Professional Documents
Culture Documents
اجمللس األول
اعتنى به
وليد يرسي
والضبط فقط]
[أصل التَّفريغ ليس يل ،وإنَّام التَّنسيق َّ
لألخطاء ال ِّطباعية واالستدراكات واملقرتاحات
املراسلة عىل بريد)abohaleema@gmail.com( :
ً
رسالة إىل الرقم0591522135 / [لالشرتاك يف اخلدمة عىل الواتس أرسل
الشيخ َّ
الشويعر)] مكتوب فيها( :دروس َّ
0
بسم اهلل الرمحن الرحيم
حممدً ا عبده ورسولهَّ ،
صىل رب العاملني ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له ،وأشهد َّ
أن َّ احلمد هلل ِّ
ثم أ َّما بعد:
كثريا ،إىل يوم الدِّ ينَّ ،
تسليام ً
ً اهلل عليه وعىل آله وأصحابه
َّ
أن عبدالرمحن ال َّطويل عن معاوية
َّ فيام رواه َّ
الشيخان من حديث ،محيد بن َّبي
فقد ثبت عن الن ِّ
فقال َّبي ـر ِد اهللُ بِ ِه َخ ْ ًْيا ُي َف ِّق ْهـ ُه ِِف الدِّ ِ
ين» ،وقد أخذ بعض النُّ َّظام هذا املعنى من قول الن ِّ قالَ « :م ْن ُي ِ َّبي
الن َّ
يف َّأول نظ ٍم له:
اص َط َفى اهللُ ِخ َي َار ا ْلـخَ ْل ِق َلـ ْه ِ
َقد ْ ـمن ِْز َلـ ْه
يم ا ْل َ
ِ ِ
َفالْف ْق ُه َعظ ُ َو َب ْعـدُ
كثرية ،ومن أعظم النِّعم ا َّلتي ُين ِْع ُم اهلل هبا عىل
ٍ خيص من شاء من خلقه بنع ٍم أن اهلل ُّ وهذا يد ُّلنا عىل َّ
ملا ُس ِئل عن َّبيصح عن الن ِّ العبد ،أن يو ِّف َق العبدَ لنيل الفقه يف الدِّ ين ،ومعرفة أحكام رشع اهلل املتني؛ ولذلك َّ
اهلِ َّي ِة ِخ َي ُارك ُْم ِِف ْ ِ
اْل ْس ََل ِم إِ َذا َف ُق ُهوا». خري النَّاس؟ قالِ « :خياركُم ِِف ا ْلـج ِ
َ َ ُ ْ
الشاب يتت َّبع :وأنت إذا رأيت َّ عبدالوهاب
َّ حممد بن ولذلك يقول بعض أهل العلم -وهو َّ
الشيخ َّ
َ « :م ْن ُي ِردِ اهللُ بِ ِه َخ ْ ًْيا ُي َف ِّق ْه ُه ِِف َّبي
خريا ،واسمع قول الن ِّ ِح َلق العلم ودروس املشايخ ،فاعلم َّ
أن اهلل أراد به ً
الدِّ ِ
ين».
والفقه يف الدِّ ين ُّأُّيا اإلخوة؛ هي ملك ٌة جيعلها اهلل يف القلوب ،بحيث َّ
أن املرء يعرف هبا أحكام رشع
اهلل ،وال يمكن أن تتح َّق َق هذه امللكةَّ ،إال بمقدِّ ٍ
مات تسبقها ،وأعظم هذه املقدِّ مات تكون بمعرفة نصوص
. َّبي
وسنَّة الن ِّ
الوحيني من كتاب اهللُ ،
ومن املقدِّ مات معرفة كالم أهل العلم ،والنَّظر يف اجتهادهم[ ،ومعرفة تعليلهم ،وذلك ،والتَّأ ُّمل فيه](.)1
بطرق متعدِّ ٍ
دة، ٍ يتحصل املرء عليه، أمرا ُم ِه اام؛ وهو َّ
أن الفقه
َّ لنعرف ً
َ أتيت هبا؛
الصغرية ُ هذه املقدِّ مة َّ
ٍ
بأمور منها: ركشـي يف كتابه «املنثور ِف القواعد»َّ :
أن الفقه ُينَال الز
عة ،وقد ذكر بـدرالدِّ ين َّووسائل متنو ٍ
َ
ُّ ِّ
-معرفة الفروع ،أي املسائل.
-ومنها معرفة التَّقسيم.
ف أمورا ستَّ ًة غري هذين األمرين ،وأنا ُ
أتيت هبذا األمر -معرفة الفروع ومعرفة التَّقسيم -لنعر َ ً وذكر
الكتاب ا َّلذي سوف نقرؤه اليوم وغدً ا بمشيئة اهلل ما هي طريقته؟ وما هو الغرض منه؟ إذ الكتاب ا َّلذي بني
الصواب( :ومعرفة تعليلهم كذلك ،والتأ ُّمل فيه) ،أو يكون( :ومعرفة تعليلهم؛ وذلك ( )1هكذا وقع فيام أتاين من التَّفريغ ،وهو ظاهر اخلللَّ ،
ولعل َّ
الصوتية فأراجعها ،واهلل أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
بالتأ ُّمل فيه) ،وليست عندي املادة َّ
1
الضوابط» ،ومنهم املصنِّف ،وهو
يسميها بعض أهل العلم بـَّ « : ِ
أيدينا ،هو َم ْعن ٌّي بمعرفة التَّقاسيم ،والتَّقاسيم هذه ِّ
الضوابط الفقه َّية عىل نوعني:
الضوابط الفقه َّية» ،وجعل َّ الشيخ يوسف بن عبداهلاديَّ ،
فإن له كتا ًبا اسمهَّ « : َّ
أمر َّ ٍ
معني ،فذكر أمثل ًة كل ما يندرج حتت ٍ
الضوابط احلارصة؛ وهي التَّقاسيم ،بأن جيمع َّ
األولَّ :
-النَّوع َّ
فإن الكتاب ا َّلذي بني أيدينا ك َّله من َّ
الضوابط منها يف كتابه «القواعد» ،وأكثر منها يف الكتاب ا َّلذي بني أيدينا؛ َّ
احلارصة.
ُ
مسائل فقهي ٌة كثريةٌ. الضوابط الفقه َّية؛ ا َّلتي هي قضايا كل َّي ٌة ،يندرج حتتها -والنَّوع ال َّثاين من َّ
الضوابطَّ :
إ ًذا َّ
الضوابط الفقه َّية نوعان:
عشـر ،وهكذا.
َ الصالة أربع َة ُ
ضوابط حارصةٌ :وهو تعدا ٌد ،كأركان الدِّ ين مخس ٌة ،أركان َّ -1
صور متعدِّ د ٌة من الفروع الفقه َّية ،وهي ا َّلتي
ٌ -2والنَّوع ال َّثاين :قضايا كل َّية :قض َّي ٌة كل َّي ٌة يندرج حتتها
َ
(ضوابط) ،وكالمها تواضع علامء الفقه عىل تسميتها بـ( :القواعد الفقه َّية) ،وكال األمرين ُي َس َّمى:
ُي َس َّمى( :ضاب ًطا).
الضوابط ،ا َّلتي بمعنى احلارصة ،التَّقاسيم ،يكون معنى التَّقاسيم
إ ًذا املقصود هنا ،أنَّنا نعرف أمه َّية معرفة َّ
الضوابط احلارصة معناها واحد.
والقضايا احلارصة ،أو َّ
ومعرفة هذه القواعد احلارصة مفيدٌ جدا ا ،ووجه فائدته :أنَّه حيرص أمام طالب العلم املسائل املندرجة ،فال
يدخل يف املسألة ما ليس فيها.
أن املواضع ا َّلتي جيب تطهْيها ،ثَلثة: سيمر معنا بعد ٍ
قليل ،حينام يذكر املصنِّف َّ ُّ وأرضب لكم ً
مثاال
ِّ
املصِّل. -1بدن
-2والبقعة ا َّلتي ِّ
يصِّل عليها.
-3وثوبه ا َّلذي ِّ
يصِّل به.
ٍ
بواجب ،مثل :النَّجاسة ا َّلتي هذه األشياء ال َّثالثة ،هي ا َّلتي جيب تطهريها ،ما عدا ذلكَّ ،
فإن تطهريها ليس
ِّ
املصِّل ،ليست يف موضع سجوده. تكون يف ِق ْب َلة
أن املرء ك َّلام كان
شك َّ لـام عرفنا احلارص هلا ،وهو َّأن التَّطهري إنَّام جيب يف ثالثة ٍ
أمور ،وال َّ كيف عرفنا هذا؟ َّ
وأدق كامال -ك َّلام كان َّ
أتم يف فقههَّ ، حارصا دقي ًقا ً
ً حمي ًطا و َم ْعن ِ ايا بالتَّقسيم والتَّنويع -وخا َّص ًة التَّقسيم ا َّلذي يكون
ومتأخرُّيم ،فإنَّك إذا رأيت الفقيه يف مصنَّفه ،قد أكثر من التَّقاسيم احلارصة، ِّ واضح عند متقدِّ م الفقهاء
ٌ فيه ،وهذا
ترصفِ ِه بالفقه ،وإجادتِ ِه له. ِ
وحسن ُّ قو ِة ملكتِ ِه، فإن ذلك ُّ
يدل عىل َّ َّ
2
ٍ
كثرية مل ُي ْسبَ ْق إليها فيام أعلم عند فقهاء بتقاسيم يف هذا الكتاب ،فإنَّه أتى ِّف
ومن هؤالء :املصن ُ
َ
احلنابلة ،ور َّبام وافقهم غريهم من فقهاء املذاهب األخرى.
كل ٍ
مجلة وأحكامها عىل سبيل التَّفصيل ،عىل طريقة رشح الشـرح بمشيئة اهلل هي ليس رشح ِّ
طريقتنا يف َّ
طويال ،واملدَّ ة ا َّلتي سنقرأ فيها الكتاب خالل يو ٍم ،ور َّبام يوم ونصف ،ال
ً الفروع الفقه َّيةَّ ،
فإن هذا يأخذ وقتًا
لكل تقسي ٍم ،والفائدة والغرض ا َّلذي نستفيده منها
يمكننا أن نفعل هذه ال َّطريقة ،وإنَّام سوف نأخذ املعاين العا َّمة ِّ
بمشيئة اهلل .
اجتِ ََمعَ ،وفِ َراق، اء :ع َبا َدةَ ،و ُم َع َاملةَ ،و ْ
( :كِتَاب ُفرو ِع ا ْل ِف ْق ِه ،مدَ ار ا ْل ِف ْق ِه ع ََل ع ََش ِة َأ ْشي ِ
َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ قال املصنِّف
ِ ِ ِ اج َذلِ َ َ ِ
الص ََلةُ، يثْ ،اْلَ َّو ُلِِ :ف ا ْلع َبا َداتَ :وه َي ََخ َْسةَّ : ُشبَ ،و َق ْس ُم َم َو ِار َ كَ ،وأكْلَ ،و ُ ْ َو ِجنَا َياتَ ،و َم َعاصَ ،و ْاستخْ َر ُ
ِ ِ ِ ـح ُّجَ ،وا ْل ِ
ُشطَ ،و ُركْن، اءْ َ : ور َها َع ََل َس ْب َعة َأ ْش َي َ الص ََل ُة؛ َوت َْشتَم ُل ُأ ُم ُ ـج َها ُدْ ،اْلَ َّو ُل من َْها َّ الص ْو ُمَ ،وا ْل َ َوال َّزكَاةَُ ،و َّ
ثَ ،و ََل ُبدَّ وط؛ و ِهي ِستَّةْ :اْلَو ُل ِمنْها :ال َّطهار ُة ِمن ا ْلـحدَ ِ َ َو َو ِ
َ َ َ َ َ َّ الَش ُ َ َ ُم َّرمْ ،اْل َّو ُلُ ُّ :اجبَ ،و ُسنَّةَ ،و ُم َباحَ ،و َمك ُْروهَ ،و ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِّس، اِل َع ْن َمانع ح ِّ ٍّ ف ا ْلـخَ ِ ـم َك َّل ُـم َت َط ِّه ُرَ :ف ُهو ا ْل ُ فيه م ْن َأ ْر َب َعة ُأ ُمورُ :م َت َط ِّهرَ ،و ُم َت َط َّهر بِهَ ،و َط َه َارةَ ،ونَاقضَ ،أ َّما ا ْل ُ
َضر ِِف ْاستِ ْع ََملِ ِهَ ،و َأ َّما ال َّط َه َارةَُ :ف ِه َي ِِ َ
اب عنْدَ َعدَ مه ،أ ْو َ َ
ِ
الُّت ُ ـم َت َط َّه ُر بِ ِهَ :فا ْلـَم ُء ال َّط ُه ُ َ ِ
ور ،أو ُّ َ َ
َأو َ ِ
ُشع ٍّيَ ،و َأ َّما ا ْل ُ
ْ ْ
يل َيت َِوي َع ََل ُسنَّة؛ َو ُهو الت َّْس ِم َي ُةَ ،و َغ ْس ُل ا ْل َيدَ ْي ِن َق ْب َل ُه َث ََل ًثاَ ،وا ْلغ َْس َل ُة ال َّثان ِ َي ُة َوال َّثالِ َث ُةَ ،و ََتْلِ ُ وءْ َ ،
ِ
ُصغ َْرى؛ َوه َي ا ْل ُو ُض ُ
اجبَ :فغَس ُل ْاْلَع َض ِ ـم ْض َم َض ِة َو ِاَل ْستِن َْش ِ ِ
اء ْ ْ اكَ ،وال َّت َي ُام ُنَ ،و َأ َّما ا ْل َو ِ ُ الس َو ُاقَ ،و ِّ ـم َبا َل َغ ُة ِِف ا ْل َ
ْاْلَ َصابِ ِع َوال ِّل ْح َيةَ ،وا ْل ُ
ِ َْ ،و َّ ِ ِ
الصغ َْرىَ ،و َع ََل ْ ِِف ال َّط َه َارة ُّ واَلةَُ ،والنِّ َّي ُةَ ،و ُي ْم َس ُُ َع ََل ا ْلـخُ َّف ْ ِ
ـم َ يبَ ،وا ْل ُ ُ ِ
ِ َم َع ْاْل ُذن ْ َ ْ
الُّتت ُ الر ْأ ِ
ال َّث ََل َثةَ ،و َم ْس ُُ َّ
ث إِ ََل ِم ْثلِ ِه َع ََل يهن ِمن ا ْلـحدَ ِ ِ
ـم َساف ُر َث ََل َث َة َأ َّيام َولَ َيال ِ َّ َ َ
ِ
يم َي ْو ًما َو َل ْي َل ًةَ ،وا ْل ُ
ف ا ْل ِ
ـمق ُـجبِ َْية من ُْه ََمَ ،و َي ْم َس ُُ َع ََل ا ْلـخُ ِّ ُ
ِ ِ
ا ْل َ
ـج َس ِد، ِ
يم َسائ ِر ا ْل َ
ِ
ب :النِّ َّي ُةَ ،و َت ْعم ُ اج ُاجب ،ا ْل َو ِ َساتِر َثابِت بِنَ ْف ِس ِهَ ،و َأ َّما الطَّ َه َار ُة ا ْلك ُْْبىَ :فت َْحت َِوي َع ََل ُسنَّةَ ،و َو ِ
َ
الش َع ِرَ ،وغ َْس ُل َقدَ َم ْي ِه ِِف يل َّ كَ ،وال َّت َي ُام ُنَ ،و ََتْلِ ُ وءَ ،وا ْلغ َْس ُل َث ََل ًثاَ ،والدَّ ْل ُ ِ ِ
ب :غ َْس ُل َما بِه م ْن َأ ًذىَ ،وا ْل ُو ُض ُ َوا ْل ُ
ـم ْست ََح ُّ
اح ُش ِمن غ ِ ِ ْ ،وا ْل َف ِ َْي مو ِض ِع ِه ،والنَّواقِ ُض ِِف ال َّطهار ِة الصغْرى ثَمنية :ا ْلـخَ ِ ِ
ِهاَ ،وز ََو ُال ا ْل َع ْق ِلَْي َ ْ ْ السبِي َل ْ ِ َ
ار ُج م َن َّ َ َ ُّ َ َ َ غِْ َ ْ
ُْبى ِستَّة: ِ ِ اْلبِ ِلَ ،و ِّ
الر َّد ُةَ ،وِف ال َّط َه َارة ا ْلك ْ َ ـح ِم ْ ِ ِ ِ
ـم ْر َأة ل َش ْه َوةَ ،و َأك ُْل َل ْ
ِ ِ ِ
َْي ن َْوم َيسْي َجال ًسا َأ ْو َقائ ًَمَ ،و َم ُّس ا ْل َف ْرجِ َ ،وا ْل َ بِغ ْ ِ
ِ ا ْلـمنِي الدَّ افِ ُق بِ َل َّذة ،وا ْلتِ َقاء ا ْل ِ
ـختَان ْ ِ
ـم ْو ُت). اَِ ،وا ْل َ ـح ْي ُضَ ،والنُّ َف ُ ََْ ،وإِ ْس ََل ُم ا ْلكَاف ِرَ ،وا ْل َ ُ َ َ ُّ
ِ ِ ِ ٍ
معروف؛ َّ
ألن هذا ٌ َاب ُف ُرو ِع ا ْلف ْقه )،طب ًعا مل يأت باحلمدلة؛ َّ
السبب قال( :كت ُ يشء َّ
الشيخ َّأول
3
والبالغة ،والعروض وغري ذلك ،ومن علوم َّ
الشـريعة ،من احلديث وأصوله ،والفقه وأصوله ،وغري ذلك من
سامه( :كتاب فروع الفقه). املباحث املتع ِّلقة بعلوم َّ
الَّشيعة ،وعقد با ًبا ،أو كتا ًبا ،جز ًءا َّ
ِ ِ ِ ٍ
اء) الفقه جرت عادة الفقهاء – رمحهم اهلل(مدَ ُار ا ْلف ْقه َع ََل َع َش َـرة َأ ْش َي َ مسألة ذكرها َّ
الشيخ ،قالَ : َّأول
تعاىل -بتقسيمه إىل أقسا ٍم؛ فمنهم من جيعل الفقه أربعة أرباعٍ:
عبادات.
ٌ -1
ومعامالت.
ٌ -2
-3وأنكح ٌة.
وجنايات.
ٌ -4
ا
مستقال. خامسا؛ فيجعل باب القضاء با ًبا
ً قسام
ومنهم من يزيد ً
ٍ
معاملة. ٍ
خصومة يف ٍ
جناية ،أو لفصل من جعله أربع ًة قالَّ :
ألن القضاء إ َّما هو لفصل
ومنهم من زاد عىل ذلك -ومنهم املصنِّف -فإنَّه جعل الفقه ينقسم إىل عشـرة أقسا ٍم ،سنذكرها بعد ٍ
قليل
رس ًدا.
ٌ
مناط واحدٌ ؛ فعىل سبيل وفائدة معرفة هذا التَّقسيمَّ :
أن املسائل (متناظرة)( )1يف الباب الواحد يكون هلا
مناط ،لكن املناطات -نقولَّ :
إن ٍ مناطات أكثر من
ٌ مستقل ،فنقول ً
مثال -وهلا ٌّ ٌ
مناط املثال :ننظر العبادات هلا
العبادات األصل فيها التَّوقيف ،فال جيوز أن يؤ ِّد َي عباد ًة َّإال وقد جاء النَّقل هبا ،ال نقولُّ :
كل أبواب الفقه األصل
خاص بالعبادات.
ٌّ فيها التَّوقيف ،وإنَّام هو
املعامالت ،نقول :األصل يف املعامالت اإلباحة ً
مثال ،يف االجتامع واالفرتاق املراد باالجتامع والفراق
النِّكاح ،والفرقة [وفرق]( )2النِّكاح ،نقول ً
مثال :عن هذا الباب ،وهو األصل يف االجتامع والفراق األصل فيه
االحتياط ،األصل فيه االحتياط.
اختُلِ َ
ف ما املراد باالحتياط يف باب ال َّطالق؟ وقد ْ
ََب ،فال يثبت النِّكاح َّإال بام اتَّفق عىل أنَّه يتح َّقق به النِّكاح؛ ولذلك
فم ْعت َ ٌ
أ َّما االحتياط يف باب النِّكاح ُ
إن النِّكاح ال ينعقد َّإال بالعرب َّية ،ملن ال جييد َّإال هي،
الفقهاء يقولون -وهذا من باب االستطراد -يقول الفقهاءَّ :
وال ينعقد النِّكاح باملعاطاة.
6
سهوا ،وال عمدً ا ،وليس له ٌ
بدل. والركن ال يسقط؛ ال ً
منهاُّ ،
قال( :وواجب) ،والواجب هو ما كان جز ًءا من العبادة؛ ولكن إذا عجز عنه املرء سقط ،وإذا نسيه كان له
السهو. ٌ
بدل ،وهو سجود َّ
والسنَّة ،فيقولونَّ :
إن يفرقون بني املندوب ُ
بالسنَّة :هو املندوب ،وبعض الفقهاء ِّ
(وسنَّة) واملقصود ُ
قالُ :
عىل غري وجه اإللزام. َّبي
السنَّة ما جاء الدَّ ليل عليه بالنَّقل من فعل الن ِّ
ُ
،وما كان َّبي
وأ َّما مطلق النَّدب واالستحباب ،فإنَّه يكون عا اما ،فيشمل ما جاء به النَّقل ،عن الن ِّ
مستح ابا ملعنًى.
ٍ
يشء بمعنًى ،من باب املعنى ،يعني :من باب الع َّلة ودليل العقل، انظر؛ قد حيكم الفقهاء باستحباب
7
التَّكليف من رشطه البلو َغ ،وأحيانًا الفقهاء أنفسهم جيعلون التَّكليف من رشطه الت َ
َّمييز.
َ
العاقل ،وأحيانًا يقصدون به املم ِّي َز َ
البالغ انظر الفرق بني ال ِّثنتني ،فأحيانًا يستخدمون املك َّلف يقصدون به
سنني.
َ ست
يصح طهارته هو املم ِّيز العاقل ،أي من جاوز َّ املتطهر ا َّلذي ُّ
ِّ َ
العاقل ،ويف (باب ال َّطهارة)
موانع حس َّي ٌة[ ،أشيا ُء] ملموس ٌة متنع وضو َءه. ـي) ،املرء قد يأتيه ِ ِ قال( :ا ْلـخَ ِ
ُ اِل َع ْن َمانع ح ِّس ٍّ
وتوضأ ،يقولونَّ :
فإن وضو َءه غري صحيحٍ ؛ َّ أن امر ًأ أحدث ،ومل يستنجِ أو يستجمر
مثال ذلك :قالوا :لو َّ
ٍ
باستنجاء ،واضح؟ َّ
ألن من رشط الوضوء ملن أحدث أن يسبقه
صحة الوضوء إزالة النَّجاسة،
حمسوس موجود أثر النَّجاسة ،ومن رشط َّ
ٌ حسـي؛ ألنَّه
ٌّ رشعي
ٌّ مانع
فهذا ٌ
ا َّلتي تكون بعد قضاء احلاجة ،وأ َّما النَّجاسة ا َّلتي تكون يف غري موضع النَّجاسة -ال ُق ُبل والدُّ بر -فليس رش ًطا
وتوضأ املرء وعىل ساقه نجاس ٌة،
َّ الساق ً
مثال، للصالة؛ كأن تكون النَّجاسة عىل َّ ٌ
رشط َّ إزالتُها قبل الوضوء ،وإ َّنام
ٌ
فَّشط قبل الوضوء يف صحيح ،لكن َأ ِز ِل النَّجاس َة ألجل َّ
الصالة ،وأ َّما االستنجاء واالستجامر ٌ نقول :وضوؤه
قول مجاهري [أهل] العلم.
حيس.
ٌّ مانع
مانع من وصول املاء إىل بشـرته ،هذا ٌ
أيضا ،حينام يكون هناك ٌ
من املوانع احلس َّية ً
حائضا أو نفسا َء َّ
فإن حدثها ال يرتفع بالوضوء؛ ً أمور منها :احليض؛ فاملرأة إذا كانت
ٌ الَّشع َّية
املوانع َّ
حائضا أو نفسا َء فأجنبت ،هل جيب عليها أ تغتسل؟
ً ولذلك يذكر الفقهاء مسأل ًة؛ وهي َّ
أن املرأة إذا كانت
رشعي من ارتفاع احلدث ،وهو وجود
ٌّ مانع
وجدُ عندها ٌ َ
احلدث ،ألنَّه ُي َ نقول :ال؛ َّ
ألن االغتسال ال يرفع
احليض أو النِّفاس.
إن املرأة احلائض إذا أرادت أن تدخل املسجد ،فيجوز هلا املكث يف املسجد بشـرط ختفيف لكن نقولَّ :
ٍ
بإسناد صحيحٍ « :أ َّ َّسائي
ختفيف؛ ملا ثبت عند الن ِّ
ٌ تتوضأ فقط ،ليس رف ًعا للحدث؛ وإنَّام هو
احلدث بالوضوءَّ ،
ُب إِ َذا َأ َرا َد َأ ْ َين ََامَ ،أ ْو َي ْأك َُل َف ْل َيت ََو َّض ْأ» ،وهذا من باب ختفيف احلدث ،وهو مشهور مذهب َذك ََر َأ َّ ا ْل ُ
ـجن َ َّبي
الن َّ
أنَّه جيوز للمرأة احلائض أن متكث يف املسجد بشـرط تقي الدِّ ين ابن تيم َّي َة اإلمام أمحدَ ،واختيار َّ
الشيخ ِّ
ختفيف احلدث.
ختفيف، ٍ
حدث مع وجود املانع ،هو رفع ليس رفعه [وهو احلدث] ،فال يستشكل أحدٌ َّ
ٌ أن هذا الوضوء ُ
باز وغريه من املشايخ. الشيخ ابن ٍ وهو ا َّلذي عليه الفتوى ،فتوى َّ
ألن املياه هلا ثالث ُة أنواعٍ( :طهورةٌ ،وطاهرةٌ،
طهورا؛ َّ
ً َ
يكون ما ًء ـم َت َط َّه ُر بِ ِه) ا َّلذي ُي َت َط َّه ُر به ،إ َّما أن
قال( :ا ْل ُ
ونجس ٌة).
8
فأما ال َّطهورة :فهي ا َّلتي بقيت عىل أصلها ،وجيوز الت ُّ
َّوضؤ هبا ،ورفع احلدث. َّ -
مفص ٌل يف حم ِّله من أبواب وأما ال َّطاهرة :فهي ا َّلتي َّ
تغريت إحدى أوصافها ،أو ما يف حكم ذلك ،كام هو َّ َّ -
الفقه.
ٍ
بنجاسة ،فال يرفع حد ًثا ،وال يزيل نجاس ًة. تغريت أحد أوصافه وأما النَّجس :فهو ا َّلذي َّ َّ -
()1
احلقيقي.
ُّ اب ِعنْدَ َعدَ ِم ِه) ،أي عند عدم املاء ،وهو العدم الُّت ُ َِ
قال( :أو ُّ َ
احلكمي ،موجو ٌد عنده املاء
ِّ رضر ِ(ِف ْاستِ ْع ََملِ ِه) ،وهذا ا َّلذي ُي َس َّمى بالعدم
ٍ َضر) أي عند خوف َ
قال( :أ ْو َ َ
فيتضـرر يف بدنه بحركته ،أو ملرضه ،أو لغالء ثمنه،
َّ كبريا ال يستطيع احلركة
يتوضأ ،إ َّما لكونه ً
لكن ال يستطيع أن َّ
وغري ذلك من املسائلَ ،ف ُي َس َّمىَ « :ف ْقدً ا حكم ايا للامء».
()2بالنَّسبة للدَّ هانات هذه نوعان:
[املحالت]( )3ليس هلا ِج ْر ٌم ،نعم قد
َّ دهانات ليس هلا ِج ْر ٌم ،وهذه أغلب الدِّ هانات املوجودة عند ٌ -
ونحوه ،هذا ال ِج ْر َم هلا ،فهذه ال متنع وصول املاء للبَّشة ،مبارش ًة أنَّك
ِ لون ،مثلَ :لـمع ٍ
ان يبقى هلا ٌ
َ َ
ك ،وسيمر معنا الدَّ ْلك ،ومن غري د ْل ٍ
ك يصل املاء إىل البَّشة. تغسل ولو من غري د ْل ٍ
َ ُّ َ
-النَّوع ال َّثاين من الدَّ هانات [ما] هلا ِج ْر ٌم؛ جتد له ِج ْر ٌم يصبح مثل البودرة ،أو أكثر؛ مثل :دهانات
الشخص ال حرج عليه وال رضر فيزيلهاَّ ،
وإال فيكفيه املسح َّ
املحل ،فهذه إن كان َّ احلروق ،تغ ِّطي
عليها ،لكن الفازلني وسائر الدُّ هون العاد َّية هذه ال ِج ْر َم هلا ،فال متنع وصول املاء مطل ًقا.
أت] وجعلت املاء أجده يعني [ ]...عن اجللد ،لكنَّه وصل إىل اجللد،
[توض ُ
َّ بعض النَّاس يقول :أنا إذا
الزيت ال يمنع من وصول املاء إىل قديامَّ :
أن ِّ الزيت ذكر الفقهاء ً
الزيت املوجود؛ ولذلك ِّ
فهو اختلط مع بعض ِّ
البَّشة ،وهو يف معناه.
(و َأ َّما ال َّط َه َارةُ) ،أي نوع ال َّطهارة ا َّلتي يرفع هبا احلدث ،هي نوعان: قال َّ
الشيخَ :
ـم َي ْذك ُِر ْاس َم اهلل َع َل ْي ِه» ،وهذا احلديث ض َّعفه اإلمام أمحدُ ،
ـم ْن َل ْ
قالََ « :ل و ُض ِ
وء ل َ
َ ُ َّبي اْلمام أمحدَ »َّ ،
أن الن َّ
ولكنَّه عمل به ،ما معنى عمل به؟
قوته ،وإن كانت آحا َد أسانيده ضعيف ًة. أن له شواهدَ ُّ
تدل عىل َّ قال :بمعنى َّ
ُسنَّ ًة».
املسـيء صالتَه ،هناك الواجب ما ع َّلمه الصالة :الواجب فيها ما ع َّلمه الن ُّ
َّبي كام َّأَّنم يقولون يف َّ
املسـيء صالتَه ،وهنا الواجب ما ذكره اهلل يف اآلية ،فالتَّسمية ليست يف اآليةَّ ،
فدل عىل َّأَّنا ُسنَّ ٌة ،وليست
واجب ًة.
الروضة» -أظنه يف أضعف( ،)1بعض أهل العلم قالَّ :إَّنا مَّشوع ٌة ،وهو الن ُّ
َّووي؛ فإنَّه ذكر يف «املجموع» ،أو يف « َّ
إن األصل عدم زيادهتا؛ َّ
ألن الرحيم) ،وقال بعض أهل العلمَّ :
(الرمحن َّ
ب زيادةَّ :
«املجموع» -قال :إنَّه ُي ْست ََح ُّ
يتبني يل وجهها.
( )1هكذا يف التفريغ ،ومل َّ
10
متأخري فقهاء الرحيم) ،وهذا هو املفهوم من طريقة ٍ
كثري من ِّ (الرمحن َّ
احلديث ذكر اسم اهلل فقط ،ومل يقلَّ :
واسع.
ٌ احلنابلة ،واألمر
بأس،
الرحيم) فال َ
(الرمحن َّ
واسع ،فإن زادَّ :
ٌ َّ :
إن األمر ولذلك يقول َّ
الشيخ -شيخنا عبدالعزيز
مانع.
وإن تركها فال َ
الرحيم) يقولون -كام ذكر ابن العامد يف «ُشح غاية املنتهى» :ال ُت َقال عند َّ
الذبح والتَّزكية، (الرمحن َّ
لكنَّ :
أقرب ،والعلم عند
َ الزيادة قد تكون
واسع -إن شاء اهلل ،-وإن كانت التَّسمية بدون ِّ
ٌ وأ َّما عند الوضوء فاألمر فيها
اهلل.
(و َغ ْس ُل ا ْل َيدَ ْي ِن َق ْب َل ُه َث ََل ًثا) ،املراد بغسل اليدين ،هو تعميم املاء عىل اليد ،وهي ُسنَّ ٌة؛ َّ
ألَّنا مل ترد يف قالَ :
واحد ،وهو عند القيام من النَّوم النَّاقض ٍ مرتني أو ثال ًثا يكون ُسنَّ ًةَّ ،إال يف موض ٍع مر ًة أو َّ القرآن ،فالغسل َّ
،جيب وجو ًبا. للوضوء ،ففي هذه احلالة جيب غسل اليدين ثال ًثا حلديث أيب هريرة
ويزيد الفقهاء رش ًطا -وإن كان األَ ْوىل عدم اشرتاطه -نحن قلنا :القيام من النَّوم النَّاقض للوضوء ،يزيد
أن ا َّلذي جيب غسل اليدين له هو نوم ال َّليل ،دون نوم النَّهار.
الفقهاء قالوا( :من نوم ال َّليل) ،فمشهور املذهبَّ :
هنا فائد ٌة يف مسألة احلنف َّيات ،تعرفون حنف َّيات املاء ،كيف يكون غسل اليدين ثال ًثا؟ هل تدخل يديك
ثم [ ]...انفصاله ،هذه تأخذ ثاني ًة ،عىل أكثر [تقدير] ،أو ثانيتني فقط.
يعني :وصول املاء من طرف األصابعَّ ،
ـمـا ُي ْغ َس ُل؛ َِّ ِ ِ
تتكرر ،وإنَّام
ألن القاعدة عند الفقهاء :أ َّ املمسوحات َل َّ (وا ْلغ َْس َل ُة ال َّثان َي ُة َوال َّثالثَ ُة) ،ل َ
قالَ :
11
مرتني ،وثال ًثا ثال ًثا ،وخالف،
ومرتني َّ
مرةًَّ ،
غسل َّ َّبي
ألن الن َّ هي ا َّلتي َّ
يتكرر فيها الفعل ،وقلناَّ :إَّنا ُسنَّ ٌة؛ َّ
وخفيف).
ٌ كثيف،
ٌ (شعر
ٌ تكون يف الوجه نوعان:
الشعر اخلفيف ،فيجب وصول املاء إىل البَّشة. فأما اخلفيف :وهو ا َّلذي ُّ
يسمونه( :الزهر) َّ َّ
الشعر الكثيف وهو ا َّلذي يغ ِّطي
أساسا وصول املاء ،ال وجو ًبا وال استحبا ًباَّ ،
ً وأما الكثيف :فال ُي ْش َـرع،
َّ
شعرا ،فهذا ال ُي ْش َـرع ال وجو ًبا وال استحبا ًبا أن يصل املاء إىل البشـرة.
البشـرة ،ويذهب لوَّنا ،ما ترى لونًا ،ترى ً
ستحب ختليل الباطن،
ُّ ساترا ِّ
ملحل الفرض ،وامل الشعر ال َّظاهر ،ا َّلذي يكون ً
ما الواجب؟ الواجب غسل َّ
واضح املسألة؟
ال َّظاهر هذا يرسل بمعنى جيري املاء عليه ،ا َّلذي يراه النَّاس هذا ال َّظاهر ،الباطن تفعل هكذا بعضديك،
اق) ،نأيت للمبالغة يف املضمضة واالستنشاق ،أ َّما املبالغة يف ـم ْض َم َض ِة َو ِاَل ْستِن َْش ِـم َبا َل َغ ُة ِِف ا ْل َ
(وا ْل ُ
قالَ :
ـم َتك ُْن َصائِ ًَم» ،وأ َّما لفظةَ « :و َبالِغْ ِِف أنَّه قالَ « :و َبـالِغْ ِِف ِاَل ْستِن َْش ِ
اق َما َل ْ َّبي
االستنشاق ،فقد جاء عن الن ِّ
ِ ِ
فإَّنا ضعي ٌفة. ـم َتك ُْن َصائ ًَم» َّ ـم ْض َم َضة َما َل ْ
ا ْل َ
إجزاء؛ وهي ٍ كامل؛ وهي املبالغة فيه ،وله صف ُة إن االستنشاق له صف ُة ٍ معنى املبالغة يف االستنشاق نقولَّ :
اْلول :إدخال املاء إىل جتويف األنف؛ باستنشاقه عن طريق اهلواء ،وبعض الفقهاء يقول :إىل أن
اْلمر َّ
أ ًذى َّ
للشخص عندما يصل [آخر ()1
غلو ،أنَّك توصل لنهاية [األنف فهو]
الزيادة فهذا ٌّ
يصل إىل [ ،]...أ َّما ِّ
الغلو.
ُّ يكح ،أو يشـرق ،ونحو ذلك من املسائل ،يعني هذا
األنف] ،فيبدأ ُّ
اْلمر ال َّثاين :من املبالغة هو االستنثار ،إذ االستنثار ُسنَّ ٌة ،وليس واج ًبا ،إنَّام الواجب االستنشاق ،وأ َّما
-تُدْ ِخل املا َء إىل جتويف أنفك عن طريق اهلواء -وهو َّ
الشهيق.
ثم تستنثر.
َّ -
السنَّة ،بشـرط َّأال يصل إىل آخر األنف وهو املؤذي، ٌ
مبالغ ،وأتيت بكامل ُ إذا فعلت هذين األمرين فأنت
إن كامهلا يتح َّقق بثالثة أشيا َء ،من فعل هذه األشياء ال َّثالثة فقد أتى
فإن املضمضة نقولَّ :
أ َّما املضمضةَّ ،
بكامل املضمضة ،والواجب فعل اثنني من هذه ال َّثالثة ،وهو حدُّ اإلجزاء.
[مر ًة واحدةً](.)2
-1هو إدخال املاء َّ
-2وحتريكه يف الفم ،إ َّما باهلواء ،أو بال ِّلسان ،ليس باليد.
( )1ما بني [] مل يكتبه املفرغ ،وتركه فارغا فوضعت ما رأيته مناسبا من خالل كالم الشيخ ،وما مل يتضح فإين أتركه فارغا كام هو.
وجها فعدَّ لتُها.
( )2ما بني [] وقع يف التفريغ( :واحد) ،ومل أر هلا ً
13
من فعل هذه األمور ال َّثالثة فقد أتى بصفة الكامل يف املضمضة ،وهي ا َّلتي ت َُس َّمى( :املبالغة) ،ليس
يصح أن املبالغة أنَّك توصل آلخر احللق فتصبح كمن غرغر ،هذه ليست من املبالغة يف ٍ
يشء؛ ولذلك مل املقصود َّ
َّ
ـم َتك ُْن َصائِ ًَم»؛ َّ
ألن املبالغة يف املضمضة ال تؤثر عىل ِ
ـم ْض َم َضة َما َل ْ
ِ
[أ َّنه] قالَ « :و َبالغْ ِِف ا ْل َ َّبي
حديث الن ِّ
ألن املضمضة هي :إدخال املاء ،وحتريكه ،وجمُّه ،هذا صفة الكامل وهي مبالغ ٌة،
الصائم بخالف االستنشاق؛ َّ
َّ
فعلت شي ًئا
َ (متمضمضا) ،بفعل هذين األمرين ُي َس َّمى( :متضمض) ،أ َّما لو
ً أيضا:
ثم تبتلعه ،ت َُس َّمى ً
وحتركه َّ
املاء ِّ
مج ،فإنَّه ُي َس َّمى( :رش ًبا) وال ُي َس َّمى( :مضمض ًة) ،فال يكون ُجم ْ ِزئًا. ٍ
واحدً ا ،وهو إدخال املاء من غري حتريك وال ٍّ
السواك ُسنَّ ٌة عند الوضوء ،واألقرب يف موضع ُسنِّ َّيتِ ِه ،أنَّه يكون قبل الوضوء ،وبعضهم الس َو ُ
اك)ِّ ، (و ِّ
قالَ :
يقول :قبل املضمضة.
َّبي حيح ْ ِ
نيَ « :أ َّ الن َّ الص َ
يف َّ (وال َّت َي ُام ُن) ،والتَّيامن هو :البدء باليمني يف األعضاء؛ حلديث عائش َة قالَ :
ور ِه -أي وضوئهَ -و ِِف َش ْأن ِ ِه ُك ِّل ِه». كَا َ ُي ْع ِ
ج ُب ُه ال َّت َي ُام َن ِِف ُط ُه ِ
ِ َم َع ْاْلُ ُذن ْ ِ ِ ِ (و َأ َّما ا ْل َو ِ
َْ). بَ :فغ َْس ُل ْاْلَ ْع َضاء ال َّث ََل َثةَ ،و َم ْس ُُ َّ
الر ْأ ِ اج ُ قالَ :
الشيخ بذكـر الواجب ،وهو ا َّلذي ال جيزئ غريه ،فمن أسقط شي ًئا من هذه الواجباتَّ ،
فإن وضو َءه بدأ َّ
اء ال َّث ََل َث ِة) ،واألعضاء ال َّثالثة هي املذكورة يف كتاب اهلل :ﮋ ﭘ
غري صحيحٍ ،قالَ ( :فغَس ُل ْاْلَع َض ِ
ْ ْ
ستحب ختليله.
ٌّ الشعر دون باطنه ،وإنَّام باطنه م ٍ
بشعر كثيف ،وجب غسل ظاهر َّ
14
ً
داخَل ِف وهناك قاعد ٌة ُلغو َّي ٌة؛ وهي رشعيَّ ٌة ،لكن هلا استثنا ٌء ،القاعدة ال ُّلغو َّية تقول« :إ َّ َّ
كل حدٍّ ليس
املحدود».
ً
داخال فيام قبلها ،فقول اهلل :ﮋ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﮊ فاألصل َّ
أن ما بعد «إىل» ليس
الكف،
ِّ ألن اليد ال ت َُس َّمى« :يدً ا» َّإال مع
الرسغ وهذا خطأ؛ َّ
بعض النَّاس عندما يغسل يده يبدأ من مفصل ُّ
الكف.
ِّ ال ُبدَّ من وجود
الصحيحني: الرأس ً
كامال ،وقد ثبت يف َّ قال :ﮋ ﭝ ﭞ ﮊ و«الباء» لإللصاقُّ ،
فيدل عىل أ َّنه يمسح َّ
َأ ْق َب َل بِ َيدَ ْي ِه َو َأ ْد َب َر» ،فـ«أقبل» مسح ظاهر َّ
الشعر ،و«أدبر» مسح باطنه ،فالواجب إنَّام هو مسح ٌة « َأ َّ النَّبِ َّي
تكرار مسحٍ ،ال ،هو مسح ٌة واحدةٌ« :أقبل وأدبر» هذه مسح ٌة واحدةٌ،
َ واحدةٌ ،واإلدبار ُسنَّ ٌة وليس واج ًبا ،ليس
منها َّ
للشعر ظاهره وباطنه.
مر ًة واحدةً.
إن املسح إنَّام يكون َّ فتنطبق قاعد ٌة [قلناها قبل] ٍ
قليلَّ :
فإن املرفق ال جيب غسله). أن الكالم غري مستقي ٍمَّ ،
فلعل املراد( :وعىل هذا َّ ( )1هكذا فيام وصلني من التَّفريغ ،ويبدو َّ
15
ؤخ ُذ هلا ما ٌء جديدٌ ،وإنَّام ُي ْك َت َفى بامء َّ
الرأس. واسعَّ ،
ولعل األقرب :أنَّه ال ُي َ ٌ قوالن ألهل العلم؛ واألمر فيه
ٍ
إجزاء: من باب الفائدة :األذنان مسحهام له صفتان :صفة ٍ
كامل ،وصفة
. «ظاهر األذن» فيمسح هكذا ،هذه صفة الكامل ا َّلتي جاءت عن الن ِّ
َّبي
مثال يدك هكذا متسح من اجلهتني ،هذه صفة إجزاء؛ جمزئ ٌة ،والفقهاء يقولون :جيب أن متسح األذن كامل ًةَّ ،إال أن
ً
يت بصفة الكامل ،ومتسح هبذه ال َّطريقة ،التَّجاويف ا َّلتي تكون يف األذن ،هذه ال ُي ْش َـرع مسحها؛ َّ
ألَّنا ليست تأ َ
اهلل يف اآلية ماذا قال؟ قال :ﮋﭘﭙ ﮊ ،أين املضمضة واالستنشاق؟ ليست موجودةً ،لكن
إن املضمضة واالستنشاق واجبان؟ ألنَّنا نقول :إ َّن جتويف الفم ،وجتويف األنف من الوجه ،وليست من
ملاذا قلناَّ :
قاعد ٌة [قريب ٌة] أن جتويف الفم وجتويف األنف من الوجه فيجب غسلهام ،فيكونان داخالن يف الوجه.
َّ :إَّنا من الوجه ،فكان ُيدْ ِخ ُل املا َء إىل عينه أ َّما العني فإنَّه قال بعض أهل العلم -وهو ابن عمر
الوجه.
الرأس هذا
والرأس هو هذا احلدُّ املعروف حدُّ ه ،أ َّما َّ
فالرأس غري الوجه ،الوجه من املواجهةَّ ،
الرأسَّ ،
أ َّما َّ
ِ
ِ» أي يف املسح ،فاملقصود يف الوضوء فقط، به األذنني يف املسح ،فقولهْ « :اْلُ ُذنَا ِ م َن َّ
الر ْأ ِ َّبي
فأحلق به الن ُّ
ليس مطل ًقا.
مستحب؛
ٌّ رتا فإنَّه ال ُي ْم َسح ،ليس واج ًبا ،وإنَّام هو ُصدْ َغ ْي َها إىل أن تصل إىل منتهى القفاُّ ،
وكل ما طال ولو كان م ً
16
ٍ
رجب يف «القواعد الفقه َّية» ،فاملرأة متسح نص عىل ذلك ابن ٍ
بواجبَّ ، مستحب وليس
ٌّ الرأس مسح،
حلية نغسلَّ ،
فإَّنا ال متسحه. إنَّام هو َّ
حمل الفرض ،وما زاد َّ
ـم َ قال( :و َّ ِ
واَلةَُ ،والنِّ َّي ُة). يبَ ،وا ْل ُ
الُّتت ُ
َ ْ
خيصه ،بخالف االغتسال ،االغتسال جعله مطلق الغسل ،فلم
اسام ُّ
نبدأ باملواالة ،فاهلل جعل للوضوء ً
ٍ
منفصل ال ُي َس َّمى« :وضو ًءا»؛ فلذلك ُي ْش َ َ
رتط املواالة. كل ٍ
فعل أن َّ خيصهَّ ،
فدل عىل َّ اسام ُّ
جيعل له ً
وأ َّما أحد األفعال فإنَّه ال ُي َس َّمى« :وضو ًءا» ،غسل اليد [ال ُي َس َّمى :وضو ًءا] ،غسل الوجه ال ُي َس َّمى:
الوضوء فإنَّه ُي ْش َ َ
رتط فيه املواالة.
الرتتيب.
وهو وجوب َّ
فإَّنا
ظاهر ُه دون باطنهُ ،ي ْم َس ُح أعاله وال ُي ْم َس ُح أسفله ،وأ َّما اجلبرية َّ
ُ اخلف إنَّام ُي ْم َس ُح
ُّ -5الفرق اخلامس:
ال َّظ َ
اهر والباط َن م ًعا.
23
السبي َل ْني ،فنقولَّ :
إن هلا حالتني: ط ِّيب إذا خرجت النَّجاسة من غري َّ
احلالة اْلُوَل :أن يكون اخلارج ً
بوال أو غائ ًطا ،وخرج من غري َّ
السبيلني ،مثل- :أعزكم اهلل -بعض النَّاس
إن اخلارج من غريمها ،إذا كان ً
بوال أو غائ ًطا يكون له قسطرةُ ،ي َش ُّق له يف املثانة [ثقب] ،فيخرج منه البول ،فنقولَّ :
كثريا ،إذا كان ً
بوال أو غائ ًطا فقط. ناقضا؛ ً
قليال كان أو ً فإنَّه يكون ً
وكثريه ،وإن مل يكن
ُ بوال أو غائ ًطا ،فإنَّه ينقض قلي ُله
السبيلني إن كان ً
أعيد اجلملة :إذا خرج يش ٌء من غري َّ
ً
بوال أو غائ ًطا فال ينقض وضوء كثريه دون قليله(.)1
ما هو النَّجس غري البول والغائط؟
خالف ،اخلالف ا َّلذي ن ُِق َل ،هل هو ٌ
ناقض ٌ نجس بإمجاع أهل العلم ،بإمجاعٍ ،ما فيه نقول :الدَّ مَّ ،
فإن الدَّ م ٌ
خالف بني فقهاء املسلمني املتقدِّ مني عىل نجاسته.
َ ٍ
بناقض؟ أ َّما نجاسة الدَّ م فال أم ليس
اإلمجاع عليه اإلما ُم أمحدُ -واإلما ُم أمحدُ من أشدِّ النَّاس يف نقل اإلمجاعات -واب ُن املنذر ،واب ُن
َ حكى
نجس. حزم ،ك ُّلهم نقلوا اإلمجاع عىل َّ
أن الدَّ م ٌ
نجس ،ملاذا حكمنا بنجاسته؛ ألنَّه استحال يف جوف اآلدمي]...[ ،
()2
من األشياء النَّجسة القيء ،القيء ٌ
ما هي والبول؟ هي طعا ٌم استحال.
فتغريت أوصاف ال َّطعام،
فالقيء مثله استحال يف املعدة ،لكن مل [تكمل] استحالته ،فبدأ باالستحالة َّ
()3
( )1لع َّلها( :يقول) ،ويكون املراد( :ابن منظور يف كتابه «لسان العرب») ،واهلل أعلم.
25
فالشخص إذا نام ومل يشعر بمن حوله فقد انتقض والرواية ال َّثانيةَّ :
أن النَّوم اليسري ضابطه بذهاب العقلَّ ، ِّ
وضوؤه ،وإن شعر بمن حوله وعلم أنَّه مل خيرج منه يش ٌء من نواقض الوضوء عىل سبيل اجلزم فإنَّه ال ينتقض.
السه َف َم ْن نَا َم َف ْل َيت ََو َّض ْأ»َّ ،
فدل عىل أنَّه إنَّام ْ ِوك ُ
َاء َّ أنَّه قال« :ا ْل َع ْ ُ ويستد ُّلون عىل ذلك بحديث الن ِّ
َّبي
الريح من النَّائم. ُج ِعل النَّوم ً
ناقضا ال لذاته ،وإنَّام ملظنَّة خروج ِّ
واملذهب :عموم العَبة باهليئة وهو األحوط ،املذهب هو األحوط َّ
أن نوم اجلالس ،أو الواقف ال ينتقض،
ومن عاداه ينقض.
َ « :م َّس َف ْر َج ُه» ،وجاء من حديث ُب ْرسة ناقضا ملا جاء يف حديث أ ِّم حبيب َة َق َالَ :
(و َم ُّس ا ْل َف ْرجِ ) يكون ً
« َم َّس َذك ََر ُه»َ ،م ُّس الفرج املراد به أمران :إ َّما ال ُق ُبل ،وإ َّما الدُ بر.
ناقضا
املس :أي باليد دون ما عداه ،ويكون ً واملراد بالدُّ بر هو :حلقة الدُّ بر ،هو ا َّلذي يكون ً
ناقضا ،واملراد ُّ
َب -قام ِف املسلمْ ِّ
يصّل هبم ،فأراد أ -كام روى ابن عبد ال ِّ يتعمد ،قد جاء «أ َّ عمر
تعمد أو مل َّ
سوا ًء َّ
َّ
فتوضأ ورجع». فرجه -أي ُق ُب َل َه -بيده ،فقال :عَل ِر ْسلكم ،فذهب
فمس َ
َّ ، يعدل إزاره ،يربط إزاره
ناقض
أن أكل حلم اجلزور ٌ نتوضأ من حلم اجلزور؟ قالَ « :ن َع ْم»َّ ،
فدل ذلك عىل َّ َّ ملَّا ُس ِئ َل[ :هل] َّبي
الن َّ
للوضوء.
ٍ
مكتوب يف التَّفريغ. ( )1واضح عدم التَّناسق يف هذه الفقرة ،لكن هكذا وصلني ،وبعدها سؤال من أحد ال َّطلبة غري
27
أن ا َّلذي ينقض من حلم اجلزور إنَّام هو حلمه ،وأ َّما كبده فال تنقض.
واملذهبَّ :
ثم« :العمدة»(.)1
ثم« :املغني»َّ ،
ثم« :الكاِف»َّ ،
النَّحو :مقدَّ م يف املذهب« :املقنع»َّ ،
، اجتهادات كثريةٌ ،اجتهاده هو
ٌ اختار املو َّفق يف «العمدة» ،وهو أكثرها اجتها ًدا له« ،العمدة» له
َّ
أن الكبد تنقض الوضوء ،كبد حلم اجلزور. اختار املو َّفق
دليالَّ ،
أن كبد الرأي هو ا َّلذي اختاره شيخنا َّ
الشيخ عبدالعزيز -عليه رمحة اهلل -وهو األقرب ً وهذا َّ
ـحو ِم ا ْلـخَ نَ ِ
از ِير ِ قال« :ملَّا ُح ِّر َم ْ
ت َع ََل ا ْل َي ُهود ُل ُ ٌ
داخل يف حلمه؛ ألنَّه اجلزور تنقض الوضوء ،وأ َّما شحمه فإنَّه
حلام».
الشحم ُي َس َّمىً « : وها» ،أي أذابوها ُّ
يدل عىل َّ
أن َّ َأ َخ ُذوا ُش ُح َ
وم َها َف َج َم ُل َ
ضعيف.
ٌ خالف
ٌ مهجور ،وفيه
ٌ خالف
ٌ خالف شا ٌّذ ،وفيه
ٌ خالف ملغي ،وفيه
ٌ فيه
الردة -أعوذ باهلل -تكون ناقض ًة للوضوء؛ بل موجب ًة للغسل ،نسأل اهلل َّ
السالمة. الر َّدةُ) َّ
(و ِّ
َ
ثم« :املغني»َّ ،إال أن أكون أنا ا َّلذي ومه ُت ،واهلل أعلم.
ثم« :الكاِف»َّ ،
ثم« :املقنع»َّ ،
الرتتيب« :العمدة»َّ ، ( )1يبدو يل َّ
أن َّ
( )2واضح عدم التَّناسق يف العبارات ،ولكن هكذا وصلتني.
زدت ما بني [ ] للبيان والتَّوضيح.
(ُ )3
28
ٍ ـمن ِ ِّي الدَّ افِ ِق بِ َل َّذة) ،إ ًذا هذه ثالثة
رشوط :أن وج (ا ْل َ
الشيخ َّأَّنا س َّت ٌة َّأوهلا :قالُ :خ ُر ُ
موجبات الغسل ذكر َّ
بلذ ٍة؛ كأن يكون خرج بلذ ٍة ،كام سيأيت بعد ٍ
قليل ،إذا مل يكن َد ْف ًقا َّ موجب للغسل إذا خرج دف ًقا َّ
ٌ هذا املاء
ألنَّه يكون قد انتقل من حم ِّله فال خيرج َّإال مع البول ،فلذلك يكون موج ًبا.
واحلقيقة قول املذهب هو األحوط ،فاألحوط أنَّه يكون موج ًبا للغسل ،األحوط أن نقول :وإن مل يره
مني.
ٌّ -1
29
َ -2و َو ْد ٌي.
وال حياء يف الدِّ ين ،ما الفرق بني هذه األمور ال َّثالثة؟
إ ًذا عرفنا الفرق اآلن بني هذه األمور ال َّثالثة ،أليس كذلك؟
موجب
ٌ والرش ،سنتكلم عنها بعد ٍ
قليل، إ ًذا الفرق بينها وبني الودي نجاس ٌة خم َّففة ،يكفي فيه النَّضح َّ
كامال ،واألُ ْن َث َي ْ ِ
ني؛ ألنَّه ثبت يف مسند اإلمام الذكَر ً
للوضوء ،جيب االستنجاء؟ نقول :جيب منه االستنجاء وغسل َّ
والو ْد ِي من جهتني:
املذ ِي َ
إ ًذا الفرق بني ْ
[الو ْدي] نجاس ٌة عادي ٌة. -نوع النَّجاسة؛ هذا [املذي] خم َّف ٌ
ف ،وهذا َ
ت) ،احليض والنِّفاس موجبان للغسل؛ لقول اهلل :ﮋ ﮱ ﯓ اَِ ،وا ْل َ
ـم ْو ُ (وا ْل َ
ـح ْي ُضَ ،والنُّ َف ُ قالَ :
ب غسل امل ِّيت؛ لذلك يذكرها الفقهاء من باب فقط الدِّ اللة، ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﮊ [البقرة ،]222 :واملوت ُي ِ
وج ُ
وإال هذه متع ِّلق ٌة بـ(باب اجلنائز).
َّ
اسةَ ،و ُم ِزيلَ ،و ُمزَال بِ ِهَ ،و ُمزَال َعنْ ُه، اء :ن ََج َ
ِ ِ قال( :ال َّث ِاين :ال َّطهار ُة ِمن النَّج ِ ِ
اسة؛ َوه َي ُم ْشتَم َلة َع ََل َأ ْر َب َعة َأ ْش َي َ َ َ َ َ َ
ـه ِّرَ ،و ِج ْلدُ ك ُِّل َم ْيتَةَ ،و ََل َي ْط ُه ُر بِالدِّ َباغِ، ُم َّرم َف ْو َق ا ْل ِ َْي َم ْأكُولَ ،و ََخْرَ ،وك ُُّل َح َي َوا ُ َ ِ
اس ُةَ :ب ْولَ ،وغَائطَ ،وغ ْ ُ الن ََّج َ
ـمز َُال َي ِس ُن ْ ِ
اْلزَا َل َةَ ،و َأ َّما ا ْل ُ يلَ :ف ُه َو ك ُُّل َم ْن ُ ْ ـم ِز ُ ِ ِِ
َْي َح َي َوا ِ َب ْحر ََل َين ُْج ُس بِ َم ْوتهَ ،وآ َدم ٍّيَ ،و َأ َّما ا ْل ُ َو َع ْظم َك َث ِّل َم ْيتَة؛ غ ْ َ
ِ ِ ِ ِ
ـمز َُال َعنْ ُهَ :فك ُُّل َما اص ًةَ ،و َأ َّما ا ْل ُ ب َوا ْلـخن ِْز ِيرَ ،و ْاْلَ ْح َج ُار ِِف اَل ْست ْج ََم ِر َخ َّ اب؛ كَالْ َك ْل ِ الُّت ِ
ورَ ،و َم َع ُّ َ اء ال َّط ُه ُ بِهَ :فاملَ ُ
ـم َص ِّّل ِِف َبدَ نِ ِهَ ،و َث ْوبِ ِهَ ،و ُب ْق َع ِة َص ََلتِ ِه). ِ
اس ُة بِهَ ،و َي َتطَ َّه ُر ا ْل ُ
ِ
َع ُل َقت الن ََّج َ
32
اهلرة وفيام معناه ما كان دونه ،فعندهم لو َّ
أن عندك خبزةٌ ،فأكل ففقهاء املذهب نظروا للحجم ،فقالواَّ :
حجام ،مثل :الفأر ،فأر البيوت -فأر البيوت واملزارع قد يأكل
ً األصغر منها
ُ منها ٌّ
قط ،أو أكل منها بعض احليوانات
طاهرا ،لكن لو
ً طاهر ،أو عندك ما ٌء فشـرب منه فيكون
ٌ سؤر من بعض اخلبز -فيجوز أن تأكل من بعده؛ َّ
ألن هذا ٌ
نجس ،إ ًذا َّفرقوا للحجم. هذا املاء ا َّلذي رشب منه ٌ
كلب ،أو غريه من النَّجاسات ،من احليوانات فيقول :إنَّه ٌ
دائام
اآلدمي يبارشه ً
ُّ اآلدمي له ،فيقول :ما كان
ِّ الرواية ال َّثانية يف املذهب :أَّنم ِّ
يفرقون بحسب مبارشة ِّ
يفرقون
املذهبَّ :أَّنم ِّ
َ طاهرا ،وكذلك عر ُقها ،ولك َّن
ً دائام مثل :البغال ،ومثل :احلمريَّ ،
فإن سؤرها يكون معه ،معه ً
باحلجم.
(و ِج ْلدُ ك ُِّل َم ْيتَة) ،امليتة:
قالَ :
حمرم َة األكل يف احلياة.
إ َّما أن تكون َّ
ٍ ٍ
حيل أك ُلها لكنَّها ُذبِ َح ْت من غري تزكية رشع َّية ،فجلدها َّ
حمر ٌم. أو أن تكون ُّ
أن جلد امليتة ال يطهر بالدِّ باغ ،حتَّى لو ُدبِ َغ ،لكن لو ُدبِ َغ جلد امليتة جيوز استخدامه يف
واملذهبَّ :
اليابسات دون املائعات.
مر ًة ثاني ًة ،عندنا امليتة نوعان:
انتبه! نعيدها َّ
كالسباع ،واحلمري.
حمرمة األكل؛ ِّ
-إ َّما أن تكون َّ
-وإما أن تكون يباح أكلها ،لكنَّها ماتت حتف أنفها ،بغري ٍ
ذكاة. َُ َّ
نجس؛ ُدبِ َغ أو مل ُيدْ َبغ ،لكن ما كانت طاهر ًة يف احلياة ،جيوز االنتفاع ُّ
كل ال ِّثنتني نحكم َّ
بأن جلدها ماذا؟ ٌ
جي َعل يف حفظ األطعمة اليابسة؛
جي َعل عىل اخليل واإلبلْ ُ ،
بجلدها بعد الدَّ بغ؛ يف اليابسات دون املائعات؛ ُ ْ
كاحلبوب ،لكن ما جيعل [يف املائعات] ،هذا املذهب.
الرواية ال َّثانية :ال ُينْ َت َفع به يف املائعات ،و[ال] يف اليابسات ،يف املائعات واليابسات.
يف ِّ
نفرق بني االثنني: (و ََل َي ْط ُه ُر بِالدِّ َباغِ) ،إ ًذا ِّ
نفرق بني يطهر بالدِّ باغة ،وبني االنتفاع به ،جيب أن ِّ قالَ :
ال َّطهارة واالنتفاع.
َّبي ٍ (و َع ْظم َكثَ ِّل َم ْيتَة)؛ عظم ِّ
نجسا« ،والن ُّ
كل ميتة ال جيوز االنتفاع هبا ،قالوا :ألنَّه من امليتة يكون ً قالَ :
نجس ،هذا املذهب ،طب ًعا فيه توجي ٌه
يدل عىل أنَّه ٌ إن هذا ُّ ملَّا ُسئِ َل عن اَلستنجاء بالعظم هنى عنه» ،فقالواَّ :
آخر غري هذا التَّوجيه.
ُ
َْي َح َي َوا ِ َب ْحر) ،حيوانات البحر ا َّلتي تعيش يف البحر ،أو يكون أغلب حياهتا يف البحر ،وهي
قال( :غ ْ َ
33
َّبي َب والبحر ،إن كان أغلبه يف البحر ،فتكون حيوان ٍ
بحر ،فإنَّه ال ينجس بموته؛ حلديث الن ِّ ا َّلتي يكون بعضها يف ال ِّ
ُ « :أ ِح َّل ْ
ت َلنَا َم ْي َتتَا ِ » ،وذكر منهاَ « :م ْي َت َة ا ْل َب ْح ِر».
ـم ْؤ ِم َن ََل َين ُْج ُس»،
يف أيب هريرةَ« :إِ َّ ا ْل ُ
َّبي
واآلدمي ال ينجس بالوفاة؛ لقول الن ِّ
ُّ (وآ َد ِم ٍّي)ً ،
أيضا قالَ :
آدمي ال
ٍّ طردي ،واملرادُّ :
كل ٌّ وصف
ٌ ـم ْؤ ِمن» ،هذا
« :ا ْل ُ َّبي عمر يف « َّ
الشـرح الكبري»( :وقول الن ِّ قال :ابن َ
كافرا).
مسلام كان أو ً ينجس ،ال ح ايا وال م ِّيتًاً ،
َي ِس ُن ْ ِ
اْلزَا َل َة). يلَ :ف ُه َو ك ُُّل َم ْن ُ ْ (و َأ َّما ا ْل ُ
ـم ِز ُ قالَ :
دقيقة جدا ا؛ وهي ما يتع َّلق بام هو رشط املزيل؟ ٍ ٍ
مسألة الشيخ بذكر بدأ َّ
ٍ َي ِس ُن ْ ِ
اْلزَا َل َة) ،وهذه مبن َّي ٌة عىل
مسألة (ه َو ك ُُّل َم ْن ُ ْ الشخص ا َّلذي يقوم باإلزالة ،فقال َّ
الشيخُ : املزيل هوَّ :
ٍ
رت ُط يف إزالة النَّجاسات النِّيَّة أم ال ُي ْش َ َ
رتط؟ مهمة جدا ا؛ وهي :هل ُي ْش َ َ
َّ
رت ُط إلزالة النَّجاسات النِّ َّية.
املذهب :أنَّه ُي ْش َ َ
الرتوك. رت ُط له النِّ َّية؛ َّ
ألَّنا من أفعال ُّ والصحيح :أنَّه ال ُي ْش َ َ
َّ
الصور ال يشرتطون هلا
الصور يشرتطون هلا النِّ َّية ،وبعض ُّ
الصور ،فبعض ُّ
تفريق بني بعد ُّ
ٌ طب ًعا هم هلم
النِّ َّية.
وغريه من أهل العلم
ُ تقي الدِّ ين قرر ابن قايض اجلبل يف قواعدَّ ،
والشيخ طب ًعا ُّ الصحيح -كام َّ
ولك َّن َّ
الرتوك ،واألعامل ا َّلتي ال ُي ْش َ َ
رتط هلا النِّ َّية هي: ألَّنا من أفعال ُّ أن النَّجاسات ك َّلها ال ت ُْش َ َ
رتط هلا النِّ َّية؛ َّ املح ِّققنيَّ :
اإلتالفات ،وا ُّلرتوك ،وهذه منها.
ِ
الشيخ بذكر األشياء ا َّلتي تزيل النَّجاسات ،أعيان النَّجاسات،
ور) ،بدأ َّ (و َأ َّما ا ْل ُ
ـمز َُال بِهَ :فاملَ ُ
اء ال َّط ُه ُ قالَ :
النَّجاسة العين َّية أو احلكم َّية ،طب ًعا النَّجاسات نوعان:
-عينيَّ ٌة.
-وحكم َّي ٌة.
العين َّية ال تطهر أبدً ا ،واحلكم َّية هي ا َّلتي تطهر ،هي ا َّلتي وردت عليها النَّجاسة ،تك َّلم اآلن عن
النَّجاسات احلكم َّية كيف ُتزَال؟
ور) ،فاملذهب :أنَّه ال تزول النَّجاسة َّإال بام جيوز الوضوء به ،وال ت َُزال النَّجاسةقالُ ( :تز َُال بِالْـَم ِء ال َّط ُه ِ
َ
ٍ
بغريه ،فلو َأ َز ْلت ََها بشاهي ،أو بقهوة ،أو بيبسـي؛ فاملذهبَّ :أَّنا ال جتوز ،ال تزول؛ بل ال ُبدَّ من املاء؛ َّ
ألَّنا إحدى
احلدثني.
34
بكل ما ُي ِز ُيل َع ْين ََها.
والرواية ال َّثانية يف املذهبَّ :إَّنا تزول ِّ
والقول ال َّثاينِّ ،
انتبه عندي مسأل ٌة ،سأذكر لكم فائدةً:
الرواية ال َّثانية ،ال تأخذ َّ
كل ثم تأخذ بعدها ِّ
بالرواية املشهورةَّ ، َّ
الشخص إذا أراد أن يعرف الفقه ،تعرفه ِّ
ٍ
الرواية األُوىل ِّ
والرواية ال َّثانية مها ال َّلتان ذكرمها املو َّفق ابن قدام َة وقديام كانوا يقولونِّ :
ً الرواية ال َّثانية،
خالف ،خذ ِّ
ٍ
رواية الرواية األُوىل يف املذهب هي ا َّلتي قدَّ مها ،جعلها األُوىل ،وال َّثانية ا َّلتي بعدها ،هذه أشهر يف «الكاِف»ِّ ،
باملذهب.
تقي الدِّ ين وتالمذته. الرواية ال َّثانية يف املذهب ،غال ًبا هي ا َّلتي اختارها َّ
الشيخ ُّ ثم بعد ذلك أصبحت ِّ
َّ
تقي الدِّ ين ،ا َّلذين هلم كتب يف الفقه ،منهم: تالمذة َّ
الشيخ ِّ
-1ابن الق ِّيم.
ً
تلميذا له وإنَّام تلميذ تالمذته. ٍ
رجب -وإن كان ليس -2وابن
-3وابن مفلحٍ .
-4وابن قايض اجلبل صاحب «الفائق».
ركشـي.
ُّ والز
َّ -5
35
وأيضا ُي َط ِّهر ،وهكذا.
الصوفً ، خيربوا ُّ املاء [حتَّى] ال ِّ
ِ
تراب ،حلديث أيب هريرة وعبد اهلل ب َوا ْلـخن ِْز ِير) ،أي وجيب أن يزاد مع املاء ٌ اب؛ كَا ْل َك ْل ِ
الُّت ِ
(و َم َع ُّ َقالَ :
اب» ،إ َّما األُوىل أو األخرية؛ ولذلك َّ
سامها ال َّثامنة ،ال َّثامنة الُّت ِ َ ِ
أ َم َر ب ُّ َ َّبي
الصحيحني« :أ َّ الن َّ بن [ ]...يف َّ
الرتاب.
بالرتاب ،فيجب ُّ
ُّ
هنا فائدة [حتَّى] نفهم املأخذ األصو َّيل:
َاء َأ َح ِدك ُْم َف ْل َيغ ِْس ْل ُه َس ْب ًعا إِ ْحدَ َاها ُ -أ َ
وال ُه َّن، ُشب ا ْل َك ْلب ِِف إِن ِ
ُ قال« :إِ َذا َو َلغَ » ويف رواية« :إِ َذا َ ِ َ
بي
النَّ ُّ
ِ ِ
الروايات .
اب» ،اختالف ِّ ُأ ْخ َر َاها ،ال َّثامنَة -ب ُّ َ
الُّت ِ
ذكر الكلب فقط ،فهل نقيس عَل الكلب غْيه أم َل؟ َّبي
الن ُّ
نقول :إنَّام ُي َقاس عىل الكلب ما كان مثله ،أو إنَّام ُي َقاس عىل هذا احلديث ،ما كان مثله ،وما كان من ٍ
باب
ذكر الولوغ ،فمن باب َأ ْو َىل ُّ
الَّشب. َأ ْو َىل فقط ،ما كان من ٍ
باب َأ ْو َىل ،فنقول :الن ُّ
َّبي
الكلب ،فمن باب َأ ْو َىل اخلنزير؛ َّ
ألن اخلنزير ال جيوز االنتفاع به مطل ًقا ،والكلب جيوز َّبي
ذكر الن ُّ
الصيد ،فيجوز أحيانًا ،أ َّما اخلنزير فال جيوز مطل ًقا ،و ُأ ْم ِرنَا بقتله؛ فلذلك َّ
دل عىل أنَّه من باب كلب احلرس ،وكلب َّ
َأ ْو َىل اخلنزير ،نجاسته أعظم من نجاسة الكلب ال َّ
شك.
يصح
ُّ الرتاب ما كان يؤ ِّدي غرضه ،مثل :األَ ْشنان ،أو األُ ْشنَان
الرتاب ،فنقول :يقوم مقام ُّ
ذكر ُّ بي
النَّ ُّ
الرتاب ،فلو َّ
أن الكلب قوي جدا ا ،وقد يكون أقوى من ُّ
الصابون اآلن مط ِّه ٌر ٌّ أيضا؛ َّ
ألن َّ الصابون ً
الوجهان ،ومثلَّ :
ٍ ٍ
تقي
الشيخ ِّ ولغ يف إناء ،فنقولُ :ي ْغ َسل سب ًعا ،إحداها بصابون جيزئ ،وهذا هو املذهب ،وهو َّ
الصحيح واختيار َّ
الروايتني عليه.
الدِّ ين ،كال ِّ
الرتاب غريه من باب القياس َأ ْوىل ،بل [.]... إ ًذا عرفنا أنَّه ُي َقاس عىل ُّ
ِ ِ
(و ْاْلَ ْح َج ُار ِِف اَل ْست ْج ََم ِر َخ َّ
اص ًة). قالَ :
ٍ
واحد ،وهو هذه املسألة انتبه هلا ،مه ِّمة! ال جيوز إزالة النَّجاسة بغري املاء – [عىل] املذهبَّ -إال يف موض ٍع
االستجامر.
السبيلني إذا بقيت يف حم ِّلها ،فيجوز إزالتها باحلجارة ،أو ما
االستجامر ما هو؟ هو :خروج النَّجاسة من َّ
والرتاب وغري.
يقوم مقام احلجارة؛ كاملنديل ُّ
ألن االستجامر ال ُي ِزيل النَّجاسة كامل ًة ،ال يمكن ،ال يمكن ،سيبقى ٌ
أثر قط ًعا إن هذا استثنا ٌء؟ َّ
ملاذا قلناَّ :
بالرتاب ،أو ُمت ْ َسح
ألَّنا ُمت ْ َسح ُّ ُّ
يشك يف ذاك؛ َّ أثر من الغائط قط ًعا ،قط ًعا ،قط ًعا يبقى ،ما أحدٌ
من البول ،أو يبقى ٌ
36
[ ،]...لذلك يقولون:
االستنجاء باملاء هو :إزالة النَّجس باملاء حتَّى يذهب أثره -أي أثر البول والغائط.
أ َّما االستجامر باحلجارة فهو :املسح هبا حتَّى يزول ما يزول باحلجارة ،قط ًعا سيبقى يش ٌء.
السبيلني باملاء.
عرفوا االستنجاء ،قالوا :هو إزالة اخلارج من َّ
ولذلك الفقهاء ملا َّ
ٍ
بحجارة ونحوها. السبيلني
[وعرفوا] االستجامر قالوا :هو إزالة حكم اخلارج من َّ
َّ
معفو عنه فال
ٌّ معفو عنه؛ ولذلك الفقهاء يقولون :ألنَّه
ٌّ إ ًذا االستجامر قط ًعا سيبقى منه يش ٌء قط ًعا ،ولكنَّه
أنا أقول :يا إخوان؛ ا َّلذين فيهم وسواس يرتك االستنجاء باملاء ،ويذهب لالستجامر من باب ِّ
الرياضة ،والتَّعود،
37
السنَّة َف َع َلها ا َّ
لصحابة. وهذه ُّ
الصحابة إنَّام تقي الدِّ ين يف «القواعد النُّوران َّية»َّ ،
أن طلحة وعبداهلل بن عمر وغريمها من َّ [ذكر] َّ
الشيخ ُّ
ألن النَّاس ذهبوا لالستنجاء وتركوا االستجامر. إنكارا االستنجاء وإنَّام َّ ً تركوه ،ليس
ـم َص ِّّل ِِف َبدَ نِ ِهَ ،و َث ْوبِ ِهَ ،و ُب ْق َع ِة َص ََلتِ ِه). ِ
اس ُة بِهَ ،و َيتَ َط َّه ُر ا ْل ُ
ِ
(و َأ َّما ا ْل ُ
ـمز َُال َعنْ ُهَ :فك ُُّل َما َع ُل َقت الن ََّج َ قالَ :
كل ٍ اس ُة بِ ِه)ُّ ، ِ
يشء الشيخ َذ َكر املزال عنه ،واألشياء ا َّلتي تزال عنها النَّجاسة قالَ ( :فك ُُّل َما َع ُل َقت الن ََّج َ بدأ َّ
تع َّلقت به النَّجاسة وتلصق به ،فإنَّه ت َُزال عنه النَّجاسة ،فإن مل تكن الصق ًة به ،فإنَّه ال نجاس َة عليه.
ـم َص ِّّل ِِف َبدَ نِ ِه) ،طب ًعا مثال ذلك ،مثال ذلك ما ال تعلق به النَّجاسة ،قالواَّ :
الشـيء (و َي َت َط َّه ُر ا ْل ُ
قالَ :
أن النَّجاسة ال تزول َّإال باملاء ،فيقولَّ :
إن السيف ،نحن قلنا[ :من] قواعد املذهبَّ :
السيف ،ممكن َّ
الصقيل مثلَّ :
َّ
يطهره ،ملاذا استثنى فقهاء املذهب؟
بالسيف ،وبنا ًء عىل ذلك فإن مسحه باملنديل ،أو باخلرقة ِّ
النَّجاسة ال تعلق َّ
قالواَّ :
ألن النَّجاسة ال تعلق به ،لكن ما علقت به فيجب فيه الغسل.
فإن هذا املسح يزيلها ،ولكن لو وقعت السيف واملرآة وغريهاَّ ، أن َّ
كل [ ]...منهاَّ : الرواية ال َّثانيةَّ :
وعىل ِّ
ويتطهر يف بدنه ،األشياء ا َّلتي الصحيح، ٍ ٍ
َّ تطهره ،عىل َّ
النَّجاسة عىل بالط ،أو عىل أسمنت ،جمرد أنَّك متسح بخرقة ِّ
جيب التَّطهري فيها ثالثة أشيا َء:
يتحرك بحركته ،أ َّما لو ُر َب َط به يش ٌء وهو بعيدٌ عنه فليس املصِّل ( َبدَ نِ ِهَ ،و َث ْوبِ ِه) ،واملراد بثوبهُّ :
كل ما َّ ِّ بدن
من ثوبه.
(و ُب ْق َع ِة َص ََلتِ ِه) واملراد ببقعة صالته هو :من موضع سجوده إىل موضع عقده حال القيام ،ومن يده
َ
السجود ،وما بني ذلك ،ولو مل يبارشه.
اليمنى إىل يده اليسـرى هذا حال ُّ
38
أن ال ُّظهر
الصحيحَّ ،
كام ثبت يف َّ َّبي الشيخَ :يبْدَ ُأ (ال ُّظ ْه ُر) ،وعاد ًة يبدأ الفقهاء بال ُّظهر؛ َّ
ألن الن َّ قال َّ
الشمس. كل ٍ
يشء ِم ْث َل ْي ِه ،إىل حني غروب َّ ظل ِّ
الضـرورة :من ِّ
ووقت َّ
الش ْم ِ
س) ،واملراد بمغيب َّ
الشمس: (م ْن َم ِغ ِ
يب َّ ب) ،أي وقت صالة املغربِ ،
ـمغ ِْر ِ (و َيلِ ِيه َو ْق ُ
ت ا ْل َ قالَ :
الشعاع.غياب قرصها ،غياب القرص ،وليس املقصود غياب ُّ
الش َف ِق ْاْلَ ْ َ
محر)؛ ألنَّه مت ٌ
َّصل به ،املغرب والعشاء وقتان ُمتِّصالن مع اء ِم ْن َم ِغ ِ
يب َّ ت ا ْل ِع َش ِ
(و َيلِ ِيه َو ْق ُ
قالَ :
بعض ،فمبتدأ وقت العشاء هو منتهى وقت املغرب. ٍ
عرضا يف السامء( ،إِ ََل ُث ُل ِ اء ِم ْن َم ِغ ِ
ت ا ْل ِع َش ِ
(و َيلِ ِيه َو ْق ُ
ث َّ الش َف ِق ْاْلَ ْ َ
محر) ،وهو ال َّلون األمحر املوجود ً يب َّ قالَ :
يف يؤخ َره إىل ثلث ال َّليل؛ ألنَّه ورد حديثان عن الن ِّ
َّبي أن وقت االختيار جيوز للمرء أن ِّ ال َّل ْي ِل ُ ْ
ُمت ًَارا) ،أي َّ
توقيت صالة العشاء إىل نصف ال َّليل ،وإىل ثلثه ،وأخذ الفقهاء بال ُّثلث؛ ألنَّه ُّ
األقل ،فقالوا :إنَّه ُي ْعت َََب ال ُّثلث.
وقدَّ روا ال ُّثلث هنا باعتبار أذان املغرب؛ فتنظر من أذان املغرب إىل أذان الفجر ،وحتسب ثلث الوقت ،هذا
هو ثلث ال َّليل.
بعضهم أراد أن جيمع بني ال ُّثلث والنِّصف ،فقالَّ :إَّنام ال ُّثلث باعتبار حسابه من املغرب ،والنِّصف باعتبار
حسابه من العشاء ،فيكون نص ًفا ،وهناك [ ،]...والعلم عند اهلل .
َّ
الشمس».
ٍ
أنوالرواية ال َّثانية َّ
الصالة مع اجلامعة بتكبرية ،هذا هو املذهبِّ ، الص ََل ُة بِ َت ْكبِ َْية) ،أي تُدْ َر ُك َّ
(وتُدْ َر ُك َّقالَ :
ٍ
بركعة. بركعة ،جيب أن تدخل مع اإلمام ٍ الصالة ال تُدْ َرك َّإال
َّ
ٍ ـج ُم َع ُة بِ َر ْك َعة) ،أ َّما اجلمعة فهي ال تُدْ َرك مع اإلمامَّ ،إال بإدراك
ركعة معه ،فمن مل يدرك ركع ًة (وا ْل ُقالَ :
ظهرا. وإ َّنام أدرك تكبري ًة فقط ،فإن دخل يف التَّشهد األخري فإنَّه جيب عليه أن ِّ َ
يصِّل اجلمعة أرب ًعا ،أي ً
ُس ِة َر ُجل َو ُر ْك َبتِ ِهَ ،و َأ َمة َما َيظْ َه ُر غَالِ ًباَ ،و ُح َّرة ُك ُّل َها ُّت ا ْل َع ْو َرةِ بِ ََم ََل َي ِص ُ
ف ا ْل َب َش َـر َة َما َب ْ َ
ْ ُ َّ قالِ َّ :
(الراب ُعَ :س ْ ُ
َف َو َقدَ م).
َْي َو ْجه َوك ٍّ
غُْ
ِ
ُّت ا ْل َع ْو َرة) والفقهاء هنا يذكرون سرت العورة يف َّ
الصالة فقط ،وال (س ْ ُ (الرابِ ُع) َّ
للصالةَ : قالَّ :
الشـرط َّ
لصالة ،فظنُّوا َّ
أن الصالة مع العورة يف غري ا َّ ِّ
واملتأخرون ل َّبسوا ،أو دخل عليه العورة يف َّ يتك َّلمون عنها خارجها،
الفقهاء عندما يتك َّلمون عن عورة املرأة يف الصالة ،يظنُّوَّنا عور ًة للمرأة يف غري الصالة وهذا غري ٍ
مراد ،وهذا من َّ َّ
سبب التَّداخل عند الفقهاء.
رتط يف ساتر العورة: ُّت ا ْل َع ْو َر ِة بِ ََم ََل َي ِص ُ
ف ا ْل َب َش َـرةَ) ،وهذا يد ُّلنا عىل أنَّه ُي ْش َ َ (س ْ ُ
قال :يكو َ
-1أن يكون صفي ًقا ،يعني :ليس شفا ًفا.
عن املرأة َّبي
،سألت الن َّ أن أ َّم سلم َة
مفص ًال عىل العضو؛ والدَّ ليل عىل ذلك َّ
-2أن يكون ليس َّ
ور ا ْل َقدَ َم ْ ِ
ُّت ُظ ُه َ ِ ِ
ْ» ، « :إ َذا كَا َ الدِّ ْر ُع َسابغًا َي ْس ُ ُ إزار؟ فقال ِّ
تصِّل يف القميص ،وليس عليها ٌ
والسابغ هو الواسع ،وال يسرت ا َّلذي يكون رقي ًقا أو َّ
مشق ًقا. َّ
40
إ ًذا عندنا ُشطا ا َّلذي َّ
دل عليهَم احلديث:
مفص ًال للجسم.
األول :أن يكون ساب ًغا ،أي ليس ِّ
الَّشط َّ
َّ
ساترا ليس ش َّفا ًفا أو مش َّق ًقا،
والَّشط ال َّثاين :أن يكون ً
َّ
الصالة به ،املرأة إذا املجسم جيوز َّ
ِّ جمس ًام؛ َّ
ألن انظر هنا؛ أنا عباريت قلت :ليس مف ِّص ًال ومل أقل :ليس ِّ
ضعيف ،أو بعض ِر ْج َل ْي ِه ،هذا ٍ
ٌ سمني أم
ٌ جمس ٍمُ ،ي َب ِّني بطنه ،يعني :مقدار بطنه هو
صىل بشـيء ِّ ص َّلتَّ ،
والر ُجل إذا َّ
املجسم.
ِّ جمس ٌم جيوز ،أو املرأة ص َّلت وبان كتفاها ،أو رأسها من خلف العباءة ،هذا جيوز بإمجاع أهل العلم:
ِّ
ِ
عرفناك يا سودةُ) ،فأنزل اهلل :ﮋ ﮗ ﮘ ملَّا رأى سود َة وقد لبست حجاهبا ،قال( :قد وعمر
ِ ِ قال( :ا ْلـخَ ِامس :استِ ْقب ُال ا ْل ِقب َل ِة ِِف غ ِ ِ ِ
َْي شدَّ ة َخ ْوفَ ،ونَاف َلة َع ََل َراح َلة ِِف َّ
الس َف ِر). ْ ْ ُ ْ َ
41
الشخصوبنا ًء عىل ذلك ،لو كانت القبلة بحسب اآلالت احلديثة ،متَّجه ًة هبذه اجلهة فانحرف هبا َّ
صحت صالته؛ َّ
ألن ٍ
درجات ،يمينًا أو ً ٍ ٍ
شامال َع ْمدً ا َّ درجات ،أو أربع ،أو مخس ،أو عشـر درجات عمدً ا ،ثالث
يصل جنوبالشخص مل ِّ ب قِ ْب َلة» ،أي [ ]...فام دام َّ ـمشـ ِْر ِق َوا ْل َ
ـمغ ِْر ِ ْ ا ْل َ
َّبي َ « :و َما َب ْ َ
العَبة باجلهة؛ لقول الن ِّ
الق ْبلة» ،هذا باعتبار أهل املدينة. رشق ،فإنَّه يسمى« :متَّجها إىل ِ غرب ،أو جنوب ٍ ٍ
ً ُ َ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
يصِّل لغري قالِ( :ف غ َْْي شدَّ ة َخ ْوف) ،يعني :يسقط استقبال الق ْبلة يف شدَّ ة اخلوف ،فيجوز للمرء أن ِّ َ
الق ْبلة ،سوا ًء ماش ًيا ،أو راك ًبا. ِ
ُي َص ِّّل َأ ْو ُيوتِ ُر ُ -ي َص ِِّّل َ « :أ َّن ُه َر َأى ال َّنبِ َّي ِ ِ
(ونَاف َلة َع ََل َراح َلة ِِف َّ
الس َف ِر)؛ حلديث ابن عمر قالَ :
ِ ِِ
َص َال َة ا ْل ِوت ِْرَ -ع ََل َراح َلتهَ ،و ُه َو ِِف َس َفر» ،واحلديث يف َّ
الصحيحني.
42