You are on page 1of 35

‫المثَ ُل ال َك ِام ُل لِلْبَائِ ِع‬

‫َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ائِ ِع َعلى امل ْش رَتِ يْن ِيف حَمَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫ال التَ ْج ِزئَ ة‪َ ،‬ويُ َس ِّمْيه َب ْع ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ض البَ َ‬ ‫يُ َر ُاد بِالبَ ائ ِع ُهنَا َم ْن َيَت َوىَّل َع ْر َ‬
‫ص ِل َبنْي َ املْنئَأ َِة التِ َجا ِريَِّة َواجلُ ْم ُه ْو ِر امل ْش رَتِ ي‪َ ،‬و َعلَى يَ َديْ ِه تَتِ ُّم‬ ‫ْ‬ ‫الو‬
‫َ‬ ‫البْي ِع" َو ُه َو مَهَْزةُ‬ ‫َ‬ ‫"ع ِام َل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫نْي‬ ‫ص ِاد ِّي‬
‫َ‬
‫االقْتِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ص َف َقات البي ِع‪َ ،‬فه و لِذلِ َ ِ‬
‫اجا َكبِْي ًرا مِب ََه َارتِ ِه‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ر‬
‫َ َ ْ َُ ْ ُ َ َ ً‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫س‬‫ك – م ْن أ ََه ِّم أ َْر َك ان املَُؤ َّ َ‬
‫س‬ ‫َ ُ َْ ُ َ‬
‫خُتْ ِف ُق إِ ْخ َفاقًا َذ ِر ْي ًعا بِ َسبَبِ ِه‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫مِم‬ ‫ال األ َْعم ِال ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات‬‫هؤالَء البَ ائعنْي َ عنَايَةً َكبِْي َرةً َفيَ ْختَ ُار ْونَ ُه ْم َّْن َتَت َوا َف ُر فْي ِه ْم ص َف ُ‬ ‫ك يُ ْويِل ِر َج ُ َ ُ‬ ‫لذل َ‬
‫ات َفِّنيَّةٌ َم ْل ُح ْوظَةٌ‪.‬‬ ‫اصةُ‪َ ،‬و ِص َف ٌ‬ ‫َذاتِيَّةُ َخ َّ‬
‫ف‬ ‫الو ُق ْو َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َّح ٍة َجيِّ َد ٍة‪َ .‬ف َع َملُ هُ َش ٌّ‬ ‫ات ال َذاتِيَّ ِة أَ ْن ي ُك و َن س لِيم اجلِس ِم بِ ِ‬ ‫الص َف ِ‬ ‫فَ ِمن ِ‬
‫اق قَ ْد يَ ْس َت ْلز ُم ُ‬ ‫َ ْ َ َْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ض َاي َقةَ َب ْع ِ‬ ‫ك‪َ ،‬و ِيف أَ ْن َيتَ َح َّم َل ُم َ‬ ‫اع َداتِِه ِيف ذل َ‬ ‫النه ا ِر‪ ،‬وس الَمةُ جس ِم ِه وج ودةُ ِص َّحتِ ِه تُس ِ‬
‫َ‬ ‫طَ َو َال َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ص ْد ٍر‪َ ،‬و َ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ْبط نَ ْفس‪َ ،‬ك َما تُ َس اع َدانه ِيف املَُواظَبَ ة َعلَى َع َمل ه‪ ،‬فَالََيْن َقط ُع م ْن حنْي َ إ َ‬
‫ىل‬ ‫املُ ْش رَتِ يْ َن بِ َس َعة َ‬
‫ك تَأْثِْيٌر َن ْف ِس ٌّي‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ان َذاتِيَّتِ ِه أ ََم َام احلَُرفَاء؟ َول ذل َ‬ ‫ْسبانِِه جالَالً ِيف مظْه ِر ِه و ُت َق ِّوي ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ِالعتالَل ص َّحته‪َ ،‬وتُك َ َ‬
‫آخر ْ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ََ‬
‫اس بَِو ْج ٍه َع ٍّام الَمَيِْيلُ ْو َن َكثِْي ًرا‬ ‫ْل َّا َي ْرتَ ُ ِ ِ ِ‬ ‫مِم‬
‫اح إلَْيه اإلنْ َس ا ُن‪َ .‬والنَ ُ‬ ‫الشك ِ‬
‫ب َ‬ ‫اس ُ‬‫َعلَى املُ ْشرَتِ يْ َن‪َ .‬والَ َجَر َم‪َ ،‬فَتنَ ُ‬
‫العطَ ِاء َم َع َم ْن الَيَ ْستَ ِمْيلُ ُه ْم بِطَالَقَِة َو ْج ِه ِه َو ِخف َِّة ِظلِّ ِه‪.‬‬ ‫َخذ َو َ‬
‫إِىل األ ِ‬
‫َ ْ‬
‫الع َم ِل َوالِّيَاقَ ةُ َوال ُق ْد َرةُ‬ ‫ات اخللُِقيَّ ِة النَظَافَ ةُُ وارتِ َداء مالَبِ ِ ٍ‬ ‫الص َف ِ‬ ‫و ِمن ِ‬
‫ص ِيف َ‬ ‫س الَئ َق ة‪َ ،‬وا ِإل ْخالَ ُ‬ ‫َْ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اش ٍة َوَتغَ ٍ‬ ‫اع َو ُم َق َابلَ ِة امل ْشرَتِ يْ َن بِبِ َش َ‬
‫َحيَانًا‪.‬‬ ‫ص ُد ُر م ْن َب ْعض ِه ْم أ ْ‬ ‫ض َع ِن األَلْ َفاظ النَابِيَة ال ِيت قَ ْد تَ ْ‬ ‫ِ ِ ُ‬
‫َعلَى ا ِإل ْقنَ ِ‬
‫ات َكثِْيَرةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُكلِّه تَضْي ُع َ َ َ َ َ َ ٌ‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫ة‬ ‫س‬ ‫س‬
‫َّ‬ ‫ؤ‬ ‫امل‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫فَبِ ُد ْو ِن ذل َ‬
‫اس به‪ ،‬فَالَ ي ُق و ُل لِس يِّ َدةٍ‬ ‫ص مِب َا ينَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫ٍ‬ ‫ب ُك َّل َش ْخ‬ ‫َو َعلَى البَ ائ ِع أَ ْن يُْتق َن فَ َّن احلَ ديْث‪َ ،‬حىَّت خُيَ اط َ‬
‫ِ‬ ‫ت ربِْي ع َ ِ‬ ‫مِت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مَت َقد ٍ‬
‫ب َم ْن‬ ‫الش بَاب‪ ،‬أ َْو أَ ْن جُي ْي َ‬ ‫ِّم ة ِيف الس ِّن َمثَالً‪" :‬إ َّن اللَّ ْو َن ال َق ا َ يُنَاس ُب َها ِألَن ََّها جَتَ َاو َز ْ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫يطْلُب ِص ْن ًفا معَّينا لَيس بِاملح ل – بِأَنَّه َغي ر موج و ٍد فَحس ب‪ ،‬ب ِل ِ‬
‫ض عفيه أصنافا‬ ‫ب أَ ْن يُ ْع ِر َ‬ ‫الواج ُ‬‫ُ ْ ُ َْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ‬ ‫ُ َ ً ْ َ َ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫مشاهبة‪ ،‬فقد يستحسنها املشرتي ويرى فيها بديال ممّا كان يروم‪.‬‬
‫وعلى الب ائع اح رتام املواعيد والوع ود‪ ،‬فال يع ّد إالّ إذا ك ان واثقا من إمك ان التنفي ذ‪ ،‬إذ‬
‫اإلخالف الوعد أثر سيء يف نفس املشرتي ومسعة املؤسسة‪.‬‬
‫ومن الواجب أن يكون صادقا فيما يذكر من البيانات لرؤسائه ومجعور املشرتين‪ .‬فاألخبار‬
‫تضر املنشأة ضررا بليغا‪ ،‬وتؤثر تأثريا كبريا يف ثقة اجلماهري هبا‪ ،‬واألخبار الصادقة‬ ‫احملرفة ّ‬ ‫الكاذبة أو ّ‬
‫هلا أثر كبري يف رواج البضائع وزيادة اإلقبال عليها‪.‬‬
‫اخلاص ة هبا‪.‬‬
‫خبواص السلعة اليت يبيعها‪ ،‬فإنّه كثريا ما يتلقى األسئلة ّ‬
‫ّ‬ ‫الفنيّة إملامه‬
‫ومن الصفات ّ‬
‫فينبغي أن جييب عنها إجابة مقنع ة‪ ،‬وال يتس ىّن له ذلك إالّ إذا ك ان على علم بتلك اخلواص‪،‬‬
‫والسيّما املزايا البارزة ملا يعرض‪.‬‬
‫فبائع السيّارة الصغرية عليه أن يبنّي أهّن ا توفر الوقود‪ ،‬وعارض السيّارة الكبرية يظهر أهّن ا أكثر‬
‫احتماال وأطول عمرا وأكثر توفريا للراحة‪.‬‬
‫وب ذلك يك ون الب ائع مثاليّا فينجح يف عمله وي رقى‪ ،‬وت روج املؤسسة اليت يعمل هبا رواجا‬
‫عظيما وتربح أمواال وافرة‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫بتصرف‬
‫من جريدة األهرام ‪ّ -‬‬

‫املفردات‪:‬‬
‫يتوىّل ‪ :‬يقوم ب‬
‫حمل‬
‫حمال ‪ :‬مجع من ّ‬‫ّ‬
‫مهزة الوصل‪ :‬الوسيط‬
‫يهتم ب‬
‫يويّل ‪ّ :‬‬
‫طوال ‪ :‬طول‬
‫حرفاء ‪ :‬مجع حريف ‪ :‬عميل‬
‫‪ :‬ح ّقا‬ ‫شك‬
‫ال جرم ‪ :‬ال ّ‬
‫‪ :‬يطلب‬ ‫يروم ‪ :‬يطلب‬
‫يتيسر‬
‫يتسىّن ‪ّ :‬‬
‫األسئلة‪:‬‬
‫حمال التجزئة بعض املت اعب‪ ،‬فما ال ذي يس اعده يف التغلّب‬ ‫يص ادف الب ائع يف ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫عليها؟‬
‫خبواص الس لعة اليت يبيعه ا‪ ،‬فما الرابطة بني ه ذا‬
‫ّ‬ ‫من واجب ات الب ائع اإلملام‬ ‫‪-2‬‬
‫وعمله؟ اضرب مثاال توضح به هذه الرابطة!‬
‫هاما يف رواج التجارة؟‬
‫ملاذا كان البائع عامال ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ما األسس اليت يبىن عليها اختيار البائع؟‬ ‫‪-4‬‬

‫‪-------‬‬

‫أثر األخالق اإلسالميّة‬

‫سجل‬ ‫ِ‬
‫نظر اإلسالم إىل الزمن نظرة فاحصة – والزمن ما ض اليق ّر متجدِّد ال يقف‪ ،‬وهو ّ‬
‫األعمال وعنده أبناء العظماء‪ ،‬وفيه ختليد حلسنات احملسنني وأعمال العاملني – قأقسم اهلل سبحانه‬
‫به يف كتابه‪ ،‬فقال‪" :‬والعصر إ ّن اإلنسان لفي خسر إالّ الذين آمنوا وعملوا الصاحلات"‬
‫أفليس يف هذا القسم ما يشعر جبالل املقسم به وعظم شأنه ووجوب احلرص عليه واالنتفاع‬
‫ويدل على‬
‫بالعمل الصاحل فيه‪ .‬وبأن اخلسران املبني شامل للمتعطلني‪ ،‬والعذاب الشديد للمتبطلني‪ّ .‬‬
‫واملكفي هو ال ذي يكفيه غ ريه‬
‫ّ‬ ‫املكفي الف ارغ"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلك ق ول الن يب‪" :‬أشد الن اس ع ذابا ي وم القيامة‬
‫ضرورات احلياة‪ ،‬والفارغ هو املتعطل املخلد إىل البطالة والكسل‪.‬‬
‫كرم اهلل وجهه‪ ،‬وقد آمله اجلوع يوما فلم يستكن ومل يذل‪ ،‬وإمّن ا متاسك‬ ‫وها هو اإلمام علي ّ‬
‫وراح يطلب القوت من أسبابه‪ .‬قال رضي اهلل عنه‪" :‬جعت يوما فخرجت أطلب العمل يف عوايل‬
‫كل ذَنُ ْوب على مثرة‪ ،‬فمألت ستّة عشر‬ ‫املدينة‪ ،‬فإذا بامرأة قد مجعت مدارا تريد بلّه باملاء‪ ،‬فبادلتها ّ‬
‫ست عشرة‬ ‫ذنوبا‪ ،‬حىّت جملت يدي‪ ،‬مثّ جئت للمرأة‪ ،‬فبسطت ك ّفي لرتى أثر العمل‪ .‬فع ّدت يل ّ‬
‫مثرة‪ ،‬فأخذهتا‪ ،‬وذهبت إىل رسول اهلل‪ ،‬وأخربته فأكل معي منها‪.‬‬
‫قص ة ترينا كيف ت أىب النف وس اإلس الميّة أش ّد اإلب اء ما ال يتّفق مع الكرام ة‪ ،‬وكيف‬‫ه ذه ّ‬
‫ت رى يف العمل املش روع –أيّا ك ان‪ -‬فض يلة وص يانة ملاء الوجه من أن يب ذل‪ ،‬وأنّه مهما يكن يف‬
‫طلب الق وت من عنت ومش ّقة وآالم وس عاب تع رتض الع املني –ف ذلك خري من اس تجداء الن اء‬
‫ركونا إىل الراحة ونفورا من العمل والنشاط‪.‬‬
‫خري ُدستور لوجهة اإلسالم يف العمل‪ .‬قال عليه السالم‪َ" :‬ألَن يأخذ‬ ‫ولعل يف احلديث اآليت َ‬
‫ّ‬
‫أح دكم حبال في ذهب في أتى حبزمة حطب على ظه ره فيكف هبا وجهه – خري له من أن يس أل‬
‫الناس أعطوه أو منعوه"‪.‬‬
‫وقد جلس عليه الص الة والس الم يوما فجعل أص حابه يثن ون على رج ل‪ ،‬فق الوا‪ :‬إ ّن فالنا‬
‫يص وم النه ار ويق وم الليل ويك ثر من ال ذكر‪ .‬فق ال عليه الس الم‪" :‬أيّكم يكفيه طعامه وش رابه؟‬
‫فق الوا‪ :‬كلّنا يا رس ول اهلل‪ ،‬فق ال‪" :‬كلّكم خري من ه" وما مسع الص حابة ذلك حىّت انفع وا بعمل ون‬
‫وينشطون من غري تفويت لواجب اآلخرة‪.‬‬
‫وقد ق رن اهلل التج ارة باجملاه دين يف س بيل اهلل‪ ،‬ق ال تع اىل‪" :‬وآخ رون يض ربون يف األرض‬
‫يبتغ ون من فضل ال ه‪ ،‬وآخ رون يق اتلون يف س بيل اهلل" (املزم ل‪ )2 :‬فهل مهاك ش رف للمامل يف‬
‫احلياة وراء هذا الشرف؟‬
‫وأبو بكر الص ّديق رضي اهلل عنه ما منعته صحبته للنيب أن يتّجر‪ ،‬حىّت بعد أن صار خليفة مل‬
‫متنعه اخلالفة على جاللة ش أهنا من العمل وكسب العيش من وجوهه اجلالل‪ .‬فقد توجه بعد توليته‬
‫اجلراح‪ ،‬فقاال له‪ :‬كيف تصنع‬
‫إىل السوق بأثواب ليتجر هبا‪ ،‬فلقيه عمر بن اخلطاب وأبو عبيدة بن ّ‬
‫هذا وقد ولّيت أمر املسلمني؟ فقال‪ :‬فمن أين أطعم عيايل؟ قاال‪ :‬نفرض لك‪ ،‬مثّ فرضوا له‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫بتصرف‬
‫من صفوة املطالعة – ّأول ‪ّ -‬‬
‫املفردات‪:‬‬
‫جالل ‪ :‬عظمة‬
‫عوايل ‪ :‬هي قرى بظاهر املدينة‬
‫الذنوب ‪ :‬الدلو املألي ماء‬
‫نفرض لك ‪ :‬جنعل لك عطية مرسومة‬
‫متاسك ‪ :‬متالك ‪ :‬ضبط نفسه‬
‫جملت يدي ‪ :‬صلبت وثخن جلدها وظهر فيها آثار من العمل باألشياء الصلبة‪.‬‬

‫‪-------‬‬

‫العام‬
‫اإلحصاء ّ‬

‫عنيت حكومات األمم الرقية بإحصاء عدد سكاهنا‪ ،‬ومعرفة مهنهم‪ ،‬والوقوف على مقدار‬
‫ثروهتم‪ ،‬واالطّالع على حالتهم العلميّة والصحيّة‪ ،‬مع موازنة حاهلم احلاضرة مبا سبقها من احلاالت‬
‫الغ ابرة حيملها على ذلك الرغبة يف اإلص الح‪ ،‬والس عي يف طريق ال رقي‪ ،‬واألخذ بأس باب احلض ارة‬
‫والعمران‪.‬‬
‫تع رف احلكومة من طريق اإلحص اء ع دد س كان البالد‪ ،‬وما بلغه أهلها يف العلم والرتبي ة‪،‬‬
‫صحة وضعف‪ ،‬وما برعوا فيه من صناعة وجتارة‪ ،‬وما ال يزالون حمتاجني إليه من‬ ‫وما هم عليه من ّ‬
‫رقي والتق ّدم‪ ،‬وجماراة األمم الناهضة ف إذا متّ هلا ذلك ب دأت تعمل يف م داواة األم راض‬ ‫أس باب ال ّ‬
‫ونشر العلوم والقن ون وتثقيف العق ول‪ ،‬وفتح أبواب ال رزق للمتعطّلني‪ ،‬وتش جيع اجل ّدين الع املني‪،‬‬
‫فتنشر املدارس واملص انع‪ ،‬حيث تك ثر احلاجة إليه ا‪ ،‬وتنشء املستش فيات حيث تفش وا األم راض‪،‬‬
‫وترقي وسائل الزراعة حيث يطيب الزرع وتكثر الغالّت‪.‬‬
‫ومتهد الطريق ل دفع‬‫مثّ تنظر يف عم ارة األرض وإص الح ما فسد منها فتزيد يف ث روة البالد‪ّ ،‬‬
‫األمة‬
‫ض ةً للمص ائب وه دفا للن وائب‪ .‬مثّ تعمل على حفظ نسل ّ‬ ‫األمة عُ ْر َ‬
‫غائلة احلاجة وال تَ َدعُ ّ‬
‫ومنوها حىّت جتد من أبنائها عونا هلا يف الشدائد‪.‬‬
‫ّ‬
‫هتيء‬
‫األم ة‪ ،‬وتبيّنا ألمراضها االجتماعيّ ة‪ .‬وبذلك ّ‬ ‫العام حتليال حلالة ّ‬
‫وبعد‪ ،‬فإ ّن يف اإلحصاء ّ‬
‫الرقي والكمال‪ ،‬وتزيدها حضارة وعمرانا‪ .‬فهو‬ ‫باألمة إىل مراتب ّ‬ ‫لكل داء دواءه فتنهض ّ‬ ‫احلكومة ّ‬
‫حسنة من حسنات املدنيّة‪ ،‬وخدمة جليلة لبين اإلنسان‪.‬‬

‫املفردات‪:‬‬
‫العمران ‪ :‬التمدن‬
‫برعوا ‪ :‬فاقوا‬
‫الغالّت ‪ :‬حمصوالت األرض‬
‫امللمات ‪ :‬النوازل‬
‫ّ‬
‫غائلة احلاجة‪ :‬ضرورها‬
‫تعرفنا‬
‫تبينّا ‪ّ :‬‬‫ّ‬
‫هدفا ‪ :‬غرضا‬

‫األسطول" التجاري‬

‫رايف حسن جبن وب ش رق آس يا‪ ،‬وهي ملتقى الط رق البحريّة بني‬‫متت از إندونيس يا مبوقع جغ ّ‬
‫يؤهلها ألن‬
‫ال دول وهو دولة حبريّة تتك ّون من آالف اجلزر‪ ،‬وهبا من املوانئ والش واطئ البحريّة ما ّ‬
‫جتاري ضخم‪ .‬ولكن ممّا يؤمل النفس أنّه بالرغم من حماوالت النهوض باألسطول‬‫ّ‬ ‫يكون هلا أسطول‬
‫اإلندونيسي بعد االس تقالل –مل ي زل ض عيفا ومل ي زل يعترب أس طوال داخليّ ا‪ ،‬وذلك ملنافسة الس فن‬
‫تضم أكثر‬
‫األجنبيّة اليت تلقى تشجيعا كبريا من حكوماهتا ولسيطرة االحّت ادات األجنبيّة القويّة اليت ّ‬
‫شركات النقل البحري وتعمل على احتكاره يف اخلطوط البحريّة الدوليّة‪.‬‬
‫وهلذا ك ان ال واجب على احلكومة أن تس اعد املالحة اإلندونيس يّة وتعاوهنا على التوسع يف‬
‫ك ّل ما يع ود على االقتص اد الق ومي ب أكرب املن افع املمكن ة‪ .‬ف إ ّن إحي اء األس طول التج اري وتنمية‬
‫ٍ‬
‫عمالت أجنبيّ ةً‪ ،‬ويفتح ب اب ال رزق لطائفة من الش باب اإلندونيس يني ال ذين يعمل ون‬ ‫وحداته ي وفّر‬
‫على السفن اإلندونيسيّة ضبّاطا حبريني ومهندسني إداريني‪ ،‬كما يفتح آفاقا جديدة أمام عدد كبري‬
‫من الذين يقومون بأعمال الصيانة واإلصالح وغريها‪.‬‬
‫وإنّا ل نرجوا أن تنشأ وح دات جدي دة من ن اقالت ال زيت (الب رتول) وس فن نقل البض ائع‬
‫وسفن نقل الركاب‪.‬‬
‫تفض ل احلكومة‬‫وقد تك ّون احّت اد ش ركات املالحة اإلندونيس يّة وك ان من نتيجة ذلك أن ّ‬
‫الس فن اإلندونيس يّة يف نقل بض ائعها‪ .‬وأن حيصل االحّت اد على عق ود بنقل بض ائعها‪ .‬وأن حيصل‬
‫االحّت اد على عق ود بنقل بض ائع خمتلفة للمص احل احلكوميّ ة‪ ،‬ومثله يف ذلك كمثل الس ّكة احلديدية‬
‫وشركة الطريان‪.‬‬
‫كل ما من شأنه تنمية البحريّة ورفع شأهنا‪ ،‬ففي ذلك‬ ‫والرجاء كبري يف مداومة العمل على ّ‬
‫زيادة يف دخل الوطنيني وإعالء للوطن‪ .‬ونأمل أن نرى آالف جوارينا يف البحر كاألعالم‪.‬‬
‫ومن ش ركات املالحة اجلدي دة يف البالد ش ركة عرف ات احملدودة‪ ،‬وهي ش ركة أنش ئت ع ام‬
‫احلج اج إىل بيت اهلل احلرام ال ذي بلغ ع ددهم عش رين ألفا أو أك ثر يف ك ّل موسم‬ ‫‪ 1964‬لنقل ّ‬
‫احلج‪.‬‬
‫احلجاج السابقون وغريهم من املسلمني‬ ‫وقد أنشئت شركة عرفات برأمسال املسلمني وكان ّ‬
‫األس ُه َم من أجلها حتقيقا ألملهم منذ ع ام ‪ 1921‬وتض ّم ه ذه الش ركة الي وم ع ددا من‬ ‫قد دفع وا ْ‬
‫السفن‪ ،‬منها كونونج جايت‪ ،‬وبيلي أبيتو‪ ،‬وماي أبيتو‪ ،‬وتشوت نيأدين‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫احلج اج إىل مين اء ج ّدة‪ ،‬فإهّن ا أيضا ختدم البالد يف‬
‫وه ذه الس فن فضال على أهّن ا تق وم بنقل ّ‬
‫املواصالت البحريّة الداخليّة يف غري مواسم احلج‪.‬‬

‫املفردات‪:‬‬
‫جوارينا ‪ :‬سفننا‬
‫تضم ‪ :‬جتمع‬
‫ّ‬
‫صيانة ‪ :‬حفظ‬
‫عمالت ‪ :‬مجع عملة ‪ :‬نقود‬
‫ضباط ‪ :‬مجع ضابط ‪ :‬قائد‬
‫األسهم ‪ :‬مجع السهم ‪ :‬النصيب‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫جغرايف حسن يساعدها يف أن تكون من الدول البحريّة‪ ،‬بنّي‬ ‫ّ‬ ‫إلندونيسيا موقع‬ ‫‪-1‬‬
‫هذا !‬
‫ماذا جتنيه البالد من تنمية أسطوهلا التجاري؟‬ ‫‪-2‬‬
‫اذكر بعض شركات املالحة اإلندونيسيّة !‬ ‫‪-3‬‬
‫احلجاج إىل اململكة العربيّة السعوديّة؟‬
‫ما هي الشركة اليت حتتكر نقل ّ‬ ‫‪-4‬‬

‫‪0-0-0-0‬‬

‫والوطني الصالح‬
‫ّ"‬ ‫الوطن‬

‫أت ف وق أرض ها اخلص بة‪،‬‬


‫وكنك أيّها الناشئ هو ه ذه اجلزر اخلض راء إندونيس يا اليت نش َ‬
‫وترعرعت خبرياهتا‬
‫َ‬ ‫وأرويت مبائها الفرات‪،‬‬
‫َ‬ ‫وتنس مت هوائها العليل‪،‬‬
‫وعشت حتت مسائها الصافية‪ّ ،‬‬
‫َ‬
‫ونعمت مباناظرها الساحرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫الوافرة‬
‫وي ت ؤمن ببأس ه‪ ،‬وش رطة ت ؤمن بس هرها‪،‬‬
‫وطنك أيّها الناشء جيب أن يك ون فيه جيش ق ّ‬
‫تطمئن بعد التهم‪ ،‬وش عب تق وم مبعاونته ومن ال واجب أن جتعل وطنك مهد احلض ارة‪،‬‬‫ّ‬ ‫وحك ام‬
‫والقوة‪.‬‬
‫العزة ّ‬
‫ومشرق النور وموطن ّ‬
‫األولني‪ ،‬س لّموا لك وديعة غالية بعد أن بَ َذلوا يف‬‫وال وطن ت راث أج دادك األق دمني وآبائك ّ‬
‫سبيله ك ّل ُم ْرخَتَص وغ ال‪ ،‬وحاطته بالرعاية ُم َه ُجهم وس الت على أس نّة الرم اح وظب ات الس يوف‬
‫دمائهم‪.‬‬
‫الرقي‪ ،‬وسابق غريه‬ ‫وهو الذي أخذ يف هنضته احلديثة يسري خبطوات واسعة املدى يف سبيل ّ‬
‫من ال دول يف عوامل التق ّدم ليبلغ س ؤدده وع زه ويص لوا إىل ما يص بو إليه قادته املص لحون وأبن اوه‬
‫املخلص ون‪ .‬فيتب ّوأ مكانته اجلديرة ب ه‪ ،‬ويش رق له مس تقبله مبش يئة اهلل تع اىل وع ون بنيه املخلصني‬
‫الرقي؟‬
‫دت له لتسعده وتسلّمه ملن بعدك سليما‪ .‬وقد مسا بك درجات يف مدارج ّ‬ ‫أعد َ‬
‫فماذا َ‬
‫أرجو أن تك ون قد أع ددت له ك ّل ما جيعلك أهال للقي ام بواجبه خري قي ام‪ ،‬حىّت تك ون قد‬
‫وزدت لَبِنَ ةً يف صرح عاله‪ ،‬وقابلت الصنيع مبثله واإلحسان باإلحسان‪ ،‬لتصبح‬ ‫َ‬ ‫أسهمت يف هنضته‬
‫البار‪ ،‬وليحرتمك بنو وطنك‪ ،‬ويرضى عنك ربّك ويف‬ ‫جديرا بلقب الوطين الصاحل وابن إندونيسيا ّ‬
‫ذلك فليتنافس املتنافسون‪.‬‬
‫الكش افة‬
‫وجيب أن تك ون قويّا ق ادرا على العمل يف نش اط‪ ،‬ش عارك على ال دوام هو ش عار ّ‬
‫املعروف‪" :‬كن مستع ّداً"‬
‫وأن حترص على التمسك بال دين والعمل بش عاره وعلى ب ّر الوال دين ولتحلّي بالفض ائل‬
‫والتخلّي عن الرذائل‪.‬‬
‫حتب لنفسك وتك ره هلم ما تك ره هلا‪ ،‬فهم أس رتك‬ ‫حتب هلم ما ّ‬
‫ولتخلص لبين وطنك ب أن ّ‬
‫الك ربى بل ال واجب أن تس مو إىل ما هو أوىل و أفض ل‪ ،‬فتخلص لإلنس انيّة مجع اء‪ .‬فاألدي ان‬
‫خاصة‪ ،‬إمّن ا تدعوا إىل التآلف بني الناس‪ ،‬والرتاحم بينهم كافّة‪.‬‬
‫السمويّة‪ ،‬واإلسالم ّ‬
‫تؤدي عملك الذي هيّئت له‬ ‫ولتحرص أيّها الناشئ على أن خترج نفسك من ظلمات‪ ،‬وأن ّ‬
‫أحسن أداء‪ .‬حىّت تكون عامال خلري وطنك الكالًّ على كاهله‪ .‬فالوطن حمتاج إىل أيدي بنيه مجيعا‬
‫على اختالف بيئاهنم وأعمارهم وأعماهلم‪.‬‬
‫املرجوة حبسب حالك‬ ‫ّ‬ ‫فإذا كنت طالبا فلتقبل على الدرس والتحصيل حىّت تصل إىل النهاية‬
‫ومقدرتك‪ ،‬فالعلم خري ما يتسلّح به اإلنسان يف معركة احلياة‪.‬‬
‫وإذا كنت ت اجرا فال تتّجر يف غري حالل‪ ،‬والتط ّفف امليزان واملكي ال‪ ،‬وال ت دلّس على‬
‫الناس‪ ،‬والتعال يف الثمن‪ ،‬والختف السلع‪ ،‬ولتعامل الناس بالبشر واخللق احلسن‪.‬‬
‫ومن خري أن حترتم قوانني وطنك وتن ّف ذها يف صدق وإخالص‪ ،‬وتطيع رؤساءك حىّت تسلم‬
‫ويسلم منك غريك‪.‬‬
‫وليكن دستورك يف احلياة‪ :‬هو أن يعمل الفرد ملصلحة اجملتمع‪ ،‬واجملتمع ملصلحة الفرد‪ .‬فَ ُم ّد‬
‫وكل ما يف قدرتك‪ .‬حىّت تنال رضاهم وحمبّتهم‪.‬‬‫ما استطعت ّ‬
‫ومن أوجب الواجبات أن تعين العناية كلّها برتبية أوالدك ومن تشرف عليهم‪ ،‬حىّت تع ّدهم‬
‫ألن يكونوا وطنيني صاحلني ينعمون حبياة أفضل ومستقبل أحسن‪ ،‬كما أع ّدك أبوك من قبل‪.‬‬
‫ذلك هو واجبك يف الس لم‪ّ .‬أما إذا تع ّرض وطنك إلغ ارة غاصب غاشم أو ق اهر ظ امل‪ ،‬أو‬
‫بكل‬
‫هتب مستبسال شجاعا للدفاع عنه ّ‬ ‫دارت رحى احلرب واشتعلت نريان القتال –فالواجب أن ّ‬
‫ما متلك من مال ونفس‪:‬‬
‫ويل وطن فس السلم أرعى حقوقه‬
‫ويف احلرب أفديه بروحي راضيا‬
‫وكذلك‪:‬‬
‫ويل وطن آليت أالّ أبيعه‬
‫وال أرى غريي له الدهر مالكا‬
‫ؤد أيّها اإلندونيس ّي واجب ال وطن عليك ك امال غري منق وص يف الس لم واحلرب بنفس‬ ‫فلت ِّ‬
‫راض ية حتّآ تنعم به م ادامت حيّ ا‪ ،‬وينعم ب ك‪ :‬وتص بح الوطين الص احل واملثل الكامل يف الوف اء‬
‫والوطنيّة‪.‬‬
‫والحتسنب الذين قتلوا يف سبيل اهلل أموات بل أحياء عند رهّب م يرزقون‪ ،‬فرحني مبا آتاهم اهلل‬
‫ّ‬
‫من فضله (آل عمران‪)170-169 :‬‬

‫املفردات‪:‬‬
‫الفرات ‪ :‬العذب ج ّدا‬
‫الرتاث ‪ :‬ما ورثتَه‬
‫القوة‬
‫البأس ‪ّ :‬‬
‫كافة ‪ :‬مجيعا‬
‫‪ :‬ح ّد السيف‬ ‫الظبات مجع ظبة‬
‫‪ :‬روح‬ ‫شعائر مجع مهجة‬
‫السؤدد ‪ :‬اجملد والشرف‬
‫كالّ ‪ :‬ثقال ومحال‬
‫كل بناء عال‬
‫‪ّ :‬‬ ‫الصرح ‪ :‬القصر‬
‫التدلّس ‪ :‬ال تكتم عيب املبيع‬
‫‪0-0-0-0-0‬‬

‫الرفق بال َخ َدم والضعفاء‬

‫إ ّن اخلدم هم املس اعدون يف األعمال واملذللون لطرقه ا‪ ،‬واملعاونون على إجنازه ا‪ .‬ولو الهم‬
‫طروا إىل القي ام‬
‫النغلق دون الن اس ب اب من الرمحة وانس ّد أم امهم طريق من النعمة فس يح‪ .‬واض ّ‬
‫اهلامة األساسيّة‪.‬‬
‫بأعمال كثرية تشغلهم عن واجباهتم ّ‬
‫ومثل اخلدم من اإلنس ان مثل اجلوارح من اجلس د‪ .‬فهم اليد اليت تنفع والس اعد ال ذي يعني‪،‬‬
‫ونفعهم جزيل عظيم‪ .‬فيجب على املرء ال ذي أن حيمد اهلل ع ّز وج ّل على ما س ّخر له منهم‪ ،‬وأن‬
‫ميس هم من النصب واللغ وب‪ ،‬ومن‬ ‫حيوطهم بعنايته ويتفق دهم ويرفق هبم واليهملهم‪ .‬ف إهّن م بشر ّ‬
‫ميس سائر البشر‪.‬‬
‫السآمة والفتور ما ّ‬
‫واخلدم الينص حون خمدوميهم والخيلص ون هلم إالّ إذا حت ّقق وا أهّن م ش ركاء هلم يف النعم ة‪،‬‬
‫وأهّن م يف مأمن من العزل والصرف‪.‬‬
‫ومن أجل ه ذا وجب أن تك ون مع املتهم مبنيّة على أس اس من العطف والرمحة‪ .‬ب أن يك ون‬
‫اخلدم حمدودا ويف ط اقتهم القي ام به مع إرش ادهم إىل طريقة العمل املرض يّة‪،‬‬ ‫العمل ال ذي يُ َكلَّ ُف هُ ُ‬
‫وش كرهم عند اإلحس ان ونق دهم األجر ك امال يف زمنه احملدود وإعط ائهم من حني إىل آخر ما‬
‫يتيسر زائدا على أجرهم – تشجيعا هلم على اإلخالص يف العمل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وجيب مواساهتم يف الش ّدة وعيادهتم عند املرض ودعاء الطبيب هلم إذا ساءت حاهلم‪.‬‬
‫وعلى املخ دوم أن يرشد خدمه إىل مواقع الص واب وما ينبغي أن يتّص فوا ب ه‪ ،‬وأن ي ربّيهم‬
‫ويذل نفوسهم‪ ،‬إذ ليس‬ ‫باللطف واحلزم‪ .‬وال يهينهم ببذيء الكالم وجايف اللفظ ممّا جيرج قلوهبم ّ‬
‫للسيّد أن يتسلّط على خادمه بذلك الشرعا وال عرفا‪.‬‬
‫رتوح فيه ا‪ ،‬وأن جيري عليه رزقا يك ّفه‬ ‫وعليه ك ذلك أن يس مح للخ ادم بس اعة من النه ار ي ّ‬
‫عن التش ّوف إىل ما قد يس رقه وخيتلس ه‪ .‬ف إ ّن ما ينقصه الس يّد من مرتّبه رمبا اختلسه من مال ه‪ ،‬بل‬
‫رمبا أ َْرىَب ‪ ،‬وأن يزيد يف أج ره كلّما رآه يزيد يف ص دق اخلدمة وحسن املعامل ة‪ .‬ومظ اهر الرمحة‬
‫بالض عفاء ختتلف ب اختالف ه ؤالء الض عفاء وتن ّوع أس باب ض عفهم وح اجتهم‪ :‬فمنهم اخلدم وقد‬
‫والع َملَة امل ْس تَأْ َجرون ألغ راض‬ ‫ش رحنا ما جيب هلم قبل خمدوميهم‪ .‬ومنهم األج راء يف ال بيوت‬
‫َ ُ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ف‬‫َجَرهُ َقْب َل أَ ْن جَيِ َّ‬ ‫ِ‬
‫صهم رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم يف قوله‪" :‬أ َْعطُْوا األَجْيَر أ ْ‬ ‫وهؤالء َخ َّ‬
‫َعَرقُهُ"‬
‫ومن الض عفاء‪ :‬األطف ال الص غار‪ ،‬س واء أك انوا أبن اء املرء أم أج انب عن ه‪ ،‬وجتب عليهم‬
‫الرمحة هبم‪ .‬ومن أجل ما ورد يف ذلك قوله ص لّى اهلل عليه وس لّم‪" :‬ليس منّا من ال ي رحم ص غرينا‬
‫ويوقّر كبرينا ويأمر باملعروف وينهى عن املنكر"‪.‬‬
‫ومن الض عفاء‪ :‬الي تيم واملس كني والب ائس والفق ري‪ ،‬وجيب العطف عليهم واإلش فاق حباهلم‬
‫وأما السائل فال تنهر"‪.‬‬ ‫"فأما اليتيم فال تقهر‪ّ ،‬‬
‫والرمحة هبم‪ ،‬قال تعاىل‪ّ :‬‬
‫وصفوة القول أ ّن جيب على اإلنسان أن يقوم للعجزة والضعفاء واملستضعفني من الرجال‬
‫والنس اء والول دان ب أوفر نص يب من املس اعدة والرمحة والرأف ة‪ .‬وأالّ ي وكن فظّا غليظ القلب قاس يا‬
‫اخلري هلم‪ .‬ق ال ص لّى اهلل عليه‬ ‫عليهم بل جيب أن يك ون رءوفا عطوفا لنّي ا جلانب متواض عا حمبّا َ‬
‫وسلّم‪" :‬اليدخل اجلنّة إالّ رحيم"‪.‬‬
‫ت عن خادمك يف‬ ‫وقد نبّه الشارع على الرفق باخلدم‪ ،‬فقال ص لّى اهلل عليه وس لّم‪" :‬ما َخ َّف ْف َ‬
‫عمله فهو أجر لك يف موازينك ي وم القيام ة"‪ .‬وق ال "اتّق وا اهلل فيما ملكت أميانكم‪ :‬أطعم واهم ممّا‬
‫تأكلون‪ ،‬واكسوهم ممّا َت ْلبَسون‪ ،‬وال تكلِّفهم من العمل ما ال يطيقون‪ ،‬فما أحببتم فأمسكون‪ ،‬وما‬
‫خلق اهلل‪ ،‬فإ ّن اهلل ملّككم إيّاهم‪ ،‬ولو شاء مللّكهم إيّاكم"‪.‬‬ ‫كرهتم فبِْيعُوا‪ ،‬وال تع ّذبوا َ‬
‫ت رجال‪ ،‬فشكاين إىل النيب ص لّى‬ ‫سابْب ُ‬
‫ذر الغفاري رضي اهلل عنه‪" :‬إيّن َ‬ ‫قال حم ّدث‪ :‬قال أبو ّ‬
‫بأم ه؟ إنّك ام رؤ فيك جاهليّ ة" مث ق ال ما‬ ‫اهلل عليه وس لّم‪ ،‬ف ال النيب ص لّى اهلل عليه وس لّم‪" :‬أعرّي ته ّ‬
‫معن اه‪" :‬إ ّن اخ وانكم خ دمكم‪ ،‬جعلهم اهلل حتت أي ديكم‪ .‬فمن ك ان أخ وه حتت ي ده ف ْليُطْعِ ْم هُ ممّا‬
‫يأكل وليلبسه ممّا يلبس‪ .‬وال تكلّفوهم ممّا يغلبهم‪ ،‬فإ ّن كلّفتموهم ما يغلبوا فأعينوهم‪.‬‬
‫وه ذه وص يّة قيّمة رفعت من ش أن اخلدم إىل درجة املخ دومني والس ادة‪ .‬فاخلدم ومن يف‬
‫حكمهم إخ وان يف ال دين واإلنس انيّة‪ ،‬فيجب الرفق هبم واألخذ بأي ديهم ومع املتهم بالع دل‬
‫واحلسىن‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫بتصرف‬ ‫من املطالعة العربيّة – رابع ‪ّ -‬‬
‫املفردات‪:‬‬
‫النصب ‪ :‬التعب‬
‫اللغوب ‪ :‬التعب واألعباء‬
‫التشوف ‪ :‬التطلّع‬
‫ّ‬
‫العزل ‪ :‬رفع املرء من عمله أو عن منصبه‬
‫أرىب ‪ :‬أخذ أكثر ممّا أعطى‬
‫تقهر ‪ :‬تزجر‬
‫دون ‪ :‬أمام‬
‫‪0-0-0-0-‬‬

‫العمل‬
‫للغين والفقري‪ ،‬والرجل واملرأة‪ .‬وبدونه تصبح احلياة عبءا ثقيال اليطاق‪،‬‬ ‫هو قدر الب ّد منه ّ‬
‫األمة واجب أن يق دم هلا أجر‬
‫بل إ ّن العمل واجب من ناحية ال دين واألخالق‪ .‬فمن أكل من م ال ّ‬
‫ما أكل‪.‬‬
‫العمل أيضا واجب من الناحية النفسيّة‪ ،‬فالطبيعة نفسها فرضته فرضا‪ ،‬ألهّن ا خلقت اإلنسان‬
‫اجتماعيّا بطبع ه‪ .‬ومحت نفس ها بالعم ل‪ .‬فمن مل يعمل عاقبته بالس آمة وامللل والض جر ملخالفته‬
‫يتمش ى مع أغراض ها من بق اء‬
‫قوانينه ا‪ .‬وكلّما ك ان العمل لنفع الن اس ك ان اجلزاء عليه أوىف‪ ،‬ألنّه ّ‬
‫اجملتمع ورقيّه وعربة ذلك يف التاريخ نفسه‪ .‬فهو مل حيفظ لنا أمساء األغنياء والوزراء واملرتفني بقدر‬
‫ما حفظ لنا أمساء كبار العاملني اخلرّي ين‪ .‬انظر إىل ذلك العامل الشهري "ابن حزم األندلسي" إنّه كان‬
‫عاملا كبريا‪ ،‬ويف كرم اخللق عظيما‪ .‬وكان من بيت كبري‪ ،‬فقد كان أبوه وزيرا‪ .‬قيل‪ :‬ما اسم أبيه؟‬
‫أجيب‪" :‬نسي الن اس ذل ك"‪ ،‬قي ل‪": :‬إ ّن يف ذلك لع ربة"‪ ،‬لقد حفظ الن اس اسم العامل ونس وا امل‬
‫الوزير الذي كان ذا جاه عريض ال أحد يذكر األغنياء حىّت يف عهدنا القريب‪ .‬لكن يذكر الناس‬
‫حممد عبده والسيّد مجال الدين األفغاين وأمثاهلما‪.‬‬
‫الشيخ ّ‬
‫إذا تكاس لت ومل تعمل فال أحد يعاقبك كما تعاقبك الطبيع ة‪ ،‬فقد منحتك الق در َة على‬
‫حتولت من العمل يف اخلارج إىل العمل يف حتطيم النفس يف الداخل‪ .‬مثّ‬‫العمل‪ ،‬فإذا مل جتد هلا منفذا ّ‬
‫آل ذلك إىل هت ّدم األعصاب واخللل‪ .‬فاحلياة بال عمل حياة ميّتة‪ ،‬فالطبيعة مل متنحك هذا االختيار‪،‬‬
‫وكل اختيارك إمّن ا هو يف نوع العمل الذي يصلح لك‪ ،‬وتصلح له‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪---------------------‬‬
‫بتصرف‬
‫من فيض اخلاطر – سادس ‪ّ -‬‬
‫‪0-0-0-0-0-‬‬

‫الطبيعة المتفائلة‬

‫ت رى يف احلي اة وجوهها البامسة وخرياهتا الكث رية‪ ،‬فكثري من أس باب الش فاء يرجع إىل الطبع‬
‫كل‬
‫الساخط‪ ،‬الطبع الذي ال يرى يف احلياة إالّ مصائبها وشرورها وأحزاهنا‪ ،‬الطبع الذي خيلق من ّ‬
‫س رور بك اء‪ ،‬ومن ك ّل ل ّذة أملا‪ ،‬ومن ك ّل مس ّرة حزن ا‪ ،‬الطبع ال ذي إذا أتيت له بعش رين ت ّفاحة‬
‫كلّها جيّ دة ما ع دا واح دة – التقع عينه إالّ على الفاس دة‪ ،‬الطبع ال ذي إال ك ان يف بيته ك ّل ما‬
‫كرسي يف غري موضعه‪ ،‬ال يعجبه‬ ‫ّ‬ ‫كس ر أو‬ ‫يسر مل يلتفت إليه‪ ،‬الطبع الذي خلق الغضب من طبق ُ‬ ‫ّ‬
‫ات املبكي ةُ‪ ،‬وال من النغم ات إالّ النغم ات احلزين ة‪ ،‬حىّت أص بحت حياته‬ ‫من الرواي ات إالّ الرواي ُ‬
‫نفسها رواية ُمبكية أو نغمة حزينة‪.‬‬
‫اش مستبشر يتوقّع اخلري‬
‫ّأم الطبع الرضا أو املتفائل فمتس امح يف الص غائر‪ ،‬خ الق للس عادة‪ ،‬ب ٌّ‬
‫املاديّ ة‪ .‬ي رى أ ّن مس رح احلي اة‬
‫أك ثر ممّا يتوقّع الش ّر‪ ،‬يض حك حىّت يف اهلزمية‪ ،‬وحىّت عند اخلس ارة ّ‬
‫كميدان لعب الكرة‪ ،‬يكسب الالعب فيبتسم وخيسر فينظر الغَلَبَة‪.‬‬
‫‪0-0-0-0-0‬‬

‫غرض نبيل‬

‫جيب أن يكون لإلنسان غرض نبيل يف حياته االجتماعيّة‪ ،‬فيشعر بأ ّن هناك بائسني يف ناحية‬
‫من ن واحيهم‪ .‬فال دنيا ممل وءة ب آالم الن اس من م رض وفق ر‪ ،‬ف إذا اس تطاع أن يُ ْش عِر قلبه بالرمحة‪،‬‬
‫فيعمل يف مجاعة خت ّفف الفقر أو يواسي املرضى أو يُ ْسعِف املنكوبني أو حنو ذلك – شعر بأ ّن حياته‬
‫غنيّة بعمل اخلري‪ .‬فاغتبط وس عِد‪ ،‬يس َعد ملش اركة اخلرّي ين يف عملهم‪ ،‬ويس عد يف ش عوره مبحاولته‬
‫فكل يستطيع أن‬‫إنقاذ البائسني من بؤسيهم‪ .‬وهذا عمل يف متناول الرجال والنساء على السواء‪ّ .‬‬
‫يشرتك يف ٍ‬
‫خدمة اجتماعيّة يقدمها فيشعر بالغبطة والسرور‪.‬‬
‫وحب ال ذات‬
‫الض َجر والس أم كمعيشة اإلنس ان لنفسه فق ط‪ :‬ف إ ّن األث رة ّ‬
‫وال ش يء يبعث َ‬
‫حيب إالّ نفسه – ك ان ذلك عالم ةَ‬
‫ُخلُ ٌق يص حب النفس الض يقةَ يف دور الطفول ة‪ ،‬فمن كرب وال ّ‬
‫طفولته وصغر نفسه‪.‬‬
‫ونفس ه ت دور ح ول هفس ها‪ّ ،‬أما ال ذين‬
‫وذو األث رة كثري الس أم ألنّه اليش عر إالّ بنفسه ُ‬
‫يش عرون بغ ريهم – فيض يفون نفوسا إىل نفوس هم وآفاقا إىل آف اقهم‪ ،‬وجيدون ألنفس هم أغذي ة‪.‬‬
‫خمتلفة من شعور اآلخرين وآرائهم‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬
‫بتصرف‬
‫من فيض اخلاطر – سادس ‪ّ -‬‬
‫‪-0-0-0-‬‬
‫الحياة الطيّبة"‬

‫ض يف احلياة مشروعٌ حمدود مثّ يكون لك اهتمام يف حتقيقه وتعاو ٌن‬ ‫جيب أن يكون لك َغ َر ٌ‬
‫ت به‪ ،‬حىّت تتلذذ من العمل‬ ‫ِ‬
‫يوس ع ثقا َفتَك فيما ح ّددت من غري ُش غ ْف َ‬
‫مع من يشاركك يف منهجه ّ‬
‫وأحب العم َل‬
‫َّ‬ ‫وار ُس ْم منهج ه‪ ،‬ورتِّب مراحل ه‪ ،‬وأحبَّه‬
‫ال ذي يق ّرب من النج اح‪ .‬فح ّدد الغ رض‪ْ ،‬‬
‫للوصول إليه تشعر بسعادة التقدَّر‪.‬‬
‫إ ّن كثريا من البائسني يف احلياة – سبب بؤسهم أهّن م يعيشون‪ ،‬واليدركون مل يعيشون؟ وما‬
‫وظيفتهم يف احلي اة؟ وما غرض هم منه ا؟ فيك ون كالس ائر يف الش ارع بال غ رض‪ ،‬يتس ّكع هنا آن ا‪،‬‬
‫فقد عنصرا أو أساسا من عناصر احلياة الطيّبة‪.‬‬ ‫متربما باحلياة فاعلم أنّه َ‬
‫وهناك آنا‪ .‬فإذا رأيت رجال ّ‬
‫فهو إمّن ا ف ارغ ال عمل ل ه‪ ،‬يعتمد على ما ل م وروث أو م ال ي أيت من عمل غ ريه‪ ،‬ويكتفي‬
‫أسود دائما‪ ،‬فاستسلم هلذا ومل‬ ‫تعود أن يرى احلياة مبنظار َ‬ ‫هبذا ويركن إىل البطالة‪ ،‬أو هو إنسان ّ‬
‫يقاومه‪.‬‬
‫اعي يش عره بالرمحة والش فقة‪ ،‬وهي من‬ ‫أو هو يعيش لنفسه فق ط‪ ،‬فلم يش رتك يف علم اجتم ّ‬
‫يتحمس لعمل وال ينظر إىل غاي ة‪ ،‬وحىّت ل َكأَنَّهُ‬
‫النعم الك ربى علىاإلنس ان‪ ،‬أو يعيش بال غ رض وال ّ‬
‫أنعم اهلل عليه ونكرانه الواجب عليه لنفسه وأسرته ووطنه‬‫أضل سبيال جلحوده َ‬‫الع َج َم َاوات بل ّ‬
‫من َ‬
‫وجمتمعه ودينه‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫بتصرف‬ ‫من فيض اخلاطر – سادس ‪ّ -‬‬
‫‪ :‬مجع عجماء‪ :‬وهي البهيمة‬ ‫العجماوات‬

‫اإلخالص‬

‫العمل جسم روحه اإلخالص‪ ،‬إ ّن اجلسم مىت فارقته روحه – اليت هبا قوام ه‪ -‬ك ان جثّة‬
‫هامدة ال حراك فيها وال فائدة ترجى منها‪ .‬فكذلك العمل إذا فارقته اإلخالص‪.‬‬
‫كم رأينا قوما يعمل ون ! غري أنّنا مل نر أث را ص احلا لعملهم‪ ،‬وكثري منهم مل يوفّق فيما قصد‬
‫فظل يف شاطئه‪ ،‬وأو خاض منه قليال‪ ،‬ومل يستطع أن يصل إىل الغَمر فرجع على عقبيه خسر‬ ‫إليه‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫والذهب‪.‬‬ ‫صِ‬
‫ب‬ ‫النَ َ‬
‫جلر‬
‫وليس هلذا األمر من سبب‪ ،‬إالّ أ ّن اإلخالص مل يكن رائد هذه الفئة‪ ،‬ألهّن ا مل تعمل إالّ ّ‬
‫مغنم مذموم‪ ،‬أو ل َكسب شرف موهوم‪.‬‬
‫ألمته ووطنه َت ْه وي إليه أفئدة الناس‪ ،‬وحيوطونه‬
‫والسر يف ذلك أ ّن من يعمل خملصا يف عمله ّ‬‫ّ‬
‫بالتشجيع والتحبيذ أو باملعونة والتنفيذ فيزداد بذلك مهّة ونشاطا وتنمو فيه روح اجل ّد واملثابرة على‬
‫العمل‪.‬‬
‫ّأما من يعم ُل غ َري خملص فإنّه – وإن كتم ما يض مره حينا من ال دهر – ال ب ّد أن ينكشف‬
‫عيب ه‪ ،‬ويفتضح أم ره‪ ،‬فينفر من ك ان له معين ا‪ ،‬ويهمله من ش ّجعه وحبّذ عمل ه‪ .‬وب ذلك تض عف‬
‫املادة واألدب‪ ،‬ويعيش‬ ‫مضطرا‪ ،‬وتكون عاقبة أمره خسارة ّ‬
‫ّ‬ ‫مهّته‪ ،‬وتفرت عزميته‪ ،‬فيدع ما كان يعمله‬
‫عيشة غري راضية‪.‬‬
‫واألمثال على ذلك كثرية‪:‬‬
‫فكم رأينا مجعيّ ات ق امت‪ ،‬فما لبثت أن قع دت وكم ش اهدنا مش روعات هنض ت‪ ،‬فما‬
‫مكثت أن سقطت وتعداد هذه احلوادث حيتاج إىل صفحات‪ ،‬ال يسع هلا صدر هذه الصفحات‪.‬‬
‫فكن أيّها الناشئ خملصا يف عمل ك‪ ،‬تبلغ أقصى أمل ك‪ ،‬واح ذر أن ت بيع الوج دان باألص فر‬
‫والضالل باليقني‪.‬‬
‫َ‬ ‫الرنّان فذلك دأب املنافقني الذين يستبدلون الدنيا بالدين‬
‫وأعيذك باهلل أن ال تكون من املخلصني‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫بتصرف‬
‫عظة الناشئني ‪ّ -‬‬
‫املفردات‪:‬‬
‫اجلثّة ‪ :‬شخص اإلنسان‬
‫هامدة ‪ :‬ميّتة‬
‫رائد ‪ :‬دليل ‪ ،‬مرشد‬
‫ويتعهدونه‬
‫حيوطونه ‪ :‬حيفظونه ّ‬
‫األصفر الرنّان ‪ :‬الذهب‬
‫حتبيذ ‪ :‬أن تقول لآلخر "حبّذا"‬
‫رجع على عقبيه ‪ :‬رجع على الطريق الذي جاء منه‬
‫قوام الشيء ‪ :‬نظامه وعماده الذي به يقوم‬
‫الغمر ‪ :‬املاء الكثري البعيد القعر‬
‫خسر ‪ :‬شديد اخلسران‬
‫‪ :‬متيل إليه‬ ‫هتوي إليه‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬قارن بني من يعمل خملصا وبني من يعمل غري خملص!‬
‫‪ -2‬اذكر وجه التشابه بني العمل واجلسم!‬
‫‪ -3‬اشرح هذه العبارة‪ :‬فكم رأينا مجعيّ ات قامت‪ ،‬فما لبثت أن قعدت‪ ،‬وكم شاهدنا‬
‫مشروعات هنضت فما لبثت أن سقطت‪.‬‬
‫‪ -4‬من الذي يبيع الوجدان باألصفر الرنّان‬
‫‪---------‬‬
‫النظام‬

‫ه ذا الك ون على وجه ليس فيه خلل والتش ويش وهو ال ذي نري ده من النظ ام‪ .‬وهو مظهر‬
‫الكم ال الوج ودي – كما يق ول اإلس تاذ اإلم ام – فحيثما ك ان النظ ام موف ورا ك ان الوج ود أمتّ‬
‫قل النظام كان الوجود ضعيفا ناقصا‪.‬‬ ‫وأقوى‪ ،‬وحيثما ّ‬
‫القوة يف وجودها‪،‬‬ ‫أس ّ‬ ‫النظام يف حياة الفرد مظهر لقوذة وجوده‪ ،‬والنظام يف حياة اجلماعة ّ‬
‫ويفر من النقص‪.‬‬‫كل موجود يريد الكمال ّ‬ ‫القوي هو األكمل بالضرورة‪ ،‬فهو مطمح ّ‬ ‫ّ‬ ‫والوجود‬
‫كل وجه من‬ ‫وإذا حنن نظرنا يف أمرنا باعتبارنا أقرادا وجمتمعني‪ ،‬وجدنا االضطراب غالبا يف ّ‬
‫الفردي‪ ،‬ويف‬
‫ّ‬ ‫وجوهها‪ ،‬مبقدار ما يغلب النظام على حياة الناس يف األمم الراقية القويّة يف وجودها‬
‫وجودها االجتماعي‪.‬‬
‫ومن ح ّق املعن يني بنهضة ه ذه البالد أن يعمل وا على تقوية وجودها جبعل النظ ام ملكة يف‬
‫العامة‪.‬‬
‫اخلاصة واحلياة ّ‬
‫أبنائها‪ ،‬تظهر آثاره يف احلياة ّ‬
‫كل سعي يف تفهيمنا معىن النظام‪ ،‬وإشاعة الذوق النظامي فينا هلو خري سعي إلصالح‬ ‫وإ ّن ّ‬
‫األمة‪ ،‬وأعظم بركة عليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫عقولنا ضعيفة ألهّن ا غري منظّمة‪ ،‬ومعارفنا ضعيفة ألهّن ا غري منظّمة‪ ،‬وأعمالنا ضعيفة ألهّن ا غري‬
‫منظّمة وآمالنا ضعيفة أيضا ألهّن ا غري منظّمة‪.‬‬
‫ينبغي أن نش عر ببش اعة االض طراب والتش ويش وس وء أثرها يف حياهتا‪ ،‬وأن نفهم مجال‬
‫القوة‪ .‬وبذلك نتكلّف سرية النظاميني رغبة وشوقا حىّت نعتادها‪.‬‬ ‫سر ّ‬ ‫النظام‪ ،‬وندرك أنّه ّ‬
‫لقد كنّا نأمل لعدم إحساس قومنا مبا يف حياهتم من تشويش‪ .‬وعدم طموح أنظ ارهم إىل مثل‬
‫يف احلياة أكمل ممّا هم فيه‪ .‬ولكنّنا – واحلمد هلل – نغتبط مبا نلمح من بشائر النزوع إىل النظام يف‬
‫بعض جهات احلياة املاديّة لقومنا‪ ،‬ومبا نعرف من أمل أناس منّا ملظاهر االضطراب يف شئوننا‪.‬‬
‫يف البلد الي وم بي وت ت دخلها فتلق اك نفحة من اجلم ال يف تقس يم أماكنها وت رتيب أثاثه ا‪.‬‬
‫والخيلو ما يستخدم من األزياء من بعض اللطف وحسن التناسب‪.‬‬
‫الرقي يف الذوق والتشبّث بأهداب النظام‪ ،‬أل ّن هذه اآلثار الصغرية‬
‫الحت ّقر شيئا من مظاهر ّ‬
‫دل على تنبّه يف اإلحس اس ي رجى أن يصل بنا إىل ما نريد من النظ ام األك رب‪ :‬نظ ام النفس ال ذي‬
‫ت ّ‬
‫تصدر عنه األعمال من غري اضطراب والتشويش‪.‬‬
‫متجملة حبليّة النظ ام‪ ،‬وأن يعين بناهتا وأبناؤنا بنظ ام مالبس هم وحسن‬
‫يس ّرنا أن ن رى بيوتنا ّ‬
‫يقوي هبا وجودنا‪.‬‬
‫هندامهم‪ ،‬ولكنّنا ننتظر السرور األعظم يوم ينشأ فينا جيل حييا حياة منظّمة ّ‬
‫من املطالعة العربيّة – رابع‬

‫املفردات‬
‫حممد عبده‪ ،‬أحد زعماء النهضة احلديثة مبصر‬
‫األستاذ اإلمام ‪ :‬الشيخ ّ‬
‫أس ‪ :‬أساس‬ ‫ّ‬
‫مطمع ‪ :‬مطلب‬
‫املعنيني ‪ :‬مجع معىن ‪ :‬املهتم‬
‫ملكة ‪ :‬صفة راسخة يف النفس‬
‫نلمح ‪ :‬نبصر‬
‫النزوع ‪ :‬االشتياق‬
‫نفحة ‪ :‬هبّة‬
‫أهداب ‪ :‬أطراق‬
‫والتمسك‬
‫ّ‬ ‫التشبّث ‪ :‬التعلّق‬
‫بشاعة ‪ :‬سوء قبح‬
‫تشويش ‪ :‬خلط‬
‫ونسر‬
‫نغتبط ‪ :‬نفرح ّ‬
‫بشائر ‪ :‬مجع بشارة ‪ :‬حسن‬
‫نتعود ‪ :‬نكلّف أنفسنا‬‫نتكلّف ‪ّ :‬‬

‫مستوى المعيشة‬
‫في البالد" الززاعيّة" والصناعيّة‬

‫من احلق ائق املع َرتف هبا أ ّن البالد الززاعيّة اليت تعتمد يف بن اء خ رح اقتص ادها على الززاعيّة‬
‫وحدها تُع ّد بالدا فقرية مهما تبلغ الززاعة فيها من التق ّدم إذا قِْيست بالبالد الصناعيّة‪.‬‬
‫َم َر ّد ه ذا االختالف يف مس توى املعيشة إىل أ ّن البالد الززاعيّة التتح ّكم يف وس ائل اإلنت اج‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فهي خاض عة لظ روف خارجة عن ق درهتا‪ ،‬مث ِل التقلُّب ات ّ‬
‫اجلويّة اليت ت ؤثّر يف احملص والت الززاعيّة‬
‫وقد تتسبب يف القضاء عليها‪ ،‬ومثل اإلصابة باآلفات الززاعيّة اليت تضعف غلّة األرض‪ ،‬ومثل نفاد‬
‫واملواد املخص بة‪ ،‬كما ح دث يف بالدنا إذا اختفت األمسدة من الس وق‪ ،‬ومل تق در احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫األمسدة‬
‫على إمداد الفالّحني واملزارعني هبا إمدادا كافيا‪ .‬وكان ذلك األثر السيء يف إضعاف غلّة األرض‪،‬‬
‫على حني أ ّن الص ناعة يف البالد الص ناعيّة تق وم على أسس ثابتة غالب ا‪ ،‬فال تك ون عرضة للتقلّب ات‬
‫تتعرض هلا البالد الززاعيّة‪.‬‬
‫اليت ّ‬
‫وإذا حنو فكرنا قليال ألفينا أ ّن أك ثر البالد الززاعيّة البحتة ك ان مس توى املعيشة فيها من‬
‫االخنف اض بدرجة جعلت من املس تحيل عليها االعتم اد على نفس ها دون مس اعدة البالد األخ رى‪،‬‬
‫التحول التدرجيي إىل النظام الزراعي الصناعي‪ .‬وقد بلغ بعضها من التق ّدم الصناعي‬ ‫ممّا حدا هبا إىل ّ‬
‫مصاف البالد الصناعيّة العريقة تقريبا‪ ،‬فارتفع مستواها املعيشي‬‫ّ‬ ‫عاما ما جعلها يف‬‫يف مدى عشرين ّ‬
‫والصحي‪ .‬ومن أمثلة ذلك كنذا واهلند ومصر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والثقايف‬
‫على أ ّن أحسن ح ال وأس ّد رأي هو النه وض جبميع املرافق إىل أعلى درج ات االرتق اء‪:‬‬
‫كالزراعة والص ناعة والتج ارة والس ياحة وغريه ا‪ .‬حىّت التعتمد التالد على م ورد واحد قد يك ون‬
‫عرضة لإلقالل من مثراته أو نض وبه‪ .‬فإنّه ب ذلك تتع ّدد مص ادر ال دخل وتغ زر‪ ،‬فتت دفّق األم وال‪،‬‬
‫ويفيض الرخاء‪ ،‬فريتفع مستوى املعيشة‪ ،‬وحييا الناس يف حببوحة السعادة هانئني‪.‬‬

‫املفردات‬
‫‪ :‬البناء العايل‬ ‫الصرح ‪ :‬القصر‬
‫عرضة ‪ :‬هدفا‬
‫ألفينا ‪ :‬وجدنا‬
‫نضوب ‪ :‬فراغ‬
‫تتسبّب ‪ :‬تكون سببا‬
‫حداهبا ‪ :‬بعثها وساقها‬
‫تغزر ‪ :‬تكثر‬
‫حببوحة ‪ :‬وسط‬
‫املرافق ‪ :‬مجع املرفق ‪ :‬ما ينتفع به الس ّكان عموما ‪ :‬املنافع‬
‫مستوى املعيشة ‪ :‬معيارها أو مقياسها ‪Standard of living :‬‬
‫األسرة‬

‫وتتكون يف املعتاد من الزوجني مثّ األوالد‪ ،‬وقد يضاف إليهم‬ ‫ّ‬ ‫األسرة رهط الرجل األدنون‪،‬‬
‫اإلخوة‪.‬‬
‫األمة وفض ائلها‪ .‬وإهّن ا ألفسح مي دان‬
‫واص ّ‬
‫وهي ن واة اجملتم ع‪ ،‬وعلى ق در ارتقائها تك ون خ ّ‬
‫لتعويد األطفال احملامد وتنميتها‪ .‬فكما يكون البيت يكون النشء‪.‬‬
‫عوده أبوه‬
‫وينشأ ناشئ الفتيان منّا ‪ #‬على ما كان ّ‬
‫األمه ات‬
‫وإذا أردنا أن نص لح اجملتمع أو نع ّده الس تقبال اإلص الح فال من اص من إص الح ّ‬
‫ألهّن ّن مربّياته‪ .‬فإذا مل يصلحن فليس هناك رجاء لطفولته يف سالمة جسم أو عقل أو روح‪.‬‬
‫خاص ة‪ ،‬وجعل للم رأة منزلة اجتماعيّة‬ ‫المي بش أن األس رة عناية ّ‬ ‫هلذا عين ال دين اإلس ّ‬
‫وتتصرف يف‬
‫ّ‬ ‫واقتصاديّة وثقافيّة التكان جتدها يف الشرائع الوضعيّة احلديثة‪ ،‬فقد جعلها ترث وتتّجر‬
‫جو تسوده روح الفضيلة‪.‬‬ ‫ولكن يف ّ‬
‫ملكها‪ ،‬وتتعلّم إىل أقصى مراحل التعلّم‪ّ ،‬‬
‫فأما حق وق األوالد على آب ائهم فرع ايتهم وإك رامهم‬ ‫ولك ّل ف رد من أف راد األس رة حقوق‪ّ ،‬‬
‫بالت أديب احلسن والرتبية الص احلة‪ .‬ف األدب احلسن أنفع لألوالد وأبقى هلم من إرث م ال قد‬
‫يفسدهم‪ ،‬ويؤذيهم‪ ،‬ويضيع أدراج الرياح إذا مل يكونوا مه ّذبني‪.‬‬
‫كما جتب م راقتبهم يف غري عنت وال تض ييق عليهم‪ ،‬والبعد عن ت دليلهم‪ ،‬وأن جينّب وا‬
‫وليسووا بينهم‪ ،‬فإ ّن التمييز كثريا ما‬
‫ّ‬ ‫الضارة‪ ،‬ويبعدوا عن قرناء السوء‪.‬‬‫األخالق السيئة والعادات ّ‬
‫يلقي بينهم العداوة والبغضاء أو يبعث الغرور فيمن يؤثرونه‪ ،‬والقنوط يف اآلخرين‪.‬‬
‫ّأما حق وق اآلب اء على أوالدهم فهي دون ما غم رهم به اآلب اء من رعاية وفضل مهما‬
‫خيلصوا يف تأديتها خري أداء‪.‬‬
‫وبرمها واإلحس ان إليهما إحس انا اليش وبه ش يء من إس اءة خفيّة أو‬ ‫فمن ذلك حبّهما ّ‬
‫يبلغن عن دك الكرب أح دمها أو‬
‫ظ اهرة‪" :‬وقضى ربّك أالّ تعب دوا إالّ إيّ اه وبالوال دين إحس انا‪ّ ،‬إما ّ‬
‫الذل من الرمحة وقل‬
‫أف والتنهرمها وقل هلما قوال كرميا‪ ،‬واخفض هلما جناح ّ‬ ‫كالمها فالتقل هلما ّ‬
‫رب الرمحهما كما ربّياين صغريا"‪.‬‬
‫ّ‬
‫سرا وعالنيّة يف غري معصية‪" :‬وإن جاهداك على أن تشرك يب‬ ‫وطاعتهما غائلني وشاهدين ّ‬
‫ما ليس لك به علم فالتطعهما وصاحبهما يف الدنيا معروفا"‪.‬‬
‫وقال عليه السالم حم ّذرا عقوق الوالدين‪" :‬أال أنبّئكم بأكرب الكبائر؟ اإلشراك باهلل وعقوق‬
‫الوالدين"‪.‬‬
‫يعق والديه‪ ،‬فينزل به األمراض أو الكوارث اليت هبا يضيق رزقه‪،‬‬‫يعجل اهلل عقاب من ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫ونسوء بسببها حياته‪.‬‬
‫يتوادوا ويتعاطفوا‪ ،‬حىّت يكونوا كاجلسد الواحد إذا‬
‫ّأما حقوق اإلخوة على أخوهتم فهي أن ّ‬
‫واحلمى والس هر‪ .‬ففي التع اون كفالة حي اهتم وإس عادها‪.‬‬
‫اش تكى منه عضو ت داعى له س ائر اجلسد ّ‬
‫وإ ّن اهلل يف عون العبد ما دام العبد يف عون أخيه‪.‬‬
‫األخوة‬
‫وإذا هفا واحد فليقابل بالعفو والغفران‪ ،‬ولتذفع السيئة باحلسنة‪ ،‬فذلك أدعى لدوام ّ‬
‫وبقاء األسرة متعاضدة قويّة البنيان‪.‬‬
‫وأدى مجيع أفرادها واجب اهتم‪ ،‬وتك افلوا فيما بينهم‪،‬‬
‫ف إذا راعت ك ّل أس رة أوامر دينه ا‪ّ ،‬‬
‫واحرتم صغريهم كبريهم‪ ،‬ورحم كبريهم صغريهم عاشت سعيدة‪ ،‬وح ّققت رسالتها االجتماعيّ ة‪،‬‬
‫وتك ونت منها ومن مثيالهتا ّأمة عزي زة متماس كة كالبين ان املرص وص يش ّد بعض هم بعض ا‪ ،‬فتش ّق‬
‫وعز وسؤدد‪.‬‬‫ورقي ّ‬
‫طريقها إىل العال‪ ،‬وتبلغ ما ترجوه من تق ّدم ّ‬
‫من صفوة املطالعة ‪ّ -‬أول‬
‫املرفدات‬
‫رهط الرجل ‪ :‬قومه األقربون‬
‫مفر‬
‫مناص ‪ّ :‬‬
‫حب ‪ :‬بزر‬
‫نواة ‪ّ :‬‬
‫عنت ‪ :‬إرهاق ومش ّقة‬
‫القنوط ‪ :‬اليأس‬
‫تداعى ‪ :‬استجاب واجتمع‬
‫جاهداك ‪ :‬أحلّ عليك‬
‫كفالة ‪ :‬ضمان ورعاية‬
‫السؤدد ‪ :‬الشرف‬
‫الضمير‬

‫يالحظ اإلنس ان أ ّن يف أعم اق نفسه ق ّوة حت ّذره فعل الش ّر إذا أغ ري ب ه‪ ،‬وحتاول أن متنعه‬
‫أحس بانقب اط أثن اء العمل لعص يانه تلك الق ّوة‪ ،‬حىّت إذا أمتّ العمل‬
‫من فعل ه‪ ،‬ف إذا أص ّر على عمله ّ‬
‫الغش يف‬
‫أخ ذت ه ذه الق ّوة توخّب ه على اإلتي ان به وب دأ ين دم على ما فع ل‪ ،‬كالط الب حياول ّ‬
‫أحس أ ّن‬
‫يغش ّ‬ ‫فيحس ص وتا باطنيّا يناديه أالّ يفع ل‪ ،‬ف إذا مل يس مع هلذه الص وت وب دأ ّ‬‫ّ‬ ‫االمتح ان‬
‫استمر يف عمله أنّبته وندم وعزم أالّ يعود‪.‬‬
‫القوة تثبّطه‪ ،‬فإذا ّ‬
‫هذه ّ‬
‫القوة تأمر بفعل ال واجب‪ ،‬فإذا ب دأ يف عمله ش ّجهته على االستمرار‬ ‫حتس أ ّن هذه ّ‬
‫كذلك ّ‬
‫فيه‪ ،‬فإذا انتهى منه شعر بارتياح وسرور وبرفعة نفسه وعظمتها‪ ،‬كالطالب يرى آخر مشرفا على‬
‫الغ رق فينق ذه فحني انق اذه يش عر بش جيع نفسه على املضي يف عمله ف إذا أمتّ ذلك ش عر بغبطة‬
‫وسعادة‪.‬‬
‫ه ذه الق ّوة اآلخ رة الناهية تس ّمى "الض مري" وهي – كما رأيت – تس بق العمل وتقارنه‬
‫وتلحق ه‪ ،‬فتس بقه باإلرش اد إىل عمل ال واجب والنهي عن الرذيلة وتقارنه بالتش جيع على اخلري‬
‫الشر‪ ،‬وتلحقه باالرتياح والسرور عند الطاعة والشعور باألمل والوخز عند العصيان‪.‬‬ ‫والتثبيط عن ّ‬
‫الشر‬
‫هذا الضمري نشعر به كأنّه صوت ينبعث من أعماق ذدورها يأمرنا باخلري وينهانا عن ّ‬
‫ولو مل يرج مكافأة أو خنش عقوبة‪ .‬نرى البائس الفقري جيد ماال أو متاعا وهو أش ّد ما يكون حاجة‬
‫ويؤديه إىل ص احبه‪ .‬فما ال ذي محله على‬ ‫إىل مثل ه‪ ،‬ومل يك ون رآه أحد إالّ ربّ ه‪ ،‬مثّ هو يتع ّفف عنه ّ‬
‫ذل ك؟ ال ش يء إالّ الض مري ي أمر ص احبه يعمل ال واجب‪ ،‬المثوبة إالّ مثوبة نفسه بارتياحه ا‪،‬‬
‫والعقوبة إالّ عقوبة نفسه يالندم والتأنيب‪.‬‬
‫طبيعي‬
‫ّ‬ ‫طبيعي حىّت يف احليوانات الراقية‪ ،‬فنرى الكلب مثال عنده نوع إدراك‬ ‫ّ‬ ‫وهذا الضمري‬
‫لل واجب‪ ،‬وي رقى ه ذه اإلدراك مبخالطته لإلنس ان‪ ،‬حىّت ن راه أحيانا يفعل يف اخلف اء جرما ك أن‬
‫يس رق ش يئا من س يّده أو خيالف يف أمر أم ره ب ه‪ ،‬فيظهر على الكلب حينئذ ن وع من االض طراب‬
‫والقلق يع ّد جرثومة للضمري‪.‬‬
‫ونالحظ ك ذلك جرثومة الض مري يف الطفط الص غري يعل وه اخلجل أحيانا خلطأ ارتكبه فتتبيّنه‬
‫يف نظرت ه‪ ،‬وي دلّنا اض طرابه وقلقه على أنّه ارتكب خط أ‪ ،‬وينمو ه ذا الش عور بنم ّو اإلنس ان حىّت‬
‫يصل به إىل ح ّد أن ميأله الف رح والغلبه إذا هو ّأدى ال واجب‪ ،‬وي ذوب أس فا ون دما إىل عصى أمر‬
‫املتوحش ني‪ .‬كش أنه يف‬
‫الض مري‪ .‬وه ذا الش عور جتده يتبع حالة اإلنس ان‪ ،‬فهو يف حالة ش ذاجة عند ّ‬
‫حديثه وعرفه وحالته االجتماعيّ ة‪ .‬ف إذا رقي اإلنس ان رقي ض مريه‪ ،‬حىّت يد يدفعه إىل ب ذل نفسه‬
‫دفاعا عن رأيه أو يف سبيل إصالح قومه‪.‬‬

‫من كتاب األخالق‬

‫املفردات‬

‫خض عليه‬
‫‪ّ :‬‬ ‫أغري به‬
‫انقياض نفسه ‪ :‬ضيق نفسه‬
‫‪ :‬خيدع‬ ‫يغش‬
‫ّ‬
‫‪ :‬تعويق‬ ‫تثبط‬
‫‪ :‬طعن‬ ‫وخز‬
‫‪ :‬ميتنع‬ ‫يتع ّفف‬
‫‪ :‬أصل‬ ‫جرثومة‬
‫يذور أسفا وندما‪ :‬يفسد عقله أسفا وندما‪ ،‬يدوم على األسف والندم‬
‫الجغرافيا عند المسلمين‬

‫مل يكن الع رب يف ج اهليّتهم أهل خ ربة واس عة مبواقع البل دان‪ .‬ومعرفة أحواهلا‪ ،‬بل ك ان‬
‫حظّهم من ذلك مقص ورا على معرفة البالد اليت جتاورهم أو ت ربطهم هبا روابط املعاملة والتج ارة‬
‫كبالد الفرس وأطراف الشام القريبة منهم‪.‬‬
‫فلما ج اء اإلس الم‪ ،‬ودخل الن اس يف دين اهلل أفواجا – خض عت له ممالك عظيمة مل ختضع‬ ‫ّ‬
‫لغ ريه‪ ،‬وأص بح للع رب واملس لمني دولة مل تكن لس واهم‪ ،‬فص ار لعلم اجلغرافيا عن دهم ش أن آخ ر‪،‬‬
‫وهنض هنضة عظيمة مل يظفر هبا من قب ل‪ ،‬ذلك أل ّن إدارة اململكة اجلدي دة وال دفاع عنه ا‪ ،‬ونشر‬
‫تامة ب البالد‪ ،‬وتع يني‬ ‫الع دل بني س كاهنا ومجع اخلراج والض رائب – ك ّل أولئك يتطلّب معرفة ّ‬
‫مواقعها والوقوف على مجيع شئوهنا‪.‬‬
‫مثّ اش تغل كثري من الع رب واملس لمني بالتج ارة‪ ،‬وتن ّقل وا يف مملكتهم احلديثة الواس عة‪،‬‬
‫احلج أثر عظيم يف سياحتهم‪،‬‬ ‫وتعرف أخبارها‪ .‬وكان لفريضة ّ‬ ‫فساعدهم ذلك على ضبط مواقعها‪ّ ،‬‬
‫ميرون هبا ويتّص لون بأهله ا‪ .‬ومل جيئ الق رن التاسع امليالدي حىّت ك ان‬ ‫ومعرفة أح وال األق اليم اليت ّ‬
‫لتقومي البلدان شأن كبري عندهم فقد ظهرت الدولة العبّاسيّة وازدهرت املدنيّة اإلسالميّة‪ ،‬وبلغت‬
‫احلض ارة غايتها زمن املأمون ال ذي أمر برتمجة الكتب اليونانيّة والفارس يّة إىل اللغة العربيّ ة‪ ،‬وممّا‬
‫ت رجم يف عص ره كت اب بطلم ونس اليون اين‪ ،‬ف انتفع به الع رب‪ ،‬وص ّححوا بعض ما فيه من اخلطأ‬
‫العلمي‪.‬‬
‫الرحالة‬
‫عودي وابن حوقل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويف الق رن الشاشر امليالدي ظهر كثري من اجلغراف يني منهم املس‬
‫عاما‪ ،‬يطوف بالبالد اإلسالميّة‪ ،‬ويقف على أخبارها‪،‬‬ ‫الكبري الذي قضى يف سياحته مثانية وعشرين ّ‬
‫دون ذلك كلّه يف كتابه "املسالك واملمالك"‬ ‫وقد ّ‬
‫والرحالة العظيم ابن بطّوطة‬‫مثّ جاء علماء مشهورون‪ :‬منهم البريوين واإلدريسي والقزويين ّ‬
‫صاحب كتاب "حتفة النظّار يف غرائب األمصار وعجائب األسفار" وصف فيه رحلته العجيبة إىل‬
‫بالد املغ رب وط رابلس ومصر وفلس طني والش ام واحلج از والعجم والع راق وس واحل البحر األمحر‬
‫وبالد الرتك وممالك آسيا الوسطى واألفغان واهلند والصني وقد رجع بعدها إىل موطنه "طنجة" يف‬
‫الش مال الغ ريب من إفريقيّ ة‪ ،‬بعد أن قضى يف س ياحته أربعة وعش رين عام ا‪ .‬فاس رتاح قليال مثّ ع اد‬
‫يض رب يف األرض‪ ،‬فج اب األن دلس والس ودان وغريمها وخنتتم ب العلم اجلليل "املقري زي" ص احب‬
‫"املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واآلثار" وهو كتاب اليزال مرجعا للعلماء والباحثني‪.‬‬
‫واحلق أ ّن الع رب واملس لمني قد خ دموا "اجلغرافي ا" خدمة جليل ة‪ ،‬اع رتف هبا اإلف رنج‬ ‫ّ‬
‫(الغ رب) ملا وج ده يف كتبهم من التحقيق والت دقيق والض بط‪ ،‬ف رتمجوا تلك الكتب‪ ،‬وطبعوها يف‬
‫بالدهم وتدارسوها‪ ،‬فكانت هلم إماما وهاديا يف سياحتهم وكشو فهم احلديثة يف إفريقيّة وآسيا‪.‬‬
‫ف إىل الع رب واملس لمني يرجع الفضل يف إقامة قواعد ه ذا العلم ال ذي ع اون اإلنس انيّة‪ ،‬وبه‬
‫ازدهرت املدنيّة وارتفع صرح العمران‪.‬‬
‫من املطالعة املختارة – ثان – بتصرف‬
‫املفردات‬
‫اخلراج ‪ :‬ما خيرج من غلّة األرض ‪ :‬املال املضروب على األرض‬
‫تقومي البلدان‪ :‬بيان طول البلدان وعرضها وخراج أراضيها‪ :‬اجلغرافيا‬
‫التحفة ‪ :‬الشيء الثمني ‪ :‬الشيء الفاخر‬
‫حممد بن أمحد اخلوارزمي البريوين يف احلادي عشر امليالدي صاحب‬ ‫البريوين ‪ :‬أبو الرحيان ّ‬
‫كتاب "اآلثار الباقية من القرون اخلالية"‬
‫مرجعا ‪ :‬مصدرا‬
‫القزويين ‪ :‬جالل الدين خطيب القزويين (موصل) من القرن ‪ 13‬امليالدي‬
‫اإلدريسي‪ :‬أبو عبد اهلل املعروف بالشريف اإلدريسي (األندلسي) يف القرن ‪12‬‬
‫حممد بن عبد اهلل اللوايت ‪ :‬من القرن ‪ 14‬امليالدي‬
‫ابن بطّوطة‪ّ :‬‬
‫املسعودي ‪:‬أبو احلسن املسعودي الذي نشأ ببغداد‪ ،‬صاحب كتاب "مروج الذهب ومعادن‬
‫اجلوهر"‬
‫حممد بن العلي املوصلي‪ ،‬يف القرن العاشر‬
‫ابن حوقل ‪ :‬أبو القاسم ّ‬
‫مؤرخ مصري ولد بالقاهرة‪ ،‬وهو من‬ ‫املقريزي ‪ :‬تاج الدين أمحد بن علي املقريزي‪ ،‬وهو ّ‬
‫علماء القرن ‪ 15‬ميالدي‪.‬‬

‫من أبطال العلم‬


‫السيّد رنتجن‬
‫من أبط ال العلم الس يّد رنتجن‪ ،‬وهو ع امل أملاين عظيم‪ ،‬وفّق إىل كشف جلي ل‪ ،‬له خط ره‬
‫وآث اره يف حي اة الن اس مجيع ا‪ ،‬فإنّه كشف نوعا من األش ّعة خيرتق ظ واهر األجس ام‪ ،‬وينفذ إىل‬
‫داخلها ويتغلغل بني طبقاهتا‪ ،‬في بنّي أجزاءها ويص ّور حاهلا‪ ،‬ويكشف للن اظر ما ط رأ عليه ا‪ .‬ولتلك‬
‫األشعة قدرة على اخرتاق العظام‪ ،‬وبعض األجسام الصلبة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الطب‪ ،‬إذ أرشد األطبّ اء إىل كثري من األمراض اليت يض لّون‬
‫كان هذا الكشف فتحا مبينا يف ّ‬
‫فيها وه داهم إىل مواطنه ا‪ ،‬فس هل عليهم عالجه ا‪ .‬والقض اء عليه ا‪ ،‬بعد أن ك انوا خيبطوهنا يف‬
‫معرفته ا‪ ،‬والبحث عن مكامنه ا‪ ،‬فت ارة يص يبون‪ ،‬وت ارات خيفق ون‪ ،‬ويف ه ذا ما فيه من تع ذيب‬
‫للمرضى‪ ،‬وانفاق للمال فيما اليفيد‪ ،‬وإضاعة للوقت يف غري جدوى‪.‬‬
‫األشعة على جسم املريض‪ ،‬فيضيئه أمامه‪ ،‬وتكشف باطنه‬ ‫ّأما اآلن فإ ّن الطبيب يس لّط هذه ّ‬
‫لعينيه‪ ،‬وتبنّي مكامن الداء من غري عناء‪ ،‬فيعاجل يف ثقة واطمئنان‪.‬‬
‫وأي فضل أح ّق باإلش ارة من ه ذا الفض ل؟ بل أي بطل أوىل‬ ‫أي نفع أج زل من ه ذا‪ّ ،‬‬ ‫ف ّ‬
‫بإعجابنا رثنائن ا‪ ،‬وأحق تالتخليد وال ذكرى – من بطل األش ّعة‪ ،‬وأمثاله من أبط ال العلم ورج ال‬
‫اإلنسانيّة‪ ،‬أعوان الرمحة والرب‪ ،‬وجنود اخلري واإلسعاد؟‬
‫حيسن الدهر هبم ما طلعوا ‪ #‬وهبم يزداد حسنا آفلني‬
‫قد أقاموا قدوة صاحلة ‪ #‬ومضوا أمثلة للمحتذين‬

‫بتصرف‬
‫من املطالعة املختارة – ثان – ّ‬
‫املفردات‬
‫خطرة ‪ :‬قدرته منزلته‬
‫يتغلغل ‪ :‬يدخل‬
‫خيبط ‪ :‬يسري على غري هدى‬
‫اإلشادة ‪ :‬الثناء وإعالن املدح‬
‫آملني ‪ :‬غائبني ‪ -‬بسبب موهتم‬
‫ما طلعوا ‪ :‬م ّدة طلوعهم وبقائهم وظهورهم‬
‫أقاموا ‪ :‬عاشوا يف الدنيا‬
‫احملتذين ‪ :‬املقلّدين الذي حياكوهنم‬
‫مكامن ‪ :‬أماكن خفيّة‬
‫جدوى ‪ :‬نفع‬
‫يسلّط ‪ :‬يطلق على‬

‫ولد رنتجن عام ‪1845‬‬


‫األشعة عام ‪1895‬‬
‫كشف نوعا من ّ‬
‫من أبطال العلم‬
‫السيّجة ماري كوري‬
‫من أبطال العلماء السيّدة "ماري كوري" وهي سيّدة بولونيّ ة‪ ،‬عريقة األصل‪ ،‬كرمية النبعة‪،‬‬
‫نشأت ميّالة إىل العلم والبحث يف مسائل الطبيعة والكيمياء فأدركت منها نصيبا حممودا‪.‬‬
‫وملا بلغت الرابعة والعش رين من عمرها أص ابتها ك وارث احلرب والفنت املش تعلة يف بالدها‬
‫ّ‬
‫فناهلا كثري من إعن ات األح زاب الروس يّة وقس وهتا‪ ،‬فلم جبد ب ّدا من الف رار إىل البالد األجنبيّ ة‪،‬‬
‫ولكن الق رق قع دهبا عن النه وض بنفقته ا‪،‬‬ ‫فلج أت إىل فرنس ا‪ ،‬وطلبت العلم جبامعة "الس ربون" ّ‬
‫فالتعانت على أمرها بالعمل يف مطبخ اجلامعة‪ ،‬تنظّفه‪ ،‬وتغسل ما فيه من األواين‪ ،‬وتع ّد املوائد‪.‬‬
‫وك انت ترتكه أحيانا إىل تنظيف املعام ل‪ ،‬وت رتيب أدواهتا‪ .‬فس اعدنا ه ذا على مراقبة‬
‫التج ارب العلميّ ة‪ ،‬ومش اهدة العلم اء يف حبوثهم‪ ،‬كما س اعد ه ؤالء على كشف رغبتها يف العلم‪،‬‬
‫وش غفها بالدراس ة‪ ،‬فتن اقلوا أخبارها حىّت وصل أمرها إىل أس تاذ يف العلمم الطبيعيّ ة‪ ،‬هو األس تاذ‬
‫كوري‪ ،‬فدعاها ملعاونته‪ ،‬فلبّب دعوته‪ ،‬وأخلصت يف مساعدته‪ ،‬وأدهشته بذكائها ووفرة نشاطها‪،‬‬
‫تزوج هبا‪ ،‬وع اد ه ذا ال زواج ب اخلري عليهما وعلى الن اس مجيع ا‪ ،‬فقد‬ ‫وق ّوة جل دها على البحث‪ ،‬ف ّ‬
‫وتفرغا للعلم‪ ،‬فوصال إىل كشف عنصر جديد هو‪" :‬الراديوم"‬ ‫عكفا على التجارب معا‪ّ ،‬‬
‫وحسبك من عظيم شأنه أن تعلم أ ّن بعض األمراض اخلبيثة كالسرطان اليشفي إالّ به‪ ،‬وأ ّن‬
‫بأشعته‬
‫األطبّاء يلجؤون إليه يف جرحات كثرية‪ ،‬الينفع فيها املشرط أو غريه من أدواهتم يستعينون ّ‬
‫يف كشف كثري من دخائل اجلسم وأمراضه‪.‬‬
‫ومن عجب أ ّن أش ّعته قويّة خترتق األجس ام‪ ،‬وض وءه دائم الينطفئ‪ .‬ولو اش تطاع الن اس أن‬
‫جيدوا من هذا العنصر حاجتهم الستغنوا عن املصابيح‪ ،‬وكثري من اآلالت‪ .‬وكان هلم ثروة ومنفعة‪.‬‬
‫ولكن الطبيعة ضنّت به‪ ،‬ومل جيد منه إالّ بالنزر اليسري‪.‬‬
‫ّ‬
‫عرف العامل لألستاذ كوري وزوجته فضلهما فأسبغ عليهما من التقدير واإلكبار مااليناله‬
‫إالّ الكاش فون العظم اء‪ .‬وبقيت تلك الس يّد بعد وف اة زوجها تواصل البحث‪ ،‬ودأب يف كشف‬
‫احلق ائق اجلديد – حىّت أعجب الع امل هبا‪ .‬ومنحها املل وك وجمامع العلم يف بق اع األرض كثري من‬
‫أنواط الشرق‪ .‬ووصفها رئيس إحدى اجلامعات بأهّن ا أعظم امرأة حبثت يف العلوم‪.‬‬

‫بتصرف‬
‫من املطالعة املختارة – ثان – ّ‬
‫املفردات‬
‫النبعة ‪ :‬األصل‬
‫أدركت ‪ :‬حلقت‬
‫النزر ‪ :‬القليل‬
‫ضنّت ‪ :‬خبلت‬
‫أنواط ‪ :‬مجع النوط ‪ :‬شارة‬
‫الراديوم ‪Radium :‬‬

‫أسبغ ‪ :‬أوسع وأمتّ‬


‫إعنات ‪ :‬إرهاق ‪ :‬تكليف مااليطاق‬
‫السيّدة ماري ‪ :‬ولدت ‪ 1867‬وتوفّيت ‪1934‬‬
‫جامعة السربون بباريس‪.‬‬

‫كيف تع ّد مشروعا تجاريّا‬


‫فيؤس س‬
‫التج ار دون تفكري س ليم أو ت دبري حكيم‪ ،‬أو حبث أو استقص اء‪ّ ،‬‬ ‫ين دفع بعض ّ‬
‫مش روعا جتاريّا يش يّد دعائمه على آم ال وأحالم‪ ،‬حتدوه الرج اء أن جيين منه ال ربح الكث ري‪ ،‬وجيمع‬
‫منه الثروة الكبرية‪ ،‬ويعيش هو وبنوه يف رغد من العيش‪.‬‬
‫املرة‪ ،‬فيفيق من حلمه وقد وجد‬ ‫ولكن آماله وأحالمه التلبث أن ترطمها ص خرة احلقيقة ّ‬ ‫ّ‬
‫فيعض بنان الندم‪.‬‬
‫نفسه صفر اليدين من مال خسره‪ ،‬ووقت أضاعه‪ ،‬وآمال ذهبت أدراج الرياح‪ّ ،‬‬
‫أي مش روع جتاري – ص غر أو كرب –‬ ‫ظ وح ده تبعة ما أملّ به غري ع امل أ ّن إع داد ّ‬
‫ويلقي على احل ّ‬
‫التام بقواعد إنشاء املشروعات وتنظيمها‪.‬‬
‫يتطلّب اإلملام ّ‬
‫أهم القواعد اليت جيب عليك أن تسرتشد هبا عند إق دامك على‬ ‫وها حنن أوالء نس وق لك ّ‬
‫فيدر عليك ما تبغي من ربح مشروع‪،‬‬ ‫إعداد ذلك املشروع التجاري‪ ،‬لتسري به يف طريق النجاح‪ّ ،‬‬
‫يصل بك إىل ما ترجوه من حياة هنيئة‪ ،‬وشهرة عظيمة‪ ،‬ومسعة طيبة‪.‬‬
‫ف ّأول ه ذه القواعد أن ي ؤمن بنج اح مش روعك التج اري إميانا قويّ ا‪ ،‬وأن تبين ه ذا اإلميان‬
‫جتاري بين على الدراسة والبحث السديد حيمل بني‬ ‫ّ‬ ‫فكل مشروع‬‫على أساس من احلقيقة والواقع‪ّ ،‬‬
‫ثناي اه عوامل جناح ه‪ .‬وطريقة البحث أن تب دأ بدراسة الس وق بالنس بة للس لعة أو الس لع اليت تزمع‬
‫ص نعها أو التج ار فيها دراسة دقيقة تق وم على مجع األرق ام والبيان ات من املص ادر الرمسيّة وغري‬
‫الرمسيّة املوثوق هبا‪ ،‬فإذا استبان لك أ ّن املشروع ينتظر له النجاح فامض على بركة اهلل‪ ،‬وإالّ فخري‬
‫لك أن تنصرف عنه إىل غريه‪:‬‬
‫إذا مل تستطع شيئا فدعه ‪ #‬وجاوزه إىل ما تستطيع‬
‫وإما ش ركة‪ :‬ففي احلال‬ ‫ردي ّ‬‫واخلط ورة التالية اثتي ار الش كل الق انوين للمش روع‪ ،‬فهو ّإما ف ّ‬
‫األوىل يك ون مالك املش روع شخصا واح دا‪ ،‬ويف احلال األخ رى يك ون أك ثر من واح د‪ .‬وش كل‬
‫لكل من يتّصل به من العاملني فيه‪.‬‬
‫املشروع هو الذي حي ّدد الوصف القانوين ّ‬
‫وي ايت بعد ذلك اختي ار املوقع املناسب للمش روع ويتوقّف حسن االختي ار على نوع ه‪،‬‬
‫وطبيعة عمله‪ :‬فموقع بيوت التجزئة تراعي فيه شروط ختتتلف عن موقع بيوت اجلملة‪ ،‬أو املصائع‬
‫أو شركات النقل‪ ،‬أو املصارف‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫فمحال التجزئة خيتار موقعها يف املعتاد بالقرب من دور اخليالة والسافر‪ ،‬ومواقف السيّارات‬ ‫ّ‬
‫العامة واملنقطفات‪ ،‬حىّت تكون يف طريق القادمني والرائحني‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتكثر الفنادق حول حمطات الس ّكة احلديديّة لتستقبل املسافرين عند نزوهلم‪.‬‬
‫حي األعمال حيث تكثر املعامالت التجاريّة وهكذا‪.‬‬ ‫وتتجمع املصارف يف ّ‬ ‫ّ‬
‫مثّ تقدير رأس م ال املشروع‪ ،‬وهنا حيسن استش ارة الفنّ يني من ذوي اخلربة التجاريّ ة‪ ،‬إذ أ ّن‬
‫أي خطأ فيه – الزي ادة أو ب النقص – الحتمد عقب اه‪ ،‬فزي ادة رأس املال على املق دار الالزم تعطيل‬ ‫ّ‬
‫ويشل حركته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أموال بدون تثمري‪ ،‬ونقصه يعوق أعمال املشروع‪،‬‬
‫كل‬
‫بن عن بالك أ ّن فخامة املبىن وحسن تنسيقه ومجال عرض البضائع‪ ،‬وحزم إدارته ّ‬ ‫واليعز ّ‬
‫ّ‬
‫ذلك يبعث يف النفس الطمأنينة والثق ة‪ ،‬وي وحي إىل احلرف اء ب أن املش روع ق ائم على نظم س ليمة‬
‫وض عتها رؤوس مف ّك رة متّزن ة‪ ،‬كما أ ّن وس ائل الراحة من هتوية يف وقت احلرارة وتدفئة يف وقت‬
‫الربودة‪ ،‬واإلضاءة الكافية‪ ،‬واملقاعد املرحية – تعترب إعالنا طيّبا عن املشروع‪.‬‬
‫جتاري يف أش ّد احلاجة إىل اإلعالن عند قبل‬ ‫ّ‬ ‫وجيب أن يالحظ من ّأو األمر أ ّن ك ّل مش روع‬
‫إنشائه والدعاوة له بعد ذلك‪ ،‬ليكثر اإلقبال عليه‪ ،‬فيزداد رحبه‪ ،‬ويعلو شأنه‪ ،‬ويبقى حيّا قويّا حي ّقق‬
‫آمالك‪ ،‬ويفيض عليه رحيا وافرا‪ ،‬وخريا كثريا‪.‬‬
‫إذا أحسن املرأ الغراس فإنّه ‪ #‬لعمرك جيين أطيب الثمرات‬

‫بتصرف‬
‫من صفوة املطالعة – ّأول – ّ‬
‫املفردات‬
‫يشيّد دعائم ‪ :‬يقيم أسسه‬
‫‪ :‬ما نزل به‬ ‫ما أملّ به‬
‫صفر اليدين ‪ :‬صايل اليدين‬
‫‪ :‬فيجلب ‪ :‬يكثر خريه‬ ‫فيدر‬
‫ّ‬
‫‪ :‬اخلطة‬ ‫املشروع‬
‫إدراج الرياح ‪ :‬هدرا ‪ :‬باطال‬
‫شر‬
‫‪ :‬ما يرتتب على الفعل من صري أو ّ‬ ‫تبعة‬
‫‪ :‬صيت وذكر‬ ‫مسعة‬
‫احلرفاء مجع ااحلريف ‪ :‬عميل ‪ :‬زبون‬
‫‪ :‬الدعوة له ‪ :‬الدعاية‬ ‫الدعاوة له‬
‫الغراس مجع الغرس ‪ :‬مفروس‬
‫‪ :‬اليبعدن‬ ‫اليعمنب‬
‫ّ‬
‫‪ :‬تعزمد‬ ‫تزمع‬
‫‪ :‬يتطع‬ ‫يشل‬
‫ّ‬
‫الرجل العصامي‪ :‬روكفلر‬

‫ريكي ي دعى "روكفل ر" إىل ول ده املريض يرع اه‪،‬‬ ‫يف منتصف الق رن املاضي جلس غالم أم ّ‬
‫بين ه ّداين التعب‪ ،‬وأضناين العمل يف حقول الناس‪،‬‬ ‫ويتوجع لشكائه‪ ،‬ويستمع إليه‪ ،‬وهو يقول‪" :‬يا ّ‬ ‫ّ‬
‫وأخ اف أن ي دركين املوت‪ ،‬وأنت على ه ذه احلال من الفاقة والب ؤس‪ ،‬فتلقى من العن اء ماالقيته يف‬
‫بالد تفيض ب الثراء‪ ،‬واليف وز بالكرامة فيها إالّ األغني اء‪ .‬إنّين أخشى أن تك ون رق ديت ه ذه آخر‬
‫عه دي بال دنيا‪ ،‬فيتس اءل الن اس بع دي‪ :‬كم ت رك؟ وم اذا خلّف البنه من اآلالف؟ وتلك ع ادة‬
‫األمريكيني مجيعا‪ ،‬اليعرفون إالّ املال‪ ،‬واليتساءلون إالّ عنه‪.‬‬
‫وختنق الرجل بعربات ه‪ ،‬فأقبل عليه ابنه يقبّله وميسح دموعه ويق ول ل ه‪ :‬يا أبت الختش على‬
‫وعودتين اجل ّد‬
‫وأدبتين فأحسن ت أدييب‪ّ ،‬‬ ‫زودتين ما هو خري من الغىن واملال‪ّ ،‬‬ ‫الب ؤس والفاق ة‪ ،‬فقد ّ‬
‫والصرب والكفاح‪ .‬وتلك خري تراث يرتكه اآلباء لألبناء فجزاك اهلل عيّن خريا‪ .‬وكتب لك السالمة‬
‫وراحة البال‪.‬‬
‫مل متض بعد ذلك أيّ ام قالئل حىّت م ات الوال د‪ ،‬وخ رج الولد إىل احلي اة يس عى ويناض ل‪،‬‬
‫ف ذهل إىل ص احب ض يعة‪ ،‬وس أله يف أدب واس تحياء‪ :‬وهو للس يّد أن يس تأجرين‪ ،‬أرعى له املاش ية‬
‫كل خربة ودراية"‪.‬‬
‫وأتعهد شئون الزراعة؟ فإ ّن يل بذلك ّ‬ ‫وأفلح األرض‪ّ ،‬‬
‫السيّد‪ :‬من أنت؟ ومن أين أقبلت؟ ومىت تعلّمت شئون الزراعة وفنوهنا؟ وما أراك إالّ غالما‬
‫ناحل البدن‪ ،‬التقوى على محل الفأس‪ ،‬والقبض على احملراث‪.‬‬
‫الغالم‪ :‬امسي روكفل ر‪ ،‬وأيب فالّح من قريت ك‪ .‬وقد أخ ذت عنه فن ون الزراعة وأس اليبها‬
‫وعملت معه يف احلقول سنوات‪ ،‬فال حتملك مظاهر ضعفي على إمهال شأين"‬
‫السيّد‪ :‬سأختربك أسبوعا‪.‬‬
‫وانص رف الغالم إىل عمله وأظهر فيه من ض روب امله ارة واإلتق انن ما جعل الس يّد يعجب‬
‫أحتب أن تبقي يف عملك ه ذا‪ ،‬ولك يف ك ّل ش هر ثالثة جنيه ات؟ فأج اب‬ ‫ب ه‪ .‬ف دعاه وق ال ل ه‪ّ :‬‬
‫الفىت‪" :‬إيّن لسعيد مبا ترضاه يا موالي"‬
‫وظل كذلك بضع سنوات حىّت سئم العمل يف األرض‪ ،‬فطفق‬ ‫وعاد إىل احلقل جي ّد ويدأب‪ّ ،‬‬
‫يبحث عن ضاعة أخرى تكون أدعى للثروة‪ ،‬وأقرب للغىن‪ ،‬فوجد ضالّته يف استخراج النفظ من‬
‫رب الض يعة‪ ،‬وينبئه مبا اع تزم علي ه‪ ،‬ويعتذرله عن ت رك خدمت ه‪.‬‬ ‫ودع ّ‬ ‫مجاعة من رفاق ه‪ .‬ف ذهب ي ّ‬
‫فأسف على فراقه‪ ،‬ودعا له بالتوفيق‪.‬‬
‫القى روكفلر يف ش ركة النفظ جناحا ب اهرا‪ ،‬واتّس عت بعد سنوات قليل ة‪ ،‬وتع ّددت فروعها‬
‫يف أمريكا ويف العامل كلّ ه‪ ،‬مثّ آل أمرها إليه‪ ،‬فأحكم إدارهتا وسهر على تنظيمها‪ ،‬ومراقبة شئوهنا‪،‬‬
‫فزادت موارجها‪ ،‬وكاد سيتويل على منابع الزيت يف أمريكا‪ ،‬ويتح ّكم يف أسواقها العامليّ ة‪ ،‬ول ّقب‬
‫والفض ة‪ ،‬ومجع ث روة ت ريب‬
‫ّ‬ ‫ملك الب رتول فت دفّقت األم وال إىل خزائن ه‪ .‬ومحلت إليه قن اطري ال ذهب‬
‫كل لسان‪.‬‬‫على ثالثة آالف مليون من الرياالت‪ ،‬وامتألت املصارف بودائعه‪ ،‬وجرى امسه على ّ‬
‫وممّا حيمد له أ ّن النعمة مل تبط ره‪ :‬وأن ال ثراء مل جيمله على الطغي ان‪ .‬ومل ينسه وج وه الرب‬
‫خيص ب ذلك‬‫واإلحس ان بل ت رك يف ك ّل بقعة من بق اع األرض أث را من فض له‪ .‬وآية من ب ّره‪ ،‬مل ّ‬
‫اخلاص ة‪ ،‬واتّفق‬
‫فأس س هلما املعاهد ّ‬ ‫شعبا‪ ،‬ومل يتخري أمة‪ .‬وأسدى إىل العلوم والفنون حسنات مجّة‪ّ ،‬‬
‫مصحة لألمراض املعضلة‪ ،‬ومعهدا حملاربة األوبئة‪ ،‬وأع ّد منحا سخيّة‬ ‫عليها األموال الطائلة‪ ،‬وأنشأ ّ‬
‫ملن ي أيت يف العل وم أو الفن ون جبدي د‪ :‬حىّت ل ّقبه الن اس بص احب املاليني وواهب املاليني‪ .‬س أله‬
‫بعض هم يوما عن أس باب جناحه فق ال‪ :‬العزمية املاض ية‪ ،‬واالعتم اد على النفس‪ ،‬واجل ّد املق رون‬
‫باإلتقان‪.‬‬
‫وقدم عليه مجاعة من الشباب يسرتشدونه‪ ،‬ويتدون بآرائه‪ ،‬فكام ممّا قال هلم‪:‬‬
‫"اعمل وا اخلري‪ ،‬ف إ ّن فاعله رابح‪ ،‬وإيّ اكم وال دين‪ ،‬فإنّه طريق اهلالك‪ ،‬وك افحوا غريهيّ ابني‪،‬‬
‫فليس أم ام العزمية الص ادقة ص عب‪ ،‬وإذا أخطأ متّ‪ ،‬فالتيئس وا فليس يف الن اس معص وم‪ .‬واخّت ذوا من‬
‫اخلطأ هاديا يرشدكم إىل الصواب‪ .‬والتعتمدوا على غريكم‪ ،‬فهذا شأن العاجزين‪ ،‬ولن يسعد يف‬
‫احلياة عاجز‪.‬‬
‫ذلك تاريخ روكفلر العظيم‪ .‬وقد وافته منيّته من عهد قريب‪ ،‬فجزع العامل لوفاته‪ ،‬وحزنت‬
‫عليه شعوب األرض مجيعا‪.‬‬

‫بتصرف‬
‫من املطالعة املختارة – ثان – ّ‬
‫املفردات‬
‫شكاة ‪ :‬شكوى‬
‫الفاقة ‪ :‬الفقر واحلاجة‬
‫وأشق‬
‫أفلح ‪ :‬أحرث ّ‬
‫الثراء ‪ :‬الثروة‬‫ّ‬
‫يتوجع ‪ :‬يتأمّل‬
‫ّ‬
‫ضيعة ‪ :‬عقار ‪ :‬أرض مغلة‬
‫ه ّدين ‪ :‬أوهنين‬
‫أضناين ‪ :‬أثقلين‬
‫النفط ‪ :‬زيت البرتول‬
‫يودع ‪ :‬يهجر ‪ :‬يشيّع‬ ‫ّ‬
‫آل ‪ :‬رجع‬
‫العصامي‪ :‬من شرف أو عظم بنفسه ال رآبائه‬
‫عض بالبكاء‬
‫اختنق العربة وبالعربة ‪ّ :‬‬
‫الضالّة ‪ :‬الشيء املفقود الذي تسعى وراءه‬
‫املعضلة ‪ :‬الصعبة العسرية العالج‬
‫يسرتشدونه‪ :‬يطلبونه أن يرشدهم‬
‫تويّف روكفلر يف يوليو ‪1937‬‬

You might also like