You are on page 1of 9

‫حق النفس‬

‫‪:‬اٍنجاز‬ ‫‪:‬تحت إشراف‬


‫مريم بالحرشة‬ ‫األستاذة فاطمة كمال‬
‫وجدان بولحيا‬
‫منال ا ٍالبراهيمي‬
‫فاطمة بنحفو‬
‫محاور العرض‬
‫‪ ‬المحور األول‪ :‬تمهيد‬
‫‪‬المحور الثاني‪ :‬مفهوم حق النفس‬
‫‪‬المحور الثالث‪ :‬أنواع النفوس‬
‫‪‬المحور الرابع‪ :‬بعض حقوق النفس في اإلسالم‬
‫تمهيد‬
‫‪ ‬النفس جوهر الإنسان وتُعد أشرف ما يتوفر عليه وهي المسؤولة عن أفعال ه‬
‫إن كانت أفعالا حسنة أو أفعالا ً سيئة‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪ ‬قال س لمان لأ بي الدرداء رض ي الل ه عنهم ا‪ِ“ :‬إ َّ‬
‫ن ل ِر َب ِّك َ علي ك ح ًَّق ا‪ ،‬وِإ َّ‬
‫ق ح ََّقه ُ ‪ ،‬فأت ى‬‫ح ٍّ‬
‫ك علي ك ح ًَّق ا‪ ،‬ولأه ْلِك َ علي ك ح ًَّقا‪ .‬فََأ ْعطِ ك َُّل ذِي َ‬
‫لِن َ ْفس ِ َ‬
‫النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له‪ ،‬فقال النبي عليه السلام‪ :‬صدق سلمان‬
‫” صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ ‬فيجب على الإنسان العمل على إصلاحها‪ ،‬و المحاول ة بشتي الطرق أن يسعد‬
‫نفسه و يصونها عن الأفكار التي قد تفسدها‪ ،‬وأن يوازن أيضا بين نفسه وبين‬
‫رغبات جسده والأكل والشرب والعبادة والعمل‪.‬‬
‫مفهوم حقوق النفس‬
‫• تعر ي ف حقوق النف س ‪:‬‬ ‫• النفس في اللغة تطلق ويراد بها الروح أو‬ ‫• الحق في اللغة الشيء الثابت‬
‫البدن؛ قال اب ن منظور ف ي لس ان العرب‪:‬‬ ‫دون ريب أو شك؛ قال‬
‫ه ي الأوام ر الت ي أوجبه ا‬ ‫أما النفس‪ :‬الروح‪ ،‬والنفس ما يكون به‬
‫الل ه عل ى الإنس ان‬ ‫الجرجاني‪ :‬هو الثابت الذي‬
‫الل ّه ُ‬
‫التميي ز‪ ،‬فشاهدهم ا قول ه س بحانه‪َ ( :‬‬ ‫لا يسوغ إنكاره‪.‬‬
‫لإص لاحه وجل ب النف ع‬ ‫يَت َو َفَ ّى ا ْلَأ نف َ‬
‫ُس حِين َ مَوْتِه َا) س ورة الزم ر‪:‬‬
‫له والنواهي التي نهى الله‬ ‫الآية (‪ .)42‬وقال ابن حزم‪ :‬ذهب سائر‬ ‫• واصطلاحا‪ :‬قال الجرجاني ‪:‬‬
‫أهل الإسلام والملل المقرة بالمعاد إلى أن‬ ‫هو الحكم المطابق للواقع‪،‬‬
‫عنه ا الإنس ان لحفظ ه م ن‬ ‫النفس‪ :‬جسم طو يل عريض عميق ذات‬ ‫يطلق على الأقوال والعقائد‬
‫الهلاك ودفع الضر عنه‪.‬‬ ‫مكان‪ ،‬عاقلة مميزة‪ ،‬مصرفة للجسد‪.‬‬ ‫والأديان والمذاهب‪ ،‬باعتبار‬
‫• وأما تعر يف النفس ف ي الاصطلاح فقد‬ ‫اشتمالها على ذلك‪ ،‬و يقابله‬
‫اختلف ت مشارب علماء الاص طلاح ف ي‬ ‫الباطل‪.‬‬
‫تعر ي ف النف س اختلافا ً ك بيراً‪ ،‬والذي‬
‫يهمنا هو تعر يف سلف الأمة لها‪ ،‬حيث‬
‫عرفه ا الإمام الغزال ي بأنه ا‪ :‬اللطيف ة الت ي‬ ‫ّ‬
‫ه ي الإنس ان بالحقيق ة ‪ ،‬وه ى نف س‬
‫الإنسان وذاته‪.‬‬
‫‪:‬أنواع النفوس‬
‫ق ن َ ْفس َه ُ‬
‫يخ ْن ُ ُ‬
‫يجدر بنا هنا أن نشير إلى الحديث الشر يف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ‪ ﴿:‬الَّذ ِي َ‬
‫يخ ْنُقُه َا فِي النَّارِ و َالَّذ ِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّار﴾ أخرجه البخاري من رواية أبي هريرة ‪.‬‬
‫َ‬
‫وت حليلا لهذا الحديث الشر يف‪ ،‬وكما أشار العلماء والفقهاء‪ ،‬فإن أنواع النفوس في القرآن الكريم ثلاثة أنواع‪:‬‬
‫• النف س الأمارة بالس وء‪ :‬كم ا يعل م معظمن ا‪ ،‬ه ي النف س غي ر الس و ية لأنه ا النف س الت ي تأم ر الإنس ان بفع ل‬
‫السيئات وارتكاب الشرور في كل شيء‪ ،‬و علاجها هذه النفس استحضار الخوف من الله تعالى وتقوى‬
‫الله عز وجل‪.‬‬
‫• النف س اللوام ة‪ :‬وه ي تفي د ص احبها كثيرا‪ ،‬حي ث أنه ا ه ي النف س الت ي تندم وتؤن ب ضمي ر ص احبها بع د‬
‫ارتكاب الأشياء الغير سليمة التي تشمل المعاصي والذنوب فتلوم الإنسان‪ ،‬وهى السبب في تأنيب الضمير‬
‫وجعله لا ينام دون أن يقضي ما عليه من حق‪.‬‬
‫• النفس المطمئنة‪ :‬هي تلك النفس التي تكون مطمئنة في معظم الأوقات‪ ،‬لأنها هي التي توقن أنها سعدت‬
‫بربها وأرضته فيقوم الله ٍباسعادها وجعلها تعيش هنيئة مطمئنة أيضا في الدنيا والآخرة‪.‬‬
‫بعض حقوق النفس في اإلسالم‬
‫المحاسبة‬ ‫التزكية‬ ‫الصبر‬
‫سبَتُها‪ :‬استجابةً لقوله تعالى‪ ﴿ :‬يَا َأيُّ َها‬ ‫ُم َحا َ‬ ‫والتَّزكية‪ :‬هي تطهي ُر النفس من نزغات الشر‬ ‫الصبر أعظم حقوق النفس على صاحبها‪ ،‬إذ ال‬
‫س َما قَ َّد َمتْ لِ َغ ٍد‬ ‫ين آ َمنُوا اتَّقُوا هَّللا َ َو ْلتَ ْنظُ ْر نَ ْف ٌ‬ ‫الَّ ِذ َ‬ ‫واإلثم‪ ،‬وتنميةُ فطرة الخير فيها‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫سبيل إلى الفالح في الدارين إال بالصبر‪ ،‬فمن‬
‫ون ﴾ [الحشر‪:‬‬ ‫َواتَّقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ َخبِي ٌر بِ َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫إلى استقامتها‪ ،‬وبلوغها درجةَ اإلحسان؛ قال‬ ‫أراد أن يأخذ نصيبه من الدنيا حالال طيبا فال بد‬
‫‪ .]18‬قال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ين ُه ْم فِي‬ ‫ون * الَّ ِذ َ‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬قَ ْد َأ ْفلَ َح ا ْل ُمْؤ ِمنُ َ‬ ‫أن يصبر‪ ،‬ويرضى بما قسمه هللا له بعد الكد‬
‫س ُك ْم‬ ‫سبُوا‪َ ،‬و ِزنُوا َأ ْنفُ َ‬ ‫س ُك ْم قَ ْب َل َأنْ تُ َحا َ‬ ‫اسبُوا َأ ْنفُ َ‬ ‫( َح ِ‬ ‫ين ُه ْم عَنْ اللَّ ْغ ِو‬
‫ض اَأل ْكبَ ِر‪ ،‬يَ ْو َم‬ ‫ون * َوالَّ ِذ َ‬ ‫اش ُع َ‬ ‫صاَل تِ ِه ْم َخ ِ‬‫َ‬ ‫والسعي في طلب الرزق‪ .‬ومن أراد اآلخرة‬
‫قَ ْب َل َأنْ تُو َزنُوا‪َ ،‬وتَ َزيَّنُوا لِ ْل َع ْر ِ‬
‫ون اَل ت َْخفَى ِم ْن ُك ْم َخافِيَةٌ)‪ .‬فكم ِمنَّا َمنْ‬ ‫ض َ‬ ‫تُ ْع َر ُ‬
‫ون ﴾‬ ‫اعلُ َ‬ ‫ين هُ ْم لِل َّز َكا ِة فَ ِ‬‫ون * َوالَّ ِذ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ُم ْع ِر ُ‬ ‫وسعى لها سعيها فال بد له من الصبر‪ ،‬فالجنة‬
‫نفسه؟ فال يخلو بها‪ ،‬وال‬ ‫[المؤمنون‪ .]4-1 :‬والزكاة هنا‪ :‬زكاة األموال‪،‬‬ ‫هي دار المتقين‪ ،‬وال تقوى دون صبر على‬
‫ق على ِ‬ ‫ضيَّ َع هذا الح َّ‬ ‫َ‬
‫سه‬ ‫يُحاسبُها أب ًدا! فعلى العاقل أن يُحاسب نف َ‬
‫وزكاة النفوس‪ .‬وفالح العبد في الدنيا‬ ‫المكاره‪ ،‬فكيف السبيل إلى الجنة وقد حفت‬
‫ستَقِي َم على طاعة هللا؛ ولِتَ ْن ُج َو من‬ ‫دائ ًما؛ لِتَ ْ‬ ‫نفسه‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫واآلخرة؛ مرتبطٌ بتزكي ِة ِ‬ ‫بالمكاره؟ عن أنس رضي هللا عنه أن رسول‬
‫نفسه يحاسبُها على‬ ‫وقف مع ِ‬ ‫َ‬ ‫عذاب هللا‪ ،‬ف َمنْ‬ ‫س ِه َوِإلَى هَّللا ِ‬ ‫﴿ َو َمنْ تَ َز َّكى فَِإنَّ َما يَتَ َز َّكى لِنَ ْف ِ‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬حفت الجنة‬
‫نصوحا هلل تعالى‪ ،‬حتى‬ ‫ً‬ ‫أحدث توبةً‬ ‫َ‬ ‫تقصيرها؛‬ ‫صي ُر ﴾ [فاطر‪]18 :‬‬ ‫‪.‬ا ْل َم ِ‬ ‫بالمكاره وحفت النار بالشهوات‬
‫حال‬
‫أحسن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خرج من الدنيا على‬ ‫َ‬ ‫إذا جاءه الموتُ‬
‫العفو‬ ‫الوقاية‬ ‫االستقامة‬
‫ٍ‬
‫ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي هللا عنه‬ ‫ي عليها‬ ‫س على اإلنسان أالَّ يَعتَ ِد َ‬ ‫ق النف ِ‬ ‫من َح ِّ‬ ‫س باالستقامة على اإليمان‪،‬‬ ‫زام الن َّ ْف ِ‬‫وال بد من ِإ ْل ِ‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬إن هللا تجاوز‬ ‫ض َر ٍر يُؤدِّي إلى هالكها أو بِقَ ْت ٍل ُم ِ‬
‫باشر؛‬ ‫بِ َ‬ ‫ستَ ِق ْم‬ ‫واألعمال الصالحة؛ حتى الموت‪ ،‬وأنها إنْ لم تَ ْ‬
‫عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم‪.‬‬ ‫استجابةً لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬واَل تُ ْلقُوا بَِأ ْي ِدي ُك ْم ِإلَى‬ ‫على طاع ِة هللا‪ ،‬وعلى اإليما ِن باهلل ستن َدم يو َم‬
‫قال النووي في شرحه للحديث‪ :‬فيه بيان تجاوز هللا‬ ‫ت ال ينفع فيه النَّ َد ُم‪ ،‬وستكونُ من أهل‬ ‫القيامة في وق ٍ‬
‫تعالى عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم‬
‫التَّ ْهلُ َك ِة ﴾ [البقرة‪]195 :‬؛ وقوله‪َ ﴿ :‬واَل تَ ْقتُلُوا‬ ‫َ‬
‫النار‪ ،‬وهذا هو الخسران المبين‪َ ﴿ :‬حتَّى ِإذا َجا َء‬
‫تستقر‪ ،‬وبيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إال بما‬ ‫ان بِ ُك ْم َر ِحي ًما ﴾ [النساء‪.]29 :‬‬ ‫س ُك ْم ِإنَّ هَّللا َ َك َ‬‫َأ ْنفُ َ‬ ‫ار ِج ُعونِي * لَ َعلِّي َأ ْع َم ُل‬ ‫َأ َح َد ُه ْم ا ْل َم ْوتُ قَا َل َر ِّب ْ‬
‫‪.‬يطاق‪ ،‬وبيان حكم الهم بالحسنة وبالسيئة‬ ‫نفسه بتناول‬ ‫ي على ِ‬ ‫فال يجوز لإلنسان أنْ يَ ْعتَ ِد َ‬ ‫صالِ ًحا فِي َما تَ َر ْكتُ كَاَّل ِإنَّ َها َكلِ َمةٌ ُه َو قَاِئلُ َها َو ِمنْ‬ ‫َ‬
‫شي ٍء يؤدي إلى هالكه؛ كتعاطي المخدِّرات‪ ،‬أو‬ ‫الصو ِر‬ ‫َ‬
‫ون * فِإذا نُفِ َخ فِي ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َخ ِإلَى يَ ْو ِم يُ ْب َعث َ‬ ‫َو َراِئ ِه ْم بَ ْرز ٌ‬
‫فمن حقوق النفس أال يحاسب نفسه على ماهم به‬
‫من أمور الشر وما أخطأ فيه وما نسيه‪ ،‬فقد جاء‬
‫سه‪ ،‬أو‬ ‫الخ ْم ِر الذي يضر عقلَه ويُهلِ ُك نف َ‬ ‫ب َ‬ ‫ش ُْر ِ‬ ‫ون * فَ َمنْ ثَقُلَتْ‬ ‫سا َءلُ َ‬ ‫اب بَ ْينَ ُه ْم يَ ْو َمِئ ٍذ َواَل يَتَ َ‬
‫س َ‬ ‫فَاَل َأن َ‬
‫النفس‬
‫َ‬ ‫القتل المباشر؛ ألنَّ ذلك حرا ٌم؛ وألنَّ‬ ‫ون * َو َمنْ َخفَّتْ َم َوا ِزينُهُ‬ ‫َم َوا ِزينُهُ فَُأ ْولَِئكَ ُه ْم ا ْل ُم ْفلِ ُح َ‬
‫النص صريحا في تجاوزها؛ قال سبحانه‪‌:‬اَل ‌یُ َكلِّفُ‬
‫ي عليها‬ ‫‪.‬ليست ُم ْل ًكا له لِيَ ْعتَ ِد َ‬ ‫س ُه ْم فِي َج َهنَّ َم َخالِدُونَ *‬ ‫س ُروا َأنفُ َ‬ ‫فَُأ ْولَِئكَ الَّ ِذينَ َخ ِ‬
‫سبَ ۡ ۗت‬ ‫سبَ ۡت َو َعلَ ۡی َها َما ۡٱكتَ َ‬ ‫ٱهَّلل ُ نَ ۡف ً‬
‫سا ِإاَّل ُو ۡس َع َه ۚا لَ َها َما َك َ‬ ‫ون ﴾ [المؤمنون‪:‬‬ ‫تَ ْلفَ ُح ُو ُجو َه ُه ْم النَّا ُر َو ُه ْم فِي َها َكا ِل ُح َ‬
‫سینَ ۤا َأ ۡو َأ ۡخطَ ۡأنَ ۚا‬
‫َربَّنَا اَل تَُؤ ا ِخ ۡذنَ ۤا ِإن نَّ ِ‬ ‫‪]104-99.‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫• القران الكريم‬
‫• صحيح البخاري‬
‫• التعر…يفات للجر…جاني‬
‫• لسان العرب البن منظور‬
‫• إحياء علوم الدين لإلمام أبي حامد الغزالي‬
‫• شرح النووي لص……حيح مس……لم المس……مى بالمنهاج شرح مس……لم اب……ن الحجاج لمحي……ي‬
‫الدين ابن زكر…يا النووي‬
‫شكرا على حسن إنصاتكم‬

You might also like