You are on page 1of 12

‫‪ 1‬من ‪12‬‬

‫آداب الكالم والحديث‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪/1‬مكانة اللس ان وأث ره ‪/2‬حث الش رع على لين الكالم ‪/3‬آداب الكالم‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫والحديث ‪/4‬وجوب حفظ اللسان‬
‫محمد بن عبدالرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪12‬‬ ‫عدد الصفحات‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫باهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬من ُش رو ِر‬ ‫ستغفره‪ ،‬ونعوذُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلمد ِ‬ ‫َّ‬


‫مدهُ‪ ،‬ونَستعينهُ ونَ ُ ُ‬ ‫هلل حَن ُ‬ ‫إن َ‬
‫ض لِ ْل فال‬
‫ض َّل لَه‪ ،‬ومن يُ ْ‬ ‫هد ِه اهلل فال م ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ئات أعمالِنا‪ ،‬من ي ِ‬
‫َْ َ‬
‫أن ُف ِسنا‪ ،‬ومن س يِّ ِ‬
‫ِ‬
‫الشبيه‬ ‫شريك له‪َ ،‬ج َّل عن‬ ‫وحدهُ ال‬
‫وأشهد أ ْن ال إلَ هَ إاّل اهللُ َ‬ ‫ي له‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هاد َ‬
‫أن حمم داً عب ُده ورس ولُه‪ِ ،‬‬ ‫هد َّ‬ ‫ثيل وال ُك ِ‬
‫والـم ِ‬
‫وص فيُّهُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فء والنظ ري‪ ،‬وأش ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وخريتُهُ من َخ ِلقه‪ ،‬وأمينُهُ على َو ْحيِه‪ ،‬أرسلَهُ َربُّهُ رمحةً للعالَـمني‪،‬‬ ‫وخليلُهُ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫وصحبه‪،‬‬ ‫عليه وعلى ِ‬
‫آله‬ ‫اهلل وسالمه ِ‬ ‫العباد أمجعني‪ ،‬فصلوات ِ‬ ‫وح َّجةً على ِ‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومن سار على هَن ِج ِه‪ ،‬وا ْقتفى أثَره‪ ،‬واس َّ بِسنَّتِ ِه إىل ي ِ‬
‫وم الدِّين‪.‬‬‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ نَت ُ‬ ‫َ َ‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫‪ 2‬من ‪12‬‬

‫اهلل اجلليل ِة‪ ،‬اليت َّ‬


‫امنت اهللُ هبا‬ ‫أيُّها اإلخ وةُ املؤمن ون‪ :‬إن اللس ا َن من نع ِم ِ‬
‫باده؛ ليشكروهُ ويَعبدوه‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬أمل جنعل له عينني * ولساناً‬ ‫على ِع ِ‬
‫وش فتني)[البل د‪ ،]9-8:‬وق ال س بحانه‪( :‬ال رَّمْح َ ُن * َعلَّ َم الْ ُق ْرآ َن * َخلَ َق‬
‫اِإْل نْ َسا َن * َعلَّ َمهُ الَْبيَا َن)[الرمحن‪.]4-1:‬‬

‫ِ‬
‫الشيطان‪..‬‬ ‫ويفرتق أولياء الرمح ِن عن ِ‬
‫أولياء‬ ‫ِ‬
‫اإلميان‪،‬‬ ‫الكفر من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يتماي ُز ُ‬
‫وبه َ‬
‫ِ‬
‫النريان؛ فعن أيب هريرة‬ ‫ِ‬
‫دركات‬ ‫اجلنان‪ ،‬وبه يهوي يف‬ ‫العبد أعلى ِ‬‫يبلغ ُ‬ ‫به ُ‬
‫ليتكلم‬
‫ُ‬ ‫العبد‬
‫"إن َ‬ ‫‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬أن النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪َّ :‬‬
‫بالكلم ِة‪ ،‬ما يت بنَّي فيه ا‪ ،‬ي ِز ُّل هبا إىل الن ا ِر أبع َد ما بني املش ِ‬
‫رق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واملغرب"(رواه البخاري)‪.‬‬

‫وقد َه دانا اهلل إىل أرقى األخالق‪ ،‬وأرش دنا إىل أكمل اآلداب‪ ،‬وهنى عن‬
‫مس اوئ األفع ال ومس تقبح األق وال‪ ،‬وإن مما أمر به اإلس الم من الفض ائل‬
‫ِ‬
‫وحفظ اللسان عن اللغو‬ ‫واآلداب العناية بأدب احلديث‪ ،‬وحس ِن املنطق‪،‬‬
‫ول الكالم؛ فلقد أك رم اهلل ‪-‬تع اىل‪ -‬بين آدم؛ وم يزهم بنعمة العقل‬‫وفض ِ‬
‫والبيان‪.‬‬

‫واللس ان من أعظم اجلوارح أث ًرا‪ ،‬وأش دها خط ًرا؛ ف إن اس تُعمل فيما‬


‫أس ب ِ‬
‫الس عادة والتوفيق‬
‫اب َّ‬ ‫يُرضي اخلالق‪ ،‬وينفع اخللق ك ان من أك ِرب ْ َ‬
‫‪ 3‬من ‪12‬‬

‫ضر بالعباد‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫لص احبه يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وإن استُعمل فيما يسخط اهلل‪ ،‬ويَ ّ‬
‫َ‬
‫وأعظم األضرار‪.‬‬
‫َ‬ ‫أكرب األوزار‬
‫أحلق بصحابه َ‬‫َ‬

‫ِ‬
‫أيُّها األحبة الك رام‪َ :‬مع ِرفَ ةُ اآلداب اليت يَنبَغي أ ْن َيتَحلَّى هبا ُ‬
‫الـمتكلِّ ُم أم ٌر‬
‫وكالم ِه مع ِ‬
‫ربه‬ ‫ِ‬ ‫اآلداب يف مناجاتِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ألن املسلم حيتاج ِ‬
‫هذه‬ ‫هم وعظيم؛ َّ‬ ‫ُم ٌّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫والولَد‬ ‫كالمه مع أه ِل العل ِم واألص ِ‬ ‫‪-‬ع َّز وج ل‪ ،-‬مثَّ ِ‬
‫زوج َ‬ ‫حاب‪ ..‬وال ِ‬
‫وعامة الن اس؛ ف الكالم أعظم وس يلة ميتلكها اإلنس ان للتعبري عن نفسه أو‬
‫عن األش ياء؛ فب الكالم يظهر رض اه أو س خطه‪ ،‬وبه يعرب عن عواطفه‬
‫وأحاسيسه‪ ،‬وبه يُع َرف إميانُه وعقلُ ه‪ ،‬وبه يعبد اهلل أو يعصيه‪ ،‬وبه يُصلِح‬
‫فسده‪ ،‬وبه يكون هالك اإلنسان أو جناته‪.‬‬ ‫ما بينه وبني اآلخرين أو ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ارت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الكالم ص ْ‬ ‫ب‬
‫ويتَآنَس و َن ف إذا عُ د َم بَينَهم ََأد ُ‬
‫اس َيتَ َجالس ون َ‬
‫والن ُ‬
‫األوقات و ُت َه ان‬ ‫ضيع فيها‬ ‫ِ‬ ‫لَِق اءاهُت م جَم لَب ةً َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫للش حناء والعداوة والبَغضاء‪ ..‬تَ ُ‬ ‫َْ‬
‫فيها النفوس‪.‬‬

‫ان فق ال ‪-‬ص لى اهلل‬ ‫وقد أمر الن يب ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬حِب ف ِظ اللس ِ‬
‫ُّ‬
‫العْب َد لَيَتَ َكلَّ ُم بِال َكلِ َم ِة‪َ ،‬ما َيتََبنَّي ُ فِ َيه ا‪ ،‬يَ ِز ُّل هِبَا يِف النَّا ِر‬
‫عليه وس لم‪ِ" :-‬إ َّن َ‬
‫َْأب َع َد مِم َّا َبنْي َ امل ْش ِر ِق"(رواه البخاري)‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ 4‬من ‪12‬‬

‫الكالم على َع َو ِاهنِ ِه ُدو َن ض ابِ ٍط وال‬


‫َ‬ ‫بني فيه ا"؛ أي‪ :‬يُطلِ ُق‬
‫وقول ه‪" :‬ما يت ُ‬
‫ب‪-‬‬ ‫الكلمة اعتداءٌ على الدِّي ِن أو على َّ‬
‫الر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫تَفك ٍري وال تَ ٍّ‬
‫َأن‪ ،‬فقد يكو ُن يف‬
‫ريء فيَه وي هبا يف الن ا ِر ‪-‬والعي اذُ باهلل‪-‬؛ ل ذا‬ ‫خص ب ٍ‬
‫تع اىل‪ ،-‬أو على ش ٍ َ‬
‫عود ‪-‬رضي اهلل عن ه‪" :-‬ما َش يء أح وج إىل ط ِ‬
‫ول‬ ‫عبداهلل بن مس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ق ال ُ ُ‬
‫ِسج ٍن من اللسان"‪.‬‬

‫وحس ِن احلديث‬ ‫ني الكالم ُ‬ ‫حث النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على ل ِ‬ ‫وقد َّ‬
‫اطنها ِمن ظَ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫اه ِر َها‬ ‫فق ال‪َّ " :‬ن يِف اجْلَنَّة غُ ْرفَ ةً يُ َرى ظَاه ُر َها م ْن بَاطن َه ا‪َ ،‬وبَ ُ َ ْ‬
‫َّاس‬
‫ص لى َوالن ُ‬ ‫َّها اللَّهُ لِ َم ْن َأطْ َع َم الطَّ َع َام‪َ ،‬وَأاَل َن الْكَاَل َم‪َ ،‬وتَابَ َع ِّ‬
‫الص يَ َام َو َ َّ‬ ‫َأعد َ‬
‫َ‬
‫نِيَ ٌام"(رواه أمحد)‪.‬‬

‫أيُّها األحبَّةُ الك رام‪ :‬اهتم اإلس الم ب الكالم اهتماما كب رياً‪ ،‬واعتىن بآدابه‬
‫عناية عظيمة وال يك اد كت اب من كتب األخالق أو اآلداب‪ ،‬أو مرجع‬
‫من مراجع الفض ائل والث واب إال وقد ذكر ما ج اء يف الكت اب العزيز أو‬
‫بات القول‪ ،‬وتأمر حبُسن‬ ‫آيات وتوجيهات هتدي إىل طي ِ‬ ‫السنة النبوية؛ من ٍ‬
‫ّ‬
‫ض رورة تأدبه ب اآلداب الش رعية يف نُطْ ِقه‬‫تخدام اللس ان‪ ،‬وترشد إىل َ‬‫اس ِ‬
‫وص متِه‪ ،‬وحتذر من الته اون والتس اهل يف مراقبت ه‪ ،‬وقد ج اءت الش ريعةُ‬ ‫َ‬
‫حادثَِة مروية؛ فمنها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫للكالم وال ُـم َ‬ ‫ٍ‬
‫بآداب مرعية وسنن‬
‫‪ 5‬من ‪12‬‬

‫والص راخ‪ ،‬فقد ق ال تع اىل يف‬


‫جيج ُّ‬ ‫اد عن الض ِ‬ ‫ِ‬
‫ض الص وت‪ ،‬واالبتع ُ‬ ‫َخ ْف ُ‬
‫ذاك إاّل‬
‫ك)[لقم ان‪ ،]19:‬وما َ‬ ‫ص ْوتِ َ‬
‫ض من َ‬
‫وص ية لقم ان البن ه‪( :‬وا ْغض ِ‬
‫َ ُ ْ‬
‫الشخص إىل َرف ِع‬
‫ُ‬ ‫احتاج‬
‫َ‬ ‫الصوت ُمثِريٌ للسام ِع ُم ْز ِع ٌج له؛ إاّل إذا‬
‫ِ‬ ‫رفع‬
‫ألن َ‬ ‫َّ‬
‫حلاج ٍة‪.‬‬
‫صوته َ‬
‫ِِ‬

‫اح ِة؛‬ ‫ِ‬ ‫وينبغي أن يك و َن املتكلم بعي داً عن الثَّرثَ ر ِة والت ِ‬


‫ص َ‬ ‫َّش دُّد وتَ َكلُّف ال َف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قال‪:‬‬ ‫فقد روى الرتمذي عن جابر َّ‬
‫القيام ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ ِ‬
‫َأخاَل قً ا‪،‬‬
‫َأحاس نَ ُك ْم ْ‬ ‫َأحبِّ ُك ْم يَلَّ َوَأْق َربِ ُك ْم ميِّن جَمْل ًس ا َي ْو َم َ َ َ‬ ‫" َّن م ْن َ‬
‫وِإ َّن َأبغَض ُكم ِإيَلَّ وَأبع َد ُكم ِميِّن جَم لِسا يوم ِ‬
‫القيَ َام ِة الث َّْرثَ ُارو َن َوال ُـمـتَ َش ِّدقُو َن‬ ‫ْ ً َْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َْ ْ‬
‫ض البَلِي َغ ِم َن‬ ‫املـَت َفْي ِه ُقو َن"‪ ،‬وق ال ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ِ" :-‬إ َّن اللَّهَ َيْبغَ ُ‬ ‫َو ُ‬
‫ِِ ِِ‬ ‫ِّ ِ ِ‬
‫الب َق َرةُ "(رواه أمحد والرتم ذي‬ ‫الر َج ال الَّذي َيتَ َخلَّ ُل بل َس انه َك َما َتتَ َخلَّ ُل َ‬
‫ف البق َرةُ ال َكَأل‬ ‫َّق فيه كما َتلُ ُّ‬ ‫ويتَ َش د ُ‬‫كالمه َ‬ ‫ف َ‬ ‫واللفظ ل ه)؛ أي‪َ :‬يلُ ُّ‬
‫الكالم دو َن اختيا ِر املعاين‬ ‫والع ْشب بِلساهِن ا‪ ..‬فهو ي ثرثِر بال ٍ‬
‫فائدة‪ ،‬وجَيَْت ُّر‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫النافِ َعة‪.‬‬

‫اهلل ‪-‬تع اىل‪ ،-‬مث‬ ‫آداب الكالم‪ :‬اإلنص ات‪ ..‬خاص ةً إذا قُ ِرَئ كالم ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأهل العلم‪ ،‬والوج ِ‬
‫عليك كالوالِ َدين ِ‬
‫هاء العُ َقالء‪.‬‬ ‫َُ‬ ‫إذا تكلَّ َم من هَل م َت َقد ٌ‬
‫ُّم َ‬
‫‪ 6‬من ‪12‬‬

‫يتكلم اإلنس ا ُن أحيان اً إظه اراً‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِ‬


‫اإلخالص في ه فقد ُ‬‫ُ‬ ‫آداب الكالم‪:‬‬
‫وجه ِ‬
‫اهلل‬ ‫ف األنظا ِر إليه‪ ،‬فإذا كان الكالم لغ ِري ِ‬ ‫لنفسه أو انتِقاماً هلا؛ لِصر ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫العبد عنهُ ليَ ْسلَ َم لهُ ِدينُه‪.‬‬
‫ك ُ‬ ‫فَلي ِ‬
‫مس ْ‬‫ُ‬

‫أن اإلنس ا َن إذا تكلم مع ق ٍ‬


‫وم‬ ‫ِ‬
‫الكالم‪َّ :‬‬ ‫أيها اإلخ وة املؤمن ون‪ :‬من ِ‬
‫آداب‬
‫َ‬
‫رح هلم من أم و ِر‬ ‫ٍ ِ‬
‫ب عُق وهَل م‪ ،‬ويش ُ‬ ‫يَنبغي أن خيت َار ألفاظ اً وعب ارات تُناس ُ‬
‫اري عن علي ‪-‬رضي اهلل‬ ‫وعبُهُ أفك ُارهم‪ ،‬وقد روى البخ ُّ‬ ‫ال دي ِن ما تَس تَ ِ‬
‫ِ‬ ‫عنه‪ -‬قال‪" :‬ح ِّدثُوا الن مِب‬
‫َّاس‪َ ،‬ا َي ْع ِرفُو َن َأحُت بُّو َن َأ ْن يُ َك َّذ َ‬
‫ب‪ ،‬اللَّهُ َو َر ُسولُهُ"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫الكالم حىت‬ ‫تكلم ب ه‪ ،‬بل يَت أىَّن ب‬ ‫ومن ِ‬
‫الـم ُ‬‫ِع ُ‬ ‫آداب الكالم‪ :‬أاّل يُس ر َ‬
‫اج معه إىل االس تِفهام‪ ،‬وقد روى أبو داود عن‬ ‫ِ‬
‫يَس توعبَهُ الســـام ُع وال حيت ُ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬قالت‪َ " :‬ك ا َن َكاَل م رس ِ‬
‫َُُ‬
‫صاًل َي ْف َه ُمهُ ُك ُّل َم ْن مَسِ َعهُ"‪ ،‬وروى عن جابر قال‪َ " :‬ك ا َن‬
‫وسلم‪َ -‬كاَل ًما فَ ْ‬
‫والرتتيل‪:‬‬ ‫يل"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫ُ‬ ‫يل‪َْ ،‬أو َت ْرس ٌ‬
‫َكاَل م َر ُسول الله ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬ت ْرت ٌ‬
‫احلروف وال َكلِمات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّم ُّه ُل يف‬
‫هو التأيِّن والت َ‬

‫فبعض الن ِ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫بالوج ه‪ُ ،‬‬ ‫الـمتَ َحدِّث َ‬ ‫ال على ُ‬ ‫آداب الكالم‪ :‬اإلقب ُ‬
‫نظر إىل هاتِِف ِه أو‬ ‫فتج ده يتلفَّت ميين ا ومِش‬
‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫أو‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫الشخص‪ً ُ َ ُ ْ ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يتحدث معهُ‬
‫ُ‬
‫الكرْبِ أو َّ‬
‫الس َفه‪.‬‬ ‫أهل ِ‬‫ساعتِه وصاحبُهُ َيتَحدَّث‪ ،‬وهذا فِ ْع ُل ِ‬
‫َ‬
‫‪ 7‬من ‪12‬‬

‫اظ البَذيَئ ِة‪ ،‬بل‬


‫ش واأللف ِ‬ ‫اح ِ‬‫الكالم الف ِ‬
‫ِ‬ ‫آداب الكالم‪ :‬البع ُد عن‬‫ومن ِ‬
‫الواض َح ِة إذا ك ان األمر يُس تحيا من ه‪ ،‬وقد‬‫رحية ِ‬ ‫اظ الص ِ‬‫االبتع اد عن األلف ِ‬
‫ُ‬
‫(َأو‬
‫وجتَه ق ال تع اىل‪ْ :‬‬ ‫زوج َز َ‬‫َّأدبَنا ربُّــنا ‪-‬تع اىل‪-‬؛ فإنَّه ملا ذك َر َو ْطءَ ال ِ‬
‫الم َسة‪.‬‬ ‫ِّساء)[املائدة‪]6:‬؛ فَ َكىَّن عن اجلِ َم ِ‬
‫اع بال ُـم َ‬ ‫الََم ْستُ ُم الن َ‬

‫ِ‬
‫اآلداب املرعية والسنن املروية عند الكالم‪:‬‬ ‫أيُّها اإلخوةُ الكرام‪ :‬من‬
‫"م ْن بَ َدَأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االبْت داءُ بالس الم قب َل الكالم؛ ق ال ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪َ :-‬‬
‫الس اَل ِم فَاَل جُتِ يبُ وهُ" ح ديث حس ن‪ ،‬رواه الط رباين يف‬
‫بِ الْكَاَل ِم َقْب َل َّ‬
‫األوسط‪.‬‬

‫أين فال ٌن؟ َمن َرأى فُالن اً؟‬


‫اجمللس فيق ول‪َ :‬‬ ‫بعض الن ِ‬
‫دخل َ‬ ‫وم يَ ُ‬ ‫اس الي َ‬ ‫وجتد َ‬ ‫ُ‬
‫قبل السؤال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب حىت َيْبتَدَئ بالسالم َ‬
‫فهذا يَنبغي أاّل جُي َ‬

‫الثالث؛ فقد قال ‪-‬صلى‬ ‫ِ‬ ‫آداب الكالم‪ :‬أاّل يتَناجى ِ‬


‫اثنان دو َن‬ ‫ومن مجيل ِ‬
‫َ‬
‫ان دو َن ص ِ‬
‫احبِ ِه َما‪ ،‬فَِإ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫اجى ا ْثنَ ُ َ‬‫اهلل عليه وسلم‪َ " :-‬ذا ُكْنتُ ْم ثَاَل ثَةً‪ ،‬فَاَل َيَتنَ َ‬
‫يظن أنكما تغتابانه أو أنه دون‬ ‫ك حُيْ ِزنُ هُ"(رواه مس لم)؛ ألنَّه قد ُّ‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫ثقة عندكم‪.‬‬ ‫مستوى الكالم أو أنه غري ٍ‬
‫ُ‬
‫‪ 8‬من ‪12‬‬

‫جملس ثالث ةٌ دو َن الراب ِع أو تِ ْس َعةٌ دون‬


‫تكلم يف ٍ‬ ‫وي دخل ُيف ذلك ما لو َ‬
‫اثنان بلُ ٍ‬
‫غة‬ ‫َّث ِ‬ ‫اجتمع ثالثةٌ فتَحد َ‬ ‫العاش ِر َّ‬
‫فإن ال َـمـ ْف َس َد َة واحدةٌ‪ ،‬وكذلك لو‬
‫َ‬
‫جيوز أيضاً‪.‬‬
‫ال يَعرفُها الثالث؛ فهذا ال ُ‬

‫ِ‬
‫احلديث والكالم‪:‬‬ ‫أيُّها اإلخ وةُ املؤمن ون‪ :‬مما ج اءت به الش ريعة يف ِ‬
‫آداب‬
‫صدرت منه‬ ‫ذلك صراحةً أو‬
‫طلب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫أن حَت ف َظ سَّر ال ُـمتحدِّث إليك‪ ،‬سواءً َ‬
‫يريد أن حتف َظ ِس َّره؛ قال ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪:-‬‬ ‫إشارةٌ تَ ُد ُّل على أنه ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ت فَ ِه َي ََأمانَ ةٌ"(رواه الرتم ذي وأبو‬‫الر ُج ُل بِاحْلَ ديث مُثَّ الَْت َف َ‬ ‫"ِإ َذا َح د َ‬
‫َّث َّ‬
‫داود)‪.‬‬
‫تأك ُد من أنه ال يوج ُد يف ِ‬
‫اجمللس أح ٌد يَس َمعُه؛‬ ‫ومعىن االلتِف ِ‬
‫ات ُهن ا‪ :‬أنَّه يَ َّ‬
‫فهم‬ ‫رِب‬
‫إشارتُه تَكفي؛ لتَ َ‬
‫يقول لك ال خُت ْ أحداً‪ ،‬وإمنا َ‬ ‫حيتاج إىل أن َ‬ ‫فهذا ال ُ‬
‫ِ‬
‫إفشاء ِس ِّر ِه قَضاءٌ على ُمنك ٍر أو نُصرةٌ‬ ‫أنه ِس ٌّر ال يُفشى؛ إاّل إذا كا َن يف‬
‫خاصة‪.‬‬
‫أحكام َّ‬‫ٌ‬ ‫ملظلوم‪ ،‬فهذا لهُ‬

‫ِ‬ ‫أل اهللَ أ ْن يُ َو ِّف َقنا وإي اكم ل ُك ِّل خ ٍري‪ ،‬أق ُ‬
‫ول ما تَس معون وأس تغف ُر اهللَ‬ ‫أس ُ‬
‫ذنب فاس تغفروه وتوب وا إليه إنه هو‬ ‫اجللي ل العظيم يل ولكم من ُك ِّل ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الغفور الرحيم‪....‬‬
‫‪ 9‬من ‪12‬‬

‫اخلطبة الثانية‪:‬‬

‫هلل على إحسانِِه‪ ،‬والشُّكر لَه على تَ ِ‬


‫وفيق ِه وامتِنانِِه‪،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫وأشهد أ ْن ال إلَهَ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫أن حمم داً عب ُدهُ‬ ‫ريك لَ ه‪ ،‬تَعظيم اً لِش أنِه‪ ،‬وأش ُ‬
‫هد َّ‬ ‫إاّل اهللُ َو ْح َدهُ ال َش َ‬
‫ورس ولُه ال دَّاعي إىل ِرض وانِه‪ ،‬ص لى اهلل وس لم وب ارك علي ه‪ ،‬وعلى آل ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وص حبِه وإخوانه وخاّل ن ه‪ ،‬ومن س َار على هَن ج ه‪ ،‬وا ْقتَفى أثَ َرهُ‪ْ ،‬‬
‫واس نَت َّ‬ ‫َ‬
‫بِسنَّتِ ِه إىل ِ‬
‫يوم الدِّين‪.‬‬ ‫ُ‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫إن ِح ْف َظ اللس ان عن املآمث واحلَ رام عُن وا ٌن على‬ ‫أيُّها األحبة الك رام‪َّ :‬‬
‫استقامة الدين و َك َم ال اإلميان‪ ،‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪:-‬‬ ‫ِ‬
‫تقيم‬ ‫ٍ‬
‫تقيم قلبُه حىت يس َ‬ ‫تقيم قلبُ ه‪ ،‬وال يَس ُ‬ ‫تقيم إميا ُن عب د حىت يس َ‬ ‫"ال يَس ُ‬
‫وارح اإلنس ان كلَّها ُمرتبطة باللس ان‬ ‫َ‬ ‫لس انُه"(رواه أمحد)؛ بل إن ج‬
‫اس تقامةً واحنراف اً‪ ،‬ج اء عن النيب ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬أنه ق ال‪" :‬إذا‬
‫أصبح ابن آدم فإن األعضاءَ كلَّها تُ َكف ُِّر اللِّ َس ا َن؛ تقول‪ :‬اتق اهلل فينا‪ ،‬فإمنا‬
‫ت ْاع َو َج ْجنَ ا"(رواه‬‫اس َت َق ْمنَا؛ وإن ْاع َو َج ْج َ‬ ‫ت ْ‬ ‫اس َت َق ْم َ‬
‫حنن ب ك؛ ف إن ْ‬
‫الرتمذي)‪ .‬ومعىن "تكفر اللسان"؛ أي‪ :‬تَ ِذ ُّل له وختضع‪.‬‬
‫‪ 10‬من ‪12‬‬

‫وحفظ املرء للسانه وقلة كالمه عنوا ُن أدبه وزكاءُ نفسه ورجحا ُن عقله‪،‬‬
‫ورده م وارد‬
‫ومن يُطل ْق للس انه العن ا َن لينطق بك ِّل ما خيطر له بب ال فإنه ي ُ‬
‫العطب واهلالك‪ ،‬ويوقعُه يف كب ائر اإلمث وعظيم املوبق ات‪ ،‬من غيبة‬
‫ومنيمة‪ ،‬وكذب وافرتاء‪ ،‬وفحش وبذاء‪.‬‬

‫ص ْـن *** َج َـوا ِر َحهُ َع َّما نَ َهى اهللُ يَهتدي‬


‫المةَ ف ْليَ ُ‬
‫الس َ‬
‫أال ُك ُّل َم ْن َر َام َّ‬

‫ف ال َـمرء أنكى َف َقيِّ ِد‬


‫وإرسال طَر ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ص ُد لِسانِِه ***‬
‫ب ال َفىت يف النا ِر َح ْ‬
‫يَ ُك ُّ‬

‫يم ـةٌ *** وإفـشـاءُ ِسٍّر مُثّ لَ ْع ٌن ُم َقيَّـ ِـد‬‫وحَي رم بهت وا ْغتِ ِ‬
‫ياب مَن َ‬
‫ُ‬ ‫ُْ ُ ُ ْ ٌ‬

‫ب َقيِّ ِد‬ ‫ِ‬


‫وس ْخ ِريَةٌ واهلُـزُؤ وال َكذ ُ‬
‫ِ‬
‫ومكٌْر والبَ َذاءُ َخد َيعـةٌ *** ُ‬
‫ش َ‬‫وفُ ْح ٌ‬

‫ص ِد‬
‫الناس جَمْهوالً ومعروفاً اقْ ِ‬
‫َ ُْ‬
‫ِ‬
‫ب حَمَبَّةً *** من ِ ُ‬
‫ِ‬
‫َّسليم يُوج ْ‬
‫وإفشاُؤ َك الت َ‬

‫ض ِل يف ُك ِّل‬ ‫يس بِ النوم تُ ْد ِر َك ْن *** ْ‬


‫أله ِل الن َ‬
‫ُّهى وال َف ْ‬ ‫ِ ٍ‬
‫فَ ُخ ْذ َها ب َد ْرس لَ َ‬
‫َم ْش َه ِد‬

‫وو ِّف ْقنا لـَِما يُ َ‬


‫رضيك عنَّا‪..‬‬ ‫ألسنَتِنا‪ ،‬وجَت ِ ِ ِ‬
‫أعنَّا على ِح ْف ِظ ِ‬
‫اللهم ِ‬
‫ميل عباراتنا‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫‪ 11‬من ‪12‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫اللهم اجعلنا من الص ادقني ووفقنا لفع ِل اخلريات وت رك املنك رات ُ‬
‫وح ِّ‬ ‫َّ‬
‫اللهم ِ‬
‫اغف ْر لنا وآلباِئنا وأمهاتِنا َّ‬
‫ِّع هُ‬
‫اللهم من كا َن منهم حياً فمت ْ‬ ‫املساكني‪َّ ،‬‬
‫واختِ ْم لنا ولَه خبري ومن ك ان منهم َميِّت اً َف َو ِّس ْع له‬ ‫ِ‬
‫بالص حة على طاعتك ْ‬
‫ِ‬
‫وامجعنا ب ِه يف جنَّتِك يا‬ ‫ِ‬ ‫ف له حس ناتِه وجَت ْ‬ ‫يف َق ِ ِه وض ِ‬
‫اوز عن س يئاته ْ‬ ‫اع ْ‬ ‫رْب‬
‫أحوال املسلمني يف ُك ِّل مكان‪.‬‬
‫َ‬ ‫أصلِ ْح‬
‫اللهم ْ‬
‫ب العاملني َّ‬ ‫َر َّ‬

‫َّين ع ِن‬ ‫الـمكْروبني واقْ ِ‬


‫ض ال د َ‬ ‫ب َ‬ ‫ِّس َك ْر َ‬
‫الـم ْهمومني‪ ،‬و َنف ْ‬
‫الله َّم َف ِّر ْج َه َّم َ‬
‫ُ‬
‫ضى الـمـُسلِمني‪.‬‬ ‫الـمدينني‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫ف َم ْر َ‬ ‫َ‬

‫اللهم ال ت دع لنا يف مقامنا ه ذا ذنب اً إال غفرت ه‪ ،‬وال مهّاً إال ّفر ْجت ه‪ ،‬وال‬
‫ّ‬
‫َدين اً إال قض يته‪ ،‬وال مريض اً إال ش فيته‪ ،‬وال مبتلى إال عافيت ه‪ ،‬وال عقيم اً‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫إال ذرية صاحلةً رزقته‪ ،‬وال ولداً عاقّاً إال هديته وأصلحته يا َّ‬

‫اللهم إنا نس ألك اجلنة وما ق رب إليها من ق ول أو عم ل‪ ،‬ونع وذ بك من‬


‫الن ار وما ق رب إليها من ق ول أو عم ل‪ ،‬اللهم إنا نس ألك اجلنة لنا‬
‫ولوالدينا‪ ،‬وملن له حق علينا‪ ،‬وللمسلمني أمجعني‪.‬‬

‫إبراهيم وعلى ِآل‬ ‫صليت على‬ ‫حممد وعلى ِآل ٍ‬


‫حممد كما‬ ‫اللهم صل على ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِّ‬
‫راهيم‬
‫اركت على إب َ‬‫َ‬ ‫راهيم وب ا ِر ْك على حمم ٍد وعلى ِآل حمم ٍد كما ب‬
‫إب َ‬
‫إنك محي ٌد جميد‪.‬‬
‫إبراهيم َ‬
‫َ‬ ‫وعلى ِآل‬
‫‪ 12‬من ‪12‬‬

‫ان َوِإيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرىَب ٰ َو َيْن َه ٰى َع ِن‬


‫عب اد اهلل‪ِ( :‬إ َّن اللَّه ي ْأمر بِالْع ْد ِل واِإْل حس ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ْ َ‬
‫الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمن َك ِر َوالَْب ْغ ِي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّك ُرو َن)[النح ل‪]90:‬؛‬
‫ف اذكروا اهلل ي ذكركم‪ ،‬واش كروه على نعمه ي زدكم‪( ،‬ول ذكر اهلل أكرب‬
‫واهلل يعلم ما تصنعون)[العنكبوت‪.]45:‬‬

‫ص ُف ْو َن * َو َس اَل ٌم َعلَى الْ ُم ْر َس لِنْي َ * َواحْلَ ْم ُد‬


‫عما ي ِ‬ ‫(سبحا َن ربِّك ر ِّ ِ‬
‫ب العَّز ِة َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ات‪.]182-180:‬‬ ‫)[الصافَّ ِ‬
‫ب الْ َعالَ ِمنْي َ َّ‬ ‫ِ‬
‫هلل َر ِّ‬

You might also like