Professional Documents
Culture Documents
َ
ِ ِ ض ائِ ِع َعلى امل ْش رَتِ يْن ِيف حَمَ ِّ ِ
ضال التَ ْج ِزئَ ةَ ،ويُ َس ِّمْيه َب ْع ُ َ ُ َ ض البَ َ يُ َر ُاد بِالبَ ائ ِع ُهنَا َم ْن َيَت َوىَّل َع ْر َ
ص ِل َبنْي َ املْنئَأ َِة التِ َجا ِريَِّة َواجلُ ْم ُه ْو ِر امل ْش رَتِ يَ ،و َعلَى يَ َديْ ِه تَتِ ُّم ْ الو
َ البْي ِع" َو ُه َو مَهَْزةُ َ "ع ِام َل
َ َ نْي ص ِاد ِّي
َ
االقْتِ
ِ
ُ ِ ُ ص َف َقات البي ِعَ ،فه و لِذلِ َ ِ
اجا َكبِْي ًرا مِب ََه َارتِ ِهَ ،وقَ ْد و ر جو ر
َ َ ْ َُ ْ ُ َ َ ً ت د ق ا َّه
ن أل
َ ِ ، ِ
ة سك – م ْن أ ََه ِّم أ َْر َك ان املَُؤ َّ َ
س َ ُ َْ ُ َ
خُتْ ِف ُق إِ ْخ َفاقًا َذ ِر ْي ًعا بِ َسبَبِ ِه.
ِ ِ مِم ال األ َْعم ِال ِ ِ ِ ِ ِِ
اتهؤالَء البَ ائعنْي َ عنَايَةً َكبِْي َرةً َفيَ ْختَ ُار ْونَ ُه ْم َّْن َتَت َوا َف ُر فْي ِه ْم ص َف ُ ك يُ ْويِل ِر َج ُ َ ُ لذل َ
ات َفِّنيَّةٌ َم ْل ُح ْوظَةٌ. اصةَُ ،و ِص َف ٌ َذاتِيَّةُ َخ َّ
ف الو ُق ْو َ ِ ص َّح ٍة َجيِّ َد ٍةَ .ف َع َملُ هُ َش ٌّ ات ال َذاتِيَّ ِة أَ ْن ي ُك و َن س لِيم اجلِس ِم بِ ِ الص َف ِ فَ ِمن ِ
اق قَ ْد يَ ْس َت ْلز ُم ُ َ ْ َ َْ ْ َ
ِ ِ
ض ض َاي َقةَ َب ْع ِ كَ ،و ِيف أَ ْن َيتَ َح َّم َل ُم َ اع َداتِِه ِيف ذل َ النه ا ِر ،وس الَمةُ جس ِم ِه وج ودةُ ِص َّحتِ ِه تُس ِ
َ طَ َو َال َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِِ ص ْد ٍرَ ،و َ ِ ٍ ِ
ض ْبط نَ ْفسَ ،ك َما تُ َس اع َدانه ِيف املَُواظَبَ ة َعلَى َع َمل ه ،فَالََيْن َقط ُع م ْن حنْي َ إ َ
ىل املُ ْش رَتِ يْ َن بِ َس َعة َ
ك تَأْثِْيٌر َن ْف ِس ٌّي ِ ِ ِ
ان َذاتِيَّتِ ِه أ ََم َام احلَُرفَاء؟ َول ذل َ ْسبانِِه جالَالً ِيف مظْه ِر ِه و ُت َق ِّوي ِ
َ َ َ َ
ِ
ِالعتالَل ص َّحتهَ ،وتُك َ َ
آخر ْ ِ ِ ِ ِ ِ
ََ
اس بَِو ْج ٍه َع ٍّام الَمَيِْيلُ ْو َن َكثِْي ًرا ْل َّا َي ْرتَ ُ ِ ِ ِ مِم
اح إلَْيه اإلنْ َس ا ُنَ .والنَ ُ الشك ِ
ب َ اس َُعلَى املُ ْشرَتِ يْ َنَ .والَ َجَر َمَ ،فَتنَ ُ
العطَ ِاء َم َع َم ْن الَيَ ْستَ ِمْيلُ ُه ْم بِطَالَقَِة َو ْج ِه ِه َو ِخف َِّة ِظلِّ ِه. َخذ َو َ
إِىل األ ِ
َ ْ
الع َم ِل َوالِّيَاقَ ةُ َوال ُق ْد َرةُ ات اخللُِقيَّ ِة النَظَافَ ةُُ وارتِ َداء مالَبِ ِ ٍ الص َف ِ و ِمن ِ
ص ِيف َ س الَئ َق ةَ ،وا ِإل ْخالَ ُ َْ َُ َ ُ َ َ
ِ ِ ِ ِ اش ٍة َوَتغَ ٍ اع َو ُم َق َابلَ ِة امل ْشرَتِ يْ َن بِبِ َش َ
َحيَانًا. ص ُد ُر م ْن َب ْعض ِه ْم أ ْ ض َع ِن األَلْ َفاظ النَابِيَة ال ِيت قَ ْد تَ ْ ِ ِ ُ
َعلَى ا ِإل ْقنَ ِ
ات َكثِْيَرةٌ. ِ ِ
ك ُكلِّه تَضْي ُع َ َ َ َ َ َ ٌ
ق ف ص ة س س
َّ ؤ امل ى ل
َ ع فَبِ ُد ْو ِن ذل َ
اس به ،فَالَ ي ُق و ُل لِس يِّ َدةٍ ص مِب َا ينَ ِ ِ ِ ِ ِ ُ ِ
َ ْ َ ُ ُُ ٍ ب ُك َّل َش ْخ َو َعلَى البَ ائ ِع أَ ْن يُْتق َن فَ َّن احلَ ديْثَ ،حىَّت خُيَ اط َ
ِ ت ربِْي ع َ ِ مِت ِ ِ ِ مَت َقد ٍ
ب َم ْن الش بَاب ،أ َْو أَ ْن جُي ْي َ ِّم ة ِيف الس ِّن َمثَالً" :إ َّن اللَّ ْو َن ال َق ا َ يُنَاس ُب َها ِألَن ََّها جَتَ َاو َز ْ َ َ ُ َ
يطْلُب ِص ْن ًفا معَّينا لَيس بِاملح ل – بِأَنَّه َغي ر موج و ٍد فَحس ب ،ب ِل ِ
ض عفيه أصنافا ب أَ ْن يُ ْع ِر َ الواج ُُ ْ ُ َْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ ً ْ َ َ ِّ
َ َ ُ
مشاهبة ،فقد يستحسنها املشرتي ويرى فيها بديال ممّا كان يروم.
وعلى الب ائع اح رتام املواعيد والوع ود ،فال يع ّد إالّ إذا ك ان واثقا من إمك ان التنفي ذ ،إذ
اإلخالف الوعد أثر سيء يف نفس املشرتي ومسعة املؤسسة.
ومن الواجب أن يكون صادقا فيما يذكر من البيانات لرؤسائه ومجعور املشرتين .فاألخبار
تضر املنشأة ضررا بليغا ،وتؤثر تأثريا كبريا يف ثقة اجلماهري هبا ،واألخبار الصادقة احملرفة ّ الكاذبة أو ّ
هلا أثر كبري يف رواج البضائع وزيادة اإلقبال عليها.
اخلاص ة هبا.
خبواص السلعة اليت يبيعها ،فإنّه كثريا ما يتلقى األسئلة ّ
ّ الفنيّة إملامه
ومن الصفات ّ
فينبغي أن جييب عنها إجابة مقنع ة ،وال يتس ىّن له ذلك إالّ إذا ك ان على علم بتلك اخلواص،
والسيّما املزايا البارزة ملا يعرض.
فبائع السيّارة الصغرية عليه أن يبنّي أهّن ا توفر الوقود ،وعارض السيّارة الكبرية يظهر أهّن ا أكثر
احتماال وأطول عمرا وأكثر توفريا للراحة.
وب ذلك يك ون الب ائع مثاليّا فينجح يف عمله وي رقى ،وت روج املؤسسة اليت يعمل هبا رواجا
عظيما وتربح أمواال وافرة.
-----------------------------------------------
بتصرف
من جريدة األهرام ّ -
املفردات:
يتوىّل :يقوم ب
حمل
حمال :مجع من ّّ
مهزة الوصل :الوسيط
يهتم ب
يويّل ّ :
طوال :طول
حرفاء :مجع حريف :عميل
:ح ّقا شك
ال جرم :ال ّ
:يطلب يروم :يطلب
يتيسر
يتسىّن ّ :
األسئلة:
حمال التجزئة بعض املت اعب ،فما ال ذي يس اعده يف التغلّب يص ادف الب ائع يف ّ -1
عليها؟
خبواص الس لعة اليت يبيعه ا ،فما الرابطة بني ه ذا
ّ من واجب ات الب ائع اإلملام -2
وعمله؟ اضرب مثاال توضح به هذه الرابطة!
هاما يف رواج التجارة؟
ملاذا كان البائع عامال ّ -3
ما األسس اليت يبىن عليها اختيار البائع؟ -4
-------
سجل ِ
نظر اإلسالم إىل الزمن نظرة فاحصة – والزمن ما ض اليق ّر متجدِّد ال يقف ،وهو ّ
األعمال وعنده أبناء العظماء ،وفيه ختليد حلسنات احملسنني وأعمال العاملني – قأقسم اهلل سبحانه
به يف كتابه ،فقال" :والعصر إ ّن اإلنسان لفي خسر إالّ الذين آمنوا وعملوا الصاحلات"
أفليس يف هذا القسم ما يشعر جبالل املقسم به وعظم شأنه ووجوب احلرص عليه واالنتفاع
ويدل على
بالعمل الصاحل فيه .وبأن اخلسران املبني شامل للمتعطلني ،والعذاب الشديد للمتبطلنيّ .
واملكفي هو ال ذي يكفيه غ ريه
ّ املكفي الف ارغ".
ّ ذلك ق ول الن يب" :أشد الن اس ع ذابا ي وم القيامة
ضرورات احلياة ،والفارغ هو املتعطل املخلد إىل البطالة والكسل.
كرم اهلل وجهه ،وقد آمله اجلوع يوما فلم يستكن ومل يذل ،وإمّن ا متاسك وها هو اإلمام علي ّ
وراح يطلب القوت من أسبابه .قال رضي اهلل عنه" :جعت يوما فخرجت أطلب العمل يف عوايل
كل ذَنُ ْوب على مثرة ،فمألت ستّة عشر املدينة ،فإذا بامرأة قد مجعت مدارا تريد بلّه باملاء ،فبادلتها ّ
ست عشرة ذنوبا ،حىّت جملت يدي ،مثّ جئت للمرأة ،فبسطت ك ّفي لرتى أثر العمل .فع ّدت يل ّ
مثرة ،فأخذهتا ،وذهبت إىل رسول اهلل ،وأخربته فأكل معي منها.
قص ة ترينا كيف ت أىب النف وس اإلس الميّة أش ّد اإلب اء ما ال يتّفق مع الكرام ة ،وكيفه ذه ّ
ت رى يف العمل املش روع –أيّا ك ان -فض يلة وص يانة ملاء الوجه من أن يب ذل ،وأنّه مهما يكن يف
طلب الق وت من عنت ومش ّقة وآالم وس عاب تع رتض الع املني –ف ذلك خري من اس تجداء الن اء
ركونا إىل الراحة ونفورا من العمل والنشاط.
خري ُدستور لوجهة اإلسالم يف العمل .قال عليه السالمَ" :ألَن يأخذ ولعل يف احلديث اآليت َ
ّ
أح دكم حبال في ذهب في أتى حبزمة حطب على ظه ره فيكف هبا وجهه – خري له من أن يس أل
الناس أعطوه أو منعوه".
وقد جلس عليه الص الة والس الم يوما فجعل أص حابه يثن ون على رج ل ،فق الوا :إ ّن فالنا
يص وم النه ار ويق وم الليل ويك ثر من ال ذكر .فق ال عليه الس الم" :أيّكم يكفيه طعامه وش رابه؟
فق الوا :كلّنا يا رس ول اهلل ،فق ال" :كلّكم خري من ه" وما مسع الص حابة ذلك حىّت انفع وا بعمل ون
وينشطون من غري تفويت لواجب اآلخرة.
وقد ق رن اهلل التج ارة باجملاه دين يف س بيل اهلل ،ق ال تع اىل" :وآخ رون يض ربون يف األرض
يبتغ ون من فضل ال ه ،وآخ رون يق اتلون يف س بيل اهلل" (املزم ل )2 :فهل مهاك ش رف للمامل يف
احلياة وراء هذا الشرف؟
وأبو بكر الص ّديق رضي اهلل عنه ما منعته صحبته للنيب أن يتّجر ،حىّت بعد أن صار خليفة مل
متنعه اخلالفة على جاللة ش أهنا من العمل وكسب العيش من وجوهه اجلالل .فقد توجه بعد توليته
اجلراح ،فقاال له :كيف تصنع
إىل السوق بأثواب ليتجر هبا ،فلقيه عمر بن اخلطاب وأبو عبيدة بن ّ
هذا وقد ولّيت أمر املسلمني؟ فقال :فمن أين أطعم عيايل؟ قاال :نفرض لك ،مثّ فرضوا له.
--------------------
بتصرف
من صفوة املطالعة – ّأول ّ -
املفردات:
جالل :عظمة
عوايل :هي قرى بظاهر املدينة
الذنوب :الدلو املألي ماء
نفرض لك :جنعل لك عطية مرسومة
متاسك :متالك :ضبط نفسه
جملت يدي :صلبت وثخن جلدها وظهر فيها آثار من العمل باألشياء الصلبة.
-------
العام
اإلحصاء ّ
عنيت حكومات األمم الرقية بإحصاء عدد سكاهنا ،ومعرفة مهنهم ،والوقوف على مقدار
ثروهتم ،واالطّالع على حالتهم العلميّة والصحيّة ،مع موازنة حاهلم احلاضرة مبا سبقها من احلاالت
الغ ابرة حيملها على ذلك الرغبة يف اإلص الح ،والس عي يف طريق ال رقي ،واألخذ بأس باب احلض ارة
والعمران.
تع رف احلكومة من طريق اإلحص اء ع دد س كان البالد ،وما بلغه أهلها يف العلم والرتبي ة،
صحة وضعف ،وما برعوا فيه من صناعة وجتارة ،وما ال يزالون حمتاجني إليه من وما هم عليه من ّ
رقي والتق ّدم ،وجماراة األمم الناهضة ف إذا متّ هلا ذلك ب دأت تعمل يف م داواة األم راض أس باب ال ّ
ونشر العلوم والقن ون وتثقيف العق ول ،وفتح أبواب ال رزق للمتعطّلني ،وتش جيع اجل ّدين الع املني،
فتنشر املدارس واملص انع ،حيث تك ثر احلاجة إليه ا ،وتنشء املستش فيات حيث تفش وا األم راض،
وترقي وسائل الزراعة حيث يطيب الزرع وتكثر الغالّت.
ومتهد الطريق ل دفعمثّ تنظر يف عم ارة األرض وإص الح ما فسد منها فتزيد يف ث روة البالدّ ،
األمة
ض ةً للمص ائب وه دفا للن وائب .مثّ تعمل على حفظ نسل ّ األمة عُ ْر َ
غائلة احلاجة وال تَ َدعُ ّ
ومنوها حىّت جتد من أبنائها عونا هلا يف الشدائد.
ّ
هتيء
األم ة ،وتبيّنا ألمراضها االجتماعيّ ة .وبذلك ّ العام حتليال حلالة ّ
وبعد ،فإ ّن يف اإلحصاء ّ
الرقي والكمال ،وتزيدها حضارة وعمرانا .فهو باألمة إىل مراتب ّ لكل داء دواءه فتنهض ّ احلكومة ّ
حسنة من حسنات املدنيّة ،وخدمة جليلة لبين اإلنسان.
املفردات:
العمران :التمدن
برعوا :فاقوا
الغالّت :حمصوالت األرض
امللمات :النوازل
ّ
غائلة احلاجة :ضرورها
تعرفنا
تبينّا ّ :ّ
هدفا :غرضا
األسطول" التجاري
رايف حسن جبن وب ش رق آس يا ،وهي ملتقى الط رق البحريّة بنيمتت از إندونيس يا مبوقع جغ ّ
يؤهلها ألن
ال دول وهو دولة حبريّة تتك ّون من آالف اجلزر ،وهبا من املوانئ والش واطئ البحريّة ما ّ
جتاري ضخم .ولكن ممّا يؤمل النفس أنّه بالرغم من حماوالت النهوض باألسطولّ يكون هلا أسطول
اإلندونيسي بعد االس تقالل –مل ي زل ض عيفا ومل ي زل يعترب أس طوال داخليّ ا ،وذلك ملنافسة الس فن
تضم أكثر
األجنبيّة اليت تلقى تشجيعا كبريا من حكوماهتا ولسيطرة االحّت ادات األجنبيّة القويّة اليت ّ
شركات النقل البحري وتعمل على احتكاره يف اخلطوط البحريّة الدوليّة.
وهلذا ك ان ال واجب على احلكومة أن تس اعد املالحة اإلندونيس يّة وتعاوهنا على التوسع يف
ك ّل ما يع ود على االقتص اد الق ومي ب أكرب املن افع املمكن ة .ف إ ّن إحي اء األس طول التج اري وتنمية
ٍ
عمالت أجنبيّ ةً ،ويفتح ب اب ال رزق لطائفة من الش باب اإلندونيس يني ال ذين يعمل ون وحداته ي وفّر
على السفن اإلندونيسيّة ضبّاطا حبريني ومهندسني إداريني ،كما يفتح آفاقا جديدة أمام عدد كبري
من الذين يقومون بأعمال الصيانة واإلصالح وغريها.
وإنّا ل نرجوا أن تنشأ وح دات جدي دة من ن اقالت ال زيت (الب رتول) وس فن نقل البض ائع
وسفن نقل الركاب.
تفض ل احلكومةوقد تك ّون احّت اد ش ركات املالحة اإلندونيس يّة وك ان من نتيجة ذلك أن ّ
الس فن اإلندونيس يّة يف نقل بض ائعها .وأن حيصل االحّت اد على عق ود بنقل بض ائعها .وأن حيصل
االحّت اد على عق ود بنقل بض ائع خمتلفة للمص احل احلكوميّ ة ،ومثله يف ذلك كمثل الس ّكة احلديدية
وشركة الطريان.
كل ما من شأنه تنمية البحريّة ورفع شأهنا ،ففي ذلك والرجاء كبري يف مداومة العمل على ّ
زيادة يف دخل الوطنيني وإعالء للوطن .ونأمل أن نرى آالف جوارينا يف البحر كاألعالم.
ومن ش ركات املالحة اجلدي دة يف البالد ش ركة عرف ات احملدودة ،وهي ش ركة أنش ئت ع ام
احلج اج إىل بيت اهلل احلرام ال ذي بلغ ع ددهم عش رين ألفا أو أك ثر يف ك ّل موسم 1964لنقل ّ
احلج.
احلجاج السابقون وغريهم من املسلمني وقد أنشئت شركة عرفات برأمسال املسلمني وكان ّ
األس ُه َم من أجلها حتقيقا ألملهم منذ ع ام 1921وتض ّم ه ذه الش ركة الي وم ع ددا من قد دفع وا ْ
السفن ،منها كونونج جايت ،وبيلي أبيتو ،وماي أبيتو ،وتشوت نيأدين ،وغريها.
احلج اج إىل مين اء ج ّدة ،فإهّن ا أيضا ختدم البالد يف
وه ذه الس فن فضال على أهّن ا تق وم بنقل ّ
املواصالت البحريّة الداخليّة يف غري مواسم احلج.
املفردات:
جوارينا :سفننا
تضم :جتمع
ّ
صيانة :حفظ
عمالت :مجع عملة :نقود
ضباط :مجع ضابط :قائد
األسهم :مجع السهم :النصيب
األسئلة:
جغرايف حسن يساعدها يف أن تكون من الدول البحريّة ،بنّي ّ إلندونيسيا موقع -1
هذا !
ماذا جتنيه البالد من تنمية أسطوهلا التجاري؟ -2
اذكر بعض شركات املالحة اإلندونيسيّة ! -3
احلجاج إىل اململكة العربيّة السعوديّة؟
ما هي الشركة اليت حتتكر نقل ّ -4
0-0-0-0
والوطني الصالح
ّ" الوطن
املفردات:
الفرات :العذب ج ّدا
الرتاث :ما ورثتَه
القوة
البأس ّ :
كافة :مجيعا
:ح ّد السيف الظبات مجع ظبة
:روح شعائر مجع مهجة
السؤدد :اجملد والشرف
كالّ :ثقال ومحال
كل بناء عال
ّ : الصرح :القصر
التدلّس :ال تكتم عيب املبيع
0-0-0-0-0
إ ّن اخلدم هم املس اعدون يف األعمال واملذللون لطرقه ا ،واملعاونون على إجنازه ا .ولو الهم
طروا إىل القي ام
النغلق دون الن اس ب اب من الرمحة وانس ّد أم امهم طريق من النعمة فس يح .واض ّ
اهلامة األساسيّة.
بأعمال كثرية تشغلهم عن واجباهتم ّ
ومثل اخلدم من اإلنس ان مثل اجلوارح من اجلس د .فهم اليد اليت تنفع والس اعد ال ذي يعني،
ونفعهم جزيل عظيم .فيجب على املرء ال ذي أن حيمد اهلل ع ّز وج ّل على ما س ّخر له منهم ،وأن
ميس هم من النصب واللغ وب ،ومن حيوطهم بعنايته ويتفق دهم ويرفق هبم واليهملهم .ف إهّن م بشر ّ
ميس سائر البشر.
السآمة والفتور ما ّ
واخلدم الينص حون خمدوميهم والخيلص ون هلم إالّ إذا حت ّقق وا أهّن م ش ركاء هلم يف النعم ة،
وأهّن م يف مأمن من العزل والصرف.
ومن أجل ه ذا وجب أن تك ون مع املتهم مبنيّة على أس اس من العطف والرمحة .ب أن يك ون
اخلدم حمدودا ويف ط اقتهم القي ام به مع إرش ادهم إىل طريقة العمل املرض يّة، العمل ال ذي يُ َكلَّ ُف هُ ُ
وش كرهم عند اإلحس ان ونق دهم األجر ك امال يف زمنه احملدود وإعط ائهم من حني إىل آخر ما
يتيسر زائدا على أجرهم – تشجيعا هلم على اإلخالص يف العمل. ّ
وجيب مواساهتم يف الش ّدة وعيادهتم عند املرض ودعاء الطبيب هلم إذا ساءت حاهلم.
وعلى املخ دوم أن يرشد خدمه إىل مواقع الص واب وما ينبغي أن يتّص فوا ب ه ،وأن ي ربّيهم
ويذل نفوسهم ،إذ ليس باللطف واحلزم .وال يهينهم ببذيء الكالم وجايف اللفظ ممّا جيرج قلوهبم ّ
للسيّد أن يتسلّط على خادمه بذلك الشرعا وال عرفا.
رتوح فيه ا ،وأن جيري عليه رزقا يك ّفه وعليه ك ذلك أن يس مح للخ ادم بس اعة من النه ار ي ّ
عن التش ّوف إىل ما قد يس رقه وخيتلس ه .ف إ ّن ما ينقصه الس يّد من مرتّبه رمبا اختلسه من مال ه ،بل
رمبا أ َْرىَب ،وأن يزيد يف أج ره كلّما رآه يزيد يف ص دق اخلدمة وحسن املعامل ة .ومظ اهر الرمحة
بالض عفاء ختتلف ب اختالف ه ؤالء الض عفاء وتن ّوع أس باب ض عفهم وح اجتهم :فمنهم اخلدم وقد
والع َملَة امل ْس تَأْ َجرون ألغ راض ش رحنا ما جيب هلم قبل خمدوميهم .ومنهم األج راء يف ال بيوت
َ ُ
أخرى.
فَجَرهُ َقْب َل أَ ْن جَيِ َّ ِ
صهم رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم يف قوله" :أ َْعطُْوا األَجْيَر أ ْ وهؤالء َخ َّ
َعَرقُهُ"
ومن الض عفاء :األطف ال الص غار ،س واء أك انوا أبن اء املرء أم أج انب عن ه ،وجتب عليهم
الرمحة هبم .ومن أجل ما ورد يف ذلك قوله ص لّى اهلل عليه وس لّم" :ليس منّا من ال ي رحم ص غرينا
ويوقّر كبرينا ويأمر باملعروف وينهى عن املنكر".
ومن الض عفاء :الي تيم واملس كني والب ائس والفق ري ،وجيب العطف عليهم واإلش فاق حباهلم
وأما السائل فال تنهر". "فأما اليتيم فال تقهرّ ،
والرمحة هبم ،قال تعاىلّ :
وصفوة القول أ ّن جيب على اإلنسان أن يقوم للعجزة والضعفاء واملستضعفني من الرجال
والنس اء والول دان ب أوفر نص يب من املس اعدة والرمحة والرأف ة .وأالّ ي وكن فظّا غليظ القلب قاس يا
اخلري هلم .ق ال ص لّى اهلل عليه عليهم بل جيب أن يك ون رءوفا عطوفا لنّي ا جلانب متواض عا حمبّا َ
وسلّم" :اليدخل اجلنّة إالّ رحيم".
ت عن خادمك يف وقد نبّه الشارع على الرفق باخلدم ،فقال ص لّى اهلل عليه وس لّم" :ما َخ َّف ْف َ
عمله فهو أجر لك يف موازينك ي وم القيام ة" .وق ال "اتّق وا اهلل فيما ملكت أميانكم :أطعم واهم ممّا
تأكلون ،واكسوهم ممّا َت ْلبَسون ،وال تكلِّفهم من العمل ما ال يطيقون ،فما أحببتم فأمسكون ،وما
خلق اهلل ،فإ ّن اهلل ملّككم إيّاهم ،ولو شاء مللّكهم إيّاكم". كرهتم فبِْيعُوا ،وال تع ّذبوا َ
ت رجال ،فشكاين إىل النيب ص لّى سابْب ُ
ذر الغفاري رضي اهلل عنه" :إيّن َ قال حم ّدث :قال أبو ّ
بأم ه؟ إنّك ام رؤ فيك جاهليّ ة" مث ق ال ما اهلل عليه وس لّم ،ف ال النيب ص لّى اهلل عليه وس لّم" :أعرّي ته ّ
معن اه" :إ ّن اخ وانكم خ دمكم ،جعلهم اهلل حتت أي ديكم .فمن ك ان أخ وه حتت ي ده ف ْليُطْعِ ْم هُ ممّا
يأكل وليلبسه ممّا يلبس .وال تكلّفوهم ممّا يغلبهم ،فإ ّن كلّفتموهم ما يغلبوا فأعينوهم.
وه ذه وص يّة قيّمة رفعت من ش أن اخلدم إىل درجة املخ دومني والس ادة .فاخلدم ومن يف
حكمهم إخ وان يف ال دين واإلنس انيّة ،فيجب الرفق هبم واألخذ بأي ديهم ومع املتهم بالع دل
واحلسىن.
----------------------
بتصرف من املطالعة العربيّة – رابع ّ -
املفردات:
النصب :التعب
اللغوب :التعب واألعباء
التشوف :التطلّع
ّ
العزل :رفع املرء من عمله أو عن منصبه
أرىب :أخذ أكثر ممّا أعطى
تقهر :تزجر
دون :أمام
0-0-0-0-
العمل
للغين والفقري ،والرجل واملرأة .وبدونه تصبح احلياة عبءا ثقيال اليطاق، هو قدر الب ّد منه ّ
األمة واجب أن يق دم هلا أجر
بل إ ّن العمل واجب من ناحية ال دين واألخالق .فمن أكل من م ال ّ
ما أكل.
العمل أيضا واجب من الناحية النفسيّة ،فالطبيعة نفسها فرضته فرضا ،ألهّن ا خلقت اإلنسان
اجتماعيّا بطبع ه .ومحت نفس ها بالعم ل .فمن مل يعمل عاقبته بالس آمة وامللل والض جر ملخالفته
يتمش ى مع أغراض ها من بق اء
قوانينه ا .وكلّما ك ان العمل لنفع الن اس ك ان اجلزاء عليه أوىف ،ألنّه ّ
اجملتمع ورقيّه وعربة ذلك يف التاريخ نفسه .فهو مل حيفظ لنا أمساء األغنياء والوزراء واملرتفني بقدر
ما حفظ لنا أمساء كبار العاملني اخلرّي ين .انظر إىل ذلك العامل الشهري "ابن حزم األندلسي" إنّه كان
عاملا كبريا ،ويف كرم اخللق عظيما .وكان من بيت كبري ،فقد كان أبوه وزيرا .قيل :ما اسم أبيه؟
أجيب" :نسي الن اس ذل ك" ،قي ل": :إ ّن يف ذلك لع ربة" ،لقد حفظ الن اس اسم العامل ونس وا امل
الوزير الذي كان ذا جاه عريض ال أحد يذكر األغنياء حىّت يف عهدنا القريب .لكن يذكر الناس
حممد عبده والسيّد مجال الدين األفغاين وأمثاهلما.
الشيخ ّ
إذا تكاس لت ومل تعمل فال أحد يعاقبك كما تعاقبك الطبيع ة ،فقد منحتك الق در َة على
حتولت من العمل يف اخلارج إىل العمل يف حتطيم النفس يف الداخل .مثّالعمل ،فإذا مل جتد هلا منفذا ّ
آل ذلك إىل هت ّدم األعصاب واخللل .فاحلياة بال عمل حياة ميّتة ،فالطبيعة مل متنحك هذا االختيار،
وكل اختيارك إمّن ا هو يف نوع العمل الذي يصلح لك ،وتصلح له. ّ
---------------------
بتصرف
من فيض اخلاطر – سادس ّ -
0-0-0-0-0-
الطبيعة المتفائلة
ت رى يف احلي اة وجوهها البامسة وخرياهتا الكث رية ،فكثري من أس باب الش فاء يرجع إىل الطبع
كل
الساخط ،الطبع الذي ال يرى يف احلياة إالّ مصائبها وشرورها وأحزاهنا ،الطبع الذي خيلق من ّ
س رور بك اء ،ومن ك ّل ل ّذة أملا ،ومن ك ّل مس ّرة حزن ا ،الطبع ال ذي إذا أتيت له بعش رين ت ّفاحة
كلّها جيّ دة ما ع دا واح دة – التقع عينه إالّ على الفاس دة ،الطبع ال ذي إال ك ان يف بيته ك ّل ما
كرسي يف غري موضعه ،ال يعجبه ّ كس ر أو يسر مل يلتفت إليه ،الطبع الذي خلق الغضب من طبق ُ ّ
ات املبكي ةُ ،وال من النغم ات إالّ النغم ات احلزين ة ،حىّت أص بحت حياته من الرواي ات إالّ الرواي ُ
نفسها رواية ُمبكية أو نغمة حزينة.
اش مستبشر يتوقّع اخلري
ّأم الطبع الرضا أو املتفائل فمتس امح يف الص غائر ،خ الق للس عادة ،ب ٌّ
املاديّ ة .ي رى أ ّن مس رح احلي اة
أك ثر ممّا يتوقّع الش ّر ،يض حك حىّت يف اهلزمية ،وحىّت عند اخلس ارة ّ
كميدان لعب الكرة ،يكسب الالعب فيبتسم وخيسر فينظر الغَلَبَة.
0-0-0-0-0
غرض نبيل
جيب أن يكون لإلنسان غرض نبيل يف حياته االجتماعيّة ،فيشعر بأ ّن هناك بائسني يف ناحية
من ن واحيهم .فال دنيا ممل وءة ب آالم الن اس من م رض وفق ر ،ف إذا اس تطاع أن يُ ْش عِر قلبه بالرمحة،
فيعمل يف مجاعة خت ّفف الفقر أو يواسي املرضى أو يُ ْسعِف املنكوبني أو حنو ذلك – شعر بأ ّن حياته
غنيّة بعمل اخلري .فاغتبط وس عِد ،يس َعد ملش اركة اخلرّي ين يف عملهم ،ويس عد يف ش عوره مبحاولته
فكل يستطيع أنإنقاذ البائسني من بؤسيهم .وهذا عمل يف متناول الرجال والنساء على السواءّ .
يشرتك يف ٍ
خدمة اجتماعيّة يقدمها فيشعر بالغبطة والسرور.
وحب ال ذات
الض َجر والس أم كمعيشة اإلنس ان لنفسه فق ط :ف إ ّن األث رة ّ
وال ش يء يبعث َ
حيب إالّ نفسه – ك ان ذلك عالم ةَ
ُخلُ ٌق يص حب النفس الض يقةَ يف دور الطفول ة ،فمن كرب وال ّ
طفولته وصغر نفسه.
ونفس ه ت دور ح ول هفس هاّ ،أما ال ذين
وذو األث رة كثري الس أم ألنّه اليش عر إالّ بنفسه ُ
يش عرون بغ ريهم – فيض يفون نفوسا إىل نفوس هم وآفاقا إىل آف اقهم ،وجيدون ألنفس هم أغذي ة.
خمتلفة من شعور اآلخرين وآرائهم.
----------------------
بتصرف
من فيض اخلاطر – سادس ّ -
-0-0-0-
الحياة الطيّبة"
ض يف احلياة مشروعٌ حمدود مثّ يكون لك اهتمام يف حتقيقه وتعاو ٌن جيب أن يكون لك َغ َر ٌ
ت به ،حىّت تتلذذ من العمل ِ
يوس ع ثقا َفتَك فيما ح ّددت من غري ُش غ ْف َ
مع من يشاركك يف منهجه ّ
وأحب العم َل
َّ وار ُس ْم منهج ه ،ورتِّب مراحل ه ،وأحبَّه
ال ذي يق ّرب من النج اح .فح ّدد الغ رضْ ،
للوصول إليه تشعر بسعادة التقدَّر.
إ ّن كثريا من البائسني يف احلياة – سبب بؤسهم أهّن م يعيشون ،واليدركون مل يعيشون؟ وما
وظيفتهم يف احلي اة؟ وما غرض هم منه ا؟ فيك ون كالس ائر يف الش ارع بال غ رض ،يتس ّكع هنا آن ا،
فقد عنصرا أو أساسا من عناصر احلياة الطيّبة. متربما باحلياة فاعلم أنّه َ
وهناك آنا .فإذا رأيت رجال ّ
فهو إمّن ا ف ارغ ال عمل ل ه ،يعتمد على ما ل م وروث أو م ال ي أيت من عمل غ ريه ،ويكتفي
أسود دائما ،فاستسلم هلذا ومل تعود أن يرى احلياة مبنظار َ هبذا ويركن إىل البطالة ،أو هو إنسان ّ
يقاومه.
اعي يش عره بالرمحة والش فقة ،وهي من أو هو يعيش لنفسه فق ط ،فلم يش رتك يف علم اجتم ّ
يتحمس لعمل وال ينظر إىل غاي ة ،وحىّت ل َكأَنَّهُ
النعم الك ربى علىاإلنس ان ،أو يعيش بال غ رض وال ّ
أنعم اهلل عليه ونكرانه الواجب عليه لنفسه وأسرته ووطنهأضل سبيال جلحوده َالع َج َم َاوات بل ّ
من َ
وجمتمعه ودينه.
---------------------
بتصرف من فيض اخلاطر – سادس ّ -
:مجع عجماء :وهي البهيمة العجماوات
اإلخالص
العمل جسم روحه اإلخالص ،إ ّن اجلسم مىت فارقته روحه – اليت هبا قوام ه -ك ان جثّة
هامدة ال حراك فيها وال فائدة ترجى منها .فكذلك العمل إذا فارقته اإلخالص.
كم رأينا قوما يعمل ون ! غري أنّنا مل نر أث را ص احلا لعملهم ،وكثري منهم مل يوفّق فيما قصد
فظل يف شاطئه ،وأو خاض منه قليال ،ومل يستطع أن يصل إىل الغَمر فرجع على عقبيه خسر إليهّ ،
ِ
والذهب. صِ
ب النَ َ
جلر
وليس هلذا األمر من سبب ،إالّ أ ّن اإلخالص مل يكن رائد هذه الفئة ،ألهّن ا مل تعمل إالّ ّ
مغنم مذموم ،أو ل َكسب شرف موهوم.
ألمته ووطنه َت ْه وي إليه أفئدة الناس ،وحيوطونه
والسر يف ذلك أ ّن من يعمل خملصا يف عمله ّّ
بالتشجيع والتحبيذ أو باملعونة والتنفيذ فيزداد بذلك مهّة ونشاطا وتنمو فيه روح اجل ّد واملثابرة على
العمل.
ّأما من يعم ُل غ َري خملص فإنّه – وإن كتم ما يض مره حينا من ال دهر – ال ب ّد أن ينكشف
عيب ه ،ويفتضح أم ره ،فينفر من ك ان له معين ا ،ويهمله من ش ّجعه وحبّذ عمل ه .وب ذلك تض عف
املادة واألدب ،ويعيش مضطرا ،وتكون عاقبة أمره خسارة ّ
ّ مهّته ،وتفرت عزميته ،فيدع ما كان يعمله
عيشة غري راضية.
واألمثال على ذلك كثرية:
فكم رأينا مجعيّ ات ق امت ،فما لبثت أن قع دت وكم ش اهدنا مش روعات هنض ت ،فما
مكثت أن سقطت وتعداد هذه احلوادث حيتاج إىل صفحات ،ال يسع هلا صدر هذه الصفحات.
فكن أيّها الناشئ خملصا يف عمل ك ،تبلغ أقصى أمل ك ،واح ذر أن ت بيع الوج دان باألص فر
والضالل باليقني.
َ الرنّان فذلك دأب املنافقني الذين يستبدلون الدنيا بالدين
وأعيذك باهلل أن ال تكون من املخلصني.
------------------------
بتصرف
عظة الناشئني ّ -
املفردات:
اجلثّة :شخص اإلنسان
هامدة :ميّتة
رائد :دليل ،مرشد
ويتعهدونه
حيوطونه :حيفظونه ّ
األصفر الرنّان :الذهب
حتبيذ :أن تقول لآلخر "حبّذا"
رجع على عقبيه :رجع على الطريق الذي جاء منه
قوام الشيء :نظامه وعماده الذي به يقوم
الغمر :املاء الكثري البعيد القعر
خسر :شديد اخلسران
:متيل إليه هتوي إليه
أسئلة:
-1قارن بني من يعمل خملصا وبني من يعمل غري خملص!
-2اذكر وجه التشابه بني العمل واجلسم!
-3اشرح هذه العبارة :فكم رأينا مجعيّ ات قامت ،فما لبثت أن قعدت ،وكم شاهدنا
مشروعات هنضت فما لبثت أن سقطت.
-4من الذي يبيع الوجدان باألصفر الرنّان
---------
النظام
ه ذا الك ون على وجه ليس فيه خلل والتش ويش وهو ال ذي نري ده من النظ ام .وهو مظهر
الكم ال الوج ودي – كما يق ول اإلس تاذ اإلم ام – فحيثما ك ان النظ ام موف ورا ك ان الوج ود أمتّ
قل النظام كان الوجود ضعيفا ناقصا. وأقوى ،وحيثما ّ
القوة يف وجودها، أس ّ النظام يف حياة الفرد مظهر لقوذة وجوده ،والنظام يف حياة اجلماعة ّ
ويفر من النقص.كل موجود يريد الكمال ّ القوي هو األكمل بالضرورة ،فهو مطمح ّ ّ والوجود
كل وجه من وإذا حنن نظرنا يف أمرنا باعتبارنا أقرادا وجمتمعني ،وجدنا االضطراب غالبا يف ّ
الفردي ،ويف
ّ وجوهها ،مبقدار ما يغلب النظام على حياة الناس يف األمم الراقية القويّة يف وجودها
وجودها االجتماعي.
ومن ح ّق املعن يني بنهضة ه ذه البالد أن يعمل وا على تقوية وجودها جبعل النظ ام ملكة يف
العامة.
اخلاصة واحلياة ّ
أبنائها ،تظهر آثاره يف احلياة ّ
كل سعي يف تفهيمنا معىن النظام ،وإشاعة الذوق النظامي فينا هلو خري سعي إلصالح وإ ّن ّ
األمة ،وأعظم بركة عليها.
ّ
عقولنا ضعيفة ألهّن ا غري منظّمة ،ومعارفنا ضعيفة ألهّن ا غري منظّمة ،وأعمالنا ضعيفة ألهّن ا غري
منظّمة وآمالنا ضعيفة أيضا ألهّن ا غري منظّمة.
ينبغي أن نش عر ببش اعة االض طراب والتش ويش وس وء أثرها يف حياهتا ،وأن نفهم مجال
القوة .وبذلك نتكلّف سرية النظاميني رغبة وشوقا حىّت نعتادها. سر ّ النظام ،وندرك أنّه ّ
لقد كنّا نأمل لعدم إحساس قومنا مبا يف حياهتم من تشويش .وعدم طموح أنظ ارهم إىل مثل
يف احلياة أكمل ممّا هم فيه .ولكنّنا – واحلمد هلل – نغتبط مبا نلمح من بشائر النزوع إىل النظام يف
بعض جهات احلياة املاديّة لقومنا ،ومبا نعرف من أمل أناس منّا ملظاهر االضطراب يف شئوننا.
يف البلد الي وم بي وت ت دخلها فتلق اك نفحة من اجلم ال يف تقس يم أماكنها وت رتيب أثاثه ا.
والخيلو ما يستخدم من األزياء من بعض اللطف وحسن التناسب.
الرقي يف الذوق والتشبّث بأهداب النظام ،أل ّن هذه اآلثار الصغرية
الحت ّقر شيئا من مظاهر ّ
دل على تنبّه يف اإلحس اس ي رجى أن يصل بنا إىل ما نريد من النظ ام األك رب :نظ ام النفس ال ذي
ت ّ
تصدر عنه األعمال من غري اضطراب والتشويش.
متجملة حبليّة النظ ام ،وأن يعين بناهتا وأبناؤنا بنظ ام مالبس هم وحسن
يس ّرنا أن ن رى بيوتنا ّ
يقوي هبا وجودنا.
هندامهم ،ولكنّنا ننتظر السرور األعظم يوم ينشأ فينا جيل حييا حياة منظّمة ّ
من املطالعة العربيّة – رابع
املفردات
حممد عبده ،أحد زعماء النهضة احلديثة مبصر
األستاذ اإلمام :الشيخ ّ
أس :أساس ّ
مطمع :مطلب
املعنيني :مجع معىن :املهتم
ملكة :صفة راسخة يف النفس
نلمح :نبصر
النزوع :االشتياق
نفحة :هبّة
أهداب :أطراق
والتمسك
ّ التشبّث :التعلّق
بشاعة :سوء قبح
تشويش :خلط
ونسر
نغتبط :نفرح ّ
بشائر :مجع بشارة :حسن
نتعود :نكلّف أنفسنانتكلّف ّ :
مستوى المعيشة
في البالد" الززاعيّة" والصناعيّة
من احلق ائق املع َرتف هبا أ ّن البالد الززاعيّة اليت تعتمد يف بن اء خ رح اقتص ادها على الززاعيّة
وحدها تُع ّد بالدا فقرية مهما تبلغ الززاعة فيها من التق ّدم إذا قِْيست بالبالد الصناعيّة.
َم َر ّد ه ذا االختالف يف مس توى املعيشة إىل أ ّن البالد الززاعيّة التتح ّكم يف وس ائل اإلنت اج:
ٍ
فهي خاض عة لظ روف خارجة عن ق درهتا ،مث ِل التقلُّب ات ّ
اجلويّة اليت ت ؤثّر يف احملص والت الززاعيّة
وقد تتسبب يف القضاء عليها ،ومثل اإلصابة باآلفات الززاعيّة اليت تضعف غلّة األرض ،ومثل نفاد
واملواد املخص بة ،كما ح دث يف بالدنا إذا اختفت األمسدة من الس وق ،ومل تق در احلكومة ّ األمسدة
على إمداد الفالّحني واملزارعني هبا إمدادا كافيا .وكان ذلك األثر السيء يف إضعاف غلّة األرض،
على حني أ ّن الص ناعة يف البالد الص ناعيّة تق وم على أسس ثابتة غالب ا ،فال تك ون عرضة للتقلّب ات
تتعرض هلا البالد الززاعيّة.
اليت ّ
وإذا حنو فكرنا قليال ألفينا أ ّن أك ثر البالد الززاعيّة البحتة ك ان مس توى املعيشة فيها من
االخنف اض بدرجة جعلت من املس تحيل عليها االعتم اد على نفس ها دون مس اعدة البالد األخ رى،
التحول التدرجيي إىل النظام الزراعي الصناعي .وقد بلغ بعضها من التق ّدم الصناعي ممّا حدا هبا إىل ّ
مصاف البالد الصناعيّة العريقة تقريبا ،فارتفع مستواها املعيشيّ عاما ما جعلها يفيف مدى عشرين ّ
والصحي .ومن أمثلة ذلك كنذا واهلند ومصر. ّ والثقايف
على أ ّن أحسن ح ال وأس ّد رأي هو النه وض جبميع املرافق إىل أعلى درج ات االرتق اء:
كالزراعة والص ناعة والتج ارة والس ياحة وغريه ا .حىّت التعتمد التالد على م ورد واحد قد يك ون
عرضة لإلقالل من مثراته أو نض وبه .فإنّه ب ذلك تتع ّدد مص ادر ال دخل وتغ زر ،فتت دفّق األم وال،
ويفيض الرخاء ،فريتفع مستوى املعيشة ،وحييا الناس يف حببوحة السعادة هانئني.
املفردات
:البناء العايل الصرح :القصر
عرضة :هدفا
ألفينا :وجدنا
نضوب :فراغ
تتسبّب :تكون سببا
حداهبا :بعثها وساقها
تغزر :تكثر
حببوحة :وسط
املرافق :مجع املرفق :ما ينتفع به الس ّكان عموما :املنافع
مستوى املعيشة :معيارها أو مقياسها Standard of living :
األسرة
وتتكون يف املعتاد من الزوجني مثّ األوالد ،وقد يضاف إليهم ّ األسرة رهط الرجل األدنون،
اإلخوة.
األمة وفض ائلها .وإهّن ا ألفسح مي دان
واص ّ
وهي ن واة اجملتم ع ،وعلى ق در ارتقائها تك ون خ ّ
لتعويد األطفال احملامد وتنميتها .فكما يكون البيت يكون النشء.
عوده أبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منّا #على ما كان ّ
األمه ات
وإذا أردنا أن نص لح اجملتمع أو نع ّده الس تقبال اإلص الح فال من اص من إص الح ّ
ألهّن ّن مربّياته .فإذا مل يصلحن فليس هناك رجاء لطفولته يف سالمة جسم أو عقل أو روح.
خاص ة ،وجعل للم رأة منزلة اجتماعيّة المي بش أن األس رة عناية ّ هلذا عين ال دين اإلس ّ
وتتصرف يف
ّ واقتصاديّة وثقافيّة التكان جتدها يف الشرائع الوضعيّة احلديثة ،فقد جعلها ترث وتتّجر
جو تسوده روح الفضيلة. ولكن يف ّ
ملكها ،وتتعلّم إىل أقصى مراحل التعلّمّ ،
فأما حق وق األوالد على آب ائهم فرع ايتهم وإك رامهم ولك ّل ف رد من أف راد األس رة حقوقّ ،
بالت أديب احلسن والرتبية الص احلة .ف األدب احلسن أنفع لألوالد وأبقى هلم من إرث م ال قد
يفسدهم ،ويؤذيهم ،ويضيع أدراج الرياح إذا مل يكونوا مه ّذبني.
كما جتب م راقتبهم يف غري عنت وال تض ييق عليهم ،والبعد عن ت دليلهم ،وأن جينّب وا
وليسووا بينهم ،فإ ّن التمييز كثريا ما
ّ الضارة ،ويبعدوا عن قرناء السوء.األخالق السيئة والعادات ّ
يلقي بينهم العداوة والبغضاء أو يبعث الغرور فيمن يؤثرونه ،والقنوط يف اآلخرين.
ّأما حق وق اآلب اء على أوالدهم فهي دون ما غم رهم به اآلب اء من رعاية وفضل مهما
خيلصوا يف تأديتها خري أداء.
وبرمها واإلحس ان إليهما إحس انا اليش وبه ش يء من إس اءة خفيّة أو فمن ذلك حبّهما ّ
يبلغن عن دك الكرب أح دمها أو
ظ اهرة" :وقضى ربّك أالّ تعب دوا إالّ إيّ اه وبالوال دين إحس اناّ ،إما ّ
الذل من الرمحة وقل
أف والتنهرمها وقل هلما قوال كرميا ،واخفض هلما جناح ّ كالمها فالتقل هلما ّ
رب الرمحهما كما ربّياين صغريا".
ّ
سرا وعالنيّة يف غري معصية" :وإن جاهداك على أن تشرك يب وطاعتهما غائلني وشاهدين ّ
ما ليس لك به علم فالتطعهما وصاحبهما يف الدنيا معروفا".
وقال عليه السالم حم ّذرا عقوق الوالدين" :أال أنبّئكم بأكرب الكبائر؟ اإلشراك باهلل وعقوق
الوالدين".
يعق والديه ،فينزل به األمراض أو الكوارث اليت هبا يضيق رزقه،يعجل اهلل عقاب من ّ وقد ّ
ونسوء بسببها حياته.
يتوادوا ويتعاطفوا ،حىّت يكونوا كاجلسد الواحد إذا
ّأما حقوق اإلخوة على أخوهتم فهي أن ّ
واحلمى والس هر .ففي التع اون كفالة حي اهتم وإس عادها.
اش تكى منه عضو ت داعى له س ائر اجلسد ّ
وإ ّن اهلل يف عون العبد ما دام العبد يف عون أخيه.
األخوة
وإذا هفا واحد فليقابل بالعفو والغفران ،ولتذفع السيئة باحلسنة ،فذلك أدعى لدوام ّ
وبقاء األسرة متعاضدة قويّة البنيان.
وأدى مجيع أفرادها واجب اهتم ،وتك افلوا فيما بينهم،
ف إذا راعت ك ّل أس رة أوامر دينه اّ ،
واحرتم صغريهم كبريهم ،ورحم كبريهم صغريهم عاشت سعيدة ،وح ّققت رسالتها االجتماعيّ ة،
وتك ونت منها ومن مثيالهتا ّأمة عزي زة متماس كة كالبين ان املرص وص يش ّد بعض هم بعض ا ،فتش ّق
وعز وسؤدد.ورقي ّ
طريقها إىل العال ،وتبلغ ما ترجوه من تق ّدم ّ
من صفوة املطالعة ّ -أول
املرفدات
رهط الرجل :قومه األقربون
مفر
مناص ّ :
حب :بزر
نواة ّ :
عنت :إرهاق ومش ّقة
القنوط :اليأس
تداعى :استجاب واجتمع
جاهداك :أحلّ عليك
كفالة :ضمان ورعاية
السؤدد :الشرف
الضمير
يالحظ اإلنس ان أ ّن يف أعم اق نفسه ق ّوة حت ّذره فعل الش ّر إذا أغ ري ب ه ،وحتاول أن متنعه
أحس بانقب اط أثن اء العمل لعص يانه تلك الق ّوة ،حىّت إذا أمتّ العمل
من فعل ه ،ف إذا أص ّر على عمله ّ
الغش يف
أخ ذت ه ذه الق ّوة توخّب ه على اإلتي ان به وب دأ ين دم على ما فع ل ،كالط الب حياول ّ
أحس أ ّن
يغش ّ فيحس ص وتا باطنيّا يناديه أالّ يفع ل ،ف إذا مل يس مع هلذه الص وت وب دأ ّّ االمتح ان
استمر يف عمله أنّبته وندم وعزم أالّ يعود.
القوة تثبّطه ،فإذا ّ
هذه ّ
القوة تأمر بفعل ال واجب ،فإذا ب دأ يف عمله ش ّجهته على االستمرار حتس أ ّن هذه ّ
كذلك ّ
فيه ،فإذا انتهى منه شعر بارتياح وسرور وبرفعة نفسه وعظمتها ،كالطالب يرى آخر مشرفا على
الغ رق فينق ذه فحني انق اذه يش عر بش جيع نفسه على املضي يف عمله ف إذا أمتّ ذلك ش عر بغبطة
وسعادة.
ه ذه الق ّوة اآلخ رة الناهية تس ّمى "الض مري" وهي – كما رأيت – تس بق العمل وتقارنه
وتلحق ه ،فتس بقه باإلرش اد إىل عمل ال واجب والنهي عن الرذيلة وتقارنه بالتش جيع على اخلري
الشر ،وتلحقه باالرتياح والسرور عند الطاعة والشعور باألمل والوخز عند العصيان. والتثبيط عن ّ
الشر
هذا الضمري نشعر به كأنّه صوت ينبعث من أعماق ذدورها يأمرنا باخلري وينهانا عن ّ
ولو مل يرج مكافأة أو خنش عقوبة .نرى البائس الفقري جيد ماال أو متاعا وهو أش ّد ما يكون حاجة
ويؤديه إىل ص احبه .فما ال ذي محله على إىل مثل ه ،ومل يك ون رآه أحد إالّ ربّ ه ،مثّ هو يتع ّفف عنه ّ
ذل ك؟ ال ش يء إالّ الض مري ي أمر ص احبه يعمل ال واجب ،المثوبة إالّ مثوبة نفسه بارتياحه ا،
والعقوبة إالّ عقوبة نفسه يالندم والتأنيب.
طبيعي
ّ طبيعي حىّت يف احليوانات الراقية ،فنرى الكلب مثال عنده نوع إدراك ّ وهذا الضمري
لل واجب ،وي رقى ه ذه اإلدراك مبخالطته لإلنس ان ،حىّت ن راه أحيانا يفعل يف اخلف اء جرما ك أن
يس رق ش يئا من س يّده أو خيالف يف أمر أم ره ب ه ،فيظهر على الكلب حينئذ ن وع من االض طراب
والقلق يع ّد جرثومة للضمري.
ونالحظ ك ذلك جرثومة الض مري يف الطفط الص غري يعل وه اخلجل أحيانا خلطأ ارتكبه فتتبيّنه
يف نظرت ه ،وي دلّنا اض طرابه وقلقه على أنّه ارتكب خط أ ،وينمو ه ذا الش عور بنم ّو اإلنس ان حىّت
يصل به إىل ح ّد أن ميأله الف رح والغلبه إذا هو ّأدى ال واجب ،وي ذوب أس فا ون دما إىل عصى أمر
املتوحش ني .كش أنه يف
الض مري .وه ذا الش عور جتده يتبع حالة اإلنس ان ،فهو يف حالة ش ذاجة عند ّ
حديثه وعرفه وحالته االجتماعيّ ة .ف إذا رقي اإلنس ان رقي ض مريه ،حىّت يد يدفعه إىل ب ذل نفسه
دفاعا عن رأيه أو يف سبيل إصالح قومه.
املفردات
خض عليه
ّ : أغري به
انقياض نفسه :ضيق نفسه
:خيدع يغش
ّ
:تعويق تثبط
:طعن وخز
:ميتنع يتع ّفف
:أصل جرثومة
يذور أسفا وندما :يفسد عقله أسفا وندما ،يدوم على األسف والندم
الجغرافيا عند المسلمين
مل يكن الع رب يف ج اهليّتهم أهل خ ربة واس عة مبواقع البل دان .ومعرفة أحواهلا ،بل ك ان
حظّهم من ذلك مقص ورا على معرفة البالد اليت جتاورهم أو ت ربطهم هبا روابط املعاملة والتج ارة
كبالد الفرس وأطراف الشام القريبة منهم.
فلما ج اء اإلس الم ،ودخل الن اس يف دين اهلل أفواجا – خض عت له ممالك عظيمة مل ختضع ّ
لغ ريه ،وأص بح للع رب واملس لمني دولة مل تكن لس واهم ،فص ار لعلم اجلغرافيا عن دهم ش أن آخ ر،
وهنض هنضة عظيمة مل يظفر هبا من قب ل ،ذلك أل ّن إدارة اململكة اجلدي دة وال دفاع عنه ا ،ونشر
تامة ب البالد ،وتع يني الع دل بني س كاهنا ومجع اخلراج والض رائب – ك ّل أولئك يتطلّب معرفة ّ
مواقعها والوقوف على مجيع شئوهنا.
مثّ اش تغل كثري من الع رب واملس لمني بالتج ارة ،وتن ّقل وا يف مملكتهم احلديثة الواس عة،
احلج أثر عظيم يف سياحتهم، وتعرف أخبارها .وكان لفريضة ّ فساعدهم ذلك على ضبط مواقعهاّ ،
ميرون هبا ويتّص لون بأهله ا .ومل جيئ الق رن التاسع امليالدي حىّت ك ان ومعرفة أح وال األق اليم اليت ّ
لتقومي البلدان شأن كبري عندهم فقد ظهرت الدولة العبّاسيّة وازدهرت املدنيّة اإلسالميّة ،وبلغت
احلض ارة غايتها زمن املأمون ال ذي أمر برتمجة الكتب اليونانيّة والفارس يّة إىل اللغة العربيّ ة ،وممّا
ت رجم يف عص ره كت اب بطلم ونس اليون اين ،ف انتفع به الع رب ،وص ّححوا بعض ما فيه من اخلطأ
العلمي.
الرحالة
عودي وابن حوقل ّ ّ ويف الق رن الشاشر امليالدي ظهر كثري من اجلغراف يني منهم املس
عاما ،يطوف بالبالد اإلسالميّة ،ويقف على أخبارها، الكبري الذي قضى يف سياحته مثانية وعشرين ّ
دون ذلك كلّه يف كتابه "املسالك واملمالك" وقد ّ
والرحالة العظيم ابن بطّوطةمثّ جاء علماء مشهورون :منهم البريوين واإلدريسي والقزويين ّ
صاحب كتاب "حتفة النظّار يف غرائب األمصار وعجائب األسفار" وصف فيه رحلته العجيبة إىل
بالد املغ رب وط رابلس ومصر وفلس طني والش ام واحلج از والعجم والع راق وس واحل البحر األمحر
وبالد الرتك وممالك آسيا الوسطى واألفغان واهلند والصني وقد رجع بعدها إىل موطنه "طنجة" يف
الش مال الغ ريب من إفريقيّ ة ،بعد أن قضى يف س ياحته أربعة وعش رين عام ا .فاس رتاح قليال مثّ ع اد
يض رب يف األرض ،فج اب األن دلس والس ودان وغريمها وخنتتم ب العلم اجلليل "املقري زي" ص احب
"املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واآلثار" وهو كتاب اليزال مرجعا للعلماء والباحثني.
واحلق أ ّن الع رب واملس لمني قد خ دموا "اجلغرافي ا" خدمة جليل ة ،اع رتف هبا اإلف رنج ّ
(الغ رب) ملا وج ده يف كتبهم من التحقيق والت دقيق والض بط ،ف رتمجوا تلك الكتب ،وطبعوها يف
بالدهم وتدارسوها ،فكانت هلم إماما وهاديا يف سياحتهم وكشو فهم احلديثة يف إفريقيّة وآسيا.
ف إىل الع رب واملس لمني يرجع الفضل يف إقامة قواعد ه ذا العلم ال ذي ع اون اإلنس انيّة ،وبه
ازدهرت املدنيّة وارتفع صرح العمران.
من املطالعة املختارة – ثان – بتصرف
املفردات
اخلراج :ما خيرج من غلّة األرض :املال املضروب على األرض
تقومي البلدان :بيان طول البلدان وعرضها وخراج أراضيها :اجلغرافيا
التحفة :الشيء الثمني :الشيء الفاخر
حممد بن أمحد اخلوارزمي البريوين يف احلادي عشر امليالدي صاحب البريوين :أبو الرحيان ّ
كتاب "اآلثار الباقية من القرون اخلالية"
مرجعا :مصدرا
القزويين :جالل الدين خطيب القزويين (موصل) من القرن 13امليالدي
اإلدريسي :أبو عبد اهلل املعروف بالشريف اإلدريسي (األندلسي) يف القرن 12
حممد بن عبد اهلل اللوايت :من القرن 14امليالدي
ابن بطّوطةّ :
املسعودي :أبو احلسن املسعودي الذي نشأ ببغداد ،صاحب كتاب "مروج الذهب ومعادن
اجلوهر"
حممد بن العلي املوصلي ،يف القرن العاشر
ابن حوقل :أبو القاسم ّ
مؤرخ مصري ولد بالقاهرة ،وهو من املقريزي :تاج الدين أمحد بن علي املقريزي ،وهو ّ
علماء القرن 15ميالدي.
بتصرف
من املطالعة املختارة – ثان – ّ
املفردات
خطرة :قدرته منزلته
يتغلغل :يدخل
خيبط :يسري على غري هدى
اإلشادة :الثناء وإعالن املدح
آملني :غائبني -بسبب موهتم
ما طلعوا :م ّدة طلوعهم وبقائهم وظهورهم
أقاموا :عاشوا يف الدنيا
احملتذين :املقلّدين الذي حياكوهنم
مكامن :أماكن خفيّة
جدوى :نفع
يسلّط :يطلق على
بتصرف
من املطالعة املختارة – ثان – ّ
املفردات
النبعة :األصل
أدركت :حلقت
النزر :القليل
ضنّت :خبلت
أنواط :مجع النوط :شارة
الراديوم Radium :
بتصرف
من صفوة املطالعة – ّأول – ّ
املفردات
يشيّد دعائم :يقيم أسسه
:ما نزل به ما أملّ به
صفر اليدين :صايل اليدين
:فيجلب :يكثر خريه فيدر
ّ
:اخلطة املشروع
إدراج الرياح :هدرا :باطال
شر
:ما يرتتب على الفعل من صري أو ّ تبعة
:صيت وذكر مسعة
احلرفاء مجع ااحلريف :عميل :زبون
:الدعوة له :الدعاية الدعاوة له
الغراس مجع الغرس :مفروس
:اليبعدن اليعمنب
ّ
:تعزمد تزمع
:يتطع يشل
ّ
الرجل العصامي :روكفلر
ريكي ي دعى "روكفل ر" إىل ول ده املريض يرع اه، يف منتصف الق رن املاضي جلس غالم أم ّ
بين ه ّداين التعب ،وأضناين العمل يف حقول الناس، ويتوجع لشكائه ،ويستمع إليه ،وهو يقول" :يا ّ ّ
وأخ اف أن ي دركين املوت ،وأنت على ه ذه احلال من الفاقة والب ؤس ،فتلقى من العن اء ماالقيته يف
بالد تفيض ب الثراء ،واليف وز بالكرامة فيها إالّ األغني اء .إنّين أخشى أن تك ون رق ديت ه ذه آخر
عه دي بال دنيا ،فيتس اءل الن اس بع دي :كم ت رك؟ وم اذا خلّف البنه من اآلالف؟ وتلك ع ادة
األمريكيني مجيعا ،اليعرفون إالّ املال ،واليتساءلون إالّ عنه.
وختنق الرجل بعربات ه ،فأقبل عليه ابنه يقبّله وميسح دموعه ويق ول ل ه :يا أبت الختش على
وعودتين اجل ّد
وأدبتين فأحسن ت أدييبّ ، زودتين ما هو خري من الغىن واملالّ ، الب ؤس والفاق ة ،فقد ّ
والصرب والكفاح .وتلك خري تراث يرتكه اآلباء لألبناء فجزاك اهلل عيّن خريا .وكتب لك السالمة
وراحة البال.
مل متض بعد ذلك أيّ ام قالئل حىّت م ات الوال د ،وخ رج الولد إىل احلي اة يس عى ويناض ل،
ف ذهل إىل ص احب ض يعة ،وس أله يف أدب واس تحياء :وهو للس يّد أن يس تأجرين ،أرعى له املاش ية
كل خربة ودراية".
وأتعهد شئون الزراعة؟ فإ ّن يل بذلك ّ وأفلح األرضّ ،
السيّد :من أنت؟ ومن أين أقبلت؟ ومىت تعلّمت شئون الزراعة وفنوهنا؟ وما أراك إالّ غالما
ناحل البدن ،التقوى على محل الفأس ،والقبض على احملراث.
الغالم :امسي روكفل ر ،وأيب فالّح من قريت ك .وقد أخ ذت عنه فن ون الزراعة وأس اليبها
وعملت معه يف احلقول سنوات ،فال حتملك مظاهر ضعفي على إمهال شأين"
السيّد :سأختربك أسبوعا.
وانص رف الغالم إىل عمله وأظهر فيه من ض روب امله ارة واإلتق انن ما جعل الس يّد يعجب
أحتب أن تبقي يف عملك ه ذا ،ولك يف ك ّل ش هر ثالثة جنيه ات؟ فأج اب ب ه .ف دعاه وق ال ل هّ :
الفىت" :إيّن لسعيد مبا ترضاه يا موالي"
وظل كذلك بضع سنوات حىّت سئم العمل يف األرض ،فطفق وعاد إىل احلقل جي ّد ويدأبّ ،
يبحث عن ضاعة أخرى تكون أدعى للثروة ،وأقرب للغىن ،فوجد ضالّته يف استخراج النفظ من
رب الض يعة ،وينبئه مبا اع تزم علي ه ،ويعتذرله عن ت رك خدمت ه. ودع ّ مجاعة من رفاق ه .ف ذهب ي ّ
فأسف على فراقه ،ودعا له بالتوفيق.
القى روكفلر يف ش ركة النفظ جناحا ب اهرا ،واتّس عت بعد سنوات قليل ة ،وتع ّددت فروعها
يف أمريكا ويف العامل كلّ ه ،مثّ آل أمرها إليه ،فأحكم إدارهتا وسهر على تنظيمها ،ومراقبة شئوهنا،
فزادت موارجها ،وكاد سيتويل على منابع الزيت يف أمريكا ،ويتح ّكم يف أسواقها العامليّ ة ،ول ّقب
والفض ة ،ومجع ث روة ت ريب
ّ ملك الب رتول فت دفّقت األم وال إىل خزائن ه .ومحلت إليه قن اطري ال ذهب
كل لسان.على ثالثة آالف مليون من الرياالت ،وامتألت املصارف بودائعه ،وجرى امسه على ّ
وممّا حيمد له أ ّن النعمة مل تبط ره :وأن ال ثراء مل جيمله على الطغي ان .ومل ينسه وج وه الرب
خيص ب ذلكواإلحس ان بل ت رك يف ك ّل بقعة من بق اع األرض أث را من فض له .وآية من ب ّره ،مل ّ
اخلاص ة ،واتّفق
فأس س هلما املعاهد ّ شعبا ،ومل يتخري أمة .وأسدى إىل العلوم والفنون حسنات مجّةّ ،
مصحة لألمراض املعضلة ،ومعهدا حملاربة األوبئة ،وأع ّد منحا سخيّة عليها األموال الطائلة ،وأنشأ ّ
ملن ي أيت يف العل وم أو الفن ون جبدي د :حىّت ل ّقبه الن اس بص احب املاليني وواهب املاليني .س أله
بعض هم يوما عن أس باب جناحه فق ال :العزمية املاض ية ،واالعتم اد على النفس ،واجل ّد املق رون
باإلتقان.
وقدم عليه مجاعة من الشباب يسرتشدونه ،ويتدون بآرائه ،فكام ممّا قال هلم:
"اعمل وا اخلري ،ف إ ّن فاعله رابح ،وإيّ اكم وال دين ،فإنّه طريق اهلالك ،وك افحوا غريهيّ ابني،
فليس أم ام العزمية الص ادقة ص عب ،وإذا أخطأ متّ ،فالتيئس وا فليس يف الن اس معص وم .واخّت ذوا من
اخلطأ هاديا يرشدكم إىل الصواب .والتعتمدوا على غريكم ،فهذا شأن العاجزين ،ولن يسعد يف
احلياة عاجز.
ذلك تاريخ روكفلر العظيم .وقد وافته منيّته من عهد قريب ،فجزع العامل لوفاته ،وحزنت
عليه شعوب األرض مجيعا.
بتصرف
من املطالعة املختارة – ثان – ّ
املفردات
شكاة :شكوى
الفاقة :الفقر واحلاجة
وأشق
أفلح :أحرث ّ
الثراء :الثروةّ
يتوجع :يتأمّل
ّ
ضيعة :عقار :أرض مغلة
ه ّدين :أوهنين
أضناين :أثقلين
النفط :زيت البرتول
يودع :يهجر :يشيّع ّ
آل :رجع
العصامي :من شرف أو عظم بنفسه ال رآبائه
عض بالبكاء
اختنق العربة وبالعربة ّ :
الضالّة :الشيء املفقود الذي تسعى وراءه
املعضلة :الصعبة العسرية العالج
يسرتشدونه :يطلبونه أن يرشدهم
تويّف روكفلر يف يوليو 1937