Professional Documents
Culture Documents
تأليف
حاج مال هادي السبزواري
ّ
كل الفصول، ( )1وهو اإلنسان؛ أل ّنه النوع األخ الذي هو ّ
كل األنواع ،وفصله األخ
ّ
وكل القوى واملباائ املقارنة مرتاكمة يف الصور؛ كيف،
كل ّوصور ه النود ّية األخ ة ّ
صيص ّيته التي هي ُأ ّم القرى ،وروحه ُأ ّم األقّلم ،ونفسه الك ّلية ُأ ّم األلواح؟ منه.
الضم ،وهو سّلم اهلل دليه بفضائله وفواضله ،مظهر
دام يف ّ
ألن الكّلم هو املعرب ّ
(ّ )2
عرب ٍّ
وجمل جلامل اهلل وجّلله كام قيل وم ّ
وشارح ُ
باار صااحرا ااااّم مجااال خااوّ چااااو آام را فرسااااتااّم باااا ون
َ
شامخ الرتاكيب، فوق كالم املخلوق ودون كالم اخلالق ،عا َيل األساليب،
ُمنطوي ًا يف مضامينه مطالب عالي ًةُ ،
أثامُنا غالية ،وما أدراك ماه ،جنّة عالية،
أُنار جاري ٌة ،وجوار ساقية ،وأزهار ذوات روائح زك ّية ذاكية،
ليس هلا ثانية ،في ا ٌ
أطيب من املسك والعنرب والغالية ،فاشية عّل احلارضة والبادية ،ال خيفى شذاها
أردت أن
ُ إ ّال عّل اخلياشيم اجلاسية ،واليلوب الياسية ،والصدور الغليلة اليالية،
أرشحه رشح ًا يذلل صعابه ،ويكشف نيابه ،ويوضح إغالق لفظه ومعناه ،و ُي ّبّي
تياعدت يف منازل تفسري ظاهره وتنزيله ،بل استرشفت
ُ أعامق قرشه و َمغزاه ،وما
روة ميام باطنه وتأويله؛ إذ التفسري بال تأويل كصباحة بال مالحة ،بل ِ
إىل ذ َ
ك ََشبح بال روح.
وقد دعا له أرشف اخللق ألكرم أحبائه بيوله« :الله َّم َف ِّق ْه ُه يف الدِّ ّن ،ودلم ُه
معنى وصور ًة من
ً التّأوّل» .وأستمدُّ يف ذلك باطن ًا وظاهر ًا من جناهبم ،وأقتبس
مشكاة أنوار خطاهبم؛ إذ عطاياهم ال حيمل إ ّال مطاياهم ،ومآرهبم ال ِ
توقر إ ّال َ
كل ذلك بعون اهلل وحسن توفييه؛ إنَّه خري مو ّفق ومعّي. َمراكب مّ .
حق محدك ملعبواك أن ّكون وجواك محد ًا له بأن ّص متخ ّلق ًا
األول ،وهلذا ّ
وهو «آام» ّ
د إظهار فضائل املحموا وفواضله. بأخّلقه ورشح ًا لفضائله وفواضله .واحلمد ليس إ ّ
واإلظهار الوجواي أبني وأقوى وأصدق من اإلظهار القويل .واملعلول حدّ ناقص للع ّلة ،كام
أن الع ّلة حدّ ّام للمعلول ّ
وكل منها مرآة لآلخر .منه. ّ
الرؤّا التي حاكى املتخ ّيلة معاين بصور مناسبة دىل ظاهرها؟ ك ّ
ّل وحاشا دن ( )1وهل ّبقى ّ
والرائي د ّسكن ما مل ّعرب رؤّاه ،والتأوّل بالنسبة إىل التّنزّل كالتّعب إىل قرش
ذلك! ّ
التّصوّر .منه.
قال×:
الرحيم﴾
الر ْمحن َّ
﴿ب ْسم اهلل َّ
الصباح بنطق بلجه﴾
لسان ّ
َ الع
(ّ﴿ )3ا َمن َ
يف بعض النّسخ« :الل ّم يا من دلع»« .الل ّم» أصله «يا اهلل» ،فامليم ِع ٌ
وض
عن «يا»؛ ولذا ال جيتمعان .وقيل :أصله «يا اهلل ُا ّمنا باخلري» أي اقصدنا به،
فخ ّفف بحذف النّداء ومتع ّليات الفعل واهلمزة.
يفصله األوصاف الت بعده ،فيكون فيه إشار ٌة إىل أي تيدير ،ف و ٌ
جممل ّ وعّل ّ
التّفصيل يف اإلمجال ،واإلمجال يف التّفصيل ،والكثرة يف الوحدة، ميا َم
والوحدة يف الكثرة.
و«اهلل» أصله «»؛ ملناسبة ّ
أن الدائرة أفضل األشكال وأصل ا ؛ وأنّه ال
ّ
اخلط (ّ )1أما إ ّ ا أفضل ،فأل ّ ا واحدة بخّلف املض َّلع من األشكال؛ إذ فيه كثرة ّ
ألن فيه
وأما أصلها ،ففيه فصيل ،وبيانه اإلمجايل
والسطح والنقطة ،بل اخلطوط والسطوح والنّقاطّ . ّ
واهلّليل ونحومها ،وإذا وصل
ّ القويس
ّ ُ
أنّه إذا ق ّسم حميط الدائرة بأربع نقاط أو أكثر ،حصل
ٍ
األربع بقطرّن ،حصل أربع قوائم دند املركز ،وإذا وصل الضلعان بخط مستقيم ّكون
و ر ًا ،كان هنا مث ّلث متساوي األضّلع.
كل زاوّة ثلثي مارة باملركز ،بحيث ّكون ّبسد نقاط ووصلد بثّلثة خطوط ّ ّ وإذا ُق ّسم
قائمة ،حصل املسدّ س بعد أن وصل األضّلع بخطوط مستقيمة ،وإذا وصل النقاط بخطوط
مارة باملركز حصل املر ّبع.
ّ
املجسمة فإذا ُااّر الدائرة دىل نفسها حصل الكرة ،وإذا ثبد أحد ضلعي
ّ وأما األشكال
ّ
املثلث املذكور اائر ًا بالضلع اآلخر اىل أن داا إىل وضعه ّ
األول ،حصل املخروط ،وإذا
اخلط بالنّيطةّ ،
وأن البدء واخلتم في ا واحد .وقد تكتب ّ ُناية هلا؛ ّ
ألن تناه
بالدّ ائرتّي إشار ًة إىل اجلامل واجلالل .وقد تكتب بدائرة واحدة إشار ًة إىل ّاّتاد
صفاته تعاىل.
الرسم ،وأ ّما بحسب ال ّلفظ والنّطق ،فألُنا
املناسبة بحسب ّ هذه ه
اجلارية عّل أنفاس احليوانات ك ّل ا سواء كانت أهل ّ
الذكر والعلم بالعلم
املسمى
ّ بالضمة إشارة إىل تر ّفع
ثم ُاعرب ّ
،أو ال ،بل بالعلم البسيطّ . الرتكيب
ثم تارة ُاشبِ َع إشار ًة إىل أنّه فوق التامم ،وأنّه فوق ما ال يتناهى بام ال
تعاىل شأنهّ .
يتناهى عدّ ًة ومدّ ًة وشدّ ة ،فصار «هو» ﴿ ُق ْل ُه َو اهللُ َأ َحدٌ ﴾ ،وتارة ُاحلق الم
اخل ْل ُق َو ْاألَ ْم ُر﴾ ّ ،
ثمُ ،اشبع فتح االختصاص والتّمليك ،فصار «له» ،فـ﴿اَ َل ُه َْ
ثم ُاحلق الم التعريف ا ّلالم إشار ًة إىل ّ
أن من عنده الفتوح التّام ،فصار «اله»ّ ،
الذايت ومعروفيته ملا سواه ،كام قال تعاىلَ ﴿ :أيف اهلل َش ٌّ
ك َفاطر تشخص َه ّ
إشارة إىل ّ
ُحركّد الدائرة طودً ،حصل األسطوانة ،وإذا ُح ّرك مر ّبعها املتساوي األضّلع طودً ،حصل
املك ّعب ،وللتفصيل موضع آخر .منه.
عني
( )1أي إ ّ ا ذاكرة هلل عاىل باسمه الذي هو هو .و«هو» عب ٌ دن الوجوا البحد بّل ّ
وص ّفي ﴿ ُق ْل ُه َو اهللُ َأ َحدٌ ﴾ .وقد ُ
قلد
«هااااو»سااااد چااااو باااا ون روا ام چاااو فااارو رفاااد «هاااا»ساااد
هاااار نفسااااى هاااااى وهوسااااد ّعنااااااااااااى ازو ار مهااااااااااااه
منه.
وأن املعلوم ماذا .والبسيط بخّلفه دىل
( )2العلم الرتكيبي هو أن ّعلم ،وّعلم أنه ّعلمّ ،
قياس اجلهل البسيط واملركّب .منه.
( )3اإلخالص.1 :
( )4األعراف.54 :
الس َام َواي َواألَ ْرض﴾ فصار «اهلل».
َّ
أرسار ال ّتىص.
ٌ ويف هذا االسم األعظم
ألن ّ
كل واحد من ام أحد عشـر ،والعدد روح واحلرف وكلمة «يا» ه «هو»؛ ّ
جسد ،ف و سار يف مجيع األسامء املفتتحة هبا ،وه الت يف الرتكيب األبتث خامتة
احلروف ،فجعلت فاّتة األسامء الت ه مفاتيح الغيب ،وفواتح األشياء
األول؛ كام ُاشري إىل هذه ِ ِ وأقدم ا ،إشار ًة إىل ّ
األول هو اآلخر واآلخر هو ّ أن ّ
ف كام ّ
أن الدّ قيية يف ب ّينة الياء الت ه آخر احلروف اهلجائ ّية ،فجاء آخرها األل ِ ُ
ّأوهلا األلِف.
ثمّ ،
إن ُزبرها العـرشة الت ه املراتب اخلمس يف قوس النّزول واملراتب ّ
الصعود؛ ولذا تكتب بصورة قوسّي .وجامع العشـرة الكاملة
اخلمس يف قوس ّ
وظاهرها العرش ُة الت ه رشح اإلنسان الكامل الذي
ُ هو اإلنسان؛ ُفزبر الياء
هو رشح االسم األعظم ،بل هو عّي االسم األعظم .ويف الوح اإلهل :
والسّي حرف اإلنسان لكوُنا ميزان احلروف ملعادلة ُزبرها وب ّينت ا؛
﴿ّس﴾ّ ،
ديل× «إنّام ّقول ملا أراا كونه «كن» فيكون ،د بصوي ّقرع ،ود
و«بالفعل» يف كّلم ّ
بنداء ّسمع ،وإنّام كّلمه سبحانه فعله».
و«الكلامي العالياي» هي الت ّّاماي ،وهي موجوااي دامل اجلمع .و«النّازدي» هي
واألول دامل املعاين ا سواء كاند معاين مرسلة أو معاين
ّ موجوااي دامل الفرق وفرق الفرق.
الصور املشوبة باملا ّاة ا
الّصفة أو ّ
الصور ّ
الصورة ا سواء كاند ّ متع ّلقة ا واألخ ان دامل ّ
واجلميع معرباي دن الضم املكنون املخزون .منه.
فإن
( )1هياكل التوحيد هي املاه ّياي ،واألوىل أن ّراا هبا النفوس الكل ّية اإلهل ّيةّ ،
املوجوااي األُخرى أش ّعتها وفضالتها؛ إذ هلا الوجوا ّ
الشامل ،والوحدة اجلمعية .منه.
( )2رشح األسامء احلسنى .5 :2
جتوز ًا عّل النعت
( )3األوىل نصب ا وما بعدها من مثيالهتا عّل البدلية ،وإن جاز الرفع ّ
املنيطع.
لزوم ًا غري ّ
متأخر يف الوجود ،بل ه هناك موجودة بوجود األسامء املوجودة
األول
أن ّ يسمى باملرتبة الواحدية ،كام ّ املسمى ّ
جل شأنه .وهذا التجّل ّ ّ بوجود
يسمى باملرتبة األحد ّية.
ّ
جتّل ذاته بفعله ،وهو الوجود االنبساط عّل ك ّل ماهيّة
أفعايل ،هو ّ
ّ ٍّ
وجتل
ماه ّية من الدّ رة البيضاء إىل ذرة اهلباء ،يف ّ
كل من اجلربوت وامللكوت والناسوت
محة الصفت ّية ،وهذا
مسمى بالر ّ بالرمحة الفعل ّية ،كام ّ
أن الثاين ّ مسمى ّ
بحسبه .وهذا ّ
بالفيض امليدّ س ،وذاك بالفيض األقدس .و«صبح األزل» يمكن أن يراد به
الثاين ،كام يمكن أن يراد به الثالث.
الصورة ،أو صباح
وبيان «النّطق» احلييي للص ّباح ـ سواء كان صباح عامل ّ
الظاهري ال ّلفظ إنّام يكون نطي ًا؛ لكونه وجود ًا كاشف ًا عن
ّ عامل املعنى ـ ّ
أن النّطق
الصوت معترب ًة فيه،
وجود ذهن ّ وهو عن وجود عين ٍّ ،ال لكون خصوص ّية ّ
حتّى لو مل يكن صوت ًا مل يكن نطي ًا .وإنّام هذه باملواضعة؛ للتس يل ،كام ّ
أن
كاشف ّيته عن وجود آخر ذهن باملواضعة .وداللته بالوضع ال بال ّطبع ،ولو كان
. واألشاعرة ذهبوا إىل «الكلامت النفس ّية» ،ولكن ال وجه للتّخصي
فإذن ،إن كان بدل الكيف ّيات املسموعة املوضوعة أشياء ُاخرى موضوعة ،بحيث
الذهن ،كان ُ
حاهلا ً
منشأ حلضور األشياء املدلولة يف ّ يكون حضور األشياء الدالة
حينئذ َ
حاهلا.
أن كل وجود له دالل ٌة ذاتيّ ٌة بوضع إهل ّ عّل ج ة إذا عرفت هذا ،فاعرف ّ
نوران ّية ه «وجه اهلل» فيه ،كام قال تعاىلَ ﴿ :أ ّْنَام َُولوا َف َث َّم َو ْج ُه اهلل﴾ .وقال
ّ
فالدال :ج ته ّي :وجه من ر ّبه ،ووجه من نفسه؛ كل موجود ذو وج َ ِ املتأهلونُّ :
ّ
الربان ّية ،وتلك اجل ة النّورانيّة الر ّبان ّية يف عّي كوُنا
النفسية ،واملدلول :ج ت ُه ّ
د اهلل د ُ ّْت ُصوها﴾ ،و﴿ما
واحدة هلا شؤون غري متناهيةَ ﴿ :وإ ْن َ ُعدوا ن ْع َم َ
كلامهتا
ُ امي اهلل﴾ .والوجودات بام ه مضافات إىل املاه ّيات:
نَفدَ ْي كَل ُ
مضافات إىل اهلل تعاىل :كلامته وخطاباته وتسبيحاهتا ومتجيداهتا ،وبام ه
املتع ّليات بأسامع ا ال ّثابتة كأعياُنا.
للسالك كمقام وحيد الكث .فإذا نظري يف ( )1وهذا مقام كث الواحد ،وهذا دزم ّ
أن دلمه وقدر ه وسائر كامد ه
القابيل وأرجعته إىل العنارص ،رأّد ّ
ّ ّل إىل مبدئهاإلنسان مث ً
وفعليا ه ،سيام دلومه احلقيقية وقدر ه دىل أفعاله املحكمة ك ّلها من ٍ
واا آخر هو الوااي ّ ّ ّ
األّمن ،ولو كاند من املاء فهذا هو املاء يف احلوض ،ولو كاند من األرض فها هي أرض
رباء .وهكذا يف الباقي ليسد ّإد واسق وأموا ًا ،وقس دليها كل ما رى من ُحلل
الكامدي األُوىلُ ،
وحيل الكامدي الثانية يف مظاهر املاه ّياي واملواا من املفارقاي واملقارناي
والربزخ ّياي
مهاااااه أشااااايا مظااااااهر أساااااام مهاااااه أساااااام مظااااااهر ذا ناااااد
ونعم ما قال املولوي
وپااار وباااال
ّ روح پنهاااان كاااراه ّفر اان مهااى نااازا بااه خااوبى ومجااال
ّااك او روز از پر ااو ماان زّسااتى گوّاادك كاااى مذبلااه ااو كيسااتى
باااك ااا كااه ماان شااوم از ااو ااان نج وناازي ماى نجنجاد ار جهاان
شاااا وخناادانيم و بااس زّبااا شاادّم سبزه هاا گوّناد ماا سابز از خاواّم
را ببينااد چااون ماان بجااذرم خااوّ فصاال ابسااتان بجوّااد كاااى ُاماام
منه.
(َ ﴿ )5وأ ْ َق َن ُصن َْع ال َف َلك الدَّ ّوار يف َمقااّر ََربجه﴾
الفلك َف َلك ًا تشبي ًا بفلكة املغزل يف الدَّ َوران ،ويف أن يكون له
ُ إنّام ُس ِّم
بالرحى؛ ّ
ألن سموه «آسامن» تشبي ًا له ّ
رس أيض ًا ّ
املنطية واملحور وال ُيطبان .وال ُف ُ
الرحى ،و«مان» كلمة التّشبيه .واهلل ُسبحانه أتين ُصنع الفلك ذات ًا
«آس» بلغت م ّ
وصف ًة:
فألن ما ّدته أقوى من املا ّدة العنرص ّية ،حيث إ ّن مادة الفلك خمالفة
اي؛ ّ ّأما ّ
الذ ُ
ونوع ّ
كل ُ متخالفات بالنّوع،
ٌ بالنّوع ملا ّدة العنارص ،بل املواد العرش للعوامل العرشة
؛ فاملا ّدة العنرص ّية لضعف ا مشرتك ٌة بّي العنارص، واحدة من ا منحرص يف شخ
واملواليد ختلع صور ًة من ا وتلبس ُأخرى .واملا ّدة الفلك ّية ّ
ليوهتا يتأبى ّ
كل نوع
ختّل سبي َل ا .وصورته أحكم ّ
الصور؛ إذ ال تيبل من ا عن قبول غري صورهتا وال ّ
َ
والكون من يشء ،والفسا َد إىل يشء ،وإن قبل الوجو َد االخرتاع نيالب
َ اال
ك ّإد َو ْج َه ُه﴾ ، ف﴿ :كُل َ ْ
َشء َهال ٌ والفنا َء املحض وال ّطمس ّ
الرص َ
اي ب َيمينه﴾ .
مواي َمطو ّّ ٌ
ُ الس
﴿ َو َّ
( )1ومن احلجب العظيمة املكان والزّ مان ،وملزومه الذي هو احلركة ،وهي مناط الغ ّّة
درف فيثا ورس احلركة بالغ ّّة؛ اذ ّؤكد ّّة احلوااي الكائنة مع داملوالسوائ ّية بحيث ّ
ّ
وكل هذه مر فعة دن دامل العقلّ ،
فكل من العقول كأنّه حاق نفس األمرّ .العقل الذي هو ّ
الصعوا ّّة
السلسلة ّ ّقول «من رآين فقد رأى اهلل» كام قال ذلك س ّيد العقول الكل ّية يف ّ
بخّلف املمكناي باإلمكان ادستعدااي ،املتحجبة املشوبة بالتبادد املكاين ،والتّاماي الزماين،
السوائية دليها البة،السيّلين ،والو ول اهليودين؛ فا ّ ا من صقع املوا ّا ،وأحكام ّ
والطبع ّ
جمرا الفقر إىل اهلل عاىل .منه.
وان إمكا ا ّ
بتجرا دامل العقل دن املاه ّيةّ ،
س ّيام إن قلنا ّ
راجّي لياءه ،متواجدين يف عشق مجاله وجالله؛ هذا بلسان؛ و ُن ّساك ًا إهل ّيّي
و ُع ّباد ًا ر ّبان ّيّي حول كعبة وصاله ،هذا بلسان آخر .قال املع ّلم الثاين« :ص ّلت
واملطر َهب َطالنه ،وقد ّ
يصّل ُ بس َيالنه،
رججاُنا ،واملا ُء َ
واألرض َب َ
ُ دوراُنا،
السامء َب َ
ّ
َ
ْرب﴾ » .له وال يشعرَ ﴿ :و َلذك ُْر اهلل أك َ ُ
ويف كون األفالك ذوات نفوس قوالن:
أحدمها أ ّن ّ
لكل كرة يف فلك نفس ًا.
والكوكب فيه كاآلالت.
ُ ُ
واألفالك اجلزئيّة الكّل، وثانيهام ّ
أن النّفس للفلك ّ
وأُنا كاجلامدات،
وما ييال :إنّه يستفاد من بعض األخبار أنّه ال حياة لألفالكّ ،
حياهتا
ُ فليس كذلك .ولو ّ
دل بظاهره لكان فيه إشار ٌة إىل ّأُنا بميتىض التّوحيد
رادهتا ُمست لك ٌة يف إرادته ،وفع َل ا يف فعله، ُمست لك ٌة يف حياة اهلل تعاىل ،كام ّ
أن إ َ
وأحكا ُم الظاهر غالب ٌة عّل أحكام املظ ر بخالف العنرص ّيات ،فينعكس احلكم
هاهنا إ ّال أن تشابه الفلك واملَ َلك ،فاحلكم احلكم .وكفى يف ذلك ُ
قول س ّيد
املوحدين عّل بن احلسّي× خماطب ًا لل ِ اللَّ « :
السّل ُم َد َل َ
يك ّ الساجدين وزين ّ
ائب يف َف َلك ال ّت َقدّر» .ونِع َم ما قيل: لق املُ ُ
طيع الدّ ُ أُّيأ َ
اخل ُ َّ ُ
( )1جامع الشتات .58 :رشح األسامء احلسنى 47 :1و ج.8 :2
فإن نوره يف لسان اإلرشاق ّيني هو األنوار القاهرة مطلق ًا ،واألنوار اإلسفهبد ّّة الفلك ّية
(ّ )2
اإلسفهبدي الذي هو
ّ الذات .والنورواألرض ّية ،وهي نوره الفعيل ود أقول له؛ فكيف لنوره ّ
النّفس النّاطقة ،قدّم بالزّ مان بادتبار ذا ه وباطن ذا ه دند األفّلطونيني .وما ثبد قدَ مه ،امتنع
ددمه .ويف احلدّث «خلق األرواح قبل األجساا بأل َفي دام»[ .املسائل الْسوّة ،53معاين
ولعل األلف ر ْب طويل ،د زماين ّ األخبار ،1/108مناقب آل أيب طالب .]179 2
دريض .ودندنا نوره حقيقة الوجوا اآلبية دن العدم .ومن أسامئه احلسنى «ّا من له نور د
ّ
وريب ليس بآفل،
ني﴾ ،أي الكوكب آفلّ ، ُ
ّطفا» .وقال عاىل دن خليله ﴿د أحب اآلفل َ
كل نورّ ،ا نور ًا بعد ّ
كل نور، كل نورّ ،ا نور ًا قبل ّ
فالكوكب ليس بريب .ويف الدّ داء «ّا نور ّ
كل نورّ ،ا نور ًا ليس كمثله نور»[ .املصباح (الكفعمي) .]253وقال العارف ّا نور ًا فوق ّ
وان معاااانى بااار قااارار و بااار اوام قر اااا بااار قر اااا رفاااد اى مهاااام
دكااس ماااه ودكااس اخاارت برقاارار شااد مباادّ ل آب اّاان جااو چنااد بااار
منه.
وال ّ
تكل .وأ ّن وضعه أجدى األشياء نفع ًا وأكثرها أثر ًاّ ،
فإن اهلل سبحانه جعل
وأوضاع ثوابته ٌّ
كل مع اآلخر ُ األمور األرض ّية منوط ًة باألوضاع ّ
السامو ّية،
الكروي أفضل
ّ وأن شكله أفضل األشكال ّ
فإن الشكل أدو ُم األوضاع وأثب ُت اّ .
َ
عامل الوحدة والبساطة ،وبعدم انت اء األشكال حيث إنّه ببساطته ووحدته حياك
اخلط ،وال ّ
خط بالفعل يف الكرة ـ حياك ّ سطحه ـ حيث إ ّن ُناية ّ
السطح ه
عد َم ُناية علم اهلل وقدرته وكلامته .وباستواء نسبة مركز الكرة إىل مجيع أقطارها،
الرمحن إىل ّ
الكل. وكون ّ
كل موضع من حميط ا وسط ًا ،حياك استوا َء نسبة ّ
بالصناعة إذا ُ
أصون عن الفساد؛ ولذا كان الفاعلون ّ وأيض ًا الشكل ال ُك ّ
روي
الضياع جعلوها كرات .قال تبارك وتعاىل:
قصدوا صيانة مصنوعاهتم عن ّ
امء َس ْقف ًا َحم ُفوظ ًا﴾ ،وقالَ ﴿ :و َبنَينا َفو َقكُم َسبع ًا شداا ًا﴾ . وج َع ْلنا َّ
الس َ ﴿ َ
أعّل األيون؛ وأن كيفه ـ كميله وإرادته وعلمه ـ ّ
أجل الكيف ّيات؛ ّ
وأن أينَه َ
الكميات وأمثل ا؛ إذ ال يسوغ عليه النّمو والذبول ّ أصح
ّ كمه املتّصل ّ
وأن ّ
احلق تعاىل ج َع َل ا
كل فلك وفلك ّ إذا ج َع َل ا اجلاعل ّوالتخلخل والتكاثف ،بل ّ
ساميد «ثواباد»؛ هلاذا ،ولابطء حركتهاا بالنسابة إىل السا ّياراي .فااألفّلك
( )1حتّى إ ّ ا ّ
والفلكياي بدّمومتها واّمومة أوضادها مظاهر اوام اهلل ،و ذكر بألسنة وجوااهتا «ّا اائم،
ها من األسامء احلسنى التي هي جمايل ظهورها .منه. حيّ ،ا ق ّيوم» و
ّا قائمّ ،ا ّ
( )2وأّض ًا حياكي هبذا خ ّّة الوجوا؛ ألن الوجوا مطلق ًا خ وحسن .وحياكي حسن صنيع
اهلل يف كل وجوا جمعول من حيث هو وجوا مرقوم بقلمه األدىل .والوسط ،هو الفاضل ،كام
و﴿الص َّلة ا ْل ُو ْس َطى﴾ هي األفضل منها .منه.
َّ قالوا «خ األمور أوسطها»،
( )3األنبياء.32 :
( )4النبأ.12 :
فارسية هنا. ( )5الظاهر أنه يريد هبا :الرغبة أو اإلرادة ،ف
وكثري من
ٌ الكميات .وكيف ال،
ّ متيدّ ر ًا بميداره ا ّلالئق به؛ وأيض ًا ُّ
كمه أعظم
كمه ال عن نفس األفالك؟ ّ
وأن َّ أضعاف أضعاف األرض ،فض ًُ الكواكب
والتسعة ُأصول
ّ فإن عدد األفالك تسعة، ُ
أكمل الكم ّيات املنفصلةّ ، املنفصل
والتسع ُة عدد أرقام آدم هكذا ،441
ّ العدد؛ ولذا كان األرقام تسعة ال غري.
ومجع العدد من واحد إىل تسعة مخسة وأربعون وهو عدد آدم ،وآدم هو النّوع
األخري ا ّلذي هو كامل األنواع ،فالكامل للكامل.
أن عدد األفالك تسعة ال أكثر وال أ ّقل ،ف و من ج التحييق احلييق
وأ ّما ّ
تفوه بعض العلامء بغري ذلك.
بال ّتصديق ،وإن ّ
عّل بن سينا أنّه احتمل أ ّما يف جانب الكثرة فربام ينسب إىل ّ
الشيخ الرئيس أيب ّ
باطل؛ ألنّه إ ّما أن يكون ّ
كل واحد من ا كال يف فلك ،لكنّه ٌ
أن يكون ال ّثوابت ا
متحرك ًا بذاته فيكون انيضاء حركة ِّ
الكل يف زمان واحد ،وهومخسة وعرشون
ألف سنة ومئتن عّل سبيل االتّفاق ،مع أنّه ال نظام يف االتفاقات .وكيف
يتساوى ّ
الكل يف احلركة وه خمتلف ٌة عظ ًام وصغر ًا إلحاطة بعض ا ببعض،
نوع متّفق األفراد ،بل ّ
كل وخمتلف ٌة نوع ًا؛ إذ األفالك والفلك ّيات ال يوجد في ا ٌ
متحرك ًا بالتّبع لفلك أعّل من ا ومل
ّ ،وإ ّما أن يكون ّ
الكل نوع منحرص يف شخ
إىل يكن لذواهتا حرك ٌة ّ
بالذات .وكيف يكون هذا ،وما بالعرض البدّ أن ينت
ما ّ
بالذات كام يف حركات األفالك الثامنية من املرشق إىل املغرب بتبعيّة الفلك
األطلس؟
ّ
بالكل ،ومل ّكن لذواهتا حركاي ( )1أي كون ّ
الكل متحركة احلركة البطيئة فلك أدىل حميط
ٍ
خاصة؛ إذ د اادي إىل القول بالتعدّ ا حينئذ .والذي اداهم إىل القول بتعدّ ا األفّلك التسعة
ّ
وجدا م حركاي خمتلفة ذا ية؛ وأّض ًا فصل الفلك املأخوذ يف حدّ ه أنّه مبدأ ميل مستدّر.
السكون بالذاي ،كام دن احلركة املستقيمة ،وامليل املستقيم .منه.
واحلركة املستدّرة آبية دن ّ
وأ ّما يف جانب الي ّلة ،فيد احتمل املح ّيق الطويس +أن تكون األفالك
ّترك ا هذه احلركة ،وهذا أيض ًا ٌ
باطل؛ إذ ثامني ًة ،وتكون احلركة ّ
الُّسيعة بنفس ّ
كل واحد ،فال نفس ملجموع الثامنية وجو ٌد آخر يف اخلارج وراء وجود ّ ُ ليس
اخلاص َة .وهل يكون ِ
احلركات كل واحد ا ّلت ُّت ِّر ُك ا ُأخرى له وراء نفس ّ
ّ
ال نفس ُأخرى وراء النفوس الثالث املتع ّلية هبا؟ ملجموع رجل وفرس وثور مث ً
اجلسم ،والفاعل املبارش للتحريك
َ املجرد ُة
ّ وأيض ًا كيف ُحي ّرك النفس الكل ّية
ُمطلي ًا هو الطبيعة؟ واحلركة اجلزئ ّية ال تستييم بالتّصور ّ
الكّل واإلرادة الكل ّية
كتصور جزئ خيا ّيل ،وشوق خمصوص منبعث من
ّ جزئ خمص
من دون ّ
،فلم تتح ّيق احلركة خمص
بال ّ نفس منطبعة جزئ ّية ،وإ ّال لزم التخصي
اجلزئ ّية.
والطبيعة والنّفس املنطبعة البدّ هلام من جسم تسـري وتنطبع فيه وراء
املخصصاتّ ألُنا َحم ٌّال لطبائع ا ،ونفوس ا املنطبعة في ا
األجسام الثامنية؛ ّ
اخلاصة .وال يمكن يف اجلسم البسيط اإلبداع حلول مبدأي مي َلّي ّ حلركاهتا
الكل ،وفلك ّ
الكل. متضا َّدين ،ونفسّي منطبعتّي ،فثبت جسم تاسع هو جسم ّ
احلج
جمرا ،واملجرا نسبته إىل اجلزئياي دىل السواء ،فاإلنسان إذا أراا ّ ( )1فإن املدرك ّ
للكيل ّ
الرب أو
صور طرّق ّ الكيل إليه ،وّنبعث منه امليل ّ
الكيل ،ولو ّ ّتصور ّ
الذهاب ّ ّ مث ً
ّل فعاقلته
مها ،فيحتاج خاصة و
خاص ومسافة ّ البحر كان كل ّي ًا أّض ًاّ .
وأما الذهاب اجلزئي يف وقد ّ
ّتصور الوقد اخلاص واملسافة اخلاصة وبلد ًا
ّ وحمركة جزئية
ّ إىل قوى مدركة جزئ ّية،
مرجحاي خمصوصة، بلد ًا(.بلد بلد م) وخطوة خطوة ،وّنبعث منها ميول ّ
خاصة ،وخت ّيل ّ
تأي احلركاي اجلزئية من بني أمثاهلا وصنوفها.
ولود القوى اجلزئية ومدركاهتا اجلزئية ،مل ّ
منه.
وبإبطال املبادئ واليوى يؤول أمر تلك النفس الكل ّية ا ّلت احتمل ا إىل العيل؛
هذا خلف هذا .وقس إتيان صفات الفلك ا ّلت مل نذكرها عّل ا ّلت ذكرناها.
اجا﴾ نوح.16 : ِ ( )1يف املصحف الرشيفَ ﴿ :و َج َع َل َّ
رس ً
الشم َس َ
( )2يونس.5 :
( )3فالعارض ّية املعتربة يف مفهوم النّور كونه دارّة وواّعة من اهلل عاىل شأنه «ودبدّ ّوم ًا أن
الشمس دارض ّية والعارض ّزول وإن كان هو يف نفسه ّر ّا الواائع» .فإضافة نور الوجوا إىل ّ
أصّلً ،وهي يف نفسها دارضة «من و و دارض ذاي وجواّم» .منه.
( )4رشح األسامء احلسنى .11 :2
( )5وذلك النّور شعادها العارض للمستن اي من سطوح األجسام املقابلة هلا ،أو يف حكم
رب طلسمه دىل طرّقة
املقابل .واملراا من «نور اهلل» يف املعطوف ،نور الوجوا أو نور ّ
اإلرشاقيني .منه.
الشمس وضيائ ا ،وهو نور ّ
كل نور .ويمكن أن أو بنور اهلل ا ّلذي كروح ّ
لتأجج ّ
تأججه» إىل « َمن» عّل سبيل اإلضافة ألدنى مالبسة ،كام أرشنا
يرجع ضمري « ّ
إليه .ومزج ُه حينئذ است ال ُكه ّتت نور اهلل الواحد الي ّ ار.
وقد ييال «:الضوء» فرع النّور .والنّور يطلق عّل ما للّشء يف نفسه كـالنّور
ّـور عـّل النّـور الغنـ ّ ،
اإلرشاقيـّي الن َ
ّ اليائم بنفس ّ
الشـمس ،ويؤ ّيـده إطـالق
والعيول ،والنّفوس.
النري
ثم إنّه× بعد ذكر الفلك أفرد ذكر الشمس ملزيد العناية به ،فإنّه ّ
ّ
األعظم وقلب العامل ،س ّيد الكواكب ،آية نور اهلل الياهر؛ لي ره أنوار الكواكب
الصباح بإذن فالق اإلصباح،
املوجودة عند طلوعه ،وهو فاعل النّ ار ،وجاعل ّ
وقدرة جاعل الظلامت والنور الفتّاح الن ّفاح.
ً
وحقيقة ،فكيف د ّكون أن املاه ّية إذ ادترب معها الوجوا ص ذا ًا
( )1إذ من املح ّققاي ّ
ٌ
حقيقة وبدونه ماه ّية؟! منه. املوجوا حقيقة ،واملاه ّية به ص
ّ
نستدل به عّل الوجوب ،ليس غريب ًا عنه ،بل الوجود احلييي كاشف عن
ّ
ألن الشيئية :إ ّما شيئ ّية وجود ،وإ ّما شيئ ّية ماه ّية، الوجوب ّ
الذايت ،بل هو هو
وال ثالث .وشيئية املاهية حيثية ذاهتا حيثية عد ِم اإلباء عن الوجود والعدم،
وال تليق هذه بساحة ِع ِّز َمن ال حيوم حو َله يش ٌء من أنحاء العدم ولو كان عدم ًا
تعمل ّي ًا ،فبي شيئ ّية ُ
الوجود. عيل ّي ًا ّ
كل رشافة ،ومعدن ّ
كل إنافة. ألن الوجود منبع ّ
وانظر إىل رشافت ا؛ ّ
نتمسك في ا ببطالن التسلسل ،وال
وانظر إىل وثاقت ا وأخرصي ّت ا حيث مل ّ
يتطرق إلي ا املنوع ولو أثبتت امليدّ مات
بأخذ حدوث العامل ،وال بغريمها ممّا ّ
املمنوعة ولكن يطول املسافة جدّ ًا ،ومل ندَّ ِع الوجود ا ّلذي هو أبدَ ُه وأظ ر من ّ
كل
الذهن ،يعرفه ّ
كل غب ّ وصب ّ ،و ُم َعنو ُنه ّأول فإن عنوانه ّأول األوائل يف ّ
يشءّ ،
كل يشء ويفء ،ومل ُنؤثِر عليه األخفياء ،ومل األوائل يف اخلارج ،وهو الظاهر يف ّ
احلقيقي ا وهو حقيقة الوجوا ا حقيقة مرسلة ّمتنع دليها العدم .واحلقيقة
ّ ألن الوجوا
(ّ )1
املرسلة التي ّمتنع دليها العدم واجبة الوجوا؛ فحقيقة الوجوا واجبة الوجوا .فالوجوا
ألن األحكام ختتلف باختّلف العنواناي كام اليل ،والوجوب ّ
الذات مدلول .وهذا ّ احلقيقي ٌ
ّ
يف احلدوا واملحدوااي واألوساط واملوضوداي يف القياساي .وإنام قلنا «ّمتنع دليها
السواا ود
ألن القابل اجتمع مع املقبول ،واملقابل د ّقبل املقابل؛ فالبياض د ّقبل ّ
العدم»؛ ّ
احلقيقي د ّقبل
ّ العكس ،إنّام القرطاس ّقبلهام دىل التّعاقب؛ وهلذا أثبتوا اهليوىل؛ إذ اد صال
والصورة النود ّية املائية د قبل اهلوائية ،بل اهليوىل؛ فالوجوا د ّقبل
ادنفصال ود العكس؛ ّ
العدم ود العكس ،بل املاه ّية هي القابلة املجتمعة معهام .منه.
وأما اليشء املطلق فيندرج فيه شيئية العدم ،كام ّقال
( )2إذ املقسم هو اليشء املوجواّ .
اليشء ّإما واجب الوجوا ،وإما ممكن الوجوا ،وإما ممتنع الوجوا .وكام ّقال اليشء إما
وجوا ،وإما ددم ،وإما ماهية .منه.
نجعل ا أوساط ًا يف ُ
الربهان من احلدُ وث واإلمكان واحلركة ونحوها ممّا جعلت
يف الطرق األُخرى مفروغ ًا عن ا ،مع خفاء ّت ّيي ا وتع ّيل ا ّإال باالكتساب،
والذهن يف العاقل واملعيول ،يف إبراز أحكام ا. ّ وبتوسط الوجود اخلارج ّّ
عّل بن أيب طالب’َ « :ألغ َ َك من الش داء احلُسّي بن ّ ومن كلامت س ّيد ّ
ّتتاج إىل َاليل
َ د َحتّى
ك؟ َمتى ْب َُون ُه َو املُظه ُر َل َ يس َل َ
ك َح ّتى َّك َ الظ ُهور ما َل َ
ني
يك؟ َدميد َد ٌ اآلثار ه َي ا َّلتي ُوص ُل إ َل َ
ُ َون َّدُ ل َد َل َ
يك؟ أو َمتى َب ُعدْ َي َحتّى ك َ
كْس ْي َصف َق ُة َدبد َمل َجتعل َل ُه من ُح َّب َ د َراك ود ُ
َزال َد َليها َرقيب ًاَ ،و َخ َ
نَصيب ًا» .
ه هو املمكناي ،وهي شيئياي املاه ّياي اإلمكانية التي د أبى دان الوجاوا والعادم. ()1
أن حيثية ذاهتا خالية دن الوجوا ،كذلك خالية دن ال ّظهاور واإلظهاار بخاّلف حقيقاة
وكام ّ
حقيقي حيثية ذاهتا أ ّ ا الظاهرة ّ
بالذاي ،املظهرة للغا .وواجاب الوجاوا ّ الوجوا ،فإ ّ ا نور
السا َاام َواي عاااىل حقيقااة الوجااوا البحااد ود ماه ّيااة لااه ،فااّل حيثيااة خفاااء فيااه ﴿اهللَُّ ُنا ُ
اور َّ
َو ْاألَ ْرض﴾ .منه.
( )2اإلقبال باألعامل احلسنة( 660 :ط بريوت) ،وفيه« :لغريك» ،وليس فيه« :ال تراك».
بحار األنوار .226 :95 ،142 :64
وج َع َل ا مفروغ ًا عن اَ ،
وأخ َذها شيئ ًا فرأى املاه ّيات ا ّلت شأُنا االختفاءَ ،
وأخ َذ احلدوث ا ّلذي من صفات اخللق ،ومل يعرف الوجود موضوع ًا مس ّل ًامَ ،
ِ
وأحكام ا ،وال نظر إىل بالذات و ُمظ ِ ر لتلك املاه ّيات احلييي ّ ا ّلذي هو ظاهر ّ
احلق تعاىل ،بل يطلق عليه وهو مصداقه ، مف وم الوجود ا ّلذي ليس غريب ًا عن ّ
حق الوجود؛ فلم ي ِ
عدلوا ومل يضعوا واملوضوع ّية واملفروغ ّية والب ّين ّية مائ ّية وهل ّية ّ
َ
الّشء موضعه.
وإىل هذا ينظر قول من قال يف «احلمد هلل» :يراد «باحلمد» ،اليدر املشرتك بّي
املبن ّ للمفعول واملبن للفاعل ،أي املحمود ّية واحلامد ّية له .ومعلو ٌم أنّه «ال
العّل العظيم» .وهذا أحد وجوه قوله×َ « :ر ِّب د ّ قوة إ ّال باهلل حول وال ّ
وظاهر أنّه رشك خف ،
ٌ يك» .أي من حيث أنا أنا وأنت أنت. ُأحيص َث ً
ناء َد َل َ
أثنيد َدىل
َ له ،فكيف يكون التثنية ثنا ًء «أند كَام وإثبات وجود ميابل
وقيل:
ِ ِ
ياس بِه َذ ٌ
نب وجو ُدك َذ ٌ
نب ال ُي ُ ُ
ِمن عرفت ر ّبك؟» قال« :بِ ِ
واردات ت َِر ُد عّل قلب َ عارف« :بِ َم
ٌ وس ِئل
ُ
فبيوة العيل من حيث هو عيل ال يمكن أن يتخطى إىل ما هو فوق ِ
عنده» ّ .
عامل العيل واجلسم ،بل بيدرة ُمستعارة من فِنائه وبعّي ناظرة ُمستدانة من جنابه؛
درك ويف ُدعاء أيب محزة الثاميل عن عّل درك البدّ أن يكون من سنخ املُ ِ
ألن املُ َ
ّ
أند» .وعن العارف الكامل الشيخ عبد بن احلُسّي’َ « :لود َ
أند مل أ َار ما َ
اهلل األنصاري:
وخ َلفاء
وح َجج ًا عّل بر ّيتهُ ،
فنصب م منار ًا يف بالده ،وأعالم ًا هدا ًة لعبادهُ ،
نفسه يف أعاظم أسامئه وأكابر آياته،رهيم َ عّل خلييته؛ ل ُي ِح ّق َّ
احلق بكلامته ،و ُي َ
وهم األنبياء واألولياء (سالم اهلل علي م أمجعّي) .وباحلييية هم العيول الكل ّية
أن ُأولئك
السلسلة النّزول ّية ،وكام ّ
الصعود ّية ،بإزاء العيول الكل ّية يف ّ
السلسلة ّ
يف ّ
العيول النتفاء اإلمكان االستعدادي واحلالة االنتظار ّية ـ وباجلملة ،املا ّدة
ولواحي ا عن ا واختفاء إمكاُنا ّ
الذايت ّتت سطوع نور األزل ،فلم ُيمكنه من
( )1أو وحيده بنور مستعار منه وبعني مستوادة منه .وبعبارة ُأخرى وحيده بالتّح ّقق به
املوحد منسلخ ًا دن الكثرة والتّشتد ،ومعنى ّ
الكل واحد. ّ وحيد ًا وجواّ ًا بأن ّص وجوا
منه.
( )2رشح العييدة الطحاوية ،98 :تاج العروس .303 :5
( )3مسند أمحد .261 :2صحيح البخاري .72 :8
( )4مجيع دواوين الشعر العريب عّل مر العصور /77 :24اليصيدة ،60282 :وفيه:
«أصرب» ،بدل« :أمحل» وهو الصحيح؛ ألن الفعل (محل) اليشتق تفضيله عّل زنة أفعل.
الربوب ّية باقية ببياء اهلل ،موجودة بوجود اهلل ،كذلك
الربوز ـ كانت من صيع ّ
الصاعدون لتخ ّلي م بأخالق اهلل ،ونضوهم جالبيب األبدان،
هؤالء العيول ّ
ومتكّن م يف ميام خلع النواسيت .وإىل كون هؤالء العيول مكافئّي ألولئك،
يشري كالم الشيخ اإلرشاق يف حكمة األرشاق« :والكامل من املد ّبرات ،أي
األنوار اإلسف بد ّية اإلنسانية بعد املفارقة تلحق باليواهر ـ أي بالعيول ـ فيزداد
عدد اليدّ يسّي ،أي عدد العيول من األنوار الكاملة املدّ برة إىل غري النّ اية» .
املجردة إنّام هو اال ّّتاد
ّ وقال يف موضع آخر يف أ ّن اال ّّتاد الذي بّي األنوار
العيّل ال اجلرم « :وكام أ ّن النّور اإلسف بد ملّا كان له تع ّل ُق بالربزخ ،وكانت
فتوهم أنّه في ا وإن مل يكن في ا .فاألنوار املد ّبرة إذا فارقت من
الصيصية َمظ رهّ ،
ِ
وكثرة عالقت ا العشي ّية مع ا، ِ
ونور األنوار ِ
األنوار الياهرة العالية شدّ ة قرهبا من
يتوهم أ ُّنا ه ،فيصري األنوار الياهرة العالية َمظاهر للمد ّبرات ،كام كانت
ّ
األبدان مظاهر هلا قبل» انت ى.
الصادرة من بعض العرفاء .واحلاصل أ ُّنـم^
رس بعض الشطح ّيات ّ
وهذا ّ
انقطاع دن
ٌ ( )1أي خلع األبدان أوائله .وهي أن كون بطرّق األحوال أن ّكون للعقل
أن صاحب
النظري .ومعلوم ّ
ّ اجلزئياي وا ّصال بالكل ّياي بنحو ملكة اد ّصال العلمي للعقل
هذه امللكة دند اد ّصال كأنّه طارح للبدن ،راف ٌ ألحكامه ،وكأنّه خيلو من البدن .ومتى
وجه إىل أحكام البدن كأنّه ّمأل منها .وهلذّن اخلأل واملأل مرا ب.
ّ
احلر ّّة
والعميل ا كليهام ا بالفعل وّكون له ّ
ّ نظري
ّ والتّمكّن يف هذا املقام أن ّكون يف العقلني ال
الروحان ّيني ،بل بأخّلق اهلل عاىل وّكون ا ّصاله بحقيقة دن األكوان وّتخ ّلق بأخّلق ّ
الوجوا مقام ًا وملكة له .وهذا معنى كون خلع البدن ملكة للمتأ ّله .منه.
( )2احلكمة املتعالية .166 :7رشح األسامء احلسنى .15 :2
( )3رشح األسامء احلسنى .15 :2
يف العائدات ،كالعيول يف الباديات ،بل هـم أعـّل من ـا ،كـام قـال بعـض أوالد
ورة َ
ذاق ماان َحاادائقنا الصااا ُق َ
خــتم م وســ ّيدهمَ « :و ُر ْو ُح القاادُ س يف َجنااان ّ
ُور َة» .
الباك َ
د» ،ونِع َم ما قال
دحرت ْق ُ
َ نوي أنم َل ًة
وقال جربئيل× ليلة املعراج« :لو َا ُ
املولوي:
فمن عرف م فيد عرف اهلل ،ومن ج ل م فيد ج ل اهلل ،ومن أح ّب م فيد
أحب اهلل ،ومن أبغض م فيد أبغض اهلل ،كام قال:
ّ
قلد :العيول مطلي ًا مل تكن ذات اهلل تعاىل ،فكيف يكون فيام ذكرتم داللة
إن َ
الذات عّل ّ
الذات؟ ّ
ق ُل ُ
د أ ُّنا وإن مل تكن ذات اهلل ،لكنّ ا باقية ببياء اهلل ،موجودة بوجود اهلل
( )1مشارق أنوار الييّي .247 :بحار األنوار 265 :26و .378 :75
( )2التفسري الكبري .234 :2تفسري ابن العريب .148 :2
( )3احلكمة املتعالية يف األسفار األربعة 434 :4و .275 :7
( )4احلكمة املتعالية يف األسفار األربعة 434 :4و .275 :7
( )5احلكمة املتعالية يف األسفار األربعة .324 :7 ،283 :5
اإلمكاين سوى اهلل ،لكن سوائ ّيتها مستهلكة،
ّ (ّ )6عني أ ّ ا وإن كاند بادتبار جهة نقصها
تعاىل ،ال بوجودات عّل حيال أنفس ا ،وال نفس ّية هلا؛ إنّام ه كاملعاين احلرفيّة
غري مستي ّلة باملف وم ّية ،كام قيل:
املسمى
ّ املسمى .واالسم عّي
ّ ميام ظ ور األسامء احلُسنى للكنز املخف ّ ف
من وجه وغريه من وجه.
وأيض ًا ،داللت ا عّل ذات اهلل باعتبار محل ا أعباء صفات اهلل تعاىل ،ال باعتبار
الصفات .فباحلييية صفاته د ّلت عّل
نفس احلامل واملظ ر املست لك ّتت أنوار ّ
ذاته وال حكم وال داللة لنفس احلامل؛ ألنّه لكامل ر ّقته ولطافته ال لون له يف
نفسه فانصبغ بصبغة صفات اهلل ،كاملاه ّية واهليوىل املب متَّي الفانيتّي يف الوجود
الش ادة حيث كانت فاني ًة يف ُّ
الص َور املرئ ّية في ا ،فال والصورة ،وكاملرآة يف عامل َّ
ّ
ها؛ ( )1فإن حقيقة الوجوا الدّ الة دىل الوجوب دل دىل احلياة والعلم واإلرااة والقدرة و
إذ مرجع حقائقها إىل الوجوا احلقيقيّ .
وّدل صفا ه دىل أفعاله كوحد ه وبساطته .ومبدديته
ذلك. والتكوّن إىل ّ
دل دىل دامل اإلبداع .ومتام ّية وجواه العميم دىل اوام الفي
و ّملا رجعد حقائق ّ
الصفاي إىل الوجوا ،كاند مثله يف ّ
كل بحسبه؛ ففي األجسام ضعيفة
كوجواها كام قال عاىل (وإن من َشء إدّ ّسبح بحمده ولكن د ّفقهون سبيحهم) ،بناء
املجرااي قو ّّة كوجواها.
دىل قراءة (ّفقهون) بياء الغيبة؛ ويف ّ
أن الوجوا سنخ واحد،
الصفايّ ،
أن الوجوا يف أ ّّة مر بة كاند دني ّ والذي أراه الي ً
ّل دىل ّ
وكنوع فارا.
ويف النفوس النّاطقة التي هي أانى املفارقاي يف ادبتداء ،وجواها دني دلمها بذاهتا؛ ألنّه
حضوري ،ودني إرااهتا ودشقها لذاهتا ولقواها و وابع ذاهتا ،ودني حياهتا وقدرهتا دىل
ّ
ذلك .منه. انبعاث القوى ،ودني نور ّّتها ،ودني ك ّلمها وناطق ّيتها إىل
( )2وهو قسامن
أحدمها ،وجواه يف العقل التفصييل الذي ّقال له «القلب» لوقوع التعاقب فيه.
السامء
بقوة أحسن اخلالقني .وفيه ّ وثانيهام ،وجواه يف العقل البسيط ّ
اخلّلق للتّفاصيل ّ
ها من املتخالفاي موجواة بوجوا واحد ،وهو كمقام صالح واألرض واملاء والنّار و
مها باحلقيقة د األضداا يف الوجواّ ،
وكل واحد منها يف العقل كام يف اخليال سامء وأرض و
حمفوف
ٌ ألن ما يف العامل
أحق بإطّلق أسامئها دليها مم ّا يف دامل الطبيعة؛ ّ
باملجاز ،بل هي ّ
وممنو بأددام وظلامي وسيّلن واثور ،بخّلف ما يف دقلك
ّ بعوارض أجانب و رائب دنها،
أطوار ال ّّشء وظ ورا ُته ،وذلـك الشــ ء أصـ ُل ا املحفـو ،وسـنخ ا البـاق .
ه بوجه وليست ه ه بوجه. واألداين إذا جعلت آالت حلا األعايل ،ف
فالوجود الكتب كصورة زيد املكتوبة عّل لوح مث ً
ال ،إذا جعل آلة حلا
وجوده الذهن أو العين ال يباين ام .كيف ،ولو با َينَ ام مل َي ِ
ُّس أحكام نسبت إليه
بالكتب من كونه ح ّي ًا أو م ّيت ًا ،أو صحيح ًا أو مريض ًا ،أو غري ذلك إليه ،والتّايل
باطل؟ وإذا كان هذا هكذا ـ والوجود الكتب واللفظ أبعد من العين ؛
ّ
وألن داللت ام عليه بالوضع ال بالطبع ـ فام ظنّك بالوجود الختالف ماه ّياهتا
الصور الذهن ّية املطابية
الذهن ،إذا جعل آلة حلا الوجود العين وال س ّيام يف ّ
والرسوم والوجود والرباهّي.
النفس األمر َية بوجدان احلدود ّ
وباجلملة« ،ما هو» و«هل هو» و«مل هو» كام هو شأن احلكيم ،فإ ّن داللته
بال ّطبع عّل الوجود العين واشرتاك ام يف املاهيّة؛ إذ األشياء ّتصل بامه ّياهتا يف
والذايت ال خيتلف وال يتخ ّلف؛ فالشمس الذهن إذا جعل مرآة ملالحظة
الذهنّ ،
ّ
الشمس العين ف و هو بوجه ،ويُّسي األحكام منه إليه؛ وإذا أخذ مستي اال
املسمى» ،
ّ ّ
ولكل حكمه .وهذا أحد وجوه قوهلم« :االسم عّي فليس هو هو،
أي حتّى اللفظ ّ والكتب .
واحلق عندنا أنّه هو هو بوجه ،أي مأخوذ ًا «ال برشط» .وليس هو بوجـه ،أي
ّ
( )1مع كو ا كيفياي يف نظر آخر؛ ومن هذا ظهر معنى قولنا «العقول الكل ّية موجواة
بوجوا اهلل باقية ببقاء اهلل» .واستصعب فهمه بع ٌ من العلامء وقال «ّلزم أن كون هذه
للر ّا دىل صدر املتأهلني+ واجبة الوجوا بالذاي» .والعجب أنّه مل ّفهم هذا ،و صدّ ى ّ
حيث ّقول إ ّ ا ٌ
باقية ببقاء اهلل د بإبقائه ،ح ّية بحياة اهلل د بإحيائه؛ أل ّ ا من صقع الرب ،إنام
أن هذا َشءواحلي باإلحياء ما سواها من املمكناي واملوجوااي الطبيع ّية ،مع ّ ّ الباقي باإلبقاء
ّقل وجوا املمكناي بادنتساب إىل فإن من ْ ّقوله كث من أهل النّظر والبحث فيام سواها؛ ّ
ّقل إ ّ ا موجواة بوجوا اهلل عاىل .منه. وجوا اهلل عاىل ،وإن وجوا زّد إله زّدْ ،
( )2الكايف .144 :1املحتض.229 :
( )3البيرة.155 :
(َ ﴿ )8و َ نَ َّز َه َدن ُجمان ََسة َخم ُلوقا ه﴾
السابية ،سيّام عّل الوجه ا ّلرابع ،التّشبي َه ،صار امليام ميام
ملّا أوهم الفيرة ّ
التّنزيه واإلجالل؛ ألنّه تعاىل خارج عن احلدّ ي َن :حدِّ التّشبيه ،وحدِّ التّنزيه .قال
يع ال َبص ُ ﴾ . السم ُ
َش ٌء َو ُه َو َّ تعاىلَ ﴿ :ل َ
يس َكم ْثله َ ْ
و«املجانسة» :اال ّّتا ُد يف اجلنس ،ومن املعلومات تنزهيه تعاىل عن ذلك؛ إذ لو
ميره أ ّن اجلنس
املتيررات يف ّ
ّ شاركت ُه فيه خملوقا ُته ـ ومن
جنس َ
ٌ كان له تعاىل
لتحصله وتع ُّينه ـ كان له فصل ،فيلزم أن يكون له
ُّ ماه ّي ٌة مب مة ،والفصل ع ّلة
تعاىل ماه ّية .وقد برهن يف ميامه أن ال ماه ّية له سوى اإلن ّية .وأيض ًا يلزم أن
وتيرره ،وهو أشدّ حمذور ًا من يكون مركّب ًا ،فيلزم احلاجة يف أصل قوام ّ
الذات ّ
احلاجة يف الوجود؛ ّ
ألن جتوهر ذاته ليس سوى ذينك اجلوهرين واإلمكان؛ إذ
الّصف ّ
كل مافرضته ثاني ًا هلا؛ فهو هي د ثان له ،وحقيقة الوجوا ّ ألن مثل ا ّليشء ٍ (ّ )1
فإن ها .وأّض ًا ،ما د ماه ّية له كل ّية د مثل له ولو ذهن ًا .ويف اآلّة ٌ
مجع بني التّنزّه والتّشبيه ّ
السمع
ألن ّ
الكل؛ واإلثباي صفة شبيه ّ أي َشء كان ولو مثل دقل ّ النفي نزّه سلب مثل ّية ّ
والبّص ونحومها ا وباجلملة ،اإلاراك للجزئياي املحسوسة بل املوهومة ا متح ّقق يف
املعرف بالّلّم املفيدة
ّل دن ه ،فإنّه مظهر هلذه األسامء ،بل أثبتد بصيب املسند َّ احليوان ،فض ً
للقّص دىل املسند إليه نحو زّدٌ األم .وذلك النّفي مل ّتح ّقق يف َشء .منه.
( )2الشورى.11 :
ألن الوجوا دارض املاه ّية ،وّؤكّد ٌ
حاجة يف مقام العارض؛ ّ ألن احلاجة يف الوجوا(ّ )3
ألن ماهيته املفروضة فادلة لوجواه. األشد ّّة دىل القول بأصالة املاه ّية ويف الواجب ّ
بالذاي؛ ّ
كام ألزموا أنّه لو كان له ماه ّي ٌة لزم قدّ مها بالوجوا دىل وجواه .ويف الكّلم عرّ دىل
كل ممكن زوج تركيب ّ ،كذلك ّ
كل مركّب ممكن ،ال من باب انعكاس أن ّ
كام ّ
املوجبة الكل ّية كنفس ا ،بل من باب مربهن ّية ّ
كل من الياعدتّي ،هذا خلف.
واجبات ،فيلزم تعدد الواجب ،وأيض ًا يلزم اخللف إذ ال
ٌ ثم األجزاء إ ّما
ّ
عالقة بّي الواجبات با ّلذات ،فال تركيب يؤ ّدي إىل الوحدة ،فيكون ّ
كل واحد
بسيط ًا وقد فرض واجب ًا واحد ًا مركّب ًا؛ وإ ّما ممكنات فاملحتاج إىل املمكن أمكن.
وأيض ًا ،يلزم مساواة الواجب واملمكن يف الوجود ؛ ّ
ألن اجلنس والفصل
متّحدان يف الوجود بميتىض احلمل ،فوجود فصله بعينه وجود جنسه ا ّلذي هو
جنس املمكنات تعاىل عنه.
وأيض ًا ،لو كان له تعاىل ٌ
جنس ،فجنسه:
ميوم ًا؛ ّ
ألن حاجة اجلنس إىل الفصل يف ّإما الوجوا؛ فيلزم قلب امليسم ّ
الوجود ،والفرض أ ّن الوجود قوام هذا اجلنس بخالف األجناس يف املواضع
األُخرى؛ ّ
ألن ماه ّياهتا غري إن ّياهتا ،فمفيد وجودها غري مفيد قوام ا.
منز ٌه
عزه ّ
الوجوا ،وغري الوجود إ ّما العدم ،وإ ّما املاه ّية ،وساحة ّ وإما
ّ
القائلني بأصالة املاه ّية حيث حّص املحذور يف احلاجة يف الوجوا مع أ ّ ا أّض ًا لزم؛ بع
ألن الوجوا حمتاج إىل القوام ،والقوام إىل األجزاء .منه.
ّ
بكل جزء ،والتع ّلق هو اإلمكان ،وأّض ًا جائز العدم يف مر بة
فإن املركّب متع ّلق القوام ّ
(ّ )1
ّ
كل جزء ،والوجوا بعدها .منه.
( )2إذ العّلقة ّإما بكون بعضها د ّلة وبعضها معلودً ،وإما بكو ا منتهية إىل د ّلة ،وكّلمها
ّنايف الوجوب ّ
الذات .منه.
األول؛ أي لو كان له جنس مشارك مع املمكن ،لزم املساواة كام قلنا الذي هو
رجوع إىل ّ
ٌ ()3
ألن اجلنس والفصل
وأما دىل قدّر كون األجزاء ممكناي ،لزم املساواة ّ
جنس املمكناي؛ ّ
والنّوع متّحدة يف الوجوا .منه.
عن ام مجيع ًا.
ويمكن أن ُيراد «باملجانسة» معناها اللغوي ،فيطلق عّل النّوع لغ ًة .وييال
عّل ما يطلق عّل اليليل والكثري ،كاملاء يطلق عّل اليطرة وعّل ماء البحر.
كل من ا خيت ّ يف ٌّ واألوىل أن يراد هبا ما يشمل مجيع أقسام ّ
االّتاد ا ّلت
ّ
االّتاد بّي شي َئّي يف ج ة االصطالح باسم ،وهو اليدر املشرتك بين ا ،أعن
جامعة ،فيشمل «املامثلة» وه ّاّتاد ّ
الشيئّي يف املاهيّة والزم ا ،و«املجانسة
ّ
االّتاد الكم ،و«املشاهبة» وه ّ
االّتاد يف ّ مرت ،و«املساواة» وهاخلاصة» وقد ّ
ّ
االّتاد يف يف الكيف ،و«املناسبة» وه االّتاد يف اإلضافة ،و«املوازاة» وه
الوضع ،و«املحاذاة» وه االّتاد يف األَين ،وكذا «اهلوهو ّية» ا ّلت ه تعبري عن
«احلمل» يف االصطالح وهو ّ
االّتاد يف الوجود ونحو ذلك.
ألن وج َّل َد ْن ُم َ
ّل َء َمة َك ْيف َيا ه»؛ ّ وأفرد «املشاهبة» كام يأيت يف قوله×َ « :
أصح األعراض وجود ًا وأشم ُل ا ،ح ّتى إ ّن بعض علوم املجردات عند ّ الكيف ّية
بعض احلكامء كيف ّيات.
واحلاصل أنّه كام ال مثل وندَّ جلنابه األقدسَ ﴿ :فّل َجت َع ُلوا هلل َأ ْندَ ا َا ًا َو َأ ْنت ُْم
اذي
وازي وال ُحم َ ساوي وال ُم َ َ ون﴾ ،كذلك ال ُجمانِ َس وال ُمشابِ َه وال ُم َ َع َل ُم َ
والكم والوضع ب له تعاىل؛ النتفاء املاه ّية النوع ّية واجلنس ّية والكيف ِ
ّ وال ُمناس َ
ألن له حييية الوجود واألين واإلضافة امليول ّية عنه ،بل ال رشيك له يف الوجود؛ ّ
معاين يف ذا ه ٍ
حينئذ معنى قائ ًام بذا ه؛ إذ د ( )1أي له ٌ
صفة هي دني ذا ه .ومعلوم أ ّ ا مل كن
َ
العنواين الذي هو دني
ّ الصفة دىل الوصف سوى رصّح ذا ه ،بل هذا مثل ما ّقال ّ
الصفة دني الذاي كث ُ اآلّاي، املوصوف ،ومثل الصفة النفس ّية يف لسان املتك ّلمني .وكون ّ
للصورة اجلسم ّية، ّ
والكيل لنفس الكل ّية ،واملتّصل ّ للصورة العلم ّية، كاملعلوم بالذاي ّ
واملضاف لإلضافة ،واملتقدّ م واملتأخر ألجزاء الزّ مان ،واملوجوا للوجوا احلقيقي ،إىل
ذلك من املوارا .منه.
( )2الكايف .6 / 86 :1
(ُ )3نج البالغة/اخلطبة.1 :
(ّ﴿ )10ا َم ْن َق ُر َب من َخواطر الظنُون﴾
اخلاطر» :ما يرد عّل اليلب من اخلطاب،
ُ السلوك «
عند أهل الطريية وأرباب ّ
أو الوارد ا ّلذي ال ّ
تعمل للعبد فيه .وما كان خطاب ًا ف و عّل أربعة أقسام:
ويسمى «نير اخلاطر» وال خيطئ أبد ًا .وقد يعرف
ّ اين ،وهو ّأول اخلواطر،
َر ّب ّ
باليوة والتّس ّلط وعدم االندفاع.
ّ
كي ،وهو الباعث عّل مندوب أو مفروض .وباجلملةّ ،
كل ما فيه صالح، وم َل ّ
َ
ويسمى «إهلام ًا».
ّ
ويسمى «هاجس ًا».
ّ ونفساين ،وهو ما فيه ّ
حظ للنفس، ّ
يطان َي ِعدُ ُك ُم
الش ُاحلق .قال اهلل تعاىلَّ ﴿ :
وشيطاين ،وهو ما يدعو إىل خمالفة ّ
ِ ِ
حشاء﴾ .وقال النّب ّ |َّ « :مل ُة َّ ير ويا ُم ُر ُكم بِال َف
حل ِّق... َذيب با َ
الشيطان تك ٌ ال َف َ
َوإيعا ٌد بِ َّ ِ
الرش»
الرشع؛ فام فيه قرب ٌة ف و من ّ
األولّي ،وما سمى «وسواس ًا»ّ ،
ويعري بميزان ّ و ُي ّ
فيه كراه ٌة أو خمالفة رشع ًا ف و من اآلخرين.
األولّي ،وما هو
ويشتبه يف املباحات :فام هو أقرب إىل خمالفة النّفس ف و من ّ
الصايف اليلب
والصادق ّ
ّ أقرب إىل اهلوى وموافية النّفس ف و من اآلخرين.
احلق ،س ل عليه الفرق بين ا بتيسري اهلل وتوفييه ،كذا قيل.
احلارض مع ّ
( )1املراا هبا الكلامي العقل ّية مثل الكل ّياي العقل ّية التي هي كلامي العقل البسيط التي هبا
أن العقل البسيط ّتّحد
ص النّفس ناطقة بالفعل ،بل بوجه كلامي العقل الف ّعال .والتّوفيق ّ
بالعقل الف ّعال .منه.
لسان اهلل ،وكّلمه بوجه كّلم اهلل .منه.
ُ ألن امللك كالعقل الف ّعال،
(ّ )2
( )3رشح ُاصول الكايف ،83 :3التفسري الكبري .158 :32تفسري البيضاوي .542 :5
( )4أي د مؤ ّثر يف الوجوا إدّ اهلل .والوجوا يف ا ّّة ماه ّية كاند هو املجعول ّ
بالذاي للجادل
أن هذا فعل ّ
الشيطان أو النفس ،مم ّا ّقول املرشكون؟ أل ّ ام احلق؛ فأّن ما ّقول أهل الدّ ّن من ّ
النفس ال ّل ّوامة واأل ّمارة ،والنفساين من اهلل ـ إذ إله ّ
الكل واحد ،واليول بالثنو ّية،
واليول باألقانيم الثالثة ،واليول بالتخميس من بعض األقدمّي ،ك ُّل ا ٌ
باطل
ون خ ٌ أم اهلل الواحدُ ال َق ّهار﴾ ـ ال ينايف كون بعض اخلواطر
َفر ُق َ
رباب ُمت ِّ
﴿أأ ٌ
الشيطان ومن النفس. من ّ
وحدودها ونيائص ا من ام؛ وتسميت ا «وساوس» و«هواجس»؛ ّ
ألن ماه ّيت ا ُ
السنخيّة بّي الع ّلة واملعلول معتربة؛ فالوجود معلول الوجود ،والعدم معلول إذ ّ
بات لِل َّط ِي َ
بّي العدم ،واملاه ّية معلول املاه ّية ،كالزم املاه ّية من حيث ه ؛ فالطِ ّي ُ
بيثّي ،واحلكم للعنرص الغالب .فالجتالب العدم يف النظام لخ َبيثات ل ِ َ
َواخلَ ُ
ا ّ
لكّل والنظام اجلزئ إىل هذه اآلثار ،واست الك الوجود في ا بحيث إ ُّنا تكاد أن
تلتحق باألعدام ،أو باملاه ّيات املطلية الغري املعترب في ا الوجود ال يليق إ ّال
خملوقان هلل ،وهم ّقولون بقدم هذه الفوادل ا أي «النور» و«الظلمة» ،أو «ّزاان» و«أهرمن»
مم ّا ّقول به ال ّثنوي؛ أو األب وادبن وروح القدس ،مم ّا ّقول به بع النّصارى ا د ما ّقال
ٍ
حينئذ ،واملصداق واحد؛ من ُاقنوم الوجوا و ُاقنوم احلياة و ُاقنوم العلم؛ إذ التك ّثر يف املفاهيم
أو الباري عاىل والنفس واهليوىل والدّ هر واخلأل ،مم ّا ّقول به «احلرنان ّيون» وّقولون بقدمها.
املوحدّن الوجوا ك ّلة من صقع اهللّ ،
وأما املاهية وأرااوا بالدّ هر واخلأل الزمان واملكان .ودند ّ
فغ جمعولة ّ
بالذاي ركيبي ًا ا ّفاق ًا ،وبسيط ًا دىل التحقيق .منه.
( )1يوسف.39 :
ات لِل َّط ِّيبِّيَ ون لِل َخبِي َث ِ
ات َوال َّط ِّي َب ُ اخلبِي ُث َ ِ ( )2مستفاد من قوله تعاىل﴿ :اخلبِي َث ُ ِ
ات لل َخبِيثّيَ َو َ َ
ون لِل َّطيب ِ
ات﴾ .النور.26 : َوال َّط ِّي ُب َ ِّ َ
فإن الْسقة جتلب فقد املال والتشوّ وددم الطمأنينة ،والزّ نى اختّلط األنساب وددم (ّ )3
والكل جالب ددم الكامدي ّ ربية األودا وددم املح ّبة ،وال ّلواط ددم النّسل ،إىل ذلك.
العالية واخل اي احلقيق ّية للنّفس الناطقة القدس ّية .فهذه األددام والعدم ّياي دبدّ أن ستند
ٌ
وقاّة حلقيقة الوجوا دن فإن املاه ّية جنّة ،واهليوىل
إىل مثلها ،والنقائص رجع إىل ماه ّياهتا؛ ّ
الُّساب ّية ،وال يستشعر ذلك الغافل املحجوب أو
باالنتساب إىل املبادئ املحدودة ّ
املُ ِ
رشك ،باجل ة الوجود ّية النوران ّية ا ّلت من اهلل في ا حتّى ال ّ
يسمى وسواس ًا أو
واخلسة والتّفاضل بسبب االستشعار وعدمه؛ فاخلري بيديه
ّ هاجس ًاّ .
والرشافة
والرش ليس إليه ولو كان
ٌّ ولو كان وجود ًا مست لك ًا يف النّاقصات والسيئات،
يف الكامالت واحلسنات .فله احلمد ،ومن جيد خري ًا يف احلدود والتّعينات
رش ًا فال يلو ّمن إ ّال نفسه .ويف الدّ عاء« :إليه َّ ُ
رجع نفسه فليحمد اهلل ،ومن جيد ّ
َدواقب ال َّثناء» .ويف الكتاب اإلهل ّ ﴿ :ما َأصا َب َ
ك م ْن َح َسنَة َفم َن اهلل َو ما
بن آ َا َم ،أنَا أوىل
ك﴾ .ويف احلديث اليديس ّ« :ا َ َأصا َب َ
ك م ْن َس ِّيئَة َفم ْن َن ْفس َ
ند أوىل بس ّيئا َ
ك منّي» . َك م َ
نكَ ،وأ َ ب َح َسنا َ
والرش إليها .ويف إمهال شيئية املاه ّية إبطال كث من األحكام احل ّقة واحلكمة
ّ استناا النّقص
أن يف هذه اآلثار النّاقصة جهة ظلامن ّية وجهة نوارن ّية ،فكذلك يف مبااُّيا
والرشّعة .فكام ّ
فالنقص للنّقص والكامل للكامل ،والوجوا والنّور أّنام ّت ّققا
ُ املحدواة جهاي نقص وظلمة،
ونور ا من اهلل نور األنوارَ َ ،هب َر برهانُه .منه.
ا من حيث إ ّ ام وجوا ٌ
ّ
الكل ،ليس منسوب ًا إىل اهلل التعني الذي هو اإلمكان يف الكامل الذي هو دقل ّ فإن
(ّ )1
بالذاي؛ أل ّ ا حيثية ددم اإلباء دني .ود ماه ّية جمعولة ّ باملعلول ّية وإدّ لزم اإلمكان الغ ّ
والصّلة حسنة ،لكن ّ الوجوا والعدم بخّلف وجواه ا ّلذي هو حيث ّية اإلباء دن العدم.
قارة وحركاي متشابكة ّ جمعولة بالذاي ،ود ّليق من حيث إ ّ ا أصواي ماه ّيتها
ٍ
باألددام والقوى أن ّستند إىل اهلل باملعلول ّية إدّ بواسطة مباا هي نفوسنا وقوانا؛ و ّأما سنخ
ونور ،فهو بيدّه ومنسوب إليه .منه. الوجوا الذي هو خ وفعل ّية ٌ
( )2النساء.79 :
فألن الوجوا وإن كان جمعودً ّ
بالذاي ( )3إنّام استعمل فيه صيغة «أوىل» ّأما يف احلسناي؛ ّ
والتعني وإن كانتا من الوسائط ّإد
ّ فألن املاه ّية
السيئاي؛ ّ وأما يف ّهلل ،لكن قد ّكون بواسطة؛ ّ
أ ّ ام جمعولتان بالعرض .منه.
( )4الكايف .157 :1التوحيد.338 :
الوجودي يف ّ
كل وليعمم اخلري واحلسنة حتّى يشمال اجل َة النّورانيّة والوجه ُ
َّ
الرش
وليعمم ّ
َّ يشء؛ فإ ُّنام من اهلل ،كام قال تعاىلُ ﴿ :قل ك ٌُّل من دند اهلل﴾ .
والس ّيئة حتّى يشمال اجل َة الظلامن ّية والوج َه العدم ّ وشيئيّ َة املاهيّة؛ ّ
فإُنا من
النّفس والشيطان.
(ّ )1أما العقل البسيط املكتحل بنور اهلل ،فهو ليس ابن آام ،كام قيل
باااأبوت
ّ فااايل فياااه معناااى شااااهد وإين وإن كناااد ابااان آام صاااورة
ّ
[ فس كنز الدقائق ،76 1والبيد دبن الفارض]
األبوة احليطة والكل ّية بحسب الوجوا دىل األبدان البرشّة والنواسيد اإلنسية.
واملراا هبذه ّ
منه.
وأما
خاص ،وواقع يف جهة سفىلّ .
خاص ،ومكان ّ
فإن صور ه وهم أنّه حمدوا يف زمان ّ
(ّ )2
جمرا دن اجلهاي واألحياز واألوقاي« ،فأّنُه» اجلربوي ،و«متاه» الدّ هر
معناه فعقله البسيط ّ
مورخ ًا بتارّخ خمصوص ،بل واحد من كل ّيا ه العقل ّية ،وجهه حميطاألّمن األدىل وليس ّ
وزماين كام رشحنا يف موضع آخر .وهو إرشاق واحدٌ من
ّ وضعي
ّ برقائقه املثال ّية والطبيع ّية
هذا النور اإلسفهبد ،بل العقل البسيط بام هو دارف بالوجوا احلقيقي وأحكامه متّصل به،
ومتمكّن يف هذا العرفان واد ّصال فيام وراء نشأت الدّ نيا واآلخرة ،وليس يف املتى ود يف
الدّ هر ،وقد قال القدماء «نسبة الثابد إىل الثابد َسمد» [بحار األنوار ،236 54وفيه
«ظرفها الْسمد» ،رشح املقاصد ،291 1وفيه «هو الْسمد»] .منه.
( )3ق.22 :
( )4أي اليران الناطق ،وهو أمري املؤمنّي×.
( )5الكايف .98 :1التوحيد ،109 :وفي ام« :ما كنت أعبد.»...
طاء ما ازااي َّقين ًا» ـ عند الش ادةُ « :ف ُ
زي برب الكَع َبة» . الغ ُ
ألُنا ال تعيل الرؤية البرص ّية ،فال ينبغ للعاقل أن يتو ّقف يف ُحمال ّيت ا؛ ّ
وأ ّما ّ
بال مكان وج ة ،وبدون ميابلة ومواج ة ،وتأثري اليوى اجلسامن ّية وتأ ّث ِرها
بمشاركة الوضعّ ،
وكل ذلك من لوازم اجلسم ّية .واألشاعرة أيض ًا متحاشون
ربأ من م. أرص من م عّل الرؤية البرص ّية فنحن نت ّ
عن ا ،ومن ّ
وما ح ّيينا إنّام هو تفسري وتأويل للرؤية والنّظر الوار َدين يف كالم اهلل تعاىل
ِ
وأوليائه ،وبذل ج دنا إنّام هو فيه. ِ
ورسوله
ثم إ ّن بّي « َق ُر َب» و« َب ُعدَ » تضا ّد ًا ،كام أ ّن بّي «الظنون» و«العيون» إهيام
ّ
التضا ّد .
ّ
وكل إىل ذلك اجلامل ّش ُ
ألن
أن العلم بحقائق األسامء مستلزم للعلم بمظاهرها ،وكذا العلم بالنّحو األدىل؛ ّ
ومعلوم ّ
احلقيقي ذلك
ّ ألن كلمتّه فعله وإاجااه ،وإاجااه
شيئية اليشء بتاممه .ومثله الكّلم يف الكلمة؛ ّ
الوجوا املنبسط والعلم به مستلزم للعلم ّ
بكل ما هي مشمود ه .منه.
( )1إنّام كان إمجادً؛ ّ
ألن اليشء الواحد األحد د ّمكن أن حيكي دن الكث دندهم ،فصورة
ها .ودندنا الشمس د ّمكن أن حيكي ّإد دن ّ
الشمس ،د دن القمر واحلجر واملدر و ّ
ألن وحدة ذلك الوجوا
ليس كذلك ،بل دلم إمجايل بام دداه ،يف دني الكشف التفصييل؛ ّ
الكل بكثرهتا ،فّل ّ
ّشذ دنه ّ الواجب وحدة ح ّقة حقيق ّية د ددا ّّة ،وهو بوحد ه ّوازي
ٌ
حيثية ألن املاه ّية لوازم أسامئه متأخرة يف الوجوا ،والنّور
وجوا ،ود ّعزب دنه ماه ّية؛ ّ
واإلظهار .وك ّلام كان النّور أشدّ وأمجع ،كان ال ّظهور واإلظهار أ ّم ،فكان
ُ ذا ُ ُه ال ّظ ُ
هور
التفصيل أ ّم وأظهر .منه.
فادُوىل ميام التفصيل يف اإلمجال ،وهو ما قال احلكامء ّ
الراسخون فيه :إ ّن
بسيط احلييية ّ
كل األشياء بنحو أعّل ،وليس بّشء من ا.
األرض﴾ ،وفيه
السامواي َو ْ وال ّثان ّية ميام اإلمجال يف التّفصيل﴿ :اهللُ ُ
نور ّ
الوجود يف األعيان
ُ قال احلكامء اإلهل ّيون :صفحة نفس األمر وصحيفة عامل
بالنّسبة إليه تعاىل كصفحة األذهان بالنّسبة إلينا .
سابق عّل ّ
كل علم ٌ فف االُوىل وجدان ذلك البسيط ّ
كل وجود بنحو أعاله ٌ
وأي حضور أشدّ من حضور
للمجردّ ،
ّ مرتبة ،فإ ّن العلم ّ
بالّشء هو ُحضوره
للمجرد املنطوي يف حضور ذاته لذاته؟ فإ ّن علمه بذاته
ّ النّحو األعّل من الّشء
عّل وجه يستتبع علمه بام عدا ذاته .واالستتباع واالستلزام هنا عّل التّحييق
من قبيل امللزوم والالزم الغري ّ
املتأخر يف الوجود ،كام يف مفاهيم أسامئه وصفاته
بالنّسبة إىل وجود ذاته ،وصور أسامئه وصفاته من املاه ّيات واألعيان الثابتات
كذلك بالنّسبة إىل وجود ذاته .ف و ـ تعاىل عن املثل والتّشبيه ـ كمرآة في ا صور
مجيع األشياء ،إذا كانت عاملة بذاهتا حارضة ذاهتا لذاهتا.
الفعّل ال ّثانوي أيض ًا علم سابق؛ ّ
ألن وجود األشياء بام هو ّ ثم يف ميام العلم
ّ
مضاف إلي ا معلوم اهلل وهو بام هو مضاف إىل اهلل علمه .ومعلوم أ ّن إضافته إىل
مخري طينة آام بيدي أربعني صباح ًا» [دوايل الآليل 4
( )1اقتباس من احلدّث القديس « ُ
،138/98فس ابن العريب .]180 2وهذا التخم باليدّن جعله مظهر ًا لصفاي اهلل
التّنزُّيية والتشبيه ّية أو لصفتَي ال ّلطف والقهر؛ ّ
فإن نورك ونارك كليهام منك .و َن ْع َم ما قيل
خلد و اوزخ دكس لطف وقهر وسد طاداااد روحانياااان از هبااار وساااد
فإن و ّفقك اهلل عاىل ،وأصلحد نفسك بالعلم والعمل هلل ،واألخّلق احلسنة ،جعلتها مظهر
صفاي ال ّلطف .وإن خذلك وأفسدهتا بمزاولة اجلهادي واألدامل النار ّّة ،واألخّلق الرذّلة
التي ك ّلها ن ان كامنة حمرقة والنار مظهر القهر ،جعلتها مظهر صفاي القهر.
وااؤك منااااااك ومااااااا شااااااعر اواؤك فيااااااك ومااااااا بصااااااار
[ فس اآللويس ]79 1
و ّفقنا اهلل لإلصّلح .منه.
َر ّباين يف نعمه َصغ ًا َون ََّو َه باسمي كَب ًا» .
فوجدت طاعايت يف جنب نعمه وآالئه كيطرة يف بحر جل ّ ،بل ال
ُ وباجلملة،
ألن ال ّطاعة أيض ًا بتوفييه وبحوله ّ
وقوته كام قال تبارك وتعاىل: شيئ ًا يف احلييية؛ ّ
ّ
فالكل من إسّلمكُم َبل اهلل َّ ُمن َدليكُم ان َهداكُم لّلّامن﴾ ؛
َ ﴿ ُقل د متَ ُنوا َد َ َّىل
ِمنَنِه وإحسانه .و«املِنن» مجع «املنّة» بالكُّس أي النّعمة .وامل ّن :العطاء ،وكثري ًا ما
يرد بمعنى اإلحسان ،ومن ام مأخوذ اسمه تعاىل «املنّان» .وأ ّما «املنّان» بمعنى
ا ّلذي ال ُيعط شيئ ًا إ ّال م ّن به ،واعتدّ ه عّل من أعطاه ،فال يطلق عليه تعاىل؛ ألنّه
الس ّجاد ّية« :يا َمن ال
جل شأنه .ويف األدعية ّال عن اخلالق ّ مذموم يف اخللق فض ً
نان» .وأ ّما قوله تعاىلَ ﴿ :بل اهلل َّ ُمن َدليكُم﴾ ،ف و مني َكدِّ ر َعطاياه باالمتِ ِ
ُ ُ ُ
باب صنعة املشاكلة ،وأنّه لو جاز عليه االمتنان لكان له املنّة علينا ،ال لنا عليه.
ثم يف قوله« :أرقدين» و«أييظن » طباق.
ّ
وترك العطف يف « ّ
صل»؛ لكامل االنيطاع بّي اجلملتّي ،امليتيض للفصل.
األتم يف عرض احلاجة لدى
ّ ثم ملا كانت الطريية األقوم ،والوترية األمجل
ّ
مجد أ ّوالً ع ُّلو شأنه ،و ُي َّ
بجل ُس ُم ّو الغن ّ املغن األكرم األجود األعظم أن ُي َّ
مكانه ،وبعد إجراء شطر من الفضائل عليه وإهداء شكر ِعظة من الفواضل
وجماوريه؛ لييع عرضه
يربيه ،وأفضل أو ّدائه ُ
فليتوسل بذيل أكرم أح ّبائه و ُم َّ
ّ لديه،
َمو َق َع اليبول ،ويظفر بنيل املأمول ،اشتغل× بذكر طائفة من مجائله وفضائله
حممد وآله .هذا عّل وفق
قواده ودالئلهّ ،
بالصالة عّل أكرم وسائله ،وأرشف ّ
ّ
السرية الفاضلة ،والسنّة العادلة ،والعادة اجل ّيدة الكاملة ،وأ ّما بحسب العيل،
ّ
فليعلم أن ال ربط للحادث باليديم إ ّال بواسطة ،وللممكن بالواجب إ ّال برابطة
حظ من اجلانبّي ،متمكّنة يف احلدّ املشرتك بّي ال ّطرفّي .ومن ّ
ثم برزخ ّية ذات ٍّ
اشت رت كيف ّية ربط املعلول احلادث بالع ّلة اليديمة «بالدّ اء العياء»؛ ّ
ألُنا أعيت
( )1قال ابن أيب احلديد« :أي دخلتم يف الفجر» .رشح ُنج البالغة .207 :1
( )2ائتلق و ألق التمع .و«اخلّص» وسط اإلنسان .و«اهليف» فيه الد ّقة .واملعنى ّ
أن البدر
مكتسب من هلب وجهه ادلتامع والْسار ،مستع من استتار خّصه ادنمحاق .وفيه مبالغة
يف ا ّقة خّصه .منه.
( )3رشح األسامء احلسنى .29 :2
عيول العيالء املتفكّرين حيث إنه ال جيوز خت ّلف املعلول عن الع ّلة التا ّمة
خصوص ًا املبدأ التا ّم الغن ّ الذي ال حيتاج إىل معاون ،أو آلة ،أو ُمعدٍّ ،أو رشط
حتّى انتظار وقت ،أو نحو ذلك.
واإلشكال يف موضعّي:
يتوجه عّل احلكيم واملتك ّلم كلي ام.
أحدمها :ربط احلوادث اليوم ّية ،وهذا ّ
وكيف ّية ربط ا باليديم تعاىل شأنه ّ
أن احلركة املستديرة الفلك ّية أقدم وأبيى وأدوم
من احلركات املستييمة ،والكائنات العنرص ّية .وتلك احلركة الفلكية كسائر
التوسط.
ّ احلركات املستييمة تنشعب إىل حركة بمعنى اليطع ،وإىل حركة بمعنى
التوسط» وقد ح ّيق يف موضعه أ ّن «اليطع» أمر ممتّد منيسم ،راسم ّ
للزمان ،و« ّ
التغري يف نسبته إىل
مر بسيط حمفو دائم يف مجيع حدود احلركة ،ثابت بذاته ،إنّام ّ
أ ٌ
حدود املسافة ،وهو بإزاء اآلن الس ّيال .فع ّلة ّ
كل حادث يف َ
عامل الكون جمموع
أمرين:
( )1إذ مع جواز التخ ّلف كيف حيكم دليها بكو ا د ّلة ّامة بالفعل ،ودليه بكونه معلودً؟
ّ
فأقل ما ّعترب يف احلكم املصاافة واملوافاة مع أ ّ ا حاصلة يف املصاحبة اد ّفاقية .ويف العل ّية
؛ إذ املقدور ّّة ّعترب ال ّلزوم ود ّتفاوي املحال ّية بتبدّل التخ ّلف بالتخليف كام فعل البع
مرشوطة باإلمكان .منه.
ألن احلكيم املح ّقق كام ّقول بأصل القدرة هللّ ،قول بعموم القدرة ،وأنّه د مؤ ّثر يف (ّ )2
وأن لغ ه ليس ّإد اإلدداا ووساطة الفي .ولو أطلق الفادل دىل ه الوجوا ّإد اهللّ ،
القوة وحموضة الفعل ،د ّل طبيعي ًا ،أي مبدأ احلركة التي هي أمر بني رصافة ّ عاىل كان فاد ً
ّل إهل ّي ًا ،أي مبدأ الوجوا والفعل ّية .واألشعري ّقول احلوااث ذواهتا وأفعاهلا مجيع ًا أفعالفاد ً
املعتزيل ،فهو وإن
ّ اهلل ،وليس للعبد يف أفعاله ّإد جملو ّّة فعل اهلل ،وليس له القدرة املؤ ّثرةّ .
وأما
إن ذاي العبد خلقه اهلل عاىل وهو حااث .وأما اإلمام ّية قال بخالقية العبد ألدامله ّإد ّ
فيقولون باألمر بني األمرّن ،وسيأت ّتقيقه إن شاء اهلل .منه.
أصل ثابت قديم وهو قدرة اهلل ونور اهلل وكلمة اهلل وأمر اهلل:
ِعبارا ُتنا َشتّى وحسنُك ِ
واحدٌ َ ُ
ويشء حادث جديد شيئ ًا فشيئ ًا ،هو جزء من تلك احلركة اليطع ّية ،هو رشط
تأثري ذلك األصل اليديم ،فبذلك اجلزء يسند إليه احلادث الكوين.
التوسط؛ ّ
ألن الثابت ّ وأ ّما إسناد نفس احلركة إىل اهلل تعاىل ،فباعتبار جنبة
منسوب إىل الثابت كام ّ
أن احلادث منسوب إىل احلادث .هذا عند أكثر احلكامء،
بأن الطبيعة الفلك ّية متجدّ دة ذات ًا بنحو جتدّ د
وعند بعض حم ّييي م كيف ّية الربط ّ
باعتبار مراتب ا املتجدّ دة مسند عيّل بسيط دائم عند اهلل ،ف
األمثال .وهلا وجه ّ
النوري
ّ إلي ا للحوادث الكون ّية ،وباعتبار وج ا العيّل البسيط الدّ ائم ،ومثاهلا
احلق اليديم.
اليائم ،مستند ٌة إىل ّ
وثاين املوضعني :كيف ّية ربط كل ّية العامل احلادث إىل اليديم تعاىل شأنه ،وهذا
يتوجه ويرد عّل املتك ّلم اليائل بانيطاع
ّ هو املوصوف «بالدّ اء العياء» ،وهو
وبالزمان املوهوم ،ال عّل احلكيم اليائل بعدم انيطاع الفيض ،لك ّن ّ الفيض،
املستفيض منيطع ،وأ ّن نور اهلل تعاىل ليس بآفِل ،إنّام املُستنري داثر زائل ،وأ ّن
اجلواد ال يمسك ،بل هو «باسط اليدين بالعط ّية» ،إنّام املُستجاد نافد بائد.
أن اليول باحلدُ وث قول فحل ورأي ٌ
جزل هو قائد العيول ودليل م عّل اعلم ّ
بأن َمناط احلاجة إىل الع ّلة هو احلدوث ،ولكن برشط
اهلل تعاىل ،ال س ّيام اليائل ّ
ّأال يصري اليائل ُمستح ّي ًا ألن ُييال فيه:
وبعدمها:
ِ
و«عاملُ ا ُم َ
لجم» أي خوف ًا.
ّ
الكل الذي هو دندك اإلن ّية ،بل د ماه ّية له دند ألن روحان ّيته| دقل ( )1وذلك ّ
الرضور ني أو جواز ال ّطرفني أو ساوي الطرفني بناء
املح ّققني .واإلمكان الذي هو سلب ّ
وأما اإلمكان بمعنى الفقر والتع ّلق ،فالوجوا موصوف
دىل بطّلن األولو ّّة وصف املاه ّيةّ .
العقيل بالنّسبة إىل
ّ والتقوم باجلادل ،والوجوا املفارقي
ّ فإن الوجوا املجعول دني التع ّلق
به؛ ّ
الوجوا األقدس كاملعنى احلريف د استقّلل يف التح ّقق ود يف ال ّظهور والنور ّّة ّإد به ،كام د
احلريف .منه.
ّ استقّلل يف املفهوم ّية للمعنى
( )2خمترص املعاين .277 :خزانه األدب .486 :10
روة الكاهل األ ْد َبل﴾ (﴿ )18والنّاصع َ
احل َسب يف ذ َ
. «الناصع» :اخلال ُ من ّ
كل يشء« ،ن ََص َع» كـ«منع» نصا َع ًة ونصوع ًا :خل
واألمر نصوع ًا :وضح .ولو ُنه :اشتدّ ُ
بياضه .و«احلسب» ما َي ُعدّ ه اإلنسان من ُ
مفاخر آبائه ،وهو مأخوذ من «احلساب» ،وقال يف الياموس« :واحلسب ما تعدّ ه
من مفاخر آبائك ،أو املال ،أو الدّ ين ،أو الكرم ،أو الرشف يف الفعل ،أو الفعال
الرشف الثابت يف اآلباء ،أو البال ،أو احلسب والكرم قد يكونان ملن
الصالح ،أو ّ
ّ
والرشف واملجد ال يكون إ ّال هبم» انت ى.
ال آباء له رشفاءّ ،
وال خيفى أنّه بجميع معانيه كالنّاصع يناسب امليام إ ّال املال .لكنّه أيض ًا
الترصف
ّ ذن ألُ ّمته
فالكل له|َ ،أ َ
ّ بحسب الظاهر ،وأ ّما بحسب الباطن،
ال منه ورمح ًة .والفرق ا ّلذي أبداه أخري ًا مل يكن عّل سبيل التباين.
تفض ً
ّ
وباجلملة ،مفاخره ال توصف ،ومآثره ال ُتك َتنَف ،س ّيام الدين ّية والبال ّية
وشق اليمر ،وينبوع املاء من بّي
وحنّي اجلذعّ ، حلصاَ ،والفعال ّية ،من ا تسبيح ا َ
الضب ،وشفاء َر َم ِد ابن
ّ أصابعه ،وشكاية الناقة ،وش ادة الشاة املشو ّية ،وتكلم
ظل له ،وسامع وظل الغامم ،ورؤيته| من خلفه ،وكونه ال ّ عمه برييهّ ، ّ
الصوت نائ ًام ،والعلم بأل ِسنَة احليوانات ،وأنّه ال وقع للدنيا يف قلبه أص ً
ال . ّ
تأييدٌ َوتَوفيِقٌ
الصالة عليه ،تعود إليه ،أم إىل املُ ّ
صّل؟ ومن هنا يو ّفق بّي اليولّي :هل غاية ّ
الكل ،وعيل ّ
الكل ال حالة له استشعرت أ ّن روحان ّيته| عيل ّ
َ فإنّك متى
أن اهلل تعاىل قد أعطاه من ع ّلو الدّ رجة ،ورفع املنزلة ما ال ُي ّ
تصور علمت ّ
َ منتظرةً،
مدركاهتا حدس ّيات ال فكر ّيات َ ،لدُ ّن ّيات ال تعليم ّياتَّ ﴿ :كا ُا زَّتُها ُّ ْ
ض ُء
الروحنار﴾ ،وتكون شديدة االتّصال باألرواح اليدس ّية ،س ّيام ّ َو َلو َمل ْ مت ْ َس ْس ُه ٌ
مر ًة بعد ُاوىل
األمّي املكّي عند ذي العرش ،كثرية املراجعة إىل حظرية اليدس ّ
وقوهتا أن تكون وافي ًة با َ
جلانبّي ،جالسة بّي احلدّ ين ـ وكر ًة بعد ُاخرىّ .
َ
شأن َعن ِ
شأن ،ال كالعيول الضعيفة إذا ركنت املحسوس واملعيول ـ ال يش َغ ُل ا ٌ
ُ
إىل جانب ذهلت عن اآلخر ،ورشف ا ُح ّر ّيت ا عن عالئق األكوان ،وتر ّفع ا عن
ّ
رق احلدثان وأرس اليوى.
وكامل املدركة للجزئياي أن تكون منيادة للعاقلة ،غري مزامحة هلا يف إدراك ا
وقوهتا ،أن تكون شديدة
احلس ّية ّ
احليائق العيل ّية ،غري منجذبة إىل اجلزئ ّيات ّ
االقتدار عّل التّصوير والتّمثيل ،س ّيام املتخ ّيلة ا ّلت من طبع ا املحاكاة ؛ فحّي
( )1هي إلقاء احلقائق الكل ّية ونيلها باد ّصال احلقيقي بروح القدس والعقل ّ
الكيل .وهذا هو
حق نطق نفس النّاطقة إاراكها
املقربني ،وكذا ّ
حق املكاملة من اهلل عاىل ومّلئكته مع دبااه ّ
ّ
الك ّلياي ،وهي الكلامي الت ّّاماي بالنّسبة إىل املسموداي اجلزئ ّية .منه.
( )2النجم.18 :
( )3املبدأ واملعاد .301 :رشح األسامء احلسنى .38 :2
( )4وهي حمسوسة مشاهدة قو ّّة ،وكاند يف نب ّينا| بصورة «احية الكلبي»؛ ألنّه كان
صبيح ًا مليح ًاّ ،إد إنّه كان طبيع ّي ًا مشوب ًا بظلمة املا ّاة بخّلف ما كان ّراه| ،فإنّة كان
نور ّّ ًا صورّ ًا رصف ًا دن خمالطة املا ّاة الظلامنية ،رقيقة حقيقة «جربئيل» ومت ّثله هلا الوجوا
الرابطي إليه اون احلارضّن معه .والصورة الطبيع ّية لدحية صعد من املشادر الظاهرة .إىل ّ
الباطن ،وهذه الرقيقة نزل من الباطن إىل املشادر الظاهرة ،وهكذا الكّلم يف كلام ه املسمودة
والّصافة والنّزول من الباطن .منه.
يف النّور ّّة ّ
مشاهدٌ حمسوس؛ سواء انت ى إليه من الظاهر ،أو من الباطن .فسامع كالم
َ
ثم ُيع َيل ،وسامع كالم اهلل
ثم ُيتخ َّيل ّ
حي َّس املدركّ ،
املخلوق ورؤية كتابه بأن ُ َ
ثم حيس ،ومن هنا قيل:
ثم يتخ ّيلّ ،
درك معيوهلامّ ،
ورؤية كتابه بأن ُي َ
والولوّة؛ ألن ألرباهبا ادستشعار بادستهّلك املذكور ،وهم يف مقام الفناء يف اهلل والبقاء به،
هم من ذوي األنانية .منه. بخّلف
ألن وجوا العقل الف ّعال مث ً
ّل يف دامل اإلبداع وجو ُا ( )1إشارة إىل الكينونة السابقة العقل ّية؛ ّ
النفس الناطقة؛ إذ د اختّلف يف مرا ب الوجوا وارجاي النّور احلقيقي البسيطني ّإد
ّل دن ّجسم فض ً
التجرا والت ّ
ّ اإلضايف ،وإذ اجوز اختّلف نوع واحد يف
ّ بالكامل والنّقص
الرقيقة ُ
كينونة الفرع ،وكينونة احلقيقة كينونة ّ ادختّلف يف اإلرسال والتع ّلق ،فكينونة األصل
هناك ،كام ّأت .منه.
الرمحة َوال َفّلح﴾
الصباح ب َمفا يح َّ
ّع ّ(َ ﴿ )21وافتَح الله َّم َلنا َمصار َ
ينضامن مجيع ًا ،مدخل ام واحد؛ ف ام
ّ املرصاعان يف األبواب :بابان منصوبان
الرمحة» فيه تعاىل ليست ر ّقة اليلب؛ ّ
ألُنا انفعال ،وهو كمرصاعّي يف بيت ،و« ّ
كل ماهية بحسب ا ،وعّل ّ
كل ما ّدة الوجود املنبسط عّل ّ
ُ تعاىل ف ّعال مطلق ،بل ه
بيدرها؛ فرمحته الواسعة يف العيل ٌ
عيل ،ويف النّفس نفس ،ويف ال ّطبع طبع.
وباجلملة ،جرى حارض الوقت عّل لسان اليلم:
املتع ّلقة بالعمل ،بل ما ّشمل العمل ّياي مثل أن ّزور العبد الصالح هلل ،وّعوا الّصفة
ّ
هلل ،د للتّشهي ،وّتع ّلم العلم هلل د للجاه ،وهكذا .فإن كان قد ّعمل لغاّة كلية املرّ
الروح .ومنازل النفس بوجه
دقل ّية وقد ّعمل لغاّة جزئية ومه ّية ،فهو يف مقام القلب ،د ّ
والتهور ،واجلربزة ،والبّلهة .وها ان
ّ ثامنية الرشه ،واخلموا ،والتقت ،والتّبذّر ،واجلبن،
األخ ان دىل ما يف «الشفاء» إفراط الفكر و فرّطه يف كث طرق جلب املنافع الدنيو ّّة،
و قليلها يف الغاّة.
والسخاوةّ اخلاصة من الع ّفة
ّ ومنازل القلب باإلمجال األربعة التي هي أركان العدالة
والشجادة واحلكمة؛ ففتح أبواهبا «الفتح القرّب» وجتل ّياي األسامء املفنية لصفاي القلب
الشجاع» الذي هو من األسامء اخللق ّية بأسامء اهلل هي أن ّص العبد من البددء فيبدّ ل اسم « ّ
السخي» ّبدّ ل باسم القايض احلوائج واملغيث واملنعم ّ من القاار واملقتدر والقاهر ونحوها .و«
ونحوها ،وقس دليه الباقي.
فالعبد احلقيقي ّنبغي أن ّتخ ّلق بأخّلق اهلل عاىل ،ونفي صفا ه يف صفا ه وذا ه يف ذا ه كام يف
«الفتح املطلق» ودند ذلك رأّد الناس ّمحقون يف نور اهلل دند طلوع شمس احلقيقة وذوب
املجازاي ،فإن ّ
الكل باألمر والنّهي التكوّني ممتثلون ﴿ َف َس ِّب ْح ب َح ْمد َر ِّب َك﴾ (النّص )3
أي س ّبح بتسبيحه لنفسه «أند كام أثنيد دىل نفسك» (املقنعة « ،)227واستغفره» أي ّط
اجلم الغف » والتّوب وجواك ّتد سطوع نوره .والغفر السرت كام قال العرب «جاؤوا ّ
األوب .منه.
( )1الصف.13 :
( )2الفتح.10 :
و«الفتح املطلق» ـ وهو أعّل الفتوحات وأكمل ا ـ :ما انفتح عّل العبد من
جتّل ا ّلذات األحد ّية ،واالستغراق يف عّي اجلمع بفناء الرسوم ك ّل ا ،وهو املشار
ّ
احلق إىل
السري من ّ َّص اهلل َوال َف ُ
تح﴾ .وقد يستتبع ّ جاء ن ُ
إليه بيوله تعاىل﴿ :إذا َ
اخللق ،وهو ميام «البياء يف الفناء»ّ ،
فكل طلوع بعد غروب عن ُافق صباح؛ ومن
الروح ـ وه
وسموا ُناية ميام ّ
ّ هنا س ّموا ُناية ميام اليلب بـ«األُفق املبّي»،
احلضة الواحد ّية ـ بـ«األفق األعّل».
واملرصاعان بحسب هذا التأويل ،العلم والعمل .واجلمع ّية باالعتبار املذكور
أو باعتبار املوارد .
احلقيقي ّ
كل األنوار، ّ (ّ )1عني ضب اهلل عاىل ليس ّإد قهره .وحقيقة قهره باهرّة نوره
كل الوجوااي ،وإنمحاقها بوجواه ،وليس معناه فيه ليان ام؛ لتنزهه دن وشامل ّي ُة وجواه ّ
الصفاي النفسان ّية
التشفي؛ أل ا من ّ
ّ التجسم والرتكيب ،ود إرااة انتقام بتحصيل
ّ
دلو ًا كب ًا .منه.
وادنفعادي ،عاىل دن ذلك ّ
(َ ﴿ )25وأ ِّاب الله َّم َن َز َق ُ
اخلرق منّي بأز َّمة ال ُق ُ
نوع﴾
الوثوب ،ييال :نزق الفرس كـ«سمع» و«نرص» و«رضب» نزق ًا ُ «النَّزق»:
ونزوق ًا :نزا أو تيدّ م خ ّفة ووثب .وناقة نِزاق ـ ككتاب ـ :رسيعة .و«اخلُرق»:
رق ُش ْؤ ٌم» . من ُ
واخل ُ فق ُّ ٌ
الر ُ
الرفق ،واجل ل واحلمق ،ويف احلديثِّ « : ضدّ ّ
و«األز ّمة» مجع زمام ،وهو ميود الدّ ا ّبة .وقد ش ّبه اجل ل والطيش من اإلنسان يف
النّفس با ّلدا ّبة من باب االستعارة بالكناية .وأثبت الوثوب ونحوه له من باب
الينوع ،فف احلديث« :ال َقنا َد ُة كَن ٌز د
ُ االستعارة التخييل ّية .ونِع َم ّ
الزما ُم
َّن َفدُ » َ « ،د َّز َمن َقنَعَ ،ذ َّل َمن َط َمع» .
وأما قوهلم «العط ّياي أجل نعمة ،وهو سيبه ودط ّيته ،ولوده مل ّظهر ما ّاة ود قابل ّيةّ . الذي ّ
د َأ ْوا َّ ٌة ب َقدَ ر َها﴾ ،ففي
اء َف َسا َل ْ بقدر القابل ّياي» مقتنص ًا من قوله عاىل َ
﴿أ ْنزَ َل م َن َّ
الس َامء َم ً
السائل بحسب قوابل األبدان ،ويف الكامدي الثانية الفائضة دىل ماء حياة النّفوس ّ
املوضوداي بقدرها .والوجوا بحسب قابل ّياي األديان الثابتة يف نشآي العلم الّل جمعولة بّل
والصفاي واملاهياي اإلمكان ّية مطلق ًا جمعولة ددتبار ّّتها .منه.
جمعول ّية األسامء ّ
( )1أي ما هو منه.
( )2أي ما هو إليه.
ّ
املحيق ( )3كشف املراد يف رشح جتريد االعتياد/198 :املسألة/14 :هـ ،2 :رسائل
الكرك ،160 :التفسري الكبري .298 :9
قرر املاه ّية منفك ًّة دن كا ّفة
فإن ّ
( )4إذ د ّمكن أن ّقال للامء يف النفس شيئ ّية ماه ّية فقط؛ ّ
ري ،واملاء كذلك؛ سواء كاند صورة خيال ّية أو الري يف احلقيقية ّ
باطل ،وصورة ّ الوجوااي ٌ
ونشأة بروز يف األذهان ،مل يمكن طلب املاء .قال ابن الفارض:
خـري حمـض:
ٌ املوج ـة نحـو املطلـوب ا ّلـذي هـو
وباجلملة ،مـن األسـباب ّ
معروف ّي ُته ،ومعروف ّية الّشء ه هو .وكيف ال يكون من األسـباب ،بـل رأسـ ا
وسنام ا؟ ومن املعلومات ّ
أن طلب املج ُ ول املطلق حمال ،ومطلوب ّية الّشء عـّل
حسب معروف ّية ذاته ،وكامالت ذاته ،وبيدر االلتذاذ به.
َامل املَعر َفة
عّل× يف بعض خطبه الرشيفة« :أ َّو ُل الدِّ ّن َمعر َف ُة اهللَ ،وك ُ
قال ّ
ّلص َل ُهَ ،وك ُ
َامل التَّصدّق بهَ ،وك ُ
َامل التّصدّق به َوحيدُ ُهَ ،وكَامل التَّوحيد ادخ ُ
املوصوفَ ،و َشها َاة ُ الصفاي َدن ُه؛ ل َشها َاة ك ُِّل ص َفة أ ّ ا َ ُ اإلخّلص َل ُه ن ُ
َفي ِّ
الص َفةَ .ف َمن َو َص َف ُه َسبحا َن ُه َف َقد َق َر َن ُهَ ،و َمن َق َر َن ُه َف َقد َثنّا ُه، ك ُِّل َم َ
وصوف أ َّن ُه َ ُ ِّ
شار إ َليه َف َقد َحدَّ ُهَ ،و َمن َحدَّ ُه
َو َمن َثنّا ُهَ ،ف َقد َجزّا ُهَ ،و َمن َجزّا ُهَ ،ف َقد َجه َل ُهَ ،و َم ْن أ َ
أخىل من ُه» .صدق قال َدّل َم؟ َف َقد ْ فيم؟ َف َقد َض َّم َن ُةَ .و َمن َ
قال َ َف َقد َددَّ ُهَ .و َمن َ
و ّيل اهلل×.
ألن الصورة املاا ّّة حمفوفة أحق بإطّلق اسمه من املاا ّّة؛ ّ
الصورة العقل ّية لليشء ّ دقلية ،بل ّ
ممنوة بأجانب و رائب من حقيقته ،بخّلف العقل ّية؛ لّصافتها .وهي واخليال ّي ُة نور ّّ ٌة باملا ّاةّ ،
باقية بخّلف املاا ّّة الطبيع ّية ،فإ ّ ا ظلامن ّية معلومة بالعرض ،ااثرة؛ إذ ال ّطبع مطلق ًا
دلمية ٌ
ٌ
متجدّ اة بالذاي .منه سلمه اهلل عاىل.
( )1ديوان ابن فارض( 179 :حرف امليم) .رشح األسامء احلسنى .42 :2
(ُ )2نج البالغة .15 :1االحتجاج .296 :1
ُك لقائد األ َمل َواملُنىَ ،ف َمن املُ ُ
قيل َد َثرات من (﴿ )27وإ ْن أس َل َمتْني أنا َ
َك َبواي اهلوى؟﴾
التأين» .و«اليائد»:
كأُنا قلب « ّ
أسلمتن » :خذلتن « .األناة» :احللم والوقارّ ،
الرجل
من «اليود» نييض السوق؛ فإنّه من أمام وهذا من خلف .و«قاد» ّ
جره من َخلفه .و«األمل» :الرجاء ،كاملُنية واألُمنية .و« َمن»:
البعري واقتادهّ :
كسابيت ا .و«اإلقالة» :اإلزالة والفسخ ،ومنه :إقالة البيع .ويف احلديثَ « :من
القيامة» .و«العثرات» :الكبوات ،فكلمة « ِمن»
َ أقال ناام ًا َ
أقال اهلل َد َثر َ ُه َّو َم َ
االنكباب عّل الوجه .و«اهلوى» :ش و ُة
ُ بيان ّية ،ييال :عثر ،أي كبا .والكبو ُة:
النّفس األ ّمارة أو ال ّلوامة ،ومها املراد باليائد .وباصطالح «احلكيم» هو الوهم؛
الرجاء واألمل ونحومها من مدركات الوهم. ّ
ألن ّ
ويف «األناة» إشعار باستغراب؛ بنا ًء عّل ّ
أن له تعاىل الغنا ُء عن الطاعة وعدم
إن ال ّطا َد َة َُْس َكَ ،واملَعص َي ُة د
االستضار باملعص ّية ،كام يف الدّ عاء« :اللهم َّ
الرامحني» . أرح َم ّ ب يل ما َّ ُْس َك ،وا فر يل ما د َّ ُرض َك ّا َ
َُرض َك؛ َف َه َ
واإلسناد إلي ا كسابيه ،أي لو خ ّليتن يا إهل ونفّس اخلائنة اجلانية ،وومه
الروح ،و رمجانه ( )1وقد حيذف ال ّطبع وّضاف العقل بعد القلب .وّقال ّ
إن العقل لسان ّ
مر يف احلاشية السابقة دىل «الفتح» وأقسامه عارّف النفس والقلب ّ
الدال دليه .وقد ّ
األم وهو
ميال اىل ّ والروح أب ًا ،والقلب ولد ًا .فمن القلب ما هو ٌ
والروح .وقد اجعل النفس ّأم ًا ّ
ّ
القلب املنكوس ،ومنه ما هو متخ ّلق بأخّلق األب ٍّ
مرتق إليه ،ومنه ما هو مرت ّاا بينهام إىل ما
شاء اهلل.
ار ّّ ًا،
زجاجة وكوكب ًا ّ
ً ويف بع وجوه أوّل آّة النّور جعل النفس مشكاةً ،والقلب
وح هو العقل البسيط والر ُ
التفصييلّ ،
ّ ُ
العقل القلب هو
ُ والروح مصباح ًا .وبلسان احلكيم
اإلمجايل.
ّ
اخلفي» هو اد ّصال
ّ فالْس» هو اد ّصال بالعقل الف ّعال ،و« ُ ّ
وأما اللطائف الثّلث األخرّ « ،
ّ
والسبب فيه
احليواين املتداول يف لسان احلكيمّ .
ّ بالروح البخاري
وفُّسوها ّ
ّ
ّ
أن َرحى الش وة والغضب ،والفرح والغم ،واخلوف والرجاء ،ونحوها يدور
عّل ذلك الروح البخاري ،وزيادته ونيصانه ،وتكدّ ره وإرشاقه ،فتيابل ال ّلطائف
االُخر ،وتيابل العيل العمّل ،فييال :هذا ميتىض النّفس ،وذاك ميتىض العيل.
وهذا يسري يف منازل النّفس ،وذاك يسري يف منازل اليلب.
مر يف «الفتح» ما يوافيه .وتطلق عندهم تأس ّي ًا بكتاب اهلل وسنّة نب ّيه عّل
وقد ّ
ّفس» «ا ُملل مة» و«املُطمئنّة» وا َ
لعيل «النّفس األ ّمارة» و«ال ّلوامة» ،فتيابل «الن َ
ّفس الناطية يف اصطالح احلكيم تطلق عّل مجيع بي ِ
سميه :النظري والعمّل .والن ُ َ
السبع» املذكورة.
ّ «ال ّلطائف
إذا عرفت هذا ،فالنّفس يف قول الدّ اع « :دند حماربة النّفس والشيطان» يراد
هبا املعنى األخري.
عّل× أقسام النّفس ببعض املعاين املذكورة ، ويف حديث كميل ،عن ّ
سألت موالنا أمري املؤمنّي عل ّي ًا (صلوات اهلل عليه) َف ُي ُ
لت: ُ تيمن ًا ،قال:نذكره ّ
ك؟».أي األن ُفس ُرّدُ أن ُا َد ِّر َف َ ُاريدُ أن ُت َع ّر َفن نَفّس .قال×ّ« :ا ك َُم ُ
يلَ ،و ّ
قلت :يا موالي ،هل ه إ ّال نفس واحدة؟ قال×ّ« :ا ك َُم ُ
يل ،إنَّام ه َي أر َب َع ٌة ُ
النّامي ُة النَّبا ّي ُةَ ،واحل ّس َي ُة َ
احليوان ّي ُةَ ،والنّاط َق ُة ال ُقدْ س َّي ُة ،والكُل ّي ُة اإلهل ّي ُةَ .ولك ٍُّل من
هذه َمخ ُس ُقوىَ ،وخاص َّيتان
ّ
الكل بمعنى مجلة العقول الكل ّية ،و«األخفى» ا وهو مقام احلقيقة املحمد ّّة ا هو بعقل
الّصف ،واملحق الطمس ّّ اد ّصال بالفي املقدّ س ،والوجوا املنبسط ،ومر بة املشيئة يف
املح بالفناء البحد .منه.
( )1بادتبار التع ّلق الباطني ،أو الظاهري .منه.
آيل .منه.
طبيعي ّ
ّ ( )2أي النّفس بمعنى كامل ّأول جلسم
فالنّام َي ُة النَّبا َّي ُة َهلا مخس ُقوى جا َذب ٌةَ ،وماس َك ٌةَ ،وهاض َم ٌةَ ،وااف َع ٌةُ ،
ومر ِّبي ٌة.
قصان ،وانْبعا ُثها م َن الكَبد.
ُ َو َهلا خاصيتَّان الزّّا َا ُة والن
وقَ ،وملَ ٌسَ .وهلا
ّصَ ،و َش ٌّمَ ،و َذ ٌ واحلس َّي ُة َ
احليوان ّي ُة هلا َمخ ُس ُقوى َس ٌ
معَ ،و َب َ ٌ ِّ
ب ،وانبعاثها م َن ال َق ْلب. خاص َّيتان َّ
الش ْهو ُة والغ ََض ُ
َباه ٌة ،ولَ َ
يس كرَ ،وذك ٌْر ،ود ْل ٌم ،وح ْل ٌمَ ،ون َوالنّاط َق ُة ال ُقدس ّية َهلا َمخ ُس ُقوى ف ٌ
نبعاث َوه َي أش َب ُه األشياء بالن ُفوس املَ َلك ّيةَ .و َهلا خاص ّيتان الن َ
َّزاه ُة واحل َ
كمة. ٌ َهلا ا
ني والكُل ِّي ُة اإلهل َّي ُة َهلا ُمخ ُس ُقوى بقاء يف فناء ،ون ٌ
َعيم يف شقاءَ ،ود ٌّز يف ُذلَ ،و ً
َّسليم َ .وهذه ا َّلتي َمبدَ ؤها م َن
الرضا والت ُرب يف َبّلءَ .و َهلا خاصيتّان ّ يف فقرَ ،و َص ٌ
د فيه م ْن ُروحي﴾ َ ،
وقال عاىل ﴿ َّا اهللَ ،وإل َيه َ ُعو ُاَ .
قال اهلل َعاىل ﴿ َو َن َفخْ ُ
والعقل َو َس ُط
ُ أ َّّت َُها النَّ ْف ُس ا ُمل َ
طمئنَّ ُة * ا ْرجعي إ َىل ر ِّبك َراض َي ًة َم ْرض َّي ًة﴾ .
الك ُّل» .
التعرض للغاذّة بظاهره ّكون شاهد ًا ملن د اجعلها مغاّر ًة للهاضمة كام هو قول( )1ددم ّ
بع األط ّباء .واملحق ّقون ذهبوا إىل املغاّرة كام ّ
قرر .لكنّي أقول أارجها× يف «املر ّبية»
واملنمية ،ومعلوم أن التنمية فرع التّغذّة ،أو يف النفس النبا ّية التي هذه اخلمس
ّ فتشمل الغاذّة
املصورة التي جعلد من رؤساء القوى النبا ية، ّ قواها ،كام أارج× فيها «املو َّلدة»ّ .
وأما
الشعور كام فاحلق دند املح ّققني إنتفاؤها لبطّلن إسناا األفعال العجبية املتقنة إىل ّ
قوة ددّمة ّ ّ
أبطلها «الغزايل» و«املحقق الطويس» +العزّز .منه.
ألن
خاصيتي احلس ّية احليوان ّية؛ ّ
الرضا املذكور يف ّ
ّ الرضا بقرّنة إراافه بالتسليم،
( )2هذا ّ
الرضا
الرضا باب اهلل األدظم» .وهو مقام شامخ ،وذلك هو ّ
هذا هو الرضا الذي قالوا فيه « ّ
باجلزئياي الدائرة ،وّساوق الشهوة احليوانية .والقرّنة إراافه بالغضب .منه.
( )3احلجر.29 :
( )4الفجر 27 :ـ .28
( )5جممع البحرين ،349 :4الفوائد الرضوية.125 ،121 :
اليوة املنمية .وقوله׫ :وانبعاثها من القلب» ،أي
ّ قوله׫ :مرب ّية» ،ه
ّأوالً وبا ّلذات .وهذا ال يدفع قول احلكيم وتسميته إ ّياها قوى ِدماغ ّية؛ ّ
ألن
ثم يصعد يفالروح البخاري ينبعث من التجويف األيُّس من اليلب ّأوالًّ ، ّ
ويصري
ُ ُ
فيعتدل الرشايّي إىل الدِّ ماغ ،فيربد بالرت ّدد يف جتاويفه،
َمسلك بعض َّ
مطايا اليوى الدّ ماغ ّية.
بـاليوة
ّ املسـمى
ّ الذكر» ،و«العلم» متع ّلية بالعيل النظـري ّ
ولعل «الفكر» ،و« ّ
العالمة للنّاطية ،فتكون إشارة إىل العيـل بامللكـة ،والعيـل بالفعـل ،والعيـل
العاملـة
املسـمى بـاليوة ّ
ّ املستفاد .و«احللم» و«النّباهة» متع ّليـان بالعيـل العمـّل
للناطية ،فتكون إحدامها «احلال» ،و[االُخرى] «امللكـة» يف العمـل الصـالح.
ومناسبة «احللم» إنّـام هـ مـع «امللكـة» باعتبـار الثبـات واالسـتيامة والطاقـة
الرابعـة؛ أل ّن االحكـام تابعـة للعنرصـ
للعامل .وأ ّما «احلدس» فيليـق بـالنّفس ّ
الغالب ،واحلدس في ا غالبة ال يف الثالثة .ويمكن أن يكون «النباهـة» إشـار ًة إىل
احلدس املغلوب للفكر يف الثالثة.
الرشيفة :ه ا ّلت في ا «احلكمـة»
احلرية ا ّلت ييال يف النّفس ّ
ّ و«النّزاهة» ه
و«احلر ّية» .وقوله× يف «الكل ّية اإلهل ّية»« :بياء يف فناء» ــ إىل آخـره ،يمكـن أن
يكون «يف» للتّعليل ،وال خيفى وج ه ،وأن يكون للظرف ّية ،من قبيل كون الباطن
( )1أي الفكر إشارة إىل العقل بامللكة؛ إذ فيه البدُّيياي التي ّنتقل منها إىل النظرّاي بالفكر.
و« ّ
الذكر» إشارة إىل العقل بالفعل؛ إذ فيه ملكة ف ّعالة للمعقودي بّل ّ
جتشم كسب جدّد.
حقيقي،
ّ فهذه امللكة ذاكرة وذكر حكيم .و«العلم» إشارة إىل العقل املستفاا؛ ألنّه دلم
ومشاهدة للحقائق .منه.
( )2يف النسخة احلجرية :اآلخر.
يف ال ّظاهرّ ،
والروح يف اجلسد .ومـن أمثـال العرفـاء« :إذا جـاوز ّ
الشــ ء حـدّ ه
انعكس ضدّ ه».
ّ
الكل» متثيل لكون العيل مركز ًا ،وه دوائر، وقوله׫ :والعقل وسط
لكن اع َلم ّ
أن األمر يف املركز والدّ ائرة املعنو ّيّي يف اإلحاطة عّل عكس حال
ّ
الكّل ـ إن رزقك اهلل تعاىل ـ هو احلس ّيتّي ،فذلك العيل
ّ املركز والدّ ائرة
األصل املحفو هلذه.
وروي أيض ًا عن أمري املؤمنّي (صلوات اهلل عليه) أنّه سأله أعرا ٌّ
يب عن
أي األنفس سأل؟» .فيال :يا موالي ،هل النّفس أن ُفس
النّفس ،فيال×ّ « :
َفس نام َي ٌة نَبا َّي ٌةَ ،وح ِّس َّي ٌة َحيوان َّي ٌةَ ،وناط َق ٌة ُقدْ س َّي ٌةَ ،وإهل َّي ٌة
عديدة؟ فيال׫ :ن ٌ
ُك ّل ّي ٌة َم َلكُو ّي ٌة» .قال :يا موالي ،ما النّامية النّبات ّية؟ قال×ُ « :ق َّو ٌة أص ُلها ال ّط ُ
باّع
دو إاجااها دندَ َمس َقط النط َفةَ ،م ّقرها ال َكبدُ ،ما َّا ُهتا من َلطائف األر َب ُع َ ،ب ُ
قد ّلف املُت ََو ّلدايَ ،فإذا َ
فار ْ األ ذ ّّة ،فع ُلها الن ُمو والزِّّااةَ ،س َب ُ
ب افرتاقها اخت ُ
دا َا ْي إىل ما م ْن ُه بدَ ي َدو َا ُمماز ََجة ،د َدو َا ُجم َاو َرة».
فيال :يا موالي ،ما النّفس احليوانيّة؟ قال× « ُق َّو ٌة َف َلك َّي ٌة َو َح َ
رار ٌة َرّز َّّ ٌة،
واحلرك ُة والظ ُ
لم األفّلكَ ،بدُ و إاجااها دندَ الود َاة اجلسامن َّية ،ف ْع ُلها احليا ُة َ
ُ أص ُلها
ختّلف
ُ الش َهواي الد َن َيو ِّّةَ ،م َقرها ال َق ُ
لبَ ،س َبب افرتاقها ا ساب َّ َوال َغ َلب ُة َواكت ُ
جماو َرةَ ،ف َتنْ َعد ُم
ازَجة د َدو َا َ
د دا َا ْي إىل ما من ُه َبدَ ْي َد ْو َا ُمم َ املُتَو ّلداي ،فإذا فار َق ْ
ور ُهتا ،و َّب ُط ُل فع ُلها َو ُوجو ُاهاَ ،و َّ َضمحل ُركي ُبها».
ُص َ
حق اإلحاطة؛ أل ّ ا كنقطة مركز راسمة بس ها مثل اخلط واخلط ( )1أي املركز املعنوي ٌ
حميط ّ
الوجوب
ُ كخط ُأاّر دىل نفسه؛ فيحصل اائرةّ .
ثم العقل أّض ًا كدائرة مركزه ّ املعنوي،
الذات .منه.
ّ
دهو َّي ٌة ،بدَ ُو إاجااها دندَ َ
فيال :ما النّفس النّاطية اليدس ّية؟ قال×ُ « :ق َّو ٌة ُ
يداي العقل َّي ُة ،ف ْع ُلها الوألاة الدنيو ِّّة َ ،م َق ٌّرها ال ُع ُلو َم َ
احلقيق َّي ُةَ ،مواا َها ال ّتأّ ُ َ
د دا َا ْي إىل ما ب فراقها َ َّتلل اآلدي اجلسامن َّيةَ ،فإذا فار َق ْ الربان ّيةَ ،س َب ُ
ف َّاملعار ُ
دي َدوا ُجم َاو َرة د دو َا ُممازجة».
من ُه َب ْ
دهو َ َّي ٌةَ ،و َج َ
وهر ٌة فيال :ما النّفس اإلهل ّية امللكوت ّية الكّل ّية؟ فيال×ُ « :ق َّو ٌة ُ
دَ ،وإليه َا ّلد َوأشاري، َبسي َط ٌة َح َّي ٌة بال ّذاي ،أص ُلها ال َع ُ
قل ،من ُه بدَ ْي و َدن ُه َا َد ْ
َعو ُا بالكَامل.
ااي ،وإليها ُ دَ ،ومنها َبدَ ي املَ ُ
وجو ُ شاهب ْ َودو ُاها إ َليه إذا ك ْ
َملد َو َ َ
ذاي ال ُعلياَ ،و َش َجر ُة ُطوبىَ ،وسدر ُة املُنتَهىَ ،و َجنَّ ُة املاوىَ .من َد َر َفها َمل
َوه َي ُ
شق أ َبد ًاَ ،و َمن َجه َلها َض َّل َو َوى».
َّ َ
ار ٌ
اكُ ،حميط باألشياء َدن َمجيع وه ٌر َّ
السائل :ما العيل؟ قال×َ « :ج َ
فيال ّ
وجواايَ ،و اّ ُة املطالب» . بل كَونهَ ،ف ُه َو د َّل ُة ل َ
لم ُ اليشء َق َ
فب ّجهاهتا ،دار ٌ
صدق و ّيل اهلل.
ٌ
إشكال عّل قواعد أرباب العلوم مقرها العلوم احلقيق ّية» فيه
قوله×ّ « :
ميرها دون
أن العلم كيف ّية نفسان ّية ،فالنّفس ّ ميره ّ
احلييي ّية؛ إذ قد ُق ّرر يف ّ
العكس؛ فلكالمه× بيانان:
دمها :أن يكون إشار ًة إىل ّاّتاد العاقل واملعيول عّل نحو أرشنا إليه سابي ًا،
أح ُ
َ
أن النفس يف ميام ذاهتا البسيطة جامعة جلميع ما هو معيول ّ
بالذات هلا وهو ّ
(ّ )1ستنبط منه حق ّية كون النّفس جسامن ّية احلدوث ،روحان ّية البقاء ،حيث قال «بدو
إاجااها» ومل ّقل «بدو ع ّلقها» .وأّض ًا ّستنبط من قوله «فعلها املعارف ّ
الربان ّية» أن اإلاراك
بالفعال ّية .منه.
( )2مر آنف ًا.
بنحو أعّل ،كام ّأُنا جامعة جلميع قواها بنحو بسيط ومصداق واحد:
املفصلة،
فكيف ما يف عامل نفس النّفس؟ فالنّفس ميام إمجال تلك املعيوالت ّ
ور هلا بال جتاف عن ميام ا ٌ
إرشاق من ا ،وظ ٌ عيّل
ّ كّل ونحو أعالهاّ .
وكل ّ
ٌ
حميط نور بسيط
عيّل ٌ
ٍّ كّل
كل ٍّأن ّ
الذايت ،وميام تفصيل ورشح للنّفس ،كام ّ
ّ
باألفراد غري املتناهية ،املوضوعة لليض ّية احلييي ّية ،متّحدٌ هبا .وهو ه بال جتاف
فالكّل العيّل لعظمة وجوده البسيط؛ يسع رداء شموله َّ
كل رقائيه؛ ّ أيض ًا؛
كّل بعد ذلك مل ينل ذات النّفس أمر ًا ولذلك ّ
كل ما تناله بيواها من جزئ ّيات ّ
جديد ًا إ ّال ما هو من باب غرائب الطبيعة وأجانب ا .وكذا الكالم يف كل ّيات
ّ
الكّل تلك الغرائب حتّى يؤول إىل االنضاممات اجلزئيّة االعتبار ّية .وأ ّما
ّتصل ا الطبيع ،ف و أيض ًا ُ
نفس مف وم ،وشيئ ّية ماه ّية متّحدة؛ إلهبام ا وعدم ّ
مع احلييية ،والرقائق حممولة مواطاة علي ام؛ فالنّفس تظ ر بصورة ك ّل ّ
معرف يف
إىل أن قال:
( )1رسائل ّ
املحيق الكرك .162 :
العامل ظ ّله،
ألن اإلنسان الكامل «هيكل التوحيد» وجامع اجلوامع؛ فامللك العّلّم وامللك ّ
(ّ )2
فحسه وشوقه و ضبه وّترّكه املتحرك باإلرااة؛ ّ
ّ احلساس كام هو ّ
ظل اهلل .واحليوان فصله ّ
وّتركه كلها ظّلل قواه ،وكأ ّ ا مصابيح يف مراّا انعكسد من مصباح أصل؛ ألن قواه
ّ
ممسوسة بنور العقل ،بخّلف ُقوى احليوان؛ فإنه مأخوذة با«رشط د» .وهذا كام ورا يف
أحااّث أئمتنا أنّه «خلقد طينتنا من دل ّيني ،وخلقد طينة شيعتنا من فاضل طينتنا»؛ وذلك
ألن دقائد شيعتهم احل ّقة وأخّلقهم وأدامهلم وهي طينة نفوسهم أشعة دقائد أئمتهم ّ
وأضّلل أخّلقهم وأدامهلم يف األئمةّ ،
كالشمس وما يف الشيعة كالقمر .منه.
درجات أقصاها الدّ رجة اخلتم ّية ،واحلييية املحمد ّية؛
ٌ وألُوىل املرتبة ّ
الرابعة
ف و| كعاكس.
ـوس بعلــوم م وعصــمت م وط ــارهتم لــه بعلمــه
وس ـكّان اجلــربوت عكـ ٌ
ُ
وح ّـراس
عكوس له بيدرتـه ،فإنّـه يـد اهللُ ،
ٌ وعصمته ،و ُق ّطان امللكوت بيدرهتم
عكوس له بديمومة نوره ا ّلذي
ٌ الساموات ون َِّرياهتا بديمومت م ورفعت م وتربيت م
ّ
هو ّأول ما خلق ،ورفعه منزلته الت جـاء في ـا« :لاودك ملاا خلقاد األفاّلك»،
ـب بــ«رمحـة وتربيته الت كان بحسـب ا نب ّيـ ًا وآدم بـّي املـاء وال ّطـّي ،ومن ـا ُل ِّي َ
الرسالة» .وصدر ُاويل العزم ّية يف نشأة ِ
النبوة» و«نادي ّ للعاملّي» ،و«ج ّال ُس حمفل ّ
بنبوته ورسـالته ،و ُاويل عزم ّيتـه وختم ّيتـه في ـا ،وهكـذا
عكوس له ّ
ٌ النّاسوت
حيوان عامل الكيان من النّاسوت ،و َمن يف درجته ونباته ومعدنه إىل بسائطه ك ّل ـا
عكوس ميامات برش ّيته (صلوات اهلل وتسليامته وبركاته عليه وآله).
ُ
ذاي ا ْل ُع ْليا» ـ هكذا يف نسخ َرأينا ـ وهو من باب حذف
قوله×َ « :وه َي ُ
املوصوف ،أي صاحبة املنزلة العليا ،أو صاحبة صفات اهلل العليا يف ميام التخ ّلق
السلسلة ال ّطولية نزودً وصعوا ًا فقط؛ حيث ( )1هذه اخلتم ّية فسيحة جدّ ًا ،وليسد بحسب ّ
السلسلة العرض ّيةالكيل الذي هو جامع فعل ّياي مجيع ما اونه ،بل بحسب ّ نذكر أنّه العقل ّ
الرمحة الواسعة كام أّض ًا ،فإنّة إذا كان احلقيقة املحمدّ ّّة هي الوجوا املنبسط الذي هو ّ
ّل للامضني والغابرّن من أنه| مل ّقب با«رمحة للعاملني» ،كان نوره لكل ّيته وسعته شام ً
األنبياء واملرسلني ،واألولياء الوارثني من ُأ ّمته املرحومة ،كام قال| «آام ومن اونه ّتد
لوائي ّوم القيامة»[دوايل الآليل ،198/41 4بحار األنوار ،]1/402 16فدولته احل ّقة
وأشعته؛ لكل ّيته ،وكونه رمحة اهللالكرّمة باقية د زول ،فكل من اجيء بعده من شيعته ّ
ديل الذي هوحسنة من حسناي املرسلني ا َإلبراهيم .منه. أن من شيعته ا ٍّالواسعة ،كام ّ
هبا« .وشجرة طوبى» ه باعتبار اتّصاهلا باحلييية العيل ّية ا ّلت ه كثرية
التجل ّيات ،والعيول ك ّل ا كأغصانه ،والنفوس السعيدة كأوراقه وأزهاره.
و«سدرة املنتهى» ه باعتبار اتّصاهلا با ّلالهوت ،فإ ّن «سدرة املنت ى» يف
لسان العرفاء الكاملّي ه الربزخ ّية الكربى ا ّلت ينت ى إلي ا مسري ال ُك َّمل،
وأعامهلم وعلوم م ،وه ُناية املراتب األسامئ ّية ا ّلت ال تعلوها رتبة.
الصفات ا ّلت ه التجل ّيات األسامئ ّية والتخ ّليات و«جنّة املأوى» أي جنّة ّ
وجه ذلك يف بيان ربط احلادث
مر ُ
ّشق» إىل آخره ،قد ّ
َ الصفاتية« ،من درفها مل
ّ
باليديم ،والصالة عّل وجه النب ّ الكريم.
«حميط باألشياء» ،قد يطلق العيل الكّّل وعيل ّ
الكل ويراد :مجلة العيول
كأُنا فروعه وجتل ّياته ،وقد
العيّل املحفو في ا ّ
ّ الطول ّية والعرض ّية ،بل أصل ا
األول ا ّلذي بإزاء النّفس ا ّلت للفلك األقىص ا ّلذي قد ييال له:
يطلق عّل العيل ّ
أي ّ
الكل .وعّل ّ ِ
ونفس النّفس الك ّلية، ّ
الكل .وقس عليه إطال َق جسم
التّيديرين ،فإحاطة العيل ّ
الكّل بجميع العيول ،ومجيع النفوس ،بل بجميع
األشياء مربهنة؛ ألنّه جامع فعل ّيات األشياء من حيث ه فعل ّيات ،وموضع
الكتب العيل ّية احلكم ّية.
ُ بسطه
الشيطان ،ف و عند املتك ّلمّي :جسم
هذا أنموذج من كتاب النّفس ،وأ ّما ّ
لطيف رشير ،قادر عّل التشكّل بأشكال خمتلفة ،كأصله ا ّلذي هو اجل ّن أو امللك
أنواع متخالفة .وعند
ٌ عّل االختالف .وال ّثالثة ـ مع جسم ّيت م عند أكثرهم ـ
بيانٌ تَفصيليٌّ
ّ
والشيطان ،واإلهلام والوسواس ،وكيف ّية الت ّف ُ
صيل يف بيان وجود امللك
املحاربة والتّطارد بّي جنودمها يف معركة وجود اآلدم يستدع تأسيس ُأ ُصول
وراء ما سمعت:
الصور األو ُل :أن عامل ّ
الصورة غري منحرص يف هذا العامل الطبيع ،بل ّ األص ُل َّ
َ
قسامن:
الزائلة.
ور قائمة باملوا ّد العنرص ّية الدّ اثرة ّ
ُص ٌ
ور غري قائمة هبا.
وص ٌ
ُ
وهذه ُأصول تلك ،وهذه دائمة موجودة قبل تلك وبعدها ال دثور وال زوال
الصور األُصول ممّا اتفق عليه
حمل هلا ،أو حم ّل ا بسيط غري داثر .وهذه ّ
في ا؛ إذ ال ّ
اإلرشاقيون واملشاؤون ،إ ّال إ ُّنا قائمة بذواهتا عند اإلرشاق ّيّي ،وه عامل املثال
الذر، اليائل به العرفاء أيض ًا ،وصدّ ق به الرشع األنور ،وبه ّ
يتم عامل الربزخ وعامل ّ
وقائمة بالنّفس املنطبعة الفلك ّية عند ّ
املشائّي ،وصور اخليال وصور املرائ عند
الس روردي عن عامل املثال. الشيخ اإلرشاق ش اب الدّ ين ّ
ول هذهاألصل ال ّثاين :أ ّن للنّفس اإلنسان ّية يف ذاهتا مشاعر عرشة ه ُا ُص ُ
ُ
وألن ّ
كل ما يف ّ املشاعر اجلسد ّية لتطابق العوامل الثالثة :ال ّطبع واخليال والعيل،
( )1الكايف .7 / 183 :1بصائر الدرجات ،26 :وفي ام« :أبى اهلل أن جيري األشياء إالّ
باألسباب».
العامل األدنى فله ٌ
مثال يف العامل األعّل ،بل يف عامل مثاهلا مئة مشاعر ؛ ّ
ألن
العرشة ا ّلت يف عامل الطبع يضب يف العرشة ا ّلت يف املثال ،فف ّ
كل واحد من
هناك برص وسمع أن البرص ا ّلت
العرشة املثال ّية متام العرشة الطبيع ّية ،بمعنى ّ
ثم يف
وشم إىل آخرهّ ،
ّ هناك سمع وبرص السمع ال ّت
ّ وشم إىل آخره ،وكذا
ّ
عامل عيل ا ألف مشعر ألوسع ّية ذلك العامل من ام ،وذلك عّل سبيل رضب املئة
يف العرشة العيل ّية باملعنى املذكور.
ث :أ ّن النّفس اإلنسان ّية ذات وج ّي: ُ
األصل ال ّثال ُ
وجه إىل اجلنبة العالية والنّاحية امليدّ سة ،وهو بابه الدّ اخّل إىل عامل امللكوت.
( )1وإن شئد درب دن هذه األربعة باخلطرة ،والتع ّلق ،والتخ ّلق ،والتح ّقق؛ فتنخرط إما يف
ُاولئك؛ ّ
وإما يف هؤدء .وّناسبه ما قيل
آن ناادا مااى اان كااه از باااد رسااد هااار نااادائى كاااو ااارا بااااد كشاااد
بانااغ وليااد ان كااه او ماارام ارا هاار نااداّى كااو اارا حاارص آورا
منه.
بحسب املحسوسات اخلمسة:
فام ّكون بطرّق اإلبصار ،كرؤية املكاشف ُصور األرواح عند مت ّثل ا.
السامع ،كسامع النب ّ | كلامت فصيح ًة بليغة ،ومنه ما
وما ّكون بطرّق ّ
يسمى «نير ًا يف األسامع» احلاصل للمكاشفّي.
ّ
إن ّ
كالتنشق بالنّفحات اإلهل ّية كام قال النب ّ |َّ « : الشم،
ّ وما يكون بطريق
تعر ُضوا َهلا» .هلل يف أ ّّام َاهركُم َن َفحاي ،أد َف َّ
محن ِمن ق َب ِل ال َي َم ِن» .
الر ِ ِ
وقال|ّ « :إين أجدُ َن َف َس َّ
يااد دناادُ َر ّيب ُّطع ُمنااي
الــذوق ،كيولــه|« :أب ُ ومــا يكــون بطريــق ّ
َو َّ ْسقيني» .
وما يكون بطريق ال ّلمس ،كيوله|َ « :و َض َع اهلل عاىل ك ّفه َب َ
ني كت َف َّي،
ني َث َّ
دّي» . َف َو َجدْ ُي َبر َاها َب َ
وهذه املكاشفات قد تنفرد وقد جتتمع ،وك ّل ا جتل ّيات أسامئ ّية .فإذا ّ
جتّل اهلل
ّتوهم من د خربة له .وك ّلها صور ّّة رصفة وليسد ماا ّّة ّ
وإد بمجرا التخ ّيل ،كام ّ
ّ ( )1أي د
الصور
ألن املحسوساي من البدُّي ّياي ،ود سنخ ّية هلم مع لك ّ
احلس؛ ّ لصاافها ّ
كل سليم ّ
الّصفة بخّلف مشادر األنبياء واألولياء^؛ فلها السنخ ّية
ّ
حس مهچو ماس زر َسخ واّن ّ
حاس آن چوز ّ
حسى هسد جاز اّان پانج ّ پنج ّ
صااحد آن حااس بجوئيااد از حبيااب
ّ احد اّاان حااس بجوئيااد از طيااب
صا ّ
منه.
تيْس اليقظة ّإد بمعرفة اهلل ،فمن ذا الذي درفه ورام منه بددً؟ كيفّ ،
وكل مجال ( )2ود ّ
وجّلل ظل مجاله وجّلله؟ وإذا مل ّكن دارف ًا به ،ومل ّكن ّقظان به ،كان حمتجب ًا بالدّ ار
والرّاض والنّعم ،دن صاحبها
ّ
متنّاااا كنناااد از خااادا جاااز خااادا خاااّلف طرّقاااد باااوا كاوليااااا
ِ ِ
الصور و َدالهلا ،فمن ُاويل اهل َمم العالية َمن ال يلتفت إىل الكونّي ّ
الصوريّي، ّ
وقر ُة عين م الفناء يف جنابه ،واملحو يف
وخيلع النعلّي للوفود عّل فناء باب اهللّ ،
أجل اهلل آلي﴾ .ونعم ما قيل: قاء اهلل َف َّ
إن َ رجو ل َ
مشاهدة مجالهَ ﴿ :من كان َّ ُ
واملعنوي :ظ ور املعاين الغيب ّية واحليائق العين ّية ومعرفة الك ّليات ُ
الوجود ّية ّ
املجردة عل ًام ُحضور ّي ًا ،وهو من جت ّليات اسم اهلل «العليم احلكيم» .وهو أيض ًا
ّ
والُّس واخلف ّ
ينيسم بحسب املراتب السن ّية للنّفس النّاطية من اليلب والروح ّ
أي ميام يكون من هذه امليامات ،يكون كشفه بحسبه
واألخفى .واملكاشف يف ّ
يف النور ّية وشدّ ة الظ ور ،و ُيدعى كشفه بأسام خمتلفة؛ فف ميام بـ«احلدس»،
ويف ميام بـ«اإلهلام» ،ويف ميام بـ«النّور اليديس» ،ويف ميام بـ«املشاهدة اليلب ّية»،
الروح ّية» ،وقس عليه الباق .
ويف ميام بـ«املشاهدة ّ
مر ـ عند قوله×ّ« :ا َمن
اخلامس اخلواطر :ما خيطر بالبال .وقد ّ
ُ األصل
تيسيم اخلواطر إىل أربعة .واآلن نيول :اخلواطر:
ُ َق ُر َب من َخواطر الظنونِ» ـ
والرغبات ،وه تصري بالتّصديق بالفوائد والثمرات:
ه مبادئ اإلرشاق ّ
وكل صفة إذا صاري ملكة راسخة متجوهرة، ( )1ا َمل َلك من ا ُمل ْلك وله املالك ّية والتّس ّلطّ .
الشخص بحيث ّقدر دىل آثارها بسهولة .فإذا كاند نور ّّة سدّ اه اائ ًام إىل ملكد بال ّ
﴿د َل ْي َها َم َّلئك ٌَة َّل ٌظ شدَ ا ٌا َد َّ ْع ُص َ
ون اهللََّ َما الصواب ،وإذا كاند ظلامن ّية قواه إىل النار َ ّ
نميل ددوه إىل ّل كروح ّ ون﴾ (التحرّم .)6فملكة احلرص مث ً َأ َم َر ُه ْم َو َّ ْف َع ُل َ
ون َما ُّ ْؤ َم ُر َ
تجسم و تش ّبح بصور النّامل يف الربزخ والنشأة
األفعال النمل ّية يف دامل الطبيعة والدّ نيا ،و ّ
األخرى .أد رى س ّلطها دليه من ااخل بحيث إ ا د ّوازُّيا س ّلط أفواج من خارج دليه،
وقس دليها مّلئكة الرمحة .وامللكاي النّورّة ومبدئيتها ألفعال هب ّية و ظليلها لصور حور ّّة
مها يف الربزخ واألخرى ،و س ّلطها دليه و سدُّيا دىل األقوال احلكم ّية ،وجواة و لامن ّية و
﴿دن ا ْل َيمني َو َدن
مقربني َ
والعميل كملكني ّ
ّ النظري
ّ األفعال العدلية .فالعقّلن البسيطان
الكيل الف ّعال ّميل دليهام كام يف احلدّث «وروح القدس
ّ الش َامل َقعيدٌ ﴾ (ق .)17والعقل
ِّ
للصواب يط﴾ (الربوج « ،)20وأند مسداا ّ ﴿واهللَُّ من َو َرائهم حم ٌ
الصواب»َ ،
ّسد ّانا إىل ّ
بمنك» ،كام يف الدّ داء .وملك ّيتها إنام هي بادتبار جهاهتا النوران ّية ،وكون وجواا ه مظاهر
القدرة وإن كاند يف جهة القهر .واخلّلف يف كون أصل [ ]...من امللك أو من اجلنّ ،مكن
وفيقه هبذا .منه.
عاملة هلل تعاىل ،ودرجات فاعليته. بنظر ّ
أدق وأنور ـ أيد ّ
وري الغري املا ّدي ،ف و مثل رقائق احليائق ،ومت ّثالت عامل املعنـى ممّـا
الص ّ
وأما ّ
ّ
الصـور املثال ّيـة ال ّلطيفـةّ ،
والصـبيحة املليحـة بميتضــى يظ ر للمكاشفّي مـن ّ
احلـس املشـرتك مـن م ،أو خياطبوُنـا وخيـاطب م
ّ األُ ُصول ّ
السـالفة ،فيشـاهدها
بكلامت بليغة فصيحة.
النبوة بأن يتّصل حييية النب ّ | بحييية املَ َلك،
ّ واجلمع من خصائ
اإلقليمّي ،وتت ّليى
َ وه حييية روح اليدس ا ّلت تطبق اخلاف َيّي ،بل تسع
الصور ّية برقيية املَ َلك، العيّل ّ
الكّل كالمه التّا ّم العيّل ،ويتّصل قواه ّ ّ بسمعه
بحسه ُصورته الب ّية ا ّلت ه أصبح أهل زمانه ،ويسمع كلامته اجلزئ ّية
فريى ّ
ا ّلت ه أبلغ الكلامت وأفصح ا .وهكذا مجيع مشاعره تنال املكشوفات
أن شدة االنكشاف له فوق االنكشافات ا ّلت
الصور ّية االُخرى ،هذا مع ّ
ّ
أتم وأكمل من هذه اخلارج ّيات. لآلخرينّ ،
وأن خارج ّيته عّل نحو ّ
وري ،وخارج ّ ،وداخّل: وص ّ ومعنويُ ،
ّ والشيطان ،أيض ًا جسامين، ّ
ّيل ،وال امتناع يف العيل؛ بنا ًء عّل أنّه ﴿م َن ْ
اجل ِّن َف َف َس َق َد ْن فاجلسامين أثب َت ُه الن ُ
َأ ْمر َر ِّبه﴾ ،فيمك ُن أن يتح ّيق يف األجسام مركّبات يغلب علي ا اخلفيفان ذوات
مها من ( )1أي اجلمع بني شهوا حقيقة ا َمل َلك وارك صور ه املليحة وكلام ه الفصيحة و
النبوة.
الصورّاي امللك ّية من حصائص ّ
ّ
الصور املثال ّية اللطيفة مما ّظهر للمكاشفني فليس من صور املّلئكة وارك
وأما ما ذكرنا من ّ
ّ
الصور يف الكشف الصور ّّة واكتساء احلقائق بكسوة الرقائق لصاحب الدّ ولة احل ّقة إنام هو
ّ
الصورة فيتنزّ ل مقامهم اذ د ّمكنهم نيل احلقائق إدّ يف كسوة الرقائق .منه.
إلرشاا اهل ّ
( )2الكهف .50
ِ
أمزجة قابلة للحياة والشعور ،متشكّلة باألشكال املختلفة بسبب التّخلخل
والتّكاثف ،وغري ذلك من األحكام.
واملعنوي اخلارجي ،مثل اجل ل ّ
الكّل املأثور يف أحاديث العيل واجل ل، ّ
ومثل كل ّية املاه ّيات اإلمكان ّية؛ وذلك ّ
ألن املاه ّيات َمثار الكثرة ،وعلي ا يدور
تيديس ،فإذن ،قد
ٌ السوائ ّية .قال الس ّيد املح ّيق الدّ اماد (يف التّيديسات)« :
رحى ِّ
عاد األمر ك ّله إىل إقليم اهلل ،ورجع الوجو ُد ك ّله إىل صيع اهلل ؛ فاش د ّ
أن
احلق الشخص الي ّيوم الواجب ّ
بالذات .أليس ال احلق هو اهلل الواحد ّ
املوجود ّ
ُيعنى بالوجود إ ّال ما هو منشأ انتزاع الوجود ،ومصداقه ومطابيه ّ
بالذات ،وأن
متيررة
ّ عام سواه باالستناد إليه عّل ّ
أن «ه » حّي ما ه انتزع مف وم الوجود ّ
موجودة بالفعل من ج ة ذلك االستناد ،باطلة املاه ّيات ،هالكة اإلن ّيات بال ّليس
والسلب البسيط يف حدّ أنفس ا ،بحسب حلا ذواهتا بام ه ه ؟
الساذجّ ،
ّ
بالذات هو احليييةّ ،
والذات واهلو ّية عّل فإذن قد استبان أن الييوم الواجب ّ
الوجود ،بحسب لغة
ُ التيرر ،وذوات جماز ّية يف
احلييية ،وما سواه جمازات يف ّ
الصور املثال ّية اللطيفة مما ّظهر للمكاشفني فليس من صور املّلئكة وارك
وأما ما ذكرنا من ّ
ّ
الصور يف الكشف الصور ّّة واكتساء احلقائق بكسوة الرقائق لصاحب الدّ ولة احل ّقة إنام هو
ّ
الصورة فيتنزّ ل مقامهم اذ د ّمكنهم نيل احلقائق إدّ يف كسوة الرقائق .منه.
إلرشاا اهل ّ
ألن املاه ّياي اإلمكان ّية حيث ّية ذواهتا حيث ّية ددم اإلباء دن الوجوا والعدم،
( )1وذلك ّ
ألن حيث ّية الوجوا حيث ّي ُة اإلباء دن العدم ،وواجب الوجوا
وبالوجوا ص واجبة بالغ ّ ،
الّصفة البسيطةاحلق هو اهلل الواحد ألنّه حقيقة الوجوا ّ بالذاي ممتنع العدم ،فاملوجوا ّ
وسامه ذوق التأ ُله بمنشأ انتزاع املوجوا ّّة؛ ّ
ألن ذا ه بذا ه منشأ املبسوطة املمتنعة العدم ّ
بالذاي ّ
انتزاع املوجوا ّّة املصدر ّّة حيث أن ذا ه حقيقة الوجوا وذواي املمكناي منشأ ادنتزاع
ألجل ادنتساب إليها .منه.
والربهان ،وإن شاع احلكمة احل ّية اخلالصة ا ّلت واضع ا احلدس والفح
إطالق احلييية واملوجود ّية علي ا حييي ًة بحسب وضع ال ّلغة اللسان ّيةّ .
ولعل هذه
املعرفة كنه الكفر بالطاغوت وحييية اإليامن باهلل يف التّنزيل احلكيم الكريم؛ إذ
ك بال ُع ْر َوة عز من قائلَ ﴿ :ف َمن َّك ُفر بالطا ُوي َو ُّؤمن باهلل َف َقد است َ
َمس َ قال ّ
كل عامل اإلمكان بنظام اجلمّل الو ْثقى د انْفصام َهلا﴾ ّ .
فلعل «الطاغوت» ُّ ُ
ا ّلذي هو صنم اهلالك بطباع اجلواز ا ّلذي هو صنم البطالن ،و﴿ال ُع ْر َوة ُ
الو ْثقى﴾
ا ّلذي ال يعرتيه قواصم ّ
الشكوك يف ظلامت األوهام من احلق اخلال
نور الييّي ّ
ُ
حوله ،وال يأتيه الباطل من بّي يديه وال من خلفه ،واهلل تعاىل أعلم برموز
خطابه وأرسار وحيه» .انت ى.
واملعنوي الداخيل ،مثل الوهم الغالط املغالط ،حتى إ ّن بعض الفالسفة قرص
«الشيطان» عليه ،وهو وهم.
والصوري ،مثل ما يظ ر للم ِ
كاشف يف رياضاته ومراقباته من مظاهر اجل ل، ُ
الشيطان ،كمن خيالف النفس فيم ّثل له ويرى يف املراقبة أنّه يرم
ورقائق حييية ّ
احلجر عّل كلب جاثم رؤية حس ّية واقع ّية.
ضياءٌ وَإحِياءٌ
إن خاطر اهلوى يبتدي ّأوالً فيدعوه إىل ّ
الرش، صاحب إحياء العلومّ « :
ُ قال
( )1وال ّظلمة ددم النّور ،و قابلها معه قابل العدم وامللكة ،فذاي أرباب اجلهل جممع أددام؛
من ددم العلم باهلل ،وددم العلم باليوم اآلخر ،وددم العلم بآّاي اهلل؛ إذ مل ّعرف النفس
الرضا وددم التّسليم ،وددم األخّلق احلميدة ،والرذّلة رجع إىل األددام؛
اإلنسان ّية ،وددم ّ
الصاحلة دبدّ أن كون مشفودة باملعرفة.
وددم األدامل الصاحلة «إنّام األدامل بالنّ ّياي» والن ّية ّ
وأما مظهر نفسها ،فله فعل ّياي من اجلسم والقوى وال ّطبائع ّ
وآن نمك انادر شاد وكال پااك شاد اّن به خاك اندر شد وكل خااك شاد
منه.
فيلحيه خاطر اإليامن فيدعوه إىل اخلري ،فينبعث النّفس بش وهتا إىل نرصة خاطر
وّتسن التمتّع ،فينبعث العيل إىل خاطر اخلري ،ويدفع يف
ّ فتيوي الش وة،
الرش ّ
والسبع يف
وجه الش وة ،ويي ّبح فعل ا ،وينسب ا إىل اجل ل ،ويش ّب ا بالب يمة ّ
الرش ،وق ّلة اكرتاث ا بالعواقب ،ويميل النّفس إىل نصح العيل، هتجم ا عّل ّ
الزهد
وييوي داع اهلوى ،فييول :ما هذا ّ ّ الشيطان َمحل ًة عّل العيل،
فيحمل ّ
ومل َ متتنع عن هواك فتؤذي نفسك؟ وهل ترى أحد ًا من أهل عرصك البارد؟ ِ
خيالف هواه ،أو ترك عزيمته؟ أفترتك مال ّذ الدّ نيا هلم يستمتعون من ا ،وّتجر
عّل نفسك حتّى تبيى حمروم ًا مطعون ًا يضحك عليك أهل ّ
الزمان؟ تريد أن تزيد
منصبك عّل فالن بن فالن ،وقد فعلوا مثل ما اشت يت ومل يمنعوا؟ أما ترى
رش ًا المتنع عنه؟ ِ
العامل الفالين ليس حيرتز عن فعل ذلك ،ولوال كان ّ
الشيطان ،وينيلب إليه ،فيحمل املَ َل ُك محل ًة عّل الشيطان
فيميل النّفس إىل ّ
وييول :هل لك إ ّال من اتّبع ّ
لذة احلال ،ونّس العاقبة؟ أفتينع ّ
بلذة يسرية
وترتك اجلنّة ونعيم ا أبد اآلباد ،أو تستثيل َأمل ّ
الصرب عن ش وة وال تستثيل أمل
أتغرت بغفلة النّاس عن أنفس م واتّباع م اهلوى ،ومساعدهتم للش ّيطان،
النّار؟ ّ
أن عذاب النّار ال خي ّفف بمعصية غريك؟ فعند ذلك يميل النّفس إىل قول
مع ّ
املَ َلك ،فال يزال مر ّدد ًا بّي اجلندَ ي ِن ،متجاذب ًا إىل اجلانبّي ،إىل أن يغلب عّل
اليلب من هو َأوىل به؛ فإن غلب عّل اليلب ّ
الصفات الشيطان ّية ،غلب ّ
الشيطان
وأجرى عّل جوارحه سوابق اليدر ماهو سبب ُبعده عن اهلل تعاىل؛ وإن غلب
الشيطان ،وظ رت ال ّطاعة عّل
اليلب إىل إغواء ّ
ُ َ
يصغ الصفات امللك ّية مل
عليه ّ
( )1هل لك االّ من اتّبع :هل انت األكمن اتّبع(هامش ن ،نسخة بدل).
ب املُؤمن َب َ
ني إص َب َعني من أصابع جوارحه بموجب ما سبق من اليضاء ،و« َق َل ُ
الرمحن» .
َّ
َصدّق باحلق،
ٌ ويف احلديث« :يف ال َقلب ملُاَّتان ملُاَّ ٌة م َن املَ َلك إّعا ٌا باخل َو
لحق» احلديث.
ب ل ِّ َوملُاَّ ٌة م َن ال َعدُ ّو إّعا ٌا َ ِّ
بالرش و كُذّ ٌ
( )1عوايل الآليل ،138/36 :4 ،69/23 :1وباختالف فيه عن األمايل (املرتىض) ،1 :2
علل الرشائع ،74/604 :بحار األنوار .48 :72 ،53 ،35 :67
( )2بحار األنوار ،39 :67وباختالف فيه عن االُصول الستة عرش ،160 :بحار األنوار :6
.249 :68 ،50 :67 ،19
ُك إ ّد من َح ُ
يث اآلمال﴾ (﴿ )29إهلي ،أ راين ما أ يت َ
والرمحة؛ ّ
ألن محل ا عّل معناها احلييي «اهلمزة» للت ّيرير طلب ًا للعطوفة ّ
الو َله
متعذر ،أو من باب جتاهل العارف ا ّلذي هو من املح ّسنات البديع ّية؛ لنكتة َ
ّ
املتحُّس هبام شيئ ًا .واجلملة املنفيّة يف
ّ وأُنام بلغا حدّ ًا ال يعرف الدّ اع
والدَّ هشة ّ
العلم ّية ،ويف موضع احلال إن موضع املفعول الثاين لـ«تراين» إن كان من «رأى» ِ
( )1دالئل الصدق ،227 :الكنى واأللياب ،158 :2البحر املديد :5 ،90 :4 ،158 :1
،65 :6 ،32تفسري ابن عريب .251 :2 ،163 ،116 :1
( )2األعراف.172 :
احلق
وللسري يف ّ ّ احلق رشيع ًة وطريي ًة،
للسري من اخللق إىل ّ قدّ امك إن ُوف ّي َت ّ
قاء اهلل فإ َّن أ َج َل اهلل آلي﴾ َّ ﴿ ،
إن إىل ر ِّب َ
ك رجو ل َ
كان َّ ُ خت ّلي ًا ّ
وّتيي ًاَ ﴿ :من َ
ك الرجعى﴾ ،ودار الوصال ا ّلتى بّي يديك إن َ
كنت املُنتَهى﴾ َّ ﴿ ،
إن إىل َر ِّب َ
ذا حضور وش ود النّور بنور النّورَ ﴿ :أ َدْ إ َّ ُم يف م ْرّة م ْن لقاء ِّ
رهبم أد إنَّه بك ُِّل
َفام فد لك ُِّل ََشء
َعر َ يط﴾ َ ﴿ ،ويف أن ُفسكُم أ َفّل ُبّص َ
ون﴾ َّ « ، ََشء ُحم ٌ
دني د راك!» ...إىل غري ذلك من النيول املتكاثرة د ٌ ك ََش ٌءَ ،دم َي ْ َجه َل َ
املتضافرة ،وه والعيل والربهان ّ
والذوق والوجدان يف هذا املعنى متعاضد ٌة
متظاهرةُ ،يعينك عّل ف م املطلب النظر البرشط الئ ،وإرجاع جنبة األمر
والروح إىل أصل ا ،وإرجاع جنبة اخللق واجلسم إىل أصل ا يف اإلنسان ،كام قال
ّ
(ُ )1نج البالغة/احلكمة ،454 :عيون املواعظ واحلكم ،479 :وفي ام« :أوله نطفة ،وآخره
جيفة ،ال يرزق نفسه ،وال يدفع حتفه».
جمرا العنارص واألخّلط
(ّ )2عني اذا أخذي اإلنسان الطبيعي ،وهو البدن با«رشط د» ،أي ّ
دواري
َ أن ّ
كل ما فيه من العلوم احلقيق ّية ،واحلكم الشاخمة ،والقدر العجبية ونحوها ،وجدي ّ
ٍ
حينئذ ،ودلمد أن يف العنارص امل ّيتة من جتيل وواائع من اهلل عاىل ،واستغربد واستعجبد
َ
وأن شأن القابل ليس ّإد صحح الوروا ولو كاند هذه العجائب من املاء الذي اهلل شيئ ًاّ ،
[هو] أحد ُاصول هذا اإلنسان ،فهذا املاء الذي يف اخلارج من أخوا ه ماء ولو كان من األرض
أرض يف اخلارج ،وليسد إدّ دطّلء من هذه احللل واحليلْ ،
وقس دليه. التي فيه ،فها هي ٌ
نعم« ،از كوزه مهان برون راوا كه ار اوسد» ،وله امللك وله احلمد
منه.
جتااااىل كاااارا ار آفاااااق وانفااااس بااارون زا خيماااه زاقلااايم قااادّ س
( )3أي أضف إىل النظرّن نظر ًا آخر ّ
تبّص إن شاء اهلل فالق الكثرة ،لق الوحدة بأن عرف
دام هو
وجمرا ّ
لكل ما هو سنخهّ ، جامع ّ
ٌ أن د َم ْيز يف رصف اليشء ،فّصف الوجوا الذي هو
رّبه ا و رّب الوجوا ليس إ ّ
د العدم ا د ثاين له ،ود جزء له ،ومل ّتخ ّلل يف حقيقة املوجوا
ها مل تباّن بينونة دزلة .منه. ها ،وما مل ّتخ ّلل يف حقيقة
حتّى يكون له األجزاء امليدار ّية ،وال بامه ّية مطلي ًا حتّى يكون له جنس وفصل،
تغري له بام هو وجود .فالوجود ا ّلذي يف املاضيات عّي ّ
وأن الوجود احلييي ال ّ
الزمان واحلركة والوجود ليس هبام؛
التغري يف ّ
ّ الوجود ا ّلذي يف الغابرات ،إنّام
الذي هو حييي ٌة بسيطة نور ّية عّي حيث ّية الوجوب ،ال
بأن حيث ّية الوجود ّ
فتف ّطن ّ
ّأُنا مساوقة هلا أو كاشفة عن ا ،الل ّم إ ّال باعتبار املف وم ،وقد سبق يف بيان
قوله×ّ« :ا َمن َا َّل َدىل ذا ه بذا ه».
الذنب» ا ّلذي [هو] منشأ املباعدة عن دار الوصال هذه إنّام عمدته اجل ل
و« ّ
ثم تشتّت اخلواطر وفتور
بعلوم أهل اهلل ،واإلعراض عن علم الطريية واحليييةّ ،
العزيمة والتّلوين .وباجلملةّ ،
كل ما هو منشأ الغفلة.
السابية لألرواح ،ال بنحو اجلزئ ّية
األول ،ف و الكينونة ّ
وأ ّما «الوصال» ّ
األول كان الكّلم يف النّفوس واألرواح ويف كينونتها أن يف ّ ( )1الفرق بني الوجهني ّ
السابقة العلم ّية يف مجيع األشياء ،وأّض ًا يف شيئ ّية
الكّلم يف الكينونة ّ
ُ الوجوا ّّة ،ويف هذا الوجه
ماه ّياهتا فقط .منه.
أن مجيع احلروف الكتب ّية مع اختّلف أشكاهلا منطوّة بنحو الوحدة والبساطة يف ( )2فكام ّ
نقطة مداا رأس القلم ،فكذلك احلروف التكوّن ّية بأديا ا ثابتة بوجوا واحد للقلم األدىل
الرباين ،ثم ك ّثري منه األرقام يف للمصور ّ
ّ وحاين الذي بني إصبعي اجلامل واجلّلل ّ الر
ّ
املكرمة الطول ّية ،ويف صحائف األديان العرض ّية ،فا«قاف» القدرة نزّ لد وصاري الصحف ّ ّ
«قاف» القلم ،وقاف القلم صاري القلب ،فظهري قاف القرآن املجيد قال عاىل «ق
والقرآن املجيد».
هاازاران نقاا باار لااوح داادم زا چااو «قاااف» قاادر ام باار قلاام زا
منه.
ألن عامل املُثل املع ّلية وصور النفس املنطبعة الفلك ّية ا ّلت
الفرق بل فرق الفرق؛ ّ
فوق ام دور للفلك بإزاء اخليال من ا عامل التيدّ ر والتش ّبح والنشآت ا ّلت
ألُنا ُاوالت وحدة مجع ّية ،والس ّيام األقالم وقلم األقالمّ ،
فإُنا من الوصال؛ ّ
مر.
الربوب ّية ،باقية ببياء اهلل ،موجودة بوجوده كام ّ
صيع ّ
الكّل ا ّلذي ّ
مر يف وأ ّما الوصال ا ّلذي قدامك وأمامك ،ف و ّ
االّتاد بالعيل ّ
شطر من أحكامه ،والتخ ّلق بأخالق اهلل
ٌ كالم س ّيد األولياء عّل× وقد مىض
الصفات» والتح ّيق به ،وذن ُبه املب ِّعد عن َروحِ تعاىل املعرب [عنه] بـ«جنّة ّ
الرشك ورش ِك ِّالوقوع يف َحبائل «جنّة األعامل»ُ ،
ُ الوصال .ورحيان ال ِّلياء:
السوااء الرشك يف ُأ َّمتي أخفى من َابيب النّم َلة ّ
اخلف ّ ،قال النّب |« :ابيب ِّ
الص ّامء يف ال ّلي َلة ال ّظلامء» .ويف بعض النّسخ« :املَلساء» بدل: َد َىل َّ
الصخر َة َ
الص ّمآء».
« َّ
ّ
مظان الدعاء الرشيف« :امتطت». ( )1كذا باهلمز يف النسخة احلجرية ،وما يف
( )2اجلاثية.23 :
( )3رشح ُنج البالغة .332 :2
ثم إ ّن فيه
اسرت َدورا نا ،وآم ْن رودا نا» ،و«هوا» و«واها» ليسا كذلكّ .
«الله َّم ُ
ثم يعاد يف صنعة «املسلسل» أيض ًا ،وه ّ
أن يؤتى بلفظ يف آخر بيت أو فيرة ّ
صباح
ٌ ّأول آخر أو ُاخرى يلياُنام ،كيوله تعاىل﴿ :مثل نُوره كَمشكوة فيها م
ي﴾ .وفيام نحن فيه ،وإن مل يعد جاج ُة كَا َّ ا كَوك ٌ
َب ُا ّر ٌ ُجاجة الز َ
صباح يف ز َ
ُ امل
التغري اليليل كام يف «ر ّد
ّ بام ّدته وصورته بل بامدته فيط ،إ ّال إنه ال ّ
يض عندي
الصدر»؛ حيث إ ّن الر ّد إ ّما بلفظه وإ ّما بمجانسه ولو كان «جناس
العجز عّل ّ
شبه االشتياق».
سولت له نفسه» كذا :ز ّينت ،فاملفعول حمذوف ،أي
وكلمة «ما» مصدر ّيةّ « .
سولت ظنوُنا ومناها هلا علوم ا وأعامهلا .وحيتمل أن يكون «ظنوُنا» و«مناها»
ّ
كالمها متع ّليّي بالعمل ،بأن يراد بال ّظنون :العلوم املتع ّلية بكيف ّية األعامل.
( )1بحار األنوار ،192 :20إعانة الطالبّي .251 :1وقد ورد يف بعض املصادر «عورتنا»،
و«روعتنا» ،انظر التبيان يف تفسري اليرآن ،320 :8ويف بعض ا «عوراين» ،و«روعاين» ،انظر:
بحار األنوار ،234 :94مسند أمحد ،25 :2سبل السالم ،221 :4ويف بعض ا« :عوريت»،
و«روعت » ،انظر :مكارم األخالق ،101 :مفتاح الفالح ،121 :وغريها كثري يف املوارد
األربعة.
( )2ومن صنعة املسلسل ،نحو قول «ابن الفارض» من ائ ّيته
فاان مااا مل اجااتىل فيااك صااورت
َ ومل فلااام هتاااوين ماااا مل كااان ّيف فانيااا ًا
ومن هذه الصنعة مثل قول «العارف الرومي» يف الفارس ّية
شااد داادا چااون ساااّه هاااى كنجااره چااون بااه صااوري آمااد آن نااور َسه
ااا روا فاارق از ميااان اّاان فرّااق كنكاااره وّاااران كنياااد از منجنياااق
اآلخر منه ،وبيد ابن الفارض بعضهم رواه بجزم «ّتجىل» وإن ّ
أخل اجلزم بالوزن ،والبع
رواه اون حذف حرف الع ّلة؛ مراداة للوزن وإن ّ
أخل بالنحو فيه ،ود رضورة يف البني.
( )3النور.35 :
وكيف ّية تسويل ام :أن يرياها اجلزئ ّيات بصورة الكل ّيات ،والدّ اثرات بصورة
كالُّساب مغ ّيا ًة بالغايات
َّ الباقيات ،واألفعال املغ ّياة بالغايات الومه ّية ا ّلت ه
العيل ّية املحكمة الباقيات .واألُمنية وطول األمل يرهيا األعدا َء ُ
بصورة األح ّباء،
عدوه الواقع ويسميه أوالد ًا وأقارب وزوج ًة ،وينسى قول اهلل تعاىل:
فيأخذ ّ
﴿ َّو َم َّفر املَ ُ
رء من أخيه * َو ُا ِّمه َوأبيه * وصاح َبته َو َبنيه﴾ ،وقول املعصوم:
املال ل َب ْعل زَوجتهمَ ،ولزوجاي أبنائهم ،وألزواج َبناهتم َبعد «إنَّام ّدَّ خ ُرون َ
مهم».عمر ُه ل ُ ِّبيهم َو ُّك ِّل ُ يطيل األ َمل و َّ ُ
سأل اهلل أن ُّ ِّ َموهتمَ ،ف ُ
وال ّظنون قد ُتز ِّين و ُتري هواجس النّفس بصور الرشع ّيات ،مثل أنّه ترتع يف
مراتب الب ائم ،وتييض وطر نفسه ،ويتش ّب ُث بيوله تعاىلُ ﴿ :قل َمن َح َّر َم زّنَ َة اهلل
وحيب األوالد ح ّب ًا حيوان ّي ًا،
ّ الرزق﴾ ، خر َج لعبااه والطَّ ّيباي م َن ِّ
ا ّلتي أ َ
ويتمسك بيوله تعاىل﴿ :إنَّام أموالك ُُم َوأود ُاكُم فتن ٌة وإ ّن اهلل دندَ ُه ٌ
اجر ّ
ظيم﴾ .
َد ٌ
واألوىل أن يرجع «تسويل الظنّون» إىل النظر ّيات من العلوم غري املتع ّلية
ُ
وكشف الغطاء؛ فينكشف للمرء ألن ذلك اليوم ّوم الربوز
( )1إنّام كان الفرار من هؤدء؛ ّ
أ ّ م أدظم شا ل له دن اهلل عاىل ،وأنّه هبم صار حمتجب ًا دنه عاىل
زخااوا بيجانااه خوّشاااوند خااوانى را فرزنااد خااوانى داادوى خااوّ
حساااواى را لقاااب كاااراى باااراار اااااى ناقصااااى را ناااام خاااواهر
منه.
عدو ًا لكم فاحذروهم﴾. ( )2عبس 34 :ـ ،36بل قوله ّ
جل شأنه﴿ :إن من أزواجكم ّ
التغابن ،14 :ف و أرصح يف املطلوب.
( )3االعراف.32 :
( )4التغابن.15 :
األول فمثل تسويل تنزيه
مر ،وأ ّما ّ
بالعمل ،و«املنى» إىل العمل ّيات .أ ّما الثاين فيد ّ
الصفات التشبي ّية
املبدأ لكثري من احلكامء ،وفيه ويف املعاد ليليل من م ،وتسويل ّ
يف املبدأ للمش ّب ة ،واالقتصار عّل املُجازاة ّ
الصور ّية يف املعاد ألكثر املليّي ،س ّيام
واحلق أنّه تعاىل خارج عن احلدّ ين :حدِّ التّشبيه ،وحدِّ التّعطيل ،كام
ّ املش ّب ة.
عليه العرفاء الشاخمون ،واحلكامء ّ
املتأهلون ،ونطق به اليرآن احلكيم بيوله تعاىل:
اجلمة
ومثل تسويل املعارف ّ ُ ميع وال َبص ُ ﴾ .
الس ُ ﴿ َل َ
يس كَمثله ََش ٌء َو ُه َو َّ
بيوة ّ
وأدق املعاين؛ ألنّه ال يعرف اهلل ّ باملبدأ واملعاد ،وإن كانت يف أعّل املراتب
مر.
العيل من حيث هو ،وإنّام يعرف بنور منه بام هو هو كام ّ
( )1يف النسخة احلجرية« :ما» ،وال وجه من الوجوه املذكورة الستعامهلا يف العموم وارد هنا.
الرمحن فهي مخسة واملجموع ثامنية درش وأما موازّن ّالشيطان ثّلثة درشّ ، ( )2مجلة موازّن ّ
الكل؛ سواء كاند أحكام ذواهتا بعدا املوزوناي من العوامل الثامنية درش ألف ًا؛ إذ ّوزن هبا ّ
وجواهرها ،أو صفاهتا وأدراضها .وقد بسطنا الكّلم يف املوازّن يف «رشح األسامء» [رشح
األسامء احلسنى ]152 1دند الكّلم دىل ادسم املبارك «ّا من يف امليزان قضاؤه» [املصباح
(الكفعمي) ،252بحار األنوار .]389 91منه.
( )3البيرة.258 :
األوسط؛ إن ُق ِّرر هكذا« :أنّا ُاحي و ُاميت ،واهلل حيي ويميت» ،ومثله﴿ :هذا
ْرب﴾ ،واإلله هو األكرب بنا ًء عّل زعم قوم اخلليل .وهكذا يف ّ
كل َ
َر ِّيب هذا أك َ ُ
موضع اشرتك شيئان يف وصف واحد .والفساد يف اجلميع من باب سوء
أن ّ
كل احلق ،وهو ّ
التأليف ،وفساد الصورة دون املا ّدة .واجلميع ُمش َّب ة بميزان ّ
شيئّي وصف أحدمها بوصف يسلب ذلك الوصف عن اآلخر ،ف ام متباينان،
مسلوب أحدمها عن اآلخر ،كيول اخلليل× عّل ما حكى اهلل تعاىل عنه:
وريب ليس بآفل».
«الكوكب آفل ّ
الصدق دىل
التشخص وهو منع ّ
ّ ( )1طبيق األذكار الثّلثة دىل املقاماي ال ّثّلث ّ
أن اهلو ّّة هي
ثم
مبهم بذاهتا اائر بني الكل ّية واجلزئ ّيةّ ،
ٌ أمر
ألن كل ماه ّية ٌ
والتشخص هو الوجوا؛ ّّ الكثرة،
كم أو كيف أو وضع إهبامها بانضامم ماهية ُاخرى ا من ّ
بني هذا الفرا وذاك وذلك .ود ُّر َف ُع ُ
كيل
ضم ّ
ّل دن ّ طبيعي إىل كيل طبيعي د ّفيد التشخ َص فض ً ّ ضم ّ
كيل ألن ّ
أو ها ا إليها؛ ّ
احلقيقي معهاّ .
وكل مر بة من الوجوا احلقيقي كام أ ا حيث ّية ّ دقيل إليها ،إدّ أن ّعترب الوجوا
راجع إىل
ٌ الصدق دىل الكثرة .والوجوا مطلق ًا طرا العدم ،كذلك حيث ّية طرا ّ
الرشكة ،ومنع ّ
ألن حقيقة الوجوا ذا ه وظهوره .واجلادل هو الوجوا وجمعوله الوجوا.
اهلل؛ ّ
مقوم كل وجوا .ودند بعضهم بادنتساب
التشخص بالفادل؛ ألنّه ّ
ّ احلكامء ودند بع
أن الوجوا داا إىل صقع اهلل ،ود أن الوجوا راجع إليه ا كام نقلنا دن التّقدّساي ّ إليه ،فكام ّ
حقيقي يف احلقيقة ّإد وجواه ا كذلك د هو ّّة إدّ هو ّّته .وقد جعل هذه الكلمة ال ّط ّيبة
ّ وجوا
فاّتة كتاب التقدّساي.
قوة إ ّال باهلل ّ
العّل العظيم. إ ّال اهلل ،ويف الثالث :ال حول وال ّ
فت ّب ًا فظيع ًا ملجرتئ عّل هذا الس ّيد ،وتعس ًا شنيع ًا جلسور عّل هذا املوىل؛ ّ
ألن
األول وكام َله ال ّثاين و ُغن َيته و ُقنَيته من هذا املوىل الكبري،
ذات هذا العبد وكام َل ُه ّ
نعم املوىل ونعم النّصري .وهذه «العبود ّية» ه ا ّلت كانت «جوهر ًة كن ُ ا
الربوب ّية» ،وأقىص مراتب ا ا ّلت خلتم األنبياء قدّ مت يف التش دّ عّل ّ
الرسالة .ومن ّ
كلامت مشايخ العرفاء« :إذا جاوز الّشء حدّ ه انعكس ضدّ ه» .
( )1العضة ـ بالضاد ـ :اليطعة من الّشء .العّي 125 :1ـ عضو ،جممع البحرين ،200 :3
201ـ عضة.
( )2الزمر.53 :
( )3يوسف.87 :
َو َس َ
رتك َد َ َّيل يف اار الدنيا» .
عّل الباقر× أنّه
ونيل الغزايل يف (اإلحياء) عن اإلمام أيب جعفر حممد بن ّ
عز ّ
وجل كان ييول ألصحابه« :أنتم أهل العراق تيولون :أرجى آية يف كتاب اهلل ّ
باد َي ا َّل ِذي َن أرس ُفوا َعّل أن ُف ِس ِ م ال تَينَ ُطوا ِمن َرمح ِة اهلل﴾ ،
قوله تعاىل﴿ :يا ِع ِ
ونحن أهل البيت نيول :أرجى آية يف كتاب اهلل قوله ُسبحانهَ ﴿ :و َل َس َ
وف
أن النب ّ ال يرىض وواحدٌ من ُأ ّمته يف النّار. ُيعطِ َ
يك ر ُّب َك َف َرتىض﴾ »...أراد ّ
الصايف) للفيض (رمحة اهلل عليه) :يف احلديث« :أرجى آية يف كتاب اهلل
ويف ( ّ
قوله تعاىل﴿ :وما أصاب ُكم ِمن م ِصيبة َفبِام كَسب َت ِ
ايدي ُكم َو َيع ُفو َعن َ َ ُ َ َ َ
كَثري﴾ . »...
وقال الشيخ أبو عّل الطربيس يف (جممع البيان) يف تفسري هذه اآلية :روي عن
عّل× أنّه قال« :قال رسول اهلل| « َخ ُ آّة يف كتاب اهلل هذه اآلّ ُةّ .ا َديل
ّ
ما من َخدك ُدواَ ،ود نَك َبة َقدَ م إ ّد بذنبَ ،وما َد َفا اهلل َدن ُه يف الدنياَ ،فهو أ َ
كر ُم
ب َد َليه يف الدنياَ ،ف ُه َو أددَ ُل من أن ُّثنِّي َدىل دبده» . من أن َّ ُعو َا فيهَ ،وما دا َق َ
سميد هبا؛ أل ّ ا صيب قلب صاحبها. ( )1أي دنوان املصيبة .واملصيبة من «أصاب»ّ ،
واألئمة د صيب البّلّا قلوهبم ،ود ؤ ّثر يف مقام أفئدهتم .واهتاممهم وا تاممهم يف املوارا
الصور ّّة ،ورداّة ال ّظواهر .كيف ،وّقال ّنبغي ّ
للسالك إذا وصل إليه بّلء من باب اآلااب ّ
أن ّشكر وّبتهج ،وإن د ّقدر فينبغي أن ّرىض بأن ّكون يف مقام استواء النسبة ،وإن د
كفر يف الطرّقة؛ واألئمة سااة أهل السلوك
ّطق ،فّلبدّ أن ّصرب دليه .واون هذا املقام ٌ
وقااهتم ،ويف األادية املأثورة دنهم «نحمدك دىل بّلئك كام نشكرك دىل نعامئك» وقد قيل
انتقاااام اااو زجاااان حمباااوب ااار اى جفااااان وزراحااااد خااااوبرت
بااا طاارب اار از نااواى ناااى و چنااغ آن جفا كه و كنى ار خشام و جناغ
منه.
( )2كذا ،ولألوىل كوُنا :إىل امللك.
ألن ّ
الكل ملكته ،وال ير ّد حكومته وال َملجأ وال َم رب وال منجى منه إ ّال إليه؛ ّ
كَ ،وبر َ
ضاك من ُيد َفع إ ّال برمحته عيوب ُت ُه ،كام يف الدّ عاء « :أ ُدو ُذ ب َعفو َك من دقاب َ
نك» . كَ ...وأ ُدو ُذ ب َ
كم َ َسخَ ط َ
قّس،
ونيل أنّه ذكر عند أمري املؤمنّي× قول أفالطون اإلهل « :األفالك ّ
املفر؟».
الرام ،فأين ّ
واحلوادث س ام ،واإلنسان هدف ،واهلل تعاىل هو ّ
فيال×َ « :ف ِّ
فر ُوا إىل اهلل» فيال الدّ اع :
وقال آخر:
( )1إييا اهلمم رشح متن احلكم ،185 :البحر املديد /416 :2تفسري اآلية 60 :من سورة
التصوف» ،بدل« :بداية الغنى».
ّ التوبة ،وفي ام« :بداية
( )2جامع األخبار ،817/300 :عوايل الآليل .184/179 :2 ،40/39 :1
أن الوضع دبدّ أن ّوافق ال ّطبع ،أي كام ّ
أن الواقع كذلك ا كام ( )3كلمة «أّض ًا» إشارة إىل ّ
وإد كان احلقيقي ّ
ّ حررنا يف احلاشية السابقة التقوم بالق ّيوم عاىل ا كذلك يف نظر شهوا الفق
ّ
املمنوون باحتجاب األنان ّية
ّ جهّلً ،كام هو حال َ
اجل َهلة وال َغ َفلة املبت َلون بتغطية الوهم،
اخلفي .منه.
ّ الْساب ّية ّ
والرشك
صححناه وفق مصادره.
( )4يف النسخة احلجرية :بسواد ،وقد ّ
( )5كام قال الشبسرتي يف گلشن راز ،ذيل اجلواب عن السؤال الثاين:
ســـواد اعظـــم آمـــد يب كـــم وبـــيش ســـواد الوجـــه يف الـــدّ ارين درويـــش
(ُ )6نج البالغة/الكالم ،66 :وفيه« :وعليكم هبذا السواد األعظم» .بحار األنوار :33
،604/374اجلامع ألحكام اليرآن .74 :14
( )7يف النسخة احلجرية :وأن ،وقد حذفنا الواو؛ لعدم صحة موقع ا؛ إذ مع ا يصبح
التأويل املصدري :البد ومن متكّن ا ،وهو خطل ،والصواب :البدّ من متكّن ا.
السواد األعظم ا ّلذي هو وجه اهلل﴿ :أّنَام َُو ّل ُوا َف َث َّم
الوجه» بيانية ،أي الفير هو ّ
َوج ُه اهلل﴾ .
بتحمل أعباء املالمة عّل الكاهل
ّ َو ِمن ا :أن يراد بسواد الوجه :تسويدُ الظاهر
وم َة دئم﴾ .قال الشاعر:ون َل َ
حب اهلل تعاىل ،كام قال تعاىلَ ﴿ :ود َخيا ُف َ
يف ّ
نور ا ّلذات كام َو ِمن ا :أن يراد بسواد الوجهُ :نور ّ
الذات؛ فإ ّن الن َ
ّور األسود ُ
قيل:
من التّلوين ورسخ يف السالك إذا وصل إىل هذا النّور خل
أن ّوالسبب ّ
ّ
السواد ال ييبل لون ًا آخر .وعند بعض م :نور ّ
الذات نور أن ّميام التمكّي ،كام ّ
السواد» أيض ًا إشارة إىل هذه؛ ّ
فإن ماء أخض .إشارة إىل احلياة األبد ّية ،ويف « ّ
احلياة يف ال ّظلامت.
السالكون يف وباجلملة ،تأويل هذه الكلامت ّ
أن العوامل متطابية ،وما يراه ّ
مكاشفاهتم ومراقباهتم بمنزلة ما يراه النائمون يف رؤياهم .وكام أ ُّنا ّتتاج إىل
الصور ّية .وكام
التّعبري ،كذلك ما يراه املكاشف حيتاج إىل التأويل من مكاشفاته ّ
الرؤيا بصورة رشب ال ّلبن ،كذلك ّتاك
ينال العاقلة العلم ،وحاكاه املتخل ّية يف ّ
الصور ّية بصورة
والرسوخ يف ميام التمكّي عند املكاشفة ّ
اخلالص من التلوينّ ،
درب
معرب ماهر يف التّعب كام ّ ُ
فيعرضه دىل ّ ّعرب مل ّسكن قلبه؛
أن ما ّراه النّائم ما مل ّ
( )1فكام ّ
الرخاء و«البقراي العجاف» بسني القحط والغّلء؛ السامن» بسني ّيف القرآن «البقراي ّ
مؤول ماهر يف احلكمة واملعرفة ،فكذلك ّ
كل وري دىل ّالص ّ
السالك املكاشف ّ فليعرض ما ّراه ّ
املطهر د بدّ أن ّفحص دن أوّله ومآله ،ود
ّ ما ورا من احلقائق يف كسوة األمثلة يف ّ
الرشع
ّسكن القلب باإلخّلا إىل ظاهره .فليجمع الرجل احلكيم بني األوضاع الظاهرة والباطنة.
منه.
( )2أي التشبيه املؤكَّد امليابل للمرسل الذي تذكر فيه األداة.
ك سادي ًا﴾ َيف ُ َخت ِّيب ُم َ
سرتشد ًا َق َصدَ إىل َجناب َ (﴿ )40أ ْم ك َ
«أم» منيطعة .و«كيف» استف ام ّية .و«اخليبة» :املحروم ّية .و«اجلناب» ـ
السع » إيام ٌء إىل حذف مضاف ،أي إىل فناء بيتك ِ
بالفتح والكُّس ـ :الفناء .ويف « ّ
للكل .والن َُّس ُخ ا ّلت رأينا« :ساعي ًا» بالياء املثناة من
ا ّلذي هو الكعبة امليصودة ّ
ّتت فيكون من املوازنة كيوله تعاىلَ ﴿ :ونَامر ُق َمص ُفوفة * َوزَرايب َمب ُثو َثة﴾ ،
وقوله:
قلت يف قتيل سيفك املبارك« :أنا ِد َي ُت ُه» ،فال تزيدك كثرة العطاء إ ّالوقد َ
حياضك ،بل أو َصلتَه رضوانَك َ جود ًا وكرم ًا ،فلو كان للوارد ظرف ّية م ّلكتَه
ال عن رياضك .والتّعبري عن اإلرادة بالفعل باب واسع كيوله ولياءك ،فض ً
وهكُم﴾ . الصلوة َفأ س ُلوا َو ُج َ
تعاىلَ ﴿ :وإذا ُقمتُم ا َىل َّ
( )1البيت أليب متام يمدح به املعتصم مغالي ًاُ .ناية اإلرب يف فنون األدب ،308 :ربيع
األبرار ، 382 :1وذكر أنه يف مدح كعب .ونسبته بعض املصادر إىل غري املادح يف غري
املمدوحّي ،انظر :طبيات الشعراء ،348 :زهر اآلداب وثمر األلباب ،241 :وغريمها.
( )2اشارة إىل حديث قديس.
( )3املائدة.6 :
رتد ٌة يف َضنك املُ ُحول﴾ (َ ﴿ )42ك ّّلَ ،وح ُ
ياض َ
ك ُم ْ َ
أي حاشاك عن ذلك ،وحياضك ممتلئة يف وقت ضيق اليحط .و«املحل»:
وحمول:
وحمول ُ
وحملة َ
وأرض َحمل َ
ٌ ٌ
ومكان ماحل، ٌ
وزمان اجلدب ،وانيطاع املطر.
أي ذوات جدب.
وس ُحب أمطار النفوس
أن املراد بحياضه :ينابيع ماء حياة الوجودُ ، والت ُ
ّأوّلّ :
من السامو ّية واألرضيّة .وتلك الينابيع مراتب علمه ،ودرجات قدرته ،وأقالمه
َزل إ ّد ب َقدَ ر
إن م ْن ََشء إ ّد دندَ نا َخزائنُ ُه َوما ُنن ُ
وألواحه العالية ،قال تعاىلَ ﴿ :و ْ
َمع ُلوم﴾ ؛ فعلمه غري متناه حيط ًة ،وقدرته غري متناهية عموم ًا وشدّ ة ،وفيضه ال
ينيطع ،وكلامته ال تنفد وال تبيد ،كام قال تعاىلُ ﴿ :ق ْل َلو كان ال َب ْح ُر مداا ًا
ّ
والكل امي َر ّيب َو َلو جئنا بمثله َمدَ ا ًا﴾ ، حر َق َ
بل أن َن َفدَ كَل ُ لكَلامي َر ّيب َلنَفدَ ال َب ُ
ِ
املحول»: مغرتف من هذا البحر املحيط ،وال يني منه يشء؛ وحينئذ « ُ
ضنك
( )1إذ يف حال التل ّبس مل ّّص الوجوا دين ًا ود جزء ًا هلا ،ومر بة ذاهتا خالية دنه .وكذا الكّلم
والصور بقيد املوا ّا داطلة مظلمة موحشة «ّا
والصور والنّفوس؛ فلود النفوس ّ
يف املواا ّ
والنفوس نور اهلل عاىل .منه.
ُ املتهجد ،]910/85
ّ نور املستوحشني يف الظلم» [مصباح
( )2ذكره كذا يف رشح األسامء احلسنى ،70 :2 ،249 :1أيض ًا ،واملصادر كل ا تذكرة
بصورة« :وما املال واألهلون ّإال ودائع» انظر مثالً :معاين األخبار ،5/195 :االستذكار :3
،82رشح ُنج البالغة .290 :19
فتو ٌح لل ّط َلب َو ُ
الو ُول﴾ (َ ﴿ )43وبا َب ُك َم ُ
وغل ِ
يغل وغوالً :دخل .ومفتوح ّية بابه يف ميا َمّي:
أن ّ
الكل مستغرقة يف أحدُ ُمها :ميام االستنفاع بنعمه وآالئه ونواله .ومعلوم ّ
َ
بحر أفضاله ،فالعامل كمحافل ومبان مش ّيدة ،والشمس واليمر والنجوم
نضدة ،وأنواع النبات والفواكه بأغذيت ا وأرشبت ا ،واحليوانات
كمصابيح م ّ
بلحوم ا وألباُنا وغريها موائد ،وذوات النّفوس اآلدم ّية علي ا قواعد الجتالب
الفوائد والعوائد .ولو مل يكن إ ّال املاء لتربيد الكبد ،وإ ّال اهلواء لرتويح اليلب
أعذب لكم
ُ لكفى .كيف ،واألغذية اهلنيئة ،واألرشبة املريئة ا ّلت سلبت أفئدتكم
وأحّل؟
الربان ّية .وظاهر ّ
أن نصب عالئم صفاته، وثاني ام :ميام االستشعار باملعارف ّ
احلجة ،وكملت الكلمة ،كام قال تعاىلَ ﴿ :سنُر ُُّيم آّا نا
ودالئل ذاته بمرتبة متّت ّ
ني َُهل ْم أ َّن ُه احلق أ َو َمل َّكْف بر ِّب َ
ك ا َّن ُه َدىل ك ُِّل ََشء يف اآلفاق َويف أن ُفسهم َحتّى َّ َت َب َّ َ
َشهيدٌ ﴾ .
وال س ّيام اآليات الكربيات ،واحلجج الب ّينات ا ّلت من عرف ا فيد عرف
[إلزام الناصب ،57 1اون نسبة ألحد] .قال اهلل عاىل «هو احلى العليم القدّر املرّد
احلي العامل السميع البص » إىل آخر األسامء احلسنى .واإلنسان الكامل مظهره األدظم ،وهي ّ ّ
السامع البارص ،إىل آخر األسامء؛ فانّة متع ّلم ع ّل ًام وجوا ّّ ًا جلميع األسامء َ
﴿و َد َّل َم آ َا َم القاار ّ
الذاي املستجمعة جلميع الكامدي ،وهو ّدل دىل ّ األَ ْس َامء ُك َّل َها﴾ (البقرة ،)31فوجواه ّ
حجة دىل منكر خالقه برشط أن ّعرف هذا اهليكل للتوحيد .منه.
ّ
فان خ البيانني هو البيان اجلامع بني األوضاع،
( )1إشارة إىل اجلمع بني العقل والنّقل؛ ّ
احلس املشرتك الذي هو كمرآة ذاي وجهني كان أمر ًا
فالسوق من دامل الباطن إذا نزّ ل إىل ّ ّ
إن إحساس هذه بوجهه إىل احلس املشرتك ،إدّ ّ
احلاس هلذه املحسوساي أّض ًا هو ّ
ّ واقع ّي ًا؛ ّ
ألن
اخلارج وإحساس ذلك بوجهه إىل الدّ اخل ،وكّلمها مشاهدة.
فالراؤون حيث صفد مشادرهم صفا املدرك يف ح ّقهم دن ال ّظلامي ،ورؤّة ّ
الصايف رؤّة ّ
ٍ
قوة ،و بدل وجوا ،رائني جلّللة
ه فيه د ،إذ شيئ ّية اليشء بصور ه د بام ّا ه؛ لكو ا ّ
الشهامة، ّ
فيبدهلم لك ّ والصفاي والوجوا،ّ النبي| و ابع ّيتهم يف األدامل
ّ وجوا
وّص ون بالفعل يف املشادر األخرى يف اجلملة بحسبهم .منه.
ولو تدبر متدبر يف خلق معدّ ل النّ ارِ ،
ومنطية الربوج متياطعّي عّل احلدّ ة ّ ّ
وجع ِل مركز َّ
الشمس مالزم ًا لسطح منطية واالنفراج ،ال عّل زوايا قوائمَ ،
الصنع وغرائب
اخلاصة ،وما يف ذلك من استلزام بدائع ُّ
ّ الربوج يف حركت ا
التدبري ،واستتباع فيوض اخلريات ورواشح الربكات يف آفاق نظام العامل
العنرصيَ ،لدَ هشته احلري ُة ،وطفق ّ
خير مب ور ًا يف عيلهَ ،مغش ّي ًا عليه يف ّ
حسه،
عز سلطانه»
وصنع ما من صنائعه ّ ٌ وذلك إن هو إ ّال ٌ
فعل ما من أفاعيله سبحانه،
انت ى.
ألُنم ينظرون إىل
وباجلملة ،عدم إدراك النّاس آيات اهلل تعاىل وب ّيناته؛ ّ
احلس ،وال ينظرون ن َظر العيل ،وال يتفكّرون يف خلق ّ
الساموات ّ األشياء نظر
واألرض ،وال يرجعون املركّبات إىل ُأصوهلم البسيطة وموا ّدهم العر ّية عن احلُ ّ
ّل
واحلُ ّلل بذواهتا ،وال يأخذون األجناس واألنواع بـ«رشط ال» بالنّسبة إىل
واملشخصات ،حتّى يروا ّ
الكل يف اليوابل طواري ،ومن ّ الفصول واملصنّفات
حضة الفاعل عواري.
مر ،ينبغ أن ينظر اإلنسان إىل صنائع اهلل نظر مستغرب نشأ ،ومل ينظر
وكام ّ
إلي ا حتّى بلغ أشدّ ه ،وعند هذا رأى آيات ر ّبه الصغرى كربى ،فكيف الكربى؟
وال آية من آيات اهلل تعاىل أكرب من اإلنسان ،وال اسم له سبحانه أعظم منه ،س ّيام
وكل صفة منه عجيبة ،وذاته ُاعجوبة وكل فعل منه غريبّ ، اإلنسان الكاملّ ،
واملدركّي أمثال،
َ ألن ِ
املدركّي أعجب العجائب ،وال يدرك غرابته و ُاعجوب ّيته؛ ّ
أن نوعه منحرص يف فرد وال س ّيام ّ
أن ذلك يعز حيث يندر» ،فلو فرض ّ و«الّشء ّ
ال ليىض منه آخر العجب بالنّسبة إىل األنواع األُخر ،وكان
الفرد كان إنسان ًا كام ً
ّ
كل فعل منه غريب ًا غاية الغرابة ،حتّى زراعته وحياكته .وكم من أمر غيب ّ ال
الزرع،
الزرع متى ينبت ،وما هذا ّ الزارع ،مثل ّ
أن بذر ّ خيرب به الدّ هيان ّ تعدّ
وكيف هو ،وكم هو ،ومتى يبيض ،وإن كان يف ّ
الشمس كيف نشوءه ،ويف ج ة
خالفه كيف يكون ،وهكذا «فعلل وتفعلل» .هذا فيمن يعدّ ه النّاس داني ًا عامي ًا،
ويف احلاش ّية األُخرى ـ أعن من يعرتف ّ
الكل بكامله ك َّل ال ّلسان عن نعوته ـ:
( )1كذا.
( )2الشفاء األهليات.455 :
أند اّ ُة السؤل َو ا َّ ُة ُ
املأمول﴾ (َ ﴿ )44و َ
ك ّا ُموسى﴾ .قد يد ُسؤ َل َ
السؤل» :املسؤول ،قال تعاىلَ ﴿ :لقد أو َ
« ُّ
السابق أنّه تعاىل مطلوب اإلنسان س ّيام الكامل منه ،وغاي ُة مناه .وقد
خرج من ّ
خرج عن هذه الفيرة املباركة أنّه تعاىل مطلوب ّ
الكل وذلك لوجوه:
منها قوله تعاىل﴿ :ما َخل ُقكُم َود َبعثُكُم إ ّد كنَفس واحدَ ة﴾ .
مطلوب اإلنسان الكامل ومعرو ُفه ،واإلنسان الكامل
ُ ومنها :أنّه تعاىل
مطلوب ّ
الكل ،فإنّه مركز تدور اجلميع عليه ،وكنز خمف يطلبون معرفته.
الوجود ،وهلذا م ام تغرز إبرة عّل نملة تنيبض
ب ُ أن ّ
كل موجود حي ّ ومنهاّ ،
وحيب الفردان ّية ،كام قال تعاىل﴿ :كُل حزب بام َلدَ ُّيم
ّ وهترب خوف ًا من العدم،
ِِ
حيب احلياة والعلمون﴾ ،ويطلب مظ ر ّية َمن َلي َس كَمثله يش ٌء ،وكذا ّ َفر ُح َ
واليدرة والغناء وغريها من توابع الوجود ،والوجو ُد وتوابعه من اهلل ،وبه
( )1أي الّشء الذي ييع يف سياق السؤال ويكون مطلوب السائل ،وليس هو الذي ُيسأل
من أجل ّتييق املطلوب ،فاهلل تعاىل هو غاية ما يطلبه املؤمن.
( )2طه.36 :
( )3ليامن.28 :
( )4الروم.32 :
أي َشء كان ا كام هو حكم ّ
كل الّصف اجلامع لسنخ وجوا ّ ( )5أي ابتدأ منه ألنّه الوجوا ّ
سابق دىل مشوئه ،والبسيط مقدّ م دىل املركب« ،كان اهلل ومل ّكن
كل َشء ا ٌ رصف ،ورصف ّ
معه َشء»
وإليه؛ ولذا قال بعض احلكامء« :البدّ أن يكون يف الوجود وجو ٌد ّ
بالذات » .
بالذات ،ويف اإلرادة إرادة ّ
بالذات ،حتّى تكون هذه يف يشء ال علم ّويف العلم ٌ
وكل طالب يطلب شيئ ًا آخر فذلك اآلخر من ج ة النّوران ّية ُيط َل ُ
ب، بالذاتّ ،
ّ
وه وجه اهلل ونور اهلل ،فف احلييية هو املطلوب ولك ّن أكثرهم ال يشعرون.
واملز ّية باالستشعار ،والفضل ألُويل األيدي واألبصار.
َو ِمن اّ :
أن احلركة يف األجسام واجلسامن ّيات معلومة مشاهدة ،جوهر ّية أو
عرض ّية ،كيف ّية أو كم ّية ،وضع ّية أو أين ّية؛ ويف النّفوس أيض ًا مكشوفة جتوهر ًا أو
تك ّيف ًا يف احلاالت واملَ َلكات .واحلركة طلب طبيع أو نفساين ،وال ّطل ُ
ب البدّ له
وكل الفصول ،وكامدهتا مشمولة لفصله كل األنواع ّ ( )1ألنّه النوع األخ املشتمل دىل ّ
إن كل نوع بصداالكل من فضالة طينته .ولو سلكنا مسلك اإلرشاق ّ أن ّ األخ ،كام مىض ّ
ألن نسبة األرباب إىل األرباب نسبة
برب النّوع ،كان هو املطلوب؛ ّ ادستكامل حتّى ّتّصل ّ
األصنام إىل األصنام دندهم ،ومطلوبه هو اهلل عاىل .منه.
( )2الرعد.28 :
(﴿ )45إهلي هذه أز َّم ُة نَفيس َد َقلتُها بعقال َمش َّيت َك﴾
«أز ّمة» مجع «زمام» وهو ميـود الدا ّبـة .وعيـل البعـري :شـدّ ذراعـه بكتفـه.
الرضـا والتسـليم ُ
والعيال ما به يشدّ .وهذه من باب االسـتعارات .وامليصـودّ :
والرضـا
وقوتـه .واملشـية واإلراد ُة ّ ّ
والتسـخر بحـول اهلل ّ عند مش ّية اهلل النّافـذة،
واملح ّبة والعشق وامليل واالبت اج ونحوها ،واحدة:
ذاهب
ٌ وللنّاس فيام َّعش ُق َ
ون َم
وبّي املش ّية واإلرادة فرق باعتبارين:
أ َحدُ مها أ ّن املش ّية بالنّسبة إىل شيئ ّية الّشء أي ماه ّيته ،واإلرادة بالنسبة إىل
وجوده.
وثانيهام أ ّن املش ّية كلية بخالف اإلرادة ،فميلك ّ
الكّل إىل احلج مشيتك،
وميلك إىل منازله املخصوصة وخطواتك املعيّنة املنطوي فيه إرادتك اجلزئ ّية
إياها فرد ًا فرد ًا يف أوقاهتا املخصوصة .واإلرادة ّ
أعم من امليل الكّل ،وهذه امليول
اجلزئ ّية املرهونة بأوقاهتا.
وهبذين االعتبارين يذكر أحدمها يف ميابل اآلخر كام ورد أنّه تعاىل« :علم
وشاء وأراد».
إن املش ّية واإلرادة عند بعض املتك ِّلمّي :اعتياد املنفعة ،وعند بعض آخر:
ثم ّ
ّ
ُ
الشوق فسم ا من النظائر ميل تبعه .واحلق ّ
أن املشيّة فينا ،أو اإلرادة ،أو ما شئت ِّ
املتأكّد الذي هو عييب داع هو العلم بمالئم يف الفعل ،وباصطالح :هو اليصد
ِ
املتعيب للعلم التصوري بالفعل ِ
للميل املتعيب للجز ِم املتع ّي ِ
ب ِ املتع ّي ُ
ب للعز ِم
،وهو عّي علمه وللعلم التصديي بالدّ اع .وفيه تعاىل ه عّي الدّ اع
الفعّل بنظام اخلري يف الفعل ،وهو عّي ذاته املتعالية.
بيان ذلك
نتصوره ّأوالًّ ،
ثم نصدّ ق بفائدته تصديي ًا ّ إ ّن شاكلتنا فيام قصدنا فِع َله ،أنّا
أن فيه صالح ًا ومنفع ًة أو حممد ًة ومنيب ًة ،وباجلملة ،خري ًا
ظن ّي ًا أو ختيل ّي ًا أو ييين ّي ًا ّ
من اخلريات باليياس إىل جوهر ذاتنا ،أو إىل قوة من قوانا ،فينبعث من ذلك
اليوة الشوق ّية،
اهتزت ّ
من الرتدد .فإذا ّ شوق إليه ونجزم أن نفعله ونخل
ثم أ ّال يفسخ العزيمة ،وصار قصد ًا،
الشوق ،وصار َعزم ًا وإمجاع ًاّ ،
وتأكَّد ّ
اليو ُة املنبثّة يف العضالت ،وهنالك يتحرك األعصاب واألعضاء ُح ِّركت ّ
[األولية] ،فذلك الشوق املتأكّد البالغ إىل العزم .واليصد «إراد ٌة» ،وما يف
اليوة املنب ّثة «قدرة» ،وذلك التصديق بالفائدة هو «الدّ اع » ،وذلك التصور
ّ
واجلزم بالفعل هو «العلم» .ف ذه مبادئ الفعل فينا أرباب احلاجات ،وأ ّما يف
ألن
املفهومي .وانّام ادترب اخل ّّة؛ ّ
ّ الوجواي بني هذه إدّ التغاّر
ّ ( )1إذ د اجوز فيه التّغاّر
أي مورا كان دبدّ أن ّكون العلم بالع ّلة الغائية التي هي ثمرة الفعل،
الدادي دىل الفعل يف ّ
فيكون يف الفعل حمبوب ّية ومراا ّّة ،فيتح ّقق اإلرااة والرضاء بالفعل .وفيه عاىل ثمرة شجرة
احلضوري
ّ الكيل ،والع ّلة الغائية له ذا ُه األقدس األكمل ،وهو بذا ه دني العلم
الوجوا الفعيل ّ
ألن كل وجوا خ ،فكيف أن فعله الذي هو الوجوا املنبسط خ ؛ ّ بخ ّّة الفعل من جهة ّ
الشامل؟ ومن جهة ثمر ه التي هي أهبى ال ّثمراي وأسناها ،وأمجلها واج ّلها.
الوجوا املنبسط ّ
واألفعال أفضليتها دور دىل أفضل ّية ثمرهتا .منه.
( )2يف النسخة احلجرية« :األووية» ،والظاهر ما أثبتناه.
فعّل ،وقدرته نافذةٌ ،فكام ذكرنا من ّ
أن الداع ٌّ الصمد الغن الذي علمه ّ
واإلرادة واليدرة عّي علمه العنائ ،وهو عّي ذاته الغن .
تصور الفعل ،واعتياد أنّه
وكام أنّه يرتتب فينا شوق اليوة الباعثة عّل نفس ّ
نافع لنا من غري أن يتخ ّلل بّي علمنا وشوقنا ٌ
شوق آخر وإراد ٌة ُاخرى ،بل العلم
فعّل بالنسبة إىل ّ
الشوق ،كذلك يرتتب اإلفاضة عّل نفس علمه بنظام اخلري يف ّ
ثم إ ّن إرادة الفعل منطوي ٌة يف إرادته العامل من دون خت ّلل شوق و ّ
مهة زائدَ ينّ .
عّي ذاته ،كام ذكرنا؛ فإ ّن اإلرادة ه العشق واملحبة .ومن
ذاته ،وإرادت ُه ذاته ُ
السافل ،فإرادته آلثاره ألجل امليررات يف حم ّله أن ال التفات ّ
بالذات للعايل إىل ّ ّ
كل مجيل ،وأهبى من ّ
كل َهب ّ ، أمجل من ّ
أجل مبت ج بذاته؛ لكونه َ أنّه تعاىل ّ
أتم العلوم؛ لكونه حضوري ًا بالغري ،فكيف بذاته ال
وعلمه بذلك اجلامل والب اء ّ
حصول ّي ًا ،وفعل ّي ًا ال انفعالي ًا ،وتفصيلي ًا ال إمجال ّي ًا؟
قوة إهلية بسيطة جامعة ّ
لكل اليوى والذات العاملة فوق ّ
كل ذي علم؛ ألنّه ّ ّ
اليوة العاقلة بالفعل ،فض ً
ال عن ّ
الكّل ،فضالً عن ّ واملدارك ،وفوق العيل
وأمر أمت ّية االبت اج والعشق يدور عّل هذه ال ّثالثة ،وإذا ابت ج
املدارك اجلزئيةُ .
آثاره ،وإذ ليس موجو ٌد ينافيهأحب َ
َّ أحب شيئ ًا
َّ بذاته ابت ج بآثاره؛ ّ
ألن من
ألن الكل معاليله ،وناشئة من قلمه األعّل ،واملعلول يالئم ع ّلته ،فال
وينافره؛ ّ
موجود إ ّال وهو متع ِّل ُق مش ّيته .
( )1وكيف ّدخل َشء يف ُملكه بدون مش ّيته وإراا ه؟ وقد ورا «ما شاء اهلل كان ،وما مل ّشأ
مل ّكن».
كيف ،والوجوا مطلق ًا مش ّيته؟ منه.
كأُنم مل يمكن م فيه إرادة الذات للذات،
وبعض األخبار ّيّي من املعارصين ّ
كل موضع متع َّلق إرادة املريدين
أن يف ّ
وحرصوا تعلق اإلرادة بالفعل ،ومل يدروا ّ
وحيب ويعشق نفس ذاته ،ويريد الكتابة
ّ ّأوالً وبالذات ُ
ذواهتم؛ فالكاتب يريد
بالعرض؛ إلرادة ذاته ،وقس عليه.
حمبوب
ٌ قال صدر املتأهلّي« :+اإلرادة رفيق الوجود ،والوجود يف كل يشء
حمبوب لذاته
ٌ لذيذ ،والزيادة عليه أيض ًا لذيذ ٌة؛ فالكامل من مجيع الوجوه ٌ
ومريدٌ لذاته بالذات ،وملِا يتبع ذاتَه من اخلريات الالزمة بالعرض .وأ ّما الناق
بوجه ،ف و أيض ًا حمبوب لذاته الشتامله عّل رضب من الوجود ،ومريدٌ ملِا يكمل
املسمى باإلرادة أو املح ّبة أو
ّ ذاته بالذات ،وملِا يتبع ذاته بالعرض .فثبت أ ّن هذا
يسمى يف
العشق أو امليل أو غري ذلك سار كالوجود يف مجيع األشياء ،لكن ر ّبام ال ّ
بعض ا هبذا االسم بجريان العادة واالصطالح عّل غريه أو خلفاء معناه عند
( )1ففي قوله «حمبوب» إشارة إىل أنّه إرااة بمعنى املراا ّّة ،ويف قوله «لذا ه» ادلة دىل أنّه
إرااة بمعنى املرّدة ،وهو وجوا بحد؛ فالوجوا مساوق مع اإلرااة بكّل املعنيني .منه.
متقوم بالوجوب .منه. وكل وجوا ّ متقوم بالعوايلّ ،
ٌ ّقوم ذا هّ ،
وكل سافل ( )2أي داشق ملا ّ
ألن أكثر األذهان مستغرقة يف املفاهيم ،ود ّتخ ّطون إىل دامل احلقائق .ثم من
( )3وذلك ّ
احلقائق د ّلتفتون إدّ إىل وجوا األدراض إذا سمعوا الصفاي ،فيسهل دليهم أن ّدركوا
الصورة الذهن ّية احلاصلة ،ومن اإلرااة امليل القائم بالنّفس وهكذا ،وّصعب دليهم
من العلم ّ
أن وجوا النفس الناطقة ا مث ً
ّل ا دني دلمه بذا ه ،ودني إراا ه ،ودشقه لذا ه .فإذا أن ّعرفوا ّ
قلد بدل قولك «إن النفس متع ّلقة بالبدن» دلم متع ّلق ،أو دشق ،أو إرااة ومش ّيةّ ،صعب
إن
البدُّيي .فإذا قيل ّ
ّ األمر هكذا ،فليتفتون إىل املفهوم
ُ دليهم فهمه ،بل يف الوجوا واإلاجاا
اهلل عاىل وجو ٌا ،ربام ّذهب إىل املفهوم؛ أو ّقال له اإلاجااّ ،ذهب إىل اإلضافة املقول ّية،
واحلال أن اإلاجاا احلقيقي الذي به ُّوجدُ اليشء هو حقيقة الوجوا املنبسط الذي هو إضافته
يسمى اجلم ور ،كام ّ
أن الصور اجلرميّة عندنا إحدى مراتب العلم ،ولكن ال ّ
بالعلم إ ّال صورة جمردة عن ممازجة األعدام والظلامت» .هذا كالمه بأدنى
أن اإلرادة عّي أن االرادة تتع ّلق ّأوالً ّ
بالذات ،وظ ر أيض ًا ّ اختصار ،فظ ر ّ
الذات الواجبة ،بل عّي كل وجود ،كيف بالوجوب الذي هو بحت الوجود؟!
واملخالف يف هذا رئيس املحدثّي أبو جعفر حممد بن يعيوب الكلين ،+
واحتج أيض ًا عّل ّ
أن اإلرادة زائدة عّل ذاته تعاىل ّ نظر ًا إىل ظاهر بعض األخبار .
يصح أن تكون عّي علمه سبحانه؛ فإنّه سبحانه يعلم ّ
كل ّ ّ
بأن إرادة اهلل تعاىل ال
رش ًا ،وال ظل ًام ،وال كفر ًا ،وال شيئ ًا من يشء ،وال يريد ّ
كل يشء؛ إذ ال يريد ّ
أمر اليبيح أو اآلثام .فعلمه تعاىل متعلق ّ
بكل يشء ،وال كذلك إرادته؛ فإرادته ٌ
أمر آخر وراء ذاته .
آخر وراء علمه ،وعلمه عّي ذاته ،فإرادته ٌ
وهذه شب ة قد استوثي ا يف الكايف ،وليست وثيي ًة ،وينحسم ما ّدهتـا بتحييـق
عـام دخـل فـي ام بالـذات ،وعـام نسـب إلـي ام
ّ مسألة اخلري والشـر ،والفحـ
اإلرشاق ّية.
احلق وجو ٌا بّل ماه ّية» أنّه مفهوم
إن ّوهم «اإلمام الرازي» من قول احلكامء « ّ ومن هنا ّ
إن مفهوم الوجوا بدُّيي ،وحقيقة الواجب الوجوا البدُّيي دندهم ،فقال ر ّا ًا دليهم « ّ
معلومة».
وأن األشياء
وقال «العّلّمة الدّ واين» يف بيان أن حقيقة الواجب عاىل هو حقيقة الوجواّ ،
إن كث ًا منهم وقعوا يف اهلرج واملرج من استامع قول احلكامء «إنّه وجوا
منتسباي إليها « ّ
املفهومي املطلق» .منه.
ّ ألن ذهنهم ذهب إىل الوجوا
بحد ،أو وجوا مطلق»؛ وذلك ّ
ٌ
( )1األسفار .340 :6
( )2الكايف 108 :1ـ .110
( )3الكايف 111 :1ـ .112
بالعرض ،وإرجاع ام إىل الوجود والعدم .وسنتكّلم يف هذا الرشح الـوجيز إن
ساعَدَ نا التّوفيق.
أن اإلرادة فيه تعاىل عّي العلم فكيف يتفاوت املتع ّلق؟
علمت ّ
َ وأيض ًا قد
منيوض بالعلم واليدرة؛ إذ العلم يتع ّلق ّ
بكل يشء حتى ٌ حتجاجه
ُ وأيض ًا ا
املمتنعات ،واليدرة ال تتعلق هبا كام قال املتك ّلمون :إ ّن معلومات اهلل أكثر من
ميدوراته.
وأيض ًا له تعاىل إرادة إمجال ّية وإرادة تفصيلية ،واألُوىل يف احلييية إمجال ّية من
األول ،والثانية
الصادر ّ
وجه وتفصيلية من وجه ،وه إرادته تعاىل بالنسبة إىل ّ
بالنسبة إىل ّ
الكل؛ فإ ّن ك اال يف مرتبته ووقته مرا ُده سبحانه ولو بالوسائط ،فإ ّن ما
األول من لوازمه املرتبة ،وإرادة امللزوم إرادة الالزم .وحييية ذلك
الصادر ّ
عدا ّ
األول ـ لبساطته ـ جامع ًا حليائق ما دونه ،فإرادة ّ
الكل ورسه كون الصادر ّ ّ
تسمى «أوامر اهلل»
منطوية يف إرادته .واإلرادة التفصيلية بالنسبة إىل األشياء ّ
ألن دلمه
( )1إنّام كان سمعه وبّصه دني العلم التّام وليس بأمر زائد دىل ذا ه ودلمه؛ ّ
بكل َشء .ومن مجلة احلارضاي بوجواها وأديا ا املبّصاي واملسموداي. حضوري ّّ
ّ
فالكل مدركة له بأديا ا وباجلملة ،املدركاي ّ
الشاملة للخمسة ،وللمتخ ّيّلي ،واملوهوماي؛
واجلزئي َ
﴿د َّ ْعزُ ُب َدنْ ُه م ْث َق ُال ّ واملجرااي؛ فهو عاىل ّعلم ّ
الكيل ّ وأشخاصها كاملعقودي
َذ َّر ٍة﴾ (سبأ .)3منه.
بالذات ،بل وميض ّيتة ّ
بالذات ،إنّام ه يف تلك النشأة اآلخرة ليست ه مراد ًة ّ
داخلة يف اليضاء بالعرض من حيث إ ُّنا لوازم اخلريات العظيمة الواجبة
الصدور عن احلكيم احلق واخلري املطلق» انت ى.
األئمة ال ّطاهرين (سالم اهلل علي م
إن قلد فام تصنع باألحاديث املرو ّية عن ّ
وأُنام حادثتان أمجعّي) الدّ ا ّلة عّل ّ
أن املش ّية واإلرادة من صفات الفعلّ ،
بحدوث الفعل حسب ما نيله حممد بن يعيوب الكلين (ريض اهلل عنه) يف
(الكايف) والصدوق ابن بابوية اليم (ريض اهلل عنه) يف كتاب (التوحيد)
الرضا×) .
و(عيون أخبار ّ
للحق سبحانه إراد ٌة ح ّية حيييية ،وإراد ٌة ح ّية ظل ّية ،وإراد ٌة مصدر ّية
ّ قلد:
عنوان ّية:
ابت اج ذاته بذاته سبحانه؛ إذ مل يكن اسم وال رسم ،وه ّأما األُوىل ،ف
املسمى
ّ عّي ذاته .وكذا يف ميام ظ وره بأسامئه احلسنى املستتبعة لألعيان الثابتة
ّ
املتأخرة يف باملرتبة الواحد ّية ،واألسامء احلسنى والصفات العليا ولوازم ا غري
الوجود ،ك ُّل ا مفاهيم موجودة بوجود ّ
الذات بال تعدّ د يف الوجود أص ً
ال ،وذلك
( )1خمترص بصائر الدرجات ،141 :وباختالف فيه يف الكايف ،4/110 :1التوحيد:
،8/388 ،19/148بحار األنوار .56 :54 ،20/146 ،20/145 :4
( )2وأّض ًا معلوم أ ّ ا أّض ًا صفته؛ ألنّه مبدأ انتزادها ،كام ّ
أن إضافا ه وسلو َب ُه صفا ُه
كأبو ه ومالك ّيته وسلب العلم
ّ اإلضافية والسلب ّية .واإلنسان إضافا ه ادنتزاد ّية وسلوبه
مها من املعقودي الثانية من صفا ه .منه. والكتابة دنه صفا ه ،بل الكل ّية والنود ّية و
ومعلومات له باعتبار ،ومعلوم ّي ُت ا
ٌ بذواهتا وهو ّياهتا املرتبطة إليه علو ٌم له بوجه،
له عّي ذواهتا ،ال عامل ّيته تعاىل إ ّياها عّي ذواهتا ،وإنّام ه عّي ذاته امليدسة ـ
فالعلم بمعنى العامل ّية عّي ذاته وهو قديم ،وبمعنى املعلوم ّية عّي هذه املمكنات
وهو حادث ـ فكذلك إلرادته سبحانه مراتب ،وأخرية املراتب ه بعين ا ذوات
املوجودات املتيررة بالفعل وإنّام ه عّي اإلرادة بمعنى مراد ّيت ا له تعاىل ال
،عّي ذاته بمعنى مريد ّيته إ ّياها وما به فعل ّية اإلرادة والرضا ومبدأ التخصي
احلية .وهذا أقوى يف االختيار ممّا أن يكون انبعاث الرضا بالفعل عن أمر زائد
عّل عّي ذات الفاعل» .انت ى حاصل ما أفاده.
رس عظـيم نشـري
وصدر املتأهلّي +بعدما نيل هذا احلاصل ،قال« :هاهنـا ّ
إليه إشار ًة ّما :وه أنّه يمكـن للعـارف البصـري أن حيكـم ّ
بـأن وجـود األشـياء
اخلارجية من مراتب علمه تعاىل وإرادتـه ،بمعنـى عامل ّيتـه ومريد ّيتـه ،ال بمعنـى
معلوم ّيتــه ومراد ّيتــه فيــط .وهــذا ممــا يمكــن ّتصـيله للواقــف عــّل األُصــول
السالفة» انت ى.
أن الدادي له دىل الفعل هو ذا ه احل ّقة ،د أمر آخر وإدّ لزم ادستكامل ،وهو دليه
(ّ )1عني ّ
،فانّه الوجوا املطلق املنبسط. حمال .مع أنّه أّض ًا ااخل يف الفعل؛ ّ
ألن فعله املطلق د ّتب ّع
صة ألجل الدّ ادي .والقدرة فينا حالةخمص ٌ ٌ
صفة ّ ألن اإلرااة
ودرب دنه بمبدأ التخصيص؛ ّ ّ
ّتخصص أحدمها .وإنّام كان
ّ إمكانية استوائ ّية بالنّسبة إىل وقوع الفعل ود وقوده ،وباإلرااة
ف هو الفادل
الّص ُ
أقوى يف األختيار ألن كل فادل بالدادي ،مسخر لذلك الدادي .واملختار ّ
للكل ،كام أنّه الع ّلة
ّ اا ٍع ّقهره ،وهو الواجب الوجوا الذي هو الع ّلة الغائية لذا ه من
الفادل ّية ّ
للكل .منه.
( )2اليبسات ،326 :وانظر ايض ًا :األسفار .352 :6
( )3األسفار .354 :6
ثم من األحاديث يف هذا الباب كام يف (الكايف) :صحيح صفوان بن حييى
ّ
قلت أليب احلسن× :أخربين عن اإلرادة من اهلل ومن اخللق .قال :فيال:
قالُ :
الضم ُ ،و َما َّ ْبدُ و َبعدَ َ
ذلك هلم م َن الفعلَ .و ّأما م َن اهلل عاىل، «اإلرا َا ُة م َن َْ
اخل ْلق َّ
فاي
الص ُ ذلك؛ ألنّه د َّروي ود َُّيم ود ّتفكّر .وهذه ّ إحدا ُثه د َ ُ َ
فإرا َا ُ ُه ْ
ذلكُ ُّ ،
قول َل ُه الفعل د ُ َُ َمنْف ّي ٌة َدن ُهَ ،وهي ص ُ
فاي اخللق ،فإرا َا ُة اهلل َعاىل
ُون بّل لَ ْفظ َود ُن ْطق بلسان ود َّ
مهة َود َ َفكّر َود َك ْي َ
ف لذلك ،كَام أنّه «ك ُْن»َ ،ف َيك ُ
ف َل ُه» .د َك ْي َ
رسه العزيز) « :الضمري :هو تصور الفعل ،وما يبدو بعد قال الس ّيد (قدّ س ّ
يوة ذلك اعتياد النفع فيه؛ ختيل ّي ًا ،أوظن ّي ًا ،أو تعيل ّي ًاّ ،
ثم انبعاث الشوق من ال ّ
الشوق واشتداده إىل حيث يصري إمجاع ًا .فتلك مبادئ األفعال
ثم تأ ّكد ّ
الشوقيةّ ،
اختيار
ٌ االختيارية فينا ،واهلل سبحانه متيدّ س عن ذلك ،فنفس علمه السابق
ومش ّية ألفعاله وال إرادة وال مش ّية هناك وراء نفس الذات.
الزنديق ا ّلذي سأل
ومن ا ما روي يف (الكايف) عن هشام بن احلكم يف حديث ّ
وسخ ٌط؟ فيال أبو عبد اهلل:
أبا عبد اهلل ،وكان من سؤاله أن قال له :فله رضا ُ
دخ ُل الرضا ٌ
حال َّ ُ أن ّ لك ّلوقني؛ َوذ َ
َ ذلك َدىل ما ُّوجدُ م َن ا َْملخْ
لكن َل ْي َس َ
«نعمْ ،
ف ُمعتم ٌل ُم َرك ٌ
َّب ،لألشياء فيه أج َو ٌ
وق ْ ألن املَخْ ُل َ
َد َليه فين ُق ُل ُه م ْن حال إىل حال؛ ّ
ي
واحد ّ دي ّ
الذايَ ، َمدْ َخ ٌل ،وخال ُقنا د َمدْ َخ َل لألشياء فيه؛ ألنِّه واحدٌ واح ّ
َداخ ُله َف ُي َه ِّي َج ُه و َّن ُق َله م ْن
َشء َّت َ وسخَ ُط ُه دقا ُب ُه ،من
املعنى ،فرضاه ثوابهَ ،
ألن املمكن املح هو املاه ّية اإلمكان ّية التي يف ذاهتا ليسد موجواة ،ود هو ّّة ود (ّ )1
اء ُه َمل ْ َاجدْ ُه حي َس ُب ُه ال َّظ ْم ُ ٍ َْس ٍ
اء َحت َّٰى إ َذا َج َ
آن َم ً اب بقي َعة َ ْ ذلك ،بل املمكن ﴿ك َ َ واحدة ،ود
َش ْيئًا َو َو َجدَ اهللََّ دنْدَ ُه َف َو َّفا ُه ح َسا َب ُه﴾ (النور .)39منه.
( )2رشح األسامء احلسنى .66 :1
( )3الكايف .110 :1
( )4املائدة.54 :
أهوائي املُض َّل ُة محت َ
كَ ،وهذه ْ (َ ﴿ )46وهذه أدباء ذنُويب َا َر ُأهتا ب َرأ َفت َ
ك َو َر َ
ك َو َدفو َك﴾
َوكَلتُها إىل َجناب ُلطف َ
«أدباء» مجع ِ
العبء ـ بالكُّسـ بمعنى احلمل والثيل من أي يشء كان.
أرق من «الرمحة» وال تكاد تيطع يف الكراهة، «ارأهتا» :دفعت ا .و«الرأفة» ُّ
والرمحة قد تيطع للمصلحة ،كذا قال بعض أهل ال ّلغة .و«األهواء» ـ بيرينة
التوصيف «باملُ ِض َّلة» ،وبيرينة امليابلة للنّفس يف قوله« :وهذه أز َّم ُة َن ْفيس» ـ املراد
الرشع ِ
واالنحراف عن ّ ِ
خمالفة احلق هبا :الوساوس الشيطانية الداع ّي ُة إىل
ناس َب ا
حظوط للنفس وإن َ ٌ اهلواجس النفسانية الت في ا
ُ ِ
وارتكاب املحظور ،ال
لفظ «اهلوى» ،إ ّال إ ّن املراد :اهلوى املشفوع باإلغواء .وقد مر يف «اخلواطر» ما ُ
يوضح امليام.
«وكلتها» ـ بالتّخفيف ـ من «و ّكل» األمر إىل اهلل «يكل» :استسلم إليه.
وامليصود ـ كام أرشنا سابي ًا ـ :االعتصا ُم بحول اهلل تعاىل وقوته.
ويف األداء بصيغ التكلم يف امليامات الثالثة إشار ٌة إىل أ ّن الروح اإلنساين من
الرب ،ومن معدن السطوة واليدرة ،استذ ّلته جمالسة الدّ يدان ،والتّلويث
عامل أمر ّ
وتفرد يف عزائمه املتشتتة؛
وتوحد يف قواهّ ،ّ بالرتبان .وإ ّال فإن اجتمع يف نفسه،
ّ
مهه واحد ًا ،وأوراده ِورد ًا واحد ًا ،وكان يف خدمة اهلل رسمد ًا ،نفذت
بحيث كان ّ
عّل×: مهته كام قال×َّ « :دُ اهلل َم َع َ
اجلام َدة وقدر ه نافذة» .وقال ّ ّ
( )1أي مع مجعية القوى ،و بدّ ل شتتها بالتوحد ،وص ورة اإلراااي للمراااي اجلزئية
املتفرقة إراا ًة واحد ًة ملراا واحد ،ومطلوب فارا ،هو منتهى املطالب ،كام قيل
ّ
ّكدل و ّاك قبلاه و ّاك روى بااك از ّكى گو و از اوئى ّكساوى بااك
احلقيقي ،وّص كاملمسوس؛ إذ د ّرّد ّإد ما ّ وّكون حينئذ قدرة اهلل نافذة يف قدرة العبد
الغسال ،وإرااة اهلل ف ّعالة .منه.
أراا اهلل عاىل ،وصار كامل ّيد بني ّدي ّ
( )2رشح األسامء احلسنى .80 :2
وي ،أطعني
ويف احلديث اليديسّ« :ابن آام ،خلقتك للبقاء وأنَا َح ٌّي د أ ُم ُ
يتك أج َع ُلك مثيل ح ّي ًا د متوي» .
َ دام
فيام أمر ُكَ ،وانتَه ّ
وورد عن النب اخلتم | يف صفة أهل اجلنّة أنّه «يأيت إلي م املَ َلك ،فإذا
ناو َهلم كِتاب ًا من عند اهلل بعد أن ُيس ّلم َع َلي ِ م ِمن اهلل .فإ َذن يف
َد َخ َل َع َلي ِ م َ
موت إىل احل الي ّيوم الذي ال يموت .أ ّما الكتابِ :م َن احل ّ الي ّيوم ا ّلذي ال َي ُ
تيول للّشءُ « :كن»أقول ل ّلّشءُ « :كن» فـ«يكون» ،وقد جعل ُتك اليوم ُ بعد ،فإ ّين ُ
فـ«ي ُكون»».
واملراد من املثل ّية :املثا ّلي ُة والتخ ّل ُق بأخالق اهلل ليس كمثله يشء وله املَ َثل
احلي الق ّيوم» هذا عّل دأب العرب يف مكاتباهتمّ األعّل .وقوله׫ :من
فيكتبون يف أول املراسلة :من حممد بن عّل إىل عّل بن أمحد مث ً
ال .ثم املراد من
ال ّثاين :احل ّ بحياة األول ،والييوم بييوم ّيته ،ال الذي يكون شيئ ًا بحيال نفسه؛ إذ
ال ترشيك يف أمر اهلل الواحد الي ّ ار.
قوله تعاىل« :تيول للّشء :كن فيكون» ،بل قبل موتك الطبيع لو ُبدِّ ل
وخرجت من ُذ ِّل « ُكن» بأن ترت ّقى من ميام
َ وجودك الكوين إىل وجودك األمري
طيت التّرصف وحيصل لك ميام «كن»؛ فإ ّن العارف يكون إىل نفس «كن» ألُع َ
مترصف يف املواد
ّ أصناف؛ فمن عارف عامل باحليائق فحسب ،ومن عارف
خاصة مظ ر لليدرة وليس له العلم التفصيّل باحليائق ،ومن عارف ذي
الرئاست ِ
َّي عامل مترصف مع ًا ،له السيدودة العظمىّ .
لكن الكل بإذن اهلل ليس له
من األمر يشء.
عّل×.103 :
( )1الديوان املنسوب اىل اإلمام ّ
( )2رشح األسامء احلسنى .80 :2
ّلمة يف (﴿ )47فاج َعل الله َّم َصباحي هذا نازدً َد َ َّيل بضياء اهلدىَ ،و ّ
بالس َ
الدّ ّن َوالدنيا﴾
ُ
وأصل «الدّ ين»: «هذا» بدل من «صباحي» .والباء يف «ضياء» للمصاحبة.
اجلزا ُء كام ييول« :كام تدين تدان» ،وقول الشاعر:
ولدٌّ .و«العامل» أّض ًا ما سوى اهلل عاىل ،وما سوى يف حقيقة «ليس» إدّ املاه ّياي اإلمكانية بام
الرب .منه.
فإن الوجوا احلقيقي من صقع ّ هي شيئ ّياي املاهياي والْساباي ُ
واحلباباي؛ ّ
( )1الشورى.20 :
( )2أي اإلشارة.
( )3املعارج.7 :
أقسام فمن فراك يف صحن ٌ فإن إّامن الفراك به
الْساج؛ ّ
( )4أي الفراك املمسوس بنار ّ
الدار ّرى ضوء ًا منه يف الدهليز د نفسه ،ومن فراك ّرى نفسه يف فناء البيد ،ومن فراك
الْساج إذ َ َ
رض َب نفسه وألقا ُه دليها وا ّصف مسته نار ّ
ّراه يف ااخل البيد ،ومن فراك ّ
بصفاهتا .منه.
(َ ﴿ )48و َمسائي ُجنَّ ًة من كَيد العداَ ،ووقاّ ًة من ُم ْراّاي اهلوى﴾
تعييب «مسائي» لـ«صباحي» من صنعة «مراعاة النظري» .والـ« ُجنّة»:
العدو .والـ«وقاّة» :الصيانة ،وقد
ّ الرتس .والـ«كيد» :املكر .و«العدا» :مجع
ُّ
يطلق عّل ما به يصان ،وهو املراد هاهنا .و«املُردي» :املُ ِ لك ،وفيه إشارة إىل
واخلالص من األعداء،
ُ املناص
ُ حكم ُظ َلم ال ّليايل؛ إذ بإتيان ال ّليل حيصل كثري ًا ما
وتأيت وحيصل الوقاية من األهواء املُ ِ لكات؛ الرتفاع معظم ّ
الشواغل واملوانعّ ،
اخللوة مع احلبيب والنجوى معه بيلب كئيب.
و ُم لكات اهلـوى كثـرية مشــروحة يف علـم هتـذيب األخـالق ،و ُأ ّم اهتـا:
الشـجاعة» و«احلكمـة»، الستة للرؤساء الثالثة التـ هـ «الع ّفـة» و« ّ
األطراف ّ
وجمموع ــا «العدالــة» .وتلــك األطــراف« :الش ــره» و«اخلمــود» ،و«اجلــبن»
ٌ
وثاّلث ٌ
ثاّلث منجيااي، و«الت ور» ،و«اجلربزة» و«البالهـة» .ويف احلـديث« :
الرضاا والغضاب ،والقصادُ يف الغناى والفقار، ُ
العدل يف ِّ ُمهلكاي فاملنجياي
وإدجااب
ُ وهاوى متباع،
ً شح مطاع،
الْس والعّلنية؛ وامللهكاي ٌّ
وخشية اهلل يف ّ
الشح» و«اإلعجاب» «لل وى» لشدّ ة االعتناء هبام ،وإ ّال
املرء بنفسه» .وميابلة « ّ
ِّ
املسخر للنفوس ،وهو اإلله املتّخـذ ،وأبغـض ف ام من ُجنود اهلوى .واهلوى هو
إله ُعبِد يف األرض.
( )1احلكايات (الشيخ املفيد) ،98 :مشكاة األنوار ،242 :معدن اجلواهر (الكراجك ):
،32باختالف عن ا يف ترتيب ألفا احلديث الرشيف.
فلنؤول املساء بـ:غروب أنوار الوجود ّتت سطوع نور
ِّ الصباح،
وإذا ّأولنا ّ
األحد ،آخر يوم اجلمع حّي ظ ور مجع اجلمع ،واجتنان اجلنان ّتت ُجنَّة « َجنَّة
الصفات» ،وّتصينه بحصن قاهرية نور الذات عن كيد ظلمة الكثرات واألهواء
املرديات؛ فإنّه إذا ظ رت احلييية بطلت رسوم اخلليفة.
ويناسب التأوي َلّي لفظ «امللك» فيام بعد.
ألن ا ُمللك بحسب التأوّل ُم ُلك الوجوا املنبسط .وأّض ًا ،امللك هو السلطنة ،وما ذكر
(ّ )1
سلطنة حقيق ّية بحسب الباطن .منه.
َشاء﴾
(﴿ )49إنَّك قاا ٌر َدىل ما ُ
إن» يف موضع التعليل ملا قبل .و«اليدرة» عند املتك ِّلمّي :صحة صدور
« ّ
الفعل والرتك .وعند احلكامء هذا التعريف خمصوص بيدرة احليوان؛ ألن
إمكان ،واإلمكان ـ ذات ّي ًا كان أو وقوع ّي ًا ـ ال يليق بجناب واجب الوجود
ٌ الصحة
ّ
بالذات ا ّلذي هو واجب الوجود من مجيع اجل ات .فالتعريف الشامل عندهم:
ّ
«كون الفاعل بحيث إن شاء َف َع َل ،وإن َمل يشأ مل َيفعل» .وصدق الرشطية ال
ينايف وجوب امليدّ م وال امتناعه؛ فإ ُّنا تتألف من صادقّي ،ومن كاذبّي ،ومن
صادق وكاذب .فاملعترب يف «اليدرة» :ميارنة الفعل للعلم واملشية ،وال يعترب
واقع باطل ،وحدو ُثه حدوث الفعل في ا ،وال ينايف دوامه مع اِ .
وقدَ ُم العامل ٌ
ٌ
أن «اليدرة» استدعت ذلك؛ فإ ّن األنوار الياهرة صادرة عن نور بدليل آخر ،ال ّ
األنوار هبر برهانه ،باليدرة واالختيار مع ديمومت ا بدوام اهلل تعاىل.
( )1انظر :رشح ُاصول الكايف ،269 :3التفسري الكبري .476 :2
قرر
( )2أي د توهم أن الرشط ّساوق اإلمكان ،وّرجع إليه؛ فوقعوا فيام هربوا دنه؛ إذ قد ّ
أن الرشط ّية تأ ّلف من واج َب ْني ا كاملش ّية والفادل ّية يف الواجب بالذاي ،بل د معنى
يف امليزان ّ
يف ذا ه سوى رصّح ذا ه ا ومن ممتن َع ْني ،كسلبهام دن ذا ه .والوجوب ّ
الذات وادمتناع الذات
ّصاامان اإلمكان ،وقد اجتمعا مع الرشط ،واخل دليهام أااة الرشط ،فالرشط ّية واد ّصال
صااقة يف القض ّية األوىل ّعني إن شاء فعل ،كام أن احلم ّليت َْني بعد رفع أااة الرشط صااقتان
الصوااق .ولذا ّذكر قض ّية استثنائية بعد الرشطيتني .وّقال لكنّه شاء ُ
أصدق ّ ألن الوجوب
لكن املحليتني
ففعل ،وكذا الرشط ّية واد ّصال صااقة يف الثانية نعني إن مل ّشأ مل ّفعلّ .
أكذب الكواذب .منه.
ُ ألن املمتنع
الباقيتني بعد رفع األااة كاذبتان؛ ّ
وما ُيسنِدُ ه بعض املجرتئّي ـ مم ّن ييول بالتخمّي ـ إىل الفالسفة من اليول
باإلجياب ،إن هو إ ّال فِرية بال ِمرية؛ حاشاهم عن ذلك ،بل هو تعاىل قدر ٌة ك ّله،
بعض ،بل بمعنى ّ
أن ذاته بذاته بال حيثية تيييدية أو تعليل ّية، اختيار ك ّله؛ ال ّ
كل له ٌ ٌ
ٌ
مصداق حلمل قادر خمتار ،كام يف سائر الصفات احليييية املحضة ،واحليييية
ألُنا عّي
ذوات اإلضافة ،فله عندهم قدرة قديمة بل واجبة الوجود بذاهتا؛ ّ
الذات املتعالية .فاليدرة فينا كيفي ٌة نفسانية ،ويف العيول جواهر مفارقة عن املادة
ألُنا وإن مل تكن عّي ماه ّيت ا ،لكنّ ا عّي وجودها ،تدوم بدوام وجودها؛ رأس ًا؛ ّ
اجلاعل ،ج َع َل ا قادرةً،
ُ إذ ال حالة منتظرة ،وال كامل مرت َّقب هلا؛ فإ ُّنا إذا َج َع َل ا
ثم جعل ا قادر ًة.
ال أنّه جعل وجودها ّ
كامالهتا كوجودها زائد ٌة عّل ماهيت ا املختفية ّتت سطوع نور املبدأ
ُ نعم،
الواجب الوجود ،مل تتمكّن من بروز ظلمة العدم ،وغسق ختلية الكامل ،واستواء
الطرفّي يف وعاء من َأوعية الواقع كام يف األجسام واجلسامنيات ،ويف الواجب
وعّي ذاته بيول
ُ بالذات واجب ٌة بالذات وفوق اجلوهر ّية ،فض ً
ال عن العرضية،
مطلق؛ إذ ال ماهيّة له وراء اإلن ّية حتّى يمكن أن ييال :قدرته عّي شيئية وجوده،
بـ تفوه بعض من الفالسفة باملوجب ّية ،أراد :أنّه تعاىل ِ
موج ٌ ال عّي ماهيته .ولو ّ
عّل صيغة الفاعل ـ بمعنى أنّه يسدّ مجيع أنحاء عدم املعلول ،ويوجبه فيوجده؛
ف إىل
فح ّر َ
حمفوف بالضورتّيُ ،
ٌ إذ «الّشء ما مل جيب مل يوجد» ،بل كل ممكن
ب،( )1إذ األولو ّّة ا ذا ٌية كاند أو ّّة ،كافية أو كافية ا كلها باطلة ،فهو عاىل موج ٌ
دىل صيغة الفادل .ولو ُقرئ دىل صيغة املفعول ،كان معناه حمكوم ًا دليه بإاجاب فعله،
فاملوجب بمعنى ذا إاجاب بالنسبة إىل فعله .وباب اإلفعال كث ًا ما جاء هبذا املعنى.
أن باب التوجيه واسع وإدّ فاألوىل أن ّقرأ بكْس اجليم .منه.
واملقصوا ّ
ويتفوه بأمثال ذلك؟
ّ املوجب ،عّل صيغة املفعول .وكيف يكون اإلنسان حكي ًام
َ
فت ّب ًا حلكمته ،وتعس ًا لفلسفته ،الل ّم إ ّال أن يكون دهر ّي ًا ،أو طباع ّي ًا (خذله اهلل
تعاىل).
َشاء َو ُذل
َشاءَ ،و عز َم ْن ُ لك َمن َشا ُء ،و َنز ُع املُ َ
لك َممَّن ُ (ُ ﴿ )50ؤت املُ َ
َشاء﴾
َمن ُ
يف اجلم ور .وقد بضم امليم ـ :السلطنة والترصف باألمر والن
ّ «املُلك» ـ
لك اآلدم ّيّي» ،وال ييالُ « :
ملك ييال :خيت بسياسة الناطيّي ،فييالُ « :م ُ
الرمحن إىل ّ
الكل عّل السواء، األشياء» .وهذه العمومات إنّام ه ألجل ّ
أن نسبة ّ
وأن هذه األفعال ـ من حيث إ ُّنا أفعا ُله ،وصادر ٌة من قلمه األعّل ،ومكتوبة بيده
ّ
املباركة يف ألواح املاه ّيات واملوا ّد واألعيان الثابتات الت ه صور أسامئه
اخل ﴾ .خريات ،كام أشار إليه باختتام ا بيوله تعاىل﴿ :ب َيد َك َ
ٌ احلسنى ،ـ ك ُّل ا
ومن هنا قال أهل الكشف والعرفان :إ ّن اليرب الذي حصل ليونس (عّل نبينا
[وآله] ،وعليه السالم) يف بطن احلوت مل حيصل له قبل ذلك وال بعده مثله ،حتى
جعلوا التيام احلوت معراج ًا له× .ونيلوا عن النب | أنّه قال« :د
السامء ،ومعراجه إىل املاء» .وقد
فضلوين دىل ّونس بن َمتّى؛ فإ ّن معراجي إىل ّ
ّ
قالوا« :الطرق إىل اهلل بعدد أنفاس اخلالئق» .
( )1وحقيقة لك اجلهة حقيقة الوجوا التي هي اجلهة النّوران ّية من اجلهتني ال ّلتني قال احلكامء
كل ممكن موجوا جهتني نوران ّية ،وظلامن ّية .فالنوران ّية وجه اهلل عاىل، إن يف ّ ّ
املتأهلون ّ
وال ّظلامن ّية وجه النفس ،وهي املاه ّية اإلمكانية .فال ُقرب والعروج مها اد صال بحقيقة الوجوا
َاستَق ْم ك ََام ُأم ْر َي﴾ (هوا .)112منه.ا ّصادً حقيق ّي ًا بنحو التمكّن وادستقامة ﴿ئ ْ
اإلضايف املصدري هو
ّ احلقيقي د
ّ الرمحن .ولع ّلك سمعد من ّ
أن اإلاجاا ( )2أي يف خالق ّية ّ
احلق املخلوق به» يف اصطّلح آخذ ًا من اآلّة الرشّفة َ
﴿ما الوجوا املنبسط؛ وهلذا ّقال له « ّ
احل ِّق﴾ (األحقاف )3؛ وذلك الوجوا واحدٌ د الس َام َواي َو ْاألَ ْر َض َو َما َب ْين َُه َام إ َّد ب َْ
َخ َل ْقنَا َّ
﴿و َما َأ ْم ُرنَا إ َّد َواحدَ ةٌ﴾ (القمر
ّتك ّثر إدّ بتكثر املوضوداي ،وهو «أمر» اهلل الواحد كام قال َ
.)50منه.
( )3امللك.3 :
( )4انظر :الكايف ،8/352 :2مشكاة األنوار ،537 :اجلامع ألحكام اليرآن ،28 :6تفسري
الثعلب .318 :8
أحياين َ
فاحليا ُة» .ف َي َّبل اجلابر وإن أما ني فا َمل ْو ُيْ ،
وإن ْ فالصحةْ ،
وإن َص َّح َحني ّ
ْ
أخربين بأنّك « ّلقي من أوداي
وج ه× وقال :صدق رسول اهلل| حيث َ َ
من ّبقر العلم بقر ًا ،كام ّبقر ال َّث ُ
ور األرض» .وهلذا يسمى باقر علوم األولّي
واآلخرين .فجابر (ريض اهلل عنه) كان يف «ميام الصرب» وهو× أخربه عن
«ميام الرضا» .
وجه آخر أن ُيراد « ؤت املُلك من شاء» عّل مـا يشـاء املُـؤتى لـه ،وهكـذا؛
ال ما يليـق بـه وبحسـب قابليتـهِ ،
فمـن وذلك بميتىض عدله ،فإنّه تعاىل يعط ك ً
رجل أعطاه من املال سعة ،وإن كانت بالتشـويش مشـفعة ،ومـن رجـل أعطـاه
سعادة الفير والضعة ،ولكن ميرون ًة بالطمأنينة والدّ عة ،ومن رجل أعطاه امللك
والسلطان ،ومن رجل خ ّلعه بترشيف العلم والعرفان ،وما يطلب من احلديد ال
ُّ
يتأتّى من َّ
الذ َهب ،وما ّ
يتمشى من عود الطيب ال يسـتتم مـن عـود اخلشـب،
مرغـوب
ٌ مطلوب ،والتعويج يف الدال
ٌ وبالعكس يف امليامّي .والتيويم يف األلف
«ابروى تو گر راست ُبدى كج بودى» .كل ذلك عّل طبق استدعاء لسان قابل ّيـة
ماهيته ،وسؤال عينه الثابت الكـامن يف شـيئيته ،وهـو تعـاىل يضـع ّ
كـل وجـود
موضعه ،ويعط ّ
كل ذي حق ح َّيه.
( )1مل يذكره كتاب وال مصدر من مصادرنا املعتربة وغريها ،وعليه فلم ينيله سوى الشارح
يف كتابه هذا ويف كتاب رشح األسامء احلسنى.
﴿ور ْض ٌ
وان م َن الرضا هو مقام ادستواء َ
مقام التفضيل والرتجيح ،ومقام ّ ُ ( )2فمقام الصرب
والرضا باب اهلل األدظم .منه.ْرب﴾ (التوبة ّ )72 َ
اهللَّ أك َ ُ
شتم»؛ فحصل ّتريف أو تصحيف يف املفردة، ( )3كذا ،والظاهر أُناُ « :ي ّ
تنشق» ،أو « ُي ُّ
والثانية أقرب مراعاة للنظري يف «يستتم» بعدها.
أن للامهيات أكوان ًا سابي ًة وبرزات يف نشآت علم ّية كام ّ
مر، واحلاصلّ ،
وه مواطن بروز ذاتياهتا وقابل ّياهتا ،وهبا تستييم أسؤلة أل ِسنَة حاالهتا ،وه
املسامة عند احلكامء «باألذهان العالية» .وذلك الربوز كظ ور مصنوعات الصناع
ّ
املبتكرين وامل ندسّي بامهياهتا قبل وجوداهتا يف أذهاُنم ،وأيض ًا كأسؤلة املواد
باستعداداهتا يف هذا العامل ميبوالهتا ،وتعيّي ّ
كل من ا صورهتا؛ إذ الصورة يف
وجه ْني
( )1وهبذه البياناي ّدفع اإلشكال من َ
أن األشياء حيث مل كن موجواة مل كن هلا قابل ّية وكيف ّكون هلا أحدمها إشكال ّ
بأن لألشياء أكوان ًا سابقة يف
فرع ثبوي املثبد له»؟ واف ُعهّ ،
أسؤلة؛ إذ «ثبوي َشء ليشء ُ
الذ ّر؛ فهي وإن مل كن موجواة بوجوااي أنفسها، دلم اهلل ،ويف أقّلمه وألواحه ،ويف دامل ّ
لكنّها موجواة ط ّفّلً؛ لوجوا اهلل عاىل ،ولوجوا القلم وال ّلوح .والوجوا ٌ
نور حيث ّية ذا ه
ال ّظهور واإلظهار.
والسؤال بأنّه كيف ّكون ماه ّية اليشء نفسه؟ وكيف ّسأل نفس اليشء
وثانيهام اإلشكال ّ
النواقص؟ واف ُعه وح ّله ّ
بأن شيئية ماه ّية اليشء كيف د كون معتربة يف ذاي اليشء ،وهي
ّسمى ذا ًا وذا ّي ًا دند أهل العلم
ما ّقال يف جواب «ما هو؟» ،أي «ما» احلقيقية ،وما ّ
هو شيئية ماه ّيته؛ أل ا املتساوّة باحلقائق كيف د ّعدّ نفس اليشء؟ بل املمكن املح
الضعيف بالنسبة ،أو ماه ّية
النّسبة إىل الوجوا والعدم .وسؤال ماه ّية العرض الوجوا ّ
أن ّ
لكل القار إنّام هو قابليتها وهت ّيؤها لوجواه .ومعلوم ّ
ّ احلركة الوجوا النّاقص
ما لصاحبتها وما أوفق نفس ّية املاه ّية وقابل ّيتها بنفس ّية ماه ّية استعداا ًا لوجوا ّ
خاص
فان ما ّاة اليشء نفس اليشء أّض ًاّ ،إد إ ا للصورة املخصوصة؛ ّ
ما ّاة اليشء واستعدااها ّ
سمى ما ّاة اإلنسان إنساناً يف القرآن الصورة؟ وقد ّ هو بوجه ضعيف د ّبلب إىل ارجة ّ
ُورا﴾ (اإلنسان ﴿ه ْل َأ َى َد َىل ْاإلن َْسان ح ٌ
ني م َن الدَّ ْهر َمل ْ َّك ُْن َش ْيئًا َم ْذك ً كقوله عاىل َ
)76دىل بع الوجوه فأسؤلة املوا ّا استعداااهتا املخصوصة لصورها املخصوصة
بألسنة أنفسها .منه.
( )2كذا يف النسخة احلجرية.
عّل الفاعل خمص
بال ّ تع ّين ا وتشكّل ا حمتاجة إىل املادة ل ّئال يلزم التخصي
احلكيم املتساوي النسبة إىل ّ
الكل؛ فامدة احلنظل يطلب نفس ا املرارة ،ومادة
وحيب ذاهتا احلالوة ،وقس عليه.
ّ السكر يرغب
قصب ُّ
ِ
استدعت َّ
الشياوة، فال غر َو أن ييرع سمعك ّ
أن ماه ّية الشيطان يف علم األزل
السعادة ،وهكذا املاه ّيات األُخر .واملاه ّيات غري ِ
وماه ّية املَ َلك هناك استدعت َّ
جمعولة باجلعل الرتكيب ،بل وال باجلعل البسيط إ ّال بالعرض ،كام حيق يف
سلب الّشء عن نفسه ،بل
َ موضعه؛ فاجلاعل جعل الشيطان شيطان ًا الستلزامه
جعله موجود ًا؛ وهلذا ورد يف اآلثار« :السعيد سعيد يف األزل ،والشقي شقي مل
والشقي َشق ٌّي يف َبطن ُأ ّمه» ،إذا
السعيدُ َسعيدٌ يف َبطن ُأ ّمهّ ،
ّزل» .وأيض ًاّ « :
جعل بطن األ ّم :أ ُّم الكتاب ،و ُأ ّم األقالم ونحومها ،وإذا جعل البطن :الكمون يف
استعداد املوا ّد كان كام يف باب التنظري باملوا ّد الذي ذكرنا يف تعيّي الصورة ،وإذا
جعل احلياة العنرص ّية الدن ّيوية باعتبار ختمري الطينة ـ أي امللكات العلم ّية
مخرت وفرغ عنه بالنسبة إىل اهلل تعاىل كام وردّ « :
جف والعمل ّية؛ ّ
ألن طينتنا وإن ّ
القلم بام هو كائن إىل ّوم القيامة» .
لكن بالنّسبة إلينا ونحن زمان ّيون ،ختمر شيئ ًا فشيئ ًا ،وآن ًا فآن ًا من ع ّل َيّي الذي
سجّي ا ّلذي هو امللكات ّ
الرذيلة ،كام سئل عنه×: هو امللكات احلميدة ،أو من ّ
أنَح ُن يف أمر فرغ ،أم يف أمر ُمستَأنَف؟ فيال« :يف أمر فرزَ ،ويف أمر ُمستَأنَف» ـ
( )1رشح ُاصول الكايف ،258 :19وفيه« :يف األزل» ،بدل« :مل يزل».
( )2التوحيد ،3/356 :وفيه« :الشي من شي يف بطن امه ،والسعيد من سعد يف بطن
ُا ّمه» ،وهو بنصه يف رشح ُاصول الكايف .258 :19 ،458 :1
( )3رشح ُاصول الكايف .24 :12
( )4مل يوروه مصدر معترب وال غريه من مصادرنا ،أو مصادر غرينا.
فاملوضوعان السعيد والشي األُخرويان ،كام قال تعاىلَ َّ ﴿ :
وم ّأت د ُك َّل ُم
َفس إ ّد بإذنه َف ُ
منهم َشقي َو َسعيدٌ ﴾ . ن ٌ
إن قلت :هذا فيام سوى هذا الوجه ينايف قوله×ّ « :
كل َمولوا ُّولد دىل
فطرة اإلسّلم إ ّد إ ّن أبوّه ُُّي ِّواانه و ُّ َم ِّجسانه َو َّن َِّّصانه» .
والسعيد قلدّ :
كل مولود يولد عّل الفطرة روح ًا وصور ًة باجل ة النوران ّيةّ ، ُ
سعيد يف بطن ُأ ّمه ،وكذا ّ
الشي ّ جسد ًا أو مادة .وإذا جعلنا بطن األ ّم النشأة
األم
أن بطن ّ ( )1جواب الرشط الذي هو قولنا «وإذا جعل» إىل آخره .أي إذا جعل وادتقد ّ
أن العنارص ُا ّمهاي أربعة؛ فالسعيد
هو احلياة العنّص ّّة التي هلا يف دامل العنارص بمناسبة ّ
الشقي ،مها ال ّلذان يف اآلخرة وّوم الربوز ،واملحمودن مها ّ
اللذان ّ املوضوع يف احلدّث ،وكذا
كانا يف الدنيا وّوم الكمون دن أبصار أهلها بام هم أهلها .منه.
( )2هود.105 :
األم قبل الوداة ُم ْسل ًام ( )3وضيحه أنه ُدل َم من قوله× « ّ
كل مولوا» أنّه كان يف بطن ّ
وسعيد ًاّ ،
وأن الشعوب والتوزّع حصّل بعد املصاحبة مع القرناء السوء ،وقد ُدل َم من
قي ا وباجلملةّ ،
الشعب والتوزّع ا كانا قبل السعيد ّ
والش ّ أن ّ
قوله× يف احلدّث اآلخر ّ
الوداة حني كو ام يف بطن ُا ّمهام ،فكيف التّوفيق؟ وقد ذكرنا كيف ّيته بقولنا « ُ
قلد» إىل آخره.
منه.
( )4التبيان يف تفسري اليرآن ،37 :8جممع البيان ،51 :8باختالف عن ام.
قي ،والكثرة حصل باألبدان واستعداا موا ّاها يف والش ّ ّ بالسعيد،
أن التوزّع ّ (ّ )5عني ّ
س َواحدَ ٍة﴾ (الزمر )6
﴿خ َل َقكُم ِّمن َّن ْف ٍ
َ والروح فطر ُ ُه التّوحيد
للصور املتفنّنةّ .
ّ األرحام
﴿و َما َأ ْم ُرنَا إ َّد َواحدَ ةٌ﴾ (القمر ،)50أي ّإد كلمة واحدة.
كيف ،وهو أمر اهلل ،وكلمة اهلل َ
ويف املقاطع صاري ُلطفية وقهر ّّة ،وحيث كاند لك الكلمة النفس ّية نفس ًا رمحاني ًا ،كاند
والصورة يف قولنا «روح ًا وصور ًة» ما به اليشء بالفعل .منه.
واحدةًّ .
فإن نشأ َة العلم نشأ ُة الوحدة ٍ
( )6أي التوزّع والكثرة حينئذ ليس ّإد بحسب املفهوم؛ ّ
بحسب الوجوا ،د الكثرة إدّ بحسب املفهوم؛ وهلذا ّقال هلا «مقام صالح األضداا».
العلمية مولود يولد عّل الفطرة وجود ًا ،والسعيد سعيد ماهيّ ًة ومف وم ًا .وكذا
األويل ليس فاقد ًا لنفسه ،وليس
الشي شي ماه ّي ًة ومف وم ًا ،كل من ام باحلمل ّ
مف وم أحدمها هو املف وم من اآلخر؛ فإ ّن املفاهيم يف أ ّية نشأة كانت فطرهتا
وذاتي ا االختالف .والوجود ـ أ ّية مرتبة منه ذا ُته وجب ّلته الوحدة واالتّفاق ـ :ما
به االمتياز فيه عّي ما به االشرتاك ،به استمساك املاه ّيات الت ه مثار الكثرة
واملخالفة .ف و ج ة ارتباط ا ونظم ا ،وبه ال انفصام هلا.
وباجلملة ،قد ظ ر لك أ ّن اختالف الوجودات مرتبة يف العّي ،واختالف
قبول املاه ّيات ملراتب الوجود امليول بالتشكيك فيه عّل طبق اختالف املاه ّيات
بحسب املف وم يف العلم .وهذا معنى اختالف الطينة يف األزل كام هو عن
مسطور ،وهو ميتىض العدل.
ٌ مأثور ،ويف املثنوي املعنوي للمولوي
ٌ األئمة^
ويمكن التوفيق بّي هذا اليول التحييي الربهاين والذوق الوجداين ،وبّي
اليول بالتسوية يف الطينة باعتبار الوجود واملاه ّية ،وال س ّيام يف ميام اجلمع.
كلامت أنيية وفي ًا
ٌ ولصدر ّ
املتأهلّي حممد بن إبراهيم الشريازي (قدس اهلل روحه)
ملذاق العرفاء الشاخمّي يف بيان «العدل» ،وبيان األكوان السابية للامهيات
واختالف ا يف اليابليات ،ال بأس بذكرها تبيين ًا للمرام ،وإن كان دأ ُبنا يف هذا
عز ّ
وجل ال ّ
يويل الرشح عّل االختصار ،فيال +يف (مفاتيح الغيب)« :إ ّن اهلل ّ
أحد ًا إ ّال ما تو ّاله طبع ًا وإرادةً .وهذا عدل منه ورمحة ،وقد ورد« :إ ّن اهلل عاىل
ألن ذلك الوجوا الذي ّظهر به سؤاله الرش هو ددم وجوا؛ وإذ د وجوا ّ
لليشء بعد؛ ّ ( )1إذ ّ ّ
للمرئي هبا وليس
ّ واستحقاقه هو وجوا اهلل ووجوا قلمه ولوحه ووجوا املرآة ليس وجوا ًا
للمرئي هبا هناك إدّ شيئ ّية املاه ّية؛ ّ
وأما وجواه فهو الوجوا اخلاص به فيام د ّزال وهو حااث ّ
وليس يف األزل فالعلم به يف األزل ،واملعلوم فيام د ّزال .منه.
( )2الفتوحات ،ج ،2ص 61؛ جامع األرسار لآلمّل ،ص .260
ألن النون إشارة إىل اإلمكان ،وهو الظلمة؛ ( )3أي ّ
لعل الظلمة هي املشار إليها هبا؛ وذلك ّ
ألنّه سلب الرضور ني ،والنّور هو الوجوا ورضور ه .ويف «النون» نونان نون الزبر ،ونون
ات ،واألخرى نون اإلمكان ادستعدااي؛ ففيه سبك ظلمة الب ّينة .وإحدامها نون اإلمكان ّ
الذ ّ
املداد ،واهلل أعلم بأرساره.
املعرب عنه «بالشيئ ّية» دون الوجود ،ليس عن سؤال
نعم ،ذلك اخللق وهو َّ
من م وال بأمر يلييه إلي م ،وهو بحسب صفاته وأسامئه ُمش ِّي ُئ األشياء ،كام هو
بحسب فعله ووجوده ُموجد املوجودات ،و ُمظِ ر اهلو ّيات .فشيئ ّية األشياء
برمحة الصفة ال برمحة الفعل ،وصفات اهلل ال تع ّلل» هذا كالمه ( ُرفع ميامه)
بأدنى اختصار.
رب اخلين َخلي ًا
ّتاشيت بعدُ عن قوله« :+فمن م من قالّ :
َ إنّك ّ
إن
قبيح ًا» ،إىل آخره ،مع أنّه سدَّ ثغوره بالسؤال واجلواب بيوله« :ال ييال :ليس
السابق باملوا ّد املختلفة يف هذا َ
العامل؛ فامد ُة التنظري ّ
َ تويل الّشء» ـ إىل آخره ،فتذكّر
رب اخلين َخلي ًا حسن ًا عّل أحسن تيويم» ،وماد ُة النّسناس
الناس تيولّ « :
رب ،اخلين َخلي ًا قبيح ًا» .ولو طلب ماد ُة الناس صور َة النّسناس أو
تيولّ « :
باالنعكاس ،النتفى أحد النّوعّي عن ُملك اهلل .ومن متامية العامل وجود األنواع
من ظلمة ،فيناسب الدّ واة التي هي جممع املداا األسوا الذي ّشبه ال ّظلمة .وأّض ًا شكل النون
بأم اخلطوط ّشبه شكل الدّ واة فكأن أوّل «النون» يف قوله عاىل ﴿ن َوا ْل َق َلم﴾يف الكتب ّ
(القلم ،)1هو دامل اإلمكان .وكذا أوّل ال ّظلمة يف احلدّث .وحامل اإلمكان ّاودً هو
املاه ّياي التي يف العلم ،وثاني ًا يف العني.
ان «الواو» التي يف قلب «النون» واو «الوجوب» .والوا أّض ًا فيها واوان إحدامها ،واو
ثم ّ
بالرضور َني .ويف
َ حمفوف
ٌ الوجوب السابق ،واألخرى واو الوجوب الّلّحق؛ إذ كل ممكن
قلبهام «األلف» التي هي حرف الذاي األقدس .ويف «جعل الواو» قلب ًا هناك .و«األلف» قلب ًا
وأن الوجوب دني الذاي األقدس.
هنا ،إشارة إىل أن الوجوب هو البدّ الّلّزم لعامل اإلمكانّ ،
منه.
( )1مفاتيح الغيب.303 :
الناقصة أيض ًا فيه ،كام قال العرفاء الشاخمون.
قلد :ال قبيح ،وال ناق كام قلت :إ ّن التعويج يف الدّ ال مرغوب. إن َ ْ
كنت يف ذلك امليام حاالً وميام ًا ،فال كالم وال سؤال بـ« ِمل َ؟»؛ فال قلد :إن َ
وشوك ًا ،وت ُ
َلوك الورد ذا َشوكَة دون َشوكِ ِه؟ وإذا ترى َورد ًا َ ِ
اعرتاض بأنّه مل َ كان َ
بد غباو ًة ونَوك ًا ،بّي ِحليي َك طلب ال ِّلم َلوك ًا ،فام ذكر هو جوابك ،فاقبل وال ُت ِ
َ ّ َ
ال ّأول ّي ًا ال يستلزم أن حيمل علي ا أن كون ّ
كل ماه ّية صادقة عّل نفس ا مح ً مع ّ
ال شائع ًا.
مح ً
( ) 1وهم من الشارح؛ فلم ترد هذه الفيرة يف دعاء االفتتاح وال يف غريه من األدعية ،بل كتبنا
احلديثية كل ا ،وقد وردت يف كتب بعض َاهل السنة املتأخرين أعرضنا عن ذكرها.
رش ،ليست جمعول ًة إ ّال بالعرض،
ال َق ّه ُار﴾ .واملاهيّة حيث إ ُّنا ال خري وال ّ
وبذاهتا ال جمعول ٌة وال ال جمعولة .هذا ،مع أنّه أردف بيوله تعاىل بال فصل﴿ :إن َ
َّك
التوهم.
ّ َش ٍء َقد ٌّر﴾ ؛ فال جمال لذلك
َد َ َىل ك ُِّل َ ْ
نفّس ،وإ ّما إضايف .واإلضايف إ ّما طويل ،وإ ّما عريض .والكل بيد
ثم اخلري إما ّ ّ
اهلل املباركة.
النفيس ،ف و أ ّن كل موجود بام هـو موجـود ف ـو يف نفسـه خـري ووجـود
ّأما ّ
ملاه ّيته خري مالئم ،مع قطـع النظـر عـن ميايسـته إىل األغيـار؛ حيـث إ ّن ذلـك
الوجود طرد العدم عن تلك املاه ّية ،وهو الالئق هبا ،املرت ّقب عن ا ال غريه.
كل معلول مالئم وأن ّ
وأما اإلضايف الطويل ،ف و عند ميايسته إىل ع ّلتهّ ،
ّ
املصور ّ
كل ماه ّية ِّ لع ّلته حتى ينت إىل اليلم األعّل خلالق ال ّلوح ،واليلم
أي يشء كان ،وكيفام كان ،ال
ومادة بام يليق هبام .وال شك أنّه هبذا النظر خري ّ
شب ة الثنوية وتفاخر به :وهو أ ّن الّشء بحسب احتامل العيل :خري حمض ،و ٌّ
رش
رشه غالـب عـّل خـريه ،ومـا يتسـاوى
رشه ،ومـا ّ
غالب عـّل ّ
ٌ حمض ،وما خريه
ورشه فلـو
الرش املحض ليس بموجود .وأ ّما ما يتساوى خريه ّ
أن ّ طرفاه .وظاهر ّ
غالب لـو كـان
ٌ رشه
مرجح .وكذا ما ّ
الرتجيح بال ِّ
ُ كان موجود ًا عن احلكيم ،لزم
موجود ًا عنه ،لزم ترجيح املرجوح .فبي أن ما وجد عنه إ ّما اخلري املحض ،وإ ّما
اخلري الغالب:
األول ،فكــالعيول الك ّليــة؛ إذ ال حالــة منتظــرة هلــا ،ويتلوهــا النفــوس
ّأمااا ّ
ألُنا وإن كانـت ُاوالت حـاالت منتظـرة إ ّال إ ُّنـا مسـتكفية بـذواهتا
الساموية؛ ّ
وميوم ذواهتا ،غري ممنوعـة عـن كامالهتـا .ومثل ـا العيـول بالفعـل احلاصـلة يف
ّ
سلسلة الصعود ،كعيول األنبياء واألولياء.
الكمل من اإلنسان من حيث إ ُّنا عيول كاملة من هذا
ّ وباجلملة ،عيول
اليسم ،بل األجسام السامو ّية من هذا اليسم؛ لعدم التضا ّد والتفاسد في ا ،وعدم
جواز اليُّس علي ا ،فال رش ّية في ا بمعنى َفيد الذات ،أو َفيد كامل الذات .وإن
وميض
الرشية اإلضافية بالعرض بحسب اليياس إىل شخص ّيات ّ فإذا اعتربت
اآلحاد بخصوصياهتا ،فاعلمن أ ّن األشياء بحسب اعتبار وجود ّ
الرش بالعرض
ِ
ربئ وجودها من كل ج ة عنوعدمه ،ينيسم باليسمة العيلية إىل ُامور ُت ّ
( )1فاألشخاص النّاقصة إذا قيسد إىل أشخاص كاملة راءي رشّرة ،وكذا اذا أخذي
وأما إذا لوحظد يف حدّ أنفسها ،وأ ّ ا وجوااي ،والوجوا مفصولة دن أجزاء النّظام ّ
الكيلّ .
خ ،وأ ّ ا أصحاب أوهام ،ومل ّتو ّقع من الوهم ما ّرت ّقب من العقل بالفعل ،كام إذا مل ّقس
الصبي إىل البالب ومل ّرت ّقب من ومهه ّإد اّة ومه ّية د دقل ّية ولوحظد متّصلة بأجزاء
اإلنسان الكب ،وأ ّ ا يف عم النّظام من الواجباي .وكان النّظر واسع ًا واقع ًا دىل النّظام
الكيل كاند يف اّة احلسن ،وهذا مثل اإلنسان الصغ إذا نظري إىل ُظفره أو شعره مفصودً
الكل وأ ّ ام ليسا مم ّا حي ّلهام احلياة وجدهتام ناقصني ،بخّلف ما إذا نظري إىل ّ
الكل ورأّتهام دن ّ
مفصولني ،وفقط .وكذا إذا نظري إىل املطبخ أو املربز مفصودً ،أو نظري إىل متّصلني
جمموع العامرة مفصودً ،أو نظري إىل جمموع العامرة العالية التي مها من مشمودهتا الرضور ّّة
مر .منه.
وأ ّ ام لو مل ّكونا فيها كاند ناقصة كام ّ
يتعرى وجودها عن ذلك الرش واخللل والفساد مطلي ًا ،و ُأمور ال ّ
استيجاب ّ
رأس ًا ،وال يمكن أن توجد تامة الكامل املبتغى من ا إ ّال ويلزم ا أن يكون يف
رش ّما باليياس إىل بعض األشياء عند ازدحامات
الوجود بحيث يعرض من ا ٌّ
املتحركات و ُمصاكاهتا ،و ُامور رش ّية عّل اإلطالق تكون
ّ احلركات ،ومصادمات
أي يشء
يستض بوجودها ـ ّ
ّ رش ّيت ا بالعرض يف الوجود باليياس إىل كل يشء
كان ـ وال ينتفع به يشء من األشياء أص ً
ال ،وإنّام خري ّيت ا بحسب وجودها يف
أنفس ا ال باإلضافة إىل يشء ممّا يف نظام ّ
الكل غريها».
قسم اليسم ال ّثاين إىل ما يغلب فيه ّ
الرشية اإلضافية ،وما يتساوى، ثم بعدما ّ
ّ
األول موجود كالعيول حيث ال يزاحم موجود ًا ّما من
أن ّ وفرع ّ وما ّ
ييل ويندرّ .
ال ،وكذا ما يغلبيستض بوجودها يشء من األشياء أص ً ّ املوجودات ،وال
خري ّيته عّل رش ّيته كالنار وأمثاهلا .وأما ال ّثالثة الباقية ،ف مجيع ًا من أقسام
اخلري ّ
بالذات ،الف ّياض بالعناية ،الف ّعال باحلكمة الرشور ،يمتنع صدورها عن ِّ
ّ
بالذات هو عد ُم الكامل املبتغى، التامة ،قال« :فإ َذن ،قد ت ّلخ أ ّن ّ
الرش احلييي
وال يصح استناده إ ّال إىل عدم الع ّلة ال غري .وهذا أصل به أبطل أفالطون
أن
ظن ّ للرشورّ ،
حيث ّ ثنوي ّقول بمبدأّن موجواّن أحدمها للخ اي ،واآلخر ّ ألن ال ّ
(ّ )1
وان اخل املح د ّفعل ّإد اخل ؛ فعنده الرشور صاارة دن مبدأ الرشور موجواايّ ،ّ
الرش ددم والسنخ ّية معتربة بني الع ّلة واملعلول؛ فع ّلة الوجوا
موجوا آخر .وحيث ُح ّقق أن ّ
للرش الذي هو ددم، وجو ٌا ودلة املاه ّية ماه ّي ٌة ود ّلة العدم ٌ
ددم فّل حاجة إىل مبدأ موجوا ّ
ومذهب «أفّلطون» أدىل،
ُ واخل قاطبة صاار دن املبدأ املوجوا الذي هو «ّزاان» والنّور.
الرش ددم د الوجوا كام يف مرشب «أرسطو» إدّ
أن ّألن التحقيق ّ
ومرش ُبه أدذب وأحىل؛ ّ
رش قليل ،واملبدأ املوجوا الذي بالعرض؛ فإنّه ّقول إنّه وجوا ّإد ّ
إن فيه خ اي كث ة مع ّ
رش كث ؛ وإنّه
الرش القليل ٌّ
هو «ّزاان» ّوجدها د حمالة؛ إذ رك اخل اي الكث ة ألجل ّ
الرش بالعرض مضاف ًا إىل بعض ما يف نظام الوجود هو
اإلهل شب ة الثنو ّية ،وأ ّن ّ
رشيته الطفيفة االتفاقية
الوجود املستلزم النسالخ موجود ّما عن كامله بالفعل ّ
باإلضافة إىل أشخاص جزئ ّية يف ُاوييات يسرية من لوازم خرييته العظيمة الثابتة
املستمرة باليياس إىل نظام ّ
الكل ،وباإلضافة إىل أكثر ما يف النّظام عّل االتّصال ّ
الرشور يف اليضاء َ
دخول ّ واال ّطراد .وهذا أصل عليه ّفرع أرسطاطاليس املع ِّلم
األول اإلهل بالعرض» انت ى.
ألن اإلضافة وإن كاند ادتبارّة إدّ ا ّ ا ثبو ّية إدّ أن
الرش إضافة؛ ّ
إن ّ أدذب أّض ًا مم ّا ّقال ّ
ُ
رش بالعرض .منه.
ّقال ا ّ ا ٌ
( )1الطفيف :اليليل.
( )2اليبسات 432 :ـ .435
َش ٍء َقد ٌّر﴾
َّك َد َ َىل ك ُِّل َ ْ
(﴿ )52إن َ
دل قوله« :إنّك قادر عّل ما تشاء» عّل أصل اليدرةّ ،
دل هذا عّل عموم كام ّ
اليدرة ،فإ ّن متعلق اليدرة يف األول «ما شاء اهلل» ،ويف الثاين « ّ
كل يشء :ما شاء
اهلل ،وما شاء غريه».
واملخالف يف عموم اليدرة من ملل غري اإلسالم :ال ّثنوي ُة اليائلون بمبدأين ُ
والرش مها َيزدان وأه ِر َمن ،واملانو ّي ُة والديصانية اليائلون بالنّور والظلمة،
ّ للخري
كل َمن ييول من ُّ للرشور .ويف مرتبت م ضمري ًا األول للخريات وال ّثاين ّ
اإلسالم ّيّي بمبدأين مستي َّلّي وإن مل ّ
يسم ام هبذه األسامء ،ولذا قال النب |:
األمة» .
«القدرّة جموس هذه ّ
والنّصارى اليائلون بالتثليت واألقانيم الثالثة ،واحلرنان ّيون ـ وهم طائفة
من أقدم املتفلسفة ـ اليائلون بالتخميس .واليدماء اخلمسة اثنان ح ّيان فاعالن
كذلك ال شأن لّشء ،وال فعل له إ ّال وهلل تعاىل معه شأن ،وله يف فعله فعل،
ونعم ما قيل:
وكل املبادئ حتى امليارنات كالطبائع والكيفيات الفعلية جمايل قدرته، ّ
العّل الواح ِد ال َي ّ ِ
ار ،وال حول وال ق ّوة إ ّال باهلل ّ ِ ومنازل فاعليتهِ :
إن احلُ ُكم إ ّال هلل ّ ُ
العظيم:
احلقيقي بجهته النّوران ّية مضاف إليه عاىل ّأودً ،وإىل املاه ّياي ثاني ًا.
ّ أن الوجوا
(ّ )1عني ّ
السعة ،والقيد
الّصف ،واملقيد دن املطلق ،س ّيام اإلطّلق بمعنى ّ
واملشوب د خيلو من ّ
ُ
ّ
والشوب بمعنى العدم
اااو وجاااوا مطلاااق و هساااتى ماااا ماااااا دااااادمهائيم و هساااااتيهانام
حق اإلّقان والعيان بوجوا أهل ّ
الشهوا د ّوقنون ّ أن
«ّعني هستى نامها» .ود خيفي ّ
السامء ،ولو خت ّطى إىل دامل
اهلل ،فإنّه إذا كان هذا وجوا زّد ،وذاك وجوا دمرو ،وذلك وجوا ّ
امللكوي واجلربوي؛ ّ
فكل وجوا هناك أّض ًا لصاحبه من حقائق املّلئكة ورقائقهم .وهكذا
يف كل َشء ،فكيف ّوقن بوجوا اهلل عاىل؟ إدّ أن ّقول قليد ًا لألخيار؛ وذلك ّ
ألن الوجوا
بكل َشء كإحاطة َشء بفيء ،د كإحاطة َشء بيشء الّلّئق بجنابه هو الوجوا املحيط ّ
يط﴾ (فصلدَش ٍء حم ٌ ﴿أ َد إ َّ ُ ْم يف م ْر َّ ٍة ِّمن ِّل َقاء َر ِّهب ْم﴾ (فصلد َ ،)54
﴿أ َد إ َّن ُه بك ُِّل َ ْ
َ
احلق عاىل بعينه ،وكذا اثر ّ
كل دلم وقدرة ومش ّية بالنّسبة إىل دلمه أثر ّ ّ .)54
فكل اثر لوجوا ُ
أن دند أهل اجلهل والغفلة [أنه] ليس منه عاىل ّإد اسم وقدر ه ومش ّيته ّ
الشامّلي؛ فكام ّ
ّبق مم ّا سواه إدّ اسم ورسم ورسم ،كذلك دند أهل ّ
الشهوا ،واملوجوا بحقيقة الوجوا مل َ
﴿إ ْن ه َي إ َّد َأ ْس َامء﴾ (النجم ... )23اآلّة
وان هسد كه نيسد مى نُامّد بطلاب آن نيسد كه هسد مى نُامّد ،بجاذار
منه.
( )2يف األصل احلجري بعده :وجود زيد ،وه زائدة ّإال أن يراد تعريف الضمري يف «كونه»
هبا.
( )3البيرة.255 :
( )4اإلنسان.30 :
وهذا «أمر بّي األمرين» بنحو البساطة بال شائبة تركيب من اجلرب والتّفويض،
بل هو اختيار حمض يف عّي كونه تسخري ًا رصف ًا:
وهذه املسألة شديدة االحتياج إىل املسألة احلية البدهيية الت مضت ،أعن
خري ،بحيث يكون خريية الوجود حالك وميامك ،فيعينك عّل معرفة
الوجود ٌ
َّك َد َ َىل مسألتنا هذه .ولشدّ ة ُلصوق ا هبا أردف قو َله« :ب َيد َك َْ
اخل ُ » بيوله﴿ :إن َ
ك ُِّل َ ٍ
بسطنا الكالم َشء َقد ٌّر﴾ .والبسط يف امليام يستدع جماالً أوسع ،ولع ّلنا َ ْ
فيه يف (رشح األسامء) املعروفة بـ(اجلوشن الكبري).
بل موا ّد األفالك املتوارد علي ا وضع بعد وضع ،وموا ّد العنارص املتناوب
علي ا صورة بعد صورة داخل ٌة يف املرتزقّي بغري حساب بحسب التأويل.
املقدّ س؛ إذ احلمد إظهار فضائل ( )1محده لنفسه هو الوجوا املنبسط الذي ّقال له الفي
املحموا وفواضله ،وهذا الوجوا إظهار أسامئه وصفا ه دىل رؤوس األشهاا ،وإدراب ما يف
الرمحاين مقاطع املجايل واملواا .ومحده أّض ًا جت ّليه باسم اجلّللة دىل
الضم املكنون بالنفس ّ
اإلنسان الكامل ،وإظهار فضائله وفواضله يف وجواه .منه.
( )2عجز بيت صدره:
وما املال واألهلون ّإال وديعة
معاين األخبار ،5/194 :االستذكار (ابن عبد الرب).82 :3 :
وال بــــــــــــد ُيومــــــــــــ ًا... ومــا الــروح يف اجلــثامن إالّ ودائــع
ََشء إ ّد ّس ِّبح ب َح ْمده﴾ ،أي يس ّبح بتسبيحه تعاىل لنفسه .وهذا املعنى قصد
من قال معنى قوله تعاىلْ ﴿ :
احلاَ ْمدُ هلل﴾ ّ :
أن احلامدية واملحمودية له ،بنا ًء عّل
استعامل املصدر يف اليدر املشرتك بّي املبن للفاعل واملبن للمفعول .وما ذكرنا
ريب ال َعظيم وب َح ْمده» ،ويف ذكر
حان ّ َّ
الركوعُ « :س ْب َ
يف هذا امليام جار يف ذكر ّ
ريب األ ْدىل َوب َح ْمده» ،فف اجلمع بّي التسبيح والتحميد ،بل
السجود« :سبحان ّ َ
ّ
اخلواص من
ّ بينه والتوحيد ـ عّل ما ذكرنا يف الفيرة السابية ـ إشار ٌة إىل طريق
املوحدين من اجلمع بّي التنزيه والتشبيه كام يف قوله تعاىل﴿ :ليس كمثله َُشء
ِّ
عرفت اهلل بجمعه بّي األضداد» . ُ السميع ال َبص ﴾ « .
وهو ّ ُ
َرت بِ ُشعاع وكاجلمع بّي الظ ور واخلفاء« :يا من َخ ِف من َفر ِ
ط ُظ ُ ِ
وره ،واست َ َ َ َ َ
ِ
علوه» ،ُنو ِره» ،ومجعه بّي العلو والدنو« :يا َمن َعال يف ُد ُن ِّوه ،يا من دنا يف ّ
ومجعه بّي ال ُبعد واليرب« :يا َمن َب ُعدَ َفال ُيرىُ ،
وقر َب فش د النّجوى» ،
( )1ن عم ،ملفاهيم صفا ه وجوا ذهني اجعل هذه املفاهيم مرائي حلاظه بوجهه ،مثل مفهوم
الوجوا والوجوب والنّور واحلياة والعلم ونظائرها ،كام ّلحظ حقيقة الوجوا بمفهومه
ووحد ه وهو ّّته احلقيقتني بمفهومهام .منه.
بمقومه الوجواي ،لكن
ّ ( )2كام ّعلم النفس ذاهتا بالعلم احلضوري ،وهو دلم حضوري
فان معرفة النفس أّض ًا صعبة «من
رب حضوري كّل حضور؛ ّ
احلضوري له مرا ب؛ إذ ّ
درف نفسه فقد درف ر ّبه» [مصباح الرشّعة .]14منه.
عرفان ذاته وما به هويته استعمل لفظ «اهليبة» وه هيبته املحق يف احلييية عنـد
لامء﴾ ،بل قد قـرأ بعضـ م طمس رسوم اخلليية﴿ :إنّام َ ْ
خي َشى اهلل م ْن دبااه ال ُع ُ
برفع «اهلل» ونصب «العلامء»؛ ولع ّله بنـاء عـّل اخلشـية التيديريـة مـن تـدقيي م
والذهن املترصف الو ّقاد ،وال يعبـأ
ألُنم أصحاب الكياسةّ ،
ونيدهم وتزييف م؛ ّ
يتفوه هبا بعض العارفّي.
ّ الش َطح ّيات الت بغريهم من اجل َ َلة أو من ّ
تفوه م من ّ
تأويله ،ف و أنّه تعاىل أ ّلف فِ َرق النّفوس الناطية ،وه األنايس امللكوت ّيون مع
ومن تأويل تأليف الفرق :االئتالف احلاصل بيدرته وعنايته بّي العنارص
املتضا ّدة املتداعية إىل االفرتاق ،املتاميلة إىل أحيازها الطبيعية؛ ليكُّس َسورة معاداة
ثم ينجرب كُّسها بإيصاهلا إىل حضة باب األبواب؛ ليكتّس
كيف ّياهتا املتعاندةّ ،
خلعة اخلالفة ،ويرتدي رداء التع ّلم بحيائق األسامء ،والتخ ّلق بأخالق اهلل جل
ان َف َق َال َهلا َول ْ َ
أل ْرض ائْت َيا جالله ،كام قال تعاىلُ ﴿ :ث َّم ْاست ََوى إ َىل َّ
الس َامء َوه َي ُا َخ ٌ
وو و ُله يف إاراك اجلزئياي من حيث هي جزئياي؛ وإمداا املّلئكة إّاه ،أّيدُ
و ها دليهُ ،
بقاء القوى إىل
ُ القوة إىل الفعل .واإلمهال
احلق املتعال بإخراجه من ّ
العقل الف ّعال ،و وفيق ّ
العريض الذي د
ّ ألن ظاهره النور
اّة ادستكامل كام شاء اهلل عاىل .وإنّام ر ّاه وأبطله×؛ ّ
شعور له ،والظلمة ددم ملكة هذا النّور ،وأنّه ّنايف التوحيد ودموم القدرة ،وأنّه د مؤ ّثر يف
كل نور .منه. الوجوا إدّ اهلل ،وهو القاهر الباهرُ ،
نور ّ
( )1رشح ُنج البالغة .82 :1
( )2الكايف ،3/138 :1التوحيد.18/61 :
( )3نفس املصدر ،ص .81
السنخ بمعنى األصل ،والضمري راجع ًا إىل األشياء مطلي ًا ،أي أبيى ُاصوهلا؛
مجع ّ
ألن األنواع حمفوظة بتعاقب أشخاص ا ،أو أرجع ا إىل ُاصوهلا ،وه العيول
ّ
الت يف الطبية املتكافئة ،كام ّأُنا راجعة إىل أصل االُصول ،وهو اهلل سبحانه.
وقوله« :دارف ًا بقرائنها وأحنائها»« ،اليرائن» مجع قرونة ،وه نفس الشـ ء،
و«األحناء» ـ مجع ِحنو ـ :اجلوانـب ،أي أنّـه سـبحانه عـارف بـذوات األشـياء
وحيائي ا ،وبج اهتا وعوارض ا.
ك ال َف َل َق﴾
محت َ (﴿ )61و َف َل ْق َ
د ب َر َ
ُ
والوصل يف اجلملة وأبنت الفجر.
َ شييت برمحتك الواسعة الظلمة،
َ أي
حمسن للوصل بين ام .وفصل تلك ُ
والفصل هنا :تضا ّدمها تناسب جامع ِّ السابية،
للتوسط بّي الكامل
ّ عن سابيت ا؛ لكامل االنيطاع بين ام ،ووصل هذه هبا؛
واال ّتصال واالنيطاع.
نكتةٌ تأويليّةٌ
إذا أ ّلف مؤ ِّلف اليلوب بّي فِ َر ِق اإلسالم بالتو ّدد والتّصالح ،كام قال تعاىل:
رب واليسط كام قال ِ ِ ﴿إ َّن َام املُؤمن َ
إخ َو ٌة﴾ ،بل بين م و[بّي] ف َرق الكفر بال ِّ ُون ْ
ذّن َمل ْ ُّقا ُلوك ُْم يف الدّ ّن َ
ومل ُخير ُجوك ُْم من اّارك ُْم تعاىل﴿ :د َّنهاكُم اهلل َدن ا ّل َ
انفلق صبح حسن النظام ب املُ ْقس َ
طني﴾ وه ْم و ُقس ُطوا إ َليه ْم ّ
إن اهلل ُحي ّ أن ََرب ُ
ْ
العباد .وإذا أ ّلف فرق قرة عّي خ ّل ِ
يف املعاش واملعاد ،ونور التوحيد الذي هو ّ
بأن أخذ اليبضات العنارص بجمع املزاج واالمتزاج يف مراتب األربعّي
الشوق ّ
والشهوة من فلك الزهرة ،وأخذ الغضب والقهر ( )1املراا باألخذ من الفلك أخذ ّ
من فلك املرّخ ،وأخذ العلم واإلاراك من فلك املشرتي ،وأخذ ادستقامة والتمكّن من فلك
وقس دليه .وكث من األحوال
الشمسْ ، كل بحسبه من فلك ّ الزّ حل ،وأخذ طلب اجلاه يف ّ
والقدرة دىل األفعال اجيء من الفلك األطلس .منه.
( )2العلم البسيط باملنزل الوسيط دلمهم بحقيقة الوجوا الّصف؛ اذ د ميز يف رصف
احليس
ّ اليشء ،والعاقل له ّاّتا ٌا باملعقول ،واملعقول د نثلم وحد ه بكثرة العواقل ،فالنور
الّصف ساقط اإلضافة دن املوضوداي واجلهاي واألوقاي و ها ،جامع بجميع ما هو ّ
أي دقل وقع دق ً
ّل ّتكرر يف ّ
سنخه ،وفاقدٌ ملا هو من أجانبه و رائبه ،فهو واحد د ّثنّى ود ّ
ّل ف ّعادً كانّ ،
وإد كان مشوب ًا بالغرائب ،هذا خلف .وهكذا يف بسيط ًا ،إنساني ًا كان أو دق ً
الّصف املوصول إليه للواصلني .والغرّب هنا ،العدم
احلقيقي الذي هو حقيقة الوجوا ّ
ّ النّور
واملاه ّية التي د أبى دن الوجوا والعدم .والقاف املحيط القدرة ،والقلم األدىل ،وقلب
ادنسان الكامل .منه.
حييية أقطار الياف ليست إ ّال مركزها؛ ألنّه بسيالنه راسم ا ،انفلق صبح
الُّساج؛ فيد طلع ِ
وتنور به َدياج غواسق رسوم اخلليية؛ «أطف ِّ احليييةّ ،
لكل َف َل ِق ُد ً
جى َغ َس ٌق انمحى وانمحق بِ َر ّب الفلق، ثم ملّا كان ّ
الصبح» ّ .
ع ّيبة× بيوله:
( )1يف نور الرباهّي « :223 :1أطفئ املصباح؛ فيد أضاء الصباح».
(َ ﴿ )62وأن َْر َي بك ََرم َ
ك َاّاج ّي الغ ََسق﴾
رت .ودياج الليل :حنادسه .والغسق :ظلمة ّأول الليل.
أنرت ،أي ّنو َ
َ
ادلم أ ّن النور هو ال ّظـاهر بالـذات ،املُظ ـر للغـري .وهـو ّ
حســ صـوري،
وحييي معنوي:
ألن مجيع املرئ ّيات ِ
الكيفيات املبرصة أ ّوالً وبا ّلذات؛ ّ واحليس الصوري من
ّ
بالبرص تدرك بتوسطه.
واحلقيقي املعنوي لسان اإلرشاقيّي فيه خمتلف:
املجردات إىل األنوار احلسيّة،
ّ فالنّور يف لسان اإلرشاقيني األقدمني يطلق عّل
َ
العيول الواجب الوجود با ّلذات» بنور األنوار ،والنور الغن ّ ،و«
َ فيسمون «
ّ
َ
العيول الكلية العرضية» املد ّعوة الكل ّية الطولية» باألنوار الياهرة األعلّي ،و«
بلساُنم بأرباب األصنام وأرباب الطلسامت وغري ذلك باألنوار الياهرة
النفوس اجلزئية اإلنسان ّية» باألنوار
َ النفوس الكل ّية الفلك ّية» و«
َ األدنّي ،و«
ِ
باألنوار العرضية ،وإىل هنا اختتم اإلسف بدية واألنوار املد ّبرة ،واألنوار احلسية
النور عندهم.
يسموُنا بالغواسق ،والظلامت .واألعراض األُخرى غري
واجلواهر االُخرى ّ
والُّسج ّية ونحوها باهليئات الغاسية.
األنوار احلس ّيه الشمس ّية واليمر ّية ُّ ُ
وأما يف لسان إرشاقية اإلسّلم (ضاعف اهلل أنوارهم) ،فالنور هو الوجود عّل
ّ
متأصلة ،وه نور بجميع مراتب ا ،والرسم
ّ اإلطالق؛ ّ
فإن الوجود حييية
املذكور ـ أعن الظاهر بالذات ،املُظ ِ ر للغري ،الذي هو املاهيات ـ ح ُّي ُه وإن
احلّس أيض ًا ،إ ّال إ ّن لنور الوجود امتيازات تؤكّد نوريت ا
ّ صدق عّل النّور
وظ ورها وإظ ارها:
احلّس قائم بغريه ،ونور الوجود قائم بذاته؛ ألنّه أرفع من أن منها ّ
أن النور ّ
يكون له قيام وعروض للامه ّيات ،حتّى ملراتبه النازلة كالوجودات املاد ّية ،بل
ألن املاهيات اعتبارية دون االنتساب كام ّ
أن الوجود فوق وال انتساب للغري إليه؛ ّ
االنتساب ،خالف ًا لطائفة ييولون :إ ّن الوجود احلييي حييية واحدة بسيطة
واملاهيات موجودات ،بمعنى ّأُنا منتسبات إىل الوجود ،ال ّأُنا قام
ُ قائمة بذاهتا،
هبا الوجود .فالوجود عندهم أيض ًا نور بذاته لذاته؛ إ ّال إ ّن حيثية الظلمة أيض ًا
متأصلة ،وهذا غري سائغ يف ُسنّة ُاولئك الكبار ُأويل األيدي واألبصار.
ّ
ومنها ّ
أن النّور احلسـ يظ ر بـه املبصــرات فيـط ونـور الوجـود يظ ـر بـه
املبرصات واملسـموعات واملـذوقات واملشـمومات وامللموسـات واملتخـ ّيالت
احلس والعيل.
واملوهومات واملعيوالت وما وراء ّ
احلّس انبسط عّل الظواهر من السطوح واأللوان واألشكال، ومنها ّ
أن النور ّ
ونور الوجود نفذ يف بواطن املستنريات ،بحيث مل ُيب ِق املستنريات الت ه
املاهيات يف العّي ،بل جعل ا بتامم ا أعّي األنوار ؛ ّ
فإن املاهيات ـ لُّساب ّيت ا ـ
الّصف؛ إذ د ميز يف رصف اليشء؛ فّل ثاين له حتّى ّنسب إليه. ( )1أي حقيقة الوجوا ّ
للحق إىل َشء ،وحيثام ّتح ّقق وّوضع ّ فحيثام كان وجوا احلق عاىل د وجوا لغ ه ،فّل نسبة
مقومه كام قال عاىل ملوسى× «ّا موسى أنا بدك الّلزم» [مل وجوا لغ ه فّلبدّ من وجوا ّ
نعثر دليه يف احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة /147 4 ،160 2اهلام ،2
للمصنف الش ازي&] ،فّل نسبته له إىل َشء ،واألشياء منتسباي إليه .منه.
( )2أي أدينها وجوا ًا وّت ّقق ًا؛ إذ د ّت ّقق للامهية ّإد بتح ّقق الوجوا؛ وهلذا ركيبهام ّاّت ّ
ااي.
ولو كان هلا ّت ّقق ه ،كان الرتكيب انضاممي ًاّ .
وأما نفس شيئ ّية املاه ّية ،فّل ّص دني شيئ ّية
تركيب ا مع الوجودات ّاّتادي كرتكيب اجلنس والفصل يف البسائط اخلارجية
بوجه ال اقرتاين.
احلّس ال شعور له ،ونور الوجود ـ كاألنوار الياهرة واملد ّبرة ـ ومنها ّ
أن النور ّ
ك ّل ا عيالء أحياء ناطيون ،فض ً
ال عن نور األنوار.
احلّس له ُا ٌ
فول وله ثان يف الوجود وله ميابل ،ونور الوجود ّ ومنها أن النور
ليس له ُا ٌ
فول وال ثان وال ميابل؛ إذ ليس له الوحدة العددية.
وباجلملة ،النور يف هذا املرشب األعذب األحّل ُيط َل ُق عّل ما يطلق عليه عند
األولّي ،وعّل أشياء ُاخر كوجودات األعراض غري النور احلسـّ ،وعّل
ّ
وجودات اجلواهر املركبة والبسيطة الطبيعية حتّى وجود اهليوىل الت أثبت ا
املح ّييون ،والظلمة والغسق ليست إ ّال املاه ّيات السـراب ّية؛ فالوجود نور،
والوجوب نور عّل نور.
علمـت قشــر الفيـرة و ُل َّب ـا،
َ علمت باللسانّي والنّـورين والغسـيّي،
َ وإذا
الساامواي ُااور ّ
وعلمــت معنــى قولــه تعــاىل ﴿ :اهلل ن ُ
َ وتنزيل ــا وتأويل ــا،
متحصل
ّ ومتحصل ،فمعناه «دّ متحصلّ إن ركيبهام ركيب د الوجوا أصّلً .وما ّقال ّ
متحصل شيئية املاه ّية»؛ ألنّه د َشء حم ،ود ّتّحد الّلَش املح مع ّ الوجوا» ،د «د
اليشء ،وشيئ ّية املاه ّية هي التي ّكفي؛ لكو ا منفوذ ًا فيها لنور اهلل ،وموسع ًا دليها لرمحة اهلل
كل َشء رمحته» [يف املصباح كل َشء نوره» و«وسعد ّ كام يف القرآن واألادية أنّه «نفذ يف ّ
ٍ
َشء﴾ األدراف « ]»156وأحاط د ك َُّل َ ْ محتي َوس َع ْ ﴿و َر ْ َ
565من ادائهم^ «وقلد َ
ٍ ﴿و َأ َّن اهللََّ َقدْ َأ َح َ
َشء د ْل ًام﴾ الطّلق ّ ، ]12
فان اط بك ُِّل َ ْ رمحة ودل ًام» [قال عاىل َ بكل َشء ً
نفس شيئية الوجوا نور ورمحة ودلم .منه.
اجلوهري كالنّ ّ اي اجلسم ّية ،بل
ّ العريض ،أو
ّ احليس ( )1فليس املراا بالنّور يف اآلّة النور ّ
الساري ،واحلمل الذي هو واحلق أن ّراا به نور الوجوا ّ ّ األنوار القواهر ،واألنوار املد ّبرة.
أن الوجوا املنبسط ظهور الوجوا الذي هو يب الغيوب ،والكنز املخفي. اهلوهوّة بادتبار ّ
ووجهه ،ومقام معروف ّيته ،واألنوار القاهرة واملد ّبرة والعرض ّية من صقعه .منه.
واألرض﴾ ،وأنّه هو مرجع هذه الفيرة.
ْ
وأشار× بلفظ «الكرم»هنا ،وبلفظ «ال ّلطف» يف «الفلق» عّل ما يف بعض
النسخ« :وفلقد بلطفك الفلق» إىل ّ
أن فعله تعاىل حمض اجلود والكرم واللطف
والعناية ،بال غرض يف فعله سوى ذاته ّ
فإن «الكرم» وما ييوم ميامه إفاد ُة ما
ينبغ ال لعوض وال لغرض ،إذ لو كان لعوض لكان ُمستعيض ًا ُمعام ً
ال ،ال
ال .وليس العوض منحرص ًا يف العّي بل ِ
مستكم ً كري ًام .ولو كان لغرض لكان
والتوصل
ّ الرذيلة، من املذ ّمة ،والت ّ
ّخّل من ّ يشمل مثل ال ّثناء واملدح ،والتخ ّل
إىل أن يكون عّل األحسن.
وقال املعتزلة :الغاية يف اإلجياد ،والدّ اع خلالق العباد عليه إيصال النفع إىل
الغري .وهو باطل؛ ألنّه هل ذلك اإليصال أوىل لليادر املختار من عدمه ،أم ال
يلزم عليه يف بحيث إنّه لو مل يوصل ،كان كام أوصل بال تفاوت ،وبال ني
الرتك؟ فإن كان الثاين ،فكيف يريد أحدمها ويرتك اآلخر مع تساوهيام بالنسبة
ّ
األول ،فالفاعل استفاد
مرجح .وإن كان ّ
إليه؛ إذ يستحيل الرتجيح من غري ِّ
بفعله َأولو ّية واستكمل (تعاىل عن ذلك).
وأّض ًا إذا كان وصف النافعية له عرض ّي ًا ،كان مع ّل ً
ال ،بخالف ما إذا كان
يت ال يع ّلل. فإن ّ
الذا ّ ذات ّي ًاّ ،
وأّض ًا ذلك اإليصال إ ّما معنى مصدري ومعنى نسب ،ف و ٌ
أمر اعتباري ال
واجب؛ فيتعدّ د
ٌ يكون غاي ًة لإلجياد ،وإ ّما أن حياذيه ٌ
أمر يف اخلارج ف و إ ّما
الواجب تعاىل ،وإ ّما ممك ٌن فننيل الكالم إىل غايته؛ فيتسلسل ،وإ ّما عّي ذات
وأي نفع أغبط من ذلك ،ولكن مل خيطر ذلك ّأهيا املعتزيل ببالك .وهذا مراد
ّ
احلق:
من قال عن ّ
مبت ج بذاته ،وإن ابت ج بغريه فمن حيث أنّه أثر ذاته ،فال يرىض إ ّال بذاته ،وال
حيب إ ّال ذاته .وهلذا ،ملّا قرئ عند بعض املشايخ قوله تعاىلُ ﴿ :حيبهم ّ
حيب إ ّال نفسه ،وإن الداع والغرض له عّل
وحيبو َن ُه﴾ ،قال :يف احلييية ال ّ
ُ
الفعل ليس إ ّال ذاته ،وعلمه بذاته هو عّي ذاته .
فنيول :الفاعل لغرض زائد عّل ذاته فاقدٌ بذاته ذلك الغرض ،وجيعل الفعل
ذريع ًة لنيله .والواجب الوجود الغن لو كان كذلك ،لزم فيه ال َفيدُ والفير.
وأيض ًا الغرض هو ا ّلذي يدعو الفاعل عّل الفعل ،ويي ره ويسخره،
ِ
فاعلية الفاعل» .وما ولواله مل يفعل؛ ولذا قال احلكامء« :الع ّلة الغائية ع ّل ُة
ِّ
املسخر للكل ويي ر الياهر فوق عباده؟ الذي يسخر
الزائد والغرض ال ّالحق البدّ أن يكون له جلو ٌة يف نظر
ّ وأيض ًا ،الدّ اع
اج ،وما ا ّلذي له جلوة وهباء يف نظر الفاعل الذي هو أمجل من
الفاعل وله ابت ٌ
فان نظيم العوامل فعل ،والفعل مطلوب ّيته للفادل إنّام هي بالعرض ،وهو كمقدّ مة
(ّ )1
وص ّيل .والغرض من ذلك الفعل مطلوب ّيته ّ
بالذاي ،وهو كَذي الواجب التكليفي له وجوب ّ
أصايل ،وهذا الفعل لكل ّيته ومتام ّيته دبدّ أن ّكون له رض و اّة أكمل
ّ املقدّ مة له وجوب
ّ
وأجل من واجب الوجوا الذي هو فوق التّامم ،فهو الغاّة وأ م ،ود أ ّم وأكمل ،ود أمجل
والغرض الذي ّنبغي أن ّنال هبذه األفعال .فالع ّلة الفادل ّية يف الواقع إذا كاند هي الواجب
فهو أّض ًا الع ّلة الغائ ّية لفعله .منه.
( )2الشورى.53 :
( )3البيرة.156 :
( )4النجم.42 :
( )5احلديد.3 :
والشمس لتكون رساج ًا ملحفلكم ،وغري ذلك لغري
َ لتكون فراش ًا لكم ،
ذلك.
قلد :هذه غايات وسطية ال أخرية ،وبال َعرض ال بالذات ،وأ ّما الغاية
ُ
بالذات إلجياد مجيع املمكنات ،فليست إ ّال الذات ،وهو منت ى ّ
الرغبات ،وغاية
األشواق والطلبات.
( )1جممع البيان ،238 :10املصنّف (ابن أيب شيبة) ،12/464 :4مسند أيب يعّل :9
،5085/19ختريج األحاديث واآلثار .1448/143 :4
ثج 184 :3 ،ـ عجج.
( )2الن اية يف غريب احلديث واألثر 207 :1ـ ّ
( )3النبأ.14 :
( )4اإليضاح يف علوم البالغة 383 :ـ باب التضمّي ،خزانة األدب .456 :2
التربيد تنعيد سحاب ًا ماطر ًا ،وإن قوي انجمد البخار؛ فإن كان االنجامد بعد
اجتامع أجزاء البخار وتشكل اليطرات من ا ،صار َب َرد ًا ،وإن كان قبله كان ثلج ًا.
الزم رير ،ومع عدم وصوله ـ لي َّلة حرارته املوجبة
هذا مع وصول البخار إىل َّ
للصعود ـ فإن كان كثري ًا ،فيد يعيد وهو السحاب املاطر ،وقد ال يعيد وهو
ّ
«الضباب» ،وإن كان يسري ًا فمع اجلمود بربد الليل «صييع» ،ومع عدمه «طل».
والنسبة بّي الطل والصييع كالنسبة بّي املطر والثلج.
احلاممات وصعودها إىل سيوف ا ونزوهلا قطرات بعد
والتأ ّمل يف أبخرة ّ
اجلو ،بل التد ُّبر فيام يرتفع من أرض
بردها ،نعم العون عّل إدراك بعض كائنات ّ
معدة اإلنسان ـ من األبخرة بتسخّي احلرارة الغريز ّية ونحوها ـ إىل زم رير
ثم ينزل منه يف ُث ُيب وج ه يعّي عليه ،كسائر اآليات األنفس ّية عّل
دماغهّ ،
اآليات اآلفاقيّة.
ذيل
لع ّلك تو ّفق للتوفيق بّي هذه الطريية ،وبّي طريية امل ّ
ترشعة :أ ُّنا بفعل
املالئكة ،وبّي طريق ّ
املتأهلّي :أ ُّنا بفعل اهلل وقدرته ،كام أسندها هنا األفعال إىل
كنت يف ميام رؤية صفاته تعاىل يف املظاهر ،وأنّه ال
اهلل تعاىل؛ وذلك ألنّك إن َ
ال إ ّال بحسب ال ّظ ور ،فال ّثاين .وإن َ
كنت يف ميام رؤية تك ُّثر يف مش ّيته وقدرته مث ً
نتعرض لطرّق احلكامء الطبيع ّيني من اإلسناا إىل القوى وال ّطبائع؛ ألنّه ليس طرّق ًا ( )1إنّام مل ّ
آخر وراءمها يف احلقيقة ،بل هذان روح وروح روح له .منه.
فإن القوى الفعل ّية ا وهي القوى ،وال ّطبائع ،واإلرشاقاي العقل ّية، ( )2أي فادل ّية اهلل عاىل؛ ّ
رمحة ودل ًام،
بكل َشء ً وهي النّفوس ا ك ّلها ارجاي قدر ه الفعل ّية ،ومش ّيته ودلمه «أحاط ّ
ون إ َّد َأن َّ َشاء
و﴿و َما ََشاؤُ َ
َ يش ٍء ِّم ْن د ْلمه إدَّ ب َام َشاء﴾ (البقرة ،)255 و﴿دَ ُحيي ُط َ
ون ب َ ْ
قوة إدّ باهلل اهللَُّ﴾ (اإلنسان ،)30و﴿إ َّنه د َىل ك ُِّل َ ٍ
(فصلد )39و«د حول ود ّ َشء َقد ٌّر﴾ ّ
ْ ُ َ
العيل العظيم» .ود مؤثر يف الوجوا إدّ اهلل ،ود فاوي يف ادستناا إىل اهلل يف احلقيقة بني قوى ّ
الشادرة ،كالنّفوس ،بل هذا أوىل؛ أل ّ ا أكمل .منه. الشعور واملباائ ّ ددّمة ّ
( )3اليمر 11 :ـ .12
قلدِ :مل َ َمل يذكر× ال ّثمرات ،كام يف اآلية﴿ :لنُخْ َرج به َح ّب ًا َونَبا ًا *
إن َْ
َو َجنّاي ألفاف ًا﴾ ؟
قلد :لوجوه:
ُ
أحدها :أنّه من باب داللة امللزوم عّل ال ّالزمّ ،
والسبب عّل املس َّبب ،ففاعل
امللزوم فاعل ال ّالزم ،وآيت السبب آيت املس ّبب.
وثانيها أنّه إشارة إىل ضيق نطاق البيان عن اإلحاطة هبا.
وثالثها أنّه ليذهب ذهن الفطن العارف إىل غاية اليصوى ،وال َّثمرة األخرية،
وه ش ود الذات ومعروف ّيته عّل النّ ج ا ّلذي ّ
قررنا قبيل ذلك.
نكتةٌ لطيفةٌ
ليس اخلليفة شيئ ًا عّل حياله ،فال وجود له إ ّال ظ ور وجود املستخلف ،وكذا
وآثاره ظ ور آثاره .فمن ال ي ّطلع عّل األوضاع ّ
السامو ّية، ُ صفا ُته ظ ور صفاته،
ِ
العامل ُ باألوضاع واليواعد اإلهليّة يظ ّن أ ّن لليمر نور ًا وظ ور ًا استيالل ّي ًا ،وأ ّما
واليواعد ،فال يرى إ ّال ظ ور الشمس وضياءها يف ال ّليل والنّ ار ،ال يف اليمر
خاصة ،بل يف كل ثابت وس ّيار .وليس يف هذا املحفل إ ّال رساج واحد وال أنوار
ّ
نور فار ٌد ،وال يعلم هذا إ ّال البصري الناقد .فكام يأبى النظام إهلَّي كذلك
اهلل إ ّال ٌ
رساجّي.
َ يأبى
أن الشمس فعل النّهار ،كذلك فعل الليل املقمر ،وإن أسندَ خلقية الكتان ورث ّي ُت ُه( )1فكام ّ
إىل القمر فباحلقيقة مسندة إىل الشمس ،وإن كان مسند ًا إىل القمر أّض ًا ،ألن اإلسناا إىل القابل
ان قابل الوجوا هو املاه ّية اددتبار ّّة التي د َشء هلا إدّ
أّض ًا َشء وهو األمر بني األمرّن إدّ ّ
احلقيقي بحسب التحقيق .منه.
ّ شيئية املاه ّية وهي فانية يف الوجوا
( )2قد اشتهر دكس هذا كام قيل «أبى النّظام شمسني فكيف د ّأبى إهلني» وانّام دكسناه إذ
ّل دىل اإلباء دن َساجني؛ إذ د فاوي إدّ يف
الْساج فجعلنا اإلباء دن اإلهلني الي ً
الكّلم يف ّ
املظهر
هر كه اّاد او را ّقاني آن شامع اّاد گاار چرا ااى نااور شاامعى را كشاايد
اّااادن آخااار لقااااى اصااال شاااد مهچنااني ااا صااد چااراز ارنقاال شااد
منه.
اكليل تاجي لتأويل سراجي
احلس ،كذلك جعل
احلسيّي رساج عامل ّ
كام جعل اهلل تعاىل الشمس واليمر ّ
الشمس واليمر احلييي ّيّي رساج ّ
كل العوامل ،ومها يف تأويل العيل ّ
الكّل والنّفس
الكل ّية ،ومها واسطة إيصال نور الوجود ،وضوء الفعل ّية إىل املاه ّيات واملوا ّد.
ولوالمها لبييت ّ
الكل يف ظلمة العدم وغسق البطالن ،بل مها هلل تعاىل اليدان
اللتان أز ّمة األمور يف قبضت ام؛ فإ ُّنام جامعان هلا بنحو أعّل وأتّم ،وبمصداق
واحد بسيط .وه واجدة هلام ،حاكية كامالهتام بنحو الضعف والتشتّت؛ ف ام
لف الوجودات والفعليات الت ه فيام دوُنام ،وهذه نرشمها ،ومها رتي ا وه
ّ
فتي ام ،ومها إمجاهلا وه تفصيل ام ،ومها متن ا وه رشح ام ،إىل غري ذلك من
الرشيعة والطريية
العبارات .ويف تأويل :النب والو ّيل ،ومها واسطة إيصال أنوار ّ
إىل أهل العامل ،ولوالمها لساخت األرض بأهل ا .قال اهلل تعاىل يف موضع من
ني * َ ُّْيدي به اهلل َمن ا َّ َب َع َاب ُمب ٌ
ُور َوكت ٌ اءك ُْم م َن اهلل ن ٌ كتابه املجيدَ ﴿ :قدْ َج َ
رصاط خير ُج ُه ْم م َن الظ ُل َامي َإىل النور بإ ْذنه َو َ ُّْيدُّي ْم َإىل َ ر ْض َوا َن ُه ُس ُب َل َّ
السّلم َو ُ ْ
ُم ْستَقيم﴾ .
ان م ْن َر ِّبك ُْم َوأن َز ْلنَا إ َل ْيك ُْم َّاس َقدْ َج َ
اءك ُْم ُب ْر َه ٌ أُّيا الن ُ
آخرَّ ﴿ :ا َ
ويف موضع َ
نُور ًا ُمبين ًا﴾ .
ون َخب ٌ ﴾ . آخرَ ﴿ :فآمنُوا باهلل َو َر ُسوله َوالنور ا َّلذي أن َز ْلنَا َواهلل ب َام َ ْع َم ُل َ
ويف َ
اني
ُور ُه ْم َّ ْس َعى َب ْ َ
ّن َآمانُوا َم َع ُه ن ُ خيزي اهلل النَّب َّي َوا َّلذ َ
ويف آخرْ َّ ﴿ :و َم د ُ ْ
الصور ،وله
والصورة التي ّكون هبا اليشء بالفعل ،وبيده ّ
فإَسافيل واسطة إلفاضة احلياةّ ،
واملصور للخيالياي،
ّ املصور للعقول التفصيل ّية،
ّ أدوان وجنوا ،ومنها العقل البسيط
واملصور لصور النّبا اي.
ّ
وجربئيل واسطة إلفاضة العلم دىل قلوب األنبياء واألولياء واحلكامء والعلامء ،ومن أدوانه
العقول النظرّة املعلمة حتّى تّصل بأصلها.
وميكائيل واسطة إلّصال أرزاق اخللق ،ومن جنواه املوكّلون دىل النباي واحليوان بتحصيل
التغذّة والتنّمية.
القابضة خلالص احلقائق ،النازدة ُ القوة
ودزرائيل لقب األرواح دن األبدان ،ومن أدوانه ّ
للعوارض الغرّبة من املعقودي ألخذ رصفها ول ّبها ،وطرح ُقشورها ،ومن جنواه القوى
َنس ْخ م ْن آ َّ ٍة َأ ْو نُنس َها ن َْأي ب َخ ْ ٍ
﴿ما ن َ
اخلالقة دن املوا ّا صورها السابقة دكتساء الّلّحقة َ
ِّمن َْها َأ ْو م ْثل َها﴾ (البقرة .)106منه.
فيام ابتَدَ ْأ َي به ُلغُوب ًا َود دّلج ًا﴾
(﴿ )66من َ أن متُ ار َس َ
«املامرسة» :املزاولة .و«لغوب» :اإلعياء .و«العالج» :املزاولة واملداواة .وفيه
األر َض َو َما َبا ْين َُه َام يف ستَّة الرشيفةَ ﴿ :و َلا َقدْ َخ َلا ْقنَا َّ
الس َام َواي َو ْ تلميح إىل اآلية ّ
أ َّّام َو َما َم َّسنَا م ْن ُلاغُوب﴾ .
يمسه لغوب وإعياء ،واإلفاضة واإلنارة واإلجادة ونظائرها ذات ّية له
وكيف ّ
وتعب؛ لكونه
ٌ ب
يت ال ييع له إعياء ون ََص ٌ
تعاىل؟ ويف حصول الذايت من ذي الذا ّ
مالئ ًام له .وأيض ًا اإلعياء من صفات اجلسم ،وال ّ
كل جسم كالفلك ،بل اجلسم
احلس
ّ كل ذي مزاج ،بل ذو مبدأكل مركّب ،بل ذو مزاج ،وال ّ
املركب ،وال ّ
التجسم وعوارضه .ويف
ّ التجسم ،ولوازم
ّ واحلركة؛ واهلل تعاىل ّ
أجل وأرفع من
د» واالبتداع :إخراج الّشء من «ال ّليس» إىل «األيس»
بعض النّسخ« :فيام ابتدَ ْد َ
دفعة واحدة رسمد ّية ال دهر ّي ًة ،فض ً
ال عن الزمانية واآلنية﴿ :إنّام أ ُمر ُه إذا أرا َا
ول َل ُه كُن َف َيكُون﴾ .وليس ذلك اليول منه تعاىل قوالً تدرجي ّي ًا َشيئ ًا أن َّ ُق َ
قر ُع
بصوي ُّ َ
فيكون د َ
ُ زمان ّي ًا ،كام قال عّل׫ :إنّام َّ ُق ُ
ول ملا أرا َا كَو َن ُه «ك ُْن»،
ود بنداء ُّ ْس َمع ،إنّام كّلمه ُسبحانه فع ُله» .
قار .واألخ له ّل كان ،أو منفصّلً .واملتّصل قار ًا كان ،أو الكم؛ متّص ً
( )1أي مطلق ّ
لفاخص خصوص ّية باملقام ،أي مقام التنزّ ه دن الزّ وال بنحو التجدّ ا الزّ ماين .ويف الكّلم ّ
ّ
مر من أن كل ندّ ضدّ ،وكل ضدّ ونرش دىل سبيل الرت يب ّإد يف اآلخر ،أو ّإد أن ّراا هبا ما ّ
ندّ .منه.
والرتكيب ،واملادة ،والتجدد ،واملعاين ،واألحوال ،واألنداد واألضداد.
وإذ ال ماه ّية له ،فال يتطرق إليه الزوال من حيث قبول املاه ّية العدم يف ذاهتا،
كاملفارقات عن املواد ،الباقيات يف وعاء الدهر؛ فإ ُّنا وإن كانت باقي ًة ثابتة عّل
حالة واحدة ال بنحو املمتدّ ات الس ّيالة ـ إذ ال حالة منتظرة هلا ،بل يف التمثيل
قواعد خمروطات أنوارها ا ّلت يف هذا العامل ،وه إرشاقاهتا الت يف أصنام ا
املتشوقة،
ّ الطبيع ّية ،وطلسامهتا الناسوت ّية ثابتات من غري تبدّ ل إ ّال يف اليوابل
يمر بحذائه قوابل منال عن رؤوس تلك املخروطات من النور ،كُّساج ّ فض ً
كُّساج يتجدّ د عّل ِمُّسجته
مكمن غيب ،فتستيضء بضيائه عّل التّناوب ،أو ِ
ُ َ َ
الزيت والفتيلة بحيث لن ينطف َئ أبد ًا ،ـ إ ّال إ ُّنا غري باقيات ،بل زائالت يف مرتبة
الُّسمد ويف مرتبة الوجود الُّسمدي ،وزائالت يف
ماه ّياهتا ،بل غري باقيات يف ّ
الرصف ،وال َّطمس املحض.األبد ،ويف مرتبة الوجود األبدي بالفناء ّ
وإذا كان أصل الوجود حييية بسيطة ال جزء هلا مطلي ًا ـ ال أجزاء ّتليلية،
وال أجزاء خارج ّية ،وال ميدارية ،وال حيائق وال أفراد متباينة هلا ،والضدّ
الزوال والعدم وإ ّال
متيومة ذاهتا هبا ،وال تيبل ّ
والندّ ،وال ميابل وال ماهيّةّ ،
انيلبت ماه ّية ،هذا خلف ـ كانت باقية غري زائلة ،بل العامل الداثر الزائل ماه ّياته
بالصور النوع ّية الس ّيالة ذات ًا وأعراض ًا يف الدّ ثور
املصورة ّ
ّ الطبيع ّية ،وموا ّده
.كيف؟ والزوال ،ال وجوده احلييي الذي هو بام هو هو موضوع العلم االهل
ّ
( )1ففي األزل «كان اهلل ومل ّكن معه َشء» ودموم «َشء» ّشمل املفارقاي .ويف اآلّة
﴿ َِّملن ا ُْمل ْل ُك ا ْل َي ْو َم هللَّ ا ْل َواحد ا ْل َق َّهار﴾ ( افر .)16منه.
جسم واقع يف التغ ّ
ٌ كل موجوا وإن كان جس ًام أو جسامن ّي ًا ،فهو كام أنّه بام هو ( )2إذ ّ
مقدار أو دد ٌا موضوع «العلم الرّايض» ،فهو بام
ٌ متقدر أو
ٌ موضوع «العلم الطبيعي» وبام هو
وهو وجه اهلل الباق بعد فناء كل يشء وهو الوجه الذي قال يف الكتاب اإلهل
يف حيهَ ﴿ :فأّنَام َُو ّل ُوا َف َّث َم َو ْج ُه اهلل﴾ :وإذا كان الوجود ح ّظه من البياء هكذا،
وأي
فام حدسك يف الوجوب؟ فإنّه وراء ما ال يتناهى بام ال يتناهى يف البياءّ ،
كامل كان.
هو وجو ٌا وموجوا بام هو موجوا موضوع «العلم اإلهلي» .والوجوا بام هو وجوا د اثور
ود زوال فيه ،بل املاه ّياي الطبيع ّية شأ ا الدثور والزّ وال؛ فاحلركة ااثر ٌة زائلة ،والزّ مان
ّل كائن فاسد .وباجلملة ،العامل ا وهو ما سوى اهلل ،وهي املاهياي متق ٍّ متجدّ ا ،واملاء مث ً
باطل ،د وجو ُاها بام هو وجو ٌا؛ فإنّه نور اهلل وظهوره ووجهه .منه.زائل ٌاإلمكانية ا ٌ
(َ ﴿ )68و َق َه َر دبا َاه باملوي َوال َفناء﴾
مل يذكر× مطلق اخللق؛ ألنّه إذا كان العباد مي ورين هلل تعاىل هبام ،فباق
ّ
فالكل ون﴾
اخلالدُ َ اخللق بطريق َأوىل ،كام قال اهلل تعاىل﴿ :أ َفإ ْن م َّ
د َف ُه ُم ْ
للزوال؛ من حلول الضدّ يف موضوع الضدّ َمطارح األسباب ا ّلت ذكرناها ّ
اآلخر ،وانحالل الرتكيب ،واالنتيال ّ
الذايت ،ونحوها .و«املوت» لإلنسان،
امليربّي ،والعيول اليدِّ يسّي .وكذا يف اإلنسان املوت
و«الفناء» للمالئكة ّ
لألبدان ،والفناء لنفوس ا وعيوهلا؛ ّ
فإن لإلنسان نشآت ثالث :اجلسم والنفس
والعيل ،وقيامات ثالث :صغرى ووسطى وكربى؛ فانّه إذا انتيلت النفس من
هذه النشأة قبض من ا الوجود الطبيع ال الوجود الربزخ أو االُخروي
الصوري ،فل ا هناك أيض ًا أنان ّية ومالك ّية وجودَ ﴿ :من كان يف هذه أ ْدمى َف ُه َو يف
ّ
اآلخ َرة أدمى﴾ فمن مل حيصل هاهنا له بذر البصرية مل حيصل له هناك حصاد،
ولذا قالوا« :املعرفة بذر املشاهدة» .وأسباب انتياالهتا يف ّ
كل موضع مسامة
باسم:
( )1رشح ُاصول الكايف 355 :11ناسب ًا إياه إىل املعصوم× ونسبه إىل الـ«الييل» يف :6
،106 :12 ،152بحار األنوار .59 :69 ،317 :66
( )2غافر.16 :
( )3الزمر.68 :
( )4املعارج.4 :
( )5الطارق.11 :
اليوة إىل الفعل ،وتبدّ ُهلا الذا ّ
يت، وهكذا قياس خروج النفوس الفلكية من ّ
وإبداؤها ،وقبض ا وتسليم ا ،والتحا ُق ا بالعيول ،وصعودها من عامل الغرور
إىل عامل النّور ،ال كام قيل :إ ّن النفوس الفلكية بعدما كملت التحيت بعامل العيل،
وتع ّليت باألفالك :بدهلا من النفوس األرض ّية ما ارتفعت من عامل الغرور،
ٌ
تناسخ ُحمال .وهذا اليول منيول يف (رشح حكمة اإلرشاق). وهكذا؛ ألنّه
ثم إنّه كام أ ّن ّ
لكل موجود َخلي ًا و َبعث ًا ،كذلك للعامل الكبري﴿ :ما َخل ُقك ُْم ود ّ
قامد
ْ َبعثُك ُْم إ ّد َك َن ْفس واحدَ ة﴾ ،وكام أ ّن له قيامة وساعةَ « :من َ
ماي َف َقد
قيامتُه» ،كذلك للعامل ،إ ّال إن نسبته إىل ّ
الساعات الصغريات نسبة اليوم إىل َ
الساعة ،وأهل التحييق
والسنة لأل ّيام .وأهل احلجاب يامرون يف ّ
َّ الساعات،
ّ
ألُنم يطلبوُنا من مستيبل السلسلة العرضية،
يعلمون أ ُّنا احلق ،ويروُنا قريبة؛ ّ
وه يف السلسلة الطولية وباطن العامل .فكام أن املبادئ ليست يف عرض العامل،
يتوجه إىل غاية ه الفناء،
ّ كذلك الغايات ،بل ه ه ؛ فكام أ ّن ّ
كل واحد
كذلك ّ
الكل؛ إذ ليس له وجود غري وجود كل فرد فرد .قال بعض العرفاء« :كام
اآلدم إذا عرض له املوت وخرجت روحه من البدن قامت أ ّن ّ
الشخ
قيامته ،وعند ذلك انفطرت سامؤه الت ه ا ّم دماغه ،وانترشت كواكبه الت ه
وكورت شمسه الت ه قلبه
حواسهِّ ،
ّ قواه املدركة ،وانكدرت نجومه الت ه
ّت
ومنبع أنوار قواه وحرارته الغريزية ،وتزلزلت أرضه الت ه بدنه ،ودك ُ
املحركة ،ف كذا قياس
ّ جباله الت ه عظامه ،وحرشت وحوشه الت ه قواه
( )1رشح ُاصول الكايف ،357 :11 ،230 :10بحار األنوار ،282 :4مسند أمحد ،6 :1
صحيح البخاري ،215 :8صحيح مسلم ،48 :8سنن الرتمذي .352 :4
( )2اجلمعة.6 :
(ُ )3نج البالغة/اخلطبة.5 :
( )4اليمر.50 :
( )5الفتوحات املكية ،398 ،286 :4 ،33 :2رشح فصوص احلكم ،510 :ومل يورداه عّل
أنه دعاء.
هو إ ّد ُهو» .
املطلق ،وهو ّية كل «هو» ،فييولّ« :ا ُهوّ ،ا َمن ُه َوّ ،ا َم ْن د َ
ويف ّ
كل ميام من امليامات ال ّثالثة ،والتّوحيدات الثالثة ينطق بكلامت
التوحيد املذكورات؛ لسان ًا ،وحاالً ،وميام ًا .وبعبارة ُاخرى :تَع ُّلي ًاَ ،
وخت ُّلي ًا،
ري﴾ . استَق ْم كَام ُأم َ َ
وّت ُّيي ًا .وبعبارة ُاخرى :فطر ًة ،وحاالً ،واستيام ًةَ ﴿ :ف ْ
قال سلطان املتك ّلمّي واملح ّييّي نصري امللة والدين العالمـة الطـويس +يف
(رشح اإلشارات) ـ يف ذيـل رشح قـول الشـيخ« :العرفـان مبتـدأ مـن تفريـق،
مجـع صـفات احلـق ل ِ ّ
لـذات ،املريـدة ونَفض وترك ورفض ،ممعـن يف مجـع هـو ُ
ثم وقوف» هبذه العبارة ـ« :إ ّن العارف إذا انيطـع عـن
للصدق ،منته إىل واحدّ ،
ـاحلق ،رأى كـ ّـل قــدرة مســتغرق ًة يف قدرتــه املتعليــة بجميــع
نفســه ،واتّصــل بـ ّ
امليــدورات ،وكـ ّـل علــم مســتغرق ًا يف علمــه الــذي ال يعــزب عنــه يشء مــن
يتـأبى علي ـا يشء مـن
ّ املوجودات ،وكل إرادة مستغرقة يف إرادته ال ّت متتنع أن
املمكنات ،بل كل وجود ،وكل كامل وجود ،ف و صادر عنه ،فـائض مـن لدنـه،
احلق حينئذ برصه ا ّلذي به يبرص ،وسمعه الذي به يسمع ،وقدرته التـ هبـا
صار ّ
يفعل ،وعلمه الذي به يعلم ،ووجوده الذي بـه يوجـد؛ فصـار العـارف حينئـذ
متخ ِّلي ًا بأخالق اهلل باحلييية؛ ف ذا معنى قوله« :العرفان ممعـن يف مجـع صـفات،
ه صفات احلق للذات املريدة بالصدق» .انت ى كالمهُ ،رفع ميامه.
واخلاصة« :إ ّن
ّ ويف كالمه +اقتباس من احلديث اليديس املش ور بّي العا ّمة
( )1التوحيد ،2/89 :مكارم األخالق ،346 :بحار األنوار :90 ،11/242 :58
،3/232وليس في ا مجيع ا« :يا من هو».
( )2هود.112 :
( )3رشح اإلشارات والتنبي ات .389 :3
العبدَ َل َي َت َق َر ُب ّإيل بالنّوافل حتّى [ ُاح ّبه] ،فإذا أ ْح َب ْبتُه ك ُ
ُند» .وهذا «الفناء»
هتذيب هو الذي جعله احلكامء واملتك ّلمون رابعة مراتب العيل العمّل ،وه
الظاهر ،وهتذيب الباطن ،والتحّل بالفضائل .وبعبارة ُاخرى :التجلية ـ باجليم ـ
والتخلية ـ باخلاء املعجمعة ـ والتحلية ،باحلاء امل ملة.
( )1انظر مصباح الرشيعة 38 :ـ باب التيوى ،عن اإلمام الصادق× ،وفيه« :تيوى خاص
اخلاص» ،و«تيوى اخلاص» ،و«تيوى العام» بالتعريف يف املواضع الثالثة ،وباختالف يف
رشح ا.
الرضَ ،واملأمول﴾
(ّ﴿ )70ا َخ َ َمن ُادي لكَشف ِّ
أهم من جلب املنفعة.
املضة ّ
ّ الرض» عّل «املأمول»؛ ّ
ألن دفع قدّ م «كشف ّ ّ
واألهم وصيغة التفضيل من باب تفضيل يشء عّل يفء ،ال من باب تفضيل يشء
ّ
عّل يشء؛ ّ
ألن األثر ليس شيئأ عّل حياله ،ومبدأ املبادئ هو الّشء بحييية
الشيئية ،والفضائل والفواضل ك ّل ا منه ،وبه ،وإليه .ونسبت ا إليه بالوجوب
تيرر يف العلوم العيلية
والوجدان ،ونسبت ا إىل غريه باإلمكان والفيدان؛ إذ قد َّ
أ ّن نسبة ّ
الّشء إىل فاعله بالوجوب ،وإىل قابله باإلمكان .فإذا نظرت إىل األشياء
ليست إ ّال املاه ّيات العاريات ،واملوا ّد العاطالت: أنفس ا ،ف
بطريف النّييض عن ا،َ فاملاه ّياي ليس هلا يف ذواهتا إ ّال اإلمكان ،وإذا سئل
فليس اجلواب إ ّال اخللو عن ام كلي ام ،وعدم اقتضاء ذواهتا شيئ ًا من ام مجيع ًا.
الّشء من حيث وأما املوا ّا ،فليس هلا يف ذواهتا إ ّال اليوة واالستعدادّ ،
وقوة ّ ّ
الّشء ليست بّشء ،فكل احلسن واإلحسان ،ومجيع احلّل واحللل،
قوة ّ
ه ّ
والفعلية والنور من الكامالت األُوىل والثانية من العواري والطواري في ا
وعلي ا من اهلل مالك املُلك ،بل نفس ذواهتا كذلك .فالفير نفذ إىل ُختوم ذواهتا،
ّاس أنت ُُم ال ُف ُ
قراء إىل اهلل َواهلل ُه َو أُّيا الن ُ فض ً
ال عن صفاهتا وأفعاهلاّ﴿ :ا ُ
ا َلغن ّي﴾ .
العنرصي ـ كام سريجع ـ
ّ أرجعت اإلنسان الطبيع مث ً
ال إىل أصله َ فإذا
ومن بديع إشارات كالمه× إىل هذا امليام أنّه قال×ّ« :ا خ من ُاد َي
الرض» وإن مل نصدّ ق بذلك الدعاء فيام سواه ،ومل ييل« :يا خري من
ِّ لكشف
ألطف إشاراته×!َ يكشف الض» ،فام َّ
أدق عباراته! وما
حاجتي﴾
د َ ك أ ْن َز ْل ُ
(﴿ )71لك ُِّل ُدْس َو ُّْس ،ب َ
قال عيسى بن عمروّ :
وكل اسم عّل ثالثة أحرفّ :أوله مضمو ٌم ،وأوسطه
ور ُحم، ساك ٌن فمن العرب من يثيله ،ومن م َمن خي ّففه ،مثل ُعُّس و ُع ُُّسُ ،
ورحم ُ
كل من ا« .بك انزلد»ُ ،أي بك وحدك ،ال بك
وح ُلم ،بضمتّي يف الثاين ّ
وحلم ُ
ُ
وبغريك؛ فيكون قرص إفراد ،أو بك ال بغريك َبدَ لك ،فيكون قرص قلب.
والكالم إ ّما من باب حذف املضاف ـ أي دفع ُعُّس ،وجلب ُيُّس ـ وإ ّما ال
مطلب س ل
ٌ مطلب صعب املنال ،وبالـ«ايْس»:
ٌ حذف .واملراد بالـ«اعْس»:
والُّس األسنى من إنزال احلاجات ببابه ،وإناخة ّ املنال .والغرض األقىص
رواحل املطالب بِفنائه كثر ُة تذكُّره تعاىل ،كام قال تعاىل﴿ :واذكُروا اهلل كَث ًا﴾ ؛
للصور املجردة العيل ّية ،كام ّ
ان املوا ّد اجلسامن ّية ما ّدة فإ ّن اليلب املعنوي كامدة ّ
ان احلسية ،واملا ّدة أينام كانت ال قوام هلا إ ّال ّ
بالصورة .وكام ّ للصور الوضعية ّ
ّ
الذكر عّي املذكور ّ
بالذات؛ فإذا كان اإلنسان بالذات ،كذلك ّ
العلم عّي املعلوم ّ
متذكّر ًا لغري اهلل تعاىل ،كان صور األغيار صورة ليلبه ،كام قيل:
( )1بتيديم ما ّ
حيه التأخري.
( )2اجلمعة.10 :
( )3البيت ملحي الدين العريب ،احلكمة املتعالية يف األسفار العيلية األربعة ،343 :9تاريخ
اإلسالم .377 :46
متذكر ًا هلل تعاىل﴿ :وهلل األسامء ُ
احلسنى فا ْا ُدو ُه هبا َو َذ ُروا ا ّلذّن ُّلحدُ َ
ون يف
أ ْسامئه﴾ ،كان أسامؤه احلسنى ،وصفاته العليا صور قلبه .وشتّان بّي قلب
صور ُته نيوش اجلامد والنبات واحليوان وغريها من صور عامل اإلمكان ،وبّي
قلب صور ُته نيش األسامء والصفات ِ
للملك املَنّان ،أين الرتاب ّ
ورب األرباب؟ َ
نة
قم املقدسة
مصطفى آل مرهون
1432ها
فهرس احملتويات
بنطق تب ُّل ِج ِه﴾ 11 ..............................
الصباح ِ َ
لسان ّ دلع
(﴿ )3يا َمن َ
فتاح لِتأويل صباح ٍّ 16 ........................................... َنوير ّ ت ٌ
ب َت َلج ُل ِج ِه﴾21 ......................... رس َح ِق َط َع ال ّل ِ
يل املُظلِ ِم بِ َغ ِ
ياه ِ (َ ﴿ )4و َ َّ
تأويل ال ّظلامت22 ...................................... وارشاقات ل ِ ِ
ٌ ملعات
ٌ
َرب ِجه﴾ 25 ........................ ِ ِ
(َ ﴿ )5وأت َي َن ُصن َع ال َف َلك الدَّ ّو ِار يف َميادير ت َ ُّ
سامو اي 34 ........................................... إعال ٌم َو َل ِو ٌّي لتأويل ِ
َأج ِج ِه﴾35 ............................... مس بِنُ ِ
ور ت ُّ (َ ﴿ )6و َشع َش َع ِضيا َء َّ
الش ِ
ميض قدُ ِ ِ
مّس 36 ..........................................يس لتأويل َش ّ ٌّ َو ٌ
(﴿ )7يا َمن َد َّل َعّل ذاتِ ِه بِذاتِ ِه﴾39 ...........................................
طريية اإلهليّي يف إثبات الواجب تعاىل 39 .................................
طريية املتكلمّي يف إثبات الواجب تعاىل 42 ...............................
طريية احلكامء يف إثبات الواجب تعاىل 43 .................................
طريية الطبيعيّي يف إثبات الواجب تعاىل 43 ...............................
(َ ﴿ )8و َتن ََّز َه َعن ُجمان ََس ِة َخم ُلوقاتِ ِه﴾ 55 ........................................
جل َعن ُمال َء َم ِة كيفيّاتِ ِه﴾ 61 ......................................... (َ ﴿ )9و َّ
ون﴾ 65 ..................................(﴿ )10يا من َقرب ِمن َخواطِ ِر ال ُّظنُ ِ
َ ُ َ
ون﴾73 ....................................... (﴿ )11وبعدَ َعن مالح َظ ِة العي ِ
ُُ ُ َ ََُ
ون﴾79 ...................................... كان َق َبل أن َي ُك َ (َ ﴿ )12و َعلِ َم بِ َام َ
اد ِأمنِه َوأمانِ ِه﴾85 ................................. (﴿ )13يا من أر َقدَ ين يف ِم ِ
َ
(َ ﴿ )14وأي َي َظن إىل ما َمن ََحن بِ ِه ِمن ِمنَن ِ ِه َوإحسانِ ِه﴾ 87 ......................
وء َعنّ بِ َي ِد ِه َو ُسلطانِ ِه﴾ 89 ........................... ف الس ِ
َف َأ ُك َّ ُّ(َ ﴿ )15وك َّ
يل األَل َي ِل﴾ 91 ...................... ليك يف ال َّل ِليل إ َ (َ ﴿ )16ص َّل الل َّم َع َّل الدَّ ِ
ليل98 ........................................... تأويل الدّ ِتشعيل ل ِ ِ
ٌ تنوير َو
ٌ
اجلاهلِ ّي ِة 99 ....................
ِ يل َز ِ
مان استِش ا ٌد ِمن ُخ َطب َع َلو َّية إلنِ َار ِة َل ِ
ف األط َو ِل﴾ 101.................... الرش ِ ِ ِ
(َ ﴿ )17واملاسك َمن أسبابِ َك بِ َحب ِل َّ َ
الكاه ِل األع َب ِل﴾ 103...................... ِ رو ِة ّاصع احلس ِ ِ
ب يف ذ َ ََ
(﴿ )18والن ِ
صطفوي 105........................... ّ تأويل َح َسب ُم إرشاق ُنور َو َل ِوي ل ِ ِ ُ
َوفي ٌق 105......................................................... تأييدٌ َوت ِ
الز َمن األَ ّول﴾107.................... ت ال َيدَ ِم عّل َز ِ
حاليف ا ِيف َّ (﴿ )19وال ّثابِ ِ
َ
لتأويل َث ِ ِ
خامت ّ 108...................بات َقدَ م َ ِ يم َق َلم ٌّ
يح َلوح ٌّ َوتَعل ٌ َت َل ِو ٌ
ِ
األبرار﴾ 111.................. ِ
األخيار ،املُص َط َف َ
ّي اه ِري َن (﴿ )20و َعّل ِ
اله ال ّط ِ
َ
صاريع الصباح بِمفاتِيحِ الر ِ
محة َوال َفالحِ ﴾ 119....... َّ َ (َ ﴿ )21واف َتحِ الل َّم َلنا َم ِ َ ّ
صارع و َمفاتح 120................................ يل َم ِ لوائح ل ِ ِ
تأو ِ َطوالِع و ِ
َ
ِ ِ (﴿ )22وألبِسن الل م ِمن َ ِ
الصالح﴾ 123................ أفض ِل خ َل ِع اهلدا َية َو َّ َّ َ
ب َجناين َينابيع اخلُ ُشو ِع﴾ 125..........س الل َّم لِع َظ َمتِ َك يف ِرش ِ واغر ِ(ِ ﴿ )23
بحاين126.......................................... ّ ناين ِخلُ ُشوع ُس ٌ
تأويل َج ّ
تك ِمن آماق َز َف ِ
رات الدُّ ُمو ِع﴾ 127................... (﴿ )24وأج ِر الل َّم ِهليبِ َ
بأز َّم ِة ال ُي ُنو ِع﴾ 129......................
رق ِمنّ ِ
ب الل م ن ََز َق اخلُ ِ
َّ (َ ﴿ )25وأ ِّد ِ
السال ِ ُك يب إ َل َ
يك يف َّوفيقَ ،ف َم ِن ّ مح ُة ِم َ
نك بِ ُحس ِن الت ِ ِ
(﴿ )26إهل إن َمل تَبتَدئن َّ
الر َ
ريق؟!﴾131...................................................... ِ
واضحِ ال َّط ِ
ييل َع َثرايت ِمن َكبو ِ
ات (﴿ )27وإن أس َلمتن أنا ُت َك ل ِ ِ
يائد األ َم ِل َواملُنىَ ،ف َم ِن املُ ُ
َ َ
اهلوى؟﴾ 135...............................................................
يطانَ ،ف َيد َو َك َلن ِخذالنك
الش ِرصك ِعندَ ُحم َار َب ِة النّفس َو ّ
(﴿ )28وإن َخ َذ َلن ُن ُ
مان﴾ 137............................................ النصب ِ
واحلر ِ ِ إىل َحي ُث
َفصيّل155.......................................................... ٌّ ٌ
بيان ت
نتاج ِمن إُناج 165.................................................... إست ٌ
ِ