You are on page 1of 217

‫قمر الزمان‬

‫قمر‬
‫الزمان‬
‫فى مدح النبى العدنان‬

‫كلمات‬
‫جابر بغدادى‬

‫‪-1 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تعريف‬
‫أنا لست عامل ًا أو فقيه ًا وال شاعراً‪،‬‬
‫وإمنا مؤذن ملعارج «حى على الوداد»‬
‫ألجمع اخللق باحلب على احلق‪ ،‬فنحن إلى احل ُِب ُ‬
‫أحوج من كثي ٍر من‬
‫علو ٍم َف َّرقت جماع األمة‪.‬‬
‫فحى على الوداد‪..‬‬
‫قلب َس ِم َع ُه إال َع ِشق‬
‫فاحلب نداء أزلي ما من ٍ‬
‫«ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه التى بني جنبيه»‪.‬‬
‫«ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه»‪.‬‬
‫«وال يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه»‪.‬‬

‫‪-3 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫‪-5 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫جميع احلقوق محفوظة‬


‫ال يجوز نشر أو بث أو إعادة كتابة أو توزيع هذه املادة‪.‬‬

‫‪-6 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تمهيد‬

‫َـصـا ِئ ِ‬
‫ـدي‬ ‫ـن ق َ‬ ‫ـحـــو ُر ِ‬
‫الش ْعــ ِر َمــ ْ َ‬ ‫ـت ُب ُ‬ ‫لَ َ‬
‫ـيـســ ْ‬
‫الـــب َركَ ات‬ ‫لـكـــن بحـــو ُر ال َف ِ‬
‫يــض َو َ‬
‫ـوب لِـ َت ْعـ ِر ُفـوا‬ ‫ـصـا ِئـــ َ‬
‫ـد ِبـالـقُـ ُل ِ‬ ‫َو ِز ُنـوا ال َق َ‬
‫ـك أَ َب َ‬
‫ـاحـ َنـــا َن َ‬
‫ـظــــ َـرات‬ ‫الـمـ ِلـيــ َ‬
‫َّأن َ‬
‫ــــد ًا‬ ‫ــــدا ِد َربِّي ق ِ‬
‫َــاص َ‬ ‫ــم َ‬‫َـــكـ َتـبـ ُت َهــــا ِب ِ‬
‫ف َ‬
‫الد َر َجــات‬‫ِفعـ ـ َة َ‬
‫يك َور َ‬‫الـمـ ـ ِل ِ‬ ‫َو ْجـ ـ َه َ‬
‫اق قَــ ْد َر َّتـلـ ُتـ َهــا‬ ‫ــص َـبـــابـ ِة ا َألشْ َ‬
‫ــــو ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ـــم ِة ال ِعرف ِ‬
‫َــان يف ا َألبْ َيــات‬ ‫علــى َن َغ َ‬

‫‪-7 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الباب األول‬

‫‪-9 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تـســابـيــح‬
‫ـمـالُـــ ُه‬ ‫ـس َج َّ‬
‫ـــل كَ َ‬ ‫ــر َد ِبـالـ َّتـق ِ‬
‫ْـديـــ ِ‬ ‫َتـ َف َّ‬
‫َــد َس ِطـيـ َنـ ِتـي‬
‫وح ق َّ‬ ‫ـحـــانَ َم ْن ِب ُ‬
‫الر ِ‬ ‫َـسـبْ َ‬
‫ف ُ‬
‫ـكـا ِتـــي ِبـأنْـــ َـوا ِر ُقــ ْد ِســ ـ ِه‬
‫ـش َ‬ ‫ـن ِم ْ‬ ‫وز َّيــ َ‬
‫ـاجــ ِتـي‬ ‫ــرف ِ‬
‫َــان َر ْمـــ َز ُز َج َ‬ ‫ـد َس َبـالـ ِع ْ‬
‫َوقَـــ َّ‬
‫الـــمنْ ِع ُمو ِقـ َنـــ ًا‬
‫ــاح َو َ‬ ‫َوأرْ َضــا ُه يف ا ِإل ْم َن ِ‬
‫ـط َّـيـ ِتـي‬
‫ــي َع ِ‬
‫الـمـنْـ ِع َع ْ َ‬ ‫عــل َو ْجـ َه َ‬ ‫َـيج ُ‬ ‫ف ْ‬
‫ــدا ِمعـــي‬ ‫ـض َم َ‬ ‫ـد ُه ِســـ ِّـري ِبـفـيــ ِ‬ ‫ُيـ َن ِ‬
‫ـاشــ ُ‬
‫ــاف َوابِــلَ َد ْم َـعـ ِتـي‬
‫ـط ِ‬ ‫ـسـ ِع ُ‬
‫ــف ِبـا َألل ْ َ‬ ‫ف َُـي ْ‬
‫ْـــرا ُه فَـ َألـ َقـــا ُه ُمـؤ ِن ِ‬
‫ــــسي‬ ‫ـــدوا ِبـذك َ‬ ‫َوأَشْ ُ‬
‫ِيــر ِتـي‬
‫ـف َسـر َ‬ ‫َــع أَ ْسـ َتـــارِي ِب ْ‬
‫ـكـش ِ‬ ‫َو َي ْـرف ُ‬
‫ـيـبـ ـ ِني‬
‫ـج ُ‬ ‫أُ َنـــا ِدي ُيـلْـ ِّبـيـ ـ ِني َوأ ْد ُعـــوا ُي ِ‬
‫ـجـــو ُد لِـ َفـاقَــ ِتـي‬ ‫َوأَ ْحـ َت ُ‬
‫ــاج ُمـفْـ َتـ ِق َ‬
‫ــر ًا َي ُ‬
‫ـف‬ ‫ـطــا ِئـــ ٍ‬
‫ــل ِتـــي ِبــ ـ ُو ِّد لَ َ‬
‫ــســ ُتــ ُـر ِع َّ‬
‫َو َي ْ‬
‫ـــد َمـ َز َّلـ ِتــي‬ ‫ــبــ ِّد ُل ِبـالــغُـــف َ‬
‫ْـــر ِان قَــيْ َ‬ ‫ُي َ‬

‫‪-10 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـجـــو ُد ِبــا َضـ َنـــى‬ ‫ـحـــانَ َجــ َّو ٍاد َي ُ‬


‫َـسـبْ َ‬ ‫ف ُ‬
‫ـشــ َأ ِتـي‬ ‫َوأَغ َ‬
‫ْـرقَـــ ِني ِبـالــ ُو ِّد ِمــ ْ‬
‫ـن قَـبْـلِ َن ْ‬
‫ــاب ِع َـب َار ِتـــي‬
‫ـــب َرا ِتي ِخ َط َ‬ ‫َو ُتـ ْغـ ِنـــي ِه َع َ‬
‫ـار ِتـــي‬ ‫ـســـرِي يف ِســـ ِّـري َجــ َـو ُ‬
‫اب إِشَ َ‬ ‫َو َي ْ‬
‫ـــصى َج َهـالَـــةً‬ ‫ـطالـ ُعـــ ِني َف َأ ْع ِ‬ ‫َر ِق ٌ‬
‫ـــيب ُي َ‬
‫ْــو ِتـي‬
‫ــر ِشـق َ‬
‫ـظـا ِه َ‬ ‫ـمـــا ُه َم َ‬ ‫ـسـ ِبـــقُ ُر ْح َ‬
‫فَـ َت ْ‬
‫ـــع َمــا أَ َرى‬‫ـم ُ‬‫ـــار أَ ْس َ‬
‫َـــع ا َأل ْسـ َت َ‬
‫فَــإ ْن َرف َ‬
‫ـخـلْـ َّو ِتـي‬
‫ـد ًا ِب َ‬
‫ـم َ‬
‫ـيح َح ْ‬ ‫ـالـتـس ِب ِ‬
‫ْ‬ ‫ـدنْــ ِ‬
‫ـدنُ ِب‬ ‫ُي َ‬
‫ــــد ِعــــ َز ٍة‬
‫ـش َه ِ‬ ‫ـــر َد يف َعـيـــ ِني ِب َ‬
‫ـم ْ‬ ‫َتـ َف َّ‬
‫ـير ِتي‬
‫ـب الـ ُو ُجـو ِد َب ِص َ‬ ‫ـجــ ِ‬‫فَـ َغــ َّـي َب َع ْن ُح ُ‬
‫ـشا ِه ُ‬
‫ـــد ُه‬ ‫وحـــي ُت َ‬‫هــــوا ُه ُو ُر ِ‬
‫فَـ َقـلْـــ ِبي َي َ‬
‫ـايــ ِتي‬
‫ـســـرِي َو ُرؤ َْيـــا ُه غَ َ‬ ‫َو ِســـ ِّـري بـــه َي ْ‬
‫ــــت أَرو ُم غَ َ‬
‫ـــير ُو َدا ِد ِه‬ ‫ــس ُ‬ ‫ـــرا ِدي َولَ ْ‬
‫ُم َ‬
‫ـل شَ َهـــا َد ِتـي‬
‫ــو ْجــ ِهـــــ ِه وِرْ ِدي َو ُكـــ ُّ‬
‫َولِ َ‬
‫ـجـ ـ ُز َمـ ْظ َهـ ـرِي‬
‫الع ْ‬ ‫ـمــ ِ‬
‫ـد َو َ‬ ‫أُ َس ـ ِّب ُح ُه ِب َ‬
‫الـح ْ‬
‫ـا َع ْن َج َهالَـ ِت ٍي‬ ‫ـش ُهــ ٍ‬
‫ـود َعــ َ‬ ‫َـسـبْ َحـــانَ َم ْ‬
‫ف ُ‬

‫‪-11 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫إذا المولى توالني بود‬


‫ـود‬ ‫ـــو َّل ِنــــي ِبــــــــ ٍ‬
‫ــولَــــى َت َ‬
‫الــم ْ‬
‫إذا َ‬
‫ـلي‬‫ـكـــن عــ َّ‬ ‫ن َي ُ‬ ‫فـمـــن بـالـعـالـمــ ـ َ‬
‫وأوالنـــي بـتــأيـــيـــ ٍـد ونــصــــــــــرٍ‬
‫ونـــــور ظـاهــــــر يـبــــدو جـلـيــــا‬
‫رداء الـســـــت ِر كــرمــــ ًا‬ ‫وألـبـســـني َ‬
‫فــــي‬
‫َّ‬ ‫ــــق‬
‫بـالـح ِّ‬‫َ‬ ‫وأســــرى ِس َّ‬
‫ـــــر ُه‬
‫ـق قـهــــر ًا‬ ‫ـوف الـحـــ ِّ‬‫وقـلـدنـــي سـيــ َ‬
‫مـــــد َد ًا َعــلـيــــ ًا‬‫َ‬ ‫بـقــــو ِة قــهـــــر ِه‬
‫ا‬ ‫وأجـلـــى باطـنـــي بـالـنـــو ِر فـضـــ ً‬
‫ـــــر َز ِني طــــــراز ًا أحــمــديــــ ًا‬ ‫وط َّ‬ ‫َ‬
‫بـمـدد‬ ‫ٍ‬ ‫ـون أعــطـانـــي‬ ‫ـد الــعـــــ ِ‬
‫ويــــ َ‬
‫عـــلي‬ ‫َّ‬ ‫ـعــــن‬
‫ْ‬ ‫ن ُي‬‫فـمـــن بالـعـالـمــــ َ‬
‫ـص َـر ِتـــي وكــــذاك حـفـــظي‬ ‫تـولـــى ُن ْ‬
‫عـــلي‬ ‫َّ‬ ‫ـــرت‬ ‫ـش َ‬ ‫إذا األعـــــداء قـــد ُح ِ‬
‫ـار ثــوبـــي‬ ‫الـمـ ِعـيــ ِة صــ َ‬
‫ـاب َ‬ ‫وجـلْ َـبــ ُ‬
‫ِ‬
‫ـلـيــــا‬ ‫ٍ‬
‫بـتــوحــيــــــد َع َّ‬ ‫َــرد ِنــــي‬
‫وف َّ‬

‫‪-12 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـســـا ِدي وحـسـبـــي‬ ‫كـفـــاني شـــ َـر ُح َّ‬


‫ـمــيــــا‬ ‫ٌ‬
‫فــضــــل َس ّ‬ ‫ِكــ َفــايـتـــه وذا‬
‫الـجــــوار وكـــان جـــــاري‬ ‫َ‬ ‫وأوالنـــي‬
‫ـي‬ ‫ـوف عــلـــ َّ‬
‫ـم وال خـــــ ٌ‬ ‫فـــا َضـيـــ ٌ‬
‫ـف كـرمــ ًا‬ ‫وأغـرقـــني بـبـحـــ ِر الـلـطــ ِ‬
‫عـلـــي‬
‫ّ‬ ‫األهــــوال مـــا اشـتـــدت‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬
‫ـت أخـــاف فـي بــــرٍ وبـحـــرٍ‬ ‫فـلـســ ُ‬
‫ولــيـــــا‬
‫إذا مـــا الـلــــ ُه كــــان لـنـــا َّ‬
‫احـتـجــاب‬
‫ٍ‬ ‫ـير عـلـى هــدا ُه بـال‬ ‫أســـ ُ‬
‫الـعــــرش كـــانَ بـــ َنا َحـفـيـــا‬‫ِ‬ ‫ورب‬
‫ُ‬
‫وخــالنــــا مــــن األغـيــــا ِر طــهـــــر ًا‬
‫وو ّلَـــى وج َهـ َنـــا قــدســــ ًا بـهــيــــ َا‬
‫ـاء‬ ‫ـسي بـعـــد اجـتـبــــ ٍ‬ ‫وصـــار ُمــ َؤا ِنــ ِ‬
‫ـرت مـدنـدنـ ـ ًا بالـذكـــر حـيـ ـ ًا‬ ‫وصـــ ُ‬
‫بـأحــمــدنــــا تــوســلـنـــا فــنـلــنــا‬
‫مـــن الـمـولـــى كــرامــتــــه جـلـيـ ـ ًا‬

‫‪-13 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـل عــلـيـــه يـــا ربـــــاه أبــــــد ًا‬


‫َــصـــ ِّ‬
‫ف َ‬
‫ــرهـــــا يـبــــدو وفــيــــا‬ ‫صـــــا ًة ِس ُ‬
‫وســلــــم دائــمــــ ًا ربـــي ســالمــــ ًا‬
‫مـــع الـبركــــات نهـديـهـــا نـبـيـنــــا‬
‫ـدس عــــزٍ‬
‫إمـــا ُم الـشــاهــديـــن بـقُـــ ِ‬
‫وسـاقـيـنـــا كــــوؤس الـعــــز َر َّيــــا‬
‫ِ‬
‫الــبـيـت أطـهـــا ُر الــبرايــا‬ ‫ُ‬
‫وآل‬
‫وشـــيخي بـــضعة الهــادي الصـفيـــا‬

‫‪-14 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الباب الثاني‬

‫حممديات‬

‫‪-15 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أرجــوزة األسـمــاء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ـــاي‬
‫رج َ‬ ‫ـــاي ِتـــي َو ُعــ َّ ِتي َو َ‬
‫يا غَ َ‬ ‫ـــــو َلي‬
‫اهلل يــــا اهلل يــــا َم ْ‬
‫ــدا‬ ‫َم ْولَى املَ َوالِي َدا ِئ َ‬
‫ـــمــ ًا َو َس ْر َم َ‬ ‫هلل العـلــــي أبــد ًا‬ ‫ـد ِ‬ ‫حلمــــ ُ‬‫وا َ‬
‫ـم‬‫الكرِيــــ ِ‬‫الكا ِملِ َ‬ ‫ال َ‬ ‫الك َم ِ‬‫على َ‬ ‫ـم‬ ‫ـل َو َسـ ِل ْم كَ ا ِملَ التسليـــ ِ‬
‫َصـ ِّ‬
‫والض َيــــــــا ِء‬ ‫لب األنْــــوا ِر ِ‬ ‫لِ َط ِا ِ‬ ‫األســمــــا ِء‬
‫َ‬ ‫رجـــوز ُة‬ ‫فهـــذه أُ ُ‬
‫املُ ْر َت َضــى واملُنْ َت َقــى واملُ ْج َت َبــــى‬ ‫صطفــــي‬ ‫للم َ‬ ‫َن َظم ُتها َمحبـــةً ُ‬
‫ـد ُم َح َّم ْد‬ ‫ـد َوأُحيـــــــ ٌ‬ ‫وأحمـــــ ٌ‬ ‫ـد املُ َمجــ ُ‬
‫ـد املؤيــــ ْد‬ ‫السيـــــــ ُ‬
‫ــــــر‬
‫ْ‬ ‫ــــر ُم َّط َه‬ ‫وطا ِهـــــــ ٌـر َو ُط ّه ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُمـــ َنــــــ َّو ٌر ُمــ َنـــــو ٌِر وأنـــورْ‬
‫ـــل‬ ‫ــل ُم َّو ِص ْ‬ ‫وواص ٌ‬ ‫ـــــــل ِ‬‫ٌ‬ ‫َوكَ ا ِم‬ ‫ــل‬ ‫ـم ْ‬ ‫ـم ٌل ُم َج َّ‬ ‫وكَ ـا ِمــــ ٌ‬
‫ـل ُم َكــ َّ‬
‫ـــم‬
‫ــــم ْ‬ ‫ـــم ُم َت َّ‬ ‫تـــــي ٌ‬
‫َّ‬ ‫ـم ُم‬ ‫ُم َكـــ َل ُ‬ ‫ـــــم ُم َعـــ ِّل ْ‬
‫ـــم‬ ‫ـــــم َو َعالِ ٌ‬ ‫ُم َع ِل ٌ‬
‫ـــى‬ ‫َوشَ ا ِفـــــ ٌع ُم َش َفــــ ٌع و ُمر َت َض ْ‬ ‫ــى‬ ‫َو ُم ْص َط َفـى َو ُمنْ َت َقى و ُم ْج َت َب ْ‬
‫صمــــــــ ٌة َو َج َنــ ْة‬ ‫َوســي َل ٌة َو ِع َ‬ ‫وآيــــــ ٌة َوغَ َايــــــ ٌة َو ِمنــــــ ْه‬ ‫َ‬
‫ـــج‬‫أدع ْ‬ ‫ـــــل َو َ‬ ‫كــــم ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ـل ُم‬‫ُم َك َّح ٌ‬ ‫ـج‬ ‫ـج َوأَبلــــ ْ‬ ‫ـج ُم َف َّلــــ ٌ‬
‫ذجـــــ ٌ‬ ‫ُم َّ‬
‫ــــن‬ ‫ـــب ُمَ َّك ْ‬ ‫ــــــي ٌ‬ ‫يـــب ُم َط ّ‬ ‫َو َط ٌ‬ ‫ـن‬ ‫ـن ُم َب ّيـــــ ْ‬ ‫ـن وهيــــ ٌ‬ ‫وليــــــ ٌ‬
‫ُمـــ َنـــ َـو ٌر َوأنــــ َـو ٌر َو َبـــــــــارِقْ‬ ‫ـدقٌ ُم َص َّدقٌ َو َصـــــــا ِدقْ‬ ‫ُم َصـ ِ‬
‫ــــــر َو َبا ِه ْ‬
‫ـــر‬ ‫ٌ‬ ‫ـــــر َو َن ِ‬
‫اص‬ ‫اض ٌ‬ ‫َو َح ِ‬ ‫ــــــر‬
‫ْ‬ ‫ـــــر َوقَا ِه‬
‫ــر َو َظا ِه ٌ‬ ‫اص ٌ‬ ‫َو َن ِ‬
‫ــــهــــي‬ ‫ْ‬ ‫ـي َب‬ ‫ـي َزكـــــ ٌ‬ ‫َنــــــبــ ٌ‬ ‫ـــدي‬ ‫ـي َن ْ‬ ‫ـي َســــــــخــ ٌ‬ ‫َوفـــ ٌ‬
‫فـــيــل‬‫ْ‬ ‫حــــيــم كَ‬
‫ٌ‬ ‫ـريـــــم َر‬
‫ٌ‬ ‫كَ‬ ‫يــــل‬ ‫ـل كَ ِح ْ‬ ‫ـل َجميـــــ ٌ‬ ‫َجليــ ٌ‬

‫‪-16 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـوف‬ ‫الكفــــ ْ‬‫ـي ُ‬ ‫ـي َســــخــــ ٌ‬ ‫َح ِّيـ ٌ‬ ‫ــوف‬ ‫شَ فُـــوقٌ َخ ُلـــــوقٌ َع ٌط ْ‬
‫ميــن‬
‫َعـــزيـ ٌز شَ ــــفــــيـــ ٌع َض ْ‬ ‫ـن‬ ‫ـن ُمبيـــــ ْ‬ ‫ـن َمكيـــــ ٌ‬ ‫أَميـــــ ٌ‬
‫ـــــنـــيـــر‬
‫ْ‬ ‫َـــــم ٌـر ُم‬
‫اج َوق َ‬ ‫ِســ َـر ٌ‬ ‫بيـــر‬
‫شيـــــر َخ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ـــذيــــــر َب‬
‫ٌ‬ ‫َن‬
‫ـد َو َزا ِهـــــ ـ ْد‬
‫ـد َو َسا ِئــــــ ٌ‬ ‫َو َرا ِئـــ ٌ‬ ‫ـد َوشَ ا ِهـــ ْد‬ ‫ـــد َو َعا ِبــــ ٌ‬ ‫ُم َجا ِه ٌ‬
‫وح‬ ‫حـــــمــــ ٍـة َو َرأف ٍ‬
‫َــــة َو ُر ْ‬ ‫َ‬ ‫ذو َر‬ ‫ـــــح ُفــــــتْــ ُو ْح‬ ‫ـــح ُم َف ِت ٌ‬ ‫َوفَا ِت ٌ‬
‫ــــد َرشَ ــا ْد‬
‫ــــوح ٌ‬ ‫ــــجــــ ِو ٌد ُم ِ‬ ‫ُم َ‬ ‫ـــوا ْد‬ ‫ــــجـــ َّو ٌد َج َ‬ ‫جـــيـــد ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫َو‬
‫ــن‬ ‫ــن ُم ِب ّ‬
‫ــــي ْ‬ ‫ـــم ٌ‬ ‫ـن ُمؤ َت َ‬ ‫َومـــؤ ِم ٌ‬ ‫مــــيـــن‬ ‫ْ‬ ‫إِ َمــــــا ٌم أَ َمــــــانٌ أَ‬
‫يـــم كَ ــر ْ‬
‫ِيـــم‬ ‫ـــظيــم َحــــ ِل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َع‬ ‫ـم‬ ‫ؤوف َر ِحــيــ ْ‬ ‫ـوف َر ٌ‬ ‫َعطــــــــ ٌ‬
‫صيــــر‬
‫ْ‬ ‫نصـــــور َن‬
‫ٌ‬ ‫ــــــر َم‬
‫اص ٌ‬ ‫َو َن َ‬ ‫جيــــر‬
‫ْ‬ ‫ـــــار ُم‬
‫ــــــار َو َج ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُمخ َت‬
‫ــــر‬
‫ـــكـــيـم َوب ْ‬
‫ٌ‬ ‫ــلـــيـــم َح‬
‫ٌ‬ ‫َح‬ ‫ـــــــــر‬
‫ْ‬ ‫َو َبــــــ ْد ٌر َو ِس ٌ‬
‫ــــــر َو ِب‬
‫َو ُمــنـــ َتـــ َقــى َو ُمق َت َفي َو ُمر َت َض ْى‬ ‫ـــــدى‬ ‫ْ‬ ‫هــــدى ُه‬ ‫ٍ‬ ‫َو َه ٍ‬
‫ـــــاد َو َم‬
‫ـــــك ْـر‬ ‫َو َص ْمــــ ُتــ ُه َو َس ْمــ ُتـ ُه ِف َ‬ ‫نـــــ ْطــــقُـــ ُه ُد َّررْ‬ ‫كَ ال ُمــــ ُه َو ُ‬
‫ـــال‬‫ـد ِبـــــا ِم َث ْ‬ ‫ـد ُم َّو ِحــ ٌ‬
‫احــ ٌ‬‫َو َو ِ‬ ‫ـال‬ ‫ــم ْ‬ ‫َو َعــــــفْــ ُو ُه َو َعدلُــ ُه كَ َ‬
‫َوك َأ ُســــــ ُه َوكَ ـــفُــــ ُه َر َّيــــا ْن‬ ‫وضــــــ ُه ِج َنـا ْن‬ ‫َو َح ْو ُضـــ ُه َو َر ُ‬
‫ـــــــــرا ْء‬
‫َ‬ ‫الو ِسيـــلـــ ُة ال َغ‬ ‫َو َدار ُه َ‬ ‫ـب املَ َقـــا ِم واللــوا ْء‬ ‫احــــــ ُ‬ ‫َو َص ِ‬
‫ْ‬
‫ــــلـــيــل‬ ‫الع‬
‫ــب َ‬ ‫َوري ُق ُه ُي َط ِّ‬
‫ــــي ُ‬ ‫ْ‬
‫والقلــــيـــل‬ ‫بالكثيـــ ِر‬ ‫َو َجــا َد َ‬
‫حلشْ ـــ ِر والز َِحــــا ْم‬ ‫َمغي ُث َنــا يف ا َ‬ ‫ــــــان واألي َتــا ْم‬ ‫ِ‬ ‫َو ُمك ِر ُم الضْ ي َف‬
‫اعتلــى‬ ‫ْ‬ ‫نـــبــــر ال ُعلــى ِ‬
‫قـــد‬ ‫ُ‬ ‫َو َم‬ ‫ال‬ ‫ـــت َت َب ُتــــــــ ْ‬ ‫أَق َْدا ُمـــه َت َو َّر َم ْ‬
‫ـــــــــم‬
‫ْ‬ ‫ــات وال ِق َّي‬
‫ــر الص َف ِ‬ ‫وطا ِه ُ‬
‫َ‬ ‫والشـيـــم‬
‫ْ‬ ‫اب‬ ‫األنس ِ‬ ‫ـــــر َ‬ ‫ُمط َّه ُ‬

‫‪-17 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الكــــال ْم‬ ‫ــع َ‬ ‫َو ُنطـــقُــــ ُه َج َوا ِم ُ‬ ‫َن ُبيـــــ َنــا ُي ِظ ُلــ ُه ال َغ َ‬
‫ـــــمـــا ْم‬
‫األميــــــن‬
‫ْ‬ ‫وســـــــر ِه‬ ‫بجا ِهـ ِه ِ‬ ‫ـن‬ ‫َوبـــ ِه َســأل َنا يــا إلـ َه َ‬
‫العامليــ ْ‬
‫وح‬ ‫قلبـ ـ ًا ونـفســ ـ ًا ُم ْح ِس َنـ ـ ًا و ُر ْ‬ ‫ـوح‬ ‫وافتــــح علينا كا ِملَ الفتـــ ْ‬
‫ْ‬
‫الرجــال‬ ‫ـض َعلي َنـا ِه َّمــ َة‬ ‫وأَ ِفـــ ْ‬ ‫ْ‬
‫الكـمـــال‬ ‫َوا ْع ُر ْج بنـــا معار َِج‬
‫خل َط َايــا وا ْغ ِفــ ِر األوزارْ‬ ‫ـــح ا َ‬‫َوا ْم ُ‬ ‫ن واألغيارْ‬ ‫ـاب ال َغـ ِ‬ ‫َوأز ِْح ِح َجـ َ‬
‫وع ْطفــ ًا ِمنْ َك يا َر ْح َم ْن‬ ‫ا َ‬ ‫فَضْ ــ ً‬ ‫ـاب يــا َم َّنا ْن‬ ‫وارفـ ْع لنــــا احلجـ َ‬
‫ــل َهــاْ‬ ‫ــــاظـمــ ًا ُم َت ِّيـمـــ ًا أَ ْم َ‬
‫و َن ِ‬ ‫واجمع على ال َّن ِبي َمـن َت َـلهاْ‬ ‫َ‬
‫وصـا ِد َها ال َغ َّـرا ْء‬ ‫َيا ْء َو َعـيْـ ِنـهــا َ‬ ‫ـــــاف ثــم َهــــــا ِء‬ ‫ٍ‬ ‫ربــي ِب َك‬
‫ــن‬ ‫ـب ُد َعا َنـــا وا ْك ِف َنـا ال ِف َت ْ‬ ‫َوأَ ِج ْ‬ ‫ـن‬ ‫ـن َوا ْد َفـ ِع ِ‬
‫املَـ ْ‬ ‫إحفــظ َو َح ِّصـ ْ‬
‫ـواب يا َد َّيــا ْن‬ ‫األبـــ َ‬ ‫ـح لنا َ‬ ‫َوافْ َتـــ ْ‬ ‫وأعط َنــا َال َما ْن‬ ‫ـف َبال َنا ِ‬ ‫َواك ِْشـ ْ‬
‫ـــاي‬ ‫رج ْ‬ ‫ــد ِتــي وغَ َايــتـي َو َ‬ ‫يا ُع َّ‬ ‫ـك ُر َيــا َم َولناْ‬ ‫ـم الشُ ـ ْ‬ ‫ـد ُثـ َّ‬ ‫وا َ‬
‫حل ْمـ ُ‬

‫‪-18 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ُ‬
‫الـمعـراجـيـة‬
‫ـد ِه‬‫ُســبْ َحانَ َم ْن أَ ْســ َـرى ِب َحـضْ ــ َـر ِة َعـبــ ِ‬
‫ـــد َو َد َعــــاه‬ ‫ـــوى الـ ُو ُجـــو َد َأل ْح َم ٍ‬ ‫َو َط َ‬
‫ُـدسـ ِه‬‫العـ ِتـيـقِ لِـق ِ‬ ‫البيت َ‬‫ـاحــ ِة ِ‬ ‫ِم ْن َس َ‬
‫َ‬
‫ـــــــاه‬ ‫ــــــات ِبــقُـــــ ْد ِس ُع‬ ‫ٍ‬ ‫َوأَ َراه َآي‬
‫الـكــ َـرا ُم َف َهـ َّلـ َلـوا‬ ‫ـل ِ‬ ‫الـر ْس ُ‬
‫ـت لَــ ُه ُ‬ ‫َتـاقَــ ْ‬
‫ـل َنـــ َـراه‬ ‫ِ‬
‫ـاق َطـــ ـ َه َيـــا َجـلـيــ ُ‬ ‫َنـشـ َتـــ ُ‬
‫ـم‬ ‫ُـدس لَـي َلــ َة َو َص َلـ ُه ْ‬ ‫فَـ َت َجـم ُعـــوا ِبالـق ِ‬
‫ـــو َله‬
‫َـس َّب ُحـــوا َم ْ‬ ‫الـحـ ِب ُ‬
‫ـيـــب ف َ‬ ‫َو َبـــدا َ‬
‫ال‬‫سـبـحـــان من بـسـط اجلمال مكـمـ ً‬
‫ـل َمـــن َســــ َّواه‬ ‫بـجــاللـــ ٍـة قــــد َجـــ َّ‬
‫ــن‬ ‫ـاس ٍ‬ ‫ـح ِ‬ ‫ـاج َم َ‬ ‫ـن أواله َتــ َ‬ ‫ـبـحـــانَ َم ْ‬
‫ُس َ‬
‫ـت لِـــواه‬ ‫ـل يــو َم الـحشـ ـ ِر تـحــ َ‬ ‫والـكــ ُ‬
‫ـب‬ ‫ـبراق مبـوكــ ٍ‬ ‫ـي علــى الــ ِ‬ ‫حـضــ َـر النبـ ُ‬
‫ــــراه‬
‫ـش َ‬ ‫ُــــدس قَــــا َم ُمـ َغــــ ِر َد ًا ُب ْ‬ ‫ُ‬ ‫والـق‬
‫ـل قـــــــا َم ُمــؤذنــ ًا لـمـا دنــا‬ ‫ِجــبـريــ ُ‬
‫هلل فـــي ُيـمـ َنـــاه‬ ‫ـول ا ِ‬‫يـمـســــك رســ َ‬
‫أنـت إِما ُمهــم‬ ‫الـرســـلِ َ‬ ‫ـل ْ‬ ‫وكــ ُ‬
‫صـلي ُ‬
‫واشهـــد لـــنا بالـقـــدس حـــن تـــراه‬
‫هـيـــا حـبـيـبي فـالـسـمـــا ُء تـزيـنـت‬
‫والعــــرش دنـــدنَ شَ ـا ِكــــر ًا َم ْ‬
‫ــــو َله‬ ‫ُ‬

‫‪-19 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـرف السـمـا‬ ‫النبي فتفتحـــت غــ ُ‬ ‫عرج ُ‬


‫ـاء َسـ َنــــاه‬
‫والـلــ ُه ألـبـسـهــــا ضـيـــ َ‬
‫صلـت مالئـكـ ُة الـسـمـا ِء وسـلـمـت‬
‫لـمـــا أتـاهــــا تـبـتـغــــي رحــمــــاه‬
‫يــا مـرحـبــ ًا باملصطفي يـــا مـرحـبــ ًا‬
‫ـت كــوكـبـنــــا وراقَ عـــاله‬ ‫ــرفْـــ َ‬ ‫شَ َّ‬
‫ـرة‬ ‫احلبيب بـحضــ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـبيب مــن‬ ‫ودنا احلــ ُ‬
‫أوحــــى إلـيـــه الـلــــ ُه مـــا أوحــــاه‬
‫ٍ‬
‫بـنـزلــة‬ ‫غـــاب وقــــد رآه‬ ‫َ‬ ‫جـبـريــ ُ‬
‫ـل‬
‫عـنـد فَـنـاه‬
‫َ‬ ‫ـدر ِة الـتـقـريــ ِ‬
‫ـب‬ ‫فـي ِســ َ‬
‫ـدسـيـة‬‫ٍ‬ ‫الـنـبـي بـحــضـــ ٍ‬
‫ـرة ُق‬ ‫ُ‬ ‫ـار‬
‫ســـ َ‬
‫وتـالشـــت األعـيـــانُ عـــن عـيـنـــاه‬
‫والح َجــاللُـــه‬ ‫َ‬ ‫ـور عـلـــى ُنـــــورٍ‬ ‫ُنــــ ٌ‬
‫ـت األســتــــا ُر ِحـــن أتــاه‬ ‫وار َتـفـعــ ِ‬
‫ـاط فـــراح يـخـــلع نـعـلــه‬ ‫ودنا البســ َ‬
‫ـد ْن َمــواله‬‫سـمــــع الـتحـيــ َة ِمـن َّلــ ُ‬
‫ـل ِبـ َنعــلـــك يا ُمـط َّه ُـر وأئـتـني‬ ‫أقـبــ ْ‬
‫ـال الفـــر ِد يف مـجــــاه‬ ‫واشـهـــد جمـ َ‬
‫ـاط ُم َشا ِهــــد ًا‬ ‫أقـــم الصال َة على البسـ ِ‬
‫ـمـــ ًا مـعــنــاه‬ ‫الح ُم ِّ‬
‫ـتـم َ‬ ‫ـس َ‬ ‫واألنــــ ُ‬

‫‪-20 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َ‬
‫جـمـال الـذات‬ ‫يـا‬
‫ـذات‬ ‫ـال الـــ ِ‬ ‫ا يـــا جـمــ َ‬ ‫ا وسـهـــ ً‬ ‫أهـــ ً‬
‫ِ‬
‫الـبركـــات‬ ‫ا بـنـــو ِر الـنـــو ِر َو‬ ‫أهــــ ً‬
‫ـبيب الـ َغـــالي‬ ‫ا بـالـحـــ ِ‬ ‫ا وسـهـ ـ ً‬ ‫أهـ ـ ً‬
‫ِ‬
‫املتعــال‬ ‫ـــوح بحـــضر ِة‬ ‫ـــح الفُـ ُت ِ‬ ‫فَـتْ ِ‬
‫ِ‬
‫األقـفــــال‬ ‫فـاتــــح‬
‫ُ‬ ‫سـيـــدي ومـــددي‬
‫ـــات‬ ‫الو َجـ َن ِ‬ ‫شــرق َ‬ ‫ُ‬ ‫ـــم ُم‬ ‫الع َـوالِ ِ‬
‫قمــر َ‬ ‫ُ‬
‫ا رحـمـــ َة الـرحـمــــنِ‬ ‫ا وسهـــ ً‬ ‫أهـــ ً‬
‫ِ‬
‫واألكـــوان‬ ‫ــــر ِش ا ِ‬
‫هلل‬ ‫نــــور َع ْ‬ ‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ِ‬
‫والـقـــــرآن‬ ‫ِ‬
‫الـرحـمـــات‬ ‫َ‬
‫هـــبط‬ ‫يــا َم‬
‫ِ‬
‫واآليـــات‬ ‫ُـــرب‬
‫ا لـســــانَ الـق ِ‬ ‫أهــــ ً‬
‫ِ‬
‫األوصـــاف‬ ‫ا كـامـــلَ‬‫ا وسهـــ ً‬ ‫أهـــــ ً‬
‫ـــاف‬ ‫األعـط ِ‬‫َ‬ ‫أحـمـــد مـحـمـــد لَ ِّ ُ‬
‫ـــن‬
‫ِ‬
‫واألحـقـــاف‬ ‫ِ‬
‫واحلجـــرات‬ ‫ِ‬
‫نــون‬ ‫يف‬
‫الك ُـر َبـــات‬ ‫كاشـــف ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنــت املُ َ‬
‫ـــر َّجى‬ ‫َ‬
‫ـــاه‬ ‫ـج َ‬ ‫الـحـــق فـــي َم ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ِمــــرآ ُة نــــو ِر‬
‫ـــوات‬ ‫ِ‬ ‫الصـ َل‬
‫أقـــدس َ‬ ‫َ‬ ‫وعليــك صلــى‬
‫ـــي الـمـنـظـــ ِر‬ ‫ال يــا َبـ ِه َّ‬ ‫ا وســه ً‬ ‫أهـــ ً‬
‫يظهـــر‬
‫ُ‬ ‫َو َســ َنا اجلاللــ ِة مــن جبي ِن َ‬
‫ــك‬
‫ــور َك للفـــؤا ِد ويخـطـــر‬ ‫الح ُن ٌ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫ـات‬ ‫ـكـــم أبيــ ِ‬ ‫ـدح ُ‬ ‫ـم ِ‬
‫غَ ـ ـ َّنى الكـيـــانُ ِب َ‬

‫‪-21 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ا يــا مـعــــار َِج قـربـــي‬ ‫ا وسهـــ ً‬ ‫أهـــ ً‬


‫ـدرب‬‫ـراط الــ ِ‬ ‫شـمـــس احلـقيقـــة يــا صــ َ‬
‫حــــبيب لـقـلـــبي‬ ‫ُ‬ ‫انـظـــر بعـــينك يــا‬
‫ِ‬
‫الكـاســــات‬ ‫رائــــق‬
‫َ‬ ‫فــــؤادي‬
‫َ‬ ‫واســـــقِ‬
‫ا يــا إمـــا َم الـحـضـــر ِة‬ ‫ا وسهـــ ً‬ ‫أهــ ً‬
‫يــا مـنـتهـــى األنـــوا ِر عـــند الـســــدر ِة‬
‫املـــليك بـقـــدرة‬‫ُ‬ ‫صـفـــاك وصـف َ‬
‫َّـــاك‬
‫ـات‬ ‫وعــالـــي الـرايـــ ِ‬ ‫ولـــك الـمــقـــــا ُم َ‬
‫كـوثـــر األســـــرا ِر‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫ا وسهــــ ً‬ ‫أهـــــ ً‬
‫األرواح واألنـــــــــوا ِر‬ ‫ِ‬ ‫يـــــا كـعــبــــ َة‬
‫األهــــوال واألخــطـــــا ِر‬ ‫ِ‬ ‫دافـــــع‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ـات‬ ‫لـــك فـــي الـقـيـامـ ـ ِة أرفـــ ُـع الـرايـــ ِ‬
‫ا يـــا إمــــا َم الـرســـــلِ‬ ‫ا وسـهـــ ً‬ ‫أهـــ ً‬
‫الـــورى بالـفـضـــلِ‬ ‫ـــع َ‬ ‫يــا رحـمـــةً َو ِس َ‬
‫الوصــال َو ُجــ ْد لــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بكاســات‬ ‫واروي‬
‫ِ‬
‫الـظـلمــــات‬ ‫صـرفـــ ًا عـتيقـــ ًا يـمحـــقُ‬
‫بـالـنـبـــي الـهــــادي‬ ‫ا وسـهـــ ً‬
‫ا‬ ‫أهــــ ً‬
‫ِّ‬
‫يـــا ُمـنـــ َتهى قـصـــدي وحـبـــلَ ُودا ِدي‬
‫الصـــا ِدي‬ ‫انـظـــر ِبعـفـــو َِك لفُــــ َؤا ِد َي َّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫والـحجـــرات‬ ‫واســمح أزو ُر الروضــ َة‬ ‫ْ‬

‫‪-22 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫العصماء‬
‫رســــول اللـــه بالـروضـــة أتـيـ َنــــا‬ ‫َ‬
‫فـطـــلع الـبـــد ُر باحلـجـــر ِة عـلينـــا‬
‫فـيـــا بـشـــراي والـقــبـــة تـجــلـــت‬
‫أحــمــــد يـنـظــــر إلـيـنــــا‬
‫ُ‬ ‫وهـــــذا‬
‫وتلــك هـــي الـديـــار وقـــد عـالهــــا‬
‫سـنـــاء الـبـــدرٍ مـشـهـــود ًا رأيـنـــا‬
‫وغـــرد يـــا فــــؤادي وقـــل حــــبيبي‬
‫إلــى احلـــجرات يف شــوق أتـيـنـــا‬
‫فهـــذي حـجــــر ُة الـهــــادي نـبينــــا‬
‫وذاك مـقـــا ُمـــــ ُه يـبـــدو إلـيـنــــا‬
‫فـيـــا بـشـــــراي يــا قـلـبـــي تـغـ َّنـــى‬
‫ودنــــدن ال مــــــا َم إذ ًا عـلـيـنــــا‬
‫ُ‬
‫الـعـــــــــوازل ال تـبــالــــي‬ ‫إذا الم‬
‫كأس َو ْص َل ِتـــ ِه ارتوينـــا‬ ‫َ‬ ‫شَ ـ ِربْـ َنـــا‬
‫كأن املـصـطـفـــى يـبــــدو جـلـيـــ ًا‬
‫بـوجـــه الـبـشـــر مـبتـسمـــ ًا إلينـــا‬
‫الـحـبـيـــب‬
‫ُ‬ ‫وهـــذا يـــا فـــــؤا ُد هــــو‬
‫أطــــلَ بـوجـهـــــ ِه يـنـظـــر إلـيـنــــا‬
‫فـقـــل سـبحـــان مــن أنشــا وصـــور‬
‫كـــأن الـبــــدر مــطـلــــع عــلـيـنــــا‬

‫‪-23 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فهـــذا هـــــو الـمـقــــا ُم وقــــد عـــــاه‬


‫بهــــا ُء الـحـســـنِ وإلـــيه سـعــيـنـــا‬
‫هـــنا الـمـخـتـــــا ُر واألنــــوا ُر تـبـــدو‬
‫هـنـــا األعـطـــا ُر وقــد فاضــت إليـنـــا‬
‫وضـيــــم‬
‫ٌ‬ ‫خــــوف‬
‫ٌ‬ ‫قـــلب ال‬
‫ُ‬ ‫هـــنا يـــا‬
‫الـنـبـــي يـــد ًا إلـيـنــــا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫بــســـــط‬ ‫إذا‬
‫حـســــاب‬
‫ٍ‬ ‫هنــا املـــولى يجـــو ُد بـــا‬
‫ويعــفــــو غـافـــر ًا مـــا قـــد جـنـيـنـــا‬
‫فـدنــــدن أيهـــا الـحــــادي َو َرتِّ ْ‬
‫ـــــل‬
‫عـــــار لـســكــرتـــه عـلـيـنــــا‬
‫ٌ‬ ‫فــــا‬
‫الـنـبـــي فـــا مـــــام‬
‫ُ‬ ‫حــضــــر‬
‫َ‬ ‫إذا‬
‫نـســائــمـــ ُه عـلـيـنـــا‬
‫ُ‬ ‫وقــــد هـلـــت‬
‫ســـيرقص عـنـــد لُـق َْـيـــا ُه كـيانـــي‬
‫ُ‬
‫الـو َّضــــاء عـينـــاً‬
‫وأشهــــد وج َهـــ ُه َ‬
‫ُ‬
‫ا أيـهــــا احلـــــادي رويــــد ًا‬ ‫فـمهــــ ً‬
‫فـنــــور الـقـبــــ ِة الـخـضـــرا رأيـنـــا‬
‫تـمـهــــل وارونـــا إ َّنـــا عـطـاشــــى‬
‫لـنـلـقـــى أحــمـــــد ًا وقـــد ارتـويـنـــا‬
‫هـــنا وقـــف الـنـــبي لهــم خـطـيبـــ ًا‬
‫وأعـلـــن شــوقـــــه يــومــــ ًا إلـيـنـــا‬
‫األصحــاب أعلنهــا صريـحـــ ًا‬ ‫ِ‬ ‫لــدى‬
‫فـلـبـيـ َنـــــا نــــــداه وقـــــد أتـيـنــــــا‬

‫‪-24 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تــرنـــــم يـــا فــــــــؤاد وال تــبـالــــي‬


‫وقـــل لـلمـصـطـفـــى نـظـــرة إلـينـــا‬
‫والـشـــوق طـوانـــا‬ ‫ُ‬ ‫الـحـــب‬
‫ُ‬ ‫كــوانـــا‬
‫وجـــد عـليـنـــا‬ ‫ِ‬
‫بـالـوصـــال ُ‬ ‫فـــداوي‬
‫نــــردد هــــذه الـعـصمـــــاء شـوقَــــ ًا‬
‫الـدمـــوع وقـــد بـكيـنـــا‬
‫ُ‬ ‫فـتـنهـمـــر‬
‫ُ‬
‫فـشــاهــــد يـــا فـــــؤا ُد وقــــد تـبــــدى‬
‫ـــال الـــوج ِه َمـشهـــود ًا إلـيـنـــا‬ ‫ـم ُ‬ ‫َج َ‬
‫ات جـئـنــــا‬ ‫الـســــا َد ِ‬
‫وقـــل يـــا سـيـــد َّ‬
‫اك اشـترينـــا‬ ‫ـــــد َ‬
‫ـــل َو ُه َ‬ ‫وبعـنـــا ُ‬
‫الك َّ‬
‫ٍ‬
‫يـــــــن‬ ‫حـــــق َو ِد‬
‫ٍ‬ ‫وبـايـعــنـــا عــلـــى‬
‫ـخـــزِي بـرحـمـتـكـــم يـدينـــا‬ ‫فـــا ُت ْ‬
‫وبالـحـسـنـــن والـبـكـــري جـئـنــــا‬
‫ـمـــاك يــا طــــه احـتـمـيـنـــا‬ ‫َ‬ ‫ويف ِح‬
‫فهـــذا الـــروض كالـفـــردوس يـبـــدو‬
‫وفـيـــه الـمصـطـــفى جـــار ًا لـدينـــا‬
‫ِ‬
‫الـريـــاض‬ ‫ِ‬
‫الـــس َتا ُر عــن‬ ‫إذا انكشــف‬
‫كـــأن الـشـمـــس وضحاهـــا رأينـــا‬
‫ركـبـ َنـــا بـالـشــــوق وجــــد ًا‬ ‫تـمايـــلَ ُ‬
‫وسـلـمـنـــا عـلـيـــه وقـــد بكـيـنـــــا‬
‫ــــل عـلـيــــه يـــا ربــــاه دومــــــ ًا‬ ‫َــص ِّ‬ ‫ف َ‬
‫ورض قــلــبـــــه أبــــد ًا عـلـيـنـــــا‬

‫‪-25 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫قـــف يـا زمــــان‬


‫ـذاك ُنـــو ُر إِمــامــــي‬ ‫ـف يـــا زمـــانُ فَـــ َ‬ ‫قَــ ْ‬
‫ن سـالمـــي‬ ‫ـول الـعـالـمـــ َ‬ ‫واقــــري رســ َ‬
‫دعـنـــي أُغـــــر ُد يف شـمـائـــلِ أحــمــــد‬
‫ـرد َســــال ِمــي‬ ‫فـعـســــاه ُيـكـ ِر ُمـ ِنـــي ِب ِّ‬
‫دعـنـــي وطـــــ َه والـمـقــــا َم وحـجـــــر ًة‬
‫ــل ِمــي‬‫ـل عـنـك َم َ‬ ‫وخ ِّ‬‫ـم َ‬ ‫دعـنـي أَ ِهـيــــ ُ‬
‫ـب َو َخـلِّـ ِنـي‬ ‫ـرك َسـ ِبـيـ ِلـــي لـلـحـبـيــ ِ‬ ‫اتــ ْ‬
‫ـســ َقـــا ِمـي‬ ‫حـتـــى أفـــــــو َز بـنـظــــ ٍ‬
‫ـرة لِ ِ‬
‫ـال ألحمـد‬ ‫ـط الـجـمــ َ‬ ‫ـســ َ‬ ‫وبـحــ ِّ‬
‫ـق َمـــن َب َ‬
‫نـظـــري إلـيـــه هـــــو الـرجــــا ومـرامـــي‬
‫خــلـــي فـــــــؤادي فـــي يـديـــه مـــــود ًة‬
‫ــرا ِمـي‬
‫الـحـبـيـب غَ َ‬
‫ُ‬ ‫ـك‬ ‫ا فـقـد مـلــ َ‬ ‫مهــ ً‬
‫حــــول َمـقـا ِمـــه َطــوافـــــ ُة‬ ‫َ‬ ‫والـــــروح‬
‫ُ‬
‫ـن وهـــو إمـامــــي‬ ‫فـهـــو الـحـمـــى واألمــ ُ‬
‫ـت مـــن لِـ َقـــا ُه وأدركـــت‬ ‫ـس طـابــ ْ‬ ‫والنفـ ُ‬
‫ـت أو َهــا ِمــي‬ ‫فـتـحــ ًا مـبـيـنــ ًا وانـجـلـــ ْ‬
‫ـت مـحـمــــدا‬ ‫قــف يا زمـــانُ فـقـــد لَـ ِقـيــ ُ‬
‫ـرت فـــي َو ْصــ ِلــــ ِه أ َّيــــامــــي‬ ‫وتـعـطـــ ْ‬
‫روض ُوداده‬ ‫الــحـبـيـــب وذاك ُ‬ ‫ُ‬ ‫هــــذا‬
‫الـسـا ِمي‬ ‫ِ‬
‫الـكـمــال َّ‬ ‫فـيـه الـمـقــا ُم مـــن‬

‫‪-26 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وصفُ أم معبد للنبي‬


‫ـاف شَ ا ِفـ ِعـ َنـــا‬ ‫عبـ ٍـد عـــن أوصـ ِ‬ ‫ـل أ َّم ِم َ‬‫سـ ْ‬
‫ـدا والـنــــو ُر َيأ ِتـيـ َنـــا‬ ‫ـح َبــ َ‬ ‫ـت َمـ ِلـيــ ٌ‬ ‫قَـالــ ْ‬
‫وضـاء ُتـــه والـــوج ُه ُمـز َدانـــ ًا‬ ‫َظهــرت َ‬
‫اسـيـ َنــا‬ ‫ن َي ِ‬ ‫ـج العـيـنــ ِ‬ ‫أبـلـج َدا ِعـــ ُ‬
‫ٌ‬ ‫بـــل‬
‫ــل الشهـــو ِد لــدى َعينيــ ِه َمشهـــود ًا‬ ‫ُك ْح ُ‬
‫ـد فَيـسـ ِقـيـ َنــا‬ ‫ُحـلــ ُو الـكـال ِم ولـه شَ هــ ٌ‬
‫ــطعت‬ ‫الشــمس فـــوقَ جبينــ ِه َس َ‬ ‫ُ‬ ‫كأمنــا‬
‫الـد َجى يـبـدو لــ َنا َعـيـ َنـا‬ ‫ـذاك بـــد ُر ُ‬ ‫كـــ َ‬
‫ومـــر الـفـقــــر أجهـد َنـــا‬ ‫ُّ‬ ‫قـمـــر أتانـــا‬
‫ٌ‬
‫ـض َب َـركَ ـ ِتــ ِه ِنـلـ َنـــا أ َمـانـيـ َنــا‬ ‫ِمـن فَـيــ ِ‬
‫ظــرت إلــى شَ ـــاتي بـرحمـتـــ ِه‬ ‫َعينــا ُه َن َ‬
‫ّد َّرت لـنـــا لـبـنــ ًا عــذبــ ًا لـيـشــفـيـ َنــا‬
‫تاعـــبهم‬
‫ُ‬ ‫ــت َم‬‫اجلميــع وقــد َزالَ ْ‬
‫ُ‬ ‫شَ ــر َِب‬
‫ـسا ِقـي َنـا‬‫ـم شَ ـــ َـر ٍاب أَكْــ ِر ْم ِب َ‬ ‫نـلـ َنـــا كَ ـريــ َ‬
‫ـت شَ َما ِئـ ُلـــه‬ ‫دعنــي ووصفــي قــد َجـلــ ْ‬
‫اسـي َنـا‬ ‫ـل َي ِ‬ ‫ـف َمـا ِد ِحـ ِه قد َجــ َّ‬ ‫َعـــن َو ْصــ ِ‬
‫ــــم‬
‫ـســـم ويف َر ْس ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الو َســام ُة يف ِج‬ ‫لــه َ‬
‫فـــي خـــد ِه شَ ــا َمـــ ٌة ُتـب ِهـــــر َم َـرا ِئـيـ َنـا‬

‫‪-27 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـم َتـعـ ُلــــــ ُو ُه َمـهـــابـ ُتـــــه‬ ‫إذا تــكــلــــ َ‬


‫وصـمـ ُتـه ِمـن َوقَــــا ِر القُـ ْد ِس ُيـنْـ ِبـيـ َنــا‬
‫ـب‬ ‫ـت أوذهــ ٍ‬ ‫ـضة إن ُقـلــ َ‬ ‫وال ُعــ ُنقُ مــن ِفــ ٍ‬
‫ــدو لَـ َنـا ِعـيـ َنــا‬ ‫ـطـعــت لَ َـوا ِمـ ُعـــ ُه َتـبْ ُ‬ ‫َس َ‬
‫ــــن‬
‫ــس ٌ‬ ‫ـن هــذا لــــه ُح ْ‬ ‫قـــد ُق ُ‬
‫ــلـت َمـــ ْ‬
‫عـنـد كَ ـمـالِـه ِفـيـ َنــا‬ ‫الـبـدر َ‬ ‫َ‬ ‫قــد أخـجــلَ‬
‫ن َيومـــ ًا يف َج َـللَـ ِتـــه‬ ‫إن تنظـــ ِر العـــ ُ‬
‫ـات َيـكـوِيـ َنــا‬ ‫ــــوق َب َ‬‫ـش ٍ‬ ‫ذاب الــفُـــ َؤا ُد ِب َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـمـائـلـ ـ ُه‬ ‫ـت شَ َ‬ ‫ـليح الــذي َط َابــ ْ‬ ‫هــذا املــ ُ‬
‫ــق َبـارِيـ َنــا‬‫الـح ِّ‬ ‫َصــلــوا َعـلـيـه َصـــال َة َ‬
‫ُطـــو ُر الـ َتجـ ِلـــي قَـــد ُد َّكـــت ق ََـوا ِع ُ‬
‫ـــده‬
‫صعـق عند َوا ِدي َنـا‬ ‫ـوسى َصعـ َقـ ًا ِب ٍ‬ ‫وخـر ُم َ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫ـم ْت َم َناق ُـبـــه‬ ‫عـظــ َ‬ ‫ـبيب فـــقد ُ‬ ‫أمــا احلــ ُ‬
‫والـحـــقُّ ُيـنْـ ِبـيـ َنــا‬ ‫لـمـا ار َتـ َقـى َسـبْ َـعــ ًا َ‬
‫البـســـاط ولــم َيخلـــع لِـ َنعـ ِلـــيه‬ ‫َ‬ ‫داس‬
‫َ‬
‫ـنــا‬
‫َْ َ‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ـل‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ــت‬‫ُ َ ْ‬‫ـع‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ر‬ ‫قــد‬ ‫الـسـتــائــر‬
‫ُ‬ ‫ولــه‬
‫ٍ‬
‫ـجــــب‬ ‫ــا ُح‬‫ـــده ُنـــور ًا ِب َ‬
‫واحلـــقُ أش َه َ‬
‫ـحـ ًا ِعـي َنـا‬ ‫اض َ‬ ‫ـشـ َفـ ًا َو ِ‬ ‫ورأى الـحـقـيـقـ َة كَ ْ‬
‫ـب وقــد َهـلـــت‬ ‫َسـمــ َـع الســـا َم بــا َريـ ٍ‬
‫الـم َعــالِي ِمـن أَنْـــ َـوا ِر َبار ِيـ َنـــا‬ ‫ـل َ‬ ‫ُحـــلــ ُ‬

‫‪-28 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واجـــ َه املولــى‬ ‫أمـــدح وجهـــ ًا َ‬ ‫ُ‬ ‫فكيــف‬


‫َ‬
‫والــنــــو ُر زِيـنـ ُتـ ُه ِمـن ُقـــ ْد ِس َهـا ِديـ َنـا‬
‫ـحــه‬ ‫ـدا ِئ َ‬ ‫ـل الكـــا ُم فـــا أقــــوى َم َ‬ ‫َجــ َّ‬
‫ـسـ َنــ ًا وتـزيـيـنـــ ًا‬
‫ـسـ ُه ُح ْ‬ ‫الـحــــقُ أَل ْ َـب َ‬
‫َو َ‬
‫وصــف ُي َقا ِر ُبــه‬
‫ٌ‬ ‫ـجـــ َز ال ِل َســـانُ فَـــا‬ ‫َع َ‬
‫ــق كَ ـا ِفـيـ َنــا‬
‫حل ِّ‬‫بعـد الـشهـو ِد َو َمــ ْد ُح ا َ‬ ‫َ‬
‫ـدا ِئ ِحـــه‬ ‫ـســـانُ َو َر ِد ْد ِف َم َ‬ ‫ـــف َيـــا لِ َ‬
‫ِق ْ‬
‫ـف يف ُنـــور َهـادي َنـــا‬ ‫ـجــ ِز عن َو ْصــ ٍ‬ ‫ـالع ْ‬‫ِب َ‬
‫ــــل َعـلـيـــه دائـــم ًا أبـــد ًا‬ ‫يـــا َر ِّب َص ِّ‬
‫احـيـ َنــا‬ ‫َواهـــــد ِه أزكَ ـي َسـال َمـ ًا ِمـن َري ِ‬

‫‪-29 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫خذوني على عيبي‬


‫ـم‬ ‫ـذو ِنـي على َعـيـ ِبي فَـإِنِّي فَـ ِق ُ‬
‫ـــير ُك ُ‬ ‫خُ ُ‬
‫ـيرا‬ ‫ـســ َ‬‫أو ُتص ِل ُحـــوا ِع َـو ِجـــي فـــليس َع ِ‬
‫ـــابـ ِة قـــادر ًا‬‫الـص َـب َ‬ ‫ــر َ‬
‫فـلسـت عـلى ُم ِّ‬‫ُ‬
‫يــرا‬ ‫أدب الــــ ُودا ِد ق ِ‬
‫َــد َ‬ ‫ـت عـلى ِ‬ ‫ولـســ ُ‬
‫ـكـم‬ ‫ـمالِ ُ‬‫بـثـوب كَ َ‬‫ِ‬ ‫أفـيضـوا على عـيبي‬
‫ويف ُنـــور ُِكم َخـلـــوا الـفـــؤا َد بـصـــير ًا‬
‫ـوف يا َرحـمــ َة الــ َـو َرى‬ ‫فـــيا َنـــد َة امللهـ ِ‬
‫ـليس َعــ ِ‬
‫ـس َير ًا‬ ‫خـــذوني عـــلى عيبي فــ َ‬
‫احلي ُجـو ُدوا ِب َـو ْصـ َل ٍـة‬ ‫ـمـــا ُة ّ‬ ‫فـأنـتـم ُح َ‬
‫ـد الـفُـــؤا ِد ظهـــير ًا‬ ‫وكـونـــوا علــى َو ْجــ ِ‬
‫ـور عــبـارتـــي‬ ‫تـسـابـــقُ َعـــبراتي ُبـحــ َ‬
‫ـواف َخـبـير ًا‬ ‫ـم الـقــ ِ‬ ‫ـت على نظــ ِ‬ ‫ولـســ ُ‬
‫الـك‬ ‫ـم ٍ‬ ‫الـد ُمــــو ِع ِب َ‬
‫ـت عـــلى ُمـ ِّر ُ‬ ‫ولـســ ُ‬
‫ـات الـغــــرا ِم شَ هـــير ًا‬ ‫ـرت بـدمـعــ ِ‬ ‫وصــ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـدي وال َغـــرا ُم َ َتالَـفُــــوا‬ ‫فـــؤادي ووجــ ِ‬
‫ـير ًا‬
‫ـصــ َ‬ ‫ـكم الـفُـــ َؤا ِد َن ِ‬‫ومــا لي على ُحــ ِ‬
‫ـم‬‫ـك ْ‬ ‫ـاب ُ‬
‫أبـرح َب َ‬
‫ـت ُ‬ ‫ـرت رِكَ ا ِب َي لـســ ُ‬‫َعـ َق ُ‬
‫ـــير ًا‬
‫ـش َ‬ ‫ـــون ال َغـــرا ِم َب ِ‬
‫َـسـو ُقـــوا ِلَفـ ُت ِ‬ ‫ف ُ‬

‫‪-30 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وخـلـوا حجـاب البـني عـني تـكرمـ ًا‬


‫ـبيب صـــبورا‬ ‫فلست على هجــ ِر احلــ ِ‬ ‫ُ‬
‫ـكم‬ ‫ـم غَ ـي ِث ُ‬‫اح َ‬ ‫َو ُصبوا على قَـل ِبـي َم َـر ِ‬
‫ـير ًا‬
‫ـس كَ ـ ِبـــ َ‬ ‫ِصـ ُلــ ُوني َو َداووني فَـليــ َ‬
‫إصـالح ِعـلـتـي‬ ‫ُ‬ ‫أ ُي ْع ِجـ ُز أهـلَ الـجـاه‬
‫ـمسئِ َوفــير ًا‬ ‫فجـــا ُه الـكــ َـرا ِم على الــ ُ‬ ‫َ‬
‫ـار َعـيـ ِبـهِ‬‫ـب الـمـر ِء َسـ َّت َ‬ ‫إذا كان حــ ُ‬
‫دعـــوني فـــي ســـت ِر الــــودا ِد قَـرِيـــ َـر ًا‬

‫‪-31 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا نور المدينة‬


‫ـير األنــــام‬
‫ـور املـديـنـــة يـــا َخــ َ‬ ‫يـــا نـــ َ‬
‫ـور املـــدينة عـليـــك الـســـــام‬ ‫يـــا نــ َ‬
‫للـرحـمـــنِ ساجـــد يتلـــوا للمـحـامـد‬
‫ـب اإلنعــام‬ ‫للـمـــولى يـنـاشـــد يـطـلــ ُ‬
‫ـب الرحـيـــم‬ ‫ـيم ذوالقـلــ ِ‬‫ـمر َنا الوســ ُ‬‫قَــ ُ‬
‫والـجـــا ِه العـظـيــ ِ‬
‫ـم إن ُب ِعــ َ‬
‫ـث األنــــام‬
‫ـنبي شـافـــع وعـــنا يـدافـــع‬ ‫ســيدنا الــ ُّ‬
‫حــــر النــار مـــانع مـــن هـــول القيـــام‬
‫أحــمــد َنـــا أطـــــلَ َمـو ِك ُـبـــ ُه أهـــلَ‬
‫ُ‬
‫ـل َتـولـــى أدبــ ًا واحـتـشـامــــا‬ ‫والـكـــ ُّ‬
‫ـل النـــو ُر َيـبـــدو ملــا قـــا َم يـحــــدو‬ ‫َهـــ َّ‬
‫َحـا ِديـ َنـــا ويـشـــدو ورأيـنـــا املـقـــام‬
‫والـقـــب ُة النـديـــة أنـوار ُهـــا بـهـيـــة‬
‫ـير الـــبري ِة عـليـــه الســـام‬ ‫نــــو ُر خـــ ُ‬
‫أدركـنـــا التـدانـــي ونـلـنـــا األمـــاني‬
‫وانـــزاح الـلـثـــام‬
‫َ‬ ‫فـتـلونـــا الـمثـــاني‬
‫راح‬
‫الـهــــم َ‬
‫ُّ‬ ‫الح ثـــم‬
‫الح الــبـــــد ُر َ‬ ‫َ‬
‫ـير الـمـــاح مـن قـــلبي سـالم‬ ‫يـــا خــ َ‬

‫‪-32 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫نشــتاق املدينــة والروضــة األمينــة‬ ‫ُ‬


‫وإلـيهـــا سـعـيـنـــا نهـديـه الـســالم‬
‫ـب الـسـقـــام‬ ‫يا قـمــ َـر الـتـــما ِم يا طــ َ‬
‫كـافــلَ األيـتــام واصــلَ األرحـــام‬
‫قــد نلنــا منانــا واملـــولى اجـتـبـانـــا‬
‫بــطــــــه هـــدانــا لــدار الــســـالم‬
‫مـددت األيادي‬
‫ُ‬ ‫وجـدي فـيك بادي‬
‫طــه خــــير هـادي عـلـــيه الـســالم‬
‫ـلي‬
‫ـح َّـيـــا َت َعـطـــف عــ َّ‬
‫الـم َ‬
‫يا َبـــاهي ُ‬
‫ال تخـــزي يـديـا يا عـــالي الـمـقــام‬
‫خـــير الـــرجال‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالـــوصال يــا‬ ‫ْ‬
‫أدرك‬
‫فـأنـت اإلمــام‬
‫َ‬ ‫ـم ِ‬
‫ــال‬ ‫بـحــــر َ‬
‫الـك َ‬ ‫َ‬ ‫يـا‬

‫‪-33 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أوحشتنا المدينة‬
‫أوحـشـتْـ َنــا الـمـديـنـة ولـيـالي الـمـديـنــة‬
‫َ‬
‫يــا رب ُمــن عـلـيـنــا بــزيــارة للمـدينـة‬
‫صـــال ًة وتـسـلـيـمـ ًا مـن هـنـا لـلـمـديـنـــة‬
‫صـــا ًة وتـسـلـيـمـ ًا على املـشـفـع نـبينـا‬
‫ـكن الروضــة‬‫ســامي إلــى الروضــة وملــن سـ َ‬
‫رب اكـتب لنا العـودة واجمعـنـا باملـدينة‬
‫سـالمي للـمـقـــام فـيـه مـاحـي الـظــــالم‬
‫فـيـهخـــيراألنـــامفـيـهأحـمــدنـبـيـنــا‬
‫ســـامي إلى الـمـنـــبر عليه الـــنبي يـظـهـــر‬
‫فاح مسك ًا وعـنبر ًا من كفوف األمـينا‬ ‫قـد َ‬
‫ســــامي لـلـرحــاب فـــوق هـذه الـقـبـاب‬
‫أنــت الـــرب الوهـــاب اجـمعـنـــا باملدينة‬
‫ســـامي لـنـــور عـيني أحـمـــد هـو ضميني‬
‫هـــــوطـــــبالــقــلـــبيــاســيـنـــــا‬
‫سـالمـــي إلى الـصـفـــة من خلف هذه القبة‬
‫يا رب ترزقنا غـرفـــا من كـفـوف األمـينـا‬
‫يـــا حـمـــام املدينة يـا سـاكـن عـــند نـبـينـا‬
‫روح لــنــــور عـيـنـيـنـــا وقوله نـظـرة إلينا‬
‫أوحشــتني الروضــة وهــذه القبــة اخلـــضراء‬
‫أنـوارهـــا تـبـدوا تـترى من أنوار يـاسـينـا‬

‫‪-34 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الهاشمية‬
‫كـر ُهـــم‬‫ـل ِذ ُ‬ ‫ـاس َجــ َّ‬ ‫يا سـائـــلي عـــن أُ َنــ ٍ‬
‫ـكـ ُنـــوا امل َقـــا َم ونـظـــر ُتهم ُت َـوالِـيـ َنـــا‬ ‫َس َ‬
‫تـنظـر ُهـــم‬
‫ُ‬ ‫لقـــوم إذا عـــيناي‬ ‫ٍ‬ ‫عـجـبـــ ًا‬
‫ـوق ُيـبـكـيـ َنـــا‬ ‫ـد ًا والـشــ ُ‬ ‫أشـتا ُقــ ُهم َو ْجــ َ‬
‫الح َو ْصــ ُلــ ُهـــــــم‬ ‫قــــــــــو ٌم إذا مـــا َ‬
‫ـس َوا ِديـ َنـــا‬ ‫ـم األنــ ُ‬
‫ـاب الـفــــؤا ُد َو َعــ َّ‬ ‫َطـــ َ‬
‫البراقـــع عــن شَ َما ِئـلهـــم‬ ‫َ‬ ‫وإن أزالـــوا‬
‫بكـشـــف يف مـرائـيـنـــا‬ ‫ٍ‬ ‫بــانَ الـسعـــو ُد‬
‫ــرهــــــــم‬ ‫ــــــرى بـالـلـيـــلِ ِس ُ‬ ‫وإن َس َ‬
‫معارجـ َنـــا وقــد حانــت مراقي َنـــا‬ ‫ُ‬ ‫َهـلـــت‬
‫حاســـ ِنهم‬ ‫وإن يجـــودوا بنـــورٍ مــن َم ِ‬
‫كـــان الـضـيــــا ُء كـبـــدرٍ يف لـيالـيـنـــا‬
‫ـم ُّنـــوا ِبـــرحم ِتهم ونـظـرتهـــم‬ ‫وإن َي ُ‬
‫كـــان الـعـــطـــــا ُء نـديـــ ًا يف أياديـ َنــــا‬
‫ــاء يط ُل ُبهـــم‬ ‫وإن تـولـــوا ضعـيفـــ ًا َج َ‬
‫الضعـيـــف قَـــوي ًا مــن َم َوالِـيـ َنـــا‬
‫ُ‬ ‫صــار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ـيـــئ يف د َيـارِهـــم‬ ‫ـس ٌ‬ ‫وإن أتـاهــــم ُم ِ‬
‫رداء العــفـــ ِو والدي َنـــا‬ ‫خ َل ُعــــوا عليــه َ‬
‫نـزيـــل عـنـــد حـيهـــم‬ ‫ٌ‬ ‫اســـتجار‬
‫َ‬ ‫وإن‬
‫ــــوار وتـأيـيـــد ًا وتـمـكـيـنـــ ًا‬ ‫الـج َ‬ ‫نـــال ِ‬ ‫َ‬

‫‪-35 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـاب عــزهـــــــم‬ ‫ـل َبــ َ‬ ‫ـاخ ذَلـيـــ ٌ‬‫وإذا أنــــ َ‬


‫أعــطـــو ُه ِعــز َتـهــم بـالـيـا ِء ِ‬
‫والـســيـ َنـا‬
‫ـاب ُجــو ِدهــــــم‬ ‫ـير بــ َ‬ ‫وإن أتـاهـــم فـقـــ ٌ‬
‫ائــدهــمبـاجلــو ِد ِم ِ‬
‫ـسـكـيـ َنـا‬ ‫ــو ُ‬ ‫أغـنـت َم َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ومــن جاءهــم يومــ ًا يرجــوا َم َراح َمهـــم‬
‫ِ‬
‫بالعـطـف والـلـيـ َنـا‬ ‫ـرضا‬
‫ثـوب الــ َ‬ ‫أعطـو ُه َ‬
‫ـكار َمهـــم‬ ‫طـــالب يـرجـــو َم َ‬ ‫ٌ‬ ‫وإن أَ َّم ُهــم‬
‫بـسـطـوا األيادي ويسـري ِس ُـرهـم فـيـ َنـا‬
‫وجعلــت ِذكْـــرِي وأورادي ِم َدا ِئ َحهـــم‬ ‫ُ‬
‫ـد ُيـؤويـ َنـا‬‫ريـاض الـخُ ـلْ ِ‬
‫ِ‬ ‫َو ِج َـوا ُرهــم فـي‬
‫وإن أتـاهـــم عــزيـــ ٌز فـــي مـودتـهـــم‬
‫نـظــروه كــرمـــ ًا وأعــطــــوه ريـاحـيـنـا‬
‫الـســـبقِ َصـفـ ُو ُهـــم‬ ‫ـدا ِب َ‬ ‫أك ـ ِر ْم بقــ ٍ‬
‫ـوم َبــ َ‬
‫ني ال ِعـنـايــ ِة َصـفَّـ ُتهـــم بـتـمـكـيـنـ ًا‬ ‫عـــ ُ‬
‫ـدس ِعـزهـــم‬ ‫ـم َم َعا ِنــي ُقــ ِ‬ ‫َظ َهـ َـر ْت َعليهـ ْ‬
‫قــــد أورثـــــوا نـــور ًا مــن نـــــور باريـنــا‬
‫قـــــــو ٌم ُهـــــم أصــلـــي َويـطـ ُل ُـبـهـــــم‬
‫ـال َهـا ِديـ َنـا‬
‫بـســ ِر و َِص ِ‬‫فَــر ِعـــي الهـزيـلِ ِ‬
‫ـســرهـــــم‬ ‫ـارات ِب ِ‬
‫تـبـــدو عـلـيـــه أمــــ ٌ‬
‫ـمـــا ُر ِعــ َز ِتـهـــم ُتــغْــ ِنـي َم َـيـا ِديـ َنـــا‬ ‫َو ِث َ‬

‫‪-36 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ــبـهـــــم‬ ‫وح ُ‬ ‫ـرض ُ‬ ‫قـــــو ٌم ودادهــــم فــــ ٌ‬


‫ـرضـي ا ِإللَـ َه ويـرضـي َطــ َه َهــا ِديـ َنـــا‬ ‫ُي ِ‬
‫ـمـــرِي َولَـي َتـ ُهــــم‬ ‫ـذرْ ُت لَ ُهــ ْ‬
‫ـم ُع ْ‬ ‫إنــي َنــ َ‬
‫قَـبـلــوا مـحـبـ ًا أتـى بالـدمـ ِع ِم ِ‬
‫ـسـكـيـ َنـ ًا‬
‫وحــي شَ ـوقَـ ـ ًا َوأسألـهـــم‬ ‫َقــد بعــ ـ ُت ُهم ُر ِ‬
‫ــف الـ ِلـ َثـــا ِم وذا أذكـــى أ َمــا ِنـيـ َنــا‬ ‫ـش َ‬ ‫كَ ْ‬
‫ن ُقـبـ ِتـ ـ ِه َوبـ ِقـيــ ـ ِع ِعـ َز ِتـهــــم‬ ‫مـــا بــ ـ َ‬
‫اصـيـ َنـا‬ ‫ـد ْت َن َـو ِ‬‫ـج َ‬
‫ـكـن الـفـؤا ُد وقَـد َس َ‬ ‫َس َ‬
‫محـــب َتهم‬
‫َ‬ ‫أخـــذوا ُفـــؤا ِدي وقــد أولـــوه‬
‫لألرض ُتـبـلـ ِيـ َنـــا‬ ‫ِ‬ ‫هـل يـتركـوا جــســد ًا‬
‫ـسكـ ِنهـــم‬‫ـد َم َ‬ ‫ـيع عنـ َ‬ ‫ـول َب ِقــ ٍ‬
‫أرجـــوا ُحلـ َ‬
‫ــخـــزِي أَ َيـا ِديـ َنــا‬ ‫ّــــق وال ُت ْ‬‫يـا َر ِّب َحــ ِق ْ‬
‫عـــندهم‬
‫َ‬ ‫َـــرج وال ُنـــور‬‫وضـــهم ف ٌ‬ ‫يف َر ِ‬
‫وكأس الـوصـلِ سـاقـيـنـا‬ ‫ُ‬ ‫واألنس بـادي‬ ‫ُ‬
‫يــا رب هـــبنا خـتامـــ ًا عنــد روضتهــم‬
‫َو ُر َّد فَـــر ِعــــي إلى أصــ ِلــي َو َوالِــيــ َنـــا‬
‫إن يـنـظــــــروا َحــالِـــي ِبـعـيـ ِنـهــــم‬
‫ـمـكـيـ َنـا‬‫الـفـــرع َت ِ‬
‫ُ‬ ‫ــال‬ ‫ُ‬
‫ِصــال و َن َ‬ ‫تـم الــو‬‫َّ‬

‫‪-37 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الياسمينا‬
‫ـن الســـوى‬ ‫ـب ِمـ َ‬ ‫ـد احلبيـ ِ‬ ‫ـت يــا بلـ َ‬ ‫أحـرمــ ُ‬
‫ِ‬
‫ـــادات‬ ‫الــس‬
‫ـد َّ‬ ‫أقــصـــد ســيــ َ‬
‫ُ‬ ‫ـت‬ ‫وأتـيــ ُ‬
‫ـدس و َِصـالِــ ِه‬ ‫ـت مـشـتـاقــ ًا لـقُــ ِ‬ ‫قـــد ِبــ ُ‬
‫الـروض ِ‬
‫ـــات‬ ‫َ‬ ‫طـــلوع الـفجـــ ِر يف‬ ‫َ‬ ‫حـــتى‬
‫ـجـ َّلـــى بـالـديـــــــا ِر ِضــيـــــاؤه‬ ‫لـمـــا َت َ‬
‫ـات‬‫ـلـمــ ِ‬ ‫َصـــــارت نـهــــار ًا ال يــــرى ُظ َ‬
‫َوأتـيـ ُتـــ ُه َسـبـحــــ ًا بـبـحـــ ِر ِضـيــا ِئـــه‬
‫ِ‬
‫األبـيــــات‬ ‫ـت فـــي أنــــــــوار ِه‬ ‫دنــدنـــ ُ‬
‫ووجـــدت َروضــــ ًا قـــد أهــــلَ ِبـنـــور ِه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ــــوات‬ ‫الـص َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـمـــت يف وصـلـــه َ‬ ‫وتـنـاغَ َ‬
‫لـمـ ـ ًا‬
‫ـس َ‬‫ـنت ُم َ‬ ‫أَسـلـمـ ُتـ ـ ُه نـفـــسي وكــ ُ‬
‫ات‬ ‫ـــبر ِ‬‫ـدي لـــه َع َ‬ ‫ـت مـن َوجـــ ِ‬ ‫وبـكــيــ ُ‬
‫ـآذن‬ ‫ن َبـ ِقـيـ ِعـــ ـ ِه و َمــــــ ٍ‬ ‫ـت بــ ـ َ‬ ‫دنـدنــ ُ‬
‫ِ‬
‫والـحـجـــرات‬ ‫والـقــبـــ ِة الـخــضــــرا ِء‬
‫بـكـــاء أنـشـــدوا‬ ‫ٍ‬ ‫ومعــي رفاقــي مــن‬
‫ـات‬ ‫بـمــديـحــ ـ ِه ســـاعـــــ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتـرنـمــــوا‬
‫ــك ٍ‬
‫ــــرة‬ ‫ـــاب كـأنـنـــا يف َس ْ‬ ‫الـكـــل َط َ‬ ‫ُ‬
‫ـات‬ ‫مـــن فـيـــض نـــورٍ أعـجــ َز الـكـلـمــ ِ‬
‫مـــناد أقـبـلـــوا لـتـسـلـمـــوا‬ ‫ٍ‬ ‫نــادى‬
‫ـرات‬ ‫وتـفـتـحـــت من بـعـدهـــا الـحـجـــ ُ‬

‫‪-38 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫قـالـــوا لـنـــا هـيـــا فـهــــذا أحـــمـــــد‬


‫ِ‬
‫بـالـوجـنـات‬ ‫يـبـــدو كـنـــور الـشـمـــس‬
‫احلبيــب مــن الضيــا ِء عـرفـــ ُت ُه‬
‫ُ‬ ‫هـــذا‬
‫آيــــات‬ ‫ُ‬ ‫ـدس الـعـــال‬ ‫تـعــلــــوه مـن ُقـــ ِ‬
‫ملـــا دنـو َنـــا مـــن َمــ َقــــا ِم و َِصـالِـــ ِه‬
‫الـعـــــبرات‬
‫ُ‬ ‫عــبـــرت بـدمــوعـــي لـــه‬
‫وعـيـــو ُنه مـكـحـولـــ ٌة ولهـــا َسـ َنـــا‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الـرحـمــات‬ ‫مـــن نـــــو ِر ربـــي واهـــ َ‬
‫ـب‬
‫تلــك العـــيونُ إذا تـولـــت َعـاشـقـــ ًا‬ ‫َ‬
‫ـات‬ ‫ــوالَــــت الــبركـــــ ُ‬ ‫زال الـعـــنــــا و َت َ‬ ‫َ‬
‫أدركــت أن رسولَـــ َنا ُيـصـ ِغـــي لَ َنـــا‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الـدعـــوات‬ ‫ـوت صـلــواتـــي مـــع‬ ‫فـتـلــ ُ‬
‫ٍ‬
‫محمـــد‬ ‫ودعــوت َربــي يف حـــضو ِر‬ ‫ُ‬
‫ـات‬ ‫الـنـفـح ِ‬ ‫َ‬ ‫خلـ َتـــا ِم بـروضــ ِة‬ ‫ـن ا ِ‬ ‫ـســ َ‬
‫ُح ْ‬
‫عـد َنـــا َمـــن ِمـثـلـنـــا بـمـحـمــ ٍـد‬ ‫يــا َس َ‬
‫ــات‬ ‫ــم ِ‬ ‫طـــ َه الـمـشــفــ ِع كـاشـف الـ َغ َّ‬
‫فــإذا القـيامـــ ُة بالعــبـــا ِد َتـهـولــــت‬
‫ِ‬
‫الــرايـــات‬ ‫رافـــع‬
‫َ‬ ‫تـلـقـى مـحــمـــــد ًا‬
‫ِ‬
‫مـحـامـــــد ربـــ َه‬ ‫ولـــه لـــــوا ٌء مــــن‬
‫الـســـادات‬ ‫ُ‬ ‫ومـســــيرة تـسـعــــى بـهـــا‬

‫‪-39 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫والكـــل يـسعـــى خائـفـــ ًا ومهـــرو ًال‬ ‫ُ‬


‫ــد ِ‬
‫ات‬ ‫ـج َ‬ ‫ِ‬
‫بـالـعـــرش فـي َس َ‬ ‫ومـحــمــد‬
‫تعـــطف راضـيـــ ًا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مـلـــيك ًا قــد‬ ‫تلـــقى‬
‫ــظــــــر ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫عـلـى أحـــمــــد وأ َنـالَــ ُه َن‬
‫ـمـــ ًا‬‫ـمـــا ُه ُم َسـ ِل َ‬ ‫أتـــيت إلــى ِح َ‬ ‫ُ‬ ‫ولقـــد‬
‫ِ‬
‫ـربــــات‬ ‫فـعــســـاه يـدركــني مـن ُ‬
‫الـك‬
‫ـاء ُكـــم‬ ‫ـحـبـــ ًا َج َ‬ ‫أدرك ُم ِ‬
‫أحـمــــد ْ‬‫ُ‬ ‫يـــا‬
‫ِ‬
‫الزالت‬ ‫بـمـــديح ِه يستغـفــ ُـر املولــى مــن‬
‫ـــدوا يـــد ًا‬ ‫وتعـطـفـــوا بـوصـــالكم ُم ُ‬
‫ِ‬
‫والـظـلـمــات‬ ‫ِ‬
‫الـقـلـب‬ ‫ـاب‬
‫جتـلـوا حـجــ َ‬
‫ـكـر َمـــــ ًا‬ ‫نبــي َت َ‬ ‫زيـنـــب يــا ُّ‬ ‫َ‬ ‫فـبحـــقِ‬
‫ات‬ ‫ــطــــــ َـر ِ‬ ‫والـع َ‬ ‫وحـــوريـ ـ َة األنــــــوا ِر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ن كـــذا أبـــوه َعـليـ َنـــا‬ ‫ـســـ ُ‬‫حل َ‬ ‫ثـــم ا ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫والـبركــات‬ ‫وأخـيــ ِه َحــســــن الـنـــــو ِر‬
‫الـبـتـــول وأمهـــا‬ ‫ِ‬ ‫وبحـــقِ فاطـــم َة‬
‫ات‬ ‫ــر ِ‬ ‫ـج َ‬ ‫البـا ِدي لـدى ُ‬
‫الـح ُ‬ ‫ـك َ‬ ‫ـديـقــ َ‬ ‫وص ِ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫فــاروق العدالــة ُعـمـر َنـــا‬ ‫ِ‬ ‫وبحـــق‬
‫ِّ‬
‫نـظـــرات‬ ‫ِ‬ ‫ـق عـثـمــــانَ أَ ِفـــ ْ‬
‫ـض‬ ‫وبـحـــ ِّ‬
‫ذكــــره‬
‫ُ‬ ‫ـعــطـــر‬
‫َ‬ ‫وبـحـــق َبـكـــري َت‬‫ِّ‬
‫الـحــضـــرات‬ ‫ِ‬ ‫بـــاب الـمـــديـنـ ِة وارث‬

‫‪-40 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يــا رايــح لـلـنـبـي‬


‫يـــا رايـــح لـلـنـبـــي بـلـــغ ســالمــــي‬
‫يـــا رايـــح للـــنبي الهـــادي التهامـــي‬
‫شـغـفـت بـأحـمـــد حـتى جـنــونـي‬
‫وقـــد أحــسـنـــت يف طـــه ظـنونـــي‬
‫وقــــــد أبـــكـــيــت عــيـــــونـــي‬
‫ويـحــلــو عـنـد مـدحـكـم كــالمـــي‬
‫خـــذونـــي لـلـنـبـــي تـــــراه عـيـنـي‬
‫سـوف يــ ُ‬
‫ـزول غــيـنـي‬ ‫َ‬ ‫فـفـــي لـقـيـا ُه‬
‫ـــريْ ِن ِي‬
‫فمـــدح املـصـطـــفى شـــايف لِ َ‬
‫فــيــا ربـــاه بــلــغـــــه ســــالمـــي‬
‫إذا بـانـــت لـكـم هـــــذي الــرحــاب‬
‫وأدركـتــم بـهـــــا نـــــور الـقــبـــاب‬
‫وزرتــــم روضـــــةً فـيهـــا الـمـتــــاب‬
‫فـــا تـنســـوني واحكـــوا عن غـــرامي‬
‫إذا أدركـــتــــم تـــلـــك الــــمـــــآذن‬
‫وقــبــة أحــمـــد والــبــدر ســاكــن‬
‫ونـــور اهلل مـــن فـــوق الـمـسـاكــــن‬
‫فــقـولـــوا للـنبـي الـهـــادي ســالمـي‬

‫‪-41 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ِ‬
‫الـروضـــات دنــــدن‬ ‫ــــد‬ ‫أال يــا ق ِ‬
‫َـاص َ‬
‫فــنـــور مـحـمــــد للـعـــني يــفـــنت‬
‫وردد مــدحـــــه عــنـــي وأحــســــن‬
‫وقـــل لـلهـاشـمـــي طـــــه ســالمــي‬
‫وسـلـــم بـاخلـشـــوع عـــلى جـمـيــ ٍـل‬
‫عـلـيـــه مـهــابـــة وهــــو الـجـلـيــــل‬
‫ٍ‬
‫جــــاه نـبـيـــل‬ ‫شـفـيـــع احلـشـــ ِر ذو‬
‫ُ‬
‫أال يــــا زائـــــر ًا بــلـــــغ ســــالمـــي‬
‫فـحــــب مـحــمــــ ٍـد والـلــــه ديـنـــي‬
‫وكـيـــف أُ َضـــا ُم وحـــبيبي ضـمـيـــني‬
‫ـت بـمـدحــ ِه أحـــلى سـنـــن‬ ‫قـضـيــ ُ‬
‫فـعـنـــد مـقــامـــ ِه قــولـــوا سـالمـــي‬
‫بـقـيـــع الـمـحـسـنيـنــــا‬
‫َ‬ ‫إذا زرتـــم‬
‫و ِبـضْ َـعــ َة أحـمــــد الهــادي األمـينـــا‬
‫ٍ‬
‫صــحــــــب وارثـيـنــــــا‬ ‫ٍ‬
‫وآل ثـــــم‬
‫فــــزوروا واذكـــروا نـامـــي غـــرامي‬
‫إذا أبـصـــرت طــلعــتـــه الـبهـيـــة‬
‫ـاح الـعـطــ ُـر مـــن ُغــ َـر ٍف زكـيــــة‬
‫وفــ َ‬
‫وبـــانَ النـــو ُر بـالـــروض ِة العـليـــة‬
‫فـسـلـــم لـــي عـــلى طـــــه الـتهـامـي‬

‫‪-42 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ِ‬
‫الـبركــــات أدرك‬ ‫مـنـبـــع‬
‫َ‬ ‫وقــــل يـــا‬
‫مـشـوقـ ـ ًا لـلحـمـــى أنـجـــز لـوعـــدك‬
‫تــشـفـــع فـيـنـــا يـــا طـــــه لــربــــك‬
‫ـت شَ ـ ِفـيـ ُعـ َنــــا يــــوم الــزحــــام‬
‫فـأنــ َ‬
‫تـغــنـى فـــي مـــدائـحـــــه كـالمـي‬
‫بــوجــــ ٍـد ثــــم أبـلــغــــه غــــرامــي‬
‫وكـــرر ذكـرهــــا عـنـــد الـمـقـــــــام‬
‫وال تـنـــسى تـبـلـغــــــه ســـالمــــي‬
‫سـتـلـقـــى عـنـــد زورتــــه رجـــــا ًال‬
‫لهـــم يف حـبــــه والــشـــــوق حــــا ًال‬
‫نـســـوا يف وصـلـــ ِه َجـاهـــ ًا و َمـــا ًال‬
‫العـشــاق بـلـغـهـــم ســالمـــي‬ ‫ُ‬ ‫هـــم‬

‫‪-43 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بدرُ السماء انطوى‬


‫ــدا َطـــ َه‬ ‫بـــد ُر الـــسما انطـــوى ملــا َب َ‬
‫ـم الــ َـو َرى باألرض وسماهــا‬ ‫والـنــــو ُر َعــ َّ‬
‫بشـــراك يــا قـلـــبي‬ ‫َ‬ ‫احلبيــب َفيــا‬
‫ُ‬ ‫هــذا‬
‫ـدا َهــا‬
‫اف السما بالوصلِ َي َ‬ ‫ـت ِص َح ُ‬ ‫بسطــ ْ‬
‫وصــف ُيـصـــ ِو ُره‬ ‫ٍ‬ ‫تقـــدس عــن‬‫َ‬ ‫قمــر‬
‫ٌ‬
‫شـمــس الـحـقـيـقـ ِة واألنـوا ُر مـجـالهــا‬ ‫ُ‬
‫وحـســـبت أن اللقــا بــرد ًا ألشـــواقي‬ ‫ُ‬
‫الـوجـد مـن نـظــري إلى طـه‬ ‫ُ‬ ‫فـتـسـعــر‬
‫َ‬
‫اجلمــال جتلــى عـنـــد مشهـــده‬ ‫ِ‬ ‫نـــو ُر‬
‫وجـالل ُة احلـسـنِ كشـفـت عـن محـياهـا‬
‫ا‬ ‫ِ‬
‫بالـتوحـيـــد مـبتهـــ ً‬ ‫القلــب‬
‫ُ‬ ‫فـــتر َمن‬
‫يف حـضــر ِة جـلـت عـن ِ‬
‫فـهـم مـعـنـاهـا‬
‫قلــب غنــي ودنــدن باســمه طربــ ًا‬ ‫ُ‬ ‫يــا‬
‫لـلــروح بـشــراهــا‬
‫ِ‬ ‫قـلـب غـني وقـل‬ ‫ُ‬ ‫يـا‬

‫‪-44 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫روحـي تـجـلـت‬
‫ـت َعـ َلى قَــلْ ِبي َوأَ ْس َـرارِي‬ ‫ـجـ َل ْ‬ ‫وحـــي َت َ‬ ‫ُر ِ‬
‫ـمي َوأَشْ َعـارِي‬ ‫ـت يف َحا ِن َهـا َنـ ْظــ ِ‬ ‫غَ ــ َّنـيْــ ُ‬
‫ـشـا ِر ِب َهــا‬‫ـكــأْ ٍس ِم ْن َم َ‬ ‫ـت َع َلي ِب َ‬ ‫ـطـ َفــ ْ‬‫َع َ‬
‫ـظـارِي‬ ‫ـم الـ ُنـــو ُر أَنْ َ‬‫ـكـــ َـر الـفُـــ َؤا ُد َو َعــ َّ‬ ‫َس ِ‬
‫ـن لَ َـوا ِمـ ِعـ َهــا‬ ‫َجـــا َد ْت ِب َـرفْـ ِع ِســ َتـارٍ َعــ ْ‬
‫السارِي‬ ‫ـد ِسـ ِر َهـــا َ‬ ‫ـش َهــ ِ‬‫الك َيانُ ِبَ ْ‬ ‫ـد َ‬ ‫ـجــ َ‬ ‫َس َ‬
‫ـن ِو َدا ِد َهـــــا كَ َـر َمــ ًا‬ ‫ـظـــ َـر ْت إِلَي ِب َـعـــ ْ ِ‬ ‫َن َ‬
‫جلارِي‬ ‫ـت َم ْحـ َـو ًا ِب َص ْح ِو َم ِعـــي ِن َها ا َ‬ ‫فَـ َغـ ِرقْــ ُ‬
‫ــو َعـــ ًا‬
‫ـدا َط ْ‬ ‫ـت الــ ِنــ َ‬ ‫َنـا َد ْت ِبـــ ٍ‬
‫ـود فَـ َل َبـيْ ُ‬
‫ـت ِف َر ْو ِض َهــا َو َطــ َـويْ ُت أَغ َْيــارِي‬ ‫أَ ْح َـر ْمــ ُ‬
‫ـحـر ُقــ ِني‬ ‫الشــ ْـو ُق َي ْطــوِي ِني َو َي ْ‬ ‫ـم ِب ُّت َو َ‬‫كَ ـ ْ‬
‫للـبـارِي‬‫ـت َ‬ ‫ـح ُ‬ ‫ـم َهــا َط َـر َب ٍـا َسـبْ َ‬ ‫اس ِ‬ ‫ـم ِب ْ‬ ‫كَ ْ‬
‫ـد َهـــا‬‫اي أَشْ َه ُ‬ ‫ـشــ َـر َ‬ ‫وح َيــا ُب ْ‬ ‫ـي الــ ُـر ُ‬‫َو َهــا ِهـ َ‬
‫ـت ِف َحـ ِي َهــــا َو ْصــ ِلي َوأَنْ َ‬
‫ــوارِي‬ ‫ـســـ ُ‬ ‫آَ َن ْ‬
‫ـد ُينْ ِش ُد َهـــا‬ ‫ـالـوجــ ِ‬‫َوقَـــا َم َدا ِعي ال َهــ َـوى ِب ْ‬
‫ـب َيـقْـصـد َهــا ِبـأ ْذكَ ـاري‬ ‫ـم الـ َقـلْ ُ‬ ‫َــتـر َّن َ‬
‫ف َ‬
‫اح ُم َهـا‬ ‫ـت ُك ِّلي َم َـر ِ‬ ‫ـك ْ‬ ‫ـوت َمـ َل َ‬
‫اسـ َت ْ‬ ‫َحـ َتى ْ‬
‫ـن َعـفْـ ِو َهـــا ُغـفْــ َـرانُ أَ ْو َزارِي‬ ‫ـاض ِمــ ْ‬ ‫َو َفـ َ‬
‫ـت ِف وِرْ ِد َهـــا َوالــ ِو ُد ُسـبْ َحـ ُت َهـــا‬ ‫فَـ َفـ ِنـيــ ُ‬
‫ـت َعـ َل َي فَـ َأ ْطـ َفــ َأ ُنــ ُو ُر َهـــا َنـارِي‬ ‫َـاضــ ْ‬ ‫ف َ‬

‫‪-45 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واهلل ما حنث اليمين‬


‫ن بـأنـنـي‬ ‫واللــ ِه مـــا َحــ ِن َ‬
‫ـث الـيـمــ ُ‬
‫ِ‬
‫واجلـنـــات‬ ‫ِ‬
‫الـفــــردوس‬ ‫فـــي عـــز ِة‬
‫لـــو خــيـرونـــي بـالـكـنـــو ِز وأحــمـد‬
‫الس ِ‬
‫ادات‬ ‫ـد َّ‬
‫ـد سـيــ َ‬
‫ـترت أحـمـــ َ‬ ‫الخـــ ُ‬
‫ـارف‬ ‫هـــو كــــن ُز أنــــوارٍ وبـحــ ُـر مـعـــ ٍ‬
‫ِ‬
‫الـبركــــات‬ ‫ـــر أســــرارٍ بـــه‬ ‫هــــو ِس ُّ‬
‫ـد‬ ‫هـــو شــافــ ٌع ومـشـفــ ٌع هـــو شـاهــ ٌ‬
‫هــــو ملجـــأي يف شـــد ِة العـــرصات‬
‫ـدرْ ِبــــ ـ ِه‬ ‫ـير ِب َ‬
‫عـاهـد ُتــ ـ ُه أنـــي أســـــ ُ‬
‫صـــراط العـارفـــن ثـبـــات‬ ‫ِ‬ ‫وعـلـــى‬
‫ـد ًا‬‫ــو ِّحـــ َ‬
‫ـدت طــــه أن أكـــونَ ُم َ‬ ‫عـاهــ ُ‬
‫ـات والــسـكـنــــات‬ ‫لـلـــ ِه بـالـحـركــ ِ‬
‫عــاهــد ُتـ ـ ُه أن ال أمـيــــلَ لـحــرمــ ٍـة‬
‫األذكــــــــار والــدعــــــوات‬
‫َ‬ ‫وأالزم‬
‫عاهـــدته حفـــظ العـهـــود وصـونهـــا‬
‫ووداد أشـيـاخـــي لـيـــوم مـمـاتـــي‬
‫والـــذل ثــــم اإلنـكــســــار رضـيـتــه‬
‫ثـوبـــ ًا بــه أمضــي إلــى احلـضـــرات‬

‫‪-46 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أحـمـد أن أكـون مـالزمــ ًا‬


‫َ‬ ‫ـدت‬
‫عـاهــ ُ‬
‫لصالتــه والـــسنة الـغـــراء واآليـــات‬
‫َعــا َهــد ُتـ ُه أن ال أمــيـــل لــغــــيره‬
‫قـــد بعـتـــه روحـي عـــلى الطـاعـات‬
‫بـسـط األيــادي لـلـتراحــم شـافـعـ ًا‬
‫والسـعـد أدركـــني لدى الـحـجـرات‬ ‫ُ‬
‫ـت ربـي بـالـجـــــوا ِر إقــامـــة‬‫فسـألــ ُ‬
‫ـاالت والـدرجــات‬‫أقـدس احلـــ ِ‬‫ِ‬ ‫فـــي‬
‫ـت مــن ريـــانــه كــأســــ ًا‬ ‫وشـــربــ ُ‬
‫ـت األوقـات‬‫ـابــ ِ‬ ‫يـــروي الـفـــــؤا َد َ‬
‫وط َ‬

‫‪-47 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ولت ليالي العمر‬


‫ـير الـــورى‬ ‫ولــت ليالــي العـمــ ِر يــا خــ َ‬
‫ٍ‬
‫بـنـظـــــرة ألراك‬ ‫ــــن‬
‫ـم َّ‬ ‫فـــمتى َت ُ‬
‫ــيـــم ومـتـيـــم‬ ‫ٌ‬ ‫ـب فـيـــك ُم َه‬ ‫الـقـلـــ ُ‬
‫ـم َنـــاك‬ ‫ـــل سـيـــدي ُي ْ‬ ‫فـمـتـــى أُقَـ ِّب ُ‬
‫أيـــرو ُم ِحـر َمـــاني وأنــت رحـيـمـنـــا‬
‫فـابـســـط يـــمي َنك فالنــدى بيــداك‬
‫ـور الهــدى‬ ‫وارفـ ـ ْع لِـ َثـــا َم الوج ـ ِه يــا نـ َ‬
‫ن تــراك‬ ‫ن العـاشـقـــ َ‬ ‫وائــذن لـعـــ ِ‬
‫املعــارف فاسـقـــني‬ ‫ِ‬ ‫بحــر أنـــوا ِر‬
‫َ‬ ‫يــا‬
‫ــك النــا ِدي ومــن ُي ْ َنــاك‬ ‫أس َ‬ ‫مــن كَ ِ‬
‫ـبي ونـــوره‬ ‫ـك يـــا نــ ُ‬ ‫ـاق وجـ َهـــ َ‬ ‫أشـتــ ُ‬
‫َـاجـــبر ُعـبـيـــد ًا َع ِ‬
‫اشــ َق ًا َي َهــواك‬ ‫ْ‬ ‫ف‬

‫‪-48 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫متى يا حضرة الهادي‬


‫متى يـــا حضـــر َة الهــــادي‬
‫َ‬
‫ـــــك الـنادي‬ ‫أشـاهـــــد َو ْج َه‬
‫ُ‬
‫وأنظــــر حـســــنكم وأرى‬
‫ُ‬
‫جــاللــــ َة نــــورك الــبــادي‬
‫ســــيد الـســــادات‬
‫َ‬ ‫متـــى يا‬
‫األنــــوار بالوجـنــــات‬
‫َ‬ ‫أرى‬
‫كــــرمي الــــذات‬
‫َ‬ ‫أجرنـــي يا‬
‫قــلـبــــي الـصــــــادي‬
‫َ‬ ‫ودا ِو‬
‫فـيــــا مجــــلى الـكـمـاالت‬
‫ونـــــور الــنـــــو ِر والـــــذات‬
‫َ‬
‫ومعـــــراجي لـحـضــــراتي‬
‫ضمــــيني أنـــت يف معـــادي‬
‫ِ‬
‫الشــــوق يـــا طــــه‬ ‫دمــــوع‬
‫ُ‬
‫تـبـثــــك دمــــــع عـيـنـانــا‬
‫فـأنــــت الـطــــب ودوايــــا‬
‫وأنت شـفــــاي يــــا هــادي‬
‫متى عــــيني يـــا مـخـتــــار‬
‫مـشهــــد األنــــوار‬
‫َ‬ ‫تـطـالــــع‬
‫ُ‬

‫‪-49 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ٍ‬
‫بـوجـــــد كـلــــه أســـــــرار‬
‫وفـيـــــه الــــــــوِرْ ُد وودادي‬
‫مـتــــى يــــا طـلعــــ َة الـبـدر‬
‫ني عــــن ِســرِي‬ ‫ُ‬
‫يــــزول الغـ ُ‬
‫ـــر جـمــــالكم يـســــري‬ ‫َو ِس ُّ‬
‫بـعـــــن الـعــــن وفـــؤادي‬
‫إذا وجـــــ ُه الـنـبــــي الح‬
‫ـــر َنـــــا دون أقـــــــداح‬
‫ــك ْ‬‫َس ِ‬
‫أرواح‬
‫ٌ‬ ‫وهــامــــت فـيــــه‬
‫وصـــرنــــا كـلـنــــا حـــادي‬

‫‪-50 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ً‬
‫رحمة وسعَ الوجودَ مداها‬ ‫يا‬
‫يا رحـمـــةً وســـ َـع الـوجــــو َد مـداهـــا‬
‫ببـسـط يـداهــا‬ ‫ِ‬ ‫ـادت‬
‫يـــا حـضـر ًة َجــ ْ‬
‫ـم َم ْـو ُجـه‬‫ـوت تـالطــ َ‬ ‫يا بـحـــ َـر رحـمــ ٍ‬
‫ـم رحـمــــةً ورعـاهــا‬ ‫الـع َـوالِــ َ‬
‫شـمـــلَ َ‬
‫ُـك حـالـتـي‬ ‫ـك يـا طـه أبـث َ‬ ‫قـد جـئـ ُت َ‬
‫ـدا َهـــــا‬ ‫ـل َن َ‬ ‫ـبرا ِتي يـسـيــ ُ‬ ‫ـدر َار َعـــ َ‬ ‫ِمـــ َ‬
‫ـم ُقـ ُلوبــ ًا بـالـغــــرا ِم تـمـزقـت‬ ‫فـارحــ ْ‬
‫ـك ِط ُـب َهـــا ودواهــــا‬ ‫وانـظــــر فـعـيـنــ َ‬
‫رحـيـــم وداونــي‬‫ُ‬ ‫الـكـــؤوس أيـــا‬
‫َ‬ ‫أَ ِدرْ‬
‫وابـســـط كـفـوفـــ ًا ال أرو ُم سـواهـــا‬
‫ـير الـــورى‬ ‫ـلي يــا خـــ َ‬ ‫ـار األ َنـــا ُم َعــ َّ‬
‫جــ َ‬
‫ـكـــم مـأواهــــا‬ ‫ـروح فـــي أعـ َتـا ِب ُ‬ ‫والـــ ُ‬
‫ـيت بحضـ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ـوارك واحـتمــ ُ‬ ‫أنــا يف جـ َ‬
‫ـاف كـــلَ مـــن يـهـواهـــا‬ ‫والـلــ ُه كَ ــــ ِ‬
‫ـراك ليل َة قـدســ ِه‬ ‫ـن أســـ َ‬ ‫ـق مــ ْ‬ ‫فـبـحــ ِّ‬
‫ـاب بحــ ٍ‬
‫ـضرة لـ َت َرا َهـــا‬ ‫ـف احلجــ َ‬ ‫كـشــ َ‬
‫ـبي ووفـــني‬ ‫فـاقـبـــل جـــواري يـــا نــ ُّ‬
‫وار ِو ُفـــــــ َؤا َد ًا َع ِ‬
‫ــاشــ َقــــ ًا أ َّواهـــــ ًا‬

‫‪-51 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا روح روحي‬


‫ـــدا‬ ‫َ‬
‫عـلـيـك الـلـ ُه يـا نــوراَ َب َ‬ ‫َصـلـــى‬
‫ـم وأشـرقَـا‬ ‫ِ‬
‫الذات القديــ ِ‬ ‫من حـضـــر ِة‬
‫روح روحــي يــا حيـــاتي وغـايـــتي‬ ‫يـــا َ‬
‫العــوالِــــم َ‬
‫والـبـ َقــــا‬ ‫يـــا نــــور أنــــوا ِر َ‬
‫ـاب ُمـشـتـــاقٌ يــرو ُم تـكـرمــ ًا‬ ‫بـالـبــ ِ‬
‫الثبـات مـحـقـقـا‬ ‫ِ‬ ‫ـاب مع‬ ‫رفـع احلـجــ َ‬ ‫َ‬
‫يـــا ســـر ســري يـا مـنـــاي ومـنـيـتي‬
‫بـكـأس مـن يـداك مـعـتـقـا‬ ‫ٍ‬ ‫ُجـد لـي‬
‫أنــخـــت رواحـلـي‬ ‫ُ‬ ‫إنـي بـبـابـك قــد‬
‫فـأغـــث بـرحمـات الشـفـاعة معـتقـا‬
‫أنا ال أضــــا ُم وأنـت أمـلي يف غَ ـــدي‬
‫يا رحـمــ َة الرحـمـــنِ يف يـــو ِم الـ ُّلـ َقـــا‬
‫أنــا يف حماك ومن ســـواك يـجـيرنـــي‬
‫ـت األهــ ُ‬
‫ـوال يا بـحــ َـر الـ َّنـ َقـا‬ ‫إن هـالــ ِ‬
‫ــــري‬‫ســـر َس َ‬ ‫ٌ‬ ‫صـلى عـليك الـلـه يـا‬
‫ـشـ ِرقَــا‬ ‫يـــا كـــن َز نـــــورٍ بـاجلـاللــ ِة ُم ْ‬
‫عرش الفـــؤا ِد قد استـــوى‬ ‫حبيب على ِ‬‫ٌ‬
‫ـمــا‬ ‫ـك َ‬ ‫وتـح َّ‬
‫تـمـلـك قــلـبـي حــ ُّبــه َ‬

‫‪-52 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـسـ ِنـ ِه‬


‫األقـمــارطـلـعــ ُة ُح ْ‬
‫َ‬ ‫قـد أخجـلَ‬
‫هــو البـــد ُر يف ُح َلــلِ الضيـــا ِء َّ‬
‫متم َمـــا‬
‫جـنـونـــي بـه عــــ ٌز وإن ال َم َعــاذلـي‬
‫ـمــــا‬‫ـد ُح طـــــ َه والكـيـــانُ ُم َه َّـي َ‬ ‫وأَمــ َ‬
‫ٍ‬
‫مـحـمـد‬ ‫مـدح‬
‫فـاض دمعي عند ِ‬ ‫فإن َ‬
‫ـمـا‬‫جـدي وقـلـــبي ُمـ َت َّي َ‬ ‫ـبر عـــن َو ِ‬ ‫يعــ ُ‬
‫دعــونـي لـمـحـبــوبـي فـإني مـغـر ٌم‬
‫ـمــا‬ ‫لعـــل عـيـونـــي يف ِض َـيـــا ُه ُتـ َنـ َّع َ‬

‫‪-53 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫القمرية‬
‫ـكـا َمــــلَ ُنــــو ُر ُه‬ ‫َمـــا لِــي أرى َبــــ ْد َر ًا َت َ‬
‫ـــال ُت‬ ‫والـنـجـــم فـــوقَ َجـ ِبـيـ ِنـ ِه َه َ‬‫ُ‬
‫الـجـــالَ ِة شَ ا َمــــةً‬ ‫يعـ ُلـــو ُه من ُحـلـــلِ َ‬
‫ـضــ ِ‬
‫ـرات‬ ‫حل َ‬‫تكـســـوا َج َما ًال ِمن َســـنا ا َ‬
‫أغـصـا ُنــــه‬ ‫ـت َ‬ ‫مـــا لـلـوجـــو ِد َتـمايـلــ ْ‬
‫ات‬‫ـلــو ِ‬ ‫ـاك فـــي َص َ‬ ‫ـرش واألمـــ ُ‬ ‫والعـــ ُ‬
‫ـت‬ ‫ـكـحـلـــ ْ‬ ‫ـت و َت َ‬ ‫ما للـسـمـــا ِء َتـزيـنــ ْ‬
‫ـات‬‫ـــابـــ ًا يف َسـ َنــــا َهـيـبـــ ِ‬ ‫وأرى ِش َه َ‬
‫ٍ‬
‫ـوكـــب‬ ‫جتـمـعــــت يف َم‬
‫ْ‬ ‫مــا للطيــو ِر‬
‫ِ‬
‫ــادات‬ ‫الـس‬ ‫ـــد َس ِ‬
‫ـيــد َّ‬ ‫تـشــدو بـمــولِ ِ‬
‫مــا لـلـزهــــو ِر َتـلـونـــت أورا ُقـهــــا‬
‫ات‬ ‫ـــر ِ‬ ‫ـت َتـشـــدو لَــــه َع َ‬
‫ــط َ‬ ‫ـمايـ َلــ ْ‬ ‫و َت َ‬
‫ـت‬ ‫ـت َو َتـزيـنــ ْ‬ ‫ـان َتـ َفـتحــ ْ‬ ‫مـــا للـجـنــ ِ‬
‫ات‬ ‫ــــار ِ‬
‫ـس واألنــــــوا ُر فـــي شَ َ‬ ‫واألنـــ ُ‬
‫ـــر َم ٍة‬
‫ـــرف و َم ْك ُ‬ ‫بــال مـــك َة يف شَ ٍ‬ ‫مــا ُ‬
‫ِ‬
‫ورايـــات‬ ‫ـت َي ْعــ ُلـــ ُوه إجـال ًال‬ ‫والـبـيــ ُ‬
‫هلل شَ ـرفَــ َنـــا‬ ‫رســـول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الـقـــول أنَّ‬
‫ـات‬ ‫يف َهـيـــئ ِة الـقُـــدس ممــدو ٌد بـبركَ ــ ِ‬

‫‪-54 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ــاء الكــون مـولـــد ِه‬ ‫أض َ‬


‫ـــر أ َتا َنــا َ‬
‫َـم ٌ‬‫ق َ‬
‫وآي ِ‬
‫ــات‬ ‫ـاب َ‬ ‫ِ‬
‫الـذات بكـ َت ٍ‬ ‫من حـضـــر ِة‬
‫ـل عـلـى طــــ َه َوبـلـغــ َنــا‬ ‫رب َص ِّ‬ ‫يــا ِ‬
‫ِ‬
‫بـروضـات‬ ‫ـت وسـالمـــ ًا‬ ‫ز َِيـــار َة الـبـيــ ِ‬
‫هلل أحـمـدنــا‬ ‫رسـول ا ِ‬
‫َ‬ ‫وأقـــرئ السـال َم‬
‫ـد ِ‬
‫ايـات‬ ‫ـور ال ِه َ‬‫بـحـــ َـر الـكـــرام ِة مـنشــ َ‬
‫وصـل الـوصـــلَ أدركـ َنـا َبـطـلعــتـ ِه‬ ‫َوأَ ِ‬
‫ات‬ ‫ــر ِ‬
‫ـظ َ‬ ‫ـود و َن َ‬ ‫ني بـشهــ ٍ‬ ‫وكـحـــل العـــ َ‬
‫ـوض‬ ‫وأروي فــؤادي وأوردنــي علــى حـ ِ‬
‫ـات‬ ‫اس ِ‬‫ـك َ‬ ‫ـســ َقي ِب َ‬ ‫املـــصطفى عـنـده ُي ْ‬
‫ـد للـ ِه وصــال ًة عـلى طــــــ َه‬ ‫والـحـمــ ُ‬
‫ــاعــات‬ ‫ـط َ‬ ‫بخـ َتـا ِم َنـ ْظــــ ٍـم ووفـقـ َنـا لِ َ‬‫ِ‬

‫‪-55 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ربــــيـــع الــنــور‬
‫السعـد وا ِدي َنـا‬
‫ُ‬ ‫وزار‬
‫ـد َنـا َ‬ ‫سـع َ‬‫ربـيـع الـنـو ِر أَ َ‬‫ُ‬
‫رسـول اللـ ِه َهـادي َنـا‬‫َ‬ ‫ـد َنـا‬
‫أحـم َ‬
‫الـس ُـر َ‬ ‫وكانَ ِ‬
‫ـــراك يـا قَـلـ ِبـي فـقـد ِنـلـ َنـا أ َمـا ِني َنـا‬ ‫ـش َ‬ ‫فيا ُب ْ‬
‫مـحـمــد طـبي ونـو ُر الع ِ‬
‫ني َياسي َنـا‬ ‫ٍ‬ ‫َـمـ ْد ُح‬‫ف َ‬
‫بـاسـم بـاريـ َنـا‬ ‫ِ‬ ‫سـبح‬
‫أرى األكـوانَ يا طـ َه ُت ُ‬
‫ـمـال َينج ِلي َعـي َنـا‬ ‫ويـبدوا فـي ُمـحـيا َهـا َج ٌ‬
‫وجـ َه َياسي َنـا‬ ‫ـل ُي َغـاز ُِل َ‬ ‫فـهـذا الـبـد ُر ُمـكـ َت ِم ٌ‬
‫ـل ُيـغـ ِر ُد َمـ ْد َح َهـادي َنـا‬‫ـنشـ ِغ ٌ‬ ‫الـطـير ُم َ‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫ــل َل ُنـو ُر ُه ِفـيـ َنـا‬ ‫َــمــر َت َ‬
‫ٌ‬ ‫رســول اللـ ِه يـا ق‬
‫ُ‬
‫َـمـر ويا َطـــ َه َوي ِ‬
‫ـاسـي َنـا‬ ‫ـول اللـ ِه يا ق ٌ‬ ‫رســــ ُ‬
‫هلل شَ ـرفَـ َنـا وأشـــ َـرقَ ُنـو ُر ُه ِفـيـ َنـا‬ ‫ـول ا ِ‬‫رســ ُ‬
‫الياء ِ‬
‫والسي َنـا‬ ‫القلب يف َط َر ٍب َي ُض ُّم َ‬ ‫ُ‬ ‫َص‬ ‫فرق َ‬
‫ـلب من َط ٍاء ُتعـا ِنـقُ َه َ‬
‫ـاء َها ِدي َنا‬ ‫اب القــ ُ‬ ‫َ‬
‫فط َ‬
‫إشارات تـنـاديـنـا‬‫ٌ‬ ‫ونـــون الـنـــور مع قـــاف‬
‫أحمد َنا ونـشـكـر فـضـلَ َباريـ َنـا‬ ‫جنم ِ‬ ‫لنشهـد َ‬
‫َ‬
‫ني ياسي َنا‬‫ـالل َجـب ِ‬ ‫ُـر ِس أط َفـأ َهـا َج ُ‬ ‫فـنا ُر الـف ْ‬
‫ني والـري َنـا‬‫ني أحـمـدنـا أزاح الغـ َ‬ ‫فـنـو ُر جـبـ ِ‬

‫‪-56 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وأنت ال ُنو ُر يف َعيني‬ ‫النبض يف قلبي َ‬ ‫َ‬ ‫ـت‬


‫ملكـ َ‬
‫يف احلش ِــر أدركنــي يا شَ ـ ِفيعي ويــا َض ِميني‬
‫والـدمـع يف الع ِ‬
‫ني‬ ‫ُ‬ ‫وقــل يـا َر ِّب َم َّـد ِ‬
‫احـي أتى‬
‫اسي َنا‬ ‫ـالل َي ِ‬
‫رب شَ ـفـعـني ِب ِسـر َج ِ‬ ‫وقـل يا ِّ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫ويـدخـل يـده بـيـدي ويـشهـــد وجـ َه َبـار ِيـ َنـا‬
‫الكف يكونُ ُ‬
‫اهلل َســا ِقي َنا‬ ‫ـرب من َص َفا ِ‬ ‫ويشــ ُ‬

‫‪-57 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الجـوهـرة‬
‫ـون َبــ َهـــــ َ‬
‫ـاك‬ ‫ـدى لـلـ ُعــيـــــ ِ‬ ‫لـــو َت َـبـــ َّ‬
‫الـوجـــــو ِد قَـ ِبيـحــــ ًا‬ ‫ال تـــرى يف ُ‬
‫ـد ْت ذر ٌة ِمـــــــن ِضــيـــــ َ‬
‫ـاك‬ ‫أو َبــــــ َ‬
‫الــزمــــان َمـ ِلـيـحـــــ ًا‬
‫ِ‬ ‫ـــر‬
‫ــــار ُم ُ‬ ‫َص َ‬
‫ـم َ‬
‫ــاك‬ ‫ـسـمـــ ٌة ِمـــن َس َ‬ ‫ـت ِن َ‬ ‫ـجـلـــ ْ‬ ‫أو َت َ‬
‫ـيـحـــ ًا‬
‫كـــر ُه َتـسـ ِب َ‬ ‫دنـــدنَ الكـــونُ ِذ َ‬
‫اك‬ ‫ـذ َ‬ ‫ـم بـالــوجـــــــو ِد شَ ــــ َ‬ ‫أو َتـ َنـســــ َ‬
‫يـحــــ ًا‬ ‫ـطـــر ًا َو َمـ ِل َ‬
‫ـــار َربْ َـعـــ ًا ُم َع َ‬ ‫َص َ‬
‫ـاك‬ ‫ـوب ِعــــ ـ ِّز ر َِضـــــ َ‬ ‫ـدلـــى ثَـــــ ُ‬ ‫أو َت َ‬
‫ِيـحـــ ًا‬
‫اك َطر َ‬ ‫ـــو َ‬
‫غـــاب قَـــلبي يف َه َ‬ ‫َ‬
‫أراك‬ ‫ـون َ‬ ‫لــي رجـــــــــا ٌء بـالــعـــيـــــ ِ‬
‫حـيـحـ ًا‬
‫َ‬ ‫ـاب َص‬ ‫ـجــ ِ‬ ‫ـش ٍف ِ‬
‫للح َ‬ ‫ـد كَ ــ ْ‬ ‫بعــ َ‬
‫ـــاك‬ ‫ـم َســ َن َ‬ ‫ا يف نـعــيــــ ِ‬ ‫ـم َو ْصــــ ً‬ ‫ُثــ َّ‬
‫ـيحـــ ًا‬
‫َـس َ‬ ‫اك ف ِ‬ ‫ـــم َ‬ ‫ــــو َار ًا يف ِح َ‬ ‫بـــل ِج َ‬ ‫ْ‬
‫اك‬ ‫ــد َ‬
‫ـسى الـوجــــو َد َن َ‬ ‫ِيـمــ ًا كَ ــ َ‬
‫َيـــا كَ ـر َ‬
‫ِيـحـــ ًا‬‫فـــاض عـ َ َطــــاؤه َتـصـر َ‬ ‫َ‬ ‫ثـــم‬
‫َ‬
‫رب صـلـــي عــــلى رســــول هــــداك‬
‫مـــا تـغـــنى بالـمـديـــح فـصـيـحــــا‬

‫‪-58 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الشمائل واألنوار‬
‫ـل والـخـصــ ُ‬
‫ـال‬ ‫تـجـمـعـــت الـشـمـائــ ُ‬
‫ـم ِ‬
‫ــــال‬ ‫لـطــــه أحــمــــد بــحـــ َـر َ‬
‫الـك َ‬
‫الـجــــ ِ‬
‫ـال ِر َدا ُء ُنــــــورٍ‬ ‫ـن َ‬ ‫عـلـيـــه ِمــ َ‬
‫ـم ِ‬
‫ـال‬ ‫ـذاك عـلـيــ ِه ِمـــن ُحـ َلـــلِ ا َ‬
‫جل َ‬ ‫كــ َ‬
‫ـت‬ ‫ـوت ُج ِ‬
‫ـم َـعــ ْ‬ ‫ـكــ ِ‬ ‫ـك واملَـ َل ُ‬
‫ِب َحـــا ُر املُلـ ِ‬
‫ـنـطـ ِقــــ ِه ُيــ َقـــــال‬‫ـد َم ِ‬ ‫بـوحــ ٍـي عـنــ َ‬
‫ـط‬ ‫ـبـس ِ‬
‫ـت ِب ْ‬ ‫ـوف ُمـحـمــــ ٍـد ال َنــ ْ‬ ‫ُكــفُــ ُ‬
‫الـج َـبـــ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـاح َعـــلى ِ‬ ‫ـواد كَ ـالـرِيــ ِ‬ ‫َجـــ ٍ‬
‫ـحـمــــد َيـبـــدو َسـ َنـا َهــــا‬ ‫ٍ‬ ‫ُع ُـيـــونُ ُم‬
‫ـال‬‫ـا ِمــ َثــــ ِ‬ ‫ـل بـالـعـيــــ ِ‬
‫ـون ِبــ َ‬ ‫ـحــ ٌ‬ ‫َو ُك ْ‬
‫كَ ـــــأنَّ َجـ ِبـيـنــــــه ِمــــــرآ ُة نـــــــورٍ‬
‫ـال‬ ‫ـمــ ِ‬‫الـج َ‬
‫ـال مـ َـع َ‬ ‫الـجــ َ‬ ‫تـــرى فـيـــه َ‬
‫ـد َســــ َّوا ُه َربـــي‬ ‫ألحــمــــ َ‬
‫َ‬ ‫ـت‬ ‫ـجـبْــ ُ‬ ‫َع ِ‬
‫ـال‬ ‫ـمـــ ُه فـــي خـــي ِر َحــــ ِ‬ ‫ـدع َنـ ْظ َ‬
‫وأبـــ َ‬

‫‪-59 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الموا غرامي‬
‫ـــن ُجـــ ُنــو ِنـي‬ ‫قَـالُــوا بِــأنَّ ِفـيـك ُج َّ‬
‫ـوع ُجـفُــو ِنـــي‬‫ـم عـنـــي ُد ُمــــ ُ‬ ‫أَنْ َـبـأ ُهـــ ْ‬
‫ـي و َمـــا َدروا‬ ‫ال َمـــــوا غَ ــــرا ِمي َيـــا َنـبــ ُ‬
‫ـب ُعــ ُـيو ِني‬
‫وأنت ُن ْصــ ُ‬
‫ـك َ‬ ‫شَ ْـو ِقـــي إليـ َ‬
‫ـابـ ِتـي‬ ‫ـذاقَ َص َـب َ‬ ‫َيـــا لَـيـ َتـهـم ذَا ُقـوا َمــ َ‬
‫ـظـروا لكـــم ِبـعـيـونـي‬ ‫يـــا لـيـ َتـهـــم َن َ‬
‫ـكـمـ ً‬
‫ال‬ ‫ـال ُم َ‬‫ـم ِ‬ ‫جل َ‬ ‫ـم ا َ‬‫لو شَ ا َهـدوا َنـ ْظـــ َ‬
‫ــذرونـــي‬ ‫أبـصـــ ُـروا َو َجـ َنـا َتـــه َع َ‬ ‫لـــو َ‬
‫ـمـــا‬ ‫ـنـس َ‬ ‫الح َعــنـبــ ُـر كَ ــ ِفّــــ ِه َو َت َ‬ ‫إن َ‬
‫ـا شُ ــ ْـر ٍب و َمـــا َل ُمـو ِنـي‬ ‫ـكـــ ُـروا ِبــ َ‬ ‫َس ِ‬
‫ال َبـرا ِق َـعـــا‬ ‫ـم ِ‬ ‫جلــ َ‬ ‫إِ ْن َرفَــ َـع َعــن وجــ ِه ا َ‬
‫ـك َيانُ وذاك ِســ ُـر ُجـنـو ِنـي‬ ‫ـن الــ َ‬‫ـكــ َ‬ ‫َس َ‬

‫‪-60 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الـلـه يـعـلـم‬
‫ـح ْـرقَـ ِتـي‬ ‫ـم َيـا َحـ ِبـيـ ِبي ِب ُ‬ ‫اللـ ُه َيـ ْعــ َل ُ‬
‫ـــد ُه أَ ْع َـيـــا ُه‬ ‫ـــب قَــلْ ٍ‬
‫ـــب َو ْج ُ‬ ‫َولَـ ِهـيْ ُ‬
‫بـمـقْـلتـي‬ ‫ـل ُ‬ ‫ـسـيــ ُ‬ ‫الـد ْمــ ُـع ِمـ ْد َر َار ًا َي ِ‬ ‫َو َ‬
‫ـــل َر َجـــا ُه‬ ‫ـــل ُفــــ َؤا َد ًا أَ َ‬
‫نـــت ُك ُّ‬ ‫أَ ْو ِص ْ‬
‫ا‬‫ـمــ ً‬ ‫ـال ُم َ‬
‫ـك َّ‬ ‫ـمــ ِ‬ ‫جل َ‬ ‫َد ْع ِني أَ َرى ُح ْس َن ا َ‬
‫الـبـــ ْد ِر الـــذي أَ ْه َ‬
‫ـــوا ُه‬ ‫يف َطـــلْ َع ِة َ‬
‫ـاف ُجـ ْد ِلُـ َت ٍ‬
‫ـيـم‬ ‫ـط ِ‬ ‫ـب ا َأل ْع َ‬ ‫ـاحــ َ‬ ‫َيـا َص ِ‬
‫ـــرو ُم ِس َ‬
‫ـــوا ُه‬ ‫هـــوى َج َمالَ َ‬
‫ــك ال َي ُ‬ ‫َي َ‬
‫نـب‬ ‫ـمـ ْذ ٍ‬ ‫ــدو ُم لِ ُ‬ ‫ـك َل َي ُ‬ ‫إِ ْن كَ ــانَ َو ْصـ ُل َ‬
‫ْــــوا ُه‬
‫ـخـ َتـــا ُر ال أق َ‬ ‫ـــر َيـــا ُم ْ‬ ‫ـج ُ‬ ‫فَال َه ْ‬
‫العـ َنـــا‬ ‫ـي ِب َعـ ْطـ َفــ ٍـة َتْـ ُلـــو َ‬ ‫ـن َعلـ َّ‬ ‫َوا ْمــ ْ ُ‬
‫أنــت ُم َنـــاه‬‫أنــت َ‬ ‫ـــد ًا َ‬
‫ـــب ْر ُع َـبـيْ َ‬ ‫اج ُ‬ ‫َو ْ‬

‫‪-61 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا نور العيون‬


‫ـك َصـ ـ َلى‬ ‫ـون َعـلـيــ َ‬ ‫ـور الـ ُع ُـيــ ِ‬
‫يـــا نـــ َ‬
‫ـك ِ‬
‫الـكـــــرا ِم‬ ‫والـمـ َلــ ُ‬
‫ـرش َ‬ ‫إلـــ ُه الـعـــ ِ‬
‫ـمـــرِي‬ ‫أوقـفـــت ُع ْ‬‫ُ‬ ‫هلل قـــد‬ ‫رســــول ا ِ‬
‫َ‬
‫ـك ِ‬
‫الـخـتـا ِم‬ ‫ـك أَرجتـــي ِمـســ َ‬ ‫ـمـ ْد ِحــ َ‬ ‫لِ َ‬
‫أبـــا الـزهـــرا ِء أكـ ِر ْمـــني وزرنـــي‬
‫أكـرمـــني وزرنــي ولــو حتــى مـنـــام‬
‫كـــنت َيـومـــ ًا‬
‫ُ‬ ‫رســـول اهلل هـــل لـــو‬‫َ‬
‫ـف اللـثــــام‬ ‫َمـشُ ـوقَـ ـ ًا هـــل سـينكشــ ُ‬
‫الـبــــدر الـبـهـــي‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ذلـــك‬ ‫وأشـهـــــد‬
‫ُ‬
‫الـظـــا ِم‬ ‫ن ِمـصــ َ‬
‫ـباح َ‬ ‫كَ ـحـيـــلَ َ‬
‫العـــ ِ‬
‫ـد َطـــــــ َه‬ ‫ـب تـــأدب عـنــ َ‬ ‫فـيـــا قـلـــ ُ‬
‫اتـــل الـســـــا َم‬‫ــــــل َوالــــ َت ِز ْم َو ُ‬
‫ِّ‬ ‫َو َص‬
‫وقــــل يـــا ســيـــد ًا دنيـــا وأخــــرى‬
‫فَـأكـر ِمــــني وزرنـــي يف الـمـنــــا ِم‬
‫الـحـــي أنـــي‬ ‫وحـاشـــا يـــا كــــرا َم َ‬
‫أضـيــــ ُـع ِبـحـبـكـــم أنـتــــم ِك َ‬
‫ـــــرام‬

‫‪-62 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وسيلة الملهوف‬
‫أحــمـــد رســــول الـلــه‬ ‫ـل َعـلـــى‬ ‫رب َصـــــــــ ِّ‬ ‫َيـــا ِّ‬
‫ِ‬
‫ســـول الـلـــه‬ ‫ـســـن َر‬
‫َ‬ ‫ُح‬ ‫ـي ألشهـــد‬ ‫حجابـ َ‬
‫واكشــف َ‬
‫قــمـــــ ٌـر فـمــا أبــهــــاه‬ ‫هـــ ــذا مـقــــ ــام رضــــ ــاه‬
‫الـمــ َنـى والـلــــه‬ ‫بـلـــغ ُ‬ ‫َ‬ ‫مـــــــن زاره بــشــــــــــراه‬
‫والـفـــرج فـي ُيـمـنـــــاه‬
‫ُ‬ ‫يـ ــا جــ ــار مــ ــن يـهـــ ــواه‬
‫عــلـيـك صـــلـى الـلــــه‬ ‫يـــا رحــمـــــة مــهــــــداة‬
‫سـنـدي شـفـيع وضمـني‬ ‫هــــذا الـــنـبـــي الــزيــــن‬
‫طـــــــه رفـيــع الــجـــاه‬ ‫جــــد احلـســـن وحـســـن‬
‫يف روض نورعلــــى نـــــور‬ ‫ـت بـحــ ـ َـر حـضـ ــور‬ ‫ونـزلـ ـ ُ‬
‫الـحـــبـيـب أزور‬
‫َ‬ ‫جــئـت‬
‫ُ‬ ‫بـلـ ــغ الــفـــــ ــؤا ُد ُمــ َنـــاه‬
‫كـرمــ ـ ًا عــلــ ــى الـــزوار‬ ‫وتـجــلـــــت األنــــــــــوار‬
‫ني ضـــيـــاه‬ ‫وبـدا جــبــ ُ‬ ‫وارتـفــعــــ ــت األسـتــ ــار‬
‫جــــد ًا ذاب‬
‫َ‬ ‫والــقــلــب َو‬
‫ُ‬ ‫ـراب وطــــــاب‬ ‫دار الـشـــــ ُ‬
‫وجــــ ُه رســـــول الـلـــه‬ ‫وبــــدا بـغــــــير حـجــاب‬
‫ــرولــت أســعـى إلـيـه‬ ‫ُ‬ ‫َه‬ ‫ووقـــفــــت بـــــن يـديـــه‬
‫بـحـــر ِحــمــاه‬
‫َ‬ ‫ونـزلـت‬
‫ُ‬ ‫نــظــ ــرت عـيـ ــوني إلـ ــيه‬

‫‪-63 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـاض وزاد‬‫والــنـــ ــو ُر فَــــ ـ َ‬ ‫ـبي وجــــاد‬


‫ـف الـنــ ُ‬ ‫عــطـــ َ‬
‫والـقــلـــب َ‬
‫نـــال مــنــاه‬ ‫ُ‬ ‫والـــــــورد صــــــــار ودادا‬
‫نــــور مــشـكــاتـــي‬ ‫َ‬ ‫يـا‬ ‫نـــادتـــ ــه عــــــبراتـــ ــي‬
‫أنــت الــرجـــا والـجـــاه‬ ‫نـــظــــــــرة لـــزالتـــــــي‬
‫يـــا وسـيـلــ َة الـمـلهـوف‬ ‫جـئـنــــا إليـــك ضيـوفـــــا‬
‫ِ‬
‫عــطـف الـلــه‬ ‫يـا كـــــن َز‬ ‫يـــــا رحـمـــــة ورؤوفـــــــا‬
‫يـا صـــفــــــو َة الــبــاري‬ ‫ـت أشـعـــــــاري‬ ‫أخـجــلـــ َ‬
‫ـور عــــ ِ‬
‫ـرش الـلـه‬ ‫يـــا نـــــ َ‬ ‫يــــا ســــــره الــســــــاري‬
‫فــرجـي لـدى األكــــدار‬ ‫أن ــت الـحـ ــمى والـجــ ــار‬
‫وأغـــث بــحـــق الـلـــه‬ ‫خـذنــــي مــــن األغـيـــــار‬
‫والــــنـــــو ُر نــــادانـــي‬ ‫ـد أعــيـانـــــي‬‫الــــوجــــــ ُ‬
‫يـا حــبـــلَ َوصــلِ اللــه‬ ‫ـرت خـــالنـــي‬ ‫فـهــجــــــ ُ‬

‫ ‬
‫‪-64 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الــــوتـريــة‬
‫ـوص بـلـــوا ِء عـــ ٍ‬
‫ـزة‬ ‫أنــا الشا ِفــ ُـع الـمخصــ ُ‬
‫ـــــوارِي‬ ‫والـرســل جـمـعـ ًا يف ِظ َ‬
‫ـــل ِل ِج َ‬ ‫ُ‬
‫ـارج الـهـدى‬ ‫ومع ُ‬ ‫ـاق َ‬ ‫ـد والـميـثــ ُ‬ ‫أنا العـهــ ُ‬
‫أســـــراري‬
‫َ‬ ‫واللـــ ُه أســــرى يف الــــورى‬
‫ـم والـــضحى‬ ‫أنا الفـجــ ُـر ِ‬
‫والـســـ ُّـر املُـ َتـمــ ُ‬
‫ـــم َداري‬ ‫الـم َـع َ‬
‫ــظ ُ‬ ‫والـبـلــد ُ‬
‫ُ‬ ‫الـشـمـس‬
‫ُ‬ ‫أنـا‬
‫ـداة غَ ـوثَــ ًا إلــى الـــورى‬ ‫أنــا الرحـــم ُة املُهــ َ‬
‫الـجـاري‬ ‫ـمــوت الـو َِص ِ‬
‫ـــال َ‬ ‫ِ‬ ‫ـيـط َر َح‬ ‫ـح ُ‬ ‫َو ُم ِ‬
‫األرواح و َمـ َقـــــا ُم َوصـ ِلـ َهــــا‬ ‫ِ‬ ‫أنا ِقـبْـ َلــــ ُة‬
‫والـكـوثـر الـمـذكــو ُر ريــانُ أنـهــــــاري‬ ‫ُ‬
‫ـرقان يف حـضـــر ِة الـبـــاري‬ ‫أنــا خـــلو ُة الفــ ِ‬
‫س أنــوا ِر الصفا أنظاري‬ ‫ـت يف أُنْ ِ‬ ‫ـمــ ْ‬ ‫و َتـ َن َـع َ‬
‫النجم إذ هـــوى‬ ‫ُ‬ ‫أنــا الشــمس وضحاها أنا‬
‫أنـا الـنـور يف حـلـل الـكـمـال الـســـاري‬
‫ـون وقــــاف بـــا مــــرا‬ ‫أنـــا الـنـــو ُر يف نـــ ِ‬
‫الـكـوكـب الـــدري يف رمـ ِز أطــواري‬ ‫ُ‬ ‫أنـــا‬
‫ـد الـمـشـهــــو ُد ِمـــرآ ُة ٍ‬
‫آيـة‬ ‫أنـــا الـشـاهـــ ُ‬
‫ـص أذكـــاري‬ ‫املمدوح يف َنــ ِ‬
‫ُ‬ ‫أنــا املصطفى‬
‫أنــا الناصـ ُـر املنصــو ُر والكهـــف واحلمــى‬
‫أنــصــــاري‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫واألمــــالك مـن‬ ‫والـــــروح‬
‫ُ‬

‫‪-65 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫النورانية‬
‫يــا درة قــبــل الـــوجــــــود تـــألألت‬
‫والـكـــون يف عـمـأ العـــمى الـروحـاني‬
‫الـقــديــم ولـم تـــزل‬ ‫ِ‬ ‫يـا أحـمــد األزل‬
‫ِ‬
‫الـمـشـهــد الـنـورانـي‬ ‫مــــرآة حـســنِ‬
‫الـجـمـال مطــرز ًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رحـمــوت‬ ‫يـــا كــنز‬
‫فـرقـــان الـثـنـا الـرحـمـانـي‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بـلـسـان‬
‫صـلـىعــلـيـكالـلـــ ُهجـــلَ َجــاللُــه‬
‫فـجـــر أنــــــوا ِر الـضـيـا الـربـانـي‬ ‫َ‬ ‫يـــا‬
‫مــوســـى وعـيـسـى والـخـلـيـــل وآدم‬
‫فـــر ٌع ألصـــــلِ الـعــالــم اإلنـســانـي‬
‫َــت‬ ‫يـا نـقـطـ َة الـبـا ِء الـتي قـد أشــرق ْ‬
‫أنــس الـمنـطــق الفـرقـاني‬ ‫بـخـطـاب ِ‬ ‫ِ‬
‫آمـــنـــة تــــألأل لـلـــــورى‬ ‫ٍ‬ ‫مــــن دا ِر‬
‫ٍ‬
‫بـمـشـهـــد فــرقـانـي‬ ‫يـضــئ‬
‫ُ‬ ‫قــمـــر‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫قــدســـيـــة‬ ‫بـطــلـع ٍ‬
‫ــــة‬ ‫َ‬ ‫بـــدر أطـــلَ‬
‫ٌ‬
‫لـعــالـــم رحـمـــانـي‬
‫ٍ‬ ‫يـهـــدي األنــا َم‬
‫ـرة‬‫ـارج حـضــ ٍ‬ ‫ـســ ٍـن من معــ ِ‬ ‫مـولـــو ُد ُح ْ‬
‫ِ‬
‫األهــــوال وهـــو أمـانـي‬ ‫أمـــن مــــن‬ ‫ٌ‬

‫‪-66 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ال‬ ‫ِ‬
‫بـالـكـمـال ُمـجـمـ ً‬ ‫تــقــدس‬
‫َ‬ ‫نـــــور‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بـجــالل عــرفــان الـصـ َفـــا الـربـاني‬ ‫ِ‬
‫ـمـا‬ ‫الـس َ‬
‫ـات َ‬ ‫ـحــ ِ‬ ‫ـم َتـألأل بـني َصـ َف َ‬ ‫َنْــ ٌ‬
‫ـم الـروحـانـــي‬ ‫ـيب العـالــ ِ‬ ‫من كـــن ِز غــ ِ‬
‫مـحــمـــد‬
‫ٌ‬ ‫الـكــل فــر ٌع واألصــــ ُ‬
‫ـول‬ ‫ُ‬
‫ـف جـمالــ ِه أعـيـانـي‬ ‫ـت وصـــ َ‬ ‫حـاولــ ُ‬
‫دعـنـــي أغـني فــــي هــــواه وخـلـنـي‬
‫الـحـبيب كـيـاني‬
‫ُ‬ ‫دعــني فـقـد َ‬
‫مـلك‬
‫ـبيب ومـرحـبـ ًا‬ ‫ا يـا حــ ُ‬ ‫ا وسـهـــ ً‬ ‫أهــ ً‬
‫ا بـبـــدر الـمـشهـــ ِ‬
‫ـد الـنــورانـــي‬ ‫أهــ ً‬
‫ن وسـرهـــم‬ ‫ـاج الـمـرسـلـ ـ َ‬ ‫ا بـتــ ِ‬ ‫أهـ ـ ً‬
‫ـدق الـمـنـطـــقِ القرآنــي‬ ‫ولـســـانُ صــ ِ‬
‫ـل عـــلى الـــنبي العـدنـان‬ ‫يـــا رب صــ ِّ‬
‫قـمــ ُـر الـوجـــو ِد ورحـمـ ـ ُة الـرحـمـــنِ‬

‫‪-67 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫هذا الحبيب‬
‫ـب َتـجـلـى عـنـد زورتـه‬ ‫هـــذا الـحـبيــ ُ‬
‫وضـ ِتـــه‬‫ات َر َ‬ ‫وأشـــرقَ النـــو ُر من ُحـجــ َـر ِ‬
‫فـهــــا َم قـلـبي يـدنـدنُ باسـمــ ِه َط َـر َبـا‬
‫ـلعــ ِتـ ِه‬ ‫ِ‬
‫بـركـات َط َ‬ ‫ني مـن‬ ‫ِ‬
‫ـمـلـت العــ ُ‬ ‫َو َت‬
‫ـب‬ ‫ـج ٍ‬ ‫مـراحـم ُه كَ ـر َمـ ًا ِب َـل ُح ُ‬
‫ُ‬ ‫ـت‬
‫َـاضــ ْ‬
‫ف َ‬
‫َـيض َرحـم ِتـ ِه‬‫ـت يف كـوثـرٍ ِمن ف ِ‬ ‫فـغـرقــ ُ‬
‫هـائمــ ًا بالعـجــ ِز ُمـفـتـ ِقــ َـر ًا‬ ‫ومدحـ ُتــ ُه َ‬
‫ـــال ُرتـبـ ِتــــه‬
‫ـم ُ‬ ‫وج َّ‬
‫ــلكَ َ‬ ‫ــلطـــ َه َ‬ ‫قـد َج َّ‬
‫ـدا‬‫ـمس جتـلـــت علــى َو َجـ َنـا ِتــ ِه َوبــ َ‬ ‫شـ ٌ‬
‫ـسـمـ ِتـ ِه‬
‫َـياض َب ْ‬‫ـاسـنِ من ف ِ‬ ‫الـمـح ِ‬
‫َ‬ ‫َـم ُـر‬
‫ق َ‬

‫‪-68 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫اترك مالم الجاهلين‬


‫ـمـدا‬
‫ـح َ‬ ‫ـب ُم َ‬ ‫ـت وجـــو ٌه ال ُت ِ‬
‫ـحــ ُ‬ ‫شَ ـا َهــ ْ‬
‫فــــرح بــه األقـوامـــا‬‫ٍ‬ ‫وتـصـــد عـــن‬
‫ـدل مـــا أتـى‬ ‫ـدر يـعــ ُ‬ ‫إ ْن قـيـــلَ إنَّ الـقــ َ‬
‫وبـألـــف شَ هــــرٍ نــــوره وسـالمــــا‬ ‫ِ‬
‫ـف قـــــدرٍ يـنـجــلـي مـيـالده‬ ‫فـبـألـــ ِ‬
‫ــرف ٍ‬
‫َــــات بغــــي ِر َمـال َمـــا‬ ‫ِ‬
‫وبـألـــف َع َ‬
‫ـمـت‬
‫ـظ ْ‬ ‫الـقـــد ُر مـــن قَـــد ِر الـــنبي َت َع َّ‬
‫ِ‬
‫العـرفـــات عـــنه متـامـــا‬ ‫ُ‬
‫ومناســـك‬
‫ن َو ِهــ ْ‬
‫ـم بـــه‬ ‫اتـــرك مـــا َم الـجـاهـلــ َ‬
‫وافـــرح بـأحـمـــد الـــنبي غَ َ‬
‫ــرا َمــــا‬

‫‪-69 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫عيد المحبوب‬
‫ـد حـبـيـبهـــم‬‫قـالــــوا بـــأن الـيــــو َم عـيــ ُ‬
‫فـقـلـت حـبـيـبي فـاقَ قـيـمـ ُتـه الـدهـــر‬
‫ُ‬
‫ـوب قــد اســتوى‬‫ـرش القلـ ِ‬ ‫ـب علــى عـ ِ‬ ‫حبيـ ٌ‬
‫فـــوضـــت األمـــــر‬
‫ُ‬ ‫تـمـلـكـنـي وإلــيـه‬
‫حـبـيـبـــي وأشـتـا ُقـــه وهـــو حـاضـــري‬
‫وكـ ِلي بـه يــحـيــا وأفــديـه بـالـعــمـــر‬ ‫ُ‬
‫فـــإن حـبـيـــبي أحـمـــد وهـــو شـافـعـي‬
‫وهـــو الـــوسيلة عند حـشـــري والـنـشـــر‬

‫‪-70 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫القمر المنير‬
‫ٍ‬
‫ـطـيـبــة‬ ‫الـقـمـــر الـمـ ِنــ ُ‬
‫ـير ِب‬ ‫ُ‬ ‫يـــا أيهـــا‬
‫ـور الـفــــؤا ِد َسـال َمــا‬‫ـك يـــا نـــ َ‬ ‫أهــديــ َ‬ ‫ِ‬
‫ــداده‬ ‫ـال ِم َ‬‫ــم َ‬ ‫والـك َ‬‫فـضـل َ‬ ‫ٍ‬ ‫بــحــر‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ـردوس أَنـــ َ‬
‫ـت إِ َمـا َمــــا‬ ‫يـــا زيـنــ َة الـ ِفـــ ِ‬
‫ـاع َهـا‬ ‫ـب شُ َع ُ‬ ‫ـمس ال يغـيــ ُ‬ ‫ـور شــ ٍ‬ ‫يـــا نــ َ‬
‫رت يـــا قـمـــ َـر الــ َـورى أفـ َهـا َمــــا‬ ‫َحـــ َّـي َ‬
‫الـمعـــار ِِف كـلهـــا‬ ‫ـان َ‬ ‫ن ُفـرقـــ ِ‬ ‫يـــا عـــ َ‬
‫ـال مـدامــا‬ ‫ـد الوصــ ِ‬ ‫يـــا سـاقـيــ ًا شَ ـهــ َ‬
‫ـير لـحـضــ ٍ‬
‫ـرة‬ ‫ـان يـشــ ُ‬ ‫ـم عـرفــ ٍ‬ ‫يـــا ِنـجــ َ‬
‫اإلنعــا َمــا‬
‫ـنزل َ‬ ‫يـهـــدي األنـــا َم لـمــ ِ‬
‫ـدح ُكـم‬ ‫ـم ِ‬ ‫حـبيب ِب َ‬
‫ُ‬ ‫خلــويــد ُم يا‬ ‫هـا َم ا ُ‬
‫ٍ‬
‫بـــروضة و َم َقـا َمـــا‬ ‫الـجـــوار‬
‫َ‬ ‫يـرجـــوا‬
‫ثـــم الـشــفــاعــــة يـا نـبـــي ومـــنزل‬
‫ِكـرا َمــــا‬ ‫ِ‬
‫ــــردوس واإل َ‬ ‫فـــي ِعــــز ِة الـ ِف‬

‫‪-71 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الـنـجـمـيـة‬
‫بـعــد قـــــرآن‬
‫َ‬ ‫بـمــدح‬
‫ٍ‬ ‫مــاذا ُيـ َق ُ‬
‫ــال‬
‫ـان‬ ‫ـم ُيـتـلى بـترتـيــ ٍـل و ِت َ‬
‫ـبـي ِ‬ ‫بـالـنـجــ ِ‬
‫ـم اللـ ُه ِخـلْـ َقـ َتــه‬ ‫هــذا الـرســــ ُ‬
‫ـول أ َت َّ‬
‫ـمــ َلـ ُه ِمـن ُق ِ‬
‫ـدس َرحـمــنِ‬ ‫كَ ــ َ‬
‫ـذاك َج َّ‬
‫ـوب احملَ ِ‬
‫اســـنِ يعـ ُلـــوه وال عـجـــب‬ ‫ثــ ُ‬
‫ـنع إنســ ِ‬
‫ـان‬ ‫إذا العـنـايــ ُة َصاغَ ــت ُصــ َ‬
‫ـوحي َم ِ‬
‫ـنطـقُـه‬ ‫ـاك ِعـصمـ ُتــ ُه والــ ُ‬
‫كفــ َ‬
‫ـرب مـنـزلــ ُه أد َنــــا ُه َد َّيـــــان‬
‫والــقـــــ ُ‬
‫شهـــد ُه‬
‫ُ‬ ‫مـظـهـــر ُه والـحـــقُ َم‬
‫ُ‬ ‫والنـــو ُر‬
‫ـدس مـجـــا ُه ِ‬
‫والـســـ ُـر ُقــــرآن‬ ‫والـقــ ُ‬
‫الـ ُّنـــو ُر ُصور ُتــ ُه والـعـفـــ ُو ِشـيمـ ُتـــه‬
‫ـدل ِمـــــي َز ِان‬
‫والـلــ ُه غَ ـايـ ُتــ ُه لـلـعـــ ِ‬

‫‪-72 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـدو ٌد‬ ‫بحــ ُـر مــن اجلـــو ِد فــ ٌ‬


‫ـياض و َمـمــ ُ‬
‫بـالـكـــر ِم مـحـمــو ٌد ِمن غَ ـي ِر ُب ْ‬
‫ـخ َـل ِن‬
‫ـد َحـالـ ُتـــه والــــود شـامـ ُتـــه‬
‫الـزهــــ ُ‬
‫ِ‬
‫لـقــرآن‬ ‫ـرش‬
‫ــاحـ ُتـه َعـــ ٌ‬
‫ـب َس َ‬
‫والـقـلــ ُ‬
‫والغـــير ُمـنْ َط ٌ‬
‫ـــرح‬ ‫ُ‬ ‫نشـــرح‬
‫ٌ‬ ‫الصــد ُر ُم‬
‫ـرح باألنـــ ِ‬
‫ـس َولـهــان‬ ‫والـســـ ُـر يف فـــ ٍ‬
‫ـم يـــا كامـــلَ الـشـيــ ِ‬
‫ـم‬ ‫يــا رحم َة األمــ ِ‬
‫ِ‬
‫إنـسـان‬ ‫ـير‬ ‫يـــا أفـضـــلَ الـ ِن ِ‬
‫عــم يـا خــ َ‬
‫يــا أيهــا العدنــانُ يــا معــدنَ اإلحــ ِ‬
‫ـسان‬
‫يــا رحمـ َة الرحمــنِ يا بـــرك َة األزمــ ِ‬
‫ـان‬

‫‪-73 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫صالة اهلل يا طه‬


‫صــــــا ُة اللــ ِه يـــا طـــ َه َســـال ِمـــي‬
‫ـدوح فـــي طــــ َه ونون‬ ‫عـــلى الـمــمـــ ِ‬
‫جلـــنون‬ ‫ــي ِم ا ُ‬
‫وقالــوا الشــوقَ مــن ِش َ‬
‫ـد عـــن ُبـ ْعـــ ٍـد تـكــون‬ ‫الـو ْجــــ ِ‬
‫و َنــــا ُر َ‬
‫فـــكيف بـحـاضـــرٍ يـهـــوا ُه قـلـــبي‬
‫ـب َوصــ َلــ ُه َد ْمــــ ُـع الـ ُعــيــــون‬ ‫ويطـلــ ُ‬
‫املدامــع وهـــو سـمعـــي‬ ‫ُ‬ ‫ُتخاطبــ ُه‬
‫وروحــــ ًا لـلـفـــــؤاد مـــع الـشـجــــون‬
‫ـجـابــــ ًا‬ ‫فـــيرفع عــن َسـ َتائـــرِه ِح َ‬
‫ُ‬
‫ـجـ ِلي ظـنـون‬ ‫ـف سـاطــــ ٍـع ُي ْ‬ ‫بــكـشـــ ٍ‬
‫ٍ‬
‫وصـــــال‬ ‫ن إلــى‬ ‫فـــيزدا ُد الـحـنـــ ُ‬
‫ـوق بـحـضـــورٍ يـكـــون‬ ‫ـف الـشــ ُ‬ ‫وكـيــ َ‬

‫‪-74 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫هواه أنار قلبي‬


‫ـار قـــلبي‬ ‫ـن َهــــوا ُه أ َنــ َ‬ ‫ـبت لِ َ‬
‫ـمــ ْ‬ ‫ـجــ ُ‬ ‫َع ِ‬
‫ـهــجـ ِتـــي وكـــذا فــــؤادي‬
‫ـك ُم َ‬ ‫َتـمـلــ َ‬
‫ا ونـــور ًا‬ ‫وصـــــار لِـمقُـلـــ ِتي ُكـحـــ ً‬ ‫َ‬
‫أشهــــد ســـــوا ُه وذا مـــــرادي‬
‫ُ‬ ‫فـــا‬
‫إذا هـلـــت لـطـائـفُــــــــه وبـانـــت‬
‫ـبـــق الـبــــوادي‬
‫ـبـيـــر ُه َع َ‬
‫ُ‬ ‫وفــــاح َع‬
‫َ‬
‫بـالـــروح مـدحــــ ًا‬
‫ِ‬ ‫أهـيـــم مـــدندن ًا‬
‫ُ‬
‫ن أهـــلِ احلـــي حـــادي‬ ‫ـح بـ ـ َ‬‫وأصـبــ ُ‬
‫الـم َـعـلـــى‬ ‫الـبـــدر ُ‬
‫َ‬ ‫أشهـــد‬
‫َ‬ ‫إلــى أن‬
‫ن بــــادي‬‫وأنـظــــر ُحـســـ َنه بالـعــــ ِ‬
‫الســعد ضـيفـــ ًا‬ ‫ِ‬ ‫وأنــزل يف جــوا ِر‬ ‫ُ‬
‫ويـسـعــــد فـــي مـعـيـتــــه فـــــؤادي‬
‫حبيــب قــد تـمـلـكـنـــي وحـســـبي‬ ‫ٌ‬
‫ــر َهــــــا ودادي‬
‫يـعـم ُ‬
‫مـــن األيــــــا ِم ُ‬

‫‪-75 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الوسيلة‬
‫ال‬‫ـرك نـزيـــ ً‬ ‫ـول الـلــــــ ِه ال تــتــ ْ‬ ‫رســــ َ‬
‫ـاك ُمـشـتـاقـ ـ ًا ذلـيـ ـ ً‬
‫ا‬ ‫ـمـــ َ‬ ‫أتـــى لِ ِ‬
‫ـح َ‬
‫ـت كَ ــالمـي‬ ‫ودمعـــ ُة ُمـقْــ َلـ ِتي َس َـبـ َق ْ‬
‫ا‬‫ـتى عـلـيــ ً‬‫ـم فـــ ً‬
‫فــــداوي يـــا كــريــ ُ‬
‫َو ُجــ ْد بـالـوصـلِ ال تـخــذل دمـوعـي‬
‫تـشـفـــع أنـــت شـافـعــنـــا اجلـليـــا‬
‫وخُ ــ ْذ ِبيــداي يف حـشـــري ونـشــــري‬
‫وكـــن لــي شافـعـ ـ ًا عـنـــد الـوكـيـــا‬
‫تـشـفــ ْع فـــي نـزيـــلِ حـمـــاك وانـظـر‬
‫بـعـيـنـــك أنـــت ذو جــــ ٍـاه نـبـيــــا‬
‫ـت واملـــولى وكـيـــلي‬ ‫ـسـبْــ ُ‬‫عـــليك ُح ِ‬
‫ُ‬
‫األمــــل بـالـيـــو ِم الطـويـــا‬ ‫وأنـــت‬
‫البــاب بالزهــراء مشـوقـــ ًا‬ ‫ِ‬ ‫َط َـر ُ‬
‫قـــت‬
‫ــــك الـســـامي اجلـــليال‬ ‫وآل بـ ِقـيـ ِع َ‬
‫ِ‬
‫ـل وجـــاه‬ ‫ولـــي فـــي وجـهـكـــم أَمــــ ٌ‬
‫ِ‬
‫الـضيـــف الـــنزيال‬ ‫وأنــت وسـيـــل ُة‬
‫وإنــي يف حـــماك ولـســـت أخـشـــى‬
‫ألنـــك شــافـعـــي أنـــت الـسـبـيــــا‬

‫‪-76 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫حبيب إلى روض السالم دعاني‬


‫ـسال ِم َد َعـا ِنـي‬ ‫ض الــ َ‬ ‫ـب إِلَى َر ْو ِ‬ ‫َحـ ِبـيــ ٌ‬
‫ـد ِبالـ َغــ َـرا ِم َر َمـا ِنـــي‬
‫ـد ُجـنْــ ٌ‬ ‫لَـ ُه َ‬
‫الـو ْجــ ُ‬
‫َهـــا َم الـفُــــ َؤا ُد َمــ َـع الـــ ِو َدا ِد ُمـ َلـ ِب َـيـــ ًا‬
‫ـكـا ِنـــي‬ ‫ـن شَ ـــ ْـو ٍق لَــ ُه أَبْ َ‬ ‫الـد ْمـــ ُـع ِمــ ْ‬ ‫َو َ‬
‫ـخـ َتـــــا ُر َهـــذي َحـالَـ ِتـي‬ ‫َيـــا أَ ُي َها ُ‬
‫الـم ْ‬
‫ـكـــم خـالنـي‬ ‫َولَـ َقــ ْد َسـ َلــ ْـو ُت لِ َـو ْص ِل ُ‬
‫ـــن ِو ِد َك َداو ِنـــي‬ ‫ـــف َعـــ َل َّي ِب َع ْ ِ‬
‫ـط ْ‬ ‫فَا ْع ُ‬
‫ـيـــدي أَ ْع َـيـــا ِني‬
‫ـــر َك َس ِ‬ ‫ـــر َف َه ْج ُ‬ ‫ـظ ْ‬ ‫َوانْ ُ‬
‫الـر ْح َمـــنِ َيا ِســـ ٌـر ِســــري‬ ‫ـم َة َّ‬ ‫َيــا َر ْحــ َ‬
‫ـت أَ َمــا ِنـي‬ ‫ِلـيـك فَـ َأنْـت أَنْــ َ‬ ‫خُ ــ ْذ ِني إ َ‬

‫‪-77 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أنا ضيف أحمد‬


‫والـنـعـيـم بـلغـ ُتـه‬
‫َ‬ ‫ضـيـف أحـمـد‬ ‫ُ‬ ‫أنا‬
‫يف طـيـبـــ ِة األنــــوا ِر واألســــرا ِر‬
‫ـت بـروضـ ِه‬ ‫أنـــا يف ِح َ‬
‫ـمـــا ُه وقـــد نـزلــ ُ‬
‫ـــما ُه ِن َ‬
‫عـــم الـــدا ِر‬ ‫وح َ‬ ‫حل َمــى ِ‬ ‫وهـــو ا ِ‬
‫أخــيــب ألنـنـي‬ ‫ُ‬ ‫أنـا عــنـد طـــــه ال‬
‫يـغـــفــــــر األوزار‬
‫ُ‬ ‫أدركــــت ربـــ ًا‬
‫ُ‬
‫أنــا يف حمــى املختــا ِر وهـــو وســيلتي‬
‫يف دفــــ ِع أهــوالـــي لـــه أســـــرار‬
‫ـمي الـنزيـــلَ وإنه‬ ‫جئت َمـــن َيـحــ ِ‬ ‫أنــا ُ‬
‫الـم ِجـــير ونعـــم هــذا اجلـــار‬ ‫نـعـــم ُ‬
‫ـت الـمـنـــى بـرحـابــــه‬ ‫والـلـــه أدركـــ ُ‬
‫واحلـــقُ مــع ضـــيف النبــي غفـــار‬
‫يـــشرق للـــورى‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫كالشــمس‬ ‫أدركـ ُتـــه‬
‫والــكل يـشهـــد حاضـــر ًا مـختـــارا‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بـبـشــاشــــــة‬ ‫زوار ًا لـــه‬
‫ويـجـيـــب َ‬
‫ُ‬
‫بـــســــــام لــــه أنــــــــوار‬
‫ٍ‬ ‫ويـــرد‬
‫ـل‬‫ـب ُمـ َؤ ِمــ ٌ‬ ‫ـل يف وجــ ِه الـحـبـيــ ِ‬ ‫الـكــ ُّ‬
‫اجلميــع بـجـــبر ِه أنـظـــار‬
‫َ‬ ‫أعـطـــى‬

‫‪-78 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـت مدندنـ ًا‬ ‫وحــي ورحـ ُ‬ ‫ـت لــه ُر ِ‬


‫َص َر َخـ ْ‬
‫وتـلـــوت صـلـــواتي مــع األشعـــار‬ ‫ُ‬
‫وسـألـتـــه يــرفــــع يـــــداه لـربـنــــا‬
‫ألكـــون يف حـشـــري مـــع املخـتـــار‬
‫ٍ‬
‫بـروضـــة‬ ‫ِ‬
‫املـــبيت‬ ‫ِ‬
‫بعـــد‬ ‫أيــرو ُم مــن‬
‫طــــه الـحـبـيـــب بـهـــا يكون الـجـار‬
‫ـل لغيرهـــا‬ ‫مــن بعدهــا كيــف الـرحيــ ُ‬
‫ـد الـمـخـتـــار‬
‫مـــن ذا يضاهي أحـمـــ َ‬
‫رب ثـبـتـــني وقـــوي مـهـجـــتي‬ ‫يــا ِّ‬
‫ـف احلـيـــا ُة بـغــي ِر هـــذه الـــدار‬ ‫كـيــ َ‬

‫‪-79 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الراحلة‬
‫مـسـير ُتهـا‬
‫َ‬ ‫طـالـت‬
‫ْ‬ ‫مـال الـحـيـــا ِة وقد‬‫ِ‬
‫وداعــي الوصـــلِ مــن طــ ٍ‬
‫ـيبة ينادينيـــا‬
‫ـم َهــا‬‫ـسـا ِئ ُ‬
‫ريــح األحـبــ ِة قـد َهـبـت َن َ‬ ‫ُ‬
‫ـم ْت ُسفــ َن َها تطـــوي مـراسـينـــا‬ ‫َويـمــ َ‬
‫ـتكثرت من زادي‬ ‫ُ‬ ‫وجئت بالدم ِع ما اسـ‬‫ُ‬
‫ـت لـوراثـــي ســـوى الـدينـــا‬ ‫وال تـركــ ُ‬
‫رحـمـ ِتـــه‬
‫دار َ‬ ‫ُ‬
‫سـأنــزل َ‬ ‫قـلـيـل‬
‫ٍ‬ ‫عـمـــا‬
‫ـس احملبينـــا‬‫ـب يف أنــ ِ‬‫ـم القـلــ ُ‬ ‫ويـنـعــ ُ‬
‫ـوق يـحـر ُقـ ـ ِني‬ ‫فطـاملـــا زر ُتـــه والـشـــ ُ‬
‫ـد وجـ َهـــه عـينـا‬‫لعـلـــني الـــيو َم أشهــ ُ‬
‫فـرح‬
‫لألحـبـاب يف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـب‬
‫ـوح الـقـلــ ُ‬
‫قد لــ َ‬
‫تـذكـــروا عـاشقــ ًا قــد عاش مسكينـــا‬
‫تـذكـــروا نـغــــمي يف مــدحــ ِه طـربـا‬
‫ـم ياسينـــا‬‫وفـــوق قـــبري تغـنـــوا باســ ِ‬

‫‪-80 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫إني في حماك‬
‫ـول الـلــ ِه إنـــي فـــي ِحـمــــاك‬ ‫رســـــ َ‬
‫اك‬ ‫ولـســــت أَ ُرو ُم يـــا طــــــه ِس َ‬
‫ـــــو َ‬ ‫ُ‬
‫فــداوي يـــا أبـــا الـزهـــرا ِء واســـمح‬
‫لـعــيـــني أن تـنـعـــــم فـــي بـهـاكــــا‬
‫ـال ظـهــري‬ ‫ـت ببابكـــم أحـمـــ َ‬ ‫أنـخــ ُ‬
‫ـارع فـــي نـداكــــا‬ ‫ـســـ ُ‬ ‫ـــبراَ ِتـــي ُت َ‬
‫وع َ‬ ‫َ‬
‫ـاح حالــي‬ ‫ـن َعـ ْطـ ـ َف ٍة لـصــ ِ‬‫فهـــل ِمـ ْ‬
‫ـرة فـيهـــا رضـاكــــا‬ ‫ـل مـــن نـظــ ٍ‬ ‫وهــ ْ‬
‫ـال اصطـبـــارِي يـــا حــــبيبي‬ ‫فقــد طـ َ‬
‫فـتـمــــم وصـلـتـــي وامــــدد يـداكــا‬
‫فـيـــا قـمــ َـر الـمـديـنــ ِة خُ ــ ْذ بـيـدي‬
‫بـغــيـث مــــن نــداكـــا‬‫ٍ‬ ‫َتــداركـــني‬
‫ـك صـــا َة عـــزٍ‬ ‫عـــليك مــن الـمـلـيــ ِ‬
‫وجـــــ ٍـاه واســــ ٍـع يـعــ ُلــــو لِ َ‬
‫ــواكَ ــــا‬

‫‪-81 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫نظري لوجهك‬
‫ـك يـا طــــه يـداويـني‬ ‫نـظـرِي لـوج ِه َ‬
‫والـوجـد أعـيـاني والـمـدح شافـيني‬ ‫ُ‬
‫والدمع يســبقني‬ ‫ُ‬ ‫وأتيت روض احلمى‬ ‫ُ‬
‫ـدمع من عيني‬ ‫أرجــوا وصــا ًال ُ‬
‫يزيل الــ َ‬
‫واألشــواق تغـمـرني‬ ‫ُ‬ ‫ـت طـيبـ َة‬ ‫ونزلــ ُ‬
‫ـت مـن فـوقهـا الـقـبـ َة تـناديني‬ ‫ورأيــ ُ‬
‫أمـدح واملخـتـا ُر يـسـمعـني‬ ‫ُ‬ ‫ـت‬
‫أقـبلــ ُ‬
‫وكـأن طــــه عـن الـدنـيـا يـواريـنـي‬
‫ـت يف حـضـــر ِة األنــوا ِر ريانـــا‬ ‫وشـربــ ُ‬
‫ِ‬
‫األنـــــس يـرويـنـي‬ ‫كـأنـه بــمـــدا ِم‬
‫الـحـال ريـحـانـ ًا بـحـضـرتـه‬ ‫ُ‬ ‫وتـبـدل‬
‫ورفعـت كـفـاي للـمـولـى يعـافـيـني‬ ‫ُ‬
‫وشـكــوت لـلـ ِه أوزاري وأحـمـــالـي‬ ‫ُ‬
‫ـوت ربي بـالـهـــادي يـوالـيـنـي‬ ‫ودعــ ُ‬

‫‪-82 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫هذا أحمد‬
‫ـد يـبـــدوا لـنـــا‬ ‫ـذا أحـمــ ُ‬ ‫ن َهــ َ‬
‫يـــا عــ ُ‬
‫ـاد مـــن مـحـيــــاه‬ ‫نـــو ُر الـجـاللـ ـ ِة بــ ٍ‬
‫ـت‬ ‫ن مــن نــو ِر الشــهو ِد َت َ‬
‫ـك َّحـ َلــ ْ‬ ‫العـ ـ ُ‬
‫ـس ثـــم البـــد ُر علــى خــــداه‬ ‫والـشـمــ ُ‬
‫ـال عـلـيــ ِه جــلَ َســناؤُه‬ ‫ـوب الكـمــ ِ‬ ‫ثــ ُ‬
‫وجـبـيـنـــه الــوضــــاء مـــا أحـــــاه‬
‫ـمـالِـ ـ ِه‬
‫أكـــر ْم بـوجــ ٍـه فـــي تـمـــا ِم َج َ‬
‫ـن َســـ َّوا ُه‬ ‫الـم َعـــالِي َجـــ َّ‬
‫ـل َمـ ْ‬ ‫ُصـنْــ ُـع َ‬
‫اجلمــال ُم َكمـــا‬
‫َ‬ ‫بشــرى ملــن شَ ــ ِه َد‬
‫بشــرى فـــوصل الوصــل يف رؤيـــاه‬
‫يــا ســعدنا باحلشــر وهــو لنــا حمــى‬
‫وكـــذا لــــواء الـحـمـــد فـــي يـمـنـــاه‬

‫‪-83 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َ‬
‫رسول اهلل يا نور المدينة‬
‫ـور الـمــديـنـــة‬ ‫رســــ َ‬
‫ـول اهلل يـــا نــــ َ‬
‫أبـــا الـزهـــرا ِء ال تـخـــزي يـديـنـــا‬
‫ـوت الكـــلَ يا طــــــه وقــلـبـــي‬ ‫سـلـــ ُ‬
‫مـشـوقـــ ًا يــا مـحـمــدنـــا حـزيـنـــا‬
‫أبـثـــك مــا تـــــراه عـــلى عـيــونـــي‬
‫لـتـشـفـــع يـــا نـبـــي الـلــــه فـيـنــــا‬
‫حـــبيبي داونــي وارحـــم شـجـــوني‬
‫بـوصـــلك داونــي أنــت الضـمـيـنـــا‬
‫أنــا املجـنـــونُ بهـــواكم وحـســـبي‬
‫رضــا املـــولى وهــذا الـحـــب دينـــا‬
‫وحـســـبي مــن هــواه يكــون جــاري‬
‫بـــداراخلـلــــد بـــن الـعـارفـيـنــــا‬
‫ـن عـــلى مـشـــوق‬ ‫فـيـــا مـخـتـــار ُمــ َّ‬
‫تـرنــــم بـالـمــديــــــح لـــه أنـيـنــــا‬
‫صــــــاة الـــله يـــا طـــــه سـالمـــــا‬
‫وصـحـــب ثـــم آل طــاهـــريــنـــــا‬

‫‪-84 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ميم المحامد‬
‫ـيم املـحامــ ِ‬
‫ـد حـاءهـــا‬ ‫إذا ســبقت مــ ُ‬
‫ومـيـــم الـمـثـــاني قـبــــل دال ودادهـا‬
‫ـل علــى نـــو ِر الـوجـــو ِد مـحـمــ ٍـد‬ ‫ف ََصـ ِّ‬
‫وبـلغــــه تـسـلـيمــ ًا يــــدو ُم بـوردهــــا‬
‫ـل علــى البد ِر الـمـتـمـــم أحـمـــد‬ ‫وصـ ِّ‬
‫إذا الـيـــاء ثــم الـســـن فاض مدادهـــا‬
‫ــل علــى احملمـــو ِد بــاآلي ذكــره‬ ‫وص ِّ‬ ‫َ‬
‫إذا الـنـــون بـاألنـــوار الح جـمـالهـــا‬
‫ـل علــى طـــو ِر الـتجـــلي أحـمـــد‬ ‫وصـ ِّ‬
‫إذا الطــاء قبــل الهــاء تكشــف سـرهـــا‬
‫رســــول اللـــ ِه أنــي مـغـــــرم‬
‫َ‬ ‫وبـلـــ ْغ‬
‫ـواق يهمــي دمعهـــا‬ ‫وعـيـنـــاي باألشــ ِ‬

‫‪-85 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫عيناه ترعانا وحي حاضر‬


‫ـات مشتاقــ ًا حلـضـــرة أحـمـــد‬ ‫فمــن بـ َ‬
‫ومغـنـــم‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫نســك‬ ‫ُ‬
‫والشــوق‬ ‫كمــن زاره‬
‫بـوحـــ ًا بـوجـــد ِه‬ ‫ُ‬
‫املشـــتاق َ‬ ‫وال يلــزم‬
‫ـــم‬ ‫ِ‬
‫بـالـحـــال َيـ ْعـ َل ُ‬ ‫رســــول ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َ‬ ‫فـــإنَّ‬
‫حـاضـــــر‬
‫ٌ‬ ‫وحـــي‬
‫ٌ‬ ‫وعـينـــاه تـرعـانـــا‬
‫ــم‬ ‫ِ‬
‫بـالـجـالل ُمـ َلـ َّث ُ‬ ‫ـل‬ ‫كـمـال جـمـيـــ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫باحلـــبيب مشـوقـــ ًا‬ ‫ِ‬ ‫دمــت حتـــيا‬
‫َ‬ ‫ومــا‬
‫ـكــ َـر ُم‬ ‫فـأنـــت علــى خـيرٍ وحـــتم ًا َسـ ُت ْ‬
‫ـدحــ ِه‬ ‫ـم ِ‬ ‫فـــاز ْم شَ ـمـائـلــ ِه وغَ ــ ِّـني ِب َ‬
‫ـم‬‫ـم بـالغــــرا ِم ُمـ َت َـيـــ ٌ‬ ‫وسـ ِلــ ْ‬ ‫ـل َ‬ ‫وصــــ ِّ‬
‫وإن لــم تـــرى طـــه بعـينيـــك يــا فـــتى‬
‫فـطـــه يـــرى قـلبـ ـ ًا وعـــليه يـســلـــم‬
‫ـك لِـ َثـا َمـــــه‬ ‫فـالبــــد يــومـــ ًا أن يـفــ َ‬
‫الـمـتمـــم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلـمـــال‬ ‫وتـشهـــد مـــرآ َة‬
‫ـد‬ ‫وتـحـيـــا بـــه فـيـــه وأنـــت شـاهـــــ ٌ‬
‫ــال وتغـــنم‬ ‫الوص ِ‬ ‫اح َ‬ ‫وتشـــرب مــن َر ِ‬ ‫ُ‬
‫ـب بدمعـــتي‬ ‫ـل عـــيني يــا حبيـ ُ‬ ‫سأغسـ ُ‬
‫ـاك بـصـيرتـــي‬ ‫ـم فـــي بهــ َ‬ ‫حتــى ُتـ َن َّعــ َ‬

‫‪-86 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـيل الـدمـو ِع تـبـثـكــم‬ ‫فعـسى مـراســ ُ‬


‫ن ووجدتــي‬ ‫مــا يف الضلــو ِع مــن األن ـ ِ‬
‫ـم ُفـــؤاد ًا يف هـــواك قــد اكـتـــوى‬ ‫فارحــ ْ‬
‫ـبيب ملـقـلـتي‬
‫ـك يا حــ ُ‬ ‫وارفــ ْع ِح َج َابــ َ‬
‫ـدت كَ َر َم ًا بـالـلـقـــا‬
‫هال عـطـــفت َو ُجــ َ‬
‫ـدت بوصلـــتي‬‫أغيــارِي َو ُجـ َ‬
‫ـويت َ‬ ‫وطــ َ‬
‫ـي لـعــل قــلـــبي يـرتـوي‬ ‫انـظـــــر إلــ َّ‬
‫وامــن علــى روحــي وداوي مهجتــي‬
‫ـوق وصـبكـــم‬ ‫ـك املـشــ ُ‬‫إنــي خُ ـويـد ُمــ َ‬
‫يا مصطفى عـجـــل بـكـفـــك شربـتي‬
‫ا لـوصـــلك واللـقــــا‬ ‫إن لم أكـــن أهــ ً‬
‫فـألنـــت أهــــل لـلـنـقـــاء وعـــدتـي‬
‫وألنــــت غــيـــاثـــي ومـا لـــي عـــدة‬
‫يـــا شـافـــعي و ُم َشـفَّـــعي يف ِشـدتـــي‬

‫‪-87 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أنت الشفا‬
‫ـم‬‫ـير الـــورى سـقـيــ ُ‬ ‫ـباب يا خــ َ‬
‫على الــ ِ‬
‫ـم‬
‫ن رحــيــ ُ‬ ‫الـشـ َفـــا باملـؤمـنـــ َ‬ ‫ـت ِ‬ ‫وأنــ َ‬
‫ـت بـذلي والـمـدامـــع أرتـجــي‬ ‫وقـفـــ ُ‬
‫ال مـــن لـدنـك يــدوم‬ ‫ِجــــ َـو َار ًا ووصــ ً‬
‫ـبي وداونـي‬ ‫ـك يا نــ ُ‬ ‫ـشـفَّــ ْع بـعـطـفـــ َ‬
‫َت َ‬
‫بـنـظــــــر ِة عـيـ ِنـك يـا ُ‬
‫نـبـي أهــيـــم‬
‫وتــااهلل يــا مـحـمــــو ُد إن لم ُتـسـقـــني‬
‫ـح يف بـحـ ـ ِر الدمـــو ِع أعــــوم‬ ‫سـأسـبــ ُ‬
‫حــبيب بـذلـتي‬ ‫ُ‬ ‫أذهــب يـــا‬
‫ُ‬ ‫إلى أيـــن‬
‫ـف وال أطـيــقُ حـمـيــم‬ ‫وأنا الـضعـيــ ُ‬
‫ـك أن َتـ َقــ َّـر ُع ُـيـو َنـــه‬ ‫ـودت ضـيـفــ َ‬‫عــ َ‬
‫اي وجهــ ًا بـالضـيـــا ِء وســيــــم‬ ‫و ِقــــ َـر َ‬
‫ـح َت َك ُر َمـ ـ ًا‬ ‫ـف عــن الوج ـ ِه املليـ ِ‬ ‫فاكـشــ ْ‬
‫ـمـقْــ َلــ ِتي وأهــيــم‬
‫أراك ِب ُ‬ ‫ـح َ‬ ‫واســمـــ ْ‬

‫‪-88 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا كافل الفقراء‬


‫الـسـادات يـا كـافـلَ الـفـقـرا‬ ‫ِ‬ ‫سـيــد‬
‫َ‬ ‫يـا‬
‫ـالي الـقـدرا‬ ‫سـيـد الـســ ِ‬
‫ـادات يا َع َ‬ ‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ـات انـظـر لنا نـظـرة‬ ‫ـمــ ِ‬ ‫الـرح َ‬
‫يا كـوثــ َـر َ‬
‫ـافع احلشـــرا‬ ‫ِ‬
‫ـدرجات يا شـ َ‬ ‫يـــا عالي الــ‬
‫ـرات يــا من رقي الســدرة‬ ‫يــا فا َحت احلضــ ِ‬
‫ـات بـالـقـــد ِر واإلســرا‬ ‫يـــا آيــ َة اآليـــ ِ‬
‫بالعــبرات أرجـو بـكم سـتر ًا‬ ‫ِ‬ ‫جـئت‬ ‫ُ‬ ‫قـد‬
‫ـزالت وشــفاع َة احلشـــرا‬ ‫عـفـــو ًا عــن الـ ِ‬
‫احلـجـرات والقـبة اخلـضـرا‬‫ِ‬ ‫ـد‬
‫يا قـاصــ َ‬
‫ـشر هنــا الروضــات فيهــا أبــو الزهـــرا‬ ‫أبــ ْ‬
‫ـرح لنا صـــدرا‬ ‫ـك والعطرات يـشــ ُ‬ ‫واملسـ ُ‬
‫ـرات بانـــت لنا جـهـرا‬ ‫وستـائــ ُـر احلجــ ِ‬
‫الـكـاسـات وبـدا لنا سـكـرا‬ ‫ُ‬ ‫دارت لـنا‬
‫ســطعت من احلجرات شمسـ ًا لها ســرا‬
‫والـدمــــع والعــــبرات أفـــشى لنا سـرا‬
‫اآليـات فاضـت كما الـبـحـر‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ولطـائـف‬

‫‪-89 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫قل للحبيب‬
‫ِ‬
‫لـلحــبـيـب بـــأن قـلـبــي ذابــا‬ ‫ُقـــ ْ‬
‫ـل‬
‫ـح األبـوابــــا‬ ‫ـن وتــفــتــ ُ‬ ‫ـمــ َّ‬
‫فـمـــتى َت ُ‬
‫ـرت أصـحـــابي وكـــلَ أحـبـتي‬ ‫وهـجــ ُ‬
‫ـب أقـبــــلَ خـالـيــ ًا وأنـابــــا‬ ‫والـقــلـــ ُ‬
‫ـبيب مواص ـ ً‬
‫ا‬ ‫فاعطــف وهبنــي يــا حــ ُ‬
‫داوي جراحــي واسـقـــني األكوابـــا‬
‫يــا ُمنْ َت َهــى قـــصدي وغاي ـ َة مطـلـــبي‬
‫امللـــيح حـجابـــا‬
‫ِ‬ ‫ارفــع عــن الـوجـــ ِه‬
‫ٍ‬
‫مـشهـــد‬ ‫ن علــى قـــلبي بـــرؤية‬
‫وامــ ْ‬
‫ـال صوابــا‬‫ـلل اجلمـ ِ‬ ‫فـــيه اجنـلـــت ُحــ ُ‬

‫‪-90 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫إن غاب عن عيني‬


‫الض َنــا‬ ‫ـوت مــن َ‬ ‫ـاب عــن عينــي أمـ ُ‬ ‫إن غـ َ‬
‫حـبـيب َنـــا‬
‫ُ‬ ‫أحـمـــد نـــو ُر الفـــؤا ِد‬‫ُ‬ ‫هـــو‬
‫ـدس الـــرفي ِع ويـنجـــلي‬ ‫ـد القــ ِ‬‫هــو مشهــ ُ‬
‫فـــيه الكـمـــال لـــدى اخلـــصال نبينـــا‬
‫أحــمــــد‬
‫ُ‬ ‫مـجـلى الكـمـاالت العــلـيـة‬
‫بـحـــر الـــمحاسنِ والنـقـــا ِء صفينـــا‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ـــتـزمـــل‬ ‫قـلـبـــي بـنـــو ِر ُمـحــمـــــ ٍـد ُم‬
‫ـــو ْصلِ حـبيبنـــا‬ ‫وحــي ِب َ‬ ‫َـــرت ُر ِ‬ ‫ـدث َ‬ ‫َو َت َ‬
‫مــحــمـــد ًا‬
‫َ‬ ‫ـت‬
‫لـــذاك تـــراني إن مـدحــ ُ‬
‫مشهـــد عـــيننا‬
‫ُ‬ ‫وطـــاب‬
‫َ‬ ‫رقَ الفُـــؤا ُد‬
‫ٍ‬
‫لـــروضة‬ ‫العـــصيب‬
‫ُ‬ ‫الـدهـــر‬
‫ُ‬ ‫َو َتـحـــ َّو َل‬
‫ووجــدت بــر َد ر َِضــا ُه عنــد َم ِد ِ‬
‫يحـ َنـــا‬

‫‪-91 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫حبيب في حماه‬
‫ـت َرحـلـــي‬ ‫ـمـــاه أنخــ ُ‬ ‫ـب يف ِح َ‬
‫حـبـيــ ٌ‬
‫ويف رحـمـــاه يـــوم الـحـشـــر أمـلـــي‬
‫ـت إلـيـــه مـشـتــاقـــ ًا بــدمــــــع‬ ‫أتـيــ ُ‬
‫يـســـابـقــنـــي يـبـــث إلـيـــه عـلـلـي‬
‫فـجـــاد بـعـطـفـــة َجـــ َـب َر ْت ُفـــــؤادي‬
‫ـم وصــلــــي‬ ‫ـف بـنـظـــ ٍ‬
‫ـرة وأتـــ َ‬ ‫ولـطـــ َ‬
‫الـقــــرب قـلـبـــي‬
‫ِ‬ ‫فـغـــــرد يف ِ‬
‫دالل‬
‫ألصـ ِلـي‬
‫ـجــ ٍـن ْ‬ ‫ـرع فـــي شَ َ‬ ‫وعـــا َد الـفــ ُ‬ ‫َ‬
‫سـتـــار نــــور‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الـجـمـــال‬ ‫أزاح عـــن‬
‫ـجـ ِلـــي‬ ‫ـمـالَـــه بعـيــ ِ‬
‫ـون َخ َ‬ ‫ـظـــ ْـر ُت كَ َ‬ ‫َن َ‬
‫ـدس‬ ‫َتـــأ َأل ِمـــن ِضـيـــا ُه َجــــ ُ‬
‫ـال قـــ ٍ‬
‫ــاب َو ْص ِلــي‬ ‫ـمـــا ُه ِطـبْ ُ‬
‫ـــت َو َط َ‬ ‫ويف ُر ْح َ‬
‫بـالـكمــــال وفـــاقَ ُحـسـنـــ ًا‬ ‫ِ‬ ‫ـد َّث َ‬
‫ـــر‬ ‫َت َ‬
‫ـب قَـلـبـــي الـعـانـــي وعـقــلـي‬ ‫فَـ َغ َّـيــ َ‬
‫ـال‬ ‫ـاء مـــن جــمـــ ٍ‬ ‫ـي فـــي بـهـــــ ٍ‬
‫نـبــ ٌ‬
‫فـــا تــقــــــواه قــافـيـتـــي وقــولــــي‬

‫‪-92 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بدت شمس محبوبي‬


‫شمـس محـبـوبي والحـت لناظـري‬ ‫ُ‬ ‫بدت‬
‫ن عــن الســـ ِر‬ ‫ف ََـولـــت ُغـيـــو ُم العـاملـــ َ‬
‫وأشــرقـــت األنــــوا ُر مـن كـــنز غـيـبهـــا‬
‫تـــأأل عـدمـــي يف الوجـــو ِد كمــا الـــدُّ ِر‬
‫والح شــعـــاع مـن جــمـــال جــاللــــه‬
‫َـصــ َّـي َر وهـمـــي بالـضيـــا ِء كمــا الـــدُّ ِر‬ ‫ف َ‬
‫غـيـبـت يف حــلـل الـكمــال مـشـاهـــدا‬
‫ربيــع العـــم ِر يف ليلـــ ِة الـقـــد ِر‬ ‫ُ‬ ‫وطـــاب‬
‫َ‬
‫تـجـلـت لـروحــــي وانـجـلــت أنـوارهــا‬
‫فجالـــت بحضــرات الســا ِم إلــى الفجــ ِر‬
‫ـرة‬‫روض حضــ ٍ‬ ‫فطابــت مجالــي الذات يف ِ‬
‫ـات صرف ـ ًا مــن اخلم ـ ِر‬ ‫ودارت لنــا الكاسـ ِ‬
‫كـشـف بـال ِمـرا‬ ‫ٍ‬ ‫حـبـيـبـي تـجـلـى بعـد‬
‫ـح للــــب ِر‬‫اصـيـ َنـــا ُتـسـ ِبــ ُ‬ ‫ـد ْت َن َـو ِ‬
‫ـجـــ َ‬‫َـس َ‬
‫ف َ‬
‫وقــمـت عـلى قَــد ِم الـتـبـتـلِ َمــا ِد َحـــ ًا‬
‫ُ‬
‫ـبيب عن الشعــــر‬ ‫كماالت احلــ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وجـلـــت‬

‫‪-93 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫لما تجلى البدر‬


‫لـمـــا تـجــلـى الــبـــد ُر فـــوق قـبــابـــة‬
‫ـح هــيـامــــا‬ ‫ـير غَ ــــ َّـر َد بـالـمـديـــ ِ‬
‫والـطـــ ُ‬
‫ــاء ْت َحــولَـه‬ ‫ِ‬
‫الـمـلـكــوت َج َ‬ ‫و َمـال ِئ ُ‬
‫ــك‬
‫ن غَ ـــرامــــا‬ ‫ـدو لـخــــي ِر الـمـرسـلــ َ‬ ‫ـحــ ُ‬
‫َت ْ‬
‫جــمــال أحــمــدنـا بــدا‬ ‫َ‬ ‫فـعــرفــت أن‬
‫ُ‬
‫ـح لِـ َثـا َمـــا‬
‫رفـعــــوا عـــن الـوجــ ِه الـمليــ ِ‬
‫ٍ‬
‫ـحـمــد‬ ‫ِ‬
‫ــمــال ُم‬ ‫ـيـبـت َعــنـي فـي َج‬
‫ُ‬ ‫ُغ‬
‫نـاجـيـ ُتـــــه بـالـــدمـــ ِع دونَ كَ ـــال َمـــا‬
‫ـت بـــن يـديــ ِه أرجـــــو نــظــــرة‬ ‫ووقـفـــ ُ‬
‫ـال بـرحـمــــ ٍـة إنـعـامــا‬ ‫ـط الـوصـــ َ‬ ‫بـســـ َ‬
‫مـــن قبــلِ أن أرجـــوه َجــ َـب َر بـخـاطــــري‬
‫بــــرد ًا أيــــادي عــطــفـــــه وســـالمـــــا‬
‫ـوب وطـبهـــــا‬ ‫ـور الـقـلـــ ِ‬
‫باللـــه يـــا نــــــ َ‬
‫دائـمــــ ًا ومـقــامــــا‬ ‫أرجــــــو ِجــــ َـو َار َك َ‬
‫ـرت وأنــت جــاري واحلمــى‬ ‫وبــك استجــ ُ‬
‫فاكـشـف جـمــالـك لـلـفــــؤاد تـمـامـا‬
‫حتــى أنعـــم يف الـشهـــود عـــلى هـــدى‬
‫وأراك يــقــظــانـــــا كـــــذا ومــنــامـــــا‬
‫صـلـــى عـلـيـــك الـلــ ُه جــــلَ َج َـللُــــه‬
‫ِ‬
‫الـكـمـال َسـالمــا‬ ‫ـاك مـن ُحـللِ‬ ‫وكـســـ َ‬

‫‪-94 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫غار المعية‬
‫غـــا ُر الـمـعـيــ ِة قـد بـانـــت َجـاللَـ ُتـه‬
‫الـحـــبيب وصديـــقُ وأنـــوار‬
‫ُ‬ ‫فـيـــه‬
‫اإلجـالل نـاصـرة‬ ‫ِ‬ ‫تـعــانـقـــت حـلــ ُ‬
‫ـل‬
‫أحـمـــد والـفـعـــال قـــهار‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لـجـمـــال‬
‫ـك علــى طــه فأعماهـــم‬ ‫ـار الـمـلـيــ ُ‬
‫غـــ َ‬
‫ٍ‬
‫بـجـــال وأستـــار‬ ‫عــن طلعــ ِة البــد ِر‬
‫ـم َي ْت ُعيــونُ ال ِعــدا واهلل أش َغـ َل ُهـــم‬
‫َعــ ِ‬
‫بالعنكبــوت وهــم يف مطـــل ِع الغـــار‬‫ِ‬
‫ـاق مـفـتـقــــر ًا‬ ‫رفـــع األيـــادي للـخــ ِ‬
‫والـعـجـــز قـوتـــه والدمــع مـــدرار‬

‫‪-95 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يـا لـيـتـني نـعـاله‬


‫يـــا لـــيتني نـعـــــاه حـــن الـهـجـر ِة‬
‫أو نـاقـــة يعـلــــو عـلـيهـــا الهــادي‬
‫يـــا لـيـتـنـــي حـجـــر ًا بـغـــار مـعـيـــة‬
‫نـــور اجلـاللـــة بـــادي‬
‫كـيـمـــا أرى َ‬
‫يــا ليتنــي رمـــل الصحــاري والثــرى‬
‫ِ‬
‫الشـــريف الغـــادي‬ ‫وأفـــوز بـــالقد ِم‬
‫يـــا لـيـتـــني هــــذا الـحـمـــام بـغـــاره‬
‫حـــتى أراه وصـحـبــــه بـفــــؤادي‬
‫يــا ليتنــي شــاة ويـمســـح ضـرعهـــا‬
‫يف خـيـمـــ ِة بـطـريـقــــ ِه والـــوادي‬
‫يـــا لـــيتني هـــذا الـمـعـــن وكـأســـه‬
‫الشـريـــف الـــنادي‬
‫َ‬ ‫فـأقـبـــلَ الـ َف َّ‬
‫ـــم‬
‫ـي ُمـهــ ِّل َـل‬
‫ـدح يـــا نـبــ ُ‬
‫لـكـــن سـأمــ ُ‬
‫احلبيــب وبــانَ بـــد ُر الهـــادي‬
‫ُ‬ ‫طـــلع‬
‫َ‬
‫ن مـدنـدنـــا‬ ‫وأصبــح بـــن العالـمـــ َ‬
‫ُ‬
‫مـرح َـبـــ ًا بـالـهــــادي‬
‫أكـــبر َ‬ ‫ُ‬ ‫اللــــه‬

‫‪-96 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫اهلل أسأل في ذل‬


‫ـأل فـــي ٍذل وفـــي ٍ‬
‫أدب‬ ‫الـلــــ َه أســــ ُ‬
‫ِ‬
‫ـروضات إحسا َنـا‬ ‫يجمع الكلَ يف الــ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫ثــم احليــاة لــدى املخـتـــا ِر مــا بـــقيت‬
‫ـفـرا َنـ ًا‬ ‫ِ‬
‫الـمـوت ُغ َ‬ ‫فينـــا احلـيـا ُة وعـــند‬
‫ـن بـبـقـي ِعـ ـ ِه بـجــــوا ِر قـبـتـــه‬
‫والدفــ َ‬
‫والـمـوت بـشهــوده كـشـفـ ًا وإيـقـانـ ًا‬ ‫َ‬
‫ـروج مــن الـــدنيا علــى ســـتر‬ ‫ثــم اخلــ َ‬
‫أحـمــد مـشـهــود ًا لـعـيـنـانــا‬
‫َ‬ ‫ووجــ َه‬
‫ثــم الشفـــاعة يـــوم احلـشـــر بـلـــواء‬
‫ـرب مـن كـفــ ِه كــرمـ ًا وريـانـا‬ ‫والـشُ ـــ َ‬
‫ثــم الصــاة علــى املأمــول يف حشــر‬
‫الشـافـع املـرتـــضى هـادينـا بـفـرقـانـا‬

‫‪-97 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مواكب العز‬
‫ـوكب الع ـ ِز ثــم اخليــلَ يعـلوهـــا‬ ‫يــا مــ َ‬
‫الثياب وبني صـفـــوفهم قـمـــر‬ ‫ِ‬ ‫خـضــ َـر‬
‫وهـــذه الطـــير تعلوهــم وتـنـشـدهـــم‬
‫ـب والـخـبر‬ ‫ني اخلـطــ ِ‬ ‫ماذا يـكـــونُ يـقـ ُ‬
‫ـد يرفعــه‬ ‫ـبيب لـــوا ُء احلـمــ ِ‬
‫هـــذا الـحــ ُ‬
‫ـديـ َقـــــ ُه بــجـــواره عــمـــر‬ ‫وذاك ِص ِ‬
‫وذاك عـــثمان مـــن عـــيني ِه أعـرفـــه‬
‫وذو الـفـقــــا ِر مـــع الـكـــرا ِر يــزدهــــ ُـر‬
‫وســـبْطيها فيــا بشـــرى‬ ‫هــذي البتــول ِ‬
‫الـشـجـر‬
‫ُ‬ ‫ـص الـــور ُد ثم تـمـايـــلَ‬ ‫َت َـراقــ َ‬
‫ـم يقـصدنـــا‬ ‫كأن بــد ُر الســـما والـنجــ ُ‬
‫ـاض مــن األنوا ِر يـنـفجـــر‬ ‫والـبـحــ ُـر فــ َ‬

‫‪-98 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫عذراً رسول اهلل‬


‫ماكــرون يــا أعـــمى البصيــر ِة والـــبصر‬
‫وصـ ْـر َت َح َطبـ ًا يف سقـــر‬ ‫ـداك ِ‬
‫ـبت يـ َ‬‫تــ ْ‬
‫إال نـبـيـنـــــا يـا ابــن عـبـاد الـبـقـــر‬
‫طــــه احلـــبيب الهاشـــمي املنتصـــر‬
‫ـاك الـسمـــا ِء إذا أتـت‬
‫ـل عـنه أمــ َ‬ ‫َســ ْ‬
‫املعـانـــد بالشـــرر‬
‫َ‬ ‫بسيوفهـــا تـــرمي‬
‫سل خـيـــلَ جـــبريل الـجـليل بـبدرنـا‬ ‫ْ‬
‫تعـــدو وتغـــزو قـاهــــرات مــن أصـــر‬
‫ـفاح ومــن تكن‬ ‫مــن أنــت يا نســلَ السـ ِ‬
‫قــل مــن أبــوك ومــن تكــن بني البشـــر‬
‫ـد‬‫ـيم وهــــو مـحـمــ ٌ‬
‫هـــذا ابـــن إبـراهــ َ‬
‫الطاهـــر الطهـــر املطهـــر مــن خـــير‬
‫روح وريـحـــانُ الـوجـــو ِد ونــــوره‬
‫منجـــاي وجنـــاتي إذا هـــال اخلـطـــر‬
‫تـبـــ ًا عـــدو اهلل واخـســـأ خـائـبــــ ًا‬
‫ـذاب أشــر‬
‫مـــا ضــــر طــــه قـــــول كــ ٍ‬
‫روحــي وإن جلــت فليــس عزيـــزة‬
‫نفســي الفــدا يــا مصطفــى بــل أعتـــذر‬

‫‪-99 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫عـــميت عـــيونٌ ال تـــراك مـكمـــا‬


‫يـــا طـلعـــة احلـــق الـــمبني املزدهـــر‬
‫عـــذر ًا رســـول اهلل عـــذر ًا أحـمـــد‬
‫ـير الـبـشـــر‬ ‫عـــذر ًا رســ َ‬
‫ـول اهلل يــا خــ َ‬
‫صـلـــى عـلـيـــك اهلل يــا نـــور ًا بـــدا‬
‫ـق القمـــر‬
‫ـج َد ْت له األشــجا ُر وانشـ َ‬ ‫َسـ َ‬

‫‪-100 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫العــترة‬
‫هــم الكـــرا ُم وعـــن أنـوارِهـــم وردت‬
‫ـورا‬
‫آي الـكـتـــاب بـذكـــر جـــاء مـيســ َ‬
‫ـق عـــام بـحـالـتهـــم‬ ‫ـل عنهم احلــ َ‬ ‫َسـ ْ‬
‫ـور ًا‬
‫ا باجلهـــلِ مشهــ َ‬‫وال تســـل غافـ ـ ً‬
‫أرواح مـطـهــــر ٌة‬ ‫ٍ‬
‫أحــمــــد ٌ‬ ‫هـــــم آل‬
‫ورثــوا الكـرامـــ َة ثــم الطهـــر والنــورا‬
‫ـال بـــدا‬‫ـوج الضــ ِ‬
‫هــم الســفي ُنة إ ْن مـ ُ‬
‫ومـــن تعـلـــق باألطهـــار منـصـــورا‬
‫مكر َمـ ـ ٌة‬ ‫ـب الصحاب ـ ِة وآل الــ ِ‬
‫ـبيت ُ‬ ‫حـ ُ‬
‫عطــى ملــن قلبــه بالطهـــ ِر معـمـــورا‬ ‫ُت َ‬
‫كل الصحابــة أحـبـــابي وسـادتـنـــا‬
‫بائـــن والذكـــر مـشهـــورا‬‫ٌ‬ ‫وفـــضلهم‬
‫فـحـبهـــم ديـــني والــــود مـذهـبـنـــا‬
‫والفـضـــل مــن ربنــا بالـــود مـقـــدورا‬

‫‪-101 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا رب مناي‬
‫أزو ُر الـــحــــبـــيـــــــب‬ ‫ــاي‬‫ــاي ُمــ َن َ‬
‫يـــــا َر ُّب ُمــ َن َ‬
‫وهـــــــــو الــطـــــبـيـــب‬ ‫فـــهـــــــــــــو دواي دواي‬
‫وبـلــســـــم جــــــروحـي‬ ‫خــــذونــي لــــــروحـــي‬
‫مـــقــــام الــحـــــبـيــــب‬ ‫وســــــــــر فـــتــــوحـــي‬
‫أشـــهــــدونـــي نـــــــوره‬ ‫خــــــــــــــذونـــــي أزوره‬
‫فــــي بــلــــد الـحـــبـيـب‬ ‫فـــقـــلــبــــــي ســـــروره‬
‫لــدمــــــــع عـــيــــونــي‬ ‫فــــال تــــــتـركــــــونــي‬
‫فــالـجــــــفا لـهـــــيـــب‬ ‫وارحـمـــوا شـجـــــونـــــي‬
‫عـنـــد الـقـبـــة اخلـــضــرا‬ ‫خـــذونـي لـلـحــجــــــرة‬
‫مــــن روض الـــحــبـيـــب‬ ‫واألنـــــــــــوا ُر تــــــتـــرى‬
‫غَ ـــــ ـ ِّرد اإلنــشـــــــــــا ِد‬ ‫لــديـهــــا يـا حــــــــادي‬
‫بــمـــــدح الـــحـــبـيــب‬ ‫ــبــــــا ِد‬
‫أطـــــــــرب الـ ُع َّ‬
‫ال‬‫فــقـــــد نـلـــت وصـــــ ً‬ ‫ا‬ ‫اتـركــــونـــي مـــهـــــــ ً‬
‫بـــلــقـــا الــحــــبــيــــب‬ ‫ا‬ ‫الــفــــرع أصـــــ ً‬
‫ُ‬ ‫وصـــار‬
‫َ‬
‫روض ويــعـــبــــــــد‬ ‫فـــي ٍ‬ ‫دعـــوا القـلـــب يـســجــــد‬
‫مـــديـــــح الـحــــبـيـــب‬ ‫واتـركــونـنــــا نـنـشــــــد‬
‫يـــــا بـــــاب الــقــبـــــول‬ ‫أيـهـــــــا الــــرســــــــول‬

‫‪-102 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فــأنـــت الـــحــــبـــيــب‬ ‫ادفــــــع الــحـــمـــــــــول‬


‫وكـأنــــــه حـــــوضـــك‬ ‫روضــــك‬‫أتــيــــت َ‬
‫ُ‬ ‫قــــد‬
‫عـــيـــشــــه يــطـــيـــــب‬ ‫مــــن أقـــــــام عـــنــــدك‬
‫ـــــــي‬
‫ُّ‬ ‫الـــبــ ِه‬ ‫روض َ‬
‫ـــــك َ‬ ‫ُ‬ ‫أيــهــــــــــا الــــــنــبــــي‬
‫عــهــــــــده قــــريــــــب‬ ‫بـالــنــــور الـعـــلـــي‬
‫الـخــضـــــراء بـطـيـبـــة‬ ‫أدهـشـتـــني الـقـبـــة‬
‫أنـــسـهـــــــــا يــطــيـــب‬ ‫هـيـبــــة‬ ‫وعـلـيـهــــا‬
‫فــيهـــــا الـبـــدر سـاكـــن‬ ‫املــــآذن‬ ‫حــولـهــــا‬
‫بـدرهـــــــــا الـحـبـيــــب‬ ‫أذهــلــنـــي ولـكــــن‬
‫أقــصــــــد الـعــلــيـــــاء‬ ‫الـسـمـــاء‬ ‫فـوقـهــــا‬
‫يف أنــــــس عــجـــيـــب‬ ‫تـكـشـــف الغــطـــاء‬ ‫ُ‬
‫بــــل أقـــــــول طـيـبــــــة‬ ‫يـــثرب الـحـبـيـبــــة‬
‫وصــلــهــــــا يـطـــيـــب‬ ‫قـريـبـــة‬ ‫بالـسـمـــــا‬
‫جــــئـــت لـلـقــبــــــــول‬ ‫يــا بـلــــد الـرســـــول‬
‫جـــــــاره ال يــخـــيــــب‬ ‫والـسـمــــا تــقـــــول‬
‫مـــن فـــــوق الــمــقـــــام‬ ‫الـحــمــــام‬ ‫رفــــرف‬
‫يف حـــــــرم الـحـبـيـــب‬ ‫فـعــــــم الـــســــــام‬‫َّ‬
‫وقــلــنـــــا الــســــــــام‬ ‫أتـيـنــــا الـمــقــــــام‬

‫‪-103 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بـلــقـــــــــا الـحـبــيــــب‬ ‫وتــــــم الــمــــــــرام‬


‫فـنـــظــــــــر إلـيــنـــــــا‬
‫َ‬ ‫عــنــــده بـكـيــنـــــا‬
‫أنــــــــوا ُر الـحــبــيــــب‬ ‫عـلـيــنــــا‬ ‫وهــلـــت‬
‫ِ‬
‫لــــــتـــرك الــبـــــــــاد‬ ‫ونـــادى الـمــنــــادي‬
‫ِ‬
‫كـــــف الـحــبـيــــب‬ ‫يف‬ ‫فــقـلــــت فـــــــؤادي‬
‫فــــــــراق الـشــفـيـــــع‬ ‫فـــــا أسـتـطــيـــــع‬
‫يف قــــــرب احلـبـيـــب‬ ‫الــرفـيـــع‬ ‫فـالــعــــز‬
‫وروحــــــــــي تـلــبـــي‬ ‫رحــلــــت وقــلـبـــي‬
‫ُ‬
‫أنـــــــوا ُر الـحـبـيـــب‬ ‫حـــجــبـــــي‬ ‫وأزال‬
‫قــصــدنـــا الـمــــزار‬ ‫خـلـعــنــــا الــعــــذار‬
‫قــبـلـــــة الــحـبـيـــب‬ ‫كـعــبــــة األســـــرار‬
‫مـــن سـهــــل ووادي‬ ‫اآلراضـــي‬ ‫طـويـنـــا‬
‫نـلبـــي الــمـجــيــــب‬ ‫نـنـــــادي‬ ‫وســـرنـــا‬
‫إحـــرا َم الـمـنـاســــك‬‫َ‬ ‫لـبـســنـــا هــنــالـــك‬
‫تـلـبـــي الـمــجـــيـــب‬ ‫وكـأنــــا مــــالئـــــك‬
‫والـبـيـــت الـحــــــرام‬ ‫كـعــبــــة اإلنـعــــــام‬
‫والـركـــن الـمهــيـــب‬ ‫كــــــذاك الـمــقـــــام‬
‫نـطــلـــب األلـطــــاف‬ ‫الــطــــــواف‬ ‫بـدأنـــا‬

‫‪-104 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مـــن مـــولى مجـيـــب‬ ‫فـكـــان اإلنـصـــــاف‬


‫ونـاديـــت يـــا غـفـــــار‬ ‫تعـلـقـــت باألسـتـــار‬
‫بـجــــاه الــحـــبـيــــب‬ ‫أجرنــي مــن األوزار‬
‫لـبـيـــت الــرحـــمــــن‬
‫ُ‬ ‫األمـــانــــي‬ ‫ونـلـنـــا‬
‫وعــطـفــــ ًا يـطـــيـــب‬ ‫فـكـانـــت مـعـــانـــي‬
‫وعـتــــق الــرقــابــــا‬ ‫اإلجــابــــة‬ ‫رجـونـــا‬
‫بـســــر الـمـجـــيــــب‬ ‫الـحـجـــــاب‬ ‫ورفـــع‬
‫حـضـرنـــا وغـــبـنـــا‬ ‫مــن زمـــزم شـربنـــا‬
‫مـــن غــــير طــبـيـــب‬ ‫مــن السـقـــم طـبـنـــا‬

‫‪-105 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫المشهودة‬
‫أتـيـــت مـديـنـــــ َة الـهـــــادي أزور‬
‫ُ‬
‫الـســرور‬
‫َ‬ ‫وبـلـغــت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الــوصـــل‬ ‫فــتــم‬
‫َّ‬
‫وأبـصـــرت الـمــــآذنَ قـــد عـالهـــا‬
‫ُ‬
‫الـبـدور‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مـحــمـــد قــد فــاقَ‬ ‫ضـيـــاء‬
‫رأيـــت الـقـــبة الـخـضـــرا بعـيـــني‬ ‫ُ‬
‫بــحــر احلـضـور‬
‫َ‬ ‫ـهـجـ ِتـي‬
‫ـت ُم َ‬ ‫فَــ َن َزلَ ْ‬
‫ـت مهـــرو ًال أتـلـــوا سـالمـــي‬ ‫وجـئــ ُ‬
‫أصـلـي ســابـحــ ًا فـي بــحـــ ِر الـنـور‬
‫ومـــن بــاب الـســـام قـــصدت طــــه‬
‫فـهـلـت مـن نــســائـمــه عـــطــــور‬
‫وقـــد أذن الــنـبـــي لـنـــا بـفــتـــــح‬
‫دخــلــنــــا روضــةً فـي بـحـــ ِر نـــور‬
‫وقـفـنـــا عــنـــد روضـتـــ ِه نـدنـــدن‬
‫ٍ‬
‫مـحـــمــــد زا َد الــســـرور‬ ‫بـــمـــدح‬
‫ِ‬
‫فهــذا املـصـطـــفى كالبــد ِر يـزهــــو‬
‫ونــــور ســـاطــــع يــعـــلـــوه نــــور‬
‫وكـحـلـنـــا العــيـــونَ بـنـــو ِر طـــــه‬
‫ـل وانـشــرحـت الـصـدور‬ ‫وتـم الوصــ ُ‬ ‫َّ‬

‫‪-106 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا ليلة القدر‬


‫يـــا لـيـلـــةً قـدرهـــا مـــن قــــدر طـــــه‬
‫لـــواله مـــا عـرفـــت الـــورى مـعـنـاهــا‬
‫ـف َتـ َن َّزلَــ ْ‬
‫ـت‬ ‫ـب الـشـريـــ ِ‬
‫اآلي لـلـقـلــ ِ‬
‫ُ‬
‫رب الــســمــا ِء تــالهــــا‬ ‫بـلـســانــ ِه ُّ‬ ‫َ‬
‫املالئــك يشــهدوا‬ ‫ِ‬ ‫والــروح َ‬
‫نــزل مــع‬ ‫ُ‬
‫وعـــى ُد َر َر العـلــــو ِم َح َـوا َهـــــا‬ ‫قـلـبــ ًا َ‬
‫لـــيلة مـــن قـــدر ِه َعـــ َّز قَـد ُر َهـــا‬
‫ٍ‬ ‫يف‬
‫ـمـا َهــا‬‫مـــا دا َم نــــو ُر الـبـــد ِر فــــوقَ َس َ‬
‫رســــــول ا ِ‬
‫هلل لـيـ َلـــ ُة قَـد ِر َنـــا‬ ‫َ‬ ‫فـــإنَّ‬
‫ــل َهـــا‬ ‫وتـسـلـيـم لـفـجــ ِر ُع َ‬
‫ٌ‬ ‫ســــال ٌم‬

‫‪-107 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا قبة المصطفى‬


‫يا قب َة الـــمصطفى هـيمـتي أشـجـاني‬
‫ودمعـــتي ســـالت والـشــ ُ‬
‫ـوق أعـــياني‬
‫ـد مـزدانـ ـ ًا‬‫وروض اخللــ ِ‬
‫ُ‬ ‫ـك الـــنبي‬‫فيـ ِ‬
‫هـيـمـــتي يا قـــب َة املخـتـــا ِر وجـــداني‬
‫خـجـل‬
‫ٍ‬ ‫ـم الـبــد ُر باألنـــوا ِر يف‬
‫إن يـمــ َ‬
‫مــع طـلعــ ِة الـــبد ِر مرســـول بتحنانــي‬
‫هلل أحـمــدنــا‬ ‫رسول ا ِ‬
‫َ‬ ‫أقـــرئ الســـا َم‬
‫والـــروح وفــؤادي وأركانــي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالقـلـــب‬
‫ـير بـزمـرتـــه‬ ‫أو حــام حـــول احلمــى طــ ٌ‬
‫أوصـــيه يـــذكرني يف حــال خـفـــقاني‬
‫ـتاق يــا مصطفى َح َـر َمــ ًا لـــزورتكم‬ ‫أشـ ُ‬
‫والـفـقـــ ُـر أقـعـــدني عن دار خـالنـــي‬
‫إن حــال بينــي وبــن املصطفــى فقــري‬
‫فـكـيـــف أحـيـــا وطـه الـــروح بكياني‬

‫‪-108 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بروضك يا رسول اهلل‬


‫ـول الـلــ ِه تـحـلــو‬ ‫بـروضـــك يـــا رســـ َ‬
‫ـرب ويـتـــم الــوصــــال‬ ‫لـيـالـــي الـقـــ ِ‬
‫و ُنـ ـ ُو ُرك يـــا أبـــا الـزهـــــرا ِء يـجــلــــو‬
‫ظــــا َم الـغــــي ِر يـــا بـاهـــي اخلـــصال‬
‫ٍ‬
‫لـــزورة‬ ‫فــعــمــــــري ُكـ ُّلــــ ُه ثـمـــ ٌ‬
‫ـن‬
‫بـأحـمـد فـيهــــا الـخـصـال‬
‫َ‬ ‫ـب‬‫يـطـيــ ُ‬
‫ٍ‬
‫حـبيـب‬ ‫كـفـــى أتـلـو الـســال َم عـــلى‬
‫بـحــضـــــر ِة َربِّــ ِه فـــي كــــلِ حــــال‬
‫ـال روحــــي‬ ‫فـفـــي رد الـســــا ِم وصــ ِ‬
‫الـعــــرش وبـلـــوغ الـكـمــــال‬‫ِ‬ ‫بـــرب‬
‫ِ‬
‫فـهــــذا الـحـي يـحــمــــي مـن أتـــاه‬
‫ومـــن نـزلـــوه قـــد بـلـغـــوا الـــوصال‬
‫ـروض بـشـــرى‬ ‫فـبشـــرى يــا نـزيـــلَ الـ ِ‬
‫ـير مـــن َحـــا َز اجلـمــــال‬ ‫شفـاعــ َة خــ َ‬
‫وربـــك قــد عـفــا عـفــــو ًا جـمــيــ ً‬
‫ال‬
‫ـير الـرجــــال‬
‫وسـامـــح مـــن أتـــى خــ َ‬
‫أبـــا الـزهـــراء يـــا سـعـــدي وسـنـــدي‬
‫ـاب الــوصــــال‬ ‫رســــول الـلـــه يـــا بـــ َ‬

‫‪-109 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫القبة الخضراء‬
‫الـقــبـــة اخلـضـــــراء ال يـدريـهــــا‬
‫عــاشـــق مـن فـيـهــــا‬
‫ٌ‬ ‫مـحــب‬
‫ٌ‬ ‫إال‬
‫فـيهـــا الـنـبـي الـزمـزمـــي مـحـمـد‬
‫والـــروض والـحجـــرات يف واديهـــا‬
‫فـيهـا جـــالل والـجـمـال مـكـمــل‬
‫فـيهـــا الـتجـلي والــرضـــا عـالـيهــا‬
‫حـا َم الـحـمـــــا ُم مـدنـدنـ ًا ومهـلـ ً‬
‫ال‬
‫ومـجــامــع األمـــــاك يف نـاديهـــا‬
‫بـالـقـبـاب تعـمـمـت‬
‫ِ‬ ‫وكـأن يـــثرب‬
‫والـنـــور مـــن قـدس العـــلي يـأتـيهـا‬
‫ـمـالِ َهـا‬
‫يا قـبـــة فـاقـت بـحـســـنِ َج َ‬
‫قــلـوب الـعـاشـقــني إلـيهــا‬
‫ُ‬ ‫حـنـت‬
‫ْ‬
‫أقــري الســـام وبلـــغي خـــير الــورى‬
‫شـوقـــي إلـيـه ودمـعــتـي أهــديهــا‬

‫‪-110 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الروضة الغراء‬
‫ـــم و َِصـالِـــي‬ ‫يف الـروضـــ ِة الغـــرا ِء َت َّ‬
‫وبـلـغـــت مــا أرجــــوه مـــن أمالــي‬ ‫ُ‬
‫أحـمـد بـمـدائــح‬ ‫ِ‬ ‫ـدح‬
‫ووقـفــت أمــــ ُ‬
‫ُ‬
‫بنظـــم مقالــي‬
‫ِ‬ ‫والـــدمع يـسـبقـــني‬‫ُ‬
‫وكـــأن طــــه بـاسـطــ ًا كـــف الـرضــــا‬
‫ن َحـ َنـا ِنـــ ِه أحـوالـــي‬ ‫يـنـظـــر بعـــ ِ‬
‫ُ‬
‫ـف وداده‬ ‫قـــد راقَ مـشـــر ُبـ َنـــا بـكــــ ِّ‬
‫ــــاب الـفــــؤا ُد مغــــرد ًا بـداللـــي‬ ‫َط َ‬
‫نـاجـيـ ُتـ ـ ُه بـمـدامـــعي يف حـضـــ ٍ‬
‫ـرة‬
‫تسـمـــوا بطــــه والـمـــقام العـــالي‬

‫‪-111 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مـنـاجـاة وشــوق‬
‫لـوصــــل‬
‫ٍ‬ ‫عـرفــــات قـــد نـــادت‬
‫ُ‬ ‫إذا‬
‫ٌ‬
‫رجـــــال عـاشــقــيـنــــا‬ ‫ولـبـاهــــا‬
‫وشـــدوا رحـلهـــم يرجـــون قـربـــ ًا‬
‫الـعــــرش وجـــوا ِر األمينـــا‬
‫ِ‬ ‫لـــرب‬
‫ِ‬
‫فـيـــــا ربـــــاه بـلـغـــنـــي مــــــراد ًا‬
‫بـوقـفـــة عـرفـــة وأجــــب حزينـــا‬
‫وبلـغــنـــي مـنـاسـكهـــا وجـــد لـــي‬
‫بـفـــتح والقـبـــول وكــــن معــينـــا‬‫ٍ‬
‫وأحـســــن خـتـمـــتي بـديـــار طــــه‬
‫ودفـنـــ ًا بـالـبـقـــي ِع لـــدى األمـينـــا‬

‫‪-112 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َ‬
‫طيبة‬ ‫أشتاقُ‬
‫ِ‬
‫والـحـجـرات يـا طـه‬ ‫ـاق طـيـبــ َة‬ ‫أشـتــ ُ‬
‫وروضـــــةً وقـبـــاب الـنـــو ِر أعـالهــــا‬
‫ـدس َحـضر ِت َهـــا‬ ‫يا لـيـــتني أحـــيا يف قــ ِ‬
‫أوينتهــي عـــمري يف روض مأواهـــا‬
‫بني الـدمـــو ِع ووجـــد القـلـب مـبتهـال‬
‫ـت ربي خـتـامـا عـند سـكناهــا‬ ‫سـألــ ُ‬
‫وأمـــام حـجـرتهـــا ومـقـامهــــا كَ َـر َمـــا‬
‫خـتـمــ ًا وحـضرتها كشفـــت محـياهـا‬
‫ـال وأرحـــل يف شهـــادته‬ ‫فــأرى اجلـمــ َ‬
‫فيســوق روحــي إلــى حضــرات موالهــا‬
‫ـزة وعلــي‬ ‫يــا رب بالـــمصطفى وبحـمــ ٍ‬
‫والصحــب وبفاطمــة الزهــرا وولداهـــا‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫مـشـاهــــدة‬ ‫اجلـــوار وفتحــ ًا يف‬
‫َ‬ ‫هبنــي‬
‫وشـفـاعــ ٍـة تـنتـــقي صحفي بغـوثاهـــا‬
‫ـل علــى نـــو ِر الـــنبي طـــه‬ ‫رب َصـــ ِّ‬‫يـــا ِّ‬
‫وطـلعـــة الـحـــق يف أبهــى مـحـيـاهــــا‬
‫ثم الســام على الـمخـتـــار أحـمـدنـــا‬
‫ـماهــا‬ ‫ات ِ‬
‫وح َ‬ ‫للح ُجــ َـر ِ‬
‫ـن ُ‬ ‫جـابـر َح َّ‬
‫ٌ‬ ‫مـــا‬

‫‪-113 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫اهلل وفاني‬
‫أحـسـب أنَّ فَـقْـرِي قـاطـعي‬ ‫ُ‬ ‫كـنت‬‫قد ُ‬
‫روضـــة ومقـامهـــا والـنـــور‬ ‫ٍ‬ ‫عـــن‬
‫ال أنَّ حـالي مـانـعـي‬ ‫وظـنـنـت جـهـــ ً‬‫ُ‬
‫والـرحـــاب أزور‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بـيـــت‬ ‫حـــج‬
‫ِّ‬ ‫عـــن‬
‫سـبب‬‫والـحـقُّ أسعـدني َوب َّلـ َغـ ِني بـال ٍ‬
‫وأتـيـــت أسـعـــى يف بحــا ِر الـنـــور‬ ‫ُ‬
‫أحــمــد ومـقـا َمـه‬‫ٍ‬ ‫فـبـلـغــت روضــ َة‬
‫ُ‬
‫ُزرْ ُت الـصحـابـــ َة يف بقـــي ِع النــور‬
‫ورحــت مـلـبـيـ ًا‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ــرفـــات‬ ‫ـت َع‬ ‫أدركـــ ُ‬
‫ال وحـضــــورا‬ ‫ٍ‬
‫دهـشـــة مـتهـــل ً‬ ‫يف‬
‫اهلل َو َّفـــــا ِني وأكــرمـــني‬ ‫ـت َّأن َ‬ ‫وعرفــ ُ‬
‫فـسـجـــدت كلــي شـاكـــر ًا مســرورا‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫املـناسـك معـلـنـ ًا‬ ‫ـت من تلك‬ ‫ورجـعــ ُ‬
‫لــرب غفـــور‬‫شــاهدت ألطافــ ًا ٍ‬
‫ُ‬ ‫أننــي‬

‫‪-114 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أكرم بروض‬
‫ٍ‬
‫لـمـحـمــد‬ ‫ـروض أزهـــــرٍ‬
‫أكــــ ِر ْم بــــ ٍ‬
‫ِ‬
‫اجلنــات‬ ‫ِ‬
‫كالفــردوس يف‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫فـــي‬
‫ـال مــع اجلمال‬ ‫يعـــلوه أسـتـــا ُر الـجـــ ِ‬
‫ُ‬
‫تـتـبـــدل الــدرجــــــــات‬ ‫وعــنـــده‬
‫ـلب يف أركانهــا‬ ‫ن الـقــ ِ‬ ‫ـت عــ ُ‬ ‫أرســلــ ُ‬
‫الـســـــادات‬
‫سـيـد َّ‬
‫َ‬ ‫فــوجــدت طـــ َه‬
‫ُ‬
‫نـــاديـــت يــــا مــخــتـــا ُر أدركـنـي‬‫ُ‬
‫فــــــا أقــــــوى عــــلـى زالتــــــي‬
‫ـم املخـتـــا ُر بـسـمــ َة شـافــ ٍـع‬ ‫فـتـبـســ َ‬
‫ومـشـفــ ٍـع فـــي الـحـشـــــرٍ والــزالت‬
‫ٍ‬
‫كـــوكــب‬ ‫وكأنه قــمـــــر بـــــدا فـــي‬
‫ِ‬
‫الــرحـمـــات‬ ‫بــحــــر مـــن‬
‫ٌ‬ ‫وكــأنـه‬
‫نحوك يا ســيدي‬ ‫َ‬ ‫ن القلـ ِ‬
‫ـب‬ ‫ـلت عـ َ‬ ‫أرسـ ُ‬
‫ـك كي تنالَها شـفـاتـي‬ ‫فـامـدد يـمـي َن َ‬

‫‪-115 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا قمر الزمان‬


‫ـان أنـــادي‬ ‫بـالـدمــ ِع يـــا قـمــ َـر الـزمــ ِ‬
‫ـد احلـســـن فــؤادي‬ ‫ـت يا َجـــ َ‬ ‫هـيـمــ َ‬
‫ـبيب معـذبي‬ ‫شـــوقي لطـيـبـــة يـــا حــ ُ‬
‫ـت ُكـــلَ ُمـــــرادي‬
‫يـعــلـــــم أنــ َ‬
‫ُ‬ ‫واهلل‬
‫خـضـــر القـبـــاب وحجــرة ومقامهـــا‬
‫ولـروضــــ ِة األنــــــوا ِر كــــل ودادي‬
‫يا ليت دهري مـنصـــفي يـــا سـيـــدي‬
‫حـتـــى أُقَـ ِبــــلَ ُتـــ ْـر َب ذاك الـــــوادي‬
‫ال‬‫ـم بــــن قــبــابـــ ِه مـتـبـتــ ً‬ ‫وأقــيـــ ُ‬
‫ـح مـخـتـــارٍ وأصــ ُ‬
‫ـبح حــــادي‬ ‫بـمـديــ ِ‬
‫وأنـــال مـــا أرجــــوا بـنـيـــلِ وصـالـ ـ ِه‬
‫والـقـــرب مـــن ذاك الـــمقام الـنـــادي‬

‫‪-116 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الــــرحــاب‬
‫ن قـــري قـــد بـلـغـــتي طـيبـــة‬ ‫يــا عــ ُ‬
‫وتـجــلــــت األنـــــوا ُر مـا أبـهـاهـــــا‬
‫أحـمـد‬
‫َ‬ ‫هــــذا الـبـقـيــ ُـع وتــ َ‬
‫ـلك قـبــ ُة‬
‫ـق الـفــــؤا ُد ســواهـــا‬ ‫واهلل مـــا عــشـــ َ‬
‫ـاب تـجـمعـــت‬ ‫هـــذي املــآذن والقـبــ ُ‬
‫قـــد أزهـــل القـــلب املـشـــوق ضـيـاهـا‬
‫أحـمـــد‬
‫َ‬ ‫هـــذي املدينــة نـورهـــا مــن‬
‫هـــو شـمـسهـــا والـبـــدر وهـــو سناهـــا‬
‫ٍ‬
‫نــورمـحـمــــد‬ ‫هـــذا الـمـقـــام وذاك‬
‫والــروضـــــة الـغــنــــاء مـــا أزكـاهــــا‬
‫هــذي الـــدموع وال مــا َم علــى البــكا‬
‫ني تــبــدي حـالهـا بــبـكاهـــا‬ ‫والـعــ ُ‬
‫ـرحاب مـــود ًة‬
‫يــا سعــــد مــن بـلــ َـغ الــ َ‬
‫بـلــ َـغ الـشـفـاعــ َة مــن رفـيــ ِع ا َ‬
‫جلا َهـــا‬

‫‪-117 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫قف بالديار‬
‫ـت مــــ ٍ‬
‫ـآذن‬ ‫ـف بالـديــــا ِر إذا رأيــ َ‬ ‫ِقـــــ ْ‬
‫يعـلـــو عـلـــيه الـنـــور واإلنـعــــام‬
‫مبـــدح زاخـــرٍ للمصطـــفى‬ ‫ٍ‬ ‫واهـتـــف‬
‫واقــري الســـا َم ألحـمـــد بهـيــــام‬
‫ـق‬‫هلل هـــذا عـاشـــ ٌ‬ ‫ـول ا ِ‬
‫قــــل يـــا رســ َ‬
‫الـجـــوار ف ََـو ِّفـــ ِه بســـام‬
‫َ‬ ‫يـرجــــو‬
‫لـلحـبيـب مـدندنــ ًا بـمـديـحــه‬‫ٍ‬ ‫قـــم‬
‫فكيــف ُي َضـــام‬
‫َ‬ ‫ميــدح الهــادي‬
‫ِ‬ ‫مــن‬
‫ِ‬
‫ـبركات يــا بـحــ َـر الهــدى‬ ‫يــا كـوثــ َـر الــ‬
‫بــكأس الوصــلِ واإلكــرام‬ ‫ِ‬ ‫ُجـــ ْد لــي‬

‫‪-118 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫لبيك يا روحي‬
‫ا فـــؤادي قـــد دنـــا مـيـقـا ُتهـــا‬ ‫مهـ ـ ً‬
‫أحــــرم َولَــ ِّـبي ثـــم دنـــدن باسـمهـــا‬
‫لبيــك مــن روحــي وقلبــي واحلـــشا‬
‫حـتـــى أراهــــا يف بـديـــ ِع جمـالهـــا‬
‫وأطــوف يف ذلــي وخجلــي قاصــد ًا‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الـمـلـيـــك والـــتزم أستارهـــا‬ ‫وجـــ َه‬
‫وصلــت إلــى الديــا ِر وللحمــى‬ ‫َ‬ ‫فــإذا‬
‫ـاب َهـــا‬ ‫ـف الــ ِ‬
‫ـذل والـــزم َب َ‬ ‫فـارفـــع ُأكــ َّ‬
‫وابـــدأ طـوافـــك فـانـيـــ ًا مـتـذلـــا‬
‫ـــز بـقا ِئ َهـــــا‬
‫مـتـعـلـقـــ ًا بـسـتــــا ِر ِع ِّ‬
‫واشــرب معينــ ًا عنــد زمــز ِم َر ِي َهـــا‬
‫ــر عنــد شــرا ِب َها‬ ‫بكشــف ُ‬ ‫ِ‬
‫الض ِّ‬ ‫واهـــنأ‬

‫‪-119 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا زائراً روض الحبيب‬


‫ِ‬
‫احلـــبيب بـطـيـبـــة‬ ‫روض‬‫زائـــر ًا َ‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫فـاقــــري إمـــا َم العـالـمـــن سـالمـــي‬
‫بـتــأدب‬
‫ٍ‬ ‫ـاجــ ـ ِه‬
‫قــــف بـالـمـقـــا ِم َو َن ِ‬
‫واذكـــر هـنـالـــك دمعـــتي وغـرامـــي‬
‫ـكـم مـتـوسـ ً‬
‫ال‬ ‫حـبـيـب أتـيـ ُت ُ‬
‫ُ‬ ‫قـــل يـا‬
‫ـد ُه مـتـنـامـي‬ ‫ـد َصــ ٍ‬
‫ـب َو ْجــ ُ‬ ‫مـــن عـنــ ِ‬
‫غـــض العـيـــونَ وال يـــرو ُم سـواكـــم‬ ‫َ‬
‫ـوصل سـيـــدي وإمـامـــي‬ ‫فـانظــــر بــ ٍ‬
‫ِ‬
‫الـوصـــال وزورة‬ ‫بـــاب‬
‫َ‬ ‫وافـتـــح لـــه‬
‫فـوصـالـكـــم قـصـــدى وكل مـــرامي‬

‫‪-120 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫نادت قديم ًا‬


‫ـدس أَه َل َهــا‬
‫نــادت قـدميــ ًا حـضـــر ُة القـ ِ‬
‫وحـــي وقـــد َوافَـيْـ ُت َهـــا‬ ‫ـت لهـــا ُر ِ‬ ‫لَــبــ ْ‬
‫ـج مـــلبي ًا‬ ‫ـد احلجـيــ ِ‬ ‫ـت يف وفــ ِ‬
‫وخـرجــ ُ‬
‫والـوصـــل أدركـــني لــدى َع َـرفَا ِت َهـــا‬ ‫ُ‬
‫ـيون ُم َشـا ِهــ َ‬
‫ـد ًا‬ ‫ـبحت يف دم ـ ِع العــ ِ‬ ‫وسـ ُ‬
‫ـمـالِـ َهــــا‬ ‫نـــور اجلـــال ِة يف بـــدي ِع َج َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وكـــأن روحـــي بـاجلـمـــال تـكـمـلـت‬
‫عـــرش َجاللِ َهــــا‬‫َ‬ ‫صـــار‬
‫َ‬ ‫وكأن قـــلبي‬
‫وكـــأن أرضــي والسـمـــا ُء تصاحلـــوا‬
‫ـتف باسمهـــا‬ ‫ـد أهــ ُ‬ ‫ـت بالتوحيـ ِ‬ ‫ومضيـ ُ‬
‫ـد الـفـنـــا ِء بـوصلهـــا‬ ‫واجلمـ ُـع مــن بعـ ِ‬
‫ـت فـيهـــا بـاقـيــ ًا بـمـدادهــــا‬ ‫وأفـضــ ُ‬
‫ـت لـبـيـتهـا‬ ‫ـت مـــني ثـم جـئــ ُ‬ ‫وفـرغــ ُ‬
‫ـابس عزهــــا‬ ‫ـذل أسـعـــى يف مــ ِ‬ ‫بـالــ ِ‬

‫‪-121 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا زائرَ المختار‬


‫زائـــر املخـتـــا ِر أبشـــر بالهـ َنـــا‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫واعـلـــم بأنـــك عـنــــد رحـــم ِة ربـنـــا‬
‫ـد‬ ‫ـت مـكـرمـــةً بـــزور ِة أحـمــ َ‬‫قـــد نـلــ َ‬
‫فـالـسـعــــد فـــي َر ِّد الـــنبي سالمنـــا‬
‫ـضــــا ُم نـزيـلهـــا‬ ‫هــــذي ديــــار ال ُي َ‬
‫والـسعـــد فـيهـــا واملـــفاحت والهنـــا‬
‫ـاب إذا أ َتـا َهـــا عـاشـــق‬ ‫تـــلك الـرحــ ُ‬
‫بـلـــغ األمـــاني والـسعـــاد َة والهـنـــا‬ ‫َ‬
‫بـــروض وصالـــه‬ ‫ِ‬ ‫فـــزيار ُة الهــادي‬
‫ـف لـكـروبـنــــا‬ ‫ـرج كـاشــ ٍ‬ ‫ـاب لـفـــ ٍ‬ ‫بــ ٌ‬
‫أحـمـــد إن أ َنالَـــك نـظــــر ًة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ووصــال‬
‫بالعـمـ ـ ِر إن يفنــى وأنــت علــى منــى‬
‫زائـــر ًا‬
‫َ‬ ‫أحـمـــد إن تـولـــت‬
‫َ‬ ‫فعــيـــونُ‬
‫ـك لــه وربــي محســنا‬ ‫غـفــ َـر الـمـلـيــ ُ‬
‫فقــل الســا ُم عليــك يــا خـــير الـــورى‬
‫ـد للـمـــولى اجلليــل مليكـــنا‬ ‫والـحـمــ ُ‬

‫‪-122 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َ‬
‫بلغ الفؤادُ مناه‬
‫ـجــ َـر ِة‬
‫الـح ْ‬
‫ن ُ‬ ‫بـلــ َـغ الـفـــؤا ُد ُمـ َنـــا ُه بــ َ‬
‫والـمـنـــبر الـمـنـشـــــود بـاألســــرار‬
‫طــاب الوصــال وراق حالــي واجنلــت‬
‫ن قـلـــبي ظـلمــ ُة األغـيـــار‬ ‫عـــن عــ ِ‬
‫ـال مـطـــرز ًا بـجـاللـــ ِه‬ ‫وبـــدا الـجـمـــ ُ‬
‫ـت فـــي روضـــا ِتــ ـ ِه أنــــــوارا‬ ‫آنـســـ ُ‬
‫ـت َّأن الـوصـــلَ الح َج َـللُــــه‬ ‫فعـرفــ ُ‬
‫ـار مــن الـضيـــا ِء نهـــارا‬ ‫ـل صـ َ‬‫والـلـيــ ُ‬
‫قـــد أشـرقـــت ُروحــي وبــانَ جمالُهــا‬
‫وقـــد اسـتـــوى مــن سـرهــــا أســـرار‬
‫هـــام الـفــــؤا ُد مـدنـدنــ ًا بـمـديـحــه‬
‫ـات واألعـطـــــا ُر‬ ‫فـتـوالــــت الـنـفـحــ ُ‬
‫ٍ‬
‫بحضــرة‬ ‫ِ‬
‫األصــول‬ ‫والفــرع عــا َد إلــى‬
‫ُ‬
‫بـتـمــــام نــــورٍ وانـجـلـــت أسـتــــــا ُر‬

‫‪-123 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫سلطانة الملك‬
‫سلطان ُة احلـــي باألبـــوا ِء قـــد سكـــنت‬
‫وخـيــــام ِعـز ِت َهـــا أنـوارهـــا سـطـعــت‬
‫حــام احلمام يـدنـــدن عـنـــد روضتهـــا‬
‫وأمالك السـما غـنـت‬‫ُ‬ ‫والـبـــدر يشـــدو‬
‫الشـــراب وداد ًا عنــد حـضـرتهـــا‬
‫ُ‬ ‫دار‬
‫َ‬
‫ــابـــ ُة من ريانـهـــا عـطـفـــت‬ ‫الـح َـب َ‬‫ملا ُ‬
‫أم املـــسيح رقـــت رتـبـ ـ ًا بـحـملـتهـــا‬
‫ـت‬
‫ـص َـب ْ‬‫وهــب تـراهـا كعـبـةً ُن ِ‬
‫ٍ‬ ‫وب ِـنْ ُت‬
‫غـيـــاثة الـــحي إن جـــادت بنظـرتهـــا‬
‫احلـجب عن أحـــبابها رفـعـت‬ ‫ِ‬ ‫بـراقــ ُـع‬
‫صديقــة أجنـــبت صـدقـ ـ ًا ومـرحـمـــةً‬
‫منها املعـــارج للحضـــرات قد ُن ِص َـبـــت‬

‫‪-124 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫سيدنا الحمزة‬
‫أبــا ِعمــار َة عـــم املـصطـــفى جـئنـــا‬
‫روض املـراحـــم ال تخــزي أيادينـــا‬
‫ـد الورى فأغـــث‬ ‫لُ ْذنــا ببـابـــك يــا أســ َ‬
‫ـــاص َد َنا واقـهـــر أعـادينـــا‬‫ـــح مـ َق ِ‬
‫َ ِّن ْ‬
‫ـيد الشهـــدا واجلـــاه جـاهـكـــم‬ ‫يــا ســ َ‬
‫فـاجـــبر بخـاطـــرنا فَـــ ِو َدا ِدكم ديـنـــا‬
‫ـوب تداهمـــت‬ ‫ـماكم واخلطـ ُ‬ ‫وردنــا ِحــ َ‬
‫َف ُه ُّـبـــوا لـنصـرتـنـــا خـــذوا بأيـدينـــا‬
‫ـول ســوى الدمــع معلنــا‬ ‫أتينــا بــا حــ ٍ‬
‫ـد علــى ُمــ ـ ِر الـبعـــاد حـزيـنـــا‬ ‫ووجــ ٌ‬
‫أميــر املدينــة جـــد عـــلينا بـنـفـحـــة‬
‫بحـــق املشـــفع رضـنـــا وراضـينـــا‬
‫يـــا رب بـالهـــادي الـنـــبي وعـمـــه‬
‫وبـالـســـاد ِة الشهـــداء ُم َّ‬
‫ـــن عـلينـــا‬
‫وبجـــاههم يــا رب فـــرج كـربـتـــي‬
‫ِ‬
‫الـرســـول َداويـنـــا‬ ‫ـــــم‬
‫وبـحـمـــز َة َع ِّ‬

‫‪-125 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫سيدنا الحسن رضي اهلل عنه‬


‫بـحــر ِ‬
‫الـم َـن‬ ‫َ‬ ‫سـيـد َنـــا الـحـسـن يـا‬
‫َ‬ ‫يـا‬
‫ـحـن‬ ‫يـا ابـن الــمـصـطـفى كـن لي يف ِ‬
‫الـم َ‬
‫يـــا كـوثـــ َـر الـوفــــا يـا بـحــ َـر الـصـــفـــا‬
‫بــحـــر ِ‬
‫الـمـــ َنـن‬ ‫َ‬ ‫ُكـنلـيمــنـصــفـــ ًايـا‬
‫ـاب الـقـبـــول‬ ‫ِ‬
‫الـرسـول يـا بــ َ‬ ‫ـط‬ ‫يـــا ِسـبْــ َ‬
‫بـالــزهــــــرا الــبـتــــول تــدفــع الـفــتـن‬
‫عـلـيـــك الــســـــا ُم أيهــــا اإلمــــــــا ُم‬
‫يـا فـــخــــــر األنــــام يـا أهـــل الــســنن‬
‫عـلـيـــك الــســـال ُم يـا عـــالي الـمــقـام‬
‫يــاجـــــدالــكــــراميــاكــــنزالــمـــنن‬
‫ــط الــزكـي شـبـيــ ُه الــنـبـي‬ ‫ِّ‬
‫الــســبْ ُ‬
‫ابــناإلمـــا ِمعــليفـيالـقــلــبسـكــن‬
‫كـهــف األمـان‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الـحـنـان يـا‬ ‫نـبع‬
‫يـا َ‬
‫ـــحــــن‬ ‫ابــســـطالــيـديــنوادفــــع ِ‬
‫الــم َ‬ ‫ُ‬
‫كـعـبـة األنـــوار مـنـبــع األســــرار‬
‫ســيــد األبــرار يـا سـيـدنــا الـحــســن‬
‫يـا حـبــلَ الــوداد كــوثــر اإلمـــداد‬
‫مـعــدن اإلسعــاد يـا سـيـدنـا الـحـســن‬
‫مجمع البحرين يا سيدنا احلسـن‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫يـــا سيدنا احلـسـن يا بـــن الـنـبي الـزين‬

‫‪-126 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫اهلل أكبر يا حسين‬


‫ـي تـحـيــــة‬ ‫يــا أيـــها الـسـبــ ُ‬
‫ـط الـزكــ ُّ‬
‫يـــا سـيـدي يـــا ابـن الـنـبـــي الهـادي‬
‫نــور الهــدى‬
‫يــا بـــضع َة الزهــراء يــا َ‬
‫نـــور احلـبـــيب على جـبـيـنـــك بـادي‬
‫ألــف حتـيـــة‬ ‫ِ‬
‫الرســول إليــك َ‬ ‫يــا ابــن‬
‫فـــي كــلِ صــلــواتـــي بـكــل ودادي‬
‫إنــي أحـــبك يا ابـــن بـنـــت مـحـمــ ٍـد‬
‫ٍ‬
‫لـصـــب يف هـــواك راضــي‬ ‫فـاشـفـــع‬
‫اللــــه أكــــبر يـــا حـســــن وإنـــني‬
‫قـــد بـعــتـكـــم روحـي كـــذا وفـؤادي‬
‫وســطية بـالـحـــب نـحـــيي سـنـــة‬
‫لـلـــه ال نـغـلـــــوا ولـيـــس نـعــــــادي‬

‫‪-127 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫زينة العُبَّاد‬
‫مـنـبـــع اإلِمـــــــداد‬
‫َ‬ ‫يـا‬ ‫يـــا زِيـنــــ َة الـ ِع َ‬
‫ــبــــــا ِد‬
‫الـس ِ‬
‫ـبـط الـزكي‬ ‫يـا ابـــن ِ‬ ‫وكـرامــــ ِة اإلسـعـــــا ِد‬
‫الـكـــوثــــر الـــبـهــــي‬ ‫أقـصـــد هــــذا العــلـــي‬
‫ُ‬
‫ابــــن اإلمـــــام عـــلــي‬ ‫الـســاجـــــد الـتــقــــي‬
‫هـــو بـضـعــــة احلـســني‬ ‫هـــو زيـــن العـابـديـــن‬
‫نـســل الـهـادي الـنـبـي‬ ‫هـــو جـــد الطـاهـريـــن‬
‫ُس َ‬
‫ـــلفَـــة الـمـــنــــيـرة‬ ‫وأمــــــه األمـــــيــــرة‬
‫شَ ُـرفَــت بـابـن الـنـبــي‬ ‫لـمـــا أتـــت أســــــــيرة‬
‫لـحــســيـنـــه الــزكـــي‬ ‫قـــــال اإلمــــام عــلـــي‬
‫حـصـــن الـنسـل الـزكـي‬ ‫مـنهـــا يـكـــن الــولـــي‬
‫بـالـزهـــــد والـعــبـــــادة‬ ‫تـكـــون لـــه الـسـيـــادة‬
‫عـــلـــى وارث الــنـبــــي‬ ‫فـسـلـــموا يـــا ســـــادة‬
‫وعـــلــي الـــكــــــــرار‬ ‫فــجـــــده الـمـخـتـــــار‬
‫ســبــط الـنـبـي الـتـقـي‬ ‫وحـسـيـننـــا املـغـــوار‬
‫وزيــنــب األمـــيــنـــــة‬ ‫وأخــتـــــه ســكـيـنـــة‬
‫ذات الــوجــــــه الـبـهـي‬ ‫حــوريـــــ ُة املـديـنـــة‬

‫‪-128 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فـاطـمـــة الـحـــسـنـيــة‬ ‫وزوجــتـــــه الـبهـيـــة‬


‫بـنـت احلـســــن الـزكـي‬ ‫عــابـــــــدة تــقــيــــــة‬
‫قــــد واجــ ـ َه العــنـــــاء‬ ‫يف يـــــــو ِم كــربــــاء‬
‫األب الــزكــــي‬‫فـــقــد َ‬
‫َ‬ ‫يف مقـتــــلِ الشهـــدا ِء‬
‫بـصـــوتــــه الـفــصـيـــح‬ ‫حــسـيـنـنــــا يـصــيـــح‬
‫حـصـــن الـنـسـل الـزكي‬ ‫خـــذوا هــــذا الـمـلـيـــح‬
‫تـــواجــــه األعــــــادي‬ ‫وزيـــنــــب تــنـــــــادي‬
‫فـتـغــضـبــــــوا الــنـبـي‬ ‫ال تـقــتــلـــــوا أوالدي‬
‫مــن ســائـــــر األســـــواء‬ ‫نـفــســـي لــــه فـــــــداء‬
‫ذاك الــســبــــط الـتـقـي‬ ‫وال يـــــــرى بــــــــاء‬
‫هــو مـفـخــر األحـسـاب‬ ‫هـــو كــوثـــر األنســـاب‬
‫كـــنـز الـنـســـل الـوفـي‬ ‫هـــو طـاهـــر األصـــاب‬
‫والـفــقــــه والــفــهـــوم‬ ‫هـــــو وارث العــلــــوم‬
‫عـجـبـــ ًا البــن الــنـبـي‬ ‫والـكــوثـــر املعـلــــوم‬
‫الــســـيــــد الـهـــمـــام‬ ‫هـــو كـافــــل األيـتـــــام‬
‫ولـه الــكــــف الــنـــدي‬ ‫عــلـــي الــمـــقـــــــدام‬
‫حـلـمــ ًا عــلـى األعـــداء‬ ‫ــل عـــنه مـــن أســـاء‬‫َس ْ‬
‫كـــذا كـــــان الـــنـبــي‬ ‫صـــبر ًا علــى األســـواء‬

‫‪-129 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وحـــمـــلــه الــطــعــام‬ ‫حــــدث عـــن اإلكـــــرام‬


‫يــمــشـي مـشيـ ًا خـفــيـا‬ ‫بـالـلـيــــل لـأليـتـــــــام‬
‫لـكـــل مــــن يــقــيـــل‬ ‫كـــذا كــــان الـكـفــيــــل‬
‫أكــــــرم بـابــن الــنـبـي‬ ‫ورزقـــــــــه قــلــيــــــل‬
‫ظـهــرت تـبـدو كـشـامـة‬ ‫فـــي ظـهــــره عـالمــــة‬
‫فــيلــيــلـــهالــخــفــي‬ ‫مـــن حـمـلـــه الـطـعـــام‬
‫ذوطـــلـعــــــةبــهــيـــة‬ ‫أخـــالقـــــــه زكــيـــــة‬
‫مــن جـــــوده الـسـخــي‬ ‫وكــفــوفـــــه نــديـــــة‬
‫بـالـلـيـــل لـلـقــيــــــام‬ ‫لــم يـعــــرف الـمــنــــام‬
‫كـــمـــا قـــــام الـنـبـــي‬ ‫لـــربــــــه أقـــــــــــــام‬
‫يـنـاشـــد الـــســمـــــاء‬ ‫قـــد فـــاض بـالـبــكـــاء‬
‫بــدمــعــه الــســـخــي‬ ‫بـالـشـكــــر والـوفــــاء‬
‫لـلغـــوث فـي مـسـائـــل‬ ‫يـومــــ ًا أتــــاه ســائــــل‬
‫يـرجــو الـكـف الـسخـي‬ ‫يدعـــو بالـــدمع هاطـــل‬
‫وبــاكـــيــ ًا عـــلـــيــــــه‬ ‫يـعـطــيــــه مـــا لـديــــه‬
‫لـطـف الـــرب الـعــلـــي‬ ‫وراجـــيـــــ ًا إلـــيــــــه‬
‫ودمـعـــــــة بـالــعـــــني‬ ‫أعـطــــاه قـرصـتــــن‬
‫وفـــي‬
‫ّ‬ ‫يـدعـــــوا ربــــــ ًا‬ ‫وحــالــــــه األنـــــــن‬

‫‪-130 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فــرجــ ًا يـكـــون مـنـهــا‬ ‫قـــال اإلمــــام خـذهــــا‬


‫مــــوالي بـي حــفـيـــــا‬ ‫ثـقـــة ال متـتحـنـهــــا‬
‫يــســـير فـي األنـــــــام‬ ‫أخــذ الـرجـــل الطعـــام‬
‫ســــر اإلمــــام عـــلــي‬ ‫ُّ‬ ‫فـــرأى الـبـــدر الهمــام‬
‫بـالــزهـد لـلـســـمــــاك‬ ‫يـبـيـعــهـــــا هــنــــاك‬
‫ـدعـــا اإلمـــــام عـــلي‬ ‫ِب ُ‬ ‫يـلـقـــى فـرجـــ ًا هـــناك‬
‫يـبـيـعــهــــا ذخــــائــــر‬ ‫يـلـــقى فيهــا اجلواهـــر‬
‫ســـــــر اإلمـــام عــلـي‬ ‫تقضــي ديـــن العشائـــر‬
‫يــــرده الــبــضــــائــــع‬ ‫ثـــم يـعـــــود الـبـائــــع‬
‫خــذ قــرصــك الـبـهـي‬ ‫ويقـــول أنــت اجلـائـــع‬
‫وجـــــواهــــــــر ًا زكـيــة‬ ‫لـــك الـسـمـــك هـديـــة‬
‫فــكـــرامــــة لـــعــــلـي‬ ‫هــي إن تـكـــن هـديـــة‬
‫ٌ‬
‫رجــــل أتـى بــشـــــيـرا‬ ‫بــاب الـفـقـــير‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يطـــرق‬
‫بـضـيـا اإلمـــــام عــلـي‬ ‫مـــن وجهـــه الـمـنـــير‬
‫فــرجــ ًا يـجـلـو بـالكـــم‬ ‫ُ‬
‫يـقـــــول قـــد أتــاكــــم‬
‫كـــرمــ ًا بـابـن الـــنـبـي‬ ‫قــــد نـلـتــــم مـنـاكــــم‬
‫ال بـابـــن الـرســول‬ ‫أهــــ ً‬ ‫فـسـلـمـــوا وقــولـــوا‬
‫يـا ذا الـــوجـ ِه الـنــــدي‬ ‫يـــا بـضعـــة الـبـتـــول‬

‫‪-131 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫نفيسة العلم‬
‫نفيسة العـــلم قـمـــر الـــحسن سـيدتي‬
‫بـنـــت الـنـبـي ومـــا أزكى مـحـيـاهــا‬
‫فاقــت علــى البــد ِر عـــند متامــه حـــسن ًا‬
‫ونــــو ُر أحـمـــد والــقــــرآن مـجـالهــا‬
‫ـد ْت وبـطـيبـــة نـشــــأت‬ ‫يف مـكــ ٍـة ُولِــ َ‬
‫لـكـــن بـمـصـر أرا َد الـلــ ُه ُسـكـ َنـا َهـا‬
‫فشرفـــت مصـــرنا بـبـديـــع طـلعـتهـــا‬
‫ـم الــورى مــن فيــض ميناهــا‬ ‫والنــور َعـ َّ‬
‫حـسنيـــة األصــل بنت األنـــور الباهي‬
‫ـج َجـد َهــا أَنْـ ِعــم بــذكــراهـــا‬ ‫وأبـلـــ ٌ‬
‫ـن األنـــوار بـنـفـيـســ ٍـة‬‫وقــد أتــى حسـ ُ‬
‫عـنـــد الـنبي يـــزور الـنـــبي وجـداهــا‬
‫ـت عـلى‬ ‫ـد إني قــــد رضـيــ ُ‬ ‫وقـــال جـــ ِ‬
‫نـفـيـسـة العـلـــم فـتعـطـف أيـا طـــه‬
‫ـنبي عـيانـ ـ ًا قـــد رأيناهــــا‬
‫فــــرأى الــ َّ‬
‫ومـــن رضانـــا ســيرضى اهلل مـثـواهـــا‬

‫‪-132 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ُ‬
‫األرزاق مكرمـــة‬ ‫جـــاءت خلـلـوتهـــا‬
‫مـثـــل الـبـتـــول جهــار ًا يف ُمـصال َهــــا‬
‫ـاس شـــوق ًا عنــد مـــنزلها‬
‫تـزاحـــم الـنــ ُ‬
‫كـأنهـــــا كـعــبــة جـلـــت ثـنـايـاهــا‬
‫فـأشغـلـوهـــا عـــن األورا ِد فـأصـــرت‬
‫أن تـرحتـــل طـلـبـ ـ ًا لـجــــوار جـداهـــا‬
‫فأجاءهـــا جـدهـــا املخـتـــار يأمـرهـــا‬
‫ـذ ِم َ‬
‫ـصـر َنـــا َو َطـنـ ـ ًا ملأواهـــا‬ ‫أن تـتـخــ َ‬
‫ورثـــت كـرامـتهــــا مـن أحمـــد وكـذا‬
‫من جـــدها الـــسبط قد بانت مزاياهـــا‬
‫تبحـــرت بعـلـــو ِم الـشـــر ِع وازدهـــرت‬
‫قـــد أ َّمـهــا العــلـمــا طـلـبــ ًا لـريـاهـا‬
‫الـشـافـــعي زارهــا يـرجـــوا كـرائمهـــا‬
‫مـتـــبرك ًا بـنفـيـســـة األنـــوار وهـداهـا‬
‫إذ كـــان يـمــــرض يأتـيهــــا بـبردتـــه‬
‫تـدعـــوا لـــه يـشـــفى والـســـر جنـواهـــا‬

‫‪-133 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وحيــث كانــت وفــاة الشــافعي علمــت‬


‫مـــن قـبـــل مـوتتـه مـن عـــلم مـوالهـا‬
‫قالــت لســائلها ارجــع فـقـــد فـاضـــت‬
‫ـن الـــل ُه بـالـفـــردوس مـثـواهـا‬
‫وأحـســ َ‬
‫صـــلت عليــه وقـالـــت يف وضـاءتـــه‬
‫أحـسـنـــت وضــوء الـنـفـس وهـداهـا‬
‫ـباب يف شــ ٍ‬
‫ـوق‬ ‫ـد األحــ ِ‬‫جــاءت إلــى بلـ ِ‬
‫حيث احلسني وقد فاضـت شـذايـاهــا‬
‫ـب واجـــتهدت‬ ‫قد آثـــرت ربهــا بالـحــ ِ‬
‫وأقــبـلـت تـتـلــوا فــرقـــان مـوالهــا‬
‫قطعـــت لياليهــا بالـذكـــر واجـتهـــدت‬
‫صـوم الـنهـار ودمـــع العـني كحـالهــا‬
‫صامــت دوامــ ًا عـــن الدنيــا وزينتهـــا‬
‫وعـن زخـارفهـا غـضـــت لعــيـنـاهـــا‬
‫أمــر الطبيــب بفطــر عـــندما مرضـــت‬
‫قـالـــت طـــبيبي أذاق الــــروح ريـاهـــا‬

‫‪-134 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واســتغرقت تـتـــلوا األنعـــام راجـيـــةً‬


‫دار الـــســـــا ِم وتـوحـيــد لـربـاهــــا‬ ‫َ‬
‫وفاضــت الــروح يف بشــرى لســيدها‬
‫ـرع عــــا َد ألصـلِ نـــــو ِر طــــه‬ ‫والــفــــ ُ‬
‫أمـــر الـنـــبي مـنامــ ًا َبـ ْعـ َلـهـــا َدعهـــا‬
‫ألهـــــل مصـر لهـــم يف حـبهـا جـاهــا‬
‫نفيســة العـــلم واألنـــوار مـشـهـدهـــا‬
‫بـشــــرى لـمـــن أ َّمهـا يـرجــــو بها اهلل‬
‫لطيــف النــو ِر يغـمرهـــا‬ ‫ُ‬ ‫النــونُ فيهــا‬
‫وفـتـح عـــند ذكـراهـا‬
‫ٌ‬ ‫ـض‬‫والـفـــا ُء فـيــ ٌ‬
‫شــارات لـوصلهـــا‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫واليــا ُء والســ ُ‬
‫يــــس تـبـقى وســـر مـــن عـطـايـاهــا‬
‫غــوث زائـرهـــا‬‫ِ‬ ‫والهــا ُء همتهــا يف‬
‫وهـــدى ملــن زارهــا يـرجـــو هـدايـاهــــا‬
‫أنعـــم بـبـنـــت مـحـمـــد ذات الـتـقى‬
‫نـفـيســـة الغـــوث ال يـخـفـى مزاياهــا‬
‫ـنت طـــه لـــنا يف حـبـكـــم أمــــل‬ ‫يا بــ َ‬
‫نـرجـــو الشــفاع َة يــو َم احلش ـ ِر ولـواهـــا‬

‫‪-135 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أبا العينين‬
‫ـور ًا تـجــلـى‬ ‫أبـــا الـعـيـنـــــن يـــا نــــ َ‬
‫ن آلل طــــــــه‬ ‫مـــن الـنـــــو ِر الـمـبــ ِ‬
‫تـحـيــــات عـظـيـمــــات وشــــــــوق‬
‫ـد ِه لَ َّ‬
‫ـمــــا أ َتـا َهـــا‬ ‫ـم َمــ ْهـــــ ِ‬‫لـصـــائـــ ِ‬
‫هـــو الـــقطب الشـريـــف لــه َس ِ‬
‫ـم َّـيـــا‬
‫هــــو الـقــــرشي يف رتـــب عـالهــــا‬
‫ــمـــا ِئـ ُلـــه وبـانــت‬ ‫وقـــد جــلـــت شَ َ‬
‫إشــــــار ُة َو ْصـ ِلــ ـ ِه ربــــي جــالهـــــا‬
‫إمــــام الـعــارفــــن وبــحــــر عـلـــم‬
‫بــشــــرع لـلـحـقـيـقـــة قـــد سـقـاهـــا‬
‫وقــــد عــمـــت طـريـقـتـــــه بـنـبـــ ٍـأ‬
‫ـم الـمـشـرقـــن شـــذى مـداهــا‬ ‫يـعـــ ُّ‬
‫طـريـقــتـــه هــي الـقـــــرآن حــقــــ َا‬
‫وسـنـــة أحـمــــد يـعـلـــــو ضـيـاهــــا‬
‫أبـوالـمـجـــد الـعــزيـــز لـــه فــخــــار‬
‫ـب لـلـحـســـــن وآل طـــــــه‬ ‫بـنـســــ ٍ‬
‫تــقـــي عـــــــارف بـالـلــــه قــطــــب‬
‫عـلـيـــه كـرامــــة يـعـلــــو بـهـاهــــــا‬

‫‪-136 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـد والـنـــو ُر يـســــري‬ ‫ســاللـ ـ ُة أحـمــ َ‬


‫وقـــد ورثــــــوا كـمــــاالت بـداهـــــا‬
‫وكان ألزهـــــر األنــــوار شــيـخــــ ًا‬
‫وقـــد ورث العـلــــوم كـــذا سـنـاهـــــا‬
‫وســل عنــه الـطـيـــور كـــذا وحـــوش ًا‬
‫تـعـلــــم نـطــقـهــــا نــــور ًا وجـاهـــــا‬
‫وقـاضـــي الـقــــو ِم يـنـبـيـهــــم بـــأن‬
‫إلبــراهــيــــم شــــــارات تــالهــــــا‬
‫الـولـيـــد فــا تـصـومـــوا‬
‫ُ‬ ‫رضــع‬
‫َ‬ ‫إذا‬
‫الـرضــــاع فــقــــد رآه‬
‫َ‬ ‫رفــــض‬
‫َ‬ ‫وإن‬
‫ٍ‬
‫مـجــد‬ ‫فـقـــد كـــان الـهـــ ُ‬
‫ـال بــــدا ِر‬
‫أبـــو الـمجـــد الشــريف وريــــث طـــه‬
‫فـكـنـت أقــــو ُم إجـــــا ًال لـقــمـــرٍ‬
‫ُ‬
‫لـــه الـشــــأنُ الــرفــيـــ ُـع إذا أتـاهــــا‬
‫فـــلم يـرضـــع أبـــو العــيـنـــن يـأبـــى‬
‫ويـعـلـــن صـو َمـــ ُه لـمـــا َعــال َهــــــا‬
‫أولـئـــك أولــيــــاء الـلــــ ِه سـبـقــت‬
‫ـن نــراهـــــا‬ ‫لـهــــم مـــن ربـهــــم ِمـ َنــ ٌ‬
‫كـذا تـأتـيـــــه مـن فــقــدت ولـيــد ًا‬
‫أبـــا الـعــيـنـــن ودمــوعـــ ًا نـراهـــــا‬

‫‪-137 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وحوش البحــ ِر قـــد أخـــذت ولـيـدي‬ ‫ُ‬


‫فـأرســـلَ نـائـبـــ ًا يـعـــلـــــو ربـاهـــا‬
‫ـوش الـبحـ ـ ِر طـوعـ ـ ًا‬ ‫أجيبــوا يــا وحــ َ‬
‫َو ُر ُّدوا ِطـفْـ َلـ َهــــا بــســــــام طــــــــه‬
‫ـاح يـــسعى‬ ‫ـوج الـبحــ ُـر والـتـمـســ ُ‬ ‫ميــ ُ‬
‫ـظ طـفـ َلـ َهــا بــــن يــداهــــا‬ ‫ويـلـفـــ ُ‬
‫ـاح عــــود ًا‬ ‫ويـأبـــى ذلـــك الـتـمــســـ ُ‬
‫ويـؤثـــر حـضـــر ًة يـعــلــــو نـداهــــــا‬
‫الـــــرأس مـشهــــود ًا جلـيـــ ًا‬‫ُ‬ ‫وكــــان‬
‫بـــــدا ِر كـــرامـــ ٍـة يـبــــدو سـنـاهــــا‬
‫الـســـ ِ‬
‫ـادات مـــد َد ًا‬ ‫وتـــلك كــرامــــة َّ‬
‫ـم بـحــقِ طـــــه‬ ‫مـن الـلــ ِه الـعـظـيــ ِ‬
‫أَ َمــا نـــادت عـــلى املخـتـــا ِر جـهــــر ًا‬
‫شُ ــجــــ ُ‬
‫ـيرات الـقــفــــا ِر إذا أتـاهـــــا‬
‫وراح يــبـكـــي‬ ‫ـزال َ‬ ‫وكـلـمــــه الـغــــ ُ‬
‫ــب بـمـقـــ ٍ‬
‫ـال َتـال َهـــا‬ ‫الـض ُّ‬
‫ـد َ‬ ‫وشـهــ َ‬
‫ـذع بـــن يـــدي ِه شوقـ ـ ًا‬ ‫ـن الـجـــ ُ‬‫وحــ َّ‬
‫وعـــبرت الـعــيـــــونُ لـــه بـكـاهــــــا‬ ‫َ‬
‫األشجـــار فاهتــزت وطـربـــت‬ ‫َ‬ ‫دعـــا‬
‫ـد ْت عـنـدهـا لـمـــا دعــاهـــا‬ ‫ـجــ َ‬‫َو َس َ‬

‫‪-138 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فـــا عـجـــب أبـــا الـعـيـنـــن كـــــا‬


‫ـول جـــنى َجـ َنـا َهــــا‬ ‫إذا فَــ ْـر ُع األصـــ ِ‬
‫فـأنـتـــم بـضـعـــ ـ ٌة مـــن نـــو ِر طــــه‬
‫ويــــــس لـــــه عـــــــز وجـــاهــــــــا‬
‫عـطـــرت َنـــ ْظ ِمي‬
‫ُ‬ ‫أبــا العـــينني قــد‬
‫ـدح فـيـــك وشـجـــوني تـراهـــــا‬ ‫بـمــ ٍ‬
‫بـالـمـديـــح أفــــو ُز فـــوز ًا‬
‫ِ‬ ‫عـسـانـــي‬
‫ـل رضـــــاه‬ ‫ـدا وأنـــ ْ‬
‫ـي أحــمـــ َ‬ ‫َوأُرْ ِضــ ِ‬
‫احلـــبيب يكــن رضيـــ ًا‬ ‫َ‬ ‫ـــر ِضي‬
‫ومــا ُي ْ‬
‫ـســـاه‬ ‫الـعــــرش مـــن نـــورٍ كَ َ‬
‫ِ‬ ‫لــــرب‬
‫ِ‬
‫ـت‬ ‫ُـر ِشــ ُ‬
‫ـي َجـ َّلــ ْ‬ ‫وتلـ َ‬
‫ـك لـطـائـــ ُ‬
‫ـف الـق َ‬
‫ـب ولم َيـرا َهـــا‬ ‫ـن أحــ َّ‬ ‫ـت لِ َ‬
‫ـمـــ ْ‬ ‫عـجـبــ ُ‬
‫ـت نـظـــمي‬ ‫أبــا العـينـــن قد أخـجـلــ َ‬
‫وعــــذر ًا لـلـجـهـالـــة يـــا بــــن طــــه‬

‫‪-139 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ال وسه ً‬
‫ال شيخي الكريم‬ ‫أه ً‬
‫ال وسهــًـا مـرحبــ ًا شــيخي الكـريـــم‬ ‫أه ً‬
‫شــرفـتـنـا يـا ســيــدي عــبـدالعــلـيــم‬
‫ا آل جـــــود َة مـرحـبــ ًا‬ ‫ا وسـهـــ ً‬ ‫أهــــ ً‬
‫ـب النـسـيـم‬ ‫ـير مع الشذى َه َّ‬ ‫فـــاح العـبــ ُ‬
‫شرفت يا ابـــن مـحـمـــ ٍـد وحـسـيـنـنـــا‬
‫ــق وســقــيــم‬ ‫واعــــذرْ َجـ َهـالَــ َة َع ِ‬
‫ــاش ٍ‬
‫ـل بــوجـهـــه‬ ‫وكـــأن طــــه قـــــد أطــــ َّ‬
‫َـأذهـب اللـيـلَ الـبهـيـم‬
‫َ‬ ‫ــم الـضـيـا ُء ف‬ ‫َع َّ‬
‫ـآل مـحــمـــ ٍـد ورثـــوا الـتـقـــى‬ ‫أكـــر ْم بـــ ِ‬
‫ٍ‬
‫بـركـات عـمـيـم‬ ‫وبـحـر‬
‫ُ‬ ‫سـفـن الـنجـا ِة‬
‫ُ‬
‫ـوف بـبـيـعــ ٍـة‬ ‫ـط الـكـفـــ َ‬ ‫هذا الذي بـســ َ‬
‫ـلب السـقـيـم‬ ‫فأنعـش القــ َ‬
‫َ‬ ‫ـاض‬
‫والنو ُر فــ َ‬
‫بـايـعـ ُتـ ـ ُه يـومــ ـ ًا فـأدركـــني الـصـفــــا‬
‫ـلـت الـنـعــيــم‬ ‫والعـ َنـا ِن ُ‬
‫ـدرٍ َ‬ ‫مـن ِ‬
‫بعـد كَ َ‬
‫ـول الشعـــر لـيـســـت صـنعـــتي‬ ‫هلل قــ ُ‬ ‫وا ِ‬
‫ٍ‬
‫وجــد يـهــيــم‬ ‫بـات فـي‬‫لـكـن فــؤادي َ‬
‫لســـانُ ســـوى الـــنبي‬ ‫ـد َح الِ َ‬ ‫وا ِ‬
‫هلل مــا َمــ َ‬
‫وابـــن النبي وما قصدت ســـوى الكريـــم‬

‫‪-140 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واهلل قـــد قـــرت عــيـونـــي وانـجـلــــت‬


‫بـكـمــال بـكــري لــه خُ ــ ُل ٌ‬
‫ـــق عـظـيــم‬
‫ـت لـلهـــادي الـــنبي وجـئـ ُتـه‬ ‫ما اشـتـقــ ُ‬
‫إال اطـمــــئن الـقـــلب مـن شـــوق ألـيـم‬
‫ٍ‬
‫مـحـمـد‬ ‫زيـنـب بـنـــت ســبـط‬ ‫ٍ‬ ‫ما بـــن‬
‫والـسـيـد الـبـكـــري يف وجــدي أقــيـم‬
‫ـابهــــا‬‫ـت ر َِح َ‬ ‫حــوريـــة األنـــــوا ِر جــئــ ُ‬
‫ووسـيـلـــتي هـو سـيـــدي عـبـدالعـلـيـم‬
‫يــا رب بـالهـــادي وبــكــــري الـحـمـــى‬
‫وبـجــــودة األنــــوا ِر والـســ ِر الـحـكـيـــم‬
‫ـي عــن الـجـميـــع مكارمـ ًا‬ ‫فاجـــزي النبـ َّ‬
‫ـواء حـبـيبنـــا عـبـدالعـلـيــم‬ ‫وارفــع لــــ َ‬
‫واقـبـــل جـــميع احلاضـــرين ورضـنـــا‬
‫ـال الـعـديــم‬ ‫الـح ِ‬
‫ـد َة َ‬ ‫وانـظــــر َو َبـ ِّد ْل ِشــ َّ‬
‫بـطـيبـــة وبـقـيـعـهـــا‬ ‫ٍ‬ ‫أرجـــوا اخلـتـــام‬
‫وكـــذا الـثـبـــات على صـراط مـستقـيـم‬
‫أرجـــو الشــفاع َة واخلـتـــا َم علــى هــدى‬
‫ِ‬
‫اجلـمـال نعــيـم‬ ‫ــن شَ ـ ْهـــ ِ‬
‫ـد‬ ‫َو ِجــــ َـو َار ِم ْ‬
‫َـمـ ـ ُه‬
‫ـطـــ َـر ف َّ‬‫يـــا َر ِّب مـــا الـبغـــدادي َع َّ‬
‫ِ‬
‫والـجـد الـكـريـم‬ ‫ـح الـبـكــري‬ ‫بـمـدائـــ ِ‬
‫صــــل عـــلى الـهـــادي الـنـــبي وآلــــه‬
‫بـحـــر الكـــرام ِة صاحب اجلـــا ِه العـظيـم‬

‫‪-141 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ٍ‬
‫مـحـمـــد‬ ‫َ‬
‫جـــمال‬ ‫يـنظـــر‬
‫َ‬ ‫مـــن رام أن‬
‫ـري ذا الـنـــو ِر العـمـيـم‬
‫الـبكــ َّ‬ ‫فـلينـظـــر َ‬
‫ـرحاب تـزيـــنت‬ ‫ُ‬ ‫هــذا ابـــن جـــود َة والــ‬
‫والـبـــدر يف حـلـل الـجـمــــال وســيــم‬
‫وكأن ضـاحـيـــة الـمــقــــا ِم تـهلـلـــت‬
‫ـار املـقـــا ُم مـــن الـضيــــا ِء نعـيـــم‬ ‫وصـــ َ‬
‫كـفـــوف وصالـهـــا‬ ‫َ‬ ‫وكأنهــا بـسطـــت‬
‫ـار نـســيـــــم‬‫اح َصـــ َ‬
‫ـبر الـ َفــــ َّو ُ‬
‫والـعــنــ ُ‬
‫وكأن شــمس حـــسيننا قـــد أشـرقـــت‬
‫ـب األنـــــوا ِر وهــــو زعــيـــــم‬ ‫يف مـوكــ ِ‬
‫مـــا لـلـجـنــــان تـوافــــدت ألـطـافــــه‬
‫ذات الــشــيــــم‬ ‫بـرئـيـســ ِة الـديـــ ِ‬
‫ـوان ِ‬
‫مــا هـــذه األنـــوار بـشــــرى سـيـــدي‬
‫وكأننــا يف روض ـ ِة الهــادي النبـ ِ‬
‫ـي نقيـــم‬
‫هلل أشــــرقَ نــــو ُر ُه‬ ‫رســـــول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هــــذا‬
‫ـاك وهــــو حـلـيـم‬ ‫ـب األمــــــ ِ‬ ‫يف مـوكــ ِ‬
‫يــا مـــرحب ًا أهـــل املديـنـــة مـرحـبـــ ًا‬
‫يـا مـرحـبـ ًا يـــا سـيـدي عــبـدالعـلـيـم‬
‫اجلهــول فسامـحـــوا‬ ‫ُ‬ ‫بــاح‬
‫َ‬ ‫عـــذر ًا إذا‬
‫واقـــضوا بـعـفـــوٍ وانـظــــروا لـسـقـيـــم‬

‫‪-142 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الباب الثالث‬

‫الرقائق‬

‫‪-143 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ُ‬
‫الـخَـضْـريـة‬
‫ـار ٍة‬ ‫الـر ْمــ ُز َخـــضْ ُر إِشَ ـ َ‬ ‫ويف ذكْــ ِر ُمـــوسى َ‬
‫ـــد‬‫بـالــرشْ ِ‬
‫ُ‬ ‫لـيـفْـ َنى ُمــ َـرا ُد َك يف ُمـر ِ‬
‫ِيـد َك‬
‫خلـضْ ـرِهـــم‬ ‫ن َ‬ ‫اصـطبـــا ِر السـالـكــ َ‬ ‫َو ُدونَ ْ‬
‫ـــر ِد‬
‫ـتراض إِلى َط ْ‬ ‫ـــل ا ِإل ْع ِ‬ ‫ض أَ ْه ُ‬ ‫َت َـعــــ َّـر َ‬
‫ـضا ِئـرٍ‬ ‫ـس ا ُأل ْسـ َتـا ِذ ُقـ ْد ُس َح َ‬ ‫ـجـ ِل ِ‬‫َو ِفـي َم ْ‬
‫ـــد ِد‬‫الـم َ‬
‫ــع َ‬ ‫ـوح َم َ‬ ‫ــان الـفُــ ُتـــ ِ‬ ‫َوكَ ْـوثَــ ُـر َر َّي ِ‬
‫ــظ لِــســـ ِر ِه‬ ‫احــ َف ْ‬ ‫َو َرا ِقـبْــ ُه باألنْـ َف ِ‬
‫ــاس َو ْ‬
‫ـن ُغــ ُـرور َِك َو َ‬
‫الـعــ ِّد‬ ‫ــك ِم ْ‬ ‫ـؤوس َ‬‫َو َخــــلِ ُك َ‬
‫ني أمـا ُنـهــا‬ ‫ـكـ َ‬ ‫الـنـاس ِ‬
‫ِ‬ ‫ــر ُق َســ ِفـــ ِ‬
‫ني‬ ‫َو َخ ْ‬
‫لـلـك َـرا َمـ ِة والــرفْــد‬‫ـاج َ‬ ‫الـســـتْ ِر َتـــ ٌ‬ ‫َو ِف َ‬
‫ـــم‬ ‫ــرا ِئ ٍ‬ ‫ـــر كَ َ‬ ‫ــح ُ‬ ‫ـح َـبــ ُة أ ْهـــلِ اللـ ِه َب ْ‬
‫َو ُص ْ‬
‫ــــد‬‫ني فـفـي َسـ ْع ِ‬ ‫الـعــار ِفـــ َ‬ ‫ــــم َ‬ ‫َو َوا ِر ُد َي ِّ‬
‫ـكـ ْهـ ِفـهـــم‬ ‫ني لِ َ‬
‫ـكــ َ‬ ‫الـسـالِ ِ‬ ‫َو ِعـنْـد ِف َ‬
‫ــــرا ِر َ‬
‫ْـد‬‫الـحـ ِقـيـ َقــ ِة ِبـالِـرف ِ‬
‫ـس َ‬ ‫ـم ُ‬ ‫ُتـ َزاو ُر ُهـم شَ ْ‬
‫ـك َيا فَــتى‬ ‫وصـحـبـ ُة أهــلِ الـلـغْـــ ِو ُت ْهـ ِل ُ‬
‫َ‬
‫َــر َد ًا ِبـالـق ُُـبـو ِر ِبـال َوفْــدِ‬ ‫ـاش ف ْ‬ ‫ـن َع َ‬ ‫كَ ـمــ ْ‬

‫‪-144 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َــات بالـلغْـــ ِو الهــيــ ًا‬ ‫ـن َض َّـي َـع ا َأل ْوق َ‬ ‫َو َم ْ‬
‫ـظـيـم ِمـن ال ُع ِ‬
‫ـقــد‬ ‫َ‬ ‫الــد َّر الـ َن‬
‫ــد َر ُ‬ ‫ـن َه َ‬ ‫ـم ْ‬ ‫كَ َ‬
‫ــجـــر ٌد‬ ‫ــد ُم َ‬ ‫َــص ٌ‬ ‫وجــو ِه الـ ِبــ ِر ق ْ‬ ‫وخـيــ ُـر ُ‬
‫ــد‬ ‫الـرشْ ِ‬ ‫مع ُ‬ ‫ـم َو ُجـــو ٌد َ‬ ‫ـسـ ِلـيــ ٌ‬ ‫وط ْهــــ ٌـر و َت ْ‬ ‫ُ‬
‫ـدى‬ ‫ـير عـــلى ُه َ‬ ‫ـســ ُ‬ ‫ـم واملَ ِ‬ ‫وص ْد ُق َ‬
‫العـ َزائــ ِ‬ ‫ِ‬
‫والن ِد‬ ‫ـس ِّ‬ ‫ـن َتهــ َـوى َعلى ال َنفْــ ِ‬ ‫َوإَيـ َثـــا ُر َم ْ‬
‫ــرى‬ ‫ـم َي َ‬ ‫ـن َرا َم أَ ْجـــ َـر الـــ ِب ِر َمـ َّنــ ًا َولَ ْ‬ ‫َو َمــ ْ‬
‫الـعــ ِّد‬ ‫ــي َـع الــوِرْ َد ِب َ‬
‫ِيــد َض َّ‬ ‫ـال ُمــر ٍ‬ ‫ــعـــ َ‬ ‫ِف َ‬
‫الـك َـرا َمـــ ِة َيا فَــ َتى‬ ‫ـــو َ‬ ‫ـم ُتــ ِر ْد َز ْه َ‬‫َو َما لَــ ْ‬
‫ــد‬‫ـمــ ًا ِبالـ َتـأ ِيـيـد َو َل ُب ِ‬ ‫ـــر َحـتْ َ‬ ‫ـص ُ‬ ‫َسـ ُتـنْ َ‬
‫ِيـق َو ِســيـلَـةً‬ ‫الـطـــر َ‬ ‫ـذ ِ‬ ‫ـخ ُ‬ ‫ـت َتـ َت ِ‬ ‫َو َما ُد ْم َ‬
‫ــد‬ ‫الـص ِ‬ ‫ــر ِب َ‬
‫ـش ْ‬ ‫اس أَبْ ِ‬ ‫ـال الـ ّنـ َ ِ‬ ‫ـمــ َـع َم َ‬ ‫لِـ َت ْج َ‬
‫الـحـــ َـرا ِم َت َـو ُّر َعـــ ًا‬ ‫ــال َ‬ ‫الــم ِ‬
‫َتـ َنــ ْز َه َعـــن َ‬
‫ــد‬ ‫ــات إِلى ا َأل َب ِ‬
‫الـمـو ِبـ َق ِ‬ ‫ــل َسـبِــيـلَ ُ‬ ‫َو َخ ِّ‬
‫جلـــو ِد ِرف َْـعـــةً‬ ‫الـســـ ِر َوا ُ‬ ‫َو ِف الـــ ِب ِر ِســـ ِر ِ‬
‫ـد‬ ‫الـم ِ‬
‫ـيـض ِم َن َ‬ ‫الـب ْخـــلِ َتـق َْط ُع َما َيـ ِف ُ‬ ‫َو ِب ُ‬
‫اح ِة َيا فَــ َتى‬ ‫ـم َ‬ ‫السـ َ‬ ‫العـفْــ َـو ِف ُح َللِ َ‬ ‫خُ ـ ْذ َ‬
‫ات فَـتْ َحــ ًا ِبـال َر ِد‬ ‫ــر ُ‬‫ـض َ‬ ‫الـح َ‬ ‫ْـتـح لَ َك َ‬ ‫ُتـف َّ‬

‫‪-145 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وء ُة َيــا فَـــ َتى‬ ‫ـــر َ‬ ‫ـــو املُ ُ‬


‫ـــدا ِر ُه َ‬
‫جل َ‬ ‫ْـــع ا ِ‬
‫َو َرف ُ‬
‫ــد‬‫ـحـ ِبـك َوالـ ِّن ِ‬ ‫ـكـا ِر ِم ِف ُم ِ‬ ‫الـم َ‬ ‫ــع َ‬ ‫َو ُصـنْ ُ‬
‫ـار ٍة‬
‫ـف ِســ ُـر ِب َشـ َ‬ ‫الك ْهــ ِ‬ ‫ـل َ‬ ‫ـب أَ َهــ ُ‬ ‫َو ِف كَ ـلْــ ِ‬
‫ـــر َم َـع الـــو ِّد‬ ‫ــض ُ‬ ‫ـاء َة َل َت ُ‬ ‫ِبــ َأنَّ اإل َِســــــ َ‬
‫ـش َه ٍـد‬ ‫ــرقـــانُ َم ْ‬ ‫فـ َغـايــ ُة أهــــلِ الــــو ِد ُف ْ‬
‫ــد‬ ‫األب ِ‬ ‫ــال إلـى َ‬ ‫ـم ِ‬ ‫ــد َس َ‬
‫بـالـك َ‬ ‫لــفــر ٍد َتـ َق َّ‬
‫ْ‬
‫ـم‬‫ن فَـ َنـا ُهــــ ُ‬ ‫الـعـا ِر ِفــــ َ‬ ‫َو ِســـ ُـر َبــ َقــــا ِء َ‬
‫ــد‬ ‫أل َب ِ‬ ‫الـج َـللَـ ِة لِـ َ‬ ‫ــد َتــفْــر ِ‬
‫ِيــد َ‬ ‫ـشـ َه ِ‬ ‫ــم ْ‬ ‫ِب َ‬
‫ـص ْحــ َـو ٍة‬ ‫ـد َم ْحــو َِك َيــا ُمـــر ِي ُد ِب َ‬ ‫ـن َبعــ ِ‬ ‫َو ِمــ ْ‬
‫ـد‬ ‫ـالـج ِ‬
‫ـمــ ِع الــ َزا ِد َواهــ َـر ْع ِب َ‬ ‫ل ْ‬ ‫ـف ِ َ‬ ‫َتـ َلطــ ْ‬
‫الـذكْـ ـ ِر َمـــا َزا َد وِرْ ُد ُه‬ ‫ـم ِ‬ ‫ـس كَ ــرِيــ َ‬ ‫فَـلـيــ َ‬
‫ـن ُهـــو الـــو ُد‬ ‫الـعــا ِر ِفـــيــ َ‬ ‫ـن وِرْ َد َ‬ ‫ـكـــ َّ‬ ‫ولَ ِ‬
‫ـمــ ًا‬ ‫ن الــوِرْ ِد والـــو ِد قَـا ِئ َ‬ ‫ـت َبــ َ‬ ‫َو َمــا ُد ْمــ َ‬
‫ـــد‬ ‫ـك ِف َرشَ ِ‬ ‫ـول َو ِديـ ُن َ‬‫ـك َم ْـو ُص ٌ‬ ‫َـحـبْـ ُل َ‬ ‫ف َ‬
‫ـير فَـا ِن َـيــ ًا‬ ‫ـســ َ‬ ‫ـس َو َت ِ‬ ‫ف ََما لَ ْم ُت َخــ ِّ‬
‫ـل الـ َّنفْــ َ‬
‫ـد‬ ‫ِيب ِس َوى ُب ْع ِ‬ ‫فَـــما ِز ْد َت ِف َطــ َل ِب ال َقر ِ‬
‫ـك َنـ ْظــ َـر ُة و ِد َنـا‬ ‫ـن ُتغْـ ِنـيــ َ‬ ‫ـكــ ْ‬ ‫ـم َت ُ‬ ‫ومـــا لَــ ْ‬
‫ـدا ُء ِبـال َيــ ِّد‬ ‫ــرقَـى الـ ِن َ‬ ‫ـذ الـ َغ ْ‬ ‫ـن ُيـنْـ ِق َ‬ ‫فَـ َل ْ‬

‫‪-146 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ٍ‬
‫بـحكـمـــة‬ ‫العـــطا ُء‬ ‫ُ‬
‫ـــسط َ‬ ‫ويف املَ ِ‬
‫نــع َينْ َب‬
‫ـار ُة ِبـالــوِرْ ِد‬
‫ـا ِم ُهـــو ا ِإلشَ ـــ َ‬ ‫ـل الـغُـــ َ‬ ‫َوقَـتْــ ُ‬
‫ـارتي‬ ‫ـم إِشَ ـ َ‬
‫ـوج ُد فَافْ َهـ ْ‬ ‫ـد إال الــ ْ‬ ‫ومــا الفـقْــ ُ‬
‫ــد‬ ‫ـــات الـشُ ـ ُهـــو ِد ِبـال ِن ِ‬‫َو ِبـالـ َنـفْـي إِث َْـب ُ‬
‫ــــة‬ ‫ـاي ٍ‬ ‫ـــــو ِان أَبْـ َل َ‬
‫ـــغ غَ َ‬ ‫َو َتـبـ ُلـــغُ ِبـالـرِضْ َ‬
‫ــد َك والـــوِرْ ِد‬ ‫ـاط لعـ ْه ِ‬ ‫ـط إ ِْح َـبــ ٌ‬ ‫بـالـسـخ ِ‬
‫ْ‬ ‫َو‬
‫ـد ِعـيــ ِه َحـ ِقـيـ َقـةً‬ ‫ـن َمـا َت َّ‬ ‫ـكـــ ْ‬ ‫ـم َي ُ‬
‫َومـــا لَ ْ‬
‫ــت َعـلى ِض ِ‬
‫ــد‬ ‫ـطــا ِبـــقُ َمـا َتـ ْطـوِيــ ِه ِم َّ‬ ‫ُي َ‬
‫ـب َصــا ِدقٌ‬ ‫حلـ ِ‬ ‫ـك َوى َمـ َـع ا ُ‬ ‫الشـ ْ‬
‫ـك ُثر َ‬ ‫وال ُيــ ْ‬
‫ـواس َصـ ـ ْد َر ًا ِبـــه ِو ُد‬ ‫ول َيـقْـ َهـــ ُـر الـوســـ ُ‬ ‫َ‬
‫ــونُ ُع ُهـو َد ُ‬
‫هـــم‬ ‫حلــي َص ْ‬ ‫ـــرا َم ُة أَ ْهــلِ ا َ‬
‫كَ َ‬
‫ـد‬ ‫الو ْجــ ِ‬
‫ـد َو َ‬ ‫ـسـ َتـــوي الرِضْ ـ َـوانُ ِف ال َف ْقـ ِ‬ ‫َو َي ْ‬
‫اج وص ِلـنـــا‬ ‫ـليم ِم ْعــ َـر َ‬ ‫ـلم التسـ ِ‬ ‫فَـــخُ ْذ ُســ َ‬
‫ـح لِ َـر ِبـــك ِبالــــ ِو َدا ِد َمــ َـع الـ ُز ْهـــد‬ ‫َو َسـ ِبــ ْ‬

‫‪-147 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بايعت شيخي‬
‫ـجـيـــب‬ ‫الـــســـتـــار بـســـــــرٍ َع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أزال‬
‫ـاب الـمـربـــي وبــــانَ الـحـبـيـــب‬ ‫فـغــ َ‬
‫وكـنـــت أعـانـــي عــمــــى مــقــلــتـي‬
‫دواي وأرجـــــوا طـبـيـــب‬ ‫بــيـــــدي َ‬
‫ــحــــلَ َعــيـنــــي ســنـــــا ُنــــــورِه‬ ‫َوكَ َّ‬
‫ـن ســـــري بـعـهـــ ٍـد قــريـــــب‬ ‫وأيـقـــ َ‬
‫فــأدركــــت ســـــــر ًا وقـــــد ُصـنـ ُتــــ ُه‬
‫بـــأن الـمــربـــي وريــــث الـحـبـيــــب‬
‫ـد ْت بـالـضــحـى‬ ‫ٍ‬
‫لــشــمــس َب َ‬ ‫كـظــ ٍـل‬
‫ويـــــد بــعــهــــ ٍـد نــداهـــــا يـطـيــــب‬
‫ـت شـيـخـي لــدى جـــلــــوة‬ ‫فـبـايـعـــ ُ‬
‫ـاب عـــني وبـــانَ الـحــبيـــب‬ ‫وقـــد غــ َ‬
‫مــــددت كـفـــوفـــي إلــى كـــفــــــ ِه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫فـكـــان الـتـجـلـــي بـيــــد الـمـجــيـب‬
‫ــيـــ ِه‬
‫ـت نـــــــار ًا لــــدى َح ِّ‬ ‫وآنـــســــــ ُ‬
‫لـوصـــل يـطـيـــب‬
‫ٍ‬ ‫ونــوديـــت مـنهـــا‬
‫ُ‬
‫ـت ذكــــري وهـــــو حـاضـــري‬ ‫فـدنـدنــ ُ‬
‫ـت وجهـــي جـمــ َ‬
‫ـال الـحـــبيب‬ ‫ووجهــ ُ‬
‫ونــــادى الـمــنــــادي أال أبـــشــــــروا‬
‫أال قـــد رضـيـنـــا ورضــي الـمـجـــيب‬

‫‪-148 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أنت المراد‬
‫ـد ومـقـصـــدي‬ ‫أنــت املــرا ُد كـــذا املـريــ ُ‬
‫ــك غايتــي ومـــرادي‬ ‫وشهـــو ُد َو ْج ِه َ‬
‫نان نعـيـمهـــا‬ ‫جل ِ‬‫ـدت مــن ا ِ‬‫أنــا ما قـصــ ُ‬
‫ٍ‬
‫وجــــه بــــادي‬ ‫نــــــور‬
‫َ‬ ‫ألشـهــــد‬
‫َ‬ ‫إال‬
‫مــا قصــدي احلـــور العـــن وحـسـنهـــا‬
‫لـكـــن لــوجــــ ِه اللـــ ِه كـــان ودادي‬
‫وجــــه الـمـلـيـك إذا تـجـلى حـسـنـه‬
‫ـــر ْت بــه روحــي وذاب فـــؤادي‬ ‫ـك َ‬ ‫َس ِ‬
‫ـال مـشـاهـــد ًا‬ ‫ـرط اجلمـ ِ‬ ‫وأذوب مــن فــ ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الـــجمال النـــادي‬ ‫للـفــــر ِد يف ُحـــ َللِ‬

‫‪-149 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الــتــفــريــد‬
‫ـن مــــع الـمـــرا ِد كـريـشـــة‬ ‫ما لم تـكـــ ْ‬
‫فـلـــست مـريـــدا‬
‫َ‬ ‫والـــريح يحـــملها‬‫ُ‬
‫ومــا دمــت لــم تـــصنِ العهـــو َد بـودهـــا‬
‫فـــا تـدعـــي قــربــ ًا فـأنـــت بـعـيـــد‬
‫ومــا دمــت تأنــس باملالهــي والســوى‬
‫فـأنـســــك أوهـــــام وأنـــت وحـيــــد‬
‫ـد ُم َـو ِّح َ‬
‫ـد ًا‬ ‫فـقـــم بـالـجـاللـ ِة يـا مـريــ ُ‬
‫لـــست عـــنه حتـيـــد‬
‫َ‬ ‫والـــزم إمـامـــ ًا‬
‫ـس أقـبـــل تائـبــ ًا‬ ‫واخلع عـــذار الـنـفــ ِ‬
‫واسجـــد علــى بــاب املليـ ِ‬
‫ـك فـريـــدا‬
‫ـل علــى الهــادي وأهـــلِ املـعـيـ ـ ِة‬ ‫َو َصـ ِّ‬
‫فـفـــي ذاك فـتـــح كـامــــل ومـزيـــد‬

‫‪-150 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ال كل من لبس العمائم‬


‫ـم سـيـــد‬ ‫ال ُك ُّل مــن لــ َ‬
‫ـبس العـمـائــ َ‬
‫ـجع الكـــا َم عـلـيـــم‬‫وال كـــل مــن سـ َ‬
‫جمــع الروايــ َة عـالـــم‬
‫َ‬ ‫وال كل مــن‬
‫ويــا لـيـــت مـــن را َم الـغـــرا َم يـــدوم‬
‫لكــن طريــق القــوم صــدق ووصلــة‬
‫وزهــــد وإخـــاص لـوجــ ٍـه كـريــــم‬
‫وورع وطهــر ثــم أنـــس بحضــرة‬
‫ومـظهـــر تـقـديـــس ونـيـــل نـعـيـــم‬
‫ٍ‬
‫بـمـشهـــد‬ ‫تخلــي حتلــي والتجـــلي‬
‫ومــــرآة أســـــرارٍ بـهـــا الـتـكـريــــم‬
‫فمــا لــم تكــن بكـمـالــ ِه مـتـحـقـقــ ًا‬
‫فــــا تـدعـــي قــربـــ ًا وأنـــت أثـيــم‬
‫والزم ســبيلَ اإلنكســا ِر مــع التقــى‬
‫لعـــلك تـبلـــغ مـــن عـطـــاه عـمـيـمـا‬

‫‪-151 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مجالس الذكر‬
‫األحـبـاب نـفـحـات‬ ‫ِ‬ ‫للـذكـ ِر يف جـمـ ِع‬
‫وكـمـــال فـتـــح وأســــرار وبـركـــات‬
‫ـول باإلجـمـــا ِع واتـفـقـــوا‬ ‫تـواتــ َـر الـقــ ُ‬
‫أهــــل العــلـــوم بـتـوثـيـــق وإثـبـــات‬
‫وعــــد َد الـقــــو ُم أقـــــوا ًال مـصـنـفـــة‬
‫بـأنـــه ســنـــ ٌة ورفـيــــ ُـع قـــربـــــات‬
‫ـم قـاطـبـةً‬ ‫ـل العـلــ ِ‬ ‫لم ينكر الفضلَ أهــ ُ‬
‫ـرض وعـاهـــــات‬ ‫ـول بــه مـــ ٌ‬ ‫إال جـهــ ٌ‬
‫ـات مـتسعــ ًا‬ ‫روض مـــن اجلـنــ ِ‬ ‫فـــذاك ٌ‬
‫ـال ثـــم آيـــات‬ ‫يـعـلــــوه نــــــور جـــ ٍ‬
‫فارتع بـذكـــرٍ وسـبـــح فـــي جـاللـتـــه‬
‫تـلـقـــى املـفـــا َحت وكـــنو َز لطـيـفـــات‬
‫ـك باألنـــوا ِر سـابـحـــةً‬ ‫وتـــرى املالئــ َ‬
‫مـوكـــب النـــو ِر أفـــواج ًا ورايــات‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ال‬‫هلل مـبـتهــ ً‬ ‫يـطـلـب وجــ َه ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫والــ ُّ‬
‫ـكل‬
‫ـاد ودمـ ُـع الـعــ ِ‬
‫ن َعــ َـبرات‬ ‫ـد بــ ٍ‬‫والوجــ ُ‬
‫ـم النـــور واتـصلـــوا‬ ‫ـاب الظــا ُم و َتــ َّ‬ ‫غـ َ‬
‫وسـنـــا اجلـاللـ ِة الحـــت مـنه بركات‬

‫‪-152 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫طـــاب الـمقـــا ُم بذك ِر اهلل وارتـفـعـــت‬


‫روض وحجــرات‬ ‫ـس عــن ٍ‬ ‫بـ ُ‬
‫ـوارق األنـ ِ‬
‫ـمس الضحــى بانــت ألعينهم‬ ‫وكأن شـ َ‬
‫ـل سـاعـــات‬ ‫ـال ومت الـوصــ ُ‬ ‫وبـــدا اجلمـ ُ‬
‫فاحت نسائـمـه من بـعـدهـا الحــت‬
‫للعــني قـبـتـه والـمـســك عـطــرات‬
‫متايــل اجلـــمع وجـــد ًا بعــد مــا طـابـــوا‬
‫وكـــأن نــــور ًا بـــدا من حضر ِة الـــذات‬
‫يــا سـعـدهـــم ورســـول اهلل نـاظـرهـــم‬
‫ُ‬
‫ودلـيـل الـقـــــو ِم آيــات‬ ‫وكـيــــف ال‬
‫اصـــــبر وعـينـــاك ال تعـــدو أيـــا طــه‬
‫ـك بـركـــات‬ ‫وبـنـظــــر ِة املصطفى الشـ َ‬
‫ا‬‫ـدح مـبتهــ ً‬ ‫وراح حــادي احلمــى باملـ ِ‬
‫وصف كلمـات‬ ‫ِ‬ ‫ـت عن‬ ‫بـشمائــ ٍـل َجـ َّل ْ‬
‫هلل َزا ِئ ُـرهـــــم‬
‫ـول ا ِ‬
‫ـت أن رســـ َ‬
‫فـعــرفــ ُ‬
‫وعـــليه من حـلـــلِ األنــــوا ِر شــارات‬
‫نـجــــم‬
‫ٌ‬ ‫قــمـــر مــن حـولـه‬
‫ٌ‬ ‫وكـأنـــه‬
‫ـردوس جـنـات‬‫اخللد والفــ ِ‬ ‫فـــي جـنـ ِة ِ‬

‫‪-153 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أيـن الـرجـــــال‬
‫ـم‬
‫ـم ِ‬ ‫ـاب والـ ِه َ‬‫ـال ذوو األلـبــ ِ‬ ‫أين الـرجــ ُ‬
‫أيـن األحـبـة أهــل الـجـــو ِد والـكـرم‬
‫أيـن الـــذين أقامـوا الليـل واجـتـهـدوا‬
‫بالذك ِر والـــشكر ما ركنـــوا إلى األمــم‬
‫ـس زكوهــا ومــا وهنوا‬ ‫قــد جاهــدوا النفـ َ‬
‫وأخـلصـــوا الــوجـــ َه تـفـريـــد ًا لربهـم‬
‫ـذل واتـسـمـــوا‬ ‫بوصف الــ ِ‬‫ِ‬ ‫حتــى حتلــوا‬
‫فَـأ َنـالَـ ُهـــم ِعــــ َّز ًة كــرمــ ًا لـذلـهـــم‬
‫ما لـــي أراكــــم بـــني ودي تـهـاونـتـم‬
‫والـود ثـــم الـشـكـر لـلـنـعــم‬ ‫ِّ‬ ‫ِبـالــوِرْ ِد‬
‫ـي والـدنـيـــا وزيـنـتهـــا‬ ‫دعـــوا األمـانــ َ‬
‫الـعـهــد تـوبـات مـع الـنـدم‬‫َ‬ ‫وجـددوا‬
‫دعــوا املالهــي والـدنيـــا وال تـهـنـــوا‬
‫يف طــاعــــ ِة الـلــ ِه عـ ٌز بـالــ ٌغ عـمــم‬
‫تـنـج‬
‫غـــدا حساب فخفـــف حـمـلـــه ُ‬
‫حـسيب فاحفـظ الـنـعــم‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الـمـلـيـك‬ ‫إن‬
‫حبــل مــن األنـــوا ِر أوصلـــه‬ ‫ٌ‬ ‫والـــوِرْ ُد‬
‫ـرار والـحـكـم‬‫املـفـاتـح واألســ َ‬
‫َ‬ ‫تـلـــقى‬

‫‪-154 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واألحبــاب مصطبــر ًا‬


‫َ‬ ‫الشــيخ‬
‫َ‬ ‫والزم‬
‫لـيس يـنهـزم‬ ‫ــن َ‬‫ـص ٌ‬‫فـــفي الـمعـي ِة ِح ْ‬
‫الـقـلب من ِغــ ٍـل ومن َح ٍ‬
‫ـسـد‬ ‫َ‬ ‫وطهـــر‬
‫ـف والـشـيـم‬ ‫كـريـم َ‬
‫الـك ِّ‬ ‫َ‬ ‫وكـن سخـيـ ًا‬
‫ودع الـمـآثــــم فـارقـهــــا وال تــركــن‬
‫لـلغــافــلــني وكـن لـلـوقـت ُم ْغـ َتـ ِن ٌ‬
‫ــم‬
‫ـاة عـلى طـــه‬ ‫ـم ِر الـعـمــ َـر بـصـــ ٍ‬
‫وعــ ِّ‬
‫َ‬
‫تـلقـــاه يف احلشــر شــافعنا ومعـتـصـــم‬

‫‪-155 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بالفرقان للصوفي‬
‫ِ‬
‫وبـالـفــرقــــان لـلـصــوفـــي وصـــف‬
‫ِ‬
‫الـرجــــال‬ ‫ـــت مـعـرفــــ َة‬ ‫إذا مـــا ُر ْم َ‬
‫فهـــم يـمـشــــونَ باألكــــ ِ‬
‫ـوان هــونـ ـ ًا‬
‫ِ‬
‫الـجـمــال‬ ‫ــــاح‬
‫الـقــلــب فـي َس ِ‬ ‫َ‬ ‫ألن‬
‫وقـولـهـــم الـســـــام إذا دعــاهــــــم‬
‫مـنـا ِد الـجـهــــلِ يـدعـــو لـلـجـــدال‬
‫فـقــــد غــابــــوا بـنــــور ثـــم طـابــــوا‬
‫وزهــــدوا مـــا ابـتـغـــــوا إال وصـــــال‬
‫ـرش قـــد باتـــوا سـجـــود ًا‬ ‫ـرب الـعــ ِ‬‫لــ ِ‬
‫شــاهـــديـن بـكـلِ حـــال‬
‫َ‬ ‫وقـامـــــوا‬
‫هلل مــا قـصــــدوا نـعـيـمـــ ـ ًا‬ ‫ـير ا ِ‬
‫وغـــ َ‬
‫وال دنيـــــــا وال جــاهــ ًا وال مــــــال‬
‫ـروج وقـــد أنـابـــوا‬ ‫وقــد حـفـــظوا الفــ َ‬
‫لـوجـــ ِه اللــ ِه فـي عـــــز ِم الـجـبــــال‬
‫اللـغـــو ورعــــ ًا‬
‫َ‬ ‫الـــزور ثــم‬
‫َ‬ ‫وهجـــروا‬
‫بـتـقـــــوى ثـم زهـــــد وامـتـثـــــــال‬
‫َوذَكَ ــــروا ثــم ُذ ِكــــ ُـروا عـنـــد ربهـــــم‬
‫ـدس فـيـه أنــــــوار الــكـــمــــال‬ ‫بـقــ ٍ‬

‫‪-156 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـم وقـد جـازاهـم‬ ‫فـهـــم ُ‬


‫أهــل الـنـعـيــ ِ‬
‫ـدوا الـجـمـــال‬‫بـغـرفـــ ِة َو ْصــ ِل ِه شَ ِهــ ُ‬
‫ــــر الـبـاليــــا‬
‫مبـــا صـــبروا عـــلى ُم ِّ‬
‫ومـــا وهـنـــــوا لـهــــا فـــي أي حـــال‬
‫ُيـ َلــ َقّـــ ُونَ الـتـحــيــــ َة ُكــــلَ حــــن‬
‫الـتـسـلـيــم مـن َر ِّب الـجــالل‬
‫َ‬ ‫كــذا‬
‫كـفـاهــــم رفـعــ ـ َة األسـتـــا ِر حـــتى‬
‫َيــ َـرونَ الـوجــ َه كـشـفـــ ًا ال مـحـالــة‬
‫ـك لهــــم بــــود‬ ‫ويـتـجـلـــى الـمـلـيــ ُ‬
‫نـعـيـمــــ ـ ًا بـالـشـهـــو ِد بـال مـثــال‬
‫كـــرام قــد َت َص ُّفـــوا واصطـفـاهــــم‬
‫ـب قـد نالوا الـنـوال‬ ‫الـح ُج ِ‬ ‫ـف ُ‬ ‫بـكـشــ ِ‬

‫‪-157 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مريدي جـدد الـعـهـد‬


‫والزم ســبـحــ ـ َة الــــورد‬ ‫ُمـر ِ‬
‫ِيـدي َجـــ ِّد ِد الـعــهـــد‬
‫فـفـيـهـا غـايـــة الـرشــد‬ ‫والزم جـلســ َة الـحـضـــرة‬
‫فـــذاك الـعــز والـسـعـــد‬ ‫ِ‬
‫بـالـــذل مـفـتـقــرا‬ ‫وكـن‬
‫والزم خـلـعــــ َة الــــــود‬ ‫وحـــسن الظـــن باألستـاذ‬
‫فـيحـجب عـينـك الـرمـد‬ ‫تعـــرض وتستغــــني‬ ‫ْ‬ ‫وال‬
‫الـقـلب بالبعــد‬
‫ُ‬ ‫فـيـقـسو‬ ‫وحــاذر مــن َع َنــا األعـــذار‬
‫ومـــرغ يف الـــثرى الـخـــد‬ ‫وقـــم بـالـلـيـــلِ مـبــتهـ ً‬
‫ال‬
‫فـهــذي غـايـة الـسـعــد‬ ‫صـــاة الهـــادي ال تنســى‬
‫األنـــوار والــمــدد‬
‫َ‬ ‫تـــرى‬ ‫ورددهــــا بـإخـــــــــاص‬

‫‪-158 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أفيقوا يا بني ودي‬


‫أفـيـقـــوا يا بـــني عـهــــدي أفـيـقــــوا‬
‫ـات واسمعـونـــي‬ ‫و ُهـ ُّبـــوا مـــن ثــبـــ ٍ‬
‫ـكـم قـيـا َمــا‬ ‫أحــسـب ُ‬
‫ُ‬ ‫أتـيـت وكـنـت‬
‫ُ‬
‫ـمـو ِنـــي‬
‫ـذلْـ ُت ُ‬ ‫لـخــدمــ ِة أمــ ِر َنــــا َ‬
‫فـخ َ‬
‫ـت مـنـاديــــ ًا يـــــا َآل ودي‬‫صـــرخـــ ُ‬
‫ـت مـؤذنـ ـ ًا وبـكــــت عـيـــوني‬ ‫ورحـــ ُ‬
‫أُكـــ ِّب ُر فــيـكـم فـعــــسى تـفــيـقـــوا‬
‫ـاح فـتـســمعــونـي‬ ‫أنـــادي لـلـفـــــ ِ‬
‫بكأس َنا أسـقـــي العـطـاشى‬ ‫ـت ِ‬ ‫وطـفــ ُ‬
‫وطـفـت بـحـ ِّي ِهــــم فَــ َت َجـا َهــ ُلــونـي‬
‫ُ‬
‫كـؤسـ ُهـــم تـحـــوي َه َـوا ُهـم‬
‫ـدت َ‬ ‫وجــ ُ‬
‫ـدت بشـــربـتي تـــبكي عـيـونـي‬ ‫فـعــ ُ‬
‫شــرب‬
‫ٍ‬ ‫فـكــل قـــد هـــوى لـمـعــ ِ‬
‫ني‬
‫ـأس غــوايـــ ٍـة ونـســـوا معـيـنـــي‬ ‫وكـــ َ‬
‫أنـــــادي يـا بــــني ودي كــفــاكــــم‬
‫ا فـافـهـمـــوا فـالـحـق ديـني‬ ‫تـغـافـــ ً‬
‫كـفـاكـــم مــا مـــضى لـعـبـ ـ ًا وزهـــو ًا‬
‫وقـومـــوا بالـشهـــاد ِة وافـهـمـونـــي‬

‫‪-159 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ِ‬
‫والـشهـــوات طـــر ًا‬ ‫ِ‬
‫الـلـــذات‬ ‫دعـــوا‬
‫وحــبـــ ًا لـلـظـهـــــور وتـابـعــونــــي‬
‫فـأيـــن اإلنــكــســــــــــار وأيـــن ذل‬
‫وهـمـــة صــــادق تـجـلــــو حــزونـــي‬
‫وأيـــن دمـوعـــكم بالـلـيـــلِ شـوقـــ ًا‬
‫وأيـــن الـوجـــد فـيـمـــن يتسمعـــوني‬
‫ـوب ديـن‬ ‫أراكــــم قـــد لَـ ِبـســ ُتــــم ثـــ َ‬
‫عـلـيـــه غـمـامـــة تـخـــزي عــــيوني‬

‫‪-160 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تمهل يـا مـريـد‬


‫ملـــن علـيـــ ِه ِر َدا ُء ديـــن‬ ‫عـجــــبت ْ‬
‫ُ‬
‫بالصـــاح ولـيـــس فـيـــه‬
‫ِ‬ ‫تـظـاهــــر‬
‫َ‬
‫األحـــوال كـذبـــاً‬
‫َ‬ ‫يـد ِعـــي‬ ‫َ‬
‫تـطـــاول َّ‬
‫ـال الــقــــو ِم ال يـبـــدو عــلـيـــه‬ ‫وحـــ ُ‬‫َ‬
‫نـفـســـ ُه لـلـقـــــو ِم زور ًا‬ ‫َ‬ ‫يـنـســـب‬
‫ُ‬
‫ـات الـقـــو ِم فـيـــه‬
‫وال تــبــــدو سـمـــ ُ‬
‫ِ‬
‫الـمـحـامـــد‬ ‫مـــقامات‬
‫َ‬ ‫وال يـــدري‬
‫وكـيـــف طـريـــق مــن وصلــوا إليـــه‬
‫مـظـاهـــر الـجهـــال تـبـــدو‬ ‫ُ‬ ‫عـــليه‬
‫ـس ُه هـــذا الـفـقـيــــه‬‫ـب نـفــ َ‬ ‫ويـحـســ ُ‬
‫وصـمـــت‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫فحـــال القــو ِم عـرفـــانٌ‬
‫ـتر لـلـكــرامــ ـ ِة يـــا نـبــيــــه‬ ‫وســـــ ٌ‬
‫جهـــول وكـــن مـريـــد ًا‬ ‫ُ‬ ‫متهـــل يــا‬
‫ـت َ‬
‫أراك فـيـــه‬ ‫ـخ لـســ ُ‬ ‫ـزي الـشـيــ ِ‬ ‫فـــ ُ‬

‫‪-161 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا أهـل ودي‬


‫يـــا أهــــلَ ودي َخــبرونـــي تـكـرمـــ ًا‬
‫ـد ُقـلـوبنـا‬‫ـف الـــدوا ُء لـــدا ِء ُبـ ْعــ ِ‬‫كـيــ َ‬
‫ن تـلهـفــ ًا‬ ‫قـلـبـــي تـمــــزقَ بالـحـنــ ِ‬
‫ـل بعـيـنـنــــا‬ ‫ـدمع ِمــ ْد َرار ًا يـسـيــ ُ‬
‫والــ ُ‬
‫قـالــــوا تـجــرد منـــك أقـبــل تـلقـنـا‬
‫ـدس تـجـلـنـــا‬ ‫طهـــر فـــؤا َد َك فهـــو قــ ُ‬
‫ـردت مقصــدي‬ ‫ـرت أغيــاري وجـ ُ‬ ‫فهاجـ ُ‬
‫ـت خـــدي ساجد ًا ومـدنـدنــ ًا‬ ‫ومـرغــ ُ‬
‫ـوديت أقـبـــل واملنــادي محـسنـ ـ ًا‬
‫فـنــ ُ‬
‫الــروح الهـنـــا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فــأدرك‬ ‫الســـتار‬
‫َ‬ ‫رفـــع‬
‫َ‬

‫‪-162 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫تكلمت قالوا يحب الظهور‬


‫ـب الـظـهــــور‬ ‫ـت قـالـــوا يـحــ ُ‬ ‫تـكـلمــ ُ‬
‫ـت فـقـالــوا جـهـــــول فــقـــير‬ ‫ـكــ ُ‬‫َس َ‬
‫أيـسـكـــت يف الـحـــقِ مـــن عاينـــوا‬ ‫ُ‬
‫شـمـــوس احلـقـيـقـــ ِة عنــد الظهـــور‬ ‫َ‬
‫فـهـــــا شـقــقـتــــم عــــن قــلـبـنــا‬
‫وهـــا عـلـمـتـــم مبـــا فـــي الـصـــدور‬
‫ِ‬
‫الـظـنــــون عـلـــى دربـنـــا‬ ‫فــســــوء‬
‫احـتجـــاب ورمــــ ُز الـغــــرور‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫دلـيـــل‬
‫ـم الصفـــا ِجـئـ َتـ َنـــا‬ ‫ـت طـعــ َ‬‫فـلـــو ذقــ َ‬
‫ِ‬
‫الظـنـــون و َه ْجـــ ِر الفـــتور‬ ‫بـحـســـنِ‬
‫وطـهـــــر فــــــؤا َد َك مـــن لـومــنــــا‬
‫ـال احلـضـــور‬ ‫ـب يـنــ ُ‬ ‫لـجـ ُنــ ٍ‬‫فـكـيـــف ُ‬

‫‪-163 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أنا الالشئ‬
‫ـم نــدائـــي‬ ‫أنـــا الـالشـــئ إن ُرمـتــ ُ‬
‫وهـــــذي كـنـيـتـي وبهـا افــتـقـــار‬
‫أحــبـبـتـــــم أن تـمـدحــونـــي‬
‫ُ‬ ‫إذا‬
‫فـقــولــوا مـذنـــب أبـدى اعـتــذارا‬
‫خــــير بــيــــوم‬
‫ٌ‬ ‫وإن يـبــــدو بـنـــا‬
‫فـســــتر الح مـن مــــوالي جـــاري‬
‫وشــيخي خصنــي نظــر ًا وفـضـــا‬
‫افــتـخــــار‬
‫َ‬ ‫ـمـ ِنـي وبــــا‬ ‫وســــ ٌـر َع َ‬
‫صـــرت بنـــور ِه أســعى وأغـــدوا‬ ‫ُ‬ ‫ِف‬
‫أدنــــدنُ بـالــبـــــوادي والـ ِقـــ َفــــار‬
‫وأعـــظم غـايـــتي ســـتر ًا دوامـــ ًا‬
‫ِ‬
‫الـفـــردوس دارا‬ ‫وال أبـغـــي ســـوى‬
‫ولــي يف املصطفــى طــ َه رجـــا ٌء‬
‫بــعــــــــز ِة دار ِه ألــقــــى قَــــــــرارا‬

‫‪-164 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫اخـلـع نـعـالـك‬
‫نـــاداك لِـلْ َـو ْصــــلِ والحــــــت‬‫َ‬ ‫إذا‬
‫إشــــــار ُة إنـــني فـاخـلــــع ِن َـعـــالَـك‬
‫ـال قــــدس‬ ‫وأقـبـــل فـانـيــ ـ ًا لـكـمـــ ِ‬
‫لـتـبـقـى شـاهــــد ًا بـعــد اتـصـالـك‬
‫ْـســـ ًا َو ُظـلْ َم َت َهـــا وأقــبـــل‬
‫َو َد ْع َنـف َ‬
‫إلى طـــــو ِر الـتـجـلـــي بامـتـثــالـــك‬
‫فبعـــد فـراغـــكم مـنكـــم سـيـبـــدوا‬
‫جــال الـحـــقِ يف طـــو ِر املـناســـك‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الـمـــليك بـنـورِوصـــل‬ ‫ويـتجـــلى‬
‫راح يـطــلـبـــــه هــنـالـــك‬‫لـعــبـــ ٍـد َ‬

‫‪-165 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫نـور الـجـاللــة‬
‫ِ‬
‫ـحـاسـ ُنـ ُه‬ ‫ــللَـ ِةإنالحـت َم‬‫الـج َ‬
‫نــو ُر َ‬
‫ـار الـجــ ُ‬
‫ـال جـمـــا ًال عند رؤيـاه‬ ‫صــ َ‬
‫الـمـر شـهـد ًا من شهـادتـه‬ ‫ُ‬ ‫وأصـبــح‬
‫ا إن شهدنـــاه‬ ‫ـدل ال َه ْجــ ُـر وصـ ً‬
‫وتـبــ َ‬
‫قـدس ملشهـده‬ ‫ـابـت يف ٍ‬ ‫والـنـفـس َط ْ‬
‫ُ‬
‫ـت أجــابــت لــــه ربـي هــو اهلل‬ ‫لَـبــ ْ‬
‫بـإشــــراق لـطـلعـتهـا‬‫ٍ‬ ‫ذاب الـفـــؤا ُد‬
‫ـار نـــو ُر الهــدى واحلــقُ مجـــاه‬ ‫وصــ َ‬
‫الـروح قـد سجدت لطـلعـتهـا‬ ‫ُ‬ ‫وهـــذه‬
‫ـس احلـقيـــق ِة قد بانت لعـينـاه‬ ‫شـمــ ُ‬

‫‪-166 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ال إله إال اهلل‬


‫ـن َو ْص ِلهــا الكافـــي‬ ‫وخُ ــ ْذ ِمــ ْ‬ ‫وكَ ــرِرْ ورْ َد َهـــا الـشـافـــي‬
‫ـك لـلــــه‬ ‫ـم و ِْجـهـَـ ِتـــ َ‬ ‫َو َسـلـــ ْ‬ ‫الصـافـــي‬ ‫َوشَ ا ِهـ ـ ْد ُن ُو ِر َهـــا َ‬
‫ـص َطـ ـ ِفي َو َي ْعـفُــــو‬ ‫ـك َي ْ‬ ‫ور ُبــ َ‬ ‫وداو ْم وِرْ َد َهـــ َا تـ َ ْصــفُـــــو‬
‫الـذكْـــ ِر إي والـلـــه‬ ‫َأل ْهــــلِ ِ‬ ‫وأنـــوار الـنـبـــي َت ْهــفُـــــو‬
‫ــــر ُو ِح َم ْـو َل َهــــا‬‫شُ ُهــــو َد الَ ْ‬ ‫ـال ِذك َ‬
‫ْـرا َهــــا‬ ‫ـب َحــ َ‬ ‫َو َرا ِقـــ ْ‬
‫ــد َهــــا ِبــنـ ُورِالـلــــه‬ ‫َوأَشْ ـ َه َ‬ ‫ـحــبـوبـــي َت َـو َل َهـــــا‬ ‫َــم ْ‬
‫ف َ‬
‫ـشــراَ َهــــا‬
‫وح ُب َ‬ ‫ــــل لِ ُ‬
‫ـلـــر ِ‬ ‫َو ُق ْ‬ ‫انـساَهــــا‬‫َو َد ْع ُدنْ َيـــا ََك َو َ‬
‫ـس َهـــ َا بالـلـــه‬ ‫ــــش يف أُنْ ِ‬ ‫َف ِع ْ‬ ‫حل َهـــا‬ ‫ــر َة َم َ‬‫حلضْ َ‬ ‫ــذ ْي ا َ‬‫َف َه ِ‬
‫ـم ا َألغَ ـيــ َا ُر‬ ‫َو َتـبْـ ُعـــ ْد َعـنْ ُكــ ُ‬ ‫ـطـــا ُر‬‫ــرى يف ِذك َْر َهـــا أَ َع َ‬ ‫َت َ‬
‫ـن بالـلـــه‬ ‫اسـ َت ِعـــ ْ‬
‫فَـقُـلْ َهـ ـ َا َو ْ‬ ‫َو َت ْش َهـــد بالـنـــبي األنـــوار‬
‫النْ َفـــاَس‬ ‫ـدى َ َ‬ ‫َــر ِدد َهـــا َمــ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ـس والوســواس‬ ‫ـب الَن ْفـ ُ‬‫َتغيـ ُ‬
‫ـك ُكـ ُنــ ُوز الـلـــه‬ ‫ـح لَــ َ‬ ‫ُتـ َفـ َّتــ ْ‬ ‫َو ُقلْ َهـ َا َوالْــ َز ْم اإل ِِخــاَص‬
‫ـجـنـ ُو َنـ َهــــا َهـيــ ـ َا‬ ‫ـن َم َ‬ ‫َو ُكـــ ْ‬ ‫ـل لَـيـلـــى‬ ‫َوغَ ـازل ْ َهـــا َو ُقــ ْ‬
‫ـد ِبالـر َِضـــا َوالـلـــه‬ ‫لِـ َن َس َعـــ َ‬ ‫ـي‬ ‫أنـــوارِهـــــــا َحــــ َّ‬‫َ‬ ‫إلــى‬
‫ـس َعـــى ُهــ َنا َو ُهــ َناك‬ ‫أَ َت ْت َت َ‬ ‫َوشَ ــ َا ِهــ ْد هـذه األ َمــــالك‬
‫ــبـــا َد الـلــــه‬ ‫ــرا َنــــا ِع َ‬ ‫ـش َ‬ ‫ف َُـب ْ‬ ‫مــولك‬ ‫َ‬ ‫ـن لَ ُ‬
‫ـد ْن‬ ‫ِف ِم ْ‬ ‫ُت َرفْــر ْ‬

‫‪-167 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـدنـــا‬‫ـان ُي ْـر ِش ُ‬
‫ِحــســ ِ‬
‫إلـــى اإل َ‬ ‫ــد َســيـد َنـا‬ ‫أَ َخـ ْذ َنـا َعــ َه َ‬
‫ـول الـلـــه‬‫إلــى َحــضْ ـــر ِة َرسـ ِ‬ ‫ـيــم َراَ ِئ ُ‬
‫ـد َنـــا‬ ‫ــد َعــ َل ٍ‬
‫ُع َـبـيْ ُ‬
‫بـذكــــرٍ أَطـــ ِر ُبـــ َـوا األرواح‬ ‫ِ‬ ‫أَقـيـمــوا سـادتـي األفـراح‬
‫ـن رســـول الـلـــه‬ ‫معـيـ َنــ ًا ِمــ ْ‬ ‫َـجــو َد ُة ســاقـي األقــداح‬ ‫ف ُ‬
‫كَ ــريـــــم األصــلِ َو ِ‬
‫الـســــ ِر‬ ‫الــوصــلَ بالـبـكـري‬ ‫ـم َ‬ ‫َو َت َ‬
‫وصـنْـ َا َهــــا بـعـهــــد الـلــــه‬ ‫ُ‬ ‫فـكـانــت لــيـلــة الــقــدر‬
‫ٍ‬
‫بـعـهـــد قَـ ْد أقَـمـ َنـا الـدين‬ ‫ـش َـرانـــا أبا الـلـثــا َمـني‬ ‫ف َُـب ْ‬
‫ـي الـلـــه‬ ‫ـدوي ولــ ُ‬ ‫أَ َيـــا بـــ َ‬ ‫َحبل الوصل منـك مـتـني‬ ‫ف ُ‬
‫فـكانـــت عـندهـا الـبـشـرى‬ ‫أتـيـنـا زيـنـب الـصـغـــرى‬
‫بـأنـــــوار الـــنـبـــي والـلــــه‬ ‫وفــزنـا فــــــوزة كـــــبرى‬
‫وزيـنـهـــــــم وزيـنـبـنــــــــا‬ ‫على الـحـسـنـني سـلـمـنـا‬
‫فــقــولــــوا كـلـكـــم الـلـــه‬ ‫ورب الـكــــون يـسـمعــنــا‬
‫وبـالــزهـــــراء نـتـشــفـــــع‬ ‫بأصـحـاب الـنـبـي األربـع‬
‫َوفَــ ِّرج َهـــا بـفـضـــل الـلـــه‬ ‫أغـثـنــا ربـنـــا وادفـــــــع‬
‫لـــه وجـــــه كـمـــا الــبـــــدر‬ ‫صـاحــب الـحـجـرة‬ ‫ُ‬ ‫فهـذا‬
‫ورددهــــــا وقــــــل الـلــــه‬ ‫لـــه ربـي قـــــال اقـــــــرا‬
‫ِ‬
‫الـقـــرآن مـعـنـاهـــــا‬ ‫مـــن‬ ‫طــريـ َقـ ُتـ َنــــا أخـذنــاهــا‬
‫و ُقـد َّو ُتـ َنــــا رســــول الـــله‬ ‫وبـالـسـنـة سـلـكــنــاهـــا‬

‫‪-168 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وتـقــــوى الـلــــ ِه والـــورع‬ ‫طـريــقـتـنــا هـــي الـشـرع‬


‫وإخــــاص لـوجــــ ِه الـلـــه‬
‫ٌ‬ ‫بـــدع‬
‫ٍ‬ ‫وتــحــقـــيـــق بـال‬
‫ٌ‬
‫وذكـــ ُـر الـلـ ـ ِه والـتمـجـيـــد‬ ‫طــريـقـتـنـا هي الـتوحـيـد‬
‫ٍ‬
‫شـــرك عـبـدنـــا الـلـــه‬ ‫بــا‬ ‫وإعـــدا ٌد لـيــــو ِم الـوعـيــد‬
‫وال يـحـــتاج لـلـمـضـجـــع‬ ‫ِّ‬
‫الـحـق ال يـشـبــع‬ ‫مــريــد‬
‫ُ‬
‫نـفـــوس ًا عـــن معاصــي اهلل‬ ‫ومن فـعـــلِ الهــوى يـمـنع‬
‫وال تـــترك سـبـيــــل وردك‬ ‫مـريـــد اللـه صـن عـهــدك‬
‫والزم فـضـــلَ ذكـ ـ ِر الـلـــــه‬ ‫فـفـيهـــــا مـنـتـهى رشـدك‬

‫‪-169 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫المنظومة التفريجية‬
‫الـ َّلــــ ُه َيــــا الـلــــ ُه َيــــا َم ْ‬
‫ـــــو َل َنــــــا‬
‫ــبـ َنـــا َو َولِ ُـيـ َنــــا َو َر َجــا َنـــــا‬ ‫ـس ُ‬ ‫يـــا َح ْ‬
‫ــوثَـ َنــــا َو َمــالذ َنــــا َيـــا ربـ َنــــا‬ ‫يــــا غَ ْ‬
‫الـــر َدى َو ِع َ‬
‫ـدا َنـــا‬ ‫ـــم َ‬ ‫ـير َنـــا َسـ ْه َ‬ ‫ـج َ‬ ‫َو ُم ِ‬
‫ـيب أَ ِم َّ‬
‫ـد َنـــا‬ ‫ـجــ ُ‬ ‫ـك َيـــا ُم ِ‬ ‫ـخــ ِفي لُـ ْطـ ِفــ َ‬ ‫ِب َ‬
‫ـد ًا قـــد أتـــى لـهـفـانــــا‬ ‫وأجــــ ْـر ُمـرِيـــ َ‬ ‫ِ‬
‫ـخـ ِيـــب َظـنـ َنـــا‬ ‫ـا ِل فَـــا ُت ْ‬ ‫الـجــ َ‬
‫َيـــا ذَا َ‬
‫ـــف قَـ َهـــــارٍ أَ ِغ ْ‬
‫ــــث َم ْـو َل َنــــا‬ ‫ــسـيْ ِ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ــــاق َظ َـل ُم َهــــا‬ ‫ـط ُ‬ ‫فَـــر ِْج ُك ُـر َوبـــ ًا ال ُي َ‬
‫ــدا َنـــــا‬ ‫ــحــــقِ ُنــــــ ُور َِك ال َت ُ‬
‫ــــر َّد َي َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـم َمـــا ِبـ َنـــا‬ ‫ـت َتعـلــ ُ‬ ‫َن ْش ُكـــوا إِليــك َوأَنــ َ‬
‫اســـ َت ِج ْب َد َ‬
‫عوا َنـــا‬ ‫ِيعـــ ًا َو ْ‬ ‫ـــث َسـر َ‬ ‫فَـ َأ ِغ ْ‬
‫ــر ِة َض ْعـ ِفـ َنـــا‬ ‫ـــر َجى لِ ُن ْص َ‬ ‫َيــا ُمنْ ِج َ‬
‫ـــد ًا ُي ْ‬
‫ـــوف الـ ِعـــــ ِز ُر َّد ِع َ‬
‫ـدا َنــــا‬ ‫َهـبـ َنـــا ُس ُـي َ‬
‫ـت َولـ ُّيـ َنـــا‬ ‫ـم أَنْــ َ‬ ‫يـــا كـاشـ َفــ ـ ًا لـلـ َهــــ ِّ‬
‫ـمـ ُلـ َهــــا أَ َ‬
‫عـيـا َنــــا‬ ‫ـمـو َمــــ ًا ِح ْ‬ ‫َـــر ْج ُه ُ‬ ‫ف ِّ‬
‫ـت‬‫ـمـــ ْ‬ ‫ـدا َه َ‬ ‫ـوب َت َ‬ ‫ـطـــ ُ‬ ‫إِ َّنـــا أَ َتـيْـ َنـــا َوالـخُ ُ‬
‫ــــف وفَــر ِْجـ َهـــا فَـــ َأنْ َت َر َجا َنـــا‬ ‫ـط ْ‬ ‫فَـال ْ ُ‬

‫‪-170 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َيـــا قَـا ِهــــ َـر ًا فَــــوقَ الـعــبــــا ِد أَ ِمـد َنـــا‬


‫ــوال َنـــــا‬ ‫ــللَـــ ـ ِة األنْـــــ َـوا ِر َيــــا َم ْ‬ ‫ـج َ‬ ‫ِب َ‬
‫ـــف َو َيـا ِئ َهــــا‬ ‫اللـطـ ِي ِ‬ ‫ـــاف وال َهــا ِء ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ـصـا ِد َهــــا ُف ْـرقَـا َنــــا‬ ‫ُـــــم ِب َ‬ ‫ــــن ث َّ‬ ‫الـع ِ ْ‬ ‫َو َ‬
‫ـجــ َنــــــا‬ ‫ــدا َنــــا َيـــا ودو ُد َو َن ِ‬ ‫َبــــد ْد ِع َ‬
‫ـالـشـــــرو ِر َر َمـا َنــــا‬
‫ُ‬ ‫ـــدو ًا ِب‬ ‫واقْـ َه ْـر َع ُ‬
‫ـس ُـبـ َنـــا‬ ‫وح ْ‬ ‫ـاك َ‬ ‫ـمــ َ‬ ‫احـ َت َميْ َنـــا ِفــى ِح َ‬‫إِ َّنــا ْ‬
‫ــدا َنــــا‬‫ــــــر لِـ ِع َ‬
‫ـــيــــر قَــا ِه ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َر ٌب ُم ِ‬
‫ــج‬
‫ـــوب ِب َأ ْسـ ِر َهـــا‬ ‫خل ُط ِ‬ ‫نــد ا ُ‬
‫َيـــا َجـار َنـــا ِع َ‬
‫ـــن َمــا ِنـــ ٌع َبـلْ َـوا َنــــا‬
‫ـص ٌ‬ ‫ــــاك ِح ْ‬‫وح ِـ َم َ‬
‫ـور َنــــا‬ ‫ِلـيـــك أُ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َيــــا َر ِب فَــوضـ َنــــا إ‬
‫ـمـا َنـــا‬ ‫ـــق أَ ْمـ َنـ َنـــا َو ِح َ‬
‫ـــر َو َحـ ِق ْ‬ ‫ـص ْ‬ ‫فَانْ ُ‬
‫ـد َنـــا‬ ‫َ‬
‫ـب َوأ ِم َ‬ ‫ـجــ ْ‬ ‫اسـ َت ِ‬ ‫ـم ْ‬ ‫حلــا ِء ِ‬
‫والـمـيــ ِ‬ ‫ِبا َ‬
‫ـــى ِح َ‬
‫ـمـا َنـــا‬ ‫الـج َـللَـــ ِة َوالـ َّنـ ِب ُ‬ ‫ــــر َ‬ ‫قَـ ْه ُ‬
‫ـي أ ُمـــو ِر َنـــــا‬ ‫ُ‬ ‫ـد َيـــا َولِــ َّ‬ ‫ــبـــ ُ‬
‫ـاك َنـ ْع ُ‬‫إِ َّيــــ َ‬
‫ـــت َر َجــا َنــــا‬ ‫ـــــون أَنْ َ‬
‫ِ‬ ‫فَـ َتـولَـ َنـــا ِب َ‬
‫ـالـع‬
‫ن َوولِـ َنـــا‬ ‫ـــزائــــم َيـــا َمـ ِتــــ ُ‬ ‫َ‬ ‫الـع‬
‫َــــو َ‬
‫ق ِّ‬
‫ـحـ ـ ًا مـبـيـنــ ـ ًا كَ ـــا ِمــ ـ ً‬
‫ا َو َب َـيـا َنــــا‬ ‫فَـتْ َ‬
‫َ‬
‫َيضـــ ًا أنْ َ‬
‫ـــور ًا‬ ‫ـــرا ِر ف َ‬ ‫األس َ‬‫ـــن ْ‬ ‫وأفـــض ِم َ‬
‫ْ‬
‫ـشـ َفــ ًا َي ُكــونُ ُه َ‬
‫ـدا َنـــا‬ ‫ـل لَــ َنا كَ ْ‬ ‫اج َـعـــ ْ‬ ‫َو ْ‬

‫‪-171 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـــا َك َمـ َف ِ َ‬
‫ـاتـــ ًا‬ ‫ـــن ُع َ‬ ‫ـــح َعـــلي َنا ِم ْ‬ ‫َوافْـ َت ْ‬
‫ــضـــ ًا أَق َ‬
‫ْــد َســــ ًا َو َب َـيـا َنـــا‬ ‫ــــور ًا َوفَـيْ َ‬ ‫ُن َ‬
‫يـــم َوكَ ـــنْ ِز ِه‬ ‫ــد ِ‬ ‫ات والـ ُنــــو ِر الـ َق ِ‬ ‫ـالــــذ ِ‬
‫َ‬ ‫ِب‬
‫ـــوح َوفَـــيْ َض ِة الـ ِع ْـرفَـا َنـــا‬ ‫ُجـــ ْد ِبالـفُـ ُت ِ‬
‫ــر َنــــا‬ ‫ــــر ِس َّ‬ ‫وس َط ِه ْ‬ ‫رب َيـــا ُق ُ‬
‫ـــــد ُ‬ ‫َيـــا ُ‬
‫ـوبـ َنـــا َوكَ َـيـا َنـــا‬ ‫ـــك ُقـ ُل َ‬‫ـمـــ ْع َعـ َلـيْ َ‬ ‫اج َ‬‫َو ْ‬
‫اك لِـ َفـقْـ ِر َنــــا‬ ‫ـن ِســـ َـو َ‬ ‫ـت ال َغـ ـ ِن ُى َو َمـ ْ‬ ‫أَنْــ َ‬
‫ـدا َنـــــا‬‫ــر َنـــا ال َتــ ُـر َّد َي َ‬ ‫ـج ْ‬ ‫ـك أَ ْسـ َت َ‬ ‫َو ِبــــ َ‬
‫ـطــــا‬ ‫الـع َ‬ ‫ــابـــ َة َو َ‬ ‫َر ِبـــى َسـ َألْـ َن َ‬
‫ـــاك اإل َِج َ‬
‫ـطـا َنــــا‬ ‫ـــك ِرزْقَـ َنـــا َو َع َ‬‫َو ِســـ ْع ِبـ ُلـ ْطـ ِف َ‬
‫ْـمـ َنـــا‬ ‫ـى ا َأل ْسـ َقـــا ِم َداوِى ُسـق َ‬ ‫َيــا شَ ـا ِفــ َ‬
‫ـك ِشـ َفـا َنــــا‬ ‫ـدنْــ َ‬‫ـل ِبـ َفــ َـر ٍج ِمـــن لَ ُ‬ ‫ـجــ ْ‬ ‫َع ِ‬
‫ـن الــ َـو َرى‬ ‫ـمــ َ‬ ‫الـدنْ َـيـــا َو َر ْح َ‬
‫ـم ُ‬ ‫احــ َ‬‫َيـــا َر ِ‬
‫ـالـشـ ِفـــا ِء ُمـ َفـر َِجـــ ًا َم ْـو َل َنــــــا‬ ‫ُجـــ ْد ِب ِ‬
‫ـس ُـبـ َنـــا‬ ‫ـون َو َح ْ‬ ‫ـد ُمو ِع الـ ُع ُـيــ ِ‬ ‫ـاك ِبــ ِ‬
‫ِجـئْـ َنــ َ‬
‫ــك َـوا َنــــــــا‬ ‫ـب َسـا ِمــ ـ ٌع شَ ْ‬ ‫ـجـيــ ٌ‬ ‫رب ُم ُ‬ ‫ٌ‬
‫ــل‬‫ــذلُ َ ً‬ ‫ـيـث َت َ‬ ‫ُتـبْـ َنـــــا َنـد ْمـ َنـــا َيـا ُمـ ِغ ُ‬
‫ـــح َذنْ َـبـ َنـــا إ ِْح َسـا َنـــا‬‫ـــر َو َسـا ِم ْ‬ ‫فَـاغْـ ِف ْ‬
‫ـــل َعــ َلى الـ َنـ ِبـــي إِ َمـا ِمـ َنــا‬ ‫َيـــا َر ِّب َص ِّ‬
‫ـابـــ ًا كَ ــي َن َ‬
‫ـــرا ُه َع َـيـا َنـــا‬ ‫ـج َ‬ ‫َوارْفَـــ ْع ِح َ‬

‫‪-172 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـمـــ ًا‬ ‫ــرا ِئ َ‬


‫ـف كَ َ‬ ‫ـطـيــ ُ‬ ‫اجــــ ِز ِه َعـ َّنـــا َيـــا لَ ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ـدا َنـــا‬ ‫اط َه َ‬ ‫ـــر ِ‬
‫للص َ‬ ‫الـو ِسـيـ َلـــ ُة ِ‬ ‫ــــو َ‬ ‫َف ُه َ‬
‫ـاسـ َنــ ًا‬ ‫ـن ِض َـيـــا ُه َم َح ِ‬ ‫ـض َعـ َليْــ َنا ِمـ ْ‬ ‫َوأَ ِفــ ْ‬
‫ـسـا َنـــا‬ ‫ـــرا َمــــ َة َو ْصــ ِلـــ ِه إ ِْح َ‬ ‫ـــم كَ َ‬ ‫ـم ْ‬ ‫َت ِ‬
‫ــبــــاء ِة َوالـ َّنـ َقــــا‬ ‫الـع َ‬
‫ـاب َ‬ ‫ـحـــ ِ‬ ‫أص َ‬ ‫اآلل ْ‬ ‫َو ِ‬
‫الـط ْهــــ ِر َوالـق ْ‬
‫ُـرآ َنـــا‬ ‫أَ ْهـــلِ الـ ُتـ َقـــى َو ُ‬
‫ـري َحبـــلِ و َِصـالِــ َنـــا‬ ‫البكــ ِ‬ ‫ض َعــن َ‬ ‫َوارْ َ‬
‫ـــدى َز َّكـا َنـــا‬ ‫ـالـطـرِيـ َقـــ ِة وال ُه َ‬ ‫ـــن ِب َ‬ ‫َم ْ‬
‫ـاب الـ َنـبـــىِ َو َولِـ َنـــــا‬ ‫ـح لَـ َنــــا َبـــ َ‬ ‫َوافْـ َتـــ ْ‬
‫ـسا َنـــا‬ ‫ـص َطـــ َفى إ ِْح َ‬ ‫ـــف املُ ْ‬ ‫كَ ـأْ َســـ ًا ِب َك ِ‬
‫ـن َمــ ْـو َد ًة‬ ‫ـطـ َفــ َّ َ‬ ‫ـص َ‬‫الـم ْ‬ ‫ـل لَ َنــا ِفــى ُ‬ ‫اج َعـــ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫ــسـا َنــــا‬ ‫ْــدار َنـــا إ ِْح َ‬‫ـهـــم أَق َ‬ ‫ْ‬ ‫َوارْفَــــ ْع ِب‬
‫ـص َطـــ َفى‬ ‫ــن َع َلــى قَـــلْ ِبى ِبـ ُنـــو ِر املُ ْ‬ ‫َوا ْم ْ ُ‬
‫ـجـا ِبـــى َرأَفَـــةً َو َحـ َنـا َنـــا‬ ‫ـــف ِح َ‬ ‫ْـش ْ‬ ‫ْواك ِ‬
‫ــاعـــةً‬‫ـث بـــه َيــــو َم الـ ِلـ َقـــا ِء شَ ـ َف َ‬ ‫َوأَ ِغـــ ْ‬
‫ــــف َحـ َنا ِنـــ ِه َظ ْم َآ َنـــا‬ ‫ـك ِ‬ ‫َوارْوِى ِب َ‬
‫وس قَـــ ِّد ْس َو ْصـ َلـ َنـــا‬ ‫َو ِبـــ َناز ِِل ال ِفـــر َد ِ‬
‫ـــك ْن ِج َ‬
‫ـــيرا َنا‬ ‫ـس ُمـــوا َن ُ‬ ‫ـــر ٍة َت ْ‬ ‫ـحـضْ َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـوبـ َنــــا‬ ‫ن ُقـ ُل َ‬ ‫ــــد ِبالـ ًنـــــو ِر املُـ ِبـــــ ِ‬ ‫َوأَ ِم َّ‬
‫ن َب َـيا َنـــا‬ ‫العــا ِر ِفـــ َ‬
‫ــــوح َ‬‫ـــح ُفـ ُت َ‬ ‫َوافْـ َت ْ‬

‫‪-173 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـن ِب َ‬
‫الـوفَـا‬ ‫ـالـخـــي ِر َيـــا َمــ ْ‬ ‫ـم لنا ِب َ‬ ‫اخـ ِتــ ْ‬‫َو ْ‬
‫ــــع الـغُـف َْـرا َنـــا‬ ‫ْـــــو ًا َم َ‬
‫َعـ َّو َد َتـ َنـــا َعـف َ‬
‫ـك لـلـ ُو ُجــــو ِد َنـبي َنــا‬ ‫ــو ِث َ‬ ‫ـث غَ ْ‬ ‫َو ِبـ َغـيــ ِ‬
‫ارضا َنـــا‬ ‫ـــم َر ِضـ َنـــا َو َ‬ ‫اح ِ‬ ‫ـحـــ ِر املَ َـر ِ‬ ‫َب ْ‬
‫يب شَ ـ ِفـي ِعـ ِنـا‬ ‫الـحـ ِب ِ‬ ‫الـسـ َن ِد َ‬ ‫ــيد َ‬ ‫الـس ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ـم َر َيـا َنـــا‬ ‫ـكـــ ْ‬ ‫ــدا َمــ ـ َة ُق ْـر ِب ُ‬‫َســا ِقـــي ُم َ‬
‫ات الشُ ــ ُهو ِد َوشَ ْه ِد َهـــا‬ ‫ــر ِ‬ ‫َمشــ ُهو ِد َح َض َ‬
‫ـسـا َنــ ـ ًا‬ ‫احـ َنــــا إ ِْح َ‬ ‫فـاجـمـ ـ ْع ِبـ ـ ِه أَرْ َو َ‬
‫ـم َو ِسـ ِّر َهــــا‬ ‫ـديــ ِ‬ ‫الـبـــا ِء الـ َق ِ‬
‫ْـطــ ِة َ‬ ‫َو ِبـ ُنـق َ‬
‫ن َع َـيا َنـــا‬ ‫ـم املُـ ِبـ ـ ِ‬ ‫ـن الـ ِعـلْــ ِ‬ ‫َهـبْـ َنـــا ِمـ َ‬
‫ُــم ا َأل ْولِـيـا‬‫الــر ْســــــلِ ث َّ‬ ‫ـبيـــــا َو ُ‬ ‫ِبـا َألنْ َ‬
‫ـك َر َجـا َنـا‬ ‫ـك َيـا َمـ ِلـيــ ُ‬ ‫ـق ِب ُل ْطـ ِفــ َ‬ ‫َحـ ِقــ ْ‬
‫ـعــمـا‬
‫ـمـــا َو َتـ َن َ‬ ‫يـق َس َ‬ ‫ــد ٍ‬ ‫ـق ِص ِ‬ ‫ــحـــ ِّ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ــدا َنـــــا‬ ‫ــــر ِبـ َفـــــا ُر ٍوق َو ُر َّد ِع َ‬ ‫فَـاقْ َه ْ‬
‫الـس َخـــا‬‫الكــ َـرا َم ِة َو َ‬ ‫ـمـــانَ َ‬ ‫ـجــ َا ِه ُعـثْ َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـل لَـ َنـــا َعـفــ َـو ًا َي ُكــونُ ِق َـرا َنـ ـ ًا‬ ‫َـاج َـعــ ْ‬
‫ف ْ‬
‫ـحـ ِر َهـــا‬ ‫ـاب الـ ُعـ ُلــــو ِم َو َب ْ‬ ‫ِب َعـ ِلـيـ َنـــا َبــ ِ‬
‫ـمـا َنـــا‬ ‫ـف ِح َ‬ ‫الـكـــ َـرا ِر كَ ـ ْهـــ ِ‬ ‫ـد َ‬ ‫الـسـيــ ِ‬
‫َ‬
‫ــــة أُ ِّم الــ ُو ُجــــو ِد َو ُنــ ُو ِر َهــــا‬ ‫َو ِبــ َآ ِمـ َن ٍ‬
‫ـــور الـ َّنـ ِبـــىِ َع َـيـا َنـــــا‬ ‫أَ ِر َنـــا ِبـ َهـــا ُن َ‬

‫‪-174 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـــد املَ َـعـــالِى َسـيْـ ِفـ َهـــا‬ ‫ــمـــ َز ٍة أَ َس ِ‬ ‫ـح ْ‬ ‫َو ِب َ‬


‫ـدا َنــــا‬ ‫ــد َاعــنـــا وخُ ــــ ْذ ِب َـي َ‬ ‫ُر َّد الــ ِع َ‬
‫الس َمــــا‬ ‫ـــيوف َ‬‫ِ‬ ‫ــا ٍك َو ُس‬‫وح َوا َأل ْم َ‬ ‫ِب ُ‬
‫الــر ِ‬
‫ـد َهـــا َبلْ َوا َنـــا‬ ‫َزلْـــز ِْل ُجـيـوشَ ـــ ًا ق ْ‬
‫َـص ُ‬
‫والـم َغــــازِى ُكــ ِلـ َهــــا‬ ‫َ‬ ‫َو ِبـ َأ ْهــــلِ َبــــ ْدرٍ‬
‫ـــح لَــ َنـــا ا َأل َ‬
‫حـــو َال َيـــا َم ْـو َل َنـــا‬ ‫أَ ْصـ ِل ْ‬
‫ـــول َو َبـ ْعـ ِل َهـــا‬‫الـبـ ُت ِ‬ ‫ــحــــقِ أَنْ َ‬
‫ــــوا ِر َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـــول أَ ِج ْ‬
‫ـــب لَ َنــا َم ْـو َل َنـــا‬ ‫الـر ُس ِ‬ ‫ـــت َ‬ ‫ِبـنْ ُ‬
‫ـا‬ ‫ـســـنِ الـ ـ َز ِكي َت َـبـ ُتـــ َ‬ ‫ـالـح َ‬ ‫ـوك ِب َ‬ ‫َوأ ْد ُعـــ َ‬
‫ـــــدو ُم َو ِعـــــ َز ٍة َوأَ َمـا َنـــــا‬ ‫َســـــ َتر ًا َي ُ‬
‫ـط الــ َن ِب ِي إِ َمـا ِمـ َنــا‬ ‫ــسـيْـ ِنـ َنــــا ِســبْــ َ‬ ‫ـح َ‬ ‫ِب ُ‬
‫وحـ َنـــا َوكَ َـيـا َنـــا‬ ‫ــــورْ ِبـ ُنــــور َِك ُر َ‬ ‫َن ِّ‬
‫الـوفَـــــا‬‫ـحـــ ـ ِر اإلِغَ ـاثَـ ـ ِة َو َ‬ ‫ـب َب ْ‬ ‫َو ِبــ َزيْـ َنــ ٍ‬
‫ـدا َنــــا‬ ‫ـــر َّد َي َ‬
‫ـــك ال َت ُ‬ ‫ــــل ِبـ َف َـر ِج َ‬ ‫ـج ْ‬ ‫َع ِ‬
‫الــســـا َد ِة‬
‫ــجــــــا ِد َزيْــــنِ َّ‬ ‫الـس َّ‬ ‫ِب َـعــ ِلــ ٍـي َ‬
‫ـــد ًا َم ْـو َل َنـــا‬
‫ـج َ‬ ‫ـــف َوفَــــر ِْج ُمـنْ ِ‬ ‫الـط ْ‬‫ُ‬
‫ـيـســـ ٍـة ا َأل ْســـ َـرا ِر َجـــلَ َمـ َقـا ُم َهــــا‬ ‫ِبـ َنـ ِف َ‬
‫ــــر َسـبِـيــــلَ ُه َ‬
‫ــدا َنـــا‬ ‫ـس ْ‬ ‫َو ِبـسـ ِر َهــــا َي ِّ‬
‫ـا‬‫ـك َســا ِئـــ َ ً‬ ‫ـحـور َِيــ ٍـة َمـــ ْـو َل َي ِجـئْـ ُتــ َ‬ ‫ِب ُ‬
‫ـسيـ ِنـ َنـــا إ ِْح َ‬
‫ـسا َنـــا‬ ‫ـت ُح َ‬ ‫ـب ِبـ ِبـنْــ ِ‬ ‫فَـ َأ ِجــ ْ‬

‫‪-175 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الـص َفـا‬ ‫ـج َـبـــا ِء َ‬ ‫ـد ِال ُن َ‬ ‫ـب َوا َألبْــ َ‬ ‫بالـقُـ ْطــ ِ‬
‫ــطـا َنــــا‬ ‫ـحـ ـ ِر َع َ‬‫وي َب ْ‬ ‫ـد ِ‬ ‫الـبــ َ‬
‫ـد َ‬ ‫ـالـسـيــ ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ـــوط َو ِســـ ِر ِه‬ ‫الـمـ ُن ِ‬ ‫ُـطـــب َ‬ ‫ِ‬ ‫خلضــ ِر َوالق‬ ‫ِبا ِ‬
‫ـمـا َنـــا‬ ‫ـشـــا َو َة َعـيْـ ِنـ ِنـــا َو َع َ‬ ‫ارْفَــــ ْع ِغ َ‬
‫الس َمـــا‬ ‫ات َ‬ ‫اج َح َضـ َـر ِ‬ ‫الـشـــا ُذلِي ِمـ ْعــ َـر ِ‬ ‫ِب َ‬
‫ـح َيـــا َم ْـو َل َنـــا‬‫ـال الـ َفــتــ ِ‬ ‫ـمــ َ‬ ‫َهـبـ َنــــا كَ َ‬
‫ـطــ َفى‬ ‫ـص َ‬ ‫الـم ْ‬ ‫ـاب ُ‬ ‫ـوف َبـ ِ‬ ‫ِب َو ِسـي َلــ ِة املَلْ ُهــ ِ‬
‫ـجـ َنـــا ِبـ َأ َمـا َنـــا‬ ‫ــــو الـ ِرفَـا ِعـــي َن ِ‬ ‫َو ُه َ‬
‫ـطـا ِئـ َفـ ًا‬ ‫يـم لَ َ‬ ‫ـد ِ‬ ‫ـم الـ َق ِ‬‫ـن ال ِعـلْــ ِ‬ ‫ـض ِم َ‬ ‫َوأَ ِف ْ‬
‫يـــا ِن ٍي أَ ِغ ْ‬
‫ــــث لَـ ْهـ َفـا َنـــ ًا‬ ‫َو ِبــســـ ِّر ِج َ‬
‫ـم َب ْحــ ِر ُعـ ُلو ِمـ َنـــا‬ ‫ـب إِبْ َـرا ِهـيــ َ‬ ‫َو ِبالـقُـ ْطــ ِ‬
‫ــدا َنــــا‬ ‫ـــال ُقــ ُلو ِبـ َنـــا َو ُه َ‬ ‫ـــم و َِص َ‬ ‫ـم ْ‬ ‫َت ِ‬
‫ـال إِ َمـا ِمــ َنـــا‬ ‫ـان الـر َِجــ ِ‬ ‫ـطــ ِ‬ ‫ـحـــقِ ُسـلْ َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـــب َم ْـو َل َنـــــــا‬ ‫ـكـــر ٍِي أَ ِج ْ‬ ‫َو ِبــســـ ِر َب ْ‬
‫ـن َس َمـــا‬ ‫ـجــــو َد ِة َبـحـــ ِر الـو َِل َيــ ِة َمــ ْ‬ ‫َو ِب ُ‬
‫ـدا َنـــا‬‫َبـ ـ ِّد ْل ِب َـعــفْــ ـو َِك َمـــا َجـ َنـتـ ـ ُه َي َ‬
‫ـجـ َنـــــا‬ ‫الـجـــا ِه َر ِبـــى َن ِ‬ ‫ـجـــا ِه أَهـــلِ َ‬ ‫َو ِب َ‬
‫ـــس ُب َنا َو َر َجا َنـــا‬
‫ـيـــث َو َح ْ‬‫الـمـ ِغ ُ‬ ‫ـــت ُ‬ ‫أَنْ َ‬
‫ـــف َرأْف ٍ‬
‫َـــــة‬ ‫ـــح لِـ َتـالِـي َهــــا َع َـو ِاط َ‬ ‫َوافْـ َت ْ‬
‫ـمـــةً َو َحـ َنـا َنــــــا‬ ‫َـــر ٍج َر ْح َ‬ ‫ِيـــع ف َ‬ ‫َو َسـر َ‬
‫ـك َدا ِئ َمــ ًا‬ ‫الـص َـل ُة َعــ َلى َحـ ِبـيـ ِبــ َ‬ ‫ـم َّ‬ ‫ثُــ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ـد ْت اهلل َيــا اهلل َيــا َم ْو َل َنـــــــا‬ ‫ـشــ َ‬ ‫َمــا أُنْ ِ‬

‫‪-176 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫استغفاراتُ األمان‬
‫ـزالت يـــا هــــو‬ ‫أال يــــا غـــافـــــ َـر الـــــ ِ‬
‫ا لـلـتــــوب يـــا ربــــاه‬ ‫يـــا قــابــــ ً‬
‫ـي يــــا قـــيـــــو ُم يـــا الـلـــه‬ ‫يـــا َحـــــــ ُّ‬
‫ـاجــــاه‬ ‫ِ‬
‫للعـبـــد إن َن َ‬ ‫يـــا مـنـجـــد ًا‬
‫ال‬‫ـد أتــاك بــضـعــفــــ ِه مــتــذلــ ً‬ ‫عــبــ ٌ‬
‫والـدمـــع يف عـينـــاه‬
‫ُ‬ ‫مـتـــوس ً‬
‫ال‬
‫ـزالت يـــا هــــــــو‬ ‫أال يـــا غـافــــ َـر الــــــ ِ‬
‫ا لـلـتـــوب يـــا ربــــاه‬ ‫يـــا قـــابــــ ً‬
‫يـرجـــــوك مـغــفـــــر ًة بــــذل مـقـالــــه‬
‫والـعـفـــو مـطـــلبه وذاك رجـــاه‬
‫ال‬ ‫ـد مـتـوســـ ً‬ ‫ـت بـأحــمــــ َ‬ ‫ولـقـــد أتـيــ ُ‬
‫أرجـــوا شفـاعـتـــه وظـــل لـــواه‬
‫أال يـــا غـافــــــر الــــــزالت يــــا هـــــــو‬
‫ا لـلـتــــوب يــــا ربـــاه‬ ‫يـــا قــابــــ ً‬
‫ـــاق حـسـابهــــا‬ ‫ـط ُ‬ ‫فاغـفـــر ذنـوبـــ ًا ال ُي َ‬
‫وانظـــر لعـبـــدك واستـــجب دعـــاه‬
‫وســـامح يــا غـفـــو ُر تـكـرمـــ ًا‬
‫ْ‬ ‫فـاغـفـــر‬
‫ْ‬
‫واغـفــــر لعـبـــدك مــا جـنـتـــه يـــداه‬
‫ـزالت يـــا هــــــو‬ ‫أال يـــا غــافـــــ َـر الـــــ ِ‬

‫‪-177 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ا لـلــتـــــوب يـــا ربــــاه‬ ‫يــــا قــابـــــ ً‬


‫إن لــم تـكـــن بـالعــفــــو ربـــي نـاظـــــر ًا‬
‫فـمـــن الـــذي يعــفــــوا وأنــت الـــله‬
‫ـدل كـن يـا سـيـدي‬ ‫بـالعـفـــ ِو ال بـالـعـــ ِ‬
‫ِ‬
‫الـــــزالت يـــا ربــــاه‬ ‫غـــافـــــر‬
‫َ‬ ‫يـــا‬
‫ـزالت يـــا هـــــــو‬ ‫أال يـــا غــافــــ َـر الـــــ ِ‬
‫ا لـلـتــــوب يــــا ربـــــاه‬ ‫يــــا قــابــــ ً‬
‫ٍ‬
‫لـنـعـمـــة‬ ‫ـم‬
‫أسـتـغـفـــ ُـر الـــل َه العـظـيـــ َ‬
‫حـجـــبت فـــؤاد ًا عـــن رضــا مـــواله‬
‫ـم وأسـتـــحي‬ ‫أسـتغــفـــ ُـر الـــل َه العـظـيــ َ‬
‫ـدلـ ُتـهــــا أعــصـــاه‬ ‫ٍ‬
‫نـعـمـــة َب َّ‬ ‫مــــن‬
‫أال يـــا غــافـــــر الـــــــزالت يــــا هــــــو‬
‫ا لـلــتـــــوب يــــا ربـــــاه‬ ‫يـــا قــابــــ ً‬
‫أسـتـغــفــــر الـــله الـعـظـيـــم لـغـفـلــ ٍـة‬
‫ـــم الوجــو َد عطـــاه‬
‫ــن َع َّ‬ ‫عـــن ذكــ ِر َم ْ‬
‫أسـتـغــفـــــر اهلل الـشـهــيــــد لـزلـــتي‬
‫والعــبـــد ال يـخـفـــى علــى عـينـــاه‬
‫ـزالت يـــا هــــــو‬ ‫أال يـــا غــــافـــــ َـر الـــ ِ‬
‫ا لـلــتـــــوب يــــا ربــــاه‬ ‫يـــا قـابـــــ ً‬
‫ا عــن شــهودك سيـــدي‬ ‫ـفلت جه ـ ً‬ ‫وغــ ُ‬
‫قــلـــب ال يــــرى مـــــواله‬
‫ٌ‬ ‫يـــا ويـــح‬

‫‪-178 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـت أبـــوابــ ـ ًا لـفـعــــلِ مـآثــ ٍـم‬ ‫أغـلـقــــ ُ‬


‫ْـــت الــورى لـــم أسـتحـــي ربــــاه‬ ‫ِخـف ُ‬
‫أال يـــا غـــافــــــر الـــــزالت يـــا هــــــو‬
‫ا لـلــتـــــوب يــــا ربــــــاه‬ ‫يـــا قـــابــــ ً‬
‫مـلـيـك مشاهـــدي‬ ‫ُ‬ ‫ونـسـيـت أنـــك يـا‬
‫ُ‬
‫والـمـســـئ تـــــراه‬
‫َ‬ ‫وتـــرى مـكـــاني‬
‫رب فـاغـفـــــر لــي غــــروري رأفـــةً‬ ‫يـــا ِّ‬
‫لعــبــــد قـــد بكـــت عـينـــاه‬‫ٍ‬ ‫واغـفــــر‬
‫الــــزالت يــــا هــــــو‬ ‫ِ‬ ‫أال يـــا غــافـــــ َـر‬
‫ا لـلــتـــــوب يــــا ربــــاه‬ ‫يــــا قـــابـــــ ً‬
‫ـم لـطـاعـــ ٍـة‬ ‫أسـتغـفــ ُـر الـلــ َه العــظــيـــ َ‬
‫ــد بـهـــا عـــلى مـــــواله‬ ‫ـــن الـ ُع َـبـيــ ِ ُ‬ ‫َم َّ‬
‫ـــك طائعـــ ًا‬ ‫واغـفـــر غــــروري إن أتـيـ ُت َ‬
‫فـضــــل اللـــ ِه يـــا ربـــــاه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والـفـضـــل‬
‫ـزالت يــــا هــــو‬ ‫أال يـــا غـــافـــــ َـر الـــــ ِ‬
‫ا لـلــتــــــوب يــــا ربـــــاه‬ ‫يـــا قــابـــــ ً‬
‫ـك أحـمــدا‬ ‫ـم الـصــــا َة على حـبـيـ ِب َ‬ ‫ثُــ َّ‬
‫ــــواه‬
‫ـــن َس َ‬ ‫بـحـــر الـكـرامـــ ِة َج َّ‬
‫ــــل َم ْ‬ ‫ُ‬
‫ـم إلـهـنـــــا‬ ‫ـد لـلـــ ِه الـكــريــــ ِ‬ ‫والـحـمـــ ُ‬
‫واعـفـــوا بعـفـــوك يــا إلهــي يــا هــــو‬
‫ـزالت يــــا هــــــــو‬ ‫أال يـــا غــافــــ َـر الــــ ِ‬
‫ا لـلـــتــــــوب يـــا ربــــــاه‬ ‫يـــا قــابــــ ً‬

‫‪-179 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫فضل الجمعة‬
‫كــفـــاك باجلـمعـــ ِة الغــــرا ِء عـيـــد‬
‫هـديــ ُة َربِّـ َنـــــا مـن أجــــلِ طــــــــه‬
‫فـعـيـــد بـالـســمــــا وكـــذاك أرض‬ ‫ٌ‬
‫وأمـــاك الـسـمـــا يـبــــدوا سـنـاهــــا‬
‫ا بـذكــــرٍ‬ ‫فـقــــم بـالـلـيـــلِ مـبـتهــ ـ ً‬
‫ِ‬
‫الـرســــول وآل طـــــه‬ ‫ــــل عـــلى‬
‫َو َص ِّ‬
‫روض الـتجـــلي‬ ‫ـــر ْد عـــليك مــن ِ‬ ‫َي ُ‬
‫وتـشـهــــد طـلعــ ـ َة الـبـــد ِر تـراهـــــا‬
‫ـاب لـــديك وِرْ َد ًا‬ ‫ـف الكتــ ِ‬ ‫وخـــذ كهــ َ‬
‫فـفـيهـــا الـنـــو ُر مـمــــدو ٌد عـطـاهـــا‬
‫بـعـــد عـصـــر‬‫ِ‬ ‫وفيهــا سـاعـــ ٌة مـــن‬
‫لـتحـقـيـــقِ الـرجــــا والـســـ ُّـر طـــــه‬
‫إذا نــادى مـــنادي اجلـــم ِع أســـرع‬
‫ن إلــى حـماهــــا‬ ‫بـسـعـــي العـاشـقــ َ‬
‫لهـــو األمـــاني يـــا خـلـيـــلي‬ ‫َ‬ ‫ودع‬
‫ويـمـــم نحـوهـــا تـشـهـــد ضـيـاهــــا‬
‫وطـهــــر ظـاهــــر ًا وكـــذاك قـلـبـــ ًا‬
‫لـتـشهـــد حـاضـــر ًا فـــي حـــي طــــه‬

‫‪-180 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫لتصنع على عيني‬


‫ــت قــاصــد ًا‬ ‫ن العـنـايــ ِة إن َت َـو َّل ْ‬‫عــ ُ‬
‫ِ‬
‫بـاأللـطــــاف واإلرشـــــــاد‬ ‫َوالَـتـــه‬
‫مــكـــارم‬
‫ٍ‬ ‫أمــن َو ِعـــ ِّز‬
‫ويـكـــونُ فـــي ٍ‬
‫ـرد ومـــن إبعــــاد‬‫يـحـمـيـ ـ ِه مـــن طــ ٍ‬
‫ٍ‬
‫بــمـــودة‬ ‫َ‬
‫ســالــكـــ ًا‬ ‫وإذا أصــابــت‬
‫َحـ َفّــتــ ـ ُه بـاألنــــــوا ِر واإلمـــــــداد‬
‫ظـالــم‬‫ٍ‬ ‫ال ضـيـــم يـلـقـــى أو مـضــر َة‬
‫ـــصـــ ـ ُه بــــــوداد‬
‫مــــا دا َم ربـــي َخ َّ‬
‫نـسائـم قـدسهـا‬ ‫ِ‬ ‫ـسـى َجـال ًال مـن‬ ‫ُي ْ‬
‫ـك َ‬
‫وجـمـالهـــا مـــع خـلعـــة اإلسـعــــاد‬
‫يـربـــوا بـســ ِّر كـمـالِ َهـا فـــي حـضـرة‬
‫ات واإلشهـــا ِد‬ ‫النظــر ِ‬
‫َ‬ ‫مـــع عـــصم ِة‬

‫‪-181 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫واصطنعـتـك لنفسي‬
‫ـك واصـطـنعــ ُتـك لي فـأقـبــل‬ ‫صـنـعـ ُت َ‬
‫ــــــر إلــي تـلـقــانـــي حــفــيــــــا‬ ‫َو ِف َّ‬
‫ـــاك وصــ َفـــ ًا‬ ‫عـنـايـة ُصـ ْغــ َن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫بـعـــ ِ‬
‫طــبـــــع َدنـيــــا‬
‫ٍ‬ ‫وصـفـيـنــــاك مـــن‬
‫ِ‬
‫بـالـوجـــد شـوقـــ ًا‬ ‫فـكـن لـي طـالـبـ ًا‬
‫ِ‬
‫احلجـــب عــن ســرٍ َعـلـيـــا‬ ‫ِ‬
‫لـكشـــف‬
‫وال تـركــــن إلـى األغـيـــــا ِر والــــــزم‬
‫مـنـازلَـ َنـــا وكــــن بـالـذكــــ ِر َحـيــــا‬
‫األلـطـــاف سـبـقـــت‬ ‫ِ‬ ‫وشـاهـــد ِمـ َّنـ َة‬
‫ـدا ِد َنــــا يـبــــدو جـلـيــــا‬ ‫فــنــــو ُر ِم َ‬
‫بــصــنـــــع‬
‫ٍ‬ ‫وفـــردنــــاك تــفـــريـــد ًا‬
‫األغــيــــار واهـجـرهــــا مـليـــا‬
‫َ‬ ‫َد ِع‬
‫ٍ‬
‫قـــصــــد‬ ‫واقـبــل نـحـونــا بـفــنــــا ِء‬
‫ٍ‬
‫وتـوحـيــــد َس ِ‬
‫ـم َّـيــــا‬ ‫ٍ‬
‫وتـجـــريـــــد‬

‫‪-182 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وسقاهم ربهم شراب ًا‬


‫ـأس طـهــــر‬ ‫سـقـاهـــم ر ُّبـهـــم مـــن كــ ِ‬
‫ِ‬
‫الـريـــان فـــازدادوا حـضــــور ًا‬ ‫إلــى‬
‫ـف الــوصـــلِ ذوقــــ ًا‬ ‫وأوالهـــــم بـكــ ِّ‬
‫ِ‬
‫بـالـكـشـــف نـــــور ًا‬ ‫وأجلــى ســـتره‬
‫فـطـا ُبـــوا مـــن َحـالوتـــ ِه وسـكـــروا‬ ‫َ‬
‫وغـابـــوا فـــي مـعـيـتـــه ســـــرورا‬
‫أســــرار قـــــدس‬
‫َ‬ ‫كـأسـهــــم‬
‫وأودع َ‬‫َ‬
‫ـــره مـــن الـعــلـيـــا عـطـــورا‬ ‫ـط َ‬ ‫وع َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بـكـــف اجلـــود ريـــا‬ ‫الـسـاقـــي‬
‫هـــو َّ‬
‫صـــدورا‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫معــــارف يـشـــفي‬ ‫شــراب‬

‫‪-183 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ما لي ال أرى الهدهد‬


‫ـان أنـكـــر‬ ‫ـد الـعــرفـــ ِ‬ ‫إذا مـــا ُهــ ْد ُهـــ ُ‬
‫ِ‬
‫تـمـلـكــت الـقـلــوب‬ ‫ٍ‬
‫نــفـــس‬ ‫عـلـى‬
‫ـت عـرشَ َهـــا وكــذاك سـجـــدوا‬ ‫وملـكــ ْ‬
‫لـشـمـــس الـزهـــ ِو وغـــرورٍ مـهـيـــب‬
‫ِ‬
‫ولـسـلـيـمـــانَ يـشـكـوهــــا وجــنــــد‬
‫رب مــجــيــب‬ ‫ومـــا سـجـــدوا إلـــى ٍ‬
‫ـروح قـهـــر ًا‬
‫وقــــد نـــادى مـنـــادي الــ ِ‬
‫ـرش العـجـيـب‬ ‫فـمـــن يـأتـي بـذا العــ ِ‬
‫لـنـعــلـــي كـلـمــ َة الـمـولـــى عـلـيــا‬
‫ـس لـلـمـولـى تـطـيب‬ ‫وهـــذي الـنـفـــ َ‬
‫ـد ْن ُروحـــي كـتـابــ ًا‬ ‫ـل مـــن لَــ ُ‬ ‫ف ِ‬
‫َـأرســ ُ‬
‫لــيــدعـــوهـــــا إلى فـتـــ ٍـح قــريــــب‬
‫ـم الـــله تــوبـــي‬ ‫ـس بـاســ ِ‬ ‫أال يـــا نـفــ ُ‬
‫وهـيـــا فـاقـصــدي وجـــ َه الـحـبـيـب‬
‫ـال سـليمـــانُ الـعـــا مـــن ذا إلــي‬ ‫فـقــ َ‬
‫ـس تـأتـيـنـــي تـتــوب‬ ‫ـرش الـنـفــ ِ‬ ‫بـعــ ِ‬
‫ـك سـعـيـ ًا‬ ‫ـن أنـا آتـيــ َ‬‫فــقــــال الـجـــ ُّ‬
‫ـس أقـهــرهـــا قـريــب‬ ‫ـرش الـنـفــ ِ‬ ‫بـعــ ِ‬

‫‪-184 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫وتـأبـــى الـــروح نـيـــل الـفـتـــــح إال‬


‫لـلـكـتــاب هــــو الـنـجـيـب‬
‫ِ‬ ‫بـعـلـــم‬
‫ٍ‬
‫ـروح عـيـنــــا‬‫فـلـمـــا قــــد رأتــــه الــــ ُ‬
‫ـب يف قـــدس احلـبيب‬ ‫ـاب الـقـلــ ُ‬ ‫وطــ َ‬
‫ـس عـرشــ ًا‬ ‫فـنــــادى نـكـــروا لـلـنـفــ ِ‬
‫عـسـاهــــا تـهـتـــدي يـومــ ًا تـتــــوب‬
‫الـمـنـــير وزيـنـــوه‬
‫َ‬ ‫الـعـــرش‬
‫َ‬ ‫خــــذوا‬
‫ـدسـ َنــــا نـــــور ًا عـجـيــب‬ ‫بـزيـنــ ِة ُق ِ‬
‫ـس َـبـتْـ ُه لُـجـ َتـ َهـا وكـشـفـت‬ ‫فقـــد َح ِ‬
‫ســاق الـتـذلُـــلِ لـلـحــبـيــب‬ ‫ِ‬ ‫عـــلى‬
‫فـلمـــا أدركــــت عـرشـــ ًا وعـلـمــت‬
‫ـك الـقـلــوب‬ ‫ـروح قـــد مــلــ َ‬ ‫بـــأن الـــ َ‬
‫ذل‬ ‫لـلـمــلـيـك بــوجــــ ِه ِ‬
‫ِ‬ ‫فــخــرت‬
‫وأسـلـمـــت الـوجـــــو َه لــــه تـتــــوب‬
‫ـليم طـمـعــ ًا‬ ‫وسجـدت سجـد َة التســ ِ‬
‫ـد الـعـفــ َـو عــن َجــ َللِ اخلطـــوب‬ ‫تـريــ ُ‬
‫وقــــام الـــروح يف قـلـــبي خـطـيـبــــا‬
‫بـشـكـــرٍ يـرتـجـي َو ْصـــلَ الـمجـيب‬

‫‪-185 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫عـرفــات‬
‫ـبر قـــــد نـلـنــــا أمـانـيـنــــا‬
‫الـلـــ ُه أكــــ ُ‬
‫أكــــــبر أحــرمــنـــا ولــبـيـنــــا‬
‫ُ‬ ‫الـلــــ ُه‬
‫ـبر هـــــذي مــكــــة وكـــذا‬
‫الـلـــ ُه أكـــــ ُ‬
‫هــذي مـآذنهــــا قـــرت بــهــا عــيـنـــا‬
‫ـبر قــــد طـفـنـــا بـكـعــبـتـهـــا‬
‫اللــ ُه أكـــ ُ‬
‫دمعــ ِتـي عـيـنــا‬
‫ودمـع قــلـبي يــسـبـقُ َ‬
‫ُ‬
‫عــرفــــــات تـنـاديـنــــا‬
‫ُ‬ ‫أكــــبر‬
‫ُ‬ ‫الـلـــــ ُه‬
‫ِ‬
‫الـمعــارف قــد نـــادى بواديـنـا‬ ‫فــجـــر‬
‫ُ‬
‫ـم قـــد هــلــت‬
‫ـبر هـــذي األمـــ ُ‬
‫اللــ ُه أكــ ُ‬
‫يـشـهــد َنـا حـقــ ًا ويـعــطـيـنـــا‬
‫ُ‬ ‫والـحـقُ‬
‫حتــى الـغـــروب وكـــلي يف مـعـيـتـــه‬
‫يف حـضـــر ِة الـــوصلِ والرحمــن سـاقـينـــا‬
‫أكـــبر وأفــضـنــــا لـمـزدلـفـــــة‬
‫ُ‬ ‫اللـــ ُه‬
‫صـــــار لـي ديـنــــا‬
‫َ‬ ‫ـت ذوقـــــ ًا‬
‫وعــرفـــ ُ‬

‫‪-186 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫جنـمـــع حـصـاياهـــا‬
‫ُ‬ ‫بـتـنـــا بـتربـــت ِه‬
‫واألنـــس عــالـيـنــــــا‬
‫ُ‬ ‫ونـعـــد عـدتـنــا‬
‫اللـــه أكـــبر عـــند الصبــح أسـرعـنـــا‬
‫الـجـمــار ومــوالنــــا يــوالـيـنــا‬
‫َ‬ ‫نـرمـــي‬
‫ذبحـــت هـــديي فيا سعـــدي ويا مـددي‬
‫وحـلـقــــت رأســـي وبـــركات تـوالينـــا‬
‫اللـــه أكـــبر طـفـنـــا بالبيــت يف شـــوق‬
‫والـحـــق يـرضينـــا‬
‫ُّ‬ ‫والـنـــو ُر أغـرقـــنا‬

‫‪-187 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫روحي بعرفات الوداد تطوف‬


‫الـحـجـيــج ُمـ َلـبـيــ ًا‬
‫ِ‬ ‫إن لم أكـــن بـني‬
‫بعـرفـــات الـــودا ِد تطـــوف‬
‫ِ‬ ‫فـروحـــي‬
‫ـاح يف غـــي ِر حـيهـــا‬ ‫ـت باألشـبــ ِ‬ ‫وإن كنـ ُ‬
‫ـف‬‫األرواح عنك كـثيــ ُ‬
‫َ‬ ‫ـب‬ ‫فـــا يحـجــ ُ‬
‫ـال ِم َ‬
‫ـدا ُد َهــا‬ ‫ني ســ َ‬
‫ـوع الـعــ ِ‬ ‫فـــإنَّ دمــــ َ‬
‫ـف‬ ‫ني ضعـيــ ُ‬ ‫وإنــي علــى وجــ ِ‬
‫ـد احلـــن ِ‬
‫ـت ُمشــتا َق ًا مــن الغي ِر والســـوى‬ ‫وأحرمــ ُ‬
‫ـف‬ ‫فـيـــا رب أدركـنـــي فـأنـــت لـطـيــ ُ‬
‫فـوضت للــ ِه حــاجــتـي‬ ‫ُ‬ ‫أأُ َضـــا ُم وقـد‬
‫كـــا فــمــــوالي الـكــريــــــم ُ‬
‫رؤوف‬
‫ـت مـادحـ ـ ًا‬ ‫ويف مشعـ ـ ِر األنـــوا ِر لَـبـيــ ُ‬
‫بـمـدحـــي لـمـخـتـــار لــه التشـريـــف‬
‫ـزاح غَ ـي ُن َهـــا‬
‫ـب وانـ َ‬ ‫فولــت ُغـــيو ُم القلـ ِ‬
‫ـمال أطــ ُ‬
‫ـوف‬ ‫ـت يف حـــللِ اجلــ ِ‬ ‫وال زلــ ُ‬

‫‪-188 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫يا أهل عرفات‬


‫ـق الـهـــادي‬ ‫ـحـــ ِّ‬ ‫عـرفـات ِب َ‬
‫ً‬ ‫يـــا أهـــلَ‬
‫يــا أهــــلَ زمـــز َم والـنـعـيـــم الـبـــادي‬
‫ـات الـفـــــؤا ُد مـشـوقــ ًا‬ ‫والـــله قـــد بــ َ‬
‫فـحـركـــــوا يـــا ســادتـــي أمــــدادي‬
‫فـتشـفـعـــوا وتـوسـلـــوا وتعـطـفـــوا‬
‫ـد ُكـــم الـنـبـي الـهــــادي‬ ‫ـق َج ِّ‬
‫ـحــ ِّ‬‫و ِب َ‬
‫ـم الـبـعـــا ِد وأصـطـــلي‬ ‫ـت يف َهــ ِّ‬ ‫أنا ِبــ ُ‬
‫ـاب وقـــد بـــدا ابـعــــادي‬ ‫نار الـحـجــ ِ‬ ‫َ‬
‫فـعــــسى دعـاكـم لـلـفـقـــي ِر تـكـرمـ ًا‬
‫يجـلـــو حـجـــابي والـفـــؤاد الصــادي‬
‫ـوال بي ودمعـتـــي‬ ‫قـــد ســـاءت األحــ ُ‬
‫ـور مــدادي‬ ‫صـــارت لـقـافـيـــتي بـحــ َ‬
‫بـالـلـ ـ ِه ُمـ ُّنـــوا بـالـدعـــا ِء لعـاشــــ ٍـق‬
‫ـوات خـــــذوا بـآيـادي‬‫ُهـ ُّبـــوا بـدعــــ ٍ‬
‫ـنزل والهـــدى‬ ‫رب بـالـ ُّنـــو ِر الـمــ ِ‬ ‫يــــا ِّ‬
‫ـات اجلــ ِ‬
‫ـمال الـبـادي‬ ‫اخـتـــم بـروضــ ِ‬
‫ـب وولـــني‬ ‫واجمــع فـــؤادي باحلـبـيــ ِ‬
‫نـظـــر ًا لـوجــ ِه الـهـاشـمـــي الـــنادي‬

‫‪-189 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـي مـــن العـلـــو ِم مـفاحتـ ـ ًا‬


‫وافـــتح علـ َّ‬
‫ـاس تـقـــوى يف كمـ ِ‬
‫ـال رشـــادي‬ ‫ولـبــ َ‬
‫واغـفـــر وسامحـنـــي وبـــدل سـوأتـي‬
‫ســـترا ونـــورا بـاحلـشــــا وفـــــؤادي‬

‫‪-190 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مناجاة ليلة النصف من شعبان‬


‫ـت إلـيـــك كــفــــي‬ ‫إلهـــي قـــد بـسـطــ ُ‬
‫َ‬
‫قـــدرك والـتـجـلـي‬ ‫عـظــيـــم‬
‫ِ‬ ‫ـق‬
‫بـحـــــ ِّ‬
‫عــلــقــــت أمــالـــي بـبـابــــك‬
‫ُ‬ ‫وقــــد‬
‫تـحــقــيــق أمــلــي‬
‫َ‬ ‫ـــك راجـيــ ًا‬
‫وجـئـ ُت َ‬
‫فـتـمـحــــو مــــا تـشــــــا ُء وتـثـبـــت‬
‫فـثـبـتـنـي مـنـــك بــنـــــورٍ يــجـــلــي‬
‫ٍ‬
‫بــلـــطـــــف‬ ‫فـيـــا اللــــ ُه أدركــنــــي‬
‫أغــــث بـالـعــفــ ـ ِو عـــن ذنـبـــي وذ ّلــي‬
‫ِ‬
‫بـالـعـــدل ربـــي‬ ‫وكـــن بالـفـــضلِ ال‬
‫فـضـعـفـــي ظـــاهـــــ ٌـر يـعــلــــوه ذ ّلــي‬
‫ولــي فـــي وجهـكـــم أنـــدى رجــــاء‬
‫ــمــ ِلــي‬
‫عـلـيـك مـعـــولــي العــلــى َع َ‬
‫فـــإن تـــــك غـافـــر ًا عـــني بـعـفــــو‬
‫فـيـــا بـشـــراي وإال فـيـــا ويحي وخجـلي‬
‫احلبيــب وكــن مجيبــي‬ ‫ِ‬ ‫ــل علــى‬‫َو َص ِّ‬
‫ــــــم يــجـــلـــي‬
‫ِّ‬ ‫ــــم لـلــ َه‬ ‫وآل ِذك ُ‬
‫ْــــر ُه ْ‬ ‫ٍ‬

‫‪-191 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫مناجاة‬
‫ِبــ ُـأ ِّم ِكـ َتـا ِبـ َنــــا َس َ‬
‫ــبـعـــ ـ ًا مـثــانـــي‬
‫العــظـيـم أجــب دعــائـي‬
‫ِ‬ ‫وبـاإلســم‬
‫ِ‬
‫الـكــتـــــاب ومـــا حــــواه‬
‫ِ‬ ‫وسـيــــد ِة‬
‫أغـثـنـــي غــافـــــر ًا واسـمـــع نـدائـي‬
‫ـص حـكـيــ ٍـم قـاطــ ٍـع ولـــه ســــر‬ ‫بـنــ ٍ‬
‫ـواب أزل عــنــائــي‬
‫ن الـجـــــ ِ‬ ‫وأمـــــ ُ‬
‫بــطــــــه أحـــمـــــد وكـــــذا يــــــس‬
‫فـــــداوي عـلـتـــي وأزل شــقــــائـــي‬
‫جـامـــع فـاجـمـــع فــــؤادي‬ ‫ٍ‬ ‫وباســـم‬
‫ٍ‬
‫عـــلى الـنـــور الـمـبـــن أزل عـمــائـي‬
‫ـد يــا هــــو‬‫ـد البعــ ِ‬
‫وجـ ـ ْد بالوصــلِ بعــ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بــلـطـــف فـي بـــالئــــي‬ ‫وأدركــنـي‬
‫مغـــيث وكـــن مجـــيري‬ ‫ُ‬ ‫أغـــثني يــا‬
‫وأجــب لـي دعـائــي‬
‫ْ‬ ‫وخــذ بــيــداي‬

‫‪-192 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫كاشفة الحجب‬
‫ـــت َر ِبـــي‬ ‫ـــم الـ َّلـــ ِه قَـــ ْد َصـ َّلـيْ ُ‬ ‫بـس ِ‬ ‫ِب َـ ْ‬
‫الس َل َمـــا‬ ‫ــع َ‬ ‫َعـــ َلى ُنــو ِر الْـ ُو ُجـــو ِد َم َ‬
‫وض ُنـــورٍ‬ ‫ـــر ِ‬ ‫يــم ِب َ‬ ‫ــل َع َلــى ا ْلً ِق ِ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫ــــن الْـقُـــ ْد ِس ال ْ َـعـــ ِل ِّي لَـــ ُه َم َقـا َمـــا‬ ‫ِم َ‬
‫ـمـــ ْد‬ ‫ات أَ ْح َّ‬ ‫ـــذ ِ‬ ‫ـــل َعـــ َلى كَ ــ ِر ِمي ال ْ َّ‬
‫َو َص ِّ‬
‫ـــو لَ ُه ْ‬
‫ــــم إِ َمـا َمـــا‬ ‫ـــل ال ْ ُـر ْســـلِ َف ُه َ‬ ‫َو ُك ِّ‬
‫ـن‬ ‫ـل ِحــ ٍ‬ ‫ـك ُكــ َّ‬ ‫ـم َـل ِئــ ِ‬ ‫ـل َعــ َلى ال ْ َ‬ ‫َو َصــ ِّ‬
‫ـــف لِــي لِـ َثا َمـــا‬ ‫الـلْـــقِ َواك ِْش ْ‬ ‫ِب َعـــ ِّد ْ َ‬
‫ـــي َحـ َقـــ ًا‬ ‫ـح ِّ‬ ‫ـــل َعـــ َلى ِك َ‬
‫ــــرا ِم ال ْ َ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫ــــوا ِر ِه شَ َـرفَـــ ًا ِك َ‬
‫ــرا َمــــا‬ ‫ـج َ‬ ‫ــــم ِب َ‬ ‫فَـ ُه ْ‬
‫ـمـ َقـــا ِم َو َسـا ِكـ ِنيـــ ِه‬ ‫ــل َعـــ َلى ال ْ َ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫ــيــا َمــــــا‬ ‫َو ُز َّو َار ًا لَـــــــ ُه َو َر ُدوا ُه َ‬
‫ـــوا ُه‬‫ـــل َع َلــى ال ْ َـب ِقـــي ِع َو َمـــا َح َ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫ـــن آَ ٍل ِك َـرا َمــــا‬ ‫ـكـ ُنـــو ُه ِم ْ‬ ‫ــــن َس َ‬ ‫َو َم ْ‬
‫ـــن ال ْ َـب َر َايـــا‬ ‫ـــرا ِد ِم َ‬ ‫ــل َع َلــى ا ْلُ َ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫ــل َمـــــا‬ ‫ـك َ‬ ‫ـــن َربِّــــ ِه َنـــــ َز َل ال ْ َ‬ ‫لَــــ ُه ِم ْ‬
‫ــل َع َلــى الْشَّ ِفـــي ِع ِب َـيـــو ِم َح ْشـــرٍ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫الـلْـــقُ َهـــالَ َه ُم ال ْ ِّـز َحـا َمـــا‬ ‫إِذَا َمـــا ْ َ‬

‫‪-193 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الب َر َايـــا‬ ‫ـشفَّـــ ِع ِف َ‬ ‫ــل َع َلــى ا ْلُ َ‬ ‫َو َص ِّ‬


‫ـم آَثَـا َمــــا‬ ‫ـد ْت لَـ ُهـــ ُ‬ ‫إِذَا َمــــا قَـــ ـ ْد َبـــ َ‬
‫ـم َـعــ ـ ًا‬ ‫ـك َيـــا َمـــ ْـو َل َي َج ْ‬ ‫َو َهـبْ َنـــا ِمنْـ َ‬
‫ـــة أَ ْو ِف َمـ َنـا َمـــا‬ ‫ْـظ ٍ‬ ‫َعـ َليـــ ِه ِب َـيـق َ‬
‫ـش ُهـــــو ِد َطـــــ َه‬ ‫ـــل َعـيـ َنـ َنـــا ِب ِ‬ ‫ـح ْ‬ ‫َوكَ ِّ‬
‫ـما َمـــا‬‫ـشـ َفــــ ًا َت َ‬ ‫َوأَ ِر َنـــا َو ْج َهــــ ُه كَ ْ‬
‫ِيـعـــــ ًا‬‫ـشـ َفـــا ِء لَـــ َنا َسـر َ‬ ‫ـــل ِبال ْ ِ‬‫َو َع ِّج ْ‬
‫ـس َقـا َمـــا‬ ‫ـــب ال ْ ِّ‬ ‫ـــن ِف رِي ِقـــ ِه ِط ُّ‬ ‫ِبَ ْ‬
‫ـــل‬ ‫ـــن َع َلــى الْـفُـــ َؤا ِد ِبـ ُنـــو ِر َو ْص ٍ‬ ‫َو ُم َّ‬
‫الـ َتـا َمـــا‬ ‫ـــن ْ ِ‬ ‫ـس َ‬ ‫ـــم ِعـــنْ َد ُه ُح ْ‬ ‫ـم ْ‬ ‫َو َت ِّ‬
‫ــــر إِلـيـ َنـــا‬‫ـظ ْ‬ ‫ْـصـ َنـــا َوانْ ُ‬ ‫ـــل َنـق َ‬ ‫ـم ْ‬ ‫َوكَ ِّ‬
‫ـجـ ُلــــو َظ َـل َمـــا‬ ‫ــــة َت ْ‬ ‫ـــن ِبـ َت ْـو َب ٍ‬
‫َو ُم َّ‬
‫ــق إِليــ ِه‬ ‫يب َو ُس ْ‬ ‫ـحـــ ِب ِ‬ ‫ــل َع َلــى ال ْ َ‬ ‫َو َص ِّ‬
‫الك َل َمـــا‬‫ـــدى َ‬ ‫ُـــوح لَ َ‬ ‫احـيـ َنـــ ًا َتـف ُ‬ ‫َر َي ِ‬
‫ــــار أ َّنـــا‬
‫ـخـ َت َ‬ ‫ـم ْ‬ ‫ــــــد ال ْ ُ‬‫ــم َ‬ ‫َو َبـلِّــــ ْغ أَ ْح َّ‬
‫ـا َمـ َنـا َمـــا‬ ‫ـت ِبـ َ‬ ‫َعـ َلـــى شَ ــ ْـو ٍق َنـ ِبـيــ ُ‬
‫ـحـ ِر ُقـــ ِني ِبـ َنـــارٍ‬ ‫ـــو ِق َي ْ‬ ‫ـشـ َ ْ‬ ‫ـــيب ال ْ ّ‬
‫لَ ِه ُ‬
‫اح قَـا َمـــا‬ ‫ــــد ِب ْ َ‬
‫ــالرْ َو ِ‬ ‫ـــي ال ْ َـو ْج ِ‬ ‫َو َدا ِع ْ‬
‫ــــــاك َيـــا الـلــــ ُه أَ ْدر ِْك‬ ‫َ‬ ‫ـــم‬
‫ف ََـيـــا ُر ْح َ‬
‫ـــسى غَ َـرا َمــــا‬ ‫ـــم أَ ْم َ‬ ‫ِع َـبـــا َد ًا شَ ْـو َق ُه ْ‬

‫‪-194 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫َمـ َتـــى َنـلْــ َقـــــا ُه َيـــا َر َّبـــا ُه فَـضْ َ ً‬


‫ـــا‬
‫ـــن ُرؤ َْيـــا ُه َس َـل َمــــا‬ ‫ـــع ِح ِ َ‬ ‫ـم ُ‬ ‫ـس َ‬ ‫َو َن ْ‬
‫وحــــ ًا‬ ‫يب ُر َ‬ ‫ـــط ُ‬ ‫َاك ال ِلـــ َقا ِء َت ِ‬ ‫فَـــ ِفي ذ َ‬
‫ـد َهــــا َمـ َقـا َمـــا‬ ‫ـم ِ‬‫لَ َهـــا ِف ُنــو ِر أَ ْح َ‬
‫ـت‬ ‫ـك ِّل َوقْــ ٍ‬ ‫ـشـــي ِر ِبـ ُ‬ ‫ـل َعــ َلى ال ْ َـب ِ‬ ‫َـصــ ِّ‬‫ف َ‬
‫ـيـــت أَبْـ ِلـ ْغــ ُه ْ‬
‫ـــــم َس َل َمـــا‬ ‫ِ‬ ‫َوآَ ِل ال ْ َـب‬
‫ـايــــا‬ ‫ـخـ َف َ‬ ‫ـك َوال ْ َ‬ ‫ـد ِد ُعـ ُلـــو ِم ذَا ِتــ َ‬ ‫ِب َـعـــ َ‬
‫ــظـا َمــــا‬ ‫ــــات ِع َ‬ ‫ِيـم ٍ‬ ‫ـــم ٍاء كَ ــر َ‬ ‫َوأَ ْس َ‬
‫ـجــــ ِلي ا َأل ْسـ َتـــا ُر َعــ َّنـــا‬ ‫إِلَــى أَ ْن َتـنْ َ‬
‫ـوسـا َمــــا‬ ‫ـــى ِفـيـــ ِه ال ْ َ‬ ‫َو َن ْرقَــى ُم ْر َت َق ً‬
‫ــمـ ـ ْد‬ ‫ـاعـ ـ ِة ا ْلُ ْخـ َّتـــا ِر أَ ْح َ‬ ‫ِبـ َنيْـــلِ شَ ـ َف َ‬
‫ـشــ ُـروا ِقـيا َمــــا‬‫اس قَــ ْد ُح ِ‬ ‫إِذَا َمــا الْــ َّن ُ‬
‫ـيـــك ِب َـو ْجـــ ِه َعــ ْفــــوٍ‬ ‫َو َيـلْـ َقـــا َنا املَـ ِل ُ‬
‫اك ا َآلثَـا َمــــا‬‫ـذ َ‬ ‫َعــــنِ الْـــــ َز َل ِت َوكَ ـــ َ‬
‫ـكــــونُ‬ ‫ــد َنـــا َن ُ‬‫ــم ِ‬ ‫ـت لِـــ َـوا ِء أَ ْح َ‬ ‫ـحــ َ‬ ‫َو َت ْ‬
‫ـاب َوا َآل ِل ال ْ ِ‬
‫ــك َـرا َمـــــا‬ ‫َمـــ َـع ا َأل ْح َـبـــ ِ‬
‫َـو َمــــ ًا‬ ‫ـــا ِة َعــليـــ ِه ق ْ‬ ‫ـالـص َ‬ ‫ـــت ِب َّ‬ ‫َوث َِّـب ْ‬
‫ـم ِفـــي ُح ِّـبـــ ِه أَ ْوفَـــى َمـ َقــا َمــــا‬ ‫لَـ ُهـــ ْ‬
‫ـم الـ ـ َّنا ِر كَ َـر ِمــ ـ ًا‬ ‫ـمـيــ ِ‬ ‫ـن َح ِ‬ ‫أَ ِج ْـر َنـــا ِمـ ْ‬
‫ـمـ ْعــ َنــــا ِبـ ـ ِه قَــــ ْـو ًال َس َ‬
‫ـــل َمـــا‬ ‫َوأَ ْس ِ‬

‫‪-195 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـــوارا‬ ‫ـكـ َّنـــا ِج َ‬ ‫ـــر َد ْو ِس أَ ْس ِ‬


‫ـــدى الْـ ِف ْ‬
‫لَ َ‬
‫َوأَنْـ ِزلْـ َنـــا َعـ َلـيـــ ِه غَ َ‬
‫ـــــد ًا ِك َ‬
‫ــرا َمـــــا‬
‫ـديــــ ِه‬ ‫ــايـــ ِة ِمـــن َي َ‬ ‫ـــم ِب ِ‬
‫ـالـسـ َق َ‬ ‫َوأَنْـ ِع ْ‬
‫الـظـال َمـــا‬ ‫ـجـ ُلـــوا َ‬ ‫ـكـــأْ ٍس ُنــــ ُو ُر ُه َي ْ‬ ‫ِب َ‬
‫ـظــــى‬ ‫َو َر ِّضـــي قَـلْ َـبـــ ُه َعـنـــا لِــ َن ْ‬
‫ـح َ‬
‫ــاصـــ ٍـد ِفـــي َها َ‬
‫الـم َـرا َمـــا‬ ‫ِبـ َنـيْـــلِ َمـ َق ِ‬
‫ـب‬ ‫ـا أَ ِخـيْ ُ‬ ‫ـت فَــ َ‬ ‫َعــ َلى َطـــ َه ُح ِ‬
‫ـسـبْــ ُ‬
‫ـف أُ َضـا َمـــا‬ ‫ـث أَ ْم كَ ـيْــ َ‬ ‫ِب َـيــــو ِم ال ْ َـبـ ْعــ ِ‬
‫ـل‬ ‫ـجــ ْ‬ ‫ـن َذنْـ ـ ِبي َو َع ِ‬ ‫ـا َت ْسـ َألْـــنِ َعــ ْ‬ ‫َفـ َ‬
‫ــل َمـــــا‬ ‫ـا َم َ‬ ‫ِب َـعــفْــــوٍ َظـا ِهـــــرٍ َو ِبـــ َ‬
‫ـــد ًا َو َعـبْ ٌ‬
‫ـــد‬ ‫يــب غَ َ‬ ‫حل ِب ُ‬‫ـــر َضى ا َ‬ ‫َــا َي ْ‬‫ف َ‬
‫ـد ًا َيـلْـ َقــــى آَثَـا َمــا‬ ‫ــمـــ َ‬ ‫ـح َّ‬ ‫ـب ُم َ‬ ‫أَ َحــــ َّ‬
‫ــــر قَــولَـ َنـــا َيـــا َر ِّب فَـــارْ َضى‬ ‫َوآَ ِخ ُ‬
‫ـجــــ ِّد ا ِإل َمـا َمـــا‬‫ـكــر ِِّي َوال ْ َ‬ ‫ــب ْ‬
‫َعـــنِ ال ْ َ‬
‫ـا ٍة‬ ‫ـل َع َلــى َصــ َ‬ ‫الـزِيــ ُ‬‫ـد ْ َ‬ ‫ـك ْ َ‬
‫ال ْمــ ُ‬ ‫لَـ َ‬
‫ـخـ َتـا َمـا‬ ‫ـك ال ْ ِ‬‫ـســ َ‬‫ـد ًا ِم ْ‬ ‫ـمــ َ‬ ‫ـكونُ ِ َل ْح َ‬ ‫َتــ ُ‬
‫ــــد ًا ِبــ ُنـــــــورٍ‬ ‫ــــررْ وِرْ َد َهـــــا أَ َب َ‬
‫َوكَ ِّ‬
‫ـات َيـتْ َـبـ ُعـ َهــــا َس َـل َمـــا‬ ‫الـب َركَ ــ ِ‬‫َمــ َـع َ‬

‫‪-196 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫سندي طريقة‬
‫ال عــنـي وعـن سـنـــدي‬ ‫يـا ســــائـــ ً‬
‫ـدوح أحـمـد َنــا‬ ‫فـأنـــا خُ ـويـدم للمـمــ ِ‬
‫ـل يف مـدائـحـ ِه‬ ‫ـمـري أرتــ ُ‬ ‫ـت ُع ِ‬
‫أبـقـيــ ُ‬
‫وطـريـقـــتي الــــود واآلداب مذهـب َنـــا‬
‫ـم والـكـر ِم‬‫ـاب العـلــ ِ‬ ‫والشيخُ جـــود ُة بــ ُ‬
‫سـاللـ ـ ُة الـطهـ ـ ِر قـدو ُتـ ـ َنا ومرشـدنـــا‬
‫ـدرب إ َما ِم َنـا الـبكـري‬
‫استقـمت بــ ِ‬‫ُ‬ ‫ثم‬
‫سـلطـــان أهــل احلمــى واهلل أسعـد َنـــا‬
‫ـف حمــى‬ ‫ـرفان وكهـ ِ‬ ‫مجلــى حقائــقِ ِعــ ٍ‬
‫ـب را ِئـد َنـــا‬ ‫عـبـدالعـلـيـــم إمــا ُم الـركــ ِ‬
‫ُ‬
‫بايعـــته مخلـصـ ـ ًا فـأبـاحـــني نـظـــر ًا‬
‫ـتح َمش َه َد َنـــا‬ ‫ـاب الفـــؤا ُد وكان الفــ ُ‬ ‫طـ َ‬
‫فكـــتبت فـــيض كتابــي من منابعهـــم‬
‫ـض مشربنـــا‬ ‫كأســهم والفيـ ُ‬ ‫ـأس ُ‬‫والكــ ُ‬
‫فيــض شــيخي واجنلــت‬ ‫ِ‬ ‫أنــا ذر ٌة مــن‬
‫فـــيها الكـــرام ُة نــور ًا مــن محـمـد َنـــا‬
‫ذاك العطــاء كرامتهـــم وبـركـتهـــم‬
‫ـاء ُي ْس ِعـد َنـــا‬
‫ـك شـ َ‬ ‫ـل َمليـ ٍ‬ ‫ـل فضـ ُ‬‫والفضـ ُ‬

‫‪-197 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫الباب الرابع‬

‫مولد النيب‬

‫‪-198 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫قمر الزمان في مولد النبي العدنان‬


‫يـــا مـرحـبـ ًا بـالـهـادي أحـمـد َنـ ِبـ ُّيـ َنـــا‬
‫ـد َنـــا‬‫يـــا مـرحـبــ ًا بالهادي بشـــرى يا َس ْع َ‬
‫ـم الـلــ ِه َر ِبـــي َوغَ ْ‬
‫ـــوثَـ َنـــا‬ ‫ـســــ ِ‬‫أبــــدأ ِبـ ِب ْ‬
‫ِ‬
‫ـدنْـد َنـ ًا‬ ‫ِ‬
‫أتـلـــوا َصـــا َة الــ َهـــادي َنــ ْظ َم ًا ُم َ‬ ‫َ‬
‫األرواح لـلـــ ِه شـــــاهـــــــد ًا‬ ‫ِ‬ ‫عـلـــى آد ِم‬
‫الفتاح ســ ِر ُو ُجو ِد َنـــا‬‫ِ‬ ‫ـحى‬ ‫الـضــ َ‬‫ـس ُ‬ ‫شـمــ ِ‬
‫الشــا ِه ُد املَ ْشهـــو ُد يف حـــضر ِة الـرضـــا‬ ‫َ‬
‫أحمـد الـممـــدو ُد مـن فـضــلِ َر ِّبـ َنـا‬ ‫ُ‬ ‫بـــل‬
‫يـــا مـرحـبـ ًا بـالـهــــادي أحـمـد َنـ ِبـ ُّيـ َنــا‬
‫يـــا مـرحبــ ًا بالـهـــادي بشـــرى يا ســعدنا‬
‫ـوان بـالـنـــو ِر ظــاهــــر ًا‬ ‫ُهــ َـو مـبـــدأُ األكـــ ِ‬
‫ـان فــــرد ًا وذخـر َنــــا‬ ‫قــمــــر ًا بـلـيـــلِ زمـــ ِ‬
‫ـد َسـا ِبـ َقـ ًا‬ ‫ـالـعـ ْهـــ ِ‬
‫ني ِب َ‬ ‫ـاق ا َألولِـ َ‬
‫ِمـيـ َثـــــ ُ‬
‫ني يـتـلـــو ُه َر ُّبـ َنــا‬ ‫عـلـــى كـــلِ الـمـرسـلــ َ‬
‫بـاتـــوا عـــلى اإلقـــرا ِر بالهـــادي أحـمــدا‬
‫ِ‬
‫صـــاروا مـــن األنـصـــا ِر دعـمــ ًا لـدين َنـــا‬
‫واحــــد‬
‫ٌ‬ ‫ـق‬
‫شـهــــدوا بـأن الـلــ َه بـالـحـــ ِّ‬
‫والـمــصـطــفـــى األوا ُه أحـمـــد َنـ ِبـ ُّيـ َنـا‬
‫ـص باإلنـبـــاء أحـمــــــد رسـولـنـــا‬ ‫اخُ ـ ُتــ َ‬
‫ن لَــ ِّيـ َنــــا‬ ‫ِ‬
‫وأبــــوه بـــن الــمــــاء والـطـــ ِ‬

‫‪-199 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ا‬ ‫مــن قبــلِ خـلـــقِ املــا ِء قـــد كانَ ُم ْـر َســـ ً‬


‫ـك ْـو ِنـ َنـا‬ ‫ـت لِ َ‬ ‫ـم الـنعــمـــا ِء ُب ِ‬
‫ـس َ‬
‫ـطــ ْ‬ ‫وكـرائــ ُ‬
‫ـول َر َّبـ َنــــــا‬ ‫وكـــــذا نــــــدا ُء آدم يــقـــــ ُ‬
‫األمـالك قــــادم بالـسـي ِر َخـلْـ َفـ َنـا‬ ‫ِ‬ ‫ـم ُـع‬
‫َج ْ‬
‫ـدا‬ ‫ـمـــ َ‬‫ـال الهــادي لِـ ـ َت َرى ُم َح َ‬ ‫َت ْر ُجـــو َج َمـ َ‬
‫ـمالِـ َنـــا‬ ‫والـنـــو ُر مـــنه بـــادي صــفــــوة َج َ‬
‫ا‬ ‫ـــول ُه قَـائـــ ً‬ ‫الـغـفـــور َم َ‬
‫َ‬ ‫الــرب‬
‫َ‬ ‫يرجـــو‬
‫ــيـ َنــا‬‫َمـ ّتـــ ْع بــــذاك الــنــــور يــــا رب أ ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫ـــف باديـــا‬ ‫الك ِّ‬ ‫بـــديع الـــنو ِر يف َ‬‫َ‬ ‫يشهـــد‬
‫ـمـ َنــ ـ ًا‬ ‫وعـلـيـــه نـــور الـنـوريــبـــدوا ُم َهـيْ َ‬
‫لألنـــس والـهـنـــا‬ ‫ِ‬ ‫وبـــدت لـــه حــــوا ُء‬
‫ألمـ َنــــا‬ ‫صــلــواتـــه الــغــــــراء مـهــــر ًا ِّ‬
‫بـاإلســــم نـادمـــ ًا‬
‫ِ‬ ‫يـرفـــع آدم ُد َعــــا ُه‬
‫فـــي تــوبــ ٍـة تـــــراه يــذكـــــر رســـولَـ َنـــا‬
‫ٍ‬
‫لـتـائـــب‬ ‫فـاغـفـــر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الـبركـــات‬ ‫ٍ‬
‫مبحمــد‬
‫ـزالت واغــفـــ ْـر ذنـوبـنـــا‬ ‫وســامــــح الــــ ِ‬
‫ا‬ ‫لـلـتـــوب قـابـــ ً‬
‫ِ‬ ‫يـــا رب يـــا مـنــــان‬
‫ـرش ُم ْعــ ِلـ َنـــا‬ ‫ِ‬
‫األركان بالعــ ِ‬ ‫ـم عـــلى‬ ‫واســ ٌ‬
‫الـتـــواب كـيـــف عـرفـــته‬ ‫ُ‬ ‫يـجـيـبـــ ُه‬
‫ُ‬
‫هـــــو ســـرنـــا األواب بـكــنـــز عـلـمـنـا‬
‫العــــرش واألركانُ زانــت بـذكـــ ِر ِه‬ ‫ُ‬
‫ـان بـجــــوار إسـمـنـــا‬ ‫مــن سـابـــقِ األزمــ ِ‬

‫‪-200 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـد وصـ ِلـ َنـــا‬ ‫حقـ ًا هو الـمـقـصـــو ُد أحـمــ ُ‬


‫ِيـد َنـــا‬ ‫و ُم َـرا ُد َنـــا الــمـمـــدو ُد وهــــو ُمــر ُ‬
‫ني بـل غـــاي ُة الـمنى‬ ‫هـــو ِ‬
‫الـســ ُّـر الـمـــك ُ‬
‫ـتاح فَـتْ ِحـ َنـــا‬ ‫ن مـفــ ُ‬ ‫هـــو الـنـــو ُر الـمـبــ ُ‬
‫مـــن آد َم والـــنو ُر يـســـري إلــى الــــورى‬
‫ِ‬
‫والـكـــونُ يف حـبـــورٍ شَ ـوقــ ـ ًا لـنجم َنـــا‬
‫آبــــــاؤه األبــــرار والـكـــل ســاجـــــد‬
‫ن َخلْـ ِقــ َنا‬ ‫هـــم صـفـــو ُة األخـــيا ِر من بـ ِ‬
‫ـت إذ َد َعــا‬ ‫ـليل بـالـبيــ ِ‬‫يـدعـــو بـه الـخــ ُ‬
‫العـــ َنا‬ ‫أرجـــو لهـــم َر َســـو ًال تـمحـــو بــه َ‬
‫ذبـحــــه‬ ‫ِسـمـاعـِيـــل يف يـــو ِم ِ‬ ‫ـدا ُء إ َ‬ ‫و ِفـــ َ‬
‫ولـطـا ِئـــف الـجـلـيـلِ تـفــــدي َنـ ِب َّـيـ َنــا‬ ‫َ‬
‫ـليم بالـطـــو ِر عـ ٌ‬
‫ـارف‬ ‫موســى وهـــو الـكــ ُ‬
‫ِ‬
‫ـم مـعـــراج َو ْصل َنــا‬ ‫قَــ ْد َر الـــنبي الـكـريــ ِ‬
‫أمـنـيــ ُة الكـليـــم ِأن يـضـحـــى واحــد ًا‬
‫ـم أحـمـــد إمامـ َنـــا‬ ‫ـب الـرحـيــ ِ‬ ‫يف مـوكــ ِ‬
‫ـنبي راح يهـفــــوا ألحـمـــدا‬ ‫مـــوسى الــ ُ‬
‫ـواح ذكـــرت َر َســـولَ َنا‬ ‫جـــاءت لـــه األلـــ ُ‬
‫روح املعالــي بـــشراه أحمـــدا‬ ‫عيســى ُ‬
‫ِيـمـ َنـــا‬ ‫يـجـلـــوا ُظــ َل َم الليالــي بـنبـــأ كَ ـر َ‬
‫ـت َم َ‬
‫ــكـا ِر َمـــ ًا‬ ‫ـساب ِنـلْــ َ‬
‫يا فـاخــ َـر األنــ ِ‬
‫ـاك َر ُّب َنــا‬ ‫وصـ َفــ َ‬‫ـاب َ‬‫مـــن زمـــز ِم األصــ ِ‬

‫‪-201 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـل طـاهــــ ٌـر‬ ‫مـــن كـوثـــرٍ تكـــونُ واألصـــ ُ‬


‫ـون بالطهــ ِر ِجـئ َت َنـــا‬ ‫وكــذا أنـقـــى البـطــ ِ‬
‫ـكاح َصـفـــو ًا مـباركـ ـ ًا‬ ‫ـرت مـــن نـ ٍ‬ ‫وظهــ َ‬
‫األرواح مـــن ُقــ ـ ْد ِس َر ِّبـ َنـــــا‬ ‫ِ‬ ‫ـم‬
‫وكــرائــ ُ‬
‫ـاب أحـمـــدا‬ ‫ـت إلى عــ ِ‬
‫ـدنان أنـســ ُ‬ ‫صحــ ْ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بالـط ْهــ ِر ُمـعـلـ َنــ ًا‬ ‫يـشهـــد لـــه الـقــــرآنُ ُ‬
‫ولـجـــــد ِه ُد َعـــــا ٌء يــــا َر ِّب إن يـكـــــن‬
‫ور َنــــا‬ ‫ـذ َ‬ ‫ـوف ُن ُ‬‫عـشــــر ًا مـــن األبـنـــا ِء ُنــ ِ‬
‫هلل هـــو ذلـــك الــفـتـــى‬ ‫ـد ا ِ‬‫قــد كانَ عــبــ ُ‬
‫ـحـســ َنـــ ًا‬‫ِ‬ ‫ـوق ُم ْ‬‫بـمـائــة فـــــداه بـالـنـــ ِ‬ ‫ٍ‬
‫أهـــل الـوفـــا ِء يــوفـــونَ دائـمـــ ًا‬ ‫ُ‬ ‫فـــهم‬
‫ـدق والـعـطـــا ُء َطـبْ َعــ ًا ُم َهـيـمـنــ ًا‬ ‫والصــ ُ‬
‫فـتقــــدم الـرقـــاب عــشــــر ًا واسـمـــه‬
‫ِيـمـ َنـــا‬ ‫بـمـائـة أصــــــاب يــفــدي كَ ـر َ‬ ‫ٍ‬
‫كالشـــمس ِسـاطعــــا‬ ‫ِ‬ ‫عبــد ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ن ِ‬ ‫فجبــ ُ‬
‫ـول اللـ ـ ِه يـعـلــــوه بـيـنـــ ـ ًا‬ ‫نـــــو ُر رســـ ِ‬
‫ـحــ ُّبـــــه‬‫وكـــل مـــن يــــــراه فــــــور ًا ُي ِ‬
‫ـن رســـولِ َنا‬ ‫يـبـــدوا بـــن عــيـنـــي ِه ُح ْ‬
‫ـســ ُ‬
‫واج َهــا‬
‫واملــرأ ُة الغـــرا ُء َعـــرضت َز َ‬
‫ـد الـنـبـال ِء كي ُتـــدر َِك ال َهـ َنـا‬ ‫مـــن ســيــ ِ‬
‫عروض َهـــا‬
‫َ‬ ‫يأبــى البــد ُر التمــا ُم حقـــ ًا‬
‫ـض الـحــــرا َم تـقــــواه ُمعـلـ َنـا‬ ‫بـــل يـرفــ ُ‬

‫‪-202 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـت الطهـ ـ ِر والسـ ـ ِر والـتـقـــى‬ ‫يســعى لبيـ ِ‬


‫ـاسـ َنــ ًا‬‫ـح ِ‬ ‫ذات الـبهــــا والــبـ ِر يـلـقـــى َم َ‬ ‫ِ‬
‫ـش آمـنــــة‬ ‫ـار مـــن نـســــا ِء ُقـريــ ٍ‬
‫فـاخـتــ َ‬
‫ِ‬
‫كـــــريــــمــــــ َة األآلء أم نــبــيــنــــــــا‬
‫ـزجـــت بـحـــا ُر النــو ِر يف كوثــ ِر الهنـــا‬ ‫ُم َ‬
‫ـم كَ ْـو َنـ َنـا‬ ‫والــفـــ ْـر ُح والـســــرو ُر قـــد َعــــ َّ‬
‫ـب السـمـــا‬ ‫ـت لــه األعـــا ُم يف كوكـ ِ‬ ‫ُضر َِبـ ْ‬
‫ـرش باألنـغــــا ِم أضـحـــى ُمـ َزيـ َنـــ ًا‬ ‫والـعـــ ُ‬
‫ـن وقــــد حـــــواه قــــد عــــز قــدره‬ ‫بـطــــ ٌ‬
‫ـف الـ َهـ َنـــا‬ ‫ربي لـــه اجـتـبــــاه بـلـطــائـــ ِ‬
‫ـول فـاقــــت بــحـم ِل َهــا‬ ‫إن كانـــت الـبـتــ ُ‬
‫يـقـول بالهـــادي بـشـر َنـا‬ ‫ُ‬ ‫ـنبي‬
‫عـيـسى الــ ُ‬
‫يف لـيـلــ ٍـة غـــ َّـراء بـالـنـــو ِر مـــن رجــــب‬
‫ـض َـيـا َرســولِـ َنــا‬ ‫بـالـنعـمـــا ِء لِ ِ‬
‫َ‬ ‫ـل‬‫والـحمــ ُ‬
‫ـد باحلـــملِ مـعـلـــن ًا‬ ‫نــادى مـــنادي السعــ ِ‬
‫زار كَ ْ‬
‫ــو َنـ َنـا‬ ‫ـد قــد َ‬ ‫أن الـهـنـــــا والــمـجـــ َ‬
‫ـس والـبـــد ُر ساكـنـ ـ ًا‬ ‫ـروض األنـ ِ‬
‫ـم كـ ِ‬ ‫رحـ ٌ‬
‫كـالـقــدس يـنـعــــم َرســولُـ َنـا‬ ‫ِ‬ ‫يف واحــ ٍـة‬
‫ـض َو ْج ِد َهــا‬‫رقصــت لــه األكــوانُ مــن فيـ ِ‬
‫ــمــنــا‬ ‫ـس َع َّ‬ ‫غــنـــت لـه األزمـانُ واألنـــ ُ‬
‫حـتـــى أتــى رضــــوانُ باألمـــ ِر فـاتـحـــ ًا‬
‫ـد أَ َّمــ َنــا‬‫والـجـ َنـــانُ والــسعـــ ُ‬ ‫وس ِ‬ ‫ِفـــــر ُد ُ‬

‫‪-203 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ــولـد‬‫ـات َم ٍ‬ ‫ـوان بـركــ ُ‬ ‫بانـــت عـــلى األكـــ ِ‬


‫بـعــــ ًا ُمـ َزيـ َنـــ ًا‬
‫وبــــدت لــه األركَ ــــانُ َر َ‬
‫ـت األشـجـــا ُر خـضـــر ًا ُمـ َل َـونـ ـ ًا‬ ‫وازدانـــ ِ‬
‫ـمـ َنــا‬ ‫تـدنـــوا بهـــا الـثـمـــا ُر والــرفــــد َع َّ‬
‫والـــرضا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والـرفـــد‬ ‫الفـــتح‬
‫ِ‬ ‫سـمـــوه عــا َم‬
‫ــمـ َنـــا‬ ‫الـفـتــاح فـاضـــت تـ ُع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ـح‬
‫ومـنـائــ ُ‬
‫ـن مع حـمـلِ أحمـدا‬ ‫ـمـلــ َ‬‫ـل مـن َح َ‬ ‫وكـــ ُّ‬
‫ُذ ُكــورهــــم ولــــدن والـلــ ُه مـحـســنــــ ًا‬
‫والـوحـــش باألرجـــا ِء شــرق ًا وغربهـــا‬ ‫ُ‬
‫ـيـبـ َنـــا‬ ‫بالـبـشـــ ِر وا َألنـبــــا ِء زفـــت َحـ ِب َ‬
‫ـدواب قـــــو ًال مـبـشـــــر ًا‬ ‫وتـنـطــــقُ الـــ ُ‬
‫ِ‬
‫أصـاب بالـسـعــد كَ ـو َنـنـا‬ ‫َ‬ ‫الـحـمـل قـــد‬‫ُ‬
‫الكــون مالــت ُع ُـروشُ هـــم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مـــلوك‬ ‫شــتى‬
‫ـسـنِ بالنصــ ِر قد د َنا‬ ‫حل ْ‬ ‫ـال ا ُ‬ ‫ـف جــ ِ‬ ‫سـيــ ُ‬
‫مـوج َعــ ًا‬
‫ـك ِ‬ ‫ـشــ ُ‬‫حملــت بــه ِخـ َفافَــ ًا لم َت ْ‬
‫نــــور ًا كـــــذا ألـطـافـــ ًا ومـــا رأت َضـ َنـــا‬
‫قـمـــر ًا عـــلى الـتـمـــا ِم بـــــدر ًا مـنـــور ًا‬
‫الـعـ َنـــا‬
‫ـت َ‬ ‫ـصور الشــا ِم فأزالــ ِ‬ ‫بـلـغــــت قــ َ‬
‫ا‬ ‫وهـاتـفــــ ًا يـــرد ُد بـالــســمــــ ِع قــائـــ ً‬
‫الـم َنى‬‫ـد ِنل ِتي به ُ‬ ‫بـشـــرى بحـمـلِ أحـمــ َ‬
‫ـق واحــــ ٍـد‬ ‫بـحــــ ِّ‬ ‫ـذ َك َ‬ ‫قــولـــي لـــه أُ ِعـيــ ُ‬
‫ُ‬
‫ــس ُـبـ َنـا‬ ‫مـــن شـــ ِر مـــن يـريـــدك واهلل َح ْ‬

‫‪-204 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫بالـيـتْـــم أحـمـــدا‬ ‫ـاد ُ‬ ‫ـادي منـ ٍ‬


‫ونــادى الهـ َ‬
‫عـيـ َنـــا‬ ‫أنـت ِبـ َأ ُ‬‫ســيــد األســيــــا ِد َ‬ ‫َ‬ ‫يـا‬
‫نــــادى أيـــا َربــــا ُه هــــــذا َحـ ِب ُ‬
‫ـيـبـ َنـــــا‬
‫ــمـــ ُه َر َّبـ َنــا‬ ‫قـــــد فـارقــن أبــــاه فَـارْ َح ْ‬
‫ـل أني كَ ـفـيـ ُلـه‬ ‫ـرب الـجـلـيــ ُ‬ ‫نـــادى الـــ ُ‬
‫ـل أَكْـ ِفـي ِه َخـلْـ َقـ َنـا‬ ‫وأنـــا الـحـقُ الـوكـيــ ُ‬
‫إن ُك َنــا قـــد صـنعـ َنـــا مـــوسى ِب ُ‬
‫أعـي َنـــا‬
‫ن ُقـ ْد ِسـ َنـا‬ ‫ـد َو َض ْعــ َنـا فـي عــ ِ‬ ‫فـأحـمــ َ‬
‫ـروح آدمــــا‬ ‫إن كـنـــا قـــد أحـيينـــا بـالـــ ِ‬
‫وح أَ ْمـ ِر َنــــا‬‫ـد أفـضـ َنـــا مـــن ُر ِ‬ ‫فـألحـمـــ َ‬
‫ـاك تـــسعى جـوارهــــا‬ ‫ـت األمــ ُ‬ ‫وانهـالــ ِ‬
‫ـســـنِ وال َهـ َنــــا‬ ‫اك ِب ُ‬
‫الـح ْ‬ ‫سعـد َهـــا ُهــ َن َ‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫ــــدا‬
‫مــحــم َ‬ ‫َّ‬ ‫إذا أتـى الـمـيـــا ُد َسـمي‬
‫ـا ِل ِذكْـ ِر َنـا‬ ‫بـجــ َ‬‫ـسـا ِد َ‬
‫الـح َّ‬
‫ـن ُ‬ ‫وارقـــي مــ َ‬
‫الـمخـــاض َه ْـو َنـــ ًا َولـي َنـــا‬
‫ُ‬ ‫وقـــد أتـــى‬
‫ـاض مـــن نــــو ِر َر ِّبـ َنـــا‬ ‫ونـــــو ُر ُه الــ َف َّـيـــ ُ‬
‫ـــدا‬
‫للشــمس إذ َب َ‬ ‫ِ‬ ‫غـــطى ِر َد َاء الـنـــو ِر‬
‫ـاسـ َنـــا‬ ‫ـح ِ‬ ‫وبد ْت َم َ‬ ‫ـم َهـــا الســـرو ُر َ‬ ‫قـــد َع َّ‬
‫ـم ُكـــلِ شهـــرٍ يـنـــادي ُم ْعــ ِلـ َنـــا‬ ‫بخـتْــ ِ‬
‫ـس وبــحــــــرٍ مـنــــادي َر ِّبـ َنـــا‬ ‫بـيـابــــ ٍ‬
‫ـمـــدا‬ ‫ـح َّ‬ ‫ـول ُيــ ْد َعى ُم َ‬ ‫قــد جـاءكـــم رســ ٌ‬
‫مـــن أطـهــ ِر ا ُأل ُصــ ِ‬
‫ـول َصـفْــ َّـو ُة َخلْ ِقـ َنـــا‬

‫‪-205 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـس َهـــا‬ ‫بـيـضـــاء َم َّ‬


‫َ‬ ‫كـــأن طـــير ًا‬
‫َّ‬ ‫وتـــرى‬
‫ـكـ َنـا‬ ‫ـوف أَ ْس َ‬ ‫ـارتاح مـــنه َصـــدر ًا واخلــ َ‬ ‫فــ َ‬
‫ــــاءت وآسـيـــة‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الـبـتـــول َج‬ ‫ومــريــــم‬
‫ُ‬
‫ـد َنـا‬ ‫ـشـرى يـــا َسـ ْع َ‬ ‫ُ‬
‫ـب تقـــول ُب ْ‬ ‫يف مـوكــ ٍ‬
‫ـوق َدا ِر َهـــا‬ ‫ـم احلـمـــا ُم مـــن فـــ ِ‬ ‫قــد غَ َّـيــ َ‬
‫ـد َربِّــ َنـــا‬ ‫يهـدونهــــا الـســال َم مـن عـنــ ِ‬
‫ـرب َهـــا‬ ‫ئـيـــت األعـــا ُم شَ ـرقــــ ًا وغَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َو ُر‬
‫ِ‬
‫على الـبـيـــت الـحـــرا ِم لــــواء َس ْعــد َنـا‬ ‫ِ‬
‫فأجآءهـــا الـمخـــاض بــــدر ًا مــنـــور ًا‬
‫ـم أرضـ َنــا‬ ‫والـنـــو ُر واإلسـعــــا ُد قـــد َعـــ َّ‬
‫فــلـــم تـجــــد آالمــ ًا وكـذلـــك َ‬
‫الـعــ َنـا‬
‫أمـــالك َربِّـ َنـــــا‬‫ُ‬ ‫وعــنـد َهــــــا ِق َـيـا َمـــ ًا‬
‫ـــدا‬‫أحـم َ‬ ‫نـــور َ‬ ‫َ‬ ‫نارالف ِ‬
‫ُـــرس يــا‬ ‫أط َفــ َأ َت َ‬
‫والشُ ـ ْه ُب كان حـارســ ًا يعـمــ ُـر َسماء َنـــا‬
‫دعا‬ ‫ـــص َ‬‫ــرى يبــدو ُم َ‬ ‫وكــذا إيـــوانُ ِك ْس َ‬
‫ـق أعـ َلـ َنــا‬ ‫يـبـــدوا عـليـه ِســــر ًا بـالـحـــ ِّ‬
‫ألرض َهـــا‬ ‫ِ‬ ‫ـــوالت تهـــوي‬ ‫شُ ُرفَـا ُتـــ ُه َت َ‬
‫ـاح ُكـت ِب َنــا‬ ‫ـحــ ُ‬ ‫الـقـول قـالـت ِص َ‬ ‫ُ‬ ‫وبهـــذا‬
‫لـكـــن مـــاذا يكـــونُ يـــا صــاح ُد َّلـ ِنـــا‬
‫ِ‬
‫ــر َنــــا‬ ‫وما هـــو الـمـكـنـــونُ مـــن أمــ ِر س ِّ‬
‫الح بـوجـهــــه‬ ‫قـالـــوا بـــأن بـــدر ًا َ‬
‫وســـرى بالـلـيـــلِ ِســ َّـر ًا يـعـ ُلـــو َز َمـا َنـ َنـا‬

‫‪-206 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـات من نـــو ِر وجهـ ِه‬ ‫ـمــ ُ‬ ‫الظـ ُل َ‬


‫ـت ُ‬ ‫فـ َتالشــ ِ‬
‫ـات مــن عــنـــد ربـ َنـــا‬ ‫ـت اآليــــ ُ‬ ‫وبـانــ ِ‬
‫قـومـــوا لــه وقـولـــوا بـاحلـــق مـرحـبـ ـ ًا‬
‫ا َنـ ِب َّـيـ َنــــا‬ ‫ـمـــوا وقــولـــــوا أهـــ ـ ً‬ ‫وسـلِّ ُ‬‫َ‬
‫وقـــد أتـــى مـكحــــو ًال طـهـــر ًا مـطهــر ًا‬
‫مـســـرور ًا أو مختونــ ًا مــن صنــ ِع َر ِّب َنـــا‬
‫ـد َوضْ ـ ِعـــــه‬ ‫ـت األنـــوا ُر مـــن بعــ ِ‬ ‫و َتـوالَــ ِ‬
‫ـم قــد َد َنـــا‬ ‫ـطـــا ُر والنجـ ُ‬‫ـك وا َأل ْع َ‬ ‫والـم ْســ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـما َو َضـ ْعــ ُتـــ ُه‬ ‫ـول أُ ُّم الـ َهـــا ِدي لَــ َّ‬
‫وتـقـــ ُ‬
‫ـال َح ِّـي َنـــا‬‫سـحـبــ ًا لها ُمـنـــا ِدي كَ ـر َِجــ ِ‬ ‫َ‬
‫ـيـد َهـــا‬ ‫ِ‬
‫ـت َول َ‬ ‫ـش َّـيــ ْ‬ ‫ا غَ ِ‬ ‫وكأنهــا َصـ ِهـيـ ـ ً‬
‫بأرضـ َنـــا‬ ‫ا ُطو ُفــوا ِ‬ ‫ـت لهــا َم ِقي ـ ً‬ ‫وسمعــ ْ‬
‫هلل حـقـــ ًا وأعـلـنــــوا‬ ‫رســـول ا ِ‬
‫َ‬ ‫وخـــذوا‬
‫ـم الـجـــا ِه رحـمــ ُة َر ِّبـ َنـــــا‬ ‫هـــذا عـظـيــ ُ‬
‫ـحــ ًا‬ ‫ـير ًا ِب َـيــ ٍـد ُم َ‬
‫ـس ِّـب َ‬ ‫ـنبي ُمـشــ َ‬ ‫ـد الــ ُّ‬ ‫ُولِـــ َ‬
‫إلــى الـــورى بـــشير ًا وهـــو شَ ـ ِفـي ُعـ َنـــا‬
‫يـــا مـرحـبــ ًا بالـهـــادي أحـمـــد َن ُّ‬
‫ـبي َنـــا‬
‫ـد َنـــا‬‫يــا مرحبـ ًا بالهــادي بشــرى يــا س ْع َ‬
‫زار َهــــا‬ ‫والـسعــــد َ‬
‫ُ‬ ‫ـــت األنــــوا ُر‬‫فـتوالَ ِ‬
‫والركــب قــد َد َنـــا‬ ‫ُ‬ ‫والـحـــو ُر واألســرا ُر‬
‫واســمع إلــى الـشفـــا ِء َبــ َـركَ ات َم ْـولِــ ٍـد‬
‫ـح ِّـيـ َنـــا‬ ‫ومـــنادي الـسمـــا ِء يـهـتـــف ِب َ‬

‫‪-207 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫أضـــاء شـرقـــ ًا وغـربهـــا‬ ‫َ‬ ‫قـالـــت نـــور ًا‬


‫ـب ال َه َنـــا‬ ‫ـاء بـمـواكــ ِ‬ ‫طـافـــوا بــه األرجــ َ‬
‫ن ِس ِّـر َهــــا‬ ‫فـالـقـــد ُر واإلســـرا مـــن عـ ـ ِ‬
‫ـاء َنـــا‬‫ـط َ‬ ‫ـت َع َ‬ ‫هـــي لـيـلـ ـ ٌة غَ ـــ َّـرا ُء َوافَـــ ْ‬
‫فيــض ُنو ِر َهـــا‬ ‫ِ‬ ‫َـــات واألعـــيا ُد مــن‬ ‫َع َـرف ُ‬
‫ِ‬
‫لسعـد َنـــا‬ ‫ـــت‬‫ولـطـائـــف اإلرشـــا ِد َبـا َن ْ‬ ‫ُ‬
‫ـط الـهـدى‬ ‫يا لـيـلــ َة الـمـيـــا ِد يا َ‬
‫مـهـبــ َ‬
‫ـدا ِد شـرفـــتي قَـ ْد َر َنـــا‬ ‫يــــا لـيـلــ َة اإل ْمــــ َ‬
‫ـم رفـعــــةً‬ ‫رب مــــا أردنــــا بـالـنـظــــ ِ‬ ‫يــا ِّ‬
‫ـهــور َنـــا‬‫وال بـــه َعـلـو َنـــا نـرجـــــو ُظ َ‬
‫ــد َنـــا‬‫ـض َو ْج ِ‬ ‫ــبر َنـــا عـــن فـيــ ِ‬ ‫لـكننـــا َع َّ‬
‫ـمـ َنــــا‬ ‫ِ‬
‫وبـمـدحـ ـه َسعـ ْد َنـــا والـ َفــ ْـر ُح َع َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم دنـدنــــا‬ ‫َيــا َر ِّب مــا البغـــدادي بالـنظـــ ِ‬
‫ـم و َِصـالَـ َنـــا‬ ‫ـمــ ْ‬ ‫يــا مـرحبـ ـ ًا بالهـــا ِدي َت ِّ‬
‫وأفـــض لنــا فـتـــوح ًا صـفـــو ًا مـقـدسـ ـ َا‬
‫ـد ْس يـــا َر َّبـ َنـــا‬ ‫قــلـبــ ًا كـــذا وروحــ ًا قَـــ ِ‬
‫ـل دومــ ـ ًا مـعــطـــــر ًا‬ ‫وصــــ ِّ‬
‫َيـــا ربـنــــا َ‬
‫وأجـــب ُسـ َؤالَـ َنـــا‬
‫ْ‬ ‫ـمـ َنـــا بالـوصـــلِ‬ ‫وع َّ‬
‫ُ‬
‫ـمـل َهــــا‬ ‫ُ‬ ‫واغـفــــر لنــا ذنـو ِبـــ ًا َيـــزدا ُد َح ْ‬ ‫ْ‬
‫ـيـوبـــ ًا وارحـــم ُمسيئ َنـــا‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫لـــنا‬ ‫واســـتر‬
‫ْ‬
‫ـديـ َنـــا وكـذلـــك الــولــــد‬ ‫واغـفــ ْـر لِ َـوالِ ِ‬
‫و َمـــن لَـ ُهــــم َعـلـيـ َنـــا حـقـ ـ ًا َوعـمـ َنـــا‬

‫‪-208 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫ـــم قـلـبـــ ًا وروحـ َنـــــا‬ ‫ـم ْ‬‫وبـاألنـــوا ِر َع ِّ‬


‫وعلــى املخـتـــا ِر تـمـــم ربـــاه جـمـعـنـــا‬
‫املبــارك وكأســ ِه اس ِقـ َنـــا‬
‫ِ‬ ‫مــن حـــوض ِه‬
‫تــمـــــم لـنـا هـنـالـك ربـــي مـقـامـنــا‬
‫ا‬ ‫ـض َم َسـا ِئـ ـ ً‬ ‫واغـفـــر ملــن َتال َهـــا واقــ ِ‬
‫يـحـ َنــا‬ ‫ـد َ‬‫ـمع َم ِ‬‫وحـاضــــر ًا أتـاهـــا يـســ ُ‬
‫ـمـ َنـــا‬‫ـبكري َع ُّ‬
‫ـم الــ ُ‬ ‫وشـيخـنـــا الـكـريــ ُ‬
‫وذخـر َنـا‬
‫ُ‬ ‫أعـني عـبـدالعـلـيـــم سـنـدي‬
‫ـال أحـمــد ًا‬ ‫ووصـــ ِ‬
‫ـمال َ‬ ‫عـمـــمه بـالـكــ ِ‬
‫ـال وامـــن بـوصـلـنـــا‬ ‫حـقــــق لــه اآل َمــ َ‬
‫ـم مــولــــ ٍـد‬ ‫قـــد وردت اآلآل ُء فـــي نـظـــ ِ‬
‫ِ‬
‫ـراء قـمـــ ُـر َز َمــانـ َنــــا‬
‫سـمـيـتـــه الـغـــــ َ‬
‫واحلـمـــد يف البدايــة وكــذاك خـتـمـهـــا‬
‫ومـقـصـــدي والـغـايــ ُة وجـهــ ًا لـر ِّبـ َنـــا‬

‫‪-209 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪3‬‬ ‫تعريف‬ ‫‪1‬‬
‫‪٧‬‬ ‫متهيد‬ ‫‪2‬‬
‫‪٩‬‬ ‫الباب األول يف املناجاة‬ ‫‪3‬‬
‫‪١٠‬‬ ‫تسابيح‬ ‫‪4‬‬
‫‪١٢‬‬ ‫إذا املولى توالني بود‬ ‫‪5‬‬
‫‪١٥‬‬ ‫الباب الثاني يف احملمديات‬ ‫‪6‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫أرجــوزة األسـمــاء‬ ‫‪7‬‬
‫‪١٩‬‬ ‫املعراجية‬ ‫‪8‬‬
‫‪21‬‬ ‫يا جمال الذات‬ ‫‪9‬‬
‫‪23‬‬ ‫العصماء‬ ‫‪10‬‬
‫‪26‬‬ ‫قف يا زمان‬ ‫‪11‬‬
‫‪27‬‬ ‫وصف أم معبد للنبي‬ ‫‪12‬‬
‫‪30‬‬ ‫خذوني على عيبي‬ ‫‪13‬‬
‫‪32‬‬ ‫يا نور املدينة‬ ‫‪14‬‬
‫‪34‬‬ ‫أوحشتنا املدينة‬ ‫‪15‬‬
‫‪35‬‬ ‫الهاشمية‬ ‫‪16‬‬

‫‪-210 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪38‬‬ ‫الياسمينا‬ ‫‪17‬‬
‫‪41‬‬ ‫يا رايح للنبي‬ ‫‪18‬‬
‫‪44‬‬ ‫بدر السماء انطوى‬ ‫‪19‬‬
‫‪45‬‬ ‫روحي جتلت‬ ‫‪20‬‬
‫‪46‬‬ ‫واهلل ما حنث اليمني‬ ‫‪21‬‬
‫‪48‬‬ ‫ولت ليالي العمر‬ ‫‪22‬‬
‫‪49‬‬ ‫متى يا حضرة الهادي‬ ‫‪23‬‬
‫‪51‬‬ ‫يا رحمة وسع الوجود مداها‬ ‫‪24‬‬
‫‪52‬‬ ‫يا روح روحي‬ ‫‪25‬‬
‫‪54‬‬ ‫القمرية‬ ‫‪26‬‬
‫‪56‬‬ ‫ربيع النور‬ ‫‪27‬‬
‫‪58‬‬ ‫اجلوهرة‬ ‫‪28‬‬
‫‪59‬‬ ‫الشمائل واألنوار‬ ‫‪29‬‬
‫‪60‬‬ ‫الموا غرامي‬ ‫‪30‬‬
‫‪61‬‬ ‫اهلل يعلم‬ ‫‪31‬‬
‫‪62‬‬ ‫يا نور العيون‬ ‫‪32‬‬

‫‪-211 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪63‬‬ ‫وسيلة امللهوف‬ ‫‪33‬‬
‫‪65‬‬ ‫الوترية‬ ‫‪34‬‬
‫‪66‬‬ ‫النورانية‬ ‫‪35‬‬
‫‪68‬‬ ‫هذا احلبيب‬ ‫‪36‬‬
‫‪69‬‬ ‫اترك مالم اجلاهلني‬ ‫‪37‬‬
‫‪70‬‬ ‫عيد احملبوب‬ ‫‪38‬‬
‫‪71‬‬ ‫القمر املنير‬ ‫‪39‬‬
‫‪72‬‬ ‫النجمية‬ ‫‪40‬‬
‫‪74‬‬ ‫صالة اهلل يا طه‬ ‫‪41‬‬
‫‪75‬‬ ‫هواه أنار قلبي‬ ‫‪42‬‬
‫‪76‬‬ ‫الوسيلة‬ ‫‪43‬‬
‫‪77‬‬ ‫حبيب إلى روض السالم دعاني‬ ‫‪44‬‬
‫‪78‬‬ ‫أنا ضيف أحمد‬ ‫‪45‬‬
‫‪80‬‬ ‫الراحلة‬ ‫‪46‬‬
‫‪81‬‬ ‫إني يف حماك‬ ‫‪47‬‬
‫‪82‬‬ ‫نظري لوجهك‬ ‫‪48‬‬

‫‪-212 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪83‬‬ ‫هذا أحمد‬ ‫‪19‬‬
‫‪84‬‬ ‫رسول اهلل يا نور املدينة‬ ‫‪50‬‬
‫‪85‬‬ ‫ميم احملامد‬ ‫‪51‬‬
‫‪86‬‬ ‫عيناه ترعانا وحي حاضر‬ ‫‪52‬‬
‫‪88‬‬ ‫أنت الشفا‬ ‫‪53‬‬
‫‪89‬‬ ‫يا كافل الفقراء‬ ‫‪54‬‬
‫‪90‬‬ ‫قل للحبيب‬ ‫‪55‬‬
‫‪91‬‬ ‫إن غاب عن عيني‬ ‫‪56‬‬
‫‪92‬‬ ‫حبيب يف حماه‬ ‫‪57‬‬
‫‪93‬‬ ‫بدت شمس محبوبي‬ ‫‪58‬‬
‫‪94‬‬ ‫ملا جتلى البدر‬ ‫‪59‬‬
‫‪95‬‬ ‫غار املعية‬ ‫‪60‬‬
‫‪96‬‬ ‫يا ليتني نعاله‬ ‫‪61‬‬
‫‪97‬‬ ‫اهلل أسأل يف ذل‬ ‫‪62‬‬
‫‪98‬‬ ‫مواكب العز‬ ‫‪63‬‬
‫‪99‬‬ ‫عذر ًا رسول اهلل‬ ‫‪64‬‬

‫‪-213 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪101‬‬ ‫العترة‬ ‫‪65‬‬
‫‪102‬‬ ‫يا رب منايا‬ ‫‪66‬‬
‫‪106‬‬ ‫املشهودة‬ ‫‪67‬‬
‫‪107‬‬ ‫ليلة القدر‬ ‫‪68‬‬
‫‪108‬‬ ‫يا قبة املصطفى‬ ‫‪69‬‬
‫‪109‬‬ ‫بروضك يا رسول اهلل‬ ‫‪70‬‬
‫‪110‬‬ ‫القبة اخلضراء‬ ‫‪71‬‬
‫‪111‬‬ ‫الروضة الغراء‬ ‫‪72‬‬
‫‪112‬‬ ‫مناجاة وشوق‬ ‫‪73‬‬
‫‪113‬‬ ‫أشتاق طيبة‬ ‫‪74‬‬
‫‪114‬‬ ‫اهلل وفاني‬ ‫‪75‬‬
‫‪115‬‬ ‫أكرم بروض‬ ‫‪76‬‬
‫‪116‬‬ ‫يا قمر الزمان‬ ‫‪77‬‬
‫‪117‬‬ ‫الرحاب‬ ‫‪78‬‬
‫‪118‬‬ ‫قف بالديار‬ ‫‪79‬‬
‫‪119‬‬ ‫لبيك يا روحي‬ ‫‪80‬‬

‫‪-214 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪120‬‬ ‫يا زائر ًا روض احلبيب‬ ‫‪81‬‬
‫‪121‬‬ ‫نادت قدمي ًا‬ ‫‪82‬‬
‫‪122‬‬ ‫يا زائر ًا املختار‬ ‫‪83‬‬
‫‪123‬‬ ‫بلغ الفؤاد مناه‬ ‫‪84‬‬
‫‪124‬‬ ‫سلطانة امللك‬ ‫‪85‬‬
‫‪125‬‬ ‫سيدنا احلمزة‬ ‫‪86‬‬
‫‪126‬‬ ‫سيدنا احلسن‬ ‫‪87‬‬
‫‪127‬‬ ‫اهلل أكبر يا حسني‬ ‫‪88‬‬
‫‪128‬‬ ‫يا زينة العباد‬ ‫‪89‬‬
‫‪132‬‬ ‫نفيسة العلم‬ ‫‪90‬‬
‫‪136‬‬ ‫أبا العينني‬ ‫‪91‬‬
‫‪140‬‬ ‫ال شيخي الكرمي‬ ‫ال وسه ً‬ ‫أه ً‬ ‫‪92‬‬
‫‪143‬‬ ‫الباب الثالث يف الرقائق‬ ‫‪93‬‬
‫‪144‬‬ ‫اخلضرية‬ ‫‪94‬‬
‫‪148‬‬ ‫بايعت شيخي‬ ‫‪95‬‬
‫‪149‬‬ ‫أنت املراد‬ ‫‪96‬‬

‫‪-215 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪150‬‬ ‫التفريد‬ ‫‪97‬‬
‫‪151‬‬ ‫ال كل من لبس العمائم‬ ‫‪98‬‬
‫‪152‬‬ ‫مجالس الذكر‬ ‫‪99‬‬
‫‪154‬‬ ‫أين الرجال‬ ‫‪100‬‬
‫‪156‬‬ ‫بالفرقان للصويف‬ ‫‪101‬‬
‫‪158‬‬ ‫مريدي جدد العهد‬ ‫‪102‬‬
‫‪159‬‬ ‫أفيقوا بني ودي‬ ‫‪103‬‬
‫‪161‬‬ ‫متهل يا مريد‬ ‫‪104‬‬
‫‪162‬‬ ‫يا أهل ودي‬ ‫‪105‬‬
‫‪163‬‬ ‫تكلمت قالوا يحب الظهور‬ ‫‪106‬‬
‫‪164‬‬ ‫أنا الالشئ‬ ‫‪107‬‬
‫‪165‬‬ ‫اخلع نعالك‬ ‫‪108‬‬
‫‪166‬‬ ‫نور اجلاللة‬ ‫‪109‬‬
‫‪167‬‬ ‫ال إله إال اهلل‬ ‫‪110‬‬
‫‪170‬‬ ‫املنظومة التفريجية‬ ‫‪111‬‬
‫‪177‬‬ ‫استغفارات األمان‬ ‫‪112‬‬

‫‪-216 -‬‬
‫قمر الزمان‬

‫رقــــــــم‬ ‫الــرقــــم‬
‫اســــــم الــقــصــيــــــــــــدة‬
‫الصفحة‬ ‫املسلسل‬
‫‪180‬‬ ‫فضل اجلمعة‬ ‫‪113‬‬
‫‪181‬‬ ‫لتصنع على عيني‬ ‫‪114‬‬
‫‪182‬‬ ‫واصطنعتك لنفسي‬ ‫‪115‬‬
‫‪183‬‬ ‫وسقاهم ربهم شرابا‬ ‫‪116‬‬
‫‪184‬‬ ‫ما لي ال أرى الهدهد‬ ‫‪117‬‬
‫‪186‬‬ ‫عرفات‬ ‫‪118‬‬
‫‪188‬‬ ‫روحي بعرفات الوداد‬ ‫‪119‬‬
‫‪189‬‬ ‫يا أهل عرفات‬ ‫‪120‬‬
‫‪191‬‬ ‫مناجاة ليلة النصف من شعبان‬ ‫‪121‬‬
‫‪192‬‬ ‫مناجاة‬ ‫‪122‬‬
‫‪193‬‬ ‫كاشفة احلجب‬ ‫‪123‬‬
‫‪197‬‬ ‫سندي طريقة‬ ‫‪124‬‬
‫‪198‬‬ ‫الباب الرابع يف مولد النبي‬ ‫‪125‬‬
‫‪199‬‬ ‫قمر الزمان يف مولد النبي العدنان‬ ‫‪126‬‬
‫‪210‬‬ ‫الفهرس‬ ‫‪127‬‬

‫‪-217 -‬‬

You might also like