Professional Documents
Culture Documents
اخلطبة األوىل:
بعلم ِه وقدرتِِه،
شريك له؛ دبر خل َقه ِ
َ ُ َ ُ وحدهُ ال
وأشهد أ ْن ال إلهَ إال اهللُ َ
ُ
ِ ِِ ِِ
وسري ُه ْم على مراده وحكمته ،ودهَّلُ ْم على َما يرضيه؛ َ
فقطع معذرَت ُه ْم، َ
احلكيم. العزيز
وهو ُ ِ
ُ وأقام احلجةَ عليه ْمَ ،َ
2من 11
عليه وعلى ِ
آله وبارك ِ
وسلم َ َّ وأشهد َّ
عبدهُ ورسولَهُ؛ صلى اهللُ َ
حممدا َ
أن ً ُ
وأتباعه إىل ِ
يوم الدي ِن. ِ ِ
وأصحابه
بعد:
َّأما ُ
ِ
كم،ختام شه ِر ُك ْم خب ِري عمل ْ فاتقوا اهللَ -تعاىل -وأطيعوهُ L،وأحسنُوا َ
ِ ِ
من
وأكثروا َكمُ ، كم ،واالستمرا ِر على طاعة ربِّ ْ كم بعهد ْ أنفس ْ
وألزموا َُ
ِ صيامكم ،واهلجوا ِ ختر َق من ِ
باحلمد هلل -تعاىل- ُ ْ االستغفا ِر؛ فإنَّهُ مرقِّ ٌع ملا َّ ْ
صحاحا
ً أدركتم رمضا َن
ْ عليكم؛ فلق ْد
ْ بكم ،وفضلِ ِه ِِ
والشك ِر على رمحته ْ
من اخل ِري ما مسلمني ،فصمتُ ْم وقمتُ ْم وقرأمُتْ وتصدقتُ ْم ،وفعلتُ ْم َ َ معافني
َ
حمض ِ
وذلك ُ غريكم؛ َ ْ يوفق لهُ
الرب ما ملْ ْ من ِّ كم ،وأتيتُ ْم َ
ُد ِّو َن يف صحائف ْ
ِ ِ فضل ِ
وها ِإ َّن اهللَ لَغَ ُف ٌ
ور ص َ(وِإ ْن َتعُدُّوا ن ْع َمةَ اهلل اَل حُتْ ُ
عليكمَ :
ْ اهلل -تعاىل- ِ
يم * َواهللُ َي ْعلَ ُم َما تُ ِسُّرو َن َو َما ُت ْعلِنُو َن) [النحل.]19 - 18 : ِ
َرح ٌ
مد يف أعما ِرنَا ونسَأ يف آجالنَا حىتحنمد اهللَ -تعاىل -أ ْن َّ عباد ِ
اهللُ : َ
ِ
املباركة ،وها بدخول ِ
هذه العش ِر ِ أنعم علينَا
الشهر الكرميَ ،مثَّ َ
أدركنَا هذا َ
الكرمي ِ حنن اآل َن يف ِ
خامتة ه َذا الشه ِر ِ
نسأل اهللَ -تعاىل -أ ْن يتقبلهُ
الذي ُ ُ
منَّا ٍ
بقبول حس ٍن.
3من 11
ِ
قصر
عوض اهللُ هذه األمةَ َ طول األعما ِرْ ،
ولكن َ األمم قبلنَا َ
أعطيت ُ
ْ لق ْد
ِ
الزيادة يف األج ِر يف ِ
العمل. العم ِر َ
مع
بل ِ ٍ هذه ِ
الليلةَّ : فضائل ِ ِ
ليس كألف شهرْ ، قيام َها إميانًا واحتسابًا َ
أن َ من
ْ
ألف شه ٍر يف ِ
وصفها ربنَا بأهنَا خري من ِ ِ
قوله( :لَْيلَةُ ٌ ْ من ألف شه ٍر ْ َ أفضل ْ ِ
ف َشه ٍر) [القدر ،]3 :ووصفها بأهنا مباركةٌ يف ِ ِ
قوله: َ الْ َق ْد ِر َخْيٌر م ْن َألْ ِ ْ
َأنزلْنَاهُ يِف لَْيلَ ٍة ُمبَ َار َك ٍة) [الدخان.]3 :
(ِإنَّا َ
ِ ِ ِ
حلديث من هذا الشه ِر ِ
الكرمي؛ ويستحب حتري هذه الليلة يف أوتا ِر العش ِر ْ ُّ
قال" :حَتََّر ْوا لَْيلَةَ ال َق ْد ِر يِف
وسلمَ - ِ َ ِ َّ عائشةَ َّ
رسول اهلل -صلى اهللُ عليه َ أن
ِ ِ ِ
ضا َن" (أخرجه البخاري). اَألواخ ِر م ْن َر َم َ
الع ْش ِر َ
ال ِوتْ ِر م َن َ
ِ
واخلضوع
ِ اخلشوع
ِ من الذك ِر والدعاءَ ،
ومن املسلم -فيها َ
َ فأكثر -أخي
ْ
إدراكها لك ِ
َ يتيسر َ
وثوانيها فق ْد ال ُ
َ بل
دقائقها ْ
َ واحرص على
ْ والبكاء،
مرةً أخرى.
6من 11
بعد كل هذا الفضل وهذا التقدير الكبري هلذه الليلة هل حيسن بك أن
جتلس يف بيتك أو مع صحبك ,أو يف متجرك وترتك هذه الليلة وهي ليلة
واحدة فقط؟
7من 11
أيها األخ احلبيب L:لو قيل لك إنك بعد حلظات قليلة من بقائك يف هذا
املسجد يف هذه الليلة ستحصل بعدها على مليون لاير هل تتوقعون Lأن
يتخلف أحد؟ ال واهلل ,بل رأينا أبواب املساجد وهي كظيظ من الزحام!
أيها األخ احلبيب L:اهلل -عز وجل -يصف هذه الليلة بأهنا خري من ألف
شهر ،فأين األذكياء؟ أين العقالء؟ أين من حيسنون اقتناص الفرص؟ واهلل
ال جيتهد يف هذه الليايل إال موفق.
أسأل اهلل -تعاىل -أن يوفقك لقيامها ،وكثرة الطاعات فيها ،ويلهمك
أحسن الدعاء ،وعاجل اإلجابة.
اخلطبةُ الثانيةُL:
ِ
املقدمة. بعد
َ
وشرعت زكاةُ الفط ِر لتكو َن طهر ًة للصائ ِم مما عسى أ ْن يكو َن وقع ِ
فيه َ ْ
ِ من قصو ٍرَّ ، ِ ِ
يذهنب
َ احلسنات فإن من اللغ ِو والرفث ،وتكو َن جابر ًة ما فيه ْ َ
اليومِ ِ ِ
هلم يف هذا L السيئات ،ولتكو َن عونًا للفقراء ،واملعوزي ِن ،وطعمةً ْ
الفرح والسرور؛ وفرح وسرو ٍر ،ليشاركوا األغنياءَ يف ِ عيد ٍ الذي هو يوم ٍ
َ ُ
قالَ " :فرض رس ُ ِ
-صلَّى اهللُول اللَّه َ -رضي اهللُ عنهماُ َ َ َ َ - َ
فعن اب ِن ٍ
عباس ْ
الرفَ ِ
ثَ ،وطُ ْع َمةً َعلَْي ِه َو َسلَّ َمَ -ز َكا َة الْ ِفطْ ِر طُ ْهَر ًة لِ َّ
لصاِئ ِم ِم َن اللَّ ْغ ِو َو َّ
لِْل َم َساكِني" (أخرجه ابن ماجه يف "سننه وصححه األلباين(.
9من 11
وليلته عن ِ
قوته العيد ِ هذه الزكاةُ على كل مسل ٍم فضل له يوم ِوجتب ِ
ْ َُ ُ َ ِّ ُ
بني صغ ٍري ِ ِ وقوت ِِ
بني ذك ٍر وأنثى وال َ
فرق َ
األصلية ،ال َ وحوائجه عياله
بني صائ ٍم وغ ِري صائ ٍم. بني غ ٍين وفق ٍري ،وال َ
بني وال َ فرق َ
بل ال َ ٍ
وكبريْ ،
زوجة أو ٍ
قريب إذا ملْ يستطيعواL وجيب إخراجها عمن تلزمه مؤونته Lمن ٍ
ُ ْ َ ْ ُ ُ
أنفسهم، عن إخراجها عن أنفسهمِ ،
ْ خيرجوها ْ
َ فإن استطاعوا Lفاألوىَل أ ْن ْ َ ْ
ألهنم املخاطبو َLن هبا أصاًل .
ْ
والواجب يف ِ
صدقة الفط ِر صاعٌ،
النبوي ،وصاعُ
ُّ بالصاع :الصاعُ
ِ واملراد
ُ ُ
جراما وهو ما يساوي بالكيلو يف زماننَا احلاضر كيلوي ِن ِ
وأربعني ً
َ املدنيةَ ،
فيزيد وزنهُ، األطعمة ِL
ِL من ِّ ِ
الثقيلة ُ من
ذلك َ األرز وما أشبهَ َالرب اجليد ،وأما ُ َ
ٍ
املعتدل ثالثةُ كيلوات تقريبًا.
ُ والوز ُن
ِ
وأقوات ِ
واللباس ِ
والفرش من الدراه ِم
وعلى هذا فال جتزُئ إخراجها َ
خالف ما أمر ِبه النيب -صلى اهلل ِ
عليه ُ ذلك
ألن َ ِ
واألمتعة وغريها؛ َّ البهائ ِم
ُ ُّ َ
وسلم-
َ
بأس. ٍ
أخرها لعذر فال َ
أما إ ْن َّ
املكان الذي هو ِ
فيه. وأما مكا ُن دفعها فتدفع إىل ِ
فقراء ِL
َ ُ