ )٢٥‬الكه ) و (بَل َّل ِبلتَ ِمئ َةَ ع ٍَام) ‪:‬‬ ‫* الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى (ثَ َال َ‬
‫ا ِمائ َ ٍة ِ‬
‫فى الكه سنين بدل وليس تمييز عدد ‪ ،‬لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكه ليست مضيافة‪ ،‬ثيالا مائية ليم تضيفها حتيى تقيول‬
‫ثالا مائة سنة‪( .،‬سنين) بدل ألن تمييز العدد له أحكام بعد المائة واألل يكون مفرد مضام إليه (فَلَ ِب َ فِي ِهم أَل َ َ‬
‫سينَ ٍة ِإ َّال َخم ِ‬
‫سيينَ‬
‫ا ِمائَيةٍ) نيون ألن هيذا أمير عجييب فنيون‪ ،‬هيذا تنيوين التمكيين لكين‬ ‫َيام (‪ )٢٥٩‬البقيرة) (ث َ َيال َ‬ ‫عَا ًما (‪ )١٤‬العنكبوت) (بَل لَّبِليتَ ِمئَيةَ ع ٍ‬
‫ا‬‫ا ِمائَةٍ) أبهمت ويسمى اجيضاح بعد اجبهام‪ .‬إذا قلنيا (ثَ َيال َ‬ ‫الغر منه‪ ،‬لماذا لم يض و ألن األمر يدعو إلى العجب والتعجيب (ث َ َال َ‬
‫ِمائَةٍ) السامع ال يتوقع أو ال ينتظر منك شيئا ً آخر ألنه لو أردت أن تضي ألضيفت بعيد المائية‪ ،‬إذن انتهيى السيائل فيإذا جئيت بالبيدل‬
‫تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا اجيضاح بعد اجبهام‪.‬‬

‫* ( َو ِلنَجعَلَكَ ) على ماذا مععطوفةو لما نجيد العطي عليى مقيدر محيذوم نفهيم أن هنياك أميوراً أخيرى ليم ييذكرها ‪ ،‬فعنيدما أحيياه هللا‬
‫اس)‪،‬‬‫تعالى هل فق ليجعله آية للناسو هنالك أمور أخرى لكن ذكر منها ( َو ِلنَج َعلَكَ آيَةً ِللنَّ ِ‬

‫* في قراءة عاصم (كَي َ نُنش ُِز َها) وفي قراءة ورش (كي نَنشرها) فما الفرق في المعنى بين الكلمتينو‬
‫نُنشزها هذه قراءة حفص أل نردها إلى أماكنها ألنه لما الحمار مات سقطت عظامه‪ ،‬فنُنشزها يعنيي نرفعهيا مين مكانهيا ونضيع كيل‬
‫واحدة في مكانها‪ ،‬أما نُنشرها يعني نحييها‪ ،‬مين النشيور (ثُي َّم إِذَا شَياء أَنش ََيرهُ (‪ )٢٢‬عيبس) يعنيي أحيياه‪ .‬نَنشيرها النشير ضيد الطيي‬
‫ك نها كانت مجموعة نبسطها‪ .‬اجثنتان فيهما إحياء لكن مراحل‪ ،‬العظام كانيت مجتمعية ينشيرها ويرفعهيا ويحييهيا‪ .‬تيدور الداللية فيي‬
‫فلك واحد حول اجحياء‪ ،‬لكن كل واحدة لها داللة‪.‬‬

‫ب أ َ ِر ِني كَي َ ت ُح ِيـي ال َموتَى قَا َل أ َ َولَم ت ُؤ ِمن قَا َل َبلَى َولَـ ِكن ِل َيط َم ِئنَّ قَل ِبي قَا َل فَ ُخذ أَر َب َعةً ِمنَ ال َّطي ِر‬
‫(و ِإذ قَا َل ِإب َرا ِهي ُم َر ِ‬
‫آية (‪َ : )٢٦٠‬‬
‫َ‬
‫سعيًا َواعلَم أنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫يز َح ِكي ٌم)‬ ‫ُ‬
‫علَى ك ُِل َجبَ ٍل ِمن ُهنَّ ُجز ًءا ث َّم اد ُ‬
‫ع ُهنَّ يَ تِينَكَ َ‬ ‫فَ ُ‬
‫صرهُنَّ إِلَيكَ ث ُ َّم اجعَل َ‬
‫*ما اللمسة البيانية في كلمة ( َولَـ ِكن ِل َيط َم ِئنَّ قَل ِبي) على لسان إبراهيم ‪:‬‬
‫إبراهيم عليه السالم في هيذا الطليب كيان ينياجي ربيه وربيه يخاطبيه إذن المسي لة ال عالقية لهيا بقيوة اجيميان ألن إيمانيه ال شيك فييه‬
‫فمخاطبة هللا عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون مين أسيباب اجيميان‪ ،‬فيال يحتياج إليى دلييل‪ ،‬هللا سيبحانه وتعيالى يعليم أنيه ميؤمن‪،‬‬
‫والتساؤل (أَ َولَيم تُيؤ ِمن قَيا َل بَلَيى) هيو لتقريير أمير للسيامعين ألن السيامع لميا يسيمع سيؤال إبيراهيم علييه السيالم سيسي ل ‪ :‬أليم يكين‬
‫إبراهيم كامل اجيمانو إذن أثبت اجيمان جبراهيم علييه السيالم حتيى ال يخطير فيي قلوبنيا أنيه طليب هيذا األمير ليلبيت إيمانيه‪ .‬إذن ميا‬
‫موضع اجطمئنان هناو‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪70‬‬


‫علماؤنا يقولون أن إبراهيم عليه السالم كان يتطلع إلى أن يرى سر الصنعة اجلهية كي تكونو والقليب نقيول أنيه غيير مطميئن إذا‬
‫كان يشغله شيء‪( .‬أ َ ِرنِي) أريد أن أرى رؤية العين ألن إحياء الموتى ال يُرى فهو كان يتطلع إليى أن ييرى هيذا الشييء ‪ .‬وهللا تعيالى‬
‫لم يجبه ِلماذا تريد أن ترىو فاألنبياء مقربون إلى هللا سبحانه وتعالى هو يختارهم فال يفاجئهم بير ٍد يضيربهم عليى أفيواههم‪ ،‬وليذلك‬
‫صيرهُنَّ إِلَييكَ ) أل إحملهين إلييك حتيى تتعيرم إلييهن وتيرى‬ ‫قيل له‪ :‬خذ أربعة من الطير ويبدو أن الجبال التيي حوليه كانيت أربعية (فَ ُ‬
‫أشكالهن وهي أيضا ً تشم رائحتك وتتعرم من أنت‪ .‬ما قال القرآن قطعهن ألن هيذا معليوم مين كلمية (ثُي َّم اجعَيل َ‬
‫علَيى ك ِ‬
‫ُيل َجبَي ٍل ِمين ُهنَّ‬
‫ُجز ًءا)‪ .‬إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسما ً عليى جبيل فاجتمعيت‪ .‬جميعيا ً بمجيرد أن ناداهيا وجياءت إلييه‬
‫مسرعات (يَ تِينَكَ َ‬
‫سعيًا)‪.‬‬

‫في موق شبيه في قصة العزير أراه ملاالً في نفسه هو‪ .‬مس لة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكلييرين مين بياب اجطيالع‬
‫على الشيء ولمعرفته وليس للشك ألنه كان هناك يقين ب ن هللا تعالى يحيي الموتى وهذا هو اجيمان‪.‬‬

‫(منَ ال َّطي ِر) تدل على التبعيض وهذا يضي معنى آخير وهيو التعيدد واالخيتالم خالفيا ً لقولنيا أربعية طييور التيي ال‬
‫* (من) في قوله ِ‬
‫تدل على تعدد أنواعها فقد تكون من صن واحد وحتى ال يتوهم مشكك ب ن بعض األنواع أهون باجحياء والبع من بعض‪.‬‬

‫* (ث ُ َّم اجعَل َ‬
‫علَى ك ُِل َجبَ ٍل) (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب‪( ،‬ثم) في اآلية تفيد معنيين‪:‬‬
‫‪ -‬حتى يجعل جبراهيم متسعا ً في الحركة وينتقل من جبل إلى جبل فصعود أربعة جبال يحتاج وقتاً‪.‬‬
‫‪ -‬هذا أدل على قدرة هللا ألنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون أسرع في الحياة‪ ،‬لكن حتى يبين أنيه حتيى‬
‫لو ت خر الوقت سيحصل األمر وست تيك الطيور مسرعة‪ ،‬بينما لو جاء بالفاء لم يفد هذين المعنيين‪.‬‬

‫*(يَ تِينَكَ َ‬
‫سعيًا) ‪:‬‬
‫‪ -‬السعي هو نيوع مين أنيواع المشيي ال مين أنيواع الطييران ولكين خيص ربنيا تعيالى إجابية الطييور بالسيعي ال بيالطيران ميع أن هيذا‬
‫مخال لطبيعة الطير ليكون دليالً وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي ُردت إليهن مخالفة لحياتهن السيابقة وليذلك عجيزن‬
‫عن الطيران ألنه غير معهود بهذه الحياة الجديدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سعيًا) لم يقل ساعيات مع أنها حال وهذا يفيد المبالغة فعندما تقول أقبل راكضا‪ ،‬راكضا ييدل عليى الحيدا وصياحب الحيدا‪ ،‬أقبيل‬ ‫‪َ (-‬‬
‫ركضا ً تحول الشخص إلى مصدر‪ ،‬هو صار ركضاً‪ .‬ولذلك ما قال ساعيات ال ليس فيهن شيء يُلقلهن من المادة يتحولن من أقصى‬
‫الهمود إلى حركة أل هن أصبحن سعياً‪.‬‬

‫يز َح ِكي ٌم) وليس على كل شيء قدير‪:‬‬ ‫* داللة ختام اآلية ( َواع َلم أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫‪ -‬أوالً سياق اآلية قد يحسم األمر لدى المتكلم حسب ما يريده على ماذا يريد أن يركزو فقبلها كان الكيالم عين إبيراهيم علييه السيالم‬
‫يي الَّيذِل يُح ِييـي َويُ ِمييتُ ) أال يعليم اآلن أن هللا عليى كيل شييء قيديرو يعليم‪ .‬واسيتدل بيذلك عليى ميا سيبص مين اآلييات (قَيا َل‬ ‫(ر ِب َ‬
‫لما قال َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب) إذن هو يعلم‪( ،‬قا َل أ َوليم تُيؤ ِمن قيا َل بَليى َوليـ ِكن ِليَط َميئِنَّ قلبِيي) إذن‬ ‫ت بِهَا ِمنَ ال َمغ ِر ِ‬ ‫قف ِ‬‫َ‬ ‫إِب َرا ِهي ُم فَ ِإنَّ َّللاَ يَ تِي بِالشَّم ِس ِمنَ ال َمش ِر ِ‬
‫هو يؤمن وإنما اآلن يريد أمراً آخر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬اآليات جاءت في سياق النمرود لما قال (قا َل أنا أحيِـي َوأ ِميتُ ) جاء بشخصين قتل واحيد وأطليص اآلخير‪ ،‬هيو معتيز بحكميه عزييز‬
‫يز َح ِكي ٌم) ربنا هو العزيز الحكيم والخطاب في اآلية موجه إلى إبراهيم عليه السالم ‪.‬‬ ‫(واعلَم أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫وحاكم لذا قال َ‬
‫أس ظيالم يعتيز بحكميه‬ ‫ور إِلى الظل َماتِ) والطياغوت كيل ر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫نَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(وال ِذ َكف ُروا أو ِليَآ ُؤه ُم الطاغوتُ يُخ ِر ُجون ُهم ِم الن ِ‬ ‫ينَ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬جاء قبل هذه اآلية َ‬
‫ييز َح ِكيي ٌم) ال الطياغوت المتجبير وال‬ ‫ويخرج الناس بالبطش واجنكال والتنكيل مين النيور إليى الظلميات‪ ،‬فالسيياق يقتضيي (أَنَّ َّللاَ ع َِز ٌ‬
‫الظالم إنما هللا‪.‬‬
‫‪ -‬يقول المفسيرون أن هللا تعيالى إذا خيرق النياموس واألسيباب فلعزتيه وحكمية يرييدها هيو‪ ،‬واليذل يفعيل هكيذا هيو الحياكم والقيادر‬
‫والعزيز فاهلل تعالى ال يفعل ذلك إال لحكمة يريدها ولعزته سبحانه ف راد ربنا ال أن يبين قدرته ألن إبراهيم يعلمهيا لكنيه أراد أن يبيين‬
‫عزته وحكمته‪.‬‬

‫سينبُلَ ٍة ِمئَيةُ َحبَّي ٍة َوَّللاُ يُضَيا ِع ُ ِل َمين‬ ‫سينَا ِب َل فِيي ك ِ‬


‫ُيل ُ‬ ‫س ِبي ِل َّللاِ َك َملَ ِل َحبَّ ٍة أَنبَتَيت َ‬
‫سيب َع َ‬ ‫آية (‪َّ ( : )٢٦١‬مل َ ُل الَّ ِذينَ يُن ِفقُونَ أَم َوالَ ُهم فِي َ‬
‫ع ِلي ٌم)‬
‫س ٌع َ‬ ‫يَشَا ُء َوَّللاُ َوا ِ‬
‫* جعل هللا سبحانه وتعالى الحبة ملالً لمضاعفة األجر واللواب ألن تضعيفها ذاتي فهي تزداد وتنميو وتخلي بنفسيها ال شييء ييزاد‬
‫عليها وكذلك الحسنة يضاعفها هللا تعالى بذاتها ال بعمل آخر يضام إليها‪.‬‬

‫سنبُالَ ٍ‬
‫ت ) العدد واحد في اآليتين فلماذا استعمل ال ِقلة مرة والكلرة مرةو‬ ‫سب َع ُ‬
‫(و َ‬
‫َ‬ ‫سنَابِلَ) وفي سورة يوس‬
‫سب َع َ‬
‫* قال تعالى هنا ( َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪71‬‬


‫سنَا ِبلَ) ألنها في مقام مضاعفة األجيور والتكليير‪ ،‬أميا فيي سيورة يوسي‬‫سب َع َ‬
‫سنبالت جمع قِلة وسنابل للكلرة‪ .‬وفي سورة البقرة ( َ‬
‫ُ‬
‫ت خض ٍير (‪ ))٤٣‬جميع القلية ألن السيياق فيي مقيام ذكير‬ ‫َ‬
‫سينبُال ٍ‬
‫سيب َع ُ‬
‫َيام َو َ‬ ‫ان يَي ُكلُ ُهنَّ َ‬
‫سيب ٌع ِعج ٌ‬ ‫سي َم ٍ‬
‫ت ِ‬ ‫(وقَا َل ال َم ِلكُ إِنِي أَ َرى َ‬
‫سب َع بَقَ َيرا ٍ‬ ‫َ‬
‫حادثة كما هي فاآلية تتحدا عن رؤيا وال مجال للتكلير‪.‬‬

‫ص َدقَ ٍة يَتبَعُهَآ أَذًى َوَّللاُ َ‬


‫غنِ ٌّي َح ِلي ٌم)‬ ‫وم َو َمغ ِف َرةٌ َخي ٌر ِمن َ‬ ‫آية (‪( : )٢٦٣‬قَو ٌل َّمع ُر ٌ‬
‫ع ِلي ٌم (‪: ))٢٦٨‬‬ ‫س ٌع َ‬ ‫غنِ ٌّي ح َِمي ٌد (‪ ))٢٦٧‬و ( َوَّللاُ َوا ِ‬ ‫َ‬
‫غنِ ٌّي َح ِلي ٌم (‪ ))٢٦٣‬و ( َواعلَ ُموا أنَّ َّللاَ َ‬ ‫* داللة اختالم نهايات اآليات ( َوَّللاُ َ‬
‫فواصل اآلية نفهمها من السياق‪ ،‬ن خذ كل آية في سياقها‪:‬‬
‫علَيي ِهم َوالَ هُيم يَح َزنُيونَ‬ ‫م َ‬ ‫سبِي ِل َّللاِ ث ُ َّم الَ يُتبِعُونَ َما أَنفَقُوا ُ َمنًّا َوالَ أَذًى لَّ ُهم أَج ُرهُم ِعني َد َربِ ِهيم َوالَ َخيو ٌ‬
‫‪( -‬الَّ ِذينَ يُن ِفقُونَ أَم َوالَ ُهم فِي َ‬
‫غ ِن ٌّي َح ِلي ٌم (‪ )٢٦٣‬لما ذكر األذى ناسب ذكر الحلم ألن الحليم ال يعجل‬ ‫ص َدقَ ٍة َيت َبعُهَآ أَذًى َوَّللاُ َ‬
‫وم َو َمغ ِف َرةٌ َخي ٌر ِمن َ‬ ‫(‪ )٢٦٢‬قَو ٌل َّمع ُر ٌ‬
‫الحلم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫بالعقوبة وال يغضب سريعا ً إذا أوذل فلما ذكر األذى ناسب ذكر ِ‬
‫آخذِي ِه ِإالَّ أَن‬
‫سبت ُم َو ِم َّما أَخ َرجنَا لَكُم ِمنَ األَر ِ َوالَ تَيَ َّم ُموا ال َخ ِبي َ ِمنهُ ت ُن ِفقُونَ َولَست ُم ِب ِ‬ ‫ت َما َك َ‬ ‫‪( -‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَن ِفقُوا ِمن َط ِيبَا ِ‬
‫َ‬
‫غنِ ٌّي ح َِمي ٌد (‪ )٢٦٧‬هذه ليس فيها ذكر أذى وإنما إنفاق ما هيو ِخيالم األوليى‪ ،‬أنيت أنفقيت مين الخبيي‬ ‫ت ُغ ِمضُوا فِي ِه َواعلَ ُموا أَنَّ َّللاَ َ‬
‫في سبيل هللا وهللا غني عن هذا والناس يجب أن تنفص الطيب وليس الخبي الردلء‪( ،‬ح َِميدٌ) ألنه يجب أن ت ُنفص حتى ت ُحمد عليه‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم (‪ )٢٦٨‬الشيطان يعيدكم الفقير‪ ،‬وهللا هيو‬ ‫س ٌع َ‬ ‫‪( -‬الشَّي َطانُ يَ ِع ُد ُك ُم الفَق َر َويَ ُم ُركُم بِالفَحشَاء َوَّللاُ يَ ِع ُدكُم َّمغ ِف َرةً ِمنهُ َوفَضالً َوَّللاُ َوا ِ‬
‫واسع المغفرة والرحمة والفضل والعطاء عليم بما تنفقون فيجا يكم على ما تنفقون‪ ،‬فلماذا تخشى الفقرو‪.‬‬

‫ياس َوالَ يُيؤ ِمنُ بِياّللِ َواليَيو ِم ا ِ‬


‫آلخ ِير‬ ‫آية (‪( : )٢٦٤‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا الَ ت ُب ِطلُوا صَي َدقَاتِكُم بِيال َم ِن َواألذَى كَالَّيذِل يُن ِفي ُ‬
‫ص َمالَيهُ ِرئَياء النَّ ِ‬
‫علَى شَيءٍ ِم َّما َك َ‬
‫سبُوا َوَّللاُ الَ يَهدِل القَو َم الكَافِ ِرينَ )‬ ‫اب فَ َصَابَهُ َوا ِب ٌل فَت َ َر َكهُ صَلدًا الَّ يَقد ُِرونَ َ‬
‫علَي ِه ت َُر ٌ‬
‫ان َ‬ ‫فَ َملَلُهُ َك َمل َ ِل صَف َو ٍ‬
‫(وَّللاُ الَ يَهدِل القَو َم الكَافِ ِرينَ ) وليس الظالمين‪:‬‬ ‫* ختمت اآلية بقوله تعالى َ‬
‫اآلخ ِر) هذا كافر‪ ،‬ولو قال ظالم ليس بالضرورة كافر فقد يكون ظالما ً غير كافر‪.‬‬ ‫(والَ يُؤ ِمنُ بِاّللِ َواليَو ِم ِ‬ ‫َ‬

‫ت َوأَصَابَهُ ال ِكبَ ُر َولَيهُ‬ ‫ب تَج ِرل ِمن تَحتِهَا األَنه ُ‬


‫َار لَهُ فِيهَا ِمن ك ُِل الل َّ َم َرا ِ‬ ‫آية (‪( : )٢٦٦‬أَيَ َو ُّد أ َ َح ُدكُم أَن تَكُونَ لَهُ َجنَّةٌ ِمن نَّ ِخي ٍل َوأَعنَا ٍ‬
‫ذُ ِريَّةٌ ُ‬
‫ضعَفَاء فَ َصَابَهَا إِعص ٌ‬
‫َار فِي ِه نَ ٌار فَاحتَ َرقَت َكذَ ِلكَ يُبَيِنُ َّللاُ لَ ُك ُم اآليَا ِت لَعَلَّكُم تَتَفَك َُّرونَ )‬
‫* الفرق بين الضعفاء والمستضعفين أن الضعي هو ضعي بنفسه أميا المستضيعفين اليذين يستضيعفهم غييرهم حياكم أو سيلطان‬
‫وجار عليهم كبني إسرائيل استضعفهم فرعون تسل عليهم وأذلهم‪.‬‬

‫ع ِلي ٌم)‬ ‫آية (‪( : )٢٦٨‬الشَّي َطانُ يَ ِع ُد ُك ُم الفَق َر َويَ ُم ُركُم ِبالفَحشَاء َوَّللاُ يَ ِع ُدكُم َّمغ ِف َرةً ِمنهُ َوفَضالً َوَّللاُ َوا ِ‬
‫س ٌع َ‬
‫* قدم الفاعل (الشَّي َطانُ ) على فعله (يَ ِع ُد ُك ُم) ولم يقل يعدكم الشيطان ألن في تقديم إسم الشيطان وابتداء اآلية بيه إييذانا ً للميؤمن بيذم‬
‫ال ُحكم الذل سي تي بعده لتحذر الوقوع به‪ .‬أنت تحذر فتقول‪ :‬اللص في دار صديقك والتقول في دار صديقك اللص‪.‬‬

‫سيبُ ُه ُم الجَا ِهي ُل أَغنِيَياء ِمينَ التَّعَفُّي ِ تَع ِيرفُ ُهم‬


‫سبِي ِل َّللاِ الَ يَست َ ِطيعُونَ ضَربًا فِي األَر ِ يَح َ‬ ‫حص ُروا فِي َ‬ ‫آية (‪ِ ( : )٢٧٣‬للفُقَ َراء الَّ ِذينَ أ ُ ِ‬
‫اس ِإلحَافًا َو َما ت ُن ِفقُوا ِمن َخي ٍر فَ ِإنَّ َّللاَ ِب ِه َ‬
‫ع ِلي ٌم)‬ ‫ِبسِي َماهُم الَ يَس َلُونَ النَّ َ‬
‫َ‬
‫* ماذا أراد ربنا بقوله (ال يَست َ ِطيعُونَ ضَربًا فِي األر ِ ) وهل ضرب األر فِعل األغنياء و‬ ‫َ‬
‫هذا وجه بديع من أوجه اللغة العربية وهو باب الكناية والكناية أن تقيول كالميا ً وترييد ميا يليزم عنيه‪ .‬فتقيول هيذا رجيل سييفه طوييل‬
‫يريد ما يلزم عنه وهو طول الرجل فال يحمل السي الطويل إال الرجل الطويل‪( .‬الَ يَست َ ِطيعُونَ ضَربًا فِي األَر ِ ) كناية عين عجيزهم‬
‫وفقرهم فهم عاجزون عن التجارة لقلة ذات اليد والضرب في األر كناية عين المتياجرة ألن شي ن التياجر أن يسيافر ليبتياع ويبييع‬
‫فهو يضرب األر برجليه أو بدابته‪.‬‬

‫علَي ِهم َوالَ هُم يَح َزنُونَ )‬ ‫م َ‬ ‫عالَنِيَةً فَلَ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َربِ ِهم َوالَ َخو ٌ‬
‫سرا ً َو َ‬ ‫آية (‪( : )٢٧٤‬الَّ ِذينَ يُن ِفقُونَ أَم َوالَ ُهم بِاللَّي ِل َوالنَّه ِ‬
‫َار ِ‬
‫* الفرق من الناحية البيانية في حذم الفاء (لَّ ُهم أَج ُرهُم) وذكرها (فلَّ ُهم أَج ُرهُم) في آيتي سورة البقرة (‪ )٢٦٢‬و(‪: )٢٧٤‬‬
‫الواو لمطلص الجمع وال يدل على ترتيب أو تعقيب‪ ،‬ليس فيها سبب ‪ ،‬أما الفاء فهي تفيد التعقيب أو سببية درس فنجح‪.‬‬
‫عالَنِيَةً) فيها توكيد وتفصيل في اجنفاق وداللية عليى اجخيالا فاقتضيى السيياق‬ ‫سرا ً َو َ‬ ‫َار ِ‬‫في اآلية (‪ )٢٧٤‬قوله تعالى ( ِباللَّي ِل َوالنَّه ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سبِي ِل َّللاِ ث َّم الَ يُتبِعُيونَ َميا أنفقيوا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫يادة التوكيد لذا جاء الفاء في مقام التوكيد والتفصيل‪ .‬أما اآلية األولى (ال ِذينَ يُن ِفقونَ أم َوال ُهم فِي َ‬
‫علَي ِهم َوالَ هُيم يَح َزنُيونَ (‪ ))٢٦٢‬فيذكر فيهيا اجنفياق فيي سيبيل هللا وليم يفصيل فاقتضيى‬ ‫م َ‬ ‫َمنًّا َوالَ أَذًى لَّ ُهم أَج ُرهُم ِعن َد َر ِب ِهم َوالَ َخو ٌ‬
‫الحذم‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪72‬‬


‫طهُ الشَّي َطانُ ِمنَ ال َم ِس ذَ ِلكَ بِي َنَّ ُهم قَيالُوا إِنَّ َميا البَيي ُع ِملي ُل ِ‬
‫الربَيا‬ ‫آية (‪( : )٢٧٥‬الَّ ِذينَ يَ ُكلُونَ ِ‬
‫الربَا الَ يَقُو ُمونَ إِالَّ َك َما يَقُو ُم الَّذِل يَت َ َخبَّ ُ‬
‫سلَ َ َوأَم ُرهُ ِإلَى َّللاِ َو َمن عَيا َد فَ ُولَيـئِكَ أَصيح ُ‬
‫َاب النَّ ِ‬
‫يار هُيم فِيهَيا‬ ‫الربَا فَ َمن جَاءهُ َمو ِع َظةٌ ِمن َّر ِب ِه فَانتَه ََى فَلَهُ َما َ‬ ‫َوأ َ َح َّل َّللاُ البَي َع َوح ََّر َم ِ‬
‫َخا ِل ُدونَ )‬
‫* األكل في حقيقته هو ابتالع الطعام ولكن ربنا عبر عن أخذ الربا باألكل ليبين لنا حرا المرابي على أخذ المال بش ََره‪.‬‬

‫ب ُك َّل َكفَّ ٍار أَثِ ٍ‬


‫يم)‬ ‫ص َدقَا ِ‬
‫ت َوَّللاُ الَ يُ ِح ُّ‬ ‫آية (‪( : )٢٧٦‬يَم َح ُ‬
‫ص َّللاُ ال ِربَا َويُربِي ال َّ‬
‫* خص ربنا الكافر بعدم المحبة دون المرابي مع أن بداية اآلية توحي أن ختامهيا ‪ :‬وهللا ال يحيب كيل مرابيي أثييم‪ ،‬فاجخبيار بي ن هللا‬
‫تعالى ال يحب جميع الكافرين يؤذن ويشعر ب ن الربا شعار أهل الكفر وهو سمة من سماتهم فهم الذين استباحوه‪ .‬وفي هذا تعيريض‬
‫ب ن المرابي متس ٌم بخالل أهل الكفر والشرك وإن كان مؤمناً‪.‬‬

‫آية (‪َ ( : )٢٧٨‬يا أ َ ُّيهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّللاَ َوذَ ُروا َما َب ِق َي ِمنَ ِ‬
‫الر َبا ِإن كُنت ُم ُّمؤ ِم ِنينَ )‬
‫* قدم ربنا تعالى األمر بالتقوى على األمر بترك الربا مع أن اآليات تعيالج قضيية الربيا ألن تقيوى هللا هيي أصيل االمتليال واالجتنياب‬
‫وترك الربا من جملتها وخصلة من خصال التقوى‪.‬‬

‫س َر ٍة َوأَن ت َ َ‬
‫ص َّدقُوا َخي ٌر لَّكُم إِن كُنت ُم تَعلَ ُمونَ )‬ ‫(وإِن كَانَ ذُو عُس َر ٍة فَنَ ِظ َرةٌ إِلَى َمي َ‬
‫آية (‪َ : )٢٨٠‬‬
‫* داللة كلمة ميسرة‪ :‬اليسار هو الغنى المؤقت كالفقير إذا جاءه مال فعليه أن يؤدل دينه وهذا يفسر أن يُنظر المعسر حتيى ييزول‬
‫عذره‪ .‬وقد يكون الفقير موسرا ً بين ساعة وساعة وال يصبح غنيا ً بين ساعة وساعة وقولنا ذو سعة بمعنى موسع علييه‪(.‬وإن كيان‬
‫ذو عسرة) بمعنى إن ُو ِجد ‪.‬‬

‫سبَت َوهُم َال يُظلَ ُمونَ )‬ ‫(واتَّقُوا يَو ًما ت ُر َجعُونَ فِي ِه إِلَى َّللاِ ث ُ َّم ت َُوفَّى ُك ُّل نَف ٍس َّما َك َ‬
‫آية (‪َ : )٢٨١‬‬
‫* الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت) ‪:‬‬
‫في آية البقرة في سياق األموال وقبلها أمور مادية من ترك الربا (‪ )٢٧٨‬وآيية المعسِير (‪ )٢٨٠‬وبعيدها آيية اليدين (‪ )٢٨٢‬فناسيب‬
‫يس َّميا ع َِملَيت َوهُيم الَ يُظلَ ُميونَ (‪))١١١‬‬ ‫سهَا َوت َُوفَّى ُك ُّل نَف ٍ‬
‫ذكر الكسب‪ ،‬أما في آية النحل قال تعالى (يَو َم ت َ تِي ُك ُّل نَف ٍس تُجَا ِد ُل عَن نَّف ِ‬
‫يكَ‬ ‫نَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫في سياق العمل‪ ،‬ليس لها عالقة بالكسب وقال قبلها (ث ُ َّم إِنَّ َربَّكَ ِللَّ ِذينَ َهيا َج ُروا ِمين بَعي ِد َميا فتِنيوا ثي َّم جَاهيدُوا َوصَيبَ ُروا إِ َربَّ ِمين‬
‫ُ‬
‫ور َّر ِحي ٌم (‪ ))١١٠‬ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسباً‪.‬‬ ‫بَع ِد َها لَغَفُ ٌ‬

‫يب َك َميا‬ ‫يب أَن يَكت ُ َ‬ ‫ب كَاتِ ٌ‬ ‫ب ِبال َعد ِل َوالَ يَ َ‬ ‫س ًّمى فَاكتُبُو ُه َوليَكت ُب بَّينَكُم كَاتِ ٌ‬ ‫آية (‪( : )٢٨٢‬يَا أَيُّهَا ا َّل ِذينَ آ َمنُوا ِإذَا تَدَايَنت ُم ِبدَي ٍن ِإلَى أ َ َج ٍل ُّم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سي ِفي ًها أو ضَي ِعيفًا أو الَ‬ ‫ص َ‬ ‫عليي ِه الحَي ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يص َّللاَ َربَّيهُ َوالَ يَيب َخس ِمنيهُ شَييئًا فيإن كَيانَ اليذِل َ‬ ‫ص َوليَت َّ ِ‬ ‫علَيي ِه الحَي ُّ‬ ‫علَّ َمهُ َّللاُ فَليَكت ُب َوليُم ِلي ِل الَّيذِل َ‬ ‫َ‬
‫يان ِم َّمين تَرضَيونَ ِمينَ‬ ‫َ َ ِ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬‫ام‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫يي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫يم‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ن‬‫إ‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُم‬‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َيا‬ ‫ج‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫مين‬ ‫ن‬‫ِ ِ‬ ‫َي‬ ‫د‬ ‫ي‬‫َيه‬ ‫ش‬ ‫ُوا‬ ‫د‬‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ِ َ ِ َ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُو‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫يَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ييرا إِليى أ َج ِلي ِه‬ ‫يرا أو َكبِ ً‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب الشُّي َهدَاء إِذا َميا ُدعُيوا َوالَ تَسي ُموا أن تَكتُبُيوهُ صَي ِغ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ش َهدَاء أن ت َ ِض َّل إحدَا ُه َما فتُذ ِك َر إِحدَا ُه َما األخ َيرى َوالَ يَي َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ُّ‬
‫ح أَالَّ تَكتُبُو َهييا‬ ‫علَييكُم ُجنَييا ٌ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫يي‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ُم‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ي‬‫ب‬
‫َ‬ ‫َا‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ِير‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫ي‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ير‬
‫ِ َ‬‫َاض‬ ‫ح‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫يار‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫يونَ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ب‬‫يا‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫يى‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫د‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َا‬‫ه‬ ‫َّي‬
‫ش‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫يو‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َّللا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ني‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُيم‬ ‫ذَ ِلك‬
‫ع ِلي ٌم)‬‫ق بِكُم َواتَّقوا َّللاَ َويُعَ ِل ُم ُك ُم َّللاُ َوَّللاُ بِك ُِل شَيءٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫سو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب َوال ش َِهي ٌد َوإِن تَفعَلوا ف ِإنهُ ف ُ‬ ‫َ‬ ‫َآر كَاتِ ٌ‬ ‫َوأَش ِهدُوا إِذا تَبَايَعت ُم َوال يُض َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َّللاَ َربَّهُ) ‪:‬‬ ‫(وليَت َّ ِ‬ ‫* ذكر هللا وربه في نفس اآلية َ‬
‫هللا غير الرب فالرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم والقيم ولذلك يصح أن تقول عن إنسان هو رب اليدار‪ ،‬رب الشييء‪ ،‬أميا‬
‫لفظ الجاللة هللا هو إسم العلم من العبادة هو اجله المعبود‪.‬‬
‫ص َّللاَ َر َّبهُ َوالَ َيب َخس ِمنهُ شَيئ ًا) يتكلم عن الدائن والمدين‪ .‬اليدائن أحسين‬ ‫علَي ِه الحَصُّ َول َي ِ‬
‫َّ‬ ‫ت‬ ‫(وليُم ِل ِل الَّذِل َ‬ ‫هذه اآلية جزء من آية الدين َ‬
‫إلى المدين وأجره أعلى من أجر المتصيدق ألن المتصيدق أجيره عشيرة أضيعام واليدائن ثمانيية عشير كميا فيي الحيدي ألنيه أخيرج‬
‫المحتاج من حاجته‪ ،‬فعلى المدين أن ال يبخس حص من أحسن إليه‪ ،‬الرب أحسن إلى العبد في تعليمه وتوجيهه إذن الدائن هيو اليذل‬
‫أحسن إلى المدين وهللا هو الذل أحسن إلى الدائن فمكن له‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال (وليتص هللا) فق ليس فيها معنى اجحسان واجفادة وأن هذا أحسن إليك وآتاك المال وجعل يدك أعلى‪.‬‬
‫‪ -‬لو قال ليتص ربه كلمة رب ال تعني هللا بالضرورة ألن الرب قيد تكيون رب اليدَين‪ .‬في راد أن يجردهيا هلل سيبحانه وتعيالى ولهيذا قيال‬
‫ص َّللاَ َربَّهُ)‪.‬‬ ‫(وليَت َّ ِ‬ ‫َ‬

‫*(والَ يَب َخس ِمنهُ شَيئ ًا) البخس وإن كان بمعنى النقص إال أنه يدل على اجنقاا بخفاء وغفلة عن صاحب الحص‪.‬‬
‫َ‬

‫(وأَش ِهدُوا إِذَا تَبَايَعت ُم) في نفس اآلية ‪:‬‬


‫(واستَش ِهدُوا ش َِهيدَي ِن من ِرجَا ِلكُم) َ‬
‫* الفرق بين استشهدوا وأشهدوا َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪73‬‬


‫استشهد (إستفعل) أل اطلبوا شهيدين أو قد يكون للمبالغة أل اطلبوا ممن تكررت منه الشهادة وممين تعلميون قدرتيه وعلميه عليى‬
‫أدائها‪ ،‬أما أشهدوا فليس فيها هذا األمر معنى ذلك أن استشهدوا معناها أقوى‪.‬‬
‫ولو الحظنا الموضع الذل قال فيه استشهدوا ففي الموق الذل ال يستطيع فيه أن يحفظ حقه نطلب من يستطيع أن يتحمل الشيهادة‬
‫(واستَش ِهدُوا) أما في اللانية في البيع األمر االعتيادل الذل يحصل في األسواق ليس فييه أحيد‬ ‫أمين قادر على أن يتحمل أداءها قال َ‬
‫ح أ َالَّ تَكتُبُو َها َوأَش ِهدُوا إِذَا‬
‫علَيكُم ُجنَا ٌ‬ ‫ِيرونَهَا بَينَكُم فَلَي َ‬
‫س َ‬ ‫َاض َرةً تُد ُ‬ ‫قاصر ال يستطيع أن يمل ما عليه الحص فقال (إِالَّ أَن تَكُونَ تِج َ‬
‫َارةً ح ِ‬
‫تَبَايَعت ُم) ألن البيع ال يحتاج وما قال اكتبوها‪ .‬إذن الحالة التي تستدعي دعوة األمين والقول والمقتدر والعيالم بالشيهادة جياء بالفعيل‬
‫الذل يدل على األهمية والطلب والمبالغة‪.‬‬

‫* قال الحص (ش َِهيدَي ِن) ولم يقل شاهدين ألن مطلص شاهد قد يكون وراً‪ ،‬لذلك جياء الحيص بصييغة المبالغية ك نيه شياهد تكيررت منيه‬
‫الشهادة العادلة وعرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيدا ً‪.‬‬

‫* فائدة تكرار إحداهما (أَن ت َ ِض َّل إحدَا ُه َما فَتُذَ ِك َر ِإحدَا ُه َما األُخ َرى) ولم يقل سبحانه أن تضل إحداهما فتذكرها األخرى ألن كل واحيدة‬
‫ذكرة لأخرى‪.‬‬
‫من المرأتين يجو عليها ما يجو على صاحبتها من الضالل والتذكير لئال يُتوهم أن إحدى المرأتين ال تكون إال م ِ‬

‫سفَ ٍر َولَم ت َ ِجدُوا كَاتِبًا فَ ِرهَانٌ َّمقبُوضَةٌ فَ ِإن أ َ ِمينَ بَعضُيكُم بَعضًيا فَليُيؤ َِد الَّيذِل اؤت ُِمينَ أَ َمانَتَيهُ َوليَتَّ ِ‬
‫يص َّللاَ‬ ‫علَى َ‬ ‫آية (‪َ ( : )٢٨٣‬وإِن كُنت ُم َ‬
‫ع ِلي ٌم)‬
‫َ‬ ‫ونَ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫شهَا َدةَ َو َمن يَكت ُمهَا ف ِإنه آثِ ٌم قلبُه َوَّللاُ بِ َما تع َمل‬
‫َربَّهُ َوالَ تَكت ُ ُموا ال َّ‬
‫ٌ‬
‫*(فَليُؤ َِد الَّذِل اؤت ُِمنَ أ َمانَتَهُ) المقصود باألمانة الرهان (ف ِرهَانٌ َّمقبُوضَة) ولكن سمى ربنا سبحانه وتعالى الدَين في الذمة أو اليرهن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أمانية لتعظييم الحييص عنيد المييدين فاسيم األمانية لييه مهابية فييي نفيس اجنسيان ال تضييفيه كلمية الرهييان وفيهيا تهوييل ميين عيدم الوفيياء‬
‫باجتفاق لئال يُسمى ناك العهد خائناً‪.‬‬

‫بقوله وليتص ربه جدخال اليروع فيي ضيمير السيامع ولغيرس المهابية فيي قلبيه ليكيون‬ ‫ص َّللاَ َربَّهُ) ولم يكت‬
‫(وليَتَّ ِ‬
‫* ذكر لفظ الجاللة َ‬
‫حذرا ً من اجخالم‪.‬‬

‫سيبكُم بِي ِه َّللاُ فَيَغ ِف ُير ِل َمين يَشَيا ُء َويُعَيذ ُ‬


‫ِب‬ ‫سكُم أَو ت ُخفُيوهُ يُحَا ِ‬
‫ت َو َما فِي األَر ِ َوإِن ت ُبدُوا َما فِي أَنفُ ِ‬
‫س َماوا ِ‬ ‫آية (‪َّ ِ : )٢٨٤‬‬
‫(ّللِ ما فِي ال َّ‬
‫ِير)‬
‫ٌ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ءٍ‬ ‫َي‬
‫ش‬ ‫علَى ِ‬
‫ُل‬
‫ك‬ ‫َمن يَشَا ُء َوَّللاُ َ‬
‫* داللة تقديم وت خير كلمة تخفوا في آية سورة البقرة وسورة آل عمران‪ :‬المحاسبة فيي سيورة البقيرة هيي عليى ميا يُبيدل اجنسيان‬
‫ُوركُم أ َو ت ُبدُوهُ يَعلَميهُ َّللاُ َويَعلَي ُم َميا فِيي‬ ‫صد ِ‬ ‫وليس ما يُخفي ففي سياق المحاسبة قدم اجبداء‪ ،‬أما آية آل عمران (قُل إِن ت ُخفُوا َما فِي ُ‬
‫ِير (‪ ))٢٩‬ففي سياق العلم لذا قدم اجخفاء ألنه سبحانه يعلم السر وأخفى‪.‬‬ ‫علَى ك ُِل شَيءٍ قَد ٌ‬ ‫ت َو َما فِي األر ِ َوَّللاُ َ‬ ‫اوا ِ‬‫س َم َ‬
‫ال َّ‬

‫ق بَيينَ أَحَي ٍد ِمين ُّر ُ‬


‫سي ِل ِه‬ ‫سي ِل ِه الَ نُفَ ِير ُ‬ ‫نز َل إِلَي ِه ِمن َّربِ ِه َوال ُمؤ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ بِاّللِ َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِي ِه َو ُر ُ‬ ‫سو ُل بِ َما أ ُ ِ‬‫الر ُ‬ ‫آية (‪( : )٢٨٥‬آ َمنَ َّ‬
‫ير)‬ ‫ص‬
‫َ ِ ُ‬‫م‬ ‫ال‬ ‫كَ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫َ َّ َ ِ‬‫َ‬ ‫ن‬‫ب‬‫ر‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫ر‬
‫غف َ‬‫س ِمعنَا َوأ َ َطعنَا ُ‬
‫َوقَالُوا َ‬
‫* الفرق بين المغفرة والغفران فى القرآن الكريم‪:‬‬
‫ير) في طلب المغفرة من هللا تعيالى‪ ،‬هيذه دعياء أل‬ ‫ص‬
‫َ ِ ُ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫كَ‬‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ َّ َ ِ‬‫ب‬‫ر‬ ‫كَ‬‫َ‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ف‬‫غ‬‫ُ‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫كلمة غفران لم ترد إال في موطن واحد في قوله‬
‫نس لك المغفرة‪ ،‬إذن غفران تستعمل في طلب المغفرة ومن هللا تعالى تحديداً‪.‬‬
‫علَيى‬ ‫ياس َ‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ل‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ير‬
‫َ َ‬‫ف‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫يكَ‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫نَّ‬
‫َِ َ‬ ‫إ‬ ‫(و‬ ‫))‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫(‬ ‫ً‬ ‫ال‬‫ي‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫و‬‫(وَّللاُ يَ ِع ُدكُم َّمغ ِف َرةً ِم َ‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫المغفرة لم ت ت في الدعاء أبدا ً وإنما جاءت في اجخبار َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫وم َو َمغ ِفي َرة خي ٌير ِمين‬ ‫َ‬
‫ظل ِم ِهم (‪ )٦‬الرعد) لم ت ت المغفرة في الطلب وقد ت تي من غير هللا سبحانه وتعيالى كميا فيي قوليه (قيو ٌل َّمع ُير ٌ‬ ‫ُ‬
‫غنِ ٌّي َح ِلي ٌم (‪ ))٢٦٣‬قد ت تي من العباد‪ .‬إذن المغفرة ليست خاصة باهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ص َدقَ ٍة يَتبَعُهَآ أَذًى َوَّللاُ َ‬
‫َ‬

‫َاخيذنَا إِن نَسِيينَا أَو أَخ َط نَيا َربَّنَيا َو َال تَح ِميل‬ ‫علَيهَا َميا اكت َ َ‬
‫سيبَت َربَّنَيا َال تُؤ ِ‬ ‫سبَت َو َ‬ ‫سا إِ َّال ُوسعَهَا لَهَا َما َك َ‬ ‫َّللاُ نَف ً‬ ‫آية (‪َ : )٢٨٦‬‬
‫(ال يُك َِل ُ َّ‬
‫عنَّيا َواغ ِفير لَنَيا َوار َحمنَيا أَنيتَ َمو َالنَيا فَان ُ‬
‫صيرنَا‬ ‫َ‬
‫علَى الَّ ِذينَ ِمن قَب ِلنَا َربَّنَا َو َال تُح َِملنَا َميا َال َطاقَية لَنَيا ِبي ِه َواعي ُ َ‬ ‫علَينَا إِص ًرا َك َما َح َملتَهُ َ‬‫َ‬
‫ينَ‬ ‫َ‬
‫على القو ِم الكَافِ ِر )‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سا إِ َّال َما آَتَا َها) في سورة الطالق‪:‬‬ ‫َّللاُ نَف ً‬ ‫سا إِ َّال ُوسعَهَا) وبين َ‬
‫(ال يُك َِل ُ َّ‬ ‫َّللاُ نَف ً‬ ‫* الفرق بين َ‬
‫(ال يُك َِل ُ َّ‬
‫اآلية األولى تتكلم على التكالي عموما ً وفي أمور الحياة وفي العمل‪ .‬إذا عمل خيراً يكون له وإذا عمل سوءا ً يكون علييه وهيذا فيي‬
‫كسب وإكتساب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫سبَت) فهو‬ ‫علَيهَا َما اكت َ َ‬‫سبَت َو َ‬ ‫عموم التكالي فقال هللا عز وجل (لَهَا َما َك َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪74‬‬


‫َّللاُ بَعي َد‬ ‫سيا ِإ َّال َميا آَتَا َهيا َ‬
‫سييَجعَ ُل َّ‬ ‫َّللاُ نَف ً‬ ‫ع َلي ِه ِر قُهُ فَليُن ِفيص ِم َّميا آَتَياهُ َّ‬
‫َّللاُ َال يُك َِلي ُ َّ‬ ‫سعَتِ ِه َو َمن قُد َِر َ‬ ‫لكن اآلية اللانية ( ِليُن ِفص ذُو َ‬
‫سعَ ٍة ِمن َ‬
‫عُس ٍر يُس ًرا (‪ ))٧‬اجيتاء هو اجعطاء‪ ،‬والكالم هو على المطلقات أل ما أعطاها من الير ق‪ ،‬فيال يكلي الفقيير أن ينفيص ميا لييس فيي‬
‫وسعه بل ال يكل هللا نفسا ً إال ما آتاها من حي المال عندما يكون هناك إنفاق فبقدر ما عندك ت ُن ِفص أل بمقدار ما آتاه هللا‪.‬‬

‫* الفرق بين كسبت واكتسبت‪:‬‬


‫‪ -‬اكتسب على و ن (إفتعل) وفيها تمهل ومدة واجتهاد وإبطاء ملل اصبر واصطبر أل صبر طويل شديد‪.‬‬
‫‪ -‬الكسب يكون في الخير والشر ألن الكسب أسرع واالكتساب فيه تعميل واجتهياد وكسيب حتيى يكتسيب‪ ،‬وكلييراً ميا تي تي ميع الشير‬
‫فالسيئات تحتاج إلى مشقة أما الخير فقد ي تيك وأنت ال تعلم‪ ،‬يغتابك أحد وتكسب أنت خيرا ً وهو يكتسب شراً‪.‬‬

‫* الفرق بين خاطئ ومخطئ‪:‬‬


‫َ‬
‫(و َال طعَيا ٌم إِ َّال ِمين ِغسي ِل ٍ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫(ربَّنَا الَ تُؤ ِ‬
‫َاخذنا إِن نسِينا أو أخط نا) أخط ُمخطئ هو ليم يتعميد الخطي ‪ ،‬أميا فيي الحاقية َ‬ ‫في سورة البقرة َ‬
‫ئ خاطئ يعني إرتكب الخطيئة ألنه تعمد ما ال ينبغي وليس معناها أخط ‪.‬‬ ‫اطئ ُونَ (‪َ ))٣٧‬خ ِط َ‬‫(‪َ )٣٦‬ال يَ ُكلُهُ ِإ َّال ال َخ ِ‬

‫* تناسب افتتاح سورة البقرة مع خاتمتها ‪:‬‬


‫ب َويُ ِقي ُميونَ الص ََّيالةَ َو ِم َّميا‬ ‫ب فِي ِه ُهدًى ِلل ُمت َّ ِقينَ (‪ )٢‬ا َّل ِذينَ يُؤ ِمنُونَ بِالغَي ِ‬ ‫اب َال َري َ‬ ‫السورة تبدأ بقوله تعالى (الم (‪ )١‬ذَ ِلكَ ال ِكت َ ُ‬ ‫‪‬‬
‫علَيى هُيدًى ِمين‬ ‫َر َ قنَاهُم يُن ِفقُونَ (‪َ )٣‬والَّ ِذينَ يُؤ ِمنُونَ ِب َما أُن ِز َل ِإلَيكَ َو َميا أ ُن ِيز َل ِمين قَب ِليكَ َو ِبياآلَ ِخ َر ِة هُيم يُو ِقنُيونَ (‪ )٤‬أ ُولَ ِئيكَ َ‬
‫علَييي ِهم أَأَن يذَرتَ ُهم أَم لَييم ت ُن يذِرهُم َال يُؤ ِمنُييونَ (‪ ))٦‬إذن هييو ذكيير‬ ‫سي َيوا ٌء َ‬ ‫َربِ ِهييم َوأُولَئِييكَ ُه ي ُم ال ُمف ِل ُحييونَ (‪ )٥‬إِنَّ الَّ ي ِذينَ َكفَي ُيروا َ‬
‫سيو ُل ِب َميا أ ُ ِ‬
‫نيز َل ِإلَيي ِه‬ ‫المؤمنين يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل من قبل هذا إيمان بالغيب ‪ ،‬وقال في آخر السورة (آ َمنَ َّ‬
‫الر ُ‬
‫غف َرانَيكَ َربَّنياَ‬ ‫س ِيمعنَا َوأَ َطعنَيا ُ‬‫سي ِل ِه َوقَيالُوا َ‬ ‫ق بَينَ أَ َح ٍد ِمين ُّر ُ‬ ‫س ِل ِه الَ نُفَ ِر ُ‬
‫ِمن َّربِ ِه َوال ُمؤ ِمنُونَ ُك ٌّل آ َمنَ بِاّللِ َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫ير) هذا إيمان بالغيب‪.‬‬ ‫َو ِإلَيكَ ال َم ِص ُ‬
‫َ‬
‫نيز َل إِليي ِه ِمين َّربِي ِه َوال ُمؤ ِمنُيونَ كُي ٌّل آ َمينَ بِياّللِ‬ ‫ُ‬
‫سيو ُل بِ َميا أ ِ‬ ‫(وبِاآل ِخ َر ِة هُم يُوقِنُونَ ) وهنيا قيال (آ َمينَ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫في مفتتح السورة قال َ‬ ‫‪‬‬
‫س ِل ِه) ذكر اجيمان ومن يؤمن وكيفية اجيمان وأصنافه في مفتتح السورة‬ ‫ُّ ُ‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نَ‬‫ي‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َو َمآلئِ َكتِ ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬
‫س ِل ِه‬
‫علَي ِهم أأنذرت َ ُهم أم لَم ت ُنذِر ُهم َال يُؤ ِمنُونَ ) ثيم ذكير فيي الخاتمية اليدعاء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َوا ٌء َ‬‫ذكر في المفتتح الذين كفروا (إِنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا َ‬ ‫‪‬‬
‫علَى القَو ِم الكَا ِف ِرينَ )‪.‬‬ ‫صرنَا َ‬ ‫(فَان ُ‬
‫نيز َل إِلَيي ِه ِمين َّر ِبي ِه) ثيم قيال (أَنيتَ‬‫سيو ُل ِب َميا أ ُ ِ‬ ‫ذكر اجيمان في مفتتح السورة ثم الذين كفروا وفي آخر السورة قال (آ َمينَ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫‪‬‬
‫علَى القَو ِم الكَافِ ِرينَ )‪.‬‬ ‫صرنَا َ‬ ‫َموالَنَا فَان ُ‬

‫‪‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب إليك‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة البقرة‬ ‫‪75‬‬

You might also like