You are on page 1of 139

0

‫جميع الحقوق محفوظة‬


‫الطبعة الوألى‬
‫‪1424‬هـ ‪2003 -‬م‬
‫رقم اليإداع بدار الكتب‬
‫) ‪ 181‬لعام ‪2003‬م (‬
‫الجمهوريإة اليمنية – صنعاء‬

‫مركز النور‬
‫للدراسات وأالبحاث‬
‫تريإم ‪ -‬حضرموت هاتف ‪ - 419441 :‬فاكس ‪419442‬‬
‫توزيإـــــــــــــــــــع‬
‫دار الفقيـــــــــه‬
‫للنشــــــــــــــر وأالتوزيإــــــــــــــــع‬
‫مكتب حضرموت ‪ /‬اليمن – ت ‪:‬‬
‫‪416967‬‬

‫‪1‬‬
‫مجموعة دروس في الخألقا ألقاها‬

‫‪2‬‬
3
‫إسعاف طالبي رضا الخلق‬
‫ببيان مكارم الخألق‬
‫مجموعة حلقات تلفزيإونية سجلها الحبيب‬
‫العلمة عمر بن محمد بن حفيظ للقناة الفضائية‬
‫اليمنية في شهر شعبان ‪1422‬هـ وأضح من‬
‫خأللها مفهوم الخألق وأمنزلتها في الشريإعة ‪,‬‬
‫وأحاجة المسلم إلى التصاف بها ليكسب رضا‬
‫مولها وأالسعادة في الدنيا وأالخأرة‬

‫أعدها وخرج أحاديثها‬


‫مجموعة من طلبا دار المصطفى‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬

‫المحممد الم الممذي يهيممء فم النفمموسس الرغبمة فم سمملوسك سممبيسل تزكيتهمما‪ ,‬بمسمبارقسة‬
‫ك‬ ‫س‬
‫ب على ذلك الفلةح‬ ‫فضلل منِ توفيقه يكننها به منِ إصلسح وتقوي صفاتا‪ ,‬ورت ة‬
‫)‪( 1‬‬
‫والفمموز فقممال جممل جللممه‬
‫)‪ ,(2‬وأشممهد أن ل إلممه‬ ‫وقممال‬
‫ث نمتكمحدمحمما‬
‫ك له‪ ,‬وأشهد أن سيدنا ممحددا عبده ورسموله‪ ,‬بنعُم ة‬ ‫إل ال وحده ل شري ة‬
‫لكم ممارسم الخألقا‪ ,‬ودا عيدم مما إل م م اللم ممه ال ل‬
‫لقا‪ ,‬أنم ممزل عليم ممه‬

‫)‪ (3‬اللهم م م م م م ممم‬


‫ص مكل وس مكلم علممى عبممدك الصمممطفى ممح ملد وآلممه وأصممحابه‪ ,‬ومممنِ سممار ف م سممبيله‬
‫واهتدى بديه إل يوم الدينِ‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم برحتك يا أرحةم الراحيم‪.‬ن أما‬
‫بعع ععد ‪ -:‬فهم م ممذه دروس قم م ممد س م م مكجلت ف م م م حلقم م مما ل‬
‫ت للفضم م ممائية اليمحنيم م ممة تتعُل م م منق‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫س‬
‫ض إخأوانن م مما م م ممنِ الراغ م ممبيم الصم م ممادقيم فم م م إرادة النفم م مسع‬‫ب م ممالخألقا‪ ,‬إكتتبه م مما بعُم م م ن‬
‫والنتف مماسع‪ ,‬وهممانهم يقم مكدمونا تممذكردة وتبصمممردة ووسمميلةد وسممبدبا سليممازسة السيم م العُظيممم‬
‫ت ف انتهاسج النهج القوي والصمراط السجتقيم ‪.‬ن‬ ‫ث الرةغبا س‬ ‫والفضسل السجيم‪ ,‬بابتعُا س‬

‫‪ ()1‬سورة الشمحس آية )‪. (9‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة العلى آية )‪. (14‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة آل عمحران آية )‪. (159‬ن‬
‫‪5‬‬
‫ب بيم السجلمحيم بغي ما ينفع‪ ,‬وبا هو أقل شأدنا‬ ‫وما أكثر ما نملُت الكت ن‬
‫ت إل هذه‬ ‫منِ هذا الوضوع الراقي الرفع ‪.‬ن فجديسر بالسجلسم أن يكون له التفا س‬
‫ب السد‬ ‫ث الت تبعُنثه على حسجسنِ طل س‬‫الدواعي الت تدعوه إل العُلو‪ ,‬والبواع س‬
‫والسجمحو ‪.‬ن‪.‬ن وبال التوفيق‪.‬ن نسجأل اللق تبارك وتعُال أن ينفةع با التكلةم‬
‫ب والقارئ الطالع‪ ,‬وأن يعُةل لا بيم أهسل هذه المسة نفدعُا‬ ‫والسجامع‪ ,‬والكات ة‬
‫عظيدمحا‪ ,‬ويعُةل فيها سبدبا لحياسء النلنسق الكري والنهج القوي‪.‬ن‪.‬ن وعليه تولكلنا وبه‬
‫نسجتعُيم‪ ,‬ول حول ول قوة إل بال العُلي العُظيم‪.‬ن اللهم اهدنا لحسجسنِ‬
‫العمحاسل والخألسقا ل يهدي لحسجسنها إل أنت‪ ,‬واصرف علنا سيئها ل يصمرف‬
‫عنا سيئها إل أنت برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬

‫المؤلف‬
‫عمر بن محمد بن سالم بن‬
‫حفيظ‬
‫ابن الشيخ أبي بكر بن سالم‬

‫‪6‬‬
‫الدرس الوأل‬
‫التعريإف بالخألق‬
‫المحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‪.‬ن الذي خألةق وفةطر ‪ ,‬ودلبر وقلدر‪ ,‬رببنا العلى ‪,‬‬
‫الذي خألةةق فسجلوى ‪ ,‬والذي قلدر فهدى ‪.‬ن‪.‬ن نشهند أنهن ال البارئ الفاطر ‪ ,‬عالن‬
‫ث لسينتةكمحم‬ ‫الباطسنِ والظاهر ‪.‬ن‪.‬ن ونشهند ألن سيلةدنا ونبلينا ممحددا عبنده ورسوله ‪ ,‬بنعُس ة‬
‫لقا ‪ ,‬اللهم أسدم صلواستك على ةمنِ‬ ‫ب لولنا ال ل‬ ‫مكارةم الخألقا ‪ ,‬وكان البي ة‬
‫ت نخألنةقه ف كتاسبك‪ ,‬سيسد الرسليم‪ ,‬وخأاست النبييم‪ ,‬ممحلد وعلى آلسسه‬ ‫علظمح ة‬
‫الطهار‪ ,‬وأصحابه الخأيار‪ ,‬ومنِ على ةمنهسجسهم سار ‪.‬ن‪.‬ن وةخأكلقةنا اللهلم‬
‫بأخألسقه‪ ,‬وأكدبنا بآدابه‪ ,‬برحتك يا أرحةم الراحيم ‪.‬ن‬

‫يم أهسل هذه اللة‪ ,‬ومنِ أعظسم‬‫ثب ة‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإلن سمنِ أعلى ما يسري فيه الدي ن‬
‫للسق والرسالة‪ ,‬موضوع‬
‫ما نيدار حولةهن الفكنر والنظنر والستبصمانر القصموند منِ ا ة‬
‫س س‬ ‫س‬
‫ف با الذي آةمةنِ بال ورسوله‪ ,‬والذي أسلةةم وجةههن‬ ‫ب أن يتلصم ة‬‫الخألقا الت ي ن‬
‫لس منِ كل ةمنِ ةشسهةد شهادة الق ‪.‬ن‪.‬ن أخلقا السإلما ونقصد بها الصفات‬
‫التي ندددبَ السإلمما إليها ودعا كلل مسلمم إلى التددحللي والتاصاف بها ‪.‬‬

‫ت وشائنل نتةكثل للنسجاسن صوردة باطنيلةد معُنويةد روحانية‪ ,‬عليها‬


‫الخألنقا صفا س‬
‫نيةشنر يوةم القيامسة عنةد ظهوسر القائق‪ ,‬كمحا ألن للنسجان مقابةل الخألقا الت‬
‫ف أولد ف الذهنِ إل الصمورة السجمحانية‪,‬‬ ‫هي جع نخألنلق ةخألسق‪ ,‬والةللق ينصمر ن‬
‫فهذا الةلنق للجسجم إذا انتظم وةحنسجةنِ ةسكةي نحلسجنِ ةخأللق‪ ,‬وهو أن تكوةن الصمورةن‬
‫‪7‬‬
‫الظاهرةن حسجنةد ‪.‬ن‪.‬ن كذلك الصمورةن الباطنةن لذا النسجان إذا انتظةمحت منِ جيسل‬
‫ت وماسسنِ الشمحائسل وكرسي الخألسقا صارت صورنته الباطنةن حسجنة ونسي‬ ‫الصمفا س‬
‫ذلك حسجنِ نخأ ننلق‪ ,‬وتلك الصمورةن الباطنةن هي الت إليها نظةنر الكق جل جلله‬
‫وهي الت نيةشر النسجانن عليها يوةم القيامة ‪.‬ن‬

‫فتبليم بذا ألن الصمورة السجمحانية ل تسجاوي ف النمزلسة ول ف الكانسة الصمورة‬


‫ب على النسجاسن العُاقسل الؤممسنِ أن ةيصمسر ة‬
‫ف‬ ‫الباطنة العُنوية لذا النسجان‪ ,‬فةوةج ة‬
‫ف به‪ ,‬ويأنخأةذ منِ‬ ‫س‬
‫ب الن منه أن يتلصم ة‬ ‫عنايةته لتقوسي أخألسقه ولكتصمافسسه با أح ل‬
‫ث يقول نب ال صلى ال عليه وآله وسلم )) إنما‬ ‫البعُثسة النبويسة مقصموةدها حي ن‬
‫ف بالنلنسق السجسنِ‬ ‫ث الرغبسة ف الكتصما س‬ ‫ت لتالمدم مكاردما الخلقا (( وانبعُا ن‬
‫)‪(1‬‬
‫بعث م‬
‫عنةد النسجاسن يوسصلنهن إل تتمحيم مكاسرسم الخألسقا فيه ‪ ،‬بعُن ألن النسجاةن قد‬
‫س‬ ‫س‬
‫ص منها‬ ‫نيطبةنع على التةةخلبسق بالخألقا غي الطيبة وغي المحودة فهل يكنِ الل ن‬
‫أو ل نيكنِ ؟ وقد يفقند كثديا منِ الصمفات السجنة اليدة ‪.‬ن والبشر والكلفون‬
‫منِ نوكجةهت إليهم الرسالةن لديهم قابليةس لن تةمةتحسجةنِ هذه الخألنقا فيهم‬
‫فةتتةسقةي مراتسنبهم ‪.‬ن‬
‫ت أخلمقهتم ذهبوا‬
‫فإتن همم ذهب ت‬ ‫ت‬
‫وإنما الممم الخلمقا ما بقي ت‬
‫نسجأل ال أن يوقةع نور هذه الخألسقا ف قل س‬
‫ب ككل قارلئ لا‪ ,‬ويفتةح له بادبا‬ ‫ة‬
‫ف بتلك الوصاف ‪ ,‬ويعُتلةي ف ذلك النار‪ ,‬الذي بنسعُث‬ ‫منِ التوفيق‪ ,‬حت يلتصم ة‬

‫)( رواه مالك وأحد والبخاري ف الدب الفرد الديث‪ (273) :‬والبيهقي ف شعُب‬ ‫‪1‬‬

‫اليان‪ ,‬والاكم وصححه منِ حديث أب هريرة‪.‬ن‬


‫‪8‬‬
‫ض فضسلك وجوسدك وكرمك ‪.‬ن‪.‬ن يا أكرةم‬ ‫به الختار ‪.‬ن‪.‬ن اللهم حققنا بذلك بح س‬
‫الكرميم ‪.‬ن ‪.‬ن وياأرحم الراحيم ‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه والتابعُيم لم بإحسجان إل يوم‬
‫الدينِ والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪9‬‬
‫الدرس الثاني‪:‬‬
‫قابلية الخألق للتغيير‬
‫المحند ل رب العُاليم ‪ ,‬وصلى ال وسلةم على سيدنا ممحلد خأات النبياء‬
‫وإمام الرسليم ‪ ,‬وعلى آله وصحبه الطيبيم الطاهرينِ ‪ ,‬والتابعُيم لم بإحسجالن‬
‫إل يوم الدينِ‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬
‫وبعُد ‪ :‬فقد انتهينا ف الدرس السجابق إل ألن مكاسرةم الخألقا نيسكنِ اكتسجانبا‪,‬‬
‫ويكنِ لككل فرلد منِ الكللفيم أن ةيتطلهةر عنِ ةرذيسل الصمفات والخألقا‪ ,‬ويتحللى‬
‫صمدسقه ف الطلب وقياسمه بالعُزسم ف‬ ‫سبمحيسدها وكرسيها وحسجسننها وةجيسلها‪ ,‬وذلك بس س‬
‫ةة‬
‫تقيسق هذا الةرب والطةلب ‪.‬ن فإذا لتت منه هذه العُزيةن أةخأةذ نيلسحظِ ما ةيصمندر‬
‫س ة‬
‫منه ف أقواسله وأفعُاله وكيفليات معُاملته لينةحكسجةنِ صورتةهن الباطن ة ‪.‬ن كم نةرى ف‬
‫س‬ ‫س‬
‫المة ةمنِ أنفقوا المواةل وةمنِ تكللفوا الشاقا لن نيكسجننوا شيدئا سمنِ مظاسهسر‬
‫ةخألسقسهم ف أعضاسئهم ونيكمحلوها‪ ,‬وكبل ذلك ل يسجاوي شيدئا بالنسجبسة سلتحسج س‬
‫يم‬
‫ض العُاسرفيم الةكابر سمنِ‬ ‫الخألقا‪ ,‬فلةيعُقسل الؤممننِ هذه القيقةة‪ ,‬وقدديا قاةل بعُ ن‬
‫أهسل القرن السجادس منِ أهسل اليمحنِ‪ :‬ةمنِ ةشغةلةهن تغذيةةن ةجةسجسده عنِ تغذيسة روسحه‬
‫ش‬ ‫س‬
‫فلةيطلب أجةره منِ اليتان والديدان الت تأكنل جسجةده‪ ,‬هذا لنه إنا عا ة‬
‫ي هذا السجةد منقطدعُا عنِ تغسذيةسة روسحه‬ ‫ك‬
‫ذ‬ ‫يغ‬ ‫أن‬ ‫إل‬ ‫ة‬ ‫مصمروف‬ ‫ته‬‫ل‬‫ه‬‫خأادما لا إذ س‬
‫ة‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫د‬
‫ك الديدان الت مآنل السجسد أن تةملنةخةر فيسه‪ ,‬وأن‬ ‫وةتذي س س‬
‫ب نخألنقه فهو يدنم تل ة‬
‫ف المانم الداد عليسه رضوانن ال حالة‬ ‫تأكةله تلك اليتان‪ ,‬لجسل ذلك وص ة‬
‫ب عنِ ذهسنه أمنر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬
‫النسجان بعُةد موته بالنسجبة لا يتعُةللق بالةلسق السجدي إذا غا ة‬
‫النلنسق العُنوي الباطن فقال‪-:‬‬

‫‪10‬‬
‫سمن‬ ‫ضخَّامة في الجأسارما وال ل‬ ‫بعد ال ل‬ ‫تالك القبومر وقد أضدحوا بها ردممما‬
‫بَ وال لبررن‬
‫ت المترُ ر‬
‫يأمكلهم الدومد تاح د‬ ‫ت غدددا‬‫شلهي وأتكرل الطيبا ر‬
‫بعدد الت د‬
‫دمحارسإمن الوجأره والعيدنين والودجأرن‬ ‫ت منهمم اللوامن واندمدحدقت‬
‫تاغدليرُ ت‬
‫من القاربَ والهلين والخَّدن‬ ‫وعافدعمهم كلل دمن قد كادن يألدمفمهم‬

‫مهمة المؤمن العتناء بتقويإم أخألقه‪:‬‬


‫يم ألن اعتنمماءة الممؤممسنِ بستةقمموسي أخألقسممه هممو نمهلمحتنممه الممت ينبغممي أن يفك مةر فيهمما‬
‫فتممب ل ة‬
‫ع هم ممذه الخألسقا‬ ‫ب عليهم مما‪ ,‬لم ممذلكم جم مماءت هم ممذه الم ممدروس تعُالنم م موضم ممو ة‬ ‫ويم ممدأ ة‬
‫والتذكي با وكيفية اكستسجاسبا‪ ,‬ليكوةن الؤممننِ مؤمكدياد سلمحهمحتسه ف هذه الياةس متصم ملد‬
‫ث ليتةمحممم لنمما هممذه الكممارةم النلنسقيممة صمملى ال م عليممه‬
‫بالرسممالسة وصمماسحبها الممذي بنعُس م ة‬
‫وعلممى آلممه وصممحبه وسمملم ‪.‬ن ولقممد أثنم عليممه ر مبمه جممل جللممه فم قرآنممه وقممال لممه‬
‫ص مةفه نالكفممانر بممالنوسن‬ ‫س‬
‫حينةمحمما و ة‬
‫)‪ (1‬وةرلد‬
‫ف بمه الكمل‪ ,‬ويقمول إلن ا ن‬
‫لل ةق‬ ‫عليهم با يشاهدوةن منِ نخألنقمه العُظيمسم المذي يعُمست ن‬
‫صم مندونر الخألسقا‬ ‫العُظيم مةم مقم مستسن بالعُقم مسل العُظيم مسم‪ ,‬ول ممو ك مماةن منوندمما لةةمح مما أمكم مةنِ ن‬
‫ث اليماةس‬ ‫ي ف الياةس لستقباسل أحمدا س‬ ‫العُظيمحسة منه ‪ ,‬فإلن النلنةق العُظيةم منهسج ةسسو ي‬
‫ب العُقم مسل الواسم مسع‪ ,‬لجم مسل ذلممك‬ ‫والتعُانمم مسل معُهمما‪ ,‬ول يكممونن ذلممك إل سمممنِ صمماح س‬
‫س تنةمع صمماحبها عممنِ ارتكمما س‬ ‫س‬
‫ب القبيممح‪,‬‬ ‫ة‬ ‫جماءة فم تعُريمف العُقمسل أنملمه ةملةةكمةس فم النفم س ن‬
‫فةتعُسقيلنه مما للنسج مماسن وةعلقلسه مما إي مماه ‪ -‬بعُنم م ةحبسسج ممها إي مماه سم ممنِ الوق مموسع فم م الخ مماسزي‬

‫‪ ()1‬سورة القلم اليمات )‪. (3-1‬ن‬


‫‪11‬‬
‫ك نفسجممه عن مةد الغض م س‬
‫ب ويتةةخلمنق‬ ‫س‬
‫والس مواء ‪ -‬هممو حقيق مةن العُق مسل ‪.‬ن إذن فإنمما يل م ن ة‬
‫ط لممذه النفم س‬ ‫س‬ ‫س‬
‫س‬ ‫ب العُقسل الواسسع‪ ,‬ومنِ كاةن أعةقةل كاةن أضب ة‬ ‫بالنلنق السجسنِ صاح ن‬
‫س لا سمنِ أن تنةدكنيسه إل ما ل ينبغي ول يلينق به ‪.‬ن‬ ‫وكاةن أحةر ة‬
‫ب صلى ال عليه وسلم‬ ‫ك فإلن الخألةقا الت بنعُس ة‬
‫ث الن ب‬ ‫مهمحا تبليم ذل ة‬
‫لسةتتسمحيسمحها‪ ,‬عليها مدانر صلسح الناسس ف حياستم وةمنثوبةستهم النكبُى بعُةد وفاستم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ن بذه الخألسقا ف نفسسجه‬ ‫س‬ ‫ل‬
‫ب على ككل فرد منِ السجلمحيم أن يعُت ة‬ ‫لجسل هذا ةوةج ة‬
‫وف أسةرته وةمنِ هو مسجئوسل عنهم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ت الذميمحسة واللتحكلي بالصمفا س‬
‫ت الكريسة ‪.‬ن‪.‬ن اللهم‬ ‫ولفقنا ال للتلخكلي عنِ الصمفا س‬
‫ة‬
‫ت خأين ةمنِ زلكاها أنت ولبيها ومولها ‪.‬ن‪.‬ن اللهم‬ ‫س‬
‫آت نفوةسنا تقواها‪ ,‬وزككها أن ة‬
‫اهسدنا لحسجسنِ الخألسقا والعمحاسل ل يهدي لحسجسنها إل أنت‪ ,‬واصسرف عنا‬
‫ف علنا سيئها إل أنت ‪.‬ن‪.‬ن برحتك يا أرحةم الراحيم ‪ ,‬وجوسدك يا‬ ‫سكيئها ل يصمر ن‬
‫أجوةد الجودينِ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه أجعُيم وتابعُيهم بإحسجان إل يوم‬
‫الدينِ ‪ ,‬والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪12‬‬
‫الدرس الثالث‬
‫عظمة الصبر وأضروأرته في حياة المسلم‬
‫المحد ل ‪ ,‬وصلى ال وسلةم على الرسسل رحةد بالرحسة العُظمحى ‪ ,‬وعلى آله‬
‫ن‬
‫وأصحابه الذينِ تأدبوا بآداسبه ‪ ,‬وساروا ف طريق صواسبه ‪ ,‬ومنِ تبةعُهم بإحسجان ‪,‬‬
‫إل يوم وضع اليزان‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أما بعُد‪ :‬فإن نخألنةق الصبررُ منِ أعظسم الخألسقا الت رلب النبياءن أتباةعهم‬
‫عليها‪ ,‬وقد حللنهم الول جل جلله با فكانوا قدودة فيها‪ ,‬ولقد أثن الن تبارك‬
‫وتعُال على أهليها‪ ,‬فقال سبحانه وتعُال ف كتابه ف ذكسر بعُ س‬
‫ض أنبيائه‬
‫)‪ (1‬ولقد قال جل شأنه‬
‫)‪.(2‬ن‬

‫ولقد قال سبحانه وتعُال‬


‫))‬ ‫)‪ (3‬ولقد قال نببيه الصمطفى ممحسد صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‬
‫والصبرُ ثوابه الجنة(( عندما ذكر فضل شهر رمضان فقال )) وهو شهرُ‬

‫‪ ()1‬سورة ص آية )‪. (44‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الزمر آية )‪. (10‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة الشورى آية )‪. (43‬ن‬
‫‪13‬‬
‫الصبرُ والصبرُ ثوابه الجنة(()‪. (1‬ن وكمحا قال تعُال ف كتابه‬
‫)‪( 2‬‬

‫بيان معنى الصبر‪:‬‬


‫ت لا ‪ ,‬وتةملرسك‬‫ف الكروها س‬ ‫س على ةتةبمحل الشاكقا وةتكلب س‬‫والصمنبُ‪ :‬ةحل النف س‬
‫ن‬
‫ضيكنع و تنمةفكوت‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ةمبوبات أو مأنلوفات لا ليةسجت ف صالها نترديها أو نتلنكها أو تن ة‬
‫ط به حركةن‬ ‫عليها خأديا كبديا ‪.‬ن‪.‬ن الصمبُ بذا العُن جنسد منِ جنوسد العُقل‪ ,‬نتضبة ن‬
‫ف للناس ‪ ,‬ويوسصنله ذلك إل ترسك النتصما س‬
‫ف‬ ‫النسجاسن ‪ ،‬ويمنقوم به ميزانن النصما س‬
‫ن‬ ‫ة ن‬
‫ف الكمحال ‪.‬ن‪.‬ن الصمبُن بذا العُن يمحل عليه‬ ‫للنفس‪ ,‬وهو وصف سمنِ أوصا س‬
‫س‬
‫حقائق الياسن بالرحسنِ جل جلله‪ ,‬والتصمديق بسرسالسة نبكيه الصمطفى صلى ال‬
‫عليه وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‬

‫الصمبُن على الشاقا سمنِ الواجبات والندوبات وما فيه النافنع والصمالن ف‬
‫الياةس الدنيا والخأرة‪ ,‬ونيعُلبُ عنه بالصمسبُ على الطاعسة وأدائها على الحسجاسن‪,‬‬
‫والستمحراسر والواظبسة عليها ‪.‬ن‬
‫س وممرادا ل‬ ‫ل س‬
‫ت لمما يعُلمنم العُقمنل ألن فيهمما‬ ‫وصمبُس آخأممر هممو عممنِ مبوبممات لممذه النفم س ن‬
‫ضمةرراد عليهمما ويمنمؤمكدي بمما إلم شممؤملم وبللء فتصممبُن عنهمما مممع أصمسل رغبتسهمما فيهمما لسمحمما‬
‫تعُلنم سمنِ ةغواسبيها)‪ (3‬وسمنِ عواسقبها‪ ,‬فلذلك نتسجنم عنها وتتخللى منهما وتتباعممد وإن‬

‫)( أخأرجه ابنِ خأزية ف صحيحه الديث‪ (1887) :‬والبيهقي ف شعُب اليان الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3608‬عنِ سلمحان الفارسي ‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الرعد آية )‪.(23‬ن‬
‫‪ (1)3‬أي ما ف طياتا منِ مذور ‪.‬ن‬
‫‪14‬‬
‫س‬
‫كانت مبوبةد لمذه النفمس‪ ,‬ونيعُلبُم عنمه بالصممبُ عمنِ العُاصمي‪ ,‬ويمؤمدي همذا الصممبُن‬
‫س سبرالم بل ما ليس بكروهل ف الشرع إذا حكةم‬ ‫س ل‬
‫عنِ العُاصي إل ةترك كثي ما لي ة‬
‫ص فائمددة ‪ ,‬أو ةينمونل بينمه وبيمم مرتبملة رفيعُملة أو خأليم‬ ‫س‬ ‫س‬
‫العُقنل ألن فعُةله والقياةم بمه نينقم ن‬
‫يك ممونن ل ممه فم م ال ممدنيا أو الخأ ممرة‪ ,‬ه ممذا الصمم مبُن ي ممؤمكدي إلم م حسجم مسنِ تةمةقبم مسل النسج مماسن‬
‫ث الواقعُم مسة علي ممه‪ ,‬ق ممال ج ممل جلل ممه‬ ‫ف الح ممدا س‬ ‫لختلم م س‬
‫ن‬

‫)‪ (1‬قم م م م ممال عمحم م م م ممر بم م م م ممنِ‬


‫الطم مماب‪:‬سنعُم ممم العُسم ممدلن ونسعُم ممم الةعُلةوة )‪. (2‬ن‪.‬ن عليهم ممم صم مملوات مم ممنِ ربم ممم ورحم ممة‬
‫وأولئممك هممم الهت ممدون‪ ,‬نعُممم العُممدلن والعُلوة الصممملوات والرحممة والدايممة كلهمما‬
‫للصمابرينِ‪ ,‬فمحا أعظةم منمسزلة الصمسبُ عند ال تبارك وتعُال‪ ,‬وما أحوةج العُاقمنل إليمه‪,‬‬
‫وإنم مما نم ممرى غةي م م الم ممؤممنيم يةصم م مسبُون علم ممى مشم مماقا كم ممثية ليقطعُ م موا علم ممى أنفسجم ممهم‬
‫ض الفاني ممة ‪ ,‬فكيممف حالننمما ةمعُةشممر ةم ممنِ آمم مةنِ ل‬ ‫صمملوا إلم م الغم مرا س‬ ‫الشمماكل‪ ,‬وليتو ل‬
‫نصم مسبُن عممنِ ممما بسممه تصمممينل سممعُادةس البممد وكفاي مةن شممرولر ل ناي مة لمما ‪.‬ن‪.‬ن ولفقنمما ال م‬
‫لسجم ممنِ الصمم مسبُ واللم ممتزام بم ممه حم ممت يعُطينم مما منم ممه أجم مدرا بغسيم م حسجم مماب ‪.‬ن‪.‬ن إنم ممه أكم ممرم‬
‫الكرميم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على نبكيه الصمطفى سيسد الصمابرينِ ممحلد وآله وصحبه أجعُيم‬
‫‪.‬نوالمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬سورة البقرة اليات )‪. (157-155‬ن‬


‫)( رواه البخاري ف صحيحه عند تفسجي قوله تعُال )) أولئك عليهم صلوات منِ ربم ورحة‬ ‫‪2‬‬

‫وأولئك هم الهتدون‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫‪15‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫أنواع الصبر‬
‫المحند ل‪ ,‬وصلى ال على سيسدنا ممحلد وعلى آلسه وصحبسه ومنِ اهتدى‬
‫بداه‪ ,‬وبعُد فلقد انتهينا ف الدرس السجابق إل عةظمحسة الصمسبُ‪ ,‬وضرورسته ف حياةس‬
‫ة‬
‫ب على الؤممنِ أن يهتةلم‬ ‫س‬
‫السجلم ‪.‬ن‪.‬ن وأنه تتعُلنق به الصمالن الفانيةن والباقيةن فةلذا ةوةج ة‬
‫يم أن يسجةي فيبن أموةره على‬ ‫ظِ إل ح س‬ ‫يم أن يسجتيسق ة‬ ‫ظِ نفسجه منِ ح س‬
‫به‪ ,‬بأن يلح ة ة‬
‫الصمسبُ ويعُلم أنه ما دام ف داسر الدنيا فلبد له منِ الصمسبُ‪ ,‬وف الشارةس إل ألن‬
‫ب ال صلى ال عليه وسلم ))‬ ‫الصمةبُ هو الطرينق للوصوسل إل النة‪ ,‬يقول ن ب‬
‫س‬ ‫ر‬
‫صةبُ على هذه الكاره ‪,‬‬ ‫محلفت الجنةم بالمكاره (( ‪.‬ن‪.‬ن فل يةصمل إليها إل ةمنِ ة‬
‫)‪(1‬‬

‫وتلمحةل هذه الشاقا ‪ ,‬وقد جاءة ف الديث ألن الة لا خألةق النة با فيها منِ‬
‫زينلة ونعُيلم عظيلم أرسةل إليها سيةدنا جبُيل عليه السجلم ينظنر فيها‪ ,‬فلمحا رآها‬
‫ت فيها ما‬ ‫ت النة ؟ قال يارب رأي ن‬ ‫عاةد إل ربه ‪ ,‬فقال له ال تعُال‪ :‬كيف رأي ة‬
‫ص على أن يدنخأةل فيها ‪.‬ن فةحلفها‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ةيبل عنِ الوصف ول يسجمحنع با أحسد إل حةر ة‬
‫بالكاره ‪ ,‬ث قال ارسجع فانظر إليها فلمحا نةظر إليها ورأى ما نحلفت به سمنِ‬
‫ت أن ل يدخأةلها أحسد ؛ ث ةخألةق النار‬ ‫الكاره عاد ‪ ,‬وقال يارب لقد خأشي ن‬
‫فأرسةل جبُيةل ينظنر إليها فعُاةد فقال‪ :‬يارب ل يسجمحنع با أحسد فيدخألها أي‬
‫صمنل إليها مهمحا كاةن عاقلد ‪.‬ن‬ ‫لحتاةط بنفسسجه وتلنب أسباب الوصوسل إليها فل ي س‬
‫ة‬ ‫ة‬
‫فحلفها بالشهوات ‪ ,‬فللمحا نحلفت بالشهوات قال‪ :‬ارجع فاننظر إليها ‪ ,‬فنةظر‬
‫س‬
‫ت أن ل يسجلةم‬ ‫إليها وهي مفوفةس بشهوات النفوسس عاةد فقال يارب لقد خأشي ن‬
‫‪1‬‬
‫)‪ (1‬رواه البخاري ف كتاب الرقاقا – باب حجب النار بالشهوات الديث‪(8/127) :‬‬
‫‪ ,‬و مسجلم ف كتاب النة وصفة نعُيمحها وأهلها الديث‪ (2822) :‬منِ حديث أنس ‪.‬ن‬
‫‪16‬‬
‫منها أحسد )‪. (1‬ن‪.‬ن فحفت النة بالكاره وحفت النار بالشهوات ‪.‬ن لجسل ذلك‬
‫يم أن نتسجي كيف أنت ف‬ ‫يم أن تصمبح إل ح س‬ ‫ك سمنِ ح س‬ ‫ب أن تتفلقد حالة ة‬
‫ة‬ ‫وةج ة‬
‫ب لك النونم ف‬ ‫س‬ ‫ف الصمسبُ معُك ؟ أتسجتيق ن‬ ‫إقامسة وص س‬
‫يم يطي ن‬‫ت الصملة ح ة‬ ‫ظِ وق ة‬ ‫ة‬
‫س استحلءن الناسم وإرادةن‬ ‫س‬ ‫ت يؤمكذن الؤمذنن فيه ‪.‬ن‪.‬ن ال أكبُ ‪.‬ن‪.‬ن يكونن عنةد النف س‬ ‫وق ل‬
‫ت شلدةس البُسد ف الماكسنِ الت‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ت الشتاء ووق ة‬ ‫صا أوقا ة‬ ‫البقاء على الفراش ‪ ,‬وخأصمو د‬
‫يشتبد فيها ‪ ,‬والنادي يقول ال أكبُ‪ ,‬ونيذككنرةك بالشهادتيم ‪ ,‬ث نيذككرك سبةلي‬
‫على الصملة وحلي على الفلح ‪.‬ن وقد يقول لك الصملة خأي منِ النوم الصملة‬
‫ت ونتسجاسرعن ونتباسدنر إل‬ ‫خأي منِ النوم فهل أنت تصمبُ على ةترسك النوسم ف ذاك الوق س‬
‫ة ن‬
‫ت ف ككل يولم‪,‬‬ ‫ك على الصمسبُ ف هذا الوق س‬ ‫امتثاسل أمسر ال ‪.‬ن‪.‬ن وإل ركتب نفةسج ة‬
‫س‬ ‫س‬
‫ك اللمحةن‬ ‫ت بس ة‬
‫ظِ فيه‪ ,‬وإن ةعلة ل‬ ‫ع الن لك أن تسجتيق ة‬ ‫واستيقظِ ف الوقت الذي شر ة‬
‫ضا‬‫ظِ قبةل الفجسر أي د‬ ‫ب أن تشارةك السجتغفريةنِ بالسحاسر فتسجتيق ة‬ ‫تت ب‬ ‫اليانيةن فأن ة‬
‫ب ف ذلك‪ ,‬ث انظر كيف تنةطلنق ف يوسمك ‪.‬ن‪.‬ن ف نمعُاةملستك مع أهسل‬ ‫وترةغ ة‬
‫ت صابسر على تذكسيسهم بالفراسئض وإقاةمستهم سبأمسر الصملةس ؟ هل أنت‬ ‫بيتك هل أن ة‬
‫س‬
‫صابسر على ملحظسة أخألسقهم ؟ أو ألن حديةثك ف البيت معُهم مصموسر مقصموسر‬
‫على أكلسنكم ونشربسنكم وما يتعُلنق سبلبسسسجنكم وتيئةسة مناسزسلكم ‪ ,‬ث ما يتعُلنق بأخأبالر‬
‫عاملة قد ل ةتعُسنيكم منِ هنا ومنِ هناك‪ ,‬فل نتاسطنبهم ول نتكلكنمحهم حوةل‬
‫ت على هذه السجؤموليسة ‪,‬‬ ‫س‬ ‫س س‬
‫صبُ ة‬‫ت عليها هلل ة‬ ‫واجبات دينهم‪ ,‬ومسجؤمولية أنت نسئل ة‬

‫)( رواه أبو داود ف سننه الزء الثان‪ -‬باب ف خألق النة والنار الديث‪. (4744) :‬ن‬ ‫‪1‬‬

‫التمذي ف أبواب صفة النة‪ ،‬عنِ رسول اللله صلى اللله عليه وسلم‪.‬نالديث‪(2685) :‬‬
‫وقال‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪ ,‬والنسجائي ف اللد السجابع – كتاب اليان والنذور ‪.‬ن‬
‫‪17‬‬
‫)‪ (1‬إن كانت‬ ‫وربك يقول‬
‫يم كلل يولم وليلة ‪ ,‬فهل أنت منِ أهسل الصمسبُ‬‫ب السجلمح ة‬
‫ك اعتادت أن تغتا ة‬ ‫لسجان ة‬
‫ك ف ديسنك‬ ‫يم فإلن ذلك يشينن ة‬
‫ض السجلمح ة‬‫ض ف أعرا س‬ ‫ف اللسجاةن عنِ الو س‬ ‫حت تةنك ل‬
‫س‬
‫ك ف قرآنه‬ ‫ك ‪ ,‬والبق ياطبن ة‬ ‫ص ةمنمسزلةتة ة‬
‫ك عنةد ربك ة‬ ‫ونينق ن‬
‫)‪ (2‬وقال‬
‫صلى ال عليه وآله وسلم )) الغيبةم أن تاذكدرُ أخادك المسلدم بما يكرُه (( فقال‬
‫ت إن كاةن ف أخأي ما أقول ؟ فقال ‪ )) :‬إن كان فيه ما‬
‫له صحاب ‪ :‬أرأي ة‬
‫تاقول فقد اغتبدته ‪ ,‬وإن لم يكن فيه ما تاقول فقد بهلته (()‪ (3‬والبهتانن أعظنم‬
‫والعُياذ بال تبارك وتعُال ‪.‬ن‬
‫ب‬‫ت بالكمذ س‬ ‫ك تسجماةهل ة‬‫ك حت ل ةتنسطةق بالغيبمسة ‪ ,‬ولعُلم ة‬ ‫فاصسبُ على تقوسي لسجانس ة‬
‫ف شيلء سمنِ أحواسلك ومعُاةملتسمك ‪ ,‬فهممل تصممبُن علممى ضممبسط لسجماسنك حمت تزنجةرهمما‬
‫ع ممنِ الك ممذ س‬
‫ب ‪ ,‬وةتعُل ممم وت ممتيلقنِ ألن الكذبمة مة ل ت ممرنج م ممنِ فمة مسم النسج ممان إل تةمةباةعم مةد‬
‫ت م ممما يممرنج سمممنِ فةسمحممه‪ ,‬وربممك يقممول‬
‫اللةكمماسن عن مهن مسجممافة ميممل سمممنِ نسة س‬

‫ب الممؤممنِ؟ قممال )) ل إلن المععؤمدن ل‬ ‫س‬


‫وتتممذلكر قمموةل نبيكممك وقممد نس مئةل ةأيكممذ ن‬
‫)‪(4‬‬

‫‪ ()1‬سورة التحري آية )‪. (6‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الجرات آية )‪. (12‬ن‬
‫)( رواه مسجلم ف كتاب البُ والصملة و الداب‪ -‬باب‪ :‬تري الغيبة الديث ‪ (2589) :‬و‬ ‫‪3‬‬

‫أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب ف الغيبة الديث‪ ,(4866) :‬والتمذي ف أبواب البُ‬
‫والصملة‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف الغيبة الديث ‪ (1999) :‬وقال ‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪.‬ن‬
‫‪ ()4‬سورة قا آية )‪. (17‬ن‬
‫‪18‬‬
‫يكع ع ع ععذبَ (()‪ (1‬وتل قم م م م مموةله تعُم م م م ممال‬
‫)‪ (2‬اللهم ممم حكققنم مما بقم ممائسق الصمم م مسبُ علم ممى الطاعم مما س‬
‫ت والصمم م مسبُ عم ممنِ‬
‫ب لنمما الجمةر العُظيمم والةيم‬ ‫العُاصي ‪ ,‬والصمبُ على الشدائد والبليا ‪ ,‬حمت تكتم ة‬
‫يمم م‬ ‫الفخيم ممم ‪ ,‬وتثبكم ممت أقم ممداةمنا علم ممى الصمم مراسط السجم ممتقيم برحت م م ة‬
‫ك يم مما أرحم مةم الراح ة‬
‫وياأكرةم الكرميم ‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن والمحد ل رب‬
‫العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬رواه ابنِ عسجاكر عنِ عبد ال بنِ جراد‪.‬ن‪.‬نوابنِ عبد البُ ف التمحهيد‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة النحل آية )‪. (105‬ن‬
‫‪19‬‬
‫الدرس الخامس‬
‫ثبات خألق الصبر‬
‫ض منِ نواسله ‪,‬‬ ‫س‬
‫المحد ل حددا ندسرنك به الزيةد منِ إفضاله ‪ ,‬ونتللقى به الفائ ة‬
‫وصلى ال وسلةم على حبيبه وصفوته وعبده ممحلد التب وعلى آله وأصحابه‬
‫ومنِ سار على ةدرسبه‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم إنه أكرم الكرميم وأرحم الراحيم‪.‬ن‬

‫س ف الخألقا ‪ ,‬إذ‬ ‫س‬


‫ث عنِ الصمبُ ‪ ،‬وهو أسا س‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإنه قد سبةق الدي ن‬
‫يتانج إليه التةةخلكنق سبككل نخأنلق ‪ ,‬كل نخأللق كرلي يتانج منِ صاحسبه إل الصمبُ ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ن‬
‫ب الت‬ ‫للسق يتاج منه إل الصمبُ ‪ ,‬ولن يأنخأةذ بالسبا س‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ولن يدوةم‬
‫ن‬
‫ب يتانج منه إل الصمبُ ‪ ,‬فلذلك ف سمثل الصمسبُ كان ما‬ ‫نتةككننِ فيه ا ن‬
‫للةق الطيك ة‬
‫ب ال الذي‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ينفنع ف تثبيته ‪ -‬وهو قاعدةس ف بقية الخألقا ‪ -‬أن تذكةر ثوا ة‬
‫ت‪,‬‬‫ف يتانج إل الصمبُ عاقبةته إن صبُ ة‬ ‫أعلده للصمابرينِ ‪ ,‬وأن تتذكر ف كل موق ل‬
‫ة‬
‫ت‬‫وعاقبةته إن ل تصمبُ ‪ ,‬ولقد كتب بعُض العُارفيم منِ العُكزينِ لسمحعُززى يعُكزيسه بو س‬
‫نة ن ن‬ ‫ة ن‬
‫ت‬ ‫س‬ ‫قري ل‬
‫ت مأجور ‪ ,‬وإن جزع ة‬ ‫ت ةنفةذ قضاءن ال وأن ة‬‫ب له ‪ :‬اعلم إنك إن صبُ ة‬
‫ت‬‫نفةذ قضاءن ال وأنت مأزوسر ‪ ,‬فقضاءن ال نافسذ ف كل الاةليم ولكنِ إن صبُ ة‬
‫ت السوزنر والعُياذ بال تبارك وتعُال ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫ت ثب ة‬
‫ت الجر ‪ ,‬وإن ةجزع ة‬ ‫ثب ة‬
‫ف المحيدة ‪ ,‬وينفنع أيضاد ف تثبيتها‬ ‫يتاج الؤممنِ إل تةةذبكسر فضائسل الوصا س‬
‫ن ن‬
‫س‬ ‫س‬ ‫س‬
‫صمصمهم الت‬ ‫فيه ذكنره لخأباسر وحكايات أهليها فعُنةد ذكسره لخأباسر الصمابريةنِ وق ة‬
‫ي بم‬ ‫بس‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ملرت ف الياة تةتلسنخ صفةن الصمبُ فيه وتقوى ف ةتةكنها منه ‪ ,‬حت يقتد ة‬
‫صما للصمابرينِ منِ أنبيائه‬
‫ص ال تبارك وتعُال علينا قصم د‬ ‫ي سبدسيهم ‪ ,‬ولقد ق ل‬
‫ويهتد ة‬
‫والعُباد الصماليم ‪ ,‬وحلت لنا السجيةن النبويةن صةبُ الصمطفى ممحلد صلى ال‬
‫‪20‬‬
‫ضسعُه عليه الصملة‬
‫عليه وآله وصحبه وسلم وهو الذي قال ف صسبُه وف توا ن‬
‫س ف زحلة حت اضطبروه إل شجرلة فتعُللق با‬ ‫والسجلم وقد مشى خألةفه النا ن‬
‫ط‪ ,‬فقال )) أعطوني ردائي ‪ ،‬لو كان لي عدد هذه العضاة)‪ (1‬نعمما‬ ‫ردانؤه وسق ة‬
‫لقسمته بينكم ‪ ،‬ثم ل تاجدوني بخَّيلم ‪ ،‬ول كذومبا ‪ ،‬ول جأبامنا (()‪ (2‬ث ل‬
‫ت وقال )) رحدم ال أخي موسإى لقد أوذي بأكثدرُ رمن هذا‬ ‫يزالوا به حت التةمةف ة‬
‫صبرُ (()‪ (3‬ولجل ذلك قالوا ‪ :‬ما علزى نمةعُز وسللى نفةسجه بثسل سذكسر ةمنِ ابتنسلي‬ ‫فد‬
‫يم بثسل ذلك هاةن عليه المر وخألفت عليه الشدةن‬ ‫س‬ ‫س‬
‫بثسل مصميبته ‪ ،‬إذا ةذكةر البتةل ة‬
‫ودعاهن ذلك إل ةتةبكسنِ الصمسبُ منه ‪.‬ن‬
‫أمثلة من صبر رسول الله صلى الله عليه وأآله‬
‫وأسلم‬
‫ولقد كاةن صلى ال عليه وآله وصحبه وسلةم مثالد ف الصمبُ سمنِ بدايسة‬
‫حياسته ونشأسته‪ ,‬بل سمنِ طفولسته عليه الصملة والسجلم إل أن ةكبنمةر وأرسله ال‬
‫ضت حيانته عليه الصملة والسجلم على نحسجسنِ الصمسبُ وهو القائل‬ ‫تعُال ونلبأه ‪ ,‬ةم ة‬
‫عنِ منمزلسته )) إلن رمن أقلل ما أوتايمتم اليقين وعزيمة الصبرُ‪ ،‬ودمن أمتعرطدي حظه‬
‫منهما لم يبارل ما فاتاه من قيارما الليل وصياما النهار (()‪ (4‬أي وإن نقصمت‬

‫‪ ()1‬العُضاة ‪ :‬هي كل شجر عظيم له شوك‪.‬ن‬


‫)( رواه البخاري ف كتاب الهاد والسجي ‪ -‬باب ‪ :‬الشجاعة ف الرب والبج الديث‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2666‬منِ حديث جبي بنِ مطعُم ‪.‬ن‬


‫)( رواه البخاري ف كتاب الغازي – باب ‪ :‬غزوة الطائف الديث‪ , (4081) :‬وأحد منِ‬ ‫‪3‬‬

‫حديث ابنِ مسجعُود ‪.‬ن‬


‫)( ذكره الغزال ف الحياء وقال الزبيدي ف التاف هو منِ رواية شهر بنِ حوشب عنِ أب‬ ‫‪4‬‬

‫أمامة الباهلي‪.‬ن‬
‫‪21‬‬
‫ضهن عنِ ككل‬‫يم فيه نيعُي ن‬‫ض مظاهسر العُبادةس الندوبسة فإن وجوةد هذينِ الوصف س‬ ‫بعُ ن‬
‫ذلك ويرفنع رتبةته عند ال ‪.‬ن‪.‬ن الوصفان ها اليقيم وعزيةن الصمسبُ وإنمحا سمنِ أقكل‬
‫ما أوتيتم أي ل نيؤمتاها إل القل سمنِ العُباد ‪ ,‬وهم الذيةنِ اصطفانهنم الن تبارك‬
‫وتعُال وأراةد سعُادةتم وفوةزهم ‪.‬ن‪.‬ن جعُلنا ال منهم ‪.‬ن‪.‬ن ةفينةكمحي الصمةبُ ذكنر أخأباسر‬
‫الصمابريةنِ وما لةقوه وما قاةسوه ‪ -‬وهو أشبد س لما يلقي أحندنا منِ غسي ما شك ‪-‬‬
‫وكيف ةثبتنوا على ذلك وةتلمحلوا وجالةندوا وجاةهندوا عليهم رضوانن ال تبارك وتعُال‬
‫ض المثلسة منِ سيةس سيسد الوجوسد ممحلد صلى ال وسلةم‬ ‫‪ ,‬ويكفي ف ذلك بعُ ن‬
‫يم نشلج جبيننهن ونكسسجرت نرباسعيلنته ولا خأرةج‬
‫وباةرةك عليه وعلى آله وهو الذي ح ة‬
‫الدنم منه تللقاه بيده ‪.‬ن‪.‬ن وقال ‪ :‬أخأشى إن وقعُت قطرةس منه على الر س‬
‫ض أن‬
‫ب عليهم ‪ ,‬ث قالوا له أل تدعو عليهم فقد كان منهم وكان ؟‬ ‫نيعُكجةل ال العُذا ة‬
‫‪.‬ن‪.‬ن قال‪ )) :‬اللهم اهرد قومي فإلنهم ل يعلمون (()‪.(1‬ن‬

‫ولقد أقبةل عليه ذلك اليهودي وعنده له ةديسنِ ‪ ,‬فأخأةذ ةينبر رداءة الصمطفى‬
‫ف ‪.‬ن‪.‬ن فقال ‪ :‬أكدن ةديسن الذي‬ ‫صلى ال عليه وسلم حت احةلر نعننقه الشري ن‬
‫س ف حقوسقهم ‪ ,‬فهو‬ ‫س‬ ‫س‬
‫عندك فمحا عنرفنتم يابن هاشةم إل مطلد ‪ ,‬أي نتاطلوةن النا ة‬
‫مع ذلك اعتدى عليه وسلبه ‪ ,‬وةموعند الديسنِ ل يل بعُد ‪.‬ن‪.‬ن فقام سيندنا عمحر‬
‫ت أنا وهو أحوةج‬ ‫ب عنةقه يارسوةل ال ‪.‬ن‪.‬ن فقال ‪ :‬كن ن‬ ‫يقول ‪ :‬ائذن ل أن أضر ة‬
‫ب ونمرسن س نبسجسنِ القضاء ‪ ,‬واعلم ألن موسعةد‬ ‫إل غسي هذا منك ‪ ,‬نمرهن س نبسجسنِ الطل س‬
‫ضه حلقه وسزدهن عشرينِ ةمكاةن‬ ‫الديسنِ ل يل وبسقي منه ثلثةن أيالم فقم ياعمحر واق س‬
‫ة ة‬
‫ت ذلك إل أكن‬ ‫ما ةرلوعتةهن ‪ ,‬فأةخأةذه وزاةده عشرينِ ‪ ,‬قال ياعمحر ‪ :‬إن ما فعُل ن‬
‫)( أخأرجه ابنِ حبان والبيهقي ف دلئل النبوة منِ حديث سهل بنِ سعُد ‪ ,‬وف الصمحيحيم‬ ‫‪1‬‬

‫منِ حديث ابنِ مسجعُود أنه حكاه صلى ال عليه وسلم عنِ نب منِ النبياء ضربه قومه ‪.‬ن‬
‫‪22‬‬
‫ف فيه إل وصةفيم ‪:‬‬ ‫قرأت وصف رسوسل ال ف التوراةس فوجدت جيع الوصا س‬
‫ن ة‬ ‫ن ة ة‬
‫اللم ‪ ,‬وأنه ل تزينده سشلدةن الهسل عليه إل حلدمحا ‪ ,‬وقد خأبُتنمنهمحا فيه اليوم‪ ,‬فأنا‬
‫نأسلم وهذا الانل صدقة للمحسجلمحيم ‪ ,‬فجاءة إل النب وقال ‪ :‬امندد يةدك فأنا‬
‫ك رسونل ال صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم)‪.(1‬ن‬ ‫أشهند أن ل إله إل ال وأن ة‬
‫ك الليل‪ ,‬واجعُلنا منِ‬ ‫اللهم ثبتنا على الصمسبُ المحيل‪ ,‬وعلى متابعُسة نبيك ة‬
‫يم بكقك يابر يارحنِ ‪ ,‬وصلى ال على سيدنا ممحلد وآله وصحبه وسللم‬ ‫القائمح ة‬
‫‪.‬ن‪.‬ن والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬أخأرجه الاكم ف السجتدرك ف الديث‪ (6547) :‬وقال صحيح السناد ‪.‬ن‬


‫‪23‬‬
‫الدرس السادس‬
‫الحــــــــــــــــــــــــلم‬
‫ب‬‫ك الليم ‪ ,‬وصلى ال وسللم على صاح س‬ ‫المحند لس الرحسنِ اللرحيم ‪ ,‬الل س‬
‫النلنسق العُظيم ‪ ,‬الذي هدانا إل النهسج القوي ‪ ,‬والصمراسط السجتقيم ‪ ,‬وعلى آلسه‬
‫وصحسبه ومنِ سار على سبيسله واهتدى سبديسه إل يوم الوقو س‬
‫ف بيم يةدسي الس‬
‫ة‬ ‫ة‬
‫العُظيم ‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم ‪.‬ن‬

‫ث السجابقة عنِ الصمبُ جاءت لفتةس إل نخألنسق‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإلنه عنةد الحادي س‬
‫الرحلم الكري ‪ ,‬نخألق اللم الذي بةرأ ال عليه أنبياةءه ورسةله ‪ ,‬نخألق اللم الذي‬
‫للم الذي جاء عنه )) كاد الحليم‬ ‫وصف ال تعُال به نفسجه ف كتاسبه‪ ,‬خألق ا س‬
‫ن‬ ‫ة‬ ‫ة‬
‫يم الناس ‪ ,‬نخألق‬ ‫أن يكون نبيا (( نخألق اللم الذي يعُنل صاحةبه سيددا ب ة‬
‫)‪(1‬‬

‫للم ‪.‬ن‬ ‫فا س‬ ‫اللم له مرتبةس عظيمحةس بل ل تسجةتقبر حقيقةن العُلسم إل بسرسوسخ وص س‬
‫ن‬
‫ف أوصى النب صلى ال عليه‬ ‫ك شري س‬ ‫س عند الغضب ‪ ,‬وهو سمل س‬ ‫اللنم ملك النف س‬
‫ب الوصيسة سمرادرا ‪.‬ن‪.‬ن جاءه‬ ‫وآله وسلم منِ استوصاه بقوله ل تاغضب ‪.‬ن ةفرلدةد طل ة‬
‫منِ الشكق هذا والشكق الخأر بعُد أن جاءه أمامه ‪ ,‬فقال‪)) :‬ل تاغضب ل‬
‫ضب(( ‪.‬ن‬ ‫ك ل دتاغ د‬
‫تل د‬ ‫تاغضب ل تاغضب (( ث قال )) ويمحك أما دتافقه قل م‬
‫)‪(2‬‬

‫ضةبك ‪.‬ن‪.‬ن ناملك نفةسجك عند‬ ‫ب بذه الوصية ‪ ,‬والعُن ل تنمنةكفذ ةغ ة‬ ‫فأوصاهن الن ب‬
‫)( رواه الطيب ف التاريخ ‪ ,‬والديلمحي عنِ أنس بنِ مالك مرفوعاد ‪ ,‬والسجيوطي ف الامع‬ ‫‪1‬‬

‫الصمغي وقال حديث ضعُيف ‪.‬ن‬


‫)( رواه البخاري عنِ أب هريرة ف كتاب الدب باب الذر منِ الغضب الديث‪) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ , (5765‬والتمذي ف أبواب البُ والصملة‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف كثرة الغضب الديث‪) :‬‬
‫‪. (2089‬ن‬
‫‪24‬‬
‫صدرُعة ‪ ,‬إنما الشديمد‬
‫الغضب ‪ ,‬وقد جاءة ف الديث )) ليس الشديمد بال ل‬
‫ك نفدسه عند الغضب (()‪ (1‬ليس الشديند بالصمرعة ‪ :‬أي صاحب‬ ‫الذي يمل م‬
‫لسجدية الت يصمرعن با الرجال فليس هذا هو الشديد القوي ‪.‬ن‪.‬ن ولكنِ‬ ‫القوة ا ة‬
‫ك نفةسجه عند الغضب ‪.‬ن إذا غضةبت نفنسجه تاةلك وأقاةم اليزاةن‬ ‫الشديةد الذي يل ن‬
‫ف إل با هو أوةل وأليةةق ‪ ,‬كم يصمادنفك ف اليوم منِ أنواسع‬ ‫حت ل ةيتصملر ة‬
‫ب بسسدينك‬ ‫ت تتانج إل أن تتهلذ ة‬ ‫ت سريةع التفانعل والتأبثر فأن ة‬ ‫الغضب فإن كن ة‬
‫هذا ‪ ,‬وبنهسج الس الذي أرسةل به نبليه صلى ال عليه وآله وسلم‪ ,‬وتأنخأةذ سمنِ‬
‫ك بالباةدرةس بالساةءة‬ ‫أخألسقا السلسم اللةم حت تةمةتعُلوةد أن ل تقابةل ةمنِ أساءة إلي ة‬
‫ف الذي‬ ‫س س‬
‫ك المحينل أماةم إيراد السجوء إليك ‪ ,‬وحت توةز الوص ة‬ ‫‪ ,‬وحت ةيصمدةر من ة‬
‫ف اللم والتغاسضي عنِ العُاسيب‬ ‫ن‬ ‫ك جل جلله سمنك وفيك ‪ ,‬وهو ةوص‬ ‫يببه رب ة‬
‫ة‬
‫وجزاءن السجيئسة بالسجنة ‪.‬ن‬

‫ت كثيدة عسنِ النسجاسن ف حياسته ‪.‬ن‪.‬ن كم فتةح‬ ‫للم سمنِ شأسنه أن يدفع آفا ل‬ ‫س‬
‫ة‬ ‫هذا ا ن‬
‫ب سمنِ أنواسع شرور وإيغاسر صدور ووقولع ف ةمهالو كثية تؤمكدي إل أضرالر‬ ‫الغض ن‬
‫ب أو تةصمبر ل‬
‫ضل‬ ‫ل‬ ‫واسعُلة خأطيةل بسجب س‬
‫ف يتصملرف‬ ‫ة‬ ‫ب كلمحة ةيتةكلنم با النسجانن ف ةغ ة‬
‫ك‬‫ب ال ‪.‬ن حت تل ة‬ ‫ت فتذلكر غض ة‬‫ضب لذلك قال الكيم‪ :‬إذا غضب ة‬ ‫به وهو نمغ ة‬
‫ش الشديد جل جلله ‪ ,‬قال‪:‬‬ ‫ب ذي القدرةس والبط س‬ ‫ف منِ غض س‬‫ك وتا ة‬ ‫نفةسج ة‬
‫ت على ةخأصمسمحك أو على ةعندكوةك ‪,‬‬ ‫س‬
‫ت فقدر ة‬ ‫تذلكر نقدرة ال عليك إذا غضب ة‬
‫ي بالثل ‪.‬ن وأعلى منها‬ ‫س‬ ‫س‬
‫وأنت ف ذلك على مراتب‪ :‬ةفمحرةتبةس أن نتاز ة‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب ‪ :‬الذر منِ الغضب الديث‪, (5763) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسجلم ف البُ والصملة و الداب – باب‪ :‬فضل منِ يسجك نفسجه عند الغضب الديث‪) :‬‬
‫‪. (2609‬ن‬
‫‪25‬‬
‫ف ال العبادد نادى‬
‫وف الديث )) إذا أوق د‬
‫)‪(1‬‬

‫مناد ليمقم من أجأرُه على ال فلديدخل الجنة قيل‪ :‬من ذا الذي أجأرُه على‬
‫ال قال‪ :‬العافون عن الناس فقاما كذا وكذا ألفا فدخلوا الجنة بغيرُ حسابَ‬
‫(( )‪ (2‬يقونم العُافوةن عسنِ الناسس إذا نادى النادي‪ :‬سليةمنقم ةمنِ كاةن أجنره على ال ‪,‬‬
‫للنم عنةد القسدةرة‪ ,‬فةسمحةنِ الناسس ةمنِ يتظاهنر باللم لنه ل‬ ‫وإلنا يكونن العُفو وا س‬
‫ن‬
‫صمل إل مقصمولد منِ خأصمسمحه ةفليس هذا با س‬ ‫ة‬
‫ضبه وي س‬
‫للم ‪,‬‬ ‫ة‬ ‫ة‬ ‫حيلة له ف أن ينمنةمكفةذ ةغ ة ن ة‬
‫للم أن يكوةن قاددرا على أذى منِ نيؤمسذيه أو على أن يشفةي غيةظه ف ةمنِ‬ ‫وإلنا ا س‬
‫ب جل جلله‪ ,‬فهذا هو‬ ‫نياصنمحه ولكنِ يتك ذلك تةمةعُبفدفا وأددبا وطلدبا لسسرضا الر ك‬
‫للم المحوند عنةد الس تبارةك وتعُال‪ ,‬وبه ةترستفنع النازل ‪.‬ن جاء سذكنرنا للسحلم ف‬ ‫اس‬
‫ة‬
‫ف)‪ (3‬النب صلى ال عليه وسلم سمنِ ذلك اليهودي الذي جاءة قبةل موعسد‬ ‫موقس س‬
‫ة‬
‫س‬
‫ف فشاهةد منه اللةم المحيل صلى ال وسلم وبارك‬ ‫اللدينِ ‪ ,‬فةةخبةمةر حلةمحه الشري ة‬
‫عليه وعلى آله‪ ,‬ولقد تأثملةر ذلك الشرنك فدخأةل إل السلم سمنِ أثسر ما رأى سمنِ‬
‫سحلسم النب الصمطفى‪ ,‬وقد رآه أعراب عنةد رجوسعهم منِ غزوةس بن الصمطلق وقد‬
‫ةعلةق سيةفه سبشجرة وترةك الصمحابةن هذه الشجرة لسةسجعُستها وسظكلها لنب ال‪ ,‬وتةفلرقوا‬
‫س‬
‫ت الشجرة فنظره الشرنك منِ أعلى البسل‬ ‫ف الةشجسر انلتباعد و نانموا ‪ ,‬وناةم ت ة‬
‫ب صلى ال عليه‬ ‫ف فانتبهة الن ب‬‫يم القوم حت وصةل إليه فاخأةتةط السجي ة‬ ‫فخرةج ب ة‬
‫وسلم فةمحلد هذا الشرك السجيف وقال‪ :‬ةمنِ ةيننعُك من يا ممحد؟ فقال نبينا‪) :‬‬
‫س‬
‫ف منِ يده ‪,‬‬ ‫ط السجي ن‬‫ك الرجل وسةق ة‬ ‫ب ذل ة‬ ‫ال ( فلمحا نطةق بذه الكلمحة ارةتعُةد قل ن‬
‫‪ ()1‬سورة الشورى آية )‪. (40‬ن‬
‫‪ ()2‬أخأرجه ابنِ أب الدنيا ف ذم الغضب ‪.‬ن‬
‫‪ ()3‬تقدم ذكره صفحة ‪.22‬ن‬
‫‪26‬‬
‫ف وقاةم وقال‪ :‬ومنِ يننعُك من الن ؟ فقال ل أحد ‪ ,‬نكنِ‬ ‫ب السجي ة‬‫فاحتمحةل الن ب‬
‫ف ورلده ف مكاسنه ونادى‬ ‫ت عنك ‪ ,‬وأغمحةد السجي ة‬ ‫خأةي آخأذ ‪ ,‬فقال‪ :‬قد عفو ن‬
‫على أصحابه ينسقينمحهم سمنِ النام فجاءوا والتةمبفوا حوةله ورأوا هذا العراب ‪.‬ن قال‪:‬‬
‫ة‬
‫ط‬‫ت له‪ :‬ال فسجق ة‬ ‫ك من ؟ فقل ن‬ ‫إن هذا جاءن واخأةتةط سيفي وقال منِ ينةمعُن ة‬
‫ت عنه‬ ‫س‬
‫ت منِ ينةمنعُك من ؟ فقال‪ :‬ل أحد فعُفو ن‬ ‫ف منِ يةده فأخأذنته ‪ ,‬فقل ن‬ ‫السجي ن‬
‫‪.‬ن فتولجه إل أصحابه وقال‪ :‬وال ما يكونن هذا إل سمنِ نب ‪.‬ن‪.‬ن أسلةم ودعا‬
‫أصحاةبه إل السلم سبنلنسق النب صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم)‪.(1‬ن‬

‫نخألنق اللم ‪.‬ن‪.‬ن هذا اللنم يأت بالةتعُ بنوسد عليه )) إنما العلمم بالتعللم ‪ ،‬وإنما‬
‫الرحلمم بالتحللم ‪ ،‬ومن يتحلرُ الخَّيدرُ ميعدطه ‪ ،‬ومن يترق الشلرُ يودقه (()‪ (2‬فإذا‬
‫ب حليدمحا إذا جاهةد‬ ‫تعُلةم صاةر عادلا بعُد أن كان جاهلد فكذلك يصمين الغضو ن‬
‫ف غضةبه ونمقةتضاه وكظم غيةظه قال سبحانه وتعُال‬ ‫نفةسجه وخأال ة‬
‫)‪ (3‬ولذلك‬
‫ط منِ يدها‬ ‫ض الواري أماةم الماسم الليم علي زينِ العُابدينِ فسجةق ة‬ ‫وقةفت بعُ ن‬
‫قال‪ :‬قد‬ ‫ت ‪ ,‬فالةتفت فقالت‬ ‫س‬
‫إناءس على ةولده فمحا ة‬
‫قال‪ :‬وقد عةفونا عنك ‪,‬‬ ‫كظمحنا غيظنا‪ ,‬قالت‪:‬‬

‫)( أصل الديث رواه البخاري ف الديث‪ (2750):‬كتاب الهاد والسجي باب منِ علق‬ ‫‪1‬‬

‫سيفه بالشجر ف السجفر عند القائلة ‪ ,‬ومسجلم ف الديث‪ (843) :‬ف كتاب الفضائل باب‬
‫توكله على ال وعصممحة ال له منِ الناس منِ حديث جابر ‪.‬ن‬
‫)( أخأرجه اليثمحي ف ممحع الزوائد ف الديث‪, (538) :‬كتاب العُلم‪ -‬باب‪ :‬العُلم بالتعُلم‬ ‫‪2‬‬

‫والدار قطن ف الفراد ‪ ,‬والطبُان عنِ أب الدرداء ‪.‬ن‬


‫‪ ()3‬سورة آل عمحران آية )‪. (135‬ن‬
‫‪27‬‬
‫ت حلرة لوجسه ال أعتقناك‪ ,‬أن س‬
‫ت‬ ‫س‬
‫قال‪ :‬وأن ن‬ ‫قالت‪:‬‬
‫ب ال تعُال ‪.‬ن‬‫حرة سلوجسه ال الكري ‪.‬ن فناةلت العُتةق لا ذلكرتهن سبكتا س‬
‫ل‬
‫ف ال با عباةده الصماليم والؤممنيم ‪ ،‬ولجل‬ ‫وهذه الخألنقا هي الت وص ة‬
‫ل ‪ ،‬رمتن مجأترُدعرة غدتيمظ‬‫ذلك جاء ف الديث )) ما رمن جأرُدعمة أدتعظدم أدتجأرُام رعتندد ا ر‬
‫م‬ ‫د ت مت‬
‫ل (()‪ (1‬هذه أحب جرعلة إل ال تعُال يتجلرنعها‬ ‫‪،‬دكظدمدها دعتبدد ابتتردغاء وتجأره ا ر‬
‫دد‬ ‫د‬
‫الؤممنِ ‪.‬ن حت إنه جاءة ف الديث ))من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه‬
‫ب السجلنم نفةسجه كيف هو وهو‬ ‫مل ال قلبه أمنا وإيمانا(()‪ ، (2‬فلنيخاط س‬
‫ب ل تعُال ‪.‬ن لذا جاءة ف‬ ‫ضب كثديا ‪.‬ن‪.‬ن وإنا فائدةن الغضب أن يغض ة‬ ‫نيسجةتغ ة‬
‫ب لسلله جل جلله فإذا‬ ‫ن‬ ‫ض‬‫ة‬ ‫يغ‬ ‫وإنا‬ ‫السجية النبوية )‪ (3‬أنه كاةن ل يغضب سلنف س‬
‫سجه‬ ‫ن‬
‫ب إذا كاةن ف حقه وسببه فإذا‬ ‫ضب ل ل ةيقم أحسد سلغضبه ‪ ,‬ويعُفو عنِ الذن س‬ ‫ةغ س‬
‫أنسضيةع حبق الس ل يقم أحسد سلغضسبه صلى ال عليه وآله وسلم ‪.‬ن‬
‫فائدة وأجود الغضب عند المؤمن ‪:‬‬
‫ب أن يقوةم الؤممننِ بسننصمرسة شرسع ال والغةية على دينِ ال ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫إنا فائدةن الغض س‬
‫ف يةتسبم الهاند والبنصمرةن لديسنِ ال لو ل يوجد هذا الغضب ؟ فوجوند الغض سس‬
‫ب‬ ‫وكي ة‬
‫إذن ف اللطبسع الةبشسري سلكةمحلة ولفائدةل يعُلنمحها ال تعُال‪.‬ن إنا الشرائنع تنةسجيكمنر هذا‬
‫ب ال ‪.‬ن وحينئلذ يقونم‬ ‫ب ونتسريه ف مةراه الصمحيح فةتجعُةله ف مكاسن ما ي ب‬ ‫الغض ة‬
‫)( رواه ابنِ ماجه ف كتاب الزهد باب اللم الديث‪ , (4189) :‬والطبُان ‪ ,‬وأحد ف‬ ‫‪1‬‬

‫مسجنده عنِ ابنِ عمحر‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال ‪ :‬حديث حسجنِ ‪.‬ن‬
‫)( رواه ابنِ أب الدنيا ف ذم الغضب عنِ ابنِ عباس‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وحكى‬ ‫‪2‬‬

‫ضعُفه ‪.‬ن‬
‫‪ ()3‬رواه التمذي ف الشمحائل منِ حديث هند بنِ أب هالة ‪.‬ن‬
‫‪28‬‬
‫الهاند ف سبيسل ال‪ ,‬وتقونم الغةيةن على ديسنِ ال‪ ,‬فلُجسل ذلك فانظر نفةسجك مع‬
‫ك أمسر منِ مصماسل‬ ‫أصحاسبك مت تغضب؟ إن كاةن غضنبك عندما يتغلي علي ة‬
‫ب عنةد‬ ‫ك‪ ,‬ث ل غض ة‬ ‫ندنياةك أو ترستيسبك الاص‪ ,‬وةغضنبك عندما تسجمحنع سزبا علي ة‬
‫ك قبةل‬ ‫ب السجلمحيم ول عند أي معُصميلة فعُال نفةسج ة‬ ‫ةترسك صلةل ول عنةد ننطلق سبسج ك‬
‫بف‬ ‫ك رببك جل جلله‪ ,‬وقةمكوم هذا النلنةق فيك ‪.‬ن‪.‬ن ناننظر مت تغض ن‬ ‫أن يمنةؤمدب ة‬
‫ليسلك وناسرك مع أصحابك‪ ,‬ومع أهسل بيستك‪ ,‬ينةبغي أن يكوةن غضنبك ل إذا‬
‫ضاعت الدراهنم‪ ,‬ول إذا ألخأنروا ةغداءك‪ ,‬أو نةملقصموا ف ةطبسخ عشاسئك أو ل‬ ‫ة‬
‫ضكيع أحندهم الصملة ‪ ,‬وعندما‬ ‫ش ‪ ,‬ولينكنِ غضنبك عندما ين ة‬ ‫نيةكهدوا لك الفرا ة‬
‫س ةمنِ ل خأةي فيه ‪ ,‬وعندما ترنج‬ ‫س‬ ‫س س ل‬
‫ةينطنق بكلمحة ل يرضاها ال ‪ ,‬وعندما نيال ن‬
‫الرأةن إل تةمبةمبرلج‪ ,‬ومقابلسة أجانب أو خأرولج عنِ الياء ‪ ,‬فليةنكنِ غضنبك هنا ‪,‬‬
‫ب فائدةته سمنِ وجوسده‬ ‫س‬
‫ب بنهسج ال ف مسجاره الصمحيسح يمنةؤمكدي الغض ن‬
‫سكي الغض س‬
‫ة‬ ‫ة‬
‫فيك ‪.‬ن ولجسل ذلك قالوا معُن قوله )) ل تاغضب(( أي ل تنكفذ غضةبك بل‬
‫ب وهو قائسم أن‬ ‫س‬ ‫س س‬
‫ةسكيه بسجار الشريعُة ‪ ,‬وجاءنا الرشاند أنه ينبغي لمحنِ غض ة‬
‫س‬
‫ف عنه الغضب حت‬ ‫س أن يضطجةع فإلن ذلك يكف ن‬ ‫جال‬ ‫وهو‬ ‫أو‬ ‫س‬‫يل ة‬
‫)‪(1‬‬
‫س‬
‫ك نفةسجه ‪ ,‬ونأرشةدنا أيضا إل الوضوسء عندما يثونر الغضب وف الديث‪)) :‬‬ ‫يتمحال ة‬
‫شتيطادن مخلردق رمدن اللنا ر ‪ ،‬وإنلدما تامتطفأم اللنامر‬
‫شتيطارن ‪ ،‬دوإرلن ال ل‬ ‫ب رمدن ال ل‬ ‫ضد‬‫إرلن الغد د‬
‫ضأ (( )‪ ..(2‬هكذا شأنن العُالسة لذا الغض س‬ ‫ب أدحمدمكتم فدعتلديتدعدو ل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ب‬ ‫بالدماء ‪ ،‬فإدذا غدض د‬
‫)( رواه المام أحد وأبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬ما يقال عند الغضب الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ , (4782‬وابنِ أب الدنيا ف ذم الغضب عنِ أب هريرة‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي‬


‫وقال‪:‬حديث صحيح‪.‬ن‬
‫)( رواه المام أحد منِ حديث عطية السجعُدي‪ ,‬وأبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب ما يقال‬ ‫‪2‬‬

‫عند الغضب الديث‪ (4776) :‬وابنِ حبان عنِ أب ذر‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال‪:‬‬
‫‪29‬‬
‫الطاسرئ على النسجان ‪ ,‬وقد جاء عنِ الشيطاسن أنه يقول إن لةوسسوس على ابسنِ‬
‫س‬
‫ب الصمب بالكرة ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ت به كمحا يلعُ ن‬ ‫آدةم ف قلسبه فإذا ةغضب طر ن‬
‫ت إل رأسه فلعُب ن‬
‫اللهم ارزقنا اللم واملُ قلوةبنا بنوسر العُلم ‪ ,‬واجعُلنا منِ الداةس الهتدينِ ‪,‬‬
‫ووكفقنا لا ترضى وتب يا رب العُاليم ‪ ,‬وصلى ال على سيدنا ممحد وآله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫حديث حسجنِ‬
‫‪30‬‬
‫الدرس السابع‬
‫السماحة‬
‫المحد ل ‪ ,‬وصلى ال وسلةم على نبكيه وعبسده وحبيسبه ومصمطفاه ‪ ,‬سيسدنا‬
‫ممحلد وآله وصحسبه ومنِ اهتدى بداه ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ث عنه وندعةي كبل نمؤمملنِ‬ ‫أما بعُد ‪.‬ن‪.‬ن فإلن ما يتصمنل باللم الذي سةبق الدي ن‬
‫ف به‪ ,‬ويعُةله ف واقسع حياسته ومعُاملته‪ ,‬ويمحةل نفةسجه عليه أمنر‬ ‫إل أن يلتصم ة‬
‫السجمحاحة ‪.‬ن‪.‬ن السجمحاحة ف السلم منِ الخألقا الت ةتلةمحها النب صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم ف ةدعوسته لتباسعه وةمنِ آمةنِ به‪ ,‬قال صلى ال عليه وآله وسلم ))‬
‫دررحدم ال رجألم دسإممحا إذا باع‪ ،‬دسإمحام إذا اشترُى ‪ ،‬دسإمحام إذا قضى ‪،‬‬
‫ب‬ ‫دسإمحام إذا اقدتضى (()‪ (1‬وذلك أن اللسجمحوح يكونن أبعُةد عنِ مواطسنِ الغض س‬
‫ة‬
‫ب عنةد ةمنِ‬‫س‪ ,‬بل منِ شأسن ساحسته أن ينسجككنِ با ةسورة الغض س‬ ‫وإثارسته ف اللنف س‬
‫ة ة‬
‫نيقابله وعنةد ةمنِ يتعُاةمنل معُه ‪.‬ن‬

‫يم ةعريةكنته وةتنسجنِ سعشرنته وةيبتعُسند عنِ مظاهسر‬


‫والنسجانن اللسجمحح هو الذي ةتل ن‬
‫ف ف قوسله وف فعُسله ‪ ،‬فةطرحه ةسح وماولنته للُمر ةسةحة‬ ‫الشدةس ومظاهسر العُن س‬
‫وبينعُه ةسح وسشرانؤه كذلك‪ ,‬وقضاؤه إذا قضى ‪ ،‬واقتضاؤه إذا اقتضى حلقه منِ‬
‫غيه يكون على وجه السجمحاحسة‪ ,‬فيظفنر برحسة ال بدعوة نب ال صلى ال عليه‬

‫)( رواه البخاري ف الديث‪ (1970) :‬كتاب البيوع‪ -‬باب السجهولة والسجمحاحة ف الشراء‬ ‫‪1‬‬

‫والبيع منِ حديث جابر‪ ,‬وابنِ ماجه ف كتاب التجارات‪ -‬باب السجمحاحة ف البيع الديث‪) :‬‬
‫‪.(2203‬ن‬
‫‪31‬‬
‫وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن إذ دعا بالرحسة للرجل اللسجمحح إذا باع وإذا اشتى وإذا‬
‫قضى وإذا اقةتضى ‪.‬ن‬
‫ب أهسل الكرامة‪ ,‬فقد يكون كبقيسة‬ ‫ف كريس يغرس ف قلو س‬
‫نة ن‬ ‫وهذه السجمحاحة وص س‬
‫الخألسقا مبوسل عليه النسجانن فةيسجهنل عليه أن نيركسةخه وأن يعُمحةل به ‪.‬ن وقد‬
‫ب ألن النسجاةن نيةبل على العُجلسة والسجرعسة والشدةس ف ةطرسح‬ ‫يكونن وهو الغال ن‬
‫المور‪ ,‬والةتشببث بالرأي‪ ,‬وإرادة أن تكوةن المونر على مقتضى مراسده وهواه‪,‬‬
‫ب عليه السجمحاحةن فيمحا ياسونل وفيمحا يريند وفيمحا يعُاسمنل فهو إذا عاةمةل‬ ‫وهذا تصمعُن ن‬
‫ي وجله‬ ‫عاةمةل سبنولع منِ السغلظسة والشراسسة لنه يريند تقيةق المسر الراسد لنفسسجه بأ ك‬
‫كان‪ ,‬وكذلك إذا حاوةل أمدرا حاوله بالقوة والشدة‪ ,‬ومرسجنع ذلك إل غلبسة‬
‫ضعُفت نقوى عقسله ونحسجنِ‬ ‫س س‬
‫النفس واستعُصمائها على ذلك النسجاسن الذي ة‬
‫تفكيه ونظةسره ف المور‪ ,‬بل المنر متصمسل على وجه القيقة بإدراسك النسجان أن‬
‫الكوةن جالر على إرادةس غسيه وتقديسر غسيه وتدبي غيه‪ ,‬وهو اللهن الق فإذا‬
‫تصملور ذلك واعتقده وتقق به رسخ ف نفسجه أنه مهمحا جرى أمسر فقد قلدره ال‬
‫‪،‬ول يكون إل ما شاءه كمحا جاءنا ف الديث الصمحيح ‪ )) :‬ما شاءد الم كان‬
‫ف عليه المنر وعلم أنه منِ التوقلسع دائمحا أن تأت‬
‫وما لم ديشأ لم يمكن (()‪ (1‬فةخ ل‬
‫ن‬
‫المونر والحوال نعلى غسي نمشتهاه وعلى غي مراده ‪ ,‬فهو عبسد ليس بسةرب‪ ,‬إنا‬
‫الذي ل يكون إل ما أراد هو واحد‪ ,‬وهو ال الواحد ‪ ,‬فحينئ للذ ما الداعي إل‬
‫الشراةسة والسلدة وماولسة الموسر بالقوة ‪ ،‬بل عنكلمحنا كنمدزا منِ كنوسز جنسة ال وهو‬
‫قونلنا‪ )) :‬ل حول ول قوة إل بال (( )) ل حول ول قوة إل بال كنعدز رمن‬

‫‪ ()1‬رواه أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب ما يقول إذا أصبح الديث‪. (5067) :‬ن‬
‫‪32‬‬
‫ل‬ ‫س‬
‫كنورز البرُ (( أي كنمسز منِ كنوز النة‪ ,‬فحينئذ إذا ثب ة‬
‫)‪( 2‬‬
‫ت ف قلب الؤممنِ ألنه‬
‫عبسد ملوسك ملوقا وألن الموةر تري بإرادةس مريلد مقكدلر نمدبكلر هو ال تعُال ةحللت‬
‫ض العُارفيم سبة عرفت ربك ؟‬ ‫عنده السجمحاحةن فيمحا يريند ماولةته‪ ,‬ولا نسئل بعُ ن‬
‫ض العُزائم إكن نأجع العُدة للُمر واجتمحنع عليه وةأتولجه إليه فل نيقلدر‬ ‫قال‪ :‬بنق س‬
‫ول يكون ‪ ,‬وأموسر ل تطر على بال فل أدري إل وسارت وكانت وحدثت ‪,‬‬
‫ت ألن ف المسر تدبياد غي تدبسينا وقدردة غي قدرتنا ‪.‬ن‬ ‫فعُلمح ن‬
‫حتمام فتصرُفمهم عنه المقاديمرُ‬ ‫يدبمرُ المرُءم أممرُا ثم ميبرُممه‬
‫وفودقا تاقديررُنا ل تاقديمرُ‬ ‫ليعلدم المرُءم ألن المدرُ ليس له‬

‫ب السجمحاحة منِ إيانه ‪ ,‬ومنِ يقينسه‬ ‫ب على الؤممسنِ أن يكتسج ة‬‫فلُجسل ذلك ي ن‬
‫ومنِ توحيده فيكون متأددبا مع ال تبارك وتعُال يعُامنل اللق تعُال فيمحا أراد‬
‫ب منه وأراد‪ ,‬فل يغضب إل ل جل جلله وإذا حاوةل أمدرا حاوةله‬ ‫كمحا أح ل‬
‫مسجتعُيدنا بربه‪ ,‬حاوله واثقاد بربه‪ ,‬حاوةله متأكددبا مع ربه‪ ,‬حاوله ليس س نبصمكمحلم أن ل‬
‫يكون إل مراده‪ ,‬بل تكون عزائنمحه مصمروفةد إل ما ةطلب منه الق‪ ,‬ل إل‬
‫ضي فيها با شاء ‪.‬ن ‪.‬ن انظر إل ما قد قضاه ما‬ ‫المور الت هي إل الكق يق س‬
‫طلب منك فاجعُل عزيةتك ف تنفيسذه‪ ,‬وأما أن يكوةن أمدرا آخأر ما يتعُلق بإرادتسه‬
‫ول إرادة لك فل ينبغي أن يكةم فيه رأيك ول عقنلك ونكنِ مع ذلك ةسدحا ف‬
‫تعُانمسلك‪ ,‬فالسجمحاحة منِ نخألق السلم الذي جاءنا به نب ال ‪.‬ن ‪.‬ن‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب التوحيد‪-‬باب قول ال تعُال وكان سيعُا بصميا الديث‪):‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ , (6952‬ومسجلم باب فضل الجتمحاع على تلوة القرآن وعلى الذكر الديث‪) :‬‬
‫‪. (2704‬ن‬
‫‪33‬‬
‫بلق السجمحاحسة والصمفسح‬
‫ف واصةفح عنا‪ ,‬وةخأكلقنا س ن‬
‫اللهم سامنا فيمحا ةجنينا واع ن‬
‫والعُفسو واللسم يار ل‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن ‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسللم والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪34‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫صلة الرحم‬
‫المحد ل وصلى ال وسلم على صفوته ممحد بنِ عبد ال وآله الطاهرينِ‬
‫وصحبه الكرميم وتابعُيهم بإحسجان إل يوم الدينِ وعلينا معُهم وفيهم برحتك‬
‫يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬

‫صممملسة وخأصموص ماد للُرحممام‪,‬‬‫أممما بعُممد فممإلن ممما دعانمما إليممه ال مبق ورس موله نخأل مةق ال ك‬
‫وجاءت صملةن الرحمم ةتتمبل من مزلةد كمبيدة فم تعُليمسم رسموسل الم صملى الم عليمه وآلمه‬
‫وصممحبه وسمملم وهممديه الممذي جمماء بممه‪ ,‬وإرشمماد ال م تعُممال ف م قرآنممه‪ ,‬ولقممد جمماءة‬
‫التهديند والوعيند الشديند سلمحنِ أهةل هذا اللمةق الكريةم بسةلعُنمسة الم تعُمال وأن يعُمحيةمه‬
‫وأن ي س‬
‫صمم م ملمحه قم م ممال جم م ممل جللم م ممه‬‫ن‬
‫)‪(1‬‬
‫ي‬
‫أب‬
‫صم مزرا علممى قطيعُ مسة رح ملم ولممو‬
‫مممؤمملنِ علممى ظه مسر الرض يتلممو هممذه اليممة ث م يبقممى م س‬
‫ن‬
‫حه ةأخأةذ ممماةله ك ملمه‪ ,‬ولممو كممان مممانله الممدنيا بما فيهما فأخأمذه ذلمك الرحممم ل‬
‫كان ةر ن‬
‫يقمموى الممؤممننِ بعُممد قمموسل الم هممذا علممى السممتمحرار علممى قطيعُممة الرحممم‪ ,‬إلن هممو إل‬
‫غرور يةمغنبرهم به إبليس ةنيول بينهم وبيمم رحمسة الم تبممارك وتعُمال‪ ,‬ولقمد جاءنمما فم‬
‫الممديث )) إن الرُحعم تاع لقعت بقعوائرم الععرُش وقعالت يعا ربَ هعذا مقعامما العائعرذ‬
‫ك وصععلمته ومععن دقطعععك‬ ‫بععك مععن القطيعععة‪ ,‬فقععال ‪ :‬أمععا يرُضععيك أن مععن وصععل ر‬
‫د‬ ‫د‬
‫)‪( 2‬‬
‫ك اسإمما من اسإمي (( قممال تعُممال‬ ‫تل ر‬ ‫ت الرُحم وأنا الرُحمن شقق م‬ ‫دقطعته‪ ,‬أن ر‬

‫‪ ()1‬سورة ممحد اليات )‪. (23-22‬ن‬


‫‪35‬‬
‫)‪(1‬وقممال نممبيه صمملى الم عليممه‬
‫وآلممه وسمملم )) تامع عدرُضَ العمععامل علععى ال ع ك علل اثنيععن وكععل خميععس فل يقب عمل‬
‫عمدل قاطرع رحعم (()‪ (2‬فقممل للممذي غلرتممه نفسجممه أن يسجممتمحلر علممى قطيعُممة رحملم مممنِ‬
‫ت كنلها مقابممل ممماذا‬‫ك أن تنمرد عليك صلوانتك وأعمحانلك الصمالا س‬
‫أرحامه‪ :‬أيرضي ة ة‬
‫؟ مقابل مال يمنةعُد شيئاد أمام ركد تسجبيحلة واحدة ‪ ،‬فكيف بسةركد جيسع العمحال ‪.‬ن‬

‫كمحا أن قاطةع الرحم مروسم منِ الغفرةس ف الثنيم والمحيس‪ ,‬ومروسم منِ‬
‫الغفرة ف شهر رمضان الكري البارك ‪.‬ن إذاد ةفحيق على كل مسجللم أن يتخل ة‬
‫ص‬
‫س‬ ‫س‬
‫منِ هذه السجيئة والصميبة الكبية ‪.‬ن ‪.‬ن واصل أرحاةمك وارتسق ف درجات الوا ة‬
‫صلة‬
‫فإن نبليك صلى ال عليه وسلم يقول )) ليس الواصمل بالمكافئ (( أي الذي‬
‫حسه مثةل الذي أعطاه )) ولكن الواصدل الذي إذا مقطدعت درحممهم‬
‫يمربد إل ر ةس‬
‫ة‬ ‫ةن‬
‫صلها (()‪ (3‬إذا قابلوه بالساءة قابةلهم بالحسجان ‪ ،‬وهي مكارم منِ مكارم‬
‫دو د‬
‫النبوة يقول عنها النب صلى ال عليه وآله وسلم )) أمرُني ربي بتسع‪:‬‬
‫الخلصا في السرُ والعلنية‪ ,‬والعدل في الرُضا والغضب‪ ,‬والقصد في‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب التفسجي‪ -‬باب وتقطعُوا أرحامكم الديث‪ ,(4552) :‬ومسجلم‬ ‫‪2‬‬

‫ف البُ والصملة والداب‪ -‬باب‪ :‬صلة الرحم وتري قطعُها ف الديث‪.(2554) :‬نوالتمذي‬
‫ف كتاب البُ والصملة‪ -‬باب ما جاء ف قطيعُة الرحم‪ ,‬ف الديث‪.(1913) :‬ن‬
‫‪ ()1‬سورة الرعد آية )‪. (25‬ن‬
‫)( رواه الطبُان ف الكبي عنِ أسامة بنِ زيد‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال‪ :‬حديث‬ ‫‪2‬‬

‫ضعُيف ‪.‬ن‬
‫)( رواه البخاري عنِ عبدال بنِ عمحرو ف كتاب الدب‪ -‬باب‪:‬ليس الواصل بالكافئ‬ ‫‪3‬‬

‫الديث‪.(5645) :‬ن والتمذي ف أبواب البُ والصملة‪ -‬باب‪:‬ما جاء ف صلة الرحم الديث‪:‬‬
‫)‪ ,(1973‬وأبو داود ف كتاب الزكاة‪ -‬باب صلة الرحم الديث‪.(1697) :‬ن‬
‫‪36‬‬
‫صدل دمن قطعني وأعطدي من حرُمني‬ ‫الغنى والفقرُ‪ ,‬وأن أعفو علمن ظلمني وأ ر‬
‫د‬
‫صمتي رفكرُا ومنطقي ذكرُا‪ ,‬ونددظرُي عبرُة(()‪ (1‬فمحا أعظمحها منِ‬
‫‪ ,‬وأن يكودن د‬
‫تسجع خأصمالل أمةر با ذو اللل نبليه ممحددا الصمطفى مظهر المحال والكمحال ‪.‬ن‬

‫للل واجعُلنا اللهم‬ ‫اللهم أسدم صلواتك على عبسدك الذي حلليته بأشر س‬
‫فا س‬
‫سمنِ أهل الصملة ‪.‬ن‪.‬ن وواصلنا واحفظنا منِ القطيعُة ول تقطع رجاءنا ‪ ،‬واجعُلنا‬
‫منِ الداة الهتدينِ برحتك يا أرحةم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه ‪.‬ن‪.‬ن والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫)( رواه ابنِ الثي ف جامع الصول‪ ,‬وأورده القرطب ف الامع لحكام القرآن عند تفسجي‬ ‫‪1‬‬

‫قوله تعُال ‪ :‬خأذ العُفو ‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪37‬‬
‫الدرس التاسع‬
‫الصدق في القول‬
‫وسلم على نبيكه الصمادقاس الميم‪,‬‬
‫ال ة‬ ‫أصدقا القائليم‪ ,‬وصلى ن‬‫س‬ ‫المحد ل‬
‫بإحسجان إل يوم الدينِ‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم‬
‫ل‬ ‫وصحبه وتابعُيهسم‬
‫س‬ ‫وعلى س‬
‫آله‬
‫أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن وبعُد ‪-:‬‬
‫برحتك يا ة‬

‫خأي النام‬
‫ال ن‬‫نب س‬‫لتتمحيمحها ب‬
‫س‬ ‫أخألقا السلم الت نبعُث‬
‫س‬ ‫فإنل منِ س‬
‫أعظم‬
‫وصف منِ شأنه أن ينثبتة‬
‫س‬ ‫الصمدقا ‪ ،‬والصمدقا ف القول وف العُمحل وف النيات‬
‫لصماحبه بأعمحالهس يومة القيامة قال ال تعُال‬
‫س‬ ‫ال به النفعة‬
‫أول صدقا القول والصمدقا ف الديث فهو أساس وله‬ ‫)‪ (1‬ولنأخأذ د‬
‫الصمدقا ف القول والديث مراقبةس‬
‫ن‬ ‫ارتباطس بالصمدقا ف العُمحل والصمدقاس ف النية‪,‬‬
‫تدل على إيانه حت قال بعُضن‬ ‫لكة عند النسجان ب‬ ‫وم س‬‫للحق تبارك وتعُال ة‬
‫جيع أعضائسه‬
‫أثر ذلك على س‬ ‫أحد ف لسجانه إل ورأيتن ة‬ ‫العُارفيم‪ :‬ما رأيتن تقوى ل‬
‫يصبح ابن آدما يومما إل وأعضاؤه‬
‫م‬ ‫وأحواله ‪.‬ن وقد جاء ف البُ )) أنه ما‬
‫اسإتقمت اسإتقمنا وإن‬
‫د‬ ‫نحن بك إن‬
‫تاق ال فينا فإنما م‬
‫تانادي اللسان تاقول ا ر‬
‫اعوجأدجت اعودجأجنا (()‪ (2‬فهذا اللسجان له شأنس كبيس ف اليزان‪ ,‬ولقد قال نب‬
‫ال لسجيدنا معُاذ )) ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناسد في النار على‬

‫‪ ()1‬سورة الائدة آية )‪. (119‬ن‬


‫)( رواه التمذي ف أبواب الزهد‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف حفظِ اللسجان الديث‪(2518) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأحد عنِ أب سعُيد الدري ‪ ,‬و السجيوطي ف الامع الصمغي وقال ‪ :‬حديث صحيح ‪.‬ن‬
‫‪38‬‬
‫مناخرُهم أو قال على وجأوهرهم إل حصائدم ألسنتهم (()‪ (1‬وكان منِ س‬
‫أعظم‬
‫خأبار بغيس الواقع ‪.‬ن‪.‬ن أن يتكلمة بغي‬
‫نجسرم اللسجان‪ :‬الكذب‪ ,‬والكذب هو الإ ن‬
‫الواقع‪ ,‬فهو ف الديث العُادي نجرم وإث‪ ,‬فإذا ترتبة عليه إضرار ل‬
‫بسجلم‬
‫ل‬
‫استحق‬ ‫تضاعفة الوزرن وتضاعفة الث والعُقاب‪ ,‬فإذا كان شهادةة ل‬
‫زور‬
‫وصح ف الثر )) أنه ل‬
‫وطرده‪ ,‬حت جاء ل‬
‫صاحبنها غضبة ال تعُال ومقتةه ة‬
‫كلمة رمن غيرُ الواقع إل لم يرُفع رجألده إل‬
‫يشهد أحدد شهادةم يزيد فيها م‬
‫سإخَّط ال (()‪ (2‬ل يرفع رجلةه منِ مكان الشهادة إل وهو ف سخط‬
‫ر‬ ‫وهو في‬
‫ال تعُال ‪.‬ن‬
‫أثر الصدق على القلب ‪:‬‬
‫لصمدقا القول والصمدقا ف الديث وتنبس النسجانس للكذب ف‬
‫س‬ ‫أل إنل‬
‫وتنوير ضمحيسه واستقامسة س‬
‫حاله‪ ,‬فعُلى الؤممنِس‬ ‫قلبه س‬‫أحواله أثراد كبياد ف تطهيس س‬
‫كلمه وأن ل ينطق إل بالواقع وأن يتباعدة عنِ الكذب‬
‫يبذل لهته ف مراعاةس س‬
‫أن ة‬
‫يكذب الؤممنِ قال‪:‬‬
‫ن‬ ‫نب ال صلى ال عليه وآله وسلم ‪ :‬هل‬
‫تباعددا‪ ,‬فلقد نسئل ن‬
‫ل ‪.‬ن‪.‬ن)‪ (3‬وتل ة‬
‫قول ال‬
‫ابة أنم كانوا ل ليتهمحون بالكذب إل منافقدا ‪.‬ن‬
‫)‪ (4‬ولذلك جاء ف سيةس الصمح س‬

‫)( أخأرجه المام أحد والتمذي ف أبواب اليان‪ -‬باب ما جاء ف حرمة الصملة الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (274‬وقال‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪ ,‬والنسجائي وابنِ ماجه ف كتاب الفت‪ -‬باب كف‬
‫اللسجان ف الفتنة ف الديث‪ (3973) :‬عنِ معُاذ بنِ جبل ‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬رواه الطبُان ف الوسط عنِ ابنِ عمحر‪.‬ن‬
‫‪ (2)3‬رواه ابنِ عسجاكر عنِ عبدال بنِ جراد ‪ ,‬وابنِ عبدالبُ ف التمحهيد ‪.‬ن‬
‫‪ ()4‬سورة النحل آية )‪. (105‬ن‬
‫‪39‬‬
‫يوزون عليه الكذب بل يسجتبعُدونه كل الستبعُاد ‪.‬ن‪.‬ن )) كل‬
‫أما الؤممنِ فل ك‬
‫خصلةم ميطبع عليها المؤمن ليس الكذبَ والخَّيانة(()‪ (1‬قد ني ة‬
‫طبع على بعُضس‬
‫فمحطلوب أن يعُالة نفسجةه منها‪ ,‬لكنِ ل تسجتقر فيه وهو مؤممنِ‬
‫س‬ ‫خأصمالل ذميمحة‬
‫خأصملة الكذب مؤممنِ ول على‬
‫س‬ ‫طبع على‬ ‫طبيعُة الكذب ول اليانة أبدا‪ ,‬ل ين ة‬
‫خأصملةس اليانة‪ ,‬بل إنا يكون ذلك ف النافقيم ‪.‬ن‬
‫العتناء بتربية الوألد على الصدق‪:‬‬
‫يعُظم الناسن شأنة هذا الكذب وأن يهتدوا إل‬ ‫لجل ذلك وجبة أن ك‬
‫ة‬
‫خأاطب‬ ‫ول ل‬
‫أمر‬ ‫الصمدقا ف القول ويربوا على ذلك أبناءهم وأسرةهم‪ ,‬ولو أنل ل‬
‫وحذرهم منِ الكذبس ث جاءه يومس مسنِ اليامس‬ ‫وحثهم عليه‪ ,‬ل‬ ‫بالصمدقا ل‬
‫س‬ ‫أولده‬
‫ة‬
‫أولده‪ :‬قل له هو غي موجود‪ ,‬أو ليس ف‬ ‫سائلس يسجأنل عنه‪ ,‬فقال لحدس س‬
‫جيع ما كان يقوله ويبنيه ف‬ ‫لدم ة‬ ‫الكذبات ة‬
‫البيت ‪ ,‬أو خأرج أو غي ذلك منِ س‬
‫كذب القول وحينئذ يكون‬ ‫نفوسس وعقولس هؤملء الطفالس والناشئة‪ ,‬لن الفعُلة ل‬
‫فالصمدقا ف‬
‫ن‬ ‫ذهب رونقة الصمدقاس ف الديث‪,‬‬
‫الكذبن ف العُمحل سبباد لن ين ة‬
‫لق السجلم وف حياته وف انتهاجه ف نج التباسع لنبيه صلى‬ ‫الديث أساسس نل س‬
‫ب الزي‬ ‫آفة النفاقا ومنِ سب س‬
‫لتخلصمسه منِ س‬
‫ال عليه وآله وسلم‪ ,‬وضرورةس ب‬
‫وحصمولس اللعُنةس قال تعُال‬
‫)‪ (2‬أعاذنا ال تعُال منِ الكذب وثبلتنا على الصمدقاس ف القول ورزقنا الحتياط‬
‫صمدقيم با نبعُثة به النبب الميم صلى‬ ‫ف ذلك ‪ ,‬فهو سسمحة الؤممنيم الصمادقيم الن ك‬

‫)( أخأرجه ابنِ أب شيبة ف الصمنف منِ حديث أب أمامة‪ ,‬وابنِ أب الدنيا ف الصممحت منِ‬ ‫‪1‬‬

‫حديث سعُد مرفوعا ‪ ,‬وابنِ عدي ف مقدمة الكامل ‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة آل عمحران آية )‪. (61‬ن‬
‫‪40‬‬
‫قبل أن ينبعُث‪,‬‬
‫اشتهر بالصمادقاس الميم ة‬
‫ة‬ ‫ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ,‬وهو الذي‬
‫أمره‬
‫كلها حت قالوا له حينمحا دعاهم إذ ة‬ ‫كذبا قط ف حياته ك‬‫جربوا عليه د‬‫فمحا ل‬
‫ونزل قوله‬
‫بالمر فيهم ة‬
‫س‬ ‫ع‬
‫ال تعُال بأن يصمد ة‬
‫)‪ (1‬أرأيتنم لو أخأبُتنكم أن ورةاء هذا البل عيدا مصمبكحتكم أو‬
‫كذبا قط‪ ,‬ننِ‬‫جربنا عليك د‬ ‫نمةمحسجيتنكم أكنتم مصمدقيل؟ فقالوا جيعُا‪ :‬ما ل‬
‫يدي عذابل شديد)‪ ، (2‬وال إنكم لتمحوتونة‬ ‫بيم ة‬
‫نذير لكم ة‬
‫نصمدقك‪ ,‬فقال‪ :‬إن س‬
‫كمحا تنامون‪ ,‬وتنةبعُثون كمحا تسجتيقظون‪ ,‬وإنا النة أبدا أو النار أبدا ‪.‬ن‬

‫ورب نفسجةك عليه وربك‬ ‫صدقا القول‪ ,‬ك‬‫س‬ ‫ونظرك إل‬


‫فيا أيها الؤممنِ ابذل لهك ة‬
‫تغرس ف نفوسهم‬ ‫أولدك على ذلك ف سلوكسك وانتهاجسك منهج الصمدقا حت ة‬ ‫ة‬
‫وعلمحهم أنهم إن رأوا‬ ‫كذبا‪ ,‬ك‬
‫ألن منِ أفظعس الفظائع ف حياتم أن يقولوا كلمحةد د‬
‫قع ف‬‫نفسجه إل ةو ة‬
‫فإن فيه اللك‪ ,‬ول يكذب أحدس نلينجي ة‬ ‫النجاةة ف الكذب ل‬
‫وجب على‬‫يطول به ذلك غالبا ‪.‬ن‪.‬ن فلُجل ذلك ة‬ ‫ورطةل أكبُ منها قريباد ول ن‬
‫النجاة وإن رأى وتليل أنل فيه‬
‫ة‬ ‫فإن فيه‬
‫يصمدقا ف الديث‪ ,‬ل‬ ‫ة‬ ‫يهتم بأن‬
‫الؤممنِس أن ل‬
‫هلكةد فإن ال يننجي الصمادقيم سبحانه وتعُال‪ ,‬ولو حصمل عليه تعُبس أو ملمةس‬
‫بإصلح أحوالل كثيةل وأمورل خأطية ‪.‬ن‪.‬ن وفقنا‬
‫س‬ ‫حال عولضه ال تبارك وتعُال‬ ‫ف ل‬
‫ث به وطهلةر ألسجنتةنا عنِ الكذب‪ ,‬وعمحا ل يرضيه يا‬ ‫ال للصمدقاس ورزقنا التشب ة‬
‫قذف ف النار‪ ,‬اللهم‬
‫ترمى به الوجوه وتن ة‬ ‫يوجب أن ة‬ ‫جنبنا ما س‬ ‫رب العُاليم‪ ,‬ك‬‫ل‬
‫حققنا بالصمدقا واجعُلنا منِ الصمادقيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫‪ ()1‬سورة الجر آية )‪. (94‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب التفسجي‪ -‬باب‪ :‬تفسجي سورة‪) :‬تبت يدا أب لب وتب( الديث‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ,(4678‬ومسجلم ف كتاب اليان‪ -‬باب‪ :‬وأنذر عشيتك القربيم الديث‪(208) :‬‬
‫‪41‬‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه والتابعُيم لم بإحسجان إل‬
‫يوم الدينِ ‪.‬ن‬
‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪42‬‬
‫الدرس العاشر‬
‫الصدق في العمل‬
‫وسلةم على عبدسه ومصمطفاه‬
‫ول التوفيقس والداية ‪ ,‬وصلى ال ل‬ ‫المحد ل ك‬
‫وخأيتسسه منِ خألقه‪ ,‬سيدنا ممحد البعُوثس بالعُناية ‪ ,‬وعلى آله وأصحابه ومنِ‬
‫لقاء الول جل جلله ‪.‬ن أما بعُد فقد سبق الكلم عنِ‬ ‫تبعُةهم بإحسجانل إل يومس س‬
‫حياة السجلم وواجبس أن يربةي‬
‫هم ف س‬ ‫الصمدقاس ف الديثس والقول‪ ,‬وألن ذلك نم ي‬
‫بنب ال صلى‬‫يعُلمحهم أنل النجاةة فيه‪ ,‬وأنه يقتدي ف ذلك س‬‫أهل بيته وأن ك‬
‫عليه ة‬
‫آفة النفاقا ‪.‬ن ول يزال يظهر أثر ذلك على‬
‫ال عليه وآله وسلم‪ ,‬ويتخلص منِ س‬
‫بقيةس أعضائه وبقيةس معُاملتهس ف هذه الياة‪ ,‬فيتصمل صدقنه ف القولس بصمدقه ف‬
‫صادقا‬
‫يتقى الراقي فيكون د‬ ‫العُمحل ‪.‬ن بمحعُن أنل الذي ترلى الصمدقاة فيمحا يقول ل‬
‫شهد الديث‬
‫ف الفعُل وف النية حت يصمل إل مراتبس الصمدكيقيلة‪ ,‬كمحا ة‬
‫ممحد صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم )) ول يزال الرُجألم‬
‫الصمحيح عنِ النب ل‬
‫صلديقا(()‪ (1‬فيأت الصمدقان ف‬
‫كتب عند ال ر‬
‫يصدقا ويتحرُى الصدقاد حتى مي د‬
‫العُمحل ثرة منِ ثرات الصمدقا ف القول ‪.‬ن‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب تفسجي قوله ال تعُال يا أيها الذينِ آمنوا اتقوا ال‬ ‫‪1‬‬

‫وكونوا مع الصمادقيم الديث‪ ( 5743) :‬ومسجلم ف كتاب البُ والصملة والداب‪ -‬باب قبح‬
‫الكذب وحسجنِ الصمدقا وفضله ف الديث‪.(2607) :‬ن وأبو داود ف كتب الدب – باب‬
‫التشديد ف الكذب الديث‪ (4983) :‬والتمذي ف كتاب أبواب البُ والصملة‪ -‬باب ما‬
‫جاء ف الصمدقا والكذب الديث‪.(2038) :‬ن‬
‫‪43‬‬
‫معنى الصدق في العمل‪:‬‬
‫حسجنةه ويتقنةه‬
‫لوجه ربه وأن ين س‬
‫العُمحل خأالصمدا س‬
‫يعُمحل ة‬ ‫والصمدقا ف العُمحل أن ة‬
‫إحسجانه ويقتضي‬
‫ة‬ ‫بمحيع قواه إذا عمحل‪.‬ن‪.‬ن الصمدقان ف العُمحل يقتضي‬
‫ويتمحع عليه س‬
‫ة‬
‫أداءةه على وجهه‪ ,‬ويقتضي الخألصة فيه فكمحا أنل الصمدقاة يكونن ف الديث‬
‫صمل صادقا وكم منِ نمصمةزل‬
‫فالصمدقا يكونن ف العُمحل كذلك ‪.‬ن فكم منِ نم ز‬
‫كاذبا ف‬
‫صاحبه د‬‫ن‬ ‫كاذبل ف صلته‪ ,‬والصموم يكون صاحبنه صادقدا ويكون‬
‫ونظره‬
‫نظرة الرام وأخأذ ينعُمحل نظرةه بالشهوة ة‬ ‫صام ث نظرة ة‬ ‫صيامه‪ ,‬فإذا ة‬
‫باحتقار السجلمحيم فهو كاذبس ف الصموم وهو الذي أشار إليه الصمطفى بقوله‬‫س‬
‫طعامه‬
‫قول الزور والعملد به فليس ل حاجأةد في أن يدعد د‬
‫)) من لم يدع د‬
‫وشرُابده (()‪ (1‬هذا س‬
‫مظهر للصمدقا ف العُمحل ‪.‬ن‬

‫إحسجان وإخألصس القصمدس‬


‫ل‬ ‫الصدق في العمل‪ :‬أداؤه على وجهه ب‬
‫ال تبارك وتعُال‪ ,‬الصمدقا ف العُمحل يرفعن الؤممنِة إل مراتبس الصمدكيقية‪,‬‬
‫لوجه س‬
‫فيه س‬
‫حسجنِ وضوءها ويسجنِ طهارتةها‪ ,‬إن كان عليه‬ ‫فالصمادقا ف فعُل الصملة ين ن‬
‫ن‬
‫محعُة ف شيء منِ جوانبس‬‫بق نل د‬
‫حدث أصغر لأدى الوضوءة على وجهه فلم ين س‬
‫وجهه يقصمر عنها الاء وعنِ الوصول إليها‪ ,‬ويتفقلد العُاطفة عند وضوئه وما‬
‫حاظيم وما تت النف كذلك ل ينبقي لعُةد منِ‬ ‫يغفلن عنه الاء كالاقيم واللك ة‬
‫وسخ أزاله‪ ,‬وكذلك‬‫أظفاره س‬
‫طرف الصابع إل الرفقيم فإن كان تت س‬ ‫عند س‬
‫)( رواه البخاري كتاب الصموم‪ -‬باب منِ ل يدع قول الزور والعُمحل به ف الصموم الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (180‬عنِ أب هريرة‪.‬ن والتمذي ف أبواب الصموم‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف التشديد ف الغيبة‬
‫للصمائم الديث‪ ,(702) :‬وابنِ ماجه ف كتاب الصميام‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف الغيبة والرفث‬
‫للصمائم الديث‪(1689) :‬‬
‫‪44‬‬
‫غسجل القدميم وقد رأى النب صلى ال عليه وآله وسلم بعُضة‬
‫ينتبه سمنِ س‬
‫أثر الاء عند وضوء الصمحابة ف بعُض‬
‫ؤمخأر الرجل ل يصمسل إليه ن‬
‫العقاب وهو من ل‬
‫السفار‪ ,‬فنادى بأعلى صوته )) ويلد للعقابَ من النار (()‪ (1‬فإحسجان الوضوء‬
‫منِ الصمدقا ف الصملة ‪ ،‬ومنِ الصمدقا ف الصملة أداؤها ف وقتها والرص على‬
‫حضور قلبه سمنِ أولا إل‬
‫ة‬ ‫السجننِ والداب فيها وعلى المحاعة فيها‪ ,‬وأن يتكةلف‬
‫كبي إل‬
‫آخأرها وأن يتهيأ أن ل ينطق بم ال أكبُ إل وهو مسجتقسر ف قلبه أن ل ة‬
‫عظمحة العُلي الكبي الذي يقفن بيم يديه‪ ,‬فإن قال‬
‫س‬ ‫ال فيتةناسى ةل‬
‫كل صغي أمام‬
‫توجسه بقلبهس إل‬
‫فطر السجمحوات والرض فيقول ذلك وهو نم ك‬ ‫وجهتن وجهي للذي ة‬
‫وجهت وجهي للذي فطر السجمحوات ‪ -‬أي خألق‬ ‫ال حت ل يكذبة فيمحا يقول ل‬
‫السجمحوات ‪ -‬والرض حنيفا مسجلمحا وما أنا منِ الشركيم‪ ,‬وهكذا ل يزال صادقاد‬
‫قائمحا‬
‫ف صلته إذا ركع أحسجنِ الركوع وأطمحأنل راكعُا‪ ,‬وإذا اعتدل استوى د‬
‫أحسجنِ السججود ووضعة العضاءة السجبعُة على‬
‫ة‬ ‫واطمحأن قائمحا‪ ,‬وإذا سجدة‬
‫جسجده ف‬‫قلبه ة‬ ‫الرض )) أمرُتم أن أسإجدد على سإبعةر أعظم(()‪ (2‬وسبةق ن‬
‫السججود ل تعُال والتذلل لعُظمحته‪ ,‬وهكذا ل يزال يصملي بعُيداد عنِ الإلتفاتات‬
‫))‬ ‫يسجرقها الشيطانن منِ صلة العُبد‪ ,‬وف الديث‪:‬‬
‫والعُبث فهو خألسجة وسرقة س‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب العُلم‪ -‬باب منِ رفع صوته بالعُلم الديث‪ (60) :‬ومسجلم ف‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب الطهارة‪ -‬باب وجوب غسجل الرجليم بكمحالمحا الديث‪ (240) :‬وابنِ ماجه ف‬
‫الديث‪ (45) :‬عنِ ابنِ عمحرو وأب هريرة وعائشة‪.‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتب صفة الصملة‪ -‬باب السججود على سبعُة أعظم الديث‪) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ,(777‬ومسجلم ف كتاب الصملة ‪ -‬باب أعضاء السججود الديث‪ (227) :‬وأبو داود‬
‫الديث‪ (97) :‬والنسجائي الديث‪ (1090) :‬وابنِ ماجله الديث‪ (883) :‬عنِ ابنِ‬
‫عباس‪.‬ن‬
‫‪45‬‬
‫إذا قاما الرُجأل في الصلة أقبل ال عليه بوجأهه ‪ ،‬فإذا التفت قال‪ :‬يا ابن‬
‫آدما إلى من تالتفت؟ إلى من هو خيرُ مني؟ أقربل إلي ‪ .‬فإذا التفت الثانية‬
‫((‬ ‫قال مثل ذلك ‪ ،‬فإذا التفت الثالثة صرُف ال تابارك وتاعالى وجأهه عنه‬
‫)‪. (1‬ن‬

‫تحليا بالشوع ف صلته وهذا هو الصمدقا ف الصملة‬


‫فينبغي أن يكونة من د‬
‫)‪ (2‬هذا مثال للصمدقا ف‬
‫عمحل منِ أعمحالك حت ف بيعُسك وشرائك‬ ‫كل ل‬ ‫الصملة‪ ,‬كذلك يلزم الصمدقان ل‬
‫فالصمدقا فيها‬
‫ن‬ ‫لهلك إل غي ذلك منِ أعمحالك‪,‬‬ ‫وأخأسذك وعطائك ومعُاملتك س‬
‫لوجه ال تعُال ‪.‬ن‪.‬ن رزقنا‬
‫خلص القصمدة فيها س‬ ‫ؤمديها على وجهها وتن س‬‫حسجنةها وتن ك‬
‫أن تن س‬
‫لحقنا بالصمديقيم إنه‬
‫ال الصمدقاة ف أقوالنا وأفعُالنا ونياتنا ومقاصدنا حت ني ة‬
‫أكرم الكرميم ‪.‬ن اللهم اجعُلنا منِ الصمادقيم واجعُلنا اللهم ف الصمديقيم وثبتنا‬
‫على ما تب وترضى منا ف القول والفعُل والنية يا أكرم الكرميم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه منِ تبعُهم بإحسجان إل يوم‬
‫الدينِ‪.‬ن والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬رواه البزار عنِ جابر ‪ ,‬وفيه الفضل بنِ عيسجى الرقاشي وقد أجعُوا على ضعُفه ‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة الؤممنون اليات )‪. (2-1‬ن‬
‫‪46‬‬
‫الدرس الحادي عشر‬
‫صدق النية وأالمقصد‬
‫حبيبه أكرمس عبد‪ ,‬سيدنا‬
‫المحد ل أهل المحد‪ ,‬وصلتنه وسلمنه على س‬
‫سار على منهجه إل يوم الدينِ‪ ,‬وعلينا معُهم وفيهم‬ ‫ممحد وآله وأصحابه ومنِ ة‬
‫برحتك يا أرحم الراحيم‪ ,‬أما بعُد فقد سبقة الديث عنِ صدقا القول‬
‫والصمدقا ف العُمحل‪.‬ن‪.‬ن وقلنا إلن الصمدقاة كمحا أنه يتناولن القولة والديثة‪ ,‬وهو‬
‫العمحال ويتناول النوايا والقاصد‬
‫ة‬ ‫أساسس ف اتسجاع معُن الصمدقا فكذلك يتناولن‬
‫قائمحا على وجهه وس ة‬
‫فق‬ ‫العُمحل د‬
‫عند الؤممنيم‪ ,‬وذكرنا تناولةه للُعمحال بأن يكونة ن‬
‫الشريعُة الطهرة يسجتنفذ صاحبنه فيه سوسعُةه ف إحسجانه وإتقانه ‪ ,‬وأشرنا إل‬
‫مسجألة الخألص فيه لوجه ال الكري ‪.‬ن‪.‬ن وهو صدقا النية والقصمد‪ ,‬فالصمدقا‬
‫تقيق الصمدقاس ف‬
‫فضي إل س‬ ‫ف القوال الذي يتبعُه تقيق الصمدقا ف الفعُال ين س‬
‫فاء منِ الواحد الحد يصمطفي أصحابةه ‪ ,‬وقد‬ ‫صط ل‬
‫مل ا س‬ ‫النيةس والقصمد ‪.‬ن‪.‬ن وهذا ب‬
‫أثن عليهم ف كتابه ورفعة شأنةهم جل جلله فيمحا جاءنا منِ بيانه وخأطابه ‪,‬‬
‫أمر الؤممنيم أن يكونوا معُهم‬
‫شأن الصمادقيم الذينِ ة‬
‫)‪(1‬‬

‫مظاهر الصدق في النية‪:‬‬


‫ة‬
‫يلص‬ ‫الصمدقا ف النية أن‬
‫ن‬ ‫لوجه ال الكري ‪,‬‬
‫إخألصها س‬
‫ن‬ ‫الصدقا في النية‪:‬‬
‫صحيحا فيمحا يبدو سمنِ عمحله وفيمحا‬
‫د‬ ‫قصمده‬
‫قصمده فيكون ن‬
‫العُاملن ف عمحلسسه ف س‬
‫يبدو منِ قوله كذلك‪.‬ن‪.‬ن فقد يتكلم بكلمل حسجنِل جيل ويكون القصمدن فيه غي‬

‫‪ ()1‬سورة التوبة آية )‪. (119‬ن‬


‫‪47‬‬
‫ف ما تنبدي اللسجان ‪,‬‬ ‫حسجلنِ أو غي جيلل أو تكون السجريرةن منطويةد على سخأل س‬
‫صدقا القول مع كذب النية وعدم الصمدقا فيها ‪ ,‬بعُنى قد‬ ‫ن‬ ‫فحينئلذ ل ينفع‬
‫يثن على منِ يسجتحق الثناء منِ المحؤممنيم ولكنه يطوي ف قلبه بغضدا له أو سوءد‬
‫وإنا اضطره إل مدحه شيءس منِ القاصد ومنِ الغراض ‪.‬ن‪.‬نفهذا هو فسجاد‬
‫فحينئذ يكون القصمدن‬
‫ل‬ ‫خألف ما ينبطنِ‬
‫ة‬ ‫القاصد والنوايا وكذبا فهو إذدا يبدي‬
‫ظهر منِ الكرام‪ ,‬أو فيمحا‬ ‫مالفا للعُمحل فيمحا ني س‬
‫مالفاد للقول ‪ ,‬وكذلك قد يكون د‬
‫يعُم أحوالةه‬
‫ظهر منِ الحتام لنِ حواليه ‪ ,‬فالطلوب منِ الؤممنِ الصمدقا الذي ب‬ ‫ين س‬
‫الصمديقيم‪.‬ن‪.‬ن يقول‬
‫ويتابعُنه ف شؤمونه حت يدخأةل دائرتةه الت ترفعُه إل مراتب ك‬
‫يصدقا ويتحرُى‬
‫م‬ ‫صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم )) ول يزال الرُجأل‬
‫)‪(1‬‬
‫((‬ ‫صديقا‬
‫يكتب عند ال ل‬
‫د‬ ‫الصدقاد حتى‬

‫أولده‬
‫كلم وخأاطبة ة‬ ‫ومنِ هنا كان بعُضن أهل العُرفة منِ أهل الدينِ إذا ل‬
‫فرحهم فإنه يأت لم بشيء يشتيه‬ ‫قلوبهم أو ني ة‬
‫سجلر ة‬ ‫الصمغار ف البيت فأراد أن ني س‬
‫لم منِ اللعُاب أو غيها‪ ,‬ل يقول له سأشتي لك كذا وسآت لك بكذا‪,‬‬
‫أحضرت لك‬
‫ن‬ ‫ولكنِ يقول كيف ترى لو جئت لك بكذا ‪ ,‬وكيف ترى لو‬
‫العُمحل عنه‬
‫ف ن‬ ‫يتخل ن‬
‫يصمدر منه القول سآت بكذا أو كذا ث ل‬ ‫ة‬ ‫خأشية أن‬
‫ة‬ ‫كذا‪,‬‬
‫مطابق للكلم‪ ,‬فلُجلس هذا ترلز عنِ ذلك‬
‫ل‬ ‫فيكون القصمدن وقتة الكلمس غية‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب تفسجي قوله ال تعُال‪ :‬يا أيها الذينِ آمنوا اتقوا ال‬ ‫‪1‬‬

‫وكونوا مع الصمادقيم الديث‪ (5743) :‬ومسجلم ف كتاب البُ والصملة والداب‪ -‬باب قبح‬
‫الكذب وحسجنِ الصمدقا وفضله ف الديث‪ ,(2607) :‬وأبو داود ف كتب الدب – باب‬
‫التشديد ف الكذب الديث‪ (4983) :‬والتمذي ف كتاب أبواب البُ والصملة‪ -‬باب ما‬
‫جاء ف الصمدقا والكذب الديث‪(2038) :‬‬
‫‪48‬‬
‫الق تعُال ويتورلع ف إيرادهس الكلم مع أطفاله وأهلس بيته الصمغار‬
‫وصار يلتقي ل‬
‫عمحنِ سواهم ‪.‬ن‪.‬ن هذا مظهر الصمدقا ‪.‬ن‬
‫فضلد ل‬

‫مظهرن الصمدقاس ف النية والقصمدس منِ شأنه إقامةن الصمدقاس ف القولس وف الفعُلس‬
‫على وجههس‪ ,‬كمحا أنل الصمدقاة ف القول نسلسم إل الصمدقاس ف الفعُل‪ ,‬والصمدقان ف‬
‫ن‬
‫ينعُطف‬ ‫سلسم إل الصمدقاس ف النيةس والقصمد‪ ,‬إل أنل النيةة والقصمدة‬
‫الفعُلس ل‬
‫وجههمحا‬
‫كلها نفتقيمحهمحا على س‬ ‫كلها وعلى الفعُالس ك‬‫صدقنهمحا على القوالس ك‬
‫المثل‪ ,‬فالقول والفعُل يسجتقيمحان على الوجه المثل ف الصمدقا إذا استقامت‬
‫النية مع ال تبارك وتعُال‪ ,‬وف الديث أنه صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم‬
‫ئل عنِ الرجل يقاتل شجاعةد والرجل يقاتل حيةد والرجل يقاتل كي ينرى‬ ‫سن ة‬
‫مكانه ‪.‬ن‪.‬ن أيهم ف سبيل ال ؟ فأجاب أنل صاحبة صدقاس النية هو ف سبيل‬
‫)‪(1‬‬
‫((‬ ‫كلمة ال هي العليا فهو في سإبيلر ال‬
‫ال بقوله )) مدن قاتالد لتكوند م‬
‫معُان الصمدقا وتقيةقها ف‬
‫ب ة‬ ‫يتطل ة‬
‫لكل مؤممنِل ويتأكدن عليه أن ل‬
‫فحينئذل ينبغي ك‬
‫خلسجةس‬
‫العُمحر ل يبال بس ة‬
‫أفعُاله وف أحواله ؛ وما شأن الذي ير به ن‬
‫أقوالسه وف س‬
‫الكةذبسة منه ف القول ث ف الفعُل إل شأن الغافل عنِ ربه ‪ ,‬إل شأن الذي ل‬
‫يرفع الؤممنِن‬
‫يبال بصملحس قلبه‪ ,‬إل شأن الذي ل يسجتعُدب لخأرته ‪ ,‬فينبغي أن ة‬
‫نفسجةه عنِ هذا السجتوى ‪.‬ن‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب العُلم‪ -‬باب‪ :‬منِ سأل وهو قائم عالا جالسجا الديث‪,(123) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسجلم ف كتاب المارة‪ -‬باب‪ :‬منِ قاتل لتكون كلمحة ال هي العُليا الديث‪(1904) :‬‬
‫عنِ أب موسى الشعُري‪.‬ن‬
‫‪49‬‬
‫مول الممقك تبممارك‬
‫صمممد يشممين قم ن‬ ‫س‬ ‫س‬
‫وإلم م الصمممدقاس ف م الفعُمملس والصمممدقا ف م النيم مة والق ة‬
‫وتعُال عنِ الهاجرينِ الذينِ هاجروا مع نبينمما ممحمدل صمملى الم عليممه وآلممه وصممحبه‬
‫)‪(1‬‬
‫وسم م م م م م مملم بقم م م م م م م موله‬
‫فهجرتممم وذهممابم وسممعُينهم هممذا صممدقاس ف م الفعُ مل قممال‬
‫وصدقا القصمد‬
‫ن‬ ‫وهذا هو صدقان النية‬
‫شم مةمهد لم م ممم الم م ممقب تعُم م ممال بالصمم م ممدقا‬
‫عليهم رضوان ال‪ ,‬وقد نخأوطسبنا أن نكونة مع الصمادقيم‪ ,‬وف هذا بيانس للُمة ف‬
‫ومنِ النصمار الذينِ صدقوا ما عاهممدوا الم‬ ‫احتامس الصمحابة الكرام سمنِ الهاجرينِ س‬
‫عليممه كمحمما قممال جممل جللممه فم كتممابه‪ ,‬قممد أمرنمما أن نكممونة مممع الصمممادقيم‪ ,‬ويممبيمن‬
‫هممذا العُن م قممولن اللممه تبممارك وتعُممال‬

‫)‪ (2‬يقول س مبحانه وتعُممال‬


‫ت التبمماع للمحهماجرينِ وللُنصممار مممع‬ ‫فمأثب ة‬
‫)‪(3‬‬

‫النممب صمملى الم م عليممه وآلممه وصممحبه وسمملم‪,‬‬


‫فممال يرزقنمما كمحممالة الصمممدقا واتبمماع الصمممادقيم والممدخأول‬
‫ف دوائرهم إنه أكرم الكرميم وأرحم الراحيم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬سورة الشر آية ) ‪. ( 8‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة التوبة آية ) ‪. (117‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة التوبة آية )‪. (100‬ن‬
‫‪50‬‬
‫توجه ف إقامة‬
‫أل أيها الؤممنِ تنبه ‪.‬ن‪.‬ن أل أيها الؤممنِ تفطلنِ ‪.‬ن‪.‬ن أل أيها الؤممنِ ل‬
‫وجهه ف أقوالك وف أفعُالك وف مقاصدك ونياتك ‪.‬ن‪.‬ن حت‬ ‫الصمدقاس على س‬
‫رب العُاليم جل جلله ‪.‬ن‬‫تدخألة دوائرة الصمادقيم الذينِ يرفعن مراتبةهم ب‬

‫قلوبنا ومسجتقر أربابس الصمدقاس ديارةنا‬


‫حقائق الصمدقاس ة‬
‫س‬ ‫اللهم اجعُل مسجتقرل‬
‫مطا للصمدقا ‪ ,‬وصفة‬ ‫حت تكونة بيوتننا ومنازلننا وتكون مافلننا وتكون أسةنرنا ز‬
‫الصمدقا بارزة فيها على الوجه الذي تبه يا أكرم الكرميم ويا أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫والمحد ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪51‬‬
‫الدرس الثاني عشر‬
‫الرحمة‬
‫وسلم على نبيه‬
‫كل حال ‪ ,‬وصلى ال ة‬ ‫ل أبلغ المحد وأتمحله على ك‬
‫المحد س‬
‫خأي صحبل وآل‪ ,‬ومنِ تبعُةهم بإحسجانل إل يوم‬
‫ممحد وآله وصحبه س‬ ‫الصمطفى ل‬
‫الآل ‪.‬ن‬

‫أخألقا السلم بالسجلم تصمفكيه وتننقكيه وتطهكره وترفعن‬


‫ن‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإنه ما تزالن‬
‫وخأنلقا صلى ال‬
‫هيأ سلمحرافقةة النب الصمطفى أحسجنِ الناس ةخألقا ن‬‫مرتبتةه حت يتة ل‬
‫عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪ ،‬ولقد جاءنا ف حديثه الصمحيح )) إن من‬
‫قرُبركم مني دمجلسام يوما القيامة أحاسإنمكم أخلقام (()‪ (1‬وفي‬
‫أحبلكم إللي وأ د‬
‫رواية )) أحبكم إلي وأقرُبكم مني مجلسا يوما القيامة أحاسإنكم أخلمقا‬
‫إن من خيارركم أحاسإمنكم أخلقام (()‪ ، (3‬ول تزال‬
‫الموطؤون أكنافا (()‪ )) (2‬ل‬
‫أخألقا السلم بالسجلم ترفع مرتبتةه ‪ ،‬ترفع مقامه ‪ ،‬ترفع منمزلته ‪ ،‬تنعُلي مكانتةه‬
‫طهره وتصمكفيه حت يتهيأ للدرجات العُلى‪ ,‬والقرب منِ الق تبارك وتعُال‬ ‫‪ ،‬تن ك‬
‫وخأي اللأ ‪.‬ن‪.‬ن أل فليحرص الؤممنِ عليها فإنل الخألقاة الفاضلة مرتبطس بعُضها‬
‫ببعُض‪ ,‬وقد سبق الديث عنِ جلةل منِ الخألقا النبوية الكرية الفاضلة الت‬
‫ممحد صلى ال‬‫لسجان الرسول الصمطفى ل‬ ‫دعانا إليها دينِن ال تبارك وتعُال على س‬

‫)( رواه التمذي ف أبواب البُ والصملة‪ -‬باب‪:‬ما جاء ف معُال الخألقا الديث‪(2087) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫وقال‪ :‬حديث حسجنِ غريب ‪ ,‬ورواه البيهقي ف شعُب اليان عنِ ابنِ عباس‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬رواه الطبُان عنِ أب هريرة ‪.‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬حسجنِ اللق الديث‪ ,(5688) :‬ومسجلم ف‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب الفضائل‪ -‬باب‪ :‬حيائه صلى ال عليه وسلم‪ ,‬والمام أحد عنِ عبدال بنِ عمحرو‪.‬ن‬
‫‪52‬‬
‫عليه وسلم وبعُضها يقكوي بعُضا‪ ,‬وبعُضها يثمحر بعُضا ويرسخ العُن ف نفس‬
‫الؤممنِ وقلب الؤممنِ وحياة الؤممنِ ‪.‬ن وقد سبق الكلم عنِ معُان الصمدقا ووجود‬
‫ورث‬
‫مظاهر ذلك الصمدقاس انطواءن القلبس على الرحة الت نت س‬
‫س‬ ‫الثر فيه ‪ ،‬وإنل سمنِ‬
‫اللطفةة ف القول واللطفة ف العُاملة ‪.‬ن‬

‫صاحبه على الرلقة وح ل‬


‫له بالرأفة‬ ‫ة‬ ‫وصف ف القلب إذا انبعُثة فيه ة‬
‫حل‬ ‫س‬ ‫الرحة‬
‫حزنه ما‬
‫فرح السجلم ‪ ،‬وين س‬‫فرحه ما ني س‬
‫يشق على السجلم ‪ ،‬وين س‬
‫يشق عليه ما ب‬
‫خأذ ب‬‫فأ ة‬
‫حزن السجلم ‪ ،‬ويصمبح بذلك حريصماد على نفع السجلمحيم وعلى خأدمة‬
‫ين س‬
‫السجلمحيم وعلى أداء حقوقا السجلمحيم وعلى السجعُي ف مصمال السجلمحيم ‪ ،‬نخألق‬
‫الرحة اللق الذي وصف ال به نبيله الصمطفى صلى ال عليه وسلم ف كتابه‬

‫)‪ (1‬وقال عنِ رسالته‬


‫))‬ ‫)‪ (2‬وهو القائل صلى ال عليه وسلم‬
‫الرُاحمون يرُحمهمم الرُحمنم تابارك وتاعالى (()‪. (3‬ن‬

‫الرحة قلبدا اقتضت معُالن منِ اللطفة‪ ,‬معُالن منِ اللطف‪ ,‬معُالن‬
‫ودعت ن‬ ‫إذا أن س‬
‫منِ الحسجان‪ ,‬معُالن منِ الرص‪ ,‬معُانل منِ الشفقة ‪.‬ن‪.‬ن أعن الرصة على منفعُةس‬

‫‪ ()1‬سورة التوبة آية )‪. (128‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة النبياء آية ) ‪. (107‬ن‬
‫)( رواه المام أحد ف مسجنده‪ ,‬والبخاري ف الدب الفرد وأبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب‬ ‫‪3‬‬

‫الرحة الديث‪ (4941) :‬والتمذي ف أبواب البُ والصملة‪ -‬باب ما جاء ف رحة الناس‬
‫الديث‪ (1989) :‬عنِ ابنِ عمحر ‪ ,‬وقال ‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪.‬ن‬
‫‪53‬‬
‫أعظم أخألقا هذا الدينِ ‪ ،‬اللهم حكلنا‬
‫وخأدمة الناس با قدرة عليه ‪.‬ن‪.‬ن فمحا ة‬
‫س‬ ‫اللق‬
‫با وحققنا بقائقها برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬
‫آثار خألق الرحمة‪:‬‬
‫خألممقن الرحممة إذا تكلم منِ فم م القلممب ظهممرت آثممارن اللطفممة فم م الفعُممل والقممول‪,‬‬
‫فتجممد الرحيمممة ملطف ماد لممنِ ح مواليه ‪ ،‬هيكن ماد ليكن ماد سممهلد يممرص علممى منفعُممة الغيم مس‬
‫وعلممى مصم مملحته أكممثر مممنِ حرصممه عل ممى مصم مملحته هممو الشخصمممية ومنفعُتممه هممو‬
‫ودع قلبنمه ممنِ الرحمة ‪ ،‬فيتموفر حظلبمه ممنِ رحمة الرحمنِ جمل جللمه لألن‬ ‫الذاتية لا أن س‬
‫المزاءة مممنِ سجنممس العُمحممل ‪.‬ن فمحممنِ ةرحممم عبممادة الم مممنِ أجم سمل الم ةرسح ةمحمه الم تبممارك‬
‫وتعُممال ‪.‬ن فعُلممى الممؤممنِ أن يتفلقممد نفسجمةه فم نخألممق الرحممة والثبممات عليهمما‪ ,‬ورحمحتممه‬
‫بالصم ممغي والكم ممبي وخأصموصم ماد أه ممل الضم ملعُف وأه ممل الفق ممر وأه ممل السج ممكنة وأه ممل‬
‫العُاهات وأهل النلكبات منِ السجلمحيم ومنِ الؤممنيم ‪.‬ن وف الديث )) ثلثاد من‬
‫كن فيه فقد موقي شملح نفسره‪ :‬من أدى الزكععاة ‪ ،‬وقعرُى الضععيف‪ ،‬وأعطععى فععي‬
‫ل‬
‫النائب عة (()‪. (1‬ن إعطمماؤه فم م النائبممة إذا نممابت نائبم مة‪ :‬إنبعُمماثس مممنِ الرحممة إذا نممابت‬
‫ليسجاهم ويسجاعدة فم الواسمماة فم النائبمة وتفيمف‬
‫ة‬ ‫مسجلمحاد نائبةس منِ النوائب انبعُث‬
‫أخألقا السمملم جمماء بممه النممب صمملى الم عليممه‬
‫س‬ ‫ثسقلهمما ‪ ،‬فوصممفن الرحممة نخألممقس مممنِ‬
‫وآله وسلم فعُلةمحنا حقائقةه ومعُانيه فقد وصف الم أصحابة النمب بالرحماء فقمال‬
‫)‪ (2‬ورفم م م م م ممع الم م م م م ممق‬

‫)( رواه الطبُان ف الكبي عنِ خأالد بنِ زيد بنِ حارثه‪.‬ن والافظِ اليثمحي ف ممحع الزوائد‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب الزكاة‪ -‬باب فيمحنِ أدى الزكاة وقرى الضيف الديث‪ ,(2364) :‬وقال ف الصابة‪:‬‬
‫إسناده حسجنِ ‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة الفتح آية )‪. (29‬ن‬
‫‪54‬‬
‫الرحة إل بلوغس مراتبس اليثارس فقال تعُال‬
‫تعُال شأنة وصفسهم هذا منِ س‬

‫)‪ (1‬ه ممذه ش ممهادةس نعظمح ممى م ممنِ ال ممرب لسج ممادتنا‬
‫هاجرتما إلم الدينمة النملورة فتةللقةيتةما رسمولة‬
‫النصمار وهم القبيلتمان اليمحانيتمان اللتمان ة‬
‫ال هناك بعُد أن اسةتوطنتا طيبةة الطيبة الت طابت برسول ال‪ ,‬الممذينِ سممبقوا إلم‬
‫اليان بممه وقمماموا بم كمق نصممرته عليهممم رضموان الم‪ ,‬شةمهد اللمه تعُممال لمم بممالفلح‪،‬‬
‫وهمو الفموز ف المدنيا والخأمرة وأثنم عليهمم ف كتمابه وذكمر وصمفة اليثمار المذي‬
‫محكنها منِ القلب ومنِ الفؤماد عليهم رضوان ال ‪.‬ن‬ ‫هو نتيجة قوة الرحة وتة ب‬
‫تعدد مظاهر الرحمة في الشريإعة‪:‬‬
‫جاءت الشريعُةن بالرحة للصمغي والكبي ‪ ،‬جاءت الشريعُة بالرحة حت‬
‫للحيوانات‪ ,‬جاءت الشريعُة بالرحة لكل ذي كبلد رطبة )‪(2‬وجعُل ة‬
‫الجر ف‬
‫مواساتا إل حدودس أن ذكرت لنا الشريعُةن أن امرأدة كانت منِ بن إسرائيل بةسغي‪,‬‬
‫عُمحلل‬
‫الرحة بس ة‬
‫ولكنها رحسةمحت كلباد منِ الكلب ف يوم منِ اليام وترجت ة‬
‫وتاب عليها ووفلقها لسجنِ التوبة‪,‬‬
‫صدقت فيه‪ ,‬ةفةرسحةمحها ال وغفر لا وسامها ة‬
‫يقول عنها صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم كمحا جاءنا ف الصمحيحيم‪ :‬أنا‬
‫اشتلد با العُطش فلم تد إل بئراد ليس عليها دلو ول رشا فخرجت ث طلعُت‬

‫سورة الشر آية )‪. (9‬ن‬ ‫‪() 1‬‬


‫)( كمحا ورد عنه صلى ال عليه وآله وسلم ) في كل كبد رطبة أجأرُ ( رواه البخاري كتاب‬ ‫‪2‬‬

‫السجاقاة‪ -‬باب فضل سقي الاء الديث‪ (223) :‬ومسجلم ف كتاب السجلم‪ -‬باب فضل‬
‫سقي البهائم التمة وإطعُامها الديث‪ (2244) :‬عنِ أب هريرة‪.‬ن‬
‫‪55‬‬
‫لسجانه ف الندوة‪ ,‬فقالت وال أصاب‬ ‫فإذا بكلبل يلهثن حوال البئر فأخأذ يضع ة‬
‫هذا الكلب منِ العُطش مثل الذي أصابن فرجعُت إل البئر مرة أخأرى‬
‫وأخأرجت خألفها منِ رجلها فمحلُته بالاء ووضعُتهن ف فيها وأمسجكته به حت‬
‫ارتفعُت وسقت ذلك الكلب فغفر ال تبارك وتعُال لا )‪. (1‬ن‪.‬ن وقد جاء أنه‬
‫إناء فيه ماء قليل تريد أن‬
‫هرة ةدنت منِ ل‬‫صلى ال عليه وآله وسلم رأى ف بيته د‬
‫الاء منِ فمحسها‬
‫وقرب ة‬ ‫تشرب ةفبعُنةد عليها الاء فجاء بنفسجه فأصغى لا الناء ل‬
‫حت تشرب‪ ,‬فلمحا نظر ذلك بعُضن أصحابه قال يا رسوةل ال تصمنع أنت هذا‬
‫ف هذه قال )) إنها ليست بنجس إنها من الطلوافين عليكم (()‪ (2‬أي إنا‬
‫أعظم رحته وشفقته ‪.‬ن! وامتلُت سيته‬‫تقوم ببعُض الدمة ف البيت ‪ ،‬فمحا ة‬
‫بذلك وبمحلطفاته بالصمغي والكبي عليه الصملة والسجلم حت لا رآه القرع بنِ‬
‫حابس وهو يقكبل بعُض الطفال قال يا رسول ال إن ل منِ الولد عشرة ما‬
‫ع ال رمن قلربك الرُحمة ((‬
‫)‪( 3‬‬
‫ك لك أن نز د‬
‫قبلت أحداد منهم قال )) أو أمل م‬
‫وخألقنا ال‬
‫ول نتنمةزع الرحةن إل منِ شقي ‪.‬ن‪.‬ن فصملى ال على البعُوث بالرحة ل‬

‫)( أصل هذا القصمة ف البخاري ف كتاب بدء اللق‪ -‬باب إذا وقع الذباب ف شراب‬ ‫‪1‬‬

‫أحدكم فليغمحسجه الديث‪ ,(3143) :‬ومسجلم ف كتاب السجلم‪ -‬باب فضل سقي البهائم‬
‫التمة وإطعُامها الديث‪. (2245) :‬ن‬
‫)( رواه أبو داود ف كتاب الطهارة باب‪ -‬سؤمر الرة الديث‪ (75) :‬والتمذي ف كتاب‬ ‫‪2‬‬

‫الطهارة باب‪ -‬ما جاء ف سؤمر الرة الديث‪ (92) :‬وابنِ حبان ف صحيحه والاكم ف‬
‫السجتدرك عنِ أب قتادة والبيهقي عنِ عائشة‪.‬ن‬
‫)( واه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب رحة الولد وتقبيله ومعُانقته الديث‪,(5651) :‬‬ ‫‪3‬‬

‫ومسجلم ف كتاب الفضائل – باب رحته صلى ال عليه وسلم للصمبيان والعُيال الديث‪) :‬‬
‫‪.(2317‬ن‬
‫‪56‬‬
‫حظنا منِ الرحة إنه أكرم الكرميم وأرحم‬
‫خنلق الرحة ‪.‬ن‪.‬ن أسأل الة أن يولفر ل‬
‫بس ن‬
‫الراحيم ‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه أجعُيم‬
‫والمحد ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪57‬‬
‫الدرس الثالث عشر‬
‫إدخأال السروأر على قلوب المسلمين‬
‫الود والمتنان ‪ ,‬وصلى ال وسلم على‬
‫ل الرحيمس الرحنِ ‪ ,‬ذي س‬‫المحدن س‬
‫الصمطفى منِ عدنان ‪ ,‬وآله وأصحابه ومنِ سار على منهجهم منِ أهل‬
‫وضع اليزان وعلينا معُهم وفيهم برحتك يا أرحم الراحيم‪.‬ن‬
‫الحسجان إل يوم س‬

‫خألقا السمملم تأخأممذن بالسجمملم نممو الممادلة فم السممتقامة حممت‬


‫أممما بعُممد‪ :‬فممإن أ ة‬
‫يتهيم ممأ لعظم مممس كرامم ممةل‬

‫)‪ (1‬تدثنا سابقدا عمنِ بعُمض معُمان الرحمة المت ل يتلسجمع لعُانيهما أوقماتس يسجمية ول‬
‫س معُ م ممدودة‪ ,‬ولك م ممنِ الش م ممارةة إلم م م عظي م مممس تل م ممك الخألقا واللتف م ممات سن م ممو‬
‫درو س‬
‫محتهمما يكفممي الممؤممنِ بممأن يتش ملبث ببممل التكصممماف بمما ويممرص عليهمما وحينئممذ‬ ‫عظ س‬
‫ة‬
‫أثر القبال منه على ال عز وجل ‪.‬ن‬ ‫الق تعُال منِ س‬ ‫ينكرم با يقابله به ب‬
‫من ثمار الرحمة إدخأال السروأر على القلوب‪:‬‬
‫إذا انبعُثت الرحةن ف قلب الؤممنِ أثرت الحرُصاد على إدخال السرُور على‬
‫يسجر قلبة مةنِ ةحواليه‬ ‫القلوبَ ن‬
‫فتجد السجلم حريصمدا ف أحواله الختلفة على أن ل‬
‫سجلره بارئه وخأالقه ف‬
‫رجاء أن ةي ن‬
‫ويتسجابق إل إدخأال السجرور على السجلمحيم ة‬
‫حياته وعند ماته وبعُد ماته‪ ,‬وقد جاءنا ف الديث عنه صلى ال عليه وآله‬
‫وصحبه وسلم )) من لقدي أخاه المسلم بما يحب ال ليسلرُه بذلك ‪ ،‬سإلرُه‬

‫‪ ()1‬سورة فصملت آية )‪. (30‬ن‬


‫‪58‬‬
‫ال عز وجأل يوما القيامة (()‪ (1‬وف بعُض الثار ))ما رمن مؤممن أدخدل على‬
‫مؤممن سإرُومرا إل خلدق الم من ذلك السرُور ملمكا يعبد الد ويملجده‬
‫ويولحده‪ ,‬فإذا صار المؤممن في لحدهر جأاء السرُومر الذي أدخدله عليه فيقول‬
‫له‪ :‬أما تاعرُفني؟ فيقول‪ :‬دمن أنت؟ فيقول‪ :‬أنا السرُور الذي أدخلتني على‬
‫س وحشدتك وأللقنك حلجتك وأثبتك بالقورل الثابت‬ ‫فلن أنا اليوما أون م‬
‫ك منعزدلك من الجنة((‬‫وأشهد بك مشهدد القيامة وأشفع لك عند ربك وأري د‬
‫)‪. (2‬ن‪.‬ن‬

‫وجبُ خأواطرسهم وإدخأال الفرح عليهم‬‫فالرص على ةمسجرلسة خأواطسر السجلمحيم س‬


‫لق منِ أخألقا السلم جاء به الصمطفى صلى ال وسلم وبارك عليه وعلى‬ ‫نخأ س‬
‫أكرم اللق عليه )‪ (3‬سلةمحا يرى‬
‫سجه أنه ن‬ ‫آله فكان مثالد أعلى ف ذلك‪ ,‬يظنِ جلي ن‬
‫منِ ملطفته ومؤمانسجته وحسجنِ إدخأاله السجرور على قلب منِ حواليه صلى ال‬
‫بأخأبار تلك اللطفات‬‫س‬ ‫وسلم وبارك عليه وعلى آله ‪ ،‬امتلُت سيتنه الشريفة‬
‫فعُلةم أصحابةه كيف نيدخأسلون‬‫وتلك الؤمانسجات منه عليه الصملة والسجلم ل‬
‫السجرورة ويرصون على ذلك ف قلوب منِ حواليهم منِ الؤممنيم ومنِ السجلمحيم‬
‫حت جاء ف الديث أنه قال لب هريرة )) لن تامشي في حاجأةر مسلمم‬
‫عشرُ سإنين(()‪ (4‬س‬
‫خأي منِ أن‬ ‫خيرُ مرن أن تاعتكفد في مسجدي هذا د‬
‫فتقضيها د‬
‫إدخأالك السجرور على قلبس مسجلمل‬
‫عشر سنيم ن‬
‫مسججد رسول ال ة‬
‫س‬ ‫تعُتكف ف‬

‫‪ ()1‬رواه الطبُان ف الصمغي عنِ أنس بنِ مالك وإسناده حسجنِ‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬رواه ابنِ أب الدنيا ف قضاء الوائج ‪.‬ن )) التأكد منِ رفعُه؟؟؟؟ ((‬
‫‪ ()3‬أخأرجه التمذي ف الشمحائل منِ حديث سيدنا علي‪.‬ن‬
‫‪ ()4‬رواه الطبُان والاكم عنِ ابنِ عباس وصححه‪.‬ن‬
‫‪59‬‬
‫تقرب التقربون إل ال منِ خأيار السجلمحيم‬‫قضاء حاجته‪ ,‬ومنِ هنا ل‬ ‫بالسجعُي ف س‬
‫ف الوقات الختلفة بقضاء حوائجس السجلمحيم وإدخأال السجرور على قلوبم على‬
‫دخأل السجرورة عليهم‪,‬‬
‫وجه الصمدقا بعُناه‪ ,‬إذا تكلمحوا معُهم تكلمحوا با ني ن‬
‫وقلوبنهم ملنة با قالوا فل تزال نواياهم خأياد منِ أعمحالم كمحا جاء ف‬
‫خيرُ من عمله (()‪ (1‬قد يعُمحل النافقن د‬
‫عمحل ولكنِ نيتةه‬ ‫الديث )) نية المؤمن د‬
‫عمحل فتكون نيتنه‬
‫العُمحل سيئدا كانت النية أسوأ‪ ,‬ويعُمحل الؤممنِ د‬
‫سيئة ولو كان ن‬
‫فنيته أحسجنِ منِ هذا العُمحل لنه يةةوبد أنه ة‬
‫عمحل‬ ‫حسجنا ل‬
‫أحسجنِة ولو كان العُمحل د‬
‫بذله‪ ,‬فهذا شأن الصمدقاس ف الرحةس‬‫أكثر وأنه لأدى أوفر ولكنِ الذي ف وسعُسه ة‬
‫الرص على إدخأال السجرور على قلوب منِ نيجالسجنا ومنِ يتحدث‬
‫ن‬ ‫تفرع عنه‬
‫الن ك‬
‫خيرُكم لهله‬
‫معُنا‪ ,‬لجل هذا جاء خأبُ الهل ف الديث وقال )) خيرُمكم م‬
‫وأنا خيرُمكم لهلي (()‪ (2‬صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ,‬فكان الثالة‬
‫العظم ف إدخأال هذا السجرور على قلوب السجلمحيم والؤممنيم‪ ,‬وكان صاحبة‬
‫اللقس الكري ف بيته وف منمزله وف معُاشرته عليه الصملة والسجلم يتلسجع بالنه‬
‫ويدثه ‪ ,‬فكان‬‫وماله لكل ما نيلقي أمامةه ولكل مةنِ يقابله ولكل منِ يالسجه ك‬
‫بديهةدد ‪ -‬رآه بديهة أي لول مرة – هابةه‪ ،‬ومنِ‬
‫مع نوره الشريف ةمنِ لقيةه ة‬
‫جليسجه‬
‫فيظنِ ن‬ ‫أحبه صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ,‬ب‬ ‫سجه ل‬ ‫وجال ة‬
‫خأالةةطه ة‬

‫)( رواه البيهقي ف شعُب اليان عنِ أنس ‪ ,‬والطبُان ف الكبي منِ حديث سهل بنِ سعُد‬ ‫‪1‬‬

‫ومنِ حديث النواس بنِ سعُان‪ ،‬وكلها ضعُيف‪.‬ن‬


‫)( رواه ابنِ ماجه عنِ ابنِ عباس ف كتاب النكاح‪ -‬باب حسجنِ معُاشرة النسجاء الديث‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪. (197‬ن والتمذي ف أبواب الناقب‪ -‬باب ما جاء ف فضائل رسول ال الديث‪) :‬‬
‫‪ (3985‬وابنِ حبان ف صحيحه الديث‪ (4177) :‬عنِ عائشة وقال ‪ :‬حديث حسجنِ‬
‫صحيح ‪.‬ن‬
‫‪60‬‬
‫سجنِ ملطفته وإدخأاله السجرة على قلب مةنِ حواليه‬
‫أكرم الناس عليه منِ نح س‬
‫أنه ن‬
‫صلى ال وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه‪.‬ن‬

‫قلوب الناس‪ ,‬وخأصموصا‬


‫السجرور على س‬
‫س‬ ‫س‬
‫إدخأال‬ ‫فليحرص الؤممنِن على‬
‫س‬
‫أعظم العمحال عند ال‬
‫السجتضةعُفيم والكبار ف السجنِ والرضى‪ ,‬فإن ذلك منِ س‬
‫تعُال وأرفعُسها ف الدرجة‪ ,‬فل يفوت السجلم هذا اللق الكري الذي دعاه إليه‬
‫نبيه العُظيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪,‬‬
‫والمحد ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪61‬‬
‫الدرس الرابع عشر‬
‫بر الوالديإن‬
‫وصحبه ومنِ اهتدى‬
‫س‬ ‫وسلةم على سيدسنا ممحدل وآله‬
‫ال ل‬‫المحد ل‪ ,‬وصلى ن‬
‫جيع أنواعس الفتس والزيسغ‬
‫ويسجلم منِ س‬
‫ن‬ ‫بداه‪ ,‬وجعُلنا ال لمنِ يهتدي بذلك الدى‪,‬‬
‫والردى‪ ,‬إنه أكرمن الكرميم وأرحم الراحيم ‪.‬ن‬

‫أخألقا هذا السلمس العُظيم ل تزال أنوارنها تلُ جوانحة السجلمس‬ ‫ة‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإنل‬
‫ال العُظيم‪ ,‬حت يهدأ له البال‪,‬‬ ‫ور س‬‫مالت حياته بسن س‬
‫س‬ ‫السجتقيمس‪ ,‬ول تزال تنوكر‬
‫ويلتسجعة ف الستقرارس له الال ‪.‬ن‪.‬ن وإنل ما جاء عنِ الكبيس التعُال منِ هذه‬
‫ورفع القرآنن‬
‫عظمحت الشريعُةن شأنه‪ ,‬ة‬ ‫أمر ل‬‫الخألقاس الفاضلة بر الوالدينِ وهو س‬
‫أمر تقومن به الياة على وجهها المحيل‪,‬‬ ‫الق بنفسجه بيانةه ‪.‬ن‪.‬ن وهو س‬ ‫مكانةه‪ ,‬وتولى ب‬
‫أمم الكفر الت ل تدخأل ف الشريعُة‬ ‫أكثر س‬
‫ف معُرفةس العُروفس والمحيل‪ ,‬بعُن أنل ة‬
‫ضعُفا‪ ,‬وإنل الكثية منهم مةنِ يذهبن بأبيه‬ ‫حقا إذا كبسرا وإذا ة‬ ‫ل تعُرف للوالدينِ ز‬
‫ترعى ندةونلهم بعُضة‬
‫أو أمه إل أماكنِس الدولة ليكونة مع العُجةةزة ومع الذينِ ة‬
‫ضعُه‬ ‫س‬
‫خرنجه منِ بيتسه ويذهبن به إل بيتس الضعُةفة والعُجةزة في ة‬ ‫مصمالهم‪ ,‬نفي س‬
‫الال مع البناء ‪.‬ن‪.‬ن‬‫هناك ‪.‬ن‪.‬ن حانلم مع الباء هكذا‪ ,‬وانعُكةس ذلك أيضدا على س‬
‫تسجكنِ فيها ف بيت إما‬
‫ن‬ ‫فكم مسنِ أولئك الكفار إذا ةكةبُ ابننه ‪.‬ن‪.‬ن قال‪ :‬الغرفة الت‬
‫أن تدفعة إياراد عليها‪ ,‬أو ترج لسةككةنِ غيةك فيها وأجرةتها عليه! هذا الذي‬
‫يعُيشونه اليوم وهذا الال الذي يعُايشونه اليوم ف كثيل منِ دولم‪ ,‬بينمحا ن‬
‫تأخأذ‬
‫صمور هذا عنِ واقعُسهم ف‬ ‫الظاهر والزخأارفس عقولة بعُضس السجلمحيم فل يتة ل‬ ‫س‬ ‫برجةن‬
‫الؤمخأسر القدكم جل‬
‫بلدانم الت ةيصمسنفونا بالتقدم مثل ‪.‬ن‪.‬ن حقيقةن التقدم ف تعُاليم ك‬

‫‪62‬‬
‫يرفع شأنة خألقسه‪ ,‬فجاءت‬‫عباده وأعلم با ن‬
‫بصمال س‬
‫س‬ ‫جلله الذي هو ن‬
‫أعلم‬
‫كثيا منِ المم تمحلنهم طبيعُتنهم وفسطرتنهم على‬
‫الشريعُة بثلس هذا على أنل د‬
‫شيء منِ حقك الوالد أو الوالدة‪ ,‬ولكنِ بالتصمال بالياسن وشرعس ال ن‬
‫تعُظم‬ ‫معُرفةس ل‬
‫الفطرة مسجتقيم ‪.‬ن‪.‬ن بسجزر‬
‫س‬ ‫مال مع‬
‫مالها الطبيعُي بل س‬‫غي س‬ ‫النمزلة وتأخأذ مالد ة‬
‫خألق جل جلله وتعُالت عظمحته‪ ,‬وعند ضياعس‬ ‫لتعُظيمل وتكري ‪.‬ن‪.‬ن شرعةه الذي ة‬
‫اللق فتحصمل الشكوى منِ عقوقاس‬ ‫سجنِ التبية يفوتن هذا ن‬‫وح س‬‫حقائق اليان ن‬
‫س‬
‫يسجتقوا شرابة‬
‫وخأروجهم عنِ الطاعة‪ ,‬وما كل ذلك إل لنم ل ة‬ ‫س‬ ‫البناء والبنات‬
‫حقائق العظام للرحنِ جل جلله‪ ,‬فانعُكس على‬ ‫ن‬ ‫حل ف قلوبسهم‬ ‫اليان ول ةت س‬
‫أمره‬
‫ال العُظيمة ة‬‫رف أنل ة‬
‫ال ع ة‬ ‫عظم ة‬
‫عُظمحوا الباء ‪.‬ن‪.‬ن لنل ةمنِ ل‬
‫هذا أنم ل ين ك‬
‫بتعُظيمس أبيه وتعُظيسم أمه وبالحسجانس إليهمحا كمحا جاءنا ف القرآن بقضى أي‬
‫)‪ ( 1‬ث‬ ‫بكمل منِ ال‬
‫خأصمص هذه الرحلة بعُنايةل منه ف هذه‬
‫ة‬ ‫الق على مرحلةس الكسةبر ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫نصل ب‬
‫اليات‪ ,‬وهذا الذي منه العُاناةن الكثي اليوم ف خأارج نطاقا السجلمحيم وف‬
‫الضائعُيم منِ السجلمحيم مع آبائهم‬
‫صعُب‬ ‫بكلمحة تضجبنر قط‪ ,‬كبي ثقيل ‪.‬ن‪.‬ن ة‬
‫س‬ ‫ل تنطق‬
‫وسخه منِ‬
‫تأخأذ ة‬
‫مشينه ‪.‬ن‪.‬ن صعُب قيامه ‪.‬ن‪.‬ن قد يعُجز عنِ القيام؛ يتاج إل أن ة‬
‫تته‪ ،‬وأن تقدكم له الطعُامة بنفسجك وبيدك ‪.‬ن‪.‬ن ل تقل أف‪ ,‬فقد طالا نظلفوك منِ‬
‫مرضت كأنل الرضة‬
‫ة‬ ‫صغرك ‪ ،‬وربلوك حت إذا‬
‫أقذارك ف س‬
‫وصفوك عنِ س‬ ‫أوساخأسك ل‬
‫طار النومن منِ عيونم لجلك ‪ ،‬فقل‬
‫فيهم دونك‪ ,‬وإذا سهرتة ة‬

‫‪ ()1‬سورة السراء آية )‪. (23‬ن‬


‫‪63‬‬
‫قال تعُال‬ ‫)‪(1‬‬

‫ضعُفسهمحا ف حالة عجزسها إذا قال أتعُبتنك يا‬


‫)‪ (2‬ف حالة ة‬
‫عزي وهذه كرامتي‬ ‫قل القولة الكري ‪.‬ن‪.‬ن قل يا أب هذه سعُادت وهذا ك‬‫ولدي ‪ ،‬س‬
‫وجعُلت رأسي‬
‫ن‬ ‫لت س‬
‫لك‬ ‫تت قدمسك وأنا مهمحا تذل ن‬
‫أن أخأدنةمك ‪ ،‬ويا أمي النةن ة‬
‫جنة ال تعُال ‪ ،‬فل يسجمحعُونة منك إل‬‫تتة قدمك ةفسلي العُزةن ول الشرف ول ن‬
‫فوقا ذلك قال‬ ‫القولة الكري‬
‫)‪ (3‬تدعو لمحا مع‬
‫هذه الخألسقا كلها معُهم أنت ل تكتفي بذا بل تتولجه إل ال أن يازةيهم‬
‫ت صغياد‬
‫عنك إذ رلبوك وكلبُوك وقد كن ة‬
‫‪.‬ن‬

‫ظهره فسجارة با منِ‬


‫حل أمله على س‬‫حاجا منِ اليمحنِ ة‬
‫ابنِ عمحرة ز‬
‫لذلك لا لقي ن‬
‫طاف با وسعُى با وأوقفها بعُرفة‪ ,‬وكان يتولى شأنةها وتنظيفةها‬
‫اليمحنِس حت ة‬
‫فلقيه وهو يطوف با فقال يا ابنِة عمحر‬‫وتوضئتةها وتغسجيلةها وجيعة حاجاتسها‪ ,‬ة‬
‫علي؟ قال ول كل‬ ‫حقها الذي ة‬
‫ت ل‬ ‫إن عمحلت مع أمي هذه كذا وكذا أتران ألدي ن‬
‫الذي عمحلتة بزفرةل منِ زفراتسها حيم ولدةت بك)‪ ، (4‬قال هذا ل يسجاوي د‬
‫زفرة منِ‬
‫عقلت المر‪.‬ن‬
‫زفراتسها حيم الولدةس بك لو ة‬

‫‪ ()1‬سورة السراء آية )‪. (24‬ن‬


‫‪ ()2‬سور السراء آية )‪. (23‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة السراء آية )‪. (24‬ن‬
‫‪ ()4‬رواه البزار ف مسجنده ‪.‬ن‬
‫‪64‬‬
‫عظمة منهج السلم في تقويإم المجتمع‪:‬‬
‫فمحا أعظةم حكق الوالدينِ ف هذه الشريعُة‪ ,‬وما أعظةم تقوسي منهج السلم‬
‫ت السجلمحيم ‪.‬ن‪.‬ن يعُيش التمحع ليس مرد متكافل‪ ,‬بل متكامل‪ ,‬متفاضل‬ ‫لتمحعُا س‬
‫ضه خأةي البعُض بقسجلط وعدلل وبالء ونأن ل‬
‫س وراحلة وفرلح وسرور‪ ,‬فإن‬ ‫يسن بعُ ن‬
‫كنت طفلد صغديا فهناك أخألسقا ف السلم تعُكلم الكباةر كيف يرببون الصمغي‪,‬‬
‫وإذا كنت شازبا قوزيا فهناك أخألسقا لك وأخألسقا لنِ دونك ولنِ فوقك‬
‫س‬ ‫س‬
‫ت إل الشيخوخأة والكةبُ ففي متمحسع السلم توقيس‬ ‫يتخللقون با معُك‪ ,‬وإذا صر ة‬
‫ت ماضي نعمحسرك بهدك ف الصملحة وف النفعُة‬ ‫لك واحتام لنك قد بذل ة‬
‫صمك وذاتك ولكنِ بعُقيدستم‬ ‫فأنت الن موضع الحتام نسيبلونك ل لج سل شخ س‬
‫ألن إجلةلك منِ إجلسل ال يقول نب ال ف الديث )) إلن من إجألرل ال‬
‫)‪( 1‬‬
‫((‬ ‫إكرُامما ذي ال ل‬
‫شيبة المسلم‬
‫لون في النسبر‬
‫مدن ليتقي ال والممد د‬ ‫حق يقوما به‬
‫فالوالدان لهم ل‬

‫أعظم القوقاس بعُد حقك ال ورسولسه صلى ال عليه‬


‫إذاد فحقب الوالدينِ منِ س‬
‫شكرها بشكرسه تعُال‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم لذلك جاء ف القرآنس ربطن س‬
‫)‪( 2‬‬

‫)( رواه أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬ف تنمزيل الناس منازلم الديث‪(4835) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال ‪ :‬حديث حسجنِ ‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة لقمحان آية )‪. (14‬ن‬
‫‪65‬‬
‫البر سلف‪:‬‬
‫أثرها‬
‫عُجل ال ة‬ ‫الرحم التي تقدلم الديثن عنها ين ك‬ ‫صلة ل‬
‫ث إنل هذا البُل كذلك ن‬
‫عمحره ويسجلر‬
‫ال ة‬ ‫قبل الخأرة فل يقومن أحدس سببكر والديهس إل أطالة ن‬‫ف الياة الدنيا ة‬
‫البُ سلف‪,‬‬ ‫يبُونه إذا ما ةكبنر‪ ,‬وكذلك العُقوقا يكون سلفاد كمحا أن ل‬ ‫أولدا ب‬
‫له د‬
‫كذلك قطيعُة الرحم و البغي وكذلك والعُياذ بال الفواحش والتطلبع على‬
‫تطلع على بيتك وعلى أهلك‬ ‫عُجل عقوبتها عليك ف الدنيا‪ ,‬فين ة‬ ‫عوراتس الغي نت ل‬
‫عُجل‬
‫فالبُ مع هذه المور ين ل‬
‫تطلعُت على بيوت الخأرينِ‪ ,‬ب‬ ‫وعلى أولدك كمحا ل‬
‫قبل الخأرة ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫عُجل كذلك ف الدنيا ة‬ ‫خأيه ف الدنيا قبل الخأرة‪ ,‬والعُقوقا ني ل‬‫ن‬
‫قام فسجحبة أباه منِ‬ ‫ولقد كان يتجرلأ بعُض الولد على أبيه حت إذا غضبة ة‬
‫ت اليام وكبُت سنبه فكان‬ ‫ج البيت‪ ,‬وكبُ ومضة س‬ ‫در س‬
‫يبلغ به إل ة‬
‫النمزل حت ة‬
‫أولده شديدي التعُامل معُه فكانوا قد يمحلونه أحياندا فيسجحبونةه حت ياوز‬
‫الكان ويشي ف الدرج فكان إذا وصلوا إل هذا الكان يقول كنت أسحبن‬
‫جدلكم إل هنا فقفوا‪ ,‬فيقولون‪ :‬ذاك رأسن الال والزائد ربح فنحنِ نزيدك ة‬
‫فوقا‬
‫صنع بأبيه‪ ,‬والزاء منِ جنس العُمحل‪ ,‬فمحا منِ شيء‬ ‫هذا فيزيدونه فوقا ما قد ة‬
‫ال بعُقوبته منِ البغيس وقطيعُةس الرحم ‪.‬ن‬
‫يعُجل ن‬‫أجدر أن ك‬
‫مسجلك الباركينِ‪ ,‬واجعُلنا منِ الداة الهتدينِ‪,‬‬
‫ة‬ ‫اللهم وفقنا للبُ واسلك بنا‬
‫خأيرة ‪.‬ن ‪.‬ن برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬ ‫بررة وكرامدا ة‬
‫واجعُل أبناءنا د‬
‫برهم‬ ‫اللهم بارك ف أولدنا ول تضرهم‪ ,‬ووفكقنا ووفكقهم لطاعتك وارزقنا ل‬
‫‪.‬ن‪.‬ن وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن والمحد ل رب العُاليم‬
‫‪.‬ن‬

‫‪66‬‬
‫الدرس الخامس عشر‬
‫الحسان إلى الجيران‬
‫وسلم على نبيكه ممحدل الذي‬
‫التفضل النعُسم ‪ ,‬وصلى ال ة‬
‫س‬ ‫المحد ل السجنِس‬
‫منهجه منِ‬
‫سار على س‬ ‫تمحم ‪ ,‬وعلى آله وأصحابه ومنِ ة‬
‫عُث لكارمس الخألقا ي ك‬
‫بن ة‬
‫أوابل مسجلم ‪.‬ن‬
‫كل منيبل ل‬
‫ك‬
‫أما بعُد‪ :‬فقد تقدم الكلم عنِ أخأللقا منِ أخألقا السلم العُظيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫التحلي با والرسوخس‬‫أخألقال عظيمحة منِ أخألقا السلم العُظيم ‪.‬ن الصمبُ على ك‬
‫كبي وعظيمس‬ ‫وبعُدها س‬‫يسجي وقصميس ف هذه الياة ونتائجنها وثارنها ف الياةس ة‬
‫فيها س‬
‫الحسجان إل اليان وأوجبةت حقل‬
‫س‬ ‫وجليلس وواسع‪ ,‬وقد جاءتنا الشريعُةن بلقس‬
‫اونر كافردا بعُن إذا كان منِ‬
‫مسجلم جاورةه أحد ولو كان الة س‬‫الوار على كل ل‬
‫أهل الذمة الذينِ دخألوا إل بلدنا بذمةل وسكنوا ف بلدنا بأمانل فجاوروا بيوتةنا‬
‫حق الوار فإذا كان مسجلمحاد تضاعفة الق فإذا كان منِ القرابة‬‫أن نعُطيةهم ل‬
‫كان حق السلم وحق الوار وحق القرابة تضاعف المر والق لذلك الار‪,‬‬
‫يقول نب ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ )) :‬ما زال جأبرُيلم يوصيني بالجار‬
‫حقا ف الياثس منِ تركسة جاره ‪.‬ن‬ ‫ظننت أنه سإيولرثه (( )‪ (1‬أي س ن‬
‫يجعُل له ز‬ ‫م‬ ‫حتى‬

‫رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬الوصاءة بالار الديث‪,(5669) :‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫ومسجلم ف كتاب البُ والصملة والداب‪ -‬باب‪ :‬الوصية بالار والحسجان إليه الديث‪) :‬‬
‫‪ (2625‬و أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬ف حق الوار الديث‪ ,(5152) :‬و‬
‫التمذي ف أبواب البُ والصملة – باب‪ :‬ما جاء ف حق الار الديث‪ ,(2008) :‬و ابنِ‬
‫ماجه ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬ف حق الوار الديث‪ (3674) :‬وأحد عنِ أب هريرة ‪.‬ن‬
‫‪67‬‬
‫عظمة حق الجار وأالترهيب من تضييعه‪:‬‬
‫اليان عمحنِ كان جيانه ل يأمةنون‬
‫ة‬ ‫الق للجار وقد نفى النب‬
‫أعظم ل‬
‫ما ة‬
‫يكر‬
‫بوائقةه ومعُن بوائقه‪ :‬شروره وغوائله‪ ,‬إذا كان الار ل يأمنِن منِ جارسه أنه ن‬
‫يفت عليه إل غي ذلك فليسة‬
‫أولده أو ن‬‫يتطلع عليه أو يؤمذي ة‬
‫به أو يؤمذيه أو ل‬
‫وحلفسه بال قال‬
‫بشهادة النب ممحد صلى ال عليه وآله وسلم س‬
‫س‬ ‫ذلك الار ل‬
‫بؤممنِ‬
‫)) وال ل يؤمن (( وردلدها )) وال ل يؤمن (( وردلدها )) وال ل يؤمن (( قالوا‬
‫جأاره بوائقده(()‪ (1‬وقال ف‬
‫منِ يا رسول ال؟ خأاب وخأسجر قال ))من ل يأمن م‬
‫شأن التفقد للجيان ))وال ل يؤمن من باتد شبعان وجأارمه إلى جأنبه جأائع‬
‫ويتحسج ة‬
‫س‬ ‫ل‬ ‫وهو يعلم به (()‪ (2‬ولجل ذلك ة‬
‫وجب على السجلم أن يتفقدة جيانةه‬
‫مسنِ أحوالم ‪.‬ن‬
‫اهتمام الخأيار بالحسان إلى جيرانهم ‪:‬‬
‫ضرب الثلة ف ذلك بعُضن الكنةبُاء منِ الؤممنيم حت استحيى اليان منِ‬
‫ةكثرةس ما يعُطيهم‪ ,‬كان يعُيشن ف القرن السجابع فكان اليان منِ كثرةس ما‬
‫يشعُر ف بعُضس الليال أنم بل عشاء ‪،‬‬
‫يعُطيهم يسجتحيون فل يريدونة أن ة‬
‫فيسجتعُمحلون حيلةة أن نيوقسدوا التنبور بالطب فتشتعُل النار ول شيء عندهم منِ‬
‫ب‬
‫يطمحئنِ‬ ‫كثرة ما يعُطيهم ‪،‬‬
‫الار الذي استحيةوا منِ س‬
‫يطمحئنِ ن‬
‫ل‬ ‫الطعُام يبزونةه حت‬
‫تعُشيت‬
‫صادف أن سأةل يومدا بعُضة أطفالسهم قال‪ :‬ما ل‬
‫ة‬ ‫أنل عندهم عشاء حت‬
‫تشتعُل ف‬
‫ن‬ ‫عندكم والنار‬
‫البز ة‬
‫البارحة؟ قال ما عندنا عشاء‪ ,‬قال لقد رأيتن ة‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب‪ -‬باب‪ :‬منِ ل يأمنِ جاره بوائقه الديث‪(5670):‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسجلم ف كتاب اليان‪-‬باب‪ :‬تري إيذاء الار الديث‪ ( 46) :‬عنِ أب شريح‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬رواه الطبُان ف الكبي و البزار بإسناد حسجنِ‪.‬ن‬
‫‪68‬‬
‫فشق عليه المر وأتى يناشدن‬‫حياء منك‪ ,‬ل‬
‫تنبوركم! قال إنا يفعُل ذلك أهلننا د‬
‫جيانةه ويقول‪ :‬لسجتم ف سحزل من ‪.‬ن‪.‬ن توقعُون ف هذه البليلة ‪ ،‬أي ليلة أنتم بل‬
‫ليلة بل‬
‫أحل لكم أن تبيتوا د‬ ‫شيء ةفبيت لكم بيت خأذوا منه ما تشاءون ول ب‬
‫عشاء قط وننِ بواركم ‪.‬ن فلم يزل يفعُل كذلك مع اليان )‪.(1‬ن وهذه آثار‬
‫اليان الت تصمننع بأصحابا كذلك ‪.‬ن‬
‫من حقوق الجار‪:‬‬
‫لحظِ النببي صلى ال عليه وعلى آله‬ ‫ة‬ ‫الار أن يتفقلد جارةه حت‬
‫فحقب س‬
‫ب وغيها لطفالسه أن ل‬ ‫هدية منِ نلعُة ل‬
‫وصحبه وسلم أنه إذا اشتى لهلس بيتسه د‬
‫مثلها‬
‫يرجوا با إل الشارعس فياها أطفالن اليان فيجعُون إل آبائهم يريدونة ة‬
‫ت فاكهةم فاهرد له ‪ ،‬فإن‬‫وقد ل يقدرونة على ذلك ‪.‬ن‪.‬ن بل قال )) وإذا اشترُي د‬
‫لم تافعل فأدرخلها سإررُا ول يخَّرُج بها ولمدك ليغي د‬
‫ظ بها ولده ‪ ،‬ول تاؤرذه برقتار‬
‫رقدررك)‪ (2‬إل أن تاغدرُف له منها(()‪ (3‬فإما تطعُمحهم منه أو ل تعُلهم ب‬
‫يشمحون‬
‫رائحة الطعُام الذي ل يقدرون عليه ‪.‬ن ‪.‬ن إل هذه الدود ف رعاية حق اليان‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم يشي إل هذه القوقا وهذه الحوال‬
‫‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬وهو المام عبدال بنِ علوي باعلوي التوف بتي سنة ‪731‬هم‬
‫‪ ()2‬قتار قدرك‪ :‬هو ريح القدر والشواء ونوها‪.‬ن‬
‫)( رواه البيهقي ف شعُب اليان باب‪:‬إكرام الار الديث‪ ,(9560) :‬والطبُان ف الكبي‬ ‫‪3‬‬

‫عنِ معُاوية بنِ حيدة ‪ ,‬والرائطي ف مكارم الخألقا‪ ,‬وابنِ عدي ف الكامل وهو ضعُيف إل‬
‫أنه يتقوى بجيئه منِ طرقا متعُددة ‪.‬ن‬
‫‪69‬‬
‫ما أكثر ما يهمحنل السجلنم هذه القوةقا ليانه ويعُيشن كثيس منِ السجلمحيم‬
‫ات الت طغةت‬ ‫يعُرف جيانةه مةنِ هم كمحا هو حال بعُض الدنيل س‬ ‫إل حدك أن ل ة‬
‫عمحارة واحدةل يسجكنِ مسجلمحون سمنِ ل‬
‫بلد‬ ‫فتجدهم ف ل‬ ‫خألقا الفاضلت ن‬ ‫على الأ س‬
‫متلفة فل يتعُارفونة ول يتزاورون‪ ,‬وربا كان مسجكنِن هذا بقابل مسجكنِس الخأر‬
‫عُد الشبقة‪ ,‬بةنعُةدت عليهم الشقةن والسجافة‬
‫هذا ف شقة وهذا ف شقة وبينهمحا نب ن‬
‫الار بوته ول يضر جنازتةه ول يشهدها‪,‬‬ ‫الار ول يعُرف ن‬ ‫مات ن‬ ‫حت ربا ة‬
‫وجه العُمحوم فكيف بالار وحق الار‬ ‫حقوقا السجلمحيم على س‬ ‫س‬ ‫وشهودن النائز منِ‬
‫وحقائق س‬
‫ترجة‬ ‫س‬ ‫حقائق الدينِ وحقائق اليان‬‫س‬ ‫فمحا ضياع ذلك إل منِ ضياعس‬
‫السلمس ف واقعُسنا وف حياتسنا ‪.‬ن فيجب على كل مسجلم أن يتفقدة أحوالة جيانسه‬
‫‪ ,‬وأن يسجاعدةهم با استطاع ‪ ,‬وأن يهنئةهم بناسباتس العياد وبناسبةس شهر‬
‫عُزيةهم إذا نزلةت بم مصميبة ‪ ,‬وأن‬‫رمضان وأمثال ذلك منِ الناسبات ‪ ,‬وأن ني ك‬
‫ال ف دار كرامتسه‬‫لحسجنِ سجوار وهو جوارن س‬
‫س‬ ‫سجنِ الوار يتهيأ‬
‫يكونة لم ةح ة‬
‫فأحسجنِ الوارة هنا ةينسجنِ لك‬
‫س‬ ‫وجوارس أنبيائه ورسلسه والصماليم منِ عباده ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫الوار عند خأسي الاسورينِ ف داسر الكرامة ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫اللهم وكفقنا لداسء حقوسقا اليان واجعُلنا منِ التعُاونيم على ما يرضيك يا‬
‫رحنِ‪ ,‬وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه ومنِ اهتدى بداه ‪ ,‬والمحد‬
‫ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪70‬‬
‫الدرس السادس عشر‬
‫نصرة المظلوم‬
‫وصحبه ومنِ اهتدى‬
‫س‬ ‫وسلةم على سيدسنا ممحدل وآله‬
‫ال ل‬‫المحد ل‪ ,‬وصلى ن‬
‫جيع أنواعس الفتس والزيسغ‬
‫ويسجلم منِ س‬
‫ن‬ ‫بداه‪ ,‬وجعُلنا ال لمنِ يهتدي بذلك الدى‪,‬‬
‫والردى ‪ ،‬إنه أكرمن الكرميم وأرحم الراحيم ‪.‬ن‬
‫س‬ ‫س‬
‫ض‬‫أما بعُد‪ :‬فإلن نصمرة الظلوم ف الشريعُة الطهرةس با قدةر عليه السجلنم فر س‬
‫ب حتمحي عليه ل عذةر له ف ترسكه مهمحا قدةر عليه ‪.‬ن ‪.‬ن فمحنِ الناس ةمنِ‬ ‫وواج س‬
‫يتصملور عنِ السلم أنه مرند إقامة الصملوات وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج‬
‫البيت وينسجى الخألةقا بعُد ذلك وما تلك الركان إل نمةشيكةدةس لسنبنيان الخألقا‬
‫ت التمحلية الضرورية نصمرةن الظلوسم لككل منِ قدةر عليها ‪.‬ن‪.‬ن فمحت‬ ‫‪ ،‬فمحنِ الواجبا س‬
‫يم مسجلسم وهو يرى أو يعُلم ول ينصمره با يقدنر أن ينصمره به أذلله ال تعُال ف‬ ‫نأه ة‬
‫ض مسجللم ونصمةره ف موطنِ يب‬ ‫ب عنِ سعر س‬ ‫موطلنِ يب النصمرة فيه ‪.‬ن‪.‬ن ومنِ ذ ل‬
‫النصمرة فيه إل نصمةره ال تبارك وتعُال ف الدنيا وف الخأرة ‪.‬ن‬
‫نصرة المظلوم بحسب وأسع المسلم وأطاقته ‪:‬‬
‫ب على السجلم أن يبذةل الوسةع ف نصمرةس الظلوميم سمنِ السجلمحيم با‬ ‫فيج ن‬
‫يقدنر عليه ‪.‬ن‪.‬ن فمحنِ يكونن ف دائرسته وقربه بامتداسد يده با يقدر عليه ف ةدفسع‬
‫ب‬
‫الظلم عنه‪ ,‬وةمنِ كاةن بعُيددا منِ حيث السجافة ومنِ حيث السجاحة فإنه قري س‬
‫ب منِ حيث البدأ والدينِ ‪ ،‬فلُجسل ذلك تتولجه علينا‬ ‫س‬
‫منِ حيث العُقيدة وقري س‬
‫نصمرةس لم ‪ ،‬ومنِ جلة ذلك ما يأت على وجسه العُمحوم ونتنةشر الخأبانر عنه ف‬
‫يم وغسي السجلمحيم منِ اضطهاسد الضطةهدينِ منِ أهسل‬‫وسائسل إعلسم السجلمح ة‬
‫‪71‬‬
‫السلم وظلم الظلوميم منهم ف كثلي منِ البقاع كمحا سةع الناس عمحا حد ة‬
‫ث‬
‫يم الباركة وما قاةم به أعداء ال منِ العتداء على أهسل ديسنِ ال تعُال‬
‫ف فلسجط ة‬
‫وما عبُوا به عنِ غيسظهم وحنةسقهم وسحقسدهم على السلم وأهل السلم فتبليم‬
‫ب نصمرتم با قدةر عليه‬ ‫يم منِ أهسل هذه اللة ي ن‬
‫ألن ف تلك الديار مظلوم ة‬
‫السجلمحون منِ دعالء ومنِ بذلل لال ومنِ مسجاعدةل بكل ما أمكةنِ لم ‪ ،‬كذلك‬
‫إخأواننا الذينِ يعُانون الظلةم والضطهاد ف بعُض البقاع كالشيشان وغيها سمنِ‬
‫لرماستم واعتدائهم‬ ‫س‬
‫البقاع الت يتعُرض فيها السجلمحون لذى الكفار وانتهاكهم ن‬
‫عليهم بغسي حق يب نصمرتم با استطاع النسجان ‪.‬ن‬

‫ونصمرةن الظلوم وفرضيتها ف الشريعُة تعُنل السجلةم عائدشا واقع السجلمحيم‬


‫وعائدشا مع السجلمحيم ليس بعُيددا عمحا يدور حواليه ما يتعُلق بواجبه ما يعُنيه‪ ,‬ل‬
‫دخأل له ف الفضول ول فيمحا ل يعُنيه‪ ,‬ول يتد إل ما ل يشرع له ول ما ل‬
‫ب عليه ديننِ ال‬ ‫س‬
‫ضت عليه شريعُةن ال وما أوج ة‬ ‫صمه ولكنِ ف حدود ما فر ة‬ ‫يب‬
‫س ويتحسجس أحواةل السجلمحيم ويتفقدهم إل حكد أن جاءة‬ ‫تبارك وتعُال ‪ ،‬يتللمح ن‬
‫ف الديث )) أنصرُ أخاك ظالمما أو مظلوما(( قالوا يا رسوةل ال ننصمره إن‬
‫كان مظلودما‪ ,‬فكيف ننصمره إن كان ظالا ؟ قال‪ :‬إن كان ظالمما ‪ -‬وهو‬
‫أخأوكم مسجلم‪ -‬تاحجزه من الظلم فإلن ذلك دنصمرُه(()‪ ، (1‬أي معُن النصمسر أن‬
‫ظِ عليه منِ أن يناله‬
‫ب منِ البار‪ ,‬أن تاف ة‬ ‫ش وغض ل‬‫ظِ عليه منِ التعُبرض سلبط ل‬
‫تاف ة‬
‫الضر والذى منِ حيث يشعُر أو منِ حيث ل يشعُر‪ ,‬فإن كان ظالا فإلن‬
‫د‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الظال‪ -‬باب‪ :‬أسعنِ أخأاك ظالا أو مظلوما الديث‪(2312) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ورواه مسجلم ف كتاب البُ ‪ -‬باب ةنصمر الخ ظالا أو مظلوما الديث‪ (2584) :‬عنِ أنس‪.‬ن‬
‫‪72‬‬
‫ت‬ ‫الضرةر واقسع عليه بظلمحه فةنكلفه عنِ الظلم‪ ,‬فإلن الظلةم ظلمحا س‬
‫ت يوةم القيامة فأن ة‬
‫تنصمره إذا كةففته عنِ ذلك الظلم ‪.‬ن‬
‫اهتمام م الصادقين مع الله بنصرة المظلومين‪:‬‬
‫نصمرةن الظلوم وإغاثةن اللهوف منِ ماسسنِ الخألسقا الت جاء با السلم‬
‫ب منِ ال تبارك وتعُال فجعُلوا ف ذلك ةبذلد‬ ‫والت تسجابةق إليها طالبوا القر س‬
‫لمواسلم بل لوقاستم وأفكاسرهم بل لرواسحهم مهمحا قةدروا على ذلك ‪ ,‬فعُاملوا‬
‫ك النصمرةس الت يببها ال تبارك‬ ‫الة وبايعُوه وتاةجروه فةرةبت تارنتم إذ تولجهوا لتل ة‬
‫وتعُال‪ ,‬والعُاونةن والسجاعدةن الت شرةعها الق جل جلله واحتلل أصحانبا منمزلةد‬
‫ب‬‫منِ نقرسبه وعطسفه ورأفسته ورحسته‪.‬ن فنصمرةن الظلوسم منِ خأسي ما يتجم الرحة ف قل س‬
‫ن‬
‫ب السجلم الؤممنِ بال‬‫السجلم ‪ ،‬منِ خأسي ما يتجم معُان اليان الت تقبر ف قل س‬
‫ن‬
‫ف عنِ نصمرةل قدةر عليها بالل ول بةقولل يقوله‬ ‫وبا جاء عنه‪ ,‬فل ينبغي أن يتخل ة‬
‫ع ل يعُل ذلك بلبلةد ول كلدما‬ ‫ل‬ ‫عند أحد أو ف مل ل‬
‫س أو ف مناسبة با استطا ة‬
‫ص على الفائدة بالكلمحة الطيبة‬ ‫س‬ ‫س‬
‫بعُيددا عنِ الفائدة ‪ ،‬ولكنه بعُقله وحكمحته ير ن‬
‫ث ذلك الظلوم أو‬ ‫وقول الق ف مكانه وإيصماسل المر على وجهه لنِ بم نيغي ن‬
‫ة‬
‫ينصمره ومسجاعدته با أمكةنِ منِ مالل أو حال ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫فهذا خألسق منِ الخألقا الفضيلسة الت جاءت با الشريعُة الليلة ‪ ،‬فمحا‬
‫ت نظةرنا وعنايةتنا إليها حت ل يبقى بينتك أيها السجلم مقطودعا‬ ‫أجةدرنا أن نلف ة‬
‫عنِ واقسع السجلمحيم مقطودعا عنِ الكم بالسجلمحيم مقطودعا عنِ الفكسر ف مصماسل‬
‫السجلمحيم‪ ,‬وأنت عضسو ف جسجلد كيف ل تشعُنر با يري على كثلي سمنِ أعضاسء‬
‫السجد )) وإنما مثدمل المؤمنيدن في تاوالدهم وتارُاحرمهم وتاعاطمرفهم كمثرل‬

‫‪73‬‬
‫الجسرد الواحد إذا اشتكى منه عضدو تاداعى له سإائمرُ الجسرد بالسهررُ‬
‫)‪(1‬‬
‫((‬ ‫والحمى‬

‫اللهم انصمرنا ووفقنا لنصمرسة الظلوم ‪ ،‬وهب لنا خأةيك العلى ‪ ,‬وملنك‬
‫السى ‪ ،‬وادفع عنا شلر الظلم والظاليم ‪ ،‬واجعُلنا منِ الداة الهتدينِ ‪.‬ن ‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم والمحد ل رب العُاليم‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الدب ‪ -‬باب‪ :‬رحة الناس والبهائم الديث‪ ,(5665) :‬و‬ ‫‪1‬‬

‫مسجلم ف كتاب البُ والصملة والداب‪-‬باب‪ :‬تراحم الؤممنيم وتعُاطفهم وتعُاضدهم الديث‪:‬‬
‫)‪ (2586‬عنِ أنس‪.‬ن‬
‫‪74‬‬
‫الدرس السابع عشر‬
‫إنجاز الوعد‬
‫المحد ل ‪ ،‬وصلى ال وسلةم على رسوله وعبده ‪ ،‬ومصمطفاه سيدنا ممحلد‬
‫وآله وأصحابه ومنِ ساةر على منهجه واهتدى بداه ‪.‬ن أما بعُد فإلن النإاةز‬
‫للوعوسد والوفاء بالعُهود ‪ ،‬جاء ف شرسع ال تبارك وتعُال نخألقاد سلمحنِ أسلةم ولنِ‬
‫ب القام المحود صلى ال عليه وآله‬ ‫آمنِ واتبةع هدي النب الصمطفى صاح س‬
‫ة‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬ن‬

‫)‪ (1‬ولقد حلذر النب منِ الوقوسع ف‬


‫ف الوعد)‪ (2‬فصمار الوعند عند الؤممنيم ذا أهيلة ومكاةن‬ ‫عمحل النافقيم بإخأل س‬
‫ة‬
‫اهتمحالم لم ل يةعُسندون بوعلد إل استجةمحعُوا نجهةدهم للوفاسء به وإنفاذه على ما‬
‫وعدوا خأشية أن يدخألوا فيمحنِ نيسلفوا الواعيد ‪.‬ن‬
‫إنجاز الوعد سمةُ المؤمن‬
‫وهذا المر أمنر إنإاز الوعد إذا وعد الؤممنِ بلي له مكانةس ساميةس ف الواقسع‬
‫يم أهسل اللة أخأذوا مأةخأدذا غريباد ف أن ينسجبوا النإاةز للوعسد‬
‫ومنِ ةتلدم بنيانه ب ة‬
‫لغةسي أهل اللة ‪ ،‬وانطةوت عليهم اليلة والكر والستدراج حت صاروا يروةن‬
‫التقيلةد بالوعسد والهتمحام بإنإازه صفةس لغي السجلمحيم ‪ ،‬فصمار السجلنم يقول لخأيه‬

‫‪ ()1‬سورة النحل آية )‪. (91‬ن‬


‫‪2‬‬
‫)( إشارة إل حديث‪ ) :‬آية النافق ثلث‪ :‬إذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخألف‪ ،‬وإذا اؤتنِ‬
‫خأان(‪.‬نرواه البخاري ف كتاب اليان‪ -‬باب‪ :‬علمة النافق )‪. (23‬ن‬

‫‪75‬‬
‫ف ف هذه الدع وهذه اليل ودعا إل ذلك إندام قواعسد‬ ‫السجلم إذ قد انإر ة‬
‫التقوى بيم السجلمحيم يقول له بين وبينك وعد أن تفعُةل كذا أو تأت ف ساعة‬
‫كذا فيقول هو وعد آل كذا وآل كذا منِ أهل الكفر‪ ,‬أي يؤمككد عليه الوعد‬
‫ب الثل بأولئك الكفار‪ ,‬فمحا أضيةع عقةل هذا وأقل فقةهه لديسنه و لشرسعه ‪،‬‬ ‫بضر س‬
‫وكان الول والجدنر أن يقوةل بوعسد السجلم أتعُسندن وعةد السجلم على أن نتنجةز‬
‫هذا المر أو هذا العُمحل أو تأتة ف ساعسة كذا فإنه ما منِ شريعُلة عظمحت شأةن‬
‫الوعسد كشريعُة السلم ‪ ،‬ول يلتزم الوعوةد غيهم إل لصماسل دنياهم وبةدوافةع‬
‫ف الوعد وتضييةعُه خأروسج عنِ أدب‬ ‫مدودةل ضيقة ‪.‬ن ‪.‬ن لكنِ الؤممةنِ يعُبد إخأل ة‬
‫ص عليه سمنِ الذي‬ ‫الشريعُة وعنِ واجبها ‪ ،‬وتعُر س ل‬
‫ض لةسجخط كبي فهو الحر ن‬ ‫س‬
‫ص على الوعسد سمنِ أجسل مصملحسة تارةل أو سعُلة بيم الناس أو الوصوسل إل‬ ‫ير ن‬
‫مصملحلة نمنةقضية ‪ ،‬لكلنِ الؤممةنِ بإنإاسزه الوعد يصمل إل مصمالة ل ناية لا ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وإل نعُيلم أبدي وإل تبقلق بقائسق ديسنه وإيانه ‪ ،‬فسمحنِ الهل بالدينِ أن ينظةلنِ ألن‬
‫إنإاةز الوعود نيضرب به الثل لغسي أهسل الدينِ ‪.‬ن‪.‬ن بل الثةنل ف إنإاسز الوعود نب‬
‫ال صاحب القام المحود صلى ال عليه وآله وسلم وصحابته الكرام وخأيانر‬
‫هذه المة ‪ ،‬فينبغي بم أن نقتدي ونتخلذهم مثلد لنا ‪ ،‬وكان جعُفر الصمادقا‬
‫ض أن يتناوةل‬ ‫ل‬
‫إذا وعةد أحددا بوعد ل يأكل ول يشرب حت يفةي بالوعد ‪.‬ن‪.‬نل ير ة‬
‫الطعُام ول الشراب حت ينكفذ الوعد أولد وينجزه ‪.‬ن ولذا أحبوا أن تكون‬
‫خأيونرهم للناس إبتداءد منِ غي وعد ‪.‬ن‪.‬ن وإذا احتاجوا إل الوعد تنلبهوا لنإاسزه ف‬
‫وقته وعلى هيئته الت ةوعدوا عليها ‪ ،‬وبالغوا ف ذلك وكان إنإانزهم للوعد‬
‫أحسجةنِ ما وعدوا عليهم رضوان ال فكذلك ينبغي أن يكون السجلم ‪.‬ن‬

‫‪76‬‬
‫ومن العجب أن ذلك انتشر حت ف مواعيسد السجلمحيم ف أعمحالم مثلد‬
‫ف ف عمحلل معُيم وله موعسد ف اليء والروج نسيل بذا الوعد‬ ‫فتجند الذي نوظك ة‬
‫س لناسبلة منِ الناسبات‬ ‫س‬
‫ونيلفه ‪.‬ن‪.‬ن بل ف دةعةوات السجلمحيم فقد يدعو النا ة‬
‫ضهم متقدم وبعُضهم متأخأر لا انتشر منِ‬ ‫السجاعة كذا وكذا فيأت الضيوف بعُ ن‬
‫الخألل بذا اللق وهذه السجنة حت يتضرةر الذي جاء على الوعسد بسجبب‬
‫ت كثيس‬‫ب الوليمحة وعةده كذلك ‪ ,‬فيضينع وق س‬ ‫ةتبلف التخكلف ول نينجنز صاح ن‬
‫ب ذلك تضبرراد لكثلي منِ السجلمحيم ‪.‬ن والقصمد أنه ينبغي لهسل السلسم‬ ‫وربا سبل ة‬
‫أن يضبطوا شئوةنم بوازيسنِ شرسعهم وأن يسجيوا ف حياتم على سوفسق الرشادا س‬
‫ت‬
‫اللية ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫للسق الرضي وجعُلنا منِ الذينِ يسجتقيمحوةن على‬‫ولفقنا ال تعُال للتخلبسق با ن‬


‫ل‪ ,‬اللهم ثكبت ووكفق وأصلح وتولل‬ ‫منهسج رسوسل ال سيدنا النب قولد وفعُ د‬
‫ت عنهم برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‬ ‫السجلمحيم وارعهم وادفسع الفا س‬
‫ة ة‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وعلى آله وصحبه والتابعُيم ‪,‬‬
‫والمحد ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪77‬‬
‫الدرس الثامن عشر‬
‫التواضع‬
‫ل الصماليم ‪ ،‬وصلى ال وسلةم على عبسده وحبيسبه الميم ‪،‬‬ ‫المحد ل و ك‬
‫سيدنا ممحد وعلى آلسه وصحبسه والتابعُيم ‪.‬ن‬

‫أما بعُد‪ :‬فإلن أخألةقا السلسم ف عةظمحتها تشكيد بنياةن السجعُادة ونتيء‬
‫العُامةل با للحسجن وزيادة‪ ,‬اللهم اهسدنا لحسجسنِ العمحاسل و الخألسقا ل يهدي‬
‫ف عنا سيةئها إل أنت ‪.‬ن ‪.‬ن وإلن‬ ‫لحةسجسنها إل أنت واصرف عنا سيةئها ل يصمر ن‬
‫منِ الخألسقا القلبيسة عند الؤممنِ تواضةعُه الذي أحلبه ال منه ووعةده أن يرفةع به‬
‫منمزلةته ودرجةته )) من تاواضدع ل ردفعه ال (()‪ (1‬كمحا أنه سبحانه منِ عادسته أن‬
‫ضهم شاءوا أم أبةوا ويعُةل جزاةءهم ف الدنيا وجزاءهم ف‬ ‫يضةع التككبُيةنِ ويف ة‬
‫)‪(2‬‬
‫العُقب كذلك ‪.‬ن‪.‬ن كمحا قال جل جلله‬
‫ف عباةده الصماليم بأنم يشون على‬ ‫س‬
‫دعانا لن نتواضةع مع عباده حت وص ة‬
‫الر س‬
‫ض هودنا قال‬
‫)‪ (3‬إل‬
‫ترجةم تواضةعُهم حت‬ ‫آخأر ما وصةفهم به ربم قوله‬
‫مع المحاسد ومع هذه الرض ف مشةيتهم ‪.‬ن‪.‬ن وذلك للن التواضةع والتكبمةر مع‬

‫)( رواه مسجلم ف كتاب البُ والصملة والداب‪ -‬باب‪ :‬استحباب العُفو والتواضع الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪.(258‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة النحل آية )‪.(23‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة الفرقان آية )‪.(63‬ن‬
‫‪78‬‬
‫أنمحا وصفان قلبليان لمحا ظواهر متعُلقة با يبدو على جوارسح النسجاسن ومعُاملسته‪,‬‬
‫ت أثةر ذلك ف أقواسله وف أفعُاسله مع الناس ‪،‬‬ ‫فمحنِ استقلر ف قلسبه التواضنع رأي ة‬
‫وةمنِ استقلر ف قلسبه الكبُ لبلد أن يظهةر أثر ذلك ف ةنوسته وتربفعُه وإباسئه‬
‫ونشطوحه وإعلئه رقبته وعطفها ورفعُه رأسه إل غي ذلك‪ ,‬واستنكافه منِ أن‬
‫س ف دولن منِ اللس أو‬ ‫س مع الفقي ومع السجكيم‪ ,‬واستنكافه منِ أن يل ة‬ ‫يل ة‬
‫ب متوسلط مثل إل غي ذلك منِ مظاهر السكبُ الذي قد يكون‬ ‫أن يظهر بثو ل‬
‫ة‬
‫ف الدينِ ‪.‬ن‪.‬ن يكون‬ ‫ف منِ أوصا س‬ ‫ف منِ أوصاف الدنيا وقد يكونن بوص ل‬ ‫بوص ل‬
‫ف منِ أوصاف الدنيا كغن مثل أو نسلطة مثل أو جاهل بيم الناس‬ ‫الكبُ بوص ل‬
‫أو سخألقة ‪ ،‬والدنيا با فيها أهونن عند ال منِ جناح بعُوضة فل يتكببُ با إل منِ‬
‫سقةطت هيبةن الكق تعُال منِ قلسبه ‪.‬ن‪.‬ن هي أحقر منِ أن يتكبلمةر با فإن تكبُت‬
‫بشيء منها فمحع فرعون وهامان وقارون ما هو أكثنر منك فهل هم قدةوتك أو‬
‫هل هم ةمثةمنلك الذي تتذيه أو ترضى أنت أن تؤموةل إل مصمسيهم الذي ذكره‬
‫بارئك‪ ,‬إدذا فالعُزة القيقية ليسجت بذه الدنيا‬
‫)‪ (1‬وقد يكون الكبُن بطاعلة أو بعُللم أو بشيء منِ أمور الدينِ‬
‫ط منمزلةته وأنه يفسجند عليه ديةنه وطاعةته‬ ‫فعُلى صاحسبه أن يعُلم أن كةبُه بذلك ي ب‬
‫ة‬
‫ف الذلة ف الدنيا والخأرةس والعُياذ بال تبارك وتعُال ‪ ،‬فلينتبه‬ ‫وعبادةته ويوقنعُه موق ة‬
‫ف ألولد حت‬ ‫منِ التواضع ويقيم ميزاةنه ويتولجه إل تقيقه ف حياته ولو بالتكل س‬
‫يرسخ ذلك ف قلبه ‪.‬ن‪.‬ن فإلن منِ رأى واعتقد نفةسجه أنه خأيس منِ أحلد منِ اللق‬
‫فقد خأرةج عنِ التواضسع ودخأةل ف قلبه شيء منِ الكبُ حت نيعُامةل الة بأن‬
‫يعُتقةد أنه أذبل خألسقه وأفقنر عباسده إليه وأنه ياف بطةشه وانتقاةمه ‪ ،‬فلُجسل ذلك‬
‫‪ ()1‬سورة النافقون آية ) ‪( 8‬‬
‫‪79‬‬
‫ث حواليه ول يزال يطلب‬ ‫ل يصمدنر منه الستفزاز بشيء منِ الوادث الت تد ن‬
‫التواضةع ف أفعُاله وف أقواله كذلك ‪ ،‬يقتدي بسجيد التواضعُيم وهو رسول ال‬
‫الميم صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي تسجتطينع الاريةن منِ‬
‫جواري الدينسة أن تسجتدعةيه ليكلةم لا أحددا ف حاجلة أو يشتي لا حاجةد أو‬
‫يقضي لا أمدرا منِ المور‪ ,‬فتعُتضه ف الطريق فيذهب معُها إل حيث قضاسء‬
‫نمراسدها و حاجتها ث يعُود صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ف لحال رسول الله في بيته وأمع أهله‪:‬‬
‫وأص ف‬
‫ونسسئل أهل بيته كيف حاله صلى ال عليه وسلم وهو ف البيت إذا دخأل‬
‫ت ويرقنع‬
‫عندهم ؟ قالوا يكون كأحدنا يطرح هذا ويأخأذ هذا ويةمنقبم البي ة‬
‫)‪( 1‬‬
‫ب ويقطع اللحةم صلى ال عليه وآله وسلم ‪.‬ن‪.‬ن قالوا فإذا حضرت الصملةن‬ ‫الثو ة‬
‫ض الصملة صلى ال عليه آله‬ ‫خأرةج كأنه ل يعُرفنا ول نعُرفه منِ تعُظيسمحه لفر س‬
‫وسلم ‪.‬ن قالت أم الؤممنيم عائشة وما كنا نبال به بالد يعُن إذا دخأل البيت ل‬
‫ب ول ناف بل يدخأنل ف تواضسعُه العُظيم صلى ال عليه وسلم‪ ,‬قالت إل‬ ‫نا ن‬
‫داجنِ كانت عندنا ف البيت تذهب وتيء فإذا دخأل رسونل ال جلسجت ف‬
‫ب البيت فلم تتحرك حت يرةج صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪،‬‬ ‫جان س‬
‫ضسعُه صلى ال وسلم وبارك عليه وعلى آله فهكذا‬ ‫فمحا أعظةم نخألنةقه وأشلد توا ن‬
‫ب نمةرلقعُلة ول يةر بذلك‬
‫ضى ف ثيا ل‬ ‫ضوا حت منهم منِ م ة‬ ‫رلب أصحاةبه الكرام فمح ة‬
‫عاراد ول عيدبا ‪ ،‬واشتغلوا بدمسة عجائسزهم وخأدمسة الضعُفاء فيهم وضربوا المثلة‬
‫ف ذلك رضةي ال تعُال عنهم وأرضاهم ‪.‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب المحاعة و المامة ‪ -‬باب‪ :‬منِ كان ف حاجة أهله فأقيمحت‬ ‫‪1‬‬

‫الصملة فخرج ‪.‬ن‪.‬ن ) الديث‪(644 :‬‬


‫‪80‬‬
‫ةفوكطنِ نفةسجك على التواضسع أيها الؤممنِ يرفعُك ال سبحانه وتعُال ‪ ,‬فإلن‬
‫الة يرفنع كلل منِ تواضةع للله ‪.‬ن‪.‬ن فتواضع ف قولك وتواضع ف فعُلك واستحسي‬
‫أن تنسجب الفضائل إل نفسجك فإلن رلبك يزينلها عنك ف ةطرفسة ع ل‬
‫يم إذا أراد‪,‬‬ ‫ة‬ ‫ة‬
‫ب عنك جاةل‬ ‫س‬
‫وةنيونل بينك وبينها‪.‬ن‪.‬ن يا متكدبُا بصمورة‪ :‬ةورةمةس تظهنر فيك نتذه ن‬
‫الصمورة ‪.‬ن‪.‬ن يا متكدبُا بصمحة‪ :‬ألس ف سنِ أو ف أذن أو ف عيم يذهب بصمحستك‬
‫ككلها ول نيبقي منها شيء ‪.‬ن‪.‬ن يا متكبُاد بال‪ :‬لظةس منِ اللحظات تصمبح فيها‬
‫فقديا‪ ,‬تتانحه جائحة أو تغرغر بروسحك فل ترى له أثدرا ول فائدة ول تسجمحنع بعُد‬
‫ذلك عنه خأدبُا‪ ,‬إذاد فاحذر أن تتكةبُ بدنياك أو بشيء منِ ديسنك فتفسجده‬
‫وتواضع لربك يرفعُك ال ‪.‬ن‬
‫اللهم ارفعُنا وكنِ لنا واستجب لنا واسعُنا وادفع الفا س‬
‫ت عنا برحتك يا‬
‫أرحم الراحيم يا أكرم الكرميم ‪.‬ن ‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وتابعُيهم بإحسجان إل يوم الدينِ‬
‫والمحد ل رب العُاليم‬

‫‪81‬‬
‫الدرس التاسع عشر‬
‫العفـــــــــــــــــــــــة‬
‫المحد ل ‪ ،‬وصلى ال على مرشسدنا إل سبيله وداعينا إليه‪ ,‬عبده وحبيبه‬
‫ممحد أفضل الصملوات والتسجليمحات وعلى آله وأصحابه القادات وتابعُيهم‬
‫بإحسجان ‪.‬ن‬

‫ث أقسجةم على نتيجستهلنِ رسونل ال‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإلن منِ أخألسقا السجلم ثل س‬
‫ثا أقرسمم عليهن‪ :‬ما ازدادد‬ ‫صلى ال عليه وآله وسلم ف حديسثه فقال )) ثل د‬
‫ص مادل من صدقة‪ ,‬ول فتدح أحدد على نفسه با د‬
‫بَ‬ ‫عبدد بعفمو إل عرزا‪ ,‬وما نق د‬
‫بَ فقرُ (()‪ (1‬ولنأخأذ التكيةز منِ هذه الثلث على‬ ‫سإؤامل إل فتدح ال له با د‬
‫ف الؤممنِ الود با‬ ‫ف علفسة السجلسم عمحا ف أيدي الناس‪.‬ن‪.‬ن فكمحا ألن سمنِ وص س‬‫وص س‬
‫ف عمحا ف أيدي الناس و‬ ‫ف يده‪ ,‬واليثار والبذل له‪ ,‬فكذلك منِ وصسفه أن يعُ ل‬
‫س‬
‫يسجتغن بال تبارك وتعُال ول يسجأنل الاةل إل منِ وجسهه وعلى طريقه با شر ة‬
‫ع‬
‫ب والوسائسل الشروعسة‬ ‫ال له سمنِ تارلة وصناعلة وزراعلة وإل غي ذلك منِ السبا س‬
‫س‬ ‫س‬
‫على سوفق أحكام الشرسع‪ ,‬فل تتد عيننه إل ما ف أيدي الناس ول يسجأل النا ة‬
‫س‬
‫ب قط أبدا ‪ ،‬ومنِ سأةل باسم الفقر والاجة‬ ‫وهو يقدر على العُمحل والكسج س‬
‫ت يوسمه وليلته كان ما يأخأذه حرادما منِ أيدي الناس لنه ل يسجتحبق‬ ‫وعنده قو ن‬
‫ت اليوم والليلة‬ ‫السجؤماةل باسم الفقسر إل منِ فقةد قو ة‬
‫ت اليوم والليلة فإذا فقةد قو ة‬

‫)( رواه أحد عنِ أب كبشة الناري ‪ ,‬والتمذي ف أبواب الزهد‪ -‬باب‪ :‬ما جاء مثل الدنيا‬ ‫‪1‬‬

‫مثل أربعُة نفر الديث‪ (2427) :‬وقال ‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪.‬ن‬
‫‪82‬‬
‫ف عنِ السجؤمال حت يأتة اليونم الثان فإنه له رزنقه الثان‬‫سأل فإذا نأعطةيه ك ل‬
‫الذي يرسنله ال تبارك وتعُال إليه ‪.‬ن‬

‫ب لغنى النفس ‪.‬‬


‫العفة سب ف‬
‫والقصمد ألن السجلم إذا ع ل‬
‫ف عمحا ف أيدي الناس يلسجر ال تعُال له أسباب‬
‫سغن النفس ‪ ،‬يقول صلى ال عليه وآله وسلم )) ليس الغنى عن كثرُة الدعرُضَ‬
‫ولكلن الغنى غنى النفس (()‪ (1‬ولجل ذلك قالوا إلن الفقةر الذي استعُاةذ منه‬
‫رسونل ال هو فقنر القلب الذي يبقى صاحنبه نمتشوفاد إل ما ف أيدي الناس‬
‫ك الدنيا با فيها فإلن هذا‬‫ك الكثي‪ ,‬ولو مل ة‬ ‫ومتددة عيننه إليه فيعُيش فقياد ولو مل ة‬
‫الفقةر يؤمدي إل كثلي منِ الفات والهاوي ‪ ،‬حينئلذ يب على السجلم أن‬
‫ك تلك العُفة فل يزال يبذل الفضةل منِ يده ويسجك الفضةل منِ‬ ‫ك مسجل ة‬ ‫يسجل ة‬
‫ك‬‫ض الخأيار قال له ) فم ل‬ ‫يم منِ بعُ س‬‫ض السجةتوص ة‬
‫ب الوصية بعُ ن‬
‫لسجانه ولذا لا طل ة‬
‫ف ةفكك‪ :‬لسجانك‬ ‫ف فدلكك ( نفك كلفك‪ :‬كفك فنلكه أنفق‪ ,‬ونك ل‬ ‫كلفك ومك ل‬
‫فةمحك‪ ,‬فهذا الةفك نكلفه‪ ,‬فإنه منِ أمسج ة‬
‫ك الفضةل منِ لسجانه وبذةل الفضةل منِ‬
‫ب ذاكراد ول نيكتب شاكراد ‪ ،‬فينبغي‬‫يده نكتب ذاكراد شاكدرا‪ ,‬ومنِ ل فل يكت ن‬
‫أن يكون السجلنم على هذا الوصف وعلى هذا اللق ‪ ،‬ونخأذ قسجةم النب على‬
‫ثا أقرسم‬
‫النتيجة ‪.‬ن‪.‬ن أما أولد فقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم )) ثل د‬
‫عليهن‪ :‬ما ازدادد عبدد بعفمو إل علزا (( كل منِ عفا عمحنِ آذاه أو عمحنِ استحلق‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الرقاقا‪ -‬باب الغن غن النفس الديث‪ ,( 6081) :‬ومسجلم ف‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب الزكاة‪ -‬باب ليس الغن عنِ كثرة العُرض الديث‪ (1051) :‬والتمذي ف أبواب‬
‫الزهد‪ -‬باب ما جاء أن الغن غن النفس الديث‪ ,(2479) :‬وابنِ ماجه ف كتاب الزهد‪-‬‬
‫باب‪ :‬القناعة الديث‪.(4137) :‬ن‬
‫‪83‬‬
‫ب هذا‬‫عليه شيء فلنِ يزداةد بذا العُفو إل عزا ‪.‬ن‪.‬ن لنِ يذل ‪.‬ن‪.‬ن ولنِ نيؤمةذى بسجب س‬
‫العُفو ‪ ،‬ما ازدادد عبدد بعفمو إل عزا‪ ،‬فكثيس منِ الناس يقولون إن عفو ة‬
‫ت عنِ ذا‬
‫ت بينهم‪ ,‬فقل لم قال النب‪ :‬ما ازداد عبدد بعفو إل‬ ‫س‬
‫وذاك تلرءنوا عليك وأهن ة‬
‫ضنعُف‬
‫صمر مانلك و ة‬‫ت ف هذا الي‪ ,‬وف هذا الي قة ن‬ ‫عزا ‪.‬ن ويقولون إن أنفق ة‬
‫ص مادل من صدقة (( ل ينقص الال منِ الصمدقة‬ ‫حالك ‪.‬ن ‪.‬ن قل لم )) وما نق د‬
‫مهمحا جاءت ف موضعُها بل يزداد بل يزداد بل يزداد )) وما فتدح أحدد على‬
‫بَ فقرُ (( هو يسجأل ويزداد ف السجؤمال‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫بَ مسألة إل فتدح ال عليه با د‬‫نفسه با د‬
‫والفقر يزداد عليه ‪ ,‬وذلك الذي يسجأل طمحعُا‪.‬ن‪.‬ن أما الذي يسجأل لغيه منِ‬
‫التاجيم أو يسجأل للمحصمال العُامة فيطلب منِ الغنياء و الثرياء أن ينفقوا‬
‫فيها وأن يبذلوا فيها وأن يسجارعوا إل الثوبات ف النفاسقا ف تلك السجنبل‬
‫الرضليات فليس داخألد ف هذا الديث‪ ,‬إنا الذي يسجأل لنفسجه طمحدعُا فيمحا ف‬
‫ب الفقر ‪.‬ن‬‫أيدي الناس هو الذي يفتنح ال له أبوا ة‬
‫ويضي السجلنم الصمادنقا ف إسلمه على القناعسة با رزةقه ال وعلى‬
‫ع تبارك وتعُال وعلى توبكله على ال جل ف عله وعلى‬ ‫س‬
‫الستزاقا با شر ة‬
‫استعُفافه عمحا ف أيدي الناس وعدم التفاته واستشرافه إليه‪ ,‬حت قال صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم )) ما جأاءك من هذا المال رمن غيرُ إشرُا ر‬
‫ف نف م‬
‫س فمخَّذه فإن‬
‫كان لك حاجأة فتدملوله‪ ,‬و إل فتصلدقا به ‪ ،‬ومال فل متاتربعه نفسك (()‪ (1‬ل‬
‫نتتبع عيةنيك ونفةسجك ما ل يأستك منِ نفسجه فمحا أتاةك منِ نفسجه فالنهنج الصمواب‬
‫)( رواه البخاري ف كتب الحكام‪-‬باب‪ :‬باب رزقا الكام والعُامليم عليها الديث‪) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (67‬ومسجلم ف كتاب الزكاة‪ -‬باب‪ :‬منِ أعطي منِ غي مسجألة ول إشراف الديث‪) :‬‬
‫‪ (1045‬والنسجائي وأحد عنِ عمحر بنِ الطاب ‪.‬ن‬
‫‪84‬‬
‫فيه ل نسجأل ول نرد مهمحا جاء منِ وجله غي حرالم وجاء منِ وجله طيب فنيقبل‬
‫س‬
‫س‬‫فإن كان لك حاجة فخذه وإل فتصملدقا به ‪.‬ن‪.‬ن فنعُم السجلك هذا و بئ ة‬
‫امتداند العُيم إل ما ف أيدي الناس ‪.‬ن‬
‫جعُلنا ال تعُال منِ أغنياء القلوب ‪ ،‬وجعُةل سبحانه الرزاةقا الظاهرة‬
‫والباطنة مسجخردة لنا‪ ,‬وجعُةل الدنيا ف أيدينا ل ف قلوبنا‪ ,‬وجعُلنا منِ ينفقها‬
‫ابتغاء وجهه الكري‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫والمحد ل رب العُاليم‪.‬ن‬

‫‪85‬‬
‫الدرس العشروأن‬
‫تربية البناء‬
‫المحد ل ‪ ،‬وصلى ال على عبده وصفوسته سمنِ خألسقه سيسدنا ممحلد وآله‬
‫ك طريقته السجديدة ‪.‬ن‬
‫وأصحابه ومنِ سل ة‬
‫أممما بعُممد‪ :‬فممإن ممما جمماءت بممه ش مريعُةن السمملم لكممل مسجممللم أن يقمموةم بنسج مسنِ‬
‫س‬ ‫س‬ ‫س‬
‫التبيمة لهلممه وأولده وتفبقمد أحموالم فم تنشممئتهم علممى ممما نيرضممي ربممه‪ ,‬وأن يفقمهة‬
‫أنمم أمانمةس لممديه‪ ,‬وأن يممؤمدي حملق همذه المانمة ويعُلمةم أنممه بتضممييعُها يتحملول المال‬
‫والهم ممل والولم ممد إلم م م عم ممدزو وإلم م م فتنم م ملة عليم ممه‬

‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬فالممذينِ آمنم موا وعمحلم موا الصمممالات تكممون‬


‫أموانلم قربةد إل ال لنم ينفقونا ف مكلها‪ ,‬وأولدهم قربة إل ال لنممم يةربممونم‬
‫علممى منهممج الم ‪ ،‬و يبقمموةن بعُممد وفمماتم تصممنل حسجممناتم إلم أرواح آبممائهم الممذينِ‬
‫مضم موا قبله ممم ‪.‬ن إدذا فتبيم مةن البن مماء والبن ممات وك ممذلك الهليمم م خألم مسق مسه ممم عظيم مسم‬
‫للمحسجمملم ي متتب عليممه صمملسح ف م النةسممر ‪.‬ن‪.‬ن وصمملنح الس مسر صمملنح التمحممع وهممو‬
‫صلح الدولة ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬سورة التغابنِ آية )‪.(14‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة سبأ آية ) ‪. (37‬ن‬
‫‪86‬‬
‫التبية لؤملء البناء بإدراك أنم أمانةس ف عنقك يلزمك تغذيةن أجسجاسدهم‬
‫وأرواسحهم وربطسهم بشرسع ربم جل جلله‪ ,‬حت يكونوا لك قرة عيم يوم يبعُ ن‬
‫ث‬
‫ال اللئق قال تعُال ف وصف العُباد الصماليم‬
‫تربيةس‬
‫)‪(1‬‬

‫للُولد ‪ ،‬تربيةس للُزواج ‪ ،‬ليكوةن الولد والزواج قرة عيم ‪.‬ن‬


‫كيف تكون تربية الوألد‬
‫ب ال وسمنِ‬ ‫تربية الولد‪ :‬بسجسنِ النية فيهم‪ ,‬وتكن أن يكونوا منِ أهسل قر س‬
‫نجند ال‪ ,‬وسمنِ الصماليم سمنِ عباسد ال ‪.‬ن‪.‬ن فهذه المنية والنية لا تأثيس على‬
‫الولد‪ ,‬فسمحةنِ الناس منِ ل يطنر على باسله عند الشعُور بمحسل أهله إل أنه‬
‫سيأت ولسد نيدخأل عليه الال أو يوكظفه ف وظائف لتدلر عليه الرزقا أو ليظهةر به‬
‫مظهدرا ف الياة‪ ,‬ومنِ الناس ةمنِ ينازنل قلةبه أن هذا يكون ولداد منِ الولد ذكدرا‬
‫أو أنثى يطيع الة فتكون له مثل طاعته ‪ ،‬ويسجتقيم على منهج ال فيكون سبدبا‬
‫يم له ف مصميه ومعُاده ‪.‬ن فهذه النيات‬ ‫لرحته‪ ,‬ويكون نعدةد له ف آخأرته‪ ,‬وقرة ع ل‬
‫لا تأثيات ‪ ،‬يقول النب صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم ))تازوجأوا الولودد‬
‫الودودد فإني مكاثدرُ بكم المدم يودما القيامة(()‪ (2‬ففيه إشارة إل أن النية ينبغي‬
‫أن تكون منِ عند الزواج بالنسجبة للُولد أن يأت أولسد يةسرندون على الوض‪ ,‬و‬
‫يكاثر بم النب المةم السجابقة يوم القيامة ‪ ،‬ليكثةر الواردون على حوضه الورود‬
‫ب هذه النية الطيبة الصمالة الربوطة بالزواج منِ أول التفكي‬‫‪.‬ن‪.‬ن فانظر إل عجي س‬

‫‪ ()1‬سورة الفرقان آية )‪. (74‬ن‬


‫)( رواه أبو داود ف كتاب النكاح‪ -‬باب‪ :‬النهي عنِ تزويج منِ ل يلد منِ النسجاء الديث‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ,(205‬وأحد عنِ أنس ‪ ,‬وابنِ حبان ‪ ,‬والاكم وصححاه ‪.‬ن‬


‫‪87‬‬
‫ف النكاح ‪ ،‬فمحا أعظم هذا الرب العُلم صلى ال عليه وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم ))تاناكحوا تاكثرُوا فإني ممباهم بكم المدم يوما القيامة(()‪ (1‬ربطنا بذه النية‬
‫وسلنِ لنا أن نؤمكذن ف أذن الولود اليمحن عند خأروجه منِ بطنِ أمه ‪ ،‬ونقيم‬
‫يم‬
‫الصملة ف أذنه اليسجرى‪ ،‬وكذلك فعُةل بسجيدنا السجنِ وسيدنا السجيم ح ة‬
‫ولدت كلز منهمحا أمهمحا البتول الزهراء فاطمحة رضي ال عنها‪ ,‬ألذن النب ف‬
‫الذن اليمحن وأقام الصملة ف الذن اليسجرى)‪ (2‬فكان أول ما يطرقا سةع الولود‬
‫ف هذا العُال ‪.‬ن‪.‬ن ال أكبُ ال أكبُ أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممحددا‬
‫رسول ال ‪.‬ن‪.‬ن اسم ال واسم رسوله‪ ,‬وتعُظيم شعُائر ال حي على الصملة حي‬
‫على الفلح‪ ,‬أول ما يطرقا سةعُه ‪ ,‬ث جاءنا )) ممرُوا أولددكم بالصلةر وهم‬
‫أبناء سإبع سإنين‪ ,‬واضرُبوهم على تارُركها وهم أبناء دعشرُ سإنين (()‪ (3‬منِ حيم‬
‫السجبع السجنيم نربطهم بفرض ال نربطهم بالفرائض المحس نربطهم بالصملة ل‬
‫تبارك وتعُال‪.‬ن فنحنِ قد نةوينا النية الصمالة منِ حيم زواسجنا ث منِ حيم‬
‫أحسجسجنا بالمحل ث أسعُناهم ذكةر ال أول ما نولدوا وأطعُمحناهم منِ اللل‬
‫وجلنبناهم الرام ل نناولم ثدديا ول قاروردة فيها لبج ف صباهم إل ذكرنا اسةم‬
‫ض الصماليم يشتط على زوجته ومرضعُسة‬ ‫ال وقلنا بسجم ال‪ ,‬ولقد كان بعُ ن‬
‫أبنائه أن ل ترضةعُهم أل وهي تذكر ال تعُال ليضعُوا اللبج ويرضعُوا أثةر الذكر‬
‫مع هذا اللبج ونور هذا الذكر ‪.‬ن وأن يتاروا لم السةم السجنِ فسمحنِ الناسس منِ‬
‫‪ ()1‬رواه الديلمحي عنِ ابنِ عمحر‪.‬ن‬
‫)( رواه التمذي ف كتاب الضاحي‪-‬باب‪ :‬الذان ف أذن الولود الديث‪ (1517) :‬وقال‬ ‫‪2‬‬

‫‪ :‬حديث حسجنِ صحيح‪ ,‬والطبُان ف الكبي‪.‬ن‬


‫‪ ()3‬رواه أبو داود ف كتاب الصملة‪ -‬باب‪ :‬مت يؤممر الغلم بالصملة الديث‪ (495) :‬بإسناد‬
‫حسجنِ‪.‬ن‬
‫‪88‬‬
‫يذهب سفكنره إل اسسم أحلد منِ الفجار أو الكفار يسجمحع باسه فنيسجكمحي ولةده‬
‫باسم ذلك ‪.‬ن‪.‬ن ما أبعُده عنِ الصمواب وما أبعُده عنِ الي ! خأذ أساءة أنبياسء ال‬
‫والصماليم منِ عباد ال ‪ ,‬فسجكم أولةدك بتلك الساء‪ ,‬ومنِ خأسي الساء ما عنبكةد‬
‫حد ‪ ،‬ما كان مشتزقا منِ العُبودية ل كمعُبد ال وعبد الرحنِ وعبد الرحيم‬ ‫وما ك‬
‫وعبد الكري إل غي ذلك‪ ,‬وما كان مشتدقا منِ المحد كممححمحد وأحد وحامد‬
‫وممحود إل غي ذلك ‪.‬ن‪.‬ن ونعُةم الساء الت اخأتارها رسونل ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لبنائه وبناته ‪ ،‬واخأتارها كذلك أحفاده وذريته صلى ال وسلم وبارك‬
‫عليه وعلى آله ‪ ،‬فينبغي أن نتار لم السم السجنِ فذلك منِ حقهم علينا ‪.‬ن‬

‫ث ل نزال نرعاهم فسمحنِ حيم السجبع أمسر بالصملة قالوا والعُن أنه قد سبق‬
‫لنا تعُليمحهم الصملة منِ قبل السجبع‪ ,‬حت نأمرهم بشيء قد عرفوه‪ ,‬ث ضربم‬
‫على تركها لعُشر‪ ,‬فأي بيت يتك فيه الصملة ابنِ عشر سنيم فأكثر فل نيضرب‬
‫إل أثة الوالد وأةثت الوالدة والسجئولون ف البيت لعُةظمحسة هذه الصملة الت هي‬
‫عمحاسد ف دينِ ال جل جلله‪ ,‬منِ قطةع حبةلها انقطع عنِ رحة ال يقول سيدنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم )) العهد الذي بيننا وبينهم‬
‫)‪(1‬‬
‫((‬ ‫الصلة‬

‫‪1‬‬
‫)( رواه ابنِ ماجه ف كتاب إقامة الصملة والسجنة فيها‪ -‬باب‪ :‬ما جاء فيمحنِ ترك الصملة‬
‫الديث‪ (1079) :‬والنسجائي ف كتاب الصملة‪ -‬باب الكم على تارك الصملة الديث‪) :‬‬
‫‪ ,(458‬ورواه التمذي ف كتاب اليان‪-‬باب‪ :‬ما جاء ف ترك الصملة الديث‪(368) :‬‬
‫وقال ‪:‬حديث حسجنِ صحيح غريب ‪.‬ن‬

‫‪89‬‬
‫ث نتار له كذلك التعُليم الةسجنِ والشيخ الصمال‪ ,‬ونتار له رفقاءة الي‬
‫ونكذره وننأى به عنِ رفقاسء الشر ورفقاء السجوء ‪ ،‬ونلحظِ أقواةله وأفعُاله فنرشده‬
‫ونوكجنهه با استطعُنا عسجى أن يكوةن قرة عيم ‪ ،‬وعسجى أن يكون فرددا ف التمحع‬
‫لا يري الي على يديه فيكون ذلك الولد سبدبا للقرب والزيد ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫نافدعُا وصا د‬
‫قلربنا ال إليه زلفى وبارةك ف أبنائنا وبناتنا ورةزقنا حسجةنِ التبيسة لم إنه أكرم‬
‫الكرميم وأرحم الراحيم ‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪,‬‬

‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪90‬‬
‫الدرس الحادي وأالعشروأن‬
‫الهتمام بأخألق الزوأاج‬
‫س واحدةل وخألةق منها زوةجها وب ل‬
‫ث منهمحا‬ ‫المحد ل الذي خألةقنا منِ نف ل‬
‫رجالد كثيا ونسجاءد ‪ ،‬وصلى ال وسلةم على منِ خأتةم به أنبياءه وجعُله سيد‬
‫أصفيائه ‪ ،‬وعلى آله الطاهرينِ وأصحابه الغر الياميم وتابعُيهم بإحسجان إل يوم‬
‫الدينِ ‪.‬ن‬

‫أما بعُد‪ :‬فقد تممدثنا فم الممدرس الاضممي عمنِ تربيمسة الولد‪ ,‬وأشمرنا إلم تربيممة‬
‫الزواج لا جاء منِ الربط لذلك ف قول ال‬
‫)‪ (1‬فيتسجم م م ملبب الوالم م م ممد‬
‫لن يك مموةن الولم مند ق ممرة عيمم م بمما ذكرن مما م ممنِ التبيممة وقواع ممدها‪ ,‬وتفق ممده لحم مواله ‪،‬‬
‫وسؤماله إياه ‪ ،‬واخأتياره للسجائه ‪ ،‬وإبعُاده عنِ جلسجاء السجموء ‪ ،‬إلم غيم ذلمك ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫فكيف تكون الزوانج قمرة عيمم ‪.‬ن؟ فكيممف يكممون الهمنل قمرة عيمم يموم القيامممة ‪.‬ن؟‬
‫كذلك بسجسنِ التبية ‪.‬ن‪.‬ن بأن يعُلةم الزونج المانة فم همذه المرأة المت عليهمما حقمموقا‬
‫ولا حقوسقا ف شريعُة ال تبارك وتعُال‪ :‬منِ معُاشممرتا بممالعُروف‪ ,‬ومممنِ الحسجممان‬
‫إليهمما بمما قمةدر‪ ,‬ومممنِ تربيتهمما‪ ,‬فتكممون قممرة ع ل‬
‫يمم إذا كممان يعُظمكمم لمما أممةر الممدينِ ‪.‬ن ‪.‬ن‬
‫يعُظمكمم لمما أممةر الشمريعُة ‪.‬ن‪.‬ن ينممأى وإياهمما عممنِ موجبممات الغضممب والقممت والسجممخط‬
‫مممنِ الم تبممارك وتعُممال ‪ ،‬فهممو يعُاشممرها بممالعُروف وهممو يعُاشممرها بمما أحملل الممق ‪-‬‬
‫جل جلله وتبارك ف عله – له ‪ ،‬يبتغي بذلك تكثةي المة المحديممة ‪ ،‬ومباهمماة‬
‫ب أهلةممه إل مممع تسجمممحيسة ال م تبممارك وتعُممال‪,‬‬‫النممب بممأمته ف م يمموم القيامممة ‪ ،‬فل يق مةر ن‬
‫‪ ()1‬سورة الفرقان آية )‪. (74‬ن‬
‫‪91‬‬
‫يعُممتزلم ف م اليممض كمحمما أمممر ال م‬
‫أي اغتةسجم م مملنِ بعُم م ممد‬ ‫)‪(1‬‬

‫انقط م م م مماع حيض م م م ممهنِ‬


‫ضما أو اممرأدة ف دبرهما كمحما جماء عنمه‬ ‫وقد لعُنِ ال منِ أتمى حائ د‬
‫ض البصمممر ولتحصم م س‬
‫يم‬ ‫صمملى ال م عليممه وسمملم)‪ ، (2‬ث م مممع هممذه التسجمممحية ونيتممه لغ م ك‬
‫ض ال ‪ ،‬وبلرها‬ ‫ب زوجته تعُظيةم الصملة ‪ ،‬وتعُظيم فرائ س‬ ‫الفرج ‪ ,‬كذلك يركب ف قل س‬
‫ضممل زوجتمةمه علممى أمممه‬
‫بوالديها ‪ ،‬وإحسجانا إل والديه أيضا ‪ ،‬ويشعُرها بأنه ةمممنِ ف ل‬
‫تعُملرض للعُنمسة الم واللئكممة والنمماس أجعُيمم ‪ ،‬فتكممون معُينمةد لممه علممى بممر والممديه ‪،‬‬
‫ويكون معُيدنا لا على بر والديها ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ي‬‫ي الياء وبز ك‬ ‫ث يذرها أن ترةج منِ البيت إل متشمحة ‪ ،‬فل ترنج إل بز ك‬
‫الشممرف ‪ ,‬ول تكممون إلمعُ مةد تتبممع الوضممات حيممث ممما ظهممرت سمممنِ أي بلد ‪ ،‬سمممنِ‬
‫أي فئة ‪ ،‬سمنِ أي طائفة ‪ ،‬سمنِ عند ةمنِ فجر‪ ,‬سمنِ عند ةمنِ كفر؛ فتكممونن مهبولمةد‬
‫‪.‬ن‪.‬ن هي تشي وراءهم ‪ ،‬وتتبع هذه الغراءات ‪.‬ن‪.‬ن فتخرةج عنِ حيائها ‪ ،‬ترج عممنِ‬
‫حشمحتها ‪ ،‬ترج عنِ شمريعُتها ‪.‬ن‪.‬ن وهمو مسجمئوسل عنهما ‪.‬ن وبمذا لمنِ تكموةن قمرة ع ل‬
‫يمم‬
‫لممه يمموم يقمموم الشممهاد ‪ ،‬ولممنِ تكممون زوجمةد صممالةد مممنِ خأسي م متمماسع الممدنيا ‪ ،‬فخينم‬
‫متاعها الرأة الصمالة ‪.‬ن‪.‬ن فعُليه السجئولية بأن يؤمككد عليها ألن شمرةفها فم لباسسمها مما‬
‫ب للحيمماء‪ ،‬وممما كممان أبعُمةد لمما عممنِ السجمموء‬
‫كمماةن أحشمةم ‪ ،‬وممما كممان أقممر ة‬

‫‪ ()1‬سورة البقرة آية )‪. (222‬ن‬


‫‪ ()2‬رواه التمذي ف أبواب الطهارة‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف كراهية إتيان الائض الديث‪(135) :‬‬
‫‪92‬‬
‫)‪ (1‬تنعُم ممرف حشم مممحنتهنِ ‪ ،‬وينعُم ممرف حيم مماؤهنِ ‪.‬ن‪.‬ن فل يم ممؤمةذينِ سمم ممنِ‬
‫قسبممل الممذينِ تتممد أعيننهممم بالسجمموء‪ ,‬ول تتممد كلمحمماتم بالسجمموء سمممنِ الممذينِ فم قلمموبم‬
‫)‪ (2‬حم ملرم‬ ‫مم ممرض قم ممال تعُم ممال‬
‫عليهممنِ تلييم م أق موالنِ عنممد ماطبممة الرجممال قممال‬
‫مممرض شممهوة المرام عنممد الممذي يطمحممع بإخأضمماسع القممول‪.‬ن فحملرم الم علممى المرأة أن‬
‫تضمةع بممالقول أممماةم الرجمماسل الجممانب ‪.‬ن‪.‬ن عكلمحهمما أن تممرةج مممنِ الممبيت إلم مقصمملد‬
‫صممحيح ‪.‬ن‪.‬ن إلم زيممارسة أقممارب ‪ ،‬أو إلم صمملة أرحممام أو جيان ‪ ،‬إلم بمكر والممدينِ ‪،‬‬
‫إلم علملم تتلقمماه فم الشمريعُة ‪ ،‬إلم منفعُملة تنفممع بمما النمماس ‪.‬ن أممما أن تتخمةذ الممروةج‬
‫ب‬‫سورداد لا منِ غسي حاجلة ‪ ،‬فتذهب إلم السجمموقا مثلد وربما ضمحةكت ممع صمماح س‬
‫ض ماسسنها عنمده‪ ,‬فذلك مما نيرنجهمم عمنِ سمواسء السجمبيل‬ ‫الدكان‪ ,‬وربا أبةدت بعُ ة‬
‫ويعُكرضممهم للفتنممة ‪ ،‬مم ملرد هممذا هممو القممدمات للشممرور الكممبية ‪ ،‬والسجممؤمولية عليممه‬
‫صممعُبة ‪ ،‬أممما ممما يممؤمدي إليممه ‪ -‬لممو أدى ل سممح ال م ‪ -‬مممنِ الفاسممد‪ ,‬فممذلك هممو‬
‫البلء العظم ‪ ،‬ومعُظم النار منِ مسجتصمغر الشرر ‪.‬ن‬

‫ومعظمم النار من ممستصدغرُ الشرُر‬ ‫كلل الحواد ر‬


‫ثا مبدأها من النظررُ‬

‫فليعُلم علزته وعزة أهله ‪ ،‬وأدةبه وحياةءه منِ ال تبارك وتعُال ف اتاذ هذا‬
‫ث ل يدخأل النة ‪.‬ن‪.‬ن بشهادة النب ‪ ،‬وةمنِ الديوث ؟‬‫السجبيل القوي‪ ,‬فإلن الديو ة‬
‫قال‪ :‬الذي ل يبال منِ دخأل على أهله )‪, (3‬فاقد الغية على زوجسته وعلى بناته ‪.‬ن‬
‫‪ ()1‬سورة الحزاب آية )‪.(59‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة الحزاب آية )‪. (32‬ن‬
‫)( رواه الطبُان ف الكبي عنِ عمحار بنِ ياسر‪.‬ن والبيهقي ف شعُب اليان ف باب الغية‬ ‫‪3‬‬

‫‪93‬‬
‫‪.‬ن ل يدخأل النة والعُياذ بال تبارك وتعُال ‪.‬ن فلبد أن يغاةر السجلم على أعرا س‬
‫ض‬
‫أهله وأعراض أقاربه‪ ,‬ونيلسزمهم بالياء ‪.‬ن‪.‬ن ول تزال كثيس منِ بلد السجلمحيم ف‬
‫اليمحنِ وغيه متفظةد بأزياء الشمحة وأزياء الدب والياء‪ ,‬فليحذروا أن يغبتوا با‬
‫يعُرض لم‪ ,‬أو با نيلقى إليهم أو يدونر حولم‪ ,‬منِ تربدسد التكبُجات والغافلت‬
‫ث النب ‪.‬ن وجاء ف صحيح مسجلم ))‬ ‫والائلت والمحيلت‪ ,‬فإننِ لنعُسلنِ ف حدي س‬
‫ط‬
‫صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد ‪ ،‬رجأال بأيديهم سإيا د‬
‫بَ البقرُ يسوقون بها الناس‪ ,‬ونساء كاسإيات عاريات مائلت‬ ‫كأذنا ر‬
‫ت الت‬‫مميلت رؤوسإهن كأسإنمرة البخَّت المائلة (( يكي النب بعُض الوضا س‬
‫ب ة‬ ‫م‬ ‫م‬
‫تظهر ف آخأسر الزمان منِ يعُلةنِ شعُةرهلنِ كأنه سنام جل )) رؤوسإمهن كأسإنمرة‬
‫المبخَّت المائلة ل يدخلن الجنةد ول يجدن ريدحها‪ ,‬وإن ريدحها ليوجأد من‬
‫مسيرُةر خمسمائة عاما(()‪ (1‬نعُوذ بال منِ غضب ال تبارك وتعُال ‪.‬ن‬

‫يم لك ‪ ,‬ولن تكوةن زوجةتك ف النة ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫هكيئ زوجةتك لن تكوةن قرة ع ل‬
‫فإن السجلةم تكون زوجنته ف الدنيا زوجةد له ف النسة‪ ,‬نيبدلا ال تعُال حسجناد‬
‫ت ال ونككلفت ف‬ ‫وجالد أعظم سمنِ حسجسنِ وجال الور العُيم ‪.‬ن‪.‬ن لكونا أطاع س‬
‫ن‬ ‫ة‬
‫عال الدنيا ‪ ،‬وأولئك ننخألقنِ ف النة ‪.‬ن‪.‬ن وإن أدن ما نيزلوج الرجنل ف النة‬

‫) الديث‪ , (10800 :‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال‪ :‬حديث حسجنِ ‪.‬ن‬


‫)( رواه مسجلم ف كتاب اللباس والزينة‪ -‬باب‪ :‬النسجاء الكاسيات العُاريات الائلت المحيلت‬ ‫‪1‬‬

‫الديث‪.(2128) :‬ن‬
‫‪94‬‬
‫سبعُيم منِ حور النة‪ ،1‬واثنتان منِ أهل الدنيا )‪ ،(2‬ويفوقا حسجننِ وجانل نسجاسء‬
‫الدنيا حسجةنِ الور العُيم لا ابتلنهلنِ ال تعُال به منِ الصمبُ وكللفهلنِ به منِ‬
‫الشريعُة ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫اللهم اجعُل أزواةجنا لنا قرة أعيم ‪ ،‬واهدنا لقوسم سةننِ ‪ ،‬واجعُل بيوةتنا‬
‫بيوت البُكة والي والداية والتوفيق‪ ,‬برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه ‪ ،‬والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫)‪ (2‬رواه أحد التمذي ف فضائل الهاد الديث ‪ (1712) :‬عنِ القدام بنِ معُد‬ ‫‪1‬‬

‫يكرب‪.‬ن وقال ‪ :‬حديث حسجنِ غريب ‪.‬ن‬


‫رواه الطبُان ‪.‬ن‬ ‫‪( )2‬‬
‫‪95‬‬
‫الدرس الثاني وأالعشروأن‬
‫حسن الرد في القول‬
‫المحد ل ‪ ،‬وصلى ال وسلم على الصمطفى سيسدنا ممحلد عبسده ورسوله‬
‫وآله وصحبه وسالكي سبيله ‪ ،‬وجعُلنا ال منهم بفضله إنه أكرم الكرميم‬
‫وأرحم الراحيم‪.‬ن‪.‬ن ولقد جاءتنا الشريعُةن الطهرةن بسجسنِ العُاملة ف القول عندما‬
‫ب الخاسطب وكلم التكلم لنا ‪.‬ن‪.‬ن فنحسجننِ الواب وحسجننِ الرد‬ ‫نسجتسمحع إل خأطا س‬
‫ف القول خألسق كري منِ أخألقا السلم العُظيم ‪ ،‬وقد ذةكرنا قوةل ال تعُال ف‬
‫ف أخألسقا عبادهس الصماليم‬‫الدروسس السجابقة ف وص س‬
‫)‪ (1‬إذا خأاةطبهم‬
‫الاهلوةن الذينِ ل يتقليدون بدوسد أدب ول يرةعون الرمة ول الكرامة ل يقولوا‬
‫هم إل سلما‪ ,‬يقولون القوةل السجلم‪ :‬أي القوةل السجنِ والقول الطيب عندما‬
‫ب‬‫يربدون علهم ‪ ،‬فيهبد ذلك أسباب الشحناء والبغضاء والعُداوة وينع ةفتح أبوا س‬
‫ة‬ ‫ة‬ ‫ن‬
‫ب ول لثارةس قللق ول فتنلة أبدا ‪ ,‬إنا‬ ‫الشاكل ‪ ،‬فل يكنِ أن نيسجتغلوا لثارةس شغ ل‬
‫نيسجتغل غيهم ونيغرى سواهم ‪ ،‬أما الذينِ صدقوا ف إسلمهم وإيانم فإنم إذا‬
‫لسجنِ‪ ,‬وإذا اسنتهسزئ بم رلدوا بوصف الحتام با قدروا‬ ‫خأوطبوا بالسجوء ردوا با ن‬
‫ب زيةنِ‬‫ب منِ س ل‬ ‫ولذلك س ل‬ ‫عليه‬
‫ب‬ ‫س‬
‫ض عنه ول ينرلد عليه ول يتمحلعُر وجهه ‪.‬ن ‪.‬ن فعُج ة‬
‫العُابدينِ بنِ السجيم فأعر ة‬
‫ضي عنك‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫وقال‪ :‬إلياك أعن ‪ ،‬فقال له‪ :‬وعنك أغضي ‪ ،‬أنت تعُنين وأنا أغ س‬
‫فكذلك يكون جوابم ولا استؤمسجر منِ استؤمجر ليغضةبه أمام جلع منِ الناس م لا‬

‫‪ ()1‬سورة الفرقان آية )‪. (63‬ن‬


‫‪96‬‬
‫اشتهر به منِ اللم م فجعُلوا له أجردة مقابل أن يغضبه فدخأل عليه يسجبه‬
‫ويشتمحه وهو بيم أصحابه فأرادوا أن يسجكتوه و يسجكوه فأوقةفهم وناهم فلم‬
‫ت‬ ‫س‬
‫يزل يسجب حت انقطةع حديثه فسجكت ول يظهر أثسر على وجه المام فالتف ة‬
‫إليه بعُد أن سكت ‪ ،‬وقال‪ :‬يا هذا إن ذلك ما تعُةلمحه فينا وربا فينا مال تعُةلمحه‬
‫ك حاجة فنقضيها؟ فخجل ‪ ،‬قال لادمه‪:‬‬ ‫منِ السجاوي فال يغفر لنا ‪.‬ن ‪.‬ن أل ة‬
‫ياغلم أعندك شيء ؟ قال‪ :‬نعُم ألف درهم ‪ ،‬قال إعطها الرجل ‪ ،‬فجاء‬
‫ت رسول ال ‪ ،‬وال لقد‬ ‫ب الدراهم عنده فبكى؟ وقال أشهد أنك ابنِ بن س‬ ‫يصم ب‬
‫ف عنِ ذلك واسكت ‪ ،‬ونخأذ ذلك لك‬ ‫أغران قوسم ل خأي فيهم ‪.‬ن‪.‬ن قال‪ :‬ك ل‬
‫هدية ونفوسنا طيبة عنك ‪ ,‬فانصمرف ‪.‬ن‬
‫)‪(1‬‬
‫وإل هذا يرشد ال ف قوله‬
‫)‪ (2‬لن كثديا منِ الشاكل تصمدر منِ‬
‫إذا ما‬ ‫هنا‪ ,‬قال‬
‫ب ذاك وتغيظِ هذا وظهرت الشاكل‬
‫قال الت هي أحسجنِ تأت الكلمحة وتلُ قل ة‬
‫ت كبية ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وانفتحت عليهم آفا س‬

‫‪ ()1‬سورة الفرقان آية )‪. (25‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة السراء آية )‪. (53‬ن‬
‫‪97‬‬
‫ن القول في توجيهم وأهدايإةم المعترض‪:‬‬
‫حس م‬
‫أثر ُ‬
‫ب بالواب الرضي‬ ‫س‬
‫فحبق السجلم أن يتاةر نحسجنِ القول إذا قال ‪.‬ن‪.‬ن وأن يي ة‬
‫عند ال تبارك وتعُال إذا نخأوطب با ل ينبغي وبا ل يليق ‪ ،‬ففي هذا رد وصد‬
‫أبواب الفتنة أمام الفتنيم‬
‫)‪( 1‬‬
‫غ الشيطان بأن يرد الرلد المحيل والرلد السجنِ‬
‫فل يدع فرصةد لن ينمز ة‬
‫على كل منِ خأاطةبه وعلى ككل منِ كللمحه وعلى كل ةمنِ ولجه الكلم إليه ‪،‬‬
‫ب عليه أبناءنا ونرب عليه أنفةسجنا حت تنسجلد عنا آفا س‬
‫ت‬ ‫فهذا نخألسق يب أن نر ة‬
‫ب لنِ سألنا ولنِ خأاطةبنا ولنِ ولجه الكلم إلينا ؛ حت أن‬ ‫كثية وننسجننِ الوا ة‬
‫ض الخأيار وقد كان يضي على دابلة له مر ببعُض السجتهزئيم فقال‪ :‬يا‬ ‫بعُ ة‬
‫شيخ خأيس أنت أم حارك هذا ؟ أتنظر هذه القذاعة وهذه الفظاعة ف هذا‬
‫ت على‬ ‫ت إليه وقال‪ :‬يا أخأي إن أنا مرر ن‬
‫الطاب‪ ,‬لكنِ انظر الواب‪ :‬إلتف ة‬
‫الصمراط ونجزت إل النة فأنا خأي منِ هذه الدابة‪ ,‬وإن أنا سقطت ف النار‬
‫ب ذلك السجتهزئ وتلول منِ مسجتهزئ إل معُكظم‬ ‫فالدابة خأيس من ‪ ,‬فتأثر قل ن‬
‫لذلك الشخص وإل نمعُتلبُ بكلمه ‪.‬ن‪.‬ن قال الت هي أحسجنِ فألثر ف قلب الذي‬
‫ل يسسجنِ فرلده إل الطريق الصمحيح ‪.‬ن‪.‬ن فلو أنه أجاب عليه‪ :‬يا قليل الدب ويا‬
‫ةفعُلك ويا تركك لا ألثر هذا الثر الطيب ف قلبه ولزداد الطيم بللة‪ ,‬فإذا رآه مرة‬
‫أخأرى أخأرج كلدما أكةبُ منِ ذلك ولكنِ لا قال القوةل الحسجنِ أطفأ هذه‬
‫النار وفتح له باب النور فخسجل الرجل واستحي على نفسجه ورده إل القول‬
‫السجنِ ‪.‬ن ‪.‬نومرةد كان يصملي زيننِ العُابدينِ ف السججد نفلد بعُد أن خأرج الناس‬

‫‪ ()1‬سورة السراء آية )‪. (17‬ن‬


‫‪98‬‬
‫صلردة له فيها ألف درهم ف البيت الذي نزل‬ ‫بعُد العُشاء وأحد الغنرباء نسجةي ن‬
‫فيه‪ ,‬فظلنِ بعُد خأروجه منِ السججد أنه نسجةيها ف السججد فانزعةج وأقبةل على‬
‫السججد فلم يد إل هذا المام يصملي ول يعُرف منِ هو‪ ,‬فوقةع ف باله أنه ل‬
‫يسجرقها إل هذا وأنه يسجتست بالصملة حت يرةج الناس فنيخسرجها ول يراه أحد‪,‬‬
‫فرآه يطيل السججود‪ ,‬وقد كان ف خأديه خأطان أسودان منِ مرى الدمع ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل تنسطل صلةتك يا هذا وأكد حلق الناس وأكد أمانتهم ‪.‬ن‪.‬ن ل تكذب ‪ ،‬فلمحا‬
‫س به خألفف الصمل ة وسلم قال‪ :‬ما عندك ؟ ألف درهم وسط الصمرة ف‬ ‫أح ل‬
‫هذا السججد ما أخأذها غنيك‪ ,‬فلمحا سع منه هذا الكلم كان الواب‪ :‬يا أخأي‬
‫ك حلقك إتبعُن ‪ ,‬فقام به إل بيته‬ ‫استن فإن منِ ست مسجلدمحا سةته ال سأعطي ة‬
‫صملر ألف درهم وناوله إياها ‪.‬ن‪.‬ن هذه ألف قال نعُم ‪ ,‬قال خأذها فمحضى با‬ ‫فة‬
‫فدخأل البيت الذي نزل فيه ‪ ,‬وإذا بالصمرةس وسط البيت فأدرك أنه إنا أخأطأ ‪,‬‬
‫قال ةمنِ هذا الذي ابتدأته بالفحشاء منِ القول واتمحته بالسجرقة ث بدل أن‬
‫ب من السجت عليه وقام يعُطين منِ ماله‬ ‫يغضب وياصمحن ويضاربن طل ة‬
‫ويكرمن‪ ,‬تعُجب منِ هذا اللق ‪.‬ن‪.‬ن فخرج يسجأل بيت منِ هذا؟ قيل‪ :‬بيت‬
‫علي ابنِ السجيم‪ ,‬قال‪ :‬أزينِ العُابدينِ؟ قالوا نعُم قال‪ :‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫ل أجد أحددا ألتمحه بالسجرقة إل هذا المام العُارف العُامل العُال ‪.‬ن‪.‬ن بكى ودلقا‬
‫ب فخرج إليه قال له‪ :‬سامن فمحا عرفتك وقد وجدت صلرت ف البيت فمحا‬ ‫البا ة‬
‫أنت بسجارقا أنت الكري ابنِ الكري ‪.‬ن‪.‬ن قال خأذها بارك ال لك فيها ‪ ،‬قال‬
‫ت عنك‬ ‫ت منِ عندي أول مرة إل وقد سامنتك وعفو ن‬ ‫سامن ‪ ,‬قال ما انصمرف ة‬
‫منِ قبسل أن تأت إل ‪.‬ن‪.‬ن فرضةي ال عنه ما أحسجةنِ أقوالم وما أجل سحلمحهم ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪99‬‬
‫ب لستقراسر حياسته ف الدنيا‬
‫فليتعُلم الؤممنِ أن يقوةل الت هي أحسجنِ فذلك با س‬
‫وكثسي عظيم أجره ف الخأرة ‪.‬ن‬
‫وفقنا ال وثبتنا ‪.‬ن‪.‬ن وسدد أقوالنا ‪.‬ن‪.‬ن وأصلح أفعُالنا ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه والتابعُيم ‪,‬‬
‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪100‬‬
‫الدرس الثالث وأالعشروأن‬
‫غـــض البصــــــــــــــر‬
‫المحد لس ول التوفيسق والداية ‪ ،‬وصلى ال وسلم على نبيه الصمطفى‬
‫ممحلد وآله وصحبه ومنِ اهتدى بداه وسار بسجيه إل يوم الدينِ ‪.‬ن‬

‫ت‬‫ت كثيا ل‬ ‫أما بعُد‪ :‬فإلن منِ أعظم الخألسقا الت تضمحنِ للمحسجلم خأيا ل‬
‫ة‬
‫ض البصمر عند الؤممنِ‬
‫ض البصمر ‪.‬ن‪.‬ن نخألنق غ ك‬‫مباركات ف دنياه وآخأرته نخألنق ةغ ك‬
‫عمحا حلرم ال النظر إليه ‪ ،‬وتلك معُاصي العُيم ‪.‬ن إن الذي يهيء عيةنه للنظر إل‬
‫وجوه النبياء والصفياء ف يوم اللقاء وف دار الكرامة ل يدكنسجها ول يوكسخها‬
‫بالنظر إل ما حلرم ال تبارك وتعُال‪.‬ن‪.‬ن وسمنِ ذلك النظر إل العُورات وإل بيوت‬
‫يم الستحقار‪ ,‬فكل ذلك منِ النظر‬ ‫الغي بغي إذنم والنظر إل السجلمحيم بعُ س‬
‫الرام ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫أثر النظر على قلب ابن آدم‪:‬‬
‫ب ابنِ آدم ‪.‬ن‪.‬ن فإلن‬‫وهذا النظر التعُلق بذه العُيم له عظيم الثر على قل س‬
‫السجمحةع والبصمةر كبابيم مفتوحيم إل القلب يصمنل إل القلب كل ما وصل‬
‫إليهمحا فيؤمثر فيه إما خأديا وإما شرا‪ ,‬فعُلى الؤممنِ أن يفظِ نظةره ‪.‬ن‪.‬ن فإنل نظدرا ف‬
‫القرآن ‪ ،‬ونظدرا ف وجوه الؤممنيم بةعُيم الرحة والشفقة ‪ ،‬ونظدرا إل وجسه الوالدينِ‬
‫إكرادما واحتاماد ‪ ،‬ونظدرا إل اللك واللكوت للتفكسر ف آيات ال يؤمكثر إيادنا ف‬
‫ن‬
‫القلب ‪.‬ن‪.‬ن كمحا أن نظدرا إل الجنبيات ‪ ،‬نظدرا إل الوجوه الت يسجتحسسجنها الطبع‬
‫يم الشهوة ‪ ،‬نظراد إل السجلمحيم بعُيم الستحقار‪ ,‬نظدرا إل العُورات ‪ ،‬نظراد‬ ‫بعُ س‬
‫يم العظام والستحسجان‬ ‫ت الغي بغي إذنم ‪ ،‬نظراد إل زخأار س‬
‫ف الدنيا بعُ س‬ ‫إل بيو س‬
‫‪101‬‬
‫ث ذلك آثادرا ف القلب عظيمحة ‪ ،‬ربا كانت الواحدة منِ هذه‬ ‫لا ‪.‬ن‪.‬ن نيد ن‬
‫النظرات سبدبا لنقطاع النسجان عنِ ربه طول حياته ‪ ،‬أو سبدبا لوقوعه ف‬
‫مهلكة ‪ ،‬لذلك جاءت التأديبات القرآنية الربانية قال ال لنبيه‬

‫)‪( 2‬‬
‫)‪ (1‬وأمةره أن يؤمكدب الؤممنيم‬
‫وأونل الغض عنِ النظسر إل الجنبيات والعُورات والرمات الثيات للشهوات ‪،‬‬
‫فذلك أمسر جاءت به الشريعُة مع أنه أونل مرحللة منِ النمزوع إل الفعُل ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫فالنمزوع إل الفعُل يأت بعُد مرحلتيم‪:‬‬
‫‪ -1‬الرحلة الول‪ :‬مرحلة الدراك ‪.‬ن‬
‫‪ -2‬الرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الوجدان ‪.‬ن‬
‫‪ -3‬الرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة النمزوع إل الفعُل ‪.‬ن‬
‫فأما مرُحلة الدراك‪ :‬بأن يدرك النسجان أمةره ‪.‬ن‬

‫وأما مرُحلة الوجأدان‪ :‬بأن تسجتقر ف قلبه الرغبةن ف فعُل ذلك المر‬
‫والنمزوع إليه‪.‬ن‬

‫وأما مرُحلة النعزوع‪ :‬فهي التصمرف فعُلد ف ذلك المر‪ ,‬والشريعُة جاءت‬
‫بأحكامها تتعُرض للمحرحلة الثالثة غالدبا‪ ,‬لكنِ هذه السجألة دخألت فيها منِ‬
‫الرحلة الول ‪ -‬مرحلة الدراك‪ -‬لصمعُوبسة فصمسل بعُضها عنِ بعُض ‪.‬ن‪.‬نمرحلة‬

‫‪ ()1‬سورة طه آية )‪. (131‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة النور آية )‪. (30‬ن‬
‫‪102‬‬
‫الشهوات للفواحش تدلخأل الشرع فيها منِ أول نقطة وهي الدراك ‪.‬ن‪.‬ن قال‬
‫ض‬‫ض البصمر عنِ النظر‪ ,‬كمحا نغ ب‬
‫ض علينا أن نغ ل‬
‫يغضوا منِ أبصمارهم‪.‬ن‪.‬ن ففر ة‬
‫ب وننعُه عنِ الفكر ف الرام أيضا‪ ,‬فذلك ما ساه النب زنا العُيم وزنا‬ ‫القل ة‬
‫القلب كمحا ورد ف الديث ))العين تازني والقلب يزني ‪ ,‬فزنا العين النظرُ‬
‫وزنا القلب التمني (()‪(1‬وقال )) إن ال كتب على ابن آدما حلظه من الزنا‪،‬‬
‫أدرك ذلك ل محالة‪ ،‬فزنا العين النظرُ‪ ،‬وزنا اللسان المنطق (()‪ ,(2‬أي أن‬
‫الكلم بالفواحش هو زنا اللسجان فيجب حفنظها منه‪ ,‬ث بعُد ذلك يأت زنا‬
‫الفاحشة الكبُى ‪.‬ن ‪.‬ن‬

‫فل بد منِ الراحل الول مممنِ قطممع هممذه الممادة وحسجمممحها‬


‫)‪ (3‬مممع أنممه مثلد فم أمموال النمماس يممرنم علينمما أخأمنذها بغيم‬
‫حق ‪ ،‬لكنِ ل يرم النظر إليها ‪.‬ن‪.‬ن ول ياةطب النسجان بأنه يرغممب أن يكمون لمه‬
‫مثنلها ‪ ،‬أو يود أن كمانت لمه‪.‬ن‪.‬ن لكمنِ إذا امتمدت يمنده جاءت مرحلمةن التشمريع ف‬
‫الكم ممف ‪.‬ن إل هم ممذه السجم ممألة قم ممال ال م م مم ممنِ البدايم ممة‬
‫لنممه يكممون مثلةممه بعُممد ذلممك كإنسجممالن لممه بيمحممة‬
‫نيككنها منِ رؤيسة طعُالم لغيه تواه ث تقرب وتدنو منه ‪ ،‬ثم يريممد أن يرلدهمما فممإنه ل‬
‫يكنه ذلك إل بغايسة الصمعُوبة ‪.‬ن‪.‬ن وإن ذهب يأخأذ با سمنِ خألفها قطةعُهمما وأتعُبةهمما‬
‫صمل إل غرضه ‪.‬ن‪.‬ن ولذا جاءت الشريعُة بالمر بغض البصمر‪ ,‬وحلرمت علينا‬ ‫ول ي س‬

‫‪ ()1‬رواه أحد أب هريرة‬


‫)( رواه البخاري ف كتاب الستئذان‪-‬باب‪ :‬زنا الوارح دون الفرج الديث‪,(5889) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومسجلم ف كتاب القدر – باب‪ :‬قدر على ابنِ آدم حظه منِ الزنا وغيه الديث‪(2675):‬‬
‫‪ ()3‬سورة النور آية )‪. (30‬ن‬
‫‪103‬‬
‫النظممر‪ ,‬وقممال النممب صمملى الم م عليممه وسمملم )) النظععرُة سإععهدم مسععموما مععن سإععهاما‬
‫إبليععس‪ ,‬يقععول ال ع مععن تارُدكهععا مععن مخَّععافتي أبععدلمته إيمان عام يجععد حلوتادععه فععي‬
‫ض له يأخأنذ الجرة نقددا سريدعُا‬ ‫تعُر‬ ‫قلبه(()‪ (1‬فالذي يغض بصمره عنِ صورلة مرم ل‬
‫ة‬
‫ن‬ ‫ة‬
‫‪.‬ن‪.‬ن حلودة يمندها فم قلبممه ‪.‬ن ‪.‬ن حلوة إيممان يممدها فم قلبممه ‪.‬ن‪.‬ن فجمكرب ذلممك تممد‬
‫ت الممدنيا ومما فيهما ‪ ،‬واغنممم حلوة اليمان‬ ‫هذه اللوة أحسجمنِ وأغلمى ممنِ شممهوا س‬
‫ض البصمممر تملولت هممذه الفتم‬ ‫ت بغم ك‬ ‫بممذه الفتم الممت إذا أنممت صمةدقت فيهمما وقنمحم ة‬
‫ت لم مما‬
‫ك حلوة اليم ممان مم ممع أنم ممك إن التف م م ل‬ ‫إل م م نسةعُ م ملم عليم ممك ‪.‬ن‪.‬ن فأفاضم ممت علي م م ة‬
‫ك إلم السمواء وكمانت فتندما تفتم عليمك‬ ‫ك ف الهلكمة وقادتم ة‬ ‫ت لا أوقعُت ة‬ ‫واستجب ة‬
‫دينك ‪.‬ن ولقد ذكروا رجلد حضرته الوفاة ‪.‬ن‪.‬ن فقال القائلون عنممده‪ :‬ل إله إل الع‬
‫فممامتنعُت لسجممانه أن تقولمما‪ ,‬فتكلمحموا بكللم آخأممر فتكلممم ‪.‬ن‪.‬ن وتكممرر المممر كلمحمما‬
‫عممادوا إل م ل إلممه إل ال م سممكت ‪.‬ن‪.‬ن وبممالكلم الخأممر تبممدو منممه الكلمحممة‪.‬ن‪.‬ن حممت‬
‫صاح بعُضهم وقال له‪ :‬لماذا تتكلمم معُنما وإذا قلنما ل إلمه إل الم تسجمكت‪.‬ن؟ قمال‬
‫منعُتن عنها نظرة حرام ‪.‬ن ‪.‬ن إستولت النظرة على قلبه فحاةلت بينه وبيم الشممهادة‬
‫عند الوت ‪.‬ن ‪.‬ن بينه وبيم قول ل إله إل ال ‪.‬ن ‪.‬ن نعُوذ بال لنه ل يتمنمب منهمما ولم‬
‫ين ممزجر عنهمما ‪.‬ن ‪.‬ن فبقيممت هممذه فم م قلبممه حممت حصمممل لممه ممما حصمممل عنممد المموت‬
‫والعُي م مماذ ب م ممال‬
‫أطهمر وأطيمب‬

‫)‪ (2‬إلم م آخأم ممر مم مما ذك ممر الم م جم ممل جللم ممه وتعُم ممالت‬

‫‪ ()1‬رواه الاكم وصححه منِ حديث حذيفة‪ ,‬والطبُان عنِ ابنِ مسجعُود‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة النور آية )‪. (40-30‬ن‬
‫‪104‬‬
‫ض ممها ع ممنِ‬
‫عظمحت ممه ‪.‬ن‪.‬ن هي ممئ عينةممك للنظ ممر إلم م وج ممه نبي ممك ممح ممد ي مموم القيام ممة بغ ك‬
‫الرمات ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫اللهم وفقنا وأصلحنا وأصلح أعضاءنا وقلوبنا ‪.‬ن‪.‬ن وتوللنا با أنت أهله‬
‫واجعُلنا منِ سبةقت لم منك السجن ‪.‬ن‪.‬ن يابر يارحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪105‬‬
‫الدرس الرابع وأالعشروأن‬
‫أداء المانة‬
‫المحد ل ‪.‬ن‪.‬ن اللهم صكل وسلم على منِ به هديتنا لقوسم سبيل‪ ,‬وعلى آله‬
‫ك يا جليل ‪.‬ن‬
‫وصحبه وتابعُيهم إل يوم الرجوع إليك يا مل ن‬
‫أما بعُد‪ :‬فإلن منِ أعظسم أخألسقا السلم أداءن المانة لنِ ائتةمحنك ‪ ،‬وإلن‬
‫الؤممةنِ منِ أسمةنه الناس على أموالم وعلى أعراضهم ‪ ،‬وإن أداء المانة على‬
‫ي بالؤممنِ أن يأتنه ال تعُال على أسرار شريعُته وحلوة القرب منه‬ ‫وجهها حر ي‬
‫جل ف عله ‪.‬ن‪.‬ن وأن يوصةله إل مراتب المنِ ف نفسجه فيؤممنه شر الاكرينِ‬
‫والخادعيم والائنيم ‪.‬ن‪.‬ن فنيكفى شبرهم لنه كفى الناس شلر اليانة منِ عنده‬
‫ن‬
‫فلم ينهم ‪.‬ن‪.‬ن كفاهم شلر اليلة والكر والديعُة فكفاه الن مكةرهم وحيةلهم‬
‫وخأدائةعُهم ‪.‬ن‪.‬ن وإنا الزاء منِ جنس العُمحل ‪.‬ن يقول صلى ال عليه وآله وصحبه‬
‫وسلم )) ألد المانةد إلى من ائتمدنك ول تامخَّن من خادنك (()‪ (1‬وإن خأانك‬
‫الائنون فإلن ال سيجعُل لك مردجا ويعُكوضك خأيا ‪.‬ن‪.‬ن فل تقابل اليانة بيانه‬
‫‪.‬ن‪.‬ن فإلن كلل إنالء بالذي فيه ينضح ‪.‬ن‪.‬نكل إناء ينضح با فيه‪ ,‬فمحهمحا كان إناؤك‬
‫صافديا وما فيه خأي فل ينضح ول يرشح منك إل الي لؤملء الناس فةدع‬
‫السواءة ودع الرائةم ودع اليانة تأت منِ غيك ‪.‬ن‪.‬ن تأت منِ تكلدر قلنبه وإناؤه‬
‫ض بالشر فيفيض منه الشر ويرشح منه الشر ‪.‬ن‬ ‫وفا ة‬

‫)( رواه أبو داود ف كتاب الجارة‪ -‬باب‪ :‬ف الرجل يأخأذ حقه منِ تت يده الديث‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3531‬والتمذي ف كتاب البيوع الديث‪ (1282) :‬عنِ أب هريرة وقال حديث حسجنِ‬
‫غريب‪ ،‬والدارمي ف مسجنده ‪ ,‬والدار قطن ‪ ,‬والاكم وقال على شرط مسجلم ‪.‬ن‬
‫‪106‬‬
‫سعة معنى المانة وأعظيم حقها‪:‬‬
‫أحسسجنِ أداءة المانة إل منِ ائتمحنك ‪.‬ن‪.‬ن واعلم معُن سعُة المانة وعظيم‬
‫حقها فيمحا قلل وما كنثر وما صنغر وما كنبُ )) يا معاذ إنك متاسأل عن مكحرل‬
‫ت الطين بين أصبدعيك (()‪ (1‬ولقد جاء أن منِ أحيا سيدنا‬ ‫عينيك وعن فتا ر‬
‫عيسجى بنِ مري منِ الوتى كمحا جعُله ال آيةد منِ آيا س‬
‫ت رسالسته‬
‫)‪ (2‬أحيا ميدتا فقام منِ القبُ وقد كان له سبعُون سنة منِ حيم أن‬
‫مات فلمحا انشق القبُ ورجعُت الروح إل جسجده وقام فقال أقامت القيامة ؟‬
‫قالوا ل ل تقم بعُد ولكنِ هذا روح ال عيسجى ابنِ مري سأل ال أن يييك ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫قال يا روةح ال ل سألت إحيائي ؟ قال مت نمت ‪.‬ن؟ قال قبل سبعُيم سنة‪ ،‬قال‬
‫فمحا البُ عندك؟ قال يا نب ال‪ :‬أعمحال غالبها وعامتها صالة وقد سامن ال‬
‫حال فحمحلت حطدبا لبعُض‬ ‫إل خأصملة واحدة ‪ ،‬قال ما هي ؟ قال كنت ل‬
‫ت بالطب إل بيته حضرن شيء بيم‬ ‫ل‬
‫الناس ف يوم منِ اليام فلمحا وصل ن‬
‫أسنان فأخأذت منِ حطبسه سمنخادذا جعُلت أتنلخذ به منِ دون إذنه ‪.‬ن‪.‬ن فحاسبن‬
‫ال على ذلك وقال أكد حلق الرجل ‪.‬ن‪.‬ن فنحبسجت ‪ ،‬فلي سبعُون سنة أعاةتب على‬
‫هذا النخاذ وأنا منتظر الرجل ‪.‬ن‪.‬ن إن مات فسجاةمن فيسجامن ال تعُال لنه حيق‬
‫له ل يسجامن ال حت يسجامن صاحبه ‪.‬ن فكان ذلك عبُةد لنِ سعُوا هذا البُ‬
‫فصمارت المانة حت ف اللل بيم السنان‪ ,‬فمحا أعظم المانة ف حقوقا‬
‫اللق فإلن الالةق عظينم السجامسة ف حقه ‪.‬ن‪.‬ن ولكنِ حقوةقا خألقه يدينِ لبعُضهم‬
‫منِ بعُض ويأخأذ لبعُضهم منِ بعُض وهو القائل ف الديث القدسي ))أنا‬
‫‪ ()1‬أخأرجه أبو نعُيم ف اللية‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة آل عمحران آية )‪. (49‬ن‬
‫‪107‬‬
‫الظالم إن لم أنتقم للمظلوما من الظالم‪ ,‬وإن لم أنت ر‬
‫صف للمظلوما من‬
‫الظالم (( فلهذا ينادي النادي ف القيامة ))أنا الملك أنا الديان ل ينبغي‬
‫لحمد من أهل الجنة أن يدخدل الجنةد ولحمد رمن أهرل النار عليه مظلمةد‬
‫حتى أقتصه منه ‪ ،‬ول لحمد من أهرل النار أن يدخدل النار ولحمد من أهرل‬
‫الجنة عنده مظلمةد حتى أقتصه منه ‪ ،‬حتى اللطمة (()‪ (1‬فمحا أعظةم المانة‬
‫وما أعظم أداء حكقها‪ ,‬فكنِ أميدنا ف قولك وفعُلك ومعُاملتك ‪.‬ن‪.‬ن وأكد القوقا‬
‫كمحا يب ال منك ويرضى ال عنك‪ ,‬ويرفع لك القدار ‪.‬ن‬

‫اللهم أملنا واجعُلنا منِ الؤمتنيم واجعُلنا منِ الؤممنيم الطمحئنيم الذينِ ل‬
‫خأوف عليهم ول هم يزنون برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحد وآله وصحبه وسلم ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬رواه أحد بإسناد حسجنِ ‪ ,‬والطبُان ف الكبي‪.‬ن‬


‫‪108‬‬
‫الدرس الخامس وأالعشروأن‬
‫الحرص على توقير الكبير وأرحمة الصغير‬
‫المحد ل ‪.‬ن‪.‬ن وصلى ال وسلم على منِ أرسةله بالرحسة فكان الرحة الهداة‪,‬‬
‫وعلى آله وأصحابه ومنِ اهتدى بداه ‪.‬ن‬

‫صا على تاوقيررُ الكبيرُ‬ ‫س‬


‫أما بعُد‪ :‬فإلن منِ أخألقا هذا الديسنِ العُظيم الحرُ م‬
‫ت أهسل هذه اللة‪ ,‬كمحا قد‬ ‫ورحمرة الصغيرُ فإلن بذلك تسجتقبر الياةن ف متمحعُا س‬
‫ف أن‬‫ل تاوقيمرُ ذي الشيبرة المسلم ((كذلك نعُر ن‬ ‫تقلدم معُنا )) ألن من إجألرل ا ر‬
‫للكبسي حزقا على الصمغي بكسم السجنِ ف السلم‪ ,‬وأنه ندسعي الصمغانر لتوقسي‬
‫ص عليهم ‪,‬‬ ‫الكبار واحتاسمهم كمحا ندسعي الكبانر للرحسة بالصمغاسر والشةفقسة والر س‬
‫يم السجلمحيم‬ ‫فلُجسل ذلك ابتةنت البيو ن‬
‫ت الصمالةن النتظمحةن ف منهسج ال تعُال ب ة‬
‫على إقامسة هذا النلق بينهم ف بيوتم وف منازلم‪ ،‬فتجد الكراةم والحتاةم منِ‬
‫كل صغلي لنِ كان فوةقه كمحا تند الرحة والشفقة منِ الكبي للصمغي‪ ,‬فنيعُلود‬
‫الصمغانر أن ل يتقلدموا على منِ هو أسبنِ منهم ف اللس ‪ ,‬ول يدخألوا أو يروا‬
‫ف طريلق قبةله ما استطاعوا‪ ,‬وأن يلحظوا معُان الكراسم له عنةد مصمافحسته ‪ ,‬وأن‬
‫يرصوا على ابتداسئه بالسجلم‪ ,‬ولقد كان النب يسجابنق إل البدء بالسجلسم منِ‬
‫كان أصغر منه)‪ (1‬ومنِ كان أكبُ منه ‪ ,‬هذا منِ عةظمحسة اللنسق كان يبدأ ةمنِ‬
‫لقةيه بالسجلسم منِ صغلي أو كبي‪ ,‬مع أن اةلول أن يبدأ بالسجلسم الصمغين على‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الستئذان‪ -‬باب‪ :‬التسجليم على الصمبيان الديث‪(5893) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ,‬ومسجلم ف كتاب السجلم‪ -‬باب‪ :‬استحباب السجلم على الصمبيان الديث‪ (2168) :‬منِ‬
‫حديث أنس‪.‬ن‬
‫‪109‬‬
‫الكبي‪ ,‬والاشي على القاعد‪ ,‬والراكب على الاشي‪ ,‬والفرد على المحاعة)‪,(2‬‬
‫فهذا منِ سجهة الول والفضل‪ ,‬وأما مسجألةن التسجابسق فهي مطروحةس لككل منِ‬
‫أراةد أن يسجابةق ف تلك الكارم‪.‬ن‪.‬ن وكبل منِ كاةن خألننقه أحسجنِ فهو ف الفهم عنِ‬
‫ب منِ ربه‪ ,‬وف ماورةس النب ممحد صلى ال‬ ‫ال أمةكنِ‪ ,‬ومكاننه أرفع ف القر س‬
‫ن‬
‫وسلم وبارك عليه وعلى آله ‪.‬ن‬
‫ل السلم‪:‬‬
‫ة الصغيرم شعاُر أه م‬
‫توقيُر الكبير وأرحم ُ‬
‫ولقد كان توقين الكبي ورحةن الصمغي شعُاراد لهسل السلم ولهسل الدينِ‬
‫ف أحوالم الختلفة‪ ,‬وما تد بلددة منِ بلد السجلمحيم دخأةلها السلم منِ‬
‫ت إل هذا النلق بصمللة وثيقة‪ ,‬وإن تغليت ف‬ ‫ت ةت ب‬‫القروسن إل وعندهم عادا س‬
‫ت الي واسنتبدةلت بتقاليةد ليسجت نمتوافقةد مع‬‫أزمنستنا التأخأرة كثي منِ عادا س‬
‫س‬
‫أصسل شريةعُتنا وةهدسينا وديننا‪ ,‬فذلك راجسع إل إهالنا وإل تضسييعُنا القيم الت‬
‫ث با نبينا صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪.‬ن‪.‬ن وراجسع إل إهالنا لذه الشريعُة‬ ‫بنعُس ة‬
‫‪.‬ن‪.‬ن و إل ما حصمةل منِ النبهاسر عند كثلي منِ العُقول‪ ,‬والغتار بتقاليةد‬
‫ض الكفار أو الفجار ‪.‬ن‪.‬ن طلهر ال قلوةبنا منِ تعُظيسم منِ ل يب‬ ‫ت بعُ س‬‫وعادا س‬
‫ب بكبه الناس‪ ,‬ونعُاسدي بعُداوتسه منِ خأالةفه منِ‬
‫سبحانه وتعُال ول يوال حت ن ل‬
‫ض الصماليم حت‬ ‫خألقه‪ ,‬وينتشةر فينا هذا اللنق الكرين الذي بلغ مبةلغه عند بعُ س‬
‫كان ل يرضى أن يعُلةو إل منمزلل وأخأوه الكبُن دون هذا النمزل‪ ,‬وكان إذا مشى‬
‫معُه ف الطريسق فكأنمحا المام والأموم‪ ,‬هذه مظاهر منِ تأثسي اللسق السلمي‬

‫)( رواه البخاري ف كتاب الستئذان‪ -‬باب‪ :‬يسجلم الراكب على الاشي الديث‪) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (5878‬ومسجلم ف كتاب السجلم‪-‬باب‪ :‬يسجلم الراكب على الاشي الديث‪(2160) :‬‬


‫منِ حديث أب هريرة‪.‬ن‬
‫‪110‬‬
‫ت النظر إل القيسم الت‬ ‫على السجلمحيم عند كثلي منِ الصماليم فينبغي أن يلتف ة‬
‫نبعُث با خأين البشر صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم إلينا فننوجدها ف واسقعُنا‬
‫وف واقسع حياتنا ونتحللى با ما استطعُنا فذلك ما يقكوي لنا صلةتنا بالدينِ‪,‬‬
‫س‬
‫ث به‬ ‫ضا ف متمحعُاستنا سة اليان وسة السلم وطابةع الدينِ الذي نبعُ ة‬ ‫ويقكوي أي د‬
‫النب الصمطفى صلى ال وسلم وبارك عليه وعلى آله ‪.‬ن‪.‬ن وف هذا يقول ف‬
‫الديث عليه الصملة والسجلم )) دمن لم يولقرُ كبيدرُنا ويرُحم صغيدرُنا ويعرُف‬
‫لعالمنا حلقه فليس منا (()‪ (1‬صلى ال عليه وآله وصحبه وسلم هلذب المة‬
‫للق ول يباسل به فجديسر وحر ي‬
‫ي أن نتلم به وأن‬ ‫وقال ليس منا ةمنِ ضليع هذا ا ن‬
‫نتب عليه ‪.‬ن‬
‫اللهم ابسجط لنا مائدة التخبلق بأحسجسنِ الخألقا‪ ,‬وادفع عنا الفا س‬
‫ت‬ ‫ة‬
‫ك منِ ترضى‪ ,‬والطف بنا فيمحا يري به القضاء‪,‬‬ ‫ياخأ ل‬
‫لقا‪ ,‬واسلك بنا مسجال ة‬
‫واجعُل سة ديسنك بارزةد ف متمحعُاتنا وأحوالنا برحتك يا أرحم الراحيم‪,‬‬

‫وصلى ال على سيدنا ممحلد وآله وصحبسه والتابعُيم ‪.‬ن ‪.‬ن‬


‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫)( رواه التمذي ف أبواب البُ والصملة‪ -‬باب ما جاء ف رحة الصمبيان الديث‪(1984) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫عنِ أنس بنِ مالك وقال‪ :‬حديث حسجنِ صحيح ‪.‬ن‬


‫‪111‬‬
‫الدرس السادس وأالعشروأن‬
‫الخأوة في الله‬
‫ب اللواه‪ ,‬بالخأوةس فيه تعُال ف‬ ‫ث نبليه الصمطفى الني ة‬
‫المحد ل الذي بعُ ة‬
‫نعله ‪ ،‬وبلدل البغضاءة والكشقاةقا ألفةد ورحة ‪ ،‬فصملى الن على الصمطفى ممحلد‬
‫وعلى آله وأصحابه وتابعُيهم بإحسجان‪ ,‬إل يوسم ةوضسع اسليزان ‪.‬ن‬

‫أما بعُد‪ :‬فإلن سمنِ أعظسم أخألسقا السلم الخلوةم في ال ‪.‬ن‪.‬ن الخأوة ف ال‬
‫تعُال والرص عليها ميداسن واسع لستمحطاسر رحسة ال وارتقاسء اللدرجا س‬
‫ت النعُلى‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫ب منِ النعُيسم ف الدنيا قبةل الخأرة‬‫‪.‬ن‪.‬ن الخألوة ف ال تبارك وتعُال نمعُكجلةس لعُجائ ة‬
‫‪ ,‬التحاببون ف ال على منابةر منِ نور يوةم القيامة يغبنطهم النببيون والشهداء‬

‫)‪ (1‬أصبحنا سبنعُمحسة ال ‪.‬ن‪.‬ن ومظهسر نعُمحسة ال سيسدنا ممحلد وبعُثةسته‪ ,‬أصبحنا‬
‫به إخأوادنا بعُةد أن كلنا أعداءة نمتباعسدينِ ‪.‬ن‬
‫الخأوة في الله قسمان‪:‬‬
‫الخأوةن ف ال عامة وخأاصة ‪.‬ن‪.‬ن أما العُالمة فهي ثابتة لككل ةمنِ آمةنِ وأسلم‬
‫)‪(2‬‬
‫كمحا قال تعُال‬

‫يم نمةتآةخأيم ف ال ونمتحالبيم ف‬ ‫ل ل‬


‫أما الاصة فهي الت تكون بعُقد وةجزم ب ة‬
‫يم الصمحابسة‬ ‫س‬
‫ال تعُال على وجه الصموص ‪ ،‬لا حقوسقا أعظم كمحا كاةن ذلك ب ة‬

‫‪ ()1‬سورة آل عمحران آية )‪. (103‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الجرات آية )‪. (10‬ن‬
‫‪112‬‬
‫ب الصمطفى ممحد صلى ال عليه‬ ‫الهاجرينِ والنصمار‪ ,‬حيث آخأى بينهم الن ب‬
‫يم ككل نمهاجري وأنصماري أخألودة خأاصة مع‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم‪ ,‬فآةخأى ب ة‬
‫س‬
‫ضد على‬ ‫ألن المحيةع إخأوسة‪ ,‬ولكنِ بالخأوة الاصة هذه تيا معُالن لللتناصر واللتعُا ن‬
‫ديسنِ ال تعُال‪ ,‬ولصمفاسء الولدةس وةذوسقا ةسلةسجبيلها‪ ,‬وذلك أنه ما ةفطةر الن عليه‬
‫س ل ل‬
‫ط لا با‬‫ب لا با العُيش‪ ,‬وتنش ن‬ ‫س النسجانية ألن لا راحةد بولدة وأخألوة يطي ن‬‫النف ة‬
‫سي إنسجاناد لنه‬ ‫ض با المحة‪ ,‬وإلن هذا النسجاةن نك‬ ‫النقوى‪ ,‬وتقةوى با العُزيةن وتنه ن‬
‫س بالغي إن قاةم على أساس الخأوةس ف ال‪ ,‬والبسة ف‬ ‫س بغيه ‪ ،‬لكلنِ الن ة‬ ‫يأن ن‬
‫ت لصحابا الجنر والكانن الكبين عند‬ ‫ل‬
‫ال تعُال تلول إل عبادة وطاعة‪ ,‬يثب ن‬
‫ت فتكون الخأوةن ف ال سبباد‬ ‫س‬
‫ال تبارك وتعُال‪ ,‬وترتفنع لم با الدرجا ن‬
‫للجتمحاسع ف يولم يتعُادى فيه الذينِ تابوا لغسي ال تعُال‬
‫)‪ (1‬فتخرج أخألوتم منِ العُداوةس إل الشفاعسة‬
‫ط لم كراسي ومنابنر منِ النور واللؤملؤم يلسجوةن عليها‬ ‫ب والبسة ‪ ,‬وأن نتبسج ة‬
‫والقر س‬
‫فيجتمحعُوةن عليها كمحا اجتمحعُوا على البسة ف ال ف الدنيا وف الديث‬
‫الصمحيح ))ليبعثلن ال أقوامما على منابررُ اللؤلؤ على وجأورههم النور يغبمطهم‬
‫النبيون والشهداء ليسوا بأنبياءد ول شهداء (( فجثا أعراب على ركبتيسه قال‬
‫سصفنهم لنا يا رسوةل ال‪ ,‬ةحكلهم لنا نعُرفهم قال )) هم المتحابون في ال من‬
‫بلمد شتى وقبائدل شتى يجتمعودن على ذكررُ ال فيذكرُونه (()‪ (2‬وقال صلى‬
‫بَ اثنان في ال إل كادن أحلبهما‬
‫ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم )) ما تاحا ل‬

‫‪ ()1‬سورة الزخأرف آية )‪.(67‬ن‬


‫‪ ()2‬رواه الطبُان عنِ أب الدرداء بإسناد حسجنِ‪.‬ن‬
‫‪113‬‬
‫ثا‬
‫إلى ال أشدهما حربا لصاحبه (( وقال صلى ال عليه وسلم )) دمن أحد د‬
‫)‪( 1‬‬

‫ثا الم له درجأةم في الجنة((‬


‫أمخا له في ال‪ ,‬أحد د‬
‫)‪( 2‬‬

‫الخأوة بين المهاجريإن وأالنصار‪:‬‬


‫ولا تآخأى الهاجروةن والنصمار رأى النصمار ألن منِ حكق هذه الخأوةس‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫الاصة أن يشانطروهم ف أموالم وف أنفسسجهم وفيمحا عندهم‪ ,‬فكانوا ف ذلك‬
‫يم‬
‫تب ة‬ ‫ص السجية‪ ,‬وقال سيندنا علي للنب آخأي ة‬ ‫الثل العلى كمحا نسجمحنع ف قصم س‬
‫ة‬
‫الهاجرينِ والنصماسر ول تؤماسخ بين وبيم أحد‪ ,‬فقاةل لةهن ةرنسونل اللسه صلى ال عليه‬
‫ت أدرخي في الددنتعديا والرخدرُةر (()‪ (3‬صلى ال عليه وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم‪ )) :‬أنت د‬
‫وسلم‪.‬ن‬

‫ص عليها الؤممنون أي هذه‬ ‫لخألوة ف ال علز وجل ول ةيزل ير ن‬ ‫ثبةتت ا ن‬


‫الخأوة الاصة ‪.‬ن‪.‬ن جعُلنا ال وإياكم منِ التآسخأيم ف ال‪ ,‬ومنِ التحاكبيم ف ال‪,‬‬
‫وأحيا الخألوة ف بلداسننا ونمدننا وقنرانا وأحيائنا‪ ,‬وجعُةلنا منِ الذينِ يسجتمحعُوةن‬
‫القوةل فيلتبعُون أحسجةنه‪ ,‬اللهم خأكلقنا بأخألسقا الدى‪ ,‬واجعُلنا سمنِ سبنبكيك اقتدى‪,‬‬
‫وأصلح لنا الشأن ظاهدرا وباطنا‪.‬ن‬

‫وصلى ال وسلم على الصمطفى ممحد الميم وآله وصحبه والتابعُيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫)( أخأرجه البخاري ف الدب الفرد وابنِ حبان ف صحيحه الديث‪ (566) :‬والبيهقي ف‬ ‫‪1‬‬

‫شعُب اليان الديث‪ (9049) :‬والاكم ف السجتدرك الديث‪ (7323) :‬عنِ أنس وقال‬
‫صحيح السناد‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬أخأرجه ابنِ أب الدنيا والديلمحي‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي وقال‪ :‬حديث ضعُيف ‪.‬ن‬
‫)( رواه التمذي ف أبواب الناقب الديث‪ (3804) :‬عنِ ابنِ عمحر وقال ‪ :‬حديث حسجنِ‬ ‫‪3‬‬

‫غريب ‪.‬ن‬
‫‪114‬‬
‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪115‬‬
‫الدرس السابع وأالعشروأن‬
‫خألق الذكر‬
‫ف‬
‫ف الرؤو ن‬ ‫س‬
‫المحند ل الذي يذكنر ةمنِ ذكةره‪ ,‬ويشكنر منِ شكةره‪ ,‬وهو اللطي ن‬
‫الرحيم‪ ,‬أشهند أنه ال الذي ل إله إل هو وحده ل شريك له‪ ,‬وأشهد ألن‬
‫سيةدنا ممحداد عبنده ورسونله‪ ,‬سيند الذاكرينِ‪ ,‬وإمانم الصمابرينِ ‪.‬ن‪.‬ن اللهم أسدم‬
‫س على عبسدك وحبيبك الميم‪ ,‬سيسدنا ممحلد وعلى آلسه‬ ‫صلواستك ف ككل نةمةف ل‬
‫الطاهرينِ‪ ,‬وأصحابه الغكر الياميم‪ ,‬وتابعُيسهم بإحسجالن إل يوسم الدينِ‪ ,‬وعلينا‬
‫معُهم وفيهم برحتك يا أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ث عممنِ الخأملوة فم المم‪ ,‬والبمسة فم الم تعُممال فم‬ ‫أممما بعُممد‪ :‬فقممد سممبةق الممدي ن‬
‫عله‪ ,‬ولقمد جماء تعُليمسم سمممنِ الصممطفى صملى الم عليمه وعلمى آلممه وصمحبه وسمملم‬
‫لعُمماسذ بممنِ جبممل‪ ,‬حيممث علمحممه دعمماءد يممدعو بممه بعُ مةد أن ذكمةر خأصممملة البمسة فم الم‬
‫فقممال لممه )) يععا معععاذ إنععي أحبلععك‪ ,‬فل تاععدعلن أن تاقععودل فععي مدبمعررُ ك علل صععلة ‪,‬‬
‫اللهم أعلني علعى ذكعررُك وشعكررُك ومحسعرن عبادتارعك (()‪ (1‬فلنأخأممذ ثلثمة أخأللقا‬
‫ث البممة هممذا ‪.‬ن‪.‬ن بعُمةد أن تكللمحنمما علممى البمسة فم الم‬‫مممنِ أخألسقا السجمملم فم حممدي س‬
‫تعُال ف عله ‪.‬ن‪.‬ن النلمق الول نخألمق المذكر‪ ,‬واللمق الثمان خألق الشمكر‪ ,‬واللمق‬
‫الثمالث نخألمق الحسجممان ‪.‬ن‪.‬ن اللهممم أعكنم علممى ذكمسرك ونشممكسرك ونحسجمسنِ عبادتممك ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وهمي دعموةس عظيمحمةس جامعُمةس صدةرت ممنِ لسجماسن رسموسل الم صلى الم عليمه وسملم‬
‫عللمحهم مما سم مميدنا معُم ممادذا الم ممذي أرس م مةله إل م م اليمحم ممنِ نمعُلكمحم مما وقم ممال عنم ممه )) أعلممك ععم‬

‫‪ ()1‬رواه أبو داود ف كتاب الصملة‪ -‬باب ف الستغفار الديث‪ (502) :‬عنِ معُاذ بإسناد صحيح‪.‬ن‬
‫‪116‬‬
‫بععالحلرل والحععرُاما معععاذ (()‪ (1‬بعُممد أن ش مسهةد لممه بالبممة ‪ ,‬ويالمما مممنِ شممهادة )) يععا‬
‫معععاذ إنععي أحبلععك فل تاععدعلن أن تاقععودل فععي مدبع عررُ ك علل صععلةم ‪-‬أي بعع عدد كععل‬
‫ب العُون مة‬‫صععلة‪ -‬اللهععم اعنلععي علععى ذكعررُك وشععكررُك ومحسعرن عبادتاععك (( طل م ة‬
‫ب العانمة علمى المذكر‪,‬‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫على ثلث خأصممال لةعُةظمحتهما ولعُنلمكو قمدرها وشمأنا ‪ ,‬طلم ة‬
‫س‬
‫ص علي ممه ويك ممون ل ممه‬ ‫فال ممذكنر خألم مسق م ممنِ أخألقا السج مملسم يتلصمم م ن‬
‫ف ب ممه السج مملنم وي ممر ن‬
‫مظه مدرا مممنِ مظمماهسر حيمماته ‪ ,‬يممذكنر الةم تعُممال قائدمحمما وقاع مددا وعلممى ةجنبممه ‪ ,‬يقممو ننل‬
‫البار سممبحانه‬

‫الم م ممذكنر ل م م م‬ ‫)‪(2‬‬

‫ف الصمممطفى كمحمما قممالت السجمميدة عائشممة أم الممؤممنيم ))كععان‬


‫تبممارك وتعُممال وصم م ن‬
‫رسإومل ال صلى ال عليه وسإلم يذكمرُ الد على كل أحيانه(()‪ (3‬وجاءنا القممرآنن‬
‫ظِ الممسر بالكثمماسر مممنِ الممذكر دوةن غسيه‬
‫ظِ لفم ة‬‫بممالمسر بالكثمماسر مممنِ الممذكر‪ ,‬ونلحم ن‬
‫مممنِ الواممسر الممت جمماءت فم القممرآن ‪.‬ن‪.‬ن قممال سممبحانه وتعُممال‬

‫)‪ (4‬إشم مماردة إل م م ألن ذكم مةره وتسجم ممبيةحه‬

‫)( رواه التمذي ف أبواب الناقب‪ -‬باب مناقب معُاذ بنِ جبل الديث‪ (3879) :‬وقال‬ ‫‪1‬‬

‫‪:‬حديث غريب‪.‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة آل عمحران آية )‪. (190‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الذان‪ -‬باب هل يتبع الؤمذن فاه ههنا ههنا‪.‬ن ومسجلم ف كتاب‬ ‫‪3‬‬

‫اليض‪ -‬باب ذكر ال ف حال النابة وغيها الديث‪ (373) :‬وابنِ ماجه ف كتاب‬
‫الطهارة وسننها‪ -‬باب ذكر ال عز وجل ف اللء الديث‪.(302) :‬ن‬
‫‪ ()4‬سورة الحزاب آية )‪.(41‬ن‬
‫‪117‬‬
‫تعُال نيرجنا به منِ الظلمحا س‬
‫ت إل النوسر ويعُةلنا به مذكوريةنِ لديسه سممبحانه وتعُممال‬ ‫ن‬
‫كمح مما ق ممال ج ممل جلل ممه‬

‫)‪ (1‬وع م م م مةدنا أن يم م م ممذكةرنا إذا ذكرنم م م مماه‬


‫تعُمال ف عله ‪.‬ن‪.‬ن ومما أعظمةم أن يمذكةرك ربمك بالرحمسة يما همذا النسجمان‪ ,‬ويما همذا‬
‫ف بالرحممة ‪.‬ن‪.‬ن وهممو يمذكنر بالرحمسة كملل مممنِ ذكمةره‬ ‫العُبد الضمعُيف‪ ,‬إذا ذكمرةك اللطيم ن‬
‫مممنِ الممؤممنيم غي م نمتجمماهلر سبعُصمممياسنه ونمصم مزر علممى مممالفسته باقتحمماسم الكبممائر‪ ,‬فقممد‬
‫ت‬‫أوحى الم إلم سمميدنا داود‪ :‬قمل للظماليم ل يممذكرون فممإنم إن ذكرونم قمد آليم ن‬
‫أن أذكم مةر مممنِ ذكرنم م فممإن ذكرونمم‪ -‬أي معُرضمميم عنم م ومسجممتهزئيم بم م ومصمم مكرينِ‬
‫على معُصميت‪ -‬ذكرتم باللعُنة)‪. (2‬ن‪.‬ن لكنه يذكنر الؤممةنِ القبةل عليه النادةم على ما‬
‫كمماةن منممه ولممو كمماةن عاص مديا يممذكنره بالرح مسة سممبحانه وتعُممال ‪ ,‬ويرحمنمه ويقكربممه إليممه‬
‫زلفى ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ة المؤمن‪:‬‬
‫سم ُ‬
‫الذكر م‬
‫فلينكسنِ الذكنر لس سةد منِ ساةس الؤممنِ ف حياته‪ ,‬ومظهدرا منِ مظاهره ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫فهو خألسق منِ أعظسم الخألقا يتنلمحى به اليانن ‪.‬ن‪.‬ن ونيذةكنر به العُبند والنسجانن‬
‫ث الصمحيح عنِ نبينا‬ ‫عنةد موله الرحنِ جل جلله ‪.‬ن‪.‬ن وقد جاءنا ف الدي س‬
‫ب القوسل الليح أنه قال‪ :‬قال ال تاعالى )) من ذكرُني في نفرسه‬ ‫ممحلد صاح س‬

‫‪ ()1‬سورة البقرة آية )‪. (151‬ن‬


‫)( رواه ابنِ عسجاكر عنِ ابنِ عباس والاكم والبيهقي ف شعُب اليان والسجيوطي وقال‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث ضعُيف‬
‫‪118‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ذكرُمتاه في نفسي‪ ,‬ومن ذكرُني في مل ذكرُتاه في ممل خيمرُ من‬
‫ملئه((‬
‫ومنِ ذكرن ف مل ذكرته ف مل خألي منهم وأطيب‪.‬ن‪.‬ن فهكذا وعةد ال أن يذكةر‬
‫منِ ذكةره فله المحند وله النة ‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فليكممنِ الممذكر لم ةديممدننك أيهمما الممؤممنِ وقممد جاءنمما فم الممديث الصمممحيح ألن‬
‫ب ممحم مددا علي ممه الصم مملة والسج مملم فق ممال )) إلن شع عرُائدع‬
‫ض الصم ممحابة س ممأةل النم م ل‬
‫بعُم م ة‬
‫السإععلرما قععد دكثمع عدرُت علدععي فدممرُنععي بعم عمل أتاش علبثَّ بععه ‪ ,‬قععال ل ي عزامل لسععامنك‬
‫رطبمععا رمععن ذكععرُ ال ع (()‪ (2‬ولق ممد جمماء فم م ال ممديث )) أل أدلكععم علععى أفض عرل‬
‫أعمالكم وأزكاها عندد مليرككم وأرفرعهععا فععي درجأععارتاكم وخيعمرُ لكععم مععن إنفععارقا‬
‫الذهب والوررقا‪ ,‬وخيمرُ لكم رمن أن تالدقوا عدلوكم فتضرُبوا أعنادقهم و يضعرُبوا‬
‫أعنادقكم ‪ ..‬قعالوا بلعى يعا رسإعودل الع قعال‪ :‬ذكعرُ الع ((‪ 3‬وقممال صمملى الم عليممه‬
‫)‪( 4‬‬
‫بَ ال ع مععن ذك عررُ ال ع((‬‫وسمملم )) مععا عم عل آدمععي عملم أنجععى لععه مععن عععذا ر‬
‫د‬
‫ب الم ذكمنر الم تبمارك وتعُممال‪ ,‬لمذا قمال الم‬ ‫فمأنإى العمحممال سمممنِ عمذا س‬

‫)‬ ‫‪ ()1‬رواه البخاري ف كتاب التوحيد‪ -‬باب‪ :‬قول ال تعُال ويذركم ال نفسجه الديث‪:‬‬
‫‪. (6970‬ن‬
‫)( رواه التمذي ف كتاب الدعوات‪ -‬باب‪ :‬ما جاء ف فضل الذكر الديث‪ (3435) :‬عنِ‬ ‫‪2‬‬

‫عبدال بنِ بسجر وقال حديث حسجنِ غريب ‪ ,‬وابنِ ماجه ف كتاب الدب‪ -‬فضل الذكر‬
‫الديث‪.(3793) :‬ن‬
‫صللى اللهن ةعلليسه وةسللم الديث‪) :‬‬ ‫س س‬
‫)( رواه التمذي ف أبواب الدعوات ةعنِ ةرنسول الله ة‬
‫‪3‬‬

‫‪ (3437‬والاكم وقال‪ :‬صحيح السناد‬


‫‪ ()4‬أخأرجه ابنِ أب شيبة ف الصمنف والطبُان منِ حديث معُاذ بإسناد حسجنِ‪.‬ن‬
‫‪119‬‬
‫)‪ (1‬وقم ممال تعُم ممال بعُم ممد‬
‫ف عب م م مماةده الصم م م مماليم والخأي م م مماةر بقم م م موله‬
‫أن وصم م م م ة‬
‫حم م م م م م ممت قم م م م م م ممال جم م م م م م ممل شم م م م م م ممانه‬
‫)‪(2‬‬

‫يقم م م ممول ال م م م م سم م م ممبحانه وتعُم م م ممال لنلجم م م مماج بيتم م م ممه‬

‫)‪ (3‬ويقم ممول جم ممل شم ممأنه‬


‫)‪ (4‬أي صم م مملة المحعُم م ممة‬
‫ولقممد كممان يمنةعُممد للنممب صمملى الم‬
‫ب الرحم مسة‬
‫س الواح ممد مائ ممة م ممنِ ال ممذكر‪ ,‬مائ ممة م ممنِ طلم م س‬
‫علي ممه وآل ممه وس مملم فم م اللم م س‬
‫والغفممرة‪ ,‬يمنةعُممد لممه فم اللممس الواحممد مائممة مممنِ قموله )) ربَ اغفرُ لعي وتاعمعب علعي‬
‫)‪( 5‬‬
‫ب التوبم م ة‬
‫ب الرحممنِ‪ ,‬ويطلم م ن‬ ‫إنععك أنععت الغفععور الرُحيععم (( يطلم م ن‬
‫ب الغفممرة حممبي ن‬
‫‪ ()1‬سورة آل عمحران آية )‪.(135‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة الحزاب آية )‪. (35‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة البقرة آية )‪. (198‬ن‬
‫‪ ()4‬سورة المحعُة آية )‪. (10‬ن‬
‫)( رواه التمذي ف أبواب الدعوات‪ -‬باب ما يقول إذا قام منِ ملسجه الديث‪(3495) :‬‬ ‫‪5‬‬

‫وقال‪ :‬حديث حسجنِ صحيح غريب ‪ ,‬وأبو داود ف كتاب الطهارة‪ -‬باب‪ :‬ف الستغفار‬
‫الديث‪ (1516) :‬وابنِ ماجه ف كتاب الدب‪ -‬باب الستغفار الديث‪ (3814) :‬عنِ‬
‫ابنِ عمحر‪.‬ن‬
‫‪120‬‬
‫ونممنِ أحم مبق أن نطلبةهمما سمممنِ الم م ‪.‬ن‪.‬ن نممنِ أحمموج لممذلك ‪.‬ن‪.‬ن فينبغممي أن يكمموةن لنمما‬
‫ب مممنِ سذكمسر الم تبممارك وتعُممال ‪.‬ن‪.‬ن وفم الممديث )) اذكععرُوا الع حعتى يقولعوا‬ ‫نصمممي س‬
‫مجنععون(()‪ )) ,(1‬واذكععرُوا الع حععتى يقععول المنععافقون إنكععم مم عرُاؤون (()‪ (2‬ولقممد‬
‫ورةد ف م الممديث أن سمميةدنا ذا البسجمماةدينِ عليممه رض موان ال م ‪.‬ن‪.‬ن ومعُن م البسجممادينِ‪:‬‬
‫ثمموةبيم ةخألسةقيمم لنممه قةمسدةم الدينمة بثمموبيم ةخألسةقيمم وذلممك أن قمموةمه كممانوا ينةعُممونه مممنِ‬
‫الجرسة إل رسوسل ال‪ ,‬إذ كانوا مشركيم حت تللص يودما منهممم فلقيمةمه فم الطريممق‬
‫ك تضممي‪ ,‬قممال وممما ينفعُنكممم بقممائي عنم مةدكم ؟ دعممون‬ ‫ضممهم ‪ ,‬فقممالوا ل نممدعن ة‬ ‫بعُ ن‬
‫ب إلم م ممحم ملد ولنك ممم أمم موال‪ ,‬ق ممالوا نتعُطين مما أموالةممك كله مما‪ ,‬ق ممال نعُ ممم‪ ,‬ق ممالوا‬
‫أذهم م ن‬
‫فمماذهب إذ ل حاجم ة لنمما بممك‪ ,‬فأعطمماهم ممماةله فأخأممذوا كملل شمميء حممت ممما بيممده‬
‫فلم نيبنقوا له إل ثوةبيم ةخألسةقيم ها البسجممادان‪ ,‬وصمةل بمحما إلم الدينمة فاشمتهةر عنممد‬
‫الصمحابسة بذي البجادينِ‪ ,‬كان كثةي الولةسع بذكسر ال تبارك وتعُال‪ ,‬حت م ملر النممب‬
‫ض‬ ‫ت مت السجممجسد يوممما سمممنِ اليممام فممإذا بصمممو س‬
‫ت الممذكسر وةس م ة‬
‫ط السجممجد‪ ,‬فقمماةل بعُ م ن‬ ‫د‬ ‫ة‬
‫الصمحابة‪ :‬لعُملل أن يكموةن همذا مرائيدما يما رسموةل الم‪ ,‬قمال ل ولكنلمه ألواه‪ ,(3‬ثم إنمه‬
‫خأرةج ف غزوةس تبوك مع النب صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وف رجوسعهم منِ غممزوة تبمموك‬
‫ت ذو السبجاةدينِ ف الطريق‪ ,‬فحفةر له القةبُ كبممانر الصممحابة عليهمم رضموان الم‬ ‫ما ة‬
‫ض القممبُ ‪.‬ن‪.‬ن خأممرةج النممب فسج ملواه بيممده الش مريفة‪ ,‬ث م صمملى عليممه‬ ‫فللمحمما وصمملوا إل م أر س‬

‫)( رواه ابنِ حبان ف صحيحه ف باب الذكار الديث‪ (817) :‬والاكم ف السجتدرك‬ ‫‪1‬‬

‫كتاب الدعاء والتكبي والتهليل والتسجبيح والذكر الديث‪ (1838) :‬وصححه‪ ,‬وأحد ف‬
‫مسجنده عنِ أب سعُيد الدري ‪ ,‬والبيهقي ف شعُب اليان )‪.(526‬ن‬
‫‪ ()2‬أخأرجه الطبُان عنِ ابنِ عباس‪ ,‬وفيه السجنِ بنِ أب جعُفر وهو ضعُيف ‪.‬ن‬
‫)‪ (4‬رواه أحد عنِ عقبة بنِ عامر والطبُان وإسنادها صحيح‪ ,‬و البيهقي ف شعُب‬ ‫‪3‬‬

‫اليان الديث‪(581):‬‬
‫‪121‬‬
‫وقال ناولون صاحبكم فناةولوه إياه‪ ,‬فألةةده ف قبُه ث قال ))اللهم إني أمسيت‬
‫ضَ عنه (()‪ (1‬ذلك الذي ظةهرت فيه سسةمة الممذكسر لم تبممارك وتعُمال‪,‬‬ ‫ضَ فار د‬ ‫عنه را م‬
‫ب علممى الممؤممسنِ أن‬ ‫وغلبةممت عليممه‪ ,‬ولم م يم مةزل لسجمماننه رطبدمما مممنِ ذكم مسر الم م ‪.‬ن ‪.‬ن فيجم م ن‬
‫ب المم‪ ,‬فل ينبغممي أن نيهمحلمةمه‬ ‫يكوةن له نصميب منِ الذكسر‪ ,‬وةأول الذكسر تلوةن كتمما س‬
‫س‬
‫وتبر عليه اليانم ل يتدلبر شيدئا منِ كلسم ربه جممل جللممه‬
‫)‪ (2‬ث م م م ليأخأم م ممذ نصمم م مميدبا مم م ممنِ ذكم م مسر الصمم م ممباح‬
‫والسجاء ما ورةد عنِ النب ممحلد عنةد دخأوسل البيت ‪.‬ن‪.‬ن وعند الممروج مممنِ الممبيت ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ت علممى المم‪ ,‬ول حمموةل ول قمموة‬ ‫ت بممال تمموكل ن‬ ‫ترج منِ البيت فتقول بسجم ال آمنم ن‬
‫ت ونوقيممت وتنلحممى عنممه الشمميطان)‪ ,(3‬بممذا‬ ‫ت ونكفي م ة‬
‫ك نهممدي ة‬
‫إل بممال‪ ,‬فيناديممك ملةم س‬
‫الممذكر اليسجممي‪ ,‬وممماذا ينعُممك منممه عنم مةد دخأمموسل الممبيت؟ لج مسل ذلممك أمةرنمما أن ل‬
‫يم مممنِ دخأمموسل بيوتسنمما)‪ ,(4‬ول نتنمماول‬ ‫ت إل باسممم ال م فتمحتنممع الشممياط ن‬ ‫نممدخأةل الممبي ة‬
‫الطعُاةم إل باسم ال‪. 5‬ن‪.‬ن ويأكل أحندنا الك مةل فيحمح مةد ال م ويقممول )) الحممد ل‬
‫الذي أطعدمني هذا ورزقنيه رمن غيرُ حومل ملني ول قوة فميغدفرُ له ما تاقععدما مععن‬

‫‪ ()1‬رواه البزار ‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الفرقان آية )‪. (30‬ن‬
‫)( أخأرجه أبو داود كتاب الدب‪ -‬باب ما يقول إذا خأرج منِ بيته الديث‪(5095) :‬‬ ‫‪3‬‬

‫والتمذي ف كتاب الدعوات‪ -‬باب ما يقول إذا خأرج منِ بيته الديث‪ (1934) :‬وقال‪:‬‬
‫حديث حسجنِ صحيح ‪.‬ن‬
‫‪ ()4‬رواه مسجلم ف كتاب الشربة‪ -‬باب الطعُام والشراب ونوها الديث‪.(2018) :‬ن‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب الطعُمحة – باب‪ :‬التسجمحية على الطعُام الديث‪) :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ , (5061‬ومسجلم ف كتاب الشربة –باب‪ :‬آداب الطعُام والشراب الديث‪(2022) :‬‬


‫‪122‬‬
‫ذنبرععه (()‪ ,(1‬أكم مةل وذكم مةر فح مماةز مغف ممردة م ممنِ الم م تب ممارك وتعُ ممال‪ ,‬م مما أعظم مةم ه ممذه‬
‫الشريعُة! تأوي إل فراسشممك للنملموم فتقممول ))أسإتغفمرُ الد العظيعدم الععذي ل إلععه إل‬
‫هو الحي القيوما وأتاوبَ إليه) ثلثا( فمتغدفعرُ لعك ذنوبعمعك وإن كعانت مثعدل زبعرد‬
‫البحرُ(()‪(2‬كمحا جاء ف الديث وهكذا نتسجكبح الة ثلثا وثلثيمم ندبمنمر كمكل صمملة‬
‫وتمحنده ثلثا وثلثيم وتككبُه أربدعُا وثلثيم أو ثلدثا وثلثيم‪ ,‬وتقول تمماةم الائممة ل‬
‫إله إل ال وحده ل شريك له اللك وله المحد وهو على كل شيء قممدير فنتغفممر‬
‫لممك ذنوبمنمك وإن كممانت مثمةل زبمسد البحممر)‪ ,(3‬تنسجمكبح هممذا التسجممبيح عنممد النمموم‪ ,‬إل‬
‫ك فم م القيمماسم بالعمحمماسل مممنِ خأممادلم‬ ‫ألن التكممبةي أربدعُمما وثلثيمم م فيكممونن أعمموةن عليم م ة‬
‫يسجاعدك ويقونم معُك )‪.(4‬ن‬
‫أصل الذكر‪:‬‬
‫فمحا أعظةم الذكر وما أحوةج الؤممنِ لن يلتصمةل بذكسر ال تعُال‪ ,‬وأصنل‬
‫الذكسر استحضانر عظةةمحة الذكوسر جل جلله ف القلب‪ ,‬وتعُظينمحه والرغبةن ف‬

‫)( رواه أبو داود ف كتاب اللباس‪ -‬باب ما جاء ف اللباس الديث‪ (4023) :‬والتمذي‬ ‫‪1‬‬

‫ف أبواب الدعوات عنِ رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ -‬باب ما يقول إذا فرغ منِ الطعُام‬
‫الديث‪ (3523) :‬عنِ أنس وقال حديث حسجنِ ‪.‬ن‬
‫)( رواه التمذي ف أبواب الدعوات الديث‪ (3457) :‬عنِ أب سعُيد الدري‪ ,‬وقال‬ ‫‪2‬‬

‫‪:‬حديث حسجنِ غريب ‪.‬ن‬


‫)( رواه مسجلم ف كتاب السجاجد ومواضع الصملة‪ -‬باب استحباب الذكر عقب الصملة‬ ‫‪3‬‬

‫الديث‪.(597):‬ن‬
‫‪4‬‬
‫)( أخأرجه أحد عنِ علي بنِ أب طالب‪ ,‬ومسجلم ف كتاب الذكر والدعاء – باب التسجبيح‬
‫أول النهار وعند النوم الديث ‪ , (2728) :‬وأبو داود ف كتاب الراج والفيء واسلمارة ‪.‬ن‬
‫باب ف بيان مواضع قسجم المحس وسهم ذي القرب الديث‪, (2988) :‬‬
‫‪123‬‬
‫ب منِ حضرسته العُللية‪ ,‬فأصنل الذكسر ما كاةن ف القلب ‪ ,‬ويبُنز منه على‬ ‫القر س‬
‫اللسجاسن ما ينبُز ‪.‬ن‪.‬ن فأفضنل الذكسر ما اقتةن بذكسر اللسجاسن مع ذكسر القلب‪ ,‬وذلك‬
‫ب والوةزار‪ ,‬وأحسجةنِ‬‫ب والضمحي‪ ,‬وأقرب لغفرةس الذنو س‬ ‫ع ف تنقيسة القل س‬‫يكونن أسر ة‬
‫ة ة‬
‫لتحصميسل الي ‪.‬ن‬
‫جعُلنا ال منِ الذاكرينِ الذكورينِ ‪ ,‬ورزقنا سر الذكر ونوره وبركته ‪ ,‬إنه‬
‫يم وأرحنم الراحيم‪,‬‬ ‫أكرنم الكرم ة‬
‫وصلى ال على سيسدنا ممحلد النب المي وآله وصحسبه وتابعُيهم بإحسجالن إل‬
‫يوسم الدينِ‪ ,‬والمحند ل ر ك‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪124‬‬
‫الدرس الثامن وأالعشروأن‬
‫خألق الشكر‬
‫المحند ل‪ ,‬والصملةن والسجلنم على سيسدنا رسوسل ال‪ ,‬ممحسد بنِ عبسد ال وآلسه‬
‫وأصحابه وةمنِ واله ‪.‬ن‬

‫ض لزسم على ككل مسجلم ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫وبعُد‪ :‬فإلن شكةر الكق جل جلله فر س‬
‫والكتصما س‬
‫ف بقيقسة الشكسر رتبةس ساميةس عنةد الؤممنِ‪ ,‬وخألسق عظيسم منِ أخألقه ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫أشاةر ال إل قلسة منِ يتحلقق به سمنِ اللق فقال‬
‫)‪ (1‬ووعةد تعُال الزيةد على الشكر وقال‬

‫)‪( 2‬‬

‫حقيقة الشكر‪:‬‬
‫ب بشهوسد عظمحسة النعُم‪ ,‬وعظيسم نعُمحسته‬ ‫وإلن الشكر عبارة عنِ امتلسء القل س‬
‫ة‬
‫ف العُبند‬ ‫ومنلسته على عبسده ‪ ,‬شهوددا تنطلنق به الوارنح ف طاعاته‪ ,‬فهو أن يصمر ة‬
‫ما أنعُةم الن به عليه فيمحا نخألسةق منِ أجله ‪ ,‬مع استشعُاسر منلسة ال عليه وإحسجاسن‬
‫ال إليه‪ ,‬وعظمحسة ما يصمنل إليه منِ جوسد بارئه جل جلله وتعُال ف عله‪,‬‬
‫يسجتحبق بذلك الزيةد فلبلد أن نيشعُسةر العُبند قلةبه أنه نمنةعُسم عليه سبنةعُلم ل تنمةعُد ول‬
‫)‪ (3‬وقال‬ ‫نتصمى سمنِ قسةبل بارئه قال تعُال‬
‫‪ ()1‬سورة سبأ آية )‪.(13‬ن‬
‫‪ ()2‬سورة إبراهيم آية ) ‪.(7‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة النحل آية )‪. (18‬ن‬
‫‪125‬‬
‫)‪ (1‬إلن النعُةم ميطةس بككل إنسجان‪ ,‬ولكنِ‬
‫ك ال با فاحده واشكره ‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫أعلى النةعُم نعُمحةن السلم واليان‪ ,‬فإذا أكرم ة‬
‫ونشكره أن نتطبكةق شرائةع السلسم ف نفسسجك وحياستك‪ ,‬فبذلك تعُنلو منمزلنتك‪,‬‬
‫ويزيدك الن إيادنا ويزيندك معُرفدة‪ ,‬ويزيندك قردبا‪ ,‬ويزيندك طمحأنيندة‪ ,‬ويزيدك سعُاددة‬
‫ف الدارينِ ‪.‬ن‬
‫استشعار نعمةم الله على العبد‪:‬‬
‫ب الزيد لنعُمحائه وإفضاله وجيسل إسدائه‪,‬‬ ‫الشكنر للحكق تبارك وتعُال سب ن‬
‫ك عبسد منِ العُباسد السجلمحيم خأاصة ف ككل لظلة منِ اللحظات عنِ‬ ‫ول ينف ب‬
‫صمره وف سسعُه وف أعضائه وف‬ ‫ملي س س‬
‫يم منِ نةعُسم النعُسم جلل جلله ‪.‬ن‪.‬ن ف ب ة‬
‫ة‬
‫أجهزته وف حركاسته وف سكناته وف عقله وف ظاهره وف باطنه ‪.‬ن‪.‬ن وهذه‬
‫اللييم منِ الليا العُاملة ف جسجسم النسجان تشتغنل كبلها وتؤمكدي نمهلمحاتا ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫كل خأليلة فيها كذا كذا منِ الكنعُم‪ ,‬فسجبحاةن النعُنم العُظيم جل جلله وتعُال‬
‫ك منِ خأسي أملة‬‫ف عله ‪.‬ن يب أن تسجتشعُةر نعُمح ة ال عليك ‪.‬ن‪.‬ن ولقد جعُل ة‬
‫ب الشكر‬ ‫صمب قدميك ف مرا س‬ ‫أخأرجت للناس‪ ,‬فاشكسر ال تبارك وتعُال وان س‬
‫ة‬ ‫ة‬
‫ف‬‫للمحول جل جلله بأداسء حكق النعُمحة‪ ,‬اصسرف البصمر فيمحا خأسلق لجسله‪ ,‬إصر س‬
‫ن‬ ‫ة‬
‫ك كارهون‬ ‫ل‬ ‫السجمحع لستمحاسع ما خألسق لجسله‪ ,‬ل تسجتسمحع إل حدي س‬
‫ث قوم وهم ل ة‬ ‫ن ة‬ ‫ة‬
‫س‬ ‫س‬
‫ب النك ف الذن‪ ,‬والنك هو‬ ‫صم ل‬‫ب لن ين ة‬‫لسجمحاعك حديثهم‪ ,‬فإلن ذلك سب س‬
‫ث قولم وهم له‬ ‫ب ف أذسن الذي يسجتمحنع حدي ة‬ ‫الرصاص الذاب بالنار‪ ,‬نيصم ب‬

‫‪ ()1‬سورة لقمحان آية )‪. (20‬ن‬


‫‪126‬‬
‫ك ف ديسنك أو‬ ‫ث يقرببك إل ال‪ ,‬وينفعُن ة‬ ‫كارهون)‪ ,(1‬ل تسجتمحع إل إل حدي ل‬
‫ف اللسجاةن لا نخألسةق منِ أجله ‪.‬ن‪.‬ن نخألةق للذكر ‪ ,‬نخألسةق للتلوة‪ ,‬نخألةق‬‫دنياك‪ ,‬اصر س‬
‫للنفع‪ ,‬نخألسةق للستعُانة به على مصماسل الدينِ والدنيا‪ ,‬فل تصمسرفه إل ما حلرم ال‬
‫تبارك وتعُال عليك‪ ,‬وإن أنعُةم عليك بالل فاشكر‪ ,‬والشكنر أن تأخأةذه سمنِ‬
‫حكله‪ ,‬وتنفةقه ف ةمكله‪ ,‬فذلك شكنر نعُمحسة الال عليك‪ ,‬وكل ما أنعُةم علي ة‬
‫ك‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ل‬
‫بنعُمحة فةنشكرها أن تصمرةفها فيمحا نخألةقت لجله‪ ,‬والشكر قيند الكنعُم فإذا ذه ة‬
‫القيند زالت ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫فإلن المعاصي تازيمل النعم‬ ‫ت في نعممة فاردعها‬
‫إذا كن د‬
‫فإلن اللهد سإرُيمع اللنقم‬ ‫وحافظ عليها بشكررُ الله‬

‫فتعُللق بالشكر‪ ,‬ونكنِ منِ الشاكرينِ ‪.‬ن ‪.‬ن‬


‫النبي سيد الشاكريإن‪:‬‬
‫ب صلى ال عليه وآله وسلم أمثلة الشكر‪ ,‬وقاةل حينمحا قيةل‬ ‫ب الن ب‬‫ولقد ضر ة‬
‫له ف قياسمه وقد تولرمت قدماه منِ القيام بالليل‪ ,‬أتفعُنل هذا يا رسوةل ال وقد‬
‫)‪(2‬‬
‫خأر قال )) أفل أكون عبمدا شكورا ((‬ ‫ةغفةر ال لك ما تقلدةم منِ ذنبك وما تأ ل‬
‫ب أنك بسنشكسرك ل تتهيأ لن ةيشنكةرك البارئ جل ف عله ‪.‬ن ‪.‬ن وةمنِ أنت‬ ‫والعُةج ن‬

‫)( كمحا ورد ف حديث البخاري ) ومنِ استمحع إل حديث قوم‪ ،‬وهم له كارهون‪ ،‬أو يفبرون‬ ‫‪1‬‬

‫ب ف أذنه النك يوم القيامة ( ف كتاب التعُبي‪ -‬باب منِ كذب ف حلمحه‬ ‫صل‬‫منه‪ ،‬ن‬
‫الديث‪(6635) :‬‬
‫)( رواه البخاري ف كتاب التهجد‪ -‬باب قيام النب حت تسرةم قدماه الديث‪(1078) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومسجلم ف كتاب صفة القيامة والنة والنار‪ -‬باب إكثار العمحال والجتهاد ف العُبادة‬
‫الديث‪ (20820) :‬والنسجائي والتمذي وابنِ ماجه‪.‬ن‬
‫‪127‬‬
‫وما نشكرك عنةد نشكسر الالسق الصموسر البارئ القادر جل جلله ! قال تعُال‬

‫)‪( 2‬‬
‫)‪(1‬وقال تعُال‬
‫اللهم أعلنا على ذكسرةك وشكرك ونحسجسنِ عبادتك‪ ,‬واجعُلنا سمنِ الشاكرينِ‬
‫يم الاضسعُيم الاشعُيم‪ ,‬برحتك يا أرحةم الراحيم ‪.‬ن ‪.‬ن‬ ‫الذاكرينِ‪ ,‬والنيب ة‬
‫وصلى الن على سيسدنا ممحلد إماسم الشاكرينِ‪ ,‬وآله وصحبه وتابعُيهم‬
‫بإحسجالن إل يوسم الدينِ ‪.‬ن ‪.‬ن والمحند ل ر ك‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪ ()1‬سورة السراء آية )‪. (19‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة البقرة آية )‪. (158‬ن‬
‫‪128‬‬
‫الدرس التاسع وأالعشروأن‬
‫خألق الحسان‬
‫المحند ل‪ ,‬وصلى ال على حبيسبه ومصمطفاه‪ ,‬سيسدنا ممحلد وعلى آلسه‬
‫وصحبسه ومنِ ساةر على سبيلسه واهتدى بداه‪ ,‬وجعُلنا ال منهم بفضسله إنه أكرم‬
‫يم وأرحم الراحيم ‪.‬ن‬
‫الكرم ة‬
‫أل وإلن ما دعانا إليه هذا المديننِ العُظيمم وجعُلةمه ممنِ نخأل سق السجمتقيمحيم علمى‬
‫ب القوي ‪.‬ن‪.‬ن الحسجانن ف العُبادة‪ ,‬والحسجمانن ف العمحمال‪ ,‬يقمول صملى‬ ‫ةمنهسج الن ك‬
‫ال م عليممه وآلممه وسمملم لعُمماذ )) فل تاععددعلن أن تاقععودل فععي دبعررُ كعلل صععلةم اللهععم‬
‫أعلني علععى ذكعررُك ومشععكررُك ومحسعرن عبادتاععك (( قممال تعُممال‬

‫يقممول النممب صمملى الم عليممه وآلممه وسمملم )) إلن الد‬


‫)‪( 1‬‬

‫ب مععن أح عردكم إذا عم عدل عملم أن يتقنععه (()‪ (2‬ولقممد فلسجممر النممب الحسجمماةن‬
‫يح ع ل‬
‫عندما سأله سيندنا جبُيممل وقممال )) أخبرُني عن الحسععان‪ ,‬فقععال لععه الحسععامن‬
‫أن تاعب عدد الدع كأنعلعك تا عرُاه‪ ,‬فععإن لععم تاكععن تا عرُاه فععإلنه ي عرُاك(()‪ (3‬أي أن تسجتشممعُةر‬
‫ع ال عليك فتقونم بعُبادته كأنك تراه ‪.‬ن ‪.‬ن‬ ‫إكطل ة‬

‫‪ ()1‬سورة تبارك اليات )‪.(2-1‬ن‬


‫)( رواه البيهقي ف شعُب اليان‪-‬باب ف المانات وما يب منِ أدائها إل أهلها الديث‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (5312‬و أبو يعُلى عنِ عائشة‪ ,‬والسجيوطي ف الامع الصمغي ‪ ,‬وقال حديث ضعُيف ‪.‬ن‬
‫)( رواه مسجلم ف كتاب اليان‪ -‬باب بيان اليان والسلم والحسجان الديث‪ (8) :‬عنِ‬ ‫‪3‬‬

‫عمحر بنِ الطاب‪.‬ن‬


‫‪129‬‬
‫الحسان في العمال‪:‬‬
‫بلسق الحسجاسن ف ككل ما يقونم به منِ‬ ‫ب الؤممنِ أن يتخلةق ن‬ ‫إذاد فمحنِ واج س‬
‫ف له الثواب ‪ ,‬وإلن‬ ‫أعمحال‪ ,‬فيصملح بذلك عمحنله ويصمفو ونيقةبل عنةد ال ويتضاع ن‬
‫قليلد منِ العُمحسل الصماسل بإحسجان خأيس منِ كثلي بل إحسجان ‪.‬ن ‪.‬ن فينبغي للقارئ‬
‫أن يقرأ اليسجةي منِ القرآن وهو نمتدكبر متفكهم نمسسجنِ للتلوة خأيس منِ أن يقرأ بل‬
‫ب ال تبارك وتعُال‪ ,‬فلذلك ينبغي‬ ‫ةتدبلر أجزاء كثيدة وأورادقا كثيدة منِ كتا س‬
‫ة‬
‫ل‬
‫العتناءن بالحسجاسن منِ السجلم إذا قام بوضوء أو بعُبادةل أو بغي ذلك ‪.‬ن‪.‬ن حت‬
‫أشارت إل مرتبسة الحسجاسن وذكرت واحددا منِ مظاهرها مددحا للمام الشافعُي‬
‫السجيدةن نفيسجة عليها رضوان ال بصمر ‪.‬ن ‪.‬ن حيث قالت وقد صللت عليه عند‬
‫موته‪ :‬رحةم ال الماةم ممحةد بنِ إدريس الشافعُي إنه كاةن نيسسجنِ الوضوء‪ ,‬فانظر‬
‫إل فقسه تلك الرأةس العُارفة‪ ,‬وما وصةفت ذاك المام إل بإحسجاسن الوضوسء‪,‬‬
‫فجعُلت ذلك علمةد على تببوئه مرتبة الحسجان‪ ,‬فإلن ةمنِ أحسجةنِ الوضوءة‬
‫أحسجةنِ الصملة‪ ,‬ومنِ أحسجةنِ الوضوءة والصملة أحسجةنِ الديةنِ كلله‪ ,‬وأحسجةنِ‬
‫ب‬‫العُمحةل كلله ف حياته‪ ,‬فوصةفته بذا الوصف ولفتت النظةر إل ألن غيا ة‬
‫ض العمحاسل منِ شأنه أن يعُةل النسجاةن ف ةغيبلة عنِ‬ ‫الهتمحاسم بالحسجان ف بعُ س‬
‫حقائسق الحسجاسن ف أعمحاسله ككلها ‪.‬ن ‪.‬ن فالذي ل نيبال بالحسجاسن ف الوضوء ل‬
‫نيبال بعُةد ذلك بالحسجان ف الصملة ‪ ,‬ث ل يبال بالحسجاسن ف زكاةل ول صولم‬
‫ول حزج ول صدقلة ول غي ذلك ‪.‬ن‬

‫‪130‬‬
‫ثمرة الحسان‪:‬‬
‫ت لدى ركبه تبارك وتعُال ث‬ ‫فالحسجان مطلوب منِ الؤممسنِ وهو يرفعُه درجا ل‬
‫س‬
‫يكونن له جزاءس سمةنِ ال أن نيسسجةنِ ال إليه ‪ ,‬قال ال تبارك وتعُال‬
‫)‪(1‬فينبغي أن نيسسجنِ الؤممننِ ف أحواله وشئوسنه ككلها‬
‫ص عبادة ربه باعتنالء بإحسجانا وأداسئها على وجهها استشعُادرا ألن الذي‬ ‫وي ل‬
‫يعُبنده يراه وينظر إليه فكأنه هو يراه‪ ,‬فكيف يكون حاله‪.‬ن‪.‬ن! إنك ترى كثديا منِ‬
‫إذا ةشعُر براقبسة إنسجالن له ف عمحلل أحسجةنه وأتقةنه ‪ ،‬وإذا كان خأالديا بةمنعُد عنِ‬
‫ض‬‫التقاسن ‪.‬ن ‪.‬ن أل يكفيه نظةنر الرحسنِ إليه ‪.‬ن ‪.‬ن؟ فينبغي أن نيطكهةر قلةبه سمنِ ةمر س‬
‫مراقبسة اللق مع نسجياسن الالق جل جلله ‪ ،‬ويرتقي رتبةد ف اليان تعُنل مراقبةته‬
‫س‬ ‫س‬
‫ض‬‫للخالسق أعلى وأجل وأعظم منِ مراقبة اللق واللتفات إليهم ‪.‬ن ولقد سةع بعُ ن‬
‫س بداخألل دخأةل فزاةد ف إحسجاسن الصملةس فسجمحةع‬ ‫الصمليم وكان يصملي إذ أح ل‬
‫ت منِ ديواسن السجعُداسء‬ ‫هاتفاد منِ فوقه يقول له‪ :‬لول ألن أوةل صلستك ل ن‬
‫لخأسرج ة‬
‫إل الشقياء ‪ ,‬فلُجل ذلك أنسمرنا بالحسجان ومراقبسة اللبار‪ ,‬وجاء التهديند‬
‫يم الذينِ ل نيسجنوةن الصملة قال تعُال‬ ‫للمحصملك ة‬
‫)‪( 2‬‬

‫‪ ()1‬سورة الرحنِ آية )‪. (60‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة الاعون اليات )‪. (7-5‬ن‬
‫‪131‬‬
‫فهم ضييعوا الحسان بوصفين‪:‬‬
‫‪.1‬ن وصف السجهو عنِ الصملةس ومعُناه تأخأنيها عنِ وقتها ‪.‬ن‬
‫ت اللق با قال‬ ‫‪.2‬ن والوصف الثان مراءا ن‬
‫ب رياسئهم‬
‫فبسجب س‬
‫وسهسوهم تلولوا إل أن يسجتسحبقوا الويةل والعُياذ بال تبارك وتعُال والتهديسد منِ‬
‫ال ‪.‬ن‬
‫فنسجأنل ال أن يرزةقنا الحسجاةن ف أعمحالنا ككلها ونيثسبتنا ف السجنيم ‪ ،‬اللهم‬
‫ارفعُنا ف مراتب الحسجان وقاسبلنا منك بالحسجان ‪ ,‬واغفر لنا الساءة وأحسسجنِ‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن‬
‫ت أهنله ف ككل شأن يا ر ل‬‫إلينا يا نمسجنِ‪ ,‬وكنِ لنا با أن ة‬
‫وصلى ال على النب الصمطفى ممحد وآله وصحبه والتابعُيم ‪.‬ن‪.‬ن‬
‫والمحد ل رب العُاليم ‪.‬ن‬

‫‪132‬‬
‫الدرس الثلثون‬
‫صبغة الخألق‬
‫لقا‪ ,‬وصلى ال وسلم على نبكيه الصمطفى عظيسم‬ ‫ك ال ل‬ ‫المحد ل الل س‬
‫الخألقا‪ ,‬وعلى آله وأصحابه ومنِ تبع سبيةله واهتدى بديه إل يوسم الوقو س‬
‫ف‬ ‫ة‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن‬
‫ك يا ر ل‬
‫بيم يدي ة‬
‫ص‬ ‫ع النلممق عنمةد السجمملم لممه مكانمةس ةعسلمحناهمما سمممنِ تلخيم س‬ ‫أممما بعُممد‪ :‬فممإلن موضممو ة‬
‫س‬
‫ت لتالم ععم مك ععاردما‬‫ب الصمم ممطفى )) إندم ععا بعثع ع م‬ ‫البعُثم ممة لم ممذا القصمم ممود ف م م قةم مموسل الن م م ك‬
‫الخلقا (()‪ (1‬وإلن أهمةل السممتقباسل لممذه الرسممالسة المحديممة النبويممة الممت خأتمةم الم‬
‫بمما الرسممالت‪ ,‬وأرس مةل بمما حممبيةبه الصمممطفى صمملى ال م عليممه وعلممى آلممه وصممحبه‬
‫وسمملم ‪.‬ن السجممتقبلوةن لممذه الرسممالة لبملد أن يصمممطسبغوا بسصمممبغسة أخألقسهمما ‪.‬ن ‪.‬ن بصمممبغسة‬
‫ث مممنِ أجلمسمه رسمونل الم صملى الم عليممه‬ ‫س‬
‫مما دةعممت إليممه‪ ,‬بصمممبغسة القصممد الممذي بنعُم ة‬
‫ب سمممنِ تمبوسل أحمواسل النمماس‬ ‫وعلممى آلممه وصممحبه وسمملم‪ ,‬ولجممل هممذا رأينمما العُجممائ ة‬
‫مم ممنِ شم ممرلك ونكف م ملر وجاهلي م ملة وعنجهيلم ملة واعتم ممداءا ل‬
‫ت وكس م ملبُ وةغطرةس م ملة وظنل م ملم وقةت م ملل‬ ‫ة ة‬
‫ب وإحسجممالن وتواضملع ورحملة ورأفممة ‪ ,‬فكمماةن‬ ‫للنفوس‪ ,‬إل ةكرلم وسشيلم وفضائل وآدا ل‬
‫ة‬ ‫ة ة‬
‫ف الم تبممارك وتعُممال‬
‫الال كمحا وص ة‬
‫)‪ (2‬قممال عممنِ بعُثم مسة نممبيه‬

‫)( رواه مالك وأحد والبخاري ف الدب الفرد الديث‪ (273) :‬والبيهقي ف شعُب‬ ‫‪1‬‬

‫اليان‪ ,‬والاكم وصححه منِ حديث أب هريرة‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة آل عمحران آية )‪. (103‬ن‬
‫‪133‬‬
‫)‪( 1‬‬

‫)‪ (2‬وبعُم م م م مةد الضم م م مملسل الم م م ممبيم‬


‫)‪ (3‬جاءوا باليية فعُلمحموا المممم وهمةدوا وأرشمندوا وكمان منهممم البطممال ‪,‬‬
‫صممملسح والهمماسد والتقمموى‬
‫ف والعمحال ‪ ,‬وال ب‬ ‫وسادات الرجال ‪ ,‬أرباب العُلوسم والعُار س‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫صمم مملح ومظم مماهر الفلح ‪,‬‬ ‫‪.‬ن ‪.‬ن فانتشم ممرت بينهم ممم معُم ممان الصم مملح ‪ ,‬ومعُم ممان ال ل‬
‫فتحلولوا سمنِ حالل إل حالل ما أعظمحه وما أجلممه وأكرمممه‪ ,‬فكممانوا بعُمةد ذلممك قممادة‬
‫المة وسادستا وأئمحستها والعُلمحون للناس الي ‪.‬ن‬
‫نصيبك أيإها المؤمن من الخلق الكريإم ‪:‬‬
‫ب منِ‬ ‫س‬
‫ت بال ورسوله أن يكوةن لك نصمي س‬ ‫ت أن ة‬
‫ك وقد آمن ة‬ ‫فكذلك ينبغي ل ة‬
‫معُان هذا الستقباسل لعُظمحسة هذه الرسالسة العُظيمحسة عنِ ال تبارةك وتعُال‪,‬‬
‫ث عنِ إيانك ف عمحسلك وف فعُسلك وف قولك‪ ,‬وتد اللق تعُال ف‬ ‫وتبح ة‬
‫القرآن يذكنر الياةن نمقتدنا بالعُمحل الصمال ف كذا كذا آيلة منِ كتابه‪ ,‬ويذكر‬
‫عليها بشائةر منه سبحانه وتعُال‪ ,‬ويةسعُد عليها فضلد وكردما فيمحنِ آمنوا وعمحلوا‬
‫الصمالات فجاءتم البشائر ف اليات البينات‪ ,‬ربط الياةن بالعُمحل ‪.‬ن‪.‬ن فبكيم‬
‫ب اللق فيك وترسجم وبرسهنِ عنِ معُان استقباسلك للرسالسة النبوية‬ ‫أنت جان ة‬
‫وةأخأسذك لا‪ ,‬فإنا نتليز يا أيها الؤممنِ بلسقك الكري‪ ,‬وقد كان الذينِ يعُتنوةن برتبسة‬
‫الحسجان ف ديسنِ ال تبارك وتعُال ويسجلمحون على ألنسجنِ كثلي منِ الناس ف‬

‫‪ ()1‬سورة آل عمحران آية )‪. (164‬ن‬


‫‪ ()2‬سورة آل عمحران آية )‪. (164‬ن‬
‫‪ ()3‬سورة آل عمحران آية )‪. (110‬ن‬
‫‪134‬‬
‫القروسن الاضية بالصموفية‪ ,‬يقول قائنلهم‪ :‬إنا ةمسجلنكنا وتصمبوفنا نخأنلق فمحنِ زاةد‬
‫ك ف السجلك‪ ,‬وزاد عليك ف الدرجة ‪.‬ن ول يرجع‬ ‫عليك ف الننلق فقد زاةد علي ة‬
‫ة‬
‫ث به النب العُظيم صلى ال عليه وعلى آله‬ ‫المنر إل إل النلق الكري الذي نبعُ ة‬
‫وصحبه وسلم‬

‫ب اللنةق المحود وتنجةو‬‫صمب لكي تكسج ة‬ ‫فتأمل أخألةقك ف العُاملة‪ ,‬وان ة‬


‫ص ما يعُلق بك منِ السواء والخألسقا الذمومسة البغوضسة لركبك تبارك‬ ‫وتتخل ة‬
‫للق‬‫وتعُال ولرسوله صلى ال عليه وآله وسلم ‪.‬ن ‪.‬ن واطلب الرضواةن بذا ا ن‬
‫)) فإلن الرُجأدل ليبلغ بمحسرن خلرقه درجأةد الصائرم القائم (()‪ ,(1‬يبلغ درجة‬
‫ضمع‬‫الصمائم الذي ل يفطر والقائم الذي ل ينام س نبسجسنِ خأنلقه‪)) ,‬ما متن شيمء يو د‬
‫في الميزارن أثقمل من محسرن المخَّلق(()‪ ,(2‬ولقد رووا عنِ السجنِ عنِ السجنِ عنِ‬
‫ن الحسن الخَّلق الحسن((‬ ‫السجنِ عنِ أب السجنِ عنِ جكد السجنِ )) أن أحس د‬
‫)‪ (3‬فهو زينةس يزكينِ ال با منِ يشاء منِ عباسده ‪ ,‬يقول النب صلى ال عليه وآله‬

‫)( رواه أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب ف حسجنِ اللق الديث‪ ,(4790) :‬وأحد‬ ‫‪1‬‬

‫والطبُان عنِ عائشة‪ ,‬وإسناده حسجنِ ‪.‬ن‬


‫)( رواه أبو داود ف كتاب الدب‪ -‬باب حسجنِ اللق الديث‪ (4791) :‬والتمذي ف‬ ‫‪2‬‬

‫أبواب البُ والصملة‪ -‬باب ما جاء ف حسجنِ اللق الديث‪ ,(2070) :‬والسجيوطي وقال‪:‬‬
‫حديث حسجنِ ‪.‬ن‬
‫)( رواه الطبُان وابنِ عسجاكر‪ ,‬والسجنِ الول هو ابنِ حسجان السجمحت والثان ابنِ دينار‬ ‫‪3‬‬

‫والثالث البصمري‪.‬ن‬
‫‪135‬‬
‫سن ال دخلدق امرُىء ومخملقه فميطرعممه النادر أبدا (()‪ (1‬إذا حلسجنِ‬ ‫وسلم )) ما ح ل‬
‫خألةقه ونخألةقه فلنِ نيطعُةمحه الناةر بعُد ذلك ولنِ تلسجه ‪.‬ن‬

‫ن بسجسنِ اللق ونتأمةل ما نيتلى علينا أمثال ما مضى ف هذه‬ ‫فينبغي أن نعُت ة‬
‫السجلسجلة الت نرجوا ال أن ينفةع با التكلةم والسجامع ‪.‬ن ‪.‬ن ويوقةع نوةر هذه‬
‫ف بتلك‬‫ب ككل قارلئ لا‪ ,‬ويفتةح له بادبا منِ التوفيق ‪ ,‬حت يلتصم ة‬ ‫الخألسقا ف قل س‬
‫الوصاف‪ ,‬ويعُتلةي ف ذلك النار‪ ,‬الذي بنسعُث به الختار ‪.‬ن‪.‬ن اللهم حققنا‬
‫ض فضسلك وجوسدك وكرمك ‪.‬ن‪.‬ن يا أكرةم الكرميم ‪.‬ن‪.‬ن ويا أرحم‬ ‫بذلك بح س‬
‫الراحيم ‪.‬ن‬
‫الجزاء من جنس العمل‪:‬‬
‫ت وحكسجنِ معُاملةتك للناس ‪ ,‬عامل‬ ‫س‬ ‫اجتهد ف تسج س‬
‫يم أخألقك با استطعُ ة‬
‫اللةق بالرحسة يرحك‪ ,‬عاسملهم بالشفقسة يشفق بك‪ ,‬عاسملهم بالرأفسة يرأف بك‬
‫س العُمحل‪ ,‬ولقد حلدثنا النب صلى ال عليه‬ ‫سبحانه وتعُال‪ ,‬فإن الزاءة منِ جن س‬
‫ب تارةل وأموالل‬ ‫وسلم ف حديثه الصمحيح عنِ رجلل منِ بن إسرائيل كان صاح ة‬
‫ولكلنه كان يقول لوكلئه‪ :‬أنسظروا الوسر ‪ -‬يعُن الوسر الذي عنده القدرةن على‬
‫ن‬
‫القضاء وعنده ةديسنِ لنا أنظنروه ل تسجتعُجلوا عليه ول ترسهقوه حت نيسجكلم‪, -‬‬
‫وتاةوزوا عنِ العُسجر لعُلل الة أن يتجاوةز عنا‪ ,‬قال صلى ال عليه وآله وسلم‬
‫ت آمر‬ ‫س‬
‫ت تفعُل ؟ قال يا رب كن ن‬ ‫ت أوقةفه ال بيم يديه فقاةل له‪ :‬ما كن ة‬ ‫فلمحا ما ة‬
‫وكلئي وأقونل لم‪ :‬أنسظروا الوسر وتاونزوا عنِ العُسسجر لعُلل ال يتجاوز عنا‪ ,‬فقاةل‬

‫)( رواه البيهقي ف شعُب اليان‪ ,‬والطبُان ف الوسط وفيه عبد ال بنِ سعُد البكري وهو‬ ‫‪1‬‬

‫ضعُيف ‪.‬ن‬
‫‪136‬‬
‫)‪( 1‬‬ ‫س‬
‫ك قد تاةوزنا عنك ‪.‬ن‪.‬ن فكان التةجاونز مةنِ ال جزاءة‬ ‫ال‪ :‬ننِ أول بالكرم من ة‬
‫ما كان يتجاونز عنِ خألق ال ‪.‬ن ‪.‬ن وقد جاءنا ف الثار أن امرأدة منِ بن إسرائيل‬
‫ض لا السجائل يسجأل ‪ ,‬بقةيت معُها‬ ‫ض لا سائسل يسجأل فلمحا عر ة‬ ‫كانت قد ةعر ة‬
‫نلقمحةس واحدة ورفةعُتها تريند أن تضةعُها ف فسمحها فرلدتا وأعةطتها ذلك السجائل‪,‬‬
‫ب يأت ومعُها طفسل‬ ‫فأخأةذها السجائل وهو جائع ‪ ,‬فلم تشعُر بعُد أيام إل بذئ ل‬
‫صغيس فيأخأنذ الطفةل ويشي‪ ,‬فجةرت وراءة الذئب تقول ابن ‪.‬ن‪.‬ن ابن ‪ ,‬وإذا‬
‫ب‬ ‫ك الذئب ونيسرج الولةد سالا معُاف منِ فسم الذئ س‬ ‫ف فيمحسج ن‬
‫ن‬ ‫بصمورةس رجلل يق‬
‫د‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫ك أرسلن ال تعُال منِ السجمحاء لنقةذ‬ ‫ويناونله إياها ويقول لا‪ :‬يا هذه إنا أنا ةملة س‬
‫ت منِ أجسل ال‬ ‫ك هذا‪ ,‬وأسلكمحه لك‪ ,‬ويقول لك نلقمحةس بسنلقمحة)‪. (2‬ن‪.‬ن أنفق س‬ ‫ابن س‬
‫ة‬
‫س العُمحل ‪.‬ن‬ ‫لقمحةد فرةددنا لك هذه اللقمحة مقابل تلك اللقمحة ‪.‬ن‪.‬ن فالزاء منِ جن س‬
‫ة‬
‫فتخللق بالخألسقا الكرية واقرأ كثياد ف شائسل نبيك وسيسته فذلك نيقكوي‬
‫ب القتداء والهتداء‪ ,‬اللهم انفعُنا با سعُنا‪,‬‬ ‫إياةنك ويقيةنك ويفتنح لك با ة‬
‫ت مع‬ ‫وعكلمحنا ما ينفعُنا وباسرك لنا ف هذه السجلسجلسة الباركة ويكسجر لنا اللقاءا س‬
‫ن‬
‫تف‬ ‫ت كثيا ل‬ ‫إخأواننا منِ أهسل السلسم واليان على مثسل هذا البسجاط مرا ل‬
‫ض عنا ومادي لنا بالتوفيسق والعُنايسة منك يا و ل‬
‫ل التوفيق ‪.‬ن‪.‬ن يا‬ ‫ت وأنت را ل‬ ‫خأيا ل‬
‫ت أهنله‪ ,‬واصرف عنا الشلر‬ ‫أكرم الكرميم ويا أرحم الراحيم ‪.‬ن‪.‬ن كنِ لنا با أن ة‬
‫حنا بمحايتك واحنرسنا براستك وأصلح شئوةننا وشئوةن بلداننا وبلسد‬ ‫كلله‪ ,‬وا س‬
‫ض‬‫ت را ل‬ ‫س‬
‫السجلمحيم‪ ,‬واجعُلنا مةنِ الداة الهتدينِ‪ ,‬واخأتم لنا أعمحاةرنا بالسجن وأن ة‬
‫)( رواه التمذي ف أبواب البيوع‪-‬باب ةما ةجاءة ف إنظاسر العُسجسر والكرفسق بسه الديث‪) :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (1322‬وقال حديث صحيح‪.‬ن‬


‫‪ ()2‬رواه السجيوطي ف الامع الصمغي عنِ ابنِ عباس‪.‬ن‬
‫‪137‬‬
‫ب وترضى منا‪ ,‬وعاملنا بالفضسل وما أنت له أهل‬ ‫عنا يارب‪ ,‬وثكبتنا على ما ت ب‬
‫برحستك يا أرحةم الراحيم ‪.‬ن ‪.‬ن وأسدم صلواستك على عبسدك الصمطفى ممحلد وعلى‬
‫آله وأصحاسبه وأنبياسئك ونرسسلك وملئكستك القلربيم وعباسدك الصماليم أجعُيم‪,‬‬
‫وصكل معُنا عليهم وفيهم برحستك يا أرحةم الراحيم‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ب العُاليم ‪.‬ن‬ ‫والمحند لس ر ك‬

‫انتهت المجموعة الولى من سلسلة‬


‫إسعاف طالبي رضا الخلقا‬
‫ببيان مكارم الخلقا‬
‫تابعوا المجموعة الثانية لحقاا إن شاء ال تعالى‬

‫‪138‬‬

You might also like