You are on page 1of 4

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫أحكام املسجد وآدابه‬


‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نيب بعده‪ ،‬سيدان حممد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫تعترب املساجد من أعظم البقاع وأشرفها على وجه البسيطة‪ ،‬فهي قبلة القاصدين وملجأ احملتاجني وقرة عني‬
‫احملبني وسلوة الذاكرين‪ ،‬ومأوى التائبني واملنيبني ‪ ،‬فهي ركن ركني وحصن منيع‪ ،‬منها يتخرج العلماء والدعاة‬
‫والفقهاء واجملددون‪ ،‬وفيها تقضى احلاجات العظمى‪ ،‬تشرئب إليها أعناق الرجال وتتعلق قلوهبم هبا‪ ،‬طمعا يف‬
‫القرب من هللا تعاىل والفوز به ونيل الشرف واملكان الرفيع يف ظله يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬وقد جاء يف حديث السبعة‬
‫الذين يظلهم هللا يف ظله "ورجل قلبه معلق ابملساجد"[رواه الشيخان]‬
‫فاملساجد كما يقول اإلمام ايسني رمحه هللا‪" :‬هي حمضن الرجال‪ ،‬ومدرسة العلماء‪ ،‬وحمراب املتبتلني‪ ،‬ودائرة‬
‫قيادة اجلهاد‪ ،‬وجملس الشورى واإلميان املسجد" فما هو مفهوم املساجد؟ وما هي األحكام والضوابط‬
‫والفضائل اليت ختصها؟‬
‫‪ -1‬مفهوم املسجد‪:‬‬
‫املسجد‪ :‬اسم مكان من (سج َد)‪ .‬واجلمع‪ِ :‬‬
‫مساجد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املساجد من بدن ا ِإلنسان‪ :‬موضع السجود‪ ،‬وهي‪ :‬اجلبهة‬ ‫واملسجد‪ :‬اجلب هة‪ ،‬حيث يكون نَ َدب السجود‪ ،‬و ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫واألنف واليدان والركبتان والقدمان‪.‬‬
‫ورا"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصالة "جعِلَ ْ ِ‬ ‫و ِ‬
‫املسجد‪ :‬مصلَّى اجلماعة‪ ،‬مكان يصلّي الناس فيه مجاعة‪ ،‬بيت َّ‬
‫ِل األ َْرض َم ْسج ًدا َوطَه ً‬
‫ت َ‬
‫‪ -2‬فضل املساجد‪:‬‬
‫دها‪،‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫هللا مس ِ‬ ‫ول هللاِ ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَِِب هَريْ َرةَ َر ِضي هللا َعْنه‪ :‬أ َّ‬
‫اج َ‬ ‫َحب الْبالَد إ ََل َ َ‬
‫ال‪ :‬أ َ‬ ‫َن َرس َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اقها‪[ .‬أخرجه مسلم وابن خزمية وابن حبان]‪.‬‬ ‫ض الْبِالَد إِ ََل هللا أ ْ‬
‫َس َو َ‬ ‫َوأَبْ غَ ُ‬
‫ول هللاِ ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫ال‪ََِ :‬س ْعت َرس َ‬‫بل إن املسجد هو بيت كل مؤمن وتقي‪َ ،‬ع ْن أَِِب الد َّْرَد ِاء َر ِض َي هللا َعْنه قَ َ‬
‫يت ُك ّل تَِق ّي"‪[ .‬أخرجه أبو نعيم يف احللية]‪.‬‬ ‫وسلم ‪ -‬يَقول‪" :‬ال َْم ْس ِجد بَ ُ‬
‫‪ -3‬آداب املساجد وأحكامها‪:‬‬
‫لقد حرصت الشريعة اإلسالمية على تسييج املساجد مبجموعة من األحكام واآلداب اليت حتفظ هلا مكانتها‬
‫وتصون حرمتها وتضمن هيبتها‪ ،‬ومن مجلة تلك اآلداب واألحكام ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بناء املساجد وتشييدها‪:‬‬
‫ال‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ب‪ ،‬قَ َ‬ ‫فع ْن َعلِ ِي بْ ِن أَِِب طَالِ ٍ‬
‫لقد رغب الشارع احلكيم يف احلث على بناء املساجد وعمارهتا وتشييدها‪ّ َ ،‬‬
‫هلل َم ْس ِج ًدا‪ِ ،‬م ْن َمالِ ِه‪ ،‬بَ ََن ه‬
‫اَّللُ لَهُ بَ ْي تًا ِِف ا ْجلَن ِهة" [أخرجه ابن ماجة]‬ ‫رسول هللاِ صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من بَنِ ِ‬
‫َ ْ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫هلل مس ِج ًدا‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ‬
‫ريا‪ ،‬بَ ََن‬
‫ريا َكا َن‪ ،‬أ َْو َكب ً‬
‫صغ ً‬ ‫َ‬ ‫"م ْن بَ ََنِ َ ْ‬
‫ال‪َ :‬‬‫َّيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أَنَّه قَ َ‬ ‫وع ْن أَنَس رضي هللا عنه َعن النِ ِّ‬
‫الّتِم ِذي]‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ لَهُ بَ ْي تًا ِِف ا ْجلَنهة"‪[ .‬أخرجه ّ ْ‬
‫ه‬
‫ص قَطَاة‪ 1‬لِب ْي ِ‬ ‫ال‪" :‬من بَن ِهِ‬
‫َّلل َم ْس ِج ًدا َول َْو َك َم ْف َح ِ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ض َها بَ ََن‬ ‫َ‬ ‫اس َع ِن النيب صلى هللا عليه وسلم أَنَّه قَ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ لَهُ بَ ْي تًا ِف ا ْجلَن ِهة"‪[ .‬أخرجه اإلمام أمحد]‬
‫ه‬
‫ويف الصحيحني أن النيب صلى هللا عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬من بَن مسجدا يبتغي به وجه هللا بَن هللا له بيتا‬
‫ِف اجلنة "‪ .‬وقد كان أول عمل قام به النيب صلى هللا عليه وسلم ملا قدم املدينة بناء املسجد النبوي وقبله مسجد‬
‫قباء‪ ....‬يقول اإلمام رمحه هللا‪" :‬وتعاد عمارة املسجد إىل بساطة البناء‪ ،‬مع مجال اهليئة‪ ،‬ودون هذه الزخرفة‬
‫املنتفشة املبذرة‪ .‬وحول املسجد‪ ،‬متصلة به حسا ومعىن تقام مرافق الدعوة من مكتبة‪ ،‬وحجر للضيف‪ ،‬وقاعات‬
‫للرايضة والنظافة واالستحمام‪ .‬يعاد للمسجد دفء احلياة‪ ،‬وحرارة احلركة‪ ،‬من برودة اهلجران‪ ،‬ومجود العادة‪ ،‬كما‬
‫ينبغي تعميم املساجد يف كل بقعة من أرضنا يف احلواضر والبوادي‪ ،‬بل جيب تعميم املساجد وإيالؤها األمهية قبل‬
‫املدارس يقول اإلمام رمحة هللا عليه‪ " :‬تعميم املساجد أسبق من تعميم املدارس‪ ،‬بل موازاي له‪ .‬وجهاد التعليم‬
‫والّتبية املوجهني للكبار والصغار أعم من املدارس املخصصة للناشئة‪ .‬فيكون تكامل بني رسالة املسجد ورسالة‬
‫املدرسة وتعاون‪ .‬وعندما تلتقي الدعوة والدولة تكون املساجد العنصر اجلامع يف شبكة مؤسسات الدعوة‪ .‬إن شاء‬
‫هللا تعاىل‪.‬‬
‫السعي إَل الصالة والذكر وقراءة القرآن وإحياء حلق العلم فيها‪:‬‬
‫لقد فرض هللا عز وجل الصالة على عباده ليتقربوا منه ويعبدوه ويعرضوا حاجاهتم عليه‪...‬وقد خص هللا‬
‫هذه األمة احملمدية أبن جعل هلا األرض مسجدا وطهورا‪...‬لكنه رغب إبقامتها يف املساجد إعالء لكلمة هللا‬
‫وإظهارا لشعائره سبحانه‪ ،‬قال تعاىل‪" :‬إمنا يعمر مساجد هللا من آمن ابهلل واليوم اآلخر وأقام الصالة وآتى‬
‫الزكاة ومل خيش إال هللا فعسى أولئك أن يكونوا من املهتدين " [سورة التوبة‪ .]18-17 ،‬كما يعمر املسجد‬
‫ابلتالوة والعلم‪ ،‬ويطهر لذكر هللا‪ ،‬وجيمر ويعتىن به‪ ،‬وينزه عن اللغو واللغط‪ ،‬وحيتفل لدخوله ابلزينة السنية‪ ،‬والنظافة‬
‫والطهارة وطيب الريح‪ .‬وميشى إليه يف ظلم الليل وضحوة النهار‪ .‬ويعمره الرجال والنساء والشباب‪.‬‬
‫ب‪ -‬التجمل وأخذ الزينة مع احلرص على الطهارة‪:‬‬
‫يتميز املؤمن بسمته وخلقه وحسن مظهره‪ ،‬وقد أمر هللا عز وجل أبخذ الزينة للصالة وشهود اجلماعات‬
‫قال تعاىل‪" :‬اي بين آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"[األعراف‪ ]31 ،‬وهذا عام يف كل مسجد للصالة‪ ،‬كما‬
‫دلت اآلية على وجوب سّت العورة إال يف حال العجز والنسيان‪ ،‬فهي شرط يف صحة الصالة‪.‬‬
‫وأخذ الزينة من اللباس ال ينبغي فيه التكلف واخلروج عن املألوف مما اعتاده الناس يف حياهتم‪ ،‬فَكل حبسب‬
‫استطاعته وقدرته قال تعاىل‪ " :‬لِيُ ِنف ْق ذُو َس َعة ِّمن َس َعتِ ِه َوَمن قُ ِد َر َعلَْي ِه ِر ْزقُهۥُ فَ لْيُ ِنف ْق ِِمها ءَااتهُ هللا َال يُ َكلِّ ُ‬
‫ف هللا‬
‫سا إِهال َما ءَ َاات َها َسيَ ْج َع ُل ا هَّللُ بَ ْع َد ُع ْسر يُ ْس ًرا"[الطالق‪]7 ،‬‬
‫نَ ْف ً‬
‫ومما ينبغي مراعاته واحلرص عليه الطهارة من غسل ووضوء مع إكثار اخلطى إىل املساجد‪ ،‬فقد ورد يف صحيح‬
‫مسلم أن رسول هللا صلى هللا عليه وعلى آله وسلم قال‪ « :‬أال أدلكم على ما ميحو هللا به اخلطااي ويرفع به‬
‫الدرجات ؟ قالوا ‪ :‬بلى اي رسول هللا قال ‪ :‬إسباغ الوضوء على املكاره وكثرة اخلطى إَل املساجد وانتظار‬

‫ضرب به املثل يف االهتِداء‬ ‫ِ‬


‫املكان الذي تَبيض فيه ال َقطاة وت َفّرخ‪ .‬وال َقطاة‪ :‬نوعٌ من احلمام ي َ‬
‫‪1‬‬
‫الصالة بعد الصالة فذلكم الرابط فذلكم الرابط "‪ .‬كما يستحب االغتسال مرة يف األسبوع خاصة يوم اجلمعة‬
‫حلديث أِب سعيد اخلذری رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وعلى آله و سلم‪" :‬غسل اجلمعة‬
‫واجب على كل حمتلم" [رواه البخاري]‪ .‬وعن سلمان الفارسي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النيب صلى هللا عليه وعلى‬
‫آله وسلم‪" :‬ال يغتسل رجل يوم اجلمعة‪ ،‬ويتطهر ما استطاع من طهر‪ ،‬ويدهن من دهنه أو ميس من طيب‬
‫بيته‪ ،‬مث خيرج فال يفرق بني اثنني‪ ،‬مث يصلي ما كتب له‪ ،‬مث ينصت إذا تكلم اإلمام‪ ،‬إال غفر له ما بينه وبني‬
‫اجلمعة األخرى" [رواه البخاري]‪.‬‬
‫ت‪ -‬إخالص النية والعبادة هلل تعاَل‪:‬‬
‫إن شرط صحة األعمال وقبوهلا هو اإلخالص هلل تعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪" :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا خملصني‬
‫له الدين حنفاء ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة" [البينة‪ ]5 ،‬فامليل عن الباطل إىل احلق‬
‫واإلخالص له هو أَسى املطالب وأ رفعها‪ ،‬عليه يتوقف قبول األعمال‪ ،‬وقد ورد عن الين صلى هللا عليه وسلم أنه‬
‫قال‪" :‬صالة الرجل مجاعة تزيد على صالته ِف سوقه وبيته بضعة وعشرين درجة‪ .‬وذلك أن أحدهم إذا توضأ‬
‫فأحسن الوضوء مث أتى املسجد ال يريد إال الصالة ال ينهزه إال الصالة‪ ،‬مل خيط خطوة إال رفع له هبا درجة‪،‬‬
‫وحط عنه هبا خطيئة‪ ،‬حىت يدخل املسجد‪ ،‬فإذا دخل املسجد كان ِف الصالة ما كانت الصالة هي حتبسه‪،‬‬
‫واملالئكة يصلون على أحدكم مادام ِف جملسه الذي صلى فيه‪ ،‬يقولون‪ :‬اللهم ارمحه اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم‬
‫تب عليه‪ ،‬ما مل يؤذ فيه‪ ،‬ما مل حيدث"‪[ .‬متفق عليه]‪.‬‬
‫والنية ركن األعمال وروحها‪ ،‬والبد منها يف قبول األعمال ونيل الثواب واألجر عند هللا تعاىل‪ .‬ففي احلديث النبوي‬
‫املشهور الذي يرويه عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه عن النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إمنا األعمال ابلنيات وإمنا‬
‫لكل امرىء ما نوی‪ ،‬فمن كانت هجرته إَل هللا ورسوله فهجرته إَل هللا ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا‬
‫يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إَل ما هاجر إليه " [متفق عليه]‬
‫ث‪ -‬ومن مجلة اآلداب اليت ينبغي مراعاهتا أيضا‪:‬‬
‫احلضور بنشاط‪ ،‬والتزام األدب عند التثاؤب‪ ،‬وجتنب إذاية الغري برائحة وحنوها‪ :‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه‪ ،‬فإن الشيطان يدخل" [أخرجه مسلم]‪.‬‬
‫ولقول النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من أكل من هذه الشجرة يريد الثوم فال يغشاان ِف مساجدان" وقوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪" :‬من أكل البصل والثوم والكراث فال يقربن مسجدان‪ ،‬فإن املالئكة تتأذى ِما يتأذى منه بنو‬
‫آدم" [أخرجه البخاري ومسلم]‪.‬‬
‫وقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم اجلمعة والنيب صلى هللا عليه وسلم خيطب فقال له رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪" :‬اجلس فقد آذيت" وِف رواية‪" :‬وآنيت" أخرجه أبو داود "أي‪ :‬أبطأت وأتخرت"‪.‬‬
‫‪ -‬التحية والدعاء أثناء الدخول واخلروج واملكث‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا دخل أحدكم‬
‫املسجد فال جيلس حىت يصلي ركعتني" ويف رواية "فلريكع ركعتني قبل أن جيلس" [أخرجه البخاري ومسلم]‪ .‬مع‬
‫مراعاة أوقات الكراهة (بعد صالة الصبح إىل الشروق‪ ،‬وبعد صالة العصر إىل الغروب)‪.‬‬
‫وقال عليه الصالة والسالم‪" :‬إذا دخل أحدكم املسجد فليقل‪ :‬اللهم افتح يل أبواب رمحتك‪ ،‬وإذا خرج‬
‫فليقل‪ :‬اللهم إين أسألك من فضلك" [أخرجه مسلم]‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬بني كل أذانني صالة‪ ،‬بني كل أذانني صالة" مث قال ِف الثالثة‪" :‬ملن شاء" [أخرجه‬
‫البخاري ومسلم]‪ .‬وقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال يُرد الدعاء بني األذان واإلقامة"‪.‬‬
‫‪ -‬اإلكثار من اخلطى إَل املساجد‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن أعظم الناس أجراً ِف الصالة‬
‫أبعدهم إليها ِمشى فأبعدهم‪ ،‬والذي ينتظر الصالة حىت يصليها مع اإلمام أعظم أجراً من الذي يصليها مث‬
‫ينام" [أخرجه البخاري ومسلم]‪ .‬وعن أِب هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من‬
‫تطهر ِف بيته مث مشى إَل بيت من بيوت هللا ليقضي فريضة من فرائض هللا كانت خطواته إحدامها حتط‬
‫خطيئة واألخرى ترفع حسنة" [أخرجه مسلم]‪ .‬وعن بريدة رضي هللا عنه عن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"بشر املشائني ِف الظلم إَل املسجد ابلنور التام يوم القيامة" [أخرجه مسلم]‪.‬‬
‫‪ -‬الس كينة والوق ار وع دم التش بيك ب ني األص ابع‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪" :‬إذا مسع تم اإلقام ة‬
‫فامشوا إَل الص الة‪ ،‬وعل يكم ابلس كينة والوق ار‪ ،‬وال تس رعوا‪ ،‬فم ا أدرك تم فص لوا‪ ،‬وم ا ف اتكم ف أ وا" [أخرج ه‬
‫البخاري ومسلم]‪ ،‬وقوله علي ه الص الة والس الم‪" :‬إذا توض أ أح دكم فأحس ن وض وءه مث خ رج عام داً إَل املس جد‬
‫فال يشبكن يديه فإنه ِف صالة‪[ "....‬أخرجه أبو داود]‪.‬‬
‫وِما ورد عنه صلى هللا عليه وسلم ِف آداب املساجد قوله‪:‬‬
‫" إن هذه املساجد ال تصلح لشيء من هذا البول وال القذر‪ ،‬إمنا هي لذكر هللا عز وجل والصالة وقراءة‬
‫القرآن" [أخرجه البخاري ومسلم]‪ .‬وقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع ِف املسجد‪ ،‬فقولوا‪:‬‬
‫ال أربح هللا جتارتك‪ .‬وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا‪ :‬ال رد هللا عليك" كما أمر صلى هللا عليه وسلم بتسوية‬
‫الصفوف قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬سووا صفوفكم‪ ،‬فإن تسوية الصف من ام الصالة"‪ ،‬ويف رواية‪" :‬من‬
‫إقامة الصالة" [أخرجه البخاري ومسلم]‪.‬‬

‫ختاما نقول‪:‬‬

‫وح ِري ابلضيف أن يكرمه‬ ‫ينبغي للمؤمن واملؤمنة أن يستحضرا ومها قاصدين بيوت هللا أهنما يف ضيافة الرمحن‪َ ،‬‬
‫صاحب الدار وجيزل له املثوبة والعطاء‪ ،‬لذا وجب الذهاب يف أمجل صورة وأهبى حلّة‪ ،‬مظهرا وخمربا‪ ،‬والتزام األدب‬
‫الرفيع واخللق الكرمي‪ ،‬ودوام املسري واالرتياد من غري ملل وال كلل‪ ،‬إال لعذر قاهر ومانع معترب‪ ،‬إىل أن أيذن الرب‬
‫ابللقاء ويرتفع التكليف ويبدأ التكرمي ﴿واعبد ربك حىت أيتيك اليقني﴾‪.‬‬
‫وآخر دعواان أن احلمد هلل رب العاملني وصلى هللا وسلم على سيد األولني واآلخرين‪.‬‬

You might also like