You are on page 1of 2

‫أيها الناس‪ ،‬امسعوا مين أبنِّي لكم‪ ،‬فإين ال أدري لعلِّي ال ألقاكم بعد عامي هذا‪ ،‬يف َم وقفي

هذا‪ .‬أيها‬
‫ِ‬
‫كحرمة يومكم هذا‪ ،‬يف شهركم هذا‪ ،‬يف بلدكم‬ ‫الناس‪ ،‬إن دماءكم‪ ،‬وأم والَكم‪ ،‬ح ر ٌام عليكم إىل أن تَل َق ْوا ربَّكم‪،‬‬

‫فليؤده ا إىل من ائتمن ه عليه ا‪ .‬إن رب ا اجلاهلي ة‬


‫بلغت‪ ،‬اللهم فاش هد‪ ،‬فمن ك انت عن ده أمان ة‪ِّ ،‬‬
‫ه ذا‪ ،‬أال ه ل ُ‬
‫موضوع‪ ،‬وإن أول ربًا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبداملطلب‪ ،‬وإن دماء اجلاهلية موضوعة‪ ،‬وإن أول دم أبدأ به‬

‫الع ْمد َق َوٌد –‬


‫السدانة والسقاية‪ ،‬و َ‬
‫غري ِّ‬
‫دم عامر بن ربيعة بن احلارث‪ ،‬وإن مآثر اجلاهلية ‪-‬يَعين أعماهلا‪ -‬موضوعة‪َ ،‬‬
‫العم د م ا قُتِ َل بالعص ا واحلَ َج ر‪ ،‬وفي ه مائ ة بع ري‪ ،‬فمن زاد‪ ،‬فه و من أه ل‬ ‫ِ‬
‫يَع ين‪ :‬القت ل العم د قص اص – وش ْبهُ َ‬
‫اجلاهلية‪.‬‬

‫طاع فيم ا سوى ذلك مما‬


‫عبد يف أرض كم‪ ،‬ولكنه قد رض ي أن يُ َ‬
‫يئس أن يُ َ‬ ‫َّ‬
‫أيه ا الناس‪ ،‬إن الشيطان قد َ‬
‫حتق رون من أعم الكم‪ .‬أيه ا الن اس‪ ،‬إن النس يء زي ادةٌ يف الكف ر‪ ،‬وإن الزم ان ق د اس تدار كهيئت ه ي وم خل ق اهلل‬

‫شهرا يف كتاب اهلل يوم خلق السموات واألرض‪ ،‬منها‬


‫السموات واألرض‪ ،‬وإن عدةَ الشهور عند اهلل اثنا عشر ً‬
‫الث متوالي ات‪ ،‬وواح ٌد ف رد‪ ،‬أال ه ل بلَّغت‪ ،‬اللهم فاش هد‪ .‬أيه ا الن اس‪ ،‬إن لنس ائكم عليكم حقًّا‪،‬‬
‫أربع ةٌ ُح رم‪ :‬ثَ ٌ‬
‫ٍ‬
‫بفاحشة‪،‬‬ ‫ني‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحدا تكرهونه بيوتكم إال بإذنكم‪ ،‬وال يأت َ‬
‫لن ً‬‫غريكم‪ ،‬وال يُدخ َ‬
‫ئن ُفُر َش كم َ‬
‫حق؛ أال يُوط َ‬
‫ولكم عليهن ٌّ‬

‫انتهني وأطعنكم‪،‬‬ ‫فإذا فعلن ذلك‪ِ َّ ،‬‬


‫بوه َّن ض ربًا غري ُمَب ِّرٍح‪ ،‬فإن َ‬
‫جروه َّن يف املضاجع‪ ،‬وتَض ر ُ‬
‫فإن اهلل أذ َن لكم أن هَت ُ‬ ‫َ‬
‫لكن ألنفس ِه َّن ش يًئا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رزقه َّن وكس وهتُ َّن ب املعروف‪ ،‬وإمنا النس اء ع وان عن دكم – يَع ين أس ريات – وال مَي َ‬
‫فعليكم ُ‬
‫خريا‪ ،‬أال هل بلغت‪،‬‬
‫هبن ً‬
‫هن بكلمة اهلل‪ ،‬فاتقوا اهلل يف النساء واستوص وا َّ‬
‫فروج َّ‬
‫أخذمتوه َّن بأمانة اهلل‪ ،‬واستحللتم َ‬
‫ُ‬

‫اللهم فاشهد‪ .‬أيها الناس‪ ،‬إمنا املؤمنون إخوة‪ ،‬وال حَي ُّل المرٍئ ُ‬
‫مال أخيه إال عن طيب ٍ‬
‫نفس منه‪ ،‬أال هل بلغت‪،‬‬
‫كت فيكم ما إن متسكتم به لن‬
‫رقاب بعض‪ ،‬فإين قد تر ُ‬
‫بعض كم َ‬
‫َّارا يَضرب ُ‬
‫اللهم فاشهد‪ ،‬فال ترجع وا بعدي كف ً‬
‫وآدم من ت راب‪ ،‬أك رمكم‬
‫آلدم‪ُ ،‬‬
‫تض لوا بع ده؛ كت اب اهلل‪ .‬أيه ا الن اس‪ ،‬إن ربَّكم واح ٌد‪ ،‬وإن أب اكم واح د‪ ،‬كلكم َ‬
‫عند اهلل أتقاكم‪ ،‬ليس لعريب فضل على َعجمي إال بالتقوى‪ ،‬أال هل بلغت‪ ،‬اللهم فاشهد‪ .‬أيها الناس‪َّ ،‬‬
‫إن اهلل قد‬
‫ارث نص يبه من املرياث‪ ،‬وال جَت وز ل و ٍ‬
‫ارث وص يَّةٌ‪ ،‬وال جَت وز وص يَّة يف أك ثر من الث ِ‬
‫ُّلث‪ ،‬والول د للف راش‪،‬‬ ‫قس م لك ِّل و ٍ‬
‫َ‬
‫قبل اهلل منه‬ ‫ىَّل‬
‫وللعاهر احلجر‪ ،‬من َّادعى لغري أبيه‪ ،‬أو تَو غري مواليه‪ ،‬فعليه لعنة اهلل واملالئكة والناس أمجعني‪ ،‬ال يَ ُ‬
‫(وَأْنتُ ْم‬
‫صرفًا وال عدالً"‪ .‬وبعد االنتهاء من خطبة الوداع سأل رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬الناس فقال‪َ :‬‬
‫الس بَّابَِة‪َ ،‬يْرَفعُ َه ا إىل‬
‫بإص بَعِ ِه َّ‬
‫قال‪ْ :‬‬
‫ت‪ ،‬فَ َ‬
‫ص ْح َ‬
‫ت َونَ َ‬
‫ت َو ََّأديْ َ‬ ‫تُ ْسَألُو َن َعيِّن ‪ ،‬فَما َأْنتُ ْم قَاِئلُو َن؟ قالوا‪ :‬نَ ْش َه ُد أن َ‬
‫َّك ق ْد َبلَّ ْغ َ‬
‫ث م َّر ٍ‬
‫ات)‪ ]١[.‬ويُش ار يف النهاي ة إىل أن نص خطب ة‬ ‫اش َه ْد‪ ،‬اللَّ ُه َّم‪ْ ،‬‬
‫اش َه ْد ثَاَل َ َ‬ ‫الس َم ِاء َوَيْن ُكُت َه ا إىل الن ِ‬
‫َّاس اللَّ ُه َّم‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬

‫السنة‪ ،‬وكلها صحيحة‪.‬‬


‫مبثوث يف الصحيحن ويف كتب ّ‬
‫ٌ‬ ‫الوداع‬

You might also like