You are on page 1of 3

‫النيب ص لى اهلل عليه وس لم ملن قسا قلبُ ه‪” :‬امسح رأس ي تيم يَلِ ْن‬ ‫خطبة عيد الفطر

‫خطبة عيد الفطر األولى‬


‫وتراحم‪ ،‬فتزاوروا فيه وترامحوا ‪،‬‬ ‫يوم َت َزاو ٍر‬
‫قلبك“‪ ،‬يومكم هذا ُ‬ ‫فجر اإلسالمُ وأسفر‪ ،‬اهلل‬ ‫اهلل أكرب(‪ )7‬اهلل أكرب‪ ،‬ما سطع ُ‬
‫ُ‬
‫وتناسوا اخلالف والش قاق‪ ،‬وانب ذوا‬
‫ْ‬ ‫وتع اطفوا فيه وتص افحوا‪،‬‬ ‫فرح الصائم‬ ‫شهر رمضان املبارك وأدبر‪ ،‬اهلل أكرب ما ِ‬ ‫أكرب ما أقبَ َل ُ‬
‫التب اغض والف راق‪ ،‬واعلم وا أن التع انق والتص افُح يُ ْذهبان غ َّل‬ ‫بتم ام ص يامه واستبش ر‪ ،‬اهلل أكرب كب ريا‪ ،‬واحلمد هلل كث رياً‪،‬‬
‫الص در‪ ،‬وحُي يي ان فيه روح املودة واحملب ة‪ ،‬واعلم وا أنه إذا التقى‬ ‫وسبحان اهلل بكرة وأصيال‪ ،‬سبحان ذي العزة واجلربوت‪ ،‬سبحان‬
‫كل منهما ذنوب اآلخر‪،‬‬ ‫املسلمان فتصافحا مل ينصرفا حىت يغسل ٌّ‬ ‫ذي امللك وامللك وت‪ .‬س بحان ال دائم الب اقي فال ي زول وال يتغرَّي ‪،‬‬
‫ُ‬
‫يألف الناس ويألفونه‪.‬‬
‫ويا سعادة من كان هيِّناً إلخوانه ليِّناً‪َ ،‬‬ ‫وم َّد يف أعما ِرنا إىل‬‫ُْ َ‬ ‫نا‪،‬‬ ‫م‬ ‫فص‬ ‫أعاننا‬ ‫ذي‬ ‫ال‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬ ‫)‪.‬‬‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫أكرب‬ ‫اهلل‬
‫اهلل أكرب (‪ )3‬اهلل أكرب كبرياً‪،‬واحلمد هلل كثرياً‪،‬وسبحان اهلل بكرة‬ ‫فش ِه ْدنا ‪ ،‬حنم ُده تع اىل على‬ ‫ه ذا الي وم العظيم من أي ِام اإلس الم َ‬
‫املرتادف ة‪ ،‬ونرج وهُ س بحانه أن جيعلَها‬ ‫عمه املتتابِع ة‪ ،‬و عطاي اه ِ‬ ‫نِ ِ‬
‫وأصيالً‪.‬‬ ‫ُ‬
‫عيد الفطر ي وم الفرحة األوىل‬‫أيها املس لمون‪ :‬ه ذا ي ومُ ِ‬ ‫موصولةً بنعيم اآلخرة‪ .‬وأشهد أن ال إله إال اهللُ‪ ،‬شهادةً نَ ْس َع ُد هبا‬
‫للص ائمني‪ ،‬فقد علمتم أن للص ائم فرح تني ي ْفَرحُهما ” إذا أفطر‬ ‫يوم نلقاه‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبينا حممداً عبده‬ ‫ونفوز هبا َ‬
‫يف الدنيا ُ‬
‫ف رح بفط ره ‪ ،‬وإذا لقى ربه ف رح بص ومه“ فله ذا الي وم فليعمل‬ ‫احملجلِني‪،‬‬
‫ورس وله‪ ،‬وص فيه وخليل ه‪ ،‬س يد الع املني‪ ،‬وقائد الغُ ِّر َّ‬
‫بني‬ ‫ِ‬
‫العاملون‪ ،‬ويف ذلك فليتنافسِ املتنافسون‪.‬‬ ‫رب الع املني‪ ،‬اللهم ص ِّل عليه وعلى آله الطي َ‬ ‫بيب ِّ‬
‫وح ُ‬
‫ان إىل‬‫رام املك رمني‪ ،‬ومن تبعهم بإحس ٍ‬ ‫الط اهرين‪ ،‬وأص حابِه الك ِ‬
‫واعلموا عباد اهلل أن العيد ليس ملن لبس اجلديد ‪ ،‬بل هو ملن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫طاعاته ملواله تزيد‪ ،‬ليس العيد ملن لبس الثوب اجلديد‪ ،‬وقلبه على‬ ‫ي وم ال دين‪ .‬ص الة وس الماً دائمني متالزمني إىل ي وم الع رض‬
‫وم التن اد‪ ،‬إمنا العيد ملن‬ ‫األكرب‪ ،‬اهلل أكرب (‪.)3‬‬
‫أخيه مس ود ص ديد‪ ،‬إمنا العيد ملن خ اف ي َ‬
‫عمن هفا‪ ،‬وأحسن إىل من‬ ‫أما بع د‪ :‬فيا أهل اإلميان‪ ،‬يا من خص كم اهلل بالفضل‬
‫اتقى مظ امل العب اد‪ ،‬إمنا العيد ملن عفا َّ‬
‫أس اء‪ .‬نعم‪ ،‬لك أن تلبس الث وب اجلديد ويا حب ذا لو مَجَّْلتَه‬ ‫والكرم واإلحسان‪ ،‬إن يومكم هذا يوم عظيم‪ ،‬وعيد كرمي‪ ،‬فكل‬
‫ك‬ ‫الت ْق و ِ‬ ‫بالتقوى‪ ،‬فإن التقوى خري لباس‪ ،‬قال تعاىل‪ِ :‬‬ ‫عام وأنتم خبري‪ ،‬أسأل اهلل تعاىل أن جيعلين وإياكم ومجيع املسلمني‬
‫ى ذَل َ‬ ‫اس َّ َ َ‬
‫(ولبَ ُ‬
‫َ‬
‫َخْيٌر )‬ ‫من املقب ولني‪ ،‬ممن تقبل اهلل ص يامهم وقي امهم وك انوا من عتقائه‬
‫ِ‬ ‫من النار‪.‬‬
‫ومه‪،‬‬ ‫علي ك رم اهلل وجهه‪ :‬العيد ل َمن قَبِل اهلل ص َ‬
‫وقد ق ال اإلم ام ٌّ‬
‫وغفر ذنبَ ه‪ ،‬ثم قال له‪ :‬اليوم لنا عيد‪ ،‬وغ ًدا لنا عيد‪ ،‬وكل يوم ال‬ ‫عب اد اهلل ما أمجل ص فاءَ القل وب‪ ،‬ونق اء الس رائر يف ه ذه‬
‫نعصى اهلل فيه فهو عندنا ِعيد‪.‬‬ ‫املناس بات‪ ،‬وما أحس َن أن يك ون الف رح بالعيد يف إط ار ما أق ره‬
‫التمس كُ باألخالق والقيَم واملبادئ‪ ،‬والسريُ‬ ‫الشرع احلكيم حيث ُّ‬
‫وق ال س يدنا احلسن رضي اهلل عنه ‪ :‬كل ي وم ال يُ َ‬
‫عص ى اهلل فيه فهو‬
‫عي د‪ ،‬وك ُّل ي وم يقطعه الم ؤمن في طاع ة‪ ‬م واله ِ‬
‫وذ ْك ره وش كره فهو له‬ ‫يف إط ار ما أباحه لنا رس ولنا الك رمي ص لى اهلل عليه وس لم‪ ،‬فه ذا‬
‫ِعيد‪ .‬اهلل أكرب كبرياً‪،‬واحلمد هلل كثرياً‪،‬وسبحان اهلل بكرة وأصيالً‪.‬‬ ‫طاعة قدَّْمناها وعملٍ صاحل وفقنا اهلل‬ ‫وسرور على ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم‪ ،‬يوم فرحٍ‬
‫عب اد اهلل ربُّوا أبن اءكم على تع اليم اإلس الم‪ ،‬ونش ئوهم على‬ ‫إلي ه‪ ،‬فال ينبغي أن جنعل ه ذا الف رح والس رور مش وباً باملعص يةِ‬
‫تقوى امللك العالم‪ ،‬حىت يكونوا لكم ُقَّرة عني يف هذه الدنيا ويوم‬ ‫واملنكر‪ ،‬فنكونَ كاليت نقضت غزهلا من بعد قوة أنكاث اً‪ ،‬فأشيعوا‬
‫الزح ام‪ ،‬واعلم وا أنهم لكم مقل دون ‪ ،‬فكون وا هلم خري ق دوة‬ ‫وأمهاتكم‬
‫ِ‬ ‫فيه بني إخوانكم وجريانكم البهجة‪ ،‬وبِ ّروا فيه آباءكم‬
‫وة‪ ،‬فها هو ذا عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه‬ ‫وأفضل أس‬ ‫حىت َي ربَّكم أبن اؤكم ‪ ،‬اعطف وا فيه على زوج اتكم وأوالدكم‪،‬‬
‫أحد أبنائه يف ي وم العيد ‪ ،‬وقد لبس قميص اً‬
‫اخلليفة الزاهد ي رى َ‬ ‫وكون وا خري اآلب اء وخريَ األزواج‪ ،‬كون وا خري األبن اء وخريَ‬
‫بالي اً قدمياً‪ ،‬فبكى عمر‪ ،‬فقال له الولد‪ :‬ما يبكيك يا أبت؟ فقال‪:‬‬ ‫اإلخوان‪ ،‬فقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪ ”:‬خيركم خ يركم ألهله‬
‫قلبك يف يوم العيد إذا رآك الصبيان هبذا الثوب‬‫أخشى أن ينكسر ُ‬ ‫‪ ،‬وأنا خ يركم ألهلي“‪ .‬أحس نوا يف يومكم ه ذا إىل الفق راء‬
‫أعد َم هُ اهلل رضاه‬ ‫ِ‬ ‫واملس اكني‪ ،‬وامس حوا رؤوس اليت امى ال ذين فق دوا آب اءهم أو‬
‫اخللق فقال‪ :‬يا أمري املؤمنني إمنا ينكسر قلبُ من َ‬
‫أو ع َّق َأمه وأب اه وإين ألرجو أن يك ون اهلل راض ياً عين‬ ‫وزينة احلي اة‪ ،‬وت ذكروا ق ول‬
‫أمه اهتم‪ ،‬وقد ك انوا هلم هبجة ال دنيا َ‬
‫أطل علينا‪ ،‬وها هو يومه األغر قد أقبل إلينا‪ ،‬فياض اً بنعم اهلل سبحانه‬ ‫وض مهُ إليه وقبَّله بين عيني ه‪،‬‬
‫برض اك‪،‬فبكى عمر رضي اهلل عنه َ‬
‫وتعاىل علينا‪ ،‬وغداً سينقضي العيد‪ ،‬وستمر األيام‪ ،‬وتنطوي هذه احلياة‬ ‫ودعا له فكان أزهد الناس بعده‪.‬‬
‫ال دنيا‪ ،‬فهلا هيأنا أنفس نا لتل ك املرحلة؟ وهال تزودن ا لتل ك الرحل ة؟‬ ‫اهلل أكرب كبرياً‪،‬واحلمد هلل كثرياً‪،‬وسبحان اهلل بكرة وأصيالً‪.‬‬
‫تلك اليت يتقرر فيها املصري‪ :‬إما نعيم مقيم‪ ،‬وإما نار السعري‪.‬‬
‫عباد اهلل‪ ،‬علينا مبظاهر العفو والتسامح اليت تعلّمناها من رمضان‪،‬‬ ‫أيها املس لمون‪ :‬ه ذه مشس العيد قد أش رقت‪ ،‬فلتش رق معها‬
‫إذ كي ف نن اجي اهلل تع اىل فنق ول‪ :‬اللهم إن ك عف و حتب العف و ف اعف‬ ‫ونفوس كم‬
‫ُ‬ ‫فاهكم بص دق البس مة‪ ،‬وقل وبُكم بص فاء البهج ة‪،‬‬
‫ش ُ‬
‫عن ا وحنن ال نري د أن نعف و عمن أس اء إلين ا ؟! َأم ا علمن ا أن الرمحاء‬ ‫ب املودة واحملب ة‪ ،‬يف العيد تتق ارب القل وب على ال ود‪ ،‬وجتتمع على‬
‫عمن ظلمنا‪ ،‬ونتمالك أنفسنا عند الغضب‪،‬‬ ‫فلنعف ّ‬
‫ُ‬ ‫يرمحهم الرمحن؟!‬ ‫األلف ة‪ ،‬فج ددوا أواص َر احلب بني األص دقاء‪ ،‬وال رتاح ِم بني‬
‫وال جنعل للشيطان علينا سبيال‪.‬‬ ‫مجيع ا‪ ،‬وكون وا عب اد اهلل إخوان ا‪،‬‬
‫األقرب اء‪ ،‬والتع اون بني الن اس ً‬
‫فبادر أخي املؤمن‪ ‬يف هذه الص بيحة ‪ ،‬ص بيحة عي د الفط ر لوص ل‬ ‫تن الوا من ذي الع رش رض وانا‪ ،‬ون ورا ورمحة وغفرانا « َي ْو َم َت َرى‬
‫عمن ظلم ك ولإلحس ان ملن أس اء إلي ك ‪ .‬فس يدنا‬ ‫من قطع ك وللعف و ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ور ُهم َب ْي َن َأيْ ِدي ِه ْم َوبَِأيْ َم انِ ِهم‬
‫ين َوال ُْمْؤ منَ ات يَ ْس َعى نُ ُ‬ ‫ال ُْم ْؤ من َ‬
‫عقبة بن عامر رضي اهلل عنه ملا سأل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين فِ َيها‬
‫ار َخال د َ‬
‫ِ‬
‫َّات تَ ْج ِري من تَ ْحت َها اَأْلْن َه ُ‬
‫بُ ْش َرا ُك ُم الَْي ْو َم َجن ٌ‬
‫" م ا النج اة ي ا رس ول اهلل ؟ ق ال‪" :‬تص ل من قطع ك وتعطي من‬ ‫ِ‬
‫يم» (احلديد‪.)12 :‬‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ك ُه َو الْ َف ْو ُز ال َْعظ ُ‬
‫عمن ظلمك"‪. ‬‬
‫حرمك وتعفو ّ‬
‫أعاد اهلل علينا وعليكم من بركات هذا العيد السعيد‪،‬‬
‫ل ذا فلنعلم أن ص لة األرح ام من أس باب النج اة ودخ ول‬
‫وحشرنا وإياكم يف زمرة أهل الفضل واملزيد‪ ،‬وختم لنا مبا ختم‬
‫اجلنة بسالم وخري الدرر ما صح عن سيد البشر صلى اهلل عليه‬
‫ألهل التوحيد‪ ،‬بسر امسه القادر القوى املتني‪ ،‬و ال حول و ال ق وة‬
‫وس لم حيث ق ال فيم ا رواه االم ام الرتم ذي (أفش وا الس الم‪،‬‬
‫العلي العظيم‪.‬‬
‫إال باهلل ّ‬
‫ام‪ ،‬ت دخلوا‬‫اس ني ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫وأطعم وا الطع ام‪ ،‬وص لُوا األرح ام‪ ،‬وص لوا والن ُ‬ ‫خطبة عيد الفطرالثانية‬
‫الجنة بسالم)‬ ‫صائم ويف ِمثْل هذا اليوم َأفْطَ ر‪،‬‬
‫اهلل أكرب‪ .)5(،‬اهللُ أكربُ ماصام ٌ‬
‫عباد اهلل‪ ،‬لنرفع األصوات بالتحميد‪ ،‬ولنرسل التهاين لكل قريب‬ ‫بطاعة ِ‬
‫ِ‬
‫اهلل واستَْب َش ر‪ ،‬اهللُ أكربُ ماتاب‬ ‫مسلم‬
‫ِح ٌ‬ ‫اهللُ أكربُ مافَر َ‬
‫وعزيز وج ار وح بيب‪ ،‬ولنظهر األف راح ويه نئ بعض نا بعضا‬
‫اجل َم ع‬
‫ائب إىل اهلل واس تغفر‪ ،‬اهلل أكرب(‪ )3‬احلمد هلل معيد ُ‬ ‫ت ٌ‬
‫بالعيد‪.‬ولنرفع أكفنا يف هذا اليوم العظيم ولنبدأ باحلمد هلل رب العاملني‪،‬‬
‫وم التن اد‪ ،‬إن اهلل ال خيلف امليع اد‪،‬‬‫واألعي اد‪ ،‬وج امعِ الن اس لي ِ‬
‫والص الة والس الم على خري املرس لني **‪.‬اللهم ص َل على س يَدنا حممد‬
‫وعلى آله وص حبه وس لم‪ .‬اللهم إن عب ادك خرج وا الي وم لص الة العيد‬ ‫وأش هد أن ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك له وال ند وال‬
‫وأمنا مما‬
‫يرج ون ثوابك وخيافون ع ذابك‪ ،‬اللهم حقق لنا ما نرج و‪ِّ ،‬‬ ‫مض اد‪ ،‬وأشهـد أن س يدنا حمم ًدا عب ده ورس وله املفضَُّل على‬
‫خناف‪ ،‬اللهم تقبل منا واغفر لنا وارمحن ا‪ .‬اللهم ال تس لّط علينا أح دا‬ ‫مجيع العباد‪ ،‬صلى اهلل وسلم عليه وعلى آله وصحبه الغرر‪ ،‬ما‬
‫من الظ املني‪ ,‬و ال تش ّمت فينا أح دا من احلاس دين‪ ,‬وال تطردنا عن‬ ‫الح صباح ٍ‬
‫عيد وأسفر‪ .‬اهلل أكرب(‪)3‬‬ ‫ُ‬
‫ب اب رمحتك خ ائبني‪ .‬اللهم يا اهلل يا اهلل يا اهلل يا ذا اجلالل لك مقاليد‬ ‫أما بعد فيا أمة هذا النيب الكرمي أوصيكم بتقوى ِ‬
‫اهلل فإنه « َم ْن‬ ‫َ‬
‫الس ماوات واألرض تبسط ال رزق ملن تش اء وتق در فابسط لنا من‬ ‫ب» (الطالق‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َع ْل لَهُ َم ْخ َرج اً َو َي ْر ُزقْهُ ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث ال يَ ْحتَس ُ‬
‫ال رزق ما توص لنا به إىل رمحت ك‪ ،‬ومن رمحتك ما حتول به بيننا وبني‬ ‫أن اهللَ س بحانه ُمطَّلِ ٌع على أعم الِكم وعلى ظ واه ِركم‬ ‫‪ .)3‬واعلم وا َّ‬
‫نقمت ك‪ ،‬ومن حلمك ما يس عنا به عف وك‪ ،‬واختم لنا بالس عادة اليت‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت به‬ ‫وبواطنكم‪ ،‬فاحذروا أن يَرى منكم ما يُ ْس خطُه عليكم‪ ،‬ومن َزلَّ ْ‬
‫ختمت هبا ألوليائ ك‪ ،‬واجعل خري أيامنا وأس عدها ي وم لقائ ك‪،‬‬ ‫رحيم مبن ت اب‬ ‫غفور ٌ‬‫الق دم فعلي ه باالس تغفا ِر والتوب ة والن دم‪ ،‬ف إن اهللَ ٌ‬
‫وزحزحنا يف ال دنيا عن ن ار الش هوة‪ ،‬وأدخلنا بفض لك يف مي ادين‬ ‫احلق و الصواب‪.‬‬ ‫منهج ِّ‬ ‫وأناب‪ ،‬واستقام على ِ‬
‫الرمحة‪ ،‬واكس نا من ن ورك جالبيب العص مة‪ ،‬واجعل لنا ظه ريا من‬ ‫عباد اهلل‪ ،‬لقد انتهى رمضان‪ ،‬ونحمد اهلل سبحانه وتعاىل أن وفقنا‬
‫عقولن ا‪ ،‬ومهيمنا من أرواحن ا‪ ،‬ومس خرا من أنفس نا‪ ،‬كي نس بحك‬ ‫لص ومه‪ ،‬ووفقن ا بالق در املمكن لقيام ه‪ ،‬ووجَّهن ا إىل التوب ة واالس تغفار‬
‫والدعاء‪ ،‬فله الفضل كلَّ الفضل أن وفقنا لذلك‪ ،‬وها هو ذا العيد قد‬
‫كث ريا‪ ،‬ون ذكرك كث ريا‪ ،‬إنك كنت بنا بص ريا‪ ,‬واغفر لنا وارمحنا إذا‬
‫عصيناك وردنا اليك ردا مجيال‬

You might also like