You are on page 1of 3

‫يش تَهُ ْم فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا﴾ (الزخ رف ‪ .

)32 :‬وثانيهم ا‪ :‬الرغبة‬


‫بَ ْينَهُ ْم َم ِع َ‬ ‫‪‬الخطبة األولى أصول الشر‪ 1-‬‬
‫اجلاحمة يف ال ربح الس هل الس ريع‪ ،‬دون مراع اة لش رع وال حىت‬ ‫الحمد هلل املنف رد بالبق اء‪ ،‬املوص وف ب الكرم والعط اء‪ ،‬س بحانه جل ش أنه‬
‫لعرف‪،‬‬ ‫وتع اظم س لطانه‪ ،‬قط رةٌ من حبر ج وده متأل األرض َريّ ا‪ ،‬ونظ رة من عني‬
‫رمحته تقلب الكافر َوليّ ا‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪،‬‬
‫عباد اهلل‪ ،‬آثار هذا الداء وخيمة على الفرد واجملتمع‪ ،‬وأخطاره‬
‫سيدنا‬ ‫الش ك والشرك خفيّا وال جليّ ا‪ ،‬وأشهد أن ِّ‬
‫شهادةً ال ترتك من ّ‬
‫فش ْغ ُل القلب ب أمر ال ّرزق يُثْ ِم ُر مَهًّا‬‫جس يمة على العب اد والبالد‪ُ ،‬‬ ‫وس لَّ َم‬
‫ص لَّى اهلل َ‬
‫حمم دا عب ده ورس وله‪ ،‬وخريته من خلقه وخليله‪َ ،‬‬
‫وخ ْوفُ هُ من الفقر يُثْ ِم ُر ُش ًّحا‬ ‫وهلَ ًعا [ض غط ‪ Stress‬م رض]‪َ ،‬‬ ‫و َغ ًّما َ‬ ‫واسنت بسنته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وبَ َار َك َعلَيه‪َ ،‬و َعلَى آلِِه وصحابته‪ ،‬وكل من اتّبع هداه‬
‫وج َش ًعا [فرتى العبد حريصا على ما ميلك‪ ،‬بل وطمّاعا فيما ال ميلك] ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫صا َ‬
‫وح ْر ً‬ ‫أما بعد فيا عباد اهلل‪ :‬اعلموا وفقين اهلل وإياكم ملا حيبه ويرضاه‪،‬‬
‫ُّح واجْلَ َشع ‪-‬اليت يُنتِ ُجها مَحْ ُل َه ِّم‬ ‫عباد اهلل‪ ،‬إن َّ‬
‫الغم واهلَلَع‪ ،‬والش َّ‬ ‫وجعلين وإياكم ممن اختصه لقربه وحضرته وحمبته واصطفاه‪ ،‬أ ّن‬
‫ومسوم قاتل ة‪ ،‬كيف ال وهي ت دفع‬ ‫ٌ‬ ‫ات فاتك ة‪،‬‬ ‫ال رزق‪ -‬هي آف ٌ‬ ‫هوده‬
‫كمل إميانُ ه‪ ،‬وعظُم إيقانُ ه‪ ،‬ودام هلل وباهلل ش ُ‬ ‫الس عيد من ُ‬
‫ص احبها إىل االهنم اك يف ش ؤون ال دنيا والغفلة عن ش ؤون‬
‫فأقبل على ربّه بقلب سليم‪ ،‬وألزم نفسه السري املستقيم‪،‬‬ ‫وعيانُه‪َ ،‬‬
‫اآلخ رة‪ ،‬بل إهنا تصل بالعبد إىل معص ية اهلل ‪ ‬ب رتك ال واجب‬
‫رض أن يك ون مع‬ ‫فإنه (عب اد اهلل) من ش اهد من ازل املق ربني‪ ،‬مل ي َ‬
‫وفعل املح َّرم‪ :‬فمن أمثلة ت رك ال واجب‪ :‬منع الش ِ‬
‫حيح الزك اةَ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رض أن يك ون من‬ ‫املط رودين‪ ،‬ومن حضر حمافل ال ذاكرين‪ ،‬مل ي َ‬
‫دم أدائه ال ديون‪ :‬ويف الص حيحني عن منع الزك اة واللفظ‬‫وع ُ‬ ‫الغ افلني‪ ،‬كيف واهلل ‪ ‬ينادينا فيق ول‪﴿ :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آَ َمنُ وا اتَّقُ وا‬
‫ملس لم من ح ديث س يدنا أيب هري رة ‪ ‬أن س يدنا رس ول اهلل ‪‬‬
‫الص ا ِدقِينَ ﴾ (التوبة‪ .)119 :‬عب اد اهلل‪ ،‬نواصل الي وم‬
‫هَّللا َ َو ُكونُ وا َم َع َّ‬
‫ال) ال ي ؤدي منها‬ ‫(أي م‬ ‫ق ال‪ :‬ما من ص احب ذهب وال فضة‬
‫ح ديثنا عن احلكمة اليت مجعت أص ول اخلري وأص ول الشر واليت‬
‫حقها‪ ،‬إال إذا ك ان ي ومُ القيامة صُِّفحَت له ص فائحُ من ن ار‪،‬‬
‫يق ول فيها ص احبها رمحه اهلل‪« :‬أص ول الخ ير ثالثة‪ُ :‬حسن‬
‫وجبين ه‬
‫ُ‬ ‫ُفأْحِمَي عليها في ن ار جهنم‪ ،‬فيك وى بها جنبُ ه‬
‫النعمة‪ .‬وأصول الشرّ ثالثة‪:‬‬
‫كر ِّ‬
‫فظ الحُرمة‪ ،‬وشُ ُ‬
‫الخِدمة‪ ،‬وِح ُ‬
‫عيدت له‪ ،‬في ي وم ك ان مق داره‬
‫وظهره‪ ،‬كلما َب َرَدت ُأ َ‬
‫ُ‬
‫همُّ ال رزق‪ ،‬وخ وف الخل ق‪ ،‬والرضا عن النفس»‪ .‬وقد رأينا‬
‫ألف س نة ح تى ُيقْض َى بين العب اد‪ .‬وأما عن ُمطْ ُل‬
‫خمس ينَ َ‬
‫حبمد اهلل يف اخلطب الس ابقة أص ول اخلري ألجل العمل هبا‪،‬‬
‫ال دائنني‪ :‬يف قد ج اء يف الص حيحني ك ذلك من ح ديث س يدنا‬
‫ونش رع الي وم بع ون اهلل يف التع رف على أص ول الشر لتوقيها‬
‫ني ظلم‪:‬‬‫أيب هري رة ‪ ‬أن س يدنا رس ول اهلل ‪ ‬ق ال‪ُ :‬مطْ ُل الغ ّ‬ ‫واجتناهبا‪ ،‬فإنّه قد ثبت يف ص حيحي البخ اري ومس لم وغريمها‬
‫واملطْ ُل هو املعاسرةُ بإحواج صاحب الدَّين إىل الطلب واإلحلاح‬ ‫َّاس‬
‫ُ‬ ‫أ ّن س يدنا حذيفة بن اليم ان ‪ ‬ق ال عن نفس ه‪َ :‬ك ا َن الن ُ‬
‫مرتكب لكبرية فكيف‬ ‫أو الشكاية مع القدرة على الوفاء‪( .‬هذا املماطل ظاملٌ‬ ‫يس أَلُو َن رس َ ِ‬
‫َس أَلُهُ َع ْن َّ‬
‫الش ِّر خَمَافَ ةَ أَ ْن‬ ‫تأْ‬‫ول اللَّه ‪َ ‬ع ْن اخْلَرْيِ َو ُكْن ُ‬
‫ٌ‬
‫َُ‬ ‫َْ‬
‫مبن أنكر احلق أصال)‪.‬‬
‫هم ال رزق‪ .‬فما هي األس باب‬ ‫وأول أص ول الشر‪ُّ :‬‬ ‫يُ ْد ِر َكيِن ‪ّ .‬‬
‫ذب اجلَ ِش ِع وأكلُه املال بالباط ل‪.‬‬ ‫ومن أمثلة فعل المح رم‪ :‬ك ُ‬ ‫اهلم؟ وما هي آث اره على الف رد واجملتم ع؟ وما ُس بل‬
‫وال دوافع هلذا ّ‬
‫والكذب (عباد اهلل)‪َ :‬عدَّهُ سيدنا رسول اهلل ‪ ‬من صفات املنافق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخلالص والفكاك منه؟‬
‫ففي احلديث ال ذي أخرجه ال بزار وأب و يعلى [وق ال اهليثمي‪ :‬رجاله‬ ‫وخ ْوفُ هُ من‬ ‫عب اد اهلل‪ ،‬الم راد َبه ِّم ال رزق‪ُ :‬ش ْغ ُل القلب ب أمره‪َ ،‬‬
‫رجال الصحيح] عن سيدنا سعد بن أيب وقاص ‪ ‬أن سيدنا رسول‬ ‫الفاقة والفقر بس ببه‪ .‬س واء ك ان لنفسه أو لغ ريه (ك األوالد مثال)‪.‬‬
‫والك ِذب‪.‬‬
‫كل ُخَّلةٍ غيرَ الخيانةِ َ‬‫اهلل ‪ ‬قال‪ُ :‬يطبَُع المؤمنُ على ِّ‬ ‫عي يف طلب ال رزق احلالل‪ ،‬واختاذُ‬ ‫وليس املراد هنا ت رك الس ُ‬
‫وأما عن أكل املال بالباط ل‪ ،‬فأوجهه كث رية متع ددة‪ ،‬وطُُرقه‬ ‫ّ‬ ‫األس باب املوص لة إلي ه‪ ،‬من ك ّد وجهد وس عة ب ال‪ ،‬فك ُّل ذلك‬
‫الرش وة‪ ،‬والتعام ُل بالربا ال ذي‬‫متنوعة ُمتج ددة‪ :‬من ذلك أخ ُذ ِّ‬ ‫وب ش رعا‪ ،‬أما املذموم فهو تعلُّق القلب وخوفُه‬ ‫ود بل ومطل ٌ‬ ‫حمم ٌ‬
‫وطم‪ ،‬حىت قَ َّل من منه يس لم‪ ،‬الربا ال ذي ص احبُه حُم ارب هلل‬
‫عم ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقل ُقه ألجل الرزق‪ ،‬فذاك هو الذي يُ َع ُّد من أصول الشر‪،‬‬
‫جل وعال‪ ،‬ويكفيه فض اعة وش ناعة‪ ،‬أ ّن اهلل لعن آكله وموكله‬ ‫ومتنوع ة‪ ،‬ولعلها‬ ‫عب اد اهلل‪ ،‬عن أس باب ه ذا ال داء‪ ،‬فهي كث رية ّ‬
‫الغش والتحاي ل‪،‬‬‫وكاتبه وش اهديه‪ ،‬ومن ذلك (أكل املال بالباط ل) ُّ‬ ‫الظن باهلل واملنازعة ألمره وعدم‬ ‫جتتمع يف أصلني‪ ،‬أحدمها‪ :‬سوء ّ‬
‫والسرقة‪ ،‬ويف صحيح مسلم من حديث سيدنا أيب أمامة الباهلي‬ ‫الرضا بق دره‪ ،‬أم كيف يس تقيم أن هتتم من ش يء قس مه احلق‬
‫‪ ‬أن س يدنا رس ول اهلل ‪ ‬ق ال‪ :‬من اقتطع حق ام رئ مس لم‬ ‫بعدله‪ ،‬وضمنه لك قبل أن ختلق بفض له‪ ،‬أم فق ال ‪ :‬نَحْ نُ قَ َس ْمنَا‬
‫ش ما خفي منها وظه ر‪ ،‬تفلح وا وتكرم وا بنعيم‬ ‫ِ‬
‫واجتنب وا الف واح َ‬ ‫بيمينه فقد أوجب اهلل له الن ار وح رم عليه الجنة فق ال له‬
‫ق ِع ْن َد َملِي ٍ‬
‫ك‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫مس تقر‪﴿ :‬إِ َّن ْال ُمتَّقِينَ فِي َجنَّا ٍ‬
‫ت َونَهَ ٍر * فِي َم ْق َع ِد ِ‬ ‫رجل‪ :‬وإن ك ان ش يئا يس ريا يا رس ول اهلل؟ ق ال ‪ :‬وإن قض يبا‬
‫ُم ْقتَ ِد ٍر﴾ (القم ر‪ .)55-54:‬عباد اهلل‪ ،‬التقى أحد األمراء بأحد العلماء يف‬ ‫هم الرزق‪ ،‬ف ُك ّل نتائجه‬ ‫من أراك‪ .‬فانظروا عباد اهلل‪ُ ،‬‬
‫فضيع آثار ّ‬
‫املشرفة‪ ،‬وبعد أن مسع األمريُ من العامل قال‬ ‫املسجد احلرام عند الكعبة َّ‬ ‫تُع ّد من كبائر الذنوب‪ ،‬وعظائم العيوب‪[ ،‬منع الزكاة‪-‬عدم أداء‬
‫ل ه‪ :‬س لين حاجت ك‪ ،‬فق ال الع امل‪ :‬ال أس أل غري اهلل يف بيت اهلل‪ .‬ف أحلَّ‬ ‫ال ديون‪-‬الك ذب‪-‬أكل املال بالباط ل] م اذا بعد ذل ك؟ بع ٌد عن‬
‫عليه‪ ،‬فأىب‪ ،‬فالتقى معه خارج املسجد‪ ،‬فقال‪ :‬سلين حاجتك‪ ،‬فقال‬
‫ض لسخط اهلل‪ ،‬بل وحمارب ةٌ‬‫وتعر ٌ‬
‫إعراض عن فضل اهلل‪ ،‬بل ّ‬‫ٌ‬ ‫اهلل‪،‬‬
‫كه ا؟! {هَّلِّل ِ ما‬
‫ل ه‪ :‬واهلل ما س ألتها من ميل ُكه ا‪ ،‬أفأسأل عنها من ال ميل ُ‬
‫جلالل اهلل ‪ ،‬مباذا يا ترى يرجع من تص ّدى لكل هذه املصائب‬
‫ض}‪ .‬فأحلَّ عليه األمريُ أن يسأله حاجته‪،‬‬ ‫ت َو َما فِي األَرْ ِ‬
‫فِي ال َّس َماوا ِ‬
‫غري خزي الدنيا وعذاب اآلخرة‪ ،‬نسأل اهلل السالمة‬ ‫واملعايب‪َ ،‬‬
‫فقال‪ :‬أسألك اجلنة‪ ،‬فقال‪ :‬هذه ال أملكها‪ ،‬قال‪ :‬ليس يل حاجة إال‬
‫لنا وجلميع املسلمني مبنّه ولطفه وكرمه‪.‬‬
‫ه ذه‪ .‬مث امسعوا عب اد اهلل‪ ،‬إح دى الص احلات غ اب عنها زوجه ا‪،‬‬
‫عباد اهلل‪ ،‬خلُبث هذا الداء وقُبح آثاره‪ ،‬نَبَّهَ اهلل ‪ ‬عليه يف غري ما‬
‫فدخل أهلها عليها وسألوها‪ :‬هل ترك عندك زوجك شيئاً من املال؟‬
‫آي ة؛ فمن ذلك قوله ‪َ { :‬و َما َخلَ ْق ُ‬
‫ت ْال ِج َّن َواإْل ِ ْن َ‬
‫س إِاَّل لِيَ ْعبُ دُو ِن *‬
‫أكال وليس‬‫فق الت الزوجة بكل ثقة يف رهبا‪ :‬إ ّن عه دي أن زوجي َّ‬
‫ق َو َما أُ ِري ُد أَ ْن ي ْ‬
‫ُط ِع ُم و ِن * إِ َّن هَّللا َ هُ َو ال َّر َّزا ُ‬
‫ق‬ ‫َما أُ ِري ُد ِم ْنهُ ْم ِم ْن ِر ْز ٍ‬
‫برزَّاق‪ ،‬ذهب َّ‬
‫األكال وبقي الرزَّاق‪ ،‬وهو اهلل ‪ .‬عباد اهلل‪ ،‬من طلب‬ ‫ُذو ْالقُ َّو ِة ْال َمتِينُ } [ال ذاريات‪ .]58 - 56 :‬ق ال أهل التفس ري‪ :‬أمر س بحانه‬
‫احلق أغن اه‪ ،‬ومن تو ّكل عليه كف اه‪ ،‬ومن اعتصم به ‪ ‬وق اه‪ ،‬فال‬
‫بالعبودية مث بنّي أ ّن تِعلَّة املقص رين يف القي ام بوظائفها (العبودي ة) إمنا‬
‫عص وه وأنتم يف خ ِريه‪ ،‬وكون وا عب اد اهلل‬ ‫تطلب وا عب اد اهلل غ َريه‪ ،‬وال تَ ُ‬ ‫رزاق هو اهلل ‪ .‬أخ رج‬ ‫هو االش تغال ب أمر ال رزق‪ ،‬ف أخرب ب أن ال ّ‬
‫مع اهلل‪ ،‬وباهلل وهلل‪ ،‬واعلموا أ ّن من أصبح والدنيا أكرب ّمه ه فليس من‬
‫وحنوه عند‬‫اإلم ام الرتم ذي من ح ديث س يدنا أنس بن مالك ‪ُ ‬‬
‫اهلل يف ش يء‪ ،‬وأل زم اهلل قلبه أربع خص ال‪ :‬مهًّا ال ينقطع عنه أب دا‪،‬‬
‫ابن ماجه وابن حب ان من ح ديث س يدنا زيد بن ث ابت ‪[ ‬وق ال‬
‫يبل غ غن اه أب دا‪ ،‬وأمال ال يبلُ غ‬ ‫يتفرغ منه أب دا‪ ،‬وفق را ال ُ‬ ‫وش غالً ال ّ‬
‫ات] أن س يدنا رس ول اهلل ‪ ‬ق ال‪ :‬من ك انت‬ ‫املن ذري‪ :‬رواته ثق‬
‫منتهاه أبدا‪َ .‬و َم ْن يَتَّ ِ‬
‫ق هَّللا َ يَجْ َعلْ لَهُ َم ْخ َرجًا (‪َ )2‬ويَرْ ُز ْقهُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ْث اَل‬
‫يَحْ ت َِسبُ َو َم ْن يَت ََو َّكلْ َعلَى هَّللا ِ فَهُ َو َح ْسبُهُ إِ َّن هَّللا َ بَالِ ٌغ أَ ْمرَ ِه قَ ْد َج َع َل هَّللا ُ‬ ‫جعل اهلل ِغَن ُاه في قلبه‪ ،‬وجمع له ش َْمَله‪ ،‬وأتته‬
‫اآلخ رةُ هََّمُه َ‬
‫يوم مبارك‪ ،‬وفيه‬ ‫لِ ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ْدرًا (‪[ )3‬الطالق]‪ .‬هذا عباد اهلل‪ ،‬وإ ّن يومكم هذا ٌ‬ ‫ال دنيا وهي راغمة‪ ،‬ومن ك انت ال دنيا هََّمُه جعل اهلل َف ْق َر ُ‬
‫ه‬
‫بفضل اهلل سائر اخللل يتدارك‪ ،‬فتوجهوا إىل باب موالكم بالتوبة واإلنابة‪ ،‬عسى‬
‫أن حَن ظى من كرمي فضله بالقبول واإلجابة‪ ،‬ولنبدأ باحلمد هلل والصالة والتسليم‪،‬‬
‫بين َعْيَن ْي ه‪ ،‬وفَ َّرقَ عليه شَْمَلهُ‪ ،‬ولم يأته من ال دنيا إال ما ُق ِّدَر‬
‫رد من أتى اهلل بقلب س ليم‪ .‬اللّهم لك احلمد حىت ترض ى‪ ... ،‬اللّهم‬
‫فإنه ال يُ ّ‬ ‫ق عليه ش َْمَلُه) أي‪ :‬كثَّر عليه معاشه ليشغََله عن‬ ‫له‪َ .‬‬
‫(وف َّر َ‬
‫صل على سيدنا حممد املصطفى‪ ،‬وآله األجماد الشرفاء‪ ،‬وصحبه األبطال األوفياء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كثر يف الدنيا واألخرى غمه‪.‬‬ ‫اآلخرة‪ .‬قيل‪ :‬من كانت الدنيا َّمهه ُ‬
‫وكل من تبع هنجهم واقتفى‪ ،‬اللهم يا جبارا ال يُرام‪ ،‬يا عزيزا ال يُضام‪ ،‬يا قيوما‬
‫عباد اهلل‪ ،‬اعلموا أنه ال ُيعطي وال مينع‪ ،‬وال يضُُّر وال ينفع‪ ،‬وال‬
‫ال ينام‪ ،‬يا من له األفعال الكرام‪ ،‬واملواهب العظام‪ ،‬واأليادي اجلسام‪ ،‬واألفضال‬
‫َيص ِلُ وال يقط ع‪ ،‬وال خيفضُ وال يرفع‪ ،‬إال اهلل ‪ ،‬ف اتقوا اهلل‪،‬‬
‫ول‬
‫ك ما حَت ُ‬ ‫اللهم اقْ ِس ْم لنا ِم ْن َخ ْش يَتِ َ‬
‫واإلنعام‪ ،‬اللهم يا ملك يا قدوس يا سالم‪َّ .‬‬
‫ني ما هُت ِّو ُن ِبه‬‫ومن اليق ِ‬ ‫به جنَّتَ َ ِ‬ ‫ك ما تبلِّغُنا ِ‬
‫طاعتِ َ‬ ‫معاص َ ِ‬‫ِبه بينَنا وبني ِ‬ ‫وأقْبِل وا على اهلل‪ ،‬وتو ّكل وا على اهلل‪ ،‬ف إنّ ُكم إن فعلتم كف اكم ما‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫يك‪ ،‬وم ْن َ‬ ‫َ‬
‫وارث‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫واجع‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ن‬‫ِ‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫نا‬‫ر‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫وأبص‬ ‫نا‬ ‫ِ‬
‫بأمساع‬ ‫اللهم‬ ‫نا‬‫ِّع‬‫ومت‬ ‫ُّنيا‪،‬‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫أمهكم‪ ،‬ومنحكم ما يس ُّركم‪ ،‬بسم هللا ال رحمن ال رحيم‪َ { :‬و َم ْن يَتَ َو َّكلْ َعلَى‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫علينا مص ائ َ‬
‫ِ‬
‫وانص ْرنا علَى َم ْن عادانا‪ ،‬وال جتعل مصيبتنا يف ديننا‪،‬‬ ‫منَّا‪ ،‬وخذ بثأْ َرنا ممن ظلَ َمنا‪ُ ،‬‬ ‫هَّللا ِ فَهُ َو َح ْس بُهُ} [الطالق‪ ]3 :‬ص دق هللا موالنا العظيم‪ ،.‬نبهين اهلل وإي اكم من نومة‬
‫أكرب مَهِّنا‪ ،‬وال َمْبلَ َغ ِعْل ِمنا‪ ،‬وال تسلط علينا من ال يرمحنا‪ .‬اللهم‬ ‫جتع ِل الدُّنيا َ‬
‫وال َ‬ ‫الغ افلني‪ ،‬وجعلني وإي اكم من عب اده املقبلني املقب ولني‪ ،‬ومنحين وإي اكم ُش كر‬
‫إنا نس ألك خش يتك يف الغيب والش هادة‪ ،‬ونس ألك كلمة احلق يف الرضا‬ ‫الصابرين وصرب الشّاكرين‪ ،‬وختم لنا مجيعا مبا ختم به لعباده املقربني‪ ،‬بسر امسه‬
‫نعيما ال ينف د‪ ،‬ونس ألك‬
‫والغض ب‪ ،‬ونس ألك القصد يف الفقر والغ ىن‪ ،‬ونس ألك ً‬ ‫القادر القوى املتني‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل ّ‬
‫العلي العظيم‪.‬‬
‫قرة عني ال تنقطع‪ ،‬ونسألك الرضا بعد القضاء‪ ،‬ونسألك برد العيش بعد املوت‪،‬‬
‫‪‬اخلطبة الثانية ‪‬‬
‫ونس ألك ل ذة النظر إىل وجهك‪ ،‬والش وقَ إىل لقائك‪ ،‬يف غري ض راء مض رة‪ ،‬وال‬
‫الحمد هلل واسع الفضل ق دمي اإلحس ان‪ ،‬وأش هد أن ال إله إال اهلل‬
‫فتنة مضلة؛ اللهم زينا بزينة اإلميان‪ ،‬واجعلنا هداة مهتدين‪ ،‬اللهم أكرمنا وال هُت نّا‬
‫‪ ،...‬اللّهم علّمنا ما ينفعن ا‪ ،‬وانفعنا مبا علمتنا‪ ،‬وزدنا من ل دنك علما به ترفعنا‪،‬‬ ‫وح ده ال ش ريك له ك َّل ي وم هو يف ش ان‪ ،‬وأش هد أن س يدنا حمم دا‬
‫الدين‪ ،‬وعلّمنا علم اليقني‪ ،‬وارفع درجاتنا يف الص ديقني‪ ،‬وحققنا‬ ‫اللهم ّ‬
‫فقهنا يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫عب ده ورس وله املبع وث لعم وم الثقلني من إنس وج ان‪ ،‬ص لى اهلل‬
‫باالفتق ار إليك يف كل وقت وحني‪ ،‬واحش رنا يف زم رة األنبي اء واملرس لني‪ ،‬اللهم‬ ‫وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان‪ .‬أما بعد‪،‬‬
‫اهلزات بالدنا وس ائر بالد املس لمني‪،‬‬ ‫اجعل مجعنا ه ذا مجع اً مرحوم اً‪ ... ،‬اللَّ ُه َّم َربَّنَا ْ‬
‫اح َف ْظ من ّ‬ ‫فاتقوا اهلل عباد اهلل‪ ،‬اتقوا اهلل فيما أمر‪ ،‬وانتهوا عما هنى عنه وزجر‪،‬‬
‫خيارنا يا أك رم األك رمني‪ ،‬وال ت ِّ‬
‫ول‬ ‫وأمنّا يف دورنا وأ َْوطَانِنَا يا أرحم ال رامحني‪ِّ ،‬‬
‫أمورنا َ‬
‫وول َ‬ ‫ّ‬
‫العالَ ِمنْي َ ‪.‬‬
‫ب َ‬ ‫شرارنا يَا َر َّ‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على املرسلني واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫أمورنا َ‬
‫َ‬
‫‪2014‬‬
‫‪ 1435‬الموافق لـ‪ 11 :‬أفريل ‪2014‬‬
‫سيدي علي بن عبيد‪ 11 :‬جمادى الثانية ‪1435‬‬
‫س َوقَب َْل‬ ‫وع ال َّش ْم ِ‬ ‫ك قَ ْب َل طُلُ ِ‬ ‫فَاصْ بِرْ َعلَى َما يَقُولُونَ َو َسبِّحْ بِ َح ْم ِد َربِّ َ‬
‫ضى (‪)130‬‬ ‫ك تَرْ َ‬ ‫َّ‬
‫ار لَ َعل َ‬ ‫ط َرافَ النَّهَ ِ‬ ‫ُغرُوبِهَا َو ِم ْن آَنَا ِء اللَّ ْي ِل فَ َسبِّحْ َوأَ ْ‬
‫ك إِلَى َما َمتَّ ْعنَا بِ ِه أَ ْز َواجًا ِم ْنهُ ْم زَ ْه َرةَ ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا‬ ‫َواَل تَ ُم َّد َّن َع ْينَ ْي َ‬
‫صاَل ِة‬ ‫ك بِال َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك َخ ْي ٌر َوأ ْبقَى (‪َ )131‬وأ ُمرْ أ ْهلَ َ‬ ‫َ‬ ‫ق َربِّ َ‬ ‫لِنَ ْفتِنَهُ ْم فِي ِه َو ِر ْز ُ‬
‫ك َو ْال َعاقِبَةُ لِلتَّ ْق َوى (‪)132‬‬ ‫ك ِر ْزقًا نَحْ نُ نَرْ ُزقُ َ‬ ‫َواصْ طَبِرْ َعلَ ْيهَا اَل نَسْأَلُ َ‬
‫َ‬
‫ُف ا ولى‬ ‫ُ‬ ‫أْل‬ ‫َوقَالُوا لَوْ اَل يَأْتِينَا بِآَيَ ٍة ِم ْن َربِّ ِه أ َول ْم تَأتِ ِه ْم بَيِّنَة َما فِي الصُّ ح ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ِم ْن قَ ْبلِ ِه لَقَالُوا َربَّنَا لَوْ اَل أَرْ َس ْلتَ إِلَ ْينَا‬ ‫(‪َ )133‬ولَوْ أَنَّا أَ ْهلَ ْكنَاهُ ْم بِ َع َذا ٍ‬
‫ك ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن نَ ِذ َّل َونَخزَى (‪ )134‬قلْ ك ٌّل ُمتَ َربِّصٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َر ُسواًل فَنَتَّبِ َع آَيَاتِ َ‬
‫ي َو َم ِن ا ْهتَدَى (‬ ‫ص َرا ِط الس َِّو ِّ‬ ‫َ‬
‫فَت ََربَّصُوا فَ َستَ ْعلَ ُمونَ َم ْن أصْ َحابُ ال ِّ‬
‫‪)135‬‬

‫ض فَ َر ْشنَاهَا فَنِ ْع َم‬ ‫َوال َّس َما َء بَنَ ْينَاهَا بِأ َ ْي ٍد َوإِنَّا لَ ُمو ِسعُونَ (‪َ )47‬واأْل َرْ َ‬
‫ْال َما ِه ُدونَ (‪َ )48‬و ِم ْن ُك ِّل َش ْي ٍء خَ لَ ْقنَا زَ وْ َج ْي ِن لَ َعلَّ ُك ْم تَذكرُونَ (‪)49‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ين (‪َ )50‬واَل تَجْ َعلُوا َم َع هَّللا ِ إِلَهًا‬ ‫فَفِرُّ وا إِلَى هَّللا ِ إِنِّي لَ ُك ْم ِم ْنهُ نَ ِذي ٌر ُمبِ ٌ‬
‫ين (‪َ )51‬ك َذلِكَ َما أَتَى الَّ ِذينَ ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم ِمنْ‬ ‫آَ َخ َر إِنِّي لَ ُك ْم ِم ْنهُ نَ ِذي ٌر ُمبِ ٌ‬
‫ون (‪ )52‬أَتَ َوا َ‬
‫صوْ ا بِ ِه بَلْ هُ ْم قَوْ ٌم‬ ‫ُول إِاَّل قَالُوا َسا ِح ٌر أَوْ َمجْ نُ ٌ‬ ‫َرس ٍ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وم (‪َ )54‬وذكرْ فإِن الذك َرى‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫طَا ُغونَ (‪ )53‬فت َو َّل َعنهُ ْم ف َما أن بِ َمل ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س إِاَّل لِيَ ْعبُدُو ِن (‪َ )56‬ما‬ ‫ت ْال ِج َّن َواإْل ِ ْن َ‬ ‫تَ ْنفَ ُع ْال ُم ْؤ ِمنِينَ (‪َ )55‬و َما َخلَ ْق ُ‬
‫ُط ِع ُمو ِن (‪ )57‬إِ َّن هَّللا َ هُ َو ال َّر َّزا ُ‬
‫ق‬ ‫ق َو َما أُ ِري ُد أَ ْن ي ْ‬ ‫أُ ِري ُد ِم ْنهُ ْم ِم ْن ِر ْز ٍ‬
‫ُذو ْالقُ َّو ِة ْال َمتِينُ (‪)58‬‬

‫ول‬ ‫ح َذ ْي َفةَ بْن الْيم ِ‬


‫ان َي ُق ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه و َس لَّم َع ْن اخْلَرْيِ‬ ‫َك ا َن النَّاس يس أَلُو َن رس َ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َْ‬
‫ول اللَّ ِه إِنَّا‬
‫ت يَا َر ُس َ‬ ‫َسأَلُهُ َع ْن الشَِّّر خَمَافَةَ أَ ْن يُ ْد ِر َكيِن َف ُق ْل ُ‬
‫تأْ‬ ‫َو ُكْن ُ‬
‫اهلِيَّ ٍة و َش ٍّر فَ َجاءنَا اللَّهُ هِبَ َذا اخْلَرْيِ َف َه ل َب ْع َد َه َذا اخْلَرْيِ‬ ‫ُكنَّا يِف ج ِ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الش ِّر م ْن خَرْي قَ َال َن َع ْم‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو َه ْل َب ْع َد َذل َ‬ ‫م ْن َش ٍّر قَ َال َن َع ْم ُق ْل ُ‬
‫ف‬‫ت َو َما َد َخنُ هُ قَ َال َق ْو ٌم َي ْه ُدو َن بِغَرْيِ َه ْديِي َت ْع ِر ُ‬ ‫ِِ‬
‫َوفي ه َد َخ ٌن ُق ْل ُ‬
‫ك اخْلَرْيِ ِم ْن َش ٍّر قَ َال َن َع ْم ُد َع اةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َف َه ْل َب ْع َد َذل َ‬ ‫مْن ُه ْم َو ُتْنك ُر ُق ْل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬‫ت يَا َر ُس َ‬ ‫َج َاب ُه ْم إِلَْي َها قَ َذفُوهُ ف َيها ُق ْل ُ‬ ‫َّم َم ْن أ َ‬‫إىَل أ َْب َواب َج َهن َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت فَ َما‬ ‫اللَّه ص ْف ُه ْم لَنَا َف َق َال ُه ْم م ْن ج ْل َدتنَا َو َيتَ َكلَّ ُمو َن بِأَلْس نَتنَا ُق ْل ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ني َوإَِم َام ُه ْم ُق ْل ُ‬ ‫اعةَ الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ك قَ َال َت ْلَز ُم مَجَ َ‬ ‫تَأْ ُم ُريِن إِ ْن أ َْد َر َكيِن َذل َ‬
‫ك الْ ِف َر َق ُكلَّ َها‬ ‫اعتَ ِز ْل تِْل َ‬ ‫اع ةٌ َواَل إَِم ٌام قَ َال فَ ْ‬ ‫فَ ِإ ْن مَلْ يَ ُك ْن هَلُ ْم مَجَ َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫ت َوأَنْ َ‬‫ك الْ َم ْو ُ‬ ‫َص ِل َش َجَر ٍة َحىَّت يُ ْد ِر َك َ‬ ‫ض بِأ ْ‬ ‫َولَ ْو أَ ْن َت َع َّ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬

You might also like