You are on page 1of 128

‫دليل الحج والعمرة‬

‫املرشف العام‬ ‫اسم الكتاب‪ :‬دليل احلج‬


‫أ‪.‬د‪ /‬حممد حسني املحرصاوي‬ ‫والعمرة‬
‫رئيس جامعة األزهر‬
‫عدد صفحات الكتاب‪128 :‬‬
‫املدير التنفيذي للمركز‬
‫الشيخ‪ /‬أسامة هاشم احلديدي‬ ‫مقاس الكتاب‪20x14 :‬‬

‫فريق اإلعداد‬ ‫يسمح بالطبع باسم املركز‬


‫الشيخ‪ /‬حممد فتحي راشد‬ ‫مع االحتفاظ باحلقوق األدبية‬
‫الشيخ‪ /‬حممد عامد اخلويل‬ ‫وعدم تغيري املحتوى‬
‫الشيخ‪ /‬حممد رضا العاموي‬ ‫الطبعة الثانية‬
‫الشيخ‪ /‬أمحد عبداهلل أمني‬
‫إعداد‬
‫راجعه‬
‫قسم الفتاوى النصية‬
‫‪ -‬دكتور‪ /‬حممد اجل ّبه‬
‫والتواصل اإللكرتوين‬
‫‪ -‬دكتور‪ /‬عيل مهدي‬

‫‪/fatwacenter‬‬ ‫‪fatwacenter@azhar.eg‬‬
‫‪http://www.azhar.eg/fatwacenter‬‬

‫‪2‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫‪3‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫‪4‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫حج بيته احلرام‪،‬‬


‫فرض عىل املستطيعني من عباده َّ‬‫احلمد هلل الذي َ‬
‫وجعل احلج املربور مك ِّف ًرا للذنوب واآلثام‪ ،‬والصالة والسالم عىل‬
‫سيدنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬خري من طاف وسعى‪ ،‬وأكرم من ل َّبى ودعا‪،‬‬
‫وعىل آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬وبعد…‬

‫فهذا كتاب بسيط العبارة‪ ،‬سهل املنال؛ يتناول مناسك احلج‬


‫والعمرة و ُي َب ِّينُها بيانًا موجزًا‪ ،‬ومزود بالصور التوضيحية‪ ،‬حتى‬
‫يتمكن احلاج واملعتمر من أداء املناسك عىل الوجه الذي ُيريض اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫ونسأل اهلل تعاىل أن يتقبل منا ومنكم صالح األعامل‪.‬‬

‫مركز األزهر العاملي للفتوى اإللكرتونية‬

‫‪5‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫فضل احلج والعمرة‬

‫احلج هو الركن اخلامس من أركان اإلسالم‪ ،‬وقد َرغَّب الرشع‬


‫احلنيف يف أداء فريضة احلج ترغي ًبا أكيدً ا‪ ،‬وإليك َ‬
‫بعض ما ورد يف‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬احلج والعمرة من أفضل األعامل التي ُيتقرب هبا إىل اهلل‪ :‬ف َع ْن‬
‫َق َال‪ :‬س َأ َل رج ٌل النَّبِي ﷺ‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ي‬‫ول ال َّله‪َ ،‬أ ُّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫سيدنا َأ ِب ُه َر ْي َر َة‬
‫ال َها ُد ِف‬ ‫«اليم ُن بِال َّل ِه»‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ث َّم َما َذا؟ َق َال‪ُ « :‬ث َّم ِْ‬ ‫َ ِ َ‬
‫ْال ْع َمل أ ْف َض ُل؟ َق َال‪َ ِ ْ :‬‬
‫ور َأ ْو ُع ْم َرةٌ» [أخرجه أبو عوانة‬
‫سب ِ ِ ِ‬
‫ب ٌ‬ ‫يل ال َّله»‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ث َّم َما َذا؟ َق َال‪ُ « :‬ث َّم َح ٌّج َم ْ ُ‬ ‫َ‬
‫يف املستخرج] واحلج املربور‪ :‬هو احلج الذي ال خيالطه إثم‪.‬‬

‫‪ -2‬احلج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب‪ :‬ف َع ْن سيدنا َأ ِب ُه َر ْي َر َة‬


‫ث‪َ ،‬و َل ْ َي ْف ُس ْق َر َج َع َك َي ْو َم‬ ‫َع ِن ال َّنبِ ِّي ﷺ َق َال‪َ :‬‬
‫«م ْن َح َّج هلل َف َل ْم َي ْر ُف ْ‬
‫َو َلدَ ْت ُه ُأ ُّم ُه» [أخرجه البخاري]‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ول ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬ ‫َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫ٍ‬


‫مسعود‬ ‫و َع ْن سيدنا َع ْب ِد ال َّل ِه ِ‬
‫بن‬
‫ُوب ك ََم َين ِْفي‬ ‫الذن َ‬ ‫ان ا ْل َف ْق َر َو ُّ‬‫ي ا ْل َح ِّج َوا ْل ُع ْم َر ِة؛ َفإِ َّنُم َين ِْف َي ِ‬
‫َ‬ ‫«تَابِ ُعوا َب ْ َ‬
‫اب إِ َّل ا ْل َجنَّ ُة»‬ ‫يد َوا ْل ِف َّض ِة‪َ ،‬و َل ْي َس لِ ْل َح ِّج ا ْل َم ْب ُر ِ‬
‫ور َث َو ٌ‬
‫ث ا ْلح ِد ِ‬
‫ا ْلك ُري َخ َب َ َ‬
‫ِ‬

‫[أخرجه النَّسائي والرتمذي]‪ ،‬فالفقر وإن اشتد والذنوب وإن كثرت‪ ،‬فإهنام‬
‫ُيزاالن باملتابعة بني احلج والعمرة‪.‬‬

‫ت‪:‬‬ ‫‪-3‬احلج كاجلهاد ‪َ :‬ع ْن أم املؤمنني السيدة َعائِ َش َة ‪َ ،‬قا َل ْ‬


‫اهدُ ؟ َق َال‪َ « :‬لكِ َّن‬
‫ال نُج ِ‬ ‫ول ال َّل ِه ت َُرى ِ‬
‫اجل َها َد َأ ْف َض َل ال َع َم ِل‪َ ،‬أ َف َ َ‬ ‫َيا َر ُس َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ور» [أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫ب ٌ‬ ‫أ ْف َض َل اجل َهاد َح ٌّج َم ْ ُ‬

‫اء َر ُج ٌل إِ َل النَّبِ ِّي ﷺ‪،‬‬


‫قال‪َ :‬ج َ‬ ‫و َع ْن سيدنا احلسني بن عيل‬
‫اد َل َش ْو َك َة فِ ِيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ان‪َ ،‬وإِ ِّن َض ِع ٌ‬
‫يف‪َ .‬ق َال‪« :‬ه ُلم إِ َل ِجه ٍ‬ ‫َف َق َال‪ :‬إِ ِّن َج َب ٌ‬
‫ج» [أخرجه عبد الرزاق‪ ،‬والطرباين‪ ،‬ورواته ثقات]‪.‬‬ ‫ا ْل َح ُّ‬

‫* * *‬

‫‪7‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫ماذا قبل احلج؟‬

‫أخي احلاج ‪ ..‬قبل الذهاب للحج هناك آداب ينبغي مراعاهتا‬


‫والعمل هبا‪ ،‬ومن ذلك ما ييل‪:‬‬

‫يبادر بالتوبة‬
‫‪ -1‬التوبة‪ ،‬ورد املظامل إىل أهلها‪ :‬فيجب عىل املسلم أن َ‬
‫النصوح‪ ،‬وإذا كان بينه وبني ٍ‬
‫أحد مظلم ٌة فليتحلل منها يف الدنيا‪ ،‬فعن‬
‫َت َل ُه َم ْظ َل َم ٌة‬
‫«م ْن كَان ْ‬ ‫سيدنا أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫ُون ِدين ٌَار‬ ‫ش ٍء َف ْل َيت ََح َّل ْل ُه ِمنْ ُه ا ْل َي ْو َم َق ْب َل َأ ْن َل َيك َ‬ ‫َِِ ِ ِ ِ ِ ِ َ‬
‫لخيه م ْن ع ْرضه أ ْو َ ْ‬
‫َان َل ُه َع َم ٌل َصالِ ٌح ُأ ِخ َذ ِمنْ ُه بِ َقدْ ِر َم ْظ َل َمتِ ِه َوإِ ْن َل ْ َتك ُْن‬ ‫َو َل ِد ْر َه ٌم؛ إِ ْن ك َ‬
‫حم َل َع َل ْيه» [أخرجه البخاري]‪،‬‬
‫ِ‬ ‫احبِ ِه َف ِ‬ ‫َات ص ِ‬ ‫َات ُأ ِخ َذ ِمن سيئ ِ‬ ‫َل ُه َح َسن ٌ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِّ‬
‫قبل الذهاب إىل احلج ِمن كل الذنوب واآلثام‪،‬‬ ‫فعىل احلاج أن يتوب َ‬

‫‪8‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫َ‬
‫احلقوق التي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫وحقريها‪ ،‬وعليه أن يؤ ِّد َ‬ ‫ِ‬
‫وصغريها‪ ،‬عظيمها‬ ‫ِ‬
‫كبريها‬
‫وبخاصة تلك احلقوق املتعلقة َ‬
‫باخللق؛ ألن‬ ‫ٍ‬ ‫بالتمم والكامل‪،‬‬
‫عليه َّ‬
‫حقوق العباد مبني ٌة عىل املخاصمة‪ ،‬بينام حقوق اهلل تعاىل مبني ٌة عىل‬
‫واألهم ِمن هذا أن‬
‫ُّ‬ ‫املساحمة‪ ،‬وليقلع عن الذنوب‪ ،‬ويندم عىل فعلها‪،‬‬
‫احلاج بيت اهلل‬ ‫ي ِ‬
‫عقد العز َم عىل َّأل يعو َد إليها أبدً ا‪ ،‬وإال فكيف يفد‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫تعاىل ويدعوه ويطلب عفوه ورمحته وهو يعزم عىل معصيته وخمالفة‬
‫أمره؟!!‬

‫‪ -2‬إخالص العمل هلل تعاىل‪ :‬فيجب عىل من يريد احلج أن خيلص‬


‫ِ‬
‫الثواب من اهلل‬
‫َ‬ ‫ن َّيته هلل تعاىل‪ ،‬ال يريد سمع ًة وال ً‬
‫رياء‪ ،‬وأن يكون مبتغ ًيا‬
‫تعاىل وحده‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱸ‬
‫[البينة‪ ،]5 :‬ويقول ‪:‬ﱹ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﱸ [األنعام‪ ،]162 :‬وقال سيدنا رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِن ََّم‬
‫أيضا‪« :‬إِ َّن اهلل َل َي ْق َب ُل ِم ْن ا ْل َع َم ِل‬
‫ْالَ ْع َم ُل بِال ِّن َّي ِة» [متفق عليه]‪ ،‬وقال ً‬
‫َان َله َخالِصا وابت ُِغ ِ‬
‫ي بِه َو ْج ُه ُه» [أخرجه النَّسائي]‪.‬‬
‫ً َ ْ َ‬ ‫إِ َّل َما ك َ ُ‬

‫‪9‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫ِ‬
‫لزيارة ربه ومواله‪،‬‬ ‫احلاج أن يستشعر أنه ذاهب‬ ‫‪ّ -3‬‬
‫الشوق‪ :‬عىل‬
‫ِّ‬
‫فليطلب القرب من الكريم الواحد املنان‪ ،‬وليمأل قل َبه ُح ًّبا وشو ًقا‬
‫هلذه الزيارة‪.‬‬
‫يستشعر أنه يميش يف ٍ‬
‫طرق مشى فيها سيدنا رسول اهلل‬ ‫َ‬ ‫وعليه أن‬
‫ﷺ‪ ،‬وليرجع بعقله إلى ذكريات المرسلين واألصحاب األولين‬
‫والتابعين والصالحين‪.‬‬

‫الحجاج والمعتمرين في كل العصور‬‫َ‬ ‫ومن الشوق أننا نرى‬


‫يشتاقون إلى البيت كلما فارقوه‪ ،‬ويتلهفون إليه فور أن يتركوه؛ فمن‬
‫ذاق ّلذة الوصال عرف‪ ،‬ومن شرب من نهر المحبة اغترف‪.‬‬

‫‪ -4‬إعداد نفقة احلج من ال َّط ِّيب احلالل‪ :‬قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮓ‬


‫ﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﱸ [البقرة‪ ،]٢٦٧:‬أمر اهلل‬
‫وأن َفسه‪ ،‬وقال ﷺ‪:‬‬ ‫جوده َ‬ ‫تعاىل املؤمنني باإلنفاق من أطيب املال َ‬
‫وأ َ‬
‫ب َل َي ْق َب ُل إِ َّل َط ِّي ًبا» [أخرجه مسلم] فإذا كانت النفقة خبيثة‬
‫«إِ َّن اهلل َط ِّي ٌ‬

‫‪10‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫فبأي وجه يقابل احلاج ربه؟!! وكيف يرجو الوصال وبفعله قطع‬
‫احلبال؟!!‬

‫‪ -5‬اصطحاب الرفقة الصاحلة‪ :‬ينبغي أن حيرص عىل أال يسافر‬


‫وحده؛ ألن النبي ﷺ أمرنا باجلامعة والرفقة يف السفر‪ ،‬وكان النبي ﷺ‬
‫َان‪،‬‬ ‫الراكِ َب ِ‬
‫ان َش ْي َطان ِ‬ ‫ب َش ْي َط ٌ‬
‫ان‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬
‫«الراك ُ‬
‫يكره الوحد َة يف السفر‪ ،‬وقال‪َّ :‬‬
‫ْب» [أخرجه الرتمذي]‪ ،‬وإذا ترافق ثالث ٌة أو أكثر َّأمروا عىل‬ ‫ال َث ُة َرك ٌ‬
‫َوال َّث َ‬
‫أنفسهم أفضلهم وأجودهم رأ ًيا؛ حلديث‪« :‬إِ َذا كَان َث َل َث ٌة يف ٍ‬
‫سفر‬
‫احلاج رفق ًة طيب ًة صاحل ًة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫َف ْل ُي َؤ ِّم ُروا َأ َحدَ ُه ْم» [أخرجه أبو داود]‪ ،‬فيطلب‬
‫احلاج‬
‫ّ‬ ‫تُعينُه عىل الطاعة‪ ،‬وتذكِّره إذا نيس‪ ،‬وحت ُّثه عىل اخلري‪ ،‬وليحرص‬
‫أن يكون عونًا هلم ويف خدمتهم‪ ،‬فهذا من أعظم الرب‪.‬‬

‫‪ -6‬احلرص عىل تع ُّلم كيفية احلج‪ :‬فال بد إذا أراد احلج أن يتعلم‬
‫واضحا يف مناسك احلج‪،‬‬
‫ً‬ ‫كيفيته‪ ،‬ويستحب أن يستصحب معه كتا ًبا‬
‫وأن ُيديم ُمطالعته‪ ،‬ليتعلم كل ما عليه فعله أثناء هذه الرحلة املباركة‪،‬‬
‫وال بأس أن يرتدد عىل العلامء والفقهاء قبل الذهاب للحج ليتعلم‬
‫النسك‪.‬‬
‫منهم كيفية ُ‬

‫‪11‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫فالسنَّة إذا أراد‬
‫‪ -7‬الدعاء وتوديع األهل عند اخلروج من البيت‪ُّ :‬‬
‫اخلروج من بيته أن يقول ما صح عن سيدنا رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫املسلم‬
‫ك ِم ْن َأ ْن َأ ِض َّل َأ ْو ُأ َض َّل َأ ْو َأ ِز َّل َأ ْو ُأز ََّل َأ ْو َأ ْظلِ َم‬
‫«ال َّل ُه َّم إِ ِّن َأ ُعو ُذ بِ َ‬
‫ي َه َل َع َ َّل» [أخرجه أبو داود]‪ ،‬ويقول ما روي‬ ‫َأ ْو ُأ ْظ َل َم َأ ْو َأ ْج َه َل َأ ْو ُ ْ‬
‫الر ُج ُل ِم ْن َب ْيتِ ِه‬‫أن النبي ﷺ قال‪ « :‬إِ َذا َخ َر َج َّ‬ ‫عن سيدنا أنس‬
‫ت َع َل ال َّل ِه‪َ ،‬ل َح ْو َل َو َل ُق َّو َة إِ َّل بِال َّل ِه‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ي َق ُال‬ ‫َف َق َال‪ :‬بِ ْس ِم ال َّل ِه ت ََو َّك ْل ُ‬
‫يت» [أخرجه أبو داود]‪.‬‬ ‫يت‪َ ،‬وك ُِف َ‬ ‫ِحينَئِ ٍذ‪ُ :‬ه ِد َ‬

‫يودع أهله هبذا‬ ‫يتصدق بيشء عند خروجه‪ ،‬وأن َ‬ ‫َ‬ ‫يستحب له أن‬
‫ُّ‬ ‫كام‬
‫يم َأ ْع َملِك ُْم»‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«أ ْست َْود ُع ال َّل َه دينَك ُْم َو َأ َما َن َتك ُْم َو َخ َوات َ‬
‫الدعاء اجلميل‪َ :‬‬
‫واحلاج أوىل الناس باتباع هذه السنة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫[أخرجه أبو داود]‪،‬‬

‫التكبري أثناء إقال ِع الطائرة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فالسن ُة‬


‫ُّ‬ ‫‪ -8‬التكبري والتسبيح‪:‬‬
‫َق َال ‪ُ « :‬كنَّا‬ ‫والتسبيح عند ُهبوطِها‪َ ،‬ف َع ْن سيدنا َجابِ ِر ْب ِن َع ْب ِد ال َّل ِه‬
‫َبنَا َوإِ َذا َن َز ْلنَا َس َّب ْحنَا» [أخرجه البخاري]‪ .‬ويفعل ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ َذا َصعدْ نَا ك َّ ْ‬
‫أيضا يف كل مكان يصعد إليه أو هيبط منه‪ ،‬وعند ركوب كل وسيلة‬ ‫ً‬
‫مواصالت والنزول منها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ويستحب أن يتفر َغ للعبادة والطاعة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -9‬التفرغ للعبادة والطاعة‪:‬‬
‫فقد كان الصاحلون من هذه األمة إذا أحرموا انقطعوا عن الكالم يف‬
‫إذا‬ ‫أمور الدنيا‪ ،‬وانشغلوا بالعبادة والتأمل والتفكر‪ ،‬كان ُشيح‬
‫أحرم كأنّه ح ّي ٌة ّ‬
‫صم ُء [سري أعالم النبالء]‪.‬‬

‫للحاج أن يكون خال ًيا عن مشاغل الدنيا وعن التجارة؛‬


‫ِّ‬ ‫فاألفضل‬
‫حج ُه؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫القلب‪ ،‬فإن اجتر مع ذلك صح ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تشغل‬ ‫ألهنا‬
‫ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻﱸ‬
‫[ البقرة‪.]١٩٨:‬‬

‫ويستحب له املداومة عىل الطهارة‬


‫ُّ‬ ‫‪ -10‬التزام الطهارة والصالة‪:‬‬
‫يقظ ًة وقبل النوم‪ ،‬واملحافظة عىل الصالة يف أوقاهتا املرشوعة‪ ،‬وله أن‬
‫ُسن السنن الراتبة مع الفرائض يف السفر‪،‬‬
‫يقص الصالة وجيمعها‪ ،‬وت ّ‬
‫ُ‬
‫كام تسن يف احلرض‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪13‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أدعية مأثورة‬

‫وهناك بعض األدعية التي تستحب للمسافر عامة‪ ،‬وللحاج عىل‬


‫سبيل اخلصوص‪:‬‬

‫‪ -‬دعاء املسافر للمقيم‪:‬‬

‫أستودعكم اهلل الذي ال تضيع ودائعه‪.‬‬

‫‪ -‬دعاء السفر‪:‬‬

‫س ِج َس‪َ ،‬ق َال‪ :‬ك َ‬ ‫ِ‬


‫َان‬ ‫َع ْن سيدنا َع ْبد اهلل ْب ِن َ ْ‬
‫النَّبِ ُّي َص َّل اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم إِ َذا َسا َف َر َي ُق ُ‬
‫ول‪« :‬ال َّل ُه َّم‬
‫اص َح ْبنَا ِف َس َف ِرنَا‪،‬‬ ‫احب ِف الس َف ِر‪ ،‬و َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اخللي َف ُة ِف األَ ْه ِل‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الص ُ‬ ‫ْت َّ‬ ‫َأن َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫الس َف َر‪َ ،‬وكَآ َب ِة املنْ َق َل ِ‬ ‫ِ‬
‫ك م ْن َو ْع َثاء َّ‬
‫اخ ُل ْفنَا ِف َأهلِنَا‪ ،‬ال َّلهم إِن َأعو ُذ بِ َ ِ‬
‫ُ َّ ِّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َو ْ‬
‫وء املنْ َظ ِر ِف ْالَ ْه ِل‬ ‫و ِمن احلو ِر بعدَ ا ْلكَو ِر‪ ،‬و ِمن دعو ِة امل ْظ ُلومِ‪ ،‬و ِمن س ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ْ َ ْ ََْ‬ ‫َ َ ْ َْ‬
‫يح]‬ ‫ِ‬
‫يث َح َس ٌن َصح ٌ‬ ‫املال»‪[ .‬أخرجه الرتمذي وقال‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬ ‫َو ِ‬

‫‪14‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫واحلور بعد الكور‪ :‬أي الرجوع من اإليامن إىل الكفر أو من الطاعة‬
‫إىل املعصية‪.‬‬

‫‪ -‬ذكر ما بعد اإلحرام‪:‬‬

‫لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال رشيك لك‬


‫لبيك‪ ،‬إن احلمد والنعمة لك وامللك ال رشيك‬
‫لك‪[ .‬متفق عليه]‪.‬‬

‫‪ -‬عند دخول احلرم‪:‬‬


‫«بسم اهلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول‬
‫اهلل ﷺ‪ ،‬أعوذ باهلل العظيم‪ ،‬وبوجهه الكريم‪،‬‬
‫وسلطانه القديم‪ ،‬من الشيطان الرجيم» [أخرجه‬
‫أيضا‪« :‬اللهم اغفر يل ذنويب‪ ،‬وافتح‬
‫أبو داود]‪ ،‬وقل ً‬
‫يل أبواب رمحتك» [أخرجه مسلم]‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫‪ -‬عند رؤية الكعبة‪:‬‬

‫وتكريم‬
‫ً‬ ‫وتعظيم‬
‫ً‬ ‫اللهم ِز ْد هذا البيت ترشي ًفا‬
‫ِ‬
‫حجه أو‬‫وكرمه ممَّن َّ‬ ‫رشفه َّ‬ ‫ومهاب ًة‪ ،‬وز ْد من َّ‬
‫وبرا‪ ،‬اللهم أنت السالم‪ ،‬ومنك‬ ‫وتعظيم ًّ‬
‫ً‬ ‫وتكريم‬
‫ً‬ ‫اعتمره ترشي ًفا‬
‫فح ِّينَا ر َّبنا بالسالم [أخرجه البيهقي يف السنن الصغرى]‪.‬‬‫السالم‪َ ،‬‬

‫‪ -‬بني الركن واحلجر األسود‪:‬‬

‫ربنا آتنا يف الدنيا حسنة وىف اآلخرة حسنة‬


‫وقنا عذاب النار [البقرة‪.]201 :‬‬

‫‪ -‬عند صعود الصفا واملروة‪:‬‬

‫يقرأ قوله تعاىل‪ :‬ﱹ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬


‫ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﱸ [البقرة‪ ،]١٥٨:‬ثم يقول بعدها‪( :‬أبدأ بام بدأ اهلل به)‪،‬‬
‫ثم يرقى عىل الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كام يرفعها‬

‫‪16‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫عند الدعاء ويقول‪ :‬اهلل أكرب اهلل أكرب اهلل أكرب‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫رشيك له‪ ،‬له امللك‪ ،‬وله احلمد‪ ،‬وهو عىل كل يشء قدير‪ ،‬ال إله إال‬
‫اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬ونرص عبده‪،‬‬
‫أيضا عند املروة‪.‬‬
‫وهزم األحزاب وحده [أخرجه مسلم]‪ .‬ويفعل ذلك ً‬

‫‪ -‬عند العودة من السفر‪:‬‬

‫يقول دعاء السفر السابق ويزيد عليه‪« :‬آيبون‪ ،‬تائبون‪ ،‬عابدون‪،‬‬


‫لربنا حامدون» [أخرجه مسلم]‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫شروط وجوب احلج‬

‫اإلسالم‬

‫استطاعة‬
‫شروط‬
‫مالية وبدنية‬ ‫وجوب احلج‬ ‫العقل‬

‫البلوغ‬

‫احلج عىل اإلنسان فهي‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والبلوغ‪،‬‬ ‫ِ‬


‫وجوب ِّ‬ ‫ُ‬
‫رشوط‬ ‫وأما‬
‫والعقل‪ ،‬واالستطاعة املالية والبدنية ألداء هذه الفريضة‪ ،‬فمن قدر‬
‫بدن ًّيا ومل يقدر مال ًّيا فال جيب عليه احلج‪ ،‬ومن قدر مال ًّيا وعجز بدن ًّيا‬
‫أناب عنه َمن يؤدي الفريضة مكانه ـ عىل املختار ـ ‪ ،‬ومن كان عليه‬
‫َدين ٌّ‬
‫حال فعليه أن يؤد َيه ألهله ثم حيج ويعتمر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫شاب لزواجها وال ُ‬


‫أملك إال‬ ‫أحج‪ ،‬وتقدم البنيت ٌ‬‫السؤال‪ :‬أردت أن َّ‬
‫مبل ًغا من املال يكفي للحج أو لزواج ابنيت فأيهما يقدم‪ :‬احلج أم‬
‫جتهيز ابنيت للزواج؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫احلج فرض‪ ،‬والزواج‬


‫فاألصل أن يقدم احلج عىل الزواج؛ ألن َّ‬
‫الزواج ً‬
‫فرضا يف بعض األحوال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سنة‪ ،‬وقد يكون‬

‫وعليه‪ :‬فنقول للسائل الكريم إذا خفت عىل ابنتك من ضياع‬


‫فرصة الزواج‪ ،‬أو كان من يتقدم البنتك شاب رضيت منه اخللق‬
‫والدين‪ ،‬وكانت هناك رضورة للزواج‪ ،‬فحينئذ جيوز تقديم الزواج‬
‫عىل احلج‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬هل احلج من املال احلرام يسقط فريضة احلج؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫َ‬
‫مكتمل‬ ‫حجه‬
‫احلاج َّ‬
‫ُّ‬ ‫احلج باملال احلرام‪ ،‬فإن أدى‬ ‫ُّ‬ ‫فال جيوز‬
‫بامل حرا ٍم فقد سقطت عنه فريضة احلج وال‬ ‫األركان والرشوط ٍ‬

‫«وإِ َذا َخ َر َج ـ أي احلاج ـ بِالنَّ َف َق ِة‬ ‫يأخذ ثوا ًبا عليها؛ لقول النبي ﷺ‪َ :‬‬
‫الس َم ِء‪َ :‬ل‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ا ْلخَ بِي َث ِة َف َو َض َع ِر ْج َل ُه ِف ا ْلغ َْر ِز َفنَا َدى‪َ :‬ل َّب ْي َ‬
‫ك؛ نَا َدا ُه ُمنَاد م َن َّ‬
‫ك غ َْي َم ْب ٍ‬ ‫ك َو َل َس ْعدَ ْي َ‬
‫ك‪ ،‬زَا ُد َك َح َرا ٌم َو َن َف َقت َ‬ ‫َل َّب ْي َ‬
‫ور»‬ ‫ُك َح َرا ٌم‪َ ،‬و َح ُّج َ ُ ُ‬
‫[أخرجه الطرباين يف املعجم الكبري واألوسط]‪.‬‬

‫والغرز‪ :‬ركاب الناقة سواء كان من جلد أو خشب‪ .‬واهلل تعاىل‬


‫أعلم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال ‪ :‬هل جيوز سفر املرأة للحج بدون َ ْ‬


‫م َرم؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫حتتاج عند حجها إىل حمرم‬


‫ُ‬ ‫فقد ذهب بعض الفقهاء‪ :‬إىل أن املرأ َة‬
‫من حمارمها يسافر معها‪ ،‬سواء أكان املحرم من النسب أم الصهر أم‬
‫الرضاع‪ ،‬فيجوز أن تسافر املرأة مع أبيها أو أخيها أو عمها أو خاهلا‬
‫أو غري ذلك من حمارمها‪ ،‬أو تسافر مع زوجها‪.‬‬

‫حمرما حيج معها وكان‬


‫وأجاز بعض الفقهاء‪ :‬للمرأة إذا مل جتد ً‬
‫معها مجاعة من النساء أو الرجال مأمونة ُ‬
‫اخللق والدين والرفقة‪ ،‬فإن‬
‫املرأة يصح أن حتج يف صحبة هذه الرفقة‪ ،‬ويكفي يف هذه الرفقة وجود‬
‫امرأة واحدة‪ ،‬ألن الرفقة تقطع األطامع فيها‪.‬‬

‫تستطيع أن حتج وحدها‬


‫ُ‬ ‫وذهب بعض الفقهاء‪ :‬إىل أن املرأة‬
‫بدون حمرم‪ ،‬إذا كانت تأمن الطريق‪ ،‬وال ختاف عىل نفسها‪ ،‬وال‬

‫‪21‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫عىل عرضها إذا سافرت بمفردها‪ ،‬والدليل عىل ذلك ما ورد َع ْن‬
‫َق َال‪َ :‬ب ْينَا َأنَا ِعنْدَ النَّبِ ِّي ﷺ إِ ْذ َأتَا ُه َر ُج ٌل‬ ‫ي ْب ِن َحاتِ ٍم‬ ‫ِ‬
‫سيدنا َعد ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َشكَا إِ َل ْي ِه ا ْل َفا َق َة‪ُ ،‬ث َّم َأتَا ُه َ‬
‫ي‬‫يل‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬يا َعد ُّ‬ ‫السبِ ِ‬‫آخ ُر َف َشكَا إِ َل ْيه َق ْط َع َّ‬
‫ت‬ ‫ْت َعن َْها‪َ .‬ق َال‪َ « :‬فإِ ْن َطا َل ْ‬‫ت‪َ :‬ل ْ َأ َر َها َو َقدْ ُأ ْنبِئ ُ‬ ‫ال َريةَ» ُق ْل ُ‬ ‫ت ِْ‬ ‫َه ْل َر َأ ْي َ‬
‫َاف‬‫وف بِا ْل َك ْع َب ِة َل َت ُ‬
‫ال َري ِة َحتَّى َت ُط َ‬ ‫ت ُل ِمن ِْ‬
‫ْ‬
‫ك حيا ٌة َل َتين ال َّظ ِعينَ َة تَر َ ِ‬
‫ْ‬ ‫بِ َ َ َ َ َ َّ‬
‫َأ َحدً ا إِ َّل ال َّل َه» [أخرجه البخاري]‪.‬‬

‫وعليه‪ :‬فيجوز للمرأة أن تسافر بدون حمرم عرب وسائل السفر‬


‫املأمونة لفريضة احلج‪ ،‬إذا كانت تأمن عىل نفسها املخاطر يف سفرها‬
‫وإقامتها وعودهتا‪ ،‬وال حرج عليها يف ذلك‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬جتنب اجلدال واخلصام‪ ،‬فهى‬


‫أمور ال تأيت بخري‪ ،‬يقول تعاىل‪ :‬ﱹ ﭑ ﭒ‬
‫ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫[البقرة‪]١٩٧ :‬‬ ‫ﭠﭡ ﱸ‬

‫‪22‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬أعمل بالسعودية بعقد عمل وجاء موسم احلج وحججت‬


‫خمال ًفا للشروط اليت وضعتها اجلهة املختصة للحج‪ ،‬هل حجي صحيح‬
‫أم ال؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫احلج وسيل ٌة للتطهري ال الرتكاب اآلثام‪ ،‬وخمالفة ويل األمر ـ‬


‫فإن َّ‬
‫مم َّث ًل يف جهة تنظيم احلج يف بالد احلجازـ أمر غري رشعي‪.‬‬
‫أما عن استكامل أركان احلج وواجباته فاحلج صحيح ي ِ‬
‫سق ُط‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُّ‬
‫وي َسب ً‬
‫نفل إن مل يكن حجة‬ ‫الفرض إن كان َح َّج َة اإلسالم‪ُ ،‬‬
‫اإلسالم‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫قلوب ذهبت‬
‫ٌ‬ ‫احلج رحلة قلوب ال رحلة أبدان فقط‪،‬‬
‫إىل هناك لتتزود ومتتلئ بالرمحات والربكات‬
‫واإليامنيات‪ ،‬فاغتنم أوقاتك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أركان احلج‬

‫احلج يف‪ :‬اإلحرام‪ ،‬والطواف حول البيت‪ ،‬والسعي‬ ‫أركان ِّ‬


‫ُ‬ ‫تتم َّث ُل‬
‫يتم احلج إال بأداء هذه‬‫بني الصفا واملروة‪ ،‬والوقوف بعرفة‪ ،‬فال ُّ‬
‫األركان‪.‬‬
‫اإلحرام‪ :‬وهو نِ َّي ُة الدخول يف النُّسك‪ ،‬وبه‬
‫قدر هذه الفريضة العظيمة حيث إن اهلل‬ ‫يتبني ُ‬
‫تعاىل جعل ألدائها أوقاتًا وأزمانًا وأوصا ًفا معينة‪،‬‬
‫ومواقيت‬
‫ٌ‬ ‫مواقيت زماني ٌة جيب أال َّ‬
‫تتأخر‬ ‫ٌ‬ ‫فهناك‬
‫َجاوز‪.‬‬‫مكاني ٌة جيب أال ُتت َ‬
‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬تذكر وأنت تغتسل‬
‫إلحرامك أن اهلل يريد هبذا االغتسال أن‬
‫يمحو عنك آثار الدنيا ومشاغلها‪ ،‬وأن ُيلصك له؛ فاهتم بطهارة‬
‫ونق قلبك من‬
‫باطنك كام هتتم بطهارة ظاهرك‪ ،‬وختلص من اآلثام ِّ‬
‫كل ما سوى اهلل جل جالله‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫واملواقيت نوعان‪ :‬مواقيت زمانية ومكان َّية‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫الزماين‪ :‬هو الوقت الذي جيوز اإلحرام فيه‪ ،‬ويشمل شهر‬
‫ّ‬ ‫فامليقات‬
‫شوال وذا القعدة والتسع األول من ذي احلجة حتى فجر يوم النحر ـ‬
‫عىل الراجح ـ ؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﱹﭑ ﭒ ﭓﭔﱸ [البقرة‪.]197 :‬‬
‫املكاين هو‪ :‬املواضع التي ال حيل للحاج وال للمعتمر‬ ‫ّ‬ ‫وامليقات‬
‫رسول اهلل ﷺ فعن‬ ‫ُ‬ ‫جتاوزها بغري إحرام‪ ،‬وهذه املواضع حددها‬
‫ِ‬
‫املدينة‬ ‫ِ‬
‫ألهل‬ ‫هلل ﷺ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫قال‪« :‬و َّق َ‬
‫ت‬ ‫سيدنا عبد اهلل بن ع ّباس‬
‫ِ‬
‫وألهل‬ ‫ِ‬
‫املنازل‪،‬‬ ‫قرن‬
‫نجد َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وألهل الشا ِم ُ‬
‫اجل ْح َف َة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫احل َل ِ‬
‫ذا ُ‬
‫وألهل ْ‬ ‫يفة‪،‬‬
‫أهلهن ممن أراد‬
‫َّ‬ ‫هلن‪ ،‬وملن أتى عليهن من غري‬
‫فه َّن َّ‬ ‫ِ‬
‫اليمن َي َل ْم َل َم‪ .‬قال‪ُ :‬‬
‫دوهنن فمن َأهلِه‪ ،‬وكذا فكذلك‪ ،‬حتى ُ‬
‫أهل‬ ‫َّ‬ ‫احلج والعمرةَ‪ ،‬فمن كان‬ ‫َّ‬
‫مك َة ُي ِّلون منها» [متفق عليه]‪.‬‬

‫يتجرد من مالبسه املخيطة‪ ،‬ويرتدي‬


‫ومن أراد اإلحرام فعليه أن َّ‬
‫أداء املناسك‪ ،‬ثم يمتنع عن حمظورات اإلحرام‪.‬‬
‫مالبس اإلحرام ناو ًيا َ‬
‫ومالبس اإلحرام بالنسبة للرجال‪ ،‬قطعتان من القامش إحدامها‬
‫إزارا‪ ،‬واألخرى تسرت النصف العلوي‬
‫تسرت النصف السفيل وتسمى ً‬
‫رداء‪.‬‬
‫وتسمى ً‬
‫وجيوز اإلح رام يف أي مالبس غري خمـيطة مهـام كان لوهنا‪ ،‬إال أن‬
‫اقتداء بسيدنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وتجن ًب ا لمظاهر الدنيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫األبيض أفضل؛‬

‫‪26‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫استحضارا لمشاهد اآلخرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫و‬
‫تتربج‪ ،‬وال تَلبس النِّقاب‬ ‫واملرأة ترتدي ما تشاء دون أن تتزين أو َّ‬
‫ب ا ْل َم ْر َأ ُة املحرمة‪ ،‬والَ تل َب ْس‬
‫وال ال ُقـ َّفازين؛ لـقوله ﷺ‪« :‬والَ َت َتنَ ّق ْ‬
‫ال ُق ّفا َز ْي ِن» [أخرجه البخاري]‪.‬‬
‫سن ملن أراد اإلحرام أن يغتسل قبل إحرامه؛ لقول سيدنا ابن‬
‫و ُي ّ‬
‫«من السنة أن يغتسل عند إحرامه» [أخرجه ابن أيب شيبة]‪،‬‬ ‫عمر‬
‫سن ذلك حتى للحائض والنفساء‪.‬‬‫و ُي ّ‬
‫سن له أن يتنظف بأخذ شعر إبطيه وعانته وقص شاربه‬ ‫و ُي ّ‬
‫ِ‬
‫وأظافره‪ ،‬وجيوز له وضع الطيب عىل بدنه قبل الرشوع يف اإلحرام‪.‬‬
‫سن أن يصيل ركعتني عند إحرامه؛ ألن سيدنا رسول اهلل ﷺ‬ ‫و ُي ّ‬
‫الحليفة ركعتين [أخرجه مسلم]‪ ،‬يقرأ في الركعة‬ ‫كان يركع بذي ُ‬
‫األولى بسورة الكافرون‪ ،‬وفي الثانية بقل هو الله أحد‪ ،‬ثم ُيهل بعدها‬
‫باإلحرام ً‬
‫قائل‪ :‬اللهم حجة ال رياء فيها وال سمعة [أخرجه ابن ماجه]‪.‬‬
‫سن للمحرم أن يشرتط عند إحرامه إن ُأحرص‪ ،‬بأن يقول عند‬ ‫و ُي ّ‬
‫حيث حبستني‪،‬‬ ‫حجا فإن حبسني حابس فمحيل ُ‬ ‫ِ‬
‫إحرامه‪ :‬لبيك اللهم ً‬
‫فمن قال هذا عند اإلحرام فال دم عليه إن أحرم ومل يتمكن من إمتام ما‬
‫أحرم به من حج أو عمرة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫اإلكثار من التلبية من حني اإلحرام إىل بداية طواف العمرة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ويسن‬
‫ُّ‬
‫وإىل رمي مجرة العقبة يف احلج يوم العيد‪ .‬ويلبي راك ًبا وماش ًيا‪ ،‬ويف‬
‫حال النزول والصعود‪ ،‬وعىل كل حال‪.‬‬
‫احلج‪ ،‬يرفع هبا الرجل صوتَه‪ ،‬وجتهر هبا املرأة إال‬ ‫شعار ِّ‬ ‫ُ‬ ‫والتلبي ُة‬
‫ُس هبا‪ ،‬وصيغتها كام ورد عن سيدنا ابن عمر‬ ‫ِ‬
‫عند الرجال األجانب فت ُّ‬
‫ك‬‫يك َل َ‬‫ش َ‬ ‫ك الَ َ ِ‬‫ك‪َ ،‬ل َّب ْي َ‬‫ك ال َّل ُه َّم َل َّب ْي َ‬ ‫أن تلبية الرسول ﷺ‪َ « :‬ل َّب ْي َ‬
‫ك ‪ ،‬الَ َي ِزيدُ َع َل‬‫يك َل َ‬ ‫ش َ‬ ‫ك ‪ ،‬الَ َ ِ‬ ‫ك َوا ْل ُم ْل َ‬ ‫ك‪ ،‬إِ َّن ا ْل َح ْمدَ َوالنِّ ْع َم َة َل َ‬
‫َل َّب ْي َ‬
‫ت » [متفق عليه]‪.‬‬ ‫ه ُؤالَ ِء ا ْلكَلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ك َل َّب ْي َ‬
‫ك َو َس ْعدَ ْي َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يزيد فيها‪َ « :‬ل َّب ْي َ‬ ‫وكان سيدنا ابن عمر‬
‫ك َوا ْل َع َم ُل» [أخرجه مسلم]‪.‬‬ ‫اء إِ َل ْي َ‬
‫الر ْغ َب ُ‬ ‫َوا ْلخَ ْي ُر بِ َيدَ ْي َ‬
‫ك ‪َ ،‬ل َّب ْي َ‬
‫ك َو َّ‬

‫اللهم لك‬
‫َّ‬ ‫احلاج بعد التَّلبية‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪( :‬لو قال‬ ‫قال اإلمام الرازي‬
‫شي‪ ،‬وحلمي ودمي‪ ،‬كان َح َسنًا)‪.‬‬ ‫أحرم نفيس وشعري و َب َ ِ‬ ‫َ‬

‫؛‬ ‫ولتعلم أخي احلاج الكريم‪ ،‬أن معنى التلبية‪ ،‬إجابة نداء اهلل‬
‫َ‬
‫ولتخش أن يقال لك‪ :‬ال لبيك وال سعديك‪،‬‬ ‫ً‬
‫مقبول‪،‬‬ ‫فلرتج أن تكون‬
‫ُ‬
‫ولتكن بني الرجاء واخلوف مرت ِّد ًدا‪ ،‬وعن حولك وقوتك متربئًا‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫وكرمه مت ً‬
‫َّكل‪.‬‬ ‫وعىل فضل اهلل‬

‫قال سفيان بن ُعيينة ‪ :‬حج عيل بن احلسني ‪ ،‬فلام أحرم‬


‫اصفر لونه‪ ،‬وانتفض‪ ،‬ووقعت عليه‬ ‫َّ‬ ‫واستوت به راحلته ‪..‬‬
‫الرعدةُ‪ ،‬ومل يستطع أن ُيلبي‪ ،‬فقيل له‪ :‬مل َ ال تُلبي؟ فقال‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫فلم ل ّبى ‪ُ ..‬غ َ‬
‫يش‬ ‫أخشى أن ُيقال يل‪ :‬ال لبيك وال سعديك‪ّ ،‬‬
‫عليه ووقع عن راحلته‪ ،‬فلم يزل يعرتيه ذلك حتى قىض‬
‫حجه [سري أعالم النبالء]‪.‬‬
‫ّ‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬تذكر وأنت ختلع مالبسك‬


‫الكفن‬
‫َ‬ ‫املخيطة امللونة‪ ،‬وتلبس مالبس اإلحرام ‪..‬‬
‫ول َّف َ‬
‫ك فيه‪.‬‬
‫فام أشبه مالبس اإلحرام بالكفن‪ ،‬فكالمها ليس بمخيط‪ ،‬وما أشبه‬
‫ذاهب للقاء ربه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫املحرم بامليت‪ ،‬فكالمها‬
‫تذكر حال موتك ووقوفك بني يدي ربك‪ ،‬فهذا يبعث يف نفسك‬
‫اخلشوع والتذلل خلالقك وموالك‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫أنواع اإلحرام‪:‬‬

‫هو أن حترم باحلج مفر ًدا‬


‫فت للقدوم‪ ،‬ثم إن شئِ َ‬
‫اإلفراد‬
‫سعيت للحج أو‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫وصلت مكة ُط َ‬
‫َ‬ ‫فإذا‬
‫أخرت السعي إىل بعد طواف اإلفاضة‪ ،‬وال حتلق وال تقرص وال‬
‫تتحلل من إحرامك إال بعد رمي مجرة العقبة واحللق يوم العيد‬
‫وال جيب عليك هدي‪.‬‬

‫أن حترم بالعمرة واحلج م ًعا‬


‫سعيت للحج أو‬
‫َ‬ ‫ت‬‫فت للقدوم‪ ،‬ثم إن شئِ َ‬
‫وصلت مكة ُط َ‬
‫َ‬ ‫فإذا‬
‫أخرت السعي إىل بعد طواف اإلفاضة‪ ،‬وال حتلق وال تقرص وال‬
‫ِ‬
‫القران‬
‫تتحلل من إحرامك إال بعد رمي مجرة العقبة واحللق يوم العيد‬
‫وجيب عليك هدي‪.‬‬

‫أن حترم بالعمرة يف أشهر احلج ثم حتل منها‪ ،‬ثم حترم باحلج‬
‫قرصت‬
‫َ‬ ‫وحلقت أو‬
‫َ‬ ‫وسعيت للعمرة‪،‬‬
‫َ‬ ‫وصلت مكة ُط َ‬
‫فت‬ ‫َ‬
‫وحتللت من إحرامك‪ ،‬فإذا كان يوم الرتوية ـ الثامن من ذي‬
‫َ‬
‫فإذا‬
‫التمتع‬
‫وأتيت بجميع أفعاله وجيب‬
‫َ‬ ‫أحرمت باحلج وحده‪،‬‬
‫َ‬ ‫احلجة ـ‬
‫عليك هدي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫أمر به أصحا َبه‬ ‫ُ‬


‫وأفضل األنواع التمتع؛ ألن النبي ﷺ َ‬
‫[أخرجه البخاري]‪ ،‬ثم ِ‬
‫الق َران ثم ا ِ‬
‫إلفراد‪.‬‬

‫أخي احلاج‪ ،‬وأنت تقول لبيك اللهم لبيك‪ ،‬استشعر‬


‫أنك ُت َل ِّبي دعوة سيدنا إبراهيم ‪ ،‬واذكر فضل‬
‫اهلل تعاىل عليك‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫حمظورات اإلحرام‬

‫يشء من الشعر أو األظفار‪ ،‬لكن إن سقط‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫للمحرم إزالة‬ ‫ال جيوز‬
‫أظفاره ناس ًيا‬ ‫أخ َذ شيئًا من شعره أو ق َّلم‬ ‫يشء منها بدون ٍ‬
‫قصد أو إن َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫يشء عليه ـ عىل الراجح ـ‪.‬‬
‫احلكم فال َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫جاهل‬ ‫أو‬

‫ب يف البدن أو الثوب‪ ،‬وال بأس بام بقى‬ ‫ِ‬


‫للمحرم التط ُّي ُ‬ ‫ال جيوز‬
‫من أثر ال ِّطيب الذي فعله قبل إحرامه يف بدنه‪ ،‬أما يف ثوبه فالبد‬
‫من غسله‪.‬‬
‫ذكرا كان أو أنثى‬
‫حمرما كان أو غري حمرم ً‬‫حيرم عىل املسلم ً‬
‫التعرض للصيد الربي بالقتل أو التنفري واملعاونة عىل ذلك داخل‬
‫حدود احلرم‪.‬‬
‫حيـ ُـرم عــى املســلم ِ‬
‫حمر ًمــا كان أو غــر حمــرم قطــع شــجر احلــرم‬
‫ونباتــه األخــر الــذي نبــت بغــر فعــل اإلنســان‪.‬‬

‫حمرما كان أو غري حمرم التقاط اللقطة من نقود‬


‫ال جيوز للمسلم ً‬
‫وذهب وفضة وغريها يف البلد احلرام إال لتعريفها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ال جيوز للمحرم تغطي ُة الرأس باإلحرام وخالفه مما يلصق‬


‫عىل الرأس مثل الكوفية‪ ،‬الغُرتة والعاممة‪ ،‬وإن غطى املحرم رأسه‬
‫ً‬
‫جاهل احلكم‪ ،‬وجب عليه إزالة الغطاء متى تذكَّر أو علم‬ ‫ناس ًيا أو‬
‫باحلكم وال يشء عليه ـ عىل الراجح ـ‪.‬‬

‫ال جيوز للمرأة وقت اإلحرام لبس القفازين يف يدهيا‪ ،‬وال‬


‫تسرت وجهها بالنقاب أو الربقع‪ ،‬إال إذا خشيت الفتنة‪ ،‬فتسدل‬
‫يسريا من غطاء الرأس عىل وجهها‪.‬‬
‫سرتا ً‬
‫ً‬
‫ال جيوز للمحرم خطبة النساء وعقد النكاح عليهن‬
‫ٍ‬
‫بشهوة؛ حلديث‬ ‫سواء لنفسه أو لغريه‪ ،‬واجلامع ومبارشهتن‬
‫أن النبي ﷺ قال‪« :‬الَ َينْكِحِ ا ْل ُم ْح ِر ُم‪َ ،‬والَ‬
‫سيدنا عثامن‬
‫ُينْكِ ْح‪َ ،‬والَ َ ْ‬
‫ي ُط ْ‬
‫ب» [أخرجه مسلم]‪.‬‬
‫ِ‬
‫املخيط عىل اجلسم كله أو بعضه‬ ‫ال جيوز للمحرم لبس‬
‫كالثوب والقميص والربانس والرساويل ولبس اخلفني‪ ،‬إال‬
‫إزارا جاز له لبس الرساويل‪ ،‬ومن مل جيد نعلني جاز‬
‫إذا مل جيد ً‬
‫له لبس اخلفني وال حرج يف ذلك‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫مباحات اإلحرام‬

‫جيوز لك‪ :‬متشيط الشعر وتنظيفه‪ ،‬وحك الرأس أو البدن‪ ،‬كل‬


‫ذلك برفق؛ حتى ال يسقط يشء من الشعر‪.‬‬
‫فإن فعلت ذلك برفق وسقط شعر بغري قصد‪ ،‬فال يشء عليك‪.‬‬

‫جيوز لك‪ :‬االغتسال للتربد أو للتنظيف‪ ،‬وتنظيف ثياب اإلحرام‬


‫وغسلها‪ ،‬أو إبداهلا‪.‬‬

‫جيوز لك‪ :‬لبس‪ :‬النظارة‪ ،‬واخلاتم‪ ،‬وساعة اليد‪ ،‬واحلزام‪ ،‬والكمر‬


‫حلفظ املتعلقات الشخصية‪ ،‬والنعلني إن مل يصال إىل الكعبني‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫جيوز لك‪ :‬االستظالل بام ال يكون مالص ًقا للرأس‪،‬‬
‫الذي‬ ‫كاخليمة والشمسية‪ ،‬ملا جاء يف حديث سيدنا جابر‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫حج َة النبي ﷺ‪َ َ :‬‬
‫«وأ َم َر بِ ُق َّبة م ْن َش ْع ِر ت ْ َ‬
‫ُض ُب َل ُه بِنَم َرةَ‪،‬‬ ‫وصف َّ‬
‫ت َل ُه‬ ‫ول ال َّل ِه ﷺ َحتَّى َأتَى َع َر َف َة َف َو َجدَ ا ْل ُق َّب َة َقدْ ُ ِ‬
‫ض َب ْ‬ ‫َف َس َار َر ُس ُ‬
‫بِن َِم َر َة َفنَز ََل ِ َبا» [أخرجه مسلم]‪.‬‬

‫جيوز لك‪ :‬االكتحال‪.‬‬

‫‪َ :‬‬
‫«أ َّن النَّبِ َّي‬ ‫جيوز لك‪ :‬االحتجام؛ ملا ورد َع ِن سيدنا ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس‬
‫احت ََج َم َو ُه َو ُم ِْر ٌم» [متفق عليه]‪.‬‬
‫ﷺ ْ‬

‫جيوز لك‪ :‬التداوي‪ ،‬وربط اجلروح‪.‬‬

‫جيوز لك‪ :‬قتل الفواسق اخلمس؛ ملا ورد عن أم املؤمنني السيدة‬


‫اس ُق‪ُ ،‬ي ْق َت ْل َن ِف َ‬‫«خْس َفو ِ‬
‫احل َرمِ‪:‬‬ ‫‪ ،‬عن النبي ﷺ‪ ،‬قال‪َ ٌ َ :‬‬ ‫عائشة‬
‫ور» [أخرجه‬ ‫ب ال َع ُق ُ‬ ‫اب‪َ ،‬وال َك ْل ُ‬ ‫ال َف ْأ َرةُ‪َ ،‬وال َع ْق َر ُب‪َ ،‬و ُ‬
‫احلدَ َّيا‪َ ،‬والغ َُر ُ‬
‫البخاري]‪.‬‬
‫جيوز لك‪ :‬قتل الذباب‪ ،‬والقمل‪ ،‬والنمل‪ ،‬وغريها من احلرشات‬
‫املؤذية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬ما هي املالبس املناسبة للمرأة يف احلج؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫تلبس ما جرت‬ ‫ثياب خمصص ٌة ُ‬


‫تلبسها يف احلج‪ ،‬وإنام ُ‬ ‫فليس للمرأة ٌ‬
‫ساترا لبدهنا وليس فيه زين ٌة وال تشب ٌه‬
‫عادتا بلبسه برشط أن يكون ً‬ ‫ُ‬
‫بالرجال وال تلبس النقاب وال القفازين‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال ‪:‬حكم لبس احلذاء الطيب للحاج احملرم من ذوي‬


‫االحتياجات اخلاصة؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫‪36‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫فيجوز لبس احلذاء الطبي وربطه برباطه املعدِّ له يف مثل حالة‬
‫السائل؛ ألن هذه رضورة‪ ،‬والرضورات تبيح املحظورات؛ لقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﱹ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﱸ [احلج‪]٧٨ :‬؛ ولقوله ﷺ‬
‫يف احلديث الرشيف عن عمرو بن حييى املازين عن أبيه أن رسول اهلل‬
‫ِ‬
‫ض َر َوالَ َ‬
‫ض َار» [أخرجه ابن ماجه وأمحد]‪.‬‬ ‫ﷺ قال‪« :‬الَ َ َ‬
‫وإذا كان هذا احلذاء ال يغطي القدم فال يشء يف لبسه ـ اتفا ًقا ـ ‪،‬‬
‫أما إن كان يغطي القدم وحييط هبا فال يشء عليه ـ عىل الراجح ـ ؛ ألنه‬
‫ِ‬
‫حاجته له‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬ ‫حمظورا ال إتالف فيه مع‬ ‫فعل‬
‫ً‬
‫السؤال‪ :‬حكم استخدام الصابون املعطر أثناء اإلحرام؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫فإ َّن ُه حيرم استخدام العطر يف البدن أو الثياب ملن تل َّبس باإلحرام‪،‬‬
‫العلامء هل الصابون املع َّطر من‬
‫ُ‬ ‫فهو من حمظوراته‪ ،‬وقد اختلف‬
‫العطر؟ فمنهم من يرى أنه من العطر‪ ،‬ومنهم من يرى أنه ليس من‬
‫العطر‪ ،‬واالحتياط أفضل السيام إذا كان من النوع الزكي الرائحة‪.‬‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم استعمال احلقيبة اليت تلف على وسط احلاج‬
‫احملرم؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫فمن ضوابط اإلحرام أال يكون خمي ًطا‪ ،‬واملخيط هو الذي يعدُّ‬
‫للبس يف األمور العادية‪ ،‬وما يسأل عنه السائل غري ُم َعدٍّ ملثل ذلك‪،‬‬
‫حلمل املتاع وغريه‪ ،‬فليست داخل ًة يف نطاق املخيط‬ ‫ِ‬ ‫ولكنها حقيب ٌة‬
‫املنهي عنه فيكون استعامهلا جائزًا وال يشء يف ذلك سواء استخدمها‬ ‫ِّ‬
‫يف احلرم أو غريه‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫َّ‬
‫يتدفأ به احلاج‬ ‫السؤال‪ :‬ما حكم استخدام شيء ثقيل‬
‫كالبطانية أو ما شابهها؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫ٍ‬
‫بيشء يتد َف ُأ‬ ‫ٍ‬
‫عمرة أن ُيغطي نفسه‬ ‫بحج أو‬ ‫ِ‬
‫للمحرم‬ ‫فإنه جيوز‬
‫ٍّ‬
‫يفصل أعضاءه‪ ،‬وبرشط أال‬ ‫ُ‬
‫بحيث ِّ‬ ‫به‪ ،‬برشط أال يلبسه عىل جسمه‬
‫يغطي بذلك رأسه‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬ذهبت ألداء فريضة احلج‪ ،‬ومل أحرم إال بعد أن جاوزت‬
‫امليقات فماذا أفعل؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫فعىل السائل أن يعود إىل امليقات فيحرم منه‪ ،‬وال يشء عليه إن مل‬
‫يكن قد تل َّب َس بِ َب ِ‬
‫عض الن ُُّسك‪ ،‬فإن كان السائل قد أحرم بعد جماوزته‬
‫امليقات وأدى بعض النسك بإحرام ناقص‪ ،‬أو خيش إن رجع إىل‬
‫امليقات أن يفوته الوقوف بعرفة فعليه دم ِ‬
‫لرتك اإلحرام من امليقات‪.‬‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬ماحكم غسل املرأة احملرمة شعرها ومتشيطه؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫غسل شعرها ونقضه ومتشيطه؛ فقد ِ‬
‫أذ َن‬ ‫يباح للمرأة املحرمة ُ‬
‫فإنه ُ‬
‫يف ذلك وهي حمرم ٌة بقوله‪ « :‬انقيض‬ ‫الرسول ﷺ للسيدة عائشة‬
‫رأسك وامتشطي» [متفق عليه]‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم شم الروائح الطيبة بالنسبة للمحرم؟‬


‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫ٌ‬
‫خمتلف فيه بني الفقهاء‪ ،‬فمنهم من قال‪:‬‬ ‫فإن شم املحرم للروائح الطيبة‬
‫بالكراهة‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬باحلرمة‪ ،‬لذلك يستحب للمحرم أن يمتنع عن‬
‫شمها قصدً ا‪ ،‬أما شمها بال قصد فال كراهة فيه وال حتريم‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ِّ‬
‫السؤال‪ :‬كيف يفعل من ابتلي باحلدث املستمر (سلس البول ـ انفالت‬
‫الريح ـ االستحاضة) يف مناسك احلج؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬اعلم أن احلرم كله يأخذ حكم املسجد‪ ،‬وال جيوز تلويث املسجد‬
‫بالنجاسات‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﱸ [البقرة ‪ ]125 :‬فيجب عىل من به‬
‫سلس بول أو استحاضة أن يتحفظ حتى ال تصيب النجاسة شيئًا من‬
‫احلرم‪ ،‬وهذا يف املناسك كلها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ثان ًيا‪ :‬النسك الوحيد الذي يشرتط له الطهارة هو الطواف‪ ،‬واملعذور‬
‫يتوضأ قبل الرشوع يف الطواف‪ ،‬ثم يطوف وال يبايل بام خيرج منه‪ .‬واهلل‬
‫تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬إذا وصلت مكة فتذكر عظمتها وقدرها ومكانتها‬
‫عند اهلل تعاىل ورسوله‪ ،‬فهي أحب بقاع الدنيا إىل اهلل ورسوله‪ ،‬وهي قبلة‬
‫املسلمني‪ ،‬فيها ُولد سيد األنام وإمام املرسلني ﷺ‪ ،‬وفيها هبط الوحي‬
‫وانفجرت منها أنواره عىل الدنيا‪ ،‬فيها ماء زمزم الذي باركه اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ماء عىل األرض‪ ،‬فيها تتضاعف احلسنات‪ ،‬وتتزايد العطايا‬ ‫وهو خري ٍ‬
‫ٍ‬
‫لعذاب ألي ٍم من اهلل‬ ‫رشا أو معصي ًة ت ّ‬
‫َعرض‬ ‫والربكات‪ ،‬من نوى فيها ً‬
‫ﱹﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﱸ [احلج‪،]25 :‬‬
‫وطيب اخللق‪ ،‬وحتىل فيها بجميل‬
‫َ‬ ‫حسن األدب‪،‬‬
‫َ‬ ‫فالتزم أخي الكريم فيها‬
‫اخلصال والفعال‪.‬‬

‫َ‬
‫قلبك مهابة‬ ‫واآلن ‪-‬أخي‪ -‬توجه إىل البيت احلرام بعد أن متأل‬
‫لرب البيت‪ ،‬واستشعر يف قلبك معاين املحبة ولقاء‬
‫وإعظاما ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإجالل‬
‫احلبيب األعظم جل جالله‪ ،‬حتى إذا دخلت البيت من باب السالم ‪-‬إن‬
‫استطعت‪ -‬ووجهت فؤادك ونظرك إىل الكعبة املباركة املرشفة أخذتك‬
‫اخلشية‪ ،‬وسيطرت عىل أركانك املهابة‪ ،‬وخضعت هلل الواحد األحد جل‬
‫يف عاله‪.‬‬

‫هنا يرجتف قلبك‪ ،‬وتنهمر بالدموع عينيك‪ ،‬وقد ختر عىل ركبتيك‬
‫ً‬
‫وإذالل للملك جل جالله‪.‬‬ ‫إذعانًا وخضو ًعا‬

‫‪42‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫وقتها تفتح لك األبواب‪ ،‬وتنتقل إىل حرضت موالك‪ ،‬ف ُيسمع نداؤك‪،‬‬
‫ويرب خاطرك‪.‬‬ ‫ويقبل دعاؤك‪ُ ،‬‬

‫استثمر الفرصة‪ ،‬واستشعر عظمة خالقك ورمحته ولطفه وكرمه‪ ،‬وأنك‬


‫ضيفه‪ ،‬فمهام ك ُثرت ذنو ُبك‪ ،‬وتعددت عيو ُبك‪ ،‬فقد أقبلت عىل الكريم‪،‬‬
‫الذي َيرب اخلواطر‪ ،‬ويعفو ويغفر‪ ،‬ويبدل للتائبني السيئات حسنات‪.‬‬
‫َف ْار ُج رمحة ربك‪ ،‬واسأله دوام الوصال واملحبة‪ ،‬واخللود يف اجلنان‪،‬‬
‫والعتق من النريان‪ ،‬وأال حيرمك حج بيته احلرام وزيارة نب ّيه عليه الصالة‬
‫وارج منه أن يرزقك النظر إىل وجهه الكريم كام رزقك النظر إىل‬
‫والسالم‪ُ ،‬‬
‫بيته العظيم‪ ،‬واشكره عىل تبليغه إ ّياك هذه الرتبة‪ ،‬واسأله من خريي الدنيا‬
‫واآلخرة ما شئت‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫ثان ًيا‪:‬الوقوف بعرفة‬

‫األعظم للحج‪ ،‬كام قال النبي ﷺ‪« :‬ا ْل َح ُّج َع َر َف ُة‪َ ،‬ف َم ْن‬ ‫ُ‬ ‫الركن‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ج ٍع ـ أي ليلة مزدلفة ـ ‪،‬‬ ‫َأ ْد َر َك َل ْي َل َة َع َر َف َة َق ْب َل ُط ُلو ِع ا ْل َف ْج ِر م ْن َل ْي َلة َ ْ‬
‫َف َقدْ ت ََّم َح ُّج ُه» [أخرجه النسائي]‪ ،‬وإذا مل يقف احلاج يف عرفة وقت‬
‫الوقوف فال حج له‪.‬‬

‫وقت الوقوف‪ :‬ما بني زوال الشمس يوم عرفة ـ أي من بعد الظهر ـ‬
‫يوم التاسع إىل طلوع فجر يوم العيد‪.‬‬
‫رشوطه‪:‬‬
‫يشرتط أن يكون الوقوف يف أرض عرفات ال يف غريها‪ ،‬وعرفة‬
‫ٌ‬
‫موقف إال بطن ُع َرنة فال جيوز الوقوف فيه‪ ،‬وجيزئ الوقوف‬ ‫كلها‬

‫‪44‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫بعرفة ولو للحظة‪ ،‬كام جيزئ الوقوف ولو عىل غري طهارة‪ ،‬ولو وقف‬
‫أيضا‪.‬‬
‫نائم أو أغمي عليه أجزأه ً‬
‫ً‬
‫سننه‪:‬‬
‫سن لإلمام أن خيطب خطبة عرفة‪ ،‬ويصيل احلاج الظهر والعرص‬
‫ُي ّ‬
‫تقديم يف وقت الظهر‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقرصا‬
‫ً‬ ‫مج ًعا‬
‫مستقبل الكعبة‪ ،‬وأن‬ ‫ً‬ ‫متطهرا‪ ،‬وأن يقف‬ ‫ً‬ ‫سن للحاج أن يكون‬ ‫و ُي ّ‬
‫جيتهد يف الدعاء والذكر والتوبة والتذلل هلل تعاىل‪.‬‬
‫«خ ْ ُي‬ ‫ب‪َ ،‬ع ْن َأبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َجدِّ ِه‪َ ،‬أ َّن النَّبِ َّي ﷺ َق َال‪َ :‬‬ ‫َع ْن َع ْم ِرو ْب ِن ُش َع ْي ٍ‬
‫ون ِم ْن َق ْب ِل‪َ :‬ل إِ َل َه‬
‫ت َأنَا َوالنَّبِ ُّي َ‬ ‫اء َي ْو ِم َع َر َف َة‪َ ،‬و َخ ْ ُي َما ُق ْل ُ‬ ‫ِ‬
‫الدُّ َعاء ُد َع ُ‬
‫ش ٍء‬ ‫احل ْمدُ َو ُه َو َع َل ك ُِّل َ ْ‬ ‫ك َو َل ُه َ‬ ‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا ُمل ْل ُ‬
‫ش َ‬ ‫إِ َّل ال َّل ُه َو ْحدَ ُه َل َ ِ‬
‫ِ‬
‫سن رفع اليدين يف الدعاء‪.‬‬ ‫ير»[أخرجه‪ :‬الرتمذي]‪ ،‬كام ُي ّ‬ ‫َقد ٌ‬

‫سن للحاج قراءة القرآن‪ ،‬واإلكثار من الصالة عىل سيدنا‬


‫و ُي ّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪.‬‬

‫يكثر من االستغفار لنفسه ولغريه من أقاربه‬‫سن للحاج أن َ‬ ‫و ُي ّ‬


‫وإخوانه من املسلمني؛ فقد قال سيدنا رسول اهلل ﷺ ‪« :‬اللهم اغفر‬
‫للحاج‪ ،‬وملن استغفر له احلاج»[أخرجه احلاكم يف املستدرك]‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫مكروهات الوقوف بعرفة‪:‬‬

‫ويكر ُه للحاج الصو ُم يف هذا اليوم‪ ،‬واإلرساع يف امليش راك ًبا‬


‫َ‬ ‫*‬
‫أحد‪ ،‬ويكره له التطوع بني صاليت‬‫أو ماشيا حتى ال يتسبب يف إيذاء ٍ‬
‫ً‬
‫الظهر والعرص‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬احذر من التقصري يف هذا‬


‫اليوم؛ فإنه أعظم األيام‪ ،‬واملوقف أعظم املجامع‪،‬‬
‫جيتمع فيه األولياء واخلواص‪ ،‬ويكثر البكاء‪،‬‬
‫فهناك تسكب العربات‪ ،‬وتقال العثرات‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬ال تزاحم احلجيج يف أداء‬


‫رحيم رفي ًقا بحجاج‬
‫ً‬ ‫املشاعر واملناسك‪ ،‬وكن‬
‫بيت اهلل احلرام‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫سن لك وأنت يف طريقك إىل‬


‫أخي احلاج الكريم‪ُ ،‬ي ّ‬
‫عرفات أن تقول‪ :‬اللهم إليك توجهت‪ ،‬وإىل‬
‫مربورا‪ ،‬وارمحني‬
‫ً‬ ‫مغفورا‪ ،‬وحجي‬
‫ً‬ ‫وجهك الكريم أردت‪ ،‬فاجعل ذنبي‬
‫وال ختيبني‪ ،‬إنك عىل كل ٍ‬
‫يشء قدير‪.‬‬

‫ُي َس ّن الوقوف عند الصخرات‬

‫‪47‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم من مل يدرك الوقوف بعرفة؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فمن أحرم ومل يدرك الوقوف بعرفة حتلل بعمل عمرة‪ ،‬وعليه‬
‫القضاء واهلدي يف العام املقبل‪ ،‬وال جيزئه أن َ‬
‫يقف بعرفة يوم النحر؛‬
‫مؤقت ال يتأدى يف غري وقته كسائر الفرائض‬ ‫ٌ‬ ‫فرض‬ ‫ألن الوقوف بعرفة ٌ‬
‫اء َي ْو َم الن َّْح ِر َو ُع َم ُر ْب ُن‬
‫َج َ‬ ‫املؤقتة‪ ،‬وقد ورد َأ َّن َه َّب َار ْب َن ْالَ ْس َو ِد‬
‫ين‪َ ،‬أ ْخ َط ْأنَا ا ْل ِعدَّ َة ‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َين َْح ُر َهدْ َي ُه‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬يا َأم َري ا ْل ُم ْؤمن َ‬ ‫ا ْلخَ َّط ِ‬
‫اب‬
‫ب إِ َل َم َّك َة‬ ‫ُكنَّا ن ََرى َأ َّن َه َذا ا ْل َي ْو َم َي ْو ُم َع َر َف َة‪َ ،‬ف َق َال ُع َم ُر ‪« :‬ا ْذ َه ْ‬

‫‪48‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫احلِ ُقوا‬ ‫َان َم َعك ُْم‪ُ ،‬ث َّم ْ‬‫ك ‪َ ،‬وان َْح ُروا َهدْ ًيا ‪ ،‬إِ ْن ك َ‬ ‫ف َأن َ‬
‫ْت َو َم ْن َم َع َ‬ ‫َف ُط ْ‬
‫صوا‪َ ،‬و ْار ِج ُعوا‪َ ،‬فإِ َذا ك َ‬
‫َان َعا ٌم َقابِ ٌل َف ُح ُّجوا َو َأ ْهدُ وا‪َ ،‬ف َم ْن َل ْ َيِدْ‬ ‫َ‬
‫أ ْو َق ِّ ُ‬
‫َف ِص َيا ُم َث َل َث ِة َأ َّيا ٍم ِف ا ْل َح ِّج َو َس ْب َع ٍة إِ َذا َر َج َع» [أخرجه مالك والبيهقي]‪.‬واهلل‬
‫تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم وقوف احلائض بعرفات؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫وقوف احلائض بعرفة جائ ٌز وال يشء عليها؛ حلديث سيدنا‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫َي َأ ْن َل‬ ‫ِ‬
‫« ا ْف َعل ك ََم َي ْف َع ُل ا ْل َح ُّ‬
‫اج غ ْ َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ للسيدة عائشة‬
‫وف بِا ْلبي ِ‬
‫ت َحتَّى َت ْط ُه ِري»‪ .‬وعن السيدة عائشة قالت‪« :‬نفست‬ ‫َت ُط ِ َ ْ‬
‫أسامء بنت عميس بمحمد بن أيب بكر بالشجرة‪ ،‬فأمر رسول اهلل‬
‫يأمرها بأن تغتسل وهتل» [أخرجه مسلم]‪ ،‬فاحلائض‬ ‫ﷺ أبا بكر‬
‫والنفساء تفعل كل ما يفعل احلاج غري أهنا ال تطوف بالبيت حتى‬
‫تطهر‪ ،‬ويستحب هلا االغتسال قبل الوقوف بعرفة‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬توجه بعد إحرامه من امليقات إىل عرفات ليلة التاسع‬


‫من ذي احلجة ومل يبت يف منى هذه الليلة فما احلكم؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫املبيت يف‬
‫َ‬ ‫يشء؛ ألن‬
‫احلج يف هذه احلالة صحيح وليس عليه ٌ‬
‫فإن َّ‬
‫مستحب‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ِمنى ليلة عرفة‬

‫السؤال‪ :‬مل يستطع صعود جبل الرمحة يف عرفة‪ ،‬فما احلكم؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فإن صعود جبل الرمحة ليس من السنة‪ ،‬والوقوف عند الصخرات‬


‫هو مكان وقوف النبي ﷺ‪ ،‬وبالتايل فحجه يف السؤال املذكور صحيح‬
‫وقد أصاب السنة‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم من انصرف من عرفات قبل غروب الشمس؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فقد اختلف الفقهاء يف هذه احلالة عىل أقوال‪ ،‬واملختار للفتوى‬


‫جزءا من الليل فحجه‬‫ً‬ ‫هنارا فقط ومل يقف‬
‫أن من وقف بعرفات ً‬
‫صحيح عند احلنفية والشافعية والصحيح عند احلنابلة‪ ،‬وعليه د ٌم‬
‫ـ عىل الراجح ـ‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬الوقوف بعرفة آكد أركان احلج‪،‬‬


‫كثريا‪ ،‬فالزم‬
‫ً‬ ‫وقد بذلت من النفقة واجلهد شيئًا‬
‫األحوط لعبادتك وال ترتخص يف الوقوف بعرفة خاصة‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬استشعر معنى أن اهلل تعاىل‬


‫ٍ‬
‫نعمة‬ ‫ورشفك بزيارته‪ ،‬فأنت يف‬
‫استدعاك إىل بيته َّ‬
‫ٍ‬
‫عظيمة‪َ ،‬فأ ِّد شكرها بحسن أداء الفريضة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أخي احلاج الكريم ‪ ،‬يف هذا اليوم العظيم يتجىل اهلل‬


‫عىل عباده‪ ،‬ويباهي هبم املالئكة‪ ،‬ويغفر هلم‪ ،‬ويستجيب‬
‫هلم الدعاء‪ ،‬فأكثر من التلبية والتكبري والتهليل‪ ،‬ومن تالوة القرآن‪،‬‬
‫ومن الصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬والترضع يف الدعاء‪،‬‬
‫وكل من حتب‪ ،‬وال تنس إخوانك من املسلمني‬ ‫واذكر يف دعائك أهلك‪َّ ،‬‬
‫يف مشارق األرض ومغارهبا‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬أحسن ظنك باهلل تعاىل‪ ،‬وال‬


‫ب أملك‪ ،‬و ُيض ِّي ُع سعيك‪ ،‬ويدخر عنك‬‫تظن ََّّن أنه ُي ِّي ُ‬
‫حيرض‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الذنوب أن‬ ‫إن من أعظ ِم‬
‫رمحته‪ ،‬فقد قيل‪ّ :‬‬
‫أن اهلل تعاىل مل يغفر له‪.‬‬ ‫ويظن َّ‬
‫َّ‬ ‫عرفات‬

‫‪52‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬الطواف‪:‬‬

‫ٍ‬
‫صفة‬ ‫وهو التعبدُ هلل تعاىل بالدوران حول الكعبة املرشفة عىل‬
‫خمصوصة‪ ،‬وهو عباد ٌة مرشوع ٌة قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫ٍ‬

‫‪،]29‬‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ [احلج ‪:‬‬

‫وقال سبحانه‪ :‬ﱹ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬


‫ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﱸ [البقرة ‪.]125 :‬‬

‫‪53‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫وشروطه‪:‬‬

‫‪ -‬الطهار ُة من احلدث األصغر واألكرب عند مجهور الفقهاء‪.‬‬

‫‪ -‬وطهارة الثوب والبدن من النجاسة‪.‬‬

‫طوف بالبيت ُعر َيان»‬


‫‪ -‬وسرت العورة؛ حلديث النبي ﷺ‪« :‬ال َي ُ‬
‫[أخرجه‪ :‬مسلم]‪.‬‬

‫ً‬
‫جاعل‬ ‫يطوف سبعة أشواط مبتدئ من احلجر األسود‬
‫َ‬ ‫‪ -‬وأن‬
‫البيت عن يساره‪.‬‬

‫‪ -‬كام تشرتط املواال ُة بني األشواط عند املالكية واحلنابلة‪ ،‬فإن‬


‫ٌ‬
‫طويل أثناء الطواف فعليه أن يعيد طوافه من بدايته‬ ‫ٌ‬
‫فاصل‬ ‫حصل‬
‫مر ًة أخرى عندهم‪ ،‬فإن مل ُي ِعد وبنى عىل ما مىض من أشواط فطوافه‬
‫صحيح عند احلنفية والشافعية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫وسننه‪:‬‬

‫‪ -‬االضطباع‪ :‬وهو أن جيعل املحرم وسط ردائه حتت إبطه األيمن‪،‬‬


‫وطرفيه عىل عاتقه األيرس‪ ،‬ليكون منكبه األيمن مكشو ًفا‪.‬‬

‫والر َمل‪ :‬يف األشواط الثالثة األوىل وامليش يف األربعة الباقية‪،‬‬


‫‪َّ -‬‬
‫(والر َمل هو اإلرساع يف امليش مع تقارب‬ ‫ّ‬ ‫وهو خاص بالرجال‪.‬‬
‫الخُ طى)‪.‬‬

‫احلجر األسود وتقبيله‪ :‬عند االستطاعة من غري‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬واستالم‬


‫مزامحة‪ ،‬فإن اشتد الزحام فتكفي اإلشارة إليه باليد وقول‪ :‬بسم اهلل‬
‫‪ ..‬اهلل أكرب‪ ،‬فعن سيدنا عمر بن اخلطاب ‪ ،‬أن النبي ﷺ‪ ،‬قال له‪:‬‬
‫الض ِع َ‬
‫يف‪،‬‬ ‫ي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َل ُتزَاح ْم َع َل ا ْل َح َج ِر‪َ ،‬فت ُْؤذ َ‬ ‫َّك َر ُج ٌل َق ِو ٌّ‬ ‫« َيا ُع َم ُر إِن َ‬
‫استَلِ ْم ُه‪َ ،‬وإِ َّل َف ْ ِ‬‫إِ ْن َو َجدْ َت َخ ْل َو ًة َف ْ‬
‫َب» [أخرجه أمحد]‪،‬‬ ‫اس َت ْقب ْل ُه َف َه ِّل ْل َوك ِّ ْ‬
‫فاحذر أخي الكريم من إيذاء املسلمني ومدافعتهم؛ فإثم هذا أكرب‬
‫من ثواب تقبيل احلجر‪ ،‬إذ تقبيله سنة وإيذاء املسلمني حرام‪.‬‬

‫وبعد ذلك يدعو احلاج هبذا الدعاء املأثور‪( :‬اللهم أمانتي أديتُها‪،‬‬
‫وميثاقي و ّفيتُه‪ ،‬اشهد يل باملوافاة)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬عند استالمك للحجر أو اإلشارة إليه اعلم‬
‫فصم ْم عزيمتَك عىل الوفاء ببيعتك‬
‫ِّ‬ ‫عىل طاعته‪،‬‬ ‫مبايع هلل‬
‫ٌ‬ ‫أنك‬
‫ت‪.‬‬ ‫فمن غدر يف املبايعة ‪ ..‬استحق ا ُمل ْق َ‬

‫واعلم‪ ،‬أن هذا احلجر املبارك قطعة من اجلنة‪ ،‬وأنه يشهد‬


‫ملن ق َّبله أو أشار إليه‪ ،‬فقد قال سيدنا رسول اهلل ﷺ عن‬
‫ص ِبِ َم‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احلجر‪« :‬واهلل َل َي ْب َع َثنَّ ُه اهلل َي ْو َم الق َي َامة َل ُه َع ْينَان ُي ْب ُ‬
‫اس َت َل َم ُه بِ َح ٍّق» [أخرجه الرتمذي]‪.‬‬ ‫ولِس ٌ ِ ِ‬
‫ان َينْط ُق بِه‪َ ،‬ي ْش َهدُ َع َل َم ْن ْ‬ ‫َ َ‬
‫احلجر‪ ،‬وتصل إىل باب البيت‪،‬‬
‫َ‬ ‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬بعدما جتاوز‬
‫ً‬
‫متذلل له‪( :‬اللهم هذا البيت بيتك‪ ،‬وهذا احلرم‬ ‫توجه إىل اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ِ‬
‫العائذ بك من النار)‪.‬‬ ‫حرمك‪ ،‬وهذا األمن أمنك‪ ،‬وهذا مقام‬

‫‪ -‬واستالم الركن اليامين بيده إن استطاع‪ ،‬والدعاء يف الطواف بام‬


‫يشاء من األدعية‪.‬‬

‫‪ -‬التوجه بعد الفراغ من الطواف إىل مقام إبراهيم وهو يتلو‪:‬‬


‫ﱹ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﱸ [البقرة‪ ،]125:‬وصالة ركعتني‬

‫‪56‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫صل الركعتني يف أي مكان‬ ‫خلف مقام إبراهيم‪ ،‬فإن مل يتيرس َّ‬
‫باملسجد‪ ،‬والسنّة أن يقرأ يف الركعة األوىل بسورة الكافرون‪ ،‬ويف‬
‫الثانية باإلخالص‪ ،‬ويصيل املسلم ركعتي الطواف يف أي وقت بعد‬
‫الطواف‪.‬‬

‫‪ -‬التوجه بعد صالة ركعتي الطواف إىل احلجر مرة أخرى‪،‬‬


‫واستالمه أو اإلشارة إليه مع التكبري‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪..‬فليأت امللتز َم ‪-‬وهو بني احلجر‬ ‫إذا أتم احلاج الطواف سب ًعا‬
‫وليلتزق بالبيت‪ ،‬وليتع َّل ْق‬
‫ْ‬ ‫والباب‪ ،‬وهو موضع استجابة الدعاء‪،-‬‬
‫وليلصق بطنه بالبيت‪ ،‬وليضع عليه خدّ ه األيمن‪ ،‬وليبسط‬ ‫ْ‬ ‫باألستار‪،‬‬
‫عليه ذراعيه وكفيه [انظر‪ :‬سنن ايب داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه]‪ ،‬وليقل‪:‬‬
‫اعتق رقبتي من النار‪ ،‬وأعذين من‬ ‫العتيق؛ ْ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫يارب‬ ‫(اللهم‪،‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬وأعذين من كل سوء‪ ،‬وقنعني بام رزقتني‪ ،‬وبارك‬
‫يل فيام آتيتني‪ ،‬اللهم؛ إن هذا البيت بيتك‪ ،‬والعبد عبدك‪ ،‬وهذا مقام‬
‫العائذ بك من النار‪ ،‬اللهم اجعلني من أكر ِم وفدك عليك)‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬اعلم أنك بالطواف متش ِّب ٌه‬


‫ِ‬ ‫ني َ‬ ‫ِ‬
‫العرش الطائفني‬ ‫حول‬ ‫املقربني‪ ،‬احلا ِّف َ‬
‫باملالئكة ّ‬
‫حوله؛ فتأمل خشوع املالئكة وعبادهتم وذهلم هلل تعاىل وتشبه هبم‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫تظنن أن املقصو َد بالطواف‬
‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬ال َّ‬
‫طواف‬
‫ُ‬ ‫ك بالبيت‪ ،‬بل املقصو ُد‬ ‫ِ‬
‫جسم َ‬ ‫طواف‬
‫ُ‬
‫ختتم إال به‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫قلبِ َ‬
‫الذكر إال منه‪ ،‬وال َ‬
‫َ‬ ‫البيت‪ ،‬حتى ال تبتدئَ‬ ‫رب‬
‫بذكر ِّ‬
‫وختتم بالبيت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫الطواف ِمن‬
‫َ‬ ‫كام تبتدئُ‬
‫ُ‬

‫أخي احلاج‪ ،‬أقم صالتك‪ ،‬وحافظ عليها يف‬


‫مجاعة‪ ،‬واكسب مائة ألف صالة ىف كل صالة‬
‫تصليها ىف احلرم‪ ،‬فأكثرمن النوافل‪ ،‬وال تُض ِّيع هذه الفرصة الغالية‪.‬‬

‫الطواف من داخل احلجر ال حيتسب شو ًطا‬

‫‪58‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫‪59‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬هل تطوف املرأة احلائض؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬

‫طواف للمرأة احلائض؛ وذلك ألن الطواف كالصالة‬


‫َ‬ ‫فإنَّه ال‬
‫يشرتط فيه الطهارة؛ حلديث اإلمامني البخاري ومسلم رمحهام اهلل عن‬ ‫ُ‬
‫ملا حاضت‪ ،‬قال هلا النبي ﷺ‪« :‬ا ْف َع ِل ك ََم َي ْف َع ُل‬ ‫السيدة عائشة‬
‫ِ‬ ‫اج غ َْي َأ ْن َل َت ُط ِ‬
‫«حتَّى‬‫وف بِا ْل َب ْيت َحتَّى َت ْط ُه ِري» ويف رواية‪َ :‬‬ ‫ا ْل َح ُّ َ‬
‫َت ْغت َِس ِل»‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ُؤخ ُر أو يُعج ُ‬
‫ِّل احليض‬ ‫السؤال‪ :‬هل جيوز للمرأة أن تأخذ دوا ًء ي ِّ‬
‫لتتمكن من الطواف؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫دواء من أجل أن تعجل احليض قبل‬ ‫ً‬ ‫فيجوز للمرأة أن تأخذ‬


‫اإلفاضة أو تؤخره بعد طواف اإلفاضة‪ ،‬ويكون ذلك يف حالة‬
‫الرضورة فقط وبرشط أن يكون الدواء آمنًا‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬ما احلكم إذا حاضت املرأة ومل تط ُهر وحان وقت السفر‪،‬‬
‫فكيف تطوف طواف اإلفاضة؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫فإذا حان وقت سفر هذه املرأة وال يمكنها تأخريه حتى تطهر‪،‬‬
‫فاملختار للفتوى أنه جيوز هلا يف حالتها هذه أن تطوف لإلفاضة وهي‬
‫حائض‪ ،‬وال فدية عليها؛ ألنه ال دخل هلا يف نزول الدم عليها‪ ،‬ولكن‬
‫ينبغي عليها أن تتحفظ من نزول الدم وسيالنه يف املسجد‪ .‬واهلل تعاىل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬ما حكم من قطع طوافه عند إقامة الصالة فصلى‪ ،‬هل‬
‫يعيد الطواف أم ال؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فال يعيد الطواف بل يستكمل الطواف من حيث قطعه من أجل‬


‫أن يصيل صالة اجلامعة‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬هل جيوز للقارن واملفرد تأجيل الطواف إىل آخر يوم‬
‫حبيث يكون طواف إفاضة ووداع م ًعا؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫تعجيل طواف اإلفاضة ليكون يوم النحر‪ ،‬وجيوز للقارن‬‫ُ‬ ‫األفضل‬


‫واملفرد تأخريه إىل آخر يوم من أيام احلج وينوي هبذا اإلفاضة والوداع‬
‫م ًعا ‪-‬وهو املختار للفتوى‪ . -‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ماء مبارك‪ ،‬رشب منه‬ ‫اعلم أخي احلاج‪ ،‬أن زمزم ٌ‬
‫سن لك أن‬ ‫قليل منه عىل رأسه؛ ف ُي ّ‬ ‫وصب ً‬‫ّ‬ ‫النبي ﷺ‬
‫ترشب وتتضلع منه ـ أي تكثر من الرشب منه حتى متأل أضالعك ـ‬
‫قليل منه عىل رأسك‪ ،‬فزمزم كام قال ﷺ‪« :‬إِن ََّها ُم َب َار َك ٌة‪ ،‬إِن ََّها‬ ‫ب ً‬ ‫وتص َّ‬
‫ُ‬
‫ط ْعمٍ» [أخرجه مسلم]‪.‬‬ ‫َط َعا ُم ُ‬
‫وزمزم ـ أخي الكريم ـ من مواطن إجابة الدعاء‪ ،‬يقول ﷺ‪« :‬ماء‬
‫زمزم لما ُشرب له» [أخرجه ابن ماجه]‪ ،‬فأكثر عند شربك من الدعاء‬
‫لنفسك وألهلك ولمن تحب ولجميع المسلمين‪.‬‬
‫أنه كان عند الشرب‬ ‫ومما ُأثر عن سيدنا عبد الله بن عباس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من زمزم يقول‪(:‬ال َّلهم إِنِّي َأس َأ ُل َ ِ‬
‫ك ع ْل ًما نَاف ًعا‪َ ،‬و ِر ْز ًقا َواس ًعا‪َ ،‬وش َف ً‬
‫اء‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫اء) [أخرجه الدار قطني]‪.‬‬ ‫ِمن ك ُِّل د ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫نبع ماء زمزم‬

‫‪63‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫راب ًعا‪ :‬السعي بني الصفا واملروة‬


‫وهو التعبدُ هلل بامليش بني الصفا واملروة سبعة أشواط مع الدعاء‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﱸ [البقرة‪.]158 :‬‬
‫شروطه‪:‬‬
‫أن يسبق السعي طواف بالبيت‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أشواط يبدأ من الصفا‬ ‫أن يسعى ماش ًيا سبعة‬
‫وينتهي باملروة‪ ،‬ومن الصفا للمروة شوط‪ ،‬ومن‬
‫املروة للصفا شوط وهكذا‪.‬‬
‫مستحباته‪:‬‬
‫عند صعود الصفا واملروة‪ :‬يقرأ قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﱹ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞﮟﱸ[البقرة‪ ،]١٥٨:‬ثم يقول بعدها‪( :‬أبدأ بام بدأ اهلل به)‪ ،‬ثم‬
‫يرقى عىل الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كام يرفعها‬

‫‪64‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫عند الدعاء ويقول‪ :‬اهلل أكرب اهلل أكرب اهلل أكرب‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫رشيك له‪ ،‬له امللك‪ ،‬وله احلمد‪ ،‬وهو عىل كل يشء قدير‪ ،‬ال إله إال‬
‫اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده‪ ،‬أنجز وعده‪ ،‬ونرص عبده‪،‬‬
‫أيضا عند املروة‪.‬‬
‫وهزم األحزاب وحده [أخرجه مسلم]‪ .‬ويفعل ذلك ً‬

‫ويستحب أن يرسع يف امليش بني العلمني األخرضين‪.‬‬


‫ويستحب السعي عىل طهارة‪.‬‬
‫ويستحب أن ُيكثر احلاج يف السعي من الذكر والدعاء وقراءة‬
‫القرآن‪.‬‬
‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬تذكر يف سعيك السيدة هاجر‬
‫عليها السالم كيف سعت بني الصفا واملروة وتعبت‬
‫وبذلت جهدها يف البحث عن املاء؟ وملا أخذت باألسباب وعرق‬
‫جبينها وأدت ما عليها ‪ ..‬جاءها الفرج والعطاء والكرم من اهلل جل‬
‫جالله‪ ،‬وانفجرت عني زمزم املباركة‪.‬‬
‫فخذ هذا الدرس منهاج حياة ‪ ..‬واجتهد يف طريقك وسعيك وخذ‬
‫باألسباب‪ ،‬وستجد اهلل يفتح لك أبواب اخلري ويرزقك من حيث‬
‫ال حتتسب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫‪66‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬هل جيوز للمرأة أن تسعى بني الصفا واملروة وهي حائض؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬
‫ٌ‬
‫حائض؛ ألن‬ ‫ِ‬
‫للمرأة أن تسعى بني الصفا واملروة وهي‬ ‫فيجو ُز‬
‫الطهارة ليست من رشوط السعي بل هي مستحبة‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬أقيمت الصالة وأنا أسعى بني الصفا واملروة‪ ،‬فماذا أفعل؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فيجوز لك قطع سعيك يف هذه احلالة وحضور صالة اجلامعة‪،‬‬


‫ثم تعيد الشوط الذي قطعته وتكمل باقي األشواط بعده‪ .‬واهلل تعاىل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬هل جيوز ملن حيج قارًنا أن ي ِّ‬


‫ُقدم السعي؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فيجوز للقارن أن يسعى بني الصفا واملروة بعد طواف القدوم وال‬
‫جيب عليه أن يعيد السعي مرة أخرى بعد طواف اإلفاضة‪ .‬واهلل تعاىل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬تذكَّر أنك يف ضيافة اهلل‪ ،‬وأنك‬


‫َ‬
‫فعليك أن‬ ‫وكل من يؤدي الفريضة يف ضيافة الرمحن‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وتعاون‪.‬‬ ‫وحب‬
‫ٍّ‬ ‫رفق ٍ‬
‫ولني وتسامحٍ‬ ‫تتعامل مع ضيوف الرمحن بكل ٍ‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬وأنت تسعى بني الصفا واملروة‪،‬‬


‫مر ًة‬
‫استشعر أنك عبد ترت َّد ُد بباب امللك ذاه ًبا وآتيا َّ‬
‫إخالصك وعبوديتَك و ُذلك له‬ ‫َ‬ ‫بعد أخرى‪ ،‬معلنًا‬
‫وحده ‪ ..‬رجاء أن يالحظك بعني الرمحة‪ ،‬فينعم عليك بعفوه وغفرانه‪،‬‬
‫ترحم يف‬
‫َ‬ ‫مر ًة بعد أخرى ترجو أن‬ ‫وال تزال ترت َّد ُد عىل باب موالك َّ‬
‫ترحم يف األوىل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الثانية إن مل‬

‫‪68‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫واجبات احلج‬
‫واملواقيت هي األماكن التي أمرنا‬ ‫ُ‬ ‫أول‪ :‬اإلحرام من امليقات‪:‬‬ ‫ً‬
‫الرشع باإلحرام من عندها‪ ،‬إعالنًا ببدء مناسك عبادة احلج‪ ،‬وقد‬
‫خاصا‪ ،‬فيام ورد عن سيدنا عبد اهلل‬ ‫ٍ‬
‫حدَّ د الرشع لكل منطقة ميقاتًا ًّ‬
‫يفة‪،‬‬ ‫احل َل ِ‬ ‫ِ‬
‫املدينة ذا ُ‬ ‫ِ‬
‫ألهل‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪« :‬و َّق َ‬
‫ت‬ ‫بن ع ّباس‬
‫ِ‬
‫اليمن‬ ‫ِ‬
‫وألهل‬ ‫ِ‬
‫قرن املنازل‪،‬‬
‫نجد َ‬‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وألهل الشا ِم ُ‬
‫اجل ْح َف َة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وألهل ْ‬
‫احلج‬‫أهلهن ممن أراد َّ‬‫َّ‬ ‫هلن‪ ،‬وملن أتى عليهن من غري‬ ‫َي َل ْم َل َم‪ .‬قال‪ُ :‬‬
‫فه َّن َّ‬
‫أهل مك َة‬ ‫ِ‬
‫دوهنن فمن َأهله‪ ،‬وكذا فكذلك‪ ،‬حتى ُ‬ ‫والعمرةَ‪ ،‬فمن كان‬
‫َّ‬
‫ُي ِّلون منها»[أخرجه مسلم]‪ ،‬و َم ْن ترك اإلحرا َم مل ينعقد نسكه إال به‪.‬‬

‫ألهل املدينة‬ ‫ِ‬


‫احلليفة‬ ‫ذو‬

‫ألهل الشام ومرص‬ ‫ُ‬


‫اجلحف ُة‬

‫ألهل نجد‬ ‫املناز ِل‬


‫َق ْر ُن ِ‬

‫ألهل اليمن‬ ‫َي َل ْم َل ُم‬


‫ألهل ِ‬
‫العراق‬ ‫ذات ِعرق‬

‫‪69‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫هنارا‪ :‬لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الوقوف بعرفة إىل الغروب ملن وقف ً‬
‫ﱹﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﱸ [البقرة ‪ ،]199:‬ولفعل‬
‫يف حديثه‬ ‫سيدنا رسول اهلل ﷺ لذلك‪ ،‬فقد روى سيدنا جابر‬
‫ِ‬
‫حجة النبي ﷺ حيث قال‪َ « :‬ف َل ْم َيز َْل َواق ًفا َحتَّى‬ ‫ِ‬ ‫الطويل يف صفة‬
‫َاب ا ْل ُق ْر ُص‪َ ،‬و َأ ْر َد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غَرب ِ‬
‫ف‬ ‫الص ْف َر ُة َقل ًيل َحتَّى غ َ‬
‫الش ْم ُس‪َ ،‬و َذ َه َبت ُّ‬ ‫ت َّ‬ ‫ََ‬
‫ول ال َّله ﷺ» [أخرجه مسلم]‪ .‬ومعنى َو َد َف َع‬ ‫ِ‬ ‫ُأ َس َام َة َخ ْل َف ُه‪َ ،‬و َد َف َع َر ُس ُ‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ‪ :‬أي أفاض إلى مزدلفة‪.‬‬ ‫َر ُس ُ‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬إذا غربت شمس يوم عرفة‬


‫قليل‪ ،‬ثم أفض مع احلجاج إىل مزدلفة يف‬ ‫انتظر ً‬
‫سكينة وروية ووقار؛ فقد قال ﷺ يف هذا املوقف‪َ « :‬يا َأ ُّ َيا الن ُ‬
‫َّاس‬
‫السكِينَ َة‪[ »...‬أخرجه الرتمذي]‪.‬‬
‫َع َل ْيك ُُم َّ‬

‫‪70‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ثال ًثا‪ :‬املبيت ليلة النحر بمزدلفة‪ :‬ويشرتط فيه البقاء بعد منتصف‬
‫الليل ملدة قدّ رها بعض الفقهاء بمدة صالة ركعتني؛ ألن النبي‬
‫«خ ُذوا عنِّي من ِ‬
‫َاس َكك ُْم» [أخرجه أبو داود وأمحد]‪،‬‬ ‫ﷺ بات هبا‪ ،‬وقال‪ُ :‬‬
‫َ َ‬
‫واألكمل أن يبيت هبا إىل وضوح النهار؛ ألن النبي ﷺ بات هبا حتى‬
‫أسفر النهار‪.‬‬

‫ويف هذه الليلة تُصيل أخي احلاج املغرب والعشاء مجع تأخري‬
‫وقرص‪ ،‬فتُصيل املغرب ثالث ركعات يف وقت العشاء‪ ،‬وتُصيل‬
‫العشاء ركعتني‪.‬‬

‫و ُيسن لك أخي الكريم أن‬


‫جتمع من مزدلفة سبع حصيات؛‬
‫لرتمي هبا مجرة العقبة يوم النحر‪،‬‬
‫وختي احلىص الصغري الذي‬ ‫ّ‬
‫تستطيع أن ترمي به بني أصبعيك‪ ،‬ويكون حجم احلىص مثل حبة‬
‫الباقالء أو عقلة اإلصبع‪ ،‬وال تلتقط األحجار الكبرية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أخي احلاج‪ ،‬بعد أن تُصيل الصبح يوم النحر‪،‬‬


‫توجه إىل املشعر احلرام‪ ،‬واستقبل الكعبة‪ ،‬وأكثر‬
‫يقول‪ :‬ﱹﭼ‬ ‫من الدعاء والذكر واالستغفار والتلبية؛ فاهلل‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎ‬
‫ﮏ ﱸ [البقرة‪.]198 :‬‬

‫مسجد املشعر احلرام بمزدلفة‬

‫‪72‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫راب ًعا‪ :‬رمي اجلامر‪:‬‬
‫القذف باحلىص يف زمان خمصوص‪ ،‬ومكان‬
‫ُ‬ ‫رمي اجلامر‪ :‬هو‬
‫خمصوص‪ ،‬وعدد خمصوص‪.‬‬
‫وأيام الرمي أربعة‪ :‬يوم النحر ـ العارش من ذي احلجة ـ ‪ ،‬وثالثة‬
‫أيام بعده‪ ،‬أو يومان ملن تعجل‪.‬‬
‫اليوم األول‪ :‬يوم النحر‪ ،‬وفيه يرمي احلاج مجرة العقبة الكربى‪،‬‬
‫وهي أبعد اجلمرات من جهة منى وأقرهبا من جهة مكة‪ .‬وال يرمي‬
‫احلاج يف هذا اليوم غريها‪.‬‬
‫* ففي هذا اليوم إذا صليت أخي احلاج الصبح يف مزدلفة‪ ،‬فتوجه‬
‫قبل طلوع الشمس إىل منى يف سكينة ووقار‪ ،‬وأكثر وأنت يف طريقك‬
‫من الذكر واالستغفار والتكبري والتلبية‪ ،‬حتى إذا وصلت وادي حمرس‬
‫سن لك أن تُرسع يف مشيك؛ ألن‬ ‫ـ وهو مكان بالقرب من منى ـ ف ُي ّ‬
‫م ِّ ٍ‬
‫س» [أخرجه احلاكم]‪.‬‬ ‫«و ْار َف ُعوا َع ْن َب ْط ِن ُ َ‬
‫النبي ﷺ فعل ذلك‪ ،‬وقال‪َ :‬‬

‫‪73‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫* وإذا وصلت إىل منى‪ ،‬فتوجه إىل مجرة‬


‫العقبة الكربى وارمها باحلصيات السبع‬
‫التي مجعتَها من مزدلفة‪ ،‬وأنت تقول عند‬
‫كل حصاة‪ :‬اهلل أكرب اهلل أكرب‪.‬‬
‫الرمي يف أيام الترشيق ـ ‪ 13 ،12 ،11‬من ذي احلجة ـ‪:‬‬
‫وهذه األيام الثالثة خمصصة لرمي اجلمرات الثالث يف كل يوم‬
‫منها بعد الزوال‪ ،‬وللمبيت بمنى‪ ،‬وللمداومة عىل ذكر اهلل سبحانه‬
‫وتعاىل وطاعته وعبادته‪.‬‬
‫يرمي احلجاج يف كل يوم من أيام الترشيق اجلامر الثالث‪ ،‬الصغرى‬
‫ـ وهي التي تيل مسجد اخليف ـ ‪ ،‬ثم الوسطى‪ ،‬ثم الكربى التي رماها‬
‫ٍ‬
‫حصيات‪ ،‬ويبدأ‬ ‫احلجاج يوم النحر‪ ،‬ويرمي احلجاج كل ٍ‬
‫مجرة بسبع‬
‫وقت الرمي من بعد زوال الشمس ـ أي من وقت صالة الظهر ـ ‪،‬‬
‫مساء؛ ألن النبي ﷺ َو َّقت‬
‫ً‬ ‫فإن خيش أحد احلجاج من الزحام رماها‬
‫ابتداء الرمي ومل يؤ ِّقت آخره‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ويرى بعض الفقهاء أن وقت الرمي من طلوع الشمس إىل‬
‫صحيحا عىل رأهيم‬
‫ً‬ ‫غروهبا‪ ،‬وعىل ذلك فيكون الرمي قبل الزوال‬
‫هذا‪ ،‬ويف األخذ هبذا الرأي تيسري عىل احلجيج‪ ،‬وإن كان األحوط‬
‫الرمي بعد الزوال‪.‬‬
‫والسنّة أن يرمي احلاج اجلامر يف أوقاهتا‪ ،‬وجيوز تأخريها لذوي‬
‫األعذار‪ ،‬لكن ال ُيؤخر الرمي عن غروب شمس اليوم األخري من‬
‫أيام الترشيق‪.‬‬
‫* فإذا زالت شمس اليوم األول من أيام الترشيق ـ احلادي‬
‫عرش من ذي احلجة ـ‪ ،‬أي أذن الظهر‪ ،‬فتوجه أخي احلاج إىل اجلمرة‬
‫الصغرى‪ ،‬وارمها بسبع حصيات مع التكبري يف كل حصاة‪ ،‬ثم قف‬
‫ً‬
‫مستقبل القبلة‪ ،‬راف ًعا يديك بالدعاء إن استطعت ومل يكن‬ ‫بعد رميها‬
‫هناك زحام‪.‬‬
‫* ثم توجه إىل اجلمرة الوسطى‪ ،‬وافعل كام فعلت يف الصغرى‪.‬‬
‫* ثم توجه إىل مجرة العقبة الكربى‪ ،‬وانرصف بعد رميها مبارشة‬
‫اقتداء بسيدنا رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫ً‬ ‫من غري وقوف وال دعاء؛‬

‫‪75‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫* ثم كرر الرمي هبذه الكيفية يف كل يوم من أيام الترشيق‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫* ومن أراد أن يتعجل يف املغادرة من منى بعد يومني من‬
‫أيام الترشيق (‪ 12 ،11‬من ذي احلجة)‪ ،‬فله ذلك؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﱹﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﱸ [البقرة‪.]203 :‬‬

‫لكن عليه أن خيرج من منى قبل غروب شمس يوم الثاين عرش من‬
‫ذي احلجة‪ ،‬فإن غربت الشمس ومل خيرج فيلزمه املبيت ورمي اجلامر‬
‫يوم الثالث عرش ـ عند مجهور الفقهاء ـ ‪ ،‬وال يلزمه ذلك ـ عند احلنفية ـ‬
‫ما مل يبق بمنى حتى طلوع فجر يوم الثالث عرش من ذي احلجة‪ ،‬فإن‬
‫طلع الفجر ومل خيرج لزمه الرمي‪.‬‬
‫أما املبيت بمنى يف ليايل الترشيق فسنّة ـ عىل املفتى به ـ ؛ألن النبي‬
‫ﷺ بات يف ِمنى هذه الليايل‪ ،‬قالت أم املؤمنني السيدة عائشة ‪:‬‬
‫رجع إىل منى‬
‫ثم َ‬ ‫آخ ِر ْيو ِم ِه حني َّ‬
‫صل ال ُّظ ْه َر َ‬
‫ول ال ّل ِه من ِ‬
‫رس ُ‬
‫اض ُ‬‫«أ َف َ‬
‫مس ك ُُّل‬ ‫ِ‬
‫زالت َّ‬ ‫التش ِ‬ ‫َ‬
‫فمكث هبا ليايل أيا ِم ْ‬
‫الش ُ‬ ‫يق َي ْرمي اجلمرةَ‪ ،‬إذا‬
‫يات‪ ،‬يكرب مع كل حصاة‪ ،‬ويقف عند األوىل‪ ،‬والثانية‬ ‫مجرة بسب ِع حص ٍ‬‫ٍ‬
‫َ َ‬

‫‪77‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫[أخرجه أبو‬ ‫فيطيل القيام‪ ،‬ويترضع‪ ،‬ويرمي الثالثة وال يقف عندها»‬
‫ككُم» [أخرجه أبو داود‬
‫«خ ُذوا عنِّي من ِ‬
‫َاس َ‬ ‫ٌ‬
‫داخل يف قوله‪ُ :‬‬ ‫داود]‪ ،‬وفعله‬
‫َ َ‬
‫وأمحد ]‪.‬‬
‫أخي احلاج‪ ،‬توقف عن التلبية عند البدء يف رمي‬
‫اجلامر‪ ،‬وأكثر من التكبري والذكر والدعاء‬
‫«ل ْ َيز َِل ُي َل ِّبي َحتَّى َر َمى‬
‫واالستغفار؛ فقد ورد أن سيدنا الرسول ﷺ َ‬
‫ج َر َة ال َع َق َب ِة» [أخرجه البخاري]‪.‬‬
‫َْ‬
‫وال تر ِم أخي احلاج احلىص كلها دفعة واحدة‪ ،‬بل فرقها عىل سبع‬
‫مرات‪ ،‬فإن مل تفرقها فإنه ال حيتسب لك إال رمي حصاة واحدة‪.‬‬
‫قد ال يتمكن بعض احلجاج من دخول منى بعد‬
‫طواف اإلفاضة يوم النحر أو بعده بسبب الزحام‬
‫الشديد فيفوهتم بعض الرمي‪ ،‬فإذا متكن من دخول منى يف أحد أيام‬
‫الترشيق فإنه يرمي ما فاته‪ ،‬ولو كان يف آخر يوم‪ ،‬وال يشء عليه‪ ،‬وقد‬
‫يكون منها رمي مجرة العقبة الكربى ملن يقدم طواف اإلفاضة عليه‪.‬‬
‫أخي احلاج‪ ،‬اقصد برميك للجامر االنقيا َد التا َّم‬
‫إظهارا للرق والعبودية له‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ألمر اهلل جل جالله؛‬

‫‪78‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ملجر ِد األمر من غري ٍّ‬
‫حظ للنفس والعقل فيه‪.‬‬ ‫وتعظيم ّ‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫وانو برميك إظهار عداوتك للشيطان ومواجهته؛ حتى ييأس من‬
‫استسالمك له ويقطع األمل منك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬ذبح اهلدي‪:‬‬


‫ً‬
‫واجب عىل املتمتع والقارن‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫* اهلدي‬
‫ومستحب يف حق امل ُفرد‪.‬‬
‫ٌ‬
‫* والواجب يف اهلدي شاة‪ ،‬أو ُسبع بدنة‪ ،‬أو ُسبع بقرة‪.‬‬
‫* ويشرتط فيه ما يشرتط يف األضحية من خلوها من العيوب‪،‬‬
‫أيضا أن تذبح يف احلرم‪.‬‬
‫ويشرتط ً‬
‫* وجيوز التوكيل يف اهلدي عن طريق رشاء صكوك اهلدي‪.‬‬
‫* ومن عجز عن اهلدي‪ ،‬فعليه أن يصوم ثالثة أيام يف احلج وسبعة‬
‫ِ‬
‫عودته‪،‬‬ ‫إذا رجع إىل أهله‪ ،‬فإن مل يتمكن صامها كلها يف ِ‬
‫بلده بعد‬
‫ويستحب التفريق بني الثالثة والسبعة‪ ،‬وال يشرتط فيها املواالة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫تقر ٌب إىل اهلل تعاىل‪،‬‬


‫أخي احلاج‪ ،‬ذبح اهلدي ‪ّ ..‬‬
‫ٍ‬
‫وارج أن يعتق اهلل بكل جزء منه‬ ‫فامتثل لألمر‪،‬‬
‫ُ‬
‫جزءا منك من النار‪.‬‬
‫ً‬
‫وكيف انقادا ألمر‬ ‫وابنه اسامعيل‬ ‫وتذكر سيدنا ابراهيم‬
‫وأطاع كل منهام مواله‪ ،‬فكانت‬ ‫اهلل سبحانه بذبح إسامعيل‬
‫ﱹو َفدَ ْينَا ُه بِ ِذ ْبحٍ َعظِيمٍﱸ [الصافات‪.]701 :‬‬
‫املكافأة من امللك َ‬
‫فعاهد ربك عىل الطاعة وامتثال األمر مهام كلفك هذا من‬
‫املصاعب واملتاعب‪ ،‬وكن عىل يقني أن املكافأة من اهلل تعاىل فوق‬
‫ختيلك ورغباتك‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬احللق أو التقصري‪:‬‬


‫ً‬
‫جيب حلق الشعر أو تقصريه قدر األنملة‪،‬‬
‫ويستحب احللق بشكل كامل وباملوسى؛‬
‫حلديث سيدنا رسول اهلل ﷺ َع ْن نَافِعٍ‪َ ،‬ع ْن‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ‬ ‫َع ْب ِد ال َّل ِه ْب ِن ُع َم َر ‪َ :‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول ال َّل ِه‪َ ،‬ق َال‪:‬‬
‫ين َيا َر ُس َ‬
‫ص َ‬‫ني» َقا ُلوا‪َ :‬وا ُمل َق ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َق َال‪« :‬ال َّل ُه َّم ْار َح ِم ا ُمل َح ِّلق َ‬

‫‪80‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ول ال َّل ِه‪َ ،‬ق َال‪:‬‬


‫ين َيا َر ُس َ‬
‫ص َ‬‫ني» َقا ُلوا‪َ :‬وا ُمل َق ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫«ال َّل ُه َّم ْار َح ِم ا ُمل َح ِّلق َ‬
‫ين» [أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫«وا ُمل َق ِّ ِ‬
‫َ‬

‫هذا بالنسبة للرجال‪.‬‬


‫أما بالنسبة للمرأة فال يرشع يف حقها احللق‪ ،‬فهي تقرص فقط قدْ ًرا‬
‫يسريا من أي طرف من شعرها‪.‬‬ ‫ً‬
‫أخي احلاج‪ ،‬إذا كنت متمت ًعا فتقصريك لشعرك‬
‫عند التحلل من العمرة أفضل من احللق؛ ليبقى‬
‫احللق للحج‪.‬‬
‫أخي احلاج‪ ،‬السنة يف أعامل يوم النحر ـ العارش من‬
‫ذي احلجة ـ أن تكون مرتبة عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫الرمي‪ ،‬ثم النحر‪ ،‬ثم احللق‪ ،‬ثم طواف اإلفاضة‪.‬‬
‫فإن خالفت هذا الرتتيب جاز وال يشء عليك؛ ملا ورد َع ْن سيدنا‬
‫ف ِف َح َّج ِة‬ ‫ول اهلل ﷺ َو َق َ‬ ‫اص ‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫َع ْب ِد اهلل ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن ال َع ِ‬
‫ت َق ْب َل‬ ‫الو َدا ِع بِ ِمنًى لِلن ِ‬
‫َّاس َي ْس َأ ُلو َن ُه‪َ ،‬ف َجاء ُه َر ُج ٌل َف َق َال‪َ :‬ل ْ َأ ْش ُع ْر َف َح َل ْق ُ‬ ‫َ‬

‫‪81‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫آخ ُر َف َق َال‪َ :‬ل ْ َأ ْش ُع ْر َفن ََح ْر ُت‬ ‫َأ ْن َأ ْذ َب َح؟ َف َق َال‪« :‬ا ْذ َب ْح َوالَ َح َر َج» َف َج َ‬
‫اء َ‬
‫ش ٍء ُقدِّ َم‬ ‫ِ‬
‫«ار ِم َوالَ َح َر َج» َف َم ُسئ َل النَّبِ ُّي ﷺ َع ْن َ ْ‬
‫ِ‬
‫َق ْب َل َأ ْن َأ ْرم َي؟ َق َال‪ْ :‬‬
‫َوالَ ُأ ِّخ َر إِ َّل َق َال‪« :‬ا ْف َع ْل َوالَ َح َر َج» [أخرجه البخاري]‪.‬‬

‫ساب ًعا‪ :‬طواف الوداع‪:‬‬

‫فإذا انتهى احلاج من إمتام حجه‪ ،‬وعزم عىل‬


‫اخلروج من مكة ‪ ..‬فليجعل آخر عهده بمك َة‬
‫وداع البيت احلرام‪ ،‬ووداعه بالطواف سب ًعا‬
‫َ‬
‫من غري َر َمل؛ ملا ورد عن سيدنا ابن عباس‬
‫‪ ،‬قال‪ :‬كان الناس ينرصفون يف كل ٍ‬
‫وجه‪ ،‬فقال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫آخر عه ِد ِه بِا ْلبي ِ‬
‫«ل ين ِْفر ََّن َأحدٌ حتَّى يك َ ِ‬
‫ت» [أخرجه مسلم]‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ُون ُ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬
‫ورشب‬
‫َ‬ ‫فإذا فرغ احلاج من الطواف ‪ّ ..‬‬
‫صل ركعتني خلف املقام‪،‬‬
‫من ماء زمزم وت ََض ّلع‪ ،‬ثم يأيت امللتز َم‪ ،‬ويدعو هبذا الدعاء املأثور‬
‫ح ْلتَنِي‬ ‫ُك‪َ ،‬وا ْل َع ْبدُ َع ْبدُ َك َوا ْب ُن َع ْب ِد َك َوا ْب ُن َأ َمتِ َ‬
‫ك‪َ َ ،‬‬ ‫(الله َّم ا ْل َب ْي ُ‬
‫ت َب ْيت َ‬ ‫ُ‬

‫‪82‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ك‪َ ،‬حتَّى َس َّ ْيتَنِي ِف بِ َل ِد َك‪َ ،‬و َب َّل ْغتَنِي‬ ‫َع َل َما َسخَّ ْر َت ِل ِم ْن َخ ْل ِق َ‬
‫يت َعنِّي ‪..‬‬ ‫ْت َر ِض َ‬ ‫ك‪َ ،‬فإِ ْن ُكن َ‬ ‫َاسكِ َ‬‫اء من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َحتَّى َأ َعنْتَني َع َل َق َض َ‬ ‫بِن ِ ْع َمتِ َ‬
‫ك َد ِاري‪َ ،‬ف َه َذا‬ ‫َفا ْز َد ْد َعنِّي ِر ًضا‪َ ،‬وإِ َّل َف ِم َن ْال ِن َق ْب َل َأ ْن َتن َْأى َع ْن َب ْيتِ َ‬
‫ك و َل ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي ُم ْس َت ْب ِد ٍل بِ َ‬ ‫ْص ِاف إِ ْن َأ ِذن َ‬ ‫َأو ُ ِ‬
‫اغ ًبا َعن َ‬
‫ْك‬ ‫ك َو َل بِ َب ْيت َ َ َ‬ ‫ْت ِل غ ْ َ‬ ‫ان ان َ‬ ‫َ‬
‫اص َح ْبنِي بِا ْل َعافِ َي ِة ِف َبدَ ِن َوا ْل ِع ْص َم ِة ِف ِدينِي‪،‬‬‫الله َّم َف ْ‬
‫ك‪ُ ،‬‬ ‫َو َل َع ْن َب ْيتِ َ‬
‫َك َما َأ ْب َق ْيتَنِي) [أخرجه البيهقي يف‬ ‫َو َأ ْح ِس ْن ُمنْ َق َلبِي َو ْار ُز ْقنِي َطا َعت َ‬
‫السنن الكربى]‪.‬‬

‫* * *‬

‫‪83‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬هل جيوز أن أنيب من يرمي عين اجلمرات؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فإن االستنابة يف رمي اجلامر جائزة إذا اقتضت الرضورة ذلك؛‬


‫ألن االستنابة يف احلج كل ّية جائزة فكذلك يف بعض واجبات احلج‬
‫برشط أال يرجى زوال الرضورة إىل خروج وقت الرمي وهو ثالث‬
‫أيام الترشيق‪.‬‬

‫ويرمي النائب عن نفسه‪ ،‬ثم يرمي عن موكله عند كل مجرة يف‬


‫مكانه‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬ما احلكم لو ترك احلاج الوقوف مبزدلفة واملبيت بها؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬حكم الوقوف بمزدلفة‪ :‬الراجح‪ ،‬أن الوقوف بمزدلفة‬
‫واجب‪ ،‬من تركه بغري عذر وجب عليه دم‪ ،‬أما من تركه بعذر فال‬
‫يشء عليه‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬زمن الوقوف‪ :‬الراجح‪ ،‬أن زمان الوقوف املجزئ يقع بعد‬
‫منتصف الليل‪ ،‬وعليه فلو غادر احلاج مزدلفة قبل منتصف الليل من‬
‫غري عذر فعليه دم‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬القدر املجزئ يف الوقوف‪ :‬هو البقاء بمزدلفة مد ًة من‬


‫الزمان‪ ،‬قدّ رها املالكية بمقدار حط الرحال‪ ،‬وقدّ رها الشافعية بنحو‬
‫ساعة‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬رميت مجرة العقبة الكربى بعد منتصف الليل ليلة‬


‫النحر وقبل طلوع الفجر يوم النحر خو ًفا من الزحام‪ .‬فما احلكم‬
‫يف ذلك؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فقد اختلف العلامء يف وقت رمي مجرة العقبة الكربى فعند احلنفية‬
‫واملالكية يبدأ من طلوع فجر يوم النحر‪ ،‬وعند الشافعية يبدأ من‬
‫منتصف ليلة يوم النحر وهو املفتى به خاصة ملن خاف من الزحام؛‬
‫َت‬‫«است َْأ َذن ْ‬
‫قالت‪ْ :‬‬ ‫وذلك ملا ورد عن أم املؤمنني السيدة عائشة‬
‫َت َث ِقي َل ًة َث ْب َط ًة‪َ ،‬ف َأ ِذ َن‬ ‫َس ْو َد ُة النَّبِ َّي ﷺ َل ْي َل َة َ ْ‬
‫ج ٍع ـ ليلة املزدلفة ـ َوكَان ْ‬
‫(وددت أين كنت‬‫ُ‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫َلا» [متفق عليه]‪ .‬وورد أن عائشة‬
‫استأذنت رسول اهلل ﷺ كام استأذنت سودة) [أخرجه ابن حبان]‪.‬‬

‫وثبطة‪ :‬أي ثقيلة بطيئة‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫السؤال‪ :‬صليت املغرب والعشاء يف ليلة النحر قبل أن أصل إىل‬


‫مزدلفة‪ ،‬فما احلكم يف ذلك؟‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬


‫وبعد‪..‬‬

‫فإن من السنة مجع املغرب والعشاء مجع تأخري بعد الوصول‬


‫للمزدلفة؛ وذلك لفعل سيدنا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فعن سيدنا ابن عمر‬
‫الع َش ِ‬
‫بو ِ‬
‫اء بِ َج ْم ٍع ـ أي‪ :‬مزدلفة‬ ‫«ج َع النَّبِ ُّي ﷺ َب ْ َ‬
‫ي ا َملغ ِْر ِ َ‬ ‫قال‪َ َ :‬‬
‫احدَ ٍة‬
‫احدَ ٍة ِمنْهم بِإِ َقام ٍة‪ ،‬و َل يسبح بينَهم‪ ،‬والَ ع َل إِ ْث ِر ك ُِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ِّ ْ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ـ ك ُُّل و ِ‬
‫َ‬
‫ِمن ُْه َم» [أخرجه البخاري]‪.‬‬
‫ولو صىل احلاج املغرب والعشاء قبل الوصول إىل املزدلفة فإن‬
‫الصالة صحيحة وال يشء عليه‪ ،‬ولكن ذلك خالف األوىل‪ .‬واهلل‬
‫تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫السؤال‪ :‬تأخرت يف رمي مجرة العقبة الكربى يوم النحر إىل ما‬
‫بعد صالة املغرب‪ ،‬فما احلكم يف ذلك؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول ﷺ‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫فإن رمي مجار العقبة الكربى يوم النحر يبدأ من منتصف ليل يوم‬
‫النحر ـ عىل القول املفتى به ـ ويمتد إىل غروب شمس يوم النحر‪،‬‬
‫وبعض الفقهاء جييز تأخري الرمي إىل غروب آخر أيام الترشيق مع‬
‫وجود العذر‪ ،‬فإن مل يوجد عذر وأخره عن يوم النحر فالرمي صحيح‬
‫مع لزوم الدم‪ ،‬وبعض الفقهاء ال يلزمه يشء‪.‬‬
‫وأفضل وقت لرمي اجلامر يوم النحر من بعد طلوع الشمس إىل‬
‫الزوال‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فنقول األوىل أن يرمي احلاج يوم النحر قبل غروب‬
‫أخر الرمي ملا بعد غروب الشمس وقبل فجر اليوم‬
‫الشمس فإن ّ‬
‫األول من أيام الترشيق فهو جائز عند احلنفية والشافعية وهو ما نفتي‬
‫به‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫سنن احلج‬

‫احلج يف‪ :‬االغتسال والتطيب قبل اإلحرام‪ ،‬والتلبية‪،‬‬‫تتمثل سنن ِّ‬


‫وطواف القدوم‪ ،‬واستالم احلجر األسود‪ ،‬واالضطباع يف الطواف‪،‬‬
‫واهلرولة يف األشواط الثالثة األوىل بالنسبة للرجل‪ ،‬واملبيت بمنى ليلة‬
‫عرفة‪ ،‬واخلروج من منى بعد طلوع شمس اليوم التاسع إىل عرفات‪،‬‬
‫ومتام املبيت بمزدلفة‪ ،‬واملحافظة عىل الطهارة يف كل املناسك ما‬
‫سبيل‪ ،‬ورفع الصوت بالتلبية‪ ،‬والرشب من ماء‬ ‫ً‬ ‫استطاع إىل ذلك‬
‫زمزم‪ ،‬واإلكثار من الدعاء عىل عرفات‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫مبطالت احلج وكفاراته‬


‫* يبطل احلج باجلامع قبل الوقوف بعرفة باتفاق الفقهاء؛‬
‫لقوله تعاىل‪ :‬ﱹ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﱸ [البقرة‪ .]197 :‬والرفث هو اجلامع‪ ،‬والواجب‬
‫عىل احلاج حينئذ إكامل النسك‪ ،‬ثم قضاؤه مع اهلدي يف عام مقبل‪.‬‬
‫أما اجلامع بعد الوقوف بعرفة‪ ،‬ففيه تفصيل سنذكره ‪-‬إن شاء‬
‫اهلل‪ -‬يف الصفحات القادمة‪.‬‬
‫حجه ً‬
‫أصل‪.‬‬ ‫باحلج مل ينعقد ُّ‬
‫ِّ‬ ‫* ومن مل ينو اإلحرام‬
‫احلج وعليه أن يتحلل بعمرة‪.‬‬
‫* ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته ُّ‬
‫ٍ‬
‫أشواط‬ ‫ِ‬
‫اإلفاضة مل يتم حجه حتى يطوف سبعة‬ ‫* ومن ترك طواف‬
‫حجه عند‬
‫السعي بني الصفا واملروة فال يتم ُّ‬
‫َ‬ ‫عند اجلمهور‪ ،‬ومن ترك‬
‫واجب ينجرب بدمٍ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫السعي‬
‫َ‬ ‫اجلمهور خال ًفا للحنفية فقد قالوا‪ :‬إن‬
‫األكرب للنفس ولشهواهتا‬
‫ُ‬ ‫يعترب احلج هو اجلها ُد‬
‫فاحلاج يف انقطاع للعبادة‪ ،‬وعىل‬
‫ُّ‬ ‫ومللذات الدنيا‪،‬‬
‫ِ‬
‫مطالب جسده عن‬ ‫التفت إىل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫مفسدات احلج؛ ألنه‬ ‫هذا فإن اجلامع من‬
‫مطالب قلبه وروحه‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫الكفارات‬

‫ٍ‬
‫حمظور من‬ ‫وهي األمور التي وضعها الشارع للتكفري عن ٍ‬
‫فعل‬
‫حمظورات احلج جلرب اخللل الذي أوقعه احلاج فيه‪ ،‬والكفارات كلها‬
‫ُ‬
‫التعجيل هبا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫واجب ٌة عىل الرتاخي‪ ،‬وإن كان األوىل‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬كفارة ترك واجب من واجبات احلج‪:‬‬
‫من ترك واج ًبا من واجبات احلج (كرمي اجلمرات الثالث‬
‫ـ واملبيت بمزدلفة ليلة العيد ـ واحللق أو التقصري) لزمه اإلتيان‬
‫به إن كان وقته باق ًيا‪ ،‬وإن مىض وقته أو عجز عن أدائه بدون عذر‬
‫وكان متعمدً ا‪ ،‬عا ًملا باحلكم فعليه فدية‪ ،‬وهي عبار ٌة عن ٍ‬
‫شاة جتزئُ‬
‫يف األضحية‪ ،‬تُذبح يف احلرم وتوزع عىل فقرائه‪ ،‬وجيوز أن يشرتك‬
‫ِ‬
‫عرشة أيا ٍم ثالث ٌة منهم‬ ‫بقرة أو ٍ‬
‫بدنة‪ ،‬فمن مل جيد فعليه صيا ُم‬ ‫سبع ٌة يف ٍ‬
‫يف احلج وسبع ٌة إذا رجع إىل وطنه؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﱹ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ‬
‫ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ‬
‫ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﱸ [البقرة‪.]196:‬‬

‫‪91‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫والكفارة عىل الرتتيب فال ينتقل من اهلدي إىل الصيام إال عند عدمه‪.‬‬

‫وأما من ترك طواف الوداع فعليه دم عند مجهور الفقهاء‪ ،‬وال يشء‬
‫عىل احلائض أو النفساء لرتكها طواف الوداع؛ ملا روي عن سيدنا ابن‬
‫آخر عه ِد ِهم بِا ْلبي ِ‬
‫ت‪ ،‬إِ َّل َأ َّن ُه ُخ ِّف َ‬ ‫«أ ِمر النَّاس َأ ْن يك َ ِ‬
‫ف‬ ‫ُون ُ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عباس ‪َ ُ :‬‬
‫ض» [أخرجه البخاري]‪.‬‬ ‫احلائِ ِ‬
‫َع ِن َ‬

‫ثان ًيا‪ :‬كفارة اإلحصار‪:‬‬


‫ٍ‬
‫بمرض أو بعدو أو نحو‬ ‫واإلحصار هو املنع من أداء املناسك‬
‫ذلك كتع ُّط ِل ُّ‬
‫الس ُفن والطائرات‪.‬‬
‫وكفارته عبارة عن ذبح ٍ‬
‫شاة جتزئ يف األضحية؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﱹﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﱸ [البقرة‪.]196:‬‬

‫ومكان الذبح ـ عند احلنفية ـ هو احلرم‪ ،‬وال حيل من إحرامه إال‬


‫بعد الذبح‪ ،‬فإن مل يكن باحلرم أرسل باهلدي أو بثمنه إىل َمن يذبح عنه‬
‫باحلرم‪.‬‬
‫ويرى مجهورالفقهاء‪ :‬أن مكان الذبح حيث أحرص‪ ،‬وال يشرتط‬
‫احلرم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫فإذا عجز عن الذبح‪:‬‬
‫ُقوم الشاة‬
‫فاألصح عند الشافعية‪ :‬أن ينتقل إىل اإلطعام‪ ،‬فت َّ‬
‫طعاما ويطعمه‪ ،‬فإن عجز عن اإلطعام‬ ‫ً‬ ‫بالنَّقد‪ ،‬ثم يشرتي به‬
‫يوما‪.‬‬
‫ً‬ ‫صام عن كل ُمدٍّ من الطعام الذي ُق ِّومت به الشاة‬
‫وال يتحلل من إحرامه إال بعد الذبح واحللق أو التقصري‪ ،‬فإن انتقل‬
‫إىل الصوم حتلل يف احلال‪.‬‬
‫ويرى احلنابلة‪ :‬أنه ينتقل إىل الصيام‪ ،‬فيصوم ثالثة أيام وسبعة بعد‬
‫رجوعه إىل أهله‪ ،‬وال يتحلل إال بعد الذبح أو الصوم‪.‬‬
‫* فإذا زال اإلحصار‪ ،‬ومتكن املحرم من إمتام ما أحرم به ‪-‬أي‬
‫احلج أو العمرة‪ -‬فال يشء عليه‪.‬‬
‫* أما إذا مل يزل اإلحصار‪ ،‬وحتلل املحرم أو مل ُيتم ما أحرم به‪:‬‬
‫فرضا كحجة اإلسالم‪ ،‬فإنه يلزمه القضاء يف قابل‪.‬‬ ‫فإذا كان ما أحرم به ً‬
‫وإن كان ما أحرم به سنّة أو تطو ًعا‪ ،‬فعليه القضاء عند احلنفية خال ًفا‬
‫للجمهور‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫يستحب ملن خيشى عدم إمتام نسكه ملانع من‬


‫ِ‬
‫إحرامه‪ :‬لبيك اللهم‬ ‫مرض أو ِ‬
‫غريه‪ ،‬أن يقول عند‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫حيث حبستني‪ .‬فمن قال هذا عند‬ ‫حجا فإن حبسني حابس فمحيل‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫اإلحرام فال فدية عليه إذا ُأحص‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬كفارة قتل الصيد‪:‬‬

‫إحرامه‪ ،‬فعليه‬
‫َ‬ ‫ذاكرا‬
‫أمجع العلامء عىل أن املحرم إذا صاد متعمدً ا ً‬
‫اجلزاء املذكور يف قوله تعاىل‪ :‬ﱹ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﱸ [املائدة ‪.]95:‬‬

‫السبل‪ ،‬أما النايس إلحرامه‬


‫ويدخل يف القتل اإلعانة عليه بكل ُّ‬
‫واملخطِئ‪ ،‬فال يشء عليهام؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﱹ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﱸ [املائدة ‪.]95:‬‬

‫والكفارة أن ُ ْي ِدي مثله من ال َّن َعم‪ ،‬وهي‪ :‬اإلبل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪،‬‬


‫فينظر يف الصيد‪ ،‬فإن كان له مشابه من النَّ َعم بحكم اثنني من ذوي‬

‫‪94‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫طعاما‪ ،‬أو أن يصوم‬
‫ً‬ ‫العدل‪َ ،‬أ ْهدى هذا املثل‪ ،‬أو أن يشرتي بقيمته‬
‫يوما ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عن كل مد ً‬

‫والكفارة هنا واجبة عىل التخيري كام دل عىل ذلك سياق اآلية‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬كفارة فعل حمظوٍر من حمظورات اإلحرام‪:‬‬

‫وهي األمور التي ُيظر عىل املحرم فعلها‪ ،‬ومنها حلق شعر‬
‫الرأس‪ ،‬واستعامل الطيب‪ ،‬ولبس املخيط‪ ،‬وتقليم األظافر بعد عقد‬
‫اإلحرام‪ ،‬ومن املحظورات اخلاصة بالرجال لبس القميص والربانس‬
‫والرساويل والعامئم واخلفاف ولبس النقاب وهو خاص باملرأة‪ ،‬كام‬
‫حيرم عىل املحرم لبس القفازين وغري ذلك من املحظورات‪.‬‬
‫فمن فعل هذه املحظورات متعمدً ا عا ًملا فعليه الفدية‪ ،‬وهي ذبح‬
‫آصع من طعام عىل ستة مساكني (ومقدار‬ ‫ٍ‬
‫شاة‪ ،‬أو التصدق بثالثة ُ‬
‫جراما تقري ًبا)‪ ،‬أو صوم ثالثة أيام‪.‬‬
‫ً‬ ‫الصاع ‪ 2‬كيلو و ‪40‬‬

‫‪95‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫خامسا‪ :‬كفارة اجلماع‪:‬‬


‫ً‬
‫اجلامع هو املحظور األكرب من حمظورات اإلحرام؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﱹ‬
‫ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﱸ [البقرة‪]١٩٧ :‬‬

‫والرفث هو اجلامع ومقدماته‪ ،‬فاجلامع أعظم حمظورات اإلحرام‬


‫والساهي والنَّايس‬
‫حتى إن العلامء قالوا إنه يستوي فيه العامد واجلاهل َّ‬
‫واملكره‪.‬‬
‫واتفق الفقهاء عىل أن من جامع قبل الوقوف بعرف َة فقد فسد‬
‫حجه‪ ،‬ويلزمه أن ُيكفر بشاة وقيل ببدنه‪ ،‬ويلزمه أن يتم حجه ثم‬
‫يقيض يف عام مقبل‪.‬‬
‫* أما إذا وقع اجلامع يف احلج بعد الوقوف بعرفة‪ ،‬ففيه تفصيل‬
‫عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬إذا وقع اجلامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة‪،‬‬
‫فاحلج صحيح وعليه بدنة عند احلنفية والشافعية‪ ،‬وعليه شاة عند‬
‫املالكية واحلنابلة‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا وقع اجلامع بعد الوقوف وقبل رمي مجرة العقبة‪ ،‬فعند‬
‫احلنفية‪ ،‬ورواية عند املالكية‪ :‬احلج صحيح‪ ،‬ويلزم التكفري ببدنة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫ويف رواية أخرى للاملكية‪ ،‬وعند الشافعية واحلنابلة‪ ،‬احلج فاسد‪،‬‬
‫ويلزم القضاء يف عام مقبل‪ ،‬ويلزم التكفري بشاة عند املالكية‪ ،‬والتكفري‬
‫ببدنة عند الشافعية واحلنابلة‪.‬‬
‫كام يلزمه إكامل النسك وإمتام احلج مع احلجيج‪ ،‬فإمتام العبادة‬
‫الفاسدة من خصائص احلج فقط‪.‬‬
‫واالختيار يف الكفارة بني البدنة والشاة يرجع إىل قدرة احلاج‬
‫واستطاعته؛ خلتالف الفقهاء فيها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫كيفية أداء حج اإلفراد‬

‫احلج‬
‫أداء فريضة احلج باخلروج من البيت‪ ،‬ويبدأ ُّ‬
‫احلاج َ‬
‫ُّ‬ ‫* ينوي‬
‫باإلحرام عند حدود امليقات‪ ،‬ويكون بالغُسل أو الوضوء‪ ،‬والغُسل‬
‫أفضل حتى للحائض والنفساء‪ ،‬ثم بارتداء مالبس اإلحرام وهي‬

‫‪98‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫م َّي َطني للرجل‪ ،‬واملرأة ترتدي‬ ‫يتكون من ردائني غري ُ َ‬ ‫لباس بسيط َّ‬
‫تتربج وال تَلبس النِّقاب وال ال ُق َّفازين؛‬ ‫ما تشاء دون أن تتزين أو َّ‬
‫ن» [أخرجه‬ ‫ب ا ْل َم ْر َأ ُة املحرمة‪ ،‬والَ تل َب ْس ال ُق ّفا َز ْي ِ‬‫لقوله ﷺ‪« :‬والَ َت َتنَ ّق ْ‬
‫البخاري]‪ ،‬ويتطيب احلاج إن شاء‪ ،‬ثم ُيصيل ركعتني حيرم بعدمها‪ ،‬ثم‬
‫حجا فيرسه يل وتقبله مني‪ ،‬فإن حبسني حابس‬ ‫يقول‪ :‬لبيك اللهم ً‬
‫فمحيل حيث حبستني‪.‬‬
‫* ثم ُيبادر احلاج بالتَّلبية‪ ،‬مبتعدً ا عن املعايص؛‬
‫لقوله تعاىل ‪ :‬ﱹﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫[البقرة‪.] 197 :‬‬ ‫ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﱸ‬
‫احلاج إىل م َّك َة بعد االغتسال أو‬
‫ُّ‬ ‫* ثم يتَّجه‬
‫الوضوء؛ لدخول احلرم والبدء بال َّطواف حول‬
‫كل شوط منها‬‫الكعبة سبعة أشواط‪ ،‬حيث يبدأ َّ‬
‫البيت عن يساره‪ ،‬وهذا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫جاعل‬ ‫باحلجر األسود‬
‫يسمى طواف القدوم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫للحاج أن يستلم احلجر األسود بكل‬
‫ِّ‬ ‫ويسن‬
‫ُّ‬ ‫*‬
‫شوط فيق ِّبله‪ ،‬فإن مل يستطع فيشري إليه من مكانه‬
‫إذا عجز عن الوصول‪ ،‬وينبغي أال يزاحم‬
‫مسلم لكي‬
‫ً‬ ‫للوصول إىل احلجر‪ ،‬وأال يؤذي‬
‫يستلم احلجر‪.‬‬

‫* ثم يتَّجه احلاج بعد طواف القدوم إىل السعي بني الصفا‬


‫ٍ‬
‫أشواط‪ ،‬يبدأ من الصفا وينتهي باملروة‪ ،‬من‬ ‫واملروة سبعة‬
‫الصفا إىل املروة شوط‪ ،‬ومن املروة إىل الصفا شوط ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫وللحاج أن يؤخر السعي إىل بعد طواف اإلفاضة‪.‬‬

‫* ثم يقيم احلاج بمكة عىل إحرامه‪ ،‬يطوف بالبيت ماشاء من‬


‫الطواف تطو ًعا من غري وجوب‪ ،‬و ُيكثر من الصالة باملسجد احلرام‬
‫ومن الدعاء‪ ،‬ويتجنب الرفث والفسوق واجلدال‪.‬‬

‫سن يف اليوم الثامن من ذي احلجة الذي يسمى بيوم الرتوية‬ ‫* و ُي ّ‬


‫أن يتوافدَ احلاج مرتَد ًيا مالبس اإلحرام إىل مشعر‬
‫ِمنى‪ ،‬حيث ُيرم من مكانه ويتَّجه إىل ِمنى ليصيل‬
‫الظهر والعرص واملغرب والعشاء‪ ،‬كل صالة يف‬
‫وقتها‪ ،‬يقرص الرباعية منها بال مجع‪ ،‬ويبيت هناك‬
‫ليلته‪ ،‬ثم يصيل هناك فجر عرفة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫* ويف اليوم التاسع من ذي احلجة ‪-‬يوم عرفة‪ُ ،-‬يصيل احلجيج‬
‫يف مسجد نمرة أو يف أي مكان تيرس هلم الظهر‬
‫وقرصا‪ ،‬ثم يقفون بعرفة يف أي‬
‫ً‬ ‫والعرص مج ًعا‬
‫مكان إال بطن ُع َرنة‪ ،‬ثم يدعون اهلل حتى تغرب‬
‫الشمس‪.‬‬
‫* وبعد الغروب ينفر احلجيج إىل‬
‫وقرصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مزدلفة‪ ،‬ويصلون املغرب والعشاء مج ًعا‬

‫* ومع الساعات األوىل لفجر العيد يعود‬


‫احلاج إىل ِمنى لرمي مجرة العقبة‪ ،‬ثم احللق أو التقصري‪ ،‬وبذلك يتحلل‬
‫ُّ‬
‫من إحرامه بام يسمى التحلل األصغر فيحل له كل يشء قد حرم عليه‬
‫إال النساء‪ ،‬ثم يعو ُد بعد ذلك إىل املسجد احلرام لطواف اإلفاضة أو‬
‫الركن والسعي إمل يكن قد سعى بعد طواف القدوم‪ ،‬وبعدها يتحلل‬
‫احلاج التحلل األكرب‪ ،‬فيحل له كل حمظورات اإلحرام حتى النساء‪.‬‬‫ُّ‬

‫احلجيج إىل مشعر ِمنى‬


‫ُ‬ ‫* ويف ثاين وثالث ورابع أيام العيد‪ ،‬يعود‬
‫ويبيتون هناك‪ ،‬ثم يرمون اجلمرات الثالث‪ ،‬ومن أراد منهم أن يتعجل‬
‫يف املغادرة من ِمنى بعد يومني من أيام الترشيق ‪ -‬احلادي عرش والثاين‬
‫عرش من ذي احلجة ‪ -‬فله ذلك‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫احلجيج إىل البيت احلرام‬
‫ُ‬ ‫* بعد ذلك يتوجه‬
‫ألداء طواف الوداع سبع َة أشواط‪ ،‬وهذا غري‬
‫واجب عىل احلائض والنفساء‪ ،‬واالرتواء من ماء‬
‫زمزم لريجعوا بعد ذلك إىل بلداهنم‪.‬‬

‫لتعلم أخي احلاج الكريم القاصد بيت اهلل تعاىل‬


‫أنك إن فعلت هذه املناسك وأديت األركان‬
‫واستوفيت الرشوط وأخلصت النية‪ ،‬فإن سعيك مشكور‪ ،‬وحجك‬
‫مربور‪ ،‬ولن خييب اهلل مسعاك‪ ،‬وسرتجع من حجك كيوم ولدتك‬
‫أمك‪ ،‬فاحلج مدرسة لتعليم الصرب وكسب األجر‪.‬‬

‫أخي احلاج الكريم‪ ،‬وأنت يف مسريك ألداء هذه‬


‫الفريضة تذكَّر طريق اآلخرة واجلنة‪ ،‬وسبيل‬
‫النجاة يوم القيامة‪ ،‬وكل خطوة ختطوها يف أداء احلج ما هي إال رم ٌز‬
‫خلطوات حياتك نحو اجلنة فأخلص النية وابت ِغ األجر‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫كيفية أداء حج التمتع‬

‫التمتع‪ :‬هو اإلحرام بالعمرة من امليقات يف أشهر احلج‪ ،‬ثم اإلحرام‬


‫باحلج من مك َة يوم الرتوية‪.‬‬
‫وكيفيته‪:‬‬
‫أداء العمرة‪ ،‬ويكون بالطريقة املذكورة‬
‫احلاج من امليقات َ‬
‫ُّ‬ ‫* ينوي‬
‫من الغُسل والتطيب وصالة ركعتني‪ ،‬ثم يقول‪ :‬لبيك اللهم عمر ًة‬
‫فيرسها يل وتقبلها مني‪ ،‬فإن حبسني حابس فمحيل حيث حبستني‪.‬‬
‫احلاج إىل م َّك َة بعد االغتسال أو الوضوء؛ لدخول‬
‫ُّ‬ ‫* ثم يتَّجه‬
‫احلرم والبدء بطواف العمرة سبعة أشواط‪ ،‬حيث يبدأ َّ‬
‫كل شوط منها‬
‫البيت عن يساره‪.‬‬‫َ‬ ‫ً‬
‫جاعل‬ ‫باحلجر األسود‬
‫* ثم يتَّجه احلاج بعد الطواف إىل السعي بني الصفا واملروة سبعة‬
‫ٍ‬
‫أشواط‪ ،‬يبدأ من الصفا وينتهي باملروة‪ ،‬من الصفا إىل املروة شوط‪،‬‬
‫ومن املروة إىل الصفا شوط ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫احلاج من عمرته باحللق أو التقصري‪ ،‬فيحل له كل‬
‫ُّ‬ ‫* ثم يتحلل‬
‫ما ُح ّرم عليه من حمظورات اإلحرام حتى النساء‪ ،‬ويقيم احلاج بمكة‬

‫‪103‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫حالل ‪-‬من غري إحرام‪ ،-‬يطوف بالبيت ماشاء من الطواف تطو ًعا‬ ‫ً‬
‫من غري وجوب‪ ،‬و ُيكثر من الصالة باملسجد احلرام ومن الدعاء‪.‬‬
‫* ويف اليوم الثامن من ذي احلجة ‪-‬الذي يسمى‬
‫فضل‬‫احلاج بأي موضع بمك َة‪ ،‬و ُي ّ‬ ‫ُّ‬ ‫بيوم الرتوية‪ُ -‬يرم‬
‫أن ُيرم قبل يوم الرتوية؛ ملا فيه من املسارعة إىل الطاعة‪.‬‬
‫سن يف هذا اليوم أن يتَّجه احلاج إىل مشعر ِمنى‪ ،‬ويصيل الظهر‬
‫و ُي ّ‬
‫والعرص واملغرب والعشاء‪ ،‬كل صالة يف وقتها‪ ،‬يقرص الرباعية منها‬
‫بال مجع‪ ،‬ويبيت هناك ليلته‪ ،‬ثم يصيل هناك فجر عرفة‪.‬‬
‫* ثم يفعل احلاج املتمتع ما يفعله املفرد‪ ،‬إال أنه يف يوم النحر‬
‫‪-‬وهو اليوم العارش من ذي احلجة‪ -‬يلزمه ذبح هدي لتمتعه‪ ،‬وال‬
‫يلزم ذلك املفرد‪ ،‬كام أن املتمتع يسعى بعد طواف اإلفاضة حلجه؛ ألنه‬
‫يسع له قبل الوقوف بعرفة‪ ،‬وإنام سعى لعمرته‪.‬‬‫مل َ‬

‫* * *‬

‫‪104‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫كيفية أداء حج القران‬

‫القران‪ :‬هو اإلحرام بالعمرة واحلج م ًعا من امليقات‪ ،‬أو اإلحرام‬


‫بأحدمها من امليقات ثم إدخال اآلخر عليه قبل أن يبدأ الطواف‬
‫للعمرة‪.‬‬
‫كيفيته‪:‬‬
‫احلاج من امليقات العمرة واحلج م ًعا‪ ،‬فيغتسل ويتطيب‬
‫ُّ‬ ‫* ينوي‬
‫وحجا فيرسمها يل‬
‫ً‬ ‫ويصيل ركعتني‪ ،‬ثم يقول‪ :‬لبيك اللهم عمر ًة‬
‫وتقبلهام مني‪ ،‬فإن حبسني حابس فمحيل حيث حبستني‪.‬‬
‫احلاج إىل م َّك َة بعد االغتسال أو الوضوء؛ لدخول‬
‫ُّ‬ ‫* ثم يتَّجه‬
‫احلرم والبدء بال َّطواف للعمرة‪ ،‬ثم يرشع يف السعي بعده‪ ،‬وله أن‬
‫يؤخر السعي إىل بعد طواف اإلفاضة عند مجهور الفقهاء‪ ،‬ثم يطوف‬
‫وسعي‬
‫ٌ‬ ‫طواف واحدٌ‬
‫ٌ‬ ‫بعد ذلك طواف القدوم‪ ،‬وعند اجلمهور يكفيه‬
‫واحلج‪ ،‬فال يلزمه طواف قدوم بعد طواف العمرة‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫للعمرة‬ ‫واحدٌ‬
‫ِّ‬
‫سعى للعمرة ال يلزمه سعي بعد طواف اإلفاضة‪ ،‬خال ًفا للحنفية‬
‫فيشرتط عندهم طواف القدوم بعد طواف العمرة والسعي‪ ،‬ويسعى‬
‫للحج بعد طواف اإلفاضة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫* وال يتحلل القارن من إحرامه‪ ،‬وال حيلق وال ُيقرص‪ ،‬وإنام ُيقيم‬
‫بمك َة عىل إحرامه حتى ُي َل باحلج يوم الرتوية‪.‬‬
‫* ويفعل القارن كل ما يفعله املتمتع من الوقوف بعرفة‪ ،‬واملبيت‬
‫بمزدلفة‪ ،‬ورمي مجرة العقبة‪ ،‬واحللق أو التقصري‪ ،‬وذبح اهلدي‬
‫وجو ًبا‪ ،‬وبذلك يتحلل التحلل األصغر‪ ،‬فيحل له كل يشء قد حرم‬
‫عليه من حمظورات اإلحرام إال النساء‪ ،‬ثم يعود إىل املسجد احلرام‬
‫لطواف اإلفاضة وللسعي‪ ،‬فإن كان سعى عند القدوم فال جيب عليه‬
‫احلاج التحلل‬
‫ُّ‬ ‫سعي بعد اإلفاضة عند اجلمهور‪ ،‬وبعد ذلك يتحلل‬
‫األكرب‪ ،‬فيحل له كل حمظورات اإلحرام حتى النساء‪.‬‬
‫احلجيج إىل مشعر ِمنى‬
‫ُ‬ ‫* ويف ثاين وثالث ورابع أيام العيد‪ ،‬يعود‬
‫ويبيتون هناك‪ ،‬ثم يرمون اجلمرات الثالث‪ ،‬ومن أراد منهم أن يتعجل‬
‫يف املغادرة من ِمنى بعد يومني من أيام الترشيق ‪ -‬احلادي عرش والثاين‬
‫عرش من ذي احلجة ‪ -‬فله ذلك‪.‬‬
‫احلجيج إىل البيت احلرام ألداء طواف الوداع‬
‫ُ‬ ‫* بعد ذلك يتوجه‬
‫سبع َة أشواط‪ ،‬وهذا غري واجب عىل احلائض والنفساء‪ ،‬واالرتواء‬
‫من ماء زمزم لريجعوا بعد ذلك إىل بلداهنم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫كيفية أداء العمرة‬

‫املعتمر إذا نوى العمر َة ليس عليه إال أن يبتدئ من امليقات‪ً ،‬‬
‫قائل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫لبيك اللهم عمر ًة فيرسها يل وتقبلها مني‪ ،‬فإن حبسني حابس فمحيل‬
‫حيث حبستني‪.‬‬
‫املعتمر إىل م َّك َة بعد االغتسال أو الوضوء؛ لدخول‬
‫ُ‬ ‫* ثم يتَّجه‬
‫احلرم والبدء بطواف العمرة سبعة أشواط‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أشواط‪ ،‬يبدأ من‬ ‫* ثم يتَّجه إىل السعي بني الصفا واملروة سبعة‬
‫الصفا وينتهي باملروة‪ ،‬من الصفا إىل املروة شوط‪ ،‬ومن املروة إىل‬
‫الصفا شوط ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫املعتمر من إحرامه باحللق أو التقصري‪ ،‬واحللق أفضل‬
‫ُ‬ ‫* ثم يتحلل‬
‫كام بينا‪.‬‬
‫املعتمر اخلروج من مكة طاف بالبيت طواف الوداع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫* إذا أراد‬
‫ثم غادر إىل أهله‪.‬‬
‫املعتمر من أهل مكة أو غري ًبا عنها ولكنه يقيم فيها‪ ،‬فإن‬
‫ُ‬ ‫* إذا كان‬
‫ميقاته يف العمرة من أي موضع يف احلل وأقربه ِ‬
‫اجل ْع َرانة أو التنعيم؛‬

‫‪107‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫وذلك ملا ثبت يف الصحيح من أمر النبي ﷺ عبد الرمحن بن أيب بكر‬
‫أخا أم املؤمنني السيدة عائشة أن خيرج هبا إىل التنعيم لتحرم‬
‫بالعمرة حني أرادت ذلك‪.‬‬
‫كاحلج‪ ،‬إال أهنا ختالفه يف أمور‪ ،‬منها‪ :‬أهنا‬ ‫ّ‬ ‫* وباجلملة فالعمرة‬
‫ليس هلا وقت معني‪ ،‬وال تفوت‪ ،‬وليس فيها طواف قدوم‪ ،‬وليس فيها‬
‫ُول بمزدلفة‪ ،‬وال رمي‪ ،‬وال‬ ‫وقوف بعرفة‪ ،‬وال خطبة‪ ،‬وليس فيها ُنز ٌ‬
‫مبيت ِ‬
‫بمنى‪.‬‬
‫أيضا يف أهنا ُسنَّ ٌة مؤكَّد ٌة عىل الراجح‪.‬‬
‫احلج ً‬
‫وختالف العمرة ّ‬

‫‪108‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫أيام احلج‬

‫َأ ْع ُ‬
‫امل يوم الرتوية (الثامن من ذي احلجة)‬
‫‪-1‬‬
‫االغتسال و لبس مالبس اإلحرام‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينوي أداء املناسك وهيل باحلج ً‬


‫قائل‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫حجا)‪.‬‬
‫(لبيك ًّ‬

‫يتجه إىل ِمنى ويصيل الظهر والعرص واملغرب‬


‫قرصا بال مجع‪ ،‬أما‬
‫والعشاء وفجر يوم عرفة ً‬ ‫‪3‬‬
‫املغرب والفجر فال يقرصان‪.‬‬

‫يبيت يف ِمنى حتى طلوع شمس يوم‬


‫‪4‬‬
‫عرفة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أعامل يوم عرفة (اليوم التاسع)‪:‬‬


‫ومكربا‬
‫ً‬ ‫ينطلق احلاج بعد طلوع الشمس إىل عرفة ملب ًيا‬
‫وراف ًعا صوته بذلك‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ينزل احلجيج يف نمرة إىل الزوال إن أمكن‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وقرصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يسمع اخلطبة ويصيل الظهر والعرص مج ًعا‬ ‫‪3‬‬

‫يقف بعرفة يف أي مكان إال بطن عرنة‪ ،‬فإنه ليس‬


‫‪4‬‬
‫من عرفة‪ ،‬وليس من السنة صعود اجلبل‪.‬‬

‫يدعو بام شاء حتى تغرب الشمس‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ينفر بعد الغروب إىل مزدلفة ويصيل هبا املغرب والعشاء‬


‫‪6‬‬
‫وقرصا للعشاء ثم يبقى إىل وضوح النهار‪.‬‬
‫ً‬ ‫مج ًعا‬

‫‪110‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫أعامل يوم النحر(اليوم العارش)‪:‬‬

‫يصيل الفجر يف مزدلفة ثم ينطلق قبل طلوع الشمس إىل منى‪،‬‬


‫ويميش يف سكينة وإذا مر بوادي حمرس يرسع يف امليش إن أمكن‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫حصيات من طريقه أو من ِمنى وال يقطع‬


‫ٍ‬ ‫يأخذ سبع‬
‫التلبية إال إذا بدأ بالرمي‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ٍ‬
‫حصيات واحدة‬ ‫يبدأ برمي مجرة العقبة الكربى بسبع‬
‫بعد األخرى ويكرب مع كل حصاة‪ٍ.‬‬ ‫‪3‬‬

‫يذبح اهلدي ويأكل منه ويوزع عىل الفقراء‪ ،‬هذا‬ ‫‪4‬‬


‫للمتمتع وللقارن وجو ًبا‪ ،‬وللمفرد استحبا ًبا‬

‫حيلق أو يقرص شعره‪ ،‬واحللق يف حق الرجال أفضل‪،‬‬


‫‪5‬‬
‫أما النساء فيأخذن من شعورهن قدر أنملة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫تابع أعامل يوم النحر(اليوم العارش)‪:‬‬


‫يتحلل التحلل األول «األصغر» فيلبس ثيابه ويتطيب وحيل‬
‫له مجيع حمظورات اإلحرام إال النساء فال حيل له اجلامع إال بعد‬ ‫‪6‬‬
‫التحلل األكرب‪.‬‬

‫يذهب إىل مكة ويطوف طواف اإلفاضة ويصيل‬


‫‪7‬‬
‫ركعتي الطواف‪.‬‬

‫يسعى املتمتع وكذلك القارن واملفرد الذين مل يسعيا‬


‫‪8‬‬
‫مع طواف القدوم وبذلك يتحلل التحلل األكرب‪.‬‬

‫يرشب من ماء زمزم ويصيل الظهر يف مكة إن أمكن‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫يبيت بمنى باقي الليل‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪112‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫أعامل يوم احلادي عرش (أول أيام الترشيق)‪:‬‬

‫جيمع يف أي مكان يف منى إحدى وعرشين حصاة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫يبدأ يف رمي اجلمرات الثالث بعد الزوال أي بعد الظهر‪ ،‬يبدأ‬


‫ً‬
‫طويل‬ ‫بالصغرى ثم الوسطى ثم يستقبل القبلة ويدعو بعدمها‬ ‫‪2‬‬
‫ثم الكربى والتي تسمى بالعقبة‪.‬‬

‫يفضل أن يستقبل احلاج القبلة حال رميه للجامر‬


‫ً‬
‫‪3‬‬
‫جاعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه‪ ،‬إن استطاع ومل‬
‫يكن هناك زحام‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫أعامل يوم الثاين عرش (ثاين أيام الترشيق)‪:‬‬

‫يبيت احلاج بمنى هذه الليلة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫بعد الظهر يرمي اجلمرات الثالث‪ ،‬ويفعل‬ ‫‪2‬‬


‫مثل ما فعل يف اليوم السابق‪.‬‬

‫إن نوى التعجل بالسفر جاز له‪ ،‬ويلزمه‬


‫االنرصاف من ِمنى قبل غروب الشمس‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫‪3‬‬
‫يطوف طواف الوداع‪.‬‬

‫ومن تأخر _ وهذا هو األفضل _ يلزمه‬ ‫‪4‬‬


‫املبيت بمنى‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫أعامل يوم الثالث عرش (ثالث أيام الترشيق)‪:‬‬

‫بعد املبيت بمنى هذه الليلة‪ ،‬يرمي احلاج اجلمرات‬


‫الثالث بعد الزوال‪ ،‬ويفعل كام فعل يف اليومني‬ ‫‪1‬‬
‫السابقني‪.‬‬

‫يتوجه إىل البيت احلرام ليطوف طواف الوداع إال احلائض‬


‫طواف فإذا طهرتا قبل السفر لزمهام‬
‫ٌ‬ ‫والنفساء فليس عليهام‬
‫طواف الوداع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫هلل منا ومنكم‪.‬‬


‫أتم املناسك وتقبل ا ُ‬
‫احلاج قد َّ‬
‫ُّ‬ ‫وهبذا يكون‬

‫‪115‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫آداب زيارة املسجد النبوي الشريف‬

‫زيار ُة احلبيب ﷺ ُسنَّة‪ ،‬وهي من أعظم القربات وأرجى‬


‫الطاعات‪ ،‬ففي أثناء رحلتك إىل املدينة‪ ،‬أكثر من الصالة والسالم‬
‫عليه‪ ،‬وعىل آله وأصحابه‪ ،‬ومن ذكر اهلل تعاىل‪ ،‬والترضع إليه‪ ،‬ومحده‪،‬‬
‫وشكره عىل تفضله‪.‬‬

‫املسجد النبوي الرشيف‬

‫‪116‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫وإذا ما وصلت إىل املدينة املنورة‪ ،‬ورأيت مبانيها‪ ،‬فقل‪ :‬اللهم‬
‫هذا َح ُرم نبيك‪ ،‬فاجعله وقاي ًة يل من النار‪ ،‬وأمانًا من العذاب‪ ،‬وسوء‬
‫احلساب‪ ،‬ﱹ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫رب ارزقني حسن األدب‪،‬‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱸ [اإلرساء‪ِّ ،]٨٠ :‬‬
‫يف مدينة نبيك حممد ﷺ‪ ،‬ووفقني لفعل اخلريات‪ ،‬وترك املنكرات‪.‬‬
‫واستعد للزيارة واللقاء‪ ،‬والترشف باملثول‪ ،‬بني يدي خري خلق‬
‫اهلل ﷺ‪ ،‬وذلك يكون ظاهر ًّيا وباطن ًّيا‪ ،‬ظاهر ًّيا باالغتسال‪ ،‬والتطيب‪،‬‬
‫ولبس أفضل ما عندك‪ ،‬وباطن ًّيا بالتوبة واالستغفار‪ ،‬والتواضع‪،‬‬
‫والسكينة‪ ،‬والوقار‪ ،‬وغض الصوت‪ ،‬فام ينبغي هناك رفع األصوات‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﱸ [احلجرات‪.]٢ :‬‬

‫وإذا ما وصلت إىل املسجد النبوي الرشيف‪ ،‬فادخل برجلك‬


‫اليمنى‪ ،‬وقل‪« :‬بسم اهلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل‪،‬‬
‫أعوذ باهلل العظيم‪ ،‬وبوجهه الكريم‪ ،‬وسلطانه القديم‪ ،‬من الشيطان‬
‫أيضا‪« :‬اللهم اغفر يل ذنويب‪ ،‬وافتح يل‬
‫الرجيم» [أخرجه أبو داود]‪ ،‬وقل ً‬
‫أبواب رمحتك» [أخرجه مسلم]‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫فصل ركعتي سنة املسجد‪ ،‬حيث يتيرس‬ ‫ِّ‬ ‫وإن كان الزحا ُم شديدً ا‬
‫لك‪ ،‬وإن متكنت من صالهتام يف الروضة الرشيفة‪ ،‬فهذا من فضل اهلل‬
‫ِ‬
‫رياض اجلنة‪ ،‬ومهبط الرمحة‪ ،‬وموطن اإلجابة‪،‬‬ ‫عليك‪ ،‬فهي روض ٌة من‬
‫وادع فيها بام حتب‪ ،‬من خريي الدنيا واآلخرة‪ ،‬لك وألحبابك‪.‬‬‫ُ‬
‫فقد قال ﷺ‪« :‬ما بني َبيتي ومنربي َروض ٌة من رياض اجلنة» [متفق‬
‫عليه]‪.‬‬

‫الروضة الرشيفة‬

‫‪118‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫توجه للسالم عىل رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وصاحبيه أيب بكر وعمر‬ ‫ثم َّ‬
‫حي يف قربه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بأدب وإجالل‪ ،‬واعلم أنه ٌّ‬ ‫‪ ،‬وقف أمام احلجرة‬
‫يسمع كالمك‪ ،‬ويرد عليك سالمك‪ ،‬قال ﷺ‪« :‬ما من مسل ٍم ُيس ِّلم‬
‫‪.‬‬
‫إيل روحي حتى أر َّد عليه» [أخرجه الطرباين يف املعجم األوسط]‬
‫عيل إال ر َّد اهلل َّ‬
‫َّ‬

‫وادع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فس ِّلم عليه‬
‫مشتاق‪ُ ،‬‬ ‫وفؤاد‬ ‫حارض‪،‬‬ ‫وقلب‬ ‫خفيض‪،‬‬ ‫بصوت‬
‫بام شئت من خريي الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫قرب النبي ﷺ وصاحبيه‬

‫‪119‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫أداء الصلوات‪ ،‬يف‬ ‫واحرص مد َة إقامتك باملدينة املنورة‪ ،‬عىل ِ‬
‫«ص َل ٌة ِف‬ ‫املسجد النبوي املبارك‪ ،‬الذي قال عنه رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫ف َص َل ٍة فِيم ِس َوا ُه إِ َّل ا ْل َم ْس ِ‬
‫جدَ ا ْل َح َرا َم »‬ ‫ج ِدي ه َذا َخي ِمن َأ ْل ِ‬
‫ٌْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َم ْس ِ‬
‫َ‬
‫[متفق عليه]‪.‬‬

‫***‬

‫‪120‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫ماذا بعد احلج‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﱹ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙ‬
‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﱸ [البقرة‪.]٢٠٢ - ٢٠٠ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عظمة اهلل يف القلوب واالطمئنان‬ ‫إن من ح َك ِم احلج العظيمة ُ‬
‫غرس‬
‫بذكره يف كل حني‪ ،‬فاذكر اهلل بعد احلج ﱹ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨﱸ [البقرة‪.]200:‬‬

‫َ‬
‫حتريك الشفتني بالتسبيح والتحميد والتهليل فقط‪ ،‬ال‬ ‫ذكر اهلل ليس‬
‫بل مطلوب أن تذكر اهلل يا عبد اهلل يف كل حني‪ ،‬تذكر اهلل حال النعمة ـ‬
‫أي نعمة ـ فتشكره عليها‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫وقال تعاىل‪ :‬ﱹ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬


‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﱸ [األحزاب‪.]21 :‬‬

‫وقال تعاىل‪ :‬ﱹ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬


‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﱸ [األحزاب‪.]٣٥ :‬‬

‫اقال تعاىل‪ :‬ﱹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﱸ [األحزاب‪.]41:‬‬

‫واعلم أخي احلاج أن دوامك عىل الطاعات هو مفتاح اخلري والنجاة‬


‫يوم القيامة‪ ،‬حيث سئل النبي ﷺ أي العمل أحب إىل اهلل ؟ قال‪« :‬أدومه‬
‫وإن َّ‬
‫قل» [أخرجه مسلم]‪.‬‬

‫إذا عملت العمل لزمته‪.‬‬ ‫وكانت أم املؤمنني السيدة عائشة‬


‫فمن عالمات الصالح املداومة عىل الطاعات وإن ق َّلت‪ ،‬ولذا‬
‫عليك أن تثبت عىل عمل صالح فتلزمه وتداوم عليه‪ ،‬وال تستحقر‬
‫حسن اخلتام‪ ،‬وحيفظ لك بركة‬
‫َ‬ ‫ذلك‪ ،‬عسى اهلل تعاىل أن يكتب لك‬
‫حجك‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬
‫والبد لك من الصرب عىل الطاعات وأنت تواصل مشوار حياتك‪،‬‬
‫أيضا عن املعايص‪ ،‬فإن الصرب عىل الطاعات وعن املعايص‬
‫واصرب ً‬
‫‪ :‬الصرب صربان‬ ‫من أرفع درجات الصرب‪ ،‬قال ميمون بن مهران‬
‫فالصرب عىل املصيبة حسن‪ ،‬وأفضل منه الصرب عن املعصية‪.‬‬
‫وجاهد نفسك‪ ،‬وال تضعف كام جاهدهتا بتلك األماكن الطاهرة‪،‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ﱹ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﱸ‬
‫[العنكبوت‪.]٦٩ :‬‬

‫وقال اهلل تعاىل‪ :‬ﱹ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬


‫ﯧﯨ ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲ ﯳﯴ‬
‫[النازعات‪.]٤١- ٣٧ :‬‬ ‫ﯵﯶﯷ ﯸﱸ‬
‫وال يفوتنك أن تكثر من دعاء اهلل تعاىل أن يعينك عىل الطاعات‬
‫واملداومة عليها‪ ،‬فأكثر أخي من االبتهال والتوجه إىل اهلل‪ ،‬أن يسدد‬
‫خطواتك وأنت تسلك سبيل دينه احلق‪ ،‬وقد كان النبي األكرم ﷺ‬

‫‪123‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫عن أكثر‬ ‫يكثر من سؤال ربه أن يثبته عىل دينه‪ ،‬سئلت أم سلمة‬
‫دعائه‪ ،‬فقالت‪« :‬كان أكثر دعائه‪ :‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي عىل‬
‫دينك‪ ،‬فقيل له يف ذلك؟ فقال‪ :‬إنه ليس آدمي إال قلبه بني أصبعني‬
‫من أصابع اهلل‪ ،‬فمن شاء أقام‪ ،‬ومن شاء أزاغ» [أخرجه الرتمذي وأمحد‬
‫] وفي رواية كان يقول‪« :‬يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا عىل دينك»‬
‫[أخرجه ابن ماجه]‪.‬‬
‫دائم بعني التقصري‪ ،‬فإنك مهام عملت من‬ ‫وانظر إىل نفسك ً‬
‫الصاحلات فلن تؤدي شكر اهلل تعاىل يف أقل نعمه عليك‪ ،‬وإذا أردت‬
‫أخي أن تعرف حال الصاحلني بعد فعلهم للصاحلات فتأمل معي‬
‫مواقف الصاحلني؛ لتعلم أن عباد اهلل املخلصني ُيقرون دائًام بالتقصري‪.‬‬
‫فهذا رسولنا ﷺ يعلمنا كيف تكون عبادة اهلل‪ ،‬فكان يقوم من‬
‫شكورا»؟‬
‫ً‬ ‫الليل حتى تتفطر قدماه‪ ،‬فإذا سألوه قال‪ « :‬أفال أكون عبدً ا‬
‫[متفق عليه]‪.‬‬
‫وقال‪« :‬واهلل إين ألستغفر اهلل وأتوب إليه يف اليوم أكثر من سبعني‬
‫مرة» [أخرجه البخاري]‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫إن اهلل‬
‫لبعض من حج‪« :‬يا هذا؛ َّ‬ ‫قال الفضيل بن عياض‬
‫تعاىل خيتم عىل عمل احلاج بطابع من نور؛ فإياك أن َّ‬
‫تفك ذلك اخلتم‬
‫بمعصية اهلل »‪.‬‬
‫مشكورا؛ ال بد من‬
‫ً‬ ‫مربورا‪ ،‬وسع ًيا‬
‫ً‬ ‫حجا‬
‫حجنا ًّ‬‫وحتى يكون ُّ‬
‫املحافظة عىل الفرائض والواجبات‪ ،‬وترك املعايص والذنوب‪،‬‬
‫وحفظ اللسان من الغيبة والنَّميمة والكذب‪ ،‬واملجادلة واملخاصمة‪،‬‬
‫وغض البرص‪.‬‬
‫لعبد اهلل بن عمر ‪« :‬وقد دخلت القوافل‪:‬‬ ‫قال جماهد‬
‫(ما أكثر احلاج!) فقال‪( :‬ما أقلهم! ولكن ُقل ما َ‬
‫أكثر الركب)‪.‬‬
‫‪ :‬عند دفع النَّاس من عرفة‪( :‬ليس‬ ‫وقال عمر بن عبد العزيز‬
‫ِ‬
‫السابق اليوم من سبق به بعريه؛ إنام السابق من غُف َر له) أي‪ :‬إن األمر‬
‫ليس بالكثرة‪ ،‬ولكن بالقبول‪...‬‬

‫‪125‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬

‫وختا ًما‪ ،‬نسأل اهلل سبحانه وتعاىل أن يتقبل منا هذا العمل‪ ،‬وأن‬
‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يرزقنا وإياكم حج‬
‫ً‬ ‫ينفع به‪ ،‬وأن جيعله‬
‫بيته احلرام وزيارة مسجد رسوله ﷺ‪.‬‬

‫وملزيد من االستفسار حول احلج وأحكامه يمكنكم التواصل‬


‫معنا‪.‬‬
‫‪/‬‬

‫‪/fatwacenter‬‬
‫‪/fatwacenter‬‬
‫‪/fatwacenter‬‬
‫‪/fatwacenter‬‬
‫‪http://www.azhar.eg/fatwacenter‬‬
‫مركز األزهر العاملي للفتوى اإللكرتونية‬

‫‪126‬‬
‫مركز األزهر العالمي للفتوى اإللكترونية‬

‫قائمة احملتويات‬
‫املقدمة‪5. ........................................................‬‬
‫فضل احلج والعمرة ‪6. ...........................................‬‬
‫ماذا قبل احلج؟ ‪8. ...............................................‬‬
‫أدعية مأثورة ‪14...................................................‬‬
‫رشوط وجوب احلج ‪18...........................................‬‬
‫أركان احلج ‪24....................................................‬‬
‫اإلحرام‪24........................................................‬‬
‫الوقوف بعرفة ‪44.................................................‬‬
‫الطواف ‪53.......................................................‬‬
‫السعي بني الصفا واملروة ‪64.......................................‬‬
‫واجبات احلج‪69..................................................‬‬
‫سنن احلج ‪89.....................................................‬‬
‫مبطالت احلج وكفاراته ‪90........................................‬‬
‫كيفية أداء احلج والعمرة‪98........................................‬‬
‫كيفية أداء حج اإلفراد‪98..........................................‬‬
‫كيفية أداء حج التمتع ‪103.........................................‬‬
‫كيفية أداء حج القران ‪105.........................................‬‬

‫‪127‬‬
‫دليل الحج والعمرة‬
‫‪107‬‬ ‫كيفية أداء العمرة‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫أيام احلج‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫آداب زيارة املسجد النبوي الرشيف‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫ماذا بعد احلج؟‪.‬‬
‫‪126‬‬ ‫خامتة‪.‬‬

‫‪128‬‬

You might also like