You are on page 1of 8

‫الجمعة ‪ 26 :‬صفر ‪1433‬هـ‬ ‫الخطبــــــــة رقم ‪)3( :‬‬

‫الموافق ‪ 20:‬يناير ‪2012‬م‬ ‫عدد الصفحات ‪) 8 ( :‬‬


‫مكارم األخالق‬
‫ِ‬ ‫الرزاق‪ ،‬أمرنا مِب ِ‬ ‫احلمد ِ‬
‫أمحدهُ محداً كثرياً‬ ‫األخالق‪ُ ،‬‬ ‫كارم‬ ‫ِ ََ‬ ‫ِ‬
‫الكرمي‬ ‫هلل‬ ‫ُ‬
‫فيه‪ ،‬وُأثيِن ِ‬
‫عليه مِب َا ُه َو أهلُهُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫طيباً مباركاً ِ‬
‫َأش َه ُد َأ ْن الَ ِإلَهَ ِإالَّ اللَّهُ‬ ‫ُ‬
‫يك لَ هُ‪ ،‬جع َل يِف اجلن ِة غَُرف اً لِ َم ْن َح َّس َن ُخلَُق هُ‪،‬‬ ‫َو ْح َدهُ الَ َش ِر َ‬
‫اس‬ ‫رب الن ِ‬ ‫ُ‬
‫هللا َو َر ُس ول ُه‪ ،‬أق ُ‬ ‫وَأ ْش َه ُد َأنَّ س يدَ َنا م َُح َّم ًدا َع ْب ُد ِ‬
‫ذين ي ألَ ُفو َن ويُؤلَف و َن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يِف‬
‫جملس اً مْن هُ اجلن ة أحس ُن ُه ْم أخالق اً ‪ ،‬ال َ‬
‫يدنَا حمم ٍد وعلَى آلِ ِه الك ِ‬
‫رام‬ ‫ف اللَّه َّم ص ل وس لِّم وب ا ِر ْك علَى س ِ‬
‫ُ َ ِّ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بإحسان‬ ‫األطها ِر‪ ،‬وعلَى أصحابِه الربر ِة األخيا ِر‪ ،‬وعلَى َم ْن َ‬
‫تبع ُه ْم‬
‫يوم القرا ِر‪.‬‬ ‫إىَل ِ‬
‫عز‬‫قال اهللُ َّ‬ ‫اهلل تعاىَل ‪َ ،‬‬ ‫ونفس ي بتقوى ِ‬ ‫اهلل ِ‬ ‫ََّأما بع ُد‪ :‬فُأوصي ُكم عباد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫َوالً َس ِديداً*‬ ‫آمنُ وا َّات ُق وا اللَّهَ َوقُولُ وا ق ْ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫وج َّل‪ :‬يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ي ِ‬
‫صل ْح لَ ُك ْم َأ ْع َمالَ ُك ْم َو َيغْ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َو َمن يُط ِع اللَّهَ َو َر ُس ولَهُ‬‫ُْ‬
‫َف َق ْد فَ َاز َف ْوزاً َع ِظيماً‪.)1(‬‬
‫الم مْنزل ةً ش ريفةً‪ ،‬ودرج ةً‬ ‫لألخالق يِف اإلس ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيها المؤمن و َن‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫َ‬
‫زداد يِف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِب‬
‫لم يِف درج ات اإلميان‪ ،‬وي ُ‬ ‫عالي ةً منيف ةً‪ ،‬ي رتقي َا املس ُ‬

‫‪1‬‬
‫(?) األحزاب ‪.71 - 70 :‬‬
‫وصف ِبه‬‫َ‬ ‫عب ٍد مِم َّْن خلَ َق ِ‬
‫مبثل َما‬ ‫وما أثىَن اهللُ تعاىَل علَى ْ‬
‫ِ‬
‫اإلحسان‪َ ،‬‬
‫ت‬ ‫ال ‪ِ «:‬إنَّ َما بُِعثْ ُ‬ ‫ك لَ َعلَى ُخلُ ٍق َع ِظ ٍيم‪ )1(‬وق َ‬ ‫ال‪َ :‬وِإنَّ َ‬ ‫نبيَّهُ ‪ ‬فق َ‬
‫ِ (‪) 2‬‬
‫فس َرهُ‬ ‫الم ي دعُو إىَل الرِب ِّ‪ ،‬وقَ ْد َّ‬ ‫ُألتَ ِّم َم َمكَا ِر َم اَأل ْخالَق» واإلس ُ‬
‫فقال‪«:‬الْبِ ُّر ُح ْس ُن الْ ُخلُ ِق»(‪.)3‬‬ ‫ول اللَّ ِه ‪َ ‬‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ال ‪ِ «: ‬إ َّن اللَّهَ‬ ‫ب‪ ،‬قَ َ‬ ‫اهلل تع اىَل لِ َم ْن حُيِ ُّ‬
‫وحس ن اخْل لُ ِق ِهب ةٌ ِمن ِ‬
‫ُْ ُ ُ َ َ‬
‫َز‬‫س َم َب ْينَ ُك ْم َْأر َزاقَ ُك ْم‪َ ،‬وِإ َّن اللَّهَ ع َّ‬ ‫س َم َب ْينَ ُك ْم َأ ْخالَقَ ُك ْم َك َما قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ِّين‬ ‫ِ‬ ‫ب َو َم ْن الَ يُ ِح ُّ‬ ‫َل ُي ْع ِطي ال ُّد ْنيَا َم ْن يُ ِح ُّ‬
‫ب‪َ ،‬والَ ُي ْعطي ال د َ‬ ‫َوج َّ‬
‫ِ‬
‫َأحبَّهُ »(‪.)4‬‬ ‫ب‪ ،‬فَ َم ْن َأ ْعطَاهُ اللَّهُ الد َ‬
‫ِّين َف َق ْد َ‬ ‫ِإالَّ ل َم ْن َ‬
‫َأح َّ‬
‫وأخالق‪ ،‬فالش عائر تتجلَّى يِف الص ِ‬
‫الة‬ ‫الم ش عاِئُر‬ ‫عب َ ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اد اهلل‪ :‬اإلس ُ‬
‫تقيم‬ ‫ِ‬ ‫وم والزك ِاة ِّ ِ مِم‬ ‫والص ِ‬
‫واحلج وغري َها َّا أم َر اهللُ تع اىَل ب ه‪ ،‬والَ تس ُ‬
‫األخالق‬
‫َ‬ ‫ثم ُر‬ ‫دون حس ِن اخْلُلُ ِق‪ ،‬فجمي ع الش عائ ِر تُ ِ‬ ‫الش عائر ب ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫وجل‪ِ :‬إ َّن‬ ‫عز َّ‬ ‫قال َّ‬ ‫الفاضلةَ‪ ،‬فالصالةُ َتْن َهى َع ِن ال َف ْح َش ِاء َوالْ ُمن َك ِر َ‬
‫ش ِاء َوال ُْمنكَ ِر‪ )5(‬والزك اةُ تُطَ ِّه ُر اإلنس ا َن‬ ‫الص ال َة َت ْن َهى َع ِن ال َف ْح َ‬ ‫َّ‬

‫‪1‬‬
‫(?) القلم ‪.4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البيهقي يف السنن الكربى ‪. 10/192‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) مسلم ‪. 2553 :‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) أمحد ‪. 3744 :‬‬
‫‪5‬‬
‫(?) العنكبوت ‪.45 :‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُتَز ِّكي ِه‪ ،‬ق َ‬
‫ص َدقَةً تُطَ ِّه ُر ُه ْم‬ ‫ال س بحانَهُ‪ُ :‬خ ْذ م ْن َْأم َوال ِه ْم َ‬
‫ع‬
‫س‪ ،‬قَ َال ‪َ «: ‬م ْن لَ ْم يَ َد ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫الن‬ ‫ب‬ ‫ذ‬
‫ُُ ُ‬‫ِّ‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫يام‬ ‫والص‬ ‫(‪) 1‬‬
‫َو ُت َز ِّكي ِهم بِ َها‪‬‬
‫ع طَ َعامَهُ‬ ‫س لِلَّ ِه َحاجَ ةٌ فِى َأ ْن يَ َد َ‬ ‫قَو َل ال ُّزو ِر والْعم ِ ِ‬
‫َل ب ه َفلَْي َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ْح ُّج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحلج ِ‬ ‫(‪) 2‬‬
‫قال تعاىَل ‪ :‬ال َ‬ ‫اإلنسان‪َ ،‬‬ ‫بأخالق‬ ‫يرتقي‬ ‫َو َش َرابَهُ » ‪ُّ .‬‬
‫َات فَمن فَر ِ‬
‫س و َق‬ ‫ث َوالَ فُ ُ‬ ‫ض في ِه َّن َ‬
‫الح َّج فَالَ َرفَ َ‬ ‫َأش ُه ٌر َّم ْعلُوم ٌ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫(‪) 3‬‬
‫الح ِّج‪‬‬ ‫والَ ِج َد َ ِ‬
‫ال في َ‬ ‫َ‬
‫إن س وءَ اخللُ ِق‬ ‫ت الَ تُ ْغيِن َع ْن ُحس ِن اخللُ ِق‪ ،‬ف َّ‬ ‫مهما َك ُث َر ْ‬
‫والعب ادةُ َ‬
‫ول‬‫َأن َر ُس َ‬ ‫واب األعم ِال‪ ،‬فَ َع ْن َأبِي ُهَر ْي َر َة رضي اهلل عن ه‪َّ :‬‬ ‫مَي َح ُق ث َ‬
‫س فِينَا َم ْن الَ‬ ‫ِ‬
‫س؟ »‪ .‬قَ الُوا‪ :‬الْ ُم ْفل ُ‬
‫ِ‬
‫الله ‪ ‬قَ َال‪َ «:‬أتَ ْد ُرو َن َما ال ُْم ْفل ُ‬
‫َّ ِ‬
‫َو َم‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ «:‬إ َّن الْم ْفلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س م ْن َُّأمتي يَْأتى ي ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫اع‪َ .‬ف َق َ‬ ‫د ْر َه َم لَ هُ َوالَ َمتَ َ‬
‫ف هَ َذا‪،‬‬ ‫صيَ ٍام َو َز َك ٍاة‪َ ،‬ويَْأتِي قَ ْد َش تَ َم هَ َذا‪َ ،‬وقَ َذ َ‬ ‫ال ِْقيام ِة بِصالَ ٍة و ِ‬
‫ََ َ َ‬
‫ب هَ َذا‪َ ،‬فُي ْعطَى هَ َذا ِم ْن‬ ‫ض َر َ‬‫ك َد َم َه َذا‪َ ،‬و َ‬ ‫ال َه َذا‪َ ،‬و َس َف َ‬ ‫َوَأ َك َل َم َ‬
‫ضى‬ ‫س نَاتُهُ َق ْب َل َأ ْن ُي ْق َ‬ ‫س نَاتِِه‪ ،‬فَِإ ْن فَنِيَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ح ِِ‬
‫ت َح َ‬ ‫س نَاته‪َ ،‬وهَ َذا م ْن َح َ‬ ‫ََ‬
‫ِح فِى النَّا ِر»(‪.)4‬‬ ‫ُأخ َذ ِمن َخطَاياهم فَطُ ِرح ْ ِ‬ ‫ما علَي ِه ِ‬
‫ت َعلَْيه ثُ َّم طُر َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫‪1‬‬
‫(?) التوبة ‪.103 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) البخاري ‪.1903 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البقرة ‪.197:‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) مسلم ‪. 2581 :‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪3‬‬
‫يتكبَر علَى عب ِاد‬ ‫أن ِم ْن ُحس ِن ُخل ِق املس ل ِم َأ ْن الَ َّ‬ ‫وقَ ْد بنَّي َ النيِب ُّ ‪َّ ‬‬
‫اس بالنميم ِة والفس ِاد‪ ،‬ف َّ‬
‫إن‬ ‫بني الن ِ‬ ‫اهلل‪َْ ،‬أو يقطَ َع رمحَ هُ‪ ،‬أو يس َعى َ‬
‫ِ‬
‫األخالق‪ ،‬قَ َال ‪ «:‬ال ُْم ْس لِ ُم َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫الناس ِم ْن ُحس ِن‬‫كف األذَى َع ِن ِ‬ ‫َّ‬
‫سانِِه َويَ ِد ِه»(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َسل َم ال ُْم ْسل ُمو َن م ْن ل َ‬
‫ومن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أعظم َها‬ ‫باب‪ْ ،‬‬ ‫احلس ِن أس ٌ‬ ‫أيها المس لمو َن‪ :‬والكتس اب اخللُ ق َ‬ ‫َ‬
‫وأرج ُح ُه ْم عقالً‪،‬‬ ‫أحس ُن الن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس ُخلُق اً‪َ ،‬‬ ‫فه َو َ‬ ‫االقت داءُ برس ول اهلل ‪ُ ‬‬
‫ي إالَّ وقَ ْد‬ ‫ِ‬
‫الكمال البش ِر ِّ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫صفة ِم ْن‬
‫وأز َكاهم ن ْفساً‪ ،‬فما ِمن ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫ُْ‬
‫ول‬ ‫أودعها اهلل تع اىَل في ِه‪ ،‬ق َال س بحانَهُ‪ :‬لَقَ ْد كَا َن لَ ُكم فِي ر ُس ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر اللَّهَ‬
‫َو َم اآلخ َر َوذَك َ‬ ‫س نَةٌ لِّ َمن كَا َن َي ْر ُجو اللَّهَ َوالْي ْ‬ ‫ُأس َوةٌ َح َ‬‫اللَّه ْ‬
‫ِ‬
‫ص حبةُ األخي ا ِر والص َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ال ع َّز وج َّل‪ :‬يَا‬ ‫احلني‪ ،‬ق َ‬ ‫َكث يراً‪ ‬ومْن َها ُ‬
‫ين‪ )3(‬وقَ ْد ق َال‬ ‫َُّأيها الَّ ِذي َن آمنُ وا َّات ُق وا اللَّهَ و ُكونُ وا مَع َّ ِ ِ‬
‫الص ادق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك علَى ِ‬
‫اهلل مقالُهُ‪.‬‬ ‫ويدلُّ َ‬
‫ك َحالُهُ‪ُ ،‬‬ ‫ينهض َ‬
‫ب َم ْن ُ‬ ‫اص َح ْ‬‫العلماءُ‪ْ :‬‬
‫والفالح‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأرباب اخل ِري‬ ‫والصالح‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفضل‬ ‫ومْن َها ُمطالع ةُ ِس رَيِ ْأه ِل‬
‫اع َن ْه ِج ِه ْم‪،‬‬‫ِ‬ ‫عني علَى مَتَث ُِّل أخالقِ ِه ْم‪ ،‬واتِّب‬ ‫هِتِ‬
‫ففي س ري ْم َما يُ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫اهلل علَى َأ ْن تُعلِّم وا أوال َد ُكم س ريةَ الص ِ‬
‫حابة‬ ‫فاحرص وا عب اد ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫(?) أمحد ‪. 3744 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) األحزاب ‪.21:‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) التوبة ‪.119:‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪4‬‬
‫َألح َس ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ابعني‪ .‬ومْن َها ك ثرةُ الض راعة وال دعاء هلل ب َأ ْن يهديَ هُ ْ‬
‫والت َ‬
‫اَألخالَ ِق‪ ،‬فقد ك ان ‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ول يف دع اء اس تفتاح ص الته‪ «:‬اللَّ ُه َّم‪...‬‬ ‫ْ‬
‫َألح َس نِ َها ِإالَّ َأنْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعنِّي‬ ‫اص ِر ْ‬‫ت َو ْ‬ ‫َألح َس ِن اَأل ْخالَ ِق الَ َي ْه دى ْ‬ ‫ْاه دنِى ْ‬
‫ِ‬
‫األخالق‬ ‫سن‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ت» ‪ .‬ف اللَّ ُه َّم ُ‬ ‫ف َعنِّي َس يَِّئ َها ِإالَّ َأنْ َ‬ ‫ص ِر ُ‬
‫ارز ْقنَا ُح َ‬ ‫َسيَِّئ َها الَ يَ ْ‬
‫ِ‬
‫ك‪ :‬يَا‬ ‫ك وطاع ِة َم ْن أمَرْتَنَا بطاعتِ ِه‪ ,‬عمالً بقول َ‬ ‫ومكا ِر َم َه ا‪َ ،‬و َو ِّف ْقنَا لطاعتِ َ‬
‫اَألم ِر ِمن ُك ْم‪‬‬ ‫الرس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ول َو ُْأولي ْ‬ ‫آمنُوا َأطيعُوا اللَّهَ َوَأطيعُوا َّ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫َُّأي َها الذ َ‬
‫ات‬‫رآن العظي ِم ونفعيِن وإي ا ُكم مِب َا في ِه ِمن اآلي ِ‬ ‫ب ار َك اهلل يِل ول ُكم يِف الق ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫وَأس َت ْغ ِفُر اهللَ يِل ول ُك ْم‪،‬‬
‫أقول قويِل ه َذا ْ‬ ‫الكرمي ‪ُ ‬‬ ‫نبيه ِ‬ ‫والذ ْك ِر احلكي ِم وبِسن َِّة ِ‬
‫ُ‬
‫الرحيم‪.‬‬ ‫الغفور‬ ‫هو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاستغفُروهُ إنَّهُ َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) مسلم ‪.771 :‬‬
‫مركز الفتوى الرسمي بالدولة باللغــات ( العربية ‪ ،‬واإلنجليزية ‪ ،‬واألوردو ) لإلجابة على‬
‫األسئلة الشرعية وقسم الرد على النساء‪ 800 24 22 .‬من الثامنة صباحا حتى الثامنة‬
‫مساء عدا أيام العطل الرسمية‪ - .‬خدمة الفتوى عــبر الرســائل النصــية ‪ SMS‬على الــرقم‬
‫‪ . 2535‬من أراد أن يكتب خطبة فليكتبها وليرسلها مشكورا على فاكس ‪026211850‬‬
‫‪ :‬أو يرسلها على إيميل‪Alsaeed.Ibrahim@awqaf.ae‬‬
‫‪ -‬أضــــيفت خدمة جديــــدة لتطــــوير خطبة الجمعة على موقع الهيئة ‪www.awqaf.ae‬‬
‫وذلك من خالل اقــتراح عنــاوين جديــدة أو إثــراء للعنــاوين المعتمــدة أو إبــداء الــرأي في‬
‫الخطب التي ألقيت‪ .‬موقع الدائرة اإللكتروني – دبي – ‪ : www.iacad.gov.ae‬الرقم‬
‫المجاني للفتوى دبي ‪. 8003336 :‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪5‬‬
‫الْ ُخطْبَةُ الثَّانيةُ‬
‫يك‬‫وَأش َه ُد َأ ْن الَ ِإلهَ ِإالَّ اهللُ َو ْح َدهُ الَ َش ِر َ‬ ‫العاملني‪ْ ،‬‬ ‫رب‬
‫هلل ِّ‬ ‫احلم ُد ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اللهم ص ِّل وس لِّ ْم‬ ‫حممداً عبدُ ُه ورس ولُهُ‪َّ ،‬‬ ‫أن س يِّ َدنَا َّ‬ ‫وَأش َه ُد َّ‬
‫لَ ه‪ْ ،‬‬
‫الطاهرين وعلَى أصحابِِه‬ ‫َ‬ ‫الطيبني‬
‫َ‬ ‫حممد وعلَى آلِِه‬‫سيدنَا ٍ‬ ‫وبا ِر ْك علَى ِ‬
‫بإحسان ِإىَل َي ْوِم الدِّي ِن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َّابعني هَلُ ْم‬
‫أمجعني‪ ،‬والت َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫وم‬ ‫إن ُحس َن اخللُ ق م ْن أعظ ِم َما ين َف ُع َ‬
‫املؤمن ي َ‬ ‫أيها المؤمن و َن‪َّ :‬‬ ‫َ‬
‫ُ ِ‬ ‫موازين حسناتِِه‪ ،‬قاَل‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪َ «: ‬ما َش ْىءٌ َأْثق ُ‬
‫َل‬ ‫َ‬ ‫ِّل‬
‫القيامة ويُثق ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫س ٍن»(‪.)1‬‬ ‫في م َيزان ال ُْمْؤ م ِن َي ْو َم الْقيَ َامة م ْن ُخلُ ٍق َح َ‬
‫أخالق‬
‫َ‬ ‫َّل‬
‫ث‬ ‫يتم‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫حيث‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫فعلَى املس ل ِم َأ ْن يقت ِدي برس ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت عْن هُ الس يدةُ‬ ‫اس حىَّت قَ الَ ْ‬ ‫رآن وآدابَ هُ يِف معاملتِ ِه م َع مجي ِع الن ِ‬ ‫الق ِ‬
‫رضي اهللُ عْن َها‪َ :‬كا َن ُخلُ ُقهُ الْ ُق ْرآ َن(‪.)2‬‬ ‫عائشةُ َ‬
‫ال‬
‫مبالئكتِِه ف َق َ‬
‫َ‬ ‫سِه َوَثنَّى ِ‬
‫فيه‬ ‫أمرُكْم ِبأَْمٍر َبَدَأ فيهِ بنفْ ِ‬‫اهلل َ‬ ‫اهلل‪ :‬إنَّ َ‬ ‫عباد ِ‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫آمنُ وا‬ ‫ص لُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫َت َعاىَل ‪ِ:‬إ َّن اللَّهَ َو َمال َكتَهُ يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلُّوا َعلَْيه َو َسلِّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫(‪) 3‬‬
‫يما‪‬‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) الرتمذي ‪. 2002 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) أمحد ‪. 25338 :‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) األحزاب ‪. 56 :‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪6‬‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه بِ َها‬ ‫ص الَ ًة َ‬ ‫ص لَّى َعلَيَّ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ «:‬م ْن َ‬
‫وق اَل رس ُ ِ‬
‫ونبينَا حُمَ َّم ٍد وعلَى‬ ‫سيدنَا ِّ‬ ‫ع ْش راً»(‪ )4‬اللَّه َّم ص ل وس لِّم وب ا ِر ْك علَى ِ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين َأيِب بَ ْك ٍر‬ ‫آلِ ِه وص حبِ ِه أمجعني‪ ،‬وارض اللَّه َّم ع ِن اخْل لَ َف ِاء َّ ِ ِ‬
‫الراش د َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ ُ‬
‫التابعني‬ ‫وع ِن‬ ‫وع ْن سائ ِر الصحابِِة‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫األكرمني‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َوعُ َمَر َوعُثْ َم ا َن َو َعل ٍّي َ‬
‫يوم الدي ِن‪.‬‬ ‫بإحسان إىَل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تبع ُه ْم‬
‫وم ْن َ‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك َوالْ َو َج َل ِمْن َ‬ ‫اَألخالَ ِق و ْار ُزقْنَا اِإل نَابَ ةَ إلي َ‬ ‫مِب‬
‫اللَّ ُه َّم َز ِّينَّا َ َك ا ِرمِ ْ‬
‫ك‪َ ،‬والْ َع َملَ الص َّالِ َح‪،‬‬ ‫ك‪َ ،‬والت ََّو ُّك َل َعلَْي َ‬ ‫الث َق ةَ بِ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و ِّ‬ ‫الر َج اءَ لَ َ‬ ‫َو َّ‬
‫ك‪َ ،‬و َع َزاِئ َم‬ ‫ِ‬
‫ات َرمْح َتِ َ‬ ‫وجب ِ‬
‫ك ُم َ‬ ‫اب‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا نَ ْس َألُ َ‬ ‫ُّعاءَ الْ ُم ْس تَ َج َ‬
‫َوال د َ‬
‫يم ةَ ِم ْن ُك ِّل بِ ٍّر‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإ‬
‫الس الََمةَ م ْن ُك ِّل مْثٍ‪َ ،‬والْغَن َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َّ‬ ‫َم ْغفَرتِ َ‬
‫ك الْ َف ْو َز بِاجْلَن َِّة َوالنج اةَ ِم َن النَّا ِر‪ ،‬اللَّ ُه َّم الَ تَ َد ْع لَنَا َذ ْنبًا ِإالَّ‬ ‫نَ ْس َألُ َ‬
‫مريض ا إالَّ‬ ‫َغ َف ْرتَ هُ‪َ ،‬والَ مَهًّا ِإالَّ َفَّر ْجتَ هُ‪ ،‬والَ َد ْينً ا إالَّ قض ْيتَهُ‪َ ،‬والَ ً‬
‫املني‪َ ،‬ربَّنَا آتِنَا‬‫رب الع َ‬ ‫ويس ْرَت َها يَ ا َّ‬ ‫ض ْيَت َها َّ‬ ‫اج ةً ِإالَّ قَ َ‬ ‫ش ْفيتَهُ‪َ ،‬والَ َح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْنيَا َح َسنَةً َويِف اآلخَر ِة َح َسنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫اب النَّا ِر‪.‬‬ ‫يِف ُّ‬
‫ِئ‬ ‫يس الدول ِة‪َّ ،‬‬ ‫يِل ِ ِئ‬ ‫َّ‬
‫الش ْيخ خليف ة بن زاي د‪َ ،‬ونَا بَ هُ‬ ‫الل ُه َّم َوفِّ ْق َو َّ َْأمرنَ ا َر َ‬
‫ض اهُ‪َ ،‬وَأيِّ ْد ِإ ْخ َوانَ هُ ُح َّك َام‬ ‫ِ ِ‬
‫الش يخ حُمَ َّمد بن راش د ل َم ا حُت بُّهُ َوَت ْر َ‬ ‫ِّ‬
‫منه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات أمجعني‪ .‬اللَّه َّم ِ‬ ‫اِإل م ار ِ‬
‫للمسلمني واملسلمات األحياء ُ‬ ‫َ‬ ‫اغف ْر‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫‪4‬‬
‫(?) مسلم ‪.384 :‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪7‬‬
‫والش ْيخ َمكْتُ وم‪ ،‬وإخواهِنِ َم ا‬ ‫للش ْي ِخ َزايِ د‪َّ ،‬‬ ‫وات‪ ،‬اللَّ ُه َّم اغف ر َّ‬ ‫واألم ِ‬
‫ك‪ ،‬اللَّ ُه َّم امْشَ ْل بعف ِو َك‬‫ذين انتقلُ وا إىَل رمحتِ َ‬ ‫ِ‬
‫يوخ اإلم ارات ال َ‬ ‫ش ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ورمحتِ َ‬ ‫وغفرانِ َ‬
‫وم ْن ك ا َن ل هُ‬ ‫ك آباءَنَ ا وأمهاتنَ ا ومجي َع أرحامنَ ا َ‬
‫انطني‪ ،‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جتع ْلنَ ا م َن الق َ‬ ‫فض ٌل علينَ ا‪ .‬اللَّ ُه َّم اس قنَا َ‬
‫الغيث والَ َ‬
‫الس َم ِاء‬ ‫من بر َك ِ‬
‫ات َّ‬ ‫اس قنَا ْ ََ‬
‫َأغ ْثن ا‪ ،‬اللَّه َّم ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َأغ ْثنَ ا‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِ َ‬
‫َأغ ْثنَ ا‪ ،‬اللَّه َّم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ض‪ .‬اللَّه َّم َِأدم علَى دول ِة اإلم ِ‬ ‫ِ‬
‫ارات‬ ‫اَألر ِ ُ ْ َ‬ ‫من َبَر َك ات ْ‬ ‫ت لنَ ا ْ‬ ‫َوَأنْبِ ْ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِئ ِ‬
‫يم‬
‫ني‪ .‬اذْ ُك ُروا اللهَ الْ َعظ َ‬ ‫األ ْم َن واألَ َم ا َن َوعلَى َس ا ِر بِالَد الْ ُم ْس لم َ‬ ‫َ‬
‫الص ال َة‬ ‫شكروهُ علَى نَِع ِم ِه يَ ِز ْد ُك ْم ‪َ ‬وَأقِ ِم َّ‬
‫الص ال َة ِإ َّن َّ‬ ‫يَ ْذ ُك ْر ُك ْم‪َ ،‬وا ُ‬
‫َر َواللَّهُ َي ْعلَ ُم َما‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت ْنهى ع ِن ال َفح َ ِ‬
‫ش اء َوال ُْمنكَ ِر َولَذ ْك ُر الله َأ ْكب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫صَنعُو َن‪. )1( ‬‬ ‫تَ ْ‬

‫تنبيه ‪ :‬على الســـادة األئمة والخطبـــاء قبل الشـــروع في الصـــالة أن يوجهـــوا‬


‫المصــلين الســتكمال الصــفوف األول فــاألول‪ ،‬وأال يبــدأ صــفٌّ قبل اســتكمال الصف‬
‫الذي قبله‪ ،‬وأن ال تبدأ الصفوف خارج المسجد حتى تكتمل الصفوف داخل المسجد‬
‫]‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) العنكبوت ‪.45:‬‬
‫مكارم األخالق‬ ‫‪8‬‬

You might also like