Professional Documents
Culture Documents
اسمه ونسبه :هو محمد بن الشيخ خليل بن الشيخ محمد بن الشيخ السيد الخطيب .وينتهي نسبه إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم .ولد فى قرية نيدة من صعيد مصر سنة 9191م وتوفي 9189م .وله مدرسة كبرى فى التصوف
من مؤلفاته :إتحاف األنام بخطب رسول اإلسالم -غاية المطالب فى شرح ديوان أبي طالب -ألفية الخطيب فى فن
الصرف -القصص الحق لسيد الخلق.
ثانيا :الشمائل وبيان أهميتها :يتعين االطالع على الشمائل على كل مسلم لوجوه:
األول :أن معرفة صفا ته السنية وسيلة إلى امتالء القلب بتعظيمه ،وهو وسيلة إلى تعظيم شريعته .وتعظيم شريعته وسيلة
إلي العمل بها والوقوف عند حدودها .وهذا من فوائد تنويه الله تعالى بقدره ﷺ وتعظيم شأنه كما في كثير من (وإذ أخذ الله
ميثاق النبيين) (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وأقسم بمدة حياته(لعمر َ
ك إن هم
لفي سكرتهم يعمهون)
الثاني :أن معرفتها تتضمن معرفة حسنه وإحسانه ﷺ وذلك وسيلة إلى محبته ،ومحبته ﷺ هي روح اإليمان الذي هو أصل
كل سعادة وسيادة؛ ألنها موجبة لمعيته ومجاورته وصحبته .وقد قال(ما اختلط حبي بقلب عبد فأحبني إال حرم الله جسده
على النار).
الرابع :أن معرفة صفاته ُمعينة على شهود ذاكره لذاته ،وفي رؤيته ﷺ يقظة أو نوما فوائد عظيمة ،فانظر إلي قوله ﷺ:
سعادة ال يشقى بعدها أبدا ».
ً «إن الله عبادا َمن نظر في وجه أحدهم نظرة سعد
السادس :أن ذكر محاسنه ﷺ يحرك ما في القلوب من الحب الساكن ،ويحصل من انشراح الصدور وتفريج القلب ما
يناسب إجالء تلك المحاسن.
الباب لغة :ما يتوصل منه إلى المقصود واصطالحا :األلفاظ المخصوصة باعتبار داللتها على المعاني المقصودة ؛ألنه
يوصل إلى المقصود.
1
والخلق بضمتين :فهو الصورة الباطنة التي تدرك بالبصيرة ،كالحلم والعلم وشدة التواضع .
س :لماذا قدم المصنف الكالم عن األوصاف الظاهرة على األوصاف الباطنة مع أنها أشرف؟
ج :ألنها أول ما يدرك ،وألنها كالدليل على الباطنة ،فإن الظاهر عنوان الباطن وداعية للتراقي النتقاله من غير األشرف
لألشرف ،وللترتيب الوجودي
الحديث األول
شرح كلمة
المراد أنه لم يكن فاحش الطول ،فإن ماشي الطوال ساواهم ،وإن جالسهم كان كتفه أعلى من جميعهم ، ليس بالطويل
وهذا العلو الحسي إشارة إلى العلو المعنوي لما كان ال يساويه أحد في رتب الكمال البائن
ال :زائدة لتأكيد النفي ،وإنما وصف الطويل بالبائن ولم يصف القصير بمقابله؛ ألنه ﷺ كان إلى الطول وال بالقصير
أقرب تحديدا .وهذا ال ينافي وصفه بالربعة-أي المتوسط -ألنه وصف تقريبي وليس تحديدا
الحمرة والنور كالجص والبرص أي أن
النفي ُمنصب على القيد ،األمهق :الشديد البياض الخالي من ُ وال باألبيض
بحمرة( وهو أشرف األلوان)،وخبر المصنف عن هند(كان أزهر اللون)أي
بياضه ﷺ كان ني ار ُمشربا ُ
َ األمهق
ولم َعان
أبيض يعلوه إشراق َ
السمرة ،والمنفي هو شدة السمار وال ينافي إثباتها فى حديث آخر ألن
الشديد األُد َمة ،بضم الهملة ،وهي ُّ وال باآلدم
السمرة بمعنى الحمرة
هذا وصف له ﷺ من حيث شعره .وهي أن يكون بالشعر التواء وانقباض أي تثَ ٍن ال َجعد
يجوز فتح الطاء األولى وكسرها هو شديد الجودة\ الشعر المسترسل أي السهل الذي ال التواء فيه طط \السبط
الَق َ
روى عن بعض الصحابة ،وروى عنه بنوه موسی والنضر وأبو بكر والحسن البصري وثاب ُ
البناني وسليمان وخلق كثير
قال العجلي :كان به وضح مات سنة تسعين أو بعدها وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة.
التفاصيل والفوائد والتنبيهات
ولم َعان
بحمرة ،وبين البياض يعلوه إشراق َ بياض ال ُمشرب ُ
س :لماذا جمع الله للمصطفى بين ال َ
ج :ألن األول ظاهره حسن والثاني لون أهل الجنة ولم يكن لونه في الدنيا كلونه في اآلخرة لئال يفوته أحد الحسنيين.
س :كيف نجمع بين هذا الحديث حيث نفي عن النبي السمرة والحديث الثاني أثبته؟
ج :نفي السمار هنا ال ينافي إثباته آخر ألن العرب تطلق السمرة على الحمرة والصحابة أجمعوا على أن بياضه مشرببحمرة.
2
فائدة :قال أئمتنا بكفر من قال :كان النبي ﷺ أسود؛ ألنه وصفه بغير صفته في قوة نفيه فيكون تكذيبا به ومن ذلك أن
كل صفة علم ثبوته له بالتواتر كان نفيها كفرا.
بعد ثالث بعثته ﷺ للنبوة بعد استكمال أربعين سنة ،أما بعثه للرسالة فكان بعثه الله على رأس أربعين سنة :إشارة إلى وق
سنين .والرأس آخر السنة كقولهم رأس اآلية أي آخرها .وهذا ظاهر القول بأن النبوة متقدمة على الرسالة.
فأقام بمكة عشر سنين :وفي رواية ثالث عشرة سنة ،وجمع بين الروايتين بأن األولى تخوله على أنه أقام بها عشر سنين
ين أي بعد الهجرة .هاجر من مكة
رسوال فال ينافي أنه أقام بمكة ثالث سنين نبيا ،وهذه هي مدة فترة الوحي .بال َمد َينة َعش َر سن َ
يوم الخميس ومعه أبو بكر رضي الله عنه ،وقدم المدينة يوم االثنين.
اختلفوا في شهر بعثته :قيل فى ربيع األول على تمام أربعين ،والجمهور أنه فى رمضان فيكون له حين بعث أربعون سنة
ونصف أو تسعة وثالثون ونصف.
على الرسالة؟ الجواب :فيه رأيان: س :هل النبوة والرسالة متقاربتان أم النبوة تقدم
النبوة متقدمة بدليل حديث الباب (فأقام بمكة عشر سنين) أي للرسالة ،وقد أقام بها ثالث سنين نبيا
أنه كان فى زمن فتور الوحي يدعوا الناس سرا(وهذه من فترات السنين الثالث األولى) هما متقاربتان :ألنه قد ثب
فائدة :خلف النبي عليا على فراشه ليوهم المشركين وليرد ودائع الناس التى عند النبي إليهم ،فهذا يدل على أن لقب األمين كان
قوال وفعال عند السلمين والمشركين .وأمر ﷺ بالتاريخ اإلسالمي من حين الهجرة .وأول من قام به عمر بن الخطاب.
وتوفاه الله :وفي رواية فتوفاه الله أي قبض روحه على رأس ستين سنة ،والمرجح أنه ثالث وستون .وقيل :خمس
س :كيف نجمع بين األقوال المختلفة السابقة فى سنه ﷺ عند الوفاة؟
ج :من عد سنتي المولد والوفاة قال ،96ومن لم يعدهما قال ،94ومن ألغى الكسر قال .99
تنبيهان:
نبيا وآدم بين الروح والجسد) .ال منافاة بين .9فى آية "اقرأ" نبوته وفي "قم فأنذر" رسالته ،وقد صح عنه ﷺ أنه قال (كن
نبيا )...في عالم األرواح والغيب. االثنين إذ األولى فى عالم األجساد والشهادة والثانية(كن
.8مع قلة سن بعثته فقد تبعه عدد كثير من الصحابة .قال العلماء توفي عن 993ألفا كلهم رأوه ورووا عنه مع قصر عمرهم.
وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرًة بيضاء :وفى رواية 93شعرة91 ،شعرة98 ،شعرة .وما جاء في رواية نفي الشيب،
نه الله بالشيب) وحكمة قلة شيبه ﷺ مع ما جاء في فضلفالمراد به نفي كثرته ال أصله ،ومن ثم صح عن أنس(:ولم َيش ُ
دائما للقوة ونضارة الشباب.مظهر ًًا الشيب استبقاء نضارته وشبابه ،وجدير أن يكون
الحديث الثاني
يل وال ِبالق ِص ِ
ير ،حسن ال ِجسمِ ،وَان الل ِه صَّلى الله علي ِه وسَّلم ربعةً ،ليس ِب َّ
الط ِو ِ س ب ِن مالِ ٍك قال« :كان رسول َّ
عن أ ن ِ
اللو ِنِ ،إذا مشى يتََّّفأ»
شعره ليس ِبجع ٍد وال سب ٍط أسمر َّ
شرح كلمة
متوسط بين الطويل والقصير ،والمراد :التقريب لما في رواية أبي هريرة:وكان ربع ًة إلى الطول أقرب ربع ًة
ونعومة واعتداال في الطول واللحم فهو معتدل الخلق متناسب األعضاء لونا ُ
جميُل ُه ً حسن الجسم
أحمره ،وفي رواية :أزهر اللون \ يميل إلى قدام ألنها مشية أولي العلم والهمة أسمر اللون\ يتكفأ
الحديث الثالث
3
وعا ب ِعيد ما بين المن َِّبي ِن، ِ عن س ِمعت البراء بن ع ِازٍب يقول« :كان رسول َّ ِ
الله صَّلى الله عليه وسَّلم رج ًًل مرب ً
ط أحسن ِمنه» فائدة :وقد صرحوا أن من ع ِظيم الج َّم ِة إِلى شحم ِة أذني ِه اليسرى ،علي ِه حَّل ٌة حمراء ،ما أريت شيًئا ق ُّ
كمال اإليمان االعتقاد أنه لم يجتمع في بدن إنسان من المحاسن ما اجتمع في بدنه ﷺ
شرح كلمة
التكس ُر -القليل
ُّ بضم الجيم وكسرها وفتحها أي أن شعره موصوف بالرجولة ،وهي رج ًًل
أي عريض أعلى الظهر ،ويللمه أنه عريض الصدر وفى رواية :رحب الصدر َبع َيد َما َبي َن ال َمنكَبين
4
َوأَص َد ُق الناس صد ًرا، صَب ٍبَ ،وإ َذا التََف َ التََف َ َم ًعاَ ،بي َن َكت َفيه َخاتَم ُّ ُّ
ين ،أَج َوُد الناس َ النُبوةَ ،وهَُو َخاتَ ُم النبي َ ُ َكأَن َما َين َحط في َ
َوَال َبع َدهُ مثَل ُه ﷺ. ول َناعتُ ُهَ :لم أ ََر َقبَل ُه
َحب ُهَ ،يُق ُ
ط ُه َمعرَف ًة أ َ
يه ًة َه َاب ُهَ ،و َمن َخاَل َ
يك ًةَ ،وأَك َرُم ُهم عش َرًةَ ،من َرآهُ َبد َ
َله َج ًةَ ،وأَلَي ُن ُهم َعر َ
شرح كلمة
جعفر بن قيس الحنفية، ابن الحنفية وهي أمة لعلي من سبي بني حنيفة ،واسمها :خولة وهي بن إبراهيم بن محمد
وفي السند انقطاع ألن إبراهيم لم يسمع من أبيه
أي اسم فاعل من االنمغاط أي التناهي في الطول\ المتناهي في القصر ال ُممغط \ ال ُمتََردد
تقريبًا فال ينافي أنه ُّ
للطول أقرب\ أي فى القوم ،والقوم جماعة الرجال ليس فيهم امرأة َرب َع ًة \ من القوم
فيحمل قوله(:في وجهه تدوير) على تدوير اللطيف مع اإلسالة
طا ُ
كثير اللحم\ المدوُر الوجه تدوي ار ُمفر ً طهم \ِال ُم َكلثَم
ال ُم َ
شديد سواد َح َدَقتهما مع سعة العين ،وشدة بياض بياضهما أَد َع ُج ال َعيَنين
عليها األهداب أي طويل شعرها ،فإن األشفار طروف األجفان التى تنب أَه َد ُب األَشَفار
رؤوس العظام \ بفتح التاء وكسرها مجتمع الكفتََين ال ُم َشاش \ َوال َكتَد
السرة
أغلب بدنه ال شعر عليه \ ،شعر دقيق كالخيط من اللبة إلى ُّ أَج َرُد\ ُذو َمس ُرَب ٍة
مشي بقوة كانه يخلع رجليه من األرض \ أي أن ُجوده كان من انشراح صدر تََقل َع\أجود الناس صد ار
بجميع جسده ال بعنقه لما فيه من الخفة هذا إذا التف وراءه ،أما يمن ًة ويسرًة فيكون بعنقه الشريف فقط َوإ َذا التََف َ التََف َ
بكسر التاء وفتحها وهو قطعة لحم بارزة \ وأصدق الناس لهجة :أي كالما َم ًعا\ خاتم النبوة
أي طبيعة \ وفي عشيرة قبيلة َوزًنا ومعًنى يك ًة \ عشرة َعر َ
أي مفاجأة خافه وأجله \ خالطه أي مخالطة معرفة \ أحبه :لما يتحققه من صفاته الباطنة والظاهرة يه ًة َهاَب ُه
َمن َرآهُ َبد َ
باب َيف َان ًَلم رسول الله(ص )131-121
الكالم اسم مصدر بمعنى التكلم أو ما يتكلم به أو بالمعنيين
صل ،يحفظه
)9عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت«:ما َان رسول الله ﷺ يسرد َسردَم هذا ،ولَّنه َان يتَّلم بكًلم بي ٍن ف ٍ
من جلس إليه»
معناها كلمة
ٍ
فصل :مصفول بعضه عن بعض، يأتى بالكالم على الوالء ويستعجل فيه \ظاهر\ يسرد\ بين
جلس إليه :وليس الجلوس هنا بقيد فالمراد من أصغى إليه وإن لم يجلس ولو من الكفار الذين ال رغبة لهم فى سماعه يحفظه من
التفاصيل والفوائد والتنبيهات
قال ابن حجر :كان ﷺ أفصح الخلق لسانا وأعذبهم كالما وأسرعهم ردا وأوضحهم بيانا كيف ال؟ ولسانه أعظم سيف من
سيوف الله يبين عن مراده ويقصم بساطع نوره حجج المبطلين ويهدي الله به عباده.
فصاحتها لغةُ إسماعيل قد درس روى أبو نعيم أن عمر قال له :ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال كان
فجاءني بها جبريل فحفظتها.
وقال :أدبني ربي فأحسن تأديبي ،وفى الجامع الصغير :أحبوا العرب لثالث ألني عربي والقرآن عربي وكالم الجنة عربي.
ويؤخذ من هذا الحديث ومثله أن من وضع نفسه موضع التعليم واإلرشاد والوعظ أو كان له األمر والنهي ينبغي له أن يكون
كالمه بينا واضحا فصال ليفهمه سامعه ويقوم بالغرض المطلوب منه.
)2عن أنس بن مالك قال«:كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعيد الَّلمة ثًلثا لتعقل عنه»
5
-الحديث السابع :في الكتاب
"ضليع الفم":عظيم الفم " /أشكل العين":طويل شق العين،وقيل أن الصواب في معنى كلمة الشكلة هوحمرة في بياض
العين ،أما معنى الشهلة فهي حمرة في سواد العين ،والشكلة إحدى عالمات النبوة.
-الحديث الثامن" :عن جابر بن سمرة قال:رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في ليلة إضحِ يان وعليه ُحلّة
حمراء،فجعلت أنظر إأليه وإلى القمر،فلهو عندي أحسن من القمر".
"في ليلة إضحِ يان":أي ليلة ُمقمرة من أولها إلى آخرها " /فلهو عندي أحسن من القمر":وإنما كان رسول هللا أحسن ألن
ضو َءه يغلب على ضوء القمر وضوء الشمس.
-الحديث التاسع" :سأل رجل على البراء بن عازب:أكان وجه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مثل السيف؟ قال:ال،بل
كان مثل القمر".
"مثل السيف":في االستنارة واالستطالة،فالسؤال عنهما معًا " /ال،بل كان مثل القمر":أي ليس له مثل فيهما بل مثل القمر
مستديرا جدًا بل كان بين االستدارة واالستطالة.
ً المستدير الذي هو أنور من السيف لكنه لم يكن
صيغ من فضة -الحديث العاشر" :عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال:كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبيض كأنما ِ
َر ِج َل الشعر".
التعريف بالرواي :اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي،كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه النبي صلى هللا عليه وسلم
عبد الرحمن " /أبيض كأنما ِصيغ من فضة" :ألنه كان يعلو بياضه النور واإلشراق،وفيه إشارة إلى نورانية وجهه
"ر ِج َل الشعر"ًّ :
تثن وتكسّر قليل. وتناسب أعضائه َ /
"فإذا أقرب من رأيت به شب ًها عروة بن مسعود" :الثقفي،وهو الذي أرسلته قريش للنبي صلى هللا عليه وسلم يوم الحديبية
فعقد معه الصلح وهو كافر ثم أسلم سنة 9من الهجرة بعد رجوعه صلى هللا عليه وسلم من الطائف /
"ورأيت إبراهيم":الخليل،ومعناه بالسريانية أب رحيم " /فإذا أقرب من رأيت شب ًها صاحبكم":لذا ورد(أنا أشبه ولد إبراهيم
به) " /ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت شب ًها به دُحيّة":جبريل على وزن فعيل ومعناه بالسريانية عبد هللا أوعبد
الرحمن أوعبد العزيز،وجبريل ليس من األنبياء بل هو من المالئكة وإنما ذكره النبي صلى هللا عليه وسلم لكثرة مجيئه
ي صحابي شهد المشاهد كلها مع النبي صلى هللا عليه وسلم وكان جبريل يأتي بالوحي لهم ومخالطتهم ،ودُحيّة هودُحيّة الكلب ّ
في صورته غالبًا.
-الحديث األول" :عن أنس بن مالك قال:كان خاتم النبي صلى هللا عليه وسلم من َو ِرق،وكان فَ ّ
صه حبشيًا".
"من َو ِرق" :من فضة،وقد قيل إن الخاتم من الحديد أو النحاس مكروه،لكن هذا القول ضعيف لحديث صحيح فيه(التمس
ولو خات ًما من حديد) /ويؤخذ من هذا الحديث:أنه ي ّ
ُسن اتخاذ الخاتم ولو لم يحتجه لختم.
"وكان فصّه حبشيًا":والمراد به هنا ما ينقش عليه اسم صاحبه ،وإنما كان حبشيًا ألن معدنه بالحبشة إذ كان من جزع
صه منه أي
صه حبشي – واآلخر ف ّ وهو خرز فيه بياض وسواد ،قال البيهقي(:وفيه داللة على أنه كان له خاتمان:أحدهما ف ّ
من فضة).
-الحديث الثاني":عن ابن عمر أن النبي صلى هللا عليه وسلم اتخذ خات ًما من فضة فكان يختم به وال يلبسه".
"اتخذ خات ًما من فضة" :جزم ابن سيد الناس بأن اتخاذه للخاتم كان في السنة السابعة وجزم غيره بأنه كان في
السادسة،وجُمع بين الروايتين بأن كان في أواخر السادسة وأوائل السابعة؛ألنه إنما اتخذه عند إرادته مكاتبة الملوك وكان
ذلك في ذي القعدة سنة ستة.
"فكان يختم به وال يلبسه" :أي كان يختم به الكتب التي يرسلها للملوك وال يلبسه في يده ،لكن هذا ينافي ما قيل أنه كان
يلبسه في يمينه ويدفع التنافي بأن له صلى هللا عليه وسلم خاتمين:أحدهما منقوش بصدد الختم به وكان ال يلبسه ،والثاني
كان يلبسه ليقتدي به أو كان ال يلبسه في أول اتخاذه،ثم لبسه واستمر األمر على ذلك.
-الحديث الثالث" :عن أنس بن مالك قال:كان خاتم النبي صلى هللا عليه وسلم من فضّة ف ّ
صه منه".
صه منفصل عنه.صه بف ّ
"فصّه منه":أي ف ّ
-الحديث الرابع" :عن أنس بن مالك قال:لما أراد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يكتب إلى لعجم قيل له:إن العجم ال
يقبلون إال كتابًا عليه خاتم فاصطنع خات ًما فكأني أنظر إلى بياضه في كفّه".
"إلى العجم" :أي ملوكهم ليدعوهم إلى اإلسالم ،والمراد بالعجم:ما عدا العرب فيشمل الروم وغيرهم.
"قيل له":أي قال له رجل من قريش أو من العجم " /ال يقبلون إال كتابًا عليه خاتم":أي نقش خاتم،وعدم قبولهم له ألنه
تطرق الشك إلى مضمونه فال يعملون به ،وألن ترك ختمه يدل على عدم تعظيم المكتوب فيه. إذا لم يُختم ّ
"فاصطنع خات ًما":فأمر يعلى بن أمية أن يصنع له خات ًما " /فكأني أنظر إلى بياضه في كفّه":ألنه كان من فضة وفي هذا
إشارة إللى كمال إتقانه /ويدل ها الحديث على مشروعية المراسلة بالكتب وقد جعل ذلك سنة في خلقه ،وأول من استفاض
ذلك سليمان لما ارسل كتابه إلى بلقيس مع الهدهد.
-الحديث الخامس" :عن أنس بن مالك قال:كان نقش خاتم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:محمد في سطر ورسول في
سطر وهللا في سطر".
"كان نقش خاتم رسول هللا عليه وسلم" :خبر كان محذوف وتقديره:ثالثة أسطر ،وقيل:إن نقش الخواتم تارة يكون كتابة
وتارة يكون غ يرها ،فإن لم كتابة بل لمجرد التحسين فهو مقصد مباح إذا لم يقارنه شئ محرم كنقش صورة وشخص ،وإن
ي(هللا الملك). كان كتابة فتنقش عليه مواعظ مؤثرة كنقش خاتم عمر(كفى بالموت واع ً
ظا) ونقش خاتم عل ّ
"محمد سطر ورسول سطر وهللا سطر":أي كل من ألفاظ محمد رسول هللا في سطر من األسطر الثالثة،وروي أن كتابته
كانت مستقيمة وكانت تطلع كتابة مستقيمة واألظهر أن كتابته كانت مقلوبة في النقش ليخرج الخاتم مستويًا.
-الحديث السابع" :عن الزهري عن أنس أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا دخل الخالء نزع خاتمه".
"إذا دخل الخالء":أي إذا أراد دخوله،والخالء في األصل:هو المحل الخالي ثم استعمل في المخل المع ّد لقضاء الحاجة /
"نزع خاتمه":الشتماله على اسم معظم ،وفي الحديث ما يدل على أن دخول الخالء بما نُقش عليه اسم معظم مكروه
تنزي ًها وقيل تحري ًما.
-الحديث الثامن" :عن ابن عمر قال:اتخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خات ًما من َو ِرق فكان في يده ثم كان في يد أبي
بكر ويد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع في بئر أريس نقشه محمد رسول هللا".
"فكان في يده ثم كان في يد أبي بكر:"..أي كان الخاتم في خنصر يده،وهكذا يقال في سابقه والحقه " /ثم كان في يد
عثمان:ثم للتراخي في الزمن ،ووقع في بئر أريس أي سقط فيها في خالفة عثمان " /نقشه محمد رسول هللا":على
الترتيب أو على عكس الترتيب /
سا على شفيرها فطلب الخاتم "بئر أريس":هوبئر بحديقة قريبة من مسجد قباء أمر عثمان بحفرها ألهل المدينة وكان جال ً
ليختم شيئًا فسقط فيها من بينها ،ولكون النبي صلى هللا عليه وسلم لم تأخذ ورثته الخاتم وال غيره ،بل صار أمر أثاثه
للخليفة بعده فصرفه لمن أراد من المسلمين وأبقى الخاتم عنده التي اتخذه النبي صلى هللا عليه وسلم لها.
باب ما جاء في أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يتختّم في يمينه
-الحديث األول" :عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يلبس خاتمه في يمينه".
"كان يلبس خاتمه في يمينه" :ألن التختم فيه نوع تكريم،واليمين أحق به ،وعن البخاري أن التختم في اليمين أصح شئ
في هذا الباب عن النبي صلى هللا عليه وسلم ،ويُجمع بين روايات اليمين واليسار بأن ً
كال منهما وقع في بعض األحوال او
انه صلى هللا عليه وسلم كان له خاتمان كل واحد في يد ،وبالجملة فالتختم في اليسار ليس مكروهًا وال خالف األولى بل
هو سنة لكنه في اليمين أفضل.
-الحديث الثاني " :عن عبد هللا بن جعفر:كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتختم في يمينه".
التعريف الراوي :عبد هللا بن جعفر هو صحابي كأبيه وهو أول مولود ولد في أرض الحبشة ومات في المدينة.
-لم تُبيّن هذه األحاديث في أي األصابع وضعه فيها،لكن في الصحيحين تعيين الخنصر،فالسنة جعله في الخنصر فقط؛ألنه
أبعد عن االمتهان فيما يتعاطاه اإلنسان باليد.
صلب بن عبد هللا قال:كان ابن عباس يتختم في يمينه وال إِخالُه إال قال:كان رسول هللا صلى هللا -الحديث الثالث" :عن ال ّ
عليه وسلم يتختم في يمينه".
"وال ِإخالُه إال قال":أي وال أظنه إال قال،فـ إخا ُل بمعنى أظنّ .
-الحديث الخامس" :عن جعفر بن محمد عن أبيه:كان الحسن والحسين يتختّمان في يسارهما".
ير سيدنا الحسين فهذا األثر مرسل بالنسبة لسيدنا الحسن،وبالنسبة لسيدنا الحسين
"عن أبيه":أي محمد الباقر،وهو لم َ
فيمكن كونه رآه في يساره،فال يكون األثر مرسل بالنسبة إليه " /كان الحسن والحسين":لم يذكر المؤلف في التختم في
اليسار وإال هذا األثر من غير زيادة.
-الحديث السادس" :عن ابن عمر قال:اتخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خات ًما من ذهب،فكان يلبسه في يمينه،فاتخذ
الناس خواتيم من ذهب فطرحه صلى هللا عليه وسلم وقال:ال ألبسه أبدًا ،فطرح الناس خواتيمهم".
صه حبشيًا " /فاتخذ الناس"فكان يلبسه في يمينه":أي قبل تحريم الذهب على الرجال ،وهذا الخاتم هو الذي كان ف ّ
خواتيمهم من ذهب":أي تبعًا له صلى هللا عليه وسلم " /فطرحه صلى هللا وقال ال ألبسه أبدً" :أي لما رأى زهوهم بلُبسه
وصادف ذلك نزول الوحي بتحريمه وبالجملة فتحريم التختّم بالذهب ُمجمع عليه اآلن في حق الرجال /
"فطرح الناس خواتيمهم":أي تبعًا له صلى هللا عليه وسلم ،ويتناول النهي جميع األحوال.
باب ما جاء في ِمشية رسول هللا صلى هللا عليه وسلم X
-الحديث األول" :عن أبي هريرة قال:ما رأيت شيئًا أحسن من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كأن الشمس تجري في
وجهه ،وما رأيت أحدًا أسرع في مِشيته من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كأنما األرض تطوي له إنا لنجهد أنفسنا وإنه
لغير ُمكترث".
"ما رأيت":أبصرت وعلمت " /شيئ ًا أحسن من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم":بل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
أحسن من رأى " /كأن الشمس تجري في وجهه" :أي ألن لمعان وجهه وضوءه يشبه لمعان الشمس وضوءها ،وخص
الوجه ألنه مظهر المحاسن ولكن حسن البدن تابع له غالبًا ،وقد ورد(لو رأيته لرأتي الشمس طالعة) وكل هذا تقريب وإال
فهو صلى هللا عليه وسلم أعظم من الشمس " /أسرع في مشيته" :المراد بيان صفة مشيه المعتاد في غير إسراع منه /
"لنجهد":نتعب " /أنفسنا" :ونحملها فوق طاقتها ،وهو ال يصد إجهادهم وإنما كان يمشس بحالته العادية /
"لغير مكترث":غير ُمبا ٍل بالمشي ال بأصحابه،وهذا يدل على منتهى القوة.
ي إذا وصف النبي صلى هللا عليه وسلم قال:إذا مشى تقلّع كأنما ينحط من صبب".
-الحديث الثاني" :كان عل ّ
"إذا مشي تقلّع":رفع رجليه من األرض بهمة وقوة ال مع اختيال وبطء حركة.
باب ما جاء في قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قبل الطعام وبعدما يفرغ منه
أر طعا ًما كان أعظم -الحديث األول" :عن أبي أيوب قال:كنّا عند النبي صلى هللا عليه وسلم يو ًماّ ،
فقرب طعا ًما ،فلم َ
بركة منه أول ما أكلنا وال أق ّل بركة في آخره،فقلنا :يا رسول هللا ،كيف هذا؟ قال:إنا ذكرنا اسم هللا حين أكلنا ،ثم قعد من
أكل ولم يس ّم هللا تعالى فأكل معه الشيطان".
"أول ما أكلنا":أي في أول أوقات أكلنا،فـ أول منصوبة على الظرفية و ما مصدرية " /في آخره" :أي في آخر وقت أكلنا
إياه " /اسم هللا" :فيه إشارة إلى حصول سنة التسمية ببسم هللا وأما زيادة الرحمن الرحيم فهي أكمل ،ويستحب الجهر بها
ليقتدي بها غيره " /فأكل معه الشيطان" :أي حقيقة عند الجمهور،فلم تكن التسمية المتقدمة عل حضوره مؤثرة في عدم
تم ّكن الشيطان من األكل معه ،وهذا ظاهر على أن التسمية سنّة عين /
حرمت.والحاصل أن التسمية على الطعام ت ُندب حتى للجُنب والحائض والنفساء ولكن ال يقصدون بها قرآنًا وإال ّ
-الحديث الثاني" :عن عائشة رضي هللا عنها قال:قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر هللا
تعالى على طعامه فليقل:بسم هللا أوله وآخره".
"فنسي أن يذكر هللا تعالى على طعامه" :أي نسي التسمية حين الشروع في األكل ثم تذكر في أثنائه " /فليقل بسم هللا أوله
وآخره":أي ندبًا ،ال يقال إن ذكر األولى واآلخر يخرج الوسط ألن المراد التعميم ،فالمعنى بسم هللا على جميع أجزائه
كقوله تعالى{ولهم رزقهم فيها بُكرة وعشيًا}.
-الحديث الثالث" :عن عمرو بن أبي سلمة أنه دخل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعنده طعام فقال:اد ُن يا بن ّ
ي
فس ّم هللا تعالى وكُل بيمينك وكُل مما يليك".
سلمة ُولد بالحسة ومات بالمدينة.التعريف بالراوي:عمرو كان ربيب النبي صلى هللا عليه وسلم من أم َ
اقرب " /يا بني":بصيغة التصغير شفقة منه صلى هللا عليه وسلم " /فس ّم هللا":أي ندبًا ،وكذا ما بعده ،ويؤخذ منه "ادنُ"ُ :
أنه يندب على الطعام من أخ ّل بشئ من آدابه " /وكُل مما يليك":هذا في غير الفاكهة إذا كانت أنواعًا .
-الحديث الرابع" :عن أبي أمامة قال:كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا ُرفعت المائدة من بين يديه يقول:الحمد هلل
ى عن ربّنا".كثيرا طيبًا مبار ًكا فيه غير ُمودع وال ُمستغن ً
ً حمدًا
صا"المائدة":السفرة التي تُم ّد وتُبسط لُيوقع عليها الطعام وتطلق على الطعام نفسه " /حمدً":مفعول مطلق " /طيبًا":خال ً
من الرياء " /غير ُمودع":بصيغة اسم المفعول أي غير متروك لنا " /وال ُمستغنًى عنه":أي ال يستغني عنه أحد ألنه
بالجر يدل من
ّ سبب لدواد النعمة وزيادتها " /ربّنا":بالرفع خبر لمبتدأ محذوف أي هو ربّنا – أو بالنصب على المدح – أو
لفظ الجاللة.
د بدر
-الحديث الخامس" :عن عائشة قال:كان النبي صلى هللا عليه وسلم يأكل الطعام في ستة ،فجاء أعرابي فأكله
بلقمتين،فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:لو س ّمى لكفاكم".
"في ستة":أي مع ستة " /أعرابي":واحد األعراب سكان البوادي " /لكفاكم":المعنى أن هذا الطعام وإن كان ً
قليال لكن
س ّمى لبارك هللا وكفاكم ولكن لما ترك ذلك األعرابي التسمية انتفت البركة ،ألن الشيطان ينتهز الفرصة وقت الغفلة عن
ذكر هللا.
-الحديث السادس" :عن أنس بن مالك قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:إن هللا ليرضى عن العبد أن يأكل األكلة
أو يشرب الشربة فيحمده عليها".
"إن العبد ليرضى عن العبد":أي يثيبه ويرحمه " /أن يأكل":أن يأكل أوقت األكل " /األُكلة":بضم الهمزة:اللقمة،
بفتحها:المرة " /أو يشرب الشربة فيحمده عليها":أو للتنويع.
ّ أو
باب ما جاء في صفة شراب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
-الحديث األول" :عن عائشة قالت:كان أحبّ الشراب إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الحلو البارد".
"الحلو البارد":وال يشكل بأن اللبن كان أحبّ إليه،ألن الكالم في الشراب الذي هو الماء ،والمراد العذب أو المنقوع فيه
التمر أو الزبيب أو الممزوج بالعسل،وإذا جمع الماء حالوة والبرودة حفظ الصحة ونفع القلب والكبد ،أما الملح والساخن
فيفعل ضد هذه األشياء ،وتبريد الماء وتحليته ال ينافي كمال الزهد ألن فيه مزيد الشهود لِنعم هللا تعالى وإخاللص الشكر له.
سددها-وفي شرب الماء الممزوج بالعسل فضائل كثيرة منها:أنه يُذيب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع فضالتها ويفتح ُ
ويُسخنها.
-ويؤخذ من الحديث:أن من سبق إلى مجلس عالِم وجلس بمح ّل عا ٍل ال يُنقل عنه لمجيئ من هو أفضل منه،فيجلس ذلك
الجائي حيث انتهى المجلس.
خيرا منه)ألنه
"فليقل":ندبًا مؤكدًا حال الشروع في األكل " /اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه":أي من جنسه ولم يقل (واسقنا ً
ال خير من اللبن بالنسبة لكل أحد وبالنسبة لكل طعام وشراب " /ليس شئ يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن":
ألنه يُغذّي ويس ّكن العطش ،وحكمة الدعاء حين الطعام والشراب إسناد ذلك إلى هللا تعالى.
-الحديث الثاني" :عن ابن عباس رضي هللا عنه قال:سقيت النبي صلى هللا فشرب وهو قائم".
-هذا الحديث والذي قبله معناهما واحد وهما لجواز الشرب قائ ًما.
-الحديث الثالث" :عن عمرو بن العاص قال:رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يشرب قائ ًما وقاعدًا".
مهاجرا سنة 8هـ فأمره النبي صلىً التعريف بالراوي:عمرو بن العاص صحابي أسلم عند النجاشي بالحبشة ،وقدم المدينة
عامال على مصر لعمربن الخطاب. ً هللا عليه وسلم على جيش ذات السالسل وكان
"رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يشرب قائ ًما وقاعدًا":والمراد أنه رآه مرة يشرب قائ ًما ومرة يشرب قاعدًا ،
ماش – مستند – راكع – ساجد – متكئ – مضطجع ) ،وكلها وإن واعلم أن اإلنسان له أحوال ثمانية(قائم – قاعد – ٍ
ً
استعماال القعود ويليه القيام ففعله النبي صلى هللا عليه وسلم. أمكن الشرب ،ولكن أهنؤها وأكثرها
-الحديث السادس" :عن ابن عباس أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا شرب تنفس مرتين".
"تنفس مرتين":أي في بعض األوقات فال ينافي أنه كان يتنفس ثالثًا في وقت آخر،فيحصل أصل السنة بالتنفس مرتين
وكمالها بكون بثالث وإن كفاه ما دونها،وقيل إن روى َبنَفَسين اكتفى بهما وإال فبثالث.
باب ما جاء في تع ّ
طر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم X
-التعطر هو:استعمال العطر وهو الطيب،وقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طيب الرائحة وإن لم يمس طيبًا،لكنه كان
استكثارا للروائح الحسنة.
ً يستعمل الطيب
-يتأكد الطيب للرجال يوم العيدين والجمعة وعند اإلحرام وقراءة القرآن والعلم والذكر.
-الحديث األول" :عن أنس بن مال قال:كان لِرسول هللا صلى هللا عليه وسلم سُ ّكة يتطيب منه".
سكّة":هي طيب يُتخذ من الرامك وهو شئ أسود يخلط بمسك ويُعرك ويًقرص ويُترك يومين ثم يُثقب َب َمسكَة ثم َي ْن َ
ظم في " ُ
خيط ،وقيل هي طيب مجموع من أخالط ويحتمل أن تكون وعاء ،وقيل هي:طيب مركب " /يتطيب منها":من للتبعيض.
-الحديث الثاني" :عن أنس قال:إن النبي صلى هللا عليه وسلم كان ال ير ّد الطيب".
"وال ير ّد الطيب":لِخفّة المنة فيه،والمعنى أنه ليس بثقيل بل طيّب المنة.
-الحديث الثالث" :عن ابن عمر قال:قال رسول هللا صلى عليه وسلم:ثالث ال تُردّ:الوسائد والدّهن والطيب.
"ثالث ال ت ُردّ":أي ثالث من الهدايا ال يردّها ال ُمهدى إليه على ال ُمهدي ،ويُلحق بهذه الثالثة كل ما ال منّة فيه كالحلو ورزق
من يحتاج إليه " /الوسائد":ما يجعل تحت الراس عند النوم ،وسميت بذلك ألنه يُتوسد عليها بالجلوس والنوم /
"الدهن":ما يدهن به من دهن أو غيره ،والمراد به هنا:ما فيه طيب " /الطيب":ذو الرائحة الطيبة .
-الحديث الرابع" :عن أبي هريرة قال:قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي
لونه،وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه".
"طيب الرجال ما ظهر لونه":كـماء الورد والمسك وغيره " /طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه":كالزعفران
والصندل.
-الحديث الخامس" :عن أبي عثمان الهندي قال:قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:إذا أثعطي أحدكم الريحان فال يردّه،
فإنه خرج من الجنة".
"الريحان" :كل نبت طيب الريح من أنواع المشمومات فمنه الورد والتمام " /فال يردّ":ال:ناهية " /فإنه خرج من
سلبت خواصه التي منها عدم التغيّرالجنة":أي يشبه ريحان الجنة في الجملة فكأنه خرج منها أو أن أصله خرج منها و ُ
وانقطاع الريح.
معناها كلمة
التقدم إلى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ .ووصاه به :أمره به .وتطلق شرعا على ما يقع به اللجر من المنهيات الوصية
والحث على المأمورات .أي أمرنا اإلنسان باإلحسان إلي والديه.هذا نص فى برهما ووجوب طاعتهما
له دار بالمدينة يسكن فيها اإلمام مالك بالكراء لعل هذه الدار بالكوفة ،وكان هذه الدار
ابن مسعود بن غافل الهذلى ،صاحب نعل النبي.أسلم بمكة قديما ،وهاجر الهجرتين ،و شهد بد ار و المشاهد عبد الله
كلها مع رسول الله ﷺ .أشبه بالنبي هديا وسمتا توفى بالمدينة 48ه
أي يحبه الله ويرضىى به .والتفضيل هنا مطلق ال باعتبار غيره من األنواع .وقيل "من" حرف جر مقدر ههنا، أحب إلى
واللمان واألشبه أن الجواب بما هو أفضل للسائل أو أفضل على مقتضى الوق الله"
في رواية "لوقتها" .والمعنى واحد ألن الالم تأتي بمعنى "على" .وحروف الخفض ينوب بعضها عن بعض كما في على وقتها
قوله تعالى(يخرون لألذقان) أي عليها( ،وتله للجبين) أي على الجبين.
8
14
المستحىب ،هذا يدل على أن صالة من به عذر من نوم أو نسيان أو به شغل فأداها بعد زوال عذره الوق وقتها
األداء. بأحب إلى الله ،ولفظ "أول وقتها" إن صح فمعناه وق متراخيا فهو وإن كان برئ الذمة ،فليسى
اإلحسان إليهما وتوفية حقوقهما .وهو ضد العقوق :اإلساءة إليهما وتضييع حقوقهما بر الوالدين
األب واألم ،إذا ثني المذكر والمؤنث غلب المذكر كاألبوان والقمرين الوالدين
الثبات والصبر على الحق،ثم تبليغه إلى الغير،وإن كان فيه بذل النفس والمال وأن ال يعبأ بهذا الخطر .والمشهور الجهاد
محاربة الكفار إلعالء كلمة الله وإظهار شعائر اإلسالم بالنفس والمال حسب ما يكون فيه ذب أعداء عنه
خص الثالثة بالذكر ألنها عنوان على ما سواها من الطاعات ،فمن ضيع الصالة فهو لما سواها أضيع ،ومن لم "بهن"
يبر بوالديه كان لغيرهما أقل برا ،ومن ترك الجهاد الكفار مع شدة عدوان الكفار ،كان أشد قعودا من الفسىاق.
فظهر أن الثالثة تجتمع في أن من حافظ عليها كان على ما س واها أحفظ ،ومن ضىيعها كان لما سواها أضيع
التفاصيل والفوائد والتنبيهات
أن الله أوصاه بوالدبه فنلل أمه إال تكلمه أبدا حتى يرتد زعم فى سعد ابن أبي وقا ص لما حلف سبب النزول :نلل
فائدة :البر نوعان :صلة ،ومعروف .أما" الصلة" فبذل المال في الجهات المحمودة بغير عوض مطلوب ال عاجال وال آجال.
وقدم برهما على الجهاد ألن الجهاد ال يصح إال بإذنهما .وألنهما قلما يبلغان في شدة الحاجة والضعف الحالة التي كان الولد
فيها.
وجه تقديم الصًلة على الجهاد :وال شك في أن المواظبة على أداء فرائض الصىالة في أوقاتها أفضل من الجهاد ،ألنها
فرض عين تتكرر ،والجهاد ليس إال لإليمان وإقامة الصالة ،فكان حسنا لغيره والصالة حسنة لعينها.
)2باب بر األم
يه ،عن ج ِد ِه -رضي الله عنه ،-قلت :يا رسول ِ
الله ،من أبُّر؟ قال :أ َّمك ،قلت :من أبُّر؟ قال: عن به ِز ب ِن ح َِّيم ،عن أ ِب ِ
ٍ
أ َّمك ،قلت :من أبُّر؟ قال :أ َّمك ،قلت :من أبُّر؟ قال :أباك ،ث َّم األقرب فاألقرب.
الن ِب ِي ﷺ يبايِعه على ال ِهجرِة ،وترك أبوي ِه يب َِّي ِ
ان ،فقال ﷺ :ار ِجع ِإلي ِهما، عن عب ِد ِ
الله ب ِن عم ٍرو قال :جاء رج ٌل ِإلى َّ
وأض ِحكهما َما أبَّيتهما( .أي أرضهما كما أسخطتهما)
ترجمة الراوي األعلى :عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي بينه وبين أبيه 99سنة ،وكان يلوم اباه على القتال فى
قبله بعشرين سنة ،توفي 94ه الفتنة بأدب ويقول :ما لي ولصفين مالي ولقتال المسلمين؟ لوددت أني م
بر األم أي بر الولد أمه (إضافة المصدر إلي مفعوله) :لماذا قدم اإلسًلم برها على غيرها وبالغ فيه؟
لتحمل المشاق في الحمل والرضاع حتى تكاد تموت ،ثم المحنة زمن الرضاع إلى أن يكبر الولد فهذه تنفرد بها األم.
ثم تشارك األب فى اإلنفاق والتربية وأنواع من المؤنة والخدمة.
الستور تح ولتهاون أكثر الناس فى حق األم بالنسبة لألب ألن أمرها فى البي
مواساة لها ومراعاة لضعف قلبها والشفقة على الولد ألنها ال تستطيع أحيانا أن تتحمل سوء خلقه فتسرع بالدعاء عليه
أباك" :حق الوالدة على الولد يتجاوز حق الولد عليه.
الهجرة :الخروج من أرض إلى أخرى وهي قسمان )9 :ما وعد عليها الجنة (،إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم
الجنة) أن يأتي إلى النبي ويترك ماله وأهله )8 .الهجرة والغلو عند النفير من اإلمام.
)4باب عقوق الوالدين
9
15
يه وسلم :أال أن ِبئَّم ِبأكب ِر الَّب ِائ ِر؟ ثًل ًثا ،قالوا :بلى يا رسول ِ
الله ،قال: الله صلى الله عل ِ
عن أ ِبي بَّرة ،قال :قال رسول ِ
ور ،ما زال يَّ ِررها ح َّتى قلت :ليته سكت. الز ِ ًََّّئا أال وقول ُّ اإلشراك ِب ِ
الله ،وعقوق الوالِدي ِن وجلس وَان مت ِ ِ
ترجمة الراوى األعلى":أبو بكرة" هو نفيع بن الحارث قيل سمي بذلك ،ألنه تدلي من حصن الطائف فأعتقه النبي ﷺ يومئذ.
قيل أبواه كانا عبدين للحارث .كان من فضالء الصحابة له من الولد أربعون كلهم ممتاز فى الشجاعة والبالغة والكرم.
معناها كلمة
بتخفيف الالم للتنبيه ويدل على تحقق ما بعدها\ ثًلثا" وإنما كرره تأكيدا لتنبه السامع بإحضار قلبه أال
في أشياء أخرى أنهى من أكبر كقتل النفس وقتل الولد واللنا وغيرها ليس على ظاهره ،فقد ثب أَكَبر ال َكَبائر
يطلق الشرك ويراد به الكفر كما في قوله تعالى(إن الله ال يغفر أن يشرك به).. اك باللهاإلش َر ُ
الكذب والباطل والتهمة ،وهو تحسين الشيء ووصفه بخالف صفته.وهو أعم من شىهادة زور كالكذب وَقو ُل ُّ
اللور َ
أي ش فقة عليه وكراهية لما يلعجه ،وفيه ما كانوا عليه من كثرة األدب مع النبي ﷺ قلتليته سك
ُ
التفاصيل والفوائد والتنبيهات
س:لماذا جلس النبي وكان متكئا هل ذها يعني أن قول اللور أكبر مما سبق؟
ج :ال ألنه أعظم ذنبا من اإلشراك والعقوق ،بل ألنه أسهل وقوعا ،واالجتناب عنه عسر ،ومفسدته كبيرة ومتعدية إلى غيره
،والحوامل عليه كثيرة كالحقد والحسد والعداوة وتهاون الناس به.
درجات الكذب تتفاوت بحسىب المكذوب عليه ،وما يترتب على الكذب من المفاسد .قال ابن العربي" :الكذب" على 3أقسام:
.9الكذب على الله ،وهو أشدها،
.8الكذب على رسول الله ﷺ
على أحد أو إسقاط ما هو ثاب . .4الكذب على الناس ،وهي شهادة اللور في إثبات ما ليس يثب
.3الكذب للناس ومن أشده الكذب في المعامالت( .وقد يباح الكذب عند الضرورة وقد يجب فى مواضع)
الله صلى الله عل ِ
يه ول ِ (عن وَّار ٍدِ َ ،ات ِب الم ِغيرِة ب ِن شعبة ،قالَ :تب مع ِ
اوية ِإلى الم ِغيرِة :اكتب ِإل َّي ِبما س ِمعت ِمن رس ِ
ال ،وإِضاع ِة الم ِ
ال ،وعن ِقيل وقال) وسلم ،قال وَّرٌاد :فأملى عل َّي وَتبت ِبيد َّي :إِ ِني س ِمعته ينهى عن َثرِة ُّ
السؤ ِ
الراوى :المغيرة بن شعبة الثقفي كان فى الجاهلية كثير التردد على مصر للتجارة شهد الحديبةواليمامة وفتوح الشام واليرموك
عينه باليرملك و والقادسية .بعثه أبو بكر إلي أهل النجير ،وواله عمر البصرة وهو أول من وضع ديوان البصرة ،أصيب
بها نبيك" كان رسول سعد إلي رستم .كان ال يقع فى أمر إال وجد له مخرجا .قال عند وفاته" :اللهم هذا يميني بايع
معناها كلمة
سؤال الناس أموالهم من غير حاجة،أو سؤال عن المشكالت والمعضالت ولم يبتل بها،واألولى حمله على السؤ ِ
ال ُّ
ال بد سائال فاسأل الصالحين فسأل الله .أبو داود :إن كن العموم .عن ابن عباس إذا سأل
ما يميل إليه القلب وهو الذهب والفضة ثم أطلق عل كل ما يقتنى ويملك من األعيان ،وأكثر إطالقه على المال
اإلبل ألنها كان أكثر أموالهم ،وعلى كل ماشية يكون تمتعهم بها أك َثر
سوء القيام حتى تهلك أو تفسد أو تنقص أثمانها وكذا اإلنفاق في الحرام وفيما ال يحبه الله دينيا أو دنيويا اإلضىاعة
الجوهري :اسمان وقيل مصدران ،كرره للمبالغة في اللجر عنه أي حكاية أقوال الناس ،من قولهم قيل كذا ِقيل وقال
وقال كذا ،ففيه النهي عن القول بما ال يصح وال تعلم حقيقته فال نهي عن حكاية ما يصح وتعرف حقيقته
10
16
قال النووي :اتفق العلماء على النهي عن السؤال من غير ضرورة ،واختلفوا في سؤال القادر على الكسب على وجهين:
.9أصحهما التحريم لظاهر األحاديث،
.8الجواز مع الكراهة بشرط أن ال يلح وال يدل نفسه زيادة على نفس الس ؤال وال يؤذي المسؤول ،وحرم عند فقد شرط منها.
واختلفوا فى االنفاق فى المباجات َمًلذات النفس :فالجمهور أنه إذا كان فيما يليق بحال المنفق وبقدر ماله فليس
بإسراف ،وما ال يليق بحاله عرفا فإن كان لدفع مفسدة ناجلة أو لحرز عرضه فليس بإسراف .ومنعوا ما عدا ذلك .والذي
أجازوه دليلهم قوله تعالى (قل من جرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
الصًل ِة
باب الخشوع ِفي َّ
النهي عن ِاالخ ِتصار ِفي َّ
الصًلة َّ
ق علي ِه ،و َّ
اللفُ لِمسلِ ٍم، ِ
الرجل مختصًار» متَّف ٌالل ِه ﷺ أن يصلِي َّ الله عنه -قال« :نهى رسول َّ عن أ ِبي هريرة -ر ِضي َّ
ود ِفي صًل ِت ِهم. اصرِت ِه .وِفي البخارِ
ِي عن ع ِائشة :أ َّن ذلِك ِفعل اليه ِ ومعناه :أن يجعل يده على خ ِ
الشرح
الس ُكون َوالت َذُّلل.
صر َو ُّ
ضوع ،أَو ُه َو في الَب َدنَ ،وال ُخ ُشوعُ في الصوت َوالَب َ
يب من ال ُخ ُ
ضوعُ ،أَو َقر ٌ
تعريف الخشوع :لغة ال ُخ ُ
11
17
بر الوالدين ما لم يكن معصية
باب ّ
طعت – وال تتركن "عن أبي الدرداء قال:أوصاني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بتسع(ال تشرك باهلل شيئًا وإن ُح ّرقت أو قُ ّ
الصالة المكتوبة متعمدًا ،ومن تركها متعمدًا بَرئت منه الذمة _ وال تشربن الخمر فإنها مفتاح كل شر – وأطع والديك وإن
تفر من الزحف وإن هلكت تنازعن والة األمر وإن رأيت أنك أنت – وال ّ ّ أمراك أن تخرج من دُنياك فاخرج لهما – وال
طولك على أهلك – وال ترفع عصاك على أهلك -وأخفهم في هللا عزوجل)". وفَ ّر اصحابك – وأنفق من َ
تاجرا قبل البعثة ،فزاولت
ً -التعريف بالراوي :أبي الدرداء:هوعويمر بن مالك الخرجي،أسلم يوم بدر شهد أحد،،يقول(كنت
ِعم الفارس عويمر"،
بعد ذلك التجارة والعبادة فلم يجتمعا ،فأخذت العبادة وتركت التجارة) ،قال النبي صلى هللا عليه وسلم"ن َ
واله معاوية قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب وألحقه عمر بالبدرين ،ومات قبل سنين من خالفة عثمان سنة 32هـ. ّ
"وإن رأيت أنك أنت":أي وإن اعتقدت في األمر حقًا فال تعمل بذلك الحق ،بل أطع حتى يصل إليك بغير خروج عن
الطاعة - /حكم طاعة السلطان المتغلب :أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب دمعه ،إال إذا وقع من السلطان
تفر وال ترجع عن الجهاد " /وال ترفع عصاك على تفر من الزحف":أي ال ّ الكفر الصريح فال تجوز طاعته " /وال ّ
أهلك":أي هنا نهى عن ضرب المرأة وأيضًا من تحت رياسته في البيت وحتى لو ضرب بحق فهو غير محمود ،
ّ
فعظوهن ّ
نشوزهن وهناك رواية(ال ترفع عصاك عن أهلك) فالمراد به الضرب بحق كما قال تعالى{والالتي تخافون
ّ
واضربوهن}، ّ
واهجروهن في المضاجع
-لما كان الضرب غير محمود ولو بحق اختلف البعض في تأويل الحديث:
(منهم من قال:ال ترفع عصاك عن أهلك:أي امنعهم عن الفساد وأدّبهم – وقال آخر:المعنى من ذلك هو األدب فلم يقصد
ضربهم بالعصا ،وأراد أال ترفع أدبك عنهم) ،والحاصل أن العصا هنا مجاز عن األدب فكأنه قال:ال ترفع أدبك عن أهلك،
وقال المصنف:أن العصا في الحجيث مجاز عن الهيبة ألنها سبب لها ،فال يتغافل عنهن وال يلين لهن إلى الحد الذي تسقط
به هيبته من نفوسهم.
"وأخفهم في هللا عزوجل":أي أنذرهم عاقبة مخالفة أمر هللا تعالى.
يسب والديه
ّ باب ال
"عن عبد هللا بن عمرو قال:قال النبي صلى هللا عليه وسلم:من الكبائر أن يشتم الرجل والديه،فقال:كيف يشتم؟ قال:يشتم
الرجل فيشتم أباه وأمه".
"والديه":وال أحدهما وال يتسبب لذلك " /الكبائر":كل معصية يُقام عليها الح ّد في الدنيا " /يشتم":الشتم:النسبة إلى القبيح
والذميمة " /كيف يشم؟" :لما كان الطبع السليم يأبى أن يشتم األبوين فاستعبد السائل ذلك،فبيّن أن التسبب فيه كالتعاطي
بنفسه،فما آل إلى فعل محرم يحرم وإن لم يقصد الحرام ،فالحديث أصل في سد الذرائع.
"-عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال:إذا مات العبد انقطع عنه عمله إال من ثالث صدقة جارية أو علم
يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له".
"انقطع عنه عمله":قال تعالى{ولك ٍل درجاتٌ مما عملوا}فكل عمل ينقطع ينقطع أجره ،والمراد كل األعمال ،أي ال يصل
دارة متصلة في أي وجوه الخيرات كانت " /علم ينتفع إليه أجر عمل بعد موته إال من ثالث " /صدقة جارية":خيرات ّ
وباال على صاحبه كالعلم الضار" /ولد صالح":أي مؤمن ألن الصالح ال به":العلم الذي ال ينتفع به يخشى أن يكون ً
يكون إال بعد اإليمان ،وقيل :صالح الولد ال يكفي في جريان الثواب لوالده بل البد من دعائه له.
الرحم
باب صلة ّ
"عن أبي أيوب األنصاري أن أعرابيًا عرض للنبي صلى هللا عليه وسلم في َمسِيرة فقال:أخبرني ما يقربني من الجنة
ويباعدني من النار،قال:تعبد هللا وال تشرك به شيئًا وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم".
-التعريف بالراوي:اسمه خالد بن يزيد ،أمه هند بنت سعيد،شهد بدر والمشاهد كلها،ونزل عليه النبي صلى هللا عليه وسلم
ي بن أبي طالب على المدينة لما خرج إلى العراق ثم لحق لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته والمسجد ،استخلفه عل ّ
به وشهد معه قتال الخوارج.
"أن أعرابيًا":السائل هو:لَقيط بن صبرة أو صخر بن القعقاع الباهلي أو غيرهما ،ألن هذه القصة وقعت ألكثر من واحد /
"ما يقربني من الجنة":بعمل يدخلني الجنة " /تعبد" :العبادة:كل فعل يطلب به نفع غيبي،سواء كانت نفع اآلخرة فقط أو
نفع الدنيا فقط أو النفعيين " /وال تشرك به شيئ ًا":وهو أن يعتقد في أحد أن فيه سلطة غيبية يتصرف بها ولم يكن فيه من
هللا برهان /تقيم الصالة":أي تعدّل أركانها وتحفظها من أن يقع زيغ في أإلعاله " /تصل الرحم":أي تحسن إلى أقاربك
وتواسيهم /والحديث يدل على أهمية صلة الرحم.