You are on page 1of 5

‫‪www.yaqob.com‬‬ ‫!

ال تشغلك األحداث عن الهدف‬


‫______________________________________________________________‬

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬


‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫ِيم‬
‫ن ال َّرح ِ‬
‫حمـَ ِ‬ ‫م الل ّ ِ‬
‫ه ال َّر ْ‬ ‫س ِ‬
‫بِ ْ‬
‫استمع للمقال بصوت الشيخ‬

‫أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره‪ ،‬وأعوذ باهلل تعالى من شرور أنفسنا‬


‫ُ‬ ‫د هلل‪،‬‬
‫إن الحم َ‬
‫ومن سيئات أعمالنا‪.‬ـ من يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشه ُد أن ال إله إال‬
‫هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشه ُد أن محمدًا عبده ورسوله‪.‬‬

‫ل إبراهيم إنك‬
‫ل على محمد وعلى آلِ محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آ ِ‬
‫(اللهم ص ِّ‬
‫ل‬
‫ل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وعلى آ ِ‬
‫د وعلى آ ِ‬
‫د مجيد‪ .‬اللهم بارك على محم ٍ‬
‫حمي ٌ‬
‫د مجيد)‪.‬‬
‫إبراهيم إنك حمي ٌ‬

‫مونَ } آل عمران‪ -‬آية‪.102:‬‬ ‫سلِ ُ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫وَأ ْن ُت ْ‬


‫ن ِإاَّل َ‬ ‫مو ُت َّ‬ ‫واَل تَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ق ُتقَاتِ ِـ‬ ‫ح َّ‬ ‫م ُنوا اتَّقُوا اللَّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ِين َآ َ‬‫ها الَّذ َ‬ ‫{ يَا َأيُّ َ‬
‫جاال ً‬
‫ما ِر َ‬
‫م ْن ُه َ‬
‫ث ِ‬
‫وبَ َّ‬
‫ها َ‬
‫ج َ‬
‫ها َز ْو َ‬‫م ْن َ‬‫ق ِ‬‫خل َ َ‬‫و َ‬ ‫د ٍة َ‬ ‫ح َ‬
‫وا ِ‬ ‫ْس َ‬ ‫مِن نَّف ٍ‬ ‫قكُم ّ‬ ‫خل َ َ‬‫ُم الَّذِي َ‬‫اس اتَّقُو ْا َربَّك ُ‬
‫ُ‬ ‫ها ال َّن‬‫{يَا َأيُّ َ‬
‫ُم َرقِيبًا} النساء‪-‬آية‪.1:‬‬ ‫ه كَانَ عَ لَ ْيك ْ‬ ‫م ِإنَّ الل ّ َ‬ ‫حا َ‬ ‫واَأل ْر َ‬
‫ه َ‬‫ُون بِ ِ‬‫َساءل َـ‬ ‫ه الَّذِي ت َ‬ ‫واتَّقُو ْا الل ّ َ‬ ‫ِساءً َ‬ ‫ون َ‬‫كثِيرًا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ُم َ‬ ‫ويَ ْغ ِف ْر لَك ْ‬
‫ُم ُذ ُنوبَك ْ‬ ‫ُم َ‬ ‫ُم َأعْ َ‬
‫مالَك ْ‬ ‫صلِحْ لَك ْ‬ ‫ق ْواًل َ‬
‫سدِيدًا‪ُ ،‬ي ْ‬ ‫وقُولُوا َ‬
‫ه َ‬ ‫ِين َآ َ‬
‫م ُنوا اتَّقُوا اللَّ َ‬ ‫{يَا َأيُّ َ‬
‫ها الَّذ َ‬
‫فا َز َ‬
‫ف ْوزًا عَ ظِيمًا} األحزاب ‪ -‬آية‪.)71_70( :‬‬ ‫َد َ‬ ‫ه َ‬
‫فق ْ‬ ‫سولَ ُ‬
‫و َر ُ‬ ‫طعِ اللَّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ُي ِ‬

‫أما بعد‪،‬‬

‫فإن أصدق الحديث كالم هللا تعالى‪ ،‬و خير الهدي هدي محمد صلى هللا عليه وآله‬
‫وصحبه وسلم‪ ،‬وإن شر األمور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪،‬ـ وكل ضاللةـ‬
‫في النار‪.‬‬

‫إخوتي في هللا‪،،،‬‬

‫تأتي هذه الوصية في وقت حرج‪ ،‬تضاربت فيه األقوال‪ ،‬واختلط فيه الجابل بالنابل‪،‬‬
‫وصدق قول رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬إن بين يدي الساعة سنين خداعة؛ يصدق‬
‫فيها الكاذب‪ ،‬ويكذب فيها الصادق‪ ،‬ويؤتمن فيها الخائن‪ ،‬ويخوّن فيها األمين‪ ،‬وينطق فيها‬
‫الرويبضة" قيل‪" :‬وما الرويبضة؟" قال‪" :‬المرء التافه يتكلم في أمر العامة" السلسلة الصحيحة_‬
‫‪.2253‬‬

‫‪1‬‬ ‫من وصايا الشيخ‬


‫‪www.yaqob.com‬‬ ‫!ال تشغلك األحداث عن الهدف‬
‫______________________________________________________________‬

‫ديق" كما قال شيخ‬


‫فقد صارت خاصية زماننا الحاضر أن‪" :‬يتكلم فيه الزنديقـ بلسان الصّ ّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ووجدنا من التافهين والخائنين من يصدق عليهم هذا الوصف‪.‬‬
‫ومن كان هذا حال زمانه‪ ،‬فليأخذ عني هذه النصائح األربع‪:‬‬

‫النصيحة الأولى‪ :‬الثبات وااللتزام بالمنهج‬

‫ال ينبغي أن تغرنا فوضى الفوضويين‪ ،‬وال حماس المتحمسين‪ ،‬وال كثرة المنافقين‪..‬‬
‫فإن الذي يحكمنا هو المنهج‪.‬‬
‫وكثيرا ما أؤكد أن منهجنا "الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة" معصوم بعصمة الكتاب والسنة‪.‬‬
‫فهو ليس منهج شيخ أحبه أو ألتزم معه‪ ،‬إنما هو هذا الدين‪ ،‬ألن هللا أمرنا بالتزامه‪ ،‬فقال‬
‫اه َتدَو ْا}البقرة_آية‪.137:‬‬
‫د ْ‬‫ق ِ‬ ‫ه َ‬
‫ف َ‬ ‫من ُتم بِ ِ‬
‫ما آ َ‬
‫ْل َ‬ ‫م ُنو ْا بِ ِ‬
‫مث ِ‬ ‫سبحانه‪َ { :‬‬
‫فِإنْ آ َ‬

‫النصيحة الثانية‪ :‬طلب العلم‬

‫طلب العلم فريضة‪ ،‬ونحن نرى في هذه الأيامـ إهماال لهذه الفريضة‪ .‬حتى من يزعمون‬
‫السلفية والمنهج مهملون في طلب العلم‪ ،‬بل حتى الذين يزعمون أنهم طلبة علم مقصرون‬
‫أيضا‪ .‬فالكل ‪ -‬إال من رحم هللا ‪ -‬إنما يطلب علم الجمهور‪ ..‬علم الدعوة؛ فقط يهتم بما‬
‫سيقول للناس!‬
‫أما العلم األكاديمي الذي يبني عالما مجتهدا‪ ،‬فهو معنى مفقود في حياة األمة هذه األيام‪.‬‬
‫الذين يريدون أن يحصُـلوا على شهادات عليا من قبيل "الماجستر" والدكتوراه يذاكرون‬
‫ليصلوا إليها‪ ،‬والذين يؤلفون الكتب يذاكرونـ لتأليف الكتب‪ ،‬والثالث الذي يعمل في الدعوة‬
‫د ليكون عالما‬
‫ع ّ‬
‫وفي إلقاء الخطب والدروس يذاكر ما يقوله للناس‪ .‬أما بناء طالبـ علم يُ َ‬
‫مجتهدا فهذا حال مفقود في الأمة حاليا مع األسف‪.‬‬
‫ن اطلب العلم‪ ،‬وقد قلت قبل عشرين سنة بأنـ األحداث ال ينبغي أن‬
‫نصيحتي لك إذن أ ِ‬
‫تشغلنا بعيدا عن مرمى الهدف‪.‬‬

‫إن حراسة الدين هي هدفنا األول‪ ،‬وال ينبغي أن يبقى الدماغ مشغوال بقضية‬
‫فلسطين وقضية الشيشان‪ ،‬وقضية أفغانستان‪ ،‬وقضية كشمير ‪..‬الخ‬
‫اترك هذا ألناس آخرين وال مانع‪ ،‬وساعدهم أنت بالدعاء لهم‪ ،‬وركزْ كطالب علم على ما‬
‫تطلبه‪ :‬عقيدة‪ ،‬فقه‪ ،‬تفسير‪ ،‬قرآن‪ ،‬أصول‪ ،‬مصطلح‪ ،‬لغة‪..‬‬

‫‪2‬‬ ‫من وصايا الشيخ‬


‫‪www.yaqob.com‬‬ ‫!ال تشغلك األحداث عن الهدف‬
‫______________________________________________________________‬

‫هذا التخصص في طلب العلم واالجتهاد فيه هو الكفيل بأن ينجب لنا عالما مجتهدا مرجعيا‪.‬‬
‫ففي هذه األيامـ تغيب المرجعية العلمية الثقيلة المؤهلة لحمل األمانة‪.‬‬

‫النصيحة الثالثة‪ :‬ال تنس أن من عظمة ديننا أنه دين مرن شمولي‬

‫نعم؛ إنه دين مرن يعالج الواقع بواقعية‪ ،‬ويتخذ من الوسائل أوسع الوسائل‪ ،‬ومن‬
‫عظمته أنه ال يواجه هذا الواقع بنظريات متجمدة‪ ،‬وال يعالجـ هذه النظريات بوسائل‬
‫محددة‪، ،‬وهذه الفكرة هي من أصول فقه الدعوة‪.‬‬
‫ب‪ ،‬فلكل حدود عليه أن‬
‫ب ود ّ‬
‫وأنا دائما أقول بأن فقه الدعوة له أهله‪ ،‬فال يتكلم فيه من ه ّ‬
‫يلزمها‪ ،‬وعلى كل واحد أن يعرف مقامه‪.‬‬
‫خذ مثال مسألة‪ :‬هل نصطدم بعواطف الجماهير أم نرشّد عواطفهم؟‬
‫هذه مسألة شرعية تحتاج إلى بحث دقيق يختص به العلماء‪.‬‬
‫الجماهير هذه األيام هائجة؛ فهل نهيج معهم؟ أم نرشّدهم ونضبطهم على مقتضى الشرع‬
‫(وإن كرهوا ذلك‪ ..‬وإن كرهونا من أجل قول الحق)؟؟‬

‫إذا عدت إلى مواقف النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬حيال مثل هذه األحداث‪ ،‬تجده مثال‬
‫يقول للسيدة عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪" :-‬لوال أن قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة‪ ،‬ثم‬
‫بنيتها على أساس إبراهيم" مسلم‪ 1333-‬وهنا نلمس مراعاة الجماهير‪.‬‬
‫أبي‬
‫ّ‬ ‫لما طلب عمر رضي هللا عنه من رسول هللا‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أن يقتل عبد هللا بن‬
‫بن سلول المنافق قال له‪" :‬دعه؛ ال يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" متفق عليه‪.‬‬

‫لكنك تجد من جهة أخرى أنه ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لما أسري به إلى بيت المقدس‪،‬‬
‫وعرج به إلى السماء‪ ،‬أصبح فأخبر الناس‪.‬‬
‫لما كان خارجا لصالة الصبح من بيته شدّته السيدة أم أيمن من ثيابه‪ ،‬وقالت‪" :‬إياك أن‬
‫تحدث الناس فإنهم سيكذبونك" قال‪" :‬وإن كذبوني"‪ .‬وخرج فحدثهم‪ ،‬وارتد بعض المسلمين‬
‫لعدم إطاقة عقولهم فهم المسألةـ‪.‬‬
‫انظر كيف أنه في صلح الحديبية؛ كانـ كل المسلمين يعارضون قرار الرسول ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫لما أمرهم أن يحلقوا‬
‫وسلم‪ -‬باستثناء أبي بكر ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،-‬ولك أن تفهم ذلك من أنه ّ‬
‫رفضوا‪ ،‬ولما طلب منهم أن يتحللوا عبروا عن رغبتهم في دخول مكة‪ ،‬ورغم ذلك ثبت‬
‫وواجههم‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫من وصايا الشيخ‬


‫‪www.yaqob.com‬‬ ‫!ال تشغلك األحداث عن الهدف‬
‫______________________________________________________________‬

‫وسأسوق لكم قصة فاصلة للرد على من يتعامل مع األحداث بمنطق الربح والخسارة‪:‬‬
‫في قصة الهجرة إلى الحبشة‪ ،‬قال عبد الله بن عمرو بن العاص‪" :‬وهللا آلتينهم غدا بما‬
‫أستأصل به شأفتهم"‪ ،‬وذهب إلى النجاشي وقال له‪" :‬إنهم يقولون في عيسى بنِ مريم‬
‫قوال عظيما‪ ،‬فاسألهم عنه" واجتمع المسلمون‪ ،‬وتشاوروا‪..‬‬

‫هنا المواجهة حاصلة‪ ،‬وال بد من قرار يُخرَج به‪.‬‬


‫هل أداهن مثال المعجبين بحسن أفندي نصر؟ أم أخبرهم بحقيقة الشيعة؟؟‬
‫إنني حين أختار الخيار الثاني يرتفع صوت بعض الناس على اختالف مشاربهم‪ ،‬ويقولون‪:‬‬
‫"وهل ترى الوقت الحالي مناسبا لطرح مثل هذه األفكار؟"‬
‫وأقول‪ :‬تعالوا لنطالع موقف الصحابة لنكتشف إن كان الوقت الحالي مناسبا أو ال‪.‬‬
‫ألستم سلفيين‪ ،‬وتعبدون هللا على مقتضى الكتاب والسنة بفهم سلف األمة؟‬
‫حسنا؛ تعالوا معي لنطالع رد الصحابة رضي هللا عنهم‪.‬‬

‫‪..‬لما قرأ سيدنا جعفر ‪-‬المتحدث الرسمي باسم المهاجرين‪ -‬سورة مريم بكى النجاشي‪،‬‬
‫وبكى من حوله من بطارقته‪ ،‬وخرج المسلمون منتصرين‪..‬‬
‫لقد كان الصحابةـ مخيرين بين خسران األمان والعودة إلى القتل والتعذيب وبين استعمال‬
‫الدهاء السياسي والمواربة كي يحافظوا على المكاسب‪ .‬ولم يختاروا في النهاية أيا من‬
‫الخيارين‪ ،‬بل قال جعفر ‪-‬رضي هللا عنه‪" :-‬وهللا لو سألني ألص ُدقنه"‪ .‬إذ ال مفاصلة على‬
‫العقيدة والمنهج‪.‬‬
‫وإن قلت لي بأنهم تصرفوا بخالف ذلك في بناء الكعبة مثال‪ ،‬قلت إن ذلك لم يرتقِ إلى‬
‫المس بالمنهج‪ ،‬كما أن قتل منافق أو عدمه ال يمس المنهج بدوره‪.‬‬
‫أما عندما يتعلق األمر بالمنهج فال بد من قول الحق وإن كره الناس‪.‬‬
‫وأكرر أن من فضل هللا علينا ‪-‬كما قلت في دروس الحج‪ -‬بأن أناسا ال يجيدون الحج وفق‬
‫السنة كي نقوم نحن بذلك‪.‬‬

‫لذلك أقول‪ :‬حتى وإن ترك كل الدعاة حتى أهل الحق منهم (لتأويلـ صحيح أو فاسد) قول‬
‫الحق للناس‪ ،‬فلنقله نحن‪ ،‬ولنتميز ولنثبت‪ .‬ولسنا بحريصين على رضا الناس‪.‬‬

‫لما جمع النجاشي جعفر والصحابة رضي هللا عنهم‪ ،‬أجابوه وقالوا‪" :‬عيسى بن مريم عبد‬
‫هللا ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" ‪-‬بنص القرآن‪.-‬فقال‪" :‬وهللا ما عدا عيسى‬
‫بن مريم ما قلتهم هذا العود" ورفع عودا من األرض‪ ،‬ونخره البطارقة‪ ،‬فقال‪" :‬وإن نخرتم"‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫من وصايا الشيخ‬


‫‪www.yaqob.com‬‬ ‫!ال تشغلك األحداث عن الهدف‬
‫______________________________________________________________‬

‫قل الحق إذن‪ ،‬وسيقيّد هللا لك من ينقل كلمتك‪ ،‬ويسعد بها‪ ،‬وإن كان واحدا وسط األمة‪.‬‬

‫النصيحة األخيرة‪ :‬تحمل أذى الناس والصبر عليهم والرضا بقضاء هللا‬

‫المحن تجل ّي الصادق‪ ،‬وتفضح الكاذب‪ ،‬وهللا تعالى لم يترك الناس عند ادّعاء اإليمان‪،‬‬
‫هُم اَل ُي ْف َت ُنونَ } العنكبوت_آية‪ .2:‬فالبد من‬
‫و ْ‬ ‫اس َأن ُي ْت َركُوا َأن يَقُولُوا آ َ‬
‫م َّنا َ‬ ‫ُ‬ ‫ِب ال َّن‬ ‫بل قال‪َ{ :‬أ َ‬
‫حس َ‬
‫االمتحان إذن‪.‬‬

‫إنني أؤكد أننا على مدار السنين الطويلة في طريق الدعوة رأينا أناسا هللا أعلم‬
‫ما‬ ‫وَأ َّ‬
‫ما َ‬ ‫جفَاء َ‬
‫ب ُ‬
‫ه ُ‬ ‫فَأ َّ‬
‫ما ال َّزبَ ُد َ‬
‫فيَ ْذ َ‬ ‫بعددهم‪ ،‬وفي كل مرحلة كانت عملية الغربلة متواصلة‪َ { :‬‬

‫ُث فِي اَأل ْر ِ‬


‫ض} الرعد_آية‪.17:‬‬ ‫مك ُ‬ ‫اس َ‬
‫فيَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َع ال َّن‬
‫يَنف ُ‬
‫الزبد هو ما يعلو األمواج من أزبال وفضالت‪..‬‬
‫كل ما يطفو على السطح يسقط‪..‬‬
‫كل من يركب الموجة يسقط‪..‬‬
‫وال يثبت إال من كانتـ له جذور راسخة في الدين‪..‬‬
‫ِن الَّذ َ‬
‫ِين‬ ‫ون فِي ا ْل ُ‬
‫ك ْف ِر م َ‬ ‫ع َـ‬
‫سا ِر ُ‬ ‫ك الَّذ َ‬
‫ِين ُي َ‬ ‫ول ال َ يَ ْ‬
‫ح ُزن َ‬ ‫س ُ‬‫ها ال َّر ُ‬ ‫لذلكـ قال هللا جل جالله‪{ :‬يَا َأيُّ َ‬
‫م }المائدة_آية‪.41:‬‬ ‫م ُتْؤ مِن ُقلُو ُب ُه ْ‬ ‫ولَ ْ‬
‫م َ‬
‫ِه ْ‬ ‫م َّنا بَِأ ْف َ‬
‫واه ِ‬ ‫َ‬
‫قالُو ْا آ َ‬

‫ال يهزنا أن يسقط كثير من الناس‪ ،‬وال يؤلمنا أن يتنكر كثير من الناس‪ ،‬وال يضرنا أن‬
‫ك}النساء_آية‪.84:‬‬
‫ْس َ‬ ‫كلَّ ُ‬
‫ف ِإال َّ نَف َ‬ ‫ه ال َ ُت َ‬
‫يل الل ّ ِ‬
‫س ِب ِ‬
‫ِل فِي َ‬ ‫يتخلى كل الناس‪ ،‬ولكن‪ ..‬اثبت أنت‪َ { :‬‬
‫فقَات ْ‬

‫( نسأل هللا أن يرزقنا وإياكم الثبات على الحق‪ ،‬والعزيمة على الرشد‪ ،‬والغنيمة من كل بر‪،‬‬
‫والسالمة من كل إثم‪ ،‬والفوز بالجنة‪ ،‬والنجاة من النار)‪.‬‬

‫أستودعكم هللا الذي ال تضيع ودائعه‬


‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬ـ‬

‫‪5‬‬ ‫من وصايا الشيخ‬

You might also like