You are on page 1of 10

‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪47‬‬

‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير‬


‫الشاذلي ِ (رحمه هللا تعالى)‬ ‫الحسن‬
‫ِ‬ ‫لسيدي أبي‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬

‫ﱡ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱚ ﱛ ﱜ‬
‫ﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥ ﱦﱧﱨ‬
‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ‪.‬‬
‫ﱡ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒﳓ ﳔ‬
‫ﳕ ﳖﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﱁ ﱂ ﱃﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ‬
‫ﱠ ‪.‬ﱡ ﲒﱠ‪،‬‬ ‫ﱝﱞﱟ‬ ‫ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ‬
‫ﱡ ﱕ ﱠ‪ ،‬ﱡ ﱃﱠ‪ ،‬ﱡ ﲴ ﲵ ﲶﲷﲸ ﲹ‬ ‫ﱡ ﱁ ﱠ‪،‬‬
‫ﲺﲻﲼﲽﲾ ﱠ‪.‬‬
‫ﱡ ﱥﱦﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ‬

‫ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ‬
‫ﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ ﲄﲅﲆﲇﲈﲉ‬
‫ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗﲘ ﲙ‬
‫ﲚ ﲛ ﱠ‪)3(.‬‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪48‬‬

‫صوف‪،‬‬ ‫اللَّ ُه َّم إنَّك ت عل ُم أ ّن بلهالة معُروف‪ ،‬وأنت بلعلم مو ُ‬


‫وقد وس عت ُك َّل ش يء من جهالت بعلمك؛ فس ع ذلك برحتك‬
‫كما وسعتهُ بعلمك‪ ،‬واغفر ل إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬
‫اب‪ ،‬ه ب لن ا من ن عم اك م ا علم ت‬ ‫ك‪ ،‬ي وَّه ُ‬‫ي للاُ‪ ،‬ي م ال ُ‬
‫لنا فيه رضاك‪ .‬واك ُسنا كسوة تقنا با من الفت يف جيع عطايك‪،‬‬
‫ب ن قص ا َّا اس تأث رت به يف‬ ‫وق ّدس نا با عن ُك ّل وص ف يُوج ُ‬
‫علمك ع َّمن س واك‪ .‬ي للاُ‪ ،‬ي عظ ُيم‪ ،‬ي علي‪ ،‬ي كبيُ‪ ،‬نس ألُك‬
‫الفقر َّا س واك والغن بك ح ََّت ل نش هد إَّل إ َّيك‪ ،‬والطُف بنا‬
‫فيهما لُطفا علمتهُ يص لُ ُح لمن والك‪ ،‬واك ُس نا جلبيب العص مة‬
‫يف الن ف اس واللَّحظ ات‪ ،‬واجعلن ا عبي دا ل ك يف جيع ال الت‪،‬‬
‫وعلّمنا من ل ُدنك علما نصيُ به كاملي يف المحيا والممات‪.‬‬
‫يد‪ ،‬ت عل ُم ف رحنا‬
‫ال لما تُر ُ‬
‫يد الفعَّ ُ‬
‫الرب المج ُ‬ ‫اللَّ ُه َّم أنت الم ُ‬
‫يد َّ‬
‫ب اذا ولم اذا وعلى م اذا‪ ،‬وت عل ُم ُحزن ن ا ك ذل ك‪ ،‬وق د أوجب ت كون‬
‫يد‪ ،‬ولكن نس ألُك‬ ‫ما أردتهُ فينا ومنَّا‪ ،‬ول نس ألُك دفع ما تُر ُ‬
‫التَّأييد بُروح من عندك فيما تُري ُد‪ ،‬كما أيَّدت أنبياءك وُر ُس لك‬
‫الص ّديقي من خلقك؛ إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬ ‫اصة ّ‬ ‫وخ َّ‬
‫الش هادة‪ ،‬أنت‬ ‫الس موات والرض‪ ،‬عال الغيب و َّ‬ ‫اللَّ ُه َّم فاطر َّ‬
‫ت ُك ُم بي عبادك‪ ،‬ف هنيئا لمن عرفك ف رضي بقضائك‪ ،‬والوي ُل‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪49‬‬

‫لمن ل ي عرف ك؛ بل الوي ُل ُثَّ الوي ُل لمن أق َّر بوح دانيَّت ك ول ي رض‬
‫بحكامك‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم إ َّن القوم ق د حكم ت عليهم بل ذ ّل ح ََّت عزوا‪،‬‬
‫وحكم ت عليهم بلفق د ح ََّت وج ُدوا‪ ،‬ف ُك ل عّز ين ُع ُدون ك‬
‫ب‬‫ف رحتك‪ ،‬وُكل وجد ي ُج ُ‬ ‫ف نس ألُك بدلهُ ذُّل تص حبُهُ لطائ ُ‬
‫عنك ف نسألُك عوضهُ ف قدا تصحبُهُ أن و ُار مبَّتك؛ فإنَّهُ قد ظهرت‬
‫الش قاوةُ على من غيُك‬ ‫الس عادةُ على من أحب ب تهُ‪ ،‬وظهرت َّ‬ ‫َّ‬
‫ملكهُ‪ ،‬ف هب لنا من مواهب الس ع داء‪ ،‬واعص من ا من موارد‬
‫الشقياء‪.‬‬
‫ث‬‫اللَّ ُه َّم َّإَّن قد عجزَّن عن دفع الض ّر عن أن ُفس نا من حي ُ‬
‫ث ل ن عل ُم ب ا‬‫ن عل ُم ب ا ن عل ُم‪ ،‬فكيف ل ن عج ُز عن ذل ك من حي ُ‬
‫الصلح‬ ‫ل ن علم‪ ،‬وقد أمرت نا وني ت نا‪ ،‬والمدح و َّ‬
‫الذ َّم ألزمت نا‪ ،‬فأ ُخو َّ‬ ‫ُ‬
‫يد ح ّقا من أغن ي تهُ‬
‫السع ُ‬
‫من أصلحتهُ‪ ،‬وأ ُخو الفساد من أضللتهُ‪ .‬و َّ‬
‫الشقي ح ّقا من حرمتهُ مع كث رة السؤال لك؛‬ ‫عن السؤال منك‪ ،‬و َّ‬
‫فأغننا بفض لك عن ُس ؤالنا منك‪ ،‬ول ترمنا من رحتك مع كث رة‬
‫ُسؤالنا لك‪ ،‬إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬
‫ي ش ديد البطش‪ ،‬ي جبَّ ُار‪ ،‬ي ق َّه ُار‪ ،‬ي حك ُيم‪ ،‬ن عُوذُ بك‬
‫من ش ّر ما خلقت‪ ،‬ون عُوذُ بك من ظُلمة ما أبدعت‪ ،‬ون عُوذُ بك‬
‫من كيد الن ُفوس فيما ق َّدرت وأردت‪ ،‬ون عُوذُ بك من شّر الُ َّساد‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪50‬‬

‫على ما أن عمت‪ ،‬ونس ألُك عَّز الدن يا واآلخرة‪ ،‬كما س ألكهُ نبيك‬
‫س يّ ُدَّن ُم َّم د ﷺ‪ ،‬ع َّز ال دن ي ا بلي ان والمعرف ة‪ ،‬وع َّز اآلخرة‬
‫بللّقاء وال ُمشاهدة‪ ،‬إنَّك سيع قريب ُميب‪.‬‬
‫ف‬‫اللَّ ُه َّم إ ّن أُق ّد ُم إليك بي يدي ُك ّل ن فس ولمحة وطرفة‪ ،‬يطر ُ‬
‫الس موات وأه ُل الرض‪ ،‬وُك ّل ش يء ُهو يف علمك كائن‬ ‫با أه ُل َّ‬
‫كلّ ه‪( :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫أو ق د ك ان‪ ،‬أُق ّد ُم إلي ك بي ي دي ذل ك ُ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯝﯞ ﯟﯠ ﯡﯢﯣﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨﯩ ﯪﯫﯬ‬
‫ﯭﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷﯸﯹ ﯻﯼ‬
‫ﯽ )‪.‬‬
‫ت عليك ببس ط يديك‪ ،‬وكرم وجهك‪ ،‬ونُور عي ن يك‪،‬‬ ‫أقس م ُ‬
‫وكمال أعيُنك‪ ،‬أن تُعطي نا خي ما ن فذت به مش يئ تُك‪ ،‬وت علَّقت‬
‫به قُدرتُك‪ ،‬وأحاط به عل ُمك‪ ،‬واكفنا ش َّر ما ُهو ض د لذلك‪،‬‬
‫وأكم ل دين ن ا‪ ،‬وأتم علي ن ا نعمت ك‪ ،‬وه ب لن ا حكم ة الكم ة‬
‫البالغة‪ ،‬مع الياة الطَّيّبة‪ ،‬والموتة الس نة‪ ،‬وت و َّل ق بض أرواحنا‬
‫بي دك‪ ،‬و ُحل ب ي ن نا وبي غيك يف البزخ وما ق ب لهُ وما ب ع دهُ‪ ،‬بنُور‬
‫ذاتك وعظيم قُدرتك وجيل فضلك‪ ،‬إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬
‫ي للاُ‪ ،‬ي علي‪ ،‬ي عظ ُيم‪ ،‬ي حل ُيم‪ ،‬ي حك ُيم‪ ،‬ي كريُ‪ ،‬ي‬
‫ود‪ُ ،‬حل ب ي ن نا وبي فت نة الدن يا‬
‫يب‪ ،‬ي و ُد ُ‬
‫يب‪ ،‬ي ُم ُ‬
‫يع‪ ،‬ي قر ُ‬‫سُ‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪51‬‬

‫الش هوة‪ ،‬وظُلم العباد و ُس وء الُلُق‪ ،‬واغفر لنا‬ ‫والنّس اء‪ ،‬والغفلة و َّ‬
‫ذُنُوب نا‪ ،‬واقض عنَّا تبعاتنا‪ ،‬واكش ف عنَّا الس وء‪ ،‬ونّنا من الغ ّم‪،‬‬
‫واجعل لنا منهُ مرجا‪ ،‬إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬
‫اق‪ ،‬ي قوي‪ ،‬ي عز ُيز‪،‬‬ ‫يف‪ ،‬ي رَّز ُ‬‫ي للاُ‪ ،‬ي للاُ‪ ،‬ي للاُ‪ ،‬ي لط ُ‬
‫الرزق لمن تش اءُ وت قد ُر‪،‬‬ ‫ط ّ‬ ‫الس موات والرض‪ ،‬ت ب ُس ُ‬ ‫يد َّ‬ ‫لك مقال ُ‬
‫الرزق ما تُوص لُنا به إىل رحتك‪ ،‬ومن رحتك ما‬ ‫فاب ُس ط لنا من ّ‬
‫ول به ب ي ن ن ا وبي نقم ك‪ ،‬ومن حلم ك ما يس عُنا به عف ُوك‪،‬‬ ‫تُ ُ‬
‫لس عادة الت ختمت با لوليائك‪ ،‬واجعل خي أ َّيمنا‬ ‫واختم لنا ب َّ‬
‫الش هوة‪،‬‬ ‫وأس ع ده ا ي وم لق ائ ك‪ ،‬وزحزحن ا يف ال دن ي ا عن َّنر َّ‬
‫الرحة‪ ،‬واك ُس نا من نُورك جلبيب‬ ‫وأدخلنا بفض لك يف ميادين َّ‬
‫العص م ة‪ ،‬واجع ل لن ا ظهيا من عُ ُقولن ا‪ ،‬وُمهيمن ا من أرواحن ا‪،‬‬
‫وُمس َّخرا من أن ُفس نا؛ كي نُس بّحك كثيا‪ ،‬ونذ ُكرك كثيا‪ ،‬إنَّك‬
‫ُكنت بنا بصيا‪.‬‬
‫وهب لنا ُمش اهدة تص حبُها ُمكالمة‪ ،‬واف تح أساعنا وأبص ارَّن‪،‬‬
‫واذ ُكرَّن إذا غفلنا عنك بحس ن َّا تذ ُكرَّن به إذا ذكرَّنك‪ ،‬وارحنا‬
‫إذا عص ي ناك بتَّ َّا ت رحُنا به إذا أطعناك‪ ،‬واغفر لنا ذُنُوب نا ما‬
‫ت ق َّدم من ه ا وم ا ت َّخر‪ ،‬والطُف بن ا لُطف ا ي ُجبُن ا عن غيك‪ ،‬ول‬
‫ي ُجبُنا عنك‪ ،‬فإنَّك ب ُك ّل شيء عليم‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم إ ََّّن نس ألُك لس اَّن رطبا بذكرك‪ ،‬وق لبا ُمن عَّما ب ُش كرك‪،‬‬
‫وبدَّن هيّنا ليّنا بطاعتك‪ ،‬وأعطنا مع ذلك ما ل عي رأت‪ ،‬ول‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪52‬‬

‫أُذُن سعت‪ ،‬ول خطر على ق لب بش ر‪ ،‬كما أخب به ر ُس ولُك‬


‫ﷺ حس بما علمتهُ بعلمك‪ ،‬وأغننا بل س بب‪ ،‬واجعلنا س بب‬
‫الغن لولي ائ ك‪ ،‬وب رزخ ا ب ي ن ُهم وبي أع دائ ك‪ ،‬إنَّ ك على ُك ّل‬
‫شيء قدير‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم إ ََّّن نسألُك إياَّن دائما‪ ،‬ونسألُك ق لبا خاشعا‪ ،‬ونسألُك‬
‫علما َّنفعا‪ ،‬ونس ألُك يقينا ص ادقا‪ ،‬ونس ألُك دينا قيّما‪ ،‬ونس ألُك‬
‫العافية من ُك ّل بليَّة‪ ،‬ونس ألُك تام العافية‪ ،‬ونس ألُك دوام العافية‪،‬‬
‫ونسألُك الشكر على العافية‪ ،‬ونسألُك الغن عن النَّاس‪(3).‬‬
‫الش املة‪ ،‬والمحبَّة‬‫اللَّ ُه َّم إ ََّّن نس ألُك التَّوبة الكاملة‪ ،‬والمغفرة َّ‬
‫الس اطعة‪،‬‬ ‫الص افية‪ ،‬والمعرفة الواس عة‪ ،‬والن وار َّ‬ ‫الامعة‪ ،‬والُلَّة َّ‬
‫ك وثق نا‬ ‫الدرجة العالية‪ ،‬وفُ َّ‬‫الش فاعة القائمة‪ ،‬والُ َّجة البالغة‪ ،‬و َّ‬ ‫و َّ‬
‫من المعصية‪ ،‬ورهان نا من النّقمة بواهب النَّة‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم إ ََّّن نس ألُك التَّوبة ودوامها‪ ،‬ون عُوذُ بك من المعص ية‬
‫وأسبابا‪ ،‬وذ ّكرَّن بلوف منك ق بل ُه ُجوم خطراتا‪ ،‬واحلنا على‬
‫النَّج اة من ه ا ومن التَّفكر يف طرائقه ا‪ ،‬وام ُح من قُلُوبن ا حلوة م ا‬
‫اجت ن ي ناهُ من ها‪ ،‬واس ت بدلا بلكراهة لا‪ ،‬والطَّعم لما ُهو بض ّدها‪،‬‬
‫وأفض علي ن ا من بر كرم ك وعفوك‪ ،‬ح ََّت ن ُرج من ال دن ي ا على‬
‫لش ه ادة‬ ‫الس لم ة من وبل ا‪ ،‬واجعلن ا عن د الموت َّنطقي ب َّ‬ ‫َّ‬
‫الشدائد ونُُزولا‪،‬‬
‫عالمي با‪ ،‬وارأف بنا رأفة البيب ببيبه عند َّ‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪53‬‬

‫الري ان إىل النَّ ة‬‫وأرحن ا من ُهُوم ال دن ي ا وغُ ُمومه ا‪ ،‬ب َّلروح و َّ‬
‫ونعيمها‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم إ ََّّن نس ألُك ت وبة س ابقة منك إلي نا؛ لت ُكون ت وب تُنا تبعة‬
‫إلي ك منَّا‪ ،‬وه ب لن ا التَّل ّقي من ك كت ل ّقي آدم من ك الكلم ات؛‬
‫الص الات‪ ،‬وبعد ب ي ن نا‬ ‫لي ُكون قُدوة لولده يف التَّ وبة والعمال َّ‬
‫الش به ببليس رأس الغُواة‪ ،‬واجعل س يّئاتنا‬ ‫وبي العناد والص رار و َّ‬
‫س يّئات من أحب بت‪ ،‬ول تعل حس ناتنا حس نات من أب غض ت؛‬
‫ب‬‫ض ر مع الُ ّ‬ ‫فالحس ا ُن ل ي ن ف ُع مع البُغض منك‪ ،‬والس اءةُ ل ت ُ‬
‫من ك‪ ،‬وق د أبم ت المر علي ن ا لن ر ُجو ون اف‪ ،‬ف آمن خوف ن ا‪ ،‬ول‬
‫ُتيّب رجاءَّن‪ ،‬وأعطنا ُس ؤلنا‪ ،‬ف قد أعطي ت نا اليان من ق بل أن‬
‫نس ألك‪ ،‬وكت بت وحبَّبت وزيَّنت وكَّرهت وأطلقت الل ُس ن با به‬
‫الرب أن ت‪ ،‬ف ل ك الم ُد على م ا أن عم ت‪ ،‬ف اغفر‬ ‫ت رج ت‪ ،‬فنعم َّ‬
‫لس لب ب عد العطاء‪ ،‬ول ب ُكفران النّعم وحرمان‬ ‫لنا‪ ،‬ول تُعاقب نا ب َّ‬
‫الرضا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ض نا بقض ائك‪ ،‬وص ّبَّن على طاعتك‪ ،‬وعن معص يتك‪،‬‬ ‫اللَّ ُه َّم ر ّ‬
‫الش هوات ال ُموجب ات للنَّقص أو البُع د عن ك‪ ،‬وه ب لن ا‬ ‫وعن َّ‬
‫ب‬‫حقيقة اليان بك؛ ح ََّت ل ناف غيك ول ن ر ُجو غيك ول ُن َّ‬
‫غيك ول ن عبُد ش يئا س واك‪ ،‬وأوزعنا ُش كر ن عمائك‪ ،‬وغطّنا برداء‬
‫ص رَّن بليقي والتَّوكل عليك‪ ،‬وأس فر ُو ُجوهنا بنُور‬ ‫عافيتك‪ ،‬وان ُ‬
‫صفاتك‪ ،‬وأضحكنا وب ّشرَّن ي وم القيامة بي أوليائك‪ ،‬واجعل يدك‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪54‬‬

‫مب ُس وطة علي نا وعلى أهلينا وأولدَّن ومن معنا برحتك‪ ،‬ول تكلنا‬
‫يب‪(3).‬‬
‫إىل أن ُفسنا طرفة عي ول أق َّل من ذلك‪ ،‬ي نعم ال ُمج ُ‬
‫ي من ُهو ُهو ُهو يف عُلُّوه قري ب‪ ،‬ي ذا اللل والكرام‪ ،‬ي‬
‫ُميط ا بللَّي ال وال َّيم‪ ،‬أش ُكو إلي ك من غ ّم الج اب‪ ،‬و ُس وء‬
‫الس اب‪ ،‬وش َّدة العذاب‪ ،‬وإ َّن ذلك لواقع ما لهُ من دافع إن ل‬
‫ت من الظَّالمي‪(3).‬‬ ‫ت رحن‪ ،‬ل إله إَّل أنت ُسبحانك إ ّن ُكن ُ‬
‫الس ل ُم) فخلَّص تهُ من ُحزنه‪،‬‬
‫وب (عليه َّ‬ ‫ولقد ش كى إليك ي ع ُق ُ‬
‫ورددت عليه ما ذهب من بص ره وجعت ب ي نهُ وبي ولده‪ ،‬ولقد‬
‫الس ل ُم) من ق ب ُل ف ن َّجي تهُ من كربه‪ ،‬ولقد َّنداك‬
‫َّنداك نُوح (عليه َّ‬
‫ض ّره‪ ،‬ولقد‬ ‫الس ل ُم) من ب ع ُد فكش فت ما به من ُ‬ ‫وب (عليه َّ‬‫أي ُ‬
‫الس ل ُم) ف ن َّجي تهُ من غ ّمه‪ ،‬ولقد َّنداك زكرَّي‬
‫س (عليه َّ‬
‫َّنداك يُونُ ُ‬
‫ص لبه ب عد يس أهله وكب‬ ‫الس ل ُم) ف وهبت لهُ ولدا من ُ‬ ‫(عليه َّ‬
‫الس ل ُم) فأن قذتهُ من‬
‫س نّه‪ ،‬ولقد علمت ما ن زل بب راهيم (عليه َّ‬
‫الس ل ُم) وأهلهُ من العذاب النَّازل‬ ‫َّنر ع ُد ّوه‪ ،‬وأنيت لُوطا (عليه َّ‬
‫بقوم ه‪ .‬ف ه ا أَّن ذا عب ُدك إن تُع ّذبن بميع م ا علم ت من ع ذابك‬
‫ف أَّن حقيق ب ه‪ ،‬وإن ت رحن كم ا رحت ُهم مع عظيم إجرامي ف أن ت‬
‫ص وص ا بن‬ ‫أوىل ب ذل ك وأحق من أكرم ب ه؛ ف ليس كرُم ك م ُ‬
‫لس بق لمن ش ئت من‬ ‫أطاعك وأق بل عليك؛ بل ُهو مب ُذول ب َّ‬
‫خلقك‪ ،‬وإن عص اك وأعرض عنك‪ ،‬وليس من الكرم أن ل ُتس ن‬
‫ال الغن؛ بل من الكرم أن‬ ‫إَّل لمن أحسن إليك‪ ،‬وأنت المفض ُ‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪55‬‬

‫الرح ُيم العلي‪ ،‬كيف وقد أمرت نا أن‬


‫ُتسن إىل من أساء إليك وأنت َّ‬
‫ُنسن إىل من أساء إلي نا‪ ،‬فأنت أوىل بذلك منَّا‪.‬‬
‫ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ‬ ‫ﱡ‬

‫ﱌﱠ‪)3(.‬‬
‫وم‪ ،‬ي من ُهو ُهو ُهو ‪ ،‬ي‬ ‫ي للاُ‪ ،‬ي للاُ‪ ،‬ي للاُ‪ ،‬ي رح ُن‪ ،‬ي ق ي ُ‬
‫ُهو‪ ،‬إن ل ن ُكن لرحتك أهل أن ن نالا‪ ،‬ف رحتُك أهل أن ت نالنا‪.‬‬
‫ي رَّبهُ‪ ،‬ي مولهُ‪ ،‬ي ُمغيث من عص اهُ‪ ،‬أغث نا‪ ،‬أغث نا‪ ،‬أغث نا‪ ،‬ي‬
‫الس موات‬ ‫رب ي كريُ‪ ،‬وارحنا ي ب ر ي رح ُيم‪ ،‬ي من وس ع ُكرس يهُ َّ‬
‫ودهُ حفظُ ُهما‪ ،‬وُهو العلي العظ ُيم‪ ،‬أس ألُك اليان‬ ‫والرض‪ ،‬ول ي ُؤ ُ‬
‫الرزق‪ ،‬وخوف اللق‪ ،‬واق رب‬ ‫بفظك إياَّن يس ُك ُن به ق لب من ه ّم ّ‬
‫م ّن ب ُق درت ك قُرب تح ُق ب ه ع ّن ُك َّل حج اب مقت هُ عن إب راهيم‬
‫الس ل ُم)‪ ،‬ف لم يتج لبيل ر ُس ولك‪ ،‬ول ل ُس ؤاله‬ ‫خليلك (عليه َّ‬
‫ب عن مض َّرة‬ ‫منك‪ ،‬وحجب تهُ بذلك عن َّنر ع ُد ّوه‪ ،‬وكيف ل ُيج ُ‬
‫العداء من غيَّب تهُ عن من فعة الحبَّاء‪ ،‬ك َّل إ ّن أس ألُك أن تُغيّبن‬
‫س ب ُقرب ش يء ول ببُعده ع ّن‪،‬‬ ‫ب ُقربك م ّن؛ ح ََّت ل أرى ول أُح َّ‬
‫إنَّك على ُك ّل شيء قدير‪.‬‬
‫ﱡ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨ‬
‫ﲩ ﲪﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ‬
‫ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ‬
‫ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱠ‪.‬‬
‫الشاذلي‪-‬رحمه هللا تعالى‪-‬‬ ‫ِو ْرد البر ‪ -‬الكبير لسيدي أبي الحسن‬ ‫‪56‬‬

‫ﲩﲫﲬﲭ‬
‫ﲪ‬ ‫ﱡ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ‬
‫ﲮﱠ‪.‬‬
‫ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ‬
‫ﱮ ﱯﱠ‪.‬‬
‫اللَّ ُه َّم ص ّل وس لّم على س يّدَّن ُم َّمد‪ ،‬وعلى آل س يّدَّن ُم َّمد‪،‬‬
‫وارحم س يّدَّن ُم َّمدا وآل س يّدَّن ُم َّمد‪ ،‬وبرك على س يّدَّن ُم َّمد‬
‫وعلى آل س يّدَّن ُم َّمد‪ ،‬كما ص لَّيت ورحت وبركت على س يّدَّن‬
‫إب راهيم وعلى آل سيّدَّن إب راهيم يف العالمي‪ ،‬إنَّك حيد ميد‪(3).‬‬
‫الص ّديق‬
‫الراش دين أب بكر ّ‬ ‫اللَّ ُه َّم وارض عن س اداتنا الُلفاء َّ‬
‫وعُمر وعُثمان وعل ّي‪ ،‬وارض اللَّ ُه َّم عن سيّدَّن السن‪ ،‬وعن سيّدَّن‬
‫الص حابة‬ ‫الزهراء‪ ،‬وعن َّ‬ ‫الس يّدة فاطمة َّ‬ ‫الُس ي‪ ،‬وعن أُّمهما َّ‬
‫أجعي‪ ،‬وعن أزواج نبيّ ك أَُّمه ات ال ُمؤمني‪ ،‬وعن التَّ ابعي‬
‫الدين‪ ،‬وارض اللَّ ُه َّم عن سيّدَّن عل ّي بن‬‫وتبعيهم بحسان إىل ي وم ّ‬
‫ل وأت باعه أجعي‪ ،‬واجز عنَّا أش ياخنا‬ ‫الش اذ ّ‬
‫عبد للا أب الس ن َّ‬
‫ب العالمي‪ ،‬ول حول ول قُ َّوة إَّل بلل العل ّي العظيم‪.‬‬ ‫خيا ي ر َّ‬
‫ﳐﳑﳒﳓﳔ‬ ‫ﳏ‬ ‫ﱡﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ‬
‫ﳗﱠ‬ ‫ﳕﳖ‬

‫وصلَّى للا على سيّدَّن ُم َّمد وعلى آله وصحبه وسلَّم‪ ،‬والم ُد لل ر ّ‬
‫ب العالمي‪.‬‬
‫=======‬

You might also like