You are on page 1of 20

‫قرة كل عين في بعض مناقب‬

‫سيدنا الحسين رضي هللا عنه و‬


‫نفعنا به‬
‫تأليف‬

‫ع‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫الع‬ ‫سي‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ح‬‫م‬


‫مد ن ن لوي فري ر مة الله لية ( ‪– 4411‬‬

‫‪ 4411‬هـ)‬
‫بسم الله الرحمن الرح مي‬
‫الحمد هلل الذي اختار سيدنا محمدا ﷺ و اختار الختياره اهل بيته‬
‫فاعترف كل بمنزلته و سلم ‪ ,‬و اختصه مفتاحا لكمال زهر علوم‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫االولين و االخرين ‪ ,‬و قرن اسمه باسمه فال يذكر اال و يذكر فياله من‬
‫شرف باذخ و عز مكين ‪ ,‬و خطبه الى حضرة القدس و عظم قدره و‬
‫أ‬
‫قدمه اماما على االنبياء و المرسلين ‪ ,‬و اصطفى الحسنين نجوما‬
‫للهدى و رجوما لعدات الدين و فضل سلسلتهم الطاهرة بالنسب‬
‫أ‬
‫المتصل يوم تنقطع االنساب ‪ ,‬و ميزهم بفضيلته التي ال تدرك‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫باالك تساب ‪ ,‬و زين بهم سماء المجد فهم كواكب انارت افاقها ‪ ,‬و‬
‫نشر عليهم مطارف الكماالت ووفد عليهم بمحاسنها ‪ ,‬المشرقات‬
‫أ‬
‫فاقول ‪:‬‬
‫عت َص ُم‬ ‫عشر ُح ُّب ُهم ِد ٌين‪َ ،‬و ُبغ ُض ُه ُم ُك ف ٌر‪َ ،‬و ُقرُب ُه ُم َمنجى َو ُم َ‬ ‫هم َم َ‬

‫الك ِل ُم‬‫ختوم به َ‬ ‫ُم َق َّد ٌم بعد ِذكر هللا ِذك ُر ُه ُم‪ ،‬في كل َبدء‪َ ،‬و َم ٌ‬
‫ِ‬
‫أ‬ ‫ُ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫خير اهل االرض؟ »‬ ‫ان ُعد اه ُل الت َقى كانوا ا ِئم َتهم‪ ،‬او قيل« ‪:‬من‬
‫قيل ‪:‬هم‬
‫عد غايتهم َوال ُيدا ِن ِيه ُم َقو ٌم‪َ ،‬وان َك ُر ُموا‬ ‫طيع َج َو ٌاد َب َ‬ ‫ست ُ‬ ‫ال َي َ‬
‫أاحمده أان خص العترة الطاهرة بالشرف و السيادة ‪ ,‬و جعل نور‬
‫أ‬
‫النبوة في كريم وجوههم شاهدا على نيل السعادة ‪ ,‬و اكرمهم بالفخر‬
‫العظيم و نيل الشهادة ‪ ,‬و جعلهم ممن فاز بالحسنى و زيادة ‪ ,‬و‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اشكره شكر من حفت به السعادة فظفر بماموله ‪ ,‬و خص باحسن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الجواهر من اطيب المعادن لكمال تاهيله ‪ ,‬على ان نظمني في‬
‫أ‬
‫سلك محبيهم المتمسكين من محبتهم باقوى سبب ‪ ,‬الداخلين في‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫عموم قول الصادق المصدوق المرء مع من احب و اشهد ان ال اله‬
‫أ‬
‫اال هللا وحده ال شريك له الحكم الذي الف بين القلوب بكلمة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫االسالم ‪ ,‬و شرف بنصر دينه االنصار من االنام ‪ ,‬و الزم قلوب‬
‫المؤمنين محبة السبطين على لسان رسوله صلى هللا عليه و سلم‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫أ‬
‫الذي بلغ انبائه المنيفة ‪ ,‬فقال تعالى ﴿ ُقل ال َاس َال ُكم َع َلي ِه َاجرا ِاال‬
‫آ آ‬
‫ال َم َو َّد َة ِفي ال ُقرَبى ﴾[ الشورى ]‪: 23‬الى اخر االية الشريفة ‪ ,‬و قال‬
‫مادحهم‪:‬‬
‫آ‬
‫ق َال لي ق ا ِئل َرَاي ُت َك َته وى ال ط ه َودا ِئم ا َت رَت ج ي ِه م‬
‫ليهم‬ ‫ي‬‫فيمن َ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫العمر َم دي ح ا ف ي ه م َ‬ ‫ستغرق ُ‬ ‫ك َان َح ق ا َع َلي َك َت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الك م ال ِم ن َاي دي ِه م‬ ‫الك ون َطرا َي س َت م د َ‬ ‫ُق لت م ا ذا َاق ول َو َ‬
‫ِ‬
‫فيهم‬ ‫دح‬ ‫َ‬
‫الم‬ ‫ب‬ ‫يز‬‫ز‬ ‫َ‬
‫الع‬ ‫تاب‬ ‫الك‬ ‫َ‬
‫جاء‬ ‫قد‬‫و‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫دح‬ ‫َ‬
‫لم‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َان ا ال َاس َت ط ي ع َام َدح َق وم ا ك َان ِج ب ري ل خ ِادم ا ال ب ي هم‬
‫آ‬
‫َرب م الي َوس ي َلة َغ ي ر ُح ب ي ال ط ه َوك ل م ن َي َق ض ي ِه م‬
‫َف َا ِغ ث ن ي ِب َح ِقه ِم ي ا ِاله ي َان ا ض ي ف ن زلت ف ي ن ادي ِه م‬
‫أ أ‬
‫و اشهد ان سيدنا محمداﷺ عبده و رسوله الذي طهر هللا عنصره‬
‫أ‬
‫الشريف ‪ ,‬و خص ذريته الطاهرة من ابي الحسنين بكمال السيادة و‬
‫التشريف ‪ ,‬نبي شرف باالنتساب اليه اوالد فاطمة ‪ ,‬و جعل ملته‬
‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لجميع االديان حاطمة ‪ ,‬المبعوث باشرف االيات الى الثقلين ‪,‬‬
‫أ‬
‫المتشرف من تسمى باسمه و اسم اوالده الحسن و الحسين ‪ ,‬صلى‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫هللا عليه و على اله و اصحابه ‪ ,‬و سبطيه المتخلقين بخلقه‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫المتادبين بادابه المنتسبين لعلي جنابه ‪ ,‬صالة و سالما دائمين‬
‫متالزمين ما حن مشتاق لسماع مناقب االمام الحسين ‪ ,‬و ما وله بها‬
‫محب ففاز في الدارين ‪,‬‬
‫محبة أاهل البيت سر مطهر يخص بها القلب المضيء المنور‬
‫و يحظى بها من كمل هللا قدره و كان له من عالم الغيب مظهر‬
‫أ‬
‫و من مثل هذا البيت في الفخرو العال و جدهم طه االمين و حيدر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فقل لذي اضحى غبيا بشانهم اتجهل قوما وصفهم ليس يحصر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫وهم امن اهل االرض و السادة االول اذا ذكروا ما غيرهم قط يذكروا‬
‫ومن حبهم يحمى و ينجو من الردى و بغضهم عن رحمة هللا يدحر‬
‫أ‬
‫و حسبك رب العرش اثنى عليهم و هل فوق مدح هللا عز و مفخر‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫حشرنا هللا في زمرتهم ‪ ,‬و اماتنا على محبتهم امين ‪ ,‬اما بعد ‪ ,‬فهذه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫انفاس منصورية ‪ ,‬و انظار مصطفوية ‪ ,‬لعاجز من عواجز المدينة‬
‫النبوية ‪ ,‬سميتها قرة كل عين ‪ ,‬في بعض مناقب سيدنا االمام‬
‫أ‬
‫الحسين ‪ ,‬نفعنا هللا به في الدارين ‪ ,‬فاقول ‪ :‬هو السيد الفائز ببنوة‬
‫أ‬
‫جده سيد المرسلين ‪ ,‬و ابيه سيدنا علي سلطان الموقتين ‪ ,‬و نجل‬
‫البتول سيدة نساء العالمين ‪ ,‬امام العلماء السالكين العارفين‬
‫الناهلين من بحر الحقيقة و الغارفين ‪ ,‬السيد الشريف ‪ ,‬و السند‬
‫أ‬
‫الغطريف ‪ ,‬الحسيب النسيب ‪ ,‬ذو المقام االعلى و النادي الرحيب ‪,‬‬
‫فرع الشجرة الزكية ‪ ,‬بهاء البضعة النبوية ‪ ,‬جد السادة الحسينية ‪ ,‬و‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫نور حدقة ذرية سيد االولين و االخرين ‪ ,‬صاحب الكرامات الظاهرة ‪,‬‬
‫و الفضائل المتكاثرة ‪ ,‬الكوكب المنير ‪ ,‬و سحاب الرحمة المطير ‪,‬‬
‫ثاني السبطين ‪ ,‬الذي هو لمحبيه قرة عين ‪ ,‬سيدنا و موالنا االمام‬
‫الحسين ‪ ,‬ابن الزهراء البتول بنت سيدنا الرسولﷺ ‪ ,‬في البكور و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫االصول ‪ ,‬و ابن الحيدر الكرار سيدنا علي بن ابي طالب بن عبد‬
‫المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن ُقصي بن كالب بن ُم َّرة بن‬
‫كعب بن لؤي بن غالب ِبن ِفهر بن مالك بن النضر بن ِكنانة بن‬
‫ُخزيمة بن ُمدركة بن الياس بن ُم َضر بن ِنزار بن َمعد بن عدنان ‪,‬‬
‫أ‬
‫نسب ينتهي كمال عاله ‪ ,‬لعلي المقام زوج البتول بنت خير االنام‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫طه المرجى ‪ ,‬سيد الرسل النبي الرسول ﷺحبذا االصل فهو اصل‬
‫شريف ‪ ,‬قد تسامى عن مشبه و مثيل ال تقسه بغيره و سواه ‪ ,‬فهو تاج‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الورى و خير االصول ‪ ,‬تعس المبغضون في كل حين ‪ ,‬اهل البيت‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫النبي ﷺ من كل جيل هم ال جعفر و علي ‪ ,‬ثم ال عباس بعد عقيل‬
‫أ‬
‫اذهب هللا عنهم الرجس حقا ‪ ,‬جاء في هذا محكم التنزيل للوجود‬
‫أ‬
‫منهم وجود ‪ ,‬هم امان من كل خوف مهول‪.‬‬
‫ففضا~له رضي هللا ال تحصى ‪ ,‬و مناقبه نفعنا هللا به ال تستقصى ‪,‬‬
‫أ‬
‫اخرج البخاري رحمه هللا عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال ‪:‬قال‬
‫رسول هللا( ‪:‬ﷺ هما ريحانتاي من الدنيا ‪) ,‬يعني الحسن و الحسين‬
‫رضي هللا عنهما ‪ ,‬و أاخرج الترمذي و الحاكم ‪ ,‬عن أابي سعيد ُ‬
‫الخدر ُّي‬
‫شباب‬ ‫ا‬ ‫سين سي َ‬
‫د‬ ‫والح ُ‬ ‫الحس ُن ُ‬
‫َ‬ ‫"ﷺ‬ ‫هللا‬ ‫رضي هللا عنهما قال ‪َ :‬‬
‫رسول‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ‬ ‫أاهل َّ‬
‫الجن ِة "و في الترمذي عن اسامة بن زيد رضي هللا عنهما قال ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫أ‬
‫رايت النبي ﷺ و حسنا و حسينا على و كيه فقال هذان ابناي و ابنا‬
‫بنتي ‪ ,‬اللهم اني أاحبهما و أاحب من يحبهما[ ‪ ,‬عن أانس ]‪ُ :‬سئلَ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫أ ُّ أ َ َ أ‬ ‫َر ُ‬
‫هل ب ِيتك احب اليك؟ قال ‪:‬الحسن والحسين ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫‪:‬ﷺ‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫سول‬
‫أ‬
‫حبني وا َّ‬ ‫أ‬
‫رضي هللا عنهما ‪ ,‬و روى احمد رحمه هللا ‪ ,‬من ا َّ‬
‫حب هذين‬
‫يعني حسنا و حسينا أواباهما أوا َّمهما كان معي في درجتي َ‬
‫يوم‬
‫القيامة ‪ ,‬و روى الترمذي كان معي في الجنة ‪ ,‬و ليس المراد بالمعية‬ ‫ِ‬
‫هنا من حيث المقام بل من جهة رفع الحجاب ‪ ,‬نظيره كما في قوله‬
‫ين‬‫الص ِد ِيق َ‬ ‫ين َو ِ‬ ‫َللا َع َليهم ِم َن َّالنبي َ‬ ‫تعالى َف ُا َول ِئ َك َم َع َّال ِذ َين َان َع َم َّ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫آ‬ ‫الصا ِل ِح َ‬ ‫الش َه َد ِاء َو َّ‬ ‫َو ُّ‬
‫ين( النساء اية ‪ 69) ,‬عن عبدهللا بن عمررضي هللا‬
‫أ‬ ‫عنهما َعن أابي َبكر َر ِض َي َّ ُ‬
‫قال ‪:‬ار ُق ُبوا ُم َح َّمدا ﷺ في اه ِل َبي ِت ِه‬ ‫َللا عنه َ‬
‫ِ‬
‫أ‬
‫‪,‬و في مشكاة المصابيح عن سعد بن ابي وقاص قال ‪ :‬لما نزلت هذه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫االية [ ندع ابناءنا وابناءكم ] دعا رسول هللا ﷺ عليا وفاطمة وحسنا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وحسينا فقال " ‪ :‬اللهم هؤالء اهل بيتي ‪ " ,‬عن عائشة ام المؤمنين‬
‫النبي ﷺ َغداة َوعليه ِمر ٌط ُم َر َّح ٌل‪ِ ،‬من َشعر‬ ‫رضي هللا عنها َخ َر َج ُّ‬
‫الح َسي ُن َف َد َخ َل ُ‬
‫معه‪،‬‬ ‫جاء ُ‬ ‫الح َس ُن ُبن َع ِلي أفاد َخ َل ُه‪ُ ،‬ث َّم َ‬ ‫جاء َ‬ ‫َاس َو َد‪َ ،‬ف َ‬
‫قال{ ‪:‬ا َّنما ُيريدُ‬ ‫جاء َعلي أفاد َخ َل ُه‪ُ ،‬ث َّم َ‬ ‫َ‬ ‫جاءت فاط َم ُة أفاد َخ َلها‪ ،‬ثمُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ثمُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫الرج َس َاه َل َالبي ِت َو ُيط ِهركم تط ِهيرا[ }االحزاب ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َللا ل ُيذه َب َعن ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪] , ٣٣‬عن زيد بن ارقم رضي هللا عنه ان سيدنا رسول هللا ﷺ ِلع ِلي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫والحسين ‪:‬انا حرب لمن حاربهم‪ِ ،‬وسلم لمن‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫والحسن‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫وفاطمة‬
‫سالمهم ‪ ,‬و في رواية عدوا لمن عاداهم ‪ ,‬و كان رسول هللاﷺ يقول‬
‫لفاطمة رضي هللا عنه ادعي لي ابني فيشمهما و يضمهما ‪ ,‬و عن علي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫رضي هللا عنه قال الحسن اشبه بالنبي ﷺ ما بين الصدر و الراس ‪ ,‬و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الحسين اشبه بالنبيﷺ بما كان اسفل ذلك ‪ ,‬رضي هللا عنهما ‪ ,‬وعن‬
‫أ‬
‫ابن عباس قال بينا نحن ذات يوم مع النبيﷺ اذ اقبلت فاطمة‬
‫أ‬
‫تبكى فقال لها رسول هللاﷺ فداك ابوك ما يبكيك قالت ان الحسن‬
‫أ أ‬
‫والحسين خرجا وال ادري اين باتا فقال لها رسول هللا ﷺ ال تبكين‬
‫أ‬
‫فان خالقهما الطف بهما منى ومنك‪ ،‬ثم رفع يديه فقال اللهم‬
‫احفظهما وسلمهما فهبط جبريل وقال يا محمد ال تحزن فانهما في‬
‫حظيرة بنى النجار نائمين وقد وكل هللا بهما ملكا يحفظهما فقال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النبي ﷺومعه اصحابه حتى اتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين‬
‫عليهما السالم معتنقين نائمين واذا الملك الموكل بهما قد جعل‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫احد جناحيه تحتهما واالخر فوقهما يظلهما فاكب النبيﷺ عليهما‬
‫يقبلهما حتى انتبها من نومهما ثم جعل الحسن على عاتقه االيمن‬
‫والحسين على عاتقه االيسر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فتلقاه ابو بكر وقال يا رسول هللا ناولني احد الصبيين احمله عنك‬
‫أ‬
‫فقال ﷺ نعم المطى مطيهما ونعم الراكبان هما وابوهما خير منهما‬
‫أ‬
‫حتى اتى المسجد فقام رسول هللاﷺ على قدميه وهما على عاتقيه ثم‬
‫أ أ‬
‫قال معاشر المسلمين اال ادلكم على خير الناس جدا وجدة قالوا‬
‫بلى يا رسول هللا قال الحسن والحسين جدهما رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم خاتم المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫اهل الجنة اال ادلكم على خير الناس عما وعمة قالوا بلى يا رسول‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هللا قال الحسن والحسين عمهما جعفر بن ابى طالب وعمتها ام‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫هانئ بنت ابى طالب ايها الناس اال ادلكم على خير الناس خاال‬
‫وخالة قالوا بلى يا رسول هللا قال الحسن والحسين خالهما القاسم‬
‫ابن رسول هللا ﷺ وخالتهما زينت بنت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫أ‬
‫وسلم ثم قال اللهم انك تعلم ان الحسن والحسين في الجنة‬
‫وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة ومن احبهما في الجنة ومن‬
‫أابغضهما في النار ‪َ ,‬عن ابن َع َّباس َر ِض َي َّ ُ‬
‫َللا َعن ُه َما َق َال ‪َ :‬ك َان َّالن ِب ُّي‬ ‫ِ‬
‫الح َسي َن ‪َ ،‬و َي ُق ُول" ‪ِ :‬ا َّن َا َب ُاك َما َك َان ُي َع ِو ُذ ِب َها‬ ‫ﷺ ُي َعو ُذ َ‬
‫الح َس َن َو ُ‬
‫ِ‬
‫َللا َّالت َّام ِة ‪ِ ،‬من ُك ِل َشي َطان َو َه َّامة‬ ‫ات َّ ِ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِاس َم ِاعيل َو ِاس َح َاق ‪:‬ا ُعوذ ِبك ِل َم ِ‬
‫َ‬
‫الح َسي َن‪،‬‬ ‫الح َس َن و ُ‬ ‫‪َ ،‬و ِمن ُكل َعين َال َّمة ‪" ,‬و أاخرج أاحمد َمن َا َح َّب َ‬
‫ِ‬
‫أ‬
‫فقد َا َح َّب ِني‪َ ،‬ومن ا َب َغ َض ُهما فقد َاب َغ َض ِني ‪ ,‬و عن زينب بنت ابي رافع‬
‫أ أ‬
‫عن فاطمة رضي هللا عنها بنت رسول هللا ﷺ انها اتت بالحسن و‬
‫أ‬
‫الحسين اباها ‪ ,‬ﷺ في شكواه التي مات فيها ‪ ,‬قالت تورثهما يا رسول‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هللا ‪ ,‬فقال ‪ ,‬ﷺ اما الحسن فله هيبتي و سؤددي ‪ ,‬و اما الحسين فله‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫جراتي و جودي ‪ ,‬و عن انس رضي هللا عنه قال ‪ ,‬اخبرني النبي ﷺ ان‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اول من يدخل الجنة انا و فاطمة و الحسن و الحسين ‪ ,‬قلت‬
‫يارسول هللا فمحبونا ‪ ,‬قال ورائكم ‪ ,‬هذان االسمان الحسن و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الحسين من اسماء اهل الجنة لم يكونا في الجاهلية ‪ ,‬و لهذا كانت‬
‫أ‬
‫محبتهم فرض على كل مسلم جعل هللا فينا لمحبتهم اهلية‪,‬‬
‫آ َ‬ ‫يا آا َ‬
‫َللا في ُالقرا ِن َا َنزل ُه‬‫رض ِم َن َِ‬ ‫َللا ُح َّب ُك ُم َف ٌ‬ ‫يت َرسول َِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ل‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫الة ل ُه‬ ‫خر َا َّن ُك ُم َمن لم ُي َص ِل َع َل ُيكم ال ص‬ ‫ِ‬
‫فيك ُم من َعظيم َ‬
‫الف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيك ُ‬
‫أ‬
‫ولد رضي هللا عنه بطيبة الطيبة بساكنها السيد االمين ‪ ,‬بعد هجرة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫جدهﷺ باربع سنين ‪ ,‬و تربى في مهد العز و الدالل‪ ,‬مرتضعا البان‬
‫ثدي االسعاد و االدالل ‪ ,‬مالحظا بعين الحفظ و الرعاية ‪ ,‬مخلقا‬
‫أ‬
‫عليه لباس العرفان و الوالية ‪ ,‬مشهودا لدى اهل زمانه بالمزية التامة‬
‫‪,‬يصل الرحم و يقري الضيف و يحمل الكل و يعين على نوائب‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الزمان ‪ ,‬و اذن سيدنا رسول هللاﷺ في اذنيه و سماه بالحسين ‪,‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فبلغ بذلك اعلى رتبة و ارفعها و اعزها بال مين ‪ ,‬و عق عنهﷺ بكبش‬
‫أ أ‬
‫و في النسيء بكبشين ‪ ,‬و ختن يوم السابع و امر امه رضي هللا عنها‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بحلق راسه و وزن شعره و التصدق بزنته ‪ ,‬و اعطت امه رضي هللا‬
‫أ‬
‫عنها القابلة فخذ شاة و دينارا ‪ ,‬فكانت عادة اهل المدينة عطية‬
‫ذلك زادهم هللا اتباعا و وقارا ‪ ,‬و كان حملها رضي هللا عنها به بعد‬
‫أ‬
‫وضعها الحسن رضي هللا عنه بخمسين ليلة في شعبان سنة اربع من‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الهجرة النبوية ‪ ,‬على مهاجرها افضل الصالة و اكمل التحية ‪ ,‬و سماه‬
‫فج َاء النبي ‪-‬ﷺ ‪َ -‬ف َق َال‪َ " :‬اين‬ ‫أابوه رضي هللا عنه يوم السابع حربا ‪َ ,‬‬
‫اب ِني َما َس َّمي ُت ُم ُوه؟ " َقالوا ‪:‬حربا َف َق َال‪َ " :‬بل ُه َو ُح َسي ٌن ‪" ,‬و في يوم‬
‫والدته رضي هللا عنه ‪ ,‬وضعه النبيﷺ في حجره و بكى ‪ ,‬فقالت له‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫اسماء بنت عميس رضي هللا عنها فداك ابي و امي مما بكائك ‪ ,‬فقال‬
‫أ‬
‫لها ﷺ يا اسماء ابني هذا تقتله الفئة الباغية من امتي ‪ ,‬ال تخبري‬ ‫أ‬
‫فاطمة فانها قريبة عهد بوالدته ‪ ,‬و كان رضي هللا عنه حليما كريما‬
‫حييا ورعا زاهدا حج رضي هللا عنه خمسا و عشرين حجة ماشيا على‬
‫قدميه ‪ ,‬وجنائبه تقاد بين يديه ‪ ,‬و كان رضي هللا عنه يقول اعلموا‬
‫أ‬
‫ان حوائج الناس اليكم من نعم هللا عز و جل ‪ ,‬فال تبخلوا بالنعم‬
‫فتعود عليكم نقما ‪ ,‬و كان رضي هللا عنه يقول من جاد ساد ‪ ,‬و من‬
‫أ‬
‫بخل ذل ‪ ,‬و من يعجل الخيه خيرا وجده اذا قدم عليه ‪ ,‬و من محبة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫جده ﷺ له كما في االدب للبخاري احب هللا من احب حسينا ‪ ,‬عن‬
‫هللا من أا َّ‬
‫حب‬ ‫حب ُ‬ ‫سين ِم ِني أوانا من ُح َسين أا َّ‬ ‫يعلى بن مرة الثقفي ُح ُ‬
‫أ‬ ‫سين س ٌ‬
‫سره‬‫سباط ‪ ,‬عن جابر بن عبدهللا ]‪َ :‬من َّ‬ ‫ِ‬ ‫اال‬ ‫من‬ ‫بط‬ ‫ُح َسينا ُح ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬
‫الحسين ‪ ,‬عن زيد بن‬ ‫ِ‬ ‫هل الجن ِة فلينظر الى‬ ‫ان ينظر الى رجل ِمن ا ِ‬
‫زياد رضي هللا عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬خرج النبيﷺ من بيت عائشة رضي هللا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عنها فمر على فاطمة فسمع حسينا يبكي ‪ ،‬فقال ‪ :‬الم تعلمي ان‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بكاءه يؤذيني ‪ ,‬و عن ابي هريرة قال ‪ :‬دخل االقرع بن حابس على‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫النبيﷺ فراه ُي َق ِبل اما حسنا او حسينا ‪.‬فقال ُتقبله ‪ ،‬ولي عشرة من‬
‫الولد ما قبلت واحدا منهم ‪.‬فقال رسول هللا ‪ :‬ﷺانه من ال َيرحم ال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ُيرحم ‪ ,‬و اخذ النبيﷺ و قنع راسه للحسين و وضع فاه في فيه و‬
‫أ‬
‫اخرج له لسانه ‪ ,‬فيرى حمرته فيهش له ‪ ,‬و عن انس رضي هللا عنه لم‬
‫أ أ‬
‫يكن احد اشبه بالنبيﷺ من الحسين ‪ ,‬و كان يخضب بالسواد ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫من كمال عقله رضي هللا عنه و عن ابي هريرة رضي هللا عنه انه بلغه‬
‫انه كان بين الحسن و الحسين رضي هللا عنهما هجران و تشاجر‬
‫أ‬
‫فقلت للحسين الناس يقتدون بكما فال تتهاجرا و اقصد اخاك و‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫ادخل عليه فكلمه فانت اصغر سنا منه لوال اني سمعت رسول هللا‬
‫أ أ أ‬
‫ﷺيقول السابق السابق الى الجنة لقصدته و لكن اكره ان اسبقه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الى الجنة ‪ ,‬قال ابو هريرة رضي هللا عنه فذهبت الى الحسن فاخبرته‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فقال صدق اخي ‪ ,‬و قصد اخاه الحسين رضي هللا عنهما فكلمه و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اصطلحا و من ثمرات االوراق ‪ ,‬حدث شيء بين الحسين واخيه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫محمد بن الحنفية رضي هللا عنهما ‪ ،‬فارسل محمد بن الحنفية الخيه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الحسين رسالة قال فيها" من محمد بن علي بن ابي طالب الى اخيه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الحسين اما بعد ‪ ..‬فان لك شرفا ال ابلغه وفضال ال ادركه فاذا قرات‬
‫أ أ‬
‫ك تابي هذا فالبس رداءك وسر الي فترضني واياك ان اكون سابقك‬
‫أ أ‬
‫الى الفضل الذي انت اولى به مني ‪..‬والسالم "فلما وصل اليه ك تاب‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اخيه لبس رداءه وذهب الخيه و ارضى خاطره رضي هللا عنه و ارضاه‬
‫‪,‬و من معرفته رضي هللا عنه بمقدار نعمة هللا تعالى ‪ ,‬ما رواه علي‬
‫أ‬
‫بن موسى الرضا رضي هللا عنه ‪ ,‬ان الحسين رضي هللا عنه دخل‬
‫الخالء فوجد لقمة ملقاة فرفعها الى غالم له ‪ ,‬فقال يا غالم ذكرنيها‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اذا خرجت فاكلها الغالم ‪ ,‬فلما ساله عنها قال اكلتها يا موالي ‪ ,‬قال‬
‫أ‬
‫اذهب فانت حر لوجه هللا تعالى ‪ ,‬ثم قال رضي هللا عنه سمعت من‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫جديﷺ يقول من وجد لقمة ملقاة فمسحها او غسلها و اكلها اعتقه‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫هللا من النار ‪ ,‬فلم اكن استعبد رجال اعتقه هللا عز و جل من النار ‪ ,‬و‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫سمعت اذناي هاتان وابصرت‬ ‫من مالطفة جدهﷺ عن ابي هريرة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ أ‬ ‫َّ‬ ‫آ ٌ‬ ‫َ‬
‫هللا ﷺ وهو اخذ بك فيه جميعا حسنا او حسينا‬ ‫عيناي هاتان رسول ِ‬
‫عين َب َّقه‬ ‫يقول ُح ُز َّقه ُح ُز َّقه ار َق َ‬
‫َوق َدماه على َق َدمي رسول هللا ﷺ وهو ُ‬
‫ِ ِ‬
‫افتح‬ ‫هللا ﷺ َّثم قال َ‬ ‫رسول ِ‬ ‫صدر‬ ‫على‬ ‫يه‬ ‫فيض ُع َق َ‬
‫دم‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬ ‫ُفيرقى ُ‬
‫الغ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حبه فا ِني ُا ِح ُّبه ‪ ,‬ومعنى حزقة‬ ‫هم َمن أا َّ‬ ‫فاك َّثم َق َّب َله َّثم قال َّالل َّ‬
‫الضعيف المتقارب الخطى من ضعفه و ترقى بمعنى اصعد ‪ ,‬و عين‬
‫بقه كناية عن صغر العين ‪ ,‬ذكره المرحوم موالنا السيد عبد هللا‬
‫الميرغني في حاشيته على المعجم الوجيز له ‪ ,‬و من كراماته رضي‬
‫هللا عنه عن رجل من بني كلب قال صاح الحسين رضي هللا عنه‬
‫يعني لمقاتليه اسقونا ماء ‪ ,‬فرماه رجل بسهم فشج صدغه الشريف ‪,‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فقال الحسين رضي هللا عنه ال ارواك هللا ‪ ,‬فعطش الرجل الى ان‬
‫رمى بنفسه في الفرات فشرب حتى مات ‪ ,‬العباس بن هشام بن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫محمد الكوفي‪ ،‬عن ابيه‪ ،‬عن جده قال ‪:‬كان رجل من بني ابان بن‬
‫أ‬
‫دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين‪ ،‬فرمى الحسين بسهم فاصاب‬
‫حنكه ‪ ,‬و كان الحسين رضي هللا عنه دعا بماء يشرب فحال بينه و‬
‫أ‬
‫بين الماء ‪ ,‬فقال رضي هللا عنه اللهم اظماه ‪ ,‬قال فحدثني من شهد‬
‫موته وهو يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره و بين يديه‬
‫أ‬
‫الثلج و المراوح و خلفه الكانون وهو يقول اسقوني اهلكني العطش‬
‫أ‬
‫فياتونه بالقدح الكبير فيه السويق و الماء و اللبن لو شربه خمسة‬
‫لك فاهم ‪ ,‬فيشربه ثم يعود فيقول اسقوني اهلكني العطش قال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فانقد كما ينقد البعير ‪ ,‬و منها ان علقمة بن وائل او وابل بن علقمة‬
‫أ‬
‫شهد ما هنالك ‪ ,‬قال فقام رجل فقال افيكم الحسين فقالوا نعم ‪,‬‬
‫و‬ ‫و‬ ‫أ‬
‫فقال ابشر ا بالنار ‪ ,‬فقال رضي هللا ابشر ا برب رحيم و شفيع مطاع‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪,‬من انت ‪ ,‬قال انا جريرة ‪ ,‬فقال رضي هللا عنه اللهم جره في النار‬
‫فنفرت به الدابة فتعلقت رجله بالركاب فوهللا ما بقي عليها اال رجله ‪,‬‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫جعلنا هللا من محبيه و احال بيننا و بين مبغضيه ‪ ,‬و اما اوصافه‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫رضي هللا عنه فقد تقدم انه اشبه الناس بجده ‪,‬ﷺ و اوصافه هي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اوصافه ‪,‬ﷺ و هي اشهر من ان تذكر و له من االوالد خمسة علي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اال كبر و علي االصغر المعروف بالسجاد و له العقب ‪ ,‬فان االشراف‬
‫الحسينيين منه ‪ ,‬و جعفر و فاطمة و سكينة رضي هللا عنهم ‪ ,‬حشرنا‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫هللا في زمرتهم و اماتنا على محبتهم امين ‪ ,‬خاتمة اللهم احسنها لنا و‬
‫أ‬
‫الخواننا المسلمين بمنك و كرمك ‪ ,‬في ختام ايامه و وفاته و انتقاله‬
‫أ‬
‫لطيب مقامه ‪ ,‬و ما اعد هللا له من مزيد القبول و وافر كرمه ‪ ,‬و ما‬
‫ر‬ ‫أ‬
‫اعطاه هللا من النو الدائم الكبير المكرم به يوم القيامة ‪ ,‬فلما قتل‬
‫أ‬
‫رضي هللا عنه احتزوا راسه الشريف و خرجوا به ليوصلوه ليزيد ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫قعدوا به في اول مرحل يشربون ‪ ,‬فخرج عليهم قلم من حديد من‬
‫حائط و ك تب عليه سطر بدم ‪,‬‬
‫أ أ‬
‫اترجو امة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فهربوا و تركوا الراس ‪ ,‬و انشدت اخته السيدة زينب المدفونة بقناطر‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫السباع من مصر المحمية بارفع صوت و راسها خارج من الخمار‪:‬‬
‫آ‬ ‫َ‬
‫قال َالن ُّبي ل ُكم ماذا َف َع ُلتم َو َا ُنتم ا ِخ ُر ُاال َم ِم‬ ‫قولون ان َ‬
‫ِ‬
‫ماذا َت َ‬
‫ِبعترتي َو َاهلي َوبعد مفتقدي ِم ُنهم ُاسارى َو َقتلى ُض ِرجوا ِب َد ِم‬
‫َ َ ُ َ‬
‫حت ل ُكم َان َتخ ِلفوني ِب َسوء في َذوي َر ِحمي‬ ‫كان َهذا َجزائي ِاذ نص‬ ‫ما َ‬
‫ر‬ ‫أ‬
‫و حمل الراس الشريف الى مصر ‪ ,‬و دفن بالمشهد المشهو بها ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫مشى الناس حفاة امامه من مدينة غزة الى مصر تعظيما له و مما‬
‫آ أ‬
‫ظهر يوم قتله رضي هللا عنه من االيات ان السماء اسودت اسودادا‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫عظيما حتى رئيت النجوم ‪ ,‬و اخرج ابو الشيخ ان ما من احد اعان‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫على قتل الحسين رضي هللا عنه اال اصابه بالء قبل ان يموت فقال‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫رجل انا اعنت و ما اصابني شيء فقام ليصلح السراج فاخذته النار‬
‫فجعل ينادي النار و النار و انغمس في الفرات و مع ذلك لم يزل‬
‫أ‬
‫حتى مات ‪ ,‬و كان مع الحراس الذين يحرسون الراس الشريف دنانير‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فاخذوها من عسكر الحسين رضي هللا عنه ففتحوا اكياسها‬
‫أ‬
‫يقتسمونها فوجدوها خزفا و على احد جانبي كل دينار منها مك توب‬
‫آ‬
‫و ال تحسبن هللا غافال عما يعمل الظالمون ‪ ,‬و على الجانب االخر و‬
‫أ‬
‫سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ‪ ,‬فكراماته رضي هللا عنه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫شهيرة ‪ ,‬و االحاديث الواردة في فضله ك ثيرة و هي في مظانها ابين‬
‫من شمس الظهيرة ‪ ,‬و هلل در القائل‪:‬‬
‫أ‬
‫يا بني الزهراء و النور الذي ظن موسى انه نار قبس‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫ال اوالي الدهر من عاداكم انه اخر سطر في عبس‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هذا و التوسل باهل بيت سيدنا الرسولﷺ من اعظم الوسائل‬
‫أ‬
‫خصوصا اهل الكسا منهم كما قال القائل ‪:‬‬
‫أ‬
‫لي خمسة اطفي بهم نار الجحيم الحاطمة المصطفى و المرتضى و‬
‫ابنيهما و فاطمة‬
‫أ‬
‫فان من توسل بهم ال بد ان يفرج هللا كربه و يغفر ذنبه فان قدرهم‬
‫عند هللا عظيم ‪ ,‬وجاههم و جاه الصحابة لديه فخيم ‪ ,‬كما قال من‬
‫أ‬
‫توسل بهم نال المطالب اجمعا‬
‫أ‬
‫بمحم د و ببنته و ببعلها و ابنيهما السبطين اعالم الهدى‬
‫أ‬
‫و باه ل بدر و الصحابة كلهم و الن ابعين لهم دواما سرمدا‬
‫أ‬
‫و بعبدك النعم ان ثم بمالك و الشافعي قطب الوجود و احمدا‬
‫فرج عن المكروب و اكشف غمه ي ا خير من مد االنام له يدا‬
‫و اذ قد تمت هذه الحقيرة و قوبلت بالقبول ‪ ,‬و من هللا تعالى بكرمه‬
‫أ‬
‫على يد جامعها بحسن الختام و بلوغ كل مطلوب و مامول ‪ ,‬فلنرفع‬
‫أ‬
‫اك ف الضراعة ‪ ,‬متوسلين بعد الواسطة العظمى بسبطيه خصوصا‬
‫أ‬
‫صاحب هذه الحضرة االريحية الضواعة ‪ ,‬مبتدئين بالصالة و السالم‬
‫آ‬
‫على سيد المرسلين خاتمين بها رجاء قبول ما بينهما امين ‪ ,‬فنقول‬
‫اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد الذي زين مقاصير‬
‫أ‬
‫القلوب ‪ ,‬و اظهر سرائر الغيوب ‪ ,‬باب كل طالب و دليل كل محبوب‬
‫أ‬
‫‪,‬فصل و سلم اللهم عليه ما طلعت شمس اال كوان في الوجود ‪ ,‬و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫صل و سلم و بارك على من افاض علينا بامداده سحائب الجود ‪,‬‬
‫اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد صالة تدني بعيدنا الى‬
‫الحضرات الربانية ‪ ,‬و تذهب بقريبنا الى ما ال نهاية له من المقامات‬
‫االحسانية ‪ ,‬فصل و سلم اللهم عليه صالة تنشرح بها الصدور ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫تهون بها االمور ‪ ,‬و تنكشف بها الستور ‪ ,‬و سلم تسليما دائما الى يوم‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫الدين امين ‪ ,‬اللهم يا من ترفع الى سماء مكارمه اك ف المسائل ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫نسالك بنور‬ ‫آ أ أ‬
‫تمتلى بال لئ االماني ايدي كل مبتهل اليه و سائل ‪,‬‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫حدقة كل عين ‪ ,‬و نور حديقة الكونين ‪ ,‬و اله السادة االجلة‬
‫خصوصا واسطة عقدهم سيدنا االمام الحسين ‪ ,‬و صحبه الذين هم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫في افق الوجود اهلة و بمحبتهم قرت كل عين ‪ ,‬ان تغرس في جنان‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫جناننا الهل بيت نبيناﷺ افانين المحبة ‪ ,‬و تنظمنا في سلك‬
‫أ‬
‫معشرهم الشريف اذا قيل ليحشر كل مع من احبه ‪ ,‬و تجعلنا ممن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫استمسك بحبهم الرصين باوثق االسباب ‪ ,‬و تمسك بعرفهم الثمين‬
‫أ‬
‫فاستوجب الدخول من ذلك الباب ‪ ,‬و تصلح ما اعضل من داء‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫القلوب المتنوعة باسباب فسادها ‪ ,‬و توضح ما خفي من اسرار‬
‫أ‬
‫الغيوب المحجبة بظلمات فسادها ‪ ,‬و تهزم احزان القطيعة‬
‫أ أ‬
‫المتجمعة من افعى افعالنا ‪ ,‬و تحمي سفار الوصول سالمين من‬
‫أ‬
‫التعويق المستتر بعمى اعمالنا ‪ ,‬اللهم ان لنا عيوبا ال يستر عوارها اال‬
‫محاسن احسانك و عطفك و ذنوبا ال يغسل درنها اال ذنوب عفوك و‬
‫أ‬
‫لطفك ‪ ,‬و قلوبا اقفرت من ساكن الخشية فنسجت عليها عناكب‬
‫القسوة ‪ ,‬و عيونا جف منها معين العبرات فاستولت عليها سباخ‬
‫أ‬
‫الخسر و الجفوة ‪ ,‬و جنوبا اصابت سهام المهاد منها المقاتل ‪ ,‬و‬
‫جوارحا اسمها التكاسل و هدم قواها التسويف بالمعاول ‪ ,‬و غفلة‬
‫أ‬
‫نفث عليها ساحر الهوى باالطالة ‪ ,‬و سكرة انعشها شمول الشهوات‬
‫أ‬
‫فماطلت االقالة ‪ ,‬و انت الحليم اذا حاد الطبيب ‪ ,‬و الرحيم اذا مل‬
‫أ‬
‫البعيد و القريب ‪ ,‬فوفقنا لصالح االعمال في فترات االمهال ‪ ,‬و‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫الهمنا قوادم االمال ‪ ,‬قبل مطالبة االجال ‪ ,‬و اجعلنا ممن محى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اوحال عثراته ‪ ,‬بصادق عبراته ‪ ,‬و صرف في تحصيل مرضاتك اعالف‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عمره و ذخائر اوقاته ‪ ,‬و هب اللهم اضعاف ذلك لمن تناسق عقد‬
‫هذا المحفل المنيف في جيد حسناته ‪ ,‬و بلغه و جامعها و قارئها و‬
‫أ‬
‫سامعها و كاتبها من خيري الدارين غاية مرام كل و منتهى امنياته ‪ ,‬و‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫والدينا و اوالدنا اجمعين ‪ ,‬و السادة الحاضرين ‪ ,‬اللهم انا نسالك‬
‫موجبات رحمتك ‪ ,‬و عزائم مغفرتك ‪ ,‬و العصمة من كل ذنب ‪ ,‬و‬
‫السالمة من كل اثم ‪ ,‬و الغنيمة من كل بر ‪ ,‬ال تدع لنا ذنبا اال غفرته‬
‫‪,‬و ال عيبا اال سترته ‪ ,‬و ال هما اال فرجته ‪ ,‬و ال مريضا اال شفيته ‪ ,‬و ال‬
‫أ‬
‫حاجة لك فيها رضا اال قضيتها و يسرتها ‪ ,‬اللهم احسن عاقبتنا في‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫االمور كلها و اجرنا من خزي الدنيا و عذاب االخرة ‪ ,‬اللهم انا نسالك‬
‫النعيم المقيم الذي ال يحول و ال يزول ‪ ,‬اللهم انا نعوذ بك من كرب‬
‫أ‬
‫الدنيا و كرب يوم القيامة و سوء الحساب ‪ ,‬اللهم انا نسالك من خير‬
‫أ‬
‫ما سالك منه نبيك سيدنا محمد ﷺو نعوذ بك من كل شر استعاذ‬
‫منه نبيك سيدنا محمد ‪ ,‬ﷺاللهم برحمتك عمنا ‪ ,‬و بلطفك حفنا ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫اك فنا شر ما اهمنا و على االيمان الكامل و الك تاب و السنة جمعا‬
‫توفنا و انت راض عنا ‪ ,‬اللهم استجب دعائنا ‪ ,‬و اشف مرضانا ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫ارحم موتانا و احسن ختامنا ‪ ,‬و نختم بالصالة و السالم على سيد‬
‫أ‬
‫االنام فنقول ‪ :‬اللهم صل و سلم على سيدنا محمد صالة الرضا ‪ ,‬و‬
‫أ‬
‫ارض عن اصحابه رضاء الرضا ‪ ,‬اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا‬
‫آ أ‬ ‫أ‬
‫محمد عبدك و نبيك و رسولك النبي االمي و على اله و اصحابه و‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اوالده و ازواجه و ذريته و سلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل‬
‫وقت و حين ‪ ,‬و الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫تمت‬
‫هذه القصيدة من كالم سيدنا االمام الحسين رضي هللا تعالى عنه‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫خيرة هللا من الخل ق ابي بعد جدي فانا ابن الخيريي ن‬
‫أ‬
‫والدي شمس وامي قم ر فانا الكوكب وابن القمري ن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فضة قد خلصت من ذه ب فانا الفض ة وابن الذهبي ن‬
‫ر‬ ‫أ‬
‫من له جد كجدي المصطفى احمد المختار نو الظلمتين‬
‫آ أ‬
‫امي الزهراء حق ا وابي وارث العلم ومولى الثقلي ن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫خصه هللا بفض ل وتقى فانا الزاه ر وابن الزاهري ن‬
‫ذاك وهللا علي الم رتضى ساد بالفضل جميع الحرمي ن‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫عبد هللا غالم ا يافع ا وقري ش يعبدون الوثني ن‬
‫زى آ‬
‫يعبدون ال الت والع معا وعلي ق ائم في القبلتي ن‬
‫نحن اصح اب العبا خمستن ا قد ملكنا شرقه ا والمغربي ن‬
‫نحن جبري ل غدا سادسن اولنا الكعبة ثم والحرمي ن‬
‫أ آ آ‬ ‫أ‬
‫امة المخت ار قروا اعين ا فغدا تسقون من ك ف الحسي ن‬

You might also like