Professional Documents
Culture Documents
أيها المؤمن ون ،لكل أمة عظم اء س طّر الت اريخ م آثرهم ّ بسم هللا الرحمن الرحيم
أعم الهم وخلّد ج زءا من س يَرهم وحي اتهم ليكون وا نبراسا لمن الص َم ِد ،الّ ذي لم يلِد ولم ِ ِ ِ ِ
األح د ،ال َف رد ّ
الحم ُد هلل الواح د َ
بع دهم في علمهم وجه ادهم وأخالقهم .ولقد اعت ادت كث ير من وأتوب وأشكره، أح د ،أحم ُده سبحانه
ُ ُ كفوا َ
يولَ د ،ولم يَ ُكن لَه ً
يوما يوافق يوم ِ
صص ون ً إحياء ذكرى عظمائها ،فيُ َخ ّ
األمم والملل َ غفره ،وأش هد أن ال إل هَ إالَّ اهلل وح َده ال َش َ
ريك ل ه، إليه وأس تَ ِ
مول دهم أو ي وم وف اتهم لت ذكير ش عوبهم وأتب اعهم بس ير ه ؤالء محم ًدا عبد اهلل ورس ولُه وص ِفيُّه وخليلُه وخِ َيرت من وأش هد أن ّ
العظم اء أمال أن ال يم وت ذك ُرهم وال تُنسى أس ماُؤ هم ط وال األم ةَ ،وَت َر َكنا على ِ
صح ّ خلق ه ،بلّغ الرس الة ،وأدَّى األمان ة ،ونَ َ
العام. المحجة البَيض اء ،ليلُها كنهاره ا ،الَ يزيغ عنها إالَّ هالِ ك، ّ
ويم ّر على المس لمين في ه ذا الش هر ش هر ربيع األول ثالثة اهرين ،وعلى فص لوات اهلل وس المه َعلي ه ،وعلى آل ِه الطيِّبين الطَّ ِ
مهم ة ،هي مولد الن بي وهجرته إلى المدينة ووفات ه .وال
أح داث ّ أص حابه الغُ ِّر المي ِامين ،وعلى التَّابعين ومن تبِعهم بإحس ٍ
ان إلى َ َ
مهما في حي اة المس لمين ،بل وفي ريب أ ّن كالً منها ك ان ح دثًا ًّ ِ
يوم الدِّين.
حي اة الثقلين أجمعين ،يق ول اهلل تب ارك وتع الى﴿ :لََق ْد َم َّن اللَّهُ أوص يكم ونفسي بتق َوى أما بع د :فيا أيها اإلخ وة المؤمن ون ِ
ّ
ث فِي ِه ْم َر ُس والً ِم ْن َأْن ُف ِس ِه ْم َي ْتلُ وا َعلَْي ِه ْم
ين ِإ ْذ َب َع َِِ
َعلَى ال ُْم ْؤ من َ هدي وس ن َِّة نبيّه ِ
ولزوم ِ الغيب والشهادة، اهلل سبحانَه وخشيتِه في ِ
ْح ْك َم ةَ َوِإ ْن َك انُوا ِم ْن َق ْب ُل ْكتَ اب وال ِِ ِِ
آيَات ه َو ُي َز ِّكي ِه ْم َو ُي َعلِّ ُم ُه ْم ال َ َ وعلَيكمعليها بالنواجذ إبَّا َن ه ذه الفتن العمي اءَ ، ض َ والع ِّ
َ
الل ُمبِي ٍن﴾).(2 ض ٍ لَِفي َ أي َداهي ٍة َدهي اء، ات َعلَيه للنَّج ِاة ِمن ِّ باالس ِ
تقامة َعلَى ِدينِه والثب ِ
أيها اإلخوة المؤمنون ،ففي شهر ربيع األول ولد أفضل خلق ث ال ﴿ َو َم ْن َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َع ْل لَ هُ َم ْخ َر ًجا َو َي ْر ُزقْ هُ ِم ْن َح ْي ُ
األمي العربي
اهلل في هذا الوجود ،ولد الرسول العالمي ،والنبي ّ ب﴾).(1 ِ
يَ ْحتَس ُ
محم ٌد بن عبد اهلل ليك ون خ اتم النب يين وإماما للمتقين والرحمة
إلى عُلَماء ،ومن رعاة للغنم إلى ٍ
قادة لألمم .فلقد ألَّف بينهم هذا المه داة للع المين ،والحجة على الخالئق أجمعين ،فش رفت به
الرس ول الك ريم بعد أن ك انوا أحزابا متن احرة وقبائ َل متعادية األرض واستبشر به من وفّقه اهلل للهداي ة .اص طفاه اهلل وربّ اه
يأكل الق وي منهم الض عيف ،فجمع كلمتهم تحت راية اإلس الم، ليك ون ق دوة له ذه األمة وبش يرا ون ذيرا وداعيا إلى اهلل وس راجا
وانتزع من قلوبهم الضغائن واألحقاد ،فخرجوا خير أمة أخرجت من يرا ،فبلّغ الرس الة ،ونصح األم ة ،وجعلها على المحجة
للناس ،يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .فخرجت الدولة صلى هللا البيضاء ،ليلُها كنهارها ،ال يزيغ عنها إال هالك ،حتى قال
ونورها نصف األرض ،فهل اإلس المية الك برى ال تي غمر ع دلُها ُ لم(( :كل أم تي ي دخلون الجنة إال من أبى)) ،فق الوا :يا عليه وس
يحت اج المس لمون إلى إحي اء ذك رى ميالد ن بيِّهم محم ٍ
د صلى هللا رس ول اهلل ،ومن ي أبى؟! ق ال(( :من أط اعني دخل الجن ة ،ومن
مر التاريخ؟
فعل بالعظماء على ّ
عليه وسلم أسوة بما يُ َ عصاني فقد أبى)) ).(3
دره لك ريم ،فلقد َّ
إن ش أن رس ول اهلل عند اهلل لعظيم ،وإن قَ َ وض رب وج ِرح وهو ي دعو الن اس إلى
ودي ُ
أوذي وع َ
ولقد َ
اخت اره اهلل تع الى واص طفاه على جميع البشر َّ
وفض له على جميع اهلل ،وقال عنه الظالمون :إن تتبعون إال رجال مسحورا .وما زال
األنبي اء والمرس لين .وش رح له ص دره ،ورفع له ذك ره ،ووضع يت نزل عليه الق رآن آية بعد آية وهو يُرشد األمة إلى أش رف
عنه وزره ،وأعلى له ق دره ،له ذا تك ّفل اهلل ع َّز وجل بإحي اء اسم مقصد وأس مى غاية فظهر الح ّق وزهق الباط ل .وما إن اس تجاب
لم
إن المس َمحم ٍد على ألس نة أتباعه من المس لمين ح تى َّ خليله ّ العرب إلى نداء رسولهم حتى انتقلوا من حال خير من حالهم،
ومآل خير من مآلهم ،فتحولوا من ضعف إلى قوة ،ومن ُجهالء
- 1الطالق.3 ،2 :
- 2آل عمران.164 :
- 3رواه البخاري.
شخص ية رس ولهم وق دوتهم ويَدرس وا س يرتَه ويت دبَّروا كالمه ليردد اسم نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم في الي وم والليلة أك ثر من
ّ
والقرآن الذي نزل عليه ،وأن يُتابعوا الطريقة التي بنى بها األمة ٍ
مائة وسبعين مرة.
المس لمة ،وأن ي روا كيف ربى ه ذا الن بي الك ريم على تع اليم وإذا علمنا أن ّأمة اإلس الم قد ف اق ع ددها الملي َار وربع
اإلس الم جماع ةً عاشت ده را ط ويال في أعم اق الص حراء ك انت محمد ص لى هللا عليه وس لم يُ ذكر في الملي ار فمع نى ه ذا َّ
أن اس َم ّ
أمم ال دنيا تُق ارع
منب وذة من بين األمم ،ف إذا هي باإلس الم أرقى ُ اليوم والليلة أكثر من مائة وسبعين مليار مرة ،فهل تجدون ملِكا
إم براطو ِر َيتَي ف ارس وال روم .وما ذاك إال ألن س لف ه ذه األمة أو رئيس دولة في الع الم من ي ذكر اس مه به ذا الع دد؟ ليس في
جعل وا الن بي ق دوتهم في ك ّل ش يء ونبراسا لهم في كل طري ق، الي وم الواح د ،بل في الع ام الواح د؟ بل في عمر الزم ان كلِّه؟
فنص رهم اهلل على ش ياطينهم وعلى أه وائهم ،فانتص روا بعد ذلك ك ﴿و َر َف ْعنَا لَ َ
هك ذا رفع اهلل ذكر محمد وص دق اهلل حين ق الَ :
على أعدائهم. ِذ ْك َر َك﴾) ،(4وما ذلك إال لنجعله أسوة لنا في كافة شؤون حياتنا،
قال تعالى﴿ :لََّق ْد َكا َن لَ ُكم فِي رس ِ ِ
أما في وقتنا المعاصر فقد اس تبدل كث ير من الن اس بق دوتهم س نَةٌ ل َّمن َك ا َن ول ٱللَّه ْ
ُأس َوةٌ َح َ ْ َُ
بعض وس ِ
ائل وأس وتهم ص لى هللا عليه وس لم قُ ٍ يرجو ٱللَّه وٱلْيوم ِ
ٱآلخ َر َوذَ َك َر ٱللَّهَ َكثِ ًيرا﴾).(5
لـمعتهم ُ دوات زائفة َّ َْ ُ َ َ َ ْ َ
وم المجتمع
اإلعالم المختلفة العربية واإلس المية ،فس ّمتهم نج َ بي محم ًدا ص لى هللا عليه وس لم واجبه أن يعمل أحب الن َّ
إن من َّ
وهم ليس وا أهال ل ذلك ،ف ُقلبت م وازين الفض يلة عند كث ير من بس نته المطه رة ،وأن ينش رها بين الن اس ل يزداد ذكر اسم الن بي
أي مقابلة
الن اس .وإذا أردت أن تتأ ّكد من ذلك فاس مع إلى ّ محمد ص لى هللا عليه وس لم .إن واجب المس لمين الي وم حكوم ٍ
ات
مغن أو ممثّل أو العب تجدهم يسألون هؤالء
تجرى مع فنان أو ٍّ
َ وش عوبا بمناس بة ذك رى مولد الن بي أن يج ددوا ت أملهم في
- 4الشرح.4:
- 5األحزاب.21:
نرددها
إن اإليم ان برس ول اهلل وحبَّه ليس مج ّرد كلم ات ّ أس ئلة دقيقة عن حي اتهم الشخص ية ك أنهم يق ابلون أحد علم اء
ونتغنّى بها وننسج حوله القص ائد والم دائح واألش عار ثم ال تهم المس لمين وال تح ّل قض اياهم،
األمة وق دواتها ،أس ئلة ال ّ
تتح ّول مقتض يات ه ذا اإليم ان في حياتنا إلى واقع وس لوك .بل وإنما تزيدهم غفلة فوق غفلتهم ولهوا إلى لهوهم.
قد أمرنا صلى هللا عليه وس لم أن نطبّق المنهج ال ذي ن زل عليه فق ال إننا نُ ِ
خطُئ كثيرا في التعبير عن ُحبنا وتعظيمنا لرسولنا محمد
يما َش َج َر ك ال يْؤ ِمنُ و َن حتَّى يح ِّكم َ ِ
وك ف َ َ َُ ُ جل وعال﴿ :فَال َو َربِّ َ ُ ص لى هللا عليه وس لم ،فليس حبه بجعل ي وم ميالده عي دا رس ميا ،أو
س لِّ ُموا
ت َويُ َ َب ْيَن ُه ْم ثُ َّم ال يَ ِج ُدوا فِي َأن ُف ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ
ض ْي َ فرحا شكليّا كما تفعله بعض الدول والمجتمعات اإلسالمية ،إنما
يما﴾).(6 ِ
تَ ْسل ً كل ما يخالف شرعه ،وأن يك ون
حبه يتمثل في امتثال أمره ونبذ ّ
وإن ما نس معه وما ن راه عن ه ذه الص ور والرس وم القدوة الحقيقية للمسلمين.
الكاريكاتورية المسيئة لشخص رسولنا محمد صلى هللا عليه وسلم ما ها هي كث ير من دول الع الم اإلس المي قد جعلت ي وم مول ده
ار نابع ةٌ من الكف رة الفج رة ومن أعم اق قل وبهم
هي إال أفك ٌ إج ازة رس مية تق ام فيه احتف االت ومهرجان ات زعما أنها تح يي
المظلمة فهي تعكس تماما ما تكن ص دوهم من الحقد والجه ل، ب ذلك ذك رى مولد الن بي ص لى هللا عليه وس لم ،وفي المقابل تراها
وإننا لنت برؤ إلى اهلل تع الى منهم جميعا ومن أعم الهم .بل ولعله تجاهر بكبائر الذنوب ليل نهار وتحارب سنته وتسجن العلماء
من جهة أخ رى هي تعكس ح ال بعض المس لمين هنا وهن اك ال ذين ي دعون إلى تعاليمه وت رفض االحتك ام لش رعه وتحتكم
فتص ِّور لنا حقيقتهم في ه ذه الحي اة ،فبعض ه ؤالء المس لمين لم صلى هللا بش رع غ يره ،فكيف يس وغ لهم أن يم دحوا ذات الن بي
يفهم وا الحق كما ش رع وال ال دين كما ن زل ليطبق وا تعاليمه شرع الذي نزل عليه؟! إنها موازين مقلوبة.
عليه وسلم ويذموا ال ّ
ويجس دوها في حي اتهم من حيث هو منهج حي اة ،بل اكتف وا
- 6النساء.65:
رد على أعقابن ا،
ف اللهم إنا نع وذ بك أن نفتَن في ديننا أو ن ّ بالش عارات واأللق اب واكتف وا بانتم ائهم إلى حض يرة اإلس الم
اللهم اجعلنا من جن ود نبينا محمد ص لى هللا عليه وس لم ،واجعلنا من وانتسابهم إلى خير األنام وأعمالهم مناقضة له تماما ،فمثل هؤالء
أتباعه وممن يقتدون بسنته وال يخالفون أمره ،إنك أنت الرؤوف هم ال ذين أس اؤوا أيما إس اءة إلى ش خص الرس ول الك ريم وإلى
الرحيم. س معة ال دين كل ه .وال أشك أن مص در ه ذا هو اعتق اد بعض
أق ول ق ولي ه ذا ،وأس تغفر اهلل العظيم لي ولكم ولس ائر المس لمين أنه من ق ال ال إله إال اهلل دخل الجنة وإن زنى وإن
المسلمين ،فاستغفروه وتوبوا إليه ،إنه هو الغفور الرحيم. سرق ،ففصلوا بين الدين من حيث هو المنهج والعمل والسلوك
الذي يسير بمقتضاه .وال عجب إن كان االعتقاد فاسدا فال يلد
إال أعماال فاسدة وال حول وال قوة إال باهلل.
من على المؤم نين إذ بعث فيهم رس وال من
الحمد هلل ال ذي ّ أيها اإلخوة في اهلل ،لقد أخبرنا اهلل عز وجل في كتابه الكريم
أنفس هم يتلو عليهم آيته وي زكيهم ويعلمهم الكت اب والحكمة أ ّن من رفع ص وته ف وق ص وت الن بي س يحبط عمله فق ال تع الى:
ت النَّبِ ِّي َوال َأص واتَ ُكم َف و َق ص و ِ َّ ِ
وإن ك انوا من قبل لفي ض الل م بين ،وأش هد أن ال إله إال اهلل آمنُ وا ال َت ْر َفعُ وا ْ َ ْ ْ َ ْ ين َ ﴿يَا َُّأي َها الذ َ
نعمه ط َأ ْع َم الُ ُك ْم ض ُك ْم لَِب ْع ٍ
ض َأ ْن تَ ْحبَ َ تَ ْج َه روا لَ هُ بِ الْ َقو ِل َكج ْه ِر ب ْع ِ
وحده ال شريك له إله األولين واآلخرين ،أسبغ على عباده َ َ َ ْ ُ
ِ
ووس عهم برحمته وهو أرحم ال راحمين ،وأش هد أن محم دا عب ده مجرد رفع الص وت على رسول اهلل ّ إن . )(7
َوَأْنتُ ْم ال تَ ْش عُ ُرو َن﴾
ورسوله الذي أرسله ربّه ليكون قدوة للناس أجمعين ،يخرجهم يحبط العم ل ،فكيف بال ذين يخ الفون أم ره بل ويح اربون أتباعه
من الظلم ات إلى الن ور الم بين ،ص لى اهلل عليه وعلى آله ويس َخرون منهم ويغيّرون أنظمة حكمهم إرضاء ألعدائهم.
- 7الحجرات.2:
عز وجل منا ﴿ِإ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّو َن اللَّهَ فَ اتَّبِعُونِي يُ ْحبِْب ُك ْم اللَّهُ َو َيغْ ِف ْر وأص حابه الط اهرين من اتهام ات المبتدعة والمنح رفين وس لّم
ِ
لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َواللَّ هُ غَ ُف ٌ
)(8
كرم بالمدح والثناء يم﴾ ،ال أن يُ َّ ور َرح ٌ تسليما كثيرا.
فقط والقلوب خاوية من حبّه وجوارحنا بعيدة عن اتباعه وتطبيق أما بعد :فاتقوا اهلل ـ عباد اهلل ـ وأطيعوه ،يصلح لكم أعمالكم
سنته. ويغفر لكم ذنوبكم.
أيها اإلخ وة في اهلل ،لن برهن على االقت داء بنبين ا ،فنتخلّق ثم اعلم وا أن لرس ول اهلل ًّ
حقا في طاعت ه ،فهو أس وة لكل
بأخالق ه ،ونعمل بس نته ،يكن لنا ما ك ان ألس الفنا ،فمن أط اع المس لمين ،فبكرامته وش رف منزلته عند اهلل عز وجل كنا خ ير
رس ول اهلل دخل الجن ة ،ومن عص اه فقد أبى ،ومن أبى دخل أمة أخ رجت للن اس ،فهو رس ول رحيم بن ا ،ت ّوج اهلل به الزم ان
النار. وختم به األدي ان ،قضى كل وقته ي دعو أمته إلى الهداي ة ،ذلكم
اللهم إنا نعوذ بك من كل عمل يخزينا ،ومن كل أمل يلهينا، هو نبي هذه األمة صاحب اللواء المعقود والحوض المورود.
ومن كل فقر ينسينا ،ومن كل غنى يطغينا... بي به ذه الص فات وبه ذه المنزلة لج دير أن يق َّدم قوله على
ن ّ
محمد،
اللهم ال تعاقبنا بتقصيرنا في ح ّق خليلك ورسولك ّ حب النفس والم ال والول د،
ك ّل مخل وق ،وأن يجعل حبّه ف وق ّ
صلى هللا عليه وسلم ووفقنا لإليمان به والعمل بما دلَّنا عليه ،وإلى وأن تجنّد النف وس واألم وال لنص رة ش ريعته ونش رها بين الن اس
الذود عنه وعن شريعته ،حتى نَ ِرد حوضه المورود ويسقينا بيده كما فعل السلف الصالح.
الشريفة شربة ال نظمأ بعدها أب ًدا وتنفعنا بشفاعته يوم العرض إن س ّر انتص ار المؤم نين األولين هو امتث الهم ألوامر اهلل عز
عليك فال تسخط علينا أب ًدا. وجل وأوامر رسوله قوال وعمال ،هذا هو الحب الذي يطلبه اهلل
- 8آل عمران.31:
وصلوا وسلموا ـ يا عباد اهلل ـ على من أمركم اهلل بالصالة
صلُّو َن َعلَى ِئ
والسالم عليه فقال جل وعالِ﴿ :إ َّن اللَّهَ َو َمال َكتَهُ يُ َ
ِ ِ َّ ِ ِ
يما﴾).(9 صلُّوا َعلَْيه َو َسلِّ ُموا تَ ْسل ً
آمنُوا َ
ين َ
النَّب ِّي يَا َُّأي َها الذ َ
عباد اهلل ،إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون،
والحمد هلل رب العالمين
- 9األحزاب.56: