You are on page 1of 155

‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫فرع شرق إفريقيا‬


‫ماجستري يف الشريعة‬
‫‌‬

‫نظرية الزجــر يف العقوبات الشـرعية‬

‫إعداد الطالب‪ :‬إبراىيم عيسى معلم عبدلو‬

‫إشراؼ الدكتور‪ :‬حسن عثمان أمحد (حسن مهدي)‬

‫قدمت ىذه الرسالة استكماال دلتطلبات احلصول على درجة‬


‫ادلاجستري يف ختصص الشريعة‬
‫العام اجلامعي‬
‫‪ٖٔٗ1–ٖٔٗ1‬ىػ ػ‪ٕٓٔ1–ٕٓٔ2-‬م‬

‫‌أ‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫‌أ‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫ﭧﭨ‬

‫ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯﯰﯱ ﯲﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ‬

‫[سورة‌النساء‌‌‪‌،‬اآلية‌‪]ُْ‌:‬‬

‫‌ب‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫‪ -‬إىل أحباب قليب أمي كأيب اللذاف أىدياين ا‪٢‬بياة بأ‪ٝ‬بل معانيها‪‌...‬برا‌‬
‫ككفاء‬

‫‪ ‌ -‬إىل زكجايت‌‌كزىرة فؤادم أبنائي األعزا ء‪‌...‬أنبتهم‌هللا‌نباتا‌حسنا‪.‬‬

‫‪ -‬إىل إخويت كأخوايت الغوايل‪‌...‬حبا‌كإشفاقا‪‌.‬‬

‫حرف‌ان كأدين ‪٥‬بم بالفضل‪...‬أساتذيت األفاضل ‪‌.‬‬


‫‪‌ -‬إىل كل من علمِب ‌‬
‫حفظهم‌هللا‌كرعاىم‪.‬‬

‫‪ -‬إىل رفقاء ا﵀بة كاألنس كالعوف على ا‪٣‬بّب‪‌...‬تقديرا‌كإجبلال‪.‬‬

‫إليهم‌‪ٝ‬بيعا‌أىدم‌‪ٜ‬برة‌ىذا‌ا‪١‬بهد‌ا‪٤‬بتواضع‌‪- .‬‬

‫وأسأل اهلل أن جينعنا يف دار كرامته ‪- .‬‬

‫‌ج‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫ٔ‬

‫ِ‬
‫أ‪ٞ‬بده‌‪ٞ‬بدا‌يليق‌ٔببللو‌كسلطانو‌القدًن‪‌،‬ا‪٤‬بتفضل‌على‌ىذه‌النعم‌الٍب‌ال‌أستطيع‌حصرىا‪‌،‬‬
‫وىا‌﴾[إبراىيم‪‌:‬آيةّْ]‪‌ ‌.‬‬
‫صى‬ ‫‪‌﴿:‬كإً ٍف‌تىػعي ُّدكا‌نً ٍع ىمةى‌هللاً يٍ‬
‫‌ال‌‪ٙ‬ب ي‬ ‫قاؿ‌تعاىل ى‬
‫كانطبلقا‌من‌قولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪«‌:‬من‌مل‌يشكر‌الناس‌مل‌يشكر‌هللا»‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‪ -‬فإنِب‌أقدـ‌الشكر‌كالتقدير‌إىل‌إدارة‌جامعة‌األمريكية‌ا‪٤‬بفتوحة‪‌،‬كموظفيها‪‌‌،‬ك‪ٝ‬بيع‌‬
‫‌‬
‫دكاترىا‌فجزاىم‌هللا‌خّبا‌ا‪١‬بزاء‌عما‌بذلو‌من‌ا‪١‬بهد‌كا‪٤‬بصابرة‪‌ ‌‌.‬‬
‫‌‬
‫‌علي‌‬
‫‪ -‬كما ‌أقدـ ‌الشكر ‌إىل ‌مشريف ‌الدكتور‪‌ :‬حسن ‌عثماف ‌أ‪ٞ‬بد ‌الذم ‌تفضل ٌ‬
‫الرغم‌من‌ضيق‌كقتو‌كسعة‌مشاغلو‪.‬‬ ‫‌‬
‫بإشراؼ‌ىذه‌الرسالة‪‌،‬على‌ ٌ‬
‫‌ا‪٣‬بتاـ‌أشكر‌لكل ‌من‌أعانِب‌على ‌إعداد‌ىذه‌الرسالة ‌برأم‌أك ‌توجيو‌أك ‌إرشاد‌‬
‫ٌ‬ ‫‌ ‪ -‬كيف‬
‫أك‌إعارة‌ا‪٤‬براجع‪‌،‬أك‌غّب‌ذلك‪‌ .‬‬ ‫‌‬
‫‌ ‪ -‬كال‌يفوتِب‌أف‌أخص‌بالشكر‌( ً‌‬
‫دار‌طٍ‌ن‌بًل‌للطباعة‌ككتابة‌البحوث)‪‌،‬الٍب‌‌أخذت‌‬
‫‌فعاالن‌يف‌تنسيق‌ىذا‌البحث‌كطباعتو‌على‌ىذه‌الصورة‌الرائعة‪.‬‬
‫دكران ٌ‬ ‫‌‬
‫ك﵁‌الفضل‌من‌قبل‌كمن‌بعد‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫ُ)‌‌‌أخرجو‌‌الَبمذم‌يف‌سننو‌كتاب‌‌الرب‌كالصلة‪‌،‬باب‌ما‌جاء‌يف‌الشكر‌‪٤‬بن‌أحسن‌إليك‪‌،‬رقم‌(ُٓٓٗ)‌‌‌‪‌ .‬‬
‫ِ‬
‫‌‬
‫‌د‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫مستخلص البحث‬
‫فهذا‌البحث‌يسلط‌الضوء‌على‌نظرية‌الزجر‌يف‌العقوبات‌الشرعية‪‌ .‬‬
‫كاستهدفت‌الدراسة‌‌بياف‌مفهوـ‌الزجر‪‌،‬كأنواعو‪‌،‬كما‌يدخل‌‪ٙ‬بتو‌من‌ا‪٤‬بسائل‌الفقهية‪‌.‬‬
‫ٗبا‌فيها‌التعزير‪‌،‬كالعقوبات‌كا‪٢‬بدكد‪‌،‬كبياف‌أنواع‌الزجر‌كمشركعيتو‪‌،‬كدكافعو‪‌ ‌،‬‬
‫كانتهجت‌با‪٤‬بنهج‌الوصفي‌االستقرائي‌يف‌البحوث‌العلمية‌الذم‌يوضح‌نظرية‌الزجر‪‌ .‬‬
‫‌شرعي‪‌،‬كمل‌‬
‫ٌ‬ ‫‌كما‌أهنا‌أكضحت‌بأف ‌الزجر‌مشركع‌كجائز‌يف‌كل‌معصية‌ال‌يوجد‌فيها‌ح هد‬
‫و‬
‫‌على‌‪ٙ‬بديد‌عقوبة ‌معينة‌فيها‪‌،‬كليس‌فيها‌كفارة‪‌،‬كأف‌التعزير‌ىي‌العقوبة‌ا‪٤‬بش‌ركعة‌‬ ‫يرد‌نص‬
‫ه‬
‫غّب‌ا‪٤‬بق ٌدرة‌شرعان‪‌،‬كالٍب‌يوقعها‌القاضي‌على‌اجملرـ‌‪٤‬بعاقبتو‌ٗبا‌يكافئ‌جرٲبتو‪‌،‬كيقمع‌عدكانو‪.‬‬
‫كتكمن‌أٮبية‌الدراسة‌يف‌أهنا‌تتناكؿ‌أحكاـ‌الزجر‌كما‌يتعلق‌بو‌من‌مسائل‌فقهية‪...‬‬
‫كقد‌تضمنت‌الدراسة‌على‌الفصوؿ‌التالية‪‌ ‌:‬‬
‫الفصل ‌األكؿ‪‌ :‬مفهوـ ‌الزجر‪‌ ،‬كمشركعيتو‪‌ ،‬كالتحذير ‌منو‪‌ ،‬كدكافع ‌الزجر ‌يف ‌الشريعة‌‬
‫‌ا‪١‬برٲبة ‌كأقسامها‪‌ .‬الفصل ‌الثالث‪‌ :‬مفهوـ ‌العقوبة‌‬
‫اإلسبلمية‪‌‌ ،‬كالفصل ‌الثاين‪‌ :‬مفهوـ ‌‬
‫كأقسامها‪‌،‬كأنواع‌التعزير‪‌ .‬‬
‫كتوصلت‌الدراسة‌نتائج‌منها‪‌:‬بأف‌الزجر‌كسيلة‌موجودة‌يف‌الشريعة‌‪٤‬بنع‌الضرر‌على‌اختبلؼ‌‌‬
‫أشكالو ‌كصوره‪‌ ،‬كٱبتلف ‌حكم ‌التعزير ‌باختبلؼ ‌ظركؼ ‌ا‪١‬باين ‌من ‌حيث ‌مكانتو‌‬
‫ة‪‌،‬ككضعو‌األخبلقي‪‌ ‌،‬‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعيٌ‬
‫‌كأكصت‌الدراسة‪‌:‬بأف‌ىذا‌ا‪٤‬بوضوع‌ٰبتاج‌إىل‌مزيد‌من‌البحث؛‌ألنو‌موضوع‌ذك‌أٮبية‌‬
‫قصول‌لذلك‌تدعو‌للباحثْب‌ا‪٤‬بزيد‌من‌البحث‌فيو‌كتوضيحو‌للناس‪‌.‬‬
‫‌ق‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬


‌ tcaAtsbA
This research sheds the light on the theory of zajr in Islamic law, including Taizir,
penalties and limits, and the definition of the types of zajr and its legitimacy, and its
motives, using the descriptive approach in scientific research, which explains the theory
of zajr and includes the following:
- Al-Zajr is a means found in the Shariah to prevent harm in its various forms.
- It also includes: that the origin in Taizir is that it is legitimate and permissible in every
sin that does not have a legal limit, and there is no provision to specify a specific penalty
in it, and there is no expiation in it, and the rule of Tazir varies according to the
circumstances of the offender in terms of his social status, The legitimate penalty, which
is not legally estimated, and which the judge signs on the offender to punish him in a
manner that rewards his crime and represses his aggression.
- It also includes: that the crimes of the legal limits are eight: adultery, slander, drinking
alcohol, theft, robbery, prostitution, apostasy, and murder of positive intent to punish,
on the grounds that all punishments are legitimate and specified.
And that the crimes in which ta'zir is prescribed are punishable by two types of ta'zir.
- Crimes punishable by limitation or punishable by legal retribution.
- Crimes that have no limit or legal retribution.
- It also includes that the punishment is on the guilt of the event and went on, such as
penalties for killing such as legal retribution, compensation payment, expiation, and
deprivation of inheritance.

‫‌ك‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫‌‬
‫فهرس املوضـوعـات‬
‫‌‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس ادلوضوعات ‪:‬‬ ‫الرقم ‪:‬‬


‫أ‬ ‫بسملة‪‌.‬‬ ‫ُ)‬
‫ب ‌‬ ‫استهبلؿ‪‌.‬‬ ‫ِ)‬
‫ج ‌‬ ‫إىداء‪.‬‬ ‫ّ)‬
‫د‬ ‫شكر‌كتقدير‪.‬‬ ‫ْ)‬
‫ىػ‬ ‫مستخلص‌البحث ‌‬ ‫ٓ)‬
‫‌‌ك‬ ‫‪‌ tcaAtsbA‬‬ ‫ٔ)‬
‫ُ‬ ‫مقدمة‪.‬‬ ‫ٕ)‬
‫ِ‬ ‫أساسيات‌البحث‪.‬‬ ‫ٖ)‬
‫ٔ‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم نظرية الزجر يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ٗ)‬
‫ٕ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌نظرية‌الزجر‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ ‌.‬‬ ‫َُ)‬
‫ُُ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‌‪‌‌:‬مشركعية‌الزجر‪‌ .‬‬ ‫ُُ)‬
‫ُِ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬دكافع‌الزجر‪.‬‬ ‫ُِ)‬
‫ِّ‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬مفهوم اجلرمية وأقسامها‪.‬‬ ‫ُّ)‬
‫ِْ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌ا‪١‬برٲبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬ ‫ُْ)‬

‫‌ز‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعـــقـــــوبات الشرعيـــــــة‬

‫ِٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌ا‪١‬برٲبة‪‌ .‬‬ ‫ُٓ)‬


‫ٖٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أقساـ‌ا‪٤‬بعاصي‌بالنظر‌إىل‌العقوبة‌‪‌ ‌‌.‬‬ ‫ُٔ)‬
‫ّٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الرابع‪‌:‬ا‪١‬برائم‌‌ا‪٤‬بستلزمة‌للقصاص‌كالدية‪‌ .‬‬ ‫ُٕ)‬
‫َُِ‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مفهوم العقوبة وأقسامها‪ ،‬وأنواع التعزير‬ ‫ُٖ)‬
‫َُّ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌العقوبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬ ‫ُٗ)‬
‫َُٖ ‌‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌العقوبات‪‌ .‬‬ ‫َِ)‬
‫ُُّ ‌‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أنواع‌التعزير‪‌.‬‬ ‫ُِ)‬

‫ُُِ‬ ‫خا‪ٛ‬بة‌البحث‬ ‫ِِ)‬

‫ُُِ‬ ‫نتائج‌البحث‬ ‫ِّ)‬

‫ُِِ‬ ‫توصيات‌الباحث‌‪.‬‬ ‫ِْ)‬

‫ُِّ‬ ‫فهرس‌اآليات‬ ‫ِٓ)‬

‫ُِٕ‬ ‫فهرس‌األحاديث‬ ‫ِٔ)‬

‫ُِٗ ‌‬ ‫فهرس‌األعبلـ ‌‬ ‫ِٕ)‬

‫ُِّ ‌‬ ‫قائمة‌ا‪٤‬بصادر‌كا‪٤‬براجع‪‌ .‬‬ ‫ِٖ)‬

‫‌‬

‫‌ح‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الشـــــــر يـعــة اإلسالميـــــــــــــة‬

‫مقدمة ‪-:‬‬
‫ا‪٢‬بمد ﵁ الذم علم بالقلم‪ ،‬علم اإلنساف ما مل يعلم‪ ،‬كأشهد‌أف‌ال‌إلو‌إال‌هللا‌كحده‌ال‌‬
‫شريك‌لو‪‌،‬كأشهد‌أف‌‪٧‬بمدا‌عبده‌كرسولو‪‌،‬صلى‌هللا‌عليو‌‌كعلى‌آلو‌كأصحابو‌كالتابعْب‌‬
‫إىل‌يوـ‌الدين‪.‬‬
‫كبعد‌‪‌‌/‬فهذا‌ٕبث‌يف‌نظرية‌الزجر‌يف‌العقوبات‌الشرعيةبْب‌الباحث‌فيو‌أحكاـ‌الزجر‌‌‬
‫يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‪‌،‬كأف‌من‌بْب‌أىم‌أىدافها‌الزجر‌كالردع‌حٌب‌ال‌يعود‌اجملرـ‌للجرٲبة‌‬
‫مرة‌أخرل‪‌،‬كالردع‌لو‌كلغّبه‌حٌب‌ال‌أحد‌يقلده‌أك‌يقتدم‌بفعلو‌اإلجرامي‪.‬‬
‫‌كأف ‌العقوبة ‌شرعت ‌‪٤‬بصلحة ‌تعود ‌على ‌كافة ‌الناس‪‌ ،‬من ‌صيانة ‌األنساب ‌كاألمواؿ‪‌،‬‬
‫كالعقوؿ‪‌ ،‬كاألعراض‪‌ ،‬كزجران ‌عما ‌يتضرر ‌بو ‌العباد ‌من ‌أنواع ‌الفساد‪‌ ،‬كإف ‌الغرض ‌من‌‬
‫التعزير ‌الزجر؛ لذلك ‌ٯبب ‌على ‌القاضي ‌الشرعي ‌أف ‌يظهر ‌الزجر ‌يف ‌طيات ‌حكمو‌‬
‫بشكل ‌كاضح ‌ال ‌لبس ‌فيو‪‌ ،‬كما ‌ٯبب ‌أف ‌ال ‌يغفل ‌عن ‌ربط ‌العقوبة ‌بالوازع ‌الديِب‌‬
‫األخبلقي‪‌،‬لذلك‌بْب‌العلماء‌اتصاؿ‌الشريعة‌اإلسبلمية‌باألخبلؽ‪‌،‬كالوازع‌الديِب‪‌‌،‬‬
‫ٌ‌‬ ‫ك‬
‫كذلك‌للعقوبة‌أقساـ‪‌،‬كىذا‌ما‌سيقوـ‌الباحث‌ببيانو‌‬
‫‌‬ ‫فلل ػػزجر دكافع‌‪‌،‬كللجرٲبة‌أنواع‪‌،‬ك‬
‫كما‌سوؼ‌ترل‌يف‌ىذه‌الرسالة‌إف‌شاء‌هللا‌تعاىل‌‪‌.‬‬
‫كصلى‌هللا‌كسلم‌على‌نبينا‌‪٧‬بمد‌كعلى‌آلو‌كصحبو‌أ‪ٝ‬بعْب‪‌ .‬‬

‫‪1‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أساسيات البحث ‪:‬‬


‫مشكلة البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ما‌ٯبرم‌بْب‌الفقهاء‌من‌ا‪٣‬ببلؼ‌يف‌أحكاـ‌الزكاجر‪‌،‬كأنواعو‪‌،‬كتقديره‪‌،‬كصوره‪‌،‬‬ ‫‪‬‬

‫يف‌حْب‌اتفقوا‌أنو‌كسيلة‌موجودة‌يف‌العقوبات‌الشرعية‌‪٤‬بنع‌الضرر‌على‌اختبلؼ‌‌‬
‫أشكالو‌كصوره‪‌.‬ككركده ‌أيضا ‌يف‌النصوص‌الشرعية‌على‌صور‌‪٨‬بتلفة‪‌،‬كيف‌ىنا‌‬
‫ظهرت‌مشكلة‌‪ٙ‬بّب‌فيها‌كثّب‌من‌العامة‌كطلبة‌العلم‌ٗبا‌فيهم‌الباحث‪‌،‬كتتمثل‌‬
‫ىذه‌ا‪٤‬بشكلة‪‌:‬ىل‌ٲبكن‌‪ٙ‬بديد‌الزكاجر‌ك‪ٝ‬بيع‌صورىا‌ا‪٤‬بختلفة‌‌ٗبفهوـ‌يتفق‌عليو‌‬
‫العلماء‌أك‌غالبية‌أىل‌الفقو‌على‌األقل‌؟‬
‫سبب اختيار ادلوضوع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫جاء‌اختيار‌الباحث‌‪٥‬بذا‌ا‪٤‬بوضوع‌بعدة‌أسباب‌كىي‌كما‌يلي‪‌:‬‬
‫أٮبية الزجر‌يف‌اجملتمع‌اإلسبلمي ىي أىم أسباب اختيار‌الباحث‌‪٥‬بذا‌ا‪٤‬بوضوع‪.‬‬ ‫ُ)‬
‫أنو رغم أٮبيتو مل ٰبظ بالبحث الكايف فيو‌حسب‌اطبلع‌الباحث‪.‬‬ ‫ِ)‬
‫بياف‌أحكاـ‌العقوبات‌بصفة‌عامة‌ٗبا‌فيها‌التعزيز‪‌،‬كالعقوبات‌كا‪٢‬بدكد‪.‬‬ ‫ّ)‬
‫‌‌بياف‌أنواع‌الزجر‌كمشركعيتو‪‌،‬كدكافعو‪.‬‬ ‫ْ)‬
‫‌أمهية البحث‪‌ .‬‬
‫كما‌يتعلق‌بو‌من‌مسائل‌فقهية؛‌‬
‫‌‬ ‫ُ)‌‌تظهر‌أٮبية‌البحث‌يف‌أنو‌يتناكؿ‌أحكاـ‌الزجر ‌‬
‫كالعقوبة‪‌،‬كالتعزير‪‌،‬فإف‌الباحث‌يتوقع‌أف‌يكوف‌ٕبثو‌ذا‌أٮبية‌قصول‌لتعلقو‌با‪٤‬بسائل‌‬
‫الفقهية‌‌الٍب‌قد‌‪ٚ‬بفى‌على‌بعض‌الناس‪‌ ‌.‬‬
‫الدراسة‌فهو‌يستحق‌أف‌يفرد‌با‪٤‬بؤلفات‪‌،‬‬
‫ِ)‌كبناء‌على‌ىذا‌فإف‌ا‪٤‬بوضوع‌جدير‌بالعناية‌ك ‌‬
‫كاألجزاء‪‌،‬نظرا‌‪٤‬بوقعو‌يف‌الشريعة‌عامة‌كيف‌ا‪٤‬بسائل‌الفقهية‌خاصة‪‌ .‬‬

‫‪2‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أىداؼ البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تتمثل‌أىداؼ‌الباحث‌من‌ىذا‌البحث‌فيما‌يلي‌‪‌ :‬‬
‫بياف‌مفهوـ‌الزجر‪‌،‬كأنواعو‪‌،‬كما‌يدخل‌‪ٙ‬بتو‌من‌ا‪٤‬بسائل‌الفقهية‪‌.‬‬ ‫ُ)‬
‫توضيح‌أحكاـ‌الزجر‌‌مع‌ذكر‌األدلة‌الواردة‌فيها‌‪.‬‬ ‫ِ)‬
‫استخراج‌أحكاـ‌الزجر‌من‌الكتاب‌كالسنة‌كاألحكاـ‌الفقهية‪‌ .‬‬ ‫ّ)‬
‫ْ) ‌‪ٙ‬بليل‌ا‪٤‬بسائل‌الفقهية‌ا‪٤‬بتعلقة‌بالزكاجر‪.‬‬
‫أسئلة البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتساءؿ‌الباحث‌عدة‌أسئلة‌يف‌البحث‌راجيان‌أنو‌سيجد‌‪٥‬با‌إجابات‌شافية‌من‌سأٮبها‪‌ :‬‬
‫ُ) ما‌مفهوـ‌الزجر‌؟‌كما‌ا‪٢‬بكمة‌من‌مشركعيتو‌يف‌الشريعة؟ ‌‬
‫ِ) ما‌مفهوـ‌العقوبة؟‌كما‌ىي‌أنواعها‌؟‌‬
‫ّ) ما‌مفهوـ‌ا‪١‬برٲبة‪‌،‬كما‌أقسامها؟‌كما‌شركطها؟‬
‫ْ) ما‌أقساـ‌ا‪٤‬بعاصي‌بالنظر‌إىل‌العقوبة‌؟‬
‫منهج البحث‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اتبع‌الباحث‌يف‌إ‪٪‬باز‌ىذا‌البحث‌عرب‌ا‪٤‬بنهج‌الوصفي‌االستقرائي‌ا‪٤‬بتعارؼ‌عليو‌يف‌كتابة‌‬
‫البحوث‌العلمية‌الفقهية‪‌،‬كالتزـ‌الباحث‌با‪٣‬بطوات‌التالية‌‪‌ :‬‬
‫ُ‪ -‬عزك‌اآليات‌القرآنية‌إىل‌سورىا‌مع‌أرقامها‌يف‌ا‪٤‬بصحف‌‪‌ ‌.‬‬
‫ِ‪ٚ -‬بريج‌األحاديث‌النبوية‌كعزكىا‌إىل‌مصادرىا‌األصلية‪.‬‬
‫ّ‪ -‬عزك‌آراء‌الفقهاء‌كأقوا‪٥‬بم‌الفقهية‌إىل‌مراجعها‌األصلية‪.‬‬
‫اردة‌يف‌البحث‌بصورة‌موجزة‪.‬‬
‫‌‬ ‫ْ‪ -‬تراجم‌األعبلـ‌الو‬
‫ٓ‪ -‬كضع‌خا‪ٛ‬بة‌للبحث‌تلخص‌بصورة‌بسيطة‌ما‌فيو‌من‌النتائج‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬استخداـ‌فهارس‌للبحث‌لتسهيل‌ا‪٤‬بطالعة‌فيو‌‪‌.‬‬

‫‪3‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد البحث كالتنقيب كجد ‌الباحث يف ىذا ا‪٤‬بوضوع على دراسات ‌غّب كافية ‌الٍب ال‌‬
‫تتناكلو بطريقة ‌الشموؿ إال ‌أهنا ‌تتحدث عن جزء بسيط من ىذا البحث‪ ،‬من ىذه‌‬
‫العناكين ما اطلعت عليو مثل رسالة‪‌ :‬‬
‫ُ) " الزجر‌يف‌الفتول‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‪‌،‬رسالة‌ا‪٤‬باجستّب‌من‌ا‪١‬بامعة‌اإلسبلمية‌‬
‫بغزة‪٤‌ ،‬برًن ‌‪٧‬بمد ‌رمضاف‪ ‌ ،‬استهدفت الباحثة ‌على كجود الزجر يف الشريعة‬
‫اإلسبلمية عامة من القرآف الكرًن ‪,‬كالسنة النبوية ‪,‬كاألحكاـ‌مث‌‪ٙ‬بدث‌عن أٮبية‬
‫شأف الفتول كعظمها ‪,‬كعن خطرىا إف كانت بغّب علم‪,‬مث شرعت يف ا‪٢‬بديث‬
‫عن الزجر يف الفتول‪‌ ،‬مث ذكرت الباحثة صو ا ن‌ر متعددة للزجر يف الفتول ‪,‬‬
‫كبعدىا قامت بسرد عدد من الشواىد‪.‬‬
‫كالفرؽ ‌بْب ‌تلك ‌الرسالة ‌كىذه ‌الدراسة ‌أف ‌تلك ‌الرسالة ‌مل ‌تعط ‌نظرية ‌ ‌الزجر‌‬
‫أٮبية‌عظمى‌بل‌استهدفت‌بشكل‌خاص‌الفتول‌كأنواعها‪‌ .‬‬
‫ِ) نظرية ‌ا‪١‬برٲبة ‌السلبية ‌يف ‌الفقو ‌االسبلمية‪‌ ،‬رسالة ‌ا‪٤‬باجستّب ‌من ‌ا‪١‬بامعة ‌النجاح‌‬
‫الوطنية‪‌ ،‬لداكد نعيم داكد رداد‪‌ ،‬كاستهدؼ‌الباحث‌فيها ‌إىل‌توضيح‌مفهوـ‌‬
‫ا‪١‬برٲبة‌السلبية‌كبياف‌ما‌يَبتب‌عليها‌من‌أحكاـ‪‌،‬كبياف‌ما‌يَبتب‌عليها‌من‌‬
‫األضرار‌كاالعتداءات‪‌،‬ككيفية‌معا‪١‬بتها‌ك‪٧‬باربتها‪‌ ‌،‬كقد‌توصل‌الباحث ‌فيها‌‬
‫إىل‌أف نظاـ‌التجرًن‌كالعقاب‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‪‌،‬يتسع‌ليشمل‌كل‌‪٨‬بالفة‌‬
‫‪٤‬با‌أمر‌اهللا‌عز‌كجل‌بو‪‌،‬أك‌هنى‌عنو‪.‬‬
‫كالفارؽ‌بْب‌ىذه‌الدراسة‌كتلك‌الرسالة‪:‬كالٍب‌قبلها‌؛‌ألف‌نظرية‌الزجر‌فيها‌‬
‫جزء‌بسيط‪.‬‬
‫كعلى‌ىذا‌فا‪٤‬براجع على ما فيها من فوائد علمية إال أهنا مل تستوؼ ا‪٤‬بوضوع‌حقو‪ ،‬كمل‬
‫تبحث كل ا‪٤‬بسائل ا‪٤‬بتعلقة بو‪ ،‬من ىنا رأل‌الباحث لزاما عليو أف ٯبلي حقائق ىذا‌‬
‫ا‪٤‬بوضوع‪ ،‬كأف‌يلقي الضوء على ‪٦‬بمل مسائلو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫خطة البحث ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتكوف‌البحث‌من‌مقدمة‪‌،‬كثبلثة‌فصوؿ‪‌،‬كخا‪ٛ‬بة‪‌،‬كفهارس‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم الزجر يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌الزجر‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ ‌.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‌‪‌‌:‬مشركعية‌الزجر‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬دكافع‌الزجر‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬مفهوم اجلرمية وأقسامها‪.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌ا‪١‬برٲبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌ا‪١‬برٲبة‌كشركطها‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أقساـ‌ا‪٤‬بعاصي‌بالنظر‌إىل‌العقوبة‌‪‌ ‌‌.‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الرابع‪‌:‬ا‪١‬برائم‌‌ا‪٤‬بستلزمة‌للقصاص‌كالدية‪‌ .‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مفهوم العقوبة وأقسامها‪ ،‬وأنواع التعزير‬
‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌العقوبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌العقوبات‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أنواع‌التعزير‪‌ ‌‌.‬‬
‫خادتة البحث وتشتمل مايلي‪:‬‬
‫‪ o‬نتائج‌البحث‪‌ .‬‬
‫‪ o‬توصيات‌الباحث‪.‬‬
‫‪ o‬فهرس‌اآليات‌القرآنيٌة‪‌ .‬‬
‫‪ o‬فهرس‌األحاديث‌النبويٌة‪.‬‬
‫‪ o‬فهرس‌األعبلـ‪.‬‬
‫‪ o‬قائمة‌ا‪٤‬بصادر‌كا‪٤‬براجع‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫‪5‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫الفصل األول‪:‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫مفهىم نظرية الزجر‪ ،‬ومشروعيته‪ ،‬ودوافعه‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫املبحث ألاول‪ :‬تعريف نظرية الزجر ‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مشروعية الزجر‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫املبحث الثالث‪ :‬دوافع الزجر‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪6‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬ادلبحث األول‪ :‬تعريف نظرية الزجر لغة واصطالحا‪.‬‬


‫أوال ‪ :‬تعريف النظرية‬
‫النظرية ‌لغة ‌من ‌(النظر) ‌كىي‌البصر ‌كالبصّبة ‌كيقاؿ‪‌ :‬يف ‌ىذا ‌نظر ‌‪٦‬باؿ ‌للتفكّب ‌لعدـ‌‬
‫كضوحو‌كنظرا‌إىل‌كذا‌كبالنظر‌إليو‌مبلحظة‌كاعتبارا‌لو‬
‫‌ك(النظرية)‌قضية ‌تثبت‌بربىاف ‌ك ‌(يف‌الفلسفة)‌طائفة ‌من ‌اآلراء ‌تفسر ‌هبا ‌بعض ‌الوقائع‌‬
‫العلمية ‌أك ‌الفنية ‌ك ‌(نظرية ‌ا‪٤‬بعرفة) ‌البحث ‌يف ‌ا‪٤‬بشكبلت ‌القائمة ‌على ‌العبلقة ‌بْب‌‬
‫الشخص ‌كا‪٤‬بوضوع ‌أك ‌بْب ‌العارؼ ‌كا‪٤‬بعركؼ ‌كيف ‌كسائل ‌ا‪٤‬بعرفة ‌فطرية ‌أك ‌مكتسبة‌‬
‫كا‪١‬بمع‪‌:‬نظريات(ُ)‪‌ .‬‬
‫ف‌كل‌منها‌على‌حدة‌نظاما‌‬‫النظرية‌اصطبلحا‪‌:‬تلك‌الدساتّب‌كا‪٤‬بفاىيم‌الكربل‌الٍب‌يؤلًٌ‬
‫ن‬
‫حقوقيًّا ‌موضوعيًّا ‌منبثًّا ‌يف ‌الفقو ‌اإلسبلمي‪‌ ،‬كانبثاث‌أقساـ ‌ا‪١‬بملة‌العصبية ‌يف ‌نواحي‌‬
‫ا‪١‬بسم ‌اإلنساين‪‌ ،‬ك‪ٙ‬بكم ‌عناصر ‌ذلك ‌النظاـ ‌يف ‌كل ‌ما ‌يتصل ‌ٗبوضوعو ‌من ‌شعب‌‬
‫األحكاـ‪‌،‬كذلك‌كفكرة‌ا‪٤‬بلكية‌كأسباهبا‪‌،‬كفكرة‌العقد‌كقواعده‌كنتائجو‪‌،‬كفكرة‌األىلية‌‬
‫كأنواعها ‌كمراحلها ‌كعوارضها‪‌ ،‬كفكرة ‌النيابة ‌كأقسامها‪‌ ،‬كفكرة ‌البطبلف ‌كالفساد‌‬
‫كالتوقف‪‌ . (ِ)...‬‬
‫" ‌‌كالنظرم‪‌ :‬ىو ‌الذم ‌يتوقف ‌حصولو ‌على ‌نظر ‌ككسب‪‌ ،‬كتصور ‌النفس ‌كالعقل‪‌،‬‬
‫ككالتصديق‌بأف‌العامل‌حادث)ّ( ‪‌ .‬‬

‫(ُ )‌‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌‪‌،‬إبراىيم‌مصطفى ‌ػ‌أ‪ٞ‬بد‌الزيات ‌ػ‌حامد‌عبد‌القادر ‌ػ‌‪٧‬بمد‌النجار‌‪‌،)ِّٗ/ِ(‌،‬دار‌النشر‪‌:‬دار‌‬


‫الدعوة‪‌،‬بدكف‌الطبعة‌كالتاريخ‪‌ ‌‌.‬‬
‫‪‌‌‌)2‬ا‪٤‬بدخل‌الفقهي‪‌،‬الزرقا‪‌،‬ص‌(ُ‪‌)ِّٓ/‬طٗ‪‌/‬مطابع‌‌ﺩمشﻕ‪ُٖٗٔ‌.-‌.ُٕٗٔ‌.‬ﻡ‪‌ ‌.‬‬
‫‪‌‌‌)3‬كتاب‌التعريفات‪‌،‬العبلمة‌الفاضل‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌ا‪١‬برجاين‪(‌،‬ص‪‌)ُِْ‌:‬طبعة‌جديدة‌‪ُٖٗٓ‌:‬ـ‌‪.‬مكتبة‌لبناف‌‪‌ .‬‬

‫‪7‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ثانيا ‪ :‬الزجر لغة‬


‫الزجر‌يف‌اللغة‌يطلق‌على‌معاف‌عدة‪‌ ‌:‬‬
‫‪ -‬زجر‌ٗبعُب‌‌منعو‌كهناه‌‪‌:‬يقاؿ‪‌:‬زجر‌الكلب‌كغّبه‌عن‌كذا‌منعو‌كهناه(ُ)‪‌ .‬‬
‫‪ -‬زجر‌ٗبعُب‌‌انتهره‌كالشيء‌أثاره‌كالريح‌السحاب‌أثارتو‌كالبعّب‌حثو‌ك‪ٞ‬بلو‌على‌السرعة‌‬
‫كالطّب‌أثارىا‌ليتيمن‌بسنوحها‌أك‌يتشاءـ‌بربكحها(ِ)‪.‬‬
‫‪( -‬الزجرة)‌ا‪٤‬برة‌من‌الزجر‌كيف‌التنػزيل‌العزيز‪‌:‬ﭽ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ‌(ّ)‪.‬‬
‫‪ -‬الزجر ‌أيضا ‌كىو ‌ضرب ‌من ‌التكهن ‌تقوؿ ‌زجرت ‌أف ‌يكوف ‌كذا ‌ككذا ‌كزجر ‌البعّب‌‬
‫ساقو(ْ)‪.‬‬
‫‪‌ -‬فمادة‌زجر‌من‌باب‌قتل‌كاألصل‌از٘بر‌على‌كزف‌افتعل‌كيستعمل‌الزما‌كمتعديا‌كتزاجركا‌‬
‫عن‌ا‪٤‬بنكر‌زجر‌بعضهم‌بعضا(ٓ)‪‌ .‬‬
‫كعلى‌ىذا‌فالزجر‌يف‌اللغة‌يكوف‌ٗبعُب‪‌:‬الكف‪‌،‬كالنهي‌كا‪٤‬بنع‪‌.‬كتارة‌يكوف‌باإلشارة‪‌،‬‬
‫‌كتارة‌يكوف‌بصوت‌كما‌قا‌ؿ‌تعاىل‌‪‌:‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭼ‌(ٔ)‪ ‌‌.‬يقاؿ‪‌:‬زجرتو‌فانزجر‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌القاموس‌ا﵀يط‌‪٦‌،‬بد‌الدين‌أبو‌طاىر‌‪٧‬بمد‌بن‌يعقوب‌الفّبكزآبادل‌‪(‌،‬ص‪‌‌)ّٗٗ‌:‬طٖ‪‌ ُِْٔ‌،‌/‬ىػ‌‪‌ََِٓ‌-‬‬
‫ـ‪‌‌،‬مؤسسة‌الرسالة‌‪‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‌ ‌‬
‫(ِ)‌‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌‪‌ .)ّٖٗ/ُ(‌،‌،‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌النازعات‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ُّ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌‪٨‬بتار‌الصحاح‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌الرازم‌(ص‪‌،)َِٖ‌:‬مكتبة‌لبناف‌ناشركف‌‪‌ُُْٓ‌،‬ىػ–‌ُٓٗٗ‌ـ‪‌ ‌‌.‬‬
‫(ٓ)‌‌‌ا‪٤‬بصباح‌ا‪٤‬بنّب‌يف‌غريب‌الشرح‌الكبّب‪‌،‬أبو‌العباس‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌‪٧‬بمد‌الفيومي‌‪‌،‌)ُِٓ‌/‌ُ(‌،‬ا‪٤‬بكتبة‌العلمية‌–‌بّبكت‌ ‌‬
‫(ٔ)‌‌‌سورة‌الصافات‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ِ‌:‬‬

‫‪8‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫تعريف الزجر اصطالحا‪:‬‬


‫‌كالزجر ‌عند‌الفقهاء‌يكوف ‌ٗبعُب‪‌:‬النهي ‌كا‪٤‬بنع ‌بلفظ‪‌ ،‬يقاؿ‪‌:‬زجرتو ‌فانزجر‪‌ ،‬كيقاؿ‪‌:‬زجر‌‬
‫الصياد ‌الكلب‪‌:‬أم ‌صاح ‌بو ‌فانزجر‪‌ ،‬أم ‌منعو ‌عن ‌متابعة ‌الصيد ‌فامتنع‪‌ ،‬فالزجر ‌على‌‬
‫ىذا‌ضد‌اإلشبلء‌‌(ُ)‪.‬‬
‫عرفو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌اليوسف(ِ)‪‌.‬بأف‌الزجر‌ىو‌ردع‌اجملرـ‌نفسو‌عن‌معاكدة‌ا‪١‬برـ(ّ)‪‌ .‬‬
‫كالزجر ‌عند‌علماء‌العقيدة‌‪‌:‬ىو ‌العيافة‪‌ ،‬كىي ‌التشاؤـ ‌كالتيامن ‌بالطّب‪‌ ،‬كادعاء ‌معرفة‌‬
‫األمور‌من‌كيفية‌طّباهنا‌كمواقعها‌كأ‪٠‬بائها‌كألواهنا‌كجهاهتا‌الٍب‌تطّب‌إليها(ْ)‪‌ .‬‬
‫كعرفو‌‌القرطيب(ٓ) ‪‌:‬بأف‌الزجر‌ىو‌الرعد‌‪‌،‬كما‌فيو‌من‌النور‌كا‪٢‬بجج‌الباىرة‌(ٔ)‪‌ .‬‬
‫كعرفو‌ابن‌فورؾ(ٕ)‌‪‌:‬الزجر‪‌:‬الصرؼ‌عن‌الشيء‌‪٣‬بوؼ‌الذـ‌كالعقاب(ٖ)‪‌ .‬‬

‫(‪‌ ‌‌ )1‬ا‪٤‬ببسوط‪‌،‬للسرخسي‌ُُ ‌‪‌ ِِّ‌/‬ط ‌السعادة‪‌ ،‬كا‪٢‬بطاب ‌ّ ‌‪‌ ،ُِٖ‌ -‌ ُِٔ‌/‬كحلية ‌العلماء ‌للقفاؿ ‌ّ ‌‪‌ ّٔٗ‌/‬ط‌‬
‫الرسالة‪‌،‬ككشاؼ‌القناع‌ٔ‌‪‌ِِْ‌/‬ط‌مكتبة‌النصر‌ا‪٢‬بديثة‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عبد‌ا‪٣‬بالق‌اليوسف‌كىو‌شيخ‌معاصر‌من‌علماء‌القرف‌الرابع‌عشرة‪‌،‬كلد‌ٗبحافظة‌ا‪٤‬بنوفية‌ٗبصر‌عاـ‌‬
‫ُّٗٗ‌ـ‌كحصل‌على‌العا‪٤‬بية‌من‌كلية‌الشريعة‌با‪١‬بامعة‌اإلسبلمية‌با‪٤‬بدينة‌ا‪٤‬بنورة‪‌.‬عمل‌مدرسا‌ٗبدارس‌الكويت‌من‌ُٓٔٗ‌ـ‌‬
‫إىل‌َُٗٗ‌ـ‪‌،‬لو‌مؤلفات‌كثّبة‌تربوا‌على‌ُٔ‌منها‌ىذا‌ا‪٤‬برجع‌‪‌،‬كجوب‌تطبيق‌ا‪٢‬بدكد‌الشرعية‪‌،‬‬

‫(ّ)‌‌‌كجوب‌تطبيق‌ا‪٢‬بدكد‌الشرعية‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌اليوسف(ص‪‌،)ّْ‌:‬طِ‪‌َُْْ‌،/‬ىػ‌ُْٖٗ‌ـ‪‌،‬مكتبة‌ابن‌تيمية‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌‌‌ ‌ ‌ا‪١‬بموع ‌البهية ‌للعقيدة ‌السلفية ‌‪‌ ،‬أبو ‌ا‪٤‬بنذر ‌‪٧‬بمود ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌مصطفى ‌بن ‌عبد ‌اللطيف ‌ا‪٤‬بنياكم‪‌،)َٔ‌/‌ ُ(‌،‬‬
‫طُ‪‌ُِْٔ‌،/‬ىػ‌‪‌ََِٓ‌-‬ـ‪‌،‬مكتبة‌ابن‌عباس‪‌،‬مصر‪‌ .‬‬
‫(ٓ)‌‌‌ ‌ ‌القرطيب ‌(ا‪٤‬بفسر)‌ ‌ىو ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌أيب ‌بكر ‌بن ‌فرح‪‌.‬أندلسي ‌من ‌أىل ‌قرطبة ‌أنصارم‪‌ ،‬من ‌كبار ‌ا‪٤‬بفسرين‪‌.‬‬
‫اشتهر ‌بالصبلح ‌كالتعبد‪‌ .‬رحل ‌إىل ‌ا‪٤‬بشرؽ ‌كاستقر ‌ٗبنية ‌ابن ‌ا‪٣‬بصيب ‌[الديباج ‌ا‪٤‬بذىب ‌يف ‌معرفة ‌أعياف ‌علماء‌‬
‫ا‪٤‬بذىب‌‪‌،‬ابن‌فرحوف‪‌،‬برىاف‌الدين‌اليعمرم‌‪‌،‬ص‌ُّٕ‪‌،‬دار‌الَباث‌للطبع‌‪‌،‬القاىرة‌‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع]‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ٔ)‌‌‌‌‌تفسّب‌القرطيب‪‌،‬أبوعبدهللا‌‌‌القرطيب‌‌‪)ُِٗ‌/‌ُ(‌،‬دارالكتب‌ا‪٤‬بصرية–القاىرة‌‪‌،‬طِ‪ُّْٖ‌،‌/‬ىػ‌‪ُْٗٔ‌-‬ـ‪‌ ‌.‬‬
‫( ٕ)‌‌‌ىو ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌ا‪٢‬بسن ‌بن ‌فورؾ‪‌ ،‬أبو‌بكر‌من ‌أىل‌أصبهاف‌كأقاـ‌بالرم‌كبالعراؽ‪‌.‬متكلم ‌فقيو‪‌،‬أصويل‪‌ ،‬كلغوم‪‌.‬مشارؾ‌‬
‫يف‌أنواع‌من‌العلوـ‪[‌.‬طبقات‌الشافعية‌الكربل‌للسبكي‪‌،)ُِ‌/‌ْ(‌،‌:‬طّ‪ُُّْ‌،/‬ىػ‌ىجر‌للطباعة‌كالنشر‪‌ ]‌.‬‬
‫( ٖ)‌‌‌تفسّب‌ابن‌فورؾ‌‪‌)ُُِ‌/‌ِ(‌،‬طُ‪‌ََِٗ‌-‌َُّْ‌‌/‬ـ‌جامعة‌أـ‌القرل‌‪‌-‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‪‌ .‬‬

‫‪9‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌كالزجر‪‌ :‬ىو ‌ا‪٤‬بنع ‌كالردع‪‌ ،‬كالزاجرات ‌ىي ‌ا‪٤‬ببلئكة ‌الٍب ‌تزجر ‌اإلنساف ‌يف ‌أعمالو‪‌ ،‬كىي‌‬
‫تزجر‌الكافر‌عن‌الشرؾ‌كا‪٤‬بؤمن‌عن‌ا‪٤‬بعاصي(ُ)‪.‬‬
‫كقيل‪(‌ :‬كالزاجرات) ‌أم ‌تزجر ‌السحب ‌ألهنا ‌لو ‌بقيت ‌يف ‌السماء ‌‪٢‬بالت ‌بْب ‌األرض‌‬
‫كضوء ‌الشمس‪‌ ،‬كاألرض ‌ٕباجة ‌إىل ‌ضوء ‌الشمس ‌كا‪٢‬بياة ‌‪٧‬بتاجة ‌للشمس‪‌ ،‬فهي ‌تزجر‌‬
‫السحاب‌كتصرفو‪،‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭼ(ِ)‪ .‬الرادعات‌ا‪٤‬بانعات‌من‌الشرؾ‌كمن‌ا‪٤‬بعصية(ّ)‪.‬‬
‫قاؿ‌تعاىل‪‌ :‬ﭽ ﭭ ﭼ ‌قيل‪‌:‬إنو ‌زجر ‌زجرا ‌شديدا‪‌ ،‬كالزجر‪‌:‬ىو ‌النهر ‌بشدة ‌كعنف‪‌،‬‬
‫كالداؿ ‌ىنا ‌منقلبة ‌عن ‌تاء‪‌ ،‬كقد ‌قاؿ ‌العلماء‪‌ :‬إف ‌زيادة ‌ا‪٤‬ببُب ‌يدؿ ‌على ‌زيادة ‌ا‪٤‬بعُب‪‌،‬‬
‫كا‪٤‬بعُب‪‌:‬أنو‌زجر‌شديد(ْ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫قاؿ‌ابن‌جرير‌الطربم(ٓ)‪‌ .‬يف‌تفسّب‌قولو‌تعاىل‌‪ ‌:‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ(ٔ)‪ .‬كاف‌‬
‫زجرىم ‌إياه ‌كعيدىم ‌لو ‌بالشتم ‌كالرجم ‌بالقوؿ ‌القبيح‪‌‌،‬كاهتموه ‌كزجركه ‌كأكعدكه ‌لئن ‌مل‌‬
‫يفعل‌ليكونن‌من‌ا‪٤‬برجومْب(ٕ)‪،‬كقرأ‌ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ(ٖ)‪‌ .‬‬
‫كالراجح‌عند‌الباحث‌‌ىو‌تعريف‌الفقهاء‌ٗبعُب‪‌:‬النهي‌كا‪٤‬بنع؛‌ألنو‌ىو‌الذم‌يتباذر‌إىل‌‬
‫الذىن‌‌عند‌ذكر‌كلمة‌الزجر‪‌،‬كىو‌الصواب‌إف‌شاء‌هللا‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌تفسّب‌القرآف‌الكرًن‪٧‌:‌،‬بمد‌ا‪٤‬بنتصر‌با﵁‌بن‌‪٧‬بمد‌الزمزمي‌الكتاين‌ا‪٢‬بسِب‌‪‌)‌ِٓٓ/‌ِ(،‬بدكف‌الطبعة‌كتارٱبها‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌الصافات‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ِ‌:‬‬
‫( ّ)‌‌‌تفسّب‌ا‪٤‬بنتصر‌الكتاين‪‌،‬نفس‌ا‪٤‬برجع‌‪‌ ‌.‌)‌ِٓٓ/‌ِ(‌،‬‬
‫(ْ)‌‌‌لقاء‌الباب‌ا‪٤‬بفتوح‌‪٧‌،‬بمد‌بن‌صاحل‌بن‌‪٧‬بمد‌العثيمْب‌(ا‪٤‬بتوىف‌‪ُُِْ‌:‬ىػ)‌(ٖ‪‌،)ُِٖ/‬بدكف‌الطبعة‌كتارٱبها‪‌ .‬‬
‫(ٓ)‌‌‌ىو ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌جرير ‌بن ‌يزيد ‌بن ‌كثّب‪‌ ،‬من ‌أىل ‌طربستاف‪‌ ،‬كلد‌عاـ‌‪‌ ِِْ(‌:‬ىػ)‪-‬استوطن ‌بغداد ‌كأقاـ ‌هبا ‌إىل ‌حْب‌‬
‫كفاتو‪‌.‬من ‌أكابر ‌العلماء‪‌.‬كاف ‌حافظا ‌لكتاب ‌هللا‪‌ ،‬فقيها ‌يف ‌األحكاـ‪‌ ،‬عا‪٤‬با ‌بالسنن ‌كطرقها‪[‌ ‌ ،‬تذكرة‌ا‪٢‬بفاظ‌كذيولو‪‌،‬‬

‫‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عثماف‌الذىىب‪)ُِٓ‌/‌ِ(‌‌،‬طُ‪‌‌/‬دار‌الكتب‌العلمية‌بّبكت‪‌-‬لبنافُُْٗىػ‪ُٖٗٗ‌-‬ـ‌‪‌ ]‌.‬‬
‫(ٔ)‌‌‌سورة‌القمر‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ٗ‌:‬‬
‫(ٕ)‌‌‌تفسّب‌الطربم‌جامع‌البياف‌عن‌تأكيل‌آم‌القرآف‪‌‌،‬بن‌جرير‌الطربم‪‌،‌‌)ٕٕٓ‌/‌ِِ(‌،‬طُ‪‌/‬دار‌الفكر‌للنشر‪‌ ‌‌.‬‬
‫(ٖ)‌‌‌سورة‌الشعراء‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ُُٔ‌:‬‬

‫‪11‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬ادلبحث الثاين ‪ :‬مشروعية الزجر‪ ،‬وأساليبها‪.‬‬


‫شرع‌هللا‌الزجر‌يف‌األمة‌‌كيشهد ‌بوجوده‌القرآف‌الكرًن‌كالسنة‌النبوية‪‌،‬كاتبع ‌العلماء‌ىذا‌‬
‫ا‪٤‬بنهج‌عند‌اسنتباطهم ‌األحكاـ‌من‌اآليات‌كاألحاديث‪‌،‬إذا‌فالزجر‌كسيلة‌موجودة‌يف‌‬
‫الشريعة‌‪٤‬بنع‌الضرر‌على‌اختبلؼ‌‌أشكالو‌كصوره‪‌،‬فقد‌كرد‌الزجر‌يف‌النصوص‌على‌‬
‫صور‌‪٨‬بتلفة‌منها‪‌ :‬‬
‫التحذير‪ :‬ومن أمثلتو‬ ‫أ)‬
‫قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ ﰥ ﰦ‬

‫ﰧ ﰨ ﰩ ﰪ ﰫ ﰬ ﰭ ﰮ ﰯ ﰰ ﰱ ﰲﭼ(ُ)‪‌ .‬‬
‫ككجو‌الزجر‌يف‌ىذه‌اآليات‌أخرب‌سبحانو‌عن‌قوؿ‌أىل‌النار‌كذلك‌بغرض‌الزجر‌كالردع‌‬
‫عن‌االشَباؾ‌كترؾ‌الصلوات‌كالصدقات‪‌،‬كللَبغيب‌يف‌اإلقداـ‌‌على‌امتثاؿ‌ا‪٤‬بأمورات‌‬
‫كليحذر‌ا‪٤‬بخاطبْب‌من‌ارتكاب‌ما‌يوقعهم‌يف‌ا‪٤‬بعاقبات‌كما‌فعل‌أىل‌النار(ِ)‌كقاؿ‌‬
‫تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﭼ (ّ)‪‌ .‬‬
‫معىن اآلية‪:‬‬
‫‌قاؿ ‌إ‪٠‬باعيل ‌حقي (ْ)‪‌ .‬يف ‌تفسّبه‪‌ ‌ :‬كا‪٤‬براد ‌باأليدم ‌األنفس ‌فإف ‌اليد ‌الزـ ‌للنفس‌‬
‫ك‪ٚ‬بصيص‌اليد‌من‌بْب‌سائر‌ا‪١‬بوارح‌البلزمة؛‌‪٥‬با‌ألف‌أكثر‌األعماؿ‌يظهر‌با‪٤‬بباشرة‌باليد‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بدثر‪‌،‬اآليات‪‌ ‌‌.ْٕ-ِْ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌التلخيص‌يف‌أصوؿ‌الفقو‪‌،‬إلماـ‌ا‪٢‬برمْب‌ا‪١‬بويِب‪‌)ِّٗ‌/ُ(‌،‬طُ‪‌،‬دار‌البشائر‌اإلسبلمية‪ُُْٕ‌،‬ىػ‌‪ُٗٗٔ‌-‬ـ‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌البقرة‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ُٗٓ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌إ‪٠‬باعيل ‌حقي ‌بن‌مصطفى ‌اإلستانبويل ‌ا‪٢‬بنفي ‌ا‪٣‬بلويت‌‪‌،‬ا‪٤‬بوىل‌أبو ‌الفداء ‌‪‌،‬متصوؼ ‌مفسر‌‪‌،‬تركي ‌مستعرب‪‌.‬كلد‌يف‌‬
‫آيدكس‌كسكن‌القسطنطينية‌كانتقل‌إىل‌بركسة‌‪‌‌،‬األعبلـ‌للزركلي‌(ُ‌‪‌ .)ُّّ‌/‬‬

‫‪11‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َّهلي ىك ً‌ة}‌أم ‌‪‌:‬ا‪٥‬ببلؾ ‌باإلسراؼ ‌كتضييع ‌كجو ‌ا‪٤‬بعاش‌‌‬ ‫كا‪٤‬بعُب ‌ال ‌تطرحوا ‌أنفسكم ‌{إً ى‌‬
‫ىل ‌التػ ٍ‬
‫أك ‌بالكف ‌عن ‌الغزك ‌كاإلنفاؽ ‌يف ‌مهماتو ‌فإف ‌ذلك ‌‪٩‬با ‌يقوم ‌العدك ‌كيسلطو ‌عليكم ‌أم‌‬
‫‪‌:‬إىل‌ما‌يكوف‌سبب‌ان‌‪٥‬ببلككم‌من‌اإلقامة‌يف‌األىل‌كا‪٤‬باؿ‌كترؾ‌ا‪١‬بهاد(ُ)‪‌ .‬‬
‫ا‌ما‌يهلككم؛‌ألنو‌من‌ألقى‌يده‌إىل‌الشيء‌فقد‌‬
‫و‬ ‫ككجو‌الزجر‌يف‌ىذه‌اآلية‌تعِب‌ال‌تقربو‬
‫قرب‌منو‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬

‫ﭞ ﭟ ﭼ(ّ)‪‌ .‬‬
‫كاإلخبار ‌عنها ‌بقولو ‌رجس ‌كقولو ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ(ْ)‪.‬كل‌‬
‫رجس‌حراـ‌كاالجتناب‌أف‌٘بعل‌الشيء‌جانبا‌كناحية‪‌ .‬‬
‫ككصفو ‌بأنو ‌من ‌عمل ‌الشيطاف‪‌ ،‬كالشيطاف ‌ال ‌يأيت ‌منو ‌إال ‌الشر ‌البحت‪‌ ،‬كاألمر‌‬
‫باالجتناب ‌كترجية ‌الفبلح ‌كىو ‌الفوز ‌باجتنابو ‌فا‪٣‬بيبة ‌يف ‌ارتكابو‪‌ ،‬كبدئ ‌با‪٣‬بمر ‌ألف‌‬
‫سبب‌النػزكؿ‌إ٭با‌كقع‌هبا‌من‌الفساد‌كألهنا‌‪ٝ‬باع‌اإلمث‪.)ٓ(‌.‬‬
‫ك‪٤‬با ‌كاف ‌الشيطاف ‌ىو ‌الداعي ‌إىل ‌التلبس ‌هبذه ‌ا‪٤‬بعاصي‪‌ ،‬كا‪٤‬بغرم ‌هبا ‌جعلت ‌من ‌عملو‌‬
‫كفعلو ‌كنسبت ‌إليو ‌على ‌جهة ‌اجملاز ‌كا‪٤‬ببالغة ‌يف ‌كماؿ ‌تقبيحو ‌كما ‌جاء ‌فوكزه ‌موسى‌‬
‫فقضى‌عليو‌قاؿ‌ىذا‌من‌عمل‌الشيطاف‌‌(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ)‌‌‌تفسّب‌ركح‌البياف‌‪‌،‬إ‪٠‬باعيل‌حقي‌‌‪‌)َّٖ‌/‌ُ(،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العرىب‌‌بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌التلخيص‌يف‌أصوؿ‌الفقو‪‌،‬إلماـ‌ا‪٢‬برمْب‌‪‌،‬ا‪٤‬برجع‌السابق‪‌ ‌‌‌‌)ِّٗ‌/‌ُ(‌،‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.َٗ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بج‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.َّ‌:‬‬
‫(ٓ)‌‌‌تفسّب‌البحر‌ا﵀يط‪‌،‬﵀مد‌بن‌يوسف‌الشهّب‌بأيب‌حياف‪)ّٕٓ‌/‌ْ(‌،‬طُُُّْىػ‪‌،.‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بّبكت‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌‌‌تفسّب‌البحر‌ا﵀يط‪‌،‬نفس‌ا‪٤‬برجع‪‌ ‌‌)ّٕٓ‌/‌ْ(‌،‬‬

‫‪12‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ككجو‌الزجر‌يف‌ىذه‌اآلية‌‪‌:‬أسلوب‌األمر‌يف‌قولو‌تعاىل‪ :‬ﭽ ﭝ ﭼ ‌يعُب‌صّبكا‌يف‌‬


‫جانب‌كىو‌يف‌جانب‪‌،‬كىذا‌بالغ‌يف‌الزجر‌أكثر‌من‌أتركوه؛‌ألف‌ما‌يؤمر‌باجتنابو‌فإنو‌‬
‫ال‌ٯبوز‌القرب‌منو‌فضبل‌عن‌مبلبستو‌كفضبل‌عن‌تعاطيو‌كشربو(ُ)‪‌ .‬‬
‫ب) التوبيخ واإلنكار ومن أمثلتو‪.‬‬
‫قاؿ‌هللا‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬

‫ﯷ ﭼ(ِ)‪‌ .‬‬
‫كأشار ‌اإلماـ ‌الرازم(ّ)‪‌ ‌ ،‬يف ‌ ‌‬
‫تفسّبه‪‌ :‬قاؿ ‌فوٖبهم ‌هللا ‌تعاىل ‌على ‌الكبلـ ‌يف ‌معرض‌‬
‫االستفهاـ‌على ‌سبيل ‌اإلنكار ‌كالغرض ‌منو ‌الزجر ‌كالتوبيخ‌كأف ‌يقرر ‌هللا‌يف ‌نفوسهم ‌أهنم‌‬
‫يعلموف‌أهنم‌كانوا‌كاذبْب‌فيما‌يقول ‌وف(ْ)‪‌ .‬‬
‫كالتوبيخ ‌يف ‌ىذه ‌اآلية ‌على ‌اليهود ‌كالنصارل ‌على ‌كذهبم ‌يف ‌قو‪٥‬بم ‌بأسلوب ‌استفهاـ‌‬
‫إنكارم‌الغرض‌منو‌الزجر‌كالتوبيخ‌‪٥‬بم‌على‌ىذا‌الكذب‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‌‪‌:‬ﭽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ(ٓ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌نفس‌ا‪٤‬برجع‪‌ ‌‌)ّٕٓ‌/‌ْ(‌،‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌البقرة‌‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.َُْ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌ىو ‌‪٧‬بمد‌بن ‌عمر ‌بن ‌ا‪٢‬بسْب ‌بن ‌ا‪٢‬بسن‪‌ ،‬الرازم‪‌ ،‬فخر ‌الدين‪‌ ،‬أبو ‌عبد ‌هللا‪‌ ،‬ا‪٤‬بعركؼ‌بابن ‌ا‪٣‬بطيب‪‌.‬من ‌نسل ‌أيب‌بكر‌‬
‫الصديق ‌رضي ‌هللا ‌عنو‪‌ .‬كلد ‌عاـ ‌‪‌ ْْٓ(‌ :‬ىػ)‪‌ -‬بالرم ‌كإليها ‌نسبتو‪‌ ‌ ،‬من ‌تصانيفو‪((‌ :‬معامل ‌األصوؿ)) ‌؛ ‌ك‌‬
‫((ا﵀صوؿ)) ‌يف ‌أصوؿ ‌الفقو‪[‌ .‬األعبلـ ‌خّب ‌الدين ‌بن ‌‪٧‬بمود ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌علي ‌بن ‌فارس‪‌ ،‬الزركلي ‌الدمشقي‌‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪ُّٗٔ‌:‬ىػ)‌‪‌،)َِّ‌/‌ٕ(‌،‬طُٓ‪‌‌/‬مايو‌ََِِ‌ـ‌‪‌،‬دار‌العلم‌للمبليْب]‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ْ)‌‌مفاتيح‌الغيب‪‌،‬أبو‌عبد‌هللا‌ا‪٤‬بلقب‌بفخر‌الدين‌الرازم‌(ْ‌‪)ٖٗ‌/‬طّ‪َُِْ‌/‬ىػ‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌بّبكت‪‌ .‬‬
‫(ٓ)‌‌‌سورة‌الصافات‌‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ُّٓ‌:‬‬

‫‪13‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌يقوؿ ‌تعاىل ‌ذكره ‌موٖبا ‌ىؤالء ‌القائلْب ‌﵁ ‌البنات ‌من ‌مشركي ‌قريش‪‌:‬ﭽ ﯾ ﭼ ‌هللا‌‬
‫أيها ‌القوـ ‌ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ ‌؟ ‌كالعرب ‌إذا ‌كجهوا ‌االستفهاـ ‌إىل ‌التوبيخ ‌أثبتوا ‌ألف‌‬
‫االستفهاـ ‌أحيانا ‌كطرحوىا ‌أحيانا‪‌ ،‬كما ‌قيل‪(‌:‬أذىبتم)‌بالقصر ‌(طيباتكم ‌يف ‌حياتكم‌‬
‫الدنيا)‌يستفهم ‌هبا‪‌ ،‬كال ‌يستفهم ‌هبا‪‌ ،‬كا‪٤‬بعُب ‌يف ‌ا‪٢‬بالْب ‌كاحد‪‌ ،‬كإذا ‌مل ‌يستفهم ‌يف ‌قولو‌‬
‫(أصطفى ‌البنات) ‌ذىبت ‌ألف ‌اصطفى ‌يف ‌الوصل‪‌ ،‬كيبتدأ ‌هبا ‌بالكسر‪‌ ،‬كإذا ‌استفهم‌‬
‫فتحت‌كقطعت(ُ)‪‌ .‬‬
‫ووجو االستدالل من اآلية ‪:‬‬
‫أف‌هللا ‌كجو‌الزجر‌يف‌ىذه‌اآلية‌‪٨‬باطبا‌ٗبشركي‌قريش‌بالقوؿ‌‪‌:‬ىل‌اصطفى‌هللا‌البنات‌‬
‫على‌البنْب‌كما‌قلتم‌كزعمتم؟‌كىو‌أسلوب‌استفهاـ‌ٗبعُب‌الزجر‌كأنكر‌هللا‌تعاىل‌‌فيو‌ما‌‬
‫ادعاه‌‌الضال ‌وف‌‌كفيو‌توبيخ‌‪٥‬بم‌على‌قلوهبم‪‌ ‌.‬‬
‫ج) التنفري ‪-:‬‬
‫كىو‌أسلوب‌‪٦‬بد‌يف‌الزجر؛‌ألنو‌ٯبعل‌ا‪٤‬برء‌ينفر‌من‌ا‪٤‬بعصية‌كيبتعد‌عنها‌بدافع‌نفسي‌‬
‫ى‌‬
‫داخلي‌منو‌‪‌،‬كال‌يَبكها‌امتثاال‌فحسب‌‪‌،‬كمثالو‪:‬قولو‌‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌قاؿ‪«‌:‬ليس‌‬
‫لنا ‌مثل ‌السوء‪‌ ،‬الذم ‌يعود ‌يف ‌ىبتو ‌كالكلب ‌يرجع ‌يف ‌قيئو»‪‌ ،‬كيف ‌أخرل ‌«كالكلب‌‬
‫يقيء‪‌،‬مث‌يعود‌فيو‌فيأكلو»(ِ)‪‌ .‬‬
‫ككجو‌الزجرىو‌‪‌:‬أف‌التشبيو‌ىنا‌أبلغ‌يف‌الزجر‌عن‌الرجوع‌عن‌ا‪٥‬ببة‌‪٩‬با‌لو‌قاؿ‌ال‌تعودك‌‬
‫يف‌ا‪٥‬ببة؛‌ألنو‌تشبيو‌ٗبا‌تعافو‌النفس‌اإلنسانية‌‪‌،‬فيحقق‌النتفّب‌عن‌الفعل‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌تفسّب‌الطربم‪‌،‬ا‪٤‬برجع‌السابق‪‌ ‌‌.‌)ُُٗ‌/‌ُِ(‌‌،‬‬
‫(ِ)‌‌‌أخرجو ‌البخارم ‌يف ‌صحيحو‌‪‌،‬كتاب ‌ا‪٥‬ببة‪‌ ،‬باب ‌ىبة ‌الرجل ‌المرأتو ‌كا‪٤‬برأة ‌لزكجها‪‌‌،)َُٔ‌/‌ ٓ(‌ ،‬كأخرجو ‌مسلم ‌يف‌‬
‫ا‪٥‬ببات‪‌،‬باب‌‪ٙ‬برًن‌الرجوع‌يف‌الصدقة‌كا‪٥‬ببة‌بعد‌القبض‌إال‌ما‌كىبو‌لولده‌كإف‌سفل‪‌،‬رقم‌(ُِِٔ) ‌‬

‫‪14‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫د) العقوبة ‪ ،‬والنتيجة ‪ ،‬واألثر‪-:‬‬


‫كقد‌كردت‌ىنا‌آيات‌‌كأحاديث‌نبوية‌فيها‌كعيد‌بالعقوبة‌على‌ما‌يراد‌الزجر‌عنو‪‌ .‬‬
‫قاؿ‌تعاىل‪:‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ(ُ)‪‌ .‬‬
‫معُب‌اآلية‌‪‌ ‌:‬‬
‫قاؿ‌البغوم(ِ)‌يف‌تفسّبه‪‌:‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‪‌،‬يعِب‌القرآف‌فلم‌يؤمن‌بو‌كمل‌يتبعو‪‌،‬‬
‫فإف‌لو‌معيشة‌ضنكا‪‌،‬ضيقا‪‌،‬كفسر‌بعض‌الصحابة‌بقو‪٥‬بم‌‪‌:‬ىو‌عذاب‌القرب‪‌.‬ﭽﯻ‬

‫ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ‌ ‌‬
‫قاؿ‌ابن‌عباس(ّ)‪‌:‬أعمى‌البصر‪‌.‬كقاؿ‌‪٦‬باىد(ْ)‪‌:‬أعمى‌عن‌ا‪٢‬بجة‌(ٓ)‪‌ ‌.‬‬
‫ككجو‌الزجر‪‌:‬كما‌أف‌ا‪٤‬بتبع‌للدين‌كالقرآف‌ٰبيا‌حياة‌طيبة‌‪‌،‬فإف‌ا‪٤‬بعرض‌عن‌الدين‌يطمح‌‬
‫يف‌الدنيا‌كٰبرص‌عليها‪‌،‬فيسلط‌عليو‌الشح‌الذم‌يقبض‌يديو‌عن‌اإلنفاؽ‌فيكوف‌عيشو‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌طو‌‪‌،‬اآلية‪‌ ‌‌.ُِْ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌ىو ‌ا‪٢‬بسْب ‌بن ‌مسعود ‌بن ‌‪٧‬بمد‪‌ ،‬الفراء‪‌ ،‬البغوم‪‌.‬شافعي‪‌.‬فقيو‪٧‌.‬بدث‪‌.‬مفسر‪‌.‬نسبتو ‌إىل ‌((بغشور))‌كلد‌عاـ‌‪‌:‬‬
‫ىراة‌كمرك‪‌.‬كتويف‌عاـ‪‌َُٓ‌:‬ىػ)‌من‌مصنفاتو‌((التهذيب))‌يف‌فقو‌الشافعية؛‌ك‌‬
‫(ّْٔ‌ىػ)‪‌-‬من‌قرل‌خراساف‌بْب‌ ‌‬
‫((شرح ‌السنة))‌يف ‌ا‪٢‬بديث؛ ‌ك ‌((معامل ‌التنزيل))‌يف ‌التفسّب‪[‌ .‬الكامل ‌يف ‌التاريخ ‌‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌أيب‌الكرـ‌‬
‫‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الكرًن‌بن‌عبد‌الواحد‌الشيباين‪ٙ‌،)َُٓ‌/ٔ(‌،‬بقيق‪‌:‬عمر‌عبد‌السبلـ‌تدمرم‪‌،‬دار‌الكتاب‌‬
‫العريب‪‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‪‌،‬طُ‪ُُْٕ‌،‌/‬ىػ‌‪ُٕٗٗ‌/‬ـ‪‌ ].‬‬
‫(ّ)‌‌‌ىو‌عبد‌هللا‌بن‌عباس‌بن‌عبد‌ا‪٤‬بطلب‪‌.‬قرشي‌ىامشي‪‌.‬حرب‌األمة‌كتر‪ٝ‬باف‌القرآف‪‌.‬أسلم‌صغّبا‌كالزـ‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌بعد‌الفتح‌‬
‫كركل‌عنو‪‌.‬كاف‌ا‪٣‬بلفاء‌ٯبلونو‪‌.‬شهد‌مع‌علي‌ا‪١‬بمل‌كصفْب‪‌.‬ككف‌بصره‌يف‌آخر‌عمره‪‌.‬كاف‌ٯبلس‌للعلم‪‌،‬فيجعل‌يوما‌للفقو‪‌،‬كيوما‌‬
‫للتأكيل‪‌،‬كيوما‌للمغازم‪‌،‬كيوما‌للشعر‪‌،‬كيوما‌لوقائع‌العرب‪‌.‬تويف‌بالطائف‪[‌‌.‬نسب‌قريش‌ص‌ِٔ]‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌‌‌ىو‌‪٦‬باىد‌بن‌جرب‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بجاج‌موىل‌قيس‌بن‌السائب‌ا‪٤‬بخزكمي‪‌.‬شيخ‌ا‪٤‬بفسرين‪‌.‬أحذ‌التفسّب‌عن‌ابن‌عباس‪‌.،‬كاف‌ثقة‌فقيها‌كرعا‌عابدا‌‬
‫متقنا‪‌.‬اهتم ‌بالتدليس ‌يف ‌الراكية ‌عن ‌علي ‌كغّبه‪‌.‬كأ‪ٝ‬بعت ‌األمة ‌على ‌إمامتو‪‌ .‬مؤلفو ‌((تفسّب ‌‪٦‬باىد))‌[هتذيب‌التهذيب‪‌،‬أبو‌الفضل‌‬
‫أ‪ٞ‬بد‌بن‌حجر‌العسقبلين‌(ا‪٤‬بتوىف‪ِٖٓ‌:‬ىػ‪‌‌)ْْ‌/‌َُ(،‬طُ‪ُِّٔ‌،‌/‬ىػ‌‪‌،‬مطبعة‌دائرة‌ا‪٤‬بعارؼ‌النظامية‪‌،‬ا‪٥‬بند‌] ‌‬
‫(ٓ)‌‌‌تفسّب‌البغ‌وم‌‪‌،‬أبو‌‪٧‬بمد‌ا‪٢‬بسْب‌بن‌مسعود‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌الفراء‌البغوم‌الشافعي‌‪‌،‬ا﵀قق‌‪‌:‬عبد‌الرزاؽ‌ا‪٤‬بهدم‌‪‌)ِٕٖ‌/‌ّ(‌،‬طُ‪‌،‌/‬‬
‫َُِْ‌ىػ‌دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‌‪‌ .‬‬

‫‪15‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ضنكا‌كحياتو‌مظلمة‪‌،‬كذكر‌ىذه‌النتيجة‌لئلعراض‌عن‌الدين‌دافع‌التباع‌تعاليم‌الدين‪‌،‬‬
‫كزاجر‌عن‌اإلعراض؛‌ألف‌كل‌إنساف‌ٰبب‌العيش‌بسعة‌كراحة‌باؿ‌‪‌،‬كإذا‌كاف‌اتباع‌‬
‫الدين‌طريق‌ذلك‌فهذا‌دافع‌قوم‌لبللتزاـ‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫كعن‌أيب ‌موسى ‌األشعرم(ِ)‪‌ -‌‌ .‬رضي ‌هللا ‌عنو ‌‪‌ -‬أف ‌النيب ‌‪‌ -‬صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم‪‌-‬‬
‫قاؿ‪«:‬من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح‌فليس‌منا»(ّ)‪‌.‬‬
‫‌كا‪٤‬براد ‌أنو ‌‪ٞ‬بل ‌عليو ‌السبلح ‌ليقتل ‌ككاف ‌قصد ‌ا﵀موؿ ‌عليو ‌قتل ‌ا‪٢‬بامل ‌أيضا ‌(فهما‌‬
‫على ‌جرؼ) ‌(ْ)‪‌ ‌ .‬أما ‌القاتل ‌فظاىر ‌كأما ‌ا‪٤‬بقتوؿ ‌فلقصده ‌قتل ‌أخيو ‌كفيو ‌أف ‌من ‌نول‌‬
‫معصية‌كأصر‌أمث‌كإف‌مل‌يفعلها(ٓ)‪‌ .‬‬
‫ككجو‌الزجر‌يف‌ىذا‌ا‪٢‬بديث‌‪ٞ‬بل‌بقصد‌قتاؿ‌ا‪٤‬بسلمْب‪‌،‬كعقوبتو‌أنو‌ال‌يعد‌ا‪٤‬بسلمْب‌إف‌‬
‫استحل‌قتا‪٥‬بم‌كإف‌مل‌يستحل‌فليس‌متخلقا‌بأخبلؽ‌ا‪٤‬بسلمْب‪‌،‬كال‌عن‌طريقهم‌‌كذلك‌‬
‫مبالغة‌يف‌الزجر‌عن‌إدخاؿ‌الرعب‌يف‌قلوب‌الناس‌كبالتايل‪‌:‬ىو‌حث‌على‌توفّب‌األمن‌‬
‫‪٥‬بم(ٔ)‪‌،‬لقولو‌صلى‌هللا ‌عليو ‌كسلم‪‌:‬ال ‌يدخل‌ا‪١‬بنة ‌من ‌كاف ‌يف ‌قلبو ‌مثقاؿ ‌ذرة ‌من ‌كرب‌‬

‫(ُ)‌‌‌الكشاؼ‌أبو‌القاسم‌‪٧‬بمود‌بن‌عمرك‌بن‌أ‪ٞ‬بد‪‌،‬ال‌ز‪٨‬بشرم‌جار‌هللا‌‌(ّ‪‌،)ُُٕ/‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّب‌كت‪‌ .‬‬

‫(ِ)‌‌‌ىو‌عبد‌هللا‌بن‌قيس‌بن‌سليم‪‌،‬من‌األشعريْب‪‌،‬كمن‌أىل‌زبيد‌باليمن‪‌.‬صحايب‌من‌الشجعاف‌الفا‪ٙ‬بْب‌الوالة‪‌.‬قدـ‌مكة‌عند‌ظهور‌اإلسبلـ‪‌،‬‬
‫فأسلم‪‌ ،‬كىاجر ‌إىل ‌ا‪٢‬ببشة‪‌.‬كاستعملو ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌على ‌زبيد ‌كعدف‪‌.‬ككاله ‌عمر ‌بن ‌ا‪٣‬بطاب ‌البصرة ‌سنة ‌ُٕىػ‪‌ ،‬فافتتح‌‬
‫أصبهاف ‌كاألىواز‪‌ ،‬ك‪٤‬با ‌كيل ‌عثماف ‌أقره ‌عليها‪‌ ،‬مث ‌كاله ‌الكوفة‪‌.‬كأقره ‌علي‪‌ ،‬مث ‌عزلو‪[‌ .‬غاية‌النهاية‌يف‌طبقات‌القراء ‌‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌‬
‫ا‪٣‬بّب‌ابن‌ا‪١‬بزرم‪٧‌،‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌يوسف‌(ا‪٤‬بتوىف‪ّّٖ‌:‬ىػ)‪‌)ِْْ‌/‌ُ(‌،‬مكتبة‌ابن‌تيمية‌‪‌،‬طُ‪ُُّٓ‌/‬ىػ‌] ‌‬
‫(ّ)‌‌‌أخرجو‌ ‌البخارم ‌يف ‌صحيحو‌‪‌،‬كتاب ‌الفًب‪‌ ،‬باب ‌قوؿ ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم‪"‌:‬من ‌‪ٞ‬بل ‌علينا ‌السبلح ‌فليس ‌منا"‪‌)َِ‌/‌ ُّ(،‬‬
‫كمسلم‌يف‌اإلٲباف‪‌،‬باب‌قوؿ‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪"‌:‬من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح‌فليس‌منا‌"‪‌،‬رقم‌(ََُ)‌ ‌‬
‫(ْ)‌‌با‪١‬بيم‌كضم‌الراء‌كسكوهنا‌جانب‌أك‌طرؼ‌(جهنم)‌أم‌ٮبا‌قريب‌من‌السقوط‌فيها‌انظر‌‪‌:‬فيض‌القدير‪‌ )ِّٔ‌/‌ُ(‌،‬‬
‫(ٓ) ‌ ‌فيض ‌القدير‪‌ ،‬زين ‌الدين ‌‪٧‬بمد ‌ا‪٤‬بدعو ‌بعبد ‌الرؤكؼ ‌بن ‌تاج ‌العارفْب ‌بن ‌علي ‌بن ‌زين ‌العابدين ‌ا‪٢‬بدادم ‌مث ‌ا‪٤‬بناكم‌‬
‫القاىرم‌(ا‪٤‬بتوىف‪َُُّ‌:‬ىػ)‪‌)ِّٔ‌/‌ُ(‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌بّبكت–‌لبناف‪‌،‬طُ‪‌ُُْٓ‌/‬ىػ‌‪ُْٗٗ‌-‬ـ‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌‌ا‪٤‬برجع‌نفسو‪‌ ‌)ُُِ‌/‌ٔ(‌‌،‬‬

‫‪16‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫قاؿ‌رجل‌‪‌:‬إف‌الرجل‌ٰبب‌أف‌يكوف‌ثوبو‌حسنا‌كنعلو‌حسنة‌‪‌،‬قاؿ‌‪‌:‬إف‌هللا‌‪ٝ‬بيل‌ٰبب‌‬
‫ا‪١‬بماؿ‌‪‌،‬الكرب‌بطر‌ا‪٢‬بق‌‪‌،‬كغمط‌الناس(ُ)‪‌ .‬‬
‫معىن احلديث ‪:‬‬
‫قاؿ‌الشوكاين(ِ)‌‪‌‌:‬كا‪٢‬بديث‌يدؿ‌على‌أف‌الكرب‌مانع‌من‌دخوؿ‌ا‪١‬بنة‌كإف‌بلغ‌يف‌القلة‌‬
‫إىل‌الغاية‪‌،‬ك‪٥‬بذا‌كرد‌التحديد‌ٗبثقاؿ‌ذرة‪‌،‬كقد‌اختلف‌يف‌تأكيلو‌على‌كجهْب‪‌ :‬‬
‫‌أحدمها‪‌:‬أف‌ا‪٤‬براد‌التكرب‌عن‌اإلٲباف‌فصاحبو‌ال‌يدخل‌ا‪١‬بنة‌أصبل‌إذا‌مات‌عليو‪.‬‬
‫(ّ)‬
‫‪‌ .‬كما ‌قاؿ ‌هللا ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﯣ ﯤ‬ ‫والثاين‪‌:‬أنو‌ال‌يكوف‌يف‌قلبو‌كرب‌حاؿ‌دخوؿ‌ا‪١‬بنة‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ(ْ)‪‌ .‬‬
‫قاؿ ‌النوكم ‌(ٓ)‪‌‌:‬كىذاف‌التأكيبلف ‌فيهما ‌بعد ‌فإف ‌ىذا ‌ا‪٢‬بديث‌كرد ‌يف ‌سياؽ‌النهي‌عن‌‬
‫الكرب ‌ا‪٤‬بعركؼ ‌كىو ‌االرتفاع ‌على ‌الناس ‌كاحتقارىم ‌كدفع ‌ا‪٢‬بق ‌فبل ‌ينبغي ‌أف ‌ٰبمل ‌على‌‬

‫(ُ)‌‌‌‌أخرجو‌مسلم‌يف‌صحيحو‌‪‌،‬كتاب‌اإلٲباف‌‪‌،‬باب‌الكرب‌كبيانو‌(ُ‌‪‌)ٔٓ‌/‬برقم‪‌ ‌ُٕٖ‌‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌‌ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌الشوكاين‌فقيو‌‪٦‬بتهد‌من‌كبار‌علماء‌صنعاء‌اليمن‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌ُُّٕ(‌:‬ىػ)‌هبجرة‌شوكاف‌‬
‫(من ‌ببلد ‌خوالف ‌باليمن)‌كنشأ ‌بصنعاء‪‌ ،‬ككيل ‌قضاءىا ‌سنة ‌ُِِٗ ‌ىػ ‌كمات ‌حاكما ‌هبا‪‌ .‬من ‌مصنفاتو‪‌"‌:‬نيل‌‬
‫األكطار‌شرح‌منتقى‌األخبار‌"‌للمجد‌بن‌تيمية‪‌،‬ك‌"‌فتح‌القدير‌"‌يف‌التفسّب‪‌،‬ك‌"‌السيل‌ا‪١‬برار‌"‌يف‌شرح‌األزىار‌‬
‫يف ‌الفقو‪‌.‬ك ‌"‌إرشاد ‌الفحوؿ ‌"‌يف ‌األصوؿ‪‌ .‬تويف‌عاـ‌َُِٓ ‌ىػ) ‌ ‌[البدر ‌الطالع ‌ٗبحاسن ‌من ‌بعد ‌القرف ‌السابع‪‌ ،‬لئلماـ‌‬

‫‪٧‬بمد‌بن‌علي‌الشوكاين‌‪‌ِِٓ‌-‌ُِْ‌/‌ِ‌،‬طُ‪ُّْٖ‌،/‬ىػ‌‪‌.‬دار‌ا‪٤‬بعرفة‌بّبكت‪‌ ‌.]،‬‬
‫(ّ)‌‌نيل‌األكطار‌‪٧‌،‬بمد‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌‌الشوكاين‪،‌)ُِٗ‌/‌ِ(،‬طُ‪ُُّْ‌،‌/‬ىػ‌‪ُّٗٗ‌-‬ـ‌‪‌،‬دار‌ا‪٢‬بديث‪‌،‬مصر‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ْ)‌‌سورة‌األعراؼ‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌.ّْ‌:‬‬
‫(ٓ)‌‌‌ىو ‌ٰبٓب ‌بن ‌شرؼ ‌بن ‌مرم ‌بن ‌حسن‪‌ ،‬النوكم ‌‌أبو ‌زكريا‪٧‌ ،‬بيي ‌الدين‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌ ُّٔ(‌:‬ىػ) ‌من ‌أىل ‌نول ‌من ‌قرل‌‬
‫عبلمة ‌يف ‌الفقو ‌الشافعي ‌كا‪٢‬بديث ‌كاللغة‪‌ ،‬تعلم ‌يف ‌دمشق ‌كأقاـ ‌هبا ‌زمنا‪‌ .‬كتويف ‌عاـ‪‌:‬‬
‫حوراف ‌جنويب ‌دمشق‪‌ٌ ‌ .‬‬
‫(ٕٔٔىػ) ‌من ‌تصانيفو‌(اجملموع ‌شرح ‌ا‪٤‬بهذب)‌مل ‌يكملو؛ ‌ك‌(ركضة ‌الطالبْب)‌؛ ‌ك‌(ا‪٤‬بنهاج ‌شرح ‌صحيح ‌مسلم) ‌‪‌:‬‬
‫[النجوـ‌الزاىرة‌يف ‌ ملوؾ‌مصر‌كالقاىرة‌‪‌،‬يوسف‌بن‌تغرم‌بردم‌بن‌عبد‌هللا‌الظاىرم‌ا‪٢‬بنفي‪‌،‬أبو‌ا﵀اسن‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌(ا‪٤‬بتوىف‪‌:‬‬
‫ْٕٖىػ)‪‌)ِٕٖ‌/‌ٕ(‌،‬كزارة‌الثقافة‌كاإلرشاد‌القومي‪‌،‬دار‌الكتب‪‌،‬مصر‌]‪‌ ‌.‬‬

‫‪17‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ىذين ‌التأكيلْب ‌ا‪٤‬بخرجْب ‌لو ‌عن ‌ا‪٤‬بطلوب ‌بل ‌الظاىر ‌ما ‌اختاره ‌بعض ‌ا﵀ققْب ‌أنو ‌ال‌‬
‫(ُ)‬
‫‪‌.‬‬ ‫يدخل‌ا‪١‬بنة‌دكف‌‪٦‬بازاة‌إف‌جازاه‌‬
‫وجو الزجر ‪:‬‬
‫كركد ‌ا‪٢‬بديث ‌يف ‌سياؽ ‌النهي ‌عن ‌الكرب ‌ا‪٤‬بعركؼ ‌كىو ‌التعاىل ‌على ‌الناس ‌كاحتقارىم‌‬
‫كذلك‌ٲبنع‌دخوؿ‌ا‪١‬بنة‌كما‌أعظمها‌من‌خسارة‌كيف‌ىذا‌زجر‌للناس‌عن‌الكرب‌ ‌‬
‫‌ككقولو ‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪ "‌:‬فيما‌ركاه ‌أبو ‌ىريرة(ِ)‪‌ -‌ .‬رضي ‌هللا ‌عنو ‌‪‌ -‬قاؿ‪‌:‬قاؿ‌‬
‫رسوؿ ‌هللا ‌‪‌ -‬صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌‪«‌ :-‬ا‪٤‬بسلم ‌من ‌سلم ‌ا‪٤‬بسلموف ‌من ‌لسانو ‌كيده‪‌،‬‬
‫كا‪٤‬بؤمن‪‌:‬من‌أمنو‌الناس‌على‌دمائهم‌كأموا‪٥‬بم»(ّ)‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫‌كقولو ‌ال ‌إٲباف ‌‪٤‬بن ‌ال ‌أمانة ‌لو‪‌ ،‬كقولو ‌ليس ‌با‪٤‬بسلم ‌من ‌مل ‌يأمن ‌جاره ‌بوائقو‪‌ ،‬ىذا ‌كلو‌‬
‫على ‌معُب ‌الزجر ‌كالوعيد ‌أك ‌نفي ‌الفضيلة ‌كسلب ‌الكماؿ ‌دكف ‌ا‪٢‬بقيقة ‌يف ‌رفع ‌اإلٲباف‌‬
‫كابطالو(ْ)‪‌ ‌.‬‬

‫(ُ )‌‌شرح‌النوكم‌على‌مسلم‌‪‌‌،‬أبو‌زكريا‌‪٧‬بيي‌الدين‌ٰبٓب‌بن‌شرؼ‌النوكم‪‌)ُٗ‌/‌ِ(‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌.‬‬
‫طِ‪ُِّٗ‌،‌/‬ىػ‌‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ِ)‌‌ىو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌صخر‪‌.‬من‌قبيلة‌دكس‌كقيل‌يف‌ا‪٠‬بو‌غّب‌ذلك‪‌.‬صحايب‪‌.‬راكية ‌اإلسبلـ‪‌.‬أكثر‌الصحابة‌ركاية‪‌.‬أسلم‌‬
‫ٕىػ‌كىاجر‌إىل‌ا‪٤‬بدينة‪‌.‬كلزـ‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌.‬فركل‌عنو‌أكثر‌من‌‪ٟ‬بسة‌آالؼ‌حديث‪‌.‬كاله‌أمّب‌ا‪٤‬بؤمنْب‌‬
‫عمر‌البحرين‪‌،‬مث‌عزلو‌للْب‌عريكتو‪‌.‬ككيل‌ا‪٤‬بدينة‌سنوات‌يف‌خبلفة‌بِب‌أمية‪[.‬األعبلـ‌للزركلي‪‌ .]‌َٖ‌/‌ْ‌‌،‬‬
‫(ّ)‌‌أخرجو‌‌الَبمذم‌يف‌ا‪١‬بامع‌‪‌،‬كتاب‌‌اإلٲباف‌باب‌ُِ‪‌ ،‬رقم‌ِِٗٔ ‌كالنسائي‌باب‌صفة‌ا‪٤‬بؤمن‪‌َُٓ‌،َُْ/ٖ‌،‬كإسناده‌قوم‪‌ ،‬كأخرجو‌‬
‫ابن‌حباف‌يف‌"‌صحيحو‌"‌رقم‌ِٔ‌‌‌"‪‌ .‬‬
‫(ْ) ‌‌‌معامل ‌السنن‪‌ ،‬كىو ‌شرح ‌سنن ‌أيب ‌داكد‪‌،‬أبو ‌سليماف ‌‪ٞ‬بد ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌إبراىيم ‌بن ‌ا‪٣‬بطاب ‌البسٍب ‌ا‪٤‬بعركؼ ‌با‪٣‬بطايب‌‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪ّٖٖ‌:‬ىػ)‪‌)ُّٕ‌/‌ْ(‌،‬ا‪٤‬بطبعة‌العلمية‌–‌حلب‪‌،‬طُ‪‌ُُّٓ‌/‬ىػ‌‪‌ُِّٗ‌-‬ـ‪‌ .‬‬

‫‪18‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫خاطب ‌هللا ‌سبحانو ‌الناس ‌يف ‌بداية ‌التشريع ‌ ‌خطابا ‌يعرفهم ‌فيو ‌بنعمتو ‌عليهم ‌من‌‬
‫الطيبات‌كما‌قاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬

‫﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﭼ(ُ)‪‌ .‬‬
‫كغّبىا‌من‌اآليات‌الٍب‌عدد‌هللا‌تعاىل‌فيها‌النعم‌مث‌بعد‌ذكر‌النعم‌كعد‌الناس‌بالنعيم‌إف‌‬
‫ىم ‌ءامنوا‪‌ ،‬كبالعذاب ‌إف ‌‪ٛ‬بادكا ‌بالكفر‪‌ ،‬فلما ‌عاندكا ‌كمل ‌يصدقوا ‌ما ‌جاءىم ‌أقيمت‌‬
‫عليهم ‌ا‪٢‬بجج ‌القاطعة ‌بصحة ‌ما ‌قيل ‌‪٥‬بم ‌كلكنهم ‌رغبوا ‌عنها ‌يف ‌الدنيا ‌كمل ‌يلتفت‌‬
‫معظمهم‌إليها‪‌ ‌.‬‬
‫ككذلك‌كقع‌ألىل‌اإلسبلـ‌النهي‌عن‌الظلم‌كفيو‌قاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬

‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ(ِ)‪.‬ك‪٤‬با‌شق‌عليهم‌ذلك‌خفف‌عنهم‌كقاؿ‪‌:‬‬
‫(ّ)‬
‫ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ ‪.‬ك‪٤‬با‌أنزؿ‌هللا‌سبحانو‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬

‫ﮈﮉﭼ(ْ)‪‌ .‬ك‪٤‬با‌شق‌عليهم‌ذلك‌أنزؿ‌هللا‌قولو‌تعاىل‪‌:‬‬ ‫ﮃﮄ ﮅ ﮆﮇ‬

‫ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ(ٓ)‪‌.‬كأخرب‌هللا‌عز‌كجل‌‬
‫عما‌ٯبازم‌بو‌ا‪٤‬بؤمنْب‌‌يف‌اآلخرة‌كأنو‌جزاء‌‌ألعما‪٥‬بم‌فنسب‌أعما‪٥‬بم‌إليهم‌كأضافها‌‬
‫ﮬ ﭼ(ٔ)‪‌ .‬‬ ‫إليهم‌يف‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽﮩ ﮪ ﮫ‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌البقرة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ِِ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌األنعاـ‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ِٖ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌لقماف‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ُّ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌سورة‌البقرة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ِْٖ‌:‬‬
‫(ٓ)‌‌‌سورة‌البقرة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ِٖٔ‌:‬‬
‫(ٔ)‌‌‌سورة‌السجدة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ُٕ‌:‬‬

‫‪19‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كنفي‌ا‪٤‬بنة‌بو‌عليهم‌يف‌قولو‌جل‌كعبل‪‌:‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ(ُ)‪‌ .‬‬


‫فلما‌منوا‌بأعما‪٥‬بم‌قاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﭼ(ِ)‪‌ .‬‬
‫أما‌األمثلة‌على‌الزجر‌يف‌التطبيقات‌الفقهية‌‪‌:‬إيقاع‌طبلؽ‌ا‪٥‬بازؿ‌‬
‫كىذا‌ا‪٢‬بكم‌مستنبط‌من‌قولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌«ثبلثة ‌جدىن ‌جد‪‌ ،‬كىز‪٥‬بن ‌جد‪‌:‬‬
‫النكاح‪‌،‬كالطبلؽ‪‌،‬كالرجعة»(ّ)‪‌ ‌.‬‬
‫كا‪٤‬بعُب‪‌:‬إذا‌تلفظ ‌بالطبلؽ‌جادا ‌أك‌ىازال‪‌،‬كقع‌طبلقو‌كنقل‌بعض‌العلماء‌اتفاؽ‌أىل‌‬
‫العلم‌على‌كقوع‌طبلؽ‌ا‪٥‬بازؿ(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌التْب‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ٔ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بجرات‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ُٕ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌‌أخرجو‌‌أبو‌داكد‌يف‌سننو‌‪‌،‬كتاب‌الطبلؽ‪‌،‬باب‌يف‌الطبلؽ‌على‌ا‪٥‬بزؿ‪‌،‬رقم‌(ُِْٗ)‌كالَبمذم‌يف‌الطبلؽ‪‌،‬باب‌ما‌‬
‫جاء‌يف‌ا‪١‬بد‌كا‪٥‬بزؿ‌يف‌الطبلؽ‪‌.‬رقم‌(ُُْٖ) ‌‬
‫(ْ)‌‌‌‪ٙ‬بفة‌األحوذم‌بشرح‌جامع‌الَبمذم‌‪‌،‬أبو‌العبل‌‪٧‬بمد‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌‌ا‪٤‬بباركفورل‌‌‌(ْ‌‪‌،)ِّٔ‌/‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌بّبكت‌‪‌ .‬‬

‫‪21‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬ادلبحث الثالث‪ :‬دوافع الزجر‪.‬‬


‫فدكافع‌الزجر‌ىي‪‌:‬بياف‌تلك‌األسباب الٍب قد‌تدفع ا‪٤‬بفٍب إىل الزجر يف فتواه‪‌،‬كبياف‌‬
‫مسوغاتو كالغايات ا‪٤‬برجو ‪ٙ‬بقيقها من الزجر‪‌.‬كبياهنا فيما يلي‪:‬‬
‫ُ‪‌ -‬منع ‌سبل ‌التحايل ‌على ‌األحكاـ؛ ‌لتحقيق ‌األغراض ‌الفاسدة‪‌ :‬فإهنا ‌‪٤‬با ‌تعددت‌‬
‫كسائل‌اإلفتاء‌فأصبحت‌ترد‌يف‌الكتب‌ا‪٤‬بطبوعة‪‌،‬كتعرض‌مرئيان‌كتذاع‌للناس‌عامة‌دكف‌‬
‫مراعاة ‌فركؽ ‌الزماف‪‌ ،‬كا‪٤‬بكاف‪‌ ،‬كاألحواؿ‪‌ ،‬كالظركؼ‪‌ ،‬سهل ‌الطريق ‌على ‌كثّب ‌ ‌من‌‬
‫ا‪٤‬بغرضْب ‌الستغبلؿ ‌ىذه ‌الفتاكل ‌العامة‪‌ ،‬كالتحايل ‌عليها ‌ليتوصلوا ‌إىل ‌أغراضهم‌‬
‫الفاسدة(ُ)‪‌ .‬‬
‫ِ‪‌ -‬أف‌يكوف‌ا‪٤‬بفٍب‌سببا ‌إلصبلح‌طريق‌ا‪٤‬بكلفْب‪‌،‬ال‌ضبل‪٥‬بم‪‌ ‌ :‬فا‪٤‬بفٍب‌الزاجر‌يف‌فتواه‌‬
‫ٲبسك ‌بيد ‌ا‪٤‬بكلفْب ‌لفعل ‌ما ‌يرضي ‌هللا ‌تعاىل‪‌ ،‬كال ‌يكوف ‌سببان ‌إليقاعهم ‌يف ‌براثن‌‬
‫ا‪٤‬بعاصي‪ ،‬كىذا‌ىو‌نصر‌ا‪٤‬بسلم‌الذم‌أمرنا‌بو‌رسولنا‌الكرًن‪‌،‬حٌب‌كلو‌كاف‌ىذا‌ا‪٤‬بسلم‌‬
‫مذنبا‌ينصر‌ٗبنعو‌من‌فعل‌ىذا‌الذنب‪‌،‬فقد‌ركل‌أنس‌بن‌مالك‌أف‌رسوؿ‌صلى‌هللا‌عليو‌‬
‫كسلم‌قاؿ‪«‌:‬انصر ‌أخاؾ ‌ظا‪٤‬با ‌أك ‌مظلوما‪‌ ،‬فقاؿ ‌رجل‪‌:‬يا ‌رسوؿ ‌هللا ‌أنصره ‌إذا ‌كاف‌‬
‫مظلوما‪‌،‬أفرأيت‌إف‌كاف‌ظا‪٤‬با‪‌:‬كيف‌أنصره؟‌قاؿ‪ٙ‌:‬بجزه‌أك‌‪ٛ‬بنعو‌عن‌الظلم‪‌،‬فإف‌ذلك‌‬
‫نصره»‌‬
‫كيف‌ركاية‌‪٫‬بوه‪‌،‬قالوا‪«‌:‬كيف‌ننصره‌ظا‪٤‬با؟‌قاؿ‪‌:‬تأخذ‌فوؽ‌يديو»(ِ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌الزجر‌يف‌الفتول‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‌‪‌،‬مرٲبة‌‪٧‬بمد‌رمضاف‌أبو‌جزر‪‌ ‌،‬ا‪١‬بامعة اإلسبلمية غزة– ‪‌،‬عمادة الدراسات‬


‫العليا‪‌،‬كلية الشريعة ك القانوف‪‌،‬قسم الفقو ا‪٤‬بقارف‪‌،‬على‌درجة‌ماجستّب‪ُّّْ،‬ىػ‪َُِِ‌-‬ـ ‌‬
‫(ِ)‌‌أخرجو‌‌البخارم‌‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌ا‪٤‬بظامل‪‌،‬باب‌أعن‌أخاؾ‌ظا‪٤‬با‌أك‌مظلوما‪‌)َٕ‌/‌ٓ(‌‌ ،‬كالَبمذم‌رقم‌(ِِٔٓ)‌‬
‫يف‌الفًب‪‌،‬باب‌رقم‌(ٖٔ)‌‪‌ .‬‬

‫‪21‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ّ‪‌ -‬درء‌الفتنة‌عن‌الناس‪‌:‬فالزجر‌من‌ا‪٤‬بفٍب ‌ىو‌منع‌ا‪٤‬بكلفْب‌من‌فعل‌ا﵀رمات‪‌،‬كمنع‌‌‬


‫غّبىم ‌اقتداء‪‌ ،‬كذلك ‌يكوف ‌بتشديد ‌الفتول ‌‪ٙ‬بقيقان ‌للمصاحل ‌العامة ‌ا‪٤‬بشركعة؛ ‌حفاظان‌‬
‫على‌ثبات‌الدين‌يف‌القلوب‌كدرءا‌للفتنة‌عن‌ا‪٤‬بسلمْب‪‌،‬كالفتنة‌عظيمة‌ا‪٣‬بطر‌قاؿ‌تعاىل‪‌:‬‬
‫ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ(ُ)‪‌ .‬‬
‫ْ‪‌ -‬حفظ‌مصلحة‌ا‪١‬بماعة‌كتقدٲبها‌على‌ا‪٤‬بصاحل‌الفردية‌ا‪٣‬باصة‪‌:‬فالزجر‌يغّب‌الفتول‌‬
‫الظاىرة‌الٍب‌تقضي‌بتحقق‌مصلحة‌فردية‪‌،‬كباإلخبلؿ‌ ‌ٗبصلحة‌عامة‌إىل‌فتول‌ترعى‌‬
‫‌‬
‫مصاحل ‌ا‪١‬بماعة‪‌ ،‬فالزجر ‌إذف ‌كسيلة ‌لضماف ‌مصلحة ‌ا‪١‬بماعة‪‌ ،‬كعدـ ‌طغياف ‌مصاحل‌‬
‫األفراد‌عليها‪‌ .‬‬
‫ٓ‪ ‌ -‬كقاية ‌ا‪٤‬بكلفْب ‌من ‌الوقوع ‌يف ‌ا‪٤‬بعاصي ‌قبل ‌حدكثها‪‌ :‬فالعقوبة ‌تكوف ‌على ‌ذنب‌‬
‫حدث‌ كمضى‪‌،‬أما‌الدفع‌فيكوف‌على‌مفسدة‌راىنة‌‪ ،‬كالفتول‌الزاجرة‌‪ٛ‬بنع‌ا‪٤‬بعصية‌قبل‌‬
‫كقوعها‌بإعبلـ‌‌ا‪٤‬بكلف‌بنتيجة‌معصيتو‌كباإلعبلف‌عما‌سيَبتب‌عليها‌من‌ا‪١‬بزاء‪‌،‬فيزجر‌‬
‫الفاعل‌عن‌التكرار‪‌،‬كالشاىد‌عن‌مو‌اقعة‌الفعل‌‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌سورة‌البقرة‪‌،‬اآلية‪‌ .ُُٗ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌إحياء‌علوـ‌الدين‌‪٧‌:‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌الغزايل‪‌:‌)َُِّ/ٕ(‌،‬دار‌الرشاد‌ا‪٢‬بديثة‌‪‌ .‬‬

‫‪22‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬

‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫مفهوم اجلرمية وأقسامها‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف اجلرمية لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‌‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام اجلرمية ‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬أقسام ادلعاصي بالنظر إىل العقوبة ‪.‬‬
‫‌‬

‫ادلبحث الرابع‪ :‬اجلرائم ادلستلزمة للقصاص والدية‪.‬‬ ‫‌‬


‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪23‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف اجلرمية لغة واصطالحا‪.‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف اجلرمية لغة‪:‬‬
‫(جرـ)‌ا‪١‬بيم‌كالراء‌كا‪٤‬بيم‌أصل‌كاحد‌يرجع‌إليو‌الفركع‪‌.‬فا‪١‬برـ‌القطع‌كيقاؿ‌لصراـ‌النخل‌‬
‫ا‪١‬براـ‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫كا‪١‬برٲبة ‌لغة ‌من ‌جرـ ‌كىي‪‌ :‬ا‪١‬برـ ‌ ‌‌كالقطع‪‌ ،‬يقاؿ‪‌ :‬جرمو ‌ٯبرمو ‌جرما‪‌ :‬قطعو‪‌ .‬كشجرة‌‬
‫جرٲبة‪‌ :‬مقطوعة‪‌ .‬كجرـ ‌النخل ‌كالتمر ‌ٯبرمو ‌جرما ‌كجراما ‌كاجَبمو‪‌ :‬صرمو‪‌ :‬ك‪ٛ‬بر ‌جرًن‪‌:‬‬
‫‪٦‬بركـ‪‌.‬كأجرـ‪‌:‬حاف‌جرامو(ِ)‪‌ .‬‬
‫يقاؿ‪‌:‬جرـ ‌جرما ‌أم‌أذنب ‌كيقاؿ‪‌ :‬جرـ ‌نفسو ‌كقومو ‌كجرـ ‌عليهم ‌كإليهم ‌جُب ‌جناية‌‬
‫كفبلف ‌ألىلو ‌كسب‌كالرجل ‌أكسبو ‌جرما ‌كيف ‌التنػزيل ‌العزيز‪‌ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ‬

‫ﯗ ﯘﯙ ﭼ(ّ)‪‌ .‬ال ‌ٰبملنكم ‌بغض ‌قوـ ‌على ‌االعتداء ‌عليهم ‌كالشيء ‌قطعو‌‬ ‫ﯕﯖ‬

‫كالنخل‌ك‪٫‬بوه‌جرما‌كجراما‌جُب‌‪ٜ‬بره‌كالتمر‌جناه‌(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌علم ‌اإلجراـ‪‌:‬علم ‌يدرس ‌أسباب ‌ا‪١‬برٲبة ‌كطرؽ ‌معا‪١‬بتها ‌كمعا‪١‬بة ‌اجملرمْب ‌مستندا ‌إىل‌‬
‫علوـ‌النفس‌كاالجتماع‌كاإلحصاء‌(ٓ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌‌معجم‌مقاييس‌اللغة‌‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسْب‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌فارس‌‪‌ُِّْ‌)ْْٓ‌/‌ُ(،‬ىػ‌=‌ََِِـ‪‌.‬دار‌الفكر‌بّبكت‌‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫(ِ)‌‌‌لساف‌العرب‌‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌ابن‌منظ‌ور‪‌،)َٗ‌/‌ُِ(‌،‬طّ‪‌ُُْْ‌-/‬ىػ‌‌‪‌،‬دار‌صادر‌–‌بّبكت‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ٖ‌:‬‬

‫(ْ)‌‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‪‌،‬إبراىيم‌مصطفى‪‌،‬كزمبلؤه‪‌ .)ُُٖ‌/‌ُ(‌،‬‬
‫(ٓ)‌‌‌معجم‌اللغة‌العربية‌ا‪٤‬بعاصرة‪‌،‬د‌أ‪ٞ‬بد‌‪٨‬بتار‌عبد‌ا‪٢‬بميد‌عمر‪‌،)ّٔٔ‌/‌ُ(‌،‬طُ‪‌ُِْٗ‌/‬ىػ‌‪‌ََِٖ‌-‬ـ‪‌،‬عامل‌الكتب‪‌ .‬‬

‫‪24‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كأجراـ‌كجركـ‪‌:‬كبلٮبا‌‪ٝ‬بعاف‌للجرـ‪‌،‬كأما‌ا‪١‬برٲبة‌فجمعها‌ا‪١‬برائم‌(ُ)‪‌.‬كيف‌ا‪٢‬بديث‪«‌:‬إف‌‬
‫أعظم‌ا‪٤‬بسلمْب‌يف‌ا‪٤‬بسلمْب‌جرما‌من‌سأؿ‌عن‌شيء‌مل‌ٰبرـ‌على‌الناس‪‌،‬فحرـ‌من‌‬
‫أجل‌مسألتو»‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫كا‪١‬برـ ‌بالكسر‪‌ :‬ا‪١‬بسد‪‌ .‬كا‪١‬برـ‪‌ :‬اللوف‪‌ .‬كا‪١‬برـ‪‌ :‬الصوت‪‌ ،‬حكاه ‌ابن ‌السكيت ‌كغّبه‪‌،‬‬
‫كا‪١‬برمة‪‌:‬القوـ‌الذين‌ٯبَبموف‌النخل(ّ)‪‌ ‌.‬‬
‫تعريف اجلرمية اصطالحا‪:‬‬
‫عرفها ‌ا‪٤‬باكردم(ْ)‪‌ .‬بقولو‪‌ :‬ا‪١‬برائم ‌‪٧‬بظورات ‌شرعية‌زجر ‌هللا ‌تعاىل ‌عنها‌ٕبد ‌أك ‌تعزير‪‌،‬‬
‫فا‪١‬برٲبة‌أعم‌من‌ا‪١‬بناية(ٓ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫تعرؼ‌ا‪١‬برائم‌يف‌العقوبات‌الشرعيةبأهنا‌‪٧‬بظورات‌شرعية‌زجر‌هللا‌عنها‌ٕبد‌أك‌تعزير‪‌،‬‬
‫كا﵀ظورات ‌ىي‪‌ :‬إما ‌إتياف ‌فعل ‌منهي ‌عنو‪‌ ،‬أك ‌ترؾ ‌فعل ‌مأمور ‌بو‪‌ ،‬كقد ‌كصفت‌‬
‫ا﵀ظورات‌بأهنا‌شريعة‪‌،‬إشارة‌إىل‌أنو‌ٯبب‌يف‌ا‪١‬برٲبة‌أف‌‪ٙ‬بظرىا‌الشريعة‪.‬‬

‫تضى‪‌،‬الزبيدم‌‪‌)ّٖٔ‌/‌ُّ(‌،‬دار‌ا‪٥‬بداية‌بدكف‌الطبعة‌كتارٱبها‪‌ ‌.‬‬
‫َّ‬ ‫(ُ)‌‌‌تاج‌العركس‌‪‌،‬أبو‌الفيض‪‌،‬ا‪٤‬بل ٌقب‌ٗبر‬
‫(ِ )‌‌‌‌أخرجو‌‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌االعتصاـ‪‌،‬باب‌ما‌يكره‌من‌كثرة‌السؤاؿ‌كتكلف‌ماال‌يعنيو‪‌،)ِِٔ/ُّ(‌،‬‬
‫كمسلم‌يف‌الفضائل‪‌،‬باب‌توقّبه‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌،‬رقم‌(ِّٖٓ)‌‌ ‌‬
‫(ّ )‌‌‌‌الصحاح‌تاج‌اللغة‌كصحاح‌العربية‌‪‌،‬أبو‌نصر‌إ‪٠‬باعيل‌بن‌‪ٞ‬باد‌ا‪١‬بوىرم‌‪‌ )ُٖٖٓ‌/‌ ٓ(،‬دار‌العلم‌للمبليْب‌–‌‬
‫بّبكت‌‪‌،‬طْ‪‌َُْٕ‌‌/‬ىػ‌‌‪‌ُٖٕٗ‌-‬ـ‪‌ ‌‌.‬‬
‫(ْ)‌‌‌ علي‌بن‌‪٧‬بمد‌حبيب‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‌ا‪٤‬باكردم‪‌:‬أقضى‌فضاة‌عصره‪‌.‬من‌ا‪٤‬بعلماء‌الباحثْب‪‌،‬أصحاب‌التصانيف‌الكثّبة‌النافعة‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌:‬‬
‫(ّْٔ ‌ ىػ)‌‌يف‌البصرة‪‌،‬كانتقل‌إىل‌بغداد‪‌.‬ككيل‌القضاء‌يف‌بلداف‌كثّبة‪‌،‬مث‌جعل‌"‌أقضى‌القضاة‌"‌يف‌أياـ‌القائم‌بأمر‌هللا‌العباسي‪‌.‬‬
‫ككاف‌ٲبيل‌إىل‌مذىب‌االعتزاؿ‪‌،‬من‌كتبو‌"‌أدب‌الدنيا‌كالدين‌‪‌-‬ط‌"‌ك"‌األحكاـ‌السلطانية‌‪‌-‬ط‌"‌كالنكت‌كالعيوف‌‪‌-‬كتويف‌عاـ‌‪‌:‬‬
‫‪‌ َْٓ‌ -‬ىػ‌[الوفيات‌‪‌‌،‬تقي‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌ىجرس‌بن‌رافع‌السبلمي‌‪‌)ِّٔ‌/‌ ُ(‌،‬طُ‪َُِْ‌،‌/‬ىػ‌مؤسسة‌الرسالة‌–‌‬
‫بّبكت]‪‌ .‬‬
‫(ٓ)‌‌‌‌األحكاـ‌السلطانية‌‪،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌الشهّب‌با‪٤‬باكردم‌‪‌،‬ص‪‌‌ ‌ ُِٗ‌:‬دار‌ا‪٢‬بديث‌‪‌ -‬القاىرة‪‌ ‌،‌،‬ا‪٤‬بوسوعة‌‬
‫الفقهية‌الكويتية‌(ُٔ‌‪‌ .‌)ٓٗ‌/‬‬

‫‪25‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫فا‪١‬برٲبة‌إذف‌ىي‌إتياف‌فعل‌‪٧‬برـ‌معاقب‌على‌فعلو‪‌،‬أك‌ترؾ‌فعل‌‪٧‬برـ‌الَبؾ‌معاقب‌على‌‬
‫تركو‪‌،‬أك‌ىي‌فعل‌أك‌ترؾ‌نصت‌الشريعة‌على‌‪ٙ‬برٲبو‌كالعقاب‌عليو(ُ)‪‌ .‬‬
‫كا﵀ظورات‌الشرعية‪‌:‬ىي‌عصياف‌أكامر‌هللا‌تعاىل‌كنواىيو‪‌،‬فعصياف‌النواىي‌جرائم‌إٯبابية؛‌‬
‫ألهنا‌فعل ‌ما ‌هنى ‌هللا ‌تعاىل ‌عنو‪‌ ،‬كالقتل ‌أك ‌الزنا‪‌ ،‬كعصياف ‌أكامره ‌جرائم ‌سلبية؛ ‌ألهنا‌‬
‫امتناع‌عن‌أداء‌ما‌أكجبو‌هللا‌سبحانو‌كتعاىل‪‌،‬كَبؾ‌الصبلة‪‌،‬كمنع‌الزكاة‪‌‌،‬كا‪٢‬بدكد‌زكاجر‌‬
‫كضعها‌هللا‌تعاىل‌للردع‌عن‌ارتكاب‌ما‌حظر‪‌،‬كترؾ‌ما‌أمر‌بو؛‌‪٤‬با‌يف‌الطبع‌من‌مغالبة‌‬
‫الشهوات ‌ا‪٤‬بلهية‌عن‌كعيد‌اآلخرة‌بعاجل‌اللذة‪‌،‬فجعل‌هللا‌تعاىل‌من‌زكاجر‌ا‪٢‬بدكد‌ما‌‬
‫يردع‌بو‌ذا‌ا‪١‬بهالة‌حذرا‌من‌أمل‌العقوبة(ِ)‪‌ .‬‬
‫ن‬
‫ا‪١‬برٲبة ‌كا‪١‬بناية‪‌ ‌ :‬لفظاف ‌متقارباف‪‌ ،‬ككثّبان ‌ما ‌يعرب ‌الفقهاء ‌عن ‌ا‪١‬برٲبة ‌بلفظ ‌ا‪١‬بناية ‌‪‌،‬‬
‫كا‪١‬بناية‪‌:‬اسم‌لفعل‌‪٧‬برـ‌شرعان‪‌،‬سواء‌كقع‌الفعل‌على‌نفس‌أك‌ماؿ‌أك‌غّب‌ذلك(ّ)‪‌ .‬‬
‫كيتبْب‌من‌تعريف‌ا‪١‬برٲبة‌أف‌الفعل‌أك‌الَبؾ‌ال‌يعترب‌جرٲبة‌إال‌إذا‌تقررت‌عليو‌عقوبة‪‌.‬‬
‫كيعرب‌الفقهاء‌عن‌العقوبات‌باألجزية‪‌،‬كمفردىا‌جزاء‪‌،‬فإف‌مل‌تكن‌على‌الفعل‌أك‌ترؾ‌‬
‫عقوبة‌فليس‌ٔبرٲبة‪‌ .‬‬
‫كا‪١‬برٲبة‌هبذا‌ا‪٤‬بعُب‌إ٭با‌تكوف‌إذا‌شرع‌هللا‌تعاىل‌للمحظور‌عقوبة‪‌،‬كما‌مل‌يشرع‌لو‌عقوبة‌‬
‫ال‌يكوف‌جرٲبة‪.‬‬

‫(ُ) ‌‌‌‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌عبد‌القادر‌عودة‌‪)ٔٔ‌/‌ُ(‌،‬دار‌الكاتب‌العريب‪‌،‬بّبكت‌‪‌،‬بدكف‌‬
‫تاريخ‌الطبع‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌‌ ا‪١‬بنايات‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌دراسة‌مقارنة‌بْب‌الفقو‌اإلسبلمي‌كالقانوف‪‌:‬حسن‌علي‌الشاذيل‌‪(،‬ص‪‌‌)ُِ‌:‬طِ‪‌/‬دار‌الكتاب‌ا‪١‬بامعي‌‬
‫‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌(ُ‌‪‌ ‌)ٕٔ‌/‬‬

‫‪26‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫إال‌أف‌دائرة‌ا﵀ظورات‌الٍب‌شرعت‌‪٥‬با‌عقوبة‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌أكسع‌بكثّب‌من‌دائرة‌‬
‫ا‪١‬برائم ‌يف ‌الفقو ‌الوضعي؛ ‌كذلك ‌ألف ‌التشريع ‌اإلسبلمي ‌جاء ‌بأمور ‌ثبلثة‪‌ :‬إصبلح‌‬
‫العقائد‪‌ ،‬كإصبلح ‌األخبلؽ‪‌ ،‬كإصبلح ‌عبلقات ‌اإلنساف ‌بربو ‌‪-‬جل ‌شأنو‪‌ -‬كباجملتمع‌‬
‫الذم‌يعيش‌فيو‌أفر نادا‌‪ٝ‬باعات‪‌،‬أحياء‌أك‌أمواتنا‪‌،‬كبالكائنات‌األخرل‪‌،‬كيف‌كل‌‪٦‬باؿ‌من‌‬
‫‌عمبل ‌من ‌األعماؿ ‌أك ‌نواىي ‌توجب ‌ترنكا ‌من‌‬
‫ىذه ‌اجملاالت ‌أحكاـ ‌إما ‌أكامر ‌توجب ن‬
‫الَبكؾ‌أك‌‪ٙ‬بظر‌فعبل ‌من‌األفعاؿ‪‌،‬كىي‌يف‌كل‌ذلك‌تشرع‌للناس‌ما‌ٰبقق‌مصا‪٢‬بهم‌‬
‫ن‬
‫‌مستقرا ‌ال ‌يعكر‌‬
‫ًّ‬ ‫ٔبلب ‌النفع ‌‪٥‬بم‪‌ ،‬كدرء‌الضر‌عنهم‪‌ ،‬حٌب ‌يعيش ‌اجملتمع ‌آمننا ‌مطمئننا‬
‫صفوه‌شاذ‌أك‌ناد‪‌،‬أك‌متهور‌أك‌أناين(ُ)‪‌ .‬‬
‫كقد‌جاء‌لفظ‌ا‪١‬برٲبة‌‌يف‌القرآف‌الكرًن‌باشتقاقات‌كثّبة‌كل‌منها‌ٰبمل‌يف‌بنائو‌ىذه‌‬
‫ف‌كانت‌كلها‌‬
‫األحرؼ‌الثبلثة‌"جرـ"‪‌،‬كقد‌غاير‌كل‌منها‌اآلخر‌يف‌معناه‌كمؤداه‪‌ ‌،‬كإ ‌‬
‫تدكر‌حوؿ‌معاف‌متقاربة‌بل‌كمتداخلة‌أحيانا‪‌ ‌.‬‬
‫‌قاؿ‌تعاىل‪:‬ﭽﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬﭼ(ِ)‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ (ّ)‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‪‌‌:‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ(ْ)‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‪‌‌:‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ(ٓ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌‌ا‪١‬بنايات‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌دراسة‌مقارنة‌بْب‌الفقو‌اإلسبلمي‌كالقانوف‌(ص‪‌ ‌)ٕٔ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ِ‌:‬‬

‫(ّ)‌‌‌سورة‌ىود‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ٖٗ‌:‬‬

‫(ْ)‌‌‌سورة‌طو‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ْٕ‌:‬‬

‫(ٓ)‌‌‌سورة‌سبأ‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ِٓ‌:‬‬

‫‪27‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫اب يَػ ْوِمئِذ بِبَنِيو ﭼ(ُ)‪‌.‬‬


‫‌كقاؿ‌تعاىل‪‌‌:‬ﭽ يَػ َود ال ُْم ْج ِرُم لَ ْو يَػ ْفتَ ِدي ِم ْن َع َذ ِ‬
‫فا‪٤‬بشتقات ‌من ‌مادة ‌"جرـ"‌يف ‌كل ‌ىذه ‌اآليات ‌الكرٲبة‪‌ ،‬قد ‌دار ‌معناىا ‌حوؿ ‌األذناب‪‌،‬‬
‫بل ‌آ‪ٜ‬بنا ‌‪٨‬بال نفا ‌‪٤‬با ‌يأمر‌‬
‫كا‪٤‬بخالفة‪‌.‬كالنهي ‌للمسلمْب ‌عن ‌أف ‌ٰبملهم ‌البغض‪‌ ،‬كا‪٣‬ببلؼ ‌‪ٞ‬ب ن‌‬
‫بو ‌هللا ‌سبحانو ‌كتعاىل‪‌ ،‬كيرضاه ‌الدين ‌(ِ)‪‌ .‬من ‌ىذا ‌كلو ‌يتضح ‌أف ‌كلمة ‌جرٲبة ‌تطلق‌‬
‫على ‌كل ‌عمل ‌خالف ‌بو ‌فاعلو ‌أمر ‌ربو‪‌ ،‬كحاد ‌بو ‌عن ‌الطريق ‌ا‪٤‬بستقيم ‌كجانب ‌باتيانو‪‌،‬‬
‫ا‪٢‬بق ‌كالعدؿ‪‌ ،‬مع ‌مراعاة ‌أف ‌األعماؿ ‌الٍب ‌ٯبرمها ‌الشرع ‌تتفاكت ‌يف ‌كمها‪‌ ،‬ككيفها ‌طب نقا‌‬
‫‪٤‬با‌كضحو‌الشرع‌كبينو(ّ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بعارج‪‌،‬اآلية‌‪‌ ‌ُُ‌:‬‬

‫(ِ)‌‌تفسّب ‌القرطيب ‌جّ ‌صَِّْ‪‌ ،‬جْ ‌ص ‌ُّّٖ‪‌ ،‬جٓ ‌صِْٕٔ ‌ط ‌دار ‌الشعب ‌ا‪١‬برٲبة ‌للشيخ ‌أبو ‌زىرة ‌صِٓ ‌در‌‬
‫الفكر‪‌ ،‬‬
‫(ّ) ‌‌ ‌الشبهات ‌كأثرىا ‌يف ‌العقوبة ‌ا‪١‬بنائية ‌يف ‌الفقو ‌اإلسبلمي ‌مقارنا ‌بالقانوف ‌منصور ‌‪٧‬بمد ‌منصور ‌ا‪٢‬بفناكم(ص‪‌،)ِْ‌:‬‬
‫مطبعة‌األمانة‪‌،‬طُ‪َُْٔ‌/‬ىػ‪ُٖٗٔ‌-‬ـ‪‌ .‬‬

‫‪28‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام اجلرمية‪.‬‬


‫دتهيد عن الزواجر‪:‬‬
‫كالزكاجر‌ضرباف‪‌:‬حد‌أك‌تعزير‪.‬‬
‫فأما‌ا‪٢‬بدكد‪:‬‬
‫كىي ‌العقوبات ‌ا‪٤‬بقدرة ‌بالشرع‪‌ -‬فهي ‌ضرباف‪‌ :‬أحدٮبا ‌ما ‌كاف ‌من ‌حقوؽ ‌هللا ‌تعاىل‪‌،‬‬
‫كثانيهما‌ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌اآلدميْب‪‌،‬ككل‌كاحد‌منهما‌إما‌أف‌يكوف‌قد‌كجب‌ا‪٢‬بد‌فيو‌‬
‫لَبؾ‌مأمور‌بو‌أك‌لفعل‌‪٧‬بظور(ُ)‪‌ .‬‬
‫ًّ‬
‫ا‌﵁‌تعاىل‌أك‌حقا‌لآلدمي‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫ع‌بو‪‌،‬فإما‌أف‌يكوف‌حق‬‫أ‪‌-‬فأما‌ما‌كجب‌بَبؾ‌ما‌أمر‌الشر‬
‫ا‌قتل‌‬
‫كها‌استنكار ‌‬
‫ن‬ ‫ًّ‬
‫كىو‌ما‌كاف‌حقا‌﵁‌تعاىل‪‌ -‬فمثلو‌تارؾ‌الصبلة‪‌،‬فإف‌تر‬‫فأما‌األكؿ‌‪-‬‬
‫كا‪٤‬برتد‪‌ .‬‬
‫فمثلو‌الديوف‌كغّبىا‪‌،‬فيؤخذ‌الدين‌جربا‌‬
‫ن‬ ‫فأما‌الثاين‌‪-‬كىو‌ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌اآلدميْب‪‌-‬‬
‫عن‌ا‪٤‬بدين‌إذا‌أمكن‌ذلك‪‌،‬كٰببس‌هبا‌إذا‌تعذر‪‌،‬إال‌أف‌يكوف‌ا‪٤‬بدين‌هبا‌معسرا‌فينظر‌‬
‫ن‬
‫إىل‌ميسرتو‪.‬‬
‫ب‪‌-‬كأما‌ما‌كجب‌بارتكاب‌ا﵀ظورات‌فضرباف‪:‬‬
‫أحدٮبا‪‌:‬ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌هللا‌تعاىل‪‌،‬مثل‌‪‌:‬حد‌الزنا‪‌،‬كحد‌السرقة‪‌،‬كحد‌ا﵀اربة‪‌.‬‬
‫كثانيهما‪‌:‬ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌اآلدميْب‪‌،‬مثل‌‪‌:‬حد‌القذؼ‌كالقصاص‌يف‌ا‪١‬بنايات(ِ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌ا‪١‬بنايات‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌دراسة‌مقارنة‌بْب‌الفقو‌اإلسبلمي‌كالقانوف‌(ص‪‌ .)ُٓ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌نفس‌ا‪٤‬برجع‪(‌،‬ص‪‌ .)ُٓ‌:‬‬

‫‪29‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقاؿ ‌ابن ‌جزم ‌ا‪٤‬بالكي(ُ) ‌‪‌ :‬ا‪١‬بنايات ‌أم ‌ا‪١‬برائم ‌ا‪٤‬بوجبة ‌للعقوبة ‌ثبلث ‌عشرة ‌كىي‪‌:‬‬
‫القتل‌كا‪١‬برح‪‌،‬كالزىن‪‌،‬كالقذؼ‪‌،‬كشرب‌ا‪٣‬بمر‪‌،‬كالبغي‪‌،‬كا‪٢‬برابة‪‌،‬كالردة‪‌،‬كالزندقة‪‌،‬كسب‌‬
‫هللا‪‌،‬كسب‌األنبياء‌كا‪٤‬ببلئكة‪‌،‬كعمل‌السحر‪‌،‬كترؾ‌الصبلة‌كالصياـ(ِ)‪‌ .‬‬
‫كبناء‌على‌ذلك‌فجرائم‌ا‪٢‬بدكد‌سبعة‪‌:‬كىي‌الزنا‪‌،‬كالقذؼ‪‌،‬كشرب‌ا‪٤‬بسكر‪‌،‬كالسرقة‪‌،‬‬
‫كا‪٢‬برابة‪‌،‬كالبغي‪‌،‬كالردة‪‌،‬على‌أساس‌أف‌عقوباهتا‌‪ٝ‬بيعا‌مقدرة‌شرعا(ّ)‪‌.‬كإليك‌تفصيلها‌‬
‫مرتبا‌‪‌ .‬‬
‫أقسام اجلرمية‪‌ :‬‬
‫‪ ‬اجلرمية األوىل‪ :‬الزنا ‪:‬‬
‫تعريف‌الزنا‌لغة‪‌ :‬‬
‫الزنا‌لغة ‪‌ :‬الزنا‌ٲبد‌كيقصر‪‌،‬فا‪٤‬بد‌ألىل‌‪٪‬بد‪‌،‬كالقصر‌ألىل‌ا‪٢‬بجاز‪‌،‬كىو‌مصدر‌زىن‪‌،‬‬
‫فهػو‌زاف‌كىي‌زانية(ْ)‪‌ .‬‬
‫زنأ‌يف‌ا‪١‬ببل‌صعد‪‌،‬زنأ‌البوؿ‌أم‌احتقن‪‌،‬كهنى‌الرجل‌أف‌يصلي‌كىو‌زنػاء‌أم‌حاقن)‌(ٓ) ‌‬
‫‌ك(الزناء)‌الضيق‌كالضيق‌كالقصّب‌اجملتمع‌كا‪٢‬باقن‌لبولو(ٔ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌ ‌ ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌جزم‌الكليب‪‌،‬أبو‌القاسم‪‌.‬من‌أىل‌غرناطة‌باألندلس‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌ ّٔٗ(‌:‬ىػ)‌‪٠‬بع‌ابن‌الشاط‌كغّبه‪‌.‬كأخذ‌عنو‌‬


‫لساف‌الدين‌بن‌ا‪٣‬بطيب‌كغّبه‌فقيو‌كأصويل‌مالكي‌كمشارؾ‌يف‌بعض‌العلوـ‌كتويف‌عاـ‪‌ُْٕ‌(‌:‬ىػ)‪‌،‬من‌تصانيفو‪((‌:‬القوانْب‌الفقهية‌‬
‫بية‌‪‌،‬عمر‌رضا‌‬
‫‌‬ ‫يف‌تلخيص‌مذىب‌ا‪٤‬بالكية))‌؛‌ك‌((تقريب‌الوصوؿ‌إىل‌علم‌األصوؿ))‌‪[.‬معجم‌ا‪٤‬بؤلفْب‌تراجم‌مصنفي‌الكتب‌العر‬
‫كحالة‌(‪‌،)ُُ‌/‌ٗ‌.‬مكتبة‌ا‪٤‬بثُب‌‪‌-‬بّبكت‌دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌بّبكت‌بدكف‌تاريخ‌الطبع]‪‌ ‌.‬‬
‫(ِ)‌‌األحكاـ‌السلطانية‪‌،‬ا‪٤‬باكردم‪‌‌،‬ص‪‌ ‌.ُُِ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌‌الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‌‪‌،‬د‪‌.‬كىبة‌الزحيلي‌‪‌)ِٕٓٔ‌/‌ٕ(‌‌،‬طّ‪َُْٓ‌/‬ق‪ُٖٗٓ-‬ـ‪‌،‬دار‌الفكر‌للطباعة‌كالنشر‌‪-‬بّبكت‌لبناف‌‪‌ ‌.‬‬

‫ْ)‌‌لساف‌العرب‌‪‌‌،‬ابن‌منظور‌ا(ُ‌‪‌ ‌)ِٗ‌/‬‬
‫ٓ)‌‌‪٨‬بتار‌الصحاح‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌عبدالقادر‪‌ .)َِٖ/ُ(‌،‬‬
‫ٔ)‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌‪‌،‬إبراىيم‌مصطفى‌‌‪‌ .‌)َِْ‌/‌ُ(،‬‬

‫‪31‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫)ُ(‪‌ .‬‬
‫كزىن عليو‌تزنية‌ضيق‪‌،‬ككعاء‌زين ضيق‪‌،‬كزىن‌يزىن‌زىن‌كزناء‌بكسرىا‌ٗبعُب‌فجر‬
‫‌كيقاؿ‌للمرأة‌زامرة‪‌،‬كال‌يقاؿ‌زمارة‪‌ ‌‌. (ِ).‬‬
‫الزنا شرعا ‪:‬‬
‫اختلف‌الفقهاء‌يف‌تعريف‌الزنا‌بتعريفات‌عدة‌منها‪‌ :‬‬
‫عرؼ‌ا‪٢‬بنفية‌الزنا ‪‌ :‬بأنو‌كطء‌الرجل‌ا‪٤‬برأة‌يف‌القبل‌يف‌غّب‌ا‪٤‬بلك‌كشبهة‌ا‪٤‬بلك‌(ّ)‪.‬‬
‫عرؼ ‌ا‪٤‬بالكية ‌الزنا ‪:‬بأنو ‌كطء ‌مكلف ‌مسلم ‌فرج ‌آدمي ‌ال ‌ملك ‌لو ‌فيو ‌باتفاؽ‌‬
‫متعمد‌ان)ْ(‪.‬‬
‫كعرؼ‌الشافعية ‪:‬بأنو‌تغييب‌البالغ‌العاقل‌حشفة‌ذكره‌يف‌أحد‌الفرجْب‌من‌قيبل‌أك‌دبر‌‬
‫‪٩‬بػن‌ال‌عصمة‌بينهما‌كال‌شبهة)ٓ( ‪‌ .‬‬
‫كعرؼ‌ا‪٢‬بنابلة ‪:‬بأنو‌فعل‌الفاحشة‌يف‌قبل‌أك‌دبر)ٔ( ‪‌ .‬‬
‫‌قاؿ‌ا‪١‬برجاين‌‪‌:‬الزنا‪‌:‬الوطء‌يف‌قيبل‌خاؿ‌عن‌ملك‌كشبهة)ٕ( ‪‌ .‬‬
‫وقال الظاىرية‪"‌:‬كطء‌من‌الٰبل‌لو‌النظر‌إىل‌‪٦‬بردىا‌كىوعامل‌بالتحرًن‪‌،‬أكىو‌كطء‌‪٧‬برمة‌‬
‫العْب"(ٖ)‬

‫ُ)‌القاموس‌ا﵀يط‌‪‌،‬الفّبكز‌آبادم‪‌ .)ُٕٔٔ/ُ(‌،‬‬
‫ِ)‌الصحاح‌تاج‌اللغة‌‪‌‌،‬أبو‌نصر‌ا‪١‬بوىرم‌‪‌ ‌‌)ُٕٔ‌/‌ِ(،‬‬
‫ّ)‌‌‌فتح‌القدير‌‪‌،‬كماؿ‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الواحد‌السيواسي‌ا‪٤‬بعركؼ‌بابن‌ا‪٥‬بماـ‌‪‌)ِْٕ/ٓ(‌،‬دار‌الفكر‌‌‌‪‌ .‬‬
‫ْ)‌‌حاشية‌العدكم‌‪‌‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‪‌,‬العدكم‪‌،)ُِّ/ِ(‌،‬دار‌الفكر‌–‌بّبكت‪‌،‬ط‪ُُْْ‌/‬ىػ‌‪ُْٗٗ‌-‬ـ‪‌ .‬‬
‫ٓ)‌‌‌حاشيتا‌قليويب‌كعمّبة‪‌،‬لشهاب‌الدين‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌سبلمةالقليويب‪‌‌،)َُٖ/ْ(‌،‬دار‌إحياء‌الكتب‌العربية‌‪‌،‬مصر‌‪‌ .‬‬
‫ٔ)‌‌كشاؼ‌القناع‌‌‪‌‌‌،‬منصور‌بن‌يونس‌البهويت‌‪‌ ‌‌.)ٖٗ/ٔ(‌،‬‬
‫ٕ)‌‌‌كتاب‌التعريفات‪‌،‬العبلمة‌الفاضل‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌ا‪١‬برجاين‪(‌،‬ص‪‌ .‌)ُُٓ‌:‬‬
‫(ٖ)ا﵀لى‌ُُ‪ِِٗ/‬‬

‫‪31‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫من‌خبلؿ‌تعريف‌الفقهاء‌للزنا‌يتضح‌للباحث‌أف‌ركن‌الزنا‌ىو‌الوطء‌كبناء‌على‌ىذا‌‬
‫فإف‌الوطء‌الذم‌يسمى‌زنان‌ ‌كيوجب‌ا‪١‬بد‌على‌فاعلو‌ما‌توفرت‌فيو‌الشركط‌التالية‌‬

‫ُ‪-‬أف‌يكوف‌الوطء‌من‌القبل‌‪‌:‬اتفق‌الفقهاء‌على‌أف‌الوطء‌يف‌القبل‌ىو‌الوطء‌ا﵀رـ‪‌.‬‬
‫‌كاختلفوا‌يف‌الوطء‌يف‌الدبر‪‌.‬حيث‌ذىب‌الشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌كصاحبا‌أيب‌حنيفة‌إىل‌أف‌‬
‫الوطء‌يف‌الدبر‌يأخد‌حكم‌الزنا‌‪‌،‬كأف‌فاعلو‌يعاقب‌عقوبة‌الزاين‌‪.‬‬

‫‌ألنو‌كطء‌يف‌فرج‌امرآة‌الملك‌فيها‌كال‌شبهة‌ملك(ُ)‪‌.‬‬

‫كذىب‌ا‪٤‬بالكية‌كالشافعية‌يف‌قوؿ‌كا‪٢‬بنابلة‌يف‌ركاية‌كابن‌عباس‌كعلي‌–‌رضي‌هللا‌‬
‫عنهم‪‌‌-‬إىل‌أف‌الوطء‌يف‌القبل‌حكمو‌القتل‌فقط‌‪‌،‬لقولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪"‌-‬من‌‬
‫‌كجد‪ٛ‬بوه‌يعمل‌عمل‌قوـ‌لوط‌فاقتلوا‌الفاعل‌كا‪٤‬بفعوؿ‌بو‌"(ِ)‪.‬‬

‫كذىب‌ا‪٢‬بنفية‌كالظاىرية‌إىل‌أف‌حكم‌مركب‌ىذه‌ا‪١‬برٲبة‌التعزير‌ال‌ا‪٢‬بد‪.‬‬

‫ألنو‌مل‌يرد‌يف‌الشرع‌للواط‌عقوبة‌مقدرة‌‌فصار‌فيو‌التعزير‌كأكل‌ا‪٤‬بيتة‌ك‪٢‬بم‌ا‪٣‬بنزير(ّ)‌‬

‫أما إذا وطئ الرجل‌زكجتو‌يف‌الدبر‌فإف‌فاعلو‌ال‌يعد‌زاين‌باالتفاؽ‌كبالتايل‌فإنو‌ال‌‬


‫يعاقب‌عقوبة‌الزاين‪‌،‬ألف‌ا‪٢‬بدكد‌تدرأ‌بالشبهات‌كشبهة‌ا‪٤‬بلك‌قائمة‌‪‌،‬كإ٭با‌يعاقب‌‬
‫عقوبة‌تعزيرية‌‌الرتكابو‌فعبلن‌اتفق‌الفقهاء‌على‌حرمتو ‌‬
‫‌كي‌رجح ‌الباحث ‌أف ‌الزىن ‌ىو ‌الوطء ‌يف ‌القبل ‌أك ‌الدبر ‌بغّب ‌عقد ‌شرعي ‌يسمى ‌الزنا‌‬
‫الفاحشة‌‪‌ ‌:‬‬
‫‌(ُ)تبصر‌ا‪٢‬بكاـِ‪‌،ُٗٓ/‬اجملموعَِ‪‌،ِٕ/‬ا‪٤‬بغِبٖ‪ُُٖ/‬‬
‫‌(ِ)‌سنن‌أيب‌داككدمع‌عوف‌ا‪٤‬بعبود‪-‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪-‬باب‌فيمن‌عمل‌عمل‌قوـ‌لوطُِ‪‌،ُّٓ/‬سنن‌الَبمذم‌مع‌‪ٙ‬بفة‌األحوذم‪-‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪-‬‬
‫باب‌ماجاء‌يف‌حد‌اللوطيٓ‪‌ُِ/‬كإسناده‌حسن‌‪‌،‬جامع‌األصوؿ‌(ّ‌‪:‌)ْٓٗ‌/‬‬
‫‌(ّ)البدائعٓ‪‌ْٖٕ/‬شرح‌فتح‌القديرٓ‪‌،ِِٔ/‬ا﵀لىُُ‪َِّ/‬‬

‫‪32‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كمعُب"الفاحشة" ‌يف‌اللغة‌القبيح ‌الشنيع ‌من ‌قوؿ ‌أك ‌فعل(ُ)‪‌،‌ ‌ .‬كشرعا‪‌:‬الفعلة‌القبيحة‌‬


‫ا‪٣‬بارجة‌عما‌أذف‌هللا‌عز‌كجل‌فيو‪‌.‬كأصل"الفحش"‪‌:‬القبح‪‌،‬كا‪٣‬بركج‌عن‌ا‪٢‬بد‌كا‪٤‬بقدار‌‬
‫يف ‌كل ‌شيء‪‌ .‬كمنو ‌قيل ‌للطويل ‌ا‪٤‬بفرط ‌الطوؿ‪":‬إنو ‌لفاحش ‌الطوؿ"‪‌ ،‬يراد ‌بو‪‌ :‬قبيح‌‬
‫الطوؿ‪‌ ،‬خارج ‌عن ‌ا‪٤‬بقدار ‌ا‪٤‬بستحسن‪‌ .‬كمنو ‌قيل ‌للكبلـ ‌القبيح ‌غّب ‌القصد‪":‬كبلـ‌‬
‫فاحش"‪‌،‬كقيل‌للمتكلم‌بو‪":‬أفحش‌يف‌كبلمو"‪‌،‬إذا‌نطق‌بفحش(ِ)‪‌ ‌.‬‬
‫ِ‪-‬أن تكون ادلوطوءة حية‪:‬إف‌الوطء‌ا﵀رـ‌للحد‌ىو‌كطء‌الرجل‌للمرآة‌يف‌حاؿ‌حياهتا‌‬
‫‪‌،‬كأما‌إذا‌كاف‌الوطء‌‪٥‬با‌بعد‌ا‪٤‬بوت‌‪‌،‬فالذم‌عليو‌ا‪٤‬بالكية‌أف‌مثل‌ىذا‌الوطء‌‪٧‬برـ‌‬
‫موجب‌للحد‌من‌باب‌أكىل‌‪‌،‬ألف‌فيو‌انتهاكان‌‪٢‬برمة‌ا‪٤‬بيت‌زيادة‌على‌الوطء‌(ّ)‌‬

‫بينما ذىب مجهور الفقهاء‌من‌ا‪٢‬بنفية‌كالشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌إىل‌القوؿ‌بأف‌مثل‌ىذا‌الفعل‌‬


‫كإف‌كاف‌‪٧‬برمان‌إال‌أنو‌ليس‌زنان‌‪‌،‬فالنفس‌ال‌تشتهي‌مثل‌ىذا‌الفعل‌بل‌تعافو‌كال‌‪ٙ‬بتاج‌‬
‫معو‌إىل‌زجر‌كبالتايل‌فبل‌حد‌على‌الفاعل‌كإ٭با‌يعاقب‌عقوبة‌تعزيرية‌تتناسب‌مع‌شناعة‌‬
‫ا‪١‬برـ‌الذم‌ارتكبو‌كا‪٢‬برمة‌الٍب‌انتهكها‌(ْ)‌‬
‫‌(ٓ)‪.‬‬
‫ٖ‪‌-‬أف‌يكوف‌الزاين‌بالغا‪‌،‬فبل‌ٰبد‌الصيب‌غّب‌البالغ‌باالتفاؽ‪.‬‬
‫ٗ‪‌-‬أف‌يكوف‌عاقبل‪‌،‬فبل‌ٰبد‌اجملنوف‌باالتفاؽ‪‌،‬فإف‌زىن‌عاقل‌ٗبجنونة‌أك‌‪٦‬بنوف‌بعاقلة‪‌،‬‬
‫‌(ٔ)‪.‬‬
‫حد‌العاقل‌منهما‬

‫ُ)‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌(ِ‌‪.)ٕٔٓ‌/‬‬
‫ِ)‌تفسّب‌الطربم‌‌‪‌‌،‌)ُِٖ‌/‌ٕ(،‬طُ‪‌َُِْ‌،/‬ىػ‌‪‌َََِ‌-‬ـ‌‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)الشرح‌الصغّب‌على‌أقرب‌ا‪٤‬بسالكْ‪‌ْْٖ/‬‬
‫‌(ْ)‌البدائعٓ‪‌،ْٖٕ/‬مغِب‌ا﵀تاجٓ‪‌،ْٕٓ/‬ا‪٤‬بغِبٖ‪ُُٖ/‬‬
‫ٓ)‌‌اللباب‌يف‌شرح‌الكتاب‪،‬عبد‌الغِب‌الغنيمي‌الدمشقي‌ا‪٤‬بيداين‌‪‌،‌)ُّٗ-َُٗ/ّ(،‬دار‌الكتاب‌العريب ‌‬
‫ٔ)‌‌غاية‌ا‪٤‬بنتهى‌للشيخ‌مرعي‌بن‌يوسف‪‌،)ُّٗ/ّ(‌،‬طُ‪‌،‌/‬طبع‌ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‌بدمشق‪‌ .‬‬

‫‪33‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ٓ‪-‬أن ال يكون يف الوطء شبهة‪ :‬يشَبط‌يف‌الوطء‌ا﵀رـ‌انعداـ‌الشبهة‌‪‌،‬فإذا‌كجد‌‬


‫شبهة‌سقط‌ا‪٢‬بد‌‪،‬يقول ابن قدامة‌"كال‌ٯبب‌ا‪٢‬بد‌بالوطء‌يف‌نكاح‌‪٨‬بتلف‌فيو‌‪،‬كنكاح‌‬
‫ا‪٤‬بتعة ‌كالتحليل ‌كالنكاح ‌ببل ‌كيل ‌كال ‌شهود ‌‪‌ ،‬كنكاح ‌األخت ‌يف ‌عدة ‌أختها ‌البائن ‌‪‌،‬‬
‫كنكاح‌ا‪٣‬بامسة‌يف‌عدة‌الرابعة‌البائن‌‪‌،‬كنكاح‌اجملوسية‌‪‌،‬كىذا‌قوؿ‌أكثر‌أىل‌العلم‌‪‌،‬‬
‫ألف‌االختبلؼ‌يف‌إباحة‌الوطء‌فيو‌شبهة‌‌كا‪٢‬بدكد‌تدرأ‌بالشبهات"‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫كقاؿ‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪"-‬ادرؤكا‌ا‪٢‬بدكد‌بالشبهات"‌(ِ)‌‬
‫ٔ‪-‬أن يكون مرتكب اجلرمية طائعا خمتارا ‪ :‬الوطء‌ا﵀رـ‌ا‪٤‬بوجب‌للحد‌ىو‌الذم‌يقوـ‌‬
‫اإلنساف‌باختياره‌دكف‌إكراه‌‪‌،‬فإذا‌أكره‌على‌الوطء‌ا﵀رـ‌فإف‌اإلكراه‌شبهة‌يف‌حق‌ا‪٤‬برآة‌‬
‫‌يدرأ‌عنها‌ا‪٢‬بد‌‪‌.‬لعموـ‌قولو‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬إف‌هللا‌كضع‌عن‌أمٍب‌ا‪٣‬بطأ‌‬
‫كالنسياف‌كما‌استكرىوا‌عليو(ّ)‪.‬‬
‫كذىب‌الشافعية‌كصاحبا‌أيب‌حنيفة‌كابن‌قدامة‌من‌ا‪٢‬بنابلة‌إىل‌أنو‌الحد‌مع‌اإلكراه‌‬
‫سواء‌كاف‌من‌السلطاف‌أـ‌من‌غّبه‌ألف‌ا‪٤‬بؤثر‌ىو‌خوؼ‌ا‪٥‬ببلؾ‌‪.‬‬
‫قال ابن قدامة‪":‬إف‌اإلكراه‌إذا‌كاف‌بالتخويف‌أك‌ٗبنع‌ما‌تفوت‌حياتو‌ٗبنعو‌كاف‌الرجل‌‬
‫(ْ)‪.‬‬
‫فيو‌كا‪٤‬برآة‌‪،‬فإذا‌مل‌ٯبب‌عليهاا‪٢‬بد‌‌مل‌ٯبب‌عليو"‌‬

‫‌(ُ)‌ا‪٤‬بغِبٖ‪ُّٖ/‬‬
‫‌(ِ)سنن‌الَبمذم‌مع‌‪ٙ‬بفة‌األحوذم‪-‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪-‬باب‌ماجاء‌يف‌درأا‪٢‬بدكْ‪‌،ٖٖٔ/‬كسنن‌ابن‌ماجة‪-‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪-‬باب‌السَبعلى‌ا‪٤‬بؤمن‌‬
‫كدفع‌ا‪٢‬بدكد‌بالشبهاتِ‪‌َٖٓ/‬‬
‫(ّ )‌‌‌‌أخرجو‌ابن‌ماجو‪،‬يف‌سننو‪‌‌،‬كتاب‌(الطبلؽ)‌‪‌،‬باب‌طبلؽ‌ا‪٤‬بكره‌كالناسي‌برقم‌(َِْٓ)‌من‌حديث‌ابن‌عباس‌‬
‫رضي‌هللا‌عنهما‌لكن‌سنده‌منقطع‪‌:‌‌،‬أخرجو‌الدارقطِب‌(ْٕٗ)‪‌،‬كابن‌حباف‌(َّٔ)‌‪‌،‬كا‪٢‬باكم‌(ِ ‌‪‌)ُٖٗ‌ /‬‬
‫كصححو‌ككافقو‌الذىيب‪‌،‬كصححو‌العبلمة‌األلباين‌يف‌(إركاء‌الغليل)‌(ِٖ)‪‌.‬كيف‌(صحيح‌سنن‌ابن‌ماجو)‌(ُ ‌‪‌/‬‬
‫ّْٖ)‌برقم‌(ُْٔٔ)‌‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌‌ا‪٤‬بغِبٖ‪‌،ُٖٕ/‬مغِب‌ا﵀تاجٓ‪ْٕٓ/‬‬

‫‪34‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ -1‬أن يكون مسلما‪‌:‬يف‌رأم‌ا‪٤‬بالكية‪‌،‬فبل‌ٰبد‌الكافر‌إف‌زىن‌بكافرة‌كلكنو‌يؤدب‌إف‌‬


‫أظهره‪‌،‬كإف‌استكره‌مسلمة‌على‌الزنا‌قتل‪‌،‬كإف‌زىن‌هبا‌طائعة‌نكل‌بو‌كعزر(ُ)‪‌ ‌.‬‬
‫كقاؿ‌ا‪١‬بمهور‪ٰ‌:‬بد‌الكافر‌حد‌الزنا‪‌،‬لكنو‌ال‌يرجم‌ا﵀صن‌عند‌ا‪٢‬بنفية‪‌،‬كإ٭با‌ٯبلد‪‌.‬كال‌‬
‫حد‌للزنا‌كشرب‌ا‪٣‬بمر‌عند‌الشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌على‌ا‪٤‬بستأمن؛‌ألنو‌حق‌﵁‌تعاىل‪‌،‬كمل‌‬
‫(ِ)‪.‬‬
‫يلتزـ‌بالعهد‌حقوؽ‌هللا‌تعاىل‬
‫ٖ‪-‬العلم بالتحرمي‌‪:‬يعد‌العلم‌بالتحرًن‌شرطان‌لوصف‌فعل‌الوطء‌بأنو‌‪٧‬برـ‌موجب‌للحد‌‬
‫بلن ‌با‪٢‬برمة ‌ينظر‪‌ .‬فإف ‌كاف ‌حديث ‌عهد‌‬ ‫‪،‬فإذا ‌أقدـ ‌على ‌ىذا ‌الفعل ‌من ‌كاف ‌جاى ‌‬
‫باإلسبلـ‌كادعى‌ا‪١‬بهل‌با‪٢‬بكم‌فإنو‌تقبل‌منو‌كيسقط‌عنو‌ا‪٢‬بد‌الحتماؿ‌صدقو‌‪.‬‬
‫كأما‌إذا‌كاف‌مدعى‌ا‪١‬بهل‌با‪٢‬بكم‌ناشئان‌بْب‌ا‪٤‬بسلمْب‌كأىل‌العلم‌فإنو‌ال‌يقبل‌منو‌ألف‌‬
‫حرمة‌الزنا‌ال‌‪ٚ‬بفى‌على‌من‌يف‌ىذه‌ا‪٢‬بالة‌فيكوف‌كاذبان‌يف‌ادعائو‌(ّ)‪.‬‬
‫ٗ‪‌-‬أف‌يزين‌بآدمية‪‌،‬فإف‌أتى‌هبيمة‌فبل‌حد‌عليو‌يف‌األصح‌عند‌الشافعية‪‌،‬كلكنو‌يعزر‪‌،‬‬
‫(ْ)‪.‬‬
‫كال‌بأس‌بأكلها‌عند‌ا‪١‬بمهور‪‌،‬كتقتل‌بشهادة‌رجلْب‌على‌فعلو‌هبا‪‌،‬كٰبرـ‌أكلها‬
‫َُ‪‌-‬أف‌تكوف‌ا‪٤‬بزين‌هبا‌‪٩‬بن‌يوطأ‌مثلها‪‌،‬فإف‌كانت‌صغّبة‌ال‌يوطأ‌مثلها‪‌،‬فبل‌حد‌عليو‌‬
‫كال‌عليها‌عند‌ا‪٢‬بنفية‪‌.‬كال‌‪ٙ‬بد‌ا‪٤‬برأة‌إذا‌كاف‌الواطئ‌غّب‌بالغ‪‌ ‌.‬‬
‫نا‌عليو‌دكهنا‌‬
‫‌‬ ‫‌كٰبد‌كاطئ‌الصغّبة‌الٍب‌ٲبكن‌كطؤىا‪‌،‬كإف‌كانت‌غّب‌مكلفة‌لصدؽ‌حد‌الز‬
‫(ٓ)‪‌ .‬‬
‫كالنائمة‌كاجملنونة‬

‫‌(ُ)‌حاشية‌الدسوقيْ‪‌ .ُّٔ/‬‬
‫(ِ)‌‌ القوانْب‌الفقهية‪‌:‬ص‌ّّٓ‌كما‌بعدىا‪‌،‬اللباب‌شرح‌الكتاب‪‌،ُّٗ‌-‌َُٗ/‌ّ‌:‬ا‪٤‬بهذب‪‌،‌ِّٔ/ِ‌:‬غاية‌ا‪٤‬بنتهى‪‌ُّٗ/‌ّ‌:‬كما‌بعدىا‪.‬‬
‫‌(ّ)‌مغِب‌ا﵀تاجٓ‪‌ ْٕٓ/‬‬
‫ْ)‌‌حاشية‌قليويب‌كعمّبة‪‌،‌)ُٕٗ/ْ(‌:‬كشاؼ‌القناع‪‌ :‌.)ٗٗ/ٔ(‌:‬‬
‫ٓ)‌‌نفس‌ا‪٤‬برجع‪‌ .‬‬

‫‪35‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أدلة حترمي الزنا‪:‬‬


‫أوال ‪:‬من القرآن الكرمي‪:‬‬
‫قاؿ‌هللا‌تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ‬
‫(ُ)‪‌ .‬‬
‫ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭼ‬

‫فاآليات‌من‌سورة‌النساء‌تدؿ‌على‌عقوبة‌الزنا‌يف‌صدر‌اإلسبلـ‌كىو‌ا‪٢‬ببس‌للثيب‌حٌب‌‬
‫ا‪٤‬بوت ‌كاألذل ‌بالكبلـ ‌للبكر ‪.‬فلما ‌استقرت ‌دكلة ‌اإلسبلـ ‌كقويت ‌نسخ ‌ىذا ‌ا‪٢‬بكػم‌‬
‫)ِ(‪.‬‬
‫‌كأنػزؿ‌اهللا‌تعاىل‌آيات‌تبْب‌ا‪٢‬بكم‌الشرعي‌ا‪٤‬بناسب‌لعقوبة‌الزنا‬
‫(ّ)‪.‬‬
‫كقاؿ‌تعاىل‪ :‬ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﭼ‬

‫قاؿ ‌القرطيب ‌يف ‌تفسّب ‌قولو ‌تعاىل‪ {‌ :‬ىما ‌ظى ىهى‌ر} ‌هني ‌عن ‌‪ٝ‬بيع ‌أن‌واع ‌الفواحش ‌كىي‌‬
‫ا‪٤‬بعاصي‪ {‌.‬ىكىما‌بىطى ى‌ن}‌ما‌عقد‌عليو‌القلب‌من‌ا‪٤‬بخالفة(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌‌كقاؿ‌تعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ (ٓ)‪‌ .‬‬
‫قاؿ‌الشوكاين‌‌‌كيف‌النهي‌عن‌قربانو‌ٗبباشرة‌مقدماتو‌هني‌عنو‌باألكىل‪‌،‬مث‌علل‌النهي‌عن‌‬
‫الزنا ‌بقولو‪‌:‬إنو ‌كاف ‌فاحشة ‌أم‪‌:‬قبيحا ‌متبالغا ‌يف ‌القبح ‌‪٦‬باكزا ‌للحد ‌كساء ‌سبيبل ‌أم‪‌:‬‬
‫بئس ‌طريقا ‌طريقو‪‌ ،‬كذلك ‌ألنو ‌يؤدم ‌إىل ‌النار‪‌ ،‬كال ‌خبلؼ ‌يف ‌كونو ‌من ‌كبائر‌‬
‫الذنوب‪‌ .)ٔ(.‬‬

‫ُ)‌سورة‌النساء‌‪‌،‬اآلية‪‌ ُٔ-ُٓ‌:‬‬
‫ِ)‌التداخل‌يف‌عقوبات‌جرائم‌ا‪٢‬بدكد‌ص‪‌ ّٕ:‬‬
‫ّ)‌سورة‌األنعاـ‌‪‌،‬اآلية‪‌ ُُٓ‌:‬‬
‫ْ)‌ا‪١‬بامع‌ألحكاـ‌القرآف‌‪‌،‬أبو‌عبد‌هللا‌‌‌القرطيب(ٕ‌‪‌ ‌‌)ُّّ‌/‬‬
‫ٓ)‌سورة‌اإلسراء‌‪‌،‬اآلية‪‌ ِّ‌:‬‬
‫ٔ)‌فتح‌القدير‌‪‌،‬﵀مد‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌الشوكاين‪‌:‌)ِٔٓ‌/‌ّ(‌‌،‬دار‌الكلم‌الطيب‌‪‌-‬دمشق‪،‌،‬طُ‪‌ُُْْ‌-‌/‬ىػ‪‌ .‬‬

‫‪36‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ثانيا ‪:‬من السنة‪:‬النبوية‪:‬‬


‫ُ‪ .‬عن‌عبادة‌بن‌الصامت‌رضي‌هللا‌عنو‌أف‌النيب‌عليو‌الصبلة‌كالسبلـ‌قاؿ‪(:‬خذكا‌عنػي‌‬
‫خذكا‌عِب‪‌،‬قد‌جعل‌هللا‌‪٥‬بن سبيبل ‪:‬البكر‌بالبكر‌جلد‌مائة‌كتغريب‌عاـ‪‌،‬كالثيب‌بالثيب‌‬
‫جلد‌مائة‌كالرجم))ُ( ‪‌.‬‬
‫ِ‪ .‬ركل‌عبد‌هللا‌بن‌مسعود‌رضي‌اهللا‌عنو‌قاؿ ‪:‬سألت‌رسوؿ‌اهللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم أم‌‬
‫الذنب‌عنػد‌هللا‌أكرب؟‌قاؿ‪(:‬أف‌٘بعل‌هللا‌ندان‌كىو‌خلقك‪‌،‬قلت‌مث أم؟‌قاؿ‪ :‬أف‌تقتػل‌‬
‫كلػدؾ‌خػشية‌أف‌يطعم‌معك‪‌،‬قلت‌مث أم؟‌قاؿ ‪:‬أف‌تزين‌ٕبليلة‌جارؾ)ِ(‪.‬‬
‫ّ‪ .‬كللنسائي‌من‌ركاية‌عمرك‌بن‌غالب‌قاؿ‪‌:‬قالت‌عائشة‪«‌:‬يا‌عمرك‌أما‌علمت‌أنو‌ال‌ٰبل‌‬
‫دـ ‌امرئ ‌مسلم ‌إال ‌بثبلثة‪‌ :‬نفس ‌بنفس‪‌ ،‬أك ‌رجل ‌زىن ‌بعدما ‌أحصن‪‌ ،‬أك ‌كفر ‌بعد‌‬
‫)ّ(‪.‬‬
‫إسبلمو»‌‬
‫ثالثا ‪:‬من اإلمجاع‪:‬‬
‫ط ‌كلذا‌كاف‌ح ٌده‌أش ٌد ‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬‬
‫ٲبو‌فلم‌ٰبل ‌يف‌دين‌ق ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كقد‌أ‪ٝ‬بع‌أىل‌األدياف‌على‌‪ٙ‬بر‬
‫‌‬ ‫‌‬
‫ألنٌو‌جناية‌على‌األعراض‌كاألنساب‪‌،‬فحفظ‌العرض‌من‌‪ٝ‬بلة‌الكلٌيٌات‌ا‪٣‬بمس‪‌،‬كىي‌‬
‫)ْ(‪‌ .‬‬
‫حفظ‌النٌفس‌كال ٌدين‌كالعرض‌كالعقػل‌كا‪٤‬باؿ‬

‫ُ)‌أخرجو‌مسلم يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌‪‌‌،‬باب‌حد‌الزنا‌‪‌ُُّٔ/ّ‌،‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ ‌،‌)َُٔٗ):‬‬


‫ِ)‌أخرجو‌البخارم‪‌،‬يف‌صحيحو‪،‬كتاب‌الديات‌‪‌،ُِٕٓ/‌ٔ‌،‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ .)ْٖٔٔ):‬‬
‫ّ)‌‌‌أخرجو‌النسائي‌يف‌سننو‌‪‌،‬كتاب‌‪ٙ‬برًن‌الدـ‪‌،‬باب‌تعظيم‌الدـ‪‌،)ُٗ‌/‌ٕ(،‬كركاه‌أبو‌داكد‌يف‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬باب‌ا‪٢‬بكم‌فيمن‌‬
‫ارتد‪‌،‬رقم‌(ّّْٓ)‌كىو‌حديث‌صحيح‪‌ .‬‬
‫ْ)‌‌‌التداخل‌يف‌عقوبات‌جرائم‌ا‪٢‬بدكد‌ص‪‌ ْٕ:‬‬

‫‪37‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫حكم الزنا‪:‬‬
‫الزنا ‌من ‌أكرب ‌الكبائر‪‌ ،‬كىو ‌حراـ ‌يف ‌‪ٝ‬بيع ‌الشرائع ‌السماكية‪٣‌ ،‬بطورتو ‌فهو ‌أشد ‌من‌‬
‫القتل‪‌،‬كذلك‌الختبلط‌األنساب‪‌،‬كالتعدم‌على‌نظاـ‌األسرة‌يف‌اجملتمع‪‌،‬كما‌يؤدم‌إىل‌‬
‫تفشي ‌األمراض ‌السرية ‌كالعقم ‌كا‪٫‬بطاط ‌األخبلؽ ‌العامة ‌كىو ‌على ‌درجات‪‌ ،‬فأشدىا‌‬
‫حرمػة‌الزنػا ‌يف‌ا﵀ارـ‪‌ ،‬كالزنا‌ٕبليلة‌ا‪١‬بار‪‌،‬كا‪٤‬برأة‌ا‪٤‬بتزكجة‪‌،‬كحليلة‌اجملاىد‪‌ ،‬كغّب‌ذلك ‌(ُ)‪‌.‬‬
‫قػاؿ‌تعػاىل‌‌كقاؿ‌تعاىل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ (ِ)‪‌ .‬‬
‫عقوبة الزنا ‪:‬فا‪٤‬بقصود‌من‌العقوبة‌ىو‌الزجر‪‌،‬كٕبد‌كاحد‌يتحقق‌ا‪٤‬بقصود‌من‌العقوبة‪‌،‬‬
‫أما‌إذا‌عوقب‌ثػم‌عاد‌للجرٲبة‌مرة‌ثانية‌فإنو‌يعاقب‌مرة‌أخرل‪‌،‬كأف‌زىن‌كعوقب‌مث‌عاد‌‬
‫فإنو‌يعاقب‌ثانيان‪‌،‬ألنو‌قد‌تبْب‌أف‌العقوبة‌السابقة‌مل‌تردعو‌فاقتضى‌ذلك‌عقوبة‌أخرل‪.‬‬
‫عقوبة الزنا‪ :‬الزاين‌إما‌أف‌يكوف‌‪٧‬بصنا‪‌،‬أك‌غّب‌‪٧‬بصن‪‌،‬كعقوبة‌ا﵀صن‌‪ٚ‬بتلف‌عن‌‬
‫عقوبة‌غّب‌ا﵀صن‪‌،‬كبياف‌ذلك‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقوبة الزاين احملصن( الثيب )‪ :‬كىو‪"‌:‬ا‪٢‬بر‌ا‪٤‬بكلف‌الذم‌تزكج‌زكاجان‌صحيحان‌‬
‫ككطء‌فيو(ّ)‪‌،‬كيطلق‌عليو‌الثيب"(ْ)‪‌ ‌.‬‬
‫وعقوبة الزاين احملصن ‌ىي‌القتل‌با‪٢‬بجارة‪‌،‬رجبلن‌كاف‌أك‌امرأ نة‪‌،‬كىذا‌بإ‪ٝ‬باع‌العلماء(ٓ)‪‌‌،‬‬
‫كذلك‌لؤلحاديث‌اآلتية‪‌-ُ:‬قولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪"-‬البكر‌بالبكر‌جلد‌مائة‌كنفى‌‬
‫سنة‪‌،‬كالثيب‌بالثيب‌جلد‌مائة‌كالرجم"(ٔ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌ا‪٢‬بسبة‌كالسياسة‌ا‪١‬بنائية‌د‪‌/‬سعد‌بن‌عبد‌هللا‪‌ .‬‬
‫ِ)‌سورة‌اإلسراء‌‪‌،‬اآلية‪‌ ِّ‌:‬‬
‫(ّ) خبلفا‌‌لنص‌ا‪٤‬بادة‌ّّٗمن‌قانوف‌العقوبات‌ا‪١‬بزائرم‌كىي‪‌:‬أف‌تكوف‌الزانية كقت إرتكاهبا‌األفعاؿ‌ا‪٤‬بنسوبة‌إليها‌مرتبطة‌بعقد‌زكاج‌صحيح‪‌ ‌.‬‬
‫(ْ)‌ا‪٢‬بسبة‌كالسياسة‌ا‪٢‬بنائية‌د‪‌/‬سعد‌بن‌عبد‌هللا‪‌،‬ا‪٤‬بملكة‌السعودية‌العربية‪‌ ‌.‬‬
‫(ٓ)‌بدائع‌الصنائع‌للكسائي‌ٓ‪‌ْٗٓ/‬اإلقناع‌يف‌مسائل‌اال‪ٝ‬باع‌لئلماـ‌ا‪٢‬بافظ‌أىب‌ا‪٢‬بسن‌بن‌القطاف‌ِ‪‌ِٓٓ/‬ط‌الفاركؽ‌ا‪٢‬بديثة‌للطباعة‌كالنشر‪‌ ‌.‬‬
‫(ٔ)‌‌‌سبق‌‪ٚ‬برٯبو‪‌،‬ص‪‌ ّٕ‌:‬‬

‫‪38‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ِ‪-‬كيف‌قصة‌ماعز‌الٍب‌كردت‌يف‌صحيح‌البخارم‌كمسلم‌كفيها‪‌،‬أف‌رسوؿ‌هللا‌‌‪‌:‬قاؿ‌‬
‫(ُ)‬
‫لو‪‌:‬ىل‌أحصنت؟‌قاؿ‪‌:‬نعم‪،‬فقاؿ‌رسوؿ‌هللا‪‌:‬اذىبوا‌بو‌فار‪ٝ‬بوه"‬

‫كيف‌قصة‌ا‪٤‬برآة‌الغامدية‌الٍب‌اعَبفت‌بالزىن‪‌،‬كفيها‪‌:‬أمر‌رسوؿ‌هللا‌‌الناس‌فر‪ٝ‬بوىا(ِ)‪‌ ‌.‬‬
‫‌‬ ‫ّ‪-‬‬

‫ْ‌‪-‬كيف‌قصة‌العسيف(ّ)‪‌،‬فقاؿ‌النيب‌صلى‌عليو‌كسلم‌"كالذم‌نفسي‌بيده‌ألقضْب‌‬
‫ا‪٣‬بادـ‌رد‪‌،‬كعلى‌ابنك‌جلد‌مائة‪‌،‬كتغريب‌‬
‫ٌ‬ ‫بينكما‌بكتاب‌هللا‪‌-‬عز‌كجل‪‌،-‬ا‪٤‬بائة‌شاة‌ك‬
‫عاـ‪‌،‬كاغد‌يا‌أنيس‌على‌امرأة‌ىذا‪‌،‬فإف‌اعَبفت‌فار‪ٝ‬بها‌"فغدا‌عليها‌فاعَبفت‌‬
‫فر‪ٝ‬بها(ْ)‪‌.‬ففي‌ىذه‌األحاديث‌داللة‌كاضحة‌على‌كجوب‌رجم‌الزاين‌ا﵀صن‌كالزانية‌‬
‫ا﵀صنة‪‌.‬وقال اإلمام النووي‪"‌:‬كأ‪ٝ‬بع‌العلماء‌على‌كجوب‌جلد‌الزاين‌البكر‌مائة‪‌،‬كرجم‌‬
‫ا﵀صن‌كىو‌الثيب‪‌،‬كمل‌ٱبالف‌يف‌ىذا‌أحد‌من‌أىل‌القبلة"(ٓ)‪‌‌‌.‬‬
‫كلكن‌اختلف‌الفقهاء‌يف‌ىل‌ٯبمع‌الزاين‌ا﵀صن‌ا‪١‬بلد‌كالرجم‌أـ‌ال‌على‌قولْب ‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬يرجم‌كال‌ٯبلد‪‌،‬حيث‌يدخل‌ا‪١‬بلد‌يف‌الرجم‪‌،‬كذىب‌إىل‌ذلك بعض‌‬
‫الفقهاء‌كىو‌األصح‌عند‌الشافعية‌ )ٔ(‪‌.‬‬
‫واستدلوا مبا يلي‪‌:‬‬
‫)ٕ(‪‌ .‬‬
‫أهنما‌حداف‌يوجباف‌بالزنا‌فتداخبل‪‌،‬كما‌لو‌كجب‌حداف‌كىو‌بكر‬
‫‌‬

‫(ُ)‌صحيح‌البخارم‌بشرح‌العسقبلين‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌ال‌يرجم‌اجملنوف‌كاجملنونة‌ُِ‪‌‌,ُّٖ/‬صحيح‌مسلم‌مع‌شرح‌النوكل‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌‬
‫حد‌الزنا‌ُُ‪‌ ‌َِّ/‬‬
‫(ِ)‌صحيح‌مسلم‌بشرح‌النوكم‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌حد‌الزنا‌ُُ‪‌ ‌.َِّ/‬‬
‫(ّ)‌‌العسيف‪‌:‬األجّب‪‌..‬جامع‌األصوؿ‌(ّ‌‪‌ :‌)ّٕٓ‌/‬‬
‫(ْ)‌صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌البارم‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌االعَباؼ‌بالزنا‌ُِ‪‌ ‌‌،َُٖ/‬‬
‫(ٓ)‌شرح‌صحيح‌مسلم‌للنوكم‌ُُ‪‌ .ُٖٗ/‬‬
‫‪‌)6‬ا‪٤‬بهذب‌يف‌فقو‌اإلماـ‌الشافعي‪‌،‬أيب‌إسحاؽ‌إبراىيم‌الشّبازم‌ّ‪‌،ّّْ/‬طُ‪‌/‬دار‌القلم‌ب ‌ّبكت‪ُُْٕ‌،‬ق–‌ُٔٗٗـ ‌‬
‫‪‌)7‬ا‪٤‬بصدر‌السابق‌‪‌ ّّْ/ّ‌‌:‬‬

‫‪39‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫)ِ(‪.‬‬
‫ُ‪ .‬قاؿ‌ابن‌مسعود )ُ( ‪‌:‬ما‌كانت‌حدكد‌كفيها‌قتل‌إال‌أحاط‌القتل‌بذلك‌كلو‬
‫ِ‪ .‬القتل ‌ىو ‌العقوبة ‌القصول‪‌ ،‬فيدخل ‌فيو ‌العقوبة ‌الصغرل ‌كىي ‌ا‪١‬بلد‪‌ ،‬كما ‌لو ‌اجتمع‌‬
‫(ّ)‬
‫حدث‌كجنابة‌فيكفي‌غسل‌كاحد‌عنهما‌‬
‫القول الثاين‪‌ :‬أنو‌ٯبلد‌مث‌يرجم‪‌،‬كذىب‌إىل‌ذلك‌الشافعية‌يف‌القوؿ‌الثاين‌عندىم ‪‌ (ْ).‬‬
‫كاستدلوا‌ٗبا‌يلي ‪‌ :‬‬
‫أنو ‌ٯبب ‌عليو ‌ا‪٢‬بداف‪‌ ،‬ا‪١‬بلد ‌مث ‌الرجم‪‌ ،‬كذلك ‌ألهنما ‌حداف ‌مػن ‌جنػسْب ‌‪٨‬بتلفػْب‪‌ ،‬فلم‌‬
‫(ٓ)‪.‬‬
‫يتداخبل‪‌،‬كمن‌زىن‌كشرب‌ا‪٣‬بمر‌كقذؼ‌‬
‫شروط حد الزاين احملصن‪‌:‬‬
‫ُ‪‌-‬الوطء‌ا﵀رـ‪‌:‬لقولو‌‌‪"‌:‬الثيب‌بالثيب‌ا‪١‬بلد‌كالرجم"(ٔ)‪‌،‬كالثيابة‌‪ٙ‬بصل‌بالوطء‌يف‌‬
‫القبل‪‌.‬كألف‌اإلحصاف‌اليكوف‌إالى‌بو(ٕ)‪.‬‬
‫ِ‪‌-‬أف‌يكوف‌الزاين‌مكلفان‪‌،‬فالصغّب‌كاجملنوف‌ال‌ٯبب‌عليهما‌ا‪٢‬بد‌لعدـ‌تكليفهما‪‌ ،‬‬
‫‌لقولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪"‌:‬رفع‌القلم‌عن‌ثبلثة‪‌:‬عن‌النائم‌حٌب‌يستيقظ‪‌،‬كعن‌‬
‫(ٖ)‬
‫ب‪‌،‬كعن‌ا‪٤‬بعتوه‌حٌب‌يعقل"‬
‫الصيب‌حٌب‌يش ي‬
‫ي‬

‫‪‌)1‬ىو ‌عبد ‌هللا ‌بن ‌مسعود ‌بن ‌غافل ‌بن ‌حبيب ‌ا‪٥‬بذيل‪‌ ،‬أبو ‌عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌من ‌أىل ‌مكة‪‌.‬من ‌أكابر ‌الصحابة ‌فضبل ‌كعقبل‪‌.‬كمن ‌السابقْب ‌إىل‌‬
‫اإلسبلـ‪‌.‬كىاجر‌إىل‌أرض‌ا‪٢‬ببشة‌ا‪٥‬بجرتْب‪‌.‬شهد‌بدرا‌كأحدا‌كا‪٣‬بندؽ‌كا‪٤‬بشاىد‌كلها‌مع‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌.‬كاف‌مبلزما‌‬
‫لرسوؿ ‌هللا ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌ككاف ‌أقرب ‌الناس ‌إليو ‌ىديا ‌كدال ‌ك‪٠‬بتا‪‌.‬أخذ ‌من ‌فيو ‌سبعْب ‌سورة ‌ال ‌ينازعو ‌فيها‌أحد‪‌.‬بعثو ‌عمر ‌إىل‌‬
‫أىل‌الكوفة‌ليعلمهم‌أمور‌دينهم‪‌.‬لو‌يف‌الصحيحْب‌ْٖٖ‌حديثا‪[.‬الطبقات‌البن‌سعد‌ّ‌‪َُٔ‌/‬؛‌كاإلصابة‌ِ‌‪‌ ]ّٖٔ‌/‬‬
‫ِ)‌‌ا‪٤‬بغِب‌يف‌فقو‌االماـ‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌حنبل‌‪٤‬بوفق‌الدين‌ابن‌قدامة‌ا‪٤‬بقدسي‪ٗ/ٕ‌،‬طّ‪ُُْٖ‌‌/‬ىػ‪ُٕٗٗ-‬ـ‌دار‌عامل‌الكتب‪‌ ‌.‬‬
‫‪‌‌‌)3‬األشباه‌كالنظائر‪‌،‬ابن‌النجيم‌‪‌ ‌‌)ُٖٓ/ُ(،‬‬
‫‪‌‌‌)4‬حاشية‌البجّبمي‌‪‌،‬سليماف‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عمر‌البي ىجٍيػىرًم ٌي‌(ْ‪‌‌،)ُِِ/‬دار‌الفكر‪‌،‬ط‪ُُْٓ/‬ىػ‌‪ُٗٗٓ‌-‬ـ‌ ‌‬
‫‪‌‌)5‬مغِب‌ا﵀تاج‌‪‌،‬الشيخ‌‪٧‬بمد‌الشرييُب‌ا‪٣‬بطيب‌(‌ّ‪‌،‌)ِّٗ/‬طُ‪ُِْٔ‌‌/‬ق‌‪ََِٓ‌/‬ـ‌‪‌.‬دار‌الفكر‌‌ ‌‬
‫(ٔ)‌تقدـ‌يف‌صفحة‌ّٕ‌‪‌ .‬‬
‫‪‌‌)7‬شرح‌فتح‌القدير‌ٓ‪‌ ‌‌‌،ِْْ/‬‬
‫(ٖ)‌سنن‌ابن‌ماجو‌كتاب‌الطبلؽ‌باب‌طبلؽ‌ا‪٤‬بعتوه‌كالصغّب‌كالنائم‌ِ‪‌‌،‌ُٓٔ/‬صححو‌األلباين‌يف‌سنن‌أيب‌داكد‌ط‌(ِ‌‪‌ .)ْٓٓ‌/‬‬

‫‪41‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ّ‪-‬أف‌يكوف‌الزاين‌عا‪٤‬بان‌بالتحرًن(ُ)‪‌ .‬‬
‫‌ْ‪-‬اإلسبلـ‪‌،‬كىذا‌الشرط‌‪٨‬بتلف‌فيو‌بْب‌الفقهاء(ِ)‪‌ .‬‬
‫‌ٓ‪-‬أف‌يكوف‌النكاح‌الذم‌حصل‌فيو‌الوطء‌صحيحان‪‌،‬كىذا‌قوؿ‌أكثر‌أىل‌العلم ‌‬
‫ٔ‪-‬اإلسبلـ‪‌،‬كىذا‌الشرط‌‪٨‬بتلف‌فيو‌بْب‌الفقهاء‌(ّ)‪‌ .‬‬
‫ا‪٤‬برآة‌حرة‌يف‌قوؿ‌أكثر‌أىل‌العلم(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌ٕ‪-‬ا‪٢‬برية‪‌،‬يشَبط‌أف‌يكوف‌الرجل‌حران‌ك ‌‬
‫ٕ‪-‬عدـ‌كجود‌شبهة‌ملك(ٓ)‪‌ .‬‬
‫‌ٖ‪-‬أف‌يكوف‌‪٨‬بتاران‌غّب‌مكره‪‌،‬كىذا‌الشرط‌‪٨‬بتلف‌فيو‌بْب‌الفقهاء(ٔ)‪‌ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقوبة الزاين غري احملصن ( البكر )‪‌:‬ا‪٤‬براد‌بالبكر‌عند‌الفقهاء‪‌:‬ا‪٢‬بر‌البالغ‌الذم‌‬
‫مل‌ٯبامع‌يف‌نكاح‌صحيح‪.‬كعقوبتو‌ا‪١‬بلد‌مائة‌جلدة‪‌،‬كتغريب‌عاـ(ٕ)‪.‬‬
‫ُ ‪ -‬عقوبة اجللد‪:‬‬
‫ا‪١‬بلد‪‌:‬ىو‌الضرب‪‌،‬كآلة‌تنفيذه‌السوط‪‌،‬كجلد‌الزاين‌البكر‪‌،‬متفق‌عليو‌عند‌العلماء(ٖ)‪‌‌.‬‬
‫قاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ‌(ٗ)‪.‬‬

‫( ُ)‌‌شرح‌فتح‌القدير‌ٓ‪‌‌‌‌‌‌‌،ِْْ/‬‬
‫( ِ)‌‌بدائع‌الصنائع‌للكسائي‌ٓ‪،ْٗٓ/‬‬

‫( ّ)‌‌ا‪٤‬بفصل‌يف‌أحكاـ‌ا‪٤‬برأة‌ٓ‪‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌،ُِٕ‌-ُِٓ/‬‬
‫( ْ)‌‌ا‪٢‬بسبة‌كالسياسة‌ا‪١‬بنائية‌ِ‪‌‌‌.ّْ/‬‬
‫( ٓ)‌‌‌‌‌شرح‌فتح‌القدير‌ٓ‪،ِْْ/‬‬

‫( ٔ)‌‌ا‪٤‬براجع‌السابقة‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‬
‫( ٕ)‌‌‌‌كشاؼ‌القناع‌َ‌‌منصور‌بن‌يونس‌البهويت‌‌‌(جٔ‪/‬ص‌ْٖ)‪‌‌‌‌‌‌‌‌:‬‬

‫( ٖ)‌‌‌‌نفس‌ا‪٤‬برجع‪‌‌‌‌‌‌‌‌.‬‬
‫( ‪‌‌‌‌)9‬سورة‌النور‌‪‌،‬اآلية‌‪ِ‌:‬‬

‫‪41‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ِ‪ -‬عقوبة التغريب ‪:‬كىو‌نفي‌الزاين‌من‌البلد‌كإبعاده‌عنها‌؛‌كالنفي‌فيو‌خبلؼ‪‌،‬‬


‫كحجة‌ا‪٤‬بخالفْب‪‌:‬قالوا‪‌:‬إنو‌مل‌يذكر‌يف‌آية‌النور‪‌‌،‬كىو‌ثابت‌ٖبرب‌الواحد‌فبل‌يعمل‌بو؛‌‬
‫ألنو‌يكوف‌ناسخ‌ان‌(ُ)‪.‬‬

‫اجلرمية الثانية‪ :‬القذؼ‬

‫القذؼ‌لغة ‪:‬ىو‌الرمي‌ا‪٤‬بطلق‌كالرمي‌با‪٢‬بجارة‌ك‪٫‬بوه )ِ(‪‌ .‬‬


‫عرفو‌ا‪٢‬بنفية‪‌:‬بأنو‌الرمي‌بالزنا )ّ( ‌كزاد‌الشافعية‪‌:‬يف‌معرض‌التعيّب)ْ(‪‌،‬‬
‫القذؼ‌شرع‌ان ‪ٌ :‬‬
‫كزاد‌ا‪٢‬بنابلة‪‌:‬أك‌اللواط)ٓ(‌‪‌،‬كعرفو‌ا‪٤‬بالكية‪‌:‬ىو‌نسبةآدمي‌مكلف‌غّبه‌حران‌عفيفان‌بالغان‌‬
‫أك‌صغّبة‌تطيق‌الوطء‌لزنا‌أك‌قطع‌نسب‌مسلم‌)ٔ( ‌‬
‫كعلى‌ىذا‌فالقذؼ‌ىو‌الرمي‌بالزنا‌عند‌‪ٝ‬بيع‌فقهاء‌ا‪٤‬بذاىب‌األربعة‌‪‌،‬كماأف‌ا‪٤‬بالكية‌‬
‫أكجبوا‌حد‌القذؼ‌على‌من‌قذؼ‌صبية‌ٲبكن‌كطؤىا‌قبل‌البلوغ‌بالزنا‌كقاؿ‌أبو‌حنيفة‌‬
‫كالشافعي‌ليس‌بقذؼ‌ألنو‌ليس‌بزنا‌‪‌،‬اذ‌ال‌حد‌عليها‪ ‌،‬كمػا‌أكجػب‌ا‪٤‬بالكيػة‌كالشافعية‌‬
‫ػاذؼ‌اذا‌‬
‫‌‬ ‫كا‪٢‬بنابلة‌ا‪٢‬بد‌بالقذؼ‌باللواط‌‪‌،‬سواء‌كاف‌ا‪٤‬بقذكؼ‌رجبلن‌أـ‌امرأة‌فيجلد ‌الق‬
‫كاف ‌‪٧‬بصنان ‌كٯبلد ‌إف ‌كاف ‌غّب ‌‪٧‬بصن ‌‪‌ ،‬كمل ‌يوجب ‌ا‪٢‬بنفيػة ‌ا‪٢‬بػد ‌بالقػذؼ ‌بػاللواط ‌‪‌،‬‬
‫كأكجبوا‌فيو‌التعزير‌فقط‌‪‌،‬كما‌سنرل‌يف‌فصل‌تداخل‌التعازير ‪.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌ا‪٤‬بوسوعة‌ا‪١‬بنائية‌اإلسبلمية‌ا‪٤‬بقارنة‌(ص‪:)ّْٔ‌:‬‬
‫ِ)‌فتح‌القدير‌البن‌ا‪٥‬بماـ‌‪‌ ‌،ُّٕ‌/ٓ‌،‬‬
‫ِ)‌ا‪٤‬بصباح‌ا‪٤‬بنّبللفيومي‌‪ ْْٗ/ِ‌،‬مادة‌(قذؼ) ‌‬
‫ّ)‌فتح‌القدير‌البن‌ا‪٥‬بماـ‌‪‌ ‌‌.‌ُّٕ‌/ٓ‌،‬‬
‫ْ)‌أسُب‌ا‪٤‬بطالب‌لزكريا‌األنصارم‌‪‌ ‌‌‌ َّٕ/ّ‌،‬‬
‫ٓ)‌منتهى‌اإلرادات‌للبهويت‌‪‌ ِّٓ/ّ‌،‬‬
‫ٔ)‌مواىب‌ا‪١‬بليل للحطاب‌‪‌ ‌ ‌ ِٖٗ/ٔ‌،‬‬

‫‪42‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫حكم القذؼ ‪:‬القذؼ حمرم يف العقوبات الشرعيةبالكتاب والسنة واإلمجاع ‪.‬‬


‫أكالن‌من‌الكتاب‪‌ :‬‬
‫ُ‪ .‬قولو‌تعاىل‌ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ‌(ُ)‪.‬‬
‫كجو‌االستدالؿ‌من‌اآلية‌الكرٲبة‪‌ :‬‬
‫‌اآلية‌الكرٲبة‌تبْب‌بصورة‌كاضحة‌حرمة‌القذؼ‌‪،‬بداللة‌العقوبة‌الٍب‌أعدىا‌هللا‌–‌تعاىل‪‌-‬‬
‫على ‌قذؼ ‌ا﵀صنات ‌من ‌النساء ‌‪‌ ،‬كىي ‌ا‪١‬بلد ‌‪ٜ‬بانْب ‌جلػدة ‌‪‌ ،‬مػع ‌عدـ ‌قبوؿ ‌شهادة‌‬
‫القاذؼ‌لفسقو‪‌،‬إال‌بعد‌التوبة‌كاإلنابة‌فإف‌اهللا‌غفور‌رحيم‪.‬‬
‫ثانيا من السنة‪:‬‬
‫ُ‪ .‬عن ‌أيب ‌ىريرة ‌رضي ‌اهللا ‌عنو‪‌ :‬عن ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌قاؿ‪«‌ :‬اجتنبوا ‌السبع‌‬
‫ا‪٤‬بوبقات‪‌،‬قيل‪‌:‬يا‌رسوؿ‌هللا‪‌،‬كما‌ىن؟‌قاؿ‪‌:‬الشرؾ‌با﵁‪‌،‬كالسحر‪‌،‬كقتل‌النفس‌الٍب‌‬
‫حرـ ‌هللا ‌إال ‌با‪٢‬بق‪‌ ،‬كأكل ‌ماؿ ‌اليتيم‪‌ ،‬ك ‌الربا‪‌ ،‬كالتويل ‌يوـ ‌الزحف‪‌ ،‬كقذؼ ‌ا﵀صنات‌‬
‫الغافبلت‌ا‪٤‬بؤمنات»)ِ(‬
‫كجو‌الداللة‌من‌ا‪٢‬بديث‌الشريف‌‪‌:‬ا‪٢‬بديث‌يدؿ‌داللة‌كاضحة‌على‌أف‌القػذؼ‌مػن‌‬
‫السبع‌ا‪٤‬بوبقات‌الٍب‌أمر‌الرسوؿ‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم ا‪٤‬بسلمْب‌أف‌ٯبتنبوىا‌‪‌،‬كلذلك‌فهو‌‬
‫‪٧‬برـ‌بنص‌ا‪٢‬بديث‪.‬‬
‫ثالثان‌من‌اإل‪ٝ‬باع ‪:‬القذؼ‌من‌الكبائر‌بإ‪ٝ‬باع‌األمة )ّ(‪‌ .‬‬

‫ُ)‌سورة‌النور‌‪‌،‬األيتاف‪‌ ‌ٓ-ْ‌:‬‬
‫ِ )‌أخرجو‌‌البخارم‪‌،‬يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌الوصايا‪‌،‬باب‌قوؿ‌هللا‌تعاىل‪{‌:‬إف‌الذين‌يأكلوف‌أمواؿ‌اليتامى‌ظلما}(ٓ ‌‪‌،‌)ِْٗ‌/‬‬
‫كمسلم‌يف‌اإلٲباف‪‌،‬باب‌بياف‌الكبائر‌كأكربىا‪‌،‬رقم‌(ٖٗ)‌‪‌ .‬‬
‫ّ)‌ا﵀لى‪‌:‬ابن‌حزـ‌‪‌ ‌ ُِٗ/ُِ‌،‬‬

‫‪43‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أما أركان القذؼ‪ :‬فهي‌قاذؼ‪‌ ،‬كمقذكؼ‪‌،‬كالقصد‌ا‪١‬بنائي‪‌ ،‬الصيغ ‌الٍب‌يقذؼ‌هبا‪.‬‬


‫شروط القاذؼ ‪:‬فهي‌العقل‌كالبلوغ‪‌،‬كشركط‌الصيغة‌الٍب‌يقذؼ ‌هبا‌فهي‪‌ :‬أف‌يقذفػو‌‬
‫بػوطءيلزمو‌فيو‌ا‪٢‬بد‌كىو‌الزنا‌‪‌،‬أك‌ينفيو‌من‌أبيو‌دكف‌سائر‌ا‪٤‬بعاصي)ُ(‪‌ .‬‬
‫وشروط ادلقذوؼ ‪‌ :‬‬
‫فهي‌العقل‌كالبلوغ‌كاإلسبلـ‌كا‪٢‬برية‌كالعفة‌عن‌الفاحشة‌الٍب‌رمي‌هبػاسواء‌كاف‌عفيفان‌‬
‫عن‌غّبىا‌أـ‌ال)ِ( ‪‌ .‬‬
‫اختلف‌الفقهاء‌ىل‌حد‌القذؼ‌حد‌خالص‌﵁‌أـ‌ىوحق‌لآلدمي‌؟‌فمن‌رأل‌أنو‌حق‌‬
‫خالص ‌﵁‌أجرل‌فيو‌التداخل‌كسائر‌ا‪٢‬بدكد‌ا‪٣‬بالصة‌﵁‌‪،‬كمن‌رأل‌أنو‌حق‌لآلدمي‌مل‌‬
‫يقل‌بالتداخل )ّ(‪‌ .‬‬
‫حد القاذؼ ‪‌ :‬‬
‫كىي‌أف‌يقذؼ‌شخص‌‪ٝ‬باعة‪‌،‬يف‌ىذه‌ا‪٢‬بالة‌ىناؾ‌احتماالف ‪‌ :‬‬
‫األول ‪:‬أف‌يقذفهم‌بكلمة‌كاحدة‌كأف‌يقوؿ‌‪٥‬بم‌يا‌زناة ‪‌ .‬‬
‫الثاين ‪:‬أف‌يكوف‌القذؼ‌‪٥‬بم‌بكلمات‌متفرقة‪‌،‬كأف‌يق ‌وؿ‌لكل‌كاحد‌منهم‌يا‌زاين‌مثبلن‪،‬‬
‫أما‌ا‪٢‬بكم‌يف‌االحتماؿ‌األكؿ‌عند‌الفقهاء ‪:‬فهناؾ‌قوالف ‪‌ :‬‬
‫القول األول‪ :‬أنو ‌يعاقب ‌بعقوبة ‌كاحدة‪‌ ،‬حيث ‌إف ‌العقوبة ‌تتداخل ‌كمػا ‌فػي ‌سػائر‌‬
‫ا‪٢‬بػدكد‌ا‪٤‬بتجانسة‪‌،(ْ) ‌،‬كاستدؿ‌القائلوف‌بذلك‌القرآف‌كالسنة‌كا‪٤‬بعقوؿ‪‌ .‬‬

‫ُ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌‪‌ ‌َٖ/ٗ‌،‬‬
‫ِ)‌أحكاـ‌القرآف‌البن‌العريب‌‪‌ ‌ ُّْ/ّ‌،‬‬
‫ّ)‌األشباه‌كالنظائر‌البن‌‪٪‬بيم‌‪‌ ‌ ُٓٗ/ُ،‬‬
‫ْ)‌ا‪٤‬ببدع‌البن‌مفلح ‌‪‌ ٖٗ/ٗ‌،‬‬

‫‪44‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أوال القرآن الكرمي‪:‬‬


‫ُ‪ .‬قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ‌(ُ)‪.‬‬
‫قولو ‌تعاىل‪‌ :‬ﮌ ‌ ‌ﮍ ‌ ‌كىو ‌‪ٝ‬بع ‌أم ‌أكثر ‌من ‌امرأة ‌كمل ‌يوجب‌اهللا ‌تعاىل ‌إال ‌حدان‌‬
‫كاحدان‪‌‌،‬فلو‌قذؼ‌أكثر‌من‌امػرأة‌فلػيس‌عليو‌إال‌حد‌كاحد‪‌،‬كىذا‌دليل‌على‌أف‌قاذؼ‌‬
‫ا‪١‬بماعة‌يعاقب‌عقوبة‌كاحدة)ِ(‪‌.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة‪:‬‬
‫ُ‪ .‬أف‌الرسوؿ‌عليو‌الصبلة‌كالسبلـ‌عندما‌جلد‌قذفة‌السيدة‌عائشة‌أـ‌ا‪٤‬بؤمنْب‌رضػي‌اهللا‌‬
‫عنها‪‌ ،‬جلدىم ‌‪ٜ‬بانْب ‌جلدة ‌مع ‌أهنم ‌قذفوا ‌السيدة ‌عائشة ‌كصفواف ‌ابن ‌ا‪٤‬بعطل‪‌ ،‬كىذا‌‬
‫دليػل‌على‌أف‌من‌يقذؼ‌ا‪١‬بماعة‌عليو‌حد‌كاحد‌فقط)ّ(‪.‬‬
‫ِ‪ .‬ركل‌ابن‌عباس‌رضي‌اهللا‌عنو‪‌:‬أف‌ىبلؿ‌بن‌أمية)ْ( ‌عندما‌قذؼ‌زكجتو‌بشريك‌ابن‌‬
‫سػحماء)ٓ(‪‌،‬قاؿ‌لو‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم يا‌ىبلؿ‌(البينَّة‌أك‌حد‌يف‌ظهرؾ)‌)ٔ(‪.‬‬
‫كجو‌الداللة‌من‌ا‪٢‬بديث‌الشريف ‪‌ :‬أف‌النيب‌عليو‌الصبلة‌كالسبلـ‌مل‌يوجب‌إال‌حدان‌‬
‫كاحدان‌على‌ىبلؿ‌بن‌أمية‌رغم‌أنػو‌قذؼ‌زكجتو‌كشريك‌بن‌سحماء‪‌،‬كىذا‌دليل‌على‌‬
‫أف‌من‌قذؼ‌‪ٝ‬باعة‌فعليو‌حد‌كاحد‌)ٕ(‪.‬‬

‫ُ)‌سورة‌النور‌‪‌،‬األيتاف‪‌ ‌ٓ-ْ‌:‬‬
‫ِ)‌أحكاـ‌القرآف‌للجصاص‌‪‌ ّٖٗ/ّ‌،‬‬
‫ّ)‌ركاه‌البخارم‌يف‌كتاب‌ا‪٤‬بغازم‪‌،‬باب‌حديث‌اإلفك‌‪‌،‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ ُِّٗ:‬‬
‫اقفي‪‌،‬شهد ‌بدرا ‌كما ‌بعدىا‪‌.‬كقد‌‬
‫األنصارم ‌الو ٌ‌‬
‫ٌ‌‬ ‫ْ)‌ ‌ ‌ىبلؿ ‌بن ‌أميٌة ‌ ‌بن ‌عامر ‌بن ‌قيس ‌بن ‌عبد ‌األعلم ‌بن ‌عامر ‌بن ‌كعب ‌بن ‌كاقف ‌‬
‫تقدـ‌خربه‌يف‌تر‪ٝ‬بة‌مرارة‌بن‌الربيع‪‌،‬كىو‌أحد‌الثبلثة‌الذين‌تيب‌عليهم‪٘ ،‬بريد‌أ‪٠‬باء‌الصحابة‌ِ‪‌ ،ُُِ‌/‬‬
‫البلوم‌‬
‫السْب ‌كسكوف ‌ا‪٢‬باء ‌ا‪٤‬بهملتْب‪‌ -‬كىي ‌أمو‪.‬كاسم ‌أبيو ‌عبدة ‌بن ‌مغيث ‌بن ‌ا‪١‬ب ٌ‌د ‌بن ‌العجبلف ‌ ٌ‌‬
‫ٓ)‌ ‌شريك‪:‬ابن ‌سحماء‪‌ ،‬بفتح ‌ ٌ‬
‫حليف‌األنصار‪‌.‬اإلصابة‌يف‌‪ٛ‬بييز‌الصحابة‌(ّ‌‪‌ )ِٕٖ‌/‬‬
‫ٔ)‌البخارم ‪‌،‌ْٗٗ/ِ،‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌،‌ِِٓٔ:‬كتاب‌الشهادات‌‪‌،‬باب‌إذا‌ادعى‌أك‌قذؼ‌فلو‌أف‌يلتمس‌البينَّة ‌‬
‫ٕ)‌أحكاـ‌القرآف‌للجصاص‌‪‌ ‌‌ّٕٗ/ّ‌،‬‬

‫‪45‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ثالثا‪ :‬من ادلعقول‪:‬‬


‫أف‌إقامة‌ا‪٢‬بد‌يقصد‌من‌كرائو‌كذب‌القاذؼ‌كتربئة‌ا‪٤‬بقذكؼ‌كىذا‌ٰبصل‌بإقامة‌ا‪٢‬بد‌مرة‌‬
‫كذبو‌كعفة‌ا‪٤‬بقذكؼ‪‌،‬فهو‌كاؼ‌يف‌ذلك‌حتػى‌يتحقػق‌الزجػر‌للقاذؼ)ُ( ‌‬
‫‌‬ ‫كاحدة‪‌،‬فيظهر‌‬
‫القول الثاين ‪:‬تعدد ‌العقوبة ‌بتعدد ‌القذؼ ‌لكل ‌‌كاحد ‌من ‌ا‪٤‬بقذكفْب‪‌ :‬كقد ‌ذىب ‌إىل‌‬
‫ذلك‪‌ :‬ا‪٤‬بالكية ‌يف ‌ا‪٤‬برجوح ‌عندىم )ِ(‪‌ ،‬كالشافعية ‌يف ‌ا‪١‬بديد ‌عندىم)ّ(‪‌ ،‬كا‪٢‬بنابلة ‌يف‌‬
‫الراجح‌عندىم)ْ( ‪‌،‬كىو‌قوؿ‌الليث(ٓ)‌كعطاء(ٔ)‪‌،‬كابن‌ا‪٤‬بنذر(ٕ)‪‌ .‬‬
‫‌كاستدؿ ‌ىذا ‌الفريق ‌على ‌أف ‌العقوبة ‌تتعدد ‌بتعدد ‌القذؼ ‌لكل ‌كاحد ‌من ‌ا‪٤‬بقذكفْب‌‬
‫بالقرآف‌كالسنة‌كا‪٤‬بعقوؿ‌كما‌يلي ‪‌ :‬‬
‫‌‬

‫ُ)‌ا‪٤‬ببسوط‌للسرخسي ‪‌ ُُُ/ٗ‌،‬‬
‫ِ)‌حاشية‌الدسوقي‌‪‌ ‌ ِّٕ/ْ‌،‬‬
‫ّ)‌اإلنصاؼ‌للمرداكم ‪‌ ِّّ/َُ‌،‬‬
‫ْ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة ‪‌ ‌‌‌ِٔٔ/َُ‌،‬‬
‫(ٓ)‌‌‌ىو‌الليث‌بن‌سعد‌بن‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌الفهمي‪‌،‬بالوالء‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بارث‪‌.‬إماـ‌أىل‌مصر‌يف‌عصره‌حديثا‌كفقها‪‌.‬قاؿ‌ابن‌تغرم‌‬
‫بردم‪‌‌:‬كاف‌كبّب‌الديار‌ا‪٤‬بصرية‪‌،‬كأمّب‌من‌هبا‌يف‌عصره)‪ ،‬األعبلـ‌ٔ‌‪‌ ُُٓ‌/‬‬
‫(ٔ)‌‌‌ىو‌عطاء‌بن‌أسلم‌أيب‌رباح‪‌.‬يكُب‌أبا‌‪٧‬بمد‪‌.‬من‌خيار‌التابعْب‪‌.‬من‌مولدم‌ا‪١‬بند‌(باليمن)‌كاف‌أسود‌مفلفل‌الشعر‪‌.‬‬
‫معدكد ‌يف ‌ا‪٤‬بكيْب‪٠‌.‬بع ‌عائشة‪‌ ،‬كأبا ‌ىريرة‪‌ ،‬كابن ‌عباس‪‌ ،‬كأـ ‌سلمة‪‌ ،‬كأبا ‌سعيد‪٩‌.‬بن ‌أخذ ‌عنو ‌األكزاعي ‌كأبو ‌حنيفة‌‬
‫رضي ‌هللا ‌عنهم ‌‪ٝ‬بيعا‪‌.‬ككاف ‌مفٍب ‌مكة‪‌.‬شهد ‌لو ‌ابن ‌عباس ‌كابن ‌عمر ‌كغّبٮبا ‌بالفتيا‪‌ ،‬كحثوا ‌أىل ‌مكة ‌على ‌األخذ‌‬
‫عنو‪‌.‬مات‌ٗبكة‪[‌.‬تذكرة‌ا‪٢‬بفاظ‌ُ‌‪ِٗ‌/‬؛‌كاألعبلـ‌للزركلي‌ٓ‌‪ِٗ‌/‬؛‌كالتهذيب‌ٕ‌‪‌ .‌]ُٗٗ‌/‬‬
‫(ٕ) ‌‌‌ىو ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌إبراىيم ‌بن ‌ا‪٤‬بنذر‪‌.‬نيسابورم‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌ ِِْ(‌:‬ىػ)‪-‬من ‌كبار ‌الفقهاء ‌اجملتهدين‪‌.‬مل ‌يكن ‌يقلد ‌أحدا؛‌‬
‫كعده ‌الشّبازم ‌يف ‌الشافعية‪‌.‬لقب ‌بشيخ ‌ا‪٢‬برـ‪‌ ‌.‬كتويف‌عاـ‌‪‌ ُّٗ(‌:‬ىػ)‪‌ .‬من ‌تصانيفو‪((‌:‬ا‪٤‬ببسوط))‌يف ‌الفقو؛ ‌ك‌‬
‫((األكسط ‌يف ‌السنن)) ‌؛ ‌ك ‌((اإل‪ٝ‬باع ‌كاالختبلؼ)) ‌؛ ‌ك ‌((اإلشراؼ ‌على ‌مذاىب ‌أىل ‌العلم)) ‌ك ‌((اختبلؼ‌‬
‫العلماء))‌‪.‬األعبلـ‌خّب‌الدين‌بن‌‪٧‬بمود‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌علي‌بن‌فارس‪‌،‬الزركلي‌الدمشقي‌ٔ‌‪‌ْٖ‌/‬ا‪٤‬برجع‌السابق‪‌‌،‬ك‌‬
‫تذكرة‌ا‪٢‬بفاظ‌ّ‌‪ٓ‌،ْ‌/‬؛‌كطبقات‌الشافعية‌ِ‌‪‌ ُِٔ‌/‬‬

‫‪46‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أوال‪ :‬من القرآن الكرمي‬


‫ُ‪ .‬قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ‌(ُ)‪.‬‬
‫كجو‌الداللة‌من‌اآلية ‪:‬أف‌من‌قذؼ‌آخر‌أصبح‌القذؼ‌موجبان‌للحد‪‌،‬كإف‌قذؼ‌الثاين‌‬
‫كجب‌أف‌يكوف‌الثػاين‌موجبان‌للحد‌أيضان‪‌،‬فموجب‌القذؼ‌الثاين‌ال‌ٯبوز ‌أف‌يكوف‌ىو‌‬
‫ا‪٢‬بد ‌األكؿ ‌ألف ‌ذلك ‌قد ‌كجب ‌بالقذؼ‪‌ ،‬فإف ‌لكل ‌كاحد ‌من ‌ا‪٤‬بقذكفْب ‌حد ‌لتعدد‌‬
‫القذؼ‌كتعدد‌‪٧‬بلو‪‌،‬كما‌لو‌قذؼ‌كل‌منهم‌من‌غّب‌أف‌يقذؼ‌اآلخر)ِ(‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة ‪:‬‬
‫ُ‪ .‬أف‌ىبلؿ‌بن‌أمية‌‪٤‬با‌قذؼ‌زكجتو‌بشريك‌بن‌السحماء‪‌،‬قاؿ‌لو‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌‬
‫كسلم يػا‌ىػبلؿ‪(:‬البينَّة‌أك‌حد‌يف ظهرؾ) )ّ( أف‌الرسوؿ‌عليو‌السبلـ‌أكجب‌ا‪٢‬بد‌‪٤‬بن‌‬
‫طالب‌بو‌كمل‌ٱبص‌شريك‌بن‌السحماء‪‌‌،‬كمن‌ىنا‌فإف‌إيقاع‌عقوبة‌ثانية‌متوقف‌على‌‬
‫طلب‌ا‪٤‬بقذكؼ‌الثاين‌كىكذا)ْ(‪‌ ‌.‬‬
‫ِ‪ .‬فعن‌عبد‌اهللا‌بن‌عمرك‌بن‌العاص)ٓ(‪‌:‬أف‌رسوؿ‌اهللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم قاؿ‪(:‬تعافوا‌‬
‫ا‪٢‬بدكد‌فيما‌بينكم‌فما‌بلغِب‌من‌حد‌فقد‌كجب)‌)ٔ(‪.‬‬

‫ُ)‌سورة‌النور‌‪‌،‬األيتاف‪‌ ‌ٓ-ْ‌:‬‬
‫ِ)‌أحكاـ‌القرآف‌للجصاص‌‪‌ ّٖٗ/ّ‌،‬‬
‫ّ)‌سبق‌‪ٚ‬برٯبو‪‌،‬ص‪‌ .‌ْٓ‌:‬‬
‫ْ)‌أحكاـ‌القرآف‌للجصاص‌‪‌ ّٕٗ/ّ‌،‬‬
‫ٓ)‌ىو‌عبد‌هللا‌بن‌عمرك‌بن‌العاص‪‌،‬صحايب‌قرشي‪‌.‬أسلم‌قبل‌أبيو‪‌.‬قاؿ‌فيهم‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌:‬نعم‌أىل‌البيت‌عبد‌‬
‫هللا‌كأبو‌عبد‌هللا‌كأـ‌عبد‌هللا‪‌.‬كاف‌‪٦‬بتهدا‌يف‌العبادة‌غزير‌العلم‪‌.‬ككاف‌أكثر‌الصحابة‌حديثا‪ .‬هتذيب‌التهذيب‌ٓ‌‪‌ ّّٕ‌/‬‬
‫ٔ)‌سنن‌أيب‌داكد ‪‌،‌ّٖٓ/ِ‌،‬رقم‪‌،ّْٕٔ‌:‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬باب‌العفو‌عن‌ا‪٢‬بدكد‪ ،‬صححه األلباني‪ ،‬في سنن‌أيب‌داكد‌(ِ‌‪‌ ‌.)ّٖٓ‌/‬‬

‫‪47‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ثالثا‪ :‬من ادلعقول‪:‬‬


‫ُ‪ .‬أف‌القذؼ‌حق‌آلدمي‌فبل‌يتداخل‌كالديوف‪‌،‬فكل‌قذؼ‌مستقل‪‌،‬فقد‌اهتم‌بالزنا‌عػدد‌‬
‫مػن‌ا‪٤‬بقذكفْب‪‌،‬كبالتايل‌فالعار‌الحق‌بكل‌كاحد‌منهم)ُ(‪.‬‬
‫لو‌أفرد‌‬
‫‌‬ ‫ِ‪ .‬أف‌القاذؼ‌أ‪٢‬بق‌العار‌بقذفو‌لكل‌كاحد‌منهم‪‌،‬فلزمو‌لكل‌كاحد‌منهم‌حد‌كما‌‬
‫كػل‌كاحد‌منهم‌بقذؼ)ِ(‪.‬‬
‫ػد‪‌،‬‬
‫ّ‪ .‬لقد‌اجتمع‌يف ‌تكرار‌القذؼ ‌تعدد ‌ا‪٤‬بقذكؼ‪‌،‬كتعدد‌القذؼ ‌فوجب ‌أف ‌يتعػدد ‌ا‪٢‬ب ‌‬
‫)ّ(‪.‬‬
‫كمػا‌لو‌قذؼ‌كبلن‌منهم‌من‌غّب‌أف‌يقذؼ‌اآلخر‪‌،‬فتكوف‌العقوبات‌بعدد‌ا‪٤‬بقذكفْب‬
‫ْ‪ .‬أف‌القذؼ‌حق‌آلدمي‌فبل‌ٯبرم‌فيو‌التداخل‌عند‌اختبلؼ‌السبب )ْ(‪.‬‬
‫حد‌القذؼ‌ىل‌ىو‌حق‌هللا‌أـ‌حق‌آلدمي‌؟‌فمن‌رأل‌أنو‌حق‌هللا‌قاؿ‌بالتداخل‌‪‌،‬‬
‫كمن‌رأل‌أنو‌حق‌آلدمي‌مل‌يقل‌بالتداخل‪‌ .‬‬
‫احد‌ا‪١‬بماعة‌بكلمات‌متفرقة‪‌،‬أك‌ٱبص‌‬
‫‌‬ ‫أما‌ا‪٢‬بكم‌يف‌االحتماؿ‌الثاين‌‪‌:‬أف‌يقذؼ‌الو‬
‫كل‌كاحد‌منهم‌بقذؼ‌خاص‌بو‌اختلف‌الفقهاء‌إىل‌قولْب‌ٮبا ‪‌ :‬‬
‫القول األول‪‌:‬ذىب‌ا‪٢‬بنفية‌أف‌العقوبات‌تتداخل )ٓ(‪‌ .‬‬
‫كاستدلوا‌مايأيت ‌‬
‫ُ‪ .‬أنو‌بإقامة‌حد‌كاحد‌يكفي‌لزجر‌ا‪١‬باين‌غالبان‪‌،‬كذلك‌ألف‌ا‪٢‬بد‌يف‌القذؼ‌إ٭با‌ىو‌ألجػل‌‬
‫دفع‌ا‪٤‬بعرة‌عن‌ا‪٤‬بقذكؼ‌كتكذيب‌القاذؼ‪‌،‬فإذا‌حد‌ارتفعت‌ا‪٤‬بعرة‌فبل‌ٰبتاج‌إىل‌تكػرار‌‬

‫ُ)‌أسُب‌ا‪٤‬بطالب‌لزكريا‌األنصارم ‪‌ ّٕٗ/ّ‌،‬‬
‫ِ)‌بداية‌اجملتهدالبن‌رشد ‪‌ ُْْ/ِ‌،‬‬
‫ّ)‌ا‪٤‬برجع‌السابق ‪‌ ِْْ/ِ‌،‬‬
‫ْ)‌ا‪٤‬بهذب‌للشّبازم ‪‌ ِٕٓ/ِ‌،‬‬
‫ٓ) ا‪٤‬ببسوط‌للسرخسي ‪‌ ُُُ/ٗ،‬‬

‫‪48‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ا‪٢‬بد‌عليو)ُ(‪‌،‬كأما‌اإلمث‌فعليو)ِ(‪‌،‬كيف‌إقامة‌ا‪٢‬بد‌على‌القاذؼ‌تربئة‌ا‪٤‬بقػذكفْب‪‌،‬كرفػع‌‬
‫ا‪٤‬بعرة ‌عنهم‪‌ ،‬كالتخفيف ‌عن ‌القاذؼ ‌بعدـ ‌‪ٝ‬بع ‌عقوبات ‌عليو‪‌ ،‬كأما ‌إف ‌عاد ‌فعليو‌‬
‫عقػابآخر‌كالتعزير‌أك‌ا‪٢‬بد‌أف‌قذفو‌بزنان‌آخر )ّ(‬
‫ِ‪ .‬أف‌الغالب‌يف‌حد‌القذؼ‌أنو‌حق‌هللا‌تعاىل‪‌،‬كلذلك‌كجب‌أف‌تتػداخل‌العقوبػة‌كػسائر‌‬
‫ا‪٢‬بدكد‌مثل‌الزنا‌كالشرب‌كالسرقة )ْ( ‌‬
‫القول الثاين‪‌:‬ذىب‌الشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌أهنا‌ال‌تتداخل)ٓ(‌كاستدؿ‌الشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌على‌‬
‫أف‌من‌قذؼ‌‪ٝ‬باعة‌بكلمات‌متفرقة‪‌،‬أك‌خص‌كل‌كاحد‌بقذؼ‌فعليو‌لكل‌كاحد‌منهم‌‬
‫حد‌مستقل‌ٗبا‌يلي)ٔ( ‪‌ :‬‬
‫ُ‪ .‬أف ‌القاذؼ ‌اهتم ‌كل ‌كاحد ‌من ‌ا‪٤‬بقذكفْب ‌بالزنا ‌كأ‪٢‬بق ‌بو ‌ا‪٤‬بعرة‪‌ ،‬فإف ‌إقامة ‌ا‪٢‬بػد ‌عليػو‌‬
‫لواحد ‌منهم ‌ال ‌يكفي ‌إزالة ‌ا‪٤‬بعرة ‌عن ‌اآلخر‪‌ ،‬فوجب ‌أف ‌يقػاـ ‌ا‪٢‬بػد ‌لكػل ‌كاحػد ‌مػن‌‬
‫ا‪٤‬بقذكفْب‪‌،‬حٌب‌تثبت‌براءة‌كل‌كاحد‌منهم‪‌،‬فبل‌يلزـ‌من‌كذب‌القاذؼ‌يف‌قػذؼ‌كذبػو‌‬
‫يف‌آخر )ٕ(‬
‫ِ‪ .‬أف‌حد‌القذؼ‌من‌حقوؽ‌اآلدميْب‪‌،‬فلم‌يتداخل‌كالديوف‌كالقصاص )ٖ(‬

‫ُ)‌حاشية‌العدكم‪‌:‬العدكم ‪‌ ‌ِّٗ/ِ‌،‬‬
‫ِ)‌بدائع‌الصنائع‌للكاساين‌‪‌ ٓٔ/ّ ‌،‬‬
‫ّ)‌مغِب‌ا﵀تاج‌للشربيِب ‪‌ َٕ/ٓ‌،‬‬
‫ْ)‌ا‪٤‬ببسوط‌للسرخسي ‪‌ ُُُ/ٗ،‬‬
‫ٓ)‌ا‪٤‬بهذب‌للشّبازم ‪‌،‌ِٕٓ/ِ‌،‬ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌ ‪‌ ٖٗ/ٗ‌،‬‬
‫ٔ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌ ‪‌ ٖٗ/ٗ‌،‬‬
‫ٕ)‌نفس‌ا‪٤‬برجع ‪‌ ٖٗ/ٗ‌،‬‬
‫ٖ)‌ا‪٤‬بهذب‌للشّبازم‪‌ ّْٓ/ّ‌،‬‬

‫‪49‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ّ‪ .‬اجتمع‌يف‌تكرار‌القذؼ‌تعدد‌ا‪٤‬بقذكؼ‪‌،‬كتعدد‌القذؼ‌فوجب‌أف‌يتعدد‌ا‪٢‬بد‪‌،‬كما‌لو‌‬
‫قذؼ‌كبلن‌منهم‌من‌غّب‌أف‌يقذؼ‌اآلخر‪‌،‬فتكوف‌العقوبات‌بعدد‌ا‪٤‬بقذكفْب )ُ(‬
‫كعلى ‌ىذا ‌فالقذؼ ‌ىف ‌الشريعة ‌اإلسبلمية ‌نوعاف‪‌ :‬قذؼ ‌ٰبد ‌عليو ‌القاذؼ‪‌ ،‬كقذؼ‌‬
‫‌بالزنا ‌أك ‌نفي‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‬
‫يعاقب ‌عليو ‌بالتعزير‪‌ .‬فأما ‌ما ‌ٰبد ‌فيو ‌القاذؼ ‌فهو ‌رمي ‌ا﵀صن ‌‬
‫نسبو‪‌،‬كأما‌ما‌فيو‌التعزير‌فهو‌الرمي‌بغّب‌الزنا‌كنفى‌النسب‌سواء‌كاف‌من‌رمى‌‪٧‬بصننا‌أك‌‬
‫غّب‌‪٧‬بصن(ِ)‪‌ .‬‬
‫للقذؼ عقوبتان‪‌ ‌:‬‬
‫األوىل أصلية ‌‪‌:‬كىى‌ا‪١‬بلد‌ ‌كمقدارىا‌‪ٜ‬بانوف‌جلدة‌بسوط‌ال‌عقدة‌لو‌مفرقة ‌على‌أجزاء‌‬
‫ا‪١‬بسد‌(ّ)‪‌ .‬‬
‫والثانية ‌تبعية‪:‬كىى‌عدـ‌قبوؿ‌الشهادة‌ ‌كمن‌ا‪٤‬بتفق‌عليو‌أف‌القاذؼ‌ٯبب‌عليو‌مع‌ا‪٢‬بد‌‬
‫سقوط‌شهادتو‪‌‌،‬كاألصل‌ىف‌العقوبتْب‌قولو‌تعاىل‪‌‌:‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ‌(ْ)‪.‬‬
‫اجلرمية الثالثة ‪ :‬شرب اخلمر‪:‬‬
‫تعريف شرب اخلمرلغة واصطالحا‪:‬‬
‫‌ا‪٣‬بمر‌لغة‪‌:‬ما‌أسكر‌من‌عصّب‌العنب‪‌‌)ٓ(،‬أك‌عاـ‌ كا‪٣‬بمرة‪‌.‬ك٘بمع‌على‌‪ٟ‬بور‪‌.‬‬
‫كا‪٣‬بمر‪‌:‬يذكر‌فيقاؿ‪‌:‬ىو‌ا‪٣‬بمر‌كيؤنث‌فيقاؿ‪‌:‬ىي‌ا‪٣‬بمر‪‌ .‬‬

‫ُ)‌بداية‌اجملتهدالبن‌رشد ‪‌ ِْْ/ِ‌،‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌عبد‌القادر‌عودة‌‪(‌،‬جِ‪/‬ص‪.)ْٓٓ‌:‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‌‪(‌-‬ج‌ْ‌‪‌/‬ص‌ّٓٔ)‬
‫( ْ)‌‌‌‌سورة‌النور‌‪‌،‬اآلية‌‪ْ‌:‬‬
‫(ٓ)‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌جػ‌ُ‪٨‌،ِْٓ/‬بتار‌الصحاح‌مادة‌"خ‌ـ‌ر"‌ص‌ُُِ‪‌ .‬‬

‫‪51‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وقال ابن منظور‪‌.)ُ(‌:‬ا‪٣‬بى ٍمير‪‌:‬ما‌أسكر‌من‌عصّب‌العنب؛‌ألهنا‌خامرت‌العقل(ِ)‪.‬‬

‫كقاؿ‌ابن‌فارس‌يف‌معجم‌مقاييس‌اللغة‪"‌:‬ا‪٣‬باء‌كا‪٤‬بيم‌كالراء‌أصل‌كاحد‌يدؿ‌على‌‬
‫ا‪٤‬بخالطة‌يف‌س ٍ‌َب‪‌،‬فا‪٣‬بمر‪‌:‬الشراب‌ا‪٤‬بعركؼ"(ّ)‪‌ .‬‬
‫ي‬ ‫التغطية‪‌،‬ك‬
‫ويف تسميو اخلمر مخرا ثالثة أقوال عند علماء اللغة‪‌ :‬‬
‫ُ‪٠-‬بيت‌ا‪٣‬بمر‌‪ٟ‬بران؛‌ألهنا‌‪ٚ‬بمر‌نفسها‌لئبل‌يقع‌فيها‌شيء‌يفسدىا‪‌.)ْ(،‬كمنو‌‬
‫(ٓ)‬
‫‪ٟ‬برك‌آنيتكم"‬
‫قولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪ٌ ‌-‬‬
‫ا‪٤‬برآة‌ّ‌‪-‬ك‪٠‬بيت‌‬
‫ِ‪٠-‬بيت‌ا‪٣‬بمر‌‪ٟ‬بران؛‌ألهنا‌‪ٚ‬بمر‌العقل‪‌:‬أم‌تسَبه‪‌،‬أخذان‌يف‌‪ٟ‬بار‌ ‌‬
‫ا‪٣‬بمر‌‪ٟ‬بران؛‌ألهنا‌‪ٚ‬بامر‌العقل‪‌،‬أم‌‪ٚ‬بالطو(ٔ)‪‌ .‬‬
‫‌كقاؿ‌ابن‌حجر(ٕ)‪"‌:‬كال‌مانع‌من‌صحة‌ىذه‌األقواؿ‌كلها‌لثبوهتا‌عن‌أىل‌اللغة‌كأىل‌‬
‫ا‪٤‬بعرفة‌باللساف"(ٖ)‪.‬كقاؿ‌ابن‌عبد‌الرب(ٗ)‪‌"‌:‬األكجو‌كلها‌موجودة‌يف‌ا‪٣‬بمرة؛أهنا‌تركت‌‬
‫حٌب‌أدركت‌كسكنت‌فإذا‌شربت‌خالطت‌العقل‌حٌب‌تغلب‌عليو‌كتغطيو"(َُ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌مكرـ‌بن‌علي‪‌،‬أبو‌الفضل‌األنصارم‪‌،‬الركيفعي‌اإلفريقي‪‌.‬اإلماـ‌اللغوم‌ا‪٢‬بجة‪‌.‬خدـ‌يف‌ديواف‌اإلنشاء‌بالقاىرة‪‌.‬مث‌كيل‌‬
‫القضاء‌يف‌طرابلس‪‌،‬كعاد‌إىل‌مصر‌فتويف‌هبا‪‌.‬كقاؿ‌الصفدم‪‌:‬ال‌أعرؼ‌يف‌كتب‌األدب‌شيئا‌إال‌كقد‌اختصره‪.‬‬
‫من‌تصانيفو‪‌"‌:‬لساف‌العرب‌"‌ك‌"‌‪٨‬بتار‌األغاين‌"‪‌،‬ك‌"‌‪٨‬بتصر‌تاريخ‌دمشق‌البن‌عساكر‌"‪‌،‬ك‌"‌لطائف‌الذخّبة‌"‪‌،‬ك‌"‌‪٨‬بتصر‌تاريخ‌بغداد‌"‪.‬‬
‫[شذرات‌الذىب‌ٔ‌‪‌،ِٔ‌/‬كفوات‌الوفيات‌ْ‌‪‌،ْٗٔ‌/‬كاألعبلـ‌ٕ‌‪‌ .‌]ِّٗ‌/‬‬
‫(ِ)‌لساف‌اللساف‌هتذيب‌لساف‌العرب‌ُ‪‌ .ّٔٔ/‬‬
‫(ّ)‌معجم‌مقاييس‌اللغة‌ص‌ُُّ‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌د‪٧‌/‬بمود‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌ِ‪‌ ‌،ٓٓ/‬‬
‫(ٓ)‌صحيح‌البخارم‌مع‌الفتح‌كتاب‌األشربة‪‌،‬باب‌تغطية‌اإلناء‌جػ‌َُ‪‌،َُِ‌/‬حديث‌رقم‌ِّٔٓ‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌د‪٧‌/‬بمود‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌ِ‪‌ ‌،ٓٓ/‬‬
‫(ٕ)‌ابن حجر‪‌:‬ىو‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌علي‌الكناين‌العسقبلين‌الشافعي‪‌،‬شهاب‌الدين‌ا‪٢‬بافظ‌الكبّب‌اإلماـ‌ٗبعرفة‌ا‪٢‬بديث‌كعللو‌كرجالو‪‌،‬صاحب‌‬
‫ا‪٤‬بصنفات‌القيمة‌أشهرىا‪‌:‬فتح‌البارم‪‌،‬كهتذيب‌التهذيب‪‌،‬كالنكت‪‌،‬توىف‌سنة‌ِٖٓىػ‪‌،‬البدر‌الطالع‌للشوكاين‌جػ‌ُ‪‌ٖٕ/‬ط‌دار‌ا‪٤‬بعرفة‪‌ .‬‬
‫(ٖ)‌فتح‌البارم‌شرح‌صحيح‌البخارم‌جػ‌َُ‪‌ .ْ‌/‬‬
‫(ٗ)‌ابن عبد الرب‪‌:‬ىو‌يوسف‌بن‌عبد‌هللا‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الرب‪‌،‬أبو‌عمر‌ا‪٢‬بافظ‪‌،‬أحد‌أعبلـ‌األندلس‌ككبّب‌‪٧‬بدثيها‪‌،‬ككاف‌متبحران‌يف‌الفقو‌‬
‫كاللغة‌كا‪٢‬بديث‌كالتاريخ‪‌،‬لو‌كتب‌كثّبة‪‌،‬منها‪‌:‬التمهيد‪‌،‬كاالستيعاب‪‌،‬كاالستذكار‌‪/‬شجرة‌النور‌الذكية‌يف‌طبقات‌ا‪٤‬بالكية‪٧‌،‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌‬
‫‪٨‬بلوؼ‌ص‌ُُٗ‌ ‌‬
‫(َُ)‌االستذكار‌ا‪١‬بامع‌‪٤‬بذاىب‌فقهاء‌األمصار‌كعلماء‌األقطار‌فيما‌تضمنو‌ا‪٤‬بوطأ‌من‌معاين‌الرأل‌كاآلثار‌ألىب‌عمر‌بن‌عبد‌الرب‌ِْ‪‌ .ِٗٗ/‬‬

‫‪51‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫اخلمر يف االصطالح الشرعي‪‌‌:‬احلنفية‪‌:‬قالوا‪"‌:‬ا‪٣‬بمر‌عندنا‌ما‌اعتصر‌من‌ماء‌‬


‫العنب‌إذا‌اشتد‌كغلى‌كقذؼ‌بالزبد‌بطبعو‌دكف‌عمل‌الناس"(ُ)‪‌ .‬‬

‫وعند اجلمهور‪"‌:‬أف‌ا‪٣‬بمر‌كل‌ما‌أسكر‌سواء‌كاف‌عصّبان‌أك‌نقيعا(ِ)‪‌،‬مطبوخان‌أك‌‬
‫غّب‌مطبوخ"(ّ)‪‌.‬‬

‫‌كبناء‌على‌تعريف‌ا‪٣‬بمر‌عند‌ا‪٢‬بنفية‌فإنو‌يقتصر‌اسم‌ا‪٣‬بمر‌على‌ما‌اعتصر‌من‌ماء‌‬
‫العنب‌‌إذا‌اشتد‌كغلى‌كقدؼ‌بالزبد‌بطبعو‌دكف‌عمل‌الناس‪‌ .‬‬

‫لقد‌اختلف‌الفقهاء‌يف‌شراب‌ا‪٤‬بسكر‌إذا‌كاف‌من‌غّب‌العنب‌ىل‌يعد‌من‌ا‪٣‬بمر‌أـ‌‬
‫ال‌على‌قولْب‪‌ ‌‌:‬‬

‫القول األول‪‌:‬ذىب‌ا‪٢‬بنفية‌إىل‌‌أف‌ا‪٣‬بمر‌اسم‌للشراب‌ا‪٤‬بسكر‌ا‪٤‬بستخرج‌من‌عصّب‌‬
‫العنب‌ا‪٤‬بشتد‌فحسب(ْ)‪.‬‬

‫فاحلنفية‌ال‌يطلقوف‌كلمة‌ا‪٣‬بمر‌على‌الشراب‌ا‪٤‬بسكر‌ا‪٤‬بتخد‌من‌غّب‌العنب‌ك‌إ٭با‌‬
‫يسمونو‌مسكران‌‪‌،‬كإذا‌كانت‌أنواع‌ا‪٤‬بسكرات‌عند‌ا‪٢‬بنفية‌كلها‌‪٧‬برمة‌إال‌أف‌ا‪٢‬بد‌‬
‫يقاـ‌على‌شارب‌ا‪٣‬بمر‌‪‌،‬سواء‌شرب‌قليبلن‌أـ‌كث ‌ّبان‌سكر‌أـ‌مل‌يسكر‌‪‌،‬بينما‌ال‌يقاـ‌‬
‫ا‪٢‬بد‌على‌شارب‌ا‪٤‬بسكر‌إال‌إذا‌أسكر‌‪‌،‬فإف‌مل‌يسكر‌عوقب‌عقوبة‌تعزيرية‌‌(ٓ)‪‌ ‌.‬‬

‫(ُ)‌بدائع‌الصنائع‌ٓ‪‌،ْٗٔ/‬فتح‌القدير‌جػ‌ٓ‪‌ .َُّ/‬‬
‫(ِ)‌‌انتقع‌التمر‌ك‪٫‬بوه‌مكث‌يف‌ا‪٤‬باء‌حٌب‌ا‪٫‬بل‪‌،‬معجم‌اللغة‌العربية‌ا‪٤‬بعاصرة‌(ّ‌‪‌ )ِِِٕ‌/‬‬
‫(ّ)‌البياف‌يف‌مذىب‌اإلماـ‌الشافعي‌ألىب‌ا‪٢‬بسنْب‌ٰبي‌بن‌السامل‌العمراف‌جػ‌ُِ‪‌،ُٓٓ‌-ُْٓ/‬ا‪٢‬بدكد‌كالتعزيرات‌عند‌ابن‌القيم‌ِْٓ‪‌ ‌.‬‬
‫‌(ْ)‌‌حاشية‌ابن‌عابدينْ‪ّٕ/‬‬
‫‌(ٓ)‌بدائع‌الصنائعٓ‪.ْٕٗ/‬‬

‫‪52‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫واستدلوا‪ :‬بأدلة منها ‪:‬‬

‫‌أ‪‌/‬أتى‌النيب‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬بنشواف‌فقاؿ‌لو‪‌:‬أشربت‌‪ٟ‬بران؟‌فقاؿ‪‌:‬ما‌‬
‫شربتها‌منذ‌حرـ‌هللا‌كرسولو‌قاؿ‪‌:‬فماذا‌شربت‌؟‌قاؿ‪‌:‬ا‪٣‬بليطْب‌‪‌،‬قاؿ‪‌:‬فحرـ‌رسوؿ‌‬
‫(ُ)‪‌ .‬‬
‫هللا‌–‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌–‌ا‪٣‬بليطْب"‌‬

‫كيف‌ركاية‌أيب‌داكد‪«‌:‬هنى‌عن‌خليط‌الزبيب‌كالتمر‪‌،‬كعن‌خليط‌البسر‌كالتمر‌كعن‌‬
‫خليط‌الزىو‌كالتمر‪‌،‬كقاؿ‪‌:‬انتبذكا‌كل‌كاحد‌على‌حدة»(ِ)‪‌‌.‌.‬‬
‫‌والشاىد من احلديث‪‌:‬أف‌الشارب‌نفى‌اسم‌ا‪٣‬بمر‌عن‌ا‪٣‬بليطْب‌ٕبضرة‌النيب‪‌-‬‬
‫صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬فلم‌‌ينكره‌عليو‌كلو‌كاف‌دلك‌الشراب‌يسمى‌‪ٟ‬بران‌لغة‌أك‌‬
‫شرعان‌‪٤‬با‌أقره‌عليو‌‌‬
‫إف‌ا‪٣‬بمر‌عند‌أىل‌اللغة‌‪٨‬بتص‌بالِب‌من‌ماء‌العنب‌إذا‌غلى‌كاشتد‌دكف‌غّبه‌‪‌،‬‬
‫ى‬ ‫ب‪-‬‬
‫كال‌يقاس‌عليو‌غّبه‌‪‌،‬ألنو‌ال‌قياس‌يف‌اللغة‌‪،‬كإطبلؽ‌ا‪٣‬بمر‌على‌غّب‌شراب‌العنب‌‬
‫إطبلؽ‌‪٦‬بازم‌‌(ّ)‌ ‌‬
‫ج‪‌-‬قولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌–‌ا‪٣‬بمر‌من‌ىاتْب‌الشجرتْب‌‪‌:‬النخلة‌كالعنب"(ْ) ‌‬
‫القول الثاين ‪‌:‬كذىب‌‪ٝ‬بهور‌الفقهاء‌من‌ا‪٤‬بالكية‌كالشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌كالظاىرية‌إىل‌‬
‫أف‌ا‪٣‬بمر‌كإف‌كاف‌ا‪٠‬بان‌للِب‌من‌ماء‌العنب‌إذا‌غلى‌كاشتد‌إال‌أنو‌يطلق‌على‌كل‌‬
‫(ٓ(‪‌ .‬‬
‫شراب‌مسكر‌سواء‌كاف‌من‌العنب‌أـ‌من‌التمر‌أـ‌من‌ا‪٢‬بنطة‌كغّبىا‌‬

‫‌(ُ)مسند‌اإلماـ‌أ‪ٞ‬بد‪-‬األشربة‌ْٕ‪‌،‬كأصلو‌يف‌صحيح‌مسلم‪‌،‬رقم‌(ُٖٖٗ)‪.‬‬
‫‌(ِ)أخرجو‌أبو‌داكد‪‌،‬رقم‌(َّْٕ)‌يف‌األشربة‪‌،‬باب‌يف‌ا‪٣‬بليطْب‪‌،‬كأصلو‌يف‌صحيح‌مسلم‪‌،‬رقم‌(ُٖٖٗ)‪.‬‬
‫‌(ّ)‌حاشية‌ابن‌عابدينْ‪ّٕ/‬‬
‫‌(ْ)صحيح‌مسلم‌مع‌شرح‌النوكم‌ُّ‪ُّٓ/‬‬
‫‌(ٓ)البياف‌يف‌مذىب‌اإلماـ‌الشافعيُِ‪‌،ُْٓ/‬ا‪٢‬بدكد‌كالتعزيرات‌عند‌ابن‌القيمِْٓ‬

‫‪53‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌واستدلوا بأدلة منها ‪:‬‬

‫أ‪‌/‬قولو‌‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌:‬ا‪٣‬بمر‌من‌ىاتْب‌الشجرتْب‌النخلة‌كالعنبة‌) ُ(‌ ‌‬

‫ب‪‌/‬قولو‌صلى‌الو‌عليو‌كسلم‪:‬كل‌مسكر‌‪ٟ‬بر‪‌،‬ككل‌‪ٟ‬بر‌حراـ" (ِ(‬

‫ج‪‌/‬ما‌ركاه‌ابن‌عمر) ّ(‌–‌رضي‌هللا‌عنهما‌–‌بقولو‌‪‌:‬قاـ‌عمر‌على‌ا‪٤‬بنرب‌خطيبان‌‬
‫فقاؿ‪‌:‬أما‌بعد‌"نزؿ‌‪ٙ‬برًن‌ا‪٣‬بمر‌كىو‌من‌‪ٟ‬بسة‌‪‌:‬من‌العنب‌كالتمر‌كالعسل‌كا‪٢‬بنطة‌‬
‫كالشعّب‌‪‌،‬كا‪٣‬بمر‌ما‌خامر‌العقل") ْ(‌فهذه‌األحاديث‌تدؿ‌داللة‌كاضحة‌على‌بياف‌‬
‫حقيقة‌ا‪٣‬بمر‌كما‌ىيتو‌‪،‬كأف‌كل‌مسكر‌يسمى‌‪ٟ‬بران‌‪‌ .‬‬

‫الرتجيح ‪‌ :‬‬

‫واألوىل عند الباحث‪‌-‬كهللا‌أعلم‪‌-‬ما‌ذىب‌إليو‌ا‪١‬بمهور‌من‌أف‌كل‌مسكر‌‪ٟ‬بر‌‬


‫سواء‌كاف‌من‌عصّب‌العنب‌أك‌غّبه‪‌،‬كالبلح‌كالزبيب‌كالقمح‪‌،‬كالشعّب‪‌،‬كاألرز‪‌،‬‬
‫كسواءأسكر‌قليلو‌أـ‌أسكر‌كثّبه‌‪،‬كىذا‌ما‌نطقت‌بو‌األحاديث‌الصحيحة‌كما‌‬
‫جاءت‌بو‌األخبار‌ا‪٤‬بتواترة‌عن‌الصحابة‌رضواف‌هللا‌عنهم‌‪‌ .‬‬

‫‌(ُ)‌صحيح‌مسلم‌‪‌،‬مرجع‌سابق‪.‬‬
‫‌(ِ)صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌البارمَُ‪‌،َْ/‬كصحيح‌مسلم‌بشرح‌النوكمُّ‪‌ ‌ُٔٗ/‬‬
‫‌(ّ)‌‌‌ىو‌عبد‌هللا‌بن‌عمر‌بن‌ا‪٣‬بطاب‪‌،‬أبو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‪‌.‬قرشي‌عدكم‪‌.‬صاحب‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌.‬نشأ‌يف‌اإلسبلـ‪‌،‬كىاجر‌مع‌‬
‫أبيو‌إىل‌هللا‌كرسولو‪‌.‬شهد‌ا‪٣‬بندؽ‌كما‌بعدىا‪‌،‬كمل‌يشهد‌بدرا‌كال‌أحدا‌لصغره‪‌.‬أفٌب‌الناس‌ستْب‌سنة‪‌.‬ك‪٤‬با‌قتل‌عثماف‌عرض‌عليو‌ناس‌أف‌يبايعوه‌‬
‫با‪٣‬ببلفة‌فأىب‪‌.‬شهد‌فتح‌إفريقية‪‌.‬كف‌بصره‌يف‌آخر‌حياتو‪‌.‬كاف‌آخر‌من‌تويف‌ٗبكة‌من‌الصحابة‪‌.‬ىو‌أحد‌ا‪٤‬بكثرين‌من‌ا‪٢‬بديث‌عن‌الرسوؿ‌‬
‫صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪.‬‬
‫[األعبلـ‌للزركلي‌ْ‌‪ِْٔ‌/‬؛‌‬
‫‌(ْ)صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌النوكمَُ‪‌،َْ/‬كمسلم‌مع‌النوكمُّ‪‌ُْٔ/‬‬

‫‪54‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫شروط إقامة حد اخلمر‪ :‬وىي‪:‬‬

‫ُ‪-‬اإلسالم‌‪:‬كىذا‌الشرط‌الزـ‌حٌب‌يقاـ‌ا‪٢‬بد‌على‌شارب‌ا‪٣‬بمر‪،‬كىذا‌رأل‌‬
‫‪ٝ‬بهورالفقهاء‌ما‌عدا‌ابن‌حزـ(ُ)‪‌.‬كبناء‌على‌ىذا‌فبل‌حد‌على‌ا‪٢‬بريب‌ا‪٤‬بستأمن‌‌كال‌‬
‫على‌الكافر‌كلو‌كاف‌ذميان‌‪‌،‬ألف‌الذمي‌ال‌يلتزـ‌با‌لذمة‌ما‌اليعتقده؛‌ألنو‌يعتقد‌حل‌‬
‫ا‪٣‬بمر(ِ)‪‌ ‌‌‌.‬‬

‫أما ابن حزم فقد ذىب‌إىل‌أف‌اإلسبلـ‌ليس‌شرطان‌يف‌إقامة‌ا‪٢‬بد‌على‌الشارب‌‪‌،‬‬


‫اّللُ َوالَ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َنز‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫ِ‬
‫مب‬ ‫م‬
‫َ ْ َْ َ ُ َ َ ّ‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ن‬‫ػ‬ ‫ي‬‫ػ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫اح‬ ‫ِ‬
‫َن‬‫أ‬‫و‬ ‫‌‬ ‫لو‌تعاىل‪(:‬‬‫و‬ ‫لق‬ ‫؛‌‬‫(ّ)‬
‫كأف‌الذمي‌ٰبد‌بشربو‌ا‪٣‬بمر‌‬
‫اّللُ إِلَْي َ )(ْ)‌فافَبض‌هللا‌‬
‫َنز َل ّ‬ ‫اح َذ ْرُى ْم أَن يَػ ْفتِنُ َ‬
‫وك َعن بَػ ْع ِ‬
‫ض َما أ َ‬ ‫تَػتَّبِ ْع أ َْى َو ُ‬
‫اءى ْم َو ْ‬
‫تعاىل‌على‌لساف‌رسولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬أف‌ال‌نتبع‌أىواءىم‌‪‌،‬فمن‌تركهم‌‬
‫كأحكامهم‌فقد‌اتبع‌أىواءىم‌كخالف‌أمر‌هللا‌سبحانو‌يف‌القرآف‪‌ .‬‬

‫ِ‪-‬التكليف – البلوغ والعقل‌–‌‌كىذا‌الشرط‌متفق‌عليو‌بْب‌الفقهاء‌‪‌،‬كحٌب‌يقاـ‌‬


‫ا‪٢‬بد‌على‌الشارب‌البد‌أف‌يكوف‌بالغان‌عاقبلن‪‌،‬ألف‌العقل‌مناط‌التكليف‌فبل‌حد‌‬
‫على‌اجملنوف‌الذم‌ال‌يعقل‪،‬ألف‌هللا‌سبحانو‌كتعاىل‌إذا‌اخذ‌ما‌أكىب‌أسقط‌ما‌‬
‫أكجب‌‪،‬كال‌حد‌على‌الصيب‌‌لنقصاف‌إدراكو‌ك‪ٛ‬بيزه‌‪‌،‬كلقولو‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬‬

‫‌(ُ)‌‌‌‌علي‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌سعيد‌بن‌حزـ‌الظاىرم‪‌.‬أبو‌‪٧‬بمد‪‌.‬عامل‌األندلس‌يف‌عصره‪‌.‬أصلو‌من‌الفرس‪‌.‬أكؿ‌من‌أسلم‌من‌أسبلفو‌جد‌لو‌كاف‌‬
‫يدعى‌يزيد‌موىل‌ليزيد‌بن‌أيب‌سفياف‌رضي‌هللا‌عنو‪‌.‬كانت‌البن‌حزـ‌الوزارة‌كتدبّب‌ا‪٤‬بملكة‪‌،‬فانصرؼ‌عنها‌إىل‌التأليف‌كالعلم‪‌.‬كاف‌فقيها‌حافظا‌‬
‫يستنبط‌األحكاـ‌من‌الكتاب‌كالسنة‌على‌طريقة‌أىل‌الظاىر‪‌،‬بعيدا‌عن‌ا‪٤‬بصانعة‌حٌب‌شبو‌لسانو‌بسيف‌ا‪٢‬بجاج‪‌.‬طارده‌ا‪٤‬بلوؾ‌حٌب‌تويف‌مبعدا‌‬
‫عن‌بلده‪‌.‬كثّب‌التأليف‪‌.‬مزقت‌بعض‌كتبو‌بسبب‌معاداة‌كثّب‌من‌الفقهاء‌لو‪ .‬من‌تصانيفو‪((‌:‬ا﵀لي))‌يف‌الفقو؛‌ك‌((اإلحكاـ‌يف‌أصوؿ‌‬
‫األحكاـ))‌يف‌أصوؿ‌الفقو؛‌ك‌((طوؽ‌ا‪٢‬بمامة))‌يف‌األدب‪[‌،‬األعبلـ‌للزركلي‌ٓ‌‪.]ٓٗ‌/‬‬
‫‌(ِ)‌بدائع‌الصنائعٓ‪ٙ‌،ْٕٗ/‬بفة‌ا﵀تاج‌بشرح‌ا‪٤‬بنهاج‌البن‌حجر‌ا‪٥‬بيثميٗ‪،ُٖٔ/‬شرح‌منح‌ا‪١‬بليلْ‪‌،ْٓٗ/‬كشاؼ‌القناعٔ‪ٗٓ/‬‬
‫‌(ّ)‌ا﵀لىُُ‪ُٕٗ/‬‬
‫‌(ْ)سورة‌ا‪٤‬بائدةْٗ‬

‫‪55‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫"رفع‌القلم‌عن‌ثبلثة‌عن‌النائم‌حٌب‌يستيقظ‌كعن‌اجملنوف‌حٌب‌يفيق‌كعن‌الصيب‌‬
‫حٌب‌يبلغ‌"(ُ)‪‌،‬مث‌إف‌ا‪٢‬بد‌عقوبة‌‪٧‬بضة‌تستدعي‌جناية‌‪٧‬بضة‌‪،‬كفعل‌الصيب‌كاجملنوف‌‬
‫ال‌يوصف‌با‪١‬بناية‌(ِ)‌‌ ‌‬

‫‌ّ‪ -‬النطق‪ :‬ذىب‌ا‪٢‬بنفية‌إىل‌أف‌األخرس‌ال‌ٰبد‌بشرب‌ا‪٣‬بمر‪،‬سواء‌شهد‌الشهود‌‬


‫ٗبا‌ال‌ٰبد‌بو‌‬
‫‌‬ ‫عليو‌أك‌أشار‌بإشارتو‌ا‪٤‬بعهودة‪‌،‬ألنو‌لو‌كاف‌ناطقان‌فإنو‌ٰبتمل‌أف‌ٱبرب‌‬
‫كإكراه‌أك‌‪٫‬بوه(ّ)‪‌ ‌‌‌‌‌‌.‬‬

‫‌ْ‪-‬االختيار‌‪‌:‬ذىب‌أصحاب‌ا‪٤‬بذاىب‌األربعة‌كابن‌حزـ‌إىل‌أف‌االختيار‌‌يف‌‬
‫شرب‌ا‪٣‬بمر‌شرط‌إلقامة‌ا‪٢‬بد‌على‌الشارب‌(ْ)‌‪‌،‬كبناء‌على‌ىذا‌فبل‌حد‌على‌من‌‬
‫أكره‌على‌الشرب‌كخاؼ‌قتبلن‌أك‌قطعان‌أك‌ضربان‌أك‌حبسان‌أك‌قيدان‌النتفاء‌ا‪٢‬برمة‌يف‌‬
‫حقو‌‪،‬لقولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم"رفع‌عن‌أمٍب‌ا‪٣‬بطأ‌كالنسياف‌كما‌استكرىوا‌‬
‫عليو"(ٓ)‪‌.‬كا‪٤‬بكره‌مضطر‌كما‌يقوؿ‌ابن‌حزـ(ٔ)‪‌،‬كىو‌داخل‌ضمن‌قولو‌تعاىل‪َ (‌:‬وقَ ْد‌‬
‫ضطُ ِر ْرُُْت إِلَْي ِو)‌(ٕ)‪‌ ‌.‬‬
‫ص َل لَ ُكم َّما َح َّرَم َعلَْي ُك ْم إِالَّ َما ا ْ‬
‫فَ َّ‬
‫ٓ‪-‬عدم االضطرار للشرب‌‪‌-:‬ذىب‌الفقهاء‌إىل‌أنو‌ال‌حد‌على‌من‌غص‌بلقمة‌‬
‫كمل‌ٯبد‌ما‌يسيغها‌بو‌إال‌ا‪٣‬بمر(ٖ)‪‌ ‌.‬‬

‫‌(ُ)تقدـِٕ‬
‫‌(ِ)البدائعٓ‪ٙ‌،ْٕٗ/‬بفة‌ا﵀تاجٗ‪‌،ُٖٔ/‬شرح‌منح‌ا‪١‬بليلْ‪ْٓٗ/‬‬
‫‌(ّ)‌حاشية‌ابن‌عابدينْ‪ّٕ/‬‬
‫‌(ْ)تبيْب‌ا‪٢‬بقائق‌شرح‌كنز‌الدقائق‌للزيلعيّ‪‌-ُٗٓ/‬التاج‌كاإلكليل‌‪٤‬بختصرخليل‌للمواؽٔ‪‌،ُّٖ‌/‬ركضة‌الطالبْبَُ‪‌،َُٖ/‬منتهى‌‬
‫اإلراداتِ‪ْٕٓ/‬‬
‫‌(ٓ)‌سبق‌‪ٚ‬برجو‪‌،‬ص‪ّٓ‌:‬‬
‫‌(ٔ)‌‌ا﵀لى‌ُُ‪ِْٗ/‬‬
‫‌(ٕ)‌‌سورة‌األنعاـ‌من‌اآلية‌ُُٗ‬
‫‌(ٖ)‌‌مغِب‌ا﵀تاج‌ٓ‪‌،ُْٖ/‬األحكاـ‌السلطانية‌للماكردم‌ِِٗ‬

‫‪56‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫اّلل غَ ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)(ُ)‪‌.‬‬ ‫ضطَُّر غَْيػ َر بَاغ َوالَ َعاد فَال إِ ْْثَ َعلَْيو إِ َّن َّ ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫لقولو‌تعاىل‪‌(:‬فَ َم ِن ا ْ‬
‫بل‌قالوا‪‌:‬إف‌الشرب‌يف‌مثل‌ىذه‌ا‪٢‬بالة‌كاجب‌‪‌،‬ألف‌حفظ‌النفس‌كاجب‌كما‌ال‌‬
‫يتم‌الواجب‌إال‌بو‌فهو‌كاجب‌‪‌،‬مث‌إف‌الشرب‌ىنا‌مل‌يكن‌جناية‌يستحق‌الشارب‌‬
‫عقوبة‌عليو‪‌ .‬‬

‫ٔ‪-‬العلم بالتحرمي‌‪‌:‬ذىب‌ا‪٤‬بالكية‌كالشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌كالظاىرية‌إىل‌أنو‌ال‌ٰبد‌من‌‬
‫سكر‌من‌شراب‌ظنو‌لبنان‌أك‌عسبلن‌أك‌نبيدان‌غّب‌مسكر‌‪‌،‬كيصدؽ‌بيمينو‌إف‌قاؿ‌‪‌:‬‬
‫ال‌أعلم‌ككاف‌مأم ‌ونانغّب‌متهم‌‪‌،‬ألنو‌يف‌ىذه‌ا‪٢‬بالة‌ال‌يكوف‌قاصدان‌إىل‌معصية‌‬
‫فأشبو‌من‌زفت‌إليو‌غّب‌زكجتو‌فوطئها‌ظنان‌منو‌أنو‌كطئ‌زكجتو‌فإنو‌ال‌ٰبد‌‬
‫باتفاؽ(ِ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫وأما احلنفية فقالوا‪:‬إف‌ا‪٤‬بشهودعليو‌‪-‬أل‌السكراف‪-‬إذا‌قاؿ‌ظننتها‌لبنان‌أكقاؿ‌ال‌أعلم‌‬
‫أهنا‌‪ٟ‬برال‌يقبل‌ذلك‌منو‪‌،‬ألنو‌يعرفها‌بالرائحة‌كالذكؽ‪،‬كلو‌قاؿ‪‌:‬ظننتها‌نبيدان‌قبل‌‬
‫‌‬
‫منو(ّ)‪‌ ‌.‬‬
‫وذىب مجهور الفقهاء‌من‌ا‪٢‬بنفية‌كالشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌كالظاىرية‌إىل‌أف‌شارب‌ا‪٣‬بمر‌‬
‫ال‌ٰبد‌إال‌إذا‌كاف‌عا‪٤‬بان‌بتحرٲبها‌كإف‌جهل‌العقوبة‌ال‌يعد‌عذران‌مسقطان‌للحد‌(ْ)‌‬
‫كبناء‌على‌ىذا‌الشرط‌‌فإف‌الشارب‌إذا‌‌ادعى‌جهل‌التحرًن‌ينظر‌أمره‌‪‌،‬فإف‌كاف‌‬
‫اضح‌بْب‪‌،‬كإف‌كاف‌حديث‌‬
‫ى‬ ‫‪٩‬بن‌نشأ‌بْب‌ا‪٤‬بسلمْب‌ال‌تقبل‌دعواه‌‌ألف‌أمر‌التحرًن‌ك‬

‫‌(ُ)‌‌سورة‌البقرة‌من‌اآلية‌ُّٕ‬
‫‌(ِ)‌‌‪ٙ‬بفة‌ا﵀تاجٗ‪‌،ُٖٔ/‬شرح‌منح‌ا‪١‬بليلْ‪‌،ْٗٓ/‬ا‪٤‬بغِبٖ‪‌،َّٖ/‬ا﵀لىُُ‪ِْٗ/‬‬
‫‌(ّ)‌‌البحر‌الرائقٓ‪ْٗٓ/‬‬
‫‌(ْ)حاشية‌ابن‌عابدينْ‪‌،ّٗ/‬ركضة‌الطالبْبَُ‪‌،َُٕ/‬اإلنصاؼَُ‪‌ِِٗ/‬الوجيز‌يف‌ا‪٢‬بدكد‌كالقصاص‌صٖٗ‪َٗ-‬‬

‫‪57‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عهد‌باإلسبلـ‌‪‌،‬أك‌كاف‌ناشئان‌ببادية‌بعيدة‌فإف‌دعواه‌تقبل‌‪‌،‬كيكوف‌جهلو‌با‪٢‬برمة‌‬
‫سببان‌يف‌إسقاط‌ا‪٢‬بد‌الحتماؿ‌صدقو‌‪‌،‬كا‪٢‬بدكد‌تدرأ‌بالشبهات‌‪‌ .‬‬

‫‌حكم اخلمر ‪ :‬األصل يف حترمي اخلمر‪ :‬الكتاب والسنة واإلمجاع‪:‬‬


‫ِ‬ ‫آمنُواْ إِ ََّّنَا ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب‬
‫نص ُ‬ ‫اخلَ ْم ُر َوال َْم ْيس ُر َواألَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫أما الكتاب‪‌:‬فقولو‌تعاىل‪‌(:‬يَا أَيػ َها الذ َ‬
‫اجتَنِبُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم تُػ ْفلِ ُحو َن إِ ََّّنَا يُ ِري ُد َّ‬
‫الش ْيطَا ُن‬ ‫واألَ ْزالَم ِرجس ِمن َعم ِل َّ ِ‬
‫الش ْيطَان فَ ْ‬ ‫َ ُ ْ ٌ ّْ َ‬
‫اخلَم ِر والْمي ِس ِر ويص َّد ُكم عن ِذ ْك ِر ِّ‬ ‫أَن يُوقِ َع بَػ ْيػنَ ُك ُم ال َْع َد َاوةَ َوالْبَػغْ َ‬
‫اّلل َو َع ِن‬ ‫ضاء ِيف ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ‬
‫الصالَةِ فَػ َه ْل أَنتُم منتَػ ُهو َن)(ُ)‪‌ .‬‬ ‫َّ‬

‫اخلَ ْم ِر َوال َْم ْي ِس ِر}(ِ)‪‌ ‌.‬‬


‫كقولو‌تعاىل‪{‌:‬يَ ْسأَلُونَ َ َع ِن ْ‬

‫كجو‌الداللة‌من‌اآلية‪‌:‬أف‌هللا‌سبحانو‌أخرب‌أف‌فيهما‌منفعة‌كإ‪ٜ‬بان‪‌،‬كأف‌اإلمث‌أكرب‌من‌‬
‫ا‪٤‬بنفعة‪‌،‬كىذا‌يدؿ‌على‌‪ٙ‬برًن‌ا‪٣‬بمر(ّ)‪‌ .‬‬

‫وأما السنة‪-ٔ :‬ما‌ركاه‌ابن‌عمر‪‌-‬رضي‌هللا‌عنهما‪‌-‬قاؿ‪"‌:‬لقد‌حرمت‌ا‪٣‬بمر‌كما‌‬


‫با‪٤‬بدينة‌منها‌شيء"‌(ْ)‌‪‌ .‬‬

‫قاؿ‪":‬حرمت‌علينا‌ا‪٣‬بمر‌حْب‌حرمت‌كما‌‪٪‬بد‪‌-‬‬
‫ي‬ ‫ِ‪‌-‬كعن‌أنس‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬‬
‫سر‌كالتمر‌"(ٓ)‪‌ .‬‬
‫يعِب‌با‪٤‬بدينة‪ٟ‌-‬بر‌األعناب‌إال‌قليبلن‪‌،‬كعامة‌‪ٟ‬برنا‌البي ي‬

‫(ُ)‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‪‌:‬من‌اآليتاف‌َٗ‪‌ .ُٗ‌-‬‬
‫(ِ)‌سورة‌البقرة‪‌:‬من‌اآلية‪‌ .ُِٗ‌/‬‬
‫(ّ)‌البياف‌يف‌مذىب‌اإلماـ‌الشافعي‌جػ‌ُِ‪‌ُٓٓ‌-ُْٓ‌/‬ط‌دار‌ا‪٤‬بنهاج‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌البارم‌كتاب‌األشربة‌باب‌ا‪٣‬بمر‌من‌العنب‌كغّبه‌جػػ‌َُ‪‌ ‌.ِْ‌/‬‬
‫(ٓ)‌صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌البارم‌كتاب‌األشربة‌باب‌ا‪٣‬بمر‌من‌العنب‌َُ‪‌ .ّْ‌/‬‬

‫‪58‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ّ‪-‬كعن‌ابن‌عمر‪‌-‬رضي‌هللا‌عنهما‪‌-‬قاـ‌عمر‌على‌ا‪٤‬بنرب‌فقاؿ‪"‌:‬أما‌بعد‪‌،‬نزؿ‌‪ٙ‬برًن‌‬
‫ا‪٣‬بمر‌كىي‌من‌‪ٟ‬بسة‪‌:‬العنب‌كالتمر‌كالعسل‌كا‪٢‬بنطة‌كالشعّب‪‌،‬كا‪٣‬بمر‌ما‌خامر‌‬
‫العقل"(ُ)‪‌ .‬‬

‫ْ‪-‬كعن‌ابن‌عباس‪‌-‬رضي‌هللا‌عنهما‪‌-‬أف‌رسوؿ‌هللا‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬مل‌‬
‫قت(ِ)‌يف‌ا‪٣‬بمر‌حدان"‪‌ .‬‬
‫يى ٍ‌‬

‫ٓ‪-‬كعن‌أيب‌ىريرة‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬أف‌رسوؿ‌هللا‌‌أيت‌برجل‌قد‌شرب‌فقاؿ‪‌:‬‬
‫أضربوه‪‌،‬كقاؿ‌أبو‌ىريرة‪‌:‬فمنا‌الضارب‌بيده‌كالضارب‌بنعلو‌كالضارب‌بثوبو‌فلما‌‬
‫انصرؼ‌قاؿ‌بعض‌القوـ‌أخزاؾ‌هللا‪‌،‬فقاؿ‌رسوؿ‌هللا‌‪‌‬ال‌تقولوا‌ىكذا‪‌،‬ال‌تعينوا‌‬
‫عليو‌الشيطاف"(ّ)‪.‬فهذه‌األحاديث‌داللة‌كاضحة‌على‌‪ٙ‬برًن‌ا‪٣‬بمر‌ٔبميع‌أنواعها‌‬
‫قليلها‌ككثّبىا‌كما‌بينت‌عقوبة‌شارب‌ا‪٣‬بمر‪‌ .‬‬

‫اإلمجاع‪:‬فقد‌أ‪ٝ‬بع‌الصحابة‌ ‌كمن‌بعدىم‌من‌ا‪٤‬بسلمْب‌على‌‪ٙ‬برٲبها(ْ)‪‌ ‌.‬‬

‫كيف‌اإلقناع‌يف‌مسائل‌اإل‪ٝ‬باع‪"‌:‬كأ‪ٝ‬بعوا‌أف‌يف‌شرب‌قليل‌ا‪٣‬بمر‌ككثّبىا‌ا‪٢‬بد‌ال‌‬
‫أعلم‌فيو‌خبلفان‌بْب‌الصحابة‌كالتابعْب‌كفقهاء‌ا‪٤‬بسلمْب"(ٓ) ‌‬

‫(ُ)‌تقدـ‌ص‌َُِ ‌‬
‫(ِ)‌سنن‌أىب‌داكد‌مع‌عوف‌ا‪٤‬بعبود‌باب‌يف‌ا‪٢‬بد‌يف‌ا‪٣‬بمر‌جػػ‌ُِ‪‌،ُٕٓ‌-ُْٕ/‬كضعفو‌األلباين‌يف‌‌سنن‌أىب‌داكد‌ص‌ٗٔٔ‌كا‪٤‬بشكاة‌‬
‫رقمِِّٔ‪"‌،‬مل‌يقت"‌أل‌مل‌يوقت‌كمل‌يعْب‪‌،‬عوف‌ا‪٤‬بعبود‌ُِ‪‌ .ُٕٓ/‬‬
‫(ّ)‌صحيح‌البخارم‌مع‌فتح‌البارم‌–‌‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌الضرب‌با‪١‬بريد‌كالنعاؿ‌ُِ‪‌ ‌.ِٕ/‬‬
‫(ْ)‌البياف‌يف‌مذىب‌اإلماـ‌الشافعي‌لئلماـ‌العمراين‌اليمِبُِ‪،ُٕٓ‌/‬كا‪٤‬بغِب‌ٖ‪،َّّ/‬بدائع‌الصنائع‌ٓ‪‌ ْٕٗ/‬‬
‫(ٓ)‌اإلقناع‌يف‌مسائل‌اإل‪ٝ‬باع‌لئلماـ‌أيب‌ا‪٢‬بسن‌بن‌القطاف‌جػ‌‌ِ‪‌ .ِْٓ/‬‬

‫‪59‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عقوبة شارب اخلمر‪‌ ‌:‬‬


‫اختلف‌الفقهاء‪‌-‬ر‪ٞ‬بهم‌هللا‌تعاىل‌يف‌حد‌شارب‌ا‪٣‬بمر‌على‌قولْب‪‌ :‬‬
‫‌القول األول‪ :‬ذىب‌‪ٝ‬بهور‌الفقهاء‌إىل‌أف‌حد‌شارب‌ا‪٣‬بمر‌‪ٜ‬بانوف‌جلدة(ُ)‪‌،‬‬
‫مستدلْب‌على‌ذلك‪‌ :‬‬
‫ُ‪‌-‬إ‪ٝ‬باع‌الصحابة‪‌-‬رضي‌هللا‌عنهم‪‌-‬على‌ذلك(ِ)‪‌ .‬‬
‫ك‪٢‬بديث‌أنس‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬أف‌النيب‌‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬جلد‌يف‌ا‪٣‬بمر‌‬
‫با‪١‬بريد‌كالنعاؿ‪‌،‬كجلد‌أبو‌بكر‌أربعْب‌فلماكىل‌عمر‌دعا‌الناس‌فقاؿ‌‪٥‬بم‪‌:‬إف‌الناس‌‬
‫قد‌دنوا‌من‌الريٌف‪‌،‬فماتركف‌يف‌حد‌ا‪٣‬بمر؟‌فقاؿ‌لو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عوؼ(ّ)‪‌:‬نرل‌‬
‫أف‌٘بعلو‌كأخف‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬فجلد‌فيو‌‪ٜ‬بانْب"(ْ)‪‌ .‬‬
‫ّ‪-‬وللقياس على حد القذؼ‪‌ ‌،‬‬
‫كما‌كرد‌أف‌عمر‌بن‌ا‪٣‬بطاب‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬حد‌الشارب‌‪ٜ‬بانْب‌جلدة‌عندما‌‬
‫سأؿ‌الصحابة‪‌-‬رضواف‌هللا‌عليهم‪‌-‬كفيهم‌على‌بن‌أيب‌طالب(ٓ)‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬‬
‫فقاؿ‪"‌:‬نراه‌إذا‌سكر‌ىذل‌كإذا‌ىذل‌افَبل‪‌،‬كعلى‌ا‪٤‬بفَبم‌‪ٜ‬بانوف"(ٔ)‪‌ ‌.‬‬

‫(ُ)‌بدائع‌الصنائع‌للكاساين‌ٓ‪‌،ْٕٗ/‬بداية‌اجملتهد‌ِ‪‌،ّْٓ/‬البياف‌يف‌مذىب‌اإلماـ‌الشافعي‌ُِ‪‌،ِِٓ/‬ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌ٖ‪‌ َّْ/‬‬
‫(ِ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌ٖ‪‌ َّٖ/‬‬
‫(ّ)‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عوؼ‌الزىرم‌القرشي‌أحد‌أكابر‌الصحابة‪‌،‬كأحد‌ا‪٤‬ببشرين‌با‪١‬بنة‪‌،‬كأحد‌الستة‌أصحاب‌الشورل‌الذين‌جعل‌عمر‌ا‪٣‬ببلفة‌‬
‫فيهم‪‌،‬كأحد‌السابقْب‌إىل‌اإلسبلـ‌األعبلـ‌ّ‪‌ .ُِّ/‬‬
‫النوكل‌‬
‫(ْ)‌صحيح‌البخارل‌مع‌فتح‌البارل‌–‌‌كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌–‌باب‌ما‌جاء‌يف‌ضرب‌شارب‌ا‪٣‬بمر‌ُِ‪‌–‌َٕ-ٔٗ/‬كصحيح‌مسلم‌مع‌شرح‌ ‌‬
‫كتاب‌ا‪٢‬بدكد‌باب‌حد‌ا‪٣‬بمر‌ُُ‪‌ .‌ِِٕ/‬‬
‫(ٓ)‌‌ىو‌علي‌بن‌أيب‌طالب‪‌،‬كاسم‌أيب‌طالب‪‌:‬عبد‌مناؼ‌بن‌عبد‌ا‪٤‬بطلب‪‌.‬من‌بِب‌ىاشم‪‌،‬من‌قريش‪‌.‬أمّب‌ا‪٤‬بؤمنْب‪‌.‬كرابع‌ا‪٣‬بلفاء‌الراشدين‪‌،‬‬
‫كأحد‌العشرة‌ا‪٤‬ببشرين‌با‪١‬بنة‪‌.‬زكجو‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌بنتو‌فاطمة‪‌.‬كيل‌ا‪٣‬ببلفة‌بعد‌مقتل‌أمّب‌ا‪٤‬بؤمنْب‌عثماف‪‌،‬فلم‌يستقم‌لو‌األمر‌‬
‫حٌب‌قتل‌بالكوفة‪‌.‬كفره‌ا‪٣‬بوارج‪‌،‬كغبل‌فيو‌الشيعة‌حٌب‌قدموه‌على‌ا‪٣‬بلفاء‌الثبلثة‪‌،‬كبعضهم‌غبل‌فيو‌حٌب‌رفعو‌إىل‌مقاـ‌األلوىية‪‌.‬ينسب‌إليو‌‬
‫((هنج‌الببلغة))‌كىو‌‪٦‬بموعة‌خطب‌كحكم‪‌،‬أظهره‌الشيعة‌يف‌القرف‌ا‪٣‬بامس‌ا‪٥‬بجرم‌كيشك‌يف‌صحة‌نسبتو‌إليو‪[‌،‬األعبلـ‌للزركلي‌ٓ‌‪‌/‬‬
‫َُٖ؛‌كمناىج‌السنة‌ّ‌‪‌ِ‌/‬كما‌بعدىا]‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌أخرجو‌البيهقي‌يف‌السنن‌الكربل‌ٖ‪‌.ُّٗ/‬كمالك‌يف‌ا‪٤‬بوطأ‌‪‌،‬كتاب‌األشربة‌باب‌ا‪٢‬بد‌يف‌ا‪٣‬بمر‌َُٔ ‌‬

‫‪61‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫القول الثاين‪ :‬كذىب‌الشافعية‌كركاية‌عن‌ا‪٢‬بنابلة‌إىل‌أف‌حد‌الشرب‌أربعوف‌‬


‫جلدة"(ُ)‪.‬‬
‫‌واستدلوا على ذل ‪‌:‬حديث‌أنس‌ا‪٤‬بتقدـ‪‌،‬كفيو‌"أيت‌رسوؿ‌هللا‌‌برجل‌قد‌شرب‌‬
‫ا‪٣‬بمر‌فضرب‌ٔبريدتْب‌‪٫‬بوان‌من‌أربعْب‪‌،‬مث‌صنع‌أبو‌بكر‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪‌-‬مثل‌ذلك‌‬
‫فلما‌كاف‌عمر‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‪-‬استشار‌الناس‌فيو‪‌،‬فقاؿ‌لو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عوؼ‪-‬‬
‫رضي‌هللا‌عنو‪":‬أخف‌ا‪٢‬بدكد‌‪ٜ‬بانوف‌ففعل"(ِ)‪.‬‬

‫ويف ىذا يقول ابن القيم(ّ)‪‌-‌،‬ر‪ٞ‬بو‌هللا‪"‌:-‬كمن‌تأمل‌األحاديث‌رآىا‌تدؿ‌على‌‬


‫أف‌األربعْب‌ح ٌد‪‌،‬كاألربعْب‌الزائدة‌عليها‌تعزير‌اتفق‌عليو‌الصحابة‪‌-‬رضي‌هللا‌‬
‫(ْ)‪‌ .‬‬
‫عنهم‬

‫اجلرمية الرابعة ‪ :‬السرقة‪.‬‬

‫تعريف السرقة ‪:‬‬


‫السرقة ‌لغة ‪:‬من ‌ا‪٤‬بسارقة ‌كاإلسَباؽ ‌كالتسرؽ ‌اختبلس ‌النظر ‌كالسمع ‌‪‌ ،‬كسرؽ ‌الشيء‌‬
‫سرقان‌خفي‌‪‌،‬كسرقت‌مفاصلو‌ضعفت‪،‬كس ًر ىؽ‌ك ىفرًح خفي)ٓ( ‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌ا‪٢‬باكم‌الكبّب‌للماكردم‌ُّ‪‌،ِّٖ‌/‬كا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامةٖ‪‌ َّْ/‬‬
‫(ِ)‌ا‪٢‬بديث‌السابق‪‌ ‌‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌ىو ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌أيب ‌بكر ‌بن ‌سعد ‌الزرعي‪‌.‬مشس ‌الدين ‌من ‌أىل ‌دمشق‪‌.‬كلد‌عاـ‌‪‌ ُٔٗ(‌ :‬ىػ)‪‌ ‌ -‬من ‌أركاف ‌اإلصبلح ‌اإلسبلمي‪‌ ،‬كاحد ‌من‌‬
‫كبار ‌الفقهاء‪‌.‬تتلمذ ‌على ‌ابن ‌تيمية ‌كانتصر ‌لو ‌كمل ‌ٱبرج ‌عن ‌شيء ‌من ‌أقوالو‪‌ ،‬كقد ‌سجن ‌معو ‌بدمشق‪‌.‬كتب ‌ٖبطو ‌كثّبا ‌كألف ‌كثّبا‪‌‌.‬‬
‫كتويف‌عاـ‪‌ ُٕٓ‌ (:‬ىػ)‌ ‌جبلء ‌العينْب ‌يف ‌‪٧‬باكمة ‌األ‪ٞ‬بدين‪‌،‬نعماف ‌بن ‌‪٧‬بمود ‌بن ‌عبد ‌هللا‪‌ ،‬أبو ‌الربكات ‌خّب ‌الدين‪‌ ،‬اآللوسي ‌ ‌‌صَِ‌‬
‫مطبعة‌ا‪٤‬بدين‪‌َُُْ‌،‬ىػ‌‪‌ُُٖٗ‌-‬ـ‌‌ ‌‬
‫(ْ)‌زاد‌ا‪٤‬بعاد‌يف‌ىدم‌خّب‌العباد‌البن‌القيم‌ٓ‪‌،ْٖ‌-ْٓ/‬الطبعة‌السابعة‌َُْٓىػ‪ُٖٗٓ‌-‬ـ‪‌ .‬‬
‫ٓ)‌القاموس‌ا﵀يط‌للفّبكزأبادم ‪‌‌،‌ُُّٓ/ُ‌،‬مادة‌(سرؽ) ‌‬

‫‪61‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫تعريف السرقة شرعا ‪:‬‬


‫السرقة ‌شرع‌ان ‪‌ :‬تشاهبت ‌تعريفات ‌الفقهاء ‌مع ‌بعض ‌االختبلؼ ‌على ‌النحو ‌التايل ‪:‬‬
‫عرفها ‌ا‪٢‬بنفية ‪:‬ىي ‌أخذ ‌مكلف ‌خفية ‌قدر ‌عشرة ‌دراىم ‌مضركبة ‌‪٧‬برزة ‌ٗبكاف ‌أك‌‬
‫حافظ)ُ(‪.‬‬
‫كعرفها‌ابن‌عرفة‌من‌ا‪٤‬بالكية)ِ( ‪‌:‬ىي‌أخذ‌مكلف‌حران‌ال‌يعقل‌لصغره‪‌،‬أك‌ماالن‌‪٧‬بَبمان‌‬
‫لغّبه‌نصابان‌أخرجو‌من‌حرزه‌بقصد‌كاحد‌خفية‌ال‌شبهة‌لو‌فيو)ّ(‪‌ .‬‬
‫كعرفها‌الشافعية ‪:‬ىي‌أخذ‌ماؿ‌خفية‌من‌حرز‌مثلو‌بشرائط)ْ(‪‌ .‬‬
‫كعرفها‌ا‪٢‬بنابلة ‪:‬ىي‌أخذ‌ماؿ‌‪٧‬بَبـ‌لغّبه‪‌،‬كإخراجو‌من‌حرز‌مثلو‌ال‌شبهة‌لو‌فيو‌علػى‌‬
‫كجو‌االختفاء)ٓ(‪‌ .‬‬
‫فمن ‌ىذه ‌التعريفات ‌أف ‌الفقهاء ‌األربعة ‌قد ‌اتفقوا ‌على ‌أف ‌أركاف ‌السرقة ‌أربعػة‪‌ ،‬كىي‌‬
‫السارؽ‌كا‪٤‬بسركؽ‌منو‌كا‪٤‬باؿ‌كاألخذ‌خفية‌مع‌اختبلؼ‌قليل‌يف‌شركط‌ىذه‌األركػاف‌‪‌،‬‬
‫إال‌أهنم‌اختلفوا‌يف‌بعض‌األمور‌منها‪‌:‬أف‌ا‪٤‬بالكية‌يعتربكف‌سرقة‌الولد‌الصغّب‌الذم‌ال‌‬
‫يعقػل‌سرقة‌توجب‌القطع‪‌،‬كعدـ‌اعتبار‌ذلك‌سرقة‌عند‌بقية‌الفقهاء‌إال‌بعض‌ا‪٢‬بنابلة‌‬
‫يتفقوف‌مػع‌ا‪٤‬بالكية‌يف‌ذلك‪‌،‬كما‌أهنم‌اختلفوا‌يف‌تقدير‌نصاب‌السرقة‌من‌ا‪٤‬باؿ‪‌،‬كذلػك‌‬

‫ُ)‌تبيْب‌ا‪٢‬بقائق‌للزيلعي‌‪‌ ‌‌ُُِ/ّ‌،‬‬
‫ِ)‌ ‌‌ ‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌ابن‌عرفة‌الورغمي‪‌،‬أبو‌عبد‌هللا‪‌:‬إماـ‌تونس‌كعا‪٤‬بها‌كخطيبها‌يف‌عصره‪‌،‬مولده‌ككفاتو‌فيها‪‌.‬توىل‌إمامة‌ا‪١‬بامع‌‬
‫األعظم‌سنة‌َٕٓ ‌ىػ‌كقدـ‌‪٣‬بطابتو‌سنة‌ِٕٕ ‌كللفتول‌سنة‌ّٕٕ‪‌.‬من‌كتبو‌(ا‪٤‬بختصر‌الكبّب‌‪‌ -‬ط)‌يف‌فقو ‌ا‪٤‬بالكية‪‌،‬ك‌‬
‫(ا‪٤‬بختصر‌الشامل‌‪‌-‬خ)‌يف‌التوحيد‪‌،‬ك‌(‪٨‬بتصر‌الفرائض)‌ك‌(ا‪٤‬ببسوط)‌يف‌الفقو‌‪[‌،‬األعبلـ‌للزركلي‪‌ ]‌‌ّْ‌/‌ٕ‌،‬‬
‫ّ)‌حاشية‌العدكم‌للعدكم ‌‪‌ ‌ُّّ/ِ‌،‬‬
‫ْ)‌هناية‌ا﵀تاج‌للرملي ‪‌ ّْٗ/ٕ‌،‬‬
‫ٓ)‌كشاؼ‌القناع‌للبهويت‪‌ ُِٗ/ٔ‌،‬‬

‫‪62‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عػن‌عائػشة(ُ)‪‌ .‬رضي‌اهللا‌عنها‌قالت‪(‌:‬مل‌تقطع‌يد‌سارؽ‌على‌عهد‌النيب‌صلى‌هللا‌‬
‫عليو‌كسلم يف‌أدىن‌من‌‪ٜ‬بػن‌اجملػن) )ِ( ‪‌ .‬‬
‫دليل مشروعية عقوبة السرقة ‪:‬‬
‫عقوبة‌السرقة‌مشركعة‌بالكتاب‌كالسنة‌كاإل‪ٝ‬باع ‪‌ :‬‬
‫أوال من القرآن الكرمي ‪:‬‬
‫قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭟ‌‌ﭠ‌‌ﭡ‌‌‌ﭢ‌(ّ)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة‪:‬‬
‫ُ‪ .‬عن‌عائشة‌رضي‌اهللا‌عنها‪‌:‬أف‌قريشا‌أٮبهم‌شأف‌ا‪٤‬برأة‌ا‪٤‬بخزكمية‌الٍب‌سرقت‌فقػالوا‌كمن‌‬
‫يكلم ‌فيها ‌رسوؿ ‌اهللا ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ؟ ‌فقالوا ‌كمن ‌ٯبَبئ ‌عليو ‌إال ‌أسامة ‌بن‌‬
‫زيد(ْ)‪‌ .‬حب‌رسوؿ‌هللا‌فكلمو‌أسامة‌فقاؿ‪‌:‬رسوؿ‌اهللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم" أتشفع‌يف‌‬
‫حد‌من‌حدكد‌هللا‌مث‌قاـ‌فاختطب‌ثػم‌قاؿ إ٭با‌أىلك‌الذين‌قبلكم‌أهنم‌كانوا‌إذا‌سرؽ‌‬

‫(ُ)‌‌‌‌ ‌عائشة‌بنت ‌أيب ‌بكر ‌الصديق ‌عبد ‌هللا ‌بن ‌عثماف‪‌.‬أـ ‌ا‪٤‬بؤمنْب‪‌ ،‬كأفقو‌نساء ‌ا‪٤‬بسلمْب‪‌.‬كانت ‌أديبة ‌عا‪٤‬بة‪‌.‬كنيت‌بأـ‌‬
‫عبد‌هللا‪٥‌.‬با‌خطب‌كمواقف‪‌.‬ككاف‌أكابر‌الصحابة‌يراجعوهنا‌يف‌أمور‌الدين‪(‌‌.‬اإلصابة‌ْ‌‪‌ )ّٓٗ‌/‬‬
‫ِ)‌ركاه‌البخارم‌‌‪‌،‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬باب‌قوؿ‌اهللا‌تعاىل‌(كالسارؽ‌كالسارقة‌‌)‌ٔ‪‌، ِِْٗ/‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ )َُْٔ):‬‬
‫ّ)‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬األية‪‌ ّٓ‌:‬‬
‫ْ)‌ ‌‌أسامة ‌بن ‌زيد ‌بن ‌حارثة ‌بن ‌شراحيل‪‌ ،‬أبو ‌‪٧‬بمد‪‌.‬صحايب ‌جليل‪‌.‬كلد ‌ٗبكة ‌كنشأ ‌على ‌اإلسبلـ ‌(ألف ‌أباه ‌كاف ‌من ‌أكؿ ‌الناس‌‬
‫إسبلما)‌ككاف ‌رسوؿ ‌هللا ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌ٰببو ‌حبا ‌‪ٝ‬با‪‌ ،‬كينظر ‌إليو ‌نظره ‌إىل ‌سبطية‪‌:‬ا‪٢‬بسن ‌كا‪٢‬بسْب‪‌.‬قاؿ ‌ابن ‌سعد‪‌:‬‬
‫مات ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌كلو ‌عشركف ‌سنة‪‌ ،‬ككاف ‌أمره ‌على ‌جيش ‌عظيم ‌فمات ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌قبل ‌أف‌‬
‫يتوجو‌فأنفذه‌أبو‌بكر‪‌.‬ككاف‌عمر‌رضي‌هللا‌عنو‌ٯبلو‌كيكرمو‪‌،‬كقد‌ركل‌عن‌أسامة‌من‌الصحابة‌أبو‌ىريرة‌كابن‌عباس‪‌،‬كمن‌‬
‫كبار ‌التابعْب ‌أبو ‌عثماف ‌النهدم ‌كأبو ‌كائل ‌كآخركف‪‌.‬كفضائلو ‌كثّبة ‌كأحاديثو ‌شهّبة‪[‌،‬اإلصابة ‌ُ ‌‪‌ ،ُّ‌/‬كأسد ‌الغابة ‌ُ ‌‪‌/‬‬
‫ْٔ‪‌،‬كاألعبلـ‌ُ‌‪‌ .‌]ُِٖ‌/‬‬

‫‪63‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫فيهم‌الشريف‌تركوه‌كإذا‌سرؽ‌فػيهم‌الضعيف‌أقاموا‌عليو‌ا‪٢‬بد‌كأًن‌اهللا‌لو‌أف‌فاطمة‌‬
‫بنت‌‪٧‬بمد‌سرقت‌لقطعت‌يدىا"‌(ُ)‪‌.‬‬
‫ِ‪ .‬عن‌عائشة‌عن‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم قاؿ‪ (:‬تقطع‌يد‌السارؽ‌يف‌ربع‌دينار)‌(ِ)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من اإلمجاع ‪‌ :‬‬
‫أ‪ٝ‬بع‌ا‪٤‬بسلموف‌على‌قطع‌يد‌السارؽ‌يف‌ا‪١‬بملة‌كمل‌تبح‌السرقة‌يف‌شريعة‌مػن‌الشرائع‌‬
‫السماكية‌‪‌،‬ىذا‌كقد‌اتفق‌فقهاء‌ا‪٤‬بذاىب‌األربعة ‪:‬على‌أنو‌من‌سرؽ‌مراران‪‌،‬أقيم‌عليو‌‬
‫حد‌كاحد‪‌،‬كما‌اتفقوا‌على‌أف‌من‌سرؽ‌فأقيم‌عليو‌ا‪٢‬بد‌مث‌صدر‌منو‌سرقة‌أخرل‌فإنو‌‬
‫ٰبد‌ثاني‌ان )ّ(‪‌ .‬‬
‫كاختلفوا‌يف‌بعض‌ا‪٤‬بسائل‌منها ‪‌ :‬‬
‫ادلسألة األوىل‪‌ :‬لو ‌اشَبؾ ‌‪ٝ‬باعة ‌يف ‌سرقة ‌نصاب‪‌ ،‬فهل ‌يقطعوا ‌‪ٝ‬بيعان؟‌‬
‫اختلف‌الفقهاء‌يف‌ذلك‌على‌قولْب‌ٮبا ‪‌ :‬‬
‫القول األول‪‌ :‬أنو‌ال‌قطع‌عليهم‌إال‌أف‌تبلغ‌حصة‌كل‌كاحد‌منهم‌نصابان‪‌،‬كذىب‌إلػى‌‬
‫ذلػك‌‪‌:‬ا‪٢‬بنفية‌كالشافعية )ْ(‪‌ .‬‬
‫‌كاستدلوا‌ىذا‌الفريق‌األكؿ‌ٗبا‌يلي‪‌ .‬‬
‫ُ) ‌أف‌كل‌كاحد‌مل‌يسرؽ‌نصابان‪‌،‬فلم‌ٯبب‌القطع‪‌،‬كما‌لو‌انفرد‌بدكف‌النصاب )ٓ(‬

‫ُ)‌البخارم‪‌‌،‬كتاب‌األنبياء‪‌،‬باب‌أـ‌حسبت‌أف‌أصحاب‌الكهف‌كالػرقيم‌ّ‪‌،‌ ُِِٖ/‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ )ِّٖٖ):‬‬


‫ِ)‌ركاه‌البخارم‌‪‌،‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬باب‌قوؿ‌اهللا‌تعاىل‌(كالسارؽ‌كالسارقة‌)‌ٔ‪‌، ِِْٗ/‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌ )َُْٔ):‬‬
‫ّ)‌أحكاـ‌القرآف‌للجصاص‌‪‌ ‌‌.‌ّٖٗ/ّ،‬‬
‫ْ)‌نصب‌الراية‌للزيلعي‌‪‌ َُٖ/ْ‌،‬‬
‫ٓ)‌هناية‌ا﵀تاج‌‌للرملي‌‪‌ ِْْ/ٕ‌،‬‬

‫‪64‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫القول الثاين‪ ‌ :‬أنو‌لو‌اشَبؾ‌‪ٝ‬باعة‌يف‌سرقة‌نصاب‪‌،‬قطعػوا‌‪ٝ‬بيعان‪،‬كذىػب‌إلػى‌ذلػك ‪‌:‬‬


‫ا‪٤‬بالكية‌كا‪٢‬بنابلة(ُ) ‌كاستدلوا‪‌ :‬‬
‫ُ‪‌ .‬النصاب ‌احد ‌شرطي ‌القطع‪‌ ،‬فلو ‌اشَبؾ ‌‪ٝ‬باعة ‌فيو ‌كانوا ‌كالواحد ‌قياسان ‌علػى ‌ىتػك‌‬
‫ا‪١‬بماعة‌‬
‫‌‬ ‫ا‪٢‬برز‪‌ ،‬كما ‌أف ‌سرقة ‌النصاب ‌فعل ‌يوجب ‌القطع ‌فاستول ‌فيو ‌الواحد ‌ك‬
‫كالقصاص ‪(ِ).‬‬
‫ادلسألة الثانية‪‌:‬اجتماع‌القطع‌كالضماف‌يف‌السرقة ‪‌ :‬‬
‫فلو‌أف‌شخصان‌سرؽ‌ماالن‌‪‌،‬مث‌قيطع‌‪‌،‬فهل‌ٯبب‌أف‌يرد‌ا‪٤‬باؿ‌الذم‌سرقو‌أـ‌ال‌ٯبب؟‌‬
‫اختلف‌الفقهاء‌يف‌ىذه‌ا‪٤‬بسألة‌على‌ثبلثة‌أقواؿ‌ىي ‪‌ :‬‬
‫القول األول ‪‌ :‬ذىب ‌ا‪٢‬بنفية‪‌ :‬إىل ‌عدـ ‌كجوب ‌الضماف ‌مطلقان ‌سواء ‌تلػف ‌ا‪٤‬بػسركؽ‌‬
‫هببلؾ ‌أك ‌باستهبلؾ‪‌ ،‬فبل ‌ٯبتمع ‌الغرـ ‌كالقطع ‌عندىم‪‌ ،‬فإف ‌غرمها ‌قبل ‌القطع ‌سقط‌‬
‫القطع‪‌،‬كاف‌قطع‌قبل‌الغرـ‌سقط‌الغرـ )ّ(‪‌ ‌.‬‬
‫كاستدؿ‌ا‪٢‬بنفية‌كالثورم‪‌،‬الذين‌قالوا‪‌:‬بعدـ‌اجتمػاع‌القطػع‌كالػضماف‌بالقرآف‌كالسنة‌كما‌‬
‫يلي ‪‌ :‬‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكرمي ‪‌ ‌:‬‬
‫ُ‪ .‬قولو‌تعاىل‌ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ‌(ْ)‬
‫كجو‌الداللة‌من‌اآلية‌الكرٲبة ‪‌ :‬‬

‫ُ)‌حاشية‌الدسوقي‌على‌الشرح‌الكبّب‌للدسوقي ‌‌‪‌ ّّٔ/ْ‌،‬‬


‫ِ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌‪‌ ُُِ/ٗ‌،‬‬
‫ّ)‌بدائع‌الصنائع‌للكاساين‌‪‌ . ٖٔ/ٕ،‬‬
‫ْ)‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬األية‪‌ ّٓ‌:‬‬

‫‪65‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أف‌اهللا‌تعاىل‌قد‌‪٠‬بى‌القطع‌جزاء‪‌،‬كا‪١‬بزاء‌مبِب‌على‌الكفاية‪‌،‬فلو‌ضم‌إليو‌الضماف‌مل‌‬
‫يكن‌القطع‌كافيان‪‌،‬كحيث‌إنو‌تعاىل‌قد‌جعل‌القطع‌كل‌ا‪١‬بزاء‪‌،‬كمل‌يذكر‌الغرـ‪‌،‬فكاف‌‬
‫القطع‌ىو‌ا‪١‬بزاء‪‌،‬كال‌حاجة‌للغرـ‌كإال‌كاف‌ا‪١‬بزاء‌ناقص‌ان )ُ(‪‌ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة ‪‌ :‬‬
‫عن‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عوؼ‌أف‌رسوؿ‌اهللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم قاؿ ‪(:‬ال‌يغرـ‌صاحب‌‬
‫سػرقة‌إذا‌أقػيم‌عليو‌ا‪٢‬بد)‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫كجو‌الداللة‌من‌ا‪٢‬بديث‌الشريف ‪:‬ا‪٢‬بديث‌ينص‌صراحة‌على‌عدـ‌كجوب‌الضماف‪‌،‬‬
‫فا‪٢‬بكم‌بالضماف‌ٯبعل‌ا‪٤‬بػسركؽ‌‪٩‬بلوكان‌للسارؽ‌مستندان‌إىل‌كقت‌األخذ‪‌،‬فبل‌ٯبوز‌إقامة‌‬
‫ا‪٢‬بد‌عليو‪‌،‬ألنو‌ال‌يقطع‌أحػد‌فػي‌ملك‌نفسو )ّ(‪‌ .‬‬
‫القول الثاين‪‌ :‬ذىب ‌ا‪٤‬بالكية‪‌ :‬إىل ‌ضماف ‌ا‪٤‬بسركؽ ‌إف ‌تلف ‌بشرط ‌أف ‌يكوف ‌السارؽ‌‬
‫موسػران‪‌،‬من‌كقت‌السرقة‌إىل‌كقت‌القطع‪‌،‬ألف‌اليسار‌ا‪٤‬بتصل‌كا‪٤‬باؿ‌القائم‌بعينو‪‌،‬فبل‌‬
‫٘بتمػع‌علػى‌السارؽ‌عقوبتاف )ْ(‪‌ ‌.‬‬
‫كاستدؿ‌ا‪٤‬بالكية‌على‌كجوب‌ضماف‌ا‪٤‬باؿ‌ا‪٤‬بػسركؽ‌اذا‌كػاف‌الػسارؽ‌موسران‌با‪٤‬بعقوؿ‌كىو‬
‫أف‌السارؽ‌إذا‌كاف ‌معسران‌كقت‌القطع‌فبل‌ضماف‪‌،‬لئبل‌ٯبتمع‌عليو‌عقوبتاف‪‌،‬قطػع‌يده‌‬
‫كإتباع‌ذمتو)ٓ(‪‌ .‬‬

‫ُ)‌بدائع‌الصنائع‌للكاساين‌‪‌ ْٖ/ٕ‌،‬‬
‫ِ)‌سنن‌النسائي‪‌،ِٗ/ٖ‌،‬رقم‌ا‪٢‬بديث‪‌،)ْْٖٗ):‬كتاب‌قطع‌السرقة‪‌،‬باب‌تعليق‌يد‌السارؽ‌يف‌عنقو‪‌،‬قاؿ‌أبو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌النسائي‪‌:‬‬
‫كىذا‌مرسل‪‌،‬كليس‌بثابت‪‌ .‬‬
‫ّ)‌‌تبيْب‌ا‪٢‬بقائق‌للزيلعي‌‪‌ ِّّ/ّ‌،‬‬
‫ْ)‌منح‌ا‪١‬بليل‌شرح‌‪٨‬بتصر‌خليػل‌لعلػيش ‌‪‌ ِّّ/ٗ‌،‬‬
‫ٓ)‌شرح‌‪٨‬بتصر‌خليل‌للخرشي‌‪‌ ‌َُّ/ٖ‌،‬‬

‫‪66‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫القول الثالث‪‌ :‬كذىب‌الشافعية‌كا‪٢‬بنابلة‌كالنخعي(ُ)‪‌.‬كاألكزاعي(ِ)‪‌:‬إىل‌كجوب‌الضماف‌‬


‫مطلقان ‌سواء‌كاف‌السارؽ‌موسران ‌أك‌معسران‪‌،‬كسواء‌تلف‌ا‪٤‬بسركؽ‌هببلؾ‌أك‌استهبلؾ‪‌،‬‬
‫كسواء‌أقيم‌ا‪٢‬بد‌على‌السارؽ‌أك‌مل‌يقم‪‌،‬فالقطع‌كالضماف‌ٯبتمعاف)ّ(‪‌ .‬‬
‫كاستدؿ ‌الشافعية ‌كا‪٢‬بنابلة ‌على ‌كجوب ‌الضماف ‌مطلقان ‌سواء ‌كاف ‌الػسارؽ ‌موسػران ‌أـ‌‬
‫معسران‌بالسنة‌كا‪٤‬بعقوؿ‌كما‌يلي‪‌ :‬‬
‫أوال‪ :‬من السنة ‪:‬‬
‫ُ‪ .‬عن ‌‪٠‬برة‪‌ :‬عن ‌النيب ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم قاؿ‪(:‬على ‌اليد ‌ما ‌أخذت ‌حٌب ‌تؤدم)(ْ)‬
‫كجو‌الداللة‌من‌ا‪٢‬بديث‌الشريف ‪:‬إف‌ا‪٢‬بديث‌مل‌يفرؽ‌يف‌كجوب‌األداء‪‌،‬فيشمل‌ما‌‬
‫أخذتػو‌‌سواء‌كاف‌عارية‌أك‌سرقة‪‌،‬فكل‌ما‌أخذتو‌اليد‌عليها‌أف‌تؤديو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من ادلعقول‪:‬‬
‫ػة‪‌،‬كما‌لو‌‬
‫ا‪٤‬بسركؽ‌عْب‌ٯبب‌ضماهنا‌بالرد‌لو‌كانت‌باقية‪‌،‬كٯبب‌ضماهنا‌إف‌كانػت‌تالف ‌‬
‫مل‌تقطع‪‌،‬كألف‌القطع‌كالغرـ‌حقاف‌ٯبباف‌‪٤‬بستحقْب‪‌،‬فجػاز‌اجتماعهمػا‪‌،‬كػا‪١‬بزاء‌كالقيمة‌‬
‫يف‌الصيد‌ا‪٢‬برمي‌ا‪٤‬بملوؾ‌(ٓ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌‌‌إبراىيم ‌بن ‌يزيد ‌بن ‌قيس ‌بن ‌األسود‪‌ ،‬أبوعمراف ‌النخعي‪‌ ،‬من ‌مذحج‪‌:‬من ‌أكابر ‌التابعْب ‌صبلحا ‌كصدؽ ‌ركاية ‌كحفظا‌‬
‫للحديث‪‌.‬من ‌أىل ‌الكوفة‪‌.‬مات ‌‪٨‬بتفيا ‌من ‌ا‪٢‬بجاج‪‌.‬قاؿ ‌فيو ‌الصبلح ‌الصفدم‪‌:‬فقيو ‌العراؽ‪‌ ،‬كاف ‌إماما ‌‪٦‬بتهدا ‌لو‌‬
‫مذىب‪‌.‬ك‪٤‬با‌بلغ‌الشعيب‌موتو‌قاؿ‪‌:‬كهللا‌ما‌ترؾ‌بعده‌مثلو‪‌،‬تاريخ‌اإلسبلـ‌ّ‪‌ ‌ّّٓ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌ ‌ ‌عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌بن ‌عمرك ‌بن ‌ٰبمد ‌األكزاعي‪‌ ،‬من ‌قبيلة ‌األكزاع‪‌ ،‬أبو ‌عمرك‪‌:‬إماـ ‌الديار ‌الشامية ‌يف ‌الفقو ‌كالزىد‪‌ ،‬كأحد‌‬
‫الكتاب‌ا‪٤‬بَبسلْب‪‌.‬كلد‌يف‌بعلبك‪‌،‬كنشأ‌يف‌البقاع‪‌،‬كسكن‌بّبكت‌كتويف‌هبا‪‌.‬األعبلـ‌للزركل‪‌ )َِّ‌/‌ّ(‌،‬‬
‫ّ)‌حاشية‌قليويب ‌‪‌ ‌‌ُٗٗ/ْ‌،‬‬
‫ْ)‌سنن‌أيب‌داكد‌‪‌ ،ُّٖ/ِ،‬رقم‌ا‪٢‬بديث)ُّٔٓ)‌‪‌،‬كتاب‌اإلجارة‪‌،‬باب‌فػي‌تػضمْب‌العاريػة‪ ،‬كالَبمذم ‌رقم ‌(ُِٔٔ)‌يف ‌البيوع‪‌،‬‬
‫باب‌ما‌جاء‌يف‌أف‌العارية‌مؤداة‪‌،‬كقاؿ‌الَبمذم‪‌:‬ىذا‌حديث‌حسن ‌‬
‫ٓ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة ‌‪‌ ُّّ/ٗ‌،‬‬

‫‪67‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫سبب اخلالؼ‪:‬‬
‫ىل‌ا‪٤‬باؿ‌ا‪٤‬بسركؽ‌حقان‌للمسركؽ‌منو‌‪‌،‬أـ‌أصبح‌حقان‌للسارؽ‌بعد‌القطػع‌؟‌فمػن‌رأل‌‬
‫أف‌القطع‌حق‌هللا‌كالضماف‌حق‌للعبد‌قاؿ‌باجتماع‌القطع‌كالضماف‪‌،‬كمن‌رأل‌أف‌ا‪٤‬باؿ‌‬
‫ا‪٤‬بس‌ركؽ ‌بعد ‌القطع ‌يصبح ‌حقان ‌للسارؽ ‌‪‌ ،‬قاؿ ‌‪‌ :‬بعدـ ‌القطع ‌كالضماف )ُ(‬
‫ادلسألة الثالثة‪‌:‬سرؽ‌فقطعت‌يده‌مث‌عاد‌فسرؽ‌عْب‌ا‪٤‬بسركؽ‪ ،‬اختلف‌الفقهاء‌يف‌ىذه‌‬
‫ا‪٤‬بسألة‌على‌قولْب‌كما‌يلي ‪‌ :‬‬
‫القول األول ‪:‬ذىب‌ا‪١‬بمهور‪‌:‬إىل‌أنو‌إذا‌سرؽ‌شيئان‪‌،‬فقطع‌فيو‪‌،‬مث‌عاد‌فسرقو‪‌،‬فإنو‌‬
‫‌ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫يقطػع ‌مرة ‌ثانية ‌‪ ،‬كاستدؿ ‌ا‪١‬بمهور ‌قولو ‌تعاىل‪:‬‬
‫ﭢﭼ(ِ)‪.‬‬
‫كجو‌الداللة‌من‌اآلية‌الكرٲبة‪‌ :‬‬
‫اآلية‌دلت‌على‌قطع‌يد‌السارؽ‌سواء‌سرؽ‌الشيء‌أكؿ‌مػرة‌أك‌مرة‌ثانية‪‌،‬فاآلية‌مل‌تبْب‌‬
‫ذلك ‌القطع‌عقوبة‌تتعلق‌بفعل‌يف‌عْب‪‌،‬فتتكرر‌بتكرر‌ذلك‌الفعل‪‌،‬كما‌لو‌زىن‌بامرأة‌‬
‫فحد‌مث‌زىن‌هبا‌مرة‌ثانية )ّ(‪.‬‬
‫القول الثاين ‪:‬ذىب‌ا‪٢‬بنفية‪‌:‬إىل‌أنو‌إذا‌سرؽ‌ف يقطع‌فعاد‌فسرؽ‌نفس‌العْب‌مل‌يقطع‌‌‬
‫إال‌إذا‌أحدث‌فيها‌تغيّبان‪‌،‬مثل‌صوؼ‌نسج‪‌،‬أك‌رطبان‌فصار‌‪ٛ‬بران‌أك‌غّب‌ذلك‪ ،‬كاستدلوا‌‬
‫ٗبا‌يلي‪‌ :‬‬

‫ُ)‌التداخل‌يف‌جرائم‌عقوبات‌ا‪٢‬بدكد‌‪‌،‬ص‪‌ ُٖ:‬‬
‫ِ)‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬األية‪‌ ّٓ‌:‬‬
‫ّ)‌ا‪٤‬بغِب‌البن‌قدامة‌‪‌ َُٕ/ٗ‌،‬‬

‫‪68‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ُ‪ .‬أف ‌ىذا ‌حد ‌ال ‌يستوىف ‌إال ‌ٖبصومة‪‌ ،‬فبل ‌يتكرر ‌بتكرر ‌ا‪٣‬بصومة ‌يف ‌‪٧‬بل ‌كاحد ‌كحد‌‬
‫القذؼ )ُ(‬
‫ِ‪ .‬أف‌صفة‌ا‪٤‬بالية‌كالتقوـ‌مل‌يبق‌يف‌ىذه‌العْب‌حقانللمسركؽ‌منو‌بعدما‌قطعت‌يد‌الػسارؽ‌‬
‫بدليل‌عدـ‌ضمانو‌ا‪٤‬بسركؽ‌إذا‌تلف‌يف‌يده )ِ(‬
‫ّ‪ .‬أف‌العْب‌إذا‌تبدلت‌أصبحت‌عينان‌أخرل‪‌،‬كلذلك‌ٯبب‌القطع‌فيها‌إذا‌سرقت)ّ(‬
‫سبب اخلالؼ ‪‌ :‬‬
‫ىل‌العْب‌ا‪٤‬بسركقة‌بعد‌القطع‌تصبح‌حقان‌للسارؽ‌أـ‌للمسركقة‌منو؟‌فمن‌رأل‌أهنا‌حق‌‬
‫للمسركؽ‌منو‌‪‌،‬قاؿ‌بالقطع‌اذا‌سرقت‌مرة‌ثانية‌‪‌،‬كمن‌قاؿ‌أهنا‌حق‌للسارؽ‌بعد‌القطع‌‬
‫قاؿ ‪:‬بعدـ‌القطع‌‪‌،‬كإف‌ردت‌اىل‌صاحبها‌فقد‌أكرثت‌شبهة‌سقوط‌القطع‌نظران‌اىل‌‬
‫ا‪ٙ‬بػاد‌ا‪٤‬بلػك‌كا﵀ل‌‪‌،‬كقياـ‌ا‪٤‬بوجب‌كىو‌القطع‌فيو‌‪ٖ‌،‬ببلؼ‌مالو‌احدث‌فيها‌تغّبان‌‪‌،‬‬
‫و‬
‫ألهنا‌تصبح‌حينئذ‌عينان‌أخرل‪‌ .‬‬
‫عقوبة السرقة‌ ‌‬
‫عقوبة ‌القطع‪‌ :‬تعاقب ‌الشريعة ‌على ‌السرقة ‌بالقطع ‌لقولو ‌تعاىل‪‌ :‬ﭽ ﭟ ﭠ‬

‫ﭡ ﭢ ﭼ‌(ْ)‪‌.‬‬
‫‌كمن ‌ا‪٤‬بتفق ‌عليو ‌بْب ‌الفقهاء ‌أف ‌لفظ ‌أيديهما ‌يدخل ‌‪ٙ‬بتو ‌اليد ‌كالرجل‪‌ ،‬فإذا ‌سرؽ‌‬
‫السارؽ‌أكؿ‌مرة‌قطعت‌يده‌اليمُب‪‌،‬فإذا‌عاد‌للسرقة‌ثانية‌قطعت‌رجلو‌اليسرل‪‌،‬كتقطع‌‬

‫ُ)‌ا‪٤‬ببسوط‌للسرخسي‌‪‌ ُٔٓ/ٗ‌،‬‬
‫ِ)‌ا‪٤‬بصدر‌السابق‌كالصفحة‌ ‌‬
‫ّ)‌رد‌ا﵀تار‌البن‌عابدين‌‪‌ ٗٔ/ْ‌،‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‌‪ّٖ‌:‬‬

‫‪69‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫اليد ‌من ‌مفصل ‌الكف‪‌ ،‬كتقطع ‌الرجل ‌من ‌مفصل‌الكعب‪‌،‬ككاف‌علي‌رضي ‌هللا ‌عنو‌‬
‫(ُ)‪‌ .‬‬
‫يقطعها‌من‌نصف‌القدـ‌من‌معقد‌الشراؾ‌ليدع‌للسارؽ‌عقبان‌ٲبشي‌عليو‌‬
‫‪ ‬اجلرمية اخلامسة ‪ :‬احلرابة‪:‬‬
‫اب‪‌،‬كال‌تعد‌ا‪٢‬بربة‌يف‌الرماح‪‌.‬كا‪٢‬بارب‪‌:‬‬
‫كا‪٢‬برابة‌يف‌اللغة‌‪‌:‬اآللة‌دكف‌الرمح‪‌،‬ك‪ٝ‬بعها‌حر ‌‬
‫ا‪٤‬بسلح‪‌ .‬كا‪٢‬برب ‌بالتحريك‪‌ :‬أف ‌يسلب ‌الرجل ‌مالو‪‌ .‬حربو ‌ٰبربو ‌إذا ‌أخذ ‌مالو‪‌ ،‬فهو‌‬
‫(ِ)‪.‬‬
‫‪٧‬بركب‌كحريب‪‌،‬من‌قوـ‌حرىب‌كحرباء‪‌،‬‬
‫كا‪٢‬برابة‌يف‌االصطبلح‪‌:‬ىي‌الربكز‌ألخذ‌ماؿ‪‌،‬أك‌لقتل‪‌،‬أك‌إلرعاب‌على‌سبيل‌اجملاىرة‌‬
‫مكابرة‪‌،‬اعتمادا‌على‌القوة‌مع‌البعد‌عن‌الغوث(ّ)‪‌‌.‬‬
‫كجاء‌يف‌ا‪٤‬بدكنة‌من‌كابر‌رجبل‌على‌مالو‌بسبلح‌أك‌غّبه‌يف‌زقاؽ‌أك‌دخل‌على‌حرٲبو‌‬
‫يف‌ا‪٤‬بصر‌حكم‌عليو‌ٕبكم‌ا‪٢‬برابة(ْ)‪‌ .‬‬
‫عقوبة احلرابة‬
‫عقوبة‌ا﵀ارب‪‌:‬فرضت‌الشريعة‌‪١‬برٲبة‌ا‪٢‬برابة‌أربع‌عقوبات‌ىي‪:‬‬
‫ُ)‌القتل‌‪‌)ِ‌...‬القتل‌مع‌الصلب‪‌)ّ‌...‌...‌.‬القطع‪‌)ْ‌...‌.‬النفي‪.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌ا‪٤‬بغِب‌يف‌فقو‌االماـ‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌حنبل‌‪٤‬بوفق‌الدين‌بن‌قدامة‌ا‪٤‬بقدسي‌(جَُ‌‪/‬ص‪‌،‌‌‌)ِْٔ‌:‬طّ‪ُُْٖ‌‌/‬ق‪ُٕٗٗ-‬ـ‌دار‌‬
‫عامل‌الكتب‌للطباعة‌كالنشر‌‪‌.‬التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌(ُ‪.‌)ِٔٓ‌/‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌لساف‌العرب‌(ُ‌‪.‌)َّّ‌/‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌‌بدائع‌الصنائع‌ٕ‌‪‌،َٗ‌/‬كركض‌الطالب‌ْ‌‪‌،ُْٓ‌/‬كاإلقناع‌‪٢‬بل‌ألفاظ‌أيب‌شجاع‌ِ‌‪‌،ِّٖ‌/‬كا‪٤‬بغِب‌ٖ‌‪.ِٖٕ‌/‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌‌ا‪٤‬بوسوعة‌الفقهية‌الكويتية‌(ُٕ‌‪:‌)ُّٓ‌/‬‬
‫(ّ)‌جواىر‌اإلكليل‌ِ‌‪.ِْٗ‌/‬‬

‫‪71‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كمصدر‌ىذه‌العقوبات‌التشريعي‌ىو‌القرآف‪‌،‬حيث‌يقوؿ‌هللا‌جل‌شأنو‪‌:‬ﭽ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬

‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﭼ‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫من حكمة هللا شرع احلدود‬
‫كا‪٢‬بكمة ‌من ‌تشريع ‌ا‪٢‬بدكد ‌أك ‌العقوبات ‌عامة‪‌ :‬ىو ‌زجر ‌الناس ‌كردعهم ‌عن ‌اقَباؼ‌‬
‫ا‪١‬برائم ‌ا‪٤‬بوجبة ‌‪٥‬با‪‌ ،‬كصيانة ‌اجملتمع ‌عن ‌الفساد‪‌ ،‬ك‪ٚ‬بليص ‌اإلنساف ‌من ‌آثار ‌ا‪٣‬بطيئة‪‌،‬‬
‫(ِ)‪.‬‬
‫كإصبلح‌ا‪١‬باين‬
‫قاؿ‌ابن‌تيمية‌ ‌(ّ) ‌‪‌:‬كابن‌القيم‌ ‌‪‌،‬فكاف‌من‌بعض‌حكمتو‌سبحانو‌كر‪ٞ‬بتو‌أف‌شرع‌‬
‫العقوبات ‌يف ‌ا‪١‬بنايات ‌الواقعة ‌بْب ‌الناس ‌بعضهم ‌على ‌بعض‪‌ ،‬يف ‌الرءكس ‌كاألبداف‌‬
‫كاألعراض ‌كاألمواؿ‪‌ ،‬كالقتل ‌كا‪١‬براح ‌كالقذؼ ‌كالسرقة؛ ‌فأحكم ‌سبحانو ‌كجوه ‌الزجر‌‬
‫الرادعة‌عن‌ىذه‌ا‪١‬بنايات‌غاية‌اإلحكاـ‪‌،‬كشرعها‌على‌أكمل‌الوجوه‌ا‪٤‬بتضمنة‌‪٤‬بصلحة‌‬
‫الردع‌كالزجر‪‌،‬مع‌عدـ‌اجملاكزة‌‪٤‬با‌يستحقو‌ا‪١‬باين‌من‌الردع؛‌فلم‌يشرع‌يف‌الكذب‌قطع‌‬
‫اللساف‌كال‌القتل‪‌،‬كال‌يف‌الزنا‌ا‪٣‬بصاء‪‌،‬كال‌يف‌السرقة‌إعداـ‌النفس‪.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‌‪ّّ‌:‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‌‪(‌-‬ج‌ْ‌‪‌/‬ص‌ّٓٔ)‌‪.‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌السياسة‌الشرعية‪‌،‬تقي‌الدين‌أبو‌العباس‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عبد‌ا‪٢‬بليم‪‌،‬ابن‌تيمية‌ا‪٢‬براين‌ا‪٢‬بنبلي‌‌‌ص‌ٖٗ ‌‪‌،‬طُ‪ُُْٖ‌،/‬ىػ‌‪،‬كزارة‌‬
‫الشئوف‌اإلسبلمية‌كاألكقاؼ‌كالدعوة‌كاإلرشاد‌‪‌-‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‌‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كإ٭با‌شرع‌‪٥‬بم‌يف‌ذلك‌ما‌ىو‌موجب‌أ‪٠‬بائو‌كصفاتو‌من‌حكمتو‌كر‪ٞ‬بتو‌كلطفو‌كإحسانو‌‬
‫كعدلو‌لتزكؿ‌النوائب‪‌،‬كتنقطع‌األطماع‌عن‌التظامل‌كالعدكاف‪‌،‬كيقتنع‌كل‌إنساف‌ٗبا‌آتاه‌‬
‫مالكو‌كخالقو؛‌فبل‌يطمع‌يف‌استبلب‌غّبه‌حقو‌(ُ)‌‪‌ .‬‬
‫‪ ‬اجلرمية السادسة‪ :‬البغي‪:‬‬
‫تعريف البغاة لغة ‪‌ ‌‌.‬‬
‫البغاة ‌لغة ‌من ‌بغى ‌على ‌الناس ‌بغيا ‌ظلم ‌كاعتدل ‌فهو ‌باغ ‌كا‪١‬بمع ‌بغاة ‌كبغى ‌سعى‌‬
‫بالفساد‌(ِ)‌كمنو‌الفرقة‌الباغية‌ألهنا‌عدلت‌عن‌القصد‌كأصلو‌من‌بغى‌ا‪١‬برح‌إذا‌ترامى‌‬
‫إىل‌الفساد‌(ّ)كبغت‌ا‪٤‬برأة‌تبغي‌بغاء‌بالكسر‌كا‪٤‬بد‌فجرت‌فهي‌بغي‌كا‪١‬بمع‌بغايا‌كىو‌‬
‫كصف‌‪٨‬بتص‌با‪٤‬برأة‌كال‌يقاؿ‌للرجل‌بغي‌(ْ)‌كيف‌ا‪٢‬بديث‪‌:‬هنى‌عن‌‪ٜ‬بن‌الكلب‪‌،‬كمهر‌‬
‫(ٖ)‬
‫‪‌،‬كيف‌القرآف‌الكرًن‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ‬ ‫البغي(ٓ)‪‌،‬كحلواف‌الكاىن(ٔ)»‌(ٕ)‪٘‌.‬باكز‌ا‪٢‬بد‪‌،‬كاعتدل‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﭼ (ٗ)‌‬
‫( ُ)‌‌‌‌إعبلـ‌ا‪٤‬بوقعْب‌عن‌رب‌العا‪٤‬بْب‌‪‌‌،‬مشس‌الدين‌ابن‌قيم‌ا‪١‬بوزية‌(ا‪٤‬بتوىف‪ُٕٓ‌:‬ىػ)‌(جِ‪/‬ص‪‌،)ّٕ‌:‬طُ‪ُُُْ‌،‌/‬ىػ‌‪‌-‬‬
‫ُُٗٗـ‌‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌يّبكت‌‪‌.‬‬
‫تضى‪‌،‬الزبيدم‌(ّٕ‪‌، )ُْٖ‌/‬دار‌ا‪٥‬بداية‌‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(ِ)‌‌‌‌تاج‌العركس‌‪‌،‬مر‬
‫)‌‌‌تاج‌العركس‌‪‌،‬أبو‌الفيض‪‌،‬الزبيدم‌(ّٕ‪‌، )ُْٖ‌/‬دار‌ا‪٥‬بداية‌‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(ّ‬
‫(ْ)‌‌‌‌ا‪٤‬بصباح‌ا‪٤‬بنّب‌يف‌غريب‌الشرح‌الكبّب‌‪‌،‬أ‪ٞ‬بد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌علي‌الفيومي‌(ُ‪‌،‌)ٕٓ/‬ا‪٤‬بكتبة‌العلمية‌–‌بّبكت‌‪.‬‬
‫(ٓ )‌‌‌‌البغي‌بكسر‌ا‪٤‬بعجمة‌كتشديد‌التحتانية‌بوزف‌فعيل‌من‌البغاء‌كىو‌الزنا‌يستوم‌يف‌لفظو‌ا‪٤‬بذكر‌كا‪٤‬بؤنث‌‪‌،‬فتح‌البارم‌‬
‫البن‌حجر‌(ٗ‪،‌)ْْٗ‌/‬ط‪ُّٕٗ‌/‬ق‌دار‌ا‪٤‬بعرفة‌– ‌بّبكت‌‪‌ .‬جامع‌األصوؿ‌يف‌أحاديث‌الرسوؿ‌‪٦‌،‬بد‌الدين‌أبو‌‬
‫السعادات‌(ْ‪‌،‌)ِٓٓ‌/‬مكتبة‌دار‌البياف‌‪‌،‬طُ‪‌ُِّٗ‌،‌/‬ىػ‌‪‌ُِٕٗ‌،‬ـ‌‪‌ ،‬‬
‫(ٔ)(حلواف‌الكاىن)‌الكاىن‌معركؼ‪‌،‬كحلوانو‪‌:‬ما‌يعطى‌من‌ا‪٥‬بدية‌كاألجر‌إذا‌سئل‌عن‌شيء‌ليخربىم‌بو‌‪٩‬با‌ٯبهلونو‌جامع‌األصوؿ‌(َُ‪‌ .)ٖٓٓ/‬‬

‫و‪‌،‬كتاب‌البيوع‪‌،‬باب‌‪ٜ‬بن‌الكلب‪‌)ْٖ‌/ّ(‌،‬برقم‪‌ ‌‌.)ِِّٕ(‌:‬‬
‫‌‬ ‫(ٕ)‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيح‬
‫( ٖ)‌‌‌‌القاموس‌الفقهي‪‌،‬سعدم‌أبو‌جيب‌‪(‌،‬ص‪‌،‌)ّٗ‌:‬طِ‪‌َُْٖ‌‌/‬ىػ‌=‌ُٖٖٗ‌ـ‌‪‌،‬دار‌الفكر‪‌.‬دمشق‌–‌‬
‫( ٗ)‌‌‌‌‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بجرات‌‪‌،‬اآلية‌‪ٗ‌‌:‬‬

‫‪72‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫(ُ)‌‪‌ .‬‬ ‫كقاؿ‌تعاىل‪:‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬

‫كالبىػ ٍغ يي‪‌:‬التَّع ًٌدم‌؛‌االستطالة‌على‌الناس‌كالكرب‌كالظلم‌كالفساد‌كقصده‪‌،‬كأصل‌البغي‪‌:‬‬


‫‪٦‬باكزة‌ا‪٢‬بد‪‌،‬ككل‌‪٦‬باكزة‌كإفراط‌على‌ا‪٤‬بقدار‌الذم‌ىو‌حد‌الشيء‌(ِ)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف البغاة اصطالحا ‪.‬‬
‫لقد‌تكررت‌مادة‌(ب‌غ‌ل)‌يف‌القرآف‌ا‪٢‬بكيم‌ستنا‌كتسعْب‌مرة ‌بصيغة‌الفعل‌كا‪٤‬بصدر‌‬
‫كاسم‌الفاعل‌‌(ّ)‪‌ .‬‬
‫كالفقهاء‌ال‌ٱبرجوف‌يف‌ا‪١‬بملة‌عن‌ا‪٤‬بعُب‌اللغوم‌إال‌بوضع‌بعض‌قيود‌يف‌التعريف(ْ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫فقد‌عرفوا‌البغاة‌(ٓ)‌‪‌،‬بأهنم‪‌:‬ا‪٣‬بارجوف‌من‌ا‪٤‬بسلمْب‌عن‌طاعة‌اإلماـ‌ا‪٢‬بق‌بتأكيل‪‌،‬‬
‫ك‪٥‬بم‌شوكة‌(ٔ)‪‌ ‌.‬‬
‫عرفو احلنفية ‌البغاة‪‌ :‬بأهنم ‌قوـ ‌‪٥‬بم ‌شوكة ‌ ‌كمنعة‪‌ ،‬خالفوا ‌ا‪٤‬بسلمْب ‌يف ‌بعض ‌األحكاـ‌‬
‫(ٕ)‪‌ .‬‬
‫بالتأكيل‪‌،‬كظهركا‌على‌بلدة‌من‌الببلد‪‌،‬ككانوا‌يف‌عسكر‌‬
‫وعرفو ادلالكية ‌البغاة‪‌:‬بأهنم‌الذين‌يقاتلوف‌على‌التأكيل‪‌،‬مثل‌الطوائف‌الضالة‌كا‪٣‬بوارج‌‬
‫كغّبىم‪‌،‬كالذين‌ٱبرجوف‌على‌اإلماـ‪‌،‬أك‌ٲبتنعوف‌من‌الدخوؿ‌يف‌طاعتو؛‌أك‌ٲبنعوف‌حقا‌‬
‫كجب‌عليهم‌كالزكاة‌كشبهها‌(ٖ)‌‪‌ ‌.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌‌‌سورة‌الشورل‌‌‪‌،‬اآلية‌‪ِٕ‌‌:‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌‪٨‬بتار‌الصحاح‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌‪‌،)ّٕ‌/ُ(،‬طبعة‌جديدة‪ُُْٓ‌،‬ق‌–‌ُٓٗٗـ‪،‬مكتبة‌لبناف‌ناشركف–‌بّبكت‬
‫( ّ )‌‌‌اإلرىاب‌كمرادفاتو‌من‌البغي‌كاإلفساد‌يف‌ضوء‌آيات‌الكتاب‌‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌‪ٝ‬بيل‌بن‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌قصاص‌‪(‌،‬ص‪)ُٓ‌:‬‬
‫( ْ)‌‌معجم‌لغة‌الفقهاء‌‪٧‌،‬بمد‌حامد‌صادؽ‌(ص‪‌،)َُٗ‌:‬طِ‪‌َُْٖ‌/‬ىػ‌‪‌ُٖٖٗ‌-‬ـ‌‪‌،‬دار‌النفائس‌للطباعة‪‌‌.‬‬
‫( ٓ)‌‌‌معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌‌د‪٧‌.‬بمود‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌عبد‌ا‪٤‬بنعم‪‌،‌)ِّٖ‌/ُ(‌،‬دار‌الفضيلة‌‪‌‌‌‌.‬‬
‫( ٔ)‌‌‌ا‪٤‬بوسوعة‌الفقهية‪‌،‬كزارة‌األكقاؼ‌كالشئوف‌اإلسبلمية‌‪،َُْ‌/ٕ‌،‬طِ‪‌ُِْٕ‌‌/‬ىػ‪‌‌،‬دارالسبلسل‌–‌الكويت‪.‬‬
‫(ٕ)‌‌‌‌‪ٙ‬بفة‌الفقهاء‪‌،‬عبلء‌الدين‌السمرقندم‪(‌،‬جّ‪‌)ُِٓ/‬طِ‪‌ُُْْ‌،‌/‬ىػ‌ُْٗٗـ‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بّبكت‪.‬‬
‫(ٖ)‌‌‌مواىب‌ا‪١‬بليل‌‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌عبد‌هللا‌‪(‌،‬جٔ‪‌ِٕٔ/‬طبعة‌خاصة‌ُِّْىػ‌‪ََِّ‌-‬ـ‌‪‌‌،‬دار‌عامل‌الكتب‌‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وعرفو الشافعية ‌بأف‌أىل‌البغي‌أك‌البغاة‪‌:‬ىم‌فرقة‌خرجت‌على‌إماـ‌ا‪٤‬بسلمْب‌‪٤‬بنع‌حقو‌‬


‫أك‌‪٣‬بلعو‌كىم‌أىل‌منعة‌‪‌،‬كالبغي‪‌:‬ىو‌االمتناع‌من‌طاعة‌من‌ثبتت‌إمامتو‌يف‌غّب‌معصية‌‬
‫(ُ)‌‪‌ .‬‬
‫ٗبغالبة‌كلو‌تأكال‬
‫وعرفو احلنابلة ‌بقو‪٥‬بم‪‌:‬ىم‌ا‪٣‬بارجوف‌على‌إماـ‌كلو‌غّب‌عدؿ‪‌،‬بتأكيل‌سائغ‌ك‪٥‬بم‌شوكة‪‌،‬‬
‫كلو‌مل‌يكن‌فيهم‌مطاع‪‌.‬كٰبرـ‌ا‪٣‬بركج‌على‌اإلماـ‌كلو‌غّب‌عدؿ‌(ِ)‌‪‌ .‬‬
‫فأىل‌البغي‌إذان‌ىم‌ا‪٣‬بارجوف‌على‌اإلماـ‌ا‪٢‬بق‌بتأكيل‌كما‌عرفو‌الفقهاء‌‪‌ ‌.‬‬
‫حكم البغي‪:‬‬
‫البغي‌حراـ‪‌،‬كالبغاة‌آ‪ٜ‬بوف‪‌،‬كلكن‌ليس‌البغي‌خركجا‌عن‌اإلٲباف؛‌ألف‌هللا‌‪٠‬بى‌البغاة‌‬
‫مؤمنْب‌يف‌قولو‌تعاىل‪‌:‌:‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬

‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﭼ ‪‌‌،‬إىل ‌أف ‌قاؿ‪‌:‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ ‌(ّ)‪‌ .‬‬

‫كالبغي‌حراـ‌لقولو‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬قاؿ‪«‌:‬من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح‌فليس‌منا»(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌كق ‌ولو‌‪(‌:‬من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح)‌معناه‪ٞ‌:‬بل‌السبلح‌على‌ا‪٤‬بسلمْب‌لكوهنم‌مسلمْب‪‌،‬‬
‫فليس‌ٗبسلم‪‌،‬كأما‌إذا‌مل‌ٰبمل‌ألجل‌اإلسبلـ‪‌،‬فقد‌اختلف‌يف‌معُب‌قولو‪«‌:‬فليس‌منا»‌‬
‫فقيل‪‌:‬ليس‌متخلقا‌بأخبلقنا‌كأفعالنا‪‌،‬كقيل‪‌:‬ليس‌مثلنا‪‌ )ٓ(‌.‬‬

‫(ُ)‌‌‌‌مغِب‌ا﵀تاج‌إىل‌معرفة‌ألفاظ‌ا‪٤‬بنهاج‌‪‌،‬للشيخ‌‪٧‬بمد‌الشرييُب‌ا‪٣‬بطيب‌(ْ‪‌.)ُِّ‌/‬‬
‫( ِ)‌‌‌ا‪٤‬بغِب‌‪٤‌،‬بوفق‌الدين‌بن‌قدامة‌ا‪٤‬بقدسي‌(ٖ‪‌،)َُْ‌/‬طّ‪ُُْٖ‌‌/‬ق‪ُٕٗٗ-‬ـ‌دار‌عامل‌الكتب‪.‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بجرات‌‪‌،‬اآلية‌‪‌َُ-ٗ‌‌:‬‬
‫( ْ)‌‌‌أخرجو‌‌البخارم‌يف‌صحيحو‌يف‌الفًب‪‌،‬باب‌قوؿ‌النيب‌‪(‌:‬ص)""من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح‌فليس‌منا"‪‌‌)َِ/ُّ(‌،‬‬
‫( ٓ)‌‌‌جامع‌األصوؿ‌يف‌أحاديث‌الرسوؿ‌‪٦‌،‬بد‌الدين‌أبو‌السعادات‌‪:)ٕٓ‌/َُ(،‬‬

‫‪74‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ك‌األحاديث‌يف‌ىذا‌ا‪٤‬بعُب‌كثّبة‪‌:‬منها‪‌:‬حديث‌أيب‌ىريرة‌قاؿ‪‌:‬قاؿ‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌‬

‫عليو‌كسلم‪«‌:‬من‌خرج‌من‌الطاعة‪‌،‬كفارؽ‌ا‪١‬بماعة‌فمات‪‌،‬مات‌ميتة‌جاىلية‌»(ُ)‪‌ .‬‬
‫كمنها‪‌:‬ما‌ركاه‌ابن‌عمر‪«‌:‬من‌خرج‌من‌ا‪١‬بماعة‌فقد‌خلع‌ربقة‌اإلسبلـ(ِ) ‌من‌عنقو‌‬
‫‌(ّ)‪.‬‬
‫حٌب‌يراجعو‪‌،‬كمن‌مات‌كليس‌عليو‌إماـ‌‪ٝ‬باعة‌فإف‌ميتتو‌ميتة‌جاىلية»‬
‫كمنها‪‌:‬ما‌ركاه‌أ‪ٞ‬بد‌كالشيخاف‌عن‌ابن‌عباس‌قاؿ‪‌:‬قاؿ‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌:‬‬
‫«من‌رأل‌من‌أمّبه‌شيئا‌يكرىو‌فليصرب‪‌،‬فإنو‌من‌فارؽ‌ا‪١‬بماعة‌شربا‪‌،‬فمات‪‌،‬فميتتو‌‬
‫جاىلية»‪‌.‬كيف‌لفظ‪«‌:‬من‌كره‌من‌أمّبه‌شيئا‌فليصرب‌عليو‪‌،‬فإنو‌ليس‌أحد‌من‌الناس‌‬
‫(ْ)‪.‬‬
‫خرج‌من‌السلطاف‌شربا‪‌،‬فمات‌عليو‌إال‌مات‌ميتة‌جاىلية»‌‬
‫كٰبل‌قتا‪٥‬بم‪‌،‬كٯبب‌على‌الناس‌معونة‌اإلماـ‌يف‌قتا‪٥‬بم‪‌.‬كمن‌قتل‌من‌أىل‌العدؿ‌أثناء‌‬
‫قتا‪٥‬بم‌فهو‌شهيد‪‌.‬كيسقط‌قتا‪٥‬بم‌إذا‌فاءكا‌إىل‌أمر‌هللا‪‌،‬كيقوؿ‌الصنعاين‪‌:‬إذا‌فارؽ‌أحد‌‬
‫ا‪١‬بماعة‌كمل‌ٱبرج‌عليهم‌كال‌قاتلهم‌ٱبلى‌كشأنو؛‌إذ‌‪٦‬برد‌ا‪٣‬ببلؼ‌على‌اإلماـ‌ال‌يوجب‌‬
‫(ٓ)‪.‬‬
‫قتاؿ‌ا‪٤‬بخالف‬

‫( ُ)‌‌ركاه‌مسلم‌يف‌اإلمارة‪‌،‬باب‌كجوب‌مبلزمة‌‪ٝ‬باعة‌ا‪٤‬بسلمْب‌عند‌ظهور‌الفًب‪‌)َِ/ٔ(،‬رقم‌(ُْٖٖ)‪‌‌‌.‬‬
‫( ِ )‌‌‌(الربقة)‌يف‌األصل‪‌:‬حبل‌فيو‌عرل‌كثّبة‌تشد‌بو‌الغنم‪‌،‬الواحدة‌منها‌ربقة‪‌،‬فاستعار‌لئلسبلـ‌ربقة‪‌،‬يعِب‌هبا‪‌:‬العركة‌‬
‫يشد‌هبا‌ا‪٤‬بسلم‌نفسو‌من‌عرل‌اإلسبلـ‪‌.‬انظر‌‪‌:‬جامع‌األصوؿ‌(ٗ‪)ْٕٓ‌/‬‬
‫( ّ )‌‌‌أخرجو‌الَبمذم‌يف‌سننو‌‪‌،‬يف‌األمثاؿ‪‌،‬باب‌ما‌جاء‌يف‌مثل‌الصبلة‌كالصياـ‌كالصدقة‪‌،‬برقم‌(ِٕٖٔ)‌كقاؿ‌الَبمذم‪‌:‬‬
‫ىذا‌حديث‌حسن‌صحيح‌غريب‪‌.‬‬
‫( ْ )‌‌‌أخرجو‌‌البخارم‌يف‌الفًب‪‌،‬باب‌قوؿ‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌"‌:‬سَبكف‌بعدم‌أمورا‌تنكركهنا‌"‪‌،)‌ ٓ‌/‌ ُّ(‌،‬‬
‫كمسلم‌يف‌اإلمارة‪‌،‬باب‌كجوب‌مبلزمة‌‪ٝ‬باعة‌ا‪٤‬بسلمْب‌عند‌ظهور‌الفًب‌كيف‌كل‌حاؿ‌ك‪ٙ‬برًن‌ا‪٣‬بركج‌على‌الطاعة‌‬
‫كمفارقة‌ا‪١‬بماعة‪‌،‬رقم‌(ُْٖٗ)‌كأخرجو‌أيضا‌أ‪ٞ‬بد‌يف‌"‌ا‪٤‬بسند‌"‌ُ‌‪‌ِٕٓ‌/‬ك‌ِٕٕ‌ك‌َُّ‪..‬‬
‫(ٓ)‌‌‌‌ا‪٤‬بوسوعة‌الفقهية‌الكويتية‌(ٖ‪:)ُُّ‌/‬‬

‫‪75‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كيف ‌حديث ‌ركاه ‌ا‪٢‬باكم ‌كغّبه ‌قاؿ ‌النيب ‌عليو ‌الصبلة ‌كالسبلـ ‌البن ‌مسعود‪‌ :‬يا ‌ابن‌‬
‫مسعود‪‌:‬أتدرم‌ما‌حكم‌هللا‌فيمن‌بغى‌من‌ىذه‌األمة؟‌قاؿ‌ابن‌مسعود‪‌:‬هللا‌كرسولو‌‬
‫أعلم‪‌.‬قاؿ‪‌:‬حكم‌هللا‌فيهم‌أال‌يتبع‌مدبرىم‌(ُ)‌‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‪.‬‬
‫‌‪‌:‬يف‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫قاؿ‌ابن‌قدامة‬
‫ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﭼ‌(ّ)‪‌.‬ففيها‌–‌أم‌اآلية‌‪ٟ‌‌-‬بس‌فوائد‪‌ ‌:‬‬
‫‌ففيها‌–‌أم‌اآلية‌‪ٟ‌‌-‬بس‌فوائد‪‌ ‌:‬‬
‫األوىل‌‪‌‌:‬أهنم‌مل‌ٱبرجوا‌بالبغي‌عن‌اإلٲباف‪‌،‬فإنو‌‪٠‬باىم‌مؤمنْب‪‌ ‌.‬‬
‫الثانية‪‌:‬أنو‌أكجب‌قتا‪٥‬بم‪‌ ‌.‬‬
‫الثالثة‪‌:‬أنو‌أسقط‌قتا‪٥‬بم‌إذا‌فاءكا‌إىل‌أمر‌هللا‪‌ ‌.‬‬
‫الرابعة‪‌:‬أنو‌أسقط‌عنهم‌التبعة‌فيما‌أتلفوه‌يف‌قتا‪٥‬بم‪.‬‬
‫(ْ)‌‪‌ .‬‬
‫اخلامسة‌‪‌:‬أف‌اآلية‌أفادت‌جواز‌قتاؿ‌كل‌من‌منع‌حقا‌عليو‌‬

‫( ُ)‌‌‌ا‪٤‬بستدرؾ‌على‌الصحيحْب‌‪‌،‬ا‪٢‬باكم‌النيسابورم‌(َْٓ‌ىػ)‌(ِ‪‌،‌)ُٓٓ‌/‬برقم‌‪‌،‌)‌ِِٔٔ‌:‬دار‌ا‪٤‬بعرفة‌–‌بّبكت‌‪‌،‬‬
‫البيهقي‌(ٖ ‌‪‌‌.‌)ُِٖ‌/‬سبل‌السبلـ‌‪‌،‬األمّب‌الصنعاين‌‪(‌،‬جّ‪/‬ص‪‌،‌)َْٗ‌:‬طْ‪ُّٕٗ‌/‬ىػ‪َُٗٔ‌/‬ـ‌مكتبة‌‬
‫مصطفى‌البايب‌ا‪٢‬بليب‌‪‌‌.‬ركح‌ا‪٤‬بعاين‌يف‌تفسّب‌القرآف‌العظيم‌كالسبع‌ا‪٤‬بثاين‌‪‌،‬شهاب‌الدين‌‪٧‬بمود‌بن‌عبد‌هللا‌‬
‫ا‪٢‬بسيِب‌األلوسي‌(ُّ‪‌،‌)َِّ‌/‬طُ‪‌ُُْٓ‌،/‬ىػ‌‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌بّبكت‌‪‌.‬‬
‫( ِ)‌‌‌ىو ‌عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌قدامة‪‌.‬أبو ‌الفرج‪‌ ،‬ا‪٤‬بقدسي‪‌ ،‬ا‪١‬بماعيلي ‌األصل‪‌ ،‬مث ‌الدمشقي‪‌ ،‬الصا‪٢‬بي‪‌ ،‬ا‪٢‬بنبلي‪‌ ،‬فقيو‪٧‌ ،‬بدث‪‌،‬‬
‫أصويل‪٠‌.‬بع ‌من ‌أبيو‪‌ ،‬كعمو ‌الشيخ ‌موفق ‌الدين ‌كأيب ‌اليمن ‌الكندم‪‌ ،‬كابن ‌ا‪١‬بوزم‪،‬كغّبىم‪‌.‬كتفقو ‌على ‌عمو ‌ا‪٤‬بوفق‪‌ ،‬كركل ‌عنو ‌‪٧‬بيي‌‬
‫الدين ‌النوكم‪‌ ،‬كأ‪ٞ‬بد ‌بن ‌عبد ‌الداًن‪‌ ،‬كتقي ‌الدين ‌بن ‌تيمية‪‌ ،‬كغّبىم‪‌ ،‬كدرس ‌كأفٌب‪‌ ،‬كأقرأ ‌العلم ‌زمانا ‌طويبل‪‌ ،‬كانتفع ‌بو ‌الناس‪‌ ،‬كانتهت‌‬
‫إليو‌رياسة‌ا‪٤‬بذىب‌يف‌عصره‪‌‌،‬ككيل‌القضاء‌مدة‌تزيد‌على‌اثنٍب‌عشرة‌سنة‌على‌كره‌منو‪‌،‬كمل‌يتناكؿ‌عليو‌معلوما‪‌،‬من‌تصانيفو‪‌"‌:‬شرح‌‬
‫ا‪٤‬بقنع ‌"‌يف ‌عشر ‌‪٦‬بلدات‪‌ ،‬ك ‌"‌تسهيل ‌ا‪٤‬بطلب ‌يف ‌‪ٙ‬بصيل ‌ا‪٤‬بذىب ‌"‪[.‬شذرات ‌الذىب ‌ٓ ‌‪‌ ،ّٕٔ‌/‬كالذيل ‌على ‌طبقات ‌ا‪٢‬بنابلة ‌ُ ‌‪‌/‬‬
‫ُّٗ‪‌.،‬‬
‫( ّ)‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بجرات‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ٗ‌‌:‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌‌ا‪٤‬بغِب‌‪‌،‬ابن‌قدامة‌(ٖ‪)ِّٓ‌/‬‬

‫‪76‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪ ‬اجلرمية السابعة‪ :‬الردة‪:‬‬


‫تعريف الر ّدة لغة‪:‬‬
‫‪ٙ‬بوؿ‌عنو‌إىل‌ما‌كاف‌عليو‌قىػٍبل‪‌،‬‬
‫الردة‌يف‌اللغة‌‪‌:‬الرجوع‌عن‌الشيء‌كالتحوؿ‌عنو‌‪‌،‬سواء‌ ٌ‬
‫ٌ‬
‫أك‌ألم ور‌جديد(ُ)‌‪‌ .‬‬
‫ا‪‌،‬أم‌‪ٙ‬بوؿ‌كيقاؿ‪‌:‬ارتد‌فبل هف‌إذا‌كفر‌بعد‌إسبلمو(ِ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫ٌ‬ ‫تداد‬
‫كيقاؿ‪‌:‬ارت ٌد‌عنو‌ار ن‬
‫كالردة‪‌:‬القبح‪‌،‬كبالكسر‪‌:‬االسم‌من‌االرتداد‪‌،‬كامتبلء‌الضرع‌من‌اللنب‌قبل‌النتاج(ّ)‪.‬‬
‫تعريف الر ّدة اصطالحا‪:‬‬
‫أك‌اعتقاد‌‪‌.‬كقوع‌الردة‌‬
‫َّ‬ ‫كتدؿ‌يف‌االصطبلح‌الشرعي‌‪‌:‬على‌كفر‌ا‪٤‬بسلم‌بقوؿ‌أك‌فعل‌‬
‫كحصو‪٥‬با(ْ)‪‌.‬أك‌بأهنا‪‌:‬كفر‌ا‪٤‬بسلم‌بقوؿ‌صريح‌أك‌لفظ‌يقتضيو‌أك‌فعل‌يتضمنو(ٓ)‪‌ ‌.‬‬
‫معُب‌الردة‪‌:‬ىي‌الرجوع‌عن‌الشيء‌إىل‌غّبه‪‌،‬كىي‌أفحش‌الكفر‌كأغلظو‌حكمان‪‌،‬ك‪٧‬ببطة‌‬
‫للعمل ‌إف ‌اتصلت ‌با‪٤‬بوت ‌عند ‌الشافعية‪‌ ،‬كبنفس ‌الردة ‌عند ‌ا‪٢‬بنفية‪‌ ،‬قاؿ ‌هللا ‌تعاىل‪‌:‬‬

‫ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ) ‌‌‌لساف‌العرب‌‪‌‌،‬ابن‌منظور‪‌ .‌‌ُِٕ‌/‌ّ‌‌،‬‬


‫(ِ)‌‌‌معجم‌مقاييس‌اللغة‌‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسْب‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌فارس‌بن‌زكريا‪‌‌‌،ّٖٔ/ِ‌‌،‬‬
‫(ّ) ‌‌القاموس‌ا﵀يط‪٦‌،‬بد‌الدين‌أبو‌طاىر‌‪٧‬بمد‌بن‌يعقوب‌الفّبكزآبادل‪‌،‬ص‪‌ ‌‌ِِٖ‌:‬‬
‫(ْ) ‌‌حاشية‌الركض‌ا‪٤‬بربع‌شرح‌زاد‌ا‪٤‬بستقنع‌‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌قاسم‌العاصمي‪‌،‌)‌ّٗٗ/ٕ‌(‌،‬طُ‪‌ُّٕٗ‌،‌/‬ىػ‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫(ٓ)‌‌‌‌حاشيتا‌قليويب‌كعمّبة‪‌،‬شهاب‌الدين‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌سبلمةالقليويب‪‌،)ُْٕ‌/‌ْ(‌،‬دار‌إحياء‌الكتب‌العربية‌‪‌،‬مصر‌‪‌ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌.‬‬

‫(ٔ) ‌‌البقرة‌‪‌ ُِٕ‌:‬‬

‫‪77‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كىي ‌الرجوع ‌عن ‌دين ‌اإلسبلـ ‌إىل ‌الكفر‪‌ ،‬سواء ‌بالنية ‌أك ‌بالفعل ‌ا‪٤‬بكفر ‌أك ‌بالقوؿ‪‌،‬‬
‫كسواء‌قالو‌استهز ‌اءن‌أك‌عناد‌ان‌أكاعتقاد‌ان(ُ)‪.‬‬
‫كعلى ‌ىذا ‌فا‪٤‬برتد‪‌:‬ىو ‌الراجع ‌عن ‌دين ‌اإلسبلـ ‌إىل ‌الكفر‪‌ ،‬مثل ‌من ‌أنكر ‌كجود ‌الصانع‌‬
‫ا‪٣‬بالق‪‌ ،‬أك‌نفى ‌الرسل‪‌،‬أك ‌كذب ‌رسوالن‪‌ ،‬أك ‌حلل ‌حرام‌ان‌باإل‪ٝ‬باع ‌كالزنا ‌كاللواط‌كشرب‌‬
‫ا‪٣‬بمر ‌كالظلم‪‌ ،‬أك ‌حرـ ‌حبل ‌الن ‌باإل‪ٝ‬باع ‌كالبيع ‌كالنكاح‪‌ ،‬أك ‌نفى ‌كجوب ‌‪٦‬بمع ‌عليو‪‌،‬‬
‫كأنو ‌نفى ‌ركعة ‌من ‌الصلوات ‌ا‪٣‬بمس ‌ا‪٤‬بفركضة‪‌ ،‬أك ‌اعتقد ‌كجوب ‌ما ‌ليس ‌بواجب‌‬
‫باإل‪ٝ‬باع‪‌،‬كزيادة‌ركعة‌من‌الصلوات‌ا‪٤‬بفركضة‪‌،‬أك‌كجوب‌صوـ‌شيء‌من‌شواؿ‪‌،‬أك‌عزـ‌‬
‫على ‌الكفر ‌غدان‪‌ ،‬أك ‌تردد ‌فيو ‌كمثاؿ ‌الفعل ‌ا‪٤‬بكفر‪‌ :‬إلقاء ‌مصحف ‌أك ‌كتاب ‌حديث‌‬
‫نبوم‌على‌قاذكرة‪‌،‬كسجود‌لصنم‌أك‌مشس‌‌(ِ)‪‌ .‬‬

‫حكم الردة ‪.‬‬


‫التحوؿ‌عنو‌‪‌-‬أعاذنا‌هللا‌منها‌كثبتنا‌على‌دينو‌‪‌-‬أمر‌‪٩‬بكن‌ا‪٢‬بصوؿ‌‬
‫لردة‌عن‌اإلسبلـ‌ك ٌ‬
‫ا ٌ‬
‫‪٧‬بذرا‌منها‌‪‌،‬كمبيننا‌عاقبتها‌؛‌قاؿ‌تعاىل‌‪‌:‬ﭽﮘ ﮙ‬
‫فقد‌ذكرىا‌هللا‌تعاىل‌يف‌كتابو‌ ن‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ(ّ)‪‌ .‬‬

‫(ُ) ‌‌‌‌د‪‌.‬كىبة‌الزحيلي ‌‪‌،‬الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‌‪‌)ٕٓٓٔ‌/‌ ٕ(‌،‬طّ‪َُْٓ‌/‬ق‪ُٖٗٓ-‬ـ‪‌ ،‬دار‌الفكر ‌للطباعة‌كالنشر‌‬


‫كالتوزيع‪-‬بّبكت‌لبناف‌‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫(ِ)‌‌‌‌غاية‌ا‪٤‬بنتهى‪‌ ،‬الشيخ‌مرعي‌بن‌يوسف‪‌،‬طُ ‪‌،‌/‬طبع‌ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‌بدمشق‪‌‌.‬اإلماـ‌أيب‌إسحاؽ‌إبراىيم‌الشّبازم‌‪،‬ا‪٤‬بهذب‌يف‌فقو‌‬
‫اإلماـ‌الشافعي‌‪)ِٖٖ/ِ(‌ ،‬طُ‪‌/‬دار‌القلم‌بّبكت‪ُُْٕ‌،‬ق‌– ‌ُٔٗٗـ‌‪٧‌ .‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عرفة‌الدسوقي‌ا‪٤‬بالكي‌‪‌،‬حاشية‌‬
‫الدسوقي‌على‌الشرح‌الكبّب‪‌‌)َُّ/ْ(،‬دار‌الفكر‌‪‌،‬بدكف‌طبعة‌كبدكف‌تاريخ‪‌.‬‬

‫(ّ) ‌‌البقرة‌‪‌ ُِٕ‌:‬‬

‫‪78‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷﮸ ﭼ(ُ)‪.‬‬
‫يف‌آيات‌كثّبة‌تبْب‌ىذه‌ا‪٤‬بعُب‌‪.‬‬
‫كما‌أخرب‌تعاىل‌عن‌كقوع‌الكفر‌من‌طائفة‌من‌الناس‌بعد‌إٲباهنم‌‪.‬‬
‫قاؿ‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ(ِ)‪.‬‬

‫كقاؿ‌تعاىل‌‪‌:‬ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ(ّ)‪.‬‬
‫كما وقعت الردة يف زمن النيب صلى هللا عليو وسلم يف مواقف نذكر منها ‪:‬‬
‫قصة‌عبيد‌هللا‌بن‌جحش‌فإنٌو‌كاف‌قد‌أسلم‌كىاجر‌مع‌زكجتو‌أـ‌حبيبة‌بنت‌أيب‌سفياف‌‬ ‫‪ٌ -‬‬
‫أيت‌يف‌النوـ‌عبيد‌هللا‌زكجي‌بأسوأ‌صوروة‌‬
‫‌‬ ‫إىل‌ا‪٢‬ببشة‌فر نارا‌بدينو‪‌ .‬قالت‌أـ‌ا‪٢‬ببيبة‌‪‌:‬ر‬
‫‌!‌‪‌.‬فإذا‌ىو‌يقوؿ‌حيث‌أصبح‌‪‌:‬إين‌نظرت‌‬
‫ٌ‬ ‫أشوىها‪‌،‬ففزعت‌كقلت‪‌:‬تغّبت‌كهللا‌حاليوي‬
‫ٌ‬ ‫ك‬
‫ا‌خّبا‌من‌النصرانية‌‪‌،‬كيكنت‌قد‌دنت‌هبا‪‌،‬مث‌دخلت‌يف‌دين‌‬
‫يف‌الدين‌‪‌،‬فلم‌أر‌دينن ن‬

‫(ُ) ‌‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌ ْٓ‌:‬‬


‫(ِ) ‌‌‪٧‬بمد‌‪‌ ِٓ‌:‬‬
‫(ّ) ‌‌التوبة‪‌ ٔٔ‌-‌ٔٓ‌:‬‬

‫‪79‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫أكب ‌على ‌ا‪٣‬بمر ‌‪‌ ...‬حٌب‌‬ ‫‪٧‬بمد‪‌ ،‬كقد ‌رجعت ‌‪‌ ،‬فأخربتيو ‌بالرؤيا ‌‪‌ ،‬فلم ً‬
‫‌ٰبفل ‌هبا‪‌ ،‬ك َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مات(ُ)‪‌‌.‬‬
‫‪‌ -‬كمنها‌ما‌حصل‌عند‌‪ٙ‬بويل‌القبلة‌من‌بيت‌ا‪٤‬بقدس‌إىل‌الكعبة‌‪.‬‬
‫قاؿ‌شيخ‌اإلسبلـ‌ابن‌تيميٌة‌‪٩‌"‌:‬با‌استفاض‌بو‌النقل‌عند‌أىل‌العلم‌با‪٢‬بديث‌كالتفسّب‌‬
‫ً‬
‫السّب‌أنٌو‌كاف‌رجاؿ‌قد‌آمنوا‌مث‌نافقوا‌‪‌،‬ككاف‌ٯبرل‌ذلك‌ألسباب‌‪‌:‬منها‌أمر‌القبلة‌‪٤‬با‌‬
‫ك ٌ‬
‫حولت‌ارت ٌد ‌عن‌اإلٲباف‌ألجل‌ذلك‌طائفة‌‪‌،‬ككانت‌‪٧‬بنة‌امتحن‌هللا‌هبا‌الناس(ِ)‪‌،‬قاؿ‌‬
‫ٌ‬
‫تعاىل‌‪‌:‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬

‫‌‬ ‫ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﭼ‌(ّ)‪.‬‬


‫‪‌ -‬كمنها‌ما‌حصل‌يف‌غزكة‌تبوؾ‌أف‌قاؿ‌رجل‌يف‌غزكة‌تبوؾ‌‪‌:‬ما‌أرل‌قراءنا‌ىؤالء‌إال‌‬
‫أرغبنا‌بطونا‌‪‌،‬كأكذبنا‌ألسنةن ‌كأجبننا‌عند‌اللقاء‌‪‌،‬فرفع‌ذلك‌إىل‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌‬
‫عليو ‌كسلم ‌فجاء ‌إىل ‌رسوؿ ‌هللا ‌كقد ‌ار‪ٙ‬بل ‌كركب ‌ناقتو ‌فقاؿ ‌‪‌ :‬يا ‌رسوؿ ‌هللا ‌إ٭با ‌كنا‌‬
‫ﮐﮑﮒ‬ ‫‪٬‬بوض‌كنلعب‪‌ ،‬فقاؿ ‌تعاىل‪‌ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﭼ(ْ)‪.‬‬
‫كما‌يلتفت‌إليو‌رس ‌وؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم(ٓ)‪‌.‬‬

‫(ُ) ‌سّب‌أعبلـ‌النببلء‌‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌عبد‌هللا‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عثماف‌بن‌قى ٍاٲباز‌الذىيب‪‌،‌)‌ ُِِ/ِ‌(‌ ‌،‬ط‪ُِْٕ‌،/‬ىػ‪ََِٔ-‬ـ‌‪‌،‬‬


‫دار‌ا‪٢‬بديث‪‌-‬القاىرة‌‪‌ .‬‬
‫(ِ) ‌‪٦‬بموع‌الفتاكل‌‪‌،‬تقي‌الدين‌أبو‌العباس‌بن‌تيمية‪‌‌)‌ِٕٖ/ٕ‌(‌،‬دار‌الوفاء‌‪‌،‬طّ‪‌ُِْٔ‌/‬ىػ‌‪ََِٓ‌/‬ـ‪‌ .‬‬
‫(ّ) ‌البقرة‪‌ ُّْ‌:‬‬
‫(ْ) ‌‌التوبة‪‌ ٔٔ‌-‌ٔٓ‌:‬‬
‫(ٓ) ‌‌تفسّبالقرآف‌العظيم‌‪‌،‬أيب‌الفداء‌ا‪٠‬باعيل‌ابن‌كثّب‌‪‌‌)‌ِِٕ/ٕ‌(‌،‬طُ‪ُُْٗ‌/‬ىػ‌‪‌،‬الناشر‪‌:‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌-‌،‬بّبكت‪‌ .‬‬

‫‪81‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‪‌ -‬كقريب‌من‌ىذا‌ما‌حصل‌‪٥‬بشاـ‌بن‌العاص‌رضي‌هللا‌عنو‌فإنٌو‌أسلم‌كتواعد‌على‌‬
‫ا‪٥‬بجرة‌مع‌عمر‌بن‌ا‪٣‬بطاب‌رضي‌هللا‌عنو‌مث‌إنٌو‌حبس‌عنو‌كفًب‌فافتًب(ُ)‌‪.‬‬

‫عقوبة ادلرتد‪.‬‬
‫ا‪٤‬بسلم‌باعتناقو‌لئلسبلـ‌يعصم‌دمو‌كمالو‌يف‌الدنيا‌‪‌،‬كأما‌قبل‌إسبلمو‌فإ ٌف ‌األصل‌أنو‌‬
‫مباح‌الدـ‌إال‌إذا‌طرأ‌لو‌عهد‌أك‌ذمة‌أك‌أماف‌أك‌مانع‌ٲبنع‌من‌قتلو‌فكل‌شخص‌مل‌‬
‫يعتنق‌اإلسبلـ‌فاألصل‌أنٌو‌مباح‌الدـ‌إال‌لعارض‌(ِ)‪‌‌.‬‬
‫كيدؿ‌على‌ذلك‌قولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌(‌:‬أمرت‌أف‌أقاتل‌الناس‌حٌب‌يشهدكا‌أف‌ال‌‬
‫أف‌‪٧‬بمدا‌رسوؿ‌هللا‌كيقيموا‌الصبلة‌كيؤتوا‌الزكاة‪‌،‬فإذا‌فعلوا‌ذلك‌عصموا‌مِب‌‬
‫ن‬ ‫إلو‌إال‌هللا‌ك‬
‫دماءىم‌كأموا‪٥‬بم‌إال‌ٕبق‌اإلسبلـ‌كحساهبم‌على‌هللا‌تعاىل)(ّ)‪.‬‬
‫أف‌‪٧‬بمدا‌عبده‌‬
‫ن‬ ‫كيف‌ا‪٢‬بديث ‌(‌أمرت‌أف‌أقاتل‌الناس‌حٌب‌يشهدكا‌أف‌ال‌إلو‌إال‌هللا‌ك‬
‫أف‌‪٧‬بمدا‌رسوؿ‌هللا‌كصلٌوا ‌صبلتنا‌‪‌،‬كاستقبلوا‌‬
‫ن‬ ‫كرسولو‌فإذا‌شهدكا‌أف‌ال‌إلو‌إال‌هللا‌ك‬
‫قبلتنا‌كأكلوا‌ذبيحتنا‌فقد‌حرمت‌علينا‌دماؤىم‌كأموا‪٥‬بم‌إال‌ٕبقها)‌(ْ)‪‌.‬‬
‫فقولو‌‪‌:‬عصموا‌مِب‌دماءىم‌‪‌،‬كقولو‌‪‌:‬حرمت‌علينا‌دماؤىم‌‪‌،‬يدؿ‌(‌على‌أنو‌كاف‌‬
‫صم‌دمو‌كصار‌مسلما‌فإذا‌دخل‌‬
‫ن‬ ‫مأمورا‌بقتل‌من‌أىب‌اإلسبلـ‌‪..‬فإذا‌نطق‌بالشهادتْب‌عي‬
‫ن‬

‫(ُ) ‌‌ا‪٤‬برجع‌السابق‪‌ .)‌ِِٕ/ٕ‌(‌،‬‬


‫(ِ)‌‌‌جرٲبة‌الردة‪٥‌،‬باين‌ا‪١‬ببّب‌(ص‪‌)ُّ‌:‬دكف‌طبعة‌كدكف‌تاريخ‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌االعتصاـ‪‌،‬باب‌االقتداء‌بسنن‌رسوؿ‌هللا‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌(ُّ‪‌ )ُِٕ‌/‬‬
‫(ْ)‌‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌الصبلة‪‌،‬باب‌فضل‌استقباؿ‌القبلة‪‌ .)ُْٕ/ُ(،‬‬

‫‪81‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫يف‌اإلسبلـ‌فإف‌أقاـ‌الصبلة‌كآيت‌الزكاة‌كقاـ‌بشرائع‌اإلسبلـ‌فلو‌ما‌للمسلمْب‌كعليو‌ما‌‬
‫عليهم‌)(ُ)‪‌ .‬‬
‫كيف‌صحيح‌البخارم ‌أف‌رسوؿ‌هللا‌‪‌ -‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌ -‬قاؿ‪«‌ :‬ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌‬
‫مسلم ‌إال ‌بإحدل ‌ثبلث‪‌ :‬الثيب ‌الزاين‪‌ ،‬كالنفس ‌بالنفس‪‌ ،‬كالتارؾ ‌لدينو ‌ا‪٤‬بفارؽ‌‬
‫للجماعة»(ِ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫‌كيف‌ركاية‪«‌:‬ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌إال‌بإحدل‌ثبلث‪‌:‬كفر‌بعد‌إٲباف‪‌،‬أك‌زىن‌بعد‌إحصاف‪‌،‬‬
‫أك‌قتل‌نفس‌بغّب‌حق»(ّ)‪.‬‬

‫كيدؿ‌لذلك‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ(ْ)‪.‬‬

‫كقولو‌‪‌:‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﭼ(ٓ)‪.‬‬

‫فاإلسبلـ‌ىو‌العاصم‌عن‌إباحة‌دـ‌اإلنساف‌يف‌األصل‌كأما‌غّبه ‌من‌األسباب‌الٍب‌‪ٛ‬بنع‌‬
‫من‌قتل‌غّب‌ا‪٤‬بسلم‌فهي‌أسباب‌طارئة‌تنتهي‌بانتهاء‌غايتها‪.‬‬
‫كا‪٤‬بسلم‌نفسو‌مٌب‌ترؾ‌اإلسبلـ‌عاد‌للحاؿ‌الٍب‌كاف‌عليها‌من‌حل‌الدـ‌كا‪٤‬باؿ‌بل‌ىو‌‬
‫أشد‌؛‌ألف‌ضرره‌أعظم‌‪‌،‬كألنو‌قد‌قامت‌عليو‌من‌ا‪٢‬بجة‌ما‌ىو‌أبلغ‌من‌غّبه(ٔ)‪‌ .‬‬
‫ٌ‬

‫(ُ)‌‌جامع‌العلوـ‌كا‪٢‬بكم‌زين‌الدين‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌رجب‌‪‌،‌)‌َِّ/ُ‌(‌،‬طٕ‪ُِِْ‌،/‬ىػ‌‪ََُِ‌-‬ـ‪،‬مؤسسة‌‬
‫الرسالة‌–‌بّبكت ‌‬
‫(ِ)‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌الديات‪‌،‬باب‌قوؿ‌هللا‌تعاىل‪{‌:‬النفس‌بالنفس‌كالعْب‌بالعْب}(ُِ‌‪‌ ‌،‌‌)ُٕٔ‌/‬‬
‫(ّ)‌‌‌ركاه‌أبو‌داكد‌يف‌سننو‪‌،‬كتاب‌ا‪٢‬بدكد‪‌،‬باب‌ا‪٢‬بكم‌فيمن‌ارتد‪‌،‬رقم‌(ّّْٓ)‌ ‌‬

‫(ْ)‌‌‌البقرة‪‌ ‌‌.‌ُّٗ‌:‬‬

‫(ٓ)‌‌‌التوبة‪‌ ‌‌.‌ ٓ‌:‬‬

‫(ٔ)‌‌‌جرٲبة‌الردة‌‪٥‌،‬باين‌ا‪١‬ببّب‪(‌،‬ص‪‌ ‌‌.)ُّ‌:‬‬

‫‪82‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫احلكمة من مشروعية عقوبة الردة ‪:‬‬


‫‌كبْب ‌أف ‌من‌‬
‫ذكر ‌شيخ ‌اإلسبلـ ‌ابن ‌تيمية ‌بعض ‌أسباب ‌القتل ‌ككاف ‌منها ‌‪‌ :‬الكفر ٌ‬
‫من‌جعل‌نفس‌الكفر‌مبيحا‌للدـ‌‪‌،‬كمنهم‌من‌جعلو‌كجود‌الضرر‌منو‌أك‌عدـ‌‬
‫ن‬ ‫العلماء ‌‬
‫النفع‌فيو‌‪‌،‬قاؿ‌بعد‌ذلك‌‪‌(‌:‬أما‌ا‪٤‬برتد‌فا‪٤‬ببيح‌عنده‌ىو‌الكفر‌بعد‌اإلٲباف‌‪‌،‬كىو‌نوع‌‬
‫خاص ‌من‌الكفر‌‪‌،‬فإ‌نٌو‌لو‌مل‌يقتل‌لكاف‌الداخل‌يف ‌الدين‌ٱبرج‌منو‌فقتلو‌حفظ‌للدين‌‬
‫ٌّ‬
‫كأىلو‪‌،‬فإ ٌف ‌ذلك‌ٲبنع‌من‌النقص‌كٲبنعهم‌من‌ا‪٣‬بركج‌عنو‌‪ٖ‌،‬ببلؼ‌من‌مل‌يدخل‌فيو‌‪‌،‬‬
‫فإنٌو ‌إف ‌كاف ‌كتابينا ‌فقد ‌كجد ‌إحدل ‌غايٍب ‌القتل ‌يف ‌ح ٌقو ‌كإف ‌كاف ‌كثنينا ‌كمل ‌ٲبكن‌‬
‫ية‌منو‌بقي‌كافرا‌ال ‌منفعة‌يف‌حياتو‌لنفسو‌؛‌ألنو‌يزداد‌إ‪ٜ‬بان‌‪‌،‬كال‌‬
‫ن‬ ‫اسَبقاقو‌كال‌أخذ‌ا‪١‬بز‬
‫للمؤمنْب‌؛‌فيكوف‌قتلو‌خّبا‌من‌إبقائو‌)‌(ُ)‪‌‌.‬‬
‫ن‬
‫إذا‌تقررت‌ىذه‌القاعدة‌من‌أف‌أكرب‌عاصم‌‪٤‬باؿ‌اإلنساف‌كدمو‌ىو‌اإلسبلـ‌فإننا‌نعلم‌‬
‫ع‌يف‌نصوص‌‬
‫‌‬ ‫أف‌خركج‌اإلنساف‌عن‌اإلسبلـ‌بعده‌رافع‌‪٥‬بذه‌العصمة‌‪‌،‬كلذا‌جاء‌الشر‬
‫تبْب‌حد‌ا‪٤‬برتد‌كأنٌو‌القتل‬
‫كثّبة‌جدا‌ ٌ‬
‫ن‬
‫فمنها ‌قولو ‌تعاىل ‌‪‌:‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬

‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬

‫ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬

‫(ُ)‌‌‌‌ابن‌تيمية‌‪٦‌،‬بموع‌الفتاكل‪‌،‬مصدر‌سابق‪‌ ‌‌.)‌َُِ/َِ‌(‌،‬‬

‫‪83‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ ‌ (ُ)‪‌‌ .‬فبْب‌تعاىل‌أف‌من‌كفر‌بعد‌إسبلمو‌إف‌تاب‌كإال‌يع ٌذب‌عذابنا‌‬


‫أليما‌يف‌الدنيا‌كاآلخرة‪‌،‬كعذابو‌يف‌الدنيا‌ىو‌ا‪٢‬بد‪.‬‬
‫ن‬
‫قاؿ‌ابن‌جرير‌الطربم‌‪‌:‬كأما‌قولو‪(‌:‬فإف‌يتوبوا‌يك‌خّبا‌‪٥‬بم)‌‪‌،‬يقوؿ‌تعاىل‌ذكره‪‌:‬فإف‌‬
‫يتب ‌ىؤالء ‌القائلوف ‌كلمة ‌الكفر ‌من ‌قيلهم ‌الذم ‌قالوه ‌فرجعوا ‌عنو‪‌ ،‬يك ‌رجوعهم‌‬
‫كتوبتهم‌من‌ذلك‪‌،‬خّبا‌‪٥‬بم‌من‌النفاؽ‌‌‌(كإف‌يتولوا)‌‪‌،‬يقوؿ‪‌:‬كإف‌يدبركا‌عن‌التوبة‪‌،‬‬
‫فيأتوىا‌كيصركا‌على‌كفرىم‪(‌‌‌،‬يعذهبم‌هللا‌عذابا‌أليما)‌‪‌،‬يقوؿ‪‌:‬يعذهبم‌عذابا‌موجعا‌يف‌‬
‫الدنيا‪‌،‬إما‌بالقتل‪‌،‬كإما‌بعاجل‌خزم‌‪٥‬بم‌فيها‪‌،‬كيعذهبم‌يف‌اآلخرة‌بالنار‌(ِ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫قاؿ‌شيخ‌اإلسبلـ‌ابن‌تيميٌة‌‪‌..‌(‌:‬كلكوهنم‌أظهركا‌الكفر‌كالردة‌‪٥‌،‬بذا‌دعاىم‌إىل‌‬
‫ا‌أليما‌يف‌‬
‫التوبة‌فقاؿ‌‪‌{‌:‬فإف‌يك‌خّبا‌‪٥‬بم‌كإف‌يتولوا‌}‌عن‌التوبة‌{‌يعذهبم‌عذابن ن‬
‫ن‬
‫الدنيا‌كاآلخرة‌}‌كىذا‌‪٤‬بن‌أظهر‌الكفر‌فيجاىده‌الرسوؿ‌بإقامة‌ا‪٢‬بد‌كالعقوبة‌)‌(ّ)‪‌ ‌.‬‬
‫كقاؿ‌ابن‌ا‪١‬بوزم‌‪‌(‌:‬قولو‌تعاىل‌‪‌{‌:‬كإف‌يتولوا‌}‌أم‌يعرضوا‌عن‌اإلٲباف‌{‌يعذهبم‌هللا‌‬
‫ا‌أليما‌يف‌الدنيا‌}‌بالقتل‌كيف‌اآلخرة‌بالنار‌)‌(ْ)‪‌‌‌.‬‬
‫عذابن ن‬
‫كقد‌أمر‌بذلك‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌يف‌نصوص‌نبويٌة‌كثّبة‌‪..‬‬
‫فمنها‌‪‌:‬قولو‌‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌(‌:‬من‌بى ٌدؿ‌دينو‌فاقتلوه‌)‌(ٓ)‪‌ ‌‌.‬‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌التوبة‪‌ .ْٕ‌:‬‬

‫(ِ) ‌‌ابن‌جرير‌الطربم‪‌‌،‬تفسّب‌الطربم‌‌عن‌تأكيل‌آم‌القرآف‪‌ ،‌ّٕٔ‌/‌ُْ‌،‬طُ‪‌/‬دار‌الفكر‌للنشر‌كالطباعة‌ ‌‬


‫(ّ) ‌‌ابن‌تيمية‌‪٦‌،‬بموع‌الفتاكل‪‌،‬مصدر‌سابق‪.‌)‌ِّٕ/ٕ‌(‌،‬‬
‫(ْ) ‌‌زاد‌ا‪٤‬بسّب‌يف‌علم‌التفسّب‌‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌أبو‌الفرج‌ا‪١‬بوزم‌‪‌،‬ص‪‌،ٓٗٔ‌:‬طُ‪‌ُِِْ‌-‌/‬ىػ‌دار‌الكتاب‌العريب‌–‌بّبكت‌‪‌ ‌.‬‬

‫(ٓ) ‌‌‌ أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌استتابة‌ا‪٤‬برتدين‪‌،‬باب‌حكم‌ا‪٤‬برتد‌كا‪٤‬برتدة‌كاستتابتهم‪‌ ِّٖ‌/‌ُِ‌،‬‬

‫‪84‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫قاؿ‪‌ :‬كمعُب ‌قوؿ ‌رسوؿ ‌هللا ‌صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم‪«‌ :‬من‌بدؿ ‌دينو ‌فاقتلوه» ‌من ‌خرج ‌من‌‬
‫اإلسبلـ‌إىل‌غّبه‪‌،‬ال‌من‌خرج‌من‌دين‌غّب‌اإلسبلـ‌إىل‌غّبه‪‌،‬كمن‌ٱبرج‌من‌يهودية‌إىل‌‬
‫نصرانية‪‌،‬أك‌‪٦‬بوسية‪‌،‬كمن‌فعل‌ذلك‌من‌أىل‌الذمة‌مل‌يستتب‪‌،‬كمل‌يقتل(ُ)‪‌‌.‬‬
‫‌كقولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌:-‬من‌غّب‌دينو‌فاضربوا‌عنقو»(ِ)‪‌.‬‬
‫قاؿ‌مالك‪‌‌:‬كاألمر‌عندنا‪‌:‬أف‌من‌خرج‌من‌اإلسبلـ‌إىل‌الردة‪‌:‬أف‌يستتابوا‪‌،‬فإف‌تابوا‌كإال‌‬
‫قتلوا‌‌(ّ)‪‌‌.‬كا‪٢‬بكم‌بقتل‌ا‪٤‬برتد‌‪٧‬بل‌إ‪ٝ‬باع‌من‌ا‪٤‬بسلمْب(ْ)‪‌‌.‬فلم‌يقع‌يف‌أصلو‌خبلؼ‌‪‌،‬‬
‫كإف‌حصل‌اختبلؼ‌يف‌فركعو‌كاالستتابة‌كمدهتا‌كأنواع‌ا‪٤‬بكفرات‌‪.‬‬
‫كلكن‌ىذا‌القتل‌ال‌يكوف‌إال‌بأمر‌حاكم‌‪‌،‬ألف‌مرجع‌تنفيذ‌األحكاـ‌إليو‌‪‌،‬عند‌‪ٝ‬بهور‌‬
‫تو‌‪‌،‬كالبد‌من‌‪ٙ‬بقق‌الردة‌بثبوت‌‬
‫ٌ‬ ‫‌على‌رد‬
‫ٌ‬ ‫أىل‌العلم‌‪‌،‬كما‌ال‌يقبل‌حٌب‌يستتاب‌كيصر‬
‫ٌ‬
‫موجبها‌ك‪ٙ‬بقق‌شركطها‌كانتفاء‌موانعها‌من‌ا‪٣‬بطأ‌كاإلكراه‌ك‪٫‬بو‌ذلك(ٓ)‪‌‌.‬‬
‫‪ ‬جرمية القتل العمد ادلوجب للقصاص‬
‫القتل لغة‪ :‬اإلذالؿ ‌كاإلماتة‪ ،‬كىو ‪ :‬فعل‌ٰبصل بو إزىاؽ الركح لكن إذا اعترب بفعل‬
‫ا‪٤‬بتويل لو يقاؿ‪ :‬قتل‪ ،‬كإذا اعترب بفوات ا‪٢‬بياة يقاؿ‪ :‬موت(ٔ)‪‌ .‬‬
‫كيف‌لساف‌العرب‪‌:‬يقاؿ‪‌:‬قتلو‌بضرب‌أك‌حجر‌أك‌سم‪‌:‬أماتو(ٕ)‪‌ ‌.‬‬

‫(ُ) ‌‌‌‪ٙ‬بقيق‌‪‌:‬عبد‌القادر‌األرنؤكط‌‪‌-‬التتمة‌‪ٙ‬بقيق‌بشّب‌عيوف‌‪‌،‬على‌‌جامع‌األصوؿ‌‪‌،)ِْٖ‌/‌ّ(،‬مكتبة‌دار‌البياف‌‪‌،‬الطبعة‌‪‌:‬األكىل ‌‬

‫(ِ) ‌‌‌أخرجو‌مالك‌يف‌ا‪٤‬بوطأ‪‌،‬كتاب‌‌األقضية‪‌،‬باب‌القضاء‌فيمن‌ارتد‪‌ ‌‌‌‌‌ّٕٔ‌/‌ِ‌‌،‬‬

‫(ّ) ‌‌‌‪ٙ‬بقيق‌‪‌:‬عبد‌القادر‌األرنؤكط‌‪‌،‬على‌‌جامع‌األصوؿ‌‪‌ .)ِْٖ‌/‌ّ(،‬‬

‫(ْ) أبو‌بكر‌‪٧‬بمد‌بن‌إبراىيم‌بن‌ا‪٤‬بنذر‌النيسابورم‌‪‌،‬اإل‪ٝ‬باع‌‪‌،‬ص‌ُِّ‌‪.‬طُ‪ُِْٓ‌‌/‬ىػ‪ََِْ‌/‬ـ‌‪‌،‬دار‌ا‪٤‬بسلم‌للنشر‌كالتوزيع‌‪‌ ‌.‬‬

‫(ٓ) عبد‌القادر‌عودة‪‌‌،‬التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌‪‌،)‌َٕٔ/ِ‌(‌،‬الناشر‪‌:‬دار‌الكاتب‌العريب‪‌،‬بّبكت‪‌ .‬‬


‫ٔ‬
‫( )‌‌‌‌‌معجم‌مقاييس‌اللغة‌‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسْب‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌فارس‌بن‌زكريا‪‌‌،‬ص ُِّْ‌ىػ‌=‌ََِِـ‪‌.‬دار‌الفكر‌بّبكت‌–‌لبناف‌‪‌.‬‬

‫(ٕ) ‌‌‌لساف‌العرب‌‪‌‌،‬أبو‌الفضل‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌ابن‌منظور‌(ٓ‌‪‌)ِّٖٓ‌/‬طّ‪‌ُُْْ‌-‌/‬ىػ‌‌‪‌،‬دار‌صادر‌–‌بّبكت‌‪‌ ‌.‬‬

‫‪85‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقتلو‌قتبلن‌أماتو‌كيقاؿ‌قتل‌هللا‌فبلنا‌دفع‌شره‌كقتل‌جوعو‌أك‌عطشو‌أزاؿ‌أ‪٤‬بو‌بطعاـ‌أك‌‬
‫شراب‌كقتل‌غليلو‌شفاه‌كقتل‌ا‪٣‬بمر‌مزجها‌با‪٤‬باء‌ليكسر‌حدهتا‌كفبلنا‌أذلو‌كالشيء‌علما‌‬
‫تعمق‌يف‌ٕبثو‌فعلمو‌علما‌تاما(ُ)‪‌ .‬‬
‫القتل اصطالحا‪:‬‬
‫كال ‌ٱبرج ‌ا‪٤‬بعُب ‌االصطبلحي ‌عن ‌ا‪٤‬بعُب ‌اللغوم‪‌ :‬أف ‌القتل ‌فعل ‌من ‌العباد ‌تزكؿ ‌بو‌‬
‫كفارة(ّ)‪‌ .‬‬
‫ا‪٢‬بياة(ِ)‪‌.‬كىو‌التعدم على البدف ٗبا يوجب قصاصا‪ ‌،‬أك دية‪ ،‬أك ‌‬
‫كالقتل‌ىو‌العقوبة‌القصول‌(ْ)‪‌ .‬‬
‫كالقتل‌ىو‌الفعل‌ا‪٤‬بزىق‌أم‌القاتل‌للنفس‌أك‌ا‪٤‬بميت(ٓ)‪‌،‬أك‌ىو‌فعل‌من‌العباد‌تزكؿ‌بو‌‬
‫ا‪٢‬بياة‌(ٔ)‌‪‌،‬أم‌أنو‌ىدـ‌للبنية‌اإلنسانية‪‌ .‬‬
‫فالقتل‪ :‬إذا ‌كاف ‌عمدان ‌عدكانان ‌جرٲبة ‌كربل‪‌ ،‬كمن ‌السبع ‌ا‪٤‬بوبقات ‌الٍب ‌يَبتب ‌عليها‌‬
‫استحقاؽ ‌العقاب ‌يف ‌الدنيا ‌كاآلخرة‪‌ ،‬كذلك ‌بالقصاص‪‌ ،‬كا‪٣‬بلود ‌يف ‌نار ‌جهنم؛ ‌ألنو‌‬
‫اعتداء‌على‌صنع‌هللا‌يف‌األرض‪‌،‬كهتديد‌ألمن‌ا‪١‬بماعة‌كحياة‌اجملتمع‪‌ .‬‬
‫كردت‌حرمة‌جرٲبة‌القتل‌يف‌القرآف‌الكرًن‪‌،‬كالسنة‌النبوية‌‪‌،‬كإ‪ٝ‬باع‌األمة‌‪‌ ‌.‬‬
‫أوال ‪ :‬القرآن الكرمي‪:‬‬
‫ففي‌القرآف‌الكرًن‌آيات‌كثّبة‌يف‌شأف‌‪ٙ‬برًن‌القتل‪‌،‬منها‪‌ :‬‬

‫(ُ) ‌‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌‪‌،‬إبراىيم‌مصطفى‌‪‌‌‌)ُٕٓ‌/‌ِ(‌،‬ط‪ُِّْ‌،‌ُ/‬ىػ‌‌يناير‌‌َُُِ‌ـ‌‪‌،‬دار‌أحياء‌الَباث‌‌‪‌ .‬‬


‫(ِ) ‌‌‌العناية‌شرح‌ا‪٥‬بداية‌‪‌‌‌،‬الدين‌الركمي‌البابريت‌‪‌،‌)ِْْ‌/‌ٖ(‌،‬دار‌صادر‌للطباعة‪‌،‌،‬بدكف‌طبعة‌كبدكف‌تاريخ‌ ‌‬

‫(ّ) ‌حاشية‌الركض‌ا‪٤‬بربع‌شرح‌زاد‌ا‪٤‬بستقنع‌‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌قاسم‌العاصمي‪‌،‬ص‌‪‌،َّّ‌،‬طُ‪‌ُّٕٗ‌،‌/‬ق‪‌ .‬‬


‫(ْ)‌‌‌‌األشباه‌كالنظائر‌البن‌‪٪‬بيم ‪‌،ُٖٓ/ُ‌،‬طُ‪‌ُُْٗ‌/‬ىػ‌‪‌ُٗٗٗ‌-‬ـ‌‪‌‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‌‪‌ ،‬‬
‫(ٓ)‌‌‌‌مغِب‌ا﵀تاج‌‌‪‌،‬ا‪٣‬بطيب‌الشرييُب‪)‌ّ‌/ْ(‌،‬طُ‪ُِْٔ‌‌/‬ق‌‪ََِٓ‌/‬ـ‌‪‌.‬دار‌الفكر‌للطباعة‌كالنشر‌‪-‬بّبكت‌لبناف‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ٔ)‌‌‌‌تكملة‌فتح‌القدير‌مع‌العناية‌‪‌،‬عبد‌الغِب‌الغنيمي‌الدمشقي‌ا‪٤‬بيداين‌‪‌‌‌)ِْْ/ٖ(،‬ا﵀قق‌‪٧‌:‬بمود‌أمْب‌النواكم‌‪‌،‬دار‌الكتاب‌العريب‪‌ .‬‬

‫‪86‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ (ُ)‪‌‌.‬‬
‫فنهت‌اآلية‌الكرٲبة‌القتل‌بغّب‌حق‪‌،‬فالقتل‌الذم‌يكوف‌عمدا‌ىو‌ما‌يكوف‌فيو‌ا‪٤‬بقتوؿ‌‬
‫القاتل‌ظا‪٤‬با‪‌،‬كإ٭با‌يكوف‌ظا‪٤‬با‌لو‌باعتدائو‌عليو‌دكف‌كجو‌حق‪‌،‬كذلك‌بسبب‌‬
‫‌‬ ‫مظلوما‪‌،‬ك‬
‫عداكة ‌أك ‌غضب ‌أك ‌شهوة ‌قتل ‌أك ‌حب ‌للدماء ‌أك ‌استهتار ‌بأركاح ‌الناس‪‌ ،‬كل ‌ذلك‌‬
‫يعترب‌قتبل‌عدكانا‌(ِ)‪‌ ‌.‬‬
‫‌كقاؿ‌سبحانو‪‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭬﭼ (ّ)‪‌ ‌.‬‬
‫كدلت‌اآلية‌الكرٲبة‌أف‌من‌قتل‌نفسا‌بغّب‌حق‌فكأ٭با‌قتل‌الناس‌‪ٝ‬بيعا‌كمن‌أحيا‌نفسا‌‬
‫فكأ٭با‌الناس‌‪ٝ‬بيعا‪‌ .‬‬
‫قاؿ ‌القرطيب‪‌ ‌ :‬ا‪٤‬بعُب ‌من ‌قتل ‌نفسا ‌كاحدة ‌كانتهك ‌حرمتها ‌فهو ‌مثل ‌من ‌قتل ‌الناس‌‬
‫‪ٝ‬بيعا‪‌،‬كمن‌ترؾ‌قتل‌نفس‌كاحدة‌كصاف‌حرمتها‌كاستحياىا‌خوفا‌من‌هللا‌فهو‌كمن‌أحيا‌‬
‫الناس‌‪ٝ‬بيعا(ْ)‪‌‌‌‌.‬‬
‫ثانيا‪ :‬السنة النبوية ‪-:‬‬
‫كأكضحت‌السنة‌النبوية‌حاالت‌القتل‌ا‪٤‬بأذكف‌بو‌شرعان‌أم‌ا‪٤‬بباح‌للحاكم‪‌،‬ال‌لؤلفراد‪‌،‬‬
‫فقاؿ ‌النيب ‌عليو ‌السبلـ‪«‌ :‬ال ‌ٰبل ‌دـ ‌امرئ ‌مسلم ‌إال ‌بإحدل ‌ثبلث‪‌ :‬الثيب ‌الزاين‪‌،‬‬
‫كالنفس‌بالنفس‪‌،‬كالتارؾ‌لدينو‌ا‪٤‬بفارؽ‌للجماعة»(ٓ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌اإلسراء‌‪‌،‬اآلية‪‌ ّّ‌:‬‬
‫(ِ)‌‌‌ا‪١‬بنايات‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌حسن‌علي‌الشاذيل‪(‌،‬ص‪‌‌،)ِٗ‌:‬الناشر‪‌:‬دار‌الكتاب‌ا‪١‬بامعي‪‌،‬الطبعة‪‌:‬الثانية ‌‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‪‌ ِّ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌ا‪١‬بامع‌ألحكاـ‌القرآف‌‪‌،‬أبو‌عبد‌هللا‌مشس‌الدين‌القرطيب‪‌ ‌‌‌‌)ُْٔ‌/‌ٔ(‌،‬‬
‫(ٓ)‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌الديات‪‌،‬باب‌قوؿ‌هللا‌تعاىل‪{‌:‬النفس‌بالنفس‌كالعْب‌بالعْب}(ُِ‌‪‌ ‌،‌‌)ُٕٔ‌/‬‬

‫‪87‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌كركيت‌أحاديث‌كثّبة‌يف‌‪ٙ‬برًن‌القتل‌‪‌،‬ك‪ٙ‬برًن‌الدماء‌كاألمواؿ‌كاألعراض‪‌،‬منها‪‌ :‬‬
‫قولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪«‌:-‬قتل‌ا‪٤‬بؤمن‌أعظم‌عند‌هللا‌من‌زكاؿ‌الدنيا»(ُ)‪‌ .‬‬
‫اـ‌‬
‫كقولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌ -‬يف‌حجة‌الوداع‪«‌::‬إف‌دماءكم‌كأموالكم‌عليكم‌حر ‌‬
‫كحرمة‌يومكم‌ىذا‪‌،‬يف‌شهركم‌ىذا‪‌،‬يف‌بلدكم‌ىذا»‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلمجاع ‪-:‬‬
‫كأ‪ٝ‬بع‌العلماء‌على‌‪ٙ‬برًن‌القتل‪‌،‬فإف‌فعلو‌إنساف‌متعمدان‌فسق‪‌،‬كأمره‌إىل‌هللا‪‌،‬إف‌شاء‌‬
‫عذبو‪‌،‬كإف‌شاء‌غفر‌لو‪‌ ‌.‬‬
‫كيبلحظ‌أف‌‪ٙ‬برًن‌القتل‌ىو‌يف‌حالة‌كوف‌القتل‌ظلمان‪ٖ‌،‬ببلؼ‌حالة‌غّب‌الظلم‌كىي‌‬
‫القتل‌ٕبق‪‌،‬كقتل‌القاتل‌كا‪٤‬برتد‪‌،‬فالقتل‌عمومان‌نوعاف‪‌:‬قتل‌‪٧‬برـ‪‌:‬كىو‌كل‌قتل‌عدكاف‪‌،‬‬
‫كقتل‌ٕبق‌(ّ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌أخرجو‌النسائي‪‌،‬يف‌سنو‌‪‌،‬كتاب‌‌‌‪ٙ‬برًن‌الدـ‪‌،‬باب‌تعظيم‌الدـ‪‌)ّٖ‌/‌ٕ(،‬كىو‌حديث‌حسن‪‌ ‌.‬‬
‫(ِ)‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‌‪‌،‬كتاب‌الديات‌باب‌قولو‌تعاىل‪{‌:‬كمن‌أحياىا}(ُِ‪‌ )َُٕ/‬‬
‫(ّ)‌‌‌الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‌للزحيلي‌(ٕ‌‪‌ ‌)ُٓٔٔ‌/‬‬

‫‪88‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث الثالث‪ :‬أقسام ادلعاصي بالنظر إىل العقوبة ‪.‬‬


‫أقساـ‌ا‪٤‬بعاصي‬
‫الذنوب‌تنقسم‌إىل‌أربعة‌أقساـ‌ىي‌على‌النحو‌اآليت‪:‬‬
‫القسم األول‪‌ :‬الذنوب‌ا‪٤‬بلكية‌كىي‌أف‌يتعاطى‌اإلنساف‌ما‌ال‌يصلح‌لو‌من‌صفات‌‬
‫الربوبية‪‌:‬كالعظمة‪‌،‬كالكربياء‪‌،‬كا‪١‬بربكت‪‌،‬كالقهر‪‌،‬كالعلو‪‌،‬كاستعباد‌ا‪٣‬بلق‪‌،‬ك‪٫‬بو‌ذلك‪.‬‬
‫القسم الثاين‪‌ :‬الذنوب ‌الشيطانية‪‌ ،‬كىي ‌الذنوب ‌الٍب ‌يتشبو ‌اإلنساف ‌بالشيطاف ‌يف‌‬
‫عملها‪‌،‬فالتشبو‌بالشيطاف‪‌:‬يف‌ا‪٢‬بسد‪‌،‬كالبغي‪‌،‬كالغش‪‌،‬كالغل‪‌،‬كا‪٣‬بداع‪‌،‬كا‪٤‬بكر‪‌،‬كاألمر‌‬
‫ٗبعاصي‌هللا‪‌،‬ك‪ٙ‬بسينها‪‌،‬كالنهي‌عن‌طاعة‌هللا‪‌،‬كهتجينها‪‌،‬كاالبتداع‌يف‌الدين‪‌،‬كالدعوة‌‬
‫‌البدع ‌كالضبلؿ‪‌ ،‬كىذا ‌القسم ‌يلي ‌القسم ‌األكؿ ‌يف ‌ا‪٤‬بفسدة‪‌ ،‬كإف ‌كانت ‌مفسدتو‌‬
‫إىل ‌‬
‫دكنو(ُ)‪.‬‬
‫القسم الثالث‪‌:‬الذنوب‌السبعية‪‌،‬كىي‌الٍب‌يشبو‌اإلنساف‌يف‌فعلها‌السباع‪‌،‬كىي‌ذنوب‌‬
‫العدكاف‪‌،‬كالغضب‪‌،‬كسفك‌الدماء‪‌،‬كالتوثٌب‌على‌الضعفاء‌كالعاجزين‪‌،‬كيتولد‌من‌ىذا‌‬
‫القسم‌أنواع‌أذل‌النوع‌اإلنساين‪‌،‬كا‪١‬برأة‌على‌الظلم‌كالعدكاف‪.‬‬
‫القسم الرابع‪‌ :‬الذنوب ‌البهيمية‪‌ ،‬كىي ‌الذنوب ‌الٍب ‌يشبو ‌اإلنساف ‌يف ‌فعلها ‌البهائم‪‌،‬‬
‫مثل‪‌:‬الشره‪‌،‬كا‪٢‬برص‌على‌قضاء‌شهوة‌البطن‌كالفرج‪‌،‬كمنها‌يتولد‌الزنا‪‌،‬كالسرقة‪‌،‬كأكل‌‬
‫أمواؿ‌اليتامى‪‌،‬كالبخل‪‌،‬كالشح‪‌،‬كا‪١‬بنب‪‌،‬كا‪٥‬بلع‪‌،‬كا‪١‬بزع‪‌،‬كغّب‌ذلك‪‌‌،‬كىذا‌القسم‌أكثر‌‬

‫(ُ )‌‌‌نور‌التقول‌كظلمات‌ا‪٤‬بعاصي‌يف‌ضوء‌الكتاب‌كالسنة‪‌،‬د‪‌.‬سعيد‌بن‌علي‌بن‌كىف‌القحطاين(ص‪‌ ،)ِٓ‌:‬مطبعة‌‬


‫سفّب‪‌،‬الرياض‌‪‌ .‬‬

‫‪89‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ذنوب ‌ا‪٣‬بلق؛ ‌لعجزىم ‌عن ‌الذنوب ‌ا‪٤‬بلكية‪‌ ،‬كالسبعية‪‌ ،‬كمن ‌ىذا ‌القسم ‌يدخلوف ‌إىل‌‬
‫سائر‌األقساـ‪‌،‬فهو‌ٯبرىم‌إليها‌بالزماـ(ُ)‪‌‌.‬‬
‫قاؿ ‌اإلماـ ‌ابن ‌القيم ‌ر‪ٞ‬بو ‌هللا‪(‌ :‬كقد ‌دؿ ‌القرآف‪‌ ،‬كالسنة‪‌ ،‬كإ‪ٝ‬باع ‌الصحابة ‌كالتابعْب‌‬
‫بعدىم‪‌ ،‬كاألئمة ‌على ‌أف ‌من ‌الذنوب ‌كبائر ‌كصغائر)) ‌(ِ)‪‌ ،‬قاؿ ‌هللا ‌‪‌ -‬عز ‌كجل ‌‪‌:-‬‬
‫ﭽإًف ‌ ىٍ٘بتىنًبيو‌اٍ ‌ ىكبىآئًى‌ر ‌ ىما ‌تيػٍنػ ىه ٍو ى‌ف ‌ ىعٍن‌وي ‌ني ىك ًٌفٍ‌ر ‌ ىعن يك ٍ‌م ‌ ىسيًٌئىاتً يك ٍ‌م ‌ ىكني ٍد ًخٍل يكم ‌ ُّم ٍد ىخ ‌‬
‫بلن‌‬
‫ىك ًرٲبناﭼ (ّ)‪‌ .‬‬
‫الَّ‌اللَّ ىم ى‌م ﭼ (ْ)‪‌ ‌.‬‬
‫ش ‌إ ‌‬ ‫ين‌ ىٯبتىنًبو ى‌ف‌ ىكبائً‌ر‌ا ًإل ًٍ‌مث‌كالٍ ىفو ً‬
‫اح ى‌‬ ‫‌‬ ‫كقاؿ‌‪‌-‬عز‌كجل‪:‬ﭽ‌الَّ ً‬
‫ذ‬
‫ى ى‬ ‫ى ي ىى‬ ‫ٍ‬
‫‌كقد‌سئل‌‌رسوؿ‌هللا‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌:-‬أم‌الذنب‌أعظم‌عند‌هللا؟‌قاؿ‪(‌‌:‬أف‌‬
‫٘بعل‌﵁‌ندا‌كىو‌خلقك)‪‌،‬قلت‪‌:‬إف‌ذلك‌لعظيم‪‌.‬قاؿ‌قلت‪‌:‬مث‌أم؟‌قاؿ‪(‌:‬مث‌أف‌تقتل‌‬
‫اين‌حليلةى‌جارؾ‌)(ٓ)‪‌.‬‬
‫كلدؾ‌‪٨‬بافة‌أف‌يطعم‌معك))‪‌،‬قاؿ‪‌:‬قلت‪‌:‬مث‌أم؟‌قاؿ‪(‌:‬مث‌أف‌تز ى‬
‫كقولو‌ ‌صلى‌هللا‌عليو‌ ‌كسلم ‌‪(‌:-‬أال‌أنبئكم‌بأكرب‌الكبائر؟) ‌ثبلثان‪‌،‬قالوا‪‌:‬بلى‌يا‌رسوؿ‌‬
‫هللا‪‌ ،‬قاؿ‪(‌ :‬اإلشراؾ ‌با﵁‪‌ ،‬كعقوؽ ‌الوالدين))‪‌ ،‬كجلس ‌ككاف ‌متكئان ‌فقاؿ‪(‌ :‬أال ‌كقوؿ‌‬
‫اؿ‌يكررىا‌حٌب‌قلنا‪‌:‬ليتو‌سكت‌(ٔ)‪‌‌‌.‬‬
‫الزكر))‪‌،‬فماز ٌ‬

‫(ُ)‌‌‌ا‪١‬بواب‌الكايف‌‪٤‬بن‌سأؿ‌عن‌الدكاء‌الشايف‪‌،‬صِِِ‌‪‌ ‌.ِِّ‌-‬‬
‫(ِ)‌‌‌ا‪١‬بواب‌الكايف‌‪٤‬بن‌سأؿ‌عن‌الدكاء‌الشايف‪‌،‬صِِّ‪‌ ‌.‬‬
‫(ّ)‌‌‌‌سورة‌النساء‪‌،‬اآلية‪‌ .ُّ‌:‬‬
‫(ْ)‌‌‌‌‌سورة‌النجم‪‌،‬اآلية‪‌ .ِّ‌:‬‬
‫(ٓ )‌‌‌‌أخرجو‌‌البخارم‪‌،‬كتاب‌تفسّب‌القرآف‪‌،‬باب‌قولو‪{‌:‬فبل‌٘بعلوا‌﵁‌أندادا‌كأنتم‌تعلموف}‪‌،ُِٕ‌/ٓ‌،‬برقم‌ْْٕٕ‪‌ ‌،‬‬
‫)‌‌‌أخرجو‌البخارم‪‌،‬كتاب‌الشهادات‪‌،‬باب‌ما‌قيل‌يف‌شهادة‌الزكر‪‌،َِْ‌/ِ‌،‬برقم‌ِْٓٔ‪‌،‬كمسلم‪‌،‬كتاب‌اإلٲباف‪‌،‬‬
‫‌‬ ‫(ٔ‬
‫باب‌الكبائر‌كأكربىا‪‌،ُٗ‌/ُ‌،‬برقم‌ٕٖ‪‌ .‬‬

‫‪91‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كعن ‌أيب ‌ىريرة ‌‪‌ -‬رضي ‌هللا ‌عنو ‌‪‌ -‬أف ‌رسوؿ ‌هللا ‌‪‌ -‬صلى ‌هللا ‌عليو ‌كسلم ‌‪‌ -‬قاؿ‪‌:‬‬
‫‌مك ًٌفرات ‌‪٤‬با ‌بينهن ‌إذا‌‬
‫(الصلوات‌ا‪٣‬بمس‪‌ ،‬كا‪١‬بمعة ‌إىل‌ا‪١‬بمعة‪‌،‬كرمضاف ‌إىل ‌رمضاف‪ ،‬ي‬
‫ش‌الكبائر)‌(ُ)‪‌.‬‬ ‫ً ً‬
‫اجتينبىت‌الكبائر‌)‪‌،‬كيف‌ركاية‪(‌:‬ما‌مل‌تيػ ٍغ ى‬
‫كعن‌أيب‌ىريرة‌‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‌‪‌-‬عن‌النيب‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌-‬أنو‌قاؿ‪(‌:‬اجتنبوا‌‬
‫‌ىن؟ ‌قاؿ‪(‌ :‬الشرؾ ‌با﵁‪‌ ،‬كالسحر‪‌ ،‬كقتل‌‬
‫السبع ‌ا‪٤‬بوبقات))‪‌ ،‬قالوا‪‌ :‬يا ‌رسوؿ ‌هللا ‌كما ٌ‬
‫التويل‌يوـ‌الزحف‪‌،‬كقذؼ‌‬
‫أكل‌الربا‪‌،‬كأكل‌ماؿ‌اليتيم‪‌،‬ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ـ‌هللا‌إال‌با‪٢‬بق‪‌،‬ك‬
‫ٌ‬ ‫النفس‌الٍب‌حر‬
‫َّ‬
‫ا﵀صنات‌ا‪٤‬بؤمنات‌الغافبلت)‌(ِ)‪‌ ‌.‬‬
‫كاختلف‌يف‌حد‌الكبّبة‌كيف‌عدد‌الكبائر‌فقيل‪‌:‬إهنا‌أربع‪‌،‬كقيل‪‌:‬سبع‪‌،‬كقيل‪‌:‬تسع‪‌،‬‬
‫إحدل‌عشرة‪‌،‬كقيل‪‌:‬سبعوف‪‌،‬كقيل‪‌:‬إف‌رجبل‌قاؿ‌البن‌عباس‌رضي‌هللا‌عنهما‪‌:‬‬
‫‌‬ ‫كقيل‪‌:‬‬
‫كم‌الكبائر‌أسبع‌ىي؟‌قاؿ‪‌:‬إىل‌سبعمائة‌أقرب‌منها‌إىل‌السبع‪‌،‬غّب‌أنو‌ال‌كبّبة‌مع‌‬
‫االستغفار‪‌،‬كال‌صغّبة‌مع‌اإلصرار(ّ)‪‌‌.‬‬
‫كالصواب‪‌:‬أف‌الكبائر‌مل‌تضبط‌بعد‪‌،‬كأهنا‌كل‌ذنب‌ترتب‌عليو‌حد‌يف‌الدنيا‪‌،‬أك‌توعد‌‬
‫عليو‌بالنار‪‌،‬أك‌اللعنة‪‌،‬أك‌الغضب‪‌،‬أك‌العقوبة‪‌،‬أك‌نفي‌إٲباف‪‌،‬كما‌مل‌يَبتب‌عليو‌حد‌يف‌‬

‫(ُ )‌‌أخرجو‌مسلم‪‌،‬كتاب‌الطهارة‪‌،‬باب‌الصلوات‌ا‪٣‬بمس‌كا‪١‬بمعة‌إىل‌ا‪١‬بمعة‌مكفرات‌‪٤‬با‌بينهن‌ما‌اجتنبت‌الكبائر‪‌/ُ‌،‬‬
‫َِٗ‪‌،‬برقم‌ِِّّ‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌أخرجو‌الب خارم‪‌،‬كتاب‌الوصايا‪‌،‬باب‌قوؿ‌هللا‌تعاىل‪{‌:‬إف‌الذين‌يأكلوف‌أمواؿ‌اليتامى‌ظلما‌إ٭با‌يأكلوف‌يف‌بطوهنم‌نارا‌‬
‫كسيصلوف‌سعّبا}‪‌،ِٓٔ‌/ّ‌،‬برقم‌ِٕٔٔ‪‌،‬كمسلم‌كتاب‌اإلٲباف‪‌،‬باب‌بياف‌الكبائر‌كأكربىا‪‌،ِٗ‌/ُ‌،‬برقم‌ٖٗ‪‌ ‌.‬‬
‫‪‌،‬برقم‌َِٕٗ‪‌،‬كانظر‪‌:‬األقواؿ‌يف‌عدد‌الكبائر‌ىذا‌ا‪٤‬برجع‪‌/ٖ‌،‬‬
‫(ّ)‌‌جامع‌البياف‌عن‌تأكيل‌آم‌القرآف‪‌،‬للطربم‪‌ ِْٓ‌/ٖ‌،‬‬
‫ِّّ‌–‌ِٖٓ‪‌ .‬‬

‫‪91‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫الدنيا‪‌ ،‬كال ‌كعيد ‌يف ‌اآلخرة‪‌ ،‬فهو ‌صغّبة(ُ)‪‌ ،‬كلكن ‌قد ‌تكوف ‌الصغائر ‌من ‌الكبائر‌‬
‫ألسباب‪‌،‬منها‪:‬‬
‫ُ ‌‪‌ -‬اإلصرار‌كا‪٤‬بداكمة‌عليها‪‌،‬كما‌يف‌قوؿ‌ابن‌عباس‌رضي‌هللا‌عنهما‪((‌:‬ال‌كبّبة‌مع‌‬
‫االستغفار‪‌،‬كال‌صغّبة‌مع‌اإلصرار)‌(ِ)‪‌.‬‬
‫ِ ‌‪‌ -‬استصغار‌ا‪٤‬بعصية‌كاحتقارىا‪‌،‬فعن‌عائشة‌‌قالت‪‌:‬قاؿ‌يل‌رسوؿ‌هللا‌‪‌ -‬صلى‌هللا‌‬
‫عليو‌كسلم‌‪((‌:-‬يا‌عائشة‌إياؾ‌ك‪٧‬بقرات‌األعماؿ‌فإف‌‪٥‬با‌من‌هللا‌طالبا)‌(ّ)‪‌.‬‬
‫كعن‌سهل‌بن‌سعد‌‪‌-‬رضي‌هللا‌عنو‌‪‌-‬قاؿ‪‌:‬قاؿ‌رسوؿ‌هللا‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌:-‬‬
‫(إياكم‌ك‪٧‬بقرات‌الذنوب‪‌،‬كقوـ‌نزلوا‌يف‌بطن‌كاد‌فجاء‌ذا‌بعود‪‌،‬كجاء‌ذا‌بعود‪‌،‬حٌب‌‬
‫أنضجوا‌خبزهتم‪‌،‬كإف‌‪٧‬بقرات‌الذنوب‌مٌب‌يؤخذ‌هبا‌صاحبها‌هتلكو)‌(ْ)‪‌.‬‬
‫ّ‌‪‌-‬الفرح‌بالصغّبة‌كاالفتخار‌هبا‪‌،‬كأف‌يقوؿ‌ما‌رأيتِب‌كيف‌مزقت‌عرض‌فبلف‪.‬‬
‫فينبغي‌لكل‌مسلم‌أف‌يبتعد‌عن‌‪ٝ‬بيع ‌الذنوب‌صغّبىا‌ككبّبىا؛‌ليكوف‌من‌الفائزين‌يف‌‬
‫الدنيا‌كاآلخرة‪‌ .)ٓ(‌.‬‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌‌شرح‌النوكم‌على‌صحيح‌مسلم‪‌،ْْْ‌/ِ‌،‬كشرح‌العقيدة‌الطحاكية‪‌،‬البن‌أيب‌العز‪‌،‬صُْٖ‪‌ ‌‌،‬‬
‫(ِ)‌‌تقدـ‌‪ٚ‬برٯبو‌قبل‌ا‪٥‬بامش‌السابق‪‌ .‬‬
‫(ّ)‌‌أخرجو‌ابن‌ماجو‪‌،‬كتاب‌الزىد‪‌،‬باب‌ذكر‌الذنوب‪‌،ُُْٕ‌/ِ‌،‬برقم‌ِّْْ‪‌‌ ‌،‬كصححو‌األلباين‪‌،‬يف‌صحيح‌سنن‌‬
‫ابن‌ماجو‪‌،ُْٔ‌/ِ‌،‬كيف‌سلسلة‌األحاديث‌الصحيحة‪‌،‬برقم‌ُّٓ‪‌ .ُِّٕ‌،‬‬
‫(ْ)‌‌‌ ‌أخرجو ‌أ‪ٞ‬بد ‌يف ‌ا‪٤‬بسند‪،ُّّ‌ /ٓ‌،‬كصحح ‌إسناده ‌ا‪٥‬بيثمي ‌يف ‌‪٦‬بمع ‌الزكائد‪،َُٗ‌ /َُ،‬كقاؿ ‌األلباين ‌يف ‌سلسلة‌‬
‫األحاديث‌الصحيحة‪،ُِٗ‌/ُ،‬برقم‌ّٖٗ‪((‌:‬كىذا‌إسناد‌صحيح‌على‌شرط‌الشيخْب))‪‌ .‬‬
‫(ٓ)نور‌التقول‌كظلمات‌ا‪٤‬بعاصي‌يف‌ضوء‌الكتاب‌كالسنة‌(ص‪‌ ‌.‌)ٓٓ‌:‬‬

‫‪92‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث الرابع‪ :‬اجلرائم ادلستلزمة للقصاص والدية‪.‬‬


‫جعلت‌الشريعة‌القصاص‌عقوبة‌للقتل‌العمد‌كا‪١‬برح‌العمد‪‌‌،‬كالقصاص ‌معناه ‌أف‌يعاقب‌‬
‫اجملرـ ‌ٗبثل ‌فعلو‪‌ ،‬فيقتل ‌كما ‌قتل ‌كٯبرح ‌كما ‌جرح‪‌‌ ،‬كالعقوبات ‌ا‪٤‬بقررة ‌‪٥‬بذا ‌القتل ‌ىي‪‌:‬‬
‫القصاص‌‪‌ -‬الدية‌‪‌ -‬الكفارة‌‪‌ -‬ا‪٢‬برماف‌من‌ا‪٤‬بّباث‌‪‌ -‬كسيتكلم‌الباحث‌فيما‌يلي‌عن‌‬
‫ىذه‌العقوبات‌كاحدة‌بعد‌أخرل‪.‬‬
‫(أوال) ‪ :‬القصاص‪.‬‬
‫تعريف القصاص لغة‪:‬‬

‫القصاص يف اللغة(ُ)‌مأخوذ‌من‌قص‌األثر‌كىو‌اتباعو‪‌،‬كمنو‌القاص؛‌ألنو‌يتبع‌اآلثار‌‬
‫كاألخبار‪‌،‬كقص‌الشعر‌اتباع‌أثره‪‌،‬كمنو‌‪:‬‬

‫ت بِ ِو َعن ُجنُب َو ُى ْم َال يَ ْشعُ ُرو َن)ِ)‪.‬أم‌اتبعي‌‬ ‫ص َر ْ‬‫صيو فَػبَ ُ‬


‫ت ِألُ ْختِ ِو قُ ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫قولو‌تعاىل‪َ ‌(:‬وقَالَ ْ‬
‫ِ‬ ‫أثره‪ ،‬وقولو تعاىل‪‌(:‬قَ َ ِ‬
‫صصا)‌(ّ)‪،‬‬ ‫ال ذَل َ َما ُكنَّا نَػ ْب ِغ فَ ْارتَ َّدا َعلَى آثَا ِرمهَا قَ َ‬
‫‌أم‌رجعا‌من‌الطريق‌الذم‌سلكاه‌يقصاف‌األثر(ْ)‪.‬‬

‫القص‪‌:‬كىو‌القطع‪‌،‬يقاؿ‪‌:‬قصصت‌ما‌بينهما‪‌،‬أم‌قطعت‌ما‌بينهما‪‌.‬‬
‫وقيل‪ :‬أصلو من ّ‬
‫كمنو‪‌:‬أخذ‌القصاص؛‌ألف‌ا‪٤‬بقتص‌يقطع‌بدنو‌مثل‌ما‌قطع‌ا‪١‬باين(ٓ)‪‌.‬‬

‫(ُ)‌لساف‌العرب‌ٕ‪‌،ّٕ/‬ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌ِ‪٨‌،ْٕٔ/‬بتار‌الصحاح‌ِِٗ‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌سورة‌القصص‌من‌اآلية‌ُُ‪‌ .‬‬
‫(ّ)‌سورة‌الكهف‌من‌اآلية‌ْٔ‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌لساف‌العرب‌ٕ‪‌ .ٕٔ/‬‬
‫(ٓ)‌معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌ّ‪‌ .ٗٓ/‬‬

‫‪93‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وقال الليث(ُ)‪ :‬القصاص‪‌،‬كالتقاص‌يف‌ا‪١‬براحات‌شيء‌بشيء‪‌.‬كالقصاص‌ىو‌‬


‫ا‪٤‬بساكاة‪‌،‬أم‌مقابلة‌شيء‌بشيء‌مثلو(ِ)‪‌.‬‬

‫‌ويقول اجلرجاين‪‌:‬ىو‌أف‌يفعل‌بالفاعل‌مثل‌ما‌فعل(ّ)‪.‬‬

‫والعالقة بني ىذا ادلعىن‌كالقصاص‪‌:‬أف‌القاتل‌يتتبع‌أثره‌فبل‌يَبؾ‌حٌب‌يقتل‌جزاء‌لو‌‬


‫على‌ما‌فعل‪‌.‬‬
‫قال القرطيب‪"‌:‬فكأف‌القاتل‌سلك‌طريقان‌من‌القتل‌فقص‌أثره‌فيها‌كمشى‌على‌سبيلو‌يف‌‬
‫ذلك"(ْ)‪.‬‬
‫القصاص يف اصطالح الفقهاء‪:‬‬
‫‌عرؼ الشيخ عبد القادر‌عودة‌(ٓ)‪‌،‬بأنو‪:‬‬
‫‌"‪٦‬بازاة‌ا‪١‬باين‌العامد‌ٗبثل‌فعلو‌يف‌القتل‌كا‪١‬براح‌قودان"(ٔ)‪.‬‬

‫وعرفو الدكتور جنم‌عبد‌هللا‌إبراىيم‌(ٕ)‪.‬بأنو‌"‌عقوبة‌مقدرة‌با‪٤‬بماثلة‌٘بب‌حقان‌‬


‫للعبد"(ٖ)‪.‬‬

‫(ُ)‌تقدمت‌تر‪ٝ‬بتو‪‌:‬ص‪‌ .ْٔ‌:‬‬
‫(ِ)‌لساف‌العرب‌ٕ‪‌ .ٕٔ/‬‬
‫(ّ)‌التعريفات‌ُّٕ‪‌ .‬‬
‫(ْ)‌تفسّب‌القرطيب‌ِ‪‌ .ُْٔ/‬‬
‫كع‌لى ه‌م‌من‌أعبلـ‌ا‪٢‬بركة‌اإلسبلمية‌ا‪٤‬بعاصرة‪.‬‬
‫(ٓ)عبد‌القادر‌عودة‪،‬أحد‌كبار‌قياديي‌(اإلخواف‌ا‪٤‬بسلمْب)‌ٗبصر‌كمفكريهم‪ ‌،‬ى‬
‫•‌كلد‌سنة‌ُُِّىػ‌=‌َُّٗ‌ـ‌بقرية‌كفر‌ا‪٢‬باج‌شربيِب‌من‌أعماؿ‌مركز‌شربْب‌ٗبحافظة‌الدقهلية‌ٗبصر‌ألسرة‌عريقة‌تعود‌أصو‪٥‬با‌إىل‌ا‪١‬بزيرة‌‬
‫العربية‌التحق‌بكلية‌ا‪٢‬بقوؽ‌بالقاىرة‪‌،‬ك‪ٚ‬برج‌فيها‌عاـ‌َُّٗ‌ـ‪‌،‬ككاف‌من‌أكؿ‌الناجحْب‪.‬التحق‌بوظائف‌النيابة‪‌،‬مث‌القضاء‪‌،‬ككانت‌لو‌‬
‫مواقف‌غاي ‌ةن‌يف‌ا‪٤‬بثالية‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌مل‌ٯبد‌الباحث‌تر‪ٝ‬بة‌ىذا‌الدكتور‪‌ .‬‬
‫(ٕ)‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌ُ‪‌ .ْٕٓ/‬‬
‫(ٖ)‌ا‪١‬بناية‌على‌األطراؼ‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌ص‌َٕ‪‌ .‬‬

‫‪94‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ويالحظ ىنا أن بني‌ا‪٤‬بعُب‌اللغوم‌كالشرعي‌للقصاص‌التقاء‪‌،‬فمن‌معناه‌اللغوم‪‌:‬التتبع‪‌،‬‬


‫ككذلك‌يف‌الشريعة‌يتتبع‌ا‪١‬باين‌فبل‌يهمل‌من‌غّب‌عقاب‌زاجر‪‌،‬كيتتبع‌اجملِب‌عليو‌فبل‌‬
‫يهمل‌من‌غّب‌تشفية‌غيظو‪‌.‬كمن‌معناه‌ا‪٤‬بماثلة‪‌،‬إذ‌يفعل‌با‪١‬باين‌مثل‌ما‌فعل‌باجملِب‌عليو‌‬
‫من‌قتل‌أك‌‌قطع‪‌،‬أك‌جرح(ُ)‪‌.‬‬

‫مشروعية القصاص‪:‬‬

‫ككاف ‌القصاص ‌مقرران ‌يف ‌الشرائع ‌السماكية ‌السابقة ‌كشريعة ‌اليهود‪‌ .‬بدليل ‌قولو ‌تعاىل‪‌:‬‬
‫ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸‬

‫﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄﯅ ﯆ ﯇‬

‫﯈ ﯉ ﯊ ﯋ ﯌ ﯍ ﯎ ﭼ(ِ)‪.‬‬
‫كمصدر‌عقوبة‌القصاص‌ىو‌القرآف‌كالسنة‪‌،‬فا﵁‌جل‌شأنو‌يقوؿ‪ ‌:‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬

‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬

‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬

‫﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﭼ(ّ)‪‌ .‬‬

‫(ُ)‌ا‪٤‬برجع‌السابق‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بائدة‌‪‌،‬اآلية‪‌ .ْٓ:‬‬
‫(ّ)‌‌‌سورة‌البقرة‪‌،‬اآلية‌‪‌ .ُٕٗ‌-‌ُٕٖ‌:‬‬

‫‪95‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كجاءت‌السنة‌مؤكدة‌‪٤‬با‌جاء‌بو‌القرآف‪‌،‬فالرسوؿ‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌-‬يقوؿ‪"‌:‬من‌‬
‫اعتبط‌مؤمنان‌بقتل‌فهو‌قود‌بو‪‌،‬إال‌أف‌يرضى‌كيل‌ا‪٤‬بقتوؿ"(ُ)‪‌.‬كيقوؿ‪"‌:‬من‌قتل‌لو‌القتيل‌‬
‫فأىلو‌بْب‌خّبتْب‪‌،‬إف‌أحبوا‌فالقود‪‌،‬كإف‌أحبوا‌فالعقل؛‌أم‌الدية"(ِ)‪‌ ..‬‬
‫كيف‌ا‪٢‬بديث‪‌:‬ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌مسلم‌يشهد‌أف‌ال‌إلو‌إال‌هللا‪‌،‬كأين‌رسوؿ‌هللا‌إال‌بإحدل‌‬
‫ثبلث‪‌:‬النفس‌بالنفس‪‌،‬كالثيب‌الزاين‪‌،‬ا‪٤‬بفارؽ‌لدينو‌التارؾ‌للجماعة(ّ)‪.‬‬
‫كليس‌يف‌العامل‌كلو‌قدٲبو‌كحديثو‌عقوبة‌تفضل‌عقوبة‌القصاص‪‌،‬فهي‌أعدؿ‌العقوبات‪‌،‬‬
‫إذ‌ال‌ٯبازم‌اجملرـ‌إال‌ٗبثل‌فعلو‪‌،‬كىي‌أفضل‌العقوبات‌لؤلمن‌كالنظاـ؛‌ألف‌اجملرـ‌حينما‌‬
‫يعلم‌أنو‌سيجزل‌ٗبثل‌فعلو‌ال‌يرتكب‌ا‪١‬برٲبة‌غالب‌ان(ْ)‪‌ .‬‬
‫(ثانيا) ‪ :‬الدية‪.‬‬
‫تعربف الدية لغة واصطالحا واألصل يف مشروعيتها‬
‫تعرؼ الدية لغة‪‌:‬كىي‌مشتقة‌من‌األداء‪‌،‬ألهنا‌ماؿ‌يؤدل‌يف‌مقابلو‌النفس‌ا‪٤‬بتلفة‌كليان‌‬
‫أك‌جزئيان‪‌،‬يقاؿ‪‌:‬أكدل‌القاتل‌ا‪٤‬بقتوؿ‌إذا‌أعطى‌كليو‌ماالن‪‌،‬ك‪٠‬بي‌ذلك‌ا‪٤‬باؿ‌دية‌تسمية‌‬
‫للمفعوؿ‌با‪٤‬بصدر(ٓ)‪‌.‬‬
‫اصطالحا‪‌:‬ىي‌ا‪٤‬باؿ‌الواجب‌با‪١‬بناية‌على‌النفس‌أك‌ما‌دكهنا‪‌،‬كيدفع‌للمجِب‌عليو‌أك‌‬
‫أكليائو‌إف‌أكدل‌االعتداء‌ٕبياتو(ٔ)‪.‬‬

‫(ُ)‌‌ركاه‌ا‪٤‬بوطأ‌يف‌العقوؿ‪‌،‬باب‌ذكر‌العقوؿ‪‌ .)ْٖٗ‌/‌ِ(‌،‬‬
‫(ِ)‌‌ركاه‌البخارم‌يف‌صحيحو‌كتاب‌العلم‪‌،‬باب‌كتابة‌العلم‪‌ .)ُّٖ‌/‌ُ(‌،‬‬
‫(ّ )‌‌أخرجو‌البخارم‌يف‌صحيحو‪‌،‬كتاب‌الديات‪‌،‬باب‌قوؿ‌هللا‌تعاىل‪{‌:‬النفس‌بالنفس‌كالعْب‌بالعْب}(ُِ‌‪‌ ‌‌)ُٕٔ‌/‬‬
‫(ْ)‌‌‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌(ُ‌‪‌ .)ْٔٔ‌/‬‬
‫(ٓ)‌شرح‌فتح‌القدير‌البن‌ا‪٥‬بماـ‌َُ‪‌،ُِٕ/‬معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌ِ‪‌ ‌.ٗٓ/‬‬
‫(ٔ)‌ا‪٢‬بسبة‌كالسياسة‌ا‪١‬بنائية‌ِ‪‌،ِٕ/‬التعريفات‌للجرجاىن‌ص‌َُٖ‪‌ ‌.‬‬

‫‪96‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌وأصل مشروعية الدية الكتاب والسنة واإلمجاع‪.‬‬

‫سلَّ َمةٌ إِ َىل‬ ‫م‬ ‫ة‬


‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ُ‪-‬الكتاب‪:‬قولو‌تعاىل‪‌(:‬ومن قَػتَل م ْؤِمنا َخطَئا فَػتَح ِرير رقَػبة م ْؤِمنَة وِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫أ َْىلِ ِو‌)(ُ)‪‌.‬‬

‫ِ‪ -‬السنة‪‌‌:‬ما‌ركاه‌ابن‌ماجو‌بسنده‌عن‌ابن‌عباس‌–‌رضي‌هللا‌عنهما‌–‌أف‌النيب‪-‬‬
‫صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪"‌:-‬جعل‌الدية‌اثُب‌عشر‌ألفان"(ِ)‪.‬‬
‫ما‌ركاه‌أبو‌داكد‌عن‌ابن‌مسعود‌رضي‌هللا‌عنو‌قاؿ‪‌:‬قاؿ‌رسوؿ‌هللا‪"‌:‬يف‌دية‌ا‪٣‬بطأ‌‬
‫عشركف‌حقة(ّ)كعشركف‌جذعة(ْ)‌كعشركف‌بنت‌‪٨‬باض(ٓ)‌‪‌،‬كعشركف‌بنت‌لبوف(ٔ)‌‌‬
‫كعشركف‌بِب‌‪٨‬باض‌ذكر"(ٕ)‪‌.‬قولو‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم"من‌قتل‌قتيل‌فهو‌ٖبّب‌النظرين‌‬
‫(ٖ)‬
‫إماأف‌يؤدل‌كإما‌أف‌يقاد"‌‬
‫ما رواه أبو ىريرة‌أف‌امرآتاف‌من‌ىذيل‌اقتتلت‌فرمت‌إحداٮبا‌األخرل‌ٕبجر‌فقتلتهما‌‬
‫كما‌يف‌بطنها‌فاختصموا‌إىل‌النيب‪-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‪‌-‬فقضى‌أف‌دية‌جنينها‌غرة‌عبد‌‬
‫أك‌كليدة‌كقضى‌بدية‌ا‪٤‬برآة‌على‌عاقلتها"‌(ٗ)‌‬
‫‌(َُ)‬
‫اإلمجاع ‪ :‬أمجع‌العلماء‌على‌كجوب‌الدية‌عن‌ا‪٤‬بقتوؿ‌يف‌ا‪١‬بملة‬

‫(ُ)‌سورة‌النساء‌من‌اآلية‌ِٗ‪‌ ‌.‬‬
‫(ِ)‌سنن‌ابن‌ماجو‪‌،‬باب‌دية‌ا‪٣‬بطأ‌ِ‪‌ٖٕٖ/‬كقاؿ‌األلباىن‪‌:‬ىذا‌ا‪٢‬بديث‌ضعيف‪‌،‬إركاء‌الغليل‌جػ‌ٕ‪‌ ‌.ِّْ/‬‬
‫)‌‌ا‪٢‬بقة‪‌:‬ىي‌الٍب‌يصلح‌على‌ظهرىا‌ا‪٢‬بمل‌كيطرقها‌الفحل‌كىي‌الٍب‌طعنت‌يف‌السنة‌الرابعة‪‌.‬معجم‌ا‪٤‬بطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌ُ‪‌ ‌.َٖٓ/‬‬
‫‌‬ ‫(ّ‬
‫(ْ)‌‌ا‪١‬بذعة‪‌:‬ىي‌الٍب‌أتى‌عليها‌أربع‌سنْب‌كدخلت‌يف‌السنة‌ا‪٣‬بامسة‌‪‌/‬عوف‌ا‪٤‬بعبود‌ُِ‪‌ ‌.ِٖٕ/‬‬
‫(ٓ)‌‌بنت‌‪٨‬باض‪‌:‬ىي‌الٍب‌أكملت‌السنة‌األكىل‌كدخلت‌يف‌السنة‌الثانية‌ك‪ٞ‬بلت‌أمها‌‪‌/‬نيل‌األكطار‌ْ‪‌ ‌.ُٔٓ/‬‬
‫(ٔ)‌‌بنت‌لبوف‪‌:‬ىي‌الٍب‌دخلت‌يف‌السنة‌الثالثة‌كصارت‌أمها‌لبونان‌بوضع‌ا‪٢‬بمل‌‪‌/‬نبيل‌األكطار‌ْ‪‌ ‌.ُٔٔ/‬‬
‫(ٕ)‌سنن‌أىب‌داكد‌مع‌عوف‌ا‪٤‬بعبود‪‌،‬كتاب‌الديات‪‌،‬باب‌الدية‌كم‌ىى‌ُِ‪‌.ِٖٕ/‬كضعفو‌األلباىن‌يف‌سنن‌أىب‌داكد‌ص‌ُٖٔ‌ألف‌يف‌إسناده‌‬
‫ا‪٢‬بجاج‌بن‌أرطاة‌كىو‌مدلس‪,‬كخشف‌بن‌مالك‌كىو‌‪٦‬بهوؿ‪‌ ‌.‬‬
‫‌(ٖ)ركاه‌البخارم‌ُِ‌‪‌ُِٖ‌/‬يف‌الديات‪‌،‬باب‌جنْب‌ا‪٤‬برأة‪،‬‬
‫‌(ٗ)صحيح‌مسلم‌مع‌شرح‌النوكمٓ‪‌َُُ/‬‬
‫‌(َُ)اإلقناع‌يف‌مسائل‌اال‪ٝ‬باعِ‪‌ِٖٗ/‬‬

‫‪97‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقدجعلت‌الشريعة‌الدية‌عقوبة‌أصلية‌للقتل‌العمد‌إف‌عفي‌عن‌القصاص‪‌،‬كا‪١‬برح‌يف‌‬
‫شبو‌العمد‌كا‪٣‬بطأ‪‌،‬كمصدر‌ىذه‌العقوبة‌القرآف‌كسنة‌الرسوؿ‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪-‬‬
‫‪‌،‬فا﵁‌جل‌شأنو‌يقوؿ‪‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬

‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬

‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬

‫ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ ‌(ُ)‪‌.‬كالرسوؿ‌‪‌-‬صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌-‬يقوؿ‪‌:‬‬
‫"أال‌إف‌يف‌قتيل‌عمد‌ا‪٣‬بطأ‌قتيل‌السوط‌كالعصا‌كا‪٢‬بجر‌مائة‌من‌اإلبل"(ِ)‪.‬‬

‫كالدية‌مقدار‌معْب‌من‌ا‪٤‬باؿ‪‌،‬كىي‌إف‌كانت‌عقوبة‌إال‌أهنا‌تدخل‌يف‌ماؿ‌اجملِب‌عليو‌كال‌‬
‫أف‌مقدارىا‌ٱبتلف‌‬
‫‌‬ ‫تدخل‌خزانة‌الدكلة‪‌،‬كىي‌من‌ىذه‌الناحية‌أشبو‌بالتعويض‌خصوصان‌ك‬
‫تبعان‌‪١‬بسامة‌اإلصابات‌كٱبتلف‌ٕبسب‌تعمد‌ا‪١‬باين‌للجرٲبة‌كعدـ‌تعمده‌‪٥‬با‪‌،‬كمن‌ا‪٣‬بطأ‌‬
‫اعتبار‌الدية‌تعويضان‌‪٥‬بذا‌التشابو‌القوم‌بينها‌كبْب‌التعويض‪‌،‬كإذ‌الدية‌عقوبة‌جنائية‌ال‌‬
‫يتوقف‌ا‪٢‬بكم‌هبا‌على‌طلب‌األفراد‪‌،‬ككذلك‌من‌التجاكز‌اعتبارىا‌عقوبة‌خالصة‌كىي‌‬
‫ماؿ‌خالص‌للمجِب‌عليو‪‌،‬كأفضل‌ما‌يقاؿ‌يف‌الدية‌أهنا‌عقوبة‌كتعويض‌معان‪‌،‬فهي‌‬
‫عقوبة‌ألهنا‌مقررة‌جزاء‌للجرٲبة‪‌،‬كإذا‌عفا‌اجملِب‌عليو‌عنها‌جاز‌تعزير‌ا‪١‬باين‌بعقوبة‌‬
‫تعزيرية‌مبلئمة‪‌،‬كلو‌مل‌تكن‌عقوبة‌لتوقف‌ا‪٢‬بكم‌هبا‌على‌طلب‌اجملِب‌عليو‪‌،‬ك‪٤‬با‌جاز‌‬

‫(ُ)‌‌‌سورة‌النساء‌‪‌،‬اآلية‪‌ .ِٗ:‬‬
‫ِ )‌‌‌أخرجو‌النسائي‌‪‌،‬يف‌سننو‌‪‌،‬كتاب‌القسامة‪‌،‬باب‌كم‌دية‌شبو‌العمد‪‌ ‌‌.)ُْ‌/‌ٖ(‌،‬‬

‫‪98‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عند‌العفو‌عنها‌أف‌‪ٙ‬بل‌‪٧‬بلها‌عقوبة‌تعزيرية‪‌،‬كىي‌تعويض‌ألهنا‌ماؿ‌خالص‌للمجِب‌‬
‫عليو‌كألنو‌ال‌ٯبوز‌ا‪٢‬بكم‌هبا‌إذا‌تنازؿ‌اجملِب‌عليو‌عنها(ُ)‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الكفارة ‪:‬‬

‫الكفارة لغة‪ :‬قاؿ ابن فارس (ِ)الكاؼ ‪ ,‬كالفاء ‪ ,‬كالراء ‪ ,‬أصل صحيح يدؿ على معُب‬
‫كاحد‌كىو ‪ :‬السَب كالتغطية ‪ .‬يقاؿ ‪٤‬بن غطى درعو بثوبو ‪ :‬قد‌كفر درعو ‪ ,‬ك‪٠‬بي الكافر‬
‫كافر ا‪‌:‬ألنو يسَب نعم ا‪٤‬بوىل عز كجل(ّ) ‌‬
‫الكفارة اصطالحا ‪ :‬كل ما يسَب الذنب كيذىبو ‪ ,‬مث استعملت فيما كجد فيو‌صورة‬
‫‪٨‬بالفة أك انتهاؾ ‪ ،‬كإف مل يكن فيو إمث كالقاتل خطأ(ْ)‪‌ .‬‬
‫الكفارة‌‌على اإلنساف‬
‫كيطلق‌الكفارة‌بكل‌ما أكجبو الشارع سبحانو كتعاىل من خصاؿ ‌‬
‫‪٤‬بخالفة‌تقع منو تتعلق بقتلو معصوـ الدـ‌‌(ٓ)‪‌ .‬‬
‫األصل‌يف‌الكفارة‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬

‫ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ (ٔ)‪.‬‬

‫(ُ)‌‌‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌(ُ‌‪‌ :‌)ٕٔٗ‌/‬‬
‫ِ‌)‪‌.‬أ‪ٞ‬بد بن فارس بن زكريا الرازم اللغوم ‪ ,‬أبو ا‪٢‬بسْب ‪ .‬كاف إماما يف علوـ شٌب خصوصا اللغة فإنو‌أتقنها ‪ .‬من مؤلفاتو (‬
‫اجململ يف اللغة (‪ ) ,‬كحلية الفقهاء ‪ ) ,‬كاف مقيما‌هبمذاف ‪ .‬مات سنة‌َّٗىػ‌كقيل‌كقيل ‪ ّٗٓ:‬ق ‪ ,‬كاألكؿ أشهر ‪ .‬البداية‬
‫كالنهاية‌‪ّّٓ/ُُ‌،‬ق‌‪‌،‬كشدرات‌الذىب‌ّ‪.ُِّ/‬‬
‫ّ)‌معجم ا‪٤‬بقاييس يف اللغة ‪,‬ص َّٗ ‪,‬باب الكاؼ كالفاء كما يثلثهما ‪,‬كلساف العرب‪‌،ُْٕ /ٓ‌،‬مادة( كفر)‌‪ ،‬ك‪٨‬بتار‌‬
‫الصحاح ص ّٕٓ ‪,‬مادة‌(ؾ‌ؼ‌ر ( ‪‌ .‬‬
‫ْ)‌‪ٙ‬برير ألفاظ التنبيو ‪,‬ص ُِٓ ‪,‬كهتذيب األ‪٠‬باء كاللغات ‪‌ .ُُٔ/ّ,‬‬
‫ٓ)‌سوؼ‌يأيت‌الكبلـ‌عن‌خصاؿ‌الكفارة‌يف‌الفصل‌الثاين‌من‌ىذا‌البحث‪‌ .‬‬
‫(ٔ)‌‌‌سورة‌النساء‌‪‌،‬اآلية‪‌ .ِٗ:‬‬

‫‪99‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كالكفارة‌عقوبة‌أصلية‌كىي‌عتق‌رقبة‌مؤمنة‪‌،‬فمن‌مل‌ٯبدىا‌أك‌ٯبد‌قيمتها‌يتصدؽ‌هبا‌‬
‫فعليو‌صياـ‌شهرين‌متتابعْب‪‌،‬فالصوـ‌عقوبة‌بدلية‌ال‌تكوف‌إال‌إذا‌امتنع‌تنفيذ‌العقوبة‌‬
‫األصلية‪‌،‬كظاىر‌النص‌أف‌الكفارة‌شرعت‌يف‌القتل‌ا‪٣‬بطأ‪‌،‬كمن‌ا‪٤‬بتفق‌عليو‌أهنا‌كاجبة‌‬
‫التشريع‌يف‌القتل‌ا‪٣‬بطأ‪‌،‬ككذلك‌القتل‌شبو‌العمد؛‌ألنو‌يشبو‌ا‪٣‬بطأ‌من‌كجو‌إذا‌ا‪١‬باين‌‬
‫ال‌يقصد‌قتل‌اجملِب‌عليو‪.‬كلكن‌الفقهاء‌اختلفوا‌يف‌كجوب‌الكفارة‌يف‌القتل‌العمد‪‌،‬‬
‫فمذىب‌أبو‌حنيفة‌أف‌ال‌كفارة‌يف‌القتل‌العمد؛‌ألف‌الكفارة‌من‌العقوبات‌ا‪٤‬بقدرة‌فبلبد‌‬
‫من‌النص‌عليها(ُ)‌‪.‬‬

‫كال‌يوجب‌مالك‌الكفارة‌يف‌القتل‌العمد‌كلكنو‌يراىا‌مندكبان‌إليها‌يف‌العمد‌الذم‌مل‌‬
‫يقتص‌فيو‌سواء‌كاف‌عدـ‌القصاص‌راجعان‌‪٤‬بانع‌شرعي‌أك‌للعفو(ِ)‌‪‌‌.‬‬
‫‌فّبل‌الشافعي‌أهنا‌٘بب‌يف‌القتل‌العمد؛‌ألهنا‌إذا‌كجبت‌يف‌القتل‌ا‪٣‬بطأ‌مع‌عدـ‌ا‪٤‬بأمث‌‬
‫فؤلف‌ٯبب‌يف‌العمد‌كقد‌تغلظ‌باإلمث‌أكىل(ّ)‪.‬‬
‫‌كأل‪ٞ‬بد‌رأم‌يتفق‌مع‌رأم‌الشافعي‌كلكن‌ا‪٤‬بشهور‌يف‌ا‪٤‬بذىب‌أف‌ال‌كفارة‌يف‌القتل‌‬
‫العمد؛‌ألف‌نص‌القتل‌العمد‌جاء‌خلوان‌من‌الكفارة(ْ)‪‌.‬‬
‫كال‌يفرؽ‌مالك‌كالشافعي‌كأ‪ٞ‬بد‌يف‌القتل‌الذم‌٘بب‌فيو‌الكفارة‌بْب‌أف‌يكوف‌القتل‌‬
‫مباشران‌أك‌بالتسبب‪‌،‬كلكن‌أبا‌حنيفة‌يرل‌أف‌ال‌كفارة‌يف‌القتل‌بالتسبب‌أيان‌كاف‌نوعو‪‌،‬‬
‫كلو‌كاف‌خطأ(ٓ)‪‌.‬‬

‫(ُ)‌‌‌البحر‌الرائق‌(ٖ‌‪‌ ‌.)ُِٗ/‬‬
‫اىب‌ا‪١‬بليل‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌عبد‌هللا‌الرعيِب‌ا‪٤‬بالكي‪)ِٖٔ/‌ٔ(‌،‬طّ‪ُُِْ‌،‌/‬ىػ‌‪ُِٗٗ‌-‬ـ‌‪‌،‬دار‌الفكر‌‪‌ ‌.‬‬
‫ُّ‬ ‫(ِ)‌‌‌مو‬
‫(ّ)‌‌‌ا‪٤‬بهذب‌يف‌فقو‌اإلماـ‌الشافعي‌‪‌،‬لئلماـ‌أيب‌إسحاؽ‌إبراىيم‌الشّبازم‌‪‌ ‌.‌)ّّْ/ِ(،‬‬
‫(ْ)‌‌‌ا‪٤‬بغِب‌‪٤‌،‬بوفق‌الدين‌ابن‌قدامة‌ا‪٤‬بقدسي‪‌)َْ/َُ(‌،‬طّ‪ُُْٖ‌‌/‬ىػ‪ُٕٗٗ-‬ـ‌دار‌عامل‌الكتب‌للطباعة‌كالنشر‌‌‪‌ ‌.‬‬
‫(ٓ)‌‌‌الشرح‌الصغّب‌الشيخ‌أ‪ٞ‬بد‌الدردير‪ٕ‌،‬باشية‌الصاكم‪‌‌)ِْٓ/ْ(‌،‬دار‌ا‪٤‬بعارؼ‌ٗبصر‪‌.‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‪‌ ‌.‬‬

‫‪111‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫(رابعا) ‪ :‬احلرمان من ادلرياث‪:‬‬


‫ا‪٢‬برماف‌من‌ا‪٤‬بّباث‌عقوبة‌تبعية‌تصيب‌القاتل‌تبعان‌للحكم‌عليو‌بعقوبة‌القتل‪‌،‬كاألصل‌‬
‫يف‌ذلك‌قولو‌عليو‌الصبلة‌كالسبلـ‪"‌:‬ليس‌للقاتل‌شيء‌من‌ا‪٤‬بّباث"(ُ)‪.‬‬
‫كقد‌اختلف‌الفقهاء‌اختبلفان‌كبّبان‌يف‌ا‪٢‬برماف‌من‌ا‪٤‬بّباث‌ٕبيث‌ال‌يتفق‌مذىباف‌يف‌ىذه‌‬
‫ا‪٤‬بسألة‪.‬‬
‫فمالك‌يرل‌أف‌القتل‌ا‪٤‬بانع‌من‌ا‪٤‬بّباث‌ىو‌القتل‌العمد‌العدكاف‪‌،‬سواء‌كاف‌القتل‌مباشرة‌‬
‫أك‌تسببان‪‌،‬كسواء‌اقتص‌من‌القاتل‌أك‌عفي‌عن‌القصاص‌لسبب‌ما‪‌.‬أما‌القتل‌ا‪٣‬بطأ‌فبل‌‬
‫ٰبرـ‌القاتل‌من‌ا‪٤‬بّباث‌كإ٭با‌ٰبرمو‌فقط‌من‌الدية‌الٍب‌كجبت‌بالقتل(ِ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫كأبو‌حنيفة‌يرل‌حرماف‌القاتل‌من‌ا‪٤‬بّباث‌أيان ‌كاف‌نوع‌القتل‪‌،‬بشرط‌أف‌يكوف‌القتل‌‬
‫مباشرة‌ال‌تسببان‪‌،‬كأف‌يكوف‌عدكانان‪‌،‬كأف‌ال‌يكوف‌من‌صغّب‌أك‌‪٦‬بنوف(ّ)‪‌ .‬‬
‫كالرأم‌الراجح‌يف‌ا‪٤‬بذىب‌يقضي‌ٕبرماف‌الصغّب‌كاجملنوف‌من‌ا‪٤‬بّباث‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫(ُ)‌‌‌أخرجو‌أبو‌داكد‌يف‌سننو‌كتاب‌الديات‪‌،‬باب‌ديات‌األعضاء‪‌.‬رقم‌(ْْٔٓ)‪‌ .‬‬
‫(ِ)‌‌‌شرح‌الدردير‌جْ‌صِّْ‪‌،‬مواىب‌ا‪١‬بليل‌جٔ‌صِِْ‪‌ .‬‬
‫(ّ)‌‌‌البحر‌الرائق‌جٖ‌صْٖٖ‪‌ ،‬‬

‫‪111‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫مفهىم العقىبة وأقسامها‪ ،‬وأنىاع التعزير‬
‫‌‬
‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف العقوبة لغة واصطالحا‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام العقوبات‪.‬‬
‫‌‬

‫ادلبحث الثالث‪ :‬أنواع التعزير‪.‬‬ ‫‌‬


‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‪112‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف العقوبة لغة واصطالحا‪.‬‬


‫تعريف العقوبة‬
‫أوال ‪ :‬تعريف العقوبة لغة ‪.‬‬
‫‌‌‌عقب‪‌:‬عقب‌كل‌شيء‪‌،‬كعقبو‪‌،‬كعاقبتو‪‌،‬كعاقبو‪‌،‬كعقبتو‪‌،‬كعقباه‪‌،‬كعقبانو‪‌ :‬‬
‫كيف‌التنػزيل‌العزيز‌‪‌:‬ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ ‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫‌(أعقب) ‌الرجل ‌ترؾ ‌كلدا ‌كاإلبل ‌عقبت ‌كاألمر ‌حسنت ‌عاقبتو ‌كبْب ‌الشيئْب ‌أتى‌‬
‫بأحدٮبا‌بعد‌اآلخر‌كعن‌الشيء‌رجع‌عنو‌كفبلنا‌يف‌الراحلة‌كالعمل‌كغّبٮبا‌خلفو‌كفبلنا‌‬
‫بإحسانو‌جازاه‌ٖبّب‌كالطائف‌فبلنا‌عاكده‌ا‪١‬بنوف‌يف‌أكقات(ِ)‌‪‌ .‬‬
‫كالعاقب‪‌:‬اآلخر‪‌.‬كما‌يف‌ا‪٢‬بديث‪‌:‬أنا‌العاقب‌(ّ)‪‌.‬أم‌آخر‌الرسل(ْ)؛‌ ‌‬
‫(عقب)‌فبلف‌تتبع‌حقو‌ليسَبده‌كفبلف‌يف‌الصبلة‌جلس‌بعد‌أف‌صلى‌لصبلة‌أخرل‌أك‌‬
‫لغّبىا‌كرجع‌كيف‌التنػزيل‌العزيز‌ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﭼ‌‌‌‌(ٓ)‌‪ ‌‌‌‌‌.‬كالقاضي‌على‌حكم‌سلفو‌‬
‫(ٔ)‌‪.‬‬
‫حكم‌بغّبه‌كيف‌التنػزيل‌‪‌‌:‬ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ‬

‫‌(تعاقب) ‌الشيئاف ‌خلف ‌أحدٮبا ‌اآلخر ‌كيف ‌ا‪٢‬بديث"يتعاقبوف ‌فيكم ‌مبلئكة ‌بالليل‌‬
‫كمبلئكة‌بالنهار‌كٯبتمعوف‌يف‌صبلة‌الفجر‌كصبلة‌العصر‌"‌(ٕ)‌‪‌‌‌،‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌سورة‌الشمس‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ُٓ‌:‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌معجم‌مقاييس‌اللغة‌‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسْب‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌فارس‌بن‌زكريا‪(‌،‬ج‌ْ‪‌،‌)ٕٕ‌/‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌ا‪١‬بامع‌الَبمذم‌كتاب‌األدب‌‪‌،‬باب‌ما‌جاء‌يف‌أ‪٠‬باء‌النيب‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم‌‪‌،‬برقم‌‪(‌)َِْٖ(‌:‬جٓ‪/‬ص‪‌.ُّٓ‌‌:‬‬
‫( ْ )‌‌‌‌قاؿ‌أبو‌عيسى‌ىذا‌حديث‌حسن‌صحيح‪‌.‬كصححو‌األلباين‌يف‌‪٨‬بتصر‌الشمائل‌ا﵀مدية‌‪‌،‬للَبمذم‪(‌،‬ص‪‌:)َُٗ‌:‬‬
‫‌‬ ‫( ٓ)‌‌‌‌‌سورة‌النمل‌‪‌،‬اآلية‌‪َُ‌:‬‬
‫‌‬ ‫( ٔ)‌‌‌‌‌سورة‌الرعد‌‪‌،‬اآلية‌‪ْْ‌:‬‬
‫( ٕ )‌‌‌‌‌أخرجو‌البخارم‌‌أيب‌عبد‌هللا‌‪٧‬بمد‌بن‌إ‪٠‬باعيل‌بن‌إبراىيم‌ابن‌ا‪٤‬بغّبة‌بن‌بردزبة‌البخارم‌ا‪١‬بعفي‌يف‌صحيحو‌‪‌،‬كتاب‌‬
‫مواقيت‌الصبلة‌‪‌،‬باب‌فضل‌صبلة‌العصر‌(جُ‪/‬ص‪‌،‌)َِّ‌:‬برقم‌‪‌)َّٓ(‌،‬‬

‫‪113‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌(العاقبة)‌الولد‌كالنسل‌كا‪١‬بزاء‌با‪٣‬بّب‌كآخر‌كل‌شيء‌أك‌خا‪ٛ‬بتو‌(ُ)‪.‬‬
‫‌(العقب)‌آخر‌كل‌شيء‌كخا‪ٛ‬بتو‌كيف‌التنػزيل‌العزيز‌ﭽ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ(ِ)‪‌.‬‬
‫‌(العقوبة)‌العقاب‌كمنو‌قانوف‌العقوبات(ّ)‌‪.‬‬
‫‌(ا‪٤‬بعقبات)‌مبلئكة ‌النهار ‌كالليل ‌كيف ‌التنػزيل ‌العزيز ‌ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﭼ (ْ)‌‪‌‌،‬كالتسبيحات‌ٱبلف‌بعضها‌بعضا‌‬
‫ثانيا تعريف العقوبة شرعا‪:‬‬
‫تأيت‌العقوبة‌يف‌معُب‌الشرع‌على‌معاف‌منها‌‪‌ ‌:‬‬
‫‪ -‬أهنا‌‪ٚ‌،‬بتص‌بالعذاب‌‌كىي‪‌:‬عند‌ا‪٢‬بنابلة‌ا‪٢‬بدكد‌كالقصاص‌(‪‌ .‌)5‬‬
‫‪ -‬كٗبعُب‌العقاب‪‌:‬بكسر‌العْب‪‌،‬ا‪١‬بزاء‌الذم‌يناؿ‌االنساف‌على‌فعل‌الشر‌(‪‌ .)6‬‬
‫فقد‌جاء‌لفظ‌(العقوبة‌كما‌يف‌معناه‌)‌يف‌القرآف‌الكرًن‌‌على‌ستة‌أكجو‌(ٕ)‪‌ .‬‬
‫الوجو األول ‪‌ ‌:‬‬
‫‌‌‌‌العقوبة ‌‪‌:‬الغنيمة ‌‌‌كقولو ‌تعاىل ‌‪‌:‬ﭽ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬

‫ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ (ٖ)‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌لساف‌العرب‌‪‌،‬ابن‌منظور‌األنصارم‌‌‬
‫( ِ)‌‌‌‌‌سورة‌الكهف‪‌،‬اآلية‌‪‌ْْ‌:‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌ا‪٤‬بعجم‌الوسيط‌‪‌،‬إبراىيم‌مصطفى‌ػ‌‪(‌،‬جِ‪/‬ص‪‌،‌)ُِٔ‌:‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌‌سورة‌الرعد‌‪‌،‬اآلية‌‪ُُ‌:‬‬
‫( ٓ)‌‌‌‌القاموس‌الفقهي‌لغة‌كاصطبلحا‌‪‌،‬سعدم‌أبو‌جيب‌‪(‌،‬ص‪‌،‌)ِْٓ‌:‬طِ‪‌َُْٖ‌‌/‬ىػ‌=‌ُٖٖٗ‌ـ‌‪‌،‬دار‌الفكر‪‌.‬‬
‫( ٔ)‌‌‌‌معجم‌لغة‌الفقهاء‌‪‌،‬حامد‌صادؽ‌قنييب‌(ص‪‌،)ُّٔ‌:‬طِ‪‌َُْٖ‌/‬ىػ‌‪‌ُٖٖٗ‌-‬ـ‌‪‌،‬دار‌النفائس‌للطباعة‌كالنشر‪.‬‬
‫( ٕ)‌‌‌‌قاموس‌القرآف‌‪‌،‬ا‪٢‬بسْب‌بن‌‪٧‬بمد‌الدامغاين‌‪(،‬ص‪‌،)ِّٗ‌:‬طّ‪َُٖٗ‌/‬ـ‪‌،‬دار‌العلم‌للمبليْب‪‌‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‪.‬‬
‫( ٖ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٤‬بمتحنة‌‪‌،‬اآلية‪ُُ‌:‬‬

‫‪114‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫{فىػ ىعاقىػٍبتي ٍ‌م}‌‪‌:‬أم‌أصبتموىم‌يف‌القتاؿ‌بعقوبة‌حٌب‌غنمتم‌منهم‪‌ .)ُ(‌.‬‬


‫الوجو الثاين‪:‬‬
‫‌عاقب‌أم‌قاتل‌كقولو‌تعاىل‌ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ‌(ِ)‪‌ .‬‬
‫(ْ)‪‌ .‬‬
‫‌‬ ‫قاؿ‌ا‪٢‬بسن‌البصرم(ّ)‌‪‌:‬يعِب‌قاتل‌ا‪٤‬بشركْب‌كما‌قاتلوه‬
‫الوجو الثالث ‪:‬‬
‫العقوبة‌ا‪٤‬بثلة‌فذلك‌مثل‌قولو‌تعاىل‪‌:‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ (ٓ)‪‌ .‬‬
‫كا‪٤‬بعُب‌‪‌:‬إف‌صنع‌بكم‌صنيع‌سوء‌من‌قتل‌أك‌‪٫‬بوه‌‪‌،‬فقابلوه‌ٗبثلو‌كال‌تزيدكا‌عليو ‌‬
‫فمثٌلوا‌ٗبثل‌ما‌مثل‌بكم‌‪‌ .‬‬
‫يعِب‌ك‌اف‌ ي‌م‌ثٌل‌بكم‌ ‌‬
‫قاؿ‌الز‪٨‬بشرم (ٔ)‪‌:‌ .‬ركم ‌أف ‌ا‪٤‬بشركْب ‌مثلوا ‌با‪٤‬بسلمْب ‌يوـ ‌أحد ‌‪‌:‬بقركا ‌بطوهنم ‌كقطعوا‌‬
‫مذاكّبىم‌‪‌،‬ما‌تركوا‌أحد‌ان‌غّب‌‪٩‬بثوؿ‌بو‌إال‌حنظلة‌بن‌الراىب‌‪‌،‬فوقف‌رسوؿ‌هللا‌(صلى‌‬
‫هللا‌عليو‌كسلم‌)‌على‌‪ٞ‬بزة‌كقد‌مثل‌بو‌‪‌،‬كركم‌‪‌:‬فرآه‌مبقور‌البطن‌فقاؿ‌‪(‌:‬أما‌كالذم‌‬
‫أحلف‌بو‌‪‌،‬لئن‌أظفرين‌هللا‌هبم‌ألمثلن‌بسبعْب‌مكانك‌)‌فنزلت‌اآلية‌السابقة‌‌(ٕ)‌‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌ركائع‌البياف‌تفسّب‌آيات‌األحكاـ‌‪٧‌،‬بمد‌علي‌الصابوين‌‪(‌،‬جِ‪/‬ص‪‌،‌)ُٓٓ‌:‬طّ‪‌ ََُْ‌،/‬ىػ‌‪‌ َُٖٗ‌ -‬ـ‪‌،‬‬


‫مكتبة‌الغزايل‌‪‌-‬دمشق‪‌،‬مؤسسة‌مناىل‌العرفاف‌‪‌-‬بّبكت‬
‫( ِ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بج‌‪‌،‬اآلية‪َٔ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌‌‌ىو‌ا‪٢‬بسن‌بن‌يسار‌البصرم‪‌،‬تابعي‪‌،‬كاف‌أبوه‌يسار‌من‌سيب‌ميساف‪‌،‬موىل‌لبعض‌األنصار‪‌.‬كلد‌با‪٤‬بدينة‌ككانت‌أمو‌‬
‫ترضع‌ألـ‌سلمة‪‌.‬رأل‌بعض‌الصحابة‪‌،‬ك‪٠‬بع‌من‌قليل‌منهم‪[‌.‬األعبلـ‌للزركلي‌ِ‌‪‌ ‌]ِِْ‌/‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌تفسّب‌البغوم‌‪(،‬جّ‪/‬ص‪‌،‌،‌)ّْٗ‌:‬طُ‪‌َُِْ‌،‌‌/‬ىػ‌‌‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–بّبكت‌‪.‬‬
‫( ٓ)‌‌‌‌سورة‌النحل‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ُِٔ‌:‬‬
‫( ٔ)‌‌‌‌ىو ‌‪٧‬بمود ‌بن ‌عمر ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد‪‌ ،‬أبو ‌القاسم‪‌ ،‬ا‪٣‬بوارزمي‪‌ ،‬الز‪٨‬بشرم ‌من ‌كبار ‌ا‪٤‬بعتزلة‪‌.‬مفسر‪٧‌ ،‬بدث‪‌ ،‬متكلم‪‌،‬‬
‫‪٫‬بوم‪‌،‬كلد‌يف‌ز‪٨‬بشر‌من‌قرل‌خوارزـ‪‌،‬كرحل‌إىل‌مكة‌فجاكر‌هبا‌ك‪٠‬بي‌جار‌هللا‪‌/‬معجم‌ا‪٤‬بؤلفْب‌ُِ‌‪ُٖٔ‌/‬‬
‫( ٕ )‌‌‌‌الكشاؼ‌عن‌حقائق‌التنزيل‌كعيوف‌األقاكيل‌يف‌كجوه‌التأكيل‌‪‌،‬أبو‌القاسم‌‪٧‬بمود‌بن‌عمرك‌بن‌أ‪ٞ‬بد‪‌،‬الز‪٨‬بشرم‌جار‌‬
‫هللا‌(ا‪٤‬بتوىف‪ّٖٓ‌:‬ىػ)‌(جِ‪/‬ص‪ٙ)َِٔ‌:‬بقيق‪‌:‬عبد‌الرزاؽ‌ا‪٤‬بهدم‌‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌‪‌-‬بّبكت‬

‫‪115‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫الوجو الرابع ‪:‬‬


‫‌العقاب‌العذاب‌بعينو‌كذلك‌قولو‌تعاىل‌‪‌:‬ﭽ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﭼ (ُ)‌‪‌ .‬‬
‫الوجو اخلامس ‪:‬‬
‫(ِ)‌‪.‬‬
‫‌‬ ‫العاقبة‌آخر‌الشىء‌مثل‌قولو‌تعاىل‌‪‌‌:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ‬

‫يف ‌النَّا ً‌ر ‌ ىخالً ىديٍ ً‌ن} ‌يعِب‌‬


‫{فى ىكا ى‌ف ‌ ىعاقًبىتىػ يه ىما}‌أم‌عاقبة ‌الشيطاف‌كذلك‌اإلنساف ‌{‌أىنػَّ يه ىما‌ً ‌‬
‫فكاف‌اخر‌أمرٮبا(ّ)‪‌ .‬‬
‫الوجو السادس ‪:‬‬
‫‌‌العقىب‌ا‪٤‬بأكل‌قولو‌سبحانو‌ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ (ْ)‪‌ .‬‬
‫(ٓ)‪.‬‬
‫عقىب‌الذين‌اتقوا‌مآ‪٥‬بم‌كمنتهى‌أمرىم‬
‫كفرؽ ‌بعضهم ‌بْب ‌العقوبة ‌كبْب ‌العقاب‪‌:‬بأف ‌ما ‌يلحق ‌اإلنساف ‌إذا ‌كاف ‌يف ‌الدنيا ‌يقاؿ‌‬
‫لو‪«‌:‬عقوبة»‌‪‌،‬كإف‌كاف‌يف‌اآلخرة‌يقاؿ‌لو‪«‌:‬عقاب»‌‌(ٔ)‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌سورة‌البقرة‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ُٗٔ‌:‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌سورة‌ا‪٢‬بشر‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ُٕ‌:‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌ا‪١‬بامع‌ألحكاـ‌القرآف‌‌‌مشس‌الدين‌القرطيب‌‌‪(،‬جُٖ‪/‬ص‪‌‌‌)ِْ‌:‬طّ‪‌ُِّْ‌،‌/‬ىػ‪‌ََِّ‌/‬ـ‌‌دار‌عامل‌الكتب‪‌،‬‬
‫الرياض‪‌،‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‪‌.‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌سورة‌الرعد‌‪‌،‬اآلية‌‪‌ّٓ‌:‬‬
‫( ٓ )‌‌‌‌تفسّب‌البيضاكم‌=‌أنوار‌التنزيل‌كأسرار‌التأكيل‪‌،‬ناصر‌الدين‌أبو‌سعيد‌عبد‌هللا‌بن‌عمر‌بن‌‪٧‬بمد‌الشّبازم‌البيضاكم‌‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪ٖٔٓ‌:‬ىػ)‌(جّ‪/‬ص‪‌)ُٖٗ‌:‬ا﵀قق‪٧‌:‬بمد‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌ا‪٤‬برعشلي‌‪‌،‬طُ‪‌ ُُْٖ‌/‬ىػ‌‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌‬
‫العريب‌–‌بّبكت‌‪‌.‬‬
‫( ٔ )‌‌‌‌معجم‌ا‪٤‬بصطلحات‌كاأللفاظ‌الفقهية‌د‌‪٧‬بمود‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌عبد‌ا‪٤‬بنعم‪‌،‬مدرس‌أصوؿ‌الفقو‌بكلية‌الشريعة‌كالقانوف‌‪‌-‬‬
‫جامعة‌األزىر(جِ‪/‬ص‪‌:)ِٓٔ‌:‬دار‌الفضيلة‌‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‬

‫‪116‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫للقتل ‌العمد ‌ىف ‌الشريعة ‌أكثر ‌من ‌عقوبة‪‌ :‬منها ‌ما ‌ىو ‌أصلى‪‌ ،‬كمنها ‌ما ‌ىو ‌تبعى‪‌.‬‬
‫كالعقوبات‌األصلية‌ىى‪:‬‬
‫ُ‌–‌القصاص‪‌ .)ُ(‌.‬‬
‫ِ‌‪‌-‬الدية‪‌ .‬‬
‫‌ّ‌‪‌-‬التعزير‌كالكفارة‌على‌رأل‪‌ .‬‬
‫األصول اليت تقوم عليها العقوبة‪:‬‬
‫‌ك‪٤‬با ‌كاف ‌الغرض ‌من ‌العقوبة ‌ىو ‌إصبلح ‌األفراد ‌ك‪ٞ‬باية ‌ا‪١‬بماعة ‌كصيانة ‌نظامها ‌فقد‌‬
‫كجب‌أف‌تقوـ‌العقوبة‌على‌أصوؿ‌‪ٙ‬بقق‌ىذا‌الغرض‌ليؤدم‌العقوبة‌كظيفتها‌كما‌ينبغي‪‌،‬‬
‫كاألصوؿ‌ا﵀ققة‌للغرض‌من‌العقوبة‌ىي‪‌ :‬‬
‫ٲبة‌‬
‫ُ ‌‪‌ -‬أف‌تكوف‌العقوبة‌ٕبيث‌‪ٛ‬بنع‌الكافة‌من‌ا‪١‬برٲبة‌قبل‌كقوعها‪‌،‬فإذا‌ما‌كقعت‌ا‪١‬بر ‌‬
‫كانت‌العقوبة‌ٕبيث‌تؤدب‌ا‪١‬باين‌على‌جنايتو‌كتزجر‌غّبه‌من‌التشبو‌بو‌كسلوؾ‌طريقو‪‌،‬‬
‫كيف‌ىذا‌قالوا‌عن‌العقوبات‪"‌:‬إهنا‌موانع‌قبل‌الفعل‌زكاجر‌بعده‪‌،‬أم‌العلم‌بشريعتها‌ٲبنع‌‬
‫(ِ)‪.‬‬
‫اإلقداـ‌على‌الفعل‌كإقاعها‌بعده‌ٲبنع‌العود‌إليو"‬
‫ِ ‌‪‌ -‬أف ‌حد ‌العقوبة ‌ىو ‌حاجة ‌ا‪١‬بماعة ‌كمصلحتها‪‌ ،‬فإذا ‌اقتضت ‌مصلحة ‌ا‪١‬بماعة‌‬
‫التشديد‌شددت‌العقوبة‪‌،‬كإذا‌اقتضت‌مصلحة‌ا‪١‬بماعة‌التخفيف‌خففت‌العقوبة؛‌فبل‌‬
‫يصح‌أف‌تزيد‌العقوبة‌أك‌تقل‌عن‌حاجة‌ا‪١‬بماعة(ّ)‪‌.‬‬
‫ّ‌‪‌-‬إذا‌اقتضت‌‪ٞ‬باية‌ا‪١‬بماعة‌من‌شر‌اجملرـ‌استئصالو‌من‌ا‪١‬بماعة‌أك‌حبس‌شره‌عنها‌‬
‫كجب‌أف‌تكوف‌العقوبة‌ىي‌قتل‌اجملرـ‌أك‌حبسو‌عن‌ا‪١‬بماعة‌حٌب‌ٲبوت‪‌،‬ما‌مل‌يتب‌‬
‫كينصلح‌حالو(ْ)‪‌‌‌.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌هناية‌ا﵀تاج‌جٕ‌صَّٓ‪.‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌شرح‌فتح‌القدير‌كماؿ‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الواحد‌السيواسي‌(ْ‪(‌)ُُِ/‬ا‪٤‬بتوىف‌‌ُٖٔىػ‌)‌دار‌الفكر‌بّبكت‪.‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌اإلقناع‌يف‌حل‌األلفاظ‌أيب‌شجاع‪‌،‬مشس‌الدين‌‌ا‪٣‬بطيب‌الشربيِب‌‪‌)ِٖٔ/ْ(‌،‬ط‪َُِّ‌–‌َُِِ‌،ِ/‬ـ‌‪‌.‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌االخبار‌العلمية‌من‌االختيارات‌الفقهية‌ابن‌تيمية‌‪،‬عبلء‌الدين‌أيب‌ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عباس‌ص‪‌،ُٕٖ‌‌،‌:‬‬

‫‪117‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ْ‌‪‌-‬أف‌كل‌عقوبة‌تؤدم‌لصبلح‌األفراد‌ك‪ٞ‬باية‌ا‪١‬بماعة‌ىي‌عقوبة‌مشركعة‪‌،‬فبل‌ينبغي‌‬
‫االقتصار‌على‌عقوبات‌معينة‌دكف‌غّبىا(ُ)‪‌‌.‬‬
‫ٓ ‌‪‌ -‬أف ‌تأديب ‌اجملرـ ‌ليس ‌معناه ‌االنتقاـ ‌منو‪‌ ،‬كإ٭با ‌استصبلحو‪‌ ،‬كالعقوبات ‌على‌‬
‫اختبلؼ‌أنواعها‌تتفق‌‪‌‌-‬كما‌يقوؿ‌بعض‌الناس ‌‪‌ -‬يف‌أهنا‌"تأديب‌كاستصبلح‌كزجر‌‬
‫ٱبتلف‌ٕبسب‌اختبلؼ‌الذنب"(ِ)‪‌‌.‬‬
‫كالعقوبات‌"إ٭با ‌شرعت ‌ر‪ٞ‬بة ‌من ‌هللا ‌تعاىل ‌بعباده ‌فهي ‌صادرة ‌عن‌ر‪ٞ‬بة ‌ا‪٣‬بلق ‌كإرادة‌‬
‫اإلحساف‌إليهم‪‌،‬ك‪٥‬بذا‌ينبغي‌‪٤‬بن‌يعاقب‌الناس‌على‌ذنوهبم‌أف‌يقصد‌بذلك‌اإلحساف‌‬
‫(ّ)‪.‬‬
‫إليهم‌كالر‪ٞ‬بة‌‪٥‬بم‌كما‌يقصد‌الوالد‌تأديب‌كلده‪‌،‬ككما‌يقصد‌الطبيب‌معا‪١‬بة‌ا‪٤‬بريض"‬
‫كيبلحظ‌يف‌التأديب‌أنو‌ٱبتلف‌باختبلؼ‌األشخاص‪‌،‬فتأديب‌أىل‌الصيانة‌أخف‌من‌‬
‫تأديب ‌أىل ‌البذاء ‌كالسفاىة‪‌ ،‬لقوؿ ‌النيب ‌عليو ‌الصبلة ‌كالسبلـ‪"‌ :‬أقيلوا ‌ذكم ‌ا‪٥‬بيئات‌‬
‫عثراهتم" ‌(ْ)‪.‬؛ ‌كألف ‌ا‪٤‬بقصود ‌من ‌التأديب ‌الزجر ‌عن ‌ا‪١‬برٲبة ‌كأحواؿ ‌الناس ‌‪٨‬بتلفة ‌فيو‪‌،‬‬
‫فمنهم‌من‌ينزجر‌بالنصيحة‪‌،‬كمنهم‌من‌ٰبتاج‌إىل‌اللطمة‌كإىل‌الضرب‪‌،‬كمنهم‌من‌ٰبتاج‌‬
‫إىل‌ا‪٢‬ببس(ٓ)‪‌ ‌.‬‬
‫‌‬
‫‌‬

‫( ُ)‌‌‌تبصرة‌ا‪٢‬بكاـ‪‌‌،‬إبراىيم‌بن‌علي‌‪‌،‬ابن‌فرحوف‪‌،)َِٔ/ِ(‌،‬طُ‪َُْٔ‌/‬ىػ‌‪ُٖٗٔ‌-‬ـ‪،‬مكتبة‌الكليات‌األزىرية‪.‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌األحكاـ‌السلطانية‌‪،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌‪‌،‬الشهّب‌با‪٤‬باكردم‌‪‌،‬ص‌‪‌‌،‌َِٔ‌:‬دار‌ا‪٢‬بديث‌–‌القاىرة‪.‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌اختيارات‌ابن‌تيمية‪‌،‬مصدر‌سابق‌‪‌،‬صُُٕ‬
‫( ْ)‌‌‌األحكم‌السلطانية‌‪‌،‬مصدر‌سابق‌‪‌،‬صَِٔ‪.‬‬
‫( ٓ)‌‌‌‌شرح‌فتح‌القدير‪‌،‬مصدر‌سابق‌‪‌‌،‬جْ‌صُُِ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام العقوبات‪.‬‬


‫تنقسم‌العقوبة‌باعتباراهتا‌ا‪٤‬بختلفة‌إىل‌أقساـ‌كثّبة‌فتنقسم‌باعتبار‌ا‪١‬برائم‌ا‪٤‬بوجبة‌‪٥‬با‌إىل‌‬
‫ثبلثة‌أقساـ‌رئيسة‌كىي‪:‬‬
‫‌أ‪‌‌‌‌‌‌‌-‬القصاص‪‌ .‬‬
‫ب‪‌‌‌-‬ا‪٢‬بدكد‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫ج‪‌‌‌‌‌-‬التعزير‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫كتنقسم‌العقوبة‌باعتبار‌تعلقها‌ٕبقوؽ‌هللا‌تعاىل‌أك‌ٕبقوؽ‌العباد‌إىل‪‌ :‬‬
‫‌أ‪‌‌-‬عقوبة‌ىي‌حق‌هللا‌تعاىل‪‌،‬كحد‌الزنا‌كحد‌السرقة‌كحد‌الشرب‪‌ .‬‬
‫‌ب‪‌‌-‬كعقوبة‌ىي‌حق‌للعباد‌كالقصاص‪‌ .‬‬
‫‌ج‪‌‌‌‌-‬كعقوبة‌متعلقة‌با‪٢‬بقْب‌كحد‌القذؼ‪‌ .‬‬
‫كتنقسم‌باعتبار‌ىذين‌ا‪٢‬بقْب‌إىل‪‌ :‬‬
‫‌أ‪‌‌-‬عقوبة‌كاملة‌كحد‌الزنا‌كالسرقة‌كالشرب‪‌ .‬‬
‫‌ب‪‌‌-‬عقوبة‌قاصرة‌كحرماف‌القاتل‌من‌مّباث‌ا‪٤‬بقتوؿ‪‌ .‬‬
‫‌ج‪‌‌‌‌-‬كعقوبة‌فيها‌معُب‌العبادة‌كجهة‌العبادة‌غالبة‌فيها‌ككفارة‌اليمْب‌كالقتل‪‌ .‬‬
‫‌د‪‌-‬عقوبة‌فيها‌معُب‌العبادة‌كجهة‌العقوبة‌فيها‌غالبة‌ككفارة‌الفطر‌يف‌رمضاف(ُ)‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌بدائع‌الصنائع‪‌،‬للكاساين‌‪‌،ِّّ/ٕ‌،‬ركضة‌الطالبْب‪‌،‬النوكم‪‌،ٓ/ٕ‌،‬كا‪٤‬بغِب‪‌،‬للنوم‪‌ّْْ/ُُ‌‌،‬كالتشريع‌ا‪١‬بنائي‌‬
‫اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌عبد‌القادر‌عودة‌‪‌)ْ/ِ(‌،‬ك‌تيسّب‌التحرير‪٧‌،‬بمد‌أمْب‌بن‌‪٧‬بمود‌البخارم‌‬
‫ا‪٤‬بعركؼ‌بأمّب‌بادشاه‌ا‪٢‬بنفي‌(ا‪٤‬بتوىف‪ِٕٗ‌:‬ق‌‪‌،)ُٕٗ/ِ(‌،‬دار‌الفكر‌–‌بّبكت‌‪‌.‬‬
‫‌‬

‫‪119‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وتنقسم العقوبة حبسب الرابطة القائمة بينها إىل‪:‬‬


‫‌أ‪‌-‬العقوبات‌األصلية‪‌:‬كىي‌العقوبات‌ا‪٤‬بقررة‌أصبل‌للجرٲبة‌كالقصاص‌للقتل‌كالرجم‌للزنا‌‬
‫كالقطع‌للسرقة‪‌ .‬‬
‫ب‪‌‌-‬العقوبات ‌البدلية‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌‪ٙ‬بل ‌‪٧‬بل ‌عقوبة ‌أصلية ‌إذا ‌امتنع ‌تطبيق‌‬
‫‌‬
‫العقوبة‌األصلية‌لسبب‌شرعي‌‪٫‬بو‪‌:‬الدية‌إذا‌درئ‌القصاص‪‌،‬كالتعزير‌إذا‌درئ‌ا‪٢‬بد‌أك‌‬
‫القصاص‪‌ .‬‬
‫كالعقوبات‌البدلية‌ىي‌عقوبات‌أصلية‌قبل‌أف‌تكوف‌بدلية‪‌،‬كإ٭با‌تعترب‌بدال‌‪٤‬با‌ىو‌أشد‌‬
‫منها‌إذا‌امتنع‌تطبيق‌العقوبة‌األشد؛‌فالدية‌عقوبة‌أصلية‌يف‌القتل‌شبو‌العمد‌كلكنها‌‬
‫تعترب‌عقوبة‌بدلية‌بالنسبة‌للقصاص‪‌،‬كالتعزير‌عقوبة‌أصلية‌يف‌جرائم‌التعازير‌كلكن‌ٰبكم‌‬
‫بو‌بدال‌من‌القصاص‌أك‌ا‪٢‬بد‌إذا‌امتنع‌ا‪٢‬بد‌أك‌القصاص‌لسبب‌شرعي‪‌ .‬‬
‫ج ‌‪‌-‬العقوبات ‌التبعية‪‌:‬ىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌تصيب ‌ا‪١‬باين ‌بناء ‌على ‌ا‪٢‬بكم ‌بالعقوبة‌‬
‫األصلية‌كدكف‌حاجة‌للحكم‌بالعقوبة‌التبعية‪‌،‬كمثلها‌حرماف‌القاتل‌من‌ا‪٤‬بّباث‪‌،‬فا‪٢‬برماف‌‬
‫يَبتب‌على‌ا‪٢‬بكم‌على‌القاتل‌بعقوبة‌القتل‌كال‌يشَبط‌فيو‌صدكر‌حكم‌با‪٢‬برماف‪‌ .‬‬
‫د‪‌-‬العقوبات ‌التكميلية‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌تصيب ‌ا‪١‬باين ‌بناء ‌على ‌ا‪٢‬بكم ‌بالعقوبة‌‬
‫األصلية ‌بشرط ‌أف ‌ٰبكم ‌بالعقوبة ‌التكميلية‪‌ .‬كمثا‪٥‬با‪‌ :‬تعليق ‌يد ‌السارؽ ‌يف ‌رقبتو ‌بعد‌‬
‫قطعها‌حٌب‌يطلق‌سراحو‌– ‌فإف‌تعليق‌اليد‌مَبتب‌على‌القطع‌كلكنو‌ال‌ٯبوز‌إال‌إذا‌‬
‫حكم‌بو(ُ)‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌ ‌‪٦‬بموع‌فتاكل‌شيخ‌اإلسبلـِٖ‪‌،َّٖ/‬كالتشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلميُ‪‌،ّّٔ/‬كالتعزيرات ‌البدنية‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌‬


‫لثقيل‌بن‌سائر‌الشمرم‌ص‪.َِ/‬‬

‫‪111‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وتنقسم العقوبة من حيث سلطة القاضي يف تقديرىا إىل‪:‬‬


‫‌أ‪‌-‬عقوبات‌مقدرة‪‌:‬كىي‌العقوبات‌الٍب‌عْب‌الشارع‌نوعها‌كحدد‌مقدارىا‌كأكجب‌على‌‬
‫القاضي‌أف‌يوقعها‌دكف‌أف‌ينقص‌منها‌أك‌يزيد‌فيها‌أك‌يستبدؿ‌هبا‌غّبىا‪‌،‬كيسمى‌ىذا‌‬
‫النوع‌من‌العقوبات‌بالعقوبات‌البلزمة‌ألف‌كيل‌األمر‌ليس‌لو‌إسقاطها‌كال‌العفو‌عنها‪‌ .‬‬
‫ب‪‌-‬عقوبات ‌غّب ‌مقدرة‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌يَبؾ ‌للقاضي ‌اختيار ‌نوعها ‌من ‌بْب‌‬
‫‌‬
‫‪٦‬بموعة ‌من ‌العقوبات ‌كتقدر ‌حكمها ‌ٕبسب ‌ما ‌يراه ‌من ‌ظركؼ ‌ا‪١‬برٲبة ‌كحاؿ ‌اجملرـ‪‌،‬‬
‫كتسمى‌ىذه‌العقوبات‌بالعقوبات‌ا‪٤‬بخّبة‪‌،‬ألف‌للقاضي‌أف‌ٱبتار‌من‌بينها(ُ)‪‌ .‬‬
‫كتنقسم‌العقوبة‌من‌حيث‌‪٧‬بلها‌إىل‪‌ :‬‬
‫‌أ‪‌‌-‬عقوبة‌بدنية‪‌:‬كىي‌العقوبات‌الٍب‌تقع‌على‌جسم‌اإلنساف‌كالقتل‌كا‪١‬بلد‌كا‪٢‬ببس‪‌ .‬‬
‫ب‪‌-‬عقوبات‌نفسية‪‌:‬كىي‌العقوبات‌الٍب‌تقع‌على‌نفس‌اإلنساف‌دكف‌جسمو‌كالنصح‌‬
‫كالتوبيخ‌كالتهديد‪‌ .‬‬
‫ج‪‌-‬عقوبات ‌مالية‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌تصيب ‌ماؿ ‌الشخص ‌كالدية ‌كالغرامة‌‬
‫كا‪٤‬بصادرة(ِ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫( ُ)‌‌‌‌ ‌فتح‌القدير‌‪‌،‬كماؿ‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الواحد‌السيواسي‌ا‪٤‬بعركؼ‌بابن‌ا‪٥‬بماـ‌‪‌،)ُِّ/ٓ(‌،‬ك‪٦‬بموع‌فتاكل‌شيخ‌‬
‫اإلسبلـِٖ‪‌‌،َّٖ/‬‬
‫ِ‬
‫( )‌‌‌‌‌‌الطرؽ‌ا‪٢‬بكمية‌يف‌السياسة‌الشرعية‌‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌أيوب‌مشس‌الدين‌ابن‌قيم‌ا‪١‬بوزية‌‪‌،‬ص‪‌،ِٔٓ/‬مطبعة‌ا‪٤‬بدين‌–‌القاىرة‌‬
‫‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‬

‫‪111‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫وتنقسم العقوبات حبسب اجلرائم اليت فرضت عليها إىل‪:‬‬


‫أ‪‌‌‌-‬عقوبات‌ا‪٢‬بدكد‪‌:‬كىي‌العقوبات‌ا‪٤‬بقررة‌على‌جرائم‌ا‪٢‬بدكد‪‌ .‬‬
‫ب‪‌-‬عقوبات‌القصاص‌كالدية‪‌:‬كىي‌العقوبات‌ا‪٤‬بقررة‌‪١‬برائم‌القصاص‌كالدية‪‌ .‬‬
‫ج‪‌-‬عقوبات ‌الكفارات‪‌:‬كىي ‌عقوبات ‌مقررة ‌لبعض ‌جرائم ‌القصاص ‌كالدية ‌كبعض‌‬
‫جرائم‌التعازير‪‌ .‬‬
‫د‪‌‌-‬عقوبات‌التعازير‪‌:‬كىي‌العقوبات‌ا‪٤‬بقررة‌‪١‬برائم‌التعازير(ُ)‪‌ .‬‬
‫كىناؾ‌عقوبات‌أخرل‌ٕبثها‌الفقهاء‌ىي‪‌ :‬‬
‫أ‪‌‌-‬الغرة‪‌:‬الغرة ‌من ‌كل ‌شيء ‌أكلو‪‌ .‬كىي ‌ضماف ‌ٯبب ‌يف ‌ا‪١‬بناية ‌على ‌ا‪١‬بنْب‪‌ ،‬كتبلغ‌‬
‫قيمتها‌نصف‌عشر‌الدية‌كىي‌‪ٟ‬بس‌من‌اإلبل‌أك‌‪ٟ‬بسمائة‌درىم‪‌ .‬‬
‫ب‪‌-‬األرش‪‌:‬يطلق‌األرش‌غالبا‌على‌ا‪٤‬باؿ‌الواجب‌يف‌ا‪١‬بناية‌على‌ما‌دكف‌النفس‪‌،‬كقد‌‬
‫يطلق‌على‌بدؿ‌النفس‪‌،‬فهو‌نوع‌من‌الدية(ِ)‪‌ .‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‌‬
‫‌‌‬
‫‌‌‬

‫‌‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌ُ‪.ّْٔ-ِّٔ/‬‬
‫ِ‬
‫( )‌‌‌‌ ‌حاشية‌ابن‌عابدين‌ٓ‪‌،ّٕٕ/‬كجواىر‌اإلكليل‌ُ‪‌،َّّ/‬حاشية‌ا‪١‬بمل‌على‌ا‪٤‬بنهج‌لشيخ‌اإلسبلـ‌زكريا‌األنصارم‌‪‌،‬العبلمة‌‬

‫الشيخ‌سليماف‌ا‪١‬بمل‪‌،‌)َُُ/ٓ(،‬دار‌الفكر‌–‌بّبكت‌‪‌.‬كا‪٤‬بغِب‪‌،‬البن‌قدامة‌‪.َْٗ/‌‌،‬‬

‫‪112‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ادلبحث الثالث‪ :‬أنواع التعزير‪.‬‬


‫تعريف ‌عقوبة ‌التعزير ‌لعقوبة ‌لتعزير ‌معنياف؛ ‌معُب ‌عند ‌أىل ‌اللغة ‌كمعُب ‌يف ‌اصطبلح‌‬
‫الفقهاء‌كفيما‌يلي‌بياف‌ىذه‌ا‪٤‬بعاين‪‌ ‌:‬‬
‫التعزير لغة ‪:‬‬
‫التعزير ‌لغة‪‌ :‬مصدر‪‌ ،‬عزره‪‌ ،‬بفتحات ‌ثبلث‪٨‌ ،‬بففان‪‌ ،‬يعزره ‌عزران ‌أك ‌تعزير‌ان(ُ)‪‌ ‌ ‌ .‬كأصلو‌‬
‫مأخوذ‌من‌العزر‪‌،‬كىو‌الرد‌كا‪٤‬بنع‌ىذا‌أصل‌معناه‌يف‌اللغة‌كما‌قرره‌غّب‌كاحد‌منهم(ِ)‪‌‌‌.‬‬
‫كقالوا ‌أيضان‪‌ :‬أنو ‌من ‌أ‪٠‬باء ‌األضداد(ّ)‪،‬فالتعزير‪‌ :‬النصرة ‌كالتعظيم ‌ ‌كمنو ‌قولو‌‬
‫تعاىل‪:‬ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﭼ(ْ)‪‌.‬كقولو‌‌ﭽ ﯤ ﭼ‌(ٓ)‪‌‌.‬‬
‫كالتعزير‪‌ :‬التأديب‪‌ ،‬لكن ‌الراغب ‌األصفهاين ‌بْب ‌أف ‌ا‪٤‬بعُب ‌الثاين ‌كىو ‌(التأديب) ‌يؤكؿ‌‬
‫للمعُب‌األكؿ‌كىو‌(النصرة‌كالتعظيم)‌(ٔ)‪‌‌.‬‬
‫قد‌ذكر‌غّب‌كاحد‌من‌أىل‌اللغة‌أف‌من‌معاين‌التعزير‌ٗبعُب‌التأديب‌لغة‪‌.‬إطبلقو‌لغة‌‬
‫على‌(الضرب‌ٗبا‌دكف‌ا‪٢‬بد‌ا‪٤‬بقدر)‌(ٕ)‪‌‌.‬‬
‫تعريف التعزير اصطالحا‪:‬‬
‫‪ٚ‬بتلف‌كلمة‌أىل‌االصطبلح‌يف‌تعريفو‌على‌كجوه‌منها‌ما‌يلي‪:‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌القاموس‪‌،‬ا﵀يط‌‪‌،‬للفّبكز‪‌‌‌،ُٗ‌/ِ‌‌،‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌‌‪٨‬بتار‌الصحاح‌ص‪‌،ِْٗ/‬كالنهاية‌البن‌األثّب‌ّ‪،ِِٖ/‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌‌‌ا‪٤‬بفردات‌للراغب‌ص‪‌،ّّّ/‬كا‪٤‬بطلع‌ص‪.ّْٕ/‬‬
‫( ‪‌‌‌‌‌)4‬سورة‌ا‪٤‬بائدة‪.‬اآلية‪‌ُِ‌:‬‬
‫( ٓ)‌‌‌‌‌سورة‌الفتح‪‌‌‌.‬اآلية‪‌ٗ‌:‬‬
‫( ٔ)‌‌‌‌‌‌ا‪٤‬بفردات‌ص‪.ّّّ/‬‬
‫( ٕ)‌‌‌‌القاموس‌ِ‪‌،ُٗ‌/‬كا‪٤‬بفردات‌ص‪‌،ّّّ/‬كمعجم‌مًب‌اللغة‌ْ‪.ِٗ/‬‬

‫‪113‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عرفها‌ا‪٢‬بنفية‪‌:‬بقو‪٥‬بم‌التعزير‌ىو‪‌:‬تأديب‌دكف‌ا‪٢‬بد)‌(ُ)‪.‬‬
‫كعرفها‌ا‪٤‬بالكية‌بقو‪٥‬بم‪‌:‬التعزير‌ىو‪‌:‬التأديب‌‪٢‬بق‌هللا‌أك‌آلدمي‌غّب‌موجب‌للحد(ِ)‪‌.‬‬
‫(ّ)‬
‫‌كعرفها‌الشافعية‪‌:‬بقو‪٥‬بم‪‌‌:‬التعزير‪‌:‬ىو‌التأديب‌على‌ذنوب‌مل‌تشرع‌فيها‌ا‪٢‬بدكد‬
‫اختلفت‌كلمة‌ا‪٢‬بنابلة‌يف‌حد‌التعزير‌على‌كجوه‌منها‌ما‌يلي‪:‬‬
‫األول‪‌:‬مثل‌تعريفو‌لدل‌ا‪٢‬بنفية‌سواء(ْ)‪‌‌.‬‬
‫الثاين‪‌:‬تعريفو‌ٗبطلق‌التأديب‪‌.‬قاؿ‌البهويت(ٓ)‪(‌:‬التعزير‌اصطبلحان‪‌:‬ىو‌التأديب)‌(ٔ)‌‪.‬‬
‫الثالث‪٫‌ :‬بو‌تعريف‌ا‪٤‬باكردم(ٕ)‪‌ ،‬لدل‌الشافعية‪‌،‬كفيو‌يقوؿ‌ابن‌قدامة(ٖ)‪(‌:‬التعزير‪‌:‬ىو‌‬
‫العقوبة‌ا‪٤‬بشركعة‌على‌جناية‌ال‌حد‌فيها)‌(ٗ)‌‪.‬‬
‫الرابع‪ ‌ :‬تعريف‌اجملد‌ابن‌تيمية‌إذ‌يقوؿ‌‌‪(‌:‬التعزير‪‌:‬ىو‌التأديب‌يف‌كل‌معصية‌ال‌حد‌‬
‫فيها‌كال‌كفارة)‌(َُ)‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌حاشية‌ابن‌عابدين‪‌‌.)َُْ‌/‌ّ(‌،‬‬
‫( ِ)‌‌‌شرح‌الزرقاين‪.‌)ُُٓ‌/‌ٖ(‌،‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌‌األحكاـ‌السلطانية‌ص‪.ِّٔ/‬‬
‫( ْ)‌‌‌‌‌‌ا‪٤‬بطلع‌على‌أبواب‌الفقو‪٧‌‌،‬بمد‌بن‌أيب ‌الفتح‌البعلي‌ا‪٢‬بنبلي‌أبو‌عبد‌هللا‪‌،‬ص‪.ّْٕ/‬ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‪ٙ‌،‬بقيق‪‌:‬‬
‫‪٧‬بمد‌بشّب‌األدليب‌‪‌-‬بّبكت‪ُُٖٗ‌–‌َُُْ‌،‬ـ‪.‬‬
‫( ٓ )‌‌‌‌‌ىو‌منصور‌بن‌يونس‌بن‌صبلح‌الدين‌بن‌حسن‌بن‌إدريس‌البهويت‪‌.‬فقيو‌حنبلي‪‌،‬كشيخ‌ا‪٢‬بنابلة‌ٗبصر‌يف‌عهده‪‌..‬‬
‫لو‌؛‌ك‌((كشاؼ‌القناع‌عن‌مًب‌اإلقناع))‌للحجاكم؛‌ك‌((دقائق‌أكيل‌النهى‌لشرح‌ا‪٤‬بنتهى))‪[‌.‬خبلصة‌األثر‌يف‌‬
‫أعياف‌القرف‌ا‪٢‬بادم‌عشر‪٧‌،‬بمد‌أمْب‌بن‌فضل‌هللا‌بن‌‪٧‬بب‌الدين‪)ِْٔ‌/‌ْ(‌،‬دار‌صادر‌‪‌-‬بّبكت]‬
‫( ٔ)‌‌‌‌‌‌كشف‌القناع‌ٔ‪.ُُِ‌/‬‬
‫( ٕ)‌‌‌‌‌‌سبقت‌تر‪ٝ‬بتو‪‌،‬ص‪.‌ِٓ‌:‬‬
‫( ٖ)‌‌‌عبد‌هللا‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌قدامة‌ا‪١‬بماعيلي‌ا‪٤‬بقدسي‌مث‌الدمشقي‌ا‪٢‬بنبلي‪‌،‬أبو‌‪٧‬بمد‪‌،‬موفق‌الدين‪(‌:‬كلد‌‌عاـ‪‌ُْٓ‌:‬كتويف‌‬
‫َِٔ‌ىػ)‌فقيو‪‌،‬من‌أكابر‌ا‪٢‬بنابلة‪‌،‬لو‌تصانيف‪‌،‬منها‌"‌ا‪٤‬بغِب‌‪‌-‬األعبلـ‌للزركلي‌(ْ‌‪.‌‌‌)ٕٔ‌/‬‬
‫( ٗ)‌‌‌‌‌‌ا‪٤‬بغِب‌مع‌الشرح‌الكبّب‌َُ‪.ّْٕ/‬‬
‫( َُ)‌‌‌‌‌‌ا﵀رر‌‪‌،‬عبد‌السبلـ‌بن‌عبد‌هللا‌بن‌ا‪٣‬بضر‪‌)ُّٔ/ِ(‌،‬مكتبة‌ا‪٤‬بعارؼ‪‌-‬الرياض‪‌،‬طِ‪َُْْ‌/‬ىػ‌‪ُْٖٗ-‬مػ‬

‫‪114‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫عرؼ‌التعزير‌يف‌اصطبلح‌الفقهاء‌بأنٌو‪‌:‬العقوبة‌ا‪٤‬بشركعة‌غّب‌ا‪٤‬بق ٌدرة‌شرعان‪‌،‬‬
‫كعلى‌ىذا‌فيي ٌ‬
‫كالٍب‌يوقعها‌القاضي‌على‌اجملرـ‌‪٤‬بعاقبتو‌ٗبا‌يكافئ‌جرٲبتو‪‌،‬كيقمع‌عدكانو‪‌،‬كٰب ٌقق‌الزجر‌‬
‫كاإلصبلح‪‌،‬كيكوف‌يف‌كل‌جرٲبة‌ال‌ح ٌد‌فيها‌كال‌كفارة‪‌،‬سواء‌أكانت‌ا‪١‬بناية‌اعتداء‌على‌‬
‫حق‌هللا‌تعاىل‪‌،‬كاألكل‌يف‌هنار‌رمضاف‌بغّب‌عذر‪‌،‬كترؾ‌الصبلة‪‌،‬أـ‌كانت‌اعتداء‌على‌‬
‫حقوؽ‌العباد‌كالربا‪‌،‬كطرح‌النجاسة‪‌،‬كأنواع‌األذل‌يف‌طريق‌الناس‪‌،‬كالسب‌كالشتم‌كغّب‌‬
‫ذلك‌من‌ا‪١‬برائم(ُ)‪‌ .‬‬
‫حكم التعزير‪:‬‬
‫‌ذىب ‌‪ٝ‬بهور ‌الفقهاء ‌إىل ‌أ ٌف ‌األصل ‌يف ‌التعزير ‌أنٌو ‌مشركع ‌كجائز ‌يف ‌كل ‌معصية ‌ال‌‬
‫ليس‌فيها‌‬
‫‌‬ ‫و‬
‫‌على‌‪ٙ‬بديد‌عقوبة ‌معينة‌فيها‪‌،‬ك‬ ‫مل‌يرد‌نص‬ ‫‌شرعي‪‌،‬ك‬ ‫يوجد‌فيها‌ح هد‬
‫ه‬ ‫ٌ‬
‫كفارة‪‌ ،‬كٱبتلف ‌حكم ‌التعزير ‌باختبلؼ ‌ظركؼ ‌ا‪١‬باين ‌من ‌حيث ‌مكانتو‌‬
‫ة‪‌،‬ككضعو‌األخبلقي‪‌،‬كمن‌حيث‌الظركؼ‌الٍب‌أحاطت‌بو‌عند‌فعل‌‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعيٌ‬
‫ا‪١‬برٲبة‌كالقياـ‌هبا‪‌،‬كدكافعو‌لذلك‪‌،‬كمربراتو‌عند‌‪٠‬باع‌أقوالو‌من‌قبل‌ا‪٢‬باكم‌أك‌‬
‫القاضي(ِ)‪‌ .‬‬
‫أنواع العقوبات التعزيرية‪:‬‬
‫العقوبات‌التعزيرية‌كثّبة‌كمتنوعة‌لكن‌يصفها‌الباحث‌حسب‌متعلقاهتا‌على‌ما‌يلي‪:‬‬
‫ُ‪‌-‬ما‌يتعلق‌باألبداف‌كا‪١‬بلد‌كالقتل‪.‬‬
‫ِ‪‌-‬ما‌يتعلق‌باألمواؿ‌كاإلتبلؼ‌كالغرـ‪.‬‬
‫ّ‪‌-‬ما‌ىو‌مركب‌منهما‪‌،‬كجلد‌السارؽ‌من‌غّب‌حرز‌مع‌اضعاؼ‌الغرـ‌عليو‪‌ .‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌‌الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‪‌،‬د‪‌.‬كىبة‌بن‌مصطفى‌الزحيلي‪(‌،‬الطبعة‌الرابعة)‪‌)ََّٓ/ٕ(‌،‬سورية‪‌:‬دار‌الفكر‪‌‌.‬‬
‫( ِ)‌‌ ‌ا‪٤‬بوسوعة‌الفقهية‌الكويتية‪‌،‬كزارة‌األكقاؼ‌كالشؤكف‌اإلسبلميٌة‪-‬الكويت‌(ُِْٕىػ)‪(‌،‬الطبعة‌الثانية)‪‌،‬الكويت‪‌:‬دار‌‬
‫السبلسل‪‌،‬صفحة‌ِٔٓ‪،ِٖٕ-‬‬

‫‪115‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌ْ‪‌-‬ما‌يتعلق‌بتقييد‌اإلرادة‌كا‪٢‬ببس‌كالنفي‪.‬‬
‫ٓ‪‌-‬ما‌يتعلق‌با‪٤‬بعنويات‌كإيبلـ‌النفوس‌بالتوبيخ‌كالزجر‪.‬‬
‫كىذه‌األنواع‌ك‪٫‬بوىا‌متفق‌عليها‌كأصوؿ‌للتعزير‪‌،‬كإ٭با‌كقع‌ا‪٣‬ببلؼ‌يف‌بعض‌مفرداهتا(ُ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫كقد‌تناكؿ‌ابن‌القيم‌ر‪ٞ‬بو‌هللا‌تعاىل‌أٮبها‌كأكثرىا‌شيوعان‌‪٩‬با‌تشتد‌ا‪٢‬باجة‌إليو‬
‫منها‌يف‌أقسامها‌اآلتية‪:‬‬
‫القسم‌األكؿ‪‌:‬التعزيرات‌البدنية‪‌.‬كفيها‌نوعاف‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعزير باجللد‪.‬‬
‫يتخرج‌على‌اختيار‌ابن‌القيم‌ر‪ٞ‬بو‌هللا‌تعاىل‌ا‪٤‬بتقدـ‪‌:‬من‌أنو‌ال‌حد‌ألكثر‌التعزير‪‌،‬أف‌‬
‫التعزير‌با‪١‬بلد‌عنده‌ال‌حد‌ألكثره‌كهللا‌أعلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعزير بالقتل‪:‬‬
‫امتدادان‌الختيار‌ابن‌القيم‌ر‪ٞ‬بو‌هللا‌تعاىل‪‌:‬القوؿ‌بأف‌التعزير‌يكوف‌حسب‌ا‪٤‬بصلحة‌كعلى‌‬
‫قدر‌ا‪١‬برٲبة‪‌،‬اختار‌أيضان‌جواز‌أف‌يبلغ‌بالتعزير‌القتل‌إذا‌مل‌تندفع‌ا‪٤‬بفسدة‌إال‌بو‌‬
‫فقاؿ‌‪(:‬يسوغ‌التعزير‌بالقتل‌إذا‌مل‌تندفع‌ا‪٤‬بفسدة‌إال‌بو‌مثل‌قتل‌ا‪٤‬بفرؽ‌‪١‬بماعة‌‬
‫الداعي‌اىل‌غّب‌كتاب‌هللا‌كسنة‌رسولو‌صلى‌هللا‌عليو‌كسلم)(ِ)‪‌.‬‬
‫‌‬ ‫ا‪٤‬بسلمْب‌ك‬
‫تنديد ‌ابن ‌القيم ‌بالتعزير ‌بالقتل ‌ظلمان‪‌ :‬كىو ‌ر‪ٞ‬بو ‌هللا ‌تعاىل ‌ٔبانب ‌ىذا ‌االختيار ‌يندد‌‬
‫باستحبلؿ‌كالة‌ا‪١‬بور‪‌:‬القتل‌باسم‌السياسة‌كالرىبة‪‌،‬كأف‌ىذا‌من‌باب‌تسمية‌‬
‫الباطل‌باسم‌ا‪٢‬بق‌كاأل‪٠‬باء‌ال‌تغّب‌ا‪٤‬بسميات‌عن‌حقائقها‌إذ‌العربة‌يف‌الشريعة‌‬
‫با‪٤‬بقاصد‌كا‪٤‬بعاين‌ال‌باأللفاظ‌كا‪٤‬بباين‌(ّ)‪‌ ‌‌‌.‬‬

‫( ُ)‌‌‌زاد‌ا‪٤‬بعاد‌ِ‪‌،ٔٔ‌/‬كما‌بعدىا‪‌‌،‬كأعبلـ‌ا‪٤‬بوقعْب‌ِ‪‌،ٗٗ‌-ٖٗ‌/‬كإغاثة‌اللهفاف‌ُ‪ّّّ‌-ُّّ/‬‬
‫( ِ)‌‌الطرؽ‌ا‪٢‬بكمية‌ص‪.َّٕ‌-َّٔ/‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌أعبلـ‌ا‪٤‬بوقعْب‌ّ‪.ُِٗ‌-‌ُِٖ/‬‬

‫‪116‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقد‌أكضح‌ابن‌القيم‌ر‪ٞ‬بو‌هللا‌تعاىل‌موقف‌العلماء‌من‌جواز‌البلوغ‌بالقتل‌تعزيران‪‌،‬فبْب‌‬
‫أف‌أكسع‌ا‪٤‬بذاىب‌يف‌ذلك‌مذىب‌ا‪٤‬بالكية‪‌،‬كأبعدىا‌عن‌التعزير‌بالقتل‌مذىب‌ا‪٢‬بنفية‌‬
‫كأهنم‌مع‌ذلك‌جوزكا‌التعزير‌بو‌للمصلحة‌كأف‌طائفة‌من‌الشافعية‌كأخرل‌من‌ا‪٢‬بنابلة‌‬
‫أجازكا‌القتل‌تعزيران‌يف‌بعض‌ا‪١‬برائم(ُ)‪‌‌.‬‬
‫كيف‌ذلك‌يقوؿ‌ر‪ٞ‬بو‌هللا‌تعاىل‌‌(كأبعد‌األئمة‌عن‌التعزير‌بالقتل‪‌:‬أبو‌حنيفة‪‌،‬كمع‌ذلك‌‬
‫فيجوز‌التعزير‌بو‌للمصلحة‪‌،‬كقتل‌ا‪٤‬بكثر‌من‌اللواط‌كقتل‌القاتل‌با‪٤‬بثقل‌(ِ)‪‌‌.‬‬
‫كمالك‪‌:‬يرل‌تعزير‌ا‪١‬باسوس‌ا‪٤‬بسلم‌بالقتل‪‌،‬ككافقو‌بعض‌أصحاب‌أ‪ٞ‬بد‪‌،‬كيرل‌أيضان‌ىو‌‬
‫‌‬
‫ك‪ٝ‬باعة‌من‌أصحاب‌أ‪ٞ‬بد‌كالشافعي‪‌:‬قتل‌الداعية‌إىل‌البدعة‌(ّ)‪‌ ‌‌.‬‬
‫مدة حبس التعزير‪:‬‬
‫يرجع‌تقدير‌ا‪٤‬بدة‌فيو‌إىل‌اجتهاد‌‪٢‬باكم‌كذلك‌بقدر‌مايرل‌أف‌الشخص‌ينزجر‌كيكف‌‬
‫با‪٢‬ببس‪‌ ،‬كىذا ‌ٱبتلف ‌باختبلؼ ‌األشخاص ‌فبعضهم ‌ٰببس ‌يومان ‌كبعضهم ‌أكثر‌‬
‫كىكذا(ْ)‌‪‌ .‬‬
‫كبعض ‌الفقهاء‌ح ٌ‌ددكا‌مدة‌ا‪٢‬ببس‌تعزيران‌بستة‌أشهر‪‌،‬كبعضهم‌ذىبوا‌أنو‌مقدر‌بشهر‌‬
‫كاحد‌كاليتجاكزه‌كقاؿ‌غّبه‌ليس‌ٗبقدكر‌كىو‌موقوؼ‌على‌رأم‌كاجتهاد‌فذكر‌عبدهللا‌‬
‫الزبّبم‌من‌أصحاب‌الشافعي‌أنو‌مقدر‌بشهر‌كاختار‌اإلماـ‌ا‪٤‬باكردم‌األكؿ‌يف‌العصور‌‬
‫الذم‌شاع‌فيها‌الظلم‌كاإلستبداد‪‌ ‌.‬‬

‫( ُ)‌‌‌‌‌الطرؽ‌ا‪٢‬بكمية‌ص‪.َّٕ/‬‬
‫( ِ)‌‌‌‌‌التعزير‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‌ص‪‌‌.َِٔ-ِٕٓ/‬‬
‫( ّ)‌‌‌‌‌الطرؽ‌ا‪٢‬بكمية‌ص‪َُٔ/‬‬
‫(ْ)‌‌‌‌‌مغٓب‌ا﵀تاج‪‌،‬الشربيِب‪‌.‬جػ‌ٔ‪‌،‬ص‌ِّّ‌‌ ‌‬

‫‪117‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫التغريب بالزاين‪:‬‬
‫فذىب‌بعضهم‌إىل‌تغريبو‌سنة‌كاختلف‌قوؿ‌الشافعي‌يف‌نفي‌العبد‌فقاؿ‌مرة‌سنة‌كمرة‌‬
‫نصف‌سنة‌كمعظم‌الشافعية‌بأنو‌اليتعْب‌للحبس‌مدة‌بشرط‌أف‌اليزيد‌عن‌سنة‌(ُ)‌‪‌ .‬‬
‫كالصحيح‌أف‌مدة‌حبس‌التعزيز‌‪ٚ‬بضع‌إىل‌رأم‌القاضي‌‪‌،‬ألف‌التعزير‌ىو‌تأديب‌على‌‬
‫ذنوب‌مل‌يشرع‌فيها‌ا‪٢‬بدكد‌كٱبتلف‌حكمو‌‌باختبلؼ‌‌ا‪٤‬بذنبْب‌كحاؿ‌‌فاعلو‌‌(ِ)‌‪‌ .‬‬
‫حكمة التشريع‪:‬‬
‫التعزير‌مشركع‌لردع‌ا‪١‬باين‌كزجره‪‌،‬كإصبلحو‌كهتذيبو‪‌.‬قاؿ‌الزيلعي‪‌:‬إف‌الغرض‌من‌التعزير‌‬
‫الزجر‪‌.‬ك‪٠‬بى‌التعزيرات‪‌:‬بالزكاجر‌غّب‌ا‪٤‬بقدرة‌(ّ)‪‌.‬‬
‫كالزجر ‌معناه‪‌ :‬منع ‌ا‪١‬باين ‌من ‌معاكدة ‌ا‪١‬برٲبة‪‌ ،‬كمنع ‌غّبه ‌من ‌ارتكاهبا‪‌ ،‬كمن ‌ترؾ‌‬
‫الواجبات‪‌،‬كَبؾ‌الصبلة‌كا‪٤‬بماطلة‌يف‌أداء‌حقوؽ‌الناس‌(ْ)‪‌.‬‬
‫أما‌اإلصبلح‌كالتهذيب‌فهما‌من‌مقاصد‌التعزير‪‌،‬كقد‌بْب ‌العلماء ‌ذلك‌بقولو‪‌:‬التعزير‌‬
‫للتأديب‪‌.‬أك‌بأف‌التعزير‌تأديب‌استصبلح‌كزجر(ٓ)‪‌‌.‬‬
‫فا‪٢‬ببس‌غّب‌ا﵀دد‌ا‪٤‬بدة‌حده‌التوبة‌كصبلح‌حاؿ‌ا‪١‬باين‌(ٔ)‪‌ ‌.‬‬
‫كقالوا‪‌:‬إف‌التعزير‌شرع‌للتطهّب؛‌ألف‌ذلك‌سبيل‌إلصبلح‌ا‪١‬باين‌(ٕ)‪‌.‬‬

‫(ُ)‌‌األحكاـ‌السلطانية‌لئلماـ‌ا‪٤‬باكردم‌ص‪‌ ‌ِّّ-ِّٓ :‬‬


‫(ِ)‌‌تفسّب‌القرطيب‌جّ‌ص‪‌ ٓٗ‌:‬‬
‫(ّ)‌‌‌ ‌الزيلعي‌ّ‌‪.َُِ‌/‬‬
‫(ْ)‌‌‌تبصرة‌ا‪٢‬بكاـ‌ُ‌‪‌ ‌‌،َّٕ‌-‌ّٖٔ‌-‌ّٔٔ‌/‬‬
‫(ٓ)‌‌‌األحكاـ‌السلطانية‌للماكردم‌‪‌ ‌‌،ِِْ‌/‬‬
‫(ٔ)‌‌‌ابن‌عابدين‌ّ‌‪‌ ‌.ُٖٕ‌/‬‬
‫(ٕ)‌‌‌ابن‌عابدين‌ّ‌‪‌،ُّٖ‌/‬كالسندم‌ٕ‌‪‌ .ٓٗٗ‌/‬‬

‫‪118‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫كقالوا‪‌:‬الزكاجر‌غّب‌ا‪٤‬بقدرة‌‪٧‬بتاج‌إليها‪‌،‬لدفع‌الفساد‌كا‪٢‬بدكد‌كليس‌التعزير‌للتعذيب‪‌،‬أك‌‬
‫إىدار‌اآلدمية‪‌،‬أك‌اإلتبلؼ‪‌،‬حيث‌ال‌يكوف‌ذلك‌كاجبا‪‌.‬كيف‌ذلك‌يقوؿ‌الزيلعي‪‌:‬التعزير‌‬
‫للتأديب‪‌،‬كال‌ٯبوز‌اإلتبلؼ‪‌،‬كفعلو‌مقيد‌بشرط‌السبلمة‪‌.‬كيقوؿ‌ابن‌فرحوف‪‌:‬التعزير‌إ٭با‌‬
‫ٯبوز‌منو‌ما‌أمنت‌عاقبتو‌غالبا‪‌،‬كإال‌مل‌ٯبز‌(ُ)‪‌ .‬‬
‫اجلرائم اليت يُشرع فيها التعزير ‌‬
‫ا‪١‬برائم‌الٍب‌ييشرع‌فيها‌التعزير‌تكوف‌عقوبة‌التعزير‌على‌ن ‌وعْب‌من‌ا‪١‬برائم‌كىي‪‌ :‬‬
‫ُ‪‌ -‬ا‪١‬برائم‌ا‪٤‬بعاقب‌عليها‌با‪٢‬بد‌أك‌ا‪٤‬بعاقب‌عليها‌بالقصاص‪‌،‬كلكن‌‪ٚ‬بلٌف‌ركن‌من‌‬
‫أركاهنا‌أك‌شرط‌من‌شركطها؛‌أم‌يف‌حالة‌عدـ‌إمكانية‌إقامة‌ا‪٢‬بد‌على‌ا‪١‬باين‪‌،‬‬
‫كمن ‌األمثلة ‌على ‌ىذا ‌النوع ‌أف ‌تقع ‌عقوبة ‌التعزير ‌على ‌من ‌سرؽ ‌شيئان ‌مل ‌يبلغ‌‬
‫النصاب‪‌،‬أك‌من‌سرؽ‌أشياء‌سريعة‌الفساد‪‌ ‌.‬‬
‫ائم‌الٍب‌ال‌حد‌فيها‌كال‌قصاص‪‌،‬كىذا‌النوع‌يضم ‌أغلب‌ا‪١‬برائم‪‌،‬كمن‌األمثلة‌‬
‫ٌ‬ ‫ِ‪ -‬ا‪١‬بر‬
‫على‌ىذا‌النوع‌ترؾ ‌إنساف ‌ما ‌ٯبب ‌عليو ‌فعلو‪‌ ،‬فمثبلن ‌من ‌ترؾ ‌سداد ‌الدين ‌مع‌‬
‫قدرتو‌على‌سداده‪‌،‬كمن‌ترؾ‌الصبلة‌ا‪٤‬بفركضة‌حٌب‌‪ٚ‬برج‌عن‌كقتها‌‌(ِ)‪.‬‬
‫ا‪١‬برائم‌الٍب‌شرع‌فيها‌التعزير‌قد‌تكوف‌من‌قبيل‌ما‌شرع‌يف‌جنسو‌عقوبة‌مقدرة‌من‌‬
‫حد‌أك‌قصاص‪‌،‬لكن‌ىذه‌العقوبة‌ال‌تطبق؛‌لعدـ‌توافر‌شرائط‌تطبيقها‪‌،‬كمنها‌ما‌‬
‫فيو‌عقوبة‌مقدرة‪‌،‬كلكن‌ىذه‌العقوبة‌ال‌تطبق‌عليها‌‪٤‬بانع‪‌،‬كوجود‌شبهة‌تستوجب‌‬
‫درء‌ا‪٢‬بد‪‌،‬أك‌عفو‌صاحب‌ا‪٢‬بق‌عن‌طلبو(ّ)‪‌ ‌.‬‬

‫(ُ)‌‌‌‌ا‪٢‬بسبة‌البن‌تيمية‌‪‌ .ّٗ‌/‬‬
‫‪‌.‬بتصرؼ‬
‫ٌ‬ ‫( ِ)‌‌‌د‪‌.‬عيسى‌العمرم‌(ََُِ)‪‌،‬فقو‌العقوبات‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‌طُ‪‌/‬األردف‪‌:‬دار‌ا‪٤‬بسّبة‌ص‪ّْْ‌:‬‬
‫( ّ)‌‌‌ا‪٤‬بوسوعة‌الفقهية‌الكويتية‌(ُِ‌‪:‌)ِٕٔ‌/‬‬

‫‪119‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫اخلــــامتــــــــــــــة‪:‬‬ ‫‌‬

‫كتشتمل‪‌ :‬‬ ‫‌‬


‫‌‬
‫ُ‪ -‬النتائج‪.‬‬
‫‌‬
‫ِ‪ -‬التوصيات‌‪.‬‬ ‫‌‬
‫ّ‪ -‬فهرس‌اآليات‌‪.‬‬ ‫‌‬

‫ْ‪ -‬فهرس‌األحاديث‌‪.‬‬ ‫‌‬


‫‌‬
‫ٓ‪ -‬فهرس‌األعبلـ‪.‬‬
‫‌‬
‫ٔ‪ -‬قائمة‌ا‪٤‬بصادر‌كا‪٤‬براجع‌‪.‬‬ ‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‪121‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫خادتة البحث ‪:‬‬


‫ا‪٢‬بمد‌﵁‌رب‌العا‪٤‬بْب‪‌،‬كالصبلة‌كالسبلـ‌على‌من‌ال‌نيب‌بعده‪‌ .‬‬
‫‌أما‌بعد‪‌:‬ففي‌ختاـ‌البحث‌يطيب‌للباحث‌أف‌يسجل‌أىم‌النتائج‌الٍب‌توصل‌إليها‌من‌‬
‫خبلؿ‌ٕبثو‪‌،‬كالتوصيات‪‌‌،‬كالفهارس‪‌،‬كقائمة‌ا‪٤‬بصادر‌كا‪٤‬براجع‪‌،‬كفهرس‌ا‪٤‬بوضوعات‪‌ .‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬فالزجر‌يف‌اللغة‌يكوف‌ٗبعُب‪‌:‬الكف‌كالنهي‌كا‪٤‬بنع‪‌،‬كتارة‌يكوف‌باإلشارة‪‌،‬كتارة‌‬
‫يكوف‌بصوت‪‌ ‌،‬كعند‌علماء‌العقيدة‪‌:‬ىو‌العيافة‪‌،‬كىي‌التشاؤـ‌كالتيامن‌بالطّب‪‌،‬‬
‫كعند‌الفقهاء‪‌‌:‬الصرؼ‌عن‌الشيء‌‪٣‬بوؼ‌الذـ‌كالعقاب‪‌ .‬‬
‫‪ ‬ا‪١‬برائم‌‪٧‬بظورات‌شرعية‌زجر‌هللا‌عنها‌ٕبد‌أك‌تعزير‪‌،‬كا﵀ظورات‌ىي‪‌:‬إما‌إتياف‌‬
‫فعل‌منهي‌عنو‪‌،‬أك‌ترؾ‌فعل‌مأمور‌بو‪.‬‬
‫‪ ‬شرع‌هللا‌الزجر‌يف‌األمة‌‌كيشهد‌بوجوده‌القرآف‌الكرًن‌كالسنة‌النبوية‪‌،‬كاتبع‌‬
‫العلماء‌ىذا‌ا‪٤‬بنهج‌عند‌اسنتباطهم‌األحكاـ‌من‌اآليات‌كاألحاديث‪‌،‬إذا‌فالزجر‌‬
‫كسيلة‌موجودة‌يف‌الشريعة‌‪٤‬بنع‌الضرر‌على‌اختبلؼ‌‌أشكالو‌كصوره‪‌ .‬‬
‫‪ ‬العقوبات‌ا‪٤‬بقدرة‌بالشرع‌نوعاف‪‌ ‌:‬‬
‫أحدٮبا‌ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌هللا‌تعاىل‪‌ ‌.‬‬
‫ثانيهما‌ما‌كاف‌من‌حقوؽ‌اآلدميْب‪‌،‬ككل‌كاحد‌منهما‌إما‌أف‌يكوف‌قد‌‬
‫كجب‌ا‪٢‬بد‌فيو‌لَبؾ‌مأمور‌بو‌أك‌لفعل‌‪٧‬بظور‪‌ .‬‬
‫‪ ‬تنقسم‌العقوبة‌باعتباراهتا‌ا‪٤‬بختلفة‌إىل‌أقساـ‌كثّبة‌فتنقسم‌باعتبار‌ا‪١‬برائم‌ا‪٤‬بوجبة‌‬
‫‪٥‬با‌إىل‌ثبلثة‌أقساـ‌رئيسة‌كىي‪:‬‬
‫‌أ‪‌‌‌‌-‬القصاص‪‌‌‌.‬ب)‌ا‪٢‬بدكد‪‌‌‌‌‌.‬ج)‌‌‌التعزير‪.‬‬
‫‪ ‬كتنقسم‌العقوبة‌ٕبسب‌الرابطة‌القائمة‌بينها‌إىل‪‌ :‬‬

‫‪121‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌أ‪‌-‬العقوبات ‌األصلية‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌ا‪٤‬بقررة ‌أصبل ‌للجرٲبة ‌كالقصاص ‌للقتل‌‬


‫كالرجم‌للزنا‌كالقطع‌للسرقة‪‌ .‬‬
‫ب‪‌‌-‬العقوبات ‌البدلية‪‌:‬كىي ‌العقوبات ‌الٍب ‌‪ٙ‬بل ‌‪٧‬بل ‌عقوبة ‌أصلية ‌إذا ‌امتنع‌‬
‫‌‬
‫تطبيق‌العقوبة‌األصلية‌لسبب‌شرعي‪‌ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪.‬‬
‫يوصي‌الباحث‌مايلي‪‌ :‬‬
‫أكصي‌ا‪٤‬بسلمْب‌بتقول‌هللا‌تعاىل‌كلزكـ‌طاعتو‪‌،‬كأحذرىم‌كإيام‌عن‌‪٨‬بالفة‌أمره‌‬ ‫‪‬‬

‫كعصيانو‪‌.‬‬
‫كأكصي‌إلخوين‌بأف‌العقوبات‌إ٭با‌شرعت‌ر‪ٞ‬بة‌من‌هللا‌تعاىل‌بعباده‌فهي‌صادرة‌‬ ‫‪‬‬

‫عن‌ر‪ٞ‬بة‌ا‪٣‬بلق‌كإرادة‌اإلحساف‌إليهم‪‌،‬ك‪٥‬بذا‌ينبغي‌‪٤‬بن‌يعاقب‌الناس‌على‌‬
‫ذنوهبم‌أف‌يقصد‌بذلك‌اإلحساف‌إليهم‌كالر‪ٞ‬بة‌‪٥‬بم‌كما‌يقصد‌الوالد‌تأديب‌‬
‫كلده‪‌،‬ككما‌يقصد‌الطبيب‌معا‪١‬بة‌ا‪٤‬بريض‪.‬‬
‫كيقَبح‌الباحث‌بأف‌ىذا‌ا‪٤‬بوضوع‌ٰبتاج‌إىل‌مزيد‌من‌البحث؛‌ألنو‌موضوع‌ذك‌‬ ‫‪‬‬

‫أٮبية‌قصول‌ككل‌فرد‌من‌اجملتمع‌ٰبتاج‌إليو؛‌ألف‌الزجر‌كالعقوبات‌‌كالتأذيب‌‬
‫النموذجي‌الٍب‌تضمنت‌ىذه‌الرسالة‌ىي‌غاية‌الفرد‌كاجملتمع؛‌كلذلك‌فأدعو‌‬
‫للباحثْب ‌ا‪٤‬بزيد ‌من ‌البحث ‌ٗبثل ‌ىذا ‌ا‪٤‬بوضوع‪‌ ،‬لئلكتشاؼ ‌عن ‌حقيقتو‌‬
‫كتوضيحو‌للناس‪‌.‬‬
‫كأخّبا ‌أكصى ‌ألحبايب ‌‪‌ :‬اإلخبلص ‌كالعزـ ‌كاالستقامة ‌كالثٌبات ‌على ‌الطريق‌‬ ‫‪‬‬

‫ا‪٤‬بستقيم‪‌،‬كحسن‌الظن‌با﵁‌سبحانو‌كتعاىل‪‌،‬كأسأؿ‌هللا‌أف‌ٯبعل‌ىذا‌ا‪١‬بهد‌‬
‫القليل‌خالصا‌لوجهو‪‌،‬كأف‌ينفع‌بو‌كل‌من‌اطلع‌عليو‌أك‌قرأه‪‌،‬كىو‌على‌كل‌‬
‫شيء‌قدير‪‌ .‬‬
‫‌سبحاف‌ربك‌رب‌العزة‌عما‌يصفوف‪‌،‬كسبلـ‌على‌ا‪٤‬برسلْب‪‌،‬كا‪٢‬بمد‌﵁‌رب‌العا‪٤‬بْب‪‌ .‬‬

‫‪122‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫فهرس اآليات القرآنية ‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫اآلية‪:‬‬ ‫السورة‬ ‫طرؼ اآلية ‪:‬‬ ‫م‪:‬‬
‫ُٗ ‌‬ ‫ِِ ‌‬ ‫البقرة ‌‬ ‫ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ‬ ‫ُ‪.‬‬

‫َُْ ‌ ُّ ‌‬ ‫البقرة ‌‬ ‫ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ‬ ‫ِ‪.‬‬

‫ُّْ ‌ َٖ ‌‬ ‫البقرة ‌‬ ‫‌‬


‫ﭽﭷ ﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾ ﭼ‬ ‫ّ‪.‬‬

‫ُٖٕ ‌ ّٗ ‌‬ ‫البقرة ‌‬ ‫‌‬ ‫ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﭼ‬ ‫ْ‪.‬‬

‫‌ُّٗ ‌ ِٖ ‌‬ ‫‌البقرة ‌‬ ‫ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ‌‬ ‫ٓ‪.‬‬

‫‌ُٓٗ ‌ ُُ‌‬ ‫‌البقرة ‌‬ ‫ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﭼ‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫‌ُٔٗ ‌ ُُٔ ‌‬ ‫‌البقرة ‌‬ ‫ﭽﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﭼ‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫‌ُِٕ ‌ ٖٕ ‌‬ ‫‌البقرة ‌‬ ‫‌‬


‫ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫ِْٖ ‌ ُٗ‬ ‫البقرة ‌‬ ‫ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﭼ‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫ِٖٔ ‌ ُٗ‬ ‫البقرة ‌‬ ‫َُ‪ .‬ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﭼ‬

‫ّٔ‬ ‫النساء ‌ ُٓ ‌‬ ‫ُُ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ‬

‫َٗ‬ ‫النساء ‌ ُّ ‌‬ ‫ُِ‪ .‬ﭽإًف‌ ىٍ٘بتىنًبيو‌اٍ‌ ىكبىآئًى‌ر‌ ىما‌تيػٍنػ ىه ٍو ى‌ف‌ ىعٍن ‌وي‌ني ىك ًٌفٍ‌ر‌ ىعن يك ٍ‌م‌ﭼ ‌ ‌‬
‫ٕٗ‬ ‫النساء ‌ ِٗ ‌‬ ‫ُّ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭼ‬
‫ٕٗ‬ ‫ُْ‪ .‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ‌ ‌ النساء ‌ ّٗ ‌‬
‫ُُّ‬ ‫ُِ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫ُٓ‪ .‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ‬

‫ٕٖ‬ ‫ِّ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫ُٔ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭬﭼ‬

‫‪123‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬ ‫ّٖ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫ُٕ‪ .‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ‌‌‬

‫ٓٗ‬ ‫ْٓ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫ُٖ‪ .‬ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ﭼ‌‌‬

‫ٕٗ‬ ‫ْٓ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫ُٗ‪ .‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﭼ‬

‫ُِ‬ ‫َٗ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫َِ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ‬

‫ِْ‬ ‫ٖ ‌‬ ‫ا‪٤‬بائدة ‌‬ ‫‌‬


‫ُِ‪ .‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﭼ‬

‫ُٗ‬ ‫األنعاـ ‌ ِٖ ‌‬ ‫ِِ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ‬

‫ُُٓ ‌ ّٔ‬ ‫األنعاـ ‌‬ ‫ِّ‪ .‬ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﭼ‬

‫ِٖ‬ ‫‌ٓ ‌‬ ‫ِْ‪ .‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﭼ التوبة ‌‬

‫َٖ‬ ‫ٓٔ ‌‬ ‫التوبة ‌‬ ‫ِٓ‪ .‬ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﭼ‬

‫ْٖ‬ ‫ْٕ ‌‬ ‫التوبة ‌‬ ‫ِٔ‪ .‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ‬

‫ِٕ‬ ‫ٖٗ ‌‬ ‫‌ ىود ‌‬ ‫ِٕ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ‬

‫َُْ‬ ‫ُُ ‌‬ ‫الرعد ‌‬ ‫ِٖ‪ .‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﭼ‬

‫َُٔ‬ ‫ّٓ ‌‬ ‫الرعد ‌‬ ‫ِٗ‪ .‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ‬

‫َُّ‬ ‫ْْ ‌‬ ‫الرعد ‌‬ ‫َّ‪ .‬ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ‬

‫ُِٔ ‌ َُٓ‬ ‫النحل ‌‬ ‫ُّ‪ .‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ‬

‫ّٔ‬ ‫اإلسراء ‌ ِّ ‌‬ ‫ِّ‪ .‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ‬

‫ٕٖ‬ ‫ّّ‪ .‬ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ ‌ اإلسراء ‌ ّْ ‌‬

‫‪124‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َُْ‬ ‫الكهف ‌ ْْ ‌‬ ‫ّْ‪ .‬ﭽ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ‬

‫ِٕ‬ ‫ْٕ ‌‬ ‫ّٓ‪ .‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ طو ‌‬


‫ُِْ ‌ ُٓ‬ ‫طو ‌‬ ‫ّٔ‪ .‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ‬

‫ُِ‬ ‫َّ ‌‬ ‫ا‪٢‬بج ‌‬ ‫ّٕ‪ .‬ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ‬

‫َُٓ‬ ‫َٔ ‌‬ ‫ا‪٢‬بج ‌‬ ‫ّٖ‪ .‬ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ‬

‫ُْ‬ ‫ِ ‌‬ ‫النور ‌‬ ‫ّٗ‪ .‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭼ‬

‫ْ‪ّْ ‌ ٓ-‬‬ ‫النور ‌‬ ‫َْ‪ .‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ‬

‫الشعراء‌‌‌ ‌ُُٔ ‌ َُ‬ ‫‌‬


‫ُْ‪ .‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ‬

‫َُّ‬ ‫َُ ‌‬ ‫النمل ‌‬ ‫ِْ‪ .‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﭼ‬


‫‌‌‌‌‬

‫ُٗ‬ ‫ُّ ‌‬ ‫لقماف ‌‬ ‫ّْ‪ .‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ‬

‫ُٗ‬ ‫السجدة ‌ ُٕ ‌‬ ‫ْْ‪ .‬ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ‬

‫ِٕ‬ ‫ِٓ ‌‬ ‫سبأ ‌‬ ‫ْٓ‪ .‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ‬

‫ٖ‬ ‫الصافات ‌ ِ ‌‬ ‫ْٔ‪ .‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭼ‌‌‬


‫الصافات ‌ ُّٓ ‌ ُّ ‌‬ ‫‌‬
‫ْٕ‪ .‬ﭽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ‬

‫ّٕ‬ ‫الشورل ‌ ِٕ ‌‬ ‫ْٖ‪ .‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬

‫َٖ‬ ‫ِٓ ‌‬ ‫‪٧‬بمد ‌‬ ‫ْٗ‪ .‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬


‫ا‪٢‬بجرات ‌ ٗ‪ِٕ ‌ َُ-‬‬ ‫َٓ‪ .‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ‬

‫َِ‬ ‫ا‪٢‬بجرات ‌ ُٕ ‌‬ ‫ُٓ‪ .‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﭼ‬

‫‪125‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َٗ‬ ‫ِّ ‌‬ ‫النجم ‌‬ ‫الَّ‌اللَّ ىم ى‌م ﭼ‬


‫ش ‌إ ‌‬ ‫ين‌ ىٯبتىنًبو ى‌ف‌ ىكبائً‌ر‌ا ًإل ًٍ‌مث‌كالٍ ىفو ً‬
‫اح ى‌‬ ‫‌‬ ‫ِٓ‪ .‬ﭽ‌الَّ ً‬
‫ذ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫َُ‬ ‫ٗ ‌‬ ‫القمر ‌‬ ‫ّٓ‪ .‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ‬

‫َُٓ‬ ‫ُٕ ‌‬ ‫ا‪٢‬بشر ‌‬ ‫ْٓ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ‬

‫َُْ‬ ‫ا‪٤‬بمتحنة ‌ ُُ ‌‬ ‫ٓٓ‪ .‬ﭽ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭼ‬

‫ِٖ‬ ‫ا‪٤‬بعارج ‌ ُُ ‌‬ ‫ٔٓ‪ .‬ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ‬

‫ِْ‪ُُ ‌ ْٕ-‬‬ ‫ا‪٤‬بدثر ‌‬ ‫ٕٓ‪ .‬ﭽ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﭼ‬

‫ٖ‬ ‫النازعات ‌ ُّ ‌‬ ‫‌‬


‫ٖٓ‪ .‬ﭽ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ‬

‫َُّ‬ ‫الشمس ‌ ُٓ ‌‬ ‫ٗٓ‪ .‬ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ ‌‬


‫َِ‬ ‫ٔ ‌‬ ‫التْب ‌‬ ‫َٔ‪ .‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪126‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫فهرس األحاديث‬
‫الصفحة‬ ‫أخرجو‬ ‫رقم‪ :‬طرؼ‌ا‪٢‬بديث‪‌‌:‬‬
‫ّْ‬ ‫صحيح‌مسلم‬ ‫اجتنبوا‌السبع‌ا‪٤‬بوبقات‪‌،‬قيل‪‌:‬يا‌رسوؿ‌هللا‪‌،‬كما‌ىن؟‌‬ ‫ُ)‬
‫َٗ‬ ‫البخارم‪‌/‬مسلم‬ ‫أال‌أنبئكم‌بأكرب‌الكبائر؟‌ثبلثان‪،‬‬ ‫ِ)‬
‫صحيح‌البخارم ‌ ُٖ‬ ‫أمرت‌أف‌أقاتل‌الناس‌حٌب‌يشهدكا‌أف‌ال‌إلو‌إال‌هللا‌‬ ‫ّ)‬
‫ِٓ‬ ‫إف‌أعظم‌ا‪٤‬بسلمْب‌يف‌ا‪٤‬بسلمْب‌جرما‌من‌سأؿ‌عن‌شيء‌ البخارم‪‌/‬مسلم‬ ‫ْ)‬
‫صحيح‌البخارم ّٕ‬ ‫أف‌٘بعل‌هللا‌ندان‌كىو‌خلقك‪،‬‬ ‫ٓ)‬
‫إف‌دماءكم‌كأموالكم‌عليكم‌حراـ‌كحرمة‌يومكم‌ىذا‌ ‌ صحيح‌البخارم ‌ ٖٖ‬ ‫ٔ)‬
‫ِٗ‬ ‫مسند‌أ‪ٞ‬بد‌‌‌ ‌‬ ‫إياكم‌ك‪٧‬بقرات‌الذنوب‪‌،‬كقوـ‌نزلوا‌يف‌بطن‌كاد‌فجاء‌‬ ‫ٕ)‬
‫صحيح‌البخارم ْٓ‬ ‫البينَّة‌أك‌حد‌يف‌ظهرؾ ‌‬ ‫ٖ)‬
‫صحيح‌البخارم ّٔ‬ ‫أتشفع‌يف‌حد‌من‌حدكد‌هللا‌مث‌قاـ‌فاختطب‌‌‬ ‫ٗ)‬
‫َُ) تعافوا‌ا‪٢‬بدكد‌فيما‌بينكم‌فما‌بلغِب‌من‌حد‌فقد‌كجب ‌ ‌‌سنن‌أيب‌داكد ‌ ْٕ‬
‫صحيح‌البخارم ْٔ‬ ‫ُُ) تقطع‌يد‌السارؽ‌يف‌ربع‌دينار‬
‫سنن‌أيب‌داكد ‌ َِ‬ ‫ُِ) ثبلثة‌جدىن‌جد‪‌،‬كىز‪٥‬بن‌جد‪‌:‬النكاح‪‌،‬كالطبلؽ‪‌ ...‬‬
‫صحيح‌مسلم ‌ ّٕ‬ ‫ُّ) خذكا‌عنػي‌خذكا‌عِب‪‌،‬قد‌جعل‌هللا‌‪٥‬بن سبيبل‪‌ :‬‬
‫صحيح‌مسلم ‌ ُٗ‬ ‫ُْ) الصلوات‌ا‪٣‬بمس‪‌،‬كا‪١‬بمعة‌إىل‌ا‪١‬بمعة‪‌،‬كرمضاف‌‌‌‬
‫سنن‌أيب‌داكد ‌ ٕٔ‬ ‫ُٓ) على‌اليد‌ما‌أخذت‌حٌب‌تؤدم‬
‫‌سنن‌النسائي‌‌ ٖٖ‬ ‫ُٔ) قتل‌ا‪٤‬بؤمن‌أعظم‌عند‌هللا‌من‌زكاؿ‌الدنيا‬

‫‪127‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫سنن‌أيب‌داكد ‌ ِٖ‬ ‫ُٕ) ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌إال‌بإحدل‌ثبلث‪‌:‬كفر‌بعد‌إٲباف‪...‬‬


‫صحيح‌البخارم ‌ ِٖ‬ ‫ُٖ) ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌مسلم‌إال‌بإحدل‌ثبلث‪‌:‬الثيب‌الزاين‌‬
‫ٔٔ‬ ‫‌سنن‌النسائي‬ ‫ُٗ) ال‌يغرـ‌صاحب‌سػرقة‌إذا‌أقػيم‌عليو‌ا‪٢‬بد‬
‫سنن‌أيب‌داكد ‌ َُُ‬ ‫َِ) ليس‌للقاتل‌شيء‌من‌ا‪٤‬بّباث‬
‫ُْ‬ ‫ُِ) ليس‌لنا‌مثل‌السوء‪‌،‬الذم‌يعود‌يف‌ىبتو‌كالكلب‌يرجع‌ ‌ البخارم‪‌/‬مسلم‬
‫ُٖٖ‬ ‫سنن‌الَبمذم‬ ‫ِِ) ا‪٤‬بسلم‌من‌سلم‌ا‪٤‬بسلموف‌من‌لسانو‌كيده‪‌،‬كا‪٤‬بؤمن‌ ‌‬
‫مالك‌يف‌ا‪٤‬بوطأ ‌ ٔٗ‬ ‫ِّ) من‌اعتبط‌مؤمنان‌بقتل‌فهو‌قود‌بو‪‌،‬إال‌أف‌يرضى‌‬
‫صحيح‌البخارم ‌ ْٖ‬ ‫ِْ) من‌بى ٌدؿ‌دينو‌فاقتلوه‌ ‌‬
‫صحيح‌البخارم ‌ ُٔ‬ ‫ِٓ) من‌‪ٞ‬بل‌علينا‌السبلح‌فليس‌منا ‌‬
‫ٕٓ‬ ‫‌سنن‌الَبمذم‬ ‫ِٔ) ‌من‌خرج‌من‌ا‪١‬بماعة‌فقد‌خلع‌ربقة‌اإلسبلـ‌‌‬
‫ٕٓ‬ ‫صحيح‌مسلم‬ ‫من‌خرج‌من‌الطاعة‪‌،‬كفارؽ‌ا‪١‬بماعة‌فمات‌‌ ‌‬
‫ِٕ) ‌ ‌‬
‫البخارم‪‌/‬مسلم ‌ ٕٓ‬ ‫ِٖ) من‌رأل‌من‌أمّبه‌شيئا‌يكرىو‌فليصرب‪‌،‬فإنو‌من‌فارؽ‌‬
‫‌مالك‌يف‌ا‪٤‬بوطأ ‌ ٖٓ‬ ‫ِٗ) من‌غّب‌دينو‌فاضربوا‌عنقو‌‬
‫سنن‌ابن‌ماجة ‌ ِٗ‬ ‫َّ) يا‌عائشة‌إياؾ‌ك‪٧‬بقرات‌األعماؿ‌فإف‌‪٥‬با‌من‌هللا‌طالبا‬
‫ّٕ‬ ‫ُّ) يا‌عمرك‌أما‌علمت‌أنو‌ال‌ٰبل‌دـ‌امرئ‌مسلم‌إال‌بثبلثة ‌سنن‌النسائي‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪128‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫فهرس األعالم ‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫اسم ادلرتجم‪:‬‬ ‫م‪:‬‬


‫ٕٔ ‌‬ ‫إبراىيم‌بن‌يزيد‌بن‌قيس‌بن‌األسود‪‌،‬أبوعمراف‌النخعي‪‌ .‬‬ ‫ُ)‬
‫ْٔ ‌‬ ‫ابن‌ا‪٤‬بنذر‪٧‌:‬بمد‌بن‌إبراىيم‌بن‌ا‪٤‬بنذر‌نيسابورم‪.‬‬ ‫ِ)‬

‫َّ‬ ‫ابن‌جزم‪‌‌:‬ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌جزم‌الكليب‪‌،‬أبو‌القاسم‪‌ ‌‌.‬‬ ‫ّ)‬


‫ُٓ ‌‬ ‫ابن‌حجر‪‌:‬ىو‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌علي‌الكناين‌العسقبلين‌الشافعي‪.‬‬ ‫ْ)‬

‫ابن‌عباس‪‌:‬ىو‌عبد‌هللا‌بن‌عباس‌بن‌عبد‌ا‪٤‬بطلب‪‌.‬قرشي‌ىامشي‪‌.‬حرب‌األمة‪ُٓ ‌ ‌.‬‬ ‫ٓ)‬


‫ابن‌عبد‌الرب‪‌:‬ىو‌يوسف‌بن‌عبد‌هللا‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الرب‪‌،‬أبو‌عمر‌ا‪٢‬بافظ ‌ ُٓ ‌‬ ‫ٔ)‬
‫ْٗ ‌‬ ‫عبد‌القادر‌عودة‪،‬أحد‌كبار‌قياديي‌(اإلخواف‌ا‪٤‬بسلمْب)‌ٗبصر‌كمفكريهم ‌‬ ‫ٕ)‬
‫ِٔ‬ ‫ابن‌عرفة‌‌أبو‌عبد‌هللا‪٧‌:‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌ابن‌عرفة‌الورغمي‪‌،‬‬ ‫ٖ)‬
‫ِٓ ‌‬ ‫أبو‌ا‪٢‬بسن‌ا‪٤‬باكردم‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌حبيب‪‌ ‌.‬‬ ‫ٗ)‬
‫َُ) أبو‌ىريرة‌‪‌‌:‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌صخر‌‪‌.‬من‌قبيلة‌دكس‌كقيل‌يف‌ا‪٠‬بو‌غّب‌ذلك‪‌ ُٖ ‌ .‬‬
‫ُٔ‬ ‫ُُ) أيب‌موسى‌األشعرم‪‌‌:‬ىو‌عبد‌هللا‌بن‌قيس‌بن‌سليم‪‌،‬من‌األشعريْب‪‌ ‌‌‌،‬‬
‫ٗٗ ‌‬ ‫ُِ) أ‪ٞ‬بد بن فارس بن زكريا الرازم اللغوم ‪ ،‬أبو ا‪٢‬بسْب‪‌ .‬‬

‫ُُ‬ ‫ُّ) إ‪٠‬باعيل‌حقي‌بن‌مصطفى‌اإلستانبويل‌ا‪٢‬بنفي‌ا‪٣‬بلويت‪‌ .‬‬


‫ُٓ‬ ‫ُْ) البغوم‪‌:‬ىو‌ا‪٢‬بسْب‌بن‌مسعود‌بن‌‪٧‬بمد‪‌،‬الفراء‪‌،‬البغوم‪‌.‬شافعي‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫ٗ‬ ‫ُٓ) بن‌فورؾ‪‌:‬ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌ا‪٢‬بسن‌بن‌فورؾ‪‌،‬أبو‌بكر‌من‌أىل‌أصبهاف‌‌ ‌‬

‫‪129‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ُٔ) البهويت‪‌‌‌:‬منصور‌بن‌يونس‌بن‌صبلح‌الدين‌بن‌حسن‌بن‌إدريس‌البهويت‪ُُْ ‌ ‌.‬‬


‫َُٓ ‌‬ ‫ُٕ) ا‪٢‬بسن‌البصرم‌‪‌:‬ا‪٢‬بسن‌بن‌يسار‌البصرم‪‌،‬تابعي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُٖ) الرازم‌‪‌:‬ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌عمر‌بن‌ا‪٢‬بسْب‌بن‌ا‪٢‬بسن‪‌،‬الرازم‪‌،‬فخر‌الدين‌ ‌‬
‫ٗٗ ‌‬ ‫ُٗ) الرازم‪ .‬اللغوم أ‪ٞ‬بد بن فارس بن زكريا‌أبو ا‪٢‬بسْب ‌‬

‫َُٓ ‌‬ ‫َِ) الز‪٨‬بشرم‌‪٧‌:‬بمود‌بن‌عمر‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‪‌،‬أبو‌القاسم‪‌،‬ا‪٣‬بوارزمي‪‌ .‬‬


‫ْٓ ‌‬ ‫ُِ) شريك‪:‬ابن‌سحماء‪،‬عبدة‌بن‌مغيث‌بن‌ا‪١‬ب ٌ‌د‌بن‌العجبلف‌ ٌ‌‬
‫البلوم‪‌.‬‬

‫ُٕ‬ ‫ِِ) الشوكاين‪‌:‬ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌الشوكاين‌فقيو‌‪٦‬بتهد‌‌ ‌‬


‫َُ‬ ‫ِّ) الطربم‪‌:‬ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌جرير‌بن‌يزيد‌بن‌كثّب‪‌،‬من‌أىل‌طربستاف‪‌ ‌.‬‬
‫ّٔ ‌‬ ‫ِْ) عائشة‌بنت‌أيب‌بكر‌الصديق‌عبد‌هللا‌بن‌عثماف‪.‬‬

‫ِٓ) عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عبد‌ا‪٣‬بالق‌اليوسف‌شيخ‌معاصر‌من‌علماء‌القرف‌الرابع‌عشرة‪‌ ٗ‌ ،‬‬


‫ٕٔ ‌‬ ‫ِٔ) عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عمرك‌بن‌ٰبمد‌األكزاعي‪‌،‬من‌قبيلة‌األكزاع ‌‬
‫ْٓ ‌‬ ‫ِٕ) عبد‌هللا‌بن‌عمر‌بن‌ا‪٣‬بطاب‪‌،‬أبو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‪‌.‬قرشي‌عدكم‪‌ .‬‬
‫ُُْ‬ ‫ِٖ) عبد‌هللا‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌قدامة‌ا‪١‬بماعيلي‌ا‪٤‬بقدسي‌مث‌الدمشقي‌ا‪٢‬بنبلي‪‌ ‌‌،‬‬
‫َْ ‌‬ ‫ِٗ) عبد‌هللا‌بن‌مسعود‌بن‌غافل‌بن‌حبيب‌ا‪٥‬بذيل‪‌،‬أبو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‬

‫ْٔ ‌‬ ‫عطاء‌بن‌أسلم‌أيب‌رباح‪‌.‬يكُب‌أبا‌‪٧‬بمد‪.‬‬ ‫َّ)‬

‫ٗ‬ ‫ُّ) القرطيب‌(ا‪٤‬بفسر)‌‌ىو‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌فرح‪‌ ‌‌.‬‬


‫ْٔ ‌‬ ‫ِّ) الليث‌بن‌سعد‌بن‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌الفهمي‬

‫‪131‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ّّ) ‪٦‬باىد‌‪‌:‬ىو‌‪٦‬باىد‌بن‌جرب‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بجاج‌موىل‌قيس‌بن‌السائب‌ا‪٤‬بخزكمي‪ُٓ ‌ ‌.‬‬


‫ُٔ ‌‬ ‫ّْ) ‪٧‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌سعد‌الزرعي‪‌.‬مشس‌الدين‌من‌أىل‌دمشق‪.‬‬

‫ُٓ ‌‬ ‫ّٓ) ‪٧‬بمد‌بن‌مكرـ‌بن‌علي‪‌،‬أبو‌الفضل‌األنصارم‪‌،‬الركيفعي‌اإلفريقي‬

‫ُٕ‬ ‫ّٔ) النوكم‪‌‌:‬ىو‌ٰبٓب‌بن‌شرؼ‌بن‌مرم‌بن‌حسن‪‌،‬النوكم‌‌أبو‌زكريا‪‌ ‌‌.‬‬


‫ْٓ ‌‬ ‫ّٕ) ىبلؿ‌بن‌أميٌة‌‌بن‌عامر‌بن‌قيس‌بن‌عبد‌األعلم‌بن‌عامر‌بن‌كعب‪‌ ‌‌‌‌.‬‬
‫ٕٔ ‌‬ ‫ّٖ) ىو‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌قدامة‪‌.‬أبو‌الفرج‪‌،‬ا‪٤‬بقدسي‪‌ .‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪131‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫القرآف‌الكرًن‪.‬‬ ‫ُ)‬

‫اإل‪ٝ‬باع‪‌ ،‬أبو ‌بكر ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌إبراىيم ‌بن ‌ا‪٤‬بنذر ‌النيسابورم‪‌ ،‬طُ‪ُِْٓ‌ ‌ /‬ىػ‪‌/‬‬ ‫ِ)‬
‫ََِْـ‪‌،‬دار‌ا‪٤‬بسلم‌للنشر‌كالتوزيع‌‪‌ ‌.‬‬

‫األحكاـ ‌السلطانية‪‌ ،‬أبو ‌ا‪٢‬بسن ‌علي ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌حبيب‪‌ ،‬الشهّب‌‬ ‫ّ)‬
‫با‪٤‬باكردم‪‌،‬دار‌ا‪٢‬بديث‌–‌القاىرة‪.‬‬

‫إحياء‌علوـ‌الدين‌‪٧‌:‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌الغزايل‪‌،‬دار‌الرشاد‌ا‪٢‬بديثة‌‪‌ ‌.‬‬ ‫ْ)‬

‫االخبار‌العلمية‌من‌االختيارات‌الفقهية‌لشيخ‌اإلسبلـ‌ابن‌تيمية‪،‬عبلء‌الدين‌أيب‌‬ ‫ٓ)‬
‫ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عباس‌البعلي‌الدمشقي‌ا‪٢‬بنبلي‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‪‌.‬‬

‫اإلرىاب‌كمرادفاتو‌من‌البغي‌كاإلفساد‌يف‌ضوء‌آيات‌الكتاب‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌‬ ‫ٔ)‬
‫‪ٝ‬بيل‌بن‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌قصاص‪.‬‬

‫أسُب ‌ا‪٤‬بطالب ‌شرح ‌ركض ‌الطالب‪‌ ،‬ألىب ‌ٰبٓب ‌زكريا ‌األنصارم‪‌ ،‬طُ‪‌ ،/‬ا‪٤‬بطبعة‌‬ ‫ٕ)‬
‫ا‪٤‬بيمنية‪.‬‬

‫األشباه‌‌كالنظائر‌البن‌‪٪‬بيم‪‌،‬طُ‪‌ُُْٗ‌/‬ىػ‌‪‌ ُٗٗٗ‌-‬ـ‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬‬ ‫ٖ)‬


‫بّبكت‌–‌لبناف‪‌ .‬‬

‫إعبلـ‌ا‪٤‬بوقعْب‌عن‌رب‌العا‪٤‬بْب‪‌‌،‬مشس‌الدين‌ابن‌قيم‌ا‪١‬بوزية‌(ا‪٤‬بتوىف‪ُٕٓ‌:‬ىػ)‪‌،‬‬ ‫ٗ)‬
‫طُ‪ُُُْ‌،/‬ىػ‌‪ُُٗٗ‌-‬ـ‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌يّبكت‌‪‌.‬‬

‫‪132‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌الزركلي ‌الدمشقي‌‬
‫َُ) األعبلـ ‌خّب ‌الدين ‌بن ‌‪٧‬بمود ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌علي ‌بن ‌فارس‪‌ ،‬‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪ُّٗٔ‌:‬ىػ)‪‌،‬طُٓ‪‌‌/‬مايو‌ََِِ‌ـ‪‌،‬دار‌العلم‌للمبليْب‪‌ ‌.‬‬

‫ُُ) إغاثة‌اللهفاف‌من‌مصائد‌الشيطاف‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌أيوب‌الزرعي‌أبو‌عبد‌هللا‪‌،‬‬
‫دار‌ا‪٤‬بعرفة‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬

‫ُِ) اإلقناع ‌يف ‌حل ‌األلفاظ ‌أيب ‌شجاع‪‌ ،‬مشس ‌الدين ‌ ‌ا‪٣‬بطيب ‌الشربيِب‪‌ ،‬طِ‪‌،/‬‬
‫َُِِىػ‌–‌َُِّـ‌‪‌.‬‬

‫ُّ) البدر ‌الطالع ‌ٗبحاسن ‌من ‌بعد ‌القرف ‌السابع‪‌ ،‬لئلماـ ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌علي ‌الشوكاين‪‌،‬‬
‫طُ‪ُّْٖ‌،/‬ىػ‪‌،‬دار‌ا‪٤‬بعرفة‌بّبكت‪‌ ‌.‬‬

‫‌الزبيدم‪‌ ،‬دار ‌ا‪٥‬بداية ‌بدكف ‌الطبعة‌‬


‫ُْ) تاج ‌العركس‪‌ ،‬أبو ‌الفيض‪‌ ،‬ا‪٤‬بل ٌقب ‌ٗبرتضى‪َّ ،‬‬
‫كتارٱبها‪‌ ‌.‬‬

‫ُٓ) تبصرة‌ا‪٢‬بكاـ‪‌،‬إبراىيم‌بن‌علي‪‌،‬ابن‌فرحوف‪‌،‬طُ‪َُْٔ‌/‬ىػ‌‪ُٖٗٔ‌-‬ـ‪،‬مكتبة‌‬
‫الكليات‌األزىرية‪.‬‬

‫ُٔ) ‪ٙ‬بفة‌األحوذم‌بشرح‌جامع‌الَبمذم‪‌،‬أبو‌العبل‌‪٧‬بمد‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌عبد‌الرحيم‌‬
‫ا‪٤‬بباركفورل‌(ا‪٤‬بتوىف‪ُّّٓ‌:‬ىػ)‪‌‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬

‫ُٕ) ‪ٙ‬بفة‌الفقهاء‪‌،‬عبلء‌الدين‌السمرقندم‪‌،‬طِ‪‌ ُُْْ‌،/‬ىػ‌ُْٗٗـ‪‌،‬دار‌الكتب‌‬


‫العلمية‪‌،‬بّبكت‪.‬‬

‫ُٖ) ‪ٙ‬بقيق‌‪‌:‬عبد‌القادر‌األرنؤكط‌‪‌-‬التتمة‌‪ٙ‬بقيق‌بشّب‌عيوف‪‌،‬على‌‌جامع‌األصوؿ‪‌،‬‬
‫طُ‪‌/‬مكتبة‌دار‌البياف‪‌ ‌.‬‬

‫‪133‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ُٗ) تداخل ‌العقوبات ‌يف ‌الشريعة ‌اإلسبلمية‪‌ ،‬عادؿ ‌سبلمو ‌‪٧‬بيسن‪ُِْٗ‌ ،‬ىػ ‌‪‌-‬‬
‫ََِٖـ‪.‬‬
‫َِ) تذكرة ‌ا‪٢‬بفاظ ‌كذيولو‪٧‌ ،‬بمد ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌عثماف ‌الذىىب‪‌ ،‬دراسة ‌ك‪ٙ‬بقيق‪‌ :‬زكريا‌‬
‫عمّبات‪‌،‬طُ‪‌‌/‬دار‌الكتب‌العلمية‌بّبكت‪‌-‬لبنافُُْٗىػ‪ُٖٗٗ‌-‬ـ‌‪‌ ‌‌.‬‬
‫ُِ) التشريع ‌ا‪١‬بنائي ‌اإلسبلمي ‌مقارنا ‌بالقانوف ‌الوضعي ‌عبد ‌القادر ‌عودة‪‌ ‌ ،‬دار‌‬
‫الكاتب‌العريب‪‌،‬بّبكت‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌ .‬‬
‫ِِ) التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‌مقارنا‌بالقانوف‌الوضعي‌عبد‌القادر‌عودة‪‌ ‌،‬‬
‫ِّ) التعزيرات‌البدنية‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌لثقيل‌بن‌سائر‌الشمرم‪‌ .‬‬
‫ِْ) تفسّب‌ابن‌فورؾ ‌‪٧‬بمد‌بن‌ا‪٢‬بسن‌بن‌فورؾ‌األنصارم‌‪(‌،‬ا‪٤‬بتوىف‪َْٔ‌:‬ىػ)‪‌،‬طُ‪‌‌/‬‬
‫َُّْ‌‪‌ََِٗ‌-‬ـ‌جامعة‌أـ‌القرل‌‪‌-‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‪‌ .‬‬
‫ِٓ) تفسّب ‌البحر ‌ا﵀يط‪‌ ،‬﵀مد ‌بن ‌يوسف ‌الشهّب ‌بأيب ‌حياف ‌األندلسي‪ٙ‌ ،‬بقيق‪‌:‬‬
‫عادؿ‌أ‪ٞ‬بد‌عبدا‪٤‬بوجود‪‌‌،‬طُُُّْىػ‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‪‌،‬بّبكت‪‌ .‬‬
‫ِٔ) تفسّب‌البغوم‪‌،‬أبو‌‪٧‬بمد‌ا‪٢‬بسْب‌بن‌مسعود‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌الفراء‌البغوم‪‌،‬ا﵀قق‪‌:‬‬
‫عبد‌الرزاؽ‌ا‪٤‬بهدم‪‌‌،‬طُ‪‌َُِْ‌،/‬ىػ‌دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬
‫ِٕ) تفسّب‌البغوم‪‌،‬طُ‪‌َُِْ‌،‌/‬ىػ‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–بّبكت‪.‬‬
‫ِٖ) أنوار‌التنػزيل‌كأسرار‌التأكيل‪‌،‬ناصر‌الدين‌أبو‌سعيد‌عبد‌هللا‌بن‌عمر‌بن‌‪٧‬بمد‌‬
‫الشّبازم‪‌،‬طُ‪‌ُُْٖ‌/‬ىػ‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌.‬‬
‫ِٗ) تفسّب‌الطربم‌جامع‌البياف‌عن‌تأكيل‌آم‌القرآف‪‌،‬إلماـ‌ا‪٤‬بفسرين‌أيب‌جعفر‌‪٧‬بمد‌‬
‫بن‌جرير‌الطربم‪‌،‬طُ‪‌/‬دار‌الفكر‌للنشر‌كالطباعة‪‌ ‌‌.‬‬

‫‪134‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َّ) تفسّب‌القرآف‌الكرًن‪٧‌:‌،‬بمد‌ا‪٤‬بنتصر‌با﵁‌بن‌‪٧‬بمد‌الزمزمي‌الكتاين‌اإلدريسي‌‬
‫ا‪٢‬بسِب‪‌،‬بدكف‌الطبعة‌كتارٱبها‪‌ .‬‬
‫ُّ) تفسّب‌القرطيب‪‌،‬أبوعبدهللا‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌القرطيب‌(ا‪٤‬بتوىف‪ُٕٔ‌:‬ىػ)‪‌‌،‬دارالكتب‌‬
‫ا‪٤‬بصرية–القاىرة‪‌،‬طِ‪ُّْٖ‌،/‬ىػ‌‪ُْٗٔ‌-‬ـ‌‪‌ ‌.‬‬
‫ِّ) تفسّب‌ركح‌البياف‪‌،‬إ‪٠‬باعيل‌حقي‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العرىب‪،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌ .‬‬
‫ّّ) تفسّبالقرآف‌العظيم‪‌،‬أيب‌الفداء‌ا‪٠‬باعيل‌ابن‌كثّب‪‌،‬طُ‪ُُْٗ‌/‬ىػ‪‌،‬الناشر‪‌:‬دار‌‬
‫الكتب‌العلمية‪‌-‌،‬بّبكت‪‌ .‬‬
‫ّْ) تكملة ‌فتح ‌القدير ‌مع ‌العناية‪‌ ،‬عبد ‌الغِب ‌الغنيمي ‌الدمشقي ‌ا‪٤‬بيداين‪‌ ،‬ا﵀قق ‌‪‌:‬‬
‫‪٧‬بمود‌أمْب‌النواكم‪‌،‬دار‌الكتاب‌العريب‪‌ .‬‬
‫ّٓ) التلخيص ‌يف ‌أصوؿ ‌الفقو‪‌ ،‬إلماـ ‌ا‪٢‬برمْب ‌أيب ‌ا‪٤‬بعايل ‌عبد ‌ا‪٤‬بلك ‌بن ‌عبدهللا ‌بن‌‬
‫يوسف‌ا‪١‬ب ‌ويِب‪‌،‬طُ‪‌،‬دار‌البشائر‌اإلسبلمية‪‌،‬بّبكت‪ُُْٕ‌،‬ىػ‌ُٔٗٗـ‪‌ ‌.‬‬
‫ّٔ) هتذيب ‌التهذيب‪‌ ،‬أبو ‌الفضل ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌علي ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌حجر‌‬
‫العسقبلين‌‪‌،‬طُ‪ُِّٔ‌،/‬ىػ‪‌،‬مطبعة‌دائرة‌ا‪٤‬بعارؼ‌النظامية‪‌،‬ا‪٥‬بند‪‌ .‬‬
‫ّٕ) تيسّب ‌التحرير‪٧‌ ،‬بمد ‌أمْب ‌بن ‌‪٧‬بمود ‌البخارم ‌ا‪٤‬بعركؼ ‌بأمّب ‌بادشاه ‌ا‪٢‬بنفي‌‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪ِٕٗ‌:‬ىػ‪‌،‬دار‌الفكر‌–‌بّبكت‪‌.‬‬
‫ّٖ) جامع‌األصوؿ‌يف‌أحاديث‌الرسوؿ‪٦‌،‬بد‌الدين‌أبو‌السعادات‪‌،‬مكتبة‌دار‌البياف‪‌،‬‬
‫طُ‪‌ُِّٗ‌،/‬ىػ‪ُِٕٗ‌،‬ـ‪‌ .‬‬
‫ّٗ) جامع‌العلوـ‌كا‪٢‬بكم‌زين‌الدين‌عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌رجب‪‌،‬طٕ‪ُِِْ‌/‬ىػ‌‬
‫ََُِـ‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬

‫‪135‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َْ) ا‪١‬بامع‌ألحكاـ‌القرآف‪‌،‬مشس‌الدين‌القرطيب‪‌،‬طّ‪‌ ُِّْ‌/‬ىػ‪‌ ََِّ‌/‬ـ‌‌دار‌‬


‫عامل‌الكتب‪‌،‬الرياض‪‌،‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‪‌.‬‬
‫ُْ) جرٲبة‌الردة‪٥‌،‬باين‌ا‪١‬ببّب‪‌‌،‬دكف‌طبعة‌كدكف‌تاريخ‪‌ ‌.‬‬
‫ِْ) ا‪١‬بموع‌البهية‌للعقيدة‌السلفية‪‌،‬أبو‌ا‪٤‬بنذر‌‪٧‬بمود‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌مصطفى‌بن‌عبد‌‬
‫اللطيف‌ا‪٤‬بنياكم‪‌،‬طُ‪‌ُِْٔ‌،/‬ىػ‌‪‌ََِٓ‌-‬ـ‪‌،‬مكتبة‌ابن‌عباس‪‌،‬مصر‪‌ .‬‬
‫ّْ) ا‪١‬بنايات‌يف‌الفقو‌اإلسبلمي‌دراسة‌مقارنة‌بْب‌الفقو‌اإلسبلمي‌كالقانوف‪‌:‬حسن‌‬
‫علي‌الشاذيل‪‌،‬طِ‪‌/‬دار‌الكتاب‌ا‪١‬بامعي‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌‪‌ ‌.‬‬
‫ْْ) حاشية ‌البجّبمي‪‌ ،‬سليماف ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌عمر ‌البي ىجٍيػىرًم ٌي‪‌ ‌ ،‬دار ‌الفكر‪‌،‬‬
‫ط‪ُُْٓ/‬ىػ‌‪ُٗٗٓ‌-‬ـ‪‌ ‌.‬‬
‫ْٓ) حاشية‌ا‪١‬بمل‌على‌ا‪٤‬بنهج‌لشيخ‌اإلسبلـ‌زكريا‌األنصارم‪‌،‬العبلمة‌الشيخ‌سليماف‌‬
‫ا‪١‬بمل‪‌،‬دار‌الفكر‌–‌بّبكت‪‌ ‌.‬‬
‫ْٔ) حاشية‌الدسوقي‌على‌الشرح‌الكبّب‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عرفة‌الدسوقي‌ا‪٤‬بالكي‪‌،‬‬
‫دار‌الفكر‪‌،‬بدكف‌طبعة‌كبدكف‌تاريخ‪‌ ‌.‬‬
‫ْٕ) حاشية ‌الركض ‌ا‪٤‬بربع ‌شرح ‌زاد ‌ا‪٤‬بستقنع‪‌ ،‬عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌قاسم‌‬
‫العاصمي‪‌،‬طُ‪‌ُّٕٗ‌،/‬ىػ‪‌ ‌‌‌.‬‬
‫ْٖ) حاشية ‌الركض ‌ا‪٤‬بربع ‌شرح ‌زاد ‌ا‪٤‬بستقنع‪‌ ،‬عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌قاسم‌‬
‫العاصمي‪‌،‬طُ‪‌ُّٕٗ‌،/‬ىػ‪‌ .‬‬
‫ْٗ) حاشية ‌العدكم‪‌ ،‬أبو ‌ا‪٢‬بسن ‌العدكم‪‌ ،‬دار ‌الفكر– ‌بّبكت‪‌ ،‬ط‪ُُْْ‌ /‬ىػ ‌‪‌-‬‬
‫ُْٗٗـ‪‌ .‬‬

‫‪136‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َٓ) حاشيتا‌قليويب‌كعمّبة‪‌،‬لشهاب‌الدين‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌سبلمةالقليويب‪‌،‬دار‌إحياء‌الكتب‌‬
‫العربية‪‌،‬مصر‪‌ .‬‬

‫ُٓ) خبلصة‌األثر‌يف‌أعياف‌القرف‌ا‪٢‬بادم‌عشر‪٧‌،‬بمد‌أمْب‌بن‌فضل‌هللا‌بن‌‪٧‬بب‌‬
‫الدين‌بن‌‪٧‬بمد‌ا﵀يب‌ا‪٢‬بموم‌األصل‪‌،‬دار‌صادر‌–‌بّبكت‪.‬‬

‫ِٓ) الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‪‌،‬د‪‌.‬كىبة‌الزحيلي‪‌،‬طّ‪َُْٓ‌/‬ىػ‪ُٖٗٓ-‬ـ‪‌،‬دار‌الفكر‌‬
‫للطباعة‌كالنشر‌كالتوزيع‪-‬بّبكت‌لبناف‌‪‌ ‌‌‌.‬‬

‫ّٓ) الديباج‌ا‪٤‬بذىب‌يف‌معرفة‌أعياف‌علماء‌ا‪٤‬بذىب‪‌،‬إبراىيم‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‪‌،‬ابن‌‬
‫فرحوف‪‌،‬اليعمرم‪،‬دار‌الَباث‌للطبع‌كالنشر‪‌،‬القاىرة‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌ ‌.‬‬

‫ْٓ) ركائع‌البياف‌تفسّب‌آيات‌األحكاـ‪٧‌،‬بمد‌علي‌الصابوين‪‌،‬طّ‪‌ ََُْ‌،/‬ىػ‌‪‌-‬‬


‫َُٖٗ‌ـ‪‌،‬مكتبة‌الغزايل‌‪‌-‬دمشق‪‌،‬مؤسسة‌مناىل‌العرفاف‌‪‌-‬بّبكت‬

‫ٓٓ) ركح‌ا‪٤‬بعاين‌يف‌تفسّب‌القرآف‌العظيم‌كالسبع‌ا‪٤‬بثاين‪‌،‬شهاب‌الدين‌‪٧‬بمود‌بن‌عبد‌‬
‫هللا‌ا‪٢‬بسيِب‌األلوسي‪‌،‬طُ‪‌ُُْٓ‌،/‬ىػ‪‌،‬دار‌الكتب‌العلمية‌–‌بّبكت‌‪‌.‬‬

‫ٔٓ) زاد‌ا‪٤‬بسّب‌يف‌علم‌التفسّب‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌أبو‌الفرج‌ا‪١‬بوزم‪‌‌‌،‬طُ‪‌ ُِِْ‌-‌/‬ىػ‌‬


‫دار‌الكتاب‌العريب‌–‌بّبكت‌‪‌ ‌.‬‬

‫ٕٓ) زاد‌ا‪٤‬بعاد‌يف‌ىدم‌خّب‌العباد‪‌‌،‬مشس‌الدين‌ابن‌قيم‌ا‪١‬بوزية‪‌،‬مؤسسة‌الرسالة‪‌،‬‬
‫بّبكت‌‪‌‌-‬طِٕ‪ُُْٓ‌/‬ىػ‌‪ُْٗٗ/‬ـ‌‌‪‌ .‬‬

‫ٖٓ) الزجر‌يف‌الفتول‌يف‌الشريعة‌اإلسبلمية‪‌،‬مرٲبة‌‪٧‬بمد‌رمضاف‌أبو‌جزر‪‌‌،‬ا‪١‬بامعة‬
‫اإلسبلمية غزة ‪ُّّْ،‬ىػ‪َُِِ‌-‬ـ ‌‬

‫‪137‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ٗٓ) سبل‌السبلـ‪‌،‬األمّب‌الصنعاين‪‌،‬طْ‪ُّٕٗ‌/‬ىػ‪َُٗٔ‌/‬ـ‌مكتبة‌مصطفى‌البايب‌‬
‫ا‪٢‬بليب‌‪‌ ‌‌.‬‬
‫َٔ) سنن ‌البيهقي ‌الكربل‪‌ ،‬لئلماـ ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌ا‪٢‬بسْب ‌بن ‌علي ‌بن ‌موسى ‌أبو ‌بكر‌‬
‫البيهقي‪‌،‬مكتبة‌دار‌الباز‌‪‌-‬مكة‌ا‪٤‬بكرمة‪ُُْْ‌،‬ق‌–‌ُْٗٗـ‌‪‌ .‬‬
‫ُٔ) السياسة ‌الشرعية‪‌ ،‬تقي ‌الدين ‌أبو ‌العباس ‌ابن ‌تيمية ‌ا‪٢‬براين‪‌ ،‬طُ‪ُُْٖ‌ ،/‬ىػ‪‌،‬‬
‫كزارة‌الشئوف‌اإلسبلمية‌كاألكقاؼ‌كالدعوة‌‪‌-‬ا‪٤‬بملكة‌العربية‌السعودية‪.‬‬
‫ِٔ) سّب‌أعبلـ‌النببلء‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌عبد‌هللا‌‪٧‬بمد‌بن‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عثماف‌بن‌قى ٍاٲباز‌‬
‫الذىيب‪‌،‬ط‪ُِْٕ‌،/‬ىػ‪ََِٔ-‬ـ‪‌،‬دار‌ا‪٢‬بديث‪‌-‬القاىرة‌‪‌ .‬‬
‫ّٔ) الشبهات ‌كأثرىا ‌يف ‌العقوبة ‌ا‪١‬بنائية ‌يف ‌الفقو ‌اإلسبلمي ‌مقارنا ‌بالقانوف ‌منصور‌‬
‫‪٧‬بمد‌منصور‌ا‪٢‬بفناكم‪‌،‬مطبعة‌األمانة‪‌،‬طُ‪َُْٔ‌/‬ىػ‪ُٖٗٔ‌-‬ـ‪‌ .‬‬
‫ْٔ) الشرح‌الصغّب‌الشيخ‌أ‪ٞ‬بد‌الدردير‪ٕ‌،‬باشية‌الصاكم‪‌،‬دار‌ا‪٤‬بعارؼ‌ٗبصر‪‌.‬بدكف‌‬
‫تاريخ‌الطبع‌‪‌ ‌.‬‬
‫ٓٔ) شرح‌العقيدة‌الطحاكية‪‌،‬عبد‌الر‪ٞ‬بن‌بن‌ناصر‌بن‌براؾ‌بن‌إبراىيم‌الرباؾ‪‌‌،‬طِ‪‌،/‬‬
‫ُِْٗ‌ىػ‌‪‌ََِٖ‌-‬دار‌التدمرية ‌‬
‫ٔٔ) شرح‌النوكم‌على‌مسلم‪‌‌،‬أبو‌زكريا‌‪٧‬بيي‌الدين‌ٰبٓب‌بن‌شرؼ‌النوكم‪،‬دار‌إحياء‌‬
‫الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌.‬طِ‪ُِّٗ‌،/‬ىػ‌‌‪‌ ‌.‬‬
‫ٕٔ) شرح‌فتح‌القدير‌كماؿ‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الواحد‌السيواسي‪(‌،‬ا‪٤‬بتوىف‌‌ُٖٔىػ‌‬
‫)‌دار‌الفكر‌بّبكت‪.‬‬
‫ٖٔ) الشيخ‌مرعي‌بن‌يوسف‪‌،‬غاية‌ا‪٤‬بنتهى‌طُ‪‌،/‬طبع‌ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‌بدمشق‪‌ .‬‬

‫‪138‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ٗٔ) الصحاح ‌تاج ‌اللغة ‌كصحاح ‌العربية‪‌ ،‬أبو ‌نصر ‌إ‪٠‬باعيل ‌بن ‌‪ٞ‬باد ‌ا‪١‬بوىرم‪‌ ،‬دار‌‬
‫العلم‌للمبليْب‌–‌بّبكت‪‌،‬طْ‪‌َُْٕ‌‌/‬ىػ‌‌‪‌ُٖٕٗ‌-‬ـ‪‌ ‌‌.‬‬
‫َٕ) طبقات ‌الشافعية ‌الكربل ‌للسبكي‪‌ :‬تاج ‌الدين ‌عبد ‌الوىاب ‌بن ‌تقي ‌الدين‌‬
‫السبكي‪‌،‬طّ‪ُُّْ‌،/‬ىػ‌ىجر‌للطباعة‌كالنشر‌كالتوزيع‪‌ ‌‌.‬‬
‫ُٕ) الطرؽ‌ا‪٢‬بكمية‌يف‌السياسة‌الشرعية‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‌بن‌أيوب‌مشس‌الدين‌ابن‌‬
‫قيم‌ا‪١‬بوزية‪‌،‬مطبعة‌ا‪٤‬بدين‌–‌القاىرة‪‌،‬بدكف‌تاريخ‌الطبع‌ ‌‬
‫ِٕ) التشريع‌ا‪١‬بنائي‌اإلسبلمي‪‌،‬عبد‌القادر‌عودة‪‌‌،‬دار‌الكاتب‌العريب‪‌،‬بّبكت ‌‬
‫ّٕ) العناية ‌شرح ‌ا‪٥‬بداية‪‌ ‌ ،‬الدين ‌الركمي ‌البابريت‪‌ ،‬دار ‌صادر ‌للطباعة‪‌ ،‬بدكف ‌طبعة‌‬
‫كبدكف‌تاريخ‌‪‌ .‬‬
‫ْٕ) غاية‌ا‪٤‬بنتهى‌للشيخ‌مرعي‌بن‌يوسف‪‌،‬طُ‪‌،/‬طبع‌ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‌بدمشق‪‌ .‬‬
‫ٕٓ) غاية‌النهاية‌يف‌طبقات‌القراء‪‌،‬مشس‌الدين‌أبو‌ا‪٣‬بّب‌ابن‌ا‪١‬بزرم‪٧‌،‬بمد‌بن‌‪٧‬بمد‌‬
‫بن‌يوسف‌(ا‪٤‬بتوىف‪ّّٖ‌:‬ىػ)‪‌،‬مكتبة‌ابن‌تيمية‪‌،‬طُ‪ُُّٓ‌/‬ىػ‌‌ ‌‬
‫ٕٔ) فتح‌البارم‌البن‌حجر‪‌،‬ط‪ُّٕٗ‌/‬ىػ‌دار‌ا‪٤‬بعرفة‌–‌بّبكت‌‪‌ .‬‬
‫ٕٕ) فتح‌القدير‪‌،‬كماؿ‌الدين‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌الواحد‌السيواسي‌ا‪٤‬بعركؼ‌بابن‌ا‪٥‬بماـ‪‌،‬‬
‫دار‌الفكر‪‌ .‬‬
‫ٖٕ) فتح ‌القدير‪‌ ،‬﵀مد ‌بن ‌علي ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌الشوكاين‪‌ ،‬دار ‌الكلم ‌الطيب ‌‪‌-‬‬
‫دمشق‪،،‬طُ‪‌ُُْْ‌-‌/‬ىػ‪‌ .‬‬
‫ٕٗ) الفقو‌اإلسبلمي‌كأدلتو‪‌،‬د‪‌.‬كىبة‌الزحيلي‪‌‌،‬طّ‪َُْٓ‌/‬ىػ‪ُٖٗٓ-‬ـ‪‌،‬دار‌الفكر‌‬
‫للطباعة‌كالنشر‌‪-‬بّبكت‌لبناف‌‪‌ ‌.‬‬

‫‪139‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َٖ) فقو ‌العقوبات ‌يف ‌الشريعة ‌اإلسبلمية‪‌ ،‬د‪‌ .‬عيسى ‌العمرم‪‌ ،‬طُ‪‌ /‬األردف‪‌ :‬دار‌‬
‫ا‪٤‬بسّبة‌للنشر‌كالتوزيع‪.‬‬

‫ُٖ) فيض‌القدير‪‌،‬زين‌الدين‌‪٧‬بمد‌ا‪٤‬بدعو‌بعبد‌الرؤكؼ‌بن‌تاج‌العارفْب‪‌،‬دار‌الكتب‌‬
‫العلمية‌بّبكت‌–‌لبناف‪‌،‬طُ‪‌ُُْٓ‌/‬ىػ‌‪‌ُْٗٗ‌-‬ـ‪‌ .‬‬

‫ِٖ) القاموس ‌الفقهي ‌لغة ‌كاصطبلحا‪‌ ،‬سعدم ‌أبو ‌جيب‪‌ ،‬طِ‪‌ َُْٖ‌ ‌ /‬ىػ ‌=‌‬
‫ُٖٖٗ‌ـ‪‌،‬دار‌الفكر‪‌.‬دمشق‌–‌سورية‌‬

‫ّٖ) القاموس‌الفقهي‪‌،‬سعدم‌أبو‌جيب‪‌،‬طِ‪‌ َُْٖ‌‌/‬ىػ‌ُٖٖٗـ‪‌،‬دار‌الفكر‪‌.‬‬


‫دمشق‪.‬‬

‫ْٖ) قاموس‌القرآف‪‌،‬ا‪٢‬بسْب‌بن‌‪٧‬بمد‌الدامغاين‪‌،‬طّ‪َُٖٗ‌/‬ـ‪‌،‬دار‌العلم‌للمبليْب‪‌‌،‬‬
‫بّبكت‌–‌لبناف‪.‬‬

‫ٖٓ) القاموس ‌ا﵀يط‪٦‌ ،‬بد ‌الدين ‌أبو ‌طاىر ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌يعقوب ‌الفّبكزآبادل‪‌ ،‬طٖ‪‌،/‬‬
‫ُِْٔ‌ىػ‌‪‌ََِٓ‌-‬ـ‪‌‌،‬مؤسسة‌الرسالة‪‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‌ ‌‬

‫ٖٔ) القوانْب‌الفقهية‪‌،‬أبو‌القاسم‪‌،‬ابن‌جزم‌الكليب‌الغرناطي‪‌،‬مطبعة‌النهضة‌بفاس‪‌ ‌.‬‬

‫ٕٖ) الكامل‌يف‌التاريخ‪‌،‬أبو‌ا‪٢‬بسن‌علي‌بن‌أيب‌الكرـ‌عز‌الدين‌ابن‌األثّب‌(ا‪٤‬بتوىف‪‌:‬‬
‫َّٔىػ)‪،‬دار‌الكتاب‌العريب‪‌،‬بّبكت–‌لبناف‪‌،‬طُ‪ُُْٕ‌،/‬ىػ‪ُٕٗٗ‌/‬ـ‪‌ ‌.‬‬

‫ٖٖ) كتاب‌التعريفات‪‌،‬العبلمة‌الفاضل‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌ا‪١‬برجاين‪‌‌‌،‬طبعة‌جديدة‌‪‌:‬‬
‫ُٖٓٗـ‌‪.‬مكتبة‌لبناف‌‪‌ .‬‬

‫‪141‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ٖٗ) الكشاؼ‌عن‌حقائق‌التنزيل‌كعيوف‌األقاكيل‌يف‌كجوه‌التأكيل‪‌،‬أبو‌القاسم‌‪٧‬بمود‌‬
‫بن ‌عمرك ‌بن ‌أ‪ٞ‬بد‪‌ ،‬الز‪٨‬بشرم ‌جار ‌هللا ‌(ا‪٤‬بتوىف‪ّٖٓ‌ :‬ىػ)‪ٙ‌ ،‬بقيق‪‌ :‬عبد ‌الرزاؽ‌‬
‫ا‪٤‬بهدم‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬
‫َٗ) اللباب‌يف‌شرح‌الكتاب‪،‬عبد‌الغِب‌الغنيمي‌الدمشقي‪‌،‬دار‌الكتاب‌العريب ‌‬
‫ُٗ) لساف‌العرب‪ٝ‌،‬باؿ‌الدين‌ابن‌منظور‪‌،‬طّ‪ُُْْ‌/‬ىػ‪‌،‬دار‌صادر–‌بّبكت‪‌ ‌.‬‬
‫ِٗ) لقاء ‌الباب ‌ا‪٤‬بفتوح‪٧‌ ،‬بمد ‌بن ‌صاحل ‌بن ‌‪٧‬بمد ‌العثيمْب ‌(ا‪٤‬بتوىف ‌‪ُُِْ‌ :‬ىػ)‪‌،‬‬
‫بدكف‌الطبعة‌كتارٱبها‪‌ .‬‬
‫ّٗ) ‪٦‬بمع‌الزكائد‌كمنبع‌الفوائد‪‌،‬نور‌الدين‌علي‌بن‌أيب‌بكر‌ا‪٥‬بيثمي‪‌ ،‬ط‪ُُِْ‌/‬ىػ‪‌،‬‬
‫دار‌الفكر‪‌،‬بّبكت‌–‌لبناف‪‌ .‬‬
‫ْٗ) ‪٦‬بموع‌الفتاكل‪‌،‬تقي‌الدين‌أبو‌العباس‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌عبد‌ا‪٢‬بليم‌بن‌تيمية‌ا‪٢‬براين‪‌،‬دار‌‬
‫الوفاء‪‌،‬طّ‪‌ُِْٔ‌/‬ىػ‌‪ََِٓ‌/‬ـ‪‌ .‬‬
‫ٓٗ) ا﵀رر‌يف‌الفقو‌على‌مذىب‌اإلماـ‌أ‪ٞ‬بد‌بن‌حنبل‪‌،‬عبد‌السبلـ‌بن‌عبد‌هللا‌بن‌‬
‫ا‪٣‬بضر‌مكتبة‌ا‪٤‬بعارؼ‪‌-‬الرياض‪‌،‬طِ‪َُْْ‌/‬ىػ‌‪ُْٖٗ-‬ـ‪.‬‬
‫ٔٗ) ‪٨‬بتار‌الصحاح‪٧‌،‬بمد‌بن‌أيب‌بكر‪‌،‬طبعة‌جديدة‪ُُْٓ‌،‬ىػ– ‌ُٓٗٗـ‪‌ ،‬مكتبة‌‬
‫لبناف‌ناشركف–‌بّبكت‬
‫ٕٗ) ‪٨‬بتصر ‌الشمائل ‌ا﵀مدية‪‌ ،‬للَبمذم‪ٙ‌ ،‬بقيق‪‌ :‬اختصره ‌كحققو ‌‪٧‬بمد ‌ناصر ‌الدين‌‬
‫األلباين‪،‬ا‪٤‬بكتبة‌اإلسبلمية‌‪-‬عماف‪‌-‬األردف‌بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌.‬‬
‫ٖٗ) ا‪٤‬بستدرؾ‌على‌الصحيحْب‪‌،‬ا‪٢‬باكم‌النيسابورم‌(َْٓ ‌ىػ)‪‌،‬دار‌ا‪٤‬بعرفة‌–‌بّبكت‌‬
‫‪‌.‬‬

‫‪141‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ٗٗ) ا‪٤‬بصباح‌ا‪٤‬بنّب‌يف‌غريب‌الشرح‌الكبّب‪‌،‬أ‪ٞ‬بد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌علي‌الفيومي‪‌،‬ا‪٤‬بكتبة‌‬
‫العلمية‌–‌بّبكت‌‪‌ .‬‬

‫ََُ) ا‪٤‬بطلع ‌على ‌أبواب ‌الفقو‪٧‌ ‌ ،‬بمد ‌بن ‌أيب ‌الفتح ‌البعلي ‌ا‪٢‬بنبلي ‌أبو ‌عبد ‌هللا‪‌،‬‬
‫ا‪٤‬بكتب‌اإلسبلمي‪‌-‬بّبكت‪َُُْ‌،‬ىػ‌–‌ُُٖٗـ‪.‬‬

‫َُُ) معامل‌السنن‪‌،‬كىو‌شرح‌سنن‌أيب‌داكد‪‌،‬أبو‌سليماف‌‪ٞ‬بد‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌إبراىيم‌بن‌‬
‫ا‪٣‬بطاب‪‌،‬ا‪٤‬بطبعة‌العلمية‌–‌حلب‪‌،‬طُ‪‌ُُّٓ‌/‬ىػ‌‪ُِّٗ‌-‬ـ‪‌ .‬‬

‫َُِ) معجم‌اللغة‌العربية‌ا‪٤‬بعاصرة‪‌،‬د‌أ‪ٞ‬بد‌‪٨‬بتار‌عبد‌ا‪٢‬بميد‌عمر‪‌‌،‬طُ‪‌ ُِْٗ‌/‬ىػ‌‬


‫‪‌ََِٖ‌-‬ـ‪‌،‬عامل‌الكتب‪‌ .‬‬

‫َُّ) معجم ‌ا‪٤‬بصطلحات ‌كاأللفاظ ‌الفقهية ‌ ‌د‪٧‌ .‬بمود ‌عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌عبد ‌ا‪٤‬بنعم‪‌ ،‬دار‌‬
‫الفضيلة‌‪‌‌‌‌.‬‬

‫َُْ) معجم‌ا‪٤‬بؤلفْب‌تراجم‌مصنفي‌الكتب‌العربية‪‌،‬عمر‌رضا‌كحالة‪‌،‬مكتبة‌ا‪٤‬بثُب‌‪‌-‬‬
‫بّبكت‌دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌بّبكت‌بدكف‌تاريخ‌الطبع‪‌ .‬‬

‫َُٓ) ا‪٤‬بعجم ‌الوسيط‪‌ ،‬إبراىيم ‌مصطفى ‌ػ ‌أ‪ٞ‬بد ‌الزيات ‌ػ ‌حامد ‌عبد ‌القادر ‌ػ ‌‪٧‬بمد‌‬
‫النجار‪‌‌،‬دار‌النشر‪‌:‬دار‌الدعوة‪‌،‬بدكف‌الطبعة‌كالتاريخ‪‌ ‌‌.‬‬

‫َُٔ) ا‪٤‬بعجم ‌الوسيط‪‌ ،‬إبراىيم ‌مصطفى‪‌ ،‬ط‪ُِّْ‌ ،ُ/‬ىػ ‌ ‌يناير ‌ ‌َُُِ ‌ـ‪‌ ،‬دار‌‬
‫أحياء‌الَباث‌‌‪‌ .‬‬

‫َُٕ) معجم ‌لغة‌الفقهاء‪٧‌ ،‬بمد ‌حامد ‌صادؽ‪‌ ،‬طِ‪‌ َُْٖ‌ /‬ىػ‌‪‌ ُٖٖٗ‌ -‬ـ‪‌ ،‬دار‌‬
‫النفائس‌للطباعة‪‌‌.‬‬

‫‪142‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َُٖ) معجم ‌مقاييس ‌اللغة‪‌ ،‬أبو ‌ا‪٢‬بسْب ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌فارس‪‌ ُِّْ‌ ،‬ىػ ‌ََِِـ‪‌ .‬دار‌‬
‫الفكر‌بّبكت‌‪‌ ‌‌‌.‬‬

‫َُٗ) معجم ‌مقاييس ‌اللغة‪‌ ،‬أبو ‌ا‪٢‬بسْب ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌فارس ‌بن ‌زكريا‪‌ ُِّْ‌ ‌ ،‬ىػ ‌=‌‬
‫ََِِـ‪‌.‬دار‌الفكر‌بّبكت‌–‌لبناف‌‪‌.‬‬

‫َُُ) ا‪٤‬بغِب‪٤‌ ،‬بوفق ‌الدين ‌بن ‌قدامة ‌ا‪٤‬بقدسي‪‌ ،‬طّ‪ُُْٖ‌ ‌ /‬ىػ‪ُٕٗٗ-‬ـ ‌دار ‌عامل‌‬
‫الكتب‪.‬‬

‫ُُُ) مغِب‌ا﵀تاج‪‌،‬الشيخ‌‪٧‬بمد‌الشرييُب‌ا‪٣‬بطيب‪‌،‬طُ‪ُِْٔ‌‌/‬ىػ‪ََِٓ‌/‬ـ‌‪‌.‬دار‌‬
‫الفكر‌‌ ‌‬

‫ُُِ) ا‪٤‬بغِب ‌يف ‌فقو ‌االماـ ‌ ‌أ‪ٞ‬بد ‌بن ‌حنبل ‌‪٤‬بوفق ‌الدين ‌ابن ‌قدامة ‌ا‪٤‬بقدسي‪‌ ،‬طّ‪‌‌/‬‬
‫ُُْٖىػ‪ُٕٗٗ-‬ـ‌دار‌عامل‌الكتب‌للطباعة‌كالنشر‪‌ ‌.‬‬

‫ُُّ) مفاتيح ‌الغيب‪‌ ،‬أبو ‌عبد ‌هللا ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌عمر ‌التيمي ‌ا‪٤‬بلقب ‌بفخر ‌الدين ‌الرازم‌‬
‫(ا‪٤‬بتوىف‪َٔٔ‌:‬ىػ)‪‌،‬طّ‪َُِْ‌/‬ىػ‪‌،‬دار‌إحياء‌الَباث‌العريب‌–‌بّبكت‪‌ .‬‬

‫ُُْ) ا‪٤‬بهذب‌يف‌فقو‌اإلماـ‌الشافعي‪‌،‬اإلماـ‌أيب‌إسحاؽ‌إبراىيم‌الشّبازم‪‌‌،‬طُ‪‌/‬دار‌‬
‫القلم‌بّبكت‪ُُْٕ‌،‬ىػ‌–‌ُٔٗٗـ‌‪‌ ‌‌.‬‬

‫‌الرعيِب ‌ا‪٤‬بالكي‪‌ ،‬طّ‪ُُِْ‌ ،/‬ىػ ‌‪‌-‬‬


‫ُُٓ) مواىب ‌ا‪١‬بليل‪‌ ،‬مشس ‌الدين ‌أبو ‌عبد ‌هللا ُّ‬
‫ُِٗٗـ‪‌،‬دار‌الفكر‌‪‌ ‌.‬‬

‫ُُٔ) ا‪٤‬بوسوعة‌ا‪١‬بنائية‌اإلسبلمية‌ا‪٤‬بقارنة‌سعود‌بن‌عبد‌العايل‌الباركدم‌العتييب‌عضو‌‬
‫ىيئة‌التحقيق‌كاإلدعاء‌العاـ‌طِ‪ُِْٕ‌/‬ىػ‪‌‌،‬فرع‌منطقة‌الرياض‬

‫‪143‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫ُُٕ) ا‪٤‬بوسوعة ‌الفقهية ‌الكويتية‪‌ ،‬كزارة ‌األكقاؼ ‌كالشؤكف ‌اإلسبلميٌة‪-‬الكويت‌‬


‫طِ‪ُِْٕ/‬ىػ)‪‌،‌،‬الكويت‪‌:‬دار‌السبلسل‪‌ .‬‬
‫ُُٖ) النجوـ ‌الزاىرة ‌يف ‌ملوؾ ‌مصر ‌كالقاىرة‪‌ ،‬يوسف ‌بن ‌تغرم ‌بردم ‌بن ‌عبد ‌هللا‌‬
‫اإلرشاد‌القومي‪‌،‬دار‌الكتب‪‌،‬مصر‪‌ ‌.‬‬
‫الظاىرم‌ا‪٢‬بنفي‪‌،‬كزارة‌الثقافة‌ك ‌‬
‫ُُٗ) نور‌التقول‌كظلمات‌ا‪٤‬بعاصي‌يف‌ضوء‌الكتاب‌كالسنة‪‌،‬د‪‌.‬سعيد‌بن‌علي‌بن‌‬
‫كىف‌القحطاين‪‌،‬مطبعة‌سفّب‪‌،‬الرياض‌‪‌ .‬‬
‫َُِ) نيل‌األكطار‪٧‌،‬بمد‌بن‌علي‌بن‌‪٧‬بمد‌بن‌عبد‌هللا‌الشوكاين‌اليمِب‪ٙ‌،‬بقيق‪‌:‬عصاـ‌‬
‫الدين‌الصبابطي‌طُ‪ُُّْ‌،/‬ىػ‌‪ُّٗٗ‌-‬ـ‪‌،‬دار‌ا‪٢‬بديث‪‌،‬مصر‌‪‌ ‌.‬‬
‫ُُِ) كجوب ‌تطبيق ‌ا‪٢‬بدكد ‌الشرعية‪‌ ،‬عبد ‌الر‪ٞ‬بن ‌اليوسف‪‌ ،‬طِ‪‌ َُْْ‌ ،/‬ىػ ‌‪‌-‬‬
‫ُْٖٗ‌ـ‪‌،‬مكتبة‌ابن‌تيمية‪‌،‬الكويت‪‌ .‬‬
‫ُِِ) الوفيات‪‌ ‌ ،‬تقي ‌الدين ‌‪٧‬بمد ‌بن ‌ىجرس ‌بن ‌رافع ‌السبلمي‪‌ ،‬طُ‪َُِْ‌ ،/‬ىػ‌‬
‫مؤسسة‌الرسالة‌–‌بّبكت‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‌ ‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫‪144‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫‌‬
‫فهرس املوضـوعـات‬
‫‌‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس ادلوضوعات ‪:‬‬ ‫الرقم ‪:‬‬


‫أ‬ ‫بسملة‪‌.‬‬ ‫ِٗ)‬
‫ب ‌‬ ‫مستخلص‌البحث ‌‬ ‫َّ)‬
‫ج ‌‬ ‫‪‌ tcaAtsbA‬‬ ‫ُّ)‬
‫د‬ ‫استهبلؿ‪‌.‬‬ ‫ِّ)‬
‫ىػ‬ ‫إىداء‪.‬‬ ‫ّّ)‬
‫‌‌ك‬ ‫شكر‌ ‌كتقدير‪.‬‬ ‫ّْ)‬
‫ُ‬ ‫مقدمة‪.‬‬ ‫ّٓ)‬
‫ِ‬ ‫أساسيات‌البحث‪.‬‬ ‫ّٔ)‬
‫ٔ‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم نظرية الزجر يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ّٕ)‬
‫ٕ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌نظرية‌الزجر‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ ‌.‬‬ ‫ّٖ)‬
‫ُُ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‌‪‌‌:‬مشركعية‌الزجر‪‌ .‬‬ ‫ّٗ)‬
‫ُِ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬دكافع‌الزجر‪.‬‬ ‫َْ)‬
‫ِّ‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬مفهوم اجلرمية وأقسامها‪.‬‬ ‫ُْ)‬
‫ِْ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌ا‪١‬برٲبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬ ‫ِْ)‬
‫ِٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌ا‪١‬برٲبة‪‌ .‬‬ ‫ّْ)‬
‫ٖٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أقساـ‌ا‪٤‬بعاصي‌بالنظر‌إىل‌العقوبة‌‪‌ ‌‌.‬‬ ‫ْْ)‬
‫ّٗ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الرابع‪‌:‬ا‪١‬برائم‌‌ا‪٤‬بستلزمة‌للقصاص‌كالدية‪‌ .‬‬ ‫ْٓ)‬

‫‪145‬‬
‫نــظـــر يــة الــــز جـــر يف الــعقـــوبات الشرعية‬

‫َُِ‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مفهوم العقوبة وأقسامها‪ ،‬وأنواع التعزير‬ ‫ْٔ)‬


‫َُّ‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌األكؿ‪‌:‬تعريف‌العقوبة‌لغة‌كاصطبلحا‪‌ .‬‬ ‫ْٕ)‬
‫َُٖ ‌‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثاين‪‌:‬أقساـ‌العقوبات‪‌ .‬‬ ‫ْٖ)‬
‫ُُّ ‌‬ ‫ا‪٤‬ببحث‌الثالث‪‌:‬أنواع‌التعزير‪‌.‬‬ ‫ْٗ)‬

‫ُُِ‬ ‫خا‪ٛ‬بة‌البحث‬ ‫َٓ)‬

‫ُُِ‬ ‫نتائج‌البحث‬ ‫ُٓ)‬

‫ُِِ‬ ‫توصيات‌الباحث‌‪.‬‬ ‫ِٓ)‬

‫ُِّ‬ ‫فهرس‌اآليات‬ ‫ّٓ)‬

‫ُِٕ‬ ‫فهرس‌األحاديث‬ ‫ْٓ)‬

‫ُِٗ ‌‬ ‫فهرس‌األعبلـ ‌‬ ‫ٓٓ)‬

‫ُِّ ‌‬ ‫قائمة‌ا‪٤‬بصادر‌كا‪٤‬براجع‪‌ .‬‬ ‫ٔٓ)‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪146‬‬

You might also like