Professional Documents
Culture Documents
F
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
ـن َحنْ َب ٍ
ـٍ َ َهدْ َسن ََح بِخَ َل ِدي َأ ْن َأ ْهت َِص َر كِتَابِ َا ْل ُم َس َّمى بِـ «كَا ِ َا ْل ُم ْبت َِدي» َا ْل َائِ َن ِ ِ ْه ِ َا ْ ِ
ْل َما ِم َأ ْح َمـدَ ْب ِ
ِ َالصابِرِ لِح ْ ِم َا ْلم ِل ِب َا ْلمب ِدي; لِي ْهرب َتنَاو ُل ع َلى َا ْلمبت َِدئِين ،ويسه ٍَ ِح ْق ُظ ع َلـى َا ِ
لـراببِ َ
ينَ ،و َيه َّـٍ َح ُْ ُمـ ُ َّ ُ َ َ ََْ ُ ُْ َ ُ َ ُ ُ َ ُْ َ ُ َّ
ِ ِ ِ ِِِ ِ ِ ِ ات»; ِْلَ ِن َل ْم َأ ِق ْع َلى َال َّطالِبِين ،وسمي ُت « َأ ْهصر َا ْلمخْ تَصر ِ
ـنف َع َلى َأ ْه َص َر منْ ُ َجام ٍع ل َم َسائل ـ ْه ِهنَـا م َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َ
اتَ ،و َأ ْن َي ُْ َع َلـ ُ َهالِصـا ارئِي ِ وحا ِظِي ِ ونَاظِرِي ِ إِ َّن ج ِـدير بِِِجاب ِـة َالـدَّ عا ِ
ََ َ َ ُ َ َ
ِ
َا ْل ُم َؤ َّل َقاتَ ،و َاهَّللَ َأ ْس َأ ُل َأ ْن َينْ َق َع بِ َق ِ َ َ
يب». ِ ِ
ت َوإِ َل ْي ُأن ُ يه إِ ََّّل ِب َاهَّلل ِ َع َل ْي ِ ت ََا َّك ْل َُّات َالن َِّعيمِ ،وما تَا ِ ِ
ََ ْ
لِاج ِه ِ َا ْل َ ِريمِ ،م َهربا إِ َلي ِ ِ جن ِ
َ ُ ِ ْ َ ْ
فهذه مقدمة المصنف أورد فيها ما أراد أن يبينه يف كتابه ،وقبل أن ببلدأ بحلرال ك مله ل ُبلد أن
بقف مع مقدمته ث ث وقفات.
اْلمر اْلول :هذه المسائ حينما بين المصنف أن كتابه مختصر ،فقد اختصره ملن كتلاب
أوسع منه وهو «كايف المبتدي»؛ فإبه حينما بين أن هذا الكتاب مختصر ،بعرف ما الغرض ملن الختصلار؛
فإبه ليس الغرض من الختصار بسط األحكام ،ول بيلان الخل ف فيهلا؛ وإبملا يلذكر فيهلا الحكلم مًلرد ًا
ولذا :اختصره من مختصر أعلى منه.
٦
7
اْلمر الثاين :أبه بين أن كتابه هذا مختصر من أص له وهلو كلايف المبتلدي ،وباللع العللم إاا أراد
أن يعرف متنا يًع عليه أن ُيعنى بأصله؛ ألن أصله يتبين به القيلود التلر ربملا أهملهلا المختصلر ،ولربملا
استحك المرء يف مختصر ك مًا ل يظهر هذا الك م بينا واضلحًا إل حينملا يقلرأ يف أصلله اللذي اختصلر
منه ،ولذا :فإن معرفة أص الكتع مهم لطالع العلم.
اْلمر الثالث :أن المصنف بين أن هذا الكتلاب بنلاه عللى ملذهع ا ملام أحملد بلن حنبل
،وهو أحد األئمة األربعة المتبوعين ،ا مام أبر حنيفة النعمان بن ثابت ،وا مام ماللك بلن أبلس،
وا مام محمد بن إدريس الحافعر رحمة اهلل على الًميع.
وهؤلء األئمة األربعة قد جع اهلل ملن القبلول للرأيهم وفقههلم واجتهلادهم ،وجعل لهلم ملن
النظر ومن الت ميذ الحرء الكثير ،ولع الك كملا قلال بعله أهل العللم :لسلرير كابلت بيلنهم وبلين اهلل
تخريًللا علللى
ً ،وإل فللإن رأي هللؤلء األئمللة مبثللوث قللبلهم يف آراء السلللف قللبلهم ،ويوجللد بعللله
أصولهم.
فالمقصود من هذا أن المرء يًع عليه أن يفرق بلين ث ثلة أملور ،وهلذه األملور الث ثلة مهلم التفريل
بينها لطالع العلم لكر ل تلتبس عليه المؤلفات ،ول يحتبك عليه العلوم.
اْلمر اْلول :ما يتعل بتعلمه وتفقهه ،فقد جرت عاد أه العللم منلذ القلرن الرابلع الهًلري إللى
زمابنللا هللذا ،أبلله إاا أراد امللر التفقلله يف الللدين وتعلللم أحكللام الحللرأ المتللين ،فإبلله يبللدأ بواحللد مللن هللذه
المذاهع األربعة ،وما يعرف فقه قط يف الًملة ملن بعلد القلرن الرابلع الهًلري إللى زمابنلا هلذا قلد ُشلهر
بفقهله ،وعلللم بعلملله ،وأوا مللن الفقلله أمللر ًا واضللحًا بينللا إل وقللد كللان بللدء دراسللته علللى واحللد مللن هللذه
المذاهع األربعة المتبوعة ،رحمة اهلل على علماء المسلمين جميعًا.
اْلمر الثاين :ما يتعل بالفتوى ،فإن الفتوى يكون لها قواعدها ،ولها فقهها ،فإن المفتر لربما أفتلى
بمراعا الخ ف بعد الوقوأ؛ ألن مراعا الخ ف بوعان :قب الوقوأ ،وبعده ،ومراعاته بعلد الوقلوأ إبملا
هو خاص بالمفتر ،إان فالمفتر قد يراعر الخ ف ،وقد يفتر بالمصلحة والسياسة الحلرعية إن كلان ملن
أهلها ،وقد يفتر الفقيه بالقول الللعيف ضلرور عنلد اشلتهار هلذه الحاجلة والللرور ،إان فلالفتوى قلد
تختلف يف بعه األحيان عن التفقه.
8
اْلمر الثالث :ما يتعل بعم المرء يف خاصة بفسه ،فإن المرء يف خاصة بفسه ينظر بما صل عنلده
الدلي إن ص الدلي عنده ،وكان من أه الجتهاد والنظر.
إان معرفة هذه األمور الث ثلة ل ُبلد منهلا والتفريل بينهلا ،لينللل كل شلرء يف منللتله لكلر ل تخلتلط
األمور وتلتبس؛ ولذلك فإن المرء إاا لم يفرق بين هذه األمور الث ثلة نلن أن بعله أهل العللم مًابلع
للصواب ،وهو ليس كذلك ،ب إن كل م أهل العللم يختللف ملن حلال إللى حلال ،فقلد يصلنف يف كتلاب
ك ًما يقول يف كتابه اآلخر ك مًا آخر ،ويفتر فيه فتوى مخالفة للث ثة ،وهذا بناء على ما اكرتله لكلم قبل
يف ابتداء حديثر.
h
٦
9
k
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
أول أركلان بدأ المصنف « : ب تاب الطهارة»؛ ألن الطهار شرط الص ،وقلد كابلت الصل
ا س م ومبابيه بعد الحهادتين ،كما يف حديث ابلن عملر أن النبلر قلالُ « :بنِـ ْ ِ
اْل ْس َـال ُم َ
الص َـال ِة» ،والمناسلع أن يلذكر الحلرط سََ :هاد ِة َأن ََّل إِ َل إِ ََّّل اهَّلل و َأن محمـدا رس ُ ِ
ـال اهَّللَ ،وإِ َقـا ِم َّ ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ َ َع َلى َه ْم ٍ َ َ ْ
قب المحروط؛ ألن الحرط يكون متقدمًا عليله؛ للذا بلدأ الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى بكتلاب الطهلار قبل
كتاب الص .
تقسيم المياه إلى ث ثة أبواأ دليله الستقراء ،ب قد قال بعه أه العلم :إن تقسليم الميلاه إللى ث ثلة
دليله ا جماأ يف الًملة؛ ألن اهلل اكر يف كتابه الطهور ،وبين النبر النًس يف سلنته،
وهناك ماء ل يصدق عليه أبه بهور وليس بنًس؛ فسمر باهر ًا أي يف بفسه؛ لكنه ليس ُمطهر لغيره.
إان فهذه األبواأ الث ثة دليلها الستقراء ألبواأ المياه وحكم الحرأ لها ،واكر بعله أهل العللم أبله
يف الًملة مًمع عليها.
وقلت أبه يف الًملة لم؟ ألن بعه أه العلم حينما قسم المياه إلى بوعين ،فإن الملاء الطلاهر أدخل
بعه أقسامه يف الماء الطهور ،وبعه أقسامه أخرجها من مسمى الملاء ،وإل فالحقيقلة أ لا ث ثلة أبلواأ،
10
ومن عدها أربعة كابن رزين جع المحكوك قسما راب ًعا منفص ً ،وحقله أن يكلون بلين الطلاهر والطهلور،
أو الطهور والنًس وبحو الك.
المقدم ،وهو الذي يرفع الحدث ويلي الخبث ،فهو مسلتخدم يف العلادات
األول (بال) التعريف ألبه ُ
والعبادات معًا ،وقد بين اهلل هذا الماء فقلال { :ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [الفرقلان ،]48 :وسلمر
بهورا ألبه متعد إلى غيره ،فيطهر غيره من األحداث واألخباث.
قال« :وها الباق على هلهت » ،ابظر معر قول المصنف « :وها الباق علـى هلهتـ » للعلملاء
يف توجيه هذه الًملة مسلكان ،فبعلهم قال إن هذه الًمللة جمللة تاملة ،وبعللهم قلال إن هلذه الًمللة
جملة باقصة يعطف عليها ما بعدها من الًم .
والمعنى يف توجيه هاتين الًملتين واحد ،وإبملا التوجيله يف التملام الكل م وبظمله فقلط ،إان الطريقلة
األولى قال بعلهم إن هذه الًملة تاملة بمبتلدئها وخاهلا فل يكلون الملاء بهلورا إل إاا كلان باقيلا عللى
حكملا ،والبلاقر عللى خلقتله
ً خلقته ،وبناء على الك فقالوا إن الباقر على خلقته بوعان :إما حقيقلة ،وإملا
حكما هو ما سيورده المصنف بعد الك.
والطريقة الثابية حينما قالوا إن هذه الًملة معطوف عليهلا أو إن خلا هلذه الًمللة معطلوف عليله ملا
بعده ،فيكون وهو الباقر على خلقته ومنه المتغير بغير ممازج وغيره من األمور التر سليوردها المصلنف،
أو أوردها غيرها.
وهذه الطريقة هر التر محى عليها صلاحع التوضلي الحلويكر ،فإبله بلدل ملن أن يعلا بقولله :وهلو
الباقر على خلقته ،قال :ومنه الباقر على خلقته ،ومنه المكروه ،ومنله البلاقر مملا سليذكره المصلنف بعلد
الك.
المراد بالباقر على خلقته أي :كما أبلله اهلل من السلماء ،أو كملا ببلع ملن األرض ،وللو كلان يف
بعمه مرور ،ولو كان يف بعمه بعه تغير ،أو يف لوبه بعه تغير ،ما دام قد بللل ملن السلماء ،أو ببلع ملن
٦
11
األرض علللى هللذه الهيمللة ،فإبلله يكللون بهللورا ،كمللا قللال ربنللا { :ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [الفرقللان:
،]48فك ماء ينلل من السماء لم يختلط به شرء فإبه يكون ماء بهورا ،وإن اختلط به غبلار أو شلرء مملا
كان بازل معه.
قال املصنفَ « :و ِمنْ ُ َم ُْروه ك َُم َت َغ ِيرٍ بِ َغ ْيرِ ُم َم ِ
ازج».
أي :ومن الطهور مكلروه ،أي أبله بهلور يرفلع الحلدث ويليل الخبلث ،ولكنله يكلره اسلتخدامه ،بل
استخدام غيره أفل ،قال :وهو المتغير بغيلر مملازج ،الملاء يتغيلر بلأمرين :إملا أن يتغيلر بمملازج يخلتلط
بأجلائه ،أو أن يتغير بغير ممازج ،وغير الممازج كالدهن والسمن وبحو الك.
هذا الذي يتغير بغير ممازج ل يسلع الطهورية ،وه يكره اسلتعماله؟ محلى المصلنف عللى
كراهته ،واكر القاضر ع ء الدين الملرداوي ومثلله صلاحع الممتلع وهلو ابلن المنًلى أن التحقيل عنلد
الفقهاء أبه ليس بمكروه وإبما الكراهة تعود لملا كلان مسلخنا بلالنًس فقلط ،وأملا المكلروه بسلبع تغيلره
بغير ممازج فذكر أن محهور المذهع علدم الكراهلة ،وعللى العملوم هلذا مبنلر عللى عبلار الموفل :هل
الكراهة تعود لك ما سب أم لألخير منه.
إان قول المصنف :المتغير بغير ممازج ،يدلنا على أن المتغير بغيلر مملازج فإبله يسللع الطهوريلة إل
بعه المتغير فإبه يبقى بهورا غير مكروه ،كالذي يتغير بسبع المًلاور ،واللذي يتغيلر بسلبع أملر يحل
صون الماء منه ،فإن هذين وإن كابا قد تغيرا فإ ما ليسا بمكروهين ،وإبما هما من الماء الطهور .بعم.
قال :ومن الطهور بوأ ثالث هو بهور لكنه محرم ،وهلو المغصلوب ،وقلنلا إبله بهلور ألبله للم يتغيلر
أحد أوصافه ،لكنه يكون محر ًما؛ ألبه حرم العتداء على مال المسلم ،فمن اعتدى عللى ملال مسللم بلأي
بريقة من برق الغصع ،وبرق الغصع عدها شراال عحر أبواأ ،منهلا السلرقة ،ومنهلا العتلداء بلالقو ،
ومنها التقاط اللقطة بغير قصد التعريف ،ومنها جحلد العاريلة ،وجحلد الوديعلة ،وغيلر اللك ملن الصلور،
فك هذه األمور تسمى غصبا ،فملن أخلذ ملا ًء غصلبا فلإن هلذا الملاء يبقلى ملاء بهلورا؛ لكلن بقلول يحلرم
استعماله ،وما دام قد حرم استعماله فإبه ل يرفع الحدث؛ ألن عنلدبا قاعلد دللت عليهلا أصلول الحلريعة:
وهو أن المحرم ل يبي ،فك ما كان محرما فإبه ل يبي شيما أباحه الحرأ ،إما على سلبي الرخصلة ،وإملا
12
المسالة الثانية معنا يف هذه الًملة وهر قول المصنف :محرم ل يرفع الحدث ويللل الخبلث ،أي
أن المغصلوب ل يرفللع الحللدث أل للا عبللاد محلللة يحللةط لهللا الطهللار ،وأمللا إزالللة الخبللث وهللو إزالللة
النًاسة الحكمية الطارئة على الثوب وبحوه ،فإن الماء المغصوب يليلها؛ ألن إزاللة النًاسلة ل تحلةط
لها النية ،فهر عباد ل تحةط لها النية ،فحينمذ يكون إت فا للماء يوجع بدله ،ولكن يلال الخبلث بملرور
هذا الماء المغصوب عليه.
ثبت عن النبر حينما أتى مدائن صال ،مدائن ثمود ى أصحابه رضوان اهلل علليهم أن
يحربوا من اآلبار المحفور فيها؛ إل بمر الناقة فقط ،فلدلنا اللك عللى أن هلذه الميلاه ل يًلوز شلر ا ،ول
يًوز استخدامها ،ولذا :أملر النبلر أن يكفملوا اآلبيلة التلر كلان فيهلا عًلين قلد عًلن لذا
الماء ،فدل على أبله ل يًلوز اسلتخدامها يف العبلادات ول يف المطعوملات؛ فلدل اللك عللى أ لا ل ترفلع
الحدث.
هذه آبار مدائن صال ،وهر موجود ومعروفة ،ول يستثنى من ملدائن صلال إل بملر الناقلة؛ ألبله بملر
رحمة أان به النبر ألصحابه بلأن يسلتقوا منله ،وعنلدبا القاعلد اكرباهلا قبل قليل :أن كل
محرم ل يبي .
بدأ المصنف بذكر النوأ الثاين من المياه :وهو الطاهر ،والفرق بين الطاهر والطهور ،أن الطهور متعلد
لغيره ،فيرفع الحدث ويلي الخبث ،بينما الطلاهر هلو بلاهر يف بفسله لكنله غيلر متعلد إللى غيلره؛ وللذلك
قالوا إن الفرق بين الماء الطاهر والطهور أن الطهور يستخدم يف العبادات ،والطلاهر يسلتخدم يف العلادات
فقط ،إان فالطاهر يًوز شربه ،ويًوز جعله يف العًين ،ويًوز جعله يف غير الك ملن األملور ،ولكنله ل
يرفع الحدث ول يلي الخبث.
٦
13
ازجٍ َط ِ
اهر». قال املصنفَ « :و ُه َا َا ْل ُم َت َغ ِي ُر بِ ُم َم ِ
قال« :وها المتغير بممازج طاهر» إا المتغير بغير ممازج يبقى بهلورا ،وقولله :المتغيلر بمملازج بلأي
بريقة سواء كان بالطبخ ،أو بالسقوط فيه أو بحو الك ،فإبه يف جميع هلذه األملور يكلون متغيلرا بمملازج،
إل أن يكون سقط فيه ما يح صون الماء عنه كالورق المتساقط ،أو يكلون قلد توللد منله كالطحللع ،فإبله
يبقى حينمذ بهورا.
قال« :بممازج طاهر» ،إا لو كان الممازج بًسا ،فإبه يسلبه الطهورية كما سيأا.
قال املصنف« :و ِمنْ ي ِسير مس َتعمٍ ِ ر ْ ِع حدَ ٍ
ث». َ َ ُ ْ َْ َ َُ
قال :إاا استعم ماء يف رفع الحدث أي :يف الغسلة األولى يف الوضلوء ،أو يف الغتسلال ملن الًنابلة،
ثم تًمع من هذا الماء الذي اغتس به ماء فإن هذا الماء المتًمع يكون ماء باهرا ول يكون ماء بهلورا؛
ألبه سلع الطهورية بسبع الك.
وأملا الغسللة الثابيلة والثالثلة فقلد اختللف فقهاهبللا :هل يكلره اسلتعمالها أم ل؟ فاللذي محلى عليلله يف
ا قناأ أبه يكره ،واللذي عليله يف المنتهلى أبله ل يكلره ،وهلو اللذي صلوبه يف الكحلاف ،أن الغسللة الثابيلة
والثالثة ل يكره.
قال« :والثالث النُس» ،فيحلرم اسلتعماله مطل ًقلا ،ل يف علاد ول يف عبلاد ،ل يف أكل ول يف شلرب،
ول يف سقر زرأ ،ول يف غس ثوب ،ول يف غير الك.
اها ِـ َب ْيـرِ ِه َو ُه َـا َي ِسـيرَ ،وا ْل َُ ِ
ـاري ِ
َب ْيرِ َمح ٍِ َت ْط ِهير ٍ َأ ْو ََّل َق َ
قال املصنف« :وها ما َت َغير بِنَُاس ٍة ِ
َ ُ َ َ َّ َ َ َ
َالراكِد».
ك َّ
قال :والنًس هو ك ما تغير بنًاسة ،إان ك ماء كلان قللي أو كثيلرا إاا تغيلر أحلد أوصلافه الث ثلة:
اللون أو الطعم أو الري ،بنًاسة فإبه حينملذ يسللع الطهوريلة ويكلون بًسلا ،دليلله؟ ملا ثبلت علن النبلر
أبه قال« :ا ْل َما ُن َط ُهار ََّل ُين َُِ ُس ُ ََ ْ ن» ،وعند ابن ماجة وأجملع العلملاء كملا قلال ابلن عبلد
ذه اللياد :إل ما غللع عللى لوبله أو بعمله أو ريحله ،إان إاا غللع الطعلم أو الللون أو الا على العم
14
ويستثنى من الك صور واحد ،وهر التر استثناها المصنف يف قوله :ملا تغيلر بنًاسلة يف غيلر محل
التطهير ،واستثنيت هذه الصور للحاجة إا لو لم تستثنى هلذه الصلور لملا بهلرت بًاسلة حكميلة البتلة،
وما صفة هذه المستثنى؟
أبنا بقول إن النًاسة إاا كابت بارئة على ثوب وبحوه ،فإن هذا الثوب يطهر بالماء الذي يمر عليه.
انظر مع :الماء بقول إاا لقى الماء النًاسلة عنلدبا صلورتان :أن ت قلر النًاسلة الملاء ،وأن ي قلر
الماء النًاسة.
إاا لقى الماء النًاسة أي كان الملاء هلو الطلار عللى المحل فإبله يباشلر النًاسلة ثلم ينفصل بعلد
الك ،فابفصاله عن النًاسة يكون الماء حينمذ بًسا مطل ًقا سواء كان قلي أو كثيرا لتغيره.
وأما إاا لقى النًاسة يف مح تطهيره ،يعنر وص الماء إلى الثوب ،هذا هو مح التطهيلر ،فقبل أن
ينفص هو بهور حكما ،وإن تغير لوبه وبعمه وريحه معا ،لمااا قلنا أبه بهلور حكملا؟ ألبنلا للو للم بقل
بذلك لما بهر ثوب البتة ،إان ما معنى يف غير مح التطهير؟ مح التطهير هو الثلوب وبحلوه مملا تكلون
عليه النًاسة الطارئة ،إاا لقها الماء ،فقب ابفصاله بحكم بأن الماء ما زال بهورا ولو تغير لوبه أو بعمله
أو ريحه أو جميع األوصاف الث ثة.
كما للحاجة واللرور ،إا لو لم بق بذلك لقلنا إن الملاء قلد سللع الطهوريلة ملن
بقول هو بهور ُح ً
طهلر ،إان ل ُبلد ملن هلذه السلتثناء ،وهلذا السلتثناء مسلتقر يف
حين الم قلا فيكلون بًسلا واللنًس ل ُي ِّ
أاهان أه العلم ،ويدل عليه النصوص جميعا ،التر دلت على تطهير الثياب وبحوها بالغس .
ثم قال الحيخ :أو لقها يف غيرها وهو يسير ،ابظلر معلر :يقلول المصلنف هنلا إن الملاء إاا كلان قللي ،
والقلي هو ما كان دون القلتين كما سيأا بعد قلي ،فإبه إاا لقتهلا النًاسلة ،أي بلرأت عليهلا النًاسلة،
فإبه يسلع الطهورية ولو لم يتغير ل بعمه ول لوبه ول ريحه مطلقا ،وسواء كابلت النًاسلة بوللة وعلذر
اآلدمر أو من غيرها من النًاسات ،ما الدلي على الك؟
٦
15
بقول دليلها :ما ثبت عن النبر من حديث أبر هرير ،وقد جمع بعه أه العللم
أجلا ًء يف تتبع برق هذا الحديث ،ومنهم الحيخ ضياء الدين المقدسر ،ومنهم الع ئر ،وغيرهم ملن أهل
العلم مما يدل على صحة هذا الحديث ،وهو صحي بمًموأ برقه.
ـم َي ْح ِم ِ
ـٍ ا ْلخَ َب َ
ـث» ،والنبلر ك مله أن النبر قلال« :إِ َذا َب َلـََ ا ْل َمـا ُن ُق َّلتَـ ْي ِن َل ْ
بليغ ،ب أوا جوامع الكلم؛ ولذلك فإبه لمنطوقه ومفهومه حًة ،وهذا من مفهوم العلدد ،لملا قلال النبلر
« :إِ َذا َب َلََ ا ْل َما ُن ُق َّل َت ْي ِن» ،ولم تكن القلتان واردتان يف السؤال ،لنقل إن الًلواب كلان موافقلا
للسؤال ،وبناء على الك فإيراد النبر لهذا المعيار يف هذا المح ،وللم يكلن قلد سلم عنله،
يدل على أبه له معنى ،ولم بًد له معنلى إل مفهلوم المخالفلة للعلدد ،وهلو أبله إاا كلان دون القلتلين فإبله
يحم الخبث؛ ألن حم ك م ببينا األكرم محمد على التأسيس وعلى ا فاد يف ك كلملة
من ك مه أولى من حمله على التأكيد ،أو جع بعه الك م مؤكد ل مؤسس.
إان وجدبا أن هذا الحديث يدل مفهومه والمقصود بالمفهوم هنا مفهوم العدد ،على أبه إاا كلان دون
القلتين فإبه يحم الخبث ،ومن أولى ما يحمل الخبلث ملا كلان بًسلا إاا بلرأت عليله النًاسلة وللو للم
تغيره النًاسة.
بب ًعا يعفى علن شلرء ملن النًاسلات للمحلقة ،كالنًاسلة التلر تكلون يف قلوائم الححلرات وبحوهلا،
وغيرها من صور النًاسات التر أوردها العلماء يف مطولت أبول من هذا الكتاب.
ثم قال المصنف بعد الك :والًاري كالراكد ،هذه القاعلد ليسلت قاعلد كليلة ،وإبملا هلر قاعلد يف
بعه األمور ل يف بعلها ،فالًاري والراكد سواء يف التنًليس ،وليسلا سلواء يف غيلره ملن األحكلام ،فلإن
هناك أحكام أخرى يختلف الراكد عن الًاري ،مث قلية البول فيله ،ومثل قللية أن الًلاري تعتلا كل
جرية بغسلة كما قرره أبو الفرج ابن رجع يف أول قاعلد ملن قواعلده أو يف كتابله المسلمى بتقريلر
القواعد ،وهو كتاب عظيم من كتع ا س م العظيمة.
إان قول المصنف « :والُاري كالراكد» أي :يف بلاب التنًليس ،فالملاء إاا كلان جاريلا قللي
ولقى بًاسة يف غيلر محل التطهيلر؛ فإبله يكلون بًسلا ،وإبملا يكثلر بالمكلاثر كملا سليأا إن شلاء اهلل يف
محله.
16
قال المصنف « :وال ثير قلتان» ،دليله حديث ببينا ،حديث أبر هرير « :إِ َذا َب َلََ
هًر بفت الًيم ،قي إ ا األحسلاء، ا ْل َما ُن ُق َّل َت ْي ِن َل ْم َي ْح ِم ٍِ ا ْلخَ َب َ
ث» ،والمراد بالقلتين ق ل هًر ،أو ق ل َ
وقي إ ا قرية قريبة من مدينة النبر .
لا يف عهلد النبلر وقد قدرت هذه الق ل بخمسلمائة ربل ،وهلذه األربلال هلر التلر كابلت يتعامل
،ثم سماها الفقهاء بعد باألربال العراقية ،فقدرت بخمسمائة رب عراقر ،وكثير ملن أهل
العلم إبما يقدر باألربال العراقيلة أل لا هلر التلر كابلت يف عهلد النبلر فلأرادوا أن يوافقلوا
أربال الصحابة التر كابوا يستخدمو ا يف الك اللمان.
ولكن المصنف لما كان دمحقيا أراد أن يقدرها باألربلال الدمحلقية ،إا لكل بللد ملن البللدان أربلال
تختلف عن بلدان أخرى ،كما أورد الك الحيخ موسى يف حواشر التنقي ،فبين أن ألهل بعلبلك أربلال،
وأله مصر أربال ،وأله العريش من مصر أربال ،وأله السكندرية أربال ،وأله الحًاز أربلال
غير األربال العراقية التر كان يقدر ا يف اللمان األول ،وأله العراق وأله غيرهلا ملن البللدان أربلال
تختلف عن بعلها.
إان المصللنف أتللى بتقللديرها باألربللال الحللامية الدمحللقية موافقللة ألهل بلللده؛ ألن األصل أن المللرء
يؤلف الكتاب أله بلده ،وهنا فائد :وهو أن المرء إاا أراد أن يتفقه بمذهع أو أن ينتقر كتابا عللى شليخ
فليسأل الحيخ ما الذي يقرأ يف الك البلد ،وما الذي يدرس ،ف يأا المرء بتدريس كتاب غريع عن أهل
البلد؛ ولذلك فإن الفقهاء يقولون إن المرء لربما كان عالما متسعا علمله ،محلهود لله بلذلك؛ لكلن يلدخ
البلد ل يًوز له أن يفتر به ،إل أن يعلم عرفهم وملا يفتلى بله عنلدهم فيله ،وهلذه قاعلد متقلرر عنلد أهل
العلم يف هذا الباب.
المصلنف قللدره باألربلال الدمحللقية وهلر مائللة ربل وسلبعة أربللال وسلبع ربل ،قلال :واليسللير مللا
أيللا
دو ما ،ابظر معر :ما كان دون القلتين فإبه يسير ،إان عرفنا تقديرها باألربلال ،بسلتطيع أن بقلدرها ً
باألارأ ،فإان تقديرها باألارأ هو اراأ وربع بلول يف اراأ وربلع عرضلا وعمقلا ،واللذراأ تقريبلا يعلادل
٦
17
قال :واليسير ما كان دون الك ،ابظروا معلر :التقلدير بالقليل والكثيلر إبملا هلو عللى سلبي التقريلع
علن القلتلين شليما يسليرا ل يمكلن تداركله والبتبلاه وليس على سبي التحديد ،وبناء على الك فلو بقل
إليه ،فنحكم بأبه كذلك يعتا كثيلرا ،إان العلا بالتقريلع ل بالتحديلد ،لسلنا متعبلدين بلأدق المقلاييس يف
هذا الباب ،هناك أشياء على سبي التحديد ،وهناك على سبي التقريع ،هذا من باب التقريع.
ومما اكره بعه فقهائنا من باب النكتة للتفري بين من قال إن الملراد بالتحديلد بلالقلتين التحديلد أو
التقريع اكروا بكتة ،قالوا :من قال إن القلتين على سبي التحديد ل التقريلع؛ فإبله يقلول إاا كلان يف إبلاء
شليما يسع قلتين ماء ،فًاء كلع فحرب منه فإن الماء حينمذ يكون بًسا؛ ألبه على سبي التحديلد فلنق
قلي فأصب بًسا ،ولو بال الكلع يف هذا ا باء الذي فيله قلتلان تماملا ألصلب الملاء بهلورا ،هلذا عللى
قولهم هم أبه على سبي التحديد؛ لكن المًللوم بله وهلو قلول العاملة أبله عللى سلبي التقريلع ،ل عللى
سبي التحديد.
ا الماء ،فقال :ك إبلاء بلاهر يخلرج ملن اللك اللنًس، بدأ المصنف يف اكر اآلبية ألن اآلبية ُيحم
فإن النًس ل يًوز استعماله؛ ألن الفقهاء يقولون إن النًس ل يًلوز اسلتعماله ،قاعلد سلواء كلان إبلاء
سواء كان ثوبا ،أو غير الك من األمور؛ ألن عنلدهم قاعلد أن اللنًس ل يًلوز أكلله ،واللنًس ل يًلوز
استعماله ،والقاعد األولى لها عكس ،والثابية ل عكس لها.
قال« :كٍ إنان طاهر يباح اتخاذه» أي :يًوز لك امر أن يتخذه سواء كلان اكلرا أو أبثلى ،صلغيرا أو
كبيلللرا ،لحاجلللة أو لغيلللر حاجلللة ،يبلللاال اتخلللااه ،أي أن يتخلللذه ،وأن يسلللتعمله ،بلللأن يسلللتعمله يف سلللائر
الستعمالت ،ألك أو لحرب أو لوضوء أو لغير الك.
ولو كان الك ا باء غالر الثمن ،ل ينظر لثمنه ،وإبما بنظلر يف النهلر ألصلله سلواء كلان ملن اهلع أو
فلة أو ل.
قال :إل أن يكون الك ا باء اهبا أو فلة أو ملببا بأحدهما فيحرم على الرجل وعللى الملرأ سلواء
18
استعماله ،وأبا سأاكر هنا قاعد فابتبهوا لهذه القاعد فإ ا مهمة وهر معروفة يف جميلع كتلع اهل العللم
وإبما هر من باب التأكيد.
الحالــة اْلولــى :إاا كللان ألج ل اللللرور فإبلله يًللوز وتنلللل الحاجللة يف بعلله صللورها منللللة
اللرور ،فيًوز للذكر واألبثى استعماله.
الحالة الثانية :أن يكون الذهع والفلة استعماله واقتناهه ألج المعاوضة عليله ،فحينملذ يًلوز،
ومثال الك للرج والمرأ سواء ،كأن يحةي المرء أو كأن يقتنر الملرء اللدبابير ملن اللذهع أو اللدراهم
من الفلة ،أو أن يًعلها عروض قنية ،يًعلها عنده عروض قنية ،أي يًعلها عنده على سبي الحفظ.
والقاعد عند أه العلم :أن الذهع والفلة إاا اقتناهما المرء بنية القنية تنقلع إللى علروض تًلار ،
وهذه محلها باب اللكلا ،ولكلن هنلا بتًلوز بتسلميتها علروض قنيلة ،إان الحاللة الثابيلة ملا كلان ملن بلاب
المعاوضة عليها ،كعروض القنية ،أو جعلها ثمنا من األثمان فيًوز للذكر واألبثى سواء.
الحالة الثالثة :ما كان من باب الحلية ،فإبه يًوز للمرأ أن تتحلى بالذهع والفللة مطلقلا ،إل أن
يخرج استعماله عن العاد ،فلو أبه ُفرض أن امرأ أرادت أن تلبس ثوبلا كلام ملن اهلع ،بقلول ل يًلوز
لها الك ،لمااا؟ ألن العاد للم تًلر بلذلك ،إان يمنلع ملن تحللر الملرأ باللذهع والفللة ملا خلرج علن
العاد ،لما جاء عن النبر من يه عن ثوبين ومنها ثوب الحهر .
وأما الرج فإبه يحرم عليه التحلر باللذهع مطلقلا ،قليلله وكثيلره ،وأملا الفللة فيًلوز لله أن يتخلتم
بخاتم الفلة وما أجيل له كقبيعة السيف وبحوه ،إان هذا ما يتعل بالستخدام يف الحلية.
الحالة الرابعـة :سلائر السلتخدامات غيلر القنيلة وغيلر الللرور وغيلر الحليلة ،غيلر هلذه األملور
الث ثة تسمى سائر الستعمالت ،كأبه يستعمله الملرء إبلاء ،أو أن يسلتعمله تحفلة يف بيتله ،أو أن يسلتعمله
مقبلا لحرء من األشياء كقلم وبحوه ،فإبله ل يًلوز اسلتعمال اللذهع ول الفللة ل للرجل ول للملرأ
سواء؛ ألن هذا ملح باآلبيلة ،وقلد بلين النبلر أن اللذي يأكل يف آبيلة اللذهع والفللة إبملا
يًرجر يف بطنه بارا يوم القيامة.
٦
19
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
قال املصنفَ « :ل ْن ُت َب ُ
اح َض َّبة َيس َيرة م ْن َّضة ل َح َ
اجة».
اللبة اليسير تًوز دليله ما ثبت من حديث أبس أبه ابكسلر إبلاء للنبلر فاتخلذ لله
ضبة ملن فللة ،وقلد أرى أبلس أصلحابه هلذا ا بلاء وفيله الللبة ،وآخلر ملن ثبلت أبله رأى إبلاء النبلر
هو ا مام البخاري محمد بن إسماعي ،ولم يثبت أن أحدا بعد ا مام محمد بلن إسلماعي
البخاري رأى هذا ا باء ،كما اكر الك عدد من المؤرخين.
هذا ا باء اتخذ له النبر ضبة ،والمراد باللبة أي بمثابة اللحام عندما ينكسر ا بلاء إملا
جميع ا باء فينقسم إلى قسمين ،أو تكون فيه ثلمة فتسد هذه الثلمة بلبة ،هذا يسمى الللبة ،هلذه الللبة
يف هذا الباب. تًوز ،دليلها حديث أبس وقد كان النبر وقد اتخذه فهو ب
ولكننا بقول إن هذا الحديث أي حديث أبس خالف الحديث اآلخر اللذي أوردتله قبل وهلو حلديث
حذيفة أن الذي يحرب يف آبية الذهع والفلة يًرجر يف بطنله بلارا ،فنقلول بعمل بالحلديثين معلا ،ولكلن
بقول إن حديث أبس استثناء ،والقاعد :أن ك ما كلان مسلتثنى ملن أصل كللر فإبنلا بللي األصل عللى
فقط ،ول بليد عليه ،هذه قاعد . مورد الن
إان القاعد عندبا ما هر؟ أبه إاا جاءبلا أصل كللر وارد علن النبلر ،ثلم جاءبلا اسلتثناء
منه ،فاألص أبنا بًع الستثناء ملي بحسع ما ورد ،وأما األص فإبه يستصحع فيه ك حكلم يلحل
به ،إان بنظر ما هو المعنى فيه ،فنقول إل أن تكون ل ُبد أن تكون ضبة ،القيد األول :ل ُبد أن تكلون ضلبة،
وأن تكون يسير ،وضابط كو ا يسير العرف ،فالعا يف ضبط اليسير والكثير العرف.
قال« :من ضة» ،إان ل تًوز اللبة إن كابت ملن اهلع؛ ألن النبلر إبملا اتخلذ الللبة
من الفلة ولم يتخذها من الذهع.
قال« :لحاجة» ،وابتبه معلر لمعنلى الحاجلة ،المقصلود بالحاجلة ليسلت الحاجلة للبلاء ،فلربملا كلان
للمرء مائة إباء؛ لكن بقول إبما الحاجة لللبة يف غير اللينة ،ك إباء يحتاج لحامه لهلذه الللبة فإبله يًلوز
جع اللبة فيه إل أن تكون هذه اللبة جعلت لللينة ،أي حاجلة اللينلة فل ،حينملذ ل تكلون حاجلة ،إان
الحاجة لللبة وليست الحاجة للباء ،وابتبه لهذا األمر.
ألن عنللدبا هنللا مسللألة ،وابتبهللوا لهللذه المسللألة :فقهاهبللا رحمللة اهلل عللليهم يفرقللون بللين اللللرور
20
والحاجة ،فيقولون إن اللرور هر الحاجة لعين الحرء ،والحاجة هر الحاجة لصلفته ،والللرور تبلي
ك محرم يف الًملة ،إل أشياء معينة كاللبا وغيره.
إان اللرور لعين الحرء ،فمن احتاج لعين إباء من اهع وفللة حاجلة بمعنلى الللرور فيًلوز لله
الك ،لم يستطع أن يحرب الماء الذي تذهع بفسه بدون شربه إل بواسطة إباء من اهع كللر ،هنلا يًلوز
أل ا ضرور ،أما الحاجة فهر الحاجة للوصف ،وهر التر أوردت لكم الك ،لملا قللت لكلم الفلرق بلين
اللرور والحاجة؛ ألن بعه ا خوان ينظر يف ك م األصوليين يف التفري بين اللرور والحاجة ويظلن
أن الفقهاء يقصدون الك ،ليس الك كذلك.
فإن األصوليين يقولون إن اللرور هلر التلر يةتلع عليهلا فلوات واحلد ملن المقاصلد الخملس ،أو
الست عند ابن السبكر والطويف ،وأما الحاجة فهر التر يةتع عليها حرج ومحقة شديدان.
ابظر معر!! الميتة يراد ا ث ثة أشياء ،األمر األول ك ما ل يؤك لحمله ملن الحيلوان ،فإبله إاا ملات
بأي بريقة يسمى ميتة.
الناع الثاين :ك ما لم يذكى ،بلأن ملات حتلف أبفله كلالموقوا والمةديلة والنطيحلة ،فإبله يسلمى
ميتة.
٦
21
الناع الثالث :ما اكاه غير األه ،والمراد باأله المسلم أو الذمر ،أو لم يذكر اسلم اهلل عللى
تذكيتها فإ ا تكون ميتة.
ما ابحه غير األه يحم ما فات شرط من شروط التذكية فيه ،كأل يسمى عليه وبحو الك.
جلد الميتة ولحمها بًس؛ ألن النبر بين أبه ل ينتفع بإهاب الميتة ،فاألصل أن الميتلة
جلدها بًس؛ لكن يًوز البتفاأ بنوأ واحد ملن جلودهلا ،يًلوز البتفلاأ بله ،وهلو جللد الميتلة مأكوللة
اللحم إاا دبغت يف غير المائع أي يف اليابسة.
الًلود الث ثة كلها بًسة ،ويًوز البتفاأ بنوأ واحد من الًللود وهلو جللد ميتلة ملأكول اللحلم إاا
دبغت وينتفع ا يف اليابسات دون المائعات ،لقول النبر « :هال انتقعتم بِهابها».
قال املصنفَ « :وك ٍُُّ َأ ْجزَائِ َها ن ِ
َُ َسة إِ ََّّل ََ ْعرا َون َْح َاه».
قال :ك أجلاء الميتة بًسة يحلم أححلاءها ولحمهلا وعظمهلا ،ومملا يلدخ يف عظمهلا قر لا ،فإبله
على المحهور فإن القرن واألن ف من العظم إان فهر بًسة ،ول يسلتثنى ملن اللك إل الحلعر ،والحلعر
يًوز فت العين فيه وسكوبه وفت العين أفص ؛ ألبه يًوز قصه من الحر إان فكذلك من الميتة.
المنفص من الحلر كميتتله بلردا وعكسلا ،بلأا بلدليلها ثلم بلذكر الطلرد والعكلس ،دليلله ملا ثبلت يف
المسللند مللن حللديث أبللر واقللد الليثللر أن النبللر قللال« :مــا قطــع مــن البهيمــة هــا
22
هذه القاعد لها برد وعكلس ،فأملا الطلرد فإبله إاا قطلع ملن الحلر شلرء فإبنلا بحكلم بأبله ميتلة ،فللو
قطعت إلية الحا أو رجلها قب تذكيتها فنقول :إن رجلها وإن إليتها بًسلة حلين ااك ،وعكسلها أبنلا بقلول
إن األجلاء التر تكون باهر يف حياهتا تكون باهر منها بعد وفاهتا كالريش والحعر وبحوه.
ارجٍ إِ ََّّل َالريح وال َّط ِ
اه َر َو َب ْي َر َا ْل ُم َل َّاث». ِ َ َ قال املصنفَ « :ا َِّل ْستِن َُْا ُن َو ِ
اجب ِم ْن ك ٍُِ َه ِ
الستنًاء يطل عند أه العلم على معنيين ،معنلى علام ومعنلى خلاص ،فلالمعنى العلام يحلم إزاللة
النًو أي الخارج ملن السلبيلين علن محلله ،والمعنلى الخلاص هلو إزاللة النًلو بالحًلار وبحوهلا ،هنلا
المصنف أتى ابتداء بالمعنى العام فقال الستنًاء أي إزالة النًو سواء بالماء أو بالحًار وبحوها.
قال :واجع ،وكوبه واجع وهذا باتفاق أه العلم ،فإبله يًلع التطهيلر قبل الصل ،بل إن فقهاءبلا
يقولون إن السلتنًاء شلرط لصلحة الوضلوء إاا وجلد موجبله ،وبنلاء عللى اللك فإبله إاا خلرج أتلى أحلد
الغائط وخرج من الحمام ف يص وضلوءه إل أن يسلتنًر أو يسلتًمر إاا وجلد الموجلع ،وأملا إاا للم
يوجد الموجع كما سيأا بعد قلي ف يكون هناك استًمار ول اسلتنًاء ،دليلله قلول اهلل { :ﯞ ﯟ
قال :واجع من ك خارج إل اللري ،ملن كل خلارج حتلى الملذي كملا جلاء يف حلديث عللر أن
النبر أمره بأن يغس اكره وأبثييه.
قال :إل الري ،الري ما يراد ا ما يخرج من اللدبر ،وفيله معنلاه ملا قلد يخلرج ،وقلد إاا دخللت عللى
الملارأ تفيد التقلي ،ما قد يخرج من القب ،وقلت إبه تفيد التقلي ألن بعه أه العلم أبكلر خروجهلا
من قب الرج ،وإن كان كثير منهم قال :لم أسمع به قد يخرج من قب المرأ لكنه موجود.
قللال :والطللاهر أي إاا خللرج شللرء بللاهر مللن القب ل ،مث ل الولللد ،ومث ل المنللر ،فإ مللا ل يوجبللان
الستنًاء؛ ألن المنر أص خلقة اآلدمر.
٦
23
وغير الملوث ،غير الملوث لو أن امرأ خرج منه حًار ل ربوبة فيها البتة ،وقد يتصلور هلذا أحيابلا،
فنقول حينمذ ل يًع الستًمار منها ،لعدم وجود الحرء اللذي يسلتًمر لله ،فلإن السلتًمار هلو إزاللة
حكم الخارج من السبيلين بحيث أن يمس بالحًار ك ما ل يمس ول يبقى له أثر بعد اللك ،أصل ل
يوجد شرء ،فحينمذ ل يًع الستًمار.
وعندنا قاعدة :أن ك ما ل يمكن فعله يسقط ،مث األقطع ،من قطعت يده من فوق المرفل وللم أقل
من المرف ألن هناك فرقا ،من قطعت يده من فلوق المرفل سلقط عنله الغسل بالكليلة ،وكلذلك بقلول إن
األقرأ ومن ل شعر له ولو بفعله إاا أخذ عمر ل يللمه إمرار الموسى على شعره لفوات المح .
ث وا ْلخَ بائِ ِ
ِ ال َه َال ٍن َقا ُل« :بِس ِم َاهَّللَِ ،ال َّلهم إِ ِن َأعا ُذ بِ َ ِ
قال املصنفَ « :وس َّن ِعنْدَ ُد ُه ِ
ث». ب م ْن َا ْلخُ ُب َ َ ُ ُ َّ ْ ْ ُ
قوله :أبه عند دخول الخ ء ،دخول الخ ء يحم أمرين :إما أن يكلون محل وموضلعا ،أو أن يكلون
هيمللة ،فللإن كللان محل فعنللد دخوللله الموضللع فإبلله يللذكر الللدعاء قبل الللدخول ،قبل دخللول هللذا المحل
والموضع ،وإن كان هيمة كأن يكون المرء يف صحراء وبحوها ،فإبه يقول هذا الدعاء إاا هتيأ للًلوس.
قال يقول« :بسلم اهلل اللهلم إين أعلوا بلك ملن الخبلث والخبائلث» ،يًلوز يف ضلبط الخبلث وجهلان،
واألفص عند كثير من الفقهاء السكون بلأن تكلون ُخ ْب ْ
لث ،ول تكلون ُخ ُبلث؛ ألبله حينملذ يكلون ملن بلاب
زيللاد المعنللى ،ألبللك إاا قلللت الخ ُبللث فتكللون الللذكور وا بللاث مللن الحلليابين ،والخ ْبللث هللو النًاسللة،
والخبائث هر الحيابين.
وهذا المعنى أشار إليه الحيخ تقر اللدين يف شلرال العملد ،وأشلار إللى أن األفصل أن تقلال بالخ ْبلث
أي :بالسكون.
ب َع ِن َا ْْلَ َذى َو َعا َ انِ ». ِ ِ ِ قال املصنفَ « :و َب ْعدَ ُه ُروجٍ ِم ْن ُ ُ :ب ْق َران َ
َبَ ،ا ْل َح ْمدُ ل َّل َا َّلذي َأ ْذ َه َ
المصنف يف الدخول لم يلد على حديث« :اللهم إين أعاذ بـب مـن الخبـث والخبائـث»؛ ألن
اللياد عليه ضعيفة ،فإن زياد وملن اللرجس اللنًس وملن الحليطان اللرجيم يف إسلنادها ضلعف ،أبكرهلا
جمع من أه العلم.
قال« :وبعد الخروج منه» ،أي :من الخ ء يقول« :بقرانب» ،كما جاء يف المسند من حديث عائحة.
24
«الحمد هَّلل الذي أذهب عن اْلذى وعا اين» كما جاء عند ابن ماجه وغيره من حديث أبس.
قال :ويستحع أن يغطلر رأسله ،وهلذا السلتحباب لفعل الصلحابة كملا جلاء اللك علن عثملان ،
والغالع أن الصحابة رضوان اهلل علليهم ل يفعللون اللك إل إملا أن يكلون بنقل ،أو يكلون أدبلا واجتهلادا
منهم ،واجتهاد الصحابة رضوان اهلل عليهم يف أعلى الدرجات من الجتهاد.
هذا من باب سد الذرائع؛ ألن هذا المح هو مح بًاسات؛ ولذلك فإن للوسائ أحكلام المقاصلد
يف بعه صورها ،فإبه إاا كان الوصول ..أن تلبس المرء بالنًاسة يف أعلاءه ممنلوأ ،فالوسليلة إللى هلذا
الممنوأ تكون مندوبة.
لحديث عائحة « أن النب كان يعُب التيامن يف طهاره ويف َـأن كلـ » ،وبنلاء عللى
الك فإن ك ما كان من باب الخير والتطهر يقدم فيه األيمن ،وعكسه الحمال يف الخروج.
قوله« :واعتماده عليها» أي :اعتماده على رجله اليمنى ،كيف يكون الك ..بب ًعلا دليل اللك ملا جلاء
عند الطااين من حديث سراقة أبه قلال :إن النبلر أمربلا أن بتوكلأ عللى اليسلرى ،أي أن
بعتمد على الرج اليسرى ،كيف يكون اللك ،يكلون اعتملاده عللى رجلله اليسلرى ،إاا كلان جالسلا عللى
األرض أن يًع بابن رجله اليسلرى عللى األرض ،وأملا رجلله اليمنلى فيكلون اعتملاده عللى أمحلابها،
فتكون الرجل اليمنلى عللى األمحلاط ،والرجل اليسلرى بابنهلا عللى األرض ،ملن فعل هلذه الهيملة فإبله
سيكون مائ لحقه األيسر قلي ،هذا ورد فيه حديث عند الطااين ،وإن كان أله العلم فيله مقلال ،إل أن
علماء الطع قد اكروا أن هذه الهيمة أسلم يف خروج الغائط ،وأ لا أصل للبلدن ،وهلذا يقلوي السلتدلل
بما جاء من حديث سراقة.
وعلى العموم فهذا الحديث ل يةتع عليه ..حديث سراقة مع ضلعفه ل يةتلع عليله أثلر كبيلر وإبملا
٦
25
عندبا قاعد يف التيامن أاكرها بسرعة للي الوقت :ابظروا أحيابا متى بقلدم اليملين؟ بقلدم اليملين يف
حالتين:
،وعكسه يقلدم فيله اليسلار ،فعنلدما تريلد الحالة اْلولى :ما كان من باب ا كرام ألعلاء الحخ
أن تمتحط فإبك تبدأ بالح األيمن ،وعنلدما تريلد أن تنتعل فإبلك تبلدأ بالرجل اليمنلى ،وعنلدما تريلد أن
تتوضأ فإبك تغس أعلاءك اليمنى قب اليسرى ،إل يف الغس على ك م سيأا يف محله ،وهكلذا ،إان ملا
كان من باب التكريم يبدأ فيه بالح األيمن من األعلاء.
أيلا للغير يقاس عليه ،فإاا أرادت أن تناول أحدا فناوله باليمين.
وما كان من باب التكريم ً
الحالة الثانية :ما كان من باب المنازعة ،فإاا تنازأ اثنان وقد استويا يف الستحقاق فيقلدم األيملن،
مث النبر حينما شرب من إباء وكان عن يمينه ابن عباس وعن يساره مهاجري أو أبلو بكلر،
فأراد النبر أن يناول أبا بكر لمكابه وعلو قلدره ،ولكلن لوجلود المنازعلة اسلتأان ابلن
عباس ،ويف الحديث اآلخر األعرابر ،فقال :ل أوثر بسلؤرك أحلدا؛ ألن هنلا فيله منازعلة وهلو سلؤر النبلر
األكللرم ،ول شللك أن سللؤره ♥ فيلله بركللة ،ول شللك أن يف الللك منازعللة
وهنيما لهم أل م شربوا من سؤره ♥.
الحالة الثالثة :أبه إاا كان هناك تنازأ بين اثنين فيقدم األكا بينهما ،األكا منهملا إن كلان ملن بلاب
التكريم لألشخاص ،فيقدم األكا إاا كان التنازأ بين الثنين والتقديم لألكا ،فيقلدم األكلا لحلديث ابلن
26
عمر حينما قال النبر « :كبر كبر» ،ومثله حديث قبيصة ومحيصة حينما أرادا أن يتكلما عنلد
النبر ،فقال« :كبر كبر» ،فأمر النبر بالبداء باألكا.
قللال :والسللنة لمللن كللان يف الفلللاء أن يبعللد عللن النللاس ،لمللا جللاء مللن حللديث جللابر أن النبللر
كان ل يأا الااز حتى يغيع ،أي :يبتعد عن الناس.
هذا وجوبا عنلدهم ،فلإن السلتنًاء يًلع أن يكلون باليلد اليمنلى وسليأا ،ولكلن إبملا أورد هنلا لملا
سيأا بعده من معطوف عليه.
مس الذكر األص فيله أن ل يًلوز بلاليمين ،لحلديث أبلر قتلاد لنهلر النبلر عنله،
وإبما يكون باليد اليسرى ،وابظر معر :بعد البول عندك ث ثة أشياء:
عندك سلت وعندك بة وعندك استًمار ،الستًمار أو الستنًاء واجع ،وأملا السللت والنلة فقلد
اكر العلماء استحبابه.
وما صفتهما ثم سأاكر دليلهما بعد قليل ،صلفته ملا اكلره المصلنف أول ،قلال :أن يمسل اكلره بيلده
اليسرى من أصله إلى رأسه ،يعنر من أص الذكر إلى رأسه ،يبدأ من أسفله إلى أع ه لكر يخرج ملا بقلر
يف العروق ،هذا يسمى سلتا ،ثم بةه ث ثا ،بةه يعنر ليس بقو ،وإبملا بحلرء بسليط ،وهلذا واضل معنلاه،
النة بلسان العرب وهو الهل.
والن ة استحبه العلماء لسلببين :السلبع األول :أبله ورد فيله حلديث ملروي علن النبلر ،
وهو حديث عيسى بن يللداد علن أبيله أن النبلر قلال« :إذا بـال أحـدكم لينتـر ذكـره ثالثـا»،
٦
27
وهذا الحديث وإن كان يف عيسى جهاللة إل أن أهل العللم اغتفلروا هلذا يف بلاب الحتًلاج ،للم؟ ألن لله
شاهدا ،بعم الحديث ضعيف؛ لكن له شاهد ممن؟ من فع التابعين رضوان اهلل عليهم ،فقد بق ابلن أبلر
شيبة بحوا من ث ثة أو أربعة من التابعين وربما بق علن الصلحابة بسليت أ لم كلابوا يأخلذون النلة ،وقلد
اكر بعه علماء الطع أن النة مفيد وخاصة لمن كان فيه سلس ،ب إن فيه فائد لمن كلان فيله وسلواس،
وسيأا الحديث عن الوسواس يف محله.
إان المقصود أن النة مندوب يف الًملة ،إل لمن كان يلره فإبنا بقول إن اللرر يلر حينذاك.
وعندبا قاعد أجمع العلملاء عليهلا :لليس كل حلديث ل يعمل بله ،وإبملا يعمل بللده ،بل قلد اكلر
الحيخ تقر الدين أن العلماء أجمعوا على العم بالحديث اللعيف بحلربه ،لليس كل حلديث يعمل بله
ضللعيف ،ل مللا يًللوز هللذا الك ل م ،الحللديث المنكللر ل يعم ل بلله؛ لكللن الحللديث اللللعيف إاا علللدته
ا ،وإبما المتابعات ،علدته شواهد دلت عليله وخاصلة ملن قلول الصلحابة شواهد ،الحواهد ل يصح
رضوان اهلل عليهم ،أو عم جم كبير من التابعين رضلوان اهلل علليهم ،أو وافقله معنلى صلحي يسلتدل بله،
فحينمذ يعم به ..عفوا يحتج به ويعم بعم.
تقدم بيابه.
كره الدخول؛ ألن يف الك إهابة ،وما فيه اكر اهلل ث ثة أبواأ:
الناع اْلول :القرآن هذا يحرم ،فقهاهبا يقولون يحلرم اللدخول بلالقرآن؛ ألبله أعظلم ملا فيله كل م
اهلل.
الناع الثالث :ما كان لحاجة ،كالنقود إاا كان فيها اسم اهلل ،على سبي المثال الريال عنلدبا
ا. مطبوأ عليه سور الدرهم القديم وفيها لفظ الً لة ،فهذه للحاجة يدخ
اج ٍة. ِ ِ
قالَ :و َك َ ٌم فيه بِ َ َح َ
28
رفع الثوب قب الدبو من األرض مكروه ألبه قد يكون سببا لظهور العور ،وقد جاء من حلديث أبلس
عند الةمذي أن النبر كان إاا أراد حاجته لم يرفع ثوبه قب أن يدبو من األرض.
أي :يكره لحديث عبد اهلل بن سرجس أن النبر ى عن البول يف الًحر ،والسلبع
يف الك أبله ربملا آاى اللدواب التلر تكلون يف اللك الحل ،ولربملا خلرج ملن اللك الحل أو الًحلر دابلة
فأفلعته.
قال :وبحوه ،أي وبحوه من الًحور أي ما فيه معناها مملا فيله إفسلاد للملال ،كاآلبيلة ملن غيلر حاجلة
وبحوها.
لحديث أبر قتاد ،سواء كان المس مطلقا ،أو ألج التيمم ،إل أن تكون هناك حاجة فيقدم عللى
الستًمار.
هذه مسألة يلذكرها الفقهلاء ،يقوللون :إاا كلان الحًلر صلغيرا فهل يملس الحًلر بيمينله أم أن يملس
الللذكر بيمينلله ،قللالوا يًللوز الوجهللان ،واألوجلله عنللد فقهاءبللا أ للم يقولللون يمللس اكللره بيمينلله ويسللتًمر
بالحًار بيساره.
استقبال النيرين أي الحمس والقمر ،وقلد كلره الفقهلاء اسلتقبال الحلمس والقملر ،ل ألجل الحلديث
الذي ورد ،فإ م لم يستدلوا به ،وإبما استأبسوا بله ،وإبملا كرهلوه لرثلار التلر وردت علن التلابعين وألبله
مظنة لكحف العور ،فإن الذي يستقب الحمس أو يستدبرها يعنلر بحيلث أبله يكلون مسلتقب للنلور ،فإبله
٦
29
حينمذ تكون عورته واضحة للناس ،ولكن إاا كان مًاببا لله للم تلرى عورتله ،وهلذا واضل ،فل يسلتقب
النيرين وما يف معناهما ،ف يكون أملام النلور ،كبلوس النلور القويلة ،فل يكلون أمامهلا وإبملا يًعلهلا علن
جاببه ،فنعم هنا بالمعنى ول بقف عند اللفظ.
إان ك استقبال لنور قوي يكون مكروها ألبه مظنة كحف العور .
قال املصنفَ « :و َح ُر َم اِ ْستِ ْه َب ُال ِق ْب َل ٍة َو ْاستِدْ َب ُار َها ِ َب ْيرِ ُبنْ َي ٍ
ان».
والك ألن النبر ى عن استقبال القبلة واسلتدبارها بلالبول والغلائط معلا ،ابظلر معلر:
بقول بالبول والغائط معا ،يعنر يف البول يحرم الستقبال ويحرم السلتدبار ،ويف الغلائط يحلرم السلتقبال
ويحرم الستدبار معا ،يحرم الستقبال والسلتدبار معلا ،يسلتثنى ملن اللك صلور واحلد وهلو إاا وجلد
بنيان ،لحديث ابن عمر أبه رقى على بيت حفصلة فلرأى النبلر مسلتقب بيلت المقلدس
مستدبر الكعبة صلوات اهلل وس مه عليه.
وبحللن بقللول إاا تعللارض حللديثان فللإن األصل عنللد فقهللاء الحللديث أ للم ل يقولللون بالنسللخ ،وإبمللا
يعملون ك حديث يف محله ،إما ملن بلاب السلتثناء ،أو عللى حلال اخلت ف الصلفة ،فهنلا بقلول للم بًلد
معنى يحم عليه حديث ابن عمر إل وجود البنيان ،وعندبا قاعد :وابتبه لهذه القاعلد يف السلتدلل :أن
النبر ل يفع مكروها البتة ،كل شلرء فعلله النبلر فهلو جلائل أو منلدوب أو
واجع ،ل يفع النبر مكروها البتة ،فلما ابا عن شرء وفع صور فدل على أن ملا فعلله
ليس محرما ول مكروها وإبما هو مباال لم بًد معنلى إل وجلود البنيلان ،وهلذا المعنلى لليس ملن اجتهلاد
الفقهاء ،ب من اجتهاد الصحابة كما جاء عن ابن عمر فإبه فهم هذا المعنى ،ومن غيره من الصحابة.
عندبا مسألتان يف استقبال القبلة وستأا ،المحهور من الملذهع خ فلا للحلافعر أن القبللة الملراد لا
للبعيد الًهة ،وليس العين على سبي الظن ،وإبما المقصود ا الًهة ،وبنلاء عللى اللك فلإن ملن كلان يف
هذه البلد الطيبة مدينة النبر فإن المقصود بالقبلة جهة الًنوب ،مطل الًنوب ،لملا روينلا
عن النبر أبه قال« :ما بين الميرق والمغرب قبلة» ،فتسمى قبلة أي مطلل الًهلة ،فمطلل
الًهة تسمى قبلة.
30
اج ِة». قال املصنفَ « :و َح ُر َم اِ ْستِ ْه َب ُال ِق ْب َل ٍة َو ْاستِدْ َب ُار َها ِ َب ْيرِ ُبنْ َي ٍ
انَ ،و ُل ْبث َ ْا َق َا ْل َح َ
أي :فوق حاجته لقلاء الحاجة وما تبعها من مكلث يسلير لبقطلاأ البلول والسلتنًاء والسلتًمار،
والسبع يف الك؛ ألن الححوش محتظر ،والمكلان اللذي يكلون محتظلرا يكلره المكلث فيله ،وقلد أبلال
جمع من أه العلم يف جمع المتنانرات يف هذا الباب.
اك َو َن ْح ِا ِه».
يق مس ُل ٍ
َطرِ ٍ َ ْ
قال املصنف« :وبال ِ
ََْ
والك لملا ثبلت علن النبلر أبله قلال« :اتهـاا الالعنَـين» ،وبعله اللروا ينطقهلا« :اتهـاا
الالعنِين» ،والفرق بين الثنتين ،أن األولى عندما بقول «اتهاا الالعنَـين» أي أن هلذا الفعل سلبع لللدخول
يف لعنة اهلل ،والثاين :أي أن هذا الفع يكون سب ًبا يف إباحة لعن من يفعل هلذا الفعل ،وهلذا يلدل عللى
أبه يًوز لعن األوصاف وخاصة لمن فع وص ًفا بعينه كالبول يف بري الناس ونلهم.
قال« :اتهاا الالعنـين الـذي يبـال يف طريـق النـاس وظلهـم» ،فلالطري إاا كلان مسللوكًا فإبله حينملذ ل
يًلوز البلول فيله ،وتقييلد المصلنف للطريل بكوبلله مسللوكًا يفيلدبا بلأن الطريل إاا هًلر سلللوكه
وأصب غير بري بافذ وإبما أصب مهًورا فإبه يًوز حينمذ البول فيه.
ت ََ َُ َر ٍة ُم ْث ِم َر ٍة َث َمرا َم ْه ُصادا».
قال املصنفَ « :وت َْح َ
الثمر المقصود بوعلان :إملا أن يكلون القصلد للذات الثملر كلأن تكلون الثملر مأكوللة ،وإملا أن يكلون
القصد للورق ،فإن بعه الحًر إبما يقصد ورقه.
إان فقول المصنف« :وتحت َُرة مثمرة ثمرا مهصادا» ،القصد قد يكون لث ثة أمور كما سب .
وإبما أورد المصنف الثمر بالخصوص؛ ألبه األشهر من حيث البتفاأ بالقصد.
انَ ،و َي ُُا ُز َا َِّل ْقتِ َص ُار َع َلى َأ َح ِد ِه َماَ ،ل ِ َّن َا ْل َما َن َأ ْ َض ُـٍ
قال املصنف« :وسن اِستُِمار ُثم اِستِنُْان بِم ٍ
َ َ ُ َّ ْ ْ َ َّ ْ َ
ِحينَئِ ٍذ».
اكر المصنف هنا أن المرء إاا قلى حاجته من بول أو غلائط فلإن األفلل لله أن يًملع بلين
السللتنًاء والسللتًمار معللا ،أي يًمللع بللين السللتنًاء والسللتًمار ولكللن يبللدأ بالسللتًمار ليلي ل
٦
31
الستًمار الًرم ،ول يبقى إل ما ل يمكلن إزالتله بالحًلار وبحوهلا ،ثلم يتبلع الحًلار الملاء ،فحينملذ
يكون أتم بهار .
وقد أثنى اهلل على أه قباء أ م يحبون أن يتطهروا جاء يف صفتهم أ م كلابوا يتبعلون الحًلار
بالماء ،فدلنا الك على أن هذه أفل الصيغ.
قال :ويًوز القتصار على أحدهما لكن الماء أفل ،هذه تدلنا على الدرجة الثابيلة والثالثلة يف إزاللة
النًو ،فالدرجة الثابية هو إزالة النًو بالماء؛ ألن الماء يلي النًاسة ،ف يبقى من النًاسة شرء ،ل ملن
عينها ول من أثرها.
وأما الستنًمار بالحًار وبحوهلا فإ ملا يليل حكلم الخلارج ملن السلبي ،فيبقلى ملن أثرهلا ملا ل
يمكن إزالته إل بالماء ،وهذا معفو عنه ،وقد خفف اهلل لنا فيه؛ فدلنا الك على أن الستنًاء بالملاء
أفل ألبه أكم بهار .
لكن يستثنى من الك صور واحد ،يكون الستًمار فيهلا أفلل ملن السلتنًاء ،وهلر التلر فعلهلا
بلحة وابن عمر ،فإن بلحة وابن عمر حينما رأوا أن الناس قد ننوا أن الستًمار غير محلروأ،
إا المللاء لمللا كثللر يف المدينللة فإبلله يف عهللد النبللر كللان المللاء قلللي ،فكللان النللاس يسللتنًون
ويستًمرون ،فلما كثر الملاء يف آخلر عهلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ،وجلاءهم ملن يخلدمهم يف حفلر
اآلبار واستخراج الماء منها ،نن بعه الناس يف الك اللملان أن الملاء إاا وجلد فإبله ل يمكلن الصليرور
إلى الستًمار.
فكان ابن عمر وبلحلة يأتيلان السلتًمار بالحًلار لليعلم النلاس أ لا محلروعة ،بل وجلاء علن
بعلهم النهر عن الستنًاء.
وهذا هو توجيه أحمد وأصحابه رحمهم اهلل تعالى لما جاء من فع بلحلة وابلن عملر أن فعلهملا ملن
باب األفل للحال ،وليس من باب إلغاء الحكم؛ ألن الستنًاء بالماء حكر ا جماأ عللى محلروعيته،
وهللذا مللن فقلله أحمللد وفقهللاء الحللديث ،فللإ م يحملللون األحاديللث يف كل حللديث علللى محللله،
ويحملون خ ف الصحابة خاصة على محله ،فلإن الصلحابة ملن أعللم النلاس بلالوحر ،وبالتنليل أل لم
شهدوه .
32
باهرا.
ً إان ف ُبد أن يكون
الحارأ ،كما سيورده المصنف بعلد قوله« :مباال» ،مقاب المباال المحرم ،وقد يكون تحريمه إما لن
قلي كالورث والعظم وبحوه.
وإما أن يكون التحريم لحةامه كأن يكون من ك م فيه ك م معظم كك م اهلل ،وبحو الك.
أو أن يكون ألج ما فيه من استحقاق...كالمال المغصوب مث فإبه حينمذ ل يص الستًمار به.
قال« :يلابس» ،بب ًعلا ل يصل أي يلأثم؛ لكلن المغصلوب كملا ملر معنلا يليل الخبلث ألبله ملن أفعلال
الةوك.
قال« :يابس»؛ ألن المائع ل ينقر ،وإبما ينحر النًاسة ،وينقلها عن محلها ،ف ُبلد ملن المسلتًمر بله
أن يكون يابسا.
إما أن يكون وص ًفا للمستًمر به ،وإما أن يكون وص ًفا للفع .
وسيورد المصنف هذه ا ب قين معا ،فهنا أبلل المنقلر وصلفا للمسلتًمر بله وهلو اآلللة ،والملراد
بالمنقر أي الذي ينظف المح ،فتكون فيه خحوبة مناسلبة ،وبنلاء عللى اللك فالصلفاء أي الرخلام ومثلله
أيلا مرآ وغيلر اللك ،فلليس بمنل ،فل
أيلا الب ط الذي يكون سيراميكا بمعنى أبه يكون باعما ،ومثله ً
ً
يكون منقيا.
بالنسبة لليابس ،أورد المصنف اليابس للم؟ ألن المائعلات ل يًلوز السلتنًاء إل بالملاء منهلا فقلط،
وما عداه ف يًوز ،ك مائع غير الماء الطهور ل يًوز الستنًاء به.
وأبتم تعلمون أن الفقهاء إاا أبلقوا المائع فغالبا يقصدون به غير الماء ،إاا قالوا وملائع فيقصلدون بله
ك سائ غير الماء.
قال املصنفَ « :و َح ُر َم بِ َر ْوث َو َع ْظ ٍم َو َط َعا ٍم َو ِذي ُح ْر َمة َو ُمت َِّص ٍٍ بِ َح َي َا ٍ
ان».
بدأ يتكلم المصلنف يف بعله أو يف تفصلي بعله صلور غيلر المبلاال ،وهلو المحلرم ،فقلال:
وحرم بروث هذه الصور التر أوردها المصنف أبه يحرم الستًمار ا ،بقول :يحرم السلتًمار لا ول
تًل ب ل ُبد من إمرار ث ثة أحًار وبحوها بدل منها ،ولو أزالت عين النًاسة ،لمااا؟ لسببين:
السبب اْلول :أبه قد جاء عن النبر يف حديث ابن مسلعود أبله ♥
قال« :إن ركس» ،والركس هو النًس ،فدل على أن النًس ل يمكن أن يطهر.
ببينلللا ويف حلللديث أبلللر هريلللر أن النبلللر قلللالِ « :نهـــا َّل تطهـــر» ،وهلللذا بللل
،وقوله مقدم على قول ك أحد.
إان قلنا إ ا وإن أزالت النًاسة الظاهر ل تًل ب ل ُبد من إتباعها بماء أو بحًار ثل ث بعلدها،
حديث النبر .
السبب الثاين :من حيلث المعنلى :أبنلا بقلول إن السلتًمار عللى خل ف القيلاس ،ملا معنلى عللى
خ ف القياس ،األص أن الذي يلي المح هو ما يلي عين النًاسة ،ول يبقلر شليما منهلا ،فلملا كابلت
على خ ف القياس ،فإن قاعد أه العلم جميعا أن ما كان على خ ف القياس فإبنا حينملذ بلورد الحكلم
ول بليد عليه. فيه على مورد الن
عنها ،وإاا جاوزت النًاسلة محل الخلارج فإبله ولذلك فإبنا بحةط ث ثة أحًار ،ول يًوز النق
ل تًل فيه الستًمار ب ل ُبد من الستنًاء بالماء وبحو الك.
،وإبملا خفلف فيهلا ملن اهلل لنلا ملن بلاب إان األص يف هذه األمور أ ا يورد فيهلا محل اللن
فحينمذ ل تكون مطهر . التخفيف والرحمة فيًع أل بتًاوز الن
قال« :وحرم بـروث وعظـم» لنهلر النبلر يف حلديث ابلن مسلعود وأبلر هريلر علن
الستًمار ما.
34
قال« :وطعام» ،أي :وك مطعوم سواء كلان ملن مطعلوم اآلدميلين ،أو كلان ملن مطعلوم البهلائم ،وأملا
مطعون الًن و ائمهم فإبه العظم والروث ،إا العظم بعم إخوابنا من الًن ،والروث بعام دوا م.
فقيس عليه من باب أولى ما كان من بعام ا بس وبعام دوا م ،وهذا من باب األولى.
وعلى الك فإبه من استًمر بمطعوم آلدملر أو لحيلوان فإبله ل يًلئله كملن اسلتًمر بحلعير ،بعله
الناس قد ربما يستًمر بالحعير بقلول ل يًلئلك ،ألبلك أفسلدته وملن بلاب العقوبلة للك فلإن المحلرم ل
يبي ..وهكذا..
استثنى بعه أه العلم بعه المسائ التر قد تكون بعاما ول تكلون بعاملا ،أمثل للذلك بلالمل ،
فإن يف بعه األراضر السبخة كما تعلمون يف بعه المناب عندبا ،تحفر حفلر كامللة فيًعل فيهلا الملاء
فتمتلئ كلها بالمل ،هذا المل قب أن يحةم بمثابة الةاب ،فحينمذ بقلول إن هلذا الملل للو اسلتًمر بله
يعفى به لعدم كمال البتفاأ به يف تلك الحال.
قللال« :ومتصــٍ بحيــاان»؛ ألن المتص ل بللالحيوان حكملله حكللم الحيللوان ،وقللد مللر معنللا أن النبللر
أبان لنا أن ما أبين من حر فهو كميتته؛ وألن فيه إفساد لهذا الحيوان وإيذاء له.
قال :إن من شرط الستًمار أن يكون الخارج من السبيلين لم يًاوز المح المعتاد؛ ألبله إن جلاوز
المح المعتاد ف يًل فيله إل الغسل بالملاء فقلط ،ول يًلل بله حًلار ول غيرهلا ،للم؟ ألن النبلر
بين أن هذا الستًمار يف تلك الحال فنورده على محله ول بليد عليه.
وما هو المح المعتاد ،قال ضابطه العاد ،ففر القب والدبر إاا جاوز العاد ما خرج عاد فإبه حينملذ
يكون قد جاوز المح المعتاد ف ُبد من غسله بالماء ول يًل غير الك.
بعلهم قدره يف الدبر خاصة بصفحة اللية وبحو الك ولكن تقييده بالعاد أنهر.
٦
35
قال« :وثالث مسحات» ،من شربه ث ث مسحات لما جاء من حديث سللمان وغيلره رضلر اهلل علن
الًميللع أن النبللر أمللر بالسللتًمار بللث ث ،أي بث ثللة أحًللار ،إل أن يكللون الحًللر كبيلرا
فيمس ث ث مسحات ،من ك شعبة منه مسحة ،ول ُبد أن تكون مسحا ،ليس وضعا على المح ،بل ل
ُبد أن يمر الحًر وبحوه على المح ،ل ُبد من ا مرار.
اْلمر الثالث :ل ُبد أن تكون المسحة منقيلة ،يعنلر أ لا ل تكلون بحلرء غيلر منل ،هلذه ا بقلاء يف
الفع ،مر معنا الحالة األولى ا بقاء يف صفة اآللة ،وهنا ا بقاء يف الفع ،ف ُبد أن تكون منقية.
إان ف ُبد أن تكون الث ث مسحات منقية للمح ،ومعنى كو ا منقية ما اكرته قب أي أل يبقلى بعلد
المس ما ل يمكن إزالة بالحًار ،ب ل ُبد فيه من الماء ،هذا هو ا بقاء.
فإن لم تن ث ث مسحات؛ ف ُبد من اللياد عليها ،أربعا أو خمسا أو سبعا أو عحرا ،ويسن أن يقطلع
على وتر.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)1
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
قال« :بالعاد»؛ ألن السواك يكلون بلث ث أشلياء إملا بعلود ،أو بثلوب وهلو الخرقلة ،أو بيلد ،والفقهلاء
رحمهللم اهلل تعللالى ،فقهاهبللا يقولللون إبمللا يسللتحع بللالعود دون اليللد ودون الخرقللة علللى المحللهور مللن
المذهع.
وبعلهم يقول وهر الرواية الثابية يف الملذهع أبله يًلوز بخرقلة وبيلده ،ويف معنلى الخرقلة واليلد ملا
يتعل بفرشا األسنان ،لكن المحهور بالمذهع أن الذي يستحع إبما هو العود وما علدا اللك هلو داخل
يف استحباب التنظف ،وعلى الك فإبه ل يستحع عند المواضع المتعلقة كالص ،والوضوء ،وعند تغيلر
رائحة الفم وبحو الك.
قال املصنف« :إِ ََّّل لِ َصائِ ٍم ب ْعدَ َالز ََّو ِ
ال َ ُي َْر ُه». َ
المراد باللوال أي :زوال الحمس عن كبد السماء ،حينما يكون الفرء متًله إللى الغلروب ،والسلواك
بعد اللوال بعه أه العلم كرهه كما اكر المصنف ،ودليلهم يف الك حديثان حديث عللر الملروي
عنه ،فقد روي عنه مرفوعا أن النبر قلال« :إذا صـمتم اسـتاكاا يف النهـار وَّل تسـتاكاا
يف العي » فدل الك على أبه يكره السواك يف العحر ،وهذا الحديث فيله مقلال ،لكلن يعلرض السلتدلل
به ما جاء عن النبر أبه قال« :لخلاف م الصائم أطيب عند اهَّلل من ريح المسب».
٦
37
وعلى العموم فالمقصود بالسواك إبملا هلو التنظلف ،وا بسلان إاا أتلى بالسلواك يف كل وقتله وضلاق
عليه ما بعد اللوال ،فاألمر فيه قد يكون أسه بعد الك.
قال املصنفَ « :و َيت ََأكَّدُ ِعنْدَ َص َال ٍة َون َْح ِا َها َو َت َغ ُّيرِ َ ٍم َون َْح ِا ِه».
هنا قال المصنف« :ويتأكد» أي :ويتأكد السلتحباب؛ ألن الفقهلاء يقوللون أن السلتحباب بوعلان أو
السنة بوعان؛ سنة وسنة متأكد ،والفرق بينهما من حيث الحكلم أن السلنة تركهلا غيلر مكلروه ،وأن السلنة
المتأكد فإن تركها مكروه ،هذا الفرق بين السنة والسنة المتأكد من حيث الحكم.
قال املصنفَ « :و ُس َّن ُبدَ ا َنة بِ ْاْلَ ْي َم ِن ِي ِ َ ،و ِ ُط ْهرٍ َو ََ ْأنِ ِ ُك ِل ِ ».
قال :ويسن البداء باأليمن فيه أي بحقه األيمن ،فيتسوك فيبدأ بحقه األيمن قب شلقه األيسلر ،هلذا ملا
يتعل بالبداء باأليمن ،قال ويف بهر أي يف سائر بهره كالوضوء ،والغتسال وبحو الك ،وشأبه كله كملا
جاء من حديث عائحة يف الصحيحين.
قال ويستحع الدهان ِغبا ،لما جاء من حديث عبلد اهلل بلن المغفل أن النبلر لى
عن الدهان إل غبا ،وقول المصنف وادهان غبا عندبا فيها ث ث مسائ .
اْلمر الثاين :هو وضع الدهن وبحوه على الحلعر ،إان كل األملرين أو أحلدهما عللى سلبي البفلراد
يسمى ادهابًا ،وليس الدهان خاصة بوضع الدهن ،ب إن الةج يسمى ادهابا كذا قاله أه العلم.
المسـألة الثانيـة عنــدنا :أن هلذه الًملللة تحلم حكمللين ،تحلم اسللتحباب الدهلان ،وتحللم أل
يكون الدهان إل غبا ،ومعنى قولنا أبه ل يكون إل غبا أي يو ًما بعد يوم ،يو ًما بعد يلوم وهكلذا ،بيلع لملا
للى النبللر عللن الدهللان إل غبللا قللالوا لمللا يكللون فيلله مللن الةفلله ،وقللد جللاء أن النبللر
38
وقد جاء من حديث عمر بن الخطاب وصح النووي يف شرال مسلم رفعله للنبلر
أبه كتع إلى األمصار :اخحوشنوا وتمعددوا ،اخحوشنوا أي :عليكم بالخحوبة يف العيش ،وتمعلددوا
أي :كوبوا كًدكم معد بن عدبان ،قالوا وكان معد بن عدبان فصليحا يف لسلابه فيسلتحع الملرء أن يلتكلم
العربية ويكون فصي فيها ،وتمعددوا أي :كوبوا كمعد بن عدبان يف عربيتله وببعله؛ وللذلك جلاء يف تتملة
أثر عمر أبه قال وعليكم بلبسة العرب وهكذا ،وتمعلددوا بمعنلى كوبلوا كمعلد بلن علدبان فلإن العلرب إاا
قالوا تمعدد الرج أي أصب قويا شديدا غير متنعم.
والللك لمللا جللاء عنللد الةمللذي مللن حللديث ابللن عبللاس أبلله كللان يكتح ل ث ل ث ورفعلله للنبللر
.
وأما صفة الكتحال يف العلين ث ثلا ،فلإن ألهل العللم فيله توجيهلا ،وفقهاهبلا يقوللون معنلى ث ثلا أي
يكتح يف ك عين ث ث مرات ،فيكح اليمنى ثم اليسرى ثم اليمنر ثم اليسرى ثلم اليمنلر ثلم اليسلرى،
ألن بعلهم قال يبتد باليمنى ثم اليسرى ثم يعود لليمنى ،ولكن الفقهاء كما اكرت لكلم وكملا أوردهلم
المصنف.
قال ويستحع النظر يف مرآ ألن النبر كان ينظر يف ملرآ ،وكلان إاا خلرج بظلر يف ملرآ ،
وأما ما روي من النهى يف الك فكله ل يص وليس له أصل ،بل النظلر يف الملرآ سلنة؛ ألبله ربملا كلان يف
٦
39
وجه المرء أو يف لحيته أاى ،ولربما استكره الناس النظر إلى وجهه لما فيه من األاى الذي قلد يصليبه ملن
بعد بوم ومن بعد وضوء وبحو الك فإن النظر يف المرآ حينمذ يكون مستحع.
والتطيع هو سنة ،وقد جاءت أحاديلث كثيلر علن النبلر يف فلل الطيلع وجملع فيهلا
السيوبر كتابا كام .
والمراد بالستحداد هو حل الحعر الذي يكون أسف البطن ،والسنة فيه أن يكلون حلقله بحديلد أي
بموسى هذا هو األفل .
ب». ف ََ ِ
ار ٍ قال املصنفَ « :و َح ُّ
أي :قصه ،وك الك جاء يف الصحي الحديث أبس ومن حديث غيره رضر اهلل عن الًميع.
وكذلك بتف ا بط فإبه مستحع ،ويكره أن يًاوز المرء أربعين يوم يف هذه جمي ًعلا لحلديث أبلس يف
الصحي .
القلأ مكروه لنهى النبر ،والمراد بالقلأ هو حل بعه الحعر وترك بعلله ،إملا حلل
مقدمه أو مؤخره أو جواببه ،وقد اكر بن القيم أربع صور ملن القللأ يف زاد المعلاد فةجلع إليهلا يف محلله،
والقلأ هذا إاا وجدت الحاجة فإبه يًوز والحاجلة هلر الحًاملة ،فملن أراد أن يحلتًم يف رأسله فحلل
40
ْف ََ ْي ٍ
ب». قال املصنفَ « :و َنت ُ
والك ألن الحيع بور ،وقد ثبت أن أول من جاءه الحيع هو أبوبا إبراهيم .
ب ُأ ُذ ِن َصبِ ٍّ ».
قال املصنفَ « :و َث ْه ُ
أي :صبر اكر ،وهو مكروه لما فيه من األلم له من تحبيهه بالنساء.
يقول المصنف« :ويُب هتان ذكر» إيًاب الختان على الذكر ،لما جاء عن النبلر أبله
من خصال الفطر ،وأكد الوجوب فيله ملا جلاء ملن حلديث بلن كليلع عنلد ا ملام أحملد وغيلره أن النبلر
قللال «ألهــى عنــب َــعرة ال قــر واهتــتن» فللدل الللك علللى أن الختتللان واجللع ألمللر النبللر
به ،وهذا األمر كان للذكر ،فه يكون خاصة باللذكر أم يتعلداه لألبثلى بعله الفقهلاء وهلو
المحهور أن الوجوب متعل بالذكر واألبثى م ًعا ،ولكن المفتر به والذي عليه العم أن الوجلوب خلاص
بالذكر فقط ،وأما األبثى فإبه يكون مكرمة لها فقط كما جاء عن النبر .
قال :بعيد بلوغ مع أمن اللرر ،أي وقت الوجوب يكون بعيلد البللوغ ،للو قلنلا بعلد فمعنلاه وللو بلال
لكن يكون بعد البلوغ هو وقت الوجوب ،وبناء على الك ألبه وقت التكليف فمن بلغ وللم يختلتن وكلان
قاصدا وعالما فإبه يكون آثما حين ااك ،قال مع أمن اللرر فإن وجد اللرر فإبه حينمذ يسقط عنه.
أي :قب البلوغ ،ولكن بعد السلابعة؛ فاألفلل ملا يكلون فيله الختتلان بعلد سلن السلابعة إللى البللوغ
ويقوى. حينما يحتد لحم الحخ
قال املصنفَ « :و ُي َْر ُه َسابِ َع ِو ََّل َدتِ ِ َو ِمن َْها إِ َل ْي ِ ».
بفس الحرء كما اكر المصنف أبه يكره ،وإبما يكون بعد اليوم السابع يكون اختتان.
٦
41
هلذه أربللع المواضلع التللر يًلع غسلللها ،والةتيلع أخللذباه ملن قللول اهلل { ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡﭢ } ،حينما اكر اهلل ممسوال بين مغسولت ،والمعروف يف لسلان العلرب أ لم
يذكرون المتنانرات ،ثم يتبعو ا المتغايرات ول يذكرون متغاير بين المتنانرات ،ويعدوبله علدم فصلاحة
إل لمعنى.
وبظربا يف هذه اآلية فلم بًد معنى فيله يلراد ممسلوال بلين مغسلولت إل وجلوب الةتيلع ،والنبلر
الس م علر وعثملان وغيلره ملن الصلحابة رضلوان توضأ ،وبق وضوءه عليه الص
اهلل على الًميع وكلهم بق الةتيلع فلدل عللى أن الةتيلع بلين أعللاء الوضلوء األربلع واجلع بل هلو
فرض.
بقر عندبا المول ،والموال واجبة من اآلية ألن اهلل قلال { :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ
وك واحد من هذه األعلاء على سبي البفراد يسمى غس ،وأما إاا اجتمع غس األعلاء األربعلة
فإبه يسمى وضو ًءا ،فحينمذ بقول ل يسلمى غسل هلذه األربعلة وضلوءا إل إاا كابلت متواليلة ،وألن النبلر
رأى يف رج بعه أصحابه بياضا لم يصبه الماء فأمره بإعاد وضوءه ،فلدل اللك عللى أن
الموال بين أعلاء الوضوء واجبة ،إان هذا قول المصنف فلروض الوضلوء سلتة ،وعرفنلا أن دليلهلا ملن
كتاب اهلل ومن سنة النبر .
وقول المصنف « :روض» أي :أركان؛ ألن فقهاءبا إاا أبلقوا كلمة الفرض فيقصدون به الركن الذي
ل يسقط ل سهوا ول عمدا بخ ف الواجع ،فإن الواجع يسقط عندهم سهوا كالتسمية كما سيأا.
42
قال اْلول بسٍ الاج مـع المضمضـة واَّلستنيـاق ،الاجـ يُـب بسـل كمـا يف كتـاب اهَّلل جـال
وعال ،وعندنا يف بسٍ الاج مسألتان:
المسألة اْلولى :يف حده فإن حد الوجه يبدأ من منابت الحعر إلى ما ابحدر من اللحيين بول ،ك
هذا يسمى وجها ،وملن األان إللى األان ،وعنلدما قلنلا ملن األان إللى األان يلدلنا عللى أن البيلاض اللذي
يكون بين األان واللحية هو من الوجه؛ ألبنا الحد ل بدخله يف المحدود ،وملا بلين الحلدين يكلون داخل
فيه ،إان هذا كله من الوجه ،هذا يسمى وجها.
المسألة الثانية :أن المصنف قال غس الوجه ،وأبلا أريلد أبلين لكلم أملرا فلابتبهوا لله وللن
أعيده بعد اليوم إمرار الماء على المح له أربع درجات ،وهذه إاا عرفتوها بعرف ما معنى الغس وما هو
المس وما النل .
إمرار الماء على المح سلواء كلان يف الغسل أو كلان يف الوضلوء أو يف إزاللة النًاسلة أو يف النًاسلة
المغلظة وغير الك أربع درجات فنبدأ ا تواليا من حيلث األخلف ثلم األعللى ،فأخفهلا وأدباهلا المسل ،
والمراد بالمس إب ل اليد أو خرقة وإمرار اليد أو الخرقة على المح فقط.
إان يصيع البل يف األص الخرقة أو اليد ثم ُيمر بالواسطة عللى المحل ،هلذا يسلمى مسلحا ،أعللى
منه ما يسمى بالنل والمراد بالنل هو الغمر كذا عرفه أحمد يف مسائ عبد اهلل عنه ،والمراد بالغمر هو
تعميم المح بالماء من غير ابفصال ،إان النل ما هو؟ هو تعميم المح كام بالماء من غيلر ابفصلال،
ل يللم الفص ،ل يللم أن يقطر .
الناع الثالث :وهو الغس ،وما سمر فع غس إل للسلالة ،فل ُبلد ملن ا سلالة أي البفصلال،
بمعنى أن يعم الماء المح وينفص ،ابتبه لهذا القيد ل ُبد أن ينفصل ،فكل شلرء قلنلا يًلع فيله الغسل
ف ُبد أن ينفص الماء عنه ،وهذا خطأ شائع عند بعه الناس ،فإاا وقع على ثوبه قطر ملن بًاسلة وأراد
غسلها عممها بالماء من غير ابفصال ،ه بقول إ ا بهرت بذلك؟ بقول ل لم تطهلر ألن هلذا غملر وهلذا
خاص بالنًاسات المخففة وهو بول الغ م فقط ،إان هذا ما يتعل بالغمر يف الغس .
الماضع اْلول :يف إزالة النًاسة إن كابت النًاسة ل تلول إل به كما جاء يف حديث أسلماء
٦
43
أن النبر قال «ابسلي واعهصي » هذا بوأ من أبواأ الدلك ،وبناء على الك فإن النًاسة إاا
غسلت بالماء فلم تذهع فيللم دلكها باليد ،فإن لم تذهع بالماء والدلك وبقى أثر البول ،البلول ملا يبقلى
أثره ،وإبما بقر أثره العذر أو بقر أثر الدم ،فإن هذا األثلر معفلو عنله ،ول يلللم اسلتخدام شلرء آخلر غيلر
الماء والدلك؛ ألن أقصى ما بفعله يف الغس هو مااا؟ الدرجة الرابعة وهو الدلك.
إان قول المصنف غس ل ُبلد ملن إسلالة الملاء عللى الوجله فل ُبلد ملن ا سلالة؛ وللذلك قلال النبلر
« يغقر ل مع آهر قطر المان» ل ُبد أن يتقابر شرء من الوجه ،وبعه الناس هداهم اهلل يبل
يديه بالماء ثم يمس وجهه أو يمس يديه ،وأبا اسأل ه فعله هذا مًل يف وضوءه وغسله ،بقلول لليس
بمًل له؛ ألبه لم يغس ،فاغسلوا وجوهكم اهلل يقلول { :ﭘ ﭙ} [المائلد ]6 :وأبلت
مسحت وجهك فليس بمًل ،فابتبه لهذه.
قال غس الوجه مع الململة والستنحاق ،وقول المصنف مع الململة والستنحلاق يلدلنا عللى
أن الململللة والستنحللاق مللن الوجلله ،والللدلي علللى وجو مللا أن اهلل قللال { ﭘ ﭙ}
[المائلد ]6 :والقاعد عند فقهائنا أن تًويف الفم واألبف من الوجه ،وبنا ًء على الك ،فهما داخ ن فيله،
وهذه لها خمس تطبيقات اكرها فقهاهبا يف األشباه والنظائر أن الفم واألبف من الوجه .
ابظر عندبا مسائ تعد ،بعه الفقهاء يتكلم عن الصدغين ،الصدغان أهما ملن الوجله أم ملن اللرأس،
قال ابن مفل :أجمعوا على أن الصدغين من الرأس ،وهذه يةتع عليها أ ما ل يغس ن يف الرأس وإبملا
يًع مسحهما يف الرأس ،ويف التغطية كذلك يف الحج ،إان أعلاء الوجله ملا هلر؟ ملن اللذي يلدخ ملن
الذي ل يدخ الوجه؟ ما هو الظلاهر وملا هلو البلابن ملوهم منله ،األان هلذه هل هلر ملن الظلاهر أم ملن
البابن؟ ينبنر عليه الحلد األدبلى واألعللى يف مسلحها ،ويًلع ويبنلى عليله قللية التنقليط يف األان ،متلى
يكون مفطرا.
إان هذه القواعد عندما بقول إن تًويف الفم واألبف من الوجه وليس من الًلوف هلذه قاعلد يبنلى
عليها فروأ متعدد تص إلى خمس كما اكرت لكم قب قلي .
قال الململة والستنحاق بأخذها بسرعة ،الململة لها صفتان عند فقهائنا ،صلفة إجللاء ،وصلفة
كمال.
44
عنها فإبه ل ُيسمى متململا ،وصفة ا جلاء من زاد عليها فإبه قد بالغ وأتى صفة ا جلاء من بق
بما ل يحرأ.
الململة بصفة الكمال فيها ث ث أشياء ،من فعلها فقد أتى بصلفة الكملال :إدخلال الملاء وتحريكله
ومًه ،هذه ث ث أشياء من فعلها فقد أتى بصفة الكمال ،من زاد عن الك فقد جاوز الحد ،من أدخ يده
فيه ،من غرر هذه ليست من الململة ،ب هو معنى زائد عن الململة ،هذا حد الكمال يف الململة.
حد ا جلاء من الململة عند فقهائنا فع اثنين من هذه الث ثلة ،فملن فعل شليمين ملن هلذه الث ثلة
فإبه يكون قد أتى بالواجع ،فلو أدخ الماء وحركه ثم ابتلعه فهو متملمه ،ومن أدخ الملاء ثلم مًله
من غير تحريك فإبه متملمه ،ولكنه ليس مبالغا فيه واض .
من أدخ الماء ثم ابتلعه من غير تحريك ،فنقلول ل يسلمى يف لسلان العلرب ململلة ،وإبملا يسلمى
ُشربا ،والحرب غير مًل يف هذا الباب ،ب ل ُبد الململة.
إان الململة لها حد أدبى وهو اثنان من ث ث وحد كمال وهر فع الث ثة كاملة.
أما الستنحلاق فالواجلع عنلد فقهائنلا الستنحلاق دون السلتنثار ،ألن السلتنثار ملن توابلع الحكلم،
وليس منه ،توابع الحكم وليس منه الحكم بفسه ،الواجع إبما هو الستنحاق.
والستنحاق له صفتان ،كذلك صفة كمال وإجلاء ،فأما صفة ا جلاء يف الستنحاق فهو إيصال الملاء
إلى األبف بأي بريقة كان ولو أي يب بيديه الماء ثم يدخلهما يف أبفه ،وقد جاء الك علن مًاهلد ،وأنلن
عن جابر كذلك ،أبه كان قد ُب الماء بيديك وادخلها يف أبفك تكفيك.
ل تفع هذه صفة ا جلاء إل إاا كنت معذور كأن يكلون عنلدك محلاك يف ولكن ل تقول للحخ
أبفك ،وبعه الناس عندهم محاك يف أبفهم عندما يستنح بًدية.
وأما صفة الكمال فإن بعلها يتعل بالهيملة ،وبعللها يتعلل يف إيصلال الملاء ،واللذي يتعلل بإيصلال
الماء فهو إيصال الماء إلى منتهى ما لن من األبف ،ومحايخنا يقولون ول أدري عن صحة الك ،يقوللون
أن األبللف يف منتهللاه مث ل الثللدي فيلله بقطللة ،ول أدري عللن صللحة الللك لكللن سللمعناها قللديما يقولو للا،
فالوصول إلى ما قب الك؛ ألن ما بعده ليس بل زم هلذا مبالغلة منهلر عنهلا ،مبالغلة زائلد ،وإبملا يوصل
الماء جذبا إلى ما لن ثم يستنثر ،هذا ما يتعل بإيصال الماء جذبله واسلتنثاره ،فللو جذبله وللو للم يسلتنثره
٦
45
قال« :وبسٍ اليدين» ،والمراد باليدين أي إللى الملرفقين لريلة ،والمرفقلان يًلع غسللهما لحلديث
جابر أن النبر غس فأدار يده عللى مرفقله كملا عنلد اللدارالقطنر ،واألصل أن ملا بعلد
إلى ليس داخ فيها إل يف مواضع مستثنا ومنها هذه الصور من الحديث.
قال« :ومسح جميع الرأس مع اْلذنين» ،مس جميع الرأس واجع؛ ألن اهلل قلال { :ﭝ
ﭞ } [المائد ،]6 :والباء هنا للم صقة ،ول يعرف يف لسلان العلرب أن تكلون البلاء للتبعليه ،كلذا
أن ملن معلاين عدد من علماء العربية كابن هحام وغيره ،ل يعرف عنلد لمتقلدمين أن أحلد ملنهم بل ب
حروف الباء التبعيه وإبما معناه الم صلقة ،ومعنلى كو لا م صلقة أي ألصل يلدك برأسلك ،ول يكلون
ا لصاق كذلك إل بتعميم الرأس بالمس ؛ لكن يعفى عن اليسير بالمحقة ،والقاعد عندبا أبله يعفلى علن
اليسير بأربعة أسباب منها المحقة؛ ألن لو قلنا يًع أن تمسل كل شلعر ملن رأسلك ففيله محلقة خارجلة
عن العاد ،ولربما مكثت يف مس رأسك أكثر من وضوءك أضعافا؛ ولذلك الحرء اليسير يًل أو يعفلى
عن ترك مسحه هذا واحد.
اْلمر الثاين :أن القاعد عندبا أن الممسوحات ل تتكلرر ،وإبملا هلر مسلحة واحلد ،إان فللو أراد
المرء أن يمس رأسه كله بمسحة واحد فإبه يأا ذه الطريقة فيسقط بعه الحعرات لم يصيبها الماء.
قلال« :مــع اْلذنــين» أي :يًللع مسل األابللين ،وعنلدبا يف األابللين مسللألتان حللدها األدبللى واألعلللى،
لام يف نلاهر أابيله فالحد األدبى مس ناهرها واألعلى هو جعل السلبابة يف سلماذ أابيله وأن يًعل ا
فيمسحها ذه الهيمة.
المسألة الثانية عندنا :ه يستحع أخذ ماء جديلد لألابلين أم ل؟ فقهاهبلا يقوللون يسلتحع أخلذ
ماء جديد لألابين ،لمااا؛ ألن عبد اهلل بن عمر كان يفعله ،وعبد اهلل بن عمر من هلو؟ ملن أشلد النلاس
متابعة واقتدا ًء ب محاكا تامة لفع النبر حتى إبه يأا األسطوابة التر يصللر عنلدها النبلر
فيفعلها ،فيفع مث الك ،إان ابن عمر عندما قصلد ملاء جديلدا ألابيله دلنلا اللك عللى أبله
استحع أخذ ماء جديد ألابيه ،وهذا هو المحهور عند فقهائنا.
46
قال« :وترتيب ومااَّلة» ،أي :الةتيع بين األعلاء فيقدم ما قدمه اهلل ،والموال بلأن ل يطلول
الفص بينها.
قال املصنف« :والنِي ُة ََرط لِ ٍُِ َطهار ٍة ََر ِعي ٍة َبير إِزَا َل ِة َهب ٍ
ث». َ َ َ ْ َّ ْ َ َ َّ ْ
قال« :والنية َرط» أما كو ا شرط دليلها حديث عملر اللذي تعرفوبله« :إنمـا اْلعمـال بالنيـات»َّ ،
وإن
إاا دخلت عليها ما الكافة فإ ا تكف عملها وتفيد الحصر ،وهر أحد صيغ الحصلر الث ثلة واألربعلة عنلد
الفقهاء المحهور ،إان ل يص عم عباد إل بنية.
قال المصنف « :هـ َـرط» ،ههاؤنـا يهالـان إن النيـة َـرط وليسـت بـركن لمـاذا قـالاا إنهـا َـرط
وليست بركن لسببين:
السبب اْلول :قلنا إ لا شلرط وليسلت بلركن ألبله يًلوز أن تتقلدم عللى أول الفعل ،وأملا اللركن
فيًع أن يكون مواف ًقا ألوله؛ لكن النية يًوز أن تتقدم على أول الفع كما قال النبلر َّ« :ل
يصام لمن يبيت الصيام مـن الليـٍ» ،فلدل عللى أن النيلة يًلوز أن تتقلدم والحلرط يتقلدم المحلروط ،وأملا
الركن ف ُبد أن يكون جلءا من الماهية ،إان يف شرط ،إان عرفنا الفائد األولى منها.
الفائللد الثابيللة قلنللا إن النيللة شللرط وليسللت بللركن قللالوا ألبلله ل يللللم استصللحاب اكرهللا وإن للللم
استصحاب حكمها ،ومعنلى استصلحاب حكمهلا أي ل يلأا بقلابع ،وأملا استصلحاب اكرهلا فإبله لليس
ب زم وإبما هو مستحع ،إان الواجع استصحاب الحكم دون استصحاب الذكر.
قال« :ل ٍ طهارة» أي :ك بهار واجبة أو مندوبة كالوضوء والغس والتيمم ،وملن الطهلار كلذلك
غس اليدين للقائم من النوم ،فإن الفقهلاء يقوللون هلذا يف معنلى الطهلار إزاللة الحلدث ،ويف معنلى إزاللة
الحدث أي حدث اليد ،وحينمذ فيًع النية لغس اليدين ث ثا لحديث أبر هرير اللذي تعرفوبله «إذا قـام
أحدكم من النام ليغسٍ يدي ثالث ِن َّل يدرى أن باتت يده» قالوا هذا يف معنى التطهير.
قال« :بير إزالة هبث» بدأ يتكلم علن المسلتثنيات وهلر الطهلار التلر ل يحلةط لهلا النيلة ،واألشلياء
التر ل تحةط لها النية ث ث أشياء أو أربعة ،أورد المصنف مثالين ألمرين هما يف الطهار .
اْلمر اْلول :ما كلان ملن أفعلال اللةوك ،فقهاهبلا يقوللون كل شلرء يكلون ملن أفعلال اللةوك فإبله ل
٦
47
تحةط له النية ،ومن أفعال اللةوك قلالوا إزاللة النًاسلات ،إزاللة النًاسلة عبلاد { ،ﯖ ﯗ} [الملدثر:
،]4هر عباد ؛ لكن ل تحةط لها النية من بوى أجر عليها ،ومن لم ينو لم يؤجر لكنها يف ااهتا عباد .
إان أفعال الةوك ل تحةط ليها النية هذا واحد ،وهلذا معنلى قولله« :بيـر إزالـة هبـث» أي :النًاسلة
سوا ًء أكابت مغلظة أو غير مغلظة.
ح ٍِ َو ْط ٍن َو ُم ْس ِل َم ٍة ُم ْمتَن ِ َع ٍة».
قال املصنف« :وبُس ٍِ كِتَابِي ٍة لِ ِ
َّ َ ْ
السبب الثاين :الذي ل تحةط له النية :ك ما تعذرت فيه النية ،ومثال وما تتعذر فيله النيلة قلالوا ملا
اكره المصنف هنا قالوا وغس كتابية لح وطء ،لو أن رج قد تلوج امرأ كتابية ثم إن هلذه الكتابيلة قلد
بهرت من حيلها ف يًوز للوجهلا أن يقر لا حتلى تتطهلر كملا قلال اهلل جل وعل { :ﯔ ﯕ ﯖ
ف يًوز له أن يأتيها إل بعد الغتسال ،فإن امتنعت من جهة ،أو اغتسلت بحن بقول الكافر ل بيلة لله
قاعد فقهاهبا أن الكافر ل بية له ،فاغتسالها هذا ل يرفلع عنهلا الحلدث ،فللو اغتسللت وقلنلا ل بيلة لهلا أو
امتنعت فحينمذ هذا الغتسال تعميم البدن على جسدها حينمذ يكون مبيحا للوطء.
قال« :ومسلمة ممتنعة» أي :ممتنعة من الغتسال فيًوز للوجها أن يعمم جسدها بالماء ثم بعد اللك
يقر ا بعد الك؛ لكن اغتسال ابتبه لكن اغتسال المسلمة الممتنعة ل يرفع حدثها وإبما يبي اللوطء فقلط،
وكذلك بقول غس الذمية ل يًلئها عن غس ا س م إاا أسلمت بعد الك.
إان أورد المصللنف ث ل ث أسللباب أو ث ثللة أمثلللة :اْلول :وهللو إزالللة الخبللث وهللو إزالللة النًاسللة،
والسبع يف عدم اشةاط النية ألبه من أفعال الةوك.
ـٍ ن ِ
َـاق ٍ ـن ن َْـا ِم َل ْي ٍ ِ ِ اج َبـة ِـ ُو ُضـا ٍن َوب ُْس ٍ
ـٍ َوتَـ َي ُّم ٍم َوب َْس ِ قال املصنفَ « :والت َّْس ِم َي ُة َو ِ
ي َقـائ ٍم م ْ
ـٍ َيـدَ ْ
لِا ُض ٍ
ان َوت َْس ُه ُط َس ْهاا َو َج ْهال». ُ
قال« :والتسمية واجبة» لما جاء من حديث أبى هريلر علن النبلر قلالَّ« :ل وضـان
لمن َّل يذكر اسم اهَّلل علي » وهذا الحديث ل يص إسناده من حيلث إسلناد هلذا الحلديث ،قلال أحملد :ل
يص هذا الحديث ،بقلله عنله عبلد اهلل ،وبقلله عنله حلرب الكرملاين أنلن ،وبقلله عنله ث ثلة ملن أصلحاب
أحمد ،أن أحمد قال :ل يص هذا الحديث ،لكنه قال :والعم عليه .ما معنى قوله :والعم عليله أي أبنلا
بعم به؛ ولذلك فإن المتأخرين من أصحاب أحمد أوجبوا التسمية عنلد الوضلوء؛ وإبملا عمل بله أحملد
لوجود الحواهد التر تدل عليه.
وأبللا قلللت لكللم بريقللة أحمللد أبلله ل يصللح بالحللواهد ،وإبمللا يعم ل بالحللواهد فيحللتج بالحللديث
لحواهده ،وإبما يصح بالمتابعات ،هذه بريقة أحمد وكثير من متقدمر أه العلم ،ولملا جلاء علن عملر
وغيره.
قللال واجبللة يف وضللوء وغسل وتلليمم وغسل يللدي قللائم مللن بللوم أل للا كلهللا بهللارات وهللر ملحقللة
بالحديث.
للاضان» ،ابتبه لهذه المسألة ،ل يًلع غسل اليلدين ثل ث ملرات إل قوله« :قائم من نام ليٍ ناق
باقلا للوضلوء؛ ألن النلوم اللذي ل يلنقه الوضلوء ل يرفلع الحلدث كلام ،وهلو الحلدث
إاا كان النوم ً
األصغر فمن باب أولى ل يرفع حدث اليلد أل لم يلرون أن هلذه اليلد لهلا حلدث يخصلها ،وحلدث كامل
للًسد ،إان عفوا ل ينقه حدث اآلدمر كله من باب أولى ينقه حدث يده.
اْلمر الثاين :أبه قال« :من نام ليٍ» وبنا ًء على الك فإن بوم النهار ل يًع له غسل يلد ملا اللدلي
على الك؟ بقول قول النبر ِ « ن أحدكم َّل يدرى أين باتت» والنبلر أفصل
من بط باللاد من الخل ،ما فيه أفص من النبر ،فقوله «أين باتت» يًلع أن بعمل هلذه
الًملة ،وأن بًد لها مح يف الستدلل ،إاا كلان اللواو يف كل م النبلر لله أثلر يف اسلتنباط
األحكام أل تكون هذه الكلمة لها أثر بلى.
بظربا يف لسان العرب فوجدبا أبه ل يسمى النوم بيا ًتا إل إاا كان يف اللي ،إان فنقول هذا خلاص بنلوم
٦
49
اللي دون بوم النهار؛ لظلاهر الحلديث؛ وألن هلذا الحلديث جلاء عللى خل ف القاعلد واألصل فنلورده
مورده ول بليد عليله ،وهلذا استمسلاك بظلواهر الحلديث وهلو المناسلع للمعلاين كملا اكلر ملن تكللم يف
المعاين يف هذا الباب.
قال« :وتسهط سهاا وجهال»؛ ألن هذا من الواجبات والواجبلات تسلقط سلهوا وجهل وأملا األركلان
ف تسقط.
قللال ومللن سللنن الوضللوء اسللتقبال القبلللة ،لمللا جللاء عنللد الطللااين مللن حللديث بللن عمللر أن النبللر
قال «أكرم مُالس م ما استهبلتم يـ الهبلـة» ول شلك أن الوضلوء بب ًعلا ولله شلواهد تلدل
على معنى هذا األثر يف استحباب استقبال القبلة يف ك مًلس ،ول شك أن من أكلرم المًلالس الوضلوء
فإبه مًلس؛ ألبه عباد فيستقب فيه الوضوء وهذا من باب الستدلل من بالمعاين العامة يف الحلريعة وإن
لم يرد حديث بخصوصه.
قال املصنفَ « :و ُبدَ ا َنة بِغ َْس ٍِ َي ِدي َب ْيرِ َقائِ ٍم ِم ْن ن َْا ِم َل ْي ٍٍ».
قال ويستحع أن يغس يده ث ث أو مر قبل أن يبلدأ بالوضلوء أل يكلون قلائم ملن بلوم فيًلع عليله
الك.
50
قوله« :ويُب ل ثالثا» أن يًع لنوم اللي الناقه للوضوء أن تغس له اليلد ث ثلا ،يًلع أن تغسل
اليد ث ثا ،وهنا فائلد فيملا يتعلل بالغسل ث ثلا ،وهلر القاعلد اكرباهلا العصلر يف ملا يتعلل بالًريلات،
الًريات ه تعتا ك جرية لها حكم منفص على الًرية األخرى ،أم أن الًريات المتصلة تعتا غسللة
واحد ،هذه هر القاعد األولى التر أوردها ابن رجلع يف القواعلد ،وفيهلا روايتلان يف الملذهع ،ونلاهر
المذهع عند المتأخرين أن ك جرية تأخذ حكم غسلة منفصلة عن الثابية؛ ولذلك حكموا بنًاسلة الملاء
لذا حكلم غسل اليلدين الًاري الذي يمر على النًاسة ،فاعتاوا كل جريلة لهلا حكلم منفصل ،يتعلل
إاا قام من بومه وجع يديه تحت صلنبور الملاء حنفيلة الملاء بحيلث أبله ملر للقائم من النوم فإن الحخ
على يديه ث ث جريات من الماء فإبنا بقول حينمذ أجلأه الك يف غس يديه .
استِن َْي ٍ
اق». ٍ
قال املصنفَ « :وبِ َم ْض َم َضة َ ْ
قال :ويستحع أن يبدأ بالململة ثم يبدأ بعدها بالستنحاق.
قللال :ويسللتحع المبالغللة يف الستنحللاق مطل ًقللا إل للصللائم فإبلله يكللره للله الللك لمللا ص ل عللن النبللر
أبه ى عن المبالغلة للصلائم يف الستنحلاق؛ ألبله ربملا وصل إللى جوفله ،وهلذا ملن بلاب
تحريم المظنة ،ما يؤدى إلى المظنة فيكره حينمذ.
وأما الململة فقد روى حديث يف ى النبر عن المبالغة فيها للصلائم كلذلك ،وهلذا
ذا الحديث على أن المبالغة تًاوز الث ث أمور التر اكر ا قب قليل ، مبنر أو حمله الفقهاء لمن عم
وأما من قال إن المبالغة بالث ث فقط ،فلإن الصلائم ل يكلره لله المبالغلة ،ملن زاد علن اللث ث فإبله حمل
عليها المبالغة للصائم.
يٍ ََعرٍ كَثِ ٍ ِ
يف». قال املصنفَ « :وتَخْ ل ُ ْ
ابظروا معر أريد أن أتكلم عن الحعر يف الوضوء ،وأما الحعر يف الغتسال فله حكم مختللف ،ابظلروا
معر الحعر يف الوضوء يف موضعين :يف موضع ممسوال ،ويف موضع مغسول.
٦
51
ببلدأ أول يف موضلع الممسلوال :ملا هلو الممسلوال؟ اللرأس ،الواجلع يف الممسلوال مسل الحلعر إملا
ناهره أو بابنه مر واحد فقط ،يًع مس الحعر إما ناهره أو بابنه مر واحد فقط.
واألفل مس ناهره وبابنه م ًعا؛ ولذلك جاء النبر أقب بيده وأدبر ،فلو أن امرأ أقبل
بيده فقط أو أدبر ما فقط ،بب ًعا أدبر وأقب هذه من ألفاظ المقابلة عند العرب ،فيًعلون أقب وأدبلر وإن
بدأ من المقدم أومن المؤخر ،بقول أتى بالواجع لكن الكمال أن يمس ناهر الحعر وبابنه؛ ألن ا قبلال
مسل للظللاهر وا دبللار مسل للبللابن وهكللذا ،وا قبللال وا دبللار هللر مسللحة واحللد يف الحقيقللة ليسللت
مسحتين ،هر مسحة واحد مس للظاهر والبابن ،ف تخت قاعدتنا السابقة ،إان الواجع ما هو؟ مسل
الظاهر فقط ويستحع مس الظاهر والبابن ،أما أصول الحلعر فلليس بمحلروأ إيصلال الملاء لهلا إيصلال
ل شعر له ،هذا ما يتعل بحعر مااا الحعر الممسوال. الماء للًلد ليس محروأ إل يكون الحخ
أما الحعر المغسول :فهو الذي يكون يف الوجه ويف بحوها من األعلاء لكن أنهلره يف الوجله ،فنقلول
أن الحعر يف الوجه له ث ثة أحكام :إما أن يكون الحعر خفيفًا ُترى معه البحلر كالحلعر اللذي يف اليلد فهنلا
يًع غس البحر هذه الحالة األولى.
الحالة الثانية :أن يكون الحعر كثيفًا ،بمعنى أن يكلون مغط ًيلا لللون البحلر كاللحيلة وكالحلاجبين
والحارب لمن كان مطي له وبحو الك ،فهذا إبما يًع ..ركلوا معر إبما يًع غس نلاهره هنلاك قلنلا
مسحه ،هنا بقول يًع غس ناهره ،ويستحع مس بابنله وهلو التخليل ،واضل ،يًلع غسل نلاهره
وجو ًبللا ،يًللع ا سللالة علللى الظللاهر الللذي يللراه النللاس وأمللا بابنلله فيسللتحع ،ولللم يللرد عللن النبللر
حديث صحي يف التخليل ؛ لكلن مًملوأ األحاديلث ملن البلاب تلدل عللى أبله لله أصل ،
وصفة التخلي إاا كان يف ا لعارضلين بلأن يًعل يديله هكلذا بالعارضلين ،وأملا يف اللحيلة فإملا أن يخللهلا
بأصابعه ،وإما أن يًع الماء تحت حنكله للحيلة ل للبحلر البحلر ل يوصل لهلا الملاء ،وسلأتكلم عللى
البحر بعد قلي ؛ ألن بعه النلاس يبلالغ يف التخليل حتلى يوصل الملاء إللى بحلرته تحلت حنكله ولليس
محروعا ،وسأورد الك م فيه بعد قلي ،إان الواجع غس الظاهر وتخلي البابن.
وأملا البحللر المغطللا بالحللعر الللذي يكللون كثيفللا فقللد حكللر النللووي ا جمللاأ علللى أبلله ل يحللرأ ،ل
وجوبا ول استحبابا إيصال الماء لها ،بحن بتكلم عن مااا؟ عن الوضوء بخ ف الغس ،الغس لله حكلم
52
منفص إيصال الماء له ،بتكلم عنه إن شاء اهلل اليوم أو غد ًا.
الناع الثالث من اليعر :وهو الحعر المسةس الذي يليد عن حد الوجه ،ملا زاد علن حلد الوجله
ه يًع غسله أم ل يًع؟ ه له حكم متص أم ل؟
المحهور عند فقهائنا أن له حكم المتص ،فيًع غسل المسةسل وللو بلال ،وللو كلان بصلف ملة
وبحو الك فإبه يًلع غسلله كلام ،فيًلع أن يسلال الملاء ملن اللحيلة أو عللى اللحيلة الظلاهر جمي ًعلا،
والتخلي يكون له ولألول.
قال :وسن بعد فراغه من الوضوء أن يدعو فيقلول« :أَهد أن َّل إل إَّل اهَّلل وحده َّل َريب ل ،وأَهد
أن محمدا عبده ورسال ،اللهم اجعلن من التاابين واجعلن من المتطهرين» إلى هما ثابت عند الةمذي
وغيره ،أو يف الصحي وغيره ،وجاء عند ا مام أحمد «ور ـع بصـره إلـى السـمان» وهلذه الليلاد وإن كلان
فيها رج مًهول إل أه العلم قبلوا العم فيها أل ا تتعلل بالهيملات ،والهيملات أمرهلا سله ،ومعللوم
أن المسلم إاا دعا ،دعا إلى علو.
بدأ فيه المصنف بذكر أحكام المس على الحوائ ،وبدأ بالمس على الخفاف ،فقال :يًوز المسل
للر ْجل ِ للحلروط التلر
على خف وبحو فقصده بنحوه أي مما أخذ معناه ،وما أخذ معناه هلو كل ملبلوس ِّ
بالر ْج ِ.
سنوردها بعد قلي فإبه يًوز المس عليها ف ُبد أن يكون خاصة ِّ
٦
53
قال« :وهمر النسان» أي :الخمار الذي تلبسه المرأ بحرط أن يكون ُمدارا تحت حللوقهن ،كملا جلاء
من حديث أم سلمة ؛ ألن بعه الخمر ل تكن مدار تحت الحنلك ،وإبملا تكلون خللف اللرأس كملا
براه بعه النسو يلبسن خمارا خلف الرأس ،هذا الخمار ل يكلون ألبله مخملد لللرأس ل يصل المسل
عليه ،ب ل ُبد أن يكون مدارا تحت الحنك ثم يرد إلى برفه.
اج ِة إِ َلى َح ِل َها». قال املصنفَ « :و َع َلى َجبِ َير ٍة َل ْم ت َُُ ِ
او ْز َقدْ َر َا ْل َح َ
يف هللذا الفصل أورد المصللنف حكللم عللدد مللن الحوائل التللر يمسل عليهللا ،فللتكلم يف هللذا
الفص عن المس عللى الخفلين وملا يف حكمهملا ،وعللى المسل عللى العماملة وعللى ُ
الخملر أي خملر
النساء المدار تحت حلوقهن.
ثم بعد الك أورد الحديث علن المسل عللى الًبيلر ،فقلال :وعللى جبيلر أي ويًلوز المسل عللى
الًبير ،وقولهم وهنلا يًلوز لليس عللى سلبي الحكلم التكليفلر أبله جلائل ويسلتوي فيله األملران ،بل إن
المس على الًبير قد يكون أفل أو يكون هو الواجع بحسع الللرر المةتلع عللى لبسلها ،وتقلدم
معنا يف الدرس الماضر دليله ،وأن هذا قول عامة أه العلم.
قال :وعلى جبير لم تًاوز قدر الحاجة إلى حلها ،هذه الًملة بأخذ منها ث ث أمور:
54
اْلمر اْلول :بستفيد منها شربين للًبير ،وبستفيد منها كذلك منتهى وقت المس وتأقيتله ،فأملا
شرط الًبير :
اليرط اْلول :هو أبه ل ُبد أي يكون وضع الًبير لحاجلة ،إا للو للم تكلن لحاجلة فإبله ل يًلوز
المس عليها ب يًع غس مح الفرض.
اليرط الثاين :أبه يًع أن تكون الًبير على قدر الحاجة ،وبنا ًء على الك فإبنا بقول إن الًبيلر
بالنظر للحاجة وعدمها ومحلها إن جاوزت قدر الحاجة أو ل تنقسم إلى أربعة أقسام:
الهسم اْلول :أن تكون الًبير قد وضعت لغير حاجة فهنا ل يًوز المس عللى الًبيلر مطل ًقلا،
ب يًع ح هذه الًبير وغس العلو؛ ألن البدل هنا ل حاجة له .
الهسم الثاين :أن تكون الًبير قد وضعت لحاجة ،ولم تًاوز الًبير محل الحاجلة فهنلا يغسل
الموضع الصحي من العلو ويمس على الًبير .
وقب أن ابتق للقسم الثالث أود أن ُأبين كيف أن الًبير تكون على مح الحاجة.
الًبيللر أحيابللا قللد تكللون بسللبع كسللر ،أو تكللون بسللبع جللرال أو حللرق وبحللو الللك مللن األسللباب،
فالمقصود بمح الحاجة هر أن تغطى المح الذي يكون به الع ج وتليد عليه بملا تستمسلك بله ،وبنلا ًء
على الك فإن لص الًروال هذا الذي يستعمله كثير من النلاس لربملا كلان محل الًلرال ل يًلاوز ثلثله،
وثلثاه إبما هو ألج أن تستمسك هذه الًبيلر أي اللصل لصل الًلروال ،فحينملذ بقلول إن هلذا اللصل
جع لحاجة ولم يًاوز قدر الحاجة ،إان الحاجة تحم حاجة الع ج ،وتحم الحاجلة لثبلوت الًبيلر
بنفسها سواء أكابت الًبير من جبس أو من قماش أو من هلذه اللصلوق و غيرهلا ملن األملور ،إان عرفنلا
الحالة الثابية وهر أل تًاوز قدر الحاجة.
الهسم الثالث :أن تكون الًبيلر قلد وضلعت لحاجلة ،ولكنهلا قلد جلاوزت الحاجلة قلد جلاوزت
موضللع الحاجللة ،فنقللول هنللا يًللع عليلله أن ينلللأ الًبيللر علللى المح ل اللائللد؛ ألن الليللاد يف الللبعه
كحكمها من غير حاجة للك ،فيًع أن ينلأ اللائد الذي ل حاجة له ،وأن يغسلله ويمسل عللى المحل
الذي ُغطر لحاجة ،فإن كان يف بلعها ضرر على المريه كأن يسي دمه أو أل تثبلت بعلده الًبيلر الثابيلة
وبحو الك فهذا هو الحالة الرابعة.
٦
55
الهسم الرابع :أن تكون الًبيلر قلد تكلون وضلعت لحاجلة ،ولكنهلا جلاوزت محل الحاجلة ويف
بلعها ضرر ،فنقول يف هذه الحالة إبه يمس عللى الًبيلر إاا غطلت محل الفلرض ،ويًملع ملع المسل
على الًبير بالتيمم ،ويكون التيمم يف موضع المس ؛ ألبه قد جاء النبر أملر اللك الرجل
الذي عصع رأسه وشج رأسه أن يأا بالتيمم مع الغس ،فلدلنا اللك عللى أبله ُيًملع بلين التليمم وغسل
الموضع.
وبنا ًء على الك فإبنا بقول إاا وضع المرء جبير على يده وبحوها وجاوزت مح الحاجة ويف بلعهلا
ضرر فإبه يغس الًلء المكحوف ،وأما الًللء المغطلى فإبله يمسل المغطلى يف محل الحاجلة ،وملا زاد
ليس لزما أن يمسحوه ،وإن مسحه وإل ف ،ويتيمم.
ومتى يكون تيممه؟ فقهاهبا يقولون مخير إما أن يتليمم قبل غسل الًللء المكحلوف ومسل البلاقر،
ويًوز له أن يتيمم قبله ،إان يًوز له أن يتيمم قب المس والغس ويًوز له أن يتيمم بعلده؛ ألن العللو
يعتا شيمًا واحدا فليس فيه ترتيع بين أجلاءه ،هذه قاعد معنا ك ما كان من عللو واحلد ل ترتيلع بلين
أجلاءه ،فيًوز أن تبدأ بغس أول اللذراأ قبل منتهاهلا ،والعكلس إان هلذا ملا يتعلل بالحاللة الرابعلة ملن
الًبير .
قال« :وإن جاوزت » هر تكلمنا عنها قب قلي ،قال :أو وضلعها عللى غيلر بهلار ،ملن وضلع الًبيلر
على غير بهار وكابت لحاجة فإبه مخير بين أمرين :إما أن ينلعها ثم يتوضأ ثلم يللبس الًبيلر بعلد اللك
ويمس على الًبير ،وإما إاا كان يف بلعها ضرر عليه فإبه حينمذ يمس عليها ويًملع معهلا التليمم؛ ألن
مسحها كان على غير بهار ،وقد قال النبر يف الخفين «دعهمـا ـِين أدهلتهمـا طـاهرتين».
والحوائ ل المعنللى فيهمللا واحللد وهمللا الخللف والعمامللة والخمللار والًبيللر ،إان فيقللاس فيهللا الًميللع
باستدلل حديث المغير وغيره أبه ل ُبد من بهار العلو المغسول عليه أو العلو المستور.
أي :فإن خاف اللرر فإبه يتيمم مع مس مح الحاجة كما تقدم ،فلإن خلاف الللرر ملن بلعهلا فإبله
يتيمم مع مس موضع.
56
أما ابتداء مد التوقيت يعنى متى ببتد المد اليوم والليلة أو ببتد األيام الث ث بليلاليهن للمسلافر،
فقهاهبا يقولون تبتد المد من بعد الحدث ،فمن حين يحدث المرء فإبه تبتد مدته ،سواء مسل أو للم
فيهلا لسلبع ملن يمس ،وبنا ًء على الك فإن المرء إاا أحدث ثم جلس يو ًما وليلة لم يتوضأ وترك الصل
األسباب ثم أراد بعد يوم من األيلام بعلد يلوم كامل لكوبله بلائم لعلذر وبحلوه ثلم أراد بعلد يلوم أن يمسل
فنقول قد ابتهى مد المس فإن العا بالحدث وهذا هو المحلهور عنلد الفقهلاء أن العلا بالحلدث قلالوا
لمااا؟ قالوا ألن العا بوقت الًواز ،والًواز يبلدأ ملن حيلث الحلدث ،وألن النبلر قلال:
«يمسح المهيم ياما وليلة» ،أي يًوز للمقيم أن يمس يوما وليلة هذا ما يتعل بابتدائها.
وأما انتهاؤها ِن عند تمام اليام والليلة ِنـ ت ـان قـد انتهـت المـدة ويترتـب علـى انتهـان المـدة
ح مان:
الح م اْلول :وهو يف قول عامة أه العلم أبه ل يًوز المس بعد ابتهاء المد ،وبنا ًء عللى اللك
فلو كان المرء عند ابتهلاء مدتله قلد أحلدث وعنلد تملام ايلة الملد أراد أن يمسل عللى الخلف فنقلول ل
يمس ألج التوقيت هذا األمر األول.
٦
57
الح م الثاين :أن فقهاءبا يقولون إبه عند ابتهاء المد ينتقه الوضوء ،إان فملن بلواقه الوضلوء
للماس على الخف ابتهاء مد المس ،دليلهم لمااا؟ قالوا ألن المس عللى الخلف مبلي وهلو رخصلة،
واألص يف الرخصة أن تقدر بقدرها وأل يًاوز ا مح الحاجة.
يقول :ويمس مقيم وعاصم بسفره ملن حلدث بعلد لبلث إان العلا بالحلدث بعلد اللبلث يلوم وليللة
ٍ
وعاص قالوا ألن من سافر سفر معصية كان يقصد أمرا محرما أو لفع أمر محلرم وتقدم ،وقول المصنف
ذا السفر ألن المحرم ل يبي . بعينه فأبه حينمذ ل يةخ
الفقهاء عندهم السلفر بوعلان سلفر قصلير وسلفر بويل ،فأملا السلفر الطويل فهلو مسلافة فهلو مسلافة
القصر وهو الذي يًاوز أربعة برد فما زاد ،وأما السفر القصير فهو مسافة بريلد واحلد ،وهلذا يةتلع عليله
الًمعة والتنف ،وسيأا يف محله. أحكام فيما يتعل بوجوب ص
قللال« :وســقر قصــر» وسلليأا إن شللاء تقللديره ث ثللة بليللاليهن يف حللديث علللر وغيللره رضللر اهلل علللى
الًميع.
قال إن المرء إاا مس َ مس مقليم ثلم سلافر يعنلر ابتلدأ المسل مقليم أي ابتلداء الًلواز ،ثلم سلافر أو
العكس كان ابتداء جوازه وهو أول حدث بعد اللبث كان مسافرا ثم أقام فنعتلا بأقل الحلالين وهلو مسل
المقيم وهو يوم وليلة ،والسبع يف الك أبنا بقول إبنا يف العبادات بنظر ل حتياط ،والحتيلاط أبنلا ل بنظلر
لوقت الًواز وهو البتداء ول بنظر لوقت الفع ،وإبما بنظر لألحوط منها ،واألحوط منهملا هلو األقل ،
وهذا له بظائر كثير ؛ ولذلك فإن فقهاءبا يف باب العبادات يحتلابون ،فل يعتلاون بلاألداء ول بلالوجوب
ول بوقت الًواز أو وقت الفع ،وإبما ينظلرون األحلوط ،ول شلك أن بلاب العبلادات الحتيلاط لله أتلم
وأكم .
اْلمر اْلول :أن كمال الطهار تكون لًميع األعلاء ،وبناء عللى اللك فل ُبلد أن تكلون الطهلار
لًميع أعلاء البدن ،فلو أن امرأ غس أعلائه كلها إل رجلها اليسرى ثم أدخل الخلف يف رجلله اليمنلى
ثم غس رجله اليسرى وأدخ الخف يف اليسرى ،فعلى هذا التوجيه فإن لبسه للخلف يف رجلله اليمنلى ل
يص ؛ ألن لبسه للخف يف رجله اليمنى كان قب كمال الطهار لعملوم أعللائه ،هلذا هلو المحلروأ واكلر
الحيخ منصور يف حواشر ا قناأ أن هناك احتمال ومال له بعه الحلرء ،وهلو أن كل عللو ملن أعللاء
الوضوء يرتفع حدثه وتكون كمال بهارته على سبي البفراد ،والك ألن أعلاء الوضوء تتبعه باعتبلار
األعلاء ،ول تتبعه بارتفاأ الحدث الكللى ،وبنلا ًء عللى اللك فلأن كل عللو يرتفلع حدثله عللى سلبي
البفصال بغسله ،ثم يكون الك محروبا بكمال الغس أو بكمال الوضوء ،فإاا تم الوضوء ارتفلع حلدث
اآلدمر كام ً.
وبنا ًء على الك فقد اكر بعه المتأخرين كما اكرت لكم قب قلي أبه إاا غس ك رج فقلد ارتفلع
حدثها فيًوز حينمذ اللبس لبس الخف ،وهذان قلولن عنلد الفقهلاء ،وإن كلان األول هلو األشلهر أو عنلد
المتأخرين واألول هو أشهر منهما ،هذا تقدم كمال الطهار .
قال« :وسـتر ممسـاح محـٍ ـرض» أي :أن الفلرض اللذي هلو الرجل ملع الكعبلين يًلع أن يكلون
ساترا لهما ،هذا فيملا يتعلل بلالخف؛ ألبله بلدل ،والبلدل متعلل بله حكلم المسل فقلط ،وللو كلان
الخف ً
الرج بعلها مكحوف فإبه يًع مس بعللها مسل الخلف فيهلا وغسل البلاقر ،ول ُيًملع بلين مسل
ِّ
للبعه وغس للك ،ما يًمع بين الثنين ،يف الًبيلر يمسل ألن الًبيلر تمسل كلهلا؛ وللذلك يمسل
الًبير ويغس الباقر ،أما يف الخف فإبما يمس الظاهر فقط؛ ولذلك ل يًمع بين ممسلوال ومغسلول يف
الخف ،وهذا الدلي من أقوى األدلة وتوجيهها يف الباب.
يقولون إن ما يوضع على الرج بوعلان :بعلله يثبلت بنفسله أي ملن غيلر ربلط ،وبعلله ل يثبلت إل
بربط بحب وبحوه.
قالوا ويف معنر ما يثبت بنفسه ما يثبت بالنع ،فقد يثبت بنفسه أو يكون منع ؛ ألن من الخفلاف التلر
كابت يف عهلد النبلر الخفلاف المنعللة فيكلون معهلا بعل ،إان فقولله يثبلت بنفسله أو يثبلت
بالنع ،وأما ما ل يثبت بنفسه وإبما بربط كأن يربط المرء على رجله خرقة ويربط أع ها فيقوللون هلذا ل
يمس عليه ألبه ل يسمى خفا ل يف اللغة ول يف معنلى الخلف؛ وألن عنلدهم قاعلد أن النلادر ل حكلم لله
وهذه القاعد من القواعد التر اضطرب فيها الفقهاء ،فأحيابا يقولون إن النادر ل حكلم لله فيكلون حكمله
حكم جنسه ف يفرد له حكم بنوعه ،وأحيابا يقولون إن النادر ل حكم لله فيكلون حكمله حكلم بوعله فل
يكون حكمه حكم جنسه.
وهنا لما قلنا أن النادر ل حكم له جعلناه على األغلع وهلو أن النلادر ل يفلرد بحكلم منفصل ،وإبملا
يكون حكمه حكم جنسه ،وهذا القاعد تكلم عنها ابن السبكر وغيره ،وألف ا بعه المتأخرين رسلالة
منفصلة.
َان َم ْي ٍ بِ ِ ُع ْر ا».
قال املصنفَ « :وإِ ْم ُ
قال :ويحةط يف الخف أن يكون مملا يمكلن المحلر بله عرفلا بلأل يكلون ثقلي ،أو للم تًلرى العلاد
بالمحر به ،أو إبه إبما يًع لغير المحر كأن يكون جبير ،فلو أن ما جع على الرج الًبيلر كلالًبس
الذي يكون على الرج فهذا ل يسمى خفا وإبما يسمى جبير ،وبنا ًء عليه تمس من علوها ومن أسلفلها؛
لكن الخف ألبه رخصة يمس على علوه فقط دون أسفله.
إان يًع أن بفرق بين ما يًع يمكلن المحلر بله عرفلا وأملا ل تًلرى العلاد بالمحلر عليله فأبله ل
يسمى خفا ،فإن كان لحاجة فيعتا جبير ،وإن لم يكن لحاجة فإبه ل يمس عليه بالكلية.
وأما ما يتعل بالرقي من الًوارب وبحوها فظاهر ك م الفقهلاء أبله ملحل بلالخف ،فيًلوز المسل
عليه؛ ألبه يمكن المحر عليه عرفا على البسط ويف داخ البيوت فهذا يدخ يف عموم ك منا.
60
قللالوا :ألن الللنًس محللرم لبسلله يف الصل ،فل يبللي حينمللذ الصل ،والخللف يكللون خلعلله بللاقه
للوضوء ف يص حين الك وألن المحرم ل يبي .
مر معنا أن فقهاءبا رحمة اهلل عليهم وهر من المفلردات قلالوا :بًلواز المسل عللى العماملة؛ لثبلوت
الك على النبر يف أكثر من حديث.
وهذه العمامة إاا كابت مغطية ألكثر الرأس فإبه يًع مسل أكثلر دوائرهلا ،ول يلللم مسل الًميلع،
بخ ف الرأس فإبه يللم مس جميع الرأس ،وإبما قلنا إبه يللم مس أكثر الدوائر للمحقة؛ ألبه للو أللمنلا
بمس جميع الدوائر لكان المس على العمامة أش من المس على الرأس ،وإبما المسل عللى العماملة
رخصة وتخفيف ،فنقول يمس على األكثر ،وألن عندبا قاعد وهو أن األكثر يأخذ حكم الك .
أبظر عندبا ث ث قواعد لك قاعد مناط سأاكر أسماء القواعد دون مناباهتلا ،عنلدبا قاعلد يقوللون:
األكثر يأخذ حكم الك ،وعندبا قاعد :أن الكثير يأخذ حكم الك ،الكثير غير األكثر ،فلالكثير يكلون ثلثلا
فما زاد ،وقد يص إلى النصف ،وما زاد علن النصلف فهلو األكثلر ،وعنلدبا قاعلد أشلار لهلا ا ملام أحملد
وهللر قليلللة التطبيل أن الللبعه قللد يأخللذ حكللم الكل ؛ ولللذلك قلنللا قللد؛ ألن قللد إاا دخلللت علللى الفعل
الملارأ فإ ا تفيد التقريع ،وهر صور معدود ل تتًاوز الخمس على أكثر تقدير ،ففر بلبعه الصلور
القليلة بًع للبعه حكم الك .
قال املصنف« :و َأ ْك َثرِ َظ ِ
اهرِ َقدَ ِم ُه ٍّ
ف». َ
لبسا لخف بحربه فإبه يًع أن يمس ناهره دون بابنه ،أملا الحلديث اللذي
قال :إن المرء إاا كان ً
عليه يحيى بن معين وغيره. جاء عند الةمذي بمس بابنه فإن فيه بكار ،ب
إان إبما يمس ناهر الخف وهلو أعل ه دون أسلفله كملا قلال عللر للو كلان اللدين بلالرأي لكلان
٦
61
قال ومس أكثر ناهر الخف بنا ًء على أن األكثر يأخذ حكم الك كما تقدم معنا ،ومر معنا أن المسل
إبما يكون ملر واحلد ،إان صلفة المسل بلم تكلون؟ إملا أن تكلون بكامل يديله فيمسل بيديله فيبلدأ ملن
أبراف األصابع على الخف إلى أن يحرأ يف الساق ،فيبدأ بأول الساق ملن بلاب ملا ل يلتم الواجلع إل بله
فهو واجع ،حينمذ هذه الحالة األولى.
الحالة الثانيـة :إبله يًلوز لله أن يمسل بإصلبع واحلد ،ولكنله يملر لذا ا صلبع عللى أكثلر نلاهر
الخف ،وأما أسفله فإبه ل يمس .
قال« :وجميع الُبيرة»؛ أل ا بدل فك جبير غطت محل الفلرض فإ لا ُتمسل ،فلإن زادت الًبيلر
عن مح الفرض فإبه ل ُيمس .
قال« :أو تمت المدة» وتمام المد خاص بالخف ألبه هو الذي يؤقت بما خ ف غيره.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)2
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما َكثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بللدأ المصللنف بنللواقه الوضللوء ،وجللرت عللاد الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم أن يتكلمللون عللن
بواقه الوضوء أو مفسدات الوضوء فيسمو ا بواقه ،وأما الغس فيسموبه موجبات ،لمااا هنا سموها
بواقه وهنا موجبات ،لهم توجيهات.
من هذه التوجيهات أ م يقولون أن النلاقه إبملا يكلون بعله الثبلات والبنلاء ،فلإن البنلاء إاا اسلتقام
بقه بعد الك ،والمسلم إاا أسلم فإبه يغتس ويرتفع حدثله األصلغر ملع حدثله األكثلر كملا سليأا معنلا،
فيكللون النللاقه بعللد اللك إبمللا هللو بللاقه للله بعللد تماملله ،وأمللا الموجللع فإبلله يوجبلله ابتللداء ،هللذا أحللد
التوجيهات واكروا غير الك.
ارج ِم ْن َسبِ ٍ
يٍ ُم ْط َلها». قال املصنفَ « :ه ِ
قال« :هارج من سبيٍ مطلها» أي :سواء كان باهرا أو كان بًسا ،سلواء كلان ملوثلا أو مللوث ،سلواء
كان معتادا أو بادرا ،فك خارج ملن السلبيلين فإبله يعتلا باقللا ،ودليل اللك قلول اهلل { :ﯞ ﯟ ﯠ
ﯡ ﯢ ﯣ} [النساء ،]43 :واهلل يكنر عما يستكره؛ ولذلك ألف الًرجاين كتابا كام يف
الكنايات ،وأورد فيه فص يف الكنايات يف كتاب اهلل ،ويف سنة ببينا محمد .
إان فك خارج من السبيلين يعتا باقلا للوضوء ويكون بًسا إل ما استثنر كالولد وأصله.
ط َوكَثِيرِ ن ََُ ِ
س َب ْيرِ َ
هما». ارج ِمن ب ِهي ِة َا ْلبدَ ِن ِمن با ٍل وبَائِ ٍ
ْ َْ َ ْ َ َّ َ قال املصنفَ « :و َه ِ
يقول إن ك خارج من بقية البدن سواء كلان خروجله بلادرا أو غيلر بلادر كالمعتلاد ،فإبله يكلون باقللا
بحللرط أن يكللون هللذا الخللارج بًسللا ،ولكللن هللذا الخللارج الللذي يخللرج مللن غيللر المخللرج المعتللاد وهللو
السبي ن ،يعنر الخارج من غير السبيلين إن كان بول أو غائطا فإبه ينقه الوضوء مطلقا ،سواء كان قللي
٦
63
أو كثيرا ،كالذي يًرال يف مثابته فيخرج من مثابته بول ،فإبه حينمذ ينقه ولو كان قلي .
اْلمر الثـاين :أن تكلون النًاسلة غيلر البلول والغلائط ،وهلو اللدم والقلي والصلديد والقلرء ،هلذه
األمور األربعة هر بًسة ،فإاا خرجت فإ ا ..بب ًعا إاا خرجلت ملن غيلر السلبيلين فإ لا ل تلنقه إل إاا
كابت كثير ،الدلي عليه ما جاء عن ابن عباس واحتج بله ا ملام أحملد أبله قلال :الكثيلر ملا فحلش يف
بفسه ،فدل على أن القلي ما كان دوبه ،وثبت أن الصحابة رضوان اهلل عليهم كلابوا يفقلأ أحلدهم البثلر يف
يده ويخرج منها الصديد ف ينتقه وضوءه.
إان يعفى عن الدم اليسير ..ابظلر معلر سلأعيدها بلغلة أخلرى لكلر بنتبله :اللدم بًلس قليلله وكثيلره،
حكى ا جماأ عليه أئمة كا مام أحمد وابلن حللم وابلن المنلذر وغيلرهم ،حكلوا ا جملاأ عللى بًاسلة
الدم ،قليله وكثيره.
يعفى عن أمرين فيه :يعفى عن تطهير قليله ،يعنر إاا وقعت النًاسة على الثوب من الدم ..هو بًلس
لكن يعفى تطهيره ،يًوز لك أن تصلر مع بقاء هذا الدم ،هو بًس لكن يعفى عن التطهير.
اْلمر الثاين :أبه يعفلى علن اللدم إاا شلقت إزالتله ،كملن يكلون حدثله دائلم مثل حمنلة كابلت
تصلر ويف تحتها بست فيه دم ،فعفر عن تطهيره هنا ألج المحقة؛ ولذلك حينما بلوب البخلاري وأورد
حديث الصحابة رضوان اهلل عليهم أ م كابوا يصللون ودملاههم تثعلع دملا وجراحلاهتم تثعلع دملا ،هلذا
باتفاق لوجود المحقة ،فإن حكم هؤلء حكم من كان حدثه دائما ،فإبه يصللر وإن كلان دمله خارجلا ،إان
هذا ما يتعل بالنًاسة ،يعفى عن بًاسة الدم يف موضعين.
الدم هذا يف قول كثير من أه العلم أبه يكون باقلا للوضوء ،ويعفى عن الدم اليسر يف علدم اللنقه،
كما مر يف حديث ابن عباس .
إان عرفنا اآلن النًس وهو الدم والقرء ،عندبا مسألة أخير لكر بتًاوزهلا ألجل الوقلت ،قلال :إاا
كان كثيرا ،ما ضابط الكثير يف الدم وما ضابط الكثير يف القرء.
ما ضابط القلي من الكثير؟ بقول هو العرف ،والعرف إما أن يكون عرف أواسط الناس جميعلا ،وإملا
بنفسه ،وبنلاء بنفسه ،والمحهور عند فقهائنا أن المقصود بالعرف عرف الحخ أن يكون عرف الحخ
على الك ،فليد يختلف عن عمرو ،فقد يكون الدم عند زيلد كثيلرا ،ويكلون عنلد عملرو قللي ،وهلذا ملن
رحمة اهلل ،فإن من يباشر الدم كثير بسلبع رعلاف وبحلوه بخل ف ملن ل يأتيله اللدم إل قليل ،فيكلون
بحسلبه ،وليسلت العلا بأواسلط النلاس حكم األول مخالف لحكم الثاين ،إان العا بمن؟ بك شخ
على المحهور.
أما حلد القليل ملن الكثيلر ملن القلرء ،فنظلر أي الفقهلاء إللى لسلان العلرب؛ ألن عنلدبا قاعلد قررهلا
العحرات ملن العلملاء :أن يف المقلدرات كل شلرء يحتلاج إللى تقلدير ،بنظلر إليله بث ثلة أملور ،عللى هلذا
الةتيع.
الحلارأ أخلذبا بله ،فلإن للم يكلن بظلرا للسلان الحارأ ،فإن وجدبا تقديرا ملن بل بنظر أول إلى ب
العرب فأخذبا به ،فإن لم يكن أخذبا بالعرف ،هذا التقدير والةتيع معتا.
،هل يأا قلية الجتهاد يف قلية التحديد كاألخلذ بأقل ملا ورد ،وأكثلر ملا ورد هلذه متعلقلة بلالن
يعتا الدلي فيه قوي أم ل ،وه ينتق للسان أم ل.
بنظر للقرء هنا وجدبا أبه يف لسان العرب قد فرق بين لفظين ،بين القرء والقلس ،أو القللس ،قيل أن
هذين اللفظين صحيحان ،قالوا والقلس أو القلس هو ما كان م ء الفم ،وبناء على الك فإن النلاقه إبملا
هو القرء دون القلس؛ ألن ما كان م ء الفم فما دون ل يسمى قيما ،وقد ثبت من حلديث ثوبلان وصلححه
ا ملام أحمللد وغيللره أن النبللر قللاء فتوضلأ ♥ ،وترتيللع الحكللم علللى وصللف
بالفاء يدل على أن هذا الوصف علة له وهذا من باب ا يماء.
٦
65
وهذا الحديث قلت لكم صححه أحملد وكثيلر ملن األئملة المتقلدمين ،فيلدلنا اللك عللى أن النلاقه
للوضوء هو القرء ،وأما القلس الذي يكون دوبه ل يكون باقلا ألن القاعد العفو عن القلي .
اع ٍد».
قال املصنف« :وزَو ُال ع ْه ٍٍ إِ ََّّل ي ِسير نَا ٍم ِمن َقائِ ٍم َأو َق ِ
ْ َ َ ْ ْ َ َ َ
قللال« :وزوال العق ل » يكللون باقلللا؛ ألن النبللر قللال« :العــين وكــان الس ـ ،مــن نــام
وأتللم ليتاضــأ» ،وثبللت أن النبللر حينمللا أغمللر عليلله يف مللرض موتلله عليلله أفل ل الصل
التسليم قام فسكع على بفسه ماء ،مما يدل على أن ا غماء والنوم يكوبان باقللين للوضلوء ،وملن بلاب
أولى فقد العق بالكلية بالًنون ،وألن هذه األمور الث ثة مظنة للنًاسة ،وك ما كان مظنة للنًاسة فإبله
يثبت عنده الحكم ألن المظنة تنلل منللة الممنة.
وهنا قاعد سأكررها لكم معر كثيرا ،سأاكرها اآلن ثم أتركها بعد اللك ،يعنلر سلأاكر شلرحها وبعلد
الك أشير لها إشار .
ابظروا إلى هذه القاعد وخاصة يف باب العبادات :أن ك حكم رتع الحرأ عليله الحكلم عنلد مظنتله
فإبه إاا بفيت هذه المظنة على سبي الحقيقة ل عا به ،ك حكم رتع الحرأ فيه الحكم عللى المظنلة إاا
ثبتت الحقيقة على خ فه ف عا بالحقيقة؛ ألن الحارأ بلل المظنة منللة الممنة.
مثال ذلب :النبر قال« :العين وكان الس » أي أن المرء إاا بام فإبه مظنة لخلروج اللري ،
فلو أن المرء بام بوما وقال بعد اسلتيقانه أبلا متليقن أبله للم يخلرج منلر ريل ،بقلول يللملك الوضلوء ألن
الحارأ ليس الفقيه؛ ألن الحارأ رتع الحكم على المظنة ،فابتفاء هذه المظنة وتحق الحقيقة ل عا بله؛
ألن المظنة تنلل منللة الممنة.
مثال آهر :واألمثلة بالعحرات إن للم تكلن بالمملات ،جلاء أن ا ملام النلووي اكلر قصلة قلال
شهرت عندبا يف بوى ،قال :إن رج سمع بحديث أبر هريلر حينملا أملر النبلر بغسل
اليد لمن استيقظ من بومه فإبه قالِ « :ن َّل يدري أحدكم أي باتت يده».
فبات وقد ربط يده يف أعلى السرير ،ثم بام ،فلما اسلتيقظ ملن بومله ملن الليل اسلتيقظ وإاا بيلده عللى
مح عورته.
66
هذا من باب التنبيه له بأن العا بمااا؟ بالمظنة فيما رتع عليه الحارأ ،وهذا سليأا لهلا مسلائ كثيلر
مث قلية مس العور وغيرها.
قال« :إَّل يسير نام من قائم أو قاعد»؛ ألن النبر دخ على أصحابه رضوان اهلل علليهم
وقللد كابللت تخفل رهوسللهم وهللم قاعللدون ولللم يللأمرهم بإعللاد الوضللوء ♥ ،وقللد جللاء يف
أيلا من باب أولى للقاعد.
حديث ابن عباس أبه يف قلية القائم ،والقائم ً
النبللر يف أحللد سللأل سللؤال أريللد جوابللا للله :يللورد الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم خصللائ
النبر ؟ األبواب ،وما هو الباب الذي يوردون فيه خصائ
النبلر ألن يف باب النكاال ..أحسنتم يا شليخ ..يف بلاب النكلاال يلورد الفقهلاء خصلائ
أكثر خصائصه ♥ هر يف باب النكاال ،فيتلوج ب مهر ،ويتلوج ب وللر ،ويقبل الموهوبلة،
ف يوهع ألحد إل لله ♥ ،ل يوهلع ألحلد بعلده ♥ ،ويًلوز أن يتللوج أكثلر
من أربع ثم بسخ الك ،ثم ر ♥ بأن يتلوج أي امرأ بعد الك ،وهكذا.
قال :إل من قائم أو قاعد ،وبناء على اللك فغيلر القلائم والقاعلد فإبله ينلتقه وضلوءه ،وملن هلو غيلر
القائم والقاعد ،قالوا الراقد سواء كان على جنبه أو على نهره ،وكذلك الساجد ،وكلذلك عللى المحلهور
الراكع ،وكذلك المعتمد والمستند ،إان هلؤلء الخمسلة بلومهم يكلون باقللا ،الراقلد والسلاجد والراكلع
ألن الراكع معتمد على قدميه ،والمعتمد على عصى وبحوها ،فإن سليمان ملا دلهلم عللى موتله
إل دابة األرض تأك منسأته وهر العصلى ،فملات الموتلة العظملى وهلو معتملد ،فلدل عللى أن العتملاد
يكون النوم فيه باقلا.
وحمله فقهاهبا على الوضوء ألمرين ،األمر األول :ألبه فع ابن عمر ،فقد جاء عن ابلن عملر أبله
قللال :إن مللن غس ل ميتللا فليتوضللأ ،واألمللر الثللاين :قللالوا ألن الوضللوء يسللمى غسل بللالمعنى العللام للغللة،
فحملناه على إحدى المعاين الواجبة شرعا وهو الوضوء ،قالوا :وألن تغسي الميلت مظنلة لملس عورتله،
فتنلل الممنة منللة المظنة ،وإن كان قد لف على يده خرقة ،والمراد بمن غس ميت هو الذي باشر تغسيله
بنفسه ،أو باشر تقليبه ،ل من صع الماء ،فإبه ل يسمى غاس وإبما يسمى معاوبا.
لثبوت حديثين عن النبر ،وهلو حلديث بريلد وحلديث جلابر بلن سلمر ،والملراد
بلحم ا ب دون الححم ودون الحواشر التر تكون يف البطن ،ودون اللبن على المحهور.
أي ك شرء يوجع الغس من موجبات الغس فإبه موجلع للوضلوء إل الملوت ،فلإن الملوت إبملا
يوجع الغس ول يوجع الوضوء؛ ألن إيًاب الغس يف الموت إبما هو تعبدي ل لناقه.
68
لما ثبت من حديث بسر ومن حديث أم حبيبة وغيلرهم أن النبلر قلال« :مـن مـس
ذكره» ويف حديث أم حبيبة« :من مس رج ليتاضأ» ،ومحى المصنف على الرواية المحلهور أن الفلرج
مطل ًقا القب والدبر من الذكر واألبثى يكون باقلا ،والمراد بالقب الذكر كام ،والمراد باللدبر هلر فتحلة
الفرج دون الصحفة ،أو الصفحة فإ ا ل تكون باقلة.
قوله :متص أي غير منفص فلو أبين هذا العلو من الذكر فإبه ل يكون باقلا.
قال :أو حلقة دبره كما مر يف حديث أم حبيبة« :من مس رج » فيحلم القبل واللدبر معلا ،وقلد ثبلت
عن بعه الصحابة كابن عمر وغيره أن مس الدبر يكون باقلا.
قوله :بيده المراد باليد الكف ألبنا بقول إن اللفظ إاا أبل فإبه يحم الحرء بإب قه ،وإاا كلان عللى
خ ف القياس كالنقه فإبا بأخذه على أق ملا يصلدق عليله ،وأقل ملا يصلدق عللى اليلد أحلد المفاصل
الث ثة ،إما من الكف وحده ،أو مع اللذراأ ،أو ملع العللد؛ وللذلك لملا قلال اهلل { :ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ} [المائد ،]38 :حملناه على أقله لورود السنة به ،فملن بلاب
تقييد المطل بقلول إن الملراد باليلد إبملا هلر الكلف فقلط ،سلواء كلان ناهرهلا أم بابنهلا أو حرفهلا وهلو
الًنع ،فك ما سميت يدا فإبه يكون باقلا.
وأما الذراأ فإ ا ل تسمى يدا إل مع وجود الكف ،فالذراأ على سلبي البفصلال ل تسلمى يلدا عللى
سبي البفصال وإبما معه.
قال املصنفَ « :و َل ْم ُس َذ َكرٍ َأ ْو ُأ ْن َثى َا ْْل َه َر لِ َي ْه َا ٍة بِ َال َحائِ ٍٍ ِ ِ
يه َما».
باقلا ،بحربين:
قال :إن لمس الذكر لألبثى واألبثى للذكر يكون ً
اليرط اْلول :أن ل يكون بينهما حائ ب تمس البحلر البحلر ؛ ألبله ل يسلمى الملس إل كلذلك
يف األص .
اليرط الثاين :أن يكون المس لحهو ،ما الدلي عللى اللك ،بقلول إن اللدلي عللى اللك قلول اهلل
٦
69
{ :ﯤ ﯥ ﯦ} [سور النسلاء ]43:ويف قلراء { :ﯤ ﯥ ﯦ} [النسلاء ،]43 :وهلر قلراء
عحرية ثابتة ،لمستم زياد مبنى تدل على زيلاد المعنلى ،فلإن قللت إن الم مسلة الملراد لا الًملاأ فلإن
اللمس المراد بله اليلد؛ وللذلك فغلن الحلافعر اسلتدل بلاآليتين عللى أن الًملاأ واللملس ك هملا يكلون
باقلا للوضوء.
قلنا إن العا بما كان بحهو دون ما عداه ،فنقلول ألن النبلر ق َّبل عائحلة كملا عنلد أبلر
داود وخرج للص ،وكان أملككم ربه كما قالت عائحة أي لحهوته ،فدل على أن المس من غير شلهو
ل يكون باقلا.
وكلان النبلر يصللر ويطعللن بيلده يف رجل عائحللة فل ينلتقه وضللوءه،
وهذا من قصد منه ،فدل الك على أن ليس ك مطل لمس يكون باقلا ،وإبما ما كان لحهو ،فقيلدبا هنلا
بما كان لحهو ؛ ألن الحهو مظنة لخروج المذي ،وما كان ألجل المظنلة فإبله ينللل منلللة الممنلة وإن للم
يخرج شرء.
قال« :ل لحعر وسن ونهر ول لا» ،أي :ل إاا ملس شلعر الملرأ أو مسلت الملرأ شلعر الرجل ،ول
سنها ،ول نفر ول ا ،أي ملس لذه األملور؛ ألن عنلدبا قاعلد يفرقلون بلين المتصل والمنفصل ،هنلاك
أحكام كثير تفرق بين المتص والمنفص ،وهذه لها أحكام المنفص ،كما مر معنا فيما يتعل بالميتة.
ون َس ْب ٍع».
قال املصنفَ « :و ََّل َم ْن ُد َ
والك ألن القاعد عند الفقهاء أن من كان دون سبع ف علور لله ،إان فيًلوز النظلر لعورتله ويًلوز
كحف عورته لمن كان دون ا لسبع ألبه ل عور له ،ومس الرج المرأ إاا كابلت دون السلبع وللو لحلهو
ل ينقه أل ا ليست مح للحهو ،وأما مس فرج من كان دون سبع فإبه يكون باقلا؛ ألبه هنلا للم يعلل
بالحهو ،وأما مس الرج للمرأ والعكس بعل بالحهو ،وملن دون سلبع فل علور لله ول شلهو ،لليس
مظنة للحهو ؛ ولذلك هناك أحكام كثير تتعل بالسبع أو بالعحر إاا كان اكرا فيما يتعل بباب النكاال.
70
ألن اهلل قللال { :ﯤ ﯥ ﯦ} [النسللاء ،]43 :فًعل العللا بللال مس دون الململلوس ،أي:
مطل ًقا سواء بحهو أو بدوبه.
هذه مسألة تتعل بالحك واليقين ،وهذه القاعد أو المسألة من المسائ المهمة ،فيقلول المصلنف إن
من شك يف بهار أو حدث بنى على يقينه ،فا بسان قد يكون يقينه الحلدث ،كلأن يكلون قلد اسلتيقظ ملن
بومه ،وشك حينمذ ه تطهر أم ل؟ ه توضأ أم ل؟ فيكون حينمذ شاكًا يف الطهار ،ل يعللم هل تطهلر أم
ل ،فيبنر على اليقين ،واليقين حينمذ الحدث.
الصارة الثانية :أن يكون الملرء متيقنلا الطهلار ،وإبملا شلك يف الحلدث ،رجل اسلتيقظ ملن بومله
شك ه اهلع للدور الميلاه فقللى حاجتله أم ل؟ فنقلول هنلا ل وتيقن أبه توضأ ثم لما حلرت الص
عا بالحك ،وإبما يبنر على اليقين ،فيًوز له أن يصلر ألن المستيقن هو الحدث ،هاتان صورتان.
أهٍ العلم ،قال :إاا تيقن الحدث والطهار معا ،ولم يحلك يف بلروء الصارة الثالثة :ذكرها بع
أحدهما وإبما شلك يف األول منهملا ،ملا هلو األول ،هل هلو الحلدث أم أبله الطهلار ،فنقلول يكلون عللى
عكس األول منهما ،يكون على عكس حالته األولى ،أي قب يقينه باألمرين.
ث مس مصح ٍ
ف َو َص َالة َو َط َااف». ِ ٍ
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َع َلى ُم ْحد َ ُّ ُ ْ َ
أي :إن المحدث سواء كان حلدثا أصلغر أو أكلا يحلرم عليله ملس المصلحف لقلول اهلل { :ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ} [الواقعة ،]79 :وهذا يحتم ا خبار عن الم ئكة ويحتم األملر وا بحلاء بلاألمر،
وبحمله على المعنيين ،ويدل على الثاين ما جاء عند الةمذي من حديث أبر بكر بن حلم مرس أن النبلر
قال« :وأَّل يمس الهرآن إَّل طاهر» ،وحديث أبر بكر بن عمرو بن حلم أجمع العلماء عللى
إل صحيفة أبر بكر بن حلم ،فكذلك هذا الحلديث فهلو العم به يف العقول؛ ألن العقول لم يرد فيها ب
يف معناه ،وقد حكى جمع من أه العلم منهم الحيخ تقلر اللدين وغيلره ا جملاأ عللى العمل بالحلديث
على الك الحافعر عليه رحمة اهلل ومالك وغيرهم من األئمة حكوا التفاق عليه، المرس بحربه ،وب
٦
71
حتى قي إبه لم يخالف يف الك إل بعه المتأخرين كما بقله الع ئر يف جامع المراسي .
والمراد بالمصحف ك ما بيع معه ،ولم يفرد ،وبناء على الك فك ما كان متص به من جللد أو كلان
من متص به من ورق فإبه ملح بالمصحف ،وأما ما كان منفص عنه يف البيع فإبه يكون منفصل عنله يف
الحكم ،كالع قة والحائ إاا جعلت بينك وبينه حائ فإبه يكون حينمذ يًوز مسه بواسطته.
يف حديث أبر هرير يف الصلحيحين أن النبلر قلالَّ« :ل يهبـٍ صـالة أحـدكم إذا الص
أحدث حتى يتاضأ» ،وأما الطواف فألن النبر قال يف حديث ابلن عبلاس «الطـااف بالبيـت
صالة» فدل على أبه يحةط لها الطهار ،وقال النبر .. يحهد لذلك ما ثبت يف الصحي ملن
حللديث عائحللة أبلله قللال« :ا عــٍ مــا يقعــٍ الحــاج بيــر أَّل تطــايف» ،ولللم يللك يف عائحللة إل الحللدث ،وهللو
الحيه.
وقول المصنف :آية من القرآن ،يدلنا على أن المنهر آيلة كامللة فلأكثر ،وأملا ملا كلان دون آيلة
فإبه يًوز قراءته ،والمراد باآلية اآلية على أي عد من عد علماء ا قراء واألداء؛ ألن بعه أه العللم قلد
إان هذا ما يتعل بلالقراء يف اآليلة ،اكلر الحليخ عل ء اللدين الملرداوي يف التنقلي أن اآليلة إاا كابلت
بويلة وتحتم معاين كآية المداينة فإن بعلها يأخذ حكم كلهلا ،هلذا ملا اختلار صلاحع التنقلي ،وإن للم
يذكره المتأخرون.
ُ ٍد بِ َغيرِ و ُض ٍ
ان». قال املصنفَ « :و ُل ْبث ِ َم ْس ِ
ْ ُ
اللبث يف المسًد ل يًوز للًنع ول للحائه ،وهذا مستقر عنلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ألن
النبر لملا قلال لعائحلة بلاولينر الخملر قاللت :إين حلائه ،قلال« :إنهـا ليسـت بيـدك»
فمرت مرورا بالمسًد وآتته الخمر .
اْلمر اْلول :ما جاء يف كتلاب اهلل أن يكلون ملرورا لحاجلة ،كملا ملر معنلا { ﮱ ﯓ ﯔ} [سلور
النساء. ]43:
اْلمر الثاين :أبه يًوز للًنع خاصة على المحهور أن يدخ المسًد وأن يمكث فيله إاا توضلأ،
بالوضللوء ،الوضللوء ل يرفللع الحللدث وإبمللا يخففلله ،عنللدبا أشللياء تخفللف النًاسللة والحللدث ،ول يرفللع،
تخفيف الحدث مث الوضوء عند األك وعند النوم وعنلد المكلث يف المسلًد ،وسلأرجع لله ،وتخفيلف
النًاسة أن المرء إاا كان يف ثوبله بًاسلة وللم يسلتطع إزالتهلا بالملاء لعلدم الملاء عنلده لفقلده الملاء ،فإبله
يخففها بعود وبحوه يحكها حتى يذهع أغلبها هذا ملن بلاب التخفيلف ،ل ملن بلاب الرفلع ،حيلث أمكلن
التخفيف فإبه ُيصار إليه.
بقول ما ثبت عن عطاء أبه قال :أدركت عحر ملن أصلحاب النبلر ينلامون يف المسلًد
الحرام وهم جنع إاا توضأوا ،عحر ليس واحدا ،عحر ،فكان هذا بمثابة ا جماأ الظلاهر بينهملا ،لليس
إجماعا لكن بمثابة ا جماأ.
إان هذا يدلنا على أبه يًوز للًنع من غير كراهة أن يدخ المسًد وأن يمكث فيه إاا توضأ.
٦
73
أما الحائه فإن فقهاءبا يقوللون الحلائه ل تمكلث يف المسلًد ،لملااا؟ تعلليلهم قلديما قلالوا :ألن
الحيه يلوث المسًد؛ ألبله مظنلة التلويلث ،هلذا هلو تعلليلهم ،وإل فلإن الفقهلاء يقوللون :الحلدث ملن
الًنابة أشد من الحيه ،هذه قاعد الفقهلاء ،يقوللون :الحلدث ملن الًنابلة أشلد ملن الحليه ،الحليه
أخف ،وبناء على الك فإبنا بقول يتغير الحكم بتغير الحال ،أما وقد وجد من األسلباب التلر تمنلع وتلأمن
وصول دم الحيه إلى المسًد وتلويثه فإبه يًوز على قول فقهاءبلا أن تمكلث الحلائه يف المسلًد إاا
توضأت ،كذا قاله بعه محايخنا ،تخريًا على القاعد التر اكروها ،بناء على القاعد التلر اكروهلا ،ملا
دام القاعد كذلك وقد اختلف الحال بلاخت ف األملن وبحلن قلنلا المظنلة قبل قليل إاا كابلت ملن جهلة
الحارأ ،وأما من المظنة إاا كابت من جهة الفقهاء واجتهادهم فإبه إاا أمنت هذه المظنلة فيًلع أن برجلع
لألص .
بدأ يتكلم المصنف عن موجبات الغسل واكلر أ لا سلبعة ،وهلذه تبلع فيهلا صلاحع المنتهلى ،وكثيلر
منهم اكر أ ا ستة ،وقد صوب كثير من العلماء أ ا ستة ،وسأاكر لمااا؟ ألن األول والثاين أ ما واحد.
قللال :الموجللع األول مللن موجبللات األول هللو خللروج المنللر مللن مخرجلله بلللذ ،مخللرج المنللر هللو
الصلع ،فإاا ابتق الماء ماء الرج أو ماء المرأ من الصلع هذا هو المخرج ،إاا ابتق ملن هلذا المكلان
بلذ كما قال علر فيما رواه الفلاكر وغيلره :إاا فللخت فاغتسل ،وإن للم تفللخ فل اغتسلال ،فلإاا
ابتق من محله بلذ ،أي قذفا بلذ ،فإبه حينمذ يكون موجبا للغسل سلواء خلرج أو للم يخلرج ،سلواء منلع
بنفسه ،أو لم يخرج وحده ،فإبه حينمذ يكلون موجبلا للغسل ،وبنلاء عللى اللك فلإن من خروجه الحخ
المرء إاا أحس بابتقال الماء من محله ،الماء الذي هو أص خلقة اآلدملر ،المنلر ،إاا أحلس بابتقالله ملن
محله ولم يخرج ثم اغتس فقد ارتفع حدثه ،فإن خرج بعد اللك بقلول إبله الخلارج هلذا ل يكلون موجبلا
للغس ،وإبما يكون موجبا للوضوء؛ ألبله حكمله حكمله اللودي؛ ألن اللودي ببيعتله ببيعلة منلر لكنله ل
يكون فلخا ،وإبما يكون بعد الك.
74
أي :ابتقاله من غير خروج ،هذا اكرباه قب قلي ،بب ًعا المصنف هنا فرق بين الخروج وبين البتقلال،
فًع الخروج والخروج ناهر البلدن ،أي خروجله ملن المحل ،والبتقلال هلو ابتقالله ملن الصللع قبل
الخروج ،فًع المعنى فيهما ..فًعلهما اثنين ،وقلد اعلةض بعله المتلأخرين عللى التفصلي بينهملا،
وقال إن الصواب هر بريقة صاحع المقنع ومن تبعه ،كصلاحع ا قنلاأ ،أن بًعل الخلروج والبتقلال
باقلا واحدا ،فنقول هو خروج واحد ،وهلو الخلروج ملن الصللع ،أو ابتقالله ملن الصللع؛ ألن خروجله
ناهر البدن ل عا به ،فالعا فخروجه ملن الصللع ،هلذا محلى عليله بعله المححلين ملن المتلأخرين،
فرجحوا أن الصواب أبه واحد ،والنتيًة واحد ل فرق ،النتيًة واحلد هل هملا موجبلان أم أبله موجلع
واحد النتيًة واحد ،وإبما هر العا بدقة األلفاظ.
واعلللم أن مللن ميللل قللراء كتللع الفقهللاء كثيللرا أن يعتللاد المللرء علللى دقللة األلفللاظ ،وعلللى محةزاهتللا؛
ولذلك فإ م يعنون عناية كبير يف األلفاظ بمفاهيمها ونواهرها ،ول تعتا الظواهر لك كتلاب ملن كتلع
دائما ل يقولون نلاهر كل م فل ن
الفقهاء ،ب تعتا الظواهر للكتع التر ُعرفت بالتحرير والدقة؛ ولذلك ً
بعينه ،وإبملا يقوللون نلاهر كل م فل ن أو فل ن أو فل ن مملن ُعلرف بالدقلة ،هلذا واحلد ،أو نلاهر كل م
عمومهم فيقول ناهر الك م هكذا.
إن تغييع الححفة يكون موجبا للوضلوء لقلول النبلر « :إذا التهـى الختانـان هـد وجـب
الغسٍ» ،ثم جهدها فقد وجع الغس ،فدل الك على أن التقاء الختابين وهو تغييلع الححلفة ،وقلد تلرك
الفقهاء العبار التر يف الحديث التر هر من الكنايات ،التقاء الختابين وابتقلوا لعبار أخرى وهلر تغييلع
الححفة من باب التوضي ،والمراد بالححفة هو رأس الذكر الذي يكون تحلت المحل اللذي يقطلع عنلد
الححفة ،الححفة هر التر تقطع ،فما كان تحتها هو الححفة ،هو يسمى الححلفة ،أي محل الححلفة التلر
تقطع ،إاا قيدت هذه فإبه تكون موجبة للغس .
ابظر معر :وأما التقاء الختابين م مسة من غير تغييع فإن الفقهاء يقولون تكلون باقللة للوضلوء ول
تكون موجبة للغس ،لم تكون باقلة للوضوء ،قالوا هذا كل م فقهاءبلا ،قلالوا :ألبله إاا كلان ملس العلور
٦
75
بالكف ببابنها وناهرها باقلا فمسها باآللة يكون أولى ،وهذا من باب القياس األوللوي ،وهلذا أنهلر يف
القياس ،وهذا الذي محى عليه الفقهاء.
إان م قا الختابين إاا كان من غير تغييع فإبه باقه للوضوء وإن كان فيه تغييع الححلفة أو قلدرها
من أقطع فإبه حينمذ يكون موجبا للغس .
وهذا تعبدي فيًع غسله؛ ألن النبر قلال« :حـق المسـلم علـى المسـلم سـت» ،واكلر
منها تغسيله.
أي :وخروج الحيه وخروج دم النفاس ،كما عا به بعه المتأخرين كالحيخ مرعر ،أل م يفرقون
بين الحيه والنفاس يف إيًاب الغس ،فالمحلهور عنلدهم أن ا حسلاس بابتقلال دم الحليه ملن محلله
موجع للغس ،وأما النفاس ف يًع الغس إل برهية الدم.
إان عندهم هذان األمران :ا حساس بالبتقال يكلون موجبلا للغسل ولكلن يكلون معلقلا بب ًعلا عللى
الخروج ،ل ُبد بعد اللك ملن الخلروج والرهيلة؛ ألن المنلر هنلاك اللدف وهلو الللذ ،هنلا ل يوجلد دفل ،
فيكون معلقا لكن يبتد ا يًاب من حين البتقال.
وأما النفاس ف بد من رهية الدم؛ ولذلك فإن النفاس العاري عن الدم ل يكون موجبا للغس .
ان ََّل اِ ْحتِ َال َم ِ ِ
يه َما». ُان ،وإِبْم ٍ ِ ٍ ٍ ٍ ِ ٍ ِ
قال املصنفَ « :و ُس َّن ل ُُ ُم َعةَ ،وعيدَ ،وك ُُسافَ ،و ْاست ْس َهان َو ُجن ٍ َ َ
يقول يسن الغتسال لهذه األمور وآكدها الًمعة؛ ألبه قد جاء عن النبر أبه قلال« :مـن
بسٍ وابتسٍ وميى ولم يركب كان ل ب ٍ هطاة يخطاها أجـر سـنة صـيامها وقيامهـا» ،وقلد جلاء علن
ا مام أحمد أبه صوب التحلديد فيهلا ،لكلر تحمل عللى معنيلين ،قلال :لكلر تحمل عللى التأسليس دون
التأكيد ،فتكون من غس واغتس ،أي غس رأسه وغس جسمه ،وللفقهاء ك م يف معنى هذا الحديث.
76
قال« :وعيد»؛ ألن العيد مقلاس عللى الًمعلة ،كملا جلاء يف حلديث ابلن عبلاس صللى كالًمعلة ،أي
العيد كالًمعة ،أو خطع خطبتين كالًمعلة ،هلذا حلديث ابلن عبلاس ،فلدل عللى أبله يأخلذ بعله ص
أحكامه.
قال« :وجنون وإغماء»؛ ألن النبر اغتس لها لما أغمر عليه ،والًنون من باب أولى.
قال« :ل احت م فيهما»؛ ألبه لو كان فيهما احت م فإبه يًع الغتسال.
منللدوب وللليس بواجللع؛ ألبلله ل يصلل رفعلله للنبللر الغتسللال للمللرأ المستحاضللة لكلل صلل
ألبه اختلف عن اللهري يف صحته والصواب أبه ليس ملن قلول النبلر وإبملا
مدرج من بعه الروا وهو محمد بن شهاب اللهري ،وإبما استحع ألن المرأ المستحاضلة كابلت
كملا يف الصلحي ،كلان تغتسل تفعله اجتهادا منها ،التر أمرها النبر بأن تتوضأ لكل صل
اجتهادا منها ،وأقرها النبر على هذا فكان بدبا.
بب ًعا هذا حينما كان حرم مكة غير مكة ،وأما اآلن فإن مكة قد جاوزت الحرم ،وبناء على الك فإ ملا
يتداخ ن.
قال املصنف« :وو ُق ٍ
اف بِ َع َر َ َة». َ ُ
أي :قب الوقوف بعرفة ،بعد ا حرام يغتس يف يوم عرفة ،سأاكر الدلي عندما بنتهر.
٦
77
لكن هذه القاعد عندهم مطرد أن ما ثبت يف ك الحج فإبه يًل يف أبعاضه كالتوكي وهكذا.
أي :ويًع للمرأ أن تنقه شعرها للحيه وللنفلاس ،ل للًنابلة لحلديث أم سللمة ،والمعنلى
قالوا ألن الحيه والنفاس ل يتكرر يف الحهر عاد إل مر ،وأما الًنابة فتكرر كثيرا ففر الك محقة.
أريد أن أقف ملع هلذه الًمللة قللي ؛ أل لا مهملة ،فإ لا تتعلل بالرجل والملرأ سلواء ،بحلن تكلمنلا
باألمس عن الحعور يف الوضوء ،وقلنا إ ا بوعان ،شعور تمس ،وشعور تغس .
اليوم حديثنا يتعل بالحعر فيما يتعلل يف الًنابلة ،شلعر اللرأس يف الوضلوء يمسل ،وشلعر اللرأس يف
78
الًنابة يغس ،الواجع ابظر معر :الواجلع يف غسل شلعر اللرأس يف الًنابلة غسل نلاهره وبابنله ،قلنلا
باألمس الواجع يف غس شعر اللحية غسل ملااا؟ غسل نلاهره فقلط ،والواجلع يف مسل اللرأس مسل
ناهره فقط؛ لكن يف الًنابة يًع غس ناهره وبابنه معا.
قلنا يف الوضوء ل ُيحرأ وأما يف الًنابلة فيسلتحع إيصلال الملاء إللى البحلر ،يسلتحع؛ وللذلك كلان
النبر يروي أصوله ،وأما حديث تحت ك شلعر أو شلعر جنابلة فهلذا حلديث منكلر ،إان
فرق بين الظاهر والبابن واألصول عفوا والبحر وأصله.
إان قول المصنف إاا روت أصوله المراد به ناهره وبابنه ،كملا جلاء يف الكتلع األخلرى الواضلحة،
وأما البحر ف يللم إيصال الماء إليها؛ لكن الحعر كام يغس ناهره وبابنه.
خفف عن المرأ إاا كان لها شعر له ضلفائر فإبله ل يللمهلا بقله هلذه الللفير ،فإ لا تغسل الظلاهر
دون البابن يف اللفير فقط من باب التخفيف ،من باب التخفيف يف الًنابة.
ببعا للفائد فقهاهبا يذكرون كما اكر الك ابن رجع وغيره أن غس الًنابة يخلالف غسل الحليه
يف أربعة أحكام ،أوردها ابن رجع يف فت الباري ،تراجع هناك للي الوقت.
قال املصنفَ « :و ُس َّن ت ََا ُّضؤ بِ ُمدٍّ َ ،وا ْبتِ َسال بِ َصا ٍع».
كما كان النبر يفعله كما يف حديث جابر وغيره ،والمد هو مل ء الكفلين ،والصلاأ قيل
إبه صلاأ النبلر وهلو أربلع أملداد ،صلاأ الطعلام ،وقيل إبله صلاأ آخلر يسلع خمسلة أملداد،
والمحهور أن المراد بالصاأ واحد يف ك أبواب الفقه ،فيكون أربعة أمداد.
لما جاء عند ابلن ماجلة ملن حلديث عبلد اهلل بلن عملرو بلن العلاص أن النبلر قلالَّ« :ل
تسرف ولا كنت على نهر جار» ،وهذا الحديث وإن كان يف إسناده مقال إل أن أهل العللم عليله؛ وللذلك
قال البخاري :كره أه العلم ا سراف يف الوضوء ،وهذا بمثابة ا جماأ ،ب هو إجماأ قطعا.
ث َو َأ ْط َل َق اِ ْر َت َق َعا».
إن نَاى بالغُس ٍِ ر ْ ع َا ْلحدَ َثي ِن َأو َا ْلحدَ ِ
ْ َ َ َ ْ ْ َ قال املصنفَ « :و ْ َ
يقول الحيخ إن المرء إاا اغتس غس الًنابة ،وبوى رفع الحدثين ،أي األصغر واألكلا معلا ،فإ ملا
٦
79
يرتفعان ،فتتداخ األفعال أي أفعال الوضوء مع أفعال الغس ،ويسلقط الةتيلع والملوال ؛ ألن األصلغر
يدخ يف األكا بحرط:
الحالة الثانية :أن ينوي الحدث ،ملا معنلى ينلوي الحلدث؟ يعنلر ينلوي رفلع الحلدث ويطلل ،للم
يحدد ل األصغر ول األكا ،فإبه حينمذ يرتفع عنه الحدثان؛ ألن الحدث يحم األصغر واألكا معا.
الحالة الثالثـة :أن ينلوي بالغتسلال اسلتباحة ملا ل يسلتباال إل برفلع الحلدثين ،كملس المصلحف
مث ،ومث الص ،فلإاا بلوى اسلتباحة ملا ل يسلتباال إل برفلع الحلدثين ،فإبله يرتفلع الحلدثان معلا ،هلذه
الصور أوردها المصنف.
مفهوم ك م المصنف أبه إاا عمم جسده بالماء ،وبوى به رفع الحدث األصغر فقلط للم يرتفلع حدثله
األكا ،وهذه واضحة.
الصارة الثانية :إاا عمم جسده بالماء وبوى الحدث األكا فقط دون الحدث األصغر ،فإبه يرتفع
األكا دون الحدث األصغر.
يقلول أبلوي لكن ابتبهوا معر يقول العلملاء :وهلذه الصلور بلادر بل ل تكلاد توجلد ،بلادرا شلخ
الحدث األكا دون الحدث األصغر ،يعنر ينفر الحدث األصغر ،بادر هذه الصلور ،ففلر الغاللع أبله ل
يوجد.
لكن يًع أن بفرق بين هذه وبين الغتسال المندوب ،الغتسال المندوب يختلف ،كغسل الًمعلة
والغتسال من ا غماء وبحوه ،أو المباال ،أو للنظافة ،الغتسال المندوب ل يرفع الحدث إل بحربين:
اليرط الثاين :ل ُبد من جريات األربع ،ل ُبد من أربع جريات ،إما على سبي البفصلال ،أو عللى
سبي التتبع ،واكرت باألمس قاعد التتبع ه تأخذ حكم البفصال أم ل.
يسن له غس فرجه أي قب الغتسال من الًنابة ،ويقصد بغس الفرج أي غس الطاهر الذي يخلرج
80
وهللذا الوضللوء كمللا تقللدم معنللا أبلله مسللتحع لمللا جللاء مللن حللديث عائحللة وغيرهللا أن النبللر
أمر من أراد أن يأك أو يحرب وكلان جنبلا أن يتوضلأ ،وهلذا الوضلوء يخفلف الحلدث ول
يرفعه.
بعم ول شك.
ُب بِ َال و ُض ٍ
ان». قال املصنفَ « :و ُكرِ َه نَا ُم ُجن ٍ
ُ
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)3
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
يف هذا الفص أتى بذكر أحكام التيمم ،وهى إحدى وسائ التطهر ملن الحلدث ،وكلذلك هلر بريل
إلى التطهر الحكمر من الخبث كما سيأا بعد قلي .
قال يص التيمم بالةاب مباال ،علا المصلنف بيصل إشلار إللى الحكلم الوضلعر وهلو الصلحة ،إا
الًواز حكم تكليفر ،والصحة هر الحكم الوضعر ،وأتى به المصنف لبيلان أبله ل يصل التليمم يف رفلع
حكما ،فلما ُرتلع صلحة الفعل عللى شلرط
ً الحدث ،ول يف إزالة الخبث ،إل إاا ُعدم الماء ،إما حقيقة أو
دل على صحته وهو الحكم الوضعر.
قال« :يص التيمم بةاب بهور مباال له غبار» ،أما كوبه بهورا فألن النًس ليس باهرا يف بفسله فل
يطهر غيره هذا واض ،وأما كوبه مباال فألن المغصوب والمحرم منهر عنله ،والقاعلد عنلدبا أن المحلرم
ل يبي .
ﭿ ﮀﮁ} [المائد ،]6 :فهذه اآلية من كتاب اهلل دلتنا على شربين يف المتيمم به:
اليرط اْلول :أن يكون صعيدً ا أي صاعدا على األرض ،وأن يكون منله شلرء يصل إللى الوجله،
ثم بظر الفقهاء رحمهم اهلل تعالى فلم يًدوا شيما يصدق عليه هذا الوصلفين أن يكلون صلعيدا أي صلاعدا
على وجه األرض متولدا منها ،وأن يكون منه شلرء ينتقل إللى الوجله والكفلين ،فللم يًلدوا شليما ينطبل
عليه هذان الحربان إل الةاب وحده ،وبناء على الك فإ م قالوا يص بالةاب دون ما عداه.
الدرجة اْلول :أن يكون صعيدا على األرض ،له غبار ،فهذا يص التيمم به باتفاق.
82
الدرجة الثانية :أن يكون هذا الصعيد منقول بمعنى أن ينق الةاب على إباء وبحوه ثلم بعلد اللك
أيلا؛ ألن النبر ضرب على جدار فتيمم عليه ،فكان الةاب قلد
ً فهذا يص يتيمم الحخ
عليله ابتق من األرض إلى الك الًدار ،وعلى الك فإن أه العلم قالوا :ويص بق الةاب للتيمم ب
أحمد قال ويعًبنر الك بدل من أن ل يتيمم فإبه ينق معه الةاب.
الدرجة الثالثة :أن يكون هلذا المتليمم صلعيدا لكلن ل يوجلد منله شلرء ينتقل إللى وجله المتليمم
ويديه وهذا هو الرم ،والفقهاء يف المحهور يقوللون :ل يصل التليمم بله؛ ألن اهلل أشلةط
أن يكون منه شرء ينتق إلى الوجه والكفين وليس الرم كذلك.
الدرجة الرابعة :أن ل يكون صعيدا ،وأن ل يكون منه شرء ينتق من بلاب أول فهلذا باتفلاق أهل
العلم ،يف الًملة ل يص التيمم عليه كهذا الخحع ولو كان على األرض فإبه ل يص التيمم به.
قال :إاا عدم الماء لحبس أو غيره أي عدم عد ًما حقيق ًيا أو عدم حكم ًيا بأن يكون المرء محبوسا .
قال :باستعماله أي باستعمال الماء أو بلبه ضلرر يف بدبله أو مالله ،أو غيرهملا أي يف غيلر مالله وبدبله،
كاللرر الذي يكون على أهله ،وحرمه ،أو كاللرر الذي يكون عللى رفقتله بلأن يتلأخر ويكلون هلو قائلدا
للرفقة.
يقول« :ويفع عن ك ما يفع بالماء» ،بمعنى أن من تيمم فإبه يفع به كما لو توضأ بالماء.
قال« :سوى بًاسة على غير بدن» ،إاا دخ وقت فرض ،وأبي غيره ،يعنلى إل النًاسلة إاا كابلت..
فإن النًاسة بوعان عندهم النًاسة التر تكون على البدن إاا لم يستطع إزالتها بالماء إما لعدمله الملاء ،أو
للرر استعمال الملاء يف تطهيلر النًاسلة التلر تكلون عللى بدبله ،فإبله يتليمم عنهلا فتكلون بمثابلة التطهيلر
٦
83
وأما إاا كابت النًاسة على غير البدن كأن تكون النًاسة على الثوب ،ول يستطيع غس هذا الثلوب
فإبه ل يتيمم زالة النًاسة التر تكون على الثوب؛ ألن التطهير إبما هو خاص ببدن اآلدملر ،إملا لحدثله
أو لخبثه.
إان عندبا النًاسة بوعان إما إن تكون بًاسة على البدن يف المح الخارج ملن السلبيلين أو متعديلة،
وإما أن تكون النًاسة على ثوب أو بقعة ،فاألولى إاا لم يستطع المرء إزالتها بالماء لعًلل أو ملرض فإبله
حكما :مثاله المريه عندما تقع النًاسلة عللى بدبله ول يسلتطيع إزالتهلا لعلدم
ً يتيمم زالة هذه النًاسة
قدرته على الحركة ،فنقول تيمم زالة النًاسلة ،كلذا بُقل عللى بعله التلابعين رضلوان اهلل علليهم وهلو
األص يف هذه المسألة.
الحالة الثانية :إن تكون النًاسة على الثوب المريه على ثوبه بًاسة أو يف بقعة مص ه بًاسلة،
المريه أو المقيد ،فنقول إن هذه النًاسة ل ُيتيمم لها وإبما يصلر على حاله.
وقد اختلفوا يف ما إاا كابت سة المصللى بًسلة فهل يصللى عريابلا؟ أم يصللى بثلوب بًلس؟ هلذا
الذي يسميه أه العلم بدرجات األحكام فأي األمرين أولى سة العور أم إزالة النًاسة؟ والمعتمد عنلد
الفقهاء أن سة العور أولى فيصلر بسة بًسة أولى من أن يصلى عريابا.
قال :إاا دخ وقت فرض وأبي غيره ،يقلول إن التليمم ل يحلرأ ول يصل إل إاا دخل وقلت صل
الفريلة التر أراد أن يتيمم لها ،والدلي على الك ملا ثبلت ملن حلديث أبلس أن النبلر
قال« :إذا أدركت رجٍ من أمت الصالة ِن عنده مسُده وطهاره»« ،إذا أدركت» وإاا شربية ،فدل عللى
أن وجود جوا ا إبما يكون عند وجود الحرط ،ف يتيمم الملرء إل إاا أدركتله الصل ،هلذا معنلى قلولهم
إاا دخ وقت فرض.
الللحى فل يصل لله أن يتليمم قال :أو أبي غيره ،أي أو أبيحه النافلة فلو أراد المرء أن يتنف لص
لها قب ارتفاأ الحمس قيد رم ب يتيمم بعد ارتفاعها أل ا مبيحه والمبي إبما يتقدر بقدره وإاا وجد .
84
قال املصنفَ « :وإِ ْن َو َجدَ َمان ََّل َي ِْق َط َه َار َت ُ اِ ْس َت ْع َم َل ُ ُث َّم َت َي َّم َم».
قال« :وإن وجد ماء ل يكفى بهارته» بأن كان الماء قلي ،ل يكفى بهارته من الحدث بالغتسلال أو
بالوضوء ،أو ل يكفر بهارته زالة النًاسة بالكلية .استعمله يف إزالة بعه النًاسة أو اسلتعمله يف رفلع
حدث بعه أعلاء الوضوء ،ثم تيمم بعد الك؛ ألن ك علو من أعلاء الوضلوء -كملا سلب معنلا -لله
حكم مستق عن باقر األعلاء فهو يتلبعه عللى سلبي البفلراد ،ولكنله رفلع الحلدث الكللر ل ُبلد ملن
جميعه ،وتقدم يف الدرس الماضر .
ان ويغ ِْس ٍُ َا ِ
ِ ِ ِِ ِ ِ
يح».
لصح ََّ قال املصنفَ « :و َي َت َي َّم ُم ل ْل ُُ ْرحِ عنْدَ ب َْسل ،إِ ْن َل ْم ُي ْم ُن َم ْس ُح ُ بِا ْل َم َ َ
أي :إاا كان المرء له جرال وكان هذا الًرال يلره الماء ،فإاا جاء مح غس هلذا الًلرال اللذي أراد
أن يغسله فإبه يتيمم عنه ول يغسله؛ ألن يف غسله إضرارا بنفسه فحين إان يتيمم عنه.
قب أن بنتق لقوله إن لم يمكنه مسحه بالماء ،أبظر معلر إاا كلان الًلرال مسلتوعع العللو كلله كلأن
تكون اليد كلها فيها الًرال فإبه يتوضأ فلإاا وصل إللى هلذا العللو تليمم عنلده ،تليمم عنلد هلذا العللو؛
لوجوب الةتيع بين األعلاء سواء كان غس لًميعها أو غس لًميعها وتيمم لبعلها.
وإن كان الًرال يف بعه العلو كأن يكون يف أول اليد أو يف وسطها فإبله يًلع عليله غسل اللذي ل
يلره الماء ويةك المكان الذي يلره الماء فيتيمم له ،ومتى يتيمم له؟ يًوز أن يتيمم قبل غسل المكلان
المغسول من هذا العلو ويًوز له أن يتيمم بعده؛ ألن هذا العلو حكم واحد ف يكون فيه الةتيلع بلين
أجلائه.
اَّلحتمال الثاين :إاا كان الًرال مكحو ًفا ل جبير عليه ،وهذه مث مااا؟ بعه الناس قد يكون لله
جرال وعلى الًرال أدهان ،فإاا استخدم الماء ضره ،وليس عللى الًلرال جبيلر ،لكنله يسلتطيع أن يمسل
الًرال مسحا ،فظاهر ك م المصنف أبه يًوز المس على الًلرال ويكلون مًلل علن التليمم وللو كلان
مكحوفا ،واضحة المسألة ،وهذا هو اختيار الحيخ تقر الدين خ فا لما محى عليه كثير من المتأخرين.
٦
85
إمللا أن يمكللن غس ل فيًللع غسللله ،وإمللا إن ل يمكللن غسللله ويكللون مكحللو ًفا فنقللول يغس ل أبرافلله
ويمس الًرال ،فإن أمكن تغطيته بًبير ومس الًبير فتمس الًبير ،فإن أمكن مسلحه فقلط ملن غيلر
غس فهذه فيها قولن ،اكرت لك قب قلي ،والذي ناهر ك م المصنف هو اختيار الحيخ تقر الدين.
هذه المسألة :صورهتا أن امرأ كان قادرا على الماء يف قرب منه ،وبسر أبه قادر عللى الملاء فتليمم ،ثلم
أتللم صل ته إلللى منتهاهللا فحينللذاك تللذكر بعللد البتهللاء أبلله بًاببلله المللاء ،فهل يللملله ا عللاد أم ل؟ اكللر
المصنف أبه يعيد.
ولكر بفهم هذه الصور أريد أن تفهم جميع الصلور كامللة ثلم برجلع إللى هلذه الصلور بلدليلها بعلد
قلي :
الصارة اْلولى عندنا :من وجد الماء يف أثناء ص ته ،من تيمم ثم وجد الماء يف أثناء ص ته ،فإبنلا
بقول :يًع عليه أن يتوضأ وأن يصلى بالماء سواء كلان باسل ًيا أو جلاه ً أو غيلر بلاس ول جاهل لوجلود
الماء .هذه الحالة األولى
الحالة اْلول :أن يكون الماء وجد ،كان مفقود ثم وجد فهذه تص ص ته.
الحالة الثانية :أن يكون الماء موجودا لكنه جاه لوجوده بقربه ،ل يعللم بوجلوده بقربله ،فنقلول
تص ص ته كذلك ،لمااا؟ ألن الًه يًع الموجود معدوما ول يًع المعدوم موجودا.
وأما إاا بسيه فقالوا :يعنر كان عالم بوجوده وبسلر أبله كلان موجلود بقربلة ثلم لملا ابفتل ملن صل ته
86
تذكره وجوده ،فالفقهاء يقولون :هنا يعيد فقط ،إان متى يعيد فيما إن ابفت إاا كان عن بسيان.
لمااا فرقوا بلين النسليان والًهل ؟ هلذه ملن الصلور القليللة التلر يفرقلون فيهلا بلين الحكلم النسليان
فدائما إاا فرقوا بين النسيان والًه فعذروا بالًه دون النسليان
ً والًه ،قالوا :لوجود معنى التقصير،
قالوا لوجود التقصير يف بحثه عن النسيان؛ ألن ا بسان مأمور قب التيمم أن يبحث بقربه وأن يطلع الملاء
ولو كان بحثه تاما لوجده ،فدل على أبله مقصلر يف الطللع؛ وللذلك للم يعلذر بالنسليان وإن كلان قلد علذر
بالًه .
قال :وفروض التيمم مس الوجه لم يذكر النية ألن النية شرط ،والحرط يتقلدم عليهلا ،وإبملا فروضله
مس الوجه ،والوجه تكلمنا عن حده باألمس.
ويديله إلللى الكللوعين ،الكللوأ :هللو العظلم النللاتئ التللر يكللون مقللاب لل لام هللذا يسللمى كوعللا ،وأمللا
الخنصر فالعظم الناتئ الذي يقابله يسمى كرسو ًعا ومًموأ الكوأ والكرسلوأ يسلمى رسلغا هلذا يسلمى
رسغ.
ام ،والذي يقاب الخنصر يسمى كرسوعا. إاا الكوأ :العظم الناتئ الذي يقاب ا
وقد ألف فيها بعه العلماء وهو المرتلى السبيدي رسالة كامللة مطبوعلة سلماها بلالقول المسلموأ
يف الفرق بين الكوأ والكرسوأ.
إان إبما يًع المس إلى الكوأ يعنى يمس ناهر يلده ،وأملا بابنله فبالللرب ،فإبله يللرب ببلابن
كفيه الةاب فينتق الةاب إلى كفيه ،ثم بعد الك يمس الظلاهر وهلو العللو ،أملا إاا للم يللرب بلأن كلان
الةاب موجودا على خرقة وأراد أن يتمس به ،فإبه يمس يديله جميعلا ناهرهلا وبابنهلا م ًعلا ،إان يًلع
مس اليدين كاملتين.
أحيابا قد يكون التيمم لحلدث أصلغر ،وأحيابلا يكلون التليمم لحلدث أكلا ،فلإن كلان التليمم لحلدث
أصللغر ألجل وجللود واحللد مللن بللواقه الوضللوء الثمابيللة ،فإبلله يًللع الةتيللع فيلله؛ لقوللله اهلل { :
٦
87
الواو ل تفيد الةتيع يف قول أغلع اللغويين كما قال ابلن هحلام يف مغنلر اللبيلع؛ لكلن وجلود الفلاء
قبلها تدل على ترتيع األفعال المقتلية المعطوفة بعلها على بعه بعدها.
إان الةتيللع واجللع ،وهللو أن تمس ل { ﯭ ﯮ} [سللور النسللاء ، ]43:يمس ل الوجلله ثللم
تمس ناهر الكفين بعدها ،هذا إاا كان حدثا أصغر.
وأما إاا كان المرء يتيمم ألج جنابة عليه ،فإبه ل يًع عليه الةتيع بين األعللاء ،فيًلوز أن يقلدم
مس اليدين على الوجه؛ ألن النبر كما عند الدارقطنر وغيره يف الرج الذي أجنع ،أملره
النبر أن يلرب ضربة وأن يمس يديه ووجهه ،فقلدم اليلدين عللى الوجله ،وهلذا محملول
عند فقهائنا على فيما إاا كان التيمم ألجل الًنابلة ،وألبنلا بعللم أن الةتيلع بلين األعللاء يف الغسل ملن
الًنابة ليس بواجع ،فكذلك بدله وهو التيمم.
أيلا ،أي الموال بين علوي التيمم ،وضابط الملوال يف التليمم كللابطها يف الوضلوء
قال ومواله ً
وقد تقدم.
هذه هر النية ،فالنية ليست فرضا ،وإبما هر شرط ،وبين المصنف ما الموارد بالنية؟ أن المراد بالنيلة،
بية الستباحة :أي استباحة العباد التر ل تستباال إل بالطهار .
إاا بوى المرء بالتيمم الفرض فإبه يصلى به الفريلة ،هذا مفهوم ك م المصنف ،ويصلر به ك بافللة
يف وقته ،ولكن إاا بوى بالتيمم بافلة فإبه ل يصلر لا الفلرض؛ ألن التليمم إبملا تكلون لله بيلة السلتباحة؛
ألبه مبي وليس رافع للحدث ،فينوى به الستباحة ،إان كما قلنا يف الوضوء إاا بوى به الفريلة صلى لا
النافلة ،وإاا بوى به النافلة ،يف الوضوء ل إاا بوى به النافلة ارتفع حدثه بالكلية؛ لكن يف التيمم إاا بلوى بله
النافلة فإبه ل يصلى به الفريلة ،هذا الفرق بين الوضوء والتيمم.
الوضوء :لو أن امرأ أراد أن يتوضأ ليستبي بافلة ارتفع حدثه بالكلية؛ ألن الوضلوء رفلع للحلدث وللو
88
بوى به الستباحة.
وأما التيمم :فهو استباحة ،فإاا بوى به استباحة النافلة ل يصلر به الفريلة.
قال املصنف« :ويب ُط ٍُ بِخُ روجِ َا ْلا ْق ِ
ت». َ ُ َ َْ
قال :ويبط بخروج الوقت؛ ألن التيمم إباحة لعباد بعينها ،فإاا خرج وقتهلا فقلد ابقللى ،فل ُبلد أن
يتيمما لما بعدها ولعموم حديث أبس الذي اكرباه قب قلي أبه متعل بالص .
الليل ،وبحلن الفقهاء يقولون :لو أبه تيمم لعباد ل يوقت لهلا ،كملا للو أن املرأ أراد أن يتليمم لصل
اللي فتليمم لهلا المغلرب ،فملن حلين اللي تبدأ من بعد المغرب ،فلو أراد أن يتيمم لص بعلم أن ص
المغرب بقول يللمك إعاد التليمم ،هلذا رأي الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى يف المسلألة. ابقلاء وقت ص
والمسألة فيها خ ف كما تعلمون.
ت َا ْلا ُض ِ
ان». قال املصنف« :ومبطِ َال ِ
ُ َُْ
مبط ت الوضوء المتقدمة ،ويلاف على الثمابية السابقة ملا اكلر يف بلاب مسل الخفلين ،وهلو خللع
الممسوال.
إما أن يكون نابا وراجيا لوجوده على سلبي الظلن ،وإملا أن يكلون متيقنلا ،فلإن كلان متقلين لوجلوده،
عن وقت الختيار إلى وقت اللرور ،ووقت اللرور متعل بصل تين وهلر فيًوز له أن يؤخر الص
العصر والعحاء وسيأا يف الدرس القادم.
وأما إن كان راجيا فقط رجاء من غير يقين ،فإبه يصلى يف وقت الختيار.
٦
89
قال :ومن عدم الماء واللةاب فللم يكلن واجلدا لواحلد منهملا ،أو للم يمكلن اسلتعمالهما وهلو الفقلد
ل الحكمر ،صلى الفرض فقط ،يعنى يصلى الفلرض وجوبلا يًلع عليله أن يصللى الفلرض ألن الصل
تسقط بحال حتى عن العاجل عن أداء أركا ا ،ب يًع عليه أن يصليها ،فيكون صل ته لهلا ملن غيلر رفلع
الحدث ،وإبما سقط عنه رفع الحدث لعًله ،سقط رفع الحدث للعًلل ،ول يكلون رفعلا للحلدث ،رفلع
الحدث إبما يكون بالماء أو بالةاب فقط.
قوله :صلى الفرض فقط ،أي من غير بافلة ألن النافلة ليس واجبا عليه أدائها.
قال :ول يعيد على الصحي من قول أه العلم؛ ألبه أتى بالعباد كما أملره اهلل ،وللم يلةك شلرط
من شروبها مع القدر عليها وإبما للعًل ،فإبه يصلر بحسع حالة عاجلا ملن غيلر وضلوء ول تليمم ول
يعيدها.
إاا صللى ملن غيلر وضلوء ،وملن غيلر تليمم، ما معنى ويقتصر على مًلل ،يعنلر يقلول أن الحلخ
لعًله عنهما ،فإبه يصلر مقتصرا على المًل ،وهو قلراء الفاتحلة ملن دون قلراء سلور بعلدها ،قلالوا
وكذلك ل يستعيذ ،ول يسب ،إل التسبي الواجع ول يليد عليه.
هللذا الكل م يف القتصللار علللى المًللل ،نللاهر ك مهللم ا بل ق ،والللذي حققلله كثيللر مللن محققللر
الفقهاء ،أن هذا خاص فليمن تليمم ملن حلدث أكلا ،وأن المتليمم ملن الحلدث األصلغر ،فإبله يليلد عللى
المًل بالقراء وبالتسبي وبغيره؛ ألن من عليه حدث أكثر يف األص ممنوأ من قراء القرآن ،ف بقلول
له افع ما أبت ممنوأ منه ،افع فقط الواجع عليك وهو قراء الفاتحة دون اللياد .
وهذا التحقي اكره بعه محققر الفقهاء مث جراعر ،ومث ابن الكناين من حاشلية المحلرر وغيلره،
وهذا هو التحقي يف هذه المسألة.
إان هذه الًملة ،وهو القتصار على المًل ،محله مااا إبما محله يف من كلان تيممله ألجل حلدث
90
أكثر وهو الًنابة ،دون من كان تيممه ألج حدث أصغر ،فإبه يًوز له اللياد على المًل .
لص َال ِة إِ ْن ك َ
َان ُجنُبا». َب ْيرِ َا َّ
قال املصنف« :و ََّل ي ْهر ُأ ِ
َ َ َ
منهر عن القراء فكلذلك يف إن كان جنع وهذا واض ،إاا كان يف الص قال :ول يقرأ يف غير ص
غير الص .
قال املصنف َ « :صٍَ :ت ْطهر َأرض ونَحاها بِِِزَا َل ِة عي ِن َال َّنُاس ِة و َأ َثرِها بِا ْلم ِ
ان». َ َ َ َ َ َْ َ ْ ُ َ ُُ ْ ْ
بللدأ المصللنف بللذكر إزالللة النًاسللة ،وهللذا البللاب بللاب مهللم ،وأورد المصللنف فيلله بعلله
النًاسللات وكيللف يمكللن إزالتهللا ،وسللب اكللر بللوعين مللن النًاسللات ،سللب اكللر كيفيللة تطهيللر الميللاه
المتنًسة ،وكيفية تطهير النًاسة التر تكون على البدن.
فأما األول ف مر اكر تطهر هذه النًاسة التر تكلون عللى الملاء يف بلاب الميلاه ،والنًاسلة التلر تكلون
على البدن مر كيفية تطهيرها يف باب الستنًاء والستًمار.
هنا يتكلم عن النًاسة التر تكون يف الخمر ،وهر المائع الوحيد الذي يقبل التطهيلر ،عنلد الفقهلاء،
وما عداه من المائعات ل يقب التطهير إل الماء بب ًعا؛ ألن المائعات إاا أبلقت كما اكرت لكم يقصدون
ا غير الماء ،وأورد كذلك األرض والثوب وبحوه كما سيأا بعد قلي .
بللدأ أول يف األرض فقللال تطهللر أرض وبحوهللا بإزالللة النًاسللة وأثرهللا بالمللاء ،يعنللر أن النًاسللة إاا
وقعت على األرض ،فإبه تطهر بإزالة عين النًاسلة ،والملراد بعلين النًاسلة أملران :لو لا وريحهلا ،وأملا
الطعلم ،فإبلله ل بعللم لهللا أل للا علللى األرض ،فل ُتللذاق ،وإبمللا اللللون والرائحللة فقللط ،فللإاا اهللع اللللون
والرائحلللة بالملللاء وللللو بغسلللله واحلللد فإ لللا تطهلللر ،واللللدلي عليللله أن أعرابيلللا بلللال يف مسلللًد النبلللر
فسكع عليه فدل على أ ا تطهر وللو بغسللة
فأمر النبر بذبوب من ماء ُ
واحد إاا اهع أثرها وهو لو ا وريحها.
قال املصنفَ « :و َب ْا ُل ب َُال ٍم َل ْم َي ْأك ٍُْ َط َعاما بِ َي ْه َا ٍة َو َق ْي ُئ ُ َيغ ُْم ُر ُه بِ ِ ».
قلال :النلوأ الثلاين ملن النًاسلات ،النًاسلة المخففللة ،وهلر بلوأ واحلد عنلدهم ،وهلو بلول الغل م،
لحللديث أم قلليس بنللت محصللن يف الصللحي أن النبللر أمللر بغمللر المللاء علللى بللول الغ ل م،
٦
91
فالغ م إاا بال ،والمراد بالغ م الذكر الذي لم يأك الطعام لحهو ،فإبه حينمذ يعنى لو كان مًرد تحنيك
له ف يسمى اوق لطعام ،أو أك الطعام لع ج وبحوه ،وإبما يكون لحهو بأن يتناولله وجبلة ،فإبله حينملذ
فإن بوله بًس ،ولكنه مخفف يف كيفية تطهيره ،ويكفلى يف تطهيلره بلالغمر ،ول يلللم الغسل بحلرط زوال
العين.
ومر معنا أن المراد بالغمر :هو غمر المح وهو النل ،غملر المحل بالملاء وللو ملن غيلر ابفصلال،
فإن ابفص فإبه يسمى غس .
كما أبه ل يللم عدد الغس ت أن يكون سلبعا ،ول ث ثلا ،ول غيلر اللك ،وإبملا فقلط الغملر إاا اهلع
عين النًاسة.
قالوا :وقيمه ،القرء مقاس على البول ،وهذا القياس يسمى قياس أولوي؛ ألن القرء مخفلف يف قليلله
من حيث بقه الوضوء به ،وأما البول فقليله وكثيره سواء ،فقياس قرء الصلبر عللى بولله متًله ،بل هلو
من القياس القوي جدًّ ا وهو من القياس األولوي ،وبناء على الك فإن قرء الصبر إاا أصلاب الثلوب فإبله
يكفى غمره إاا اهع عبن النًاسة ،أهم شرء يذهع عين النًاسة.
اكر المصنف هنا ،أو قب الك بوعان من النًاسات ،النًاسة التر على األرض ،وأ ا تذهع بإزاللة
أثرها بالماء.
وكذلك اكر النوأ الثاين ،وهو بول الغ م الذي لم يأك الطعام وقيمه.
الناع الثالث :وهو النًاسة المغلظة ،وهو بًاسة الكلع ،سواء كان بول ،أو سؤرا أو بحو الك،
فإ للا إاا أصللابت المللائع يف ا بللاء مللث إاا شللرب منلله ،فإ للا تكللون بًاسللة مغلظللة ،فيًللع غسللله سللبع
غس ت ،إحدى هذه الغس ت بالةاب ،ل ُبد أن يكون إحداها بالةاب.
ومعنى كون إحداها بالةاب أن ُيًمع الماء والةاب معا ثم يًع ن ،أو يًع الماء ثم يتبلع بلالةاب
92
بعده ،أو ُيًع الةاب على ا باء ثم يًع الماء عليه ،ول يكفر بعد الغس ت السبع أن يذر الةاب.
إان ث ث حالت يف غس بًاسلة الكللع والخنليلر ،أن ُيخلطلا معلا ثلم ُيًعل يف ا بلاء ،أن ُيًعل
الماء يف ا باء ثم يذر فوقه الةاب فيكون حينمذ معه الةاب ،أو يًعل اللةاب وفوقله الملاء بعلده مباشلر
من غير يعنر اتباأ له ..ليس بعد ابفصاله ،ثم يغس بله المحل ،اللذي ل يًلل أن يلذر اللةاب ملن غيلر
ماء ،ار الةاب من غير ماء ل يًل ،لقول النبر « إحداهن بالتراب» هذا األمر األول وهلو
صفة التطهير.
اْلمر الثاين :أن الدلي على هذا النًاسلة المغلظلة ملا جلاء يف حلديث عبلد اهلل بلن المغفل ،وأبلر
هريللر يف الصللحيحين أن النبللر قللال «إذا ولــَ -ويف لقــإ إذا َــرب -ال لــب مــن إنــان
أحدكم ليغسل سبعا إحداهن بالتراب أو أوَّلهـن ،أو أهـراهن» ولفظلة الثامنلة محملول عللى أي الثامنلة
على إحداهن «بالتراب».
هذا الحلديث يقلول فقهاهبلا أبله يقلاس عليله يف بعله صلوره قياسلا أولويلا ،ويف بعله صلوره قياسلا
مطلقا.
الصارة اْلولى :يف بًاسة الكلع ،فإبه يقاس عليله الخنليلر قياسلا أولويلا ،فيأخلذ الخنليلر حكلم
الكلع؛ ألبه أشد بًاسة؛ ألن الكلع يًوز استعماله للحرث والصليد ،وأملا الخنليلر فل يًلوز مطل ًقلا،
والخنلير يقت مطل ًقا ،والكلع على ث ثلة أبلواأ كملا تعلملون ،إان فقليس الخنليلر عليله قياسلا أولويلا يف
النًاسة ،هذا واحد.
الصارة الثانية :أبه قالوا يقاس عليله القيلاس األوللوي يف قللية لملا قلال النبلر « إذا
ولَ» فمن باب أوللى بولله فهلذا ملن بلاب القيلاس األوللوى ،فبلول الكللع يغسل كلذلك سلبعا ،فليسلت
النًاسة خاصة بولوغه يف الماء المائع.
الصارة الثالثة :أن يف قول النبر « إحداهن بالتراب» أن المراد بالةاب التطهيلر فلإاا
وجد شرء آخر يطهر مث الةاب أو أكثر فإبه يًل عنله ،واللك مثل األوشلنان ومثل الصلابون ،فيًلوز
إبدال الةاب بأوشنان أو بصابون ،إاا قيس على الكلع قياسا أولويلا ث ثلة أشلياء فأخلذ جميلع األحكلام:
٦
93
الخنلير ،وقيس على الةاب الصابون واألوشنان ،وقيس على الولوغ :البول والدم وبحو الك.
أما القياس المساوي فإ م قاسوا عليه سائر النًاسات التر لم يرد ا دليل ،ورد دليل ببلول الغل م،
وورد الللدلي بللاألرض ،وسللائر النًاسللات قللالوا ُيقللاس علللى الكلللع فيغس ل سللب ًعا دون التةيللع؛ ألن
التةيع معنى خاصة تعبدي ول يعرف يف الحرأ أبله أملر بالتةيلع إل بالكللع ،فل يلحل بله إل ملا كلان
مثله على سبي األولى وهو الخنليلر ،وملا علداه ملن النًاسلات فهلر سلبع ،هلذا بظلر الفقهلاء ملن حيلث
الدلي .
أبا سأاكر ك م المصنف اآلن ،وأبلله على األحاديث التر اكرهتا قب قي .
قال :وغيرهما أي وغيلر بلول الغل م واألرض ،بسلبع غسل ت ،أي كل بًاسلة وقعلت عللى الثلوب
سواء كابت بول آدمر أو علرته ،أو دما أو بحو الك ف ُبد من سبع غس ت ،ما لدلي ؟
قالوا القياس على الكلع يف غير التةيع؛ ألن التةيع ليس له معنى واض ؛ ولذلك ف يقاس عليله،
فيغس عليه سبعا ،وروى عن ابن عمر أبه كان يغس سبعا.
هذا رأي الفقهلاء عمو ًملا يف هلذه المسلألة ،ولكلن العمل اآلن عنلد أغللع النلاس عللى علدم وجلوب
التسبيع؛ ولذلك فإن كثير من محققر المذهع ومنهم الع مة الموف ابن قدامة رأى أن هذا لليس بل زم،
واختار الث ث على سبي الندب ل على سبي الوجوب ،وفا ًقا للحافعية.
قال أحدها بةاب ،قال بسلبع غسل ت أي يًلع أن تكلون الغسل ت السلبع منقيلة ،وأن تكلون عامله
للمح ،والنقاء العا بآخر غسلة ،وليس ب زم أن تكون منقية قب األولى.
قال أحدها بةاب ،وبحوه كأوشنان وصابون ،يف بًاسة كلع وخنلير فقلط ،وغيرهلا ل يلللم اللةاب
وبحوه.
مر مع الدلك مًل ،والدلي عليه حديث أسماء واكرته يف الدرس الماضر ؛ لكن يقولون مفهلوم هلذه
الًملة :أبه يلر بقاء الطعم فلو وجد بعم له فإبه يلر ،ولو كان معًوزا عنه.
ا بنفسها ،إما أن يكون بنفسها من غير بقل ،أو بنقلهلا ملن غيلر قصلد تخليلهلا ،فللو بقللت ملن وابق
ا بنفسها خ . مكان إلى مكان –أي :الخمر -من غير قصد تخليلها فإبه ملحقة بابق
هذا الذي اكرته يف البداية ،أن الفقهاء يقولون إن المائعات سوا الماء ل تطهر مطل ًقا ،ل باستحالة ول
بًسا.
ً بغيرها ،وكذلك المتحرب للنًاسة الذي يتحرب بأن يكون إباء يتحرب فحينمذ يصب
ان َط ِ
ـاهرٍ ََّل َد َم َسـبِ ٍ
يٍ س َون َْح ِا ِه ِم ْن َح َي َا ٍ قال املصنفَ « :و ُع ِق ِ َب ْيرِ َمائِ ٍع َو َم ْط ُعا ٍم َع ْن َي ِسيرِ َد ٍم ن ِ
َُ ٍ
َ
إِ ََّّل ِم ْن َح ْي ٍ ».
هذا مما خففه اهلل عنا أبه خفف عنا الدم اليسير النًس ،من حيث للوم تطهيره ،وهلذا مسلتثنى
منه ،إاا وقع الدم يف المائعات والمطعومات ،فإبه ل يعفى عنها للتأكد يف للوم تطهيرها.
قال من حيوان باهر ،أي أن يكون الدم من حيوان باهر ،ل دم سبي ،إل ملن حليه ،أي أن اللدم إاا
كان خارج من السبيلين القب والدبر ،فإبه يأخذ حكم البول ،فقليله وكثيره سواء يللم تطهيره.
يقول إن ما ل بفس له سائلة ،النفس المراد ا الدم؛ ولذلك سميت النفسلاء بفسلاء أل لا يخلرج منهلا
دم .قال وما ليس له دم سائ الذي بسميه اآلن بحن بلغتنا الدارجة العلميلة الحيوابلات اوات اللدم البلارد
٦
95
كالعقرب والنملة والنحلة والبعوض هذه ليست لها دم سائ ،فليست لها دور دموية كاملة.
قال :وقم هذا من بلاب عطلف الخلاص عللى العلام ،وبراغيلث ،وبعلوض وكلله مملا لليس لله بفلس
سائلة.
قال باهرا مطلقا ،الدلي على بهارتله أن النبلر قلال «إذا وقـع الـذباب يف إنـان أحـدكم
ليغمس ِن يف أحد جناحي دان ويف اْلهر دوان» ليس المراد بالذباب الذباب اللذي بعرفله ،وإبملا كل ملا
بار من الفراش ُيسمى اباب؛ ولذلك جاء عند ابن حبان أن النبر قال «الذباب كل يف النـار
بائرا من الفراش يسمى ابابا.
إَّل النحٍ» فدل على أن النح وك ما كان ً
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و َمائع ُم ْس رَ ،و َما ََّل ُي ْؤك ٍَُ م ْن َط ْيرٍ َو َب َهائ َم م َّما َ ْا َق َا ْل ِه ِر ه ْل َهةَ ،و َل َبن َو َمن ٌّ م ْ
ـن َب ْيـرِ
آ َد ِم ٍّ ».
أيلا فقال :المائع المسكر ،فإبه يكون بًس ،وهذا حكر عليله أجملاأ أهل
بدأ يتكلم عن النًسات ً
العلم ،وما بقلوا خ فا إل عن ربيعة بن عبد الرحمن شيخ ا مام مالك فقال إبله بطهلار الملائع المسلكر،
ولم يذكر الًامد؛ ألن المحهور عند الفقهاء الًامد المسكر وهو الححيحة خاصة ليس بلنًس ،وأملا ملا
ليس بمسكر وإبما هو مغيع للعق فليس بلنًس عنلدهم سلواء كلان مائعلا أو كلان جاملدا ،فيله فلرق بلين
المسكر الذي يغيع العقل ملع
المسكر والمغيع ،المغيع مث البنج ،فهذا ليس بنًس ،النًس فقط هو ُ
أيلا الححيحة.
بحو وبرب ،وهو الخمر ويحمله ً
قال ما ل يأك من بير و ائم مما فوق الهر خلقة ،فهو بًس كذلك.
قال :ومنه باهر ،كمما ل دم له سائ ،فإبه يكون باهرا كما سب .
ت نَُاس ُت وإِ ََّّل َ َط ِ ِ قال املصنفَ « :و ُي ْع َقى َع ْن َي ِسيرِ طِ ِ
ين ََ ِ
اهر». ار ٍع ُع ْر ا إِ ْن ُعل َم ْ َ َ ُ َ
هذا من يحكى ا جماأ عليه ألن هذا من اليسير الذي يعفى عنه للمحقة.
96
بدأ يتكلم المصنف عن الحيه وأحكامه ،وهو ختم بذكر أحكام الحيه كتاب الطهار ؛ ألن وجلود
الحيه يمنع من صحة الص ،ووجو ا معا فناسع أن تكون آخر األبواب.
»، حائللا ،واللدلي عللى اللك أن عائحلة قاللت« :إن الحامـٍ َّل تحـي
ً المرأ الحام ل تكون
وبناء على الك فإن المرأ إاا كابت حام فك دم يخرج منها بحكم بأبه دم استحاضة وليس دم حليه،
أيلا من قول النبر ما جلاء يف حلديث أبلر سلعيد يف سلبر أوبلاس أن
ويدل على الك ً
النبر ى أن توبأ الحام حتى تللع وأن توبلأ غيلر الحامل حتلى تحليه ،فمفهلوم هلذا
الحديث أن الحام ل تحيه.
يقولون إن المرأ إاا أتمت خمسين سنة فإ ا ل تحيه ،لما جاء عن عائحة يف هذا الباب ،وبقل
أيلا عن أم سلمة ،قالوا :والتقدير بالخمسين على سبي التقريع ،فللو أ لا حاضلت بعلده بقليل فإبله قلد
ً
يلح به على سبي التقريع؛ ألن كثير من العلماء يقولون :إ لا قلد تصل إللى السلتين ،إملا قطعلا أو عللى
سبي الحك ،فيكون الحيه حين إاا محكوكا.
أيلا ما اكرته عائحة يف هذا الباب ،أن المرأ ل تحيه قبل تسلع سلنين ،وبنلا ًء عليله الملراد بالتسلع،
ً
التسع سنين السنين القمرية ل الحمسية ،وك دم يخرج من البنت قب التسع فإبه ل يعتا حيه.
أق الحيه يوم وليلة لقلاء على حينما قلا به شري فصدقه ،ومعنى قولنا إن أق الحيه يوم
وليلة ،أي ل ُبد أن يكون الحليه أربعلا وعحلرين سلاعة ملن ابتلداءه ،فل ُبلد أن يحسلع بلأربع وعحلرين
ساعة؛ ألن اليوم والليلة أحيابا يقدر بالساعات ،وأحيابا يقلدر بالصللوات ،كملا يف حلد ا قاملة فإ لا تقلدر
بالصلوات.
٦
97
والفائد من معرفتنا أق الحيه يوم وليلة مسائ سيأا بعلها يف قلية الحكم عللى المبتلدأ ،وملن
حيلا.
الك أبنا بقول إن المرأ إاا خرج منها دم وابقطع يف أق من يوم وليلة فإن هذا الدم ل بسميه ً
وابتبهوا لمسألة إاا قلنا ابقطع ما معنى ابقطع معنى ابقطع أ ا تحتحر بقطلن وبحلوه فلةاه جافلا ،كملا
قالت عائحة أعرضن علر الكرسف ،ف بد أن يكلون جافلا ،لليس معنلاه أبله للم يخلرج شلرء ألن الفقهلاء
يرون أن داخ الفرج ملح بخارجه ف ُبد أن تحتحلر بقطلن وبحلوه فلإن للم يخلرج شلرء فإبله حلين إاا
تعتا قد ابقطع الحيه إاا ل ُبد أن يكون الحيه موجودا يوما وليلة ،وملا دون اللك فل يسلمى حليه،
ل تعتا حائلا.
قللال« :وأكثللره خمسللة عحللر» دليللله مللا جللاء عللن عطللاء أبلله قللال أكثللر الحلليه خمسللة عحللر يومللا
بلياليهن ،وروى حديث وهذا الحديث اسلتدل بله الفقهلاء لكلن اكلر أهل العللم أن ل أصل لله ،وهلو أن
النبر لما سم عن سبع بقصان دين المرأ وعقلها قلال« :تم ث َـطر دهرهـا َّل تصـل »،
فحطر الدهر أي بصف الحهر خمسة عحر يوما.
ولكللن العمللوم السللتدلل إبمللا هللو بمللا اكللره عطللاء عللن الصللحابة ،وهللذا الحللديث إبمللا هللو
ل ستمناس ،والفقهاء عندهم أدلة ل ستمناس وأدلة ل حتًاج.
لقلاء عللر ،اللذي وافل قللاء شلري يف الملرأ التلر حاضلت ثل ث حليه وبهلرين يف تسلع
وعحرين يوما ،فإاا كان أق الحيه يوم وليلة ،فإن أق الطهر ث ثة عحلر :أي يوملا بليلاليهن ،وبنلا ًء عللى
الك فإن المرأ ،إاا جاءها حيلها تاما ،ابتبهوا لعبار تام ألن سأاكر بعد قلي كيف بعلرف الحليه التلام
من غير التام ،إاا جاء المرأ حيلها تاما ،وكملت عادهتا ،ثم رأت دما آخر ،قب أق ملن ث ثلة عحلر يوملا
بلياليهن ،وتحسع بالساعات ،فنقول إن هذا الدم يعتا استحاضة ول يعتا حيلا.
98
وأمللا إن كللان الللدم غيللر تللام الللدور غيللر تامللة ،والعللاد ليسللت كاملللة ،فقللد يكللون مللن بللاب التلفيل ،
وسأاكره يف محله.
ول حد ألكثره فقد ل تحيه المرأ يف السنة إل مر ،أو تحيه يف العمر مر ،ف حد ألكثلره ،ولكلن
المصنف هنا بب ًعا اكر غالع الحيه ،ولم يذكر غالع الطهر ،وغالع الطهر هلو بلاقر الحلهر ،فلإاا كلان
ستا فهو أربع وعحرون ،أو ث ث وعحرون.
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َع َل ْي ِه َما ِ ْع ٍُ َص َال ٍة َو َص ْامٍَ ،و َي ْلز َُم َها َق َضاؤُ ه».
هذا لحديث عائحة كنا بؤمر بقلاء الصوم ،ول بؤمر بقلاء الص .
من وبئ امرأ وهر حائه ،سواء يف إقبال الحيه أو يف إدباره ،فيًع عليه وجوبلا أن ُيكفلر ،وهلذه
الكفار أن يتصدق بالملال بلدينار أو بنصلفه ،لحلديث ابلن عبلاس ،والملراد باللدينار ،ملا يعلادل أربلع
جرامات وربع من الذهع ،فينظر ما قيمة أربع جرامات وربع من الذهع ،فيتصدق لا أو بنصلفها ،يًلع
هذا الكفار على الرج ،وتًع على المرأ ،إن كابت المرأ مطاوعة غيلر مكرهلة ،فلإن عًلل الرجل أو
عليه بعه المتأخرين. المرأ عن الكفار سقطت لعًله ،ب
أي :وتباال المباشر فيما دون الفرج ،فيًوز الستمتاأ بغير الوطء ،لما جلاء علن ابلن عبلاس أبله
قال :إل النكاال ،وأما قول النبر أبه قال يأمرها بأن تتلر فهو محمول على الكناية.
قال املصنفَ « :وا ْل ُم ْبتَدَ َأة ُ ت َُْ ِل ُس َأ َق َّل ُ ُث َّم َت ْغت َِس ٍُ َوت َُص ِل ».
ابظروا معر!! هذه سنقف معها قلي أل ا آخر مسألة يف هذا الباب.
ابظروا معر!! النساء بوعان ،إما أن تكون مبتدأ ،أو أل تكون مبتدأ .
ا الحيه ابتدا ًء ،ألول ملر تحليه سنبدأ باألول وهر المرأ المبتدأ ،المراد بالمبتدأ :التر يبتد
حديثة عهد ببلوغ ،أو تأخر عنها الحيه سلنين ،وللم تحله إل عللى كلا وهكلذا ،إان الملراد بالمبتلدأ :
٦
99
الكل م يف المبتلدأ سلأاكره لكلم عللى وأما الغير المبتدأ فسليأا الحلديث عنهلا بعلد قليل ،ملخل
سبي ا جمال ،ثم برجع لك م المصنف وبطب عليه الك م الذي سأورده لكم فابتبهوا له واحفظوه.
يوملا وليللة فقلط ،وملا زاد علن اليلوم المبتدأ يقولون :يف أول شهر إبما َتمتنلع علن الصلوم ،والصل
والليلة فإ ا تغتس وتصوم وتصلر ،ويكون هذا اللائد الذي فيه الدم يسمى محكوكًا ،محلكوكًا فيله ،أول
شهر مطل ًقا ك النساء المبتدأ يف أول شهر إبما تمكلث يوملا وليللة فقلط ثلم تغتسل ،وملا زاد يعتلا معلقلا
على ما سيأا بعد قلي يف الحهر الثاين وما بعده.
فإاا جاء الحهر الثاين فنقول :إاا وجد عندها تمييل ،وعا الدم أكثر الحليه ،فإ لا تعمل بلالتمييل ،إاا
وخامسا ،حتى يثبت لها تمييل أو علاد ،
ً شهرا ثال ًثا وراب ًعا
صل لذلك ،فإن لم يكن عندها تمييل فإ ا تنتظر ً
فإاا ثبت لها تمييل أو عاد رجعت لألشهر الماضية جمي ًعا ،وقلت صيام األيام التر حكمنلا بأ لا حليه
الك م يف المبتدأ . فيها فقط ،هذا ملخ
قال املصنفَ « :وا ْل ُم ْبتَدَ َأة ُ ت َُْ ِل ُس َأ َق َّل ُ ُث َّم َت ْغت َِس ٍُ َوت َُص ِل ».
قال :المبتدأ تًلس أقله أي أق الحيه يوما وليلة ثم تغتس وتصلر وتصوم.
يقول :إاا كان الدم قد جاوز الخمسة عحر يوما فسيأا ،وإن لم يًاوز الخمسة عحر يلوم ،وإبملا كلان
أق من الك كسبع أيام أو ثمابية فإ ا تغس مر أخرى ،فيكون لها اغتسالن.
ب ِي ِ ». ِ
َت ْهض َما َو َج َ قال املصنفْ ِِ َ « :ن َت ََّر َر َث َالثا َ ُه َا َح ْي
هذا إاا ثبت لها عاد ،فتكلرر ثل ث ملرات ،ثل ث أشلهر متواليلات؛ ألن العلاد إبملا تثبلت بلالتكرار،
ل تقلى. فةجع فتقلر ما سب فيه من الصيام دون الص ؛ ألن الص
وإاا أيست قبله ،أي :لم يأهتا الحيه بسلبع السلن يعنلى بلغلت خمسلين سلنة للم تحله إل يف آخلر
شللهر مللن حللين كللان عمرهللا تسللع وأربعللين سللنة فلمللا بلغللت الخمسللين تعتللا أيسللة ،فكل دم يخللرج بعللد
100
الخمسين ل عا ا ،أو لم يعد لها بعلد اللك أبقطلع للم تحله إل ملر واحلد فإ لا حينملذ ل تعيلد ول
تقلر ما وجع يف تلك األيام.
قال :وإن جاوز أكثر الحيه فتعتا مستحاضة ،أي :ما زاد عن الحيه تعتا مستحاضة إل إاا كابلت
تستطيع التمييل.
يقول :إبه إاا جاوز الخمسة عحر يوما ،فما زاد عن الخمسلة عحلر يوملا فإبله حينملذ يعتلا استحاضلة،
فإن استطاعت التمييل من ثاين شهر أو ملا بعلده ،التمييلل با مكلان اكتحلافه ملن ثلاين شلهر ،أملا العلاد فل
يمكن اكتحافه إل من ثالث شهر؛ ألن العاد ل تثبت إل بث ث ،فلإن اسلتطاعت التمييلل ملن الحلهر الثلاين
فإ ا تًلس التمييل وما زاد عن التمييل تعتاه استحاضة ،وسأشرال التمييل بعد قلي .
قال املصنفَ « :وإِ ََّّل َأ َق ٍَّ َا ْل َح ْي ِ َحتَّى َت َت ََّر َر اِ ْستِ َحاضت َُها ُث َّم بَالِ َب ».
قال :وإل فإ ا تمكث أق الحيه ،حتى تتكرر استحاضو فحينملذ تأخلذ الغاللع أو تثبلت لهلا العلاد
كما تقدم.
هذا المسألة الثابيلة فيملا إاا للم تكلن الملرأ مبتلدأ ،وابظلروا معلر الملرأ غيلر المبتلدأ إملا أن تكلون
معتاد ،وإما أن تكون مميل .
معنى المميل أي التر تميل دم الحيه من غيلره ،وهلو دم الستحاضلة ،دم الحليه لله أربعلة أللوان:
سواد ،وحمر ،وكدر ،وصفر ،ك األلوان أربعة هذه تسمى دم الحيه ،غيرها هذه األللوان األربعلة ل
يسمى دم حيه ،مث القصة ،القصة البيلاء هذا ليس حيلا ألن ليست من ألوان الدم األربعة ،إاا أللوان
الدم أربعة.
المللرأ المميللل تسللتطيع أن تميللل دم الحلليه مللن غيللره ،فالللدم القللوي مللع اللللعيف ،القللوي حلليه
واللللعيف استحاضللة ،فللإاا جاءهللا سللواد وجاءهتللا كللدر أو صللفر فالسللواد حلليه ،والصللفر والكللدر
٦
101
إان المرأ تستطيع أن تميل الحيه من غيره بث ثة ع ملات :بلاللون واكر لا قبل قليل ،وبالرائحلة،
دم أسـاد َيعـرف» أي ملن الرائحلة وهلو وباألوجاأ المصاحبة ،دليله ما جاء يف الحلديث« :إن دم الحـي
ال َعرف ،وبعه الحراال يقول « ُيعرف» ضبطه كذلك عدد من الحلراال وملنهم الصلنعاين يف سلبي السل م،
أي ُيعرف باألوجاأ المصاحبة له.
هذه المرأ تعرف دم الحيه من غيره ذه الع مات الث ثة هذه تسمى مميل ،إاا ميلت المرأ اللدم
الحيه من غيره ومكثت ث ث حيه ،وقد ابلبط تمييله فتثبت لها العلاد ،بلأن تكلون لهلا علاد خمسلة
العلاد علن يلوم وليللة ،ول تليلد علن خمسلة أيام ،أو ستة أيام ،أو عحر أيام وهكلذا ،بحلرط أن ل تلنق
عحر يو ًما بلياليهن ،هذه تسمى عاد .
والعاد عند العلماء بوعان :عاد عدد وهو المقصود هنا ،وعلاد زملن وهلر ملذكور يف المستحاضلة
سيأا محلها.
إان العاد بوعان :ويهمنا عاد العدد ،ابظروا معر هذه المرأ إاا كان لها عاد ولهلا تمييلل ،فاختلفلت
دائملا سلبعة أيلام ،ويف هلذا
العاد والتمييل بمعنى أ ا يف شهر من األشلهر زاد حيللها علن عادهتلا ،عادهتلا ً
الحهر زاد حيلها يوما واحدا فأصبحت ثمابية ،فه تمكلث الثملان باللدم اللذي ميلتله أم تمكلث بالعلاد
السبع؟
بقول إاا عارضت العاد التمييل قدمنا العاد ،والدلي عليه ما ثبت أن النبر قال للملرأ
المستحاضة« :ام ث قدر حيضتب» قدرها أي امكثر قدر العاد ،إان المرأ أاا كابت معتلاد ومميلل ثلم
عارضت العاد التمييل فإبنا بعم بالعاد ول بعم بالتمييل.
كيف ُتعارض العاد التمييل؟ لها صورتان ،معارضة العاد للتمييل لها صلورتان ،وأملا الصلور الثالثلة
فليست من باب المعارضة ،ب من باب النقاء.
ما هي املعارضة؟
الصارة اْلولى :أن يليد الدم عن العلاد ،عادهتلا سلبع أيلام فللاد اللدم يوملا ،هنلا عارضلت العلاد
التمييل ،فنعم بالعاد .
102
الصارة الثانية :أن يأتيها يف أثناء عادهتا اللون القوي واللعيف م ًعا ،امرأ عادهتا الدم القوي سلبع
أيام ،واللعيف يومان ل تعتا باليومين مث ترى أبه استحاضة ،ففر هذا الحهر جاءها القوي خمسة أيلام
حيللا ،فالصلفر والكلدر يف
فقط ويومان جاءها دم ضعيف ،فنقول إن الدم اللعيف يف أثناء العاد يعتا ً
حيلا؛ ألن العا بالعاد فتقدم العاد واض .
أثناء العاد تعتا ً
الصارة الثالثة :ل تسمى معارضة بين العاد والتمييل ،وإبما تسمى النقاء ،وستأا بعد قلي ،وهر
إاا جفت المرأ جفا ًفا تا ًما قب تمام العاد بأن جعلت الكرسف وهو القطن وبحوه ولم يخرج معه شرء،
فحينمذ فإن ابقطاأ الدم يؤدي إلى الحكم بأن المرأ قلد ابقطلع حيللها ،فل بحكلم بأ لا حلائه ،ول دم
منها ،وضحت إان عرفنا معنى معارضة العاد والتمييل.
وهذا ك م المصنف :ومستحاضة ،المستحاضة أي التر علارض عنلدها العلاد التمييلل ،معتلاد تقلدم
عادهتا ،تقدم العاد .
بب ًعا كان المفروض أن أاكر مقدمات قب ؛ لكن قب أن بنتقل إللى األحكلام المتعلقلة بعلد الحليه،
سللأاكر لكللم قاعللد تختصللرون فيهللا األحكللام المتعلقللة بللالحيه علللى سللبي السللرعة ،أو سللأاكر بعلله
أحكامها.
المرأ كيف تعرف ابتداء حيلها وكيف تعرف ابتهاء حيلها؟ هذه أهم مسألة.
ل يحكم بابتداء الحيه إل بخروج الدم ،ل ُبد من خروج الدم؛ ولذلك فلإن الملرأ المستحاضلة إاا
عليله الفقهلاء ،إان قلنا إ ا تمكث أغلع حيلها فإ ا تمكث من أوله ولو كابت عادهتا يف وسطه كما ب
ل ُبد أن يكون الحيه متى؟ من ابتدأ الحيه أو ما ينلل الحليه ملن أول الحلهر إل املرأ واحلد وهلر
التر يستمر ا الحيه شهره كله فيكون حيلها من أول الحهر القمري ،إان هنا عرفنا متى بحكم بابتلداء
الحيه ،بحكم بأن المرأ ابتدأ حيللها إاا خلرج منهلا دم يصلل أن يكلون دم حليه وهلو أحلد األللوان
األربعة إاا لم تكن مميل ،ليس عندها قوي وضعيف .هذا ابتداء الحيه.
العالمة اْلولى :بأن ترى القصة البيلاء ،وهو أمر يخرج من بعله النسلاء دون بعله ،لليس كل
النساء يرين القصة ،بأن يخرج مث الخيط الرفيع أبيه يرينه ،إاا رأت المرأ القصة البيلاء فقط بهرت.
٦
103
العالمة الثانية :أن ترى الًفلاف ،وقلد اكلرت لكلم اللك يف حلديث عائحلة عنلد الحلاكم ،ولليس
معنى الًفاف ليس عدم خروج الدم ،وإبما المراد بالًفاف هو أن تستدخ المرأ قطنا وبحوه ثم يخلرج
ل دم فيه ،اعرضن علر الكرسف كما قالت عائحة ،إاا هذا هو الًفاف.
العالمة الثالثة :هو المهم عندبا ،بقول :ينقطع الحيه حكما يف الصور التالية:
أول :يف المبتللدأ بيللوم وليلللة ،ويف المعتللاد بعادهتللا ،ويف المميللل بتميلهللا ،ويف المستحاضللة بغالللع
الحيه وهو ست أيام أو سبعة.
ومتى بصير إلى أكثر الحيه بقول بصير إلى أكثر الحيه إاا لم تثبت الستحاضة يعنى أول شلهرين
أو ث ثة ،فتأخذ أكثر الحيه احتيابا.
قال املصنفَ « :و َي ْلز َُم َها َون َْح َا َها ب َْس ٍُ َا ْل َم َح ٍِ َو َع ْص ُب ُ».
قال ويللمها :أي يللم المرأ المستحاضة وبحوها :أي ك من بله حلدث دائلم كًلرال ،أو اسلتط ق،
أو سلس بول ،أو عدم استمساك لغائط ،غس المحل يعنلر غسل المحل قبل عصلبه ،قلال وعصلبه أي
تغطية ك يلوث الثوب ول يلوث األرض.
قال :إن خرج شرء ،فإن لم يخرج شرء من المستحاضة أو من به سلسل بلول ،فإبله ل يللمله الللوء
لك ص .
اح ِة». ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :ون َّي ُة َاَّل ْست َب َ
ول يًوز الفقهاء ل يًوز وطء المرأ المستحاضة ألن فيه إضرارا ا من جهة ،وألن الملرء إاا وطء
104
المستحاضللة قللد يكرههللا لوجللود الللدم الللذي يخللرج منهللا ،فإبقللاء لأللفللة بللين اللللوجين يحللرم وطء
المستحاضة ،وألبه محكوك فيه يف بعه أحكامه ،فيه شبه بالحيه ،فإبله ل يًلوز وبمهلا ،إل ملع خلوف
اللبا على الرج أو على المرأ .
لِملا جللاء عللن الصللحابة كعائحللة وغيرهللا أ للم قللالوا الللك ،وبنللا ًء علللى الللك فإبلله إاا زاد النفللاس عللن
األربعين ف يسمى بفلاس ،وكل دم يخلرج يف ملد األربعلين ،بلأي للون ملن األللوان األربعلة فإبله يسلمى
بفاسا.
ً
قال املصنفَ « :والنَّ َها ُن ز ََمنُ ُ ُط ْهر ُي َْر ُه َا ْل َا ْط ُن ِي ِ ».
ابظر معر النقاء ما هو؟ هو ابقطاأ الدم من الحائه قب تمام العاد ،أو ابقطاأ الدم ملن النفسلاء قبل
تمللام النفللاس ثللم رجوعلله بعللد الللك ،إان عرفنللا مللا هللو النقللاء؟ النقللاء :هللو أن ينقطللع الللدم مللن النفسللاء
والحائه ثم يرجع مر أخرى.
اليرط الثاين :أبه ل يسمى النقاء ،بقاء إل أن يكون يوما وليلة؛ وللذلك قلال ا ملام أحملد أقل ملا
سمع يف النقاء يوم وليلة ،فإاا كان الًفاف أق من يوما وليلة فليس بنقاء ب يحكم بأ ا ك اليلوم بفلاس،
إان ل ُبد أن يكون النقاء يوم وليلة.
المسألة الثالثة :معنا أن النقاء هنا بقول إبله يعتلا بهلر ،فللو أن الملرأ النفسلاء جاءهلا اللدم عحلر
أيام ،ثم ابقطع الدم بقا ًء تا ًما ،أي جفا ًفا يومان أو ث ثة ،ثم بعد الك رجع لها اللدم ،بلأي للون ملن األللوان
األربعة ،فالعحر األولى بفاس ،وما بعد النقلاء بفلاس ،وهلذه الث ثلة أيلام صلومها ،وصل هتا صلحيحة ل
يللمها إعادهتا؛ أل ا بهر.
وكللذلك بقللول الحللائه فللإن الحللائه بقللول إن بقاءهللا بهللر كللذلك؛ لكللن الحللائه يسللمى بقاءهللا
٦
105
بالعاد الملفقة ،يسمو ا عاد ملفقة بأن تكون حاضت يومين ثم جفلت قبل تملام عادهتلا ،عادهتلا خمسلة
أيام حاضت يومين ثم جفت بقول تصوم وتصلر ،ثم بعد فلة جلاء قبل ث ثلة عحلر يو ًملا جاءهلا يوملان
آخران فنقول يلفقان ،ولو كان بينهما خمسة أيام أو عحر أيام ،فتلف اليومان مع اليومان ،ما لم تص إللى
أكثر العاد وهر خمسة أيام ،عاد المرأ هذه ،فيًع أن ل يًاوز عادهتلا ،بخل ف الملرأ إاا تملت علاد
خمسة أيام ثم ابقطع الدم وجاءها دم بعد الك ل عا به؛ أل ا تملت عادهتلا ،كملا قلال عللر إاا رأت
المرأ الدم مث غسالة اللحم بعد الطهر فإبه من الحيطان.
لكن الفرق بين بقاء الحيه وبقاء النفاس ،أن بقاء النفاس يكره الوطء فيه أم بقاء الحيه ف يكره.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)4
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
تًللع الخمللس ألن النبللر لمللا سللأله األعرابللر يف حللديث ابللن عبللاس :ه ل علللر
غيرها ،قالَّ« :ل ،إَّل أن تطاع» ،فدل على أن الواجع هر الصلوات الخمس دون ما عداها.
على ك مسلم؛ ألن غير المسلم وهو الكافر ل بية له ف تصل منله ،وإن كلان مخاببلا لا ملن حيلث
العذاب يوم القيامة ،ولكنه ليس مخاببا ا يف الدبيا ،والفرق بين المخاببة يف اللدبيا وملن حيلث العلذاب
أبه ل يؤمر بقلائها إاا أسلم.
قال :مكلف سيأا بعد قلي ألن غير المكلف ل تًع عليه ،وأما حديث عملرو بلن شلعيع علن أبيله
عن جده أن النبر قال« :مروا أبنانكم بالصـالة لعيـر» ،فإ لا ل تلدل عللى وجلوب الصل
على ابن العحر؛ ألن القاعد األصولية أن األمر باألمر ليس أمرا ،وإبما هو بدب ،فاألمر بلاألمر أملر بلدب
وليس أمر حتم وللوم.
قال :ول تص من مًنون لفقده النية ،ول صغير غير مميل ألن غير المميل ل تص بيته ،وأملا المميلل
فتص بعه تصرفاته وبعه بياته.
قال املصنفَ « :و َع َلى َولِ ِي ِ َأ ْم ُر ُه بِ َها لِ َس ْبعٍَ ،و َض ْر ُب ُ َع َلى ت َْركِ َها لِ َع ْيرٍ».
المنافقين ،يرقبون الحمس حتى إاا اصفرت بقروهلا ،فلدل عللى بين أن هذه إبما هر ص
لوقلت الللرور ،إل لملن لله الًملع بنيتله ،أي ملن أراد أن يًملع الصل تين، أبه ل يًوز تلأخير الصل
المغرب ملع العحلاء ،فيًلوز لله أن يلؤخر الظهلر إللى العصلر ،وأن يلؤخر الظهر مع العصر ،وص ص
المغرب إلى العحاء؛ لكن بحرط أن ينوي الًمع يف وقت األولى ،يًع أن ينوي الًمع يف وقت األوللى
لكر ل يكون آثما بالتأخير.
قال املصنف« :وم ْيت َِغٍ بِ َير ٍ
ط َل َها َي ْح ُص ٍُ َقرِيبا». ْ َُ
هذه الًمللة أشلكلت كثيلرا عللى الفقهلاء إشلكال كبيلرا ،وقلد قيل أن أول ملن قلال هلذه الًمللة هلو
الموف ابن قدامة أخذها من بعه الفقهاء الحافعية؛ ألن هذه الًملة لها للوازم ،ولوازمهلا أبله للو قلنلا أن
عن وقتها فإبه ترتع عليله علدد ملن الللوازم غيلر الصلحيحة ،للو ك محتغ بحرط يًوز له تأخير الص
يلومين وث ثلة وأربعلة ألبله سليًد الملاء بعلد يلوم ،وهكلذا أو يًوز له أن يؤخر الصل قلنا أن الحخ
سة .
والصواب أننا نقول أن املشتغل بالشرط جيوز له تأخري الصالة عن وقتها يف حالتني:
الحالة اْلولى :إاا كان حصوله يحص قريبا منه ،مثاله :كالنائم إاا استيقظ من بومه ،وسعيه للماء
علن وقتهلا ،يعنلر اسلتيقظ قبل خلروج و الوضوء سيأخذ منه وقتا وهذا الوقت يؤدي إللى خلروج الصل
الوقت لنقول بخمس دقائ ،فذهابه لدور المياه ووضوءه فيها سيؤدي إلى أبله يصللر الظهلر بعلد وقتهلا،
فنقول هذه الحالة هر التر أرادها الفقهاء ،أبه محتغ بحربها المتيقن ،يًع أن يكون متيقنلا ،وأن يكلون
حاص قريبا ،يحص قريبا كما اكره بعه المتأخرين زياد على صاحع الموف ،هذا واحد.
عن وقت الختيار إللى وقلت الللرور للمحلتغ الحالة الثانية :أ م يقولون يًوز تأخير الص
أيلا أن يكون قد يحص قريبا ،بخ ف المظنون أو المحكوك فيه كما تقدم.
بالحرط ،بب ًعا بقيد ً
فإن المحهور عنلد الفقهلاء أبله كافر ،وهذا بإجماأ أه العلم ،وأما تارك الص قال :وجاحد الص
كافر لما جاء أن النبر قال« :العهد الذي بيننا وبينهم الصالة من تركها هد كقر» كملا جلاء
عند أبر داود ويف الصحي أصله أن النبر قال« :بين المرن وبين ال قر ترك الصالة».
108
هتلاون كفلر حكلاه جماعلة كإسلحاق بلن وقد حكى ا جماأ على الك جماعلة عللى أن تلرك الصل
راهوية كما بقله عنه تلميذه محمد بن بصر المروزي يف تعظيم قدر الص ،وقبلها حكاه ..وائل بلن عبلد
اهلل فإبه قد حكى قلال :للم يكلن صلحابة رسلول اهلل يلرون شليما ملن األعملال تركله كفلر إل
الص .
بدأ المصنف يتكلم عن األاان وا قامة أل ما الع ملة التلر يعلرف لا الصل ،فقلال :إ ملا
فرضا كفاية؛ ألن النبر أمر خالدا إاا أراد أن يغير على قوم أن ينظر فإن سمع عنلدهم األاان
لم يغر عليهم ولم يصبحهم ،فدل على أ ما فرضا كفاية ،ويقات أه البلد إاا لم يؤابوا.
قال :على الرجلال ألن النسلاء ل أاان ول إقاملة ،واألحلرار ألن القلن مللك لسليده فهلو محبلوس لله،
والمقيمين ألن المسافر ل أاان عليه.
قال املصنف« :و ََّل ي ِصح إِ ََّّل مرتَّبا متَاالِيا من ِْايا ِمن َذ َكرٍ ممي ٍز عدْ ٍل و َلا َظ ِ
اهرا». ُ َ َّ َ َ ْ ُ َ ُ َ َ َّ ْ َ ُّ
بدأ يتكلم عن شروط صحته فقال :ل ُبد أن يكون مرتبا ،فلو قدمت جملة على أخلرى للم يصل ؛ ألن
النبر هكذا علم أصحابه ،متواليا بأن ل يكون فص بين الًم بك م ليس ملن جنسلها ،أو
فص بوي .
قللال« :منويللا» يًللع أن ينللوي المللؤان األاان مللن اكللر ألن األاان مللن اكللر ألن األاان إبمللا هللو علللى
الذكور دون ا باث ،وأن يكون مميلا ألن من كان دون سن التمييل ل بية ف يص أاابه.
وأن يكون عدل ألن غير العدل قد يؤان قب الوقلت وللو نلاهرا ،يعنلر العلا بالعداللة الظلاهر دون
البابنة.
ت لِ َغ ْيرِ َ ُْرٍ».
قال املصنف« :وبعدَ َا ْلا ْق ِ
ََْ َ
الفًلر ،فلإن النبلر قلال« :إن بـالَّل ف يص أاان قبل الوقلت إل األاان األول لصل
يؤذن بليٍ لاا واَرباا حتى يؤذن ابن أم م تام».
٦
109
قال املصنفَ « :و ُس َّن ك َْا ُن ُ َص ِيتا َأ ِمينا َعالِما بِا ْل َا ْقت».
قالوا :يسن يف المؤان أن يكون صيتا ،بمعنى أن يكون صوته عاليا ،وأن يكون أمينا على أسرار النلاس
ألبه يرقى على المآان وعلى األماكن المرتفعة فربما ابلع على عوراهتم.
وأن يكون عالما بالوقت ،والعلم بالوقلت لله أربلع درجلات كملا اكلر أهل العللم :إملا بلاليقين ،وإملا
با خبار عن اليقين ،وإما بالحساب ،أو با خبار عن الحساب.
فاليقين هو أن يرى المرء بعينيه الصب بالعا ،أو أن يلرى الحلمس غائبلة أو الللوال أو الظل والفلرء،
فمن رأى بعينه فهذا هو اليقين.
واحد فلأكثر؛ ألن ا خبلار يكفلر فيله رجل اْلمر الثاين :ا خبار عن اليقين وهو أن يخاه شخ
واحد ،والدلي على األمرين أن النبر قال« :إن ب ل يؤان بلي فكلوا واشربوا حتلى يلؤان
ابن أم مكتوم» ،وكان ابن أم مكتوم ل يؤان حتى يقال له أصبحت أصبحت ،فحينما أخلا بلاليقين بطللوأ
الحمس أو غرو ا كان يؤان.
اْلمر الثالث :أبه يعرف دخول الوقت بالحساب ،والحساب معتا بما كان متعلقا بالحمس ،وك
أوقات الفرائه الخمس متعلقة بالحمس ،فالحساب ا معتا.
بخ ف ما كان متعلقا بمنازل القمر ،فإبه غير دقي ؛ ألن العا فيه بالرهيلة ل بلالمي د هلذا ملن جهلة،
ول خت ف بين الحاسبين يف المي د ،بخ ف الحمس فإ ا منلبطة ولذلك السنة الحمسية منللبطة كل
أربع سنين تأا سنة كبيسة.
والرابع :هو ا خبار عن الحساب كالمؤان يؤان بناء عللى التوقيلت فهلو مخلا علن الحسلاب ،وهلو
الدرجة الرابعة.
فقللد كنللا قللد وقفنللا بللاألمس بالحللديث عللن أحكللام األاان ،ومللر معنللا أن العلللم بالوقللت يكللون بللأربع
درجات ،اكرها أه العلم تواليا ،أولها :أن يكون عالما بالوقت بيقينه ومحاهدته ،واليقين تتحقل بطللوأ
الفًر وزوال الحمس ومد الفرء وبحو الك.
110
ويلر الك يف الدرجة ا خبار عن هذه الرهية واليقين ،ثم يليه يف الدرجة الثالثلة الحسلاب ،ثلم يليله يف
الدرجة الرابعة ا خبار عن الحساب ،كحالنا بحن اآلن فإن المؤان إبما يخابا يف الحقيقلة علن الحسلاب
فهو يخابا عن الدخول بالوقت.
فائد معرفة هذه الدرجات األربع :أبنا بقلول أبله إاا تعارضلت هلذه اللدرجات األربلع فتقلدم األوللى
على الثابية ،والثابية على الثالثة وهكذا ،وبناء على الك فلو أن املرأ أخلاه مخلا أن الحلمس قلد غربلت،
المغرب؛ وهو بعينه يرى الحمس بازغة بالعة ،فنقول له ل يًوز له أن يفطر ول يًوز له أن يصلر ص
ألبه وجد اليقين يف حقه.
والدرجة الثابية ل تقب مع وجود األولى ،وهكذا إاا قلنا إاا تعارض الحساب مع الرهية ،فلإن الرهيلة
تكون مقدمة ،وأما الحساب وحده فإبه يكون مقبول ما لم يعارضه ما هو أعلى منه.
ثللم قللال الحلليخ :ومللن جمللع أو قلللى فوائللت ،الللذي يًمللع صلللوات كمللا فعلل النبللر
حينما جمع بين الظهر والعصر يف يوم عرفة ،فإن السلنة يف حقله أن يلؤان لألوللى فقلط ،ثلم
بعدها كما فع النبر وحكاه عنه جلابر كملا يف الصلحي ،فقلد أان لألوللى يقيم لك ص
وأقام للص تين من غير تكرار لألاان.
ويف معنى الك قلاء الفوائت ،فالنبر لما قلى الفائتة أقام لها وأان لما كابت واحد ،
فإن كابت أكثر من الك فإبما يقام للثابية دون األاان.
المؤان إاا أان فإبه يستحع له أي للمؤان أن يتلابع بفسله سلرا ،ويسلتحع لسلامعه كلذلك أن يتابعله،
لقول النبر « :من قال مثٍ ما يهال المؤذن» ،وهذا يحم المؤان ويحم السامع له ،فالك
يدخ يف هذا الفل ،إا لو قلنا إن المؤان ل يدخ فيه لفلات عليله هلذا األجلر ،واألصل أن األجلر علام
للمؤان وغيره.
وقوللله :للمللؤان يحللم أو وسللن لمللؤان وسللامعه متابعللة قوللله ،قوللله :قوللله يحللم األاان وا قامللة؛
ولذلك فإن الفقهاء يقولون يستحع المتابعة للألاان وا قاملة معلا ،فيقلول الملرء مثل ملا يقلول الملؤان،
٦
111
ويقول مث ما يقوم المقيم كذلك؛ ألن ا قاملة تسلمى أاابلا ،وقلد جلاء علن النبلر أبله قلال:
«بين كٍ أذانين صالة» ،فسمى النبر ا قامة أاابا.
اْلمر الثالث :أن يف قول المصنف :وسن لمؤان وسامعه أي ولسلامع الملؤان ،وللو كلان
السامع قد سمع أكثر من مؤان ،فللو كلان بًاببله مؤابلان ،أو أكثلر فإبله يسلتحع لله أن يًيلع كل ملؤان
يسمعه ،إان ..ولو تكرر السماأ فإبه يستحع كذلك.
إبما استثنى الفقهاء يف الك أمرا واحدا ،ل تحرأ فيه المتابعلة ،قلالوا :إاا كلان المتلابع يصللر ،فإبله ل
يحرأ له المتابعة يف ص ته ،وكذا إاا كان متخليا أي يف قلاء الحاجة ،أي يف قلاء حاجتله ،فإبله حينملذ ل
يحرأ له متابعة المؤان.
قال« :قال سرا» أي :يستحع أن يقول سرا مث ما يقول المؤان ،والمتابعلة هلو أن يقلول بعلده مثلله،
دائما يعنر يذكرها أه العلم ،وهر أن السنن فات محلهلا فإ لا ل تقللى ،فبنلاء عللى
ً وبحن عندبا قاعد
ا لك فإن المتابع إاا بال عدم متابعته للمؤان فإبه ل يحرأ له الرجوأ بتكلرار ملا سلمعه منله ،وإبملا يقولله
بعده ،وإبما يحرأ القلاء لبعه الًم ،فللو أن الملرء فاتله أول األاان فقلط ،وأدرك ملع الملؤان آخلره،
فإبه يأا بأوله من باب األداء ل القلاء ،ثم يأا بآخره متابعا؛ ألبه تابع اآلخر.
ألن عندبا القاعد :أن ك سنة فات محلها ل تقلى ،هذه قاعد ملطرد يف الفقه كله ،وإبما يسلتثنى
مواضع قليلة وردت ا السنة ،كالسنة الراتبة فإ ا تقلى ،والوتر على أحد قولر أه العلم؛ ألن بعللهم
اللحى ،وهكذا. يقول إبه قلاء ،وبعلهم يقول إبه ليس بقلاء ،وإبما هو بدل ص
إان المقصود أن األص أن السنة إاا فلات محلهلا ل تقللى وملن اللك األاان؛ لكلن إاا فلات بعله
جمله فإبه ل يكون فائتا ،وإبما يؤتى بما سب ويتابعه بعد الك.
حر على الف ال ،وقلد جلاء يف حلديث قال :إل يف الحيعلتين ،المراد بالحيعلتين هو حر على الص
أبر سعيد أن المرء إاا سلمع الملؤان يف الحيعلتلين فإبله يقلول ل حلول ول قلو إل بلاهلل؛ ألن لفلظ ل
حول ول قو إل بلاهلل ،لفلظ اسلتعابة بمعنلى أبلك تسلتعين بلاهلل وتنسلع لله الحلول والقلو ،وإن ل
حول لك ول قو إل به ،فتستعين به على أداء العباد والص ،من باب الستعابة به .
ولذلب يهال أهٍ العلم :وملن خطلأ كثيلر ملن النلاس نلنهم أن الحيعللة لفلظ اسلةجاأ ،فيقولنلا بعلد
112
المصيبة ،ليس كذلك ،وإبما هر لفظ استعابة تقال عند السلتعابة عللى األملر الصلعع ،فإبلك تسلتعين يف
ابتداءها بذكر الحيعلة.
خيلر ملن النلوم ،قلال :وعنلد التثويلع يقلول قال :ويف التثويع ،المراد بالتثويع قلول الملؤان الصل
صدقت وبررت بكسر الراء ،أي صدقت يف قولك وبررت يف دعوتك لنا ،وهلذه الكلملة وهلر يف التثويلع
الحقيقة أن هذه الكلمة إبما هر من اجتهاد الفقهاء ،وإن كان بعلهم بسلبها لألثلر ،فقلد اكلر الحلافظ ابلن
حًر أبه ل أص لها يف قول النبر ول عن أحد من الصحابة فيما وقف عليه الحافظ ،وكذا
شيخه ابن الملقن ،فإ ما لم يقفا على إسناد لها.
ولكن وجه قول الفقهاء إن لم يكن منقول وإن كان بعلهم بق أبه منقلول لكلن للم يوجلد لله إسلناد،
خير من النلوم لليس اكلرا ،كلالتكبير والحلهادتين، فوجه ك م الفقهاء أ م يقولون أن قول المؤان الص
هذه اسلم فعل بمعنلى األملر أي هللم ،وليسلت أملرا فناسلبت أن تقلول وليست أمرا ألن حر على الص
خيلر ملن النلوم ،فلملا كابلت بعدها ل حول ول قو إل باهلل ،وإبما هر إخبلار محله ،إخبلار بلأن الصل
إخبارا محلا باسع أن يصدق المؤان ذه الكلمة ،فهو من باب الجتهاد منهم وإل فإبه ل أص لله كملا
قال أئمة الحديث يف هذا الباب.
اب ِ ».
قال املصنف« :والص َال ُة ع َلى َالنَّبِ بعدَ َ ر ِ
َْ َ ِ َ َ َّ
القائملة ،آت ببينلا محملدا قال :وقول ما ورد مث أن يقلول :اللهلم رب هلذه اللدعو التاملة ،والصل
الوسيلة والفليلة ،وابعثه اللهم المقام المحملود اللذي وعدتله ،وإن زاد :فإبلك ل تخللف الميعلاد ،فهلذه
عند البيهقر وحسنها بعه أه العلم ،وإل فأص الحديث بدو ا.
قال :والدعاء ،بأن يدعو بعد الك بما شاء ،فإبه موضع إجابة.
بدأ يتكلم المصنف عن شروط الص ،والمراد بالحرط هو الذي يللم من عدمله العلدم ،ول
٦
113
وما كان من فع المكلف فإبه يًع فعله ،وهذا ما ل يتم الواجع إل به ،وما ليس من فعل المكللف
فإبه ل يًع عليه ،وهذا ما ل يتم الوجوب إل به فإبه ليس بواجع.
إذن عندنا قاعدتان :ملا ل يلتم الواجلع إل بله فهلو واجلع ،وهلو ملا كلان بفعل المكللف ،كالوضلوء
واجتناب النًاسة.
وما ل يتم الوجوب ،وهلو الحكلم الوضلعر إل بله فلليس بواجلع ،فإبله ل يكلون واجبلا مثل دخلول
الوقت وبحوه.
ال َا ْلا ْق ِ وط ِصح ِة َالص َال ِة ِستَّةَ :طهار ُة َا ْلحدَ ِ
ت». تَ ،و ُد ُه ُ َ
ث َو َت َهدَّ ْم ْ َ َ َ َّ قال املصنفُ َُ « :ر ُ َّ
الظهر ،والسبع أ م يبدهون بصل عاد الفقهاء رحمة اهلل عليهم أ م يبدهون بذكر األوقات بص
الظهللر ،قللالوا :لمللا ثبللت مللن حللديث ابللن عبللاس أن جاي ل بلللل علللى النبللر فعلملله
الظهر؛ ولذلك كان الصلحابة صلى جاائي بالنبر هر ص المواقيت ،فكابت أول ص
يسمو ا األولى.
ولذلك كان الفقهاء يوردو ا أول الصلوات من حيث الذكر ،وإل فإن قاعلد الفقهلاء وهلو المحلهور
يف المذهع عندبا :أن النهار يبدأ من بلوأ الفًر ،ول يبدأ النهار من بلوأ الحلمس ،وإل فيًلع أن ببلدأ
الظهلر موافقلة لصل جاائيل اللي ،ولكنهم بلدهوا بصل النهار ثم ببدأ بعدها بص بص
بالنبر .
هللر إنهللار للللدين واكللروا لللذلك معنللى ،قللالوا :ألن الظهللر مللأخوا مللن الظهللور والبيللان ،والصل
114
وإشعار له وتبيين له ،فكأبه تفاهل بذلك ،اكره بعه المتأخرين والعلم عند اهلل.
قال :فوقت الظهر من اللوال ،أي من زوال الحمس ،وهذا بإجماأ أه العللم ،ويلدل عللى أن ابتلداء
الظهر تبدأ من اللوال قول اهلل { :ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ} [ا سراء ،]78 :جاء عن ابن عبلاس ص
بعد اللوال ،أي بعد زوال الحمس. أبه فسر دلوك الحمس باللوال ،أي فيًع إقامة الص
أيلا يدل عللى اللك ملا جلاء يف حلديث ابلن عبلاس كملا اكلرت قبل قليل أن جاائيل صللى بلالنبر
ً
يف اليوم األول بعد زوال الحمس ،ويف اليوم الثاين إلى حلين كلان نل كل شلرء مثليله ،ثلم
بينهما. قال إن الص
فإاا ابتدأ نله يظهر من جهة الحرق فإبه حينمذ يكون زوال. الع مة الثابية :قالوا إاا وجد شاخ
إان عندبا ع متان أوردهما الفقهاء للللوال وك هملا متعلقتلان بالظل وهلو لزم زوال الحلمس علن
كبد السماء:
اْلمر الثاين :بدء الظ من جهة المحرق؛ ألن الحمس تكلون قلد ماللت جهلة المغلرب ،أي زاللت
عن كبد السماء للمغرب.
فحينما يكون هناك يفء من جهة المحرق فقد زالت الحمس ،وأما الظل ملن جهلة الحلمال والًنلوب
ف عا به؛ ألبه قد يبقى يختلف الحتاء عن الصيف وهكذا.
يقاب هاتين الع متين ما يف السماء ،وهو زوال الحمس عن كبد السماء.
بللدأ المعاصللرون ينظللرون إلللى كبللد السللماء بالخصللوص ألن النظللر بالفلللك اآلن إبمللا ينظللر لحركللة
الحمس ،ويوجد يف الحمس قطر فاختلف المعاصرون ه المراد باللوال زوال الحمس عن القطلر كلام
أم زوال وسط الحمس عن القطر ،ه هو زوال الحمس كام أي مي ن الحمس كام وابتعاده علن قطلر
الحمس الذي يكون يف السماء وسطها ،أم هو زوال وسط الحمس.
الفرق بينهما دقيقة أو دقيقة وبصف فقط ،هذا الخ ف هو الذي جع بعه المعاصرين إن ملر عللى
بعلكم يقولون إن زوال الحمس مقدم فيه دقيقة أو فيه دقيقتان ،ملن قلال إبله تقلدم الدقيقلة بظلروا إللى أن
اللوال باعتبار قطر الحمس ،ومن آخرها فنظر أن العتبار بلوال كام الحمس وليس بلوال مركلها.
دائما بال زم وهو الفرء وهو الظ ،وهو األنهر يف الع مة.
ولكن الفقهاء إبما يقيدون ً
قال :حتى يتساوى منتصلع وفيمله ،أي كل شلرء ينتصلع كقللم أو بحلوه ،فإبله إاا كلان فيمله أي نلله
بنفس بوله فإبه حينمذ يكون قد خلرج وقلت الظهلر وهلذا بإجملاأ ودليلله حلديث ابلن عبلاس وابلن عملر
رضر اهلل عن الًميع.
قال املصنفِ « :س َاى ظِ ٍِ َالز ََّو ِ
ال».
قال :سوى ن اللوال أي بعد ن اللوال؛ ألن ك ما كان قب اللوال غير معتا.
قال املصنفَ « :وي ِلي َا ْلمخْ تَار لِ ْل َع ْصرِ َحتَّى ي ِصير ظِ ٍُّ ك ٍُِ ََ ٍن ِم ْث َلي ِ ِ ،س َاى ظِ ٍِ َالز ََّو ِ
ال». ْ ْ َ َ ُ ُ َ
العصر ،فبدأ ببيان أن العصر يبدأ وقتها بابتهلاء وقلت الظهلر؛ بدأ يتكلم اآلن المصنف عن وقت ص
لذلك قال ويليه ،األمر الثاين :أبه قلال المختلار ،وهلذا يفيلدبا أن العصلر لهلا وقتلان ،وقلت اختيلار ووقلت
ضرور ،فوقت الختيار يبدأ من حين يكون ن ك شرء مثله إللى أن يكلون نل كل شلرء مثليله ،دليلله
جاائيل بلالنبر كملا يف حلديث ابلن عبلاس يف الصلحي ،فلدلنا اللك عللى أن وقلت ص
العصر ينقلر من حين ن ك شرء مثليه.
وأما وقت الختيار فإبه يبدأ من حين يكون ن ك شرء مثليله إللى غلروب الحلمس ،إان هلذا وقلت
اللرور .
116
إليه إل لحاجة ،إاا وجدت حاجة كحاجلة حفلظ ملال وبحلوه ووقت اللرور ل يًوز تأخير الص
إليه ،هذا هو محهور المذهع. فإبه حينمذ يًوز تأخير الص
وأريد أن أببه لمسألة فقط بأن الرواية الثابية يف المذهع أن وقت الختيلار للعصلر يمتلد إللى اصلفرار
الحمس ،لما جاء من حلديث ابلن عملر أن النبلر قلال« :وصـالة العصـر إلـى أن تصـقر
اليمس» ،وهذا القلول فيله احتيلاط ومراعلا لخل ف الحنفيلة ،فلإن فقهلاء الحنفيلة يلرون أن وقلت صل
فقهلاء الحنفيلة بلدل ملن العصر إبما تبدأ من حين أن يكون ن ك شرء مثليه ،فاألولى أن بصح صل
أن بقول إن ص هتم يف وقت اللرور مع ا ثم ،هذا األمر األول.
اْلمر الثاين :وألن القول مقدم على الفع ،ولكن محهور المذهع إبما أخذوا بحديث ابن عبلاس
لسببين ،السبع األول :ألن جاائي هو الذي بلين للنبلر اللك ،فيكلون عللى سلبي الًللم
بالتحديد.
واْلمر الثاين :قالوا وألن هذا أحوط فإن األحوط األخذ باألق .
ِ ِ ور ُة إِ َلى َا ْلغ ُُر ِ
لي َق ُق َا ْْلَ ْح َم ُر». وبَ ،و َيلي َا ْل َم ْغرِ ُب َحتَّى َيغ َ
يب َا َّ الض ُر َ
قال املصنفَ « :و َّ
قال :ويليه المغلرب أي يبلدأ المغلرب ملن حلين غلروب الحلمس ،والملراد بلالغروب غلروب قلرص
الحمس كام حتى يغيع الحف األحمر ،بب ًعا اللدلي عللى أن وقلت المغلرب يمتلد إللى غلروب الحلف
األحمر ورود ث ثة أحاديث عن النبر من حديث عمر وابنه وغيرهم.
ور ُة إِ َلى ُط ُلا ِع َ ُْرٍ َث ٍ
ان». ان إِ َلى ُث ُل ِ
ث َال َّل ْي ٍِ َا ْْلَ َّو ِلَ ،و َّ قال املصنف« :وي ِلي َا ْلمخْ تَار لِ ْل ِع َي ِ
الض ُر َ ََ َُ ُ ُ
العحاء كذلك لها وقتان ،وقت اختيار ،ويبدأ وقت الختيار من حين غياب الحف األحمر ويمتد إللى
ثلث اللي ،دليله حديث ابن عباس المتقدم وقد رواه أحمد وأبو داود أن جاائي صلى بلالنبر
ما بينهما. يف اليوم األول بعد غروب الحف األحمر ،والثاين إلى ثلث اللي وقال الص
ويعرف ثلث اللي باعتبار المغرب والفًر ،فننظر متلى تغلرب الحلمس ومتلى يطللع الفًلر ثلم بنظلر
الثلث بينهما والك يكون ثلث اللي بالتمام.
٦
117
قال :ويليه الفًر ..واللرور إلى بلوأ الفًر الثاين ،وهو الفًر الصادق ،والمراد بالفًر الصلادق
هو البياض المعةض الذي يكون بالعرض بخ ف الفًر الكااب فإبه يكون بوليا ،إان الفًلر الصلادق
هو البياض المعةض الذي ل يتبعه نلمه وإبما يكون بعده النور.
قال :ويليه الفًر إلى الحروق أي يصلر الفًر من بلوأ الفًر الصادق إلى شروق الحمس.
هذه مسألة يةتع عليها العديد من األحكام وهر مسألة إدراك المفروضلة بملا يكلون يف الوقلت ،بملا
يف وقتهللا بللإدراك تكبيلر ا حللرام ،والللدلي عللى أبلله تللدرك يكلون فعلهللا ،الفقهلاء يقولللون تللدرك الصل
بإدراك تكبير ا حرام فقط أن النبر قال كما يف حديث عائحلة وغيرهلا« :مـن أدرك الص
سُدة من الصالة قبٍ بروب اليمس هد أدرك الصالة ،ومـن أدرك سـُدة قبـٍ طلـاع القُـر هـد أدرك
العيان».
فوجدبا أن إان من أدرك سًد فذكر النبر ركنا من أركان الص ،ثم بظربا يف الص
قب خروج الوقت فإبله حينملذ أول أركا ا تكبير ا حرام ،وبناء عليه فإن من أدرك ركنا من أركان الص
يف وقتها. يكون مدركا للص
ما الذي يرتتب على هذا احلكم بناء على هذا االستدالل ،يرتتب حنو من أربع مسائل:
يف هذا الوقت فإبه يكون قد أداها أدا ًء. المسألة اْلولى :أن من أدى الص
علن وقتهلا إل لمحلتغ لا ملا سلب اكلره قبل أبله ل يًلوز تلأخير الصل المسألة الثانية :يتعل
بحربها يحص قريبا.
المسألة الثالثة :وسلتأا هلذه المسلألة أن ملن صلار ملن أهل وجو لا قبل خلروج الوقلت بمقلدار
تكبير ا حرام فإبه يًع عليه أداء هذه الص ،وكذلك عكسه هر المسألة الرابعة.
مقدار تكبيلر ا حلرام ثلم جلاءه علذر يمنعله ملن فعلهلا فإبله يًلع عليله أن من أدرك من أول الص
قلاهها ،وسيأا هاتان المسألتان.
118
كامللة ملن أولهلا إللى آخرهلا يف الوقلت فحينملذ يكلون قلد صللى الحالة اْلولى :أن يصلر الص
أداء من غير إثم. الص
من أولها إلى آخرهلا بعلد خلروج الوقلت ،فتكلون حينملذ الحالة الثانية :أن يكون قد صلى الص
ص ته قلاء ل أداء ،ويأثم إن كان من غير عذر.
يف الوقلت ،وبعللها خلارج الوقلت ،فنقلول حينملذ الحالة الثالثة :أن يكون قد صلى بعه الص
بحكم بأبه قد ص ها أداء ،ولكنه يأثم إن لم يكن عنده عذر يف الك.
يقللول :إن دخللول الوقللت ل يًللوز للمللرء أن يصلللر حتللى يتلليقن الللدخول؛ ألن األصل عللدم دخللول
الوقت وهو استصحاب للوقت الساب الذي قبله وقد ثبت عنده ،ولكلن بقلول لملا كلان اليقلين متعلذرا يف
جميع الصور فإبه يًل عن اليقين غلبة الظن ،إان ل يص أن يصلر المرء إل بأحد أمرين:
إما بيقين ،أو بغلبة نن ،وأما غير هذين األمرين كالظن المًرد أو الحك أو الوهم وبحو اللك فإبله ل
إلى أن يتيقن أو أن يغلع على ننه أبه قد دخل يًوز للمرء أن يصلر فيه ،ب يًع عليه أن يؤخر الص
الوقت.
وخذوا قاعد اكرها ابن مفل يف «المبلدأ» :أن الفقهلاء ل يطلقلون عبلار غلبلة الظلن إل إاا وجلدت
دائما إاا قلنا غلبة نن إان ل ُبد أن توجد قرينة ،فمن غلبة الظن أن يخلاه مخلا ،وملن غلبلة الظلن
قرائنً ،
أن يرى الساعة والتوقيت دل على الك.
٦
119
إان غلبة الظن هر با خبار أو بالحساب وبحو الك ،وأما اليقلين فإبله يكلون بالمحلاهد ،ولكلن أملا
بمًرد الحدس وبحوه ف يص ؛ ولذلك قال ول يصلر حتى يتيقنه أي يتيقن دخول الوقت.
أو يغلع على ننه دخوله ،إما باجتهاد منه ،يًتهد ،وإما بإخبار ثقة له بنحو الك.
وبناء على الك فإن من شك يف دخول الوقت لم يص ،وإبملا ينتظلر حتلى يتليقن أو يغللع عللى ننله
ول يصلر قب الك.
قال :ويعيلد إن أخطلأ ،قولله ويعيلد إن أخطلأ ،الخطلأ بوعلان :إملا أن يكلون خطلأ فيصللر قبل الوقلت
فيعيد؛ ألن صلى قب دخلول الوقلت ،وأملا إن أخطلأ فصللى بعلد الوقلت فإبله ل يعيلد؛ ألن صل ته حينملذ
تكون قلاء ،ول تكون أداء.
إان فقوله ويعيد إن أخطأ يًع أن بقيدها فنقلول إن أخطلأ فصللى قبل الوقلت ،وأملا إن أخطلأ فبعلده
فإبه ل يعيد.
قال املصنفَ « :و َم ْن َص َار َأ ْهال لِ ُا ُجابِ َها َق ْب ٍَ ُه ُروجِ َو ْقتِ َها بِ َت ْ بِ َير ٍة َل ِز َم ْت ُ َ ،و َما ُي ُْ َم ُع إِ َل ْي َها َق ْب َل َها».
هذه هر المسألة التر اكرهتا لكم قب قلي وتبنى على حديث عائحة الذي سب اكره.
قب خلروج الوقلت بمقلدار تكبيلر ا حلرام ،كيلف يكلون وهر مسألة من صار أه لوجوب الص
المرء أه لوجوب الص ،كان كلافرا ثلم أسللم ،أو كلان صلبيا ثلم بللغ بلاحت م؛ ألن الحلت م يظهلر يف
لحظات.
أو كابت المرأ حائلا وبفساء ثم بهرت ،ومر معنا باألمس أن المرأ تعرف الطهر بث ث ع مات.
والصلوم أو كان المرء مًنوبا ثم أفاق ،لم بذكر ا غماء لم؟ ألن المحهور أن ا غماء يف باب الص
ملحقان بالنوم ،ويف باب الحج ملح بالًنون.
إان هنا ملح بالنوم ،فلم بذكر ا غماء ،ا غماء المغمى عليه على المحهور يقللر الصللوات التلر
فاتته ولو بالت.
إان المًنون لو أفاق قب خروج الوقت بمقدار تكبير ا حلرام يًلع عليله أن يصللر هلذه الصل ؛
120
ما مقدار الذي إاا أدركه من الوقت قب خروجه يكون مدركا للوقت ،هو بمقدار تكبيلر ا حلرام ،ملا
الدلي ؟ بقول أل ا أول أركان الص ،وقد بين النبر أن من أدرك ركنلا ملن أركلان الصل
يف وقتها ،فقال« :من أدرك سُدة أو من صـلى سـُدة قبـٍ قب خروج الوقت فإبه يكون قد صلى الص
بركنهلا فلدل عللى أن الواجلع بروب اليمس هد أدرك المغرب» ،فعا النبر عن الصل
هو الركن ،هذا هو بظر الفقهاء يف هذه المسألة.
قال :قب خروج وقتها بتكبير ،عرفنا دليله ،للمته وما يًملع إليهلا قبلهلا ،قلول المصلنف وملا يًملع
إليها قبلها ،بذكر منطوقها ومفهومها ثم بذكر دليلها بعد الك.
التر تًمع لها بظيرهتا وهلر مفهومها ما هو؟! أن المرء إاا أصب من أه وجوب الص ،يف الص
الظهللر والعصللر والمغللرب والعحللاء ،فللأدرك جلللءا مللن الثابيللة أدرك جلللءا مللن العصللر أو أدرك جلللء مللن
العحاء ،ولو بمقدار تكبير ا حرام ،بأن أفاق أو بلغ أو بهرت المرأ أو أسلم ،فإبه يًع عليله أن يصللر
التر أدرك جل ًءا من وقتها وأن يصلر ما قبلها ،هذا هو المنطوق. هذه الص
دليله :ما ثبت عن اثنين من صحابة رسول اهلل ،وليس هذان الثنلان ملن أغملار النلاس،
ب هما من صحابة رسلول اهلل بل ملن كبلار أصلحابه ،وهملا عبلد اللرحمن بلن علوف أحلد
العحر ،وعبد اهلل بن عباس ،وروي عن غيرهما؛ لكن أصحه عن هذين الثنين ،كسعد وغيره.
التر قبلهلا إاا بهلرت الحلائه ،بب ًعلا أ ما قالوا :أن من أدرك جلءا من الثابية للمه أن يصلر الص
يتكلمون عن الحائه ،وهذا ناهر بين الصحابة ول يعلم لم مخالف ،وغالبا ل يكلون مثل اللك إل علن
توقيف.
مفهوم هذه المسألة أن من أدرك جلءا من أولها وعذر يف آخرها أبه ل يصلر ما بعدها ،الوقلت الثلاين،
مثال الك:
٦
121
ملن أولهلا إللى آخرهلا ل يًلع عليهلا المرأ الحائه ،المرأ الحائه إاا حاضلت يف وقلت الصل
كما جاء يف حديث عائحة ،كنا بؤمر بقلاء الصوم ول بؤمر بقلاء الص . قلاء هذه الص
ثم حاضت ،أدركلت جللءا ملن أول وقلت الظهلر ثلم بعلد اللك لكن لو أدركت جلءا من أول الص
بمقلدار تكبيلر حاضت ،فيًع عليها أن تصلر هلذا الظهلر إاا بهلرت؛ أل لا أدركلت جللءا ملن الصل
ا حرام ،ولكن ل يللمها أن تصلر معها العصر أل ا لم تدرك وقت العصر.
الصللللوات إاا فاتلللت المسللللم يًلللع عليللله أن يقلللليها عللللى مرتبلللة ،اللللدلي عللللى اللللك أن النبلللر
العصلر يف يلوم الخنلدق، كما يف الصحيحين من حديث حذيفة وغيره لما ُشلغ علن صل
قي له النبر إبك لم تص العصر ،فقالَ« :غلانا عن الصالة الاسـطى صـالة العصـر ،مـْل
اهَّلل قبارهم نارا» ،فص ها بعد المغرب ،أي بعلد دخلول المغلرب ،فصللى العصلر ثلم المغلرب والعحلاء،
فدل الك على وجوب الةتيع بين هذه الصلوات الخمس.
إان يًللع الةتيللع بللين الصلللوات الخمللس ،فتصلللى الصلللوات الفائتللة مرتبللة ،وهللذا معنللى قللول
المصنف :ويًع فورا قلاء فوائت مرتبا ،أي ترتيبها.
وقوله :ويًع فورا ألن القلاء يًع أن يكون على الفورية لقول النبر « :مـن نـام عـن
صالة أو نسيها ليصلها» ،والفاء تفيد التعقيع والفورية « ،ليصلها إذا ذكرها ِن ذلب ها وقتها».
فإبله إان يًع على المرء أن يصليها فورا من حين يتذكر ،أو يلول العذر ،وإن تلأخر أو أخلر الصل
يأثم بذلك ،إل لعذر أو سبع ،األعذار التر تبي التأخير ،أو سبع ،ما هر األسباب؟
الفًلر فأخرهلا ..فاتتله حتلى خلرج وقتهلا فأخرهلا فللم يقللها عللى النبر فاتته ص
سبي الفور ،حتى ابتق من المكان الذي هو فيله إللى مكلان آخلر ،فقلد علرس يف مكلان وقلال ملن يوقظنلا
الفًر فنام ب ل ،ومثله عمر ،فلم يقوملوا إل عللى صلراذ عملر ،فقلام النبلر فابتقل لص
إلى مكان آخر وصلى فيه ،وقال« :إن ذاك م انا قد حضرنا ي الييطان».
122
إان فالبتقال من مكان إلى مكان يبي تأخيرها ،وينفر الفورية يف وجوب القلاء.
قللال :مللا لللم يتلللرر أو ينسللى أو يخحللى فللوت حاضللر أو اختيارهللا ،ابظللروا معللر :الصلللوات يسللقط
الةتيع فيها يف ث ثة مواضع ،وإن شمت زدت رابعا؛ لكن بكتفر بالث ثة.
الماضع الثاين :أن يلي وقت الثابية إل عن أدائها ،فيكون وقت الثابية ضي جلدا ،فل يكفلر إل
ألداء الص ،سواء كلان وقلت الختيلار فقلط أو الوقلت كلام فيملا ل اختيلار فيله ،فحينملذ يًلوز تقلديم
الثابية على األولى.
الًمعلة إاا الًمعلة خاصلة ،فلإن صل الماضع الثالث :الت يُاز يها ترك الترتيب :يف صل
الًمعلة ملن شلربها أن الفًلر؛ ألن صل حلرت المسلم فيًوز له أن يصلر الًمعة وللو فاتتله صل
الًمعة ثم يصلر بعدها الفًر. تكون مع ا مام ،فيصلر ص
بدأ المصنف يف اكر الحرط الثالث وهو سة العور ،وتسمى السلة ،إاا أبلل الفقهلاء السلة وأ لا
واجبة ،فيقصدون ا سة العور ،وببهت لهذا ألين وجدت بعه الطلبلة لملا وجلد للبعه الفقهلاء يقلول
والسة واجبة ،نن أن المراد بالسة يف كل م الفقهلاء سلة المصللر التلر تكلون أمامله ،وإبملا قصلدهم
بالوجوب السة التر هر سة العور .
٦
123
وجللاء وجللوب سللة العللور يف كتللاب اهلل ،فقللد قللال اهلل { :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ}
[األعراف ،]31 :األمر فيها للوجلوب لسلة العلور وكملال اللينلة محملول عللى النلدب ،والقلرآن حملال
أوجه.
ويف خارجها سواء. قال :ويًع حتى خارجها ،أي ويًع سة العور يف الص
قللال :ويف خلللو ونلمللة بمللا ل يصللف البحللر ،قللال :أي ويحللرأ أن المللرء يسللة عورتلله يف خلللو ويف
نلمة ،ولكن من شرط ساتر العور أن يكلون مملا ل يصلف البحلر ،إان شلرط سلاتر العلور ملن اللبلاس
وغيره أن ل يكون واصفا للبحر ،وما هو الذي ل يصف البحر ؟
اْلمر الثاين :أل يكون واصفا للبحر بحيث أبه يكون مفص ألعلائها ،وعندبا فرق بين المفص
والمًسم ،فإن المًسم معفو عنه ،وأما المفص فإبه حكلر ا جملاأ عللى أبله غيلر معفلو عنله ،والملراد
بالمفص هو الذي يفص دقائ العلو تماما ،وأما المًسم فالذي يبلين حًلم العللو ملن صلغر أو كلا
وبحلللو اللللك؛ وللللذلك فًلللاء يف قلللول اهلل { :ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ} [النلللور،]31 :
المستثنى هنا قي :العينان ،وقي غير الك ،وقي :هو التًسيم ،كما جاء أن عمر لما بللت اآليلة رأى
سود بنت عمه زوج النبر ،فقال :قد عرفناك يا سود ؛ ألن سود زوج النبر
كابت سمينة ،فلما لبست الحًلاب عرفلت لسلمنها فقلال :قلد عرفنلاك ،فلأبلل اهلل { :ﮗ
إان هذا المستثنى أربعة أشياء ومن هذه األشياء األربعة التًسيم ،فإبه معفو عنله ،كلالمنكبين ،ورأس
المرأ وبحو الك فإبه يعفى عنه.
إان ما ل يصف البحر ،هو ما ل يحف وما ل يظهر البحر كالمحق ،والثالث :ما ل يكون مفص .
ث ثة أشياء ،ما ل يحف اللون ،وما ل يكون محقوقا يبين الًلد ،والثالث ما ل يكون مفص ،وحكلر
ا جماأ عليها يف الًملة.
124
ويف خارجها هذا معنى قوله مطلقا. قال :وعور الرج يف الص
قال :وحر مراهقة أي لم تبلغ ،وإبما جاوزت العاشر تقريبا إلى البلوغ تسمى مراه ،فإ ا تكون ملا
وغيرها ما بين السر إلى الركبة ،هذا معنى قوله مطلقا. بين السر إلى الركبة ،واألمة يف الص
والدلي عليه عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده عند سنن أبر داود أبه ل يظهر إل ما بينهما.
لكللن قوللله مللا بللين السللر والركبللة يللدلنا علللى أن السللر والركبللة ليسللتا عللور ؛ ألن الحللد ل يللدخ يف
المحدود ،ولكن يستحع سةهما من باب ما ل يتم الواجع إل به فإبه قد يكون واجبا؛ لكن هو من بلاب
الستحباب.
قال املصنفَ « :وا ْب ِن َس ْب ٍع إِ َلى َع ْيرٍ َا ْل َق ْر َج ِ
ان».
قال :وابن سبع إلى عحر إبما يًع عليه سة العور المغلظة وهما الفرجان ،سنتكلم عنها بعد قلي .
قال :وك الحر عور ،لما جاء من حديث ابن مسعود عن الةملذي أن الملرأ كلهلا علور ،واسلتثنر
فإبه ل يكون عور . من الك وجهها يف الص
وأما كفاهلا وقلدماها فإبله عللى المحلهور ملن قلول الفقهلاء أ لا علور ،لقلول النبلر يف
حديث أم سلمة إاا كان الدرأ سابغا يسة نهور القدمين ،فدل على أن سة نهور القدمين واجع.
قب أن بنتق يف قلية ما يعفى عنه من كحف العلور أريلد أن أبلين مسلألة فيملا يتعلل بلالعور :علور
ويف غيرها سواء من السر إلى الركبة؛ لكن يقول أه العلم إن عور الرج تنقسلم إللى الرج يف الص
قسمين :عور مغلظة ،وعور متوسطة أو عادية ،ما الغرض إلى تقسيمها إلى هذين القسمين؟
فإبله سليأا بعلد قليل أبله يعفلى علن ويف غيرها ،أما أثرهلا يف الصل بستفيد منها أثرا فقهيا يف الص
خروج العور اليسير ،وأما إن كان خروجها من العور المغلظة فلإن اليسلير يف الللمن اليسلير هلو المعفلو
عنه دون ما عدا الك ،وسأاكرها بعد قلي .
إان المغلظلة هللر القبل والللدبر وهمللا الفرجللان ،والعاديللة مللن السللر إلللى الركبللة ،وسلليأا فائللدهتا يف
٦
125
الص .
فإن فائد تقسيم عور الرج إلى قسمين فائد مهملة ،وهلو أبنلا بقلول أبله ل يًلوز أما خارج الص
للرج ل أن يخللرج عورتلله المغلظللة وهمللا السللوءتان إل للللرور ،وأمللا العللور العاديللة فيًللوز إخراجهللا
للحاجة ،ومثال الحاجة النبر حين كان مدليا ساقيه يف بمر ،فقد حسر علن ثوبله حتلى خلرج
بعه فخذه ،ما الحاجلة هنلا ،أن النبلر للو تلرك ثوبله إزاره ألصلاب الملاء إزاره ،وهلذا فيله
حفظ زاره وعدم البل ،وهنا فيه حاجة ،فيًوز إخراج بعه الفخذ لحاجة.
أيلا لبلث ال ُّت َّبلان ،اللذي يلبسله أهل البحلر حينملا يًعل مقلدم ا زار يف آخلره فيخلرج
ومن الحاجة ً
بعه الفخذ لكر ل يفسد الثوب وهكذا.
إان للحاجة يًلوز إخلراج الفخلذ ،وأملا لغيلر حاجلة فل ،وأملا الللرور فإبملا تبلي إخلراج العلور
المغلظة ،هذا األمر األول.
اْلمر الثاين :بالنسلبة للملرأ ،الملرأ لهلا ثل ث علورات يف خلارج الصل ،علور عنلد األجابلع،
وعور عند محارمها ،وعور عند زوجها.
أما عند زوجها فإبه ل عور لها ،وأما عند محارمها ومثلها النساء األجابع فإ لا لهلا عورتلان ،العلور
العادية فإ ا يًع عليها أن تسة ك ما لم تًر العاد بكحفه ،ك ما لم تًر العاد بكحفه يًع عليهلا أن
تسةه أمام محارمها وأمام النساء.
ويًوز لها أن تكحف ما عدا ما بين السر والركبة للحاجة ،ابتبه للحاجلة ،إان السلاقان والصلدر إبملا
يًوز كحفهما عند الحاجة ،كالرضاعة مث ،أو عند العًن ملث ،فلالمرأ قلديما كابلت تعًلع بقلدميها،
وما عدا الحاجة ف يًوز للمرأ أن تخرج هذه العور .
إان الفقهاء بريد أن بنبه ،أن الفقهاء إاا قلالوا إن علور الملرأ عنلد الملرأ ،أ لا ملن السلر إللى الركبلة
قصدهم العور المغلظة فقط ،وما عدا الك فإبه ل يًوز كحفه إل ما جرت العاد بكحفه يف عاد النسلاء،
وقد حكى هذا الك م ابن عبد الا وغيره أنن اتفاقا.
126
هذه مسألتان ،المسألة األولى يف قوله :ومن ابكحف بعله عورتله وفحلش ،يعفلى علن نهلور بعله
العور اليسير ،وكيف يكون اليسير؟ بقول اليسير إما إن يكون يسليرا يف الللمن ،كثيلرا يف المقلدار ،وإملا أن
يكون يسيرا يف المقدار كثيرا يف اللمن ،فيعفى عنه يف الحالتين.
إان اليسير إما أن يكون يسيرا يف المقدار كثيرا يف اللمن ،كأن يظهر بعله فخلذه يف الصل ،أو بعله
فإبه يعفى ،أو العكس ،أن يظهر شرء كثير من فخذه لكن للمن ملااا؟ بطنه يف الص ،ولو بال يف الص
قلي ،فإبه يعفى فيه.
وأما إن كابت العور عور مغلظة ،فإبه إبما يعفلى علن يسلير الللمن ويسلير المقلدار فقلط ،فلإن كابلت
كثيرا يف مقداره أو كثيرا يف زمنه بطلت ص ته.
قال :ومن صلى فيه بًس أي يف ثوب بًس أو غصع يف بقعة ثوب أعاد ألن هذا شلرط ،والحلرط ل
يعذر بةكله ل بسليابا ول جهل ،إل ملا كلان معتلذرا؛ للذلك قلال :ل ملن حلبس يف محل بًلس ل يمكنله
الخروج منه ،فإبه حينمذ يعذر ألج التعذر.
ب َو ُب ْه َع ٍة َم َع َا ْل ُهدْ َر ِة».
اس ٍة َب ْيرِ َم ْع ُق ٍّا َعن َْها ِ َبدَ ٍن َو َث ْا ٍ ِ ِ
قال املصنفَ « :ا َّلرابِ ُع :ا ْجتن ُ
َاب ن ََُ َ
اليرط الرابع :اجتناب النًاسة والفقهاء رحمة اهلل عليهم اكروا أن اجتنلاب النًاسلة شلرط وللم
يعدوه من الواجبات ،وهذا له فائد ،أ م يقولون إن من بسر النًاسة بعد علمه ا أو جهل موضلعها ثلم
صلى ،علم ا لكن جه موضعها ثم صلى فإن ص ته بابلة؛ ألبه شرط ،والحرط ل يعذر فيه بالنسيان.
ولذلك عدوا اجتناب النًاسة شربا ،قالوا ألن أحلد الطهلارتين فهلر ملحقلة بالطهلار ملن الحلدث،
«َّل يهبٍ اهَّلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتاضأ».
إبما يعذر يف اجتناب النًاسة يف مسألة واحد وهلر إاا تعلذر اللك ،إملا بلأن ل يكلون عنلده إل سلة
بًسة أو بقعة بًسة فيصلر فيه حينمذ ،وإما لكوبه كان جاه لوجود النًاسة بالكليلة وللم يعللم إل بعلد
منها. ثم بعد الك تخل ابقلاء الص ،أو علم يف أثناء الص
٦
127
والدلي على الك حديث النبر حينما صلى ثم خلع بعله وقلال« :إن جبرائيـٍ أهبـرين
أن يف نعل أذى» ،أي :فيه بًاسة فخلعه ،فدل على أن الستمرار به يكون مبط حينمذ.
قال املصنف« :اجتناب نُاسة» سواء كابت النًاسلة عينلا أو بًاسلة صلفة سلواء ،غيلر معفلو عنهلا
كقلي دم ويسير قرء وبحو الك.
قال :يف بدن وثوب وبقعة مع القدر ،البدن واض أي بدن المصلر وهو سائر أجلائه ،وك ما اتصل
بأجلاء بدبه ملحقة ببدبه ،كحعره ف يعتا يف حكم المنفص وإبما يف حكم المتص .
قال :وثوب ،المراد بالثوب هو ك متصل ببلدن اآلدملر يتحلرك بحركتله ،فإبله يًلع تطهيلره ،سلواء
باشر المصلر أو لم يباشره ،فالثوب هذا إاا كابت النًاسة ليست مباشر وإبما من الًهة الظاهر البابنة
فإبه ل يص فيًع تطهيرها.
قال :وبقعة ،ضابط البقعة قالوا إاا كان ي قيها بثوبه أو ببدبه ،ومعنى الك حدوها قلالوا :وحلد البقعلة
من أسف الرج عند القيام وهو العقع ،إلى منتهى الًبهة يف السًود هذا هو حد البقعة.
ومن اليد إلى اليد عند السًود ،وما بينهما ،وإن لم يباشرها بًسده لكنه يباشلرها بثوبله ،فهلذه يًلع
تطهيرها.
ابظروا عندي مسائ أريلد أن بنتبله لهلا ،عرفنلا حلد البقعلة ،للو أن النًاسلة فيله قبللة المصللر ،لكنهلا
تنتهر عند اية السًاد ملث ،أملام هلذه السلًاد ليست يف بقعة ص ته ،يعنر دعنا بقول أن بقعة الص
تماما توجد بًاسة عينية مث ،أو بًاسة بارئة وصفية ،ه تص ص ته أم ل؟ بقول بعلم تصل صل ته؛
ألن الذي يًع تطهيرها إبما هر البقعة ل القبلة؛ إبما يًع تطهير بقعة فمعرفة حد البقعة ومقدارها هلذا
هو الواجع ،هذا واحد.
اْلمر الثاين :أن البقعة إبما يًع تطهيلر الظلاهر اللذي ي قيله البلدن والثلوب ،دون البلابن ،وبنلاء
على الك فلو كابت النًاسة على األرض فغطاها بنحو ثوب وبحوه فهل تكلون صل ته صلحيحة أم ل؟
قللالوا بعللم تص ل ص ل ته ،إاا غطللى النًاسللة بثللوب ،كللأن تكللون بًاسللة علللى األرض فيغطيهللا بسللًاد
وبحوهللا ،فيصل أن يصلللر عليهللا مللع أ للا يف أسللف األرض بل السللًاد مللن برفهللا اآلخللر قللد باشللرت
النًاسة.
128
إان هذا هو الفرق البقعة وبين الثوب ،الثوب يًع تطهيرها مطل ًقا سواء كلان واللى بلدن المصللر أم
لم يواله ،يعنر سواء كان شعارا أو دثارا ،بخ ف البقعلة ،فإبملا يًلع تطهيلر ملا واله ببدبله أو بثوبله ،ملع
معرفة حدها الذي اكرته لكم قب قلي .
بيع ..ابظروا معلر الملرء إاا كلان يف بعلله بًاسلة وكابلت النًاسلة أسلف بعلله ،كابلت النًاسلة يف
أسف النع ،لم يباشرها بنفسه ه يًع عليه أن يخلع بعله أم ل؟ بيع ما الفرق بين أن تكلون النًاسلة
يف أسف النع وبين أن تكون النًاسة يف أسف السًاد التر تصلر عليها ،ما الفرق؟
أن النع لباس؛ ألبله يتحلرك بحركتله ،وأملا هلذا القملاش اللذي جعلله عللى األرض فإبملا هلو سلاتر
للبقعة ،فابتبه للفرق بين الثنتين.
ُـب ،ويتَـيمم إِ ْن َلـم ي َغ ِطـ ِ ِ ِ
ْ ُ ـم َي ِ ْ َ َ َ َّ ُ ـن َج َب َـر َع ْظ َمـ َ َأ ْو َها َطـ ُ بِـن ََُ ٍ
س َوت ََض َّـرر بِ َه ْلعـ َل ْ قال املصننفَ « :و َم ْ
َال َّل ْح ُم».
يقول :ومن جا عظمه بحرء وكان هذا المًبور بله بًلس ،كعظلم ميتلة ملث ،أو عظلم خنليلر وبحلو
الك ،أو خابه أو خاط جرحه بنًس ،واآلن يستخدم بعه الخيوط تستخدم فيها خيوط مسلتخرجة ملن
لحم الخنلير.
قال :وتلرر بقلعه بأن يرجع جرحه ينلف دملا وبحلو اللك ،للم يًلع عليله النللأ؛ لكلن يتليمم لكل
لوجود النًاسة ،كما سب معنا أن يتيمم ألجل النًاسلة ،إن للم يغطله اللحلم ،أي إن غطلى اللحلم ص
هذه النًاسة من الخيط والعظم وبحوه ف يًلع التليمم؛ ألن النًاسلة الداخليلة معفلو عنهلا؛ ألن أصل
األححاء فيهلا بًاسلة ،فكل ملا كلان داخل غيلر ملأمور بتطهيلره ،الفلرث موجلود يف اللبطن فهلو محكلوم
بطهارته ،فما كان يف البابن يختلف حكمه عن الظاهر ،فإاا غطر فإبه يكون حينمذ ل يللم تطهيره.
ار َع ِـة
ـٍ َو َم ُْـز ََر ٍة َو َم ْز َب َل ٍـة َو َق ِ قال املصنفَ « :و ََّل ت َِص ُّح بِ َال ُع ْذ ٍر ِ َم ْه َب َر ٍة َو َه َـال ٍن َو َح َّمـا ٍم َو َأ ْع َط ِ
ـان إِبِ ٍ
يق َو ََّل ِ َأ ْسطِ َحتِ َها».
َطرِ ٍ
يف المقللا ل تصل وهللر بابلللة؛ ألن النبللر يقللول« :وَّل تصــح الصــالة بــال عــذر يف مهبــرة» ،الصل
يف وإللى فيهلا ،بل ملا ثبلت أن النبلر لى علن الصل ى عن الصل
إليها ،فدلنا اللك عللى أن الصل فيها ،وعن الص شرء إل إلى المقا ،فقد ثبت عنه النهر عن الص
٦
129
والعلة يف الك النهر عن اريعة الحرك ،وهر من أعظم اللذرائع التلر يًلع سلدها ،والحلةاز منهلا،
فإن تعظيم القبور وتعظيم الصور هو أول سبع الحرك يف بنلر آدم جميعلا يف قلوم بلوال اللذين بعلث إلليهم
بوال إبما كان سبع تعظيمهم األموات حينما صوروا لهلم صلورا فعظملوا مكلا م ،إان فلالنهر
يف المقابر إبما هو سدا لذريعة الحرك. عن الص
الًنلاز ل ركلوأ فيهلا ول الًنلاز ؛ ألن صل ل يستثنى من الك إل شلرء واحلد فقلط وهلر صل
سًود.
إليها وفيها فدل على أن العلة فيه إبما هلو ملااا؟ سلد اريعلة المسألة الثانية :أن النهر ورد بالص
الحرك ،لكر ل ُيعظم هذه القبور ،وإن لم تعظمها أبت؛ لكن قد يظن نان بعد الك أبك قد عظمتهلا ،كملا
جاء يف شرك األول من بنر آدم.
إليهللا قللالوا ل ُبللد مللن فاصل يكللون بللين المســألة الثالثـة :أن الفقهللاء لمللا قللالوا ول تصل الصل
المصلر وبين المقا ،ولفقهائنا توجيهان يف حد الفاص .
فقي إن أق فاص أن يكون جدارا ،فإاا وجد جدار بين المصلر وبين المقا صحت الص .
وقي :ل ُبد من وجود جدار وبري ،ولو يسيرا بأن يمر فيه رج واحد ،وهذا الذي عليه الفتوى عنلد
محايخنا أبه ل ُبد من وجود الثنين أن يكون بريقا وجدارا ،لما سيأا معنا إن شلاء اهلل يف كتلاب الًماعلة
كيف يكون الئتمام وأبه وجود الطري المسلوك يفص الفص التام.
قال :وخ ء ،أي مكان قلاء حاجة ،وحمام وهر الححلوس ،الخل ء هلر الححلوش المقصلود لا،
وحمام ،المراد بالحمام أي مكان المستحم ،اللذي يسلتحم بله الملرء ،فيكلون ملا ًء حميملا ،أي ملاء حلارا،
والمستحم يعنر قلي يف جلير العرب وإبما عرف بعد الك لما ..إبما كان يف الحلام ،عنلد علرب الحلام،
130
كالغساسنة والمناار ولذلك ورد يف بعه الطرق عن النبر ،وقلد جملع ابلن كثيلر جلل ًءا يف
تتبع أحاديث الحمام عن النبر .
يف الحمام. يف الحمام منهر عنها ،وقد ص عنه النهر يف الص إان الص
والعلة فيه لمظنة النًاسة ،الححوش العلة فيها أمران :وهو الخ ء :ألج النًاسة وأل ا محتللر ،
محتلر من الحيابين ،وقد سب معنا أبنا قد ينا يف المكان المحتلر.
وأما الحمام فإن العلة فيه أمران ،األمر األول :مظنة النًاسة؛ ألن الحمام مكلان اغتسلال ،لليس مظنلة
قلاء حاجة ،ولكنه مظنة النًاسة ،ما هر مظنلة النًاسلة ،أن الملرء إاا اسلتحم يف الحماملات ،فإبله ربملا
خرج منه بول ،فتساه يف إخراج البول خاصة ،فهو مظنة للنًاسلة ،والمظنلة تنللل منلللة الممنلة يف لسلان
يف الحارأ ،وقد ثبت عنه كما عند الةمذي وغيره أن النبلر لى علن الصل
سبعة موابن ،وإن كان فيه مقال لكن له شواهد.
إان الحمام العلة فيه أمران ألج احتلار ،وألبه مظنة النًاسة.
قال :وأعطان ا ب ،المراد بأعطان ا ب هو المكلان اللذي تبيلت فيله ،ويكلون مكابلا عطنلا أي مكابلا
فيله أول: فيه ول تص الص لمبيتها ،ومقامها ،ل مرورها ،والسبع يف أن أعطان ا ب ينهى عن الص
أل ا محتلر ،مكان احتلار ،فإن الحيابين تحتلر المكلان اللذي تحللر فيله ا بل ،وتكلون فيله ،هلذا
األمر األول.
واْلمر الثاين :أل ا مكان مستقذر ليس بًس ،وإبما مستقذر ،وسيأا يف قلية بول ا ب وعذرتله
الحديث عنه بعد قلي .
قال :ومًلر ،أي المكان الذي يًلر فيه ويلذب فيله الحليا واألبعلام كلالبقر واللدجاج وغيرهلا فإبله
يكون بًسا لوجود الدم.
وملبلة :أي مكان رمر اللبالة ،وهو مظنة النًاسة ب هو بًاسة قطعا.
فيه ألايلة المسللمين ،وقيل ألن قارعلة الطريل وقارعة الطري لنهر النبر عن الص
يكون فيه وجود الدواب ،كما جاء يف بعه ألفاظ الحلديث ،وقلد جلاء علن النبلر النهلر يف
٦
131
يف هذه المواضع كما جاء عند الةمذي أ ا سبعة مواضع وقد جاء لها شواهد عنلد أهل السلنن يف الص
النهر عن بعلها على سبي البفراد.
الذي يهمنا يف الفقه يف قول المصنف :ول يف أسطحتها ،هذا مبنر على قاعد الفقهاء أن للهواء حكلم
القرار ،الهواء له حكم القرار مطلقا؛ ولذلك فإن من بلاف بالبيلت ملن بلاف يف اللدور األعللى يكلون قلد
باف بالبيت ألبه للهواء حكم القرار ،ومن سعى بين الصفا والملر يف اللدور الثلاين والثاللث والرابلع فإبله
يص بوافه ألن للهواء حكم القرار ،ومن حلف أل يدخ بيتلا فرقلى عللى عللوه فإبله يحنلث ألن للهلواء
حكم القرار ،هذا يف الًملة.
على أسطحتها جميعا؛ لكن ابتبه لقيد مهم اكلره الفقهلاء، وكذلك يف هذه األمور فإبه ل يص الص
قالوا :بحرط أن ل يكون السط قد بنر ل بتفاأ يف غيره بغير ما جعللت لله هلذه األملور ،ابتبله لهلذا القيلد
فإبه مهم جدا.
ما هو القيد ،احفظه ألين سأاكر أهميته بعد قلي ،أل يكون سط هذه األمور التر سلب وهلو الحملام
وأيلا المقا سأتكلم عن المقا بعد قلي ،أل يكون قد بنر لمنفعلة غيلر
والملبلة والمًلر وغير الك ً
هذه األمور.
صحت الص ؛ أل ا بنيلت لمنفعلة ،بخل ف إاا وبنان على ذلب :فلو أن حماما بنر عليه دور للص
لم يكن قد بنر ألج هذه المنفعة.
مثـــال ذلـــب :ابظلللروا معلللر سلللأبب مثلللالين بالمسلللًد الحلللرام وبالمسلللًد النبلللوي مسلللًد ببينلللا
عليله، ،يف المسًد الحرام دورات الميلاه التلر ملن جهلة أجيلاد ،سلطحها ل يًلوز الصل
لمااا؟ ألن هذه الدورات لم يًع فوقها بيوت ،لم يًع فوقها شرء للمنفعلة ،وسلطحها للم يًعل فيله
أساسللا ،وإبمللا جع ل سللطحها لمنفعللة دورات الميللاه وهللر الحمامللات ومواضللع قلللاء موضللع للص ل
على سطحها. الحاجة ،ف يًوز الص
المثـال الثـاين :دورات الميلاه التللر ملن جهلة الحلمالية يف المسللًد الحلرام ودورات الميلاه هنللا يف
حينمذ فيله؛ ألبله بنلر لمنفعلة ،هلذا مسًد النبر ،فإن فوقها بناء بنر للمنفعة ،فتص الص
تقرير فقهاءبا ممن قرر هذا الحرء الحيخ تقر الدين يف شرال العمد ،وبقله عنه كثيلر ملن المتلأخرين وهلو
132
بيتا وبنى فيه حماما ،ثم جع فوق هذا الحمام غرفلة يف اللدور العللوي ،هل يًلوز لو أن بنى شخ
له أن يصلر يف غرفته أم ل؟
بعم يًوز ،لمااا؟ ألن الدور الثاين بنر لمنفعة غير المنفعة التر جعلت ألصله.
يف مواضلع كثيلر ،أو ابتبه لهذا القيد ،ألين وجدت بعه المعاصرين ل ينتبه لهذا القيد فيحرم الص
عليه أحملد وشليخ ا سل م وغيلرهم أن يبط هذا القول ،القول هذا قوي جدا ،وقال به المحققون ،ب
على أسطحة الحمامات ل تص ؛ لكن بحرط هذا القيد. الص
صور اللك موجلود اآلن ،يف أحلد البللدان توجلد مقلا ،فًعللوا الطلاب السلفلر مقلا ،ثلم جعللوا
الدور الثاين والثالث والرابع والخامس بنلو أكثلر ملن عحلر أدوار فوقله ،واللدور األرضلر بقلر مقلا للم
يف األدوار السابقة بقول ل تص على قاعد فقهائنا؛ أل ا بارئة بعد القا. ينبحوها ،ه تص الص
لقول اهلل { :ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ} [البقر ،]144 :فيًع استقبال القبلة ويحرم على
المرء أن يصلر لغير قبللة إل لعلذر أو ملا أبلي فيله التوجله لغيلر قبللة؛ للذلك قلالوا ول تصل الصل ،ملا
تص ،من صلى لغير قبلة ل تص ص ته.
السبب اْلول :إما أن يكون عًلا عن التوجه ببدبه ،ألج المرض ،فإن العًل ألجل الملرض ل
يستطيع أن ينقلع على جنبه الذي يكون متًه به إلى القبلة ،فحينمذ بقول سقط عنك التوجه للقبلة.
السبب الثاين :وإما أن يكون العًل عن معرفة القبللة ،واللدلي عللى أن التوجله للقبللة يسلقط علن
العاجل أن اهلل يقلول { :ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ} [البقلر ،]115 :وهلذه اآليلة محكملة وللم تنسلخ،
٦
133
كما جاء علن ابلن ربيعلة أن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم كلابوا يف سلفر وكلابوا يف غليم وللم يعرفلوا القبللة
فصلوا إلى غير قبلة ،فلما ابقحع الغيم عنهم والظلمة تبين لهم أ م صلوا إلى غير قبلة ،فنللت هذه اآليلة،
والحديث عند الةمذي بإسناد ل بأس به.
إذن :المقصود من هذا أن العاجل بصفتيه يًوز له أن يتوجه لغير القبلة وتص ص ته حينمذ.
قال« :ومتنقٍ يف سقر مباح» ،المرء إاا كان متنف سواء كابت النافلة مطلقة ،أو من السنن الرواتلع أو
الوتر فإبه يًوز له أن يصليها إلى غير قبلة ،بحربين:
اليرط اْلول :أن يكون مسافرا ،وأن يكون السفر سفرا مباحا ألن الصفر المحرم ل يبي .
اليرط الثاين :أبه ل ُبد أن يكون سائرا ل واقفلا ،وهلذا قيلد للم يلذكره المصلنف ل ُبلد ملن البتبلاه
إليه.
إان ل ُبد أن يكون سائرا ماشيا ،وأما المسافر إاا وقف فيًع عليه أن يتوجه إلى القبلة.
إللى غيلر قبللة ،ولكلن وقول المصنف :ومتنفل يف سلفر مبلاال يلدل عللى أبله يًلوز أن يفتلت الصل
وأن يتمهلا ابتلداء يستحع أن يفتتحها إلى القبلة ثم يتًله القبللة ،إان المسلافر يًلوز لله أن يفتلت الصل
واستدامة سلواء ،دليلله حلديث ابلن عملر وحلديث ابلن عبلاس أن النبلر أوتلر عللى راحلتله
حيثما توجهت به ،ب حديث أبس وحديث ابن عمر.
فلو كان قريع ملن المسلًد فينظلر للمسلًد الحلرام ،وأملا البعيلد خلارج مكلة فإبله إبملا يًلع عليله
التًاه للًهة ،كما روي يف الحديث« :ما بين الميرق والمغرب قبلة» وص عن عمر ،بعه أه العللم
يفص فيقول إ ا أربعة أقسام إن شمت ،إن كنت ترى الكعبة فيًع عليك أن تنظر إليهلا ببلدبك أو بلبعه
بدبك.
134
اْلمر الثاين :إن لم ترى الكعبة وإبما كنت ترى المسًد أي مسًد الكعبة فيًلع عليلك أن تتًله
إلى المسًد الكعبة.
اْلمر الثالث :إن كنت خارج مكة ..بب ًعا الذي يتًه لمسًد الكعبة هم أه مكة .إن كنت خلارج
مكة فيًع عليك أن تتًله إللى مكلة إن كنلت قريبلا ،وأملا إن كنلت خلارج مكلة بعيلدا وهلو الرابلع فتتًله
للًهات الحرق أو الغرب أو الحمال أو الًنوب ،وهر الًهات األربع.
وبناء على الك فإبه يًوز للمرء وإن كان قد تليقن عنلده وخاصلة بلاألجهل هلذه الدقيقلة ،أن يصليع
قريبا من عين الكعبة ،فابحرف عنها يسيرا جاز ،لما حكى ابن رجع ا جماأ عليه ،أبه قد ابعقد ا جملاأ
أبه ل تًع مسامتة عين الكعبة للبعيد ،ل يًع مسامتة عين الكعبة ،وإبما يًع عليله الًهلة ،عللى قلول
فقهائنا ،وبعلهم يقول اجتهاد الظن يف مطل الًهة.
إان فيًع عليه الًهة فقط ،فلو تعملد البحلراف يسليرا بلدرجات يسلير فإبله يعفلى ،بلدلي أن هلذه
األجهل الحديثلة ببقلت يف مسلًد النبلر فوجلد أن فيهلا ابحرافلا يسليرا علن محرابله ،وقلد
ابعقد ا جماأ على أن مصلى النبلر اللذي جعل المحلراب عليله بعلد اللك ،للم يكلن فيله
محلللراب يف عهلللد النبلللر ،ولكلللن سلللمى لمحلللراب النبلللر بسلللبة لمصللل ه
♥.
فهو المحراب الذي وضع على مص ه ،فقد ابعقد ا جماأ على إصابتها ،ل خل ف فيله ،ولكلن لملا
جرب بعد الناس وتًربون اآلن تًد فيه ابحرافا يسيرا فلدل عللى ملا أجملع عليله العلملاء ،وهلو أبله إبملا
تًع الًهة دون المسامتة للعين ،وهذا من التيسير بحمد اهلل.
ِِ قال املصنفَ « :و ُي ْع َم ٍُ ُو ُجابا بِخَ َبرِ ثِ َه ٍة بِ َي ِه ٍ
ين َوبِ َم َح ِ
ار ِ
يب َا ْل ُم ْسلم َ
ين».
يًع على المسلم إاا كلان يف حاضلر أن يعمل بخلا ثقلة بيقلين ،إاا كلان الثقلة قلد أخلا بيقلين كملا
استفاض عند أه البلد وبحو الك ،قال :وبمحاريع المسللمين ،المحاريلع جعلهلا المسللمون لفائلد ،
إاا دخ مسًدا ورأى فيه محرابا عرف جهة القبللة ،وخاصلة إاا الفائد األولى :معرفة القبلة ،فالحخ
كان غريبا ،وكذلك إاا كان المحراب له يعنر جهة من الخلارج ،فللو بظلر إليله ملن الخلارج فإبله سليعرف
القبلة ،وهذه فائد عظيمة ،وهر من المصلال المرسللة التلر للم تلرد علن النبلر لكلن رأى
٦
135
العلماء فيها مصلحة عظيمة يف معرفة جهة القبلة ،وأبت إاا دخلت مسًدا ولم ترى المحراب فيه فل بلد
أن يًع ع مة أخرى كسًاد وأخرى تدل عليه ،فالنتيًة واحد .
إان هذه المحاريع كان للعلماء فيه إجماأ فعللر عللى وضلعها لمعرفلة القبللة ،إان هلذه المحاريلع
هللر ليسللت سللنة يف ااهتللا لعللدم فعل النبللر لهللا ،وإبمللا هللر مصلللحة جعلللت لغللرض ،هللذه
المحاريع يستدل ا على القبلة ،فلو دخ مسلما مسًدا ووجد محرابلا علرف القبللة ملن أي جهلة فيله،
ويًع عليه أن يعم به.
أي :إاا كان يف سفر فإبه يًتهد ،وهذا يدلنا على أن المسافر إبما يعم بعم الثقلة أو يًتهلد كلذلك،
أن المسللافر إبملا يًتهللد فقللط وأمللا الحاضللر فل يًتهللد بل يًللع عليلله أن يعم ل بيقللين ،إمللا بإخبللار أو
بمحاريع.
قللال :اجتهللد عللارف بأدلتهللا ،كمعرفتلله بالقطللع مللث الحللمالر وبحللوه ،أو معرفتلله بالحللمس والقمللر
وأضعف منها الري ،فإن الصبا يعرف أبه تأا من المحرق أله المدينة وأه مكة تسمى الصبا فتأا ملن
المحرق ،فمن كان على شرق المدينة ثم هبت ري الصبا فيعلم أن القبلة عكسها وهكذا.
عندبا هنا مسألة ،أن الفقهاء يقولون إبما الجتهاد يقب يف السلفر دون الحللر ،وبنلاء عللى اللك فلإن
المرء إاا اجتهد يف القبلة فأخطأ فصلى ف يؤمر بإعلاد صل ته إن كلان مسلافرا ،وأملا إاا اجتهلد يف داخل
البلد فأخطأ فإبله يلؤمر بإعلاد الصل ،والسلبع ،بقلول :ألن اجتهلاده هلذا ضلعيف؛ ألبله يمكنله أن يًلد
اليقين بالنظر يف محاريع المسلمين ،وبسؤال الثقلات ملنهم ،فلملا أخطلأ وتلرك اليقلين وابتقل إللى الظلن
وهو الجتهاد ،فإبه ل يعذر بخطمه حين ااك.
قلى مطل ًقا سواء أصاب أو أخطأ ،إاا صلى من غير اجتهاد ومن غير يقين أو إخبار ثقة.
136
غيلر معينلة ،فلإن معينة ،أو أن تكلون الصل إما أن تكون ص قال :فيًع تعيين معينة ،ابظر الص
غير معينة كالنوافل المطلقلة ،فإبملا يًلع فيهلا بيلة واحلد وهلر بيلة العبلاد والصل ،بيلة كابت الص
وينسون بية القربة ،وبية القربة مهمة جدا ،فل بلد أن دائما يقولون بية الص
والقربة؛ ألن الفقهاء ً الص
بذكر أمرين :بية القربة هلل ،وبية العباد بوأ الص .
معينللة ،سللواء كللان التعيللين لفريلللة أو لنافلللة ،الفريلللة كالصلللوات الخمللس وأمللا إاا كابللت الصل
وبحوها ،والنافلة كالسنن الرواتع ،والوتر ،ف ُبد من بية التعيين ،بأن يصليها نهرا أو عصرا وبحو الك.
اْلمر الثالث :ما زاد عن التعيين وعن بية العباد والفرضلية أ لا واجبلة عليله ملث ،لليس بواجلع،
ف يًع عليه أن يعين كو ا فرضا ول يًع عليه أن يعين أ ا أداء ،أو قلاء ،وبحو الك.
قب أن بنتق إلى ك م المصنف بعد الك ،ابظر معر هناك مسائ أوردها أهل العللم يف النيلة ،وبينلوا
أن بعلها غير محروأ ب الصواب فيه عدم المحروعية ،أول هذه األمور ملا يسلميه أهل العللم بنيلة النيلة،
وقد جاء عن بعه أه العلم كالقاضر عيلاض أبله علد أن بيلة النيلة بدعلة ،وملا الملراد بنيلة النيلة؟ هلو أن
المرء يمكث يف مكابه ويستحلر يف بفسه بية العباد ،وقد سماها عياض كما اكرت لكم بنيلة النيلة ،وقلال
إ ا ليست محروعية ،هذه ليست بية ،هذه بية النية ،ب النيلة هلر معرفتلك الحلرء؛ وللذلك قلال الحلافعر:
هذه هر النية. النية تبع للعلم ،فعلمك أن هذه العباد واجبة عليك وخروجك من بيتك ألج الص
إان هذا األمر األول بية النية ليست محروعة ،األمر الثاين :أن التلفظ بالنية بعله أهل العللم قلال إبله
محروأ ،ولكن ناهر السنة يدل على أ ا ليست بمحروعة ،التلفظ بالنية لليس بمحلروأ لكنله لليس بدعلة،
البدعة الثالثة سأاكره بعد قلي ،إان التلفظ بالنيلة لليس بمحلروأ ألن النبلر للم يلتلفظ لا،
ولم ينق عنه الك ،لكنها ليست بمحروعة ،وإن قال ا بعه المتأخرين ،لكنا أقول ليست ببدعلة ،لملااا
لم بق إ ا ليست ببدعة التلفظ؛ ألبله قلد قلال لا علدد ملن كبلار األئملة ،فقلد ثبلت ملن بريقلة حرمللة أن
٦
137
الحافعر كان يقولها ،إان ليست بدعة ،لم يفعلها ..فع إما لجتهاد منهم.
البدعة ما هر؟ هر الًهر بالنية؛ ولذلك قال الحيخ تقلر اللدين والًهلر بالنيلة بدعلة باتفلاق العلملاء،
وهو أن يرفع صوته حتى يسمعه من بًاببه ،هذا هو الًهر بالنيلة ،هلذا باتفلاق أ لا بدعلة ،هلذه بدعلة ،بل
بالغ بعه أه العلم قالوا يًع تأديع من جهر بالنية.
وعلى العموم وك خير يف اتباأ النبر ،ولم ينق أن النبر لم ينو بية وللم
يتلفظ ا ولم يًهر ا ،فك هذه األمور الث ثة غير محروعة.
قال املصنفَ « :و ُس َّن ُم َه َار َنت َُها لِ َت ْ بِ َير ِة إِ ْح َرا ٍم».
قوله« :سنة» أي :يستحع أن تكون النية حاضر عند أول الفع ،وليس بواجلع ،بل يًلوز أن تتقلدم
عليه ،كما قال النبر َّ« :ل صيام لمن لم يبيت الصيام من الليٍ».
فهنا قدمت النية على أول الفع فليست بواجبة ،قالوا :وألن السنة يف األاكلار أن يلوابئ اكلر القللع
إاا كا فقال اهلل أكا ،فإن المحروأ له أن يتفكر يف معنلى اهلل أكلا ،كملا يف المسلند اكر اللسان ،فالحخ
من حديث عدي بن حاتم أن النبر قال له« :يا عدي أتعلم ما معنى اهَّلل أكبـر» ،فأجابله النبلر
فقال« :معناه أن اهَّلل أكبر من كٍ َ ن» ،إان اهلل أكا ملن كل شلرء ،فا بسلان األفلل لله
يتفكر يف معنى التكبير ل أن يستحلر النية يف أولها.
إان فقوللله :وسللن مقاربتهللا أي قبل كلمللة اهلل أكللا؛ ألن المحللروأ عنللد الللتلفظ بالكلمللة أن تستحللعر
معناها ،وأن اهلل أكا من ك شرء فيصغر عندك ك عظيم.
ببعا الحقيقلة ابتبله معلر ،فقلد النيلة بوعلان؛ للذلك تلرى مسلألة النيلة مسلألة سلهلة جلدا ،المتلأخرون
صعبوها وليست كذلك ،النية يف الحقيقة تبع للعلم ،إاا علمت شليما فهلذه بيلة حاضلر ،ابتهينلا ،فقلد النيلة
يكون يف صور:
138
الصارة اْلولى :فقد بية ا خ ص وهر الحرك باهلل بالريلاء أو التحلريك بلإراد العمل ملع غيلره،
والتحريك غير الحرك؛ ولذلك يقول العلماء إن الحرك ومنه الرياء مبط للعم بالكلية.
الصارة الثانيـة :أن يصللر العبلاد ل بقصلد العبلاد ،وإبملا بقصلد التعلليم ،فاللذي يصللر للنلاس
تعليما هذا ليس قاصدا للعباد ،إان هذا لم يقصد العباد بالكلية ،إان هذا الثاين الذي يكون فاقدا للنية.
الصارة الثالث :الذي يصلر عباد تحتبه بغيرها فيللمه التعيين لهذه ،فقلط ابتهلت النيلة ،أملر النيلة
سه ،فالذي يأا ويكلا ملرتين وأربعلا وعحلرا ويقلول للم استحللر النيلة ،بقلول لله ائتنلا بخلا علن ببينلا
أو عن أحد من صحابته فع مث ما فعلت وبحن بقول أول ملن اقتلدى بلك ،بل علن حتلى
العلماء المتبوعين فع الك ،لم يفع الك.
ويحةط أن ينوي ا مام ا مامة ،وأن ينوي المأموم الئتمام ،وبناء على الللك فلللو لللم ينللو ا مللام
ا مامة لم يص الئتمام به؛ ألن النبر قال« :إنما جعٍ اْلمام ليؤتم ب » ،فلم يسلمى ا ملام
إماما إل بنيته ،والمأموم ل يكون كذلك إل بالنية ،هذا األمر األول.
اْلمر الثاين :لما قال وشرط بية إمامة وائتمام ،أي ل ُبد أن تكلون ا ماملة والئتملام موجودتلان يف
آخلر ،فنلوى الئتملام أول العم ،وبناء عليه فإن المرء إاا أحرم منفردا بية المنفرد ،ثم دخ معله شلخ
الملأموم؟ المأموم ،وسلأاكر للم تبطل صل به ،ففقهاهبا يقولون ل تص الًماعة ،لمااا؟ وتبط ص
ألن ا مام لم ينو ا مامة من أول الص ،إان ل ُبد أن ينوي ا مامة من أول الص ،ل ُبلد أن ينويهلا ملن
أول الص ،وكلذلك الملأموم إاا أحلرم منفلردا ثلم وجلد جماعلة فإبله إملا أن يتمهلا بافللة لكلن ل يلدخ
معهم ،ب ل ُبد أن ينويها من أول الص ،هذا ك مهم.
يةتلع عليله حكملان :الحكلم قال :ولمؤتم ابفراد لعذر ،المؤتم إاا دخ مع ا مام فإن قطعه الص
ملع ا ملام؛ ألن اهلل يقلول { :ﮇ األول :ا ثم ،الحكم التكليفر ،فنقلول ل يًلوز أن يقطلع الصل
ﮈ ﮉ} [محمد ،]33 :من دخ يف عم صلال فليتمله ،إل أن يأتيله علذر فحينملذ يًلوز لله قطعله،
فقطع رج ص ته ،إان هلذا األملر وسنتكلم عن معنى العذر بعد قلي ،مث ما جاء أن معااا أبال الص
٦
139
األول.
اْلمر الثاين :إاا قطع المأموم صل ته بلأن ابفلرد ،فنقلول إن صل ته تبطل ،بل يًلع عليله أن يلتم
مللع ا مللام ،أو تبطل صل ته بالكليللة؛ ولللذلك قللالوا :ولمللأموم ابفللراد لعللذر إل أن يكللون لعللذر، الصل
وسنذكر ضابط العذر بعد قلي .
عندبا هنلا قاعلدتان ،أريلد أن تنتبله لهلاتين القاعلدتين؛ ألن القاعلدتين يف صلياغتهما متحلا ة؛ لكلن يف
معناهما مختلف.
ا ملام ،وهلذه القاعلد عنلد فقهائنلا مطلرد المأموم تبط ببط ن ص الهاعدة اْلولى :أن ص
ا مام. ا مام ،تبط ببط ن ص المأموم تبط بص وستأا يف ك م المصنف ،ص
الملأموم بلبط ن الئتملام ،يعنلر إاا بطل ائتملام الملأموم با ملام بلأن الهاعدة الثانية :تبط ص
ابفص عنه أو وجد شرء يمنع الئتمام به فإ ا تبطل الصل ،هلذه القاعلد ليسلت برديلة وإبملا يسلتثنى
منها ،ما كان لعذر فيًوز للمأموم أن ينفص لعذر ،وسأاكر العذر بعد قلي ،هذا األمر األول.
األمر الثاين الذي يعذر فيه إاا لم يسمع المأموم صوت ا مام ،فيًوز له أن يتمها منفردا وهلذا ملحل
م الص . أيلا بالعذر ،مث يف بعه المساجد ينقطع الصوت فيقولون يتمو ا أو يقدمون أحد فيكم
ً
إذن عندنا قاعدتان قرق بينهما ،والثانية أضعف من اْلولى ب ثير ،الثاين ه الت أوردها المصـنف يف
قال :ولمؤتم ابفراد لعذر ،وأما إاا ابفرد وحده فإ ا تبط ص ته.
قول المصنف :لعذر ،العذر ما هو؟ اللابط عنلدهم يف العلذر قلالوا :إن كل علذر يبلي تلرك الًمعلة
والًماعة فإبه يبي البفراد عن ا مام؛ ولذلك حم أن ااك الرج الذي ابفصل علن معلاا إاا كلان
قد أتم ص ته؛ ألبه جاء فيها فسلم يعنر أكم ص ته ،أبه كان لعذر كحفظ مال وبحو الك.
فك عذر يبي ترك الًمعة والًماعة فإبه يبي البفصال عن ا مام.
إاا كلان المللأموم قللد ابفلرد لغيللر عللذر مفهللوم الًمللة مللا هللو؟ فصل ته تكلون مللااا؟ بابلللة ،ل يصل
للمأموم أن ينفرد عن ا مام إاا دخ معه.
140
ملن غيلر بهلار ، ا ملام بلأمور ،منهلا :إاا صللى ا ملام عللى غيلر بهلار ،افتلت الصل تبط صل
فص ته حينمذ تكون بابلة ،من أولها إلى آخرها ،فحينمذ ل استخ ف ،وبناء على اللك للو أن ا ملام كلا
يف الص ،وقرأ ،ولربما صلى ركعة كاملة ،ثم تذكر أبله للم يتوضلأ ،بقلول صل ته بابللة أساسلا ،وبطللت
م بعد الوضوء من أولها ،وهذا هو الفقه. المأمومين ،فيًع عليه أن يبتد الص ص
الحالة الثانية :أن يكون حدثه يف أثناء الص ،فإن أحدث يف أثنلاء الصل ،يعنلر ابلتقه وضلوهه
يف أثناء الص ،فاستخلف يف الركن الذي أحدث فيه ،قب أن ينتق إلى الركن الذي بعلده ،صلحت؛ ألبله
حينمذ يص الستخ ف ،كما جاء من حديث عمر ،ومن حديث غيره ،إان متى يستخلف؟
بحربين :أن يكون حدثه يف أثناء الص ،وأن يستخلف قب البتقال للركن اللذي بعلده؛ ألن الصل
الملأمومين فيهلا صلحيحة ،وإبملا كلان الحلدث يف هلذا اللركن ا مام فيها صحيحة ،وص السابقة ص
فيستخلف غيره فينوبه فيه.
ثم يستخلف يف اللركن اللذي بعلده ،يحلدث وهلو سلاجد الحالة الثالثة :أن يحدث يف أثناء الص
الركن الملأمومين ول يستخلف إل وهو قائم ،بقول بطلت ص ته؛ ألبه بط ركن من ا مام ،وبط ص
بالكلية. فيه فتبط الص
ابتبهوا لمسألة السلتخ ف فهلذه المسلألة تحتلاج إللى ابتبلاه ودقلة ،وهلذه داخللة يف قلول المصلنف:
إمامه. وتبط ص ته ببط ن ص
ا مام تص وتبقى بية ا ماملة وإن ابفلرد يعنلر قال :ل عكسه ،أي إاا أبط المأموم ص ته فإن ص
ترك المأموم الص .
قال :إن بوى ا مام البفراد ،ينوي حينمذ ا مام البفراد إن لم يكن معه أحد.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)5
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
وآداب المحللر فيهللا ،والفقهللاء يللذكرون يف صللفة الص ل بللدأ يللتكلم المصللنف عللن صللفة الص ل
الواجبات والسنن واألركان معا ،ثم يذكرون بعدها األركان والواجبات ليدللوا عللى أن ملا زاد علن اللك
إبما هو سنة.
وج ُ إِ َل ْي َها ُم َت َط ِهرا بِ َس ِين ٍَة َو َو َق ٍ
ار َم َع َق ْا ِل َما َو َر َد». قال املصنفُ « :ي َس ُّن ُه ُر ُ
والك ألن النبر كملا جلاء يف حلديث أبلر هريلر قلال« :إن المـرن إذا هـرج مـن بيتـ َّل
يخرج إَّل الصالة كان ل ب ٍ هطاة يخطاها حسنة ور عت عن سيئة» ،فابظر من حيث يكون بيتلك كل
خطو تخطوها تكتع لك حسنة ،وترفع عنك سيمة ،فأي أجر عظيم يتحق للمسلم بذلك.
قال :ووقار ،قي إن السكينة والوقار سواء ،وقي إن بينهما فرقا ،فالسكينة تكون يف األفعلال ،والوقلار
يكون يف الهيمة ،وعلى العموم هذا اكره بعه الحراال وبعلهم يقول إبه من باب التأكيد.
قال :مع قول ما ورد ،إما ما ورد يف الخروج من البيت مطلقا ،فيقوله ،أو عند خروجله للمسلًد ومنله
ما جاء يف حديث عطية العويف عن أبر سلعيد واكلرت إسلناده للكل م يف عطيلة ،أن النبلر ..
اكر أبه يقول المرء عند خروجه للمسًد :اللهم إين أسألك بح السائلين وبح ممحلاي هلذا ،هلذا آخلر
الحديث المعروف.
قال املصنفَ « :و ِق َيا ُم إِ َمامٍَ َ ،غ ْي ُر ُم ِهي ٍم إِ َل ْي َها ِعنْدَ َق ْا ِل ُم ِهيمٍَ :قدْ َق َام ْ
ت َا َّ
لص َال ُة».
السنة لمن كان يف المسًد وكان جالسا إاا سمع ا قامة أل يقوم إل عند قول :قد قامت الص ،كملا
جاء الك من قول علر وغيره ،ولكن قد جاء عن النبر أبه قلال « :ال تهامـاا حتـى تـروين»،
142
فًمع العلماء بين الخاين بأن قالوا :إن المصلر له حالت ،أبا سأاكر الحالت ثم سأبلل الحالت ملن
ك م المصنف ،أبا لم آت بًديد وإبما أبسط لكم ك م المصنف.
أن المصلر إاا كان يف المسًد وكان ا مام يف المسلًد ،وكلان رائيلا للملام ،وأقيملت الصل ،فإبله
يقوم عند كلمة :قد من قد قامت الص ،إاا كان ا مام قائما ،ويراه المصلر ،إان هذه محلها.
وأما إاا كان ا مام ليس بموجود فإن المأموم ينتظلره حتلى يحللر ،لقلول النبلر « :ـال
تهاماا حتى تروين».
أيلا جللس؛ ألن بعله أهل العللم يقلول :ل تقلم إل عنلد ابتهلاء
وأما إاا كان ا مام جالسا ،فلم يقم ً
ا قامة ،فًلس حتى تأخر بعد هذه الًملة فتأخر أبت أيها المأموم ف تقم حتى يقوم ا مام.
إان أصب عندبا ث ثة حالت ،حالة ا مام يف المسًد وقد قلام ،فإبلك تقلوم عنلد قلد قاملت الصل
بعد قيامه.
فل تقلم حتلى الحالة الثانيـة :ا ملام لليس يف المسلًد فتنتظلر وإن قلال ا ملام قلد قاملت الصل
يحلر.
الحالة الثالثة :أن يكون ا مام يف داخ المسًد ،ولكنه لم يقلم متعملدا ،أو لعلذر ،فل تقلم حتلى
يقوم « ،ال تهاماا حتى تروين» أي قائما.
إاا كنت ل ترى ا مام ،مث إملام مسلًد النبلر هنلا ،ل بلراه ،ل بلدري متلى يقلوم أهلو
حلر أم لم يحلر ،فنقول ببنر عللى األصل وهلو األول ،السلنة أن تقلوم عنلد قلول الملؤان :قلد ملن قلد
قامت الص .
إان قول المصنف :وقيام إمام أي ويستحع أن يقوم ا مام أول ،فغيلر مقليم ،أي الملؤان اللذي يقليم
وهو المأموم ،إليها أي إلى الص ،والفاء تفيد التعقيع أي يقوم ا مام قبله ،عند قول المقليم :قلد قاملت
الص .
فللإن لللم يقللم ا مللام فإبللك تنتظللره ،أو لللم يللك حاضللرا فإبللك تنتظللره ،هللذا هللو تقريللر كل م فقهائنللا يف
٦
143
المسألة.
قال :فيقول اهلل أكلا وهلذا ركلن وهلر تكبيلر ا حلرام ،وسليأا دليلهلا ،والسلنة يف اهلل أكلا أن تكلون
جلما ،كما جاء الك عن إبراهيم النخعر ،وقد تلقى العلماء هذا الحلديث بلالقبول ،وإبلراهيم معللوم ملن
كبار فقهاء التابعين ول شك ،وقد جاء أ ا تكون حذفا وقد جاء أ ا حلما على اخت ف الروايات عنه.
ومعنى كو ا جلما أي غير ممدود ،وغير معربة ،فتقول :اهلل أكا من غيلر ملد ،ول تعر لا فل تقلول:
اهلل أكاُ ،وإبما تقول اهلل أكا ،من غير مد ومن غير جلم.
واستدل أحمد على كو ا جلما بما جاء عنلد أبلر داود ورواه أحملد كلذلك قبل :السل م جللم ،قلال
أحمد يف كتاب الص :والتكبير مثله.
قال :وهلو قلائم أي يًلع أن يكلون التكبيلر تكبيلر ا حلرام وهلو قلائم ،وألن شلرط تكبيلر ا حلرام
القيام ،وبناء على الك فمن كان قادرا على تكبير ا حرام قائما ول يستطيع القيام بعد الك ،فيًع عليله
أن يكا تكبير ا حرام قائما.
الًلالس عللى النصلف قال :يف فرض؛ ألن النافلة يًوز أن يصليها جالسا ،كما يف الصحي أن صل
القائم. من ص
قال :رافعا يديه إلى حذو منكبيه ،ابظروا معر ..جلاء يف الصلحي ملن حلديث ابلن عملر أن النبلر
رفع يديه إلى حذو منكبيه ،وهذان هما المنكبلان ،ورفلع اليلدين حلذوهما بلأن يًعل يديله
على هذه الهيمة.
قيل :إن المللراد بالمحللااا بمطلل اليللد ،أي سللواء بأبرافهللا أو بوسللطها أو بأع هللا ،والمعتمللد عنللد
الفقهاء أن المراد بالمحااا المحااا بوسط الكف ،هذا ،هنا بوسط الكف ،هذا هلو المعتملد عنلد فقهائنلا
مسا وإبما محااا ،فتقول اهلل أكا.
أن المحااا إبما هو بوسط الكف هكذا فتقول اهلل أكا ،ليس ًّ
قد يقول قائ :قد جاء من حديث ماللك بلن حلويرث أن النبلر رفلع يديله حتلى حلااى
ما أابيله ،لملااا للم بقل إ لا سلنتان ،بقلول ألن الفقهلاء يقوللون إن السلنة يف المحلااا أن تكلون محلااا
بوسط الكف ،فتكون محااا المنكبين ذه الهيمة ،وأما حديث مالك فقد حكلى الهيملة ،فحكلى المحلااا
باعتبللار أبللراف األصللابع؛ ولللذلك إبمللا أوردوا حللذو المنكبللين ألبلله يف هللذه الحالللة يكللون يصللدق عليلله
المحللااا بوسللط الكللف ،ومللن فعللله كللان محاايللا للمنكبللين بوسللط الكللف ،ومحاايللا لألابللين بللأبراف
األصابع.
ففر الحقيقة لم يرجحوا حديث ابن عمر على حديث مالك ،وإبما عملوا بالحديثين معا.
السنة يف مد اليدين أن تكون ممدود ،وأن تكون مقبوضة األصابع ،لما جاء عن النبلر ،
أو يف حديث عند الةمذي أنن حديث أبر هرير أن النبر كان يمد أصلابعه ،يملدها ،فًلاء
أن ا مام أحمد قال :كنت أنن أن معناها أبه يفلرق األصلابع ،ثلم عرفلت ملن لسلان العلرب أن ملدها إبملا
يكون بلمها ،فيكون بذلك قد التأمت به األحاديث يف الباب.
قال :ثم يقبه بيمنه كوأ يسلراه ،الكلوأ كملا سلب معنلا أملس هلو العظلم النلاتئ اللذي يكلون مقلاب
لل ام ،هذا يسمى كوأ ،فيقبلها ذه الهيمة ،يقبه ،وهذه السنة قد وردت وائ بن حًر .
ت ُس َّرتِ ِ ».
قال املصنفَ « :و َي ُْ َع ُل ُه َما ت َْح َ
ثبللت عللن النبللر أبلله قللبه حللال القيللام يف القللراء ،وأيللن يكللون موضللعهما؟ روي أبلله
جعلهما النبر على صدره يف حديث ،ولكن هذه اللياد ضعفها أحمد ،والحيخ تقلر اللدين
وغيرهم ،ب قي إ ا منكر ،وإن صحت فإ ا محمولة على ما جاء عن عللر وغيلره ،فقلد ثبلت علن عللر
بإسناد ل بأس به ،أبه قال :من السنة أن يًع يديه تحت سرته.
وقول الصحابر من السنة الحرء معناه عنلدهم أن لله حكلم الرفلع ،وحلديث عللر أصل ملن حلديث
٦
145
وائ ،ب إن ا مام أحمد أبكره ،ب إ م كره بعه أه العلم كا مام أحمد وتبعله البعقلوبر يف العبلادات
وغيره من الفقهاء أن توضع اليدين على الصدر ،قلالوا ألبله يخلالف هيملة الخحلوأ ،هكلذا ..وإبملا يكلون
الصدر هكذا أسف ولو ع على السر بقلي جاز ،أما جعله على الصدر تماما فمكروه عند الفقهاء.
وقد جاء أن الناس يححرون يوم القيامة على هيأهتم يف الص ،فحيث كابت عيناك يف الخحوأ فإبلك
تححر يوم القيامة خاشعا ،والذي يتلفت يححر يوم القيامة كذلك ،وكذلك يف موضع خحلوعك يف يلديك
وبحو الك.
مسًدَ ه هذا هو األصوب بأن تًع الًيم مفتوحة ،أي ينظر لموضع سًوده يف ص ته كلهلا،
َ وينظر
إل يف موضع واحد وهو موضع التحهد كما يف حلديث عبلد اهلل بلن اللبيلر فإبله ينظلر صلبعه ،وصللى اهلل
وسلم وبارك على ببينا محمد.
إان هذا الدعاء هو أفل األدعية ،أدعية الستفتاال التر تقال يف الفريللة ،وأملا يف النافللة فلإن الملرء
يدعو بما شاء مما ورد؛ ألن ك ما ورد علن النبلر غيلر هلذا الحلديث فغالبلا ملا يلرد يف قيلام
اللي خاصة ويف التطوعات ،وأما هذا فقد جاء عن عمر أبه قال يقال يف الفريلة.
إان يًوز لك أن تدعو بما شمت ،واألفل أن تدعو يف الفريلة ذا الذي ورد يف حديث أبر هريلر
وحديث عمر ،وأبت منهر أن تًمع بين دعاءين معا ،فإن الًمع بين الدعاءين ل يص ،وهلذا اللذي
146
قوله :ثم يستعيذ أي أن يتعوا باهلل من الحيطان الرجيم ،ولها ث ث صيغ ،وأشلهرها أعلوا بلاهلل
من الحيطان الرجيم ،أو يقول :أعوا باهلل السميع العليم من الحيطان ،أو يقول :أعوا بلاهلل السلميع العلليم
من الحيطان الرجيم ،هذه ث ث صيغ.
البسملة قراءهتا سنة ألن البسملة آية حيث ما وضعت يف القرآن ،حيلث ملا كتبلت يف القلرآن فإ لا آيلة،
ولكنها ليست آية من أي سور من القرآن إل من سور النم فقط ،إان هلر آيلة أبللهلا اهلل للفصل
بين السور ،فحيث ما كتبت يف القرآن فإ ا آية ،لكنها ليست آية من آي سور من سور القرآن إل من سلور
ولذلك فإن قراء البسملة ليس واجبا ،أل لا ليسلت ملن الفاتحلة ،وإبملا الواجلع قلراء الفاتحلة كملا
سيأا ،وإبما هر مستحبة ،وقد جاء من حديث أبر هرير رفعه للنبر أبه كان يقرأ البسلملة،
إان قراء البسملة سنة أل ا ليست من الفاتحة ،فإن قال امره فإبنا بًلد يف المصلحف أبله يكتلع بسلم اهلل
الرحمن الرحيم وبعدها واحد ،الحمد هلل رب العالمين اثنين ،وهكذا ،فنقول :إن هلذا اجتهلاد ملن علملاء
األداء وا قراء ،فإن علماء ا قراء اجتهدوا يف أشياء ومنها علد اآلي ،هلر آيلة لكلن يف تلرقيم اآلي وعلدها
اجتهدوا اجتهادا ل توقيف فيه ،التوقيف يف الوقف والتصال يف القراء ،وأما عد اآلي فلإن فيهلا اجتهلادا،
ومن أول من ألف يف هذا الباب أبو عمرو الداين يف كتاب البيان ،وكثيرون ألفوا يف هذا الباب.
واكللروا أن لعلمللاء األداء بللريقين يف عللد آي الفاتحللة ،مللع إجمللاعهم علللى أبلله سللبع آيللات ،فطريقللة
الكوفيين أ م يعدون بسم اهلل الرحمن الرحيم آية ،وربما كان اجتهادهم هذا سببه ما روي عند اللدارقطنر
أن النبر قال« :بسم اهَّلل الـرحمن الـرحيم آيـة مـن القاتحـة»؛ لكلن هلذا الحلديث ضلعيف ل
يص ،كما ضعفه األئمة كأحمد وغيره.
وبريقة أغلع علماء األداء من المكيين والمدبيين أ لم يعلدون أول آيلة ملن الفاتحلة :الحملد هلل رب
العالمين ،كما قال اهلل يف الحديث القدسلر يف صلحي مسللم« :قسـمت الصـالة بينـ وبـين عبـدي
٦
147
نصقين ،ـِذا قـال عبـدي الحمـد هَّلل رب العـالمين» ،للم يلذكر البسلملة فلدل عللى أن البسلملة ليسلت ملن
الفاتحة ،فليس واجع قراءهتا ،وإبما يستحع.
قوله :سرا ،لما ثبت من حديث أبلس قلال :صلليت خللف النبلر وأبلر بكلر وعملر
وكلهم يفتت القراء بالحمد هلل رب العالمين ،فدل الك على أ م لم يكوبوا يًهرون بالبسملة ،وما جلاء
عن أبر هرير وحده فإبه لم يثبت عن أحد من الصحابة أبه جهر بإسناد صلحي إل علن أبلر هريلر فإبملا
هذا كان منه ألبه سمع النبر ربما مر جهلر لا تعليملا ،أو جهلر لا ملن غيلر قصلد الًهلر،
وإبما رفع صوت يسير فًهر ا أبو هرير فقط ،وأما عامة الصحابة فلم يكوبوا يًهرون بالبسلملة ،فيلدل
على الًواز ،فالًهر بالبسملة جائل ،عند فقهائنا جائل ،لكنه خ ف األوللى ،لليس مكروهلا لكنله خل ف
األولى ،وتكلمت قب ما الفرق بين المكروه وخ ف األولى.
قال املصنفُ « :ث َّم َي ْه َر ُأ َا ْل َقاتِ َح َة ُم َر َّت َبة ُمت ََاالِ َية».
الفاتحة واجبة لحديث عباد ،مرتبة أي مرتبة اآلي ،متوالية ف يقدم آية على آية أخرى.
أي :إاا فرغ من قراء الفاتحة قال :آمين أي القار ،وإن كان هناك مأمومون خلف ا مام فإبه يقولهلا
ا مام والمأموم معا ،لما ثبت عن النبر أبه قال« :إذا قال اْلمام وَّل الضالين هالـاا آمـين»،
ولذا قال الفقهاء يقولها ا مام والمأموم معا.
وقولهم :يقولها ا مام والمأموم معا ،بستفيد منها وإن لم يأت لا المصلنف لذه العبلار ،وإبملا هلر
عبار ا قناأ :بستفيد منها أبه يقولها ا مام والمأموم يف وقت واحد ،ويكون ا مام والمأموم يقول ا ملن
غير متابعة ،بمعنى لو أن ا مام تركها قصدا أو بسيابا فإن المأموم يقولها ،فليست من باب المتابعة.
بمد الهمل األول فتقول آمين ،والثاين عدم مدها وإبما بقصرها فتقول آملين ،وهلذه صلحيحة عنلد فقهائنلا،
وإبملا يمنعللون مللن التحللديد بللأن تقللول :آمللين أي قاصلدين؛ ألبلله يختلللف معناهللا ،فللإن آمللين معنللاه اللهللم
استًع.
ـاف واستِسـ َه ٍ
انَ ،و ُأو َل َيـ ْ َمغْـرِ ٍ يـد وكُس ٍ
ٍ ِ ٍ ِ ِ
ب َ ْ ْ قال املصنفَ « :و ُي َس ُّن َج ْه ُر إِ َما ٍم بِه َـرا َنة ُصـ ْبحٍ َو ُج ُم َعـة َوع َ ُ
و ِع َي ٍ
ان». َ
لفع النبر فإبه كان يًهر يف هذه الصلوات ب لزم النبلر الًهلر فيهلا،
فدل على تأكد الًهر فيها.
قال املصنفَ « :و ُي َْر ُه لِ َم ْأ ُمامٍَ ،و ُيخَ َّي ُر ُمنْ َقرِد َون َْح ُا ُه».
ويكره للمأموم الًهر حيث أان له بالقراء ،وأما إن للم يلؤان لله بلالقراء فل شلك أن القلراء تللداد
السلرية ،فيكلره لله منعا ،وإبما المأموم يكلره لله الًهلر بحيلث أان لله بلالقراء يف السلكتات أو يف الصل
الًهر بالقراء فيها.
وأما إاا منع فإبه يمنع ملن القلراء بالكليلة ألن فيله تحويحلا عللى ا ملام ،وقلد قلال اهلل { :ﯙ
فيًع على المأموم أن ينصت للمام وأل يقرأ ،من باب أولى أل يًهر.
قال املصنفَ « :و ُيخَ َّي ُر ُمنْ َقرِد َون َْح ُا ُه».
قولهم ويخير عندبا قاعد إاا قال الفقهلاء ويخيلر ،فلالتخيير بوعلان ،إملا تخييلر مصللحة ،وإملا تخييلر
تحهر ،من تخيير التحهر ما مر معنا بلاألمس يف قللية الكفلار ،كفلار اللوطء يف الحليه ،فلإن الحلخ
مخير تخير تحهر ،إما أن يتصدق بدينار أو بنصف دينار.
والنوأ الثاين ملن التخييلر تخييلر مصللحة فينظلر ملا هلو األصلل فيختلاره ،وهلذا منله التخييلر يف هلذا
الباب ،فإن المنفرد يختار األصل ،األصل لقلبله ملن حيلث الًهلر وعدمله ،واألصلل لملن هلو بًاببله
واألصل فيما يتعل بنفر الرياء عن قلبه ،أو لتنبيه غيره ليقتدوا به يف الص .
٦
149
إان فلللية الختيللار هنللا للليس للتحللهر المطلل ،وإبمللا لينظللر األصللل لنفسلله ولمللن بًاببلله لكللر ل
يؤايهم بالًهر.
ـار ِه ،وا ْلب ِ ب ِم ِ لص ْبحِ ِم ْن طِ َا ِ ِ
ـاق ـن ق َص ِ َ َ ـٍ َوا ْل َمغْـرِ ِ ْ
ال َا ْل ُم َق َّص ِ قال املصنفُ « :ث َّم َي ْه َر ُأ َب ْعدَ َها ُس َ
ارة َا ُّ
ِم ْن َأ ْو َساطِ ِ ».
قال املصنفُ « :ث َّم َي ْرك َُع ُم َ ِبرا َرا ِعا َيدَ ْي ِ ».
هذا التكبيلر يسلمى تكبيلر البتقلال ،وهلذا التكبيلر واجلع ،والحكلم يف لفظله أي يف صلفة لفظله كملا
اكرت لكم قب أن السنة فيه أن يكون جلما أي من غير مد.
التكبير اكر المصنف ،قال :ثم يركع مكاا ،ما هو مح التكبير؟ قالوا :محله ما بين الركنين ،أي عنلد
ما هتوي من القيام متًها إلى الركلوأ ،وابتبله معلر اكلر الفقهلاء أن المصللر إاا كلا يف صل ته ملن حيلث
تكبير البتقال له خمس حالت ،بعلها تص ص ته وبعلها ل تص ص ته.
ببدأ سأاكر أربعا ،والخامسة أل ا تحتاج إلى تفصي تندرج يف إحدى الصور.
الصارة اْلولى :والخامسة تندرج فيها لكن سأهخر الخامسة ،أن يبتد التكبيلر وينتهيله فيملا بلين
الركنين ،يعنر يبدأ بأول لفظ من التكبير وهو لفظ الً لة وينتهر بلآخر لفلظ وهلو اللراء ملا بلين اللركنين،
فيقول :اهلل أكا وهو هاوي يف الطري إلى الركوأ ،أو يف الطريل إللى السلًود ،وهلذه صلحيحة ،صلحي
تكبيره باتفاق أه العلم ،هذه الصور األولى ،ب هو الواجع.
150
الصارة الثانية :أن يبدأ بالتكبير قب المح ،وينتهر به يف المحل ،كيلف؟ يبلدأ قبل الهلوي يعنلر
يكا وهو قائم ،فيقول اهلل وهو قائم ،وينتهر منه وهلو يف المحل ،فهلذا عللى محلهور الملذهع صل ته ل
تص ،ما يص ،يًع أن يأا بابتدائه يف ابتداء وقته.
الصارة الثالثـة :أن يلأا بلالتكبير كلام قبل محلله ،مثل ملا يفعل بعله األئملة إاا أراد أن يركلع
وهلو ألج ال قط ،فيقلول اهلل أكلا ثلم يركلع ،فأيللا ل تصل ؛ ألبله للم يلأت بواجلع بواجبلات الصل
التكبير يف محله ،وإبما كا قب محله.
الصارة الرابعة :أن يأا بكام التكبير بعد المح ،مثالله :إاا قلام ملن ركوعله أو قلام ملن سلًوده
فاستتم قائما فقال :اهلل أكا عالما متعمدا ،فص ته ل تص .
الصارة الخامسة :أن يبتد التكبير يف محله وينتهر بعد محله ،فمحهور المذهع أ ا تص .
الحالة اْلولى :أن يبدأ بالتكبير وينتهر يف محله فتص ص ته باتفاق أه العلم.
الحالة الثانية :أن يبتد بالتكبير وينتهر قب محله ،فيقول اهلل أكا ثم يهوي ،ففقهاهبا يقوللون :ل
إن كلان عالملا تص ص ته ،وحكلر قلول عاملة أهل العللم ،عاملة أهل العللم عللى أبله ل تصل الصل
متعمدا.
الحالة الثالثة :أن يبدأ بالتكبير وينتهر منه بعد ابتهاء المح ،عندما قلام ملن الركلوأ واسلتتم قائملا
قال :اهلل أكا ،أو عندما قام ملن السلًود قبل قليل ،أو عنلدما قلام ملن الركلوأ قلال سلمع اهلل ملن حملده،
عمدا ،ف تص ص ته ،هذه الصور الثالثة. فقالوا ل يص تكبيره ،فةك واجبا من واجبات الص
أيللا؛
ً الحالة الرابعة :أن يبتد قب المح وينتهر التكبير يف المح ،فالفقهلاء يقوللون ملا تصل
ألن العا بابتداء الفع فيًع أن يكون ابتداهه يف المح .
الحالة الخامسة :أن يبتد يف المح وينتهر بعده ،فيقول اهلل أكا ،فيأا بنهايتهلا وهلو قلائم ،هلذه
٦
151
للمحقة ،فأغلع النلاس ل يسلتطيع أن يلأا بلالتكبير فيملا بلين اللركنين ،فحينملذ خفلف فيهلا تص الص
للتسهي
هذه خمس حالت ،السادسة الذي قلتها لكم وهلر هل يًلع اسلتيعاب ملا بلين اللركنين بلالتكبير أم
ل؟ اكر المًد وحده أبه يًع استيعاب ما بين الركنين ،ولكن عامة الفقهاء يقولون إبه لليس كلذلك ،بل
السللنة عللدم السللتيعاب؛ ألن السللنة أن يكللون التكبيللر جلمللا كمللا جللاء عللن النخعللر وقاسلله أحمللد وعلللى
الس م.
قال :ثم يركع مكاا رافعا يديه أي يرفع يديه كحال هيمتهما عند تكبير ا حلرام محاايلا ملا منكبيله،
وتكون المحااا بوسط اليد كما مر معنا.
بيع ..ما هو مح رفع اليدين بالتكبير؟ الفقهاء يقولون فيله محل أفلللية ومحل جلواز ،أملا محل
األفللية عندهم فيكون رفع اليدين مع التكبير ،وما هو مح التكبير؟ ما بين الركنين ،هذا محل أفلللية،
وهو األفل ؛ ألن الرفع مع التكبير ،هذا األص ،فتقول اهلل أكا وأبت هتوي أو وأبت رافع.
أما الًواز فيًوز التقديم على التكبير ويًوز التأخير عنه ،لما ثبت علن النبلر أبله كلا
ثم رفع ،وروي عنه أبه رفع ثم كا ،فيًوز أن تقدم رفع اليدين على التكبير على لفظة التكبيلر ،وتًلوز أن
تًع رفع اليدين بعد لفظة التكبير للحديث.
قال املصنفُ « :ث َّم َي َض ُع ُه َما َع َلى ُر ْك َب َت ْي ِ ُم َق َّر َج َت ْ َا ْْلَ َصابِ ِع».
قال ثم يلعهما على ركبتيه وجوبا؛ ألن الركوأ ل يسمى ركوعا عند فقهاهبلا إل أن يكلون ملع وضلع
اليدين على الركبتين مع حنر الظهر؛ ألن للركوأ صفتين ،صفة كمال ،وصفة إجلاء.
صفة ا جلاء ما وجد فيها وصفان :وضع اليدين على الركبتين ولو مماسة ،ولو لمسلا يسليرا بلأبراف
األصابع ،والوصف الثاين اللذي يًلع أن يتحقل وهلو ابحنلاء الظهلر ،وغاللع النلاس ل يللع يلده عللى
ركبتيه إل وقد ابحنى نهره ،وإبما جاءوا بالوصف الثاين مراعا لمن كابت يداه بلويلتين ،فملن فعل هلذا
الوصف فقد جاء بصفة ا جلاء يف الركوأ.
ما فائد معرفة صفة ا جلاء أبنا بقول من أتى بأق من هذه الصفة لم يص ركوعه ف تصل صل ته،
األمر الثاين :أبنا بقول إن المأموم إاا دخ مع ا ملام وأتلى بصلفة ا جللاء قبل أن يقلول ا ملام سلمع اهلل
152
لمن حمده أو يرفع من ركوعه فإبه حينمذ يكون مدركا للركعة ولو لم يطملمن ،إان فمعرفلة صلفة ا جللاء
هذه مهمة يةتع عليها عدد من األحكام.
أما صفة الكمال فهر التر أوردها المصنف ،فيقول :يلعهما على ركبتيه مفرجلة األصلابع ،السلنة أن
كلهلا ،إل يف دائملا أن تكلون مللمومة يف الصل
تكون السنة مفرجة ،وخذ قاعد أن السنة يف أصابع اليلد ً
الركوأ ،فتكبير ا حرام السنة أن تكون ملمومة كما اكرت لكلم يف أصل تفسليري أهل العللم كملا ملر
معنا.
ويف السًود كذلك ،فإن موضلع اليلدين يف السلًود كموضلعهما يف التكبيلر كملا جلاء يف حلديث ابلن
عمللر ،موضللعهما وهيأهتمللا ملللمومة متًهللة للقبلللة ،وكللذلك تكوبللان محاايتللان للمنكبللين ،وكللذلك يف
الًلسة للتحهد وبين السًدتين ،فدائما األصابع تكون ملمومة إل يف الركوأ تكون مفرجة.
أي :يًع نهره مستقيما والدلي على الك ما ثبت يف صحي مسلم من حديث عائحة أن النبلر
رأسه ولم يصوبه ♥ ولكن كان بين الك. كان إاا ركع لم ُيحخ
ان رب َا ْل َعظِي ِم َث َالثاَ ،و ُه َا َأ ْدنَى َا ْل َم ِ
ال». قال املصنفَ « :و َي ُه ُ
َ الُ :س ْب َح َ َ ِ
ثم يقول :سبحان ربر العظيم لما ثبت عند أه السنن من حديث عقبة بن عامر أبله لملا بللل قلول اهلل
وأفل ل صلليغة للتسللبي يف الركللوأ أن تقللول :سللبحان ربللر العظلليم مللن غيللر زيللاد وبحمللده ،زيللاد
وبحمده ليست مستحبة وإبما هر جائل ؛ ألن أص اللفظلين علن النبلر هلر :سلبحان ربلر
العظيم؛ ولذلك فإن أحمد رج الصليغة األوللى عللى الثابيلة ،قلال أل لا أصل إسلنادا ،وأملا الثابيلة فإ لا
جائل .
أدبى الكمال يف التسبي أن تقول :سبحان ربر العظيم ث ث مرات ،هذا هو أدبى الكمال ،وأما أعل ه
ف منتهاه ..وأعلى الكمال ث ث عحر تسبيحة وقي عحر.
٦
153
قال :ثم يرفع رأسه ويديه معا قوله ويديه معا هذا الذي تكلمنا عنه قبل قليل وهلو محل رفلع اليلدين
مع التكبير ،األف ل أن يكون رفع اليدين مع التكبيلر ،أي يف الطريل بلين اللركنين ،ملا بلين اللركنين؛ لكلن
يًوز أن يكون رفع اليدين قب التكبير ،ويًوز أن يكون بعده ،وهذا هو الموضلع الثاللث اللذي ترفلع فيله
األيدي.
الفقهاء ينقلون ث ثة مواضع ،وبعلهم كما يف ا قناأ يليد أربعا ،لما جاء يف بعه بلرق حلديث ابلن
عمر يف صحي البخاري أبه زاد الرابعة عنلد القيلام ملن التحلهد األول ،وبنلاء عللى اللك فلإن رفلع اليلدين
بالتكبير آكده لتكبير ا حرام ،وهذا باتفاق فقهاء المذاهع األربعة ،ثم يليها التكبيرات الث ث ،وهو عنلد
تكبير ا حرام وعند الهلوي للركلوأ وعنلد الرفلع منله ،ثلم يليهلا يف التأكيلد والسلتحباب عنلد القيلام ملن
التحهد األول للركعة الثالثة.
بعلهم على الث ث ،وإبما من بلاب التأكيلد اللذين بصلوا عللى الفقهاء لم ينفوا استحبا ا عندما ب
الث ث فهو من بلاب تأكيلد أن هلذه آكلد ،وبعللهم اكلر األربلع كصلاحع ا قنلاأ فلدل عللى أن الًميلع
يف جميعها ،وقد اختلف يف حديث ابن عمر ه تص هذه أم ل. مستحع ،وقد ورد الن
قال :وإاا ابتصع قال :ربنا ولك الحمد وجوبا ،ويستحع لله أن يليلد مل ء السلموات ومل ء األرض
وم ء ما شمت من شرء بعد ،لما ثبت يف مسللم ملن حلديث عللر أن النبلر كلان يقلول
الك.
ويف الصحيحين اللفظ جاء بلفظ أو هذا اللدعاء جلاء بلفلظ :مل ء السلموات ،والفقهلاء اختلاروا مل ء
عليه يف المسائ عبد اهلل ،وغالبلا الفقهلاء يقوللون السماء ألبه جاء من بري ا مام أحمد ،وهو الذي ب
إبما بختار ما رواه أحمد كما اكر ابن مفل يف مقدمة الفروأ.
154
أي :والمللأموم إبمللا يقللول ربنللا ولللك الحمللد فقللط ،ول يليللد الللدعاء اللائللد ،هللذا هللو المحللهور عنللد
المتأخرين ،واختار أبو الخطاب أبه يستحع أن يقول هذا الدعاء اللائد.
صفة الكمال ل ُبد من معرفتهلا ألن ملن للم يلأت لا فل يصل سلًوده ،وصل ته بابللة ،وأملا صلفة
ا السنة. الكمال فهر التر تتحق
صللفة ا جلللاء يف السللًود مللا اجتمللع فيلله وصللفان ،الوصللف األول :أن تكللون األعظللم السللبعة علللى
األرض كمللا اكللر المصللنف ،ثللم يكللا ويسللًد علللى األعلللاء السللبعة ،ولحللديث ابللن عبللاس :أمربللا
بالسًود على األعظم السبعة.
الاصف الثاين :أبه ل ُبد أن يكلون عللى هيملة السلًود ،وملا هلر هيملة السلًود؟ قلالوا :أن يكلون
الرأس من أسف الظهر؛ ألبه يف لسان العرب ل يسمى وضع األعظم السلبعة عللى األرض سلًودا إل إاا
كان أسف الظهر أعلى من الرأس فيكو على هذه الهيملة؛ وللذلك روى ابلن علدي أن أبلا باللع علم النبلر
لما قي له أسلم قلال :ل أسللم فأسلًد ،فلإين إن سلًدت عللى إسلتر رأسلر ،فيلرى أن يف
الك مذلة ،وإبما منعه من ا س م هيمة السًود.
أبنا بقول لو أن امرأ جعل بلين وجهله وبلين األرض حلائ صلحت صل ته ،ملا للم يكلن هلذا الحائل
مرتفعا بحيث يستوي رأسه مع أسف نهره ،فإاا استوى أو ارتفع بقلول حينملذ إن سلًودك غيلر صلحي ؛
ولذلك جاء عند البيهقر من حديث جابر حينما زاره النبلر وكلان مريللا ،فلأراد أن يسلًد
على وساد ،أي مكان مرتفع من غير هيمة السًود ،أي بوضع أعظمه السبعة على األرض ،كان ملع النبلر
قليع فأبعد الوساد عنه وأمره با يماء.
٦
155
إان المقصود من هذا أبنا بعرف أن الحد األدبى من السًود ما اجتمع فيه الوصفان التر اكرهتلا لكلم
قب قلي وعرفنا دليلها.
هذه المسألة تتعل يف الةتيع يف أعلاء السًود ،أيها الذي يقلدم ،فبلين المصلنف أن السلنة أن تقلدم
الركبتين أول ،ثم اليدين ثم الًبهة واألبلف؛ ألن الًبهلة واألبلف عظلم واحلد ،واللدلي عللى اللك هلذا
الذي جاء يف حديث وائ بن حًر ،وهذا الحديث مختلف يف صحته ،وعلى العموم سواء قدم المرء
يديه أو قدم ركبتيه فإن هذه المسألة إبما هر مسألة متعلقة باألفلللية فيًلع كملا قلال أهل العللم وملنهم
الحيخ تقر الدين أل تكون هذه المسألة ول غيرهلا ملن المسلائ الخل ف بلين المسللمين سلببا للمنازعلة
والمحاقة بين المسلمين.
واسمحوا لر يف دقيقة واحد :أن أورد لكم حديثا عظيما جاء عن النبلر ،وهلو وإن للم
يثبت إسناده إل أن بعه أه العلم يقولون إن شواهد الحريعة تدل عليه ،وقد ألف بعه أه العلم كتبلا
يف شرال هذا الحديث ،منهم الحيخ مرعر بن يوسف وغيرهم ،وهو ملا روي علن النبلر أبله
قللال« :اهــتالف أمتـ رحمــة» ،فللالخت ف رحمللة ،فمتللى كللان الخللت ف سللببا للمنازعللة والمحللاقة بللين
المسلمين لم يك رحمة وإبما كان عذابا؛ ولذلك قال ابن مسعود :الخ ف شر.
إان هناك فرق بين الخت ف وبين الخ ف ،الخت ف رحمة ،والخ ف شر وعذاب.
يًع أل يكون الخت ف بين المسلمين يف فروأ الفقه سلببا للعلداو ول البغللاء ول الللغينة ،ول
المنابذ ،ول المعادا بيلنهم ،وإبملا هلذان الثنلان بلين األجلر واألجلرين ،فكلهلم بلين أجلر وأجلرين ،بل
المسلم ينص أخاه ويبين له أن ا بكار يف المسائ الخ فية الجتهادية ،ابظلر هلذان القيلدان :أن ا بكلار
يف المسائ الخ فية ،يًع أن يكون فيها خ ف وأن تكون مسائ اجتهادية؛ ألن هناك مسلائ ل اجتهلاد
فيها ،كا خبار عن اهلل ،وبحو الك.
أبه ل إبكار فيها ،والمقصود با بكار إبكار الفع ،فإاا رأيت يفعل شليما فل تنكلر شليما ،وأملا إبكلار
القول فإبه محروأ ،والمراد بإبكار القول وهو أن المرء يناقش أخاه ويظهلر لله اللدلي ملن غيلر محاجًلة
بقصد الغلبة أو البتصار ،وإبما الرغبة بالوصول إلى السنة والظاهر واهلل أعلم.
156
أي :ويسن السًود على أبراف أصابع الرجلين بأن تكون مفروشة متًهة األصابع إلى القبلة.
خ َذ ْي ِ ».
قال املصنف« :ومُا َ ا ُة ع ُضدَ ي ِ عن جنْبي ِ ،وب ْطنُ عن َ ِ
َ ْ َ ْ َ َْ َ َ ُ َ ْ َُ َ
قال :ويستحع أن يًايف المصلر علديه عن جنبيه ،العلدان هما ما فوق الذراأ يسمى علد وهلذا
هو الًنع ف يلصقهما ،وإبما يًافيهما ،وكذلك الفخذان عن البطن ،وهلذا إبملا هلو مسلتحع للرجلال
دون النساء ،وأما المرأ فسلواء كلان ينظلر لهلا الرجلال أو كابلت وحلدها فالسلنة لهلا أن تللم بفسلها؛ ألن
السنة للمرأ السة ولو كابت وحدها ،ولو كابت يف ص ،فتلم بفسها وتسلدل قلدميها يف الًللوس مملا
أيلا ،لكلر تتعلود عللى البللمام وعلدم
دائما يف هيمتها ويف حالها ً
يدلنا على أن المرأ يستحع لها السة ً
المخالفة يف السة.
أيلا عقبة وحديث حذيفة الساب الذي اكرته قب قلي ،أن النبلر
كما ثبت من حديث ً
لما بلل قول اهلل { :ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ} [األعللى ،]1 :قلال« :اجعلاهـا يف سـُادكم» ،واألفلل أن
يقول :سبحان ربر األعلى ويًلوز أن يقلول وبحملده؛ لكلن األفلل أل يلأا وبحملده ،قلال :وهلو أدبلى
الكمال كما سب .
ثللم يرفللع مكللاا أي قللائ :اهلل أكللا ،ويًلللس مفةشلا ،معنللى كوبلله يًلللس مفةشللا أي يفللرش رجللله
اليسرى ويًلس عليها ،وينصع رجله اليمنى ،هذا معنى كوبه مفةشا ،فهذه هر السنة يف هذا الموضع.
قال :ويقول رب اغفر لر ويكررها ث ثا وقد جاء يف حديث حذيفة رب اغفر لر رب اغفلر للر ،قلالوا
والمعهود يف األاكار أن تكرر ث ثا فلذلك استحع أن تكرر ث ثا.
٦
157
وأما ما جاء يف حديث ابن عباس األدعية األخرى فإ ا جائل ؛ لذلك قال أحمد حلديث حذيفلة أصل
من حديث ابن عباس.
لكن اللياد على ما ورد من رب اغفر لر ومما ورد يف حديث ابن عباس الفقهاء يقولون ل يحلرأ ،ل
يحرأ أن تليد يف الدعاء بين السًدتين على ما ورد ،وهو حديث ابن عباس وحديث حذيفة ،حلديث ابلن
عباس :رب اغفلر للر وجوبلا أو اسلتحبابا ،وحلديث حذيفلة جلوازا ،اللذي هلو :رب اغفلر للر وارحمنلر
وعافنر وأجاين ،على اخت ف الروايات ،وهر سبع ألفاظ تختلف من رواية إلى أخرى.
التوقيف ،وبعه الناس يقلول :رب اغفلر للر اللياد على ما ورد غير محروأ؛ ألن األص يف الص
ولوالدي ،بقول يف هذا الموضلع ل ،قلهلا يف السلًود بعلم؛ لكلن يف هلذا الموضلع ل تقلول رب اغفلر للر
ولوالدي ،وإبما ق :رب اغفر لر ،رب اغفر لر ،رب اغفر لر؛ ألن األص يف العباد التوقيف.
قال املصنفَ « :و ُه َا َأك َْم ُل ُ َ ،و َي ْس ُُدُ َال َّثانِ َي َة ك ََذلِ َ
ب».
بصفة السابقة.
قال املصنفُ « :ث َّم َين َْه ُ ُم ْعت َِمدا َع َلى ُر ْك َب َت ْي ِ بِ َيدَ ْي ِ ».
قوله :معتمدا على ركبتيه بيديه بمعنى أبه يقوم على صدور قدميه وأن يعتملد بيديله جلاع لهملا عللى
ركبتيه ،فإاا قام يًعلها على ركبتيه أو على ساقيه ،فيكون اعتملاده عليهملا ل عللى األرض ،وهلذا عكلس
ما جاء يف الهوي كما يف حديث وائ المتقدم.
أي فإن ش عليه لتعبه وبحو الك ثقله فإبه يعتمد على األرض.
أي :يأا بمث الركعة األولى ،فتكون الركعة الثابية كالركعة األولى تماما ،إل فيما استثنر.
قوله :غير النية ،النية موجود إما حقيقلة أو استصلحابا؛ لكلن قصلد المصلنف غيلر تًديلد النيلة ،فهنلا
حذف الملاف وأبقى ال ملاف إليه لدللته يف اهن الفقيه ،وإل فلإن النيلة موجلود ،وهلر لزملة ،بل إن
158
قطعها مبط للص ،إان قوله غير النية أي غير تًديد النية.
والتحريمة ليست ركنا وإبما يًع تكبير البتقال وتكون قب استتمامه قائما.
بعم والستفتاال والتعوا ل يؤتى ما يف الركعة الثابية إن كان قد تعوا يف الركعة األولى.
ثنائيلة أو ث ثيلة أو رباعيلة؛ ألن الفقهلاء ثم يًللس بعلد الركعلة الثابيلة مفةشلا ،هلذا إاا كنلت الصل
يقولون إن الذي جاء يف حديث أبر سعيد الساعدي :أبه ♥ تورك يف تحهده األخير ،فقهاهبلا
يقولون :إن معنى التحهد األخير ل يسمى الحرء أخيرا إل إاا سبقه شرء من جنسه ،ف يكون التلورك إل
يف الث ثة والثنائية؛ ألبه سلبقه تحلهد ملن جنسله ،ولليس الملراد بلاألخير أخيلر الصل ،وإبملا األخيلر ملن
جنسه؛ ولذلك فإبه يفةش يف الثنائية ويفةش يف التحهد األول من الث ثة والرباعية ،وهذا اللذي دل عليله
حديث عائحة.
قال :السنة أبه يًع اليلدين عللى الفخلذين يف آخلر الفخلذين ،ويف التحلهد خاصلة دون الًلسلة بلين
السًدتين ،الًلسة بين السًدتين يًعل يديله جميعلا عللى فخذيله ملن غيلر قلبه ،وإبملا يللم اليلدين
ويًعلهما على فخذيه.
وأما يف التحهد األول أو الثلاين فاليلد اليسلرى كحالهلا يف الًلسلة بلين السلًدتين مللمومة األصلابع
لام ملع الوسلطى، على الفخذ ،وأملا اليلد اليمنلى فالسلنة لله أن يقلبه الخنصلر والبنصلر ،وأن يحلل ا
يحلقها هكذا على شك حلقة ،ثم يحير إشار بالسبابة ،ثم إاا جاء اكر دعى به يحركها عنلد اللدعاء ،كملا
جاء يف حديث عبد اهلل بن عمر ،وعبد اهلل بن اللبير .
ويكون التحريك عند الدعاء ،والدعاء ما هو؟ ك ما كلان فيله بللع ،وكل ملا كلان شلهاد ؛ ألن لفلظ
أشللهد أن ل إللله إل اهلل وأشللهد أن محمللدا رسللول اهلل هللو دعللاء؛ ألن النبللر قللال« :هيــر مــا
٦
159
دعات أنا والنبيان قبل يف يام عر ة ،قالَّ :ل إل إَّل اهَّلل وحده َّل َريب لـ » ،فسلمى النبلر
الحهاد دعاء.
ولعموم حديث« :من َغل ذكري عن مسائلت أعطيت أ ضٍ ما أعط السائلين» حديث أبر سعيد.
هكذا ،فيًعلها على هذه الهيمة ،فإاا جاء اكر حركها تحريكا يسيرا.
هذا هو التحيات وهو واجع ا تيان به يف التحهد بلين الثابيلة والثالثلة وهلو ركلن يف الًللوس يف آخلر
الص ،وهذه التحيلات الصليغة التلر أوردهلا المصلنف هلر التلر ثبتلت يف الصلحيحين ملن حلديث ابلن
مسعود ،وقد اكر العلماء أ لا أفلل الصليغ ،وكل ملا ورد علن النبلر ملن الصليغ ملن
حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث كعع ومن حديث غيرهم كلها جائل .
الفقهاء يقولون :إن الواجع يف التحيات خمس كلمات فقط؛ ألن جميع الصيغ التر جاءت عن النبلر
اتفقت يف هذه الصيغ الخمس ،يعنر خمس جم هر الواجبلة ،وملا زاد علن هلذه الخملس
الًم فإبه يستحع ا تيان ا.
الُملة الثانية :الس م عليك أيها النبر؛ ألن الصحابة قالوا قلد عرفنلا كيلف بسللم عليلك ،فكيلف
بصلر عليك ،إان فيًع أن تسلم على النبر يف الص .
هذه هر الًم الخمس ،فلو أتيت يف الخامسة فقلت :أشهد أن محملدا رسلوله كفلى ،وأشلهد ل إلله
إل اهلل أقلها هذه.
اْلولى :التحيات هلل ،الصللوات والطيبلات ،هلذه مسلتحبة وليسلت بواجبلة ،إان الواجلع خملس
كلمللات ،ومللا زاد عنهللا مسللتحع ،والممنللوأ أن تلفل بللين األدعيللة ،فل تقللول :التحيللات هلل والصلللوات
والطيبات المباركات اللكيلات؛ ألبله للم تًتملع اللكيلات والمباركلات يف حلديث واحلد؛ ألن التلفيل يف
األدعية غير محروأ ،الدلي على أن التلفيل يف األدعيلة غيلر محلروأ ،حلديث اللااء يف الصلحي أبله لملا
علمه النبر الدعاء الذي يقوله قب بومه ،وفيه« :آمنت بنبيب الـذي أرسـلت» ،فقلال اللااء:
آمنت برسولك الذي أرسلت ،قلال النبلر َّ« :ل لـيس ه ـذا ،وإنمـا قـٍ :آمنـت بنبيـب الـذي
أرسلت».
فاألدعية األص فيها التوقيف ،وبناء على الك فكما قلنلا أبله ل يًلوز التلفيل بلين األدعيلة التحيلات
وهر وارد عن النبر فمن باب أولى ل يًوز اللياد عليها يف األلفاظ ،وإن كان يًوز اكلر
هذا اللفظ يف الخارج.
مثال الك وهلو خطلأ يقلع ملن بعللنا :محملد هلو سليدبا وسليد آبائنلا ،وأمهاتنلا،
وخير من وبئ الثرى ،ل يقاربه أحد ،هو سيدبا ول شلك ،ويف كل حلال بقلول إبله سليدبا،
وعندما قال له الصحابر :أبت سليدبا وابلن سليدبا ،قلال « :إنمـا السـيد اهَّلل» ،قلال أهل
العلم إبما كان مح الك تواضعا منه ♥.
لللليس يلللا علللن تسلللييده ،فهلللو سللليدبا ول شلللك ،كملللا يف صلللحي مسللللم أن النبلللر
٦
161
قال« :أنا سـيد ولـد آدم وَّل خـر» ،إان هلو سليدبا ول شلك فصللى اهلل وسللم عللى سليدبا
محمد.
لكن يف األدعية التر ورد فيها التوقيف كاألاان والتحيات اتباعلا لسلنته ل بسليده،
إاا كنا بقول ل بأا باأللفاظ المًموعة وهو قد قالها يف أكثر من حديث ،فكذلك ل بليد ألفانلا للم يقلهلا
♥.
ب ورب ِ ِ
اع َّية ٍ ُم َ ِبرا». َم ْغرِ ٍ َ ُ َ قال املصنفُ « :ث َّم َين َْه ُ
مكاا ،وه يرفع يديه؟ اكرت لكم الك م فيها قب قلي .
قال املصنفُ « :ث َّم َي ُْ ِل ُس ُمت ََا ِركا َ َي ْأتِ بِالت ََّي ُّه ِد َا ْْلَ َّو ِل».
ثم يًلس متوركا ،معنى كوبه جالسا متوركا كما يف حديث أبر أسيد الساعدي أي أبه يًللس جلاع
إليته على األرض ويخرج قدمه من شقه األيمن ،إما أن يًع قدمه بين سلاقه وبلين األرض ،أو أن يًعل
قدمه بين ساقه وبين فخذه ،كله يسمى توركا.
قال املصنفَ َ « :ي ْأتِ بِالت ََّي ُّه ِد َا ْْلَ َّو ِل».
يم إِن َ ِ ِ آل ُم َح َّم ٍد ،ك ََما َص َّل ْي َ
الَ :ال َّل ُهم َص ٍِ َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ
َّـب ت َع َلى آل إِ ْب َراه َ ُ َّ َّ قال املصنفُ « :ث َّم َي ُه ُ
ُيد». َّب َح ِميد َم ِ يم إِن َ ِ ِ آل ُم َح َّم ٍد ك ََما َب َارك َ
ْت َع َلى آل إِ ْب َراه َ
ار ْك َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ
ُ َّ َح ِميد َم ِ
ُيدَ ،و َب ِ
يًللع ا تيللان للا ،وعنللدي يف الصل ا براهيميللة ،وهللر ركللن يف الصل هللذه التللر تسللمى الصل
ا براهيمية ث ث مسائ :
بلدو ا ،بقلول المسألة اْلولى :ما هو حد ا جلاء فيها ،أي أق ما يسمى ص ،ف تص الص
أن تقول :اللهم ص على ببينا ،أو اللهم صل عللى محملد ،فلإاا وهر ركن يف الص أق ما يسمى ص
قلت هذه الكلمة أجلأتك ،هذا هو حد ا جلاء.
162
وردت عن النبر يف حديث كعلع أو يف حلديث المسألة الثانية :أبنا بقول ك ص
غيره من الصحابة كلها جائل ،ك الصيغ جائل ؛ لكن أفل صيغة هر أصلحها إسلنادا ،وأصلحها إسلنادا
ما سب اكره قب قليل يف كل م المصلنف ،وهلو أن تقلول ابتبله معلر :اللهلم صل عللى محملد وعللى آل
محمد ،كما صليت على آل إبراهيم ،هذا أص إسنادا عن النبلر وهلر التلر يف الصلحيحين
من حديث كعع واختارها أحمد أن تقول :كما صليت عللى آل إبلراهيم إبلك حميلد مًيلد ،وبلارك عللى
محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إبك حميد مًيد.
إاا وردت بلأكثر ملن القاعد عند فقهائنا وكثير ملن فقهلاء الحلديث :أن هلذه األدعيلة التلر يف الصل
صيغة فإبما بختار أصحها إسنادا ،قلنلا يف تسلبيحة الركلوأ أصل التسلبي أن تقلول سلبحان ربلر العظليم،
وقلنا يف تسبي السًود أصحها إسنادا أن تقول :سبحان ربر األعلى.
وقلنا :يف التسميع أبه قد ورد عن النبر أربع صيغ ،أصحها أن تقول :ربنا ولك الحملد،
بدون اللهم ،وبإضافة الواو.
ا براهيمية أصحها إسنادا ما اكرت لكم وأورده المصنف. وكذلك هنا يف الص
هذا جاء يف حديث عائحة وتقدم ،يف الصحي ،بب ًعا هذا متأكد وخاصلة اللدعاء األول؛ للذلك يف
مسلم أن باووس بن كيسان بق عنه ابنه أبه كان يأمر أبناءه أن يقولوا ذا الدعاء ،وهو التعلوا ملن علذاب
جهنم ومن عذاب القا ومن فتنة المحيا والمميات ومن فتنة المسي الدجال ،فإاا ترك أبناهه هلذا اللدعاء
من شد تأكيده ورحمه. أمرهم بإعاد الص
قال املصنف« :و َتب ُط ٍُ بِدُ ع ٍ
ان بِ َأ ْمرِ َالدُّ ْن َيا». َ َ ْ
ل يلدعى فيهلا إل بملا ورد يف كتلاب اهلل ويف سلنة النبلر الفقهاء يقولون :إن الواجع أن تكلون الصل
،أو بًوامع الكلم ،فإبه ل يصل فيها شرء من ك م اآلدميين ،كما جلاء يف حلديث معاويلة
بن الحكم .
الواجللع أل تللدعو فيهللا إل بًوامللع الكلللم؛ ولللذلك ينهللون عللن أن تللدعو يف فالمقصللود أن الص ل
٦
163
ص تك ببعه األدعية ،كأن تقول اللهم ارزقنر دابة هم جة وزوجة حسناء ،وإبملا ادأ بًواملع الكللم،
اللهم اكتع لر الخير يف أمري ،اللهم اقه لر القلاء الحسن ،ربنا آتنا يف الدبيا حسنة ويف اآلخلر حسلنة
وقنا عذاب النار.
وقد اكر يعقوب بن سفيان يف المعرفة والتاريخ :أن أيوب السختياين شيخ ا مام مالك صللى بالنلاس
الةاوي يف مسًد النبر فكان يقنت لهم بالدعاء الذي من القرآن فقط ول يليلد عليله ،إان
فأفل الدعاء وأجمله وأكمله وأتمه وأحراه با جابة أن يدعو المرء يف ص ته بًوامع الكلم.
لس َال ُم َع َل ْي ُْم َو َر ْح َم ُة َاهَّللُِ ،م َرتَّبا ُم َع َّر ا ُو ُجابا». ال عن ي ِمين ِ ِ ُثم ِعن يس ِ ِ
ارهَ :ا َّ َّ ْ َ َ قال املصنفُ « :ث َّم َي ُه ُ َ ْ َ
قال :ثم يسلم بأن يقول عن يمينه ثم عن يساره ،ومعنى قوله أن يقول عن يمينله أي أن يبتلد بلالتكبير
يف البتقال من قب وجهه إلى يمينه ،وهكذا يف اليسار ،فيكون التكبير يف البتقال بين المحلين.
هذا إن ص رفعه ،وأملا إن كلان موقوفلا عللى عملار فلله حكلم الرفلع ،فلإن عملارا مبالغتله يف التسلليم
غالبا يكون عن بق .
قال :مرتبا معرفا يعنر يلأا بلاأليمن ثلم األيسلر ل يسللم اليسلرى قبل اليملين ،معرفلا يًلع أن يقلول
الس م عليكم ،ول يقول س م عليكم ،وجوبا يف ك ما سب ،أي أن الس م واجلع والةتيلع والتعريلف
واجبان.
قال املصنفَ « :ل ِ ْن ت َُْ َم ُع َن ْق َس َهاَ ،وت ُُْ ِل ُس ُمت ََر ِب َعةَ ،أ ْو ُم ْس ِد َلة ِر ْج َل ْي َها َع ْن َي ِمين ِ َها َو ُه َا َأ ْ َض ٍُ».
اْلمر اْلول :أ ا تًمع بفسها ول تًايف بين علديها وبين جنبها ،هذا الحكم األول.
اْلمر الثاين :أ ا يف جلستها ل تًلس مفةشة ألن جلسة الفةاش يكون فيها الظهر منتصبا وإبملا
تًلس ساد لة لقدميها أو مةبعة لكن السدل أفل ،بأن تًع قدميها عن يمينهلا؛ ألن الملرأ إاا جلسلت
سادلة أو مةبعة فإ ا حينمذ ل يكون فيه ابتصاب للظهر ،فيكون أحرى يف كمال السة.
والدلي على الةبع أن عائحلة أم الملؤمنين كابلت تصللر مةبعلة ،وعائحلة ملن هلر؟ فقلد كابلت
تصلر بمحللر النبلر ،وملا أنلن يعنلر أن النبلر رأى أحلد ملن النسلاء
تصلر كرهيته للوجاته وخاصة عائحة فدل على أن هذا بإقرار النبر وفعله ،فلدل عللى
أن المرأ يًوز لها أن تصلر مةبعة ومسدلة لكن السدل أفل من أن تصلر مفةشة.
اج ٍة». ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و ُكرِ َه َيها ا ْلت َقات َون َْح ُا ُه بِ َال َح َ
التفات مبط للص ،وهو اللتفات بالًذأ ،فإاا التفت المرء بًذعه حتى أصب جذعه لغير القبللة
بطلت ص ته.
النوأ الثاين من اللتفات :اللتفلات بلالنظر أو بالوجله ،فهلذان ل يلبط ن الصل ،واللدلي عليله ،أن
قلال« :ذاك اهـتالس يختلسـ اليـيطان مـن صـالة النبر لما سلم علن اللتفلات يف الصل
أجر الص ،فهو مكروه. أحدكم» ،لم يق إبه مبط ،فدل على أبه ينق
وأشد صور اللتفات كراهة أن تلتفت قب السماء ،أن ترفع بظرك إلى السماء ،وهو أشد ،ب قد يص
الكراهة فيه إلى كراهة التحريم؛ ألن النبر بين أبله يوشلك لملن رفلع بصلره إللى السلماء أن
يخطف بصره.
ا قعاء هو أن يقعر كما أقعى الكلع ،كما جاء النهر عن من حديث أبر هرير يف المسند وغيلره
٦
165
الصارة الثانية من اْلقعان :أن ينصع قدميه ويًلس عللى العقبلين ،إان إقعلاء محلله يف الًللوس
فقط ،فيًلس على العقبين ،هذه منهر عنها يف التحهد األول واألخير ،وتًوز يف الًلسلة بلين السلًدتين
لما ثبت يف صحي مسلم من حديث ابن عبلاس ،كلذا قلرره فقهاهبلا جمعلا بلين األدللة ،واكلره يف المبلدأ
وغيره.
كلها ،وصور إبملا ينهلى يف التحلهد دون الًلسلة إان ا قعاء له صورتان :صور منهر عنها يف الص
بين السًدتين.
اش ِذ َرا َع ْي ِ َس ِ
اجدا». قال املصنفَ « :وا ْ تِ َر ُ
لما جلاء علن النبلر ملن النهلر علن افلةاش كلافةاش السلبع ،فل يًعل اراعيله عللى
األرض ف يًع ساعديه حال السًود.
أي وعبث يف ص ته بكثر حركة ،بب ًعا غير المبطلة؛ ألن الحركة الكثير مبطلة للص .
التخصر هو وضع اليد على الخاصر ،فإبه حينمذ يكون منهيا عنه وهو مكروه.
مكروهة وقد روي فيه حديث عند ابن ماجة من بري الحارث األعور علن فرقعة األصابع يف الص
علر أبه قال :ل تفرقع أصابعك وأبت يف ص ،أو بحوا مما قال .
166
فالفرقعة منهر عنها ،والتحبيك منهلر عنله ،التحلبيك بمعنلى إدخلال األصلابع لذه الهيملة ،واعللم أن
لثبوته من حديث أبر سعيد وغيره ،النهر عن التحلبيك التحبيك له أربع درجات ،أشدها كراهة يف الص
يف أثناء الص .
فيكره كذلك ولكنه أخف كراهة ،لكنله مكلروه ثم يليه يف الكراهة لمن كان يف المسًد منتظرا الص
أن تحبك بين أصابعك كحالنا اآلن بنتظر الص .
ببعا قلنا أن الكراهة ترتفع عند مااا؟ عند الحاجة ،من الحاجة اكرت لكم باألمس مااا؟ التعليم ،أبلا
أشبك هنا تعليما لكر ل تقول أبك فعلت المكروه.
الحالة الثانية :التحبيك يف ابتظار الص ،مكروه لكنه أخف كراهة من األول.
الحالة الرابعة :بعلد السل م ،فقهاهبلا قلالوا ..بعله الفقهلاء قلال إبله يكلره تحلبيك األصلابع بعلد
ما ابتظرت الصل ،وملا دملت يف مصل ك فأبلت يف صل ،فهلر داخللة يف عملوم الس م؛ ألبك يف ص
النهر عن التحبيك يف الص .
لكللن اكللر يف الكحللاف بق ل عللن الرعايللة أن الصللواب أن بقللول إبلله يف الموضللع الللذي فعللله النبللر
يًوز أن الموضلع اللذي فعلله النبلر فيله التحلبيك فإبله يًلوز؛ وللذلك فلإن
النبر كما ثبت يف الصحيحين من حديث أبر هرير لما ابفتل ملن صل ته كهيملة المغللع
شبك بين أصابعه ،فدل الك على أن التحبيك بعد الس م يًوز لكنه خ ف األولى.
قال :وكوبه حاقنا وبحوه ،عندبا الحاقن وبحو الحاقن ،ابظروا معلر ،قلالوا :الحلاقن هلو اللذي يكلون
آخلر اسلمه الحاقلع ،قلالوا والحاقلع هلو اللذي محبوس البول ،أي يريد أن يقللر بولله ،هنلاك شلخ
يكون محبوس الغائط ،يعنر يريد أن يقلر حاجته من الغائط.
٦
167
وعندهم ثالث يسموبه يمسوبه الحاقم ،وهو الذي يكون محبلوس البلول والغلائط ،أو حابسلا لغائطله
وبوله معا.
إان عندبا حاقن وحاقلع وحلاقم ،وهنلاك غيرهلا ،بعللهم يقلول حلازق والحلازق هلو اللذي يحلبس
الري .
وعنلده الطعلام قلد لحديث ابن عمر وألن ابن عمر يعنر من باب التطبي أبه كان تحلره الصل
بحلر الطعام الذي يحلتهيه حلره فيبدأ ا مام بالقراء وهو لم يقم من بعامه ،فهنا ينحغ ألبه ل ص
ليس مطل ًقا الطعام.
إاا بابه شرء يف ص ته ،إملا لتنبيله ا ملام أو لتنبيله غيلر ا ملام ،فإبله ُيسلب لملا ثبلت يف الصلحي ملن
حديث أبر هرير قال« :التسبيح للرجال ،والتصقيق للنسان».
المرأ إاا أرادت أن تنبه غيرها فإ لا تصلف بلبطن كفهلا عللى نهلر األخلرى ،هكلذا ول تصلف بلبطن
علللى الللبطن؛ ألن تصللفي الللبطن علللى الللبطن هللذه صللفة مذمومللة { ،ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
لها صفتان يف التصلفي :إملا تصلف عللى اللبطن عللى ﭮ ﭯﭰ} [األبفال]35 :؛ لكن يف الص
الظاهر أو بالبطن على الفخذ على هذه الهيمة.
وقد كان النبر كما عنلد البخلاري يف األدب المفلرد إاا حلبله أملر ضلرب عللى فخلذه،
فدل على أن هذا التصفي بالللرب عللى الفخلذ ،أو عللى نهلر اليلد لليس داخل يف الصلفة المذموملة يف
التصفي ،والتصفي عمو ًما هو مكروه ،ليس محر ًما.
البصاق له حالتان :إما أن يكون المرء يف المسًد ،وإما أن يكون يف غير المسًد.
فإن كان المرء يف المسًد ،فإبه يًعله يف ثوبه ،يعنر يأا بثوبه ويًعله فيه ،فيًع بصاقه فيله هكلذا،
168
أو يف مندي ويًعله يف جيبه ،وهذا يدلنا على أن البصاق ،والنخامة ،والنخاعة ،كلها باهر ؛ أل لا تًعل
يف ثوب ،وتًع يف ثوب المصلر.
وأما إاا كابت البصاقة حلرت المرء بصاقة وهو يف غير المسًد ،فإن السنة أن يًعلها عن يسلاره أو
تحت قدمه ،وأن ل يبصل علن يمينله ،ول يبصل قبل وجهله ،لملا ثبلت يف الصلحي أعنلر البخلاري ملن
حللديث أبللس أن النبللر للى أن يتللنخم المللرء قِبل وجهلله ول عللن يمينلله ،وإبمللا يًعل
بخامته تحت قدمه أو عن يساره.
وهلذه األركلان إبملا اسلتخرجها الفقهلاء بنلا ًء عللى النصلوص بدأ يتكلم المصنف عن أركلان الصل
الحرعية؛ ألن الفقهاء عندهم قواعد ليفرقوا فيها بين الركن والواجع ،وقلد اكلر بعله هلذه القواعلد ابلن
النًار يف شرال الكوكع ،فمن القواعد التر تدل على أن هذا الفعل ركلن يف الحلرء ولليس واج ًبلا فيله إاا
ُعا عن الفع باسم كله ،أو ُعا عن الك ببعلله ،فإبله يف هلذه الحاللة فلإن هلذا الحلرء ُيعتلا ركلن ،فلاهلل
سًودا وسماها ركوعا ،إان السًود والركوأ يعتلاان أركابلا فيله ،وكلذلك الفاتحلة سمى الص
فدل على أ ا ركن ،إان تسميت البعه باسم الك ،أو تسلميت الكل باسلم اللبعه ،يلدل سميت ص
على أن هذا البعه ركنلا ،أو علقلت الصلحة عليلهَّ« ،ل صـالة لمـن َّل يهـرأ بقاتحـة ال تـاب» ،فيلدل عللى
. ركنيتيها ،إاا استنباط األركان إبما مبناه على الن
قال :القيام :أي القيام يف الصل ،وهلذا ركلن كملا قلال اهلل { ﭖ ﭗ ﭘ} [البقلر ]238 :
«صٍ قائما» حديث عمران يف الصحي « ِن لم تستطع هاعـدا» فكوبله علقهلا عللى السلتطاعة دل عللى
الوجوب مطل ًقا وهو الركنيين.
قال :والتحريمة :وهر تكبير ا حرام ألن النبر قال« :وتحريمها الت بيـر» فهلر ركلن؛
لكن ابتبه معر القيام ركن يف ااتله وهلر شلرط لصلحة اللركن الثلاين ،وهلو ركلن التحريملة ،شلرط لصلحة
التحريمة ،بنا ًء على الك من كا جالسا وهو قادر على القيلام بطللت صل ته ،أو للم تنعقلد صل ته أصل ً ؛
٦
169
ألن تكبيره ل يص إل حال القيام مادام قادرا عليه إل أن يكون عاجلا أو يف بافلة.
إان عندبا القيام بوعان :قيام هو ركن يف الص ،القيام للقراء وبحوها ،وقيلام هلو شلرط للركن وهلو
القيام يف تكبير ا حرام.
لحديث عباد
ُاع».
الرك ُ
قال املصنفَ « :و ُّ
لرية.
لما ثبت يف الصحي أن النبر قال« :ثم اعتدل» «ثم أر ع حتى تطمئن قائما» يف حلديث
المسرء لص ته.
ِ ِ
قال املصنفَ « :واَّل ْعتدَ ُال َعنْ ُ َو ُّ
الس ُُا ُد».
أيللا يف
والسًود والعتدال عنه كذلك ،ألمر النبر للمسرء صل ته ،والقاعلد عنلده ً
أن ك ما أمر به النبر المسرء لص ته فهو ركن يف الًملة. أركان الص
واألحاديللث التللر تللدل علللى الطمأبينللة ،بلغللت حللد التللواتر ،كمللا قللال الحلليخ تقللر الللدين يف القواعللد
كلها يف أولهلا إللى بحوا من خمسين حديثا كلها تدل على وجوب الطمأبينة يف الص
النورابية ،فقد أورد ً
أخرها من غير استثناء ركن منها ،ولكلن الطمأبينلة لهلا حلد أدبلى ،فأقل ملا يسلمى بمأبينلة هلو السلكون،
وعود ك ما علو إلى مكابه ،هذا أق ما يسمى بمأبينة.
170
فإبه يكون واجع. التحهد األخير :المراد به الذي يعقبه س م ،أي التحهد األخير يف الص
وقولله :والتحلهد األخيلر قصلده اللتلفظ بالتحيلات؛ ألبله قلد ثبلت علن النبلر قلال« :إذا
جلس أحدكم ليهٍ التحيات هَّلل» ،فدل الك على أن التحيات واجبة وهذا المراد بالتحهد األخير.
علللى النبللر ركللن؛ ألبلله جللاء تب ًعللا لتحيللات ،فحيللث أمللر النبللر والصل
عليه تبع له؛ ألن كع ًبلا قلال لنبلر قلد عرفنلا كيلف بسللم عليلك ،فكيلف بالتحيات ،فالص
بصلى عليك ف ُبد من الًمع بينهما.
يمت ِ
َان». ِ
قال املصنفَ « :والت َّْسل َ
عليله مرعلر أ لا ركلن يف الفريللة، والتسليمتان جميعا ركن على المحهور ،وقال بعللهم كملا بل
دون النافلة أي التسليمة الثابية.
يب». ِ
قال املصنفَ « :والت َّْرت ُ
الواجبللات :هللر أقل مللن الفللرائه واألركللان ،فللإن الواجبللات تسللقط حلال السللهو والنسلليان ،فتًللا
بسًود السهو.
قال :إن التكبير البتقال غير تكبير ا حرام واجبة وليسلت ركنلا ،واللدلي عللى أ لا واجلع وليسلت
بركن مع أملر النبلر لا :أن النبلر سلهى ملر يف صل ته ،كملا جلاء ملن
٦
171
حديث عبد اهلل بن مالك بن بحينة فقام من السًد يف آخر الركعة الثابيلة إللى الثالثلة وللم يًللس للتحلهد
األول ،فةك النبر ث ث واجبات ،ترك الًلوس لتحهد ،وترك التحهد األول وترك تكبيلر
البتقللال ،تللرك ثل ث واجبللات ،وجاهللا النبللر بسللًود سللهو فللدلنا الللك علللى أن تكبيللر
البتقال إبما هو واجع وليس بركن.
والتسميع :هو قول سمع اهلل لملن حملده للملام والتحميلد للملام والملأموم م ًعلا ،فهلو واجلع عللى
ا مام وعلى المأموم معا والمنفرد كذلك.
قال املصنفَ « :والت ََّي ُّهدُ َا ْْلَ َّو ُلَ ،و ِج ْل َس ُت ُ».
الي ُر ُ
وط ُسنَّة». قال املصنفَ « :و َما َعدَ ا َذلِ َ
بَ ،و ُّ
قال :وماعدا الواجبات واألركان والحلروط فإبله سلنة مملا سلب اكلره يف صلفة الصل ،وتقلدمت يف
الدرس الماضر.
ب بِ ِه َما».
اج ُ الي ْر ُط ََّل ي ْس ُه َط ِ
ان َس ْهاا َو َج ْهالَ ،و َي ْس ُه ُط َا ْل َا ِ قال املصنفُّ َ « :
الرك ُْن َو َّ
َ
قال الركن والحرط ل يسقطان مطلقا ،كما اكلرت لكلم يف بدايلة الكل م ،أن القاعلد عنلد الفقهلاء أن
الركن والحرط ل يسقطان مطل ًقا ل سهوا ول جه ،بخ ف الواجع فإبه يسقط بالسهو والًه ،ولكنله
يًا بسًود السهو وجو ًبا.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)6
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بدأ المصنف يف أحكام سًود السهو ،فقال ويحرأ سلًود السلهو،وقد ورد علن النبلر
ث ثة أحاديث هر العمد ،حديث ابن مسعود ،وحديث أبر سعيد ،وحديث عبد اهلل بن ماللك بلن بحينلة،
وكذلك حديث المغير ،أربعة أحاديث ،هذه األحاديث األربعة هر العمد يف بلاب سلًود السلهو ،وبنلر
عليها سائر أحكام سًود السهو.
وسًود السهو له مختصر سه بورده يف البداية ،وتفصي وغالبه يتعل التفصي يف األفللية.
أو لحك. فأما مختصر أبنا بقول :إن سًود السهو يحرأ لث ثة أسباب :إما للياد أو لنق
وتفصي هذه الث ث سيأا إن شاء اهلل يف الدرس القادم ،أل ا تحتاج إلى شرال.
وللم اْلمر الثاين :أن غير هذه األسباب الث ثة ل يحرأ له سًود السهو ،ابظر إاا لم تلد يف الص
منها ولم تحك ،ف يًوز أن تسًد سًود السهو ،فلإن سلًدت عالملا بلالحكم بطللت صل تك، تنق
مثال الك:
بعه الناس يفقد الخحوأ يف الص ،بمعنى أبه يسلرال ،تعرفلون معنلى يسلرال ،يعنلر يفكلر يف اللدبيا
سلًد سلًود السلهو ،بقلول صل تك شيما من أركان الصل ،فلإاا جلاء آخلر الصل وشأ ا ،ولم ينق
٦
173
ما ليس من جنسها ،ما يًوز لك اللك ،ل يًلوز للك أن تسلًد لهلا سلًود بابلة؛ ألبك زدت يف الص
سهو ،ما يًوز مطلقا.
فسًد له سًود سلهو ،بقلول ل يًلوز ،صل تك من فع فع مباحا يف الص ،فع مباال يف الص
بابلة.
من فع مكروها يف الص ،فسًد له سًود له سهو ،بقول ل يًوز لك سًود السهو.
كله ليس ملن موجبلات سلًود إان فع المكروه وفع المباال والتفكير وهو يف شأن الدبيا يف الص
السهو ،وأما ترك السنة ففيه تفصي سلأورده يف محلله ،هلذه المسلألة األوللى أريلدكم أن تعرفوهلا :ملا هلو
هذا فيه محلكلة ألين سأشلرال لكلم والحك ،النق موجع سًود السهو ،ما هو موجبه؟ اللياد والنق
له معنيان. إياه يف الغد إن شاء اهلل؛ ألن النق
اْلمر الثاين :أن سًود السهو ورد عن النبر قب الس م وبعده ،وك موضع يحلرأ
له سًود السهو فيًوز أن يفع قب الس م ،وإبما محله بعد الس م على سبي الندب فقط.
هذه الًملة مسألة مهمة وتحتاج إلى عدد من الفروأ المتولد عليها ،فإبنا بقلول إن سلًود السلهو ل
يحرأ إل إاا وجد موجبه ،فإن لم يوجد موجبه فإبه ل يحرأ سًود السلهو ،وبنلاء عللى اللك فملن سلًد
ما ليس محروعا فيها ،فتكون ص ته بابللة إن كلان سًود السهو من غير موجع فيكون قد زاد يف الص
عالما بذلك.
وقد بين أه العلم رحمهم اهلل تعالى أن سًود السهو لله ث ثلة موجبلات ،أو أن لله ثل ث موجبلات:
والحك. اللياد والنق
واكرهم لهذه الموجبات إبملا هلو عللى سلبي الًمللة ل عللى سلبي الحصلر ،إا قلد تكلون زيلاد أو
أو شك ول يكون محروعا معه سًود السهو. بق
وبيان الك على التفصي الذي سأاكره لكم بعد قلي .
نبدأ أوَّل بالزيادة :بقول إن اللياد تنقسم إللى بلوعين :إملا أن تكلون زيلاد قلول ،وإملا أن تكلون زيلاد
174
فع .
فلو أن امرأ قرأ يف ركوعه أو قرأ يف سًوده فإبه يكون قد أتلى منهيلا عنله ،لكنله لليس بمبطل للصل ؛
محروأ جنسه يف الص ،وإن لم يك محروعا يف هذا المح . ألن هذا القول الذي زاده يف الص
إان فمن أتى بذكر يف غير محله اسلتحع لله سلًود السلهو وللم يًلع ،إان النلوأ األول ملن الليلاد
كا تيلان بلذكر يف غيلر محلله ،فيسلتحع لله سلًود وهر زياد القول زياد قول محروأ جنسه يف الصل
السهو ول يًع ،ويكون محله قب الس م ،ما دلي الك؟
ما اكرته لكلم يف اللدرس الماضلر حلديث ابلن مسلعود أن النبلر قلال« :مـن زاد يف
صالت أو نهص منها ليسُد سُدتين قبٍ أن يسلم».
لا الصل الناع الثاين من الزيـادة يف الهـال :زيلاد قلول تبطل بله الصل ،واألقلوال التلر تبطل
بوعان على المحهور ،أبا أتكلم اآلن على المحهور:
بوعان التر تبط :بوأ يعذر فيه بالسهو ،وبوأ ل يعذر فيه بالسهو. األقوال يف الص
فأما النوأ الذي يعذر فيه بالسهو قالوا مث اللحن المحي للمعنلى ،فللو أن املرأ لحلن يف قراءتله لحنلا
محي للمعنى ،إن كان عمدا بطلت ص ته ،وأملا إن كلان سلهوا فإ لا للم تبطل ،للم للم تبطل ؟ ألن النبلر
وإبملا فيما روي عنه يف قصة الغرابي لحن لحنا أحلال بلالمعنى ،إان فإبله ل يبطل الصل
لكل م يبطل عمدها الذي يبط الص ،فهذا على المحهور يوجع سًود السهو؛ ألبله زيلاد يف الصل
ولكن سهوه معفو عنه. عمده الص
وهو الك م الذي ل يعفى عن سهوه ،فعللى المحلهور الناع الثاين :من الك م الذي يبط الص
غير ما استثنر ل يعفى عن سهوه ،لحلديث معاويلة بلن الحكلم أن أن ك ك م ليس من جنس الص
٦
175
النبر قال« :إن هذه الصالة َّل يصلح يها َ ن من كالم اْلدميين».
إل اللحلن أو ملن بلان منله حرفلان حينملا ينتحلع فلإن فك من تكلم بكل م لليس ملن جلنس الصل
ص ته تكون بابلة ،ساهيا أو متعمدا.
فيسلتحع الك م أن زياد القول ث ثة أقسام أصبحت :زياد ما جنسه محروأ يف الص إان ملخ
لكن يعفى عن سهوه فيًلع لله سلًود السلهو وعرفنلا مثالله له سًود السهو ،زياد ك م تبط به الص
قلية اللحن المحي للمعنى.
الناع الثالث :زياد ك م ل يعفى عن سهوه مث مطل الك م ،ك م اآلدميين ،فهذا تبط الصل
بلله بالكليللة ،فل سللًود سللهو معلله« ،إن صــالتنا هــذه َّل ييــرع يهــا كــالم اْلدميــين» كمللا جللاء عللن النبللر
يف حديث معاوية بن الحكم.
بنت إلى النوأ الثاين وهو زياد الفع ،وزياد الفع تنقسم كذلك إلى قسمين:
إما أن تكون زياد من جنس الص ،أو أن تكون زياد ليست من جنس الص .
كأن يليد ركوعا أو سًودا أو ركعة كاملة فيًع عليه أمران: فإن كابت اللياد من جنس الص
اْلمر اْلول :أبه يًع عليه أن يتدارك هذه الليلاد بلالرجوأ ،فللو اسلتمر فيهلا وأتلم اللركن اللذي
تذكر يف أثناءه بطلت ص ته؛ ألبه يكون قلد زاد ركنلا أو بعله ركلن عملدا فتبطل صل ته ،يًلع عليله أن
يرجع ،تذكر وهو ساجد أن هذه السًد هر السًد الثالثة يًع عليه أن يرجع ،ثم يًلس ثم يقلوم بعلد
الك.
ملن األفعلال فإبله يًلع عليله سلًود السلهو؛ اْلمر الثاين :أن من زاد شيما ليس من جنس الصل
لحديث ابن مسعود« :من زاد يف صالة أو نهص منها» ،وألن النبر لما صللى خامسلة سلًد
لها سًود السهو.
بعم فتًع لله سلًود السلهو ويًلع عليله أن إان فاللياد شرء عفوا لمن زاد شيما من جنس الص
يتداركها.
176
ما زلنا يف مااا؟ زياد الفع ،اكربا النوأ األول وهو زياد الفع من جنسها.
زيللاد الفعل ممللا للليس مللن جنسللها ،مثل حركللة واحللد يتحللرك يف صل ته ،ويعللدل عمامتلله ،ويلللبط
بوعان: عباءته ،وهكذا هذه حركة ،فنقول إن الحركة التر ليست يف جنس الص
بوأ معفو عنه أو مكروه ،ف يحرأ له سلًود السلهو مطلقلا ،وملن سلًد فقلد بطللت صل ته إاا كلان
عالما بالحكم.
ما هو المأاون به :الحركة لحاجة ،والمكروه الحاجة اليسير لغير حاجة ،إان إاا كابت حركة لحاجة
أو حركة يسير لغير حاجة ف يحرأ مطل ًقا سًود السهو؛ ألبه ل يوجد موجبه.
لغيلر حاجلة ،فنقلول الناع الثاين :أن يكون المرء قد زاد فع وهر الحركة من غيلر جلنس الصل
بطلت ص ته على المحهور ،المحهور أ ا تبط ص ته.
والرواية الثابية :أ ا ل تبط إن كان ساهيا؛ لكن بمحر على المحهور.
ابتبهوا لهلذا ألين أريلدك أن تعيلدها بعلد قليل ،شليخ عللر ابتبله احفظهلا ..فاحفظوهلا ألين سلأريد أن
أسألكم فيها ،فإن ضبط هذه المسائ مهم.
لسنة. لواجع ،وإما بق لركن ،وإما بق لركعة كاملة ،وإما بق إما بق
ركعلة ،وقلد سللم النبلر علن أربعلة أقسلام ،ببلدأ بالقسلم األول وهلو بقل إان النق
ركعتين كما يف حديث أبر هرير حديث اي اليدين يف الصلحيحين ،فنقلول إن ملن سللم علن بقل بق
ركعة فأكثر فيًع عليه أن يرجع وأن يأا بما فاته ما لم يط الفص ،وسيأا الحديث عنها بعد قلي .
إان األمر األول يًع عليه أن يرجع فيتدارك ما فاته ،ويتحهد بعدها.
اْلمر الثاين :أبه يًع عليه أن يسًد سًود سلهو وجوبلا ،ولكلن يكلون محلله بعلد السل م بلدبا،
ابتبه لهذه اللياد :محله بعد الس م بدبا وسأرجع لها عندما بنتهر من التقسيم.
٦
177
ركعة كاملة فأكثر فيًع عليه أن يتدارك ملا فلات ملا للم ،عن بق إذن الحالة اْلولى :السهو بالنق
يك هناك فص بوي سنتكلم عنه ،ويًع عليه سًود سهو بعد الس م ،ويكون بعد الس م محله.
لركن ،مث أن يكون قد ترك سًد أو ترك ركوعا وهكذا ،فإبه يًع عليله أن يرجلع أن يكون النق
،ويًع عليه سًود السهو ،ومحله قب الس م لحديث ابن مسعود. وأن يتدارك هذا النق
ركنا كيف يتدارك؟ بقول :إن تذكره يف أثناء الركعة التر هو فيهلا فإبله يرجلع ل ن انظر مع :من بق
ويأا ذا الركن وما بعده ،إبسان يف سًوده تذكر أبه للم يركلع ،فيًلع عليله أن ينتصلع قائملا ثلم يهلوي
للركوأ ألن الهوي للركوأ واجع ،ثم يهوي للركوأ ثم يأا بملا بعلده ملن القيلام ثلم السلًد األوللى ثلم
أيلا بما بعده.
الًلسة ثم السًد الثابية ،إان من تذكر ركنا يف أثناء الركعة فيرجع فيأا بالركن ويأا ً
منهلا ،فنقلول :تعتلا هلذه الحالة الثانية :أن يكون قد تذكر هذا الركن بعلد ابقللاء الركعلة التلر بقل
. الركعة التر تذكر فيها بدل عن الركعة السابقة ،وتبط الركعة التر فيها النق
تذكرت أين لم أركع يف الركعة الثابية ..تذكرت أين للم أركلع الركلوأ يف الركعلة األوللى ،بقلول بطللت
الركعة األولى ،وكابت الثابية مقامها.
الحالة الثالثة :أن يتذكر بعد الس م قب بول الفص ،من غير بول فص ،فهنا يأا بالركعلة وملا يتبلع
على النبر والس م ،فيلأا بركعلة معهلا التحيلات الركعة وهو التحهد من التحيات والص
والس م. والص
فيعيلدها ملن الحالة الرابعة :أن يتذكر تركه الركن بعد الس م وقد بال الفصل فنقلول بطللت الصل
جديد.
إان هللذه أربللع حللالت ،آخللر حالللة أن يللةك ركنللا وأن ل يتللذكره إل بعللد السل م وقللد بللال الفصل ،
بالكلية. وسنتكلم كيف يطول الفص وستأا هذه المسألة بالتفصي بعد قلي فإبه يعيد الص
ركن من أركلان الصل ركعة كاملة ،وتكلمنا عن بق ،عن بق إان تكلمنا اآلن عن بوعر النق
وكيف يتدارك.
بلةك واجلع ،فلإن الواجلع ملن تركله وفلات محلله فإبله ل الناع التال أو الناع الثالث :اللنق
178
يتداركه ،وإبما يأا بسًود السهو إن كان تركه بب ًعا له سهوا من غيلر عملد؛ ألن العملد يبطل الصل ،ملا
اللدلي ؟ حلديث عبللد اهلل بلن مالللك بلن بحينللة حينملا تللرك النبلر ثل ث واجبلات ،الًلسللة
للتحهد والتحهد وتكبير البتقال ،وسنتكلم متى يكون الرجوأ ومتى ل يكون الرجوأ يف ك م المصلنف
بعد قلي .
إان الواجع إاا فات محله ل يتدارك عكس اللركن؛ لكلن يًلع لله سلًود السلهو ،اللركن يًلع أن
يتدارك ويًع له سًود السهو؛ لكن الواجع ل يتدارك ،ب من رجع وتداركه بطلت ص ته كملا سليأا،
الواجع إاا فات محله ل يتدارك ،وإبما يًع له سًود السهو فقط.
كاللذي تلرك الًهلر يف بةك سنة ،فملن تلرك سلنة يف الصل الناع الرابع من النهص :وهو النق
الًهريللة ،أو مللث تللرك الليللاد علللى ثل ث تسللبيحات وبحللو الللك ،فالمتللأخرون لهللم بريقتللان، الصل
فبعلهم إبه يباال له سًود السهو ،يباال ليس سنة وليس واجع ،وإبما هو مباال ألبنا لو للم بقل إبله مبلاال
لقلنا بطلت ص ته إن سًد سًود السهو.
ولكن جاء عن بعه الصلحابة أو التلابعين أ لم تركلوا بعله السلنن فسلًدوا لهلا؛ وللذلك بقلول إن
سًودهم هذا من باب المباال ل المحروأ.
وقال بعه أه العلم إبما يحرأ السًود إاا كابت السنة مما يحافظ عليهلا كلالًهر يف القلراء ملث ،
فحينمذ يصب مندوبا ،وإل فيبقى على ا باحة وهذه بريقتان عند المتأخرين.
،بقر عندبا النوأ الثاللث وهلو السلًود للحلك، ابتهينا اآلن من السًود لللياد ومن السًود للنق
وابتبهوا للسًود يف الحك.
بوعلان :إملا شلك يف تلرك ركلن فلأكثر كركعلة ،أو شلك يف تلرك ا لسًود للحلك ،أو الحلك يف الصل
واجع.
نبدأ أوَّل يف النـاع اْلول :وهلو تلرك اللركن ،ابظلروا معلر ورد علن النبلر فيله
حللديثان :حللديث ابللن مسللعود وحللديث أبللر سللعيد ،يف األول أن مللن شللك يف صل ته فليللبن علللى مللا
استيقن ،والثاين أن من شك يف ص ته فليبن على ننه أي على غلبة ننه.
بقول :إن من شك يف ترك ركن ،ليس ترك الواجع؛ ألن ترك الواجلع سليأا بعلد قليل ،ملن شلك يف
٦
179
ترك ركن فإبه مخير بين أمرين ،أو بقول له حالتان ثم بقول التخيير.
فإن له حالتان :إما أن يكون له غلبة نن ،أو ل غلبة نن له ،فحينملذ بقلول ملن شلك يف تلرك ركلن فإبله
مخير بين أمرين :إما أن يبنر على اليقين ،واليقين هو األقل دائملا ،شلك هل سلًد سلًد أو سلًدتين،
بقول اليقين هو األق ،تكون سًدت سًد واحد فتأا بالثابية ،صليت ركعة أو ركعتلين اليقلين واحلد
وهكذا ،وحينمذ يكون السًود قب السل م لحلديث ابلن مسلعود « ،ليـبن علـى مـا اسـتيهن وليسـُد قبـٍ
السالم».
إان هذا فيمن شك يف ترك ركن ،يًع أن تقول ترك ركن ،وبنى على اليقين.
الناع الثاين :أن يكون قد شك يف تلرك ركلن ولكلن عنلده غلبلة نلن واكلرت لكلم بلاألمس أبنلا ل
واحد بدل الحخصلين ،وملن الظلن بسمر الظن غلبة نن إل مع وجود قرينة ،من القرائن أن ينبهه شخ
كذلك أن تكون عنده ساعة أمامه ،ويعلم أبه يًلس يف الركعة مث خمس أو عحلر دقلائ فيًلع عليله أن
يبنر على هذا الظن الذي له قرينة تدل عليه.
إن كان عنده غلبة ننه وبنى على غلبة الظن سواء كلان هلو األقل أو األكثلر فإبله تصل صل ته؛ لكلن
يسًد سًود السهو ويكون مح سًود السهو بعد الس م لحديث أبر سعيد.
من شك إما يف ترك ركن أو واجع ،فمن شك يف ترك ركلن فإبله مخيلر بلين أملرين ،أملا أن يبنلر عللى
اليقين ،فإن بنى على اليقين وهو األق فيسًد سًود السهو قب الس م ،وإن بنى عللى غلبلة الظلن وقلنلا
ل يسمى غلبة نن إل بقرينة ،فإبه يسًده بعد الس م ،واض ،وهذه واضحة ..وهو مخير بين األمرين.
لكن فقهاءبا يقولون مااا؟ يقولون :إن الخيار الثاين وهو الخيار بالبناء على غلبة الظن خلاص با ملام
فقط ،دون المأموم والمنفرد؛ ألن ا مام إاا بنى على غلبة ننه وأخطأ فإن خلفله ملن سلينبهه عللى خطلأه،
فحملوا حديث أبر سعيد على ا مام خاصة.
هذا ما يتعل بالحك يف ركن ،الحك يف الواجع :بقول الحلك يف الواجلع ل يحلرأ لله سلًود السلهو
إل يف حالة واحد ،وهو من شك يف زياد واجلع وكلان شلكه يف أثنلاء هلذا الفعل الواجلع فقلط ،ابتبهلوا
واجع ل سلًود سلهو لعبارا :ل يحرأ الحك يف الواجع إل إاا كان الحك يف اللياد ،من شك يف بق
180
عليه ،إل أن تكون يف زياد وأن يكون شكه يف أثناء الفع ،فإن كان شكه بعد الفع ف .
مثاله :لو أن امرأ يف الركعة الثابية شك أبه للم يسلب يف السلًود ،هنلا شلك يف تلرك واجلع ،بقلول :ل
سًود سهو؛ ألن الحك إبما يكون يف اللياد .
ومن شرط أن يكون اللياد يف المح ؛ لكن بعد المح ف ،وهذا يتصور يف األفعلال ،مثل الًللوس
للتحهد األول ،أشك أهو زائد أم ل.
اسأل أو يليع الوقت؟ أننه يليع الوقت ف حاجة للسؤال فيه ،بعد الدرس أعدها علر.
واللياد وتفصيلها ،وعرفنا دلي ك . إان عرفنا اآلن قلية الحك والنق
كالتعمد بلياد فعل أو بقصله ملن القاعد العامة يف ك ما سب :أبه إاا كان الفع عمده يبط الص
الص ،أو بحو الك فإبه يكون حينمذ واجع.
ان بِ َه ْا ِل َم ْي ُرو ٍع ِ َب ْيرِ َم َح ِل ِ َس ْهااَ ،و ََّل َت ْب ُط ٍُ بِ َت َع ُّم ِد ِه». قال املصنفَ « :و ُسنَّة ِ ِ
ْل ْت َي ٍ
أبا اسأل اآلن سؤال :ا تيان بقول محروأ يف غيلر محلله سلهوا ،هل يعلد زيلاد أم بقصلا أم شلكا؟ ملا
رأيكم؟
أم ممللا ل يبطلهللا؟ مللا يبطل ..بفللس الكل م الللذي اكرتلله واكللره هل هللذا القللول ممللا يبطل الصل
المصنف ،ولكنر جعلته على هيمة تقسيم والمصنف اكره على هيمة فروأ.
النوأ الرابع منه ترك السنة ،فهو مباال على المحهور. هذا اكرته لكم قب قلي ،أن النق
قب الس م وبعده مطلقا ،سلواء ألي موجلع ملن موجباتله ،سلواء كلان واجبلا أو منلدوبا أو مباحلا ،وإبملا
ك مهم متى يستحع أن يكون سًود السهو بعد الس م.
ركعلة فلأكثر ودليل اللك حلديث أبلر ال موضع األول الذي اكره المصنف ،قال :إاا سلم علن بقل
هرير يف الصحي أن النبر سلم عن ركعتين فلما ببه عن اللك أتلى بلالركعتين ثلم سللم ثلم
سًد سًود السهو ♥.
ركعلة فلأكثر يكلون محلله بعلد السل م ،وهنلا فائلد :أن بعله فدلنا الك على أن السًود علن بقل
،يف أسلباب سلًود السلهو ا خوان يقرأ يف كتع الفقه فيًد أ م يقولون ومحله بعد السل م عنلد اللنق
ويقصدون بله إملا بمعنيين ،فأحيابا يطلقون النق كما اكر المرداوي ينبه عليه أ م يطلقون كلمة النق
الركن باألبواأ التر سب اكرها قب قلي . الواجع أو بق الركعة أو بق بق
الركعة فقط ،فإ م إاا تكلملوا علن محل السلًود فقلالوا :ومحلله يف بق وأحيابا يقصدون بالنق
الثابية. الركعة الكاملة دون باقر أبواأ النق بعد الس م ،أي يف بق النق
الحالة الثابية التر يندب فيها أن يكون سًود السهو بعد الس م لم يلذكره المصلنف اختصلارا ،وهلر
إاا كان ا مام قد بنى على غلبة الظن ،ولم يبن على اليقين ،فإبله حينملذ يكلون سلًود السلهو بعلد السل م
لحديث أبر سعيد.
،وللو جعل الملرء سلًوده كلله قبل السل م والعا بًعلها قب الس م أو بعد الس م إبما هو الن
أيلا ص ؛ ألبه تدارك وهذا هو محله.
ص ،ولو جعله بعد الس م ً
ولكن يعذر عن سهوه ،تكلمنلا قبل قليل إن بدأ يتكلم المصنف عن قلية الك م الذي يبط الص
بوعان :بوأ يعذر بسهوه ،وبوأ ل يعذر بسهوه. الك م الذي يبط الص
بالسل م عملدا بطللت صل ته؛ النوأ الذي يعذر بسهوه مث السل م ،فلإن السل م إاا تكللم الحلخ
لكن سهوا ل تبط ص ته ،فحينمذ قال سهوا ،فإن اكر قريبا أتمهلا أي أتلم ملا فاتله ،إن كلان قلد فاتله شلرء
182
لكلن يعفلى علن سلهوه ،اكلرت قول ،وهذا القول مما يبط الص وسًد لها وجوبا؛ ألبه زاد يف الص
لكم إياها يف التقسيم قب قلي ،أبا ما مثلت بالس م هناك ،وإبما مثلت باللحن الذي يحي المعنى.
يبطلهلا ،سلواء كلان سلهوا أو كلان عملدا؛ لحلديث معاويلة« :إن يقول المصلنف إن الكل م يف الصل
صالتنا هذه َّل يصلح يها َ ن من كـالم اْلدميـين» ،فكل ملن تكللم بكل م اآلدميلين فإ لا تبطل صل ته
سهوا أو عمدا.
بدأ المصنف يذكر أمثلة من الك م ،أو الذي ألحقه الفقهاء بالك م ،بب ًعا أول شلرء اكلره إن أحلدث
بالكلية لحديث أبر هرير يف الصحيحين. بب ًعا ل شك أن الحدث ليس ك ما لكنه مبط للص
قال :أو قهقهة بطلت ،قال إن القهقهلة وهلو الللحك بحيلث أ لا تخلرج حروفلا وهلو حرفلان فلأكثر،
قالوا ألن أق كلمة عرفت يف ك م العرب ما كابت من حرفين ،كقر ويف وعر؛ وللذلك قلالوا :إن قهقله أو
بفخ فبان حرفان فحينمذ تبط ص ته؛ ألن القهقهة فيها ك م.
وقد روي فيها حديث وإن كان يف إسناده مقال عند ابن ماجة.
قال :وإن بفخ أو ابتحع ل من خحية اهلل ،بفخ فقال أف فبان حرفلان أللف وفلاء متعملدا ل ملن خحلية
اهلل ،فإبه تبط ص ته.
ل من خحية اهلل إل بب ًعا يعذر ألبه من البكاء فإبه محروأ يف الك الموضلوأ؛ للذلك الفقهلاء يقوللون
يكره التباكر يف الص ،لمااا يكره؟ قالوا خحية أن يتكلم فيها.
قال :أو تنحن ب حاجة لعدم شرء يف حلقه فبان حرفان ،كأن يقول احم مث فحينملذ تبطل ألن هلذا
الك م يعتاوبه ك ما وهو ك م من حرفين ،والنبلر قلال« :إن هـذه الصـالة َّل يصـلح يهـا
َ ن من كالم اْلدميين».
قد يقول امره أبا كنت جاه فيما ملى ،ما ملى اهلل فيه غفور رحيم ،ولكن فيملا سليأا ابتبله
٦
183
فلذلك أن تستحعر أبك أمام الًبار ف ك م ،ول تنحن إل لحاجة ،باهيك أن يكون فيهلا قهقهلة
وهو اللحك بصوت مرتفع ،أو بحو الك من الك م.
من تعظيم ملن يقلف الملرء بلين يديله؛ ولذلك المسلم يًع أن يعظم هذه الص ،فإن تعظيم الص
ولذلك كما مر معنا يف الدرس الماضر أن الناس يححرون يوم القيامة على هيمتهم يف الص ،فكلما كلان
المرء أتم خحلوعا هيملة وحركلات كملا ملر معنلا يف الفلرق بلين السلكينة والوقلار ،فإبله يححلر يلوم القياملة
عليه عدد من األئمة منهم أحمد وغيره ،آلثار وردت يف الك الباب. كذلك ،ب
فالمقصود أيها ا خو أن ا بسان يحتاط يف الص ،ول يكثر الحركة ول التنحن إل لحاجة.
فإبه يًع عليه أن يتداركه ،واكلرت هذه هر التر اكرباها قب قلي فيمن ترك ركنا من أركان الص
األربع حالت قب قلي .
وهلذه الحاللة الثالثللة ،والحاللة الرابعللة أن يكلون بعللد السل م ويطللول الفصل ،فحينمللذ تبطل الصل
بالكلية.
قال املصنف« :وإِ ْن نَه َ عن ت ََيه ٍد َأو َل ن ِ
َاسيا َل ِز َم ُر ُجا ُع ُ». َ ْ ُّ َّ َ َ
بدأ يتكلم المصنف عمن ترك واجبلا ،فإبله ملن تلرك واجبلا يًلع عليله سلًود السلهو ،ول يحلرأ لله
الرجوأ لتدارك هذا الواجع ،ويتحق المثال يف الك يف ترك جلسة التحهد األول ،فقد اكر المصلنف أبله
إن ه عن التحهد األول باسيا للم رجوعه ما للم يسلتتم قائملا ،لملااا؟ ألبله إن اسلتتم قائملا فإبله حينملذ
184
يكللون قللد شللرأ يف الللركن الللذي بعللده ،فحينمللذ يللملله الرجللوأ لعللدم البللداء يف الللركن الللذي بعللده ،وهللو
الستتمام قائما ،والركن الذي بعده بوعان :ركن كام ،وركن مقصود وهو الذي سنذكره بعد قلي .
قال :فإن استتم قائما ولم يقرأ الفاتحة فإبه يكره له الرجوأ ،واألفلل أن يسلتمر ويقلرأ الفاتحلة؛ ألن
الركن األصلر هو الفاتحة ،والقيام إبما هو ركن تابع.
قال :وحرم عليه أن يرجع إن شرأ يف القراء كما جاء من حلديث عبلد اهلل بلن ماللك بلن بحينلة ،قلال:
وبطلت ص ته بالكليلة إن رجلع بعلد شلروعه يف قراءتله الفاتحلة ملن الركعلة الثالثلة ،بل هنلا يكلون سلقط
الواجع عنه ويحرم عليه الرجوأ إليه.
قال :ل إن بسر فرجع باسيا أو جاه بالحكم فحينمذ يعلذر بالًهل والنسليان يف هلذه المسلألة أل لا
من دقي الفقه.
دون قال :ويتبع المأموم ا مام ،المأموم يتبع ا مام يف مسائ منها :يف مسلألة السلهو سلواء يف اللنق
فيلةك ملا بقصله ملن الواجبلات ،دون الليلاد فلإن ا ملام إاا زاد شليما ملن أركلان اللياد ،فيتبعه يف النق
فإبه ل يتابعه عليها. الص
اْلمر الثاين :أن المأموم يتبع ا مام يف السًود إاا وجد موجبله عنلد ا ملام وإن للم يوجلد موجبله
عند المأموم فيتبعه فيه.
اْلمر الثالث :أن المأموم يتبلع ا ملام يف تلرك سلًود السلهو إن وجلد موجبله عنلد الملأموم ،وللم
يفعله ا مام ،عكس الثابية.
وا مام يتحم عن المأموم عددا من األشياء ،منها :السهو ،ومنها :قراء الفاتحة ،ومنهلا قلراء سلور
الفاتحة ،ومنها التسميع وهو قوله سمع اهلل لمن حمده ،ومنها السة ،ومنهلا ملا ملر معنلا يف قللية الليلاد
على التحميد وغير الك.
٦
185
أي :ويًللع السللًود لللةك الواجللع مطلقللا ،ويًللع السللًود يف الحللالت الللث ث التللر أوردهللا
المصنف ،لمن ترك الواجع ،سواء قلنا يًع عليه الرجوأ وهو قبل أن يسلتتم قائملا ،أو حينملا يكلره لله
الرجوأ أي إاا استتم قائما وقب قراء الفاتحة ،وحين يحرم عليه الرجلوأ ،ففلر الحلالت اللث ث يًلع
عليه سًود السهو.
كما قلنا إن من ترك ركنا فتداركه فأتى به فإبه يًع عليه سًود السهو ،فكذلك هنا.
كما سب معنا ،أن من شك يف الركن فيًع عليله أن يبنلر عللى اليقلين ويًلوز لله أن يبنلر عللى غلبلة
الظن إن كان إماما.
وهنا قول المصنف :إن شك يف ركن أو عدد ،لم يذكر الواجبات؛ ألن ملن شلك يف الواجلع ل يحلرأ
له سًود السهو إل يف حالة واحد ،ما هر الحالة؟ وجلود قيلدين :أن يحلك يف زيلاد واجلع ،وأن يكلون
الحك يف أثناء الواجع ل بعده.
التطلوأ كسلوف» ألبله ملا كسلفت الحلمس يف عهلد النبلر إل وصللى قوله« :آكد ص
لها ،فدل على أ ا مؤكد ،وقد بلادى النبلر لهلا ،وأل لا آيلة فقلال « :ـا زعاا إلـى الصـالة»،
إاا شلرعت جماعلة فتكلون فدل على أ ا آكد صلوات التطوأ ،وألن القاعلد عنلد أهل العللم أن الصل
آكد من غيرها يف الًملة.
استِ ْس َهان».
قال املصنفْ َ « :
الستسقاء ألن الحاجة إليها كبير وسيأا تفصيلها الدرس القادم. قال :فاستسقاء أي فص
186
يح».
قال املصنف « :تراو ُ
التطوأ. فوتر بدأ يتكلم المصنف عن الوتر ،فإ ا الدرجة الرابعة من حيث آكد ص
قال املصنف« :وو ْق ُت ِمن ص َال ِة َا ْل ِع َي ِ
ان إِ َلى َا ْل َق ُْرِ». َ َ ُ ْ َ
العحلاء أي العحاء إلى الفًر ،ابتبه معر ،حينما بقلول إن وقتله ملن صل قال :ووقت الوتر من ص
العحاء ،وبناء على اللك فلإن ملن جملع المغلرب العحاء ،وليس من بعد دخول وقت ص من بعد ص
المغرب ألبه صلى العحاء ،إان العلا يف مع العحاء جمع تقديم ،فإبه يًوز له أن يوتر ولو يف وقت ص
العحاء أل ا توتر الص ،وآخر صلوات اليوم والليلة هر العحاء. العحاء ،العا بص الوتر بص
قال :إلى الفًر ،قول المصنف إللى الفًلر دليلهلا أن النبلر قلال « :ـِذا هـاف أحـدكم
الصبح لياتر بركعة» ،فدل على أن منتهاه الفًر.
ابظر معر :قولهم الفًر يحتم معنيين :المعنى األول :الفًلر بمعنلى بللوأ الفًلر ،والمعنلى الثلاين
الفًر ،فنقول إن المراد الثنان معا ،كيف؟ أي ص
بقول إبك توتر إلى بلوأ الفًر ،فإاا بلع الفًر وهو أاان الفًر ولم تكلن قلد أوتلرت وقلد اعتلدت
على الوتر ،يًلع أن يكلون للم تلوتر وقلد اعتلدت عللى اللوتر فإبله يحلرأ للك أن تصللر اللوتر وتلرا قبل
ا قامة ،ابظر تصلر الوتر وترا قب ا قامة ،يعنر ل تليد عليها ركعة .ما الدلي على الك؟!
أن محمد بن بصر المروزي روى يف كتاب« قيلام الليل » علن علدد ملن الصلحابة أنلن يًلاوز سلتة أو
عحر بسيت اآلن العدد كلهم كابوا يقولون إن الذي يفوته الوتر ويتذكره بعد بلوأ الفًلر وقبل ا قاملة،
فإبه يصليها وترا. أي قب الص
إان منتهى الوتر ،هو بلوأ الفًر؛ لكن من كان معتادا عليله وبسليه فإبله يًلوز لله أن يصللر اللوتر ل
الفًر ،يصليها مااا؟ يصليها وترا كما هلر معتلاد عللى سلبع قلاء وإبما أداء بعد بلوأ الفًر وقب ص
يصليها سبع ،لثبوت الك عن عدد كبير من الصحابة رضوان اهلل عليهم.
٦
187
وأما إن صلى الفًر فسيأا بعد قلي كيلف يكلون قللاهها ،أ لا ل تقللى بعلد الفًلر مباشلر وإبملا
تقلى بعد بلوأ الحمس وتكون شفعا ل وترا ،سيأا إن شاء اهلل يف محلها.
قلللال :وأقلللله ركعلللة لحلللديث أبلللر أيلللوب األبصلللاري عنلللد ا ملللام أحملللد وأبلللر داود أن النبلللر
قال« :من أحب أن ياتر بركعة ليقعٍ ،ومن أحب أن ياتر بثالث ليقعٍ».
قال :وأكثره إحدى عحلر لحلديث عائحلة أن النبلر للم يكلن يليلد يف الحللر ويف
السفر على إحدى عحر ركعة ،أي يف وتره ♥.
احدَ ٍة».
قال املصنف« :م ْثنى م ْثنى ،وياتِر بِا ِ
َُ ُ َ َ َ
قال :مثنى مثنى ،لما ثبلت يف الصلحيحين ملن حلديث ابلن عملر أن النبلر قلال« :صـالة
اللي يستحع فيها أن تكون مثنى مثنى خاصة. الليٍ مثنى مثنى» ،إان ص
قال :ويوتر بواحد ،السنة أن يوتر بواحد ،لما سب من حديث أبر أيوب.
قال املصنفَ « :و َأ ْدنَى َا ْل َم ِ
ال َث َالث بِ َس َال َم ْي ِن». َ
أيلا من حديث أبر أيوب.
والك لما ثبت ً
قب أن بنتق إلى صفة القنوت ،أريد أيها ا خلو األكلارم أن تنتبهلوا لمسلألة مهملة ،هلذه المسلألة إاا
عرفتها ابح عندك إشكال كثير فيما يتعل بالوتر ،لنعلم أن عندبا ث ثة سنن بينها عموم وخصوص.
عندبا قيام لي ،وعندبا وتر ،وعنلدبا تلراوي ،عنلدبا ث ثلة سلنن بينهلا عملوم وخصلوص ،أعمهلا قيلام
اللي ،قيام اللي هو أعم شرء زمابا وعددا ،فأما كو ا زمابا فإن قيام اللي يبدأ ملن بعلد المغلرب وللذلك
كان الصحابة رضوان اهلل عليهم يحييون ما بين العحاءين ،فإن إحياء ما بين العحاءين من قيام اللي .
وينتهر قيام اللي إلى الفًر ،ومن قيام الليل ،ابظلر وملن قيلام الليل اللوتر ،إان اللوتر لليس هلو قيلام
188
اللي وحده ،ب هو جلء من قيام اللي ،فأبت تصلر اللي ما شاء اهلل أن تصلر بدءا من بعلد صل
المغرب إلى بلوأ الفًر ،وإبما منها إحدى عحر ركعة أو أق هر الوتر.
الوتر هذا له أحكام ختصه تفارق قيام الليل ،ما هي األحكام اليت ختصه؟
أوَّل :ما يتعل بالوقت ،اكربا أن قيام اللي يبدأ من بعد المغرب ،وأما الوتر فيكون وقتله ملن بعلد
العحاء ،هذا واحد.
الح م الثاين :أن الوتر يقلى وأما قيام اللي ف يقلى؛ ألن السنن إاا فلات محلهلا ل تقللى إل
الوتر كما جاء عند أحمد« :أن من ات الاتر ليصلها ضحى َقعا». ،ومما ورد به الن ما ورد به الن
الفرق الثالث :أن الوتر يسن المحافظة عليله دائملا؛ ألبله ملن السلنن المؤكلد حتلى يف السلفر ،فلالنبر
كان يصلر وتره يف السفر.
وبناء على الك فإن هذا الوتر إاا اعتدت على خمس واعتاد غيرك على سبع ،وغيرك على تسلع ،فلإن
هذه الخمس أو السبع أو التسع هر التر تقليها يف النهار دون باقر قيام اللي .
األمر الرابع يف الفرق بين الوتر وقيام اللي :أبنا بقول إن قيام اللي مثنى مثنى مثنى كما يف حديث ابلن
عمر وبعم به لعموم حديث النبر ،وأما الوتر فقد ثبت عن النبر أبله صل ه
ث ثا سردا ،صلى واحد وصلى ث ثا سردا ،وصلى خمسا سردا ،وصلى سبعا سردا ،وصللى تسلعا سلردا
فيما روي عنه ♥ ولكنه جلس فيها للتحهد ،والباقيات تكون سردا ب تحهد.
لكن قيام اللي غير الوتر ما تصلر أربعا ل يحلرأ أن تصللر أربعلا ،قيلام الليل ل تصللر أربعلا سلردا؛
لكن تصليها يف الوتر بعم محروعة؛ لكن قيام اللي ل تصللى أربعلا سلردا؛ وللذلك يقوللون ..بب ًعلا يًلوز
لكنه خ ف السنة واألولى؛ ولذلك يقولون ينبنر عليها مسألة يف سًود السهو ،يقولون لو أن املرأ صللى
يف الةاوي أو لقيام اللي ركعتين ثم قام للثالثة بقول يًع عليه أن يرجع ويتحهد ،ول يأا بثالثة ورابعلة،
باويا ثنتين. اللي مثنى مثنى ما يلاد عليها ،وألبك افتتحت الص لمااا؟ ألن ص
إان عرفنا الفرق بين الوتر وبين قيام اللي ،بيع قلد يقلول املره ملا اللدلي عللى ك ملك هلذا ،أقلول
٦
189
النبر ثبلت عنله يف الصلحي ملن حلديث ابلن عبلاس أبله صللى ركعتلين ،هلذا إحلدى بسلخ
البخاري ،عد معر ،صلى ركعتين ،وركعتين ،وركعتين ،وركعتين ،وركعتين ،وركعتين ،وركعتين وركعلة،
كم هذه؟ خمسة عحر ركعة ،هذه بعله بسلخ البخلاري لليس يف كلهلم ،خملس عحلر ركعلة ،بقلول وتلره
إحدى عحر لحديث عائحة ،وما زاد هو من قيام اللي ،وكان النبر يقوم حتى تتفطر قلدماه
♥ ،من بول القيام وكثر الركوعات ♥.
إان قيام اللي شرء ،والوتر شرء آخر ،وهذا هو ك م أه العلم ،ومثله ما سيأا يف اللةاوي إن شلاء
اهلل فإن الةاوي حكمها منفص .
أي :يقنت مطل ًقا يف رملان ويف غيره ،واألفل أن يكون القنوت بعد الركلوأ؛ ألبله األكثلر ملن فعل
النبر ،وروي من حديث عمر وهلو األصل ول يصل رفعله للنبلر أبله قنلت
قب الركوأ ،فيًوز القنون قب الركوأ؛ لكن األفل واألتلم أن يكلون بعلد الركلوأ ل قبلله؛ لكلن يًلوز
وثبت عن الصحابة وروي عن النبر ،وقال البيهقر أكثر األحاديث أ ا بعد الركوأ.
ـيم ْن ت ََا َّل ْي َ ـت ،وتَـا َّلن ِ ِ ت وعـا ِن ِ ِ الَ :ال َّلهـم اِه ِـدنِ ِ قال املصنفَ َ « :ي ُه ُ
ـت، َ ـيم ْن َعا َ ْي َ َ َ َ ـيم ْن َهـدَ ْي َ َ َ
َ ُ َّ ْ
تَ ،و ََّل َي ِعـ ُّز ب ،إِ َّن ُ ََّل َي ِذ ُّل َم ْن َوا َل ْي َ
َّب َت ْه ِض َو ََّل ُي ْه َضى َع َل ْي َ تَ ،و ِقن ِ ََ َّر َما َق َض ْي َ
ت ،إِن َ يما َأ ْع َط ْي َ
َ
ار ْك لِ ِ َو َب ِ
إلى هنا هذا حديث ورد عند الةمذي وا مام أحمد وغيرهم من حديث الحسن بن عللر ،وجلاء
يف بعه برقه من بريل شلعبة بلن الحًلاج أن النبلر قلال للحسلن« :اجعلهـا يف قناتـب»،
فهذا الحديث يستحع أو هذا الدعاء يستحع أن يكون يف القنوت.
زاد المصنف :لفظة وهر ول يعل من عاديت ،هذه ليسلت عنلد أهل السلنن ل أبلر داود ول الةملذي
وأحمد ،وإبما رواها البيهقر ،وهر مفهومة مما قبلها.
قال :ثم يصلر على النبر أي يف اية دعائه بأبه جلاء يف بعله بلرق الحلديث الحسلن
بن علر عند النسائر أبه وفيه :وصلى اهلل على محمد ،فلدل عللى أبله يسلتحع يف ايلة القنلوت أن يصللى
على ببينا .
وقد رويت أحاديث كثير حتى جمع فيها ابن بحكوال جلءا كام مطبوعلا يف األحاديلث التلر وردت
على النبر . أن من أسباب استًابة الدعاء أن يختم ااك الدعاء بالص
ويسلتحع للمللأموم أن يلؤمن كمللا جلاء يف حللديث أبلر هريللر وغيلره يف دعللاء النبللر يف
القنللوت ،والتللأمين للمللؤمن مث ل أجللر الللداعر كمللا قللال اهلل { :ﭒ ﭓ ﭔ} [يللوبس،]89 :
وكان موسى يدعو وهارون أخوه يؤمن ،فسمى اهلل موسى وهارون داعيين.
لض ِم َير».
قال املصنفَ « :و َي ُْ َم ُع إِ َمام َا َّ
وجوبا ،ا مام إاا كان يصلر بالناس فيًع عليه أن يدعو بناء الًملع ،بللمير الًملع ،فيقلول اللهلم
اهدبا ،ول يقول اللهم اهدين.
هذا روي فيه عدد من األحاديث منها حديث السائع بن يليد وغيره ،وعللى العملوم هلذه األحاديلث
التر يف الباب ،يةتع عليها حكمان:
الح ــم اْلول :كمللا قللال عبللد اهلل بللن المبللارك أبلله لللم يثبللت عللن النبللر حللديث يف
فللها ،ك األحاديث التر وردت أن مس الوجه باليدين له فل كذا ل يثبت فيه حديث؛ لكن كما قلال
الحافظ ابن حًر :مًموعها يدل على أن لها أص .
إن بفللرق بللين ثنتللين ،مس ل الوجلله باليللدين بعللد الللدعاء وردت أحاديللث وأخبللار كثيللر عللن النبللر
وعن الصحابة وجمع فيهلا السليوبر جللءا كبيلرا ،مًملوأ هلذا المنقلول يلدل عللى أن لله
أص قاله الحافظ؛ لكن كما قال ابن المبارك ليس له فل ثابت.
٦
191
إان الذي بفاه ابن المبارك ثبوت فل لمس الوجه بعد الدعاء ،واألص محروأ.
إان فمس الوجه بعد الدعاء محلروأ للورود أحاديلث أو أخبلار كثيلر يف هلذا البلاب مًموعهلا يلدل
أو يف غيرهلا ،فإبله يحلرأ؛ ألن قولله مطل ًقلا أي يف الصل على ثبوت شرء يف الباب ،سواء كان يف الصل
ويف خارجها.
يح ِع ْي ُر َ
ون َر ْك َعة بِ َر َم َض َ
ان». قال املصنفَ « :والت ََّر ِاو ُ
الةاوي سنة فعلها النبر ث ث ليال ،أو يف ليلتلين ،لملااا قلنلا اللك؟ ألبله يف الحلديث
الذي يف الموبأ أن النبر لما كان يف الليلة الثالثة أو الرابعة لم يخرج إليهم ،فهذا يلدلنا عللى
الةاوي سنة ص ها النبلر ،وللم يةكهلا النبلر أبه إبما صلى م ليلتين أو ث ثة ،إان ص
بسخا لحكمها ،وإبما تركها خحية أن تفرض على أمته ،كما جاء يف حديث حذيفلة وغيلره،
خحللية أن تفللرض ،فبقيللت سللنتها بعللد الللك ،ومللا زال المسلللمون يصلللو ا يف عهللد النبللر
وبعده ،ما الذي فعله عملر جملع المسللمين عللى إملام واحلد ،فعملر جملع المسللمين بلدل ملا كلابوا
يصلون يف هذا المسًد مسًد النبلر كل أبلاس عللى إملام ،جمعهلم عللى إملام وكلان ملن
أقرئهم وهو أبر .
إان الةاوي سنة فعلهلا النبلر وفعلهلا الصلحابة ،وإبملا عملر ملااا فعل ؟ جمعهلم
علللى إمللام واحللد بللدل مللا كللابوا يصلللر بعلللهم يف أول اللي ل وبعلللهم يف آخللره ،وبعلللهم يف خارجلله،
وبعلهم يف داخله ،جمعهم يف مكان واحد.
الةاوي هذه سنة وهر من قيام اللي ،والةاوي ليست الوتر ،ابظر الةاوي ليست اللوتر ،ملا اللدلي
على أ ا ليست الوتر ،ما ثبت أن أبر بن كعع ،من أبر؟ من أقرأ الناس للقرآن ،أبر بن كعع ،جملع عملر
المسلمين يصلوا بعد أبر ،أن أبر كان يصلر بالناس اللةاوي ،ثلم ل يصللر معهلم اللوتر ،إان اللوتر
شرء والةاوي شرء آخر ،الةاوي لها حكم منفص من الوتر ،مختلف عن اللوتر ،اللةاوي لهلا أحكلام
منفصلة؛ لكن الةاوي من قيام اللي .
من صلى الةاوي فقد صلى قيام اللي ؛ لكن الةاوي شرء والوتر شرء آخلر؛ للذلك سليأا يف كل م
الةاوي مع الوتر مع ا مام ،فنحن بصلر مع ا ملام ثل ث ركعلات وتلر فقلط، المصنف :يستحع ص
192
إان بللأا لكل م المصللنف ،قللال :والللةاوي عحللرون ركعللة ،المسللتحع أن تكللون الللةاوي عحلرون
ركعة ،كما تصلى يف بيت اهلل الحرام ويف مسًد رسوله ،والدلي على الك أمران:
اْلمر اْلول :ما جاء من حديث يليد بن رومان ،وبنحوه من حديث السائع بلن يليلد أن عملر
جمع المسلمين فصلى م أبر وغيرهم عحلرين ركعلة ،وكلان هلذا بمحللر عملر وعثملان وعللر وبلاقر
العحر ويؤمهم أبر بن كعع ،وباقر الصحابة ،كلهلم كلابوا يصللون ،وقلد قلال النبلر :
«اقتــدوا باللــذين مــن بعــدي أبــا ب ــر وعمــر» ،عمللر ،ففعلل .والظللن أن عمللر إبمللا حللاكى فعلل النبللر
حينما صلى م يف الليالر الثنتين أو الث ثة ،الظن ل أدري ،أقول الظن به الك.
الدلي الثاين ما هو؟ ا جماأ ،فقد حكى إسحاق بن راهوية كما بقله عنه تلميذه إسلحاق بلن منصلور
كوسج يف مسائله ،أبه حكى إجماأ المسلمين على أ م كابوا يصلون عحرين ركعة من عهد الصحابة إللى
زمابه ،إلى زمابه وهم يصلون عحرين ركعة ،وهذا يسمى ا جماأ الفعلر.
إان فالسنة واألفل أن تصلى عحرين ركعة ،ولكن بعه العلماء استحع الليلاد عللى العحلرين يف
الةاوي ،كما جاء أن سعيد بن جبير فيما روى ابن أبر شيبة أبله كلان إاا جلاءت العحلر األواخلر زاد عللى
العحرين ،كما يفع اآلن يف الحرمين فإبه يلاد عحر.
يف آخللر الليل ،إان وبقل ابللن رجللع حينمللا جللاور يف مكللة أن أهل مكللة كللابوا يليللدون هللذه الصل
فاللياد يف العحر األواخر فعلها السلف رضوان اهلل عليهم.
إان والةاوي عحرون هذا هو قول كما اكرت لكم ك م إسحاق بن راهوية واألئمة والدلي عليه.
الللةاوي ل تصلللى إل يف رملللان ،غيللر رملللان ل تللراوي ،ورملللان.. قللال :برملللان ،فصلل
والةاوي لها أحكام تخصها ،منها:
اْلمر اْلول :أن الةاوي إبما تصلى جماعة ،ول تصلى فرادى ،الذي يقول سأصلر يف بيتلر هلذا
قيام لي ،ليس تراوي ،األفلل أن تصللر ملع ا ملام ثلم تصللر يف بيتلك زيلاد ؛ لكلن اللةاوي السلنة أن
تصلى هذا واحد.
٦
193
اْلمر الثاين :أن الةاوي إبما تصلى مثنى مثنى ل تصلى أربع ركعات.
اْلمر الثالث :أن الةاوي يستحع أن يختم فيها القرآن كام ،كما كان الصحابة يفعلون .
قال املصنف« :ت َُس ُّنَ ،وا ْل ِات ُْر َم َع َها َج َما َعة».
الوتر معها ،إما ث ث ركعات كما هو موجلود اآلن ،أو قال :الوتر معها أي تسن الةاوي ويسن ص
عحر ركعات كما يصلى يف العحر األواخر فتكون ث ثين أو ث ث وث ثين ركعة وبحو الك.
قال :جماعة ،أن تصلى جماعة؛ ألن أبر كان يصلر م الةاوي ثم يخرج فينوب غيره ملن الصلحابة
فيصلر م الوتر؛ ألن أبر كان يليد بعد الةاوي قياما كثيرا يف بيته ،فلم يرد أن يصلر معهم الوتر.
قال املصنف« :وو ْقتُها بين سن َِّة ِع َي ٍ
ان َو ِو ْترٍ». َ َ َ َْ َ ُ
الةاوي بعد سنة العحاء ،وهذه مسألة مهملة بحتاجهلا فلإن بعله النلاس قال :ووقتها أي وقت ص
الةاوي بوى أن أول ركعتلين ملن اللةاوي وملن السلنة الراتبلة ،وبقلول هلذا ل إاا قام مع ا مام يف ص
يص ؛ ألن هاتين سنتين ل تتداخ ن ،وإبما تصلر الفريلة ثم تصلر بعدها الراتبلة ثلم تلدخ ملع ا ملام
يف الةاوي .
وإاا تأخر المرء عن ا مام فيسلتحع لله أن يصللر الراتبلة وحلده ،ثلم يلدخ بعلد اللك ملع ا ملام يف
الةاوي .
السنة الراتبة هر التر كلان النبلر يصلليها ويحلافظ عليهلا يف كثيلر ملن أحيابله ،وكلان يف
السفر يةكها أحيابا ويفعلها أحيابا ،قلنا إبه يفعلها أحيابا لم لحديث ابن عملر عنلد الةملذي أبله قلال:
حفظت عن النبر عحر ركعات يف الحلر والسفر ،أي فعلها أحيابا يف السفر ،وكلان يةكهلا
أحيابا كما يف حديث عائحة.
قال املصنفُ « :ث َّم َا َّلراتِ َب ُة َر ْك َعت ِ
َان َق ْب ٍَ َال ُّظ ْهرِ».
السنن الرواتع عحر ،وهر ركعتان قب الظهر ،وركعتان بعدها ،وركعتان بعد المغرب ،وركعتان بعلد
العحاء ،وركعتان قب الفًر ،هر عحر ركعات؛ ألن األحاديث التر جاءت علن النبلر فيهلا
194
عحر وفيها ثنتا عحر ،واألكثر أ ا عحر وألبه األق فيكون مًلوما ،فتكلون الثنتلان األخريلان سلنة لكنهلا
ليست من الرواتع.
لمااا فرقنا بين السنة األربع التر تكون قب الظهر ،قلنا ثنتلين راتبلة وثنتلين سلنة ،بقلول سلميناها راتبلة
ألبه يةتع عليها أحكام ،أ ا تقلى ،وأما غير الراتبة ف يقلى.
اْلمر الثاين :أ ا تصلى يف الحلر والسفر ،وأما من كان محافظا عليها يف الحلر فيًوز لله تركهلا
يف السلفر ،بحلرط أن يكلون قللد حلافظ عليهلا يف الحلللر ،لحلديث أبلر موسللى يف البخلاري« :إن العبــد إذا
مرض أو سا ر كتب ل أجر ما يقعل صحيحا مهيما» ،كان محافظا عليها يف الحلر.
اْلمر الثالث :أن السنن الرواتع فعلها مؤكد حتى قال ا ملام أحملد إن اللذي يلةك السلنة الراتبلة
رج سوء ،وقد اكر السفارينر أن مصطل أحمد يف رجل السلوء هلو اللذي يلةك السلنة المؤكلد ،لليس
معناه أبه آثم ،وإبما معنلاه أبله تلرك السلنة المؤكلد ،سلواء قلال هلو رجل سلوء ،أو قلال فقلد أسلاء ،مطلل
ا ساء هو ترك السنة المؤكد .
قال املصنفَ « :و َر ْك َعت ِ
َان َق ْب ٍَ َا ْل َق ُْرَِ ،و ُه َما آكَدُ َها».
ويستحع سًود الت و للقار أي التالر ،وللمستمع أي اللذي يرخلر سلمعه ،وأملا السلامع فإبله ل
يحرأ له سًود الت و .
وسًود الت و يف القرآن يف أربعلة عحلر موضلعا ،ويف الحلج منله موضلعان ،وأملا التلر يف سلور ص
فكثير من أه العلم وهو المعتمد ،أ ا ليست سًود ت و ،وإبما هر سلًود شلكر ،وقلال بعللهم :إ لا
سًود ت و كما اكر ابن مفل أ ا األنهر ،وعلى العموم فلإن ا ملام أو المصللر إاا كلان عالملا أن هلذه
السًد أي السًد التر يف سور ص { ﯧ ﯨ ﯩ} [سور ص ، ]24:إاا علم أ ا سًد شلكر كملا
فلإن صل ته بابللة ،وأملا إن كلان يلرى القلول هو األنهر من قول أه العلم يف المسألة وسًد يف الصل
الثاين ،كما هو ما استظهره ابن مفل وغيره أبه سًد تل و فإبله حينملذ تصل صل ته ،فلإن سلًد ا ملام
تتابعه؛ ألبه يًوز متابعة ا مام فيما يقب الجتهاد.
قال املصنفَ « :و ُي َ ِب ُر إِ َذا َس َُدَ َوإِ َذا َرك ََع َو َي ُْ ِل ُس َو ُي َس ِل ُم».
قال :ويكا إاا سًد للت و لعموم حديث ابن مسلعود أن النبلر كلان يكلا ،يعنلر
يقول اهلل أكا يف ك هوي ورفع ،فك هوى ورفع سواء كان لألركان أو للمندوبات كسلًود اللت و فإبله
يكا :أي يقول اهلل أكا؛ لكن ه يرفع يديه؟ بقول :ل ،ل يرفع يديه؛ ألن السنة لم ترد يف الك ،وقلد اكلر
كلها ل يحرأ فيها رفع اليدين مع التكبير إل يف ك تكبيلر الموف يف الكايف قاعد جميلة :وهو أن الص
ل يسبقها سًود ول يلحقها سًود.
إاا متى يحرأ رفع اليدين بالتكبير؟ التكبير ،قول :اهلل أكا ،رفع اليدين هكذا ،متلى يحلرأ رفلع اليلدين
بالتكبير؟
ل يسلبقها سلًود ول يلحقهلا سلًود ،فيحلرأ فيهلا رفلع اليلدين ،فلإن بقول يف ك تكبيلر يف الصل
سبقها سًود كالرفع من الركعة األولى مااا؟ ل ترفع فيها اليلدين ،وإن تبعهلا سلًود للهلوي للسلًود ل
ترفع فيها اليدين.
على هذه القاعد واستمساك باألص فإن سًود سهو التكبير للهوي فيه وللرفع منله ل رفلع لليلدين؛
ألج هذه القاعد ،وهذه القاعد مطرد استثنيت يف موضع واحد اكره يف شرال المنتهى.
196
والًلوس ،والتسليم مندوب إليك كما رجحه موسلى يف وقال :ويًلس ويسلم أي يف خارج الص
ا قناأ ليس واجبا.
عفوا :التسليم هو المندوب إليه؛ ألن الًلوس من لزم السًود؛ لكلن هلذه فائلد يف قلول اهلل
{ ﯧ ﯨ ﯩ} [ص ،]24 :الثابية التر يف السًود ...العلماء عموما يقولون أبله يسلتحع لملن أراد أن
يقرأ القرآن وجاءته سًد يستحع له أمور:
يستحع له أن يقف فيكون سلًوده ملن هلوي ،فيهلوي ويسلًد اْلمر اْلول :بب ًعا يف غير الص
خارا { ﯧ ﯨ ﯩ} [سور ص ، ]24:فيكون خارا من قيام مستحع وليس واجلع وإاا سلًد
فيكون ً
وهو جالس ل بأس به.
اْلمر الثاين :أبه يستحع لله أن يسللم سلواء قلنلا إ لا صل ،أو للم بقل إ لا صل ،فحتلى اللذين
كالحيخ تقر الدين يقول يستحع له أن يسلم. يقولون إ ا ليست بص
قال املصنفَ « :و ُكرِ َه ِ ِ
ْل َما ٍم ِق َرا َنت َُها ِ ِس ِر َّية َو ُس ُُا ُد ُه َل َها».
قال املصنفَ « :و ُس ُُا ُد َُ ْ ٍر ِعنْدَ ت ََُدُّ ِد نِ َعمٍَ ،وان ِْد َ ا ِع نِ َه ٍم».
سًود الحلكر مسلتحع وقلد ثبلت علن علدد ملن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم أ لم سلًدوا سلًود
الحكر ،ويكون موجبه عند تًدد النعمة ،يعنر جاءتله بعملة أو ابلدفعت عنله بقملة فيسلتحع لله السلًود،
فيبطلها. أما يف الص بب ًعا يف غير الص
غير جاه وباس ،فمن جاءته بعمة تًددت له بعمة ،أو ابلدفعت عنله بقملة وهلو قال وتبط به ص
ف يًوز له أن يسًد سًود شكر يف أثناء صل ته ،بل ل ُبلد أن تكلون خلارج الصل ،ومثلهلا يف الص
٦
197
غير جاه وباس فإبه يعذر فيهما؛ ألن الًه والنسيان يًع ن الموجود معدو ًما.
قللال :وهللو كسللًود الللت و يف األحكللام ،مللن حيللث أبله يسللتحع أن يكللون مللن قيللام ويسللتحع فيلله
التسليم.
قال :إن أوقات النهر خمسة على سبي البسط ،وهر ث ثة على سبي ا جمال.
لي ْم ِ
س». قال املصنفِ « :م ْن ُط ُلا ِع َ ُْرٍ َث ٍ
ان إِ َلى ُط ُلا ِع َا َّ
قال إلى بلوأ الحمس أي بلوأ القرص ،وهذا الوقت الطوي األول.
العصلر إللى الغلروب ،وهلذا هلو الوقلت الثلاين ،واكلر المصلنف أبله ملن بعلد صل قال :ومن ص
العصر ألن أكثر األحاديث التر وردت عن النبر أ ا بينت أن وقت النهر يف العصلر متعلل
بالص ،هذا أكثر األحاديث ،بخ ف الفًر فإبه متعل بالوقت.
وبناء على الك فلو أن امرأ صلى الظهر والعصر جميع تقلديم ،فنقلول إن النهلر يسلتمر معله ملن أول
وقت الظهر؛ ألبه صلى العصر؛ لكن لو صلى العصر يف آخر وقت الختيار ،جاز له أن يتنف قبلهلا ،ومملا
ل بوقلت الفريللة ،أبله قلد جلاء عنلد الةملذي أبله النبلر يدل على أن العا بوقت الصل
قال« :رحم اهلل امرأ صلى قب العصر أرب ًعا» أي قب دخول الوقت وقب أداء الفريلة ،وهذه السنة ليسلت
راتبة ،ف تصلى يف وقت النهر ،فدلنا الك أن الصحي وهو ما اكره المصنف أن وقت النهر إبملا يتعلل
بالص ،وليس متعلقا بدخول الوقت.
198
قال :وعند بلوأ الحمس إلى ارتفاعها قيد رم :أي ارتفاأ يسير وهو وقت قصير.
قال وعند قيامها :أي قيام قائم الظهير يف كبد السماء بحيث أل يكون هناك يفء كما مر معنلا أملس ،أو
أن يكون الظ قد قصر إلى أق ما يقصر إليه ،حتى تلول أي حتى تمي ،وتكلمنا عن اللوال باألمس.
قال وعند غرو ا حتى يتم :أي حتى يتم الغروب من حين تبلدأ يف الغلروب وتحلرأ فيله ،حلين تحملر
الحمس إلى كمال غرو ا.
هللذه خمسللة أوقللات هللذه األوقللات منهللا وقتللان بللوي ن ،وث ل ث أوقللات قصللير ،الث ثللة األوقللات
فيه ،وهو عند بلوأ الحمس حتى ترتفع قيلد رمل ،وعنلد قيلام القصير هر أشد أوقات النهى عن الص
قائم الظهير حتى تلول ويسمى قبي اللوال ،واألمر الثالث عند غروب الحمس ،حينما تلةيه الحلمس
للغروب ،هذه أشد أوقات النهر؛ ولذلك يحرم فيها ما ل يحرم يف غيرها ،كملا سليأا يف كل م المصلنف،
كما جاء يف حديث عبقة بن عامر.
يحرم ابتداء جميع النف يف هذه سواء كابت من اوات األسلباب أو ملن غيرهلا ،ويحلرم البتلداء دون
الستدامة.
قال :ل قلاء فرض قلاء الفلرض يقللى يف أوقلات النهلر لقلول النبلر « ملن بلام علن
أو بسيها فليصلها إاا اكرها فإن الك هو وقتها». ص
ببعللا قللول المصللنف يحللرم فيهللا فعل النوافل مطل ًقللا حتللى قلللاء النافلللة ،فللإن قللال امللره فللإن النبللر
قلى سنة الظهر كما يف حديث أم سلمة بعلد العصلر وهلو وقلت لر ،بقلول بإجملاأ أهل
النبر ؛ ألن هذا الحديث فيه ث ثلة أفعلال ،قللى العلم أن هذا الحديث بعله من خصائ
٦
199
هلذه النافللة إللى النبر راتبة ،وقلاها يف وقت ر واستدام النبر على ص
أن مات ،كذا جاء يف حديث أم سلمة.
فباتفاق أن الستمرار على هلاتين اللركعتين يف اتفلاق يعنلر يف الًمللة ل أدري إن كلان فيله خل ف ل
أعلمه لكن على المحهور يف المذاهع األربعة جميعا أبه ل يصلى بعد العصر ،إان باتفاق الصلور الثابيلة
أ ا من خصائصه أو الحكم الثاين.
وكذلك الحكم الذي قبله الثاين والثالث ،وإبما الحكم هذا هو عام ألملة محملد قللاء النوافل ؛ ألبله
♥ قلى سنة الفًر ،وقلى سنة العصر فتكرر يف أكثر من موضع.
ض و ِع ٍُ ر ْكع َت َطا ٍ
اف». قالََّ :ل َق َضا ُن َ ْر ٍ َ ْ َ َ ْ َ
ركعتر الطواف تصلى يف أي وقت سواء كان وقت ر أو يف غير وقلت لر ،لملا روى ا ملام أحملد
والةمذي من حيث جبير بن مطعم أن النبر قال« :يلا بنِلر َعب ِلد من ٍ
َلافَ ،ل َت ْمنَ ُعلوا َأ َحلدً ا ْ َ َ َ
ار» لم يستثنر ♥ وقتا. تَ ،و َص َّلى َأ َّي َة َسا َع ٍة َشا َء مِ ْن َل ْي ٍ َأ ْو ب ََه ٍ
اف بِه َذا البي ِ
َْ َب َ َ
الًناز يًوز فعلها يف الوقتين الموسعين ،دون الوقتين الملليقين ،لحلديث عقبلة بلن علامر: وص
الًنلاز ،وأن بلدفن فيهلا موتابلا ،إان هلذه مطل ًقلا ،وصل فيها أي الص ث ث ساعات ينا عن الص
الًناز فيها ،فالتأكد فيها أشلد فل يصللى فيهلا الث ث ساعات المطولة ،أو القصير هذه منهر عن ص
على الًناز ول تدفن فيها الًناز .
ِ س َا ْلم َؤ َّد ِاة َع َلى َالر َج ِ ِ قال املصنفْ َ « :صٍ :ت ِ
ال َا ْْلَ ْح َر ِار َا ْل َهاد ِر َ
ين». ِ ب َا ْل َُ َما َع ُة ل ْلخَ ْم ِ ُ
َُ ُ
بللدأ المصللنف يف هللذا الفص ل بللذكر أحكللام الًماعللة ،وأول حكللم أورده المصللنف حكللم
الًماعة ،وأن الًماعة واجبة على الرجال األحرار القادرين.
فقوله َع َللى َالر َج ِ
لال يلدل عللى أن النسلاء ل تًلع علليهن الًماعلة ،وإبملا تحلرأ لهلن ،لقلول النبلر ِّ
200
« :ل تمنعوا إماء اهلل مساجد اهلل» ،وأما األحرار فيقابلله األرقلاء ،فلإن الرقيل ل تًلع عليله
الًماعة؛ ألن الرقي محبوس لمصلحة سيده.
واْلمر الثالـث :القلادر؛ ألن العلاجل تسلقط عنله الًمعلة والًماعلة كملا سليأا يف الفصل اللذي
بعده ،والدلي على أن الًماعلة واجبلة عللى الرجلال القلادرين األحلرار ،علدد ملن األحاديلث علن النبلر
،قي إ ا تًاوز عحر دلت بمنطوقها ومفهومها على وجوب الًماعة.
فتقام فأخلالف ومن أنهر هذه األدلة ما جاء أن النبر قال« :لقد هممت أن أمر بالص
إلى أقوام ل يحهدون الًماعة فأحرق عليهم بيوهتم ،لول ما فيها من النساء واألبفلال» ،فلدل عللى اللك
أن مخالفة أمر النبر موجبة للثم.
وإبما أمتنع النبر من هذه العقوبة ،لما يةتع عليها من تحري وتعذيع من ل يسلتح
العذاب وهم النساء واألبفال.
لألعملى بةكهلا ،وكلذلك قلال ومما يدل على وجوب الًماعة ،أن النبلر للم يلرخ
العحاء الًماعة -إل مناف عليم النفاق. ابن مسعود لقد رأيتنا وما يتخلف عنه -أي ص
هذه األدلة وغيرهلا تلدل عللى وجلوب الًماعلة؛ لكلن عنلدبا هنلا مسلألة بًلد هنلا أن المصلنف إبملا
اشةط لسقوط الًماعة أو اشةط لوجوب الًماعة أن يكوبوا رجال أحرارا قلادرين ،وللم يلذكر السلفر،
فنقول إن السفر ل يكون مسق ًطا للًماعة من ك وجه ،وبنا ًء على الك فلإن المسلافرين إاا كلابوا جماعلة
اثنين فأكثر وكابوا رجال فيًع عليهم أن يصلوا م ًعا ،ولكن المسافر إاا لم يكن معه أحد يف الطري ،فإبله
يًوز أن يصلى وحده ول يللمه أن يدخ مصر أو أن يًتمع مع أقوام مسافرين ُأخر فيصلر معهم.
وهذا المعنى هو الذي أحد المعاين التر أشار لها النبر يف النهر علن السلفر وحلده ،أن
يسافر المرء وحده.
ب إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ َ ،أ ْو ُع ْذ ِر ِهَ ،أ ْو َعدَ ِم ك ََر َاهتِ ِ ».
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َأ ْن ُي َؤ ّم َ َق ْب ٍَ َراتِ ٍ
ا مام إاا كان راتبا فلإن لله حقلا ،وإن للًماعلة معله فلل ،الًماعلة األوللى التلر تكلون ملع ا ملام
الراتع لها فل ،وسأشير له يف مسألة ستأا بعد قلي ،ولكن إاا كان ا مام راتبا يف المسلًد ،والمسلًد
يف الغاللع ل يكللون لله راتللع إل واحللدا ،فهلذا ا مللام الراتللع لله حقللوق ،والعتللداء عليله افتيللات ،ومللن
٦
201
الفتيات عليه وهلذه تسلمى الفتيلات عللى ا ماملة الصلغرى ،وملن الفتيلات عللى ا ماملة الصلغرى أن
يتقللدم المللرء فيصلللر مللع حلللوره؛ ولللذلك قللال النبللر « :ل يللؤمن الرجل يف سلللطابه ،ول
يًلس على تكته إل بإابه» ،فإاا كان المرء اا سلطان ولية ،أو أبه اا سلطان خاص بأن كان إماملا راتبلا يف
المسًد ف يًوز ألحد أن يتقدم عليه.
ولذلك يقول المصنف :وحرم أن يؤم قب راتع ،أي ل يًوز ألحد أن يصللر يف المسلًد اللذي فيله
راتع ،يعنلر يصللر إماملا بالنلاس ،ل يًلوز أن يصللر لم يف األصل إل فيملا اسلتثنر وهلر ث ثلة صلور
سيوردها المصنف بعد قلي .
إان األص أبه ل يًوز أن يتقدم أحد مكان ا مام الراتع ،ب قال بعه الفقهاء وناهر ك مهم كملا
من المنتهى أبه لو تقدم غير ا مام الراتع يف غيلر الصلور الث ثلة التلر سلنوردها بعلد قليل ،فلإن صل هتم
تكون بابلة ،ل يًوز أن ُيتقدم لمخالفة ر النبر .
قال املصنف« :إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ َ ،أ ْو ُع ْذ ِر ِهَ ،أ ْو َعدَ ِم ك ََر َاهتِ ِ ».
أورد المنصف :ث ثة صور ،هذه الصلور هلر اسلتثناءات لملا يًلوز فيله أن يتقلدم أحلد عللى
ا مام الراتع.
يا ف ن صلر عنر ،كما أولها :أن يكون بأابه ،والمراد بإابه أي النصر أي األان النصر بأن ين
أان النبر ألبر بكلر بلأن يصللر عللى النلاس لملا وعلك يف وفاتله ،فإبله
♥ قال« :مروا أبا بكر فيصلر بالناس» ،فتقدم أبر بكر بالناس يلدل عللى صلحة صل ته لم
ب اقتدى الصحابة رضوان اهلل عليهم به.
قال :أو عذره ،بأن يوجد له عذر ،بأن ُيعلم أن ا مام لن يخرج ،أن ا مام الراتع للن يخلرج ،وأبله لله
عذرا ،إما لمرض أو لبعد وبحو الك ،وهذا المابع من الوصول.
ومما يتعل بالعذر تأخره حتى يخرج وقت الص ،عبار تسبقها حتى يخرج وقت الصل ،أو يحل
بالناس محقة خارجة عن العاد فحينمذ يكون بمثابة العذر.
الهيد الثالث :قال أو عدم كراهته ،وعدم كراهته هذه هر التر تسمى با ان العلريف ،وصلور ا ان
العريف كثير ،إما أن يكون ا ان العريف مطل ًقا فيقول إاا تأخرت عن كذا دقيقلة فيصللر أحلدكم ،إملا قالهلا
202
ومن صور ا ان العريف :أن يكلون الملرء يوجلد يف البللد توقيلت كملا يوجلد عنلدبا ملث أبله يلللم أن
يكون بين األاان وا قامة مث ثلث ساعة فللو زاد الملرء علن هلذا الوقلت ،فإبله بمثابلة ا ان العلريف؛ ألن
الًهات الرسمية تقول ما بال يًوز أن يتقدم أحد ،بحرط أن يكون زاد زيلاد خارجلة علن العلاد ،وهلذه
تدخ يف عموم ا ان العريف ،وأما أن يتقدم ابتداء قب وجود العاد بتقدم أحلد عليله فإبله ل يًلوز ،حلرام
بابلة ،ف يتقلدم أحلد؛ أن الص واكرت لكم أن بعه أه العلم يقولون وناهر ك مهم وناهر الن
ألن ا مام الراتع له ح .
يم ِة َا ْ ِ
ْل َما ِم َا ْْلُو َلى َأ ْد َر َك َا ْل َُ َما َع َة». ِ
قال املصنفَ « :و َم ْن َك َّب َر َق ْب ٍَ ت َْسل َ
هذه مسألة مبنية على المسألة التر اكرباها قب يف الدرس الماضر باألمس ،وهلو أن الًماعلة تلدرك
بللإدراك تكبيللر ا حللرام ،دللليلهم مللا مللر معنللا أن النبللر كمللا يف حللديث عائحللة أن النبللر
العصر قب غروب الحمس فقد أدرك العصر». قال« :من أدرك سًد من ص
يف الوقت ،فكلذلك ملع فبين النبر أن من أدرك ركنا يف الوقت ،فإبه يكون مدرك لص
وهللذا يف الصلللوات كلهللا إل ص ل ا مللام فمللن أدرك مللع ا مللام ركنللا واحللدا فإبلله يكللون مللدركًا لص ل
الًمعة ل تدرك مع ا مام إل بإدراك ركعة كاملة كما جاء يف حديث جابر« :ملن أدرك الًمعة ،فإن ص
الًمعة» إان الًماعة تدرك ملع الًمعة إسنادها ل بأس به زياد «ص الًمعة» وص ركعة من ص
ا مام بمااا؟ بالدخول قب التسليم بمقدار تكبير ا حرام.
دائما تعرض لنلا وهلر هل األفلل أن أدخل ملع ا ملام األول وقلد أدركلت معله بعله
وهنا مسألة ً
الص ،أم أن أدخ مع ا مام الثاين وقد أدركت معه أول الص ،بأن أكون دخلت معه من أولها؟
بقول :يختلف الحال على حالين كما اكر فقهاءبا فإن كان ا مام إما ًما رات ًبا أي إمام المًسلد الراتلع
فاألفل أن تدخ مع ا مام ولو لم تدرك معه إل تكبير ا حرام؛ ألن الدخول مع ا مام الراتلع أفلل
من الًماعة الثابية ،مراعا لخ ف من لم يصح الًماعة الثابية ،كبعه أصحاب مالك.
وأما إاا كابت الًماعة األولى ليست جماعة راتبلة ،كلأن يكلون المسلًد ل راتلع لله ،لليس لله إملام
راتع ،أو أن يكون المسًد مسًد بري يمر به المصلون فيصللر جماعلة خللف جماعلة وهكلذا ،أو أن
٦
203
الًماعة األولى ليسلت هلر الراتلع الًماعلة األوللى ابتهلت ملن زملان ،وهلذه الثابيلة والثالثلة والرابعلة،
ففقهاهبا يقولون إن الدخول مع الًماعة يف أولها أوللى ملن أن تلدخ ملع السلابقة ،وإن للم تلدخ إل يف
آخرها.
إان أصب عندبا اختلف ل بصدر حكما كليا وإبما يختلف الحال بنا ًء على الحالة األولى أهر راتلع
أما ل.
ط إِدراكِـ ِ راكِعـا ،وعـدَ ِم ََـ ِ ِ ِيـ ِ ،وتحريمتِـ ِ
ِ ِ
َ َ َ قال املصنفَ « :و َم ْن َأ ْد َر َك ُ َراكعـا َأ ْد َر َك َر ْك َعـة ،بِ َي ْـر ْ َ
َقائِما».
باللدخول بتكبيلر ا حلرام بدأ يتكلم المصنف عما تدرك به الركعة ،سلب أبله تلدرك الصل
قب الس م وعرفنا دليله.
وببدأ اآلن يف ما يتكلم المصنف بم تلدرك الركعلة؟ تلدرك الركعلة بلإدراك الركلوأ ،دليلله حلديث أبلو
بكللللر الثقفللللر حينمللللا أدرك النبللللر راك ًعللللا يف الصللللف فركللللع ولللللم يللللأمره النبللللر
خلف الصلف سلنتكلم وإبما قال« :ول تعد» أي تعد المحر أو الص بإعاد الص
خلف الصف بعد قلي . عن الص
تدرك بإدراك الركعة ،وعلى هذا عامة أه العلم إل خ فا لبعه أه العلم وهو خل ف إان الص
يسير يعنر خ ف العامة.
ابتبه هذه المسألة مهمة جدًّ ا معنا :كيف يكون المأموم مدركًا للركعة؟
بقول كما اكلر المصلنف بلأن يلدرك إاا أدركله راك ًعلا أدرك الركعلة بمعنلى أن يلأا بالحلد األدبلى ملن
الركوأ قب أن يرفع ا مام من ركوعه.
نبدأ بالُزن اْلول :أن يأا بالحد األدبى من الركوأ هذا الًلء األول.
ببدأ بالًلء األول ،الًلء األول معنى كون المأموم يأا بالحلد األدبلى ملن الركلوأ أملس اكر لا ،ملا
هر؟ أن يأا بوصفين ما هما الوصفان؟
204
أن ينحنر نهره ،وأن تص يداه إلى ركبتيله ،إان الحلد األدبلى للركلوأ أن يفعل هلذا األملر ،إاا فعل
المللأموم هللذا الفعل الحللد األدبللى وصلللت يللداه إلللى ركبتيلله مللع ابحنللاء نهللره فقللد أت لى بللالركوأ ،الحللد
المًل .
قبل أن يرفع من الركوو قبول أن يرفوع مون؟ ا موام مون الركوو ،نعورف رفوع ا موام مون الركوو بواحود مون
اثنني:
اْلمر اْلول :أن يلأا بلأول لفلظ التسلميع بلأن يقلول حلرف السلين ملن سلمع اهلل لملن حملده فللو
سمعت ا مام أا بأول لفلظ ملن التسلميع قبل أن تصل يلداك إللى ركبتيلك فلسلت بملدرك للركلوأ ،إان
ُيعرف الرفع بأمرين:
األمر األول بالتسميع با تيان بأول حرف منه وهو حرف السين من سمع اهلل لمن حمده.
اْلمر الثاين :إاا كان المأموم يرى ا مام بأن كان خلفه مث وليس بعيدا ،فإن رآه قد ارتفلع ،ارتفلع
عن الركوأ ،ولو لم ُي َّسمع ولو لم يق سمع اهلل لمن حمده فإبه حينمذ يكون لم يدرك الركلوأ ملع ا ملام؛
ألن الرفع هذا هو واجع بين ركنين ،الركن األول الركوأ ،والركن الثاين القيام ،فهذا واجلع بينهملا ،فل
يكون مدركا للركوأ مع ا مام.
كبيرا جلدًّ ا وقلد ببله عنهلا ا ملام أحملد كثيلرا جلدًّ ا وهلر
ابتباها ً
ً ولذلك ل ُبد أن بنتبه إلى هذه المسألة
قلية أن األركان ُيعرف ابتداهها وابتهاهها بالتكبير.
قال بحرط إدراكه راكعا عرفناها قب قلي ،وعدم شكه فيه ،بمعنى أبه ل يحك أبه دخل قبل الرفلع أو
بعده فإن كان شك فاألص هو العدم.
قائما ،هذه مهمة ،سب معنا اليوم أو أمس أبنا قلنلا إن القيلام ركلن وشلرط يف ركلن ،هلو
قال وتحريمته ً
وشرط يف ركن الذي هو مااا؟ تكبير ا حرام ،فمن دخ ملع ا ملام يًلع عليله ركن يف مااا؟ يف الص
قائما يكون واقف ليس ماش ًيا واقف ،وليس راكعا يف الطريل ،وهلو واقلف يكلا يقلول :اهلل أكلا
أن يستتم ً
ثم إاا قال اهلل أكا بعد الك يركع ،إان تكبير ا حرام يًع أن تكون وهو واقف وجو ًبا ،ليس وجو ًبا بل
هر شرط لصحة تكبير ا حرام ،شرط لها.
٦
205
بتكبيلر قال :وتسن الثابية ،إاا دخ المأموم مع ا ملام وا ملام راكلع ،يقوللون إبله يلدخ يف الصل
ا حرام ،فيقول اهلل أكا وهو قلائم ثلم يركلع ،يًلوز لله ملن غيلر إعلاد التكبيلر لكلن يسلتحع لله أن يكلا
تكبيرتين مراعا لخ ف بعه األئمة الذين أوجبوها؛ ألن هلاتين التكبيلرتين ملن جلنس واحلد ويف محل
واحد فتداخلتا ،فيًل المرء أن يكا تكبير واحد ،وهذا هو الظاهر من حديث أبر بكر الثقفر.
إان التكبير الثاين للركوأ لملن أدرك ا ملام وهلو راكلع سلنة وليسلت بواجبلة ،الواجبلة األوللى؛ أل لا
تكبير ا حرام ل ُبد أن تكون قائما ل يف الطري ،والثابية تكون يف الطري وهر سنة.
اكر المصنف أن ما أدركه مع ا مام هو آخر ص ته ما هو دلي المصنف؟ قال :ملا ثبلت يف الصلحي
أن النبر قال« :إبما جع ا مام ليلؤتم بله فلإاا كلا فكلاوا» ،إللى أن قلال يف آخلر الحلديث
«وما فاتكم فاقلوا» ،فرجحوا هذه اللفظة «وما فاتكم فاقلوا» ،وبناء على اللك فيكلون اللذي فاتلك هلو
فتؤديله معله تما ًملا ،إان الركعلة الثابيلة التلر فتقليه ،والذي أدركته مع ا مام هو آخر الصل أول الص
أدركتها مع ا مام هر ثابية يف حقه ،وثابية يف حقك ،والثالثة مع ا مام هلر ثالثلة يف حقله ويف حقلك ،التلر
تأا ا هر األولى.
ينبنر عليه مسائ يف قلية قراء سور بعد الفاتحة إاا فاتتك ركعة واحد ه تقلرأ ملع الفاتحلة بقلول
بعم على هذا الرأي ،عرفتم اللدلي كيلف؟ فاقللوا أي فقللر اللذي فاتتلك فقلط وهلر األوللى ،فتقللر
هذه ،من األشياء التر تنبنر عليها يف قلية من فاته ركعتان يف المغرب وبحوها وينبنر عليها مسلائ كثيلر
بقلها ابن رجع.
206
ا مام يتحم عن المأموم القلراء لملا ثبلت ملن حلديث جلابر أن النبلر بإسلناد رجالله
ثقات أن النبر قال« :من كان له إمام فقراء ا مام لله قلراء » ،وهلذا الحلديث وإن كلان فيله
إرسال إل أن أهل العللم احتًلوا بله؛ ألن لله شلواهد كثيلر ؛ ألن النبلر قلال« :ملالر أبلازأ
القرآن ل تقروا خلفر إل بفاتحة الكتاب» ،وهذا السلتثناء اسلتثناء بعلد حصلر فلدل عللى الًلواز ل عللى
الوجوب؛ ألن األمر بعد الحصر يعيد األمر إلى ما كان عليه قب ،بيع أو يعيده للباحة.
عموما برجع لمسألتنا ،إان القراء ملع ا ملام يتحملهلا ا ملام ،ا ملام يتحمل علن الملأموم القلراء ،
الفاتحللة وغيرهللا مطل ًقللا ،فل يًللع علللى المللأموم أن يقللرأ الفاتحللة؛ لكللن يسللتحع للله يف السللرية أن يقللرأ
الفاتحة ،يف الظهر والعصر ويف الثالثة والرابعة من المغرب والعحاء استحبا ًبا ،بل مؤكلدً ا مراعلا لخل ف
بعه أه العلم.
وأما إاا كابلت الركعلة جهريلة ،فإبملا يسلتحع لله القلراء يف السلكتات إن وجلدت سلكتات ،فلإن للم
يًع ا مام سكتات ف تقرأ ،والدلي على الك اكرت لكم الحلديث ،حلديث جلابر ،ويلدل عليله قلول
اهلل { ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ } ،قال أحملد :أجملع أهل العللم عللى أ لا بلللت يف
الص ،فإاا قرأ ا مام فيًع على المأموم أن ينصت له.
ويتحملها ا مام ،لدليله حديث ابن عباس أبه أتى النبر يف حلج وكلان عللى أتلان،
فةك األتان يرتع بين الصفوف ،ولم تنقطع الصفوف به ،فسة ا مام سة لمن بعده.
٦
207
لفعله ♥ .
قال املصنف« :وانْتِ َظار د ِ
اه ٍٍ َما َل ْم َي ُي َّق». ُ َ َ
كما كان ♥ يفع كذلك.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)7
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بدأ يف هذا الفص يتكلم المصنف عن أحكام ا مامة ،األحكام المتعلقة با مام.
بللدأ المصللنف يف الحللديث عللن مسللألة وهللر قلللية مللن األولللى با مامللة ،وفائللد معرفللة مللن
األولى با مامة مهمة ،من فوائدها:
أوَّل :أبله إاا وجللد تنلازأ علللى ا ماملة فمللن يقلدم مللن هلذين الثنللين أو الث ثلة المتنللازعين علللى
ا مامة أيهم يقدم ،فنقدم باعتبار المعيار الحرعر الذي اكره الفقهاء ،هذه مسألة.
أن يتقلدم المفللول عللى الفاضل فيملا يتعلل المسألة الثانية :أن الفقهاء يقولون يكره يف الص
ذا التقديم الذي أورده الفقهاء بناء على النصوص التر وردت.
إن كان عارفا القراء . إان فتقدم األق قراء على األقرأ مكروه؛ لكن تص الص
بدأ يتكلم المصنف عن األقرأ ،فقال :األقرأ العالم فقه ص ته أولى من األفقه ،عندبا األقرأ والقلار ،
وعندبا الفقيه واألفقه؛ ولذلك الفقهاء هذه الًملة الحقيقة تحم صورا.
المراد باألقرأ أهمها وصفان :جود القراء وكثر المحفوظ ،والمقدم منهما جود القراء ،سلأوردها
بعد قلي مرتبة ،ما المراد بًود القراء ابتبه معر ،المراد بًلود القلراء أول :إخلراج الحلروف مخرجلا
صحيحا ،فلو كان المرء حافظا القرآن كله لكنه ينطب بعد الحروف بطقا غير صحي فليس األقرأ.
إان المعيار األول المقدم جود القراء ،وأهم ما يأا فيها قلية الحروف أن تخرج الحروف مخرجا
٦
209
صحيحا.
ولذلك فإن بعه الناس ل يخلرج بعله الحلروف لعًملة وبحلوه ،فل يتقلدم إل بمثلله ،ول يتقلدم
على غيره ،وخاصة إن كابت مخارج الحروف تغير المعنى ،هذا واحد.
اْلمر الثاين يف معنى اْلجـاد قـرانة :أن يكلون عالملا بعللم التًويلد ،فلإن عللم التًويلد ملن جلود
القراء ،باخت ف برق أه األداء يف قلية التًويد واخت فهم من حال إلى حال ،إان عللم التًويلد هلو
المتعل به علم األداء.
ليس المراد باألجود قراء األبدى صلوتا ،أبلدا ،ولليس الملراد بلاألجود قلراء األعللى صلوتا ،ولليس
المراد باألجود قراء الذي يقرأ بمقامات ،فإن علملاء األداء كرهلوا اللك إن للم ينهلوا عنله ،فقلد اكلر ابلن
النانم عن أبيه ابن الًلري يف آخر شرال متن أبيه ،أن أباه ابن الًلري إمام زمابه يف التًويلد والقلراءات،
كره القراء بالمقامات؛ ولذلك الفقهاء يًعلون العلا بًلود القلراء بلأمرين :المخلارج وعللم التًويلد،
الذي هو يسمى بلحون العرب.
وأما التلحين وأما المقامات فك هذا ل عا به ،ل علا بله مطلقلا ،بل قلد يكلون مكروهلا يف بعله
المواضع عند عامة الفقهاء.
إان يقدم األجود قراء ،ثم يليه األكثر قرآبا ،بمعنى أن يكون حافظا القرآن أكثر من غيره ،فلإن اسلتووا
يف الًود ،بظربا يف أكثر الحفظ ،فإن استووا يف الحفظ أصبحوا سواء فكلهم قار .
إان يكون الةتيع على هذا النحو :أول :يقدم األجود قراء األفقه ،فإن استووا فنقلول يقلدم األجلود
الفقيه ،فإن استووا قلنا يقدم األكثر قرآبا األفقه ،فإن استووا قلدمنا األكثلر قرآبلا الفقيله ،فلإن اسلتووا قلدمنا
القار منهما.
ببعا هذا على سبي ا جمال ،أوردت خمسا وبعلهم يًعلها تسعا كبعه شراال المنتهى.
إان قال األقرأ ،وعرفنا األقرأ أبه بوعان ،إما األجود أو األكثر.
210
قال :األولى من األفقه الذي كان أق قراء ،ثم إن اسلتووا يف اللك كلله فإبله يقلدم األسلن ،أي األكلا
سنا ،ثم بعد الك األشرف ،والمراد باألشرف أن يكون قرشليا ،الحلرف خلاص يف ا ماملة بقلريش ،لقلول
النبر « :قدماا قرييا وَّل تهدماهم» ،متى يقدم؟ إن استووا يف القلراء ويف الفقله ويف السلن،
قدم القرشر على غيره.
فإن كابا قرشيين معا قدم الهاشمر على غيره؛ ألن الهاشمر أشرف« ،قدماا قرييا وَّل تهدماهم».
ثم بعد الك يقرأ بينهم ،وبعلهم يقول :ثم األتقى ثم يقرأ.
ف َ ِ
اس ٍق». قال املصنفَ « :و ََّل ت َِص ُّح َه ْل َ
ألن الًمعة من التصلرفات الولئيلة فيهلا معنلى ا ان ،وغالبلا أل يصللر يف الًمعلة والعيلد إل وللر
األمر أو من بابه ،بخ ف سائر الًماعات.
الفقهللاء يقولللون إن مللن كللان حدثلله دائمللا ،كللأن يكللون دائ لم البللول ،مسللتمر بوللله ،أو أن يكللون دائللم
استط ق الري ،أو أن يكون جرحه يثعع دما ،أو أن يكون كثير المذي ،مذا ًء مستمرا بسبع مرض ،فهلذا
الرج له أحكام تخصه أوردها بسرعة.
أول هذه اْلح ام :أبنا بقول إن اهلل قد خفلف عنله يف بقله الوضلوء ،فل ينلتقه وضلوءه
ذا الحدث إل أن يكون قاصدا خراجه أو أن يأتيه باقه آخر ،ف ينتقه وضوءه بالحدث الدائم.
من الصلوات الخمس المفروضة كملا يف حلديث حمنلة ،هلذا األملر وإبما يللمه أن يتوضأ لك ص
األول.
اْلمر الثاين :أن اهلل خفف كذلك يف النًاسة التر تخرج منه ،فإن النًاسة التلر تخلرج منله
لمحقة التحرز منها فإبه ُيعفى عن تطهيرها ،هر بًسة لكن يعفى عن تطهيرهلا لكلن يللمله أن يسلتنًر إن
٦
211
كان المح ..على المح النًاسة عند ك ص ،وأن يًع ملا يمنلع وصلول النًاسلة إللى سلائر بدبله
وثيابلله ،إمللا كلصل علللى الًللرال ،أو شللرء مللن الم بللس الداخليللة ،الللدلي :أن النبللر أمللر
المستحاضة أن تعصع وكابت حمنة تصللر وتًعل تحتهلا بسلتا ويف الطسلت أثلر حملر وصلفر ،
فدل على أبه يعفى عن أثر التنًيس ،وهذا من العفو للمحقة.
وهنا مسألة من كان يكثر منه قلية خروج البول ،فإن هذا يقول أه العللم ملن بلاب األدب إاا قللى
حاجته فإبه يمكث يف مكابه قلي ،ول يطي ؛ ألن ا بالة يف مكان قلاء الحاجة منهلر عنله ،ثلم إاا قللى
من الك استحع بعه أه العلم كملا ملر معنلا قللية النلة والسللت ملث ،ثلم بعلد اللك يسلتنًر ،وإاا
قلى من استنًائه فإبه يرش م بسه كما جاء عند أبر داود من حديث ابن عباس ،ينل م بسه ،بحيلث
إاا خرج منه شرء بعد الك يعنر يصب عنده نن إما أن تكون من الماء الذي بلحه وإما أن تكلون بلول،
لكر تطرد عنه الوسواس بالكلية.
ثم بعد الك يصلر مهما كان قد خرج منه شرء يعفى عنه.
قي للمام أحمد :فإن احتحى بقطنة ،قال :شدد على بفسه فحدد اهلل عليه.
ل يللمك أن تلع شيما على المح لتنظر ه خلرج شلرء أم ل ،إاا فعللت اللك فقلد خالفلت السلنة
وشددت على بفسك ،فإن رأيت بًاسة فتوضأ ،وإل فاألص أبت معفو عنك.
يقول :إن من كان حدثه دائم كما اكرت لكم مخفف عليه من جهتين :من حيث بقه الوضوء ،وملن
حيث الطهار ،فلذلك فإبه من بلاب التخفيلف عنله ،فطهارتله ليسلت كامللة ملن كل وجله؛ وللذلك يقلول
فقهاهبا رحمة اهلل عليهم :إبه ل تص إمامته بغيره.
ح ُ
يـٍ قال املصنف« :و ُأم وها من ََّل يح ِسن َا ْل َقاتِحةََ ،أو يدْ ِبم ِيها حر ا ََّل يـدْ بَم َأو ي ْلحـن َلحنـا ي ِ
ُ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ َ ْ ُ ُ َ َْ َ ِ ٌّ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ
َا ْل َم ْعنَى إِ ََّّل بِ ِم ْث ِل ِ ».
قللال :وأمللر ،المللراد بللاألمر للليس الللذي ل يقللرأ ول يكتللع ،وإبمللا الللذي ل يحسللن قللراء الفاتحللة
خصوصا ،ف تص ص ته بمن خلفه ،ثم ضرب أمثلة لعدم إحسان القراء ،إملا لعلدم حفظهلا ،أو لكوبله
يدغم حرفا ل يدغم ،مث بعه الناس بسمعهم يقرهون :الحمد هلل رب العلالمين ،فلأدغم هنلا ولليس هنلا
مح إدغام.
212
قال :أو يلحن فيها لحن يحي المعنى ،الفقهاء عندهم لحلن جللر وخفلر ،واللحلن الخفلر والًللر
عند الفقهاء يختلف عن الخفر والًلر عند علماء األداء وا قراء.
فإن الًلر عند الفقهاء هو ما غير المعنى ،مث أن يقول المرء يف قراء الفاتحة :بدل إياك يقول :إيلاك،
بابلة ،ل تص . أبعمت ،فحينمذ يختلف المعنى فتكون الص
ُ أبعمت يقول:
َ فحينمذ أو بدل أن يقول:
إان اللحن الًلر عند الفقهاء هو الذي يحي المعنى ويغيره إلى معنى سرء.
وأما اللحن الخفر فهو الذي ل يغير المعنى وإن كان ناهرا ،فلو أن امرأ قلال :بلدل أن يقلول :الحملدُ
هلل رب العلالمين ،قلال :الحملدَ هلل رب العلالمين ،صلحت صل ته ،وعلد الفقهلاء هلذا اللحلن لحنلا خفيلا؛
ولذلك يًع أن بفرق بين اللحن الخفر عند الفقهاء وعند علماء األداء وا قراء.
اليرط اْلول :أن يكون إماما راتبا ،يًع أن يكون هو ا مام الراتع.
وأما إن كابت علته دائمة علدم القلدر عللى القيلام فل تصل إمامتله ،داخللة يف الصلور األوللى التلر
اكرهتا قب قلي ،والدلي ما اكرت لكم قب قلي ،وحينمذ فإن المأمومين يصلون خلفه قعودا.
الفقهاء يقولون ل يص أن يصلر غير البالغ وهو المميل ألن من دون سبع سنوات أص صل ته غيلر
صحيحة ابتداء؛ لكن المميل ل تص ص ته بالبالغ الدلي على الك ما جاء عن ابن مسعود أبله قلال:
ل يأمن صبر يف فرض حتى يقام عليه الحد ،أي إاا بلغ.
فللدل علللى أن الصللبر الللذي يكللون دون سللن البلللوغ ل يص ل أن يللؤم غيللره يف الفريلللة دون النافلللة
للحديث الذي جاء عن ابن مسعود وروي عن غيره كذلك.
ما جاء عن عمر بن أبر سلمة أبه صلى بالناس ،فنقول إما أن يكون محمول الك على النافللة ،أو
أن عمر كما قال بعه أه العلم كان بالغا ،فإن عمر زوج أمه أم سلمة وصلى بالناس ،فدل عللى أبله
كان بالغا ،وإن كان عمره عحلر فلإن بعله النلاس قلد يبللغ قبل العاشلر ؛ وللذلك لملا احلتج عللى أحملد
بحديث عمر بن أبر سلمة قال :وما يدريك أبه لم يك بالغا ،لعله كان بالغا.
ال و ُهن ٍ ِ ٍ ِ
َاث». قال املصنفَ « :و ََّل ا ْم َر َأة لرِ َج ٍ َ
المرأ ل تص إمامتها للرجال ،وكلذلك الخنلاث ،الخنثلى هلو اللذي لله آلتلان ،آللة رجل وآللة أبثلى،
والخنثى اآلن أصب سه اكتحاف أمره أهو رج أم أبثى عن بري تحلي الدم ،فليمكن اآلن علن بريل
معرفللة الكروموسللومات معرفللة هل هللذا الللذي للله آلتللان آلللة اكللر وأبثللى أهللو اكللر أم أبثللى؛ ولللذلك فللإن
المباحث المتعلقة بالخنثى المحك أغلبها ابحلت اآلن ،وا سنوي من فقهاء الحافعية له كتاب ضخم يف
ث ثة مًلدات يف أحكام الخنثلى المحلك ،وهلذه ملن األحكلام التلر بنيلت عللى حلال تغيلرت بلاخت ف
اللمان.
214
ف مح ِد ٍ
ث َأ ْو ن ِ
َُ ٍ
س». قال املصنفَ « :و ََّل َه ْل َ ُ ْ
قال :ا مام إاا كان لحابا لحنا خفيا ،ليس لحنا جليا ،وإبما اللحن لحنا خفيلا فتكلره صل ته ،وكلذلك
الفأفاء الذي يستمر يف الفاء فففف ،والتأتاء كذلك ،فإبه تكره ص ته.
ف َا ْ ِ ِ
ْل َما ِم». اف َا ْل َم ْأ ُمام َ
ين َه ْل َ قال املصنفَ « :و ُس َّن ُو ُق ُ
بدأ يتكلم عن موقف المأمومين خلف ا مام ،وبين أن للمأمومين مع ا ملام ثل ث حلالت يصللو ا
إاا كابوا جماعة ،وبدأ بذكر أفللها وهو أن يصلوا خلف ا مام.
ك م المصنف ابتدا ًء ،ثم بحرال ك مه جملة جملة ،بقول المأمومون مع ا ملام إملا أن يكلون ألخ
المأمومون أو يكوبلوا أكثلر ملن واحلد ،فلإن كلان الملأمومون أكثلر ملن واحلد فاألفلل أن يكوبلوا خللف
ا مام؛ ألن النبر كان يف ص ته كلها يصلر والملأمومون خلفله ،هلذه الحاللة األوللى
وهر األفل .
الحالة الثانية :أن يكون معه مأمومون ،فيًوز أن يصلر المأمومون عن يمينه أو عن يمينه وشلماله
معا ،يًوز؛ ألن إبراهيم النخعر ..ألن ابلن مسلعود صللى وعلن يمينله األسلود وعلن يسلاره يليلد بلن
أسود النخعر ،عن يمينه اليليد ،وعن يساره األسود النخعيان ،ثلم للم ابفتل ملن صل ته قلال :هكلذا فعل
النبر .
فدلنا الك على أبه يًوز أن يصلر المأمومين ملن غيلر كراهلة علن يمينله وعلن شلماله ،أو أن يكوبلوا
جميعا عن يمينه ،يًوز.
الذي َّل يُاز أن يتهدماا علي ،أو ي اناا عن َمال هط ،إذن ثالث حاَّلت:
إاا كان الملأمومون أكثلر ملن واحلد ،تًلوز ،وحالتلان ل تًلوز :ل يًلوز أن يتقلدم الملأمومون عللى
٦
215
ا مام؛ إبما جع ا مام ليؤتم به ،ف يًوز التقدم عليه حينمذ.
وأما إاا كان المأموم واحدا فإبه ل يًوز له إل حالة واحد فقط ،أي يكون عن يمينه فقط ،ول يًلوز
أن يكون عن شماله؛ ألن ابن عباس لما صلى بًابلع النبلر علن شلماله أخلذ النبلر برأسله
وجعله عن يمينه ،وكذا فع مع جابر ،فدلنا الك على أبه ل يًوز أن يكون الملأموم علن الحلمال ،ول أن
يكون منفردا خلفه ،لما ثبت عن النبر أبه قالَّ« :ل صالة للقذ هلف الصف».
ف َا ْ ِ ِ
ْل َما ِم». اف َا ْل َم ْأ ُمام َ
ين َه ْل َ قال املصنفَ « :و ُس َّن ُو ُق ُ
وجوبا أي ل خيار له بغيرها ،وإبما اكر أبه يسن خلف ا ملام ألبله يًلوز أن يكوبلوا علن يمينله وعلن
شماله.
خللف والمرأ تكون خلف ا مام ولو كابت واحد ،وهر الصور الوحيد التلر يًلوز فيهلا الصل
الصف؛ لحديث أبس صليت أبا واليتيم خلف النبر والعًوز وراءبا.
الللذي يصلللر عللن يسللار ا مللام ل تص ل صل ته ألمللر النبللر بلله ..ابللن عبللاس وجللابر،
وكذلك الذي يصلر خلف الصف ل تص ص ته ،ب يًع عليه إما أن يدخ يف الصلف ،أو أن يتنحلن
لهم لع أحد منهم أن يرجع معه ،أو أن يتقدم فيكون بًابع ا مام.
وكره العلماء أن يًذب أحدا من الصف ويرجعه إلى الصف الثاين ،مكروه ،وإبما يحير لعل أحلدهم
أن يتاأ له تاعا.
إان عنده ث ث حالت ،وإل فينتظر ،فإن دخ ،يقولون فلإن دخل فلإن أدرك الركعلة وبعلدها ركنلان
فذا بطلت الركعة ،كيف؟
إاا دخ المأموم مع ا مام وهو قائم ،ثم صافه أحد يف حال القيام صلحت الصل ،أو صلافه أحلد يف
216
والركعلة ،وأملا إن حال الركوأ صحت الص ،أو صافه أحد يف حال الرفلع ملن الركلوأ صلحت الصل
صافه أحد يف السًود وما بعده ف تص هذه الركعة؛ ألبه صلى فيها ركنين متواليين فذا.
ـاَّل ِ
ت َا ْ ِ
ْل َمـامَِ ،وإِن لـم ط َا ْل ِع ْلـ ِم بِانْتِ َه َ
ت َا ْل ُهدْ و ُة م ْط َلها ،بِ َير ِ قال املصنفَ ِِ َ « :ذا َج َم َع ُه َما َم ْس ِ
ُد َص َّح ْ
ْ َ ُ
ْل َما ِم َأ ْو َم ْن َو َرا َن ُه َأ ْيضاَ ،و َل ْا ِ َب ْع ِض َها».
يُمعهما َرط ُرؤْ ي ُة َا ْ ِ
َ
هذه مسألة أريد أن تنتبهوا لها وهر مهمة وخاصلة يف المسلًد هنلا مسلًد النبلر
ويف مسًد الحرم ،وهو متى يص الئتمام با مام؟
بقللول إن المللأموم للله حالتللان :إمللا أن يكللون داخ ل المسللًد ،وإمللا أن يكللون خللارج المسللًد ،اكللر
المصنف هاتين الحالتين.
الحالة اْلولـى :إاا كلان الملأموم داخل المسلًد فيصل اقتلداهه با ملام ،بب ًعلا بحلرط أن يكلون
بًاببه أحدا يصافه ،أو المرأ إاا كابت وحدها يص .
فيص اقتداء المأموم با مام إاا كان يعلم ابتقلالت ا ملام ،صلحت القلدو بحلرط العللم بابتقلالت
ا مام ،وكيف يكون العلم بابتقالت ا مام ،إما بسماأ الصوت أو بالرهية ،إملا أن تسلمع صلوت ا ملام،
أو تسمع صوت المبلغ ،أو ترى ا مام ،أو ترى المأمومين بعده.
فالعلم بالبتقال يحم السماأ والرهية للمام والمبلغ ،والرهية للمام والمأمومين.
إان مسًد النبر هذا الكبيلر ،للو فرضلنا أبله للم يوجلد إل الصلف األول ،وأبلا يف آخلر
المسًد ،إلى منتهاه ،وأسمع ا مام يكا عن بري هذه المكاات ،ه يص ائتمامر با ملام ملع أين للم
أره ،بقول :بعم ،فيص القتداء به ما دمت قد علمت بالبتقال ،بحرط أن أكون يف داخ المسلًد ،وابتبله
لهذا القيد.
الحالة الثانية :أن يكون المرء يف خارج المسًد ،فحينمذ ل ُبد من العللم بالبتقلالت هلذا واحلد،
ويلاف لها شرط ثان وهلو أبله ل ُبلد ملن الرهيلة للملام أو ألحلد ملن الملأمومين اللذين وراءه ،وللو رأى
بعلهم ،كأن يراه من بافذ ،ل يكفر العلم بالبتقالت وهو السماأ أو الرهية ،ب ل ُبد من الرهية للملام
أو ألحد من المأمومين.
٦
217
ولذلك النبر يف مسًده ♥ كابت هناك خوذ للبيوت التلر بًاببله ،فلأمر
النبللر بللإغ ق جميللع الخللوذ ،إان ل يص ل ألحللد أن يللأتم بللالنبر وهللو يف
المسًد؛ ألبه ل خوخة بينهم ،أغلقت األبواب ابتداء ثم أغلقت الخوذ إل خوخة أبر بكر .
فدل على أبه ل يص القتداء با مام إل بالرهية ،وجاء عن ابلن مسلعود وحذيفلة كلهلم هلذا الكل م،
يعنر هذا كله ك م الصحابة رضوان اهلل عليهم ،ولكن للي الوقت اختصربا يف اكر اآلثار.
ابظروا معر :الذي يف ساحة المسًد ه له أن يقتدي با مام ملع وجلود الفلراغ بينله وبلين المسلًد،
بقللول :بعللم؛ ألن سللاحة المسللًد مللن المسللًد؛ ألن فقهاءبللا يقولللون :المسللًد مللا اجتمللع فيلله أمللران:
بوقف وبحوه ،والبناء ،ل ُبد من البناء ،فللو أن األرض وقفلت أرض كبيلر وإبملا البقعة للص تخصي
يف هلذا الخلارج بنر يف جلء يسير منها ،فالمسًد هو الربع ،وث ثة أرباأ ليست مسًدا ،ف يص الص
إل بوجود التصال.
اكربا قب قلي أن الخارج من المسًد له شربان ،ص ،أبا اكرت شربا وبسيت اآلخر.
أعيد هذه المسألة مر أخرى لكر تكتم ،المأموم إاا كان يف خارج المسلًد فل بلد لله ملن شلربين
مع العلم بالبتقال:
واليرط الثاين :ل ُبد من اتصال الصفوف ،ومعنى اتصال الصفوف أي ل يوجد قلابع للصلفوف،
ل بري مسلوك ،ول ر وبحو الك ،ل يوجد قابع ،الطريل اللذي يمحلر فيله النلاس ،وبنلاء عللى اللك
فمن كان بينه وبلين المسلًد بريل وللو كلان ينظلر للملام والملأمومين ل تصل صل ته ،ل ُبلد أن ينتفلر
الطري وهو الذي يسمى اتصال الصفوف ،وأن يكون رائيا وعالما بالبتقالت.
218
قال املصنفَ « :و ُكرِ َه ُع ُل ُّا إِ َما ٍم َع َلى َم ْأ ُما ٍم ِذ َراعا َ َأ ْك َث َر».
هذا لما جاء من حديث حذيفلة وابلن مسلعود ،فلأبكره ابلن مسلعود وأقلره حذيفلة عليله ،بخل ف
العكس المأموم يص أن يكون أرفع من ا مام ،فإبا أبا هرير صلى بالكوفة وكان المأمومون أعلى.
يكره أن ا مام يصلر يف محراب وهو الطاق الذي يمنع المحاهد ،فيكلون داخل فيله بمثابلة الغرفلة،
بحيث ل يراه المأمومون بعده ،وسبع الكراهلة أبله إاا ابقطلع الصلوت أو كلان الصلوت ضلعيفا للم يعللم
المصلون بالبتقال ،فإن المصلين يعلمون بالبتقال بالنظر؛ ولذلك تعلملون أن الصلحابة حكلوا أن النبلر
وهو يصلر قد تحركت لحيته يف القراء ،فدل على أ م ينظرون إليه ♥.
فإاا كان بداخ هذا الطاق وهو المحراب الذي يكون مغلقا عليه ،فحينمذ يكره.
الفقهاء لم يكرهوا المحراب ،ب المحراب له فائد كما مر معنا يف معرفة القبلة ،وإبما كرهوا الصل
فيله؛ ألن المقصلود فيه إاا كان مغلقا كما قال يمنع محاهدته ،وأما إاا كان محرابا خفيفا ف يكلره الصل
تبيين مح ا مام لكر ل ينازعه أحد فيه.
مسألة التطوأ يف موضع المكتوبة مكروه ،لما جلاء ملن حلديث معاويلة ملن لر النبلر
عن الوص بين الص تين؛ لكن قول المصنف وتطوعه اللمير هنا عائد للملام ،الفقهلاء قلالوا :إن اللذي
يكره له أن يتطوأ يف مكان المكتوبة إبما هو ا مام ،أملا الملأموم والمنفلرد فل يكلره لله اللك ،بل يفصل
بينهما ا مام بابتقال أو بحركة ،والحركة قالوا أقلها خطو بابتقال القلدمين كملا قلال األوزاعلر ،والكل م
الحكم با مام خاصة؟ بأن يتحدث مع الناس ولو بالتسبي ،ولمااا خ
ألن ا مام إاا صلى الفريلة ثم صلى بعدها النافلة يف مكابه لربما نن المأمومون أ لا تتملة للسلابقة،
كان باسيا لها ،ولربما جاء رج من المأمومين ل يعرف يظن أبه ما زال يف ص ته ،وربما رجل للم يسلمع
الس م فرآه قائما فقام يظنها الركعة التر بعدها ،وهكذا ،ولهذا كره للمام خاصة أن يتنف فيه.
٦
219
ِ ِ
قال املصنفَ « :وإِ َطا َل ُت ُ َاَّل ْست ْه َب َال َب ْعدَ َا َّ
لس َال ِم».
إبالللة السللتقبال للقبلللة بعللد الس ل م مكللروه؛ ألن النبللر ثبللت عنلله مللن حللديث ثوبللان
وعائحة وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم أبه كان إاا ابفت من ص ته قال« :استغقر اهَّلل استغقر اهَّلل اسـتغقر
اهَّلل ،اللهم أنت السالم ومنب السالم ،تباركت يا ذا الُالل واْلكرام» ،ثم ابفت بعلد اللك للملأمومين ،إملا
عن بري اليمين أو عن بري الحمال كما جاء من حديث أبس وغيره.
أوَّل :لموافقة سنة النبر ؛ فإبه لم يكن يطي استقبال القبلة بعد الس م.
واْلمر الثاين :بقله ابن رج أن الفقهاء يقوللون اسلتدلل استمناسليا بحلديث النبلر
حينما قال« :إنما جعٍ اْلمام ليؤتم ب » ،يف بعه ألفانه« :وَّل تهاماا قبٍ أن يهام».
اكر أن بعه السلف ،اكر الك يف شرال البخاري :أن بعه السللف قلال ول تقوملوا أي تقوملوا ملن
مص كم حتى يقوم ملن مصل ه باللتفلات ،قلال فللذلك كلره السللف هلذه عبارتله كلره السللف أن يطيل
ا مام بقاءه يف مكابه ،ب يلتفت فإبه إاا التفت حينمذ ارتفعت الكراهة للمأمومين بلأن ينصلرفوا فيخرجلوا
حينمذ؛ ألن العلماء يقولون يكره للمأموم أن يقوم قب أن يلتفت ا مام؛ ألن ا مام ربما يكون بسلر شليما،
أو أراد أن ينبه ألمر فينتظر المأموم شيما يسيرا ،كذا اكروا واكرت لكم دلليلهم يف الحلديث اللذي ثبلت يف
الصحي .
الوقوف بين السواري قالوا إبه مكروه ،جاءت كراهتله علن بعله الصلحابة كلأبس وغيلره ،بحلرط أن
تكون لغير حاجة؛ ألن عندبا قاعد :ك كراهة إاا وجدت الحاجة فإ ا ترتفع ،ومن الحاجات التلر براهلا
بلين السلواري يف المسًد الحرام ،وكذلك المسًد النبوي وهو اللحام ،فإبه عنلد اللحلام يًلوز الصل
من غير كراهة؛ ألن عندبا قاعد أن ك كراهة عند الحاجلة ترتفلع ،هل كل سلارية تكلون تقطلع الصلف؟
قالوا ل وإبما السارية التر تقطع الصف عرفا ،بعه قدرها بذراأ وبعلهم بأكثر ،ولكن العا بالعرف.
220
ألن عندبا مسألة وهو أن تراص الصفوف سنة وليس بواجع ،تراص الصلفوف سلنة يف قلول جملاهير
أه العلم ،وقي إبه لم يق بوجو ا إل بعه أه الظاهر ورواية عن أحمد ،فلالةاص سلنة مؤكلد جلدًّ ا
ألمر النبر به ،فدل على أن وجود السارية أو الفراغ ل يبط الص .
إما أن يكون أكلها من غير قصد التخلف عن الص ،فهذا يًوز له التخلف علن الًماعلة ولله أجلر؛
ألبه معذور.
أيلا ليس وجوبا وإبملا يكلره ،فإبله يتخللف ويلأثم للتخللف؛ ألن
وإما إن أكلها للتخلف فإبه يتخلف ً
بنقيه قصده. هذا معاملة الحخ
بدأ يتكلم يف ما إن يعذر بةك جمعة والًماعة وك عذر يعذر فيه بةك الًمعة ،يعذر بلةك الًماعلة
أولها المريه وسيأا تفصي أحكامه.
الذي يخاف ضياأ ماله أو موت قريبه ،عا المصنف بقريبه كما عا ا مام أحمد ،وإل كثير من الفقله
يعاون قال أو موت رفيقه لتكون أشم ،ولكلن أراد أن يوافل القرابلة قلد تكلون قرابلة بسلع وقلد تكلون
قرابة يف مًالسة وبحوه.
٦
221
لما ثبت من قول ابن عمر أن النبر أبه قال« :صلاا يف رحال م يف الليلة الممطرة».
الغريم هو الذي يكون دائنا آلخر فإن الحرأ يبي له أن ي زم المدين ،فيكون م زما له حيثملا اهلع،
مط الغنر نلم يح عقوبته وعرضه ،قالوا عقوبتله بم زمتله فلإن الم زملة صلور ملن صلور العقوبلات
هذا الغريم يًوز التخلف إاا كان م زم لدار بالك م وبحوه ،ولم يكن المدين عنده مال يفر به الدين.
المريه. اوى األعذار وبدأ بص بدأ يتكلم المنصف يف هذا الفص والذي بعده عن ص
قال :يصلر المريه قائما لحديث عمران بن حصين أن النبر قال« :صل قائمـا» فلإن
عمران جاءه مرض وهلو بواسلير ،ملرض البواسلير المعلروف ،فاشلتكى للنبلر علدم قدرتله
قائما فقال «صل قائما ِن لم تستطع هاعداِ ،ن لم تستطع على جنب».
ً على الص
المرء يًع عليه يف ص ته إن يصلر قائما وجوبا { ﭖ ﭗ ﭘ} [البقلر ،]238 :فلإن عًلل علن
القيام وكيف يكون عاجلا عن القيام؟ بأحد أسباب أربعة:
خامسا وهو أن يكون يف القيام سبع مرضه بحرط أن يكون متيقنلا أو
ً هذه أربعة أشياء تستطيع أن تليد
222
قادرا على القيام لكنه معتمدً ا ،يستطيع القيام لكن معتمد ،فه يًلع عليله
عندبا مسألة ثابية :من كان ً
أن يعتمد على عصا؟
الفقهاء عندبا يقولون بعم يًع عليه أن يقوم معتمدا عللى عصلا ،ول يًلع عليله أن يقلوم إن كلان ل
ل يًع ،وأما إن كان يستطيع بنفسه معتمدً ا عللى عصلا فيًلع يستطيع القيام بنفسه إل بأن يقيمه شخ
عليه القيام حينمذ يسقط عنه باألشياء الخمسة التر اكرباها قب قلي .
قال :فإن لم يستطع فقاعدا ،عرفنا دليلها يف حديث عمران ،ما هر صفة القعود؟
يًوز له أن يقعلد أي جلسلة أرادهلا ،يًلوز بقول المريه يف قعوده ومثله المتنت يف قعوده يف الص
له أن يمد قدميه ،ويًوز له أن يصلر على كرسر ،ويًوز له أن يصلر محتبيا مث أخينا هلذا ،هلذا يسلمى
محتبيا ،ويًوز له أن يًلس القرفصاء كالحيخ هذه تسمى القرفصاء كالمحتبر لكن من غير وضع اليلدين
هذا يسمى القرفصاء ،ويًوز له أن يكون مفةشا وهكذا.
بقول :أفل صفة للًلوس ما جاء عند النسائر عن ابن مسعود أن أفل الصلفة هلر الةبلع يف حلال
القيام أفل صفة الةبع ،أما يف حال السًود وحال الًلسة بين السلًدتين فاألفلل إن للم يكلن واجبلا
أحيابا يف الًلسة بين السًدتين وهر قلية الًلوس بالفةاش.
إان عرفنا القعود وصفة القعود ،أي جلسة جلستها فهر صحيحة ،ما شمت كيف ما شمت.
قال :فإن لم يستطع فعلى جنع ،كما يف حديث عمران « ِن لم تستطع على جنب».
على جنلع لهلا ث ثلة صليغ ملن حيلث األفلللية أفلللها أن يكلون مصلليا عللى شلقة األيملن الص
متًها وجهه إلى القبلة ،هكذا يعنر أن يكون رأسه من هذه الًهة أي من الًهة الغربية ،فيكون رأسله ملن
جهة الغرب ،ويكون وجهه جهة الًنوب ألن القبلة الًنوب هذه أفل الصيغ.
ثم يليها أن يكون ملًع على شقة األيسر ووجهله عللى القبللة ،لملااا قلنلا أن هلاتين الصلورتين هلر
دائملا
أفل ؟ لظاهر حديث عمران « على جنب» فالًنع يحم الًنع األيمن والًنع األيسر ،ولكلن ً
٦
223
األيمن مقدم ،كما يفع يف النوم وكما يفع يف الميت عندما يوضع يف قاه.
الحالة الثالثة :وهر جائل لكن األو َلى السابقة سيأا يف ك م المصلنف أن ينلام مسلتلقيا؛ لكلن إاا
بام مستلقيا فإبه يًعل قدميله متًهلة إللى القبللة ،ويرفلع رأسله قللي ً إن اسلتطاأ؛ لكلر يكلون وجهله هلو
المتًه للقبلة ،وهذا معنى ك م المصنف.
قال وكره مستلقيا لمااا؟ ألبه يخالف ناهر الحديث لكنه يًوز ،واألو َلى أن يكون على جنع.
واألمر الثاين :ألبه إاا كان مستلقيا ربما توجه بقدميه إلى القبلة وهذا ليس مناس ًبا يف هيمة الص .
امئ بِركُا ٍع وسُ ٍ
اد َو َي ُْ َع ُل ُ َأ ْه َق َ ». ِ
َ ُ ُ قال املصنفَ « :و ُي ُ ُ
كما كان النبر يومئ ،فإن النبر صلى على راحلته فكان يومئ يف السلفر،
ولكنه كان يًع سًوده أخفه من ركوعه ،فأبا أصلر هكذا فإاا جاء الركلوأ جعللت يسليرا ،ثلم سلمع
اهلل لمن حمده ثم لما جاء السًود أجعله أخفه أكثر بقلي هكذا مث بحسلع ملا تسلتطيع ،إان فتًعل
ا يملاء يف السللًود أخفله مللن الركلوأ ،فعللله النبللر عنلدما تطللوأ عللى الراحلللة وهللذا يف
مريلا ،والحديث عند البيهقر لكن يف إسلناده مقلال؛ لكلن المعنلر
جابرا لما كان جابر ً
الصحي ،وأمر به ً
واحد التنف على الراحلة ويف المرض؛ ألن ك هما إيماء.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن عُ َز َأوم َأ بِ َطر ِ ِ ونَاى بِ َه ْلبِ ِ ك ََأ ِسيرٍ َهائِ ٍ
ف». َ َ َْ ْ َ َ
قال فإن عًل عن ا يماء فإبه يومئ بطرفه إن عًل عن ا يماء برأسله فإبله يلومئ بطرفله ،الطلرف هلو
العين فيومئ بطرفه ،فإن عًل عن ا يملاء بلالطرف فإبله يصللر بقلبله ول يحلرك إصلبعه كملا يظلن بعله
الناس ،وإبما يصلر بقلبه كما سيورد المصنف.
قال كأسير خائف وهو المربوط الذي يخاف من عدو إن علموا أبه مسلم فإبه يصلر حينملذ بطرفله أو
بقلبه.
224
إان الذي يكون يف القلع هو استحلار القول ،بأن تتفكلر يف معلاين الفاتحلة ويف معلاين التكبيلر ،وأملا
القول ف بد فيه من التلفظ ،وأقله تحريك اللسان والحفة من البحر .
هذا يدلنا على أن المرء إاا كان عاجلا عن بعله األركلان ،فإبله يلأا ببلدلها وهلو الًللوس وملا كلان
قادرا عليه فليلأا بله ،بعله النلاس يكلون علاجلا علن القيلام قلادرا عللى السلًود فيًلع عليله أن يسلًد
وهكذا.
ولكللن اختلللف العلمللاء يف مسللألة :إاا كللان قللادرا علللى القيللام والركللوأ دون السللًود أو قللادر علللى
السًود دون القيام ،فأيهما أولى من الثاين؟
الملذهع يقلول هللو مخيلر لسللتواء الحلالتين ،بعلله النلاس يقللول اسلتطيع أن أقللف لكلن ل اسللتطيع
الًلوس ،وإن جلست ل استطيع القيام ،فه بقدم الركوأ والقيلام أم بقلدم السلًود؟ بقلول أبلت مخيلر،
المذهع يخيروبه اخة ما شمت من هاتين الحالتين.
٦
225
للمسافر وللنعلم أن المسلافر لله رخل يف الص بدأ يتكلم المصنف عن السنن أو الرخ
كثير قد وضع اهلل عنه الحرج فيها منها قصر الص ،ومنها جمع الص ،ومنها ما سب ملن مسل
الخف ،ومنها جواز ترك السنة الراتبة ،ومنها التنف على الراحلة ،ومنها الفطر يف ار رملان وغير الك.
بعلها األو َلى فعله ،وبعلها األو َلى تركه ،وبعلها يستوي فيه األمران. هذه الرخ
الرباعيلة ،إان :وهر قصر الص ،فقال يسن قصلر الصل بدأ يتكلم المصنف عن أول هذه الرخ
دائما مسنون؛ ألن النبر ما سافر قط إل قصلر الصل ،للم ُيعلرف أن
يف السفر ً قصر الص
قط ،ولكن لملا جلاء النلاس بعلد النبلر فظنلوا أن القصلر النبر أبه أتم الص
واجع جاء بعه الصحابة فأصبحوا يتمون الص ؛ لتعليم النلاس أن القصلر إبملا هلو سلنة ،فعلله عثملان
وعائحة .
فيه؟ ما هو السفر الذي يقصر له؟ ومتى يبدأ المرء بالةخ
قب أن بتكلم عن هذا السفر عندبا قاعد ل ُبد أن تعرفوهلا مهملة جلدا ،اللدور وهلذا ُحكلر ا جملاأ
باعتبار السفر وا قامة ،له دور ث ثة: على هذا التقسيم أن الدور ث ثة ،الحخ
إما أن يكون مستوبنا أو مقيما أو مسافرا ،ث ثة دور يف الًمللة حكلر ا جملاأ عليهلا يف الًمللة أملا
تفصيلها ففيه خ ف يف بعه جلئياهتا.
المستوبن هو من؟ هو الذي يكون مستوبنا يف بلده التلر فيهلا أهلله ووللده ،كملا قلال اهلل { :ﰓ
قال أحملد :فًعل العلا باألهل والوللد ،فحيلث كلان الملرء يوجلد أهلله وإقامتله دائملة فإبله يكلون
السفر مطلقا. بأي من رخ مستوبنا هذا يسمى استيطان ،هذا ل يةخ
226
ثانيــا :المسللافر :قللالوا والمسللافر ث ثللة أشللخاص -مهللم جللدًّ ا أن تعللرف مللن هللم المسللافر -ث ثللة
أشخاص.
النوأ الثالث من أصناف المسافر :هو الذي دخ بلدا مًم ًعا ا قامة فيها لكن كان لمد أق ملن حلد
ا قامة قد بقول مًم ًعا المكث فيها أق من حد ا قامة.
حد ا قامة هذه هر التر فيها ك م بين أه العلم ،والمعتمد عنلد فقهاءبلا والًمهلور أن حلد ا قاملة
فأكثر ،فمن مكث يف بللد مًمعلا ا قاملة عحلرين صل هر أكثر من أربعة أيام أي واحدً ا وعحرين ص
مسافرا ،وضحت؟ ما الدلي بقول بستدل بدلي يسميه الفقهلاء السلتدلل بلأكثر ملا ورد
ً فأق فإبه يسمى
وهو من األدلة الستمناسية بظربا يف سير النبر فلم بر أبه مكث يف بلد مًمعلا ا قاملة فيهلا
غير عازم الخروج منها يًمع ويقصر إل حينملا دخل مكلة يف حًلة اللوداأ ،فقلد دخلهلا يف اليلوم الرابلع
وخرج منها يف اليوم الثامن إللى منلى ،حسلبنا الصللوات فلإاا هلر عحلرون صل ،فحينملذ بقلول فإبله ملن
فأق فإبه يًمع ويقصر ويكون حكمة حكلم المسلافر وللو أجملع ا قاملة هلذا اللدار مكث عحرين ص
الثاين.
الدار الثالث يسمى المقيم :إان ابتهينا من المستوبن والمسافر بدأبا يف المقيم.
المقيم هو من؟ من دخ بلد غير بلدته مًم ًعا ا قامة فيها أكثر من حد ا قاملة ،حلد ا قاملة فلأكثر،
على ما اكر فقهاهبا ،والمسألة فيها خ ف كما مر ،الخ ف إبملا وحد ا قامة كم؟ واحدً ا وعحرين ص
هو يف حد ا قامة ما عدا الك ففر الًملة يعنر قول عامة أه العلم عليه ،وضحت المسألة وعرفنا دلي
٦
227
السفر ،والمقيم مثله إل يف مسألة واحلد وهلر بأي رخصة من رخ بقول أن المستوبن ل يةخ
الًمعة ،لكنه يًع أن يصوم ويًلع أن يلتم ،ول يًملع مسألة الًمعة ،فإن المقيم ل تًع عليه ص
بين الص تين.
يقول الحيخ ويسن قصر الرباعية دون الثنائية والث ثية ،يف سفر بوي لمااا قلال يف سلفرا بويل ؟ ألن
ومسلافته ملا هلر؟ السفر بوعان إما أن يكون بوي أو قصيرا ،فالسفر الطوي هو اللذي تقصلر لله الصل
بحثنا فوجدبا أص ما يف الباب ما ثبت عن ابن عملر وابلن عبلاس أ ملا قلال :إاا اهبلت إللى عسلفان
فاقصر ،وابلن عبلاس فقيله مكلة ،وابلن عملر فقيله المدينلة ،وهلم ملن فقهلاء الصلحابة رضلوان اهلل علليهم،
فإجماأ الصحابيين أو اتفاق هلذين الصلحابيين عللى هلذا الحلد يلدل عللى أن لله أصل عنلد الصلحابة يف
الًملة.
فإاا المسافة بين عصفان ومكة مسافة أربعة برد ،وكل بريلد أربعلة فراسلخ ،وكل فرسلخ ث ثلة أميلال
ا اآلن وتسمى باألميال األوروبيلة ،أو الايطابيلة ،األميلال الهاشلمية هاشمية ،وليست أميال التر بتعام
فإن المي الهاشمر أبول من المي الذي بتعام به اآلن.
إان مسافة القصر كم أربعة برد ،لم يق النبر الك ،وإبملا قللى بله الصلحابة رضلوان
دائما عللى أن قللية المقلدرات ببحلث علن دليل لللبط النلاس فيله ،ملر معنلا
اهلل عليهم ،ودائما بحرص ً
،فإن لم يوجد ففر اللغة ،فإن لم يوجد فننتقل القاعد التر اكرهتا لكم أن يف المقدرات برجع أول للن
للعرف ،وجدبا يف الحرأ اجتهادات من الصحابة ف شك أن اجتهادهم مقدم على عرفنا وضبطه.
لكلن تسلقط ببعا يقاب السفر الطوي ،السفر القصير ،والسفر القصير هذا يقول ل تقصر فيله الصل
فيه الًمعة لمن كان بعيدً ا عنها ويًوز التنف على الراحلة.
228
هذه سبقت معنا أن العا ليسلت بوقلت الوجلوب ول بوقلت األداء ،وإبملا األتلم منهملا ألن القاعلد
عند فقهائنا أ م يأخذون يف باب العبادات باألحواط.
قال املصنفَ « :و َم ْن ن ََاى إِ َق َامة ُم ْط َل َهة بِ َم ْا ِضعٍَ ،أ ْو َأ ْك َث َر ِم ْن َأ ْر َب َع ِة َأ َّيامٍَ ،أ ْو اِ ْئت ََّم بِ ُم ِهي ٍم َأت ََّم».
قللال المصللنف مللن بللوى ا قامللة مطل ًقللا ،مطل ًقللا يعنللر مللن غيللر حللد لمنتهاهللا ،بموضللع غيللر موضللع
استيطابه ،أو بوى أكثر من أربعة أيام ،وهنا بعرف األربعة أيام بالصلوات ،يعنر بوى أن يصلر فيها واحلدً ا
فللأكثر ،فإبلله حينمللذ يسللمى مقيمللا ،فل يقصللر الصل ،ول يًمللع ،وإبمللا يللتم صل ته يف وعحللرين صل
موضعها.
من غير قصر ،ملا اللدلي عليله؟ ملا ثبلت يف الصلحي علن ابلن قال :أو ائتم بمقيم أتم ،أي أتم الص
عباس أبه سم عن المسافر يصلر خلف المقيم ،قال :يتم هر السنة.
والقاعد عندبا أن الصحابر إاا قال :هر السنة ،فهو مرفوأ للنبر .
إاا صلى المسافر با مام ،وقد جاء عند ابن المنذر أن أحد العلماء بسيته اآلن إان فيللم إتمام الص
قال :أتيت المدينة فسألت فقهاءها ،حيث كان فقهاهها متلوافرين ،فكلهلم قلالوا إاا صللى المسلافر خللف
المقيم أتم ،فكان إجما ًعا واهلل أعلم.
قال املصنفَ « :وإِ ْن ُحبِ َس ُظ ْلماَ ،أ ْو َل ْم َين ِْا إِ َق َامة َق َص َر َأ َبدا».
اوي األعذار من المرضى ،ثم ابتقلنا بعد الك لما اكره المصنف من صل فمر معنا ما يتعل بص
اوي األعذار من المسافرين ،ومر معنا أن السفر بوعان :سفر قصير ،وسفر بوي .
السفر وإبما تةتع عليه بعه األحكام مث جواز التنف عللى يف برخ فالسفر القصير :ل ُيةخ
الراحلة ،ومث العذر بةك الًمعة ،كأن يكون المرء قلد جلاوز البللد بنحلو مسلافة فرسلخ ،وهلذا هلو حلد
السفر القصر.
وأما السفر الطوي :ف بد أن يكون ست عحر فرسخا ،وعرفنا دليله ملن قلول ابلن عملر وابلن عبلاس
،قي :ول يعلم لهم مخالف من الصحابة.
٦
229
السلفر ،يًلع أن بعللم أن األصل يف الملرء أن يكلون مقيملا، بلةخ ومما يتعلل بقللية اللةخ
وعندبا قاعد أن البتقال عن األص ل تكفر فيه النية ب ل ُبد ملن النيلة والعمل م ًعلا ،وأملا الرجلوأ إللى
األص فيكتفى فيه بالنية ،هلذه قاعلد لهلا العديلد ملن التطبيقلات ومنهلا يف بلاب السلفر ،األصل يف الملرء
ا قامة فإاا أراد أن ينتق من األص إلى غيره وهو السفر ف ُبد من وجود أمرين ،ل ُبلد ملن وجلود النيلة،
ولبد من وجود العم .
النية ما هر؟ هر بية السفر بمعنى أن ينوى المسلم قصد بقعة تبعد مسافة قصر ،هذه هر النية.
وأما العم :فهو أن يخرج من عامر البلد ،فمن حين يخرج من عامر البلد ُيسمى مسافرا ،وأملا إاا للم
يخرج من عامر البلد ولو بلوى وللو هتيلأ ،فلليس بمسلافر لعلدم وجلود العمل ؛ ألبله سلينتق علن األصل ،
والقاعد يف ك األحكام أن البتقال عن األص ل يكتفى فيه بالنية ب ل ُبد مع النية من العم .
وأما الرجوأ لألص فيكتفى فيه بالنية ،وصور الك مر معنا باألمس أن المسافرين ث ثة أبواأ ،وملن
هؤلء المسافرين من دخ بلدا غير بلده التر يستوبنها ،ولم ُيًمع ا قامة فيها حد ا قاملة فلأكثر ،أو للم
يعلم كم سيمكث فيها ،لم ُيًمع ا قامة مطلقا ،فحينمذ بقول إن هلذا يأخلذ حكلم المسلافر ،يف أي لحظلة
من هذه اللحظات ينوى ا قامة حد ا قامة فأكثر أو الستيطان فإبه حينمذ يصب مقيملا بمًلرد النيلة؛ ألن
الحال واض أبه قد أقام ببلد.
إان هذه المسألة ل ُبد أن بنتبه لها لمااا؟ ألبنا برى بعه ا خوان حينما يريد أن يسافر فإبله يلةخ
حتى تخرج من العامر؛ ولذلك فلإن أبلا بصلر قب الخروج من العامر ،ل يص لك أن تةخ بالرخ
حتى جاوز العامر وإن كان ينظر إليه؛ لكن ل ُبد أن يًاوز العامر. لما خرج من الكوفة ما ترخ
قال املصنفَ « :وإِ ْن ُحبِ َس ُظ ْلماَ ،أ ْو َل ْم َين ِْا إِ َق َامة َق َص َر َأ َبدا».
هذه المسألة التر سب الحديث عنها قال إن ُحبس نلما ،مح الحلبس نلملا قلديما كابلت السلًون
تكون خارج األمصار ،ولم تكن داخ األمصلار كحالنلا اآلن؛ وللذلك فلإن أغللع األحكلام التلر يوردهلا
الفقهاء يف باب السًون والحبس ،يف قلية باب الًمعة ،ويف هنا يف باب القصر وبحلوه؛ أل لم يتكلملون
عن حالهم حينما كابت السًون خارج األمصار ،فقال إن من حلبس نلملا ،يف سلًنا ،أو حلبس بلأن منلع
من الخروج من بلد؛ ألن الفقهاء يفرقون بين الحلبس والسلًن ،فيًعللون السلًن هلو الحلبس يف مكابلا
230
محدد ،وأما الحبس فهو مطل التعوي ،فك من ُمنع من الخروج فيسمى محبوسا ،فإبله حينملذ يًلوز لله
أن يًمع؛ ألبه من حين ينتهر نلمه فقد بوى الخروج ،بب ًعا ما لم يكن يف بلده.
قال :أو لم ينو ا قامة قصر أبدا هذه هر الصور الثالثة من المسافرين الذين تكلمنلا علنهم يف اللدرس
الماضر.
قال املصنف« :ويباح َل ُ َا ْلُمع بين َال ُّظهري ِن وا ْل ِع َيا َئي ِن بِا ْق ِ
ت إِ ْحدَ ُاه َما». ْ َ َ ْ ُ َْ َ ْ َ ْ َ َُ ُ
أي ويبللاال للمسللافر أن يًمللع بللين المتنللانرتين وهللر الظهللر والعصللر ،والمغللرب والعحللاء ،بوقللت
أحدهما إما جمع تقديم أو جمع تأخير ،وقد جمع النبر يف عرفلة بلين الظهلر والعصلر ،ويف
ملدلفة بين المغرب والعحاء ،فدل الك على جواز الًمع بين الًميع جمع تقديم أو تأخير.
واألفل فيها أن ينظر المسافر ما األرف به ما هو األرف إما أن يًملع جملع تقلديم أو جملع تلأخير،
ول أفللية ل ألول الوقت ول آلخره وإبما العا باألصل له واألرف به ،كملا قلال النبلر
المغرب إلى آخر الوقت. قال« :الصالة أمامب» لما كان األرف به أن يؤخر ص لما قي له الص
أيلا الًمع ،أريد أن بنتبه لمسألة تتعل بالًمع ،وهو أبه ل ت زم بين الًملع
قال :ولمريه يباال له ً
والقصر ،فأحيابًا يكون هناك جمع ول يكون هنلاك قصلر كملا سليورد المصلنف بعلد قليل ملن المسلائ ،
وأحيابًا يكون هناك قصر ول يكون هناك جمع كما يكون يف منى للمقليم يف منلى يف أيلام التحلري ،فإبله ل
ت زم إان بين الًمع وبين القصر ،فإن باب الًمع أوسع بكثير من باب القصلر؛ ألبله يًلوز الًملع عنلد
ك حاجة.
وأما إاا ابتفت الحاجة فيحرم الًمع ،كما قال عمر :من جمع بلين صل تين ملن غيلر حاجلة فقلد
أتى كبير من كبائر الذبوب.
ل يًوز للمرء أن يًمع بلين صل تين إل لحاجلة ،ملن الحاجلة الخلوف ،ملن الحاجلة الملرض ،ملن
الحاجة المطر ،من الحاجلة الوحل ،ملن الحاجلة السلفر ،إان السلفر أحلد موجبلات الحاجلة ،ولليس هلو
الموجع الوحيد للًمع ،ليس ك جمع يكون معه قصر هذه مسألة.
٦
231
المسألة الثانية :أن جمع الص تين ما معناه؟ فقهاهبا يقوللون إن جملع الصل تين معنلاه أن تًملع
الواحد وبنوا على الك أحكاما. الواحد ،إان تكون الص تين كالص الص تان حتى تكوبا كالص
الح م اْلول :أبه يًع أن يكون علذر المبلي للًملع موجلو ًدا يف أول األوللى وأول الثابيلة ،إان
يكون موجود يف أول األولى والثابية.
األولى ،إاا صلى الظهر ل ُبلد أن ينلوى أن يًملع اْلمر الثاين :أبه ل ُبد من بية الًمع عند الص
معها العصر ،وأما المأموم فإن بيته تبع لنية إمامه ،فلو للم ينلو الملأموم وكلان ا ملام هلو اللذي ينلوى فإ لا
تًل عنه.
اْلمر الثالث :أ م يقولون يًع أن ل يكون هناك فص بين الص تين المًموعتين بحيث يكون
فص بوي أو شرء من ك م اآلدميين وبحوه ،حتى إ م يقولون ل يكون بينهما سنة وإبما تصللى الظهلر
والعصر بعدها مباشر ،أو المغرب والعحاء بعدها مباشر كما فع النبر .
واحلد ؛ ألن ملن أهل إان اللابط عندهم ما هو يف الًملع؟ هلو جملع الصل تين حتلى تكوبلا صل
العلللم مللن يقللول إن المللراد بللالًمع هللو جمللع الللوقتين حتللى يكوبللا وقتللا واحللدا كمللا هللو القللول الثللاين يف
المذهع.
بدأ المصنف بذكر أحكام الًمع لغير السفر ،بعد أن اكر الًمع للسفر ،فقال :ولملريه أي
ويًوز الًمع للمريه ،لما جاء من حديث ابن عمر أبه قلال :إن قويلت عللى أن تصللر الظهلر والعصلر
فأخر الظهر وقدم الع صر ،فدل الك على أبه يًلوز الًملع بينهملا للملرض ،وكملا جلاء يف بعله الطلرق
حديث حمنة النبر أباال لها الًمع.
قال :ولمريه وبحوه يلحقه بةكه محقة ،المراد بنحو المريه ك من كان يةتع عللى أداء الصل
حارسا عللى ملال ويخحلى أن يتللف هلذا الملال ،أو يكلون خائ ًفلا
ً يف وقتها محقة يف حقه ،كأن يكون المرء
على عرضه ،أو خائ ًفا على بفسه ،فيًوز له الًمع بلين الصل تين ،لمفهلوم حلديث عملر :ملن جملع
بين ص تين لغير حاجة ،فكلما وجدت حاجة فيًوز الًمع ،وألبه قد ثبت يف الصلحي ملن حلديث ابلن
عمر أن النبر جمع من غير مرض ول مطر ،قال بن عباس أراد أل يحرج أمته.
يف وقتها فيًوز الًمع ،ولكن المرء يًع عليه أن يراقلع إان كلما وجد حرج شديد يف أدى الص
232
اهلل ؛ ألن ك من جمع بين ص تين من غير حاجة فقد أتى كبير من كبلائر اللذبوب وهلذا خطيلر جلدا؛
ولذلك يبين الفقهاء الحاجات يف الًملة ،الًمع ل يًوز إل للحاجة ،وما عدا الك ف يًوز فإبه كبيلر
مللن كبللائر الللذبوب { ،ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ} [النسللاء ]103 :أي مؤقتللة فكل صل
بنحوها.
قال :يلحقه بةكه أي بةك الًمع محلقة ،الملريه اللذي يلحقله بلةك الًملع محلقة أبلواأ ،بعللهم
يًوز له الًمع وبعله ل يًوز له الًمع.
الناع اْلول :المريه الذي يلحقه محقة بسبع النًاسلة ،كيلف اللك؟ يكلون يسلتطيع أن يلؤدى
بطهلار يف بدبله يف وقتهلا فإبله سيصللر صل كل صل الص تين بطهار يف ثوبله وبدبله ،وأملا إن صل
بثوب فيه بًس هذا يًوز فيه الًمع لحديث حمنة ،فإن حمنة منعها وجود النًاسة عللى وثوبه ،وص
ثو ا .
فالمرء إاا كان ل يستطيع أن يصللر الناع الثاين من الميهة :أن تكون المحقة يف القيام ،يف الص
إل بمحقة قائمة ،يعنر ص ته إاا ص ها بًمع فل محلقة عليله ،وأملا إن صللى الصل تين كل يف الص
جالسلا أو بمحلقة راقلدً ا ،فنقلول حينملذ يًلوز لله الًملع يف هلذه
ً الثابيلة سيصلليها وقتها فسلتكون الصل
الحالة كذلك.
الذي يُـاز لـ الُمـع :إاا كلان يغللع عللى ننله أبله يف وقلت الثابيلة الصارة الثالثة من المري
سيغيع عقله إما بإغماء أو ببنج أو بسبع عملية وبحو الك ،فهنا ل شك أبله يًلوز لله الًملع سلواء كلان
جمع تقديم أو جمع تأخير.
الحالة الرابعة :أن تكون هناك محقة خارجة عن العاد وقد ُتلحقهلا بالسلابقة مثل الملريه اللذي
المغرب كام ،فنقول له :يًلوز للك يغس الكلى ،فإبه ربما كان يف وقت غسي الكلى يأخذ وقت ص
الًمع.
يف المريه الذي يقول استطيع أن أصلى الص تين المًموعتين بطهار ماء ،وإاا صليت كل صل
الثابية لها بدل وهلو وقتها فإين سأصلر األولى بطهار ماء والثابية بتيمم ،بقول لهذا ل تًمع؛ ألن الص
٦
233
التيمم ،وأما ل بدل له فإبه يًمع له ،إان أصب المريه خمس حالت.
ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و َب ْي َن ا ْلع َيا َئ ْي ِن َ َه ْط ل َم َطرٍ َون َْح ِاه َي ُب ٍُّ َال َّث ْا َبَ ،وت َ
ُاجدُ َم َع ُ َم َي َّهة».
الًمع بين الص تين للمرض جاء يف مفهوم حديث ابن عباس يف خارج الصلحي الحلديث أصلله يف
الصلحي أن النبلر جملع بلين الصل تين يف غيلر مطلر ،وأصل الحلديث دون هلذه الليللاد ،
فقوله لمطر يدل فهمه أبه يًوز الًمع بين الص تين للمطر.
شلرء ضلبط ،فه وجدبا يف اللن دائما هذه القاعد :أن ك مقدر يف الحريعة ببدأ فيه بالن
مر معنا ً
لنا المطر لم بًد شيما ،ابتقلنا بعد الك للقيد الثاين وهو اللغة فنبحث يف اللغلة هل يوجلد هنلاك فلرق بلين
المطر وبين غيره ،بقول :بعم ،فإن يف لسان العرب يفرق بين المطلر وبلين الطل وبلين ملا دون اللك ،وقلد
ألف أبو منصور الثعالبر كما تعلمون كتابا سماه فقه اللغة بين فيه الفرق بين هذه األلفاظ التلر يكلون فيهلا
معنى محةك ،فتكون من باب المتوابئ.
فنقول ب ظربا يف لسان العرب فوجدبا أن الفع أو ما بللل ملن السلماء ل يسلمى مطلرا إل إاا كلان يعلم
المح كام ،وهذا معنى قولهم :يب الثياب ليس الثوب اللذي تلبسله ،وإبملا الملراد بلالثوب وهلو قطعلة
فعم هذه القطعة كاملة ،فمعناه أبه سيبلها بل كام ،هلذا هلو
القماش إاا بحرهتا على األرض فنلل المطر َّ
عم هذا الثلوب كلام المنحلور
معنى الثوب ،يعنى ليست متًل على بعه المناب دون بعلها ،وإبما َّ
على األرض؛ ألن الثوب إاا أبل يقصد به الخام ،الذي هو الثوب المنحلور ،وأملا هلذا اللذي بلبسله فل
،الثوب هو الذي لم يفص يسمى ثوبا. قميصا ،هذا قمي
ً يسمى يف األص ثوبا ،وإبما يسمى
إان عرفنا القيد األول وهو ضابط المطر وهو المطر الذي يب الثوب بحيث أبله يوجلد فيله ملاء كامل
عن الك فليس بمطر وإبما يسمى ب أو يسمى ً
رشا ،وإن زاد فإبه من باب أولى. عليه كله ،وإن بق
اْلمر الثاين يف قال المصنف :توجد معه محلقة ،قولله توجلد معله محلقة هلذا ملن بلاب األوصلاف
الطرديللة ،أي التللر ل تللنعكس؛ ألن بعلله األحكللام إبمللا ُأبطللن بأوصللاف برديللة وفيهللا بعلللها أوصللاف
عكسية ،هذه من األوصاف الطردية التر ل تلنعكس؛ ألن الحكلم إبملا هلو متعلل بلالمطر ،ولليس متعلقلا
234
اْلمر الثالث :أن الفقهاء يقولون إبما يًوز الًمع بين المغرب والعحلاء فقلط للمطلر ،ول يًلوز
الًمع بين الظهر والعصر؛ والسبع يف الك بقول إن الصحابة رضوان عليهم لم يًمعوا إل بين المغرب
والعحاء فقط يف المطر ،ولم يًمعوا بين الظهر والعصر.
قالوا ومن حيث المعنى أن المحقة يف العحائين ،أشد من المحقة بين الظهرين ،إا العحائان فيله نلملة
يف وقتهلا لكابلت هنلاك محلقة أكلا، وهو وقت سكون ووقتهما متقلارب ،فللو أن الملرء صللى كل صل
بخ ف الظهرين فإن الوقت بينهما بوي وهناك بور وشمس وضياء.
واْلمر الثالث :أن غالع الناس إاا جمعوا بين الظهرين فلن يرجعلوا إللى بيلوهتم ،وإبملا سليذهع
لمعاشهم يف ملارعهم ويف حقوقهم أو يذهبون إلى محال تًاراهتم وبحو الك؛ وللذلك فلإن الًملع إبملا
يكون بين العحائين ،فإن قال املره فلإن عملوم حلديث ابلن عبلاس أن النبلر جملع ملن غيلر
مطر ،قد يفهم منه أبه يًملع لكل مطلر ،بقلول إن هلذا الحلديث العملوم فيله عملوم مفهلوم ولليس عملوم
منطللوق ،وعنللدبا قاعللد وهللر عنللد أغلللع األصللوليين ،أن المفهللوم ل عمللوم للله ،وإبمللا يصللدق العم ل
بالمفهوم ببعه أجلاءه ،والصحابة رضوان عليهم فهموا كابن عمر وغيره أبه ل يًملع يف المطلر إل بلين
العحائين دون الظهرين فإبه ل يًمع بينهما للمطر ،وإبما يًمع لهما لغير الك من األسباب.
قال :ويًوز الًمع لوح وهو الطين الذي يكون مًتمع به الماء لوجود المحقة ،قال وريل شلديد
بارد ،إاا اجتمعت هذه األوصاف بأن تكون شديد بارد ،أو تكون الري بارد يف ليلة مظلملة ،إان ل ُبلد
من اجتماأ الوصفين ري شلديد ،أو أن تكلون بلارد يف ليللة مظلملة ،حينملذ تكلون المحلقة أكلا فحينملذ
يًوز الًمع.
وإبما اكر الفقهلاء هلذه القيلود لكلر ل يتسلاه النلاس يف الًملع ،إا للو أبلل تقلدير المحلقة آلحلاد
الناس ربما لتساه بعه الناس يف الًمع وبسمع من بعه الناس أبله يقلول عنلدي محلقة ألجل النلوم،
وبعلهم يقول ألج الطري وهكذا ،بقول ل ل ُبد من ضبط هذه المحقة بالحتياط بتتبع النصوص فيهلا
قدر ا مكان.
٦
235
وكره فعله أي فع الًمع بين الص تين يف المطر وبحوه ب ضرور ،وأما فعله مطل ًقا ب حاجلة فإبله
محرم ب هو كبير من كبائر الذبوب.
واحلد ،وبنلاء عللى هذه المسألة التر اكرهتا قب قي أن الًمع بين الص تين يًع الص تين ص
الك بنر عليه أبه ل يفص بين الص تين المًموعتين ل براتبة ول بك م ول بغير ،وإبما يسلتثنى أشلياء
سيوردها المصنف بعد قلي .
ان َه ِق ٍ
يف َوإِ َق َامة». يق بِ َأ ْك َثر ِمن و ُض ٍ
قال املصنفَ « :و َي ْب ُط ٍُ َج ْم ُع َت ْه ِدي ٍم بِ َراتِ َب ٍة َب ْين َُه َماَ ،و َت ْقرِ ٍ
َ ْ ُ
وملا قال :ول يفص بينهما إل بوضوء خفيف ل يطي فيه وإبما يكون خفي ًفا ،وإقامة أي إقامة الص
عدا الك فإبه يطي بينهما فيكون فص بوي .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)8
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
الخوف ،يكون لها سبع أو أسباب متعدد ،إما المسايفة ،المسايفة التر تسمى بحلد الخلوف، ص
بأن يقاب المحارب غيره ،فهذه تسمى المسايفة.
الحالة الثانية :أن يكون حال أن يكون مطلو ًبا ،إاا كان مطلو ًبا بأن يلح .
لمااا اكربا هذه األمور األربع؟ ألن الحالة األولى والثابية تسمى شد الخوف فتحلرأ فيهلا الصلفات
المعتلاد ملن جهلات ،ففلر الخلوف خالفلت الصل جميعها ،ومنها عدم التوجله إللى القبللة؛ ألن صل
بعلها أبه يصلى إلى غير قبلة ،ويف بعلها أن المأموم ينفص قبل ا ملام ،ويف بعللها أن ا ملام تخلالف
أفعاله أفعال المأموم ،ويف بعلها أن ا مام يصللر ركعلة واحلد بلدل ملن أن يصللر ركعتلين ،ويف بعللها
الخللوف فيهللا مخالفللة لص ل أ للم يحملللون الس ل ال معهللم وهكللذا ،وهللر الحركللة الكثيللر ،إان ص ل
المعتاد من جهات متعدد .
قال :وصحت من ستة أوجه كما قال أحمد فكلها تًوز وهو من اخت ف التنوأ.
الًمعة ،والًمعة واجبة على ك مسلم بحربها بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفص عن أحكام ص
-كما سيأا ،-فقال تللم الًمعة ك مسلم؛ ألن غير المسللم لليس مطال ًبلا يف اللدبيا بلأداء التكليفلات وإن
كان معذبا عليها يوم القيامة -كما مر معنا.-
قللال :مكلللف؛ ألن غيللر المكلللف ل تًللع عليلله العبللادات وإبمللا هللو مللأمور للا بعللد أمللر بللدب يللؤمر
أمر بدب ،كما مر من حديث عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده. بالص
عللى األبثلى ،وهلو شلرط كلذلك قال :اكلر ،واشلةاط اللذكور شلرط للوجلوب ،فل تًلع الصل
الًمعلة صلحت فليسلت شلر ًبا للصلحة ،وإبملا هلو شلرط ل بعقاد ،بمعنى أن األبثى إاا حللرت صل
الًمعة كما يحدث هنا يف المسلًد النبلوي، للوجوب والبعقاد ،معنى الك إن األبثى إاا حلرت ص
فإ ا تص ص هتا؛ لكن ل تًع عليها ،يًوز لها أن تخرج هذا األمر األول.
الًمعلة -كملا اْلمر الثاين :أبه ل تنعقد ا بمعنى أ ا تعتا من األربعين الذين تحةط لهلم صل
سيأا.
قال حر ،ويقابله العبد ،فالعبد كذلك ل تًع عليه ول تنعقد به.
وأمك فإبك تكون مستوبن ،كما قال اهلل { ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ} [البقر .]196 :
اْلمر الثاين :أن يكون مستوبن ببنلاء ،معنلى اللك أن الملرء إاا كلان مسلتوبن بمكلان ل بنلاء فيله،
الًمعلة ،بل ل ُبلد أن كمن يكون مستوبنا يف مقام صيفا وشتاء يف خيام ،فإبه حينمذ ل تًع عليهم ص
الًمعة على المستوبن دون ملا علداهم يكون مستوبنا بخيام ألن النبر إبما أوجع ص
وحكر إجما ًعا.
عندنا هنا مسألة :أبنا بقول إن العا بالبناء ،ف يللم أن يكون مصلرا ،فللو كابلت قريلة وجبلت علليهم
الًمعة ،إاا العا بالبناء سواء كابت مصرا من األمصار ،أو قرية من القرى ف ُبد عللى الًميلع أن ص
238
اْلمر الثاين :فيما يتعل بقوله مستوبن ببناء ،أن حد هذا البناء ك من كان يف هذه القرية أو كلان يف
هذا المصر فيًع عليه أن يصلر الًمعة ،وأن يذهع إلى المسًد فيصلر مع المسلمين يًلع وجوبلًا،
الًمعة بعيدً ا عنه ،ولو كان يبتعلد عنله أكثلر ملن فرسلخ ولو كان -ابتبه لعبارا -ولو كان مكان أدى ص
وهو خمس كيلوات ،ما دام مكان إقامة الًمعة يف داخل البنلاء ،يعنلر يف داخل القريلة أو المصلر فيًلع
خارجا علن البللد ،يسلكن يف بيلت بعيلد علن البللد ،أو يسلكن يف ملرعلة بعيلد علن البللد،
ً أما من كان
الًمعة ما لم يكن بينله وبلين البللد مسلافة سلفر قصلير ،والسلفر القصلير كلم هلو فنقول تًع عليه ص
قلت لكم؟ فرسخ واحد وهو تقري ًبا يليد عن خمسة كيلوات بقلي تقري ًبا.
إان من كان ساكنا خارج البلد إن كان يبتعد عن البلد فرسلخ فأقل يًلع عليله السلعر ،وهلذا تسلمى
وهو السفر القصير تسمى مسافة السعر يعنر أخذا من اآلية { ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ} [الًمعة.]9 :
وأما إن كابت سكنه يبتعد أكثر ملن هلذه المسلافة فل تًلع عليله ،وإبملا األفلل يف حقله واألتلم أن
الًمعة ،ويتعل قلبه ا؛ ولذلك جاء يف الحلديث أن يصليها ويسعى فإبه أكم ؛ ألن المؤمن يحع ص
من ترك ث ث جمع من غير عذر ببع على قلبه ،وهذه الًمعة فيها اجتماأ المسلمين وائت ف كلمتهم.
الًمعلة وهلو اللذكر الحلر المسلتوبن يًلع عليله أن يصلليها مللع يقلول إن اللذي تًلع عليله صل
الظهلر قلام إلى بعد اللوال ،ثم يف وقت صل ا مام ،قال :فإن ص ها قب ا مام يعنر ا مام أخر الص
الظهر عن إاا صل ها بعلد صل الظهر ،وإل صحت أي وإل صحت ص نهرا لم تص ص
فص ها ً
ا مام للًمعة. ا مام للًمعة ،إاا ص ها بعد ص
٦
239
ابظروا معر عندي مسلألتان مهمتلان فلابتبهوا لهملا .المسلألة األول ،المسلألة الثابيلة بؤجلهلا يف قللية
تكرار الًمعة ستأا بعم ستأا تكرار الًمعة.
الظهر يخطئ فيها كثير من الناس ،بعله النلاس إاا دخل المسلًد عندبا مسألة مهمة تتعل يف ص
الظهر ،ه بقول إن فعلك صحي أم ل؟ بقلول فوجد ا مام قد صلى الًمعة فيأا مباشر ويصلر ص
لو لم يكن يف البلد إل جمعة واحد صحت ص تك الظهر ،أملا إاا كلان يف البللد جمعلة أخلرى وتعللم أن
الًمعة األخرى لم تصلى بعد بأن كنت تسمع ا مام الثاين يخطع يف هلذه الللواقط التلر تظهلر الصلوت،
وأمكنك الوصول إليه فيًع أن تسلعى وتصللر الًمعلة معله ،وهلذا ملن الخطلأ اللذي يقلع فيله كثيلر ملن
الًمعة إل إاا تعذرت ،إما لفواهتلا أو لفلوات شلرط وجو لا؛ الظهر ل تنوب عن ص الناس؛ ألن ص
ألن الظهر بدل عن الًمعة ،وليست الًمعة بدل عنها ،وإبما الًمعة بدل عنهلا إاا تعلذرت ،فابتبله لهلذه
المسألة ويقع فيها كثير من الناس يًع عليك أن تسعى ولو كلان المسلًد بعيلدا يف البللد ،إاا كلان عنلدك
سيار يًع أن تنتق لمسًد بعيد حتى تصلر الًمعة ،وهذا بأخذه من ك م المصنف ومن صلى الظهر
ممن عليه الًمعة قب ا مام لم تص ،أي قب إمام يف البلد.
قال وإل صحت ،قال واألفل بعده ،أي األفل للمرأ والمريه والمقيم والمسافر أن يصلوا بعد
ا مام.
يهـ ِ َأ ْو َيخَ ْ
ـف َ ـ ْا َت ت بِها ِ َطرِ ِ
ِ قال املصنفَ « :و َحرم س َقر م ْن َت ْلزَم ب ْعدَ َالز ََّو ِ
ال َو ُكرِ َه َق ْب َل ُ َما َل ْم َي ْأ َ ُ ُ َ ُ َ َ ُ َ
ُر ْ َه ٍة».
المسافر يف يوم الًمعة له ث ث حالت :إما أن يسافر بعد الللوال ،وإملا أن يسلافر قبل الللوال ،وإملا
أن يسافر قب بلوأ الحمس ،هذه ث ث حالت.
السفر قب بلوأ الحمس يًوز؛ ألبه وقت بدء بلوأ الحمس وارتفاعها قيد رم ،سلفره جلائل؛ ألبله
لم يدخ الوقت ،والوقت المحرم بعد اللوال يعنر زوال الحمس وهو أاان الظهلر يحلرم عليله أن يسلافر
إل أن يكون سيؤديها يف الطري .
اْلمر الثالث :أن يسافر يوم الًمعة بعد ارتفاأ الحمس قيد رم وقب اللوال هذه تكلره وليسلت
محرمة مع أبه وقت فعلها ،الدلي عليه ألن ابن عمر قال ل تحبس الًمعلة علن السلفر بل قالهلا أبلوه
240
قال ل تحبس الًمعة عن السفر فدل الك على أبه يًوز السفر لكن مع الكراهة مراعا لخل ف ملن
منع منها ،وهنا قاعد أوصولية يعملها فقهلاء المالكيلة والحنابللة خاصلة وهلر قاعلد مراعلا الخل ف إا
مراعا الخ ف بوعان:
مراعا للخ ف قب وقوعه وهذه يعملون ا السلتحباب والكراهلة خاصلة ،ومراعلا للخل ف بعلد
الوقوأ وهذه خاصة بالمفتر.
قال :وشرط لصحتها الوقلت ،ابظلر معلر أن سأسلأل سلؤال فلأجيبوين ملر معنلا أن ملن شلروط صلحة
دخول الوقت ،وهنا قال الفقهاء يف الًمعة شرط صحتها الوقت لمااا قلالوا هنلاك دخلول الوقلت الص
وهنا قالوا الوقت؟ لمااا فرقوا بين الوقت وبين دخول الوقت؟ بعم من يًيع ..ل أسلمع .....أحسلنت
غير الًمعة فعلها قب وقتها ل يص ،وأما فعلها بعد وقتهلا فيصل هناك قالوا دخول الوقت؛ ألن الص
ويكون قلاء ،وأما الًمعة فقلنا الوقت أي دخول وخروجا فالًمعة فعلها قبل وقتهلا ل يصل ،وفعلهلا
بعد وقتها ل يص ،فيؤتى بعد وقتها ببدلها وهلو الظهلر ،إان الفقهلاء لملا يعلاون بلبعه العبلارات فلإ م
دقيقون يف الك ،مث ما سب معنا يف لما قالوا :الحيه ودم النفلاس فرقلوا بلين العبلارتين ألن لكل كلملة
دللتها.
الًمعة ،بين المصنف أن أو الفقهاء يقوللون أن للًمعلة بدأ يتكلم المصنف عن وقت ص
الًمعلة ملن ث ثة أوقات :وقت جواز ووقت للوم ،ووقت أفللية ،وقت الللوم أي تًلع عليلك صل
الًمعة أن يكون بعد اللوال أي بعلد زوال الحلمس حين اللوال وهو وقت األفللية فأفل وقت لص
الًمعة أن تصلى بعلد زوال الحلمس يعنلر يكلون دخولهلا ودخلول وقلت الظهلر هذا أفل وقت لص
الًمعة. سوى هذا أفل وقت لص
وهناك وقلت يسلمى بوقلت الًلواز ،وهلو أن تصللى الًمعلة قبل الللوال ،ويبتلد ملن حلين ارتفلاأ
٦
241
الحللمس قيللد رم ل مللا الللدلي علللى الللك؟ أبلله قللد ثبتللت أربعللة أحاديللث يف صللحي البخللاري ،أن النبللر
صلى الًمعة وخرج منهلا قبل زوال الحلمس ،أربعلة أحاديلث ،وثبلت أن أبلا بكلر ،وعملر
وعثمللان ،وعلللر رضللر اهلل عللن الًميللع أ للم صلللوا الًمعللة أحيابللا قب ل اللللوال ،إان أربعللة أحاديللث،
والخلفاء األربعة جميعا ثبت عنهم أبه صلوا قب اللوال ،فدلنا الك على أبه يًوز أن تصلى الًمعة قبل
اللوال.
عرفنا من الحارأ أبله ينليط األحكلام بالنظلائر فملا هلو أقلرب وقلت ابيطلت بله األحكلام ملن توقيتلات
العيد ،وهو وقت النهى علن الص ؟ وجدبا أن أقرب توقيت هو ارتفاأ الحمس قيد رم فإبه وقت ص
اللحى وبحو الك. ،وهو وقت ص الص
إان بقول يمتد من ارتفاأ الحلمس قيلد رمل إللى الللوال وقلت جلواز ،ولكلن وقلت األفلللية وقلال
الموف ب هو األولى مراعا لخ ف الًمهور أن ل تصلى الًمعة إل بعد اللوال ،األفل إن ل تصللى
إل بعد اللوال كما يفع اآلن يف الحرمين ويف أغلع البلدان ل تصلى الًمعة إل بعد اللوال؛ لكن تًلوز
قب اللوال مثال الك فقد تكون هنا حاجة ألج الك بعه البلدان يكلون المسلًد ضلي وتمنلع البللد
الناس أن يصلوا يف الخارج ،ممنوأ أن تصلى يف الخارج يًع أن تصلى يف المكان والمكلان ضلي جلدا،
أو يخالفوا بظلام تللك البللد ،فنقلول يًلوز فلو اجتمع الناس يف مكان واحد إما أ م ل يستطيعون الص
أن تصلوا الًمعة ويبتد من قب اللوال ويكون على تكرار الًمعة وسيأا يف قلية تكلرار الًمعلة بعلد
قلي .
ولذلك با مام.
من أه وجو ا يدل الك على أن المرأ والقن والصبر ومثله المسافر ل يعدون من األربعلين وإبملا
تص منهم إاا حلروها.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن َن َه ُصاا َق ْب ٍَ إِت َْم ِام َها اِ ْست َْأ َن ُقاا ُج ُم َعة إِ ْن َأ ْم َن َ َوإِ ََّّل ُظ ْهرا».
استأبفوا جمعة إن كان عددهم أربعين أو جاء معهم ملن قال :فإن بقصوا قب إتمامها أي إتمام الص
العدد. يتمم األربعين وإل صلوها نهرا؛ ألبه بق
قال املصنفَ « :و َم ْن َأ ْد َر َك َم َع َا ْ ِ
ْل َما ِم َر ْك َعة َأت ََّم َها ُج ُم َعة».
لحديث أبر هرير عند ابن ماجة وغيره أن ملن أدرك ركعلة ملن الًمعلة فقلد أدرك الًمعلة وملن
أدرك دون الركعة فل يكلون قلد أدرك الًمعلة ،وإبملا يصلليها أربعلا إن كلان ل يوجلد يف البللد إل جمعلة
واحد ،أو كان ا مام هو من أواخر من يصلى يف البلد.
ابظروا معر قب أن بأا بحرط الخطبتين ،هاتان الخطبتان الفص بينهما سنة ،والًلوس بينهما سلنة،
إان يًللوز أن تكللون الخطبتللان متصلللتين ،إاا اتصلللت الخطبتللين هل تكللون خطبللة واحللد أمللا خطبتللين؟
ناهرا خطبة واحد لكن بفرق بين هاتين الخطبتين بأن بقول :يًع أن يوجد يف ك واحد من الخطبتلين
ً
أركا ا األربعة التر سيوردها المصنف بعد قلي ،وهذه ابتبهلوا لهلا ،إان لكلر تصل الخطبتلين ،ل ُبلد أن
عللى النبلر أو يكون يف كل واحلد ملن الخطبتلين معلا أربعلة أركلان :الحملد هلل ،والصل
الحهاد ،وأن يكون فيها أمر بتقوى اهلل ،وأن تقرأ فيه آية واحد على األق .
هذه ل ُبد أن توجد يف ك واحد ملن الخطبتلين ،بل اسلتثناء وابتبهلوا لهلذه المسلألة كثيلر ملن النلاس
٦
243
يتساه فيةك بعه هذه األركان ،وسأاكر الدلي على هذه األربع بعد قلي .
وأبت إاا علمت أن المرء إاا قام يف خطبته ،فأتى بخطبة الحاجلة التلر ثبتلت ملن حلديث ابلن مسلعود
فإبه سيحمد اهلل :الحمد هلل بحملده وبسلتعين وبسلتغفره ثلم يقلول وأشلهد أن ل إلله إل اهلل وأشلهد أن
عللى النبلر ،وسليقرأ ثل ث آيلات ويف هلذه محمد عبلده ورسلوله هلذه الحلهاد أو الصل
اآليات الث ثة أمر بموعظة ،فمن أتى بخطبلة الحاجلة يف الخطبلة األوللى والثابيلة معلا كفتله ،كفتله بل أتلى
بالسلنة كاملللة ،إان ل ُبللد مللن أربعلة أركللان سلليوردها المصللنف بعللد قليل ،يف كل واحللد مللن الخطبتللين؛
ولذلك قال المصنف وتقديم خطبتين من شربهما أي من شرط هاتين الخطبتين ،أو من أركا ا أن تكلون
فيها هذه األمور األربعة ،بب ًعا عا بالحرط لمااا؟ ألن المصنف هنلا أدرج األركلان ملع الحلروط ،فأدخل
العدد وهر الحروط وأما األركان فإ ا أربعة.
الحرط :الوقت ف ُبد من أن تكون الخطبتان ،يف الوقت وتقدم معنا أو الوقت يبدأ من بلوأ الحلمس
قيد رم .
حمد اهلل ركنا يف الخطبة ،دليله أن النبر قال« :كٍ أمرا َّل يبـدأ يـ بحمـد اهَّلل هـا
. أبتر» أي باق
ألن اهلل قال { :ﯓ ﯔ ﯕ} [الحلرال ،]4 :ومعنلى اللك اهلل َّ« ل أذكـر إَّل وتـذكر معـ »
وحيث وجع اكر اهلل ج وعل فيًلع اكلر رسلوله كملا يف الحلهادتين ويف الصل
علللى النبللر وقللال بعلله أهل العلللم ولللو قي ل وغيرهللا ،فللدل الللك علللى وجللوب الصل
بالكتفاء بالحهاد لكان أبسع؛ ألن النبر كان إاا خطع وخاصة يف خطبة الحاجلة يتحلهد.
على النبر ل يللم أن تكون يف أولها ب للو كلان يف آخرهلا أجللأ ألن يف آخرهلا بب ًعا الص
على النبر . الدعاء ويستحع أن يختم الدعاء بالص
244
قلال :وقلراء أيلة وللو كابلت اآليلة قصلير لقللول اهلل { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ
ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ} [الًمعة ،]9 :فالسعر إلى اكر اهلل ،ف ُبد من ا تيلان بلذكر اهلل ،وأقل اكلر اهلل
قراء آية ،ف بد من ا تيان بآية.
اع ِ ».
ت بِ َهدْ ِر إِسم ِ
ْ َ
قال املصنف« :ور ْ ع َالصا ِ
َ َ ُ َّ ْ
ل بد يف الخطيع أن يًهر ويكون جهره برفع الصوت بقدر أن يسمعه وللو علدد يسلير ،ويسلتحع لله
أن يليد يف رفع الصوت؛ ألن المقصود بالخطبة ا سماأ.
فتكون فيها واجبة الخطبلة ،وبنلاء عللى اللك فللو أن املرأ وعلظ ل النية واجبة؛ أل ا قائمة مقام ص
بقصد بية خطبة الًمعة ف بقول إ ا مًلئة عن خطبة الًمعة.
قال املصنفَ « :وا ْل َا ِص َّي ُة بِ َت ْه َاى َاهَّلل َِ ،و ََّل َي َت َع َّي ُن َل ْق ُظ َها».
والوصية بتقوى اهلل ،ف بد من ا تيان بالوصية بتقوى اهلل ،ول يتعين أن يقول اتقوا اهلل ب يلأا
وقال :ويص أن تكون ممن ..ويًع أن تكون مملن يصل أن يلؤم فيهلا ،فل يصل أن يلؤم يف صل
الًمعة من كان دون سن البلوغ؛ ألن من كان دون سن البلوغ ل يصل أن يلؤم يف الفريللة كملا جلاء علن
ابن مسعود وسب دليله.
اْلمر الثاين :أن فقهاءبا يقوللون ل يصل أن المسلافر يصللر بالنلاس الًمعلة ،بل ل ُبلد أن يكلون
المصلر مستوبنا من أه البلد.
٦
245
آخر. شخ وأن يتولى الص أي يًوز أن يخطع شخ قال :ل ممن يتولى الص
قال املصنفَ « :وتُس ُّن َا ْلخُ ْط َب ُة َع َلى ِمنْ َبرٍ َأ ْو م ْا ِض ٍع َع ٍ
ال». َ َ
لما جاء من حديث جابر أن النبر كان يسلم عليه إاا صعد إلى المنا.
وقوله إاا خرج أي إاا خرج إليه فمن حين دخوله المسًد يسلم عليهم ،يسلم على الحاضلرين ،وإاا
رقى المنا وستقبلهم بوجهه سلم مر أخرى كما فع النبر .
تقديرا اجتها ًدا منهم بمقدار قلراء { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ} [ ا ِ خل ص ،]1 :آلثلار وردت يف
ً الفقهاء أ ا تقدر
؟؟؟ لم ترفع لنبر وإبما هر آثار.
قال :يستحع للخطيع أن يعتملد عللى سليف أو عصلى؛ ألبله ورد علن النبلر أبله كلان
يخطع معتمدً ا يف أكثر من حديث ث ثة أحاديث وبحوها ،وهذا التخيير الصحي أبه لليس تخييلر تحلهر،
وإبما تخيير بناء على اخت ف الحال ،فاألص أبه يخطع على العصا ،ول يخطع على السيف إل حينما
246
كللان يف قتللال وبحللوه ،إان إاا وجللد موجللع حم ل السلليف فإبلله يحمللله ،وإل األص ل أبلله
يخطع على العصا.
اْلمر الثاين :أن السنة أن يكون قبه العصا بيده اليسرى ،وأما يلده اليمنلى فالسلنة ،إاا كابلت معله
صحيفة يخطع ا أبه يمسك الصحيفة بيلده اليمنلى ،فلإن للم يكلن هنلاك يف يلده صلحيفة ،كلأن يكلون قلد
خطللع مرتً ل ،فللإ م قللالوا يسللتحع للله أن يلللع يللده علللى المنللا ،يقللبه للا علللى المنيللر؛ ألن النبللر
كان يف مناه رمابة ،الرمابة هر األمر اللذي يكلون نلاهر هكلذا ،فكلان النبلر
يلع يده عليها؛ ولذلك استحع أن المرء يلع يده على الرمابة أو عللى المنلا ،فلإن للم يكلن معله عصلا،
قالوا ا مام مخير بين سدل يديه وبلين أن يمسلك بأحلد يديله األخلرى ،هلو مخيلر يفعل ملا شلاء؛ لكلن ل
يحرك يديه كثر ،الحركة اليدين يف الخطبة مكروه؛ ألن النبر كابت خطبته قصلدا يف لفظله،
وقصدا يف بظره ،وقصدا يف حركته ،لم يكن يحركه يديه ♥ يف الخطبة.
قال :قاصدا تلقاء وجهه ،حلديث عائحلة أن النبلر كابلت خطبتله قصلدً ا ،أي ينظلر أملام
وجهه ،فالسلنة علدم كثلر اللتفلات يف الخطبلة يف غيلر الخطبلة يف اللدرس يف الموعظلة ألتفلت كملا شلمت
وحركة يديك كملا شلمت ،وأملا يف خطبلة الًمعلة فلاألتم واألكمل ،ل بقلول أبله مبطل فلاألتم واألكمل
موافقة هدى النبر وهو أن تكلون قصلدا ،معنلى كوبله قصلدا أي :قصلدا يف لفظله فللم
يكن يطي يف الخطبة فإن قصر الخطبة ممنة فقه الرج .
لما يف صحي مسلم «أن من مئنة ه الرجٍ قصر هطبت وطال صالت ».
اللدعاء للمسللمين يف خطبلة الًمعلة سلنة لملا ثبللت علن النبلر أملر بلأن يحللر النسللاء
٦
247
العيد ليحهدن دعو المسلمين ،فدل عللى أبله يسلتحع دعلاء المسللمين والحيه واوات الخدور ص
والخطبة ،وقد كان النبر يدعوا ،وثبت عن عدد من الصحابة رضلوان اهلل علنهم أ لم كلابوا
يختمون الخطبة بالدعاء ،ومنها :أقول قولر هذا واستغفر اهلل لر ولكم ،فقد جاءت عن أبر بكلر وجلاءت
عن غيره من الصحابة رضوان اهلل عليهم .
َالس ْل َط ِ قال املصنف« :و ُأبِ ِ
ان». يح ل ُم َع َّي ٍن ك ُّ
َ َ
الحالة اْلولى :أن يكون الدعاء له بوصلفه كلأن تقلول اللهلم وفل وللر أمربلا ،اللهلم أصلل وللر
أمربا ،وبحو الك فاللدعاء لله بوصلفه مسلتحع ،وحكلى ا جملاأ عللى السلتحباب اللدعاء للولر األملر
بوصفه النووي وغيرهم من أه العلم ،وهذا معنى قول ا مام أحمد وقبله الفلي بلن عيلاض للو كابلت
لر دعو مستًابة لًعلتها للسلطان ،وقد ثبت عند الفريابر أن أبا موسى األشعري خطع يف الكوفلة
فدعا لخلفاء المسلمين ،فقوله فدعاء لخلفاء المسلمين أخذ منها العلماء أملرين :أبله يسلتحع يف الخطبلة
الدعاء لولر األمر بوصفة ،واألمر الثاين أبه يسلتحع اللدعاء لخل ف المسللمين األربعلة أبلر بكلر وعملر
وعثمان وعلر ،وبعلد اللك يقلول الخطبلاء اللهلم وأرض علن الخل ف األربعلة أبلر بكلر وعملر وعثملان
وعلر أخذا من فع أبر موسى األشعري .
الناع الثاين من الدعان للسلطان أو ول اْلمر :أن يكون الدعاء له مع تسميته ل بوصلفه ،بلأن يقلال
ف ن ابن ف ن فهذا جاء عن بعه السلف المنع منه كعطاء وعمر بن عبلد العليلل ،والفقهلاء قلالوا إن هلذا
جاء عنهم كراهته خحية من تعظيمهم يف الخطبلة بلأن يلذكر لله ملن النعلوت ،ويلذكر لله ملن األوصلاف ملا
يكون فيه تعظيم ،والمقام إبما هو تعظيم هلل ،واكر لله ل ألحلد ملن الخلل ؛ وللذلك جلاء
عن بعله السللف كراهلة تعظليم األلفلاظ؛ وللذلك قلال فقهاهبلا تسلميته المبلاال ،وأملا اكلره عللى سلبي
الوصف فإبه مستحع بإجماأ.
إان ابتبه الفقر لما قال المصنف وأبي لمعين كالسلطان أي أن يذكر اسمه عللى سلبي التعلين ،وأملا
اكر صفته فإبه مستحع ،ب قال األلوسر من علملاء بغلداد عليله يف القلرن الماضلر إبله يسلتحع
الًهر بالدعاء لولر األمر يف خطبة الًمعة ألن فيه تحبيبا للناس لولر أمرهم ،وقلال النبلر
248
«هير وَّلت م الذين تحبانهم ويحبان م وتصلان عليهم ويصلان علي م» أي تدعون لهم ،فهذا دل عللى
مطل الستحباب.
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ قال املصنفَ « :و ِه َر ْك َعت ِ
َان َي ْه َر ُأ َا ْْلُو َلى َب ْعدَ َا ْل َقات َحة َا ْل ُُ ُم َع َة َوال َّثان َية َا ْل ُمنَا ه َ
ين». َ
قال :وهر ركعتان لحديث عمر وهذا بإجماأ قال« :صالة الُمعة ركعتـان ،بيـر قصـر» ل قصلر
فيها هر هكذا ،قال يقلرأ يف األول بعلد الفاتحلة الًمعلة والثابيلة المنلافقون ورد علن النبلر
أكثر من صفة ،منها ما اكره المصلنف هنلا وجلاء علن عللر وعلن أبلر هريلر أ ملا كابلا يقلرآن يف
الًمعة بسور الًمعة وبسور المنلافقون ويصل أن تقلول المنلافقين كملا قلال المصلنف إملا رفعلا عللى
الحكاية أو على المح .
اْلمر الثانية :أبه ورد سب والغاشية وجاءت من حديث البحير وجاء عن النبلر أبله
قرأ الًمعة كذلك والغاشية ،ث ثة أشياء فعلها النبر ويًوز غير الك.
هذه مسألة مهمة فارجوا أن تنتبهوا له ،األص أن الًمعة ل تكلون يف البللد إل يف موضلع واحلد ،ول
يًوز اللياد عليها ،والدلي على الك أن النبر أمر ببناء المساجد يف الدور أي يف األحياء،
ومع اللك لى وحلرق وهلدم مسلًد الللرار لملا بنلر ،مسلًد الللرار إبملا جعل ضلرارا ألجل صل
جمعلة؛ وللذلك فرد ،وإبما لكوبله صل الًمعة؛ ولذلك قي أن السبع يف مسًد اللرر ل لكوبه ص
واحلد ،جمعلة واحلد ؛ لكلن ابعقلد ا جملاأ الفعللر فإن األص أبه ل يًوز أن يصلى يف البلد إل ص
حكاه أحمد وغيره على أبه يًوز أن يصلى يف البلد جمعتان فلأكثر إاا وجلدت الحاجلة ،ل ُبلد ملن وجلود
الحاجة ما هر الحاجة؟
إما أن تكون البلد واسعة فإاا كابت واسعة فإبه حينمذ يعنر الحرج والحاجة كبير جدا؛ ولذلك يعنلر
العم عندبا هنا أبه ل ُبد أن يكون بين ك مسًد ومسًد أق شرء بصلف كيللو خمسلمائة ملة كملا هلو
الللذي عليلله هللذا عليلله ا جللراء الرسللم؛ ولللذلك قللال أحمللد إاا كابللت البلللد واسللعة كبغللداد ،فقللد عم ل
المسلمون وهو حكاية للجماأ أبه يًوز تكرار الًماعة.
قالوا أو كان المكان ضي ،ضي المكان فيًوز تكرار الًمعة ،أو كلان هنلاك خلوف يف أحلد الحلقين
٦
249
فيًوز تكرار الًمعة ،إان إبما يًوز تكرار الًمعة لمااا ألج الحاجة.
أبظروا معر وإاا قلنا أبه تًوز للحاجلة فقلد يلأا كل أربعلين واحلد ويقوللون عنلدبا حاجلة سنصللر
جمعة ،ك أربعين يقولون عندبا حاجة ،عندبا حاجة ،عندبا حاجة؛ لذلك قال فقهاهبلا الًمعلة األوللى ل
يحةط لها إان ا مام أل ا واجبة ،وأما الًمعة الثابية يف البللد فيحلةط لهلا إان ا ملام ،وبنلا ًء عللى اللك
ملع النلاس وبصللر يف مسلًدبا ،بقلول صل تك بابللة ألن فلو أبنلا أربعلون يف بللد وقلنلا سلنةك الصل
الًمعلللة الثابيلللة يف البللللد ل ُبلللد فيهلللا ملللن إان ا ملللام ،كلللذلك يف مسلللًد الللللرار عنلللدما هدمللله النبلللر
فيه؛ إبملا لكو لا بلدون أابله ،ثلم إان النبلر و ر عن الص
الًمعة ،إان هذا تًتمع به األدلة وتتف ،إ ًاا إان ا مام لليس شلربا يف الًمعلة، ،عبد الك ألباس بص
إل يف الًماعة الثابية فقط.
إاا لم يكن يف البلد إمام ،كالب د التر فيها أقليات ،بقول يقدر المسلمون الحاجة ،ومن صور الحاجلة
الًمعة فيه يف الموضع الواحد. ما اكرت لكم قب قلي ،أن يكون المسًد ضيقا ،فيكررون ص
والدلي عللى أن الًمعلة األوللى ل يلللم فيهلا إان ا ملام أن عثملان لملا ُحصلر صللى عللر
بالمسلمين يف مسًد النبر هنا ،ولم يق أحد من الصحابة أ ا بابلة ،لم تكلن بلإان ا ملام
ألن عثمان كان محصورا فدل على أن الًماعة األولى ل يحةط لها إان ا مام.
قال :وأكثرها ست ،أكثر السنة البعدية ست ألبه قد ثبت يف الصحيحين ،بل يف صلحي البخلاري ملن
حلديث أبللر هريللر أن النبللر قلال« :إذا صــلى أحــدكم الُمعــة ليصــل بعــدها أربعــا»
قالوا :فنًمع بين السنة القولية والسنة الفعلية ،فنقول إبه تصلى ست ،األربع التلر ثبتلت بلالقول والثنلين
التر زادها النبر يف بيته فيكون أكثر السنة البعدية للًمعة أربع.
الًمعة ليس لها سنة قبلية ،إان السنة الراتبة يلوم الًمعلة إبملا هلر ثملان ركعلات فقلط ،ولكلن يسلن
250
قبلها سنة أخرى معتلقة ا وهر أربع ركعات ،لعموم ما جاء عند النسائر« :أن من صلى أربعة قبٍ الظهـر
حرم اهَّلل وجه على النار» ،والسنة أن من دخ المسًد يوم الًمعة أن يصلر ملا كتلع اهلل لله كملا
يف حديث أبر هرير وهو قائم يصلر.
ألبه جاء عن النبر يف أكثر من حلديث ،وهلذه األحاديلث يحلد بعللها بعللا ،أن النبلر
قللال« :مــن قــرأ ســارة ال هــف يف يــام الُمعــة أو ليلتي ـ كقت ـ » ،ويف روايللة «عصــمت مــن
الدجال» ،ويف رواية «كانت ل نارا إلى الُمعة الت قبلها» ويف لفظ «وزيادة ثالثة أيـام» وهكلذا ،اختلفلت
األلفاظ يف الفل ،ولكنها متفقة على محلروعية الفعل ،وهلو قلراء سلور الكهلف ،واألحكلام المتعلقلة
الًمعة بوعان ،بعلها متعلقة باليوم فقط مث الغتسال ،وبعلها متعلقة باليوم والليلة مثل قلراء بص
سور الكهف.
قال املصنف« :و َك ْثر ُة دع ٍ
ان وصالة على النب .» َ َ َُ
وأي :ويستحع يوم الًمعة الغسل والتنظلف والتطيلع ،يسلتحع يف اليلوم ل يف الليللة ،ويبلدأ اليلوم
كما سب معنا من بلوأ الفًر ،فيستحع للمرء أن يغتس ويبدأ وقت الغتسال من بللوأ الفًلرُ ،غسل
وتنظف بمعنى أن ينظف جسده كما قال النبر « مـن بسـٍ وابتسـٍ» ويف روايلة «مـن بسـٍ
وابتسٍ» أي غسله رأسه بأشنان وصابوبا وبحوه ،وهذا شده تنظف.
وقللال تطيللع لقللول النبللر « ومــس مــن طيــب أهلــ » ،قللال ولللبس بيللاض ألن النبللر
بين أن أفل اللباس لبس البياض ،ولكن يًوز أن يللبس غيلره فقلد ثبلت عنلد النسلائر أن
النبر كابت له برده خلراء يًعلها ليوم عيلده واسلتقبال الوفلود ،وملن العيلد الًمعلة فإبله
عيد.
قال تبكيره إليها ماشيا لحديث أوس المتقلدم «مـن بسـٍ وابتسـٍ ودنـى وابت ـر وميـى ولـم يركـب
ومس من طيب أهل كان ل ب ٍ هطاة يخطاها أجر سنة صيامها وقيامها».
٦
251
قال ودبو من ا مام قال ودبا من ا مام والعا يف الدبو من ا مام أي الخطيلع العلا ملن ا ملام أي
الخطيللع فالمقصللود مللن الللدبو مللن ا مللام أي الخطيللع؛ ألن النبللر كللان منللاه بعيللدا عللن
موضللع صل ته للليس يف محل واحللد ،وإبمللا كللان يخطللع يف يمللين المسللًد ،فالًمعللة السلنة الللدبو مللن
الخطيع.
أي :لغير الخطيع تخطر الرقاب لنهى النبر عن الك وقال « هد آنيت وآذيت».
إاا كابت هناك فرجة واضحة ،من غير آايت للناس وإبعاد لبعللهم علن بعله ،فلإن المتلأخر أسلقط
حقه بعدم التقدم للصف األول ،فحينمذ يًوز التقدم وتخطر الرقاب ألج هذه المصلحة.
قال املصنفَ « :وإِي َثار بِ َم ٍ
َان َأ ْ َض ٍَ ََّل َق ُبال».
قال :ويكره للمرء أن يؤثر غيره بالمكان األفل كيمين الصف والصف األول ،ل للقبول وهو اللذي
أوثر ،فإبه ل يكره له قبول الك.
اج ٍة». ِ قال املصنفَ « :وا ْل ََال ُم َح َال َا ْلخُ ْط َب ِة َع َلى َب ْيرِ َهطِ ٍ
يبَ ،و َم ْن َك َّل َم ُ ل َح َ
قال والك م والخطيع يخطع محرم ،لقول النبر « من قـال ْلهيـ أنصـت هـد لغـى»
قال حال الخطبة أي العا بوقت خطبة الخطيع أما قبلها وبعدها وبين الخطبتين فيًوز الك م لملا جلاء
أن من حديث ثعلبة أ م كابوا يتكلمون قب أن يقوم الخطيع وبعد أن ينلل.
قال :على غير خطيع أي إاا كلم الخطيع أي ك م المأموم الخطيع جاز؛ ألن بعه الصحابة سلأل
252
النبر لما قال يا رسول اهلل أدعوا اهلل أن يسقينا فحينمذ يًوز ،ومن كلمه الخطيلع ملن أشلار
الخطيع فكلمه لحاجة ،أو من كلم الخطيع لحاجة ومن الك أن يفت عليه أو يسأله يف مسألة فإبه يًلوز
حينمذ.
العيدين واكر أ ملا فلرض كفايلة ألن النبلر للم يةكهملا بدأ يتكلم المصنف عن ص
قط يف حال حلره ،وتركهما يف السفر فدل على أ ا ليست بواجع وإبما هر فرض كفاية.
اللحى ،فيبدأ من ارتفاأ الحمس قيلد لما جاء عن عطاء أبه قال إن وقتها وقت التسبي أي ص
رم إلى اللوال.
قال املصنف« :و ِ
آه ُر ُه َالز ََّو ُال». َ
كما سب معنا.
وط ُج ُم َع ٍة».
قال املصنفَ « :و َُرِ َط لِ ُا ُجابِ َها َُ ُر ُ
تقدم اكرها.
ـن َ ا َتتْـ ُ َأ ْو َب ْع ِض َـها َأ ْن َي ْه ِضـ َي َها، قال املصنف« :ولِ ِصـحتِها اِسـتِي َطان ،وعـدَ د َا ْلُمع ِـةَ ،ل ِـن يس ِ
ـن ل َم ْ
ْ ُ َ ُّ َ َ ُ ُ ُ َ َّ َ ْ َ
َو َع َلى ِص َقتِ َها َأ ْ َض ٍُ».
أيلا قال إن من شرط صحة العيد أن يكوبوا مستوبنين ،وعدد الًمعة وتقدم الدلي عليه.
وهذه ً
٦
253
أن يقلليها وعللى لكن يقول المصنف هنا ولكن يسن لملن فاتتله العيلد أو بعللها أي بعله الصل
العيد له حالتان ،أورد المصنف الحاللة األوللى قبل وهنلا الحاللة صفتها أفل ،أبظر معر من فاتته ص
الثابيلة ،الحاللة األولللى أن تكلون العيلد فاتللت أهل البللد جميعللا فللم يعلملوا للا إل بعلد الللوال ،فحينمللذ
يصلو ا من اليوم الثاين ،إان إاا فاتت أه البلد جميعا لحديث أبر عمير.
الحالة الثانية :أن تكون فاتت بعه األشخاص ،رج أو رج ن أو ث ثة أو أكثر فحينمذ يقللو ا
يف أي وقت ،ولو بعد اللوال ،ولو كان بعلد الللوال ،قلال واألفلل أن يقللوها عللى صلفتها بلالتكبيرات
اللوائد التر ستأا بعد قلي .
العيلد يف الصلحراء هلذا هلو األفلل ؛ وللذلك قلال أهل العللم وتكلره يف قال السلنة أن تصللى صل
الًامع إل لعذر ،وقد ثبت أن عل ًّيا صلى بالكوفة يف الًامعة فدل على أ ا تًوز لوجود العذر حينما كلان
هناك مطر ،لحديث أبر هرير وبقله عن علر .
قال املصنفَ « :وت َْأ ِه ُير َص َال ِة ِ ْطرٍَ ،و َأكٍْ َق ْب َل َها».
األضلحى ،دليلله ملا رواه الحلافعر مرسل ملن حلديث الفطر وأن تعًل صل السنة أن تؤخر ص
عملرو بلن حللم أن النبلر قلال« :وأن تعُـٍ اْلضــحى وأن تـؤهر القطـر» .فهلذا يلدل علللى
الستحباب« ،أن يعٍُ اْلضحى وأن يؤهر القطر» أحسنت.
قال :وأك قبلها لما جاء يف البخاري من حديث أبس أن النبر كان ل يغدو لصل
العيد حتى يأك تمرات.
لما ثبت من حديث ابن عمر أن النبر وأبا بكر وعمر كلهم كابوا يصللون العيلدين قبل
الخطبة.
قال املصنفُ « :ي َ ِب ُر ِ َا ْْلُو َلى َب ْعدَ َا َِّل ْستِ ْقتَاحِ َ ،و َق ْب ٍَ َال َّت َع ُّا ِذ َوا ْل ِه َرا َن ِة ِستًّاَ ،و ِـ َال َّثانِ َي ِـة َق ْب َـٍ َا ْل ِه َـرا َن ِة
َه ْمسا».
السنة ا تيان ذه التكبيرات اللوائد ،هر سنة وليست بواجبة ،والسنة فيهلا أن يلأا بسلب ٍع بعلد تكبيلر
ا حرام ،لملااا قلالوا بسلت؟ ألن األوللى تكبيلر ا حلرام ل ُبلد فيهلا ملن بيلة ا حلرام؛ ألن هلذه ركلن يف
وست بعدها ،ودليله حديث ما روى الةمذي من حديث عمرو بن علوف أن ٍ الص ؛ ولذلك قالوا تكبير
النبر صلى فكلا يف األوللى سلبعا أي تكبيلر ا حلرام وسلت بعلدها واللك جعل الفقهلاء
الست منفصلة عن تكبير ا حرام.
خمسا.
ً خمسا ،ففر األولى يكا سب ًعا مع تكبير ا حرام ويف الثابية
ً قال :ويف الثابية
قال والسنة أن ترفع اليدان على الهيمة السابقة -اكرهتا قب -مع ك تكبير لما ثبلت علن البيهقلر علن
ابن عمر أبه كان يرفع يديه مع ك تكبيلر أي ملن التكبيلرات اللوائلد ،وهلذا داخل يف عملوم القاعلد
ل يسبقه ول يلحقه سًود فإبه ترفع فيه اليدين. التر اكرت لكم ،وهو أن ك تكبير يف الص
وهذه القاعد شبه ب األص أ ا مطرد ،على المذهع أ ا ملطرد عموما إل الصور التلر اكلرت
لكم ،والصحي األنهر كما رج شارال المنتهى أ ا ليست كذلك ،أ ا ملطرد حتى يف الًناز فالسلنة
يف الًناز أن ترفع فيها اليدين ،وقد جاء الك عن ابن عمر وإن كان لم يص إسناد لنا يف اللمان لكنله
احتج به أحمد واحتج به ابن المنذر فدل على أبه ثابت عن ابن عمر حتى يف الًناز .
ابتبه لهذه المسألة؛ ألن آثار الصلحابة كثيلر ملن الكتلع المسلند آلثلار الصلحابة للم تصللنا منهلا ملن
أعظم الكتع يف الك كتاب السنن لألثلرم فلإن السلنن لألثلرم أغلبله غيلر موجلود للم يوجلد منله إل كتلاب
الطهار ،ولكن ما احتج به متقدم أه العللم يف آثلار الصلحابة فإبله يكلون احتًاجلا بله يلدل عللى صلحته
عندهم وهلذه قاعلد وخاصلة يف اآلثلار ،وخاصلة احتًلاج أحملد؛ ألن احتًلاج أحملد يتميلل علن علملاء
٦
255
الحديث ،علماء الحديث قد يكوبون مثله يف معرفة الصحي والللعيف ،وربملا جلاوز بعللهم أحملد يف
الك ربما؛ لكن يف معرفة صحي اآلثار لم يقارب أحد أحمد يف الك ،كما شهد لله بلذلك األئملة كيحيلى
ابن معين وغيره.
يـر َت ْي ِنَ :اهَّللُ َأ ْك َب ُـر َكبِيـراَ ،وا ْل َح ْمـدُ لِ َّلـ ِ كَثِيـراَ ،و ُسـ ْب َح َ
ان َاهَّللُ ُب َْـرة ُـٍ َت ْ بِ َ قال املصنفَ « :و َي ُه ُ
ـال َبـ ْي َن ك ِ
َو َأ ِصيالَ ،و َص َّلى َاهَّللُ َع َلى ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِ َو َس َّل َم ت َْس ِليما كَثِيرا َأ ْو َب ْي َر ُه».
هذا ثبت عن عدد من الصحابة كابن مسعود وحذيفة وأبر موسى األشلعري وغيلرهم كًلابر وغيلره،
قال :أو غيره من األدعية التر فيها تسبي وتحميد وهتلي .
قال املصنفُ « :ثم ي ْهر ُأ بعدَ َا ْل َقاتِح ِة ِ َا ْْلُو َلى «سبح» وال َّثانِي ِة « َا ْلغ ِ
َاَ َي َة». َ َّ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ
قال :ثم يقرأ أي جهرا كما جاء يف حديث ابن عمر بعد الفاتحلة يف األوللى بسلب أي سلب اسلم ربلك
األعلى ،ويف الثابية بالغاشية كما جاء يف حديث البحير بلن بعملان أبله اجتملع يف عهلد النبلر
جمعة وعيد فقرأ فيهما معا بسب والغاشية.
قال ثم يخطع كخطبتلر إان ل ُبلد ملن خطبتلين ليلوم الًمعلة ،قلال يسلتفت األوللى بتسلع تكبيلرات
والثابية بسبع ،ما معنر الك أي أبه يستحع للخطيع يوم العيد أن تكون الخطبة األولى يبتد فيهلا بتسلع
تكبيرات بسقا ،بأن يقول :اهلل أكا ،اهلل أكا ،اهلل أكلا ،اهلل أكلا ،اهلل أكلا ،اهلل أكلا ،اهلل أكلا ،اهلل أكلا ،اهلل
أكا ،إان تسع تكبيرات ،ويف الثابية أي يف الخطبة الثابية ،يأا بسلبع تكبيلرات بسلقا :اهلل أكلا اهلل أكلا اهلل
سبعا هكذا ،ما الدلي على الك قلت لكم ما ثبت عن عبيلد اهلل بلن عبلد اهلل بلن عتبلة بلن مسلعود هلذا ملن
256
كبار فقهاء المدينة ،وجده صحابر ،وكلان ملن فقهلاء المدينلة الكبلار اللذين أدركلوا الصلحابة رضلوان اهلل
عليهم.
قال :من السنة أن تفتت خطبة العيد بتسع وسبع أي األولى بتسع والثابية بسبع.
عبد اهلل بن عبيد اهلل بن عتبة جده صحابر وهو من كبار فقهاء المدينة ،وسكن يف المدينة حيث يتظلافر
الصحابة رضوان اهلل عليهم ،ثم يقول ملن السلنة يف العيلد اللك يلدل عللى أبله يغللع عللى الظلن أن النبلر
فعله.
الدلئ قوية على أبه له حكم المرفوأ إان السلنة اللك ،وقلد قلال اللهلري السلنة يلوم العيلد التكبيلر،
التكبير يف الطرقات ،والتكبير يف الص ،والتكبيلر يف مبتلدأ الخطبلة ،والتكبيلر يف تللعيفها ،ويكلا النلاس
مع تكبير ا مام يف الخطبة إاا كا ا مام يف الخطبة يكا الناس مع تكبيره قاله اللهري.
قال :ويستحع للخطيلع إن يلذكر يف خطبلة العيلد أن يلذكر لهلم أحكلام زكلا الفطلر ملا اللدلي عللى
الك؟ أن النبر حينما خطع الناس كما يف قصة ب ل أمر النساء بأن يتصدقن فيلأمر بمطلل
الصدقة ،ويبين لهلم أحكلام زكلا الفطلر ،قلد يقلول بعله النلاس إن النلاس قلد أخرجلوا زكلا الفطلر قبل
وجلع عليله أن بقول ل زكا الفطر واجبة ،ووقت وجو ا يوم العيد ،ومن للم يؤدهلا قبل الصل الص
فإ ا صدقة من الصدقات كما قال النبر أي أ ا واجبة يف الذملة ،فيًلع يؤديها بعد الص
أداهها بعد الص ،فالخطيع إاا اكر الناس زكا الفطر وقد كان بعلهم بسر إخراجها فيًع علليهم أن
وجو ًبا ،ليسلت صلدقة معنلاه أبله بافللة ،ل معنلاه أبله صلدقة أي صلدقة ثابتلة يف الذملة يخرجها بعد الص
فيًع إخراجها ،كثير من الناس وهذا مًلرب بحلن بخطلع العيلد سلنوات ،كثيلر ملن النلاس يأتيلك بعلد
العيد يقول بسيت مع أن الناس الحمد هلل اآلن السنة نلاهر ،واألحكلام بينلة ،وأغللع النلاس يلذكر ص
العيد بسيت مااا أفع ؟ يف المسألة بأحكام زكا الفطر لكن الناس كثير ل بحصيهم ،يأا فيقول بعد ص
أخرج زكا الفطر بعد الك فهر واجبة يف امتك.
التكبير المطل أبه يكا يف ك وقت ،راقدً ا وقائما ويف سوق ويف بيت دليله ما ثبت يف البخاري تعلقلا،
٦
257
ووصله ابن حًر يف التغلي علن ابلن عملر وأبلر هريلر أ ملا كابلا يكلاان ليللة العيلد ،ويكلا النلاس
بتكبيرهما ،ومعنى أن يكا الناس بتكبيرهما أي أن الناس إاا سمعوا تكبيرهم كاوا معهم ،لليس معنلى أن
الناس يكاوا بصوت واحد؛ ولذلك أبكر األئمة وألف فيها ابن أبلر زمنلين ملن فقهلاء المالكيلة الكبلار يف
األبدلس جل ًءا أن التكبير بصلوت واحلد ممنلوأ غيلر محلروأ ،بل علد اللك بدعلة ،إان معنلى أن النلاس
يكاون بتكبير ابن عمر وأبر هرير أي أ م إاا سمعوا تكبير كاوا فك يكا بحاله ،وإن وافل تكبيلرهم
أن يكون يف صوت واحد من غير قصدا جاز؛ لكن أن يتعمدوا الك كملا اكلرت لكلم علن ابلن أبلر زمنلين
وغيرهم منعوا من الك وقالوا أبه غير محروأ وأبه عد بدعة.
مسألة التكبير المطل ه يكون عقع النواف اكر ابن مفل أبه ل ،أ ا ما تكون عقلع النوافل وهلذا
من باب المغاير سبع المغاير بين المطل والمقيد أن المطل عفلوا ملا يكلون دبلر الصللوات عفلوا إان
التكبير المطل ل يكون دبر الصلوات وإبما يكون مطل ًقا يف غير الص .
أيللا التكبيلر المقيلد يف شلهر اي الحًلة ملن أول أيلام اي الحًلة إللى فلراغ الخطبلة أي فلراغ
وهذا ً
الخطيع منها.
ول يكون يف غيره الذي يكلون يف غيلره هلو هذا هو ما يسمى بالتكبير المقيد الذي يكون عقع الص
المطل ،دليله أن ابن عمر كان يكا إاا صلى مع الًماعة ،وإاا صلى وحده لم يكا ،وهذا هو محلله
كما اكر ،وقد ثبت عن جماعة كعمر وابن مسعود وعلر رضر اهلل عن الًميع.
كم باقر ..ألبنا بريد أن بأخذ الكسوف ألبنا بريد أن بختم اليوم للص
258
الكسوف تسن وقلد ثبلت علن النبلر أ لا فعلهلا ملن حلديث عائحلة وابلن عبلاس ص
وغيرهم من الصحابة وأسماء وغيرهم رضر اهلل عن الًميع ،وتصلى ركعتين.
وهذا أص ما جاء عن النبر أ ا تصلى كل ركعلة بركلوعين ،فيقلرأ ثلم يركلع ثلم يرفلع
ويقرأ مر أخرى ثم يركع مر ثابية ثم يرفع ثم يسًد ،فيكون فيه قيامان يقرأ فيهما وركوعان يسب فيهملا،
واألول منهما هو الواجع والثاين مستحع.
أي :األول من الركعتين ،واألول من الركلوعين واألول ملن السلًدتين أبلول مملا بعلدها ،كملا جلاء
الك من حديث عائحة .
الكسلوف :كسلوف الحلمس أو خسلوف القملر ،لقلول النبلر « إنمـا همـا موجع ص
آيتــين ــِذا رأيتماهمــا صــلاا» ،إان العللا بالرهيللة ،وبنللاء علللى الللك فلللو لللم يللر النللاس الكسللوف ول
الخسوف لوجود غيم أو قة للم يلروا البتلداء لليس للم يلروا البتهلاء ،للم يلروا منله مطل ًقلا ل كسلوف ول
خسوف بقول ل يصلى له ،ل ُبد من الرهية ولو لحظة فيصلوا له حتى يغللع عللى نلنهم أبله قلد زال وللو
وجد الغيم بعد الك ،إان ل يبتد إل بالرهية ل ُبد أن يرى أل ا آيلة ومعنلى كو لا آيلة أ لا ل تلأا دائملا،
واهلل يذكر ذه اآلية النلاس ،فلاهلل يقلول إن هلذه اآليلة العظيملة الحلمس والقملر عللى عظلم
حًمهما وحاجة الناس إليهما فاهلل قادر على اهاب ضوئهما بأمره ،هلذا معنلى كوبله آيلة
يعنر أن األمر سه جدا.
٦
259
والنبللر لمللا رآهللم خللرج يًللر رداءه تللذكر للم مللا يكللون يللوم القيامللة ،حينمللا تخسللف
الحمس والقمر ،فهذه يتذكر ا المسلم ما يكلون يلوم القياملة ،إان هلر آيلة ملن جهتلين الًهلة األول أ لا
تذكير بقدر اهلل وعظمته ،وإل فكل شلرء بلأمره { ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ} [األعلراف ،]54 :خلقله
خل ك شرء بحساب ،وأمره ما شرأ لنا ،فنتذكر ا قدر اهلل ،وتتذكر اتين اآليتلين ملا يكلون يلوم القيلام
دائما.
فتخاف؛ ألبه يف يوم القيامة يخسف الحمس والقمر ،إان هذا هو التخويف فيهما؛ أل ا ل تأا ً
إاا ابًليللا ،فللإاا ابًليللا يًللع عليللك أن تنهللر إان عرفنللا األول أ للا تبللدأ برويتهمللا وتنتهللر الص ل
ص تك بسرعة ،إاا ابًلى خسوف القمر أو كسوف الحمس بيع إن لم تكن تراهما لوجلود غليم أو قلة
فلحين يغلع على ننك أ ما قد ابًليا هذا هو منتهاها.
بيع إن بلعت الحمس وهر لم تنً ،بقلول ملا زاللت كاسلفة أو غربلت الحلمس وهلر كاسلفة ،إاا
غربت الحمس وهر كاسفة بقول ابتهى وقتها بغروب الحمس؛ أل ا اهبت اآلية.
ت َا ْْلَر ُض و ُق ِ
ح َط َا ْل َم َط ُر». ان إِ َذا َأجدَ ب ِ
قال املصنف« :واستِس َه ٍ
َ ْ ْ َ َ ْ ْ
الستسقاء سنه لحديث الرسول ص ها ،وجاء من حديث بغيرها رضلر اهلل علن ص
الًميللع قللال إاا أجللدبت األرض وقحللط المطللر ،هللذه مسللألة مهمللة متللى بصلللر الستسللقاء؟ تصلللى
الستسقاء إاا وجد واحد من موجبين غير كده ل تصلى الستسقاء؛ ألن الستسقاء لهلا ثل ث صليغ :إملا
فيه برفع اليدين ،وإما أن تصلى. دعاء مطل ًقا ،أو دعاء يف الخطبة ،ويخ
الستسقاء ل تحرأ إل يف موضلعين :إاا أجلدبت األرض أي احتلاج النلاس إللى المطلر ،سلواء ص
كان يف وقت مطر أو يف غيره ،إان إاا أجدبت األرض وهذا معنى ..الموجع األول حاجة الناس للمطر.
اْلمر الثاين قال :وقحط المطر أي تأخر عن وقته ،إان ل ُبد من واحد من موجبين :األول ما هلو؟
حاجة الناس وهو إجداب األرض .األمر الثاين تأخر المطر عن وقته؛ وللذلك تًلدون عنلدبا يف الحلرمين
ول دعا ًء يف الخطبة إل إاا جاء وقت المطلر وهلو دخلول الوسلم ،الوسلم ويف غيرها ل يستسقون ل ص
هو وقت المطر عندبا فإاا جاء الوسم يسموبه الوسمر باللغة الدارجة وهو وقت بلول المطر ،فتأخر علن
ودعا ًء ،إل أن يكون النلاس فليهم حاجلة ،هلذه الحاجلة قلد تكلون يسيرا بدأ األئمة يستسقون ص
دخوله ً
الحاجة للماء ،فإن بعه البلدان ل يحتاجون المطر وإبما الماء ،فيستسقون اهلل لكلر ترتفلع الميلاه
260
عندهم يف أ ارهم ويف عيو م ،فبعه البلدان يعيحون على ماء النهر والمطر يلأتيهم ملن الًنلوب كحلال
مصلر ،فأهل مصللر يستسلقون يسلألون اهلل المطللر ليكلون عللى الًنللوب جنلوب السلودان وأثيوبيللا
فيكون المطر هناك فيرتفع الماء عندهم ،وكذلك بعه البلدان هنا التر عندبا يف المملكة التر فيهلا عيلون
إاا بلل المطر على بعه البلدان ارتفع الماء عند أصحاب العيون.
قال املصنف« :و ِص َقتُها و َأح َامها ك َِع ٍ
يد». َ َ ْ َُ َ
كما سب تماما.
لما جاء من حديث عائحة أن النبر صلى اهلل علية وسلم وعد الناس يوما يخرجون فيه.
قال املصنف« :ويخْ رج متَا ِ
اضعا ُمتَخَ ِيعا ُمت ََذ ِلال ُمت ََض ِرعا ُم َتنَ ِظقا ََّل ُم َط َّيبا». ََ ُ ُ ُ َ
لما ثبت من حديث ابن عباس أن النبر خرج ل ستسقاء متذل ً متواض ًعا متخحل ًعا
متلر ًعا ♥.
والتطيع أل ا عباده فيحرأ لها التنظف ،وأما الطيع ف يناسع التلرأ يف الك الموضع.
ألبنا بستسقر بالصالحين أي بدعائهم كما جاء أن عمر استسلقى بالعبلاس ،أي استسلقى بدعائله،
فيستحع أن يؤتى بالصالحين كحال العباس عم النبر صلى اهلل علية وسلم والصالحين ،ثم بعد الك لملا
مات الصحابة استسلقى بيليلد بلن األسلود النخعلر ألبله كلان ملن الصلالحين ،فيستسلقى بالصلالحين بلأن
يحلروا يف الستسقاء فإبه ربما كان لبعلهم دعو .
لص ْب َي ِ
ان». الي ُياخُ َ ،و ُم َم َّي ُز َا ِ
قال املصنفَ « :و ُّ
قالوا والحيوذ ألن كبير السن أقرب إلى اهلل وأبعد من داعر الهلوى ،فخرجلت اللدبيا ملن قلبله
٦
261
لقول ابن عباس وخطع خطبة ليس كخطبتكم تلك وإبما أكثر فيها الدعاء والتكبير والتلرأ.
قال املصنف« :ي ْقتَتِحها بِال َّت ْ بِيرِ كَخُ ْطب ِة ِع ٍ
يد». َ َ ُ َ
عندبا هنا مسألتان :قلية رفع اليلدين باللدعاء قلال بظهورهملا ورد علن النبلر صليغ يف
رفع اليدين بالدعاء ،وقد جاء عن محمد ابن الحنفية أبه قال دعاء الرغبة بظهور األكف بحيلث يكلون
بطون األكف إلى السماء ،دعلاء الرغبلة ببطلون األكلف وهلذا تفلاهل بنللول الخيلر ملن اهلل ،ودعلاء
الرهبة وهو الخوف بظهور األكف فكأبك تسأل اهلل أن يطرد هذا الذي خفته.
ابظر معر كيف يكون الدعاء ببطون األكف وكيف يكون بظهور األكف؟
بقول هر أربع صيغ يكون فيها رفع اليدين ،ابتبهوا معلر :الصليغة األوللى ثل ث منهلا ببطلون األكلف
وواحد بظهور األكف.
الصيغة اْلولى :أن يًع المرء بطون كفيه قِ َب وجهه وقب السلماء هكلذا فيقلول يلا رب يلا رب،
فيكون بطن كفيه قب وجهه وقب السماء ،أليست قب وجهك فتنظر إليها ،أليسلت قبل السلماء ،بعلم هلذا
دعاء ببطون األكف.
الناع الثاين :أن تًع بطون األكف قب وجهك وأبراف اليدين قب السماء هكلذا فتقلول يلا رب
262
يا رب ،هذا دعاء ببطلون األكلف فتًعل بطو ملا قبل وجهلك وأبرافهلا قبل السلماء ،وهاتلان الصلفتان
ويف غيره. محروعتان يف الص
الصارة الثالثة :أن تًع بطو ما إلى السماء ونهورهما إلى وجهك هكذا فتقول يلا ربلر يلا رب
دائما ينظر إللى كفيله عنلد
يارب يارب بطو م بطون الكفين إلى السماء ونهورهما إلى وجهك وا بسان ً
الدعاء فيقول يا رب يا رب هذه الصور الثالثة.
الصارة الرابعة :أي يًع نهور كفيه إلى السماء وهذا عند الخوف كما قال محمد ابلن الحنفيلة،
محمد بن على بن بالع ،قال :يكلون عنلد الخلوف كملا النبلر عنلدما خلاف يلوم بلدر دعلا
بظهور كفيه ،بعه الناس سيقول هكذا يقولون أه العلم هذا غير صحي فل دعلاء هكلذا وإبملا اللدعاء
هكذا ،فتًع بطون كفيك إلى وجهك ونهورهما إللى السلماء هكلذا ،فتقلول يلا رب يلا رب ،وملن فعل
هكذا أين يكون رداءه ،يسقط وقد دعا النبر هكلذا فسلقط رداهه ،فلأتى أبلو بكلر فأخلذ
الللرداء وجعللله علللى منكبللر رسللول اهلل ،ثللم قللال :واهلل ل يخليللك اهلل أبللدا وصللدق،
وهنيما ألبر بكر مًاورته ومصاحبته للنبر .
أربع إن للم ترفلع يلديك فأقلله أن ترفلع إصلبعا واحلد كملا جلاء علن ابلن عبلاس ،وينهلى أن ترفلع
إصبعين فالنبر رأى رج يرفع إصبعين فقلال« :واحـد واحـد» أو «أحـد أحـد» .وبُهلر علن
اثنين.
قال فيدعوا بدعاء النبر ومنه ،لمااا قال المصنف ومنله :اللهلم أغثنلا غيثلا مغيثلا؛ قلالوا
ألن هذا الحديث ورد عن الةمذي أوله اللهم أغثنا غيثا مغيثا ثم زاد ألفانلا ،وورد عنلد أحملد بلفلظ آخلر
مع اتفاق أوله ،وورد عند الحافعر يف المسند بب ًعا المسند ليس من ك م الحافعر جمع المسلند الحلافعر
وإبما جمعه الملين ،ورواه عنه أبو بكر أبو إسماعي األصلم ،وجلاء عنلد الحلافعر يف المسلند بلفلظ آخلر،
فالمؤلف وغيره من الفقهاء يف قولهم إلى آخره إشار إلى اخت ف األلفاظ الحديث.
٦
263
الظراب واْلكام وبطان اْلودية ومنابت اليُر» اللدعاء ،اآليلة { ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ} [البقلر :
.]286
بعه أه العلم يقول :لو تركلت اللواو وقللت ربنلا ل تحملنلا صل ألن المقصلود لليس اآليلة وإبملا
المقصود الدعاء؛ ولذلك فإن بعه الكتع ترك اللواو كملا يف المنتهلى فنقلول يًلوز أن تلأا بلالواو وهلو
األولى موافقة لك م اهلل ،وإن تركت الواو جاز.
الًنللائل بكملهللا إن شللاء وصلللى اهلل وسلللم وبللارك علللى ببينللا محمللد ،يبقللى عنللدبا يف كتللاب الص ل
المغرب ،وغدً ا إن شاء اهلل اللكا .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)9
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
الًنلاز باسلع اكرهلا بعلد الًنلاز ،وصل بلذكر صل شرأ المصنف بعد اكلره للصل
الص ؛ أل ا بوأ من أبواأ الصلوات فيحةط لها ما يحة ط للص ،وإبما أخرت عنها مناسبة أل ا آخلر
ما يفع بالحر فناسع أن تكون آخر ما يذكر يف كتاب الص .
قال املصنف« :تَر ُك َالدَّ و ِ
ان َأ ْ َضٍ». َ ْ
الع ج والتداوي حكر إجماأ أه العلم على أبه ليس بواجع وإبملا هلو دائلر بلين ا باحلة والنلدب
وخ ف األولى ،وقد اكر المصنف هنا ما يراه هو وما يلراه بعله الفقهلاء ،أن تلرك التلدواي أفلل لكلن
لحرط لمن صا واحتسع ،صا على األلم وصا عللى الملرض ،واحتسلع األجلر عنلد اهلل ،وأملا
إن ش به مرضه أو اختلف حاله من صور إلى صور ،فإن التداوي قد يكون يف حقه أفل .
وأما وجوب التداوي فقد حكر التفاق حكاه جمع من فقهائنا أبه ل يًع التلداوي ،بعلم لكلن لليس
معنى عدم وجوب التداوي أن ا بسان يسعى مراض بفسه ،ف يًوز للمرء أن يملرض بفسله { ﮤ ﮥ
والك بأداء الحقوق إللى أهلهلا ،وأداء حقلوق اهلل ،والسلتعداد للقيلاه باألعملال الصلالحة وبحلو
الك.
وإكثار اكر الموت ،كما جاء عن النبر أبه قال« :أكثروا ذكر هادم اللذات» أي :الموت
٦
265
ألن عياد المسلم من ح المسلم عللى المسللم ،حل المسللم عللى المسللم سلت ومنهلا عيادتله إاا
مرض ،غير المبتدأ؛ ألن المبتدأ يهًر إاا كان يف هًره مصلحة ،والقاعد عندهم أن الهًلر إبملا يكلون
مبنيا على المصلحة .
قال املصنفَ « :وت َْذكِ ُير ُه َالت َّْا َب َة َوا ْل َا ِص َّي َة».
ويذكر التوبة والوصية سلوا ًء كلان مرضله مخو ًفلا أو غيلر مخلوف ،والوصلية هلر سلنة ،واللدلي عللى
سنيتها أن النبر قال« :ما حق امرؤ مسلم يبيت ثالث ليال إَّل ووصيت م تابة عنـد رأسـ »،
فدل على تأكيدها ،ولو بق بوجو ا؛ ألن النبر مات وللم يلوص ♥ ،وسليأا
إن شاء اهلل يف كتاب الوصايا ما معنى الوصية وأ ا تحم خمسة أشياء.
قال املصنفَ ِِ َ « :ذا َنز ََل بِ ِ سن َتعاهدُ ب ٍّ ِ ح ْل ِه ِ بِم ٍ
ان َأ ْو ََ َر ٍ
اب». َ ُ َّ َ ُ َ َ
قال إاا بلل به أي إاا بُلل بالمحتلر الموت فإبه يستحع أن يعاهد بب حلقه ،بلأن يقطلر يف فيله بقلط،
ول يكثر الماء يب شيما يسيرا يف حلقه ،وأن يًع على شفتيه الماء ،وهذا فيه تلين لفيله ،ولعل اهلل
أن ييسر عليه النط بالحهادتين ،وقد قال النبر « :مـن كـان أهـر كالمـ مـن الـدنيا َّل إلـ إَّل
اهَّلل ،دهٍ الُنة».
لملللا ثبلللت يف صلللحي مسللللم أن النبلللر قلللال« :لهنـــاا ماتـــاكم َّل إلـــ إَّل اهَّلل» وقلللال
♥ِ « :ن من كـان أهـر كالمـ مـن الـدنيا َّل إلـ إَّل اهَّلل ،دهـٍ الُنـة» ،فلدلنا اللك عللى أبله
يستحع تلقين الميت.
وكيف يكون تلقين الميت قالوا :بأن يذكر اسم اهلل عنده فيقال له :ل إله إل اهلل ،وقال بعللهم وللو أن
يكون على سبي التذكير فيقال له :ق ،ولكلن ل يكلون عللى سلبي القلو والغلظلة لكلر ل يمتنلع فيكلون
266
قال :إاا ُلقن الميت الحهاد مر لم يقلها فيكرر الثابية والثالثة ،فلإن للم يقلهلا بعلد الثالثلة فإبله ل يللاد
عليه يف التلقين ،لكر ل يلًر ،فإاا ضًر هذا المحتلر فلربما قال كلمة تكون سليمة يف حقله ويحاسلع
عليها يوم القيامة ،فاألبسع أل يلًر ل بكثر التلقين أكثر من ث ث ،ول بصفة التلقين ف يقال لله بقلو
وغلطة ُق ،وإبما يقال له بطريقة مناسبة.
قال :إل أن يتكلم فيعاد برف ،إل أن يتكلم بعد اكره للحهاد فيعاد عليه برف أي من غير غلظة.
قلال :ويسللتحع قللراء الفاتحللة وياسللين عنللده ،وهللذا دليلهلا حللديث معقل بللن اليسللار عنللد الةمللذي
وغيره ،أن النبر قال« :اقرؤوا على ماتاكم سارة ياسين» ،وهذا الحديث هو أصل ملا جلاء
يف الباب ،وإل يكون يعنى مقبول من ك وجه ،ولكن أخلذ أهل العللم لذا الحلديث وعمللوا بله ،فقلالوا
يستحع عند حلور المحتلر أن ُيقرأ عنده بسور ياسلين وبسلائر القلرآن ،وأفلل القلرآن الفاتحلة ،فلإن
قراء القرآن عند المحتلر أي قب الوفا ،أما بعد الوفا فسليأا إن شلاء اهلل ،أي قبل الوفلا هلو سلنة يقلرأ
عليلله ألبلله يخفللف عنلله ،فللإن القللرآن كل م اهلل ،وإاا ُقللر علللى امللر ابمللأن قلبلله ،وارتاحللت بفسلله،
وسكنت جوارحه ،وهذا مناسع للمحتلر.
قللال وتوجيهلله إل لى القبلللة أي ويسللتحع أن يوجلله إلللى القبلللة قب ل بلللول المللوت بلله ،يعنللى يف حللال
احتلاره ،دليله ما جاء عن النبر أبه قال« :ه قبلت م أحيان وأمااتا».
اْلمر اْلول :أن تغمه عينه ،لما جاء يف المسلند للملام أحملد أن النبلر قلال« :إن
الميت إذا مات تبع بصره روح »؛ ولذلب جاء النبر غمه عينر أبر سلمة وغيلره ملن
٦
267
الصحابة.
قال :وشد لحييه ،الميت إاا تويف فإ ا ترتخر أعلاهه وأعظمه ،فإاا تويف كثير من الموتى يكوبوا فمه
مفتوحا على هذه الهيمة ،وابفتاال فم الميت ذه الهيمة ليس مناسع ألمور:
ً
اْلمر اْلول :إبه ربما دخ فيها بعه الدواب كالذباب وبحوه أو الةاب.
واْلمر الثاين :أ ا ليست جميلة يف شكله؛ ولذلك فإن حرمة الميت كحرمته حلر ،فناسلع إغ قله
فيه بأن يحد لحياه ،فيقرب فكه األسف إلى فكه األعلى ثم يحد بنحلو خرقلة وبحوهلا كملا جلاء علن عملر
،إان شد اللحيلين بالخرقلة جلاء علن عملر ،وهلذا ميلتله ملااا؟ لكلر ل يلدخ يف الفلم شلرء ملن
الدواب ،وعند تغسيله ل يدخ يف فيه ماء ،فإبه إاا كان مفتوحا ربما دخ يف فيله ملاء ،وإاا دخل الملاء يف
فم المتوىف فإن هذا يلر جوفه ولربما يعنى سبع بعه ا شكالت عليه يف داخله.
اص ِل ِ ».
قال املصنف« :و َت ْليِين م َق ِ
َ ُ َ
قال :وتلين مفاصله ،الميت أول ما يموت تكون مفاصله لينة مسةخية ،فمن السله تلينهلا فلإاا ُتلرك
على هيمته تيبس ،فلربما تيبس وهو مرتفع اليدين؛ ولذلك تًد بعله النلاس عنلد تغسليلها ل تسلتطيع أن
تنللها إاا يعنى فربت جثته بعد الك فإ ا يصب ثقي يف إبلالله؛ وللذلك يسلتحع أول ملا يكلون شلخ
شخصا قد ُقبلت روحه أن يلين مفاصله فيرفع يديه ويرفعها ثلم يًعلهلا عللى جنبيله عللى هلذه
ً قد حلر
الهيمة ،وهذا أسه يف تغسيله فيما بعد ،سه رفع يديه وإبلالها وهذا واض بعرفها حتى يف الحيوابات.
قال :وخلع ثيابه ،وخلع الثياب هلذا بب ًعلا ُيسلن لًميلع النلاس إل النبلر فإبله ل تخللع
ثيابه كما فع أصحابه به ،دلي الك أبه لما ُقلبه ♥ قلال :أصلحابه هل بًلرده كملا بًلرد
موتابا ،فدل الك على أبه جرى عندهم من األمر المستقر المعروف عند الًميلع أن الميلت إاا ملات فإبله
ُيًرد من ثيابه.
وما معنى أن يًرد من ثيابه؟ هذا قب الغسل فالميلت أول ملا يملوت ملن السله خللع ثيابله ،قبل أن
تلص بًسده وقب أن يثبت فيها العرق ،فقد يمر على المرء ساعة وسلاعتين ويلوم ويلومين قبل تغسليله،
فقد تكون إاا لصقت بالثوب يصعع إزالتها عند التغسي ؛ ولذلك المناسع بعلد الوفلا مباشلر أن يًلرد
268
من ثيابه كما اكرت لكم من فع الصحابة رضوان اهلل علليهم وقلولهم ،وأن يسلًى عليله ثوبله ،فلإاا جلاء
تغسيله فإبه مًرد أن يرفع الثوب بطريقة معينة سنذكرها يف التغسي ثم يكون تغسيله أسه حينذاك.
وإاا لم تلل عنه الثياب فإن الذي يغس سيًد محقة يف بلأ الثياب ،أول :محلقة عليله ،ثابيلا :سليتلف
الثياب؛ ألن الميت إاا بال الثوب عليه خ ص تلف ،فتًد أن الذي يغس ل ُبد أن يقصه قصلا؛ لكلن للو
بلعته بعد وفاته مباشر ،لبتفعت ذا الثوب.
لحديث أبس أبه يوضع على البطن حديد أو مرآ يقولون ،لمااا؟ ألن هلااين يكلون يعنلى خللى
بقول مبسوبة فإن الميت إاا مات ابتفخ بطنه ،فناسع أول ما يملوت إاا حللره أحلد أن يللع عللى بطنله
مرآ أو حديد تكون مرتفعة بحيث أن ل تلغط على البطن فتخرج فل ت ،وإبما تكلون مسلتوية عليله،
فتكون مابعة بأمر اهلل من عدم ابتفلاذ بطنله ،وهلذا ابسلع يف هيملة الميلت بحلن بًملله ليكلون فلاه مغلقلا،
وعيناه مغلقتين كذلك ،وبطنه غير منتفخ ،فك هذه من جمال هيمته عند دفنه ،وكلها وردت به السنة.
قال املصنفَ « :و َج ْع ُل ُ َع َلى َسرِيرِ ب َْس ِل ِ ُمت ََا ِجها ُمن َْح ِدرا ن َْح َا ِر ْج َل ْي ِ ».
قال :ويستحع أن يًعل عللى سلرير غسلله أي السلرير اللذي يغسل عليله؛ لكلن قلالوا ويسلتحع أن
يكون منحدرا يعنلى يكلون السلرير ملائ رأسله هلو المرتفلع وأبرافله هلر النازللة ،هلذه اسلتحبها الفقهلاء
إاا كان ميتا تسةخر عل ته فلربما خرج من الميلت بلول باعتبار اللمن األول ،لمااا قالوا ألن الحخ
أو خرج من الميت عذر ؛ ألبه ل يستطيع أن يستمسك يف عل ته ،فتًعله على سريره مًردا من الثيلاب
فإاا خرج ل يوسخ الثياب التر عليه ،وإبما هو مسًى فقط ،ثم تًع السلرير ملائ قللي لكلر إاا خلرج
منه من بول أو عذر ل تصيع رأسه وإبما تنلل أسفله.
اآلن يف أغلع األماكن التر يغس فيها عندبا أصب هناك فتحات ولو كان السرير أفقيلا هنلاك فتحلات
يمة معينة لكر تسحع الفل ت التر تخرج من الميت ،إان هذا البحلدار إبملا هلو تحته ويكون محق
لمصلحة إاا وجدت بقول مستحع إاا لم يوجد فيبقى على األصل ،أو عللى أي بريقلة تكلون أبسلع يف
٦
269
تسًيته.
إسراأ تًهيل الًناز مستحع لملا ثبلت علن النبلر يف الصلحيحين أبله قلال« :أسـرعاا
بها» أي بالًناز ِ « ،ن ت ان صالحة تهدمانها لخير ،وإن ت ان َر تضعان عن أعناق م».
قال :ويًع أي ويًع ا سراأ يف بحو يعنى يف مثل هلذه ويف ملا معناهلا ،تفريل وصليته ،الميلت إاا
أوصى فإبه يوصر بأشياء خمسة سيأا إن شاء اهلل ،من هذه األشياء الخمسلة الوصلية بسلداد دينله إاا كلان
عليه دين ،ومنها الوصية بتاأ بحرط أل يًاوز الثلث ،الميت يوصر بخمسة أشياء:
اْلمــر الثالــث :ويوصللر ببيللان ماللله ،بيللان ماللله بعلله النللاس لهللا أمللوال يف بنللوك وعنللد أشللخاص
ويموت ول يعرف ورثته الك ،فمن باب ا حسان لورثته أن يكتع يف وصيته أين ماله؛ ولذلك قلال النبلر
« :إنب إن تذر ورثتب أبنيان» فلك مال وقد تركتهملا أغنيلاء لكلنهم ل يعلملون أيلن ماللك،
فيستحع أن تذكر يف الوصية أين يوجد مالك.
اْلمر الرابع :اللر اكرته قب قلي ما هر الديون التر على ..تذكرها التر عليك.
اْلمر الخامس :أن تتاأ استحبابا بأقصى شرء الثلث ويستحع أل يص إلى الربع فما دون وهلو
األكثر.
إان هذه خمسة أشياء الذي يستحع المبادر إليها الثالث والرابع فيقللى ديلن الميلت وهلذه وصليته
إاا اكره يف الوصية ،األمر الثاين :يف تفري تاعاته.
خمسا.
ً قال يف بحو تفري وصيته وقلاء دينه أو يف ما معنى الك من األمور التر يوصر ا واكرهتا
270
ابتهينا اآلن من قلية ما يفع عند الميت قب وفاته وحال قبه روحه وبعدها مباشر ،بلدأ المصلنف
يف هذا الفص بذكر األحكام التر تفع بالميت عند تغسيله ،وتغسي الميت واجع عللى الكفايلة ،يًلع
أن يغس الميت ،فإاا حلره أحد من المسلمين يًلع أن يغسلله أحلد ملن المسللمين وجو ًبلا ،وهلذا ملن
ح المسلم على المسلم؛ ولذلك فهو من فروض الكفايات.
قال :وإاا أخذ يف غسله أي أخذ المغس يف غسله سة عورتله يسلة عورتله وجوبلا علن بفسله أي علن
المغس وعن من حلر؛ ألن العلور ل يًلوز كحلفها ل ملن حلر ول ملن ميلت ،وملن احلةام الميلت أن
يحةم كما لو كان حيا ،ف ينظر لعورته ول تكحف.
قال املصنفَ « :و ُس َّن َست ُْر ُك ِل ِ َع ْن َا ْل ُع ُي ِ
ان».
قال :وسن سة كله عن العيون ،هذه مسألة اكرهلا أهل العللم أبله يسلتحع أن الميلت يسلًى وأن ل
ينظر إليه إل من اقتلت الحاجة النظر إليه كالمغس والمعاون وبحو الك ،وملن علدا اللك فاألفلل أن
يسة عنهم ،فلذلك بًلد بعله النلاس لملا يملوت لهلم ميلت يًعللوه مكحلوف الوجله ،ويطوفلون بله يف
الناس هذا خ ف األولى ب خ ف األفل ،فاألفل أن يسًى؛ ألبه ربما كلان يف وجله الميلت وهيمتله
بائما وهو الميتلة الصلغرى يكلره أن النلاس ينظلرون إللى
ما يكره أن ينظر الناس إليه ،أغلع الناس إاا كان ً
وجهه ،فكذلك يف الميتة الكاى الرج يكره أن ينظر إليه ،ولذلك فإبه يسن سة جسده كام عن العيلون
إل المغس .
وهنللاك أمللر ثالللث يًللوز للله أن يحلللر مللن غيللر كراهللة وهللو القريللع الللولر ،الللولر ألن النبللر
لما تويف إبما حلر تغسيله أولياهه ،العباس وعلر وموله رضر اهلل على الًميع.
٦
271
قال :ثم عند التغسي يرفع رأس غير الحام ،وأما الحام فل ترفلع ،ودليل اللك حلديث بلن سلليم
لما اكرت صفة التغسي فإبه قال ترفع الرأس إل أن تك حام .
ثم بعد الك يعصلر بطنله برفل ويكثلر الملاء بالصلع ،الميلت إاا أردبلا تغسليله وجعلنلاه عللى باوللة
التغسي مث أو مح المغتس يرفع رأسه قلي يعنى يرفع كثير بحيث أبله يكلون عللى هيملة ليسلت أفقلر
وليس الرأسر ،ليس الرأسر ول األفقر ،وإبملا يف وسلط بينهملا ،ثلم يعصلر بطنله عصلرا برفل لليس بقلو
وإبما برف ،حتى يخرج ما يف البطن من بول وعذر وبحوها فتخرج ،وأبت تعصر البطن هكلذا يف تغسليله
تكثر صع الماء لكر إاا خرج شرء يذهع مع الماء ،أما إن كابت الميتلة حلام فإبله ل يعصلر بطنهلا ألن
عصر بطنها قد يؤدي إللى إسلقاط الًنلين؛ وللذلك فإبله يلةك اسلتحباب العصلر اللذي جلاء يف حلديث أم
سليم للحام بأن فيهما ار بالًنين.
قال املصنفَ « :و َي ْع ِص ُر َب ْطنَ ُ بِرِ ْ ٍقَ ،و ُي ْثِ ُر َا ْل َما َن ِحينَئِ ٍذ».
قال :ثم يلف على يديه أي مباشر الغس يللف عللى يديله خرقلة يللع خرقلة عللى يديله وجوبلا لليس
استحبابا ب وجوبا؛ ألن العلملاء يقوللون إن ملس العلور بلاليمين مكروهلة مطلقلا ،ولغيلره ربملا يكرههلا
الميت بالخصوص تتأكد ،فالمذهع أن لف الخرقة واجع ،واللدلي عليله أن عللر اكلر اللك ،وأبله
عندما غس لف على يديه خرقة .
272
قال :وحرم مس عور ،ولذلك يًع أن تغطر اليد بنحو خرقة وبحوها؛ ألبه يحلرم ملس العلور ملن
ك أحد سواء كان ح ًّيا أو ميتًا إل من أان به وهو أن مس الرج عور بفسه أو أهله.
إان ل يًوز مس العور مطل ًقا إل شخصلا واحلدا وهلو ملن كلان دون سلبع سلنين؛ ألن القاعلد عنلد
اكرا أو أبثر ف عور له ،فيًوز مس عورته ويًوز النظلر
أه العلم أن من كان عمره أق من سبع سنين ً
إليها من كان دون سبع سنوات.
وبحن عندما بقول إن من كان دون سبع سنوات ل علور لله لليس معنلى اللك أن ملن كلان دون سلبع
سنوات يةك ب لباس ويةك هذا عريابا ل ،وإبما المقصود إاا وجلد سلبع للنظلر وإل فاألصل أن األب
يعود أبناءه من الصغر على السة وكمال العفاف وعللى الحتحلام وعللى كملال اللبلاس ،فلإن الملرء إبملا
ينحأ على ما كان عوده أبوه وأمه يف ابتداء أمره.
ْخريـ ِ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـح َأ ْسـنَا َن ُ َ ،و ـ َمن َ ْ
ـم ُيـدْ ه ٍُ إِ ْصـ َب َع ْي ِ َو َع َل ْي َهـا ه ْر َقـة َم ْب ُلا َلـة ـ َ مـ َ َ ،ي ْم َس ُ
قال املصننفُ « :ث َّ
ال َمان».َ ينَ ِظ ُق ُهما بِ َال إِ ْد َه ِ
َ ُ
الململللة والستنحللاق مللر معنللا يف الوضللوء أ مللا واجبللان؛ أل مللا داخ ل ن يف الوجلله ،وكللذلك يف
الغس فإن يف الغس من الًنابة هناك ململة واستنحاق ،ومر معنا هناك أن أق ما يسلمى استنحلاقا هلو
جع خرقة فيها ماء يف األبف وكذلك هنا ،فإن المغس يًعل خرقلة فيهلا ملاء يبلهلا ويًعلهلا يف إصلبعيه
ام والسبابة ثم يدخ هذين ا صبعين يف فمله ألن السلنة تقريبلا ململلة عللى استنحلاق فيلدخلها يف ا
فمه ويمس أسنابه ،ثم يلأا بالخرقلة بب ًعلا هلر أو جللء آخلر منهلا ويلدخلهما يف أبفله يف أول أبفله فتكلون
بمثابة الستنحاق.
ول يدخ الماء إلى فمه ول إلى أبفله؛ ألن دخلول الملاء إللى فمله وأبفله يللران بالميلت ،ل يلدخلها
لا أبفله ملع وجلود بلل فيهملا؛ ا أسلنابه ويمسل وإبما يمس أسنابه بالخرقة مث هكذا الخرقة فيمس
ألبه ل يسمى استنحاقا إل بوجود البل .
٦
273
ثم ُي َا ِض ُئ ُ».
قال املصنفَّ « :
ثم يوضمه أي ويستحع أن يوضمه بأن يبلدأ بأعللاء الوضلوء األربعلة المعروفلة ،بلد ًبا ل وجوبلا؛ ألن
الواجع يف تغسي الميت تعميم جسده بالماء.
رخلوا ،واألملر
ً هذا السدر ما فائدتله؟ السلدر مهلم جلدًّ ا فلإن السلدر يقلوي البلدن ويًعلله محلدودا ل
الثاين :أن للسدر رائحة قوية تمنع الدواب أن تقةب من الميت إاا دفن؛ ولذلك فإن الدواب من الثعاللع
والذئاب وغيرها والحيايا مع وجود هذه الرائحة تبتعد عن الميت ،فللميت مصلحة لوجود هذا السلدر يف
تقوية جسده وقوته ملن جهلة ،وملن جهلة أخلرى أ لا تبعلد مطلل الحيلوان ،يقلال أ لا تبعلد حتلى الًلان،
والدلي عليه ملا بقل عبلد اهلل بلن وهلع يف الًلامع ،وقلد وجلد بعلله بحملد اهلل ملؤخرا ،وبقل بلالحًر
وصح إسناده أن وهع بن منبه قال :من سحر فليأخذ سبع ورقات من سدر وليلدقها ويقلرأ فيهلا بفاتحلة
كتاب اهلل ،وهذه جاءت عن وهع بن منبه وهو من مسلمة أه الكتاب.
قال :وبدبه بثفله أي :ويغس البدن بالثف وهو الذي يكون أسف السدر مع الماء.
أي :ك مر يف الغس ت إضافة للمس األول أو ا مرار األول الذي يكون قب الغس .
ما معنى ينقى؟ أي :أبه إاا غسله وضغط على بطنه إمرار فقلط لليس ضلغطا كلاألول فملع هلذا يخلرج
شرء من مخرج البول ،فإبه يغسله مر وملرتين حتلى ينقلى ،وللو زاد علن سلبع ملرات فيغسلله حتلى ينقلى
المح ،بيع فإن لم ينقى المح ما زال يخرج منه شرء ،بعه الناس ما زال يستمر بعلد تغسليله يخلرج
منه بعد الغس السبعات بقول بعد السبع إبما يسلد المحل كملا سليذكر المصلنف بعلد قليل ،فقلط بسلده
بقطن وبحوه ،ويعفى عن ما خرج من السبيلين.
عنله ألن النبر أمر من غسلن بناته أن يغسلهن ث ثلا .عللى اسلتحباب اللث ث واللنق
مكروه.
قال :ويكره أن يغس الميت بماء حار ،كذلك يكره أن يغس بماء بارد؛ ألن الماء الحار يحق الًللد
وكذا البارد ،وإبما يغس الميت بماء بينهما ليس بالحار وليس بالبارد.
قال :وخ ل يعنى يكره أن يخل أسنان الميت بخ ل ألن هذا الخ ل قد يًرال اللثة فإاا جرال اللثة
قد خرج الدم ،فهذا فيه إيذاء للميت ،وإيذاء الميت كإيذاء الحر ف يخل ،ف تخل أسنابه.
اج ٍة».
قال املصنفَ « :و ُأ َْنَان بِ َال َح َ
قال :ويكره كذلك جع األشنان ،األشنان هو يعنر ببات معروف إلى اآلن يبلاأ عنلد العطلارين وهلو
موجود يف الصحراء ،وإلى اآلن يستخدم يف التنظيف كلان يسلتخدم تنظيفلا ،يف معنلى األشلنان الصلابون ل
٦
275
يستخدم للميت ل أشنان ول صابون تغسي الميت ل يغس ل بأشنان ول بصابون ول بخطمر ول بغيلر
الك من األمور؛ ألن هذا يلر جللده ،والميلت أغللع خ يلا جسلده ماتلت وللذلك فيكلون تحملله لهلذه
األمور ضعيفة ،إل لحاجة ما هر الحاجة أن يكون على جسلده شلرء يمنلع ملن وصلول الملاء فيغسل للو
بصابون أو أشنان ليلي عنه هذا الذي يمنع وصول الماء إلى بحرته ،يعنى بعه النلاس يكلون ملث جلاءه
يف حري معين فًاء على جلده قاط ،أو أن القماش لص يف ثوبه فل بسلتطيع إزالتله إل بصلابون وبحلوه،
فنليله به.
تسري شعر الميت مكروه ،ل يرج ألن تسري الحعر قد يسقط الحعر ب قطعا سيسقط الحعر ففلر
هذا إيذاء للميت ،واألولى أن يةك كما هو ،وإبملا يللفر شلعر الملرأ يللفر يعنلر يًلدل ،الللفير هلر
الًديلة ،أن يربط على هيمة ضفائر كما سيأا ،إان التسري بالمحط ل يسرال.
ويسللن يف الغسلللة األخيللر أن يكللون معهللا كللافور وهلو بللوأ مللن أبللواأ األبيللاب وسللدر كللذلك أل للا
الكافور ريحته قوية كذلك والكافور ،والمعنى فيهما برد ،تقوية الًسد أول ،األملر الثلاين بلرد اللدواب
عن الميت بعد دفنه ،أل ا آخر غسلة فيبقى على الًسد منه ،ألن السلدر قلوي جلدًّ ا وحلار فهلو يحلد جللد
الميت.
ويستحع خلاب شعر كما جاء عن بعه السلف رحمهلم اهلل تعلالى والنبلر كلان قلد
خلع يف بعه األحيان أختلف ،ه خلع النبلر أو للم يخللع واللذي رجحله ا ملام
احمد أبه خلع ملر واحلد وللذلك كلان ا ملام أحملد يقلول إخللع وللو ملر واحلد ،يعنلى اخللع
لحيتك إاا أصبحت بيلاء ولو مر واحد موافقة لمن ثبت عنده أبه خلع مر ثم ترك بعد الك.
قال املصنفَ « :و َق ُّص ََ ِ
ار ٍ
ب».
شاربه. شارب أل ا من سنن الفطر ،ويستثنى منه الك المحرم فإبه ل يق ويستحع ق
276
يم َأ ْظ َق ٍ
ار إِ ْن َط َاَّل». ِ
قال املصنفَ « :و َت ْهل ُ
إن بال أي خرج عن العاد وإل فيبقيان وهو األولى.
ويستحع التنحيف ألن ترك الماء على البدن يلر الًلد بأن يتحق .
المحرم إاا مات وهو حال إحرامه أي قب ابتهاء بسكه ،ومن المحلهور يف الملذهع كملا يملر معنلا أن
الح قة بسك يعنى لو لم يبقى له إل الح ق فإبه يكون محرما ،فإبه يًنع ما يًنع الحر المحرم.
السقط هو الذي يموت يف بطن أمه ويخرج ميتا ،والسقط له أحكام إاا كان قب األربعين ،وأحكلام إاا
تم عمره ثمابين أي جاوز الثمابين واحد وثمابين فأكثر مث الدم اللذي يخلرج ملن الملرأ إاا كلان سلقطها
جاوز الثمابين فيكون دم بفاس وبحو الك ،وهناك أحكام تتعل بمائة وعحلرين يوملا ،ملن األحكلام التلر
تتعل بمائة وعحرين يوم ما اكره المصنف هنا أن السقط إاا تم عمره مائة وعحرين يوما فإبه يصللى عليله
ويغس كما اكر المصنف وسقط ألربعة أشهر كمولود حيا ،يغس تغسي كام ويصلى عليه ويدفن.
وأما إاا كان دون من مائة وعحرين يوما أو يعنر أربعة أشهر بفلس المعنلى فإبله حينملذ ل يصللى عليله
وإبما يوضع يف أي مكان يدفن له أي حفر يف الطري ويدفن فيهلا ألبله ل حرملة لله ،لحلديث بلن مسلعود
«إن أحدكم يُمع هله يف بطن أم أربعين ،ثم أربعين ،ثم أربعين ثم يأت الملب بعد ذلب».
٦
277
تعذر غس ميت ألن الغس إبما هو الحر يقولون اكر اللك يف المطللع ،إاا تعلذر غسل الميلت فإبله
ييمم ،وكيف يكون تيميم الميت بأن يأا مغسله يأا بخرقة ثم يلرب هلذه الخرقلة عللى اللةاب فيمسل
ا يديه ناهرهما وبابنهما بس يكفر. ا وجه ويمس
متى ل يمكن تغسي الميت إما أل يوجد ماء فقد حقيقر ،أو أن يكون الماء يلر الميت بعه النلاس
يمر عليك أبك ل يمكن أن تغسله يكون محةق تما ًما ،تماما محةق ل يمكن لمغسله أن يغسلله محلةق
تماما ما الذي بغسله هنا يمم فربما لم تًد وجهه ولم تًد يديه فتًتهد يف البحث عنها فتيممه عن بريل
ضربة واحد فتمس وجهه.
مباشر التغسي بب ًعا قب التليمم إن أمكلن تعمليم جسلده بالملاء وجلع وللو بللر الملاء حنفيلة الملاء
وجع ،وإن لم يمكن الك فإبه بالتيمم.
ف بِي ٍ بعدَ َتب ِ
خيرِ َها». ث َل َقائِ َ
قال املصنف« :وسن َت ِْقين رج ٍٍ ِ َث َال ِ
َْ ْ ُ َ ُ َ ُ َّ
بعم ألن النبر لما تلويف كُفلن ♥ يف ثل ث ثيلاب بليه سلحولية ،وأكمل
شرء اختاره اهلل لرسوله .
إان السنة أن يكفن يف ث ثة لفائف أي خرق ث ث خرق كاملة يعنى ليست مفصلة وإبما خلرق كامللة
تسمى لفائف.
قال :بيه ألن النبر قال« :ه ثياب م أحيانا وأمااتا» التر هر البياض.
بعد تبخيرها أي تبخر قب وضع الميت عليها ل يبخر الميت وإبملا تبخلر الثيلاب قبل وضلع الميلت،
. واللياد عن الث ث مكروه ،كما جاء عن أبر بكر وغيره سيأا اكر الن
ِ
قال املصنفَ « :و ُي ُْ َع ٍُ َا ْل َحنُاط ُ َ
يما َب ْين ََها».
ما هو الحنلوط؟ الحنلوط هلو أخل ط ملن الطلين ملن كلافور وعنلا ومسلك وغيلر اللك ،وجملع ملن
األبياب تًمع مع بعه وصندل يعنر جميع األبواأ األبياب تخلط وتًمع مع بعله ،فلتخلط فتكلون
على هيمة معينة ،يعنر على هيمة الدقي مث ،أول ما تفع يف الحنوط مااا تًع كملا اكلر المصلنف فيملا
278
بينها بين ك لفافلة ولفافلة تًعل حنوبلا يعنلر تًعل تنحلر الخرقلة األوللى وهلر األكلا ثلم تكلع عليله
حنوبا يسيرا مح الميت ثم تًع عليهلا اللفلاف الثابيلة ثلم تسلكع حنوبلا ثلم تللع اللفلاف الثالثلة ثلم
يًع الميت ،وسيأا كيف بلع الحنوط على الميت ،إان الحنوط ملا هلو هلر خلليط ملن األبيلاب ملن
مسك وعنا وصندل وكافور ألن الكافور يعد بيبا ،أما السدر ل ليس بيبا السدر لليس بيبلا ل يعلد معهلا
السدر ليس بيبا ،الكافور يعد بيبا أحيابا.
اد ِه».
اض ِع سُ ِ
ُ ُ
اق ع َلى منَا ِ ِذ وج ِه ِ وما ِ
َ ْ َََ َ َ
قال املصنف« :و ِمنْ بِ ُه ْط ٍن بين َأ ْليي ِ ،وا ْلب ِ
َْ َ َْ َ َ َ ُ
قال ومنه أي من هذا الحنوط الذي جمعنلاه بًعلله يف قطلن فنًعلله بلين إلييله ،يعنلر إليتيله يًعل يف
قطنة ويًع بين إليتيه؛ لكر إاا خرج شرء يمنع الخروج من جهة ومن جهة أخلرى تكلون الرائحلة قويلة
فالذي يحمله الميت ل يحم منه رائحة وإن خرجت منه رائحة فإبما يحلم رائحلة الحنلوط ورائحلة السلدر
معا.
فيكون إان أمر أول يًع منه أي من الحنلوط يف قطنلة وتوضلع بلين إليتيله ،قلال والبلاقر عللى منافلذ
بب ًعا إاا وضعت على إليتيه ما يفع يسد عليه بخرقة فتًع كالتبان يعنى ا لية هذه ليس قطنة فقط وإبملا
تحد إليتيه ومثابته بخرقة يلؤتى بخرقلة قصلير صلغير جلدًّ ا وتًملع إليتيله وبينله القطنلة التلر لا الحنلوط
ومثابته تحد عحان تستمسك لكلر ل يخلرج شلرء وتحلد بخرقلة فتكلون كالكتبلان ،وشلرحت التبلان قبل
الك ما معناه فهو خرقة تحد على هيمة السروال.
قال :والباقر على منافذ وجهه ومواضع سًوده يًعلها على منافذ وجهه ومواضع سًوده كالًبهلة
واألبف واليدين وبحو الك.
ب َا ْْلَ ْي َسرِ َع َلى َِ ِه ِ َا ْْلَ ْي َم ِنُ ،ث َّم َا ْْلَ ْي َم َن َع َلى َا ْْلَ ْي َسرُِ ،ث َّم
ف َا ْل ُع ْل َيا ِم ْن َا ْل َُانِ ِ
ثم َي ُر َّد َط َر َ
قال املصنفَّ « :
ب».َال َّثانِ َي َة َوال َّثالِ َث َة ك ََذلِ َ
كيف يكون الك؟ قلنا قب قلي الميت إاا وضع على ث ث لفائف بينها الحنوط ثم جعلنلا بعلد اللك
الحنوط على إليتيه وسددباها بخرقة على هيمة التبان جعلنا الميت على هلذه اللفلائف اللث ث ،ثلم أخلذبا
الخرقة ،قال فيرد الطرف من جابع األيسر بأخذها من الًابع األيسلر اللذي هلو أيملن بالنسلبة للمغسل
يعتا األيمن إاا كان جعلته أمامر على هذه الهيمة فتأخلذها ملن األيسلر وتًعلهلا الطلرف األعللى تًعلله
٦
279
أسف هنا ،ثم الطرف األعلى من األيمن تًعله أسف يف اليسار ،بحيث أبله يبقلى يف الحاللة األوللى رأسله
ناهرا ثم الثابية مثلها ثم الثالثة مثلها ،فيبقى حين إان الميت قد غطى من جميع الًهات لكلن بقلى شلرء
من اللفائف ألن أبول اللفائف السفلى شرء منها ملن عللو وشلرء منهلا ملن سلف ،ثلم بغطلر الميلت لا
وسأتكلم عن كيفية تغطية رأسه بعد قلي .
كان بودي يف أحد معه منادي أشرحها بالمنادي ،أعطيها ث ث منادي يلا بله ،فيله أحلد معله مناديل ،
ساعة باقر عنلدبا كثيلر منادي ث ث هذا واحد باقر اثنين ،كم باقر الوقت يمدينا ول ما يمدينا ،باقر ب
يا شيخ ألن بريد أن بنهر.
ابظروا معر وهذا مندي وهذا مندي وهذا هو الميت ي أعطنا الميلت ،ابظلروا معلر تلرون تحلوفون
ول ما ترون ،ترون بيع هذا هر اللفافة األولى بلع اللفافة األوللى ،ثلم بسلكع عليهلا ملااا حنوبلا ،ثلم
بأا باللفافة األخرى وبلعها فوقها هكذا مربعة وبسكع حنوبا ،ثلم بلأا باللفافلة الثالثلة وبللعها فوقهلا
هكذا وبلع حنوبا ،ثم بأا بالميت وبسد إليتيه بالحنوط كما اكرته قب قلي ،ثم بلعه على هذه الهيملة،
ثم بأا بالًابع األيسر من األولى وبرده على الطرف األيمن ،ثم بأخذ الًابع األيمن برده على الطلرف
األيسر بب ًعا هر ستنلل ألن هذه قصها ليس ملبوبا ثم الثابية مثلها والثالثة مثلهلا بب ًعلا الميلت يًلع أن
يكون هكذا ،فيخرج رأسه ويبقى شرء بويل أعللى رأسله فيبقلى حينملذ الميلت عللى هلذه الحاللة ،بأخلذ
األيمن ثم األيسر ثم األيمن ثم األيسر ثم األيمن ثم األيسر ،ويكون الميت ذه الهيمة.
ببعللا يًللع أن يكللون بب ًعللا هللذا منللديلنا بويل يًللع أن يكللون أبللول مللن األسللف مللن علللو ،وهللذا
سنتكلم عن الباقر بعد قلي .بعم ..خذ قلمك ،تفل يا شيخ عحان الوقت.
قال :ويًع األكثر الفاض يعنر اللائد من جهة الرأس ثلم يعقلدها يعنلر يربطهلا إل المحلرم فإبله ل
يربطها له وتبقى فاضلة لكر تكون مكحوف الرأس فقط ،وأما الوجله فإبله يغطلى ملن المحلرم ،المحلهور
من المذهع أ ا تغطى بنا ًء عللى الخلت ف بصلحة اللذي بقصلته دابتله كملا يف الصلحي قلال غسللوا ول
تخمروا رأسه هذا هو الثابت زياد ول وجهله جلاءت ملن بريل ابلن عيينلة يف مسللم لكلن أبكرهلا أحملد
وغيره من الحفاظ الثابتة إبما هو ول تخمروا رأسه فيةك رأسه من غير عقد ما تعقد من فلوق ،تعقلد لغيلر
280
المحرم ،وتح بب ًعا يف القا غير المحرم تح العقد التر فوق رأسه يف القا.
المرأ يستحع أن تكفلن يف خمسلة أثلواب بلدل ث ثلة ألن النبلر قلال لملن غسل ابنتله
«كقناها يف همسة أثااب».
قال املصنف« :إِزَار َو ِه َمار َو َق ِميص َولِ َقا َ ت ِ
َان».
قال :إزار يعنر أبه القماش اللفافة األولى ل تكون مغطية الًسد كلله وإبملا توضلع للنصلف األسلف
فقط ،إان القطعة األولى تكون إزارا ،وهلر تكلون دثلارا لهلا بمعنلى أ لا مباشلر جسلدها ،وخملار يكلون
مفص على هيمة ثلوب ،الملرأ تكفلن يف الًلء األعلى من جسدها مفص على هيمة خمار مث ،وقمي
يكون بوي جدا. مث هذا الثوب بب ًعا ليس مث ثوبنا هذا وإبما يًع واسعا ،ولكنه يكون ثوب قمي
وإزار وخمار هلذا قال :ولفافتان اللفافتان هر التر تكون على سائر الًسد ،إان ث ث أثواب قمي
دثار أي مباشر جسدها ،ثم بعدها لفافتان وهذا يدل على أن المرأ يستحع السلة حيلة وميتلة ،ابظلر حتلى
.بعم وهر ميتة النبر قال كفنوا ابنتر يف خمسة أثواب منها خمار وإزار وقمي
قال املصنفَ « :و َص ِغ َير ٍة َق ِميص َولِ َقا َ ت ِ
َان».
هذه الثياب المستحع ا أل تكون غالية ،ل يستحع المغلال يف الكفلن؛ وللذلك جلاء يف الموبلأ أن
أبا بكر الصدي قال :إبما هر للمهلة ،قي المهلة معناها لفة ملن الللمن ثلم سليكون البعلث عنلد اهلل
ألن المرء إاا دفن يف قلاه جلاء أبله مقلدار ملا يحلس ملن دفنله إللى بعثله بمقلدار ملا بلين الظهلر إللى
العصر ،فهر مهلة قصير ،وقي إ ا للمهلة للمه أي للتللف فإ لا يف القلا تتللف؛ وللذلك َأ َبلى أبلو بكلر
٦
281
عن الًنلاز ،والًنلاز تصل بالكسلر وبلالفت قيل إ لا بلالفت بدأ يتكلم المصنف عن صفة الص
المحمولة والكسر جميعها؛ لكن على العموم هر تًوز الوجهان يف كلهما.
عللى الًناز تصلى عليها إاا كابت حاضر وإاا كابت غائبة ،فأما إاا كابت حاضر ف تص الص
عليهلا ،فل بلد أن تكلون الًناز إل إاا كابت موجود غير محمولة ،إاا كابلت محموللة ل يصل الصل
حاضر غيلر محموللة ،وقاعلد فقهائنلا أ لم يقوللون إن الًنلاز كا ملام ،يًلع أن تكلون موجلود أملام
المأموم ،وبنا ًء على الك فإبه إاا رفعت الًناز خ ص ل ص ،فمن فاتته تكبير ملن تكبيلرات الًنلاز
فأكثر يًع عليه أن يبادر بقلاء ما فاته من التكبيرات قب رفعها؛ ألن إاا رفعت يعنلر حمللت فل صل
على الًناز إل أن توضع يف المقا .
واحلد ،وفرعلوا عللى عليه بمكلف يعنر يسقط فرضلية الكفايلة بوجلود شلخ قال :وتسقط الص
هذه المسألة مسائ .
ط اِ ْم َر َأ ٍة».
قال املصنف« :و ِقيام إِما ٍم ومنْ َقرِ ٍد ِعنْدَ صدْ ِر رج ٍٍ ووس ِ
َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َُ
أي :ا ملام يقللف عنلد صللدر الرجل أي عنللد مقدمله وهللو رأسله وكتفللاه هلذا يسللمى الصلدر هللذا هللو
الصدر ،ووسط امرأ أي عند وسط جسدها؛ ولذلك يفرق بين الرج والمرأ تعرفهم عند صلف الًنلائل
أن الرجال يقدمون فيصلر ا مام عند رهوسلهم ،وأملا الملرأ فيصللر عنلد صلدرها فتكلون متقدملة عليله
بعه الحرء المرأ هر التر تكون متقدمة من جهة القبلة.
ورد عللن النبللر أبلله كللا أربعللا وخمسللا وسللتا وكلهللا صللحيحة ،ولكللن أكثللر فعل النبللر
أبه كا أرب ًعا.
282
قال املصنفَ « :ي ْه َر ُأ َب ْعدَ َا ْْلُو َلى َوال َّت َع ُّا ِذ َا ْل َقاتِ َح َة بِ َال اِ ْستِ ْقتَاحٍ ».
قال :يقرأ بعد األولى أي بعد تكبير ا حرام ،والتعوا أي أعوا باهلل من الحيطان اللرجيم ،الفاتحلة أي
الفاتحة والبسملة معها ألن البسملة يستحع قراءهتا ،ويكلون قلراء فاتحلة سلرا ملن غيلر جهلر؛ ألن النبلر
لم يًهر يف قراء الفاتحة.
قال :ب استفتاال أي بدون دعاء الستفتاال ،وه يًوز اللياد على الفاتحة؟ بقول :بعلم إاا للم يكلا
ا مام فتًوز لك اللياد ألبه ثبت أن ابن عباس قرأ بالفاتحلة وقل هلو اهلل أحلد ،ولكلن الواجلع بل هلو
الًناز الفاتحة فقط. ركن ص
قال املصنفَ « :و ُي َص ِل َع َلى َالنَّبِ ِ َ ب ْعدَ َال َّثانِ َي ِة كق تيهد».
قال :ويصلر على النبر على المحهور أبه ركلن المحلهور عللى الملذهع أ لا ركلن يف
الًناز يًع أن تصلى على النبر ،قال كفر تحهد ما معنى كفر تحهد يعنلر أن أقل ص
علن عن النبر أن تقول اللهم صلر على محملد ،وأفلل صليغة يف الصل ما يسمى ص
وغيرهللا أن تقللول :اللهللم صلللر علللى محمللد وعلللى آل محمللد كمللا النبللر يف الصل
صللليت علللى آل إبللراهيم إبللك حميللد مًيللد ،وبللارك علللى محمللد وعلللى آل محمللد كمللا باركللت علللى آل
إبراهيم إبك حميد مًيد.
من المراد بآل النبر اللذي اختلاره ا ملام ماللك وأحملد وكثيلر ملن فقهلاء الحلديث أن
عن النبر ويف الدعاء المراد لم األتقيلاء ،كملا جلاء يف الحلديث اللذي رواه اآلل يف الص
تمام الرازي يف الفوائد أن النبر سم من آلك قال« :كٍ ته » ،فآل النبر يف بلاب اللكلا لهلا
معنى ،وأما يف باب الدعاء فقد رج األئمة كمالك يف الموبأ وغيرهم رجحلوا أن اآلل يحلم كل ملؤمن
فأبللت عنللدما تقللول اللهللم صلللر علللى محمللد وآللله يحللم جميللع المللؤمنين واألتقيللاء بحللديث الرسللول
اكرته لكم قب قلي .
إبملا لله؛ ألن أصل الصل ويدعو وجوبا يًع أن المرء يدعو للميت فإن لم يدعو للميت ف ص
جاءت للدعاء.
٦
283
قوله :واألفل ألن أق ما يسمى دعا ًء أن تقول رب اغفر له ،اللهم اغفر له ولو ملر ،ولكلن األفلل
ولذلك قال ا مام أحمد لن يأا فيه شرء مؤقت ادعو بما شمت ثم اكلر بعله اللوارد. بما ورد من الن
بعم اقرأه
السـن َِّة، ْت َع َلى ك ٍُِ ََ ٍن َق ِدير َال َّل ُه َّم َم ْن َأ ْح َي ْي َت ُ ِمنَّا َ َأ ْحيِ ِ َع َلى َا ْ ِ
ْل ْس َال ِم َو ُّ ْ َّب َت ْع َل ُم ُمنْ َه َل َبنَا َو َم ْث َاانَاَ ،و َأن َ
«إِن َ
َو َم ْن ت ََا َّ ْي َت ُ ِمنَّا َ ت ََا َّ ُ َع َل ْي ِه َما».
هذا يف صحي مسلم ،وك هذا يًوز ،ويكفر منها أن تقول« :اللهم اغفر له اللهم ارحمه».
هذا الدعاء األخير جاء يف سنن أبر داوود من حديث أبر هرير .
عليه منصلور ،فل يلدعى بالنسبة للصبر والمًنون المحهور عند فقهائنا أبه ل يدعو له بالمغفر ب
له بالمغفر وإبما يدعى بالدعاء الذي ورد ويدعى بأن يكون فربا لوالديه.
أي :تسليمة واحد ،والدلي عليها أن ا مام أحمد حكى إجماأ العلماء قال فيه عن سلتة ل اخلت ف
بينهم ،ل اخت ف بين الصحابة أبه إبما يسلم يف الًناز تسليمة واحد ،قال لم يخلالف إل النخعلر ،كلذا
قال ا مام أحمد فحكى ا جماأ وأحملد ملن أشلد النلاس يف حكايلة ا جملاأ ،إان السلنة أبله إبملا يسللم
تسليمة واحد ألبه ستة عن الصحابة إبما سلموا تسليمة واحد ،وإن سلم تسليمة ثابية صلحيحة ل بقلول
إ ا ص ته بابلة بعم عبد اهلل بن مبارك قال من سلم تسليمة ثابية فهلو جاهل ؛ لكلن الصلواب أ لا جلائل ،
ولكن األكثر من فع الصحابة األص منقول عن الصحابة إبما هر تسليمة واحد .
رفع اليدين مع ك تكبير جلاء علن ابلن عملر احلتج بله أحملد واحلتج بله ابلن منلذر وللذلك هلذا
الحديث ثابت عنه ما احتج به األئمة كما اكرته قب يف الدرس العصر.
تربيع يف حملها ،ما معنى الةبيع بب ًعا جاء الةبيع عن الصحابة رضوان اهلل علليهم كملا جلاء علن أبلر
عبيد بن عبد اهلل بن مسعود عن أبيه ،وجاء عن عمر بن عبد العليل ورحمه.
الةبيع هو أمران:
اْلمر الثاين :أن هؤلء األربعة يتبادلون يف حملها هلذا يسلمى الةبيلع ،ويًلوز سليحمله اثنلان ملن
األمام والخلف لكن السنة أن يكوبوا أربعة وأن يدور بينهم كما جاء عن عمر بن عبد العليل.
٦
285
وقرب من الًناز حين تحيعها؛ ألن ا بسان يتذكر الموت ويتذكر الك المنلل.
المرء إاا دفن يًوز يف الدفن أمران :الح واللحد ،وك هما جائل ،فأما الحل فهلو أن يحفلر ملن غيلر
لحد يعنر حفر واحد إما أن يًع الحفر مربعة على هذه الهيملة أو يًعل مربعلة وتحتهلا مربلع أصلغر
فك يسمى ش ألبه محقوق بطري الرأس.
أما اللحد فهو أن يملال ألن سلنر لحلدا أي ملائ ومنله سلمر الملحلد إاا كلان ملائ فاللحلد هلو أن
يًع يف جابع القا ،صور اللحد ما هو أن يح مربعا على هلذه الهيملة ثلم يًعل بًاببله حفلر أخلرى
هذه الحفر األخرى تسمى لحدً ا؛ ألبه مال عن الحفر األساسية ،وإن أبللتها يف األسف جاز ،إان اللحلد
له صورتان والح له صورتان ،الصور األولى يف الح أن يكلون مربعلا والصلور الثابيلة أن يكلون مربعلا
وتحته حفر أخرى يوضع فيها الميت ك هما يسمى شقا.
اللحد هو الحفر المربعة ثم يحفر بًاببها ملن األسلف حفلر أخلرى ويكلون األرض فيهملا مسلتوية
واحد الحفر الًاببيلة والحفلر الكلاى ،أو أن اللحلد ينللل قللي علن الحفلر األوللى فك هملا يسلمى
لحدً ا.
واألفل من األملرين اللحلد ألن النبلر لملا قبللت روحله وأراد الصلحابة أن يلدفنوه
أرسلوا إلى ال حد والحاق فقالوا ببدأ بمن جاءبا أول ،فًلاء ال حلد فلحلدوه ول يختلار اهلل لنبيله
286
إلى األفل ولذلك سعدا لما مات قال لحدوين كما لحد النبر كما عند مسلم.
ويلحد على شقه األيمن أي يًع على شقه األيمن ،وجوبا أن يًع على شقه األيمن وجوبا.
لما جاء من حديث أبر سعيد أن النبر قال« :مـن اتبعهـا ـال يُلـس» أي ملن اتبلع
الًناز بعم من تبعها ف يًلس ،ابظر بالنسبة للًناز لنا ث ث حالت:
الحالة اْلولى :أن يكون المرء تلابع لهلا محلى معهلا ،فملن كلان تلابع لهلا فالسلنة أل يًللس حتلى
توضع على األرض ،هذه الحالة األولى.
الحالة الثانية :أن يمر عليك بالًناز وأبت واقف ،فالسنة أل تًلس حتى تلذهع عنلك ملع أبلك
لست بتابع لها ،إان إاا مر عليك ف تًلس ب تبقى واق ًفا.
وهو جالس فنقول :ل يللمه الوقلوف ،وللذلك هلذه الحالة الثالثة :أن ُيمر بالًناز على الحخ
من القواعد كما قلال الرجل مملا فلرق فيهلا أصلحابنا بلين السلتدامة والبتلداء ،فالبتلداء ل يلللم القيلام،
ولكن الستدامة لزمة وهو استدامة القيام.
عليلله لمللا جللاء يف الصللحي مللن حللديث جللابر أبلله للى النبللر القللا أي وضللع الً ل وتًصللي
٦
287
ببدأ بالبناء ابظر معر المصنف هنا قال يكره بنلاء أي بنلاء القلا ،عنلدبا أملران عنلدبا بنلاء القلا وعنلدبا
البناء على القا ،المذهع وهو قول الفقهاء بناء القا مكروه وهلو البنلاء يف داخل القلا ألن بعله النلاس
قد تكون أرضه رخو فإن لم يبنوا فيها سقط وللذلك يف بعله البللدان القبلور مبنيلة ،فبنلاء القلا يف داخلله
مكروه األولى تركه واألفل ،إان بناء القا هو المكروه ،أما البناء على القا فإبما بأخلذ قلول رسلول اهلل
وهو قول فقهائنا :البناء على القا حرام.
فقللد ثبللت مللن حللديث أبللر الهيللاج أن علللر قللال« :أَّل أبعثــب علــى مــا بعثن ـ علي ـ رســال اهَّلل
أَّل تدع قبر مير ا إَّل سـايت » ويف الصلحي ملن حلديث جلابر أن النبلر
ى عن البناء على القبور.
إان فرق بين البناء على القبور وبناء القبور الفقهاء إبما يعلموبا مااا بنلاء القبلور يف داخلهلا ،أملا البنلاء
عليها ورفعها فحرام ،لم يقوله زيد ول عمرو ول خالد ول عبد الس م ،من قاله؟ قاله صلاحع هلذا القلا
محمد ،وإاا جاءك األمر من اهلل أو ملن رسلوله فقل عللى العلين واللرأس سلم ًعا وباعلة هلل
ﭠﭡ} [األحلاب ،]36 :لكن أردت أن أبين ك م الفقهاء محله بنلاء القلا غيلر بنلاء عللى القلا بنلاء عللى
رسول اهلل ،ول يًوز لنا أن بحكر خ فا بخ ف الك ،الرسلول يقلول ل القا حرام بن
تبنوا بقول ببنر ،الرسول يقول ل تبنوا تقول ابنوا ،إان ابتبهوا لكل م رسلول اهلل فهلو مقلدم عللى قلول كل
أحد؛ لكن بفهم ك م الفقهاء بناء القا غير بناء على القا.
هذا بناء على اخت ف يف صحة الحديث اللذي جلاء عنلد النسلائر والةملذي يف حلديث جلابر الكتابلة
ألن ما رواها الحيخان و ى عن الكتابة عليها ،فبعه أه العلم صلححها فقلال إن الكتابلة عللى القلا ل
تًوز ،وبعه أه العلم أعلها ،وبعلهم قال إن العم على خ فها كما قال الحاكم ول تتتبعه اللذهبر،
وقال :إن من عم بالكتابة على القا فإبه لم يكون عالم ،وعللى العملوم المسلألة ي الكتابلة أخلف بكثيلر
من البناء على القبور.
288
أي :ومحر على القبور ألن النبر ى المحر عليها ألن حرمة الميت كحرمة الحر.
ألن النبر قال« :أن الُلاس على الهبر كالُلاس على الُمـر» كملا جلاء ملن حلديث
أبر هرير .
لما جاء عن النخع أبه كان يكره وضع اآلجلر وملا مسله النلار ،وجلاء علن سلعد سلعد بلن
وقاص أبه قال ل تدخلوا يف قاي خحبا ،وهذا من بلاب التفلاهل أل يًعل أل يعلذب صلاحع القلا هلذا
من باب التفاهل.
ألن القا والمقا ليس محل تبسلم وإبملا اتعلاظ وتلذكر ،والنبلر جللس مطرقلا رأسله
♥ ،فا بسان يًع أن يعرف لك منلل مكابه.
إان القا ل يًوز أن يدفن فيله إل واحلد ،إل إاا أبلدرس القلا األول مثل ملا يفعل عنلدبا يف البقيلع،
البقيع ملا اللذي يحلدث فيهلا إاا أبلدرس القلا وصلاحبه دفنلوا فيله آخلر ،إان درس القلا جلائل لكلن قبل
ابدراسه ل يدفن فيه اثنان لورود النهر.
٦
289
القربات بوعان :قربات مالية وقربات بدبية ،فالقربلات الماليلة بإجملاأ أهل العللم أ لا تصل الميلت
كالصدقة ويف معنى القربة المالية الحج فإبه قربة مالية وبدبية.
وإهداء ثوا ا للميت فقول جماهير أه العللم أ لا تصل وأما القربات البدبية كقراء القرآن والص
للميت ،ولم يخلالف يف اللك إل األملام المطلبلر محملد بلن إدريلس الحلافعر هلو اللذي خلالف يف هلذه
المسألة ،وإل فًمهور العلماء أن ثواب القراء تص إلى الميلت ،إهلداء الثلواب هلذا قلول جملاهير أهل
العلم كما اكره المصنف.
ال ِز َي َار ُة َق ْبرٍ ُم ْس ِلمٍَ ،وا ْل ِه َرا َن ِة ِعنْدَ ُهَ ،و َما ُيخَ ِق ُ
ف َعنْ ُ». قال املصنفَ « :وس َّن لِرِ َج ٍ
ُ
قال :يسن لرج مسللم أن يللور القلا ،المقلابر عموملا ومنهلا قلا النبلر فإبله يسلتحع
زيارته ألبه قال« :قد نهيت م عن زيارة الهبار زوروها» ،وهذا الحكم خاص بالرجلال دون
النساء لنهر النبر عن النساء زيار القبور «لعن زوارات» ويف روايلة «زائـرات» ألن زوارات
صفة المبالغة التر تديم الليار واللائرات ولو مر تسمى زائر .
قال والقراء عنده القراء عنده ،عند القا ث ث أقسام ابتبهوا لهذا التقسيم.
الهسـم اْلول :أن تكلون القللراء بلأجر فهللذا حكلر ا جملاأ علللى أبله ل يًللوز؛ ألن اللذي يقللرأ
القرآن بأجر ليس له أجر؛ ألن القرب ل يًوز أخلذ أجلر عليله ل يًلوز أخلذ أجلر عليهلا ،فهلذا القلار
بأجر ل يؤجر عليه.
الحالة الثانية :أن تكون القراء بعد الوفا مباشر فهذه هر التر قصدها المصنف وهر التلر بل
عليها أحمد كما جاء يف محاور مع يحيى بن معلين يف تلاريخ عيسلى اللدويري عنله ،بعلم عبلاس اللدوري
عنه ،يف تاريخ عباس عن يحيى بن معين بعم.
الثالثة :أن تكون القراء من غير أجر بعد بول مد فهذا ل يًوز.
إان عندبا ث ث حالت ويًع أن بعرف مح ك م المصنف ،والذي اكره المصلنف صلحي وهلو
عليله أحملد ويحيلى بلن معلين ،وأللف فيله الخل ل جللءا لكلن مواف للسنة جاء من حلديث سلعد وبل
290
بحربين أل يكون بأجر وأن يكون عند الدفن مباشر ،أما بعدها ل يًوز.
«ن َْس َأ ُل َاهَّللَ َلنَا َو َل ُْم َا ْل َعا ِ َيةََ ،ال َّل ُه َّم ََّل ت َْحرِ ْمنَا َأ ْج َر ُه ْمَ ،و ََّل َت ْقتِنَّا َب ْعدَ ُه ْمَ ،واب ِْق ْر َلنَا َو َل ُه ْم».
لقول النبر لما مات ابنه وقد بللت الدمعة من عينه قال «العين تدمع والهلب يحزن».
الندب هو اكر محاسن الميت ولذلك يقول العلماء أن اكر أن اكر محاسن الميت بعلد موتله مباشلر
تعد بدبا.
احة». ِ
قال املصنفَ « :ون َي َ
ولطم خلد كملا جلاء يف الصلحيحين أن النبلر قلال« :لـيس منـا مـن لطـم الخـدود وَـق
الثياب» ،والحديث يف الصحيحين قال وبحوه من األمور التر تدل على التسخط.
وبكون بلذلك قلد أ ينلا كتلاب الًنلائل اسلأل اهلل العظليم رب العلرش الكلريم أن يرزقنلا العللم النلافع
والعم الصال وأن يتولبا داه ،وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسللمات ،واسلأله أن يحلرم
ضللعفنا وأن يًللا كسللربا وأن يًيربللا مللن خلللي الللدبيا وعللذاب اآلخللر ،واسللأله ج ل وع ل أن يوف ل
المسلمين بك خير وأن يرد المعتمرين إلى بللدا م ،وأن يوفل ول أملور المسللمين بكل خيلر وأن يلرد
كيد الكائدين على المسلمين والسنة وأهلها يف بحورهم.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)10
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
وملا يتعلل وعلن تفصلي جلئياهتلا ،بلدأ بعلد لما أ ى المصنف الحديث عن أحكلام الصل
يف ك ل م اهلل وكتابلله ،فللإن ربنللا يقللول: الللك بللذكر أحكللام اللكللا ،واللكللا قرينللة الصلل
{ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ} [األحلللاب ،]5 :ويقللول ج ل وع ل
{ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ} [التوبة.]5 :
والك فإن الصحابة رضوان اهلل عليهم بينوا أن مابع اللكا حالة كحال تارك الصل ؛ وللذلك قلاتلوه،
وبين اللكا . فقال أبو بكر الصدي « :ألقاتلن من فرق بينهما» أي بين الص
إاا فاللكا شعرية ناهر يًلع عللى المسللم أن يلتعلم أحكامهلا ،بأبله ينبنلر عليهلا إقاملة أحلد مبلاين
الدين وأركابه الخمس العظام ،والمرء يًع عليه أن يتعلم أحكام هذه الحلعير ألبله يةتلع عليهلا صلل
قلبه وصل دينه ،فإن الدين ل يتم إل بمعرفة هذه الركن ،وكلذلك صل ال القللع؛ وللذلك جلاء عنلد ابلن
ماجة أن النبر لما اكر ح و ا يمان اكر أوصاف ملن فعلهلا وجلد حل و ا يملان واكلر
من هذه األوصاف قال« :وإن يخرج زكاة مال ،وَّل يخرج المريضة وذات اليرط» ،إاا غالبا ما يكون ملال
المسلم ل يعلم بمقداره ول بعد إل صاحبه بعد اهلل .
وإخراج اللكا على الدقة ،وإخراجها باألمابة يف الغالع تكلون ملن أعملال السلر؛ ألبله ل يطللع عللى
هذا المال ومقداره إلى اهلل سبحان وتعلالى ،وصلاحبه؛ وللذلك فلإن الملرء إاا تحلر الدقلة يف إخلراج زكلا
ماله ،وكان المرء عالم بكيفية إخراج اللكا فإن الك ول شك له أثر عظليم يف إصل ال قلبله ،ويف بيلله للذ
٦
293
إاا عندما بتكلم عن أحكام اللكا ،بعلم أ ا شلعير واجبلة عللى المسللم إاا كلان عنلده ملن الملال ملا
تًع فيه اللكا ،فلذلك فإن ما ل يتم الواجع إل به فهو واجع وهو معرفة أحكام اللكا .
ض تُِـار ٍة ،و َه ِ ِ ٍ َُب ِ َهمس ِة َأ َْيان :ب ِه ِ
ـن َا ْْلَ ْر ِ
ض، ـارجٍ م ْ يمة َا ْْلَ ْن َعا ِمَ ،و َن ْهدَ ،و َع ْر ِ َ َ َ
َ َ َ َ ْ َ قال املصنف« :ت ِ ُ
َوثِ َم ٍ
ار».
بدأ المصنف بذكر األموال الذكوية التلر تًلع فيهلا اللذكا ،قلال :إبله ل تًلع اللكلا إل يف
خمسللة أشللياء :يمللة األبعللام ،النقللد ،وعللوض تًللار ،وخللرج مللن األرض ،وثمللار ،وهللذه خمسللة أشللياء
سيفصلها المصنف بعد الك ،وإبما أجملها لبيان الحصر لكر بعلم أبه ل تًع اللكا يف غيرها.
قال املصنف« :بِ َير ِ
ط إِ ْس َال ٍم». ْ
بدأ يتكلم عن الحروط التر تًع يف وجوب اللكا ،فقال :أولها ا س م ،وألن الكلافر ل بيلة لله فل
تص عباد منه ،وألن النبر حينما أرس معاا إلى اليمن قال « :ـِن هـم آمنـاا بـذلب –أي:
اْلسالم ،-وأقروا بـ ـأعلمهم أن اهَّلل قـد ا تـرض علـيهم همـس صـلاات ،ـِن هـم أقـروا بـذلب،
ــأعلمهم أن اهَّلل أجــب علــيهم زكــاة تأهــذ مــن أبنيــاهم وتــرد إلــى هــرائهم» ،ولللم يللأمر النبللر
أه الليمن باللكلا إل بعلد إسل ميهم ،فلدل عللى أبله إبملا تًلع اللكلا بحلرط ا سل م،
وحرية.
ويًع أن يكون الملكر حرا؛ ألن القن وإن قي بأبه يملك الملال ،إل أن القلن والملال اللذي يملكله
ملك لسيده ،ف تًع اللكا على القن ،وإبما تًع اللكا على سيده ،فيذكر سيده مال القن.
ألن النبر قالَّ« :ل زكاة يف ما دون عيرين مثهال مـن ذهـب ،وَّل يمـا دون مـأت درهـم
من القضة» ،ومعدا الك وغير الك من األحاديث التر تدل على النصاب.
ولكن النصاب ليس يف جميع األموال اللكوية ،وإبما هو يف الخلارج ملن األرض ،ويف العلروض ،ويف
294
األثمان.
وأما ما سيأا بعد قلي يف قلية الركاز ،فإن الركاز إن قي أبه زكا فلس فيه اشةاط النصاب.
أريد هنا أن أبين مسألة ،أن النصاب على المحروط عن الفقهلاء ،إن النصلاب يف األثملان والعلروض؛
إبما هو على سبي التقريع.
وأما النصاب يف الخارج من األرض فعلى المحهور أبه على سبي التحديلد ،وقلال بعله المتلأخرين
أبه كذلك يف الخارج من األرض على سبي التقريع.
النصاب شرء يسيرا ،فإبه تًع فيه اللكا . وبناء على الك فلو بق
ل زكا فيه ألبه ليس يف ملكه. عندبا أمران :عندبا الملك ،وعندا الستقراء ،فما ل يملكه الحخ
األمر الثاين هو :استقراء الملك ،وهو معنى زائد على الملك ،واستقراء الملك ث ثة أشاء:
له وليس لغيره ح فيه ،فليس ملن اْلمر اْلول :أن ل يتعل به ح لغيره ،بمعنى أن يكون خال
باب الشةاك العام ،أو المنازعة يف التمليك ،الشةاك العام اللذي هلو البتفلاأ ملث ،فالبتفلاأ هلو حل
محةك بين الًميع ،وليس فيه منازعة يف الستحقاق.
اليــرط الثــاين :أن يمكللن المالللك أن يتصللرف يف العيللع ،أن يمكنلله أن يتصللرف فيهللا ،وفقهائنللا
يقولون :أق ما يسمى يصرفا ا براء ،فإاا كان يمكنه أن ياء من هر بيده فإبه يكون متصرفا يف المال.
اْلمر الثالث :أن يكون له بمائه؛ ألن النماء تابع للملك ،فدل على أبه مستقر.
إاا ث ثة قيود أن ل ينازعه يف ملكله غيلره ،وأن يكلون لله بمائله ،وأن يمكنله أن يتصلرف فيله ،وأقل ملا
يمكن أن يسمى تصرفا هو ا براء.
وبناء على الك فإ م يقولون :إن المال المغصوب قد استقر المللك عليله؛ ألبله يمكنله أن يلاءه ،أي
ياء الغصع ،كما أن هذه الملك ل ينازعه فيه غيلره ،وكملا أن هلذا الملال المغصلوب بمائله لله ،وإن كلان
ليس بيده ،لكنما المال المغصوب للغاصع ،فالمال المغصوب تًع فيه اللكا .
وكذلك الدين تًع فيله اللكلا ،ومهلر الملرأ كلذلك أن كلان معينلا تًلع فيله اللكلا ،وللو كلان غيلر
٦
295
مقبوض.
إاا ك ما كان مستقر فإبه تًع فيه اللكا ،وسأتكلم كيف تكون زكلا المغصلوب وعللى ملن بعلد ملا
يأا اكرها يف ك م المصنف.
ِ ٍ ِ
قال املصنفَ « :و َس َال َمة م ْن َد ْي ٍن ُينْه ُص َالن َِص َ
اب».
الدين يف اللكا بوعان :دين يمنع وجوب اللكا ،هذا الذي يتكلم عنه المصلنف هنلا ،وديلن هل يلكلا
أم ل؟ ،والك بعه الطلبة يف العللم ،عنلدما يبحلث علن زكلا اللدين قلد يخطلأ يف مبحثهلا ،فيلدخ أحلدا
المسألتين يف األخرى ،وقد اكر منصور وغيره أن الفقهاء إاا قالوا :ه الدين يلكا أم ل؟ ،فإ م يقصلدون
به الدين الذي لك على غيرك ،ه تلكيه أم ل؟ ،وأما الدين الذي عليك ،ف يسمو ا بلكا اللدين ،وإبملا
يقولون :ه الدين يمنع اللكا أم ل؟.
إاا يًع أن تفرق عنوان المسألة ما هو ،إاا قلنا :ه يف الدين زكا ؟ ،فنقصد به الدين الذي لك عللى
غيرك ،ه تذكيه أم ل؟ ،وأما المسألة الثابية :فه الدين يمنع اللكا أم ل؟ ،فهذه هر المسألة الثابية.
النصاب. ه الدين يمنع اللكا أم ل؟ بقول :الفقهاء يقولون :إبه ل ُبد أن يكون سالم من دين ينق
بصلا ا ملا جلاء علن عثملان النصاب ويمنع اللكا إاا أبق الدلي على أن الدين يمنع أو ينق
كما يف الموبأ وغيره أبه قال« :أيها المسلمان إن هذا اليهر َهر زكات م ،أدوا ما علي م من الديان ،ثـم
أدوا زكاة أماال م» ،فكان هلذا نلاهرا ومسلتقر عنلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ،أن اللكلا تخصلم ملن
الوعاء اللكوي ،والك فيقولون :إن اللكا تخصم من الوعلاء اللكلوي ،دليلله عمل الصلحابة رضلوان اهلل
عليهم يف الك ،وألن هذا الدين اللذي يف الذملة هلو يف الحقيقلة لليس مللك للك ،وإبملا هلو مللك لغيلرك،
وإبما يللمك عليك أن تعطيه لغيرك.
إاا هذه هر المسألة األولى عرفنا دلي أن اللكا تصخم من الوعاء اللكوي.
مللا معنللى الللك؟ أي :أن المللرء يًمللع ماللله الللذي تًللع فيلله اللكللا وهللو ث ثللة أشللياء :النقللد ،وقيمللة
من هلذا الوعلاء اللذي اشلتم العروض- ،وسيأتيان ،-واألمر الثالث الديون التر له على غيره ،ثم ينق
296
من هذه الث ثة الدين الذي عليه ،ثم الباقر إن كلان المًملوأ أقل ملن بصلاب هذه األمور الث ثة ،ينق
النصلاب ،وإن كلان المًملوأ أكثلر ملن النصلاب فإبله ف زكا ،وهذا معنى قوله :وسلمة من ديلن يلنق
يلكا.
إاا كيف بحسع اللكا ؟ ،أبظر معر تأا بالوعاء اللكوي يتكون من ث ثلة أشلياء ويخصلم منهلا رابلع،
النقد ،وقيمة العروض ،وسنتكلم عنهما ،والديون التر لك على غيرك ،ثم تخصم منها األمر الرابلع وهلر
الديون التر عليك.
المللال علللى إاا عرفنللا مللا معنللى هللذه الحللرط ،أبلله يكللون شللرط يف الوجللوب إاا أصللب الللدين يللنق
النصاب ،فيصب شرط للوجوب.
وأما يكون بريقة يف الحساب إاا كان بصاب فأكثر ،وسيأا ما معنى النصاب بعد قلي .
اكر بعه فقهائنا كالموف وغيلره أن اللدين اللذي يخصلم ملن الوعلاء اللكلوي شلربه أن يكلون دينلا
حال ل دين مؤج ؛ إاا ل ُبد أن يكون دينا حال ل دين مؤج ،وهذا القيد معتا.
ما هو الدين الحال؟ ،قال :الذي يًع عليه سداده يف وقلت اللكلا ،فكل ديلن يًلع عليله سلداد يف
وقت اللكا فإبه دين حال.
وأما المؤج ،فإن الدين قد يؤج عحرين سنة وث ثين سنة؛ ب وممة من السنين ،ومع الك بقول للو
قلنا أبه يخصم يف ك سلنة لكلان هنلاك اهلاب لكثيلر ملن األملوال ،واللك اختلار الموفل وكثيلر أو بعله
بالدين الحال دون المؤج . المتأخرين من أبه أبما يخ
أبظر معر ،ك قرض حسن ،هو يسلمى قلرض لكلن سلمينه حسلن يف هلذا اللملان حينملا أصلب عنلد
الناس اشةاك يف األلفاظ بين القرض الحسن والقرض الروبر ،كل قلرض يلؤدى كملا هلو ،اللذي يسلميه
المعاصرين بالقرض الحسن فكله دين حال ،وإن أجله الناس باتفاق بينهم ،فلو أقرضلنر زيلد أللف وقلال
ل ترضها إل بعد سنتين تعتا دين حال فتخصم من الوعاء اللكوي ك سنة.
ما هو الدين المؤج ،الدين المؤج هو الذي كان من أثلر معاضلد بسلبع معاضلد ،فحينملذ أجل ،
فيكون له أثر يف القيمة.
٦
297
النصاب ،تكلمنا عن دليلها ،وكيف يحسع اللدين يف اللكلا وتكلمنلا إاا قال :وس مة من دين ينق
أيلا عن قللية القليه اللذي أوردهلا بعله أهل العللم ،وهلو أن يكلون اللدين حلال فسلقط ملن الوعلاء
ً
اللكوي دون المؤج .
من شرو اللكا أن تكون اللكا ملى على تملك الملال حلول كامل ،وقلد جلاء فيله حلديث علن ابلن
عمر وروي فيه حديث كذلك عن عائحة ومًموأ ما جاء يف الباب يلدل عللى أصلله؛ بل ابعقلد ا جملاأ
عليه ،ابعقد ا جماأ يف الًملة على أبه ل ُبد من حولن الحول لللكا ،وجاء عن ابن عمر وروي مرفلوأ
عند الطاي يف التعليقة.
والمراد بالحول باتفاق أه العلم ،أبه الحلول القملري ،ولليس الحلول الحمسلر ،حكلى هلذا القلول
الحافعر ،وحكى ا جماأ عليه ابن حلم وكذلك الرافعر وغيرهم.
عن الحول الحمسر بأحد عحر يوما. إاا ل ُبد أن يكون الحول حول قمريا ،وهذا باتفاق ،وينق
وهو الذي يأخذ منه العحر ،وهو الخارج من األرض ،فإن الخارج من األرض ل يللم فيه الحول
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ} [األبعام ،]141 :فإاا خرج ووجع فإبه حينمذ يخرج،
ولو كان أكثر من سنة ،فإن بعه الثمار تكون يف سنة قمرية ،وبعلها تكون يف أق من كذلك.
فإبه يتبع أصلها لما جاء عن عمر ،كما يف الموبأ أبه قلال« :وعـد علـيهم بالسـخال وَّل تأهـذها»،
فالسخال أق من سنة فتعد يف اللكا ولكن ل تؤخذ.
ألن بماء التًار تابع لها وحكر الجماأ عليها يف الًملة ،إل يف مسألة بقلد العلروض دراهلم سليأا
298
أن فيها خ ف لكن عموما هذه يف الًمللة أن اللرب التًلار حولله حلول أصلله ،ول ينظلر فيهلا لحلولن
الحول.
إاا ملك مال فإبه على تملام الحلول قب أن بنتق إلى مسألة النقصان ،أوريد أن تنتبه مسألته الحخ
من السنة القادمة يًع عليه زكا هذه المال ،هناك مال آخر يسمى بالمال المستفاد يف أثناء الحول ،الملال
المستفاد يف أثناء الحول ركلوا معر ،إاا المال ملكت مال إما يمة سائمة ،وإما بقد ،وإما علروض ،وإملا
غير الك مما تًع فيه اللكا ،فمكث عندي حول كام تًلع زكاتله ،هلذا يسلمى حلولن الحلول عللى
المال.
هناك بوأ آخر يسمى بالمال المستفاد يف أثناء الحول ،يعنر يف هلذه السلنة قبل تملام الحلول اكتسلبت
مال هذا المال المكتسع يسمى بالمال المستفاد ،المال المستفاد بقول أبواأ:
الناع اْلول :أن يكون المال المستفاد بماء أو بتلاج ،بملاء كنملاء التًلار وربحهلا ،وبتاجلا كنتلاج
السائمة ،فإن كان المال المستفاد بماء أو بتاج ،فإن حوله حول أصله ،ك مال كان بسبع ربل التًلار أو
كان بسبع بتاج يمة األبعام فحوله حول أصل ،هذا النوأ األول من المال المستفاد يف أثناء الحول.
الحال الثاين من المال المستقاد :أن يكون المال المسلتفاد يف أثنلاء الحلول ملن غيلر جلنس الملال
الذي ابعقد عليه حول ،رج عنده مال اهع ويف أثناء السلنة ماللك ملال آخلر ملن جلنس آخلر وهلو يملة
األبعام ،فهلذا بقلول :يبتلد لله حلول جديلدا؛ ألبله ملال مسلتفاد ملن غيلر جلنس الملال اللذي ابعقلد عليله
الحول ،هذا النوأ الثاين.
الناع الثالث :مال مستفاد ،ما معنى مستفاد؟ ،يعنر أبه لم ينتع عليه الحول ،وإبملا ملكله يف أثنلاء
الحول ،مال مستفاد ليس من النماء ول من رب التًار ،وهو من جنس المال ،بمعنلى أبله لليس ملن غيلر
جنسه ،وهو من جنس المال ،مث مااا؟ مث أغللع األملوال التلر بملكهلا اآلن ،مثل رواتلع الملونفين،
كالملال ومث الهداية التر هتدى لك إاا ابعقد على جنسها الحول ،ومث األشياء التلر يكتسلبها الحلخ
التر يأتيه غله من المال المستفاد ،كأن تكون عنده عوام أو تكون عنده عقلارات يؤجرهلا فيكتسلع ملال
يف أثناءها.
إاا هللذا المللال إاا أرت أن تبحللث عنلله يف كتللع فقهللاء ،كيللف يلكللر تبحللث عنلله باسللم مللااا؟ ،المللال
٦
299
المستفاد الذي أبعقد على جنسه الحوال ،ولم يكن بماء ول بتاج.
هذا ه يستأبف له حول جديدا أم ل؟ ،بقول :بعم ،ل تًع فيله اللكلا إل إاا تلم عليله حلول كامل ،
وبناء على الك فهذا المال الذي استفاده راتع شهر محرم يلكه يف شهر محرم من السلنة القادملة ،وراتلع
شهر صفر يلكيه يف السنة القادمة من شهر صفر ،وراتع شهر ربيع األول ،يلكيه يف السنة القادمة ملن شلهر
يعنر إاا كان قلد أكل واسلتعم جميلع شلهر محلرم إاا ابتهلت ،فل بلد أن ربيع األول؛ لكن إاا لم ينق
يكون قد أبعد ،هذا من حيث الوجوب؛ لكن ابظر معر ،الحقيقة أن هلذا األملر يمكلن أن يطبل يف اللملان
األول تطبيقا واضحا؛ ألبه يف اللمن األول ولعهد قريع يعنر آباهبا يذكرون الك ،أن المرء ربما ل يملك
المال إل مر واحد يف السنة ،يكون عنلده زرأ فيبلع محصلوله ملر واحلد يف السلنة ،ويبقلى الملال عنلده
فيأخذ منه يسيرا يسيرا إل تمام السنة ،أو يكون عنده كراء لدار ،فيأتيه الكراء مر واحد ،ويأك منهلا سلنته
كلها ،فحينمذ يكون وقت اكتساب للمال مر واحلد ،أو يكلون عطلاء يأتيله ملن بيلت ملال المسللمين ملر
واحد يف السنة ،فالمحقة فيها أق .
ولكن يف زمابنا هذا أصب المال يأا للمرء أكثر من مر ،على أق األحوال يف ك الحهر مر .
واألمر الثاين يصعع الك :أن هذا المال مختلط يف حساب واحد يف البنك ،فإاا سلحبت مملة ريلال ل
تدري ه هذا المائة ريال من المال الذي اكتسبته من المحرم أم من شهر صلفر أم ملن شلهر ربيلع ،أم ملن
شهر الذي بعده ،ل تدري ،إضافة إلى اللك أن الملرء قلد يكثلر عليله دخلول عليله أكثلر ملن ملر يف السلنة؛
ولذلك فإن الصحابة رضوان اهلل عليهم ،كابوا يستحبون ،وفقهائنا يقولون :هذا ملن بلاب السلتحباب ،أن
المرء إاا ابعقد الحول على جنس المال الذي عنده أن يخرج اللكا عند الحلول الملال اللذي ابعقلد عليله
عند بدء الحول الذي ابعقد على جنسه.
ولذلك يقول محمد بن شهاب اللهلري :كلابوا أي الصلحابة رضلوان اهلل علليهم يسلتحبون ،هلذا ملن
بلللاب السلللتحباب وفقهائنلللا يقوللللون اسلللتحباب ،وقلللول الًمهلللور إل الحنفيلللة يروبللله وجو لللا ،يلللرون
السللتحباب ،أن المللال المسللتفاد الللذي ابعقللد علللى جنسلله الحللول أبلله يلكللا مللع أصللله اسللتحبابا هللذا هللو
األحوط واألدق للمسلم.
وبنللاء علللى الللك فللإن المسلللم إاا أراد أن يلكللر زكللا ماللله احتيابللا واسللتحبابا وأدق يف الحسللاب أن
300
يًعل للله حللول يللوم يف السللنة ،كمللا كللان الصللحابة يفعلللون كمللا يف حللديث عثمللان «إن هــذا اليــهر َــهر
زكات م» ،فيأا فيلكر ك المال الذي ابعقد على جنسه الحول ،ولو كان مستفاد يف أثنائه استحبابا.
دائما يف باب اللكا يحتاط فيخرج اللكا ويحتاط يف إخراجها أل ا من المسائ الدقيقة.
والمرء ً
إاا عرفنا أن بتاج السائمة ورب التًار حولهما حلول أصللهما ،لملااا؟ ،أل ملا ملن الملال المسلتفاد
الناتج عن الرب وعن النماء.
يف أثناء الحول عن النصاب ملك المرء المال شلهر اهلل المحلرم يف الخلامس يقول :إن المال إاا بق
علن من شهر اهلل المحرم يف السنة القادمة ينظر من شهر الخامس إاا لم يكن خ لها للسنة كلهلا قلد بقل
النصاب ،سنتكلم عن النصاب بعد قلي ،فإبه تًع عليه اللكا حينمذ.
عن النصاب يف اثناء السنة فإبه ل زكا عليه. وأما إن كان بصع يف سنته كلها ،وإن كان قد بق
متى تكون زكاته؟ ،من حلين يتمللك الملال ،ويبتلدأ النصلاب ،يعنلر رجل مللك النصلاب يف شلهر اهلل
الملال المحرم ،وستمر مالك للنصاب إللى رمللان ،فلملا جلاء رمللان ألجل مصلاريف رمللان بقل
الذي يملكه عن النصاب ،بقول ابقطع حوله ف زكا عليك اآلن؛ لكن لما جاء شهر شعبان ملك بصاب،
إاا ابتق حولك من شهر اهلل المحرم إلى شلهر اهلل شلعبان ،فتلكلر يف شلهر شلعبان ملن السلنة التلر بعلدها
وهكذا.
إاا يًللع أن يكللون النصللاب موجللودا يف بللريف الحللول ويف وسللطه يف كام ل الحللول يف الطللرفين ويف
الوسط ،ل ينظر إلى الطرفين فقط ،وإبما بنظلر للطلرفين وللوسلط ،وسلنتكلم بلتكلم بعلد قليل يف ضلرب
مثال لها بعد قلي .
مالله علن النصلاب ملن بلاب الفلرار علن اللكلا وقلد اكلروا يف بعله ببقلات بعه الناس قد ُيلنق
الفقهاء ،أن بعه الناس كان إاا جاء قب اللكا بيوم أو بيومين جمع أبنائه جميعا أمامه ،ثم قال ألبنائله :يلا
أبنائر إن هذا المال ل بعم له إبما جمعت هذه المال لكم وأبا أريد أن أهلع لكلم ملالر فيقلول لله أبنائله:
قبلنا الهبة ،فيأا الخدم فيأخذون المال على رهوسلهم وينقلوبله إللى بيلت األبنلاء ومكلث عنلدهم يلوم أو
النصلاب قبلهلا بيلوم ل زكلا يومين ،فيأا وجوب اللكا ،ه عليه زكا ؟ ،قب اللكا بيلوم خل ص بقل
٦
301
عليه ،بعد يومين يأا األبناء وقد حملوا المال إلى أبيهم ،فقالوا :يلا أبابلا أبلا وجلدبا أن الحيلا ل بعلم لهلا
بدوبك؛ ولذلك فقد وهبنا لك المال الذي وهبتنا إياه ،فيقول :قبلت ،فيرجع له بعد يومين.
ا بسان يكذب على من؟ ،يكذب على بفسه ،اهلل يعلم خائنة األعلين وملا تخفلر الصلدور ،إاا
فمن أراد أن يفر من اللكا بمث هذه الطرائ فإبله معاقلع وتًلع اللكلا عليله؛ ألن الملرء يعامل بلنقه
قصده.
بصابه من غير فرار فإبه يسقط عنه وجوب اللكا . إاا قلية الفرار من اللكا خطير ؛ لكن من بق
ُنْ ِس ِ َ َال».
إن أ ْبدَ َل ُ بِ ِ
قال املصنفَ « :و ْ
عندبا هنا مسألة يف قلية تبدي المال ،ابظر معلر ،الملال يبلدل بأحلد ث ثلة أشلياء :أملا أن يبلدل بخيلر
جنسه فإبه يقطع الحول- .ببعا بنظر من جنسه باعتبار باب اللكا واألجناس الذي تقدم.-
فيكون عنده مال ،ويف منتصلف الحلول أو قبل تمامله يحلةي لذا النقلد مثاله قالوا :أن يأا الحخ
الذي هو مال يسمى مال بقد يحةي لذا النقلد سلائبة ،بقلر ،أو إبل ،أو غلنم ،بقلول ابقطلع الحلول؛ ألبله
أبدله بغير جنسه ،هذه الحالة األولى.
مثاللله :أن يحللةي بالللذهع فللله ،والفلللة اهبللا ،وعلللى القللول يعنللر الللذي قللر يف المًللامع أن هللذه
األوراق النقدية ملحقة باللذهع والفللة ،وكلذلك إاا اشلةى لذه األوراق النقديلة اهلع أو فلله ،فإبله
حينمذ قد أبدل المال بًنسه ،فيكون حينمذ حلول الملال الثلاين هلو حلول الملال األول ،لملااا؟ ألبله أبدلله
بًنسه ،يف أثناء السنة اشةى اهع ،ل بقول الحول من شراء الذهع؛ ب الحول ملن المللك األول ،لذا
المال اشلةى أو باللذهع اشلةى فللة أو بلاأ اللذهع وجعلله بقلود ،بقلول ل ينقطلع الحلول؛ بل يكلون
الحول هو الحول األول.
ابظر معر الحالة الثالثة ،الحالة الثالثة :وهو ابلدال الملال بعلروض التًلار ،هلذه المسلألة المحلهور
يسميها الفقهاء بنه العروض دراهم ،وبه الدراهم عروض ،بقول أن عروض التًار ملحقة بالنقلدين
302
ف تقطعوا الحول.
وبنلاء عللى اللك فللو أن التللاجر عنلده ملال فإبله اليلوم سيحللةي لذا الملال بللاعة ،بللت الللدراهم
عللروض غللدا سللوف يبيللع هللذا العللرض فتللنه العللروض دراهللم ،إاا بلله العللروض دراهللم والللدراهم
عروض ،ل تقطع الحول ألن العروض مقومة بالنقلين.
إاا عندبا ث ثة أبواأ :بغير جنسه يقطع الحول ،بًنسه ل يقطع الحول ،الدراهم إاا بلت علروض أو
العروض إاا بلت دراهم أي عروض تًار فإ ا ل تقطع ،إاا هر ث ث حالت.
وهذا معنى كلم المصنف وأن ابدله بًنسه ف ،واكرت منطوقها ومفهومها.
هذه المسألة المهمة وهر مسألة زكا الدين ،قلت لكلم قبل قليل إن الفقهلاء وملنهم منصلور إاا قلال
زكا الدين ما الملراد بله؟ ،اللدين اللذي للك عللى غيلرك ،للو سلألك سلائ هل يف اللدين زكلا أم ل؟ ،ملا
المقصود؟ ،أي الدين الذي لر ،وليس الدين الذي علر ،هذه المسألة تسمى باللكا الدين.
زكا الدين اكر الحافعر أن األص فيها أبما هو اآلثلار واألصل فيهلا إبملا هلو األقيسلة ،فللم
يرد حديثا عن النبر فيها؛ ولذلك فإن فقهائنا يقولون :األص فيها الحتياط ،وقد جلاء علن
علر وجوب اللكا الدين؛ وللذلك أخلذ فقهائنلا بالظلاهر أ لا مللك تلام ،وقلد جلاء علن عللر أن
الدين يلكا مطلقا ،فقالوا :بما أن القاعد فيها األص أ ا دين تام لًواز التصلرف فيهلا بلا براء ،فلإن فيهلا
اللكا ،سواء كان الدين الذي لك على غيرك حال أو كان مؤج ،وسواء كان الدين الذي لك عللى غيلرك
على ملرء أو على غير ملرء وهو المعسر ،وسواء كان الدين الذي لك عللى غيلرك عللى ممابل أو عللى
باال ،ك األحوال سواء ،لمااا؟ قالوا :ألن هذه الملك ملك تلام ومسلتقر ،كيلف هلو مسلتقر؟؛ ألن بمائله
لك ،أن كان فيه بماء أن كان معين ،وألبك يص تصرفك به وأق التصرف هو ا براء.
وألن علر قلى بذلك فنحن بأخذ من قلاء الصحابة فنعم به.
اب ظروا معر يف زكا الدين الذي لك على غيرك ،لما قال الفقهاء :أبله يلكلا ،قلالوا :هنلاك أملران األملر
األول- ،وسيأا؛ لكن ليس اآلن دعاها لمناسبتها.-
٦
303
اْلمر اْلول :أن هذا الدين الذي لك عللى غيلرك ل يًلع أن تلكيله اآلن؛ بل يًلوز أن تلأخر أداء
اللكا لحين القبه ،لحين تقبه هذا المال ولو بعد سنتين ،أو ث ثة ،أو أربعلة؛ ألن اللدين لله واجلع يف
العين وله تعل يف الذمة ،وسيأا.
ويًوز أن تعً اللكا ،هذا التلأخير ملا فائدتله؟ ،فائدتله أن هلذا اللدين اللذي للم تقبلله إاا تللف أو
ل يمكن سداد الدين اللذي عنلدك ،إاا كلان ملال ضلمار بلأن ملات ول وفلاء عنلده أو غلاب أصب شخ
فأصب غائبا فحينمذ ل يللمك أداء اللكا ،هذا األمر األول.
اْلمر الثاين :أن هذا المدين أاا كان نالم يف عدم سداد اللدين ،إا أن هلذا الملدين إاا كلان ممابل
وكان نالما يف عدم السداد ،فإن مطل الغنلر نللم ،يحل عقوبتله وعرضله ،وبنلاء عللى اللك فلإن فقهائنلا
يقولون :يًع عليك أن تلكر الدين الذي عند المماب ،ولكن تطالبه بعد اللك بملا بلذلت هلو ل يلكلر
ألبك أبت المالك أبت الذي تلكيه ،والنية منك أبت لكن إاا وكته وبذلت مال تقول ترجع عليله بله ،بل
عليه الفقهاء ،أبك ترجع عليه بحرط أن يكون نالما ،إاا كان نالما هو والغاصع.
وأما المعسر فإبه ل يرجع عليه إاا أصب بعد الك مليا ،إاا عرفنا المسألة وعرفنا دليلها ،دليله ملااا؟،
هو الستمساك باألص ،وكما قال الحافعر ل يوجد دلي يف باب الدين عند النبر ملا يلدل
على أبه األص يف الدين أبه مال فتًع زكاته وقد قلى بذلك الصحابة كعلر .
هناك مسألة مهمة جدًّ ا أوردها الفقهاء وأشرت لهلا قبل قليل ،وهلر أن اللكلا تًلع يف علين الملال،
ولها تعل بالذمة ،احفظوا هذه القاعد .
تًع يف عين المال :بمعنى أن الملال إن للم يكلن مقبلوض بيلدك ،فيًلوز للك أن تلأخر اللكلا لحلين
قبلك هذا المال ،سواء كان دين ،أو مال مغصوب ،وبحو الك.
ولها تعل بالذمة :أبك يًل أن تخرجها وإن لم يكن مالك بين يديك.
304
أبدل با ب أل ا أفللها يف الهدي ،ثم البقر ،ثم الغلنم ،ل ُبلد أن تكلون سلائمه ،ومعنلى كو لا سلائمة
أي غيلر معلوفلة ،لقللول النبلر « :يف السـائمة الزكــاة» ،فمهلوم هلذا الوصللف واللقلط أن غيللر
السائمة وهر المعلوفة ل زكا فيها ،مفهوم إاا بناء على الك فإن المعلوفة ل زكا فيها.
ما هر المعلوفة؟ ،بقول :المعلوفة هر إما أن يحةى لها العلف ،بأن يحةي لها الحعير أو يحةي لهلا
الطعام الذي تأكله ،أو يكون صاحبها هو الذي يحتش لها ،فإاا كلان يحلتش لهلا بيلده بفعلله ،فإ لا تسلمى
معلوفة ،إاا المعلوفلة إملا بمالله بالحلراء ،أو فعلله بلالحش ،وأملا إاا كابلت ترعلى ملن األرض فلإن حينملذ
تسمى سائمة ففيها اللكا .
الحالة الثانية :إاا كابت تسوم بعه السنة ،وتعلف يف بعلها ،فنقول :العلا بلاألكثر؛ ألن األكثلر
يعطى حكم الك .
قال :وأق النصاب إب خمس ول ينظر للسن المملوك الذي يعد عليه ألبه بماء.
وفيها شا :فتخرج شا ول يللم الحا ملكه وإبما يحةي شا ويخرجها ،ول بد أن تكون شا ل قيملة
الحا .
قال املصنفَ « :و ِ َع ْيرٍ ََات ِ
َان».
ومن ملك عحر ملن ا بل ففيهلا شلاتان ،ول بلد أن تكلون الحلاتان مملا يًلل يف األضلحية وسليأا
اكرها بعد قلي .
ين َأ ْر َبع». ِ ِ
قال املصنفَ « :و ع ْيرِ َ
قال :وإاا ملك خمسة وعحرين ،فإبه يًع عليه أن يخرج بنلت مخلاض ،وبنلت المخلاض هلر التلر
تمت سنة ،على سبي التقريع كذلك ،ول يللم أن تكون بنت مخاض ملن مالله بل يًلوز أن يحلةي ملن
غيرها ،ول يًلئه أن يخرج قيمتها؛ ب يًع عليها أن يخرجها كما أوجبها النبر .
انَ ،و ِه َا َّلتِ َل َها َسنَت ِ
َان». ْت َل ُب ٍ
ين بِن ُِ ِ ِ ٍ
قال املصنفَ « :و ستَّة َو َث َالث َ
َ
بنت لبون لها سنتان بعم واضحة.
ين ِح َّهةَ ،و ِه َ َا َّلتِ َل َها َث َالث». ِ قال املصنفَ « :و ِ ِس ٍّ
ت َو َأ ْر َبع َ
وبناء على الك فلو ملك ممتين فإبه يًوز له إملا أن يخلرج خملس بنلات لبلون أو أربلع حقلاق يصلب
مخير؛ ألبه يف ك أربعين بنت لبون ويف ك خمسين حقة.
انَ ،و ِ َيها َتبِيعَ ،و ُه َا َا َّل ِذي َل ُ َسنَةَ ،أ ْو َتبِي َعة». قال املصنفَ « :و َأ َق ٍُّ نِ َص ِ
اب َا ْل َب َهرَِ :ث َال ُث َ
البقر أق بصاب فيها ث ثون بقر بحرط أن تكون سائمة ،أن كابت معلوفة ف زكا فيها.
قال :وفيها تبيع أو تبيعة ،والتبيع هو الذي له سنة ،والتبيعة كذلك لهلا سلنة ،وهلذه ملن الصلور الث ثلة
التر يًوز فيها إخراج اللذكور يف زكلا سلائمة األبعلام ،فإبملا يًلوز إخلراج اللذكور يف ث ثلة حلالت :يف
البقر ،يًوز التبيع والتبيعة ،وإن كان النصاب كله اكور ،ويًوز إخراج ابن البون عن بنت المخاط.
306
انُ ،ثم ِ ك ِ ِ قال املصنف« :و ِ َأرب ِعين م ِسنَّة ،و ِه َا َّلتِ َلها سنَت ِ ِ ِ
ـين َتبِيـع،
ُـٍ َث َالث َ ِين َتبِي َع ِ َّ
َانَ ،و ست َ َ َ َ َ َْ َ ُ َ
ين ُم ِسنَّة». ِ ِ
َو ك ٍُِ َأ ْر َبع َ
فمن كان مالك ألق من أربعين ف زكا عليه ،ويًع عليه أن يخرج شا تًلئله يف األضلحية ،وهلر
الًلء من اللأن ،والثنر من المعل
ـم ِـ ِِ ٍ ِ ٍ قال املصنف« :و ِ ِمائ ٍَة وإِحدَ ى و ِع ْيرِين ََات ِ ِ ِ
َانَ ،و ما َئ َت ْي ِن َو َواحدَ ة َث َالث إِ َلى َأ ْر َبعمائَـةُ ،ث َّ َ َ َ ْ َ
ك ٍُِ ِمائ ٍَة ََاة».
يف ممتين وواحد إلى أربعممة ،أي إلى إن يملك أربعممة ،فيًع عليه أن يخرج ث ثة شياه ،ثم ك مائلة
بعد أربعممة فيها شات.
الحا التر تًل يف ا ضحية وتًل يف العقيقة وتكون مًلئة يف اللكا لها سن معين ،ويه أن تكلون
جلعا من اللأن ،وهر ستة أشهر ،وسمية جدأ ألن شعرها بدأ يمي ،هذه هر الًلأ من الللأن ،أو ثنلر
من المعل وهر التر أتملت سلنة ،الللأن الخلراف ،والمعلل ،التيلوس المعلل الملاعل ،التلر اكرا لا تسلمى
توس.
اح ِد».
خ ْل َط ُة ِ ب ِهيم ِة َا ْْلَ ْنعا ِم بِ َيرطِها تُصير َا ْلما َلي ِن كَا ْلا ِ
َ ْ َ َ ُِ َ ْ َ َ َ
قال املصنف« :وا ْل ِ
َ
الخلطة بوعان عند الفقهاء وك هما تًعل الملالين ملال واحلد ،إملا خلطلة أيعلان أو خلطلة أوصلاف
فخلطة األعيان هر الملك الموشع ،بأن اثنان مث أو أكثر يملكون أربعين شلا ملن غيلر تمييلل لمللك كل
واحد منهما ،فهذا تسمى خلطة األعيان ،فاللكا واجبة عليهما شا واحد .
النــاع الثــاين :خلطللة األوصللاف ،بللأن يختلطللون يف أربعللة أشللياء أو خمسللة ،أن تخللتلط البهيمللة يف
المرعة وأن تختلط يف المراال ،وأن تختلط يف المحلع ،وأن تختلط يف المح .
إاا تختلط يف المراال ،ويف المسرال ،ويف مح المبيت ،ويف المحلع ،ويف المرعة ،هلذه أربلع أشلاء أو
٦
307
خمسة.
قال :يسير المالين ك والواحد ،فتًع فيه اللكا وإن كان ملك أحدهما أق من النصاب.
أي :تًع اللكا يف الخارج من األرض لقلول اهلل { :ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ} [األبعلام،]141 :
إاا فتًع اللكا عند الحصاد.
قال :يف ك مكي مدخر ،معنى قوله مكي يعام بالكي ،وملدخر بمعنلى أبله ُيًعل يف البيلادر واكلر
بعه المححين كابن قائد بمعنى أبه يًع للحاجة ،فكل ملا كلان يلدخر للحاجلة ،فإبله حينملذ يعتلا فيله
اللكا .
وبناء على الك ،فإن ،...عندبا أمور ل ُبد أن بنتبه لها ،أن ك مكي ومدخر فيه اللكا ولم يكن قوتا.
ومثال الك ضربوه قالوا :بالبحنان ،فمن زرأ بحنان وبحوه؛ ألبله يلدخر ،ويكلال فلإن فيله اللكلا وللم
أيلا قالوا :ما ل يكال وإبما اعتادت العاد أبه يكون بالحبة ،أو ملا ل يلدخر ،فإبله ل
يلم يكن قوتا ،كذلك ً
زكا فيه ،زكاته خارجة من األرض.
قالوا :ومثال اللك كالفواكله ،فلإن الفواكله كلهلا ل زكلا فيهلا ،كملا جلاء علن عملر ،أ لا ل تلكلا،
فالاتقال الذي عدبه حمليات ل يًع عليه أن يخرج زكاهتا ،وإبما يخرجهلا زكلا ملال ،وسلأاكر كيلف
بعه قلي .
الذي عنده كذلك ورقيات ،بمعنى أبله إبملا يأكل اللورق ،ولليس شلًر ؛ ألن اللذي يأكل ورقله مملا
،والكراس ،والنعناأ ،والًرجير ،هذا ل زكا فيه زكاتله خلارج ملن األرض؛ لكلن للو كلان ينبت كالخ
الورق من شًره ،فإن فيه اللكا .
قالوا :السدر مث ،فمن زرأ سدر ،والسدر إبما ينتفع بورقة فإن فيه اللكا ؛ ألبله ينتفلع بلالورق يأخلذه
ويبيعه ،فهنا ففيه اللكا ،إاا العربية بالورق إاا كان تابع للحًر ،فإبه بمثابة الثمر.
308
كــذلب النــاع الثالــث :مللا كللان ثمللر يف بللابن األرض ،ل زكللا فيهللا كالبصل ،والثللوم ،والًلللر،
والبطابس ،ك هذه ل زكا فيها؛ ألن ثمرته يف بابن األرض وليس يف علوه.
إاا هذه األملور ملن كلان يلرعهلا يف ملرعتله ل زكلا عليله فيهلا؛ إبملا تًلع اللكلا عليله زكلا الملال،
كيف؟ ،إاا أخذ هذه األمر وباعها ،ومكث عنده النملال سلنة كامللة ،فحينملذ فيهلا اللكلا ،أملا اللذي يكلال
ويدخر من الثمر والحع ك حع والثمر والذي يكلال ويلدخر ففيله اللكلا وللو للم يبلاأ منله الملرء حبتله
واحد ،بعه الناس ثمرته يًعلها لنفسله وألهلله ،بقلول فيهلا اللكلا إاا بلغلت النصلاب ،وسليأا مقلدار
النصاب بعد قلي .
الخارج من األرض يلكا بحربة سواء أكلته أو للم تأكلله ،بل سلواء كلان يؤكل أو ل يؤكل كالبحلنان
والسدر وبحوه.
األمر الثاين :أن الخارج من األرض إبما يحرط فيه أن يكلون مملا يكلال ويلدخر أن كلان ملن الثملار أو
الحع مطل ،فإن الحع كله يلكا إاا بلغ النصاب.
ان ِر ْطال َو ِس َّت ُة َأ ْس َبا ِع ِر ْط ٍٍ بِالدِ َم ْي ِه ِ ». قال املصنفَ « :و ِه َث َال ُث ِمائ ٍَة َواِ ْثن ِ
َان َو َأ ْر َب ُع َ َ
الوس ما هو؟ الوس :ستون صاأ وبناء على الك فإن النصاب يكلون سلتين يف خمسلة يكلون ثل ث
مائة صاأ ،كام تقدير ث ث مائة صع؟ ،بعه أه العلم يقدرها باألربال العراقيلة وقلد اكلرت لكلم قبل
أن األربال العراقية هلر التلر كلان يقلدر لا يف الحًلاز يف عهلد النبلر ،أملا بعلد اللك فلإن
الرب المكر والمدين أصب يختللف علن الربل اللذي كلان يف عهلد النبلر ،الربل لليس
الصاأ.
إاا الرب أختلف ،والذي كان مقدر بالرب الذي كلان يف عهلد النبلر إبملا هلو الربل
٦
309
العراق ،بعه الفقهاء قدره ألبه دمحقر باألربال الدمحقية ،كما محى بعه الفقهلاء مثل صلاحع الللاد
كملا تحفظلون وغيلره ،فقللدره بالربل الدمحلقر فقلالوا يكللون ملااا؟ كلم يكلون؟ ألللف وسلت مائلة ربل
عراقر ،كما سيذكر المصنف بعد قلي ،وسأاكر لمااا غاير بين التقرير.
إاا بالرب الدمحقر الذي كان قديما موجودا هو الف وست مائة رب عراقر هو الذي مقلدر بتقلدير
الفقهاء ،ولكن بظرا ألن المصنف دمحقر ،فقد قدره األربلال دمحلقية وهلر ثل ث مائلة واثنلان وأربعلين
رب ،وست أسبع رب بالدمحقر؛ ألن األربال تختلف.
ابظر معنا.
الكي وحد حًم وليست وحد وزن ،وإبما قدر الفقهاء الكي بالوزن ليحفظ؛ ألن وحلدات الكيل
تتغير ،وأما وحدات الوزن ل تتغير؛ ولذلك لما عاد ابن القصاب عللى ابلن أبلر زيلد القيلرواين يف الرسلالة
أبلله قللدر المكي ل بللالموزون ق ل :كيللف يقللدر مكيللول بمللوزون ،رد عليلله العلمللاء ،فقللالوا :ألن المللوزون
محفللوظ ،فحبللة الحللعير وز للا محفللوظ ،والللد ..كللذلك فللاللن محفللوظ لللم يتغيللر؛ لكللن الكيل قللد يتغيللر
،فلو عندك صلاأ وأرت أن تصلنع مثلله تماملا ل الحًم؛ ألبه يف اللمان األول أصاأ يختلف زياد وبق
؛ وللذلك عنلده أن المصلنوعات ليسلت مثليلة ،بخل ف قللي ،ل ُبلد أن يلنق ُبد أن يليد قليل أو يلنق
الموزون الموزون عندهم دقي ل يتغير ،فنوقد إلى الوزن من باب الحاجة.
اآلن أصب الوزن محفوظ ،فما هو مقدار الصاأ؟ ،الذي يكون النصاب يف ضربه بست مائلة ،بصلاب
اللكا ست مائة صاأ كما اكرت لكم ،الصاأ اآلن تقريبا قدر من حيث أخبلار العلملاء تقريبلا عللى سلبي
التقريع واحتاروا فيها قلي ،قالوا قدره بإباء يلن ث ث لةات ماء ،هلو الحقيقلة احتلابوا فيله قللي زادوا
فيه قلي ،فكيف تقدر الصاأ؟ ،سه جدًّ ا وهذا يف زكا الفطر ،إيتر بماء بقدر ث ث رت ت ثلم اسلكبه يف
إباء ،ثم اجع حد على هذه األبلاء بمقلدار ثل ث رتل ت ملاء ،هلذا هلو الصلاأ ،وهلذا التقلدير لليس منلر
ولكن تقدير هيمة كبار العلماء عندبا هنا ،واحتابوا فيه قلي من بلاب الحتيلاط ،إاا عرفنلا الصلاأ كلم هلو
ث ث رت ت.
إاا ك إباء ك إباء يسع كم؟ ست مائة يف ث ثة؟ ألف وثمابمائة لة ،إا إاا كان الناتج من األرض مملا
310
فيه اللكا يسع ألف وثمابمائة رت ماء مكعع فإبه حينمذ مااا؟ ففيه اللكا ،هذا هو النصاب.
خمسة أوس وك وس ث ثلون صلاعا ،سلتمائة صلاأ ،سلتمائة يف ث ثلة ،أللف وثمابمائلة ....سلتون
صاأ ص ملبوط ،ستون يف خمسة ث ثمائة ،ث ثمائة يف ث ثة بتسعمائة ،إاا تكون تسعمائة لة.
إاا كان عدبك بعام يلن تقريبا تسعمائة لة فهذا إاا فيه اللكا .
العا وقت الوجوب يف وقت الوجوب هذا من كان مالك للحع وما للثملر فهلو اللذي تًلع عليله
اللكا ،وبناء على الك من ملك الحع بعد الوجوب ف زكا عليه ،صور الك.
رج عنده محصول فبعد بدور الص ال باأ الص ال باأ الثمر ه تًع اللكلا عللى البلائع أم عللى
المحةي؟ ،بقول على البائع؛ ألن العا بوقت الوجوب ،هذه حالة.
دائملا
الحالة الثانية :لو أن هذا الحصاد جاء رج قال ملا سلقط عللى األرض ملن التملر هلو للك ً
يكون هذا الحرء ،يقول ملا سلقط عللى الرض فهلو للك ،فًملع تملر كثيلرا فبللغ النصلاب ،حينملذ بقلول
اللكا على من؟ ،على المالك األصلر ،فإن من باب المعاضد أو من باب الهبة فتًع عليله اللكلا ،وإن
كان من باب اللكا أتى فقير فقال خذه فإبه يكون بمثابة اللكا ،إاا هذا األمر الثاين.
فاشللةى الثمللر مللع أصلللها أشللةها مللع األرض أن يكللون رجل عنللده أرض ملروعللة فًللاء شللخ
أشةى الحبة مع األرض أو اشةى الثمر مع الحًر ،وقت اشلتداد الحلع ووقلت بلدو الصل ال هلر يف
ملك من؟ يف ملك المحةي ،إاا من الذي يذكر البائع أم المحةي؟ ،المحةي ،العا بقوت الوجوب.
رج عنده ملرعة ولكن قب بدو الص ال واشتداد الحلع يف سلنبله بلاأ الثملر بلاأ الثملر لمحلةي،
٦
311
فعلى من اللكلا ؟ ،بلاأ الثملر فقلط؟ ،عللى المحلةي ،البيلع بابل ؛ ألبله ل يًلوز بيلع الثملر قبل بلدور
الص ال ،ول الحع قب اشتداده قال أبس :وأن يحمر أو يصفر ،يعنر الثملر ،وهلذه مسلألة علهلا إاا كلان
عندك ملرعة ل يًلوز أن تبيلع الثملر قبل بلدو صللحها ،ول للحلع قبل اشلتداده ،حلرام ل يًلوز البيلع
باب ،يًع أن تعطيه الثمن وتأخذ المال.
قال املصنفَ « :و ََّل َي ْست َِه ُّر إِ ََّّل بِ َُ ْع ِل َها ِ َب ْيدَ ٍر َون َْح ِا ِه».
البيدر ما هو؟ ،هو المستودأ ،أو المخلن ،أو سميه ما شمت من المسميات ،فإاا جع يف هذا المكان
استقر الوجوب ،وينبنر عليه أن العم يأا ويأخذ هذا الوقت ،وأن المال إاا تلف بعد اسلتقرار الوجلوب
فإبه حينمذ يلمنه ،وإن تلف بعد استقرار الوجوب.
لما جاء يف صحي مسلم من حديث جابر ،ويف الصحي البخاري ومسلم ملن حلديث أبلر هريلر أن
النبر قال « :ما سهت اْلنهار والعيان العير».
فإن تفاوتا أي :كان أحدهما أكثر من الثاين فننظر األكثر ،العا باألكثر أي األكثر بفعلا يف الللرأ لملااا
لقنا هذا الحرء؟؛ ألن اللرأ يف بعله أوقلات السلنة ل يسلقى؛ بل أن سلقيه يف بعله أوقلات السلنة يللر
312
الثمر ،والك بذور األكثر بفعا لللرأ ول بنظر األكثر ملد ،ففلر بعله األيلام قلد يكلون أسلبوأ كامل ل
بسقر اللرأ التمر مث يف بعه األوقات بقطع عنه التمر أسبوأ كام أسبوعين؛ لكلن يف بعله األوقلات
بستقيه ك يوم ،فننظر األكثر بالعتبار األبفع لللرأ وليس بمطل المد .
من وجد عس ،سواء كان العس أخلذه ملن ملوات يعلين لليس ملكلا ألحلد ،أو كلان العسل يف ملكله
ملوات مثل ملااا؟ ،بعله النلاس يلذهع يف غيلران جملع غلارن أو عللى رهوس الًبلال ،أو علللى رهوس
الحًر ،فيًد مناح للنح فيأخذ هذا العس من هذا النح ،هذا يسمى الموات ألبه ليس مللك ألحلد،
أو كان بح يف ملكه بأن كابت مناحلها يف ملكله يف بيتله أو يف ملرعتله ،يف الًميلع فيله اللكلا ،ملا دليللة؟،
حديث عمر ابن شعع عن أبيله علن جلده أن النبلر أخلذ ملن العسل العحلر ،فلدل عللى أن
العس يؤخذ فيه العحر زكا .
هنا فائد يف قلية الموات ،الموات ما هو :هو األرض المنفكة عن الملك والختصلاص ،كل أرض
ليست ملك ألحد تسمى موات.
ابظر معر ،الحطع الذي أببته اهلل مباال يكون ملك لك أحد ،الحطع ملك لك أحد.
الحًر وإبما أببتها اهلل فهر ملك لك أحد. اْلمر الثاين :إا لم يكون قد زرأ الحخ
اْلمر الثالث :ملا خلرج ملن األرض ملن الكلأل فإ لا مللك لكل أحلد لقلول النبلر :
«الناس َركان يف ثالثة :يف النار ،ويف ال ْل ،ويف المـان» ،الملاء اللذي هلو يكلون يف بقلع البملر ،أو يكلون يف
الغلران وبحوها ،ليست ملك ألحد.
إاا الماء إاا كابت يف بقع البملر أي يف وسلطه يف داخلله ليسلت مللك للك ،وإبملا هلر مللك لكل أحلد
٦
313
ا ،فيًوز أن تمنع إاا محتاج لها فقط ،وإما إن كنت غير محتلاج فل يًلوز للك الملع بل لكنك مخت
يًع أن يبذل الماء لمن شاء؛ ألبه ليس يف ملك ب الناس شركاء فيه كما جاء يف الحديث.
من ملك مال مباال ،كأن احتطع ،أو احتش ،أو أخذ فقع ،وبحو اللك ،فل زكلا يف الملال المبلاال إل
يف العس ،العس وحده هو الذي فيه اللكا ،من المباحلات ألبله وجلده يف مكلان مبلاال يف ملوات فأخلذه،
للحديث وهو حدث عمر بن شعيع عن أبيه عن جده.
ات َأ ْو ُم ْل ِ ِ ».
قال املصنف« :ساان َأ َه َذه ِمن ما ٍ
ُ ْ ََ َ َ
المصنف هنا قدر بالرب العراقر ،وهلو المقلدر يف كل م كثيلر ملن الفقهلاء كصلاحع اللذات وغيلره،
وقدموا العراقر لمااا؟ ،قالوا :ألن العراقلر هلو اللذي كلان يف عهلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ،ملع أبله
خالف قب اللك فقلدره بالدمحلقر ،لعلنلا بللتمس للمؤللف فائلد أبله أراد أن يبلين لطاللع العللم أن مائلة
وستين رب عراقيا تعادل ثل ث مائلة وثنلين وأربعلين ربل وسلبع أربلال بالدمحلقر ،فلأراد بلين للك أن
هذين متساويين.
قال املصنفَ « :وم ْن اِستَخْ ر َج ِم ْن م ْع ِد ٍن نِ َصابا َ ِقي ِ رب ُع َا ْل ُع ْي ِر ِ َا ْل َح ِ
ال». ُُ َ َ ْ َ
المعادن التر تستخرج من األرض فإبه يًع عليه أن يخرج منها ربع العحر يف الحال ،بمعنى ل ينظلر
فيها حولن الحول.
قال املصنفَ « :و ِ َا ِلرك ِ
َاز َا ْلخُ ُم ُس ُم ْط َلها».
الركاز ما هو؟ بب ًعا الركاز هو دفن الًاهلة ،كما جلاء يف الصلحيحين ملن حلدث أبلو هريلره أن النبلر
قال« :ويف الركاز الخمس».
ما معنى قولنا إ ا دفلن الًاهليلة؟ أي :أن يًلد الملرء يف األرض المدفوبلة أو يف بيلت أو يًلد تحلت
حًر وبحو الك يًد مال مسلكوك أم عللى هيملة بقلد بقلود أو هيملة حللر ،أو يًلد هلذا النقلد عللى هيملة
314
مصنوعات ،كأصنام وبحوها ،إما أن يكون هذه الصنعه ،تكون من فعل أهل الًاهليلة كيلف؟ ،أن تكلون
قب مبعث النبر ،كما يوجد كثيرا يف بعه البلدان ،كما يف جنوب الًليلر العربيلة جنلوب
أيللا يف مصلر ،ويوجلد يف الحلام ،كثيلرا ملا يًلدون دفلن ملن دفلن الًاهليلة إملا ملن آثلار
المملكة يوجلد ً
الفرعوبية أو البابلية ،ويوجلد هنلا يف الًليلر أصلنام ،وواضل األصلنام ملن أفعلال الًاهليلة ،فل توجلد
األصنام إل من دفن الًاهلية ،إاا هذه من دفن الًاهلية.
الحالة الثابية من دفن الًاهلية ،أن يكون البلد لم يرد عليه ا س م إل متأخرا ،فيكون هذا الدفن قبل
ورود ا س م ،فلو فرضنا أن بلد لم يرد ا س م إل يف سنة خمس مائة ملن الهًلر ملث ،فوجلد فيله كنلل
هذا الكنل قب الخمسمائة؛ لكن بعد مبعث النبر ،فنقول إبه من دفن الًاهلية.
اْلمٍ الثالث :ما كان من دفن أه ا س م بأن يوجد عليه ع مة ا سل م درهلم إسل مر ،دينلار
إس مر ،يوجد البلد أ ا بلد إس م والدفن دفن حديث ،اآلن يوجد عندبا يًدون ملث فيله بعله النلاس
يحفر فيًد يسمو ا الريالت الفربسية الريال الفربسر القلديم هلذا ،كلان النلاس يتعلاملون بله عنلدبا قبل
مائة سنة؛ لكن كان سائد عندبا كان سائدا عند المسلمين ،فدل على أبه ليس جاهليا وإبما هو إس مر.
كذلك الدراهم الساسابية ،الدراهم الساسابية ملا زال المسللمون يتعلاملون لا ،إل عهلد عبلد المللك
ابن مروان فسك الدرهم ا س مر الذي توجد صورته على الريال السعودي هذه هو اللدرهم أول درهلم
سللك ،هللو الللدرهم ا س ل مر الللذي سللكه عبللد الملللك بللن مللروان علللى مقللدار الللدرهم يف عهللد النبللر
؛ ألن الدراهم قب عبد الملك بن مروان كابت تختلف وزن.
ما كان من دفلن الًاهليلة هلذا يًلع فيله الخملس ،كامل لليس العحلر وإبملا الخملس يخملس ،وإاا
خمللس ه ل يصللرف مصللرف اللكللا ؟ ،بقللول ل ،وإبمللا يصللرف مصللرف الفللرء ،فيوضللع يف بيللت مللال
المسلمين.
إاا اللكا تًع يف بيت مال المسلمين تصرف مصرف الفرء تًعل لبيلت ملال المسللمين ،يصلرفها
ولر األمر يف ما شاء ليس مصرف اللكا ،ابتبه للفرق بين الركاز وبين سائر اللكا .
إاا أوردوا الركاز هنا من باب ملااا؟ ،ملن بلاب اكلر المناسلبة وإل ليسلت زكلا يف الحقيقلة ،وإبملا أو
٦
315
الثاين :ما كان من دفن أه ا س م ،فإن ما كان من دفن أهل ا سل م حكمله حكلم اللقطلة ،فيعلرف
سنة كاملة وبعد السنة يملكها ،قد يقول لها ممتين سنة يبحث عن ورثة أه هذه القرية ووجد ،وجد رجل
يف مكان مال فلما سأل قالوا أن هذا المال كان يسلكنه بنلر فل ن فيًلع عليله أن يعطيله ألبنلاء أهل تللك
القرية الذي يسكنون ،وكنوا يعنر القرى قديما رج ورج ن يسكنان القريلة ،يًلع وجلوب ألن حكمله
حكم اللقطة ،بعد سنة ما جاءه أحد بحث لم يًد ،يعرف من يسكن هذه البللد ملكهلا بعلد سلنة ،ثلم يلأا
حول الحول من حين فيما يتعل باللتقاط.
هنا فائد أاكرها لكم ،إن بعه الفقهاء وهم فقهلاء الحنابلة والمالكيلة ،وربملا اكلر غيلرهم؛ لكلن للم
أقف عليه ،اكروا أبه يًوز لولر األمر تقيلد المباحلات ،ملا معنلى تقيلد المباحلات؟ ،يعنلر يًلوز للك أن
يمنعك من تملك بعه المباحات التر يًوز تملكهلا ،دلليلهم عللى اللك إجملاأ الصلحابة ،فلإن عثملان
حمللا النقيللع ،هنللاك بقيللع وهنللاك بقيللع ،البقيللع هللر المقللا هللذه التللر دفللن فيهللا أصللحاب رسللول اهلل
،وأما النقيع فإ لا بعيلد قليللة وقلد كابلت مرعلى ،فحملا عثملان النقيلع ،النقيلع النلاس
شركاء يف تملكها هذا الححيش ،فيًوز لولر األمر أن يمنع من تملك بعله المباحلات لمصللحة ،وهلذا
الذي يسمى بتقيد المباال ،سياسة لمصلحة ليست لتحيه لله ليللعها عنلده ل ،ليًعلهلا يف مصللحة عملوم
المسلمين.
بعينله وبناء على الك ،فقد اكر أهل العللم أن وللر األملر إاا قلال :إاا وجلد معلدن يف أرض شلخ
فقال إبه ل تتملك المعدن ،وإبما يكون يف مصلحة عملوم المسللمين جلاز ،يًلوز أبله يمنعلك ملن تلملك
ملا يتمللك المعلدن إل بعلد اسلتخراجه؛ ألبله مبلاال األرض التر وجد المعلدن يف بابنهلا ،بب ًعلا الحلخ
والمباال ل يملك إل بالقبه أو اللتقاط أو ما يتعل بمعنى هذه المعنى.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)11
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
لحديث عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده علن النبلر قلال« :لـيس يف أقـٍ مـن عيـرون
مثهال من الذهب زكاه وَّل يف ما دون مائة درهم زكاة» ،فدل الك على أبه هذا هو النصاب.
المثقال هو من الذهع ،والدرهم من الفلة ،ابظروا معلر المثقلال يعلادل اآلن - ...اللوزن مللبوط،
الوزن الملبوط لم يتغير ،-المثقال يعادل أربعة جراملات وربلع ،إان ملن كلان مالكلًا للنصلاب عحلرون
مثقال ،أي خمسة وثمابين جرام من الذهع فإن فيه اللكا ،كلم بصلاب اللذهع؟ خمسلة وثملابون جراملا
ألن المثقال الواحد ويسمى دينارا يعادل أربعه وربع يف عحرين خمسة وثمابون جرام.
الدرهم كم هو؟ ،بقول أن الدرهم وهو الذي كان يسمى الدرهم ا سل مر اللذي سلكه عبلد المللك
بللن مللروان ،ويعللادل جرامللان وخمسللة وتسللعون بالمائللة إاا مائللة الللدرهم تعللادل كللم خمسللمائة وخمسللة
وتسعون جرامًا من الفلة ،أليس كذلك؟ أخطأت؟ بعم ..الحمد هلل.
إان خمسللمائة خمسللة وتسللعون واض ل .. ..ابظللروا معللر ..قب ل أن ابتق ل ..يقللول الفقهللاء علللى
،يعنر أربعة وعحرون جرام. المحهور ..أبه العا بالذهع الخال
وبناء على الك فان المرأ -أربعة وعحرون قيراط أحسنت ،-فإاا كان المرء يمللك خمسلة وثملابون
جراما بقيراط واحد وعحرون؟ ل تًع فيه اللكا ؛ ب يحسبها بالنسبة والتناسع حتى تبلغ المقدار اللذي
، اكرته لك قب قلي ،وضحت فكر القراريط؟ أ ا ل ُبد أن تكون ،هذا هو المحهور وهو الظلاهر بلالن
أيلا يف الفلة.
ومثله ويقال ً
ان ِ َت ِْم ِ
يٍ َالن َِص ِ
اب». قال املصنفَ « :وي َض َّم ِ
ُ
ب خ ف كما قال ابن الموف ب خ ف ،وكيف يكون اللم هنا؟ قالوا اللم بين اللذهع والفللة
باألجلاء ل بالقيمة ،هنا العا باألجلاء.
كيف يكون الك؟ بنظر كم ملك من الذهع ،ملك بصف بصاب ملن اللذهع ،ومللك بصلف بصلاب
من الفلة ،إان حينمذ ملك بصاب كام ً ،ملك ث ث أرباأ بصاب من الذهع وربلع بصلاب ملن الفللة،
إان ملك بصابًا ،إاا العا باألجلاء ،فنقول كم ملكت من جلء واحد ملن اللذهع وكلم ملكلت ملن جللء
بصاب من الفلة ،واجمع األجللاء فلإن كابلت األجللاء تعلادل واحلد وصلحيحة فلأكثر إاا حينملذ وجبلت
عليك اللكا ،وتكون اللكا ك ً بًلئه وحسابه.
إان فيما يتعل بلم النصاب بين الذهع والفلة خاصة فهو متعل باألجلاء.
عروض كُنية.
سأشرال بعد قلي وهى مهمة جدًّ ا وهر من أهم مسائ الباب.
لكن عندبا بوعًا ملن األبلواأ ألحقله أهل العللم باللذهع والفللة مطلقلًا ،وهلو ملا يسلمى بلاألوراق
النقدية كالريالت والًنيهات والدولرات ،وغيرها من المسلميات واليلورو ،وغيرهلا ملن األشلياء ،هلذه
ألحقها أه العللم المعاصلرون باللذهع والفللة بنلاء عللى أن الملراد لليس مطلل الثمابيلة وإبملا غلبلت
الثمابية.
إاا من ملك أوراق النقدية فإبنا بلحقها بالذهع والفلة ،كم يكلون بصلا ا؟ بنظلر ملا هلو األقل ملن
قيمه خمسة وعحرون جراما من الذهع ،أو خمسلمائة خمسلة وتسلعين جراملا ملن الفللة ،ملا هلو األقل
منهم؟ ،فنعتاه النصاب.
318
اآلن يف هذه األيام جرام الذهع بكم ؟ ،مائة وخمسين ،مائة وخمسين يف خمسة وثمابين ؟اثنلى عحلر
ألف وسبعمائة وخمسون ريلال ،هلذا النصلاب إاا قلدرباه باللذهع ،إاا قلدرباه بالفللة اآلن تقريبلًا جلرام
الفلة يعادل أق من عحر ريالت لنق عحر احتيابًا أسله يف الحسلاب ،عحلر يف خمسلمائة وخمسلة
وتسعين ،بقول ستة ألف ريال أسه ،ما األق أثنى عحر ألف وسبعمائة ،أم ستة ألف؟ ،ستة ألف ريال.
خ ل سنه حسابه عن ستة ألف ريال تًع عليله إان ك من ملك ستة ألف ريال سنة كاملة لم ينق
اللكا .
ألبنا قدربا بأق بقدي وهو الفلة ،قد يكون زمن من األزمنة يرتفع الفلة واهلل أعلم قد تكلون النلاس
يف حاجلله للفلللة ،يكتحللف اكتحللافًا فيرتفللع سللعر الفلللة ،ويللنخفه الللذهع مللا تللدري ،فحينمللذ بقللدره
بالذهع ل بالفلة وهكذا ،إان عرفنا اآلن كيف النصاب وكيف بقدره.
ب ِ ِ
يه َما ُر ْب ُع َا ْل ُع ْيرِ». قال املصنفَ « :وا ْل َا ِ
اج ُ
لحديث الرسول ؛ ب يف أكثر من حلديث علن حلديث جلابر وأبلى هريلر وعلن حلديث
عمرو بن شعيع وغيرهم ،ربع العحر هلو ملااا؟ ،أن المبللغ قسلمه أربعلين هلذا هلو ربلع العحلر ،أو اثنلين
وبصف يف المائة بفس المعنى.
من عاد الفقهاء رحمهم اهلل تعالى أ م يذكرون مسائ يف غير مظا ا؛ ولذلك فلإن بعله أهل العللم
الف كتبًا تسمى عند الفقهاء بكتع الخوادم ،هذه الخوادم ونيفتها أ ا تبين لطاللع العللم مظنلة المسلألة
أو مح بحث المسألة يف غير مظنتها؛ ولذلك فإن بعه الفقهاء كابوا يعاي أين توجد هذه المسلألة يف أي
باب.
ومللن الللك إن الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم يللذكرون مللا الللذي يًللوز لبسلله هللو مللا الللذي ل يًللوز لبسلله
واستخدامه من الذهع والفلة ،يذكروبه يف باب اللكا مع أبه قد سب اكر بعله أحكامله يف بلاب اآلبيلة
وربما عقد بعلهم بابًا فيما يتعل باآلداب أو باللباس فلأورد بعللها ،إاا هلذه األحكلام موجلود يف غيلر
مظنتها.
قي أن للعلماء يف الك غرض ،وهو أن ل يعرف العلم إل ملن تعلع فيله ،فلان فالعلملاء كلان بعللهم
٦
319
يعنر بتصعيع بعه العبارات لكر يتعع بالع العلم يف تحصي العلم ،فلإاا تعلع يف تحصليلها يبقلى يف
اهنه ،ولكر ل يتصور على هذه العلم ك احد ،ويف زمننا هذا أصب العلم يسيرا سله ً يسلتطيع الملرء أن
يبحث يف وسائ وأجهل التصال ،فيًد ك م يف كثير من المسائ ؛ ولذلك لما سلهله عللر الصلغير قبل
الكبير وعلى الًاه قب العالم أصب يتكلم يف دين اهلل من ل يعلم؛ ولذلك لو أن كل جاهل سلكت
ما حدث يف ا س م فتنه ،وك هذه الفتن والل لت وهذا الليلغ إبملا سلببه بكل م الًهلال يف شلرأ اهلل
بغيلر مللا يعلللم ،وقللد جللاء يف آخلر اللملان يللتكلم الًهل فاتخللذ النلاس الًهل يفتللون بغيللر علللم ف َيللللون
ويللون.
ُ
الذهع ل يًوز للرج كما مر معنا استخدامها ول التحلر لا ،وأملا الفللة فإبله ل يًلوز لله مطلل
؛ ألن النبلر ،ول بًلاوز اللن التحلر ا ،وإبما يًوز للرجل ملن الفللة ملا ورد بلالن
أباال الخاتم وبحوه مما سيذكره المصنف ،ما عدا الك من صور التحلر بالفلة للرج فأ ا ممنوعة كما
اكر المصنف.
سواء ،كله يسلمى خلاتم وكابلت وقلد أو بدون ف الخاتم معروف ما يوضع باليد ،ولو كان فيه ف
ثبت النبر كان له خاتم من فله وقد تتبع بن رجع أحكام الخواتم يف جلء كام قبله أللف
البيهقر يف كتاب كام سماه «الًامع يف الخواتيم» ،وكلهم مًموعة.
قبيعة سيف هر المقبه يًوز أن تكون من فله ويًلوز أن تكلون ملن اهلع ،وأملا اللدلي عللى أن
تًوز أن تكون من الفلة فقد اكر ابس أن قبيعة سيف النبر كابت من فلله ،والسلبع
أن قبيعة السيف تًوز أن تكون من اهلع ،أو فللة ألن األوائل كلابوا حلين يسلتخدمون السليف يف قتلال
وبحوه يحتد قبه أحدهم على هذا السيف شد قوية؛ ألبه لو سقطت منله سليفه لهلكلت بفسله؛ حتلى أن
عبد اهلل بن اللبير كان إاا ابتهر من القتال ل يستطيع أن يفلك يلده ملن شلده قبلله عللى السليف حتلى
يأتوا له بالماء الحار فيسكع على يده فتلين يده ،فمن شد القبه لو كان القلبيع من حديد أو بحلو هلذا
320
لربما أثرت على اليد؛ ولذلك كان النبر هو األصوب يف فعله ،ومن حيث المعنى ألبه كلان
ألطف على اليد فيًوز أن تكون قبيعة السيف من فله ويًوز أن تكون من اهع كما سيأا.
المنطقة :هو ما ُيًع يف الوسط ،يربط على هيمه حللام فإبله يًلوز تحليتله بالفللة دون اللذهع كملا
جمع من الصحابة رضوان اهلل عليهم.
ٌ فع
ت إِ َلي ِ َضرورة ك ََأن ٍ ٍ قال املصنفَ « :و ِم ْن َا َّلذ َه ِ
ْف». ب َقبِي َع ُة َس ْيف َو َما َد َع ْ ْ ُ َ
ل يًوز للرج من الذهع إل أمران فقط:
األمر األول قبيعة السيف ،فيًوز أن يكون من اهع ألن الذهع لطيف على اليد ،وقلد ثبلت أن عملر
وعثمان وغيرهم من الصحابة رضوان اهلل عليهم كان القبيعة سيفهم ملن اهلع ،فلدل اللك عللى أن قبيعلة
السيف المستخدم ،ليس ألج أن يحلى ،ويًع على الًلدار ،كملا يفعل أهل زمابنلا ،وإبملا المقصلود
بالسلليف الللذي يسللتخدم ل الللذي يكللون جمللال للبيللت وبحللو ،فيًللوز أن تكللون قبيعتلله مللن اهللع لفعل
الصحابة رضوان اهلل عليهم.
قال :ما دعت عليه ضروري كأبف ،لما ثبت أن أحد صحابة الرسلول عنلدما قطلع أبفله
فًعله له أبف من اهع ،والحديث عند أه السنن.
ان ِمن ُْه َما َما َج َر ْت َعا َدت ُُه َّن بِ ُل ْب ِس ِ ».
قال املصنف« :ولِنِس ٍ
َ َ
أي :من الذهع والفلة ما جرت العاد بلبسه ،فك ما جرت العلاد بلبسله ملن اللذهع والفللة ملن
به كملا جلاء حلى سواء كان ق د ،أو كان خاتم ،أو كان محل على هيمة يد ،كله يًوز لبسه لورود الن
يف حديث ابن معاوية وغيره ،وأملا النسلاء ( .)...فليبسلن ملا شلمن إل أن تكلون العلاد إل يلبسلنه ،مثل أن
يكون فيه إسراف ومخيلة لعدم ،فإبه ينهى لعدم بلسه عاد .
ار َي ٍة». قال املصنفَ « :و ََّل َزكَا َة ِ ُح ِل م َباحٍ ُأ ِعدَّ َِّلستِ ْعم ٍ
ال َأ ْو َع ِ ْ َ ٍّ ُ
الحلر يف األص من اهع ،وفله ،والذهع والفلة األص فيها أن فيله اللكلا ،ولكلن هلذا الحللر
لسببين اجتمع فيه أسقطنا عنه اللكا :
٦
321
إان هذا ما سنتكلم عنه وسأاكر دللي بعلد قليل إاا وجلد فيله وصلفان أن يكلون مصلنوعا عللى هيمله
حليًا يلبس.
األمر الثاين :أن يعد الستعمال سأاكر ما يقابلها هذين الوصفان بعد قلي .
الحلر إاا أعد ل ستعمال فإن الفقه يقول ل اكا فيله ،ملا اللدلي عللى اللك قلالوا :أبله روي يف اللك
حديث ولكنه ل يص فيه زكاه؛ لكن ثابت يف علدد ملن الصلحابة رسلول اهلل وملنهم عائحلة
اكر عائحة بالخصوص ألن عائحة زوجه النبر ،فكابت عائحة ل تخرج زكاه الحلر المعلد
ل ستعمال لبسًا أو إعار ،عائحلة عاشلت ملع النبلر تسلع سلنين ،وحليهلا كلان موجلودا يف
حياه النبر ،فغالبا أن النبر على ما بحالها وأقرها على أ لا ل تخلرج اللكلا ،
فدل الك على أن الحلر ل تخلرج زكلاه ولقللاء علدد ملن الصلحابة ،واكلرت ملنهم عائحلة ،ملع أن
عائحة هر التر روت حديث صاحبه الفتحتين ،فلدل عللى اللك أن لهلا معنلى وجلاء أهل العللم يف محلله
وليس هذا مح .
نبدأ بالهيد اْلول :وهو ما كان حليًا ،أي ما كان مصنوعا على هيمة حللى ،كل تلا ًا وللو كلان معلد
ل ستعمال فإن فيه اللكا ،التا ..ما هو التا؟ التا يعنر الذى لم يصك بعد ،ويف معناه ك ملا سلك بقلدا،
كدراهم وجنيها؛ ألن هذا ليس ملبوس ،وإبملا هلر دراهلم وجنيهلات ،أو دراهلم ..قوللت جنيهلات ألبنلا
بسمر جنيهات اللذهع ،هلذه ل تعتلا حليله إل أن تسلكا عللى هيمله عقلد أو حليلا أو بحلوه ،إان ل ُبلد أن
يكون حليًا.
ما يتعل بالحلر ،أبنا بقول هذا الحلر إاا كسر كسرا بحيث ل يمكلن لبسله معله ،أو إصل حه فتًلع
اكاته ،إاا كسر كسرا ل يمكن لبسهم ول يمكن إص حه فقد ينكسر اليوم يصل بعلد أسلبوعين أو ث ثلة،
ولكن هذا ل يصل يف حينمذ معناه أن صنعته قد تغيرت ،فحينملذ توجلع فيله اللكلا ،هلذا القيلد األول أن
يكون حلر.
322
الهيد الثاين :قال :أن يكون مباحا ،وبناء على الك فإن الحلر المحرم يف زكاه ،أضلرب لكلم أمثللة
للحلر المحرم ،لو أن رج عنده خاتم من اهع أفيه زكا أم ل؟ حللى وملبلوس ،ولكلن بقلول محلرم ل
يًوز.
بيع لو أبا امرأ عندها اهلع ،ولكلن جعلتله تحفله يف بيتهلا ،عنلدها قاللت سلأجعله تحفلة أجمل بله
جدار بيتر ،ه فيه زكا أم ل؟ لمااا؟ ،ألبنا بقول ،تذكرون الدرس األول قلنا ل يًوز اسلتخدام اللذهع
والفلة يف غير الحلر ويف غير اللرور ،ويف غير األثمان والقنية ل للرج ول للمرأ ،ل يًلوز أن تللع
تحفة يف بيتك من اهع أو فلة ،أبت آثم ،وفيها اللكا ك سنة؛ ألبه المحرم ل يبي ول يسقط ملا اسلقط
يف الحارأ ،إاا هذا األمر الثاين يف يتعل بقول المصنف مباال.
ولو أحيابا ،ولو عده للبس ولم يلبسلوا ،بعله النسلاء عنلدها حللى ،ولكلن هلذا الحللر تقلول سلوف
ألبسه إاا جاءت مناسبة ما ،ول مناسبة عندها ،لسنه كاملة ما جاءها ول مناسبة ،بقول ل زكا فيه ألبه معلد
ل ستعمال؛ لكن لم تأا المناسبة التر تلبسه فيها.
ويف ما معناهلا العاريلة؛ للذلك فلأن عائحلة ،وتعلملون أن زوجلات النبلر لملا
شللعورهن ،فل يتًمل ،ول تللويف حللرم عللليهن أن يتلوجللوا وحللرم عللليهن أن يللتًملن؛ ولللذلك قصل
يلبسن حليا البت إلى أن متن ،فالحلر ل يلبسنه بساء النبر ،عائحلة كلان عنلدها حليله،
فكابت تعيره -ألهلها -من بنات أخيها وبنات أختها ،وحينملذ إاا أصلب مسلتعم فل زكلا فيله ،إاا
عرفنا المستعم باللبس أو المستعم با عار فحينمذ ل زكا .
غير المستعم فما هو؟ ابظر خذ معر بعلها ،ك من كان عنده حلر قد جعله للتًلار ،اشلةي هلذا
الحلللر ألبيعلله ل أللبسلله فتًللوز فيلله اللكللا ،كل مللن يحللةي حلللر وجعللله عنللدهم للنفقللة أحفظلله ،اآلن
منخفه الذهع سأشةي الذهع ،السنة القادمة سيرتفع الذهع وأبيعه هذا يف الحقيقة للنفقة سلآخذ منله
شيما فحيما عند الحاجة ،إاا فإن فيه اللكا ،كل ملن جعل حللر حيللة للفلرار ملن اللكلا ،فيله اللكلا ،كل
هؤلء بقول فيه اللكا كذلك قالوا :من عنده حلر لم يلبسه ولم يعره لكن جعله للكلراء وا جلار ،بعله
الناس يؤجر الذهع ،بقول فيه اللكا كذلك؛ إبما يستثنى ما أعد للبس وما كان معار ًا أو يعار.
٦
323
بدأ يتكلم المصنف عن مسألة مهمة جدًّ ا وهى زكا عروض التًار ،والعلروض جملع علرض ،وقلد
ابعقد ا جماأ المتقدم ول خ ف جماأ بار بعد القرن الرابع فيما أبكر علدم وجلوب زكلا علروض
التًار ،فإن ا جماأ متقدم لأله العلم أن زكا التًار أو عروض التًار واجبه.
العروض جمع مااا؟ ،عرض ،العلروض أريلد أن تنتبهلوا معلر أيهلا األخلو ؛ العلروض يف اللدبيا غيلر
الذهع والفلة ،العروض بوعان إما أن تكلون علروض كوبيله ،وإملا أن تكلون علروض التًلار ،األصل
منهم مااا؟ أن تكون عروض قنية ،وخ ف األص والتًار ،وسيأا معرفه األص وعدم األص .
عروض الكنيه ل زكا فيها الدلي أن النبر َّ« ل زكاه يف هـادم يف بيـت المـرأة ،وهادمـ ،
و رس » ،هذا ل زكا فيها ،إاا عروض القنية ل زكا فيها؛ إبما اللكا يف عروض التًار .
كيف تستطيع أن تفرق بين العرض أبه عرض تًاره ،أو عرض قوبية؟ هذا قد يكون على التًار بعلد
قلي يصب قنيه السيار التر تركبها قنية؛ لكن قد تكون عرض تًاره ،كيف تفرق بينهما؟.
بقول :الفرق بينهما بأمرين :وهو أن يكلون مللك العلرض بنيله التًلار وعملهلا فقلط- ،ابتبهلوا معلر
سهله جدا ،-إان العرض من كنيه عرض ل زكا يف ،إلى كو ا عرض مااا تًاره فيها زكاه بالنيلة والعمل
-ركلوا معر ،-بالنية والعم .
النية ما هر؟ المراد بالنية بية التًار بأن ينوي بيعها ،ك ما اشةي و تملك شليما بقصلد بيعله فلإن بيلة
التًار متحققلة عنلده ،سلواء أراد أن يبيلع بلأكثر مملا محلةه ،أو بأقل مملا محلةه ل بنظلر قصلد اللرب ل
يقصد ،ما دام قصد البيع فهذا تسمى بية التًار ،حتى لو قصد أن يبيع بأق ملن السلعر فهلر بيلة التًلار ،
قصد أن يبيعها اآلن ،أو قصد أن يبيعهلا بعلد عحلرين سلنه ،سلواء بيلة التًلار ملدار أو ليسلت ملداره كلهلا
سواء تسمى بية التًار .
عم التًار ما هو التًار ؟ قلنا بية التًار واضحة ،عم التًار ما هو ابتبهوا معر ،عم التًلار
أحد أمرين:
اْلمر اْلول :إما أن يكلون وقلت التمللك ،فإ لا المعاوضلة ،كل معاوضلة وقلت التمللك فتسلمى
عم تًاره.
مثال من يحةي من استأجر بيتا وكان العوض عينًا ،هذه معاوضة ،كل معاوضلة هلذه وقلت التمللك
تسمر عم التًار .
إاا ك من تملك عين بمعارضته ،وقد بوى وقتها التملك بيعها ،فأ لا علروض التًلار ؛ ألن التمللك
أحد أمرين إما بمعاوضة ،أو بدون معاوضة ،بدون معاوضة كا رث والهبة ،من تملهكا بمعاوضة ،وكلان
الوقت التملك ينوى تًاره ،فأ ا تكون حينمذ عروض التًار .،
إن تملكها بغير معاوضة؟ ،وهبت له ورثها ،وللو بلوى التًلار فل تكلون علروض التًلار ؛ ألبله للم
يعم بعد فيها عم التًار ،ف ُبد أن يعم بعد الك عم التًلار ،وملا هلو عمل التًلار بعلد اللك؟
السوم أو العرض للبيع.
واض ! أعيدها بسرعة ول أعيدها مره أخرى العرض ينتق من كوبه عرض كنيله إللى علرض تًلاره
بأمرين ،يًع باألمرين معه بالنية وعم التًار ،فأما بية التًار ،فهو أن ينوى سواء عند تمللك أو بعلده
أن ينوي مااا؟ أن ينوي يبيعها وراب فيها ،فيسمى عم تًاره.
اليرط الثاين :ل ُبد من عم التًلار ،بقلول عمل التًلار حالتهلا ،إملا أن يكلون قلد تلم تملكهلا
بمعاوضة ،فحينمذ وجد عم التًار ألبه باأ واشةي ،فإاا واف وقلت الحلراء أبله للتًلار فهلر علوض
تًار.
الحالة الثانية :أن يكون قد تملكها بغيره معاوضة كهبه وإرث فإن العم لم يتحق بعد فل يكلون
المللال الللذي ورث عللن والللده يف عللرض تًللاره ،حتللى يعمل فيلله عمل تًللاره والنيللة فيلله وهللو السللوم أو
العرض.
٦
325
المسألة اْلهيرة:
بحن اكربا األص ما هو؟ األص قنية ألليس كلذلك ،اكلرت للك القاعلد قبل يلومين الحلرء يرجلع
ألصله بالنية ،ول ينتق عن أصلر إل بنيه وعم اكرباها يف ص ه المسافر قب البارحة ،بفس الحلرء هنلا
إاا ثبت أن العرض عنده عرض تًاره ،فنيه بيته فقد أن ينوي اقتناء هذا العرض بوى اقتنلاهه بلأن الحخ
يستخدمه ،أو أن يستغلهم ،ما معنى يستغله؟ ،يعنر يكريه ،يكري هذا العلين ،فإبله حينملذ بمًلرد بيله فقلط
يصب عرض قنة ف زكا .
أبا عندي سيار ،وعندي مح أبلوى بيعهلا ،بعلد شلهرين عًبتنلر السليار قللت سأسلتخدمها حينملذ
يًع أن تكون بية جازمة ،ليست مةدد ،بية جازملة خل ص ...للبيلع ،بل سأسلتخدمها ،حينملذ ل زكلا
فيها ،ألين بويت بية جلمه ،العكس عندي عرض قوبية بيتر الذى أسكنه ،أو سيارا أرت بيعهلا ،ل يصلب
عرض تًار إل بأمرين بية البيع والسوم ،أو العرضة أن تعرض للبيع ،ولو لم يحةيها أحد ،عندك أرضلر
تريد سكناها ،ثم أحتاج بيعها ،فعرضتها للبيع مع بية بيعها ،إان من حين عرضها للبيع يبلدأ الحلول ،فبعلد
سنه ولم تباأ ففيها زكاه.
قال :تخرج ملن قيمتله ،يعنلر أن زكلاه علروض التًلار يًلع أن تخلرج ملن القيملة ،ول تخلرج ملن
العين ،يف قول عامه أه العلم يًع أن تخرج القيمة.
كيف تخرج من القيمة؟ اآلن ما شاء اهلل الناس كثرت بلائعها ليست كلاللمن األول ،اللذي بحلأ عليله
علماء المعاصر أن القيمة تقدر بالًملة ول تقدر بالفرد ،فعندك مح تًاري فيها مائلة قطعله للو بلاأ كل
قطع على ابفراد سيكون المًموأ باأللف ،ولكن وقت اللكا ل يقومه على سبي البفراد ،وإبما يقومهلا
بيع الًملة ،ل عا بكم اشةاها ،وليس العا بكم بيعها على سبي ا فراد ،وإبما كان قيمتها اآلن وقلت
اللكا جمله ،قابعا سيق قيمتها عن قيمه الحبة.
هذه المسألة شرحتها العصر وهر التر سميناها مااا؟ به العروض دراهلم بله اللدراهم علروض،
فقول جماهير أه العلم كما اكر الصنف :أ ا ل تقطلع الحلول ،بحلن قلنلا تغيلر جلنس الملال لهلا ثل ث
حالت هذه الحالة الثالثة ،هناك اكر صورتين ،وهذه هر الصور الثالثلة ،فقلط جمعنلا المتنلانرات ،اكلر
326
دليلها وهناك.
زكاه يف للمال.
زكاه للبدن.
أي :تًع زكاه الفطر على ك مسلم ،كما اكر المصنف سواء كان بالغا أو لليس ببلالغ ،عنلده بصلاب
أو ليس عنده بصاب وهكذا ،فهر واجبه على ك مسلم.
قال :إاا كان فاضلة ،يعنر زائد ،عن النفقات الواجبة ،بفقة لمالكهلا ،وبفقله عملن يقوتله هلو ويموبله
ليله العيد ،قال يوم العيد المقصود يوم الوجوب ،كما سيأا ،وليلته.
قال وليلته وحوائج أصلية ،هنا زاد عن النفقة ،قال :من زاد عن النفقة وحوائًه األصلية ،هناك أشلياء
حوائج أصليه تليد عن النفقة ،وقد اكر الفقهلاء أشلياء كثيلره ،هلر حلوائج؛ لكنهلا ليسلت ملن ضلروريات
الحياه ،وبناء عليه فأ ا ل تباأ خراج زكاه الفطر؛ لكنه تباأ لسداد اللدين ،ملن هلذه األشلياء التلر اكرهلا
كتع بالع العلم ،إاا كان المرء بالع علم يًع أن يكون بالع علم ،ليس مللك الكتلع إرثلا ،إاا كلان
بالع علم وعنده كت ع ف تباأ الكتلع يف زكلاه الفطلر؛ أل لا ملن الحلوائج األصللية ألن باللع العللم ل
يستغنر عن الكتاب ،إل من بدر ،بكان حافظ وهم ق من الناس ،حتى الحفاظ ل ُبد أن يرجلع ،فالكتلاب
هذه الكتع لطالع العلم هر بمثابة أغلى ما يملك من األموال.
فيخرج عن بفسر ومسلم يموبه ،معنى أن يخرج عن بفسه واض ،والمسلم الذي يموبه بوعان النوأ
األول من وجبت بفقاته عليه ،إما يكون من األصول ،أو مكوبله ملن الفلروأ ،أو الكلون وزوجله ،أو أكلون
٦
327
هو من األقارب على المحهور ،فإن مفردات المذهع أبه توجد النفقة عللى األقلارب بالحلرط ،إاا كابلت
النفقة واجبه عليه فهذا األمر األول.
إاا تكفل قلال :أبلا كفيل ومسلتعده أبلا الثاين ممن يموبه من تكف بنفقته يف رملان كلها ،ك شخ
أيلللا إخلراج زكلاه الفطلر عنله؛ ألن زكلاه الفطلر تابعله لحللهر
أقلوم بنفقله فل ن الحلهر كلله ،فحينملذ تللمله ً
رملان.
ثم قال :وتسن عن جنين ،الواجع إبما هر عن المولود ولو كلان ابلن يلوم ،وأملا أن كلان الملرء عنلده
زوجه حام فيستحع له أن يخرج عن هذا الًنين ول يًع ،لفع عثمان فإبله أخلرج عللى الًنلين
بعم.
اكر المصنف هنا وقت زكاه الفطر ،وبين لنا المصنف يف ك مه أن للكاه الفطر خمسله أوقلات ،للكلاه
الفطلر لهلا خمسله أوقلات ،الوقلت األول وقلت الوجلوب ،ملا معنلى وقلت الوجلوب؟ ،يعنلر متلى تًلع
إاا كان عنده مالله إاا مات قب قبلها ،ف تخرج عنه زكاه الفطر ،وأن الحخ عليك ،بمعنى أن الحخ
قب هذا الوقت ،ثم َف َقدَ المال بعد هذا الوقت ،ف توجد عليها؛ لكن وقت الوجوب لو كان عنلدهم ملال،
ثم فقدته بعد الك فتبقى يف امته دين.
ما هر وقت الوجوب؟ ،قلالوا :وقلت وجو لا بغلروب الحلمس ليللة الفطلر ،أي ليللة عيلد الفطلر ،إاا
أن يخلرج زكلاه غربت الحمس ليله الفطر فإبه حينمذ وجبات على وقت الوجلوب ،يًلع عللى الحلخ
الفطر ،هذا اكر وهذا ما يسمى بوقت الوجوب ،هذه الوقت األول.
اْلمر الثاين :وقت الًواز ،وقد وجاء عن ابن عمر أن النر إان بأن تقدم قبلهلا بيلوم
أو بيومر ،والك قالوا :وتًوز قبله بيوم أو يومين فقط.
328
ما معنى قول ابن عملر بيلوم أو بيلومين؟ ،قلالوا :معنلاه باعتبلاري تملام الحلهري ،أو بقصلابه فلإاا كلان
فيكون إخراجه قبلهلا الحهر تاما ،أي ث ثين فيًوز إخراج زكاه الفطر قبلها بيومين ،وإن كان الحهر باق
بيوم ،معنى الك أبله يًلوز إخلراج زكلاه الفطلر بغيلاب شلمس يلوم الثلامن والعحلرين ،وبلدأ ليلله التاسلع
والعحرين ،واضل ؟ يعنلر يلوم الثلامن والعحلرين ،وأصلبحت ليلله التاسلع والحلعرين جلاز إخلراج زكلاه
الفطر ،هذا معنى كو ا يومين ،أي بيومين عند تمام الحهر ،أو قب تمام الحهر هو ث ثين يوما.
ثم اكر الوقت الثالث ،وهو وقت األفللية ،يعنر أفل وقت تخلرج فيله اللكلا الفطلر ،قلال :ويومله
أفل ،أفل وقت خراج زكاه الفطر يوم العيد ،وملر معنلا أن فقهائنلا يقولله ألن اليلوم يبلدأ قب الص
بمتى؟ ،تطلع الحمس أم بلع الفًر؟ ،بطلع الفًر.
إان أفل وقت إخراج زكاه الفطر أن تخرجها بعد بلوأ الفًر وقب صل ه العيلد ،واللك يسلتحع
تأخيرها كما مر معنى من حدث ...ابن حلم.
ثم اكر الوقت الرابع قال :وتكره يف باقيه يًوز؛ لكن مع الكراهة ،أن تخرج زكاه الفطلر يف يلوم العيلد
بعد ص ه العيد وقب الغروب الحمس يكره ،ليس محرما ولكن يكره.
قال :ويحرم تأخيره عنه ،أي ويحرم تأخيرها عن يلوم العيلد؛ لكلن ملن للم يخلرج زكلاه الفطلر يف يلوم
العيد يًع عليه أن يخرج بعد العيد ،ثلاين يلوم ،ثاللث يلوم ،بعلد شلهر ،بعلد شلهرين ،تبقلى يف امتلك ألن
الرسول قال « :ه صدق » ،بعد العيد فهر صدقه من الصلدقات يف الذملة كسلائر صلدقات
المال ل تسقط.
يب َأو َأ ِق ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ط». قال املصنفَ « :وه َ َصاع م ْن ُب ٍّر َأ ْو ََعيرٍ َأ ْو َس ِايه ِه َما َأ ْو َدقيه ِه َماَ ،أ ْو ت َْمرٍَ ،أ ْو َزبِ ٍ ْ
بلدأ يلتكلم المصللنف علن مقلدار زكللاه الفطلر ،وقلد ورد فيهللا حلديثا علن حللديث ابلر سللعيد،
وحديث بن عمر ،كم مقدار زكاه الفطر قال :صاأ مره معنا يف درس العصر كم مقدار الصلاأ؟ هلو ملا
يعادل ث ث لةات ،إيتر بأي إباء أي أباء عندك وغالبًا علبه الحليع ابظر علبة حليع أسكع فيهلا ثل ث
ملا زاد علن هلذه لةات ماء إاا كان هذه العلبة تكفر ث ث لةات فهر صاأ تقريبا ،وإن كابلت أقل فقل
الث ث لةات ،هذا يسمى صاأ هذا هو الصاأ تقريبا مع احتياط يسير يكفيه.
٦
329
إاا يًع صاعًا من األمور الخمسة التر سيوردها فيهلا المصلنف بعلد قليل والقاعلد عنلد فقهائنلا أن
اللكا ل فرق فيها بين الا وغيره ،بخ ف الكفارات فإبه يف الكفار المد من ال ُب ْر عن ملدين ملن غيلر ملن
المطعومات.
إان اللكا لكو ا مقدره و تعبديه ملحة فإبه ل بفرق بين الا وغيره.
قال :أو سويقهما أو دقيقهما ،عنلدبا مسلألتين ،المسلألة األوللى ملا معنلى السلوي واللدقي ؟ ،اللدقي
واض ل هللو المطحللون ،إاا بحللن الحللعير أو بحللن الللا سللمر دقي ل ،والسللوي قللالوا :أن يؤخللذ الللا
،ثم بعد تحميصه يطحن ،فحينمذ يسمى سويقًا ،إان ما الفرق بين السوي ،وبين الدقي أبه قبل ويحم
فقط هذا الفرق بين السوي والدقي . بحنه حم
أبظر عبار الفقهاء كيف أ ا دقيقة قالوا :صاأ من بر أو شعير أو دقيقهم أو سويقهم ،بمعنلى إاا اردت
ان تخرج اللكا من الاُ يًع ان تخرج صلاأ كاملله ملن اللدقي ،للو أخلذت صلاأ بلر وبحنلت واعطيتله
للفقير لم يًلئك ،لمااا؟؛ ألبه سيكون أق فليس صاأ ،يًع أن تخرج صاعا.
أما أبا ف زال وأخرجها كما كنت أخرجها يف عهد صاأ من بعام كما قلال أبلو سلعيد،
يًع أن يكون صاأ من بر ،من سمراء ،من دقيقه ،ل ُبلد أن يكلون إاا بحنتله ل ُبلد أن يكلون صلاأ كلام
هذه ابتبه لها.
قال :أو األقط ،واألقط بعرف ومازلنا بأكله وهو معروف ،وبعه العلماء من أصحاب الحواشلر للم
يعرف األقط اكرها ،قلال :ل اعلرفهم ،قلال :وقيل إبله شلبيه بلالًبن ،األقلط عنلد الحليخ ...يختللف علن
الًللبن ،هللو لللبن يًعل بطريقلله معينلله يف يكللون يابسللا أقللرب مللا يكللون للبسللكوت ،لكنلله مللن اللللبن وهللو
معروف ،أاهع إلى أقرب مح يبيع لك أقطا.
330
عليه حديث ابن عمر ،وأبر سلعيد ،فالقصلود ملن األقط هذا فقهائنا يقولون النبر ب
هذا أن األقط يًوز إخراجه ،يعنر يحرأ إخراجه ،قلال فقهائنلا وللو للم يكلن قوتلًا ،للو كلان أهل البللد ل
عليله ،فيخلرج وللو للم يكلن قوتلًا ألهل يأكلون األقط ،فًلوز أن تخرجله أقطلا؛ ألن بل
البلد.
قال ملا األفلل ملن هلذه األملور الخمسلة؟ ،قلال أفلللها تملر ،لحلديث ابلن عملر أبله اكلر أن النبلر
يخرجها ومازال ابن عمر يخرجها.
قال :فلبيع ،فا عند المتأخرين من الفقهاء قولن عند المتأخرين قي إن اللبيلع هلو المقلدم ،وقيل
إن الا هو المقدم على الخ ف ،وبناء على أن اللبيع هلو والمعلروف يف الحًلاز يف عهلد
وهو من أفل ملا كلابوا يلأكلون ملن المطعوملات ،وقيل إن اللا ألبله أصلب وهلو األفلل عنلدهم عنلد
الصحابة بعد وفا ،على العموم األمر فيه أسه .
ب ُي ْهت ُ
َات». قال املصنفْ ِِ َ « :ن َع ِد َم ْ
ت َأ ْجز ََأ ك ٍُُّ َح ٍّ
معنى هذا الكل م أبله ل يًلوز إخلراج غيلر هلذه الخمسلة إل إاا علدمت ،ل تنتقل للألرز ،ول تنتقل
الذر ،ول تنتق للدخن ،إل إاا عدمت هذه الخمسة ،وهذا قول المصنف ،وهو محهور عند الفقهاء.
هناك قول أخر أيلا ،ولكن هذا القول هو ما عليه المصلنف فإبله ل يصلار إللى غرهلا ،وعللى العملوم
األولى للمسلم واألكم واألحوط واألتم إل يخرج زكلاه الفطلر إل ملن هلذه الخمسلة ملا للم تعلدم ،فل
يخرجها إل من هذه الخمسة ،كما قال أبلو سلعيد :وأملا أبلا فل أخرجهلا إل كملا كنلت أخرهلا عللى عهلد
رسول اهلل ،والنبر قال« :زكاه القطر من» ،فعلدها ملن هلذه األملور الخمسلة
مللع وجللود غيرهللا ،فللاألولى كمللا اكللر المصللنف أل تخللرج إل مللن هللذه الخمسللة ،وجللوب كمللا اكرهللا
المصنف ،واستحبابًا عند غيره.
قال :فإن عدمت هذه أجلأ ك حع يقتات ،ك حع يقتاده الناس يًلى؛ لكن فيه شربان :يًلع أن
ل يكون معيبا من ك حع يقتات ،أو من الخمسة السابقين ل يكون معيبا كمسوس وغيلره ،ول مخبلوز ًا،
٦
331
عنللدبا سللؤال :الخبللل هل يًللوز إخراجلله؟ ،قولنللا مللا يًللوز ،ل ُبللد أن يكللون صللاعا مللن حللع ،أو دقيل ،
المكروبة هذه ،ه يًوز إخراجها أم ل؟ ،بقول ،ل يًوز أل ا يف معنى المخبلوز فللو أتيلت بصلاأ كامل
من مكروبة مع أ ا دقيقه معًوبة بقول ل تًل ؛ إبما يًلى الا ،أو الدقي ،أو السوي فقط.
قال املصنف« :ويُا ُز إِع َطان جماع ٍة ما ي ْل َزم َا ْلا ِ
احدَ َو َع ُْس ُ». ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ََ ُ
واحد مائة صاأ ،يًوز األملران؛ لكلن يًوز أن يعطر جماعة صاأ واحده ،ويًوز أن يعطر شخ
ما هو األفل ؟ قالوا األفل أمران:
أقل ملن ملد عن حد الكفار هذا األمر األول ،بمعنى أن ل تعطر الحخ األمر األول :أن ل ينق
عنله من بر أو بصف صاأ من غيره ،هذا هو األفلل ألن الحلارأ قلدره يف الكفلرات ،فالفلل إل تلنق
هذا األمر األول،
بدأ يتكلم المصنف عن ما يتعل بإخراج اللكا ،وعندبا قب أن بتكلم يف إخراج اللكلا مقدملة مهملة،
المرء تًلع زكاتله يف يوملًا كملا اكلرت لكلم ملن حلديث عثملان« :أيهـا المسـلمان إن هـذا اليـهر َـهر
زكات م ،أدوا ما علي م من الـديان ،ثـم أدوا زكـاه أمـاال م» ،إان الملرء يخلرج اللكلا يف يلوم غالبلًا إملا
اسللتحبابًا مللره يف السللنة كلهللا ،أو يًعل أيللام للكللاه كلهللا واكرباهللا العصللر هللذا التفصللي ،واضللحة هللذه
المسألة؟ شرحتها.
هللذا اليللوم أول شللرء عنللدبا بقللول ل يًللوز تللأخير اللكللا عنلله ،واكللرت لكللم الحللديث الللذي رواه
الحميدي من حديث عائحة« :ما هلطت الزكاة المال قط إَّل أ سدت » ،قال الراوي :معناه أن يلؤخر اللكلا
ُ
عن وقتها ،قال العلماء :ومن تأخير اللكا أن يؤخرها بصف ار ،بصف ار تأخير وأثلم بله ،فللو وجبلت
عليه يف أول النهار فلم يخرج إل آخر النهار أثم ،ل يًلوز تلأخير اللكلا علن وقتهلا ألن اللكلا واجبلت يف
وإبما قالوا يقات ويؤدب ،يًع أن يعطر اللكا يف وقتها ،إان يًع إخراج اللكا فورا.
يستثنى صورتان من الفورية ،الصلور األوللى :إاا للم يمكلن بلأن كلان الملال بعيلدا أو كلان الحلخ
محبوسًا ،أو غير الك من األسباب ،هذا األمر األول.
الســبب الثــاين :وهللذا وهللو تقريللر المللذهع الصللحي وألللف فيهللا ابللن رجللع رسللاله كامللله أن هللذا
والمعتمد أبه يًوز التأخير لحاجة شيما يسير ًا ،مث أن يكون هناك قرابة ،مث أن يكون هنلاك أشلد حاجله،
وسيأا اكرها هذا المصنف بإان اهلل.
المسألة الثانية :عندبا بحن قلنا أن هذا اليوم الذي وجبت فيه اللكا حلرم التلأخير عنهلا ،ملا اللذي
يًع يف هذا اليوم؟ ركلوا معر هذه أهم المسألة بعد المسألة ،ثم سرال بعد هذه المسألة ملأاون للك بلأن
تسرال.
ما الذي يًع هذا اليوم؟ ،لنفرض أن اللكا توجد هذا اليوم بحن يف يوم مااا؟ ،الثالث عحر ..الثلاين
عحر ،يف اليوم الثاين عحر من رملان ما الذي تفع ؟ ،يًع عليك أربعه اشياء :عدٌ ،وتقلويم ،وإخراجلًا،
وصرف ،أربع أشياء ببدأ باألول:
يًع عليك يف اليوم يوم زكاتك أن تعد أموالك ،ما هر األموال التر تعدها؟ تعد األموال التر عنلدك
منهلا اللديون الحاللة التلر عليلك ،واضل ،إان هلذا من بقديه ،وتعد الديون التر لك على غيرك ،وتنق
يسمر العد ،تًمع األموال فتعدها واكربا كيف يكون العد عصر اليوم هذا األمر األول وهو العدد.
اْلمر الثاين :يًع عليك التقلويم أو التقيليم اللفظلان صلحيحان يف اللغلة ،تنظلر هلذا اليلوم ،اليلوم
الثاين عحر من رملان ما هر عروض التًار التر عندك و فيها اللكا ،سلواء كابلت عقلار ،أو منقلول ،أو
بحو الك ،فتقومها بسعر اليوم ،إان التقويم يعتا بسلعر وقلت الوجلوب اليلوم ،إان علد وتقلويم فتلليف
المعدود للمقوم.
اْلمر الثالث :ا خلراج أن تًملع المعلدود والمقلوم ،ثلم تخلرج ملن الًميلع ربلع العحلر ،الليس
كذلك؟ ،تخرج من العحر قسمة األربعين ،هذا المد ،ثم تخرجه يًع أن تخرجه بأن تفصلله علن ماللك،
إمللا تًعللله يف حسللاب بنكللر منفص ل ،أو تًعللله يف الصللندوق ،أحللرص لكللى ل تللدخ يف الحللديث ،ل
يختلط مالك بمال اللكا أجعله عللى جنلع بلأي بريقله ملن الطلرق ،ثلم بعلد اللك يف هلذا اليلوم تصلرفه
٦
333
للفقراء ويًوز تأخيره يسير ًا لحاجه ،كأشد فقر ًا كفقير ًا اشد أو قريع منها أو بحو الك.
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َن ْه ُل َها إِ َلى َم َسا َ ِة َق ْصرٍ ،إِ ْن ُو ِجدَ َأ ْه ُل َها».
الفقهاء رحمهم اهلل يقولون :ل تًوز إخراج اللكا من البلد التر وجبلت فيله اللكلا ؛ ل يًلوز ،وملن
دليلكم على الك؟ ،قالوا :ما ثبت يف الصحي أن النبر قلال لمعلاا لملا أرسل إللى الليمن:
«وأهبره أن اهَّلل قد ترض عليهم صادقا تؤهذ من أبنيائهم ،وترد يف هرائهم هم» ،إان دل عللى أبله
يًع أن تكون الصدقة فيهم.
ويدل على فهمهم هلذا ،ملن هلذا الللمير أن جلاء يف بعله ألفلاظ هلذا الحلديث علن ابلن سلعيد ابلن
منصور يف السنن أن النبر أمر يف حديث معاا إاا أخرج اللكا من مخ ف أن تلرد إللى هلذا
المخ ف ،الخ ف هو المنطقة يف تسميه أه هتامة يف جنوب الًلير العربية.
إان يًع أن تكون اللكا يف البلد الذي وجع فيها ،أي حيث وجلد الملال ،ل يًلوز بقل اللكلا ملن
هذا البلد إل ألمر سيذكر بعد قلي إاا لم يوجد هناك فقير؛ ولذلك يقولله المصلنف وحلرم بقلهلا أي بقل
اللكا مطل إلى مسافة قصر ،ومر معنا مسلافة القصلر ،وأن كثيلر ملن أهل العلملاء المعاصلر يقلدره بمائلة
وأربعين كيلو وهر أربع برد أو تعادل ستة عحر فرسخًا ،والفرسخ ث ثة أميال كما مر معنا ،بعم.
قال :إن وجد أهلها ،أي يف البلد ،فإن لم يوجد أهلها؟ ،فإن يًوز بقلها حينذاك.
334
إن خالف المسلم فنق زكاه ماله من بلده ،بقول :إن خالف أثم؛ لكن أجلائه اللكا ،تًلئه اللكلا ،ل
يللم أن يخرج زكلاه األخلرى ،ولكلن يكلون خلالف ألبله فعل محرملًا لكنله أجلأتله ألن العلا أن تعطلى
لعموم المسلمين ،بب ًعا إل أن يكون قلد أعطاهلا للولر األملر فلإن وللر األملر يًلوز لله أن يصلرفها حيلث
يحاء ،أو يف أي بلد بعم.
ِ ِ ِ ِ ِ ِ َان ِ َب َل ٍد َو َما ُل ُ ِ َ
آه َر َأ ْه َر َج َزكَا َة َا ْل َمال َب َلد َا ْل َمالَ ،و ْط َر َت ُ َو ْط َرة َل ِز َمتْـ ُ قال املصنفْ ِِ َ « :ن ك َ
ِ َب َل ِد َن ْق ِس ِ ».
بدأ يتكلم ما هر البلد التر تخرج فيها اللكا ،يقول العا بلكاه المال حيلث وجلد الملال؛ ألن الملال
إاا وجد يف بلد تعلقت بفس فقراء تلك البلد ذا المال ،اين توجد ملرعتك التر توجلد فيهلا الخلارج ملن
األرض ،فإبه يخرج زكاه الخارج يف تلك البلد ،اين يوجد مالك الظاهر أو البابن ،فإبك تخلرج اللكلا يف
البلد التر يوجد فيها المال ،إاا البلد الذي يوجد فيه المال تخرج زكاه فيها ،هذا زكاه المال.
زكاه البدن :تخرج يف المكان الذي صلى فيه العيلد ،حيلث وجبلت عليله صل ه العيلد ،وجبلت عليلك
ص ه العيد ليلة العيد اين أبت؟ وجبت علر وأبلا يف مدينله النبلر فإبلك تخلرج زكلاه الفطلر
هناك يف المكان الذي وجبت عليك فيله؛ وللذلك يقلول المصلنف ،قلال :أخلرج زكلاه مالله يف بللد الملال،
وفطرتلله وفطللر مللن للمتلله يف البلللد بفسلله ،أي حيللث وجللدت بفسلله ،ولللو كابللت هللذه البلللد ليسللت بلللد
الستيطان وإبما مر مرورا ،فإبه يخرج الفطر فيها.
وبناء على الك لو كان هو يف بلد والمال يف بلد ،فيخرج زكاه ماليه يف بلد ويخرج وفطرت هلو يف بللد
آخر.
يًللوز تعًيل اللكللا إاا كابللت مللن بقللد أو مللن عللروض ،أمللا زكلا الخللارج مللن األرض مللن اللللروأ
والمعادن فإبه ل تعً اللكا فيها.
زكا النقدين والعروض يًوز تعًيلها ،ما الدلي على جواز تعًيلها؟ قالوا :ما ثبلت يف الصلحي أن
النبر أرس السائ فلم يعطيه العباس الذكا فًاء السلاعر إللى النبلر فقلال
النبللر أمللا عبللاس فهللر علللى ومثلهللا ،أي أين أخللذت مللن العبللاس اكللاه ومثلهللا قب ل وقللت
٦
335
الوجوب ،فدل علر أن النبر أخذ من العباس عًلت وقلد جلاء يف بعله األلفلاظ توضلي
لهذا المعنى أخذهتا.
إان فقللول :هللر علللر ومثلهللا ،أي أبنللر أخللذت منلله زكللاه سللنتين ،وهللذا معنللى قللول الفقهللاء و يًللوز
تعًي اللكا لسنتين ألبه أكثر ما ورد عن النبر ولم يلرد تعًيلها لحولين ،يًوز للحخ
أكثر من الك ،ولكن األفل عدم التعًي :
وعندبا قاعد أصولية محهور :أن الفع إاا كان له سببان جاز تقديمله عللى أحلد السلببين ،وبعللهم
يصلليغه بطريل آخللر فيقللول :إن الفعل إاا كللان للله شللرط وسللبع ،جللائل تقديملله علللى شللربه دون سللببه،
وبعلهم يصغ هذه القاعد عكس ،فيقول :الفع إاا كان له سبع وشلرط جلائل تقديمله عللى سلببه دون
شربه.
وعلى العموم يقول ابن رجع إاا كان لها سببان وهنا اللكا لها سببان :ملك النصاب ،وله سبع آخلر
وهللو حللولن الحللول ،فيًللوز تعًيل اللكللا قب ل حللولن الحللول ،ول يًللوز تعًي ل اللكللا قب ل ملللك
النصاب.
إاا عً المرء زكاه ماله ،فما الح ؟ بقول يعً ؛ لكن ل ُبد أن ينوي أ ا من اللكا ،هذا التعًي ل
ينفر أن يفع يف وقت الوجوب األمور األربعة التر اكرباها قب قلي ،وهر مااا؟ ،إاا جاءه يلوم وجلوب
زكاته يف اليوم الثاين عحر من رملان مث فيًع عليها أن يعد أمواله و يًع عليه أن يقلوم ،ثلم إاا قومهلا
ينظر وجع عليه من اللكا ألف ،وكان قد أخرج ألف ،إان ل زكا عليه ،وجلع عليله ملن اللكلا يف اليلوم
الثاين عحر من رملان ألفان ،وكان قد أخرج أللف ،يًلع عليله أن يخلرج أللف ،وجلع عللى ملن اللذكا
ألللف وكللان عليهللا أن أخللرج ألفللين؟ ،بقللول :أن األلللف الثابيللة صللدقه ل يرجللع فيهللا؛ ألن العائللد يف هبللة
كالكلع يعود يف قيمه ،وخاصة أ ا قبلت كصدقة.
إان عرفنا أن التعًي ل ينفر العد والتقويم يف وقلت الوجلوب ،وعرفنلا أن التعًيل لحلولين ،لملااا
لسنتين؟ ،لحديث العباس الذي اكربا أن النبر قال« :ه عل ّ ومثلها» ،وعرفنا قاعدهتا.
336
وأما المساكين فهم الذين يًدون أكثرها ول يًدون كفايتهم ،واهلل عندما قال { :ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ
ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ} [سور التوبة ، ]60:بعه اللغوين يًع المساكين أشد حاجه
من الفقراء وبعلهم يًع العكس؛ ولذلك قي أ ما من ألفاظ التلاد.
وعلى العموم اراد اهلل لهاتين الوصفين يدلنا على مساله مهمه ،وهو أن اللكا يستحقها ك من للم
يًد الكفاية ،سواء إن كان معلدمًا أو واجلد اللبعه دون النصلف أوجلد األكثلر ملا للم يًلد الكفايلة فإبله
يستح اللكا .
ما هر الكفاية :ابظروا معر ما معنى الكفاية :بقول الكفاية يف خمسه أشياء:
يف واحد منهلا هلذه األملور الخمسلة فإملا أن يكلون فقيلرا أو مسلكينا ،إن علدمها أو للم من وجد بق
يًد إل بعلها فهو فقير ،وإن وجد أكثرها لكنه لم تص إلى الكفاية فهو مسكين.
أوَّل :الطعام والحراب ،فكل ملن للم يًلد بعاملا ،وشلرابا ،فيًلوز اعطلاءه ملن اللكلا ملا يكفيله
بعامه وشرابه سنه كامله.
اْلمر الثاين :ما كان من باب الكسو من لم يًد ما يلبسها من الكسو فيعطر من المال ،يًلع أن
يعطر مال ،فيعطى من المال ما يحةي به كسوه تكفيله سلنه كاملله ،إان يعطلر ملن الملال الطعلام ويعطلى
٦
337
المال يف الكسو ،ل يعطى بعاما ،هذا من الخطأ ،ل يص لك أن يعطلى اللكلا بعاملًا ول تعطلر اللكلا
ثياب ،يًع أن تعطر اللكا بقدا ،إل يف حاله واحلده وهلر غلارم ،وسليأا بعلد قليل وهلو أن تقلدي عنله
دينها.
إان تعطيه ما ً
ل وهو الذي يحةي إل أن يكون أخرق ،فقد استثناه الفقهاء للحاجة ،أن يكون أخلرق ل
يعرف أن تعطيها لوليه إن كان له ولر ،أو تحةي له.
الثالث :أن يكون عنده حاجه ،ول كفاية له يف سكناه ،فيعطر من اللكا ملا يكفلر كلراء ،ول بقلول
الفقهاء عن الملك ،وإبما قالوا الكلراء وهلو األجلر ،فيعطلر كلراء سلنه كامللة بيلت يسلكنه ملك لم ين
مثله ،عائله كبيره يعطيها بيت كبير ،هو من ببقه يسكن يف بيت يف الحر الف ين فيعطون منها ما لم يكن ملا
لم يكن فيه زياد عن الحد ،فيعطر كراءه سنه كاملة.
اْلمر الرابع :يعطر من لم يًد كفايتله يف النكلاال ،رجل يريلد أن يتللوج ليعلف بفسله ،ابتبله ،فهنلا
يًوز لنا أن بعطيه من اللكا ُممنة اللواج ومنها المهر ،بعطيه ممنة المهر.
رج تلوج امرأ لكنه يريد ثابيه ،لحاجه ليعف بفسها بقول مااا يعطر لثابيلة أم ل؟ يعطلر ملن اللكلا
ليتلوج الثابية ،لم تكفيه زوجتان فقال :أوريد ث ثة ليس زواج لغير حاجه ب لحاجه حقيقلة ،بعطليهم ملن
اللكا لثالثه؟ ،بعطيها من اللكا ليتلوج الثالثة ،جاءبا قال ما كفاين ث ثلة أعطلوين زكلا للرابعلة بعطيله ملن
اللكا للرابعة ،جاءبا السنة بعدها قال ما كفتنى أربعه بقول له ل يوجد تسري ولكلن عليلك بالصلوم لليس
عليك إل الصوم أكثر من الصوم.
إان يعطر من اللكا المؤبة التر يحتاجها ،يختلف الناس بعه الناس تكفيله زوجله وبعللهم يكفلر
أكثر من زوجه ،هذا األمر الرابع.
اْلمر الخامس :قالوا ضروريات الحيلا كل ملن كلان ضلروريا يف الحيلا يعطلر ملن اللكلا وهلذا
يختلف باخت ف اللمان والمكان والمصار واألعصار.
338
وهم الًباه الذين يكوبون بوابا شوف هذا القيد مهم أن يكون بوابلا علن وللر األملر ،بلواب علن وللر
األمر ،إاا أمر وللر األملر شخصلا أن يأخلذ اللكلا ووللر األملر هلو اللذي يعنلر بصلرفها ،فإبله يكلون ملن
العاملين عليها ،ويًع أن بفرق بين العام على اللكا والوكيل عليهلا ،هنلاك عامل العامل النائلع علن
بيت ملال علن بيلت ملال المسللمين علن وللر األملر الوكيل يف هلو وكيل عنلر أبلا يعطيلك إياهلا كأغللع
الًمعيات الخيرية ،هذا يعطر المال هو الذي يصرفها بيابة عنر يةتع عليها أحكام أبه ل يًلوز للوكيل
أن يأخذ من اللكا بخ ف العام .
من األحكام أن المال تلف إلى يد العام برأت امتك ولو لم تص للفقير وبحوه ولو لم تص بلرأت
امتك.
وأما إاا تلف ا لمال بيد الوكي لزم أن تأا ببدلله وللو ملن تفلريط منله ،يللملك أيهلا البلازل أن تعطلر
زكاه أخرى ألبه لم يقبلوا المسكين إل أن يكون الك الوكي وكي ً عن الفقير أو المحتاج وبحوه.
الملراد بالمؤلفللة قللو م :السللاد المطعلون ،وهللم بوعلان :إمللا أن يكلون مسلللمين ،أو أن يكوبلوا غيللر
أيلا بوعان :إما يعطوا تأليف قللو م ،وإملا أن يعطلوا لكلف شلرهم،
مسلمين ،فإن كان غير مسلمين فهم ً
كما جاء عن الرسول أبه أعطر لبعه صناديد قريش ،وبعلهم لكف شلره ،كملا جلاء علن
بعه الصحابة رضوان اهلل علهم ،وكم أعطى صفوان أيلا ،وأعطى غيره ،إان النلوأ األول ملن المؤلفلة
قلو م من الكفار وهو بوعان.
النوأ الثاين من المؤلفة قلو م وهم المسلمين فيعطى للياد إيمابه بحرط أن يكلون سليد ًا مطاعلا كملا
يعطى اللكا وإبما يعنر المسللم ل يعطلى ملن بلاب تلأليف قلبله إل أن جع قيد الفقهاء ليس ك شخ
يكون سيد ًا مطاعًا هذا قيد يًع أن بنتبه له؛ ألن بعه الناس يعطلر الحلديث عهلد ملن ا سل م باللكلا
فيقول من المؤلفة قلو م وهو ملن أحلد النلاس ل ل يعطلر ،المؤلفلة قللو م ل ُبلد أن يكلون لله باعلة يف
قومه.
٦
339
األمر األول لتقويه إيمابه أو ليقتدي به غيره فيسلم ،أو لكف شره ،فإن هنلاك اللبعه اللذي قلد يكلف
شره وغير الك من األمور الذي أوردوها.
الر َق ِ
اب». قال املصنف« :و ِ
ِ َ
معنى يف الرقاب أبه يحةى باللكا رقابًا فتعت ،إما أن يكون مكاتبة فيعطى ليسدد اآلن ...التر عليله،
أو يكوبوا كنًا خالصا لم يكاتع فيحةى اللك المكاتلع ،ويعتل ؛ لكلن ملن شلربه أن تكلون الرقبلة مملن
تعت عليه إاا اشةاها ،بعه الناس يظن أن المقصود بالرقاب هو أن يًد شخصًا عليله ديلة فيلدفع الديلة
عنه ليست كذلك ،هذا ليس من الرقابة مطلقا ،بعم.
المراد بالغارمين بوعان وابتبهلوا؛ هنلاك غلارمون لحله أبفسلهم وغلارمون لحله غيلرهم ،فالغلارم
لحظ غيره هو الذي بدل الملال صل ال اات البلين ،كلان يكلون بلين فمتلين ُغلرم فيلدفع ال ُغلرم ملن بفسله
ليصل بينهم ،فحينمذ يًوز إعطاءه من اللكا من باب ا ص ال.
النوأ الثاين ا ص ال من الغارم وابتبهوا له ،هو قالوا هو الغارم لحه بفسه ،والغارم لحه لنفسه –
ابتبهوا لهذا للقيد الذي معر -هو ملن عليله ديلن ،وهلذا اللدين ل يسلتطيع سلداده لليس عنلده شلرء يبيعله
لسداده ،وكان الدين حال يًع أن يكون الدين حال ،القيود الث ثة.
األمر الرابع أن يكون الدين مباحا ،بمعنى عا بعه الفقهاء وهذا التعبير الثاين أدق أن يكون لحاجلة،
فمن استدان ألمر مكروه كان يسافر مث أو يةفه ،ف يعطر من اللكا ألج الك ،وإبملا يعطلى لحاجله،
وبعلهم معا بإيلاال بناء على اخت ف بعه المتأخرين يف القيد.
إان أربع قيود ،ليس ك من عليه دين بعطيه زكاه بأربعة قيود:
الذين يف سبي اهلل بوعان :المًاهدون إاا لم يكن لهم رزق من بيت المال المسلمين.
340
األمر الثاين :ملن كلان فقيلرا وللم يحلج ويعتملر عملر ا سل م فإبله يًلوز إعطلاءه ملن اللكلا لحًله
ويعتمر حًة ا س م وعمره ا س م؛ لذلك قال ابن عباس :الحج يف سبي اهلل.
السبِ ِ
يٍ». قال املصنفَ « :وا ْب ِن َّ
ابن السبي وهو المنقطع به السبي فيعطر من المال ما يص به إلى بلده.
قب أن بنتق أريد أن تنتبه لمسلألة يخطلئ فيهلا كثيلرون ،اكلر العلملاء ملنهم الموفل وغيلره أن الغنلر
بوعان ،الغنى يوجع اللكا وتكلمنا عنه العصر ،وغنر يمنع استحقاق اللكا ،يعنلر أخلذ اللكلا وتكلمنلا
عنها قب قلي .
إان عندبا الغنر بوعان غنر يوجع اللكا ،يعنر يًع عليك أن تخرج اللكا ،وغنر يمنلع اسلتحقاق
اللكا ،إاا أصبحت متصفا ذا الوصف ،فابك تكون غنيا ويحرم عليك أخذ اللكا .
النوأ األول الغنى الذي يوجد اللكا مااا؟ أن تملك بصاب حول كام ،تقريبا بكلم سلته ألف ريلال
تقريبا أبا ل أضبطها ،الغنى الذي يمنع استحقاق اللكلا هلر األملور الخمسلة التلر اكرباهلا قبل قليل ،ل
ت زم بين بوعر الغنى.
وبناء على الك فقد يأا رج يكون مالكًا ستة ألف هنقول له اخرج زكلاه ماللك كلم زكلاه سلتة أللف
قسمه أربعين ريال بقول أخرج زكاه سلتمائة ريلال مائلة وخمسلين ريلال ،ثلم يأتينلا هلذا اللذي بلدل اللكلا
يًع ويأثم إن لم يعطيها ،ثم بلأا لهلذا الرجل وبقلول خلذ خمسلين أللف ريلال للواجلك وإيًلار بيتلك
وأكلك وشربك وسكنك ،إاا ل ت زم بين أخذ اللكا وبين بدلها ،ابتبه لهذه المسألة كثير من الناس يقلول
أبا فقير؛ لكن عندهم مال ،احتاج وإيًار؛ لكن عنده مال دار عليه الحول ،إاا ل ت زم بين بريف أو بلوعر
٦
341
اربِ ِ ».
قال املصنفَ « :وت َُس ُّن إلى َم ْن َّلَ َت ْلز َُم ُ َم ُؤو َن ُت ُ ِم ْن أ َق ِ
قللال وتسللن إلللى مللن ل تللللمهم مؤوبتلله مللن أقاربله لحللديث زينللع امللرأه ابللن مسللعود لمللا قللال النبللر
« :صدق ِنهـا -أي صـدقة أبـن مسـعادِ -نهـا صـدقة وصـلة» ،األفلل أن يعطلر الملرأ
صدقته ألقاربه ،إما بسبًا أو أقارب جوار ًا فإبه األفل بعم.
اَ ٍم َو َم َاالِ ِ
يه ْم». قال املصنف« :و ََّل ُتدْ َ ع لِبن ِ ه ِ
ُ َ َ َ
ل يًوز إعطاء اللكلا لبنلى هاشلم ،وبنلو هاشلم هلم اللذين يلتقلون ملع النبلر يف الًلد
الرابللع ،وهللم آل علللر ،وآل عبللاس ،وآل عقيل وآل الحللارث بللن عبللد المطلللع وآل أبللر لهللع،
هؤلء الخمسة هم الذين بقيت لهم اريه ،هؤلء الخمسة فقط الذين قلال علنهم النبلر ،أبلو
لهللع للله اريلله ،منهللا در ابنتلله وقللد روت حللديث عللن النبللر ،بلل أحاديللث عللن النبللر
منها بعلها يف الصحي .
فالمقصود من هلذا أن هلؤلء الخمسلة هلم آل النبلر تحلرم أعطلاهم ملن اللكلا أل لم
أوساذ الناس.
ل يًوز إعطاء اللكا لألصول ،سواء كان األصول اكورا أو إباثا ،وارثين أو غير وارثين ،كمن رجل ً
يدلر بإباث ،أو امرأ تللر برج بين إباث.
ول فرأ أي :سواء كان وارثا أو غير وارث ،محًوب أو غير محًلوب ،أو للم يلرث أصل ملن اوى
األرحام ،كولد أدلى بإباث ،فإ م من اوي األرحام.
قال :وعبد وكافر ،فالعبد ل يعطى؛ ألبه ل يملك وأبه ،وإبما توجع بفقته لسيده فيكون الملال اللذي
أعطى إياه لسيده.
بدأ يتكلم المصنف عن قليه أن اللكا إاا بحثت عن المحتاج ،فإبه يعفى ،ل يلللم القلابع يف الغنلر؛
ألن معرفه الغنى والفقر أمرها خفر.
وقد جاء أن رج قال :لتصدقن بصدقة ،فبلذل بصلدقه ،فلملا أصلب تكللم النلاس ،وضلعها يف غنلى،
ولكن اهلل قبلها كما جاء يف الحديث لعله أن يتوب.
ننللا أبلله فقيللر ،اكربللا القاعللد ل بعتللا الظللن مللااا؟ إل بوجللود القرينللة إان فمللن بللدل ماللله لحللخ
بوجودك قرينه ما ،فأعطاه زكاه ماله ،ثم تبين بعد الك أن هذا الذي أعطاه زكاه مالله لليس ملن أهل اللكلا
بقول كفته إاا كان غنر.
فبلان عبلد ًا، آخر فبان كافرا ،فيًع عليله أن يخلرج غيرهلا ،إن أعطلاه لحلخ وأما إاا أعطاه شخ
نن أبله غلارم فبلان أبله لليس بغلارم، بقول له ل تًلئها ويًع أن يخرج بدل منها ،لو أعطاها لر شخ
يًع عليه أن يخرج ،وهكذا.
إاا ل يستثنر يف العم بالظن إل بالغنى للحديث من جهة ،ومن جهة أخلرى أن معرفله الغنلى والفقلر
من األمور الخفية ،وأغلع الناس متعفف ل يظهر الفقر؛ ب يظهر خ ف الك ،فالقطع فيه غيلر مطللوب؛
دل عليه المعنى. ب لو ثبته خ ف الك فإن معفون عنها ،إان الن
وصدقه التطوأ مستحبة؛ ب هر من أفل األعمال ،أن المرء يتصدق واألحاديلث يف فلل الصلدقة
كثير جد ًا ،فهر تقر مصارأ السوء ،وهى السبع يف زياد المال ،فإبه ملكلان ينلللن فيقلول اللهلم أعطلر
منفقا خلفه وأعطر ممسكا ت ىف ،وتقر مصارأ السوء كما راوي من حديث لعلر وغيره ،وله شواهد.
فالمقصود أن الصدقة من أفل القروبات ،وقد قال « :اتهاا النار ولا بيق تمـره» ،ملن
أفل األعمال الصدقة؛ لكن بحرط أن يكون التصدق بالفاض عن الكفاية ،يعنر إاا كابت عند مال هلذا
إبما هو يف كفايتك ،لحاجتك أبت بحاجه أهلك ،األفل أن ل تصدق ا وعرفنا كفاية األملور الخمسلة،
ولو كابت تًمع هذا المال حاجه بيت أو إيًار وبحوه ف تتصدق به.
٦
343
ملن ليس معنى ك م المصنف أبك ل تصدق بك المال إل كفاية ،ل فغن هذا إبما يستحع للخلل
أه ا يمان ،كأبر بكر عندما تصدق بماله كلله ،وهلذا ملن كملال التوكل عللى اهلل وقل ملا يكلون
كذلك.
قال :وزمان ومكان فاض ،عندبا قاعلد بريلد أن بنتبله لهلا وابتبهلوا هلذه القاعلد وأرجلو أن تحفظله،
عن دبا قاعد :أبه ل ت زم بين فل اللمان ومطل العم ،ل ت زم أفل يوم يف السلنة كلهلا كملا ثبلت يف
مسند ملن حلديث عبلد اهلل بلن لقليط هلو يلوم عيلد األضلحى ،أفلل يلوم يف السلنة كلهلا ،وأفلل يلوم يف
األسبوأ كله هو يوم الًمعة ،ول شك ،ومع الك ينا عن صوم يلوم العيلد األضلحى لر تحلريم ،وهنلا
عن إفراد يوم الًمعة ى كراه ،و ينلا علن تخصيصلهما بالقيلام ،ملع أبله أفلل أوقلات لليس فيهلا صليام
بعباده. أفل وقت يف اليوم كله من الصباال إلى اللي هو العصر؛ لذلك أقسم اهلل به ،ول يخ
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)12
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
ابتهينللا مملا يتعلل بكتللاب اللكللا وأحكامهللا ،وببللدأ اليللوم بمحلليمة اهلل بالحللديث عللن مللا أورده
المصنف ملن أحكلام الصليام ،ويلورد الفقهلاء الصليام بعلد اللكلا موافقل ًة لحلديث بلن عملر أن النبلر
قللال «بن ـ اْلســالم علــى همـ ٍ
ـس َــهادة أن َّل إل ـ إَّل اهَّلل ،وأن محمــدا رســال اهَّلل ،وإقــام
الصالة ،وإيتان الزكاة ،وصام رمضـان ،»...أورد النبلر صليام رمللان بعلد اللكلا فناسلع
ترتيع األبواب على حديث النبر .
اد ٍر بِرؤْ ي ِة َا ْل ِه َال ِل َو َل ْا ِم ْن َعدْ ٍلَ ،أ ْو بِِِكْم ِ
ال ََ ْع َب َ
ان». ف َق ِ
قال املصنف« :ي ْل َزم ك ٍَُّ مس ِل ٍم م َ َّل ٍ
َ ُ َ ُ ْ ُ َ ُ
بدأ تكلم المصنف عن أول مسألة من الصيام ،وهر أبه يللم ،فالصوم واجع فالًملة بالحروط التلر
سيوردها المصنف ،فيللم الصلوم أي صلوم شلهر رمللان لقلول اهلل { ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ} [البقر ،]185 :فدلنا الك أبله يًلع صليام شلهر رمللان أو
ٍ
لعذر ،كما سيأا. قلائه لمن لم يصومه
إان للوم صيام شهر رملان واجع بإجملاأ األملة ،ويف كتابله اهلل وسلنة النبويلة
ما يدلن على الك.
وقوله يللم ك مسلم ،هذا يدل على أبله إبملا ملن شلرط وجوبله وصلحته يف اللدبيا أن يكلون مسللمًا،
وغير المسلم تقدم الحديث عنه يف أكثر من مر .
٦
345
قوله مكلف ،الصوم إبما يًع على البالغ دون من كان دون سلن البللوغ ،كملا أن الصلوم إبملا يًلع
على العاق دون المًنون ،إا ًا المكلف يراد به البلوغ ،ويراد بله تملام عقلله ،وأن يكلون قلادر ًا ،بمعنلى أن
يكون قادر ًا على الصوم ،وغير القادر على الصوم فإبه ل يًع عليه الصوم.
ٍ
علدل ،بلدأ يلتكلم المصلنف يف هلذه المسلألة علن متلى بعللم دخلول شلهر قال برهية الهل ل وللو ملن
رملان ،فإبه ُيعلم دخول شهر رملان بواحد من ع متين:
أول هاتين الع متين ما اكره المصنف بقوله :برهية ه ٍل ،والدلي على أن دخول شهر رمللان إبملا
يثبت برهية اله ل ،أن النبر قال« :إذا رأيتماه صاماا» ،فلدل اللك عللى أن العلا برهيلة
اله ل.
واله ل هو ما استه ونهر وعرفه الناس ،إا ًا ل ُبد من رهية اله ل.
ويثبت دخول شهر رملان خاصة دون باقر شهور السنة ،يثبت بحلهاد رجل واحلد ،وملا علدا اللك
من شهور السنة كلها فإبما يثبت بحهاد رجلين.
وأما يف شهر رملان يثبت بحهاد عدل واحد ،والدلي على بأبه يثبت بحهاد عدل واحد ما جلاء ملن
حديث عمر أن النبر أدخ شهر رملان وحكم بدخوله بحهاد بن عمر وحده.
وجاء من حلديث بلن عبلاس أن النبلر حكلم بلدخول شلهر رمللان برهيلة أعرابلر
واحلد ،سلواء كلان هلذا واحد ،فدل الك على أبه يحكم بدخول شلهر رمللان وللو كلان بحلهاد شلخ
اكر ًا أو ابثى ،حر ًا أو عبد ًا. الحخ
وأما إاا كان الرائر للحهر ،أو له ل الحهر إبما هو لصبر ولو كان مميل ًا ف تقبل شلهادته؛ بل ل ُبلد
ل ولو كان ناهر ًا.
أن يكون بالغًا عد ً
الع مة الثابية لدخول شلهر رمللان وهلو إكملال شلعبان ،إكملال شلعبان لقلول النبلر :
«اليهر ه ذا أو ه ـذا وه ـذا» ،قلال النبلر « :ـِن بـم علـي م ـأكملاا العـدة أي ـأكملاا
ٍ
حينملذ يحكلم عدة» ،أي فأكملوا علد شلعبان ،فلدل عللى اللك أبله إاا أكمل شلعبان ث ثلين يوملًا ،فإبله
بدخول شهر رملان.
346
إا ًا هاتان ع متان يًذم ما ومًمع عليهما بالحكم بدخول شهر رملان وهذا بإتفاق أه العلم
هذه هر الع مة الثالثة ليست ع مة بدخول شهر رملان وإبما هر ع مة محكوك فيها.
ابظر معر ،إاا تراءى الناس ه ل رملان وهو ليلة الث ثين من شعبان يحتمل أن تكلون هلذه الليللة،
ليلة ث ثين ،ويحتم أن تكون ليلة الواحد من رملان ،إن تراءى الناس اله ل فيهلا فلرأوا الهل ل جلذمنا
ٍ
حينملذ يقينلًا أن الليلة التر بعدها هر من رملان ،وهذا مًذوم به لرهية العلدل أو برهيلة العلدلين فيكلون
هذه هر الحالة األولى.
الحالة الثانية :أن يةاءوا اله ل ،ف يروه ،ول يكلون هنلاك ملابع ملن رهيتله ،ل ملن غليم ول ملن
ٍ
قطر ول من جب ٍ ول غير الك ،فهنا بقول ليلة الغد هلر ليللة الث ثلين ملن شلعبان وهلذا اليلوم منهلر علن
صيامه ،بعلهم يقوما كراهتًا ،وبعلهم يقول تحريمًا ،سنتكلم عنه.
إا ًا ليلة الث ثين هذه مًذوم بأ ا من شعبان ألبنا رأينا اله ل ولم يكن هناك غيم ول قة.
انظر الحالة الثالثة :أن يةاءى الناس اله ل فل يلروه بسلبع غليم أو قلةٍ يمنعله ملن رهيتله ،فهلذه
الليلة ليلة محكوك فيها ،يحتم أن تكون من رملان ويحتم أن أل تكون من رملان.
وقد جاء عن النبر أبه قالِ « :ن بم علي م اقدروا ل أو يضيهاا ل » ،أخذ العلماء ملن
هذا األمر من النبر أبه قال فاقدروا له أي ضيقوا شلعبان ،فلأجعلوا شلعبان تسلعة وعحلرون
يومًا.
وبنا ًء عليه ،فإبه يصام هذا اليوم ،بنية رملان مع احتمال أل يكلون ملن رمللان ،شلوف كيلف ،يصلام
يللوم الث ثللين مللن شللعبان إاا -شللوف القيللد ،-إاا تللراءى النللاس الهل ل فلللم يللروه لغلليم ول قللة ،فحينمل ٍلذ
ٍ
فحينملذ يصلام ألن النبلر -قلال : يصوموا -لوجود الغيم والقلة هلذا هلو الحلرط المهلم،-
« اقدروا ل » ،أي ضيقوا شعبان ،فصوموا هذا اليوم.
هذا اليوم يحتم أن يكون من رملان ويحتم أن ل يكون من رملان فيصام حينمذ من باب الحلك،
هذا الك م الذي قاله الفقهاء إبله يصلام هل أتلوا بله ملن عنلدهم ،يعنلر باجتهلاد ملنهم يف تأويل الحلديث
٦
347
فقط؟ ،بقول ل ،ب ثبت أن عمر بن الخطاب رضى اهلل عنله ثلاين الخلفلاء الراشلدين ،وأن ابنله عبلداهلل بلن
عمر من أشد الناس متابعة لفع النبر وعائحة؛ ب عحر من أصحاب النبلر
عحر ليس واحد أو اثنان عحر كلهم كابوا يصومون يوم الغيم ،يلوم الث ثلين ملن شلعبان إاا حلال شلوف
هذا القيد المهم ،إاا حال بين رهيته غيم أو قة.
إا ًا يصام هذا اليوم لورود عحر من أصحاب النبر ب يكاد يكون هلذا إجملاأ سلكوا
منهم رضوان اهلل عليهم ،وخاصة يدل عليه الحديث « اقدروا ل ».
إان عرفنللا إا أملللرين ،األملللر األول :أن هلللذا اليلللوم يحلللرأ صلللومه ،وعرفنلللا دليلللله ملللن كللل م النبلللر
،وفعل الصللحابة رضللوان اهلل عللليهم ،وعرفنللا كللذلك أن هللذا اليللوم لمللا تصللام يصللام بنيللة
رملان على سبي الحك احتمال أن يكون من رملان ،واحتمال أن ل يكون ملن رمللان ،فإبله يف بعله
السنين الماضية السابقة من عقود وهكذا ،فإبه صام الناس ثمابية وعحلرين يوملًا ،فملن صلام اليلوم اللذي
يحك فيه لوجود غيم أو قة بنية رملان ،فإبه ل يللمه أن يقللر بعلده يوملا؛ ألبله أتلى بملا فعلله الصلحابة
رضوان اهلل عليهم.
إان عرفنا هذا الحرء ،ه هذا اليوم صومه واجع ،أم لليس بواجلع؟ ،اللذي محلر عليله المصلنف،
واكر الموف أبه ناهر المذهع أبه واجع ،ومال الحيخ موسر يف ا قناأ إلى أبه ليس بواجع ،وإبما هلو
مندوب فقط ،وعلى العموم فإ لا قلولن يف هلذه المسلألة محلهوران عنلد المتلأخرين ،أهلو واجلع أم أبله
مندوب؟ ،وضحت المسألة.
إان لكنه محروأ ،ل بقول أبه منهر عنه ،ول بقول أبه محرم ،ول بقول أبه حتى مكروه ،هلو محلروأ؛
لكنه بين الندب وبين الوجوب.
أي :رهي اله ل ار ًا ،فإبه يكون لليلة المقبلة ،ل لليلة الماضية؛ ولذلك جاء عن عمر رضى اهلل عنله
أبه قال :إاا رأيتموه ار ًا ،فصوموا ،أي يف اليوم الث ثين من رمللان ،قلال :فلإاا رأيتملوه لار ًا ،فصلوموا،
فإبه لليلة المتمة أي الليلة التر بعدها.
فرهية القمر يف النهار ل يكون لليلة السابقة ،وإبما يكون لليلة التر بعدها.
348
ويدل الك عموم ما جاء عن النبر أن يف آخلر اللملان تللخم األهللة ،فيلورىء الهل ل
فيظن أبه ابن ث ثًا وهو يف الحقيقة ابن ليلتين ،وهذا م حظ اآلن فكثير من الناس يقلول أن األهللة أصلب
حًمها أكا مما كان عليه من اللمان األول وخاصة من كبار السن.
عندبا هنا مسألة قب أن بنتق للمصنف للمسألة التر بعلدها ،قلنلا قبل قليل أن دخلول شلهر رمللان
يثبت برهية ٍ
عدل ،وأن خروجه ل يثبت إل برهية شاهدين ،لو أن امرأ رأى الهل ل وحلده ولكنله للم يخلا
الناس ،أو أبه كان بعيد ًا ولم يستطع أن يقول شهادته واخبلاره ،أو أبله ردت شلهادته لسلبع ملن األسلباب،
فه يصوم أم ل؟ بقول إاا رأى ه ل شهر رملان صام ولو لوحده؛ ألبله هلذا اليلوم قلد يكلون ملن اليلوم
المحكوك فيه الذي سب معنا حينمذ يصوم وجوبًا ،ولو لم يخا شهادته ،بخ ف ه ل شهر شلعبان ،فللو
رأى هل ل شللهر شللعبان وحللده ،وردت شللهادته ،أو لللم يللؤدي هللذه الحللهاد ،فإبلله ل يصللوم إاا لللم يصللم
الناس ،لقول النبر « :والقطـر إذا أ طـر النـاس» ،وألن الفطلر يحلةط فيله شلاهدان ،ورهيتله
وحده ل تكفر.
َأ ْم َسـ ُاا قال املصنف« :وإِ ْن صار َأهال لِاجابِ ِ ِ َأ ْثنَائِ ِ َ ،أو َق ِدم مسا ِر م ْقطِـراَ ،أو َطهـر ْت حـائِ
ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ
َو َق َض ْاا».
فنقول إن أفطر أول النهار وأك وشرب وجلاء بقلابع ملن قوابلع الصليام فإبله جلع عليله أن يمسلك
باقر النهار ،لما؟.
ووجد شرط الوجوب يف بعله فيًلع عليله أن يلأا واْلمر الثاين :ألن الواجع إاا قدر الحخ
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ} [التغللابن ،]16 :فقللد اسللتطاأ المللرء ا مسللاك يف هللذه الفللة والاهللة فيًللع
ٍ
حينمذ عليه ا مساك
إان فقوله ما سار أه ً لوجوبه إما فاقة وبحوه ،وكذلك لو أن المرء لم يعللم برمللان إل يف النهلار،
فإن بعه الناس يرقد يف اللي مبكر ًا ،ولم يأتيه بعد إع ن الحهر ،ه دخ رمللان أم ل ،فيسلتيقظ وهلو
لم ينوي الصيام مطل ًقا بوى ا فطار ،وللم يعللم بله إل بعلد بللوأ الفًلر ،فنقلول يًلع عليلك ا مسلاك،
ولكن يًع عليك القلاء ألبك لم تصمه ،أو تبيت النية من اللي .
من أفطر يف ار رملان فله حالتان ،خلينا بقول حالتان وسأاكر لكم بعد قلي أربع حالت.
ٍ
مسلتمر ل يرجلى بلرهه ،كوكنله كبيلر ًا يف ٍ
لعلذر الحالة األولى :إما أن يكون قد أفطر ٍ
لعذر الكلا ،يعنلر
حينمذ ،فهذا الرج يًع عليه أن يكفلر فقلط ول يًلع ٍ السن أو لكوبه مريلًا مرضًا ملمنًا فيكون زمنًا
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ} [البقر :
،]184قال بن عباس ليست منسوخه ،وإبما هر يف الكبير والمريه يفطران ويطعملان ،أي ويطعملان إاا
أفطرا.
وإبما يكون ا بعام بعد ا فطار ل قبلله ،ل تطعلم إل بعلد ا فطلار ،بعله النلاس يكلون عنلده رجل
كبير أو يكون رج ً مريلًا ،فيطعم قب ا فطار ،بق ملا يصل ل تطعلم إل بعلد ا فطلار ،إملا يف كل يلو ٍم
بيوم تطعم ،أو يف اية الحهر مر واحد ؛ ألبله ل يًلوز تقلدم الفعل عللى سلببه إن كلان لله سلبع واحلد،
وهذا قاعده مر معنى قبله ،إان عرفنا الحالة األولى.
ٍ
لعذر غير مستمر ،ليس زمنًا وليس كبير ًا هرمًا ،فحينملذ بقلول يًلع الحالة الثانية :أن يكون أفطر
عليه القلاء ول تًع عليه الكفار إل أن يكون قد أفطر بالًماأ.
350
إذن عرفنا نو الفطر باعتبار لزوم الكفارة ،وعلى العمووم كول مون أفطور يف نهوار رمهوان فهوو واحود مون
أربع أقسام:
الهسم اْلول :إما أن يًع عليه القلاء فقط.
الحالة اْلولى :الذي يًع عليه القلاء فقط من غير كفار ،هو الذي أفطر يومًا من لار رمللان
ٍ
بعلذر أو بدوبله؛ لكلن بغيلر بعذر ،أو بغير ٍ
عذر بغيلر الًملاأ ،ملن أفطلر يوملًا يف لار شلهر رمللان سلوا ًء
الًماأ ،فإبما يًع عليه القلاء فقط.
الحالة الثانية :الذي يًع عليه الكفلار فقلط ،ول يًلع عليله القللاء ،وهلو اللذي أفطلر يف لار
رملان بسبع عذر ل يستطيع معه الصيام على سبي الستمرار كلأن يكلون كبيلر ًا أو أن يكلون زمنلا يعنلر
مرض مستمر ،كالذي يصاب بملرض يمنعله ملن الصليام واألملراض كثيلر جلد ًا ،ل يحتلاج المقلام بلذكر
تعديدها ،فهذا يًع عليه أن يكفر فقط ،وسنذكر الكفار بعد قلي عندما برجع ك م المصنف.
الحالة الثالثة :الذي يًع عليه صيام وكفار معًا ،وهم أبواأ:
الناع اْلول :من أفطر يف ار رملان بًماأ ،فيًع عليه القلاء والكفار وسيأا.
الناع الثاين :من أفطر يف ار رملان ملن املرأ ٍ ،إاا أفطلرت الملرأ يف لار رمللان ،ل لمصللحة
بفسها ،وإبما ألج جنينها الذي يف بطنهلا ،أو ألجل الرضليع اللذي ترضلعه فلإاا أفطلرت ألجل الرضليع
الذي ترضعه ،أو ألج الًنين الذي يف بطنها ،فيًع عليها القلاء ويًع عليها الكفار ،وسيأا.
الناع الثالث :الذي يقلر يفطر يوما يف ار رملان لعذر أو لغير عذر ويؤخر القلاء سلنة كامللة
حتى يأتيه رملان الثاين ،فيًع لعيه القلاء ويبقى يف امته ويكفر عن ك يو ٍم مسكينًا.
٦
351
الناع الرابع :وهو من؟ ،الذي ل يًع عليه ل قلاء ول كفار ،فهلو اللذي أفطلر يف لار رمللان
ٍ
لعذر غير دائم ،ثم مات قب تمكنه من األداء ،يعنلر ملات يف أثنلاء رمللان ،أو ملات بعلد اليلوم األول ملن
ٍ
فحينمذ تسقط عنله الكفلار فل كفلار العيد ،أو مات وما زال مسافر ًا لم يتمكن بعد من القلاء حين ااك،
أيلا القلاء ،وسيأا إن شاء اهلل يف ك م المصنف.
يف ماله ،ويسقط عنه كذلك ً
إا ًا قول المصنف يف ومن أفطر لكلا أو لملرض لريلة ،وعرضلنا كيلف أن بلن عبلاس قلال أ لا ليسلت
بمنسوخة وإبما هر خاصة بالمريه والكبير الذي يرجى بروهه.
قال :ل يرجى بروهه ،أي يغلع على ننه أبه ل يحفر منه ،فإن شفر منه؟ ،بقول المريه الذي غللع
شفر بعد الك فله حالتان:
على ننه أبه ل يحفر من المرض ،فإن َ
لفر بعللد إخللراج الكفللار ،ف ل يللملله قلللاء هللذا اليللوم ،وإن شللفر قب ل إخللراج الكفللار فيللملله
إن شل َ
القلاء ،يعنر رج فيه مرض قلع ،وقال له الطبيع مث ً إن الملرض اللذي فيلك شلديد ،وهلذا ملن بلاب
الثقة ،فإاا أخاه الطبيع الثقة ،وقي ل ُبد من ببيبين ،إاا أخلاه الطبيلع الثقلة بأبله هلذا يللره فل تصلم؛
ألبه من باب اخبار به الواحد ،فلةك الصليام ،ثلم بعلد ٍ
سلنة أو أقل ملن سلنة ،تيسلر لله عل ج لذا العل ج
يستطيع الصيام ،فلأتى لذا العل ج ،فًلاء فسلأل هل أقللى السلنة والسلنوات السلابقة أم ل ،حينملا كلان
يغلع على ننر أين لن ابرأ ؟.
بقول لك حالتان :إن كنت قد أخرجت الكفار سقطت عنك القلاء؛ ألبك أتيت بالبلدل ،ول يًملع
البدل بالمبدل عنه ،وإن كنت قد أخرت الكفار ولم تخرجها فيًع عليك أن ترجع لألصل ،مثل اللذي
ولم يصللر فيًلع عليله صلى بتيمم ،ثم وجد الماء ،فإبه بذلك ل يللم أن يتوضأ وأن كان قد أخر الص
حينمذ أن يصلر بالماء ،ومث هذا يقال يف الحج ،وهكذا فيما سيأا معنا.
المســألة اْلهيــرة قــال :لك ل يللو ٍم مسللكينا ،أي يطعللم لك ل يللو ٍم مسللكين ،وكيللف يكللون مقللدار
ا بعام؟.
قالوا :القاعد يف ا بعام كما حاء عن بن عمر وغيره من الصحابة رضوان اهلل عليهم ،أن ك مسلكين
يطعم بصف صا ٍأ من أي بعام يقتادوه الناس ،أي بعام يعطى بصف الصلاأ ،كلم بصلف الصلاأ؟ ،ملدان
تأا بحثيتين بالمد ،هذا يسمى بصف صاأ ،أو بالتعبير الذي اكلرت لكلم بلاألمس قلنلا الصلاأ كلم للة؟،
352
ث ثة لةات ،إا ًا بصف الصاأ كم يكون؟ لة وبصف ،ابحث عن قنينة ،قنينة ملاء تحلوي للة ًا وبصلفًا ملن
الماء ،ثم أم ءها من الطعام ،ثم أعطها الفقير ،هذه تعادل بصف صاأ.
إان عرفنا مقدار بصف الصاأ من غير الا ،وأما ال ُبلر فإبملا يكفلر ملدٌ واحلد ،أي ربلع صلاأ ،لقللاء
الصحابة كما قلى به عمر من بعده ،ومحوا عليه قلاء الصلحابة ،فعلدوا يف الكفلارات فقلط دون اللكلا ،
المد من الا عن ُمدين من غيرها ،هذه المسألة األولى (المقدار».
ُ
المسألة الثانية :ه يللم أن يعطى إاا أفطر المرء ث ثين يومًا أن ُيعطلى ث ثلون مسلكينًا أم يكفلر
مسكينًا واحد ًا أن يعطى ث ثون بعمة؟.
بقول هنا ل يللم التعدد ألن ك يو ٍم منفص عن اليوم الثالر ،بخ ف إبعلام عحلر مسلاكين وإبعلام
ستين مسكينًا كما سياا بعد قلي ،فإن العدد هناك مقصود لمعنى شرعر سأورده يف محله ،هلذه المسلألة
الثابية.
المسألة الثالثة :هذا ا بعام هل ل ُبلد أن يكلون حبلًا ،بعله العلملاء كالحلافعر يقلول يًلع أن
يكون حبًا ،بقول يًوز أن تطعمه حبًا ،ويًوز أن تطعمه مطبوخًا ،كما فع الصحابة رضوان اهلل علليهم
أبس وغيره ،كابوا يطبخون الطعام ويعطوبه مطبوخًا ،رز ًا مع دجاجٍ مع إدا ٍم وغير الك.
الذي قال الفقهاء أبه ل يًوز أن تصنع الطعام ،ثم تدعوا المساكين لله ،هلذه ل تًللأ الكفلارات؛ ألن
هذا إباحة والكفار يللم أن تكون تمليكًا.
إان الكفارات ل ُبد أن تملكها للمسكين يصنع ا ملا شلاء ،يأكلهلا يطعمهلا يًعلهلا للغلد يحفظهلا يف
الث جة ،يحفظها كيفما شاء ،يًع أن تملك ،وأملا الطعلام إاا صلنعته فأبلت للم تملكله للمسلكين ،وإبملا
أبحت للمسكين أكله ،فقد يأك قلي ،وقد يأك كثير ًا ،وقد يكون مريلًا ل يسلتطيع األكل ،وقلد يكلون
مستحر يعنر يستحر األك ،ف يكون حينمذ ليس تمليك ف يكفر ا باحلة ،فل ُبلد ملن التمليلك ،ابتبله
لهذه المسألةٌ ،
فرق بين ا باحة ،والتمليك والحديث عن ا باحة بوي جدًّ ا فيه عحرات المسائ .
٦
353
المريه إاا كان يح عليه المرض ،يح عليله الصلوم بسلبع مرضله ،إملا محلقه خارجلة علن العلاد
لحد ألم ،والدواء يخفف ألمه ،أو كون مرض يليلد بسلبع صليامه ،أو لكلون الصليام يلؤخر اللاء بسلبع
عدم تناوله األدوية وبحو الك ،فحينمذ يًوز له أن يفطر ،ب األفل له أن يفطر.
فاألفلل لله أن يفطلر واللدلي األمر الثاين ،قال :ومسافر يقصر ،ك من سافر سفر ًا تقصر فيه الص
أن النبر قال« :ليس من البر الصيام يف السقر» ،فبين النبر يف مفهوم الحديث
أن األفل هو ا فطار يف السفر ،وكان النبر يف آخر أمره كان يف حًة اللوداأ وغيرهلا ،للم
ينق عنه أبه صام ♥ بعم بق عن حديث أبر هرير أبه صام؛ لكلن محملول عللى تلوجيهين
آخرين غير هذا يدل على الًواز.
إان األفل أن المرء يفطر يف ار رملان ،إاا كان مسافر ًا ،وللو كابلت ل محلقة عليله ،وللو للم تكلن
هناك محقة؛ ألن المحقة حكمة يف السفر ،وإبما العلة فيه السلفر ،واألصل يف السلفر إبملا هلو المحلقة لملا
ثبت يف مسلم أن النبر قال« :السقر قطعة من عذاب من قضى مدت ليرجع» ،فالسلفر كلله
عذاب ولو كنت راكع أرفه المراتع ،ولو كنت جالسا على أرفه الكراسر ،فهلو ملااا؟ بقلول أبله علذاب،
كما بين النبر هو محقه.
عرفنا أن األفل هو ا فطار؛ لكن من صام يف السفر ،ه يكره لله الصلوم أم ل؟ بعله الفقهلاء قلال
يكره الصوم يف السفر؛ لكن بقول هذا فيه بظر ،لما؟ لنه قد ثبت يف الصحي أن أبر هرير قلال :لقلد رأيتنلا
وما منا صائم إل رسول اهلل وعبد اهلل بن رواال ،وعندبا قاعد أصولية بستنبط منها األحكلام
أن النبللر ل يفعل مكروهللًا؛ ولللذلك رجحهللا جمللع مللن المحققللين كالمًللد وغيللره أبلله ل
يكره ،وإبما يكون خ ف األولى ،خ ف األولى هو األحسن واألفل لك أن تفطر ،كما عا المصلنف،
أبه يسن وهو األفل ؛ لكن لو صمت جاز من غير كراه؛ ألن النبر ل يفع مكروهًا.
هذا المكروه ،أو هذا األولى أحيابا قد يكلون هلو يقلدم إاا عللم الملرء ملن بفسله أبله ربملا للن يقللر
الصيام بعد رملان ،بعه الناس يعرفون من بفسه التسويف والتأخير ،أو يعرف من بفسله كثلر األشلغال
بعد رملان ،فيقول سوف أصوم يف السفر لعدم وجود محقة عليه فحينمذ قلد بقلول أن الصليام هنلا أوللى،
354
ببعًا هنا قال ومسافر يقصر ،لما؟ ألن السفر مر معنا أبه بوعان :سفر قصير ،وسفر بوي .
فالمراد بالسفر هنا السفر الطوي ،فالمراد بالسفر هنا السفر الطويل اللذي عرفنلا حلده وهلو أربلع ...
عليه بن عمر وبن عباس. لما ب
قال :وإن أفطرت حام ٌ أو مرضع خوفًا على أبفسهما ،خافت الحام على بفسها كالمرض أن يحل
عليها ،أو يليد ،أو يسبع لها الفطر المرض ،وبحو الك ،فحينمذ تفطر أل ا ملحق ٌة بالمريلة ،فتفطر فقلط
ول كفار عليها.
قال :قلتا فقط فتفطر فقط وتقلر هذا اليوم من غيلر كفلار ،مثلهلا المرضلع إاا خافلت عللى بفسلها
أل ا تعلم أ ا إاا صامت تنلر هر يف بد ا فحينمذ تفطر فقط.
فإاا خافت المرأ أن يًف ثديها فحينمذ جاز لهلا أن تفطلر وتقللر هلذا اليلوم ،وللو أفطلرت سلنتين؛
ألن المرأ ترضع صغيرها حولين متوالين ،لو خافت يف السلنة الثالثلة بعله النسلاء ترضلع للسلنة الثالثلة،
وبعه النساء ترضع أربع سنوات ولدها بب ًعا مكروه اللياد عن السنتين.
وقد ببمت لبعه أه هذا اللمان بعه البللدان المسللمين أن املرأ ترضلع وليلدها ولليس وليلد ًا لهلا
وولدها قد جاوز ثمابية عحر عامًا ،وولدها تلوج وحدثنر جارهم لليس كملا قيل وإبملا قلال هلذا الوللد
هو جاري ،وبقول هذا المكروه عند أه العلم أن تليد عن سنتين؛ ب ربما قد يص إلى المنع.
٦
355
برجع لمسألتنا المرأ إبما تفطر حولين ألبه وقت الرضاعة ،ما يليد عن حولين ل يًلوز لهلا أن تفطلر
من اج وليدها ،لكنها تفطر ،ومااا؟ وأن تطعم عن ك يوم مسكينًا كما قال الصحابة رضلوان اهلل علليهم
كابن عمر وبن عباس ،األثر الذي اكرت لكم قب قلي .
أوردت أو ً
ل ويف األخر قال :والمرضعة على ولدهما أن يفطرا وأن يطعما عن ك يوم مسكي َن.
الحام ،الحام إاا قال لها الطبيع الثقة إن الصوم يؤدي إلى سقوط الولد فهلذا خلوف عللى الوللد،
وأما إاا قال يلرك أبت لسبع فقر دم وبحوه ،فحينمذ يكون الخوف عليها فحينملذ تفطلر وتطعلم علن كل
يو ٍم مسكين.
قال ممن يمون الولد ،الكفار واجبلة عللى األم ،وإبملا هلر واجبلة عللى ملن يموبله بلأن يكلون للمتله
النفقة ،أو تكف بنفقته ،كملا ملر معنلا يف بلاب زكلا الفطلر ،أو تكفل بالنفقلة ،قلد يكلون أبلًا ،أو قلد يكلون
متطوعًا ،أو قد يكون قريبًا وبحو الك..
الحالة األول- ،أبا سأاكر الحالت ثم سنقسمها إلى بناء على الصور الث ثة.-
أن يبيت النية من اللي أو أل يبيتها ،وإما أن يفي يف أثناء النهار أو أل يفي ،واض ؟.
ببدأ بالمًنون ،بقول المًنون إاا لم يبيت النية من اللي أو بيتها سواء ،إاا لم يف يف أثناء النهلار فلإن
صومه غير صحي ،هذا واحد.
األمر الثاين :ما زلنا بتكلم يف المًنون ،بقول المًنون إاا لم يف أثنلاء النهلار كلله وللو لحظلة واحلد
فإن الصوم ليس بواجع عليه ،ليس واجع عليه يسقط عنه الصوم ألبله مًنلون ،سلقط عنله الصلوم كليلًا
ألبه غير مكلف ،إل إاا أفاق يف أثناء النهار ولو لحظة هذا ما يتعل بالمًنون.
المغمى عليه :سوا ًء يعنر بفعله أو ما يلح بالمغمى عليه كأن يتناول مغيبًا لعقلله كلالبنج وبحلوه ،أو
356
المغمللى عليلله أبظللر معللر إاا أغمللى عليلله النهللار كللله ثللم أفللاق يًللع عليلله قلللاء هللذا اليللوم بخل ف
المًنون ،وأما إاا بواه من اللي وأغمى عليه النهار كله فنقول يًع عليه القلاء كذلك ،وأما إاا بواه ملن
اللي وأفاق يف أثناء النهار ولو شيمًا يسير ًا ص صومه.
إان الفرق بين المًنون والمغمى عليه يف صور واحد فقلط ،وهلو إاا أغملى عليهملا النهلار كلله أو
غاب عقلهما يف النهار كله فالمًنون ل يؤمر بالقلاء ،والمغملى عليله يلؤمر بالقللاء ،المًنلون ل يلؤمر
بالقلاء ،والمغمى عليه يؤمر بالقلاء.
ويتفقان بأ ما إاا بيتا النية من اللي وأفاقا ولو جلء من النهار ص الصوم ،فإن لم ُيبيتا النية من الليل
أو لم يفيقلا جللء ملن النهلار للم يصل صلومهما ،وهل يلللم القللاء عللى ملا قولنلا الفلرق بلين المًنلون
والمغمى عليه.
ومن أغمى عليه أو ُجنى جميع النهار لم يص صومه سواء أن بيت النية أم لم ُيبيت النية من اللي .
مفهومها ،أبه إاا اغمى ،أو ُجن عليه وقد افاق جلء ًا من النهار سواء يف اوله ،أو يف آخلره ،أو يف وسلطه
ولو يسير ،فإبه يص صومه بحرط أن يكون قد بيتا النية من اللي .
قال ويقلر المغمى عليه مطل ًقا سواء أفاق يف أثناء النهار أم لم يف ،وأما المًنلون فل يقللر اليلوم
هذا إل إاا أفاق يف أثناء النهار ولو للحظة ،إا ًا اكربا تفاصي الث ث برق جبتها لك بأكثر ملن أسللوب يف
التقاسيم لكر تفهم مسألة.
أما النائم ،فالنائم ل يللم أن يفي يف أثناء النهار ،فالنائم إاا بيت النيلة ملن الليل وبلام النهلار كل صل
صومه ،وسوا ًء أفاق أو للم يفل صل صلومه ،والنلائم يًلع عليله القللاء إا للم يبيلت الليل يًلع عليله
القلاء مطلقًا.
ببعًا قاعد عند فقهائنا أن المغمى عليه أحيابلًا يلحقوبله بلالمًنون ،وأحيابلًا يلحقوبله بالنلائم ،بنلا ًء
٦
357
األمر الثاين أن المغمى عليه ل بنظر فيه للمد سواء أن كلان يوملًا أو يلومين أو ث ثلة ،كملا جلاء يف بلن
عمر أو أكثر من الك ،حتى لو أغملى عليله شلهران ،أو ث ثلة ،أو أكثلر مهملا باللت ملد ا غملاء فيسلمى
مغمًا عليه ل ينظر للمد .
ض إِ ََّّل بِن ِ َّي ٍة ُم َع َّين ٍَة بِ ُُز ٍْن ِم ْن َال َّل ْي ٍِ».
قال املصنفَ « :و ََّل َي ِص ُّح َص ْا ُم َ ْر ٍ
المقصود بالفريلة صوم رملان ،أو قلاء رمللان ،أو النلذر ،هلذه تسلمى الفريللة ،وملن الفريللة
أيلا صيام ث ثة أيام التر تًع على الحاج ،التر وجبت بنا ًء على الكفلارات هلذه تسلمى صلوم فريللة،
ً
وسائر الكفارات.
ول يص صوم الفريلة إل بنية من الليل ،لقلول النبلر فيملا جلاء عنله مرفوعلًا وثبلت
موقوفللًا والموقللوف للله حكللم الرفللع ،أن النبللر قللالَّ« :ل صــيام لمــن لــن يبيــت الصــيام مــن
الليٍ» ،ل ُبد من ان يأا بًلء من اللي بالنية؛ ألبه يًع استيعاب النهار كله بالنية وما ل يتحق الواجلع
به فهو واجع ،والواجع ل يتحق إل بأخذ جلء من اللي ولو قل ،فللذلك يًلع كملا قلنلا يف الملرفقين
أبه يًع اللياد على المرف ولو بيسير ألبه ما ل يتم الواجع إل به فهو واجع ،فكذلك.
إان يًع ا تيان بًلء من اللي يف الصيام ،ولو لحظات يسير .
بيع ابظروا معر ،هذه النية كيف تتحق ؟ تتحق بالعلم أن غد ًا يًع صومه وأبه ملن رمللان ،عللم
المر ُء أن غد ًا من رملان هذه بية ألن النية تبع للعلم ،مع العلم على الفع ،أبه يقول غد ًا من رملان ،أي
يوم واجع ،أعلم أن غد ًا من رملان ،وأعلم على الصيام ،فهذه هر النية.
النية أحيابًا قد يدل عليها الفع فمن أك أكلة السحر ،أو شرب ملا ًء ملن الليل فإبله حينملذ يكلون قلد
دال على وجود النية؛ ألن النية محلها القلع.بوى؛ ألن هذا الفع دل على النية ،ليس هو النية وإبما هو ٍ
األمر الثاين سب معناه أبنا قلنا أن النية يًوز أن تتقلدم بيسلير ،يف الصلوم يًلوز أن تتقلدم إللى غلروب
الحمس ،فك بية بعد غروب الحمس من الليلة السابقة يسمى يسير ًا ،فلي كله يسمى يسير ًا لعموم حديثه
َّ« :ل صيام لمن َّل يبيت الصيام من الليٍ».
358
قال املصنفَ « :و َي ِص ُّح َن ْقٍ ِم َّم ْن َل ْم َي ْق َع ٍْ ُم ْق ِسدا بِن ِ َّي ٍة ن ََهارا ُم ْط َلها».
قوله بنية معينة المراد بالنية التعين ،بية الصوم ،وهلر بيلة الفعل ملع بيلة التعيلين بلأن يكلون كفلار ،أو
يكون رملان ،أو يكون قلاء ،أو بذر ،هذا بية التعيين.
أما بية كوبه قلاء ،أو أداء ليس واجع ،وإبما كوبه صوم واجع عن رملان أو قلاء له.
قال ويص بف مما لم يفع مفسدا بنيه ار ًا مطلقا ،معنى هلذا الكل م أن الملرء يًلوز ويصل لله أن
يصلوم النفل سلواء إن كللان النفل بفل ً مطلقلا ،أو بفل ً مقيللد ،كالسلت مللن شلوال ،كمللا هلو نللاهر كل م
الفقهاء.
يًوز أن يصوم مطل ًقا سواء أكان مطل ًقا أم مقيد ًا بالنية يف أثنائه يعنر يف أثنلاء النهلار اللدلي عللى اللك
مللا جللاء يف حللديث عائحللة رضللى اهلل عنهللا أن النبللر كللان يللدخ عليهللا فيقللول« :أعنــدكم
طعام؟» ،فإن قالت ل ،قال « ِين صائم».
والــدليٍ الثــاين :أبلله يف عاشللوراء قب ل أن يفللرض صلليام رملللان ،وقلللاء رملللان؛ ألن فللرض صلليام
رملان ،وفرض قلاء رمللان ،قبل اللك كلان واجلع صليام عاشلوراء فقلط ملن غيلر قللاء ،أملر النبلر
الذي لم يعلم بالصيام من اللي أن يصوم يف أثنائه .فدل الك أبه يصل ا مسلاك لكلن إبملا
رملان والواجع بللوم تبيت من اللي . خ
بق ول هذه النية ل فرق أن تكون قب اللوال أو بعده ،هذا واحد فيًوز أن تنوي قل الظهلر ويًلوز أن
تنوي بعده؛ لكن بحلرط واحلد ،أن ل تكلون قلد أتيلت بمفسلد ملن مفسلدات الصليام ،وملا هلر مفسلدات
الصيام؟ ،أن تأا بأك أو بحرب أو بًماأ أو بغير مما سيأا بعد قلي اكره ،وهذا معنى كل م المصلنف،
فيص بف ً لحديث عائحة وغيرها ،ممن لم يفع مفسد يعنر من مفسدات الصليام ،التلر سليأا ،بنيلة أي
أن ينوي ارا ،أي يف النهار مطلقًا.
قوله مطلقًا ،تحتم أي ما قب اللوال وما بعده ،وتحتم أن تعود كلمة مطل ًقلا للنفل فتحلم جميلع
النف سواء أكان النف مقيد ًا أو بف ً مطلقا ،فصيام الست من شوال مث ً يًوز صيامه ولو من بصفه.
٦
359
ولكن ابتبه لمسألة ليس أجر من بيت الصيام من اللي كأجر ملن بلواه يف أثنلاء النهلار فإبملا يلؤجر ملن
بيته فما بعد ،فيكون أجره أق من أجر من بيت من اللي .
ِ ِِ ِ ٍ ِ ِ ِ
ـن َأ ِ
ي ـن َأ ْد َه َـٍ إِ َلـى َج ْا ـ َ ،أ ْو ُم َُ َّـاف ـ َج َسـده كَـد َما ٍغ َو َح ْل ٍـق ََـ ْيئا م ْ قال املصنفْ َ « :صٍَ :و َم ْ
َان َب ْي َر إِ ْح ِل ِيل ِ َأ ْو اِ ْب َت َل َع ُنخَ َامة َب ْعدَ ُو ُصالِ َها إِ َلى َ ِم ِ َأ ْو ْاس َت َها َن َ َها َن».
َم ْا ِض ٍع ك َ
بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفص عن مفسدات الصليام ،وهلر مسلألة مهملة جلد ًا ،وبلد ًا األول بلأول
المفسدات وهو األك والحرب وما يف معناه ،وقد قلال اهلل { :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ
ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ
ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ
ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ} [البقر ،]187 :فاألك والحرب مفسدات.
قالوا :ويدخ يف معنى األك والحرب ما يف معناهما ،مما اجتمع فيهما معنيان ،أن دخ فليهم جلوف
أو مًوف وكان دخوله من مدخ بافذ إبتبه لهذين القيدين فسأرجع إليهما بعد قلي .
إان ما هو عند فقهائنا الذي يف معنى األك والحرب ،قالوا :ك ما يدخ يف جوف اآلدملر ومًوفله،
ويسمى الًوفان كذا عا بعه الفقهاء المتأخرين يسموبه الًوفان.
ما دخ جوف اآلدمر ،أو مًوفه وسأاكرها بعد قليل بالتفصلي ،بملدخ بافلذ ًا ،بمعنلى أبله ملدخ
يوص إلى داخ الًوف.
ببدأ بالقيد األول الفقهاء يقولون جوف أو مًوف كما قال المصنف من أدخ إللى جلوف أو مًوفله
يف جسده ،ويسمى الًوف والمًوف الًوفان كما عا به بعه المتأخرين كالحيخ منصور ،يسمى أحلد
الًوفين ،ما الفرق بين الًوف والمًوف؟.
أول من فرق بين الًوف والمًوف فقهائنلا ابلن القلدامى ،ثلم تلبعهم ملن بعلده ،الفلرق بلين الًلوف
والمًوف ،قالوا :إن الًوف هو الذي يهلم الطعام ،بسميه اآلن بالًهاز الهلمر ،بد ًأ من الملريء فملا
دوبه.
360
أما ما فوق المريء فليس جوفًا ،بل لله حكلم الظلاهر ،فلالفم لله حكلم الظلاهر لليس جوفلًا؛ بل ول
ملحقًا بالمًوف ،وإبما حكمه حكم الظاهر.
وبناء عليه الك جعلت يف فمك شرء فإبه ل يفطر ما للم ينللل كملا سليأتى بعلد قليل يف المكروهلات
والمفطرات.
الفقهاء يقولون ك ما يدخ إلى الًوف والمًوف فإبه يكون مفطر ًا ،هذا القيد األول.
الهيد الثاين :أن يكون من مدخ بافذ ،ما معنى بافلذ؟ ،أي أبله يوصل لللداخ ،ملا هلر النوافلذ؟،
قالوا :الفم واألبف ول شك ،أن الفم واألبف يوص ن للًوف ومن باب أولى المًوف؛ ألن ك جلوف
مًوف ،ك مًوف ألن الًهاز الهلمر مًوف ،ولكن ليس ك مًوف جوفًا.
ل شلك أن الفللم واألبللف يوصل ن مباشللر إلللى الًللوف هلذا ل شللك فيلله ،مللن المنافللذ قللالوا العللين،
والعين له حكم الظاهر يف بعه األحكام- ،ل الوجه -لها كحم الظاهر يف بعه األحكلام ،ولكنهلا لليس
وجهًا.
وبناء على الك فيقولون :هر بافذ يف بفسها ليست جوفا ،العين ليست جوف ول مًوف لكنها بافلذ،
وهر بافذ للًوف ل للمًوف.
وبناء عليه فيقولون :فمن فقط يف عينيه فوجد بعمه يف حلقه أي يف جوفه أفطر ،فيكون بافلذ ًا أدى إللى
الًوف.
الناع الثالث :قالوا األان ،األان ل تلؤدى إللى الًلوف ،وإبملا تلؤدى إللى مًلوف وهلو اللدماغ،
فمن قطر يف أابيه ،سأاكر ك م المصنف ،سأاكر بعد قلي ك م أخر ،بحرال ك م المصنف ،فملن قطلر يف
إابه فوص إلى داخ مًوف ،وهو داخ الرأس يعنر جلاوز األان الخارجيلة؛ ألن األان الخارجيلة لهلا
حكم الظاهر وليس حكم البابن ،فحينمذ يكون مفطر ًا.
٦
361
المنقذ الرابع :قالوا :الحتقان ،وأبا أسأل مااا تفهلم ملن كلملة الحتقلان؟ هل يقصلد لا الحقنلة
هذه؟ يقول :ل؛ ألبه جاء عند أبو شيع وغيره أبه قد كره الحتقان روي مرفلوأ ،وثبلت علن عللر وغيلره،
كره الحتقان ،ما هلو الحتقلان؟ ،هلو إدخلال شلرء ملن بريل اللدبر ،اللذى تسلمى بالتحميل الحلرجية،
وبحوها.
الحتقان هذا مفطر؛ ألبه يوص إلى الًوف مباشر ،فيكلون حينملذ مفطلر ًا؛ ألبله يلؤدى إللى الًهلاز
وتحي الطعام ،فهو مفطر ًا ،هذا ما يتعل بالحتقان. الهلمر ،وهر األمعاء ،وهر تمت
أيلا قالوا إاا كان يف اليلد جلرال ،أو كابلت يف اللرأس جائفلة ،فحينملذ إاا جعللت عللى الًلرال
كذلك ً
دواء فإبه سيمتصه الًسد ،فعندهم يفطلر كلذلك ،ويلحل ا بلر هلذه التلر تغلرز فإ لا تكلون دخللت إللى
داخ المًوف من الًسد ،اهبت إلى المًوف سواء كابت يف الوريد ،أو كابت يف العل .
إان ك هذه تعتاه عنده مفطر أل ا أدخلت إلى جوف ،أو مًوف ،ومن منفذ ًا يدخ إليها.
اْلمر اْلول :ما اكره المصلنف ،قلال :أو قطلر يف إحليلله ،اللذى يقطلر يف ا حليل ،ا حليل هلو
وإبملا تطلرد ،فملن قطلر مخرج البول ،فمن قطر يف ا حلي يقول أبه يؤدى إلى المثابة ،والمثابة ل تمت
يف إحليله فسيخرج من دواء مع البول ،فحينمذ ل يفطر.
وبناء على الك فإن الناس ،بعرف بحن جربناها ،إاا محى المرء على الحنظ يًلد بعلم الحنظل يف
حلقه ،يقول ما كان يف مسام الًلد ف يفطر ،وما كان من ا حلي ف يفطر ،واض الك م هذا؟.
بناء على ك م المصنف هنا سأاكر اسملة وأجوبه ،لو أن امرأ تناول إبر ه يفطر ا أو ل ،على كل م
المصنف وهو قول الًمهور؟ ،يفطر؛ ألبه دخ شرء إلى جوفه ،أو مًوفه ،من منفذ.
الصارة الثانية :لو أن امرأ أتى بما يسمى المنظار الطبر ،عن بري فمه ،ه يفطر بله أم ل؟ بقلول
يفطر به؛ ألبه دخ شرء له جرم إلى جوفه أو مًوفه.
اْلمر الثالث :لو كان أدخ دواء عن بري الدبر وهو التحامي يفطر به أم ل؟ ،يفطر.
362
لو أن امرأ أتى بلص الذى يخفه الحرار فًعله على جبينه ،جاءت حرار فًع هذا اللص عللى
جبينه وهذا اللص موجود يف الصيدليات هنا فًهل اللصل عللى جبينله يفطلر او ل ؟ ،ل يفطلر؛ ألبله للم
يدخ إلى داخ جوفه.
لو أن امرأ وجد حر ًا شديد ًا وتعع ،فإن غمس يف الماء من غيلر أن يبتللع شلرء يف فيله ،يفطلر بلذلك أم
ل؟ ،ل يفطر.
لو أن امرأ تملمه بالماء يفطر بذلك أم ل؟ ،لمااا يفطر؟ ،لم يص شرء للًوف ألبا الًوف قلنلا
هو؟ ،الحل ما دون ،الذي هو المريء فما دون ،هذا ناهر له حكم الظاهر.
لو أن امرأ تسوك بالمسواك يف ار رملان قب اللوال؟ ،فنقول ل يفطر كذلك؛ ألبه للم يصل شلرء؛
لكن لو تفتت أجلائه وبلل إلى جوفه متعمد ًا به أفطر ،وسيأا إلى مرحلة اوق الطعلام وغيرهلا ،وضلحت
المسألة؟.
هذا الذى عليه الفقهاء وعليه أكثر المتلأخرين؛ لكلن للفائلد هلذا خلارج علن اللدرس وإبملا للفائلد ،
وبالمناسبة اكر هذه الفائد ألبنا يف شهر الصوم ،أن الذى مفتى عليه عند محايخنا.
بحن قلنا قب قلي المنافذ كلم؟ بوعلان :أحلدما منفلذ واألخلر لليس بمنفلذ للًلوف ،المفتلى بله عنلد
محايخنا أن المنافذ ث ثة أبواأ:
المنقذ اْلول :ما أدى إلى الًوف الذى هو يهلم الطعام ،فإبه يفطر مطلقًا ،وهلو الفلم واألبلف،
والدبر ،وعليه فتوى المحايخ
هذه الثالثة الطرق تفطر مطلقًا؛ أل ا أدت إلى جوف يهلم الطعام.
الناع الثاين :المنفذان الذين اكرهما الفقهاء وهما :الًلد ،والتقطير يف ا حلي ،ل يفطر مطلقلًا؛
ألبه ليس منفذ ًا للًوف ول للمًوف.
الناع الثالث :وهذا هو الفرق ،أن ما كان من غير هلذه المنافلذ الخملس للذكرباها قبل قليل ،فل
تفطر إل أن تكون مغذية.
٦
363
إان األن الفرق بين ما افتى به وما اكره الفقهاء رحمة اهلل عليهم يف هذا الكتاب وغيره ،أ م قلالوا :إاا
كان من غير المنافذ الث ثة التر اكرباها قب قلي ف يفطر إل المغذى ،كا بر.
ا بر إاا لم تكلن مغذيلة ،كلإبر األبسلولين فلالمفتى بله ل يفطلر ،وأملا إاا كابلت مغذيلة لتقويلة البلدن،
كالفيتامين ،أو الًلوكوز ،وغيره لتنحيط البدن فإ ا تكون مفطره وهكذا.
قال أو ابتلع بخامة ،أو بخاعة ،أو أبتلع قيئ ،أو ابتلع دمًا.
فما الفرق بين النخامة والنخاعلة؟ النخاملة ملا تخلرج ملن الصلدر ،وهلو اللبلغم ،والنخاعلة تنللل ملن
الًيوب األبفية ،يقولون تنلل من الرأس أي من الًيوب األبفية من العلو ،هذه بخامة وهذه بخاعة.
تعمد بلع النخامة ،أو النخاعة ،أو القيئ ،أو الدم الذى يكون يف الفم ،مفطر تعمد ،اللك مفطلر بحلرط
أن تكون هذه األمور األربعة قد وصلت إلى الفم.
أحيابًا النخاعة تكون وصلت مباشر من الًيلوب األبفيلة إللى الصلدر وللو تعملدت بلعهلا ل تفطلر،
أل ا لم تص للفم لم تص للخارج فنقول الفم خارج ،كوبه خارج إان إاا خرج شرء إملا ملن المًلوف
أو من الًوف فإبه حينمذ يفطر إاا ابتلعه.
ومثله النخامة إاا ارتفعت لوسط الحل وبللت ولو عمدا ل تفطر ،إاا وصلت للفم تفطر.
وهذا معنى قول المصنف إاا ابتلع بخامة أي عمد ًا بعلد وصلولها أي النخاملة أو النخاعلة أو القيلئ أو
الدم إلى فمه؛ ألن قاعدتنا أن الفم من الوجه من الخارج وليست من الًوف ،بب ًعا ليس ك داخ جلوف
وليس ك خارج وجه؛ ولذلك أبا قلت خارج من الوجه هذه قاعد وليس محلولة.
الحيخ :قال أو استقاء فقاء ،لما جاء من حلديث أبلر هريلر وصلححه جملع ملن أهل العللم أن النبلر
قال« :من استهان علي الهضان ،ومن ذرع اله ن ال قضان علي ».
أن يدخ يده يف فيه ،حتى يستدعى القرء ،فيخرج ما يف بطنله ،أو أن يعصلر بطنله عصلر ًا شلديد ًا حتلى
يخرج ما فيه ،أو أن يتعمد النظر إلى ما يعلم أن النظر إليه يكون سببًا يف القرء ،واا بعلهم :أو يتعمد شلم
364
رائحة – ابظر يتعمد ،يذهع ليحم هذه الرائحة ،-التر يعلم من بفسه أن شمها يؤدى إلى القرء.
فذكروا بعلهم ث ثة وبعلهم أورد أربع أسباب ،ول تنازأ ألن العا يف جميع الفعل ،وأملا بمًلرد
أن يتفكر يف أشياء تلؤدى إللى القلرء هلذه معفلو عنهلا ألن الفكلر كملا سليأا معنلا معفلو عنله ولليس مللك
. الحخ
هذا القرء إاا خرج ،ما معنلى خلرج؟ يعنلر تًلاوز الًلوف ووصل إللى الحلل ،أفطلر مسلتدعيه أي
الذي متعمده سواء كان قلي ً أو كثير ًا ،بخ ف الوضوء ،الوضوء إبملا يلنقه الكثيلر دون القليل ،لملااا؟
ألبه هنا مفسد ،والمفسد كان بفعله ف بنظر لقليله ،أو لكثير ،بخ ف هناك الوضلوء فالوضلوء كل قلرء
سواء كان منه ول من غيره يعنر باستدعاء أو غير استدعاء منه فإبه يكون باقه ،إان هن أو استقاء.
سأس سؤال ،لو أن امرأ استدعى القرء ،ما معنى استدعاه؟ بلع القرء استقاء ،فحينمذ خلرج القلرء
إلى فيه ،فتذكر أو بدم- ،تذكر بدم لكن بقول بدم ،-فقال سأرجع القلرء فبتلعله ،ملا خلرج إل شلرء يسلير
جدًّ ا جد ًا أفطر بذلك أم ل؟ أفطر بمااا؟ بأمرين :باستدعاء القرء وباألك ،وهو بلعه للقرء.
لملااا للم تقل إن ملن أسلباب السلتدعاء القلر أكل الحبلوب؟ هنلاك حبلوب تًعل لو جاء شلخ
المعد تقرء لم يذكرها لمااا؟ ألبه أقطر بأك هذه الحبة قب أن يقرء.
ون َا ْل َق ْرجِ َ َأ ْمنَىَ ،أ ْو َأ ْم َذى َأ ْو ك ََّر َر َالنَّ َظ َر َ َأ ْمنَى». قال املصنفَ « :أ ْو اِ ْست َْمنَىَ ،أ ْو َب َ
اَ َر ُد َ
أبظر معى النبر قال« :قال أن اهَّلل :كٍ عمٍ ابن أدم لـ الحسـنة بعيـرة أضـعا ها
إَّل الصام ِن ل » ،اهلل قال فإبه لر يدأ بعامه وشرابه وشهوته ألجلى.
قلنا بعامه وشرابه يدخ فيه األك والحرب ،وما يف معناه وشرحناه قب قلي .
تقلى الحهو كما يعلم جميع الناس بث ث أشياء :إما أن تقلى بًماأ ،وإما أن تقلى بإمناء ،وإملا
أن تقلى بإمذاء.
إن تقلى الحهو بث ثة أشياء :بًماأ ،وإمناء ،وبإمذاء ،ث ثة أشياء تقلر الحلهو والكل يعللم هلذا
الحرء ،أن الحهو تقلى ذه األمور الث ثة ببدأ بأولها:
٦
365
ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ
ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [البقر ،]187 :ثم قال بعد الك ،لما اكر مباحات اللي { ،ﭑ ﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [سور البقر ، ]187:فدل على أن ما قب ل يأخذ
حكم ما بعده.
اثنين :أن ا مناء؛ ما معنى ا مناء؟ هو ابتقال المنر من محله ،ولم للم يخلرج إللى الخلارج كملا سلب
معنا أي موجع الغس ،فبمًرد ا حساس بخروج المنر من محله ،أي من الصلع دفقًا؛ واضل معنلى
دفقًا ،كما قال علر رضى اهلل عنه وجلاء بحلوه علن ابلن عبلاس :إاا دفخلت أي خلرج دفقلًا ،ابتقل دفقلًا،
لله ،أو للم يخلرج وحلده، واض المعنى والك يعرفه ،فإاا ابتق المنر ولو لم يخلرج إل بمنلع الحلخ
فإبه يفسد الصوم ،إاا استدعاه ،والك قول المصنف أو استمنى.
وهللذا عليلله قللول عامللة أهل العلللم؛ بل هللو قللول األئمللة :أبللر حنيفللة ،ومالللك ،والحللافعر ،وأحمللد،
الملذاهع األربللع جميعللًا علللى أن السللتمناء مفسللد للصلوم؛ ولللذلك عللده كثيللرون مللن مسللائ التفللاق،
والخت ف قي أبه وارد بعد الك ،وارد متأخر بعد القرون المفللة بعد القرن الرابع.
إان الستمناء مفسد يف قول عامة أه العلم وحكمه اتفاق ،إان هذا النوأ الثاين.
النوأ الثالث من المفسدات (يدأ شهو » ،ا مذاء ،ما الفرق بين المنر والمذي؟ تعرفون أم أبين؟.
أوَّل :المنر والمذي يخرجان من الرج والمرأ سواء ،المرأ يخرج منها منلر ،يًلع أن بفلرق،
366
عليله عليله الفقهلاء كلابن عقيلع يف التلذكر وبل بعه الناس تقلول أن الملرأ ل تمنلر ،بل تمنلر بل
الكثيرون ،حتى األبباء يثبتون الك.
الفرق بين المنى والمذي بسرعة ،المنر يخرج دفقًا بلذ ،والمذي قد يخرج بللذ ،وقلد يخلرج بغيلر
لذ ؛ لكن الذى يفسد الصوم هو الذي يخرج بلذ ،كما يأا بعد قلي .
اْلمر الرابع :أن المنر ل يًع منه السلتنًاء وأملا الملذي فيًلع منله السلتنًاء ،يًلع غسل
الذكر واألبثيين ،فملا األبثييلان؟ قللت لكلم يف حلديث ...بلن اللبيلر مرفوعلًا ولله شلاهد عنلد أبلو العلوان
متص ً صحيحًا كما قال ابن القيم.
ما هما األبثييان؟ األبثييان عما تعلمون الخصى ،الرج يًلع عليله إاا أملذى أن يغسل اكلره كلام ً
ليس مح خروج النًاسة فقط كام مع األبثيين ،لحديث النبر ،وهو ثابت.
األمر الذي بعده ،أبه يفسد ما الصيام لكن يختلف الحكم يف جلئيه سلأدخلها بعلد قليل ،إان عرفنلا
الفرق بين المنى والمذي.
المذي ،من تعملد خلروج الملذي يف لار رمللان فسلد صلومه ،ملا اللدلي ؟ اهلل يقلول كملا يف
الحديث القدسر« :يدع طعام ،وَهات ْلجلى» ،ف شك أن المذي يقلى الحهو أو جلء منه.
بيع أبظروا معر برجع للث ثة :الًماأ ما الذي يفسد؟ ،بقلول ل يفسلد ملن الًملاأ إل ملا كلان فيله
تغييع ححفة يف قب ً أو دبر ،ل ُبد من تغييع الححفة ،أما م قه فقط ل تفسلد الًملاأ ،لكنهلا منهلر عنهلا
كما سيأا بعد قلي ،فإ ا مباشر واض الًمال.
بأا للثاين :المنى والمذي ركلوا معر ،المنر والمذي :قد ينللن إما بسبع التفكر ،أو ينللن بسلبع
المباشر ومنه السلتمناء ،المباشلر يعنلر بالفعل ومنله السلتمناء ،أو ينلللن بسلبع تكلرار النظلر ،لليس
٦
367
بنظر األولى فإن النظر األولى لك والثابية عليك ،الك الفقهاء بعاان بتكرار النظر.
إما بالتفكر ،وإما و بالمباشر وهو الفع ومنه الستمناء ،أو بتكرار النظر ،ركلوا معر.
السبب اْلول :وهو التفكر إاا بلل مذي أو منر بسبع التفكر ف يفسد الصلوم؛ ألن التفكلر لليس
بإرادتك ،ل تستطيع أن ترد التفكر ،أبت أحيابًا تريد يف ص تك أل تتفكر فيخلرج اهنلك فيلذهع اليملين
والحمال ،التفكر ليس بملكك ،ليس بإرادتك فيعفر عنك.
الناع الثاين :إاا كان بلول المنر أو المذي بالمباشر ،ومنه الستمناء فيفسد الصلوم مطل ًقلا سلواء
بلل بالمباشر ومنها الستمناء ،منر أو مذي يفسد صومه.
اْلمر الثالث :إاا بلل بسبع تكرار النظر ،فيفسد إاا بلل المنلر ،إاا كلرر الصلائم النظلر فيفسلد إاا
بلل منه منر ،أما إاا بلل منه مذي ف يفسد؛ ألن المذي أسرأ بلو ً
ل من المنر ،معروف.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)13
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
أي :بوى قطع بية ا مساك ،وليس المراد بالنية العلم؛ ألن التحقي التفري بين العلم ،وإن كان بعه
المتأخرين إن قلال أن العللم والحكلم بله؛ لكلن التحقيل أن العللم هلو أن يكلون تلرددا ،فل يكلون حينملذ
إفطارا ،بعم.
الرسول ثبت عن الحج ثوبان ،ومن حديث رافع؛ ب جاء عنله ملن بحلو
وستة وقي من عحر من أصحابه أبه قال« :أ طر الحاجم والمحُـام» ،ملا قالهلا يف واقعلة
بق عنه ستة ،وقي عحر من أصحاب النبر أص حديث رافع وثوبان.
أفطر الحاجم والمحًوم ،يدلنا على أبه قررها يف أكثر من موضع ،ويف أكثر ملن محل ،وللذلك يف أن
هذا الحديث ثابت عن النبر ،ول شك يف صحته صححه األئمة.
وقد قال ا مام أحمد لما رواه هذا الحديث ،قال لقد ثبلت عنلدي ول أعللم شليما يدفعله ،ملا أعللم أن
شرء يدفعه هذا الحديث.
أما ما روي عن بن عباس أن النبلر احلتًم وهلو صلائم ،فلإن علملاء الحلديث يقوللون
هذا حديث منكر ،فإن الروا السقا ،إبما قالوا احتًموا وهو محرم ،ولم يعلم أن النبلر يف
حًة الوداأ كان صائما يف بريقه ،فإبما احتًم النبر وهو محرم ،وهو الصلحي يف اللفلظ
الحديث.
إاا ل يعلم أن حديث باسخا لهذا الحديث ،هذا الحديث ثابت ،فعمللوا حلديث النبلر
العم به متحتم حين ااك ،إاا بقول أفطر الحاجم والمحًوم.
٦
369
بحثنا عن العلة لما أفطر الحاجم والمحًوم ،بقول هذه علتها تعبدية؛ لكن لهلا عللة مظنوبلة ،ملا هلر
العلة المظنوبة؟
الدم وص الدم إلى جوفه ،وأما المحًوم فهلو ضلعف بدبله ،هلذه عللة مظنوبلة، أن الحاجم إاا م
وقلت لكم قبل أن الحلارأ إاا بللل الحكلم بالمظنلة فل علا إاا ابتفلت هلذه المظنلة ،لملا قلنلا أن العلا
بالتعبد إاا كله فع يسمى حًامة ،فإبه مفطر ،وك فع يسمى فاعله حاجما ،فإبه مفطر ،وإل ف .
ابظللروا معللر سأسللأل وأجيبللوين ،لللو أن رجل احللتًم يف ضللهره ،وحاجملله حًملله بفيلله ،هل يفطللر
المحًوم والحاجم أم ل؟
بيع لو احتًم وخرج دم يسير جدًّ ا قلي يفطر أم ل؟ يفطر كذلك ل عا بقدر الدم.
الحالة الثانية :لو احتًم يف رجله يفطر أم ل؟ يفطر لحلديث النبلر « أ طـر الحـاجم
المحُام َّل ننظر للم ان».
لن بًد له علة ،وإبما حكملة، بقول يفطر كذلك بقف عند الن لو حًمه الحاجم بآلة من غير م
واألحكام إبما تناط بعتلها دون حكمها ،بقول يفطر وإن كان مصا.
علاد بقلول بيع أبظروا معر لو فصد فصدا من غير حًامة ،الفصد يكلون بالمحلرط ملن غيلر مل
الفصد ل يفطر؛ ألن النبر وهو أعلم قال« :أ طر الحاجم» ،ولم يق أفطر ك من خرج منله
دم قصدا ،قال أفطلر الحلاجم ،وخاصلة أن هلذا عللى خل ف القيلاس القاعلد العاملة ،وكل ملا ورد عللى
خ ف القياس بقف عليه يف محله ول بقيس عليه يف األص بقول.
لو أن امر تاأ بالدم يف ار رملان بقول ل يفطر ،والممرض الذي سحع الدم ل يفطر.
إبمللا ورد لللو أن امللر حل ل دملله يف للار رملللان قلللي ،أو كثيللرا ل يفطللر كللذلك ،لمللا؟ ألن الللن
ول بًاوزه لغيره ،ألبنا لم بًد معنلا قويلا بلحقله بله ،وإبملا بالحاجم والمحًوم ،وبحن بقف عند الن
وجدبا حكمة ،وهذه الحكمة التر أوردهتا لكم قب قلي قد تنخرم وليس هذا مح اكره.
370
عامدا مختارا فيما سب ؛ ألن المكره وغير القاصد معفو عنه ،يقول النبلر « مـن أكـٍ أو
َرب ناسياِ ،نما أطعم اهَّلل وسهاه» ،وهذا يحم فريلة والنافلة السواء ول فرق.
كما سب .
فإبه حينمذ ل شرء عليه ،ول كراهية عليه ،ألبه فع شيما محروعا ومستحبا.
قال املصنف« :و َلا با َلََ َأو زَاد ع َلى َث َال ٍ
ث». ْ َ َ َ ْ َ
لكن يكره لو المبالغة حال الصوم ،ويكره زيلاد علن ثل ث؛ لكلن حتلى للو زاد علن ثل ث؛ بل حتلى
أيللا جملع ريقله يف محلله ،للم يفسلد صلومه
ملمه وهو من غير وضوء؛ ب حتى لو جمع ريقله سليأا ً
بالًميع.
ان ن ََهارا بِ َال ُع ْذ ِر ََ َب ٍق َون َْح ِا ِه َ َع َل ْي ِ َا ْل َه َضا ُن َوا ْل َ َّق َار ُة ُم ْط َلها».
قال املصنفَ « :و َم ْن َج َام َع بِ َر َم َض َ
قال ومن جمع يف ار رملان ،قوله يف ار رملان يفيدبا أن من جمع يف صلوم واجلع غيلر رمللان
ل كفار عليه ،ولو كان الصوم الواجع صوم كفار ،ولو كان الصوم الواجع صوم قللاء لرمللان ،وللو
كان مليقا يعنر ما بقر له إل يومين من شعبان وعليه يومان من رملان اللذي سلب ،يًلع عليله الصلوم
هذين اليومين ،وإن جمع فيهم ف كفار عليه ،إان الكفار إبما هر لبتهاك حرمة هذا الحهر الكريم.
إان قللال :ومللن جمللع برملللان للارا ،قوللله جمللع بنهللار رملللان يحللم الللك مللن صللومه هللذا اليللوم
صحي ،ومن صومه يف هذا اليوم غير صحي مما للمه ا مسلاك ،كلهلم يًلع عليله الكفلار ؛ ألبله يللمله
ا مساك ،فك من للمه ا مساك واكربا ما لم يللمه ا مساك ،فإن عليه كفار .
أما يف اللي فلرية واكرهتا قب قلي ،ب عذر؛ ألن العذر يعنر معفو عنه ،ألبه يؤدي يًيله الفطلر يف
٦
371
ار رملان.
فيه مرض ،وعدم المًامعة تلره ،وبحو الك؛ لكلن إن كحب وبحوه ،إما أن يكون قد يكون شخ
أمكن الستمناف حينمذ يكون أخف األمرين كما قال بن بصر اهلل.
قال فعليه القلاء يًع على من جمع يف ار رملان القلاء أن يقلر هذا اليوم؛ ألبه أفطر يوما ملن
غير عذر.
والكفار مطلقة ،إان يللم عليه القلاء ،أو الحرء يللم قب القلاء أن يمسلك هلذا اليلوم ل يًلوز لله
أن يأك بعده ،ويًع عليه مع الك أن يقلر هذا اليلوم؛ ألبله أفطلر يلوم ملن لار رمللان ،ويًلع عليله
كذلك أن يكفر ،وما هر الكفار ؟ ،سيأا اكرها بعد قلي .
قال مطل ًقا أي يعنلر ملن غيلر فلرق بلين العلالم والًاهل ،أو غيلرهم؛ ألن فقهائنلا يقوللون ابظلر معلر
الرج ل يعذر با كراه على الوطء ،وهو قول الًمهور إل بعد الحنفية لما قالوا الك؟ قلالوا ألن الرجل
ل يتصور منه أن ينتحر وهو مكره تحت هتديد الس ال ،أو يلرب ل يمكن أن ينتحر ،قالوا هذا بلداء عللى
أبه ل يمكن الك ،ل يتصور هذا بب ًعا هذا الحرء؛ لكن لو تصور أو وجد فهذه مسلتثنى ،والنلادر ل حكلم
له ،فيكون النادر حينمذ يأخذ الحكمة بوعه ل جنسه ،إاا تصور وهذا بادر.
اْلمر الثاين :قالوا ل يعذر يف الوطء يف ار رمللان بالًهل فيله للرجل ،قلال ألن هلذا ملن األملر
المعلوم ملن اللدين بالللرور ،فلكل يعللم أن اللوطء يف لار رمللان ل يًلوز؛ بل ويف كتلاب اهلل ،فهلو
معلوم من الدين باللرور .
اْلمر الثالث :أبه ل يعذر بالنسيان ،لمااا قال ل يعذر بالنسيان؟ ،لسببين:
السبب اْلول :قالوا أن الًماأ من األفعال التر يكلون فيهلا محلاركة بلين اثنلين فلأكثر ،فحينملذ يغللع
على الظن أن ل يوجد هناك بسيان من اثنين من الرج والمرأ .
اْلمر الثاين :أن القاعد عند فقهائنا أن ك ما كان باب األحكام الوضعية ومنها الت ف ،فل يعلذر بله
بالنسيان ،ك ما كان من باب السبع ،أو يكون عنده حكم وضعر ومنه الئت فات ف يعذر بالنسيان.
ينسى فيتللف عمامتلك بسلر ،بقلول ل يعلذر؛ ألبله حكلم وضلعر الئت فات مث مااا؟ لما الحخ
372
ألبه سبع ،والئت فات كلها أسباب ،ف يعذر بالنسيان عندها.
قالوا ألن من جمع امرأ ولو بحبهة فيًع عليه أرش بلعها ،يًلع عليله األرش سلواء كابلت بكلرا،
أو ل ،فهذا أرش فكأبه إت فا ويف المعنى الت ف كملا للو أتللف يلده ،كملا للو أتللف عللو ملن أعللائه،
فذاك يقول هو الًماأ بمعنى الت ف هذا معنى ك مهم.
إاا الًماأ يف ار رملان ل يعذر فيه بالنسيان ،ول با كراه للرج ،ول بالًهل ،وهلذا معنلى قلول
المصنف مطل ًقا أي مهما كان حالهم.
إاا كابت معذور كنائمة ،أو مكرهة؛ ألن المرأ تصور إكراها بخ ف الرج ؛ ألن هر الموبوء .
قال املصنفَ « :ونِ ْس َي ٍ
ان َو َج ْه ٍٍ».
ألن المرأ يكثر فيها الًه أكثلر ملن الرجلال ،الًهل يف النسلاء أكثلر ملن الرجلال ،وخاصلة باللملان
األول.
اللمان األول كان القلي ممن تعد من النسلاء فقيهلا؛ حتلى قلال بعله فقهلاء الحنفيلة وهلو بلن الوفلاء
القرشر ل أعلم فقيهة حنفية كذا قال يف ترجمة الفقهاء الحنفية ،يف اللمان األول الًهل عنلد النسلاء أكثلر
من الرجال ،ولذلك كان بناء على الحال يعنر أبه يعذرون ذا الًابع.
وأما القلاء فأبه لوجود مفسد ،ف يعنر يعذر به حينمذ ،فالعذر يتعل بالكفار دون القلاء.
٦
373
بللدأ يللتكلم عللن الكفللارات كمللا جللاء يف حللديث أبللر هريللر يف الصللحيحين ،أن الرجلل أتللى لنبللر
فقال يا رسول اهلل :هلكت وأهلكت مما يدل على أن الكفلار تًلع عللى الرجل والملرأ
سواء ،وأهلكت خارج الصحي ،قال« :ما علت؟» ،قال :وقعت على أهلر يف ار رملان ،قلال« :أعتـق
رقبة» ،والمراد بإعتاق الرقبة أن يًد رقبة فيحةيها فيعتقها ،أو تكون يف ملكله فيعتقله بعلد اللك ،واآلن ل
يوجد رق ،الرق أتلغى اآلن؛ ب اكر بعله الفقهلاء الحلافعية يف القلرن العاشلر أبله يسلتحع يف زملا م أن
يكفر بغير العت لمااا؟
قالوا ألن الرق يف الك اللمن أي يف القرن العاشلر ،أو الحلادي عحلر ل يوجلد رق إل ملن بريل غيلر
محروأ بسبع سرقة وبحوها.
ولذلك قال فلما غلع على الظن عدم وجود الرق الحرعر؛ ألن الرق الحرعر ث ث أبواأ فقط.
متى ولد من الرق قب ا س م ،وما كان بسلبع حلرب ملع غيلر العلرب ،وملا تواللد علن اللك ،وغيلر
الك ملغر.
يًع أن يكون الحهران متتابعين ،ول يًوز قطع هذين الحهرين بغيلر علذر ،وملا هلر األعلذار؟ هلر
األعللذار التللر تبللي الفطللر كالسللفر ،والمللرض ،والحم ل تفطللر ألج ل ولللديها ،فللإاا وجللد فطللر يف أثنللاء
الحهرين ،فإبه ل يقطلع التتلابع؛ بل يللمله إاا زال علذره أن يلتم بعلد اللك ويكمل التتلابع بعلد اللك هلذه
المسلألة ،فلإن أفطلر يلوم بلين الحلهرين ملن غيللر علذر أبقطلع التتلابع ،فيللمله بعلد اللك أن يعيلد الحللهرين
كاملين.
إما أن تبتد الصيام ملن أول الحلهر القملري فتصلوم شلهرين قملريين سلواء كلان الحلهران تلامين ،أو
،أو ك هما تاما. ،وغالبا ما يكون أحدهما تام ،واآلخر باق باقصين ،أو أحدهم تام ،واآلخر باق
إان إاا ابتدأت من أول الحهر فتصوم الحهرين تامين ل بنظر لنقصان الحهر وعدمه.
374
وأما إن ابتدأت من غير أول الحهر ،كان ابتدأت من اليلوم الثلاين إللى اليلوم األخيلر منله ،فإبله يلللم أن
تصوم ستين يوما كام سواء كان الحهران إاا صمتهم باقصين ،أو تامين.
فيًع عليه أن يطعم ستين مسكينا ،ك مسكينا بصف صاعا إل من ا ُلا ،أو من غيلر ال ُبلر ،أو ملن ال ُبلر
يطعمه مد ،وه يللم العدد وهو الستون؟ ،بقول بعم ،يللم أن يطعم ستين مسلكينا ل يعطلر واحلدا هلذا
المقدار من الطعام؛ ب يًع أن يعطر ستين ما الدلي عليها.
أوَّل :نلاهر الحلديث النبللر قلال« :أطعـم ســتين مسـ ينا» ،فللو كللان المقلدار لقللال
أبعم مقدار كذا ،فدل على أبه يًع أن يكون الستون مقصود.
فيقلول سلأعطر ملال ،بقلول ل اْلمر الثاين :أن فيه معن للعقوبة ،بعله النلاس اآلن بلدأ يلةخ
مقصود الحرأ أحيابا جع الكفار بعاما ،وأحيابا جعلها كسو لليملين ،وأحيابلا جعلهلا صلياما ،وأحيابلا
جعلها مال.
متى جع الحارأ الكفار مال؟ واكر ا قب يف وطء الحائه مال فلوس ،فالحارأ غاير بينهلا ،فهلذه
المغاير بين الكفارات تلدل عللى وجلوب منصوصلة ،إان يًلع السلتين ملن بلاب القصلد أبله يللملك أن
تبحث عن ستين مسكينا تدور على فقراء البلد ،ل تعطر أي مسكين؛ ب تعطلر مسلكينا محتاجلا للطعلام،
وهذه فيها معنيان.
ومعنى عظيم للمًتمع أن المسلم يبحث عن الفقراء ،ل يتتبع اللذين يسلألون فقلط؛ بل يبحلث حتلى
،وبقلول يًلوز اللرخ
عنهم يف بيوهتم ،وينظر إليهم ،وهذا من مقاصلد الحلرأ؛ لكلن لملا أصلبحنا بتتبلع ُ
إعطاء المال ،وأصبحنا بًع الوك ء يبحثون عنا يخرجون عنا مع أن ملن السلنة أبلك أبلت تعطلر الفقيلر
بيدك ،أصب الفقير يبيت بًاببك ،وهو جار لك ول تعلم بفقره ،وهذا من أسلباب المدبيلة الحديثلة حلين
فرقت الناس ،وأصبحت المرء ربما ل يعرف اسم جاره ،الحرأ يقول أبحلث علن جلارك ل يًلع عليلك
أبت تبحث عن الفقراء يف بلدك ،يف اللكا ،ويف الكفارات ،ويف غيرها.
إاا أبعم ستين مسكينا تبحث عن السلتين هلؤلء ،ول يًلل الملال؛ بل ل ُبلد أن يكلون بعاملا ،إملا
٦
375
أي :إل لم يًد هذه الكفار سقطت عنه ،وهذه من الكفارات القليلة التر تسقط بلالعًل؛ ألن غيرهلا
من الكفارات ككفار اليمن ،وكفار الظهار ،وغيرها إاا كان عاجلا عنها للم تسلقط ،وإبملا بقيلت يف امتله
حتى يقدر عليها ،فإما تخلف ماله.
أما هذه الكفار ،وهر كفار الوطء يف ار رملان ،فإ ا تسقط وقت الوجوب ،فلو اغنى بعدها بأيلام
ووجد مال ،أو وجد ما يحةي به كفار الطعام ،أو العت بقول ل يًلع عليلك أن تكفلر ،ملا اللدلي عللى
أ ا تسقط؟
هذا الرج ا عرابر الذي جاء للنبر فقلال :هلكلت وأهلكلت ،قلال« :أعتـق ،قـال :مـا
عندي ،قال :صم ،قال :وهٍ أوقعن يف ذلب إَّل الصام ،قال :أطعم ،قـالَّ :ل أجـد مـا أطعـم بـ » ،فلأوا
النبر بفرق بالتحريك هذا هو األصوب ،وقال القاضر عياض يف المحارق يص الوجهلان
وبعلهم يفارق بين ال َف َر ِق ،وال َف ْرق ،فيًع ال َف َرق أكثر من الفرق قلدرا ،ولليس هلذا محلله ،برجلع فلأوا
النبر بفرق فيه تمر فقال « :تصدق بي ،قـال :مـا بـين َّلبتيهـا أي المدينـة رجـٍ أ هـر منـ يـا
رسال اهَّلل ،هال :أطعم أهلب».
السؤال :القاعد عند الفقهاء أن ما زاد عن الحاجة يًع أن يتصدق به ،وهذا الفرق أكثر من حاجتله،
ومع الك قال النبر « أطعم أهلب» ،فدل على أ ا سقطت عنه ،ولم يقول إاا اغتنيت غلدا،
أو أبت اآلن أصبحت غنيا؛ ألبه أصب عندك بعام كثير ما تكلمنا أمس كلم مقلدار ملا يطعلم يعطلى الفقيلر
من الطعام والمال وهو خمس درهم ،ربما يأا لها درسلا آخلر ،وهلذا معنلى قلول المصلنف فلإن للم يًلد
سقطت.
المرء إاا كان صائما ثم جمع ريقه ،ولو قصدا بب ًعا ابت أ ريقا اللذي ملن غيلر جملع يًلوز وملن غيلر
كره؛ ألن الفم ملرء بالري ؛ لكن أن يًمع ريقه ،كيف يًملع ريقله؟ يعنلر ينظلر حتلى يًتملع الريل ،ثلم
يبتلعه ،قالوا هذا يًوز ابت عه؛ لكن مع الكراهة ،لمااا يًوز؟ ألبه أصل ينللل وحلده ،وألبله للم يلرد ملا
376
وهذه المسألة يعملها فقهاء كثيرا موافقة للمالكية ،وهر مسألة مراعا الخ ف ،هذه مراعلا الخل ف
مسألة مهمة جدا ،ويف مراعا الخ ف ائت ف المسلمين كذلك ،فمراعا الخ ف ما معناها كملا اكلر أبلو
الوفا يف الواض وغيره ،معنى مراعا الخ ف أن ما كان بعه أه العلم يرى وجوبه ،وكلان اللك اللذي
من أه العلم ممن يعتد بقوله ،وله حظ من النظر ،إا ليس ك خ فا معتا إل خ فا له حظ من النظر.
فقال بوجوب بحلرء ،أو قلال بحرملة اللك الحلرء ،فنقلول المراعلا لخ فله بنلدب أبله منلدوب هلذا
الحرء الذي قي بوجوبه ،أو بكراهة ما قال بتحريمه من باب مراعا الخ ف ،وهذه القاعلد ل شلك أ لا
قاعد معتا تنظيرها ،والستدلل عليها بوي جدا؛ لكنهلا قاعلد معتلا ،وكثيلرا ملا يسلتدل لا الفقهلاء
كما اكرت لك يف هذا المح .
اوق الطعام مكروه إاا كان من غير حاجة ،وأما إن كان بحاجة ،فإبه يكون حينمذ مباحلا؛ ألن القاعلد
أن ك مكروه يباال عند الحاجة.
ما هر الحاجة يف اوق الطعام أن يعرف ملوحة الطعام ومرورتله ،وح وتله ،وعلدم ح وتله يعنلر أن
يكون هامًم وبحو الك ،أو غير الك ،أو حرورته وبرودته إاا كان فيه فلف وبحو الك؛ ألبه إاا كان مرا
ربما لم يتناوله الناس عند ا فطار ،فذوق الطعام حينمذ تكون له حاجة ،ف يكون مفطر.
مللا الللذوق ،الللذوق يكللون بفطللر اللسللان ليسللت الللذوق أن تحللرب ملعقللة كاملللة هللذا أكل مفطللر ولللو
لحاجة؛ لكن للرور فرق بين الحاجة واللرور ،هذا الذوق يكون بطرف اللسان ليس بالحرب كلام ،
وإبما يذوقه حتى يعرف ح و من الطعام من مرورته.
بمعنللى أن يكللون العلللك قويللا كل مللا ملللغ زداد قللو ؛ ل ُبللد أن يكللون قويللا ل يتقطللع ،ول يتحلل أن
يدوب منه شرء ،الذي يتحل مث هذا السكريات التر تباأ يف المح ت التًارية هذا يتحل ،فيص بعد
٦
377
وأما ما يلداد مع الملغ قو ،وهو الذي ل يتحل فإبه ل يفطر؛ ألن غايته جملع الريل فقلط ،وللذلك
قال يكره ،يعنر يكره لمااا؟ ألبه أول يؤدي إلى جمع الري فيدخ يف معناه هذا أول.
اْلمر الثاين :لكر ل يظن بالمسلم السوء ،إاا كان المرء يأك علكا ل يتحلل ،ول يفطلر؛ ألبله للم
يص شرء إلى جوفه لم ينلل شرء إلى الًوف؛ لكن الذي ينظر إليه يقول (أوووه ،الحسن» يأك يف ار
رملان ،وا بسان مأمورا بأن يدرأ علن بفسله القيل ،أللم يقل النبلر وهلو أكلرم اهلل الخلل
علللى اهلل وقللد جللاء يف الحللديث عنللد القاضللر عيللاض يف الحللفاء أن مللن حيللث العبللاس :النبللر
أفل الخل الذي بعلنه وللم بعللم ،فلإن صل هلذا الحلديث فهلو كلذلك ،أو أفلل أهل
األرض مطلقا.
علللى العمللوم األمللر خلل ف يعنللر سلله جللدا ،فللالنبر أفللل الخللل ،هللذا النبللر
محى مع زوجه ،فمر رجلين من األبصار فقال« :على ِرسل ما أنها صقية».
دائما يحرص على أن يبعد عن بفسه القيلة والقال ،وأن يبعد عن بفسله الريبلة ،وملن اللك
إاا ا بسان ً
كما اكره فقهائنا أل يأك علكا ل يتحل ؛ لكن ل يظن الناس أبه يأك فيتكلمون فيه.
أي :بعم الطعام ،أو بعم العلكة بأن كان يتحل ،فحينمذ يفطر.
القبلة ممن تحرك شهوته إاا نن ول نن من غيلر غلبلة نلن أبله سلينلل لا ،أو يملذي ،فحينملذ بقلول
يحرم عليه الك.
378
وأما إن كابت تحركه من غير نن ا بلال ،أو ا مذاء ،فحينمذ تكره ول تحرم.
تقدم.
إان الغيبة والنميمة ،والحتم محلرم مطل ًقلا فالسلنة كلهلا ،ويف رمللان تتأكلد؛ ألن األعملال واألملاكن
الفاضلة كما اكر أه العلم تلاعف فيها السيمات حًما كمكة واألماكن الفاضلة كرم اهلل.
يٍ ِ ْطرٍ».
ُ ُ قال املصنفَ « :و ُس َّن َت ْع ِ
أي :يفطر عند أول وجود وقت ا فطار وهو غروب الحمس لما ثبت ملن الحلديث السله بلن سلعد
أن النبر قالَّ« :ل تزال أمت بخير ما عُلاا القطرة».
قال املصنفَ « :وت َْأ ِه ُير ُس ُح ٍ
ار».
المراد بالسحور أكلة السحر التر تكون يف وقت السحر ،وهو يف آخر اللي ،ودليلها ملا جلاء يف بعله
ألفاظ الحديث المتقدم؛ لكنها يف إسنادها بظر؛ ولكن ثبت عند أه السنن أن الحديث زيد بلن ثابلت
أبلله قللال :تسللحربا مللع رسللول اهلل ثللم قمنللا إلللى الص ل ،فس ل ُم زيللد كللم كللان بللين مقللدرا
سللحوركم ،وبللين القيللام للص ل ،قللال :مقللدار خمسللين آيللة ،فللدل علللى أن تللأخير السللحور سللنة لفعللله
.
قد ورد عن النبر عدد من األحاديث منها ملا جلاء عنلد أبلر داود ملن حلديث معلاا بلن
ُزهر أن النبر قال« :اللهم لب صمت ،وعلى رزقب أ طـرت» ،وجلاء يف زيلاد عنلد بلن
السنر أن يقول« :سبحانب اللهم بحمدك ،اللهم تهبٍ من ».
٦
379
كذلك جاء عند أبر داود بإسناد صلحي ملن حلديث ابلن عملر أن النبلر كلان إاا أفطلر
قال« :ذهب الظمأ ،وابتلت العروق ،وثبت اْلجر إن َان اهَّلل».
ويستحع أن يتتابع القلاء بمعنى أبه يقلر ما فاته من رملان لعلذر وبحلوه متتابعلا أي متواليلا ،وأن
يكون فورا.
فأما كوبه فورا بعد العيد مباشر ؛ فألن األص يف األوامر الفورية ،وأما لللوم تتابعله ،فلألن األصل أن
القلاء يحاكر األداء فحيث كان األداء متتابعا ،فالقلاء مستحع أن يكون مثله.
قال املصنف« :وحرم ت َْأ ِهيره إِ َلى ِ
آهر بِ َال ُع ْذ ٍر». ُُ َ َُ َ
أي :ل يًوز للمرء أن يأخر قلاء رملان إلى شهر آخر بعده ب عذر لحديث عائحة أ ا قاللت:
كان يكون علر الصيام من رملان ،ف أقليه إل يف شعبان لما كان النبر .
ان إِ ْط َعا ُم ِم ْس ِ ٍ
ين َع ْن ك ٍُِ َي ْا ٍم». قال املصنفْ ِِ َ « :ن َ ع ٍَ وجب مع َا ْل َه َض ِ
َ َ َ َ َ َ
أي :فعلت تأخير ،فلم يقلر الصيام الذي تعملد ا فطلار فيله يف لار رمللان إل بعلد رمللان اللذي
بعده ،فإبه يًع عليه القلاء ويبقى القلاء يف امته ،ويطعم عن كل يلوم مسلكينا ،ومقلدار ا بعلام تقلدم
لما جاء من حديث من قول أبر هرير ،وحديث بن عمر أن ملن أخلر قللاء إللى رمللان اللذي بعلده
فعليه كفار ؛ لكن عندبا هنا مسألتان.
المسألة اْلولى :أبله يًلع أن يكلون تلأخيره ملن غيلر علذر ،فملن دام سلفره ،أو دام مرضله السلنة
كلها ،فإن حينمذ يعتا عذرا ف كفار عليه.
اْلمر الثاين :أبنا بقول أن الكفلار ألجل التلأخير فسلببها التلأخير ،وبنلاء عللى اللك فيًلوز لله أي
يكفر قب القلاء؛ ألن سبع الكفار هو التأخير بخ ف الكفار لمن أفطر يف لار رمللان لعلذر ،فإبله ل
يكفر إل بعد ا فطار؛ ألن سببها ا فطار.
يقول أن المرء إاا فرط يف قلاء ما وجع عليه من الصيام ،ثم ملات ،فلإن كلان تلأخيره بل علذر ،فإبله
380
يبقى يف امته الكفار ،وما هر الكفار ؟ إبعام مسكين عن ك يلوم ،وبنلاء عللى اللك فملن أفطلر أيلام ملن
رملان وأخرها ب عذر بعده إلى شهر اي القعد مث ،ومات قب اي القعد فيًلع إن يخلرج ملن مالله
الكفار ؛ ألبه تعلقت بذمتله فيخلرج ملن مالله علن كل يلوم بصلف صلاأ ،أو ملد ملن ال ُبلر ،وهلذا اكرتله يف
الحالت األربع لما تكلمنا يف البداية من الذي يًع عليه الكفار .
قلنا الذي يًع عليه الكفار ،هو الذي يموت بعد القدر على األداء ،ومع اللك فإبله يًلع الكفلار
تخرج من ماله كما اكر المصنف.
قال :ول يصام عنه؛ ألن حديث النبر « من مات وعلي صام صام عن وليـ » ،قلال أئملة
الحديث كأحمد وأبر داود ،وغيرهم من األئمة :أن هذا خاص بالنذر.
ف يصام عن الميت الصوم الواجع أل النذر ،لو أن المرء مات وعليله صلوم كفلار ،أو صلوم قللاء
من رملان ،ف يقلى عنه ما يقليه عنه وليه ،وإبما يقلى عنه فقط صلوم النلذر؛ ألن الواجلع ل يلؤدي
عن آخر واجع من أعمال األبدان ،وإبما هلو متعلل بأفعلال البلدن ،فل يقلوم أحلد علن أحلد عن شخ
من مات وعليه صوم صام عنه وليه استثنر النذر فقط. استثنر للن
لو أراد امر أن يتطوأ عن غيره بالصيام ،ويهلع المتلوىف األجلر هلذه تقلدمت سلب قبلله أ لا تًلوز،
الممنوأ مااا أن تقلر عنه واجع غير بذر ،إما أن يكون بسبع كفار ،أو أي يكون بسبع فوات أيلام ملن
رملان.
قال من كان عليه بذر ملن ملال ،أو ملن فعل بلدين حلج ،وصل ،وصلوم ،فإبله يسلن لوليله قللائه أي
يقليه عن؛ ألن النبر قال« :من مات وعلي صـام» ،أي صلوم بلذر؛ ألن المقصلود يف اللك
الحديث رج مات وكان عليه صوم بذرا ،ولم يثبت النبر أمر إلى الك الرج « ،من مـات
وعلي صام أي صام نذر صام عن ولي ».
وكذلك ك األفعال البدبية التر تًع بالنذر كالص ،والحلج ملع اشلةاك الملال فيهلا ،وهلذا معنلى
قوله سن لوليه قلائه ،ومعنى الك أبه ل يًوز إعطاء رج مال ليصوم عن الميت؛ ألن من أخلذ ملال ل
٦
381
أجر له أساسا؛ ألبه صام وصلى ألج المال ،وأعمال القرب ل يًوز أخذ األجر عليها ،وإبما صام عنله
وليه استحبابا.
قال ومع تركة يًع أي إاا كابت النذر ماليا ،فيًع إخراجها من تركته كما سب .
قال ل مباشر ولر ل يللم أن يكون وليا فقد يكون رجل بعيلد؛ لكلن بحلربه أن ل يأخلذ الملال؛ ألن
القاعد إاا أخذ أجر على العباد أص ل يًوز أخذ األجر على العباد ؛ أل ا أعمال قرب ،وإبملا يأخلذ
أجر السعر يف الحج وبحوه ،ف يللم أن يباشرها الولر.
واألمر الثاين :أن هذه يكون مخالف لظاهر الحديث صام عنه وليه.
أيام البيه هر اليوم الثالث عحر ،والرابع عحر ،والخامس عحر لكل شلهر قملري يسلتحع صليامها
لمللا جللاء عنللد الةمللذي مللن حللديث أبللر ار أن النبللر قللال« :إذا صــمت ثالثــة أيــام مــن
اليهر ،صم الثالث عير ،والرابع عير ،والخامس عير» ،فدل على اسلتحباب الصليام هلذه ث ثلة األيلام
البيه.
الخملليس واألثنللين لمللا ثبللت يف الصللحي مللن حللديث أبللر قتللاد وفيلله أن النبللر
استحع الصيام يوم األثنين ،ويف بعه ألفانه من بري شعبة ،أو بعه األلفاظ التر تفرد ا شلعبة ،قلال
األثنين ،والخميس؛ ولكن لها شواهد يف غير حديث أبر قتاد .
ت ِم ْن ََ َّا ٍ
ال». قال املصنفَ « :و ِس ٍّ
ويسللتحع صلليام سللتة مللن شللوال لحللديث أبللر أيللوب األبصللاري يف صللحي مسلللم أن النبللر
بست من َاال ،أنما صام الدهر كل ». ٍ قال« :من صام رمضان وأتبع
ولبعه أه العلم أجلاء حديثية مفلرد يف تتبلع بلرق هلذا الحلديث ،والحلواهد لله والمتباعلات ملن
أيللا أبلو محملد الخل ل ،وهلو
فع الصحابة رضوان اهلل عليهم ،ومنهم الع ئر يف جلء مطبلوأ ،وملنهم ً
382
من شوال.
وعندبا قاعد يكررها أه العلم كثيرا ،وهو أن السنة إاا فات محلها ،فإ ا ل تقلى ،فمن فاتله صليام
الست يف شوال سواء لعذر ،أو لغير عذر ،وأراد أن يصوم بدل منها ٍ
ست يف اي القعلد ،لقولنلا أبله ل ٍ هذه
ا. يحرأ؛ أل ا سنة فات محلها ،والسنة إاا فات محلها ل تقلى إل أن يرد الدلي
شهر اهلل المحرم هو الحلهر األول ملن السلنة الهًريلة ،شلهر اهلل المحلرم ،وهلو ملن األشلهر الفاضللة
ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ } [التوبلللة ،]36 :وملللن أجلِ َهلللا
شهر اهلل المحرم.
وقد ثبت أن النبر كان يصلومه كملا يف الصلحي ملن حلديث أبلر هريلر أن النبلر
قال« :أ ضٍ اليهار السنة بعد رمضان َهر اهَّلل المحرم».
اَر ُثم َالت ِ
ِ
َّاس ُع». قال املصنفَ « :وآكَدُ ُه َا ْل َع ُ َّ
أي :أكد الصيام يف شهر اهلل المحرم العاشر ،وهو الذي يسمى بيوم عاشور .
٦
383
قال ثم التاسع أي يسلتحع صليام العاشلر عللى سلبي البفلراد ،ويسلتحع صليام التاسلع عللى سلبي
البفراد؛ ولكن األفلل أن يًملع بينهملا ،فيصلوم التاسلع والعاشلر معلا ،ويسلتحع كلذلك أن للم يصلم
التاسللع مللع العاشللر أي يصللوم العاشللر مللع الحللادي عحللر ،وإبمللا اسللتحع العلمللاء كأحمللد صلليام التاسللع
والعاشللر ،والحللادي عحللر فيمللا إاا شللك يف دخللول الحللهر ،فحينمللذ يسللتحع للله صلليام التاسللع والعاشللر،
والحادي عحر.
ح َُّ ِة».
قال املصنف« :وتِس ِع ِذي َا ْل ِ
َ ْ
وتسع اي الحًة لحديث عباس معروف يف الصحي أن النبر قال« :ما من أيام العمٍ
الصالح يهن أحب إلى اهَّلل من هذه اْليام أيام عيـر» ،وقلول إملام أيلام العمل الصلال يحلم كل عمل ،
ومنه الصيام ،وقد جاء ملن حلديث بعله أزواج النبلر أبله كلان يصلوم هلذه
التسع ،وثبت عند بن جرير يف هتذيع اآلثار أن بن عمر جاور يف مكة فكان يصوم هذه التسع.
وأما ما جاء عن عائحة فإبما تحكر علمها ،وعدم العللم لليس علملا بالعلدم ،وهلذا يلدل عللى أن
النبر إبما كان يفطر أحيابا ،ويصوم أحيابا وليس بفر لمطل العم .
وآكده يوم عرفة لحديث أبلر قتلاد يف مسللم أن النبلر قلال« :مـن صـام يـام عر ـة ـِين
احتسب على اهَّلل أن ي قر السنة الماضية».
لحديث النبر قال« :أن أ ضٍ الصـيام صـيام داود كـان يصـام يامـا ،ويقطـر
ياما» ،ومعنى الك أن اللياد عليه مكروه ،وهو صيام سرد السنة ،فإ ا مكروهة إل لموجلع كالكفلارات
كان يصوم شهرين متتابعين.
يكره إفراد رجع ،ألن الصحابة كابوا ينهون عنه ،وقد كان عمر يلرب عللى يلدي ملن يصلوم يف
شهر رجع ،ويقول أبه محا ة أله الًاهلية ،ويأمره أن يأك ،وقد جمع الحافظ بلن حًلر جللءا كلام
384
لما ثبت يف الحديث أبر هرير أن النبلر قلالَّ« :ل يصـام مـن أحـدكم الُمعـة» ،فنهلى
النبر عن الصوم يوم الًمعة إل أن يصوم قبله يوم ،أو بعده يوم.
قال املصنف« :والسب ِ
ت». َ َّ ْ
أي :يكره لحديث عبداهلل بن بثلر أن النبلر قلالَّ« :ل تصـام السـبت إَّل يمـا أوجـب اهَّلل
علي م» ،وكنا إن هذين النهرين للكراهة ل على سبي التحريم لسببين.
السبب اْلول :حديث أبر هريلر المتقلدم أن النبلر أجلاز صليامه ملع صليام ،أجلاز
صيام الًمعة مع صيام السبت ،فما دام جاز صيامهم على سبي الجتملاأ دل عللى أن إفلرادهم إبملا هلو
على سبي الكراهة هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ملا جلاء يف الحلديث أبلر قتلاد اكربلاه قبل قليل أن أفلل الصليام صليام داود كلان
يصوم يوم ،ويفطر يوم ،فمن صام يوم ،وأفطر يوم ،فإبه سيفرده صيام الًمعة أحيابا ،ويفرد صيام السلبت
أحيابا ،وهذا الحديث محمول عندهم على سبي الكراهة.
الي ِ
ب». قال املصنفَ « :و َّ
ويوم الث ثين من شهر شعبان ،مر معنا أن يوم الث ثين له حالتان.
الحالـة اْلولـى :أن يكلون هنلاك غليم ،أو قلة حينملا يلةاءى النلاس الهل ل ،إاا للم يلةاءه فهللم ل
تراءى وكان إبما منعهم الغيم والقة فنقول إن الصليام اللك
ُ يعلمون ه يوجد هناك غيم ،أو قة؛ لكن إاا
اليوم محروأ ،فعله عحر من أصحاب النبر هذه الحالة األولى.
الحالــة الثانيــة :إاا لللم يحل بللين النللاس ،وبللين رهيتلله غلليم ،أو قطللر ،أو كللان اليللوم ،اليللوم التاسللع
والعحرين فقد ثبت عن النبر النهر عن صيام هذا اليلوم ،وبعله أهل العللم حمللوه عللى
٦
385
الكراهة ،وبعلهم حملوه على التحريم ،وهما قولن يف مذهع كما اكره أه العلم.
يد لِ ْل ُ َّق ِ
ار». قال املصنف« :وك ٍُِ ِع ٍ
َ
وك عيد للكفار يكره صومه ،ولم بقل بتحريمله لملااا؟ ألن العلاد أن األعيلاد إبملا تعظلم با فطلار،
ول تعظللم بالصلليام ،وإبمللا تعظللم با فطللار ،والللك بحللن بفطللر يف يللومر العيللد عنللدبا يللوم الفطللر ،ويللوم
األضحى.
وقد أبال الحيخ تقر الدين يف اقةاء الصراط المستقيم يف تقرير هذا المعنى أن هذا النهلر اللذي ورد
يف السبت؛ ألبه يوم عيد لليهود إبما هو من باب الكراهة ل من باب التحريم؛ ألبله لليس لكوبله عيلد لهلم،
وإبما معنا اكره الحيخ يف محله.
إاا ك أيام عيد الكفار صيامها ،إبما هو على سبي على الكراهة ،ل على سبي التحريم.
هذا تقدم ما لم يواف عاد يف ك ما سب ،فإبه يًوز حينمذ لحديث النبر .
لما ثبت يف الصحيحين من حديث عمر أن النبر ى عن صوم يوم العيدين.
يق إِ ََّّل َع ْن َد ِم ُم ْت َع ٍة َو ِق َر ٍ
ان». قال املصنفَ « :و َأ َّيا ُم َالت َّْيرِ ِ
أيام التحري ،هر يوم العاشر ،ويوم الحادي عحر ،والثاين عحر ،والثاللث عحلر هلذه أيلام التحلري ل
يًوز صومها لما ثبت يف صحي مسلم من حديث بلن .....الهلدى أن النبلر لى علن
صيامنا ،وقال« :أنها أيام أكٍ وَرب» ،فل يًلوز صليام أيلام التحلري ل للحلاج ،ول لغيلره ،إل يف حاللة
واحد وهو التر استثناها المصنف قال :إل عن دم متعة وقران ،بب ًعا لما ثبلت يف الصلحي يف حلديث بلن
يف صيام أيام التحري إل لمن لم يًد دم المتعلة والقلران ،كيلف يكلون عمر وعائحة أ ما لم يرخ
الك؟.
بقلول أن مللن دخل يف النسلك متمتعللا أو قاربللا كملا سلليأا معنللا إن شلاء اهلل يف الللدرس القللادم يف بللاب
الحج ،أبه يًع عليه أن يفدي يذب شا وبحوها يوم العيد ،وأيام التحري ،فإن شرأ يف الحج ،وكان غير
386
مالكا لما يفدي به ،ليس عنده قيمة الهدي ،فإبه حينمذ ينتق إلى بدله ،وما هو بدله؟.
أن يصوم عحر أيام ،ث ثة أيام يف الحلج ،وسلبعة إاا راجلع الملرء إللى أهلله ،ول يلللم أن يكلون عنلد
أهله؛ ب يًوز أن يصومها حتى وإن كان يف مكة ،هذه الث ث أيام كيف تصام؟.
يًع أن تصام وا بسان متلبسا با حرام يًع أن يحرم ،ثم بعد الك يصوم ،ملا هلو أفلللها؟ قلالوا
أفللها أن يصوم السابع والثامن ،والتاسع فيكون التاسع أخره ،فيحرم إن كان متمتعا من اليوم السابع ،أو
قبله فيصوم السابع وهو عليه ا حرام والثامن ،والتاسع.
ثم يليها أن يصوم ما قب يلوم التاسلع ملن أيلام العحلر األُول كلان يصلوم السلادس ،والسلابع ،والثلامن
وهكذا ،وهذا قد يقال بأفللية بلأن أغللع النلاس يف يلوم التاسلع يقوفلون يف عرفلة وخاصلة يف هلذه السلنة
حيث يكون حر شديدا ،فربما ش عليهم الصيام.
فإن لم يصم قب الحج ،قب الوقوف بعرفة ،قلالوا فإبله يصلومها يف أيلام التحلري ،إان ل ينتقل أليلام
التحري إل إاا لم يصومها الك ،فيصوم الحادي عحر ،والثاين عحر ،والثالث عحر.
فإن لم يستطع صيامها ،أو لم يعلم وجو لا ،أو ألي سلبع آخلر ،فإبله يصلومها بعلد الحلج يعنلر بعلد
اليوم الثالث عحر حيث ما كان يف أي بلد يف مكة ،أو يف غيره فتكون ملحقة بسبعة.
من دخ يف فرض موسع ،الفرض الموسع مث قلائر صوم رملان قب أن يللي الوقلت ملن عليله
ث ثة أيام فهو يف السنة كلها قللاء موسلع إل إاا للم يبقلى ملن شلهر شلعبان إل ث ثلة أيلام ،فحينملذ يصلب
قلاء ،أو فرض مليقا.
الحالة الثابية :يف النذر قد يكون النذر مطلقة كأن يقول هلل علر أن أصوم يوم ،فهذا موسع.
وأما إاا قال هلل علر أن أصوم يوم غدا ،فهذا بذر ملي ،فيًع عليه أن يصوم يلوم الغلد ،أو أن يقلول
اهلل علر بذر أن أصوم يوم عرفة ،فهذا يعتا ملي .
ومن دخ يف فرض موسع ،قال حرم قطعه ب عذر يحرم قطعه مفهوم الك من بلاب أوللى ،المفهلوم
٦
387
األولوي ،وهو المفهوم المواف أبه إاا كان الفرض ملي من باب أولى؛ ألن الموسلع يحلرم قطعله ،إان
فكذلك الملي ؛ لكن مفهومه ما سيرده بعد قلي ،وهو مفهوم مخالف لقلية التطوأ.
يقول أما النف فإن من صام بافلة ،فإبله يكلره لله قطعله؛ ألن اهلل يقلول { :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ} [محمد.]33 :
وقد جع النبر أبه قطلع صلوم بافللة أحيابلا ففلر الصلحي ملن حلديث عائحلة أن
النبر يدخ عليهم ويكلون صلائما ،فيقلول هل عنلدكم ملن بعلام ،إن قلالوا بعلم قلدم إليله
فأكله ،وقالت كنت قد أصبحت صائما ،فدل على الك أبه يًوز قطع النافلة.
قال غير حج وعمر ،الحلج والعملر ل يًلوز قطعهلا ملن دخل فيهلا فيًلع عليله إتمامهلا لقلول اهلل
{ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ
ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ
ﰡ ﰢ ﰣ} [البقللر ،]196 :فك ل مللن دخ ل يف النسللك حللج أو عمللر سللواء ك لان الحللج والعمللر
واجبللين ،أو كللان بافلللة يًللع إتمامهمللا ،وحكللر ا جمللاأ علللى الللك لللم يخللالف يف الللك أحللد ،حكللى
ا جماأ عليه بن حلم.
لكن أبظر ،قي أن داود خالف يف هذه المسألة ،وبقلها بعد المتأخرين يف القرن العاشر بقول صلاحع
داود أبو محمد بن حلم حكى عدم خ ف المسألة فل يصل بقلد الخل ف بلالخ ف المحكلر اللذي ل
يثبت عند داود.
إان فبإجماأ أه العلم أبه ل يًوز رفه ا حرام ،وهو قطع ا حرام معنلاه ،يسلموه العلملاء رفله
ا حرام يعنر أن تنقلع ح ل؛ حتلى للو أفسلدته ،حتلى للو أبطلتله ،فل يًلوز رفلله يًلع أن تتمله ،ثلم
تقليه بعد الك مع الفدية.
388
بدأ المصنف يف اكر شرء يتبع الصيام؛ ألن من سننه الصيام عندهم ،وهما يسمى باعتكاف ،وقد جلاء
يف كتاب اهلل ج وع ،والعتكاف فعله النبر ،وحلث عليله ،وفعلله الصلحابة رضلوان اهلل
عليهم؛ ولكن ل يثبت يف فلله على الخصوص حلديث ،وإبملا يثبلت الفلل يف عملوم لللوم المسلاجد،
وهو للوم المساجد ،واللياد كما سيأا بعد قلي ،للومها لطاعة.
إاا العتكاف مستحع لما أورده العلماء لعتكاف يف المساجد يف باب الصوم لسببين.
السبب اْلول :أبه يستحع يف العتكاف أن يكو المرء صائما استحبابا ،ك اعتكاف يسلتحع فيله
أن يكون المرء صائما.
اْلمــر الثــاين :أن وقللت العتكللاف المسللتحع المؤكللد فيلله ،وهللو شللهر رملللان وخاصللة العحللر
األواخر ،إبما هو شهر الصيام شهر رملان ،فنسع للمًاور أن يذكر مع الصيام.
والعتكاف سنة؛ ألن النبر فعلها ،وفعلها أصحابه من بعده ،وللذلك جلاء ملن حلديث
بن سعيد أن النبر أعتكلف ملن الحلهر كلله ،ملن أولله ،وأوسلطه ،وآخلره ،وكلان آخلر فعل
أن أعتكف من آخره ،وترك النبر العتكاف سنة فقلاه يف شوال ،فنقلول أن
قلاه من خصائصه ألن النبر من خصلائه أبله إاا فعل منلدوب وجلع عليله
الستمرار فيه؛ ولكنه أفادبا حكم آخر ،وهلو أبله يًلوز العتكلاف يف غيلر الصليام ،خ فلا لملن اكلر قبل
لحام ،وغيره أبه شرط أن يكون فيه صيام.
العتكاف ما هو؟ ،العتكاف أن المرء يلللم مسلًدا يًلع أن يكلون مسلًدا ،وهلذا المسلًد لليس
بحربه أن تقام فيه الًمعة كما سيأا بعد قلي ؛ ب يًوز أن يعتكف المرء يف مسًد ل تقام فيله الًمعلة؛
ب ول تقام فيه الًماعة إن كان ليس من أه الًماعة مثل الملرأ أحيابلا ليسلت ملن أهل الًماعلة؛ بل
يًوز لها أن تعتكف يف مسًدا ل تقام فيه الًماعة مث مااا؟.
قد تكون هناك بعه المساجد ،مسلاجد مهًلور هًلرت ،وملن صلورها أن يقلام مسلًدان بًابلع
بعلللهم ،فيللةك النللاس القللديم ويصلللون يف المسللًد الًديللد ،المسللًد القللديم مللا زال مسللًد لوجللود
شربين.
٦
389
البقع الموقوفة والمخصصة للص ،ووجود البناء المحاط ،فتأخذ حكم المساجد تماما ل تغايرهلا،
وبناء على الك يف أبنا بقول يًوز للمرأ أن تعتكف يف المسلًد التلر ل تقلام فيله الًماعلة؛ أل لا ليسلت
من أه الًماعة.
وأما الرج إن كان من أه الًماعة فيًع عليله لليس مريللا ملث ،وبحلو اللك فيًلع عليله أن ل
يكون اعتكافه إل يف مسًد تقام يف الًماعة ،الًمعة ليست لزمة؛ ألن الًمعة ل تتكلرر يف األسلبوأ إل
مر واحد فيكون خروجه إليها غير قابع العتكاف.
ُ ٍد ُت َها ُم ِي ِ ».
قال املصنفَ « :و ََّل َي ِص ُّح ِم َّم ْن َت ْلز َُم ُ َا ْل َُ َما َع ُة إِ ََّّل ِ َم ْس ِ
أي :تقام فيه الًماعة ،هذا اكرباه قبل قليل ،مفهومله أن الملرأ التلر ل تللمهلا الًماعلة ،أو الرجل
يًوز له أن يعتكف يف أي مسًد كان.
المسألة اْلولى :أبه ل يص العتكاف يف غير المساجد بعه الناس يعتكف يف بيته ،ويقلول هلذا
اعتكاف ،بقول ل يسلمى اعتكلاف البتلة ،وإبملا هلذا كلف ل خلت ط بالنلاس ل يسلمى اعتكافلا رجل ،أو
امرأ .
فإن قال امر فإبه قد جاء بالحديث أن النبلر أملر ببنلاء المسلاجد يف اللدور ،وقلد جلاء
عن بعه أه العلم كسفيان وغيره ،أن المراد بالدور هنا البيلوت فتبنلى المسلاجد يف البيلوت ،بقلول هلذا
بالمعنى العام ما بالمعنى الخاص بالمساجد ،وإل يف أن كثير من أه العلم يقولون أن ملراد ببنلاء مسلاجد
يف الدور أي يف األحياء ،والمقصود بالمسًد له معنايان جعلت لر األرض مسًدا وبهلورا ،مسلًدا أي
مكللان للسللًود ،والمسللًد المعنللى الخللاص هللو المكللان المحللاط مثل مقللا لهللا معنايللان ،معنللى العللام
وخاص.
المقا بمعنى بناء المحاط ،والمقا والتر وجد فيها الدفن ولو كان قاا واحدا.
إاا األمللر األول بسللتفيده أن ل اعتكللاف إل يف مسللًد ،والمسللًد موجللود فيلله قيللدين ،التخصللي
للبقعة ،ول بد من السور وبحلوه ،والسلوق قلد يكلون مثل السلوران مثل مسلًد النبلر لله
سوران؛ ب أكثر ربما إن شلمت ،أن اعتلات المسلًد القلديم سلور ،والفنلاء الكبيلر سلور ،واللذي يطلوف
390
يعنر يعم الفناء الخارجر لمسًد النبر من شمال وجنوب ،وشرق وغرب هلو سلور؛ ألن
البقعة مخصصة ،فك هذه تسمى مسًدا ،إاا فناء المسلًد النبلوي هلو ملن المسلًد ويًلوز العتكلاف
فيه والمكث ،إاا هذه المسألة.
المسألة الثانية :قال إل يف مسًد أي يف أي مسلًدا مطل ًقلا سلواء المسلاجد الث ثلة ،أو يف غيرهلا،
وأما ما جاء عن حذيفة وبن مسعود ،فقد أبكر بن مسعود على حذيفة يف هذه المسألة ،فهلو أعلم يف جميلع
المساجد ليس خاص بالث ثة؛ لكن أفل العتكاف يف المساجد الث ثة بيت اهلل الحلرام ،ومسلًد النبلر
فيه ،وتطهيره من محتليه. ،والمسًد األقصى يسر اهلل المسلمين الص
اْلمر الثالث :أن من أعتكف يف المسًد ما يحةط لمن للم المسًد من الطهار ،ملن الحلديثين،
وهكذا.
بستفيد منها مسألة وهو أ ا فقهائنا يقولون يًلوز العتكلاف وللو مث ما تقدم بب ًعا إن أتى عليه ص
ساعة معناها أبه ل حد ل عتكاف ،فيًوز العتكاف ،ولو ساعة ،لمااا؟.
ألن العتكاف جاء يف كتاب اهلل وسنة النبر مطلقا ،ولم يأا مقيدا بلمن مطلقلة،
فذلك يًوز أن تعتكف ،ولو ساعة؛ لكن العتكاف ما هو ،قلنا للوم مسًد لطاعة بنية ،فإاا وجلدت هلذا
القيود الث ثة فيسمى اعتكافا للوم المسًد لطاعة ب بية ل يسمى اعتكاف حينمذ.
تكلمنا عنها قب يف قلية مكث الًنع ،وأبه يًع عليه أن يكون باهرا.
ملللن بلللذر أن يعتكلللف يف غيلللر المسلللاجد الث ثلللة التلللر اكرباهلللا قبللل قليللل ،وهلللر المسلللًد النبلللر
والمسللًد األقصللى ،فللله أن يللؤدي اعتكافلله يف أي مسللًد شللاء؛ ألن المسللاجد سللواء؛ ألن
بذر للطاعة وللصفة ،بذر للطاعة للفع ،وبذر للصفة. عندبا يف النذر يف العتكاف والص
الطاعة يًع الوفاء ا من بذر أن يطيلع اهلل فليطعله ،وأملا ملن بلذر صلفة فأبلا فقهائنلا يقوللون أن هلذه
٦
391
الصفة قد تكون محروعة يف ااهتا أي مستحبة ،فحينمذ يللم الوفاء ا ،أو تكون ل أثر يف الطاعة ،ل أثلر لهلا
مطلقا ،فحينمذ ل يللم الوفاء ا.
وأما أن تكون الصفة منهية عنها ،أو مكروهلة ككحلف اللرأس ،وأن يكلون مللحيا وبحلو اللك يعنلر
للحمس فهنا ل يفعلها؛ ألبه ورد النهر عنها ،إاا فيها الصفة.
ومن ،بذر أن يصلر أو يعتكف يف مسًد ما ،فنقول المساجد سلواء فيعتكلف يف أي مسلًد سليان ،أو
ما هو أعلى منها كما سيأا.
قال أو يف أحدها أن أعتكف بذر أن يصلر يف المسلًد األقصلى فلله أن يصللر ،أو يعتكلف يف مسلًد
النبر أو المسًد الحرام؛ ألبه أعلى منه ،لحديث جابر يف الصحي إبما بذر أحلد الصلحابة
يف مسلًد إل المسلًد يف مسلًد تعلدل ألفلا ملن الصل أن يصلر يف المسًد ،قال صلر هنا فإن صل
الحرام ،جاء يف بعه يف الطرق فإ ا تعادل مائة ألف ص ،فدلنا الك على بعم أبا قلت من يف الصحي ؛
ب عند أبر داود فيما أنن أو مسند أحمد وليس يف الصحي .
ُدُ َا ْل َح َرا ُمُ ،ث َّم َم ْس ِ
ُدُ النَّبِ ِ .» قال املصنفَ « :و َأ ْ َض ُل َها َا ْل َم ْس ِ
َف َمن ُْذورا ُم َتتَابِعا إِ ََّّل لِ َما َّل ُبدّ ِمنْ ُ».
قال املصنفَ « :و ََّل َيخْ ُر ُج َم ْن اِ ْع َت َ
اعتكاف منذور.
واعتكاف تطوأ.
اعتكاف النذر ،أو المنذور هو أن يقول ل ُبد من اللتلفظ أن يقلول هلل عللر بلذرا أن أعتكلف يف مسلًد
النبر خمسة أيام ،أو عحر هذا اعتكاف منذور.
أما العتكاف غير المنذور فهو أن يدخ لمسًد النبر ويعتكف مباشر من غيلر بلذر،
من غير أي يتقدمه بذر ،أيهما أفل العتكاف المنذور ،أم غير المنذور؟.
392
األفل :الغير المنذور؛ ألن النبر قال« :إنما يؤهذ من مال البخيـٍ أي نـذر» ،وللذلك
يكره بذر الطاعة؛ لكن يللم الوفاء به ،ل تللم بفسك ا بسان إاا أقب عللى الطاعلة ،وقلد خيلر فيهلا أعظلم
أجرا من أن يقب عليها ،وقد إللام ا ،والك فإن العم الطاعة من غير بذر أفل من أن تعملها بنذر.
إاا عرفنا المسألة األولى الفرق بينهم من حيث الصلفة ،وعرفنلا المسلألة الثابيلة أن أفلللهم أن يكلون
بدون بذر.
بيع أبظر معر ،الحالة الثابية :ما الذي يةتع على الحكم يف الفرق بين المنذور وعدم المنذور؟
اْلمر اْلول :أن المنذور يعنر إاا ابقطع بط كما سيأا من ك م المصلنف سلأرجع لله بعلد قليل
أبه إاا خرج يكون قد ابقطع فيأا به من جديلد فيعيلده ،بمعنلى أبله ينقطلع فيعيلده ملن جديلد ،ويبتدئله ملن
جديد ،قال هلل علر أن أعتكف عحر أيام ،فقطعه بخروج لغير عذر ،بقول أرجع وعد عحر أيلام ملن جديلد
ألبك خرجت من غير عذر.
وأما غير المنذور فإبه إاا قطعه جاز له القطع ،وأما ااك فل ينقطلع فيًلع عليله البلدل وهلو ا علاد ،
هذا واحد.
اْلمــر الثــاين :أن الشللةاط إبمللا هللو يف المنللذور دون غيللره ،بعلله النللاس يللدخ متطوعللا يقللول
سأعتكف واشةط بأن أخرج ألج كلذا وكلذا ،بقلول ل غيلر المنلذور ل اشلةاط فيله ،إبملا الشلةاط يف
المنذور فقط؛ ألن غير المنذور يًوز قطعه وقت ما تحاء تخرج ،ف يكون للك أجلر معتكلف ،ثلم ترجلع
فيكون لك أجلر المعتكلف؛ ألن الغلرض ملن الشلةاط والفائلد هلو إسلقاط الواجلع عنله اللذي وجلع
بنذرك.
وملللا معنلللى الشلللةاط؟ ،هلللو يقلللول :بلللذرت أن أعتكلللف هلل عحلللر أيلللام يف مسلللًد النبلللر
وأن أخرج لليار أمر المريلة ك يوم هذا يًوز؛ ألبه اشةط أن يلور أمه ،فلو لم يحلةط
وخرج لليار أمه ف كما سيأا.
قال ول يخلرج ملن أعتكلف منلذورا متتابعلا إل لملا ل ُبلد لله منله منلذورا متتابعلا ،بلأن قلال بلذرت أن
أعتكف أسبوأ هذا متتابع ،أو شلهرا ،أو جمعلة هلذا متتلابع؛ لكلن للو قلال خمسلة أيلام وكلان بويلا لمطلل
٦
393
التفري ،فحينمذ ل يعتا متتابعا ،قال إل لما ل ُبد منه وهو الحاجة.
إل بحرط؛ إان عرفنا أمرين وهو أن كل م المصلنف أتلى بلأمرين اكرهتلا لكلم قبل قليل ،أن المنلذور
خاصة يةتع حكمان.
أبه ينقطع بالخروج بدون حاجة وعذر ،ولو زيلار بملريه ،أو شلهود جنلاز بخل ف غيلر المنلذور؛
فإبه ل ينقطع أص هو ابقطع؛ لكنه يبتد آخر ول يللمه بدله.
ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [البقر .]187 :
كيف تصور الوطء بقول إاا كان قد اشةط الخروج إلى بيته ،فخرج إللى بيتله ووطء زوجتله ،فحينملذ
بقول فسد اعتكافه ويًع عليه إن كان منذور أن يعيد العحر أيام من أولها.
اَ َر ٍة».
قال املصنف« :وك ََذا إِ ْنزَال بِمب ِ
َُ َ
وكذا إبلال بمباشر هذا معنى قوله بعه فقهائنا ويفسد العتكاف ما يفسد الصلوم ،ألن اللذي يفسلد
الصوم عندهم الًماأ وا بلال بمباشر ل مطل األك ؛ ألن األك يًوز يف اللي ،والعتكاف يكلون يف
اللي أحيابا.
394
ويستحع أن يحتغ بالقرب من أعمال الصلالحات ،وملن أفلل ملا يفعل يف المسلًد قلراء القلرآن
فإن المساجد إبما قامت ألج الك فداء واجتناب ما ل يعينه من المباحلات يلك والكثار منه ،والص
عن المحرمات.
وقد كان الصحابة رضوان اهلل عليهم يعتكفلون يف مسلًد النبلر وللو ليللة فقلد جلاء يف
المسللند ،وسللنن أبللو داود مللن حللديث عبللد اهلل بللن أبلليس الًهنللر أن أبللاه أبلليس الًهنللر أتللى النبللر
فقال يا رسول اهلل :أين إمام قوم يف البادية فأجع لر ليلة أا إللى مسلًدك ،فيقلال لله النبلر
« أت ـ ليلــة واحــد وعيــرين» ،فكللان أبلليس يللأا ويركللع بغلتلله ويللأا لمسللًد النبللر
ويربط دابته عند حلقة الباب ،ثم يدخ تلك الليلة ول يخرج إل بطلع فًرها.
ولذلك يقول العلماء وأق المستحع ليلة كما جاء ملن حلديث عبلد اهلل بلن يلوبس ملع أبلر،
ولذلك المسلم ل يحلرم بفسله المكلث يف بيلوت اهلل مطلقلا ،وخاصلة الللوار اللذين مل َّن اهلل
وأبعم وتفل وأجاد وأكلرم بأبظلار مسلًد رسلول اهلل ،ثلم تملم اهلل علليهم الفلل
وا بعام بأن يقصد بيتله ،وقصلاد بيلت اهلل هلم ضليوف اهلل جل وعل ،ووفلده وأكلرمهم ملن أكلرم
ضيف اهلل ج وع ،ولذلك إاا م َّن اهلل على المرء هذا فليقصد المسًد الحلرام ،أو مسلًد النبلر
ويمكث فيه ولو ليلة على األق ،أو ساعة وينلوي بالعتكلاف ،وخاصلة أبنلا يف هلذا الحلهر
الكريم شهر رملان ،وهو أح العتكاف عاد .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)14
h
( )14اية المًلس الرابع عحر.
٦
395
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بدأ المصنف بالحديث عن أحكام الحج والعمر ،وكما سب معنى إبما أخره المصلنف ألبله
آخر األركان التر جاءت يف حديث ابن عمر ويناسع تأخيره يف آخر العبادات أبه عباد ماليلة وبدبيلة معلا،
وقد تقدم اكر العباد البدبية وهر الصيام ،والص ،والمالية وهر اللكا ،وهذا الحج جامع لهما.
وبعه العلماء يقول :كتاب المناسك ليدخ فيله بعله المسلائ المتعلقلة لا كليلار مسلًد النبلر
وبحوه.
ُ َب ِ
ان». قال املصنفَ « :ي ِ
ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ
ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ } [البقللر ،]196 :فللإاا وجللع ا تمللام فيًللل
البتداء ،فحينمذ األص أبه يًع الحج والعمر كلهما هلل.
وقد جاء الدلي على إثبات وجوب العمر من حديث النبر حينما جاءت رجل للنبلر
فقلللال :يلللا رسلللول اهلل إن أبلللر قلللد اقتتللللت بفسللله وللللم يحلللج ،أفحلللج عنللله؟ ،قلللال النبلللر
« :نعم ،حِ عن أبيب ،واعتمر» ،فدل على أن الحج والعمر واجبان.
ولقللول النبللر « :دهلــت العمــرة يف الحــِ إلــى قيــام الســاعة» ،هللذا الحللديث يللدل علللى
الوجوب ،وإن كان قد استدل به على العكس ،وإن كان قد استدل به على العكلس ،فكلف كلان يلدل عللى
396
الوجللوب؟ ،بقللول :دخلللت أي أخللذت حكمهللا ،فكمللا أن الحللج واجللع ،فكللذلك العمللر واجبللة ،وإبمللا
يتداخ ن يف القارن ،فإن القارن يفع أفعال واحد فيسقط عنه الحج والعمر كما سيأا يف محاله.
اشةاط ا س م شرط صحة ألبه إاا فع ووقف يف هذا المواقف غير المسلم ف يص منه حلج ألن
بيته غير صحيحة.
ألن القللن ل ليس بواجللع عليلله ،فاشللةاط الحريللة شللرط إجلللاء ،بمعنللى أبلله إاا حللج القللن فإبلله حًلله
صحي ؛ لكنه غير مًل له ،فهو شرط إجلاء.
قال املصنفَ « :ا ْلم َ َّل ِ
ف». ُ
والمكلف كما مر معنى يف أكثر من باب يحم النوعين ،يحم البالغ ،ويحم العاق .
فإما اشةاط العق :فإبه شرط للصحة ،فالمًنون وفاقد األهلية بفقلد عقلله فإبله ل يصل حًلة ،ول
يص أن ينوب عنه وليه ،ل يتحم عنه النية.
أما النوأ الثاين من التكليف وهو البلوغ ،فإبه شرط إجلاء ،ل يًل عنه ،وبناء على الك فلإن الصلبر
سواء كان مميل أو غير مميل يص حًه وعمرته وينوي عنه وليه؛ لكن يقوللون يسلتحع للمميلل أن ينلوي
له.
وشللرط السللتطاعة للليس شللرط صللحة ول شللرط إجلللاء ،وإبمللا هللو شللرط وجللوب ،بمعنللى أن غيللر
المستطيع إاا حج وهو غير مستطيع ص حًة وكفاه عن حًة ا س م.
بالستطاعة هو إمكان الركوب مع ملك اللاد والراحلة ،ل ُبد أن يكون ملك.
وبناء على الك لو أن رج قال له رج :حج وأبلا سلأتاأ بكامل النفقلة ،فإبله ل يللمله قبلول اللك؛
لكن لو قب المال قب الك وتملك المال وجع عليه الحج حين ااك.
إاا الستطاعة هر إمكان الركوب مع ملك ،يًع أن يكون ملك لللاد والراحلة.
قال :المستطيع يف العمر مر واحد لحدث أبر هرير « :لا قلتها لاجبت» ،والحديث يف الصحي .
ألن األص يف األوامر الفورية ،وقد جاء من حديث ابن عباس أنن من حديث عبلاس ،أبله قلال:
تعًلوا بالحج والعمر ،فإن أحدكم ل يدري متى يموت ،أو بحو مما قال .
قال املصنفْ ِِ َ « :ن ز ََال َمانِ ُع َح ٍِّ بِ َع َر َ َة َو ُع ْم َر ٍة َق ْب ٍَ َط َاا ِ َها َو ُ ِع َال إِ َذ ْن َو َق َعا َ ْرضا».
يقول :إاا زال الملابع ،أي الملابع ملن ا جللاء ،لليس الملابع ملن الصلحة ،وإبملا الملابع ملن ا جللاء
بعرفة ،إاا زال المابع مابع حج بعرفة.
ببدأ بحج بعرفة ،المابع من ا جلاء ما هو؟ ،الرق ،والبلوغ ،فإاا بلغ الصبر يف عرفة ،وهو محلرم ألن
إحرامه صحي ،أو أعت الرقي يف عرفة ،يعنر قب الخروج من عرفلة ،فلإن هلذه الحلج يًلئله علن حًلة
ا س م.
بعه الناس يقول هذا بادر؛ ب كثير ك سنة يتص على هاتف الدعو أباس كثيرون يقوللون بلغنلا يف
يوم عرفة ،ويكون بلوغهم غالبا يف الحت م ك سنة ليس سنة واحد يمر هذا السؤال.
ولذلك ك م الفقهاء فيس فرضا لمسائ غير موجود ؛ ب هر موجود وحقيقية ،وكثير الوقوأ.
قال :فإن زال مابع ،أي مابع مااا؟ ،قولنلا :ملابع ا جللاء؛ ألن ملابع الصلحة أصل لليس هلو بمحلرم،
قولنا بحن بتكلم عن الذي وقع منه ا حرام ،قال مابع حج بعرفة ،أي قبل خروجله ملن عرفلة فلإبلال بعلد
خروجه من عرفة يف وقت يص الوقوف فيه بعرفة ،ثم رجع إليها بقول ص ،فلو احتلم ،أو أعتل وهلو يف
الملدلفة فرجع إلى عرفة ومر ا مرور وقف يسيرا ،ثم رجع بقول ص حج وأجلئه عن حًة ا س م.
قال :وعمر أي فإبلال المابع من الجلاء فلالعمر قبل بوافهلا أي قبل الحلروأ بلالطواف لزم قبل
398
الحللروأ؛ ألن الطللواف واحللد ل يتًلللء بخ ل ف الوقللوف بعرفللة ،فإبلله يمكللن تًلئلله لللذلك قللال النبللر
يف حديث عرو « :من وقف معنا ساعة ليٍ ونهار».
قال وفع إاا أي وفع بعد زوال المابع وقع فرضا بمعنى أ ما أجلء.
ِ ِ ِ قال املصنفَ « :وإِ ْن َع َُ َز لِ ِ َبرٍ َأ ْو َم َر ٍ
ـن َح ْي ُ
ـث ض ََّل ُي ْر َجى ُب ْرؤُ ُه َل ِز َم ُ َأ ْن ُيه َ
يم َم ْن َي ُح ُِّ َعنْ ُ َو َي ْعتَم ُر م ْ
َو َج َبا».
يقول أن من عًل عن الحج والعمر ،إما لكا؛ ألن الكا ل يرجى أن يرجع المرء صبيا ،واللك جلاء
يف بعه ألفاظ الحديث إل الهرم ،فإن الهرم ليس له دواء.
قال أو مرض الذي ل يرجى برهه ،األمراض التر ل يرجلى برههلا كثيلر ،ومنهلا كل ملرض يمنلع ملن
مقعللد ولللو كللان قللوي البللدن ،ألن الفقهللاء يقولللون إمكللان الرقللوب القللدر علللى الركللوب ،ك ل شللخ
الركوب ،ك شيخ ل يستطيع الركوب بكوبه مقعد ،بقول :سقط عنه وجوب الحج ،ل يًع عليه الحلج،
وكذلك ما ليس ملكا ل لللاد ،ول الراحلة ،أو مرض وبحوه.
قال أو مرض ل يرجى برهه يغلع على نلن علدم اللاء للمله أن يقليم ملا يحًله علن بمعنلى أن ينيلع
غيره ،أ بظر معر قوله للمه أي يقيم بمعنى أبه يًع هلو اللذي ينيلع هلذا الرجل ،وبنلاء عليله يف الفريللة
بحن بتكلم عن الفريلة.
لو أن ابنا أراد أن يحج عن أبيله حلج الفريللة ،أو يعتملر عنله عملر الفريللة للم أبلوه وأمله للم يحلج
ويعتمر لعدم الوجوب عليهم أو للعًل ،وهما أحياء يًوز ول ما يًوز؟.
يًوز للعًل ،وقد تاأ بدون مال ،بقول؛ لكن ل يص أن تحج عنه وتعتمر الفريلة إل بإابه ،أتص
عليه بالهاتف ،وق يا والدي إاا كان عقله معه ،يا والدي أريلد أن أعتملر عنلك غلدا فينيبلك ،إاا إان ألقلى
جلاك اهلل خير بأي لفظ يدل على يللم أن يكون وكلتك ما أدري أيش ،ل يللم بحن بعتا أبك قاصد.
إاا ل ُبد أن ابتبهوا لهذه المسألة وكثيرا من ا خو الذين يعتملرون علن قلرابتهم عملر ا سل م يعنلر
العمر الواجبة األولى ليست بافلة ،ويكون المعتملر عنله حلر علاجل ،حلر علن الوصلول ،وعلاجل ألن ل
غير عاجل ل ُبد أن ينتبهوا إلى هذا القيد وهو ا ان. تص أن يعتمر عن شخ
٦
399
قال للمه أي يقيم إان ل ُبد من إابه وبيابته ملن يحلج عنله ويعتملر كملا قلال النبلر بعلم
حًة ،لما قالت امرأ أن فريلة الحج أدركت أبر شليخا كبيلرا ل يسلتقيم عللى الراحللة أفحلج علن أبلر،
قال« :نعم حِِ عن ».
قال ويعتمر من حيث وجع أي يًع أن ينيع غيره من حيث وجبلت عليله ،إن كلان ملن أهل مصلر،
فينيبه من مصر ،وإن كان من أه الحام فمن الحام ،وإن كان من العراق فمن العراق ،لمااا؟.
قالوا ألن الحج عبادتان كما اكرت لكلم يف البدايلة ،بدبيلة وماليلة ،فمعنلى كو لا ماليلة بلأن فيهلا بفقلة
سقطت عنك الحج أل ليس عندك مال تحج به من بعيلد إللى مكلة؛ لكلن أهل مكلة يحًلون بأقل مؤبلة،
من بلدك يحج عنك ألبلك بماللك بلدلت هلذا شلرء ،هلذا ملن بلاب فلذلك يًع عليك أن تنيع شخ
النيابة.
أما من باب التاأ من تاأ عنه ولو من غير مال فليس ب زم أن يكون ملن بللده ،إبملا يكلون ملن بللده
إاا أبابه بالمؤبة أعطاه الفلوس ،إاا كان عًل عن كا ،أو مرض.
ولذلك استحع العلماء العمر ولو مر واحد ك خمس سنين ،أن تفد إلى اهلل وإلى بيته.
كذلك جلاء الحلديث آخلر اكربلاه عنلد أبلر داود وغيلر النبلر قلال« :تـابعاا بـين الحـِ
والعمرةِ ،نهم ينقيان القهر والذناب» ،إلى هنا سلنن بلداود بإسلناد صلحي ،ويف الليلاد ويطل ن العملر،
وهذا من باب الًلاء بنقيده ما يخحاه الناس ،فلإن النلاس يةكلون الحلج والعملر خحلية الفقلر فيللدان يف
المال ،ويةكا ا خحية األشغال فيبارك له يف العمر ويليد.
400
وأما الكتاب الذي تنق منه الم ئكة فإن اهلل يمحو فيها وما يحاء ويثبت ،فيكتع مث هلذا ملن
ك مر ليس من ك م علر ،أن عمر زيد خمسين ،فإاا تصدق ،وبلر والديله ،وحسلن خلقله ،وزار بيلت اهلل
الحج والعمر فقط ،وزار بيت اهلل حج ومعتمرا زاد يف عمره كذا وكذا ،إاا هلذا معنلى كل م
أثر علر .
برجع إلى ك م المؤلف قال ويًلئابه ما لم ياء قب إحرام بائبه يعنر إاا أدى العمر كاملة ،أو أحلرم
بالحج والعمر أجلئه ،ول يللمه أن يأا بحج أو عمر بعد الك.
عندبا هنا مسألة لو أن امر كبيرا ،أو عاجل عن الركوب بنفسه؛ لكنه قادرا بمالله أن يحلج ،أو يعتملر،
بقول يًع عليه مااا؟ أن ينيع وجوب ألبه قاده بماله وهو اللاد والراحلة؛ لكنه غير قادر على الركوب.
ابظر معر فإن مات بقول يًع أن يخرج من تركته ما يحج به ويعتمر من بللده ،فتعطلى بفقلة شلخ
وللو ملن أهل مكلة تلاأ ،وهنلا من بلده التر هو فيها إلى مكة فيحج ا ويعتمر إل أن يتلاأ عنله شلخ
يكون من باب ا جلاء ابتهينا من األمر األول.
مللا الللدلي علللى هللذا كللله ،أن النبللر قللال « :ــدين اهَّلل أحــق بالهضــان» ،فسللمى النبللر
هذا دينا ،فدل على أبه يستخرج يأخذ من الةكة ،أل ا فريلة مثل اللكلا اللذي ملات وللم
يلكر يًع أن تخرج اللكا التر وجبت عليه يف حياته.
وأما اللكا التر وجبت بعد الوفا ولو بيوم سقطت؛ ألن الورثة يبدأ حولله ملن حلين قسلمة الةكلة إاا
قسمت الةكة بدأ حولهم لعدم استقرار قب القسمة استقرار وبعده يستقر الملك.
ألن النبر قالَّ« :ل يحٍ لمرأة تـؤمن بـاهَّلل واليـام اْلهـر أن تسـا ر» ،يف بعله األلفلاظ
هكذا مطل ،ويف بعلها يوما وليلة إل مع محرم ،والملراد بلالمحرم اللذكر اللذي يحلرم زواجهلا بله عللى
سبي التأبيد ل لعقوبة ،قلنا على سبي التأبيلد لملااا؟ ألن الرجل قلد يحلرم عليله زواج املرأ عللى سلبي
٦
401
التأقيت كالًمع بين األختلين والملرأ ،وعمتهلا ،وخالتهلا ،أو لكلو م يعنلر تللوج أربعلة ل عقوبلة لكلر
بخرج الم عنة ،فإن الم عنة محرمة على م عنها عقوبة ،ولو أكذب بفسه.
إان عرفنا المحرم ،والفقهاء يقولون من شرط المحرم أن يكون بالغا ،ف يكون محلرم محرملا إل إاا
كا بالغ.
وقال بعه فقهائنا المذهع أبه إاا كان المراه أخذ حكمه يعنر أبو ث ث عحلر عنلد الحلادي يأخلذ
حكمه لما قالوا أل ا قرب الحرء أخذ حكمه.
ت ِمنْ ُ اِ ْس َتنَا َب ْ
ت». قال املصنفْ ِِ َ « :ن َأيِ َس ْ
قال فإن أيست من المحرم امرأ مقطوعة ليس لها فروأ وأيست من أن تتلوج.
واألمر الثاين :أن ليس لها إخو ،أو أخوات قد يكون لهم أبنلاء فيكلون حينملذ لهلا محلرم ،فلإاا أيسلت
أي من المحرم ،فإبه يًع عليها أن تستنيع من يحج عنها ويعتمر من بلدها.
إن حًت من غير محرم ،بقول حًها صحي ؛ ألن المحرم شرط للوجوب ،وليس شربا ل للصحة
ول الجلاء حًها صحي ،وإبما هر يعنر لما يًع عليها.
الحيخ :كما تقدم عن الحديث بن عباس« :حق دين اهَّلل أحق بالهضان».
أولها وقال سنة لمريد إحرام غس لما ثبت يف مسلم من حديث جابر أن النبر أمر
أسماء أن تغتس عند ا حرام ،وهذا أملر مطلل حتلى وإن كلان لموجلع وهلو بهرهلا ملن الحليه؛
لكنه يدل على مطل الغتسال.
وقد روي عند أه السنن أن النبر اغتس عند إحرامه ،وهذا جاء عنلد أهل السلنة ملن
حيث زيد بن ثابت ،وعلى العموم يعنر يحلهد لله حلديث أسلماء فلالمًموأ يلدل عللى أبله يسلتحع
402
الغتسال لملا قلال وسلنة لمريلد إحلرام غسل بعله النلاس يظلن أن الغتسلال يًلع أن يكلون عنلد
الميقات هذا قديم حينما كان ما قب الميقات فيها محقة ،وفيها يعنر بريل ويكلون فيهلا غلا يف الثيلاب،
ويف البدن والرائحة ،اآلن من السكن هنا بًابع مسًد النبر إللى الميقلات ل يتًلاوز ول
ربع ساعة ،وبناء على الك ،فلو أراد المحرم أن يغتس من سكنه ،ثلم يركلع البلاص ،ثلم يلذهع فلإاا ملر
إلى الميقات بوى ا حرام هذا يكون بب السنة تماما.
إاا ليس محروعا يف الميقات ،وإبما عند ا حلرام العلا بلاللمن ولليس بالمحل ،لمريلد إحلرام لليس
مقصود الميقات ،ولذلك فإن من جاوزه غير مريد ،ثم برقت النبية كما سأتكلم بعد قلي ،فإبه يغتسل يف
المح ،إان العا با راد وليست المراد بالمح وعرفنا دليلها ،إاا وسلنة لمريلد إحلرام لحلج أو عملر
غس .
هذا الغس لو ابلتقه بعلد اغتسلاله بقلول ل يللملك أن تعيلد ا حلرام ل يحلةط لله الطهلار ،فللو أن
امر اغتس وبعد اغتساله مس اكره بكفه ل يللمك أن تتوضلأ بعلدها ،وإبملا الغتسلال فقلط هلذا إراد ،
ف يللم أن يكون وقت النية أبت تكون بهار ،ولو ابتقه ل يحرأ تكرره.
قال :أو تيمم لعذر يعنر المصنف أتى بعبار خ ف لما قبلله لملا صلاحع اللذات قلال أو تليمم لفقلد
ماء ،أو لفقده ،فقال الصواب أن تقول لعذر؛ ألن الفقد العذر أوسع من الفقد والمصنف بظر ألبه متلأخر،
وااك ك متأخر يتتبع المتقدم يف األلفاظ ،وتكلمنا قب ما هر األعذار يف التيمم.
اْلمر اْلول :التنظف يف البدن بإزاللة الحلعر اللائلد ،كحلعر اللذي يكلون يف ا بلط ،والحلعر اللذي
يكون أسف البطن ،فهذا كله يسمى تنظفلا ،أو األقل م يقللم األنلافر يسلمى تنظفلا وهلو مسلتحع لعملوم
األدلة الذي تدل على التنظف.
اْلمر الثاين :التنظف المبالغة يف الغتسال بأن يستخدم أشنابا ،أو صابوبا ،أو شامبو ،أو غيلر اللك
من األملور التلر تنظلف البلدن ،فلإن بعله المواضلع يسلتحع فيهلا مبالغلة يف التنظلف منهلا يلوم الًمعلة
٦
403
قال ويطيع يستحع أن يطيع بدبه أي بحرته وهو حلديث عائحلة بيبلت النبلر يف
حديث الصحيحين حرامه وإح له ،وجاء أ ا قالت رأيت أثر الطيع يف مفرق النبلر ألن
النبر كان يفرق شعره ،وهذا يدل على أبه يستحع أن يكون الطيع على الًسد.
قال وكره أن يطيع الثوب ،وهو ا حرام لبس ا حرام سواء كان إزار ،أو كلان رداء للرجل ،أو ثلوب
المرأ مطل ًقا لحديث يعلى بن أمية المعروف ،وفقهائنا يقولون أن بيع ثوبه كره ،فاألفل لله أن يغسلله؛
لكن إن خلع ثوبه ف يلبسه ل يًوز له اللبس ،ألن لبسه بمثابة للبس الثلوب المطيلع كأبله ابتلدء الطيلع،
وهذه من المسائ ؛ لكن لم أاكر قاعدهتا؛ لكن شرال القاعد بوي التر الستدامة فيها يخلالف البتلداء،
فاستدامة الطيع جائل إاا كان تطيبه قب ا حرام ،وإن ابتداء الطيع بعد ا حرام فل يًلوز ،سليأا إن اهلل
التطيع.
َار و ِرد ٍ
ان َأ ْب َي َض ْي ِن». قال املصنفَ « :وإِ ْح َرام بِِِز ٍ َ َ
أم كوبلله أبلله يسللتحع رداء وا زار ألن النبللر قللالَّ« :ل يلــبس المحــرم الهمــص ،وَّل
البرانس ،وَّل الخقاف ،وَّل العمامة» ،فلذلك كون النبر إبما أحرم بلإزار ورداء ،وبنلاء عللى
الك فإبه يحرم عليه ك مخيط ،وسيأا إن شاء اهلل ورد المخيط يف محله.
قللال بللإزار ورداء أبيلللين لفع ل النبللر وألن النبللر قللال« :هي ـر ثيــاب م
البياض ،أو ألبس من ثياب م البياض».
يض ٍة َأو ر ْكع َتي ِن ِ َبيرِ و ْق ِ قال املصنفَ « :ع ِه ِ
ت ن َْه ٍ ». ْ َ ب َ رِ َ ْ َ َ ْ
الحليفة،
ألن النبر قال« :أن جبرئيٍ أتاين ،هال :صل يف هذا الاادي المبارك» ،أي او ُ
404
والنبر أحرم بعلدما صللى ،فلدل عللى اسلتحباب عللى أن يكلون هنلاك صل ؛ لكلن عبلار
المصنف عقع فريلة ،أو ركعتين لمااا؟.
قالوا ألن هاتين الركعتين تتداخ ن مع الفريلة الموجلود ،أو ركعتلين أي ركعتلين كسلنة الراتبلة ،أو
تًلئله سنة الوضوء فتتداخ ،ألن الفقهاء يقول أ ا من قاعد التداخ بين العبادات ،إاا صللى أي صل
ول يحرأ له أن يأا بعدها بركعتين خاصتين با حرام؛ لكن إل لم تكن هناك صل ،فإبله يصللر ركعتلين
إل أن يكون يف وقت ر ،ومر معنا أن أوقات النهر كام خمسلة ،هلر عللى سلبي ا جملال ث ثلة ،وعللى
سبي التأصي خمسة واكرباها يف الدرسين ،أو الدرس الماضر.
وبيته شرط ل يص ا حرام إل بنية ،والمراد بالنية بية ا حرام هلو أن يتللبس الملرء بله ،واللك يعنلر
يعرف ا حرام بالنية ،وهذا عليه إشكال ،فكيف عرف الحرء بحربه؛ ولكلن هلذه المسلألة سليأا إن شلاء
اهلل يف محله.
النية شرط يعنر ل ُبد أن ينوي ا حرام ،ما معنى أن ينوي ا حرام يعنلر أن ينلوي اللدخول يف النسلك
بأن ك ما كان ح ل عليه قب الك أصب حرام عليه هذا هو النية.
الشةاط أن يقول أن حبسنر حابس فمحلر بكسلر الحلاء أي ملن ا حل ل حيلث حبسلتنر لحلديث
ما اَترط ». ِن ل اللباأ يف حديث بن عباس أن النبر قال لها« :اَترط
بناء على الك فإن المحرمة إاا عرض عليه شرء مما يكون سببا للحصلار فإبله يًلوز لله أن يتحلل ،
ويسقط عنه فدية ا حصار ،ويسقط عنه للوم القلاء إاا قلنا بلللوم القللاء ،هلذا هلو فائلد اشلةاط عنلد
ا حرام أمرين.
يسقط عنه فدية ،ويسقط عنه القلاء إن قي بالقلاء ،وسيأا إن شاء اهلل يف باب ا حصار.
قال املصنف« :و َأ ْ َض ٍُ َا ْْلَنْس ِ
اك َالت ََّم ُّت ِع». َ َ
بللدأ يللتكلم عللن األبسللاك بللالحج وأن األبسللاك ث ثللة ،واكللر أن أفللللها األول هللو التمتللع؛ ألن النبللر
٦
405
أمر الصحابة بأي يتمتع بأي يح بعمر ،فدل على أبه أفلله.
قال املصنفَ « :و ُه َا َأ ْن ُي ْحرِ َم بِ ُع ْم َر ٍة ِ َأ َْ ُهرِ َا ْل َح ِِ َو َي ْق ُر َغ ِمن َْهاُ ،ث َّم بِ ِ ِ َع ِام ِ ».
بدأ يتكلم المصنف عن التمتع صفته ،المراد بلالتمتع أي يلأا بحلج وعملر ،وأن يتمتلع بينهملا يتمتلع
شلعره ،وسلائر محظوراتله يًلوز لله بأبه يح له ما كان حرام فليس المخيط ،ويأا أهله ويتطيلع ويقل
فع هذا هو التمتع ،إاا تمتع بين العمر وبين الحج ،تمتع بينهملا باسلتخدام ،ويف بفلس الوقلت للم يرجلع
إلى بلده عدم رجوعه إلى بلده حينمذ أوجبنا عليه الفدية؛ ألبه تمتع بالعمر إلى الحج.
والك قال وهو أن يحرم بعملر يف أشلهر الحلج ،ويفلرغ منهلا ثلم بله يف عامله يحلرم بلالعمر يف أشلهر
الحج ،العا با حرام ل بأداء الطواف إلى المناسك الطواف والسعر ،وبناء على اللك ابظلروا معلر ملن
أحرم عند الميقات يوم الخامس من شوال ،أو العاشر من شوال ،ثم اهع إلى مكة ،وأخذ عمر ،ومكلث
يف مكة إلى الحج ،بقول هو متمتع أم ل؟ متمتع.
إن قال أبا لست باوي التمتع ما بويت التمتع ،بقول هو متمتع ،إن قال العمر بويتها علن أبلر ،والحلج
عن أمر متمتع ،إان ل عا بمن بويت عنه العمر ،ول عا ه بويت التمتع ،العا بفعلك ،هذا واحد.
أثنين قلنا أحرم بعمر يف أشهر الحج ابظروا معر الصور هذه رج اهع إلى مكة ليلة العيد ،فلأحرم
يف ليلة العيد ،ثم باف وسعى ليلة العيد قب أن يأا العيد من بكلر ،فهل يكلون متمتعلا أم ل ومكلث إللى
الحج ،ليلة العيد يا شيخ؟ متمتع لمااا؟ ألبه أتى بعمر ليلة العيلد ،العيلد ملن شلهر شلوال ،وأشلهر الحلج
ث ثة ما هر؟
شوال ،واو القعد ،واو الحًة ،أو عحر من اي الحًة ،وسيأا عندما بتكلم يف أشهر الحج لما قال
بعلهم عحر ،وبعلهم قال تسعة ،لمااا قال بعلهم شهر.
ابظروا الصور الثالثة رج خرج من المدينلة ،مدينلة النبلر المدينلة المنلور قبل
غروب الحمس وأحرم من الميقات قبل غلروب الحلمس؛ لكلن البلاص تلأخر ملا وصل إل بعلد غلروب
الحمس ليلة العيد.
وقال مًلس القلاء المحكمة العليا اآلن ببعا ،وقالت المحكمة العليا غدا العيد أحلرم قبل غلروب
الحمس ،وأدى المناسك بعد غروب الحمس ،ه يكون متمتع أم ل؟ أفتوين مأجورين ليس متمتعلا ،وللو
406
جللس إلللى الحللد ل يًللع عليلله فديللة؛ ألن عمرتلله تعتللا عمللر رملللان؛ ألن العللا بللا حرام هللذا كل م
المصنف أحرم بعمر يف أشهر الحج ،العا با حرام أبا ما أتيت لك بًديد ،كل م المصلنف فقلط بسلطه
فقط.
قال ويفرغ منها يعنر يفرغ من العمر كاملة لمااا قلنا يفرغ؟ ألن القارن لم يفرغ من العمر ،ثم بله أي
بالحج يف عامه؛ ألن القارن دخلت العمر يف الحج ،كما سيأا بعد قلي .
هناك وقت يقول علمائنا ل يحرأ فيه التمتع ،وهو إاا بدأت أعمال الحج اليوم الثامن ،فإاا جلاء اليلوم
الثامن من شهر اي الحًة فمن دخ مكة ل يحرأ له التمتع ،وإبما يكون قاربا هذا واحد.
اثنين من أحرم بعمر ،ثم فاته الوقوف بسبع من األسباب من الفوات التر اكرباه قب قلي كلان يلأا
يف اليوم الثامن ،ألن يوم الثامن مح للوقوف للذهاب إللى مينلا ،وهلو يلوم الةويلة؛ لكلن ملن دخل مكلة
وجاءه عذر كمرأ حائه كعائحة ،فنقول دخلت العمر يف الحلج ،وإن التمتلع فإبله يكلون قاربلا بعلد
الك؛ ألبه بواه عمر .
أين الهدي ،بقول يستحع لك أن هتدي ،فإن النبر أهدى كم ث ثة وسلتين بقلدر عملره
أبت أهدي هدي مستحبا ،والمستحع أجره عظيم عند اهلل .
إاا األفل أن يكون التمتع وإل إفرادا بأن تفرد ،ثلم تأخلذ عملر منفصللة بعلد اللك ،واللك قلال ثلم
ا فراد وهو أن يحرم بحج ،ثم بعمر بعد فراغه منه.
قال والقران هو أن يحرم ما معا ،يعنر أن يقول عند ا حرام :لبيك اللهلم عملر وحلج ،هلذا إحلرام
ما ،أو يحرم ا بالعمر .
٦
407
ثم يدخ عليها الحج قب أن الحروأ بالطواف قب أن يبدأ بالطواف ،ألبه يًوز كما مر معنلا يف أن ملا
قب الطواف هو أول األركان الفعلية ،ويةتع على معرفلة أول أركلان الفعليلة أحكلام مثل ملا ملر معنلا يف
عندما يستقم قائما وهكذا. الص
ابظللروا معللر بحللن قلنللا للقللران هللو إدخللال حللج وعمللر للله صللورتان ابظللروا معللر ،ركلللوا معللر يف
الصورتين القارن هذا.
الصارة اْلولى :أن يأا بطواف وسعر العمر قب الوقوف بعرفلة ،كيلف يكلون اللك ،أن يلذهع
إلى الكعبة ومس الكعبة فيطوف ،ثم يسعى ،ثم بعلد اللك يلذهع إللى عرفلة بعلد يلومين ،بعلد ث ثلة ،بعلد
أسبوأ ،بعد شهر ،بعد شلهرين؛ لكلن يبقلى عللى إحرامله ملا يتغيلر ،حينملذ يكلون الطلواف بلواف عملر ،
وبواف قدوم معا ،واض ،والسعر الذي سعاه يكون سعر عمر ،وسعر حج حينمذ بعد اليوم العاشلر ل
يًع عليه السعر بقر عليه السعر مااا؟ سعر الحج.
إاا تداخلت العمر مع الحج تداخ هنا يف مااا؟ يف السلعر ،وللم تتلداخ يف الطلواف؛ ألن الطلواف
للحج ل يًوز قب الوقوف بعرفلة ،وقبل مللر بصلف الليل بملدلفلة التلر هلر ليللة العاشلر ملا يًلوز
التوقف لملر بصف اللي ،واض معر.
الحالة الثانية :أن يأخر السعر والطواف ،فيأا مباشر مث إلى عرفة ،ثلم يف اليلوم العاشلر يطلوف
ويسعى ،فيكون الطواف هنا بواف عمر ،وبواف حج تلداخ ركنلان ركلن العملر ملع ركلن الحلج ،ثلم
يسعى بعده فيكون سعيه سعر عمر ،وسعر حج تتداخ وصلى اهلل وسلم على ببينا محمد.
َان ُأ ُ ِه ًّياَ -د ُم ن ُُس ٍب بِ َي ْرطِ ِ ». قال املصنفَ « :و َع َلى ك ٍٍُّ ِم ْن ُمت ََم ِت ٍع َو َق ِ
ار ٍن -إِ َذا ك َ
اكربا ما يتعل بأحكام ا بساك الث ثة ،وهر التمتع ،والقران ،وا فراد ،ومر معنا صلفة هلر ا بسلاك
الث ثة ،واألفل منها وأبه التمتع ،ثم يليه القران ،ثم يليه ا فلراد ،ثلم بلدأ المصلنف يبلين الفلرق
بينها من حيث للوم النسيكة ،وهر الفدية ،أو الهلدي ،فقلال عللى كل ملن متمتلع وقلارن إاا كلان آفقيلا دم
بسك بحربه أي أن الدم دم هذا التمتع والقارن إبما يًيبان على األفقر فقط.
إان تكلم المصنف عن وجوب الدم النسيكة وهو هدي التمتع والقران ،وبلين أ ملا واجبلان
على المتمع والقارن دون المفرد إاا كان آفقيا بمعنى أبله يسلكن خللف المواقيلت التلر سليلد اكرهلا بعلد
408
قلي .
وأما إن كان ساكنا دو ا ،أو كان من أه مكة فل يًلع عليله اللدم لقلول اهلل {:ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ
فمن كان من سكان مكة وكان أهله معه بمعنى أن مستوبن فيه ،ولليس مقليم فلإن المقليم يًلع عليله
الدم ،وإبما المراد المسلتوبن كملا قلال اهلل :وكلذلك ملن كلان دون المواقيلت مملا لليس بآفقيلا كأهل
جد ،وأه عسفان ،وأه الكام ،وغيره من المدن والقرى التلر تكلون دون المواقيلت؛ ولكلنهم ليسلوا
من أه مكة أي من أه بلد الحرام ،فإبه ل يًع عليهم الدم.
ت بِ ِ َو َص َار ْت َق ِ
ارنَة». ات َا ْل َح ِِ َأ ْح َر َم ْ ت ُمت ََم ِت َعة َ خَ ِي َي ْ
ت َ َا َ قال املصنفَ « :وإِ ْن َح َ
اض ْ
قال إن المتمتعلة بحلج وعملر فخحليت فلوات الحلج بسلبع أ لا للم تطهلر ملن حيللها؛ ألن الملرأ
الحائلة يحرم عليها أن تطوف بالبيت ،فإ ا حينمذ تصير قاربة كما جاء يف قصة عائحة .
قال املصنفَ « :وت َُس ُّن َال َّت ْلبِ َيةَُ ،و َتت ََأكَّدُ إِ َذا َع َال ن َْيزاَ ،أ ْو َه َب َط َو ِادياَ ،أ ْو َصـ َّلى َم ْ تُا َبـة ،أ ْو أ ْق َب ْـٍ َل ْيـٍ أ ْو
ت ،أو َ ع ٍَ مح ُظارا ن ِ ِ ِ
َاسيا». ب ،أ ْو َنز ََل ،أ ْو َسم َع ُم َل ِبيا ،أ ْو َر َأى ا ْل َب ْي َ ْ َ َ ْ اق ،أ ْو َرك َ الر َ ُ
ت ِ ن ََهار ،أ ْو ا ْل َت َه ْ
التلبية هر أن يقول المرء «لبيلب اللهم لبيب» ،وهذه التلبية سنة عند ا حلرام وبعلده ،وتنقطلع التلبيلة
عند الطلواف بالنسلبة للمعتملر ،والحلج تنقطلع التلبيلة عنلده عنلد ملا يحلرأ ،أو قبل شلروعه برملر جملر
العقبة.
قال وتتأكد إاا على بحل أي مكان مرتفعا ،أو هبط واديا ،أو صلى مكتوبلا أي عقلدها ،أو أقبل ليل أو
ار؛ ألبه وقت الذكر ،قال أو التقاء الرفاق ببعلهم البعه ،أو ركلع ،أو بللل عللى دابتله ،أو سلمع ملبيلا
فيلبر بتلبيته كما كان الصحابة يلبر بعلهم بتلبية النبر .
قال :أو رأى البيت أي قب أن يحلرأ بلالطواف ،إاا كلان معتملرا ،أو فعل محظلورا باسليا أل لا بمثابلة
الستغفار.
ل يحرم إل من الميقات ،وهنا مسألة ل ُبد أن بنتبه لها هنلاك فلرق بلين ا حلرام ،وبلين مسلألة التًلرد ملن
المخيط فبعه الناس قد يقول أبا سأتًرد من المخيط من سكن يف مدينلة النبلر ثلم أحلرم
أي أبوي وألبر تبع للحرام عنلد الميقلات ،فنقلول هنلا تحققلت السلنية ،ول تلدخ يف الكراهلة ،الكراهلة
أبت تنوي قب الميقات لسببين.
أن النبر لم يفعلله ،وألن الملرء ربملا ألللم بفسله اللدخول يف النسلك فآتله علارض قبل
الوصول إلى الميقات فحينمذ يكون مللم بإتمام الحج ،ول يستطيع رفله حينمذ.
قال وبحج قب أشهره عندبا معرفة أشهر الحج لها أحكام معرفة بدايتها ،ومعرفة ايتها.
ا من األحكام أول أن من أخلذ عملر قبل أشلهر الحلج ،ثلم حلج ملن فأما معرفة بدايتها ،فإبه يتعل
سنة تلك ،ولم يقطع بينهما بسفر يبي قصر فإبه يكون متمتعا بخ ف ملن أخلذ العملر قبل أشلهر الحلج،
فإبه حينمذ ل يكون متمتعا هذا الحكم األول.
الحكم الثاين :أبه يكلره لله أن يحلرم بلالحج قبل أشلهر الحلج ،فاألفلل لله أن ل يحلرم إل يف أشلهر
الحج ،والك بحال المفرد ،والقارن هنا مسألة التر كان محلها باألمس؛ لكلن قطعنلا األاان أبنلا بقلول أن
المتمع لكر يكون متمتعا يًع أن ل يفص بين الحج ،وبين العمر بالخروج من مكلة مسلافة قصلر ،إان
فك من خرج من مكة مسافة قصر بعد أدائه العمر ،فإبه إاا رجلع وأتلم حلج ملن غيلر عملر ملر أخلرى،
فإبه حينمذ يكون مفردا.
ِ ِ قال املصنفْ َ « :صٍَ :و ِمي َه ُ
ات َأ ْه ٍِ َا ْل َمدينَة ُ
الح َل ْي َق ُة».
هذا الفص بدأ يذكر فيه المصنف أحكام المواقيت ،ومحظورات الحج.
وبدأ يتكم عن المواقيت المكابية ،وقد ثبت يف الصحيحين من حديث بن عباس وغيرها بيا لا ،فقلال
ميقات أه المدينة المراد بأه المدينة من كان مستوبنا فيها ،أو مقيما فيها ،أو مارا عليها ،وللو للم يكلن
من أهلها.
والحليفة معروفة مقرها وهر وادي أغللع المواقيلت أوديلة وبعللها جبلال كملا سليأا
الحليفةُ ،
قال ُ
والحليفة وادي كما جاء يف حديث النبر « أن جبرئيٍ قال ل صل يف هذا الـاادي
بعد قلي ُ ،
المبارك» ،وهو اآلن له مسًد بنر يف مكان الذي أحرم منه النبر .
410
قال والحام ،وأه الحام ،وأه مصر ،والمغلرب الًحفلة أي إاا جلاءوا إملا ملن بريل السلاح ،أو
جاءوا من بري البحر ابظر معر ،إاا جاءوا من بري الساح ،أو جاءوا من بري البحر ،فهلؤلء جيمعلا
يحرمون من الًحفة ،والًحفة هر قرية كابت خريبة ،ثم عمرت بعد الك ،واآلن بنر يف الًحفة ميقات
بفس المكان الذي يعنر يف مكان القرية القديمة التر كابت يف عهلد النبلر ،ابظلر معلر أريلد
أن بنتبه إلى هذه المسألة ،قلنا أن أه الحام إاا جلاءوا بلرا ملن بريل السلاح ؛ ولكلن للو جلاءوا بلر ملن
بري المدينة قي أ م يللمهم أي يحرمهم مع ميقات أهل المدينلة وقيل ؛ ولكنله الخل ف المحلهور أبله
يًوز لهم أن يأخروا ا حرام إلى الًحفة ،هذا واحد.
األمر الثاين :عندما بقول أ م جاء أه مصر من بري البحر؛ أل م إن جاء ملن بريل البحلر فحلازوا
ميقات الًحفة فيللمهم أي يحرموا من الًحفة كما أن ك من جاء من بري البحر من الًنلوب أي ملن
بري جنوب البحر األحمر فيللمه إاا حاز ميقات يلملم أي يحرم منه.
إان يحرم من جاء من الحمال عن بري البحلر ملن هلذه الًهلة ،وملن جلاء ملن الًنلوب ملن الًهلة
األخرى.
وأما من لم يحازي واحد من الميقاتين كأهل سلواكن يف السلودان ملث يللرب الفقهلاء قلديما بأهل
سواكن ،فيقول لو كان ل يحازي واحد من الميقاتين كأه سواكن ،فإن أه سلواكن يحرملون ملن جلد ،
ويص فيها باللم فتقول ُجد ،إان يحرمون من جد أه سواكن؛ أل م لم يحلازوا ل ميقلات الًحفلة،
ول ميقات يلملم.
وقد حكى ا جماأ عليه بن دقي العيد فيما حكاه العبد دريه عنه يف رحلته حينملا لقلاه ،فقلد اكلر وأن
إجماأ أه العلم جميعا متفقون على أ م يحرمون ملن جلد ؛ أل لم ل يحلازون أحلد الميقلاتين ،وكيلف
تكون المحازا ؟ المحازا عندهم إبما تكون بالقدر يعنلر بالرهيلة رأى القريلة ،أو رأى يلمللم ،أو بقلدرها
كيف يكون قدرها؟ بأن يظن يقدر التقدير ،فإن لم يستطع التقلدير ،فإبله ينظلر أبعلد المواقيلت عنله فيحلرم
منه ،هذا ك مهم.
المحازا بين الميقاتين لما جلاء ملن بريل البحلر ومثلله الًلو لليس معنلاه كملا نلن بعله النلاس أن
٦
411
الًحفلة ،ثلم بقلول أن ملن ملر عللى هلذا الخلط فإبله يكلون
تًع خط بلين ميقلات يلمللم ،وبلين ميقلات ُ
محازايا ل ليس هذا المقصود بالمحازا ،وإبما بالمحازا باعتبار الرهية لمن كان يف البحلر ،وكلان موازيلا
لخط أفقيا مع أحد الميقاتين التر اكرهتا قب قلي فإبه يكوبوا محازايا حين ااك ،ليس المقصود أن يتص
بينهما؛ ألن لو وصلنا بينهما اآلن بالحساب اللدقي لربملا كلان بعله أجللاء جلد خلارج المواقيلت ،ألن
والًحفة داخل بعله الحلرء ،فهنلاك جللء يعتلا خلارج المواقيلت ول
لملم داخلها ليست على البحرُ ،
يكون مما دو ا.
قال واليمن يلملم وهر معروفة قي أبه وادي وهو األنهر وهم كابوا معروف.
ات ِع ْر ٍق».
قال املصنفَ « :وا ْل َم ْيرِ ِق َذ ُ
قال وأه المحرق كالعراق وشمال الًلير العربية ،فإ م يحرمون من اات عرق ،واات علرق قيل
أ ا جب ،وقي أ ا وادي ،واات علرق اآلن حلدد مكا لا ،ويبنلى اآلن يف مكا لا ميقلات؛ ألن هنلاك خلط
سيمر محازيا لميقات اات عرق.
وأما إاا أرادوا أن يحرموا بالعمر فإ م يحرمون من الح ،ابظروا معر سأاكر لكم مسألة مهمة أريد
أن تنتبهوا لها يف قلية المواقيت ،النبر يقول« :هن لهن ولمن مر عليهن ممن يريـد حـِ أو
عمرة» ،هذا ك م النبر من جاوز ميقات واحدا من هذه المواقيلت ،فإبنلا بقلول األصل أبله
ل يًوز له أن يًاوز الميقات إل أن يكون محرما بحج أوعمر ،لما جلاء علن بلن عملر وبلن عبلاس أ لم
قالوا يًع على من جاوز الميقات أن يحرم إما بحج وعمر ،ويستثنى من المنع اثنان.
412
من كان قاصدا غير مكة كأن يكون قاصدا لًد ،أو عسفان ،أو كام ،أو غيرها من المدن التر تكلون
دون المواقيت؛ لكنها ليست مكة هذا األمر األول.
األمر الثاين :من تكرر دخوله وكثرت حاجة دخوله إلى مكة فحينمذ يًلوز لله اللدخول إليهلا ملن غيلر
كراهة من غير إحرام ،وك ملن كابلت لله حاجلة وتتكلرر فكلذلك ألن النبلر دخلهلا وعللى
و الس م كما يف حديث أبس يف الصحي . رأسه المفرد ولم يكن محرم عليه الص
إان عرفنا من جاوز الميقات ابظر معر اللذي يًلاوز الميقلات ملن غيلر إحلرام األصل أن المسللم ل
يًاوز الميقات إل بإحرام كما مر معنا ،ومن جاوز الميقات من غير إحرام ،إما لكوبه قاصدا غير مكلة ،أو
ألبه ممن يتكرر دخوله إليها ،أو لغير الك من األسباب.
فالفقهاء يقولون مًاوز الميقات له حالتان ،إاا جاوز الميقات من غير إحرام فله حالتان.
الحالة اْلولى :أن تكون عنده النية الصغرى للحرام ،فقهائنا يقولون أن النية للحرام بوعان:
بية صغرى.
وبية كاى.
والنيللة الصللغرى يسللميها الحللافعية كمللا يف عنللد مللا وردت الحللاوي يسللميها العلللم ول محللحة يف
الصط ال أي العلم على أخذ عمر جاوز الميقات إلى جد ،وقد علمت على أخلذ عملر بعلد يلومين،
أو ث ثة ،أو أكثر ،و بحو الك هذا يسمى النية الصغرى.
إان من جاوز الميقات غير محرم يعنر فاقد للنية الكلاى للم ينلوي النيلة الكلاى ،فهلو إملا أن يكلون
عازما على ا حرام وتسمى النية الصغرى ،أو ليس بعازم لها ل بية لها مطل ًقا ل يريد أن يأخذ عمر .
فإن كابت عنده النية الصغرى وهو العلم على ا حرام فيًع عليه إاا أراد بية ا حرام بية الكاى أي
يرجع إلى الميقات لقول النبر « هن لهن ولمن مر عليهن ممن يريدوا حِ أوعمرة» ،فقولله
يريدوا تحم النية الصغرى والنية الكاى معا.
وأما إن جاوز الميقات معذور ،ثم بعد الك برئت عليه النية بعد الك ،فإبه ينحئ ا حرام ملن حيلث
٦
413
إان فمن حيث أبحئ ومن حيث برئت عليه بية ا حرام فيحرم منها ول يللمه الرجوأ إلى الميقات.
ح َُّ ِة».
قال املصنف« :و َأ َْهر َا ْلحِ ََاال ،و ُذو َا ْل َهعدَ ِة وع ْير ِمن ِذي َا ْل ِ
ْ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ِ َّ
هذه المحظورات ا حرام التر يحرم على المرء إاا تلبس بنية ا حرام أي يفعلها.
والحل ل يحللم األخللذ بللالموس ،أو األخللذ بللالمقراط ،المللوس الللذي هللو المللوس ،والمقللراط هللو
،أو النتف من أص الحعر ،فكله يسمى أخذ للحعر ،بب ًعا إبما يًوز إزالة الحعر ملن غيلر فديلة يف المق
حالة واحد إاا كان األاى من بفس الحعر ،كالصأل إاا صال على المحلرم فإبله إاا قتل فل هلدي عليله،
فإاا كان األاى من بفس الحعر كلأن تكلون الحلعر دخللت يف العلين ،ول يمكلن إزالتهلا إل بلذلك ،وبحلو
الك فحينمذ يًوز إزالتها من غير كفار ؛ ولكلن إاا رفلع األاى ل يللول إل بإزاللة الحلعر كالقمل كملا يف
حديث كعع ،فإبه يًوز إزالته؛ ولكن عليه الكفار ،إاا عندبا ث ث حالت.
الحالة اْلولى :أن يكون األاى من بفس الحعر ،فحينمذ يًوز إزالته ول كفار .
الحالة الثانية :أن يكون إزالة األاى بإزالة الحعر ،وليس منه األاى كالقم الذي يكون يف الرأس،
فيلي المرء شعره حينمذ زالة القم ،ف أثم عليه ،وعليه كفار .
الحالة الثالثة :أن يكون قد ازاله ب أاى ول حاجة ،فعليه أثم وعليه كفار معا.
يم َأ ْظ َق ٍ ِ
ار». قال املصنفَ « :و َت ْهل ُ
أي :جمع أنافر وهو أق الًمع ث ثة.
414
ألن النبر ى أن يلبس المحرم العمامة ،والللابط عنلدهم يف تغطيلة اللرأس كملا اكلر
منصور قيدان.
واْلمر الثاين :قال أو ك ساتر معتاد ،ك ملا يسلمى سلاتر معتلاد فإبله حينملذ يكلون سلاترا ،أو كلان
م ص .
يٍ لِ َعدَ م إِز ٍ
َار». خ ِ
يط إَِّل َس َر ِاو َ قال املصنف« :و َلبس َا ْلم ِ
َ ُْ ُ َ
أي :ك ما يفص على قدر العلو عاد يًع أن يكون كذلك عاد ،ك ما يفص عللى قلدر العللو،
قال وقي أن أول من قال بلفظ المخليط أبله إبلراهيم النخعلر وإل فالحلديث النبلر لى أن
،أو السراوي . المحرم يلبس القم
قال إل السراوي لعدم ا زار فمن عدم ا زار فإبله يللبس السلراوي حينملذ ،ول فديلة عليله؛ لكلن إاا
استطاأ أن يًد إزارا فيًع عليه الرجوأ إلى األص .
وكذلك الخفان ل يًوز لبسلهما للمحلرم لنهلر النبلر علن لبسلهما؛ لكلن إل للم يًلد
بعلين جاز له لبس الخفين من غير قطع ألخرهما؛ ألن آخر األمرين من النبر وهلو حلديث
بن عباس ،ألن حديث بن عمر كان يف المدينة ،وأبه قال أقطعوا الخف أي أقطعوا آخر الخف.
وأما حديث بن عباس يف كان يف مكة ،وفقهائنلا قلالوا أن الثلاين هلو المتلأخر منهملا فيعمل بله فيكلون
بمثابة النسخ األول ،فمن لم يًد بع جاز له أن يلبس الخف من غير قطع لعقبيه.
ول يتطيع حال إحرامه ،ول يحم بيبا كذلك ،فإبه يحرم عليه أن يحم الطيلع أي تعملد شلم الطيلع؛
ألن الطيع إبما يةفه به بحلمه ،هلذا هلو األصل ،فحلرم وضلع الطيلع وحلرم تعملد شلم الطيلع ،كلذلك
الفقهاء من باب يعنر اكر الطيع قالوا أبه ما كان بيبا ،وكان يتنلاول كلذلك ،فإبله ل يًلوز للمحلرم فعلله
٦
415
لقول النبر يف صحي مسلم من حديث عثمان «َّل ين ح المحرم وَّل ين ح» ،وقولله ل
ينك أي ل يكون زوجا ول زوجة ،ول ينك أي ل يكون وليا يف النكاال ،وبناء عللى اللك فلإن غيلر عقلد
النكاال يًوز؛ لكن قالوا يكره فيكره الخطبة للمحرم ،ويكره أن يحهدها كذلك ،أي يحهد عقد النكاال.
وأما الرجعة فإن المحهور عند فقهائنلا أن الرجعلة لليس عقلدا ،وإبملا هلر الرجلوأ إللى األملر األول،
فيًوز للمحرم أي يراجع زوجته من غيلر كراهلة ،وينبنلر عللى أن الرجلع ليسلت بعقلد مسلائ منهلا هلذه
المسألة هنا ،ومنها أ م ل يحةبون الحلهاد عليله ،فل يحلةبون الحلهاد عللى عقلد الرجعلة ،ومنهلا يف
باب األيمان إاا حلف ل بكحت ف ن ،فرجعها.
وجماأ هذا باتفاق أبه ل يًوز للرج أن يًامع امرأته من باب أولى أن اللبا يفسد الحج.
والمباشر فيما دون فرج محرمة؛ ولكنها قد تفسد الحج ،وقد ل تفسده ،فلإن كابلت سليأا ملن كل م
المصنف ا بللال وا ملذاء؛ ولكلن إاا كابلت المباشلر تتبعهلا جملاأ أفسلدت الحلج ،وإل للم يكلن فيهلا
جماأ ،وإبما فيها إبلال لمذي ،أو لمنر فإ ا ل تفسد الحج ،وإبما توجع الفدية.
ومحظور ل يفسد الحج ،ول كفار فيه ،وهو عقد النكاال ،إاا هو ث ثة أبواأ.
416
من أخذ من شعره شعر واحد ،أو نفر واحد ف تًع عليه الفدية الكاملة ،وإبما يًع عليله بعلام
مسكين بأن يطعم مد من ُبر ،أو مدين من غيره ،والدلي على الك قلاء الصحابة كابن عمر.
قال املصنف« :و ِ َال َّث َال ِ
ث َ َأ ْك َث َر َدم». َ
قال ويف الث ث من الحعر ،أو ملن األنفلار دم ،والفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى يتًلاوزن فيسلمون فديلة
األاى التر هر فدية فع المحذورات يسمو ا دم ،والحقيقلة أن فيهلا تخيلر بلين ث ثلة أملور كملا قلال اهلل
{ :ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ} [البقلر ، ]196:فهو مخير بين ث ثة أشلياء ،بلين أن ينسلك بسليكة
وهو أن يذب دم ،أو أن يطعم ستة مساكين من فقراء الحرم ،أو أن يصوم ث ثة أيام حيث شاء وسليأا أيلن
تكون النسيكة إن شاء اهلل يف ك م المصنف بعد قلي .
إان فقوله ويف أكثر ث ثة دم هذا من باب التغليع أحد األوصاف ،ألحد األجناس الث ثة يف الكفلار ،
والتخير فيها تخير تحيه كما قال فقهائنا.
ـمَ ،أ ْو َد ْه ٍ
ـن ب ِ َبدَ ٍنَ ،أ ْو َث ْـا ٍ
بَ ،أ ْو ََ ٍّ
خ ٍ
يط َو َت َط ُّي ٍ س بِ َال ِصق و ُلبس م ِ
َ ْ َ َ قال املصنفَ « :و ِ َتغْطِ َي ِة َا َّلر ْأ ِ
َا ْل ِقدْ َي ُة».
قال املصنفَ « :وإِ ْن َقت ٍََ َص ْيدا َم ْأكُاَّل َب ِر ًّيا َأ ْصال َ َع َل ْي ِ َج َزاؤُ ُه».
اع َق ْب ٍَ َالت ََّح ُّل ٍِ َا ْْلَ َّو ِل ِـ َح ٍّـِ َو َق ْب َـٍ َ َـرا ِغ َسـ ْع ٍ ِـ ُع ْم َـر ٍة ُم ْق ِسـد لِن ُُسـ ِ ِه َما قال املصنفَ « :وا ْل ِ
ُ َم ُ
ُم ْط َلها».
بدأ يتكلم المصنف عن المحذور الذي يفسد الحج وهو الًماأ ،فبين أن الًماأ بوعان :جماأ قبل
التحل األول ،وجماأ بعد التحل األول ،فإن كان جماأ الرجل للوجتله قبل التحلل األول ،فقلد فسلد
حًة ،كما اكر المصنف قال :والًماأ قب التحل األول يف حج مفسلد لنسلكهما ،أي للللوج واللوجلة
معا.
٦
417
قال :يف حلج وقبل فلراغ سلعر يف عملر ،أي وقبل ابتهائله ملن الركل الثلاين ملن أركلان العملر وهلو
السعر ،فإبه يكون مفسدا لحًهما؛ ألبه لم يحص به التحل .
قال وبالًماأ تًع كفار سواء قب التحل أو بعد التحل تًع فيله بدبلة للحلج ،وشلا لملن أفسلد
عمرته.
اس ِد ِه».
ان ِ َ ِ
قال املصنفَ « :وي ْم ِض َي ِ
َ
أي :وإن فسد الحج والعمر فيًع عليهما أن يكم الحج والعمر .
أي :سللواء كللان حللج أو عمللر إن كللان مكلفللين؛ ألن غيللر المكلللف للليس واجللع يف امتلله شللرء مللن
الواجبات.
ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :وإِ ََّّل َب ْعدَ َال َّت ْليفَ ،و َح َُّة ْ
اْلسال ِم َ ْارا».
وإل بعد التكليف؛ ألبه حينمذ يكون يف امته يثبت يف امته ألبه بمثابلة المتلفلات ،وحًلة ا سل م ألن
حًة ا س م ل تكون قلاء ،فيأا بحًة ا س م ،ثم يأا بقلاء ما أفسد بعد الك.
اَ َر ٍة».
ّسب بِ ُم َب َ
قال املصنفَ « :و ََّل َي ْق ُسدُ َالن ُ
الحيخ :قال وإن باشر الرج زوجه ،ويف معنى المباشر إاا قب وبحو اللك ،فإبله ل يفسلد الحلج بله؛
لكن له ث ث حالت:
إما أن يباشر ف ينلل ،وإما أن ،يباشر فينلل ،وإما أن يباشر فينذي.
الحالة اْلولى :أن يباشر ول ينلل ،فيقولون هنا ل يًع عليه الكفار .
418
الحالة الثانية :أن يباشر فينلل ،ويف معنى المباشر هنا إاا كرر النظلر ،قلالوا ،أو قبل أو اسلتمنا فإبله
حينمذ كما سيأا يًع عليه الكفار ،وإن باشر فأبذى ،أو أمنلى بلالنظر فقلط ملن غيلر تكلرار فتًلع عليله
كفار كذلك ،ولكن الفرق بين كفار ا مناء وكفار ا بذاء ،أن كفار ا مناء بدبه ،وكفار ا بذاء شاه.
أعيدها بلغة أخره ،بقول :إن المباشر أو تكلرار النظلر أو السلتمناء وبحلو اللك ،إملا أن يةتلع عليله
إمناء أو إبذاء ،فإن أبلل بسبع تكرار بظلر ،أو مباشلر ،أو اسلتمناء فتًلع عليله بدبلة ،وإن أبلذى فقلط ،أو
أبلل بسبع النظر فقط ،فإبه تًع عليه شاه؛ ألبه أخف ،ولكن ل يفسد بسلكه ،ملا يفسلد النسلك بلا بلال
وا مذاء ،وإبما يفسد بالًماأ ،وإن كان قد أبلل أو أمذى بالتفكير ف شرء عليه.
ب بِ َها َبدَ نَة إِ ْن َأ ْنز ََل َوإِ ََّّل ََاة». قال املصنفَ « :و َي ِ
ُ ُ
قال ويًع ا بدبة ،أي جع بالمباشر بدبة إن أبلل ،وإل ،أي وإن لم ينلل وإبما أمذى شا أو باشلر
من غير إبلال ففيها شا ،وأما أن أبلل بالتفكير ف شرء عليه.
قال املصنفَ « :و ََّل بِ َا ْط ٍن ِ َح ٍِّ َب ْعدَ َالت ََّح ُّل ٍِ َا ْْلَ َّو ِل َو َق ْب ٍَ َال َّثانِ ».
قال ول يفسد بالوطء يف حج بعد التحل األول وقب التحل الثاين ،ل يفسد.
قال املصنفَ « :ل ِ ْن ي ْق ُسدُ َا ْ ِ
ْل ْح َرا ُم». َ
قال لكن يفسد إحرامه فيللمه أن يعيد إحرامه ليطوف بوافا صحيحا.
اف لل ِزيار ِة ِ إِحرا ٍم ص ِ ِ ِ ِ
حيحٍ ». َْ َ قال املصنفُ َ « :ي ْحرِ ُم م ْن َا ْلح ٍِ ل َي ُط َ َ َ
فيذهع إلى التنعيم ،أو إلى عرفة ،أو إلى الحرائع ،شرائع المًاهلدين لحيلرم منهلا ،فحينملذ يكلون يف
أدبى الح .
إن لم يكن سعى بأن يكون قدم السعر يف القارن والمفرد ،وعليه شا ألبه أخف بعد التحل الثاين.
خ ٍسم ِ ِ ٍ
يط». قال املصنفَ « :وإِ ْح َرا ُم ْام َر َأة ك ََر ُج ٍٍ إِ ََّّل ُل ْب ِ َ
قال إن المرأ ي حرم عليها كما يحلرم عللى الرجل تملام يف المحلذورات السلابقة؛ إل للبس المخليط،
فإ ا يًوز لها أن تلبس المخيط.
٦
419
وتًتنع ث ثة أشياء:
اْلمر اْلول :تًتنع الاقع مطل ًقا سواء عند األجابع وعند األجابع ،وتًتنع الاقع ،ويف معنى
الاقع اللثام وك مفص على الوجه ،لقلول عائحلة النبلر قاللك «َّل تنتهـب المحرمـة،
وَّل تلتثم» ،فدل الك على أن الاق مطل ًقا محرم على النساء ،عند الرج األجابع ،أو عند غيرهم.
اْلمر الثاين :القفازان يحرم على المرأ لبسهما؛ لحديث عائحة أبه ول تلبس القفازين ،والقفلازان
هو ك مفص على الكف.
اْلمر الثالث :قال وتغطية الوجه؛ لكن تغطية الوجه إبما يحرم إاا لم يكن هناك أجابلع ،فلإن كلان
هناك رجال أجابع جاز لحديث عائحة إبه إاا مر م الركع أسدلن الخمر علين.
إان الفرق بلين النقلاب وبلين تغطيلة الوجله أن تغطيلة الوجله يحلرم عللى المحرملة إاا للم يكلن هنلاك
أجابع ،يعنر كابت وحدها ،أو كابت عند بساء ،أو كابلت عنلد محارمهلا ،يحلرم عليهلا أن تغطلر وجههلا
مطلقا ،فإن غطته عالمة ألن هذا يعلر فيله بالًهل ألبله لليس ات فلا كملا سليأا ملن كل م المصلنف ،فلإن
غطته عالمة فإن عليها الفدية.
أي :ب عذر وجود األجابع ،أو ب عذر أي عذر النسيان كما سيأا.
بدأ يتكلم المصنف عن أبواأ الفدية ،وبدأ بأول فديه وهر فدية األاى ،التر هر فع المحذورات.
يـب َبـ ْي َن ِصـ َيا ِم َث َال َث ِـة َأ َّيـامٍَ ،أ ْو إِ ْط َعـا ِم ِسـت َِّة
س َوطِ ٍ قال املصنفُ « :يخَ َّي ُر بِ ِقدْ َي ِة َح ْل ٍق و َت ْه ِلي ٍم َو َتغْطِ َي ِـة َر ْأ ٍ
يب َأ ْو ََ ِعيرٍَ ،أ ْو َذ ْبحِ ََ ٍاة».
ف َصا ٍع ت َْمرٍَ ،أ ْو َزبِ ٍ ين ُمدَّ ُب ٍّر َأ ْو نِ ْص َ ين ،ك ٍُِ ِم ْس ِ ٍِ
َم َساك َ
بدأ يتكلم المصنف عن فدية األاى ،واكر أبه يخير بينها كما مر معنلى تخيلر تحله هلذه عبلار الفقهلاء
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ
420
ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ
ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ } [البقر .]196 :
قال يخير بفدية حل ،أي بحل ث ثة شعرات فأكثر ،وأما ما كان دون الك فإبما يًلع عليله ملد ،أي
مد بر يف ك شعر .
ولم يذكر المصنف ،للبس المخليط ،وسلبع علدم اكلره لله أن المصلنف أخلذ كثيلر ملن هلذا
الكتاب بلفظه من كتاب اللاد للحيخ موسى ،والحيخ موسى يف أكثلر بسلخه ،أو يف كثيلر ملن بسلخة ليسلت
فيها ولبس المخيط ،سقطت منه ،فالمصنف النسلخة التلر وقعلت عنلده سلقطت منهلا هلذه الكلملة فتبعله
عليها ،ومعلوم أن كثير من أه العلم يقر بنقصه وخطمه يف كثيلر ملن الكل م فكلان يلأان للبعه ب بله أن
يقوم بإص ال كتابه ،ومنهم الموف يف المقنع ،فقد اكر المرداوي أبله قلد أان لطلبله أن ملن وجلد خطلأ يف
. كتابه أن يصححه ،والك اختلفت النسخ فيه زياده وبق
وقد اكروا أن ابن الحاجع صاحع جامع األمهات قد أان لبن راشد القفصر وحلده أن يصلح لله
الكتاب ،والك كان المالكية يسموبه بمصح المختصر .إان ألحد ت ميذه أن يصححه ،وهلذا ملن بلاب
أو دائما بالع العالم يقر بأن ك ك م سلواء ألفله هلو أو ألفله غيلره ،ل ُبلد أن يوجلد فيله بقل
ا قرار أن ً
خطأ ،ححى كتاب اهلل سبحان وتعالى.
إاا هذه سقط وعرفنا سبع سقطه خطأ من األص الذي اختصره منه المصنف.
صيام ث ثة أيام ل يللم يعنر الفقهاء يقوللون يًلع فيهلا التتلابع ،يًلع أن يصلومها تتابعلا ،أو إبعلام
ستة مساكين ،ويًع أن يكون هؤلء الستة يف الحرم ،أي يًع أن يكوبوا من أه الحرم ،سواء سلاكنين،
أو مارين ا.
٦
421
ثم بين مقدار المساكين أبه مد بر ،أو بصف صاأ تمر ،أو زبيع ،أو شعير.
قال :أو اب شا ،اب شاء إاا كان قد فع المحذور يف الحرم فيًع أن يكون ا ا فيا لحرم ،وأملا أن
كان فع المحذور خارج الحرم ،فيًوز ابحها حيث وجع عليه.
ويف جلاء صيد ،أي من قت صيد ،والذي يقت الصيد بوعان ،إما أن يقتلله وهلو محلرم ،سلواء قتلله يف
الحرم أو خارج الحرم ،فمن حين تحرم ك من قت صيد فإن عليه الًلاء.
النوأ الثاين :ك من قت صيدا يف الحرم ،سواء كان محرم ،أو غير محرم ففيه الًلاء.
إان جلاء الصيد ،إما أن يكون محرما ،وإما أن يكون يف الحرم ،سلواء كلان محلرم يف الحلرم أو غيلره،
ويف الحرم سواء كان محرم ،أو غير محرم ،فالًلاء فيهما سواء.
قال :ويف جلاء صيد ،أي صد بري وهو الوححر غير األهلر ،بين مث مثلر ،المثليلات سليأا اكرهلا
المصنف بعه األمثلة لها ،أن المثليات يؤتى بمثله ،إما من معل ،أو من بقر ،أو من شا ،ملن إبل ،فتلذب
ويتصدق بلحمها على الفقراء حيث وجع.
قال :أو تقويمه ،أن يقوم المثلر ،يقوم المثلر من البقر ،أو من الغنم ،أو من الحيا ،والماعل ،أو يقلوم
المثلر بدراهم ،ويكن التقويم يف وقت الوجوب ،وهو الموضع اللذي أتللف فيله؛ ألبله قلد يتلفله يف مكلان
يكون أغلى فيه الحيا ،أو البقر ،أو الغنم ،فيقوم يف وقت ...العا بقوت الوجوب.
فيقوم بدراهم أي يف الموضع الذي تلفت فيه فيحةي به بعام ،الملراد بالطعلام ،كل بعلام يًلل يف
الفطر ،وقد سب معنا أبه أربعة أبواأ ،أو خمسة.
ِ ِ ين َمـدَّ ُبـ ٍّر أ ْو نِ ْص َ
قال املصنفُ َ « :ي ْط ِع ُم َع ْن ُك ٍِ ِم ْسـ ِ ٍ
ـف َصـا ٍع مـ ْن َب ْيـرِه ،أ ْو َي ُصـا ُم َع ْ
ـن َط َعـا ِم كُـ ٍِ
ين َي ِاماَ ،و َب ْي َن إ ْط َعا ٍم أ ْو ِص َيا ٍم ِ َب ْيرِ ِم ْث ِل ».
ِم ْس ِ ٍ
فيطعم ك مسكين مد بر ،أو بصف صاأ من غيره ،كما سب يف الفطر .
قال :أو أن يصوم عن بعام ك مسلكين يلوم ،فللو أن الحلا تكفلر علن يعنلر قيملة الحلا تعلادل قيملة
422
خمسين صاأ من الحعير مث ،فحينمذ بقول أبلت مخيلر بلين أن تطعلم هلذه الخمسلين صلاأ تعطيهلا لمملة
مسكين ،أو أبك تصوم مائة يوم عن ك مسكين يوم ،هذا يف جلاء وهنا جلاء الصيد.
غير المثلر ،ك الطيور ما عدى الحمام ليس مثليا مث ،فإبه مخير بين ا بعام والصيام فقلط ،ولليس
له أن يذبحه.
وإن عدم التمتلع ،أي يف موضلع الوجلوب ،قلد يكلون واجلد للملال يف لبللده؛ لكنله علادم لله يف وقلت
وجوبه ،يعنر عادم ثمنه مث .
قال :وأن عدم المتمتع ،أو القارن الهدي صام ث ثة أيلام ،وهلذه األيلام الث ثلة ل يلللم فيهلا التتلابع يف
الحج.
قال املصنف« :و ْاْلَ ْ َض ٍُ جع ٍُ ِ
آهرِ َها َي ْا ُم َع َر َ َة». َ ْ َ
قال :واألفل جع آخره يوم عرفة ،وتكلمنا عنها باألمس ،بأن يكلون محرملا ل يكلون يف الحلج إل
أن يكون محرما ،ف بد أن يحرم ويلبس لبسة ا حرام بعد الك ،بأن يخلع المخيط ،فيصلوم أفلللها بلأن
يصوم السابع والثامن والتاسع.
قال :وسبعة إاا رجع إلى أهله ،وكذلك ل يللم فيها التتابع ،وإبما يصومها حيثما شاء.
قال املصنفَ « :وا ْل ُم ْح َص ُر إِ َذا َل ْم َي ِ
ُدْ ُه َصا َم َع ْي َر َة َأ َّيامٍُ ،ث َّم َح ٍَّ».
إاا لم يًد المحصر الهدي فإبه يصوم عحر أيام ،ثم يح بعد.
يب َو َتغْطِ َي ِة َر ْأ ٍ
س». سَ ،وطِ ٍ
ان ِ ُل ْب ٍ
قال املصنفَ « :وت َْس ُه ُط بِن ِ ْس َي ٍ
الحعر ،وتقليم األنافر ،والًملاأ ،فهلذه ل يعللر فالمحذورات ،التر فيها معنى الئت ف ،وهو ق
فيها بالنسيان مطلقا.
أيللا لللبس
وإملا ل إتل ف فيله كمللا اكلر المصلنف ،وهللو الللبس ،والطيلع ،وتغطيلة الللرأس ،ومثلهلا ً
المخيط فإبه هذه األمور األربعة فإ ا يعذر فيهلا بالنسليان؛ وللذلك قلال المصلنف :وسلقط بنسليان ،وملن
باب أول أبه يقسط بالًه كذلك وا كراه.
األص أن ك هدي واجع فيكون لمساكين الحرم ،المقصلود بكل هلدي وا بعلام ،جللاء الصليد،
وترك الواجع فإبه يكون هدي بالغ الكعبة ،يف ك صيد مطل ًقا وترك الواجلع مطل ًقلا وفعل المحلذور إاا
كان فع المحذور يف داخ الحرم.
إان هذه األبواأ الث ثة من الهدي يًع أن تكون تذب يف الحرم وتكون لفقراء الحرم.
أما الهدي فإبه يًع أن يذب يف مكة ،أي يف الحرم ،وأن يلوزأ عللى فقلراء مكلة ،فلإن تملكله مكلة أو
الواردون عليها من الحًاج وبحوهم ،ثم بقوله هم جاز؛ لكن ل ينقله من وجع عليه.
قال :وك هدي أو إبعام فلمساكين الحرم ،فيًع أن يعطى لمساكين الحرم.
إل فدية األاى ،فحيث وجع عليه ،فإن وجلع يف الحلرم ففلر الحلرم ،أي مكلة ،وإن وجلع عليله يف
خارجيه فإبه يبذله حيث وجع عليه.
ث ُو ِجدَ َس َب ُب َها».
س َون َْح ِا َهاَ َ ،ح ْي ُ
قال املصنفَ « :و ُل ْب ٍ
يًللل بكل مكللان ول يللللم أن يكللون بمكللة؛ إل الث ثللة أيللام يف الحللج فيًللع أن يكللون المللراء فيهللا
محرما ،يًع من هذا القيد.
لما جاء من حديث جابر وقلى به الصحابة فيذب شا ،أو أن يحةك مع غيره يف سبع بدبلة ،أي
سبعة يحةكون يف بدبة أو بقر .
َان َالصي ِد إِ َلى ما َق َض ْ ِ ِ
قال املصنف« :ويرجع ِ جز ِ
ت ي َا َّ
لص َحا َب ُة». َ َّ ْ َ َ ُْ َ ُ
الصحابة رضوان اهلل عليهم قلوا يف بعه األشياء بأثلة ف بًلاوز قللائهم رضلوان اهلل علليهم مثل
أ م قالوا :إن من قت غلال فإبه يًع عليه مثله وهو العنل ،وقالوا إن من قت مث ضلع فإبله يًلع عليله
أيلا من قت حمامة فلإن عليله أن يلذب
جفر وهو اكر المعل الذي يكون صغيرا ،ومث الك أبه مث يعنر ً
شا ،أل ا تعع مثلها ،وهكذا.
تًع قيمة هذا الذي صادقه فيبذله إما بعام ،أو يقدره ثم يصوم عن ك مدي يوما.
ل يًوز صيد الحرم يف مكة مطلقا ،أي يف حدود الحرم ،بب ًعلا علا الحلرم المصلنف حلرم مكلة؛ ألن
قديمة كابت مكة أصغر من الحرم ،وأما اآلن فقد اسلتع عمرا لا وأصلبحت مدينلة مكلة أكلا ملن الحلرم،
والذي يحرم إبما هو حد الحرم فقط ،وما خلف الحرم ل يعتا صيده محرم.
قللال :وحللرم مطلقللا ،أي سللواء كللان المللراء محرمللا أو غيللر محللرم ،فصلليد حللرم مكللة ،لمللا ثبللت يف
٦
425
َاك ،وَّل يختٍ هاله، الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبر قلالَّ« :ل يعض
وَّل ينقر صيده» ،فمًرد تنفير الصيد ل يًوز.
ْل ْذ ِه َر».
يي ِ إِ ََّّل َا ْ ِ
قال املصنف« :و َق ْطع ََُرِ ِه وح ِي ِ
َ ُ َ َ َ
وقطع شًره وححيحة ،كما سب لحديث ابن عباس المتقدم ،وقول المصلنف وقطلع شلًر ،يفيلدبا
مااا؟ يفيدبا أن من ليس بحًر يًوز قطعه وهو مث الكمأ ،وإن كابت الكمأ بادر ما تخرج يف مكة أل لا
ل تخرج يف األرض الًبلية ،وإبملا تخلرج يف األرض الرمليلة ،فللو خرجلت كمملة يف مكلة ،فنقلول يًلوز
أخذها ،أل ا ليس شًر ،ل يعلد شًره.
وقوله :شًره ،أي شًر مكة الذي ببت وحده ،وأما ما أببته اآلدميين ،فإبه يًلوز قطعله وقصله ،فكل
ما اآلدميين يف مكة فيًوز قصه مطلقا.
قال :وححيحه ،الححيش هنا أبل المصنف ولم يق األخلر ،لمااا؟ ألن الحلوك هل يًلوز قطعلة
أم ل ،من اكر أبه ل ُبد أن يكون أخلر أباال قطع الحوك يف مكة ،ولكن المعتلد عنلد كثيلر ملن المتلأخرين
أيللا الموفل ،ل يًلوز قطلع الحلوك يف الحلرم
كما يف المنتهر وغيلره أبله ل يًلوز قطلع الحلوك ،ورجله ً
لظاهر الحديث أبه ل يعلد شوكوه ،وهلذا هلو األصل دليل وهلو المعتلد ورجحله جماعلة ملن األوللين
منهم الموف وغيره.
قال :إل ا اخر ،وهلو بلوأ ملن الحلًر معلروف يًعل يف سلقوف البيلوت ،ويًعل يف القبلور لكلر
يستمسك به اللبِن وبحوه ،وقد استثناه النبر لما أشار له عمه العباس .
أي :ويف الصيد يف الحرم الًلء الذي وجع يف مطل الصيد للمحرم يًع عليه الًلاء ويًلع عليله
اللمان ،ويحرم الك التملك ،كصيد المحرم يحرم صيده.
426
لحديث سعد بن أبر وقاص أبه يحرم صيد المدينة ف يًوز الصيد فيها وهو ما بين عير إلى ثلور ويف
الصحي عن النبر قال« :إنما بين عار إلى ثار حرام» ،النبر حرمها.
َب َون َْح ِا ِه َما َو ََّل َجزَا َن». يي ِ لِ َغيرِ حاج ِة ع َل ٍ
ف َو َقت ٍ ْ َ َ َ
قال املصنف« :و َق ْطع ََُرِ ِه وح ِي ِ
َ ُ َ َ َ
ول يًوز قطع شًر وححيحة المدينة ما بين عير إلى ثور لغير حاجة ،إل لحاجة ،وبين صفة الحاجلة
وهر علف دواب؛ ألن الصحابة كابوا يعلفون دوا م ويحتحون لها.
وقتللع ،وهللو الللذي يًع ل علللى الراحلللة ،فيًعلوبلله مللن بللاب الصللناعة يًعلللون يف أول الراحلللة
ومأخرها.
قال :وبحوهما الحاجة ،ول جلاء فيه ،ل جلاء فيه مطل ًقا ألن النبر قال للصحابر« :يـا
عمير ما عٍ النغير» ،وهذا الحديث على صغير إل أن فيه أحكام كثير جدا ،حتلى أللف فيله أبلو العبلاس
ابن القاص ،أحد علماء الحافعية يف القرن الرابع ،ألف جللء كامل مطبوعلا يف اسلتنباط األحكلام ملن هلذه
الحديث «يا أبا عمري ما عٍ النغير» ،ومن األحكام فيه ،التر لم يردها أبو العباس أن الفقهاء اسلتدلوا بله
علللى أبلله ل جلللاء لمللن أصللطاد صلليد يف الحللرم ألن هللذا الصللحابر كللان مللن أهل المدينللة واصللطاد هللذا
العصفور الصغير.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)15
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بدأ يتكلم المصنف عند دخول مكة ،وكيف يكلون دخولهلا وأداء العملر والحلج ،ويلرد العلملاء هنلا
الواجبات والسنن معا.
يسن الدخول من اع مكة لمااا؟ ،لحديث عائحلة يف الصلحيحين أن النبلر دخل
مكة من أع ها؛ ب أن النبر قصد علوها قصدا ليس من باب غير القصد هكلذا ،الموافقلة،
والدلي أبه سأل حسان قال« :إين حسان» ،مااا قال حسان؟ ،قال:
فيستحع الدخول من كداء ،وكداء هو علو المدينة يقاربه اآلن ملا بعرفله ملن بسلم الحًلون ،ويصل
بالفت ،ويص باللم ،واللغويين أجازوا الوجهين ،وإن كان بعللهم قلدم الفلت ،وبعللهم قلدم الللم،
الح ًُلون ،والنبلر قصلد اللدخول ملن أع هلا
الح ًُلون ،ويصل أن تقلول ُ
فيص أن تقلول َ
فلذلك يستحع.
ُدُ ِم ْن َب ِ
اب َأبِ ََ ْي َب َة». قال املصنفَ « :وا ْل َم ْس ِ
الك حينما كان هناك مسًد ما روى البيهقر من حديث ابن عباس أن النبر دخل
المسًد من هذا الباب يعنر باب بنر شليبة ،فلمسلتحع لملن دخل المسلًد ،وبلاب بنلر شليبة محلله يف
الصحن قريع من بمر زملم وهذا إبملا كلان مسلتحع حينملا كلان هنلاك بلاب ،وحينملا كلان اللك المحل
موجدا ،أما وقد استع المسًد حتى دخ فيه ربما مكة كلها التر كابت يف عهد النبلر ربملا
428
ل أدري باللبط؛ لكن أقلول ربملا كابلت يف عهلد النبلر كلهلا دخللت يف المسلًد الحلرام،
فنقول هذا الستحباب فات محله.
والقاعد أن الحرء إاا فات محله سقط ،وحينمذ فالظاهر ملن كللم فقهائنلا وتقعيلدهم أبنلا بقلول :لملا
فات مح الدخول من باب بنر شيبة إاا ك مكان يدخ منله الحلاج والمعتملر للحلرم سلواء ل بقلول ملا
يحاايه كباب الس م؛ ألن باب الس م أصب اآلن خلف المسعى؛ ب أن باب الس م خ فه ما هلو داخل
يف المسًد وهر الساحات الملحقة ا.
والك نهرت قاعد الفقهاء أبه لما أصب المسًد واسع وإبما قصد النبلر بعينله وقلد
دخ يف المسًد فك باب يدخ منه المرء للمسًد يحص به المعنى.
وأص ما فيه ما جاء عن سيعد بن جبيلر وهلو أن يقلول :اللهلم أبلت السل م ومنلك السل م حينلا ربنلا
بالس م ،أو أن يقول :اللهم زد هذا البيت تعظيما وتحريفا كما جاء عن سعيد بن المسيع.
سن للطائف إاا كان هذا أول بواف يطوفه إاا دخ البيلت أن يكلون مطبعلا ،والببلاأ هلو أن يخلرج
زراعه األيمن ويًع ردائه تحت إبطه ،ويًع برف ردائه على كتفه األيسر ،هذا يسمى ابباعا.
والبباأ مستحع يف الطواف إاا كان أول بواف يدخلله ،سلواء كلان بلواف قلدوم أو بلواف عملر ،
كما سيذكر المصنف بعد قلي لحديث جابر ،فكان أول بواف اببع به النبر .
أيلا اشتمال الصماء كما فسره أبو عبيد ،وا مام أحمد.
وهذا البباأ يسمى ً
وبناء على الك فإبه مكلروه يف الصل ،وعللى اللك فلإن هلذا الببلاأ إاا ابتهلى ملن بوافله ،ثلم أراد
فإبه األفل له أن يفك البباأ ،ثم بعد الك يصلر. الص
نبدأ أوَّل يف اَّلستالم :است م الحًر األسود مسلتحع أن يسلتلم الحًلر األسلود ،ولكلن اسلت م
الحًر األسود له درجات ،أفللها ،أن يسلتلم الحًلر األسلود ويقبلله ،ثلم يليله أن يسلتلمه بيلده ،ومعنلى
الست م أن يلع يده عليه ،أو أن يمس ،أن يلع يده عليه ،ثم يقب يده ،كما جاء من حديث ابن عباس.
والدرجة الثالثة :أن يستلمه بغير يده ،كعصى وبحوهلا ،كمحًلر ،وجلاء علن ابلن عبلاس أبله يقبل ملا
وضعه عليها ،كالعصى وبحوها.
والدرجة الرابعة :إاا لم يستلمه ل بيديه ول بعصى فإبه يحير لله إشلار بيلده ،بيلده لليس بيديله ،وإبملا
بيده وحده ،وحينمذ ل يقب يده بعدم الورود.
لست م الذي هو مااا؟ ،باليد بوضع اليد أو مس ،وهملا الركنلان المابيلان ،الحًلر األسلود واللركن
اليماين الذي يقابله ،وما عداها ملن األركلان ل تسلتلم؛ وللذلك للم يكحلف هلذان الركنلان ،هلذه سلتارت
الكعبة منذ القدم ل يكحف منها إل ركنان ،ف يستلم هذان الركنين أل ا السنة ،هذا األمر الثاين.
اْلمر الثالث :أن الكن اليماين اآلخر ليس الحًر األسود ،وإبما الركن اليماين يستلم ول يقب ،ل
يقب ،التقبي إبما هو خاص للحًر األسود كما قال عمر :لول أين رأيت النبر يقبللك
ما قبلتك ،فإبما العا با تباأ.
قال :فإن ش عليه أشار إلى هذا واكربا قب قلي أبه قد يكون إاا أشار فقط فإبه ل يقبل ملا أشلار بله؛
ب ل ُبد مستلم وإبما بيده أو بعصى وبحوها.
المعتمر يًع عليه أن يحااي الميقات وجو لا ،وأن يكلون محاااتله بوجهله ،فيلفلت عليله بًسلمه،
430
وأن ل يكون بًاببه فيلفت عليه بك وجهه وأن يحااي بعله ولو حااى بعله.
والمحااا هنا إبما يعتا فيها الظن ول يللم القطع واليقين فيها ،مث ما قلنا يف المحااا يف المواقيلت،
ف يللم أن يكون موافقلا للخلط حينملا كلان هنلاك خلط ،أو عنلد لبللة ا ضلاء عنلد اللك ،وإبملا بلالظن
بحسع بظره.
ويقول ما ورد وهلو أن يقلول بسلم اهلل واهلل أكلا ،جلاء اللك علن ابلن عملر موقفلا وروي مرفوعلا ويف
إسناد الحارث األعور.
قال املصنف« :ويرم ٍُ َا ْْلُ ُ ِه ِ ه َذا َال َّطا ِ
اف». َ َ ّ َ َْ ُ
أي :يستعً ،يعنر يسرأ يف محيه مع مقاربة الخطى ،وقد ثبلت اللك يف الصلحي ملن حلديث جلابر
وابن عمر.
قال :يف هذا الطواف ،أي يف بواف العمر ،والقلدوم لغيلر المعتملر ،ويكلون الرمل ث ثلة فقلط ،وأملا
األربعة األخرى فإبه ل يم فيها وإبما يسعى ،يعنر محر عاديا.
الركعتين ،لما جاء يف حلديث مسللم ملن حلديث جلابر أن النبلر أي :يستلم الحًر األسود بعد ص
دائملا يف كل
لما قلى الركعتين رجلع إللى الكعبلة فسلتلم الحًلر ،وكلن الفقهلاء يقوللونً :
مكان يستلم فيه الحًر إاا كان فيه محقة عليله ،أو ملاحملة لغيلره ملن المسللمين ،فإبله حينملذ األفلل يف
٦
431
لقول النبر « : أبدأ بما بدن اهَّلل ب » ،فيخرج منه بعلده مباشلر إللى الصلفا ملن بابله ،بب ًعلا
وقوله ويخرج ،أتى بالواو مملا يلدلنا عللى أبله ل يًلع ملوال السلعر بلين الصلفا والملرو بعلد الطلواف
بالبيت.
قال :من بابه ،أي الباب الذي كان موجود قديما حينما كان الصلفا والملرو خلارج الحلرم ،وأملا اآلن
ف يوجد باب زال الباب فيكون المح قد فات.
لما ثبت يف المسند من حديث أبر هريره أن النبر لما بلاف رقلا حتلى بظلر إللى البيلت
♥ ورفع يديه وجع يحمد اهلل ويكاه ،كذا يف كحديث أبر هرير يف صحي مسلم.
لما جاء يف مسلم أن النبر قال الك ث ث ،أي كا ث ثة اهلل أكا ،اهلل أكا ،اهلل أكا.
قال :إاا وص إليه سعى سعر شديدا ،السعر هنلا يكلون محليا سلريعا ويقلارب فيله الخطلى ولكلن ل
يكللون فيلله إيللذاء بحيللث أن يسللقط منلله شللرء ،والراكللع كالللذي يلللف بعربيللة ل يحللرأ للله السللعر يف هللذا
الموضع.
432
قال :إلى اآلخر ،أي إلى العلم اآلخر بحرط أن ل يؤاي ول يؤاى.
قال :يلقى المرو ،ابظر معر .رقر الصفا والمرو مستحع وليس بواجلع ،وهملا مسلتحبان للرجل
المرأ فإن المرأ ل يستحع له الرقر على الصفا والمرو ،ول يستحع لها الرم يف الطواف ول السلعر
بين العلمين ،كما جاء من حديث ابن عمر المرأ تخالف يف هذه األمور الث ثة.
لما قلنا إبه ل يًع رقر الصفا والمرو ما هو أق المواجع لستعاب ما بين الًبلين قالوا أن يلسل
كعبه بالًب األول ،فيمحر حتى يص إلى الًب الثاين ويلص كعبه ا ،هذا أق ملا يكلون واجبلا ،وبنلاء
عليه فلو رقى ولو خطو واحد فيكون أتى بالواجع.
ببعا الًب اكر العلماء عدد درجاته ،عدد درجاته يف الصفا ،وعدد درجاته يف المرو ،ليبينوا المقدار
والدرجات موجود إلى اآلن ،ترى الدرجات ،ولكن بعله هلذه اللدرجات قلط غطيلت برخلام؛ وللذلك
اآلن يوجد عندبا يف بدء ك شلوط يف الصلفا والملرو ملا هلو حلد الوجلع يف السلعر ،إان الحلد الواجلع
يوجد هناك ع مة مكتوب عليها :اية الطواف ،وابتداء الطواف ،هذا هو ابتداء الًبل ،كملا قلدروا اآلن،
وقد قدر بناء على قرار من هيمة العلماء أل م عرفوا تقديره بالتدرجات.
والدرجات يعنر أبا أتذكر إلى قب العحر وقفت عليه أغلبه كان موجودا ،لم يكن قب العحر مغطلى
من الدرجات إل درجتين أو ث ث قب عام العحر ،وعددهتا يعنر بقاي منلا أحلد عحلر ملن أصل خمسلة
عحر درجة ،والثاين عاشر باقر منها برفها ،وأما اآلن فقد غطلر باللجلاج وبحلوه ألن بعله النلاس ربملا
سبع اللحام للمسلمين برقيه ومكثه على الًب ،فكابت المصلحة من فع الك.
ولللذلك قاعللد عنللد أهل العلللم أبلله يًللوز المصلللحة فعل بعلله األمللور ،كثيللر مللن األشللياء أبلله مللن
المصلحة تركها ،النبر ترك بناء الكعبة عللى بنلاء إبلراهيم للمصللحة ،وكلذلك هلذا يلدلوبا
على أن كثير من التصرفات يف الحج تصرفات ولئية.
ولذلك فإن العلماء يف باب اكر األحكام السللطابة ،يعلدون األحكلام السللطابية كالقاضلر أبلا يعللى،
وقب القاضر الموردي ،اكروا أن األحكام السلطابية والوليات السلطابية أحدا عحلر ،منهلا وليلة الحلج،
٦
433
وبعه العلماء يليد يف ولية الحج حتى يف قلية النفر من عرفة كالمالكيلة ،فيًعللون أن النفلر ملن عرفلة
قب أمير ل تص ،أو فيها دم.
تقدم.
ِ ِ ِ ِ ِ ِ قال املصنفُ « :ث َّم َين ِْز ُل َ َي ْم ِي
َم ْاض ِع َم ْييِ َو َي ْس َعى َم ْاض ِع َس ْعيِ إِ َلى َا َّ
لص َقا».
تقدم.
أي :يحسع اهابه شوط ،ورجوعله شلوط؛ ألن النبلر أبتلدأ بالصلفا ،وابتهلى بلالمرو ،
فدل على أن ك ما بين جبيلين شوط.
إاا حج المرء متمتعا فله حالتين :إما أن يكون ساق الهدي معه ،فإن كان قد سلاق الهلدي معله فإبله ل
شعره ،وإبما يبقى لحين اب هدية كما أن النبر قال« :لا أننـ قـد يًوز له أن يتحل بق
ســهت الهــدي لتحللــت» ،ولكنلله لللم يتحلل ♥ ،لحلقللت ،فلللم يحلل النبللر
ألج أبه لم يسوق الهدي ولم يتحل .
النوأ الثاين :أن يكون المرء للم يسلوق الهلدي ،ملا معنلى سلوق الهلدي ،أي أن يلأا بالهلدي معله ملن
شعره بعد أداء العمر . بلده ،من خارج الحرم ،إن كان لم يسوق الهدي فإبه يتحل ب
إن المح وهم أه مكة ،أو من كن متمتع وتحل بعمر ،أو من دخ مكة بعملر قبل أشلهر الحلج،
ومكة يف مكة وأبحأ الحج بعد الك ،فهؤلء الث ثة المتمتع وأه مكة ،ومن كان قد دخ مكة بعمر قبل
الك ،أو أبوال الدخول لها ،فإبه يتسحع له أن يحرم بالحج يوم الةوية.
وأما القارن ،أو المتمتع اللذي للم يحل فإبله عللى إحرامله ،فيحلرم بلالحج يلوم الةويلة بعلد اغتسلاله
استحبابا كما فه النبر .
يت بِ ِمنى».
قال املصنفَ « :وا ْل َمبِ ُ
اسللتحبابا يف اليللوم الثللامن ،وقللد حكللاه الكرمللاين إجماعللا ،أن ك ل أفعللال اليللوم الثللامن مسللتحبة ،مللن
با حرام ،أو المبيت بمنى يف اليوم الثامن. التخصي
لي ْم ُس َس َار إِ َلى َع َر َ ةََ ،و ُك ُّل َها َم ْا ِقف إِ ََّّل َب ْط َن ُع َر َن َة». قال املصنفَ ِِ َ « :ذا َط َلع ِ
ت َا َّ ْ
كما جاء يف حديث النبر « إنما هر ج من منى متُ إلى عر ة بعد طلاع اليمس».
قال وكلها أي ك عرفة موقف؛ إل بطن عربة ،لقول النبر « :ور عاا عن بطن عرنة».
قال املصنفَ « :و َج َم َع ِ َيها َب ْي َن َال ُّظ ْهرِ َوا ْل َع ْصرِ َت ْه ِديما».
أي ويسن أن يًمع بين الظهر والعصر وأن يكون جمع تقديم ،وأن يكون الًمع فيها مع ا مام ،فلإن
صلى مع ا مام فإبه يصلر يف المكان الموجود هذا الذي خارج وهو بمر ،أو يصلر داخل عرفلة فيًلوز
له الك.
وقول المصنف :جملع فيهلا ،المحلهور عنلد فقهائنلا أن الًميلع يف يلوم عرفلة لليس بسلك وإبملا لعللة
عليه صلراحة بلن قائلد يف حاشلية عليله أن الصفر؛ ولذلك اكر بعه الفقهاء كما هو ناهر المنتهى ،وب
المكر ل يًمع بين الظهر والعصر يف عرفة.
ومما ورد ،وملن أفلل ملا ورد أن يقلول ل إلله إل اهلل وحلده ل شلريك لله المللك ولله الحملد يحلر
وميت وهو الحر الذي ل يموت بديه الخير وهو على ك شرء قدير.
هذا هو المحهور؛ ألن اليوم يبدأ من بلوأ الفًر ،بيع ملن وقلف قبل بعلد بللوأ الفًلر فقلد صل
وقوفله ،لعمللم قللول النبللر لحللديث علرو ابللن المغللرس« :مــن وقــف معنــى يف هــذا اليــام»،
فيحم اليوم من بلوأ الفًر ،المستحع والمتأكد بعد اللوال كما فع النبر
أي :يخرج من منى متًه إلى ملدلفة بعد الغروب وجوبا لمن دخ عرفة قب الغروب.
بقول :بعم ابظر معر ،من دخ عرفة بعلد الغلروب جلاز لله الخلروج يف أي وقلت شلاء .هلذا الدرجلة
األولى.
الدرجة الثانية :من دخ عرفة قب الغروب ،ف يًوز له الخلروج إل بعلد غلروب الحلمس ،فلإن
خرج قبلها وجع عليه دم وص حًة؛ ألن النبر وأصحابه ما دفع أحد قب الغروب ،وقلد
م» ،ولم يأان ألحد البتة ،فدل على أ ا واجع ،هذه الحالة الثابية. قال« :هذي عن مناس
الحالة الثالثة :أن يدخ قب الغروب وتغرب ليه الحمس ولكن ا مام لم يلدفع بعلد ،ا ملام أملام
الحج ،ودائما يكون أمير الحج أمير مكة ،أمير مكة هو أمير الحج ،والحج يكون معه يسموبه البيرق ،هلذا
هو العلم ،وك سنة يحج ،ل ُبد أن يحج بالمسلمين أمير من عهد النبر وبعلده الصلحابة ل
ُبد أن يحج يف ك سنة أن يكون أمير الحج ،إل أاا كان هناك سنة تخلف ول أدري.
فأمير الحج الفقهاء يقولون :يكره أي يدفع قبله ،إاا دفع قب الغروب حرم ،وبعد الغروب وقب أميلر
الحج يكره وليس بمحرم ،وغالع أول من يدفع هو؛ ألن أمر الحج يكون مقر يف بلرف عرفلة ،ول يفلت
الطري للسيارات إل بعد الدفع ،وغالع الذي يدفع قبله بعد الغروب إبما هم المحا .
436
ويًمع يف ملدلفة بين العحاءين تأخيرا كما النبر قال« :أبـٍ أمامـب» ،فلأخر علن النبلر
ألبه األص ،ويبيت ا.
إاا صلى الصب يف تلك الليلة أتى المحع الحلرام ،المحلع الحلرام قيل أبله كلله ملدلفلة ،وقيل أن
المحع الحرام هو الًب الذي يف محله بن هذا المسًد.
وقد اكر بعله العلملاء ملن علملاء المكلة يف القلرن الماضلر أن هلذا الًبل غيلر مًللوم بله أبله هلو
المحع الحرام ،ولع يف الك حكمة أرادها اهلل لكر ل يكون الناس يتلاحمون يف مكان معين.
ف ِعنْدَ ُه».
قال املصنفَ َ « :ر َقا ُه َو َو َق َ
قال :فرقاه ،بناء على المحهور عند فقهائنا أن المحع الحرام هو الًب ،وليس بعموم الملدلفة.
قال املصنفَ « :و َح ِمدَ َاهَّللَ َو َك َّب َر َو َق َر َأ َا ْْل َي َت ْي ِن َو َيدْ ُعا َحتَّى ُي ْس ِق َر».
ويدعوا حتى يسفر ،إسلفارا ل عنلد بللوأ الحلمس ،لكلر ل يحلابه المحلركين حينملا كلابوا ينتظلرون
حتى بلع الحمس فيقون أشرقت ثبير ،وإبما يدفع قب بلوأ الحمس.
أي :ينتق من ملدلفة إلى منى قب بلوأ الحمس عند السفار استحباب.
المحسر هو وادي بين ملدلفة وبين منى ،وهو معروف وواض والسنة فيه ا سراأ.
بالنسبة للمحا إاا أراد أن يعرف وادي محسلر ملا هلو ،وأبلت ماشلر ملع بريل المحلا وهلو الطريل
ملمين هلذا هلو بريل المحلا اآلن إاا رأيلت لوحلة مكتلوب عليهلا ايلة ملدلفلة فأسلرأ حتلى تصل إللى
اللوحة التر بعدها مكتوب عليها بداية منلى ،هلذه المنطقلة تقريبلا وزدبلا فيهلا بعله الحلرء يسلمى وادي
محسر ،بعه الحرء يعنر زدبا.
٦
437
يستحع أن يأخذ حصى الًمار قب دخوله منى ،والفقهاء يقولون :ويكره أخذها من منى؛ أل م ملن
منى األولى له أن يكون مسرأ يف الذهاب إليها.
وأخذ الحصى ل يكون من ملدلفة فقط؛ ب له الح أن يأخذه من الملدلفة ،ومن الطري قب ملدلفلة
وبعدها ،من أي مكان شاء ،أل م قالوا يكره من منى؛ ألن النبر ألخذها قب الك.
قالوا :وحًمها أن تكون أكا من الحمصة أو ِ
الحمصة وهر معرفلة حًمهلا ،ودون البنلدق والبنلدق ُ
يكون أكا منها قلي ،والنبر أشار بيديه فقال« :بمثٍ هذا لماا».♥ ،
وبناء على الك فالصغير جدًّ ا ل يًل والكبير جدًّ ا ل يًل ،هذا واحد.
ثابين :لما لم يكن حصى وليس صاعدا عللى وجله األرض فل يًلل كلذلك ،فللو رملى ملث بنعل
وبحوه فإبه ل يًل ألبه ليس حصى وليس يف معناه.
إان قوله فيرمر ل ُبد أن يكون الفع فع رمر ،وبناء عليه فلو وضلعها وضلع فليسلت مًلئلة ،ل ُبلد
أن يكون فع رمر ،وفع الرمر واض ل ُبد فيه من الفع ،غير الوضلع فإبله تلرك ،األملر األول ل ُبلد أن
يكون رمر.
ثابيا :ل ُبد أن يكون سبع ،وصلفة السلبع ل ُبلد أن تكلون متعاقبلات ،أي واحلد بعلد واحلد ،فللو رملا
السبع رمية واحد ما أجلئه؛ ولذلك السبع بعلهم يقولون :يكون عائدا للرمر ،أي بسبع رميلات ،فيكلون
رمر سبع رميات بحًار ،إان ل ُبد من السبع.
ومراد من الرمر مااا؟ قالوا :أن يصيع الحوض ،لمااا قولنا الحوض؟؛ ألن الًمر هر محل جبل
صغير سلواء يف الصلغر أو يف الكلا ،أو بلرف جبل يف الكلا ،وللم يكلن لهلا حلول يف اللملان األول- ،
افهموا معر ،-لم يكن له حول يف اللمان األول ،ثم بعد اللك جلاء المسللمون ،والمسلؤولون علن الحلج
438
منذ اللمن القديم جعلوا حدا لهذا المكان الذي يرمى ،الًب الذي يرملى ،فًعللوا لله حلدا ،وهلذا الحلد
جعلللوا للله بللووه بللوى ،الطللوي تعرفوبلله باللغللة العامللة الللذي يكللون يف البمللر وبحللوه ،يعنللر جعلللوه مثل
الحًار ،فأصب محدود ا.
ما الذي حدث بعد الك؟ ،األرض تحع ترتفع ،معروف األرض تحع ،والك لما أرادوا أن يوسعوا
مسًد النبر بعد قرون يف القرن تقريبا قالوا الخامس أو الرابع بسيت اآلن حفلروا يف بعله
األبراف فوجوا الحًار تحت قامة رج ،بطول قامة رج كام ،وجدوا الحًار الحصباء التر فلرش
عمر ا المسًد ،اكر الك بعه المؤرخين أنن بن النًلار أو أبلن فرحلون بسليت اآلن ،وجودهلا بطل
قامة الرج .
فدل على أن األرض تحع ترتفع ،باللهًة الًامية بسميها تحع يعنر ترتفع.
فأصبحوا يليدون يف هذا الطر ،أو الطيلر لهذا الحًار ،ترتفع ترتفع وهكذا.
لللم يكللون يف عهللد النبللر ول يف عهللد ثللم بعللد الللك جلللوا لهللا شاخصللا ،الحللاخ
المتقدمين وإبما جعلوا للتبيين ،فًلعوا شاخصا للًمار.
إان الواجع ما هو؟ ،رمر المح ،والمح ما هو؟ ،هذا المطوي ،الًدار المبنر ،هذا هلو الواجلع
ثلم ارتلد إليله فلليس بمًلل شرعا ،ما زاد عن هذا الًدار ل يكون مًلئا ،وللو ضلرب الملرء الحلاخ
كذلك ،ب ل ُبد أن يكون يف المح ،ولو سقط يف المح ثم خرج أجل ،واض المسألة؟.
ما الذي حدث بعد الك؟ ،األرض ما الت تحع وترتفع ،لما جاءت التوسعة األخير حفلروا وبلللوا
تحت بطول أكثر من يعنر بوي جد يعنر تحت الدور البدرون وتحت البدرون ،ورأيلت بنفسلر بمسلافة
أكثر من عحرين ربما مة أو أكثر ل أضبطها ،يوجد الطر القديم جدًّ ا الحًار القديمة ،وجدت الحًلار
القديمة ،فما الذي فعلوه؟ ،جعلوا له بمث ملا بسلميه المحقلان ،وهلو أن األسلف ضلي واألعللى واسلع،
فالطر القديم ما زال موجودا إلى اآلن ،إلى اآلن الطر القلديم موجلود ،وهلذا المرملى الموجلود اآلن هلو
الحقيقة من علو ثم ينلل إلى الطر األسف ،والك فإن من يرمر يف الدور األس الذي تحت األرض إبما
يرمر يف الطر القديم فقط ،الذي يرمر تحت ل يرملر إل يف المكلان الصلغير ،واللذي أعللى منله إبملا هلو
بمثابة المصع فيه.
٦
439
الفقهاء أبه لو رمى ،ثم علاد إاا كلان رملى يف جبل ،ثلم سلقط إليله ،فإبله يًلل حينملذ؛ ألبله وقد ب
بفعله الرمر وسقط يف السف .
إان الموجود الحقيقر هو بفسه المرمى القديم وإبما جع فوقه بمثابة الموصل ت إليله ،وقلد بقل
الفقهاء على جواز الك.
إان لم يلدوا يف المح شرء ،لم يلد يف المح شرء البتة ،وملن رملى يف تحلت األرض اللدور اللذي
هو تحت األرض سيًد المرمى كما هو بالحًار القديمة لم تتغير القديمة جدا ،ربملا ملن القلرن الثلاين،
أو الثالث ،أو الرابع هًري ،ل أدري باللبط تحتا إلى تحلي يعين ألي زمن هر.
بدبا.
قال املصنفُ « :ث َّم َين َْح ُرَ ،و َي ْح ِل ُقَ ،أ ْو ُي َه ِص ُر ِم ْن َج ِمي ِع ََ ْعرِ ِه».
اكر المصنف يف صفة الحج حينما ينتهر من رمر الًمار قلال :ثلم ينحلر ،أي ينحلر هديله إن
كان معه هدي ،أو كان متمتع أو قارن فهذه هو مح النحر ،فإن النحر ل يًوز إل يف هذا الوقت ،أي بعلد
ملدلفة.
قال :ويحل ،يف بعه المختصرات ،ثم يحل ،جلعوا ثم هنا من باب الةتيع باألفللية فإن األوللى
أن يبدأ بالنحر ،ثم الح قة.
والمصللنف إبمللا أتللى بللالواو ربمللا ليللبن أبلله يًللوز تقللديم النحللر علللى الحل ل أو العكللس ،أن النبللر
ما سؤل عن شرء قدم ول أخر يوم ااك إل قال« :أ عٍ وَّل حرج».
قال :أو يقصر من جميع شعره؛ ألن النبر دعا للمحلقين ث ث وللمقصرين مر ،فلدل
على أن التقصير مًل ،ولكن ل ُبد أن يكون التقصير من جميع الحعر ،من جواببه وقفاه وصدغيه ،وقلد
440
حكى ابن مفل ا جماأ يف باب الطهار على أن الصدغين ملن اللرأس وهلذه ينبنلر عليهلا أحكلام حينملا
قلنا إبه يًع مس واستيعاب الرأس فيًع مس الصدغين.
ملن شلعر صلدغيه ،والفقهلاء لملا قلالوا ملن جميع الحلعر ،فليق وكذلك عندما بقول أبه يًع ق
من ك شعر على السبي الًلم. جميع الحعر أي على سبي األغلع والظن ،إا ل يمكن الق
قال :ثم ح له شرء إل النساء ،ويف ما معنلى النسلاء كالمباشلر فل يًلوز وعقلد النكلاال كلذلك فل
يًوز.
إان التحل األول يحص باثنين من ث ثة :وهو الح ق ورمر جمر العقلة والطواف بالبيلت ،وإبملا
أورد المصنف هنا التحل األول بعد أمرين اثنين :وهو الح ق ،ورمر الًملر ،وللم يلذكر الطلواف ألن
السنة أن يكون بعد الك ،من حيث الةتيع واألفللية.
إلى م ة يطاف طااف الزيارة الذي ها ركن». قال املصنف« :ثم يقي
مكة ،فيطوف بلواف الليلار اللذي هلو يسلمى بطلواف الحلج ،بعله ثم يفيه إلى مكة ،يعنر يق
العلماء يسميه بواف الصدر وإبما فقهائنا فإبما يسمون بواف الوداأ بلواف الصلدر؛ ألن بعله العلملاء
يسمون بواف ا فاضة بواف الصدر كما هلر بريقلة الحلافعية ،بخل ف الحنابللة فلإ م يسلمون بلواف
الوداأ بواف الصدر.
إان قال :فيطوف بواف الليار الذي هو ركن ،لما قال إبه ركن أراد أن يبين أشياء منها:
أن هذا الطواف ل ُبد فيه من بية؛ ألن الركن مكان جلء ملن الماهيلة فل بلد ملن وجلوده ،هلذا هلو
اْلمر اْلول.
٦
441
اْلمر الثاين :أبه لما كان ركن فإن له وقت ،ف يًوز بلواف الليلار قبل منتصلف الليل ملن ليللة
العاشر من اي الحًة قب منتصف اللي ل يًلوز ،وسليأا إن شلاء اهلل تحليل منتصلف الليل بعلد قليل
عندما بتكلم عن أركان والواجبات يف الحج.
اْلمر الثالث :أبه ل يص قب الوقلوف بملدلفلة ،أو المبيلت بملدلفلة بأقل ملا يسلمى مبيلت فيملا
سيأا بعد قلي ،فلو أن امرأ قدمه على المبيت يف ملدلفة ،ثلم اهلع إللى ملدلفلة بقلول ل يصل ؛ ألن ملن
شرط الركن الةتيع.
لما ثبت من حدث ابن عمر أن النبر حينما بلاف بالبيلت وسلعى يف اليلوم العاشلر
قال :فح عليه ما قد حرم عليه ،أي من النساء ومن غيرها.
وقوله المصنف :ثم يسعى إن لم يكون سعى ،ابتبه؛ هنا لما قال الفقهاء :ثم ،هذه لها فائد جلدًّ ا مهملة
عندهم ،وهر أ م يقولون إن السعر ل يص إل أن يسبقه بواف ،ل يص سعر بدون أن يتقدمه بلواف،
قالوا :وما جاء يف بعه ألفاظ الحديث ،سعيت قب أن أبلوف ،فقلد أبكرهلا األئملة وقلالوا أ لا ل تصل ،
والصواب أبه فع قدم ك شرء إل السعر فإبه ل يص أن يتقدم على الطواف.
إان هنا فقول المصنف :ثم يسعى ،أي من شرط صحة السعر أن يتقدمه بلواف ،سلواء كلان الطلواف
واجع ،أو غير واجع كمندوب وبحوه.
قال :إن لم يكن سعى ،الذي سعى من هو؟ ،المفرد والقارن كما ملر معنلى بلاألمس إاا أخلذ الطلواف
والسعر قب الوقوف بعرفة.
بَ ،و َيت ََض َّل َع ِمنْ ُ َ ،و َيدْ ُع َا بِ َما َو َر َد». ِ ِ
قال املصنفَ « :و ُس َّن َأ ْن َي ْي َر َب م ْن ز َْم َز َم ل َما َأ َح َّ
لما أحع ،لما جاء عن النبر يف حديث جابر وغيره أن النبلر قلال« :مـان
زمزم طعام طعم ،وَقان سـهم» ،وجلاء عنله أبله قلال« :مـان زمـزم لمـا َـرب لـ » ،ولكلنهم
يستحبون أن يتللع ،بمعنى أبه يحرب حتلى لكلأن يخلرج الملاء ملن ضللوعه ،مملا يلدل عللى أبله يحلرب
شرب كثيرا جدا.
442
ول شك أن ماء زملم لما شرب لها ،وقد جمع بلع أه العلم ما بحرب ماء زملم ألجل العللم ،إملا
ألج أن يقر ،وإما ألج أن يحدث عالم ،أو ألج أن يرزق فقه ،أو ألج أن يرزق علما.
والك فمن أعظم ما يحرب له ماء زملم أن يحلرب ألجل السلؤال اهلل الفقله يف اللدين ،والعللم
بأحكام شرأ اهلل المتين ،منهم أئمة كثلر ،وأللف الحلافظ جللء كلام مطبلوأ يف اكلر األئملة وتبعله تلميلذه
السخاوي يف من شرب ماء زملم للعلم.
ث َلي ٍ قال املصنفُ « :ثم ير ِجع َ يبِ ُ ِ
ال». يت بِمنى َث َال َ َ َّ َ ْ َ َ
أي :لمنى فيبيت ا ،أي بمنى ث ث ليالر إاا كان متعً لغير المتعً .
المبيت بمنى ما ضابطه؟ ،المبيت عندبا يأا يف الحج مرتان :مبيت يف ملدلفة ،ومبيت يف منى.
أمللا المبيللت بملدلفللة فللالعا بللاللمن ،الللذي هللو بصللف الليلل ،العللا بنصللف الليلل ؛ ألن النبللر
لهم وكان الصحابة يلةاءون ،أو بعله الصلحابة يلةاءون القملر إاا غلاب ،فلالعا رخ
عندهم باللمن ،وسيأا إن شاء اهلل.
وأما المبيت يف منى ،فالعا عندهم بالفع ،ابظر الفرق بين المبيت يف الملدلفة ،والمبيت بمنى.
المبيت بملدلفة العا إلى بصف الليل ملن حيلث الللمن ،فملن أتلى ملدلفلة قبل الليل وللو بنصلف
ساعة ،كفاه بصف ساعة ،وسيأا.
وأما يف منى فالمبيت ل يسمى مبيت إل إن يمكث بصف اللي فلأكثر ،وكيلف يعلرف بصلف الليل ؟،
ينظر غروب الحمس ،وينظر بلوأ الفًر ،ويحسلع بصلف هلذا الليل بالقلدر ،فيللمله هلذا النصلف ملن
اللي .
أي :الًمار الث ث يبتد بالصغر ،ثم الوسطة ،ثم الكا .
قال :من أيام التحري ،وهو اليوم الحادي عحر والثاين عحر والثالث عحر إن كلان متلأخر بعلد الللوال
وجوبا؛ ألن ابن عمر حكى أن النبر كان ينتظر زوال الحمس ،ثم بعد الك يرملى ،فللم
يرمر النبر ول من أصحبه معه رضوان اهلل عليهم الًمر قب اللوال ،فدل عللى أن البتظلار إللى ملا بعلد
٦
443
بلدب ،واللدلي عللى بدب ،إان بعد اللوال وجلوب ،وقبل الصل قال :وقب الص ،وقب الص
كوبه بدب النبر لما سؤال رميت بعد ما أمسيت قال« :ا عٍ وَّل حرج» ،والقاعد عنلدبا أن
المراد بالمساء ما كان بعد اللال ،ك مساء كان بعد اللوال يسمى مساء.
والك قال ا مام أحمد :أهل مكلة يقوللون قبل الظهلر أي قبل الللوال صلبحك اهلل بلالخير أو كيلف
أصبحت ،وبعد اللوال يقولون كيف أمسيت ،وما زلنا بقولهلا إللى اآلن ،فلملااا يف لهًتنلا الدارجلة وهلذا
لسان العرب ،يقولون بعد اللوال :كيلف أمسليت ،وقبل الللوال يقوللون كيلف أصلبحت ،أو صلبحك اهلل
بالخير ،ومساك اهلل بالخير.
الر ْم ُ ِم ْن َا ْلغ َِد». قال املصنفَ « :و َم ْن َت َع َُّ ٍَ ِ َي ْا َم ْي ِن ،إِ ْن َل ْم َيخْ ُر ْج َق ْب ٍَ َا ْلغ ُُر ِ
وب َل ِز َم ُ َا ْل َمبِ ُ
يت َو َّ
المبيت بمنى إما أن يكون يومين للمتعً ،وإما من أراد أن يتأخر فله ث ثة لليالر.
من أراد أن يتأخر إما أن يكون بإراد ،هو يمكث بإراد ،وأحيابا بللمه بالمبيت يف الليلة الثالثة.
متى يكون الك؟ ،بقول :إاا غربت عليه شمس ليلة الثاين عحر وهو لم يخرج ،إاا لم يخرج ملن منلى
قب غروب الحمس ،فإبه حينمذ مااا؟ ،يللمله المبيلت ،ابظلر معلر - ،لليللة الحلادي عحلر أحسلنت ،ليللة
الثالث عحر ،ليلة الثالث عحر الليلة المقبلة ث ث عحر ،يعنر غابت شمس يوم الثاين عحر.-
ابظر معر؛ عندبا قاعد عند الفقهاء أن ما قارب الحرء أخذ حكمه ،ومن تفريعاهتا ،أن ملن بلوى فعل
معنيا ،وبدأ فيه ولكن لم يكمله إل بعد خروج الوقت ،فإبه يأخذ حكم من فع الك.
بفس الحرء بقول من كان يف منى وقد هتيئ للخروج قبل غلروب الحلمس يلوم الثلاين عحلر ،وغربلت
عليه الحمس ،وإبما سبع منعه خروج من منى زحام وبحو الك ،بقول ل يلمله المبيت.
تطبي هذه القاعد أين ثاين؟ ،يف الصل ،حينملا بقلول إن المسلافر ل يكلون مسلافر إل إاا خلرج ملن
العمر ،فلو أن املرأ هتيلأ للخلروج ،وحمل متلاه ،ولكنله زحلم يف البللد وللم يخلرج ،بقلول أبلت يف حكلم
لكن إاا جلاوزت العلامر ،وإن دخل عليلك وقلت الصل المسافر ولست بمسافر ،يًوز لك أن تةخ
وأبت يف داخلها.
444
اف َا ْل َا َدا ِع َو ِ
اجب». قال املصنفَ « :و َط َا ُ
لما ثبت يف الصحيحين من حديث ابن عباس أبه قال« :أمر الناس أن ي ان آهـر عهـدهم بالبيـت
الطااف» ،أمروا وهذا أمر ل وجه لصلرفه للنلدب ،وإبملا يسلتثنى ملن اللك الملرأ الحلائه ،فلإن الملرأ
الحائه يسقط عنها الك.
وقد أومئ الوف وإن للم يعتملده المتلأخرون عللى أن الملريه يسلقط عنله كلذلك ،إيملاء ،بنلاء عللى
قاعد الفقهاء بأن الحيه يعدوبه بوأ من أبواأ المرض.
وقد أقر النبر الصحابة عندما كلابوا يفعلوبله وأقلر النلاس عنلدما كلابوا يفعلوبله التللام،
كما يف قصة ابن خط وغيره.
وهذا المح وهو الملتلم ،وهو ما الباب وبين الحًر األسود ،وهو الركن ،جاء عن عمر أبه تسلكف
فيه العبارات ،وجاء عن بعلهم خاا ل بق عن النبر إبه من موابن إجابلة اللدعاء ،وعللى
صلري علن النبلر العموم أبه ل شك أبه ملن األملاكن الفاضللة التلر اكرهلا أهل العللم وإن للم يلرد بل
يف الك لكن عم الصحابة ،وقب النبر وإقراره لهم يدل على الك.
قال :ثم يقف يف الملتلم داعيا بما ورد ،أي بما ورد من جوامع الكلم ،إا لم يلرد يف هلذا الموضلع علن
النبر شرء ،وإبما ورد عن بعه السلف كما جاء عن الحافعر أبه كان يدعوا ملث
يف هذا الدعاء يعنر مث بأدعية فكان يقول :اللهلم هلذا بيتلك ،ول هلذا الحلرم حرملك ،وإللى غيلر اللك؛
لكن بما ورد من جوامع الكلم ،أو بق .
ولنعلم أن ما بق عن األوائ من الدعاء يف الغالع ما كون فيه من جوامع الكلم ،وفيه من خير التعبيلر
٦
445
خير من دعائنا ألبفسنا؛ ولذلك جاء أن الحيخ أبا عمر أذ الحليخ أبلر محملد ،ملن أبلو محملد؟ ،الموفل ،
يقول :ما مر علر دعاء ق به أحد من العلماء إل دعوته وسألت اهلل به.
إان مث هذا األدعية ما قال هؤلء العلماء إل أق أحوالها ألن ما فيها من ال غة لكما بقلت لكم علن
الحافعر وغيره.
ل تللدخ المسللًد بنللاء علللى مللا سللب مللن اكللر أن الفقهللاء يقللون :إن الحللائه ل يًللوز لهللا دخللول
المسًد ،بخ ف الًنع ،وتكلمنا عنها والتفصي والقيود التر يف محلها.
قال املصنف« :وسن ِزيار ُة َقبرِ َالنَّبِ و َقبري ص ِ
اح َب ْي ». َ َْ ْ َ ِ َ ُ َّ َ َ ْ
زيار قا النبر سنة؛ ألن زيار قبور المسللمين سلنة عاملة« ،أَّل كنـت قـد نهيـت م عـن
وبخصوصله ،فقلد كلان بعله زيارة الهبار ،زورها» ،فليار قلا النبلر سلنة بعملوم اللن
الصحابة كابن عمر يقصد قا النبر ويلوره ويسلم عليه عنده.
إان زيار قا النبر وقا صاحبيه رضوان اهلل عليهما وضدجيعيه يف القلا سلنة مسلتحبة
لعملللوم األدللللة وخصوصلللها ،فكللل ملللن كلللان يف مدينلللة النبلللر زائلللر لمسلللًد رسلللول اهلل
يسللتحع للله أن يلللور قللا النبللر ويسلللم عليلله؛ لكللن السلل م علللى النبللر
هنا وهنلاك ويف الصلين ويف كل بللدان اللدبيا واحلد ،فلإن النبلر قلال« :إن هَّلل
مالئ ة سيارين يبلغانن السالم أينما سلمتم» ،فك من قال اللهم صللر وسللم عللى محملد ،فلأجره هنلا
وهنللاك سللواء ،الفل ل يعتللا لليللار القللا ،فللإن زيللار النبللر فاضلللة كليللار سللائر قبللور
المسلمين ،فإ ا فاضلة ،بأ ا تذكر اآلخر ،ولها أغراض كثير ربما أشربا لبعلها يف كتاب الًنائل.
ـن ُد َو ْي َـر ِة َأ ْه ِلـ ِ ،إِ ْن ِ ِ ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :وص َق ُة َا ْل ُع ْم َرةَ :أ ْن ُي ْحرِ َم بِ َها َم ْن بِا ْل َح َر ِم م ْن َأ ْدنَـى َا ْلح ِـٍَ ،و َب ْي ُـر ُه م ْ
اتَ ،وإِ ََّّل َ ِمنْ ُ».
ون َا ْل ِمي َه ِ
َان ُد َ
ك َ
بدأ التكلم المصنف عن صفة العمر ،وقال :إن العمر التر يحرم ا ث ثة أبوان:
النوأ األول :أن يكون المرء أن يحرم ا من بالحرم من أدبى الحل ،أن يكلون الملرء ملن أهل مكلة،
446
أي من أه حرم مكة؛ ألبه لو كان من مكة من خارجها من الح فيحرم من دوريته.
إان إاا كان من أه الحرم فإبه يحرم ا ملن أدبلى الحل ؛ ألن النبلر أعملر عائحلة ملن
التنعيم الذي بنر يف محله مسًد كبير يسمى بمسًد عائحة .
الح ما هو؟ ،إما التنعيم الذي بنر فيه المسًد ،أو عرفة ،أو الحرائع الًلء األخير منله اللذي يسلمى
بحرائع المًاهدين ،أو الحميسر ،أو أي منطقة من الح ،ل يللم أن يكون من التنعليم ،وإبملا النعليم هلو
أقرب الح للمسًد الكعبة ،هو أقرب الح محوارا.
ببعا مفهوم هذه الًملة أن من كان من أه مكة وأحرم من الحرم ،فإن عليه دم ،ينعقد إحرامه؛ لكلن
عليه دم.
قال :وغيره من دوير أهله ،إن كان دون الميقات ،وغيلره مملن كلان خلارج الحلرم ،ودون المواقيلت
ليس آفاقيا ،فحينمذ يحرم من دورية أهله.
ما معنى قوله دوير أهله؟ ،أي المكان الذي أبش فيه.
المستحع له أن يحرم من بيته من البيت الذي هو فيه ،ولكن البلد إاا كابلت كبيلر ،فلإن تعتلا محل
واحدا ،فيحرم من برفيه.
وبناء على الك فلو أن امرأ من أه مث قلت لكم عصفان مث ،أو الًموم ،أراد أن يحلرم ملن لليس
من بيتله ،وإبملا ملن برفهلا ،بقلول يًلوز؛ وللذلك بًلد أن أهل جلد ملث كثيلر ملنهم يلؤخرون ا حلرام
لطرفها ،محطة المبابلين التر توجد يف الطرف ،بقول أل ا برف المدينة.
لكن قد يقال :إبه يًع ا حرام من البيت خاصة ،وخاصلة إاا كابلت المدينلة كبيلر كًلده وغيرهلا؛
ولذلك فإبه عندما قال المصنف :ومن دوير أه إاا كابت البلد كبير بقلول بوجلوب أن يكلون ا حلرام
من البيت ل من برف البلد .
قال :وإل فمنه ،أي إن كان آفاقر مًازا للميقات فمن الميقات.
٦
447
سب بيابه.
َان َا ْل َح ِِ َأ ْر َب َعة :إِ ْح َرامَ ،و ُو ُقافَ ،و َط َاافَ ،و َس ْع ».
قال املصنفْ َ « :صٍَ :أ ْرك ُ
أركان الحج أربعة ،هذه األربعة إا لم تتحق فإن الحج يفلوت ،أو أن الحلج ل ينعقلد ،أو غيلر اللك،
كما سأاكر لك بعد قلي .
اْلول :ا حرام ،وهو بية الدخول يف النسلك ،كملا قلال العلملاء ،وملن تلرك هلذا اللركن للم ينعقلد
بسكه ابتداء ف يللمه شرء.
والثاين :الوقوف بعرفة؛ ألن النبر قال« :الحِ عر ـة» ،وبنلاء عللى اللك فملن فاتله
الوقوف بعرفة فإبه يسمى فواتا وسيأا حكمه.
والثالث :هو الطواف ،أي بالبيت وهذا بإجماأ أه الطلواف ،أن الطلواف ركلن يف الحلج ،فيبقلى
يف الذمة ولو بعد ابقلاء أشهر الحج.
وواجباته سبعة ،هذه ليست أركان ،وإبما هر واجبلات فلإاا تركهلا الملرء عملدا أو بسليابا يف الًمللة؛
ألن فيها أشياء يعذر ا ،يف الًملة ،فإبه يًاها دم ،دليله ما ثبت عند مالك يف الموبلأ أن ابلن عبلاس
من ترك بسك فعليه دم.
فقوله :من ترك بسك يحم من ترك واجع أو فع محذور ،وتقدم المحذور ،وهنا وترك الواجع.
تقدم لقو النبر « :هن لهن ولمن مرة عليهن من بير أهلهن ممن يريد حِ وعمرة».
وسب الدلي عليه ،فإن من دخ يف عرفة ارا فيًع عليه أن يبقى إلى اللي .
448
ِ ِ ِِ ِ
قال املصنفَ « :و ُم َب َّيت بِ ُم ْز َدل َق َة إِ َلى َب ْعد ن ْصق ،إِ ْن َوا َ َ
اها َق ْب َل ُ».
المبيت بملدلفة وقته من غلروب شلمس اليلوم التاسلع إللى بللوأ الفًلر ملن اليلوم العاشلر كل هلذا
يسمى مبيت بملدلفة ،هذا هو الوقت.
فمن دخل ملدلفلة يف النصلف األول منله ،فإبله يًلع عليله إن يمكلث يف ملدلفلة إللى تملام النصلف،
الدخول بملدلفة واجع ،فإن دخله يف النصف األول فإبه يًع عليه أن مكث إلى تمام النصف.
إان عندبا ث ثة أشخاص ،رج دخ ملدلفة قب النصلف ،فنقلول كيفيلك ،لملااا؟؛ ألن تمكلث إللى
للنسلاء ولملن معهلن ،وللرعلا ، للنلاس بلالخروج ،رخل بصف اللي ؛ ألن النبر رخل
لله ،وبظربلا يف التويلت ولغيرهن ،ولبن عباس ،ابن عباس كان جدعا لليس بالصلغير ،وملع اللك رخل
الحرعر وجدبا أن الحرأ إبما يوقت بالمتنلانرات ،فوجلدبا أقلرب توقيلت قلدره الحلارأ بصلف الليل يف
العحاء ،فأمطنا الحكم به ،كما قال عمر أيف األشباه والنظائر ،ثم قس األمور بعد الك. ص
إن جاء بعد بصف اللي ،بقول مااا؟ ،يكفيك المرور يف ملدلفة.
إن بلع المفًر وهو لم يأا فإن كان من غير عذر فعليه دم ،وإن كان حبس عنه سقطن عنه للعًل.
بلالةك وهو واجع وتقدم ،وإبما قلنا إبما هو واجلع ولليس بلركن ألبله النبلر رخل
المبيت لرعا والسقا ،والركن ل يسقط مطلقا.
الر ْم ُ ُم َرتَّبا».
قال املصنفَ « :و َّ
ألبه تابع للمبيت بمنى وألبه أجاء فيه التوكي .
٦
449
لحديث ابن عباس وما عدا الك مما اكره قب فإبه سنن.
تقدمت.
ا حرام من الح لمن كان ملن أهل مكلة ،أو أخلذ بسلك وأراد أن يلأا بعملر أخلرى ،وأملا أن كلان
آفاقر فإبه يحرم من الميقات.
بدأ يتكلم المصنف علن مسلألة يسلمها الفقهلاء بلالفوات ،وهلو فلوات الوقلوف بعرفلة ،بقلول :يكلون
فوات الوقوف بعرفة بابتهاء الوقوف ،وينتهر الوقوف بعرفلة بطللوأ الحلمس يلوم العاشلر ،دليل اللك ملا
جاء من حديث جابر أبه قال« :إن َّل يقات الحِ إَّل بطلاع َمس يام اْلضحى أو يـام العيـد» ،كلذا
قال جابر.
إان فوات الحج يكون بطلوأ فًر يوم العاشر ،وهو يوم العيد.
قال :ومن فاته الوقوف بعرفه فاته الحج ،إان ل يكون حاجا ل يقف بلاقر المواقلف ،وتحلل بعملر ،
يعنر يًع عليه أن يتحل بعمر ،كما قال عمر صنع ما صلنع المعتملر ،ثلم تحلل بعلد اللك لدي،
قاله عمر ورويه مرفوأ.
قال :وتحل بعمر ،وهذا العمر يكون فيها بواف ،وسعر ،وح ق.
قال :وهدي ،ويأا دي ولو لم يكن متمتع ،أو قارن ،إن لم يكن اشةط.
450
قوله :إن للم يكلن اشلةط ،أغللع الفقهلاء يًعللون الشلةاط متعلل با حصلار ل بلالفوات ،ولكلن
المصنف جعله سواءه أحد الروايتين عند المتأخرين.
ِ ِ
قال املصنفَ « :و َم ْن ُمن َع َا ْل َب ْيت َهدَ ى ُث َّم َح ٍََّّ ِِ َ ،ن َ ْهدَ ُه َصا َم َع ْي َر َة َأ َّيامٍَ ،و َم ْن ُصـدَّ َع ْ
ـن َع َر َ ـ َة ت ََح َّل َـٍ
بِ ُع ْم َر ٍة َو ََّل َد َم».
بدأ يتكلم المصنف عن ا حصار وهو المنع من الوصول إلى البيت ،أو لبعه الحعائر ،المنلع ث ثلة
أبواأ :إبما كون منعا عن البيت كله وهو مكة ،أو أن يكون منع عن عرفة بالخصوص دون بقاي البيلت ،أو
أن يكون منع عن بلاقر الحلعائر كمنلى وملدلفلة ،األول والثلاين أوردهملا المصلنف ،والثاللث للم يلذكره،
والفقهاء يقولون :ومن منع من شرء من الحعائر ص حًه ،وليس عليه شرء ،وإبما الحكلم متعلل بملن
منع من عرفة ،أو منع من البيت.
بدأ باألول ،فقال :ومن منع البيت ،الوصول إلى مكة أهدى ،ما معنى أهدى؟ ،يعنر أهدى بمعنلى أبله
اب شا ،وهذا يسمى هدي ا حصار ،أهدى ،ثلم حل ،يعنلر ثلم يحل وللو كلان اللك قبل الوقلوف ،أن
منع ،ولو قبله بيومين أو ث ثة.
المنع يكلون بملااا؟ يكلون إملا صلاحع اي غلبلة يعنلر كعلدو وبحلو ،أو أن يكلون بملرض ،هلذا هلو
ا حصار ،وقد أحل بعه أه العلم به صور أخرى لكن المًم أمرين.
قال :فإن فقده ،أي فقد الهدي الذي يذبحه ،صام عحر أيام ،قياس على هدي التمتع والقران ،قياسا،
فيصوم الك.
عندبا هنا مسألة يف الفوات ،اكربا أبه يحل ،وهنا لم يذكر أبله يحلل ،فهل المحصلر يحلل شلعره أم
ل؟ ،ناهر ما اكره المصنفون ،ومحى عليه يف الروض أبه ل يحل ،ولكن رجع الحليخ موسلى يف ا قنلاأ
أبه يللمه الحل ،الذي هو الح قة أو التقصير ،يللمه.
مع أن قولهم وجهه لمن لم يللمه قال بمعنلى ا حل ل مطلقلا ،ولليس المقصلود بله قال لظاهر الن
النسك ،وعلى العوم هر قولن للمتأخرين.
ومن صد عن عرفة فقط دون البيت ،فإبه يكون حكمه حكم الفوات ،فيتحل بعمر ول دم عليه.
حي ُة سنَّة ،ي ْره تَركُها َل َه ِ
اد ٍر». ِ
قال املصنفْ َ « :صٍَ :و ْاْلُ ْض َّ ُ ُ َ ُ ْ َ
بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفصل علن أحكلام األضلحية ،وعلاد يلرود العلملاء األضلحية بعلد بلاب
الهدي ،لوجود التحابه بينهما من حيث اللمان ،ومن حيث الصفة ،فإبله ل يللحى إل بملا يهلدى بله وهلو
يمة األبعام ،من ث ثة أبواأ فقط.
قال :واألضحية سنة ،وقد جاء فيها حديثان مرويان عند ابن ماجه ،وهذا يف فلللها ،وأملا محلروعيتها
فقد ثبت أن النبر ضحى يف أكثر من حديث ♥ ،بكبش عنه بكبش عن من للم
يللللحر ملللن عملللوم المسللللمين ،وكلللان كبحلللين أبيللللين أقلللربين يلللأكلون يف سلللواد ويمحللليان يف سلللواد
يعنر أن فهمه أسود وأقدامه سود.
وإاا كان المرء قادر بأن كان عنده مال يستطع أن يلحر به فإبه يكره له تركها ،لفللها العظليم ،وألن
النبر ما ترك األضحية ،ب يف حًة فقد جاء من حديث عائحة أ لا قاللت :فأدخل علينلا يف
منى بلحم بقر ،وقي هذه أضحية النبر ،يف حًته وهو مسافر هدى إب وضلحى ببقلر ،كلذا
قال أه العلم جمعا بين أحاديث الباب.
آهرِ َثانِ َالت َّْيرِ ِ
يق». ت َا َّلذبحِ :بعدَ ص َال ِة َا ْل ِع ِ
يد َأ ْو َقدْ ِر َها إِ َلى َ قال املصنفَ « :و َو ْق ُ ْ َ ْ َ
َ
وقت اللذب ل يًلوز ابحهلا قبل الصل ،أو قلدرها لملن للم يصللر ،أو للم يكلن عنلده بًاببله ملن
العيد ،وهو تقريبلا عحلر دقلائ ،ربلع يصلر ،بأن ينتظر بعد ارتفاأ الحمس قيد رم بمقدار ما تتم به ص
ساعة بالكثير بعد ارتفاأ الحمس ،قيد رم ،يعنر بعد ا شراق ينتظر ارتفلاأ الحلمس قيلد رمل ثلم ينتظلر
لنق ربع ساعة ،ثم بعد الك يًوز له الذب . ا قدر الص
ويستحع أن يؤخرهلا إللى ملا كلون بعلد الخطبلة ،هلذا ملن بلاب السلتحباب ،لحلديث اللااء وجلابر
ل قبلها. وغيرهم ،أبه ل تًوز األضحية إل بعد الص
العيد أو قدرها لمن لم يصلر إلى آخر ثاين التحري . قال :وقت اب بعد ص
452
إان يكون الذب اليوم العاشر ،واليوم الحادي عحر ،واليوم الثاين عحر ،ث ثة أيام فقط ،والدلي على
الك أبه كما قال أحمد :جاء عند علدد ملن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم علن غيلر واحلد ملن الصلحابة أن
الذب ث ثة أيام فقط ،يوم العيد ويومان بعده.
وبحن بحتاط للعباد فنأخذ بأق ما ورد ،وأق ما ورد عن الصحابة كما قال أحملد :علن غيلر واحلد،
جاء يف بعه أ م ث ثة من الصحابة ،وجاء أكثر أ م من الث ثة ،غير واحد أن الذب ث ثة أيام ،فا بسلان
يحتاط قدر استطاعته ،فيذب أضحيته يف هذه األيام الث ثة.
ويدل على الك ما جاء عن النر أبه ى عن ادخار لحم األضاحر أكثر من ث ثلة أيلام،
بب ًعا ثم بسخ هذا الحكم؛ إبما ملن أجل الدفلة كملا تعلملون ،حتلى يلذكرون األصلوليين يف مسلائ التلك
العلة.
فإاا كان يًوز الذب يف اليوم الرابع لمااا ر الدخار ويًوز الذب ؟ ،فدل عللى أن اللذب إبملا هلو
يف وقت الدخار.
قال :والًازر ل يًوز أن يعطى من أجرتله ملن هلذه األضلحية؛ ألن األضلحية عبلاد هلل وهلو
بسيكة وهدي هلل سبحان وتعالى ف يعطى منها أجر ،ما بأجره عليه؛ لكن تعطيه هدية تعطيه هبة ،إاا كلان
فقيرا تعطيه صدقة يًوز؛ لكن ل يعطى أجر من أجلاء الذبيحة ،ل بمن جللدها ول ملن لحمهلا ،ول ملن
جللها ... ،ما يًع عليها.
قال :ول يًوز بيع جلدها ،ول شرء منها ،من لحم ،ول غيرها ،ول حتى الًل اللذي يًعل فوقهلا
كابوا قديما لكر عرف يًع عليها الً الً ل يًع فوقها هذا ل يًلوز بيعله ،بل ينتفلع بله ،يعنلر أن
األضحية له يتصدق ا ويهدي وسيأا اآلن ،وينتفع بالًلء اللث ث ،هلذه الًللء الثاللث اللذي الحخ
جعله له يًعله ابتفاأ ،إما بأك أو يًعله وسائد يف بيته كالًلد وبحو الك ،واض معر.
ول يًوز له هذا الًلء اللذي أراده ل بتفلاأ أن يبيعله؛ لكلن يًلوز كملا خرجله ابلن رجلع وجللم بله
يًوز المبادلة به؛ ألن من قواعدبا أن يًوز البدال والستبدال يف الوقف ويف ما معناه ومنه الك ،فيًلوز
٦
453
إان قلنا ل يًوز يف الًلء الذي يريد البتفاأ به؛ لكن لو أعطى الًلد لفقير ،ثم باأ الفقير هذا الًلد
لمصنع الًلود ،بقول يًوز.
إان أبللت إاا أرت أن تتصللدق بالًلللد ،فتصللدق بالًلللد ،والمتصللدق عليلله هللو الللذي يبيعلله تعطيلله
للًمعية الخيرية والًمعية هر التر تبيعه ،أو الفقير هو الذي يبيعه ،أو الًهلة التلر تكلون بائبلة ،املا أبلت
ألن النبر بين أن الذي يأا يف الساعة األولى كأبما أهدى أبل ،والثلاين بقلر ،والثاللث
غنم ،يدل على األفللية.
لما جاء من حديث جابر وغيره فالًدأ اللأن وهو الحا ،الًدأ هو ما تلم سلت سلنين ،والثنلر ،ملا
سيأا بعد قلي يف تقديريه؛ لكنه يف المعل لله سلتة أشلهر ،سلت سلنوات ل سلديس هلذا يعنلر غيلر ملأكول
اللحم ،يصب لحمه قاسر ،ستة أشهر أحسنت ،بحن بسمر الذي له ستة سنوات سلديس يعنلر أن لحمله
يكون ثقي .
ِ ِ ِ
قال املصنفَ َ « :ثن ُّ إِبِ ٍٍ َما َل ُ َه ْم ُس سن َ
ين».
اح ٍد».
ليا ُة عن و ِ
قال املصنفَ « :وت ُُْ ِزئُ َا َّ َ ْ َ
قال :وتًل الحا عن واحد ،أو علن واحلد وأهل بيتله؛ لكلن ل يتحلارك اثنلان يف شلا ،لملااا؟؛ ألن
األضحية تًل عن واحد فهنا اثنان اشةك فيها.
ما معنلى قولنلا :إ لا تًلل عنله وعلن أهل بيتله؟ ،قلولهم وجلل علن أهل بيتله لهلا معنيلان ك هملا
صحي .
المعنى األول أن يكون الرج ومن دخ معه يف الحا يسكون بيلت واحلد ،بمعنلى أن كلان مطلبخهم
واحد ومطعهم واحد.
األم الثاين :أن يكون المراد بأه البيت من هم من قرباته؛ كأبنائه ومن يقوم بنفقلتهم وملؤبتهم ،كملا
قال النبر َ« :اة عن وعن أهٍ بيت » ،أي علن زوجاتله ♥ ،ول فلليس لله اريلة
صلوات اهلل وس مة عليه.
قال املصنفَ « :و ََّل ت ُُْ ِزئُ ُه َز ْي َلة َو َب ِينَ ُة َع َا ٍر َأ ْو َع َرجٍ ».
قال :ول تًل يف األضحية ،ول يف غيرها مما فيه هدي واجع ،هليلة وهر التلر جلاءت يف حلديث
علر أ ا عًفاء.
وبينة عور ،أي العوراء البين عورها؛ ألن العوراء ل تأك جيدا ،ول تمحر مع القطيلع محلر مناسلع،
وكذلك من باب أول العمياء ولو كان عماها غير بين فإ ا ل تًل .
قال :أو عرج ،وله التر بان ضلعها يعنر تمحر محر واضحا فيه العرج ،والعا بمن كابلت فيهلا هلذا
العيع قب التعيين ،وأما إن برأ العيع عليها بعد التعيين؛ كأن تقلول اشلةيت أضلحية وعلين أ لا أضلحية
فطرأ العيع فإ ا حينمذ تًل فالعربة بوقت الوجوب وهو التعيين ،ل بوقت الذب .
قال املصنف« :و ََّل َذ ِ
اه َب ُة َال َّثن ََايا». َ
لحديث علر وهر العللباء التلر اهلع أكثلر أا لا وقر لا ،وهلر داخللة يف قاعلدتنا السلابقة وهلو أن
األكثر حكم الك ،وإما أن كان اللذي اهلع بصلفها أو أقل فإبله يًلوز ،وأملا أن كلان أا لا غيلر موجلود
بالكلية فإ ا يًوز وتسمى بالبةاء ،يعنر خلقت ب أابن ،أو ب قرن.
السنَّ ُة ن َْح ُر إِبِ ٍٍ َقائِ َمة َم ْع ُها َلة َيدُ َها َا ْل ُي ْس َرى َو َذ ْب ُح َب ْيرِ َها».
قال املصنفَ « :و ُّ
كما جاء من حديث ابن عمر أبه اب كذلك وقال :هكذا فع النبر .
قال تنحر ا بر قائمة أي ل تكون ملطًعة ،قائمة معقوللة يلدها اليسلرى يعنلر تلربط يلدها اليسلرى،
ويكون النحر بلر ا سكين وبحو الك بالطعن فتطعن فيملا بلين الرقبلة ،وملا بلين الصلدر ،ملا بلين العنل
والصدر.
قال :وابل غيرهلا بلالنحر ،بلأن يكلون ملن أول اللرأس ويكلون ملن أول الرقلة أو ملن أسللفها ،يًلوز
الوجهان.
يقول عند الذب بسم اهلل وجوبا ،ول تسقط عمدا ولكن تسلقط سلهوا ،بخل ف الصليد ،فلإن البسلملة
على الصيد ليست واجبة؛ ب شرط فمن ترك التسمية عللى الصليد بسليابا حلرم أكل الصليد ،لحلدث أبلر
تعلبة ،وأما التسمية هنا فإ ا واجبة؛ ألبه يكثر منن الناس اللذب ،وأن النبلر جلاء يف حلديث
عائحة قال « :سم ثم كل ».
وأما قوله :هذا منك ولك ،فقد جاء يف سنن أبر داود بإسناد حسلنه بعله أهل العللم ألن فيله محملد
ابن إسحاق ،فذكره مستحع وليس بواجع.
ِ
قال املصنفَ « :و ُس َّن َأ ْن َي ْأك ٍَُ َو ُي ْهد َ
ي َو َيت ََصدَّ َق َأ ْث َالثا ُم ْط َلها».
فيقسمها ث ثا.
مطلقا ،كلملة مطل ًقلا تحتمل جميلع األضلاحر سلواء كابلت األضلحية واجبلة أو ليسلت بواجبهلا ،إل
على أ ا صدقة ،فيًع أن تكون حينمذ كامللة ملن أضحية واحد وهر األضحية التر تكون وصية وين
456
هذا ما يتعل يف األضحية إاا كان لم يأخذ من شعر ونفره وسيأا اكره بعد قلي .
قال املصنف« :وإِ ْن َأ َك َلها إِ ََّّل ُأ ِ
وق َّية َجا َز». َ َ
الفقهاء يقولون إن أق ما توزن به اللحم األوقيلة ،وهلر مقلدار صلغير بملأل الكلف ،أو الكفلين تقريبلا
هذا مقدار األوقية قلي جدا.
يًوز لك أن تأك األضحية كلها إل بمقدار أوقية ،فإن أكلتها كامللة وللم تبقلر أوقيله يقلول الفقهائنلا
يًع أن تلم هذه األوقية ،بمعنى أن تحةي للحم بمقدار أوقية وتتصدق بله ،لملااا؟ ألن اهلل أملر
بالصدقة من األضحية ،واألص يف األضحية القربة إلى اهلل ج وع أمر ،واألص يف األمر الوجوب.
إان من أك أضحيته كلها يًع عليه أن يلمن بأن يحةي للحم أو يخرج ملن اللحلم اللذي عنلده يف
البيت مقدار أوقية على األق ويتصدق به وجوبا.
لحديث أم سلمة يف حديث مسلم أن النبلر قلال« :إذا دهلـت العيـر وأرد أحـدكم
ال يأهذ من َعره وَّل بيري َيئا». أن يضح
ألن النبر قال« :كٍ مالد مرهان بعهيهت » ،ومعنا قوله أبه مرهون بعقيقتله ،أي مرهوبلة
س مته ،فمن باب الفأل بس مة الولد وصحة بدبه ،وس مة عقله ،وبول عمر بمحليمة اهلل جل وعل أن
يع عن هذا المولود.
بستفيد من الك أن المولود إاا تويف ،كأن يكون سقط ،أو تويف قب أن يع عنه فنقول :فات محله فل
يع عنله؛ ألن سلنة فلات محلهلا ،هلذه قاعلد ،وللحلديث« :كـٍ مالـد مرهـان» أي مرهوبلة سل مته ،أي
س مة المولود.
ببعا وقد قيل أن المرهوبلة ،أي مرهوبلة شلفاعته ،ولكلن بقل أحملد ،كملا بقل ابلن القليم أن الملراد
٦
457
قال :عن الًارية شا ،تذب عنه يلوم السلابع ،أول المخابلع بالعقيقلة هلو األب هلو اللذي يخابلع
بالعقيقة أساسا ابتداء ،وبناء على الك فلو ع غيره عنله فإ لا ل تقلع يف محلهلا إل إاا أان األب ،ل ُبلد أن
يأان األب ،أو يستأان؛ ألبه هو الخابع ا ،والسنة متًهة إليه حين ااك.
األمر الثاين :عندما قال وتسن العقيقة ،لو فرد أن مولد ولد يف يوم وهذا السلابع وافل أن يكلون وليملة
بكاال ،بقول يتلداخ ن ،وهل يتلداخ ملع األضلحية كلذلك؟ ،قلال بللعهم :بعلم يتلداخ ملع األضلحية
فأل ا المقصود الذب يف اليوم السابع.
قال :تذب عنه يوم السابع ،المراد باليوم السابع ،ليس عند تمام السابع ،ب عند الدخول يف السابع.
ابتبه للفرق ،لو أن مولود ولد يف يوم السبت فإبه تذب عنه عقيقتله يلوم الًمعلة؛ ألن جمعلة هلو اليلوم
السابع ،وأما اليوم السبت الذي القاب أتم السبعة ودخ يف الثامن ،إان تذب عنه يف يوم سلابعه ،كملا قلال
النبر يف حديث سمر وغيره.
ِ ات َ ِق َأربع َة ع َيرْ ِِ َ ،ن َ َ ِ
ات َ ق َأ َحدَ َوع ْيرِ َ
ينُ ،ث َّم ََّل َت ْع َتبِ ُر َا ْْلَ َسابِ ُ
يع». ََْ َ َ قال املصنفْ ِِ َ « :ن َ َ
ألن جاء يف بعه برق األحاديث عند ابن داود أبه قال :وإل يف أربعة عحر ،أو أحدى وعحرين ،وللم
يلد على الك.
قللال :ثللم ل تعتللا األسللابيع ،يعللين إن لللم يع ل يف اليللوم الواحللد والعحللرين ،فللأي وقللت شللاء ،الثللاين
والعحرين ،والثالث والعحرين ،والثامن والعحرين ،ل بنظر لألسابيع ك األيام متساوية ما يكا الصبر.
قال املصنف« :وح ْمها ك َُأ ْض ِ
ح َّية». َ ُ َُ
أي :من حيث بوأ ما يلذب أبله ل ُبلد أن يكلون ملن األصلناف الث ثلة ملن يملة األبعلام ،وملن حيلث
السن ،والس مة من العيوب وبحو الك؛ ولكن يقولون الفرق بين األضحية وبين العقيقة من جهات.
458
الُهة اْلولى :أبه يستحع يف األضحية أن تقطع أجدال ،بمعنى أن ل يتكسلر عظامهلا ،وهلذا ملن
باب التفائ بس مة المولود ،جاء الك عن عائحة ،وعم به الصحابة كثير بق عنهم.
اْلمر الثاين :أ م يقولون :إن األضحية كما مر معنى ل يًوز بيع شرء منهلا ،بينملا العقيقلة يًلوز
بيع شرء منها وتصدق بثمنه ،فقروا بين الثنتين؛ ألن الحقيقة يف ألج س مة المولود بلين األضلحية فهلر
محه التعبد هلل ؛ ولذلك يقول العلماء :أفل ما يفع يف اليوم العاشر ملن شلهر اي الحًلة عللى
ا ب ق هو أن يذب هلل بسيكة وهر األضحية ،أفيه ما يفع على الب ق وهر األضحية.
ُ َها ِد».
َاب َا ْل ِ ِ
قال املصنف« :كت ُ
بدأ المصنف بكتاب الًهاد بعد كتلاب الحلج ،وفقهائنلا لهلم مسللكان يف اكلر كتلاب الحلج،
فبعلهم مث الموقف ،ومن تبعهم ومنهم المصنف ،يذكرون كتاب الًهاد بعلد الحلج ،ويعلدون الًهلاد
من العبادات؛ ألن األص يف الًهاد أن يكون عبده ،فليس لك امرأ أن يًتهد فيله كملا شلاء ،ول أن يتلأول
يف كما شاء؛ ب بحن محكومون فيه بحرأ ،وبعه الفقهاء كالخرق أبر القاسم رحمة اهلل عليه كان يًع
كتاب الًهاد يف آخر األبواب بعد الحدود والًنايات ،وملحظه يف الك قال :ألن الًهاد إبملا هلو متعلل
بولر أمر المسلمين ،فولر أمر المسلمين هو الذي يقيم الحدود وقيم بالقصاص وبحو الك ،فكذلك هلو
الذي بيده األمر بالًهاد.
واللك جللاء علن النبللر قللال« :ثالثــة إَّل أئمـت م» ،ومنهللا الًهللاد ،هلذان الةتيبللان عنللد
الفقهاء لها دليلة عظيمة جدا ،فليس ك من سم فعله جهاد يكون جهادا ،وليس ك من أدعى أبما يقوم بله
هو شعير من شعائر ا س م كذلك ،وأبت إاا بظرت يف كتع أهل العللم المتقلدمين ،وخاصلة إاا قلرأت
يف تاريخ الطاي ،وكتاب الكامل لبلن الملاد حينملا عقلد فصل يف ب غلة الخلوارج ،سلتقرأ كلملا بليغلا
يحث على الًهاد ،ويرغع فيه ولو قرأتله لدمعلة عينلك ،ورق قبللك؛ ولكلن إاا علملت ملن القائل وملن
المقول فيه ،علمت أن اهلل ربما جع بعه الناس يكون من أضلهم يحسبهم أبه على هدى وخيلر،
وإاا به يف ض ل.
كان الذي يقول يف هذا اللفظ يف الًهاد ويحثون عليه خوارج خرجوا على علر ،وعثمان قبله ،وعللى
خلفاء المسلمين بعده ،فلست العا بالك م ،وإبما العلا باألفعلال أن تكلون محكوملة بحلرأ اهلل
٦
459
يخرج مع أقوام يف بري مستقيم وكيون يف النار ملع أ لم والك بين النبر أن الحخ
يف جهللاد مسللتقيم ،والعكللس ،فللإن رجل مللن أصللحاب النبللر أبلللى معلله بل ء حسللنا ،فقللال
أصحابه هنيمة له دخ الًنة ،قال« :ها يف النار» ،فذهبوا فإاا به لما كثرت جراحه جع السليف أو اللرم
ثندواتيه ثم تحام على بفسه فقت بفسه.
إاا الراية كان عليها راية النبر وملع اللك صلاحبها يف النلار ،وعكسله بعكسله ،فقلد بلين
النبر أن يف آخر اللمان جيش يأتون يغلون مكة ،ربما كان الك باسم الًهاد وابسلم اللدين
يريدون غلو مكة ،قال النبر « :يخسف بهم» ،كلهلم يخسلف لم ،ثلم يبعثلون عللى بيلاهتم
كما جاء يف حديث عائحة.
فهو األص ،ولما كان األمر أملر عاملا جعل العلملاء إان المقصود أن باب الًهاد إبما يحكم بالن
كلم باتفاق أن تحديد أوامره يف الًملة لوي أمر المسلمين ،حتى حكر إجملاأ أبله ل يًلوز جهلاد بلدون
إان إمام ،وقال بعلهم :ل يًوز جهاد مع ر ا مام ،وهاتان المسألتان مختلفان.
الفقهلاء علاد إبملا يلرودون يف بلاب الًهلاد األحكلام التابلة للًهلاد كأحكلام الغنيملة وغيرهلا ،وإبمللا
أحكام الًهاد بفسه ،فإ م يذكرون يف األحكام السلطابية ويف كتع العقائد ،هل هلذا الًهلاد صلحيحا أم
ل؟؛ أل م يوكلون أمره لولر األمر؛ لكن يتكلمون يف بلاب الًهلاد علن تبعلات الًهلاد التلر تختللف ملن
وقت لوقت كما سيذكره المصنف.
وقوله حلره ،أي :حلر الرج الصف ،أاا حلر الرج الصف.
460
ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ} [التوبللللللة:
،]38وقال النبر « :وإذا استنقرتم انقروا» ،والك يقلول أهل العللم إبملا يًلع الًهلاد يف
أربع حالت:
الحالة اْلولى :يف عهد النبر قال بعاء :كان الًهاد واجبا عللى األصلحاب رسلول
اهلل على األعيان وأما أبتم ف .
الحالة الثانية :إاا حلر المرء الصفين ،ف يًوز له أن ينفر؛ ألبه من كبائر الذبوب.
إان ولر األمر إاا استنفر رج بعينه وجع عليه القتال ،وإاا ى رجل أو جماعلة علن القتلال ،يحلرم
القتال ،أاا ى ،واختلف ،إاا سكت لم ينهى ولم يأمر فلمحلهور عنلد فقهائنلا أ لا إاا سلكت ،وهلو إا للم
يللأان فإبلله منهللر عنلله كللذلك ،إاا سللكت لللم يق ل قات ل ،أو لللم تقات ل ،المحللهور يف المللذهع وهللو قللول
أيلا ابن جماعة أبه يًوز ،إاا سكت ،وفرق بلين
الًمهور ،إل قول اكره صاحع الروضة وفقهر واكره ً
أاا سكت ،وإاا ى.
إاا ى ،إاا ى هذا هو ا جملاأ المحكلر ،وأملا إاا سلكت فهلو اللذي فيله خل ف والًمهلور وهلو
المحهور أبه ل يًوز إل بأابه.
قال املصنفَ « :و ََّل َي َت َط َّا ُع بِ ِ َم ْن َأ ْحدُ َأ َب َا ْي ِ ُح ٌّر ُم ْس ِلم إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ ».
ألن النبر لما جاءه رج قال إين كنت يف غلو كذا وترك أمه تبكر فقلال « :أضح هما
كما أب يتهما».
٦
461
قال املصنفَ « :و ُس َّن ِر َباط َو َأ َق ُّل ُ َسا َعةَ ،وت ََم ُام ُ َأ ْر َب ُع َ
ان َي ْاما».
الرباط :للوم الثغر للحماية ،والك قال النبلر « :عينـان َّل تمسـهم النـار» ،واكلر منهملا
عين باتت تحرص يف سبي اهلل ،والثغر قد يكون ألج كفار أو ألج معتدين ،وقد يكلون لحفلظ اللنفس،
وقد يكون لحفظ المال ،وقد يكون لحفظ العق كذلك ،فك الك يسمى رباط.
وقد قر الحيخ تقر الدين ...السراط المستقيم صور كثيرا للرباط ،فليس خاصا بين المسلم والكلافر،
ب قد يكون بين مسلم ومعتدي مسلم آخر.
قال :وأقله ساعة؛ ألن هذا أق برهة يف اللمان ،وتمام أربعين يوما ،لما جاء ملن حلديث أبلر إماملة أن
النبر قال« :من رابط أربعين ياما هرج من ذنباه كيام ولدت أم ».
ْلما ِم منْع مخَ ِذ ٍل ومر ِج ٍ
ف». َُْ قال املصنفَ « :و َع َلى َا ْ ِ َ َ ُ ُ
المخذل الذي يخذل الناس ،والمرجف الذي يخوفهم.
وجوبا.
ب». ب َا ْلغَنِيم ُة بِ ِ
اَّل ْستِ َيال ِن َع َل ْي َها ِ َد ِار َح ْر ٍ قال املصنفَ « :وت ُْم َل ُ
َ
بدأ يتكلم عن الغنيمة هر ما يؤخذ من مال الحربر يف الحرب ،أو ما استولر على ملال حربلر يف بل د
حربر.
قال :بالست ء عليها يف دار حرب ،وهذا مفهومه أبه لو وجد يف غير دار حرب ل تسمى غنيمة.
ِ ِِ ِ ِ ِ
قال املصنفُ َ « :ي ُْ َع ٍُ ُه ُم ُس َها َه ْم َس َة َأ ْس ُه ٍمَ :س ْـهم ل َّلـ َول َر ُسـال َ ،و َس ْـهم ل َـذ ِوي َا ْل ُه ْر َبـى َو ُه ْ
ـم َبنُـا
لسبِ ِ ِ ِ انَ ،و َس ْهم لِ ْل َم َساكِ ِ
ب ،وسهم لِ ْليتَامى َا ْل ُق َهر ِ ِ ِ
يٍ». ينَ ،و َس ْهم ْلَ ْبنَان َا َّ َ َهاَ ٍم َوا ْل ُم َّطل ِ َ َ ْ َ َ
قللال إاا وجللدت غنيمللة فإ للا تخمللس خمسللة أقسللام ،خمللس يخمللس أخمللاس وخمللس يقصللم بللين
الغابمين ،فالخمس الذي يخمس أخماسا خمس الخملس ،يكلون هلل ولرسلول فيصلرف مصلرف الفلرء،
وخمس لذوي القربى ،وهم بنوا هاشم والمطلع ،فأدخ بنوا المطلع معهلم هنلا أل لم صلاوا ملع بنلر
هاشم يف الحعع ،وأما يف اللكا فالمعتمد خ ف اللر محى عليه موسلى يف الللاد؛ إبملا المحلرم إبملا هلم
462
بنوا هاشم فقط ،دون بنوا المطلع ،فبنوا المطلع ليس محلرم علليهم اللكلا ،خل ف للروايلة الثابيلة كملا
اكرت لكم عن موسى.
قال :وسهم ليتامى الفقراء ،وسهم للمساكين ،وسهم ألبناء السبي ،وهذا واضل لريلة { :ﭒ ﭓ
ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ} [األبفال.]41:
لحديث ابن عمر يف الصحيحين ،أبه يسهم لرج ولفرسه ث ثة وللراج سهم.
إن لم يكن مسلم ول حر ول مكلف فيرضخ ،أي يعطى من باب الرضخ والنف .
ِِ ِ ِ قال املصنف« :وإِ َذا َ تَحاا َأرضا بِالسي ِ
ف ُه ِي َر َا ْ ِ
ْل َما ُم َب ْي َن َق ْسم َها َو َو ْقق َها َع َلى َا ْل ُم ْسلم َ
ين». َّ ْ ُ ْ َ
إاا فت المسلمون أرضا فولر األمر مخير بلين قسلمها بلين المسللمين كملا فعل النبلر
حينما قسم خبير بين الصحابية رضلوان اهلل علليهم ،أو وقفهلا ،هلو مخيلرا أن يقفهلا عللى المسللمين ،كملا
فع عمر حينما وقف سواد العراق ومصر والحام ،فإ ا أوقفت على المسلمين.
وهذا الخراج يكون واجع وقد يًوز لولر األمر اسقابه كما سنتكلم يف الًلئية إن شاء اهلل.
ِِ ِ ٍ ِ َـال ك ِ ٍ ال م ْيرِ ٍك بِ َال ِقت ٍ
ِ ِ ِ
َُ ْز َيـة َو َه َـراجٍ َو ُع ْيـرِ َ ـ ْ ن ل َم َصـالح َا ْل ُم ْسـلم َ
ين، قال املصنفَ « :و َما ُأه َذ م ْن َم ُ
يم ِة». وك ََذا ُهمس ُهم ِ ِ
س َا ْلغَن َ ْ ُ ُ َ
يقول المصنف هنا إن الًلية والخراج والعحلر ملن المعحلرات غيلر اللكلا وكلذلك خملس خملس
٦
463
ا لغنيمة الذي هلو مصلرف هلل ولرسلوله ،فإبله مصلرفه مصلرف الفلرء ،ل يكلون للفقلراء وإبملا يف مصلال
العامة للمسلمين ،يف برقاهتم ومنافعهم العامة.
قال املصنفْ َ « :صٍَ :و َي ُُا ُز َع ْهدُ َا ِلذ َّم ِة لِ َم ْن َل ُ كِتَاب َأ ْو َُ ْب َه ُت ُ».
بدأ يتكلم المصنف عن قعد اللمة فقال :يًوز قعد الذمة بمن لله كتلاب ،أو شلبهته ،وهلم المًلوس،
لحديث عبد الرحمن بن عف أن النبر قال« :سن بهـم سـنة أهـٍ ال تـاب»؛ ألن للمًلوس
شبه كتاب أل م قي أن لهم كتاب لكنه محرف ،والكفار ث ثة أبواأ وإن شات قلت أربعة:
حربر ل صل بيننا وبنه ،وامر مقيم يف بلد المسلمين ،وعاهد دخ ب د المسلمين بعهد ،المسلتأمن
وبينه وبين المعاهد عموم وخصوص.
ف بد لهم أن يسلموا أو يعطوا الًلية ،فإن رضوا بإعطاء الًلية ،ثم اسقطها وللر األملر علنهم جلاز،
حكر إجماعا فعليا اكر الك ابن الًلري يف تاريخه ،فقد اكر ابن الًلري يف تاريخه أن الًليلة ملن بعلد
المعتصم الخليفة العباسر لم تؤخذ ،كذا قال ابن الًلري من فقهاء الحافعية يف القرن السابع الهًري.
وقد حكى أن زمابه لم تأخذ الًلية يف وقته ،أن عطلت يف زمابه ،واكلر أن هلذا ملنن بلاب التلر يًلوز
أيلا من بعده شيخ تقر الدين.
لولر األمر اسقابها ،واكر الك ً
ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ}
[التوبة.]29:
464
ألن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ،وقد قال النبر :أوصلى بأهل امتله،
يعنر ل تأخذوا أو تعتدوا على امة رسول اهلل .
هذه بعه الحروط العمرية التر كتباها عمر ألهل الحلام حينملا صلالحهم وهلذا الحلروط أللف فيهلا
الخ ل جلءا ،ولها برق عند األزدي يف كتاب فتوال الحام.
ِ
يم ُه ْمَ ،و ُبدَ ا َنت ُُه ْم بِ َّ
الس َال ِم». قال املصنفَ « :و َح ُر َم َت ْعظ ُ
تعظلليمهم بللأن يكللون لهللم مكللان مرتفللع يف مًلللس أو بنللاء وبحللوه ،وبللدائتهم بالس ل م لنهللر النبللر
عن بدائه أه الكتاب بالس م ،وإبما ُيبدأون بغيره من التحيات؛ لكن السل م ألبله أملان ل
يبدءون به.
ابتقه عهده مطل ًقا فيخر ا مام فيه كما لو كان أسير حرب بين القت وبين السلةقاق وبلين الملن إن
رأى يف الك مصلحة عامة للمسلمين.
بكون بذلك بحمد اهلل أ ينا كتاب العبادات كاملة بملحقاهتا.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)16
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
السبب اْلول :ما يتعل بتعبده هلل ج وع فإن الملرء إاا فعل أملر محلرم يف معاقداتله وبيوعاتله،
فإبه يةتع عليه عقوبة ،وأثم عند اهلل جل وعل وللذا فلإن الملرء يف معرفتله للبيوعلات فيله معنلا التعبلد هلل
سبحان وتعالى.
السبب الثاين :وهو من أغراض المعرفة أحكلام البيوعلات وسلائر المعلام ت ،أن الملرء إاا تعللم
أحكامها وأصاب يف فعلها فإن الك يكون سبع يف بركة ماله.
مال مبارك ،ومال قد بلعت منه الاكة ،وبين هذين المالين درجلات ،فبعللها يكلون بركلة الملال فيله
بالنصف ،وبعله أق ،وبعله أكثر ،والك بحسع أسباب منها:
أن تكن على بريقة صحيحة وهو أصابه السنة والحكم الحرعر يف عقد البيع ،ومنهلا مراعلا الصلدق
يف الكتساب ،ومنها أداء اللكا ،فإن اللكا تكسع المال بركة.
ولذلك فإن بعه الناس قد يرفع اهلل عنه ا ثم والمآخذ لًهله بالمعاقبلة ،ولكلن تنتفلر بركلة
المال عن ماله ،بسبع أبه لم يصع يف معاقدته ولم يحسن يف بيعه وشرائه.
ولذا فإبه حري بالمسلم أن يتعلم أحكام البيع والحراء قدر حاجته ،وقدر استطاعته معا.
466
وقد ثبت عن النبر أبه قال« :طلـب العلـم ريضـة علـى كـٍ مسـلم» ،قلال أهل العللم:
ومعنى كوبه فريلة على المسلم أي إاا أحتاج إليه.
ولذا قال عمر بن الخطاب لقد هممت أن أمر الصراف ،أي الذين يتعاملون بالصرف يف النقدين،
أن أمر الصراف أن يمنعوا من السوق حتى يتعلموا أحكام البيع والربا.
ولذا فإن من احتاج إللى البيلع والمعاقلد ،فيللمله شلرعا أن يلتعلم أحكامله ،وأن يعنلى بتفصليلها فلإن
الك مما أوجع اهلل عليه.
كتاب البيع هو من أبول الكبت ،والك فإبه تورد تحته فصول متعدد ،وك فص ملن الفصلول التلر
تورد تحته ،واألبواب التر تورد تحته فإبه يذكر فيها قعد من العقد.
ولذا فإن أول كتاب يردوبه بعد كتاب البيع هو كتاب الوصايا ،والمسافة بين الكتابين بعيد.
ولذا فإن المصنف أحسن حينما جع عنوان هلذا الكتلاب فقلال« :كتلاب البيلع وسلائر المعلام ت»،
ول أعلم أحد وفقه يف هذه التسمية لكنها تسمية حسنة؛ ألن هذا الكتاب يذكر فيه أحكام البيع ،ويذكر فيله
أحكللام ا جللار ،ويللذكر فيلله أحكللام السلللم ،ويللذكر فيلله أحكللام العاريللة ،والوديعللة والربللا ،وغيرهللا مللن
المعام ت المباحة والمحرمة.
ولذا أبه باسع أن يذكر فيها كلمة «وسلائر المعلام ت» ،بيلد أن اللغلويين يعةضلون عللى الفقهلاء يف
استخدام بعه ألفانهم ،فإن الفقهاء كثير ما يستعملون لفظة «سائر» بمعنى باقر.
وأما اللغويون فيقون إن الصواب أن يقصد «بسائر» أي جميع العام ت ،والفقهلاء إبملا يقصلدون لا
باقر المعام ت؛ ألن من المعام ت من ل يدخ تحت هذا البلاب ،كالوصلايا واألوقلاف فلإن لهلا كتلع
مفرد .
ال بِسبع ِة َُر ٍ
اب َو َق ُب ٍ ٍ ِ
وط». َ َْ ُ قال املصنفَ « :ينْ َعهدُ بِ ُمع ْا َطاة َوبِِِ َ
يُ ٍ
أي :ينعقد البيع وسائر المعام ت بالمعابا وبا جاب والقبول ،اهلل يقلول { :ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ
٦
467
ﭿ ﮀ ﮁ} [النساء ،]29 :فل يصل البيلع وسلائر المعلام ت إل برضلا ،وحيلث كلان الرضلا محلله
القلع ول يكون مكحلوف جعل الحلارأ لله ع ملة ل ُبلد ملن وجودهلا ،وهلو ملا ينعقلد بله البيلع ،وسلائر
المعام ت.
إاا قول المصنف ينعقد إي بقعد البيع وسائ المعام ت ،باألمرين اللذين سيذكرهما المصلنف بعلد
قلي .
وهذان األمران وهو الدللة القولية ،والدل الحالية ،الدلي على للومهما أن اهلل جعل الرضلا
شرط لصحة المعاقد ،والرضا يف القلع وحيث كان يف القلع ،واألمر مما يتعل به أفعال النلاس ل فعل
واحد ،فإبه حينمذ ل ُبد فيه من ما يدل عليه وهو الكاشف له وهو الدللة القولية ،أو الحالية. شخ
جرت عاد الفقهاء أن يقدموا ا جاب القبول على المعابا ،والسبع يف الك أبله األقلوى واألصل ،
وأمللا المعابللا فإ للا تكللون أضللعف ،والطريقللة األسلللم واألكثللر عنللد العلمللاء أن يقللدمون األقللوى علللى
اللعيف ،ولكن المصنف بدأ بالمعطا قب ا يًلاب ربملا لمعنلا؛ ألبله أراد بلذلك أن يبلين التأكيلد عللى
المعابا .
والك أن فقهائنا من أوسع المذاهع يف ا عمال الدللة الفعلية والحاليلة يف المعاقلدات فيلرون عللى
سبي المثال أن األوقاف تنعقد بالفع ،والرجعة تنعقد بالفع ،ولو بدون بية ،وهكذا من األمور.
إاا من أوسع الفقهاء يف إعملال دلللة الحلالف يف المعاقلدات عموملا؛ بل ويف سلائر التصلرفات ،هلم
فقهائنا حينما توسعوا فيها.
قال أول :وهو المعابا ،والمراد بالمعابا هر الدللة الحالية على العقد ،وسميت معابا ملن بلاب
صور من صور هذه الدللة الحالية ،فكأن البائع يعطر المحةي السلعة والمحلةي يعطلر البلائع اللثمن،
فيناول ك واحد منهم اآلخر ما بيده ،حينمذ يكون كا جاب والقبول ويكون دللة حالية عليه.
وهذه المعابا تار تكون من الطرفين ،وتار تكون من أحدهما ،ومن أحدهما قول.
صور الك إاا كابت من الطرفين أن يبذل البائع السلعة ويأا المحةي ،فيأخذها ويبذل السمن.
وإاا كابللت مللن أحللدهما فيقللول البللائع بعتللك كللذا ،حينمللذ المحللةي يأخللذ السلللعة ويعطيلله الللثمن،
والعكس أن يقول المحةي بعنر كذا ،فيعطيه البائع السلعة ،ويأخذ السمن.
إان فالمعابا إما أن تكون من الطرفين ،وإما أن تكون من أحدهما حينمذ يكون لها ث ثة صور.
والمعابا كذلك ليس معناها أن تكون بالبذل باليد ،فقد تكون بالبذل باليد ،وقد تكون بمعدم المنلع،
فإاا كان البائع قد جع أمامه فراش وجع عليه سللعه كالكتلع ملث ،ثلم دلللة الحلال تلدل عللى أبله ملا
فأخلذها ووضلع اللثمن عللى فرش هذا البساط وجع هذه السللع عليله إل لقصلد بيعهلا ،فًائله شلخ
البساط فإبه حينمذ يكون دللة حالية.
إان الدللللة الحاليللة كثيللر جللدا ،وقللد توسللع فيهللا يف زمابنللا ،حتللى هللذه األجهللل التللر يحللةا للا
المحروبات ويحةى لا كثيلر ملن السللع تعتلا ملن الدلللة الحاليلة؛ بل فقهائنلا يقوللون :إن الكتابلة ملن
الدللة الحالية ،والك أ م يقولون :إن الكتابلة يغللع فيهلا الفعل عللى القلول ،ابظلر الكتابلة يغللع فيهلا
الفع على كو ا قول.
ولذا فإ م يصححون ا العقود وإل النكاال ،فالنكاال ل ينعقد بالكتابة ،ب ل ُبلد ملن اللتلفظ ،واللك
أن فقهائنا يف النكاال يحةبون التلفظ ول يص فيه الدللة الفعلية ،ل تص الدللة الفعلية يف النكاال.
إان فعندهم الكتابة المغلع فيها كو ا فع وإن كان القلول ملن الفعل ؛ لكنله ليسلت بقلول عللى كل
وجه.
إان من دللة الحالية الكتابة يف البيع والحراء التعاقد عن بري النلت ،وغيلر اللك ،فإبله ملنن الدلللة
الفعلية من المعابا .
قال :وبا جاب ،والقبول ،والمراد با جاب والقبلول ،اللتلفظ ملن المتعاقلدين ،فالبلائع لفظله يسلمى
إجاب ،والمحةي لفظه يسمى قبول ،فتقلدم ا جلاب عللى القبلول ،بلأن يكلون البلائع قلد علرض سللعته،
فقال بعتك ،والمحةي يقول :اشةيت ،هذا هو ا جاب والقبول.
٦
469
ويص ل أن يكللون ا جللاب والقبللول ،يعنللر ل يل للم فيهمللا التللواري ،فيص ل أن يتقللدم القبللول علللى
ا جاب ،كأن يقول بعنر ،فيقول :بعتك ،وهكذا.
كما أن ا جاب والقبول ل يللم أن يكون بلفظ الخلا ،فيًلوز أن يكلون بلفلظ األملر ،كبعنلر ،واشلة
وبحو الك مما يدل عليه.
اق ٍد جائِ َز َالتَّصر ِ
ف». قال املصنفَ « :الر َضا ِمنْهما ،وكَا ُن ع ِ
َ ُّ َ ُ َ َ ْ َ ِ
قال بسبعة شروط ،هذه الحروط تكون متقدمة على القعد ،والقاعد عند أه العلم أن الحرط يكلون
متقدم على العقد ،ويستصحع حكمه يف اثنائه أي يف أثناء التعاقد ،يف أثناء ا جاب والقبول وهو التعاقد.
وهذه الحروط ما دامت قلد سلميت شلروط فالقاعلد عنلد أهل العللم أن فواهتلا وللو جهل وخطلأ ل
يص معله العقلد؛ ألن قاعلد فقهائنلا أن الحلروط ل يعلذر فيهلا بالًهل ،ول بالنسليان ،ملا كلان ملن بلاب
الحروط ل يعذر فيه.
وبناء على الك فقد عد الفقهاء لصحة عقد البيع وبحوه سبعة شروط.
ودلي على أ ا سبعة الستقراء ،إا أن الفقهاء استقرأوا النصوص الحرعية فوجلدوها تعلود إللى سلبع
شروط للبيع:
أولها قال :الرضا منهما ،أي من التعاقدين ،والدلي على الرضا يف كتاب اهلل وقلد اكلر العلملاء
أن الرضا هو أهم الحروط؛ ب أن ك الحروط تعود إليه ،ك الحروط تعود إلى الرضى.
ولذا فإن بعه الفقهاء المتقدمين ،اكر شلرط واحلد للبيلع قلال وشلربه الرضلى ،واللك أن للم يكلن
لها ،فإبه حينمذ ل يكون رضاه كام ،وكذلك إاا كان البيلع جائل التصرف بأن يكان فقاد لألهلية أو باق
من بيوأ الغرر فإبه ل يتحق الرضا به ما دام فيه غرر ،كما سيأا بعد قلي .
ولذا فإن الحديث عن الرضا هو من أهم الحديث ،ولذا قدمه المصنف؛ ألبه أهلم شلروط العقلد؛ بل
إن ك الحروط يمكن إرجاعها إليه؛ ب حتى التعاقد با جاب والقبول يرجع إلى الرضا ألبله كاشلف علن
ما وقع يف النفس من الرضى.
قوال المصنف :الرضا منهما ،المراد بالرضى ،بوعان ،أو الرضا باألمر هو ما كان شام ألمري:
470
قصد العقد وقصد بتيًته ،فك من كان قاصدا العقد وقاصد بتيًته فإبه يسمى راضيا بالعقد.
-ابظروا معر هذه مهمة ،-إان الرضا يكون شام ألمرين :قصد العقد ،وقصد بتيًته.
فإما قصد العقد ،بمعنى أن المرء تلفظ ذا اللفلظ أو فعل هلذا الفعل قاصلدا القعلد اللذي أريلد منله؛
كالبيع وا جار وبحوها ،ويقاب الك ،أن يقاب من كان قاصد للعقد من كان مخطلأ ،فالمخطلأ ل رضلى
له لفقده قصد العقد ،وكذلك النائم إاا تلفظ ،فإبه يكون فاقدا لقصد العقلد؛ ألبله تكللم غيلر مريلد للعقلد،
إان هذا العقد األول يف الرضى.
القيد الثاين يف الرضى ،قالوا :هو قصد النتيًة ،ومعنى قصد النتيًة ،أي أن يكون المرء قصلد اللتلفظ
باللفظ وقصد ما يؤول إليه معا ،ويقاب قصد النتيًة ،بمعنى أبه يكون حينمذ فقدا لهلذا القصلد ،لملن كلان
هلال ،فإن الهازل هو الذي يتلفظ بالفظ قاصد له لكنه ل قصد لنتيًته.
والهازل ل ينعقد بيعه ،ول شرائه ول سلائر عقلوده إل ث ثلة عقلود ،جلاء علن النبلر يف
الحديث الحسن أبه قال« :ثالث جدهن جـد ،وهـزلهن جـد ،الن ـاح ،والطـالق ،والرجعـة» ،هلذه األملور
الث ثة يعتا فيها القصد الفظ دون قصد النتيًة.
إان حينما بتكلم عن الرضلا فإبنلا بحلم ،أو يقابلله كل ملن كلان فاقلد لقصلد اللفلظ كالمخطلأ ملث ،
والناسر.
والثاين :ك من كان فقاد لقصد النتيًة وهو الهازل ،والمكره ،فإن المكلره تلفلظ بلاللفظ كلفلظ البيلع
وهو مريد له؛ لكنه ل يرد بتيًته ،وإبما يريد الفكاك من مكرثه.
إاا عرفت الك عرفت أن فقد الرضا يكون ذين األمرين هذا على سلي ا جمال.
ثم قال وكون عاقد جلائل التصلرف ،ملن شلرط صلحة العقلد أن يكلون جلائل التصلرف ،الملراد بًلائل
التصرف أن يكون بالغ ،وأن يكون عاق ،وأن يكون غير سفيه.
والعلماء يًعلون التصرف مما جائل التصرف أو صحي التصرف ،وهنا يقصدون به جائل التصرف.
وبناء على الك فإن من فقد هذه القيود الث ثة بأن كان فاقلد العقلد ،أو لليس رشليد محسلن للتصلرف
محًور عليه بسفه ،فإبه ل يص تصرفه .لملا؟ ،قلالوا :ألن بيلة هلؤلء باقصلة ،وكل ملن كابلت باقصلة أو
٦
471
النيلة ل بيد أن بقصان النية يصح ،هنا بقصان النية وفقدان النيلة ،يف بعله الصلور قلد يكلون بلاق
النيلة ل فلاد لهلا بخلالف ملن فاقدها وهو المميل ،فالمميل يص بعه عقوده المأاون له فيها؛ ألبه بلاق
كان دون سن التمييل فإبه فاقد النية بالكلية.
ِ ِ
قال املصنفَ « :وك َْا ُن َمبِي ٍع َماَّلَ ،و ُه َا َما ي َمنْ َق َعة ُم َب َ
احة».
يقول الحيخ إبه ل يص للمرء أن بيع ك شرء ،وإبما يبيع المال فقط ،وهنلا مسلألة ل ُبلد أن بنتله لهلا
فإن اهلل جلعنا خ ئف يف األرض ومعنى كوبنلا خ ئلف يف األرض ،أي أن بعللنا يخللف بعللا يف
األرض ،وهللذا معنللى أن اهلل جع ل آدم خليفللة إي خ ل ف مللن قبللله يف األرض ،وبنللوه يخلفوبلله يف
األرض يف عمارهتا ،ويف ملك األعيان فيها ،وبحو الك.
وهنا فائد بخرج عن الدرس ،إياك إياك ،أبت تقول أن آدم هلو خليفلة اهلل فلإن هلذا ملن الخطلأ
الكبير المؤدي إلى المعاين الفاسد يف الحريعة ا س مية فاهلل ليس له خيفة.
وإبما معنى كون آدم خليفة ،أي أبه خللف ملن قبلله يف األرض ،ويخلفله بنلوه بعلده فيهلا ،يف عمارهتلا،
ويف حرثها ،ويف ملكها األعيان فيها وهكذا.
مما يهمنا هنا أن اهلل جعلنا خ ئف يف األرض فنحن ل بملك الملك المطل ،وإبملا ملكنلا اهلل
وصح تصرفنا فيما أان لنا به ،فإن من األعيان ما ل يص ملكه ومما يحوزه المرء ملا ل يصل لله
بيعه ،وهذه معنى عظيم يف مقاصد الحريعة ،ويف معنى ملكية المرء ،بخ ف بعله األبظملة تلرى التمللك
مطل ،فيقول :إن المرء يملك ك شرء ،ويص له أن يبيع ك ما حله وملكه ،ليس الك كذلك ،وإبملا يف
الحرال أبت خليفة يف هذا المال.
ابظر ،يقول ل يص بيع إل ما كان مال ،إان المال يف الحريعة يختلف عن المال يف اللغلة ،فلإن الملال
يف اللغة ك ما يتمول ويمكلن أن ينتفلع بله ،وأملا يف الحلريعة فلإن الملال ل يكلون ملال إل بوجلود قيلدين،
وهذان القيدان أوردهما المصنف فقال :وهو ما فيه منفعة مباحة.
ابظر معلر ،إان الملال اللذي يًلوز بيعله ويًلوز شلراءه ويًلوز المعاضلد عليله ل ُبلد أن يكلون فيله
قيدان ،أن يكون فيه منفعة ،وأن تكون تلك المنفعة بماحة.
472
الًملة األولى يف قولنا :أبه ل ُبد أن يكون الك المال فيه منفعة ألن ما ل منفعة فيه فإبه ل يسمى ملال
شرعا ف يًلز بيعه ،ك ما ل منفعته فيه ل يسمى مال شرعا ول يًوز بيعه ،لمااا؟؛ ألن الحرأ يقلول إن
هذا المال الذي يف يدك ،أبت مستخلف فيه ف يًوز بذله يف مال منفعة فيه ،حرام عليك أن تبذلله فيملا ل
منفعة فيه ،فإن اشةيت شرء ل منفعة فيه فإبه حينمذ بذلت المال فيما ل يًوز ف يص بيعك.
ومن أمثلة ما ل منفعة فيه قالوا أول :إن هذا األمر يخةف باخت ف األزمنة ،فإن األزمنلة تختللف ملن
زمان للمان يف األشياء التر فيها منفعة ويف الشياء التر ل منفعة فيها ،فع سبي المثال ،يف اللمان القلديم
كابوا يقولون إن الححرات ل منفعة فيها ،ولذا كابوا ل يًوزون بيع الححرات إل أبلواأ معلدود ،كلدود
القل ألن فيها منفعة.
وأما يف وقتنا هذه فإن بعه الححرات فيها منافع ،وليس جميعها ،فقد يسلتخرج ملن بعللها عقلاقير،
وقد تستخدم بعه الححرات ألج معاجلة اآلفات اللراعية ،فيكون من باب ع جات اآلفات اللراعيلة
بغير الرش الكيماوي.
إان فقللول العلمللاء قللديما إن الححللرات ل يًللوز بيعهللا إل دود القللل ألن يسللتخرج منهللا الحليللع،
والدود الذي يصطاد به السمك ،هذا باعتبار زما م األول يحلث ل يعللم فوائلد ،وإبملا يف وقتنلا هلذا فإبله
يوج فوائد من الفوائد ب ب كلية الطلع ملث يحلةون بعله الححلرات ليتعلملو فيهلا التحلري ،يحلةوا
الفمران ليًروا عليها التًارب.
الفقهاء قديما كابوا يقوللون ل فائلد يف بيلع الفملران ،ويف بيلع الححلرات لكلن يف زمابنلا هلذا وجلد يف
بعلها منفعة ،وأما ل منفعة فيه ف يًوز بيعه ،وهكذا أشياء كثير جدًّ ا تعدادها والحديث فيها بوي .
القيد الثاين :قال :أن تكون المنفعة مباحة ،ومعنى قوله إ ا مباحة ،أي ليست محرمة؛ ألن من األشلياء
ما فيها منفعة لكنها محرمة ،وهذا التحريم إملا أن يكلون تحريملا مطل ًقلا عللى الكل ،كلالخمر فلإن الخملر
منفعتها محرمة على الًميع ،ف يًوز لمسلم أن يحةي الخمر؛ ألبه ل منفعة يف الخمر مباحة.
ومن الك النًاسات ،فإن النًاسات ل منفعة فيها ،حينمذ ل يًوز شرائها ،النًاسات التلر ل ينتفلع
ا.
٦
473
وهناك ناع قد ت ان المنقعة يهـا محرمـة يف حالـة دون حـال ،ت ـان محرمـة يف حـال دون حـال ،هـذه
صار منها على سبيٍ اْليُاز:
من اشةى عين محرمة لغيرها ،علين محرملة لغيرهلا ،كلالبنج ملث ،فلإن ملن اشلةى البلنج ألجل أن
يستعمله الستعمال المحرم بقول إن بعيه غير صلحي ،وأملا ملن اشلةاها ليسلتعملها السلتعمال المبلاال
فإبه يًوز ،وكذلك األدوية النفسية وبحوها.
أيلا كبيع الس ال يف الفتنة ،والعنع لمن يتخذه خمر وسيأا بعد قلي .
مثلها يقال ً
أهتم هذه الُزئية بمسألة وها أننا يُب أن نعلم أن هذا المال الـذي تُـري عليـ المعاقـدة َّل يخلـاا
من ثالثة أحاال:
وأما المنافع ،فلإن بيعهلا إن كلان عللى سلبي التأبيلت فسلمى بيعلا ،كبيلع حقلوق الرتفلاق يف األعيلان
المملوكة كح الستطراق ،والك يقولون أن بيع األعيان على سبي التأبيت خاص بالعقار ،قالله موسلى
وغيره.
النوأ الثالث وابتبه له :وهو بيع الختصاص ،والفقهاء يقولون :إن الختصاص ل يًوز بيعله ،حكلى
ا جماأ عليه ابن فرحون المالكر ،وبن قدامة وغيره.
حل البتفلاأ ملن علين؛ ولكلن هلذا البتفلاأ ل يًلوم لله وما هو الختصاص أي أن يكون للحخ
المعاوضة عليه ،إما لكرامة هذا الح كالمصحف ،فإن المصحف ل يًوز بيعله؛ ألبله ملن الختصلاص،
قال أحمد :ل أعلم يف المصحف رخصة ،هذا بمثابة ا جماأ ،وهو الذي محى عليه المصنف.
أو هابته وخساسته ،كالكلع ،وقد ثبت يف صحي البخاري ث ثة أحاديث أبه ل يًلز بيلع الكللع،
و ى النبر عن ثمنه ،ف يًوز بيع الكلع.
واألمر الثالث :ما كان من باب اختصاص العام ،كحقوق البتفاأ ،كالطري وغيره.
474
قوله وكوبه ،أو كون المبيع مملوك لبائعة ،كون المبيع سواء كان ثمن أو مثمنا.
مملوك لبائعه ،أي لبااله ،والدلي على الك ملا ثبلت علن النبلر أبله لى علن بيلع ملال
يملك ،ويف لفظ آخر قالَّ« :ل تبع ما لـيس عنـدك» ،يف حلديث حكليم ابلن الحلاملر وغيلره رضلر اهلل علن
الًميع.
وأما إن كان موصوفا فهذا باب السلم ،وسيأا أن الموصوفات يًوز بيع الموصوف بحرط أن يكلون
يف الذمة ،وإبما قوله بيع المملوك أي بيع المملوك المعين ،أو بقول بيع الموصوف الحال.
إان فقوله وكوبه أي كون المبيع إاا كان معين أو موصوف حال ف بد أن يكون مملوك ،لبائعه.
وأما كان المبيع موصوف يف الذمة ف يلم أن يكون مملوك له وهو الذي يسلمى بلاب السللم وسلوف
يأا يف محاله.
قال :أو مأاون له فيه ،أي مأاون للبائع يف بيعه ،فقوله فيه أي يف بيعه ل يف مطلل األان ،فلإن الملأاون
له يف بعه التصرف ل يؤان يف البيع.
والمأاون فله يف البيع أبلواأ ،إملا أن يكلون وكلي بلالبيع ،أو أن يكلون وصليا ،أو أن يكلون وللر عللى
معًور عليه ،أو أن يكون حاكما ،هؤلء األربعة هم المأاون لهم بالبيع.
يم ِ ».
قال املصنف« :وكَا ُن م ْهدُ ورا ع َلى تَس ِل ِ
ْ َ َ ْ ُ َ
ثبت عن النبر يف الصحي أبه ى عن بيع الغرر ،وهلذا الحلديث حلديث عظليم جلدا،
وتفصي هذا الحديث يف ك م أه العلم ،والك قسموا بيع الغرر إل شروط متعدد ،مما يلدل عليله هلذا
الحديث ،أبه ل ُبد أن يكون المعقود عليه مقلدور عللى تسلليمه؛ ألن غيلر المقلدور عللى تسلليمه محتمل
الوجود ومحتم عدم القدر على التسليم ،فحينمذ يكون الغرر كبير.
مثال غير المقدور على تسليمه ،الغرر لعدم القدر على التسليم.
بائر ،عنده صلقر ،وهلذا الصلقر قلد بلار يف السلماء ،فقلال بعتلك هلذا الصلقر، عندما يكون للحخ
٦
475
شا وهذه الحا قد هربلت منله ،فتكلون بقول قد يعدو الصقر وقد ل يعود ،ومثله الحمام ،أو أن للحخ
شارد فحينمذ ل يًوز له بعيها حتى تعود للحظير وتعود إلى المكان الذي تبيت فيله ،فهلذا لليس مقلدور
لتسليمه ،ف يًوز بيع الحارد ،ول بيع اآلب .
ومن غير المقدور على تسلليمه ،قلالوا :ملا كلان يف معنلى الملال الللمار ،أي اللذي يحتمل أن يكلون
يأا ،أو ل يأا ولها صور كثير وخاصة يف العقار.
لس َل ِم». ِ قال املصنفَ « :وك َْا ُن ُ َم ْع ُلاما َل ُه َما بِ ُرؤْ َي ِة َأ ْو ِص َق ٍة َت ِْق
َا َّ
على الثمن بعده. يقول وكوبه ،أي وكون المثمن ،هنا يعود للمثمن فقط ،لمااا؟ ،أبه سيأا ب
قال :وكوبه المثمن معلوم لهما ،أي للمتعاقدين معا ،برهية أو صفة تكفر يف السلم.
ل يًوز أن تبيع شيما إل أن يكون معلوم ،ل ُبد أن يكون معلوم ،والسبع يف البيع غير المعللوم ،وهلو
المسمى بالمًهول ألج الغرر؛ ألن النبر ى عن بيع الغرر ،والغرر يفلر للمنازعلات،
والحرأ جع قيود يف البيع لكر ل تفلر إلى المنازعات؛ ألن ملن مقاصلد الحلرأ يف البيوعلات ،ائلت ف
المسلمين وعدم خ فهم.
و ى الحرأ كذلك عن بيع المسلم على بيع أخيه ،وعن شرائع على شرائه؛ لكر ل يكون بيلنهم بللاأ
وخصومة.
إان الحرأ من مقاصده يف اليع والحراء أن ل توجد بلاأ بين المسلمين ،ول يوجد بيلنهم خصلام؛ بل
يكون البيع واضحا جليا ،ل بلاأ فيه ،ول خصام.
ولذا بيع الغرر ،ولذا الحعر يقول ل يًوز لك أن تبيع شيما إل أن تكون عالما بيله ،أي بلالمثمن ،وهلو
والبيع.
كيف يكون العلم به؟ ،قالوا :والعلم به يكون بأحد أمرين فقط.
ما الذي تكون به الرهية قال تكلون الرهيلة إملا لًميعله ،أو لبعلله ،إن كلان بعلله يلدل عللى البلاقر،
أراد أن يبيلع كتابلا ،فقلال هلذا الكتلاب اللذي سلأبيعك إيلاه هلذه الرهيلة ،لًميعله ،الرهيلة كيف؟ ،شخ
لبعللله ،سللأبيعك ممللة كتللاب وهللذا الكتللاب جلللء منلله ،بب ًعللا هللذا ل يتصللور يف الكتللع عنللد الفقهللاء؛ ألن
سأتكلم عن بيع األبمواج ،وإبما يتصور عندهم يف المثليات وهو المكيلالت والموزوبلات ،خلينلا بقلول
المثال األدق ،أن بقول أن أبيعك خمسة أكياس من الرز ،وهلذا بملواج اللرز اللذي سلأبيعك إيلاه ،أو هلذا
أبمواج من التمر الذي سأبيعك إياه ،فحينمذ يًوز البيع ،فهو من باب رهية بعه الحرء.
إان إما أن يكون الرهية للًميع ،أو رهية بعه الحرء يف المثليات ،وهر المكي ت والموزوبات.
الناع الثالث :وابتبهوا معر يف الثالث أل لا تحتلاج إللى فهلم دقيل بعله الحلرء ،وهلو ملا يسلمه
الفقهاء ببيع البمواج ،بيع األبمواج هو أن يقول له سأعطيك هذا الحرء سلأبيعك مثلله ،هلذا يسلمى بيلع
األبمواج.
بيع األبمواج قديما كان الفقهاء يقولون :إبله ل يصل ،لملااا؟ ،أل لم يف اللملان القلديم مصلنوعاهتم
يدوية وبدائية ،ف يكاد يوجد شرء يحلبه اآلخلر ،ااهلع إللى سلوق بيلع المحلغولت اليدويلة ،كلالًرار،
جمع جر ،من الفخار وبحوه ،هذا الذي صنعها بيديه ل يمكن أن تكون الًرتان متساويتين؛ ب ل ُبلد أن
تكون إحداهما أكا من األخرى جما واسمك جدارا وربما كابت الفوهة أدق أكا أو أصغر وبحو الك.
أما يف زمابنا هذا إن األبمواج والدقة فيله عاليلة جلدًّ ا حتلى أ لا أصلبحت تقلدر بلالملر؛ بل إن بعله
المصنوعات قدر بما هو دون الملر ،كالنان ،النان جلء من اآللف األجلاء من الملر.
فدلنا الك على أبه يص بيلع األبملواج يف المثليلات حيلث ملا توسلعنا يف المثليلات ،وقاعلد فقهائنلا
تقتلر التوسع يف المثليات وإن كابوا ينصون على أن المثليات خاصلة بالمكيل والملوزون فقلط ،ولكلن
قعد ومقتلاها أبا تتوسع.
والك المحقيقين من فقهائنا على قاعد األص قالوا :إبله كل ملا يتصلور علرف فيله المثليلات يكلون
كذلك.
٦
477
ابتبه معر.
الرهية للك ،أو الرهية لمااا؟ ،للًلء ،أو الرهية للمث ،وهو بيع األبمواج.
وكلها يسمى رهية ،هذه الرهية قد تكون وقت التعاقد وهذا هو األص ،وقلد تكلون قبل التعاقلد بعلم
ويصع الك بحرط أل تتغير قب التعاقد وسيأا يف خيار ...تفصي .
قوله أو بصفة تكفلر يف السللم ،يعنلر يصل بيلع الغائلع غيلر الحاضلر يف مًللس التعاقلد ،بحلرط أن
يوصف وصف يًل يف السلم ،عندبا يف قولنا تكفر يف السلم مسألتان:
المســألة اْلولــى :أن مللا يًللري فيلله السلللم للليس خاصللا بللالمكي ت والموزوبللات؛ ب ل حتللى يف
المعدودات والملروعات ،فهو أشم من المثليات ،هذا واحد.
إان ك ما كان ينلبط بالصفا وإن لم يكن مثليا فحينمذ يص بيعه بالصفة .هذا واحد.
أثنين :أن بيع الموصوف لما قلنا أبه بصفة تكفر يف السللم أي كل صلفة ملؤثر يف اللثمن ،فكل صلفة
،أو كابت الصفة مؤثر يف رغبة البلائع يف العلين ،فإبله ل ُبلد ملن اكرهلا ،فلإن تؤثر يف الثمن ،زياد أو بق
أخفيت هذه الصفة ،أو اكرت فبان على خ فها فسيأتينا إن شلاء اهلل يف ايلة درس اليلوم ،وهلو ملا يسلمى
خيار الخلف يف الصفة.
المصلنف بعلد اللك عللى اللثمن وأبله ل ُبلد أن يكلون معللوم ،لملااا فلرق بيلنهم المصلنف؟ ثم بل
للسببين:
والمسألة الثانية :ألن الثمن يف الغالع يكون غير معين ،ما يكون معين ،وإن كلان فقهائنلا يقوللون:
إن األثمان تتعين بالتعيين ،هذا هو محهور عند فقهائنا إ ا تتعين بلالتعيين ،ولكلن غاللع اسلتخدام النلاس
478
ابظر معر ،هذه مسألة مهمة ،ما معنى ما ينقطع به السعر؟ ،عنلدبا شلرء يسلمى ببيلع الملايلد ،بسلمى
بلغتنا الدارجلة بيلع الحلرج ،تلأا بسللعة فتلدخلها بيلع الملايلد ،عنلد الفقهلاء يسلمو ا بيلع الملايلد ،ثلم
يتساوم فيها أه السوق ،بخمسة ،بستة ،بسبعة ،حتى ينقطع إلى ثمن معين.
الحالة اْلولـى :إاا ابقطلع السلعر قلال البلائع ،بعتهلا بكلذا ،وقلال المحلةي :اشلةيتها لذا السلعر
يص .
الحالة األولى أن يكون اليًلاب والقبلول بعلد ابقطلاأ السلعر ،فحينملذ يكلون الرضلا بعلد البقطلاأ،
بإجماأ أه العلم يص البيع ،وعم الناس عليه ،واضل تلذهع إللى السلوق فلتًلس يف بيلع الملايلد ،
وهو الذي بسميه يف لهًتنا الدارجة هنا بسميه بالحراج ،فتًلس يف الحلراج فلإاا وصل إللى خملس مائلة
فتقول اشةيه بخمس مائة أو أشةيه بخمس مائة وواحد ،أو عحر وهكذا.
بإجماأ ألن إبحاء الرضلا وهلو الجلاب والقبلول بعلد ابقطلاأ السلعر ولليس هلذا الملراض ملن كل م
المصنف هنا.
مراض المصنف هنلا ملااا؟ أن يكلون الجلاب والقبلول قبل ابقطلاأ السلعر ،كيلف؟ يلدخ صلاحع
السلعة السوق يريد أن يبيع خلار ،أو فواك ،أو غيرها من السللع ،فيأتيله رجل فيقلول :هلذه السللعة التلر
معك اشةيتها منك أدخلها السوق ،حيث أبقطع السعر فأبا سأشةيها به بعحر أو بمائة ،أبا شاري له.
أبا أاكر لكم التقسيم ،لكر بفهم المسلألة تمام فهمر فيها.
هذا البيع بما ينقطلع بله السلعر الصلور الثابيلة ،ينقسلم إللى قسلمين أيللا ،علحلان بلذكر كل الحكلم
بالدللة.
فإن كان البيع بما ينقطع به السعر يف عقلد مؤجل فقلط ابعقلد ا جملاأ عللى تحليلله ،ابعقلد ا جملاأ
على البيع بما ينقطع به السعر بالثمن المؤج ،وهذا يسموبه بيع مستقبليات بالثمن المؤج .
يقول :اشةيت منك هذه السلعة ،بثمن بعد شهر بما ينقطع به السعر بعد الحهر ،ل يًوز بإجماأ.
وأما بثمن الحال بمعنى أبه سينقطع السعر يف مًلس التعاقد ،كيف؟ يعنر أبا دخللت أبلا وإيلاك قللت
أدخلهلا الحلراج ،وحيلث ينقطلع السلعر اشلةيت بلله ،فإ لا فقهائنلا يقوللون :ل يصل ؛ بل ل ُبلد أن ينحللئ
الجاب والقبول جديدين ولو بمعابا ،وقال بعه أه العللم :بل يصل ،ولكنله يصل ويبقلى لله خيلار
المًلس ،والنتيًلة واحلد ،تقريبلا إل يف فلرق بسليط وهلو قللية أبله ل ُبلد أن ينفسلخ ليبلدأ عقلد جديلد،
وضحة المسألة ،أرجوا أن يتكون واضحة ،وأبا اكرهتا على سلبي التفصلي أل لا مسلألة قلد تحلك عللى
بعه ا خوان.
اع ُم َياعا َب ْينَ ُ َو َب ْي َن َب ْيرِ ِهَ ،أ ْو َع ْبدَ ُه َو َع ْبدَ َب ْيرِ ِه بِ َغ ْيرِ إِ َذ ٍنَ ،أ ْو َع ْبـدا َو ُح ًّـراَ ،أ ْو َه ًّـال
قال املصنفَ « :وإِ ْن َب َ
خ َي ُار». احدَ ة صح ِ ن َِصيبِ ِ وعب ِد ِه وا ْلخَ ٍِ بِ ِهسطِ ِ ،ولِم ْي َترٍ َا ْل ِ و َهمرا ص ْق َهة و ِ
َ ُ ْ َ َْ َ َ َّ َ َ ْ َ
بدأ يتكلم عن مبد فقهر مهم ،وهذا المبد الفقهر يتوسع فيه فقهائنا ،وفقهائنا علليهم ملن
أوسع الفقهاء يف المعام ت إباحة وتصحي للعقود.
هذا المبد مبد مهم يف العقود وهو مبد تفريل الصلفقة ،ملا معنلى تفريل الصلفقة؟ عنلدبا تفريل
الصفقة معناه أن يبيع شيمين بعقلد واحلد ،إان العقلد واحلد ولكنله مكلون ملن جللئيين ،فنًعل كل جللء
صفقة مستقلة ،فحينمذ يسمى تفري الصفقة.
من باب –ابظروا معر -من باب التفري الذي يحك على بعه ا خوان.
عندبا فرق بين تفريغ الصفقة وبين العقدين يف عقد واحد ،ما الفرق بينهما؟ ،أن تفري الصفقة هو بيع
480
عيدين بعقد واحد ،وأما العقدان يف عقلد واحلد ،فهملا عقلدان مختلفلان ينحلأن يف لفلظ واحلد ،بحيلث أن
يكون أحدهما مربوبا على الثاين معل عليه أو محروط فيه ،وسيأا إن شاء اهلل يف الحروط.
بحن بتكلم يف تفري الصفقة أي عقد واحد ،ولكن المعقود عليه يًل إلى جلئيين.
تفري الصفقة بمن صورها مااا؟ ،رج باأ بلرب مث للكتع؛ ألبه أقرب شرء لر اآلن ،رج بلاأ
آلخر كتابين ،هو بيع واحد ولكنه لحيمين فنقول ،من باب تفريل الصلفقة ،إاا بلان أحلد الكتلابين ل يصل
البيع فيه فنقول ل يص فيه ويص يف الثاين.
تفري الصفقة ،أورد المصنف صورتين أو ث ث ،فقال :إن باأ محاأ بينه وبين غيره ،عبده وعبد غيلره
بغير إان ،معنى الك أن يبيع ما يلمك ومال يملك ،هذا معنا تفري الصور األولى.
وبيع ما يملكه وما ل يملكه ،وما ل يملكه صورتان أوردهما المصنف ،قلد يكلون ملن بلاب المحلاأ،
وقد يكون من باب المميل.
من باب المحاأ عندي أرض بينر وبينك شراكة لر النصف ولك النصف؛ لكن ل أعرف بفصلر ملن
بصفك ،ليس بصف الحمالر وليس بصفك الًنوبر ،ل بعرف النصف ،هذا يسمى محلاأ ،فأتيلت فبعلت
األرض كلها مع أن لك بفسها ،هذا يسمى بيع المحاأ ،المملوك لر جللء منله ،يصل يف جلئلر ول يصل
يف جلئك.
بيع غير المحاأ ،بعتك كتابين قلت لك بعتك هلذين الكتلابين ،الكتلاب األول ملكلر والكتلاب الثلاين
ليس ملكر لكنلر بعتلوه للك ،فيصل البيلع يف ملكلر ول يصل يف ملكلك بًلئله ،وسلنتكلم كيلف يكلون
بًلئه ،أو يثبت الخيار ،هذه الصور األولى وهو بيع المملوك وغير المملوك.
الصارة الثانية :قال أن يبيع حر عبد وحر ،وهو بيع ما ل يص بيعه مما ل يملك ابتلداء ،وهلو بيلع
المملوك وهو الحر ،ما ل يًوز بيعه كالمغصوب وبحوه.
والصارة الثالثة :أن يبيع خ وخمر ،وهو بيع محرم ،يأا بخ وخمر ،أبتم تعلمون أن الخ قبل
أن تتخل تكون خمر ،والك عندبا ملن كلان عنلده عصلير تفلاال يلأا بالتفلاال ويًعل عليله الملاء وبعله
٦
481
األشياء كسكر وبحوه ،ثم يغلقه ،إاا فكه ليًعله خ جاز ،فإبه يصا يف أول وقت يكون خمرا ،ثم ينقللع
خ ،هنا يًوز؛ ألن ابتق من كوبه عصير إلى كوبه خ فيًوز؛ لكن إن ابقلبت خمرا ،ثم حازهلا وأغلقله
ف يًوز له حينمذ أن يخللها ،ثبت النهر عن النبر عن تخلي .
عنلده خل وخملر فباعهملا معلا ،صل يف الخل دون إان هذا ما تعل بتخلي الخملر ،للو أن شلخ
الخمر ،وهذا معنا قوله الثاين.
الثالث لم يرده المصنف ،وهو إاا بلاأ مًهلول ومعللوم ،فيصل يف المعللوم بًلئله إاا أمكلن تمييلله
بحرط أن يمكنه تمييله.
قال :صل يف بصليفه ،أي ملن المللك المحلاأ ،وعبلده أي يف العلين المميلل ،والخل ،أي يف المبلاال،
بقسطه ،أي بقسطه من البيع ،ولمحةي الخيار.
المحةي له الخيار بفسخ العقد ،أو بحرائه بقسط ،لما؟ ،قالوا :ألن المحةي قد يكون له الغرد بحراء
الًلئيين معا ،وقد يكون راغع بأحد الًلئيين دون اآلخر ،فحينمذ يكون له الخيار.
قال :ول يص ب حاجة ،المراد بالحاجة ،أي الحاجة إلى الحراء كأن يكون ليتوضأ بيه الماء ليتوضلأ
به ،أو لحاجة األك كا برار إليه ،وبحو الك.
قال :ممن تللمه الًمعة ،الذي تللمه الًمعة مر معنا وهو الذكر دون البثى ،المسلتوبن يف بللد دون
المقيم يف مكان ليس يف بنيان ،كأن يكون يف بادية ،وبحو الك.
قال :بعد بدائها الثاين ،وعرفنا بدائها الثاين الذي يكون بعده الخطبة.
قال :وتص سائر العقود ،لمااا؟ ،قالوا :ألن اهلل يف الكتاب ى عن البيع فقلط ،ولملا لى علن
البيع كان هذا النهر غير معل ب هو تبعدي ،والقاعد عندبا أن ما كلان تعبلديا عللى خل ف القيلاس فإبنلا
ول بقيس عليها هذه هر قاعد العلملاء ،أن ملا كلان عللى خل ف القيلاس ل يقلاس بقف عند مورد الن
عليه ،والقرآن ى عن البيع { ﭞ ﭟﭠ} [سور الًمعة ، ]9:ولم يق أتركوا ا جار ،وللم يقل أتركلوا
النكاال ،أو الصل وغير الك ،فدل هذا على أن الحكم متعل بالبيع دون ما سواء.
قالوا :وألبه جاء يف حديث كعع وغيره أن النبلر يف خطبتله أشلار إللى رجل بلأن يللع
من ماله ،فيكون الك من باب ا شار بالصل ،فدل عللى أن الصلل يًلوز يف أثنلاء الخطبلة ،فلدل اللك
على أبه ليس ممنوأ منه ،وإبما الممنوأ منه فقط البيع دون ما عداه من العقود.
ِ ْتن ٍَـةَ ،و ََّل َع ْب ٍـد ُم ْس ِـل ٍم لِ َـا ِرٍ ََّل َّخ ِذ ِه َهمرا ،و ََّل ِس َالحٍ ِ
ْ َ
َب لِمت ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و ََّل َب ْي ُع َعصيرٍ َأ ْو عن ٍ ُ
َي ْعتِ ُق َع َل ْي ِ ».
اكر المصنف هنا ما يحرم ل لذاته ،وإبما لغيره ،ما يحرم لغيره ،من باب النظلر إللى الملألت ،فقلال:
ل يص بيع عصير ،أو عنع لمن يتخذ منه خمير ،أي يصنع منه خميرا ل يًوز الك ،ول يص البيع؛ بل
يكون البيع باب والكسع حرام ،ف يًوز البيع ،وقولنا لمن يتخذه خمرا بقلول عنلدبا حالتلان ،أو ث ثلة
حالت كر تكون القسمة كاملة:
الحالة اْلولى :أن يكون علما أبه سيتخذه خمرا أي متيقن ،فحينمذ يحرم البيع ول يص .
الحالة الثانية :أن يكون نان ،ومعنى قولنا أبه نان ،أي غالبا على ننله اللك ،والفقهلاء إاا أبلقلوا
أيلا غلبة الظن ،فإبه ل ُبد من وجود قربة دالة عليه ،ل بمًلرد
الظن فيقصدون به غلبة الظن ،وإاا أبلقوا ً
الحدث ،فإن مًرد الحدث ل عا به؛ ب ل بعد ملن وجلود القرينلة ،إان عرفنلا الملراد بلالظن ،أن يكلون
٦
483
نابا أبه سيستخدم هذا العين يف محرم ،فالصحي كما قال صلاحع البصلاف الملرداوي :وهلو الصلواب
أبه ل يص بيعه كذلك.
إان المتقين وهو العلم والظان ،والمراد بالظان من كابت عنده غلبلة نلن ،ول تتحقل غلبلة الظلن إل
بالقرينة ،ل ُبد من القرينة وسأاكر القرينة بد قلي ،هؤلء ل يص بيعهم ول يًوز ،ويحرم الثمن.
الحالة الثالثة :إن ل يكون نابا ،وإبما شاك ،أو متوهم ،من كان شاك أو متوهما ،أي للم تلرد عنلده
قرينة على استخدامه يف حرام ،أو ل يعلم الك ،فإبه حينمذ يًوز البيع ،ولو استخدمه يف حرام.
قال :أول ل يص بيع عصير أو عنع لمتخذه خمر يعنر يصنعه خمرا ،أو يصنع منه شلرء محلرم فل
يًوز اليع له ،وهذا واض ،وهو ابعقد ا جمال عليه يف الًملة.
يبيللع سللكين فينظللر قللال :ول سل ال يف فتنللة ،المللراد بالفتنللة بوعللان :الفتنللة الخاصللة يكللون الحللخ
لللرجلين يتصللارعان ،ومختصللمان ،وقللد بلللغ الغلللع منهمللا أشللده ،فيللأا أحللدهما للله ويقللول بعنللر هللذه
السلكين وهللو حللال غلللع ،بقللول يحللرم عليللك ،وبيعلك بابل إن بعتلله أن تبيللع عليلله هللذا السل ال وهللو
السكين؛ ألن هذا فتنة خاصة ،فقد يًرال أخاه المسلم ،أو يقتله.
والفتنة العامة ،حينما تكون فتنة بين فمتين عظمتين من المسلمين ف يًوز بيع الس ال لهما.
قال :ول عبد مسلم لكافر ،ل يعت عليه؛ ألن من باأ مسلم لكافر ،فإبه حينمذ فقط سلط الكافر عليله،
ولم يًع اهلل للكافرين على المؤمنين سبي ،ف يًوز عليه ،إل أن يكون يعت عليه بأن يكلون اا
رحم محرم ،ويف لفظ يف الحلديث «إن ي ـان ذا رحـم محـرم» ،فحينملذ يبلاأ عليله ألبله سليعت عليله حلين
الحراء.
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َو َل ْم َي ِص َّح َب ْي ُع ُ َع َلى َب ْي ِع َأ ِهي ِ َ ،و َِ َراؤُ ُه َع َلى َِ َرائِ ِ َ ،و َس ْا ُم ُ َع َلى َس ْا ِم ِ ».
ببدأ باألولى وهو بيع المسلم على بيع آخيه ،ما معنا بيعه على بيع أخيه ،بمعنلى أن الملرء يحلةي ملن
آخر سلعة ،فيأا ث ث –وابتبه لهذا القيد الذي سأاكره -فيأا ث ث يف مد الخيارين ،ل ُبد من هذا القيلد
وسأرجع له بعد قلي ،فيقول للمحةي عندي مث هذا السلعة بسعر أق .
إان ث ثة أشخاص رج باأ سلعة بعحر ،فيأتيه ث ث وهو زيد فيقول سأبيعك مثلها بتسعة ،وأرجلع
السلعة ،متى يكون محرم؟ ،قالوا :إاا كان يف مد الخيلارين ،وملا هملا الخيلاران؟ ،خيلار المًللس وخلار
الحرط ،لمااا؟- ،ابتبهوا معر-؛ ألبه يف ملد الخيلارين المحلةي يصل لله أن يفسلخ القعلد ،فيلأا ل ئلع
ويقول خذ سلعتك وأعطنر عحر ،ثم يحةي التسعة.
وقال :عندي مثلهلا بتسلعة للو أما ابقلاء مد الخيارين فالعقد يكون لزما ،وحينمذ لو جاء له شخ
أرجع السلعة للبائع للم البيع ،وإبما يكون من باب ا قالة ،وا قالة مندوب لها.
إان البيع على بيع أخيه يحرم متى؟ ،إاا كان يف مد الخيارين خيار الحلرط وخيلار المًللس ،وسليأا
بعد قلي إن شاء اهلل.
وأما بعد الخيارين فإبه ل يسمى بيع على بيع على بيع أخيه ،وإبما هو بيع جديد.
هذا البيع على بيع أخيه حرام أثم البائع ،فيًع عليه التوبة إلى اهلل ،وليعلم أن فعله هلذا سلبع
للكسع الحرام ،وسبع للثم عند اهلل .
النوأ الثاين ،هو األمر الثاين :أن العقد باب ،صور الك:
لو رج آلخر وقال :سأبيعك هذا الذي اشةيته بعحر سأبيعه بتسعة ،ففسخ العقد من أج الك ،ثلم
لما أبقلا مد الخيارين علم البائع األول فيًوز له أن يلللم بالعقلد حينملذ ،ويرجلع لعقلد األول إاا عللم
بذلك ،هذا معنى عقده باب ألبه ربت عليه.
قال :وشراءه على شرائه ،شراءه على شرائه سه جدا ،رج يحةي سلعة بعحر ،فيلأا رجل ثل ث
ببائع فيقول :أبا سأشةيها منك باثنر عحلر ،غاللع البيلع عللى بيلع آخيله ،والسلوم عللى سلوم أخيله ،متلى
يكون؟ ،يف السواق المفتوحة ،السوق المفتوال الذي كون فسلتقر يله النلاس؛ ألن خيلار المًللس يكلون
فيه متوسع ،فيأا واحلد للمحل األول ،فيحلةي منله السللع بخمسلة ،فيلذهع لله صلاحع المحل الثلاين
فيقول :بكم اشةيته؟ ،فيقول :بخمسة ،يقول :أبا أبيعها بلأربع ،بقلول حلرام عليلك أن تقلول اللك ،يحلرم
٦
485
عليك الك.
إاا علملت السللنة ،وإمللا إاا جللاءك المحلةي وسللالك هللو ،شللوف سلالك عللن السللعر ،ل ألجل البيللع
فحينمذ تخاه ،ولكن ل تعرض عليه من باب أبك تبيع على بيع أخيك ،فالقصد مأثر حينمذ.
الُملة الثالثة :قال :وسومه على سلومه ،السلوم عللى السلوم ملا معنلاه يعنلر قبل عقلد البيلع قبل
ا جللاب والقبللول ،يللأا رج ل لصللاحع مح ل ،فيقللول :سأشللةيها بخمسللة ،فيللأا رج ل آخللر ويقللول:
سأشةيها بستة ،هذا يسمى السوم على سوم أخيه.
ابظروا معر.
السوم على سوم أخيه يخالف البيع على البيع آخيه من جهات:
الُهة اْلولى :أن السوم على سوم أخيه يف بيوأ المليلدات جلائل بإجملاأ ،يًلوز بإجملاأ يف بيلع
الملايد ،بكم؟ بخمسة ،بستة ،بسبعة ،يًوز بإجماأ.
الذي ل يًوز إاا ركن إليه البائع ،وأما قب الركون ف سلواء كلان بيلع ملايلد ،أو ل ،كيلف؟ ،عنلدما
تذهع إلى السوق دخلنا قلول سلوق الخللار أقلرب سلوق عنلدبا ،ويلأا المللارأ بسلط تملر يف الفًلر،
بكم؟ سأشةيه منك بخمسة ،لليس بيلع ملايلد ،ل ل زد يقلول :ل بخمسلة ،أبلت رأيلت يحلةيه بخمسلة،
يًوز لك أن تليد إل إاا رأيت البائع قد ركن إليه ،وجد أبه قد مال ،فإن كان لم يركن إليه ،قلال ل ل أبيعله
بخمسة ،واض أبه رافه ،يًوز لك حينمذ أن تسوم على سوم أخيك.
إان السوم على السوم يًوز يف حالتين ،إاا كان بيع ملايد ،وإاا لم يوجد الركون ،وإن لم يكلون بيلع
ملايد ،بأن وجدت ع مة بأن البائع لم يرضى لذا السلعر فيًلوز للك أن تسلوم عللى سلوم أخيلك ،هلذا
واحد.
المسألة الثانية عندنا :أن عبار المصنف هنا فيها قصور؛ ألن المصنف قال :وحرم ولم يصل بيلع
وشراء وسوم ،وليس كذلك؛ ب السوم يحرم ،ويص البيع ،البيع على بيع أخيه يحرم ول يص ،والحلراء
على شراءه حرم ول يص ،وأما السوم على سومه فيحرم ويص ،لكنه حرام ،لمااا قلنا أبله حلرام؟؛ ألبله
ليس متعل بالقعد وإبما لمقدماته.
486
وط ِ َا ْل َب ْي ِع َض ْر َب ِ
ان». الي ُر ُ
قال املصنفْ َ « :صٍَ :و ُّ
بدأ يتكلم المصنف رحمة اهلل عليه عن الحروط يف البيع ،ولنعلم أن الحروط شلروط للبيلع ،وشلروط
يف اليع ،فالحروط للبيع شروط الصحة ،والحروط يف البيع هر الحروط الًعلية التر يًعلها المتعاقدان.
الحروط يف البيع بوعان ،وإن شمت قلت ث ثة ،والمصنف قصلمها إللى قسلمين والقسلم الثلاين قسلمه
إلى قسمين.
الناع اْلول :الحروط الصحيحة ،قال :والحروط يف البيلع ضلربان :صلحي ،أي شلريط صلحي ،
والحروط الصحيحة ث ثة أشياء ،شروط اكرها وعدم اكرها سواء ،وهو ك ملا كلان ملن مقتللى القعلد،
ولذا لم يردها المصنف.
الناع الثاين :الحروط التر هر من مصلحة العقد ،كالرهن ،والكفي ،أو اللمين.
والنـاع الثالــث مــن اليـروط :الحللروط التللر لمصلللحة أحلد المتعاقللدين ،والمصللنف أورد الثللاين
والثالث فقط دون األول.
هذا هو النوأ األول من أبواأ الحروط وهو الحروط التلر لمصللحة العقلد ،فلإن ملن مصللحة العقلد،
واستيفاء الثمن أن يكون فيه رهن ،وهو توثيقة دين بعين.
وضامن ،والملراد بالللامن ،أي الكفيل بالملال ،وهلو ضلمن املة إللى املة بلالتلام اللدين ،أو التللام
المال.
وتأجي ثمن ،أي صفة يف الثمن أن يكون مؤج ؛ ألبه من مصلحة الثمن ،وهو معرفة األج .
ضرب لذلك مث قال :كحرط بائع بفع معلوم يف مبيع ،كسكن الدار شهر.
هذه مسألة يسميها العلماء بالثنيا ،الثنيا ،والمراد من الثنيا الستثناء ،والسلتثناء قلد يكلون جللء معلين
وقد يكون جلء من المنفعة.
٦
487
ابتبهوا معر.
هذه تسمى مااا؟ الثنيا ،وقد ثبت عن النبر أبه ى عن الثنيلا ويف لفلظ خلارج الصلحي
إل أن تعلم ،من حديث أبر العباس ،فدل على أن الثنيا إاا علمت كابت جلائل ،وإن كابلت مًهوللة فهلر
حرام.
كيف الثنيا؟ ،رج باأ آلخر شرء مث أن يبيعه عحر شياه ،قلال :بعتلك هلذه الحلياه ،إل شلا واحلد ،
وهر ف بة أو المعينة؟ ،هذا يًوز ،فكأبه باعه التسع.
النوأ الثاين من الثنيا :ثنيلا للمنفعلة اسلتثناء المنفعلة ،فيصل بحلرط أن تكلون معلوملة ،وأملا إاا تكلون
مًهولة ف يص الحرط ،صور الك:
رج باأ آلخر بيته ،قال :بعتك البيت ،ولكنر أشةط أن أسكن يف البيت سلنة أو شلهر حتلى أجلد للر
بيتا آخر ،بقول يًوز؛ أل ا اشةاط منفعة يف المبيع ،فهلو اسلتثناء للمنفعلة ،ول يصل إل بحلرط أن تكلون
معلومة ،والك قال :اشةاط بفع معلوم.
وإما إاا كابت مًهولة ف يص ،لنهر النبلر يف الصلحي علن الثنيلا؛ إل أن تعللم كملا
عند الةمذي ،فإن كابت معلومة فتص .
ب َأ ْو َت ِْسيرِ ِه».
قال املصنفَ « :أ ْو ُم ْي َترٍ َن ْق َع َبائِ ٍع ك ََح ْم ٍِ َح َط ٍ
ببعا الدلي أبه يًوز اشةاط المنفعة يف العين أن النبر لملا اشلةى ملن جلابر بلن عبلد
ا ،يعنلر أن يركبهلا إللى أن يصل إللى المدينلة ،فاشلةط منفعلة اهلل دابته اشةط عليه جابر حم
على جواز هذه المنفعة. الدابة إلى وصول المدينة ،وهذا ب
النوأ الثاين الذي مث به المصنف منفعة للمحة ،قال :كاشةاط بفع من البائع ،كأن يحمل الحطلع،
أو أن يكسره ،يعنر يحةط عليه أبه يحم الحطع إلى بيته ،أو األثاث إلى بيته ،أو أن يكسره.
وهنا مسألة ،األص عند الفقهاء أن من اشةى سلعة فإن بقلها ليس واجع على البائع ،ل يًلع بقل
السلعة على البائع ،هذا هو األص ،إل إاا وجلد شلرط ،يحلةط عللى البلائع بقل السللعة ،أو تركيبهلا ،إاا
488
لا إللى البيلت ،بقلهلا إللى البيلت ،أو وهذا الحرط قد يكون بصر ،كأن يكلون اشلةبت عليلك حم
يكون الحرط عرفيا.
بوعان ،بصيا يف وقت التعاقد وبصف قب التعاقد ،كأن يكتع البلائع يتعهلد المحل بنقلهلا ببعا الن
مًابا ،مثل بعله المحل ت ،أو بةكيبهلا ،هلذا يعتلا شلرط ،وإن كلان متقلدما لكنله بمثابلة الموافقلة ،أو
عريف ،جر العرف عند الناس أن من اشةى من فل ن هلذه السللعة أبله ينقلهلا معله ،فهلذا ملن بلاب الحلرط
العريف ،والقاعد عند فهقائنا أن المعروف عرف كالمحروط شربا ،واضحة المسألة.
بناء على الك لو أبه قال لم تنقلها أريد فصخ العقد ،بقول إاا لم يوجد شرط بصر أو عريف ف يللم.
قال :أو تكسير كتكسير الحط ،أو تركيبه إاا كان من األشياء المفككة والمًلئة.
هذه من المفردات ودليهم يف الك حلديث ملروي أن النبلر لى علن بيلع وشلرط ،ويف
لفظ وشربين ،وحم عليه هذا المعنى.
هذه المسلألة بعله أهل العللم يقلول مثل ملا محلى عليله المصلنف :أن الملراد بالحلربين الحلربان
اللذين يكوبان لمصلحة أحد المعقدين فحينمذ يكون ممنوعا ،وأما ما كان لمصلحة العقلد ومقتللاه فإبله
ولو كان أكثر من شرط فإبه يص ،هذا رأي المصنف.
والقول الذي ل ُبد من السرور لها ل ُبد وهو الرواية الثابيلة عنلد فقهائنلا والقلول الثلاين يف الملذهع،
وهو الذي يعم به المسلمون يف جميع بلدان المسلمين ،أبه يصل العقلد بحلربين جعللين ،وبث ثلة؛ بل
وبمائة ،اآلن ك عقود الناس مليمة بالحروط ،ااهع ألي عقد يذكر لك عحرين شربا.
ولذلك فإن التحتيت على الناس وقول أبله ل يصل الحلرط كملا قلال بعله أهل العللم كا ملام أبلر
حنيفة ،أو أبه ل يص شربان ،ك هذا األقوال غير صحيحة ،ول يص من الك إل أبه ينهى علن الحلرط
الفاسد فقط دون الحرط الصحي .
٦
489
وهذا مما عم المسلمين اآلن عليه جميعا كل النلاس يف جميلع أمصلار المسللمين عللى هلذا القلول
وهو القول الثاين مث أحمد وهو من مفردات ا مام أحمد.
الحروط الفاسد سأاكر لكم فيها قاعد واحفظوا هذا القعد ،وهذه القاعد مهمة جدا.
وأما الحروط الفاسد فتنقسم إلى قسمين :شرط يفسد واحده ،ول يفسد العقد معه وقاعدته :هو كل
شرط خالف مقتدا العقد ،هذه قاعد ؛ ك شرط خالف مقتدا العقد فإبه يفسد ول يفسد العقد.
الناع الثاين :وسيبدأ به المصنف ،الحلرط الفاسلد اللذي يفسلد ويفسلد العقلد ويبطل العقلد معله،
وهو ث ثة أشياء :ك شرط خ ف حقيقة العقد ،وك تعلي للبيع ،وك عقلد حلوى شلربين ،وسلأاكرها
بعد قلي بعد ما أبتهر من ك م المصنف ،سأاكرها بعد قي ؛ لكن أهم شرء القاعد األولى فيله وهلو أبله
ك شرط مااا؟ ،خالف حقيقة العقد –ركلوا معر -إاا كان الحرط يخالف حقيقة العقد بط العقلد ،وإاا
كان الحرط يخالف مقتدا العقد بط الحرط وص العقد.
ما الفرق بين الحقيقة والمقتدى؟ ،الحقيقة معناه :أن الحلرط ينقل العقلد ملن صلفة مباحلة إللى صلفة
محرمة ،هذا معنى كوبه خالف العقد ،أي بق من عقد مباال إللى عقلد محلرم ،أقرضلتك مملة ترضلها مملة،
هذا قرض ،قلت لك ممة تردها بممة؛ لكلن إن تلأخرت تعطنلر منفعلة ،أو ملال هلذا الحلرط بابل ،ويبطل
العقد ألبه ينقله إلى الربا ،هذا مثال واض وجلر.
الحرط الذي يخالف مقتلى العقد ،العقد إاا تم صحيحا فله آثار بعده ،هذه اآلثار إاا خالف الحلرط
بعلها فسد الحرط.
رج باأ آلخر كتاب قال بعتك هذا الكتاب بحرط أن ل تقلرأ فيله ،مقتللى العقلد البتفلاأ بالكتلاب،
بلاأ آلخلر بيلت ،قلال :بعتلك هلذا لما منعته من منفعة من الكتاب شربك باب والعقد صلحي ،شلخ
490
البيت ،ولكن هذا البيت عليل علر وأشةط عليك أبك ما تسكنه ،يبقى كدا ديكور ،يًوز الك أم ل؟ ،ملا
يًوز ،الحرط باب ،العقد صحي ،سأاكر الدلي بعد قلي .
رج جاء آلخر وقال :شوف هذا القلم عليل عللر ،جلاءين هديلة ملن واللدي ولكنلر محتلاج سلأبيعه
لك؛ لكن بحرط ما تبيعه ألحد ،يبقى عندك أبت ل تبيعه ألحد بك ،بقلول الحلرط بابل والعقلد صلحي ؛
ألن الحرط مخالف لمقتلى العقد وليس مخالف لحقيقة العقد.
الللدلي علللى الللك أن النبللر لمللا جللاءت بريللر فحللرط مواليهللا لمللن يحللةيها أن يكللون
واَترط ِن الاَّلن لمن اعتق ،ثم قال :إن كٍ َـرط لـيسِ ولئها لهم ،قال النبر « :اَتريها
يف كتاب اهَّلل ها باطٍ وإن كان مئة َـرط» ،أي كل شلرط خلالف مقتلدى العقلد فإبله بابل وإن كلان مملة
شرط ،والعقد يص والك صحي قد شراء برير ،والحديث يف الصحي .
إان اببته لهذا المسألة إاا عرفت هذه القاعد ،عرفت حتى بلاب النكلاال ،بلاب النكلاال الحلروط التلر
تفسد القعد هر التر تخالف حقيقته كالحراء ،أو التحريم ،والتر تفسد وحدها كنفر المهر ،وبحوه.
بدأ المصلنف يلذكر النلوأ األول ملن الحلروط ،وهلر الحلروط المتعلقلة التلر تكلون فاسلد ،وتبطل
العقد.
قال :كحرط عقد آخر من قرض وغيره ،أو ما يعل البيع ،كبعتك إن جمتنر بكذا ،أو رضر زيد.
المحهور أبه ل يص قعدان يف عقد واحد ،وروي يف الك حلديثَّ« ،ل يصـح بيعتـان يف بيعـة» ،قلالوا:
وبيعتان يف بيعة يكون له صورتان.
الصارة الثانية :أن يعل عقد على عقلد ،فحلرط عقلد عللى عقلد يقلول :بعتلك إن أقرضلتنر ،هلذا
٦
491
وتعلي عقد على عقد مث أن يقول :بعتك إن جاء العقد الف ين أو تحق العقد الف ين ،وهذا يسلمان
عقدان يف عقد ،وعندهم أن هذا من الحروط التر تخالف حقيقة العقد.
اْلمر الثاين :هو ما اكره المصنف يف قول :أو ملا يعلل البيلع ،الفقهلاء يقوللون :إن العقلود بعللها
تقب التعلي ،وبعلها ل يقب التعلي ،فالوصية مث من العقود التر تقب التعليل ،كل واحلد إاا أوصلى
مت فهذه العين هبة لف ن ،هذه وصية تقب التعلي .
يقول :إاا ُ
البيع ل يقب التعلي عندهم؛ ب يًع أن يكون البيع بات غير معل ،وك من عل البيلع عللى شلرط
فإبه ل يص .
مثال التعلي عند الفقهاء ،قال :كقوله بعتك إن جمتنر بكذا ،أو أن رضر زيد.
بعه الناس يقول :بعتك كتابر إن رضر والدي ،يقول ما يصل ،إل أن يكلون حاضلرا يف المًللس،
فينحئ العقد بعد رضاه فحينمذ يستح .
ابظروا معر.
يف القوابين يسمى عندبا بيع المستقبليات ،بيع المستقبليات الفقهاء يقوللون إبله بلاب بابل ؛ ألبله ملن
باب التعلي على اللمن ،بعتك بعد شهر ،بيع المستقبليات يف الاصة يقول :اشةيت منلك كلذا وكلذا ملن
العين الموجود يف الاصة من أوراق بقدية ،أو عيان بعد شلهر وأشلةيها ملن اآلن ،ويلرون أن هلذا العقلد
مللم ،يف الحرأ أن بيع المستقبليات ليس مللم ،وإبما هو وعد ولليس بيلع ،واللك اكلر الفقهلاء أبله شلرط
يبط العقد ،وهو التعلي على المستقب ،هذا النوأ األول من الحروط.
ط َأ ْن ََّل َه َس َارةََ ،أ ْو َمتَى َن َق َق َوإِ ََّّل َر َّد ُهَ ،ون َْح َا َذلِ َ
ب». اسد ََّل يبطِ ُل ك ََير ِ
ُْ ُ ْ
قال املصنف« :و َ ِ
َ
النوأ الثاين من الحروط ،الحروط الفاسد التر ل تبط وهر الحلروط التلر تخلالف مقتللى العقلد،
مقتلى العقد ،يعنر مقتليات العقد من حيث التمليك والًواز البتفاأ والبيع وبحو الك.
من األمثلة التر أوردها المصنف ،أورد لكم قب قلي أمثلة كما لو اشةط عليه أن ل يبيعه ،اشةط بله
أن ل ينفع به ،اشةط عليه أن ل يبيعه إل لليلد ،بعله بيتله ،وقلال اشلةط عليلك أن ل تبيعله إل لمحملد ،أو
492
لليد ،أو ل تبيعه لغيره ،هذا الحرط باب ؛ ألبه يخارف مقتلى العقد.
أورد المصنف أمثلة أخرى ،قال :لو اشةط عليه أن ل خسار عليه ،قال بعتلك هلذه السللعة واشلةط
المحةي أبه إن خسرت يف بيعها الثاين بيعها بعدك ،فإبه حينمذ أرد البيع ،بقول أهلذا الحلرط بابل والعقلد
صحي ؛ ألبه يخلالف مقتللى العقلد؛ ألن مقتللى العقلد ،مطلل البتفلاأ ،ومطلل البيلع ،ول يللمله فيله
ضمان الخسار .
ابتبه هذه المسألة شبيه بعقد يسمى بعقد التصريف ،وبعه النلاس يظلن أن عقلد التصلريف مثل هلذه
فيقول إبه حرام.
صور هذا البيع –اكروا معر ،أعرف أين قد أبلت عليكم ،وكتاب البيع قد يكلون فيله مسلائ كثيلر ،
إن رأيت يا شيخ بقف ول بستمر؟.- ..
هناك ما يسمى بعقد التصريف ،خلينا بأا بمسألة المصنف ،ثم عقد التصريف.
مسألة المصنف هلو أن يقلول بيعتلك بيعلا تاملا مةتبلة عليله آثلاره ملن الللمان ،وبقل المللك وسلائر
األمور ،ثم يقول هذه العين إاا لم أبيعها ولو بال اللمان ،فإين سأرجعها لك ،فإبه حينمذ أردها لك بلالثمن
األول ،فإبه يكون حينمذ عل الرد على النفوق ،بقول هذا ما يص ألبه شرط يخالف مقتلى العقد.
أما بيوأ عقد التصريف ،فإبه عندهم ملن بلاب الًعاللة ،كيلف بلاب الًعاللة؟ ،أبسلط مثلال محلالت
اللبن ،اللبن يذهع إلى محالت التًلئة ،شركات الللبن فتقلول سلأبلل عنلدك مائلة حبلة بلع الحبلة بريلال
واحد لك يف الريال كذا وكذا هل ،ثاين يوم للم يبقلى شلرء سلأخذه ،للم أحسلبه عليلك ،فحينملذ ملن بلاب
الًعالة ،ل من باب البيع.
إان عقد التصريف هو عقد جعالة ،وليس داخ يف الصور التر أوردها المصنف.
ب م ُْ ُه ٍ
ال َل ْم َي ْب َر ْأ». ِ
قال املصنفَ « :وإِ ْن ََ َر َط َا ْل َب َرا َن َة م ْن ك ٍُِ َع ْي ٍ َ
يقول وإن شرط الااء من ك عيلع ،مًهلول فهلو شلرط بابل والعقلد صلحي ،بعله النلاس يلأا
بعتك هذه السلعة ،وك عيع فيها مًهول أبا بر منه ،بقول ل باب الحلرط ،والعقلد صلحي ، لحخ
٦
493
فإن وجد المحةي بيع فهو بالخيار ،وسيأتينا بعد قلي .
وكذلك لو أبه أتحرط الااء من عيع معين ،مث رج قال بعتلك هلذه السليار ،وأبلا بلر ملن عيلع
المكينة ،أو من العيع المتعل بالحرء الف ين ،ولم يكن ناهر يف وقت التعاقد ،فإبه حينمذ ل يا .
فقول المصنف رحمة اهلل عليه :من ك عيع ليس مفهومه مراد؛ ب من ك عيع ومن عيلع مًهلول
ولو كان معين ،فقوله :ك مفهوم وليس مراد.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)17
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
أقسام الخيار سيأا تفصي ُلها بعد قلي ،ب ْيد أن هلذه السلبعة أو أن ْ
قولل ُه سلبعة مفهلوم العلدد فيهلا لليس
مقصو ًدا بِخ ف ما عاداها من المواضع فاألص عند الفقهاء أبهم إاا ْأو َردوا شي ًما ملن األقسلام أو التنويلع
مرعلر جعلهلا ثمابيلة، ِّ ِ فإبه يكون ِ
المتلأخرين كالحليخ ْ بعله ملن
الموضع؛ ولذلك فلإن ً حاص ًرا إل يف هذا
الحلرط بخيلار ِ
كخيلار بعلهم قال إبها ليسلت ِ وبعلهم زادها ،وسيأا ا شار البعه أبوا ِأ ِ
الخيار ،بب ًعا ُ
ْ
الحرط ألبٌّه متع ِّل ٌ بالباب الذي ق ْبله سنحير إليها إن شاء اهلل يف اية هذا الباب.
أو عند تخ ُّلف ْ
ار َما َل ْم َي َت َق َّر َقا بِ َأ ْبدَ انِ ِه َما ُع ْر ا». ان بِا ْل ِ
خ َي ِ قال املصنفِ « :ه َي ُار َم ُْ ِل ٍ
س َ ،ا ْل ُم َت َبايِ َع ِ
الفقهللاء عللن معابيهللا فعلللى سللبي المثللال التعاقللد عللن بريل الهللاتف قللالوا مًلِ ُسل ُه حتللى ينْقطِللع الهللاتف
ف ِجدار حتى ينقطِع ك َم ُهما» وهكلذا ً
أيللا مثال قواعد األوائ عندما قالوا «تعاقدهم من خ ْل َ وضربوا له ً
ك ُّلها با مكان ج ْع المًلس يتحدَّ د ويكون تحديده عن بري ال ُع ْرف.
ٍ ِ
قال املصنفَ « :وه َي ُار ََ ْرطَ ،و ُه َا َأ ْن َي ْي َترِ َطا ُه َأ ْو َأ َحدُ ُه َما ُمدَّ ة َم ْع ُل َ
امة».
إ ًاا ِخيار الحرط جائل فيًوز أن يكون لهما م ًعا ويًوز أن يكون ألحدهما.
قال املصنفَ « :و ََّل َي ِص ُّح ت ََص ُّرف ِ َمبِي ٍع َو ِع َا ِضـ ِ ُمـدَّ ت َُه َما إِ ََّّل ِعت َْـق ُم ْيـ َترٍ ُم ْط َلهـاَ ،وإِ ََّّل ت ََص ُّـر َ ُ ِـ
مبِيعٍ ،وا ْل ِ
خ َي ُار َل ُ». َ َ
فيه بن ِ ْق البيع ل يص .
الخيارين يحرم و َل ي ِص » ،يعنر أن تصر َفه ِ
ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ َ ُّ
«و َلكِن يف مد ِ
ْ ُ
ف فِر مبِي ٍع و ِعو ِض ِه»ِ ،
الع َوض هو الثمن. « َت َص ُّر ٌ
َ َ َ
الخيارين « ِخيار الحرط ،وخيار المًلس» إل أشياء ُأستُثنِي ْت أو ُلها ِ
الع ْت ؛ وللذلك «مدَّ َتهما» ،أي مد ِ
َ َّ ْ ُ ُ َ
قال «إِ َّل ِع ْت َ م ْحت ٍَر م ْط َل ًقا» ،قوله «م ْط َل ًقا» يعنر سواء كان ِ
الخيار ل ُه أو الخيار للبائع أولهما. ً ُ ُ ُ ُ
ِ
للتًربلة التصلرف يف المبيل ِع بالتصرف بالمبيع هنا هلو األمر الثاين قال « َوإِ َّل َت َص ُّر َف ُه فِر َمبِي ٍع» ،المراد
ُّ ُّ
التصلرف ِ
بغيلر اللك حينمذ إاا جربه فإ َّبه ل ي ِ
سق ُط خيلار ُه ،وأ َّملا ٍ ًر َبه فإبَّه
ُّ َّ َ ُ ُ ُ المبيع ف ُي ِّ
َ ل ُي ًَ ِّر َبه ،المحةي يأخذ
لخ ِيكون مس ِق ًطا ِ بغير التًربة وبغير ِ أي ِ
ياره إن كان له الخيلار وحلد ُه ،وإن كلان لله الخيلار لهملا ُ ُ ْ الع ْت فإبَّه
ف ِ
فيه. التصر ُ يحرم عليه
ُّ معًا فإبَّه ُ
التص ُّرف يف المبيع قِ ْسمان:
الك مر ً ُأخرى فنقول إن َ إ ًاا بستطيع أن ب ِّ
ُلخ
ِ ِ ِ ِ
لهما م ًعا ،وهما أمران :األمر األول ما اكلره َصرف أو لغ ْيره أو ُ
للمت ِّسم َيص ُّ مطل ًقا سوا ًء كان الخيار ُ ق ٌ
فتصل ُّلر ُ ِ ِ ِ ِ
المص لنِّف يف قوللله «الع ْت ل » يص ل ُّ فيلله التصل ُّلرف ولللو كللان الخيللار للطللرف الثللاين ،األمللر الثللاين « َ
التً ِربلة يًلوز وإن كلان للمحلةي ً ِ
أيللا الخيلار لله لهما م ًعا من بلاب ْ يار ُ
المبيع» إاا كان الخ ُ الم ْحتَري يف َ
ُ
498
ُ
يكون َغ ْبنًا ،صور الن ًََش قلالوا ٍ
حينمذ أول صور يف خيار ال َغ ْبن يف حال الن ًََش فمن ُو ِجد ب ًََ ٌش فإبه
عة وإاا كان ل يريلدُ ِشلرائها ِألجل أن ي ْغلبِ َن ثابيلة ،يكلون ُأبلاس ب ْيلع ملا َيلد فيًتملعالس ْل ِ
أن المرء يليدُ يف ِ
َّ
ملنهم أو ثل ث ل يريلدون الحلراء وإبملا يليلدون غ ْبنًلا لملن يريلد الحلراء ،فللو كابلت َ خمس أو ِستة اثنلان
ْ
ملايد بدون بًش لبيعت بخمسة ولكلن ملع اللنًش بلأن زاد يف السلعر ملن ل يريلد الحلراء وصللت إللى
» وهلو أن يمتنلع المتلايلدون عحر فهذا َغ ْب ٌن وهذا يسمى «النًش باللياد » ،هنلاك بًلش «غل ْبن بلالنق
من اللياد بقصد ا ضرار بالبائع وهذا ُيثبِت فيه خيار ال َغ ْبن كذلك.
إ ًاا النًش بوعان« ،أن يليد يف السلعة من ل يريد شرائها ألج اللياد » و«أن يمتنع ملن الملايلد ِ ملن
يًلوز للم ْغبلون وهلو
ُ ٍ
فحينملذ ِ
صاحبة» وك الحلالتين يسلمى بًلش، يريدُ الحراء ألج ِ ب ْق الثمن على
يًوز له أن ِ
الخيار. ُ المحةي أو البائع يف الحالتين
الصور الثابية من صور ال َغ ْبن قالوا تل ِّقر الركبان فإن ملن بلاأ ِِسلل َعت ُه قبل اللدخول للسلوق ل يعلرف
سعرها فيكون م ْغبوبًا يف السعر عندما ُتحةى من.
٦
499
الم َّطلِبر محمد ابن إدريلس الحلافِعر عليله رحملة اهلل« :ملن تع َّللم ِ
بالع العلم بأن ُيدَ ققك كما قال ا مام ُ
هذه دقائ ..ل اعرف هذه الدقائ ألن هذه اللدقائ الناس يقول ِِ بعهِع ْل ًما فل ُيدَ ِّق فيه خحية أن يليع»ُ ،
رف الدقائ ُعن ِ َر بالمسائ التر تكون أوسع منها. مهمة لطالع العلم ،من َع َ
ِ ِ
لت المســألة الثانيــة :هللذه فائللد لطالللع العلللمُ ،فقهائنللا يقولللون إن خيللار ال َغل ْبن بوعللان« :خيل ٌ
لار يث ُبل ُ
يار يث ُب ُت يف الحرط فهو الذي جاء يف الحديث ااك الرج اللذي ِ ِ
خيار يث ُب ُت بالفع » ،فأ َّما الخ ٌ بالحرط» ،و« ٌ
أشلةط أن ل َغل ْبن ،هلذا النلوأ األول ،النلوأ َ كان ُي ْخدأ فقال له النبر ُ « ق ٍْ َّل ِهالبـة» فهلذا
يكلون فيله ِخيلار
ُ ٍ
حينملذ بًش وحال تلقر ركبلان فإبَّله ٍ َ
وحال بالفع » أي يف ك ِّ ب ْي ِع ُم ْستَر ِس ٍ
الثاين «يثب ُت ِ
ُ
ال َغبن ،هذا ِ
بالفع وهذا بالحرط. ْ
الم َو َّف ل عليلله رحم ل ُة اهلل ثللم بق ل عنلله بعلله ِ ٍ مللا الفل ُ
لرق بينهمللا؟ ..وهللذه دقيقللة جللدًّ ا لللم ُيحللر لهللا إل ُ
الخيلار إاا كلان السلعر أكثلر ملن ِسلعر ِ
الم ْثل ، ةط أبَّه ل ي ْغبن في ْثب ُت له ِ
المتأخرين ،بقول أبه إاا كان قد ْأش َ ِّ
َ ُ ُ ُ َ
العبلارات،ةط بفر ال َغبن قال «على أل ت ْغبِنَنلر يف السلعر» ل ِخ بلة» وبحلو اللك ملن ِ يعنر إاا كان قد ْأش َ
ْ
الخيار وأ َّما إن لم يحةط ف يث ُب ُت له ِخيار ال َغل ْبن حتلى يليلد الغل ْبن علن
سعر الم ْث ِ فله ِ
ُ عر عن ِ ِ
فإن زاد الس ُ
العاد ،أبظر للفرق هناك يليد السعر عن العاد والثابية يليد الغ ْبن عن العاد ،ما يف أحد منا إل و ُي ْغ َبن ُك ُّلنلا
ِ سوق إلى سوق ،وأبت ِ ُب ْغ َبن لشك ،ال َغ ْبن يختلف حتى من ٍ
تبلاأ بالمكلان الفل ين أن هلذه السل ْلع ُة ُ
تعرف َّ
بعحر ويف المكان الف ين بعحرين لكنك ألبلك بعيلد علن المكلان األول اشلةيتها بعحلرين ال َغل ْبن يًلري
ِ
بالسعر إل يف حال الحرط ،وهذه المسألة ابتبهوا لها فإبها مهمة جدا. على الًميع ِ
فالع ْبر بال َغ ْب ِن عاد ً ل
ُ
يكلون ملن بلاب التلدليس ٍ
فحينملذ الح ْلملِة، ِ
الحقيقة ُم َص َّلراه أي عليله َ ضرأ يو ٍم واحد وهر يف
فظ َّن أن هذا ْ
َفد َّلس فليس هذا َضر ُعها ليوم وإبما هو ضر ُعها ِأليام فهذا يسمى تدليسا ،فالتدْ ليس يثبِ ُت ِ
الخيار. ُ ً َُ ْ
حكم ُمت َع ِّل ٍ ا سيتكلم عنله المصلنِّف بعلد قليل وإل األصل
ٍ ُ
يخ ُّصها يف بب ًعا الت َْص ِر َية َو َر َد فيها ب
أن التَدليس ك من َث َب َ
لت عليله التلدليس ُم َخ َّي ٌلر بلين أملرين بلين َ
اللر ِّد وبلين ا مللاء لليس بله أرش األرش
خاص بالعين.
ُ
يكلون أن الطرف المقاب حقوق على الةاخر» ،الحقوق التر تكون على الةاخر يف الغالع َّ ٌ وهناك «
لع فيله َمظِنَّل ُة ِ
تدليسله ،ويف ال َع ْي ِ تقصلير يف
ٌ تقصير من ال َغابِن ،ويف التدليس منلهٌ ُ
يكون منه تقصير ،ففر ال َغ ْب ِن
ٍ
فحينمذ بقول إبه يث ُب ُت على الةاخر. علمه بالعيع وكِتْمابِ ِه له وليس جل ًما أن يكو َن عال ِ ًما به،
ِ
ُ
يكون من الحقوق على الفورية فإن الطلرف اآلخلر لليس منله تقصلير إبملا وبح ِو ِه مما
الح ْفعة ْ
ف ُ بِخ ِ
يص هذا الحرط أل َّبه بمثابة أن يقول «أبا أريدُ أن ُأقيلك» ولو لم يكن ِ ِ
فيله ع ْيلع ،أملا ُ بعد يو ٍم وليلة» بقول ُّ
ِ
صلاحع فيه عيع ف يقيد بمد ب هو على الةاخر ،الذي ِ
يص التقييد بيوم وليلة هذا َت َف ُّل من إاا كان ِ
ُ َّ ْ
ِ
المح وهو الر ُّد وا قالة أ َّما إاا ُو ِجدَ له ع ْيع فليس له ُمدَّ .
يقلول الحلليخ «مللا َللم يوجللدْ دلِيل ُ َالر َضلا» ،دلِيل ُ َالر َضللا إملا القللول أو ِ
الف ْعل ،فأ َّملا القل ْلول فللأن يقللول ْ َّ ِّ َ ِّ َ ْ ُ َ َ
ِ
اكرهتا يف اللدرس األول «ل يمكلن دائما وربما ْ بعلمها ً « َرضيت» َعل ْم ُت َف َرضيت ،وعندبا قاعد يًع أن ُ
ُ
يكلون فالرضلا فلرأ ِ
العللم ل العلم» ِ العلم»ُ ،خذ قاعد يف ك ِّ الفقه «ل ِرضا إل بعدَ ِ أن يكون ِرضا إل بعدَ ِ
ْ ُ
الفعل ؟ ..قلالوا م َّثللوا للرضلا ِ
ِ ِ
بالتصلرف
ُّ بالفعل ُمت َقدِّ ًما عل ْيه ،إ ًاا إاا ُو ِجدَ الرضا بالقول أو بالف ْع ..كيف ْ
يكون بمثاب ِة الراضر بالع ْين.
ُ والبتفاأ بالع ْين ،فإاا بدأ بالبتفا ِأ بالع ْي ِن بعد الك فإبَّه
ِ
بعله وح ْسلن يف الع ْيلع ،وهلذا واضل حتلى يف جملال ُ ٌ لع بل هلو يرى شي ًما ْعي ًبا وغير ُه يرى أ َّب ُه لليس بع ْي ٍ
يكون ملؤ ِّثرا يف ِ
الخيلار، ُ المنتًات اللراعية مث ً ؛ ولذلك بقول َج َع ال ُفقهاء ق ْيدً ا ُم ِه ًما يف الع ْيع هو الذي
ً
َ
يكلون ِ
لقيمة المبيع» ل ُبد أن ع ُمن ِْق ًصا للثمن وهذا قال فيه أن يكون « ُمن ِْق ًصا َ
يكون الع ْي ُ ما هو؟ ،..قالوا أن
ِ
وفيله ع ْيلع ،ملا ملن شلرء يف ع ُمن ِْق ًصا للقيمة فإن لم يكن ُمن ِْق ًصا للقيمة ف شلك أن ملا ملن شلرء إل الع ْي ُ
الدبيا إل ِ
وفيه ع ْيع.
يم َة َا ْل َمبِي ِع» هذا ق ْيدٌ مهم ل ِ ِ
نعرف الع ْيع المؤ ِّثر والع ْيع غير المؤ ِّثر. ِ ِ
إ ًاا قوله « ُينْق ُ ق َ
رج أشةى داب ًة فإاا ا مريلة وكان هذا المرض مما ُي ِنق ُ الع ْين. َض َر َب أ ْمثِل ًة قال «ك ََم َر ٍ
ض» ُ
قال « َو َف ْق ِد ُع ْل ٍو َو ِز َيا َدتِ ِه» ،ف ْقد ال ُعلو مث أن تكلون الدابل ُة ملث ً باقِصل ًة ِ ْل َي ٍلة مقصوصل َة ا ِ ْل َي ٍلة هلذا
ف ْق ٍد لعلو ،مقصوصة األُان أكثر من النِصف هذا عيع ي ِنق الثمن ،لمااا ي ِنق الثمن مع إبله ل ي ِ
لنق ُ ُ ُ ْ ُ ُ
ف ُأ ُابِها فلأكثر ل ُتًلل ُء يف األضلحية للن يحلةيها منلك أحلدً األُضلحية وللن اهع بِ ْل ُ اللحم؟..؛ ألن من َ
الوسلم
وس ًلما ْ
لدت فيهلا ْ
مؤثر يف الثمن؛ لكن لو َو َج َّ
ع ٌ ُت َلحر ا ،ف َيًوز لك أن ُّتردها ذا الع ْيع ألب ُه ع ْي ٌ
أثلر يف
لع لله ٌ َ
يكلون الع ْي ُ ل ين ُق ُ الثمن لكن واحد قال ل ُأريدُ ها ْ
موسو َمة بقول هلذا ل أ َث َلر لله ،فل ُبلد أن
القيمة.
ًلد مث َلله أو يعللم أن هلذه الصلفحة السلاقطة ل صفح ًة ساقِطة ،هذا ع ْيع لكنَّه يعللم أن هلذا الكتلاب للن ي ِ
َ
الم َحقل فملااا َف َعل َر َجلع
المعلام ت ول يحتلاج أبلواب العبلادات أو ُم َقدِّ مل ُة ُ
يحتاجها هو يحتاج أبواب ُ
ُ
لصاحع الكتاب وقال ُأريدُ آخذ ْأرش الع ْيع ،بقول بيلع بنظلر أبلت اشلة ْيت الكتلاب بِكلم؟ ،..بِ َع َحلر ،
بً َع ُ قيمة الحراء على جنع وبنظر كم قيمة الكتلاب يف السلوق إاا كلان سلو َّيًا قيمتل ُه يف السلوق بعحلرين
بيلاض بعحلر ٍ
إاا الفلرق بلين فيه ً لكن هو خ َّفه لر إياه فباعه بع ْحر ،قيمته يف السوق بعحرين وقيمته ألن ِ
ُ ُ ُ َ
504
قال « َت َع َّي َن َأ ْر ٌش»؛ ألن ليس له أن ُير َّدها وهر قد َتلِ َفت كمالها.
ِ
عطيله هلذا الفلرق ْأرش يًلوز للر النسلبة للنسلبة أن ُأر َّد لله الكتلاب و ُأ خمسة ،إ ًاا ُ
ُ قيم ُت ُه؟ْ ،..
يكون َ ما ٌء كم
األرش ْأرش الع ْيلع المتواجلد ِعنلدي ِ
ف الخمسل ٌة أثنل ْي ِن وبصلف يكلون ْ الع ْيع الذي جا َء ِعنْدي وهر بِ ْص ُ
سبة ُأر ُّد له أثن ْي ِن وبِصف أو ريالن وبِ ْصف.
بِن ِ ِ
َخبيل ِلر بللالثمن ْأربللع حللالت ،أحيا ًبللا ُي َخ ِّبل ُلر ُه بللالثمن ويقللول
َخبيل ُلر بللالثمن الب ْيل ُع مللع الت ْ
أبظللروا معللر ،الت ْ
عحلر» إ ًاا هنلا ُمرابحلة ِألبَّل ُه زاد ُه ثمنًلا،
سأر َب ُ عليك كذا»« ،الكتاب اشة ْي ُت ُه بعحر وس َأبيع ُه عليك بأحلد َ « ْ
506
النوأ الثالث يقول «اشة ْي ُت ُه بعحر وسلأبي َع ُه عليلك ب َعحلر » و ُي َس َّلمى هلذا « َت ْولِيل ًة» يعنلر بلنفس اللثمن
الذي أخا ُتك بالحراء سلأبي ُعك عل ْيله ،النلوأ الرابلع أن يقلول « اشلة ْي ُت ال ُك ْرتلون أو اللدَ ْر َزن «اللدَ ْر َزن يف
سلمى
وسلأبيع عليلك الواحلد َ ب َعحلر» هلذا ُي َّ
ُ اللغة أثنا عحر ح َّبلة» يقلول اشلتَر ْي ُت اللدَ ْر َزن بمائل ُة وعحلرين
شلركة أو محلاركة أي محلارك ٌة ِ
سمى هلذا ِ ِ ِِ ٍ
بالق ْسلط ،لليس َعقلد الحلركة ُ ُ « ُمحاركة» أي ب ْيع جلء من ُه بِق ْسطه ُي َّ
ليس ع ْقدً ا وإبَّما ب ْي ُع بطري الحركة.
ان َأ ْك َث َر».
قال املصنفَ َ « :متَى َب َ
لثمن مؤجل فإ َّبل ُه يف الغالللع يليللدُ يف الللثمن ولللذلك تقللول «أبللا أن الحللخ اشللةى ِسل ْلع ًة بل ٍ
يقولللون َّ
عحلر» غاللع النلاس يعمللون هلذا الحلرء ،بب ًعلا ٍ اشةي ُت منك هذا الكتاب بعحر حا َّللة أو م َؤج ٍ
للة بلاثنر ُ َّ ْ
الًمهور ،بحرط أن يتفرقا من المًلس وقد أتفقا عليه. ِ
رأي يف هذه المسألة لكن خ ف ُ الحارأ له ٌ
المخبِر بالثمن
مؤج يف الغالع أبَّه ُيلا ُد على الثمن الحقيقر ،فلو جاء هذا ُ الذي يحةي السلعة ٍ
بثمن َ
الم َصلنِّف قال اشتَر ْيتُها باثنر عحر وسكت ولم َي ُق مؤج فالحقيقة كأبَّه َد َّلس يف الثمن الذي أشةاه منهُ ،
المنتَهى عل ْيله أبَّل ُه لله ِ الخيارِ ،خيار الرد ِ
وخيار ا ْملاء أو ْ م َحى على أ َّبه ي ْثب ُت له ِ
أخذ الفرق ،والذي ناه ُر ُ ُ ُ َ
ِ ِ ِ
فلرق اللثمن فلرق اللثمن ،لليس لله ُ يار ب ْي َن ا ْملاء أو ا ْملاء مع ت ْأجي ِ الثمن فقط وليس ل ُه الرد ول ْ
الخ ُ
٦
507
ِ ِ
الم ْحةى به كما ُأ ِج َ الثمن َّ
األول ،هلذه المسلألة يعنلر يار الت ْأجي فيؤج الثمن ُ
وليس له الرد وإبَّما ل ُه خ ُ
الم َصنِّف قال فيهما .
أن ُفقط من باب َّ
زو َجتِه ْير َفع السعر جدًّ ا ألبَّله ِ ِ ِ
كأبيه أو ُأمهَ ،فإ َّب ُه يف الغالع من اشةى من َأبيه أو ُأمه ْير َفع السعر ،أو من ْ
يريد أن ينْ َف ُعهم.
ٍ
حينمذ ل ُب َقدِّ م َب ِّينَ َة الخارج. ف ِ
ثمن اآلخرَ ،ف كِ ُهما ُمدَّ ٍأ فكِ ُهما َيدَّ عر ثمنًا ِخ َ
أول ،ويًلع أن يبلدأ يف الحلِ ِ لالحلِف ً قال «ح َل َ ِ
لف بلالن ِ
َفر قبل َ ف َبلائ ٌع» ،يعنلر يًلع أن يبلدأ البلائع بِ َ َ
ِ ِ ِ ِ
ترتيبان وا ِجبانً : ا ْثبات ،إ ًاا ِعندبا
والم ْحلتَري َف َيحللف البلائع قبل ُ
الم ْحلتَري ،ثاب ًيلا ترتيع بين البائع ُ
ٌ أول
الحلِلف ِ ِ
الحلِف بالنفر قب َ ا ثبات ف َيأا البائع فيقول «واهلل ما بِ ْعتُها بِكذا» وهلو َ
ع يف اليمين أن ُي َقدِّ َم َ ِ
واج ٌ
ِ ِ ِ
المحةي َبعدَ ُه وجو ًبلا وللذلك قلال « ُث َّ
لم» َفر على ا ْثباتُ ،ث َّم يأا ُ َ
على النفر «وإبَّما ب ْعتُها بكذا» ف ُيقدِّ م َالن َ
المحةي ب ل ُبد من َحلِ ِف ِه مر ً ُأ ْخرى. ِ ِ
المحةي قب البائع لم ُي ْعتَد بِ َحلف ُ أي وجو ًبا ،فلو َح َلف ُ
ديث ِفيهما لِح ِ
بالةتيع ِ
ِ الم ْحتَري « َما اِ ْشت ََر ْي ُت ُه بِ َك َذا َوإِب ََّما اِ ْشت ََر ْي ُت ُه بِ َك َذا» ،لمااا ُأ ْل ِل َم ِ
ابلن َ قال ُث َّم َي ْحلف ُ
مسعود يف الباب وهو ب ٌ فيه.
ْ
بقو ِل اآلخر ،البائِع يقول «أبلا بِ ْعتُهلا
لسخ إاا لم ْيرضى ْ
ٍ ِ
قال « َول ُك ا َا ْل َف ْس ُخ» ،أي لك ِّ واحد ُ
منهما ال َف ْ
الخم َسلة
ْ ًوز للبائِع أن يقلول «خل ص أ ْعطِنلر
بخمسة» َفتَحا َلفاَ ،ي ُ
والم ْحتَري يقول «أبا اشةيتها ْ بعحر » ُ َ
ِ ِ
العحللر »،لوز للله أن يقللول « ُخللذ َ
محلتَري يًل ُ ورضلليت» ،ويًللوز للبللائع أن يقللول «ل ُ ..أريللدُ ْ
الفسللخ» ،وا ُل ْ َ
واحد مِن ُْهما ال َف ْسخ إاا لم ْير َضى بقول اآلخر.
ٍ أن لك ِّ ويًوز ل ُه أن يقول « ُأريدُ ْ
الفسخ» ،هذا معنى َّ ُ
ابن مسعود «يتَحا َل َف ِ ِ ِ ٍ
ان» ب ْف ًيا وإ ْثباتا. َ َ قال « َو َب ْعدَ َت َلف» ،إاا َتل َف ْت الع ْين بمفهوم حديث ِ ْ
مختَلِفلان يف قيملة ِ
الحلراء وإبَّملا يمتَل ُه» ،أي قيملة العل ْين لل ْي َس قيملة الحلراء ِألب َُّهملا ْ ِ
قال» َو َي ْغ َر ُم ُم ْحلت ٍَر ق َ
نلاه ُر ك مِهلم،كان مِ ْثلِيا ،هلذا ِ
يبذ ُل القيم َة وإن َ ًّظاه ُر ك مِ ِهم إ َّب ُه ُ
ان مِ ْثلِيا َف ِ ِ
إن كابت قيمي ًة وأ َّما إن ك َ ًّ قيمتُها ْ
َ
للم ُن
ف َي َ نلاه ُر ك مِهلم إ ْبل ق ،فقلالوا َي ْص ِلر ْ
يًوز أن يعطِ ِه مِ ْثلِيا» لكِن ِ
ًّ ُ ُْ َأخرين قال « المت ِّ
وإن كان ب ْع ُه ُ
القيم َة ُم ْط َلقا.
ع العقد وإبَّما من الطوار ِ عل ْيه كالحروط أو األَ َج َوب َْح ِلو ِهيقول أ َّما إن اخت َلفا يف شر ٍء ليس من ُص ْل ِ ُ
ْ
األص ُ يف العقود علدم وجلود ِ ِ
يست َْمس ُك بِه وهو النَ ْفر إ ْا ْ
أص ً ْ َّ
ألن مع ُه ْ باألص
ْ َاف ِأل َّب ُه ُم ْست َْم ِس ٌك
َف َقو ُل ب ٍ
ْ
أن َم َع ُه أص ً . الً ْعلِ َّية؛ ولذلك َفإ َّب ُه ُي َقدَّ ُم ْ
قو ُله بِ َّ الحروط َ
ِ الخلارجِ ،
ِ َعارف ف ُت َقدَّ ُم َب ِّينَ ُة ِ
القواعلد العاملة هلذه باألص أو عنْدَ الت ُ
ْ متى ُي َقدَّ ُم ْ
القول؟ ،..إ َّما بال َب ِّينَة وإ َّما
يف تقديم األَ ْقوال.
٦
509
قال « َف َقو ُل ب ٍ
المبيلع السل َّيار
المبيلع كلذا أو كلذا؟ ،هل َ المبِيع ،ه َف يف َع ْي ِن َ َافَ ،أ ْو َع ْي ِن َمبِي ٍع» ،اخ َت َل َ ْ
ِ ِ
ف يف قدْ ِرهُ ،ه ْم ُمتَّفقون على أبَّه با َّع ُه ُك ْ كيلو ملن ُّ
اللرز بِ َع َحلر «هل الحمراء أم الس َّيار اللرقاء؟ ،أو أخ َت َل َ
كيلو؟» ،هذا َقدْ ِره. كيلو أم عحرين ً بِ ْعتَنر عحر ً
كخ ٍ
يلار داخل ٌ يف ِخيلار الحلرط؛ وللذلك للم ي ِريلدُ ه ِ
الصل َفة ِ الخ ْل ِ
لف يف ِ يار ُ وبع ُه أه ُ العلم يرى َّ ِ
ُ ُ ْ ُ أن خ َ ْ
ُم ْست َِق .
ِ ِ ِ ِ ِ
المباعل َة كربلا َّ
أن ال َعل ْي َن ُ الدرس الماضلر َا ْ قال « َو َي ْث ُب ُت ل ْلخ ْلف فر َا ِّ
لص َفة َو َت َغ ُّير َما َت َقدَّ َم ْت ُر ْه َي ُت ُه» ،يف ْ
بالو ْصف ببدأ بالرهية. ُت ْع َر ُ
ف إ َّما بالرهية أو َ
لخ ٍ ثالِلث
لك فيهلا ل ِ َح ْ
الم ْل ِ
يًوز ب ْق ُ ِ
ُ ِ
بدون َق ْب ٍ
ه ولكن ل تكون صحيح ًة ِ
لز َم ًة ُ النوأ الثالِث عقو ٌد
َّإل بال َق ْبه وهو الب ْيع .
عر َفتِها ُم ِهم جدً ا ،وقلد َو َر َدت فيهلا أحاديلث كثيلر َ ،سل َي ْأتينابم ِ ِ
إ ًاا مسائ ال َق ْبه ُم ِه َّمة جدً ا ،والعتناء َ
يكلون ال َقلبه بِ ِ ِ
لإان َ ْ قبلاض أي أن
ُ اللر ْهن ،ول ُي ْحلت ََر ُط ا
إن شاء اهلل أ َّب ُه ل ُي ْحلةط اسلتدام ُة ال َقل ْبه َّإل يف َّ
الستِدامة. ِ ٍ
ه ولو بِدون إان ول ُي ْحت ََر ُط فيها ْ فم ْط َل ال َق ْب ِ ِ
الباد ْل َّإل يف ِ
اله َبة ،وما عدا الك ُ
هنا بدأ يت َك َّلم المصنِّف عن بق ِ ِ
الم ْلك يف الع ْين قب ال َق ْبه أبَّه ُل َيًوز. ُ َ
قال املصنفَ « :و َم ْن اِ َْت ََرى ِم ْ َياَّل َون َْح َا ُه َل ِز َم بِا ْل َع ْه ِدَ ،و َل ْم َي ِص َّح ت ََص ُّر ُ ُ ِي ِ َق ْب ٍَ َق ْب ِض ِ ».
بوت ث ثة أحاديث عن النبر ص َّلى اهلل عل ْي ِه س َّلم ب أكثر أبَّل ُه يه َقب َ َقب ِل ِه» ،لثِ ِ ِ ِ ِ
قال « َو َل ْم َيص َّ َت َص ُّر ُف ُه ف ْ ْ
ِ ِ ٍ ِ
الصـاعان»، ـري يـ َّأن يبِي ُعوا الطعا َم «حتَّى َي ُحزُو ُه إلى ِر َحـال ِهم» ،ويف حلديث آخلر «حتَّـى ُي ُْ َ ب ََهى الت ًَُّ َار ْ
حديث ابن ع َّباس قال« :وَّل َن ُظ ُّن ب ْي َر ال َط َعا ِم َّإَّل ِم ْث َل » ،وهذا يلدُ ُّلنا عللى أبَّل ُه ل ُبلد ملن القل ْبه ،وهلذاِ ويف
شر ٌط بنَ ْق الم ْلك َّية.
ْ
ِ ِ
له الم ْحلتَرى ق ْبل َ َق ْبلله؟َ ،..
لسلبب ْينَ ،ب ْع ُ الحلار ُأ علن ب ْيل ِع ُ المسألة القادمة مهمة ابتبهوا« ،لملااا ب ََهلى
َهلر ِ َّ ِ َ ِ ع ُج ْم ِ
هور ُع َلماء َ المحهور عندَ أ ْغ َل ِ
العلماء وهذا هو ْ
األر َب َعلة ،أب َُّهلم يقوللون العللة أل ْجل الن ْالمذاهع ْ
الع ْلم ،اآلن هذا الكِتاب الف ْقه ب ْأ ُخ ُذها للفائِدَ فقط ل ِ َط َل ِبة ِ
الع َّلة م ْحهور يف ُكتُع ِ
َ
وهذه ِ
ِ الل َمابِ ْين،
ال َعن َت َو ِ
٦
511
لار فيِ ِله ع ْيلع فهلو ملن بِ ْع ُت ُه ع َل ْيك و َلكنَّل ُه يف يلدي فملا دا ِم يف يلدي فهلو يف ضلماين؛ وللذلك إاا َو َجلدْ ت َص َ
ِ
الع َّلة غير صحيحة والصواب أ َّب ُه ب ُِهر عن َب ْي ِع ال َعل ْين قبل َ هذه ِ
الع َّلة وقال ِ
هذه ِالع ْلم كالحيخ تقييدي با َق َش ِ ِ
َ
ِ
بلاأ سل ْلع ًة آلخلر الم ْسللِمينَ ،ف َّ ِ ِ ق ْب ِلها ل ِ ِع َّلة َم ْق ِص ِد َ
بعله النلاس إاا َ لإن َ قلوب ُ اللغينَة من
زوال َ الح ْرأ من
لت هلذا الكِتلاب بِ ِع ْحلرين سليكون يف ثلم َو َجلد ُّتك بِ ْع ُ
زال يف يلدي َّ بِ ْع ُت َعل ْي َك هذا الكِتاب بِ َعحر وهلو ملا َ
لك إ ْعطائلك هلذا ال َكتلاب حتَّلى تكون بفسر نالمة فأ ْمنَ ُع َ ُ ب ْفسر الكِتاب يف يدي ،فيكون يف ب ْفسر ،ب ربما
دائمللا مللن
لارأ ً ُت ْعطِ َينللر ِع َو ًضللا أو أ َّدعللر َت َل َفلله أو ُأ ْتلِ ُف ل ُه بِ َق ْصل ٍلد أو بِللآخر أو أ ْبحللث عللن مسللألة ،فلِل َلذلِك الحل ِ
ار ُم ْي َترٍ َأ ْو نَائِب ِ َ ،و ِو َعاؤُ ُه َك َي ِد ِه». يع بِ َ ْي ٍٍ َون َْح ِا ِه بِ َذلِ َ
ب َم َع ُح ُض ِ قال املصنفَ « :و َي ْح ُص ٍُ َق ْب ُ َما بِ َ
الحللور ِألبَّل ُه ل ُبلد ملن ال َك ْيل َ واللوزن ول ي ْل َللم الن ْقل ِ ِ لع ُح ُل ِ
لور ُم ْحلت ٍَر َأ ْو بَائبله» ،ل ُبلد ملن ُ قال « َم َ
التمييِلل بالك ْيل وال َعلد وبحلو اللك ،والنَ ْقل معنلى زائِلد ِ
عندَ ُهم الن ْق معنى زائد عن ال َقل ْبه ،ال َقل ْبه هلو ْ
ِ
ال بِنَ ْه ٍٍَ ،و َما ُي َتن ََاو ُل بِ َتن َُاولِ ِ َ ،و َب ْي ُر ُه بِتَخْ ِل َي ٍة».
وص ْبر ٍة َومنْ ُه ٍ
قال املصنفَ َ ُ « :
ِ
الص ْب َر ِ ف ُبد فيها من بقل ألبَّهلا ل ُتكلال ول ُت َ
لوزن فل ُبلد فيهلا ملن وص ْبر ٍ َومنْ ُق ٍ
ول بِنَ ْق ٍ » ،أ َّما ُ قال « ُ َ َ
والمنْ ُقول ل ُبد فيها من بقل ألبَّهلا فيه من َب ْق ،إ ًاا الصبر ِ
ول» أل َّبه ل يعدُّ ب ْ هو متَمي ٌل ل بد ِ بق َ « ،والمنْ ُق ٍ
َ ُ َْ ُ ُ َ ِّ ُ َُ َ
وز ُن ول ُت ْل َر ْأ. ل ُت َعدُّ ول ُت ُ
كال ول ُت َ
512
ِ ِ
فسلخ ،وإاا ُق ْلنلا إبَّهلا ب ْيلع فل َي ُ
ًلوز ت ْعلي ُقهلا عللى شلرط ألبَّهلا ْ
يًوز تعلي ُ ا قاللة عللى ْ
ُ أبَّنا بقول إ َّب ُه
فإن بيع العر ِ
بون صحي . شرط ،وبِنا ًء على الك َّ ْ َ ُ ْ ْ
أن النبر بَهى عن ب ْي ُع ال ُع ْربلان ضلعيف ل َي ِصل َّ حلديث َّ
أن النبلر ما ورد َّ
ناهرا عند الصحابة ب ْي ُع ُع ْر ٌب.
ً بَهى عن ب ْي ُع ال ُع ْربان ،ب َث َب َت عن ُعمر وكان
ِِ ِ
ب ْي ُع ُع ْر ٌب هو مااا؟ ،..هو أن يقول اشتَر ْي ُت منك هذا الكتاب وهذا ُجل ٌء من َث َمنه ِريالن إلى ْ
شه ٍر فلإن
إن هذا ال ُعربون «أبظر إلى دقلة الفقله لم ُأ ْعطِ َك باقر الثمن تمام الحهر فالريالن لك والب ْي ُع م ْفسوذ ،بقول َّ
شرط «الب ْيع صلحي » ،تعليل أن ب ْيع ال ُعربون هو تعلي ال َف ْسخِ على ْ
رح َم ُة اهلل عل ْيهم» يقولون َّ
عند ال ُعلماء ْ
ِ شرط مع ِع َو ٍ ٍ
فيًلوز
ُ للفسخ ليس الع َوض هذه العحر ليست قيمة الب ْيع وإبَّما قيم ُة ْ
الفسخ ض ْ الفسخ علىْ
ِ
القاعد واألص ب هو من بلاب القاعلد ويًوز مًابًا؛ ولذلك ب ْي ِع ِه قال ليس ِخ ف
ُ الفسخ على ِع َوض
ْ
الصحيحة وليس من باب الت ْعلي .
ابن ماجة؟ ،..النبر قال« :من َأ َق َال ن ِ
َادمـا َّاد ِم» ،لِما جاء عندَ ِ قال «وا ْ ِ َقا َل ُة َفس ٌخ ُتسن لِلن ِ
َ ُّ ْ َ
لث ل ِخيلار إاا الهيامة» ،فيستَحع للمسلِم وليس بواجع بعد ابتهاء مد ِ ِ
الخيلار ْي ِن وح ْي ُ ُ ْ ُ ْ َ ُّ َأ َق َال اهَّلل َع ْث َر ُت َي ْا َم َ َ
لوجلوده للسل ْل َع ِة ْأرخل ملن
ِ ِِ ُ ِ
يكون بادم لفوات ر ْغ َبته يف الع ْي ِن ُ
المباعلة ،قلد يكلون أن ُيقي َل ُه قد جاءه ِ
باد ًما ْ ُ
أجلر والًللا ُء ملن ِجلن ِ ِ ِ
ْس ع إقا َلتُل ُه وهلذا مملا فيله ْ
لتح ُ
الثمن الذي أشةاه منر ،ألي سبع من األسلباب ُي ْس َ
٦
513
أقلال ِ
باد ًملا َ
أقلال اهلل ْس العم » ،ملن ضلار ضلار اهلل ِ
بله ،ملن َ الحر ِع َّية «الًلا ُء من ِجن ِ ِ
القاعد دائما
َّ َّ ْ ْ العم ً ،
أغاث ُم ْسلِ ًما أغا َث ُه اهلل ،وهكذا.
َ ع ْث َر َته ،م ْن
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)18
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
يملدُّ ِ صاحبِ ِه بالسوء وكان سب ًبا يف َح ًْ ِ ِ َد َخ َ الربا على ٍ
مال َّإل َأ ْف َسدَ ُه و َم َح َ بر َك َت ُه
لع َد ْع َوتله ُ وأصاب َبدَ ن
َ ِّ
ًَاب الِلك وللذلك يدَ ْيه إلى السماء يا رب يا رب و َم ْط َع َم ُه حرا ٌم و َم ْح َر َب ُه حلرا ٌم و ُغ ِّلذ َي بلالحرا ُم فأبَّلا ُي ْسلت ُ
ِ
أن المصنِّف يف هذا الباب بالحديث عن أحكلام الربلا ،واكلر المصلنِّف يف ِ
أول ُجمللة فيله َّ بدأ َ
ِّ
للربلا، الربا بوعانِ « :ر َبا َف ْل ٍ َو ِر َبا ب َِسي َم ٍة» ،ولنعلم َّ
أن َهذ ْين النوعين ُيمكن أن ُيستخرج منهلا ث ثلة أقسلا ٍم ِّ ِّ
للربا. إ ًاا بوعا ِّ
الربا اثنان لكن ُيستخرج منها ث ثة أقسام ِّ
أ َّما النوعان فهماَ « :ا ْل َف ْل ُ » وهو اللياد ،و«النَّ َسأ» وهو التأخير.
لع َ َف ْلل ٌ
ًلرد» و«ملا َج َم َ
الم َّ
ًرد» و«الن ََّسلأ ُ الم ْستخرجة من َهذ ْين النوعين هو« :ال َف ْل ُ ُ
الم َّ واألقسام ُ
وبسأ» وهو ربا الًاهلية.
الربلا ث ثل ُة أقسلام م ْع ِر َفتُهلا مهملة جلدًّ ا أل َّن وهذا الذي أقول ُه لكم قب قلي وهو أ َّب ُه َيت َ
َخ َّرج من بلوعر ِّ
الربللا وهللو الللذي قللال عنلله النبللر لع بللين ال َف ْلل َ والن ََّسللأ هللو ْ
أخطل ُلر أبللواأ ِّ يًمل ُ
القسللم الثالللث وهللو الللذي َ
ِ « :ربا الُ ِ
اه ِل َّية ت َْح َ
ت َقدَ َم َّ ». َ َ
ِ ِ
تحلريم تحريمهملا ملن بلاب ُ ًرد إبَّملا
الم َّ الربا ال َف ْل ِ ال ُم َّ
ًرد و الن ََسأ ُ المسأل ُة اْلولىَّ :
أن تحريم ِّ
الوسائ ِألبَّهما ي ْف ِل ِ
تحريم ِربا الًاهلية ،بينما ِربا الًاهلية اللذي َج َم َ
لع ال َف ْلل َ والن ََّسلأ َفت َْحريمل ُه ِ يان إلى ُ ُ
تحريم مقاصد فهو أشد.
ُ
أن ِ
يًملع ال َف ْلل َ الر َبو َّية ُم َت َع ِّل َق ٌة بال َف ْلل َ والن ََّسلأ ،وأ َّملا ِربلا الًاهل َّيلة اللذي ْ
الع َّل َة ِ المسألة الثانيةَّ :
الر َبوية أو ملن غ ْي ِرهلا ،ف ُكل َّ ملا كلان مِ ْثلِ ًّيلا فإبَّل ُه ِ ِ
والن ََّسأ م ًعا َفإ َّب ُه َي ْح ُر ُم يف ك ِّ الم ْثليات ،سوا ًء كان من الع َل ِ ِّ
516
يدخ ُ ِ
فيه ربا الًاهل َّية. ٍ
حينمذ ُ
فل ٍ ِ
الربا ْبوعان ِربا ْ ِ
وربا بَسي َمة. بأخ ُذها من قول ُ
الم َصنِّف ِّ المسألة األولى التر ُ
حسنًا هذه ْ
«الن َِّسي َمة» هر الن ََّسأ ،فقد ُأ َع ِّبر أحيابًا بالن َِّسي َمة أو بالن ََّسأ ل ْفرق.
قب أن بأا لك م المصنِّف وهو قصير إن شاء اهللُ ،أريدُ َك أن تعلم مس َأل ًة م ِهمة ِ
هذه المسألة ُت َبل ِّي ُن للك َ ْ ُ َّ َّ
الربا. ِ
كثيرا يف ض ْبط باب ِّ
تحتاجها ً
ُ أبوا ًعا وأقسا ًما
غيلر ٌ
األملوال ُ الر َبو َّية» هر التر يًري فيهلا ِربلا ال َف ْلل َ والن ََّسلأ وغ ْي ُرهلا ملن األملوال هلر « ٌ
فاألموال ِّ «
الر َبو َّية».
ِّ
إ ًاا ما ليس ِر َبو ًّيا ف يًري فيه ِر َبا ال َف ْل ول يًري فيه ِر َبا الن ََّسأ ولكن قد يًري فيه ِر َبا القروض.
ِ
وغيلره أو الر َبو َّية؟ ،..هر ِستَّة التلر جائلت علن النبلر يف حلديث ُعبلاد
ما هر األموال ِّ
قاس عل ْيها.
وما ُي ُ
ِ
فه ًما تا َّما ،و ُيصبِ ُ عندَ َك ْ
سه ٌ جدً ا. فت هذا التقسيم َس َت ْف َه َم الك م الذي سي ْأا بعدَ قلي ْ
إاا َع َر َ
غيلر ملا حلديث ومنهلا:يح ُرم هو حرا ٌم لنهلر النبلر عنله يف ِ هذا ِر َبا َا ْل َف ْل يقول الحيخ ْ
ِ
بالم ْث هذا هو المنهر عنه ِر َبلا أن بيع ِ ِ ِ
الم ْث «بِي ُعاا م ْثال بِم ْث ٍٍ» ،ف يًوز اللياد إاا كان يدً ا بيد ،المقصود َّ ْ
َا ْل َف ْل ف َي ْح ُر ُم اللياد .
مال ِر َبوي ،وغ َّيلر ابتبهوا معر!! قول المصنِّف «يحرم فِر ُك ِّ مكِي ٍ ومو ُز ٍ
ون» هذه هر معنى قولنا إ َّب ُه ٌ َ َْ َ َ ُْ ُ َ
إن األملوال بوعلان يخت َِصلر وأراد أن يقلول للك « َّ
الر َبو َّيلة دون غ ْي ِرهلا أراد أن ْ
المصنِّف لم ي ُق يف األملوال ِ َ
أموال ِر َبو َّية وغير ِر َبو َّية» ،فاألموال ِ
الر َبو َّية :هر كل ملا كلان ُيبلاأ بال َك ْيل ِ أو اللوزن ،عللى رأي ُ
الم َصلنِّف
ون» ،الفائلد األوللىَّ :
أن وهو المحهور ،فأراد أن يبين لك فائدتين يف قول المصنِّف «فِر ُك ِّ مكِيل ٍ وملو ُز ٍ
َ َ ْ َ َ ُ َ ِّ َ
أن ِ
الع َّلل َة يف األملوال ِ
الر َبو َّيلة أن تكلون َمكي َلل ًة أو ملال ِر َب ِو ًّيلا ،الفائلد الثابيلةَّ :
والم ْو ُزون فليس ً المكِي
َ غير َ
ِ ِ ِ ِ موزوبة ِ
الو ْزن» والع َّل ُة يف األربعة الباقية «ال َك ْي » ،هذا هو رأي ُ
الم َصنِّف. الذهع والف َّلة « َ فالع َّلة يف ْ
ُ ِ فإن ب ْيع غير ال َمكِي
فيًوز فيله ال َف ْلل ُم َّ
ًلر ًدا دون والم ْو ُزون كالمعدودات وغيرها
َ وبنا ًء على الك َّ
أن يكون َف ْل ٌ مع بَسي َمة.
518
يًلوز
ُ الربا» و«ال َغ َر ْر» أل لا عقلود وتللك معقلود عليلهِّ « ،
الربلا» ل فم َح َّرم الع ْين له أحكامه ُيه ُمنا هنا « ِّ
ُ
ِ ِ ِ ِ ِ قلي ُله ول كثيره َّ ِ
كثيلرا بِخل ف ع َّللة َ
الغلر ْر هم ِربا ُيفسدُ مال المسلم و َي ْح ُر ُم عليه سوا ًء كلان قللي ً أو ً
فإن د ْر َ ُ ُ
الغر ِر اليسير بإجماأ.
«كالًهالة» مث ً وعدم ال ُقدر على التسليم فإ َّب ُه ُي ْعفى عن َ
الربا فإ َّب ُه َي ْح ُر ُم قلي ُل ُه وكثير ُه لسببين: ِِ ِ الغر ْر فإ َّب ُه ُي ْع َفى عن ِ ِ
يسيره ،وما ُح ِّر َم لع َّلة ِّ إ ًاا ما ُح ِّر َم ألج ِ َ
اللذبع يف الحلرء
ُ وج ْر َم ُه أعظم عند اهلل ،وك َّلما َع ُظ َم إثم ُه أشدُّ ُ السبب اْلول :لخطور ِ
الربا َ
المسللِم ملن أشلدِّ اللذبوب «العتلداء عللى دم المسللِم َّ ك َّلما كان ل ي ْغ َت َفر عن قليلِ ِه ول ِ ِ
فلإن دم ْ كثيره كلدَ ِم ْ ُ
المسلِم ب َح ُر َم َل ْط ُم ُه و َب ْك ُلل ُه ،فلدَ َّل اللك عللى أبَّل ُه ك َّلملا أشلتدت ُح ْر َملة الحلرء ِ
المسلم» ولذا َح ُر َم َج ْر ُال ْ
ْ
ُك َّلما كان الخطور ُ فيه أشدَّ ولم يؤان يف قليله.
السبب الثاين :قالوا َّ ِ
الربلا «حل ُّ اهلل ،»فهلو ُح ِّلر َم لحل ِّ اهلل فلنحن ألن الع َّللة يف ْ
تحلريم ِّ
ِ
وكثيره. ُم َت َع َّبدون ذا التحريم ،ولذا يكون الكمال لمتثال بكمال المتناأ فت َْمتَن ِ ُع عن قليلِ ِه
ِ
هذه مسألة أخرى تتعل بتحقي المناط.
تصرف كثير من الناس إبَّما هو جائل هلذا يًلوز ،قلد تلذهع ف بد من فهم ِ
هذه الدقائ لكر تعلم َّ
أن ُّ ُ
لحخ فتقول له «معك عحر ريالت؟» فتقول له « ُخذ معك ف َّكة؟» يقلول «ملا معلر إل خمسلة» فتقلول
«أعطنر الخمسة وأسامِ ُح َك على الباقر» ،إ ًاا هر هبة ألبه قال «سامحتُك» عللى القلولين ألبله بل َّ عللى
ٍ
حينمذ تكون من باب التلاُّأ ألن المسامحة فإن لم ينُ على المسامحة فعلى القولين م ًعا أبَّها جائِل أل ا
ُ
الم ْقصد أ ا تاُّأ.
َ
قال املصنف« :وبِ َغيرِه مطلها بِ َير ٍ
ط َق ْب ٍ َق ْب ٍَ َت َق ُّر ٍق». ْ َ ْ
أقلول ع ْيلع وإبَّملا هلو َم ْق ِصلد وهلو قول المصنِّف« :وبِ َغيـرِه» ،المختَصلرات ِ
الف ْق ِه َّيلة فيهلا َم ْق ِصلد ول ُ ُ َ َ ْ ْ
نه يف ح هذه األلفلاظ العلم ِا ْه ِ
يًاز يف األلفاظ ،وهذا الم ْق ِصد قالوا لكر يكِد بالع ِ ُ وجود اللمائر وا
َ َ
ِ
راءتله ال َّلفلظ سل َأ َل ث ثلم بعلدَ اللك أي بعلدَ قِ ِ
ملرت ْين أو ثل ً َّ فإاا َكدَّ ا ْهنَ ُه يف حل هلذه األلفلاظ فقلرأ اللفلظ َ
فإن المعلومة تث ُبت يف ِا ْهن ِ ِله ول ينْسلاها ،فهلر مقصلود للفقهلاء يف ْعلد الللمائر ويف
وراجع إلى الحروال َّ
العلم ك أحد. إيًاز األلفاظ لكر ل يتصور على هذا ِ
ِ ِ
ُسم عنْها أبو بكر و ُعمر { :ﯯ ﯰ} [عبسُ ،]31:سم َ أبو بكر ملا معنلى « َأ ًّبلا»؟ ،..ملع أبَّل ُه َفصلي ُ
لت يف كِ ِ أرض ُت ِق ُّلنلر إن ُق ْل ُ
سلماء ُتظِ ُّلنلر وأي ٌ ٍ
تلاب اهلل ملا ل ال ِّلسان َع َربِ ُّر التقوي والبيان ،فقلال ُّ « :
أي
وأبيه و ُأمِ ِه إن قال يف كتلاب اهلل ملا ل يعللم»، ِ أعلم» ثم ُسمِ َ عن بفس اآلية ُعمر فقال ُعمر َ « :و ْي َ ُعمر
ملون بغ ْي ِلر ِ ِ
ولملا أصل َب َ النلاس َي َت َك َّل َ وو ْح َيل ُه والع ْللمَّ ،فاب ُظر أولمك القوم َش ُرفوا بِ َت ْعظيمهم كل م اهلل َ
ِ خو ِض ِهم» ولو َّ ِ ِ ِع ٍ
جاهل ٍ أن ك َّ وأرضاه« :الع ْل ُم بُق َطة َك َّث َر ُه الًاهلون بِ ْ
لم ض ُّلوا وزاغوا؛ ولذا قال َعل ُّر ْ
َس َكت ما َحدَ َثت ا سل م فِ ْتنَلة ،ملا أسلتُبي َ الحلرام ،ملا اسلتبيحت األعلراض ،ملا اسلتبيحت األملوال ،ملا
الم ْسللِم اعللم َّ ِ ِ
أفلل
أن َ القول على اهلل بغ ْير عللم ،وللذا أ ُّيهلا ُ استبيحت الدماء ،ما ُح ِّر َم الح ل َّإل بسبع ْ
للم يف سلبي اهلل، العلم ولذا كان بالع ِ
الع ِ ال ُقربات عند اهلل بعد أدائِ َك الفرائه أن تسعى يف َب َلبِ َك ِ
ُ ُ
ِ
لم النلاس إن اهلل وم ئ َكتَل ُه ل ُي َصل ُّلون عللى ُم َع ِّل ُ
قاله اب ُن ع َّباس فطالع العلم َم َث ُل ُه كم َث ِ الغازي يف سبي اهللَّ ،
إن َه ِذ ِه الدُ ْن َيا َم ْل ُعانَة َم ْل ُعان َما ِ َيها َّإَّل َر ُجٍ َبـدَ ا َعالِمـا َأو ُم َت َع ِلمـا»،
الخ ْير ،والنبر يقولَّ « :
أن ال ُعلملاء أرادوا يف ُم ْخت ََصلراتِهم َّأل َي َت َص َّلور كل ُّ ع ِاكْر هذا يف قلية العلمَّ ، ِ ِ
فالع ْلم ُم ِهم جدًّ ا ولذلك َ
باس َ
ثم ُي ْفتر بِها ويتَك َّلم وكأ َّب ُه قد َج َل َم بِها وهذا. ِ
أحد على الع ْلم ،بعه الناس يذهع يف النت فيًد المسألة َّ
فيًلوز ب ْيلع الر َب ِو َّيلة، زون بِ َغ ِ ِ
ويًوز بي ِع المكي ِ والمو ِ قول المصنِّفَ « :وبِ َغ ْي ِره» ،أي:
ُ يلره ملن األملوال ِّ َْ ُ ْ َ ْ
ِ ِ ِ أيللا ِجلن ٍ ويًوز بيع البر ِ ْس بِ َغير ِجنْ ِس ِه، ِجن ٍ
ْس بِغ ْيلر جنْسله َّ
مملا ويًلوز ً
ُ بلالمل ، ُ ْ ُ ِّ فيًوز ب ْيع ال ُب ِّر بالحعير،
ُ
بالمكي ِ. ِ
الم ْوزون َفيًوز ب ْيع َ ُ أختلف بِ ِع َّل ٍة ِّر َب ِو َّية،
يًوز ب ْي ُع ِ
الًلنْس بِ َغيلره ملن ُ قول ُه « َوبِ َغ ْي ِره» أي
قالُ « :م ْط َل ًقا» ،أي سوا ًء َتماث أو لم يتَماث ،إ ًاا عندبا ْ
أختلف َمع ُه يف ِع َّل ٍة ِّر َب ِو َّية مطل ًقا سوا ًء َتماث أو لم يتَماث .
َ الع َّل ِة أو
األجناس ،سواء أ َّتحدَ يف ِ
ً َ ْ
ِ ِ ِ ه َق ْب َ َت َفر ٍق» ،هذا الحرط القبه قب التفرق فيما إاا باعه ِ قال« :بِ َحر ٍ
ْس َغيلر جنْسله بِ ْ
حلرط بًن ٍ ُ ُّ ُّ ط َق ْب ٍ ْ
الر َب ِو َّية. ِ ٍ
أن يتَّحدا يف الع َّلة ِّ
ِ
لوي ل بُريلدُ ه غيلر ِر َب َّ
لويُ ، وغيلر ِر َب َّ
ُ انظروا مع !! بحن ُق ْلنا يف أول الدرس األملوال تنقسلم إللى ِر َب َّ
لوي
والف َّللة» و ِع َّلت ُُهملا اللذ َهع ِ ِ ِ
الر َبو َّيلة تنقسلم إللى ع َّلتل ْين أو قسلم ْين « َ ُ أخرجوه عنَّا لن بت َك َّل َم عل ْيه ،واألموال ِِ
ٍ
قبه قبل قول ِ ِه « َوبِ َغ ْي ِره» أي باألموال ِ
الر َبو َّية مطل ًقا بِ َحرط يح ُر ُم ال َف ْل وهذا معنى ْ ا ِّلربا ف َي ْح ُر ُم الن ََّس ُأ ول ْ
ِ ِ
المبيع مما يتَّحدُ م َع ُه يف ع َّلة ِّ
الربا. ُ التفرق إاا كان ُّ
الرباُ ،أ ِعيدُ ها للمر األخير . فهمتُموها فقد ِ
فهمتُم بصف باب ِّ هذه المسألة هر أهم مسألة إن ِ
ِ ِ ِ يًلوز ب ْي ُ ٍ
الم ْلوزون بالك ْيل ، لع ملال ِر َب ِلو اي بِمثلله إاا كلان َّ
مملا ُيكلال بلالوزن ولب ْيلع َ ُ العلماء يقولون ل
أشرال لكم ِ
هذه المسألة ..ببدأ بالدلي .
أوَّل بالــدليٍ :النبللر كمللا َث َبللت مللن حللديث ابللن ُعمللر قللال« :الـ َـا ْز ُن َوز ُْن َأ ْهـ ِ
ـٍ َم َّ ــة
هلذه األحكلام المسلألة التلر وال َ ي ٍُ َكي ٍُ َأه ٍِ الم ِدينَة» ،هذا الحديث َف ِهم منه الع َلماء أحكاما كثيلر ،ملن ِ
ً ُ َ َ َ ْ ْ ْ
الاز ُْن َوز ُْن َأ ْه ٍِ َم َّة .».يعنى األشياء التر كلان َي ِلبُهلا أهل قول النبر َ « : الرباْ ،تتعل معنا يف ِّ
ِ فالعاَ بِ َب ْي ِعها بالوزن ،فإبَّهم ِيلبون مكة ِ
وزبًلا الذهع والف َّلة وغير الك ملن األملور وزبلا والمعلادن ُت ُ
بلاأ ْ َ
التملر ملن الثِ ِ
ملار «وأ َّملا غيلر ُه َ
ِعنْدَ هم ،وأما أه ُ المدينة فقد كابوا ي ِلبون َالحبوب و ي ِلبون ِ
المل َ و َي ِلبلون َ َ َ َّ
بالح َّبل ِلة كالفواكِلله ولللذلك فل ُت َسل َّلمى كل ْي ً » ،إ ًاا هللذا معنللى
مللن الثمللار فلللم يكوبللوا َي ِلبو َبل ُه وإبَّملا يبيعوبل ُه َ
الحديث.
يًلوز
ُ هذه األشلياء التلر كابلت ُتبلاأ يف عهلد النبلر وزبًلا وكل ْي ً هل انظروا مع !! بيع ِ
ُْ
ِ ب ْي ُعها بِ َغ ْيلر المعيلار الحلرعر؟ ،..ملا هلو المعيلار الحلرعر؟ ،..المعيلار الحلرعر َّ
ع والف َّللة ُت ُ
بلاأ اللذه َ
أن َ
يًوز ب ْي ُعهلا بِ َغ ْيلر المعيلار الحلرعر
ُ بالوزن واألمور األخرى ُت ُ
باأ بالك ْي ،هذا ُي َس َّمى المعيار الحرعر ،ه
أم ل؟ ،..بقول ِعنْدَ با ث ث حالت أوث ثة عقود.
إن النقلدانون َال َّث َم ُن َأ َحدَ َالنَّ ْقدَ ْي ِن َف َي ِص ُّ » ما معنلى هلذا الحلرء؟ ،..يقلول َّهذا القيد المهم «إِ َّل َأ ْن َي ُك َ
ِ
القاعلد الموزوبلات فعللى األص أ ما ُيباعان وزبا هذا هو األص ؛ لكن إن ُأ ْشلت ُِر َي بالنَّقلد ْين شلر ٌء ملن ْ
ِ
بالنقلد شرء من الموزوبلات غيلر النقلد ْين ٍ يًوز ِشرا ُء
ُ الواجع أن بقول إ َّب ُه ل ُبد من التَقا ُبه ؛ لكن بقول
لراء الحديللد فإبَّل ُه مللوزون ،وشلراء النُحللاس فإبَّل ُه مللوزون ،وشلراء كل ملا ُيبللاأ وزبًلا فإ َّبلله يًلوز شللرا ُءه كح ِ ِ
المنْ َع ِقللد ،وكللان النبللر َ ين َْسل ُأ أي يحللةي للجمللاأ ُ ْ بسل ًأ «أي بتللأخر» فهل ِلذ ِه ُم ْسل َت ْثنا
بالنقللد ْين َ
وزبا.
باأ ْ الحرء د ْينًا يف ٍ
كثير من العقود التر ُت ُ
قال املصنفَ « :و َي ُُا ُز َب ْي ُع َم ِ ٍ
يٍ بِ َم ْاز ٍ
ُون َو َع ُْس ُ ُم ْط َلها».
بالمكي ِ يًلوز وب ْيلع هذه المسألة التر ْأور ْدباها قب قلي َّ هذه اكر ُتها لكم قب قلي ِ ، ِ
أن ب ْي َع الموزون َ ْ
ِ ِ
الربلاَّ ،
فلإن بالموزون يًوز مطل ًقا سوا ًء كابت فيها ب ََسأ أو لم يك ْن فيها ب ََسأ َألب َُّهما ُمختلفان يف ع َّلة ِّْ المكي
َ
ف ِ
الع َّلة ِ
فيهما. والموزون ِع َّلة تختلِ ُ الك ْي ِع َّلة
ْ
ملد اهلل سله لليس بالصلعع ،ب ْيلد أن أن مسألة الربا مسأل ٌة مهم ٌة جدًّ ا وبلاب الربلا بِح ِ ُتفيدُ يف حيا ُتنا َّ
َ ِّ ِّ
الخل ف فقلط إن ُح َّللت ِ ث مسائ ُك ِّلية هر مح فيه ِخ ًفا بين أه العلم يف ث ِ أن ِ من صعوبة هذا الباب َّ
فإن المسائ التر بعدها ُمتَّف ٌ عليها بين أه العلم وهذا ما جعل بعله أهل العللم هذه المسائ الث ث َّ ِ
الربا حتى قد ثبت عن ُعمر أبَّه قلال« :قلد ملات النبلر وبلودي ِ
يستحكلون بعه مسائ ِّ
الربلا» ،فقلد كلان ُعملر ُ ي ْحلكِ ُ عل ْيله بعله
واكلر منهلا ِّ
َ ث مسائ واكلر منهلا الك لل َة أن اسأ ُله عن ث ِ
ُ
َّ
فلإن النبلر المسائ ،معنى قو ُلنا أبَّه ُيحكِ عنلد بعله النلاس لليس معنلى اللك أبَّله للم يظهلر بل هلو حل
يليغ عنها َّإل هالك.
كنهارها ل ُِ الم َح ًَّ ِة البيلاء لي ُلها ما مات َّإل وقد َت َركنا على َ
يقول الصحابة قلام النبلر عللى مِنْب ِلره ملا ين ِْل َلله ملن منلا ِِه اات يلو ٍم َّإل حاجلة كالصل ِ
ُ ُ َ
ِ
السماءَ ،علِ َم ُه من َعلِ َمل ُه َ
وج ِه َلل ُه الطائر يف َّ
ُ وحاجة المرء من بعا ٍم وب َْح ِوه ،فما َترك شي ًما َّإل وب َّبمنا عنه حتى
سه وواض بحملد اهلل ،واهلل قلد ُي ْخفلر بعله باب ْ الربا ٌ الربا َّ
فإن باب ِّ من َج ِه َل ُه ،وكذلك ِّ
هلذه ِ
الح ْك َملة ُم َت َعلدِّ د منهلاُ ،ي ْبتَللى الملؤمن يف قللية الشلتباه وللذلك ح ْكملةِ ،
ِ ِ ِِ
أحكامه عن بعه النلاس ل َ
يقول اهلل { :ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [األبفال ،.]37:اهلل يًع على بعه الناس بعه
الح َـال ُل َبـ ِي ْن َ
والح َـرا ُم الخبيث م َن ال َّط ِّيع ،كما جاء يف حلديث النعملان بلن بحليرَ « : َ المسائ ُم ْح َتبِهة ل ِ َي َ
ميل
ات َ َهدْ ْاس َت ْب َر َأ لِ ِدينِـ ِ َو ِع ْر ِضـ » ،فهلذا اللذي َخ ِف َلر عللى بعله َب ِي ْن َوب ْين َُه َما ُأ ُمار ُم ْي َتبِ َه ْ
ات َ َم ْن ت ََر َك ُ
الي ُب َه ْ
خو ًفا وإبابة وخح ْي ًة من الوقو ِأ ملن ِ ِ ِِ
الناس ح ْك َمته أ َّب ُه إن َخف َر عليك وكنت من أه العلم َترك َت ُه هلل ْ
ِ
وهذه ُم ِه َّمة لنا باعتبار أبَّنا بتَلدارس هلذا الح ْك َم ِة كذلك الحرام ار َت َق ْت درجت َُك عند اهلل درجة ،ومن ِ
ََ َ
أن خفاء بعه األبلواب فيهلا ِحكمل ٌة عظيملة لِيب ُلذ َل باللع العللم جهلده ويعنَلى غايلة ِ
العنايلة بِلتَع ُّلم الباب َّ
ْ ُ ُْ َْ َ
الناس فلل َ الِلك العلالم عللى غ ْي ِلره؛ وللذلك ِ
بالع العلم على غيره و َي ْع ِرف ُ َ الحكام ل ِ ُي َف ِّل َ اهلل
واضحة لمن و َّف َق ُه اهلل وهداه. هذه المسائ البسيطة وهر جلِية ِ ِ
َ َّ
أن الملرء يت ََل َّلرأ هلل بِلأن ُي ْر ِشلدَ ُه للهلدى ،هلذا ببِ ُّينلا خفاء بعله المسلائِ َِّ كم كذلك يف من ِ
الح ِ
يٍ َ ــاطِ َرـم َر َّب ِج ْبرِيـ َـٍ َو ِمي َائِيـ َـٍ وإِ ْســرا ِ َ
كللان يف قيللام اللي ل مللااا يقللول؟ ،..يقللول« :ال َّل ُهـ َ
ـن ات واْلَر ْض ..إلى أن قال ..إِه ِدنِ «..يف قيام ال َّليل يقلول إِه ِلدبِر» ..إِه ِـدنِ بِمـا ُأ ْهت ُِل َ ِ ِ ِ ِ
ـف يـ م َ َ ْ ْ ْ الس َم َاو َ ْ
َّ
وأن ما َح َو ْت ُه مكتبت ُه الم ْست َِهيم» ،بالع العلم إن ن َّن َّ
أن اكَا َءه َّ ِ ِ ب إن َ ِ
َّب ت َْهدي َم ْن ت ََيان إ َلى ص َراط ُ الح ِق بِِ ْذنِ ْ
َ
فته الح َّ من الصواب فقد هلك؛ إبما الهادي هلو فيه يف مع ِر ِ
من الكتع وما با َله من الحهادات هو الذي ي ْك ِ
ْ ُ
526
أن ِا ْهنَللك قللد لاح َب ُه للصللواب ،ولللذا يف لحظللات تًللد َّ اهلل هللو الللذي يهللدي وهللو الللذي ير ِشللد صل ِ
ُْ ْ
ِ است َْحك عليك يف المسألة وقد ابغل َ عليلك يف ِ
سلاجدً ا وج َهلك هلل أن ُت َم ِّلر َغ ْ
فهمهلا فملا عليلك َّإل ْ َ ْ ْ
ناجيا وبالِبا له أن يه ِدي َك للصواب ،كان من ِ ِ ِ
ف إاا َأ ْش َك َل ْت دعاء ٍ
كثير م َن الس َل ْ َْ َ ً ُ داع ًيا سائ ً و ُم ِ ً
لم ُس ل َل ْي َ ِ ِِ
مان لم آ َد َم َع ِّل ْمنللر َو َيللا ُم َف ِّهل َلم َيللا ُم َع ِّلل َعللليهم مسللألة أ َّب ل ُه يللدعو اهلل يف ُسللًوده ويقللول« :ال َل ُهل َ
تحصيلِه وإبَّما َيكِ ُ أ ْم َر ُه إلى ِ ِ ِ
بالع العلم إاا َأ ْش َك َل ْت عليه المسألة ل يث ُ بِذكاءه ول ي ْعتمدُ على ْ ُ َف ِّه ْمنِر»،
بصوص شرعية ،وهذا ُم ِهم. ٍ يبنر على اهلل لكن ليس ُ ِ ٍ
بم ًَ َّرد وهم أو ن ان منه ب ل ُبد من أن َ
الحكم وغ ْي َرهلا ُم ِه َّملة ،وللذا باللع وهذه ِ ِ يسأ ُل ُه الهداية، ِ
دائما ُم َت َعل باهلل ْ
ولذلك بالع العلم ً
ِ
ومرات حتَّى يفهمها ،ل ُبد أن ُت َك ِّلرر كرات َّ كر َره ور َّد َده وأعا َده َّ
عع شي ًما َّ العلم ُي ْعنى بِتَع ُّل ِم العلم فإن ْ
است َْص َ
ِ ِ
تستَصعع العلم َفتت ُْركَه ،من ترك ش ْي ًما فقد فا َت ُه بِةْك هذا العلم أشلياء أكثلر و ُأ ً
ملورا أشلد العلم إ َّياك إ َّياك أن ْ
الخل ف يف بعله لم اهلل يف الخلت ف أبَّله ربملا قلد يراعلى ِ وهذه ملن ح ْك َم ِلة اهلل ،وملن ِح َك ِ ِ
ُ ُ
ٌ
حديث آخر. ًاز يف بعه المسائِ ما ل ُي ُ
ًاز يف غ ْي ِره ول ُه ِ
المواضع ف ُي ُ المسائِ ويف بعه
ُلك داري» رجل ً آلخلر «بِ ْعت َ عما يتعل بالدُ ور والعقار ،يقول الحيخ « َوإِ َاا َب َ
اأ َد ًارا» ،لو قلال ُ بدأ يتك َّلم َّ
يحلم ُ أملرين «يحلم األرض» وهلذا معنلى قول ِ ِله « َش ِ
لم َ ِ
اللدار» ْ ِ
العقد على ب ْيع الدار فإبَّل ُه « ً
لفلظ َفنَ َّ يف
ْ ْ
مص َل َحتِها.ِ ٍ ِ َا ْلبيع َأر َضها» َ ِ
وشم َ ك َّ ُمتَّص ل ْ َْ ُ ْ َ
المت َِّصللل ُ ِ ِ ِ قلللال« :لف َظل ِ
مصللل َل َحتها ،ملللا هلللو ُ
المتَّصللل َ ل ْ
للم ُ ُ
تحلللم أملللر ْين «األرض» و َت ْحل َ للة اللللدار» ْ
باعتبلار زمابِله فقلال « َكبِنَاء َهلا ،وسل ْق َفها» أي سل ْق ِ
ف البِنلاء ،لملااا أ ْف َلر َد ِ المصنِّف أ ْمثِ َل ًة ِ ِ
َ َ َ َ َ مص َل َحتها؟ ،..اكر َ ل ْ
الًدُ ْر دون الس ْقف ِأل َّن السل ْقف كلان ُيبلاأ ٍ
الس ْقف؟ ،..إلى عهد قريع وبذك ُُره وبُدْ ِر ُك ُه كان الناس يبيعون ُ َ
فيكون للسقف قيمة مختلِفلة علن قيملة
ُ من َبر «ي ْطوى» يعنر يًع من َبر من ِحًار فيبيعون ِ
الحًار ُ َ
لع للله البيللت دون السللقف فللال َطو الللذي يكللون يف السللقف أو ال َفل ْلرش ُيسل َّلمى ال َفل ْلرش وهللو البيللت ،فقللد يبيل ُ
غيرها يف بيلوت جليلر العلرب جمي ًعلاُ ،ي َس ُّلموبَها َف ْر ًشلا الم ْعت َِرضة موجود يف بيوت المدينة ويف ِ ِ
الحًار ُ
السقف َمعه.
ُ وحدَ ُه دون البيت لكن إاا قال «بِ ْعت َُك الدار» َ
وس َكت ف َيدْ ُخ ُ يبي ُع ُه ْ
قديما كابت ُتباأ ُمنْ َف ِصللةً ،فلإاا كلان منصلو ًبا أي ُمت َِّصل ً بِ ِله فإبَّل ُه ْ
يح َلم ُله قالَ « :و َبا ًبا َمن ُْصو ًبا» األبواب ً
منصوب وإبَّما مِث ال َّل ْوال َ
يوضع و ُيلال فإ َّب ُه ليس تابِ ًعا ل ُه. ٍ وأ َّما إاا كان غير
مص َل َحتِها.ِ ِ
الخابِ َية َ
المدْ ُفوبَة ً
أيلا ُمتَّصل ٌة ل ْ ثم قالَ « :و َخابِ َي ًة َمدْ ُفو َب ًة»َ ،
َّ
528
قال املصنفََّ « :ل ُق ْقالَ ،و ِم ْقتَاحاَ ،و َب َْرة ون َْح َا َها».
لديما ِعنْللدَ ُهم ال ُق ْفل كبيللر ولل ُه قيمللة والمفتللاال كبيللر يكللون بِحًللم اليللد، ِ
قللالَ « :ل ُق ْفل ًَ ،وم ْفت ً
َاحللا» ،قل ً
يحللم ُله ،هللذا بب ًعللا علللى ُعللرف السللابِ س لن ِ ِ ِ
َرج ْع ْ والمفتللاال وال ُق ْف ل ممكللن أن ُينْق ل أي مكللان فلللذلك ل ْ َ ُ
لقاعدتِنا بعد قلي .
قالَ « :و َد ْل ًوا» ،الدَ ْلو الذي ُين َْل ُأ ِبه الما ُء من البمِر.
ٍ ِ ِ
أل َّب ُه يكون زرأ حينمذ ناه ًراَّ ،إل إاا ْأش َط َر َت ُه ُ
الم ْحتَري فيًوز.
اع َنخْ ال ت ََي َّه َق َط ْل ُع ُ َ ا ْل َث َم ُر َل ُ ُم َب ًّهى إ َلى َجدَ ٍاد َما َل ْم َي ْيرِ ْط ُ ُم ْي َترٍ».
قال املصنفَ « :و َم ْن َب َ
التملر عللى شلك ِ أكْملام يعنلر ُ أن أكْما َم النخ ِ تتح َّق هكذا ..تن َْح ُ ..
يخر ُج التح ُّق النخ تًدون َّ َ
ِ
الناس فيه ال ِّلقاال َ ..و ْض ُع ال ِّلقلاال هلذا ُي َس َّلمى َتل ْأ ً
بيرا ُ ثم يتَح َّق فإاا َتح َّق َج َع َ
على شك الحرء الصغيرَّ ،
ثم بعد الِك إاا بدا ْلوبُل ُه ُم ْح َم ًلرا أو ُم ْصل َف ًرا كلان حينمِ ٍلذ بلدأ ِِ
نهوره َّ ِ
التمر وهذا َبد ُأ يخ ُر ُج بعد الك ِعنْ ُ
ثم ْ
َّ
ص ُحها.
صلغيرا الم ْح ِ
لم ْش فإبَّل ُه إاا ابتقل َ ملن الن َْلور وأصلب َ يبلدو وللو ِ زه ًرا مِ ْثل ُ
يكون ب َْو ًرا يعنر ْ عه الثمرَب ُّ
ً
يحت َِر ْب ُه ْ
المحتَري. َمذ يصب ُ تابِ ًعا للبائِع ما لم ْحمحا صغيرا فإ َّبه حين ٍ
ُ ً مِ ً
قال املصنفَ « :و ََّل َي ِص ُّح َب ْي ُع َث َمرٍ ِم ْن َق ْب ٍْ ُبدُ ِو َص َال ِح َ ،و ََّل ز َْر ٍع َق ْب ٍَ اِ َْتِدَ ِاد َح ِب ِ لِ َغ ْيرِ َمالِ ٍب».
ِ ِ
الثملر دون األصل ،الثملر لع
دائملا تعلرض لنلا ،وهلو ب ْي ُ
المصنِّف هنا عن مسألة ُمهمة وهذه ً بدأ يتك َّلم َ
يًوز ب ْي ُعه.
ُ اد ِه ما يف شك أ َّب ُه
هذا بعد ق ْط ِف ِه وبعد جدَ ِ
َ
يكون ب ْي ُع ُه قب َ َ
الًدَ اد وقب القطف وقب الحصاد لكن بعد ُبدُ ِّو الص ال ،ب ْي ُعل ُه ملااا َ الحالة الثانية :أن
أيلا يًوز ..لِح ِ
ديث أب َْس. على سبي البفراد؟ً ،..
َ
الًلدَ اد»
الًدَ اد «بالعق أص ً ك الناس يبيعون ويحةون من السلوق بعلد َ ِ
الثمر وحدَ ُه بعد َ إ ًاا َ ..ب ْي ُع
532
يًوز «المفروض َّأل أاكُر الحالة األولى العقلية» ،الحالة الثابية قب الًدَ ِ
اد «بمعنى َّ
أن الثمر ما زال عللى َ
الحًر » وبعد بدُ و الص ال فيًوز لِح ِ
ديث أب َْس وسأاك ُُره بعد قلي . َ ُ ِّ
ثة أشخاص أو يف ثل ث حلالت« :ملع أصللِها» تبي ُعهلا ملع يًوز بيع الثمر على سبي البفراد لث ِ إ ًاا
َ ُ ُْ
حرط َج ِّلها ،الحاللة الثالثلة «لِمالِكِهلا» كيلف يكلون اللك؟ ،..قلد يلأا
أصلِها مع األرض ،الحالة الثابية «بِ ِ
َان ُمنْت َِقعا بِ ِ َو َل ْي َس ُم َياعا». قال املصنف« :لِ َغيرِ مالِ ٍب َأص ٍٍ َأو َأر ِض ِ إِ ََّّل بِ َير ِ
ط َق ْط ٍع إِ ْن ك َ ْ ْ ْ ْ ْ َ
لع الثملر ِ قبل ُبلدُ ِّو الصل ال ِ
األَ ْص ْ هو الحًر ،هذه هر الصور التر اك َْرباها قب قلي «أ َّب ُه يًوز ب ْي ُ
تلأخ َر يف َق ْط ِعهللا فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ َي ْب ُطل العقللد، ِ
بحلرط الق ْطل ِع يف الحلال» يًلع أن يكللون الق ْطل ِع يف الحلال َف ْ
لإن َ
المصنِّف.
وسيأا ك م َ
شرب ْين :اليرط اْلول« :أ َّب ُه ل ُبد أن تكون الثمر ُمنت َِف ًعلا لا قبل ُبلدُ ِّو الصل ال»، المصنِّف هنا ْ
واكر َ
يً ُّلها ويًعلها للبهائِم ،بعه النخ قيمتله رخيصلة ِ
التمر عندبا من اشةا ُه قب ُبدُ ِّو الص ال ُينتفع به فإ َّب ُه ُ
وبحوهلا فحينمِ ٍلذ يعللم أبَّله للو أب َْل َلل ُه
ِ أن هذا النخ قلد أصلا َب ْت ُه آفلة كال َعت َِّلة للم ِ
لارأ َّ جدًّ ا جدً ا جدً ا ،أو يظهر ُ
فيًوز ل ُه ب ْي ُعها قب َ ُبدُ ِّو الص ال لكن بِ َح ْلرط
ُ بقيمة ُت ِ
عادل القيمة التر خسرها، ٍ للسوق بعدَ شهر ْين لن يأاَ
فيأخذها ويعطيها للبهلائِم فيأكلو لا ،هنلا ُمنتَفلع لا قبل ُبلدُ ِّو
يأخ ُذها من أصحاب البهائِمُ ، الًل َف َي ًُ ُّلهاُ ،
َ
الص ال ففيها منفع ٌة قب ُبدُ ِّو الص ال.
ٍ
واحلد أضلر ُب مِ ً
ثلال َّإل بالنخل َف ُكل ُّ ِ ف يف النخل فقلط وللذلك ل ص حه ،وأبلا ل أعلرف الل ْيتلون ِ
أعلر ُ
ف ما ِعندَ ه من اللرا َع ِة يف بي ِ
ته. ِ
يعر ُ
ْ ُ
ملرعة ملن ال ُب ِّلر ملث ً لل ُه ُث ْل ُثهلا ِ يكون ُمحا ًعا» معنى ُمحا ًعا يعنر َّ َ
أن الحخ عندَ ُه َ اليرط الثاين« :أن ل
ِ ِ
ع األرض شلري ُكك بلال ُث ُل َث ْين الً ِّل اآلن» لكن ُث ْل َثك غيلر ُمت َِّميلل فقلد يل ْأبى صلاح ُ فيقول «بِ ْعت َُك ُث ْل َثها بحرط َ
الباقيين فحينمِ ٍذ ل ُبد أن يكون ُم ْف َر ًزا غير ُمحا ًعا.
قـالَّ « :إل َل ْق َطل ًة َل ْق َطلة» ،فتَبي ُعهللا َل ْق َطل ًة ل تبيلع ا َل ْق َطللة الثابيلة ،وال َل ْق َطللة معروفللة عنلد الملللارعين الللذين
ِ
وغيره ُي َس َّمى َب ْق ً » هذا فقلط الًلل الًلل يً ُّلوبه كال َب ْق ِ «ال َب ْق مث الًرجير ِ يلتقطون من ِ
الق َّثاء ِ
وغيره أو ُ
صغيرا وهكذا.
ً قد يكون بوي ً وقد يكون
ِ
األرض أو مع الحًر. قالَ « :أو َم َع َأ ْصلِ ِه» يعنر ُيباأ مع
قال املصنفَ « :وإِ ْن ُترِ َك َما َُرِ َط َق ْط ُع ُ َب َط ٍَ َا ْل َب ْي ُع بِ ِز َيا َد ٍة َب ْيرِ َي ِس َير ٍة».
الح ْلرأ يعفلو أن َ العبار عندبا فيها مسألتان ،المسلألة األوللى « َّ هذه ِ قول المصنِّف« :بِ ِلياد ٍ َغي ِر ي ِسير ٍ» ِ
َ َ ْ َ َ
أن الملرء إاا عاقلدَ آخلر عللى ق ْطل ِع َج َّلل ٍ أو
شلك َّ َّ فيه م َح َّقة» ،وهذا هنا ِ
فيه َم َح َّقة ف ِ
دائما عن اليسير الذي َ ً
نلبِطة. وهذه ِ
قاعد ٌ ُم َ ِ هذه اللحظة فلِذلك ُع ِف َر عن اليسير، المح َّقة أن يقطعها يف ِ أخذ ُل ْق َط ٍة فإ َّب ُه من َ
ْ
ِ ٍ ٍ
المصنِّف َم َحلى عللى المصنِّف «بِ ِل َيا َد َغ ْي ِر َيس َير » ،ما ضابِ ُط اليسير؟َ ،..
المسألة الثانية :عندبا يف قول َ
ِ
وحًمهلا ،وأ َّملا فظاهر ك مِ ِه أبَّها ُم َت َع ِّلقة ِبلياد الثمر يف بولِها أن ضابِ َط اليسير يف الطول فقال يف ِّ
الليا َد َّ
ُ
محى عل ْي ِه الحليخ موسلى الق َّل ِة وال َك ْث َر َ
بالل َمن وهذا الذي َ العبر َ يف ِ
ِ ِ
ما محى عليه غ ْي ُر ُه من ال ُعلماء فًعلوا ْ َ
534
تأخذ يوم أو يلومين وبح ِوها الحرء اليسير عاد ً ،يعنر عاد ً َ
الً َّل ُ ِ
يومين ْ يف ا قناأ فقال «و ُي ْعفى عن يو ٍم و
المقدار وهذا هو األقرب ِل َّن الفوريلة العفلو فيهلا علن اللملان ولليس علن
فيعفى عن اللمن ول يعفى عن ِ
ُْ ُْ
الحًم.
َان ِ َيها».
ب [ َ َال] َوي ْي َترِك ِ
َ قال املصنف« :إِ ََّّل َا ْلخَ َي َ
ويًع عللى البلائِع أن َي ْس ِلق َيها َي ْس ِلق َر الثملر إللى حلين الًلداد ،يعنلى إاا اشلةاها بعلدَ ُبلدُ ِّو الصل ال ُ
الًلدَ اد ل ِ ِ
يًلع عللى البلائع أن َي ْسلق َيها بعلد َ ُ الًدَ ادوأبتظر إلى حين الص ال فمن حين ُبدُ ِّو الص ال إلى َ
المحتَري ُأ ْج َر . يه ْ يًع عليه الس ْقر َّإل بِ ُاجر فيعطِ ِ ِ
َْ ُْ ْ َ ْ ُ
او َّي ٍة َ َع َلى َبائِ ٍع َما َل ْم ُي َب ْع َم َع َأ ْص ٍ
ـٍَ ،أ ْو ُي َـؤ َّه ْر َأ ْهـذ َع ْ
ـن ف ِس َاى َي ِسيرٍ بِآ َ ٍة َس َم ِ قال املصنفَ « :و َما ت َِل َ
َعا َدتِ ِ ».
ِ ِ ِ
هذه قاعد شرع َّية ُم ِهمة جلدًّ ا وهلر التلر ُت َس َّلمى ب« َو ْضل ِع َ
الًلوائ ْ » وهلذه ل توجلدُ َّإل يف ْ
شلر ِأ اهلل
وضع الًوائِ وهر تلأا يف البيلوأ وتلأا رحمة اهلل ،وهر مسألة ْ ِ وهذه منِ دين الس م، يف ِ
األصلول والثِملار َّ
ألن النبلر ِ ألصلول والثِملار ،وال ُعلملاء إبَّملا ِ
يوردو لا يف ب ْيلع ِ يف ا يًارات وتأا يف ب ْيع ا
لال َأ ِخيله»،
بوضع الًوائِ أي يف الثِمار وقال «بِ َما ي ْأ ُك ُ َأ َحلدُ ك ُْم َم َ ْ أو َر َدها يف الك ،فقد أمر ْ
الًدَ اد وللم ف من الثمر ِ الحرء أ َّب ُه إاا َتلِ َ
شر ٌء بعد ُبدُ ِّو الص ال أو بعد وقت َ ْ ما معنى الك؟ ،..معنى هذا ْ
فلإن ضلما ا تكلون عللى او َّي ٍة» ليس بِ ِفع ِ آ َدمِلرَّ ،
جدادها «بِآ َف ٍة َس َم ِ
ِ تأخر ُّ
تأخ ًرا كبيرا يعنى َّفرط يف يكن قد َّ
الحرأ فقط ول يوجلد يف أي معامللة ِ
فير ُّد له البائع قيمتها ،وهذا إبَّما هو موجو ٌد يف ْ البائع ل على المحتَري ُ
٦
535
وضلع الًلوائِ وللذلك ُ وهذه من خصلائِ الحلريعة السل مية هلر ِ مدبية يف القوابين الم ِ
عاصر ُم ْطل ًقا، ُ
كم َط ٍلر لوه« ،بِآ َف ٍلة سلم ِ ٍ
ألن اليسلير ل ين َْللبِط كأكل الطلائِر وبَح ِ ف ِس َوا َي ِس ٍ
لير» َّ المصنِّف « َو َما َتلِ َ
او َّية» َ َ َ ْ يقول َ
المتْلِف. رد وبحو الك ويقاب الك فِع اآلدميين إبَّما تلِ َ ِ
وبر ٍد وم ٍ
ف بفع اآلدميين فلما ُب ُة على ُ ُ َ َ
أن القاعلد أبَّهلا تكلون عللى المحلةي ألبَّله اشلةاها وأصلب يف سماوية على البائِع» ملع َّ ِ قوللهِ « :بآ ٍة
يكلون عللى مالِلك
ُ أصلِ ِه ألبَّله إن بلاأ ملع أصللِ ِه َّ
فلإن الللمان ِ
م ْلكه لكن بقول هو على البائع ما لم ُي َب ْع مع ْ
ِ ِ
ِِ
كبيلرا وهلذا
تأخ ًرا ً أخ َر ُه المحةي ُّ
الًداد ووقت الحصاد َّ أخ ٌذ عن عادته يعنر بعد وقت َ يؤخر ْ األص ،أو َّ
فالمحلةي قلال لْ ثال الك ،علاد ً يف التملر ملث ً أبَّل ُه ُي ْحصلدُ إاا أصلب ْلوبًلا معنى قول ِ ِه « َأ ْخ ٌذ َع ْن َعا َدتِه» مِ ُ
مكبوسا ب َُس ِّميه عندبا المكبوس الذي ُي ًْع عللى شلك
ً واحدً ا ألجع َل ُه هخ َر ُه حتَّى ِ
أصر َم ُه َص ْر ًما َ أريدُ أن ُأ ِّ
تمر مخصوصَ ،ففر حال هذا التأخير جاءت آفة بقول هذا ُّ
تأخر عن األخذ عاد .
قال املصنفَ « :و َص َال ُح َب ْع ِ َث َم َر ِة ََ َُ َر ٍة َص َالح لِ َُ ِمي ِع ن َْا ِع َها َا َّل ِذي ِ َا ْل ُب ْست ِ
َان».
إن ص َال بعه الثمر ص ٌال لك الحًر ،وص ال بعرف ص ال الثمر ؟ ،..قال َّ يقول الحيخ كيف ِ
له َثملر ِ ِ ِ شًر ٍ واحد ص ٌال لك
الحًر من بوعة يف البسلتان وهلذا معنلى قلول المصلنِّف « َو َصل َ ُال َب ْع ِ َ َ
َش ًَ َر ٍ َص َ ٌال ل ِ ًَ ِمي ِع ب َْو ِع َها ا َّل ِذي فِر ال ُب ْستَان»؛ ألن ملن الصلعع أن بقلول ل ُبلد أن يكلون الصل ال لكل
ثمر .
يح َم ُلها وهذا مبن ِ ٌّر عللى ال ُع ْلرف ،أ َّملا للو الرج يف الخ ْي فإ َّب ُه ْ قالَ « :و َب ْع َل َها» النَ ْع الذي ُي ًْ َع تحت ِّ
ف اآلن لع ال ِّلًلام ،ال ُع ْلر ُ
بلاأ الدا َّبلة ل ُي ْح َلم ُ الب ْي ُ
أن ملن َ ف بذلك بلمان كما هو يف زمابِنا اآلن َّ ف ال ُع ْر ُ أخ َت َل َ
ْ
غلال اآلن وخاصل ًة بعله أبلواأ ال ِّلًلام ُيصلبِ ألن ال ِّلًام ِس ْعر ُه ٍ
أن ال ِّلًام ُم ْست َِق ف َيبي ُعها بِ ِّلًام َّ
ِعندبا َّ
ُ
غال جدً ا ،وأ َّما النَ ْع ف شك أ َّب ُه مع ُه أل َّب ُه مت َِّص ٌ بالخ ْي ِ.
ٍ
تح ِمل ُ هلذا الحلعار وتقلع وهم َّيلة وأبَّهلا ْ أن بعه البنوك ا س مية ٌ
بنوك ْ هذا أخوبا يقول يك ُثر الك م َّ
يف ُمعام ت ِر َب ِو َّية ،فما رأيك يف هذا الك م؟ وه عامة البنوك ا س مية حرام؟
ِ
هذه القاعد لهلا َب ْلر ٌد وع ْكلس بالح ْخ ِ » بدلي ِ
بالعقد ل َ أن ِ
العا َ شرع َّية « َّ ِ
عندبا قاعد وهذه قاعد ْ
الربلا ملع
فلإن النبلر بَهلى علن ِّ وعكسها هلو دلي ُلهلا ملن فِعل النبلر َّ ، ُ و َب ْر ُدها
صلحيحا وإن كان الحخ ُم ْسلِ ًما ب لو كان َأ َب َّر الناس ،والعكلس فلإن كلان العقلد ِ
بالعقد ْ المسلِم ِ
فالعا ُ
ً ْ
ٍ
يهلودي كلان غ ْيلر ُم ْسللِ ٍم وقلد أقلة ََب النبلر ملن الربا وللو َ يًوز ولو كان الذي أمامك يأ ُك ُ ِّ
لودي» ينْل ِلل ُأ لل ُه ِدل ًء كل َّ ُد ْلل ٍلو بِت َْمل َلر ٍ ف َأ َكل النبللر ِ ِ
وأجل َلر علللر ب ْف َسل ُه عنْللدَ ه «عنللدَ يهل ا
ِ َ ِ
ورهل َن د ْر َعل ُه عنْللدَ ه َّ
الرشلا فملا ُل ُهم إن اهلل حكى عن اليهود أبَّهم يأكُلون ال ِّربا ويل ْأك َ إقرارا له ،مع َّ ِ
ُلون ِّ منْها ً
حرام مع الك يًوز ،إ ًاا ِ
الع ْب َر ُ بالعقد. ٌ
٦
537
صلحيحا
ً جلواب لله ،الًلواب بقلول هل العقلدُ صلحي ٌ أم ل؟ ،..فلإن كلان العقلد
َ ُ
سؤال أخينلا ل إ ًاا
ِ
اسمه أ َّب ُه إس مر سلوا ًء كلان يلع يف ِِ فالمعا َم َل ُة صحيحة سوا ًء كان ُ
وضع يف اسمه أ َّب ُه إس مر أو لم ْ
َ البنك ُ
ِ الح ْك ُم يف ِ ِ
العقد سواء هذا واحد. مال ُكو ُه مسلمين أو كان مال ُكو ُه غير مسلمين ُ
ِ
بطبيعة عملِك إن كان عملِك ل ت َع ُّلل َ لله بلالحرام فحل ل ،فملن كلان األمر الثاين عم ُل َك ِعنْدَ هِ ،
الع ْبر ُ
خاص ِلة
الو َر ْأ شرء آخر أبا أتك َّلم علن الحل ل ،اللورأ مسلألة أخلرى يف َّ
ِ ٍ
عم ُله يف ح ل يف أي بنك فًائلَ ،
ب ْف ِسك ،الفتوى ل ُي ْفتى فيها بالورأ والحتياط َّإل يف مسائِ الشتباه وهذا لهلا بظلر عنلد ُعلملاء األصلول؛
القاعد إن كنت تريد أن تتعامل ملع البنلك بِب ْيل ٍع أو ِشلراء أو تتعامل معهلم
ِ لكن بتكلم عن فتوى العا ُ يف
تص ِلرف الملال حلارس عم ُل َ فأبلت ِ باستمًار بعقد أن تكون مو َّن ًفا ِعنْدَ ُهم ِ
العلا ُ بِ َع َملِلك
لك حل ل ،أبلت ْ َ َُ
شلاهدَ ْي ِه فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ تلدْ ُخ ُ يف َل ْع ِ
لن النبلر فقط عم ُل َك ح ل؛ لكن إن كنت آكِ الربا أو موكِ َله أو كاتِبله أو ِ
َ ُ ُ ِّ
الخم َسة ،ومن لعنة النبر فقد ُب ِر َد من َر ْح َم ِة اهلل ف َب َر َك َة يف مالله ْ َ ل َع َن َهؤلء
َدار َك ُه اهلل بِ َر ْح َمتِه ويتوب يف حياتِ ِه الدُ بيا. ِ ِ
عما يكون يف آخ َرته َّإل أن يت َ
ِ
ول ُي ْم َن يف حياته باهيك َّ
ِ
جواب فيما سب . والم ًْ َم يف
الك م ُ هذا هو ُم َل َّخ
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)19
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
ولذا :فإن بعله أهل العللم يقلول بعبلار قلول بعله -فلإن بعله أهل العللم يقلول :إن بيلع السللم
مستثنى من البيع؛ ألن من شرط البيع ْ
أن يكون المبيع معلو ًما مملوكًا ،وقلد اسلتثنر اللك يف السللم ،وقلال ً
مستثنى من القاعد ،ب إبله يًلوز بيلع غيلر الممللوك؛ ألن النبلر
ً بعلهم وهو التحقي أن بيع السلم ليس
إبَّما قالََّ « :ل َتبِ ْع َما َل ْي َس ِعنْدَ َك».
وأما رواية « ََّل َتبِ ْع َما َل ْي َس يف مل ب» ،فإن ثبتت؛ ألن األص ملن حيلث اللفلظ األول فلإن ثبتلت فإ لا
محمول ٌة على الغالع ،بدلي أن الولر والوكي والوصر والحاكم يًلوز بليعهم عملن وللوا عليله وليسلوا
ٍ
حينمذ البيع. مالكين له ،فًاز
إ ًاا فدَ ل على أن هذا الحديث ليس مستثنى ،وإبَّما القاعد هناك بقول :ل يًوز ْ
أن يبيع المرء ملا لليس
عنده ،ول بقول :ما ليس يف ملكه.
المبيعات ناعان:
المعين ناعان:
أضرب مثاَّل :ببدأ يف المعين ،المعلين بالرهيلة بعتلك هلذا الكتلاب ،هلذا معلي ٌن برهيلة ،معلي ٌن بوصلف
بعتك كتابر الذي رأيته معر باألمس أو الذي كان معلر بلاألمس ،وصلفه كلذا وكلذا ،علدد صلفحاته كلذا،
كتلاب واحلد ،فبعتلك
ٌ حًمه كذا ،جودته كذا ،للون غ فله كلذا ،بعتلك كتلابر معلين ،ل يوجلد عنلدي إل
كتابر المعين ،أو أقول :بعتك سيارا ،هذا هو رقم لوحتها واستمارهتا ،ووصفها كذا كذا كذا.
المعين تكلمنا عن بيعه يف كتاب البيع ،البيع هناك تكلمنا عن بيع المعلين ،سلوا ًء ُعل ِّين بالرهيلة أو ُعل ِّين
بالوصف ابتهينا عنه تكلمنا عنه يف درس األمس.
درسنا اليوم هو بيع الموصوف غير المعين ،الموصوف غير المعين سأبيعك كتا ًبا ،كتا ًبلا لليس كتلابر،
لوبه كذا وصفته كذا ،قولر :كتا ًبا يوجد يف السوق مائة كتاب ،أما عندما أقول :كتلابر ،ل يوجلد يف السلوق
أن أءتيلك ببدلله؛ لكلن يف الموصلوف يًلع عللر ْ
أن إل كتابر أبا فقط ،ويختلف إاا تلف الكتاب ل يللم ْ
أءتيك ببدله ،الفرق بين بيع المعين وبيع الموصوف.
عندما تذهع لصاحع المح وتقول له :أريد منك الحلرء الفل ين ،تقلول :غلدً ا أءتيلك بله أعطنلر اللثمن
بيع لموصوف.
وغدً ا أءتيك به ،هذا ٌ
شرء معين فيعًبه كطعام مث ً ،فيقول لك :أعًبنر الك ،تقول له :أعطنر عحلر يرى معك شخ
سلما.
أءتيك غدً ا بمثله أو بمقدار كذا منه ،هذا سلم ،فك الك ُيسمى ً
إ ًاا هو بيع موصوف.
بيع الموصوف -قلت لك -قد يكون يف ملكك وقلد ل يكلون يف ملكلك ،جلاء الحلرأ بإباحتله ولكلن
الحرأ جع له قيودا ،فقلد ثبلت علن النبلر أبله قلال« :مـن أسـلف» ،ويف ٍ
لفلظ « َمـن أسـلم»، َ ً
أسلف بمعنى أسلم ،ولكن أه الحًاز أهل المدينلة يسلمون بيلع السللم سلل ًفا ،وأهل الكوفلة والعلراق
سلما ،وفقهاهبا أخذوا التعبيلر بالسللم دون السللف؛ قلالوا :ألن كلملة السللف تحلةك ملع سللف
يسموبه ً
القرض ،فلذلك أرادوا ْ
أن يدرهوا الشةاك يف األلفاظ ،فاختاروا السم العربر الثاين وهو اسم السلم.
قاعدة مهمة :وسأقول لك إن هذه القاعد تغيرت بتغير اللمان يف زمان المؤلف شرء وتغيلرت يف
زمابنا ،القاعد هر :قالَ « :أ ْن ُي ْمكِ ُن َض ْب ُط ِص َفاتِ ِه» ،فك ما يمكن ضبط صفاته فإبله يًلوز ،وملا ل يمكلن
ضبط صفاته بالكي أو بالوزن أو بالعد أو باللرأ فإبه ل يًوز.
من أمثلة الك :بيع الربع وبيع الا كله يًوز؛ ألبه مما يمكلن ضلبط صلفاته ،هنلاك أشلياء يف اللملان
القديم كابوا يقولون ل يمكن ضبط صلفاهتا ،يف زمابنلا هلذا يللبط ،أضلرب لكلم مثلالين ،هلذان المثلالن
٦
541
مهمللان جللدًّ ا؛ ألن عللدم علمللك أن هللذين المثللالين الخ ل ف فيهمللا إبَّمللا هللو يف تحقي ل المنللاط وللليس يف
تخريًه؛ إبما هو يف التحقي وليس يف التخريج ،يعنر القاعد متف عليها ولكن يف التخريج.
قديما ل يمكن ضبطه أصب يف زمابنا يمكن ضبطه ،ب أغلع ملا يف السلوق مصلنَف الفاكهلة
فما كان ً
سللما؛ ألبله أم َكلن ضلبطها بالصلفات ملن
على الحًم ،فاآلن اختلف المعيار ،فنقول :يًوز بيلع الفاكهلة ً
حيث الحًم ،هذا واحد ،ابتهينا من الصفة األولى.
قديما كلابوا يقوللون :إن المصلنوعات ل يًلوز السللم فيهلا ،تلأا لحلخ
المثال الثاين :العلماء ً
وتقول له :أريدك ْ
أن تصنع لر كذا وكذا ،أو تأتينر بالمصنوأ الف ين كذا وكلذا ،يقوللون :ل يًلوز السللم
قديما.
فيه؛ ألبه غير منلبط هذا ك مهم هذا ً
أما اآلن فإن الصناعة دقيق ٌة جلدًّ ا ،بل إن الصلناعة اآلليلة أدق ملن اللدقي ،اكلرت لكلم بلاألمس لليس
ٍ
بًلء ملن المللر ،اآلن أصلبحوا يًعللون أجللا ًء ملن المللر يف النلابو ،فالمصلنوعات المتعلقلة بالملر ب
جلء من ٍ
أللف ملن جللء ،فيًلوز السللم باألجهل الدقيقة مث الكمبيوترات واآللت الدقيقة ،الصناعة يف ٍ
فيها.
ف بِ ِ َال َّث َم ُن بَالِبا َو َحدَ ا َث ٍة َو ِقدَ ٍم». ْس ونَاعٍ ،وك ٍُِ وص ٍ
ف َيخْ ت َِل ُ َ ْ قال املصنفَ « :و ِذك ُْر ِجن ٍ َ ْ َ
وصف يختلف به الثمن ،من حيث النوأ ،من ٍ يقول إبه يللم ِاكر صفة المبيع وبوعه ما هو بوعه ،وك
حيث اللون ،من حيث القدم والحداثة وغير الك؛ ولذلك فإن قلول المصلنِّفَ « :و َحدَ ا َث ٍلة َوقِلدَ ٍم» ،ليسلت
على إب ق ب بقول :يللم ِاكر الحداثة والقدم إاا كابت مما يختلف ا الثمن ،وأما إاا للم يكلن يختللف
ا الثمن ف أثر له.
يف بعه األشياء إاا كابت قديم ًة زاد ثمنهلا ،مثل :اللرز ،اللرز كلملا بلال زمنله وكلان أقلدم كلملا كلان
أغلى ،وهناك أشلياء كلملا كابلت أجلد كلملا كابلت أغللى مثل التملر ،فالحويل وهلو تملر السلنة الماضلية
من التمر الذي كنل يف هذه السنة كنل هذه السنة ،فبعه الثمار إاا أصبحت قديم ًة أصبحت أغلى، أرخ
وبعلها إاا كابت جديد ً أصبحت أغلى ،وبعلها ل أثر له.
هذا معنى قولنا :ويًع اكر قدره بالمعيار الحلرعر ،أي ل يًلوز السللم يف المكلي ت إل كلي ً ،ويف
الموزوبات إل وزبًا هذا هو المحهور عند فقهائنا ،واهلع بعله الفقهلاء وهلو اختيلار الحليخ تقلر اللدين
وهو الرواية الثابية عن أحمد أبه يًوز السلم يف المكلي ت وزبًلا ،ويف الموزوبلات كلي ً إاا جلرى العلرف
ا ،وهذا الذي جرى العرف به عندبا اآلن فإن التًار اآلن يحةي التمر وزبًا قب حصاده.
اآلن المللوردين يحللةون مللن الملللارعين يقللول :أريللد منللك كللذا وكللذا كيلللو ،فنقللول :هللذا بنللا ًء علللى
اخت ف األعراف وهو على الرواية الثابية.
دائما تأتينا ،عنلدما تلذهع لصلاحع محل ٍ تًلاري وتقلول لله :أريلد
ً صور السلم الحال :هذه صور
منك السلعة الف بية مما يًري فيها السلم ،مما يمكن ضبطه بالصفات ،ويكون مما يعلرف قلدره ،فيقلول
ٍ
بلثمن لك :بيع ،ليست عنده ،أعطنر الثمن ،فيأخذ منك الثمن ،ثم يذهع إلى جاره ويأخلذ هلذه السللعة
إن قلت :إن السلم الحال يًلوز صل العقلد وأصلب لز ًملاْ ،
وإن ٍ
بالمساو ،ثم يعطيك إياهْ ، أق أو أكثر أو
ٍ
حينمذ ل يكون لز ًما وإبَّملا يكلون وعلدً ا ،فيًلوز للمحلةي ٍ
بًائل ،فإن العقد قلت :إن السلم الحال ليس
ْ
أن يفسخ العقد.
أما لو قلنا :إن الثمن الحال لزم ،وهو قول الحافعر واختيار الرواية الثابيلة ملذهع أحملد ،فلليس لله
الرجوأ ما ليس لك الرجوأ إل خيلار المًللس ْ
إن كلان يف خيلار مًللس ،ابتهينلا ملن هلذه المسلألة ،هلذا
معنى قولهَ « :و ِاك ُْر َأ َج ٍ َم ْع ُلو ٍم».
أثر يف اللثمن ،بمعنلى أل يلذكر أجل ٌ حيللةً، قول المصنِّف« :ك ََح ْه ٍر» معناها :أبه ل ُبد ْ
أن يكون لألج ٌ
مؤثرا ،هل يلللم ْ
أن يكلون فيقول لك :بعد ساعة ،ساعتين ،هذا غير مؤثر ،بصف ساعة ،ب ل ُبد ْ
أن يكون ً
شهرا؟ هذا قول لبعه أه العلم ،والصحي أبه ليس لز ًما.
ً
أثلر يف
ٌ أن يكون أق األج شهر ،ب قد يكون يو ًما ،بحرط ْ
أن يكون لألج والكاف للتحبيه ،ف يللم ْ
الثمن ،هذا ك مهم والمسألة فيها خ ف بين أه العلم؛ ألن مبنر على الخ ف ه يًوز السللم الحلال
أم ل.
لعلنا بقف ،بكمل بلاقر الحلروط إن شلاء اهلل ،وسلأتكلم علن صلور السللم؛ ْ
ألن سلنتكلم علن السللم
المعاصر اآلن ،وما يتع َّل به من صور الستصناأ ْ
إن شاء اهلل يف اية الدرس.
والسللبع يف اشللةاط هللذا الحللرط؛ ألن الحللارأ ُعنللر بًعل القيللود لنفللر الخصللومة بللين المسلللمين،
أن يكون قد غللع عللى الظلن وجلود ٍ
فحينمذ بقول :ل ُبد ْ فكيف تبيع شي ًما يغلع على الظن أبه لن يوجد؟
المسلم فيه يف محلِه ،أي يف وقت الحلول. الك ُ
أيلا أبه إاا قي بًواز السلم الحال ،فلإن ملن شلرط السل َلم الحلال ْ
أن يكلون هذه الًملة بستفيد منها ً
موجو ًدا غال ًبا يف محلِه ،أي يف وقت التعاقد ْ
بأن يكون قري ًبا منه وغال ًبا على ننه أبه يًده ،لكي يكلون ملن
أك أموال النَّاس بالباب .
ثم قال « َفإِ ْن َت َع َّذ َر» ،معنى قولهَ « :فإِ ْن َت َع َّذ َر» يعنر :إاا وجد هلذا الحلرط وغللع عللى ننله أبله سليًد
التمر أو سيًد القطن ،أو سيًد الحديد يف وقته ،فًاء األج ولم يًد الموصوف ،فما الحكم؟
عوضلا عملا يف الذملة ،فيقلول ملث ً :يف امتلك ما الذي ل يًوز؟ من أمثلة ما ل يًوز :قالواْ :
أن يأخذ ً
بدل منها أبا كنت قلد اشلةيتها منلك بمائلةً ،
بلدل منهلا أعطنلر مائل ًة وعحلرين ،بقلول :ملا خمسة آص ٍع ٍ
تمر ً
يًوز ،أو يعاوضه عليله بًنسله أكثلر ،فيقلول :بلدل خمسلة آصلع أعطنلر عحلر بعلد شلهر أو شلهرين ،ل
بلدل منهلا كلذا، ٍ
بحرء معينًا من غير جنسله ،يقلول :بلدل هلذه التلر يف امتلك أريلد ً يًوز ،أو يعاوضه عنها
فيقولون :ل يًوز على المحهور.
٦
545
ٍ
وواجع بساقط. ٍ
وساقط بواجع الناع الثاين:
هذا من الواجع الذي وجع بالعقد ،ف ُيسمى دينًا واج ًبا ،وأما الساقط فهو ما كلان قبل العقلد ف ُيبلاأ يف
أثناء العقد ،بيع الدين الواجع بالواجع يقولون :ل يًوز بإجماأ أه العلم ل خ ف فيه.
مقبوضا إما الثمن أو المثمن وجو ًبا ،لكي يكون من باب بيلع اللدين
ً إ ًاا ل ُبد ْ
أن يكون أحد العوضين
بالدين.
عندبا مسألة مهمة :يف أن المرء إاا خلالف يف هلذا الحلرط ،فللم يقلبه اللثمن فملا الحكلم؟ بقلول :ل
ٍ
حينمذ أن العقلد يكلون مواعلد ،يكلون عقلد مواعلد أي سلما ول يكون لز ًما ،وإبَّما الحكم
يصب العقد ً
أن يسللمها ،بل يًلوز لله ْ
أن يغيلر يف أن يعطر الثمن ،ول يللم الباال للسللعة ْ
جائلا ،ف يللم الباال ْ
عقدً ا ً
الثمن.
ألن عندبا قاعد :أبنا إاا قلنلا إن هلذا العقلد ل يصل ،لليس معنلاه أبله حلرام ،فقلد يكلون معنلاه أبله ل
يص حرام ،أو أبه ل يص أي ل تةتع عليه آثلار اللك العقلد ،وهنلا إاا قلنلا :إن العقلد ل يصل ،فيكلون
جائلا ل لز ًما ،وهذه مسألة مهمة يًع ْ
أن بنتبه لهلاو هلر أكثلر معناه أبه ل تةتع عليه آثاره ،فيكون عقدً ا ً
ما يقع فيه ا شكال يف باب السلم.
قال املصنفَ « :و َأ ْن ُي ْس ِل َم ِ َا ِلذ َّم ِة َ َال َي ِص ُّح ِ َع ْي ٍن َو ََّل َث َم َر ِة ََ َُ َر ٍة ُم َع َّين ٍَة».
قالَ « :و َل يف َث َم َر ِ َش ًَ َر ٍ ُم َع َّين ٍَة» ،الحًر قد تكون مل ًكا له؛ لكن ثمرهتلا معدوملة ليسلت موجلود للم
ِ
تأت بعد ،ف يًوز له ْ
أن يبيع الثمر قب بدو ص حها ،ب قب وجودها فهذا ل يص ؛ لكن يقول :سوف
أعطيك كذا صاأ أو أبيع لك أسلم لك كذا صاأ من التمر النوأ الف ين ،ولكلن ل أقلول للك ملن الحلًر
الف بية ،أو من هذا البستان بعينه ،ب يًوز له ْ
أن يختار أي بستان.
وهذه القيود التر أوردها الحارأ هر من مصلحة المتعاقدين م ًعا ،ليس من باب التحلديد بل هلر ملن
جودهتا وغير الك ،فتكون من مصلحة الطرفين م ًعا. باب المصلحة ،إا قد تتلف الحًر ،أو ينق
يقول إن من المسائ المحكلة أن الس َلم مؤج التسليم ،فقد يختلف المتعاقدان أيلن يكلون التسلليم،
فقلال إ للم إاا اشلةبوا مكا ًبللا للتسللليم فيكلون التسللليم فيله ،فل ْ
لإن لللم يحلةبوا مكا ًبللا للتسلليم فللإن الوفللاء
بالمس َلم فيله يكلون يف موضلع العقلد ،ومثلله ً
أيللا سليأتينا يف الكفاللة أن الكفاللة يف البلدن يكلون التسلليم
لموضع التعاقد.
يقول إن هذا الدين اللذي يف الذملة وهلو المسللم فيله ل يصل بيعله قبل قبلله؛ ألن الحلرأ يقلول :ل
يًوز للمرء ْ
أن يبيع العين قب قبلها ،ى عن بيع الطعام حتى يحوزه التًار إللى رحلالهم ،وهلذا يحلم
المكي وبحوه.
وقلت يف الدرس الماضر أن بحوه يحم المكيل والملوزون والمعلدود والمللروأ ،وهلذه األربعلة
هر التر تًري يف السلم؛ ألن هناك كلمة وبحوه خالف فيها الموف يف «الكايف» فقلال« :إن اللذي يحلةط
فيه القبه بق الملك إبَّما هو الموزون والمكي فقط» ،هذا رأي الموف يف «الكايف».
٦
547
وأما المتأخرون فإ م يرون أبه عام لعموم حديث عبد اهلل قال« :ول أرى غيرهلا إل مثلهلا» ،فهلو
عا ٌم يف المكي والموزون والملروأ والمعدود.
قال املصنف « :صٍَ :وك ٍُُّ َما َص َّح َب ْي ُع ُ َص َّح َق ْر ُض ُ إِ ََّّل َبن ِ َآ َد َم».
هذه مسألة مهمة فص ٌ جديد وهو يتعل بالقرض ،والقرض يف الحرأ معنلاهْ :
أن يبلذل شلخ ٌ آلخلر
مال ،ثم يرد له مثلله؛ ألبله ْ
إن أعطلاه المنفعلة فقلط فإبله ل ُيسلمى مال ،ثم يرد له مث هذا المالْ ،
أن يعطيه ً ً
قرضا وإبَّما ُيسمى عاريةً ،فأللمه برد العين ،وقال« :أباال له المنفعة ف ُيسمى عاري ًة».
ً
ْ
وإن رد له أكثر منه فإبه ُيسمى بي ًعا أو غيره فإبله ُيسلمى بي ًعلا ،وقللت إن هلذا هلو يف اصلط ال الفقهلاء؛
ألن المعاصرين أصبحوا يًعلون القروض بوعين:
ولـذا :فلإن الفقهلاء كلهللم إاا أبلقلوا القلرض فللإ م يعنلون بله قلرض العللين ل المنفعلة ،لكلر بخللرج
العارية ،والمقصود به القرض رد مث العين ،لكر بخرج الذي يكلون بفائلد وهلو الربلا فلإن الربلا محلرم،
هذه مسألة.
المسألة الثانية :يقول « ُك ُّ َملا َصل َّ َب ْي ُعل ُه َصل َّ َق ْر ُضل ُه» ،قلول المصلنِّف« :كُل ُّ َملا َصل َّ َب ْي ُعل ُه َصل َّ
َق ْر ُضل ُه» ،هللذه مللن صلليغ العمللوم ،وأبللتم تعلمللون أن أغلللع األصللوليين والفقهللاء يللرون أن القواعللد كليل ٌة
بصياغتها أغلبي ٌة بتطبيقها ،معنى هذا الك م أن هذه القاعد الكلية مث هذا « ُك ُّ َما َص َّ َب ْي ُع ُه َص َّ َق ْر ُضل ُه»
أ ا يف صياغتها كلية؛ لكن عند التطبي تكون أغلبية ،فإن لها استثناءات وقلي ٌ يف كتع الفقهاء ملا لليس لله
ٍ
كتللع يف السللتثناء ،مثلل البكللري لمللا ألللف «السللتغناء يف الفللروق اسللتثناء؛ لللذا عنللر الفقهللاء بتللأليف
والستثناء».
فك الكليات أو أغلع الكليات مستثنا ،لمااا قلت هذا؟ ألن هذه الكلية التر أوردها المصلنِّف لهلا
استثناءات ،أورد المصنِّف استثناء وسأورد استثناء ٍ
ثان أو ثالث. ً ً
قولُ « :ك ُّ َما َص َّ َب ْي ُع ُه َص َّ َق ْر ُض ُه» ،بأخذ مفهومها ،ثم بنتق لمنطوقها ،مفهومها أن ك ملا ل يصل
بيعه ف يص قرضه ،الخمر ل يص بيعها ف يص قرضها ،النًاسات ل يص بيعها فل يصل قرضلها
وهكذا ،فك ما ل يص بيعه ف يص قرضه ،وهذا واض .
قال« :إِ َّل َبنِر َآ َد َم» ،فإن ابن آدم يص بيعه إاا كان قنًا وهذا يف اللمان األول ،أما اآلن فل يوجلد ٌ
رق ابتهلى
الرق حقيق ًة أو جل ًما منذ بحو مائة سنة أو أق ،ووجو ًدا منذ ممات السنين.
فقد أشار بعه الفقهاء كابن حًر الهيتمر المكر من كبلار علملاء الحلافعية إللى أن اللرق يف زمابله -
أي يف القرن العاشر -كان أغلبه غير صحي ،فإن سبع اكتساب اللرق يف اللك اللملان كلان غيلر محلروأٍ،
ٍ
أحرار وبحو الك من األسباب. ٍ
بسرقة أو ببيع إما
وبنًا على الك فإبنا بقول :بنلر آدم ،بلتكلم عملا كلان يف اللملان األول يًلوز بيعله إاا كلان سلبع رقله
صحيحا ،وأسباب الرق الصحيحة ث ثة بعلها ابقطع وبعلها لم ينقطلع ،مملا ابقطلع ملا كلان بيلد النَّلاس
ً
٦
549
إ ًاا هذه هر أسباب الرق غيرها ملغر ،غير هذه األسباب ملغر.
اآلدمر ل يًوز قرضه؛ ألن القرض هلو للعلين ولليس للمنفعلة يًلوز عاريلة اآلدملر؛ لكلن ل يًلوز
قرضه؛ ألن من لزم القرض البتفاأ ولو بالوقت وهذا ل يًوز ،فاآلدمر ولو كان القن ل يًلوز قرضله،
هذا مثال اكره المصنِّف شرحته لذكر المصنِّف وإل فإن الفائد فيه قليلة.
األمر الثلاين :مملا يصل بيعله ول يصل قرضله قلالوا :المنلافع ،فإبله عللى المحلهور عنلد أصلحابنا أن
المنفعة ،وقلت لكم إاا قلت :المحهور معناه أن الخ ف قوي ،وقد يكون ما كلان عللى خل ف المحلهور
هو األقوى والعم عليه ،أن المنافع يًوز بيعها -كملا اكلرت يف أول اللدرس الماضلر -إملا عللى سلبي
التأبيد أو التأقيت فيكون إجار ً ،ولكن ل يص قرضها.
أيللا ملن هلذه الكليلة قلالوا :المصلحف ،فلإن الصلحي خ ًفلا لملا هلو نلاهر منتهلاه أن
مما ُيسلتثنى ً
المصحف ل يًوز بيعه حكاه أحملد إجما ًعلا ،المصلحف هلذا ل يًلوز بيعله ،قلال أحملد« :ل أعللم فيله
رخصة ل عن الصحابة ول عن التابعين» ،ولكن يًوز شراهه عند الحاجة ،إاا احتًت لحراء المصلحف
لم حرم بيعه؟ لعظلم
فتحةيه لكن ل يًوز بيعه ،فإن الحرأ يًيل شراء أشياء للحاجة مع بفيه جواز بيعهاَ ،
شأبه وعلو قدره.
وبنا ًء على الك فأصحاب المكتبات حيلث جلاءهم ملن المطبعلة ل يًلوز لله ْ
أن يلة َّب فيله ه لل ًة أو
مليما واحدً ا ،ب يًع عليه بكم دخ عليه وهو أجر اللرق أي اللورق ،وأجلر النسلخ والطباعلة
فلسا أو ً
ً
يبذله بنفس ما خسلر ،ل يًلوز اللرب يف المصلحف ،المصلحف َأجل وأعظلم ملن ْ
أن تلة َب بله ل يًلوز
الك؛ ألن فيه ك م ربنا ،وتعظيم المصحف من تعظيم ك م اهلل .
القرآن غير المصحف فالمصحف هر األوراق ،وأما القرآن فهلو كل م اهلل ،وللذا فلإن المصلحف
ُيسمى قرآبًا باعتبار ما فيه؛ لذلك أول َمن سمى المكتوب مصح ًفا هم الصلحابة ،لملا جمعله أبلو بكلر
قال« :ما بسميه؟» فقالوا« :بسميه مصح ًفا؛ ألبه جمع صحائف» ،فلما رآه أبو هرير قال« :تلذكرت حلدي ًثا
سمعته عن النبر يقول فيه« :سيأت أقاام يؤمنان بالمعلق» ،فعرفت أبه هذا.
550
ألبه يعل أول يف مسًد النبر كان يعل ،ف يوجلد إل مصلحف أو مصلحفين فقلط يف
مسللًده ،وهللذا مللن إخبللار النبللر فيمللا يكللون بعللده ،وللله ح ل ٌ
ديث غيللر هللذا
الحديث.
المثلية اآلن يف بعله المصلنوعات أدق وأشلد ملن بعله المكلي ت والموزوبلات؛ وللذلك األصل
والمناط يقتلر أبنا بتوسع يف ضابط المثليات.
يم ُة َغ ْي ِر َها» أي :قيمة غير المثلر « َي ْو َم َق ْب ِل ِه»؛ ألبه من حين القبه ينتقل إللى البلدل ،عنلدباِ
قالَ « :وق َ
هنا مسألتان:
٦
551
المسألة اْلولىَ :من اقلةض قيم ًيلا ،ملا معنلى قيملر؟ عللى قلولهم المكيل والملوزون ،وعللى ملا
ٍ
شرء ليس له مث َ ،من اقةض قيم ًيا ،ثم جلاء بللع صلاحع اللدين بالسلداد ،هل يقتليه اللمان اآلن ك
يللمه أن يرد بفس عين القيمر أم ل؟
أثر ،اللدين أثلر اللذي يقلرض غيلره مائل ًة فيردهلا لله مائلة ،فقلد
-الفرق الثاين :أن القرض عقدٌ والدين ٌ
بمائة فإن المائة التر هر قيمة المثمن دي ٌن لكنهلا ليسلتٍ اقةض مائ ًة وهر دي ٌن يف امتهَ ،من باأ غيره عباء ً
قرضَ ،من أتلف لغيره شي ًما َّ
مذق عباءته ،فإن قيمة المتلف دي ٌن لكنه ليس بقرض.
إ ًاا القرض عقد ثمرته الدين ،الدين قد يكون سببه القرض وقد يكلون سلببه شلر ٌء آخلر غيلر القلرض؛
ولذلك فرق بين الدين والقرض.
قب قلي َ ،من كلان لله ديل ٌن أبا سأاكر هنا مسألة يف الدين عمو ًما سألنر عنها أحد ا خوان قب الص
ٍ
قرض أو بغيره ،بحن قلنا قب قليل يف كل م المصلنِّف أبله يًلع رد مثل ٍ يف مثللرَ ،ملن يف امة آخر بسبع
كان له دين يف امة غيره فيًع أن يرد مثله.
552
يف امتك لر ألف ريال تردها أل ًفا ،خمسة آلف جنيه تردها خمسمائة جنيه ،متى بلغر المثليلة وبصلير
للقيمية؟ بقول :بصير لها إاا ابتفت قيمة هذا المقةض ،وبنا ًء على الك وهلذه موجلود يف بعله البللدان
مث اليوبان تلخمت جدًّ ا أسعارها ،بعه البلدان يكون فيها حرب ،فتلتغر عملتها أو يطول اللمان.
قرضا ،وهذه سنتكلم عنها بعد قليل يف اللرهن؛ لكلن أشلير لهلا هنلا،
مسألة :بعه النَّاس يقرض آخر ً
يقرض آخر قر ًضا ،ثم يرهنه عينًا ،ثم يقول له :أابت للك بسلكنى البيلت أو اسلتخدام السليار ،هل يًلوز
ٍ
حينمذ يكون من باب القرض الذي جر بف ًعا. الك أم ل؟ بقول :ل يًوز؛ ألبه
وهنا مسألة سأرجع لها بعد قلي ؛ لكن بذكرها هنا من باب الفائلد َ :ملن رهلن عنلد غيلره رهنًلا بسلبع
دين ،وأان لصاحع الدين بالبتفاأ ،فه يًوز له أن ينتفع ا أم ل؟ فنقول :إن كلان سلبع اللدين قلرض
قرضا جر منفعة ،وإن كان سبع الدين الذي و ِّث بلالرهن غيلر القلرض كلأن
ف يًوز البتفاأ؛ ألبه يكون ً
٦
553
يكون بي ًعا أو غيره ،فيًوز له البتفاأ بالعين المرهوبة بإان الراهن ،هلذه مسلألة دقيقلة ابتبهلوا لهلا ،للو للم
بخرج من درسنا إل هذه الفائد .
ٍ
قلرض جلر بف ًعلا فهلو ربلا، وهذه من أخطاء كثير من الناس ،وهذا من أسباب الربا ،بقول :المسألة ك
كذا ِ
روينا يف الخا وابعقد ا جماأ عليه ،هذه المنفعة قد تكلون ملن جلنس القلرض ،وقلد تكلون ملن غيلر
جنسه ،وقد تكون عينًا ،وقد تكون منفعة ،المنفعة مث سلكنى اللدار ،مثل ركلوب الدابلة أو السليار ،مثل
ٍ
عين مع بقاء العين ل يًوز الشةاط. البتفاأ بك
هناك شرء آخر غير الشةاط سيأا التاأ سأتكلم عنه بعد قلي ؛ لكن هنلاك شلرء آخلر وهلو اللرهن
قرضا وارهتن منه رهن بلع منه رهن ،وأان له الراهن بالبتفاأ بلالعين المرهوبلة،
َمن كان قد أقرض آخر ً
يطللع آخلر دينًلا بملال ،واللدائن قلال :أعطنلر رهلن ،فقلال فه يًوز له ْ
أن ينتفع ا أم ل؟ يعنر شلخ
المدين :خذ سيارا ،وأابت لك باستعمالها ،ه يًلوز لله أن يسلتعملها أم ل؟ قللت لكلم قبل قليل :أن
الدين قد يكون بسبع القرض ،وقد يكون بغير سبع القرض.
فإن كان الدين بسبع القلرض فل يًلوز البتفلاأ بلالعين المرهوبلة وللو أان اللراهن ملا يًلوز؛ ألبله
ٍ
حينمذ يكون من باب القرض اللذي جلر بف ًعلا؛ ألن هلذا حيللة عللى الفائلد ،حيللة كيلف؟ أقرضلتنر أللف
فقلت لك :خذ األلف واسكن بيتر هذا الحهر كله ،هذه منفعلة ،فبلدل ملن أن أقلول للك :واسلكنه رهنلت
البيت واسكنه ،والفقهاء يعملون المقاصد وحقائ العقود.
أما لو كان الدين ليس بسبع القرض وإبَّما بسبع البيع أو بسلبع إتل ف أو غيلر اللك ملن األسلباب،
ٍ
حينمللذ يًللوز البتفللاأ بلللالعين المرهوبللة بللإان صللاحبها ،أمللا بغيلللر إابلله ل يًللوز ،لقللول النبلللر فإبلله
َّ« :ل يغلق الرهن من صاحب » ،ف ُبدَّ من إان صاحبها هنا لفوات أمن الربا والفائد .
ان بِ َال ََر ٍ
ط َ َال َب ْأ َس». قال املصنف« :وإِ ْن و َّ اه َأجاد َأو َأهدَ ى إِ َلي ِ ه ِدية بعدَ و َ ٍ
ْ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ْ
قرضا ،بحن بتكلم عن القرض ول بلتكلم علن اللدين عمو ًملا ،بلتكلم
إاا اقةض من آخر ً إن الحخ
عن الدين الذي سببه قرضَ ،من كان له يف املة آخلر قلرض ،ثلم عنلد السلداد أراد ْ
أن يعطيله شلي ًما أجلود أو
أكثر من الحرء الذي أعطاه إياه ،فه يًوز له الك أم ل؟
بقولْ :
إن أعطاه عند السداد أكثر عد ًدا مما اقةض منه ف يًوز ،ل يًوز من حيث العلدد ،اقةضلت
554
مائة ريال ردها مائة فقط ،ول تردها مائة وخمسين ما يًوز الليلاد ،وأملا إن رد إليله أجلود فقلط ملن بلاب
بلرا جيلدً ا فيًلوز؛ ألن النبلر قلالَ « :ه ْي ُـرك ُْم
رخيصلا فلرد لله ً
ً بلرا يعنلر
الًود اقلةض منله ً
َه ْي ُرك ُْم و ان» ،باعتبار الًود ل باعتبار العدد.
لمااا َّفرق العلماء بلين اللك؟ لحلديث بب ًعلا النبلر والنبلر ردهلا بكلر ً،
فردها أعلى من الًود ولم يردها من حيث العدد ،قالوا :لكر ل يكون اريعل ًة للربلا ،كيلف هلذا الحلرء؟
بعه النَّاس معروف أن َمن أقرضه مائة فسليردها مائل ًة وخمسلين ،معلروف هلذا الرجل ،هلذا الرجل للو
قرضلا،
جائلا لذهبت ألقرضه من غير بلع منه ،فالنَّاس يتسلارعون قراضله ل ً عرفته باسمه وكان العقد ً
ٍ
فحينمذ يف الحقيقة آل إلى الربا. وإبَّما يريدون عادته ،عادته وهو الرد بلياد ،
اْلمر الثاين :أبه عندما يكون رج يلرد بليلاد واآلخلر يلرد بل زيلاد ،فالنَّلاس للن يقرضلوا الثلاين
ٍ
فحينملذ ٍ
بعلرف أن تلرده بلأكثر، وإبَّما سيقرضون األول ،فسيكون يف عرفهم مع كثر الفعل ل يقرضلك إل
وقعنا يف الربا وبحن ل بعلم.
ٍ
بريلال واحلد ملا قرضا ف يًوز له عند الرد ْ
أن يرد أكثر منه ولو ولذا الفقهاء يقولونَ :من أقرض غيره ً
يًوز ،ما الذي يًوز؟ يًوز أن ترد كما قال المصنِّفَ « :أ ْج َو َد» من حيث الًود ،أغلى إاا كان عينًا فةد
له مثلها ولكن أغلى لكن ل أكثر عد ًدا ،أو بعد الوفاء ،ابتهينا ،سددبا الحساب ،أغلقنا الورقة ،ملقنلا ورقلة
الللدين ،بعللدها بيللوم أو بيللومين أو بللأي وقللت شللمت تقللول :هللذه هديللة ،حينمللا ابتهينللا وابتهللت الخصللومة
والمطالبة تعطيه الهدية ،قالوا وهذا يًوز.
ٍ
فحينمذ يًوز؛ ألن هذا من مثابلة المفصللة ،فهلر بمثابلة هذا يدل على البفصال؛ ألن ابتهت المطالبة
الحكر على القرض ،هذه مسألة يخطئ فيها كثيلرون فلابتبهوا لهلا عنلد سلداد القلرض ،وهلذا معنلى قولله:
«فإِ ْن و َّفاه َأجود َأو َأ ْهدَ ى إِ َلي ِه َه ِدي ًة بعدَ الوفاء بِ َ َشر ٍ
ط» يًع أن يكون ب شلرطَ « ،فل َ َبل ْأ َس» ،مفهومهلا ْ َّ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ ْ
بحرط أو ب شرط فحرام. ٍ أبه إاا وفاه أكثر
قال املصنف « :صٍَ :وك ٍُُّ َما َجا َز َب ْي ُع ُ َجا َز َر ْهنُ ُ».
بدأ المصنِّف رحمة اهلل عليه يف ِاكر أحكام الرهن ،والرهن :هو توثقة ٍ
دين بعين ،وفائد اللرهن بلتكلم
عن الرهن بالصفة المختصر للعموم ،ثم بدخ يف ك م المصنِّف ،فائد الرهن هر توثقة الدين ،شخ ٌ
٦
555
إاا أقرض آخر فمن باب توثقة الدين يوث بعقدين :يوثل بلالرهن ويوثل بالللمان ،وسليأتينا الللمان يف
العقد الذي بعده مباشر .
فائدته :أبه إاا ح األج ولم يقم الملرء بالسلداد الملدين ،فلإن العلين ُتبلاأ ويسلدد منهلا اللدين ،فلإن
وفت بالدين فالحمد هلل ،فإن بقر من قيمة العين ملا هلو أكثلر ملن اللدين ،فيًلع رد البلاقر لماللك العلين
األصلر وهو المدين ،وإن كان قيمة العين المرهوبة أق من الدين فالباقر يبقى دينًا يف امة األول.
كثيرا من النَّاس يعتقد أن توثقلة اللدين بلالرهن ،سلوا ًء كلان بسلبع بيلع أو
الخطأ فيها أمور :أهمها :أن ً
بسبع قرض أبه عند حلول األج أبه يأخذ العين المرهوبة ،بقول :حرام وسليأا يف كل م المصلنِّف ،فل
يًوز أن تأخذ العين المرهوبة أبدً ا ما يًوز ،ب يًع أن ُتباأ ،ثم إاا بيعت يسلدد منهلا اللدين ،ول يًلوز
أخذها حرام حرام وهذا من الظلم.
ٌ
منطلوق ومفهلوم ،منطوقهلا الواضل أن كل ملا يقولَ « :و ُك ُّ َما َج َاز َب ْي ُع ُه َج َاز َر ْهنُ ُه» ،هذه الًملة لهلا
يًللوز بيعلله ممللا سللب يف كتللاب البيللع فإبلله يًللوز رهنلله ،اسللتثنر مللن الللك صللور واحللد عنللد صللاحع
«المنتهى» ،حيث أن صاحع المنتهى ناهر ك مه يًوز بيع المصحف ،لكنله يًيلل بيعله ول يًيلل رهنله
لعظم شأبه ،والصلحي أبله ل يًلوز بيلع المصلحف ول يًلوز رهنله ،منطلوق هلذه الًمللة أن كل ملا ل
يًوز بيعه ل يًوز رهنه ،يف الًملة صحي إل ما استثناه المصنِّف.
إ ًاا قول المصنِّفَ « :وك ََذا» ،قولهَ « :وك ََذا» أي :وكذا مما ل يًوز بيعه لكن يًوز رهنه ما يلر وهو:
أوَّل :الثمر واللرأ إاا لم يبدُ ص حهما ف يًوز بيعهملا كملا تقلدَّ م عللى سلبي البفلراد ،وإبَّملا
يًوز بيعهما مع أصلهما أو لمالك أصللهما أو بحلرط الًلدل ،ولكلن يًلوز رهنهلا؛ أل لا تبقلى يف مللك
األصي .
ون َو َل ِد ِه» ،الحرأ ب النبر لعن َمن َّفرق بين المرأ وولدها ،والتفري بلين
قالَ « :وقِ ٌّن ُد َ
المرأ وولدها يكون بصور:
556
ٍ
حللابة وبحوهلا ،يف -منها :التفري بين المرأ وولدها الذي ترضعه بنلعه منها من غير وجه حل يف
وقت الحلابة وهر السنتان الحولن.
-ومن التفري بين القن وولده :التفري بين المرأ بب ًعا األمة ليس اللذكر ووللدها إاا بيلع الوللد دون
أمه ف يًوز شر ًعا؛ لكن يًوز الرهن؛ ألن الرهن ل يللم منه التفري .
قال املصنف« :وي ْل َزم ِ ح ِق ر ِ
اه ٍن بِ َه ْب ٍ ». َ َ ََ ُ
صحيحا ،لكنله ل يكلون لز ًملا إل
ً هذه مسألة -أريد أن تنتبهوا معر -عقد الرهن يص بالتلفظ يكون
بالقبه ،ما معنى قولنا :إبه ل يكون لز ًملا إل بلالقبه؟ بمعنلى أن هلذه العلين المرهوبلة ألقلول :إن هلذا
الهاتف هو المرهون ،هذا الهاتف لما رهنتله لغيلري هلو مرهلون ،إاا قبلله أصلب لز ًملا ،فللو بعتله حلال
قبله لم يص البيع.
ٍ
فحينمذ ينح الرهن. أما إاا لم يقبله فإبه ل يكون لز ًما ،فيًوز لمالك العين التصرف يف بيعه،
لن بِ َقل ْب ٍ
ه» أي :أبله صلحي ٌ بل قلبه؛ لكلن القلبه يًعلله إ ًاا قول المصلنِّف« :وي ْل َللم فِلر حل ِّ ر ِ
اه ٍ َ َ ََ ُ
لز ًما ،ف يًوز التصرف يف العين المرهوبلة ول الرجلوأ فيهلا ،وأملا حلال علدم القلبه فيًلوز الرجلوأ
والتصرف ويص البيع.
المراد بالقبه هنا :ابتداهه واستدامته وهذه فائد مهملة ،القلبه يف بلاب اللرهن يحلةط فيله البتلداء
والستدامة ،بخ ف الهبة ُيكتفى فيه بالبتداء دون الستدامة ،والبيع البتداء دون استدامة ،أملا يف اللرهن
ف ُبدَّ من البتداء والستدامة ،كيف؟ رهنت هذا الهاتف فقبلله اللدائن ،ل يًلوز للر البيلع ،ثلم أعطلاين
إياه قال :استعمله أو خذه خله معك اليوم ،هذا اليوم الذي أرجعه لر فيه بعته فيه صل بيعلر ،يصل البيلع
ٍ
حينمذ.
لكن ما دام يف يده أو يف القلبه الحكملر -بالصلور التلر تقلدم اكرهلا -فلإن بيعلر للعلين المرهوبلة
باب ،بحن قلنا إن من صور القبه القبه الحكمر بالتخلية ،القلبه الحكملر اللذي عليله العمل اآلن
أبه يتوسع فيه؛ ولذلك فإن القبه الحكمر يف العقلار يكلون بلذهابك إللى جهلات التوثيل ككتابلة العلدل
هملش عللى العقلار بلأن العلين مرهوبلة،ويهمش على السك على سك الملكيلة بلأن العلين مرهوبلة ،فلإاا ِ
ُ
ٍ
حينمذ يكون بمثابة استدامة القلبه فل يصل البيلع ،ملا يصل مطل ًقلا ،فهلذا ملن بلاب التوسلع يف القلبه
٦
557
الحكمر.
ٍ
مرتهن». قال املصنف« :وها أمانة يف يد
ٍ
تفلريط يقول :إن هذا الرهن المقبوض هو أمابة يف يد المرهتن ،معنى كو ا أمابلة أ لا إاا تلفلت بلدون
منه فليس عليه اللمان ،وأما إاا تلفت بتفريط فإن عليه اللمان؛ ألن األيدي ث ث:
اْلول :يد ٍ
ملك.
الثاين :ويد ٍ
أمابة.
-النوأ الثاين :يد األمابة ،يد األمابة يللمن القيملة أو المثل إاا تللف بلالتفريط ،وأملا إاا تللف بلدون
تفريط ف ضمان.
558
ٍ
تللف يف العلين -النوأ الثالث :اليد العادية ،ويسميها اللبعه يلد الغاصلع ،اليلد العاديلة يللمن كل
ٍ
بتفريط أو بدون تفريط منه أو من غيره.
ـب ِ ـ
ـن َأ َحـ ِـد ِه َما اِ ْن َقـ َّ ِ ِ ِ ِ
قننال املصنننفَ « :وإِ ْن َر ْهــن عنْــد ا ْثنَ ـ ْي ِن َ ـ َـا َ ى َأ َحــدُ ُه َما َأ ْو َر ْهنَــا ُهْ َ ،
اس ـت َْا َ ى مـ ْ
ن َِصيبِ ِ ».
يقول إبه لو رهن عند اثنين ،يعنر اقةض من اثنين ورهنهما جمي ًعا عينًا واحد كالكتلاب« ،أو رهنلاه»
يعنر :رهن اثنان عينًا واحد وكان هو الدائن« ،فاستوىف من أحدهما» أي :رد الدين إللى أحلدهما أو أخلذ
الدين من الثاين من الذين رهناه« ،ابفك يف بصيبه» ،فيكون المرهون هو الًلء الثاين ملن العلين المرهوبلة،
وهذا من باب تفري الصفقة.
هذه هر ا لثملر المهملة يف اللرهن ،هلذا اللرهن إاا حل األجل وكلان اللدين مملا يقبل التأجيل ؛ ألن
عندهم بعه األشياء ل تقب التأجي منها القلرض عنلدهم ل يقبل التأجيل ،إاا حل اللدين فإبله يطاللع
عًلا ،فنقول :له حالتان: بالوفاءْ ،
فإن امتنع من الوفاء إما مط ً أو ً
-إما أن يكون قد أان للمرهتن ببيلع العلين المرهوبلة ،فإبله يلأا الملرهتن فيبيعهلا ويأخلذ اللثمن ويلرد
الباقر له ،كما اكرت يف أول الدرس ،وهنا بيعه لها من باب الوكاللة ل ملن بلاب التصلرف يف مللك الغيلر؛
ألبه أان له يف بيعها ،فكأبه قال :إاا جاء بعد ٍ
شهر ولم أوفك حقك ،فقد وكلتلك ببيعهلا ،فحقيقتهلا وكاللة،
ٌ
مأاون له يف البيع ،بخ ف قب الك. فهو
قال« :وإِ َّل» ،وهذه الحالة الثابية :إاا لم يأان له « ُأجبِر َع َللى َا ْلو َف ِ
لاء» ،يًلاه وللر األملر عللى الوفلاء، َ ْ َ َ
« َأ ْو َب ْي ِع َا َّلر ْه ِن» ،يًع عليك أن تفر أو أن تبيع الرهن بإرادتكَ « ،فلإِ ْن َأ َبلى ُحلبِ َس و ُع ِّلل َر» ،يًلاه الحلاكم
ف ُيحبس وهذا ُيسمى حبس الستظهار لكحف ما عنده من المال.
قال« :و ُع ِّل َر» ،بأي وسائ التعلير التر تختلفَ « ،فإِ ْن َأ َص َّر َبا َع ُه َحاكِ ٌم» أي :ولر األمر يبيع العلين ول
يبيعها صاحع الدينَ « ،و َو َّفى َد ْينَ ُه»؛ ألن الحاكم هنلا يكلون ملن بلاب المكلره عللى البيلع بحل ،ول يقلوم
الحاكم ولر األمر. غيره مقامه ل يقوم غيره مقامه؛ ألن ا كراه بح -يقول العلماء-هو من خصائ
٦
559
ع ك َُم ْمتَن ِ ٍع» ،أن الغائع عن البلد يف السداد يكلون حكمله كحكلم الممتنلع ،وهلذه مطلرد ِ
قالَ « :و َغائ ٌ
حتى يف القلاء ،فإن الدعوى على الغائع تحم الغائع والممتنع ،فيقوللون :أن الغائلع كلالممتنع حتلى
يف الدعوى ،فيص رفع الدعوى على الغائع ،ويص رفلع اللدعوى والحكلم عللى الممتنلع ،وسليأتينا إن
شاء اهلل يف باب القلاء.
ِ ِ ِ
ـاع إِ َذا َح َّـٍ َالـدَّ ْي ُنَ ،أ ْو إِ ْن َجـا َن ُه بِ َح ِهـ ـ َو ْقـت ك ََـذاَ ،وإِ ََّّل َ َّ
ـالر ْه ُن قال املصننفَ « :وإِ ْن ََ َـر َط َأ ََّّل ُي َب ُ
لي ْر ُط». َل ُ ِالدَّ ْي ِن َل ْم َي ِص َّح َا َّ
ٍ
شلرط يخلالف مقتللى العقلد فإبله يفسلد الحلرط تفريع على الدرس الماضر حينما قلنا :إن كل هذا
ٌ
ٍ
شلرط ملن هلذين صحيحا ،هنا المدين وهو الذي رهن العلين شلرط شلربين ،وكل وحده ،ويكون العقد
ً
الحربين يخالف مقتلى العقد:
اليرط اْلول :قال :اشلةبت عليلك أل ُيبلاأ العلين المرهوبلة يف اللدين ،إاا جلاء األجل اشلةط
عليك أل ُتبلاأ ،بقلول :هلذا الحلرط بابل ،بل يًلع أن ُتبلاأ إملا بتوكيللك أو بفعللك أو بلإللام الحلاكم،
فحينمذ يبط الحرط ويبقى الصحي العقد. ٍ
اليرط الثاين :قال :إاا اشةط عليه أبه إن جمتلك باللدين يف األجل فالحملد هلل ،وإن للم أءتيلك بله
ٍ
فحينملذ ل يًلوز، فإن العين المرهوبة لك ،بقول :هذا باب ؛ ألبه يؤدي إلى الربا هو من بلاب بيلع اللدين،
فالحرط باب ولكن العقد صحي .
ابتفاأ المرهتن بالعين المرهوبة التر بيده ،العين المرهوبة هر التر بذلها الراهن للمرهتن ،هلذه العلين
هاتف أو سيار ٍ أو بيت ،ل يًوز للمرهتن أن ينتفع بالعين.
ٍ ٍ
ككتاب أو المرهوبة تكون يف يد المرهتن،
األ ص أبه ل يًوز ،إن أان له ،بقول :إن أان له يًوز إاا كان أص الدين غيلر القلرض فيًلوز ،وإن
ٍ
حاللة واحلد :إاا كابلت مملا ُيركلع و ُيحللع ،مملا يأكل لليس لم يأان له ف يًوز لله البتفلاأ لا إل يف
السيارات ،وإبَّما المقصود ا الدواب ،فإبه يركبها ويحلبها بقدر النفقة عليها ،وأما السليار فل يًلوز لله
أن يركع وأن يستخدم السيار المرهوبلة ،وإبَّملا فقلط اللدواب؛ ألن اللدواب عليهلا بفقلة ،فهلو يركبهلا يف
مقاب ما أبف عليها ،فهو من باب المعاوضة.
560
يقول إن َمن أبف على العين المرهوبة ،أي الدائن وهو المرهتن اللذي بيلده العلين ،إن أبفل عليهلا قلد
يكون إبعا ًما ،وسب أبه َمن أبف عليه إبعا ًما جاز له أن يركع بقيمتها ،أو ينفل عليهلا حراسلةً ،هنلاك َملن
يحتاج أن يحرس العين المرهوبة ،أو عمار كادت أن تسقط فاحتاج إلى بعه الةميم لها ،أو كاد ْ
أن يلأا
شخ ٌ يتلفها فمنع وهكذا.
أن يكللون الللراهن يمكللن إابلله معرفللة إابلله بللأن يكللون حاضل ًلرا ،فحينمل ٍلذ يًللع أن
الحالــة اْلولــىْ :
يستأابه ،فإن لم يستأابه وأبف ب إابه لم يرجع عليه؛ ألبه بذل المال من غير إان صاحبه ،وليس له الح
أن يبذله إل بإابه.
ٍ
كرهن». قال املصنف« :ومعار ومؤجر ومادع
يقول إن العين المعار والمؤجر والمودعة كالرهن يف حيث اللمان ،ملن حيلث أن كلهلا تكلون يلده
فيها يد أمابة ،ويةتع عليه األحكام المتقدمة.
يقول بفس الحرء يف عقد العارية وا جار والعين المودعة واللرهن أبله للو احتاجلت إللى بفقلة ،فإبله
يرجع عليها بالطري وهو التقسيم الساب ،قال :وكذلك لو خربت العين « َ َع َم َر ُه» أي :عملر العلين ،رجلع
باآللة فقط دون الرجوأ بغيلر اآلللة كلأجر اليلد؛ ألن اآلللة باقيلة وأملا أجلر اليلد فهلو بمثابلة المتلاأ لا،
إن شاء اهلل غدً ا بعد ص العصر بتكلم عن العقد الثلاين فحينمذ ل يأخذها ،بقف عند هذا المح ،وبكم ْ ٍ
٦
561
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)20
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
هذا الفص أورد فيه المصلنف ث ثلة عقلود :عقلد الللمان ،وعقلد الكفاللة ،وعقلد الحواللة،
فنبدأ بأول هذه العقود وهو عقد اللمان ،وللنعلم أن الللمان ُيطلل يف كتلع الفقهلاء عللى أملرين :يطلل
ٍ
قصلد بله العقلد يف على عقد ،ويطل على أثر تصرف ،ويًع عليك أن ُت ِّ
فرق بين هذين ا ب قلين ،فإبله ُي َ
هذا الباب ،أو هذا الفص ،ويتكلم عنه عن أثر التصرف عند الحديث عن باب الغصلع ،حينملا يتكلملون
عن الغصع ،فإن من غصع أو أتلف لغيره ً
مال فإن من أثر تصرفه أبه يلمن قيمته ،أو مثله إن كان مثل ًّيلا،
جائل ابتداء لزم البتهاء من أحد برفيله،
ٌ وأما اللمان الذي بتكلم عنه هنا فهو آخر ،شر ٌء آخر ،وهو عقدٌ
فهو عقد بينما هناك فهو أثر.
قب أن بتكلم عن هذا العقد أريد أن أهكد مر ً أخلرى أن األثلر ل بلتكلم عنله يف الللمان وإبملا بلتكلم
كثير من الناس يسموبه الكفالة ،الفقهلاء يسلموبه
كثير من الناس بعقد الكفالةٌ ،
عن العقد الذي يسميه اآلن ٌ
اللمان ويخصون الكفالة بكفالة البدن التر سيوردها المصنف بعد قلي ،هذا العقد وهو عقلد الللمان،
أو الللذي يسللميه الللبعه بكفالللة المللال ،ويسللميه بعلله الفقهللاء بكفالللة المللال ،هللذا مللن العقللود المهمللة
وازدادت أهميتها يف وقتنا هذا لكثر تعام الناس ا ،فإن عقود التأمين كلها تندرج تحلت عقلد الللمان؛
ٍ
فحينملذ يكلون ملن بلاب الكفاللة ،وإملا أن يكلون تأمينًّلا ٍ
لمسلموليات، ألن عقود التأمين إما أن تكون تأمينًلا
فكثيلر ملن ٍ
فحينمذ يدخ فيها معنى الكفالة وقد يدخ فيها معنى التلام الللمان المطلل ،إ ًاا ٍ
لممتلكات،
ٌ
األحكام المتعلقة بالتأمين الذي بسلتخدمه يف كل أحيابنلا يف العل ج ،ويف القيلاد ويف البللائع ويف غيرهلا
محلها هذا الباب وهو باب اللمان ،الذي يسميه بعه الفقهاء بباب الكفالة.
امة إلى ٍ
امة يف التلام الحل ،هلذا التعريلف اللمان :هو ضم ٍ
ِ اللمان ما هو؟ العلماء يقولون إن عقد
٦
563
املة إللى ٍ
املة يف من أهم التعاريف أو من أهم الًم يف هذا الفص أن تعرف تعريف اللمان ،وهو ضلم ٍ
التلام الح ،ألن الحوالة ستأا معنا بعد قلي هو بق ما يف ٍ
امة إلى امة ،فتنتق الحقوق التر يف املة إللى
ٍ
املة ملن اللذمتين ٍ
امة أخرى ،وهذه تسمى حوالة ،بينما اللمان ضم الذمتين يف التلام الحل ،فتكلون كل
ملالر، كمال ابتدا ًء ،صور الك بصور سهلةَّ ،
أن رج ً يكون عليه ح ٌ محغول ًة بالح ابتدا ًء ،محغولة ا ً
ٌ
زعيم عنه ،أو أبلا ضلام ٌن عنله،
ٌ غريم عنه ،أو أبا
ٌ ثم بعد الك يأتيه شخ ٌ ثالث ويقول :أبا كفي ٌ عنه ،أو أبا
ِ
وكفالتله فتنحلغ املة الثنلين يف التللام الحل ، ٍ
فحينمذ تنحلغ املة الملدين األصللر ،وملن قلام بللمابه،
مطالع بالدين كام ً . ٍ
واحد منهما فيكون ك
ٌ
قال« :ويص » ،يدلنا على أن اللمان والكفالة جائل ،وقلد جلاء اللك يف كتلاب اهلل ففلر قصلة
يوسف { :ﭰ ﭱ ﭲ} [يوسف ] 72:أي أبلا بله ضلام ٌن وكفيل ،والنبلر لملا
عليله ،وهلذا كلان يف حلر عنده بًناز وقي له إن عليه ث ثة دراهم امتنع النبر من الص
علر يلا رسلول
عليه حتى قام أبو قتاد فقال :هر َّ أول ا س م قب أن ينسخ الحكم ،امتنع من الص
اهلل ،وهذا من باب الكفالة ومن باب اللمان ،وقد أجمع العلماء على الكفالة وهذا معنلى قلول المصلنف
يص اللمان ،بيع قول المصنف يص ضمان اللمان هلو ضلم املة إللى املة يف التللام الحل وسليأا
تفصيله قال :جائل التصرف ،قوله جائل التصلرف يعنلر بله البلالغ العاقل اللذي يكلون رشليدً ا يًلوز لله أن
يتصرف يف ماله ،هذا يسمى جائل التصرف ،والعلماء عندهم مصطلحان تار ً يقولون جائل التصرف وتلار ً
يقولون جائل التاأ ،أو يص تاعه ،الذي يص تاعه هو جلائل التصلرف فقلط ،بنفسله دون اللذي يًلوز
تصرفه بيابة عن غيره كالوكي والوصر وبحوه ،هذا الفرق بين جائل التصرف ومن يص تاعه.
يقول ويص ضمان جائل التصرف عرفنا من هو جائل التصرف ،ما وجلع أو سليًع عللى غيلره ،ملا
وجع أي من األموال فقط ،ماعدا األموال فإ ا ل تلمن ألن الحدود والعقوبلات ل ضلمان فيهلا ،وإبملا
تلمن األموال أو ما يف معنى المال ألبه يؤول إللى الملال حينلذاك ،بيلع إ ًاا قولله ملا وجلع ،أو سليًع
على غيلره ،قلد ل يًلع يف هلذه اللحظلة يف وقلت العقلد وإبملا يًلع يف المسلتقب ،ملن أمثللة اللك عنلد
قديما ثم سأشير لبعه األمثلة يف زمابنا.
الفقهاء ً
ً
منللل وكابلت ا جلار من األمثلة القديمة عند العلماء أ م كابوا يقولون لو أن امرأ استأجر ملن آخلر
564
بعد سنة فطلع صاحع العقار من المستأجر ضمينًّا فأتى بلمين فلإن هلذا الللمين سيللمن لله ا يًلار
أيللا
سنة ،أو سنتين ،أو ث ث ،فهو ليس اآلن واجع وإبما سيًع يف المستقب ،ومثلله ًالذي سيح بعد ٍ
أيلللا
يقللال يف الًعالللة ،فالًعالللة ل تسللتح إل بإبًللاز العم ل ولللم ينًللل العم ل بعللد ،فيًللوز كفالتلله ً
وضمابه ،األمر الثالث هناك ما يسمى ضمان عهد المبيع ،صور ضلمان عهلد المبيلع أن املرأ يبيلع آخلر
ككتاب مث ً فيقول المحةي ربما يكون فيها عيع ،أرش العيع هذا من يدفعله؟ يقلول :أبلا ،يقلول: ٍ سلع ًة
عيلع يف السللعة المباعلة فإبله يكلون
ٌ بلامن يلمن عهد المبيلع أي إاا ُو ِجلدَ
ٍ لل أريد معك ضامنًا فيأا
ضامنًّا لها ،أي يدفع أرش العيع فيها ،وهذا اللر يسلمى ضلمان عهلد المبيلع ،وعهلد المبيلع قلد توجلد،
وقد ل توجد ،إا العيع قد يكون موجو ًدا وقد يكون غير موجود.
من صور اللمان التر بتعام ا اآلن لما سيًع يف المستقب عللى الغيلر كل ملا يسلمى اآلن عنلدبا
من خطابات اللمان البنكية ،وفت العتمادات المستندية كل هلذه هلر كفالل ٌة يف المسلتقب ،يف ٍ
عقلد قلد
يأا وقد ل يأا ،ألن المرء قد يقدم على مناقصة فتقب وقد ل تقب فك هذه تسمى كفالل ٌة هلر كفالل ٌة لملا
سيًع يف المستقب .
قال :ب التعدي فيها ،يعنر يص أن يأا بكفي ٍ إاا تعدى صاحع األمابة من كابت يلده يلد أمابلة فلإاا
ٍ
فحينمذ يللم. ٍ
حينمذ يص أن يؤخذ عليه ضمين ألن التعدي هنا يؤول إلى اللمان تعدى
قال املصنفَ « :و َُرِ َط ِر َضا ُن َض ِام ٍن َ َه ْطَ ،ولِ َر ِب َح ٍّق ُم َطا َل َب ُة َم ْن ََا َن ِمن ُْه َما».
ٌ
مكلون ملن ث ثلة ٍ
ضامن فقط ،عقد الللمان أو اللذي يسلمى بالكفاللة الماليلة عقلدٌ وش ِر َط رضا
يقول ُ
أبراف ،الطرف األول :هو الذي عليه الدين ،وبسميه الملمون ،وهذا ل يحةط رضاهه ،الطلرف الثلاين:
أيللا ،الطلرف الثاللث :الللامن وهلذا يحلةط
صاحع الدين وهو الملمون له ،وهلذا ل يحلةط رضلاه ً
رضاه ،ما الدلي على أبه ل يحةط رضا الملمون والملمون له؟ حديث أبر قتاد ،فإبله قلال :هلر
علر ،و َقبِ َ النبر هذا اللمان وكان الملمون له ميتًا ف يحةط رضاه ،وأما الملمون لله َّ
فكان غائ ًبا ف يحةط رضاه كذلك ،وألن الحرأ يقول إن هذا العقد ل ضرر فيل ٍه عللى المللمون لله ،ول
الملللمون ،أل مللا مسللتفيدان فأمللا الملللمون للله فبل ً
لدل مللن أن يطالللع رج ل ً سلليطالع رجلللين ،وأمللا
الملمون فإبه سيحاركه أحدٌ ولن بقول شاركه وإبما سيحاركه أحدٌ يف المطالبة فقط ،دون بقاء الدين فإبله
يبقى يف امته ،إ ًاا فالفقهلاء يقوللون ل يحلةط إل رضلا الللامن فقلط ،لملااا الللامن فقلط؟ ألن الللامن
ٍ
فحينمذ يللم رضاه { ،ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ} [النساء.] 29: مال يف ِ
امته سيلتلم ً
ٍ
ضلامن فقللط، وش ِلر َط رضللا ف بلد أن يكلون بالرضللا ألبله سليكون بل ً
لاال وهلذا معنلى قللول المصلنفُ :
والفقهاء إاا قالوا« :فقط» هذا من باب التأكيد على أن هذه الًملة مفهومها مقصود ،بيع ثم قلال وللرب
ح ٍ ،الملراد بلل رب الحل هلو اللدائن ،أي المللمون لله ،وللرب حل ا مطالبلة ملن شلاء منهملا ،إاا ضلمن
شخ ٌ آلخر دينًلا فاللدائن إاا جلاء وقلت وجلوب اللدين مخيلر يطاللع ملن شلاء إملا الملدين ،أو يطاللع
اللامن الذي بسميه كفي ً بالمال ،له أن يطالع من شاء منهما ولو كان المدين ملي ًملا واهلع للثلاين جلاز،
فيختار من شاء منهما.
وقللول المصللنف للله المطالبللة أي المطالبللة ومللا تبللع المطالبللة ،فالمطالبللة أي المطالبللة بالمللال ويتبللع
المطالبة أبه يًوز م زمة أ ًّيا ملن شلاء منهملا ويًلوز لله المطالبلة بحلبس أي ملن شلاء منهملا وبيلع متاعله
وهكذا ،إ ًاا هذا ما يتعل بالمطالبة.
عندبا هنا مسألة قب أن بنتق للعقد الثاين وهو الكفالة ،إاا بالع صاحع الدين اللامن ولم يطاللع
المدين فإن أدى اللامن الدين فنقول لله حالتلان :إن أداه بنيلة التلاأ ،فلليس لله أن يطاللع الملدين ،ألبله
566
متاأ ،وإن أداه بنية الرجوأ ،أو بدون بية ،لم تكن له بية ،فله الح أن يرجلع عللى الملدين بلالمبلغ اللذي
بذله من الدين ،إما كام الدين ،أو بعله.
بقر عندي مسألة أخير بخلتم لا هلذا البلاب وهلو أن الفقهلاء يقوللون كملا بقل اللك ابلن المنلذر يف
ٍ
إسلحاق الرهلوي لله وجله كملا هلو إسحاق الرهوي وما ب ُِق َ علن
ٍ األشراف وحكاه إجما ًعا إل ما ب ُِق َ عن
مفهوم من ك مه الذي بقله إسحاق بن منصور جوس أ م حكوا ا جماأ أبه ل يًوز أخذ األجلر عللى
الكفالللة ،ول اللللمان ،ل يًللوز أخللذ األجللر عليهللا ،وهللذا هللو أكللا إشل ٍ
لكال عنللد المعللام ت البنكيللة
المعاصر ،فإن المعام ت البنكية اآلن تبيع الئتمان هلذا مسلماهم المعاصلر واللذي يسلميه الفقهلاء بيلع
اللمان يبيعون الئتمان بمال ،والحلرأ يقلول ل يًلوز بيلع الكفاللة ول الللمان ول أخلذ األجلر عليهلا
وحكِ َر إجما ًعا.
ُ
قال املصنفَ « :وت َِص ُّح ا ْل َ َقا َل ُة بِ َبدْ ِن َم ْن َع َل ْي ِ َح ٌّق َمالِ ٌّ َ ،وبِ ٍُِ َع ْي ٍن َي ِص ُّح َض َما ُن َ».
بدأ يتكلم عن النوأ الثاين من العقود وهو عقلد الكفاللة ،وعقلد الكفاللة والللمان ك هملا ملن عقلود
مر معنا بدرس األمس الرهن أبه من عقود التوثي واليوم عقلد الللمان، توثي الديون ،من عقود التوثي َّ ،
عقد الكفالة ما المراد به؟ هو إحلار ِ
بدن من عليه الح إلى مًلس التعاقد أو إللى ملا اتفقلا عليله ،رجل
عليه دي ٌن آلخر فيطلع كفي ً بالبدن هذا الكفي بالبدن ونيفته أن يحلر بدن المدين إلى مًللس التعاقلد
أو إلى المكان الذي اتفقا عليه ،فإن لم يحلره فلإن الفقهلاء يقوللون :يللمله ملا يف امتله ملن الملال ،سلوا ًء
َّفر َط يف عدم إحلاره ،أو لم يفرط.
ٍ
لتفريط أو لعدمه فإبله أعيد ابتبهوا لهذه المسألة الكفي ملل ٌم بإحلار البدن فإن لم يحلر البدن سوا ًء
فلر َط يف علدم إحللار وسلعى يف
يللمه ما يف امة هذا صاحع البدن الذي عليه الدين سوا ًء كان الكفي قد َّ
إخراجه من البلد أولم يفرط بأبه غاب عن عينيه ففر كل الحلالتين يللمله ملا يف امتله ملن اللدين ،وللذلك
قال :وتص كفالة ببدن من عليه ح ٌ مالر ،ألن اللتلام متعل ٌ بالمال ،وأما من ليس عليه ح ٌ مالر وإبملا
ح ٌ يف البدن كأن تكون عليه حد ،أو أن يكون عليه عقوبة تعليرية ،أو قصاص ،فالفقهلاء يقوللون ل يصل
كفالته ببدبه ،ألبه إاا تعذر إحلار بدبه فإبه ل يمكن أن يستوىف الح من بدن الكفي ،ألن العقوبات إبملا
هر شخصية ،على من أخطأ وأجرم ول تتعداه لكفيله.
٦
567
ثم قال :وبك عين يص ضما ا ،قوله هنا :وبك عين أي تص الكفالة لغيلر اآلدميلين فيصل كفاللة
دارا ،اسلتمًاره لهلذه اللدار
البهائم وتص كفالة األعيان ،من صور كفالة األعيان :رج يستأجر ملن آخلر ً
ٍ
فحينملذ يطللع منله كفيل ٌ بلرد اللدار يخحى المستأجر من أن يكون المؤجر قد تعدى يف إفساد هذه اللدار،
على هيمتها مث ً ،وهكذا سائر األعيان التر تكون من هذا الباب.
بفس ما تقدم أبه يحةط رضا الكفي فقط ،ول يحةط رضلا المكفلول اللذي عليله اللدين ول يحلةط
رضا المكفول له وهو الذي له الح .
بدأ يتكلم المصنف عما تنقلر به الكفالة واللمان ،سأاكرها على سبي ا جملال ثلم برجلع لكل م
سلبع أصللر،
ٌ المصنف ،العلماء يقولون إن الكفالة بالبدن واللمان وهلر كفاللة الملال تنقللر بسلببين:
وسبع تبعر ،فالسبع األصلر :هو أن تنقللر الكفاللة ملن غيلر ابقللاء اللدين ،والسلبع التبعلر :هلو أن
ٌ
تنقلر الكفالة بابقلاء الدين.
ٍ
حينملذ يكلون سلب ًّبا لبقللاء الكفاللة ،فسلداد اللدين ِ
اللدين فإبله فنبدأ بالتبعر ك ما كلان سلب ًّبا لقللاء
وا برا ُء منه ،سداد الدين وا براء من الدين أو إرث الدين ،رج كان اللذي أقرضله أخلوه ثلم ملات أخلوه
ٍ
حينمذ بقول بريء كفيله ،ولليس لله أن يطاللع كفيلله بملا كلان عليله فورثه هو فأصب قد َو ِر َ
ث دين بفسه،
قب الوفا ،بقول ل ،سقطت الكفالة وسقط اللمان على سبي التبع ،بسقوط الدين.
النوأ الثاين وهو سقوط الكفالة فقط عن بري األصلالة يسلقط أصلي ً دون سلقوط اللدين ،فالللمان
يسقط أصال ًة با براء للكفيل ،فيًلوز لللدائن أن يقلول أبلرأت أيهلا الكفيل فقلط ،وأملا الثلاين فللم أبرئله،
فحينمذ يسقط على سبي البفراد با براء ول تسقط بالموت ،اللمين إاا مات فإن الكفالة تبقلى يف مالله، ٍ
وأما كفالة البدن فإ ا تسقط على سبي التبع وتسقط على سبي البفراد ،على سبي البفراد بلا براء
وعلى سبي التبع بما اكره المصنف ،بتلف العين أو موت اآلدمر المطلوب إحلاره ،أو قلاء اللدين إاا
ٍ
بلع بريء. كان عليه دين ،فإاا مات أو تلفت العين بفع اهلل قب
568
٦
569
ِ قال املصنفَ « :وت َُُا ُز َا ْل َح َاا َل ُة َع َلى َدي ٍن ُم ْست َِه ٍّر إِ ِن ا َّت َق َق الدَّ ين ِ
َان ِجنْسا َو َو ْقتا َو َو ْصقا َو َقدْ راَ ،وتَص ُّ
ـح ْ ْ
بِخَ ْم َس ٍة َع َلى َه ْم َس ٍة ِم ْن َع َي َر ٍة َو َع ُْس ».
بدأ المصنف يتكلم عن العقد الثالث واألخير يف هذا الفص وهو الحوالة ،وعقلد الحواللة هلو ابتقلال
الدين من ٍ
امة إلى امة ،ابتقال الح بكليته ،ليس ضمنًّا وإبما ابتقال ،معنلى الحواللة أن المحيل تلاأ امتله
ول يبقى يف امته شرء ،وقد ثبت عن النبر أبه قال« :من أحيـٍ علـى ملـ ن ليحتـٍ» وهلذا
يدلنا عللى أن الحواللة عقلدٌ جلائل ،ومعنلى قولله جلائل أملران أ لا جلائل البتلداء لليس معناهلا أ لا جلائل
جلائل
ٌ البتهاء ب هر جائل البتداء ولكنها لزمة البتهاء ،واألمر الثاين أن معنى قال :جلائل ،أي أبله عقلدٌ
باعتبار الحكم التكليفر.
ولو أن المصنف ع َّبر بالصحة لكان أبسلع ،كملا ع َّبلر يف بلاب الللمان بالصلحة فاألبسلع أن يعلاِّ يف
الحوالة بمثلها.
أيلا ً
مثال آخر فقالوا إن المرأ مهرها قب اللدخول اللدين فيله غيلر مسلتقر ،ألبله قلد يطلقهلا عليه ،ضربوا ً
قب الدخول فيثبت النصف ،فكمال المهر غير مستقر لكن النصف مسلتقر ،فنصلف المهلر مسلتقر بالعقلد
والنصف الثاين ل يستقر إل بالدخول ،باآلية كما تعلمون ،وسيأتينا إن شاء اهلل بعد بلعة دروس.
أيلا يف ِ
باب اللكا . إ ًاا الديون المستقر تختلف والستقرار بستفيد منه هنا وبستفيد منه ً
ٍ
جلنس واحلد ك هملا جنسا يعنر يًع أن يكون الدين األول والدين الثلاين ملن
قال :إن اتف الدينان ً
ريالت ،ك هما ُبر ،ك هما اهع ،ف يًوز أن يختلفا يف الًنس ب يًلع أن يتفقلا يف الًلنس وجو ًبلا،
حلال ،واآلخلر ملؤج ً إا للو كلان أحلدهما ً
حلال، قال :ووقتًا المراد باتفاقهما وقتا أي أل يكلون أحلدهما ً
واآلخر مؤج ً فإبه حينم ٍذ ل تكون الحوالة لزمة.
ثم قال :وعكسه ،عكسه مااا؟ أن يكون الدائن بارق يطلبنر عحر وأبا أبللع أحملد خمسل ًة فأحيلله
لللم ٍ
حينمذ يًوز ،لكن ل أقول لله أسلقط العحلر يف مقابل الخمسلة ،ل ُي َ ٍ
بخمسة من العحر على خمسة،
ٍ
فحينمذ يًوز. بذلك ،إل أن يا هو وبإرادته وإسقاط الدين من بفسه
٦
571
ملرء المال عنده قدر على البذل ،ملرء الفع واللسلان يسلتطيع أن يلذهع للمحلاكم وأن يخاصلم،
يف ثبوت الدين ويف عدم ثبوته ،ويستطيع أن يرد بعم تستح أو ل تستح ،هذا معنى الملرء.
فللإن كللان ملي ًمللا فإبلله ل يحللةط رضللا المحتللال ،لقللول النبللر « :مــن أحيــٍ علــى مل ـ ن
ليحتٍ» إ ًاا لم يحةط رضاه وجو ًبا ،وأما إن كان غيلر مللرء فل تلللم هلذه الحواللة إل برضلاه ،ألن هلذا
ٍ
فحينملذ لبلد ملن رضلاه ،فلإاا رضلر أصلب العقلد لز ًملا الذي أحي عليه إاا كان غير ملرء قد ل يسلدد،
فابتق الدين من امة المحي إلى امة المحال عليه ،إاا كان غير ملرء.
عندبا هنا فقط مسألة فائد قب أن تختم هلذا البلاب كل ًّيلا ،أو قبل أن بلتكلم علن التحلوي ت البنكيلة،
العلماء يقولون :إاا كان المحال عليه نن المحتال أبه ملرء فبان خ ف الك ،نن أبه ملرء فبلان خل ف
ٍ
حينملذ لليس لله ٍ
فحينمذ له ح الرجوأ ،إاا كان قد ننه ملي ًما ،وأما إاا علم أبه غير مللرء فرضلر فإبله الك
الرجوأ.
باب مهم ،يخطأ كثير من إخوابنا حينما يظنلون أن الحلوالت البنكيلة ملن بلاب
هذا باب الحوالة وهو ٌ
الحوالة ،ل ،ليس كذلك ،فإن الحوالت البنكية اسمها حوالة من بلاب الشلةاك اللفظلر ،وإل فحقيقتهلا
هر وكالة ،وقد تًمع وكالة وصر ًفا ،ف يدخ حكمها يف باب الحوالة المطلقلة ،ول تعلل لهلا بالحواللة
مطل ًقا ،ولذلك إاا أردت أن تعرف أحوال الحوالة فابظرها يف باب الوكالة.
كيف بكون الك؟ بقول :إن رج ً يف المدينة يريد أن يحي يعنر يحول ،ما بق يحي ،يريد أن يحلول
572
ً
أملول إللى فربسلا ،ابظلر وهذا من باب الستخدام اللغوي ،يريد أن يحول ً
مال إلى فربسا ،يريد أن يحلول
شخصلا هلذا الملال ،وقلال :أعطله لقريبلر هنلاك ،جيلد ،فإبله وكلله بتسلليمه ،فقلط ابتهلت
ً معر ،إاا أعطى
الفكر ،إاا كان هذا الذي يف الوسط بنكٌ ،
بنك يف الوسط ،فإن هذا البنك إاا أعطيته الملال ،أعطيتله عحلر
آلف ،وأوصلها هناك عحر آلف من بفلس العمللة هلر وكاللة لشلك فيهلا ،فلإن أخلذ جلل ًء مقطو ًعلا ،أو
حولها بغير العملة فنقول له حالتان:
بسبة ،فهر وكالة بأجر ،فتكون عقد إجار وتًوز كذلك ،فإن َّ
الحالة اْلولى :أن يكون التحوي هنا عندما تعطيله البنلك أو المصلرف اللذي يحولهلا ،فإبله يأخلذ
منك خمسة آلف ريال ،ثم يلرب باآللة الحاسبة كم تعلادل يف عمللة البللد الثلاين؟ فيقلول :تعلادل خلينلا
بقول ألف يف عملة تلك البلد ،فإاا عادلت أل ًفا يحولها ألف ،هنلا جملع بلين أيلش؟ صلرف ،ووكاللة بنقل
المللال ،مللع أجللر أخللذ بسللبة للنقل ،فًمللع الث ثللة عقللود ،كلهللا جللائل ،ا شللكال فقللط يف الصللرف ،ألن
الصرف من شربه التقابه ،ه يللمه أن يقبه العملة اآلن؟ بقول :ل يللمله اللك ،بل إن مًلرد أخلذه
السند ،سند أبه حول له مبلغ كذا ،وكذا هذا بمثابة القبه ،ألن اآلن أصب اللنقه قبلله يسلمى بلالقبه
الحكمر ،اآلن أغلع النفه بقه إلكةوين ،ينلل راتبك وتحةي وتبيع ،ربما ل تسلتخدم اللنقه بيلدك
أبدً ا ،وإبما كلها عن بري األخيلر ،وعلن بريل الخصلم ا لكلةوين ،إ ًاا ل يلللم القلبه الحقيقلر وإبملا
القبه الحكمر ،فمًرد وجود السند هذا بمثابة القبه للعملة.
الحالة الثانية :أن يكون التحوي هناك ،فتحول األلف هناك أل ًفا ،أو الخمسلة آلف تحلول خمسلة
آلف ،ثم إاا وص هنلاك يتصلارف ملع اللذي سيقبللها وهلر أخلر هنلاك سيقبللها هنلاك بالسلعر اللذي
يتفقان عليه ،لقول النبر عن ابن عمر روي مرفو ًعا وموقو ًفا والموقوف أص أبله قلال« :إذا
كان على إمري دنانير ،أراد أن يهتضيها دراهم جاز إذا كان بسعر يامهـا» معنلى بسلعر يومهلا لليس بمعنلى
بنللا ًء علللى سللعر السللوق ،وإبمللا بمللا اتفل عليلله يف الللك اليللوم ،للليس بسللعر السللوق ،قللد يليللد وقللد يللنق
الخت ف ،هذا معنى الحوالت ،وهذا الذي صدر فيه القرارات من المًامع العلمية.
هذا الفص يتكلم فيه المصنف عن الصل ،والصل معاقد ٌ عند الفقهاء ،ألبه تار يكون بي ًعلا ،وتلار
يكون هبةً ،وتار يكون إجار ً ،وتار يكون غير الك.
٦
573
ال ِق ْس َم ِ
ان». الص ْل ُح ِ ْاْلَم َا ِ
ْ قال املصنفَ « :و ُّ
وحكملا ملن
ً حكملا ملن أهلله،
ً الصل تار يكون يف النكلاال ،ويلذكره الفقهلاء يف بلاب النكلاال ،تبعلث
أهلها ،وتار يكون الصل يف الدماء ويذكر يف الًنايلات ،وتلار يكلون الصلل بلين فملات ملن المسللمين
ويذكر يف باب البغر ،أما هذا الباب فإبما يذكر فيه الصل يف األموال فقط.
وهو قسمان ،هذان القسمان باعتبار ا قرار بالدين وعدم ا قرار به.
قال املصنفَ « :أ َحدُ ُه َماَ :ع َلى ْ ِ
اْل ْق َر ِار».
إ ًاا القسمان أحدهما صل ٌ على ا قرار ،والقسم الثاين الصلل عللى إبكلار ،الصلل عللى ا قلرار ملا
شخصا يدعر على أخر ً
مال ،فإن أقر بالمال ،ثم صلالحه عليله، ً معناه؟ وما معنى الصل على ا بكار؟ أن
فهذا صل ٌ على إقرار ،وإن أبكر المال ،ولكنه أراد أن ياأ امته ،بعه الناس يريلد أن يلاأ امتله حتلى ملن
الحبهة ،أو أبه شك ألبه كثير النسيان ،أو لطول العهد ،فأراد أن يلاأ امتله كلذلك ،أو لكلون الملدعر عليله
أيلا صاحع مروء وصاحع هيبة ،وبعه النلاس يقلول :أبلا مكلابتر أعللى ملن أن أاهلع إللى محلاكم، ً
صلحا على ا قرار ،والثلاين ٍ
فحينمذ يصال على ا بكار ،إ ًاا األول :يسمى وأبكر ،أو أحلف على اليمين،
ً
يسمى صل ٌ على إبكار ،إ ًاا ا قرار وا بكار باعتبار المدعى عليه الح .
بدأ الحيخ يتكلم عن النوأ األول وهو الصل على ا قرار وبين أبه بوعان.
يقول :إن من صال غيره على إقرار ،إما يصلالحه بعلد ملا يقلر الملدعر عليله بلالح ،فيلأا المصلال
فيصالحه على جنسه ،يعنر بمث جنس الذي يف الذمة ،أو يصالحه على غيلر جلنس ،رجل ٌ يف امتله ادعلى
عليه ألف ريال ،قال :بعم أقر باأللف ،أو شهدت البينة باأللف ،شلهود البينلة بمثابلة ا قلرار ،ثلم اصلطل
جلء من األلف ،هذا صل ٌ على جنسها ،أو اصلطل عللى أخلذ ٍ
كتلع بلدل األللف ريلال ،هلذا صلل على ٍ
على غير جلنس ملا أقلر بله ،هلذا صلل عللى غيلر الًلنس ،كل واحلد مهملا لله حكلم ،بلورده عللى سلبي
الختصار.
قال املصنفِ « :م ْث ٍُ َأ ْن ي ِهر َل بِدَ ي ٍن َأو عي ٍن َ ي َضع َأو يهب َل َا ْلبع َ وي ْأ ُه َذ َا ْلب ِ
اق ». َ ََ ُ َّ ُ ْ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ
يقول المثال :أن يقلر لله ،أو أن تثبلت بالبينلة وهلم الحلهود أن لله ديل ٌن يف الذملة ،بملال بقله أو علين،
ٍ
فحينمذ يأا المدعر فيللع يقلول: قلم أو كتاب،يقول :بعم أخذت منك كذا وكذا ،من األعيان كسيار أو ٍ
وضعت عنك بصفه ،وضعت عنك ربعه ،فيلع أو يهع ،يقول :وهبت لك بعله ،ويأخلذ البلاقر ،إملا أن
يكون الباقر من بفسه ،أو من مثله إن كان من المثليات.
فيص ،لمااا ل يص ؟ أو ما الدلي على أبه يصل ؟ أن رجل ً اختصلم ملع آخلر يف مسلًد رسلول اهلل
وارتفعت أصواهتما ،فنظر رسول اهلل لمن ادعلر بلالح فأشلاره لله أن ضلع،
ً
امتثال شار النبر ،وهذا يدلنا على أبه يًوز له أن يلع ملن أي ضع بعه الدين ،فوضع
بعه الدين ،إ ًاا فقوله فيص الدلي الذي تقدم اكره.
ل يص الصل عن وضع بعه جلء من الدين إل ممن يص تاعه ،وهو البالغ العاقل الرشليد ،أملا
وكي الصبر والوصر عليه والوكي ف يص أن يتصلرف لذا الصلل إل الوكيل إاا أان لله موكلله ،إ ًاا
هذا قول المصنف ممن يص تاعه ،لم ُيع ِّبر بمن يًوز تصرفه ،وإبما قال :من يص تاعه ليخا الوكيل
والوصر والنائع.
إ ص ْلحٍ بِ َال ََر ٍ
ِ
ط». ْ قال املصنف« :بِ َغ ْيرِ َل ْق ُ
هذه مسألة ابتبهوا معر فإ ا دقيقة ،يقول العلماء :يًوز الصلل علن بعله الحل إاا كلان ملن جنسله
بحربين ،هذان الحربان أوردهم المصنف ،الحرط األول قال :بغيلر لفلظ صلل ٍ ،يًلع أل يكلون بلفلظ
الصل ،وإبما يكون بلفظ الهبة ،أو بلفظ ا بلراء ،أو بلفلظ الوضلع ،كملا أشلار لله النبلر أن
ضع.
ٍ
حينملذ كأبله قلال: لمااا قالوا إبه ل يص بلفظ الصل ؟ قالوا ألن الصل عند الفقهاء بمعنى البيع فإبه
ٍ
حينمذ يكون من صور الربا ،فللذلك قلالوا أبله بعت لك الحرء ببعله ،والحرء هذا كان يف الذمة دينًا ،فإبه
ل يص أن يكون بلفظ الصل ،وإبما يكون بغيرها من األلفاظ ،هذا ك مهم.
٦
575
وأما الرواية الثابية فيقول :الصل بلفظ الصلل ،ألن العلا بالمقاصلد للعقلود ل بألفانهلا ،وتكلمنلا
عنها باألمس يف مسألتين أو ث ث ،بفس الفكر .
القيد الثاين :أبه لبد أن ل يكلون بينهملا شلرط ،بمعنلى أبله ل يصل ألملر ٍ أن يقلول :أقلر للر بلالح
ألسقط عنك بعله ،فمن قال آلخر :أقر لر بالح فأسقط لك البعه الصل ليس ب زم وا قرار ثابلت،
رافله
ٌ ما فائد هذا الحرء؟ ابتبهوا معر هذه فائد مهمة ،بعه الناس يكلون لله الحل عللى آخلر والثلاين
ا ثبات ،وإبما هو جاحد له ،يعلم مستيقن لكن جاحد ،ول تريد بينهم بينة ،فصلاحع الحل ليظهلر حقله،
عللر أن أسلقط للك بسلبة ،فيلأا
مااا يقول؟ يقول :يا ابن الناس أيهلا الملدعى عليله أقلر للر بلالح وللك َّ
ٍ
حينملذ ثبلت والصلل لليس المدعى عليه فيقول :أقررت لك بالح وليس لك إل بصفه ،بقول :ل ،الح
ب زم فيللمك أن تعطر المال كله ،وهذا يسمو ا حيلة الفقهاء.
فإن من حي الفقهاء يف إنهار الح أن يقول للمدعى عليه أقر لر بالح وأسقط عليلك ث ثلة أربلاأ،
فإاا أقر بالح للم ،وما كتبه يف ورقة أبنر سيسقط عنك ث ثة أرباعه يكون باب ً ولغ ًيا ،وهذه من الحيل
التر يذكرو ا يف باب القلاء نهلار الحل ،وهلذه عنلدهم وهلذا هلو المعتملد ،وعليله القللاء عنلدبا أن
نلما ،ما وجه الظلم؟ أن هلذا الًاحلد والمنكلر ابتلدا ًء ملا
اشةاط الصل قب ا قرار يكون لغ ًيا ألن فيه ً
ونلما واعتدا ًء.
ً أقر إل ليسقط بعه الح ،فهو من باب أخذ أموال الناس بالباب
ٍ
بقله فبيلع ،رجل يف امتله أللف قلال :بلدل األللف أعطنلر كتلاب كلذا ٍ
بعرض عن قال :وبعرض ،أو
وكذا ،أعطنر كتاب فت الباري لبن رجع ،وكتاب فت الباري لبن رجع أول ما ألفله مصلنفه كملا اكلر
الك ابن الديبع لما جرء به إلى زبيع يف اليمن ،أخلذ بعله التًلار هلذا الكتلاب ووزبله ،وزبله كلام ً ثلم
تصدق بوزبه من شد فرحه ذا الكتاب العظيم ،وهو من أج شروال كتاب البخاري المتأخر .
ٍ
حينملذ إ ًاا المقصود من هذا أن يص لك أن تصطل عن المال بكتلع فهلذا ملن بلاب الصلل فيكلون
كتاب لر ولم ترجعله ،فقللت :خللر الكتلاب عنلك وأعطنلر بدلله عحلرين ريلال
بيع ،أو العكس يف امتك ٌ
يص ،فيكون بيع ويةتع عليه أحكام البيع ،ف بد من العلم بالثمن والعلم بالمثمن ،ولبد من بفر الغلرر
والقدر على التسليم والحروط الستة التر سب اكرها.
ِ ِ َ ُي ْن ِ َـرَ ،أ ْو َي ْسـ َ َار ،بِ َأ ْن يدَّ ِع ع َلي ِ قال املصنف« :ا ْل ِه ْس ُم َال َّثانِ َ :ع َلى ْ ِ
اْل ْن ِ
ـح، ُت ُث َّ
ـم ُي َصـال َح ُ َ َيص ُّ َ َ َ ْ
ُان إِ ْب َران ِ َح ِه ِ َ ،و َب ْيعًا ِ َح ِق ُمدَّ ٍع».
َو َي ُ
يقول :القسم الثاين الصل على ا بكار ،أن يدعر رجل ً عللى آخلر ح ًقلا ً
ملال أو عينًلا ثلم ينكلر يقلول
ٍ
حينملذ يعتلا بلاب ً ،فللو ليس لك شرء وهو صادق ،ألبه لو أبكلر وهلو كلااب ثلم بلان كذبله فلإن الصلل
امري على شرء على إبكار ثم نهرت البينة ،بقول :الصل باب ويًع عليله أن يلرد الملال ،ألبلهٌ صال
ٍ
حينمذ يكون كاا ًبا.
قللال :والصللل علللى ا بكللار بللأن يللدعر عليلله فينكللر ،ينكللر يقللول :للليس لللك شللرء وهللو صللادق ،أو
يسللكت ،وألن السللكوت عنللد الفقهللاء بمثابللة ا بكللار ،ولللذلك ُيقلللى عليلله بللالنكول فقللط ،يقلللى عليلله
بالنكول ول يللم اليمين على المحهور ،قال :أو يسكت ،قال :ثم يصالحه ،أي يصالحه على ملا يف الذملة،
لمااا المنكر يصالحه؟ كما اكر يف أول الدرس يكون من باب إبراء الذمة ،بعه الناس يقول :أبلا أريلد أن
أبرء امتر ،أو يكون قد شك وليس مستيقنًنا النفر ،أو بعه الناس من اوي الهيمات يقول :أبلا ل أريلد أن
أاهع إلى المحاكم ويدعى علر ويتوجه إلر اليمين ،فأبا أريد أن أشةي جاهر بالصلل ،فهلذا ملن بلاب
الصل على إبكار ،قال :فيصالحه فيص الك الصل .
قال :ويكون إبرا ًء يف حقه ،أي إبرا ًء يف ح المدعى عليه ،كيف يكلون إبلرا ًء؟ هلو لليس يف امتله شلرء
لكن يكون إبرا ًء لذمته عند اهلل ،هو إبرا ٌء للذمة ،فإن كان قد بقر يف امته شرء فإبه قد أبرء امته أملام
٦
577
اهلل .
ٍ
وحينملذ يلللم فيله شلروط البيلع التلر تقلدم قال :ويكون بي ًعا يف ح المدعر ،فيكون المدعر قد بلاأ،
اكرها.
من علم كذب بفسه ،سواء كان هو المدعر أو المدعى عليه فالصل بابل ٌ يف حقله ،ألبله أكل أملوال
الناس بالباب .
بدأ المصنف ذا الفص يتكلم عن مسألتين ،عن أحكام الًوار والستطراق ،وعلن بعله األحكلام
المتعلقة بحقوق التفاق.
قال :أو هوائه ،ألن القاعد عند العلملاء أن الهلواء هلو لله حكلم ...فقلد يكلون الغصلن عللى األرض
أيللا ملؤاي ،فقلد يتسلاقط بعله اللورق ،قلد يكلون هنلاك شلرء يًلرال
وقد يكون مرتف ًعا ،لكن ارتفاعله ً
وهكذا ،إ ًاا هذا من باب اللرر من الًار على جاره ،ما الحكم فيه؟
عرق أو غرفة سنرجع لكلمة غرفة بعد قليل ،إاا حصل غصل ٌن أو ٌ
علرق يف قال :وإاا حص غص ٌن أو ٌ
أرض جاره أو جدار جاره ،أي على جدار جاره ،أو هواء جلاره لللم إزالتله ،أي يلللم صلاحع الحلًر أن
أو يلوي الغصن وأن يلي العرق ،ألن فيه ضرر على جاره. يق
578
ف بِ ِ ».
قال املصنفَ « :و ِض ِم َن َما ت َِل َ
ٍ
حينمذ يلمن التلف ،وإن لم يكن قد بالبله فإبله بعد الطلع ،يعنر أبه إاا بالبه با زالة ولم يللها فإبه
ل يلمن ،ألبه قد يكون له غرض من الغصن يريد أن يستظ به ،فيكون قد ابتفع بغصن جاره فل يللمن
إل بعد الطلع.
أي :أبى من إزالتها ،لم يًا بقو وإبما يلويه ل ًّيا صلاحبه ،اآلن يمكلن ليهلا فيلويله ،ول يلللم أن يًلا
صاحبه على قصها.
أي :ب حكم حاكم ،ألبه وص إلى أرضه فيقصها ،وهذا من بلاب الللرر اللذي لليس فيله خصلومة،
ألبه جلر وواض وص إلى أرضلك فتقصلها بل حكلم حلاكم ،ملا هلر األشلياء التلر تحتلاج إللى حكلم
ٍ
حينملذ ل ونلاهرا ،فإبله ضلحا وجل ًّيلا
ً حاكم؟ ما كان فيه خصومة ،وملا ل خصلومة فيله بلأن كلان الللرر وا ً
يكون مااا؟ ل يحتاج إلى حكم حاكم.
عندبا هنا مسلألتان قبل أن بنتقل إللى ملا بعلدها ،المسلألة األوللى يف كل م المصلنف قلال :أو غرفتله،
فسرها الحراال ومنه البعلر يف الروضة وغيلره ،أن المقصلود لا العليلة وهلو الغرفلة التلر تكلون
غرفته هنا َّ
مرتفعة ،بأن يرفع المرء جل ًء من غرفته حتى تخرج على جاره ،فيأخذ جل ًء من هوائله ،ولعل الملراد عرقله
وليس المراد الغرفة ،ألن الغرفة لها حكم مستق ،فإبه ل يلويها ول يكسرها بنفسه ،وإبما هتلدم ،فالسلياق
يتعل بالعرق ول يتعل بالغرفة ،ولع المصنف وهم يف الك ،فإن األص يف كتع الفقه إبما هلو العلرق،
أما الغرفة ف بد أبه يللم بإزالتها إللا ًما ،ول يستطيع كسلرها بنفسله ،ألبله يةتلع فيهلا إتل ف مالله هلذا ملا
يتعل باألمر األول.
األمر الثاين :أن هذه المسألة التر أوردها الفقهلاء ،هلذه يسلموها المثلال التقليلدي ،هنلاك أمثللة عنلدبا
٦
579
ٌ
منلاط ضرر على من يملر يف الطريل فل يًلوز وللو أخلذ فيله ا ان ،ألن إان وللر األملر
ٌ فإن كان فيه
ضلارا بالمصللحة العاملة فيلأثم ملن جعل اللك،
ً للمصلحة ،فإبه معتا ألجل المصللحة العاملة فلإاا كلان
ولذلك قال :إل بإان إما ٍم مع أمن اللرر ،ف بد من الحربين ،هذا مثال إخراج جناالٍ .
قللال :وإخللراج سل ٍ
لباط ،السللباط بسللتطيع أن بسللميه اآلن المظلللة ،فل يًللوز مللري أن يلللع مظلل ًة يف
الطري ،ل يًوز له الك إل بالحربين ،أن يأان له ا مام ،واألمر الثاين أل يلر النلاس ،ألن هلذا السلباط
الذي بسميه اآلن مظلة من حديد وبحوهلا ،قلد تملر سليار مرتفعلة ،أو دابل ٌة يف الللمن األول تحمل متا ًعلا
ضلرر ٍ
فحينملذ فيله ٍ
فحينمذ تتلف الدابلة أو تتللف السليار ،أو يتللف الملال، كثيرا فتلرب فيه وتصطدم به،
ٌ ً
على الناس ،ف يًوز جع سباط وهر المظ ت يف الطرق ،إل بالحربين السابقين.
ٍ
وميلاب ،وعرفنا معنى هذه األملور الث ثلة ،يف مللك جلاره، ٍ
وسباط قال :وفع الك وهو جع جناالٍ
ٍ
ودرب محةك ،الدرب بوعان ،الدرب النافذ الذي يملر عليله الًميلع ،واللدرب المحلةك أي ملك غيره،
هو الذي يكون مغل ًقا فيكون ح ارتفاق خاص ،مث أن يكون السكة مغلقلة عليهلا ث ثلة أبلواب ملن هنلا،
وث ثة أبواب من هنا ،وتنغل بباب ،فتكون المًموأ سبعة ،هذا الدرب يسمى ح ارتفاق خاص.
ا ان يف ا حداث فيه ليس لولر األمر وإبما ا ان لمن هم مختصلون بالبتفلاأ بله وهلم السلبعة ،إ ًاا
من أراد أن يًع جناال كالروشن مث ً أو اللر سمناه الحرفة ،أو السباط كالمظلة ،أو الميلاب ومن صلور
الميلاب جع أمبوب الصرف الصلحر عللى الحلارأ ل يًلوز لله اللك إل بلإان المسلتح ،والمسلتح
مالك الدار األرض ،إن كان لها مالك ،أو المحةكون يف استحقاق ح الرتفلاق المحلةك ،وأملا اللدرب
٦
581
ٍ
هيب إَّل أَّل يم ن تسهيف إَّل ب ،وَّل ضرر يُبر». قال املصنف« :وكذا وضع
يقول :وكلذلك وضلع الخحلع ،ل يًلوز لملر ٍ أن يللع خحلبه عللى جلدار جلاره إل لحاجله ،ألن
وضع الخحع هلذا يللر الًلدار ،قلد يكلون سلب ًبا سلقابه لثقل الخحلع ،إل يف حاللة واحلد إاا وجلد
متلررا من هذا الخحلع اللذي يوضلع عللى الًلدار ،والحلرط
ً شربان :الحرط األول :إاا لم يكن الًار
ٍ
فحينملذ ُيًلا الًلار عليله ،لملا جلاء يف حلديث أبلر هريلر النبلر الثاين :أن ل يمكلن التثقيلف إل بله،
قالَّ« :ل يمنعن جار جاره أن يضع هيب على جداره».
فدلنا الك على أبه يًا لكن بحربين :الحاجة لوضع الخحع ،وأل يتلرر الًدار منه ،بب ًعا بعله
أه العلم لفائد يقولون :إن المراد بالًدار الذي ُيًا عليه الًلدار المحلةك ل الًلدار اللذي تمحله
يف الملك ،وهذه لها بح ًثا آخر.
قال املصنفَ « :و َم ْس ِ
ُد َكدَ ٍار».
أي :أبه إاا لم يعمله وإبما الحريك هو الذي بناه ابتدا ًء ،ولكن كان باو ًيا الرجلوأ فإبله يرجلع ،وأملا إن
بوى التاأ ف يرجع على شريكه.
بدأ المصنف يف هذا الفص يتكلم علن الحًلر عللى الغيلر لمصللحة اللدائن ،وهلو الحًلر لمصللحة
الغير.
يقول إن من كان عليه دين ،هذا هو القيد األول أن يكون عليه دين ،والقيد الثاين :أن يكون القيد ً
حلال
ل مؤج ،ألن المؤج ل يحًر على صاحبه ،واألمر الثالث :أل يكون له ٌ
مال يفر بالدين.
قال املصنفَ « :و ََّل َينْ ُق ُذ ت ََص ُّر ُ ُ ِ َمالِ ِ َب ْعدَ ا ْل َح ُْرِ َو ََّل إِ ْق َر ُار ُه َع َل ْي ِ ».
إاا حًر عللى المفللس فلإن كل تصلرف يف مالله ملن ٍ
هبلة ،وصلل ٍ ألن الصلل بمعنلى البيلع ،وبيلعٍ، ُ
وإجار ،وبحو الك ،فكله ل ينفلذ ،ل أثلر لتصلرفه ،وهلذا معنلى قلال :ل يصل تصلرفه بعلد الحًلر ،ول
إقراره عليه أي :على المال ،فلو أقر بعلد الحًلر أن هلذا الكتلاب لليلد «كلان عنلده ملن المحًلور كتلع»
فنقول :إن إقرارك هذا ملغر ،ألبه إقرار بعد الحًر ،وللو كلان ا قلرار قبل الحًلر لصل ،فلا قرار عللى
٦
583
ٍ
فحينمذ لم ُيقب إقراره ،وأما لو ثبلت أن هلذه العلين لمللك المال بمثابة التصرف فيه ،وهو متهم يف إقراره،
ا. ف ن بالحهاد فيعم
قال :ب يف امته ،ابتبله! هلذه مسلألة مهملة ،المحًلور عليله يف ثل ث ل يصل تصلرفه يف مالله ،وإبملا
يص تصرفه يف امته ،كيف يف امته؟ يقول :اشةيت منك بالدين ،اشةى منه يف الذملة هلذا يصل ،فيصل
تصرفه يف امته ،يص تأجيره لبدبه ،يص أن يحةي بلالثمن المؤجل واللثمن الحلال يف الذملة ،ول يصل
ٍ
حينمذ ،إ ًاا ما اشةى على سبي الذمة يص سلواء عللم الحراء بالثمن المعين ،ألن المعين ماله ،ول يص
أبه بمحًور أو ليس بمحًور.
إاا س َّلم غيره عين مال ،من سلمه عين مال ،يعنر أبه أعطاه يعنر باعه مث ً سليار ، يقول :إن الحخ
عالملا بلالحًر ،قلال :أخلذها
فسلمه عين السليار ،هلذا معنلى سللمه علين ملال ،جاهل الحًلر للم يكلن ً
يؤخذها إن كابت بحالها ،بب ًعا اللدلي عللى أبله يأخلذها قبل أن بلذكر الحلروط ملا ثبلت يف الصلحي ،أن
النبر قال« :من أدرك متاع عند مقلس ،ها أحـق بـ » فهلذا يلدلنا عللى أبله يًلوز أن يأخلذ
عين ماله بحرط ،األول :أن يكون جاه ً الحًر عليه ،هلذا الحلرط األول ،الحلرط الثلاين اكلره المصلنف
،ول عيع. بقال :إاا كابت بحالها ،أي لم تتغير ل زياد ،ول بق
قال املصنفَ « :و ِع َا ُض َها ُك ُّل ُ َب ٍ
اق».
ٍ
حينملذ يكلون أسلو الغرملاء يف أي :أن المفلس لم يدفع من ثمنها شرء ،ولو دفع جل ًء ملن ثمنهلا فإبله
584
لا حل شلفعة ،ول حل ضلمان متعلل بالرقبلة ،إن كلان وهذا هو الحرط الرابع ،ومعناه أبه ل يتعلل
يتعل بين الرقبة كاألرقاء وبحوهم.
هذا هو ثمر الحًر أو النتيًة التلر بعلدها ،الثملر األوللى :أبله يمنلع تصلرفه يف أثنلاء الحًلر ،يمنلع
تصرفه يف المال مطل ًقا ،بعد الك يأا الحاكم لك أمواله غير التلر تكلون كافيلة لله ،كلداره ودابتله ،فإ لا ل
تباأ ،وكتع العلم إن كلان الملرء ملن بلبلة العللم ،فكتلع العللم المحتلاج إليهلا ،ل الكتلع التلر ُجمعلت
للتكثر ،فإن بعه الناس عنده مكتبلة مليملة هلذا للتكثلر ،ثلم ل يقلرأ منهلا ،وإبملا تكلون قراءتله يف بعللها،
دائما ل تباأ ألبه للحاجة.
الكتع التر يقرأها ً
ولذلك هنا بقف عللى فائلد ،أن العلملاء يلرون أن حاجلة باللع العللم للكتلع كحاجلة غيلره لللدار،
والثوب ،وحاجتهم للطعام ،وهذا يدلنا على أن بالع العلم ل بد له من كتاب ،ل بد له من إدامة النظر.
ببيك َعن َتفصيلِها بِب ِ
يان َ َس ُأ َ لم إِل بِ ِس َّت ٍة َأخر َلن َت َ ِ
نال الع َ
بول َز ِ وصحب ُة ُأ ٍ
ستاا َو ُ رص َواِجتِها ٌد َو ُبل َغة ِ
مان َ ُ َ َاكا ٌء َوح ٌ
ف بد من الدربة ،ول بد من كثر القراء ،ول بد من كثر المراجعة ،ولذا فإن العلماء يف باب الحًلر
على المفلس عدوا كتع بالع العلم كطعامه ،من شد أهمية م زمته للكتاب ،وكثر بظره به ،وا بسلان
يًلع أن يقللرأ كل م األوائل ،وأل يقلول إين ل أريللد النظللر فيهلا ،ألن هللذا هلو األصل ،وبحلن إبمللا بعيللد
صياغته يف زمابنا ،وبنلله على صوربا ،فمن لم يعرف األول لم يستطع حكم على اآلخر ،ولذلك لبد ملن
إدامة النظر يف الكتع.
يقول ويبيع الحاكم ماله ،أي غير المحتاج له ،ثم يقسمه على غرماءه.
المراد بالغرماء :ك من كان له دين عليه قب الحًر ،وأما من كان لله ديلن بعلد الحًلر فإبله يف الذملة
يبقى بعد القسمة.
٦
585
إ ًاا الغرماء المراد م ك من كان له ديلن ،سلواء كلان هلذا الغلريم قلد باللع بلالحًر أو للم يطاللع،
مادام قد ثبت أبه غريم فإبه يدخ يف القسمة.
قال :ومن لم يقدر على وفاء شرء من دينه ،أو هو مؤج ،تحرم مطالبته ،وحبسه ،وكذا م زمته ،هنلا
أراد المصنف أن يبين لنا من الذي يًوز الحًر عليه ،قال ً
أول :من لم يقدر على وفلاء شلرء ملن اللدين،
وهو المعسر ،ليس عنده وفاء للدين ول جلء منه ،هناك يحًر ل يسلتطيع وفلاء كل اللدين ،فنحًلر عللى
الباقر لنسدد بعله ،هنا ل يستطيع أن يسدد شرء من الدين ،ليس عنده من الدبيا شلرء ،فهلذا لليس عنلده
شرء يحًر عليه ،ومن أثر اللك أبله ل يطاللع ،ول يحلبس ول يل زم ،وسلأاكر ملا معنلى الم زملة بعلد
قلي .
قال :ومن لم يقدر على وفاء شرء من دينه ،أو هو مؤج ،أي أن الدين مؤج وليس ً
حال ،وملر معنلا
أن بعلله الللديون تقب ل التأجي ل ،وبعلللها ل يقب ل التأجي ل كللالقرض ،فللإن القللرض عنللد الفقهللاء علللى
المحهور ل يقب التأجي ،وعللى الروايلة الثابيلة أبله يقبل التأجيل ،أملا إاا كلان ملؤج ً فالمؤجل ،إ ًاا ل
يحًر على من عليه دين مؤج ألبه لم يح بعد.
قال :وتحرم مطالبته ،ل يًوز ألحد أن يطالبه بالدين ،لمااا قلنا تحرم؟ ألن مطالبتله بلذلك إيلذاء لله،
تطالع بحرء لم يح ،أو تطالع بحرء عاجل عنه ،فتحرم مطالبته ل يطالع ،حتلى يحل اللدين أو يكلون
عنده شرء من المال ليسددك به ،فتحرم مطالبته وحبسه ف يحلبس ،وكلذا م زمتله ،ملا معنلى الم زملة؟
الم زمللة هللو أن الللدائن أو وكيل الللدائن يكللون م ز ًمللا للمللدين ،حيللث مللا اهللع ،اهللع معلله ،إاا اهللع
المسًد صلى بًاببه ،وإاا اهع إلى السوق أتى معه ،وإاا اهع إلى عليمة أو مناسبة حلر معه ،بحيلث
أبه يلي منه ،فحيث ما اهع يقول ،فإاا جلس يف مًلس يقول :يا ف ن أعطنر الدين ،سدد الدين ،سلدد
الدين.
حال ،وعنده وفاء ،لقول النبر « :ل ُّ الااجد ظلـمهذه الم زمة حرام إل لمن عليه دين ٌ
يحٍ عهابت ِ
وعرض » قال وكيع :عقوبته بحبسه وم زمته ِ
وعرضه بحكوى ،وهو المطالبة أمام القاضر.
إ ًاا هذا الحديث أخذباه للواجد ،وأما غير الواجد فإبه يحرم مطالبته وتحرم م زمتله ،ويحلرم حبسله،
لحديث النبر يف حديث عمرو بن شريك.
586
هذا معنى قول المصنف :ول يحل مؤجل بلث ث ،قلال :ول بملوت يعنلر إاا ملات الملدين ،فإبله ل
يح األج ،بحرط أن يوث الورثة الدين ،إما برهن محرز ،معنى قال :محلرز ،أي يكفلر اللدين ،ويمكلن
ٍ
فحينمذ يبقى مؤج ً ،فإن لم يوجد واحد من هذه الثنين فإبه يح بالوفاء. الوفاء منه ،أو بكفي ملرء،
يقول إن نهر غريم بعد القسمة ،وكان الغريم مسلتح ًقا للقسلمة لكلون اللدين ً
حلال يف وقلت القسلمة،
ولم يعلم به ،فما حكمه؟ قال :يرجع عللى العلملاء بقسلطه ،صلور اللك ابظلروا معلر! :رجل عليله ديلن
يطلبه ألفر ريال ،أو بصغر العدد بدل خمسة ،رج عليله ديلن لحخصلين، لخمسة أشخاص ،ك شخ
يطلبه أل ًفا واحدً ا ،جاء الحاكم فلم يكن عنده ألفلان فحًلر عللى مالله ،كلم ماللك؟ وجلدبا أن ك شخ
مال المدين ألف وخمسمائة ريال ،الدائنون اثنان ،يعطى ك واحلد بنسلبته ،كل واحلد يطلبله أللف ،بسلبة
األلف من أص الدين وهو األلفان النصف ،إ ًاا يستح ك واحلد كلم ملن األللف وخمسلمائة؟ سلبعمائة
وخمسين بالنسبة والتناسع ،بعد ما قسم المال بحهر أو بحهرين أو سنة ،جاء رج كان غائ ًبلا وقلال :هلذه
بينة تثبت أن لر على المدين دين حال قب القسمة ،بمقدار ألف.
إ ًاا الدين كان يظن أبه ألفان ،فبان أبه ث ثة ألف ،لو قسمناها اللر هر األلف وخمسلمائة عللى ث ثلة
ألف ،فيستح ك واحد كم؟ خمسمائة ،وقد كان ك واحد منهملا أخلذ سلبعمائة وخمسلون ،فنقلول إن
هذا الثالث الغريم الذي نهر يرجع على ك واحد من الغريمين بمائتين وخمسين ريال.
بدأ المصنف يف هلذا الفصل يلتكلم علن الحًلر لحلظ بفسله ،ل لحلظ غريمله وهلو النلوأ الثلاين ملن
الحًر.
٦
587
الص ِغ ِير ،والمقصود بالصغير ما كان دون سن البلوغ ،وسيأا كيف ُيعلرف البللوغ،
قالَ :و ُي ْح ًَ ُر َع َلى َّ
والمًنون بصوره المختلفة كالعته وغيرها ،والعلماء رحمة اهلل عليهم اختلفوا يف بعله الصلور ،هل هلو
من الًنون أم من ا غماء؟ ومنها الصرأ ،من كان ُيصرأ ه هو ُيلح بالمًنون أم با غماء؟ والمعتمد
عندهم أبه ملح با غماء وهذه مسألة أخرى ليس هذا محله.
الس ِفيه وهو الذي ل ُيحسن التصرف يف ماله ،ل ِ َح ِّظ ِه ْم أي لمصلحة أبفسهم.
قالَ :و َّ
قال املصنفَ « :و َم ْن َد َ َع إِ َل ْي ِه ْم َما َل ُ بِ َع ْه ٍد َأ ْو ََّل َر َج َع بِ َما َب ِه َ ََّل َما ت َِل َ
ف».
يقللول ومللن دفللع إلللى الصللبر أو المًنللون أو السللفيه ماللله ،أي بعقللد معاوضل ٍلة ،أو ل :أي بللدون عقلد
معاوضة كأن يًعله عنده أمابة وبحو الكَ ،ر َج َع بِ َما َب ِق َر يعنر فيما بقر مما لم يتللفَ ،ل َملا َتلِ َ
لف ألن ملا
مفرط يف إعطائه إيلاه ،ملا ُيعطلى المًنلون { ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ} [النسلاء ]5:وأبلت أخطلأتتلف هو ِّ
ٍ
حينمذ ل يرجع فيما تلف. فًعلتها أمابة عنده أو بعتها له ،فإبه
ُون ِجنَا َيللة ،أي ويلللمن الصللغير والمًنللون والسللفيه جنايتلله العمديللة ألن القاعللد عنللد
قللالَ :و َي ْلل َلمن َ
الفقهاء :عمد الصبر والمًنون خطأ ،فيلمنها ضمان خطأ ل عمد.
قال املصنف« :وإِت َْال ِ
ف َما ُيدْ َ ُع إِ َل ْي ِه ْم». َ
قال :وإِ ْت َ ِ
ف َما ُيدْ َف ُع إِ َل ْي ِه ْم ،ك ما أتلفوه مما لم ُيدفع إليهم فإبه يلمنوبه سواء كان بفعلهم أم بلدون َ
فعلهم ،أملا ملا ُأعطلوا إليله ل يللمنوبه ألبله خلالف أملر اهلل حينملا قلال { :ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ}
[النساء.]5:
ِ قال املصنف« :ومن ب َلََ ر َِيدا َأو مُنُانا ُثم ع َه ٍَ ور ََدَ ،ا ْن َق َّ ِ
ب ا ْلح ُْ ُر َعنْ ُ بِ َال ُح ْ مٍَ ،و ُأ ْعطـ َ َما َلـ ُ َّ َ َ َ ْ َ ْ ََ ْ َ َ
ََّل َق ْب ٍَ َذلِ َ
ب بِ َحال».
يقول :وأما المحًور عليه إاا َب َل َغ َر ِشيدً ا يعنر يحسن التصرف ،أو المًنون المحًور عليه إاا عقل
ورشد فإبه ينفك الحًر عنه ب حكم حاكم ،ف يللم حكم الحاكم فيه ألن هلذا ملن بلاب مصللحة بفسله
588
وليس فيها خصومة ،ومتى يحتاج إلى حكم حاكم إاا بازأ اللك الرجل يف رشلده ،فقلال أبلا قلد رشلدت،
ٍ
فحينمذ ُيصار إلى حكم الحاكم للمنازعة يف رشده وعدمله ،ومملا يلدل عللى اللك أن وقال وليه لم ترشد،
قالَ :و ُأ ْعطِ َر َما َل ُه ،كما قال اهلل { :ﯯ ﯰ ﯱﯲ} [النساء ]6:ل قب الك بحال ف ُيعطون
ٍ
حينمذ مفر ًبا فيلمن. ول يًوز ،فإن أعطى الولر المال للمًنون أو الصبر أو السفيه فإبه يكون
قال املصنف« :وبلاغ ذكر بِمنان ،أو بتمام همس عيرة سنة ،أو نبات َعر هين حال قبل ،وأنثى
،وحملها دليٍ إمنان». بذلب وبحي
بدأ يتكلم المصنف عن ع مات البلوغ ،وفقهاهبا يلذكرون أحكلام البللوغ وع ماتله يف بلاب
الحًر ول يذكرو ا يف العبادات ،وإبما ُيحيرون لها إشار .
يقول إن ع مات البلوغ يف الرج ث ثة :أولها :ا مناء ،ا مناء :معناه خروج أص المنر وهلو أصل
خلقة اآلدم وقد يكون ا مناء بفع ٍ وقد يكون بلاحت م فملن أمنلى فإبله يكلون قلد بللغ ،سلواء كلان األملن
الرج أم األبثى ،فإن الرج منيه ماء أبيه غليظ واألبثى منيها أصفر رقي .
الع مة الثابية :تمام خمسة عحر سنة أي إتمام تمام خمسة عحر سنة قمرية ،فالعا بالسنة القمريلة ل
ٍ
حينملذ بال ًغلا الحمسية فمن أتم خمسة عحر عا ًما ولم يرى ع مة من ع ملات البللوغ األخلرى فإبله يكلون
كذلك ،ألن ابن عمر استأان النبر يف ٍ
بدر فلم يأان له ،واستأابه يف أحد فلأان لله وكلان
قد بلغ خمسة عحر عا ًما.
قال :أو بنبات شعر خحن حول قبله ،الذي يكون من ع ملات البللوغ هلو ببلوت الحلعر اللذي يكلون
أسف البطن وهذا الذي يكون حول ال ُقب ،هذا من ع مات البلوغ يف الذكر واألبثى سواء ،فمن رأى هلذا
ٍ
حينمذ يكون بال ًغا. الحعر فإبه
قال :وأبثى بذلك أي بالع مات الثالثة وبحليه ،أي إاا رأت دم الحليه ،إ ًاا بحلرط أن يكلون اللك
ٍ
سن ترى فيه المرأ الحيه تسع سنين. ٍ
سن ترى فيه الحيه ،وفقهاهبا يقولون أق بعد أق
٦
589
قال :وحملها دلي إمناء ،الحم ليس ع مة بلوغ يف ااتله وإبملا هلو ع ملة عللى أن البللوغ كلان قبل
الك ،وهذا يفيدبا لما بقول إبه ع مة بلوغ فما قبله ليس بلو ًغلا ،ل ،بقلول هلو ع ملة بللوغ فملا قبلله كلان
ٍ
فحينمذ يللمها أن تقلر ما يغلع أبه كان وقت بلوغ. بلوغ ،ولكن كان المرء جاه ً
ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و ََّل ُيدْ َ ُع إِ َل ْي َما ُل ُ َحتَّى ُيخْ َت َبر بِ َما َيل ُيق بِ َ ،و ُي ْؤن ََس ُر َْدُ ُهَ ،و َم َح ُّل ُ َق ْب ٍَ ُب ُلاغٍَ ،و ُّ
الر َْدُ
ي َ َال ُي ْغ َب َن بَالِباَ ،و ََّل َي ْب ُذ َل َما َل ُ ِ َح َرا ٍم َو َب ْي ِر َ ائِدَ ة». ُهنَا إِ ْص َال ُح ا ْلم ِ
ال بِ َأ ْن َيبِ َ
يع َو َي ْي َترِ َ َ
اكر الحيخ هنا مسألة سهلة جدًّ ا وهر قال إبه ل يًوز دفلع الملال حتلى ُيختلا { ﯥ ﯦ } حتلى
ُيختا بما يلي به و ُيؤبس رشده ،يعنر يعرف الرشد.
قالَ :و َم َح ُّل ُه أي مح الختبار قب البلوغ ،ألن البلوغ هو وقت وجوب دفلع الملال فيًلع أن ُيختلا
ونالما.
ً قب الك ،فإن لم ُيؤبس رشده ف ُيعاد اختباره بعد البلوغ لكر ل يؤخر الدفع فيكون ماب ً
ٍ ِ
الر ْشدُ معناه هنا :إِ ْص َ ُال ا ْل َمال ،ألن الرشد له معنيان هنا ويف تصلرف آخلر ،قلالَ :و ُّ
الر ْشلدُ ُهنَلا قالَ :و ُّ
ال بِ َأ ْن يبِيع وي ْحت َِري َف َ ي ْغبن َغالِبا ،ألبه سب معنا يف الدرس الماضر باألمس أبه ملا ملن ٍ
أحلد إِ ْص َ ُال ا ْلم ِ
ُ َ َ ً َ َ َ ََ َ
إل و ُيغبن.
قالَ :و َل َي ْب ُذ َل َما َل ُه فِر َح َرا ٍم َو َغ ْي ِر َفائِدَ ،ف يحةي بله الحلرام ،ول يحلةي بله ملا ل فائلد منله ،هلذا
واض .
ح ُْرِ ْاْلَ ُبُ ،ث َّم َو ِص ُّي ُ ُ ،ث َّم ا ْل َحاكِ ُمَ ،و ََّل َيت ََص َّر ُ
ف َل ُه ْم إِ ََّّل بِ ْاْلَ َح ِإ». قال املصنف« :وولِيهم ح َال ا ْل ِ
َ َ ُّ ُ ْ َ
يقول الحيخ إن الولر على المحًلور عليله «الصلغير والمًنلون والسلفيه» هلو األب ول يقلوم الًلد
مقامه ،ب األب فقط ،ثم وصيه ،والمراد بالوصلر أي أن األب إاا ملات كتلع يف وصليته أن الوصلية عللى
أموال أبنلائر فل ن أو ف بلة و ُيقلدم وصلر األب عللى كل أحلد ،وللذلك بعله النلاس إاا ملات كتلع يف
وصيته أن الوصية على أملوال أبنلائر زوجتلر ،يصل اللك أو الوصلر عللى أملوال أبنلائر فل ن الغريلع،
يص الك ،ألن الوصية سيأتينا إن شاء اهلل ،الوصية ث ثة أشلياء إيصلاء بلالتلويج وإيصلاء بالملال وإيصلاء
على المال ،فهر ث ثة أشياء تكون ا الوصية.
قالُ :ث َّم َو ِص ُّي ُهُ ،ث َّم ا ْل َحاكِ ُم ،فإن لم يوجد حاكم فإن القرابات يختارون فيما بينهم يكون ول ًّيا لهم.
590
ف َل ُه ْم إِ َّل بِ ْاألَ َح ِّظ ،أي ل يًوز لللولر أن يتصلرف يف ملال موليله إل بلاألحظ لله ،فل
قالَ :و َل َيت ََص َّر ُ
يًوز له أن يتاأ ول يًوز له أن يلدخ فيملا فيله ضلرر وملا فيله خطلور إل األب ألن األب يًلوز لله أن
يتصرف يف مال ابنه؛ ألن النبر قال« :أنت ومالب ْلبيب».
ِ ف ََّل ِ َد ْ ِع م ٍ
ب حُ ٍر ِ منْ َقع ٍة و َضرور ٍة و َت َل ٍ
ال َب ْعدَ ُر َْد إِ ََّّل م ْ
ـن َ َ َ َ ُ َ َ قال املصنفَ « :و ُي ْه َب ٍُ َق ْا ُل ُ َب ْعدَ َ ِ َ ْ
ُم َت َب ِر ٍع».
ال َب ْعدَ ُر ْشد ،أي ل ُيقبل قولله وإبملا يقبل قلول الملدفوأ لله ألبله المسلتلم ،إِ َّل مِل ْن
قالَ :ل فِر َد ْف ِع م ٍ
َ
ُم َت َب ِّر ٍأ أي إاا تاأ بالولية.
ين َب ْيرِ ِه َو َأ ْر ُش ِجن ََاي ِة ِق ٍّنَ ،و ِق َي ُم َم ْت َل َقاتِ ِ بِ َر َق َبتِ ِ ». قال املصنف« :وي َتع َّلق دين م ْأ ُذ ٍ ِ ِ ٍ ِ
ون َل ُ بِذ َّمة َس ِيدَ ،ود ُ َ َ َ َْ ُ َ
هذه مسألة يذكرو ا الفقهاء يقولون يف األرقة بمر عليها بسلرعة ،يقوللون إن الرقيل إاا تع َّلل إاا كلان
عليه دين ،فإن الدين هذا بوعان ،إما أن يكون هلذا الرقيل أو العبلد ملأاون لله بالتصلرف والبيلع والحلراء،
فحينمذ يكون الدين يف امة سيده ،وأما إاا كان الرقي غير مأاون له بالتصرف وإبما تصرف ابتلدا ًء وللذلك ٍ
ٍ
حينملذ يكلون قالَ :و ِدي ُن َغ ْي ِر ِه ،أي غير المأاون له ،أو أن هذا الرقي قد جنى جناي ًة وثبلت عليله َأ ْر ُش فإبله
متعل ًقا برقبته ،ما معنى متعل ًقا برقبته؟ يعنر أن سيده َّ
مخير إملا أن يلدفع اللك اللدين وهلذا األرش للًنايلة
وقيمة المتلف ويبقى القن ،أو أن يبيع القلن ويسلدد منله اللدين ،فلإن و َّفلى وإل كابلت قيملة القلن أقل ملن
قروش الًنايات وقيمة المتلفات والدين ،فيسقط الباقر ول يللمه سداد الباقر.
المغلرب بكون بذلك بحمد اهلل أ ينا فص الحًر بنوعيله ،إن شلاء اهلل ببلدأ بعلد صل
بإتمام الباقر.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)21
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
يف هذا الفص أورد المصنف أحكام الوكالة ،والوكاللة ملن العقلود التلر تتفلرأ عللى ا بابلة؛
ٍ
وكاللة إبابلة وخصلوص مطلل ،فكل وخصلوص وجهلر ،بل عملو ٌم ألن ا بابة بينها وبين الوكالة عملو ٌم
ٌ ٌ
ٍ
إبابة وكالة. وليست ك
قللالَ « :و َت ِص ل ُّ ا ْل َوكَا َل ل ُة» ،أمللا كللون الوكالللة صللحيحة فللألن النبللر ثبللت عنلله أبلله َو َك ل
ووكَل غيلره ْ
أن جلذور كابلت لله َ ،-♥- ٍ فو َك عل ًيا يف بحر كثير من األمورَ ، أصحابه يف ٍ
ووكَل النبلر علرو بلن الًعلد البلارقر ْ
بلأن وو َك غيره ْ
أن يفر بالقرض عنهَ ، يقةض عنهَ ،
وأن يبيع لهَ ،فدل الك على أن الوكالة جائل ٌ وصحيح ٌة يف الًملة.
يحةي له ْ
ثم قال «بِ ُك ِّ َق ْو ٍل َيدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن» ،هذه الًملة مكوب ٌة من جلئين:
-الًلء األول :قول المصنِّف« :بِ ُك ِّ َق ْو ٍل» ،يدلنا الك مفهومها على أن الوكالة ل تصل بالفعل ،ل
يص إبحاهها بالفع وإبَّما تص بالقول ،وهذا هو المحهور عند فقهائنا ،بيد أن الحيخ مرعر بلن يوسلف
الكرمر يف [الغاية] مال إلى أبه تص الوكالة بالفع ،وهلذا بلر ًدا لله عللى القاعلد بلأن الفعل يقلوم مقلام
القول ،والفقهاء إبَّما منعوا من الوكالة أي من إبحاء الوكاللة بالفعل ؛ قلالوا :ألن الوكاللة بالفعل محتمللة،
وبظرا ألن هذا العقد يةتع عليه التصرف يف األموال ويتصرف فيه الكثير من الحقوق.
ً
فقالوا :من باب الحتياط ف بقول تنعقد إل بالقول ،ولكلن إاا دل الفعل -كملا قلال الحليخ مرعلر-
على الوكالة دلل ًة ل تقب التأوي فإ ا متًهة ،مث بعه النَّاس عندما يكون هناك ٌ
سياق معين فيرملر لله
الكتاب ،يقول :بع هذا الكتاب لمن أراد شراءه وهكذا ،فهناك بعه الصيغ الفعلية التر تكون صلريح ًة يف
الك ،ولكن المصنِّف محى على ما محى عليه أكثر المتأخرين.
592
-ثم قال الحيخ يف الًملة الثابية قالَ « :يدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن».
ٍ
لفظ َدل عليه ،وأبه إ ًاا قول المصنِّفَ « :ق ْو ٍل َيدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن» ،هذا يدلنا على أن عقد الوكالة ينعقد بك
ألفاظ معينة ،والك -أيها األفاض -ألن العقود بوعان: ٍ محصورا يف ليس
ً
-عقو ٌد ل تنعقد إل بصلي ٍغ محصلور ٍ دون ملا علداها ،واللك مثل عقلد النكلاال ،فلإن عقلد النكلاال ل
أيللا ملحقل ٌة بله ٌ
ألفاظ كنائية ،وهناك عقو ٌد ً ينعقد إل بالنكاال والتلويج دون غيرها من األلفاظ ،فليست له
ٍ
لفظ دل عليه ،فقلد ل تنعقد إل بالصري والكنائر فقط وهر محصور ٌ كنائية ،وأما الوكالة فإبه يص بك
تصلريحا بالفعل ،فيقلول :بلع واشلة وهلع
ً يكون بلفظله الصلري فيقلول :وكلتلك أو أببتلك ،وقلد يكلون
وأقبه وغير الك من الصيغ التر تدل عليه.
إ ًاا فالصيغ التر تدل على الوكالة غير محصور وكلها دال ٌة على المعنلى ،الحلرط ْ
أن يكلون ً
دال عللى
ا ان ،وهذا هو القيد المهم ل ُبدَّ ْ
أن يكون ً
دال على ا ان يف التصرف.
قلول أو فعل ٍ ٍ
دال عليله ،القبلول يصل ٍ ثم قال « َو َق ُبو ُل َها» أي :وقبول الوكاللة ملن َ
الموكل يصل بكل
خاصا بالقول ،فإن من األفعال الدالة عليه التصرف والفع ما وكله فيه وغير الك.
بالقول والفع ليس ً
قال املصنف« :و َُرِ َط كَانُهما جائِزَي التَّصر ِ
ف». َ ُّ ْ ُ َ َ َ
يقول يحةط يف الوكي والموك كليهما ْ
أن يكوبا جائلي التصرف ،وبنا ًء عليه ف يصل توكيل فعل ً
ٍ
تصلرف وللو كلان ٍ
سفيه ول مًنون ،ف يًوز توكي السلفيه يف أي ٍ
صغير دون البلوغ ول من أو ً
قبول من
مأاو ًبللا للله فيلله ،السللفيه والصللغير دون البلللوغ والمًنللون ل يصل بللدأه بالوكالللة ول تصللرفه فيهللا فيكللون
موك ً ،وهذا معنى قال« :و ُش ِر َط كَوبُهما جائِ َلي التَّصر ِ
ف». َ ُّ ْ ُ َ َ َ
شرء فإبه يًو لكل التوكي فيه؛ ألن الوكالة بائب ٌة عن األصي ،واألصلي ٍ أي :إاا جاز لك التصرف يف
شلرء جلاز لله التوكل فيله يف الًمللة؛ بقلول هلذا يف الًمللة ألن السلتثناءات ربملا ٍ تصلرف يف
ٌ إاا جاز له
أوردها بعد قلي .
ٍ
شلرء ،فل يصل قال :يًوز له توك ٌ وتوكي ٌ فيه ،وبنا ًء عليه فإن َ
الموك إاا كان ل يصل تصلرفه يف
٦
593
ٍ
تصلرفات توكله فيه ،وهذه مث التصرفات التر يحةط فيهلا ا سل م كملا سليأا يف العبلادات ،فلإن هنلاك
يحةط فيها ا س م ،ف يص توكي غير المسلم فيها ،كذلك يف التصرفات الولئية عندما يكون الرجل
أيللا يف سلائر ً
مول على غيره ،فاألصل أن وكيل اللولر يحلةط فيله ملا يحلةط يف اللولر وهكلذا ،ومثلله ً
الحروط المتعلقة ا.
بب ًعللا هنللاك اسللتثناءات اكروهللا ،فمللن الللك أ للم يقولللون -علللى سللبي المثللال :-إن األعمللى يصل
تصرفه ول يص توكله ،كذلك بعه الًوابع التر ل يص التوكي فيها مث بعله التصلرفات الولئيلة
وليس جميعها.
انَ ،و ِ ك ٍُِ َح ٍّق لِ َّل ِ تَدْ ُه ُل ُ َالنِ َيا َبة». ار َولِ َع ٍ
ان َو َأي َم ٍ
ْ قال املصنفَ « :وت َِص ُّح ِ ك ٍُِ َح ِق آ َد ِم ََّل ظِ َه ٍ
ٍّ
إقرارا ،يعنلر إبرا ًملا أو إزالل ًة فيحلم الفسلخ أي :أبه من حقوق اآلدميين ،سوا ًء كان إبرا ًما أو ً
فسخا أو ً
إقرارا ك هذه يأا فيها التوكي ،أضرب ً
مثال :بقول :البيع يص للملرء وغيره كالط ق ،إبرا ًما أو إزال ًة أو ً
أن يبيع وهو لحقه ،فيًوز ْ
أن يوك غيره بالبيع. ْ
اكرا ،الولر على المرأ الذي يوجع يف عقد النكاال من شلربه وهنا مسألة :من شرط الولر ْ
أن يكون ً
أن يوكل املرأ ً أن توجلع يف عقلد النكلاال؛ ألبله ل يصل للملرأ ْ
أن توجلع اكرا ،ف يًلوز لله ْ ْ
أن يكون ً
اكرا. ابتدا ًء وإبَّما من شربه ْ
أن يكون ً
مفلرأ عللى المسلألة التلر اكرباهلا قبل قليل ، ٍ
فحينمذ ويحةط يف الوكي ما يحةط يف األصي ،وهذا
ٌ
هذا إبحاء عقد النكاال.
فسخ النكاال إما بالفسخ أو بالط ق فيًوز التوكي فيه ،وهذا واض والفقهاء يفرقون بلين التفلويه
والتوكي ،فالتوكي بالط ق يذكر العدد وأما التفويه ف يذكر العدد ،وهذا مصطل عنلد الحنفيلة أكثلر
ما يكون.
594
من صور األيمان التر ل يًوز التوكي فيهلا :ا يل ء ،فلا ي ء هلو ْ
أن يحللف الملرء عللى تلرك وطء
أن تولر من امرأا ،بقول :لم يقع ا يل ء، ٍ
فحينمذ لو قال رج آلخر :احلف ْ زوجته أكثر من أربعة أشهر،
من األيمان التر ل يًوز التوكي فيها أيمان القسامة وستأتينا ْ
إن شاء اهلل يف الًنايات.
ثم قلال « َوفِلر كُل ِّ َحل ا ل ِ َّل ِله َتدْ ُخ ُلل ُه َالنِّ َيا َبلة» ،حقلوق اهلل هلر األشلياء التلر فيهلا معنلى التعبلد بعللها
تدخلها النيابة وبعلها ل يدخله النيابة ،الذي يدخله النيابة:
الناع الثاين :ما كان فيه معنى المال ،هو قلد يكلون بلدب ًيا لكلن فيله معنلى الملال ،فاللذي فيله معنلى
حًا أو بحو اللك ،هلذه يقوللون المال هو الحج والنذر بالبدن ،النذر بالبدن ْ
كأن ينذر هلل صو ًما أو ً
فيهلللا معنلللى الملللال ،كيلللف؟ قلللالوا :ألن الحلللج عبلللاد ٌ ماليلللة وبدبيلللة ،ألن { ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ} [آل
عمران ،]97:والستطاعة هر ملك اللاد والراحلة ففيها معنى المال.
٦
595
وأما النذر فألن النبر قال« :إنَّما يسـتخرج مـن مـال البخيـٍ» ،فلدل عللى أ لا يف معنلى
المللال ،لكللن بقللول :الحلج والنللذر إاا كابللا واجبللين والنللذر أص ل ً ل يكللون إل واج ًبللا ،وكللان َمللن قللام بلله
علاجلا علن
ً الوجوب ح ًيا ف يص له التوكي ،متى يص التوكي ؟ إاا كان الحج أو العملر بافلل ًة أو كلان
أدائه أو مات.
ٍ
فحينمذ يًوز أداء الحج والعمر والصوم عن الميت « َمـن مـات وعليـ صـام صـام عنـ وليـ » ،قلال
أحمد وأبو داود صاحع السنن هو يف النذر خاصة.
إ ًاا عرفنا اآلن العبادات المالية والعبادات التر فيها معنى المالية.
الناع الثالث :من الحهاق الت تدهلها النيابة :قالوا األقارير وتنفيذ الحلدود ،األقلارير فيًلوز يف
أن يوك القاضر َمن يسمع ا قرار من غيرهْ ،
وأن يوك َمن يقوم بتنفيذ الحد ،فهذا مما يًوز فيله الحدود ْ
التوكي مع أبه لحقوق اهلل.
َار َعــة َو َو ِدي َعــة َو ُج َعا َلــة ُع ُهــاد َجــائِ َزة لِ ُ ـ ٍّـٍ ِ
قننال املصنننفَ « :وه ـ َ َو ََ ـرِكَة َو ُم َضـ َ
ـار َبة َو ُم َســا َقاة َو ُمز َ
َ ْسخُ َها».
هذه الًملة مهمة جدًّ ا بعرفها يف ك العقود جمي ًعا وهر أن العقود الحرعية تنقسم إلى قسمين:
-وعقو ٌد لزمة.
ل بعنر بالًائل المباحة وإبَّما بعنر بالًائل ما كان مقاب ل زم ،فالعقلد الل زم هلو اللذي إاا دخل
فيه العاقدان للم يًلل ألحلدهما ْ
أن يفسلخه بإرادتله المنفلرد ،بل ل ُبلدَّ ملن اجتملاأ ا رادتلين عنلد فسلخ
صلحيحا لليس ألحلدهما فسلخه
ً العقد ،فيكون إقالل ًة حينلذاك ،هلذا ُيسلمى عقلدً ا لز ًملا ،إاا ابلام وابعقلد
وحده ،ب ل ُبدَّ من اتفاق ا رادتين ،هذا ُيسمى عقد لزم.
أن ٍ
واحلد ملن المتعاقلدين ْ صلحيحا ،فيًلوز لكل إاا قلنا :عقد جائل ،أي أن هذا العقد إاا ابام وبحلأ
ً
يفسخه بإرادته المنفرد ،فلذلك سميناه جائل أي جائل الستمرار والديموملة وجلائل الفسلخ ،هنلاك عقلود
آتية يف الوسط جائل ٌ ألحد الطرفين لزم ٌة للطرف الثاين ،مث الكفالة وعقد الللمان فإبله بالنسلبة للكفيل
596
الح م الثالث :أن العقد الًلائل حيلث حكمنلا أبله جلائل فإبله ينفسلخ بًنلون أحلد العاقلدين ،إ ًاا
العقد الًائل ينفسخ با راد المنفرد وبالًنون وبالموت ،العقد ال زم ل ينفسخ بإراد ٍ منفرد ب بلإراد ٍ
ً -
أول :الحركة والملاربة المصنِّف َّفرق بينهما من باب التأكيلد فقلط ،وإل فلإن المللاربة جلل ٌء ملن
الحركات كما سيأتينا بعد قلي ْ
إن شاء اهلل ،وعقود الحركة عند الًمهور أ ا عقدٌ جائل وليس ب زم.
ٍ
واحد من الحركاء يًوز له فسخ الحركة هذا ك م الفقهلاء ،لكلن َاكَلر الع ملة أبلو الفلرج ابلن إ ًاا ك
رجع المكر مًاور -عليه رحمة اهلل -المتلوىف سلنة خمسلة وتسلعين وسلبعمائة أن عقلد الحلركة إاا ورد
عرف بللومه فيكون لز ًما.
ٌ ٌ
شرط بللومه أو جرى
لمااا اكرت هذا الك م مع أبه خ ف؟ بحن عاد ً يف كتع الدرس أل بخالف ما يذكر المؤللف لكلر
ما بكثر العلم؛ ألن العم اآلن على هذا الحرء ،العم أن عقود الحركات أ ا لزمة ،ول يخرج الحلريك
منها إل برضا الحريك المقاب ،وهذا الذي عليه النظام ،فيكون هذا النظام بمثابلة الحلرط ملن المتعاقلدين
والحرأ لم يمنع منه.
إ ًاا فهر لزم ٌة ل بذاهتا وإبَّما بالحرط أو العرف الذي جعلها لزم ًة ألجله.
قالَ « :و ُم َل َار َب ٌة» والملاربة مثلها ،قالَ « :و ُم َسا َقا ٌ َو ُم َل َار َع ٌة» ،وسيأا بعد قلي حكمهلا وتفصليلهما،
ولكن َاكَر بعه أه العلم ومنهم الع مة الحويكر وابن اه ن وهو تلميلذ تلميلذه أن العمل قلد جلرى
على أن المساقا والملارعة عقدان لزمان أبه عقدٌ لزم والعم جرى عليه ،قلالوا لوجلود الللرر الكبيلر
على العام عند الفسخ.
فلو قلنا إبه إاا ترتع عليه ضرر تنقلع إلى عقد إجار ،فإن ا جار هنا ل تًا هذا الللرر ،والعلرف
ترجيحا للقول وإبَّما هو بمثابة القيد والحرط العريف الذي بًعله بمثابة الحرط المقارن ،والعم
ً هنا ليس
أيلا عندبا أن عقد المساقا والملارعة أبه عقدٌ لزم ،هذا الذي عليه العم منذ أربعمائة سنة أو أكثر.
ً
ِ
ثم قالَ « :و َودي َع ٌة َو ُج َعا َل ٌة أو ُ
وجعال ٌة» ويص الوجهان ،هلر ملن العقلود الًلائل وسليأا تفصليلها ْ
إن
شاء اهلل بعد.
598
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ قال املصنف« :و ََّل ي ِصح بِ َال إِ ْذ ٍن بيع وكِ ٍ ِ ِ
يٍ لنَ ْقس َو ََّل َ َراؤُ ُه من َْهـا ل ُم َاكِلـ َ ،و َو َلـدُ ُه َو َوالـدُ ُه َو ُم َات ُبـ ُ َْ ُ َ َ َ ُّ
َك َن ْق ِس ِ ».
يتولى ْ
أن يكلون موج ًبلا وقلاب ً يف العقلد إملا عندبا مسألة ُتسمى تولر بريف العقد ،بمعنى أن الحخ
مثلال :رجل ٌ أراد ْ
أن أصي ً يف أحدهما ووكي ً يف الثاين أو وكي ً يف الطرفين ،صور الك أبلا أضلرب للك ً
برف آخر.
ٌ برف وغيره
ٌ يبيع شي ًما ،فلو باعه لغيره هو
-القاعد عند فقهائنا :أبه يًوز تولر بريف العقد إل فيما يحةط فيه التقابه كالصرف والسلم ،فل
يًوز تولر بريف العقد يف الصرف والسلم ،فهذا القيد األول.
-القيد الثلاين والسلتثناء الثلاين :ل يًلوز تلولر بلريف العقلد حيلث وجلدت التهملة كملا هلر صلور
مسألتنا اآلن.
إ ًاا عرفنا القاعد الكلية ،ثم عرفنا مكان هذه المسألة التر أوردها المصنِّف من القاعد الكلية.
إ ًاا األص عندهم أبله يًلوز تلولر بلريف العقلد إل إاا وجلدت التهملة ،متلى تكلون التهملة مثل هلذه
كأسلا،
الصور ،مث مااا هذه الصور ؟ أن الرج يكون موك ً بحراء سلعة ،يأتيه رج ويقلول :اشلةِ للر ً
فيقول :بيع ،ويكون عنده الكأس فيحةيه من بفسه ،يقولون هذه فيها هتمة ،ما وجه التهمة؟
ٍ
بريلال واحلد كأسا
كأسا ،الكأس يف السوق بث ثة ريالت مث ً ،اهع إلى السوق فوجد ً
قال :اشةِ لر ً
فاشةاه لنفسه ،ثم باعه هو للثاين بالوكالة فرب ريالين ،ففيها هتمة.
-األمر الثلاين :أبله ربملا يليلد يف السلعر إللى أقصلى سلعر المثل ملع أبله قلد وجلده يف األقل ،فحيلث
وجللدت التهمللة بقللول در ًء للخصللومة ورف ًعللا للمنازعللة بللين المسلللمين قب ل وقوعهللا ،فقللد َاكللر الفقهللاء
كثيرا ،سد الذرائع بما تفلر إليه من الخصومة هلذا
وفقهاهبا يحتابون يف سد الذرائع يف باب المعام ت ً
ركل على هذا الباب ،وسيأتينا يف الحركات كثير تطبي هذا المبدأ.
٦
599
يقولَ « :و َل َي ِص ُّ َب ْي ُع َوكِي ٍ لِنَ ْف ِسه» ،ف يبيع لنفسه ،رج أعطاك سيار قال :بعها ،فاشلةيتها أبلت ملا
يًوز إل إاا أان لك ،فةجع له تقول له :سأشلةيها يقلول للك :خل ص ،فتلذهع بالوكاللة إللى الًهلات
ملتهم ْ
بلأن ٌ الرسمية وتسً البيع والحراء ،يًوز إاا أان لك ،إاا للم يلأان للك ل تحلةي لنفسلك؛ ألبلك
تحابر بفسك.
متهم يف المحابلة بوللده ،وقلالَ « :و َللدُ ُه» هنلا ثم قالَ « :و َو َلدُ ُه َو َوالِدُ ُه َو ُم َكاتِ ُب ُه َكنَ ْف ِس ِه» ،الولد الحخ
،وغيلر اللوارث َملن أدللى بإبلاث كلابن ٍ
بلذكور خلل يحم الوارث وغيره ،وبعنر بالوارث هو َمن أدللى
ٍ
بوارث ،ومع الك ل يًوز الحراء له أو الوكالة أو البيع له. البنت فإبه ليس
ْ -
أن يسكت.
إ ًاا ث ث حالت.
أورد المصنِّف هنا حال ًة واحد وفهمنا الحالتين األخريينَ ،اكَر المصنِّف هنا إاا سكت ،فيًع عللى
سعرا فيًع عليه ْ
أن يبيلع بالسلعر اللذي عنهْ ،
وإن قدَّ ر له ً الوكي ْ
أن يبيع بسعر المث يف السوق ول ينق
وإن أبل قال :بع بما شمت فإبه يًوز له ْ
أن يبيع بالقلي والكثير دون سلعر المثل أو عنهْ ، قدر ول ينق
أكثر.
ون َث َم ِن مِ ْث ٍ » ،حيث سكت أو بدون السعر المقلدر حيلث قلدره ،أو اشلةى
ولذلك يقول «وإِ ْن باأ بِدُ ِ
َ َ َ
إاا كان قد وكله بالحراء بأكثر من سعر المث أو مما قدره له ص البيع والحراء؛ ألن الوكالة متًهل ٌة للبيلع
وهر صحيحة.
قالَ « :و َض ِم َن ِز َيا َد ً » ،ما الدلي على الصحة؟ ثبت يف صحي البخاري أن النبلر َ وكَل
عرو بن الًعد ْ
بأن يحةي بدينار شا ً ،فاشةى ا شاتين.
إ ًاا فاشللةى بغيللر السللعر الللذي ُقل ِلدر للله ،فصللح النبللر بيعلله ،إ ًاا حينمل ٍلذ يصل البيللع يف
. الًملة ،فحيث ص وقد زاد فيص وقد بق
بقصا ،ضمن اللياد إاا كان السلعر اللذي بلاأ بله أقل ِ
قالَ « :ص َّ َو َضم َن» أي :ضمن الوكي زياد ً أو ً
يعنر يدفعها من جيبه. فيلمن اللياد ،وإاا كان السعر الذي اشةى به أكثر فيلمن النق
قالَ « :و َل َي ْقبِ ُه َث َمنَ ُه» أي :قال :وكلتك بالبيع ل يللم منه التوكي بالقبه ،وينبنر عللى اللك إاا للم
عرف بخ ف الك ،وينبنر على الك لو أن رج ً قال :وكلتلك
ٌ عرف بخ ف الك بقول :ما لم ِ
يًر ٌ ِ
يًر
ببيع كذا فباعها ،ثم لما جاء الثمن قبه الثمن ،فتلف يف يده من غير تفلريط يللمن ،هلذا هلو األثلر فقلط،
وإل لو قبه الثمن ورده لصاحبه الحمد هلل ليس عليه شرء.
علرف
ٌ فالفرق بينها إاا تلف يف يده بعد القبه ه يللمنه أو ل وكلان ملن غيلر تفلريط ،أملا للو جلرى
بخ ف كذا.
يه َما َو َه َال ٍك بِ َي ِمينِـ ِ ،كَـدَ ْع َاى ُم َت َب ِـر ٍع َر َّد َا ْل َعـ ْي ِن َأ ْو َث َمن ِ َهـا لِ ُم َاك ٍ
ِـٍ ََّل قال املصنفَ « :و ُي ْه َب ٍُ َق ْا ُل ُ ِ َن ْق ِ
قالوا :لما كان هذا الوكي أمينًلا فإبله يقبل قولله؛ ألبله مصلدق فقلد اهتملن عللى الملال فيصلدق فيملا
يحدث له ،قال« :ف ُي ْق َب ُ َق ْو ُل ُه فِر َب ْف ِ
يه َما» أي :بفر التعدي والتفريط ،الفرق بلين التعلدي أي بفعلله الهل ك
والتفريط بامتناعه عن الدفاأ عنه وعن حفظه ،قال :أبا لم أتعدَ ولم أفرط ول توجد بينة فالقول قوله.
ٍ
فحينملذ بقلول: قالَ « :و َه َ ٍك» ،كذلك لو أبه قال :هلكت السيار أو تلفت التفاال الذي أمرتنر ببيعله؛
602
يقب قوله ألبه أمين ،وقد أمنته يف البتداء فيلؤمن عنلد البتهلاء ،قلال« :بِ َي ِمين ِ ِله»؛ ألن القاعلد كل َملن قيل
القول قوله فإبه يؤخذ قوله بيمينه.
ثم قال « َكدَ ْع َوى ُم َت َب ِّر ٍأ َر َّد َا ْل َع ْي ِن َأ ْو َث َمن ِ َها ل ِ ُم َو ِّك ٍ » ،الوكالة بوعان:
فالوكالة التر ب ثمن عقدٌ جائل ،فيًوز فسخه من كليهما ،والوكالة التلر تكلون بلثمن بلع للر كلذا يف
ٍ
جعالة أو إجار . مقاب كذا ،فتار ً يكون الثمن أجر ً وتار ً يكون جع ً ،فتصب العقد عقد
إاا كابت بدون ثمن فهذا التر قال عنها المصنِّفَ « :كدَ ْع َوى ُم َت َب ِّر ٍأ َر َّد َا ْل َعل ْي ِن» أي :للو أن وكيل متلاأ
ب أجر ادعى أبه قد رد العين لمن وكله ،كان قد أعطاه الكتاب قلال :بلع للر الكتلاب ،ثلم بعلد شلهر رفلع
صاحع الكتاب دعوى على المحكمة ،وقال :إن زيدً ا قلت له :بع الكتاب ولم يبعه ،فلملا أحللر الوكيل
قال :أبا أرجعت له الكتاب ،ه معك بيِنة؟ ل ،ليس معر بينة على إثبات ا رجاأ.
بقول :القول قولك؛ ألبك متاأ والمتاأ أمين فيؤخذ قوله ،وهذا معنلى قوللكَ « :كلدَ ْع َوى ُم َت َب ِّلر ٍأ َر َّد
فحينمذ يقبل ملا دام متا ًعلا ،أملا إاا كلان ٍ َا ْل َع ْي ِن»َ « ،أ ْو َث َمن ِ َها ل ِ ُم َو ِّك ٍ » ،فيقول :بعت الكتاب وأعطيته الثمن،
الوكي ليس بمتاأ ب بأجر ،إما بأجر أو جعالة والفرق بينهما أن الًعاللة عللى النتيًلة وإتملام العمل
واألجر على اللمن أو مطل الفع .
ٍ
فحينملذ ل يقبل قولله أجيرا فيكون كًالع المنفعة لنفسله، ٍ
فإبه حينمذ بقول :ل يقب قوله؛ ألبه يكون ً
ب القول قول األصي صاحع العين؛ ألن األص أبه بقلها له ف ُبدَّ ْ
أن ترجع له بإثبات.
قالَ « :ل ل ِ َو َر َثتِ ِه إِ َّل بِ َب ِّين ٍَة» يعنر :أن َمن ادعى رد المال للورثة أو رد العين للورثة ف يقب قوله مطل ًقلا،
سوا ًء كان وكي ً متا ًعا أو كان وكي ً بأجر ،وهذا معنى قلالَ « :ل ل ِ َو َر َثتِ ِله» أي :ل يقبل قولله مطل ًقلا مهملا
كان حاله متا ًعا أو غير متا ٍأ إاا ادعى رده للورثة بعد وفا العاقد« ،إِ َّل بِ َب ِّين ٍَة» ،ف ُبدَّ ْ
أن يلأا بالبينلة وهلر
الحهود الثنان أو شاهد مع اليمين أو شاهد وامرأتان؛ أل ا من الحقوق المالية.
٦
603
اليرِ َك ُة َه ْم َس ُة َأ ْض ُر ٍ
ب». قال املصنف « :صٍَ :و َّ
-إما أعيان.
-وإما امم.
-أبا وأبت اشةينا سيار ً فقط ،اشةينا بيتًا بصفه لر وبصفه لك ،بصفه ملك لر وبصفه ملك لك ،للم
بحةك يف عملنا ول يف اممنا ،هذا النوأ األول من الحركات.
ملال، ٍ
واحد منهما عم ٌ فقط ،يعم ن فقط ولم يبذل أحدٌ منهملا ً -الحركة الرابعة :إاا اشةكا من ك
ٍ
فحينمذ ُتسمى الحركة شركة األبدان.
604
-الحركة التر بعدها :إاا كلان ملن أحلدهما عمل ٌ واملة وملن اآلخلر عمل ٌ واملة ،فهلذه التلر ُتسلمى
بحركة الوجوه ،فيما يلتلمان يف اممهما فيكون منهما عم ،وقد تكون وجوه وعنان م ًعا.
ولذلك قد يكون من أحدهما عنان ومن اآلخلر مللاربة ،صلورهتا كيلف عنلان ومللاربة؟ يكلون ملن
أحدهما عم ٌ ومال ومن اآلخر عم فقط ،فنقول :هذه شركة ٌ
عنان وملاربة ،وهذا معنى ك م اللركحلر
أبه يتولد عدد كبير جدًّ ا من الحركات وهكذا.
الح ِركَات َخ ْم َس ُة َأ ْض ُر ٍ
ب» ،هذه الحركات هر التر ُتسمى بالحركات الحخصية ،يعنلر باعتبلار يقول « َّ
ٍ
شلركات أخلرى غيلر امة الحخ ؛ وسميناها شخصية -هذا مصطل حديث -ألن المعاصرين أوجلدوا
الحخصية وهلر التلر تكلون شخصليتها وامتهلا منفصلل ًة علن املة المسلاهمين ،و ُتسلمى بالحلركات اات
المسؤولية المحدود ،هذه لم يتكلم عنها الفقهاء المتقدمون وإبَّما تكللم عنهلا الفقهلاء المتلأخرون ،وللن
أتكلم عليها أل ا ليست يف الكتاب.
ٍ
أضرب ،هر خمسة أضرب فنمحر أن المراد ذه الحركات هنا الحركات الحخصية قال :إ ا خمسة
يف الًملة ويمكن ْ
أن تولد عنها غيرها كما اكرت لكم عن اللركحر.
أول :قالَ « :و ِهر َأ ْن ُي ْح ِل َر» ،قالَ « :أ ْن ُي ْح ِل َر» ،يدلنا عللى أبله يًلع ْ
أن يكلون ملال شلركة العنلان ً -
َ
دائملا ملا يصل حاضرا يف مًلس التعاقد ،وبنا ًء عليه ف يص ْ
أن يكون رأس مال شلركة العنلان يف الذملة ً ً
وإن قيل بًلواز إل ْ
أن قلول الفقهلاء هنلا أدرأ للخصلومة حقيقلةً، حاضلراْ ،
ً عند الفقهاء ،ب ل ُبدَّ ْ
أن يكون
كثيلرا ملن المحلاك يف الحلركات الحخصلية سلببه علدم
و َمن بظر يف القلايا المعروضلة للقللاء يًلد أن ً
حلور رأس المال ولن يكون بينًا يف الذمة ،فقد ل يسلم الدين ،وقد يأا ببدله ،وقلد يكلون هنلاك خل ف
كثير جدًّ ا.
٦
605
حاضرا ،مفهوم هذه الًملة إاا كلان الملال يف الذملة فل تصل الحلركة ملا
ً ولذا أللم الفقهاء ْ
أن يكون
تنعقد.
قالَ « :أ ْن ُي ْح ِل َر ُك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد» ،قالُ « :ك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد» بستفيد منها فائدتان:
قالُ « :ك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد» ،يلدل عللى أن الحلركة قلد تكلون ملن اثنلين وث ثلة وأربعلة وعحلر ومائلة وأللف
وأكثر.
قال« :جائِ ِل َالتَّصر ِ
ف» أي :ل ُبدَّ ْ
أن يكون ممن يص تصلرفه بنفسله علن بفسله ،أو تصلرفه علن غيلره، َ ُّ َ
كثيرا معنى جائل التصرف.
وتقدم الحديث عنها ً
قال« :مِ ْن َمال ِ ِه َب ْقدً ا» ،قول المصنِّف« :مِل ْن َمال ِ ِله» ،يلدلنا عللى أن ملا ل يًلوز بسلبته لله ملن الملال فل
أن يكون رأس ما ٍل يف الحركة ،قالوا :مث المال المستح ،المال المستح بقلاهه يف يلدك ملن بلاب يص ْ
مال أو سرقه ل يًوز له ْ
أن يًعل فمن غصع ً
البقاء المؤقت إما على شك وديعة أو على شك ضمانَ ،
رأس المال المحرم رأس مال يف الحركة ،ومثله إاا كان عنده وديع ًة لغيره ف يًوز له التصرف فيها.
عروضلا ،بل
ً قالَ « :ب ْقدً ا» ،هذا من مفردات المذهع أبه ل يًلوز يف الحلركات ْ
أن يكلون رأس الملال
يًع ْ
أن يكون بقد والحقيقة أقولها من بظري يف بعه القلايا كلما كان رأس مال الحركة بقد كلملا كلان
أدرأ للخصومة بكثير ،ل تتصلور بعله النَّلاس يقلول :أبلا منلر السليار وأبلت منلك الملال ،ثلم بعلد اللك
يختصمان يقولون :السيار ابخفه سعرها أو المال تغير ،يبدأن يف الخصومة ويقلول :أبلا أريلد أكثلر مملا
بذلت ،ثم يكثر الك م ،أو يقول :أبا منر السيار وأبت منك مث ً السيار الثابية ،فإحدى السليارتين يكلون
عليها العم والثابية ل يكون عليها العم ،فيقول :أبا منر العم األكثر.
ولذا الفقهاء قالوا :يكون بقدً ا لكر بدرأ هذه األبواب الحلر والخصلومات بلين المسللمين ،فل ُبلدَّ ْ
أن
عروضا.
ً يكون بقدً ا ف يص
أن يعرف قدر وهذا واض ليعم فيه ك ٌ فيكلون العمل ملن الًميلع عللى
قالَ « :م ْع ُلو ًما» أي :يًع ْ
606
ٍ
واحلد ملن المتعاقلدين يكلون لله جلل ٌء أن له من الرب ،فيحةبان من الرب جل ًءا محلا ًعا معلو ًملا ،أي كل
محاأ من الرب النصف الربع الثلث.
هلذه ُتسلمى شللركة العنلان ،شللركة العنلان ل يصل إاا كلان اللرب معلو ًمللا ،واحلد يعطللر اآلخلر مبلللغ
ويعم معه ،ويقول :لر كذا شهر ًيا هذا ل يًوز؛ ألبه حرام سوا ًء كان باسم األجر أو باسلم اللرب ،كلهلا
ل يًوز عندهم ،باسم األجر هذا يف خ ف ه يًلوز الًملع بلين اللرب واألجلر ؟ وأملا باعتبلاره ربل
فبإجماأ أه العلم.
ب ل ُبدَّ ْ
أن يكون الرب محا ًعا ،يعنر بسبة خمسة بالمائة ستة بالمائة ،ويكلون سلتة بالمائلة ملن اللرب
أو خمسين بالمائة من الرب ،ول يكون جل ًءا من رأس المالْ ،
فإن كان الرب جل ًءا من رأس المال أصلب
معلو ًما لم يصب محا ًعا ،كيف جلء من رأس المال؟ بعه النَّاس ل يعرف ،فيقول :أبا أأخلذ منلك الملال
الف ين وربحك خمسين بالمائة مما بذلت ،ل ،هذا أصب معلو ًما وليس محا ًعا.
ِ ٍ ال معي ٍن مع ُلا ٍم لِمن يت ِ ِ ِ ِ ِ
َُّ ُر ي بِ ُُزْن َم ْع ُلـا ٍم ُم َيـا ٍع م ْ
ـن َ ْ َ قال املصنفَ « :ال َّثان َ :ا ْل ُم َض َار َبةَ ،وه َ َد ْ ُع َم ٍ ُ َ َّ َ ْ
ح ِ ».
ِرب ِ
ْ
لع م ٍ
لال» ،ل ُبلدَّ أن يكون من أحدهما المال ومن الثاين العم ،ولذلك قلال «و َد ْف ُ َ
يقول الملاربة وهر ْ
أن يعلرف وأن يكون بقدً ا كذلكُ « ،م َع َّي ٍن» ،ل ُبدَّ ْ
أن يكلون معينًلاَ « ،م ْع ُللو ٍم» ،ل ُبلدَّ ْ أن يكون المال معلو ًماْ ، ْ
ٍ
بًلء محاأ. أن يكون يتًر ح ِه» ،ل ُبدَّ ْ يه بًِ ْل ٍء ٍم َحا ٍأ مِن ِرب ِ
ِ ِ ِ ِ
ْ ْ قدره« ،ل َم ْن َيتًَّ ُر ف ُ ُ
بب ًعا الفقهاء لما اكروا أبه ل ُبدَّ ْ
أن يكون بقدً ا ،أوردوا يف آخلر كتلاب المسلاقا فليمن دفلع لغيلره دابل ًة
ليعم عليها وله أجرهتا ،فبعه فقهائنا ألحقه بالملاربة ،وهذه بريقة الحيخ تقر اللدين ،وللذلك قلالوا:
عروضا ليعم به.
ً أن يكون رأس المال بقدً ا ،ب يًوز ْ
أن يكون إبه ل يللم يف الملاربة ْ
وملنهم َملن ألحقله بصللور الملارعلة وألحقهلا للا ،وقلال :إ لا مقيسل ٌة عليهللا وهلذه بريقلة المتللأخرين
فيوردون هذه المسألة هناك يف الملارعة ،هذا فقط من باب الفائد .
اليرِك َِة».
قال املصنفَ « :وإِ ْن َض َار َب ِْل َه َر َ َأ َض ّر ْاْلَ َّو َل َح ُر َمَ ،و َر َّد ِح َّص َت ُ ِ َّ
ما صور هذه المسألة؟ رج ٌ أعطى آخر مل ًال قلال :خلذ هلذا الملال ،وتلاجر للر فيله واللرب بيننلا للر
الثلثان ولك الثلث ،قال :بيع ،هذا ُيسمى عقلد مللاربة ،وهلذا العقلد ملن العقلود لطيبلة المباركلة ،وقلد
٦
607
فعلها النبر قب ا س م ،فقد كان يعم ملارب ًة للوجه خديًة .
فالمقصود من هذا أن هذا العقد من العقود الطيبة وفعلها الصحابة -رضوان اهلل عليهم ،-بعه أهل
العلم وهو ابن حلم قال« :ل أعلم عليها دلي ،لكنها ابعقد ا جماأ على جوازها» ،الدلي :هو أن النَّلاس
،لكلن يوجلد العمل ،وهلذا يلدلنا عللى كابوا يعملو ا قب ا س م وفعلوها بعد ا س م ول يوجلد بل
مسألة وهو العم الذي لم ينكر األص يف العقود ا باحة.
برجع لمسألتنا إ ًاا هذا ملا يتعلل بالمللاربة ،هلذه صلور المللاربة المصلنِّف هنلا َاكَلر مسلألة للو أن
العام العام هو الملارب اللذي منله العمل ،للو أن العامل أخلذ منلك الملال عللى أن لله الثللث وللك
لار َب ِآل َخ َلر َف َأ َضلر ْاألَ َّو َل»،
الثلثان ،ثم قب ابتهاء مد الحركة ضلارب لرجل ٍ آخلر ،وللذلك قلالَ « :وإِ ْن َض َ
أضره بأن زاحمه يف البلاعة أو ابحغ عن عمله.
يف امتهما هما م ًعا ،لليس يف املة أحلدهما بل يف امتهملا م ًعلا ،ويًلوز الحلركة يف الذملة ملع العمل ،وأملا
الشةاك يف الذمة فقط بدون عم ف يًوز.
ولللذلك حكللى ابللن فرحللون المللالكر والع مللة أبللو محمللد بللن قدامللة ا جمللاأ علللى أن الذمللة
أيلا ل يًوز الحراكة فيهلا عللى سلبي البفلراد
والختصاص ل يًوز بيعه على سبي البفراد ،وكذلك ً
ويًوز على سبي التبع.
من صور بيع الذمة :يأتيك واحد يقول :خذ اسمر وتاجر به ،ما الذي بذلته؟ لم تبذل ً
مال ،فل يًلوز
شخصا اسمك ،أبا ل أقول السم التًلاري اللذي عليله قيمل ٌة
ً لك البيع ول يًوز لك الحركة ،إاا أعطيت
قابوبي ٌة اعتبارية؛ ألن السلم التًلاري المعاصلرون أخرجلوه حيلث أبله اعلةف لله القلابون أو النظلام علن
بري السم التًاري فًع له قيمة ،فيقول لك :هذا قيمته كذا وكذا مسً .
لكن مًرد اسمك لكر تفت سً تًاري ،فتقلول آلخلر :اعمل بله وللر بصلف وللك بصلف ،هلذا
أن يكون مع الذمة ٌ
ملال أو عمل ٌ
اشةاك منر بالذمة فقط من غير مال ف يًوز ،حكر ا جماأ عليه ل ُبدَّ ْ
ل ُبدَّ وإل ف يًوز.
ٍ
واحلد منهملا وكيل ٌ ٍ
حينملذ يكلون كل برجع لمسألتنا شركة الوجوه هذه ْ
أن يعم بعملهما مع الذملة،
عن اآلخر يف التصرف وكفي ٌ عنه بما ثبت يف امته من هذا الدين.
إ ًاا حقيقة شركة الوجوه أ ا عقدٌ من الوكالة واللمان الذي هو الكفالة ،بينما عقد الملاربة هو عقلد
وكالة بالتصرف قب نهور الرب وبعد الرب يكون شراكة عقد وكالة بالتصرف فقط. ٍ
ان بِ َأ ْبدَ ابِ ِه َما مِل ْن ُم َبلاالٍ » ،تمللك المبلاال مثل الحتطلاب مثل
ولذلب :قال« :هو َأ ْن ي ْحت َِركَا فِيما يتَم َّل َك ِ
َ َ َ َ
الحتحاش مث الصليد وغيلر اللك ،فهلذه ُتسلمى تمللك المباحلات ،صلور اللك يلذهع اثنلان إللى اللا
ً
ححيحا ،ثلم يف ايلة يومهملا يقتسلمابه بينهملا بالسلوية ،قلد يحلتش األول أكثلر ملن الثلاين ،بقلول: ليحتحا
يًوز؛ أل ما محةكان فيه.
أيلللا يف المباحللات األخللرى كالحتطللاب والصلليد عنللدما يللذهع النَّللاس للصلليد ،وهللذا كثيللر
ومثللله ً
بيلرا
معروف الذين يذهبون للصيد أغلبهم تكون شركتهم شركة أبدان ،فيذهبون للصيد قد يصيد أحدهم ً
واآلخر يصيد عحر ،ولكنهم يقتسموبه بينهم ،والذين يصطادون الصقور الطيور الحلر هلذه قلد ل يًلده
إل أحدهم ،لكن إاا وجده اقتسموا ثمنه بينهم جمي ًعا ،وهذا محهور وك النَّاس يتعاملون ذه الطريقلة يف
المباحات.
قالَ « :أ ْو َي َت َق َّب َ ِن فِر ِا َم ِم ِه َما مِ ْن َع َم ٍ » ،هنلا تقلب يف الذملة وللم يحلةكا يف الذملة ،ابظلر دقلة الفقهلاء
الشةاك يف الذمة وحدها ما يًوز؛ أل ا اختصلاص ،التقبل يف الذملة تقبل العمل وتقبل ا جلار ،كأبله
يًوز أخذ األجر عليها ابتدا ًء ،فهناك ٌ
فرق بلين الذملة والتقبل يف الذملة ،وللذلك التقبل يف الذملة يتوسلع
سيأتينا ْ
إن شاء اهلل درس الغد يف ا جار .
ٍ
شلرء معلين سليارات، َخ َيا َب ٍة» ،أو اثنلان يعمل ن يف التنظيلف
قالَ « :أو ي َت َقب َ ِن فِر ِام ِم ِهما مِن َعم ٍ ك ِ
َ َ ْ َ ْ َ َّ
فيقولون :بنظف السيارات اليوم ،ثم بقتسم األجر بيننا ك هذا جائل.
قال املصنفَ َ « :ما َت َه َّب ُلـ ُ َأ َحـدُ ُه َما َل ِز َم ُه َمـا َع َم ُلـ ُ َو ُطالِ َبـا بِـ ِ َ ،وإِ ْن ت ََـر َك َأ َحـدُ ُه َما ا ْل َع َم َـٍ لِ ُع ْـذ ٍر َأ ْو ََّل
ب ََرِ ٍ ِ ِ ِ
يب». ب َب ْين َُه َماَ ،و َي ْل َز ُم َم ْن ُعذر َأ ْو َل ْم َي ْعرِف ا ْل َع َم ٍَ َأ ْن ُيه َ
يم َم َه َام ُ بِ َط َل ِ َ ا ْل َْس ُ
يقول هذه ث ث جم يقول :إاا تقب أحلدهما العمل للمهملا أي لزم الثنلينَ « ،ع َم ُلل ُه» أي :العمل
الذي تقبله أحدهماَ « ،و ُبول ِ َبا بِ ِه» :بولبا ذا العم فيكون يف امتهما م ًعا.
ِ
قلالَ « :وإِ ْن َتل َلر َك َأ َحللدُ ُه َما ا ْل َع َمل َ ل ُعل ْلذ ٍر» أو لغيللره عًللل هللذا العللذر أو لغيلره تللرك العمل َ « ،فا ْل َك ْسل ُ
لع
َب ْين َُه َما» أي :فالكسع بينهما ْ
وإن تركا العم ؛ أل م قد اشةكوا ابتدا ًء.
610
ولذلك يقول جمع من أه العلم كالحيخ تقر الدين وقبلله اآلملدي :أغللع اخلت ف العقل ء بسلبع
الشةاك يف األلفاظ ،فالمفاوضة التر يقصدها الحافعر -رحمة اهلل عليه -غيلر المفاوضلة التلر يقصلدها
غيره.
أن يحةك اثنان يف العم ويف الذملة ويف الملال، فنبدأ بالمفاوضة الصحيحة ،المفاوضة الصحيحة هو ْ
ف َملالِر»، لاحبِ ِه كُل َّ َتصلر ٍ
َ ُّ
أن يكون معلوما وهذا معنى قول المصنِّف« ،وهو َأ ْن ي َفو َض ُك ٌّ إِ َللى ص ِ
َ ُ ِّ ً بحرط ْ
فيًوز له التصرف يف العين المال الذي بين أيديهم ويف الذمةَ « ،و َي ْحت َِركَا فِر ُك ِّ َما َي ْث ُب ُت َل ُه َملا َو َع َل ْي ِه َملا»:
عليهما هو الذمة ولهما من الرب .
إ ًاا هذا مطل وهذه ُتسمى شركة المفاوضلة الصلحيحة ،هلذه شلركة المفاوضلة الصلحيحة إاا كابلت
معلومةً.
لم ُيلدْ ِخ َ فِ ِ
يه َملا ك َْسل ًبا ِ
قالَ « :فتَص ُّ » ،وأما المفاوضة الفاسد فهر التر أشار لها المصنِّف قلال« :إِ ْن َل ْ
ب ِ
َاد ًرا» ،دخول الكسع النادر يعنر يف الحرء الذي لم ِ
تًر العاد بربحه ،مث :قالوا للو أن اثنلين قلال :كل
٦
611
ٌ
شريك فيه حتى الذي تملكه من ا رث ،حتى لو ورثلت شلي ًما أبلا أدخل معلك ،هلذا شرء تملكه أبت فأبا
بادر ا رث ل يكون إل قلي ً يف العمر ،أو شي ًما لم يعتاد عليه جلرى العلرف عليله مثل اللقطلة يقوللون للو
ملك شي ًما بلقطة أو الهبات كذلك.
ولذلب :فإن هذه ُتسلمى الحلركة الفاسلد ،الحلركة الفاسلد هلر قريبل ٌة ملن النظلام الجتملاعر اللذي
يقلول النَّللاس شللركاء يف الملكيلة قريبل ٌة منلله ،ولللذلك قلال عنهللا الحللافعر ل أعلللم شلي ًما فاسللدً ا ْ
إن لللم تكللن
المفاوضة فاسد ً.
ان ِيها إِ ََّّل بِ َتعدٍّ َأو َت ْقرِ ٍ ِ
يط». َ ْ قال املصنفَ « :و ُك ُّل َها َجائ َزةَ ،و ََّل َض َم َ َ
يًد المرء أبه يًمع المال فيمده اهلل له مدً ا أي يكثر ،كثر المال ليسلت بركلةً ،فلإن اهلل َ اكَلر أن
ٍ
حينملذ مال الكفار يمد اهلل لهم مدً ا أي يكثر مالهم ،ولكنه ربما يسقم بدبه فيذهع ماله ول ينتفع به،
ليس بركةَ ،من صرف المال يف غير وجهه المباال أو غير وجهه المحروأ فليس مباركًا.
ٍ
متعلقة بله، وأمور كثير ٍ
ٍ إ ًاا المال المبارك يراه يف صحة بدبه ،ويف استًابة دعائه ،ويف بمائه وعدم تلفه
متى يكون الك؟ إاا «بينا» عرفت األحكام الحرعية ،وصدقت يف تعاملك مع الناس.
612
قال املصنفْ َ « :صٍَ :وت َِص ُّح ا ْل ُم َسا َقاة ُ َع َلى ََ َُرٍ َل ُ َث َمر ُي ْؤك ٍََُ ،و َث َم َر ٍة َم ْا ُجا َد ٍة بِ ُُز ٍْن ِمن َْهـاَ ،و َع َلـى
لي َُرِ َأ ْو ِمن ُْه َما».ََ َُرٍ َي ْغرِ ُس ُ َو َي ْع َم ٍُ َع َل ْي َحتَّى ُي ْث ِم َر بِ ُُز ٍْن ِم ْن ال َّث َم َر ِة َأ ْو َا َّ
بدأ يتكلم المصنِّف وبه بختم درسنا اليلوم ملا هلو يتعلل بالمسلاقا ،المسلاقا والملارعلة بعله أهل
العلم -كما هر الرواية الثابية -يرون أ ا جل ٌء من الحركات ،وأما المحهور فيرون أ لا عقلدٌ منفصل ٌ علن
مقبوضلا ْ
وأن يكلون بقلدً ا ،ولليس اللك هاهنلا ً الحركة ،واللك أ لم يحلةبون يف الحلركة ْ
أن يكلون الملال
موجو ًدا إضاف ًة لبعه الفروقات األخرى المذكور .
ولذلب :يرون أبه عقدٌ منفص ٌ علن الحلركات ،حتلى قلال بعللهم إبله ملن العقلود التلر عللى خل ف
القياس كما قلال بعللهم ،والصلحي أ لا ملن عقلود الحلركات وأ لا جاريل ٌة عللى القيلاس والسلنن ،فلإن
قياسا ،وبعنلر بالقيلاس القاعلد الكليلة ول بقصلد بالقيلاس ٌ
منلبط قياسها ل يحد شر ٌء عن ً الحريعة كلها
العلة ،ابتبه :الفقهاء إاا أبلقوا القياس يقصدون به القاعد الكلية أو المناط.
إ ًاا ما قب بدو الص ال يص المساقا ،وما بعده يكون بي ًعا ول تص فيه المساقا .
٦
613
بأن تكون ثمر ً قلد نهلرت قبل بلدو صل حها« ،بِ ًُ ْلل ٍء مِن َْهلا» قالَ « :و َث َم َر ٍ َم ْو ُجو َد ٍ» ،ل ُبدَّ ْ
أن بقيدها ْ
لً ٍر َي ْغ ِر ُسل ُه َو َي ْع َمل ُ َع َل ْيله َحتَّلى ُي ْث ِم َلر» أي :ويًلوز المسلاقا عللى ٍ
أي :بًلء ملن الثملر ،قلالَ « :و َع َللى َش َ
لً ِر َأ ْو مِن ُْه َملا» أي :ملن الثنلين الحًر قب غرسه ،فيغرسه ثم يساقيه حتى يثمر« ،بِ ًُ ْلل ٍء مِل ْن ال َّث َم َلر ِ َأ ْو َا َّ
لح َ
فيًوز كذلك وك هذا واض .
ٍ
مرحللة سأاكر مسألة فقط من باب جمع النظائر قلت يف درس األمس أن الثمر لها ث ث مراح كل
ا حكم: يتعل
هذه ث ث مراح ،هناك أحكام متعلق ٌة بلالظهور وأحكلام متعلقل ٌة بالتحلق أو التلأبير ْ
إن شلمت ،وقلنلا
التحق ألن هو األنهر والتأبير خفر ،واألملر الثاللث :أحكلام متعلقل ٌة ببلدو الصل ال ،فابتبله لهلذه األملور
الث ثة ،هذه المسألة متعلقة بالظهور.
يقلول المسلاقا بنلا ًء عللى ملا يمحللر عليله الفقهلاء أ لا عقلدٌ جللائل ،وقللت لكلم أن ابلن اهل ن وقبللله
لور َث َم َلر ٍ» قبل
الحويكر قالوا :إ ا عقدٌ لزم ،قالَ « :فإِ ْن َف َس َخ المالك» بنا ًء على أ ا عقدٌ جلائلَ « ،ق ْبل َ ُن ُه ِ
أجيرا؛ ألبه عقد جائل ،ففسخه فلله أجلر المثل فيعطيله أجلر المثل ،فلإن
الظهور فللعام األجر فيكون ً
فسخها بعد الظهور بقول ليس له الفسخ؛ ألبه قد استح الثمر بالظهور ليس له الفسلخ ،فيًلع ْ
أن تبقلى
الثمر ؛ ألبه استحقها بالظهور ليس ببدو الص ال.
قالَ « :أ ْو َعامِ ٌ » أي :فسلخ العامل العقلد « َفل َ َش ْلر َء َلل ُه»؛ ألبله هلو اللذي فسلخ جهلده فل يكلون لله
مستح ًقا ل ألجر ٍ ول لغيرها.
ب َال َّث َم َر ُة بِ ُظ ُه ِ
ار َها». قال املصنفَ « :وت ُْم َل ُ
هذا هو الذي اكرباها قب قلي أن الثمر لكم بالظهور ل ببدو الص ال ول بالتأبير ،التأبير له أحكامله
614
ُـٍ َمـا ِيـ ِ ن ُُم ٌّـا َأ ْو إِ ْص َـالح ت َب ْعـدَ هَ ،و َع َلـى َع ِام ٍ
ـٍ ك َّ ـٍ إِ َذا ُ ِسـخَ ْ قال املصنفَ َ « :ع َلى َع ِام ٍٍ ت ََما ُم َع َم ٍ
َو َح َصاد َون َْح ُا ُهَ ،و َع َلى َر ِب َأ ْص ٍٍ ِح ْقإ َون َْح ُاه َو َع َل ْي ِه َما -بِ َهدْ ِر ِح َّص َت ْي ِه َماَ -جدَ اد».
أيلا حصاد فإ ا على العام َ « ،وب َْح ُو ُه» :مما يقوم مقامله ،قلالَ « :و َع َللى َر ِّب
قالَ « :و َح َصا ٌد َوب َْح ُو ُه»ً ،
َأ ْص ٍ ِح ْف ٌظ» أي :حفظ الملرعةَ « ،وب َْح ُوه» :مما يقوم مقلام الحفلظ ،مثل إاا وجلدت بعله األشلياء التلر
تحتاج إلى بق فإبه ينقلها.
قالَ « :و َع َل ْي ِه َما -بِ َقدْ ِر ِح َّص َت ْي ِه َما -الًداد» أي :جداد الثمر .
ط ِع ْل ِم ب ْـذ ٍر و َقـدْ ِر ِه وكَانِـ ِ
ض بِ َير ِ ِ ِ ٍ ِ
َ ْ َ َ َار َع ُة بِ ُُزْن َم ْع ُلا ٍم م َّما َيخْ ُر ُج م ْن ْاْلَ ْر ِ ْ
قال املصنفَ « :وتَص ُّح ا ْل ُمز َ
ِم ْن َر ِب ْاْلَ ْرض».
أرضلا بل شلًر ،وإبَّملا يعطيله األرض فيقلوم أن يعطيله ً الملارعة تختلف عن المساقا فإن الملارعلة ْ
العام بلرعها ،فيقولَ « :و َت ِص ُّ ا ْل ُم َل َار َع ُة بِ ًُ ْل ٍء َم ْع ُلو ٍم مِ َّما َي ْخ ُر ُج مِ ْن ْاألَ ْرض» ،هذه مسألة مهمة ل ُبلدَّ ْ
أن
ً
مًهول ،فيقول :لك جلء ويسلكت هلذا ملا يصل العقلد ،فتنقللع يكون جل ًءا معلو ًما يقابله إاا كان جل ًءا
أن يعاقده على ما يًر على... ٍ
بقطعة معلومة مث ْ إلى عقد إجار ،أو يكون ليس جل ًءا وإبَّما
-والقول الثاين :الذي محى عليه الحليخ موسلى واللذي عليله العمل عنلدبا ملن سلنين بل ملن مملات
السنين أبه يًوز ْ
أن يكون البذر من العام ،وهلذه مبنيلة عللى أ لا ملن عقلود الحلركات وتنللبط القاعلد
أن يكون من أحدهما ٌ
مال وللو للم يكلن بقلدً ا، على الرواية الثابية أن الملارعة من عقود الحركات ،فيًوز ْ
بكون بذلك بحمد اهلل أ ينا كتاب الحركةْ ،
وإن شلاء اهلل ببلدأ غلدً ا ببلاب ا جلار غلدً ا وبعلد
ٍ
غد ،ثم بنهر كتاب المعام ت كام ً بمحيمة اهلل .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)22
h
﷽
الحمللد هلل رب العللالمين ،وأشللهد أن ل إللله إل اهلل وحللده ل شللريك للله ،وأشللهد أن محمللد ًا عبللد اهلل
كثيرا إلى يوم الدين.
تسليما ً
ً ورسوله ،صلى اهلل عليه وعلى آله وأصحابه ،وسلم
أما بعد:
اْلجار ُة بِ َث َال َث ِة َُر ٍ ِ
وط». ُ قال املصنفْ َ « :صٍَ :وتَص ُّح ْ ِ َ َ
أورد يف هذا الفص أحكام ا جار ،وا جار هو بيع المنافع على سبي التأقيت؛ ألن بيع المنافع قلد
خلاص بالعقلار ،وقلد يكلون عللى سلبي التأقيلت وهلذا اللذي
ٌ يكون على سبي التأبيد فيكون بي ًعلا ،وهلذا
ُيسمى بعقود ا جار ،وأما لو كان بذل المنافع مًابًا فإبه الذي ُيسمى بالعارية ،فإن العاريلة ٌ
بلذل للمنفعلة
مًابًا.
يقولَ « :و َت ِص ُّ ا ْ ِ َج َار ُ » ،أملا كلون ا جلار مملا يصل فهلذا مملا ابعقلد ا جملاأ عليله ،وقلد جلاءت
ٍ
يهلودي ينللأ لله أدل ًءا أجر بفسه عنلد
أحاديث كثير ٌ يف الدللة على صحة عقد ا جار ،منها أن عل ًيا َ
إقلرار ملن النبلر
ٌ ٍ
دلو بتمر ،فأتى بالتمر للنبر فأك معله ،وهلذا من الماء ك
لًواز عقد ا جار ،كما ثبت أن النبر استأجر وأجر بفسه قب الك قب ا س م.
قال« :بِ َث َ َث ِة ُشر ٍ
وط» أي :أن هذه الحروط يًع ْ
أن تكون يف ك أبواأ ا جار ،سلوا ًء كابلت ا جلار ُ
أن توجد يف ك عقد إجلار ٍ بل
عين أو كابت ا جار على منفعة ،أي أن هذه الحروط الث ثة يًع ْ ٍ إجار
استثناء.
احت َُها َو َم ْعرِ َ ُة ُأ ْج َر ٍة إِ ََّّل َأ ِجيرا َوظِئْرا بِ َط َع ِام ِه َما َوكِ ْس َاتِ ِه َما». ٍ
وم ْعرِ َ ُة َمنْ َق َعةَ ،وإِ َب َ
قال املصنفَ « :
-يقول :إن أول هذه الحروط الث ثلة :أبله ل ُبلدَّ ملن معرفلة المنفعلة ،وتكلون معرفلة المنفعلة بمعرفلة
بوعها ومعرفة قدرها.
أما النوأ ْ
فأن يعرف بوأ المنفعة حينما يكون للعلين أكثلر ملن منفعلة ،حينملا تكلون ا جلار لألعيلان
فتكون للعين أكثر من منفعة ،فيللم ْ
أن يحدد بوأ المنفعة التر اسلتمًرت ألجلله ،لكلي يكلون اللك سلب ًبا
٦
617
وكذلك ل ُبدَّ من معرفة قدرها ،ويكون معرفة قدرها بمعرفة ابتداء المنفعة وابتهائها ،إاا كابت مقلدر ً
بالمد ،وقد ُيقال بمعرفة القدر ب معرفة البتداء ،بنا ًء على أن األصل أن ا جلار تللر العقلد ،فللو قلال:
مباشلرا ،فتكلون ا جلار مواليل ًة
ً شهرا وسلكت ،فنقلول :إبله يصل ؛ ألن األصل أبله يللر العقلد
استأجرته ً
وإن كابت جائل ً ْ
أن تكون يف الذمة. للعقدْ ،
عللى وهذا الذي دل عليه حديث النبر حينما قال« :مهر البغ وحلاان ال اهن» ،بل
أ ما باب ن وأ ما حرام؛ ألن حلوان الكاهن أجر ٌ لكهابتله ،ومهلر البغلر أجلر ٌ لبغائهلا ،وكل األجلرين
محرمان.
-ثم الحرط الثالث المحةط :قالَ « :و َم ْع ِر َفل ُة ُأ ْج َلر ٍ» أي :ل ُبلدَّ ْ
أن تكلون األجلر معلومل ًة ،وقلد اكلر
عللى اللك ابلن القليم ،وهلذا يلدلنا عللى أن العلماء أن معرفة األجر أءكد من معرفة الثمن يف البيلع ،بل
األجر يللم معرفة قدرها يف الًملة إل فيما استثنر بعد قلي لدلي ٍ سأاكره يف محله.
والسبع أن معرفة األجر أءكد من معرفة الثمن؛ قالوا ألن األجر تتغلاير بخل ف اللثمن ،فلإن اللثمن
يف الغالللع يكللون ملللبو ًبا بسللوق ويكللون ملللبو ًبا بعل ٍ
لرف وبحللو الللك؛ وألن النَّللاس جللرت عللادهتم يف
البيوعات للمنافع ْ
أن يتساهلوا ا أكثر من بيوعات األعيان؛ ولذا ف ُبدَّ فيها من ضبط األجر .
-األمر األول :قال «إِ َّل َأ ِج ًيرا َونِ ْم ًرا بِ َط َعامِ ِه َما َوكِ ْس َوتِ ِه َما» ،األجير يًوز ْ
أن ُيستأجر من غيلر تحديلد
ٍ
سلاعات ملث ً بأكللك مقدار أجلر ،وإبَّملا يسلتأجر ف ُيقلال لله :بأكللك وشلربك ،تعمل عنلدي اليلوم ثملاين
618
قال« :والظمر» ،والمراد بالظمر :هر المرضعة ترضع الولد يف مقاب أكلها وشر ا فقط ،والدلي عللى
ٍ
مقدار للثمن كتاب اهلل ،--فإن اهلل يقلول: أن ُتستأجر بأكلها وشر ا دون تحديد
أن الظمر يًوز ْ
اللك عللى أبله يكسلو ويلأا بالطعلام والنفقلة { ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ} [البقر ،]233:فن
بالمعروف ،أي بفقة المعروف وهو ما جرى عليه العرف بين النَّاس وتوسطوا فيه ،وهذا صلري ٌ يف كتلاب
اهلل يف الظمر.
وأما األجير فإن الدلي عليه فع الصحابة ،فقد قلى به عمر ،وأقره عليه الصحابة -رضلوان اهلل
عليهم ،-وهذا يدلنا على أن الظمر واألجير يًوز استأجرهما بطعامهما وكسوهتما.
عندبا هنا لما عرفنا دليل اسلتثناء هلذين األملرين ،بلأا للمعنلى يف سلبع اسلتثنائهما ،فالمحلهور عنلد
الفقهاء أن استثناء األجير والظمر إبَّما هو اسلتثنا ٌء لخل ف القاعلد والقيلاس ،وبنلا ًء عللى اللك فل ُيقلاس
فنقلف عنلد ملورد اللن ،وما اسلتثنر بلالن عليه غيره ل يف البيوعات ول يف غيرها ،فهو مستثنًى بالن
ول بليد عليه.
لمللااا قلللت هللذا التفصللي ؟ يوجللد اآلن يف الفنللادق القريبللة مللن مسللًد النبللر يوجللد
مطاعم ،تدخ المطعم بمبل ٍغ معلين تبلذل عحلر ً أو عحلرين أو ث ثلين أو أربعلين أو خمسلين ،ثلم تلدخ
المطعم فتأك ما شمت يف هذا الدخول ،ه يًوز هذا أم ل؟ على الرواية الثابية بعلم يًلوز؛ ألن القاعلد
يف استمًار الظمر واألجير بطعامه وشرابه ليست ل ستثناء وإبَّما هر ملطرد ؛ ألبه يؤل للعلم.
وعلى القول األول المحلهور ل يًلوز ،واللذي عليله علوام المسللمين القلول الثلاين وهلو اللذي عليله
؛ ألبله أغلع المحققين يف المسألة أن استثناء الظمر واألجير إبَّما هو لمعنى وليس فقلط اسلتثنا ًء ملن اللن
يؤل للعلم؛ ألن يف الغالع أن متوسط أك النَّاس متقارب وكذلك كسوهتم.
٦
619
قال املصنفَ « :وإِ ْن َد َه ٍَ َح َّماماَ ،أ ْو َس ِقينَة َأ ْو َأ ْع َطى َث ْا َب ُ َه َّياطا َون َْح َا ُه َص َّح َو َل ُ ُأ ْج َر ُة ِم ْث ٍٍ».
هذه الصور الثابية التر استثناها المصنِّف ما جلرت العلاد والعلرف بتقلديره ،فلإن العلاد والعلرف يف
أشياء معينة يعرفون ثمنه ،فقال« :و َمن َد َخ َ َح َّما ًما» ،المراد بالحمام الذي يستحم به وهو يوجد يف اللب د
الحامية ،وليس المراد بالحمام الذي ُتقلى فيه الحاجة ،وإبَّما المقصود الذي يستحم به.
فمن دخ حما ًما ليستحم ويتنظف ،أو ركع سفين ًة من غير ب ٍ على العقد ،فإبه يصل عقلد ا جلار
َ
ولصاحع السفينة ولصاحع الحمام أجر المث ؛ ألن العاد جرت أن صاحع السفينة يركع النَّلاس ملن
ٍ
معروف عند النَّاس جمي ًعا. ٍ
بسعر شط النهر إلى شط النهر الثاين
ومثله اآلن يف مكلة -عللى سلبي المثلال -النقل اللذي يكلون ملن بعله أبلراف الحلرم أو مكلة إللى
الحرم ،فإبه يكون بريالين أو بث ثة ريالت ،والنَّاس يعرفون هذا السلعر ،ومثلله يف الباصلات فلإن باصلات
سعر محد ٌد بالعرف ريالن أو ث ثة ريالت ،فإبه جرت العاد بله ،فل يلللم
النق شاحنات النق هذه لها ٌ
أن يحدد الثمن؛ ألن هناك عر ًفا بتقدير الثمن ،وهذا معنى ك م المصنِّف.
ْ
بعله قالَ « :أ ْو َأ ْع َطى َث ْو َب ُه َخ َّيا ًبا َوب َْح َو ُه» ،الخياط الذي يخيط الثوب أو بحوه كالقصار الذي يقل
الثوب ،فيقصه ويكفته من أسفله ،فهذا الذي يًوز إعطاهه؛ ألن العرف قد جرى بتقدير ٍ
ثملن ،وهلذا فيملا
لو كان له عرف ولو لم يكن له عرف ف .
ٍ
خيلاط يف السلوق على سبيٍ المثال :جرى عندبا العرف قب فلة أن خيابلة الثلوب الكامل عنلد كل
بأربعين ريال ،تعطيه القماش فيخيط لك الثوب بأربعين ريلال ،هلذا العلرف قبل فلة اآلن غللت األثملان
ٍ
بلثمن معلين ،فل يلللم تحديلد ٌ
خياط تعطيه هذا الثوب ثم يخيطه فًرت علاد السلوق بعه الحرء ،فأي
الثمن لوجود العرف.
-األمر الثاين :أ ا ليست محصور ً بالسفينة أو دخلول الحملام أو الثلوب ،بل هلر كل ملا جلرى ملن
ٍ
بلثمن معلين ،بخل ف األجيلر العقود على المنافع واألعيان مما قرر العرف فيه ثمنًلا معينًلا ،جلرى العلرف
خاص ما.
ٌ والظمر بطعامهما وكسوهتما ،فعلى المحهور فهما
620
النوأ الثاين :ا جار على المنلافع ،أي أن المعقلود عليله هلو محل المنفعلة ،وللذا سليأا أن ا جلار
على المنفعة من شربها بيان المح المعقود عليه ،صور الك :عندما يستأجر رجل ٌ آخلر لنقل بللاعة،
عندما أقول لك :ابق هذا الكتاب المح المعقود عليه هو المعين ،إ ًاا هذا إجار ٌ عللى منفعلة ،ابقل هلذا
الكتاب.
ٍ
عين؛ ألبله حلدد العلين عندما أقول لك :ابق أبت كتا ًبا ،استأجرتك لتنق لر كت ًبا أو كتا ًبا فهذه إجار
المؤجر ،وأما المنفعة فإبه يحدد مح المنفعة التر ُتقصد وليست العين المؤجر ،ما فائد هذا التفري ؟
فائدته من جهتين:
سيارته ،ثم تلفت سيارته ،إ ًاا ابفسخ عقد ا جار ،أجرك السيار لنق الكتلع ،ثلم تلفلت السليار ابفسلخ
عقد ا جار ؛ ألبك استأجرت هذه السيار .
إ ًاا الفائللد األولللى مللن التفريل بللين إجللار األعيللان وإجللار المنللافع أو ا جللار علللى المنللافع كيفيللة
أن ُتستوىف المنفعلة ملن العلين الملؤجر ،ول يًلوز بلدلها إل برضلا
استيفاء المنفعة ،فإجار األعيان ل ُبدَّ ْ
معقلود عليله صاحع الح ،وأما إجار المنافع ف يللم الحخ اللذي عقلد؛ للم يوجلد هنلاك شلخ
ٍ
بريقة شاء من بفسه أو من غيره ،هذا الفرق األول. عي ٌن معقود ٌ عليها ،ب يًوز ْ
أن يستويف المنفعة بأي
-الفرق الثاين المهم :أن إجار األعيان إاا تلفت العين ابفسخت ا جار ،وأملا إجلار المنلافع فإبَّملا
ٍ
فحينمذ إاا تلف الكتاب ابفسخ العقلد ،أصل ً ملا تنفسخ ا جار بتلف المح ،أجرتك لنق هذا الكتاب،
يف عين معقو ٌد عليها لكر بقول ينفسخ ا.
إ ًاا ِ
بفرق بين األمرين.
ٍ
أعيلان وإجلار الذي يحك عند ا خوان أبه قد يكون يف الذهن أحيابًا مثال ،هذا المثال يًملع إجلار
ٍ
مثلال واحلد إجلار أعيلان ومنلافع وهلذا يصل ،مثلال الًملع بلين إجلار األعيلان منافع م ًعا ،قد يًتمع يف
والمنافع استأجرتك لنق هذا الكتاب ،هذه إجار أعيان وإجلار منلافع فلاجتمع فيهلا الوصلفان ،فتنفسلخ
ٍ
فحينمذ تكون متعلق ًة بنوعر ا جار . بفوات العين المستأجر ،وتنفسخ بفوات المح ،
بأا بك م المصنِّف.
قال املصنفَ « :و ِه َض ْر َب ِ
ان :إِ َج َار ُة َع ْي ٍن». َ
هذا النوأ األول أو اللرب األول وهو إجار األعيلان ،واألعيلان قلد تكلون معينل ًة أو موصلوفة ،وقلد
ٍ
آلدمر أو غيره. تكون
622
مقدورا على تسليمها كلالبيع؛ ألن غيلر المقلدور عللى تسلليمه ملن
ً وهذا الحرط الثاين :ل ُبدَّ ْ
أن تكون
باب الغرر؛ ألن تسليم العين تستللم تسليم المنفعة استيفاء المنفعة بعدها.
اْلمر اْلول :ما اكره المصنِّف قالَ ِ « :ب ْيرِ ظِئْـرٍ»؛ ألن الظملر وهلر المرضلع ُتسلتأجر للحفلظ،
و ُتستأجر ً
أيلا للرضاأ ،فإ ا عندما أرضلعت الوللد فإ لا يلذهع جلل ٌء ملن العلين ،وللذلك يقوللون هلذا
مغتفر يف الظمر.
ٌ
بمرا فلإن اسلتمًار البملر يًلوز لله ْ
أن يأخلذ ملن بقعله اْلمر الثاين :الذي ذكروه :قالواَ :من استأجر ً
أن تستأجر البمر وإاا استأجرت البمر جاز لك ْ
أن تحرب من مائها وللو وهو ما يكون يف أسف البمر ،فيًوز ْ
ٍ
فحينمذ مع استمًار العين اهع بعه أجلائها. أكثرت من الحرب،
قالَ « :و ْاشتِ َما ُل َها َع َلى َالنَّ ْف ِع» ،أي :ل ُبدَّ ْ
أن تكون العين محتمل ًة على النفع ،فما ل بفلع فيله فل يصل
أرضا سبخة قال :استأجرهتا لللراعلة،
أرضا ل تنبت لللراعة ً
إجارته ،مثال الك :لو أن رج ً قالوا استأجر ً
أن يحةي بماله ما ل منفعة فيه ،وكذلك ل يًوز لله ْ
أن ٍ
فحينمذ بقول :هذه ل تص ؛ ألن المرء ل يًوز له ْ
يستأجر عينًا ل منفعة فيها له مقصود .
ف استمًار األرض السبخة لللراعة ل تص ،لكن قد يستأجر األرض السبخة لستخراج المل منهلا،
ويف بعه مناب المملكة عندبا مث شمال المملكة يف القريات مث ً ُتستأجر األرض السبخة ل ُيحفلر فيهلا
ملحلا ،فحينمل ٍذ بعله األراضلر
ً حفر ،ثم يًعل فيهلا الملاء ،وملن هلذا الملاء إاا جعل فلة ً معينلة يصلب
فحينمذ يص ،وأما لللراعة ف تص . ٍ السبخة قد تستأجر لغير اللراعة
أيلا قالوا :لو أن رج ً استأجر داب ًة زمنل ًة أو سليار ً خربل ًة يعنلر ل تعمل ،لتنقل لله متاعله فل
كذلك ً
يصل ؛ ألن هللذا مللن بللذلِك المللال مللن غيللر منفعللة ،وقلللت يف أول درس البيللوأ الللدرس قبل الماضللر أن
أن يبذل ماله فيما ل منفعة فيه لليس لله اللك ،بل ل ُبلدَّ ْ
أن يكلون فيله مستخلف يف المال ،ليس له ْ
ٌ ا بسان
منفعة.
أن تكون منفعة العين المؤجر مل ًكا للمؤجر ،سلوا ًء كابلت العلين مل ًكلا
بقول من شرط صحة ا جار ْ
مال ًكللا للعللين والمنفعللة ،أملللك الللدار وأملللك للله أم ل ،كيللف تكللون العللين مل ًكللا للله؟ قللد يكللون الحللخ
أن تؤجر الدار؛ ألبك ٌ
مالك للمنفعة والعين. ٍ
فحينمذ يًوز ْ منفعتها،
أحيابًا تكون مال ًكا للعين ب منفعة ،مثل اللذي يمللك اللدار وقلد أجرهلا لليلد ملد سلنة ،خل ل هلذه
السنة أبلت ل تمللك منفعتهلا ،فحين ٍ
ملذ ل يًلوز للك ْ
أن تؤجرهلا يف هلذه الملد ؛ ألن المنفعلة هنلا مملوكل ٌة
624
فقها؟ بقول :ل يًوز تأجير الدار يف حالتين تأجير اللدار أو
عندبا هنا مسألة :متى ل يًوز تأجير الدار ً
العين عمو ًما قد تكون عينًا أو غيرها:
الحالة الثانية :إاا كان المؤجر قد اشةط أل تؤجرها ،فالمحهور عند فقهائنا أن هذا الحرط فاسلدٌ
أن يحلرط أن المسلتأجر ل يلؤجر؛ ٍ
لمرء ْ والعقد صحي ؛ ألن هذا الحرط يخالف مقتلى العقد ،ف يص
أن يستوفيها بملا شلاء إملا بنفسله أو بغيلره ،إملا بعوضله أو بلدون علوضْ ،
كلأن أل ا منفع ٌة ملكها فله الح ْ
يهبها ألخيه فيسكن أخاه يف البيت.
واختار بعه أه العلم وهو الذي مال له ابن رجع وغيره أن هلذا الحلرط صلحي ؛ ألبله ل يخلالف
مقتلى العقد ،فإبه قد يكون للمرء مصلح ٌة يف الك ،وهذا الذي عليه العم عندبا ،فعلى سلبي المثلال يف
كثير من الملؤجرين يقلول :ل تلؤجرأن تؤجر المساكن يف موسم الحجٌ ، مكة مث ً :العقود هناك أبه ممنوأ ْ
ٍ
فحينملذ ملن بلاب أحد المساكن يف الحج؛ ألبه يعلم أن التأجير يف الحج قد يلؤثر عللى العقلار وقلد يؤايله،
إغ ق الباب فقد يحةط هذا الحرط.
تنقسم إلى قسمين ،وهذان القسمان باعتبار كيف يمكن معرفة قدرها.
قال« :إِ َلى َأ َم ٍد َم ْع ُلو ٍم» ،لكن من شرط هذه ا جلار الطويللة ْ
أن يغللع عللى الظلن بقاههلا فيله ،فعللى
تلؤجر مائلة سلنة ،وإبَّملا
سبي المثال الدور يف الغالع أ ا ل تطول عمرها إلى مائة سنة ،فللذلك اللدور ل َ
أمد دون الك ،لكن لو أجرت مساف ًة ثلم هلدمت الذي يؤجر مائة سنة األرضين ،فالدور تكون مؤجر ً إلى ٍ
اه َها فِ ِ ٍ
يه». الدار ،فإبه حينمذ ينفسخ عقد ا جار بذهاب العين ،وهذا معنى قالَ « :ي ْغلِ ُ
ع َع َلى َال َّظ ِّن َب َق ُ
امره :لمااا قلتم يغلع على الظن فيه وأبتم تقولون :إبه إاا ا دمت اللدار ابفسلخت ا جلار
قد يقول ٌ
فالنتيًة واحد ؟ بقول :تنفسخ إاا اهبت العين؛ بقول ألن األجلر تسلتح عنلد العقلد ،فللو أن املر ًأ أجلر
آلخر إجار ً بويلة ،وسلمه األجر كاملة وقد كان غال ًبا على الظن أن العين لم تب َ إلى ابتهاء الملد ،فإ لا
فحينملذ تكلون هنلاك خصلومة ،فسليرجع المسلتأجر عللى الملؤجر، ٍ سوف تلول وتتلف قب ابتهاء الملد ،
دائما.
وبحن ببنر األحكام على غلبة الظن ً
فلذلك بقول :ل ُبدَّ من وجود غلبة الظن لبقاء العين.
أن تكلون ا جلار «ل ِ َع َمل ٍ َم ْع ُللو ٍم» أي :إجلار العلين المعينلة أو الموصلوفة لعمل ٍ
يقول القيد الثلاينْ :
ٍ
لركلوب، محدد ،قال« :كَإِ َج َار ِ َدا َّب ٍة» ،الدابة هذه هر العين «ل ِ ُرك ٍ
ُوب» هلذا هلو العمل ،اسلتأجرت دابتلك
626
ٍ
محلدد محلهلا ،لكلن ٍ
أعيان وإجار ٌ عللى منفعلة ٍ
حينمذ إجار فحدد العم ْ ،
فإن قال :لركوبر أبا ،أصبحت
لو قال :سأستأجر هذه الدابة للركوب ،أركع أبا أو يركع غيري ل يللم تعيلين َملن اللذي سليركع؛ أل لا
إجار ٌ للدابة وليست إجار ً على المنفعة.
ولذلك قال :إ ا منفع ٌة يف الذمة ليست متعلق ًة بالعين وإبَّما متعلق ٌة بالذمة.
ٍ
قماش هيمته كذا صلوف أو قال« :فِر َشر ٍء معي ٍن َأو موص ٍ
وف»ْ ،
كأن يقول لخيابة ثوبر هذا أو خيابة ْ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ
أبيه وهكذا.
شخصا لخيابة ثلوب ،فلالمعقود عليله هلو الخيابلة وهلو العمل ،عللى ْ
أن ً مثال الك :عندما تستأجر
٦
627
شلهرا لخيابلة ٍ
ثلوب فيقوللون: ٍ تسلمنر إياه بعد ٍ
شهر هذا شرط ،فحينمذ يًوز ،وأما إاا قلت :اسلتأجرتك ً
أن ينتهر الثنان يف ٍ
وقت واحد. ل يص ،فيقولون :معقود عليه الثنان؛ ألبه ل يمكن ْ
ٍ
فحينمذ هذا يمنع منه فيكون سب ًبا للخصومة.
العقد على المنافع إبَّما تكون يف الذملة ،والذملة إبَّملا تكلون لردملر فقلط دون ملا علداه ،إل ملا تطلور
العتباري ،ولذلك يًوز ْ
أن يكون العاقلد عللى المنفعلة شلخ ٌ الفقه اآلن فأثبت الذمة المالية للحخ
اعتباري وهذا كثير ،مثل :شلركة التصلالت شلخ ٌ اعتبلاري ،فتكلون يف املة شلركة التصلالت وهلر
شخصا اعتبار ًيا كلذلك حينملا
ً شخ ٌ اعتباري ،وهذا من تطور الفقه الحديث ،ف يللم ْ
أن يكون آدم ًيا أو
اعةفنا بحخصيته وامته المنفصلة.
قال« :جائِ َل التَّصر ِ
ف» أي :يص تصرفه عن بفسه. َ ُّ َ
مللن أدلللة الللك :أن النبللر قللال« :واتخــذ مؤذنــا َّل يتخــذ علــى أذانـ أجــرا» ،فللأمر النبللر
ْ
أن ل يأخذ المؤان أجر ً على أاابه ،ف يًوز أخذ األجر على أفعال القلربُ ،يسلتثنى ملن
الك أمور:
اْلمر اْلول :ك ما كان ملن بلاب الًعاللة ،فلإن الًعاللة تًلوز ،ملا الًعاللة؟ الًعاللة هلر أخلذ
العوض على النتيًة ل على العم ،والدلي على الك :حديث أبر سعيد يف الصحي حينما رأوا للدي ًغا،
628
ما يًوز ْ
أن يقول الثالث :سأرقيك السلاعة بكلذا ،أو سلأرقيك اليلوم بكلذا أو ملد شلهر بكلذا ،هلذا ل
يًوز وحكر إجما ًعا عليه ،حكاه الحيخ تقر الدين وغيلره ،لكلن يًلوز أخلذ الًعل عليله ،إاا شلفاك اهلل
ٍ
حينمذ يًوز. فإن لر جع ً ،
ٍ
فحينمذ يًوز؛ ألبه تًلاوز يف الًعاللة ملا ل تًلاوز إ ًاا فيًوز على النتيًة إاا م َّن اهلل ا عليه،
يف ا جار .
أيلا يف المسًد َمن يقوم بحفظ المسًد ورعايته فيًوز أخذ الًع عليه.
ومثله ً
اْلمر الثاين الذي يُاز :ما كان من باب الرزق أي من بيت مال المسلمين ،فك ما كان ملن بيلت
مال المسلمين فيًوز أخذه ْ
وإن كان من أعمال القرب ،ومن الك :األاان وا قامة إاا كلان يلدفع الراتلع
ولر أمر المسللمين كملا هلو الموجلود يف أكثلر بل د المسللمين ،فيًلوز ،ملن اللك :الغنيملة فلإن الغنيملة
حكمها حكم مال المسلمين ،فإن الغال من الغنيمة سمر غال ألبه كأبله سلرق ملن [ ]37:50المسللمين،
ٍ
فحينمذ يًوز ألبه من بيت مال المسلمين. فالغنيمة إاا قسمت كأبه أخذ أجر ً ورز ًقا على عمله،
أجرا ،يدرس هلل من غير أجلر ً لكن ل شك أن الذي يعم القربة هلل من غير أجر أفل
ٍ
بازيـة يغزونهـا يغنمـان إَّل تعُلـاا أفل ،ولذلك يف صحي مسلم أن النبر قال« :ما من
ثلث أجرهم».
البلدان التر ل يوجد فيها َمن يتاأ بإمامة المساجد ،ول يوجد فيها َمن يبلذل رز ًقلا وهلو وللر األملر،
٦
629
فيًوز أخذ األجر على ا مامة واألاان ،وعلى ولية القلاء وسائر القربات.
ٍ
استثناءات قد اكرهلا العلملاء وفصللوا فيهلا ،أملا ملا إ ًاا هذه المسألة مهمة عرفنا استثناءاهتا وهر ث ثة
عدا الك ف يًوز.
من أمثلة ذلـب :ملا اكربلا يف الراقلر ل يًلوز ،ملن أمثللة اللك :بعله األئملة يقلول :أبلا إملام مسلًد
راتع من الدولة مبلغ كذا ،ثم يقول :لباين المسًد أو الًيران ألن صوا جمي ل يكفينلر ،أريلد
ويأتينر ٌ
رزق فل يًلوز لله ْ
أن يطللع منكم مبل ًغا آخر حرا ٌم عليه الك؛ ألبه بلع أجر ً فحرا ٌم عليه حيث كلان لله ٌ
أجر ،أما لو لم يكن له رزق ول يحفظ المسًد إل بأجر فإبه يًوز عند الحاجة.
وعندبا القاعد عند فقهائنا ومذهع ٍ
مالك كذلك :أبه يصار للقول الللعيف للللرور العاملة ،وهلذا
من اللرور العامة.
ُـٍ َمـا َج َـر ْت بِـ ِ َعـا َدة َو ُع ْـرف ،ك َِز َمـا ِم َم ْرك ٍ
ُـاب َو ََـدٍّ َ ،و َر ْ ـ ٍع َو َح ٍّ
ـط، قال املصنفَ « :و َع َلى ُم َؤ ِجرٍ ك ُّ
ب». يم َها ك ََذلِ َ ِ يٍ ن َْح َا َبا ُلا َع ٍة إِ ْن ت ََس َّل َم َها َ ِ
ار َبةَ ،و َع َلى ُم ْ رٍ ت َْسل ُ َو َع َلى ُم ْتِرٍ ن َْح َا َم َح ِم ٍٍ َو ِم َظ َّلةَ ،و َت ْع ِز ُ
يقول إن المؤجر يًع عليه كل ملا جلرت العلاد والعلرف ببذلله ،فإبله يًلع عليله فعل اللك ،وأملا
المستأجر وهو المكةي فإبه يًع عليله ملا كابلت المنفعلة لله ،وللم ِ
تًلر العلاد ْ
بلأن يكلون تاب ًعلا للعلين،
ٍ
بالوعة وغيرهلا ،األمثللة التلر اكرهلا المصلنِّف ويًع عليه كذلك ك ما كان بسببه مث ما اكر من تفريغ
كابت قديم ًة قد تكون قليل ًة يف زمابنا.
أن يللأا بلمامهللا ،والحللد أي ربللط المتللاأ، لوب» ،إاا اسللتأجر مركوبللة فيًللع عليلله ْ قللال« :ك َِل َمللا ِم َم ْر ُكل ٍ
« َو َح اط» أي :على المتاأَ « ،و َع َلى ُم ْكتِ ٍر ب َْح َو َم َح ِم ٍ » أي :يوضع على الدابلةَ « ،ومِ َظ َّللة» أي :كلذلك تكلون
ار َغ ًةَ ،و َع َلى المكري» ،وهو الملؤجر، مثابة على الدابةَ « ،و َت ْع ِلي ُ ب َْح َو َبا ُلو َع ٍة» أي :تنظيفها« ،إِ ْن َت َس َّل َم َها َف ِ
قالَ « :وإِ ْن َح َّو َل ُه» ،معنى قالَ « :ح َّو َل ُه» يعنر :أبه بقله ومنعه ملن اسلتيفاء المنفعلة الماللكَ « ،فل َ َش ْلر َء
َل ُه» يعنر :ل أجر للمالك ،وهذه مسألة أريد ْ
أن تنتبهوا لها :اآلن هذه المنفعة بلرب ً
مثلال بمنفعلة اللدار،
أجرت لمد السنة ،مد هذه السنة تكون مل ًكا للمستأجر ،لما جلاء الملؤجر فمنعله ملن دخلول
منفعة الدار ِّ
ٍ
الدار ،ه هذه السنة تكون المنفعة مل ًكا لمن؟ للمستأجر ،فيكون حينمذ مالك الدار ً
نالما وغاص ًبا له.
ما الذي يًع عليه؟ قلالوا :يًلع عليله قيملة أجرهتلا يعطيهلا المسلتأجر ،يًلع عليله ْ
أن يعطيله قيملة
فلإن ابتهلت الملد يًلع عليله ْ
أن يعطيله األجلر ،فلإن كابلت آثم بالمنع فيًع عليه التمكينْ ، أجرهتا ،هو ٌ
ٍ
فحينمذ ل شرء للمالك ل ُيعطى أجر ً. أجرهتا مساوي ًة لما اتفقا عليه أو كابت أجرهتا أق مما اتفقا عليه،
عمرو منعله ملا أعطلاه المفتلاال ،قلال :يلا أخلر ،أبلا أريلد أسلكن
ٌ ٍ
عمرو بيتًا بألف ،جاء استأجر زيدٌ من
وغاصلع للمنفعلة ،فيًلع عليله ْ
أن يلرد إاا ٌ نلالم
ٌ ابنر ،رفه ْ
أن يسكنه يف البيلت ،اسلتأجرها بلألف ،هلو
إن شاء اهلل اليوم يف بلاب الغصلع ،يًلع ْ
أن أن يرد قيمة أجرهتا كما سيأتينا ْ
ابتهت مد المنفعة يًع عليه ْ
يرد قيمة األجر ،بقول :هذه األجر لها ث ث حالت:
-إما ْ
أن تكون األجر المث مث ما تعاقدا عليه ،هما تعاقدا بلألف وأجرهتلا «أجلر المثل » يف السلوق
ٍ
حينمذ ليس للمالك شرء. بألف ،بقول:
٦
631
إ ًاا فقول المصنِّفَ « :ف َ َش ْر َء َل ُه» ،محله إاا كابلت أجلر المثل مثل ملا تعاقلد عليله ،أو كابلت أجلر
المث أق مما تعاقد عليه.
ٍ
معهاد علي ». قال املصنف« :وتنقسَ ٍ
بتلف
ٍ
بمعهـاد عليـ » ،المعقلود بدأ المصنِّف يتكلم رحمة اهلل عليه عما تنفسخ بله ا جلار ،فقلال« :تنقسـَ
عليه هنا هو إجار األعيان :فالنوأ األول :وهر إجار األعيان إاا ابفسخ المعقود عليه وهلو تلفلت الدابلة
ٍ
حينمذ تنفسخ ا جار . أو تلف اآلدمر أو تلفت الدار ،فإبه
ٍ
ضرس أو برئ ونحاه». قال املصنف« :وانهالع
أجير خاص.
الناع اْلولٌ :
وأجير محةك.
ٌ الناع الثاين:
واألجير الخاص والمحةك يطأن على إجار األعيان والمنافع م ًعا محتملة ،األجير الخاص َمن هلو؟
شلهرا ،وللذلك كل عقلود ٍ قال« :هو َم ْن ُقدِّ َر َب ْف ُع ُه بِ َّ
الل َمن» ،يعنر احتبس بمد معينلة ،اسلتأجرتك أسلبو ًعا ً
العم المونفين أغلبها هم أجراء خاصلين ،المونلف يف المؤسسلات ويف الحلركات ويف الحكوملة كلهلا
أجير خاص.
ٌ
مقلدر بفعله بالعمل ،رجل ٌ عنلده محل ٌ ورشلة قال :واألجير المحلةك هلو اللذي ِ
قلدر بفعله بالعمل ،
ٌ
أجيلر خلاص ،وأملا الرجل اللذي جلاء بسليارته
ٌ ص ال السيارات ،المونف الذي يعم عنده عام هذا
أجيرا محلةكًا عنلده؛ ألبله يصلل سليارته ويصلل سليار غيلره ،فهلو
فإن صاحع المح أو المح يعتا ً
مقدر بالعم .
ٌ
مااا قال المصنف؟ يقول إن األجير الخاص ل يلمن ،األجير الخاص ل يللمن إل بلالتفريط ،وأملا
األجير المحةك فيلمن مطل ًقا ،سوا ًء َفرط أو لم يفرط هذا يف الًملة ،وسيأا الستثناءات بعد قلي .
لمللااا قللالوا الللك؟ قللالوا :األصل أن األجيللر الخللاص ل ضللمان عليلله ،لكللن للحاجللة لكللر ل تللليع
جمع من الصحابة كعلر ضمنا األجير المحةك.
ٌ حقوق الناس ،ولما قلى به
وبنا ًء على الك َمن أدخ سيارته للورشلة وكلان العامل يعمل فيهلا ،فرجلع خطل ًأ فصلدم يف السليار ،
يلمن ول ما يلمن؟ يلمن ،العام أجير خاص ،إ ًاا السليار َملن يللمنها؟ ل ضلمان عليهلا ل ،بقلول:
أجيلر
ٌ السيار يلمنها له صاحع المح ؛ ألن المح [ ]50:36بقصد به صاحع المح ومالك المح
٦
633
ٌ
ضمان على خاص. الضمان اْلول:
ٌ
وضمان على محةك. الضمان الثاين:
ف ِحل ْلذ ُق ُه ْم»؛ ألن الحًللام والطبيللع والبيطللار أجيل ٌلر لعَ ،و َب ْي َطل ٍ
لارُ ،عل ِلر َ قللالَ « :و َل ب َْحل َلو َح ًَّللامٍَ ،و َببِيل ٍ
تطبـب
ّ ٌ
محةك ،ولكلن أجرتله المحلةكة فيهلا شلروط بفلر الللمان ،فلإن النبلر قلالَ « :مـن
ولم يعلم من الطب ها ضـامن» ،كملا عنلد أبلر داود ملن حلديث عملرو بلن شلعيع علن أبيله علن جلده،
مفهومه أبه ْ
إن كان قد علم منه الطع ف ضمان عليه.
ٍ
فحينملذ ل يللمن إل أجيلر ومسلتأم ٌن؛ ألبله سلينقله معله، أجيلرا فقلط ،بل هلو بمثابة المستأمن فهو لليس
ٌ ً
بالتفريط كحال األجير الخاص.
قالَ « :و َل ُأ ْج َر َ َل ُه» ،ل بقولُ :يعطى األجر ؛ ألن سلقطت األجلر بفلوات العيلع والللمان ،ثلم بل َّين
الخاص والمحةك وعرفناها يف البداية.
ع ْاألُ ْج َر ُ بِا ْل َع ْق ِد» ،هذا يف إجار األعيان ،وأما إجار المنافع فإن إجار المنافع لما كابلت يقول « َو َت ِ
ً ُ
ٍ
وحينملذ تسلتح يف الذمة فإ ا ل تًع إل عند استيفاء المنفعة ،وأملا إجلار األعيلان فإ لا تًلع بالعقلد،
كامل ًة بتسليم العين.
قالَ « :ما َل ْم ُت َؤ َّج ْ » أي :ما لم يتفقا على التأجي إما لبتهاء المد أو بعدها أو حسع ما يتفقلان عليله؛
ألن الحرط هنا ألحد المتعاقدين فلما أسقط حقه جاز.
قالَ « :وا ْل َق ْو ُل َق ْو ُل ُه فِر َب ْفيِ ِه َما» أي :يف بفر التعدي والتفريط؛ ألن يده يد أمابة.
بدأ المصنِّف يف هذا الفص يتكلم عن المسابقة ،والعلماء يلوردون المسلابقة بعلد ا جلار ؛ ألن فيهلا
بوأ شبه ،وإل فإن بعه من فقهائنا يورد المسابقة بعد الًعالة ،وقد بصوا صراح ًة كملا يف «الللاد» وغيلره
٦
635
ٍ
بعوض وبغير عوض ،وهذا منه المسابقة يف األمور المحرمة ،فكل ملا كلان بوأ من المسابقة يحرم
ٌ -
محر ًما فإبه ل يًوز المسابقة عليه بعوض أو بدون عوض ،ومن الك المسابقة واللعع بالنرد ،فقلد ثبلت
يف الصحي أن النبر قالَ « :من لعب بالنردَـير أنَّمـا بمـس يـده يف لحـم هنزيـرٍ ودمـ »،
ٍ
واحد إللى سلتة ،فهلذه ل يًلوز اللعلع والمراد بالنرد :ما بسميه باللهر وهر المكعبة التر فيها أرقا ٌم من
فيها مطل ًقا سوا ًء لعع بعوض أو بدون عوض ،بمحل ٍ أو بدون محل مطل ًقا ل يًلوز ،والسلبع يف اللك
أمران:
-والسبع الثاين :بأ ا مخالفل ٌة لليملان بلاهلل ؛ ألن ملن ا يملان بلاهلل ا يملان بقللاء اهلل
وقدره ،و َمن لعع بالنردشير فإبه سيبنر حظه سوا ًء كان فيه عوض أو ملن غيلر علوض عللى الحلظ وعللى
الحًل على حسع الرقم الذي يخرج لك.
الناع الثالث :ما يًوز المسابقة عليه بعوض ،وهذا الذي بلتكلم عنله هنلا ،وهلذا اللذي ُيلتكلم عنله يف
ف بوي بين أهل العللم ،ولكلن بمحلر
هذا الباب ،وهذه المسألة ما يًوز المسابقة عليه بعوض فيه خ ٌ
على ما محى عليه المصنِّف
ٍ
بعاض». ٍ
وسقن ومزاريق وسائر حياان َّل قال املصنف« :وتُاز المسابهة على أقدا ٍم وسها ٍم
قال املصنفِ « :إَّلَّ َع َلى إِبِ ٍٍَ ،و َه ْي ٍٍِ ،و ِس َها ٍم».
ٍ
ونصـٍ»، هذه األمور الث ثة ثبت عن النبر أبه قالَّ« :ل سبق إَّل يف ثالثٍ :
هف و حا رٍ
فهذه األمور الث ثة هر التر أجيل فيها ،والسب هلو الًلائل والًعل ،فلدل عللى أبله يًلوز أخلذ الًعل
عليها.
-أولها :يحةط ْ
أن يعين المركوبان التر يكلون عليهلا المسلابقة ،فل ُبلدَّ ملن تعيينهملاَ « ،وات َِحا ُد ُه َمـا»
أي :اتحاد بوعهما فيسابقوا بإب ٍ مع إب ،أو خي ٍ مع خي ،وكلذلك يتحلدان يف النلوأ فيكلون بلوأ الخيل
متف ،فخي ٌ عربية غير الخي الهًينة مث ً فيكون من بفس النوأ.
ين ُر َم ٍاة».
قال املصنفَ « :و َت ْعيِ ُ
وتحديد المسلافة سلوا ًء يف المسلابقة أو يف المنلانر بالسلهام ،فل ُبلدَّ ملن تحديلد المسلافة أو تحديلد
الغرض ،فيكون يف الرمر تحديد الغرض مكان الغرض الذي ُيرمى.
قالَ « :و ِع ْل ُم ِع َو ٍ
ض» أي :مقدار العوض الذي يستحقابه.
أبا أقول هذا ألن ملن أهل العللم َملن يقلول :إبله يف هلذه األملور الث ثلة يًلوز ْ
أن يكلون العلوض ملن
جميعهم ول يللم المح ،وهذا اختيار ابن القيم يف كتاب «الفروسية».
ﮄ} [الماعون ،]7:أي :يمنعون إعارته يف أحد توجيهات هذه اآلية وقي إبه الطعام من بلاب التعبيلر
با باء عنه ،فدل الك على أن العارية مستحبةٌ ،وتتأكد فيملا يحتلاج النَّلاس إليله ،تتأكلد تأكلدً ا شلديدً ا فيملا
يحتاج النَّاس إليه.
حينمذ يًلوز إعارتله ،وأملا ملا ل تبقلى عينله وإبَّملا تسلتهلك ٍ يقول إن ك ما ينتفع به مع بقاء عينه ،فإبه
فإبه ل يكون عاري ًة وإبَّما يكون هب ًة للعين والمنفعة معا ،وهذا معنى قال« :و ُك ُّ ما ينْ َت َفع بِ ِه مع ب َق ِ
اء َع ْين ِ ِه». َ ُ ُ َ َ َ َ ً
قالِ « :ص ُّ إِ َع َار ُت ُه» كما تقلدَّ م «إِ َّل َا ْل ُب ْللع» ،فل يصل ؛ ألن البللع ل يًلوز إعارتلهَ « ،و َع ْبلدً ا ُم ْسللِ ًما
638
ً
إالل للمسلم وهذا ل يص . ل ِ َكافِ ٍر»؛ ألن فيه
قالَ « :و َص ْيدً ا» يعنلر :ل يًلوز أن الملرء يصلطاد صليدً ا ،ثلم يعيلره لمحلرمٍ؛ ألن المحلرم يحلرم عليله
الصيد ،ويحرم عليه الدللة على الصيد ،ويحرم عليله مباشلر ابل الصليد اللذي اصلطيد ،يعنلر إاا صليد
أيللا إمسلاك ،فلدل اللك عللى أن الصليد ل يًلوز إعارتله للمحلرم،
الصيد يحرم عليه بحره ويحرم عليله ً
ٍ
فحينمذ ل يًوز. لكي يكون متسب ًبا يف بحره ويف صيده وابحه،
قالَ « :وب َْح َو ُه» أي :وبحوه مما يحرم على المحلرم ،فل ُيعطلى ملث ً آللة الصليد ،فل ُيعلار آللة الصليد
للصيد ف يًوز.
قال املصنف« :وت ُْضمن م ْط َلها بِ ِم ْث ٍِ ِم ْث ِل ،و ِقيم ِة َبيرِ ِه يام َت َل ٍ
ف». ّ َ َ ْ ََْ َ َ ُ ُ
قول المصنِّفَ « :و ُت ْل َم ُن ُم ْط َل ًقا» ،هذه من مفاريع عند فقهائنا؛ ألن النبلر قلال« :عاريـة
يفرط وهلذه ملن ٍ
بتفريط منه وتعدي ،أو لم ِ مضمانة» ،ومعنى أ ا ملموبة أي سوا ًء َّفرط المستعير فتلفت
المفردات.
إ ًاا فرط أو لم يفرط فإن المستعير يلمن ،ولو كابت بفعله أو بفع غيره ٍ
بآفلة سلماوية أو بفعل آدملر
يلمن مطل ًقا عندهم هذا للحديث وهذا معنى قالَ « :و ُت ْل َم ُن ُم ْط َل ًقا».
يسلتخدم َخ ْمل ِمِن َْحل َف ٍة» ،عنلدما يكلون الحلخ ال بِمعر ٍ
وف ك َ -أول صور :قال« :إِ ْن َتلِ َف ْت بِ ِ ٍ
است ْع َم َ ْ ُ
ْ
الغة ويكون فيها أبراف ،أبراف الغة مث ً واستعارها للبس ،فمع كثر الللبس تكلون األبلراف هتلة
٦
639
الحالة الثانية :ما كان وق ًفا ،كل األعيلان الموقوفلة إاا اسلتعيرت فإ لا ل ُت َ
للمن إاا تلفلت ،قلال:
ٍ
تفلريط منله ُع ِع ْل ٍم؛ إِ َّل بالتفريط» بب ًعا بتكلمَ ،من استعار كتا ًبا موقو ًفا وتلف بغير
« َو َل إِ ْن كَاب َْت َو ْق ًفا َك ُكت ِ
ف يلمن؛ ألن العين الموقوفة بب ًعا للمنفعة العامة وليسلت الموقوفلة عللى أعيلان؛ ألن العلين الموقوفلة
هذه المقصود منها المنفعة ،وإاا تلفت فإبَّما ْ
إن تكون تلفه بالستعمال وهذا من استعمالها.
ٍ
عاريلة يًلع يط» ،فيًع عليه اللمانَ « ،و َع َل ْي ِه ُم ْؤبَل ُة َر ِّد َهلا» ،أجلر اللرد مطل ًقلا يف كل
قال« :إِ َّل بِ َت ْف ِر ٍ
بدأ المصلنِّف يف هلذا الفصل يلتكلم علن أحكلام الغصلع ،وأحكلام الغصلع مهمل ٌة جلدًّ ا؛ ألن بعله
صلور
ٌ النَّاس يظن أن المراد بالغصع هو األخذ عللى وجله القهلر فقلط ،وهلذا غيلر صلحي ،بل الغصلع
كثير ٌ جدًّ ا ،السارق غاصع ،و َمن أخذ على وجه القهر فهو غاصع ،و َمن منع العارية يكون غاصل ًبا ،و َملن
كابت عنده أماب ٌة فما ردها لصاحبها يكون غاص ًبا ،و َمن التقط لقط ًة بغير قصد التعريف يكون غاص ًبا.
إ ًاا الغصع صور كثير جدًّ ا صاحع «شرال المنتهى» أوصلها إلى عحر ب تليد عن اللك ،إ ًاا صلور
الغصع كثير جدًّ ا.
640
والغصع أحيابًا يكون بالستي ء عللى ملال الغيلر ،وأحيابًلا يكلون بالتعلدي بالفعل ،التعلدي بالفعل
يعتا صور من صلور الغصلع ،اكربلا قبل قليل أن الملؤجر إاا منلع المسلتأجر ملن علين المنفعلة يكلون
غاص ًبا للمنفعة.
إ ًاا لما نن بعه النَّاس أن الغصع هو األخذ على وجه القهر ،نن أن هلذا البلاب ل فائلد منله وهلو
ليس كذلك ،ب الغصع هو كل َملن أخلذ ً
ملال أو منفعل ًة لغيلره بغيلر وجله حل ،فإبله يكلون غاصل ًبا لهلذه
ملك أو شبه ٍ
ملك ،أو تكلون يلده يلد أمابلة ،غيلر هلذا ُيسلمى يلد أن تكون يده يد ٍ
العين ،ما هو وجه الح ؟ ْ
ٍ
ضمان فتةتع عليه األحكام ،هذا واحد. ٍ
غاصع يد
أيلا قب ْ
أن بتكلم عن مسألة الغصع ،إاا تكلم الفقهاء يف باب السرقة عن الغصلع يقصلدون غصل ًبا ً
أملرا أوسلع كملا
غير الغصع الذي هنا ،فيقصدون به األخذ على وجله القهلر والغلبلة ،وهنلا يقصلدون بله ً
اكرت لكم قب قلي .
-المسألة الثابية المهمة يف الغصع :أن الغصع يةتع عليه اللمان ،ولذلك كل َملن أراد ْ
أن يعلرف
أحكام اللمان فإن محلها باب الغصع ،يحتاج إليها القاضر ،يحتاج إليها الًار ملع جلاره ،كيلف يكلون
التعويه ،يحتاج إليها التاجر ملع اللذي اعتلدى عللى بللاعته فكسلر بللاعته ،اللذي كسلر البللاعة هلذا
غاصع متلف ،كيف يكون تقدير ا ت ف؟ يكون عن بري باب الغصع.
إ ًاا باب الغصع باب مهم جدًّ ا ،ويف بفس الوقت فيه تفصي ٌت دقيقلة معرفلة هلذه التفصلي ت كابلت
صعبة على ٍ
كثير من بلبة العلم.
أن بمر عللى كل م المصلنِّفَ :ملن غصلع ملن غيلره ح ًقلا فإبله
أختصر لكم هذا الباب يف جملتين قب ْ
يًع عليه أمور:
اْلمر اْلول :يًلع عليله رد العلين المغصلوبة أو المنفعلة المغصلوبة ،يًلع تسلليم المنفعلة ،إ ًاا
نالم.
ٌ يًع رد العين ْ
فإن لم يردها فهو
٦
641
اْلمر الثاين :يًع عليه مؤبة الرد ولو كابت مؤبة الرد أغلى من العين ،هذا األمر الثاين.
ريال من غير وجه ح ،ثم تاجر لذه األللف حتلى صلارت بعلد صور الك :رج ٌ أخذ من آخر ألف ٍ
فإن كابت العلين باقيل ًة وتللف فيهلا عيلع فيًلع عليهلا رد -أربعة :يًع عليه ضمان بقصها وعيبهاْ ،
غصللع أل ًفللا فأصللبحت خمسللمائة ،فحينمل ٍلذ يًللع عليلله رد وإن كابللت بقصللت كل ْ
لأن يكللون َ أرش العيللعْ ،
. النق
ٍ
عملرو أل ًفلا فلاتًر لا ،بعلد سلنة صلارت عحلر آلف، النماء يًع عليه رده ،غصلع زيلدٌ ملن بق
بقول :رد العحر آلف ،وكان قد خصم منها أل ًفا أكلها وشر ا ،بقول :ارجع األلف التلر خصلمتها السلنة
الماضية؛ ألبك غاصع.
إ ًاا يًع رد العين مع بمائها مع أرش عيبها وضمان التلف الذي فيها.
وضمان العيع؛ أل ما منفص ن. ضمان بقصها وضمان عيبها يحم الثنتين ضمان النق
-األمر األخير :يًع عليه بذل أجر العلين ملد الغصلع ،يعنلر رجل غصلع ملن آخلر سليار ملد
أسبوأ ،ثم رجعها له ،بقول :ارجع السيار وأجر ا رجاأ ولو كابت يف مكة تستأجر له َمن يرجعها له.
أن يسويها ْ
إن كان قد غ َّير شكلها ،وسيأا يف ك م المصنِّف بمر عليه سري ًعا. -األمر األخير :يًع ْ
642
ب َكبِ َيرة».
قال املصنفَ « :وا ْلغ َْص ُ
من كبائر الذبوب؛ ألبه ٍ
تعد على مال الغير.
ب َك ْلبا ُي ْه َتنَىَ ،أ ْو َه ْم َر َذ ِم ٍّ ُم ْحت ََر َمة؛ َر َّد ُه َماََّ ،ل ِج ْلدَ َم ْيت ٍَة». قال املصنفَ َ « :م ْن ب َ
َص َ
يقلول :إبله يًلع اللرد هلذا الحكلم األول ،وللو كلان كل ًبلا ُيقتنلى؛ ألن القتنلاء ملن بلاب الختصلاص
مقر ملكه عليه. للملكَ « ،أ ْو َخ ْم َر َا ِّم ار» أي :الخمر كان يف ملك ٍ
امر؛ ألبه ٌ
بًلس ،واللنًس ل منفعلة فيله، ٌ قالَ « :ل ِج ْلدَ َم ْيت ٍَة» ،إل جلد الميتة فإبه ل يللم رده؛ ألن جللد الميتلة
لأن يكللون جلللد ميتل ٍلة مأكولللة اللحللم مللدبو ًغا
أن يكللون فيلله منفعللة ،كل ْ
اسللتثنى بعلللهم كالحللويكر قللال :إل ْ
يستخدم يف يابس فيًع رده ،وك م الحويكر هو الصحي .
هذه واضحة أبه يًع عليه أجر اآلدمر ،وتقدر األجر كما لو كلان قنًلا ،وحيلث ل يوجلد قل ٌن فيقلدر
أجر مثله ،فلو حبس مث ً ببي ًبا ُيعطى أجر الطبيلع ،وللو حلبس علام ً ُيعطلى أجلر العامل ،وللو حلبس
معلما ُيعطى أجر المعلم وهكذا ،أو راع ًيا أجر الراعر ،وهذا من باب التقدير اآلن باعتبار العرف.
ً مث ً
٦
643
أي :رد المغصوب إلى المح الذي غصلبه فيله ،وقلد اكلرت لكلم قبل قليل أن األملر الثاللث اللذي
يًع رده يًع الرد ومؤبة الرد.
إ ًاا فيللم الرد ومؤبته« ،بِ ِز َيا َدتِ ِ » :هذا الذي اكرباه قب قلي .
هذه المسألة األخير التر اكرباها وهر التسوية فيللمه القلع والتسوية.
ب َ ِل َمالِ ِ ِ ».
ب َما ات ََُّرَ ،أ ْو َصا َدَ ،أ ْو َح َصدَ ِب ِ ؛ َ َم ْه َما َح َص ٍَ بِ َذلِ َ قال املصنفَ « :و َل ْا ب َ
َص َ
قالَ « :أ ْو َصا َد به» :أخذ آل ًة فاصطاد ا ،فالصيد يكون لماللك اآلللةَ « ،أ ْو َح َصلدَ بِ ِله» :حصلد بله زر ًعلا
644
ت َا ْل ِه ْي َم ُة ضمن».
قال املصنف« :وإِ ْن َن َهص ِ
َ َ
القيمة بفعل ٍ منله ،كلالخلط أو بالصلبغ ،وأملا إاا القيمة يف حالة واحد إاا كان بق هنا يلمن بق
القيمة بغير فع ٍ منه ف ضمان كما تقدَّ م من ك م المصنِّف ،بقف عنلد هلذا الًللء ،وصللى اهلل كان بق
وسلم وبارك على ببينا محمد.
ت و ُق ِل َـع َذلِـب؛ َر َج َـع َع َلـى َبـائِ ٍع بِ َمـا قال املصنف« :وم ِن اِ َْتَرى َأرضـا َ غَـرس َأو بنَـىُ ،ثـم اسـت ِ
ُح َّه ْ َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ََ
َبرِ َم ُ».
أرضا ،ثم بنى فيها أو غرس ،ثم استحقت معنى اسلتحقت يعنلر بلان أ لا ليسلت
يقول :إن َمن اشةى ً
ٍ
لملرء لمن اشةاها منه ،ب هر مغصوب ٌة من شخ ٍ ثالث ،وهذه ً
دائما تحلدث ،بب ًعلا أول شلرء ل يًلوز
ملال يعللم أبله مسلتح ، مال مستح ًقا حرا ٌم عليك ،حرا ٌم على المرء ْ
أن يحةي ً مال مغصو ًبا أو ً ْ
أن يحةي ً
أو يغلع على ننه أبه مستح .
٦
645
بعه النَّاس يذهع للسوق فيعلم أن هذا الهاتف مسروق ل يًوز لك شراهه ،وإاا غلع عللى ننلك
أبه مسروق إما بالدللة على السوق ،فإن بعه األسواق يعرف أبه ل يًللع فيهلا إل السلراق ،أو باعتبلار
البائع فإن ع مات البائع أبه سارق وليس مثله يملك هذه العين ،فيحرم عليك شراء اللذهع منله ،ويحلرم
عليك شراء العين منه حرام.
لكن لو اشةيت منه ننًا أ ا ملكه أو ملأاون لله فيهلا ،ثلم بابلت مسلتحق ًة يعنلر أ لا ملأخوا ٌ ملن غيلره
مسروقة أو مستحقة ،فما الحكم؟
ُح َّ و ُقلِ َع َالِك» أي :يًع قلعه « َر َج َع َع َلى َبائِ ٍع بِ َما َغ ِر َم» ،فإبه يرجع على البلائع اللذي
قالُ « :ثم است ِ
َّ ْ
اشةاها منه بقيمتها كاملةً ،وبما خسر عليها من حيث التسوية وأرش العيع وبحو الك.
وقول المصنِّف هناَ « :ع َللى َبلائِ ٍع» أي :عللى البلائع المباشلر ،والبلائع المباشلر يرجلع عللى اللذي قبلله
ٍ
غاصع ثبت يف حقه التعدي. وهكذا ،هذا هو المحهور ،وهناك رواية أخرى أبه يًوز الرجوأ على أول
عالملا أن الملال وإن كان المرء قد غصلع بعا ًملا وأبعمله للليوف ،فلإن هلذا اللليف ْ
إن كلان ً يقول ْ
متسلبع ومباشلر ،وإاا اجتملع المتسلبع والمباشلر
ٌ حرام فإن الذي يلمن الطعام هو العالم؛ ألبله اجتملع
تعليلرا ،يلؤدب بب ًعلا ملا للم يكلن
ً فاللمان على المباشر ،والغاصع السارق ل ضمان عليه وإبَّملا يلؤدب
إن كلان اللذي بعمهلا غيلر ٍ
فحينمذ يكون اللمان عللى المتللف المباشلر ،وأملا ْ سار ًقا فتقطع يده بحربها،
ٍ
عالم بأ ا مستحقة ف ضمان عليه.
يقللول إن المللرء إاا كابللت بيللده عللي ٌن مغصللوبة مسللتحق ٌة لغيللره ،فيحللرم تصللرفه فيهللا فل يًللوز للله ْ
أن
أن يتصدق ا على غيره ،ول يًوز له ْ
أن يهلع منافعهلا لغيلره ،ول يًلوز لله يستخدمها لنفسه ،ول يًوز ْ
ْ
أن يؤدي عباد ً فيها؛ ألبه حرام التعدي فيها.
646
أي :مالك األص ه رده أم للم يلرده؛ ألبله قلد ثبلت الناقل وهلو الغصلع وللم يثبلت اللرد ،والعيلع
كذلك األص عدم وجوده ،فلما كان األص عدمه فالقول قول ربه.
بدأ يتكلم المصنِّف هنا والًملة التر قبلها عن اللمان ل بالغصع وإبَّما بالتصلرف ،وهلذه المسلألة
هر ث ثة أرباأ المحاكم عليها ،ولكلن الفقهلاء يطيللون فيهلا ،وهنلا المصلنِّف أورد جملل ًة أو جملتلين :إاا
حدثت حوادث السيارات ،إاا حدثت غير الًروال لردميين ،بب ًعا الًلروال ألن لهلا بلاب الًنايلات ،إاا
فمن الذي يلمن و َمن الذي ل يللمن؟ هلذه التلر ٍ
حدث حوادث بين الناس ،إاا حدث تعد على أموالَ ،
تكلم عنها الفقهاء.
لديما كابللت الطللرق ضلليقة ،ول يًللري يف الطللرق الللليقة إل لط َدا َّبل ًة بِ َط ِريل ٍ َضل ِّي ٍ » ،قل ً
-قللال« :إاا َر َبل َ
ٍ
متعلد لط َدا َّبل ًة بِ َط ِريل ٍ َضل ِّي ٍ » ،فهلو أول شلرء األشخاص ول تًري فيهلا اللدواب ،وللذلك قلالَ « :وإِ ْن َر َب َ
لم َن َملا َأ ْت َل َفتْل ُه» الدابلة « ُم ْط َل ًقلا» ،أي :ضلمن كلبإدخال الدابة وربطها ،فقد تعدى هنلا بلاب التسلبعَ « ،ض ِ
شرء يكون بسبع الدابة ،سلوا ًء أتلفتله بفمهلا أو أتلفتله بقوائمهلا أو أتلفتله بالمتلاأ سلقط عللى أحلد؛ ألبله
فحينمذ يلمن المتسبع. ٍ متسبع والمباشر هو الدابة ول يمكن بسبة الفع للمباشر،
َت بِ َي ِد َراكِ ٍ
ب». قال املصنفَ « :وإِ ْن كَان ْ
لع ويمسللك بلمامهللاَ « ،أ ْو بيللد َقائِل ٍلد» ،والقائللد الللذي يكللون أمامهللاَ « ،أ ْو بيللد
أي :أن الدابللة عليهللا راكل ٌ
َسائِ ٍ » ،والسائ الذي يكون خلفها.
648
قال املصنفِ « :جن ََاي َة َم ْه ِد ِم َهاَ ،و َو ْطئِ َها بِرِ ْج ِل َها».
فقط ،أي :الًناية التر تفعلها بفمها أو بيديها المقدمتين أو بوطء الرج ؛ ألبله ملتحكم لذه األملور،
وأما ما رفسته بقدمها أو بذيلها فإبه ل ضمان عليه؛ ألبه ل يلتحكم بله ،وهلذه أمثللة أوردهلا الفقهلاء سلاب ًقا
الحديث يف تفصيلها ومنابها بوي جدًّ ا ،وأحسن َمن تكلم عن اللمن من فقهائنلا وهلو العملد يف اللك
فهو الحيخ مسعود الحارثر قاضر مصر يف كتابه [شرال المقنع] وهو من أشم الكتع يف هذا الباب.
بكون بذلك أ ينا باب الغصع ،وصلى اهلل وسلم وبلارك عللى ببينلا محملد ،اليلوم ْ
إن شلاء اهلل بكمل
إن بقر شلرء بكملله غلدً ا إ ْن شلاء اهلل العصلر بحيلث أبنلا ْ
إن شلاء اهلل غلدً ا العصلر بكمل باب المعام تْ ،
كتاب المعام ت كام ً وببدأ يف الفرائه يف الدرس الذي بعده.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)23
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
هذا الفص يتكلم المصنِّف عن الحفعة ،والحفعة -قال العلماء -هلر اسلتحقاق الحلريك ْ
أن
ٍ
فحينمذ هذه من خصائ التحريع الموجود وهر ح الحفعة. ينتلأ حصة شريكه إاا باعها،
لحل ْف َع ُة» أي :أن الحلفعة تثبلت بمًلرد العقلدَ « ،ف ْلو ًرا» أي :ملن حلين البيلع ،وصلاحع يقول « َو ُت ْثبِ ُ
لت َا َّ
الي ْق َع ُة ك ََح ٍِ ِع َه ِ
ال» أي :أبه روينا أن النبر قالُّ « : أن يبادر بطلبها ،ولذلك ِ الح يًع عليه ْ
ٍ
حينمذ يكون حل الحلفعة قلد سلقط عنله ،والمطالبلة: فوراْ ،
فإن تأخر يف المطالبة ،فإبه يًع أن يطالع ا ً
أن ُي ِ
حهد على بلبها. أن يطالع صاحع الح مباشر ً ا ،أو ْ
إما ْ
لرض البللائع وهللو شللريكه األول ،ول المحللةي وهللو الطللرف الثالللث أن يطلبهللا ْ
وإن لللم يل َ فللله الح ل ْ
الًديد ،وهذا ح ٌ أثبته اهلل للحركاء ،لكن الفقهاء يقولون :إبه ليس يف ك بي ٍع تثبلت الحلفعة وإبَّملا
يف بعه العقود دون بعه.
ٍ
شرط أورده المصنِّف :قالَ « :ف ْو ًرا». -فأول
-األمر الثاين :قال« :ل ِ ُم ْسلِ ٍم»؛ ألن ح الحفعة يثبت لدفع اللرر عنه ،ودفع اللرر ُيراعى فيه اعتقلاد
،بينما أغلع العقود ف ُيراعى فيهلا العتقلاد؛ أل لا متعلقلة بالملال ،وأملا هنلا فهلو متعلل ٌ بلدفع الحخ
. اللرر واحةام الحخ
ٍ
ماللك تملام المللك، قالَ « :تام َا ْلملِ ِ
ك» أي :ل ُبدَّ ْ
أن يكون ملكه تا ًما ،وبنا ًء على الك فلو أبه كان غير ا َ
ملاربة لم تخرج ،ومر معنا أن رب الملاربة قب الحساب تكون باقصلة المللك ،وبعلد ٍ لكو ا مث ً رب
الحساب وقب القسم تكون تامة الملك ،فلالعا بالحسلاب ولليس العلا بالقسلمة ،وإن علاوا بالقسلمة
أحيابًا.
مًاور يف الملك.
ٌ جارا باعتبار أبه
فالمقصود من هذا أن العرب قد يسمون أحيابًا الحريك ً
ل يطللع الحلفعة ملن قال« :فِر ِح َّص ِة َش ِري َك ُه َا ْل ُمنْت َِق َل ِة ل ِ َغ ْي ِر ِه» ،ل ُبدَّ ْ
أن تنتق لغيلر البلائع ،فالحلخ
بفسه.
دائمللا يفل ِّلرأ عليهللا الفقهللاء ل تثبللت الحللفعة إل إاا كللان الًلللء قللال« :بِ ِعللو ٍ ِ
ض َمللال ار» ،هللذه مسللألة ً َ
ملالر فل شلفعةْ ،
كلأن يكلون الحلريك قلد وهلع ٍ ٍ
علوض ٍ
بعوض مالر ،فلو ابتق بغير المطلوب قد ابتق
ٍ
لطرف ثالث ف شفعة ،أو مات فورثه ورثته بعده ف شفعة ،أو وقف العين المحاعة بينهما. جلءه
ولذا يقول العلماء :ما لم يكن حيلة ،فبعه النَّاس قلد يتحيل بالحيللة ألجل إسلقاط حل شلريكه يف
الحفعة ،وهذا موجود كثير جدًّ ا قد يتحيلون ،فقد يظهروا أ لا هبلة وبيلنهم شلر ٌء يف البابل ،فلإن ثبلت أبله
مبنر على أ م قالوا :الهبلة بقصلد الثلواب تكلون بيلع ،وسليأتينا يف
بينهم مبلغ يف الباب فيكون بي ًعا ،وهذا ٌ
الهبة أن الهبة بقصد الثواب تكون بي ًعا على المحهور إاا ب َّ على اللثمن يف العقلد ،وسلتأتينا يف محلهلا إن
شاء اهلل.
قال« :بِ َما اِ ْس َت َق َّر َع َل ْي ِه َا ْل ِع ْقدَ » أي :يدفع له الثمن الذي اتف عليه.
٦
651
أن ٍ
شرط إضاف ًة -للقيود التر تقدَّ م اكرها -قلال الحلرط األولْ : بدأ يتكلم عن شروط الحفعة قال أول
يكون الحفيع الذي يطلع الحفعة ل ُبدَّ أن يكون ملكه متقد ًما على البيع ،يقاب اللك فيملا للو كلان مواف ًقلا
وقلت واحلد ،فلليس ألحلدهما أن يطاللع بالحلفعة ٍ أو مةاخ ًيا ،مواف ًقلا رجل ٌ بلاأ بصلف عقلاره لثنلين يف
فحينمذ ل يطالع المواف ،بل ل ُبلدَّ أن يكلون الماللك لًللء ملن ٍ للثاين؛ ألن ملكهما كان يف ٍ
وقت واحد،
الحفعة ساب ًقا عنه.
ع َق َس ْمت َُها».
ً ُ -الحرط الثاينَ « :وك َْو ِن ِش ْق ٍ ُم َحا ًعا مِ ْن َا ْألَ ْر ِ
ض َت ِ
ٍ
واحلد مفرزا بأن علرف مللك كل شقصا محا ًعا ويقاب المحاأ المفرز ،فلو كان ً قال :ول ُبدَّ أن يكون
ً
ٍ
فحينملذ ل شلفعة؛ ألن الحلفعة إبَّملا تثبلت يف المحلاأ منهما هذا النصف الحمالر وهذا النصف الًنلوبر،
دون المفرز ول شفعة يف الًوار على قولهم.
ع َق َس ْمت َُها»؛ ألن ما ل تًع قسمته فإبه ل شفعة فيه كاليسير وبحوه. أرض َت ِ
ً ُ ٍ قال« :مِ ْن
قالَ « :ل اللرأ والثمر»؛ ألن اللرأ والثمر يكون مملوكًا ببدو ص حه.
أن يأخذ جميع المبيع ،فل ُبلدَّ أن يأخلذه كلله ،فلليس للحلفيع ْ
أن يطللع بعلله يقول :الحرط الثالثْ :
يقول :أريد أن أخذ النصف والنصف يبقى ل ،إما ْ
أن يأخذ الًميع أو يةكه.
ٍ
شرط من الحروط. -فوات
اْلمر الثالث :إاا أخذ بعه العين المحفوأ فيها وترك بعلها ،وهذا من باب مخالفة الحرط.
-أو عًل عن دفع الثمن أو بعله بعد ا بذار ث ثلة أيلام؛ ألبله ينلذر ث ثلة أيلام للدفع اللثمن ،فلإن للم
يدفع الثمن فإبه يسقط حقه يف الحفعة؛ لكي يكون هناك ضرر على األبراف الباقيين.
فإن اهع محمدٌ لخالد الذي اشةى الًلء وهو الطرف الغريع الثالث ،فقال :بعنلر جللءك ،بقلول:
سقط حقه من الحفعة؛ ألن قال :بعنلر كأبله معنلاه قلال :أبلا رضليت بابتقلال المللك إليلك أبحلئ للر عقلدً ا
حينمذ سقط حقه من الحفعة ،فيبقى ابتقال الملك: ٍ جديدً ا بالبيع ،فإاا قال :بعنر
اْلمر اْلول :مبن ًيا على رضا َمن ابتق إليه الملك.
من مسقطات الحفعة كذلك قال« :إاا َأ ْخ َب َر ُه عَدْ ٌل َف َك َّذ َب ُه َوب َْح ِو ِه» ،يعنر أخاه العدل الثقة أبله قلد بلاأ
ٍ
حينملذ بمعنلى خطلأه العقار ،فقال :أبت لست بصادق؛ ألن هذا يعتا عندهم تثبت فيه الحقوق ،فإن َّ
كذبله
ٍ
حينمذ يسقط حقه. فإبه
عقلار بلين ث ثلة ث ثلة محلةكون يف علين ،فبلاأ أحلدهما حقله فًللءه هلذا ل ثنلين
ٌ يقول :لو كان لهم
ٍ
واحد حقه بالنصف ،فإن أسلقط أحلد الحلريكين حقله فللثلاين أن الباقيين ،فهو جلءه ل ثنين الباقيين لك
٦
653
يأخذ بصيبه وبصيع صاحبه ،وهذا معنى قالَ « :فإِ ْن َع َفا َب ْع ُل ُله ْم» أي :بعله َملن اسلتح الحلفعةَ « ،أ َخ َلذ
باقيهم» أي :باقر مستح الحفعة ك العينَ « ،أ ْو َت َر َك ُه» بالك .
ات ََ ِقيع َق ْب ٍَ َط َل ِ
ب َب َط َل ْ
ت». قال املصنفَ « :وإِ ْن َم َ
يٍ َم ِل ٍن».
َان َال َّث َم ُن ُم َؤ ِجال َأ ْه َذ َم ِل ن بِ ِ َو َب ْي ُر ُه بِ َِق ٍ
قال المصنفَ « :وإِ ْن ك َ
شخصا بالع بالحفعة ولكن الثمن كان مؤج ً ،قالَ « :أ ْخ َلذ ً قالَ « :وإِ ْن ك َ
َان َال َّث َم ُن ُم َؤ ِّج ً» بمعنى :أن
ملِرء بِ ِه» يعنر :أبه يؤخذ به ،قال« :و َغيره» :وغير الملرء يؤخذ «بِ َك ِفي ٍ ملِ ٍ
رء». َ َ ُْ ُ َ ٌ
عملرو فطللع بثمن مؤجل بعلد سلنة ،فًلاء أرض بين اثنين ٍ
زيد وعمرو ،باأ زيدٌ بصيبه ٍ صور الكٌ :
ٌ
أللف مؤجللة ،فنقلول :إن هلذا عملرو
بالحفعة ،بقول :لك ح الحفعة بالثمن الذي استقر عليه العقد وهو ٌ
يلأت بكفيل ٍ ٍ
مللرء وللم ِ ٍ
ملرء ل ُبدَّ ْ
أن يأا بكفي ٍ مللرء ،فلإن كلان غيلر إن كان ملي ًما ُأ ِخذ بهْ ،
وإن كان غير
حينمذ يسقط حقه؛ ألن يف هذا نلم له وتلييع لح شريكه. ٍ ملرء ،فإبه
عملرو فيقلول:
ٌ عملرو وزيلد محلةكان يف أرض ،فيلأا
ٌ صور هذا :أن اثنلين يكوبلان شلركاء يف أرض،
بعت جلئر لخالد ،فيقول خالد :لم أشةِ منك ،إ ًاا البائع أقر ببيع جلئله ،والثاللث الطلرف غيلر الحلريكين
ٍ
حينمذ لما أبكر فيكون البيع ل ُبدَّ من الب ِّينة بالنسبة لهم هذا عقلد مسلتقر ينظلر فيله أبكر قال :لم أشةِ منك،
بالبينات.
بالنسبة للحريك شريك البائع له ح الحفعة وإن لم يثبت البيع؛ ألن شريكه وهو البائع أقر على بفسله
654
ٍ
فحينمذ يدفع الثمن الذي استقر عليه العقد إما للمحلةي وهلو خاللد ،أو يعطيهلا البلائع اللذي فسلد بالبيع،
بعد الك البيع ،أو لم يثبت البيع أمام القاضر.
فالمقصود هنا أن الذي يكون عنده ضعف ل يستطيع أن يحافظ عليهلا ،أو يكلون كثيلر الغفللة ،ف ُيكلره
يف حقه قبول األمابة.
يقول :ولو أن صاحع الوديعة الذي يملك العين ع َّين له مكابًا معين ،قال :احفظها يف هذا الصلندوق،
احفظها عندك يسموبه الصندوق التًوري مث ً ،أو قال :احفظها عندك يف الدرج ،أو قلال :اجعلهلا تحلت
ٍ
معدد ليحفظه. ٍ
وحرز ٍ
مكان معين السرير ،فن َّ له على
قالَ « :ف َأ ْح َر َز بِدُ وبِ ِه» يعنر :بما هو أق منه ل ما هو أعلىَ « ،أ ْو َت َعدَّ ى» ،سوا ًء ب َّ له عللى حلرز أو للم
ف َدا َّب ٍلة َعن َْهلا» ،أعطلر وديعل ًة دابلة فللم يعطهلا بعا ًملا
ين فتعدى بيدهَ « ،أ ْو َف َّر َط» يف الحفظَ « ،أ ْو َق َط َع َع َل َ
ول شرا ًبا.
فحينمذ يف الًميع يلمن ،إل إاا كابت عنده دابة وقال له صاحبها :ل تعلفهلا ،أبلا سلأرجع بعلد قليلٍ
ل تعلفها.
اد ٍع يف ردها إِ َلى َر ِب َها َأ ْو َب ْيرِ ِه بِِِ ْذنِ ِ ََّل َو ِارثِ ِ ».
قال املصنف« :وي ْهب ٍُ َقا ُل م ِ
َُ َ ْ ُ
ِ
المودأ هو ماللك العلين إاا اختلفلا هل رد العلين أم ل ،فلالقول يقول إن إاا اختلف المودأ والم ِ
ود ُأ ُ َ َ
ٍ
فحينمذ القول قوله ،قال :إاا اختلفا يف ردها إلى ر ا أو غيره ،أو غيلره يعنلر قلال: قول المو َدأ؛ ألبه أمين،
ٍ
فحينمذ كذلك يعتا القول قول المو َدأ ألبه أمين. اعطها ف بًا،
قالَ « :أ ْو َغ ْي ِر ِه بِإِ ْابِ ِه» ،ل ُبدَّ أن ما ُيعطى غير المودأ إل بإابه ،قالَ « :ل َو ِارثِ ِه» ،فإن أعطاها لوارثه فإبله
ل تقب إل بب ِّينة؛ ألبه مفرط فاألص أبه يعطيها لر ا دون وارثه ،سوا ًء كان ميتًا بب ًعلا أو ح ًيلا؛ ألن الفقهلاء
يتساهلون يف إعطاء الوديعة ل بن أو اللوجة يف بعه الصور.
يط َو َت َعدٍّ َو ِ ْ ِ
اْل ْذ ِن». قال املصنف« :و ِ َت َل ِقها وعدَ ِم َت ْقرِ ٍ
َ َ َ َ
قالَ « :وفِر َت َل ِف َها» أي :ويف تلفها إن تلفلت فلالقول قلول الملو َدأ ،وكلذلك علدم تفريطله فيله وتعلدي،
بلرف ثاللث ،فًلاء صلاحع
ٌ قالَ « :وفِر ا ْ ِ ْا ِن» ،معنى قالَ « :وفِر ا ْ ِ ْا ِن» أي :لو أن المو َدأ أعطاهلا زيلدً ا
العين قالَ :من قال لك تعطيهلا زيلدً ا؟ قلال :أبلت قللت للر ،بمعنلى أبلت أابلت للر ،فقلال :للم أءان للك،
فةافعا للقاضر ول بينة فالقول قول المو َدأ.
وهذا معنى ا ان أي ا ان يعود يف ا ان هنا ا ان المذكور يف أول الًملة يف قال« :فردها إِ َلى َر ِّب َهلا
َأ ْو َغ ْي ِر ِه بِإِ ْابِ ِه» ،فا ان هنا العهدية تعود للان المذكور يف أول الًملة.
َاعـ ِ
يب َأ ِو امتِن ِ
َان م ِيال َأو مازُونا ي ْهسم َ َط َلب َأحدُ هما ن َِصيب لِ َغيب ِة ََرِ ٍ
ْ َ ُ َْ َ ْ ُ َ ُ َ ُ ْ َْ قال املصنفَ « :وإِ ْن َأ ْو َد َع ا ْثن ِ َ
ُس ِل َم إِ َل ْي ِ ».
يقول :لو أن اثنين أودعا شي ًما مملا ُيكلال أو يلوزن ،كأودعلا ملث ً صلاعين أو ث ثلة آصل ٍع ملن ٍ
تملر عنلد
واحد ،فطلع أحدهما بصيبه «ل ِ َغ ْي َب ِة َش ِريكه» لكوبه غير حاضر ،أو امتناعله ملن المطالبلة ُسل ِّلم هلذا الًللء
له؛ ألن المكي ت والموزوبات مثلية:
اْلمر اْلول :مثليلة ،فحيلث كابلت مثليلة فل فلرق بلين ملا ُيعطلى هلذا وااك ،بخل ف غيرهلا ملن
المعدودات والمعينات.
656
ٍ
فحينملذ ُيسللم لله اللك؛ ألبله ملن اْلمر الثاين :أبه ل ضرر على الحريك يف تسلليم شلريكه جللءه،
المثليات التر ل ضرر على الحريك يف قسمتها.
ُصب ِ
ِ قال املصنف« :ولِم ِ
ت ا ْل َع ْي ُن ا ْل ُم َطا َل َب ُة بِ َها». ب َو ُم ْرت َِه ٍن َو ُم ْست َْأ ِجرٍ إِ ْن ب َ اد ٍع َو ُم َض ِ
ار ٍ َ ُ
هذه المسألة أوردها المصنِّف يف غير مظنتهلا ،وهلذه المسلائ التلر يسلمو ا الفقهلاء بخبايلا اللوايلا،
بعه المسلائ تبحلث عنهلا يف با لا أو مظنلة با لا ل تًلدها فيله ،وإبَّملا تًلدها يف غيرهلا ،هلذه المسلألة
متعلق ٌة برفلع اللدعوى ،فالمصلنِّف يقلول يف هلذه الًمللة :إن كل َملن كابلت يلده يلد أمابلة ،فلله حل رفلع
الدعوى على المعتدي بالرد.
ٍ
مللاربة أو رهنًلا أو ٍ
وديعلة أو ملال فلو أن غاص ًبا باه ًبا سار ًقا غير الك من صور الغصع غصلع ملال
واحد من هلؤلء وهلو الملو َدأ والمللارب -أي العامل -والملرهتن -أي صلاحع ٍ عينًا مستأجر ،فلك
الدين -والمستأجر أن يطالع ا؛ ألن يده يد أمابة ،وك صاحع يد أمابة له ح رفع الدعوى.
هذه أسباب الملك الث ثة ل يوجد غيرها ،ا رث واضل وسليأتينا يف كتلاب الفلرائه ،العقلود البيلع
والس َلم وا جار وغيرهلا ،وا باحلة منهلا اللقطلة ومنهلا الحتحلاش والحتطلاب ومنهلا إحيلاء الملوات،
ٍ
ألحد قبلك ،لو كابت يملكها أحدٌ قبللك ل يًلوز للك لمااا سميناها إباحة؟ ألن هذه العين لم تكن مل ًكا
٦
657
وأما المباال فهو الذي ليس مل ًكا ألحد ،أما ما ليس مل ًكا ألحد فإبه يًوز أن تأخذه با باحة لكلن لهلا
قيود ،أبا أاكر هذا ألن الفقهاء اكروا -ومنهم الع مة ابن القيم وقبلله شلهاب اللدين القلرايف يف [الفلروق]
أن ما كان من باب ا باحة فيًوز لولر األمر تقييده ،أما ا رث ف ،وأما العقد ف .
انتبهاا لهذه المسألة مهمة!! ولر األمر صالحيته يف تقييد المباحات فقط ،وليس له صل حي ٌة يف تقييلد
ا رث ول يف تقييد العقود ،ما معنى تقييلد المباحلات ،ثلم أرجلع لكلم العقلود وا رث؟ تقييلد المباحلات
ثبت أن عمر وعثملان --حميلا النقيلع ،حميلاه ،النقيلع مللك للنلاس جمي ًعلا ،فيًلوز لكل املر ٍ ملن
المسلمين من أه المدينة أو يحتش ْ
وأن يحتطع من النقيع ،مع الك جاء ولر األملر كلان عملر ثلم بعلده
ٍ
لمصلحة عامة؛ بب ًعا ألن تصرفات وللر األملر مبنيلة عللى عثمان فحمياه ،منع أحدً ا أن يحتش أو يحتطع
المصلحة.
من صور تقييد المباحات :هذا الذي يناسبنا يف هذا الباب أن العلماء اكروا كلابن القليم وقبلله شلهاب
القرايف اكروا أبه يًوز لولر األمر أن يمنلع ملن التمللك با حيلاء يًلوز اللك ،وهلذا الموجلود يف أغللع
يتملللك با حيللاء يًللوز الللك ،ويكللون فقللط ا حيللاء سللب ًبا ل ختصللاص ل
البلللدان ا سل مية أبلله اآلن ل َّ
للمك ،وب َّ عليه العلماء قديم وأبالوا يف التدلي على هذا األص .
إ ًاا ابتهينا من األمر األول وهو المباحات يًوز تقييدها من ولر األمر.
بقول :ل يًلوز اللك ،ول ُيبلاال لملن أخلذ شلي ًما منهلا أن يكتسلبها ،مثلال اللك أضلرب ً
مثلال :أغللع
فملن أعطلر شلي ًما ملن
العلماء يقولون :ل يوجد يف الحرأ شلرء اسلمه الوصلية الواجبلة ،وبنلا ًء عللى اللك َ
الوصية الواجبة ،فيًع عليه أن يذهع ألعمامه ويستأا م؛ ألبله أخلذ شلي ًما ملن ملالهم ،ل يبلي لله تقييلد
ولر األمر يف النظام فيها شرء يًع أن يستأا م.
-األمر األخير :وهو قلية العقود ،العقود ل أثر لجتهاد ولر األمر ،ولذلك يقول :أه العللم للو أن
ولر األمر كان حنف ًيا ،وأبو حنيفة النعمان –عليه رحمة اهلل -ا مام أبو حنيفة كلان يلرى أن شلركة األبلدان
غير محروعة ،فليس معنى الك أن الحريكين إاا اشةكا بأبدا ما فكسبهما حلرام ،بل بقلول :هلو حل ل؛
ألن حكم الحاكم هنا ل يؤثر يف العقود؛ ألن فيها معنى التقلرب إللى اهلل بالتعبلد فيملا يًلوز وملا ل
يًوز.
خاص.
ٌ اختصاص
ٌ الناع اْلول:
واختصاص عام.
ٌ الناع الثاين:
ٍ
أحد البتفاأ ا من غيلر ملكهلا ،مثل فالختصاص العام هو ما ُيسمى بحقوق الرتفاق ،فيكون لك
الطرق فإن الطرق ل يملكها أحدٌ بإحيائها؛ أل ا من حقوق الرتفلاق ،مثل األوديلة ،الحلعاب ،المسلاي ،
ك هذه ل ُتمللك با حيلاء ،و َملن ا َّدعلى أبله يملكهلا با حيلاء فمالله حلرام؛ ألن هلذا فيهلا المللك محلاأ،
ٍ
بإحيلاء قلديم ،ثلم يملكهلا، وبعه النَّاس قد يتعدى على األودية ويتعدى على الحعاب بدعوى أو بغيرها
بقول :ملكك باب ؛ أل ا ل ُتملك وإبَّملا هلو ملن بلاب الختصلاص ،والختصلاص ل يًلوز المعاوضلة
عليه باهيك عن بيعه.
إ ًاا األمر األول الختصلاص العلام كحقلوق الرتفلاق كاألوديلة والحلعاب والطلرق وبحلو اللك ملن
األمور العامة كالمساجد ،ومن الحقوق العامة المحاعر منى وعرفات وملدلفلة ،كلهلا ل يًلوز أن ُتمللك
ٍ
ألحلد ملن اآلدميلين ،إ ًاا هلذا ملا ُيسلمى ولو بنيت فيهلا إن شلاء اهلل مملات العملائر ل ُتمللك ،ليسلت مل ًكلا
الختصاص العام.
الختصاص الخاص هو أن يسبقك أحدٌ إلى تحًير األرض؛ ألن األرض الموات التلر ليسلت مل ًكلا
ألحد ،موات يعنر ليست مل ًكا ألحلد ومنفكلة علن الختصلاص ،إاا جعللت عليهلا ً
عقملا ملن تلراب فقلد
مختصا ا ،لكن لست مال ًكا لها ،فإن بنيت عليها -ما سنذكره بعد قلي -أو حفرت ً
بملرا ملكلت ً أصبحت
هذا المح .
فمن سبقك إلى مح ٍ فهو مخت ٌ به ،فليس لك أن تطرده ملن اختصاصله ملع أبله لليس مال ًكلا لله،
إ ًاا َ
والختصاص ل ُيباأ كما قلت.
ٍ
بحائط منيع». قال املصنف« :ويحصٍ بحازها
حلائط منيلع ،فل ُبلدَّ أن يكلون حائ ًطلا مني ًعلا ل مطلل الحلائط كالحلبوك
ٌ -أول شرء :أن يكون هنلاك
قلديما قلد يكلون لله وجل ٌه حينملا
ً وغيره ،ب ل ُبدَّ أن يكون حائ ًطا مني ًعا ،والحقيقة أن هذا ك م أه العللم
كان البناء له مؤبة ،ول يلع المرء حائ ًطا إل على قدره.
ٍ
فحينملذ يكلون بنلا ًء ٌ
حائط مع سلقف ،وقلد ُيقلال لذا األملر، ولذلك فإن الرواية الثابية أن يكون هناك
حقيق ًيا.
قال املصنف« :أو إجران ٍ
مان َّل تزرع إَّل ب ».
ً
جلدول للعلين حتلى تصل ، جدول من ٍلر ،أو يلذهع للعلين فيحفلر
ً كأن يحفرماء»ْ ،قال« :أو إجراء ٍ
فمن غرس شًر ً ملك جدرها وحريم الًللأ ،ومقلدار الحلريم بمقلدار ملد
قال« :أو غرس شًر »َ ،
أغصا ا ،فإن كابت أغصا ا النخ عاد ً غصنه ل يتًاوز المةين تقري ًبا أو ث ثة أمتار على أقصى تقلدير،
فيكون مةان أو ث ثة أمتار من ك ،يعنر يكون بصف قطرها مةان أو ث ثة بحسع أغصان الحًر .
ٍ
طريق واسعٍ ،ها أحق بالُلاس ي ما به متاع ما لم يضر». ومن سبق إلى
قال املصنفَ « :
يقول إن ما كان من باب الختصاص العام كالطرق والمنتلهات والمساجد وغيرها ومنلى وعرفلات،
ٍ
ألحلد أن يقيمله ملن مقامله ا ،ليس مال ًكا وإبَّما المخلت ،فلليس فمن سب للًلوس فيها فهو المخت
َ
٦
661
منى لمن سب ،وكذلك الطرق الواسعة ع َّبر بالواسعة؛ ألن الليقة ل يًوز الًللوس فيهلا؛ ألن فيهلا أايل ًة
ألحد أن يقيمه من حقوق الرتفاق العامة. ٍ ٍ
فحينمذ ليس بالمسلمين،
قال« :فهو أح بالًلوس فيه ما بقر متاعه» ،أي :ما دام متاعله باق ًيلا فإبله مسلتح ٌ فيله« ،ملا للم يللر»
أي :ما لم يلر غيره بذلك.
دائما تعرض لنا يف المسًد هنا يتكلم العلماء عن وضع السلًاجيد يف المسلًد وحًلهلا
هنا فائد ً :
يف بابين:
تكلم العلماء عن وضع السًاجيد يف المسًد ه يًوز وضعها أم ل؟ فقالوا :إن كان المرء وضلعها
كبيلرا للنلاس فل يًلوز لله إضلرارا بالنَّلاس ْ
كلأن يأخلذ مكابًلا ً ً ليذهع قري ًبا أو يعود جاز ،وأملا إن وضلعها
لذا المكلان؛ ألبله أضلر بالنَّلاس ترفع كائنًا َمن كان لليس أحل الك ،ولذلك يقولون :فإاا أقيمت الص
وقت الص .
إضرار بالناس أو تقد ٌم للحًل قب أن يأا الناس ،فيلعه ثلم يلذهع ،فالفقهلاء يقوللون:
ٌ إ ًاا ما دام فيه
منهر عنه شر ًعا ،وتكلموا عنها يف بابين :يف باب الًمعة قالوا :إ ا تًوز ،وهنا تكلموا بالقيد فقلط إاا
هذا ٌ
جمعت البابين اتل لك الصورتين الذي اكرهتا قب قلي .
هذا العقد هو الذي يسميه العلماء بباب الًعاللة أو عقلد الًعاللة ،ملا الفلرق بلين الًعاللة واألجلر ؟
األجر تكون على العم ،والًعالة تكون على النتيًلة ،حيلث كابلت النتيًلة وللو كابلت بعمل ٍ يسلير أو
بعم ٍ كثير ل بنظر لمقدار العم ،ب بنظر للنتيًة.
إ ًاا هذا أهم ٍ
فرق بين الًعالة وا جار .
ٍ
فحينملذ يسلتح مثال الك :جاء رج ٌ آلخر فقال له :استأجرتك لبناء هذا الًدار ،هنلا إجلار أعيلان،
إن علقهاْ ،
إن بنيلت فإن لم يكم البناء أستح بصف األجر ،أما لو قال :إن بنيت لر ابظر ْ
األجر بالبناءْ ،
662
لر هذا الًدار فلك ألف ،فبناه إل عحره ،فليس له من األجر شرء أل ا جعاللة؛ ألن الًعاللة ل يسلتح
األجر إل بكمال العم ،وأما ا جار فإبه يستح األجر بحسلع ملا أبًلل ملن المنفعلة ملا للم يكلن فيله
ضرر ،هذا الفرق الثاين.
-الفرق الثالث :أن عقد الًعالة عقدٌ جائل ،وأملا عقلد ا جلار فعقلدٌ لزم ،فللو فسلخ الًاعل عقلد
الًعالة ابفسخ ما لم يكن العام يف الًعالة قد بذل شي ًماْ ،
فإن كان قد بذل شي ًما فيأخلذ أجلر المثل ،هلذه
من أهم الفروقات فيها من الفروقات ما سيورده المصنِّف وهو جهالة العام وجهالة الًع .
وز َج َع ُ َش ْلر ٍء َم ْع ُللو ٍم» ،يعنلر مبللغ أو علين أو أشلياء أخلرى« ،ل ِ َمل ْن َي ْع َمل ُ َع َمل ً» ،قلال:
يقول « َو َي ًُ ُ
« َع َم ً» ،سوا ًء كان العم لمن جع الًع أو لغيره فيًوز الك.
ً
ًهلول ،أي وللو ل» ،قول المصنِّفَ « :و َل ْلو َم ًْ ُهلو ً
ل» يحلم أي :وللو كلان العمل م قالَ « :و َل ْو َم ًْ ُهو ً
تس ِله يف العللم بقلدره أي بقلدر اللثمن ً
مًهلول ،فعقلد الًعاللة ُ ً
مًهول ،أي ولو كان الًع كان العام
وبالعم ،بينما هذا يف ا جار ل يقب .
ٌ
حيوان شارد ،فقالَ :من أتى لر به فله كلذا هلذا عقلد جعاللةً ،والعمل فيله رج عنده عبدٌ آب ٌ أو عنده
مًهول ل يعرف قد يبحث عن الناقة الحارد فيًدها بعد كيلو ،قد ل يًدها إل بعلد مائلة كيللو والًعل
واحد ل يتغير.
قالَ :من وجد لقطتر فله كذا متى يًدها اهلل أعلم.
َان حائِ ٍ
ِ
ط». قال املصنفَ « :وبِن َ
قالوا :وبرجع للفظ المتلفظ ،قالوا :مث إبلال البلائع من السفن ،فقال :أبلل بللاعتر ملن السلفينة،
دائملا إاا كلان عنلدبا عقلد
فهر مةدد تحتم أن تكون جعالة ،وتحتم أن تكون إجار ،فنرجع للصليغةً ،
مةدد بين صورتين ف بفص إل باللفظ الذي تلفظ به العاقد.
فملن علللم بالًعل وفعل الللك اسلتح الًعل ،وأمللا َملن رد الحللارد واآلبل ورد اللقطلة غيللر عل ٍ
لالم َ
بالًع فإبه ل يستحقه؛ ألبه لم يفع ألج الًع .
قالَ « :ف ِم ْن َعامِ ٍ » أي :لو كان الفسخ من العام هو اللذي فسلخ« ،فل َ َش ْلر َء َلل ُه» ،وللو كلان قلد بلذل
أغلع الًهد ل شرء له.
قال املصنفَ « :وإِ ْن َع ِم ٍَ َب ْي ُر ُم َعدٍّ ِْلَ ْه ِذ ُأ ْج َر ٍة لِ َغ ْيرِ ِه َع َمال بِ َال ُج ْع ٍَِ ،أ ْو ُم َعد بِ َـال إِ َذن؛ َ َـال ََـ ْ َن َلـ ُ ،
يٍ َمتَاعٍِ ،م ْن َب ْحرٍ َأ ْو َ َال ٍة؛ َ َل ُ َأ ْج ُر ِم ْث ِل ِ ».
إِ ََّّل ِ ت َْح ِص ِ
ٍ
إان منه ،لم يأان للنَّاس ،جع جع ً لحخ ٍ بعينه فًلاء يقول إن َمن فع شم ًيا لغيره ب جع أو ب
رج ٌ آخر غيره فعم هذا العم ،فليس له الًع ل يستح الًع ،إل يف صور ٍ واحد يستح الًعل
ْ
وإن لم يًع صاحع المال فيها جع ً .
قال« :فِر َت ْح ِصي ِ َمتَاأٍ ،مِ ْن َب ْح ٍر َأ ْو َف َ ٍ» ،يعنر سقط المتاأ من السفينة أو يف الاَ « ،ف َل ُه َأ ْجر المثل »
يف هذه الصور .
ٍ
جعاللة ،وأن يلؤان بذلك ،فقط هاتان الصورتان هما المستثنيات فقط ،وغير هذا ل ُبدَّ أن يوجد هناك عقد
له بالعم ،أو أن ُيقال يكون إان عامَ :من رد لر كذا فله كذا.
بدأ المصنِّف يف هذا الباب يف الحديث عن اللقطة ،واللقطة :هر ما يوجلد ول يعلرف مالكله،
ما يوجد يف غير ٍ
ملك ول يعرف مالكه ،قال« :وهر َث َ َث ُة َأ ْق َسا ٍم» ،باعتبار بوعها.
ب بِ َال َتعرِ ٍ
يف». يف َو َِ ْسعٍ؛ َ َي ْم ِل ُ
اط النَّاس كَر ِب ٍ
قال املصنف« :ما ََّل َت ْتبع ِهم ُة َأوس ِ
ْ َ َ ُ ُ َّ ْ َ َ
يقول :النوأ األولَ :من وجد يف األرض شي ًما ل تتبعه همة أواسلط النلاس ،يعنلر أن أواسلط النَّلاس ل
خبللَ « ،و ِش ْسل ٍع» يعنلر :شسلع بعل لليس النعللين وإبَّملا أحلد
يلف» أي :كرغيلف ٍ يرون له قيمة ،قال« :كَر ِغ ٍ
َ
يف»؛ هذا يملك بل تعريلف ألن أغللع النَّلاس ل يهتملون النعلين فقط أو جلء منه ،قالَ « :فيملِ ُك بِ َ َتع ِر ٍ
ْ َْ
إاا فقدوه أو لم يفقدوه.
وهللذا المثللال الللذي اكللره المصلنِّف هللو علللى سللبي التمثيل ،وإل فللاألعراف تختلللف ،فعلللى سللبي
ٍ
فحينمذ ُيمللك ،وهكلذا ملن األشلياء المختلفلة، المثال :اآلن الريال الواحد أواسط النَّاس ل تتبعه همتهم،
ٍ
مكلع أيلا تملك ب تعريلف ،مثل :ملا وجلد يف مفلاز ٍ ومهلكلة ،أو ملا وجلد يف بب ًعا اكروا أشياء أخرى ً
ٍ
فحينملذ ٍ
فحينمذ هذا معناه أبله رملاه ول يريلده، للقمامة بحيث أبه القرينة تدل على أن صاحبه غير ٍ
مريد له،
يملك ب تعريف.
لس َباعِ ،كَخَ ْي ٍٍَ ،وإِبِ ٍٍَ ،و َب َهرٍَ َ ،ي ْح ُـر ُم ا ْلتِ َها ُط َهـا، لض َا ُّال َا َّلتِ ت َْمتَن ِ ُع ِم ْن ِصغ ِ
َار َا ِ قال املصنفَ « :ال َّثانِ َ :ا َّ
ب ِب َت ْع ِر ِيق َها».
َو ََّل ت ُْم َل ُ
النوأ الثاين من اللقطة :اللوال ،ويقصد بالللوال أي الللالة يملة األبعلام ،فلإن كابلت الللالة ملن
يمة األبعام تمتنع من صغار السباأ كالخي وا ب والبقر ،فل يًلوز التقابهلا ،ول تمللك بتعريفهلا بل
تةك ،كما قال النبر « :مالب ومالها معها سهاؤها ترد المان وتأكٍ ال ـْل» ،فلدَ ل اللك عللى
أبه ل يًوز التقابها هذا ك مهم.
و َاكَر بعه فقهائنا كابن عقي وغيره أبه إاا فسد اللمان ،وكابت مث هذه الللوال ُيخحلى عليهلا ملن
قديما عنلدهم ملن العيلع أن ٍ
الذين يعدون عليها بالسرقة ،فإبه حينمذ يحرأ التقابها وتعريفها؛ ألن العرب ً
٦
665
تلتقط شي ًما من اللوال ،ل تلتقطها عندهم عيع هلذا ،وملا زال يف علرف البلوادي إللى اآلن إاا وجلد شلي ًما
من ا ب ما يلتقطها ،قد يًعلها معه فيبقى عليها وسلمها ول ُتللتقط أبلدً ا؛ ألن هلذه ليسلت مل ًكلا للك ملن
ضوال ا ب وغيرها.
ولذا كان العرف القديم عند العرب أبه ل يوجد أحلدٌ يأخلذها ،إل أن يكلون سلار ًقا وهلم قللة ،أملا إاا
فسد اللمان فأصبحت إاا من حين تل يأا َملن يسلرقها مباشلر ،فقلد اكلر بعله علمائنلا وفا ًقلا للبعه
أصحاب أبر حنيفة أبه يًوز التقابها حينذاك.
ث :ب ِ
اق َا ْْلَم َا ِ ِ
ال». ْ قال املصنفَ « :ال َّثال ُ َ
ٍ
فحينمذ تغير الحكم بتغير علته وإل الحكم باقر. أي :فيكون هذا الحكم من المعل ،فابتفت العلة
ث :ب ِ
اق َا ْْلَم َا ِ
ال َك َث َم ٍن َو َمتَا ٍع َو َبنَ ٍم َو ُ ْص َال ٍن َو َع َُ ِ
اج َ ِ
يٍ». ْ قال املصنفَ « :ال َّثال ُ َ
يقول :إن باقر األموال غير ما سلب ،وهلر الللوال التلر تمتنلع ملن صلغار السلباأ وملا ل تتبعله هملة
أن يأمن على بفسه ،يعنر يلأمن عللى بفسله إتل ف العلين، ٍ
أحد أن يلتقطها بحرط ْ أواسط النَّاس ،فإبه لك
قادر على حفظها.
وأبه ٌ
اج ِد».
ب ِح ْق ُظ َهاَ ،و َت ْعرِي ُق َها ِ َم َُ ِام ِع النَّاس َب ْيرِ َا ْل َم ْس ِ قال املصنفَ « :و َي ِ
ُ ُ
هذان أمران يًع التعريف وهو أن يقول :ينحد فيقول َمن له ضال ٌة فإ ا عندي ،ولكن ل يًلوز بحلدً ا
اللالة ول تعريفها يف المساجد؛ ألن المساجد لم ُتب َن لذلك.
قال املصنف« :حاَّل ك ِ
َامال». َ ْ
فورا من حين اللتقاط ،ويًع عند اللتقلاط أن ينلوي التعريلف ،فلإن التقطهلافورا يعنر يعرفها ً
قالً :
ٍ
حينمذ يكون غاص ًبا لها ،فيلمنها مطل ًقا ولو تلفت من غير تفريط. وقد بوى عدم التعريف ،فإبه
666
هذه اكرها بعه أه العلم بنا ًء على صفة التعريف المذكور ما جرى عليه عرفهم.
ٍ
حينملذ ثم قالَ « :و َت ْم َل ُك َب ْعدَ ُه ُح ْك ًما» ،قالُ « :ح ْك ًما»؛ ألبه قلد يلأا صلاحبها ،فلإاا جلاء صلاحبها فإ لا
يًع عليه رد هذه العين له.
قال :ويحرم التصرف يف العين قب معرفة وعائها ،الوعاء :هو ما كابت موضوع ًة فيه وتحفظ.
قلديما يعرفلون بريقلة التًلار بطريقلة ربطهلم اص َها» ،والعفاص :هو بريقة الربط ،فكلابوا قالِ « :
وع َف ِ
ً
لهذا الوكاء.
ِ
قالَ « :و َقدْ ِر َها» أي :وقدر اللقطة التر وجدهاَ « ،و ِجنْس َها» أهر ٌ
اهع أم فلة ملن أي أبلواأ الريلالت
أو الدراهم أو الًنيهات.
كثيلرا ملن
هذه من المسائ التر تعرض لنا ربما حتى يف المسًد الحلرام ،وهلو قللية َملن فقلد بعللهً ،
أن يكون مسرو ًقا ،وقد يكون احتمال خطأ من شخ ٍ آخرْ ،
فلإن فقلد النَّاس يفقد بعله ،فقد يكون احتمال ْ
بعله ووجد مكابه بع ً آخر وهذا النع ليس ألحد ،يعنر خرج ك َمن يف المسًد فلم يب َ أحد.
٦
667
حينمذ علمت أبه ليس ألحد ،فوجدت بع ً مكابه ل بقول :إبه لك ح ل ،ب هو بمثابلة اللقطلة ،فقلد ٍ
ٍ
فحينملذ يكلون يكون صاحع هذا النع بسيه واهع محتف ًيا ،وقد يكون مخط ًما فأخلذ بعللك مكلان بعلله،
حكمه حكم اللقطة تأخذه من غير استعمال ،وتعرفه سن ًة كاملة ْ
إن كان هذا النعل مملا تتبعله هملة أواسلط
الناس.
المهلة اللذي ل قيملة لله ،فإبله ثم بعد السنة تستعمله ،وأما ْ
إن كان هلذا النعل ملن النعل اللرخي
ٍ
حينمذ يكون مما ل تتبعه همة أواسط الناس ،فابتظر حتى يخرج النَّلاس ملن المسلًد ،ثلم خلذ هلذا النعل
تعرفله،
أن َأن يتمللك وإبَّملا هلر لقطلة ،يًلع عليلك ْ
المهة واستعمله ،أما لو كان غال ًيا فل يًلوز للك ْ
التلر بعلدها ،وتخلا َملن يف المسلًد ليعلملوا فتنتظر حتى يأا صاحبه ربما الًمعة التر بعدها أو الص
الك.
-بدأ يتكلم وهو آخر الباب ودرسنا اليوم الحديث عن اللقيط ،اللقيط -أيها ا خو َ -اكَلر المصلنِّف
أبه بف ٌ ،إ ًاا ل ُيسمى اللقيط لقي ًطا إل ْ
أن يكون بف ً ،والكبير ل ُيسمى لقي ًطا ،هذا واحد.
مًهول النسع هو َمن لم ُيع َلم أبلوه ول ُيع َللم سلبع اللولد ،وأملا مقطلوأ النسلع فهلو اللذي ألغلى
الحرأ سبع ولدته ْ
وإن علم َمن هو من مائه ،يعنر مًهول النسع ل بدري قلد يكلون ملن زواجٍ شلرعر،
ٍ
فحينمذ بقول :هو مًهول النسع. وقد يكون من زواجٍ غير شرعر،
أما مقطوأ النسع فهو الذي ولد من زبا ،فالذي ولد من زبلا وللو عرفنلا هلو ملن ملاء َملن ،فملا دام للم
يولد على فراشه فهو مقطوأ ،أي قطع الحرأ بسبه ،ول يًوز استلحاقه بمن قطلع الحلارأ بسلبه ،بخل ف
668
يط :بِ ْف ٌ َل ُي ْع َر ُ
ف ب ََس ُب ُه َو َل ِر ُّق ُه» ،أي :ل ُيدرى أهلو رقيل ٌ ممللوك أم هلو ٌ
حلر ،وأملا اآلن قالَ « :و َال َّل ِق ُ
فحينمذ بحكم بأبه مًهول النسع ،وبحكم بأبه حر. ٍ فالًميع الحرية لكن إاا وجد
قال« :إِ َلى َالت َّْميِ ِيل» يعنر :أن سنه إلى التمييل بعد التمييل ل يكون لقي ًطا.
أي :أن العا لألكثر وهذا من باب الحكم لألكثلر ،وهلذه هلر المسلألة التلر تكللم عنهلا الفقهلاء لملا
٦
669
تكلموا كيف تعرف دار ا س م من دار الكفر ،بعه أه العلم قلال :العلا بكثلر علدد سلكان المدينلة،
ٍ
فحينمذ بحكم بأن هذه البلد بلد إس م. ْ
فإن كان أكثر سكان المدينة مسلمين،
والصيام ورفلع وبعلهم قال :العا بظهور الحعائر ولو كان المسلمون أق ْ ،
فإن كان ُيسم بالص
ٍ
فحينمذ يحكم بأ ا دار إس م. األاان والعيد،
إ ًاا هاتان المعياران ،أين اكرت؟ اكرت هنا واكرت يف باب أه الذمة والدار حينما يتكلم عن اللدار
هناك.
ح َق بِ ِ ».
قال املصنف« :وإِ ْن َأ َقر بِ ِ من يم ِن كَا ُن ِمنْ ؛ ُأ ْل ِ
َّ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ ُ َ
هذه المسألة التر أشرت لهلا قبل قليل وهلر قللية اسلتلحاق مًهلول النسلع ،اللقليط حكمنلا بأبله
مًهول ،مًهول النسع هو َمن لم يعرف أبوه الذي ينسع إليه فليس ً
فراشلا ،ويف بفلس الوقلت للم يقطلع
الحرأ السبع الذي كابت به الولد ،هذا يًوز استلحاقه لكن بحربين:
لرقر مغربللر ،وخاص ل ًة اللمللان األول حينمللا لللم تكللن هنللاك بللائرات
-عللاد ً قللالوا :أل يسللتلح محل ٌ
أن يصل للمغربلر هلذا المثلال القلديم ،با مكلان ْ
أن تلأا بلأمور عاديلة ينتقلون فيها ،فالمحرقر ل يمكلن ْ
أخرى تدل على الك.
ٌ
ملعلون القيدان إ ًاا :عاد ً وعق ً ،الستلحاق لمًهول النسع ابتدا ًء ل يًلوز إل إاا عللم؛ ألن الملرء
أن يسلتلح وإل وقلد ٍ
ألحلد ْ ٍ
بيت َمن ليس منهم ،سوا ًء كلان املرأ ً أو رجل ً ،ل يًلوز إاا أدخ على أه
ٍ
فحينملذ غلع على ننه أن هذا ابنه ،الستلحاق غير التبنلر ،السلتلحاق ْ
أن يغللع عللى ننله أن هلذا ابنله،
ٍ
فحينمذ يلح به و ُيناط. يستلحقه،
ٍ
فحينمذ يحرم عليه التبنر ،ول يًوز له الستلحاق وهلو ملعلون، وأما التبنر فهو يعلم أبه ليس ابنًا له،
670
إ ًاا ٌ
فرق بين الستلحاق وبين التبنر ،هذا واحد.
المسللألة الثابيللة معنللا :أبلله قللد حكللر إجمللاأ ،أقللول حكللر ألن المسللألة فيهللا خل ف متقللدم ،علللى أن
خاص بلالمًهول دون المقطلوأ ،مقطلوأ النسلع ل يسلتلح ،كل َملن حكمنلا بأبله مقطلوأ
ٌ الستلحاق
ٍ
بسع فإبه ل يًوز استلحاق بسبهَ ،من هو مقطوأ النسع؟
ٍ
حينملذ اْلمر اْلول :ك َمن ولدته أمه من غير فراش ،ك َمن ولدته أمه وليست زوج ًة ألحد ،فإبه
ُيسمى مقطوأ بسع بأي سبع ،ولدته بسبع تحم ٍ التحمل مثل التلقلي الصلناعر يسلموبه اآلن عنلدبا،
ٍ
فًور أو بسبع خطأ ل ينسع ألحد ،ملا داملت ليسلت ملوجل ًة فل قديما كابوا يسموبه تحم ً ،أو بسبع
ً
ينسع ألحد ،ولو جاء الرج الذي منه الماء قال :أريد ْ
أن ينسع للر ،بقلول :ل ينسلع للك ،قطلع الحلرأ
بسبه.
ٍ
ألحد ْأن يسلتلحقه إل اْلمر الثاين :ك َمن بفر بسبه بلعان ،فإن الذي ُينفى بسبه باللعان فإبه ليس
واحد وهو الذي لعن عن أمه ،فيًوز له ْ
أن يكذب بفسه فيستلح الولد ،لكن تحرم عليله أمله ،وسليأتينا
ْ
إن شاء اهلل يف باب اللعان.
ٍ
أشهر من بعلد العقلد ،أو ألكثلر ملن أربلع يف صور تحتاج إلى تفصي وهو قلية َمن ولد ألق من ستة
أيللا ُيسلمى
سنين أو أكثر مد الحم -خلينا أقول أص -ألكثر من مد الحم بعد الفرقة ،فهذا عندهم ً
مقطوأ بسع ،هذا ما أردبا الحديث عنه.
ودائما تحدث هذه وباألمس ُسلملت عنهلا القريلع :للو أن رجل ً فًلر
ً أو قب الك أاكر صور ً أخير
أن ينسلع لله ول يلرث منلهْ ،
إن تلوجهلا وهلر بامرأ ٍ وحملت منه فهلذا زبلاْ ،
فلإن وللدت فالوللد ل يًلوز ْ
وإن تلوجهلا ووللدت ألقل ملن سلتة ٍ
أشلهر فهلو وللدهْ ، حام قب الولد ْ ،
فإن تلوجها وولدت بعد سلتة
قلول علن أبلر حنيفلة ْ -
وإن للم ً ف على قولين ،والذي اختاره أبلو الخطلاب وبقلله الموفل ٍ
أشهر ففيه خ ٌ
يوجد يف أغلع كتع ا مام أبر حنيفة أبه -يكون ابنًا له؛ ألن الحرأ متحوف ثبات النسلع ،وهلذا اللذي
عليه الفتوى.
ٍ
حينمذ يص استلحاق هذا الوللد ْ
وإن كلان إ ًاا َمن فًر بامرأ ٍ ،ثم تلوجها وولدت وهر زوج ٌة له ،فإبه
٦
671
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)24
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
والواو هنا من باب عطف هذا الفص على ما قبله؛ ألن الفقهلاء إاا أوردوا فصل ً فإبملا يقصلدون أبله
متفرأ عن الباب الذي هلو تحتله ،أو الكتلاب اللذي ُف ِلر َأ عليله وللذا فلإن ا تيلان بلالواو هنلا لغلرض؛ فلإن
ٌ
الوقف من المعام ت .قال :والوقف سنة.
المراد بالوقف :هو تحبيس األص وتسبي المنفعلة ،أي أن األصل ُيصل َب ُ ُمحبسلًا أي ممنوعلًا ملن
بيعه وشرائه واسته كه وأما منفعته كغلته وثمرته وبحو الك فإ ا ُتصلب ُمتصلدقًا لا ،وقلول المصلنف:
إ ا ُسنة كون الوقف سن ًة؛ لما ثبت من قول النبر وإقلراره ،وإجملاأ المسللمين قِيل :وملن
فِعله كذلك ،فأما ما جاء من قوله فلما ثبت يف الصلحي ملن حلديث عملر –« -أنـ لمـا
وسـبٍ ثمرتهـا» ،وأملا
أصاب سهمًا يف هيبر سأل النب ما يقعٍ بهـا ،هـال :احـبس أصـلها َ
مال إل وقد أوقف .فدل الك على ا جماأ على الوقف ،وأملا الصحابة فقد جاء أبه لم يكن أحدٌ منهم اا ٍ
النبر فقي :إبله قلد أوقلف مالله ،واللك حينملا قلال « :إننـا معيـر اْلنبيـان َّل
نُارث ما تركناه صدقة» فما تركه النبر من ٍ
بيت ومن غيره فقد ُح ِّب َس لمصللحة المسللمين؛ َ
وقف منله عللى المسللمين بعلد اللك
ولذا دخلت بيوته يف مسًد النبر فهر ٌ
كذا اكر بعه أه العلم واهلل أعلم بعم.
الوقف يص بالقول والفع معًا .أما القول فسيأا تفصيله بعلد قليل يف ألفانله الصلريحة والكنائيلة،
وأما الفع فالفقهاء يقولون :إن عقد الوقف مما ينعقد بالفع ؛ ألن الفع له قلو يف ِ
الدلللة عللى المعنلى
٦
673
وأان للناس أن يصلوا فيها فإبه حين إان تكون وقفًا ذا الفع قال :أو أحلاط مسلًد أحلاط أرضلًا
وأان للناس أن يدفنوا فيها فإبه حين إان مقا ً فيكون الك بمثابة الوقف بالفع .
اكر المصنف أن ألفاظ الوقف تنعقدُ إما بالصلري أو بالكنايلة قلال :فالصلري هلو وقفلت ،وحبللت،
وسبلت؛ ألن هذه األلفاظ الث ثة ل تدل إل على عقد الوقف فقط دون ما عاداه ،وأما الكنايلة فلذكر ث ثلة
ألفاظ وهر تصدقت وحرمت وأبدت؛ ألن هلذه األلفلاظ الث ثلة ُتسلتعم يف الوقلف ويف غيلره ولكنهلا يف
الوقف أنهر ،ول تكون هذه األلفاظ الث ثة وقفًا إل إاا اقةن ا شليم ٌا ملن ث ثلة أملور .إملا أن تقلةن لا
النية والنية هنا يف غير ناهر وإبما يف قلع المتلفظ فحين إان ُيد َين ا ،األملر الثلاين أن يقلةن لذا اللفلظ
ما يدل على التأبيد كأن يقول تصلدقت أبلدا ،أو تصلدقت بملا ل ُيبلاأ وبحلو اللك مملا يلدل عللى التأبيلد.
ٍ
ألفلاظ صلريحة وث ثلة الحالة الثالثة أن يقةن بلفلظ الكنايلة أحلد األلفلاظ الخمسلة الباقيلة هنلا اكلر ث ثلة
ٍ
ألفاظ كنائية إاا أتى بواحد من هذه األلفاظ الكنائية وقرن به لفظلًا صلريحًا أو اللفظلان الكنائيلان الباقيلان
أصب حين إان دا ً
ل على الوقف .كأن يقول مث ً :تصدقت صدق ًة موقوفة ،أو تصدقت صدق ًة محرملةً ،أو
تصدقت صدق ًة مؤبد ً فإاا قرن باللفظ الكنائر لفظًا آخر صريحًا أو كنائيًا فإبه حين إان يكلون دا ً
ل عللى
التأبيد دا ً
ل على الوقف.
بدأ يتكلم المصنف عن الحروط وقال :إ ا خمسة ،وهذه الخمسة با مكان تقسيمها وجعلهلا سلبعة،
وبا مكان أن ُيلاد عليها فهنا الخمسة التر أوردها المصنف ل مفهوم لها ؛ ألن بعه من الفقهاء يليلدون
شربًا سادسًا وسابعًا وبعه هذه الحروط يمكن أن ُت َّ
قسم.
674
ام ٍة».
َع ْي ٍن َم ْع ُل َ
قال املصنف« :كَا ُن ِ
ْ ُ
هذه الًمللة تفيلد هنلا قيلدين .القيلد األول أ لا ل بلد أن تكلون يف علين .إان المنلافع ل ُتوقلف وهلذا
واض ؛ أل ا ل يبقى عينها ف بد أن تكون يف األعيان ،األمر الثاين أن قوله يف ٍ
عين يلدلنا عللى أ لا ُمطلقله
فيحم العقار ،والمنقول ،وغيره .فك ما كان منقو ً
ل أو غير منقول كالثابت يحلمله قلول المصلنف علين.
ٍ
معلومة وهذا يدلنا على أبه ل يص وقف المًهول. األمر الثاين يف قوله يف ٍ
عين
الهاعدة عند العلمان :أن عقود التاعات ُيغتفر فيها يف الًهاللة ،فالهبلة يصل فيهلا أن تكلون مًهولل ًة
أمللا الوقللف فقللالوا :إن فيلله معنللى التللاأ ؛ ألن الموقللوف عليلله فيلله معنللى التللاأ للله فيلله عفللو ًا فيلله معنللى
المعاوضلة والتمليللك للله فإبلله حللين إان ل بللد أن يكللون معلوملًا فل يصل الوقللف المًهللول .فلللو قللال:
أوقفت شيمًا وسكت .بقول :هذا اللفظ لغر ول يللمه أن يأا بحرء .بخ ف ما للو قلال :للك شلر ٌء ،أو
بحرء فحين إان يص الوصية بالمًهول ،ويص الهبة بالمًهول ولكن يفسره بملا شلاء ،لكلنٍ أوصى له
لو تلفظ بالوقف المًهول بقول لغى ول يللمه أن يفسره ل يللمه التفسير بعم.
قال املصنف« :ي ِصح بيعها َبير مصح ٍ
ف». َ ُّ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ
قال :ل بد أن يكون مما يص بيعه فما ل يصل بيعله فإبله ل يصل وقفله .ملا ل يصل بيعله كل ملا ل
يتمول ،ك ما كان بًس العين ،ك ما كان محرم العين.ك ما كالخمر مث ً ،ك ما كان ليست فيله منفعل ٌة
إل لحاجة كالكلع فإبه ل يص وقفه.
ٍ
مصحف مر معنا أن المصنف واف الحيخ موسى يف أبه ل يًوز بيع المصلحف ،وهلذا هلو قال :غير
منصوص ا مام أحمد ب حكاه إجماعًا ،وأما صاحع المنتهى فظاهر ك مله غيلر المنصلوص أبله يًلوز
بيعلله وثاقللًا لغيللره واألحللوط مللا اكللره المصللنف وهللو األنهللر دلللي ً أن المصللحف ل يًللوز بيعلله .فللإن
المصحف لمكابته وعلو قدره فإبه ل يباأ ولذلك فإبه ل يًوز بيعه لكن يًوز وقفه ل يًلوز بيعله ولكلن
يًوز وقفه.
قال :ومن شرط العين أبه ُينتفع ا ملع بقائهلا ،وأملا إاا كابلت العلين ُتسلتهلك بالمنفعلة فإبله ل يًلوز
الوقف .مثال الك المأكولت المأكولت يقول :ل يًوز وقفهلا .فملن بلدلها أصلبحت كالهبلة أصلبحت
٦
675
هبةً.
وبنا ًء عليه فيًوز الرجوأ قب الللوم وهو ا قباض ومن أتلفها ل يكون متلفًا للعين الموقوفة.
إان فمن أوقف عين أي :ينتفع ا باسته ك أجلائها فإ ا تنقلع إلى كو ا هب ًة ويةتع عليها أحكلام
الهبة ول تسمى وقفا بيع.
فه يص وقف النقد أم ل؟ على قاعد الفقهاء هنا وهو منصوصهم أن وقف النقد ل يص ؛ ألبله ل
مبنر على أصلهم أن النقد يتعين بالتعيين ،هذا أصلهم المحلهور .وأملا
ينتفع به إل باسته ك أجلائه وهذا ٌ
إاا قلنا بالرواية الثابية أن النقد ل يتعين بالتعيين فحين إان العا بقيمتله فيصل وقفله .وهلذه هلر الروايلة
لهور الحنفيللة بيللنهم بقللاش حتللى أن أبللا السللعود
الثابيللة لمللذهع أحمللد وثاقللًا لمالللك وبعلله الحنفيللة محل ٌ
صاحع التفسير رد على قاضر زاده وك منهما ألف على آخر كتابًا أو كتابين يف اللرد عللى هلذه المسلألة
وهر محهور جد ًا .والعم اآلن على جواز وقف النقلود .بحلرط أن يكلون موقوفلًا يف ملا يعنلر ل يهلكله
كمال عين كا قراض أو كا جار وبحو الك.
قال :من شرط الوقف أن يكون على بر .بمعنى أبه ل يًوز الوقف على المحرم ،ول عللى المكلروه،
ول على ما ل فيه معنى الا وهلو المبلاال .إان الوقلف عللى المحلرم ل يًلوز الوقلف عللى أهل الفًلور
والفس ،ل يًوز الوقف على المكروه مث ما فيه تلييع أوقلات وزيلاد تلرف وتحسلين األملر الثاللث ل
يًوز الوقف على المباحات كأن يقول :أوقفت على األغنياء .األغنياء ليس فليهم معنلى اللا .إبملا معنلى
الا أن يكوبوا قرابة له أن يكوبوا فقراء أن يكوبوا محتاجين أن يكوبوا مِلن َملن يسلتفيدوا لذا الملال كلابن
السبي وبحوه.
زوج النبر –صلى اهلل عليه وآله وسلم -أوصت بثلثها ألخيها وكلان أخوهلا يهوديلًا .فلدل اللك عللى أبله
يًوز الوصية والوقف وا كرام للقريلع اللذمر؛ أل لا يف معنلى اللا فيًلوز الوقلف علليهم .إاا كلان فيله
معنى الا كأن يكون قريبًا أو جار ًا أو صديقًا وأما إاا لم يكن فيه معنى اللا فل يصل ،فللو قلال :أوقفلت
هذه العين على الكفار أو أوقفت هذه العين على النصارى يقول ل يص ؛ ألن لليس فيهلا معنلى اللا .فلإن
الوصف الذي استحقوا به المنفعة من العين ليس فيه معنى الا وإبما لو أوقف على معنًا كقريبه المحتلاج
فحين إان يًوز.
العتباري إان هذا المعين من شربه أن يكون يملك. فحين إان يكون معينًا كالحخ
الوقللف علللى غيللر المعللين للليس مللن شللربه أن يكللون مالكللًا .مثللال الللك الوقللف المسللاجد ،وقللف
المدارس ،وقف المستحفيات ،الوقف يف إبعام الحيوابلات هنلاك وقلف ملازال قائملًا وغلتله موجلود يف
وقف على غير معين لم يق على الطير الف ين وإبملا قلال :يف إبعلام
مكة ،غلته يف إبعام بيور الحرم هذا ٌ
الطيور أو يف إبعام الحيوابات اللالة هذا يًوز؛ ألبه على غير معين أما إاا كلان عللى معلين محلدد بعينله
ف بد أن يكون مالكًا أما غير المعين فيًوز أن يكون غير المعين غير مالك وللذلك قلال :يف غيلر مسلًد
ٍ
لدارس وسللقايات الللذي يًع ل سللقاية للحيوابللات تًللدون يف الللا كثيللر مللن النللاس يًعلللون
وبحللوه كمل
٦
677
أحواضًا للحيوابات كر تردها هذا وقف منهم فهذا وقف على غير المعين.
ف نَا ِ َذ َالتَّصر ِ
ف». قال املصنف« :وكَا ُن و ِاق ٍ
َ ُّ َ ْ َ
قال :وكون واقف بافذ التصرف أي يص تصلرفه بلأن يكلون جلائل التصلرف أو مأاوبلًا لله بالتصلرف
بالوقف كأن يكون وكي ً وبائبًا يًوز له الوقف.
قال املصنفَ « :و َو ْق ِق ِ ن ِ
َاجزا».
قال :وهذا من الحروط المهمة ل بد أن يكون الوقف باجل ًا ومعنلى كلون الوقلف بلاجل ًا أملور .األملر
األول أن يكون جازمًا غير ُمتَردد فيه فك صيغ ٌة فيه ترد ٌد فإبه حين إان ل تكون وقفلا .مثل الوعلد سلوف
أفع كذا يف المستقب فإبه ل يكون باجل ًا؛ ألبه مةدد لم يًلم به أو إاا علقه على المحيمة بقصد اللةدد ل
ٍ
واقلف فإ لا ليسلت بنلاجله .الحلرط ٍ
شلرط ٍ
وقلف ُعلقلت عللى بقصد التحقي هذا واحد .اثنين ك صيغة
الواقف :هو الذي يقف ابتداء العقد عليها .كأن يقول إن رضر فل ٌن فبيتلر موقلوف أو إن جلاء زملان كلذا
فبيتر موقوف فيقولون :ل بد أن يكون العقد باجل ًا أي غير معل ٍ على شرط واقف.
ويستثنى من الك صورتان فقط الصلور األوللى التعليل عللى الوفلا :وهلو الوقلف وصلي ًة فيًلوز ،
الصيغة الثابية ما كان من باب بذر التار ل بلذر اللًلاج فهلذا ملن بلاب التعليل ،لكنله يكلون لزملًا حلين
ٍ
شلرط فاسلخ أل ااك .األمر الثالث وهذه مهمة؛ ألين سأاكر فيها خ فًا وهو أل يكون الوقف معلقًا على
شرط فاسخ فيقول :أوقفتها شهر ًا أو أوقفتها إلى عودي ملن السلفر الًمهلور هلوٍ يكون العقد معلقًا على
ِ
بتلداء ومؤبلد المذهع أبه ل يص أن يكون الوقف معلقًا على شلرط فاسلخ بل ل بلد أن يكلون ُمن ًََ َلل ا
البتهاء .ولذا فإ م ل يًيلون ما يسمى بالوقف المؤقت وهذا هو معنى الثالث.
هذه المسألة صورهتا مااا؟ يأا رج ف َيبنلر مكابلًا ويقلول :هلذا مسلًدٌ شلهرا أو يقلول هلذا مسلًدٌ
حتى أحتاج إلى بناء األرض وأبنيها بيتًا .إان عند الوقف َب َّ على أ ا مؤقتة وعل الصيغة بحلرط فاسلخ
معر؟ الًمهور يقول :هذا ل يص ؛ ألن هذا يناقه شرط الوقف فحين إان ل يصل ،وقلال بعله أهل
العلم وهر الرواية الثابية وثاقًا لمالك وبعه الحنفية :أبه يص .ما الفائد بين أو ما الفرق بينهملا الفلرق
أن األوئ ل يقولون وقفًا والثاين يقولون :وقفًا فحين إان يأخذ حكم المسلاجد فقلط أملس تكلمنلا عنهلا
بعد الدرس فيًوز أن يكون المسًد مؤقتًا وقفله وقفلًا مؤقتلًا كلأن قللت لكلم قبل يف بلاب المسلاجد أن
678
وهلو اللذي يسلمى بلالوقف المسًد ل ُيحكم بأبه مسًد إل بحربين ا حابلة ،والوقلف أو التخصلي
المؤقت والخ ف محله هنا ه يًوز أن يكون الوقف مؤقتًا أم ل؟ بعم.
ط و ِاق ٍ
ف إِ ْن َوا َ َق َا َّ ِ قال املصنفَ « :و َي ِ
لي ْر َع». ب ا ْل َع َم ٍُ بِ َي ْر َ
ُ ُ
يقول :إن الواقلف إاا تلفلظ بحلرط فيًلع العمل بله إن وافل الحلرأ وأملا إن خلالف الحلرأ فيكلون
لغيًا .فمن وقف وقفًا على شرء محرم فالوقف بقول :صلحي ٌ ولكلن الحلرط بابل .فلالوقف صلحي ٌ
والحرط باب فيصرف يف أوجله اللا وقلول المصلنف :يًلع العمل بحلربه أي بحلربه يف صلرف ال َغللة
سوا ًء كان جمعًا ،أو تفريقًا ،أو تقديمًا ،أو تأخير ًا ،أو تخصيصًا ،أو إب قا.
صور الك بالنسبة للًمع والتفري أن يقول :إن المستحقين لهذا الوقف هلؤلء جميعلًا أو اللذكور
منهم .هناك فلرق بعللهم دون بعله ،والتقلديم والتلأخير ُيقلال :قلدم الطبقلة األوللى عللى الطبقلة الثابيلة
بوصف دون وصف .وهذا معنى قولهم ويًع العم بحرط واقف. ٍ والتخصي بأن ُيخص
قال املصنفَ « :و َم َع إِ ْط َال ٍق َي ْست َِاي َبن ِ ٌّ َو َ ِهيرَ ،و َذكَر َو ُأ ْن َثى».
يقول :وإاا أبل الواقف سوا ًء كان الوقف يعنلر أهليلًا أو بمقصلود بله التلاأ المحله فإبله يسلتوي
الغنر والفقير والذكر واألبثى كيف الك؟ رج ٌ قال :أوقفت على أه هذا الحر هلذا التملر .فيقسلم هلذا
التمر بين أه الحر المحصورين سواء الغنر والفقير ل فرق بينهم؛ ألبه لم يق على فقلراء للم يخصل
اللذكور دون الفقراء ،فحين إان إب قه يستوي الًميع الفقير والغنر والذكر واألبثلى؛ ألبله للم يخصل
ا باث ،ومثله لو قال :أوقفت هذا البيت على ولدي قال :عللى وللدي فحلين إان يسلتوي اللذكر واألبثلى
بأن ُيقسلم بيلنهم سواء فيأخذ الذكر سهمًا واألبثى تأخذ سهما ل ُيفل الذكر على األبثى إل إاا خص
كقسمة الميراث فحين إان يكون للعم بحربه أو من بلاب الًملع والتقلديم ملن بلاب التقلديم والتلأخير
فيقول :على الذكور أو على ا باث فإاا ابقطعوا فعلى الذكور وهكذا.
ث ث حلالت الحاللة األوللى أن يكلون عللى معلين محصلورين فحلين إان يكلون النظلر لهلم؛ أل لم هلم
نر أو على ولدي وسيأا فرق ما فرق بين بنر وولد.
المنتفعون به مث أن يقول :وقفت هذا البيت على ب َّ
فأبنائه وأولده هم النُظار فينتخبون منهم واحد ًا يقوم بالنظر يف مصللحة العلين الموقوفلة إان إاا كلان
بتحديد من الواقف لمن هو النانر وكان الوقف عللى ُم ٍ
علين محصلور ٍ ٍ
تحديد من النانر ٍ
شرط بدون بدون
عين محصور فحين إان يكوبلون هلم النظلار .وأملا إاا كلان عللى غيلر ُمعلين ول هذه الحالة األولى على ُم ٍ
ٍ
قلريش ٍ
معين غير محصور كقلال :وقفلت عللى شرط كالوقف على المساجد فالنانر الحاكم ،أو كان على
وهم غير محصورون وهم غير محصورين فحين إان يكلون الوقلف للنلانر ملا للم يحلةط الواقلف بلانر ًا
ٍ
لموقوف عليه إن كان محصور ًا. بعينه .وهذا معنى قال:
ٍ
فلحلاكم وإل قول المصنف وإل يحم صورتين يحم المعين غير المحصور ،ويحم غيلر المعلين
وك الك عند عدم الحرط.
الس ِا َّي ِةُ ،ث َّم لِ َا َل ِد َبنِي ِ ». ِِ ِ ِ ِِ
ف َع َلى َو َلده َأ ْو َو َلد َب ْيرِه َ ُه َا لذ َكرٍ َو ُأ ْن َثى بِ َّ
قال املصنفَ « :وإِ ْن َو َق َ
الفقهاء يفرقون بنا ًء على دللة اللغة بين الولد والبن .فيقولون :إن الولد يحلم اللذكر واألبثلى وأملا
علرف يخالفله فإبنلا بقلدم
ٌ لرف يخالفله فلإن ُوجلد
خاص بالذكر .هذا ك مهم حيث للم يوجلد ُع ٌ
ٌ البن فإبه
العرف عليه؛ ألن الدللة العرفية أحيابًا مقدمة على الدللة اللغوية ،وإل فاألص أن الدلللة اللغويلة هلر
المقدمة ،لكن يف بعه األحيان ُتقدم وخاصة إاا كان المرء ل ُيحسن معرفة الدلئ اللغوية الدقيقة.
إان حيث ك منا حيث ل يوجد عرف .ما الفرق بين الولد والبن؟ قالوا الولد يحم اللذكر واألبثلى
وقف عللى وللدي أو
والبن يحم الذكور فقط .وبنا ًء على الك قال :إاا وقف على ولده قال :هذا البيت ٌ
ولد غيره على ولد ابنه أو ولد ف ن فهو لذكر وأبثلى يحلم اللذكر واألبثلى يسلتفيدان ملن الغللة والمنفعلة
بالسوية لمااا قلنا بالسوية؟ حيث ل شرط .فإن قال على ولدي ُيقسم قسمة الميلراث أو لللذكر مثل حلظ
األبثيين فيكون يقدم الذكر على األبثى وقد يكلون العكلس َم َّلر عللر يف بعله األوقلات ملن جعل لألبثلى
سهمين وللذكر سهم فرأى أن بناته يعنر حاجتهن للمال أشد فًع للبنت سلهمين ولللذكر سلهمًا .فهلو
680
قال« :ثم لولد بنيه» أي :إاا ماتت الطبقة األولى وابقلت بكليتها لم يبقلى اكلر ول أبثلى فينتقل إللى
الصلع هم أولد اللذكور أولد اللبطن هلم أولد
الطبقة الثابية من أولد الصلع ل من أولد البطن أولد ُ
البنات وبنلا ًء عللى اللك فمحلهور وأبلا أقلول محلهور ألن المسلألة فيهلا بللاأ أن الوقلف إبملا يكلون لوللد
الصلع فيكون الطبقة الذين استحقوا للذكر واألبثى معًا ،لكن بحرط أن يكوبوا قد أدلوا للمستح َ
بلذكر
وهذا معنى قال :ثم لولد.
قللال« :لولللد» يحللم الللذكر واألبثللى بنيلله أي الللذكور فقللط .إان بريللد أن بعللرف مسللألة بختصللر هللذه
المسألة من قال :أوقفت على ولدي ثم سكت .لم يق بعد الك شلرء .فالوللد يسلتحقون اللذكر واألبثلى
سواء؛ ألبه قال ولد إاا ماتوا يستح الطبقة الثابية مِن أبنائهم َمن كان ملن أبنلاء اللذكور وأملا أبنلاء البطلون
ف يستحقون على المحهور على المحهور أ م ل يستحقون لمااا؟
ألن ااك يقلول بنوبللا بنلو أبنائنللا وبناتنللا أبنلاء الرجللال األباعلد قللال :الفرسللدق .فلدائمًا أبنللاء البنللت ل
يسمون للرج ف يكوبون داخلين يف ولده بيع.
عندبا هنا مسألة فقط عحان ما بطي قول المصنف :وإن وقف على وللده للو أن رجل ً كتلع وقفلًا أو
أشهد على وقفًا فقال :هذا الوقف على ولدي وكان له ولدٌ وبنت وعندما تم الوقف بعده بسنه جلاءه وللدٌ
آخر والسنة التر بعدها جاءه ولدٌ آخر حتى أصبحوا عحر وقت الوقف كان اثنلين ثلم بعلد اللك أصلبحوا
عحر .
وعندبا هنا مسألتان المسألة األولى التر اكرهتا قب قلي أن هذا مرده حيث ل ُعرف فلإن كلان ُعلرف
٦
681
الناس أ م ل يفرقون بين البن والوللد كملا هلو حلال كثيلر ملن النلاس .فحلين إان بقلول :برجلع ل ُعلرفهم
رف فيكون البن عند ُعرفهم يحم الذكر واألبثى هذا واحد .األمر الثاين أن الوقف عللى األبنلاء برجع لع ٍ
ُ
وحيف إا منع ا باث ملن الوقلف .وقلد منلع
ٌ نلم
الذكور فقط سماه بعه أه العلم بوقف الًنف؛ ألبه ٌ
وقف صلحي ،ولكلن األَو َللى بالمسللم إاا أوقلف
منه بعه أه العلم ولكن جماهير أه العلم على أبه ٌ
وقفًا أن يكون على ولده ل على بنيه يعنر يحم الذكور وا باث وليس خاصًا بالذكور فقط؛ ألن بعللًا
من أه العلم وهو ٌ
قول له ٌ
حظ من النظر قالوا :إ لا يسلمى وقلف الًنلف وقلف الظللم فل يًلوز ولكلن
قول المذاهع األربعة جميعًا يف محهورها أبه يًوز.
والمعتمللد عنللد فقهائنللا وأكثللر الفقهللاء أبلله ل يسللتح الحللرافة ول يسللتح الوقللف بنسللع أملله وإبمللا
يستح بنسع أبيه وعرفنا أن هذا العرف مثال العرب كما اكرت بيت فرسدق.
قال املصنفَ « :و َع َلى َق َرا َبتِ ِ َأ ْو َأ ْه ٍِ َب ْيتِ ِ َأ ْو َق ْا ِم ِ َد َه ٍَ َذكَر َو ُأ ْن َثى ِم ْن َأ ْو ََّل ِد ِه َو َأ ْو ََّل ِد َأبِي ِ َو َجـدِ ِه َو َجـدِ
َأبِي ِ ».
هذه مسألة وإن كابت يف الوقف لكن لها فائد سأشرحها باعتبار الوقلف ثلم سلأاكر فائلدهتا قلال :وإن
وقف على قرابتر أو على أه بيتر أو على قومر هذه الصيغة .قلال:
أوقف على قرابته قال :أن هذا المال ٌ
فإبه ل يدخ ك الناس .إن هذا صعع فإن ك اآلدميين من قرابتك .ك اآلدميين قرابتك ومما يسلتطرف
أن رج ً جاء لمعاوية فقال« :يا معاوية أنا من قرابتب صلن صلة رحم ،قـال :وأي قرابـة بينـ بينـب
ٍ
بهرابـة وتعطنـ قال :أنا وأنت أبنان رجٍ واحد ،قال :من؟ قال :آدم أعطاه درهمًا واحدا ،هالُ :أدل لب
درهم ،هال معاوية :وكان ح يمًا وكان حليمًا قـال :لـا أعطيـت كـٍ مـن َأدلـى لـ بهرابتـب لمـا بهـ يف
هزائن المسلمين أحد».
682
هللذه القصللة وإن كابللت هللر برافللة ولكللن تللدلنا علللى معنللى أن قللول المللرء قرابتللر يحللم اآلدميللين
جميعًا .فهر واسعة وقد تكون حصرها صعع .ولذا ما الذي حصره الفقهاء؟ قالوا :ينحصر لمن ينتسلع
وجلد أبيله لملااا ِ
وجلده َ
إلى الًد الرابع فلذلك قلال :دخل أولد أولده وأولد أبيله هلذا الدرجلة الثابيلةَ ،
حصروه ذا؟ قالوا :ألن النبر جع فلل ً وأحكاملًا خاصل ًة بقرابتله .والملراد بقرابتله بنلو
هاشم والنبر ما اسمه؟ محمد بن عبد اهلل بن عبد المطلع بن هاشم .فالًلد الرابلع هلذا هلو اللذي ُخل
بنو هاشم بالفل لقرابة النبر لقرابتهم بالنبر به .فكلذلك كل ملن قلال ملن
قرابتر فك من أدلى بالًد الرابع.
هذه من حيث ما يتعل بالوقف .لها فائد أخرى اكروها العلماء يف باب اآلداب فقلد اكلروا أن صللة
الرحم بوعان صلة واجبة ،وصلة مستحبة .فصللة اللرحم الواجبلة ملا هلر؟ قيل :إن اللرحم الواجبلة التلر
يًع صلتها ويحرم قطعها ك من أدلى إلى الملرء إللى أصلله الرابلع .كملا قيل يف الوقلف فيًلع أن يلا
المرء أعمامه وعماته وأخواله وخالته أعمام أبيه وأعمام جده ك ملن أدللى بًلد أبيله فإبله يكلون واجبلًا
هذا قول.
وأما القول الثاين وهو اختيار أبر الخطلاب فيملا بقلله ابلن مفلل وملال لله يف اآلداب أن صللة اللرحم
ليست متعلقة ذا الباب ،وإبما يًلع صللة اللرحم المحرملة فقلط؛ ألبله ِح ُلرم المللك فيهلا ولقلول النبلر
َّ« :ل تن ح المرأة على عمتها وَّل على هالتها إن م إن علتم ذلـب قطعـتم أرحـام م» بلع
بنت العم مع أ ا مدلية بالًد ما سماه النبر قطع رحلم .فلليس ملن قطلع اللرحم الواجلع.
وهذا هو األنهر كما استظهره الع مة محمد بن مفل يف اآلداب .هذه فائد خارج الدرس لكن للفائد .
ف ِدين ِ ِ ».
قال املصنفََّ « :ل ُمخَ الِ ُ
أي :أن مخالف الدين ل يدخ يف الوقف؛ ألبه يف معنى هنا يكلون يف معنلى التلاأ ومعنلى الوصلية ل
يدخله مخالف الوقف؛ ألبه بسبه له والنسبة تقتلر بسبة المحاركة يف الدين.
يم ُه ْم َوالت َّْس ِا َي ُة َب ْين َُه ْم». ِ ٍ ِ قال املصنفَ « :وإِ ْن َو َق َ
ف َع َلى َج َما َعة ُي ْم ُن َح ْص ُر ُهم َْو َج َ
ب َت ْعم ُ
ٍ
جماعة يمكن حصرهم كأه الدار ،وأه الحر ،وأهل المدينلة الصلغير فهنلا أو أبنلاء لو وقف على
ف ن و ُيعرف أبنائهم على سبي الحصر فحين إان يًع تعميمهم إعطائهم جميعًا وتسوية التسوية بيلنهم
٦
683
أي التسوية بلين المسلتحقين سلوا ًء كلابوا أقلرب أو أبعلد العلا ملا داملوا مسلتحقين فإبله حلين إان يًلع
التسوية بينهم ما لم يكن هناك شرط.
يٍ و ِاَّل ْقتِصارع َلى و ِ
اح ٍد». ِ
َ ُ َ َ قال املصنفَ « :وإِ ََّّل َجا َز َال َّت ْقض ُ َ
ٍ
قريش أو وقفت عللى وإل أي وإن لم يمكن التعميم وإن لم يمكن الحصر لهم كأن يقول وقفت على
ٍ
تغلع أو وقفت على ه المدينلة األبصلار الكبيلر المدينلة ويمكلن حصلرهم أهلهلا اآلن .فحلين إان بنر
يًوز التفللي العبلار الصلحيحة أبله يًلوز التفللي ؛ ألن يف بعله النسلخ التعمليم الصلواب أن تقلول
بعلهم على بعه ويًوز القتصار على واحلد؛ ألن التعمليم هنلا لليس ِ يًوز التفلي أي يًوز تفلي
مقصود األص التعميم فنقول يًوز التفلي والقتصار على واحد منهم.
بدأ المصنف ذا الفص يذكر النلوأ الثلاين ملن عقلود التاعلات وهلو الهبلة فقلد اكربلا ملن تاعلات
الوصية الوقف واكر هنا الهبة والهبة :هو بذل العين مع منفعتها مًابًا أي تاعًا.
ألن النبر كان َيهع غيره ♥ ويقب الهبة والهبة إن كابت لمسلتح ٍ بقصلد
ٍ
ملواز وكلان بينله وبينله قرابلة األجر فتكون صدقة فالصدقات كلها تدخ يف الهبات وإن كابلت لملن يعنلر
وبحو الك فتعتا حين إان هبةً.
قال املصنف« :و َت ِصح ِهب ُة مصح ٍ
ف». ُّ َ ُ ْ َ َ
ٍ
مصحف؛ ألن سيذكر بعد قلي أن ك ما ص بيعه صلحت هبتله ويسلتثنى ملن اللك يقول وتص هبة
سور المصحف فإبه ل يص بيعه لكن تص هبته بإجماأ.
قال :وك ما يص بيعه فتص هبته وهذه على سبي ا ب ق من حيث المنطوق ،وأما المفهلوم فقلد
مر معنا أن المصنف استثنى منها المصحف فإبه ل يص بيعه وتص هبته ،وكذلك قلالوا :المًهلول فلإن
المًهول ل يص بيعه لكن تص هبته وتكلمت عنها يف أول الباب الذي قبله.
684
فحين إان يًوز له أن اكر أو يسمر ما شلاء كلذلك أيللًا يقوللون :يصل هبلة ملا فيله منفعل ٌة لحاجلة
كالكلع والنًاسات إن كان فيها منفعة فيص هبتها ول يص بيعها.
قال املصنفَ « :و َتنْ َع ِهدُ بِ َما َيدُ ُّل َع َل ْي َها ُع ْر ا».
سوا ًء كان من األلفاظ أو من األقوال فكلها تسمى سوا ًء كان من األلفلاظ أو األفعلال فملن األفعلال أن
يرمر له بحرء مع ِدللة الحال أ ا هبة.
قال املصنف« :و َت ْلزم بِ َهب ٍ بِِِ ْذ ِن و ِ
اه ٍ
ب». َ َ ُ ْ
ابظر معر هذه مسألة مهمة الهب ٌة تص باللفظ بمًرد التلفظ أين وهبته لك تصلب صلحيحة .لكنهلا ل
تكون لزم ًة إل بالقبه ل بد من القبه؛ ألن النبر قال« :العائد يف هبتـ كال لـب يعـاد يف
قيئ » ق ي لبعه أه العلم هذا على سبي الذم ،قلال :فقلد علاد فلدل عللى أبله يصل العلود يف الهبلة قبل
الللوم ولكنه مكرو ٌه العود فيها.
صور الك رج ٌ قال :آلخر أعطيتك أهديتك سيارا أهلديتك يعنلر وهبتلك أهلديتك سليارا وقبل
أن يقبلها الموهوب له قال :رجعت يف هبتر ص الرجوأ ،لكلن إاا قبللها بالحلرط اللذي سلنذكره بعلد
قلي إاا قبلها الموهوب له فحين إان ل يص الرجوأ أصبحت يف مللك الموهلوب لله ل يًلوز للك أن
ترجع إل من باب الفسخ وا قالة .إان ابتهينها يف المسألة األولى وهو أبه ل بد من القبه وعرفنا اللدلي
وقد جاء أيلًا أن أبا بكر الصدي لما حلرته الوفا قال« :إين كنت قد نَحلت عائيـة نخـال لـ يف العاليـة
ِن كانت قبضت هد مل ت ِن كانت حازت هد مل ت وإَّل ها يف الارثة».
إان قب الحياز ما الذي يةتع؟ يةتلع عليله حكملًا يًلوز الرجلوأ ملع الكراهلة الحكلم الثلاين أن
الواهع إاا مات خ ص ل تللم الهبة سقطت فيقوم وارثه مقامه فيًوز لهلم الرجلوأ ويًلوز لهلم إبحلاء
ٍ
بقبه. هبة جديد ،وهذا معنى قال :وتللم
إان عرفنا ما معنى الللوم .القبه تقدم معنا صفته إما بالكي ،أو بالتنلاول ،أو بالتخليلة ،أو بلال ُعرف.
ٍ
واهع .الهبة ل يص القبه إل بإان الواهع فلو قبه الموهوب العين ملن غيلر إان الواهلع قال :بإان
مثال الك قلت لك هذا القلم هبة .واستغفلتنر وأخذته بيدك .فتقول حين إان للم ليس لك حل الرجلوأ
بقول ل؛ ألن قبلك له من غير ٍ
إان منر والك يعاون عنه با قباض ،فيكون فيه فع ٌ من الوهلع فل بلد
٦
685
فيه من ا ان؛ ألن هنا فيه جواز الرجوأ فحين إان ل بد فيها من ا ان در ًءا للخصومات.
دين يف امته سوا ًء كان بقد ًا أو عينلًا َب ِلر ملن هلذا اللدين سلوا ًء كلان اللدين ببعلًا
ومن أبرأ غريمه من ٍ
عيع ،أو كان دين بيع .ك هذه الديون إاا أبرأه فإبله يعنلر قرض ،أو كان يعنر ضمان ُمتلف ،أو كان أرش ٍ
َتاأ امته ولو لم يقب ولم يق َقبِلت تكون قد برئت الذمة؛ ألبه بمثابة القبه الحكم اللذي يف امتله بعلم؛
ألن َقبِ أخد المال ،وقد قبله قبلًا حكملر؛ ألبله يف امتله فحلين إان عنلدما أبلرأه سلقط؛ وألن القاعلد
عنللد الفقهائنللا أن ا سللقابات ل يحللةط فيهللا القللبه .ولللذلك قللالوا يف اللكللا أن اللكللا ل بللد أن تكللون
تمليكًا ول يص أن تكون إسقابا؛ ألبه يًوز للفقير أن يرد الصدقة يقول :لست من أهلها .فإن أسلقطت
عنه دين يف امته وتحسبها من اللكا ما برئت امتك؛ أل ا ل تسمى حين إان زكا ً.
ُب َتع ِديٍ ِ عطِي ِة و ِار ٍ
ث». َ َّ َ قال املصنفَ « :و َي ِ ُ ْ
عندبا مسألة قب أن أبدأ يف شرال هذه المسألة مصطل العطية ُيطلقها الفقهاء على معنيين يطلقو لا يف
باب الهبة على معنى ،ويف الباب اللذي بعلده يف الوصلية عللى معنلى مختللف .ففلر بلاب الهبلة إاا أبلقلوا
العطية فيقصدون لا الهبلة لللوارث وأملا يف بلاب الوصلايا اللذي بعلده فلإاا أبلقلوا العطيلة فيقصلدون لا
ُ
المخوف بيع .ولذلك هنا قيدها فقال :تعلدي يف عطيلة أو تصرفات المريه أي هبة المريه يف مرضه
ٍ
وارث. عطية
ببدأ هنا الهبة لللوارث سلوا ًء كلان وللد ًا أو غيلر وللد يًلع العلدل بيلنهم إل الللوج واللوجلة ل يلللم
العدل بينهم سأاكرهم بعد قلي .الدلي عليه أن النبر «لما جان يستييره النعمان وقد نحـٍ
ابن نِحلة قالت :أم النعمان َّل أرضى حتى تيـهد النبـ – -لمـا أتـى النبـ ،
قالَ :أكٍ ولدك أعطيتهم مثٍ ذلب؟ قالَّ:ل ،قالِ :ين َّل أَهد على زور ،وقال :أَهد علي بيري ،وقال:
أترضى أن ي ان بناك لب يف البر ساان؟ ،قال :نعم أمره بالعدل بيـنهم» وهلذا يلدلنا عللى أن علدم العلدل
بين األولد يف العطية حرام؛ ألن النبر سماه زور ًا فهو حرام هذا من حيث أبه حرام.
وه هو صحي أم ل؟ المحهور بعم أ ا صحيحة .هو حرا ٌم تكليفًا لكنها صحيحة بمعنى أ لا تلللم
بدلي أن النبر قال :أشهد عليه غيري فدل أن النبر ل يحهد على حرام لكن
686
لما قال :أشهد عليه غيري دل عللى أ لا بافلذ .ابتبهلوا معلر؛ ألن هلذه ينبنلر عليهلا ُحكلم وسليأا بكل م
ٍ
بعه حرام ،لكن لو فللله َمللك الوللد الملال، المصنف إان تفلي بعه الورثة اكرا ً كان أو أبثى على
أو َملكت البنت المال ،أو َملك األذ المال ،وهكذا ما دام وارثًا .إان المسلألة األوللى عرفنلا الحكلم أ لا
حرام لكنها بافذه وعرفنا الدلي .
المسألة الثابية من اللذي يًلع العلدل بيلنهم؟ قلال :يف عطيلة وارث يًلع .العلدل يف عطيلة اللوارث
سوا ًء كان الوارث ابنًا ،أو بنتًا ،أو أخًا ،أو أختنًا ،أو عمًا ،أو عمةً ،ترث العمة؟ أل الفقهاء يقوللون كلملة
ورث ول َت ِرث؛ ألن ابن أخيها ابلن أذ وابلن األذ يلرث وهلر عمل ٌة
يقولون العمة مسكينة لمااا مسكينة؟ ُت َ
والعمة ليست من اوي الفروض ول من التعصيع وإبما هر من اوي األرحلام ،واوي األرحلام إاا ُعلدم
اوي الفرد والتعصيع ورثت .وهذه من لطائف الفقهاء التر يذكرون من باب النكتة العملة مسلكينة دائملا
يقول العمة مسكينة مسلكينة مثل ملا جلاء أخوبلا أملس يقلول :المسلكين يقصلد بفسله بقلول العملة دائملًا
مسكينة.
برجع لمسألتنا إان فيعدل بين أعمامه إاا كابوا وارثين وأما إاا كابوا غير وارثين ف يللم العدل بيلنهم
فإبما هر هبة .إان عرفنا المسألة الثابية من الذي يللم العدل بيلنهم؟ الورثلة .إل اللوجلة فيًلوز أن يعلدل
بين أبنائه ول يعطر زوجته شرء يًوز ،ويًوز أن يعطر زوجته شيمًا ول يعطيه لبنيه فاللوجة إاا أعطاهلا
اللوج أو اللوجة إاا أعطت زوجها ل يللم فيه العدل على قول فقهائنلا لملااا؟ ألن اللوجلة جلرت العلاد
أن الرج ُيعطيها من الهدايا وينحلها من الهبات ما ل يهبه ألبنائه وإخوته .وللو قلنلا بحرملة اللك لخالفنلا
العم والفع الذي يفعله الناس ا جماأ الفعلر.
إان ابتهينا مِن َمن يًع التعدي بينهم المسألة األخير عحان الوقت .كيف يكون العدل بين األبنلاء؟
العدل بين األبناء يكون بالقسمة بيلنهم كقسلمة الميلراث فيقسلم قسلمة ميلراث عللى أصل اللوجهين عنلد
المتأخرين ،لقول قتاد :هر قسمة رضيها اهلل لنا بعد الوفا فنرضاها يف حياتنا ،ولو كنلت مفلل ً لفلللت
األبثى على الذكر؛ ألن األبثى دائمًا ل تكن مكتسبه وتكون محتاجلة للملال أكثلر ملن اللذكر ،لكلن ُتقسلم
قسمة الورثة هذا أص الوجهين؛ ألن فيه عند المتأخرين ألن عند المتأخرين وجهين.
ٍ
وارث عرفنا التفصي قب قلي . قالوا :ويًع تعدي يف عطية
٦
687
ٍ
بعه. أي :فإن فل بعه الورثة على
كيف سوى برجوأ؟ يعنر يًع عليه أن يسوي بينهم يف العطيلة .برجلو ٍأ فيًلوز لله الرجلوأ يف الهبلة
التر وهبها ألبنائه أو خوابه .لكر يكوبوا جميعًا سلواء فسلوى برجلو ٍأ يًلوز أيللًا غيلر الرجلوأ وهلو
تفلي من لم ُيفل أو تسوية من لم ُيفل فيعطيه من المال ملا يكوبلوا سلواء إان يًلع تلدارك الحلرام
بالرجوأ أو بالتسوية.
ت َت ْق ِضي ُل ُ».
قال املصنفَ « :ث َب َ
هذا اكرباه قب قلي وهو أبه حرام لكنه صحي فلو َفلل أحلد بنيله وأعطلاه ملا ً
ل أو أرضلًا ثلم ملات
بعد الوفا ل يللم أن يردها للومًا وضلعيًا ملن حيلث الصلحة والفسلاد وإبملا يعنلر ديابلة وإبلرار ًا بأبيله أن
يردها للورثة من باب إبرار الورثة من باب إبرار املة أبيله إان هلذا ملا يتعلل يف قلول المصلنف :وإن ملات
قبله ثبت تفليله هذا هلو المحلهور خل ف الروايلة الثابيلة بيلع .عنلدي مسلألة أخيلر أخلتم التقبليه يف
العطية؛ ألن التقبيه يف العطية دائمًا يكون عنها سؤال.
بعله يف حلالت ثل ٍ
ث أو أربلع الحاللة األوللى إاا ٍ العلماء يقولون يًوز تفلي بعه الورثة عللى
كان من باب النفقة فإن ما كان من باب النفقة يًوز التفلي لمااا قللت اللك؟ ألن بعله األبنلاء يحتلاج
من باب النفقة أكثر من غيره .بعلهم يأك أكثر من غيلره ،بعللهم يحتلاج للبس أكثلر ملن غيلره .معلروف
البنات مؤبة لبسهن أكثر من لبس األبناء.
688
األبناء مث ً الكبير أبفقت عليه عحرين عامًا مث ً والصغير سنة ل يللم أن أقول يًع عللر أن أحفلظ
قيمة التسعة عحر لهذا البن الصلغير ل ملا كلان ملن بلاب النفقلة فإبله كلله يعنلر ل يلللم فيله التعلدي هلذا
واحد ،األمر الثاين ما كان بإان الوارث بقيلة الورثلة ملا كلان بلإان الورثلة يعنلر أبله إاا أعطلى واحلد ًا وأان
الباقون فإبه حين إان يص ،الحالة الثالثة بعم هناك حالة ثالثلة بسليتها لكلن الحاللة اللرا بعلم اكلر الموثل
وهر الرابعة لكن الثالثة لعلر أتذكرها بُسيتها اآلن لكن اكر الموث أبه يًوز إاا كان من باب الخدمة فللو
كان بعه بنيه يخدمه ليست محبة قلع فقط ،وإبما من باب الخدمة والا وا حسان فيًوز تفلليله كملا
لو كان أجنبيًا .األجنبر إاا خدمك فإبك ستعطيه بِحل ًة ليس أجر ب قد تكرمله فلوق األجلر بملا يليلد ل
بقول أجر ؛ ب تعطيه بما جرت العاد به .فحين إان يًوز التفلي ألج الك بعم هذه تقريبلا الحلالت
الث ث إن اكرت الرابع سأببمكم ا.
واهب أن يرجع يف ِ
هبة بعد قب ٍ ». ٍ قال املصنف« :ويحرم على
إن الواهللع إاا وهللع غيللره شلليمًا وأقبللله إيللاه يعنللر قبللله بإابلله ف ل يًللوز للله الرجللوأ فيهللا؛ أل للا
أصبحت ملكًا لغيره .فقول المصنف هناَ :ح ُر َم أي َح ُر َم ول يص رجوعه إل من باب ا قالة.
قال :وكُره قبله أي قب القبه؛ أل ا ليست لزمة فيًوز الرجوأ لكنه مكروه وسمر مكروهًا؛ ألبله
من خوارم الطباأ الكريمة فإن المرء إاا بذل ملا ً
ل فاألصل أل يرجلع فيله وألن النبلر قلال:
«العائد يف هبة كال لب يعاد يف قيئ » ليس لنا مث السوء .فهو كالكلع فحبه بالكلع فيكون دلي على أبله
مكروه.
قال :إل األب فإن األب إاا بَح أبنائه فقد يًع عليه الرجوأ إاا كان لم يسوي بينهم ،وقد يًوز لله
الرجوأ إاا كان قد سوى؛ ألن األب يًوز له أن يأخذ من أموال أبنائه «أنت ومالب ْلبيب».
ب بِ َه ْب ٍ َم َع َق ْا ٍل َأ ْو نِ َّي ٍة».
قال املصنفَ « :و َل ُ َأ ْن َيت ََم َّل َ
قول أو ٍ
بية. بقبه مع ٍ
ٍ يًوز له أن يتملك ويًوز له أن يتملك
ال َو َل ِد ِه».
قال املصنفِ « :م ْن م ِ
َ
ٍ
بقلول أو بيلة؛ ٍ
تلفلظ أي :يًوز لألب أن يتملك الدين أن يتملك العين أن يتملك عينًا من األعيان ملع
ألبنا قلنا ل بد أن يقول :أبنر أريده لر فيكون ملكا له أو بوى أن يكون له أما لو أخده من غير ٍ
قلول ول بيلة
٦
689
ل قال :أريده لر أبا ملكًا لر فحلين إان يصلب ملكلًا للألبإان إاا تلفظ األب عندما أخذ من ابنه ما ً
وأما إاا أخذه من غير ٍ
قول ول بية للتملك فإ ا تصب فإن المال الذي أخلذه ملن ابنله يصلب دينلًا يف امتله
بقبه مع ٍ
قول أو بية .إان الحرط األول ل بد ملن القلول ٍ دينًا يف امة األب وهذا معنى قال :وله أن يتملك
ٍ
بقبه ل بد أن يكون بقبه وقب القبه لم يتملك ولو تلفلظ قلال :بيتلك أو النية ،الحرط الثاين أن يكون
الف ين لر ل يكون ملكًا لألب .لو أن أبًا قال :لبنه بيتلك الفل ين للر ثلم ملات األب فًلاء أبنائله قلالوا:
تملك أبوبا بيتك بريلد أن بلدخ يف الميلراث .بقلول ل ألبله تلفلظ بالمللك لكنله للم يقلبه فحلين إان ل
يكون مالكًا ل لبيت ،القيد الثالث قول المصلنف :ولله أن يتمللك شلوف يتمللك هلذا يلدلنا عللى أن اللذي
يملكه األب من ابنه إبما هر األعيان فقط دون الديون التر يف الذمم.
ف يستدين على ابنه ما يستدين على ابنه ما يقول يحةي من واحلد ويقلول سيسلددك ابنلر؛ ألن هلذا
ٍ
ألحلد أن ُيحلغ امتله بحلرء .فلاألب ل ليس من مال البن هلذه املة البلن والذملة متعلقلة بنفسله ولليس
يستدين على ابنه وإبما يًوز له أن يتملك من أعيان ماله بقد ًا أو سائر األعيلان بحلرط القلبه واللتلفظ أو
النية بعم قال :من مال ولده يحم الوللد اللذكر واألبثلى واألب يحلم األم كلذلك ،وهلذا خلاص بلاألب
واألم المباشر دون الًد والًده فإ م ل يتملكون من أموال أحفادهم.
السرية هر األَمة التر وبمها فإاا وبمها صارت ُسريةً؛ أل ا أصلبحت موبلوه لبنله فل يًلوز ألبيله
ُ
أن يطأها.
ما شاء من المبالغ ما لم يلر البن ويًحف به .والمقصود به اللرر البين وأملا الللرر اليسلير فكل
أحد ًا ُأخذ منه ولو ريا ً
ل تلرر والمقصود به اللرر البين.
ت َأ َح ِد ِه َما».
ض ما ِ
قال املصنفَ « :أ ْو َي ُْن بِ َم َر ِ َ ْ
قال :أو أن يكون يف مرض موت أحدهما؛ ألبه حين إان يكلون حكمله حكلم الوصلية وهلذا ل يكلون
كذلك.
أب كافر ل يأخذ من البن المسلم؛ ألبه ل يًوز له إرثه إبتدا ًء ف يًوز له األخذ من ماله.
ٌ
الك م األب أن يأخذ من مال ابنه بحلروط الحلرط األول أن يكلون عينلًا ل إان يًوز لألب ملخ
دينًا أخذباها من قال :يتملك ،الثاين أن يكون قد قبله ،الثالث أن يكون منه ٌ
قلول أو بيلة ،الرابلع أن يكلون
من ولده المباشر دون من دبى دبى قال :من ولده فإن الًلد ل يأخلذ ملن ملال أحفلاده ،قلال :الخلامس أن
يكون غير السرية فإن السرية ل يأخذها األب ،السادس أل يكون ضار ًا ضرر ًا بينًا ،السابع أل ُيعطيله وللد ًا
آخر ،الثامن أل يكون بمرض موت أحدهما ،والتاسع أل يكون األب كافر ًا.
اج َب ٍة».
قال املصنفَ « :و َل ْي َس لِ َا َل ٍد َو ََّل لِ َا َر َثتِ ِ ُم َطا َل َب ُة َأبِي ِ بِدَ ْي ٍن َون َْح ِا ِه َب ٍْ بِنَ َق َه ٍة َو ِ
إن البن إاا كان له دين على أبيه بحن عرفنا قب قلي أن األب يًوز له أن يتملك من أعيان ابنه ،وقلد
يكون ل بن دي ٌن على أبيه .صور الك أن يكون البن أقرض أباه أو أن األب أخذ شيمًا من ملال ابنله بغيلر
ٍ
قول أو بية فيكون دينًا يف الذمة فيكلون دينلًا يف املة أبيله لكلن ملا دام دينلًا يف املة أبيله ل يًلوز ل بلن أن
يطالع أباه أمام القلاء .هذا معنى المطالبة الدين باقر يف الذملة ،لكلن ل يطاللع أبلاه أملام القللاء وهلذا
بدين ،ف يطالع أباه ٍ
بدين. معنى قال :وليس ٍ
لولد مطالبة أبيه ٍ
قال :وبحوه أي وبحوه من األعيان التلر تكلون كاألمابلات فل يطالبله بأمابلة تكلون عنلده أو بللمان
ُمتلف وبحو الك.
إاا مات األب له الحل أن يطاللع الورثلة أن ُيسلدد اللدين فل يسلقط اللدين يبقلى يف املة األب إللى
الوفا ،فإاا مات له أن يطالع الورثة.
ٍ
بلدين قال :وليس ٍ
لولد ول لورثته أي ورثة الولد وهو ابن البن وبنت البن مطالبة األب وهلو الًلد
وبحوه ب بنفقة واجبة فيًوز ل بن أن يرفع دعوى على أبيه بالنفقه.
٦
691
ببعًا هذا هو المحهور وهناك قول لبعه أه العلم أبه يًوز ل بن أن يطالع أبلاه يف القللاء وهلذا
ٍ
بلدين وإن كلان الذي يعنر وإن كان بادر ًا بحمد اهلل أمام المحاكم لكن يوجلد اآلن ملن يطاللع أبلاه
القاضر يحاول أن يصرف الدعو قدر الستطاعته لكن يعنر قلي ما تسمع وهر بادر بحمد اهلل.
ف تَصر ُ كَص ِ
حيحٍ ». قال املصنف« :ومن مر ُض َبير مخَ ا ٍ
َ ُّ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ ُْ ُ ِ
األمراض بوعان إما أن تكون مخوفة أو غيلر مخوفلة الملراد بلالمخوف ال اللذي ُيخحلى منله الملوت
وإن كان ليس سببًا يف الموت ،فعلى سبي المثال الحل أول ما يصيع المرء الحلل وهلو اللذي يسلموبه
بال ال يسموبه سيأا بعد قلي من ك م المصنف يف اللمان يسموبه مااا؟ ال سليأا ملن كل م المصلنف
بالحلل أو بالًلطلة يف أولهلا مخوفلة وإن بلال أملده فلليس بعم .فالحل يف أوله أول ما يصاب الحلخ
بمخوف .فالًلطة يف أولها مخوفة ثم بعد الك ليس مخوفًا.
إان المخوف هو الذي ُيخحى أن يتبعه الموت مباشر يقول :ملن كلان مرضله غيلر مخلوف كلالحمى
المعتاد ،وألم السن ،وغير الك ،فإن تصرفه كصلحي يعنلر تصلرفه كتصلرف الصلحي تماملًا يف صلحة
البيع والحراء والتاعات.
وإن كان المرض مخوفًا قال :كاسام ،الاسام شرء ياز يف الذهن يف اللرأس يف آخلر العملر ثلم يبلدأ
دائمًا قب وفاته أو كثير من الناس قبل وفاتله وخاصل ًة إاا كلان كبيلر السلن بعدم ا دراك ولذلك الحخ
يبدأ يغيع عن العق ويتخي أشياء ل وجود لها فتًده قب الوفا ُيلحظ هذا ُيعرف قبل وفاتله بأيلام تًلد
أبه بدأ يذكر أشياء ول يكون مدركًا كمال ا دراك مما بًاببه .حتى إن الذين بًاببه يعلملون أن وفاتله قلد
قربت؛ ألبه بمثابة المخوف .ولكنه قد يحفى ويمر علينا أحيابا يأتيله مثل اللك ثلم يحلفى بعلد اللك .هلذا
الذي يسمى برسام.
قللال :وإسل ٍ
لهال متللدارك يعنللر أبلله مسللتمر غيللر منقطللع فغالللع ا سللهال يسللبع الوفللا .ومنهللا بعلله
األمراض المحهور مث الكوليرا هذه التر من البعوض الكوليرا إاا لم يكن هناك دواء فإ ا كلذلك تعتلا
من ا سهال المتدارك فإ ا من المرض المخوف.
692
الك م أن تصرفات المريه المرض المخوف وهلو اللذي يسلميه العلملاء بعطيلة الملريه ملخ
ٍ
مرض المخوف يأخذ معنى الوصية ،ول يأخذ حكم الوصية .لمااا قلنلا أبله يأخلذ عطية المريه عطية يف
معنى الوصية ول يأخذ حكم الوصية؟ ألن بين عطية المريه يف الملرض المخلوف وبلين الوصلية أربعلة
فروقات سيوردها المصنف بعد قلي .
ٍ
بقراش صحيحٍ ». قال املصنف« :ومن امتد مرض بُذا ٍم ونحاه ولم يهطع
قال :ومن امتد مرضه بًلا ٍم كاألمراض التر يعنر الًدري وغيرها هلذا هلو الًللام ملن امتلد مرضله
ٍ
بفلراش يعنلر للم يكلن وبال وبحوه .كالًلطة إاا امتدت بصاحبها وهو ملا زال كلذلك قلال :وللم يقطعله
م زم للفراش دائمًا يعنر لم يقطعه بذلك ،قال :فحكمه حكم الصحي بتصرفه.
قال املصنف« :ويعتبر عند المات كان وارثًا أو َّل ويبدأ باْلول اْلول».
يقول ويعتا عند موته أو يعتا عند الموت أي عند موت الذي أتى بالعطية وأتى بالهبة كوبله وارثلًا أم
ل؟ يعنر رج قب وفاته قال لف ن :لبن عمر مائة ألف وكان ابن عمه غير وارث؛ ألن له ابنلًا؛ ألن هلذا
المتاأ كان له ابن .حلين إان ملا حكلم هلذه العطيلة؟ عطيل ٌة لغيلر وارث ويًلع أل تًلاوز الثللث فنقلول
تكون موقوفة لحين الوفا ثم بعد الك إن جاوزت الثلث فيعطلى الثللث فقلط وإن كابلت دون الثللث فل
ُتعطاه كاملة بيع .قب الوفا بلحظة أو بساعة مات ابنه ،ثم أصب ابن عمه أو ابن ابنه اآلخر لو فرضلنا أن
دائمًا الواحد يوصر لبن البن ثم أصب ابن ابنه اآلخر هو الوارث بقلول يلرث ول يسلتح العطيلة التلر
كابت يف مرض الموت فحين إان أخذت حكم الوصية.
أوصى لبن ابنه الميت بمبللغ وعنلده ابلن حلر فملات ابنله الحلر فحلين المثال أوض بقول شخ
٦
693
إان ابن البن يأخذ الوصية أو العطية يف مرض الموت ول يأخلذ عفلو ًا يأخلذ الميلراث ول يأخلذ الوصلية
ول العطية.
قال« :و ُيبدأ باألول فاألول» هذه هر الفروقات بين عطية المريه وبين الوصية.
الفرق األول أن العطية هنا العطية المراد لا عطيلة الملريه ليسلت عطيلة الورثلة أن عطيلة الملريه
ُيبدأ فيها باألول فاألول كيف؟ رج ٌ تركته ث ثة ألف يف مرضله المخلوف أوصلى لحلخ ٍ بخملس مائلة
ٍ
لثالث بخمس مائة فنقول يعطى األول خمس مائلة والثلاين ثم أوصى لحخ ٍ آخر بخمس مائة ثم أوصى
خمس مائة والثالث ل شلرء لله لملااا؟ ألن ثلثله أللف .الوصلية بخ فهلا للو أوصلى للألول بخملس مائلة
والثاين بخمس مائة والثاللث بخملس مائلة وصلية يعنلر قلال :أوصليت لهلم بعلد الوفلا فإ لا تقسلم بيلنهم
بالسوية وهذا معنى قوله فيبدأ باألول فاألول بالعطية هذا هو الفرق األول.
هذا هو الفرق الثاين أن العطية ل يص الرجوأ فيهلا ،بينملا الوصلية يصل الرجلوأ فيهلا؛ أل لا معلقلة
على شرط.
قال :ويعتا القبول عند الوجود .يعنر الوصية ل تقب إل بعد الوفا .بينملا العطيلة يًلوز قبولهلا عنلد
لليد غيلر اللوارث ٍ
لليلد أللف ريلال، الوجود صور الك رج ابظر معر يف عطية يف مرضه المخوف قالٍ :
ٍ
بلألف ،قلال :قبللت قبوللك غيلر مقبلول ل فقال :قبلت .قبوله هنا معتا ،الحالة الثابية قال :أوصليت ٍ
لليلد
عا به يًع أن يكون القبول بعد الوفا .
عكسها رد القبول قالٍ :
لليد ألفًا وهبت لليد ألف فقلال ل أقبلهلا خل ص إان سلقط حقله .للو قلال:
لليد ٍ
بألف قال :ل أريد وصيتك بقول عدم قبولك هنا ل أثر لله؛ ألن العلا بوقلت القبلول متلى؟ أوصيت ٍ
بعد الوفا إا ًا بأخذها برد ًا وعكسًا إان فقلول المصلنف :يعتلا قبولهلا عنلد وجودهلا أي وردهلا كلذلك،
وهذا هو الفرق الثالث.
694
ٍ
كتلاب يف درسلنا إن شلاء اهلل وهلو سلماه المصلنف بكتلاب الوصلايا وعلاد هذ الكتاب هو أخر
المصنف يف األبواب السابقة كلها أبه يًعلها فصو ً
ل وبعللهم يًعل للبعه الفصلول أبوابلا وإبملا أفلرد
ٍ
بكتاب مستق ؛ أل ا فيها شبه من الفرائه حيث ل ُتملك إل بعد الوفا . الوصايا
بينما المعام ت كلها تثبلت تمللك يف الحيلا هلذا األملر األول ،األملر الثلاين أ لا قلد أ لا تقلدم عللى
الميراث فناسع أن تكون سلابقة للميلراث األملر الثاللث أن هلذه الوصلية األصل أن ملال الملرء إاا ملات
ابتق ماله كله لورثته إل ما أوصى به فكابت هذه الوصية بمثابة المستثنى ملن الميلراث فلذاك كلان فيصل ً
بللين المعللام ت التللر يملللك التصللرف فيهللا ،وبللين السللتخ ف الللذي هللو مللال ا رث .فناسللع أن ُتفللرد
ٍ
بكتاب مستق بعم قب أن بتكلم عن الوصايا لنعلم أن المرء يستحع له يف الوصية خمسة أشلياء تفعل يف
الوصية؛ ألن كثير ًا من الناس يظن أن الوصية خاص ٌة بالتاعات ل ليس كذلك ب الوصلية متعلقلة بخمسلة
ما بقول تستحع فيها خمسة وإبما بقول متعلقة بخمسة أشياء.
ٍ
حقلوق عللى غيلره .فيسلتحع للمسللم أن يكتلع مالله كلله األمر األول تكون متعلقة بكتابة ما له من
ويبين أين يوجد؟ وخاصلة الخفلر؛ ألن بعله الورثلة إاا جلاء الميلراث ل يعلملون ميلراث أبليهم فيلليع
والنبر قال« :إنب إن تدع ورثتب أبنيان هير» فدل على استحباب أن يةك لهلم الخيلر فلإاا
كان لك ٌ
مال يف حساب بنك مهًلور غيلر معلروف اكتبله ليعلرف الورثلة ماللك أو للك ديلن عللى زيلد ملن
الناس أو عمرو اكتبه لكر ل يليع الح .
إان األمر األول كتابة الحقوق كتابة أموالك ،األمر الثاين وهلو كتابلة ملا عليلك ملن اللديون؛ ألن هلذا
واجع عليك سلداده وقلد يلأا اللدائن بعلد وفاتلك ول تكلون لله بينلة .فحلين إان ل يعطيله الورثلة الملال
ٌ
فتكون أبت محاسبًا عن الك ،ولذلك ك دين عليك فاكتع إبرا ًء لذمتك وللو كلان مؤجل إبلرا ًء للذمتك
٦
695
اكتبه يف وصيتك وهذا ملن بلاب إبلراء الذملة وربملا ملن ال زملات بلراء الذملة أبلت تكتلع اللديون التلر
عليك .ليللم أن تقول للورثة سددوا الدين؛ ألبه يًع تسديد اللدين وللو للم تقل سلددوه بل هلو مقلد ٌم
على ميراثهم مقد ٌم على الوصية حتى.
إان األمر الثاين اكرباه قب قلي وهو مااا؟ أن تكتع اللديون ،األملر الثاللث وهلو أن يسلتحع للملرء
أن يوصر بتاأ بمبل ٍغ مالر يوصر بتا ٍأ مالر.
ٍ
بًلء وسيأا بعد قليل تفصليله وهلو أغللع ملا وهذا اللر سيتكلم عنه المصنف بعد قلي يعنر يتاأ
يتكلم عنه الفقهاء ،األمر الرابلع وهلو ال وهلو ا يصلا ُء يف الوليلات وا يصلا ُء يف الوليلات هملا وليتلان
ولية المال ،وولية التلويج .فالميت إاا مات له أن يختار ملا شلاء ملن العلدول المسللمين ليكلون أوليلاء
على أموال بنيه ال ُقصر من كان دون البلوغ ،وكان فاقد األهلية بًنون وبحوه.
فهذا يسمى إيصا ٌء على ولية المال ويًوز له لألب خاصة أيلًا .أن يوصر عللى وليلة التللويج لله
بنات ويعللم أن أخلاهن أو أن أخلاه هلو للن يقلوم بحلاجتهن يف التللويج ،فيوصلر ملام المسلًد ملث ً أو
لرج ٍ عاقل يقلول وصليت أوصليت لفل ن بتللويج بنلاا ،فحلين إان ُيقلدم الوصلر عللى أخليهن وعللى
عمهن؛ ألن الوصية يف ولية التلويج أن الموصى إليه يف وليلة التللويج َأو َللى مِلن َملن سلوى األب حتلى
الًد هو مقدم عليه.
إان األمر الرابع هو الوصية با يصاء يف الوليات المالية والتلويج ،األمر الخلامس وهلر النصليحة.
فإبه ُيستحع للمرء أن يكتع يف وصيته بصيحة لورثته وقد جاء علن ابلن مسلعود ملن أراد أن يقلرأ الوصلية
للنبر التر عليها خاتمه والنبر لما قال« :إتاين بدواة اكتـب ل ـم» كلان فيهلا
بصيحة .ليست من باب ا يصاء ،وإبما من باب النصيحة للمسلمين .ولذلك ُيستحع للمسللم أن يكتلع
ألبنائه وصي ًة بالمحافظة على الص ،بصللة اللرحم ،بلالحرص عللى أمهلم ،الحلرص عللى زوجلة أبليهم
مث ً ،وإن كان المرء من أه العلم فليكتع وصي ًة لعامة المسلمين.
ابن قدامة له وصي ًة تقرأ إلى اآلن فيها بصيحة عظيمة ،ابن الحبال لله وصلية عظيملة ،ابلن الًلوزي لله
وصية لبنه ،أبو الوليد الباجر له وصي ٌة رائعة لبنه ،أه العلم ربما يكتلع لبنله وصليةً ،فيكتبهلا ملن قلبله
فحين إان ينتفع ا ابنه وينتفع ا المسلمين .إان يف الوصية ألبنائك دايمًا تقب بعد الوفلا عنلدما يقلرهن
696
ٍ
محافظ على الص ،فلملا ملات أبلوه وفلت وصلية هذا الك م النصيحة لها أثر .وأعرف شخ ٍ كان غير
أبيه وجد أن أباه يوصيه بالمحافظة على الص ،وعلى بعه الطاعلات فللمهلا حتلى أصلبحت لله سلًية
وببعا.
إان أحيابًا الورثة يتأثرون ذه الوصية توصيهم بالبعد علن الحلرام ،علن الربلا ،توصليهم بالبعلد علن
الحللبهات .فهللذه مللؤثر وخاصللة إاا رأوهللا بعللد وفاتللك .إان الوصللية التللر تكتللع خمسللة أشللياء الفقهللاء
يتكلمون عن شيمين الوصية بالتاعات ،ثم يتكلمون عن ا يصاء بعد الك.
قال املصنفُ « :ي َس ُّن لِ َم ْن ت ََر َك َماَّل كَثِيرا ُع ْر ا ا ْل َا ِص َّي ُة بِخُ ْم ِس ِ ».
كم مقدار الوصية التر تستحع يًلوز إللى الثللث ،ويحلرم ملا زاد علن الثللث ،ولكلن المسلتحع أن
وعلر فإ ما قالوا« :لا أن النـاس بضـاا إلـى الخمـس ل ـان أ ضـٍ» يكون ُ
الخ ُمس كذا فعله أبو بكر
ٌ
وهذا من فِر من أفاض الصحابة وهم الخلفاء الراشدين وقولهم إاا لم يخالف غيرهم يدل على التفلاق
على استحباب ُ
الخمس.
عليهما ،وبنا ًء على الك فإن من لم يرثه إل أحد اللوجين يًوز لله أن يوصلر بلأكثر ملن الثللث وسلأاكره
بعدما بنتهر.
إان من كان له ورثة والورثلة يسلتوعبون مالله بلالفرض أو بالتعصليع أو بلالرد فإبله يقلول المصلنف:
يحرم عليه الوصية بأكثر من الثلث ألجنبر .ل يًوز له أن يوصر بأكثر من الثللث «الثلـث والثلـث كثيـر»
لوارث بحرء ولو بقلي ل يًوز الك هذا ك م المصلنف قلال :يحلرم وبعله الفقهلاءٍ قال :أو أن يوصر
ٍ
ألجنبلر ٍ
لوارث أو أوصى بما زاد عن الثلث قال :إبه ل بقول يحرم وإبما بقول ُيكره لمااا؟ ألبه لو أوصى
فأملاه الورث ٌة جاز تنفيذ ًا ،فحين إان بفذ واألص عندبا أن ما حرم عقده ل يةتلع عليله أثلر .وللذا اختلار
بعه المحققين مث صلاحع ا بصلاف أن األَو َللى أن يقلول ُيكلره ُيكلره فقلط؛ ألبله قلد يصل إاا أمللاه
الورثة تنفيذ ًا وسيأا إن شاء اهلل .بيع على العموم أمر سه .
المسألة اْلهيرة :من كان له لم يرثه إل زوجته أو اللوجة للم يرثهلا إل زوجهلا فالفقهلاء يقوللون إبملا
ٌ
وارث يرثله ل فرضلًا يأخذ اللوج بصيبه وهو النصف أو اللوجة بصيبها وهو الربلع .وملا بقلر فل يوجلد
ول تعصلليبًا ول ُيللرد علللى أحللد اللللوجين .البللاقر مللااا يفع ل بلله؟ إاا لللم ُيوصللر بلله اللللوج فلبيللت مللال
المسلمين فللح اللوج أن يوصر بمااا؟ بث ثة أرباأ تركته إاا لم ترثه إل زوجته يًلوز لله أن يوصلر بله
ٍ
لبعيد وهكذا من شاء. فيوصر به
ٍ
لوارث بحرء تص وهلذا اللذي جعل القاضلر عل ء اللدين وتص الوصية بأكثر من ٍ
ثلث ألجنبر أو
المرداوي يقول األَو َلى أن بقول :تكره كيف تحرم ل تصل ،وقاعلدتنا أن النهلر يقتللر الفسلاد وتكلمنلا
عنه يف غير هذا المح .وللذلك قلال :تصل لكلن تكلون موقوفلة عللى إجلاز الورثلة فلإاا أجازهلا الورثلة
وقالوا أملينا ما أوصى به مورثنا فإ ا تص بافذ ً أو تص تنفيذ ًا للوصية ل عطي ًة مبتدأه وهذا معنى قلال:
وتص موقوفة أي أ ا صحت فيكون تنفيذ ًا حين ااك.
وأما الفقير فإبه إاا كان وارثه محتاجًا والمراد بالفقير هنا ليس الفقير يف باب اللكلا .وإبملا المقصلود
مال ول دين عليه .ولكنه ٌ
مال يليلد علن حاجتله وقلت الوفلا .قلال :وواثله محتلاج فإبله بالفقير الذي عنده ٌ
698
األفل أل ُيوصر.
بفرض المسألة مسألة عول كما لو أن شخصًا يستح الربع وشخصًا يستح الثلث فالمسألة تصل
من كم؟ من اثنر عحر هذا له ث ثة وهذا لله أربعلة فلالمًموأ سلبعة .فحلين إان بردهلا إللى سلبعة فيقسلم
ٍ
وواحلد بثللث فتكلون ٍ
وواحلد بنصلف ٍ
لواحلد بنصلف الثلث إلى سبعة هذا قسمة رد .قسمة عول .أوصلى
المسألة من ستة النصف والنصف لهما ث ث ٌة وث ثة والثلث اثنان فتعول إلى ثمابيلة .إان فقلول المصلنف
كمسائ العول أي كمسائ العول والرد يف الحساب .فتحسع كمسائ العول والرد ببعًا هذا خ ف إاا
أوصللى إاا أعطللى يف مللرض المللوت ،فيقللدم األول علللى األول ول يتحاصللون مللا يتحاصللون .الللذين
يتحاصون يف الوصايا وأما عطية المريه فإ م يقدم األول على األول وتقدمت قب بلع دقائ .
س َا ْلم ِ ٍ ِ اجب ُ ِ
ال ُم ْط َلق». ات م ْن َد ْي ٍن َو َح ٍِّ َو َزكَاة م ْن َر ْأ ِ َ قال املصنفَ « :وتُخْ َر ُج َا ْل َا ِ َ
ٍ
آدمر وحقوق اآلدميلين مبنيلة عللى وتخرج الواجبات الحرعية من ٍ
دين .وهذا عندهم مقدم؛ ألبه ح
حج .إما حًة ا س م وكلان قلد ُو ِجلدَ يف حقله شلرط الوجلوب ،وإنالمحاحا وحجٍ أي من وجع عليه ٌ
وجد يف حقله الملابع ملا هلو شلرط الوجلوب؟ مِللك الللاد والراحللة ،وأملا الملابع فهلو علدم القلدر عللى
ٍ
لمرض وبحوه. الركوب
ٍ
ماللك للللاد المابع ل يمنع اخرج اللكا من المال وأما فوات الحرط فهو الذي يمنلع .فلإن كلان غيلر
والراحلة فإبه ل ُيحج عنه بأن كان ماله أق من قيمة اللاد والراحللة بيلع .إان ملن كلان ملن وجلع عليله
ٍ
واجع عليله ووجد شربه وهو اللاد والراحلة مث ً أو كان الحج حج بافل ٍة لكنه بذره فيكون ٍ
الحج فريلة ُ
حين ااك فيًع أن ُيخرج من ماله.
قال« :وزكا » وهذه المسألة أريد أن أببه لها .علمائنا يقولون :اللكا ل تسلقط بطلول الملد إاا تعملد
تركهللا ،ول تسللقط إاا َج ِهل وجو للا؛ ألن اللكللا متعلقللة بالمللال وكل مللا كللان متعلل بالمللال فل يسللقط
٦
699
بالًه .ما يسقط بالًه مث ا ت فلات المتعلل بلالحقوق الماليلة ل تسلقط بالًهل وألن اللكلا ملن
المعلوم من الدين باللرور هذا على المحلهور .بعله النلاس يملوت وعليله زكلا عحلرين سلنة للم يلؤد
اللكا بقول يًع أن ُتخرج زكا عحرين سنة قب قسمة الميراث كيف حسا ا؟ محلهلا غيلر هلذا المحل
بعللم .قللالُ :تخللرج مللن رأس المللال .أي قب ل إخللراج الثلللث ،وقب ل قسللمة الةكللة ،وكللذلك ُتخللرج مؤبللة
التًهيلُ .يبدأ بمؤبة التًهيلل ،ثلم بلالحقوق الماليلة المتعلقلة بالةكلة يقلدم حل اآلدملر ،ويقلدم ملن حل
اآلدمر ما كان متعل ٌ بعين الةكلة كملا يكلون فيله رهل ٌن علين يف الةكلة ،ثلم ملا ل رهلن فيله ثلم حقلوق اهلل
،ثم تقدم الوصية ،ثم بعد الك قسمة الميراث .وهذا معنى قال :رأس المال أي قب الوصية.
هذه المسألة سهلة يقول لو أن امرء ًا قال :لعبد يملكه لك ثللث الملال .بقلول يصل ،لكلن بنظلر قيملة
الثلث وقيمة العبد .فإن كابت قيمة العبد هر قيمة الثلث عت .وإن كابت قيملة الثللث أكثلر فإبله يعتل ملن
قيمته ومازاد يأخذه وإن كان الثلث أق فعت منه بًلء ما أوصر له به .فكأبه قال :أوصيت بك لنفسك.
يقول يًوز الوصية بحم ٍ ولحم ٍ تحق وجلوده .ابتبهلوا هلذه المسلألة مهملة .بعله النلاس يقلول:
أوصيت للحم هذه الوصية للحم الذي يف بطن ف بة .قد يكون اكر وقد يكون أبثلى أوصليت لله بمائلة
ألف أو بألف هذه الوصية للحم الوصلية بالحمل عنلده شلاه حامل يقلول أوصليت بوللدها أو أوصليت
بنتاجها لف ن هذه الوصية بالحم وهذه الوصية للحم .
الوصية بالحم وللحم جائل بحرط قال :بحرط تحق وجوده أي بحرط تحقل أي الًللم بوجلود
الحم وقت الوصية ليس وقت الوفا وقت الوصية .وبنا ًء عليه فلو لم يأا الحمل الموصلى بله أو لله إل
بعللد الوصللية وقبل الوفللا فللإن الوصللية تكللون بابلللة .إان ل بللد أن يكللون موجللود ألبلله ل تصل الوصللية
ٍ
وجلوب باقصلة .الوجلوب الللر هلر بالمعدوم ول للمعدوم لكن الحم يصل الوصلية لله ألن لله أهليلة
التملك تثبت للمرء من حين يكلون جنينلًا يف بطلن أمله وللو علقلة ابلن يلوم .وتكمل أهليلة الوجلوب بلأن
700
ٍ
حركة يعرف ا حياته ُعرفًا. ٍ
أوعطاس أو يخرج حيًا مسته ً بصراذ
ابظروا معر إاا أوصى رج ٌ ل قال أوصيت ٍ
بألف إاا حملت ف بة .حين إان بقلول تصل الوصلية أم
ل؟ إاا حملت ف بة ل تص بيع .إاا قال :ما يف بطن ف بة قالوا :تدري؟ قال :يمكن حامل ويمكلن ل؛
أل ا تلوجت قب شهر يمكن ويمكن بقول ما يص ؛ ألن الةدد هنا كالعدم.
وما حدث بعد الوصية من األموال يدخ فيها يعنر كثر المال فيليد الثلث.
ف ُم َع َّي ٍن ُو ِص َ بِ ِ ».
قال املصنف« :و َتب ُط ٍُ بِ َت َل ٍ
َ ْ
أي :لو أن امرء ًا أوصى آلخر بسيارته فتلفت أو دابة فتلفت بطلت الوصية ول يللم البدل.
هذه مسألة انتبهاا لها!! هر مسلألة حسلابية سلهلة جلد ًا رجل ٌ أوصلى آلخلر بمثل ابنله قلال :أوصليت
لورثة للغريع بمث ابنر .وكان عنده اب ٌن واحلد فكيلف تقسلم المسلألة؟ تقسلم ملن سلهمين لله ابلن سلهم
إلى الثلث .لو كان له ابنان ابل ٌن وابنلين؟ فيكلون لله الثللث وهذا سهم فنقول أصب أكثر من الثلث فينق
٦
701
لو كان له زوجة وابن؟ اللوجة لها الثمن والبن له الباقر .رج ٌ أوصى آلخر خلنا بقول ما بقول ابن
خلنا بقول له زوجة وابنان زوجة وابنان وأوصى آلخر بمث أحد أبنائه كابن ابنه قلال :أوصليت لبلن ابنلر
أن يكون له مث بصيع ابنر فكيف تقسمها؟ أل تكون من كم؟ المسألة من كم؟ من ثمابيلة لللوجلة واحلد
والباقر لألبناء وتص من ستة عحر أليس كلذلك؟ لللوجلة اثنلان والبلاقر وهلو أربعلة عحلر لألبنلاء للرن
ماشر .أعطر الورثلة بصليبهم ملااا تفعل ؟ بقلول إيلاك أن تقلول أحسلبهم كث ثلة أبنلاء خطلأ ،وإبملا تقلول
بصيع البن بعد التصحي كم قلنا؟ سبعة احنا قلنا سبعة؟ سبعة من أربعة عحر بعم سبعة من أربعلة عحلر
ُ
بسيت الرقم سبعة فتليف السبعة إلى الستة عحر ستة عحر زائد سبعة ث ثة وعحرون.
فتقلول :المسلألة تصل ملن ث ثلة وعحلرين لللوجلة اثنلان ولألبنلاء كلم؟ سلبعة وللموصلى لله سلبعة
على الًميع حتى لللوجة هذه المسلألة يخطلئ فيهلا ووجلدت أن بعله الخاصلة يخطلئ فيدخ النق
فيها وهذا من الخطأ الذي يًع أن تنتبه له .بعه خاصة الخاصة أخطأ فيها فقسمها كما لو كابلت زوجلة
وابنان وموصى لله وجعلهلم ث ثلة أبنلاء هلذا خطلأ قسلمة خابملة وللذلك قلال فلله مثلله أي مثل النصليع
ملمومًا إلى أص المسألة وليس إلى بصيع األبناء.
وبمث بصيع أحد ورثته يعنر لو أوصى بمث أحد الورثة وسكت ولم ُي َحدث .فننظر أق الورثلة كلم
يأخذ فيعطى مث أقلهن ملمومًا إلى أص المسألة.
النوأ الثاين من ا يصاء :ا يصاء بولية التلويج فله أن يوصر إلى من شاء أن يللوج بناتله ،لكلن ملن
شرط ا يصاء بالتلويج أن يكون اكر ًا؛ ألن الوصية بائع والنائع ل يص إل أن يكون فيما يص له فعلله
عن بفسه ف بد أن يكون اكر ًا.
قال« :ولو ناهر ًا» وببعًا إل يف النكاال ويف ا يصاء هنلا فقلط موضلعان .إل يف موضلعين يف ا يصلاء
ويف النكاال .قال :ولو ناهر ًا.
ِ ْع َل ُ». ب َا ْلم ِ
اص ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و ََّل َيص ُّح إِ ََّّل َم ْع ُلا ٍم َي ْمل ُ ُ
ول يص ا يصاء إل يف شرء معلومٍ ،
مال معلوم يملك الموصر فعله ولذلك فإن الموصلر اللذي ل
يملك التصرف يف مال الغير ل يص له أن يتصرف يف ماله ،مال أبنائه البالغين ليس له أي وصيه عليهم.
٦
703
ات بِ َم َح ٍٍّ ََّل َحـاكِ َم ِيـ ِ َ ،و ََّل َو ِصـ َّ ِ َ ،ل ُم ْس ِـل ٍم َح ْـا ُز َترِكَتِـ ِ َ ،و ِ ْع ُـٍ ْاْلَ ْصـ َلحِ
قال املصنفَ « :و َم ْن َم َ
ِ َيها».
إاا مات وله تركة وليس له وارث أو كان ورثته قصر؛ فإن الذي لله وليلة التصلرف يقول إن الحخ
على مال القصر هو من أوصى إليه فإن مات يف مح ٍ بمح ٍ ول حاكم فيه فإن للم يوجلد فلولر األملر فلإن
ٍ
فلمسللم أي مسللم أمر ول وصر؛ ولكن قال :وإن مات بمح ٍ ل حاكم فيه ول وصلرلم يكن هناك ولر ٍ
من المسلمين حوز تركته يعنر يًمع المال وفع األصل فيها إما من تًار أو ملن ٍ
رد للورثلة أو بقل ٍ أو
إبلا ٍأ أو ملاربة.
والفرق بين ا بلاأ والملاربة ا بلاأ هو أن يتاجر ا ب مال بل ربل ،وبلرب هلو اللذي يسلمى
الملاربة.
أي :ومع عدم المال منه أي من ماله ،أي :المسلم ُيًهل هذا الميت من ماله هو.
وأما إن لم يستمذن حاكم وقد ُوجد حاكم أو لم ينوه فإبه حين إان ليس له الرجوأ.
704
فقب أن أختم هذا الباب كنت قد اكرت يف أول هذا الباب أن ا يصاء خمسة أشياء .ملا زاد علن هلذه
األمور الخمسة فليس لزمًا للمرء فعله ول لز ٌم على الورثة فعله ،مثـال ذلـب :بعله النلاس قلد يوصلر
بأن يدفن يف البلد الف بية ،وفقهائنا يقوللون :ملن أوصلى بلأن ينقل دفنله لب ٍ
للد آخلر فل يلللم الوفلاء لذه
الوصية ب األولى واألفل أل ُينق ؛ ألن عدم النق هو السنة؛ ألن فيها ا سلراأ يف التًهيلل ،وألن فيهلا
يعنر احةام الميت فإن احةام الميت بسرعة دفنه وألن يرمر المرء عن عنقه هذه الًناز ،كما أملر النبلر
با سراأ ا إان من أوصى بالنق ل يللم.
من أوصى بقسمة الملال عللى هيملة معينلة كيلف؟! يقلول لألبنلاء ملث ً الملال المنقلول .لألبنلاء الملال
ا ل يللم مطلقًا ل يللم اللك .بل ُتقسلم القسلمة التلى ارتللاها اهلل العقار وللبنات النقد ف يللم العم
لنا ،ثم لألبناء الح أن يملوا ما أشار ما بقول ما أوصلى ملا أشلار بله ُم َلو ِر ُثهم أو للم يمللهم .إان
األشياء المهمة هر الخمسة ،وما زاد عن الك فهر أمور يعنر ليست اات أهمية.
بكللون بللذلك بحمللد اهلل أ ينللا كتللاب الوصللايا وبلله بكللون أ ينللا كتللاب المعللام ت وتوابعلله
كالوصايا.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)25
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
» :الفرائه جمع فريلة؛ أي :التر فرضها اهلل وقدَّ رها ،والمقصلود لذا قال« :كتاب القرائ
الكتاب ليس مًرد الفرائه المقدر فحسع التلر هلر أحلد أبلواأ ا رث وهملا :الفلرض ،والتعصليع،
لذف للملللافَّ ،
وأن المللراد بلله :العلللم وإ َّبمللا المللراد بلله :عمللوم المقللدَّ ر ،ولللذا قيل َّ :
إن هللذا البللاب فيلله حل ٌ
بالفرائه وتوابعها من القسمة وبحوها.
بدأ المصنف بذكر أسباب ا رث ،والمراد بأسباب ا رث ،أي :األمور التر يورث ا.
وهذا العلدُّ -بأ لا ث ثلة أسلباب فقلط -دليلله السلتقراء؛ ألبنلا بظربلا يف الفلرائه التلر يف كتلاب اهلل،
وجاءت يف سنة رسلوله ؛ فللم بًلد سلب ًبا لللرث صل َّ بله اللدلي غيلر هلذه األملور الث ثلة،
ولهذا مفهومَّ :
فإن ما عدا هذه األمور الث ثة ل ُيورث به.
وللو للم يكلن أحلدٌ ملن على سبيٍ المثال :المحهور عند فقهائناَّ :
أن بيت المال ل يرث ملن الحلخ
اوي الفروض أو العصبات ،وإبما يوضع المال يف بيت المال حف ًظا ،فيوضع من باب الحفظ ل ملن بلاب
ا رث ،خ ًفا لبعه أه العلم؛ كالحافعر ،وغيره.
المهصادَّ :
أن العلماء عنلدما علدُّ وا أسلباب ا رث ث ثلة لهلا منطلوق ولهلا مفهلوم؛ فمفهومهلا :بفلر
706
سلبع
ٌ ا رث بغير هذه األسباب الث ثة ،ل با س م على يد أحلد ،أو التقلاط اللقليط ،ول َّ
أن بيلت الملال
للرث.
للرحم؛ هر كل قرابلة ليسلت ملن اوي للرحم ،والمعنى األخ المعنى الثاين :المعنى األخ
العم ،وبحو الك.
كالعمات ،وبنات ِّ
َّ الفروض ،ول من اوي التعصيع؛
قالَ « :ونِ َاح» :أي :عقد بكاال ،فالمراد بالنكاال :العقلد ،ل مًملوأ العقلد واللوطء م ًعلا ،فإبَّله يلورث
بمًرد العقد.
قالَ « :و َو ََّلن» :وهو السبع الثالث ،والمراد بله :العتل ،والفقهلاء إاا أبلقلوا َّ
أن اللولء سلبع لللرث
فإن الولء من ُس ْف ٍ ليس سب ًبا للرث عند فقهائنا. فمرادهم :الولء من ُع ٍ
لو ،ل الولء من ُس ْف ٍ َّ ،
ف ِد ٍ
ين». اهتِ َال ُ
قال املصنفَ « :و َم َاانِ َع ُ َ :قتٍَْ ،و ِر ٌّقَ ،و ْ
أي :وموابع ا رث -إاا ُوجد سببها -ث ثة :قت ،ل ِ َما ثبت عن النبر أبَّه قلالََّ « :ل َيـرِ ُ
ث
ال َهاتِ ٍُ ََ ْيئا» ،وقد أخذ علماهبا من هذا الحديثَّ :
أن ك قتل يةتلع عليله حكلم؛ إ َّملا بديلة ،أو كفلار ،أو
٦
707
قصاص؛ فإبَّه ل يرث القات ملن المقتلول شل ْي ًما لظلاهر الحلديث ،وللو للم يكلن عملدً ا ،فالعملد ،والخطلأ،
وشبه العمد ،ك هؤلء الث ثة ل يرثون ،ومن تر َّتع عليه واحد من األمور الث ثة التر اكرباهلا قبل قليل
مًتم ًعا ملع غيلره ،أو ُم َمال ِ ًملا
ِ وهر :القصاص ،أو الدية ،أو الكفار ،سواء قت بمباشر ،أو ب َت َس ُّب ٍ
ع ،أو قت
لغيره ،وسيأا الفرق بينهماَّ ،
فإن هؤلء األربعة جمي ًعا ل يرثون.
أن المرتد ل مِ َّل َة له ،فالمرتد ل يرث ول يورث ،ل ملن المسللمين ،ول
المسألة الثانية :أبنا بقولَّ :
ل ِ َم ْن ارتدَّ واعتن دينَ ُهم؛ َّ
ألن المرتد ل ُي َق ُّر على دينه الذي ابتق إليه.
إن من ُحكم بر َّدتِه بحكم قلائر؛ فإن ماله يكون ف ْي ًما للمسلمين.
ولذلب يهال ههاؤناَّ :
708
َّ
ابفلك ملكله علن مالله ،وللم ينتقل فالعا هنا يف اخلت ف اللدِّ ين بقسلمة الملالَّ ،
ألن الميلت إاا ملات
الملك تا ًّما إلى ورثته إل بالقسمة ،وع َّبلرت بالتَّلام؛ ألبَّكلم تتلذكرون يف كتلاب اللكلا قلنلاَّ :
إن الةكلة قبل
ً
أحلوال متعلدد ، باقصا ،ولذلك فإبَّه ل زكا فيها وإن حلال الحلول عليهلا ِ
قسمتها يكون ملك الورثة عليها ً
ولذا فنقول :العا بحال اخت ف الدِّ ين عند قسمة الةكة.
هنا ائدة -وإن كابت خارج اللدرس بعله الحلرء :-اكلر الحليخ تقلر اللدين ،وتلميلذه ابلن
أن الكافر ل يرث ملن المسللم مطل ًقلا ،وأ َّملا المسللم فإبَّله
أن أغلع بصوص ا مام أحمد تدل على َّ
القيمَّ :
الكافر حرب ًّيا.
ُ يرث من تركة الكافر؛ إل أن يكون
اكر ابن القيم يف «أح ام أهٍ الذمة» ،وبقلها عن شيخه ،وقالها شيخه يف غير هذا الموضعَّ :
أن أغللع
بصوص ا ملام أحملد -وهلذا واضل لملن تأمل كتلاب «أح ـام أهـٍ الملـٍ» ألبلر بكلر الخل ل ،وهلو
حلرب ،و َح َمل حلديث النبلرٌ أن المسلم يرث الكافر؛ إل أن يكون الكافر حرب ًّيا؛ أي :بيننا وبينله مطبوأَّ -
ِ
الم ْس ـ ِل ُم ال َ ـا َر»؛ أي :إاا كللان حرب ًّيللا ،ل ام ًّيللا ،أو مسللتأمنًا ،أو َ
معاه لدً ا ،وهللذا ث ُ ََّ « :ل َي ـرِ ُ
الختيار للحيخ تقر الدين ،وهو غالع بصوص أحمد ،هذا فيه ُفسحة وسعة لكثيلر ملن المسللمين اللذين
َ
وقلول ُيسلمون وآباههم يبقون على دين غير ا سل م يف البللدان غيلر المسللمة ،وللذلك َّ
فلإن النصلوص،
عدد من الصحابة كمعاوية ،وغيرهم على هذا القول ،وكذلك عدد من الفقهاء ،كما قلت لكم علن الحليخ
ثيرا ما يعرض هذا لحديث العهد با س م.
تقر الدين ،وغيره ،هذه فائد مفيد يف قلية ا رث ،وك ً
قال املصنفَ « :و َأ ْركَا ُن ُ َ :و ِارثَ ،و ُم َا ِرثَ ،و َمال َم ْا ُروث».
قالَ « :و َأ ْركَا ُن ُ» :أي :وأركان الفرائه ،ف يمكن أن ُتقسم فريلة إل إاا ُوجدت ث ث ُة أمور:
اْلمر اْلولَ « :و ِارث» :فحيث ل وارث؛ ف فريلة ،وإ َّبملا يكلون الملال مًمو ًعلا عنلد بيلت ملال
المسلللمين لحللين نهللور وارث ،أو بيل ٍلد أمينللة لحللين نهللور وارث ،فل حيللاز ألحللد علللى سللبي الملللك
المطل له.
٦
709
اْلمر الثالثَ َ« :مـال َم ْـا ُروث» :وع َّبلر بللل «َ َمـال»؛ لفائلد ،ألبَّله ل يلورث كل شلرء ،وإبملا تلورث
فإن الديون ل تورث ،فك ملا كلان عللى الميلت ملن اللديون؛ َّ
فلإن األموال وما يف معنى األموال ،ولذلك؛ َّ
ولذلك أفرد الع مة أبو الفرج ابن رجع قاعد جميلة يف أبواأ الحقوق التر تلورث ،والحقلوق التلر
وفصل فيهلا ابلن رجلع يف مح ِّلهلا يف ل تورث؛ فحقوق التملك ل تورث ،مث ُّ :
الحفعة ،فإبَّهلا ل تلورثَّ ،
«الهااعد».
ت م ار ٍِ
ث» ،والمراد به :هو الهالك الذي كان يملك المال ،وهذا يلدلنا اليرط اْلول :قال« :ت ََح ُّه ُق َم ْا ُ َ ِ
على َّ
أن الموت ل يحكم بابتقال من الميت إلى غيره إل عند التحق .
قال« :و َع َصبة» :وهم ث ثة أبواأ :عصبة بالنفس ،وبالغير ،ومع الغير.
ض َع ْي َرة :الز َّْو َجا ِن َو ْاْلَ َب َاان َوا ْل َُدُّ َوا ْل َُدَّ ُة».
قال املصنفَ َ « :ذ ُوو َا ْل َق ْر ِ
قــال« :الزوجــان» :اللللوج واللوجللة واللوجللان ل يمكللن أن يًتمعللا يف فريلللة ب ل ل بللد أن يوجللد
أحدهما دون اآلخر وقد ينتفيان م ًعا.
قال« :واْلباان» :المراد ما األب واألم وقد يًتمعان ،وقد ينتفيان ،وقد يوجد أحدهما دون اآلخر.
قال« :واْلهت» :من أي الًهات سواء كابت شقيقة أو ألب أو ألم ،فإن كابت شلقيقة فهلر إ َّملا تلرث
أيلللا يقللال يف
النصللف أو الثلثللين ،وكللذا ألب ،وإن كابللت ألم فهللر إ َّمللا تللرث السللدس أو الثلللث ،ومثللله ً
اللوجان ،فاللوج يرث إما النصف وإما الربع ،واللوجة إما الربع وإما الثمن.
حصرها المصنف استقرا ًء ول يوجد يف كتاب اهلل غير هذه الفلروض السلتة ،وهلذا ملن بلاب التسلهي
لطالللع لكللر يًلللم ا َّبلله ل توجللد غيللر هللذه الفللروض السللتة ،وهللر :النصللف ،وبصللف ،وبصللف بصللفه،
والثلثان ،وبصفها ،وبصف بصفها.
الفرائه العلماء رحمهم اهلل صاغوها بطرق متعدد ل بطري واحد فإاا قرأت يف كتبهم وجدت لهلم
بعلا من العلماء المتأخرين بعد القرن العاشلر أللف كتا ًبلا يف ضلبط الفلرائه عللى
إن ًبرائ غريبة ،حتى َّ
حلروف زيلد؛ حلرف الللاي ،وحللرف اليلاء ،وحلرف اللدال ،ور َّد جميللع أحكلام الفلرائه لهلذه الحللروف
الث ثة بطري حساب الًم والكتاب مطبلوأ ومعلروف وهلو ملن بعله علملاء المالكيلة ملن المغلرب،
المقصود َّ
أن معرفة الفرائه بأكثر من بري تثبت المعلومة فأبت تقرأ الفرائه علن بريل المختصلرات
الفقهية ،وقب الك تقرأ اآليات من كتاب اهلل ثم بعد اللك تحفلظ المتلون ،وتقلرأ أكثلر ملن ملتن يف
الفرائه لكر تثبت المسألة يف الذهن ،ولنعلم مسألتين:
ف َ ْر ُض َه ْم َس ٍة».
السدُ ُس َ ،الن ِْص ُ
ثَ ،و ُّ الر ْب ُعَ ،وال ُّث ُم ُنَ ،وال ُّث ُل َث ِ
انَ ،وال ُّث ُل ُ قال املصنف« :الن ِْص ُ
فَ ،و ُّ
بدأ يتكلم فيمن الذي فرضه النصف.
قال« :مع عدم ولد الصلب»؛ أي :إاا م يكن هنلاك وللد يف درجتهلا أو أعللى منهلا ،وأ َّملا إاا كلان هنلاك
ولد من الميت لكنه أبلل منها درجة فإبَّه ل ينقصها عن فريلتها ،وإبما يعصع من يف درجته أو أدبلى منله
-وهذه المسألة دقيقة -أو أعلى منه إن استوعع الثلثان.
صارة ذلب :هلك هالك عن بنات بغه النظر كم عددهم ،وبنلات ابلن ،وبنلات ابلن ابلن ،وأبنلاء ابلن
ابن ،إ ًاا ث ث درجات.
لو لم يكن هناك معصع فالثلثان للبنات ،والباقر ليس لهن فرض ،فإن وجد معصع حاز الباقر وإل
ر َّد للبنات الباقر ،إن كان هناك معصع يف درجلة البنلات السلفليات فكلان المعصلع ابلن ابلن ابلن فكيلف
تكون الفريلة؟
عصلع البنلات الل ا يف درجتله وال ئلر أعللى منله بدرجله ،وأ َّملا الح يف هذه المسألة َّ
أن ابن البن َّ
أعلى منه بدرجتين فهر لها الفرض.
عند عدم األشقاء ،وعند عدم فقد شربهم ،وهو :عدم الولد ،وولد البن.
٦
715
الر ْب ُع َ ْر ُض اِ ْثنَ ْي ِن :الز َّْو ُج َم َع َا ْل َا َل ِد َأ ْو َو َل ِد َا َِّل ْب ِنَ ،والز َّْو َج ُة َ َأ ْك َث ُر َم َع َعدَ ِم ِه َما».
قال املصنفَ « :و ُّ
قلال :والربلع فللرض اثنلين وهملا :اللللوج إاا وجلد وللد أو ولللد ابلن ،إ ًاا ملع الولللد :أي :وللد اللوجللة
الهالكة.
قال « :أكثر»:أي :ولو كان للهالك أكثر من زوجة كلوجتين أو ث ثة أو أربع فإ م جمي ًعا يرثن فلرض
الربع.
قال« :مع عدمهما» :أي :مع عدم ولد اللوج ،أو ولد ابنه.
فإن هلك هالك عن خمس زوجات ،ما الحكم؟ بقول :إن كان قد بكحهن يف ا سل م ،فالخامسلة ل
ترث َّ
ألن بكاحها زبا ،وإن كان قد أسلم عليهن ومات قب الختيار فإبه يقرأ بينهن.
أكثر من أربع؟ بعم ،يف مسألة قالوا :يرث ثمابيلة ملن الرجل ،ابحثلوا ه يمكن أن يرث من الحخ
عنها ،متى يرث من الميت ِ
ثمان بساء؟
قال« :البنتين أكثر» :أي :إاا هلك هالك عن بنين فأكثر ،ولم يذكر المصنف هنا الحرط ألبَّله سليذكر
يف باب التعصيع شرط التعصيع بالغيرَّ ،
فإن شرط إرث البنتين بلالثلثين أل يكلون للهاللك ابلن صللع ل
يكون له ابن اكر.
إاا هلك هالك عن بنتر ابن ولم يكن للهاللك ابلن صللع ،ول ابلن ابلن يف درجلتهن فإبَّله حينملذ بنتلر
716
أي :األختلين الحللقيقتين ،واألختللان ألب فللإ ن يللرثن الثلثللين ،وشللربه إاا فقللد ابللن الصلللع ،وبنللت
اكرا كان أو أبثى.
الصلع ،فنقول :شربه فقد ولد الصلع ً
ِ ِ ِ ِ
ث َ ْر ُض ا ْث َن ْي ِنَ :و َلد ِي ْاْلُ ِم َ َأ ْك َث َرَ ،ي ْست َِاي ي َذك َُر ُه ْم َو ُأ ْن َث ُ
اه ْم». قال املصنفَ « :وال ُّث ُل ُ
المراد بل« :ولدي اْلم» :هم األخو ألم ،وعلا المصلنف بالوللد ليحلم اللذكر واألبثلى أي :األذ ألم
واألخت ألم.
قال« :يستاي ذكرهم وأنثاهم» :أي :ل يميل الذكر بأن يكون له سهمان ،ولألبثى سلهم وإبملا هلم فيله
مستوون ،وهذه من المواضلع التلر اسلتوى إرث اللذكر ملع األبثلى فيهلا ،وقلد جملع هلذه المواضلع كلهلا
الغلالللر يف بعلله مصللنفاته وهللو إ َّمللا جمعهللا يف «اْلحيــان» ،أو يف «المنخــال» ،واألقللرب يف اهنللر أ َّبلله
«المنخال».
ث ََّل و َلدَ و ََّل و َلدَ اِب ٍن و ََّل عدَ د ِمن ْاْلُ ْها ِة و ْاْلَ َها ِ
ات». َ َ َ قال املصنفَ « :و ْاْلُ ِم َح ْي ُ َ َ َ ْ َ َ َ ْ
يقول الحيخ :لألم فرضها الثللث ،لكلن بحلروط :الحلرط األول :حيلث ل وللد ول وللد ابلن ،أيَّ :
أن
الهالك ليس له ولد ل اكر ول أبثى من صلبه ،وليس له ولد ابن ل اكر ول أبثى أي :ابن ابلن أو بنلت ابلن
،فإن كان له ارية لكنهم ل يرثون من اوي األرحام كبنت بنت أو ابلن بنلت وإن بللوا مدلين بذكور خ َّل
َّ
فإن هذا ل يحًع األم حًع بقصان ب ترث الثلث كام ً .
قال« :وَّل عدد من اْلهاة واْلهاات» :هذه مسألة مهمة ،المحلهور عنلد فقهائنلا َّ
أن الهاللك إاا هللك
٦
717
المهم عندي أن تعرف أبنا بقلول :سلواء كلان ا خلو محًلوبين أو كلابوا وارثلين فإبَّله يحًبلون األم
حًع بقصان هذا هو المحهور عند فقهائنا.
:هلك هالك وترك أ ًما وأ ًبلا يًلع عليلك أن تقلول :هل لله أخلو أم ل؟ ملع ولذا إاا قال لك شخ
أ م ل يرثون ،يًع أن تسأل هذا السؤال ،ثم بعلد اللك تقسلم ،فلإن قلال لله :لليس لله جملع ملن األخلو
فتعطر األم الثلث .إن قال :له أذ واحد أو أخت واحد فتعطى األم الثلث ،واألب يعطى الباقر.
اءات الموجلود يف محلاكم األحلوال الحخصلية وهلر مسلألة هذه يًع أن ينتبه لها القلا فمن ا
أيلا من يلؤثر يف قسلمة الةكلة وإن للم يكوبلوا ورثلة يًلع أن
اء بحصر الورثة ،يحصر الورثة ويذكر ً ا
يذكر ا خو وعددهم ،بعه الذي يبتدأ يف القلا يتساه فيقول :إن ا خو ليسوا ورثة فل يلذكرهم يف
اء ألبَّه ليس فيله خصلومة ل يلذكر فيله وجلود ا خلو فيلأا القاسلم بعلد اللك فيخطلأ وللذلك يًلع ا
البتباه لهذه المسألة.
ِ َا ْل ُع َمرِي َت ْي ِنَ ،و ُه َما َأ َب َا ِ
ان َوز َْوج َأ ْو ز َْو َجة». ث َا ْلب ِ
اق ِ
قال املصنفَ « :ل ْن َل َها ُث ُل ُ َ
َّ
شلبيها بالثللث اسلمه ثللث البلاقر ،وجلدت فيله
ً قال :األم أحيا ًبا ل ترث الثلث ،وإبما ترث شلي ًما آخلر
الحروط السابقة ولكنه لم تعطى الثلث المال كله وإبما أعطيت ثلث الباقر موافقة لظاهر القلرآن وهلر يف
مسألة العمريتين َّ
ألن عمر قلى فيهما:
نبدأ باْلولى :أب ،وأم ،وزوج ،اللوج يأخذ النصف ،الباقر كم؟ النصف ،بقول :بعطر األم ثلث
718
الباقر؟ كم بصف الثلث الباقر؟ بعادل السدس ،فأعطيناها السدس ،وجعلنا لألب الباقر ويعلادل الثللث
ألن األب يًع أن يأخلذ ضلعف ملا للألمَّ ،
ألن للو أعطينلا األم الثللث كلان بصليع األب السلدس ،فكلان َّ
بصيبه أق من األم ،وهذا غير مقبول فلذلك أعطيناها ثلث الباقر موافقة يف التسمية لظاهر القرآن.
هنا «ال» دخلت على المفرد فتعم ،والمراد :الًدات ،وسيأا يف ك م المصنف َّ
أن ل يلرث عنلدبا إل
ث ثة جدات فقط لقول إبراهيم النخعر« :كاناا َّل يارثـان» ،وأحملد كلان يقلوي قلول إبلراهيم« :كـاناا»،
ويرى أن يف الك مرتبة عالية من حيث حكاية فع الصحابة رضوان اهلل عليهم.
قال املصنف « :أكثر» :أي :جد أو جدتان أو ث ث أو أكثر إاا أدلينا إللى هلؤلء الًلدات اللث ث
فقط.
لو َّ
أن رج ً هلك ،أو امرأ هلكت ولهلا بنلت وبنلت ابلن ،فالبنلت تأخلذ النصلف ،وبنلت البلن تأخلذ
السدس تتمة الثلثين.
٦
719
ت ِْلَ َب َا ْي ِن».
ت َ َأ ْك َثر مع ُأ ْه ٍ
َ َ َ
قال املصنف« :و ُأ ْه ٍ
َ
بفس الحرء إاا هلك هالك عن أخت شقيقة وأخت ألب فاألخت الحقيقة تأخلذ النصلف ،واألخلت
ألب تأخذ السدس تتمة الثلثين.
قال« :أو ولد اَّلبن» :أي :ابن ابن ،أو بنت ابن ،فهر مثلها.
قال« :والُد كذلب» :أي :والًد يأخذ السدس كذلك إاا وجد الولد ،وأ َّملا إاا للم يوجلد الوللد فإبَّله
سيدخ يف مسألة المحركة.
وقب أن بتكلم عن هذا الباب الًد مع األخو هذه من المسائ الدقيقة مع سهولتها لمن عرفهلا وقلد
ضبطها العلماء بطرائ متعدد ،ولكن أريدك أن تعلم َّ
أن الذي العم عندبا يف المحاكم هو الروايلة الثابيلة
وقد اختارها جمع من أه العلم ومنهم الحيخ محمد بن عبد الوهاب وآباءه ملن بعلدهن واختيلار الحليخ
َّ
فلإن الًلد يحًلبهم وهلذا اللذي عليله تقر الدين وغيرهَّ :
أن الًد مع األخلو إاا كلابوا يف فريللة واحلد
العم عندبا يف المحاكم ول يرثون شي ًما.
ب ك ََأ َح ِد ِه ْم».
ات ِْلَ َب َا ْي ِن َأ ْو ِْلَ ٍ
قال املصنف« :والُدُّ مع ْاْلُ ْها ِة و ْاْلَ َها ِ
َ َ َ َ َ َ َ
قــال« :واْلهــاات» :و هنللا ليسللت بمعنللى الًمللع المطلل فقللد تكللون كللذلك ،وقللد تكللون مللن بللاب
المغاير ،فقد يًتمع يف الفريلة جد وأخو وأخوات ،وقد يأا الًد مع األخو فقط ،أو األخوات فقلط،
فالواو هنا لها معنيان وك هما صحي ،قد تكلون بمعنلى المغلاير فتكلون بمعنلى أو ،وقلد تكلون لمطلل
720
َّ
أن األخو ألم إبما يرثون فرضهم ول يقاسمهم الًد.
قال« :كأحدهم» :عبارته فيها إب ق ويًع تقييلدها ألبَّله يف أحيلان كثيلر ل بعطلر الًلد المقاسلمة،
وإبما بعطيه الثلث حيث كان الثلث أحظ له.
قال« :إن لم ي ن مع صاحب رض ل هير اْلمرين المهاسمة» :أي :أن يقاسلمهم فيكلون كأحلدهم
سهما ،ويعطى األذ سهمين ،فيكلون لله سلهمان أي :الًلد ،واللذكور ملن
فيعطى سهمين وتعطى األخت ً
األخو له سهمان ،وا باث لهن سهم ،هذه تسمى المقاسمة.
أي :وإن كان معه صاحع فرض ،األولى ليس معه صاحع فرض ،وهنا معه صاحع فرض.
قال املصنفَ َ ( :ل ُ َه ْي ُر َث َال َث ِة ُأ ُم ٍ
ار».
يخير بين ث ثة أمور ما هو األخير ،وليس التخيير مطل ًقا وإبما ما هو األخ َير واألحظ له.
٦
721
مللن أهللم األمللور لطالللع العلللم يف المختصللرات الفقهيللة أن يعللرف مللا عللود اللللمائر إليلله ،والعلمللاء
يتعمدون مقصود ،وجدت بعلهم ب َّ على هذا المقصد أن يًعلوا يف المختصرات اللمائر كثير لكر
يًهد بالع العلم اهنه يف عود اللمائر ،ويف فهم المسائ ف يكون المتن مفهو ًملا ملن البدايلة بل ل بلد
أن يعيد ويتأم لما يعود اللمير ،وللذلك َّ
فلإن علود الللمائر مهلم وملن أهلم أغلراض الحلروحات عللى
المتون بيان اللمير لم يعود.
قالِ « :ن لم يبق بيره» :الللمير يعلود للسلدس ،أي :حيلث للم يبل غيلر السلدس أخلذه ،أي :أخلذه
الًد.
هذه األكدريلة التلر كلدَّ رت عللى زيلد أصلوله ،وا ملام أحملد رجل مسلألة التحلريك بلين الًلد
واألخو قال :أل َّبه قول زيد.
قال املصنف« :إِ ََّّل ِ ْاْلَكْدَ ِر َّي ِة َو ِه َ :ز َْوجَ ،و ُأ ٌّمَ ،و َجدٌّ َ ،و ُأ ْهت ِْلَ َب َا ْي ِنَ ،أ ْو ِْلَ ٍ
ب».
والًد السدس.
722
المصنف حلها يف السطر الذي بعدها ،لكن لننظلر ملن كلم تصل المسلألة فيهلا سلدس وفيهلا بصلف،
وفيها ثلث فتص من ستة.
وبصف الستة كم؟ ث ثة ،فاألخت الحقيقة أو األخت ألب لها ث ثة.
اثنان من ستة.
قلنا قب قلي إن بصيع الًد سدس واحد ،وبصيع األخلت بصلف ث ثلة ،فنًملع الواحلد والث ثلة
فيكون أربعة ،فنقسم هلذه األربعلة بلين الًلد واألخلت للًلد سلهمان ولألخلت سلهم واحلد ،إ ًاا رهوس
ث ثة وفريلتهم أربعة ف تنقسم عليها ب بينهما مباينة فحينمذ تص من تسعة يف ث ثلة فحينملذ تصل ملن
سبعة وعحرين.
وبصلليع الًللد واألخللت أربعللة يف ث ثللة اثنللا عحللر اقسللمه علللى ث ثللة َّ
ألن رهوسللهم ث ثللة ،فنصلليع
األخت أربعة ،وبصيع الًد ثمابية.
أربعة أي :فرض الًد واألخت م ًعا وعرفنا كيف جاء ،على ث ثة وهر الرهوس فهنا مباينة بينهما فل
بد أن تلرب أص المسألة بعدد الرهوس.
قال املصنف« :وَّل يعال يف مسائٍ الُد وَّل يقرض ْلهت مع ابتدان إَّل يها».
يقول :ل يوجد مسألة فيها جدٌ فيها عول إل هذه المسألة ،هذه قاعد ،كلذلك األخلت ل يفلرض فيهلا
أن مسلألة فيهلا أخلت ملع الًلد َّ
فلإن الًلد ل يقاسلمها وإبملا مع الًد ابتدا ًء إل يف هذه المسألة ،والغالع َّ
ألن األخت يكون فرضها النصف ف َّ
إن الحالة الثابية التلر لهلا يأخذ إ َّما ثلث الباقر أو سدس جميع المالَّ ،
الخيار ف مقاسمة هنا إل يف هذه المسألة.
أي :عاد تسمى المسألة المعاد ،مح الك حيث احتيج إلى عده وإن لم يحتج فإبَّه ل يعد عليه.
ومعنى المعادة :يدخ معه يف العدد عند المقاسمة ،ولكنه ل يرث َّ
ألن ولد األب محًوب بالحلقي ،
وهذا معنى قالُ « :ث َّم َأ َه َذ َما َح َص ٍَ َل ُ»؛ أي :لولد األب.
724
قال املصنفَ « :وت َْأ ُه ُذ ُأ ْن َثى ِْلَ َب َا ْي ِن ت ََما َم َ ْر ِض َهاَ ،وا ْل َب ِه َّي ُة لِ َا َل ِد ْاْلَ ِ
ب».
إاا عدَّ معها والك إاا كان الحقي أختًا واحد فقط ليس جم ًعا من األخوات وليس معهلا اكلور ،فإبَّله
اكلرا أو
يف هذه الحلة تعطى النصف فرضها كام ً ،وما فل عن فرضها فإبَّه يعطى لولد األب سواء كلان ً
أبثى ،ثم بعد الك يكون المعاد على الًد ،ومسألة المعاد هلذه ملن المسلائ المسلتثنا مملا سلب وهلر
المسائ المحهور عند أه العلم ويسمو ا الليديات األربع ،وينبنر عليها تفريعات أخرى محهور .
بدأ المصنف يف هذا الفص يذكر أحكام الحًع ،وهو بوعان :حًع حرمان ،وحًع بقصان.
واكر المصنف فقط حًع الحرمان ولم يرد حًع النقصلان ألبَّله أورد أغللع أحكامله عنلدما اكلر
الفروض هناك.
بدأ َّ
بأن الًد يسقط إرثه ويحًع بوجود األب.
وكذا ك جد بأبعد بًد أقرب ،فلأبو أب األب محًلوب بلأب األب ،ومثلله البلن األبعلد محًلوب
عملا فحينملذ يكلون
بالبن األقرب فابن ابن البن محًوب بابن البن ولو للم يكلن أ ًبلا لله ،بل قلد يكلون ً
محًو ًبا به.
٦
725
صارة ذلب :أم األم ترث ،فإاا وجدت بنتها وهر األم فإ ا تحًع ا.
أم األب ترث لكن إاا وجدت أم الميت وهر لم تدلر ا ب ل تقرب لها حًبتها ،وهلذا معنلى قلول
المصنف« :وكٍ جدة بأم» :أي :سوء كابت أ ْدلت ا أو لم تدْ ِل.
مثال ذلب :أم أم أمٍ ،مع أم أب ،ا رث ألم األب دون أم أم األم أل ا أبلل منها بدرجة.
ث إِ ََّّل َث َالث».
قال املصنفَ « :و ََّل َيرِ ُ
قال املصنف« :إَّل ثالث جدات هط دون من عـداهم ،وهـ :أم اْلم وإن علـت أمامتهـا؛ كـأم أم أم
اْلم ،وأم اْلب وإن علــت أمامتهــا ،كــذلب أم أم اْلب ،وأم أب اْلب ،وإن علــت أمامتهــا كــأم أم أم أب
اْلب» ،وأما إن زاد أب يف هذه الًدات؛ فإ ا ل ترث.
قننال املصنننف« :أم أم ،وأم أب ،وأم أب أب وإن علــان أمامــة ،ولــذات قــرابتين مــع ذات قرابــة ثلثــا
السدس».
أي :لو كابت األم تدلر بقرابتين ،هر أم أم أم ،ويف بفلس الوقلت هلر أم أب أب ،وورثلت معهلا جلد
سهما من السدس.
أخرى ،هر أم أم أب ،فنقول :إن األولى ترث سهمان ،وأم أم األب ترث ً
قال املصنف« :ويسهط َولد اْلباين بابن وإن نزل».
قال« :ولد اْلب»؛ المراد به :األذ ألب ،أو األخت ألب.
قال املصنف« :وابن أخ بهؤَّلن ،وجد ،وولد اْلم بالد ،وولد ابن وإن نزل».
أيلا جهة ،فإن من الًهات األخو أبعد ملن جهلة األبلو ،وللذلك فلإن الًلد
ألبه أبعد درجة ،وأبعد ً
يحًع ابن األذ إضافة لما سب .
٦
727
قال« :وولد ابـن» ،وهلذا معنلى قلول اهلل { :ﮌ ﮍ} [النسلاء]12:؛ أي :لليس لله فلرأ
اكرا أو أبثى.
وارث ،سوا ًء كان ً
قال املصنف« :وإن نزل ،وأب وأبي ».
قال املصنف« :وأب وأبي وإن عال ،ومن َّل يرث لمانع ي َّل َيحُب».
قال« :لمانع» :تحتم معنيين ،وبحملها على األول دون الثاين ،وإن كان قد ُيستخدم الثاين.
اللرق،
المعنى اْلول :أن يكون مراده« :لمانع»؛ أي :من موابع ا رث المذكور يف أول الباب ،وهلرِّ :
واخت ف الدِّ ين ،والقت ،وهذا هو مراد المصنِّف.
المعنى الثاين :أن يكون مراده بقال« :لمانع»؛ أي لك سبع جعله ل يلرث ،فلدخ يف اللك أن يكلون
محًو ًبا ،فحينمذ بقول :لو كان هو هذا المعنى لما ص َّ على محهور الملذهع ،للم؟ ألن الملذهع يلرون
أن جمع ا خو َيحًبون غيرهم حًع بقصان مع أ م ل يرثون ،وهذه مسألة مهمة؛ ألن بعله الحلراال
بسع لبعه العلماء أ م يختارون الرواية الثابية من المذهع؛ أن جملع ا خلو ل َيحًبلون األم حًلع
بقصان بنا ًء عللى عبلار شلبيهة لذا ،وإبملا توجله أن الملراد بالملابع أحلد الموابلع الث ثلة فقلط ،ل مطلل
المنع.
هذا الفص يف التعصيع دليلله حلديث ابلن عبلاس يف الصلحي َ « :أ ْع ُطـاا ال َقـرائِ َ ِْلَ ْه ِل َهـاَ َ ،مـا
وض ِْل َ ْو َلى َر ُج ٍٍ َذ َكرٍ» ،وهذا الحديث أص يف هذا الباب .قاله جماعة من أه العلم. َأ ْب َهت ال ُق ُر ُ
المعصبون الذين سيذكرهم بعد قلي ،أو سيحير لهم المصنف بعد قلي .
ِّ قال« :العصبة» :أي:
728
قال« :يأهذ ما أبهت القروض» :بدأ يتكلم المصنف عن النوأ األول ،وهم العصبة بالنفس.
الناع اْلول :عصبة بالنفس :وهذا خاص بالذكور فقط ،ل يدخ فيه غيرهم.
الناع الثاين :عصبة بالغير :وهذا يكون يف الذكور وا باث م ًعا ،فيًتمع اكور وإباث م ًعا فيها.
بالغير :يرث به الذكور وا باث م ًعا ،فاألبثى ورثت بغيرها ،وهو الذكر الذي معها.
قال« :إن لم يبق َ ن سهط مطلها» :أي :ل يرث الذي يرث بالتعصيع شي ًما مطل ًقا؛ حيلث للم يبل لله
شرء.
قال« :وإن انقرد أهذ جميع المال»« ،انقرد» :أي حيث ل توجلد فريللة ،فل يوجلد صلاحع بصلف،
ول ربع ،ول ثمن ،ول سدس ،ول ثلث ،ول ثلثان.
يهـال اليـيَ :إن العصللبة ،وهلم القرابللات اللذكور؛ األصل أ لم إاا للم يبل شلرء مللن الملال؛ فللإ م
يسقطون ،لكن الًد واألب مستثنيان ،فإ م يرثون بالفرض ،ويرثون بالتعصيع م ًعا ،ولذلك قال« :للُد
واْلب ثالث حاَّلت ،يرثان».
قال« :يرثان بالتعصيب» :حيث ل ولد للهالك ،ول ولد ابن له.
٦
729
قال « يرثان بالتعصيب» ،فتعطى األم حقها ،والًد حقها ،وغيرهم من أصلحاب الفلروض حقهلم،
ثم ُيعطى األب أو الًد جميع المال.
قال املصنف« :وأهت أكثر مع بنت ،أو بنت ابن أكثر يرثن ما ضٍ».
قال« :وأهت أكثر» :بدأ يتكلم المصنف عن التعصيع مع الغيلر ،وهلو النلوأ الثاللث ،وهلذا خلاص
با باث ،فقال« :وأهـت ـأكثر مـع بنـت ،أو بنـت ابـن ـأكثر يـرثن مـا ضـٍ»؛ أي :حيلث للم يوجلد اكلر
يعصع بنفسه ،فيرث كاألب. يعصبهن تعصي ًبا بالغير بأن يكون ً
أخا للبنات ،أو ِّ ِّ
صارة ذلب :هلك هالك عن :بنت وأخت ،أو بنات وأخت ،فاقسم لر المسألتين.
تعصيع مع الغير ،هذه من أسه المسائ ،البنات يأخذن الثلثلين ،والثللث تأخلذه األخلوات تعصلي ًبا
مع الغير .فقط ،سهلة جدًّ ا .يف حديث أبر موسى لما قال« :قد هل ت إذا».
إلى آخره ،هذا هو النوأ الثالث من التعصيع ،وهو التعصيع بالغير؛ أي اكور وإباث م ًعا.
لو هلك هالك عن :ولد اكر ،وبنت؛ ورث ابنه وبنته المال تعصي ًبا ،للذكر مث حظ األبثيلين ،بقصلوا،
أو زادوا.
عما ،أو ابن ،أو ابن أخ؛ انقرد باْلرث دون أهاات ».
قال املصنف« :ومتى كان العاصب ًّ
عصلبوا بلالغير أن هلؤلء
هذه مسألة واضحة جلدًّ ا ،يقلول :هلؤلء الفلرق بيلنهم وبلين السلابقين اللذي َّ
فرضللا ،ول تعصللي ًبا ،لسللن مللن الوارثللات ،وإبمللا ه ل َّن مللن اوي
لسللن مللن اوي ا رث ،ل يللرثن ً
أخللواهتم ْ
األرحام.
قال« :انقرد باْلرث دون أهاات »؛ أل ن لسن وارثات ل بالفرض ،ول بالتعصيع.
هنا مسلألة ،يعنلر بكتلة يلذكرها العلملاء ،يقلول العلملاء :إن أخلوات هلؤلء ملن اوي األرحلام اللذين
يلورثن إل
سيتكلم عنهم المصنف بعد اللك عنلدما يلتكلم علن ميلراث اوي األرحلام ،فهلن ل يلرثن ،ول ِّ
تورثله ،ملا صللة قرابتله لهلا؟ ابلن األذ ،هل
العمة ،فالعمة ل ترث من ابن أخيها؛ أل ا اات رحم ،ولكنها ِّ
فرضا أم تعصي ًبا؟ تعصي ًبا.
ابن األذ يرث؟ ً
إ ًاا ،العلملاء -لكلر يفهلم الواحلد هللذه المسلألة -قلالوا بكتلة ،قللالوا :العملة مسلكينة ،يسلمو ا العمللة
أيللا بنلت األذ ل َتلرث ول ُت َ
لورث ،ل بنلت المسكينة ،عكس بنت العم ،بنت العلم ل َتلرث ول ُت َ
لورثً ،
تورث ،ولكنها ل ترث ،يسمو ا العملة المسلكينة .الخاللة ل تلرث ،ول
تورث؛ ألبه عم ،لكن العمة َ
األذ َ
تورث.
َ
قال املصنف« :وإن ُع ِد َمت عصبة النسب ورث المالى المعتِق مطلها».
قال« :وإن ُع ِد َمت عصبة النسب»؛ الذين يدلون إليه بقرابة الذكور.
قال« :ورث المـالى»؛ أي :المعتِل ،وللذلك قلال« :المـالى المعتِـق» ،عللى وزن اسلم َف ِ
اعل ؛ ألبكلم
٦
731
قال املصنف« :ثم عصبت الذكار»؛ أي :عصبة المولى المعتِ .
أيلا.
ابظر ،للًهة والدرجة كذلك ،والقو ً
هذه مسألة أصول المسائ مهمة جدًّ ا؛ ألبك عندما تقسلم الةكلة ل بلد أن تنظلر ألصل المسلألة ،ول
عرفلت أصل المسلألة قلد تعلول المسلألة ،أو يكلون فيهلا َرد،
َ يمكن أن تستغنر عنهلا بالكسلور؛ ألبلك إاا
والكسور حينمذ ل تكون وافية بالغرض.
إ ًاا ،فمعرفللة أصللول المسللائ مهللم جللدًّ ا ،كثيللر مللن المسللائ ل عللول فيهللا ،ول رد ،فتغنيللك معرفللة
الكسور ،فاللوجة لها الربع مث ً أو النصف ،تأا بالةكة ،وتقلول :لهلا الربلع ،قسلمة أربعلة وابتهينلا ،لكلن
هناك كثير من المسائ فيها رد ،أو فيها عول ،فحينملذ ل بلد أن تعلرف أصل المسلألة ،أصل المسلألة هلر
أول ،ثم بعد الك ُين َظر فيها يف التصحي .
ً التر يخرج منها قِسمة المسائ
العلماء لكر يبسطون ويسهلون على بالع العلم أصول المسائ قالوا :إبه ل يمكلن أن تكلون هنلاك
للمسائ أصول إل سبع ،فإن خرج لك أص غير السبع فأبت مخطئ قط ًعا.
إ ًاا َّ
لما قال المصنف :إ ا سبع؛ لكر إاا خلرج للك أصل مسلألة غيلر هلذه السلبع فإ لا خطلأ ،ملا هلر
األصول السبع؟ هر مأخوا من الفرائه ،النصف :اثنلان ،الثللث :ث ثلة ،الربلع :أربعلة ،السلدس :سلتة،
الثمن :ثمابية ،ص ؟ باقر عندبا ،أريد أن آا لك مما تخرج ،سدس وربع :من اثنر عحلر ،ثملن وسلدس:
من أربعة وعحرين .إ ًاا ،خمسة من هذه األصول هر مأخوا من الفرائه ،وأص ن عند اجتماأ أكثر ملن
732
فريلة ،وهذه افهمها واحفظها ،غير هذه األصلول السلتة بللع للك :خمسلة وعحلرين ،بللع للك :تسلعة،
بلع لك :عحر ؛ غلط.
قال املصنف« :أربعة َّل تعال ،وه ما يها رض ،أو رضان من ناع».
قــال « :نصــقان» :هلللك هالللك –مللث ً -عللن :زوج ،وبنللت ،صل ؟ خطللأ ،مصلليبة يللا شلليخ ،عللن زوج
وأخت ،لمااا قلنا :إبه خطأ :زوج وبنت؟ ألبه كما تفل الحيخ :البنلت تحًلع الللوج حًلع بقصلان،
فيكون رب ًعا.
فنقول :زوج وأ خت .لللوج بصلف ،ولألخلت بصلف ،المسلألة ملن كلم؟ أصل المسلألة ملن اثنلين،
لللوج واحد ،ولألخت واحد ،سهلة.
هذه سهلة ،من يأا بمثالها؟ مثال آخر غير اللوج ،بنت وعلم ،بلاقر مثلال ثاللث ،ملن يأخلذ النصلف؟
أي قريع ،من اثنين.
أخت شقيقة أو أخت ألب مع عم ،مع ابن عم ،اخة َّ
مسألة فيها ثلثان وباقر ،أعطوين مسألتين ،ل أريد مسلألة واحلد ،غيلرك ،شليخ حسلن ،ثلثلان وبلاقر،
شيخ مسعود ،أختان وأب ،مسألة أخرى ،هو قال :أختان أم بنتلان؟ أبلت قللت :أختلان وعلم ،بنتلان وعلم،
أحسنت ،هذه ثلثان وباقر.
٦
733
معصع.
هذه سهلة ،ل يوجد لها إل مثال واحد ،أو مثالن ،وزوج مع ابن ،أو زوجة مع أي ِّ
أي :ربع مع النصف ،من يأتينر بمسألة فيها ربع وبصف؟ هذه سهلة ،زوج وبنت ،أحسنت.
مثال آخر :زوجة وأخت ،ل يوجد بنت ،وأخت شقيقة ،أو ألب ،أحسنت.
تقسم الفرائه قسمة كما أوجع اهلل ،ثم بخرج أصل المسلألة،
ببدأ بالعول ،العول ما هو؟ أن َ
فإاا أعطينا صاحع كل فلرض بصليبه ،وجمعنلا الفلرائه وجلدباها أكثلر ملن أصل المسلألة ،هلذا اللذي
يسمى ً
عول؛ بمعنى أبه تليد الفرائه عن أص المسألة.
ُ
والعول ُحكر ا جماأ عليه؛ ألن الصحابة قلوا به ،وخالف ابن عباس ،وقيل :إن ابلن عبلاس رجلع
بعللا ملن أهل العللم
أيلا :إن ا جماأ ابعقد بعد الصحابة عليله .قللت :قيل لملااا؟ ألن ً
ً لقولهم .وقي
كابن كثير يف كتابه ،أنن يف «المسنَد» أو يف غير مسند الفاروق ،قال :إن هذا ا جملاأ غيلر صلحي ،واكلر
بعلا من أه العلم رأوا عدم العول ،ولكن قلت :وقي :إبه إجماأ.
ً
إ ًاا ،العول :هو أن تليد الفروض عن أص المسلألة ،العلملاء لكلر يللبطوا معلك المسلألة قلالوا :إبله
ليست ك أصول المسائ يكون فيها عول ،وإبما ث ثة أصول فقط هر التر تعول ،وهر.
قال املصنف« :وه ما رضها ناعان أكثر ،نصف مع ثلثين أو ثلث ،أو سدس :من سـتة ،وتعـال
إلى عيرة َقعا ووترا».
قال « :نصف مع ثلثين»؛ مث :زوج وأختين ،زوج :بصف ،وأختان :ثلثان ،هذه تكون من ستة.
734
قال« :أو ثلث»؛ أي :بصف مع ثلث ،مث :زوج وأخوات ألم.
قال« :من ستة ،وتعال»؛ قد يكون معهم أصحاب فروض غير هذين صلاحبر الفلرض ،فتعلول حينملذ
«إلى عيرة َقعا ووترا» ،فقد تعول سبعة ،أو تعول إلى ثمابية ،أو تسعة ،أو عحر .
إن جاءت عندك مسألة أصلها ستة ،وعالت إلى أكثر من عحر ؛ فأبت مخطئ ،اجلم بذلك.
قال املصنف« :وربع مع ثلثين ،أو ثلث ،أو سدس :من اثن عير».
اْلصٍ الثاين :الذي يعوله اثنر عحر ،ويخلرج ملن ربلع وثلثلين ،أو ربلع وثللث ،أو ربلع وسلدس،
هذه تكون من اثنر عحر؛ ألن الربع والثلث بينهما تباين ،األربعة والث ثة ،وهر مقام الكسر بينهما تبلاين،
فحينمذ ل بد أن يكون من اثنر عحر.
قال« :وترا»؛ أي :فقط تعول إلى إما ث ثة عحر ،أو خمسة عحر ،أو سبعة عحر.
قال املصنف« :وثمن مع سدس ،أو ثلثـين ،أو همـا :مـن أربعـة وعيـرين ،وتعـال مـرة واحـدة إلـى
سبعة وعيرين».
هذه مسألة الرد عكس العول ،هلك هالك عن :بنت ،وبنت ابن ،فنقول :إن البنت لها النصف ،وبنلت
كلم؟ ث ثلة ،والسلدس كلم؟ البن لها السدس .سدس ،وبصف ،فأص المسألة من كم؟ من سلتة ،اللن
معصل ًبا ،فنقلول :بلرد عليهملا ،أصل
معصع ،للم بًلد لهلؤلء ِّ
واحد ،فيكون المًموأ أربعة ،ابحث عن ِّ
المسألة من ستة ،ثم تكون ر ًّدا من أربعة ،فتأا ألص المسألة ،تحلطع عللى سلتة ،وتكتلع أربعلة ،فتحل
المسألة.
قال« :ما عدا الزوجين»؛ ل ُيرد عليهما ،اللوج واللوجة ل يرد عليهما ،بل ُيعطلى فرضله ،وملا فلل
ولم يكن له وارث إل واحد من أصحاب الفرائه ،ف ُير ُّد إليه.
معصلع،
هلب هالب عن :زوجة وبنت ،فلللوجة فرضها ،وهو اللثمن ،وللبنلت النصلف ،ول يوجلد ِّ
فيرد لها الباقر؛ أي يرد للبنت دون اللوجة.
هلب هالب عن :زوج فقط ،أو زوجة فقط .فاللوج أو اللوجة يأخذ بصيبه ،ول يرد لله البلاقر ،وإبملا
يؤخذ الباقر ،ويوضع يف بيت المال ،ليس إر ًثا ،وإبما حف ًظا.
َ
قال املصنفِ « :ذا كانت التركة معلامة ،وأم ن نسبة سهام كٍ وارث من المسألة ،ل مـن التركـة
مثٍ نسبت ».
هذه مسألة قسمة الةكات ،قسمة الةكات هذه تستطيع أن تستغنر عنها اآلن بسهولة جلدًّ ا علن بريل
اآللة الحاسبة ،اآلن تستغنر عنها بسهولة ،لكن المصنف أشار إلى أن برق الحساب كثيلر جلدًّ ا يف قسلمة
الةكات.
المورث.
ِّ وأعطابا أسه بريقة ،يقول :إاا كابت المسألة بعد التصحي يمكن بسبتها إلى مال
بًن قلنا قب قلي :آخر مسألة من أربعة ،لللوجة واحد ،والبنت كم؟ ث ثة ،كلم ملال الميلت؟ أربعلة
آلف ريال ،هنا بنسبها ،فيكون لللوجة ألف ،وللبنات ث ثة ،هذه بريقة سهلة يف النسبة ،وهذا معنى قلال:
«وأم ن نسبة سهام كٍ وارث من المسألة ،ل من التركة مثٍ نسبت ».
قال املصنف« :وإن َئت ضـربت سـهام يف التركـة ،وقسـمت الحاصـٍ علـى المسـألة ،مـا هـرج
نصيب ،وإن َئت قسمت على».
القسمة كثير بالنسلع الممويلة علن بريل اآللت الحاسلبة ،الطلرق كثيلر يف القسلمة ،وللذلك بلرق
قلديما تلذكرون،
ً القسمة سهلة جدًّ ا ،ول حاجة له ،مع وجود اآللة الحاسبة شبه ل حاجة له؛ ألن المحايخ
736
كابوا يعلموبنا القراريط ،أغلع الكتع الفقهية ،اقسم على أربع وعحرين ،بعدما تنتهلر ملن تقسليم المأللة
أقسم على قراريط؛ على أربع وعحرين.
لمااا قسموا على القراريط؟ ألن القلرايط فيهلا ثملن ،وفيهلا سلدس ،وفيهلا ثلثلان ،وفيهلا ثللث ،وفيهلا
سللدس ،وأغلللع العللوام إاا حكيللت لهللم عللن القللراريط ل يفهمو للا ،ول لذلك مسللألة القسللمة بللالقراريط
المحهور يف كتع الفقهاء ربما اآلن بعه المدرسين يحرال ا؛ هذه الحاجة لها أصبحت قليلة.
ولذلك عبار المصنف دقيقة« :وإن َئت قسمت على بير ذلب من الطرق»؛ فللك ،كل بريل يلؤدي
الغرض إلى القسمة ،أهم شرء معرفة أص المسألة ،وتصحي المسلألة ،هلذا أهلم شلرء ،أصل المسلألة
والتصحي .
بدأ المصنف يتكلم عن اوي األرحام ،وهو الذين ليس لهم فرض ،وليسوا من أه التعصيع.
من «دليٍ الطالب» ،ولكنله كما هو من «دليٍ الطالب» ،بق هذه العبار بالن والمصنف اكر الن
عحلرا فقلط،
ً شخصا ،وهم العمات ،فلم يورد العمة ،والعمة من اوي األرحام ،فإبما أورد
ً أخطلأ ،فأسقط
على السم يف البتداء. وبسر بو ًعا حاد ًيا عحر؛ النوأ الحادي عحر مع أبه ب
قال املصنف« :وكٍ جدة أدلت بأب بين أمين ،أو أب أعلى من الُد».
. قال« :أدلت بأب بين أمين»؛ أي :لسن بإباث ُخ َّل
قال« :أب أعلى من الُد»؛ ألن المذهع إبما يرث ث ث جدات ،وهذه هر استثناهها.
قال« :أب أعلى من الُد» ،ما معنى الك؟ أم أدلت باألب؛ من هر؟ أم األب ،وارثة ،سبقت معنلا .أم
أدلت بالًد؛ من هر؟ أم أب األب ،واكربا قب قلي .أم أدلت بأعلى من الًد؛ ملن هلر؟ أم أب أب أب
األب ،ل ترث على المذهع؛ ألثر إبراهيم النخعر –رحمة اهلل عليه.-
738
قال املصنف« :ومن أدلى بهم ،وإنما يرثان إذا لم ي ن صاحب رض ،وَّل عصبة بتنزيل منزلة».
قال« :وإنما يرثان إذا لم ي ن صاحب رض»؛ لمااا قلنا« :إذا لم ي ن صاحب رض»؟ ألبه إاا وجد
صاحع فرض فإبه وإن بقر شرء بعد فرضه ُر َّد إليه.
هنا بحتاج عبار لتقييد ك م المصنف ،قال« :إذا لم ي ـن صـاحب ـرض» :غيلر الللوجين؛ ألن اوي
األرحام يرثون مع اللوجين؛ ألن اللوجين ل ُيرد إليهما ،اكرباها قب قلي .
قال« :بتنزيلهم»؛ هذه أهلم مسلألة يف اوي األرحلام ،اوو األرحلام يرثلون بالتنليل ؛ ألن العلملاء لهلم
بريقان يف توريث اوي األرحام ،والمعتمد عند فقهائنا أ م يرثون بالتنلي ،كيف؟ بنظلر لكل واحلد ملن
اوي األرحام بلل أو أدلى بمن؟ فيرث ميراثه ،فمن أدلى باألم يرث ميراث األم ،ومن أدللى بلاألب ورث
ميراثه ،ومن أدلى بالبن ورث ميراثه ،والبنت كذلك ،فحينمذ بنظر من الذي أدلى لم ،فيلرث لم ،وهلذا
معنى قال« :بتنزيلهم منزلة من أدلاا ب ».
قال« :وذكرهم كأنثاهم»؛ مح الك إاا كابوا مستوين يف الدرجة ،وأما إاا لم يستووا؛ فإبه ُيع َطلى ملن
أدلى به الميراث ،ويقسم بينهم.
إ ًاا ،فقال« :وذكرهم كأنثاهم» :ليس على سلبي ا بل ق ،وإبملا يف حلال اسلتوائهم لملن أدللوا إليله؛
أيللا
ً كابن بنت ،وبنت بنت ،فإ م يرثون ميراث أمهم على السواء ،الذكر واألبثى سلواء ،وهلذه المسلائ
التر يستوي فيها ميراث الذكر واألبثى.
قال املصنف« :ولزوج أو زوجة معهم رض بال َحُب وَّل عال ،والباق لهم».
َّ
استهٍ صارها». ويارث إن
قال املصنف« :والحمٍ يرث َ
للحديث.
قال املصنف« :أو وجد دليٍ حيات ساى حركة أو تنقس يسيرين ،أو اهتالج».
ابظللر معللر ،هللذه مسللألة مهمللة ،هللذه المسللألة هللر المعيللار يف التفري ل بللين الحيللا المسللتقر وعللدم
المستقر ،هذا المعيار يةتع عليه أملور كثيلر :ميلراث ،يةتلع عليله ثبلوت وصلية ،يةتلع عليله َحًلع
كثيلرا ملا َتلرد أملام
لغيره ،يةتع عليه مسائ كثير جدًّ ا ،ومن بظر يف األقلية الموجود ؛ فإن هذه المسألة ً
القاضر.
ويارث».
قال املصنف« :الحمٍ يرث َ
ارها َ َهدْ َو ِر َ
ث» ،فإاا ورث، استهٍ صارها»؛ للحديث الذي ورد« :إِ َذا ْاس َت َه ٍَّ َص ِ
َّ أيلا «إن
و َيحًع ً
يورث إاا مات بعد الك.
أيلا فإبه َ
ً
َّ
استهٍ صارها» :ترتع من األحكام عليه أبه تثبت فيه دية كاملة ،وهكذا. أيلا «إذا
ً
قال« :أو ُوجد دليٍ حيات »؛ دلي الحيا أي الحيا المستقر التامة.
قال« :ساى حركة أو تنقس يسـيرين»؛ الحركلة اليسلير هلذه يقوللون :إ لا ليسلت دللي ً عللى الحيلا
التامة؛ ألن المذبوال قد ُتقطع رأسه كاملة ويتحرك ،مر على بعلنا شا ُتقطع رأسها ،وتمحر ،تلرون هلذا،
مع أ ا ميتة قط ًعا.
فمث الحركة اليسير هذه تسمى حركة المذبوال ،ل أثر لها ،تظنها تمحر ،لكنها ل تمحر ،وإبملا هلر
حركة ل إرادية.
قال« :أو اهتالج»؛ الخت ج يكون يف اللحم ،والتحرك الذي يكون حركة المذبوال ،هذه ل أثلر لهلا،
ف تدل على الحيا المستقر .
قال« :أو تنقس يسير»؛ التنفس اليسير عند متأخري أصحابنا لهلم بريقلان ،أو وجهلان ،المصلنف هنلا
تبع صاحع «ْلقناع» بأن التنفس اليسير ليس دلي ً على الحيا المستقر التامة.
740
وعلى العموم؛ المسألة تحتاج إلى الرجوأ إلى أه الطع أكثر ،لكن المتأخرون لهم بريقتان ،وهلذا
ما اختلف فيه «ْلقناع» ،و«المنتهى».
قال املصنف« :وإن طالب الارثة الهسمة؛ وقف ل اْلكثر من إرث ذكرين أو أنثيين».
ألن الذكرين واألبثيين إاا كابوا جم ًعا يؤثر فيما للو كلابوا جم ًعلا ملن ا خلو ،كلأن يكوبلوا إخلو ألم،
فقد يحًبون غيرهم ،فحينمذ إاا بلع الورثة القسمة أو بعلهم؛ فإبه يوقف له؛ أي :للحمل «اْلكثـر مـن
إرث ذكرين أو أنثيين» ،ثم ُيعطى من بلع القسمة بصيبه.
يدفع إرثه.
قال« :وإن أعاز َيئا»؛ أي :احتاج شي ًما مما صرف لغيره.
عنللدبا بوعللان يف المحللاركة :محللاركة بل ممللاأل ،ومحللار مللع ممللاأل ،مللا الفللرق بينهمللا؟ المحللاركة
بالمماأل أن يحةكا يف الفع بقصد العلدوان ،فلإاا اشلةكا يف الفعل بقصلد العلدوان فهلر مملاأل ،فلإ م
ُيقتَلون به جمي ًعا ولو كان فع بعلهم ل يصل أن يكون قات ً .هذه المماأل .
أما الشلةاك وحلده فهلو :أن يحلةك يف فعل أن يكلون قلات ً ملن غيلر قصلد التفلاق عللى قتلله ،فللم
قال« :أو سبب» :مث َ :م ْن يحفر حفر ،فيسقط فيها غيره ،هذا يسلمى سلبع ،المتسل ِّبع إاا وجلد معله
شخصلا فملات، حفر ،فًلاء ثاللث ،فلدفع فيهلا ِ
مباشر؛ فالقود على المباشر دون المتس ِّبع ،حفر شخ
ً
علر.
فالقود على المباشر ،والمتس ِّبع ل شرء عليه ،وقد ُي َّ
إاا لم يكن هناك مباشر؛ فينسع الفع للمتسل ِّبع ،إ ًاا المتسل ِّبع بالقتل لليس ً
دائملا عليله قلود أو ديلة،
مار َثـ ولـا بميـاركة أو سـبب؛ لـم يرثـ إن لزمـ
وم ْن قتٍ ِ
وإبما يكون حيث ل مباشر ،وهذا معنى قالَ « :
قاد».
0متى المحارك ل يللمه قود؟ إاا كان من غير مماأل ،وفعله ل يصل على سبي البفراد بالقت .
ومتى إاا كان بسبع ل يللمه القود؟ إاا ُوجد مباشر ُينسع الفع إليه.
قال« :أو دية أو كقارة» ،وإاا لم ينسع له شرء من هذه األمور الث ثة ف يحًع حينذاك.
742
يارث».
قال املصنف« :وَّل يرث رقيق وَّل َ
يارث» :تقدم معنا.
قال« :وَّل يرث رقيق وَّل َ
ويحُب بهدر حريت ».
ويارثَ ،
َ قال املصنف« :ويرث مب َّع
بدأ المصنف «كتاب العتق» ،وجع العت بعد الفرائه ،وقب النكاال ،أما جعله بعد الفرائه؛ فلألن
الفرائه؛ من أسباب ا رث :الولء ،والولء سببه العت ،وجعله قبل النكلاال؛ ألن أسلباب إباحلة البللع
أمران :إما ملك اليمين ،وهو الذي يكون العت تاب ًعا له ،أو عقد النكاال.
قال« :وَّل كسب»؛ ل يستطيع أن يكتسع ألي سبع من األسباب باخت ف األعراف.
ويعتبر من الثلث».
قال املصنف« :وَّل تصح الاصية ب ،بٍ تعليه بالمات ،وها التدبيرُ ،
هذه المسألة محكِلة ،ابتبهوا معر يف هذه المسلألة ،هلذه المسلألة قيل :إن المصلنف أخطلأ فيهلا .هلذه
المسألة فيها تقديم وتأخير ،ابظر معر ،ركلوا معر ،قلت لكم :من األمور المهمة يف المختصلرات معرفلة
عود اللمائر.
قـال« :وَّل تصـح الاصــية بـ »؛ اللللمير بقلال« :بـ » يعلود لمللااا؟ قلد ُي َظللن أبله يعللود للعتل ،ل ،للليس
٦
743
بصحي ؛ ألن ا جماأ منعقد على أن العت يًوز الوصية به ،قد يقول امره :إن اللمير يعلود للمعتَل إاا
يوصى به ،هذا ل يقوله مبتد ،باهيلك أن ُيقلال
َ حرا ،ف
ًّ اع ُت ،فنقول :إ ًاا ،ل فائد به؛ ألن المع َت أصب
يف كتع الفقه.
إ ًاا ،اللمير يعود لمااا؟ يعود لكلمة متأخر « :وها التدبير» ،فالًملة فيها تأخير وتقديم ،والصلواب
أن ُتقدَّ م كلمة «التدبير» ،فيقول :والتدبير ل تص الوصية به .هكذا يح ا شكال؛ ألن اللسلان العربلر أن
اللمير يعود للمتقدِّ م ،هناك ُل َغ َّية ضلعيفة جلدًّ ا يف ِّ
الحلعر أن الللمير يعلود إللى لمتلأخر ،ويسلموبه ضلمير
الغائع ،وغير الك.
لكن األفل واألفص أن يكلون للملذكور المتقلدم ،كيلف التلدبير ل يصل الوصلية بله؟ التلدبير هلو
تلدبيرا ،واضل ؟ ملت .هلذا يسلمى
حلر إاا ُّ ِ
ً تعلي العت على آخر الحيا ،إاا قال الحخ :أبت أيها القلن ٌّ
تدبيرا.
هذا يسمى ً
كيف يع َّل الوصية به؟ إاا قال شخ :أوصر أن ُيلدَ َّبر عبلدي فل ن .بقلول :ل يصل ؛ ألبله إاا ملات
باقصا ،ثم بعد الك ع َّل ِعت هذه الوصية على شرء متقدِّ م ،فللم يتح َّقل ، ِ
ابتق ملك ماله لورثته وإن كان ً
يعنر ع َّل المتأخر على المتقدِّ م ،مات ،فبعد وفاته تلفت الوصية ،الوصية بعتقه ،عت القلن متع ِّلل بملااا؟
بموته ،فع َّلقها بحرء متقدِّ م غير موجود ،فحينمذ ل تص الوصية به ،لكن يص تعليقه بالموت؛ أي يصل
أن يع َّل العت بالموت ،فيقول :إاا ُّ
مت فعبدي ف ن حر .هذا يسمى تدبير.
ُسن كتابة».
قال املصنف« :وت ُّ
هذه الكتابة ،وهر أن يحةي ِ
الق ُّن بفسه { ،ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ} [النور.]33:
ُسن كتابة من علم يهم هيرا ،وها ال سب وَّل أمانة ،وت ره لمن َّل كسب ل ».
قال املصنف« :وت ُّ
قال املصنف« :ويُاز بيع الم اتَب ،وميتري يهام مهام م اتبِ ِ ،ن أ َّدى».
قال« :وه من َولدت»؛ أي :األمة إاا ولدت من المالك بلأن جعلهلا ً
فراشلا لله ،وبمهلا ،لكلن وللدت
مااا؟ من استبابت فيه ِخلقة آدمر.
قال« :ولا هقية» ،ويكون معرفة ِ
الخلقة بعرضه على القواب ولو كابت خفية.
إما أن يو َلد دون األربعين ،أو دون الثمابين ،أو فوق الثمابين.
إن ُولد دون األربعين؛ فًل ًما أبه لم تستبن فيه ِخلقة آدمر ،جل ًما.
الحالة الثانية :إاا ولد بعد الثمابين ،فاألص أبه قد استبابت خلقته إل أن ُتنفلى ،كيلف؟ بقلول :إن
بظر إليه القواب ،فقلن :إن فيه بدء ِخلقة آدمر؛ عتقت أمه ،واللدم دم بفلاس ،وإن قللن :إبملا ألقلت مللغة
لحم؛ فنقول :ل شرء.
مــا ائــدة قالنــا :األص ل ؟ أبلله إاا خللرج متمل ًقللا ،األببللاء اآلن يعملللون تنظي ًف لا ،فنقللول :إاا خللرج
متمل ًقا ،فلم يكن النظر إليه ،فنقول :األص أبه قد استبابت ِخلقته؛ ألبه ابن ثمابين.
الحالة الثالثة :إاا كان بين األربعين والثمابين ،فنقول –على الصحي :-إن األص أبله للم تسلتبن
٦
745
ِخلقته إل أن يثبت بالقواب .هذا الفرق ما بين األربعين إلى الثمابين وما زاد على الثمابين.
قال« :ولا بعضها»؛ أي :الذي وبمها كلن يملك بعلها ،فحينمذ تعت عليه ،فتكون أم ولد.
قال« :وأح امها كأمة»؛ أم الولد يف حيا مالكها كاألملة ،اسلتثنر المصلنف ملن اللك صلور واحلد ،
قال« :إَّل يما ينهٍ الملب يف رقبتها»؛ مث :البيع والحراء ،والهبة وبحوها.
قال املصنف« :ومن أعتق رقبة ،أو عتهت علي ل عليها الـاَّلن ،وهـا أنـ يصـير عصـبة لهـا مطلهـا
عند عدم عصبة النسب».
قال« :ومن أعتق رقبة ،أو عتهت علي »؛ «عتهت علي » أي :ملن غيلر فِعلله ،ملا يسلمى :العتل القهلري،
معسلرا؛ موسرا ،وأما إاا كلان ومثال الك :لو أن رج ً أعت جلءا من قِن ،فإبه يسري إلى باقر ِ
القن ما دام
ً ً ا ً
فقد عت منه ما عت ،هذا أص اللفظين.
وأما لفظ :و ُأمر العبلد بالستسلعاء؛ فقلد أع َّلهلا جملع ملن أهل العللم كا ملام أحملد ،وابلن الملدينر
وغيرهم ،ولذلك الصحي أبه ل استسعاء ،ل يؤ َمر العبد بالستسلعاء ،وإبملا يعتُل عليله إاا أعتل الًللء،
هذا من جابع.
قال« :وها أن يصير عصبة لها مطلها»؛ أي :مطل ًقا سوا ًء كان ً
اكرا أو أبثى.
بكون بذلك بحمد اهلل أ ينا كتاب العت ،بكم كتاب النكاال بعد الص .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)26
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
شرأ المصنف بذكر أحكام النكاال ،فعقد لها كتا ًبا ،ووجله كوبله كتا ًبلا ألن هلذا الفصل أو أن
هذا المبحث ل تعل له بما قبله ،والعلماء يعقدون الكتاب والفص والباب.
فالكتاب :هو الذى يكون ل تعل له بما قبله وليس منبن ًيلا عليله ،فلإن اببنلى عليله؛ ُجعل فصل ً أو با ًبلا
تحته.
قال ُ « :ي َس ُّن»؛ أي :يس ُن النكاال مع شهو ٍ لمن لم يخاف اللبا ،أما كوبُه سن ًة فألن النبلر
ـن لِ ْل َق ْـرجِ ، ِ اب ،م ِن اس َت َط ِ
اع منْ ُُم ا ْل َبـا َن َة َ ْل َيتَـز ََّو ْجِِ َ ،نَّـ ُ َأبَـ ُّ ل ْل َب َصـرَِ ،و َأ ْح َص ُ
َ الي َب ِ َ ْ أمر به ،فقالَ « :يا َم ْع َي َر َّ
الص ْامِ؛ َ ِِ َّن ُ َل ُ ِو َجان». ِ ِ
َو َم ْن َل ْم َي ْستَط ْع َ َع َل ْي بِ َّ
ــن» :ع َّبلللر المصلللنِّف بالسلللن َّية؛ ألن أعللللى درجلللات النلللدب السلللن َّية ،بثبوتللله علللن النبلللر
قالـــ َ « :ي ُسـ ُّ
748
ف َال ِزنَا» :هذا القيد بإخراج الوجوب كما سيأتى يف ك م المصنِّف ،وأما من خاف قال « :لِ َمن ْ َل ْم َيخَ ْ
ثم اكر مفهوملة بعلد عف بفسه ،فذكر المصنِّف أو ً اللبا على بفسه؛ فإبه يًع ِ
ل الستثنا َء َّ عليه أن يتلوج ل َي َّ
ب َع َلى َم ْن َيخَ ا ُ ُ». يف قولهَ « :و َي ِ
ُ ُ
احدَ ٍة ح ِسيب ٍة دين ٍَة َأجنَبِي ٍة ب ْ رٍ و ُل ٍ
اد». قال املصنف« :ويسن نِ َاح و ِ
َ َ َ ِ ْ َّ َ َ ُ َ َ َ ُ ُّ
النبللر يف بللاب النكللاال ،ولللذا فللإن تلوج له بتس ل ٍع هللو مللن أن ُج ل َّ خصللائ
فاألص ل َّ
خصائصة ،وليس غيره مواف ًقا له يف هذه الخصيصة.
أن السنَّة أن تكون زوجة واحد :ما ُروي عنلد باصلر اللدين ملن حلديث أبلر ار َّ :
أن والدلي على َّ
اك رجـٍ َضـ ِعيف َ ـ َال َتتَـ َزوجن إِ ََّّل و ِ
الحلافعر
ُّ َّ سلتدلاو ،»ة دَ ـ اح َ َّ َ َّ النبر قالَ « :يا َأ َبا َذ ٍّر إِنِـ َأ َر َ َ ُ
على الك بقول اهلل { :ﭭ ﭮ ﭯ} [التوبة.]28:
ِ ِ
فكثر الولد وهم ال َع ْي َل ُة ،والع َي ُال تكون سب ًبا يف البحغال عن العلم والبقطاأ عن العبلاد ،وللذا بل َّ
والحافعر وأبو حنيفة وغيرهم ملن أهل العللم عللى اللك ،وهلذه السلن َّية كملا تقلدم قلد ترتفلع عنلد
ُّ أحمد
الحاجة لما يخالفه.
والمظنة أن من تلوج حسيبة فإن أبنه منها يكون شبيها بخمولتة وأجداده ،وقد اكر ال ُّلبير ابن ب َّكلارَّ :
أن
فلإن أشلبه النلاس بلالنبر ِ سلب َطا ُه :الحسلن ،والحسلين أشبه النلاس بالرجل ِ أبنلاء بنتله؛ وللذا َّ
أن الحلخ يبحلث ويتخيلر ب َط ِ
فله وغيرهم أي ..ابن جعفر ،لكن من أشبه بالحسن والحسين ،فالمقصود َّ
َّ
الحسيبة اات المكابة ومن المكابة النسع.
ين َترِ َب ْ
ت َيدَ َ
اك» ،إا الدين هلو األصل وللذا قال « :دين ٍَة»؛ لقول النبر َ « :ا ْظ َقر بِ َذ ِ
ات الدِ ِ ْ َِ
ُقدِّ م على غيره.
َّ
أمربأن الناس يغةبوا وأل يأخذوا ملن القرابلات لكلر قال َ « :أ ْجنَبِ َّي ٍة»؛ أي ليست قريبةً ،لعمر فإبه
يكون أبنائهم أبًع وأقوى بدبًا ول.
قال َ « :ب ْ رٍ»؛ لقول النبر يف حديث جابرَ َ « :ه َّال ب ْرا ت َُال ِع ُب َها وت َُال ِع ُب َ
ب».
يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة َ -م َع َظ ِن إِ َجا َب ٍةَ -ن َظر إِ َلى َما َي ْظ َه ُر ِمن َْها»
قال املصنف« :ولِمرِ ِ
َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
أن النظلر إللى الملرأ ِ
النظلر إللى الملرأ ،األصل ُ َّ قال َ « :ول ُمرِيد ه ْط َبة ا ْم َر َأة»؛ بدأ يتكلم َ
المصنِّف عن
محرم إل عند الحاجة ،ومن الحاجة الحهاد والع ج وغيره من األمور ومنها لمن أراد ِخ ْطبة املرأ ٍ ،وقلد
لابرا أن ينظل َلر إلللى امللرأ ٍ فقللال« :ا ْن ُظ ـ ْر إِ َل ْي َه ـا؛ َ ـِِ َّن ِ ـ َأ ْع ـ ُي ِن اْلَ ْن َص ـ ِ
ار ََ ـ ْيئا»، أمللر النبللر جل ً
فإ َّن المقصود :أعين األبصار من الرجال ،أو أعين األبصار من النساء.
ِ
المخطوبة جائل ،وهلذا اللذى محلى عليله يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة»؛ ناهر هذه العبار َّ
أن النظر إلى قال « :ولِمرِ ِ
َ ُ
يف المنتهى ،بينما الذى محى عليه يف «اْلقناع» ،وهو ناهر ب ُّ حديث النبر أبَّله ُسلنَّة ،وإاا
النظر إلى المخطابة» ،وهذا هلو األنهلر ،وهلو اللذى محلى عليله موسلى يف «اْلقنـاع» ،وهلو
ُ ويس ُّن
قالَ « :
أح َرى َأ ْن ُي ْؤ َد َم َب ْينَ َُما». ناهر الحديثَّ :
أن النظر إلى المخطوبة سنَّةَّ ِ « ،ن ُ ْ
ٍ
حظلر ،واألملر بعلد الحظلر يعيلد ُه أمر بعلد أجاب من ابتصر لقول «المنتهى» والمصنِّف َّ
أن هذا ٌ َ ولكن
أمر بعد ٍ
حظر فأرجعه إلى األمر األول وهو ا باحة. ﮒﮓ} [النساءٌ ،]3:
يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة»؛ يدل على أبَّله ل يًلوز النظلر لملرأ ٍ إل إاا أراد خطبتهلا ،هلذا هلو القيلد
قال « :ولِمرِ ِ
َ ُ
األول أن يكون ُمريدً ا.
ٍ
حينملذ يًلوز لله النظلر، القيد الثابى اكره المصنِّف يف قال َ « :م َع َظ ِن إِ َجا َب ٍـة»؛ فلإاا نلن ا جابلة ،فإبَّله
لع ملن أراد ِخط َبتهلا يف األسلواق ،أو جلابرا كلان يتَت َّب ُ
ً أا َن أه ُلها بالنظر إليها ،أو لم يأابواَّ ،
فإن أابت أو ِ سواء ِ
ً
يف ِ
األز َّقة فين ُظ ُر إليها.
ٍ
أربعلة يظهلر منهلا غال ًبلا ،بل ين ُُّصلون عللى أ لا
ُ قال « :إِ َلى َما َي ْظ َه ُر ِمن َْها» غالبا ،العلماء يقصلدون بملا
وبصلوا علليهم،
أربلع ُّ
ٌ أشياء فقط وهو الوج ُه واليدان والرقب ُة والقد َمُّ ،
بصوا على هلذه األربلع ،وقلالوا هلى
أربع ذا العدد.
قالوا :هر ٌ
وإن كان بعه المحايخ يقولَّ :
ألن قيدهم هذا يختلف بإخت ف األوقات؛ ولكن ناهر ك م الفقهلاء
ذه األربع. التخصي
فإن الحهو يف القلع وتختلف ملن شلخ أمر يف القلعَّ ، قال « :إِ ْن َأ ِم ْن َا َّ
لي ْه َا َة» هنا كلمة « َا َّ
لي ْه َا َة» ٌ
أن الرج ااا بظر لمرأ ٍ فلربما كان بظر الى شلهو ،فلليس الملراد هنلا إاا أمِل َن مطلل إلى آخر ،ول شك َّ
أن المقصلود بالحلهو هنلا الحهو وإبما المقصو ُد هنا إاا أمِ َن فوران الحلهو ،وهكلذا بل َّ عليله صلراح ًة َّ
فيه يكون سب ًبا ربما بحهو ٍ وبحو الك. فورابُها ل مطلقها؛ ألن ك بظر ٍ التعمد ِ
ُّ ُ َ
قال َ « :و َر ْأ ٍ
س»؛ أي :وكمال الرأس بحعره.
٦
751
ار ِم ـ ِ »؛ أي :مللن النسللاء التللر يحللرم عليلله أن يتلللوج ل َّن مللن قرابللة ،أو ـاق ِمــن َذو ِ
ات َم َح ِ قال ـ َ « :و َسـ ٍ ْ َ
الرضاعة ،وهر ك ُ امرأ ٍ محرمة عليه بالنكاال وهو محرم لها.
ٍ
مستامة ،أو غير مستامة ،كما يطل المصنف ووافقه عليه صاحع قال َ « :و ِم ْن ُأ ِم ِة»؛ سوا ًء كابت األمة
«اْلقناع» ،وهذا وفا ًقا لصاحع «اْلقناع» ،وأما «المنتهى» فقد َّفرق بينهما.
خ ْط َب ِة َر ْج ِع َّي ٍة،
ِب ِ خ ْطب ِة معتَدَّ ٍة ع َلى َبي ِر َزوجٍ ت ِ
َح ٍُّ َل ُ َو َت ْعرِي ْ ْ َ
ِ
قال املصنف« :و َح ُر َم ت َْصرِيح بِ َ ُ ْ
ِ ِ ِ ِ
يب» َوه ْط َبة َع َلى ه ْط َبة ُم ْسل ٍم ُأ ِج َ
لفظ فيه تعلريه ولليس بالصلري ، لفظ صري ولها ٌ خ ْط َب ِة ُم ْعتَدَّ ٍة»؛ الخطبة لها ٌ
قال « :وحرم تَصرِيح بِ ِ
َ ُ َ ْ
منك ،أوبحو الك من العبارات ،وأ َّما التعريه بالخطبلة :بلأن يلأا باأللفلاظ فالصري يقول :أريد اللواج ِ
تصريحا به.
ً إ ًاا فالتعريه بالخطبة يختلف بالصيغ المختلفة لكن ل يكون
من الناس من يقول ه المعتدَّ منط ٍق بائن (هل يًلوز لهلا أن ينظلر لهلا الخابلع؟) ،بقلول أل ،إاا
غيلر علمهلا ،فهلذا أملر آخلر يتعلل ِ
بله تعرضت له معناها أبَّها خطبة؛ ولكن إن بظر إليها من غير إابِها ومن ِ
ٌ َّ
هللو ،وأ َّمللا يف عرفنللا اآلن فهللر تخل ُلر ُج للله فمعناهللا أبَّهللا بللوأ خطبللة وإن لللم يسل ِّلمها خطبل ٍلة ،لكنَّهللا مقللدِّ مات
النكاال.
خ ْطب ِة معتَدَّ ٍة ع َلى َبيرِ زَوجٍ ت ِ
َح ٍُّ َل »؛ المعتدَّ قد يكلون علدَّ ملن ِ ِ
أربعلة أشلياء، ْ ْ قال « :و َح ُر َم ت َْصرِيح بِ َ ُ ْ َ
ٍ رجع ًّيا ،أو أن يكون من وفا ،أو أن يكون من ب ٍق ٍ
بينوبة كاى ،أو أن يكلون ملن بائن إ َّما أن يكون ب ًقا ْ
فسخ ،خمسة أمور. بينوبة صغرى ،أو مِن ْ
ٍ ب ٍق ٍ
بائن
أما الناع الخامس :المتوىف عنها زوجها ،أفردت هذه ألبه ل زوج لها لكر بقول هل يخطبهلا زوجهلا
أم ل ،فهذه المرأ يًوز التعريه ول يًوز التصري
ْ
بالفسخ. الحالة الثالثة :إاا كان
ِ ِ ِ ِ
قال َ « :وه ْط َبة َع َلى ه ْط َبة ُم ْسل ٍم ُأ ِج َ
يب» ،ماثبت يف الصحي :أن النبر لى أن يخطلع
المسلم على خطبة أخيه ،والخطبة على خطبة المسلم لها شروط أورد المصنف بعلها:
اليرط اْلول :أبه ل ُبلد أن يكلون قلد ُأجيلع ،فلإن للم يكلن قلد ُأجيلع فإبله يف هلذه الحلال يًلوز
يًع؟ يف أحلد أملرين :إملا أ لم َر ُّدوه ،أو سلكتوا وللم يلر ُّدوا عليله،
الخطبة على خطبته ،وكيف يكون لم َ
بالولر أم بالمرأ بفسها؟ قالوا :العا بالمرأ بإجابتهلا هلر ل بإجابلة
ِّ وكيف تكون ا جابة؟ ،..ه العا
ول ِّيها ،فلو علم َّ
أن ول َّيها راكن لهذه الخطبة ،ولكن المرأ ليست راكن ًة؛ جاز له الخطب ُة على الخطبة.
هناك قيد ثاين يذكر ُه القههان هنا ،واهتصره المصنِف ر َّبمـا لدَّللـة اْلول عليـ :وهلو العللم بالخطبلة،
فإ َّبما خطع على خطبة أخيه وهو جاه ٌ بخطبة األول فإبَّه ل أثم عليه.
قال َ « :و ُس َّن َع ْهدُ ُه َي ْا َم َا ْل ُُ ْم َع ِة»؛ أي :عقلد النكلاال يلوم الًمعلة؛ ألن يلوم الًمعلة فيله سلاعة إجابلة،
أيلا اللوج والمرأ وول ُّيها والحهود وغيرهم ممن
إاا عقد النِّكاال يدعو له الحاضرون ويدعو ً والحخ
حلر فهو مظنة لجابة الدعاء بإان هلل ،وهذه من الموابن التى يف الغاللع لملن يعللم أبَّهلا ملوابن
َ
تلرأ يف الدعاء ،فاألم تدعو لبنتها واألب يدعو لبنه يف وقت العقلد ملن القللع { ،ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ
ُّ
ﯜ} [النم ،]62:فمث هذه ُيرجى ا ا جابة ،فالع َّلة يف استحباب أن يكون يوم الًمعة هوالك.
قال َ « :م َسان»؛ المراد بالمساء ليس اللي ،وإ َّبما ملا كلان بعلد الللوال ألن سلاعة ا جابلة يلوم الًمعلة
يستحع أن تكون يف المساء ،وقد جلاء يف أحاديلث ولكنَّهلا فيهلا مقلال يلدعو الفقهلاء يف كتلبهم أن الللواج
سبع لاكته.
مسا ًء سببا لاكته ،أي عقد النكاال يف المساء أي :يف العصر مث أو يف آخره ٌ
إن الحمد هَّلل نحمده ونستعين ونسـتغقره ،ونعـاذ قال « :بعدَ ُه ْطب ِة اِب ِن مسع ٍ
اد»؛ المراد به :أن يقولَّ « : َ ْ َ ْ ُ َْ
مض ٍَّ ل من ْ
يضلٍ ال هـادي لـ ،وأَـهد أن َّل الـ باهَّلل من َرور أنقسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده اهَّلل ال ِ
754
إلى هنا هذا الذي جلاءت يف خطبلة ابلن مسلعود ،وقلد كلان ا ملام أحملد إاا حللر عقلد
الخ ْط َبلة عنلد عقلد
مملا يلدل عللى تأكيلد اسلتحباب هلذه ُ بكاالٍ ولم ُيخ َطع فيه لذه ُ
الخط َبلة يخلرج منهلاَّ ،
النكاال فهر ُخطبته.
اللياد ُ عليها أمران ،اللياد األولى بذكر اآليات الث ث أوردها بعه أه العلم فقهائنا وبعللهم للم
عللى النبلر ؛ ألن اآليلات اللث ث إبملا فسلرها لا يورده وأقتصلر عللى الحملد هلل والصل
سفيان عندما روى الحديث ،وهناك زياد ٌ أخرى مباح ٌة وليست مندوبة وهو المحهور يف كتلع الفقهلاء أن
يقولللوا :أمللا بعللد :فقللد أمربللا اهلل بالنكللاال ،و للى عللن السللفاال ،فقللال وهللو أصللدق القللائلين آمل ًلرا ومخلاًا:
{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ}
[النور.]32:
طع ابن بباتلة المحلهور هلذا إخوابى ل أدري ما أصلها لكنها موجود يف كتع الفقهاء وموجود يف ُخ ِ
البليغ ،فإ ا موجود ٍ فيها ول أدري ما أص ُلها والغالع والظن يف أه العلم أبَّهم ل ُي ِر ُدون شي ًما عبثا وإبملا
يردوبه ألن له مسندً ا لكن ربما لم يصلنا بعد.
ان عن َا ْلماانِع ِ ،وإِيُاب بِ َل ْق ٍ ِ
ت»َ ،أ ْو «زَ َّو ْج ُ
ت»َ « ،و َق ُبال إَ « :أ َن َْح ُ َ َ ان َا ْلخَ ال َي ِ َ ْ َ َ قال املصنفَ « :ال َّز ْو َج ِ
يت»َ َ ،هطَ ْ،أ ْو َم َع َه َذا َالنِ َاحِ َأ ْو َتز ََّو ْجت َُها».ت»َ ،أ ْو « َر ِض ُ بِ َل ْق ٍ
إ َ « :قبِ ْل ُ
بدأ المصنف ِ
بذكر أركان النكاال والعلماء لهم بريقتان ،بعلهم يذكر ركنًا واحدً ا وهلو الصليغة وهلو
ا يًللاب والقبللول ،وبعلللهم ي ُعللدُّ اللوجللان أركا ًبللا والنتيًللة ُواحللد ،لللم؟ ألبَّنللا ااا قلنللا إن الللركن هللو
اليًاب والقبول ف إيًاب ولقبول إل من اللوجينَّ ،
فدل على أ ما ركنان فيه.
وبنللا ًء عليلله فمللن احتيللابهم :النظللر لمقاصللد الحللريعة ،والنظللر يف عمومللات األدلللة ،وبظللرهم متً ل ٌه
ٌ
ومستدل له َّ
أن عقد النكاال ل ينعقد إل بحروط:
اليرط اْلول :أبَّه لينعقدُ إل بلاللفظ ،وهلذا معنلى قولله« :بِ َل ْق ٍ
ـإ» ،فل ينعقلدُ بالكتابلة ،ول ينعقلد
با شار ،ولبغير الك؛ إل لمن ل يسلتطيع الكل م كاألصلم ،فهلذا معلذور ،إ ًاا فالكتابلة أن يكتلع رجل
زوجتك ويقول اآلخر قبلت ل ينعقد به ،هذا األمر األول.
آلخر َّ
ٌ
ألفلاظ كنائيلة ،ولفظله الصلري يف اليرط الثاين :أبه ل ينعقلد إل بلاللفظ الصلري فقلط ،ولليس لله
جـت» ،ولفظله الصلري ىف القبلول لفظلان كلذلك وهملا:
زو ُ حـت» ،و « َّ
ُ ا يًاب لفظان فقلط وهملا« :أن
ِ
كقول« :نعم» ،وسيأا بعد قلي . ضيت» ،أو ما يقوم مقامهما
لت» ،و « َر ُ
«ق َب ُ
اليرط الثالث :أبَّه ل ُبلد أن يكلون ا يًلاب والقبلول بالعربيلة لملن يحسلنها فملن أحسلن العربيلة
وتلفظ بغيرها لم ينعقد النكاال بل ل ُبلد أن يلأا لا ،وملن للم يحسلن العربيلة فيًلوز لله أن يعقلد النكلاال
بلسابه ول يللم تعلم العربية ألن هذا ليس لفظ عباد .
اليرط الرابع :أبَّه ل ُبد من الةتيع بين اللفظين ف بد أن يتقدم ا يًاب عللى القبلول ،فللو تقلدم
زوجتب» ،لم ينعقد ،بل ل ُبلد أن يتقلدم ا يًلاب القبول على ا يًاب فقالِ « :
زوجن ابنتب» ، ،فقالَّ « :
على القبول.
اليرط الخامس :أبَّه ل ُبد أن يكون بينهما موال ،والمراد بالموال :أن يكلون ا يًلاب والقبلول
وأل يفص بينهما فاص ٌ بوي ٌ ُع ْر ًفا ،إ َّما بسكوت بوي ،أو بك ٍم من ِ
غير جنسه. ٍ
واحدَّ ، ٍ
مًلس يف
756
اليرط السادس :ل بد من ا ِّتحاد المًلس ،فلو اختلف المًلس يقول :ل يص ،فللو كلان يف ٍ
بللد ُ
واآلخر يف ٍ
بلد آخر وتكلم بالهاتف لم ينعقد ،على ناهر ك مله وهلذا اللذي صلدر بله قلرار مًملع الفقله؛
ألبه ل ُبد من اتحاد المًلس بينهما.
السفاال قلد يكلون شلكله شلك ه القيود الخمس يف الصيغة لم يذكرها العلماء عب ًثا؟! ألن ً
كثيرا من ِّ
بعلا من أه العلم أخطأ ،فقال أن من علاهر بلامرأ عللى ِع َلو ٍ
ض فإبَّله ُيلدْ َرأ النكاال ،وتعلمون َّ
أن ً
عنه الحج لحبهه بعقد النكاال ،إ َاا هناك شبه ف بد من التفري بين عقد النكاال وبين غيلره ،وللذلك ُا ْح َ
تليط
إليه بأشياء.
الضـ ْر ُب بِالـدُّ ِ
ف» ،واأللفلاظ والسـ َقاحِ َّ
ِ والسـ َقاحِ إِ ْع َالنُـ ُ» َ « ،ـ ْر ُق َمـا َبـ ْي َن النِ َـاحِ
ِ « َ ْر ُق َما َب ْي َن النِ َـاحِ
األخرى المختلفة يف هذا الحديث.
غيرها مقامها.
فقط دون ما عداها من ألفاظ ،ف يقو ُم ُ
ت»َ ،أ ْو « َر ِض ُ
يت». قال َ « :قبِ ْل ُ
دون غيرهمللا مللن األلفللاظ َف َقللط ،أيَ :ف َقللط هللذه تحتمل إحتمللالين ،إمللا تعللود إلللى ا يًللاب بلفظيلله
والقبول بلفظيه ،أو تعود إلى القبول فقط ،كِ األمرين محتم .
قالـ َ « :أ ْو َمـ َـع َهـ َـذا َالنِ َ ــاحِ َ ،أ ْو َتز ََّو ْجت َُهــا»؛ أو يقللول القائل ُ َ « :قبِ ْلـ ُ
ـت هــذا الن ــاح» ،فيليللدُ لفللظ «هللذا
تلوجتُها» ،فيكون من بلاب ا خبلار ،هلذا هلو األصل أبَّله ل ُبلد ملن ا تيلان بالصليغة
النكاال» ،أو يقولْ « :
الصريحة.
ً
سؤال فأجلاب بللل «نعـم» هناك أمر واحد عند العلماء يقولونَّ :
إن السؤال ُمعاد يف الًواب ،فمن ُسم
زوجن ابنتـب» ،فقلال :بعلم ،ثلم قلالَ « :قبِ ْل ُ
لت»؛ ابعقلد النكلاال، فكأبَّه أعاد ُه ،فلو َّ
أن أ ًبا جاء ُه رج فقالِ « :
زوجتـب ابنتـ » ،أقبِ ْلتهلا؟ فقلال« :نعـم» ،فقولله :أقبِ ْلتهلا؟ بعلم؛ أي :بعلم قبِ ُ
للت، أيلا الثاين فقالَّ « :
ومثله ً
َ
السؤال يف الًواب. فأعاد
٦
757
اص بِ ٍُِ لِ َس ٍ
ان». قال املصنفَ َ« :م ْن َج ِه َل ُه َما َل ْم َي ْلز َْم ُ َت َع ُّلم َ ،و َك َّقا ُه َم ْعن ُ
َاه َما َا ْلخَ ُّ
قال َ « :و َم ْن َج ِه َل ُه َما َل ْم َي ْلز َْم ُ َت َع ُّلم» ،أي :تع َّلم العربية واللفظين.
لغة من لغلات العلالم يلتل َّف ُظ بله ليللمله اللتَّعلم، ِّ اص بِ ٍُِ لِ َس ٍ
ان»؛ أي :بأي ٍ
َاه َما َا ْلخَ ُّ
قال َ « :و َك َّقا ُه َم ْعن ُ
لكن من كان عالمًا بلسان العرب وجع عليه أن يأا بله ،هلذا ملن بلاب ا حتيلاط لعقلد النكلاال ألن عقلد
أن بعله النلاس يت علع يف عقلود اكرت لكم كيلف َّ
ُ النكاال خطير ،ولول المقام ليس مقام ِ
لذكر األخبار
ٍ
بأمور عًيبة جدً ا ،فا حتياط لله بعلدم إسلرار النكلاال والتحلديد يف بكلاال السلر النكاال ويدخ على بسو
والتحديد يف بكاال الرغبة والتحديد يف الصيغة كملا قلال ابلن عملر « :إنَّمـا الن ـاح الرببـة» ،فمثل هلذه
األمور تًع فر ًقا بين النكاال والسفاال.
ب وو ِصي ِ ِ ِ ِ
يِن َاحٍ َتز ِْو ُ اه َما َ ،ل َُّن ْلَ ٍ َ َ ِ ين َالز َّْو َج ْين ِ َو ِر َض ُ
قال املصنفَ « :و َُ ُرو ُط ُ َأ ْر َب َعةَ :ت ْعيِ ُ
لص ِغيرَِ َ ،ال ُيز َِو ُج ِِ ِِ ٍ ب َلها د َ ِ
ون ت ْسعٍَ ،وبِ ْ رٍ ُم ْط َلها ،ك ََس ِيد َم َع إِ َمائ َو َع ْبده َا َّ
ٍ ِ ِ
َصغيرٍ َو َبال ٍَ َم ْعتُاهَ ٍ،و َم ُْنُانَةَ ،و َث ِي ٍ َ ُ
نت تس ٍع إِ ََّّل بِِِ ْذنِ َهاَ ،و ُه َا ُص َم ُ
ات ِب ْ رٍَ ،و ُن ْط ُق َث ِي ٍ
ب». ان َص ِغ َيرة بِ َحالَ ،و ََّل بِ َ
اق َا ْْلَولِي ِ
ْ َ
ب ِ
َ
قال َ « :و َُ ُرو ُط ُ» ،بعلهم ي ُعدُّ الحروط يف النكاال أربعة وبعلهم ي ُعلدُّ ها خمسلة ،الفلرق بينهملا فلرق
ِ
الصلحة وشلروط لحة ،وملن علدَّ ها خمسلة علدَّ شلروط ِ
لفظر؛ ألن من علدَّ ها أربعلة فإبَّله يعلدُّ شلروط الص َّ
خامسا هو شرط الللوم. الص َّحة ثم سيورد بعده شر ًبا الللوم ،والمصنِّف أورد الحروط األربعة شروط ِ
ً
اليرط اْلول :أن ُي َع َّي َن ف ُبد أن يكون اللوج واللوجة ُم َع َين ْي ِن إما بالسم أو بالشار أو بالصلفة؛
زو ْجتب ابنت هذه» ،أو أن يكون الملرء لله ابنتلان كلاى وصلغرى
اطمة» ،أو « َّ زو ْجتب ابنت
كأن يقولَّ « :
زو ْجتب ابنت ال برى أو الطايلـة» ،أو غيلر اللك ملن الع ملات التلر يكلون فيهلا تعيلين ُم َم ِّيلل ل
فيقولَّ « :
م ْط َل الوصف.
ي ِ
وجع وإاا كابت المرأ غير راضية وعليهلا وليلة إجبلار جلاز لهلا فسلخ النكلاال ،وإن كابلت غيلر راضلية ُ
وعليها ولية إختيار لم ينعقد).
لو َجهلا بلدون نبدأ باْلولى :ك ُّ امرأ ٍ بِ ْك ٍر مهما كان ُع ْم ُرهلا في ُ
ًلوز للألب فقلط دون ملا علاداه أن ُي ِّ
رضاها ،ما الدلي عليه؟ بقول :دلي ن:
ُ
تكون صغير . الثانية :ال َث ِّيع التى دون تِ ْسع ،أل َّبه جاء يف بعه األلفاظ اليتيمة ،واليتيمة هر التر
أهلية لها ،المرأ إبَّملا ُت َلل َّوج إاا كابلت عل ْيهلا وليلة إجبلار إاا
الثالثة :المًنوبة فاقد العق ألبَّه ل ْ
ب َو َو ِصـ ِي ِ » دون مللا عللداهم مللن أوليللاء يف بكللاالٍ فقللط ،دون مللا عللدا مللن
كابللت لللألب ،ولللذلك قللالِْ « :لَ ٍ
تصرفات.
قال َ « :و َم ُْنُان ٍَة»؛ وهو النوأ األول من النساء وهر فاقد األهلية بذهاب عقلها.
ب َلها د َ ِ
تسع فإبَّها ل ُت َل َّوج إل بأمرهلا وللو ون ت ْس ٍع»؛ أي ْ
تسع سنين وأ َّما إاا كابت ث ِّي ًبا فوق ْ قال َ « :و َث ِي ٍ َ ُ
كابت غير بالغة.
ٍ
إان، قالـ َ « :وبِ ْـرٍ ُم ْط َلهـا»؛ أي :كابلت بال ًغلا ،أو ليسللت ببلالغ دون ْ
التسلع ،أو فلوق؛ فإبَّهلا ُت َلل َّوج بل
باق ورضاها. وعل ْيها ولية إجبار ،لكن إ ْابُها ٍ
لص ِغيرِ» ،هذا من باب ا شار إلى أن السيد ُي َل ِّوج إمائه وعبده الصلغير ِِ ِِ ٍ
قال « :ك ََس ِيد َم َع إِ َمائ َ ،و َع ْبده َا َّ
ولو لم ْير َض.
اق ِد ٍ
يـن َو َعدَ ا َلـة َ -و َل ْـا ِ ِ
قال املصنفَ « :وا ْل َال ُّ َ ،و َُ ُرو ُط ُ َ :ت ْليف َ ،و ُذك َ
ُارة َ ،و ُح ِر َّية َ ،و ُر َْدَ ،وا ِت َق ُ
ان َو َس ِي ٍد».اهرا -إِ ََّّل ِ ُس ْل َط ٍ
َظ ِ
اح َّإَّل بال ٍّ » ،وهلذا ِ قال َ « :وا ْل َالِ ُّ »؛ وهذا هو الحرط الثالث
الولر ،بقول النبر َّ« :لن َ ُّ
للم يكلن أحلدٌ هلون بعلدم ِ
لحة الحلديث ،وإل ْ
الحديث الظن ببعه أه العلم الذين لم يعملوا به عدم ص َّ
ٌ
حلديث يف أبَّله يصححوه ،ويدل على الك ا مام أحمد يف َّأول أمره كان يقول :ل يص ُّ
ِّ العم به وإبما لم
وقلوفصلح األحاديلث ،كحلديث ابلن ع َّبلاس م لما بظلر يف األسلابيد و ُحلدِّ َ
ث لا ثم َّ
لولرَّ ،
ٌ َّ ل بكاال إل ا
عليه ،وحديث أبر موسى ،وغيرها.
٦
761
الولر.
ِّ قال َ « :و َُ ُرو ُط ُ»؛ أي :وشروط
عللى تصلرفه بلاق قال َ « :ت ِْليف»؛ المراد بالتكليف :هو البلوغ والعق ،ألبَّه من لليس كلذلك َّ
فلإن ُّ
ِ
ب ْفسه ،من باب ْأولى ُّ
تصرفه على غيره.
يص أن ُتللوج ب ْفسلها ،فملن ل يصل فعل ُ الفعل ِ ب ْف ِِ
سله ل يصل أن ْ ُّ َ ألن األبثى ل ُّ قال َ « :و ُذك َ
ُارة» ؛ َّ
يتولى على غيره فيه.
ُ
يكلون ول َّيلا يف بالحر َّية :أي :كمال الحر َّي ِة ،وبنا ًء عليه :فإن المب َّع َلة وبحلو ُه ل
قال َ « :و ُح ِر َّية»؛ المراد ُ
تص ُّرفه.
ًور عليه يف َ
مح ٌالنكاال؛ ألبَّه ْ
ت لها ُك ْف ُمها ،بحث لها َول ِ ُّيها عن ُك ْفمِها ،كما فعل عملر أن المرأ -أي :موليته -إاا لم ي ْأ ِ
َّ واْلمر الثاينَّ :
ِ
لمقاصد النكاال؛ فإبَّه يف هلذه الحلال يكلون رشليدً ا الولر إاا كان عار ًفا مت بنته ح ْف َصة ،فلذلك َّ
فإن لما تأ َّي ْ
َّ
يكلون سل َق َطت عنله الوليلة ،وللذلك يقوللون:ملن يت َك َّب ُلر عللى ُ فيه ،واللدُّ باللدْ فمن لم يكن رشيدً ا فيله
762
ِ
العاض ْ ،فتس ُقط ول َيتْه على مول َّيته. ُ
يكون بمثابة ويمتِنع عن مقا َب َلتِ ِهم؛
األزواج ْ
اق ِد ٍ
ين»؛ بعم؛ ألن هذه هر معنى الولية ف بد أن يكون الدي ُن متفقا. قال َ « :وا ِت َق ُ
أصـح َـ ْ ٍن يـ :مـا
ُّ عدل :ما جاء عن ا ملام أحملد أبَّله قلال« :أن الولر ل ُبد أن يكون ً
َّ
والدلي على َّ
ِن نِ َاحها باطٍ» ،فقال أحملد: ٍ
امرأة ن حها ول ُّيها المسخاط علي ؛ َّ جان عن ابن ع َّباس أ َّن قالُّ :أيما
ٍ ٍ
أصح َـ ن»؛ فإبَّله يلدُ ُّل عللى أبَّله يصل ُّ
أصح َ ن يف الباب» ،والعلماء يقولون :إن أحمد إاا قالُّ « : ُّ «هذا
يصل ُّ الحتًِلاج بله ،لكنَّله لليس الحتًاج ذا الحديث ول ي ْللم صحتُه ،هكذا بصله ،فلإاا قلال :أصل ِ ،
ُّ ُّ َّ ُ
بالصحي ،أي :هناك فرق بين ما ُي ْحتَج بِه ،وبين الصحي .
قال « :إِ ََّّل ِ ُس ْل َط ٍ
ان»؛ ف ي ْل َلم عدالة السلطان.
ب َوإِ ْن َع َالُ ،ث َّم اِ ْبنَ ،وإِ ْن َنزَ َلَ ،و َه ََذا قال املصنفَ « :و ُي َهدَّ ُم ُو ُجابا َأب ُث َّم َو ِص ُّي ُ ِي ِ ُ ،ث َّم َجدٌّ ِْلَ ٍ
ِِ ِ ع َلى َترتِ ِ ِ
يب َا ْلم َيراث ِ ُث َّم َا ْل َم ْا َلى َا ْل ُمنْع ُم ُث َّم َأ ْق َر ُب َع َص َبت ن ََسباُ ،ث َّم َو ََّلن ُ ،ث َّم َا ُّ
لس ْل َطان ُ َ ِِ ْن َع َض ٍَ َا ْْلَ ْق َر ُب، ْ َ
َأ ْو َل ْم َي ُْن أهال».
بدأ يتكلم المصنِّف بعد الك عن ترتيع الولية فقالَ « :و ُي َهدَّ ُم ُو ُجابـا َأب ُثـ َّم َو ِصـ ُّي ُ ِيـ ِ »ُ « ،و ُجابـا»؛
اختيارا.
ً أي :ليس
يب َا ْل ِم َيراث»؛ فير َّتبون ترتيع الميراث من حيث القو والدرجة والًهة.
قال َ « :و َه ََذا َع َلى ت َْرتِ ِ
٦
763
قال ُ « :ث َّم َا ْل َم ْا َلى َا ْل ُمن ِْع ُم ُث َّم َأ ْق َر ُب َع َص َبتِ ِ ن ََسبا» ،بعم م ْث ِ ما ت َقدَّ م يف الميراث.
ٍ ِ ِ
الم ْعت ِ فإبَّه حينمذ ِّ
يلوج. قال ُ « :ث َّم َو ََّلن»؛أيُ :م ْعت ُ ُ
الس ْلطان العلماء يقصدون به درجتين ل درجة واحد : لس ْل َط ُ
ان»؛ ُ قال ُ « :ث َّم َا ُّ
ْ ِ ْ ِ ِ ِ ْ
الدرج ُة اْلولى :من كان سلطابًا بمعنى :أبَّه له ولي ٌة شرع َّية إ َّما بنَفسه أو بنيا َبتله ،فبنَفسله وهلو ُّ
وللر
األمر األعظم ،وبنِيا َبته؛ كالقاضر ،وب َْح ِو ِه ،فهذا ُي َس َّمى س ْلطابًا.
طان ِ
فيله -أي :ل حلاكم- بلد ل سل ْل َ ِ
يهصدُ ها العلمان ،قالاا :إاا كابت المرأ ُ يف ٍ الدرج ُة الثانية الت
ُ
إسل مية ف ُي َل ِّو ُجهلا او سل ْلطان،
لث ل حكوملة ْ َز َّو َجها او ُس ْلطان ،كالنساء ال ا ي ُك َّن يف ب د األ َق ِّل َّيلات ح ْي ُ
تصلدَّ َر بِع ْل ٍ ِ ِ
لم والمراد بذو الس ْلطان ك ُّ من له ُس ْلطان ،أي :رئيسلها ،وإملام المسلًد ورئليس المركلل ومل ْن َ
لوج المرأ ،فلإن ُف ِقلدَ السل ْلطان واو أن له مكابة يف المًتمع كرئيس الًالية وغيرها ،يًوز له أن ُي ِّ و ُع ِر َ
ف َّ
فلإن ُف ِقلدَ
تختار علدْ ًل و ُي َل ِّوجهلا علدْ ٌل ملن المسللمينْ ،
ُ زوجها عدْ ٌل من المسلمين تختاره بإابِها، الس ْلطان َّ ُ
أن ُت َلوج بفسها ،إاا لم يكن بينها وبين عدل المسللمين َّإل مسلاف ًة بويللة فإبَّله
جاز لها ْ
المسلمين َ عدْ ٌل من ْ
الفلرض بل أبلا ُسلم ْل ُت فيهلا ،وللذلك ٍ
للو َج بفسلها ،وهلذه موجلود ول بقو ُلهلا ملن بلاب ْيًوز أن ُت ِّ
ُ حينمذ
الفقهاء عندما يريدون المسائ ؛ األص أبَّها و َقعت ولو ِ
باد ًرا. َ
قال َ « :أ ْو َل ْم َي ُْن أهال»؛ بأن ُف ِقد أحد شروط الولر الستَّة التر تقدَّ م ِاك ُْرها.
َان ُمسا ِرا َ ْا َق َمسا َ ِة َق ْصرٍ» ،ما تقدَّ م مسافة ال َق ْصر على ِخ ف بين أه العلم ،ملا مقلدار
قال ْ « :أو ك َ
ٍ قصر ،وقي :الغ ْي َبة التر ل ُت ْق َطع إل
بمسافة بويلة. المسافة التر تس ُق ُط الولية؟ قي :مسافة ْ
اليرط الرابع قالَ « :و ََ َها َد ُة َر ُج َل ْي ِن»؛ ألبه ل َت ِص الحهاد إل بالرجال فيما يكون يف باب
اح إِ ََّّل بِ َالِ ٍّ َ ،و ََا ِهدَ ي َعدْ ٍل». ِ
األبكحة ،وقد جاء يف بعه األلفاظَ « :و ََ َها َد ُة َعدْ ل ْي ِنََّ ،ل ن َ َ
قال « :م َ َّل َقي ِن عدْ َلي ِن ،و َلا َظ ِ
اهرا»َ ،ع َر ْفنا ما معنى الظاهر. ُ ْ َ ْ َ ْ
قال « :نَاطِ َه ْي َن» ،أي :يتكلمان بما َس ِمعا ِعند الخصومة وبلع الحهاد .
ِ ِ ِِ
قال َ « :وا ْل َ َقا َنة ََ ْرط ل ُلزُوم َ َ ،ي ْح ُر ُم َتز ِْو ُ
يُ َها بِ َغ ْيرِه إِ ََّّل بِرِ َض َ
ـاها» ،العلملاء قلالوا :إ َّن ا ْل َك َفلا َء هلر أن
سة أمور: تكون يف خم ِ ُ تكون كُف ًما له من حيث ال ُعموم ،وا ْل َك َفا َء َ
ْ
ٍ
فحينملذ تكلون ا ْل َك َفلا َء ِ
المسللم لليس ُك ْف ًملا للمسللمة مطل ًقلا، اْلمر اْلول :ا ْل َك َفا َء يف اللدين ،فغ ْيلر
للصحة.
َّ للصحة ،إ ًاا ا ْل َك َفا َء إاا كابت للدين فإبَّها ْ
شر ٌط َّ شر ًبا
ْ
شلر ًبا ِ شلر ًبا ُ اْلمر الخامس :الحر َّية ،وهذه قللية الحر َّيلة و ِ
اللر ْق فقلد
للصلحة وقلد يكلون ْ
َّ يكلون ْ
للصحة.
َّ شر ٌط
واألص أبَّه ْ
ْ لللوم يف قلية ال ُطروء عليها
٦
765
ْت َو َل ٍد َوإِ ْنتَ ،وبِنْتَ ،وبِن ُ ات ِ َالنِ َاحِ َ :و َي ْح ُر ُم َأ َبدا أم َو َجدَّ ة َوإِ ْن َع َل ْ قال املصنفَ « :ا ْل ُم َح َّر َم ُ
ت، ْت َو َل ِد َها َوإِ ْن َس َق َل ْ
ْت ك ٍُِ َأخٍ َ ،وبِنْت َُهاَ ،وبِن ُ
تَ ،وبِن ُ ْت َو َل ِد َها َوإِ ْن َس َق َل ْ
تَ ،و ُأ ْهت ُم ْط َلهاَ ،وبِ ْنت َُهاَ ،وبِن ُ
َس َق َل ْ
َو َع َّمة َو َها َلة ُم ْط َلها».
محرمات بالنسع ،وهر يف اآلية ،األم و ُأ ُّمها ،والبنت ،وأبناء وبنات البنات ْ
وإن َس َف ْلن ،واألخلت هذه َّ
األخللوات جمي ًعللا ،وبنللات َو َلل ِلدها؛ أي :وبنللات ولللد ألب أو ألُم ،وبناهتللا؛ أي :وبنللات َ
مطل ًقللا شللقيقة أو ٍ
ابنله وبنلات بنْتِ ِله كلذلك ،والعمل ُة
وبنلات ِ
ُ ِ
وبنات ك ِّ أذٍ شلقي ٍ أو ٍ
ألب أو ألُم ،وبنا ُتله األخت وإن َس َف َل ْت،
ألب أو ألم. ٍ
شقيقات أو ٍ والخال ُة م ْط َل ًقا؛ أي :سوا ًء كن
أخت ِ
ابنه ،فابنُ ُه من الرضاعة ُأختله ملن النسلع ليسلت حرا ًملا عليله ،وكلذلك العكلس اْلمر الثاينُ :
ابنه من الرضاعة ليست حرا ًما عليه. النسع ُأخت ِ
ِ فابنُ ُه من
ِّ
المتلأخرين ،وهلر ملن حيلث المعنلى صلحيحة؛ لكلن بعه صو ٍر أربع ُج ِم َعت يف مثال ْين جمعها ُ
هذه َ
يمكن بقول :أ ا ليست ِ
داخ َلة يف القاعد ؛ ألبَّها ُم ْس َت ْثنا يف معنًى آخر.
وزوج ُت ُه ُأختُها ْ
تح ُر ُم عليه ،قال تعالى { :ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ} [النساء.]23: َ
إ ًاا عندبا فرق دائِ ًما بين الستدامة والبتداء ومنها هذه الصور .
قال املصنفَ « :و ُم َط َّل َه ُت ُ َث َالثا َحتَّى َي َط َأ َها ز َْوج َب ْي ُر ُه بِ َي ْرطِ ِ ».
ذوق عسي َلت ِ ِ
َب» ،ف ُبد أن يكلون و ْب ًملا يف حديث النبر قالََّ « :ل َحتَّى تَذوق ُع َس ْي َل َت ُ َ
وي ُ ُ َ ْ
تا ًّما.
قالِ ِ « :بِ َيرطِ »؛ أيٍ :
بعقد صحي ،وأن يكون النكاال بكاال رغبة ،وأن يكون وب ًما كام ً . ْ ْ
768
قال املصنفَ « :و َم ْس ِل َمة َع َلى كَا ِرٍَ ،وكَا ِ َرة َع َلى ُم ْس ِل ٍم إِ ََّّل ُح َّرة كِتَابِ َّية».
اج ِة ُم ْت َع ٍةَ ،أ ْو ِهدْ َم ٍة». ٍ ِ قال املصنفَ « :و َع َلى ُح ٍّر ُم ْس ِل ٍم َأ َمة ُم ْس ِل َمةَ ،ما َل ْم َيخَ ْ
ف َعنَتا؛ ُع ُزو َبة ل َح َ
المحهورين لله كتلاب مطبلوأ يف مً َّللدين بس ُبه ،أحد ُفقهاء الحنف َّية ْ بكون بعه األقِ َّن م ْع ُر ٌ
ف َ ُ ولذا قد
عربر صري ُ النسع لكنَّه قِ ْن ُأ ْعتِ سببه ربما هذا أو غ ْي ُلر ُه إن صل َّ ملا
ٌ اكر أبَّه
السماين ،هو َضخم ْين باسم َّ ْ
ب ُِق َ عنْ ُه.
يستطيع المهر.
ُ ُ ُز َع ْن َط ْا ِل ُح َّر ٍة» ،أي :ل
قالِ ِ َ « :و َي ْع ِ
ْ
يًوز له الك ،أص ً حتى للو أراد أن يعقلد عل ْيهلا ل ينْ َع ِقلد َّ
ألن وب ْمل ُه لهلا ُ قالِ ِ َ « :و َع َلى َس ِي ٍد َأ َم ُت ُ» ،ل
ْ
وطء ِ
بالم ْلك. ٌ
قالِ ِ َ « :و َأ َم ُة َو َل ِد ِه» ،كذلك أل ا يف مِ ْلكِه.
ْ
وبعللها متعلقل ٌة باللوجلة ،والمتعلقلة باللوجلة ُ بعلها متعل بلاللوجالحروط الصحيحة كثير ٌ جدًّ اُ ،
ٌ
وشلرط متعلل ط ِز َيـا َد ٍة ِـ َم ْهرِ َهـا»،
مثلال قلال« :ك ََيـر ِ
ْ ِّف ًبوعان ،شر ٌء يتعل بالملالَ ،ض َلرب لله المصلن ُ
ِ
يتلوج عليها وبحو الك. بمص َلحتها كأن ل َّ
ْ
أن تخ ُّلف الحرط يًع للمرأ الخيار بلين أملرين :إ َّملا أن ف بِ َذلِ َ
ب َ َل َها َا ْل َق ْس َُ» ؛أيَّ : قالِ ِ ْ ِِ َ « :ن َلم ي ِ
ْ َ ْ
الحلرط ،إل شل ْي ًما واحلدً ا :وهلو الحلروط ْ تفسخ النكاال ،وإ َّما أن ْترضى بإ ْمللائِ ِه ،و ُت ْس ِلقط ح َّقهلا ملن هلذا
لخ النكللاال بقللر يف ا َّمل ِلة
المتعلقللة بصللفة المللال وقللدْ ِره ،فللإن الحللروط المتعلقللة بصللفة المللال وقللدْ ِره إاا ُف ِسل َ
اللوج.
770
فأما الفاسد الذي ُيبطِ فهو أحدُ أمرين :إ َّما الذى ورد الن ُّ بالنهر عنله والتحلريم ،أو اللذي يخلالف
أصلِه.
حقيقة العقد وينْ ُق ُل ُه عن ْ
شهرا. ِ
تلوجتُك ْ
الناع الثاين :أن يكون مؤقتًاَّ :
شه ٍر. ِ ِ
يتلو ُجها وأن ُي َع ِّل يف اللواج الط ق فيقولَّ :
تلوجتُك أبت بال ٌ بعد ْ الناع الثالث :أن َّ
بعلها كذلك.
أيلا الفسخ ُ كما َّ
أن العقود ً
يم ِعنْدَ َها َأ ْك َث َر ِم ْن َض َّرتِ َها َأ ْو ِ ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و َ اسد ََّل ُي ْبط ُل ُ ك ََي ْرط َأ ََّّل َم ْه َرَ ،أ ْو ََّل َن َق َهةََ ،أ ْو َأ ْن ُيه َ
َاح َ ُا ِجدَ ِب َها َ َل ُ َا ْل َق ْس َُ». ِ َأ َق ٍَّ َ ،وإِ ْن ََرِ َط َن ْق َ َع ْي ٍ
ب ََّل ُي ْق َس َُ بِ َالنِ ُ
ٍ
شلرط بدأ يتكلم عن النوأ الثاين من الحروط وهو الحروط التر ل تبط عقد النكاال ،وضابِ ُط ُه أن ك
فسدُ العقد ،ولذلك األمثللة خالف حقيقة العقد؛ أبط َ العقد ،وك شرط خا َلف مقتلى العقد؛ فسدَ ولم ي ِ
ُ ُ ْ
ِ
حقيقته. يور ُدها المصنِّف هر يف الحقيقة من مقتل َيات العقد وليست من التى َس ِ
قللت:
المهر من ُمقت ََليات العقد ،وليس ملن أركابلهُ ، قال « :ك ََير ِ
ط َأ ََّّل َم ْه َر» ،المذهع المحهورَّ :
أن ْ ْ ْ
رج تللوج املرأ واشلةط عليهلا أن ل المهر ُرك ٌن فيه ،فلو َّ
أن ُ يرون أن ْ
المذهع؛ ألن الرواية الثابية أبَّهم ْ
مهر المث . ِ
مهر بينهما؛ فنقول أن العقد صحي لكن هذا الحرط باب ،فيكون حكمها حكم 1:1فلها ْ َ
زوجتِ ِله فللو اشلةط عليهلا
قال َ « :أ ْو ََّل َن َق َه َة» ،من ُم ْقتَليات العقد الن َف َقة بمعنى أن ُينف الللوج عللى َ
ْ
َّأل ب َف َقة ص َّ العقد و َل ِل َمت ُه بف َقتُها.
للرجل ِ بسلاء
القسلم إاا كلان ُ
قتلليات العقلد ْ يم ِعنْدَ َها َأ ْك َث َر ِم ْن َض َّرتِ َها َأ ْو َأ َق ٍَّ» ،ملن ُم َ ِ
قال َ « :أ ْو َأ ْن ُيه َ
ْ
قس ًلما أقل ً ملن ضلرائِ ِرها َّ
فلإن هلذا َ
اشةط هو أن ُيعطيها ْ أن َيليدَ يف َق ْس ِمها أو فحينمذ لو ْاشت ََربت هر ْ ٍ ِعدَّ
أيلا ُ القسم ،وم ْث ُل ُه ً ِ ِ
كر المصلنِّف اللك، بقول يف المبيت وللم ْ
يلذ ُ بينه َّن يف ْ ع عليه العدْ ُل ُ ويً ُ الحرط باب
الح َّر ولو كان ليس له إل زوجلة واحلد وجو ًبلا كل َّ
تليات العقد :المبيت ،وهو أن يبيت عند ُ فإن من ُم ْق َ
َّ
أشهر وهو بِ ُ
صف العام. ٍ يك غائِبا ،وان كان مسافِرا ل يغيع عنها أكثر من ِ
ستة ُ ً ً أربع ٍ
ليال ليل ًة ما لم َ ْ
قتللليات العقللد «الولللد» فلللو اشللةط أو
قتللليات العقللد الللوطء ومللن ُم َ
أيل لا -مللن ُم َ
وكللذلك مثل ل ُه ً
فالحرط بابِ ٌ والعقد صحي .
ُ اشةبت عليه أن ل ولد بينهما
أل ا فاص بين عيوب النكاال والحروط ،فمن اشةط صف ًة معينل ًة يف الملرأ فبلان خل ف اللك فلله فسلخ
ٍ
فس ُخ النكاال. النكاال به ،كان يحةِبها بِ ْك ًرا أو بويل ًة أو َسمي َع ًة فبابت ل ْ
تسمع فإبَّه حينمذ له ْ
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)27
h
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
أورد يف هذا الفص أحكام عيوب النكاال ولنعلم أن عيوب النكاال تنقسم إلى بوعين:
لم لا فإبله يثبلت للطلرف اآلخلر ملن الللوجينِ ِ إ ًاا العيوب بوعان:
عيوب إاا ُوجدَ ت بعد اللواج و ُعل َ
ٌ
بوأ آخر ملن العيلوب ،العيلوب التلر
الخيار بين أن يفسخ وبين أن يسقط حقه ويبقر العقد ماض ًيا ،وهناك ٌ
هر عيوب بكلاالٍ لكنهلا ل تلؤثر يف فسلخ العقلد إل أن تكلون محلروبةً ،وسليتكلم المصلنف علن
هذين النوعين م ًعا يف هذا الفص وإن كان أشار للنوأ الثاين يف آخر الفص الساب ألن لها حكلم الحلروط
ع بِ َكاالٍ َث َ َث ُة َأب َْواأٍ ،قوله عيع بكاالٍ هنا تكلم علن النلوأ األول وللذا فإبنلا بقلول عيلع
يقول الحيخَ :و َع ْي ُ
النكاال الذي يثبت به الخيار عند العلم به سوا ٌء ُش ِر َط أو لم ُي َ
حرط ،وللذا فلإن الصلواب أن ُيللاد هلذا القيلد
لكر بعلم أن المصنف إبما تكلم عن النوأ األول من أبواأ عيوب النكاال ل عن جميع عيوب النكاال.
ع بِ َكاالٍ َث َ َث ُة َأب َْواأٍ ،هذا التقسيم أي كوبله ث ثلة أبلواأ اللك بلالنظر لملن يوجلد فيله العيلع
قالَ :و َع ْي ُ
فتار ً يوجد العيع يف الرجل وتلار ً يوجلد يف الملرأ ِ وتلار ً يوجلد فيهملا م ًعلا ،أي جنسله يوجلد يف الرجل
وجنسه يوجد يف النساء ،هذا الذي بنى عليه هذا التقسيم ،ويمكننا أن بقسم العيوب التر يثبلت لا الفسلخ
وعيلوب يمكلن أن تكلون سلابق ًة ويمكلن أن تكلون
ٌ تقسيما آخر ،فنقول عيوب تكلون سلابق ًة لعقلد النكلاال
ً
بارئة وهذا التقسيم باعتبار الطريان وعدمه مؤثر يف الحكم كما سيأا إن شاء اهلل.
774
بوأ مخلت ٌّ بالرجل فل يوجلد هلذا العيلع عنلد النسلاء وإبملا عنلد الرجلال ،وهلذا قال النوأ األول ٌ
لع هلو قطلع المللذاكير ،سلوا ًء كابلت ِخلقل ًة ل
لع َو ُعنَّلة ،الًل ُّ
ًَ ا
العيلع متعلل ٌ بآلللة الرجل ،قلال الحلليخ :ك َ
مقطوع ًة أو بفع ٍ فإبه يعتا عي ًبا من عيوب النكاال؛ ألن الغرض من عقد النكلاال والمقصلد هلو السلتمتاأ
وهذا ل يمكن أن يتحق مع وجود الًع ،والعنَّة هر وجود المذاكير لكن عدم القدر عللى اللوطء ،وإن
كان الرج يحتهيه ،ليس العا بما يف القلع وإبملا العلا بالحلرء الململوس ،فملن كلان غيلر ٍ
قلادر عللى
خاص بالرج ألبه متعل ٌ بآلته.
ٌ مصاب بالعنَّة وهذا
ٌ الوطء فإبه يسمى عنينًّا ،فهو
قال املصنفَ « :ون َْاع ُمخْ ت ٌَّص بِا ْل َم ْر َأ ِة ك ََسدِ َ ْرجٍ َو َرت ٍَق».
قال الحيخَ :وب َْو ٌأ ُم ْخل َت ٌّ بِلا ْل َم ْر َأ ِ ،أي ل يوجلد يف الرجل وهلذه العيلوب متعلل ٌ بآللة الملرأ ،قولله:
ك ََسدِّ َف ْرجٍ َو َر َت ٍ ،الكاف هنا للتحبيه تدلنا على أن العيوب متعدد وليسلت خاصل ًة لذين النلوعين بل لهلا
ٍ
استدراك عللى المصلنف ،فقولله :ك ََسلدِّ َف ْلرجٍ ،أي ل يمكلن غيرها من هذه األبواأ ،ببدأ ذين النوعين مع
معه الوطء ،والسدُّ يكون بأشياء كثير ،والمصنف أبل الوصف العام وهلو السلد وهلذا جيلد فقلد يكلون
بأمر آخر األمور كثير التر يكون ا السد ،قالَ :و َر َت ٍ ،أبتم تعلمون أن ملن
بعظم قد يكون ٍ
ٍ ٍ
بلحم قد يكون
معاين الحروف يف الل «واو» المغاير فإن العطف يقتللر المغلاير فمفهلوم كل م المصلنف أن الرتل غيلر
صور سد الفلرج ،بل َّ عللى اللك ِ سد الفرج ،وليس الك عند فقهائنا ،فإن المعتمد عندهم أن الرت أحد
ِ
يف المنتهى ،فقال :إن سد الفرج إن كان بابتداء الخل َقة ً
أساسلا فهلو رتل ٌ ،وإن كلان بارئًلا فإبله يكلون قربلا،
فتكون المرأ قرباء ،ويف ك الحالتين يسمى سدً ا بالفرج ،إ ًاا فقول المصنفَ :و َر َت ٍ ،قد بقول إبه من بلاب
دائما للمغاير .
عطف الخاص على العام ،ممكن وهذا متًه ولكن العاد أن الل «واو» تكون ً
جنلون هللو فقللد العقل ،والًلذام هللو المللرض الللذي يكللون يف الًللد ويمنللع مللن المقاربللة للمصللاب
أملراض كثيلر والعلملاء يقوللون إن الًنلون هنلا يف
ٌ أمراض كثير ،الًنون والًذام كذلك
ٌ بالًذام ،وهو
٦
775
هذا الباب ليس المقصود به المطب فقط ب حتى ولو كان متقط ًعا ألن الرج إاا تلوج امرأ ً تًلن أحيابًّلا
أو المرأ إاا تلوجت رج ً يًن أحيابًّا فإن هذا الوصف يف الرج أو يف المرأ ين ِّفر صاحبه منله ،ويًعلله
يمتنع منه ،فلذلك فإن الًنون هنا يحم المطب والمتقطع.
قولهَ « :ف ُي ْف َس ُخ بِ ُك ِّ مِ ْن َال ِ َك» ،أي :بك العيوب السابقة ومعنى قولنا أبه يفسخ به أي :أن ملن كلان لله
الح فيًوز له أن يطلع الفسخ فيفسخ بلذلك ،هلذا معنلى قلولهم إبله يفسلخ ،أي :يطللع الفسلخ ،بيلع
عندبا مسلائ ملن اللذي لله الحل ؟ إاا كلان العيلع يف الرجل فللملرأ ،وإن كلان يف الملرأ العيلع فلالح
ٍ
بطلع ممن له الح ،فلو لم يطلع ف يفسخ ،فلو جلاء وللر الملرأ أبوهلا للرج ،وهكذا ،ول يفسخ إل
أو أقرباهها أو أمها فليس لهم بلع الفسخ ،ب ل ُبد أن يكون بطلع صاحع الح ألبه متعل ٌ ا ،األملر
الثالث وهذا سيأا اكره من المصنف لكنر أقدمه للفائد ،أن الفسوخات تنقسم إلى قسمين:
واللابط عند فقهائنا يف التفريل بلين الفسلخ اللذي يكلون بحكلم الحلاكم والفسلخ اللذي يًلوز بغيلر
حكم حاكم وجود قاعدتين:
الهاعدة اْلولى :أن يكون هذا الفسخ مختل ًفا فيه ملن حيلث الحكلم ،فلبعه العلملاء أثبتله وبعله
العلماء لم يثبته ،فعندهم إن ك فسخٍ اختلف العلماء فيه ف يفسخ النكاال ِبه إل بحكم الحاكم ألن حكلم
الحاكم يرفع الخ ف ،فقد يقول اللوج أبلا أرى اجتهلا ًدا أو تقليلدً ا القلول بعلدم الفسلخ أو العكلس تقولله
فحينمذ لما كابت المسألة محتمل ًة من حيث الجتهاد بقول القاضر وأبا أشلير اآلن إللى المحكملة، ٍ المرأ
القاضر هو الذي يفسخ.
الهاعدة الثانية :عندا إاا كان مما يختلف يف وجوده وعدمه ،فبعه األوصاف تةدد ومنها العيلوب
فإن بعه العيوب خفية فقد يقول الرج إين لست عنينًّا وتقول زوجه بلى إبه عنين ،فحين اللك بقلول إن
ما تردد يف وجوده وعدمه ف بد من الثبات أمام القاضر ف فسخ إل أمام القاضر.
776
لخ ،أي ل ابتلدا ًء بل بطللع إاا عرفنا هذا القيد المهم وسنرجع له من كل م المصلنف ،إ ًاا قوللهَ :ف ُي ْف َس ُ
لخ بِ ُكل ِّ مِل ْن َال ِ َ
لك ،أي بكل ٍ من له الح وبحكم قاضر حينما يحكم به يف العيوب ،هذا معنى قوللهَ :ف ُي ْف َس ُ
من العيوب السابقة التر أوردها المصنف ،ثم قال الحيخ وابتبه لهذه المسألة فإ ا مهمة.
ث ب ْعدَ ُد ُه ٍ
ال». قال املصنفَ « :و َل ْا َحدَ َ َ
ٍ
عيلع ملن عيلوب النكلاال هذه المسألة مهمة ابتبهوا لها ،معنى الكلملة أو هلذه الًمللة معناهلا أن كل
التر يثبت ا الخيار لو ُو ِجلدَ ْت بعلد اللدخول جلاز للللوج اآلخلر الفسلخ ،فللو ُجل َّن أحلد الللوجين جلاز
لصاحبه أن يفسخ ،لو ملث ً أصليع بًلذامٍ ،أصليع بلا ٍ
ص ،وغيلر اللك ملن العيلوب التلر تكلون يف أحلد
اللوجين يًوز لصاحبه أن يفسخ ،عندبا يف هذه الًمللة مسلألتان لفهلم هلذه المسلألة ً
أول بقلول قط ًعلا إن
هذه الًملة ليست على إب قها ،كيف الك؟
ابظروا معر من الك م الذي اكرتله لكلم قبل قليل أن هنلاك عيلوب ل يمكلن أن تطلرأ كلأن بقلول إن
أساسلا كلهلا موجلود قبل ُ ،هلذا ِ
الخل َقة إ ًاا فهناك
عيوب ل يمكن أن تطرأ ب هلر ً
ٌ الرت هو ما كان بأص
واحد ،ثاب ًيا أن هناك عيو ًبا شبه اتف العلماء على أن بريا ا ل يفسخ به وهو العنَّة ،كثير من النلاس يتللوج
ٍ
لسن معين ثم بعد الك ل يستطيع أن يطأ زوجه ،بقول هذه عنَّ ٌة بارئة ل يفسلخ لا ألجل العنَّلة، ثم يص
بعم قد تتلرر المرأ من ترك الوطء هذه مسألة أخرى ،إا الفسوخات كثير جدًّ ا ،ابلن القليم أوصللها إللى
عحرين بوأ من الفسوخات بين اللوجين.
فس ُخ ا إاا برأت بعد العقد ،ولذلك لو وبرء الرج زوجته مر ً واحلد بعلد العقلد لليس فالعنَّة ل ُي َ
ث َب ْعلدَ ُد ُخ ٍ
لول ،هلذا لليس شلام ً فلإن ملن لها أن تفسخ بالعنَّة ،إ ًاا بحن بقول إبه قول المصنفَ :و َل ْلو َحلدَ َ
فس ُ
لخ بله وللو بلرأ ،وللذلك فلإن علماءبلا المتلأخرين لهلم العيوب ما ل يمكن بريابه ومن العيوب ملا ل ُي َ
بريقتان فمنهم وهذا الذي محى عليه بعه المتأخرين كصاحع العنقري يف حاشلية علروب فإبله اكلر أن
العيوب إاا كابت من العيوب المحةكة ُف ِس َخ ا العقد إاا بلرأت ،العيلوب المحلةكة كلالًنون والًلذام
كالًلع والعنَّلة
ِّ واللاص ،وأملا إاا كابلت العيلوب ملن العيلوب الخاصلة بأحلد الللوجين فل يفسلخ لا،
ِ
والقرن مث ً وغير الك والبخر إاا برأ ،وهكذا ،هذا ما يتعلل بالطريقلة األوللى ،بعله العلملاء يقلول :ل
وإبما بذكر بعلها دون بعلها ،ولذلك يقولون :وملن بلرأ عليله الًلع جلاز للوجله أن تفسلخ وللو كلان
٦
777
بفعلها ،لكن على العموم هناك بريقتان اكرت لكم الطريقة األولر.
المسألة الثابية عنده واألخير :أن هناك فر ًقا بين الفسخ بالعيع الذي يكون قب النكاال
ٍ
بعيلع والفسخ بالعيع الذي يكون بارئًا بعد الدخول ،ووجه الفرق بينهما أن من فسخ من الللوجين
ِ
بلالمهر ،هلذا القيلد ساب ٍ فإبه يرجع بالمهر إاا كان الفاسخ اللوج ،وأما إاا كان العيع بارئًا فإبه ل يرجلع
ث َب ْعلدَ ُد ُخ ٍ
لول ،فلإن ملا لخ بِ ُكل ِّ مِل ْن َال ِ َ
لك َو َل ْلو َحلدَ َ مهم جدًّ ا لكر بعرف الفرق بين قلول المصلنفَ :ف ُي ْف َس ُ
حدث بعد الدخول بعم يفسخ به لكن ل يرجع فيه بالمهر ،وأما ما كان قب الك فيرجع فيه بالمهر.
ش َو َق ْط ِع َي ٍد َأ ْو ِر ْج ٍٍ إِ ََّّل بِ َي ْرط».
قال املصنفََّ « :ل بِن َْح ِا َعمى َو َط َر ٍ
هذا النوأ الثاين ملن العيلوب وهلر العيلوب التلر ل يفسلخ لا العقلد ابتلدا ًء ،إل إاا كابلت محلروبة،
الحرأ أو الفقهاء لمااا فرقوا بين بوعر العيوب؟ ألبنلا للو أبلقنلا أيهلا األفاضل قاعلد بعله أهل العللم
وهر قاعد مقاصدية وليست علة ،هناك فرق بين القاعلد المقاصلدية هلر الحكملة وقلد تكلون منللبطة
وقد تكون غير منلبطة ،والك يقول ا المقاصدية لكن قد ل يناط ا الحكم وجو ًدا وعد ًما ،عندما قلال
ٍ
عيع يمنع من كمال الستمتاأ فإبه يًوز فسخ العقد به ولو للم يحلرط ،كطريقلة بعه أه العلم :إن ك
الحيخ تقر الدين وتلميذه ،لو قلنا ذا لما تصورت عدد القلايا التر يرفلع الللوج عللى زوجله واللوجلة
كثيلرا ملا يرفلع
قلاض تعرفلهً ، ٍ على زوجها يف بللع الفسلخ بلذلك ،ولليس ملن رأى كملن سلمع اسلأل أي
الرجال على النساء وجدت فيها العيع الف ين ،هناك رج رفع عللى املرأ ٍ دعلوى أن فيهلا عي ًبلا ،وملا هلو
العيع الذي رأيته؟ قال :إن شعر جسدها كثيف ،فيداها وقدماها فيها شعر وهذا يمنع كمال الستمتاأ.
لو فتحنا الباب لرأيت عًائع ،واسأل ملن شلمت ملن زم ئلك ملن القللا ،وللذلك تلليي العلملاء
قللاء الصلحابة فلإن أغللع هلذه وأعنر بالن بطاق العيوب التر يفسخ ا بدون شرط بما ورد به الن
،وملا شلا ه دوبملا غلايره، فخصوا الحكم بملورد اللن
ُّ العيوب إبما وردت عن عمر وغيره من الصحابة
فيدلنا الك على أن تليي العيوب مناسع جدًّ ا يف تصحي العقود ،وأبفع لبقاء اللوجية.
إاا هذه األمور الثابية مث العملى والطلرش وغيلره ل يفسلخ لا العقلد إل إاا كلان قلد اشلةط ،بيلع
تقول هذه عمياء صماء ،بقول أبت المقصر؛ ألن العمى والطرش والصمم وقطع اليد والرج لو أرسللت
صغيرا ينظر لهذه الملرأ لعرفلت أن هلذه العيلوب نلاهر فيهلا ،بخل ف العيلوب الثابيلة فإ لا تحلت
ً صب ًّيا
778
ملن الظهلور الثياب غالبها حتى البياض يكون تحت الثياب حتى الًنون قد يستطيع الناس يمنع الحخ
يف وقت اهاب عقله ،ب إن المًنون أحيابًا وخاص ًة المعتوه ربما يًللس يف بعله المًلالس ل تسلتطيع
معرفته إل بالك م ،ولذلك هذه العيوب ناهر فهو مقصر اللوج يف عدم السؤال والنظر ابتدا ًء.
يقولَ « :م ْن َث َبت َْت ُعنَّ ُت ُه» ،قوله :ومن ثبتلت أي :لليس المقصلود الثبلوت بمعنلى وجلود البينلة ،ل وإبملا
ِ
وبمه فلو ثبت وبؤه للوجته ولو مر ً فليس بعنلين ،فقلول الحليخَ :مل ْن َث َبت ْ
َلت المقصود بالعن َِّة إاا ثبت عدم
ُعنَّ ُت ُه ُأ ِّج َ َسنَةً ،وهذه السنة قمرية عندهم وليست شمسية والفرق بينهملا أحلد عحلر يو ًملا تبلدأ هلذه السلنة
يبدأ ضر ا من حين ترفعه إللى القاضلر أو الحلاكم ،فملن حلين حكلم الحلاكم لا أو الةافلع تبلدأ الملد ،
بكلرا
بيع إن ادعى اللوج أبه قد وبرء وهر لم تقره على الك فتعرض عللى النسلاء الثقلات فلإن كابلت ً
ٍ
بأمور أخرى. ُع ِر َ
ف الك بذهاب بكارهتا وإن كابت ثي ًبا فتعرفه النساء
فإن لم يطأ يف خ ل هذه السنة ولم يستطع أن يثبت أبه قد وبرء زوجته قبلها ،قلد يًللس الللوج ملع
زوجته سنتين أو ث ثة ثم ترفعله إللى القاضلر فنقلول إن أثبلت الللوج أبله قلد وبمهلا وللو ملر بلإقراره فل
ٍ
حينمذ يفسخ القاضر. يحكم بالفسخ للعنَّة؛ ولكن إن لم يثبت الك وأج سن ًة فلم يطأها فإبه
ب ع َلى َالتَّر ِ ِ
اه ». َ قال املصنفَ « :وه َي ُار َع ْي ٍ َ
ِ قول المصنفَ :و ِخ َي ُار َع ْي ٍ
ع َع َلى َالت ََّراخر ،هذا ليس ًّ
خاصا بالنكاال ب حتى يف البيوعلات ،عنلدبا هنلا
قاعد ما الخيار الذي يكون على الةاخر وما الخيار الذي يكلون عللى الفلور ،كل خيلار فسلخٍ فهلو عللى
ٍ
تمليك فهو على الفور ،هذه قاعد ملطرد ،خيار التمليك مث الحفعة ،فإن الحلفعة الةاخر ،وك خيار
خيار تمليك ،فهر كح عقال ،كما جاء عند ابن ماجه ،وأما خيار الفسخ كخيلارات العيلوب وغيرهلا ملن
لار فسللخٍ فيكللون علللى
الخيللارات وخيللار الحللرط فللإن خيللار الحللرط أيلللا علللى الفسللخ ،علللى التخييللر خيل ُ
الةاخللر ،بيللع إ ًاا عرفنللا متللى يكللون الخيللار علللى الةاخللر ومتللى يكللون علللى الفللور ،وعرفنللا القاعللد ،
إاا المسألة الثابية ما معنى قولنا إبه على الةاخر؟ معنى قولنلا إن الخيلار عللى الةاخلر أي :أن الحلخ
َعلِ َم بالعيع ولم يطالع مباشر ً بالفسخ وإبما تأخر فيًوز له المطالبة به بعد اللك ،أملا خيلار الفلور فملن
٦
779
ً
فسلخا للعقلد ،وإبملا هلو يف الحقيقلة عندبا يف النكاال شر ٌء على الفور وهو بفر الولد ،بفر الولد ليس
ليس إثبا ًتا له ابتدا ًء ،ولذلك يقولون إن الرج إاا ولدت امرأته التلر عللى الفلراش سلواء إن كابلت أمل ًة أو
زوجة وأقر به أو بال األمدُ ولم ينكره ليس له إبكاره سيأتينا يف اللعان ،بيع إ ًاا عرفنا هذه المسلألة بيلع
خيار الحرط مث خيار العيع فلو أن زوج ًة اشةبت على زوجها شلر ًبا وللم يفلر ِ
بله فبقلر خيارهلا عللى
حاللة واحلد ٍ سليوردها المصلنف وهلر
ٍ الةاخر ،وقت ما تحاء ترفع إلى المحكمة وتطلع الفسخ ،إل يف
ٍ
بحرء سيورده بعد قلي . إسقاط خيار العيع والحرط
قللالَ « :لكِل ْن َي ْسل ُق ُط بِ َمللا َيللدُ ُّل َع َلللى َا ِّلر َضللا» ،هللذه مسللألة سللأرجع إلللى الرضللا قلللي ً ألعطلليكم بعلله
المسائ العامة يف الرضا التر قلتها يف كتاب البيع وأكررها هنا ألن الرضا واحد.
يقول :إن خيار العيع ومثله خيار الحرط يسقط بما يدل على الرضا والذي يدل على الرضا أمران إما
رضليت لا مًنوبل ًة أو تقلول الملرأ رضليت بله
ُ رضليت أو يقلول الرجل
ُ القول الصري بأن تقول الملرأ
مًنوبًلا أو كلذا واللفلظ أدل شلرء عللى الرضلا لشللك؛ ألن اللفلظ كاشلف والرضلا محلله القللع ،وإبمللا
الكاشف له القول ،النوأ الثاين الحرء الثاين الذي يكون كاش ًفا للرضلا ويلدل عليله هلو الفعل ،بيلع هلذا
لم ِ ِ ِ
الفع يف باب النكاال ما هو؟ قالوا :من ق َب اللوج هو اللوطء ،وملن ق َبل اللوجلة هلو التمكلين ،فلإاا َعل َ
اللوج بالعيع ثم وبرء زوجته سقط حقه بالفسخ ،وإاا علمت به ومكنته من بفسلها سلقط حقهلا وإن للم
يطأها ،قلت لك قب قلي ل ُبد أن يكون بعد العلم ،لم؟ ألن هناك قاعلد محلهور قالهلا الحلافعر وقالهلا
أحمد بعده أو بعه أصحاب أحمد بعده ،وهر قاعد متف ٌ عليها وهر أبه ل رضا إل بعد العلم ،للو قلال
رضيت ،بقول رضاك هذا غير معتا ألن من شرط الرضلا
ُ رج ٌ يف البيع مث ً بعتك ما يف هذا الكيس فقلت
العلم ل ُبد أن يكون المبيع معلو ًما فعند تحق العلم تحق الرضا ،يتحقل بلالعلم ويتحقل بعلدم ا كلراه
أيلا بمًموأ األمرين ،بيع إ ًاا عرفنا اآلن الذي يسلقط خيلار الفسلخ خيلار العيلع وخيلار الحلرط وهلو
ً
الرضا إما بالقول أو بالفع وعرفنا الفع من الرج ما هلو وملن الملرأ بملا يكلون رضلاها بالفعل ،ابظلر
الستثناء من الستثناء.
780
َو َل َف ْس َخ إِ َّل بِ َحاكِم ،هذه الًمللة تحتمل ا بل ق وهلو لليس ملراد المصلنف وتحتمل التقييلد ألن
ٌ
فسوذ بحكم حاكم يحةط له حكلم الحلاكم ،وفسلوذ ل يحلةط لله الفسوذ كما اكرت لكم قب بوعان:
ف يف الوجود والعدم ف يحةط لله حكلمف بين أه العلم وليس فيه خ ٌ
حكم الحاكم فما ليس فيه خ ٌ
ٍ
مغيث زوجها ،فإ ا اختارت هر من غيلر حكلم ِ
عتاق اللوج مث برير مع حاكم ،مث فسخ النكاال
ِ
العيلع حاكم وهر النبر ففسلخت بكاحهلا ،إ ًاا فقلول المصلنف :ول فسلخ أي ل فسلخ يف
ِ
الحرط إل بحكم حاكم ،فيًع أن بقول الك. ول يف
بيللع قللول المصللنف إل بحكللم حللاكم ألن حكللم الحللاكم شللرط ،لكللن يسللتحع مللع حكللم الحللاكم
حلور اللوج إاا كان الفسخ من اللوج ،وحلور اللوجلة إاا كلان الفسلخ ملن اللوجلة ،فالحللور لليس
مستحع ،مراعا ً للخ ف ،وفقهاهبا لهلم بريقلة خاصلة لم يف مراعلا الخل ف ،زهلم
ٌ بواجع وإبما هو
يكثرون من مراعا الخ ف وهذا من الورأ ،ولهلم بريقلة قريبلة ملن بريقلة المالكيلة لكنهلا تفلرق بينهملا
فر ًقا ً
يسيرا.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن ُ ِس ََ َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ
ال َ َال َم ْه َر».
ٍ
بطللع ملن ٍ
بطلع ملن اللوجلة أو قالَ « :فإِ ْن ُف ِس َخ» أي النكاال قب الدخول وقوله فإن ُف ِس َخ سوا ٌء كان
ٍ
لعيع يف اللوج أو يف اللوجة ل فرق ،ف مهر مطل ًقلا ألبله الفسلخ إن كلان ملن قبل الللوج اللوج ل فرق،
٦
781
ٍ
بطللع منهلا ويف الحلالتين إن كل فسلخٍ يكلون ملن جهلة ٍ
عيع فيها ،وإن كلان ملن اللوجلة فإبله فإبه ألج
ٍ
فحينمذ ل مهر ،بيلع هل تثبلت فيله المتعلة؟ بقلول :ل ،ليسلت بواجبلة اللوجة فإبه ل يثبت لها المهر فيه
المتعة وإبما هر مستحبة.
قوله« :وبعده» اللمير يعود إلى الدخول ،أو ما يف حكم الدخول وهو الخلو .
وبعدها أي :بعد الدخول لها المسمى بما اسلتح ملن فرجهلا ،قلال يرجلع أي يرجلع بله الللوج عللى
غلر ُه ِ
غلر ُه الوكيل ،وقلد يكلون اللذي َّ
غر ُه وليها ،وقد يكون الذي َّ
غر ُه فقد يكون الذي َّ
ُمغ ار ،أي على الذي َّ
غير الك ،ولذلك فإن هذه العيوب كام المهر يذهع لللوجة ،ك المهر ،من تلوج امرأ وفيها مث ٌ رت ٌ
عالملا بعيبهلا أن يبلذل
برص ثم فسخ العقد فك المهر لها كام ً ولكلن يًلع عللى وليهلا إاا كلان ً
أو فيها ٌ
المهر لللوج ،ولذلك بقول إن الولر ليس دوره فقط صور إيًاب يف العقد ويقب اللوج ،ب له مسلمولية
غر ليس اللوج وإبملا خابلع
وعليه مسمولية فهو بمثابة حلقة الوص بين اللوج واللوجة قد يكون الذي َّ
الخ َّطابة والخ َّطلاب هلذا اللذي يصلف النلاس قلال إ لا املرأ ٌ جميلل ٌة ل عيلع فيهلا ،ففلوجئ بوجلود أحلد
العيوب أو فوجمت المرأ بأن يف اللوج بعه العيوب فنقول إن هذا الوسيط أو الوكي هو اللذي عليله رد
الغار ضامن ،الغار ولليس المغلرور
غارا وتعرفون القاعد المحهور من القواعد الكلية ،أن َّ
المهر ويكون ًّ
غر غيره.
وإبما الغار الذي َّ
النوأ الثالث من أبكحة الكفار على كفرهم ما هو باب ٌ يف دينهم ويف ديننا مث أن يتللوج الكتلابر أمله
782
إن أسلم م ًعا -وسنرجع لها بعد قلي -إن لم يسلما م ًعا ب أسلم أحدهما دون اآلخر ،أو تأخر إسل م
٦
783
أحدهما على الثاين بقول :يوقف عقد النكاال إلى حين ابتهاء عدهتا ث ث حيه كاملة ،لمااا قلنلا كامللة؟
سيأتينا إاا أسلمت يف أثناء حيلتها لم تحسع حيلتها ،بيلع هلذه العلد بعلد الحليه اللث ث وتغتسل
بعدها خ ل هذه المد إاا أسلم اللوج أو اللوجة الذي لم يسلم منهما يف أثنلاء العقلد بقلول :أقلر ،فيأخلذ
حكم المعية فيما للو أسللم م ًعلا ،وإن للم يسللم حكمنلا أن العقلد ابفسلخ متلى؟ ملن حلين إسل م أحلدهما
فتنقلر عدهتا مباشر بيع هذه المسألة التر بعرفها.
برجع للمسألة التر أوردها المصنف وسأزيد فيها قيو ًدا ،قول المصنف :وإن أسلم اللوجلان والملرأ
تباال إ ًاا ،قوله :وإن أسلم اللوجان م ًعا؛ ألبه إاا أسلم أحدهما دون اآلخر فهر التلر اكلرت لكلم حكمهلا
قب قلي ،والمرأ تباال إ ًاا ملا معنلاه؟ معنلاه أن العقلد بينهملا عقلدٌ يًيلله الحلرأ ،لليس بملن تحلرم عليله،
فليست أختًا ،ول أ ًما ،ول بنتًا ،أقر ،أي أقر على زواجهما.
ٍ
وقلت واحلد يقلول عندبا هنا مسألة أخير ،ما معنى أن يسلم م ًعا؟ ه معنى هذا أن ينط بالحلهاد يف
م ًعا :ل إله إل اهلل ،وقد رأت الك يف بعله البللدان لملا أرى للم أاهلع إبملا سلمعت ملن بعله ا خلو ،
يقول :إن بعه المراكل ا س مية إاا جاءه اللوجان يريدان ا سل م يقلول :قلول م ًعلا ل إلله إل اهلل لكلر
يكون أسلم معنا ،بقول :ليس كذلك ،وإبما يكوبان قد أسلم م ًعا فيما إاا تلفظ أحدهما بلفظ التوحيد قبل
ابقلاء الثاين من كلمته فيكوبان قد أسلم م ًعا هذه صور.
الصور الثابية :إاا كان أتى بلفظة التوحيد قب التفرق من المًلس اللذي هلم فيله فيكوبلان قلد أسللم
ٍ
حينمذ. م ًعا
لصدَ ِاق».
اب َا َّ
قال املصنفَ « :ب ُ
الصداق هو المهر والنحلة ،وهو واجع عللى المحلهور ملن الملذهع ،لملااا قللت هلو واجلع عللى
المحهور؟ ألن الرواية الثابية أبه رك ٌن يف العقد رك ٌن فيه يةتع عليه مسائ سنوردها يف محلها.
قوله :يسن تسنيته يف العقد أي اكلر مقلداره ،وتخفيفله بلأن يكلون قللي ً ،واللدلر عللى اللك أن النبلر
سن مهلر بناتله وبسلائه ♥ وكلان مهلر بناتله أخلف ،واللك ملن نلن أن بنتله أو
مولته أكرم من بنات وأزواجه فقد نلم بفسه بليادته على مهرهم ،وعندبا مسألتان يف هلذه
784
الًملة ،المسألة األولى :أن التخفيف ما المراد به؟ قلالوا :كل ملا كلان فيله تخفيلف مؤبفله أيسلر ،يف قلول
الرسول « هيركن أيسركن مؤنة».
علن عحلر دراهلم ،أقل ملن عحلر دراهلم أي :هلو خل ف السلنة ،وخل ف لكن األفل أل يلنق
األولى ،وكام عحر دراهلم؟ اللدرهم يعلادل جراملان وسلبعة وتسلعون يف أحلد القلولين ،جراملان وسلبعة
وتسعون واضرب يف عحر يكوبوا تسعة وعحرين جرام فاصل سلبعة ،خلينلا بقلول :ث ثلين جلرام ،جلرام
اللذهع والفللة بلللت ملر بريلالين ،إ ًاا أقل ملا يتللوج أي :ملا دوبله الفلة يف هذه األيام ريالين رخي
خ ف المستحع عند فقهائنا أق من ستين ريال ل تًعله صدا ًقا ،هذا الذي منهر عنله ،وأملا أكثلر أعللى
المستحع ما كان النبر يلوج به وهو بحو من خمسمائة درهم.
مكروهلا،
ً بب ًعا مفهوم هذه الًملة يف قوله :يسن خ ف السنة تار ً يكون خل ف أوللى ،وتلار يكلون
،والعلماء يقولون :إن ترك التسمية وترك التخفيف والمغال فيه مكلروه ،هنلا واللابط فيه الناق والن
مكروه؛ ألن الرسول قال :ل تغالوا ،والنهر هنا بحمله على أق أحواله وهو الكراهة.
قال املصنفَ « :وك ٍُُّ َما َص َّح َث َمنا َأ ْو ُأ ْج َرة َص َّح َم ْهرا».
هذه قاعد الفقهاء أن ك ما ص ثمنًا أو أجر ،سواء كان دينًا أو عينًلا ،سلواء كلان معًل ً أو ملؤج ً ،
سواء كان منفع ًة أو عينًا ،فك هذه تص أن تكون أجر ً أو ثمنًا.
هنا بس فائد ما الفرق بين قولهم :ك ما ص ثمنًا وبين قولهم ما ص مثمنا؟ لمااا لم يعلا بلالمثمن
ٍ
بحلرف وإبما عا بالثمن ،أو ما الفرق بين الثمن والمثمن؟ عندبا قاعد واحد وهر سهلة جلدًّ ا جلدًّ ا ،بل
واحد ،من يذكرها من إخوابنا؟ كما تفل أخوبا جلاه اهلل خير الحليخ هلو أن الفلرق بلين اللثمن والملثمن
كام قاعد عندبا دخول الباب فما دخلت عليه الباء فهو ثمن ،وما لم تدخ عليه الباء فهو مثمن ،هذه أهلم
قاعد للتفري بينهما ،بحتاجها يف السلم وبحتاجها يف غيره ،الثمن لمااا علاوا لم بقلول :ألن اللثمن هلو
الذي يكثر فيه النقد ،وأما المثمن فليس ٍ
بنقد إل يف الصرف ،وحينما كلان أغللع المهلر بقلدً ا فاألفلل أن
يمث بالثمن ل بالمثمر ،قال الحيخ :فإن لم يسمى أي لم يسمى المهر وهلر المفوضلة سلتأتينا إن شلاء اهلل
حديث فيها أو بطلت التسمية ،بطلت التسمية لغاء الحارأ له لكوبه محر ًما ،أو لثبوت أبه ٌ
ملال مسلتح ،
٦
785
ً
مًهول فيه غرر ،أو معلدو ًما ،أو غيلر اللك ملن األسلباب ،كلهلا سلتكون بطل ن التسلمية ،قلال: أو لكوبه
ا. وجع مهر المث ،وسيأا بالعقد إي من حين التعاقد وإن لم يدخ
وإن تلوجها الرج تلوج امرأ ً بقول :قال وليها هذه هو األب ،جاء وليها فقال :زوجتلك عللى ألفلين
وألف لر بقول :ص ،ما الذي ص ؟ ص العقد وص المهر ،وكان األلفلان جمي ًعلا مهلرا وهلذا ٍ ٍ
ألف لها
معنى قوله ص ،أي ص العقد وصل المهلر ،أي التسلمية فيله ،فكابلت األلفلان جمي ًعلا مهلر ،بيلع ملااا
بفع باأللف الثابية؟ ألف تأخذها هر ،واأللف الثابية يأخلذها أبوهلا؛ ألن األب يًلوز لله أن يتمللك ملن
مال بنته من غير إا ا لكن بحرط ل يثبت ملكه على هذه األلف إل بحرط اكرباه يف الهبلة وهلو أن يقلبه
المال بنية التملك ،تذكرون اكربا يف قلية أبلت وماللك ألبيلك ،فلإاا قلبه األب الملال الللر هلو األللف
الثابية بنية التملك ل بنية أن يعطيها إياه أصب مل ًكا له ،واأللف األخرى قبلها فيكون مل ًكا لبنته.
ال َر َج َع بِ َأ ْل ِق َها َ
وَّل ََ ْ َن َع َلى َا ْْلَ ِ
ب َل ُه َما». قال املصنفَ َ « :ل ْا َط َّل َق َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ
ا سوا ًء قبه األب األلفين ،أو ألفه هو ،أو لم يقلبه شلي ًما، ٍ
دخول قب أن يدخ قال :ولو بل قب
رجع بألفها ،قوله رجع أي رجع اللوج بألفها أي باأللف التر تحت يلديها التلر قبللتها وللم يرجلع عللى
األب ،لمااا؟ ابتبهوا معر هذه مسألة تحتاج فقط هر سهلة جدًّ ا جدًّ ا لكن تحتاج إلى تركيلل ،المهلر كلام؟
ألفان ،إاا بل الرج زوجته قب الدخول وكان الط ق ملن جهتله هلو فملا اللذي يًلع؟ بصلف المهلر،
وأللف لهلا ،بيلع المهلر يف
ٌ بيع هلر قبللت األلفلين يرجلع عليهلا بكلم؟ بلألف ،هلذه الصلور العاديلة،
الصور اكرباها قب قلي ألفان ،ألف قبلتها هر وألف قبلها أبوها فكابت يف حياز أبيها وملك ألبيهلا،
ه بقول :يرجع اللوج عليها فقط باأللف ،أما يرجع عليها بخمسمائة وعلى األب خمسلمائة ،بقلول :ل،
يرجع عليها فقط؛ ألن حقيقة األلف الثابية أ لا لهلا ثلم ملكهلا أبوهلا منهلا ،فهلر ليسلت ابتلدا ًء ملكهلا ملن
اللوج وإبما ملكها أبوها منهلا ،وسليأا فلرق هلذه المسلألة يف المسلألة التلر بعلدها ،قلال :ول شلرء عللى
األب لهما ،أي :ل يرجع على اللوج ،يعطر اللوج خمسمائة ويعطر بنته خمسمائة ،ب األلف له إن شاء
يكرمها فحسن.
786
إ ًاا مراد المصنف بالفرقة ،أي الفرقة التر تكون قد بابت فيها ،ل مطل الفرقة بلالط ق ،ملا هلر التلر
تكون ا الفرقة؟
الصارة اْلولى البينوبة الكاى :رج تلوج امرأ عللى ألفلين ،أللف حلال وأللف مؤجللة وسلكت
فطلقها بينوبة كاى ،ما معنى بينوبة كاى ،ث ث من حين تلفظ بالط ق وجبت لها مؤخر الصداق.
الحالة الثانية :الفرقة بالوفا من حين مات وجبت لها مؤخر الصداق ،كيف تأخلذ ملؤخر الصلداق
إاا مات؟ من الةكة ،يعتا دين يف امته قب الوصية وقب القسمة تأخذ مؤخر الصداق.
٦
787
الحالة الثالثة :إاا فسخت النكاال هر بطلع منها أو فسخ من الحاكم ،فمن حلين الفسلخ حل وللو
لم تنقلر العد .
الخامسة :إاا كان ب ًقا رجع ًّيا ف تح إل بعد ابقطاأ العلد ،أبلا أتيلت بالصلور كلهلا لكلر بفهلم
الخامسة فقط.
بيع هنا فائد بحن قلنا إاا أبل األج فمحله الفرقة ،هذا يًع أن بقيده ،هذا حيث لم يكلن هنلاك
قلديما
ً وقلديما أو يف بعله البللدان
ً عرف؛ ألن عرف بعه البلدان كلبعه البللدان الحلامية اآلن يف زمننلا
ٌ
قائما هذا العرف يف بعه الب ن الحامية أبله إاا قلال الللوج يف عقلد النكلاال:
قب قربين وبحوها ،وما زال ً
تلوجت المراء على ألف حال وألف مؤجلة ،أن المراد بالمؤج إلى حين الدخول ،ولذا فإن المفتلر ل
يًوز له أن يفتر أحدً ا وقد عرف عرفه ،عرف أي علم ،عرفه من العلرف ،قلال ابلن عابلد يف رأس المفتلر:
ولربما كان المرء عالم بكتع وهر رواية أو بق عن غيره ،فإاا دخ بللدً ا ل يًلوز لله أن يفتلر فيهلا حتلى
خلاص لم، علرف
ٌ يعرف عرفها ،فملن ل يعلرف علرف ٍ
بللد أخطلأ يف هلذه المسلألة ،فلبعه البللدان لهلم
ٌ
والمعروف عر ًفا كالمحروط شر ًبا.
وي ِص ُّح َت ْق ِاي ُ ُب ْض ٍع بِ َأ ْن ُيز َِو َج َأب اِ ْبنَ َت ُ َا ْل ُم ُْ َب َر َة َ ،أ ْو َولِ ُّ َب ْيرِ َها بِِِ ْذنِ َها بِ َال َم ْهرٍ،
قال املصنفَ « :
َك َع َلى َما ََا َن ْت َأ ْو ََا َن ُ َالن».
بدأ المصنف يتكلم عن التفويه ،والتفويه يف المهر هلو الللر يسلمى ا هملال ،إهملال اكلره؛ ألن
التفويه ملأخوا ملن ا هملال فمهمل اكلره أي للم يلذكر إملا عملدً ا أو بسليان ،هلذا التفلويه الملرأ إاا
مفوضللة ،اسلم فاعل أو اسللم مفعللول وك همللا صللحي ،هللذا ِ فوضلت يف المهللر فإ للا تسللمى ُمفوضلةً ،أو
التفويه ينقسم إلى قسمين ،تفويه بلعٍ ،والنوأ الثاين :تفويه ٍ
مهر وقد أورد المصنف النلوعين م ًعلا،
بدأ باألول وقال :ويص التفويه بل ٍع هو النوأ األول وهو األغلع ،الذي إاا أبل على التفويه فإبله
أب بنتله المًلا ؛ ألن وليلة ا جبلار خاصلة للألب ،وعرفنلا أن المًلا هلر
يقصد به ،قلال :بلأن يللوج ٌ
البكر ،والصغير دون تس ٍع ل مطل الصلغير ،بل الصلغير دون تسلعٍ ،فلإن ملن كابلت يف الصلغر يف بلاب
دائملا إاا قلنلا الصلغر يلراد لا بنلت تسلع ،وعنلد
والعبلاداتً ، النكاال تختلف علن الصلغر يف بلاب الصل
788
الرج على المذهع عحر ،الرج الصغير دون عحر والمرأ بنت تسع ،وأما الحافعر فالرج والملرأ
دون سواء تسع.
ٍ
مهلر، أب بنته المًا أو ولر غيرهلا بإا لا ألبله ليسلت مًلا إاا تلوجهلا بإا لا بل
قال :بأن يلوج ٌ
ٍ
ملذكور ٍ
مهر مهر تحتم أمرين ،األمر األول :بٍ ٍ
مهر هر مهمة ،ما معنى بقول ب ابتبهوا معر يف كلمة ب
ٍ
فحينمذ بقلول :هلذا للم يلذكر فيسكت عن التسمية ،زوجتك ابنتر قبلت سكت ،لم يذكر كام مقدار المهر،
ٍ
مهر مذكور. فيه مفوض ًة ب
ٍ
مهلر ،ل ٍ
مهر بمعنى النفر ،بأن كان منف ًّيا المهلر فيله فيقلول :زوجتلك ابنتلر بل الصارة الثانية :ب
ٍ
ملذكور ،والحاللة الثابيلة ٍ
مهلر ٍ
مهر أي ين ُ على بفر المهر ،الحاللة األوللى بل مهرا ،فقوله ب
أريد منك ً
ٍ
مهر أي اللن عللى النفلر ،بفلر بل مهلر بيننلا ،فعللى المحلهور أن قولله :أن بنفر المهر ،فيكون قوله ب
المهلر المنفللر حكملله حكلم المسللكوت ،فيكللون ملن بللاب التفللويه يف البللع ،تفللويه البلللع ،وقلللت
بعللا ملن فقهائنلا
المحهور لمااا؟ لنكتة لنعرف هذه النكتلة ،تطلل يف أول هلذا البلاب بلاب الصلداق ،أن ً
ٍ
فحينملذ وهو الرواية الثابية يقولون أن الصداق رك ٌن ،الركن هو جلء من الماهية إاا ابتفلى ابتفلت الماهيلة،
على الرواية الثابية إن اتف على أل مهر بينهما فالعقد باب وحملوا الحغار على اللك ،فقلالوا إن حلديث
الحغار محمول على بفر المهر ،إ ًاا فيكون المهر رك ٌن وهذه الرواية الثابية ملذهع أحملد واختيلار الحليخ
تقر الدين ،فقط الفائد قلتها وإن كابت على غير بريقة الحرال ،لكر يعرف بالع العلم أن عندما بقلول:
عبسا ،وإبما على أص شرعر ودلي وينبنر عليها حكم فعبارات الفقله
هذا واجع بقول هذا ركن ليست ً
يف الغالع دقيقة.
قوله كعلى هنا الكاف هذه ليست للتمثي وإبما للتحلبيه ،ليسلت للتمثيل وإبملا للتحلبيه ،للو قلنلا إ لا
للتمثي لكان قول المصنف على ما شاءت أو شاء ف ن هلر ملن صلور تفلويه البللع ولليس هلذا ملراد
تفويللا للبللع،
ً المصنف ،وإبما إاا قال :ولر المهر على ما شاءت أو على ملا شلاء فل ن فلإن هلذا لليس
تفويه للمهر ،فهو تفويه ٍ
مهر ولكن بقول :إن الكاف هنلا كلاف تحلبيه ل كلاف تمثيل ،فكلأن ٌ وإبما هو
يقول :إن تفويه البلع حكمه حكم تفلويه المهلر ،بب ًعلا عبلار المصلنف بحلن بحلاول أن بلتلمس لله
٦
789
عذرا ذا التوجيه ،وإل األصرال أن يقول :التفويه بوعان تفويه بلل ٍع وتفلويه ٍ
مهلر ،وهلذه صلورهتا ً
كذا وهذه كذا وابتهينا لكن يعنر من باب تنحيط الذهن.
قوله ما شاءت بأن يقول :على ما شاءت اللوجة ،أو شاء ف ن ،قد يكون ف ن هلذا هلو الللوج ،أو قلد
ٍ
فحينمذ بقول إن هذه المحيمة مًهولة قدر عرف المهر ومن عل به لكلن يكون الولر ،أو قد يكون أجنب ًّيا،
مًهول والمًهول كالمعدوم ،فحكمه حكم تفويه المهلر أي للم يسلمى ،فهلذه المحليمة المعلقلة عللى
ٍ
فحينمذ يفوت لها مهر مثلها ،بب ًعا التسمية للفائد متى تكون؟ قد تكون تسلمية المهلر قبل المحيمة ملغية،
العقد ول يوجد ما يدل عللى ابتفلاءه ،أو يكلون يف أثنلاء العقلد ،أو يكلون يف مًللس التعاقلد ،هلذه أوقلات
التسمية الث ثة.
ب َل َها بِ َع ْه ٍد م ْهر ِم ْث ٍٍ َويست َِهر ِبدُ ُه ٍ
ال». قال املصنفَ « :و َي ِ
ُ ُ
َ ْ ُّ َ ُ
ع َل َهلا بِ َع ْق ٍلد َم ْه ُلر مِ ْثل ٍ ،أي يف المفوضلة يًلع لهلا مهلر المثل ، هذه كررها المصنف وهو قولهَ :وي ِ
ً ُ َ
وسيأا إن شاء اهلل ما معنى ،قولهَ :و َي ْست َِق ُّر بِدُ ُخول ،هكذا ك مهر ،فإن المهر يثبت للمرأ ملك المهلر ملن
حين العقد ول يستقر إل بالدخول ،سؤال :المحروط يف اللكا تمام الملك ول استقرار الملك؟ اسلتقرار
الملك ،ل تمام الملك ،المحروط تمام الملك ،الملك وتمامه.
الفقهاء هناك اكروا أن المهر المؤج يًع على اللوجة زكاته ولو لم يح األجل ،وبحلن هنلا قلنلا
أبه لم يسلتقر إل باللدخول المهلر كلله ،فكيلف يكلون اللك؟ بقلول :أبله وجلع بالعقلد واسلتقر باللدخول
واللكاء متعلقة بالتمام.
قال املصنفَ « :و َل َها َم ْه ُر نِ َسائِ َها ك َُأ ِم َها َو َع َّمتِ َها َو َها َلتِ َها».
قولهَ « :م ْه ُر بِ َسائِ َها» أي :أمران بسائها من القرابة من الًهتين ،من جهة أبيها وأمها ،واألمر الثاين قولله
بسائها النساء التر تساويها يف السن ،ويف الًملال ،ويف البكلار أو الثيوبلة ،وبحلو اللك ،والتعلليم ،وغيلره
وبحو الك.
790
َوإِ ْن ُب ِّل َق ْت ،أي إن بلقت اللوجة َق ْب َل ُه َما ،أي قب الدخول وقب الفرض وهو التسميةَ ،ل ْ
لم َي ُكل ْن لهلا،
أي لللوجة َع َل ْيه أي على اللوج المطل إِ َّل َا ْل ُم ْت َعة؛ ألبه ل يوجد هناك ٌ
مهر مسمى فيتنصلف وقلد قلال اهلل
{ :ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖ } [البقر ]236:فمتعوهن أي المتعة الواجبة ،المتعة تار تكون واجبة وتلار تكلون مندوبلة ،المتعلة
تكون واجب ًة بوجود شربين ،أن تكون المرأ لك يفرض لها بمعنى أ ا تكون مفوضة ،والحرط الثلاين :أن
يطلقها زوجها قب الدخول فهذه تًع لها المتعة متعة الط ق ،وما علدا هلذه الحاللة فلإن المتعلة مندوبلة
وليست واجبة ،هر سنة وليست واجبة.
قلديما أن
ً بقدر يسر اللوج وحده ل بيسر اللوجة ،إبما بقدر يسر اللوج وحلده ،أعل ه للميسلر اكلروا
ا ،بأن تكون ساتر لما يًع سةه من الملرأ يعطر لللوجة خاد ًما ،وأقله أن يعطيه كسو ً تصل الص
يف الص ،وإن زاد فهو حسن ول شك.
َار ٍة َم َع ُ».
قال املصنفََّ « :ل َأ ْر ُش َب َ
قالَ :ل َأ ْر ُش َب َك َار ٍ ،أرش بكار هو فرق المهر بين البكر والثيع ،فكم مهر البكر؟ بقول :مائة ،ومهلر
الثيع لنق :مث ً خمسين مث ً ،ل ما يكون ،بق :ستين ،فالفرق بينهملا كلم؟ أربعلين ،هلذا أرش البكلار ،
أرش البكار ل يثبت يف وبأ الحبه ووبأ اللبا ،وإبما يثبت يف وبأ األئمة ،فمن وبأ األئمة ثبلت لهلا أرش
٦
791
لبكار ،وأما الحر فإن وبأ بحبه أو بلبا مكره فإبما يثبلت لهلا المهلر ،وأملا إن وبلأ بمطاوعلة فل شلرء
لها ،يثبت أرش البكار للحر يف حاللة واحلد وهلو إاا أزيللت البكلار بغيلر وبلأ ،بلأن يليلله بلأن يللر ا
مهر.
بحرء فيلول بكارهتا به ،أو بعصا أو بحو الك يثبت لها أرش البكار ول يثبت لها ٌ
قال املصنفَ « :و َل َها َمن ُْع َن ْق ِس َها َحتَّى َت ْهبِ َ َم ْهرا َحاَّلًّ».
قال املصنفََّ « :ل إِ َذا َح ٍَّ َق ْب ٍَ ت َْس ِليمٍ ،أو تبرعت بتسليم نقسها ولا مرة واحدة».
قالَ :ل إِ َاا َح َّ ،أي :ل إاا ح المهر المؤج قب التسليم ،رجل تللوج امرأتله عللى أن يعطيهلا أل ًفلا
لا إل بعلد حللول األجل ،أي بعلد الحلهر جلاء ملن سلفره ،فقلال :أريلدك أي: بعد شهر؛ ولكن لم يدخ
التمكين فامتنعت قالت :ل حتى تعطينر المهر ،قال :المهر مؤج ،قاللت :لقلد حل قبل أسلبوأ ،بقلول:
ليس لها الك ،فيًع لها أن تبذل بفسها ،قال :أو تاعت بتسليم بفسها ولو مر واحد ،فإبله لليس لهلا أن
تمتنع بعد الك أل ا أسقطت حقها.
أي :هذا هو ا عسار بالمهر وهو أحد أبواأ الفسخ ،ول فسخ فيله إل بحلاكم لسلببين ،السلبع األول:
أبه معسر وهذا مختلف يف وجوده ،األمر الثاين أن الفسخ با عصار فيه خ ف من أه العلم على قولين.
قال املصنفَ « :و ُي َه ِر ُر َا ْل ُم َس َّمى ُك َّل ُ َم ْاتَ ،و َقتٍْ َ ،و َو ْطن ِ َ ْرجٍ َو َل ْا ُد ُبرا».
يقول :أن َا ْل ُم َس َّمى ،المهر المسمى يثبت كله بموت أحلد الللوجين ،أو قتل أحلدهما اآلخلر ،أو وبلأ
اللوج زوجه يف فرجٍ ،ولو وبها الوطء المحرم وهو الدبر ،فإن قال :إن القاعد عند العلماء أن المحرم ل
يةتع عليه أثره ،لمااا قلنا هنا إن الوطء يف الدبر يثبت به المهلر ،بقلول :ألن هلذا لليس ملن بلاب الحكلم،
ٍ
فحينمذ يكون ملن األحكلام الوضلعية ،واألحكلام الوضلعية هلر ملن وإبما من باب التعلي على الوصف،
األمور التر ل تتعل با باحة والحرمة كا ت فات ،فا ت فات سبع وكلذلك اللوطء سلبع ،فكل وطء
مباحا وهو يف الفرج يف القب ،أو محر ًما يف الدبر فإبه يستقر به المهر؛ ألن هذا ملن بلاب
لللوجة سواء كان ً
792
تعلي األسباب باألسباب ،وهر األحكام الوضعية وهذه ل يحةط لها النية ول يحةط فيها ا باحة.
قالَ :و َخ ْل َو ٌ ،أي أن الخلو تثبت ا المهر؛ ألن قلى الخلفاء األربعة أبله إاا أرخيلت السلة وغلقلت
األبواب فقد ثبتت العد واسلتقر المهلر ،وهلذا عليله قللاء الصلحابة رضلوان اهلل علليهم إاا كلان إجما ًعلا
منهم ،ابظر معر هذه مسألة مهمة :الخلو بحتاجها يف باب الطهار ،وبحتاجها يف باب النكاال ،وبحتاجهلا
يف باب الصداق ،وبحتاجها يف باب العدد ،وبحتاجهلا يف غيلر اللك ملن األبلواب ،بقلول :يف بلاب الطهلار
لمااا؟ الخلو ،ما معنى الخلو ،قالوا :الخلو هو وجود قيدين ،اجتماأ الرج بالمرأ ملن غيلر محلارك،
ومن غير بانر أي :رائ ًيا ،فإاا وجد هذان القيدان عدم وجود المحلارك ،وعلدم وجلود الرائلر فهلر خللو ،
مفتوحا.
ً سواء كان المكان مغل ًقا أم
إ ًاا هذان شليميان فهلو خللو ،ببلدأ بلاألول :علدم وجلود المحلارك أل يكلون معهلم أحلد ،قلالوا وهلذا
ٍ
مميلل ،إ ًاا مميلا وأما إن كان دون التمييل ف عا به ،وهذا معنلى قولله :وخللو علن
األحد ل ُبد أن يكون ً
مميلا فما فوق اكلر أو أبثلى ،وأملا ملن كلان دون سلن
ما معنى قوله :عن مميل؟ أن أل يكون معهم محارك ً
التمييل فوجوده كعدمه ألبه ل بية له ول يفقه.
القيد الثاين :هو عدم الرائر ،فلو أن رج ً كان مع امرأ وحدهما ويمحيان يف سلاحة الحلرم وقلد عقلد
عليها ،ه يكون الك خلو ؟ ل ،أو كان يف مكان والباب مفتوال والناس ينظرون لهم ،هل يكلون خللو ؟
ل ،ف يكون خلو مع وجود الرائلر كلأن يكلون زجلاج أو بلاب مفتلوال ،وللذلك قلال :إاا ُأرخيلت ُ
السلة
و ُأغلقت األبواب.
علمه بمااا؟ بالحكم أم بالحلال؟ علمله بالحلال ل علمله بلالحكم ،العلا بلالعلم بالحلال ،بمعنلى أن
مكان أي يف خلو ويعلم أن اللوجة فيه حاضر أو هر تعلم بحلوره ،هذا معنى العلم. ٍ يكون الرج يف
إِ ْن َل ْم َت ْمنَ ْع ُه أي إن لم تمنعه من الك فيكون من باب المتناأ الفعلر منها ،أي من الوطء هنا.
ت َأ َح ِد ِه َما».
ض ما ِ ِ
قال املصنفَ « :و َط َالق َم َر ِ َ ْ
هذه مسألة سنرجع لها إن شاء اهلل يف اية الدرس ،الرج إاا بل امرأته يف مرضه المخوف.
ابظر معر الرج إاا بل امرأته يف مرضه المخوف فإبه يثبت لها المهر كام أل ا فرقة ،قلى بلذلك
عثمان بن عفان حينما بل عبد الرحمن بن علوف زوجتله تماضلر ،وهلذا اللذي يسلمى عنلد العلملاء
فارا من توريثهلا ،الظلن بالصلحابة
بط ق الفار من غير همل ،ليس الفأر وإبما الفار ،أي الذي بل زوجته ً
أ م لم يقصدوا الك وإبما ِّبلل األكثر منللة الك ،فأكثر الناس إبملا يطلل يف مرضله ألجل حرما لا ملن
ا رث ،وهذا كثير جدًّ ا جدًّ ا يعنر ل تتصور عدد القلايا فيله ،وللم أكلن معلا بالمظنلة ألن الظلن بالعحلر
رضوان اهلل عليهم أل يكون هذا قصدهم وللذك بعلا بالقاعلد الثابيلة تنليل األكثلر منلللة الكل ،احةا ًملا
خصوصا.
ً للصحابة رضوان اهلل عليهم ،واحةام الصحابة واجع على بالع العلم
هذه القاعد بقول إن الطل ق يقلع ويثبلت للملرأ مهرهلا كلام ً أل لا فرقلة وهل ترثله أم ل؟ العلملاء
ً
سلؤال وللم يًيبنلر أحلد ،أرسللنر يقولون ترثه وإن مات ،وإن ابقللت علدهتا ملالم تتللوج ،أبلا سلألتكم
صحيحا :متى يرث الرج ثماين بسو ؟ هنا جوا لا ،الصلور الوحيلد التلر يلرث
ً أحدهم جوا ًبا ولم يكن
خيرا وغفر اهلل اببك وفقهنا وإياك يف شرعه.
الرج أكثر من أربعة بسو ،هذه الصور ،الًائل :جلاك اهلل ً
الصور هر أن يكون للرج أربعة بسو ثم يف مرضه المخوف بلقهن ب ًقا با ًتلا ،الطلقلة الثالثلة ،ثلم
بعد الك تلوج أرب ًعا ،الط ق البلات صلحي ول لليس بصلحي ؟ صلحي ،وهلو بلات ألبله ل رجعلة فيله
ٍ
فحينمذ تلوج أرب ًعا ،ه بكاال الثابية صحي ؟ صحي ،ثم ملات فيًوز له أن يتلوج وإن لم تنقلر العد ،
ٍ
فحينمذ ُيقسم الثمن على ثملاين كثيرا ولم يتلوج النسو األربع ،لم يتلوجن ،ب بقين ،يعلمن أن عنده ً
مال ً
بسو .
794
هذه هر المسألة الوحيد لقلاء الصحابة أبه يرث الرج أكثر من أربعة بسو تصل إللى ثمابيلة ،هل
يمكللن أن يرثلله عحللر؟ ممكللن ،يطلل األربللع ويتلللوج ،هللذا فرضللر ،العلمللاء قللالوا ثمللاين ،واآلن بللرأ يف
ا مكان هذا الحرء ،ممكن.
َو َل ْم ٌس أي لم من غير حائل وبظلر إللى الفلرج ألن هلذين األملرين ل ُيباحلان ملن األجنبيلة إللى بعقلد
فحينمذ إاا لمس الرج من عقد عليهلا أو بظلر إللى فرجهلا بحلهو ٍ ،فإبله يف هلذه الحلال وجلع لهلا المهلر
ٍ
قالَ :و َت ْقبِي ُل َها؛ ألن هذا ل ُيستباال إل بعقد النكاال وإل فإبه حرام.
ولذلك ع َّبر هنا ِبقبلها ولم ُيع ِّبر بطلبها ،فقد يكون بطلع اللوج لكنه من قِبلها لوجود العيع فيها.
هذا الفص سله جلدًّ ا بقلرأه بسلرعة ،هلو متعلل بوليملة النكلاال أورد المصلنف فيله أحكلام الوليملة
و ُيللورد العلمللاء فيلله عللاد ً كام ل األبعمللة والحللرب واألك ل واآلداب ولللذلك الفقهللاء يبثللون اآلداب يف
األبواب ،وقد ُعنر بعه العلملاء بلإفراد اآلداب كًماعلة ملنهم القاضلر الحليخ :عبلد القاضلر الًلي ين
عليله رحملة اهلل ،ومللنهم ابلن أبلر موسللى وملنهم ابلن أبللر حملدان وغيلرهم ،وبعلله العلملاء ُعنلر بللإبراز
اآلداب كالحلليخ محمللد بللن عبللد الوهللاب يف اختصللاره للقنللاأ الللذي لللم ُيتملله وهللو كتللاب آداب المحللر
بصا إل زيلادات أتلى لا ملن الكحلاف ُعنلر بلذكر اآلداب فنصلف اختصلاره
للص ،هو اختصار إقناعر ًّ
للقناأ هر آداب ألبه جعله للمبتد والمبتد محتاج لرداب وقد أحسلن وللو أتلم كتابله لكلان
٦
795
كثيرا لرداب ،ولذلك فإن بعه المتأخرين أ َّلف كتلابين ،ا فلادات يف
باف ًعا للمبتد ألن المبتد محتاج ً
العبادات واآلداب ،فيًمعون بين اآلداب والعبادات.
يم ُة لِ ُع ْر ٍ
س». ِ
قال املصنفَ « :وت َُس ُّن َا ْل َال َ
وقوله الوليمة هنا للعهد ،وقي إن الوليمة إبما هر خاصة بال ُعرس ،فلهلا اسلتخدامها ،ال ُعلرس الملراد
به اللواج.
قولللهَ :و َلل ْلو ،هللذا للتقلي ل أي لتقلي ل المنللدوب ،فللإن أقللال المنللدوب أن يكللون شللا ً ،لقللول النبللر
لعبد اللرحمن بلن علوف« :أولـم ولـا بيـاة» وقوللهَ :ف َأ َقل َّ ،هلذا لتقليل المطلل ،إ ًاا عنلدبا
التقلي بوعان ،ألق الكملال وهلو الحلا لحلديث ،وللتقليل المطلل يًلوز بأقل ملن شلا ول بقلول أبله
مكروه؛ ألن النبر كما قال أبس :ما أولم على ٍ
أحد من بسائه ما أولم على زينع ،فقلد أوللم
عليها بحيث ،والحيث مااا بعرفه بسميه حي ًثا وهو ٌ
أقط مع سم ٌن بسميه إن وجد السمن ليس عند ك أحلد
يطبخ بالسمن مع ٍ
تمر مع شرء من الدقي .
أي :تًع ا جابة لقول :النبر « من دع إلى وليمة ليُبها» قال أبر هريلر :وملن للم
يًبها فقد عصى أبا القاسم ،بحربه ،أي بحروبه وهر كثير ،والعلماء يريدون شرو ًبا وموابع.
قال املصنفَ « :و ُت َْر ُه لِ َم ْن ِ َمالِ ِ َح َرام ك ََأك ٍٍْ ِمنْ ُ».
ما لم يكن المال المقدم عينه محرم ،فإن علم أن عين المال المقدم محرم فحرام ،وللذلك قلال :لملن
فيه ،ويف نرفية فدل على أن ماله مختلط بلين الحل ل والحلرام ،إ ًاا عنلدبا ثل ث صلور ،صلورتان ممنلوأ
وصور مباحة:
الصــارة اْلولــى :إاا كللان عللين المللال المقللدم يف الوليمللة محر ًمللا فيحللرم أن يأكل منهللا؛ ألبلله مل ٌ
لال
796
مستح ،وخاصة إن كان محر ًما ل ستحقاق ل للوصف كأن يكون مكتسع من حرام.
الحالة الثانية :أن يكون ماله مختل ًطا ،فقد اكلر العلملاء فيهلا عحلر أقلوال يف حلد الخلت ط اللذي
يمنع من إجابة الوليمة ،اكر هذا العحر صلاحع ا بصلاف ،فقيل :النصلف وقيل الربلع ،وقيل :األكثلر،
وقي :تسعة األعحار إلى آخره ،دلي على أبه ليس محر ًما ملا جلاء علن ابلن مسلعود أبله دعلاه جلاره وكلان
يأك الربا ،فقي إبه يأك الربا ،فقال :عليه غرمه ولنا غنمه.
يف قللول اهلل { :ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ } [التغللابن ]9:أنللن قللال قتللاد :أشللد النللاس
غبنًا ث ثة منهم :رج جمع المال من ِحله ومن غير ِحله ،ومنع ح اهلل فيه ،ثم ورثه وارثله فلأدى حل اهلل
أيلا من كسع المال من حرام ثم وهبه لحخ ٍ فتصدق به أو ابتفلع
فيه ،فمن أشد الناس غبنًا األب ،مثله ً
به يف أجر فيكون مغبوبًا يوم القيامة ،هلو اللذي تعلع يف تحصليله بلالحرام وأثلم عليله ،والموهلوب لله هلو
الذي ابتفع به يف األجر.
قالَ « :و ُي َس ُّن َا ْألَ ْك ُ » أي :من وليمة النكاال مراعا للخ ف ،فإن من أه العلم من أوجبه ،وللحلديث
فللإن النبللر قللال« :إاا ُدعللر أحللدكم إلللى وليمللة فللليطعم» أي :فليأك ل ،ومللا أق ل ملا ُيسللمى
بعا ًما؟ قالوا ولو شربةً ،ولو أن يحرب شربة ،فمن حلر وليمة بكاال وشرب عندهم كلأس ملاء أو شلرب
فنًان قهو ،كفاه الك عن حلور الطعام حتى ولو أق ،حتى إن صاحبنا ابن عقي يقول :وللو غملل يلده
يف الماء ثم وضع يده يف فيه كفاه؛ ألبه أق ؛ ألبه بظر يف مطل األق ،لكن بقول شربة ،يحرب شلي ًما قللي ً ،
٦
797
لكن األكم أن يحلر الطعام جاًا لخابر المسلم إن علم أن الك يًا بخابره.
ألن اآلن أصب من ببع بعه النلاس يف أبله ُيسللم ويخلرج ،يلرى أن يف اللك أبفلة وكراملة ،وتحقيل
السنة أن تًلس على األق أن تحرب ولو فنًان قهو ،ولذلك قلال البيًلوري ملن فقهلاء الحلافعية قلال:
ومن ُأحلرت له الحربات ،بب ًعا البيًوري يقول ل أعرف األقلط ،وبحلن كنلا بقلول ل بعلرف الحلربات،
اآلن ك الناس يعرفوبه عندبا وعندهم البيًوري ومسلم ،فكان يقول ل أعرف األقلط ،لكلن قيل للر إبله
مث الًبن ،يقول :ومن حلر يف ُعرفنا وهو يف القرن الثالث عحرُ ،قدم الحربات كفى عن وليملة النكلاال؛
ألبه بعام.
َوإِ َب َ
اح ُت ُه :أي وإباحة األك من الطعام للولئم جمي ًعا تتوقف عللى صلري إان ،بلأن يقلول تفلللوا أو
سموا اهلل ؛ ألن ا باحة ل ُبد فيها من صري إان أو قرينة كتقلديم الطعلام { ﯲ ﯳ ﯴ
كلوا أو َّ
ﯵ ﯶ} [الذاريات ]27:فتقديم الطعام إان بتناوله هذه قاعد ،اكرها محهور جلدًّ ا عنلد ابلن العملاد
يف شرحة على الغاية محهور :تقديم الطعام إان بتناوله ،بظمهلا بعله النُ َّظلام فقلال :وملا ُقلدِّ م الطعلام إل
ل لتقام ،بظمها أحد علماء ا حساء.
الص ِائ ُم َ ْرضا َيدْ ُعاَ ،و َن ْقال ُي َس ُّن َأ ْك ُل ُ َم َع َج ْبرِ َهاطِرٍ».
قال املصنفَ « :و َّ
لحديث النبر « :إن كان صائما ليـدعا» ،والنفل ُيسلن لله األكل إاا كلان يًلا خلابر
الداعر للحديث.
قول المصنفَ :و َض ْر ٌب بِدُ ف ،هنا المصنف تبع صاحع المنتهى فأبلقوا فدل الك عللى أن الللرب
بالدف سنة للرجال والنساء م ًعا ،وهذا هو اللذي محلى عليله صلاحع المنتهلى والمصلنف ،واللذي محلى
عليه يف ا قناأ أن اللرب بالدف سنة للنساء دون الرجلال؛ ولكلن إاا تعلارض ا قنلاأ والمنتهلى ،بريقلة
المتللأخرين أ للم ينظللرون بتقللديم المنتهللى فيقولللون بللأن المنتهللى مقللدم واألنهللر بعللم الللك ،فللإن النبللر
استمع للدف لما جاءت المرأ وبذرتَّ ،
فدل عللى أن السلتمتاأ مثل الفعل وللذلك فلإن
798
وقولهُ :م َباالٍ أي بدف مباال بمعنى المأاون به؛ ألن األص يف آلت اللهو التحلريم ،وإبملا ورد اللن
ول بقيس عليله غيلره ،والملراد بإباحة الدف «أعلناا الن اح واضرباا علي بالدف» فنقف عند مورد الن
بالدف هو الذي ل سنج فيله أو سلنُّوج فيله وهلو الحدائلد والنحلاس اللذي يكلون فيله أو يكلون مغلل ملن
الًهتللين بل يكللون مفتللوال مللن أحللدهما ،فللالمحرم مللا ُأغلل مللن الًهتللين ،والمبللاال مللا كللان مغل ًقللا مللن
أحدهما.
َان َوب َْح ِو ِه ألن النبر أان للمرأ أن تلرب باللدف عللى
يه أي يف النكاال ،وفِر ِخت ٍ
َ
قال :فِ ِ
ساللما َّ
فدل على أن ك فرالٍ يًلوز الللرب باللدف فيله وللو كلان اللك محر ًملا لملا أان ً رأسه لما رده اهلل
النبر ،من بذر أن يعصر اهلل ف يعصه ،فالنذر المكروه والمحرم ل ُيفع َّ ،
فلدل اللك عللى
أن ك موضع فرالٍ يًوز اللرب بالدف فيه ،كاألعياد وبحوها.
ِعحر واجبة يًع بذلها ويةتع عليها أحكام وهو أن ك واحلد ملن الللوجين إاا أخل َّ بملا وجلع عليله
٦
799
جاز للمقاب أن يمتنع بما وجع عليه ،وهذا سيطي المصنف يف شرحها ،والنوأ الثاين من ِ
العحلر :وهلر
العحلر المندوبلة ول حلد ألع هلا ،وللذلك أكمل النلاس ِعحلر محملد فهلو أحسللن ِ
فالمقصود من هذا أن العحلر بوعلان وبحلن ل بلتكلم يف بلاب العحلر علن النلوأ الثلاين ،فلإن مكلارم
األخ ق ل يص مداها أحد بعد النبر ،وكلما كان المرء أكم بالقتلداء بله
كلما كان أقرب إلى الكمال ،لشك ،بحن بتكلم عن الواجع فقط ولذلك حديثنا كلله علن الواجلع دون
اآلخر.
ببلدأ بالواجللع ،يًلع علللى الملرأ شلليمان فقلط ويًللع عللى الرجل أنلن ث ثللة أو أربعلة أو خمسللة
بسيت ،على حسع ما يأا به الذهن ،يًع على المرأ :الحتباس والتمكين ،ويًع على اللوج :النفقلة
والوطء والمبيت والقسم ،هذه أربعة أمور كلها واجبة على اللوج ،أننها أربعة ،سليأا يف كل م المصلنف
وبوردها منه ،بمر عليها بسرعة قب ك م المصنف.
المرأ يًع على :الحتباس والتمكين ،الحتباس بمعنى أل تخرج من بيلت اللوجيلة ملا دام الللوج
حاضرا وقد و َّفى بما عليه من الواجبات األربع إل بإابه ،والتمكين أن ُتم ِّكنه من الوطء والمقدمات ،هلذا
ً
هو الواجع على المرأ ،ما زاد مندوب.
األمر الثاين أن الرج يًع عليه أربعة أشياء :األمر األول النفقة الواجبلة وسليأا لهلا بلاب ،إن أمكنلا
اليوم عليها فالحمد هلل ،األمر الثاين أبه يًع عليه القسم ،والقسم فيما إاا كان له أكثلر ملن املرأ ،وأملا إاا
كان له امرأ واحد ف قسم لها ،وإبما يًع لهلا المبيلت فقلط؛ ألبله القسلم لملن كلان لله بسلاء العلدل يف
القسم ،األمر الثالث المبيت ،فيًع على الرج أن يبيت عند امرأته بطلبها إاا بلبت ك أربع ليلالر ملر
حاضرا غير مسافر ،وسيأا ك م المصنف ،األمر الرابع الوطء فيًع عللى الرجل أن يطلأ
ً وجو ًبا إن كان
ٍ
أشلهر ملر آليلة ا يل ء وسلتأتينا إن شلاء اهلل { ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ امرأته وجو ًبا إاا بلبت مر كل أربعلة
هذه القاعد إاا عرفت هذا التفصي ،اكرت لك قب قليل تعللم أن الكل م اللذي سليورده المصلنف
وغيره يف هذا الباب هو تفصي لهذه األمور التر اكرباها قب قلي ،تفل .
800
بللدأ يللتكلم المصللنف فيمللا يًللع علللى المللرأ وهللو التسللليم والتسللليم يقتلللر أمللرين :التمكللين مللن
يم ُح َّلر ٍ ألنِ
الستمتاأ والوطء والحتباس يف البيت ،فيقلول الحليخ يًلع عللى الملرأ اللك بالعقلد َت ْسلل ُ
األمة ل يًع فيها التسليم وإبما القسم يكون يف اللي فقطُ ،يو َب ُأ مِ ْث ُل َها ألن ملن كلان دون سلن اللوطء أي
أق من تسع ف يللم تسليمها ب تبقى يف بيت أبيها أو بيت وليها.
ِ ِ
فر َب ْيت َز ْوجٍ إاا كان اللوج قلد و َّفلر البيلت ،إِ ْن َب َل َب َهلا أي إاا بللع الللوج اللك التسلليمَ ،و َل ْ
لم َت ُكل ْن
َش َر َب ْت َد َار َها إن كابت قد شربت دارها فإن تمكينها يكون يف دارها ول يللمهلا البتقلال إللى داره ،أل لا
شربت دارها فيكون بيت اللوجية هر دارها.
قالَ « :و َم ْن اِ ْست ُْم ِه َ » ،أي :بلبت المرأ أو وليها المهلة يف عدم التمكين قال أمهلت اليومين والث ثلة
أي بما جرت به العاد ،وقوله َا ْل َي ْو َم ْي ِن َوال َّث َ َث َة على سبي المثال ،هلذا هلو األصل ألن صلاحع المنتهلى
أبل ،وهنا اكر اليومين والث ثة يكون من باب التمثي .
قالَ :ل ل ِ َع َم ِ ِج َه ٍ
از ،فلو قالت المرأ أريلد أن أعمل جهلازي فل يلللم وجو ًبلا ا مهلال وإبملا ُينلدب
وقلديما كلابوا يعرضلوبه
ً لللوج أن يمهلهاُ ،يندب بد ًبا له أن يمهلها لعمل الًهلاز ،الًهلاز معلروف مؤبلة
أمام الناس ويدورون به يف األا َّقة وموجود يف كثير من البلدان.
وقولهَ :و َغ ْي ِر ِه مراده بالغير إبما هو األنفار فإين لم أقف يف ك م الفقهاء عللى شلرء يليلد عللى الحلعر
والظفر مما ُيلال ولم ينصوا على غيرها.
قال املصنفَ « :و َي ْلز َُم ُ َا ْل َا ْط ُن ِ ك ٍُِ َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ َم َّرة -إِ ْن َقدَ َر.»-
هذه مسألة ح اللوجة األولى وهو الوطء فإبه يًع لللوج أن يطأ زوجته يف ك أربعة أشلهر ملر إن
قدر إلحا ًقا با ي ء وإن لم يكن قا ً
درا فإبه إما أن يكون عنينًا إاا لم يطأ وإل فلها ح الفسخ بغير اللك ملن
األسباب.
ٍ
بطلع أي بطلع هذا الح الثاين لللوجة على اللوج وهو المبيت ،فيًع أن يبيت يف بيتها ويف دارها
ٍ
فحينمذ ل يللمه الك ،ويًوز لله أن يبيلت ثل ث ليلال يف منها َل ْي َل ًة مِ ْن ُك ِّ َأ ْر َب ٍع وجو ًبا إل أن ُتسقط حقها،
غير بيتها ،يذهع إلى أمه إن كابت مريلة فينام عندها ،يذهع يف تًارته ينام وحلده ،بعله النلاس يحلع
أن ينام وحده ،فله أن يفع ما يحاء ،لكن يًع عليله أن يبيلت عنلدها ليللة كل أربلع وللو للم يكلن لبله إل
802
المسافر لقلاء الصحابة ،أن الرج إاا غاب عن زوجته فلله حالتلان إملا أن يكلون بإا لا أو ملن
غير إا ا ،فإن كان بإا ا ولو بال وأما إن كان من غير إا ا فإبه ُينتظلر بصلف سلنة -سلتة أشلهر -فلإن للم
يقدم وبلبت قدومه هر ،قال المصنف :راسله حاكم ،وقلت قال المصنف هذا ألبه تبلع فيله ا قنلاأ وللم
يذكره يف المنتهى ،وقول صاحع ا قناأ أقرب ألبه قد يكلون لله علذر فل ُيفسلخ بلدون المراسللة ،فقلول
صاحع ا قناأ والمراسلة أقرب ،ف بد من المراسلة ،قال :راسله حاكم فإن أبى ،أي فإن أبى القدوم بل
ٍ
عذر وهذا فائد المراسلة ُف ِّرق بينهما أي بفع الحاكم لطلبها ،ل ُبد أن تطلع ويفرق بينهما الحاكم.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن َأ َبى بِ َال ُع ْذ ٍر َ َّر َق َب ْين َُه َما بِ َط َلبِ َهاَ ،وإِ ْن َل ْم َي ْع َل ْم َه َب َر ُه َ َال َ ْس ََ لِ َذلِ َ
ب ِب َح ٍ
ال».
ٍ
حينمذ يكون يف حكم المفقود ،وملر معنلا أن قال :وإن لم يعلم خاه ف يفسخ بملر ستة أشهر؛ ألبه
المفقود أو سيأا إن شاء اهلل المفقود له حالتان.
هذا من حقوق اللوجة وهو السكن والنفقة ،فإبه يًع له أن يوفر لها سكن ،واكر المصلنف
أبه يحرم أن يًمع بين المرأتين يف مسكن واحد ما لم يرضيا ،المسكن الواحد إاا كلان غرفلة واحلد فهلو
محرم مطل ًقا وإن أابتا؛ ألبه قد يكون يف ابكحاف عور عند الوطء ،وأما إن كان المراد بالمسكن حيلث ل
يرى أحدهما اآلخر ف يًوز إل بإان اللوجة األخرى.
أيلا بالحتباس اللذي اكربلاه ،فلله أن يمنعهلا ملن الخلروج ملن البيلت بحلربين ،الحلرط
ً هذا متعل
حاضرا ليس بغائع ،فالذي يسافر عن البلد يًوز للمرأ أن تخرج ،األملر الثلاين أن يكلون
ً األول أن يكون
قد وىف بحقوقها األربعة اللر اكرباها قب قلي .
٦
803
يقول المصنف :أن القسم واجع بين اللوجلات يف التسلوية فيًعل لكل واحلد ليللة أو بحلو اللك،
قال :ل يف وطء ول كسو ،يعنر هنا قوله :ول يف وطء لقول الرسلول « :اللهلم قسلمر فيملا
أملك فاغفر لر ما ل أملك»؛ فهذا يسمى العدل يف الوطء ،قول المصنف :ول كسلو ملراده :ول يف بفقلة،
فأتى بالكسو ومراده مطل النفقة؛ ألن النفقة الواجبة يًع أن يبلذلها لًميلع النسلو ،وملا زاد علن اللك
فليس بواجع ،العدل فيه بين النساء وإبما مندوب ،دلي اللك أن النِحللة وهلو الصلداق يًلوز أن تفلل
أحدى النساء على بعلها ،أليس كلذلك؟! ،يًلوز أن يعطلر زوجلة يف الصلداق أل ًفلا ،والثابيلة مائلة ٍ
أللف،
أيلا ما يدل عليه أن النبر صللى اهلل
فيًوز تفلي بعه النساء يف الصداق ،فكذلك يف النفقة ،ومن الك ً
عليلله سلللم كللان الصللحابة رضللوان اهلل عللليهم يتحينللون لداياهم للله ♥ قسللم عائحللة؛ ألن
الرسول كان إاا أهديت له هدية يف بيت إحدى زوجاته جعله لهاَّ ،
فدل الك على أبه ُيهلدى
للنبر والنبر يًعله للوجته ،فيهبله لهلا ♥؛ ألبله للم يكلن ملن اللدبيا شلرء يف
قلبه صلى اهلل عليه وآله وسلم؛ َّ
فدل الك على أن النفقة وزياد النفقة لبعه اللوجلات أكثلر ملن بعللهم
جائل لكن األفل واألتم أن يحلرص عللى العلدل بيلنهم لكلر ل يكلون فيله محلقة ،لكلر ل يكلون هنلاك
منازعة.
س َون َْح ِا ِه َ الن ََّها ُر». قال املصنفَ « :و ِع َما ُد ُه َال َّل ْي ٍُ إِ ََّّل ِ َح ِ
ار ٍ
قال :وعماد القسم الليل ،هلذه مسلألة مفيلد يف القسلم ،بحلن قلنلا القسلم متلى يكلون؟ حينملا يكلون
حارسلا فعملاده النهلار ،معنلى اللك أبله
ً للرج زوجات أي :حينما يكون ُمعدِّ ًدا عماده اللي إل أن يكلون
يحرم عللى الللوج يف ليللة التلر يكلون فيهلا القسلم حلدى زوجاتله أن يلدخ عللى اللوجلة األخلرى إل
للرور ،فلو دخ عليها لغير ضرور بط قسمه ،ويقسم لها ليلة أخرى ،واض العماد؟! ،يقول العلماء
والنهار تبع للي ،بيع ما معنى هذا الحرء؟ بقول النهار يًوز له ،ليس هو العملاد لكنله تلابع ،فيًلوز لله
804
أن يذهع إلى معاشه ،ويًوز له أن يدخ على النسو األخريات للحاجة ،والحاجة أخف من اللرور .
مثال الحاجة :شرء فسد يف البيلت يريلد أن يلدرس أبنائله ،بعله النلاس هلم اللذين يدرسلون ألبنائله،
فيدخ على بيت زوجته يف النهار للحاجلة ،بيلع إن دخل يف النهلار أو يف الليل فلوطء اللوجلة األخلرى
قسما آخر ،وضحت القسم؟ ٍ
بط القسم ،وحينمذ يًع أن يقسم لألخرى ً
إ ًاا يحللرم عليلله يف الليل أن يللدخ علللى غيرهللا إل للللرور ،ويف النهللار إل لحاجللة ومللن بللاب أولللى
ضرور ،ويحرم عليها أن يطأ يف اللي أو يف النهار غير المرأ التر لها قسم ،ما يحرم ،يمنع ،ل بقول يحرم
ب هو جائل -أبا خابنر التعبير استغفر اهلل -يًوز له الك لكنه يمنع منله ،فلإن وبأهلا بطل القسلم ،معنلى
قسما آخر.
بط القسم أي :اخلف على هذه اللوجة التر لها القسم ليلة أخرى ،الليلة الثابية تًع لها ً
بلللع أخوبلللا يقلللول :الرسلللول بلللاف عللللى بسلللائه يف ليللللة واحلللد ،بقلللول صلللحي
قسما ،لذلك قلت لك أبه ح ل اسلتغفرت اهلل عنلدما قللت أبله حلرام،
♥ وهو أعدل الناس ً
هللو حل ل أن يطللأ أكثللر مللن امللرأ يف الليلللة لكللن بطل القسللم ،هللذا اليللوم ل ُيحسللع مللن القسللم ،فللالنبر
يقسم من الغد ،يعتا الثاين يوم هو القسم.
عفلوا
الحارس ألبه يسهر يف اللي ،وينام يف النهار ،فنقول عماد القسم النهار فيحرم عليه أو يمنع عليه ً
لساين قال يحرم ،فيمنع يف قسم امرأ أن يدخ على أخرى يف النهار إل للرور .
النصف من حرة ،ومبع َضة بِا ْل ِ
ح َس ِ
اب». ِ قال املصنف« :وزوجة أمة على
َ ُ َ َّ ُ
قال املصنف« :وإن أبت المبيت مع أو السقر ،أو سا رت يف حاجتها ،سهط قسمها ونقهتها».
قال :وإن أبت المبيت معه ،منعت حقه من السلتمتاأ ،والتمكلين ،أو أبلت السلفر معله وللم تكلن قلد
اشةبت ،أو خرجت من البيلت فسلافرت لحاجتهلا وللو لحاجتهلا وللو بإابله ،فقلال العلملاء سلقط حقهلا
الواجع عليه من القسم والمبيت والنفقلة واللوطء ملن بلاب أوللى أل لا أصل ً غائبلة؛ ألبله إاا أخل أحلد
اللوجين بما وجلع عليله جلاز لرخلر أن يسلقط حقله ،إاا أخللت بالقسلم أخل بالنفقلة ،إاا أخل بالنفقلة
٦
805
قال املصنف« :وإن تزوج ب را أقام عندها سبعا ،أو سيبا أقام ثالثة مدار».
النحوز هو منع المرأ زوجهلا ملن حقله بلأن تمتنلع ملن الحتبلاس أو التمكلين بلس باختصلار شلديد،
للنهر عنه.
قال املصنفَ َ « :متَى َظ َه َر ْت َأ َم َار ُت ُ َو َع َظ َهاْ ِِ َ ،ن َأ َص َّر ْت َه َُ َر َها ِ َا ْل َم ْض َُ ِع َما ََا َن».
كيف تظهر أمارات النحوز بأن تمطله حقه ،ويقول أبه يكره ،أو تأتيه بحقه متكارهة ،فهذه من أملارات
مستمرا ،فلإاا رأى هلذه األملارات وعظهلا خوفهلا بلاهلل وخوفهلا بحل اللوجيلة
ً النحوز ،ليس بار وإبما
بينهما ،فإن أصرت هًرهلا ،والهًلر بوعلان يف الكل م ويف المللًع ،يف المللًع ملا شلاء وللو زاد علن
ترك للفراش أو ٌ
ترك للغرفة لكن ليس تركًا للبيلت؛ ألن تلرك ث ثة أيام ،والهًر يف الملًع ،إما أن يكون ٌ
البيت ترك من المبيت وهو واجع عليه أن يبيت يف ك أرب ٍع ليللة ،ولليس تركله للقسلم بل يًلع عليله أن
يقسم لها ،لكن يهًر الفراش إما يتنحى يف بفس الغرفة أو يذهع إلى غرفة أخرى لكن يف البيت.
قال :ويف الك م ث ًثا فيحرم على الرج أن يهًر أخاه المسلم وزوجله ملن بلاب أوللى فلوق ثل ث،
ث ثة أيام بلياليهم.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن َأصر ْت َضربها َبير ََ ِد ٍ
يد». َ ََ َْ َ َّ
ضر ا ضر ًبا غير شديد ،أما اللرب الحديد فهو محرم ل يًد أحدكم زوجه ضرب العبد ،والللرب
الغير شديد يكون واق ًعا وقعه يف النفس شديد وخاصلة لملن للم يللرب ،واألكلرم أن ل يللرب كملا قلال
أبس خدمت النبر بلعة عحلر سلنة فملا رأيتله ضلرب خاد ًملا ول غيلره؛ ولكلن الللرب غيلر الحلديد
أحيابًا يكون لك ابن وأبت لم تعتد على ضربه ،فإاا أخطأ خ ًطأ رته أو دفعته فةى أن هلذا اللدفع أو يلرى
806
هو أن هذا الدفع بيدك شديد على بفسه ،وهكذا قد يفع بالمرأ دفلع ،أو هكلذا فيكلون ملن الللرب غيلر
الحديد ،أما اللرب الحديد فهو حرام.
قال املصنفَ « :و َل ُ َض ْر ُب َها َع َلى ت َْر ِك َ َرائِ ِ َاهَّلل ِ َت َعا َلى».
اب الخُ ْل ُع َو َأ ْح ُ
َام ُ». قال املصنفَ « :ب ُ
الخلع هو من فلرق النكلاال ،وخلذ فائلد ،جعل المصلنف الخللع با ًبلا وللم يًعلله كتا ًبلا ،لملااا؟ ألن
الخلع فسخ للنكاال وليس عقدً ا يف بعه صوره ،فلما كان ً
فسخا فهو كا قالة إا ا قالة فسخ وليس عقلدً ا
ً
فسلخا اكلر يف النكلاال ،بعله صلوره يكلون مبتدً أ ،وا قالة تذكر يف كتاب البيع ،فكلذلك الخللع لملا كلان
ب ًقا ،لكن األص فيه أبه فسخ ،ولذا جعلناه با ًبا ولم بًعله كتا ًبا وقلدمناه عللى بلاب الطل ق ألبله فسلخ
للنكاال وليس عقدً ا جديدً ا كالط ق يح إثر النكاال.
ان ِع ْي َر ٍة».
قال املصنف« :يباح لِس ِ
َُ ُ ُ
مكروهلا ،وتلار يكلون محر ًملا ،والمصلنف اكلر المبلاال
ً مباحلا ،وتلار يكلون
الخلع يكون تار يكون ً
والمةوك فبدأ بالمحرم ،قال :يباال للسوء ِعحر أي ِعحر أحلد الللوجين لرخلر فلإاا كلان الللوج يسلرء
للمرأ يف خلقه ويف تعامله جاز لها أن تختلع كما فع جمع من الصحابيات كًميلة وخولة إن قيل أ ملا
امرأتان وغيرهما.
قال املصنفَ « :و ُبغ َْض ٍة َوكِ َبرٍَ ،و ِق َّل ِة ِد ْي ٍن».
أي أن تبغه المرأ زوجها ،كما جاء يف قصة خولة ،وكا أي أن يكون اللوج كبير السن فتختللع
المرأ منه ألن الكبير تكون أمراضه كثير ويحتاج إلى خدمة والمرأ تكون كارهة له ،ولذلك قال العلملاء
وهذا موجود يف ا قناأ :إن زواج كبير السن من الصغير من خفة العق ؛ ألن الصغير قد تكره الكبير.
وقلة الدين أن يكون الرج قلي الدين ،وأما إن كان تاركًا للدين بالكلية فإبله يًلع عليهلا أن تختللع
٦
807
منه.
ـن ِ ِ
المختلعـات ُه َّ
ويكره مع استقامة الحال ألبه قد جلاء يف حلديث أن النبلر قلال فيلهُ « :
المنا ِ ُ
هات» أو بحو ما قال ،وجاء عند أبر داود من حديث محارب بن دثار على ك م فيه عن ابن عملر أن
الل إلى اهَّلل ِ ال َّط ُ
الق» والخلع قد يكون ب ًقا. الح ِ
َ النبر قال « :إِ َّن أبغ َ
إ ًاا عرفنا أهم فرق بين التفري بين كوبه فسلخ وبلين كوبله بل ق فقلط يف مسلألة العتلداد بله كتطليقلة
لرية.
ً
فسخا بحروط: فسخا ومتى يكون ب ًقا؟ يكون
ببدأ يف الحكم ،متى يكون ً
ث ثة شلروط ،بلأا بكل شلرط وبخل بله ،الحلرط األول قلنلا أن يكلون بلدون علوض ،أن يلأا رجل
ويقول خالعتُك ،بقول هذا ل يقع به ل ب ق ول يقع به خلع أل ا لم تبذل عوض ،األمر الثاين :أن يكلون
يصرال أن يأا باللفظ الصري يف الخلع أو الكناية ،وسيأا يف ك م المصنف ،فإن لم يأا ما وإبملا جلاء
فسخا لكنه ليس ب ًقا رجع ًّيا وإبملا هلو بل ق
بلفظ الط ق أو كناية الط ق فإبه يكون ب ًقا ،ول يكون ً
808
بائن ،فيكون ب ًقا بائنًا من حين التلفظ ،بمعنى أبه تمكث الملرأ علدهتا ث ثلة حليه؛ ولكلن لليس لله أن
يراجعها إل بعقد ،ليس فيها رجعة لكلن فيهلا عقلد جديلد ،الحلرط الثاللث قلنلا النيلة ،فللو أن رجل ً خلالع
امرأته بعوض وبوى وأتى بلفظ الخلع أو كنايته لكنه بوى به الط ق ،فنقول يقع ب قه.
الحالــة الثانيــة :أن يكللون الخلللع قللد وقللع بلله الط ل ق وهللو يف حللالتين :إاا اخت ل الحللرط الثللاين أو
الثالث ،فإما أن يأا بلفظ الط ق أو كنايته أو يأا بلفظ الخلع أو كنايته لكن بنية الط ق.
بأا لك م المصنف يقول :وهو بلفظ ،بدأ يتكلم باأللفاظ الصريحة للخلع ،خلع وفسخ ومفلاداه ألن
هلللر التلللر وردت لللا السلللنة والكتلللاب ،يف الكتلللاب يف قلللول اهلل { :ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ}
[البقر ]229:فدل على أبه كذلك ،بب ًعا اكر هنا من األلفاظ الصلريحة وللم يلذكر ملن األلفلاظ الكنائيلة،
والكنائية متعدد منها اكروا أن يقول :أبرأتك ،أبابتك ،باريتك ،ث ثة ألفلاظ ،قلال :فهلو فسلخ ،أي إاا أتلى
ذه األلفاظ مع الحرط الثالث ما هو من غير بية الط ق ما لم ينوي الط ق -هذا شلرط مهلم جلدًّ ا -فإبله
ً
فسخا. يكون
قال :وبلفظ ب ق أو بيته ،بلفظ الط ق الصري أو بيته ،أي بلفظ الخلع مع بية الط ق أو كنايته ،أي
كناية الط ق ،وسيأا إن شاء اهلل يف باب الط ق ،فهو بلق ٌة بلائن ،أي محسلوبة ملن الطل ق ألبله بصلري
ٍ
فحينمذ يكون ب ًقا بائنًا. الط ق أو بينة الط ق،
فلو أن رج ً خالع امرأته ب عوض ،فإبه يكون ل أثر له ،وللو أتلى بكنايلة الطل ق وبلوى بله العلوض
ولم تعطه العوض فيكون ب ًقا؛ ألبه أتى بصري الط ق أو كنايته.
ِ
قالَ « :و ُي َْر ُه بِ َأ ْك َث َر م َّما َأ ْع َط َ
اها».
ألبه جاء يف بعه ألفاظ الحديث أما اللياد ف ،ولكنه جائل ألن بعه األحاديلث جلاء فيله أن خوللة
المختلعة قالت :أعطيه ،خالعته بما دون عقاص رأسر ،أي من جميع ملا أمللك ،فلدل اللك عللى أبله
٦
809
أي مما يكون بال ًغا عاق ً غير محًور عليه يف عين ماله ،وأما يف الذمة فهذه مسألة أخرى.
أي من غير اللوجة كأبيها أو رج أجنبر ،لكن بحلرط واحلد ،إاا كلان ملن بلاب التخبيلع فل يًلوز
حينمذ ول يحسع. ٍ ألبه يكون حرا ًما
ثم قالَ « :وي ِص ُّح بِم ُْ ُه ٍ
ال». َ َ
مث أن تقول :خالعتك بما يف يدي فيص ؛ ألبه فسخ فتعطيه بما يف يده إن بان ،فإن لم يلبن شلرء فإ لا
تعطيه ما يصدق عليه الوصف كما لو قال بما يف يدي من الدراهم فتعطيه أق الًمع.
أي ل يص الخلع ب عوض ،فلو قال :خالعتك من غيلر علوض ل يقلع بله ل بل ق ول علوض ول
خلع.
على الصحي وإن كان صاحع المرداوي قلال :إن فيله تسليير عللى النلاس ،لكلن الصلحي أبله ل يقلع بله
عفوا ل يقع الخلع ويقع به الط ق.
شرءً ،
ت». ت بِ َعطِ َّيتِ ِ َو َل ْا ت ََر َ
اه ْ ْت َطالِقَ ،ط ُل َه ْ
قال« :وإِ َذا َق َال :متَى َأو إِ َذا َأو إِ ْن َأع َطيتِن ِ َأ ْلقا َ َأن ِ
ْ ْ ْ ْ َ َ
ألن هذا من باب تعلي الط ق على شرط ،أورده المصنف هنا لمااا؟ ألن العلماء يقوللون :ل يًلوز
تعلي الخلع على شرط ،لكن تعلي الط ق على شرط يص ،فذكر اآلخر ولم يذكر األول.
ف َأو ع َلى َأ ْل ٍ
ٍ تِ ْ :
ف َ َق َع ٍََ ،بان ْ
َت َو ْاست ََح َّه َها». اه َل ْعن بِ َأ ْل ْ َ قالَ « :وإِ ْن َقا َل ْ
القاعلد ؟ يقوللون :اللائل العائلد، هذه المسألة محهور جدًّ ا جدًّ ا وهر مسألة الوصف ،ملا هلر بل
ه حكمه حكم ما للم يللل أم حكمله حكلم اللائل ؟ هلذه القاعلد فيهلا وجهلان ويف هلذه المسلألة قلالوا:
حكمه حكم ما لم يلل ،صور الك رج عل ب ق امرأته على قدوم شهر رملان ثم خالعهلا أو بلقهلا
قب رملان ،ثم رجاعها قب رملان ،فوجد الوصف حال اللوجية الثابية بقول :وقع به الط ق.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)28
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
بدأ المصنِّف بالط ق يف ُفرق النكلاال وجعلله كتا ًبلا مسلتق ً ؛ ألن الطل ق عنلد علمائنلا عقلدٌ مسلتق ٌ ،
ح عقد النكاال ،فهو ح ٌ لعقد النكاال ٍ
بعقد آخر وهو عقد الط ق. و ذا العقد ي ِ
ُ
اج ٍة».
قال املصنفُ « :ي َْر ُه بِ َال َح َ
الحالل إلى اهَّلل الطالق». أي :يكره الط ق ب حاجة لعموم حديث النبر « أبغ
اح َل َها».
قال املصنفَ « :و ُي َب ُ
اح َل َهاَ ،و ُي َس ُّن لِت ََض ُّر ِر َها بِا ْل َا ْط ِن َوت َْركِ َها َص َالة َو ِع َّقة قال املصنف« :ي ْره ِب َال ح ٍ
اجةَ ،و ُي َب ُ
َ َ ُ َُ
َون َْح ِا ِه َما».
قال« :لِت ََض ُّر ِر َها بِا ْل َا ْط ِن»؛ ألن هذا من بفر الللرر علن أخيلك المسللم وهلر الملرأ ،قلالَ « :وت َْركِ َهـا
كفلر «العهـد الـذي بيننـا وبيـنهم ِ
َص َالة» ،قول المصنِّفَ « :وت َْرك َها َص َالة» محلك ؛ ألن تلرك الصل عنلدبا ٌ
812
الط ق؟ الصالةَ ،من تركها هد كقر» ،فكيف بقول :إبه يسن لةك الص
ولذا قال بعله المححلين يف حاشلية [المنتهلى] وهلو الحليخ عثملان قلال إن الملراد بقوللهَ « :وت َْركِ َهـا
يف عن وقتها يسن له الط ق ،كالتر تصلر الصل عن وقتها ،فإن تأخير الص َص َالة» أي :تأخير الص
وقت الضطرار يف آخر العصر ،أو تصليه يف آخر اللي بعد ثلث اللي ،أو بعد بصفه على القول بأن وقلت
العحاء ممتدٌ إلى بصفه ،ولذلك ك م المصنِّف هنا محك إل ْ
أن تقيده بما اكره المححر.
اْلمــر الثــاين :مللا دون الللك كللالتاج وغيللره ،وقللد ام النبللر المللرأ ْ
أن تتللاج بعللد
زواجها ،فقد جاء عند الطااين أن النبر خطع النساء يف يوم ٍ
عيد ،ثم َاكَلر فلل أزواجهلن
ٍ
عفة. عليهن ،قال« :ثم تأت أحدكما تتبرج» هكذا ذا اللفظ ،فالمقصود من هذا أن التاج بق
اْلمر الثاين :أ ا إاا حملت من اللبا وجع عليه قذفها؛ ألبه ل لعان إل بعد قلذف ،فيقلذفها باللبلا،
ثم ي عنها بعد الك لنفر الوللد وجو ًبلا ،وهلذا اللعلان الواجلع وسليأتينا ْ
إن شلاء اهلل يف اللدرس القلادم ل
أننه اليوم ،إ ًاا هذا على المحهور.
دائما إاا قلت لكم على المحهور فالغالع أن الروايلة الثابيلة التلر ينتصلر لهلا
قلت على المحهور ألن ً
دائما الحيخ تقر الدين تكون عللى خل ف اللك ،ونلاهر القلرآن عليله ،فلإن قلول اهلل :
كث ًيرا وليس ً
{ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ} [النللور ،]3:يحللم
ابتداء العقد واستدامته.
والفقهاء إبَّما حملوه على البتداء ل الستدامة ،أو حملوا الك على الوطء ،وهذه اآلية قال عنها ابلن
عربر يف «أحكام القرآن» -وأننه ينقلها عن القحيري ،-فإبه لما ببع كتلاب «أحكلام القلرآن» ألبلر الفلت
٦
813
القحيري وجد أن أغلع ك م أبر البكر بن عربر مأخو ٌا من أبر الفت القحليري ملن مالكيلة العلراق وهلو
بصري ،فذكَر ابن عربر أن العلماء يقولون :إن هذه اآلية -التر قرأهتلا علليكم قبل قليل يف سلور النلور-
ٌ
فقها ،ففقهه محك محك جدًّ ا. ٍ
هر أشك آية يف القرآن ً
وهذا يؤيد الكلمة التر قلتها لكم قب قلي يف الدرس الساب أن التمييلل يختللف ملن ٍ
بلاب إللى بلاب،
فالتمييل هنا يف باب الط ق هو اللذي يعقل الطل ق ،ويف النكلاال شلرء آخلر ،ويف البيلوأ شلرء آخلر ،ويف
العبادات شر ٌء ثالث.
ال َع ْه ِل ِ » ،زائ العق قد يكون بًنون ،وقد يكون بنوم ،وقد يكون بإغماء ،وكل
قالَ « :وم ْن ُع ِذر بِ َز َو ِ
َ َ
معذور بلوال العق فيها.
ٌ هذه
ٍ
ومغيع للعق ،وهو الذي ُيسلمى ٍ
كمسكر ٍ
شرء اْلمر الرابع الذي ي ان ي زوال العهٍ :وهو بتناول
عند الفقهاء بالمخدر ،وسيأتينا ْ
إن شاء اهلل يف الًنايات ما الفرق بلين المغيلع للعقل وهلو المخلدر وبلين
برب وبحو ،والثاين ل برب ول بحو فيه.
ٌ المسكِر ،الفرق بينهما من حيث الحقيقة أن األول فيه ُ
أن يكلون مائ ًعلا كملا يف اللدلي كملا تعلملونْ ،
وإن كلان وقيٍ أيضا من القروقات :أن من شلرط األول ْ
صاحع «ا قناأ» محى على أبه ولو كان جامدً ا كاختيار الحيخ تقر الدين ،ومن حيث الحكم -أبا فرقلت
بينهما ألين سأاكر الحكم هنا يف باب الط ق ،-ومن حيث الحكم أن المسكر فيله حلدٌ ،بينملا المغيلع ل
حد فيه وإبَّما فيه التعلير وهذا يذكروبه هناك ،وهناك فرق سنذكره بعد قلي .
إن كابلت مملن ِ
علذر بالتنلاول، مسكرا أو مغي ًبا للعق وعند تناوله له غاب عقلله ،بقلولْ : إ ًاا َمن تناول
ً
كأن تناولته خط ًأ أو بحو الك ،فإبه ل أثر لتصرفاته ملن بل ٍق وبحلوه وعبلادات ،بب ًعلا العتلداءات عللىْ
814
ٌ
مؤاخذ بط ق. النَّاس ملموب ٌة يف الك ،و َمن لم يعذر فإبه
فقط عندهم شرب الخمر؛ قالوا :ألن األص القاعد أن َملن اهلع عقلله ل يؤاخلذ بلفظله يف الطل ق
من جهة إل الخمر؛ ألن الخمر داعر النفس لحر ا قوي؛ ألن فيها بحلو ً وبر ًبلا ،بخل ف هلذه المغيبلات
ليس فيها داعر ،وإبَّما هو شر ٌء يًع بعه النَّاس يذهع إليه ،بب ًعا هذا على المحهور.
قالَ « :أ ْو ُأ ْكرِ َه» ،والمراد باْلكراه :ا كراه الملًئ أي التامَ « ،أ ْو ُهدِ َد» ،هلذا ملن بلاب عطلف الخلاص
على العام؛ ألن التهديد يقع به ا كراه بصوا عليه هناك يف باب الًنايات ،فيقع ا كراه بالتهديلد ،فالتهديلد
هو من بوأ ا كراه.
وث ٌ
ث أو أكثر من واحد قب ابقلاء العد ،يطلقها اليوم وغدً ا الثابية وغدً ا الثالثلة وبعلده الثالثلة وهكلذا،
أن يراجعها ،ثم ينحئ لها ب ًقلا ثاب ًيلا بعلد اللك ليكلون بل ق
ك هذا عندهم هو من ب ق البدعة ف ُبدَّ ْ
سنَّة ،سأرجع له بعد قلي .
ٍ
حلائه ،بمعنلى أ لا تكلون إملا اْلمر الثاين :ب ق البدعة من حيلث الللمن ،وهلو ْ
أن يطلقهلا غيلر
هرا.
حام ً أو با ً
أن تكون ممن ل اسنَّة لها ول بدعة. أن يطلقها يف ٍ
بهر لم يًامعها فيه إل ْ اْلمر الثالثْ :
الدليٍ على هذه :قول اهلل { :ﭖ ﭗ} [الطل ق ،]1:قرأهلا بعله الصلحابة أننله
816
عبد اهلل بن عمرو بن العاص فطلقوهن ل ُقبِ عدهتن ،وقب العد يكون يف الطهر؛ ألن َمن بل يف الحيللة
فملن بلل يف ٍ
بهلر جلامع فيله ،فكأبله ألحل تلابع للحلليه َ
أبلال عللى الملرأ أملد حيللتها؛ وألن الطهلر ٌ
بالًماأ يف الحيه.
قال املصنفَ « :وإِ ْن َط َّل َق َمدْ ُهاَّل بِ َها ِ َح ْي ٍ َأ ْو ُط ْهرٍ َج َام َع ِي ِ َ بِدْ َعة ُم َح َّرم َو َي َه ُع».
وهذا البدعة يف اللمن قالَ « :وإِ ْن َط َّل َق َمدْ ُهاَّل» ،يدلنا على أن غير المدخول ا ل سلنَّة لهلا ول بدعلة
للسنة ،وقد أ َمر النبر
مخالف ُ
ٌ من حيث اللمنَ ِ « ،ح ْي ٍ َأ ْو ُط ْهرٍ َج َام َع ِي ِ َ بِدْ َعة ُم َح َّرم» ،بدع ٌة أي ليس
ابن عمر لما بل زوجته يف الحيه والحديث يف الصحيحين أ ْن يراجعها.
وقولهُ « :م َح َّرم» أي :أبه حرا ٌم يلأثم ،وقوللهَ « :ي َه ُـع» للجملاأ اللذي َو َر َد يف هلذه المسلألة ،فقلد ابعقلد
ا جماأ حكى ا جماأ ا مام أحمد ،وا مام أحمد من أعلم النَّاس بخ ف السلف رضلوان اهلل علليهم،
حكى ا جماأ على أن الط ق يف الحيه واقع ،ب إن السنَّة تدل على اللك ،فلإن حلديث ابلن عملر
رواه عنه بلعة عحر راو ًيا ،وج هؤلء اللروا يقوللون إن ابلن عملر أو أن باف ًعلا اللراوي عنله ملوله أو أن
سالما أو أن أيو ًبا السختياين كلهم يقولون أن هذه الطلقة حسبت عليه.
ً
قال« :فحسبت عليله؟ قلال :بعلم ،قلال :أرأيلت ْ
إن عًلل واسلتحم » ،وغيلر اللك ملن األلفلاظ ،وللم
يخالف إل شخ ٌ واحد وهو أبو اللبير محمد بن مسلم المكر ،فقلال :إ لا للم ُتحسلع عليله ،وقلد َاكَلر
مسلم يف الصحي لما روى إسناد حديث أبر اللبير المكر أبه قد أغرب يف ٍ
لفظ منه ولم يلرد لفظله ،وإبَّملا ٌ
جملع
ٌ أورد لفظه أبو ُبعيم يف «المستخرج» ،وقد أع هذا الحديث كثير من أه العلم ،بقل ابلن عبلد اللا
من أه العلم لعله هذا الحديث.
وهذا يدلنا على أن الط ق يف الحيه واقع ل شك فيه ،ويف الطهر الذي جامعها فيه ،الط ق اللث ث
واقع أم ليس بواقع؟ حكر يف بعله صلوره ا جملاأ ،بحلن قلنلا إن صلوره ثل ث ،بعله الصلور
ه هو ٌ
الث ث حكر ا جماأ عليها ،ولذا فإن المفتى به عند الحيخ ابن بلاز عليله رحملة اهلل والمحلايخ ملن بعلده
أ م يقولون :إن الط ق الث ث لليس كلله يقلع واحلد ً ،وإبَّملا الصلور األوللى فقلط دون الصلور الثابيلة
والثالثة.
المفتى به عندبا أن الصور األولى فقط هر التر تقع واحد ً ،لحديث ابن عباس يف الصلحي حلديث
٦
817
باووس عن ابن عباس ،وأما الثابية والثالثلة فقلد حكلر ا جملاأ عللى أ لا تقلع ث ًثلا ،بب ًعلا الحليخ تقلر
الدين يرى أن الصور الث ث كلها تقع بلق ًة واحد ،فقط من باب الفائد لمعرفة الخ ف يف المسألة.
بعللا ملن خاصلة بلبلة العللم يظلن أن المفتلى بله أن المًملوأ بصلوره اللث ث أو
أبا أقلول هلذا ألن ً
الث ث أن الط ق البدعر بصوره الث ث أ ا كلها ل تقع هذا غير صحي ،المفتى به خ ف اللك ،وكلان
مًمع عليه ،و َمن قال بخ فه فقد أخطأ.
ٌ الحيخ يف الدرس يحدد يقول :هذا القول
قال« :ت َُس ُّن َر ْج َعتُها» ،لحديث ابن عمر حينما أمره النبر ْ
أن يراجعها.
ين َحم ُل َها َأ ْو َص ِغير ٍةَ ،وآيِس ٍة َو َبيرِ مدْ ُه ٍ ِ
ال بِ َها». ْ َ َ َ قال املصنفَ « :و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة ل ُم ْس َتبِ ٍ ْ
قولهَ « :و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة» أي :أبه ل يوصلف بالسلنَّة؛ ألبله ل يوصلف بالسلنَّة إل إاا كابلت لله صلور ٌ
تقابله وهر البدعة ،فحيث ل بدعة فابتفى الصور المقابلة.
فلما كان الحيه ل يتبعه لم بقب الحيلة األوللى ،فطاللت العلد عليهلا ،وحيلث أن المدخوللة ل
هنا مسألة مهمة جدًّ ا :قول المصنِّفَ « :و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة» ،هٍ المهصاد من حيث الزمن أم من حيـث
818
العدد؟
خلاص
ٌ -ناهر ك مه ً
أول :ناهر الك م يف الللمن ويف العلدد؛ ولكلن بعله المحققلين يقوللون :إبله
باللمن دون العدد ،أشار إلى هذا الخ ف الحيخ منصور وغيلره؛ ولكلن نلاهر ك مهلم أن هلؤلء ل سلنَّة
لها ول بدعة ،والظاهر هو التعليل أن العللة إبَّملا هلو لتطويل العلد يف هلؤلء ،فالستحلكال اللذي أورده
خلاص بلاللمن دون العلدد قلوي جلدًّ ا
ٌ منصور متًه جدًّ ا ،وما مال له الحيخ منصور بلأن ل سلنَّة ول بدعلة
خ ًفا لظاهر ك مه.
ولذلب عندهم قاعدة :إاا تعلارض الظلاهر ملع المنطلوق ُق ِلدم المنطلوق ،والمنطلوق هنلا مقلد ٌم عللى
الظاهر ،الظاهر بمعنى عدم اكر القيلد ،القيلود هلذه مهملة ل تتصلور كيلف ،وللذلك يقوللون :تقييلد كل م
لمن هو يف درجتهم ،هذه المسألة اكرها القرايف ،ابظر من أيام القرايف؛ ألبه عاب عللى
الفقهاء ل يكون إل َ
ابن رشد أبه يقيد ك م أصحابه من المالكية.
لملن
الذي يفقد بية اللفظ هو المخطئ والنائم ،فهذا النائم والمخطئ قال للوجتله :هلر بلال ٌ ،وقلال َ
أن يقلول :قلومر فقلال :أبلقلر أو ِ
أبلت مخطئ ،أراد ْ بًاببه :بعتك يف البيع بعتك ،فهذا لم ِ
ينو اللفظ؛ ألبه
ٌ
بال ٌ ،ومثله يف النائم ،هذا لم ِ
ينو اللفظة.
ينو الحكم لكنه بوى اللفظ ،هلذا يتحقل يف صلور ٍ واحلد فقلط وهلو الهلازل و
-الناع الثاينَ :من لم ِ
إن جعلت أن الهلل خ ف اللعع ،إا الهازل قد يتكلم وصلاحبه ل يعللم أبلهصور ٍ أخرى وهو ال ععْ ،
ٌ
هازل فيه ،وأما ال عع فهو وصاحبه الذي يقابله يعلمان أ ما يكذبان.
٦
819
الهازل هذا لفظه بالط ق أو بالبيع غير مقصود الحكمَ ،من لم يقصلد اللفلظ والحكلم للم تقلع جميلع
عقوده إل ث ثة تصرفات ثبتلت علن النبلر عنلد أهل السلنن أبله قالهلا« :ثـالث جـدهن جـد
وهزلهن جد :الن اح والطالق والرجعة» ،هلذه العقلود الث ثلة يحلةط فيهلا بيلة اللفلظ ،ول يلللم فيهلا بيلة
الحكم ،هذا معنى ك م المصنِّف.
ح ِ ُم ْط َلهــا» أي :سللوا ًء بللوى أو لللم ينل ِلو ،بللوى الحكللم وأمللا ْ
إن لللم ينل ِلو اللفللظ إ ًاا فقوللله« :وي َهــع بِصـرِي ِ
ََ ُ َ ْ
فبإجما ٍأ ل يقع كالمخطئ والنائم.
قالَ « :و ِب ِن ََايتِ ِ » أي :وبكناية الط ق « َم َع َالنِ َّي ِة» ،ف ُبدَّ ْ
أن يكون قد بوى الحكم وهو الفرقة.
ار ٍع» ،قال :تطلقين ،والملارأ ل يدل على هلذا اللملان ،بل ربملا يكلون يف المسلتقب ،واسلم « َو ُم َض ِ
ٍ
مفعلول مطلقلة وقلع الطل ق ،وللذلك فاع ٍ «كـ( ُم َط ِل َه ٍة)» ل ُبد بكسر ما قب األخير ،وأملا إاا جعلله اسلم
قال« :بِ َْسرِ َا َّلال ِم»؛ ألبه يكون اسم فاع ٍ ،فليست هر التر تطل وإبَّما هر المطلقة.
ْت َع َل َّ َح َرامَ ،أ ْو َك َظ ْهرِ ُأ ِم َ ،و َما َأ َح َّـٍ َاهَّللُ َع َلـ َّ َح َـرامُ َ ،ه َـا ظِ َهـار َو َلـا
قال املصنف« :وإِ ْن َق َالَ :أن ِ
َ
ن ََاى َط َالقا».
صريحا ول كنائ ًيا ،بب ًعا الكنائر بوعلان :نلاهر وخفلر، ٍ
بلفظ ليس هذه المسألة يقول لو أن رج ً أتى
ً
وه هو محصور األلفاظ الكنائية أم ليست بمحصور ؟ المصنِّف ما تكللم علن شلرء للم يلذكر الكنلائر،
ٍ
بلفظلة ،هلذه اللفظلة ليسلت ملن صلري الطل ق ول ملن كنايتله ،فل يقلع بله لكن عمو ًما لو أن رج ً أتلى
الط ق ولو بوى.
بعه النَّاس يقول :افتحر الباب وقصده الط ق ،بقول :ل يقع ،إذ الطالق ييترط ل أمران:
ٍ
كنائر به أي بالط ق. ٍ
بلفظ صري ٍ أو اْلمر الثاينْ :
أن يكون قد تلفظ
ٍ
كلملة ل تلدل عللى الطل ق ،فل فإاا ابتفى واحدٌ من هذين الحربين لم يقع ،فلو أن رج ً تكلم بلأي
يكون ب ًقا ولو بواه ،م َّث المصنِّف هنا بمثال فيه احتمال ْ
أن يكون كناي ًة يف الط ق لكنه ليس من كنايلات
صلريحا يف بلو ٍأ ملن
ً الط ق؛ ألن هذه األلفاظ التلر أوردهلا المصلنِّف هلر صلريح ٌة يف الظهلار ،وملا كلان
األحكام ل يكون كناي ًة يف غيره يف الًملة إل يف بعه المسائ يف الخلع ،فإن الخلع بعله ألفانله تكلون
كناي ًة يف الط ق.
ْـت َع َلـ َّ َح َـرامَ ،أ ْو َك َظ ْهـرِ ُأ ِمـ َ ،و َمـا َأ َح َّـٍ َاهَّللُ َع َلـ َّ َح َـرامُ َ ،ه َـا ظِ َهـار» ول يقلع بله
قال« :وإِ ْن َق َالَ :أن ِ
َ
وزورا ،وقلد كلان أهل
ً منكلرا ملن القلول ً الط ق ولو بلوى بله الطل ق؛ ألن اهلل سلمى هلذا الظهلار
وزورا ف يقع به ب ق ،ف بقول :إبله يقلع بله
ً منكرا
الًاهلية يعدون الظهار فرقةً ،فأبط اهلل الك وسماه ً
إن بواه؛ ألن هذا يخالف ناهر القرآن ،ولذا فإبنا ل بوقع به الط ق مطل ًقا.
ب ق ْ
هنا ائدة يف قال َ « :أن ِ
ْت َع َل َّ َح َرام» ،التحريم ل ثالثة أنااع:
-إما ْ
أن يليفه إلى أعيان.
-وإما ْ
أن يليفه إلى أبلاأ.
ْ -
إن بوى به تحريم بل ٍع فظهار.
وإن بوى به تحريم ٍ
عين فيمين. ْ -
وإن لم ِ
ينو شي ًما ،بعه النَّاس على لسابه علر الحلرام، وإن سكت أيْ :
وإن سكت ففيه أقوال ،أيْ :
ْ -
علر الحرام.
إاا قال الرج :حلفلت بلالط ق ألفعللن كلذا ،إ ًاا فقولله :حلفلت بلالط ق الًمللة تحتلاج إللى اكلر
الحرطْ ،
بأن يقلول :حلفلت بلالط ق أل أدخل بيتلك ،أو أل أشلرب أو أءكل ملن بعاملك أو أشلرب ملن
محروبك.
ثم وجلد المحلروط وهلو دخلول البيلت أو أكل الطعلام ،فنقلولْ :
إن كلان قلد حللف حقيقل ًة فقلد وقلع
وإن لم يكن قد حلف وإبَّما هو كااب ،ولذلك قلالَ « :وإِ ْن َق َ
ـال: الط ق ،وسنتكلم عن الحلف بعد قلي ْ ،
ِ ِ
ت بِال َّط َال ِق َوكَذ َب» ،ومعنى قولهَ « :وكَذ َب» أي :لم يكن قد حلف ،فإبله يف هلذه الحاللة قلالُ « :د ِي َ
ـن» َح َل ْق ُ
بمعنى :أن الط ق ل يقع فيما بينه وبين اهلل .
قالَ « :و َل ِز َم ُ َح ْما» فيما فيه ح آدمر ،وما هو الذي يللمه؟ يلزم أمران:
اْلمر الثاين :إاا كان قد حلف ذه الصيغة أو قال هذه الصيغة لقتطاأ مال امر ٍ مسللم فإبله يقبل
حكماْ ،
إن رضر بب ًعا المحلوف له ،بب ًعا الحلف بالط ق ليس هو من الحلف المنهلر عنله شلر ًعاَ « ،مـن ً
أن
حلف بغير اهَّلل هد كقر أو أَرك» الحديث عند الةمذي ،ل يختلف؛ ألن سلنتكلم علن صليغة الحللف ّ
822
لرية « َو َع ْبد ا ْثنَ َت ْي ِن»؛ ألن العبد على بصف الحر والطلقة ل ُتبعه ،فنعطيه بلق ًة كاملة.
ات وم ْط ِل َه ٍ
ٍ ِ ِ ِ ِ
ات». قال املصنفَ « :و َيص ُّح ْاست ْثنَا ُن الن ِْصف َ َأ َق ٍُّ م ْن َط َل َه َ ُ
ـات وم ْط ِل َه ٍ
ـات» ،السلتثناء هنلا اللفظلر؛ ْلن اَّلسـتثنان ـف َ َأ َق ُّـٍ ِمـن َط َل َه ٍ
قال« :وي ِصـح اسـتِ ْثنَان النِص ِ
َُ ْ ُ ْ َ َ ُّ ْ
ناعان:
لفظر.
ٌ -استثنا ٌء
-واستثنا ٌء بالنية.
هنا يتكلم المصنِّف بالستثناء باللفظ ،وسيذكر شروبه بعد قلي ،استثناء النصلف جلائل فأقل ،وهلذا
مبنر على القاعد اللغوية واألصولية ،وعندبا من القواعد األصولية أبه يًوز استثناء النصلف فأقل ،وأملا
ٌ
أكثر من النصف ف يص فيلغو.
وبنا ًء على الك فلو أن رج ً قال لمرأته :هر بال ٌ ث ًثا إل واحلد ،فنقلول :وقعلت اثنتلان؛ ألن هلذه
ٍ
فحينملذ اللياد المتصلة -وهر الستثناء -تًع اللياد يف حكم المليد عليه ،فتكون كالًمللة الواحلد ،
تكون قال :هر بال ٌ اثنتين ،هذا استثنا ٌء ألق من النصف.
أن يقول :هر بال ٌ إل اثنتين ،أو هر بال ٌ ث ًثا إل اثنتين أو هر بال ٌ ث ًثلا
استثنا ٌء ألكثر من النصف ْ
إل ث ًثا ،بقول :لغى الستثناء فتقع ث ث بلقات ،تقع الطلقات الث ث ،استثناء النصف مثالهْ :
أن يقلول:
هر بال ٌ اثنتين إل واحد ً ،بقول :يص ،فتكون قد بلقت بلق ًة واحد ً فقط ،هذا استثناء الطلقات.
استثناء المطلقات ْ
أن يقول :زوجاته بوالل ٌ إل واحلد ً ،أو زوجاتله بوالل ٌ إل اثنتلين ،فهلذا ملن بلاب
الستثناء يف المطلقات.
٦
823
قال املصنفَ « :و َُ ِر َط َت َل ُّقإ َوات َِصال ُم ْعتَاد َونِ َّي ُت ُ َق ْب ٍَ ت ََما ِم ُم ْس َت ْثنى ِمنْ ُ».
فيقول :إن زوجته -لنقول مث ً اسمها رقية -إن زوجته رقية الطويللة المتينلة البيللاء التلر تللبس كلذا
كذا ،يذكر أوصا ًفا بال ٌ إل واحد ،ل ،بريد ْ
أن جع األوصاف بعد اللث ث هلر بلقلت بلالث ث زوجتله
الطويلة يعد جميع أوصافها ،ثم قال :إل واحد ً ،فهذه الفص الطوي هلو ملن جلنس المسلتثنى منله؛ ألبله
صف ٌة له.
قالَ « :ونِ َّي ُت ُ َق ْب ٍَ ت ََما ِم المستثنى ِمنْ ُ» ،فالعا بالمستثنى منله ل بمطلل الكل م ،وقلد اكلرت لكلم قبل
قلي ِاكر المستثنى منه وبعده صفات ،فلو لم ِ
ينو الستثناء إل يف الصفات لما ص اسلتثناهه ،بل ل ُبلد ْ
أن
يكون عند تمام المستثنى منه ،وأما الرواية الثابية اختيار الحيخ تقر اللدين ْ
فلأن ينلوي قبل ابقللاء الكل م
األول.
ات ََّل َط َل َه ٍ
ات» ،صارة ذلـبْ :
أن يقلول :زوجاتله ب» أي :من غير تلفظ «من م َط َّل َه ٍ
ثم قالَ « :و َي ِص ُّح بِ َه ْل ٍ
ُ
ٍ
فحينملذ بقلول :يصل السلتثناء بالقللع؛ بوال ٌ ،وينوي يف بفسه إل رقية مث ً يقول :رقية ل ليست بال ،
ألن اللفظ يحتمله ،وأما إاا للم يحتملله اللفلظ فل ،وصلور علدم احتملال اللفلظ ْ
أن يلذكر العلدد فيقلول:
أن ٍ
بلفلظ ل ُبلد ْ زوجاته األربع بوال ٌ ،ثم ينوي يف قلبه إل رقية ،بقول :ل يعتا هذا الستثناء؛ ألبه هنا أتلى
يكون الستثناء لفظ ًيا.
ْت َطالِق َق ْب ٍَ م ْاتِ ُت َط َّل ُق ِ ا ْل َح ِ
ال». قال املصنف« :و َأن ِ
َ
َ
ْت َطالِق َق ْب ٍَ َم ْاتِ » ،فإ ا تطل يف الحال؛ ألن قب الموت يصدق عللى قبل
قوله :إاا قال الرج َ « :أن ِ
فحينمذ أول ٍ
وقت يصدق عليه أبه قب موت هو وقت لفظله بلالط ق ٍ الموت بلحظة وبسنة وبعحرين سنة،
824
أبت بال ٌ بعد موا أو مع موا ،قالوا :ل يقع الط ق؛ ألبه يصادف غير محل لو قال الرج للوجهِ :
أو مح ً غير مناسع؛ ألن الفرقة بينهما والفرقة بالوفا أقلوى تحصل بالوفلا ،فلإاا قلالِ :
أبلت بلال ٌ بعلد
وفاا ،هر ليست زوجة فارقها ومثله مع ،وقلنا إن مع غلبنا فيها فرقة الوفا ؛ أل ا أقوى.
الح ِ اليهرِ َأو اليا ِم َأو السن َِة ُت َط َّل ُق ِ ِ
ال». َ قال املصنفَ « :و َه َذا َّ ْ ْ َ ْ ْ َّ
وشلهر،
ٌ يف هذا ألبه يصدق على هذا الوقت ،وهذا اللحظة التر تكلم فيها تصدق عليها أ ا يو ٌم وسلن ٌة
فهر جل ٌء من السنة والحهر واليوم هذه اللحظة.
قال املصنفْ ِِ َ « :ن َق َالَ :أرد ُت ِ
آه َر ال ٍُُِ ،قبِ ٍَ ُح ْما». َ ْ
قال ُ « :قبِ ٍَ ُح ْما»؛ ألن اللفظ يحتمله فإن يف نرفية ،والظرفية تحتم األول واألخير؛ ولكن الظلاهر
أبه يقصد به األول ،ف ُيغ َّللع الظلاهر؛ ولكلن لملا كلان لله محتمل ٌ خل ف الظلاهر ،ولملا كلان اللفلظ معنًلى
حكما وقب ديابةً.
ً محتم خ ف الظاهر قب
أبللا أسللأل سللؤال :الصللحابة لمللا بلللل جاائيل ،فصلللى بللالنبر الصلللوات الخمللس بللدأ
األوللى وللم يًعللوا الظهر ،قلالوا :وهلر التلر بسلميها األوللى ،لملااا جعللت الظهلر هلر الصل بص
يبلدهون بلالظهر موافقل ًة للحلديث الفًر؟ قالوا :موافق ًة للحلديث ،وللذا فلإ م يف كتلاب مواقيلت الصل
فقط.
ولذا قال بعه أه العلم وهو الحيخ تقر الدين يف شرال [العملد ] إن األوللى ْ
أن ُيبلدأ بلالفًر؛ أل لا
٦
825
أول النهار ،بب ًعا الحيخ تقر الدين له رأي يرى أن النهار يبدأ بطلوأ الحمس واللي ينتهر بطللوأ الفًلر،
برزال بين اللي والنهار ،فيأخذ بعه أحكام اللي وبعه أحكام
وأن من بلوأ الفًر إلى بلوأ الحمس ٌ
النهار ،وهذا من فقهه الدقي فإن له تفريعات كثير جدًّ ا حتى تتعل يف الحج وهو متى يكون بصلف الليل
األخير يف حديث أسماء.
هللذه مسللألة وهللر مسللألة تعليل الطل ق بالحللرط ،ابعقللد إجمللاأ المسلللمين علللى أن تعليل الط ل ق
بالحرط صحي ،وما جاء علن خل ف بعله العلملاء المتلأخرين يف القلرن الخلامس فهلذا متلأخر جلدًّ ا يف
إلغاء تعلي العقود على الحروطْ ،
وإن كان بعلهم يقول :يلغو الحرط ويقع الط ق ،لكنله فيكلون داخل ً
يف عموم ا جماأ عمو ًما.
فتعليلل الطلل ق علللى شللرط صللحي ،إاا عللل الطلل ق علللى شللرط ل يقللع الطلل ق إل إاا وجللد
ـن َع َّلـ َـق َط َالقــا َون َْح َـا ُه» أي :مللن العقلود التللر تقبل التعليل كلالط ق مللث ً
المحلروط ،وللذلك قللالَ « :و َم ْ
والعتاق ،فإن العتاق يقب التعلي ،وأما غيره مملا ل يقبل التعليل فل يصل ،البيلع ل يقبل التعليل عللى
إرجاأ لألمر األول وفيها معنلى تغليلع النكلاال ل
ٌ المحهور ،النكاال ل يقب التعلي ،الرجعة عندهم أل ا
يقب التعلي ،ف ُبدَّ ْ
أن يكون مما يقب التعلي وهذه مذكور يف أوائ العقود.
826
اجدَ » ،يف قول كافة أهل العللم إل الخل ف الحلاا اللذي اكرتله لكلم قبل قليل ، لم َي َه ْع َحتَّى ُي َ
قالْ « :
الذين قالوا يلغو الحرط ويقع الط قَ َ « ،ل ْا َل ْم َي ْل ِق ْإ بِ ِ َوا َّد َعا ُه َل ْم ُي ْه َب ٍْ ُح ْما» ،قال :لو لم يتلفظ بالحلرط
حكما وإبَّما يدين به ،بخ ف الستثناء فإبله ل ُبلد ملن اللتلفظ؛ ألن السلتثناء
ً وإ َّبما بواه فقط ،فإبه ل يقب
ل ُبد ْ
أن يتلفظ به ،وأما الحرط فهو تعلي . تخصيصا ،والتخصي
ً وأما الحرط فليس تخصي
وكثير من النَّاس قد يعلل الطل ق وللم ِ
يلأت بصليغته ،وهلذا كثيلر جلدًّ ا يلرى شلي ًما فليظن أبله سلتفع ، ٌ
فيتلفظ بلفظ الط ق ودللة الحال تدل على أبه قد قصد به التعلي لكي تفع زوجه شلي ًما معينًلا ،أو يلأا
ٍ
شرء معين. هو بصيغة الط ق الصري ،ودللة الحال لكر يمنع بفسه من
مث عند المحاسبة ،امرأته بلال أو يقلول :زوجتلر بلال ،دلللة الحلال أبله علقله عللى ْ
أن يلدفع هلو
حكملا للو أشلهدت الملرأ
ً المال ،فدللة الحال هر الحربية ،ولذلك قب يف الحربية علدم اللتلفظ ،لكلن
أيلا وهو صيغة التنًيل للط ق من غيلر تعليل ،ثلم
عليه شهو ًدا أبه قال ذه الصيغة وهر صيغة التعلي ً ،
أملر بابل ،فل ُبلدَّ ملن اللتلفظ
رفعت القلاء قالت :قصدي كذا كذا ،لقلنلا :ل بقبل القصلد؛ ألن القصلد ٌ
الكاشف له.
قال املصنف« :و ََّل ي ِصح إِ ََّّل ِمن زَوجٍ بِصرِيحٍ وكِنَاي ٍة مع َقص ٍد ،وي ْه َطع َ صٍ بِتَسبِيحٍ وس ٍ
ُاتََّ ،ل َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ََ ُُ ْ َ ْ ْ َ َ ُّ
ت».ْت َطالِق يا زَانِي ُة إِ ْن ُقم ِ
ك ََالم م ْنتَظِم ،ك ََأن ِ
ْ َ َ ُ
ٍ
بلفظ كنائر مع قصلد التعليل ، ٍ
بلفظ صري أو هذا يف التعلي يقول إن التعلي ل يص إل من اللوج،
ل ُبد من القصد وهذا واض .
قال« :وي ْه َطع َ صٍ بِتَسبِيحٍ وس ٍ
ُات» ،لو أبه فص بين التعلي وبين الط ق سكوت أو تسبي ،فإبله َ ُ ْ ََ ُُ ْ
ل أثر لهذا التعلي فيه.
الير ِ
ط ن َْح َا (إِ ْن) و ( َمتَى) و(إِ َذا)». قال املصنفَ « :و َأ َد َو ُ
ات َّ ْ
قوله« :ن َْح َا»؛ ألن أدوات الحرط متعدد وأورد المصنِّف بعلها.
أن يقول الرج للوجته وهذه األمثلة تنحلط اللذهن وتفيلد المفتلر إاا أراد ْ
أن يقول :من أمثلة التعلي ْ
يفتر لغيره ،ولنعلم أن أغلع هذه المسائ وردت إما علن الصلحابة أو علن التلابعين أو ُسلم عنهلا ا ملام
أحمد ،فلو بظرت يف بعه فتاويه ككتاب [زاد المسافر] وغيره ستًد أن أغللع هلذه المسلائ موجلود ،
فرضا.
ولم يفرضها العلماء ً
والعلماء يرون أن مسائ الفرض ليست مذموم ًة مطل ًقا ،وليست ممدوح ًة مطل ًقا ،وإبَّما هر ممدوحل ٌة
يف أحوال كالتعليم ولزم القول للثبات أو بطل ن القلول وغيلر اللك مملا اكلره أبلال عليله ابلن القليم يف
«ا ع م».
قال َ « :ت ََح ِه ِه » أي :من ك مرَ « ،أ ْو َتن ََّحى َون َْح ُا ُه» من الك م فتطل بذلك.
ُب بِ ِ َ عب ِدي حر ،انْح َّل ْ ِ ْت َطالِق َ َها َل ْ
ت :إِ ْن َبدَ ْأت َ ُب بِا ْل ََال ِم َ َأن ِ
قال املصنف« :وإِ ْن بدَ ْأت ِ
ت َيمينُ ُ َ ُ ٌّ َْ َ َ
َو َت ْب َهى َي ِمين َُها».
حلرَ ،ملن فأبت بال ٌ ،فردت عليه قالتْ : دأتك بالك م ِإن ب ِ إاا قال للوجتهْ :
إن بدأتك بالك م فعبدي ٌ
ـت َي ِمينُـ ُ» ،فبدأتله هلر بلالك م فل يقلع الطل ق الذي بدأ بعد ك مه؟ هر التر بدأت ،لذلك قلال« :ان َْح َّل ْ
ُب بِ ِ َ َع ْب ِدي ُح ٌّر» أبه يعت عبدها. ٍ
حينمذ أن قولها« :إِ ْن َبدَ ْأت َ مطل ًقاَ « ،و َت ْب َهى َي ِمين َُها»؛ ألن المراد
حلف بالط ق وعندبا تعلي الط ق ،التعلي قد يكون حل ًفلا وقلد ل يكلون كلذلك،
ٌ هنا مسألة :عندبا
ي ان حلقا إذا قصد ب واحد من ٍ
أمار أربع:
828
-الحس.
-أو المنع.
-أو التكذيع.
فعلى المحهور أن الصيغة األولى يقع مطل ًقا من صيغة الحلف ،والصليغة الثابيلة ل يقلع لا الطل ق؛
ِ
فعللت كلذا ،فأضلافه لمسلتقب ،فل يقلع بله ألبه للم ينحلئ الطل ق ،وإبَّملا قلال :سلوف أفعل الطل ق ْ
إن
الط ق ،الصيغة الثابية ل يقع به الط ق ،وأما األولى فيقع به الط ق؛ أل ا منًل ٌ يف التعلي .
وقد َاكر الحيخ تقر الدين يف كتابه يف الرد على السبكر يف مسألة تعلي الطل ق ،قلالَ :ملن بسلع للر
أين أقول إن ك تعلي ٍ قصد به الحث أو المنلع أو التصلدي أو التكلذيع ،فإبله ل يكلون ب ًقلا فقلد كلذب
ٌ
شروط أخرى غير هذا الحرط أوردها يف هذا الكتاب. علر ،لم يق الحيخ هذا الك م وإبَّما له
٦
829
-بصف ٍ
عالم يهلك دينه.
ٍ
لغوي يهلك لسابه. -وبصف
فبعه النَّاس يف مسائ الط ق ل يكون قد ضبط المسألة فيفتر لا ،وقللت يف بلاب الطل ق؛ ألن يف
متوافر فيها العلماء يف عهد التابعينَ ،اكر اللك ابلن أبلر خيثملة
ٌ مدينة رسول اهلل وهر مدين ٌة
يف تاريخه اكر أن يف عهد النبر أو يف عهد التابعين ل يفتر يف المدينلة كلهلا أحلدٌ يف الطل ق
إل سعيد بن المسيع ،ابظر! مدينة ب هر أكا حواضر العلم يف العلم ،بل هلر أكلا حواضلر ا سل م يف
العلم ل يفتر فيها إل رج واحد.
واآلن كل شللخ ٍ يفتللر يف الط ل ق وخاص ل ًة يف المسللائ المحللكلة ،هللذه مسللألة محللكلة ل الط ل ق
الث ث؛ ألن اكرت لكم التفصي فيها قبل قليل وكثيلر ملن النَّلاس يخطلئ فيهلا ،ول مسلألة التعليل ،أملا
الط ق يف الحيه هذه فمث الحمس أبه يقع مث الحمس ،مث هلذا الحلمس يف رابعلة النهلار أن الطل ق
وقع.
ٍ
مفلت ٍ
قلاض أو وإن كان يتبين برأي ْ
أن يتحرز ،واجعلها يف امة غيرك من ْ ولذلك يًع على الحخ
رسمر ،فابتبه ليس ك ما تتعلمه تفتر به ،الط ق العلملاء يعلملون أحكامله ول يفتلون بله ،فلالط ق أملره
ٍ
إثبات ول بف ًيا. خطير جدًّ ا جدًّ ا ،أبت تبيحها لرج وتحرمها على آخر ل
ْت َطالِق».
ت بِ َغيرِ إِ ْذنِ ونَحاه َ َأن ِ
َ ْ ُُ ْ
قال املصنف« :وإِ ْن َهرج ِ
َ ْ َ
أن أءان ِ
للك ت بِ َغ ْيـرِ إِ ْذنِـ » ،قلالَ « :ون َْح ُـا ُه» ملن األلفلاظ ،أي ْ
إن خرجتلر ملن غيلر ْ قوله« :وإِ ْن َهرج ِ
َ ْ
وبحو الك من األشياء المعلقة على ا ان؛ ألبه « َون َْح ُا ُه» عائد لللان ملن األلفلاظ العائلد لللان ،وهلذه
ْت َطالِق» ،ثم أان لها ،فخرجت. العبار فيها إشكال ،قالَ َ « :أن ِ
ِ
فأبلت بلال ٌ ،ـأذن المصنِّف اكر صور وهر صورتان ،إاا قال الرج للوجهْ :
إن خرجتلر بغيلر إاين
ِن إذن ناعان:
لها ّ
830
الحالة الثانية ه الت قصدها المصـنِف :إاا أان لهلا ملر ً واحلد ،وأبلا أاكلر للك هلذا الكل م لكلي
متوهم أن قصد المصنِّف مطل ا ان ل ،وإبَّملا قصلده ا ان لملر ٍ واحلد ،فيًلع ْ
أن يقيلد ك مله ٌ يتوهم
به.
ـت» ،ثللم خرجللت مللر ً أخللرى بغيللر ٍ
ـم َأ ِذ َن َل َهــا َ خَ َر َجـ ْ
إان ،أي أان لهللا مللر ً واحللد فخرجللت قللالُ « :ثـ َّ
مرتين ،أو أان لها ولم تعلم بلقت ،األوللى عرفنلا ألبله أان لهلا ملر ً واحلد ،فعلاد الحكلم لحالله األول،
مبنر على علمهلا ،وعلمهلا أبله
والحالة الثابية هنا ألن الحكم معل ٌ بفعلها ،وفعلها ينبنر على ننها وننها ٌ
ٍ
فحينمذ تطل . لم يأان لها
ٍ
أجنبر قلالوا :وقلع الطل ق بحلرط المحليمة ،وكيلف يقول :لو عل ب ق امرأ ٍ على محيمتها أو محيمة
بأن يتلفظ يقول :قد شمت أو تقول هر :قد شلمتْ ،
فلإن للم تلتلفظ فل بلدري ملا اللذي يف تعرف المحيمة؟ ْ
القلع ،ل ُبد من أمر الكاشف على ما يف القللع ،أو تلأا بملا يلدل عليله ملا يلللم ْ
أن تقلول :قلد شلمت ،قلد
تقول :أبا بال ٌ أو بحو الك من األلفاظ التر تدل على أ لا أرادت أو أبلا مطلقل ٌة ليسلت أبلا بلال ٌ ،أبلا قلد
بلقت أو بحو الك من األلفاظ.
أن يحلاءا ْ
وأن يكحلفا علن محليمتهما بلاللفظ وإن علقه على محيمة اثنين ،فبمحيمتهما» م ًعا ،ل ُبد ْ
قالْ « :
م ًعا.
وإن عله على مييئة اهَّلل تعالى تطلق يف الحال ،وكذا عتق».
قال املصنفْ « :
ٍ
حينمذ ُيغ َّلع اللفظ. ف
إن شاء اهلل يف كتاب األيمان أبه يلغو ،فلو قلال رجل ٌ :واهلل ألفعل كلذا ْ
إن التعلي على المحيمة سيأتينا ْ
شاء اهلل ،بقول :لو فعلت أو لم تفع ل تحنث؛ ألن اهلل لم يحأ أو شاء الفعل ،--فهلر
محيم ٌة كوبية له ،--أما الط ق والعتاق فتلغو المحيمة لألثر الذي بقلت لكم إياه قب قلي .
دارا أو ل يخرج من هذه الدارَ َ « ،أ ْد َه َـٍ َأ ْو َأ ْه َـر َج َب ْعـ َ ً هذه الصور سهلة يقول :لو حلف أل يدخ
ـاق» الطـاق :هلو اللاواز َج َس ِد ِه» ،سوا ًء كان مما ينفص أو ل ينفص تبقلى معله الحيلا أو لَ « ،أ ْو َد َهـ ٍَ َط َ
ف ُيسمى با ًقا ،وقد يكلون الطلاق يف المحلراب اللذي كلان بعلد عهلد الصلحابة الطلاق المحاريلع ،بعللها
يكون على هيمة باق يكون بمثابة الاواز.
قال :أو أدخ باق الباب فإ ا ل يحنث؛ ألبه لم يخرج جميعه وإبَّما خلرج بعلله ،والحلد يلدخ يف
إخراجا للًميع ،وهو عنلدما قلال :ل أخلرج
ً المحدود يف بعه األجلاء ،فالطاق حدٌ وإخراج بعله ليس
أو ل أدخ أي جميع جسده.
ْ
وإن حلف ل يحرب ماء هذا ا باء فحرب بعله ،قالوا :ل يحنلث إل بحلرب الًميلع؛ ألن النكلر يف
أن يحلرب جميلع الملاء ،تعلم عملوم أشلخاص ،فل ُبلدَّ ْ
أن يحلرب جميلع سياق النفر والنهر تعم ،ف ُبدَّ ْ
الماء ،فلذلك لم يحنث.
832
قال املصنفَ « :ولِ َي ْق َع ْل َّن ََ ْيئا ََّل َي َب ُّر إِ ََّّل بِ ِق ْع ِل ِ ُك ِل ِ َما َل ْم َي ُْن َل ُ نِ َّية».
ْت َطالِق َط ُل َه ْ
ت زَ ْو َج ُت ُ ََّ ،ل َع ُْس َها». قال املصنف« :وإِ ْن َق َال لِمن َظنَّها زَوج َت َ :أن ِ
َ ْ َ ْ َ ُ َ
قولهَ « :ط ُل َه ْ
ت ز َْو َج ُت ُ»؛ ألبه قصدها.
قولهََّ « :ل ع ْس َها»؛ ل المرأ األخرى التر قال لها ِ
أبت هلذه الكلملة ،أي :عكسلها صلور عكسلها ْ
أن َ ُ
ٍ
فحينمذ ل يقع الط ق ل بلوجته ول باألجنبية قط ًعا. ٍ
ألجنبية هر بال ٌ فبابت زوج ًة له، يقول
ألبه ل يقين يرجع إليه ،وهما متغايران ليس بينهما معنًى محةك ،لكر يكون يقينًا.
٦
833
وسن إشهاد أي وسن للرجعة ا شهاد؛ ألن علماء يقولون :إن الرجعلة قلد تكلون بالفعل ،والفعل ل
ٍ
فحينمذ دلنا على أبه ل يللم ا شهاد على الرجعة ،وقد قال يليلد بلن هلارون شليخ ا ملام يط َّلع عليه أحد،
أحمد« :عُبا للقههان ياجبان اليهادة على الن اح ،وَّل ياجبان على الرجعة ،وكتاب اهَّلل نـاطق بخـالف
ذلب» ،تأم هذه الكلمة.
أي :أن الوطء وهو الفع يحص به ،وقوللهُ « :م ْط َلهـا» إشلار ً للخل ف يف الروايلة الثابيلة ملن ملذهع
أحملد أبله يقوللون :ل يحصل الرجعلة إل بلالوطء ملع بيتلله ،فقوللهُ « :م ْط َلهـا» أي :سللوا ًء بلواه أو للو ينللوه،
ٌ
إشلكال وإشلار ،هلر إشلار ٌ لخل ف يف كثيلر ملن األحيلان ولليس دائما أن كلمة مطل ًقا فيهلا
واكرت لكم ً
أن تتحقل ،أشلار إللى هلذا ا شلكال ٌ
إشكال أن كلمة ا ب ق على سبي ا بل ق ل يمكلن ْ دائما ،وفيها
ً
الحيخ موسى يف حواشر «التنقي ».
834
ـن َح ْي َض ٍـة َثالِ َث ٍـة» ،فالعلد تنقللر بابقللاء الحيللة ِ ِ
قال َ « :وتَص ُّح» أي :الرجعة ،وقوللهَ « :ب ْعدَ ُط ْهـرٍ م ْ
الثالثة والغتسال بعدها ولو بالت ،اكر فقهاهبا قالوا :لو تعملدت إباللة الغتسلال يلوم ويلومين وث ثلة،
فه يًوز رجعتها بب ًعا إاا عذرباها بعدم الخروج من الدين ،فه تعذر؟ بقول :بعم ،يًلوز رجعتهلا بعلد
الك؛ ألن تركها الغتسال يلرها هر وليس من مصلحتها؛ أل ا إاا اغتسلت فلليس للوجهلا ْ
أن يراجعهلا
إل بمهر ،وقب الغتسال له ْ
أن يراجعها ب مهر ،فهر المتللرر وللذا فلإن فعلهلا هلذا للم تًللع لنفسلها
ضررا.
ً بف ًعا ،وإبَّما جلبت لنفسها
ت اِن ِْه َضا َن ِعدَّ تِ َهاَ ،و َأ ْم ََن ُقبِ ٍَ ََّل ِ ََ ْهرٍ ِب َح ْي ٍ إِ ََّّل بِ َب ِين ٍَة».
ومن ا َّد َع ْ
قال املصنفَ « :
ت اِن ِْه َضا َن ِعدَّ تِ َهاَ ،و َأ ْم ََن» الك « ُقبِ ٍَ» ،لقلاء شري مع علر وصلدقه عللر هلذا ومن ا َّد َع ْ
قالَ « :
من جهة.
هذه المسألة وهلر قللية أ لا المطلقلة البائنلة البينوبلة الكلاى ل تحل للوجهلا األول حتلى ينكحهلا
وأن يفع فيه وطء ،ف ُبدَّ إ ًاا من شربين:
اللوج الثاين بكاال رغبةْ ،
٦
835
اليرط اْلول :بكاال الرغبة بأل يكون بكاال تحلي ؛ ألن بكاال التحلي ل يبي .
ــذوق َــذ ِ
وق ُع َســ ْي َلت َو َي ُ أن يكللون فيلله وطء لقللول النبللر ََّ « :ل َحتَّــى ت ُ
اليــرط الثــاينْ :
ُع َس ْي َلتب» ،ف ُبدَّ ْ
أن يكون وطء واكر صفته.
ض َأ ْو َر َّد ٍة»؛ هنا ألن هذه األملور محرملة والمحلرم قولهَّ« :ل ِ َح ْي ٍ َأ ْو نِ َق ٍ
اس َأ ْو إِ ْح َرا ٍم َأ ْو َص ْا ِم َ ْر ٍ
ل يبي ،هناك اكربا أبه مؤثر ،وهنا بقول :إبه غيلر ملؤثر؛ ألن ااك ملن بلاب األحكلام الوضلعية ،وأملا هلذا
حكم تكليفر لصحة الوطء الذي ينبنر عليه صحة العقد التالر.
ٌ حكما وضع ًيا وإبَّما هو
ً فليس
فحينمل ٍلذ ل يكللون معتلاًا هللذا الللوطء وهللو يف الحلليه أو يف النفللاس أو يف ا حللرام ،اكللر هللذا الفللرق
الخلوا فيما أاكر.
قال املصنف « :صٍَ :و ِ
اْل َيال ُن َح َرام».
بدأ المصنِّف بذكر ا ي ء ،المصنِّف بعد اكره للط ق بدأ يلذكر بعلد الفلرق التلر تكلون ملن
قب اللوج ،فذكر ً
أول ا ي ء ،ثم بعده الظهار ،بب ًعا الظهار ليس فرق ًة ولكنه يلؤدي إللى الفرقلة كلا ي ء،
ا ي ء ليس فرق ًة بنفسه ولكن إاا لم يفئ فإن المرء وهو اللوج الذي مولر يؤمر بالتطلي ،وا ي ء أصلله
الحلف.
ٍ
حينمذ حرا ًما. إضرارا باللوجة ،فيكون قال املصنفِ « :
اْل َيال ُن َح َرام»؛ ألن فيه
ً
اق ٍٍ يم ِنُ الا ْطن ،بِاهَّللِ َأو ِص َق ٍة ِمن ِص َقاتِ ِ ع َلى تَر ِك و ْط ِن زَوجتِ ِ ِ قال املصنفَ « :و ُه َا َح ِل ُ
ْ َ ْ َ َ ْ ْ ف ز َْو ٍج َع ُ ْ ُ َ ُ
َا ْل ُم ْم ِ ِن ِ ُق ُب ٍٍ َأ َبدا َأ ْو ُم ْط َلها َأ ْو َ ْا َق َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ».
هذا هو صفة ا ي ء المحرم ،وما عداه قلد يكلون إيل ًء لكنله لليس بمحلرم؛ ألن النبلر
شهرا ،فليس ك إي ٍء محرم إل ما كابت هذا صفته: ثبت عنه أبه آل من بسائه ً
-اْلول :قالَ « :ح ِل ُ
ف ز َْوجٍ » ،فغيلر الللوج إاا حللف أل يطلأ امرأتله فل يكلون إيل ًء ،ل يةتلع عليله
حكم.
« -ع ِ
اق ٍٍ»؛ ألن غير العاق يمينه ل أثر لها ،إا ل بية له. َ
ٍ
فحينمذ فإن يمينه ل أثر لها. الا ْط ُن»؛ ألن الذي ل يمكنه الوطء ل يمكنه الفرء، ِ
قالُ « :ي ْم نُ ُ َ
836
قال« :بِاهَّلل ِ َأ ْو ِص َق ٍة ِم ْن ِص َقاتِ ِ » ،يدلنا عللى أبله ل يملين إل بلاهلل ،وقلد قلال النبلر َ « :مـن
ألن أحللف بلاهلل كاا ًبلا أحلع إللر ملن أحللفحلف بغير اهَّلل هد كقر أو أَرك» ،وقال ابن مسلعود ْ ( :
ٍ
بحللف بغيره صاد ًقا) ،فالحلف بغير اهلل ل يًلوز وحلرام ،لكلن للو علقله بغيلر الحللف بلاهلل وإبَّملا
بآخرْ ،
كأن يقول :عليه الط ق أل يطأها كذا ،فعلقه على الط ق ،فالمذهع أبله تعليل ٌ محله ول يكلون
إي ًء.
بأن يسلكت بلأن يقلول :ل أبلأ فيسلكت ،وهلذا قالَ « :أ ْو ُم ْط َلها» أبدً ا يقول :ل أبؤها أبدً اَ « ،أ ْو ُم ْط َلها» ْ
معنى قولهُ « :م ْط َلها» يعنر :ل يذكر كلمة أبدً ا ،قالَ « :أ ْو َ ْا َق َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ» ،إما ْ
بأن يصلرال بلأن فلوق أربعلة
أشهر ،أو يقول :إلى رملان وبقر على رملان مث اآلن تقري ًبا ثمابية أشهر ،فك هما ُيسلمى فلوق أربعلة
أشهر.
قال املصنفَ َ « :متَى َم َضى َأ ْر َب َع ُة َأ َْ ُهرٍ ِم ْن َي ِمين ِ ِ َل ْم ُي َُ ِام ْع ِ َيها ِب َال ُع ْذ ٍر ُأ ِم َر بِ ِ ».
إاا ملت أربعة أشهر من اليمين ولم يًامع فيها وهو الفرء« ،بِ َال ُع ْذ ٍر» لم يكن له ٌ
عذر قد بلرأ عليله
سفر وبحو الكُ « ،أ ِم َر بِ ِ » أي :أمر بالفرء وأمر بالًماأ.
كمرض أو ٍ
ٍ
قال املصنفْ ِِ َ « :ن َأ َبى ُأ ِم َر بِال َّط َال ِق» أيْ :
أن يؤمر بأن يطل ،فإن أبى أو امتنع.
حاكم ،ثم بعد الك بل عليه إن أبلى مطل ًقلا ،وأملا الحللف فيملا
ٌ بعه العلماء يقول :فإن امتنع حدثه
لائلا لحاجللة ،مثل مللا فعل النبللر دون أربعللة أشللهر فإبلله للليس حرا ًمللا ،وخاصل ًة ْ
إن كللان لحاجللة فيكللون جل ً
٦
837
ولذلك عمر بعد إي ء دخ على زوجه على بنته حفصة ،وعنفها أشد التعنيف مما حدث منهن.
إ ًاا بقف هنا أحسن لكر بأخذ الظهلار ،أسلأل اهلل للًميلع التوفيل والسلداد ْ
وأن يرزقنلا العللم
النافع والعم الصال ،وأن يتولبا داه ،وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات ،وأسلأله ْ
أن
يرزقنا الفقه يف الدين ،ومتابعة سنَّة سيد المرسلين وأن يغفر لنلا ولواللدينا والمسللمين
والمسلمات ،وأن يحفر مرضابا ومرضى المسلمين ،وصلى اهلل وسلم على ببينا محمد.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)29
h
( )29اية المًلس التاسع والعحرين.
838
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
وسبع إيراد العلماء للظهار بعد فرق النكاال كالط ق وبحوه ،قالوا :ألن الظهلار يتعلل بلالط ق ملن
جهتين:
الُهة اْلولى :أن أه الًاهلية قبل مبعلث ببينلا محملد كلابوا يعلدُّ ون الظهلار
ب ًقا ،فأبط اهلل الك ،وب َّين أن الظهلار منكلر ملن القلول وزور ،وأبله لليس بطل ق ،وأبله ل ِّ
يحلرم
المرأ على زوجها ،ل ُحرمة دائمة ،ول مؤقتةَّ ،
فدل الك على بسخ حكم تحريم الظهلار بلالط ق ،وبقلر
بعه آثاره كالكفار .هذا السبع األول يراده يف فرق النكاال ،وإل فليس هو فرقة ،الظهار ليس فرقة.
السبب الثاين :أن الظهار قد يكون سبع لتطلع المرأ به فرقة النكلاال ،فإبنلا يف الفصل اللذي قبلله
تكلمنا عن ا ي ء ،وهو أن يحلف اللوج باهلل ،-أو باسم من أسمائه ،أو صفة من صفاته على تلرك
أربعلة أشلهر ،فلإن فلاء الوطء أكثر ملن أربعلة أشلهر ،فلإن امتنلع بسلبع اليملين فإبله ا يل ء ،فإ لا تلةب
زوجها ،وإل ح لهلا أن تطللع الفسلخ ،والقاضلر أو الحلاكم مخ َّيلر بلين أن يط ِّلل أو يفسلخ بل بل ق،
وهذه مرت معنا.
بقول :ومث ا ي ء الظهار ،فإن المرء إاا ناهر من زوجته ،وامتنع من وبمها ،ومن فع الكفار م ًعلا؛
فإبه يًوز لها أن تطلع الفسخ لمتناعه من الوطء بحًة الظهار وكفارته.
فحينمذ بقول :إما أن تك ِّفر ،وإما أن تطأ ،وإل فإن للمرأ أن تفسلخ النكلاال بحكلم حلاكم؛ ألن الرجل
٦
839
محرم»؛ الظهار محت من ال َّظ ْهر؛ ألبكم كما تعلمون أن الشتقاق يكون ملن األسلماء
وقوله« :الظهار َّ
يف قول أكثر العلماء ،وهر بريقة البصريين من اللغويين.
وأما الكوفيون فيرون أن الشتقاق يكون من األفعلال؛ ملن َن َه َلر .ولكلن ،األغللع عللى أن الشلتقاق
يكون من األسماء ،وهو ال َّظ ْهر.
وألن أعلى وأكا ما يف الًسم هو الظهلر ،فناسلع أن يكلون التوصليف بله ،للذا ،فلإن المظلاهر يقلول
للوجته :هر عليه كظهر أمه ،أو كظهر أخته .فهو أحد أجلاء الًسد ،لكنه أكاها وأنهرها .وللذا ،ضلرب
المث به.
وقللول المصللنف« :الظهــار محــرم» ،وهللذا بإجمللاأ أهلل العلللم أبلله محللرم؛ ألن اهلل سللماه
ولذا ،عدَّ بعه فقهائنا أن مظاهر الرج من امرأته من كبائر الذبوب؛ ألن المنكر يف كل م اهلل
واللور ل يصدقان إل على الكبائر دون الصغائر.
وزورا.
ً إ ًاا ،فالظهار معصية باتفاق ،وعدها بعه فقهائنا من كبائر الذبوب؛ لكو ا ً
منكرا من القول
قال املصنف« :وها أن يي ِب زوجت أو بعضها بمن تحرم علي أو بعضها ،أو برجٍ مطلهاَّ ،ل بيعر
وسن وظقر ،وريق ونحاها».
يقول الحيخ :قال المصنف« :وها أن يي ِب زوجت »؛ بأن يقول :هر؛ أي :زوجته مث ،أو كللل .وغيرها
من الحروف التر تدل على التحبيه ،فيحبه زوجته بحرء آخر ممنوأ من وبمه.
حلال أو ً
ملآل ،واللك أن وقول الحيخ قـال المصـنف« :أن ييـ ِب زوجتـ »؛ الملراد باللوجلة :اللوجلة ً
الرج إاا تلفظ ذه الكلمة ،فقال لمرأ :هر عليه كظهر أمه؛ ف يخلو من ث ث حالت:
الحالة اْلولى :أن تكون تلك المرأ زوجة له ،فهذا نهار.
والحالة الثانية :أن تكلون تللك الملرأ ليسلت زوجلة لله ،وللن تصلب زوجلة لله بعلد اللك ،فلليس
بظهار.
840
والحالة الثالثة :أن يتلفظ وهر ليست زوجة له ،ثم يتلوجها بعد الك؛ فإبه على قول فقهائنا يكلون
نهارا.
ً
إ ًاا ،فقول الحيخ :قال المصنف« :أن ييـ ِب زوجتـ »؛ أي زوجتله حلال تلفظله ،أو بعلد تلفظله صلارت
نهارا.
ً زوجة له؛ فإبه يف ك الحالتين يكون الحكم
قال« :أو بعضها»؛ أو بعه زوجتله ،قولله« :أو بعضـها»؛ أي بعله زوجتله ،والملراد بلالبعه هنلا ل
مطل البعه ،وإبملا الملراد بلالبعه هنلا :اللبعه اللذي ل ينفصل ؛ بمعنلى إملا أن يكلون جلل ًءا محلا ًعا،
فيقول :بصفك ،ربعك ،ثلثك ،وهكذا.
أو يسمر الًلء الذي ل ينفص منها عاد كالرأس واليد ،والرج ،والظهر والبطن ،وبحلو اللك ملن
األمور التر ل تنفص .
قال« :بمن تحرم علي » .قول المصنف« :بمن تحرم علي »؛
قال املصنفَ « :من» اسم موصول بمعنى الذي ،وهو من صيغ العموم كملا تعلملون ،فيحلم اللك
ك من تحرم عليه من النساء؛ سوا ًء كابت تحرم عليه إلى األبد ،أو كابت تحرم عليله إللى أملد؛ كملن شلبه
نهلارا،
ً زوجته بًارته يف السكنى؛ فإ ا محرمة عليه إلى أمد ،أو شبهها بأختها؛ فإبه يف ك الحالتين يكون
والعا بالمحبه به وقت التلفظ.
وأما المحبه ،وهر اللوجة؛ فإبه ل عا بوقت التلفظ ،وإبملا ينظلر لوقلت اللتلفظ ،والملآل بعلد اللك
كما اكرت لكم قب قلي .
قال« :أو بعضـها» .قولله« :أو بعضـها»؛ أي :يحلبه زوجتله بلبعه ملن تحلرم عليله ،وهلذا الحلرط فيله
نهلارا؛ كلأن
ً كالحرط الساب ؛ بحرط أن يكون الك البعه مما ل ينفص ،فلو شبهه بمنفصل فل يكلون
نهارا.
ً يقول :هر عليه كحعر أمه .ف يكون الك
برجٍ مطلها» .قول المصنف« :أو برجٍ مطلها»؛ أي :بك الرجال ،وكلمة.
قال« :أو ُ
٦
841
قال املصنف« :مطلها» هذه الحقيقة أن عليها تتب ًعا ،فلإن علاد العلملاء إاا أوردوا يف المختصلرات:
مطل ًقا؛ فإ م يقصدون به التنبيه إلى أن أقسام هلذا المطلل كلله داخل يف الحكلم ،ويكلون فيله إشلار إللى
كبيلرا،
صغيرا أو ً
ً خ ف يف بعه أقسامه ،وأما الرج ف خ ف يف أقسامه مطل ًقا ،سوا ًء كان الك الرج
قري ًبا أو بعيدً ا ،ولذلك فإن األولى أن يقول :أو برج من غير زياد مطل ًقا.
ولذا ،فإن بعه الحراال أراد أن يتكلف ،فقال :قوله «مطلها» يقصد لا القريلع أو البعيلد .وهلذا غيلر
ملؤثرا
ً مراد ،فاألص عند العلملاء وخاصلة يف المختصلرات -أ لم ل يلوردون ملن األوصلاف إل ملا كلان
بنفسه ،أو يحار به إلى تأثير عند غيره؛ أي :عند العلماء الذين يقوللون بله يف الملذهع ،أو المصلنف اللذي
صنف به هذا الكتاب ،أو عند غيره؛ ليحير إلى عدم تأثير هذا الوصف.
بيع ،قالَّ« :ل بيعر» .قولهَّ« :ل بيعر»؛ أي إن كان التحبيه بحعر رج ،أو بحعر امرأ ؛ فإبه ل يكلون
نهارا؛ ألبه مما ينفص .
ً
قال« :ونحاها»؛ أي وبحوها مما ينفص .وبعلهم يقول :مما ليس بثابت ،فبعللهم يًعل الللابط
البفصال ،وبعلهم يًعله ما ليس ثابتًا.
من األشياء التر تنفص غير التر اكرها المصنف ؛ قالوا :الروال ،فإن اللروال تخلرج ملن بلدن
قال« :وإن قالت لزوجها؛ ليس بظهار ،وعلي كقارت باطئها مطاوعة».
قول المصنف« :وإن قالت »؛ أي لو أن زوجة امرأ -قالت« :لزوجهـا» :هلو عليهلا كظهلر أمهلا؛ فقلال:
842
اللللللك بلللللالقول للنسلللللاء { ،ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ} « لـــــيس بظهـــــار»؛ ألن اهلل خللللل
[المًادلة ،]2:ولم يق :من اللوج واللوجة .فدل على أن حكم الظهار إبما يكون بلفظ الرجل إاا ألقلاه
على زوجته.
قال« :ل ن عليها كقارت »؛ تًع الكفار ؛ ألن هذا اللفظ منكر من القول وزور ،وقلد رتلع اهلل
على هذا اللفظ يف ح الرج هذه الكفار ،فيًع عليها كذلك.
إ ًاا ،فقول المصنف « :ليس بظهار»؛ هذا قول جمهلور العلملاء ،وأملا أبله يًلع عللى اللوجلة كفلار
الظهار؛ فإبما هذا من المفردات ،فيًع عليها كفار ؛ أي كفار الظهار الذي سيأا اكره قوال املصونف:
«باطئهـا مطاوعــة»؛ أي إاا وبمهللا زوجهلا قووال املصونف« :مطاوعــة»؛ بللأن مكنلت مللن بفسللها؛ ألن هللذا
بمثابة العود.
مر معنا أن ك من ص بكاحله صل ب قله ،واللذي يصل بكاحله هلو العاقل البلالغ ،وهلذا باتفلاق،
ويليد عليه العلماء أبه يص بكاال وب ق المميل الذي يسلتطيع أن يميلل النكلاال والطل ق وللو كلان دون
البلوغ.
بيع ،ممن يصل ب قله ،وحينملذ يصل نهلاره وإن للم يلك علاق ً ؛ قلالوا :السلكران إاا كلان سلكره
،ف تص عقلوده إل ب قله ونهلاره؛ فإبله خمرا ،فإبه يف هذه الحال عقله باق
بطري محرم؛ بأن شرب ً
مسلما.
ً يأخذ حكم الك ،ول يحةط يف الط ق أن يكون
قال املصنف« :ويحرم عليهما وطن ودواعي قبٍ كقارت ،وه عتق رقبة».
يقول الحيخ :قال المصنف« :ويحرم عليهما»؛ أي على المظاهر ،وهو الرج ،والمظاهر منها ،وهلر
٦
843
المرأ قال المصنف« :وطن» ،وهو الًماأ ،قوله« :ودواعي » ،وهر المباشر
قال املصونف« :قبٍ كقارت »؛ أي قب أن يكفر كفار الظهار؛ لقول اهلل { :ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ}
[المًادلة ،]3:والمساس هنا يحم الوطء ،ويحم دواعيه.
ثلم فصل الكفلار ،فقلال« :وهـ عتـق رقبـة ،ــِن لـم يُـد» ،فلدل اللك عللى أن كفلار الظهلار علللى
الةتيع ،فهر على الةتيع ،وهو الذي يدل عليه ك م اهلل .
ثم بدأ ً
أول ،فقال« :وه عتق رقبة» ،عت الرقبة يف بلاب الظهلار يطيل العلملاء يف تفصليله ،ويحيللون
عليه ك كفار يًلع عتقهلا عللى هلذا البلاب ،وللذلك إاا أردت أن تعلرف أحكلام الرقبلة المعتقلة؛ فلإ م
يوردون حكمها يف باب الظهار ،ويحيلون عليها كل كفلار أخلرى سلوا ًء كلان يف بلاب الصليام ،أو كلان يف
باب القت أو األيمان ،أو غير الك من األبواب ،ولذلك ،سيحير المصنف يف بعه أوصافها.
قال املصنفِ « :ن لم يُد صيام َهرين متتابعينِ ،ن لم يستطع ِطعام ستين مس ينا».
ما هر العا بعدم الوجود؟ عندبا ث ثة أوقات ،فأي هذه األوقات الث ث هو العا به إاا كان يتعلل
به الحكم ،والبتقال إلى البدل؟ ه العا بوقت تلفظه؟ أم العا بوقت عوده وعلمله عللى العلود ،وهلو
الوطء؟ أو العا باألداء والفع ؟
بقللول :فقهاهبللا يقولللون :إن العللا بوقللت السللتطاعة هللو وقللت الوجللوب؛ وجللوب الكفللار عليلله،
والكفار سببها التلفظ بالظهار ،ول تًع إل بلالعود ،وهلو اللوطء ،فلالعا بوقلت اللوطء ،فيكلون وبمله
للوجته هو وقت الوجوب.
وحينمذ بقول :بنظر لحاله يف وقت الوطء ،فإن كان عاج ًلا علن العتل ابتقل لبدلله ،وهلو الصلوم ،فلإن
عاجلا عنهما ابتق إلى بدله الثالث ،وهو ا بعام.
ً كان
قادرا على العتل ؛ فإبله يبقلى يف امتله إللى حلين القلدر ،ول ينتقل إللى بدلله إل إاا عًلل
وأما إن كان ً
844
دائما ،فحينمذ بقول :إبه ل يستطيع فعله على سبي الديمومة ،وهذا يتحق يف الصوم.
مستمرا ً
ًّ عًلا
ً
قال املصنفِ « :ن لم يُـد»؛ عرفنلا متلى العلا بالبتقلال للبلدل ،قلال « :صـيام َـهر متتـابعين»،
وسيأتينا كيف يكون تقدير الحهرين إن شاء اهلل يف كتاب العدد.
ول بد أن يكون الحهران متتابعين أي متواليين ،ف يًوز الفص بينهما إل بأحد ث ثة أمور:
األمر األول :ما وجع ا فطار فيه مث :أيام العيدين ،وأيام التحري .
أو أن يفص بين الحهرين المتتابعين بما وجع الصوم فيه كرملان.
أو األمر الثالث :أن يفص بين صيام الحهرين المتتابعين بما يًلوز ا فطلار فيله مثل :السلفر ،ومثل :
المرض ،وبحو الك.
قالِ « :ن لم يستطع»؛ أي صيام الحهرين المتتابعين ،وعرفنا متى وقت عدم الستطاعة
يقول :إن الكافر كالذمر إاا ناهر من زوجته فإبه ل يًوز له أن يكفر بالعت ،ول يكفلر بالصلوم؛ ألن
الصوم منه ل يص ؛ ألبه تحةط له النية ،قلال« :وعبد بالصـام»؛ ألن العبلد ل يمللك ً
ملال ،فل يصل منله
العت ،ول يص منه كذلك ا بعام.
إ ًاا ،الكافر إبما يكفر بالملال ،والملال يكلون أحلد أملرين :إملا العتل ،أو با بعلام ،ولليس للكلافر أن
يكفر بالصيام.
إ ًاا ،قوله« :وي ِقر كا ر بمال»؛ المال يحم أمرين ،يحم العت ،ويحم ا بعام.
قال املصنف« :وَرط يف رقبة كقارة ونذر عتق مطلق إسالم ،وسالمة من عيب مضر بالعمٍ ضررا
بينا».
بدأ يتكلم يف شرط الكفار التر تعت ،وقال« :وَرط يف رقبة كقـارة»؛ أي يف جميلع الكفلارات ،قولله:
٦
845
«ونذر عتق مطلق»؛ بمعنى أن ينذر الرج أن يعت عبدً ا ويسكت .هذا معنى بذر عت المطل .
هناك بذر عت مق َّيد؛ كأن يكون عنده عبد أو أمة ،ثلم ينلذر هلل أن يعتل هلذا العبلد أو األملة غيلر
المسلم ،فحينمذ يًوز إعتاق غير المسلم؛ ألبه معين ومحدد ،وأما المطل ف يًوز صرفه إل لمؤمن.
مسللما ،وهلذا ملن بلاب إاا اتحلد الحكلم ،واختللف السلبع؛ فهل
ً قال« :إسالم»؛ أي ل ُبد أن يكلون
يحم المطل على المقيد أم ل؟ المعتمد عند كثيلر ملن الفقهلاء أبله يحمل المطلل عللى المقيلد يف هلذا
النوأ.
مضر بالعمٍ»؛ العيوب التلر تكلون مللر بالعمل يف القلن كثيلر جلدًّ ا مثل :
قال« :وسالمة من عيب ٍّ
قطع جميع األصابع ،أو األصابع التر تكون مؤثر يف العم ،ومث :قطلع اليلد والرجل ،واهلاب السلمع
والبصر؛ فإن هذه ل تًل يف الكفارات وبحوها؛ ألن هذا العيع يمنعها من الكسع ،ف تكون كاملة.
قال املصنف« :وَّل يُزئ الت قير إَّل بما يُزئ طرة ،ويُزئ من البر مد ل ٍ مس ين ،ومن
بيره مدان».
فقهاهبا يقولون :إن الكفارات ل تًوز إل بما يًوز إخراجه يف الفطر ،وهر التلر جلاءت يف حلديث
أبر سعيد وغيره ،وهو الا ،والحعير ،والمل ،والتمر ،واللبيع ،واألقط .هر خمسة أشلياء ،هلذه األملور
،فحينملذ هلر التلر يًلوز إخراجهلا ،وغيلر هلذه ،وغيرها لم يرد بله اللن الخمسة هر التر ورد ا الن
األمور ل يًوز ا خراج.
قال« :ويُزئ من البر مد ل ٍ مس ين»؛ فك واحد من المساكين الستين يعطيه مدًّ ا ،والملد هلو ربلع
صاأ؛ م ء الكفين.
قال املصنف« :ومن بيره»؛ أي ومن غير الا من األصناف األربعة الباقية؛ فإبه يعطيه مدين؛ أي
بصف صاأ.
ودلي الك قلاء الصحابة ،ففر حديث معاوية أبه قال :فإبنلا بلرى ملدًّ ا ملن هلذه السلمراء أي :اللا-
يعدل مدين من غيرها.
846
بدأ المصنف يف هذا الفص بذكر اللعان ،واللعان هلو أحلد فلرق النكلاال ،بل إن هلذه الفرقلة تخلت
بأمر ،وهو أن الفرقة فيه على سبي التأبيلد ،فإ لا بينوبلة مؤبلد ،وأملا الطل ق الث ثلة؛ فإ لا بينوبلة كلاى،
زوجا غيره ،وأما اللعان فإبه بينوبة مؤبد ولو أكلذب الملرء ،أو أكلذبت الملرأ
ً لكنها مؤقتة لحين أن تنك
بفسها.
قال املصنف« :ويُاز اللعان بين زوجين بالغين عاقلين ْلسهاط الحد».
بدأ المصنف ً
أول بقوله« :ويُاز اللعان»؛ اللعان جائل ،ولليس بل زم إل يف موضلع قلد يحلير لله بعلد
قلي ؛ يف مسألة بفر الولد ،وسيأا بعد قلي ما يتعل به.
وإبما قال المصنف« :يُاز»؛ فألج إسقاط الحد؛ ألن موجع اللعان أمران ،وهذه مسلألة ملن أهلم
المسائ .
اللعان ل يحرأ إل ألحد موجبين ،إن لم يوجد واحد من هذين الموجبين؛ فحينمذ بقلول :ل لعلان ،ل
يحرأ اللعان مطل ًقا.
أول هذين الموجبين :إسقاط الحد ،واللعان سقاط الحد جائل ،وأما النوأ الثاين؛ فإن اللعان ألجلله
واجع ،وسأاكره بعد قلي .
ما معنى إسقاط الحد؟ بمعنى أن الرج يقذف زوجته باللبا ،ثم بعلد اللك تطللع اللوجلة إقاملة حلد
اللوج بأن يخير بين واحد من ث ثة أمور: القذف على زوجها؛ فإن اهلل خ
وإما أن ي عن زوجته.
الموجع الثاين للعان هو :بفر الولد ،فإاا تيقن اللوج أن امرأته قلد حمللت ملن غيلره ،وأن حملهلا أو
ولدها ليس منه ،ويًع أن يكون الك بيقين ،وكان الك اللواد مملا يمكلن بسلبته إليله ،وهلذا القيلد مهلم؛
ألبه إن لم يمكن بسبة اللواد إليله بلأن يكلون وللد ألقل ملن سلتة أشلهر ملث ً ،أو بحلو اللك ،أو للم يمكلن
اجتماعها؛ فإن الولد ينتفر من غير لعان.
بيع ،برجع لمسألتنا ،بقلول :إ ًاا ،إاا تليقن أن امرأتله حمللت أو أبًبلت ملن غيلره؛ أي ملن زبلا ،فإبله
يًع عليه أن ينفر الولد عن بفسه.
إ ًاا ،فقول المصنف« :ويُاز»؛ إ ًاا ويًوز للحالة األوللى يف قللية اللعلان أو سلببه ،ويًلوز اللعلان،
وسيأا صفته
قال املصنف« :بين زوجين» ،قوله« :بين زوجين» يدلنا على أل لعان بين غير اللوجين.
قوله« :بالغين»؛ ألن اللعان أيمان ،ف بد أن يكون اللوجان بالغين ،ولو كان الحم قبل البللوغ عنلد
بعلهم؛ الذين يًيلوبه ،هذه مسألة أخرى ،ل أريد أن أاكرها.
قال« :عاقلين» ،فلو كابت اللوجة ،أو اللوج ليس بعاق ف لعان بينهما.
قالْ« :لسهاط الحد» ،هذا هو الموجع األول للعان الذي اكرته قب قلي .
قال املصنف « :من قذف زوجت لقظا ،وكذبت ل لعانها بأن يهال أربعا».
قال « :من قذف زوجت » ،هذا الحرط الثاين ،فإن الحرط األول :أن يكون اللعلان بلين زوجلين بلالغين
عاقلين.
اليرط الثاين :أن يكون قد قذف زوجته باللبا ،وإاا عرفت أن موجع اللعلان أحلد أملرين :إملا درء
الحد ،أو بفر الولد؛ فإن اللوج يف قذفه زوجته يف الحالة األولى لليس مصلي ًبا ،ويف الحاللة الثابيلة :واجلع
عليه قذفها؛ لنفر الولد.
قال « :من قذف زوجت » باللبا ،أو فيما معنى اللبا مثل :ا تيلان يف اللدبر ،فإبله ملحل باللبلا ،ويأخلذ
حكمه ،بب ًعا من أجنبر.
قال« :لقظا» ،هنا قول المصنف« :لقظا» محك ً ؛ ألن العلماء يقولون :إن القذف بالكتابة معتا ،وكلذا
القللذف با شللار مللن األخللرس معتللا ،فقوللله« :لقظــا» محللك مللا المللراد منلله ،وأنللن أن الصللواب عللدم
وجودها ،وإبما لو أبل المصنف ،وقال :ومن قذف زوجته باللبا؛ لكان أولى.
قال« :وكذبت »؛ إما إن صدقته فإبه يقام عليها الحد ،قال « :لـ لعانهـا بـأن يهـال أربعـا» كملا يف سلور
النور ،وبينه اهلل ،وهذا القول أرب ًعا له شرط:
أبه ل ُبد أن يكون بحلر إمام أو بائبه ،وك لعان ليس بحلر ا مام أو بائبه؛ فل علا بله ،ل ُبلد أن
يكون بحلر ا مام أو بائبه.
وأما حلور اللوج اآلخر فليس ب زم ،فقد ي عن اللوج ،ثم بعد قلي تحلر اللوجلة وت علن ،فل
يللم اجتماعهما يف مًلس الت عن ،وإبما ل ُبد من حلور الحاكم؛ أل لا ملن المسلائ التلر تحتلاج إللى
حكم حاكم.
قال املصنف« :بأن يهال أربعا :أَهد باهَّلل إين لصادق يما رميتها ب من الزنا .ويف الخامسة :وأن
لعنة اهَّلل علي إن كان من ال اذبين».
قال املصنف« :أَهد باهَّلل إين لصادق يما رميتها ب من الزنا»؛ هذا هو قذفه لها.
قال« :ويف الخامسة»؛ أي يف الحهاد الخامسة قوله« :وأن لعنة اهَّلل علي إن كان من ال اذبين».
قال املصنف« :ثم تهال ه أربعا :أَهد باهَّلل إن ل اذب يما رماين ب من الزنا .ويف الخامسة :وأن
بضب اهَّلل عليها إن كان من الصادقين.
ِذا تم سهط الحد ،وثبتت القرقة المؤبدة ،وينتق الالد بنقي ».
ذه األيمان األربع والحهادات؛ ألن األيمان شهادات موثقة بأيملان، قال« :إذا تم»؛ هذا اللعان كام ً
فإاا ابتهت هلذه الحلهادات األربلع ،والخامسلة التلر فيهلا اللعلن أو الغللع؛ فإبله بعلد اللك تثبلت أربعلة
٦
849
إ ًاا ،قولهِ « :ذا تم»؛ أي تم اللعان بصيغه التر تقدم اكرها ترتع عليه أثر ،وهر أربعة أشياء:
أولها :قال« :سهط الحد»؛ فالحد حينمذ يسقط؛ أي على اللوج حد القذف ،وهو ثمابون جلد .
الثاين :قال« :وثبتت القرقة»؛ أي بين اللوجين ،وهذه الفرقة ل يحةط لهلا حكلم حلاكم ،فل يلللم
أن الحاكم يقول :فرقت بينهما ،ب إن حلور الحاكم وإابه باللعان يثبت الفرقة كما جاء عن ابن شلهاب،
قال( :ثم ملت السنة يف التفري بينهما).
الح م الثالث :أن الفرقة مؤبد ،ومعنى كو ا مؤبد ؛ أي ل تح هذه المرأ لمن لعنها أبدً ا حتلى
الموت وإن أكذب هو بفسه ،أو أكذبت هر بفسها.
اْلثر الرابع :قال« :وينتق الالد بنقي »؛ أي إاا زاد يف اللعان بفر الولد ،وقلال :إن هلذا الوللد لليس
ابنًا له؛ فإبه حينمذ ينتفر الولد.
عندبا هنا شروط يف اللعان تتعل بالصيغة ،بمر على بعللها ،ملن الحلروط التلر أوردهلا العلملاء :أبله
يًع ا تيان باأللفاظ الحرعية كما جلاءت يف كتلاب اهلل ،وبنلاء عللى اللك؛ فللو أبله غيلر يف اللعنلة
بالسخط ،أو بحو الك؛ لم يةتع عليه أثر.
واْلمر الثاين :أبه ل ُبد من الةتيع بين األلفاظ ،فحينمذ يبدأ بالحهادات األربلع ،ثلم باللعنلة ،وهلر
بالحهادات األربع ،ثم بالغلع
اْلمر الثالث :أبه ل ُبد من الموال بين الًم ،وعدم الفص بينها بفص بوي
وأما بفر الولد فإن لها شر ًبا ،وهو :أل يتقدمه إقرار به ،فمن أقر بولده ،ثم أراد بفيه؛ فلليس لله اللك،
حتى إ م قالو :لو هنئ بالولد ،فقب التهنمة فهو إقرار ،فحينمذ ليس له أن ينفر الولد بعد الك ،وإبما ينفيله
حال كوبه حم ً ،أو بعد ولدته ،وقب إقراره له ،ول بقول :بعد الولد مباشر ،فقلد يكلون الللوج غائ ًبلا،
ولم يعلم بالولد إل بعد سنة أو سنتين ،أو ث ث أو أربع ،ف بد أن يكون قب ا قرار به
850
قال املصنف « :ومن أتت زوجت بالد بعد نصف سنة منذ أم ن اجتماع بها ،أو لدون أربع سنين
منذ أبانها ولا ابن عير لحه نسب ،وَّل يح م ببلاب مع َب ي ».
هذه مسألة ،وهر تتعل بمتى يلح بسع الولد ألبيه ،لملااا أورد المصلنف هلذه المسلألة هنلا؟ قللت
لكم :إن سبع اللعان الثاين هو بفر الولد ،ومتى يكون بفر الولد؟ إاا كابلت الملرأ أبًبلت وللدً ا ،يمكلن
أن يكون الك الولد منسو ًبا إليه؛ ألن المرأ قد تكون ً
فراشا متلوجة أو أمة ،ومع اللك وهلر كو لا فلراش
للوجها تنًع ولدً ا؛ ولكن ل ينسع ألبيه ،ل يمكن أن ينسع لهذا الرج ،مث :رج تلوج امرأ اليلوم،
ويف ثاين يوم ولدت ،فهذا الولد ل ينسع ألبيه أبدً ا حتى لو استلحقه يف قول عامة أه العلم إل خ ًفلا قلد
أشير له بعد الك.
فالمقصود أن عندهم أبه ل ُبد من معرفة الوقت الذي يمكن بسبة الولد لصاحع الفراش لسببين:
السبب اْلول :أبه إن كات خارج هذا اللمن ف ينسع له ابتدا ًء.
بيع ،بدأ المصنف يتكلم متى ينسع الولد ألبيه ،فقال« :ومن أتت زوجت »؛ قوله« :زوجتـ »؛ بمعنلى
أ ا اات فراش؛ أي بالعقد.
قال املصنف« :بعد نصف سنة»؛ أي :ستة أشهر؛ ألن أق مد الحم ستة أشهر ،قلى به
أيلا ابن عباس ،واستنبطه من كتاب اهلل ،ومرت معنا.
الصحابة كعمر وعلر ،وقلى به ً
قال« :منذ أم ن اجتماع بها»؛ العا با مكان ،وليس بالعقد ،عندبا ث ثة أشياء:
بقيت معنا مرحلة بينهما ،وهر إمكان الجتماأ ،متى يتصور عدم إمكان الجتملاأ؟ قلالوا :إاا كابلت
العاد تحي اجتماعه ا.
٦
851
قديما قب وجود الطائرات لو تلوج محلرقر بمغربيلة؛ فل يمكلن اجتماعله لا إل بعلد مسلافة بويللة
ً
جدًّ ا من السير ،فالعاد تمنع إمكان اجتماعه ا ،وكيف يتلوجها؟ يتلوجها بالوكالة ،يوكل ااك المحلرقر
شخصا يلوجها يف المغرب ،المحرقر يحم مطل المحلرق ملن الصلين ،والمغلرب ينتهلر إللى أمريكلا،
ً
أنن أمريكا تتبع المغرب باعتبارها أ ا مغرب األرض ،فك هذا يسمى محر ًقا ومغر ًبا.
بيع ،إ ًاا ،هذا معنى ا مكان ،فهم يليدون على العقد با مكان العادي.
عنله فل ينسلع لله الوللد، بيع ،قوله« :منذ أم ن اجتماع بهـا»؛ هلذا هلو الحلد األدبلى ،فلإن بقل
وسأاكر مسألة مهمة بعد قلي .
قال« :أو لدون أربع سنين منذ أبانها»؛ أي :من حلين بلقهلا ب ًقلا بائنًلا سلوا ًء كلان بينوبلة صلغرى ،أو
بينوبة كاى ،فمن حين الط ق وا بابة؛ إاا مرت أربع سنوات ،ثم ولدت بعد األربع سلنوات؛ فلإن اللواد
ل ينسع إليه؛ ألن أكثر مد الحم هر أربع سنين؛ لقول ا مام مالك :إبه جلاء أن بسلاء بنلر عًل ن
يف المدينة كن يحملن أربع سنين .قالوا :وهذا أكثر ما ثبت ،هذا ك مهم بب ًعا يف هذه المسألة.
فقط من باب الفقه قول المصنف« :أو لدون أربع سنين منذ أبانهـا»؛ لليس اللك مطل ًقلا ،وإبملا لحلرط
مهم ،بحرط أل تكون المرأ قد أقرت على بفسها بابقلاء العلد ،فأملا إن أقلرت ،أو ثبتلت البينلة بابقللاء
عدهتا فإن ك ولد بعد ابقلاء العد ل ينسع لمبينها سوا ًء كان بوفا ،أو بغيره.
قال« :ولا ابن عير»؛ أي ولو كان اللوج ابن عحر ،وهو الذي يسميه العلماء :يولد لمثله.
قال« :لحه نسب »؛ من حين الولد يلحقه النسع ،ول ينتفر عنه إل باللعان.
إ ًاا ،إاا كان يف هذه المد ،ولدته بعد اللواج بسلتة أشلهر فلأكثر ملع إمكلان الجتملاأ ،أو بعلد البينوبلة
بط ق أو وفا ألق من أربع سنين ،ولم تثبت ابقلاء عدهتا؛ فإن الولد ينسع للوجها التر هلر فلراش لله
إل إاا بفاه بلعان.
بيع ،قال« :وَّل يح م ببلاب »؛ أي ببلوغ ابن عحر بوجود هذا الولد المنسوب إليه ،قال« :مـع َـب
ي »؛ ألن هذا محتم ،وهر ليست من ع مات البلوغ عندهم ،وإبما هو محتم .
ولذلك ،إاا كان هذا الذي كان ابن عحر وبئ امرأ ،ثم بسع له الولد بعد الك ،ثم جنى جنايلة ،وللم
852
يتيقن بلوغه؛ ف بقيم عليه القصاص ،ول بقيم عليه الحدود؛ ألبه محكوك يف بلوغله ،وملع الحلك فإبله ل
يصار إلى الحكم ،وهلذا معنلى الكل م اللذي أشلرت إليله يف أول هلذا البلاب يف قلول المصلنف« :ويُـاز
اللعان بين زوجين بالغين»؛ ألبه قد ينسع له الولد وهو ابن عحلر ،لكلن يلؤخر اللعلان إاا أراد بفيله لحلين
بلوغه؛ أي بعد بلوغه.
الحالة اْلولى :أن يطأ هذه المرأ ،ولم يثبت حملها بأن كلان قلد اسلتاأها إملا بحيللة عنلد بعله
أه العلم ،وعند بعلهم بث ث حيه ،ثم تلوجها بعد اللك بعلد توبتهلا ،فهلذا هلو األصل ،األصل أل
يتلوج المرء امرأ وبمهلا يف اللبلا إل بعلد اسلتاائها ،وهل تسلتاأ بحيللة أو بلث ث؟ خل ف ،الملذهع
ث ث ،والرواية الثابية :حيلة واحد .هذا هو األص ،هذه الحالة األولى.
الحالة الثانية :أن يطأ رج امرأ باللبا ،ثم تحمل وتللد ،ثلم يتلوجهلا بعلد اللولد ،هنلا اسلتاأت
بالولد ،فه يًوز أن يستلح هذا الولد ،ويقول :إن الولد هو ابن لر؟ بقول :ابعقد إجماأ متلأخر؛ ألن
هناك خ ًفا عند بعه التابعين يف هذه المسلألة؛ أبله ل يًلوز اسلتلحاق هلذا الوللد ،فل يًلوز أن ينسلع
إليه ،ول يستثنى من الك عند أكثر أه العلم ،وهم المذاهع األربعة جمي ًعا إل ما كلان يف الًاهليلة؛ لملا
جاء أن عمر كان يليط أبناء الًاهلية يمن استلحقهم ،فالعا بمن كان يف الًاهلية.
ويلح بالًاهلية األولى الًاهلية الثابية؛ بأن كان المرء جاه ً الحكم ،فلبعه النلاس يًهل حكلم
اللبا بالكلية ،أو كان جاهلية بأن كان حديث عهد بإس م ،وهذه الًاهلية الثابية ،فالًاهلية األوللى زملن،
مث :أن يلين كافر بكلافر ،وينًبلان وللدً ا ،ثلم يسللم بعلد اللك ،ويريلد والًاهلية الثابية باعتبار الحخ
استلحاقه ،بقول :يًوز؛ ألن عمر كان يلليط أبنلاء الًاهليلة بملن اسلتلحقهم يف ا سل م ،فهلذه الًاهليلة
كلافرا ،ثلم أسللم ،والًاهليلة األوللى حيلث كلان
األولى ،وهذه الًاهلية الثابية ،الًاهلية الثابية لمن كان ً
الناس كلهم ليسوا بمسلمين.
الحالة الثالثة :أن يلين الرج بامرأ ،وتحم منه ،ثم يتلوجها قب الستااء ،وتلد ألكثلر ملن سلتة
أشهر ،فإاا ولذت ألكثر من ستة أشهر؛ فه ُينسع الولد إليه أم ل؟ بعه أه العلم يقول :أصل ً النكلاال
٦
853
ومن تًوز قال :يص بسبة الولد إليه؛ أل ا أبًبته بعد أق مد الحم ،وهو ستة أشهر.
الرابعة واْلهيرة ،وأطلت يف هذه المسألة :إاا زبى رج بامرأ ،ثلم تلوجهلا قبل أن تللد ،ووللدت
ألق من ستة أشهر ،فإن المذاهع األربعلة جمي ًعلا يف المحلهور يلرون أبله ل ينسلع إليله ،وللم يخلالف يف
الك إل أبو حنيفة يف رواية عنه ،ورج هذا القول أبو الخطاب ،وحكاه رواية عن ا مام أحمد.
قال املصنف« :ومن أعتق أو باع من أقر باطئها ،الدت لدون نصف سنة لحه ،والبيع باطٍ».
يقللول الحلليخ :قــال المصــنف« :ومــن أعتــق أو بــاع» تلللك األمللة ،وقللد قــال المصــنف« :أقــر باطئهــا،
الدت» عند من باعها ،أو ولدت بعد إعتاقها
قال املصنف« :لحه »؛ اي أن الولد لحقه؛ ألبه قد أقلر بوبمهلا ،قلال« :والبيـع باطـٍ»؛ أل لا حينملذ
تكون أم ولد ،وأم الولد ل يًوز بيعها؛ ولكن يًوز عتقها ،فالعت يص ؛ ولكن البيع يكون باب .
قال املصنف« :العدد» جمع عد ،وسيأا أن المصنف قسمها إلى ستة أبواأ ،وبعلهم يًعلها
سبعة.
قول المصنفَّ« :ل عدة يف رقة ح »؛ قوله « :رقة» يدل على أبه ل موجع للعلد إل يف الفرقلة ،وأملا
إن لم تكن هناك فرقة؛ ف عد .
وقوله« :ح » يدل على أن العد قد تكون يف الفرقة بسبع الحيا ،والفرقة بسلبع الوفلا ،فلإن الفرقلة
بسبع الوفا توجع العد ؛ عد الوفا .
854
قال« :قبٍ وطن وهلاة»؛ ألن اهلل بين أن الرج إاا بل زوجته من قب أن يمسلها فإبله ل علد
وقللول المصللنف« :قبــٍ وطن وهلــاة» ،هللذه العبللار فيهللا بظللر؛ ألن عطفلله بللالواو يقتلللر أن الللوطء
والخلو ك هما محةَط للعد ،وليس الك كذلك ،ب إن وجود واحد منهما؛ أي الوطء ،أو الخلو فقلط
يكون موج ًبا للعد .
ولذلك ،فإن األولى أن يقول :قب وطء أو خلو ؛ إا الخلو موجبة للعلد يف قللاء الخلفلاء األربعلة،
فقد ثبت أن أبا بكر وعمر ،وعثمان وعلر كابوا قلد قللوا أبله إاا أرخيلت السلة ،وأغلقلت األبلواب
فقد ثبت المهر ،ووجبت العد ،فدل الك على أن العا بوجود واحد منهما.
قال املصنف « :وَرط لاطن كانها ياطأ مثلها ،وكان يلحق ب الالد ،ولخلاة مطاوعت ،وعلم
بها ولا مع مانع».
بدأ يتكلم عن الوطء المؤثر يف العد ،قال« :وَرط لاطن» يؤثر يف وجوب العد
قال املصنف« :كانها ياطأ مثلها» بأن تكون بنت تسع ،فأما من كابت دون تسع فإن مثلها ل يوبأ.
قال« :وكان يلحق ب الالد» وبعلهم يعا بللل قال المصنف« :أن يطـأ مثلـ » ،وهلر أدق يف الحقيقلة،
والذي يطأ مثله هو ابن عحر.
ولما قلنا :إن بعه الفقهاء :يطأ مثلله أدق ملن كوبله يلحل بله الوللد؟ ألن ملراد المصلنف ابلن عحلر،
والمًبوب ل يلح به الولد؛ ألبه ل يمكن أن يخرج منه الولد ،ومع الك فإبله تًلع العلد بلالخلو بله،
فالمًبوب تًع العد بالخلو به مع أبه ل يلحقه الوللد ،وللذلك علا بعللهم بلللل قـال المصـنف« :يطـأ
مثل » ،وهو أدق.
بائملا يف
قال« :ولخلاة»؛ هذا هو القيد الثاين ،ل ُبد من مطاوعتها هر ،قوله« :وعلم بها»؛ بلأل يكلون ً
غرفة ،ودخلت عليه.
قال« :ولا مع مانع»؛ أي ولو كان المابع حس ًّيا أو شرع ًّيا ،فالملابع الحسلر مثل :الًلع وال ُعنَّلة ،فإ لا
موابع حسية ،والموابع الحرعية مث :ا حرام ،ومث :الحيه.
٦
855
أختم بمسألة ،وهر الخلو ،عنلدبا مسلألة الخللو يةتلع علهلا أحكلام كثيلر ،عنلدبا الخللو يف بلاب
الطهار يةتع عليها سلع بهورية الماء.
وعندبا الخلو يف باب النكاال يةتلع عليهلا حرملة الخللو باألجنبيلة ،ومنهلا :وجلوب المهلر يف بلاب
الصداق ،ومنها ثبوت العد ،وغير الك من األحكام.
فإاا كان رج مع املرأ يف مكلان ،ول محلارك لهملا ،وللو كلان اللك المحلارك مم ِّي ًللا ،أو املرأ ؛ فإبله
مميللا ،أو رجل ً أجنب ًّيلا ،أو غيلره؛ فل خللو .هلذا القيلد
ً حينمذ يكون خللو ،فلإن كلان المحلارك املرأ أو
األول.
القيد الثاين :إاا لم يكن هناك أحد ينظر إليهما ،فلو أن رج ً جلس ملع ملن عقلد عليهلا يف مكلان علام؛
فليس الك خلو ؛ كساحات الحرم مث ً ولو كان الذي ينظر إليه غاف ؛ ف يسمى هذا الفع خلو .
قال املصنف« :الحامٍ ،وعدتها مطلها إلى وضع كٍ حمٍ تصير ب أمة أم ولد».
قوله« :الحامٍ»؛ هذه المعتد األولى ،قوله« :وعدتها مطلها»؛ أي سوا ًء كابلت الفرقلة بسلبع بل ق،
أو بسبع فسخ ،أو كابت بسبع وفا ،هذا معنى قوله« :مطلها»
قال املصنف« :إلى وضع كٍ حمٍ»؛ فإن العد ل تنقلر إل بك الحم ،ل ببعله ،والك أن
856
المرأ إاا وضعت حملها؛ فإن بعه األحكام تتعل بأول الحم ،وبعلها تتعل بآخر الحم
ومن أجلى صور معرفة أول الحم وآخره :إاا كابت المرأ حام ً بتوأمين ،فإبه قد يكلون بلين األول
والثاين ساعات ،وربما يوم كام ،فنقول :إن النفاس يبلدأ بخلروج األول ،وأملا ابقللاء العلد فإبله يتعلل
بخروج كام الثاين ،ل ُبد أن يخرج جميعه ،وهذا معنى قوله« :كٍ حمٍ»
وقول المصنف« :إلى وضع كٍ حمٍ» يدلنا عللى أ لا تخلرج ملن العلد بوضلع كامل الحمل سلوا ًء
بفست أو لم تنفس ،وسواء تطهرت أو لم تطهر.
قال« :كٍ حمٍ تصير ب أمة أم ولد» ،ومر معنا أن المرأ تصير أم ولد إاا كان الموللود قلد اسلتبان فيله
خلقة آدمر كرأس أو رجل ،أو يلد ،وبحلو اللك ،ول يمكلن فيله اسلتبابة خلل آدملر إل إاا بللغ أكثلر ملن
ثمابين يو ًما؛ لما ثبت من حديث ابن مسعود أبه قال« :حدثن الصادق المصدوق أن أحدكم يُمـع هلهـ
يف بطن أم أربعين ياما نطقة ،ثم ي ان أربعين ليلة علهة ،ثم ي ان أربعين ليلة مضغة».
والملغة هر التر يكون فيها التخل ،ف تخل إل إاا دخ يف واحد وثمابين ،وبنا ًء على اللك؛ فإبلا
ِ
أول ،هل يلرى فيله اسلتبابة خلل آدملر أم بقول :إن المرأ إاا أسقطت سق ًطا ،فنقول :هذا ِّ
السقط بنظر لله ً
ل؟ فغن استبان فيه رأس أو يد ،أو رج ؛ فنقول :إن هذا الدم الذي يخلرج ملن الملرأ دم بفلاس ،والملرأ
إن كابت مطلقة ،أو إن كان متوىف عنها زوجها قد خرجت من عدهتا ولو كابت اللولد بعلد يلوم ملن حلين
الوفا أو الط ق.
الحالة الثابية :إاا كان هذا السقط الذي خرج منها لم يستبن فيه خلقة اآلدمر؛ لم بلر فيله خلقلة آدملر،
وكثير من األحيان إاا كان ِسق ًطا فإن الطبيع ينظف رحم المرأ ،فيق ِّطع الًنين تقطي ًعلا ،هلذا اللذي ملات،
فنقول :إن كان للم يسلتبن خلقله ،وللم يكلن النظلر إليله ،فنقلول :بنظلر كلم عملر اللك الًنلين ،فلإن جلاوز
الثمابين يو ًما بأن كان واحدً ا وثمابين يو ًما فأكثر فحينمذ بقول :قد خرجت ملن علدهتا ،واللدم اللذي خلرج
منها يحكم بأبه بفاس ،وإن كان دون الك فنقول :ل عا به مطل ًقا.
ثم قال« :وَرط لحاق للزوج» ،فإن كان الوللد اللذي أبًبتله ل يلحل بلاللوج بلأن كلان الللوج دون
عحر سنين مث ً ،أو كان اللوج مًبو ًبا؛ ل يمكنه أن يطأ ،ومن جبت مذاكيره فإبه ل ينسع له الوللد ،أو أن
ا ،ومع الك أبًبت ،فنقول :إن هلذا المرأ تلوجها زوجها ،ثم بلقها يف مًلس العقد ،وحينمذ لم يخ
٦
857
قال املصنف« :وأقٍ مدت ستة أَهر ،وبالبها تسعة ،وأكثرها أربع سنين».
أق مد الحم قال المصنف« :ستة أَهر» تقدم معنا ،دليله قول الصحابة رضوان اهلل علليهم ،قولله:
«وبالبها تسعة» ،وهذا هو المعروف عند جميع الناس يف كل البللدان ،قلال« :وأكثرهـا أربـع سـنين»؛ لملا
بقله ا مام مالك عن بساء بنر عً ن ،وهو أكثر ما ورد ،وعنلدبا قاعلد يف السلتدلل ،وهلر ملن األدللة
الستمناسللية ،وليسللت مللن األدلللة القويللة ،وهللر السللتدلل بللأكثر مللا ورد إاا كللان استمسللاكًا بأص ل ،أو
الستدلل بأق ما ورد إاا كان على خ ف األص .
والستمساك ذين الدليلين معتا عند كثير من فقهاء الحديث ،ويستدلون به.
قال املصنف« :ويباح إلهان نطقة قبٍ أربعين ياما بدوان مباح».
هذا عندهم أبه يًوز إلقاء النطفلة؛ أل لا ملا زاللت تسلمى بطفلة ،وقلد جلاء النبلر أبلاال
العلل ،ومن صور العلل :إلقاء النطفة بعد الوطء ،وقد سمى النبر الحم من حلين اللوطء
ٍ
متسلاو ،فحينملذ يًلوز إلقلاء النطفلة، إلى أن يبلغ أربعين ،سماء بطفة يف الًميع ،فدل على أن الحكلم فيله
لكن بحروط:
اليرط اْلول :أن يكون قال المصنف« :بدوان مباح»؛ ليس بدواء محرم.
واليرط الثالث :أن يكون بإان اللوج؛ ألبه روي يف الحديثَّ« :ل يعزل عن الحرة إَّل بِذنها».
فكذلك ما يف معنى العلل ،وهو إسقاط النطفة وإلقاهها هذا ما عليه فقهاهبا؛ ولكن الذي عليه العمل
القلائر ،واألبظمة يف وزار العدل أبه يمنع ا لقاء ولو كان دون األربعين.
قال املصنف « :الثانية :المتاىف عنها بال حمٍ ،تعتد حرة أربعة أَهر وعير ليال بعيرة أيام ،وأمة
نصقها ،مباعضة بالحساب».
قال« :المتاىف عنها بال حمٍ»؛ أي ليست حام ً ،تعتد الحر أربعلة أشلهر كامللة ،قولله« :وعيـر ليـال
بعيرة أيام»؛ ألن اليوم يتبع الليلة ،وحينمذ بقول :إن اليوم والليلة هنا معناه أربع وعحرن ساعة.
858
تبتد العد ؛ عد المتوىف عنهلا ،أو علد المطلقلة إاا كابلت باألشلهر ،تبتلد العلد ملن حلين الوفلا ،
فمن الساعة التر مات فيها اللوج تبتد العد ،سوا ًء كابت قد علمت ،أو لم تعللم ،ل علا بعلمهلا ،إبملا
العا بساعة وفا اللوج ،احتدت أو لم تحتد ،ل فرق.
الحالة اْلولى :أن يكون ابتداء العد يف رأس شهر قمري ،فحينملذ تمكلث أربعلة أشلهر قمريلة ،وتليلد
عليها بعحر أيام ،وبنا ًء عليه؛ ففر الساعة التر ملات زوجهلا فيله تخلرج ملن العلد فيملا يقابلله بعلد أربعلة
أشهر وعحر أيام.
وأما إن كان اللوج مات يف غير رأس الحهر كلاليوم الثلاين إللى آخلر يلوم ملن الحلهر؛ فإ لا تعتلد ث ثلة
أشهر قمرية كاملة ،والحهر الرابع تعتدُّ فيه ث ثين يو ًما كاملة ،فقد تليد عمن اعتد أربعة أشهر قمرية كامللة
يو ًما ،وقد تكون مثله تما ًما .عرفنلا الفلرق لملااا؟ ألن هلذا الحلهر اللذي ملات زوجهلا فيله هلو داخل بلين
شهرين ،أخذت جل ًءا من الحهر الساب ،وجل ًءا من الحهر األخير ،فهو جلء من شهرين ،فقلد يكلون أحلد
الحهرين ث ثين ،وقد يكوبان م ًعا ث ثين ،وحينمذ بقلول :لملا وجلد الحتملال فنًعل هلذا الحلهر ث ثلين
كام ً ،وتليد عحر أيام عليه بعد الك.
وبعلهم يقول :احتيا ًبا؛ تمكث مائة وعحرين ،وعحر أيام؛ مائة وث ثين يو ًما.
قال« :وأمة نصقها»؛ أي بصف الك ،قوله« :ومباعضة بالحساب»؛ تليد على النصف بالحساب ،فللو
كابت معت بصفها ،فتأخذ بصف الذي تمكثه األمه ،وتليد النصف الباقر ،وهكذا.
قال املصنف« :وتعتد من أبانه ا يف مرض مات اْلطال من عدة و اة أو طالق إن ورثت ،وإَّل عدة
طالق».
من يطلل زوجتله يف مرضله؛ أي ملرض موتله سلوا ًء كلان مخو ًفلا ،أو غيلر مخلوف ،فلإن بلقهلا ب ًقلا
رجع ًّيا ،ومات أثناء العد ؛ فإ ا ترثه وتعتد بعد الك عد جديد .
٦
859
وأما إن كان قد أبا ا ،وليس الط ق ب ًقا رجع ًّيا ،معنى أبا ا أبه بلقها ث ًثا ،أو بلقها على علوض،
ً
فسخا. أو خالعها ،فيكون
ً
فسلخا ،فكل يسلمى إبابلة ،قلال: إ ًاا ،سوا ًء كان الط ق بينوبة كاى ،أو ب ق بينوبة صغرى ،أو كلان
«وتعتد من أبانها يف مرض مات اْلطال من عدة و اة أو طالق» ،فتأخذ األبول منهما
وأما إن كان غير متهم بأن كان مرضه غير مخوف؛ فإ ا ل ترث ،قال« :وإَّل عدة طالق».
مر معنا يف ا رث إن كنتم تتذكرون قب ،أو يف المواريث أن المرأ ترث من زوجها إن أبا ا يف مرضله
المخوف ولو خرجت من عدهتا ،فإ لا تلرث منله ،لكلن للو كلان قلد تلويف قبل خروجهلا ملن علدهتا؛ فإ لا
تمكث األبول من العدتين.
»؛ أي :التر تحيه ،قوله« :المقارقة يف الحياة»؛ أي بغير وفا ،وإبما قال املصنف« :ذات الحي
بط ق ،أو بفسخ ،أو بحو الك ،فإن المذهع أن جميع الفرق بين اللوجين؛ فإ ا ل ُبد أن تعتد بث ث
حيه ،سوا ًء حكمنا أبه ب ق ،أو حكمنا بأبه فس ،وسوا ًء حكمنا بأبه رجعر أو مبان؛ ل ُبد أن تعتد
بث ث حيه.
أما الحر فواض ،وأما األمة فإ ا على بصف الحلر ،وهلر حيللة وبصلف ،والحيللة والنصلف ل
يمكن؛ ألن الحيلة الواحد ل تتبعه ،فتكون األمة تعيد بحيلتين.
وبنلا ًء عليلله؛ فلإن المبعلللة تليلد علن األملة ولللو بًللء ،والليللاد بًللء ل يقبل التبعليه يف الحيلللة
الواحد ،فتعتد المبعلة بث ث.
لصغر ،أو إياس ،تعتد حرة بثالثة أَهر، قال املصنف « :الرابعة :المقارقة يف الحياة ،ولم تح
860
لصـغر»؛ لقلول اهلل قوله« :المقارقـة يف الحيـاة»؛ أي :بطل ق ،أو فسلخ ،أو بحلوه ،قولله« :ولـم تحـ
»؛ يعنر ولم تحه تلك المرأ لصغرها. قال املصنف« :ولم تح
قال املصونف« :أو إياس» ،وسليأا أن ا يلاس ببلوغهلا خمسلين عا ًملا ،وسليأا إن شلاء اهلل الكل م
عنه.
قال املصنف « :تعتد حرة بثالثة أَهر» ،عرفنا أن ابتداء المد هنا من حين المفارقة بالط ق،
والتلفظ به ،أو الحكم به من القاضر.
والث ثة أشهر من بدء الساعة إلى ما يقابلها بعد ث ثة أشهر ،وعرفنا كيف يكون حسا ا.
المبعلة هنا جعلناها بالحساب؛ ألن الحهر يقب التبعيه؛ بخ ف الحيلة ،فإ ا ل تقب التبعيه.
قال املصنف « :الخامسة :من ارتقع حيضها ،ولم تعلم ما ر ع ،تعتد للحمٍ بالب مدت ،ثم تعتد
كآيسة».
قال املصنف« :من ارتقع حيضها ،ولم تعلم ما ر ع »؛ قد يكون ما رفعه حم ،قد يكون قد رفعه
الرضاأ ،فإن المرأ إاا كابت ترضع فإ ا قد ل تحيه ،قد يكون رفعه مرض ،قد يكون رفعه بعام ،قد
يكون رفعه خوف ،بعه النساء إاا خافت من شرء معين ،أو ساءت بفسيتها فإبه يرتفع حيلها .فإبه
حينمذ قال « :تعتد للحمٍ بالب مدت »؛ ألبه يف الغالع أن األسباب تستبين ،وأبول األسباب هو
الحم ،فتمكث غالع مد الحم ،ول بقول :أقله ،وإبما تمكث غالع مد الحم ،وهو تسعة أشهر،
ثم بعد الك تعتد عد اآليسة ،وما هر عد اآليسة؟ إن كابت حر ث ثة أشهر ،وإن كابت أمة شهران.
فحينمذ؛ التر ارتفع حيلها ،ولم تعرف ما رفعه فإ ا حينمذ تعتلد إن كابلت حلر سلنة ،وإن كابلت أملة
شهرا.
أحد عحر ً
٦
861
قال املصنف« :وإن علمت ما ر ع ،ال تزال حتى تعاد ،تعتد ب ،أو تصير آيسة ،تعتد عدتها».
هذه تقدمت .وهنا يبدو أن المصنف ما اكر سن ا ياس ،المعتمد عنلد الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى أن
حول قمر ًّيا؛ فإبه يحكم بإياسها ولو كان يخلرج منهلا دم؛ لقلول عائحلة « :إن
المرأ إاا بلغت خمسين ً
المرأ إاا بلغت الخمسين لم تلد» .هذا هو المحهور عند فقهائنا.
وبنا ًء عليه؛ فإن ك امرأ بلغت خمسين عا ًما قمر ًّيا؛ فإ ا تعتد عد اآليس ولو كان يخرج منها دم.
وأغلللع النسللاء التللر يخللرج منهللا بعللد الخمسللين للليس دم جبلللة وببيعللة ،وإبمللا دم مللرض كللأمراض
وتليفات تكون يف رحمها.
»؛ بلغلت بلأن رأت ع ملات البللوغ غيلر الحليه ،فإ لا تعتلد كاآليسلة؛ يقول« :وعدة بالغة لم تح
ث ثة أشهر.
مستحاضة مبتدأ ،ومستحاضة مميل ،ومستحاضة معتاد ،والرابعة :مستحلا متحير .
اْلولى ،وه المستحاضة المبتدأة :التر من حين بدء حيلها وهر مسلتمر لا اللدم ،فللم تسلتطع
التمييل ،فهذه تعتد ث ثة أشهر.
الثانية :المستحاضة المميل :التر تستطيع أن تميل دم الحيه ملن غيلره؛ فإ لا تمكلث دم التمييلل؛
ث ث حيه؛ فإ ا تعرف الدم بلوبه ،وقد جاء يف الحديث المروي عن النبلر أبله قلال« :إن
دم الحيه دم أسود يعلرف» ،ويف لفلظ «يعلرف» ،فلدل عللى األوصلاف الث ثلة التلر يعلرف لا الحليه
ويميل.
الحالة الثالثة :أن تكون المرأ معتاد بأن تكون لهلا علاد ،فنقلول :تمكلث عادهتلا ،وقلد قلال النبلر
862
« :امكثر قدر حيلتك»؛ أي العلاد « ،امكثلر قلدر حيللتك»؛ هلذه هلر العلاد ،فللو كابلت
حيلا ،وهكذا.
عادهتا أ ا تحيه خمسة عحر يو ًما مث ً ،وتطهر أكثر من الك؛ فإ ا تعتا هذا ً
قال« :أو ناسية»؛ هذا المبتلدأ المتحيلر ،المبتلدأ المتحيلر :التلر بسلت التمييلل ،وبسلت عادهتلا ،أو
فقدت عادهتا بكثر استحاضتها؛ ألن العاد تثبت بث ث ،وتفقد بث ثلة أشلهر متواليلة؛ فإ لا حينملذ تكلون
معتد بث ثة أشهر.
قال املصنف« :امرأة المقهاد»؛ أي التر فقد زوجها ،ولها حالتان :إما أن يكون فقد يف ه ك،
وغالبه اله ك.
قال املصنف « :تتربص ولا أمة أربع سنين إن انهطع هبره لغيبة ظاهرها الهالك ،وتسعين منذ ولد
إن كان ظاهره السالمة ،ثم تعتد للا اة».
ابظر معر!! قب أن أبدأ ذه المسألة ،الملرأ إاا غلاب عنهلا زوجهلا وفقلد؛ للم تعلرف أيلن هلو ،فلهلا
حالتان ،هر مخير :
إما أن تطلع الط ق والفسخ ،فيفسخ القاضر ألج الغيبة ،فمن حين غاب اللوج عنهلا سلتة أشلهر،
ول تعلم مكابه؛ يًوز أن ترفع للقاضر ،فيفرق القاضر بينهما للغيبة ،وحينمذ فإ ا ل ترث من ماله شلي ًما،
ول تأخذ من النفقة شي ًما بعد الستة أشهر.
الحالة الثابية :أن تقول :ل ،أريد أن أبقى يف امة هذا اللوج ،فتأخذ من ماله الذي تركله وهلر يف امتله،
يعنر تركه عندها ،فتنف من هذا المال عليها ،وعلى أبنائها ،وتنتظلر حتلى يحكلم القاضلر بوفاتله ،فلةث.
هذه التر يتكلم عنها.
إ ًاا ،هذه المد الطويلة ليس فيه إضرار عللى الملرأ ؛ ألن الملرأ مسلتفيد ،تقلول :أريلد أن أرث بالله،
وأريد كذلك أن أستمر ،وآخذ من ماله النفقة .فهذه بلرب لها المد الطويلة.
وأما إن أرادت الفرقة؛ فإبه لها الح بعد ستة أشهر ،وللذلك ،بعله النلاس قلد يسلتطي هلذه الملدد،
٦
863
ليس متعل ًقا ا ،وإبما متعل بالغائع. قال« :تتربص ولا أمة أربع سنين»؛ ألن هذا الةب
المسألة اْلولى :األربع سنين؛ متى بحكم بابتدائها؟ بقلول :يحكلم بابتلدائها ملن حلين الغيبلة؛ ملن
ابتداء غيبته.
المسألة الثانية :أبه ل يحةط للرب هذه المد حكم حاكم ،ب تبدأ المد من حين الغيبة وللو للم
يحكم الحاكم ا ،ثم قال« :وتسعين» سنة.
شخصا يعيش
ً قال املصنف« :السالمة»؛ كأن يكون اهع لتًار وبحو الك ،والسبع أبه يندر أن
بعد التسعين.
وقلت :يندر؛ ألن غالع الناس ل يًاوزون السبعين ،هذا هو األغلع ،وأما مًلاوز التسلعين فنلادر،
وأما مًاوز مائة وعحرين فقد حكى بعه أه العلم الثقات كالحيخ تقر الدين أبه للم يثبلت أحلد عللى
مر التاريخ بإسناد صحي أبه قد جاوز المائة والعحرين.
مائة وعحرين بلغوها ،وقد جمع الذهبر جل ًءا مطبو ًعا ،وأنن قبلله ابلن منلده رحملة اهلل عليله؛ محملد
بن إسحاق ،أو ابنه ،بسيت اآلن ،جل ًءا فيمن بلغ مائة وعحرين من الصحابة.
لكن ،جاوز مائة وعحرين؛ اكر تقر الدين أبه لم يثبت أن أحدً ا جاوزها ،فلذلك العلماء عنلدما قلالوا:
التسعين؛ ألبه بادر ،والنادر ل حكم له.
قال« :وإن طلق بائب»؛ حال غيبته؛ فإن العد تبتد من حين الفرقة ،سوا ًء علمت أو لم تعلم ،قللى
864
به الصحابة ،ومنهم العبادلة؛ كابن عمر ،وابن عباس ،وابن مسعود.
قال املصنف« :وعدة من وطأت بيبهة أو زنا كمطلهة إَّل أمة بير مزوجة ،تستبرأ بحيضة».
هذه المسألة؛ اكرت لكم قب قلي :القاعد عنلد فقهائنلا أن كل املرأ حلر ؛ فإ لا إبمل تعتلد بلث ث
حيه سوا ًء كابت مفارقة بط ق ،أو مفارقة بفسخ ،أو موبوء بسبع بكل فاسد ،أو موبوء بحلبهة ملن
غير عقد؛ إما شبهة عقد ،أو شبهة فع ،واكرهتا قب ،أو كابت موبوء بلبا.
فمن وبئ امرأ بلبا ف بد أن تمكث ث ث حيلها؛ حتى تح للوجها التلر هلر يف امتله ،أو تتللوج
إن لم تكن غير متلوجة ،ل ُبد من الستااء ،والحر ل تستاأ إل بالعدد.
أما استااء الحيلة؛ فعند فقهائنلا خلاص با ملاء ،وللذلك اكلر ،قلال« :إَّل أمـة بيـر مزوجـة ،تسـتبرأ
بحيضة» ،أو عند البيع؛ ف بد من استاائها.
عد المعنى فيها واض مث :علد الحامل ؛ واضل فيهلا المعنلى المعلل ؛ أي الحكملة ،هنلا المعنلى
بمعنى الحكمة؛ ألج استااء الرحم.
وعد التعبد فيها متمحه؛ يعنر العلة فيها التعبد فقط مث :مكث التر تحيه ث ث حيه.
وعد العكس؛ المعنى فيها أغلع ،وهر التر اكرباها قب قلي .
قال املصنف« :وإن وطأت معتدة بيبهة أو زنا ،أو ن اح اسد أتمت عدة اْلول ،وَّل يحتسب منها
مهامها عند ثان ،ثم اعتدت لثان».
يقول :لو أن امرأ معتد وبأت بحبهة؛ أي :أخطلأ رجل ،وبأهلا نلن أ لا زوجتله ملث ً ،وهلذه شلبهة
الفع .
قال املصنف« :أو زنا»؛ أي :زبى ا رج ،قال« :أو ن اح اسد» .قول المصنف« :ن اح اسد»
تبع فيها صاحع
٦
865
قال املصنف« :المنتهى» ،وهذا خطأ؛ ألن النكاال يف العد باب بإجماأ أه العلم.
وفقهاهبللا وإن كللابوا ل يفرقللون بللين الفاسللد والبابل إل أ للم يفرقللون بينهمللا يف بللابين ،وأحللد هللذين
البابين :النكاال ،فيًعلون المًمع عليه باب ً ،والمختلف فيه فاسد .وللذا ،الصلواب أن يقلول :أو بكلاال
باب .
بعم ،لحديث أم حبيبة َّ« :ل يحٍ َّلمرأة تؤمن باهَّلل واليام اْلهر أن تحد على بير زوج اق ثالث
إَّل من مات زوجها ،تحد أربعة أَهر وعيرا».
بدأ يتكلم المصنف عن ا حداد ،ا حداد هو المتناأ من بعه المباحات التر فيها اللينة ،وسليتكلم
عنه المصنف ،وهو واجع تار ،ومحرم تار ،ومباال تار .
فهو واجلع عللى المتلوىف عنهلا زوجهلا ،وللذلك قلال« :ويُـب علـى زوجـة ميـت» ،وقلد قلال النبلر
لفريعة« :ام ث حتى يبلَ ال تـاب أجلـ » ،وكلذلك يف حلديث أم سللمة حينملا حلرم النبلر
،ومنع من بعه أبواأ اللينة.
قال« :ويباح لبائن»؛ أي أن الملرأ إاا بلقلت ب ًقلا بائنًلا جلاز لهلا أن تحلد عللى زوجهلا؛ كلأن يكلون
بلقها ث ث بلقات ،فيًوز لها أن تحد لمحبتها زوجها ،وحيث ل رجعة لها ،فمن باب إنهار الك جاز
لها ا حداد عليه.
لكن ،الفرق بين ا حداد ألج الوفا ،واألحداد ألج الط ق البائن من جهتين:
الفرق الثاين :أن ا حداد ألج الوفا يحرم فيه الخروج من البيت ،وأما ا حلداد ألجل الطل ق فل
يتعل به الخروج من البيت ،وإبما يكون متعل ًقا باللينة فقط.
قال املصنف« :وها ترك زينة وطِيب ،وكٍ ما يدعا إلى جماعها ،ويربب يف النظر إليها».
قال« :وها ترك زينة»؛ ا حداد يتعل به أحكام ،األول :ترك اللينة ،والمراد باللينة زينتان ،وإن شلمت
ق :ث ًثا من باب التفصي ،فتليد ،ول يلر.
اللينة األولى :زينة الًيد ،وزينة الًيد تكون إما بالحناء؛ وضع الحنلاء؛ تمنلع منله ،والكحل ،وملا يف
معناهما كأدوات المكياج.
أيلا بلينة البدن ،لكن فصلناه من باب التفصي :زينة البدن بلالحلر .األول:
ً النوأ الثاين ،وهو متعل
ينة البدن بغير الحلر كالكح والحناء.
والثاين :زينته بالحلر الذي ينفص ،فيحرم عللى الملرأ أن تللبس حل ًّيلا ملن اهلع أو فللة وبحوهلا،
ويًع عليها فصله ولو بإت فه ،فلو كان عليها خاتم وجع عليه أن تقطعه قط ًعا ولو بقصه وجو ًبا.
الحلر التر ل تكون من اهع أو فلة؛ هل يًلوز للمحلد لبسله؟ نلاهر كلام فقهائنلا أبله يمنلع؛ ألن
المقصود منه اللينة ،فيمنع ،وأما ما يًع على الًسد لغير اللينة كالساعات المعتلاد ،فإبله يكلون حينملذ
جائلا ،فليس المقصود ما يلبس ،وإبما ما يلبس لللينلة ،وإن كلان بعللهم خصله باللذهع والفللة ،لكلن
ً
ناهر تعليلهم أبه ك ما يلبس لللينة ،فا كسسوارات هذه داخلة فيه.
األمر الثالث من اللينة :قالوا :ما يكون من الثياب؛ زينة الثياب ،ف تلبس من الثياب ما وجد فيله أحلد
وصفين:
أو أن يكون لوبه من األلوان الفاتحة جدًّ ا غير األبيه؛ ألن النبر لى أن تللبس الملرأ
الثوب المصبوغ ،والمقصود بالمصبوغ أي المصبوغ صب ًغا يكون ً
فاتحا ،هذا مرادهم.
ولذلك ،قال المصنف« :وها ترك زينة» ،فيحم اللينات الث ث :زينلة البلدن ،وزينلة الثيلاب ،وزينلة
الحلر ،يحم اللينات الث ث.
٦
867
قال« :وطِيب»؛ هذا األمر الثاين مما تًتنبه المرأ ،فإ ا تًتنلع بعلد اللينلة الطيلع ،والملراد بالطيلع
التطيع ،ل الحم ،والتطيع يحم ث ثة أشياء:
والثالثة :بأكله.
والفقهاء يقولون :إن األبياب ل يًوز أكلها كاللعفران ،فالمحد ل تأكل بعا ًملا فيهلا زعفلران؛ ألن
اللعفران يستخدم بي ًبا وبعا ًما ،ويستخدم صب ًغا ،ف تصبغ به ثو ًبا ،ول تتطيع به ،ول تأكله.
قال املصنف« :وكٍ ما يدعا إلى جماعهـا» ،قلول المصلنف« :وكـٍ»؛ هلذه يف الحقيقلة فيهلا بظلر،
والصواب أن يقول :وهو ك .فإن الفقهاء يًعللون جمللة قـال المصـنف« :كـٍ مـا يـدعا إلـى جماعهـا»
تبيين لللينة التر فصلت لك أبا أ ا ث ثة أبواأ ،فقوله« :وكٍ»؛ الواو هنا تفيد المغاير ،واألقرب أ لا ملن
باب التفسير ،وهر ناهر ك م المحققين كصاحع
قال املصنف« :ما يدعا إلى جماعها ،ويربب يف النظر إليها»؛ أي :المراد باللينة ما سب .
قال املصنف« :ويحرم بال حاجة تحالها من مس ن وجبت ي ،ولها الخروج لحاجتها نهارا».
هذا األمر الثالث الذي يحرم على المرأ المحد فعلله ،وهلو الخلروج ملن المسلكن؛ لحلديث فريعلة
أن النبر قال لها« :ام ث حتى يبلَ ال تاب أجل ».
قال« :ويحرم بال حاجة تحالها من مس ن وجبت ي »؛ أي وجبت فيه العد عليهلا بلأن ملات زوجهلا
عنها وهر فيه ،وكان ااك البيت بيلت اللوجيلة ،ل كلان البيلت بيتًلا ألبيهلا وأمهلا ،فلإن هلذا ل يسلمى بيلت
اللوجية ،وإبما العا ببيت اللوجية.
868
إاا مات زوجها وهر يف بيت فيحرم عليها الخروج فيه ،الخروج؛ يقول العلماء :يًلوز لهلا أن تخلرج
من هذا البيت يف النهار
قووال املصوونف« :لحاجتهــا»؛ ألن فريعللة خرجللت مللن بيتهللا تسللأل النبللر ،فالسللؤال
لحاجة ،فيًوز أن تخرج لحاجة.
من الحاجة :العم ،الكتساب ،الذهاب للتسلوق اللذي تحتاجله .وأملا يف الليل ؛ فيقوللون :ل يًلوز
لها أن تخرج من البيت إل للرور كع ج وبحوه ،أو خوف.
ولذلك ،يقول المصنف« :ويحرم بال حاجة»؛ هنا قوله« :بال حاجة»؛ أي ب حاجة شديد
قال املصونف« :تحالها من مس ن وجبت ي »؛ هذا يتكلم عن مطل البتقال من المسكن ،فإن لم
توجد الحاجة الحديد كعدم القدر على سداد ا يًار وبحوه؛ وجع عليها المكث يف الك المنللل ،ول
تخرج منه لي ً إل للرور ،ول ًارا إل لحاجة ،وهذا معنى قوله« :ولها الخروج لحاجتها نهارا».
بعه الفقهاء أن المرأ المحد يًوز لها الخروج ًارا لغيلر حاجلة ،قلال( :ألن األصل أن الملرأ ل
تخرج من بيتها إل لحاجة).
قال املصنف« :ومن ملب أمة ياطأ مثلها من أي َخص كان حرم علي وطن ومهدمات قبٍ استبران
بحيضة ،وآيسة وصغيرة بيهر». حامٍ باضع ،ومن تحي
هذا يسمى الستااء ،فإن قال المصنف« :من ملب أمة ياطأ مثلها»؛ بأن كابت بنت تسع
مسللما ،أو غيلر مسللم واب ًملا لهلا ،أو غيلر وابلئ،
ً قال املصنف« :من أي َخص كان»؛ سواء كلان
اكرا أو أبثى ،ل فرق.
سوا ًء كان ااك الذي تملكها منه ً
قال« :حرم علي وطن ومهدمات »؛ أي ومقدمات اللوطء قبل السلتااء ،وكيلف يكلون السلتااء؟ إاا
كابت حام ً فبالوضع ،وإاا كابت تحليه فبحيللة ،وإن كابلت آيسلة أو صلغير؛ بحلهر ،وهلذا لملا قللى
النبر أن أمر أل يوبأ سبر أوباس إل بعد أن يستاأن.
قال املصنف « :صٍ .ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب على رضيع و رع ،وإن نزل هط».
قوله« :ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»؛ الواو هنا عطف على ما سلب ملن األحكلام السلابقة،
٦
869
فإن الرضاأ يتعل به أحكام ،منها الفرقلة ،وغيرهلا ،والنكلاال ،وللذلك ،أورده بعلد الفرقلة والنكلاال ،وهلو
ما م ًعا. متعل
قال« :ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسـب»؛ هلذا بصلف حلديث ورد علن النبلر يف
الصحيحين ،قال« :على رضيع و رع »؛ أي أبناء الرضيع؛ المرتلع يعنر.
قال املصنف« :وإن نزل»؛ أي وإن بلل فرعه سوا ًء كان وار ًثا ،أو غير وارثً ،
اكرا أو أبثى.
قال املصنف « :هط» ،وهذا يدلنا على أن أصول الرضيع وحواشر الرضيع -وهم أبناء األصلول-
اكلورا وإبا ًثلا ،وارثلين أو غيلر
ً ل تنتحر إليهم الحرمة بالرضاأ ،وإبملا الرضلاعة خاصلة بالرضليع وفروعله
وارثين.
قال املصنف « :وَّل حرمة إَّل بخمس رضعات يف الحالين ،وتثبت بسعاط ووجار ،ولبن ميتة،
ماطانة بيبهة ،ومياب».
يقللول الحلليخ :قــال المصــنف« :وَّل حرمــة إَّل بخمــس رضــعات»؛ لحللديث عائحللة « :بس لخت
بخمس رضعات محرمات».
قوله« :يف الحالين»؛ لما جاء عن النبر أبه قال« :إبما الرضاعة من المًاعة» ،وقد جاء
فيمللا يللدل عللن الصللحابة أن التقللدير بللالحولين ،بلل ألن اهلل قللال { :ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ}
[األحقاف ،]15:فلما كان الحم ستة أشهر؛ فإن الفصال والرضلاأ يكلون سلنتين ،وألن اهلل قلال:
وعندهم أن التقييد بالحولين على سلبي التحديلد ،ولليس عللى سلبي التقريلع؛ ألن المقلدَّ رات عنلد
الفقهاء تار تحديد ،وتار تقريع ،فالقلتان ومسافة السفر تقريع ،وهنا على سلبي التحديلد ،وبنلا ًء عليله،
فلو زاد على الحولين ولو بلحظة لم ينحر الرحمة.
قال املصنف« :ولبن ميتة» ؛ بأن تكون األم قد ماتت ،ثم ارتلع منها الولد الرضعة الخامسة مث ً ،
فحينمذ تنحر الحرمة.
قال« :ومياب»؛ كأن تسحع المرأ لبنًا يف كأس ،وتليده بماء مث ً ،فيكون محو ًبا بماء.
قال املصنف« :وكٍ امرأة تحرم علي بنتها كأم وجدت وربيبت إذا أرضعت طقلة حرمتها علي ».
يقول الحيخ :قال المصـنف« :وكـٍ امـرأة تحـرم عليـ بنتهـا كأمـ وجدتـ وربيبتـ »؛ ربيبتله هلر بنلت
زوجته ،وبعلهم يقول :ابنته ،والبنة أوض من الربيبة.
قال« :إذا أرضعت طقلة حرمتها علي »؛ إ ًاا ،الرضاعة تحرم اثنتين ،تحرم على الرضيع وعلى فروعله،
وسبقت.
والثابية :تحرم على من حرمت عليه بنت امرأ ،فإ ا إاا أرضعته تكون محرمة عليه كذلك؛ ألن النبلر
قال« :إنما ها عمب من الرضاعة».
قال املصنف « :وكٍ رجٍ تحرم علي بنت كأهي وأبي وربيب إذا أرضعت امرأت بلبن طقلة حرمتها
علي ».
قال املصنف« :لبن القحٍ» ،فإن الرضاأ ينحر الحرمن للبن الفح .
قال املصنف« :ومن قال :إن زوجت أهت من الرضاع بطٍ ن اح ».
ألبه أقر على بفسه بما يفسد النكاال وإن لم يأت ببينة.
ل مهر لها؛ ألبه كان بإقرار منه ،وتصدي لها فكأن الفرقة جاءت من جهتها.
قال :ويًع بصف المهر إاا كان قد أقر على بفسه بأ ا أخته من الرضاأ
٦
871
قال املصنف« :بعد دهال مطلها» سوا ًء صدقته أو كذبته؛ ألن المهر بما استح من فرجها.
قال« :وإن قالت ه ذلب ،وكذبها»؛ قال :لست أختًا لر من الرضاعة ،ول بينة؛
قال املصونف « :ه زوجت ح ما»؛ أي ل ديابة؛ بمعنى أبه يًع على المرأ أن تمتنلع ملن وبمله،
ول تمكنه من بفسها ،ويًع عليها كذلك أن تفارقه ولو بعوض ،وجو ًبا عليها؛ أل لا ديابلة هلر تلرى أ لا
ليست زوجة له ،وهذا معنى قوله« :ح ما».
قوله« :ومن َب يف رضاع» أهو موجود أم ليس موجو ًدا؛ فإن ل عا بالحك هنا ،فل تحلريم ،قولله:
«أو عدد»؛ ل يدري أهو بلغ الخمسة أم ل؛
ألن النبر قب شهاد امرأ يف إثبات الرضاعة ،وقوله« :وبيهادة عدل»؛ أي :سواء كلان
ناهرا وبابنًا.
ً العدل رج ً ،أو كان امرأ ،ل فرق ،بيد أن هذا العدل من شربه أن يكون ً
عدل
بدأ المصنف يتكلم عن بفقة اللوجة ،وهر أهم النفقات ،وقد أجمع عليها ،وقلد جلاءت يف كتلاب اهلل
872
قال« :وعلى زوج نقهة زوجت »؛ والنفقة واجبة ألحد أمرين لكر بفهم مقدار النفقة:
فأما الذي يًع بالنفقة والتسليم؛ فإبه ث ثة أشياء :الطعام والحراب ،والسكنى ،واللباس.
وأما النفقة التر تًع ألج الستمتاأ فهو الملاء ل غتسلال ملن الحليه ،وبحلو اللك ،وال ِّطيلع إاا
بلبه ،وغير الك مما يتعل بمصلحة اللوج ،فحيث بلبه وجع ،وإل فليس ب زم.
بيع ،ببدأ باألول ،وهر النفقلة التلر تًلع بالعقلد وبالتسلليم ،فقلال« :وعلـى زوج نقهـة زوجتـ مـن
مأكال وميروب»؛ وهذه هر النفقة التر يسميها بعلهم ،بعلهم يختصر ،فيقول :هلر النفقلة ،فيقوللون:
النفقة بالمأكول والمحروب؛ أل ا األص . يًع بفقة زوجته ،وكسو ،وسكنى .فبعلهم يخ
قللال« :مــن مــأكال وميــروب وكســاة»؛ أي لبللاس ،قوللله« :وس ـ نى بــالمعروف»؛ أي بمللا جللرى بلله
العرف ،قوله « :يقرض لماسرة مع ماسر عند تنازع» ،عا المصنف بقوله« :عند تنـازع»؛ ألن األصل يف
العحر بين اللوجين المعروف وا حسان.
قال« :من أر ع هبـز البلـد وأدمـ »؛ ألن األصل يف ا بعلام الخبلل ،واألدم لليس الملراد بله ملا جلرت
عادتنا بتسميته أد ًما ،وهو المرق ،وإبما المراد باألدم :ك ما يؤك ملع الخبلل؛ فلإن مملا يؤكل ملع الخبلل:
اللحم ،فيسمى أد ًما ،وغير الك مما يؤك مع الخبل.
فإن جرت عاد بغير الخبل واألدم؛ فإبه يحكم به كما هو ناهر ك مهم.
أيللا:
حريلرا ،قولله« :وينـام عليـ » ،وبليلد ً
ً قال« :عادة الماسرين يف ذلب ،وما يلبس مثلها»؛ ولو كان
و ُيً َلس عليه.
قال املصنف « :ولقهير مع هير كقايتها من أدنى هبز البلد ،وأدم ،وما يلبس مثلها ،ويُلس ،وينام
علي ».
قال« :ولقهير مع هير كقايتها»؛ أي :أق ما يًلل ملا يكفيهلا ملن أقل خبلل يف البللد ،ويمثل العلملاء
بأق خبل يف البلد بللل قال المصنف« :الخي ار» ،وقد اكر ابن الًوزي يف كتابه «الطب النباي» ،ويسلمى
٦
873
بللل قال المصنف« :لهط المنا ع» كيف يكون صنع خبل الخحكار.
قللال« :وأدمـ »؛ أي وأقل األدم ،قوللله« :ومــا يلــبس مثلهــا»؛ أي مللن الفقللراء ،قوللله« :وينــام ،ويُلـس
علي ».
قلال« :ولمتاسطة مع متاسط المتاسط بين ذلـب ،وماسـرة مـع هيـر المتاسـط مـع ذلـب ،وع سـها،
وه القهيرة مع الماسر :ما بين ذلب»؛ أي المتوسط بين بفقة الموسر وبفقة المعسر.
قال املصنفَّ« :ل دوان ،وأجرة طيبب ،وثمن طيب»؛ ألن هذه ليست من الستمتاأ إل إاا بلبها
اللوج ،فطلع منه بي ًبا ،فيللمه أن يعطيها قيمته.
وتًع النفقة للرجعية؛ أي جميع النفقة السابقة إل النفقلة التلر تكلون ألجل السلتمتاأ ،وهلر مؤبلة
النظافة.
قال« :وبائن حامٍ»؛ شربها أن يكون الك الحم يص إلحاق بسبه به بأن كان لم ينفه ،ودلي اللك
وقول المصنف« :وبائن حامـٍ»؛ المعتملد عنلد فقهائنلا أن النفقلة ليسلت ألجل الملرأ ،وإبملا النفقلة
ألج الحم ،وبنوا على الك مسائ ،منها:
أن المرأ ل يص لها أن تخالع زوجها على بفقة الحم ؛ أي على إسقاط بفقة الحم .
قالَّ« :ل لمتاىف عنها»؛ فإن المتوىف عنها ل بفقة لها وللو كابلت حلام ً ،وإبملا ينفل عللى الحمل ملن
874
تركته وبصيبه ،فإن لم تكن له تركة؛ فتكون بفقته على من وجبت عليه من قرابته.
قال املصنف « :من حبست أو نيزت ،أو صامت نقال ،أو ل قارة ،أو قضان رمضان ووقت متسع،
أو حُت نقال بال إذن ،أو سا رت لحاجتها بِذن سهطت».
ً
أول :إاا قووال املصوونف« :حبســت» يف مكللان ألي سللبع ،فإ للا حينمللذ سللقط أحللد الللواجبين عليهللا،
والواجبان عليها :الحتباس والتمكين ،وهنا لم تحتبس له ،ول يمكن أن تمكنه؛ فحينمذ ل بفقة لها.
قلال« :أو نيــزت»؛ والنحللوز إمللا بخروجهلا مللن البيللت ،أو بامتناعهلا مللن التمكللين ،قللال« :أو صــامت
نقال»؛ فإ ا إن صامت بف ً وزوجها حاضر؛ تسقط بفقتهلا ،وقيلده بعللهم ،وهلذا التقييلد حسلن ،وقيلدها
بعلهم أ ا ل تسقط بفقتها إل إاا بلبها ،فامتنعت ،وأما إاا لم يطلبها بأن كان خلارج البيلت ملث ً ؛ فإبله ل
تسقط بفقتها.
وهنا عندما بقول :إ ا سقطت بفقتها ل بقلول :إ لا سلقطت مطل ًقلا ،وإبملا سلقطت بفقلة النهلار فقلط،
ووجبت لها بفقة اللي ،وبفقة باقر األيام؛ ألن المذهع عندبا أن النفقلة تًلع يف اليلوم ملرتين ،تًللأ؛ يف
النهار له بفقة ،ويف اللي له بفقة.
قال« :أو ل قارة»؛ بأن صامت لكفار ،وقد منعته بفسها ،قوله« :أو قضان رمضان ووقت متسـع»؛ فإ لا
كذلك تسقط بفقتها يف النهار.
قال« :أو حُت نقال بال إذن »؛ أي يف الحج ،وفيما سب كالصلوم للنفل والكفلار والقللاء ،وأملا إن
كان بإابه؛ فإن لها النفقة.
قال« :أو سا رت لحاجتها بِذن »؛ إاا سافرت لحاجتها بإابه كأن تكون زيار قريع لهلا ،أو لنلهلة ،أو
مسلافرا معهلا؛ أل لا هلر التلر منعتله حقله
ً لتًار ولو كان بإابه؛ فإبه ل بفقة لها إل أن يتاأ هو ،أو يكون
من التمكين.
السنة مر ،وأما بفقة المأك والمحرب؛ فإ ا تًع يف ك يوم ،فيعطيها إياهلا يف أول
الكسو تًع يف َّ
السنَة.
اليوم ،وأما اللباس فبما جرت به العاد ؛ مرتان ،أو ث ث ،أو أربع يف َّ
وإاا لم ينفل عليهلا بقيلت يف امتله ،وللم تسلقط بطلول الملد ،وهلذه إشلار للخل ف ملع أبلر حنيفلة
وأصحابه.
قال املصنف« :وإن أنقهت من مال يف بيبت ،بان ميتا رجع عليها وارث».
إاا أبفقت من ماله تظنه ح ًّيا يف قصة المفقود ،قولله « :بـان ميتـا»؛ فإبله يرجلع عليهلا اللوارث يف الملد
السابقة؛ أل ا أخذت من ماله وهر ليست زوجة.
قال املصنف « :ومن تسلم من يلزم تسلمها ،أو بذلت ه أو وليها؛ وجبت نقهتها ولا مع صغره
ومرض ،وعنت وجب ».
هذه مسألة سهلة جدًّ ا ،لكن تحتاج إلى ح اللمائر فيها ،وح األسلماء الموصلولة ،قولله« :ومـن»؛
هنا المقصود به اللوج؛ من من األزواج ،قوله« :ومن تسلم»؛ أي من األزواج
قال املصنف« :من» الثابية من اللوجات؛ أي قال المصنف« :من يلزم تسلمها»؛ أي من
اللوجات ،ويللمه تسلمها هر من؟ هر التر يوبأ مثلها بأن تكون بنت تسع فأكثر ،وأما إن تسلمها قب
بنت تسع؛ فهذه مسألة أخرى.
قال« :أو بذلت »؛ أي بذلت التسليم ،فبذلت التسليم ،فاللمير هنا عائد لنفسها ،أو تسليم بفسها.
قال« :أو بذلت ه »؛ أي بذلته اللوجة للوجها ،ولم يللمها أن تسلم بفسها بأن كابت لم تقبه مهرهلا
الحال.
مهر حال ،ولها النقهة». قال املصنف« :ولها منع نقسها قبٍ دهال لهب
قال« :لها منع نقسها» قب التسليم ،وعدم الدخول ،وأما بعد الدخول ف ،ليس لها منع بفسها
مهر حال»؛ ألج هذه العلة ،وهو قبه المهلر الحلال ،وأملا إاا كلان المهلر قال املصونف« :لهب
مؤج ً بأن أمهرها عحر حالة ،ومائة مؤجلة ،فقبلت الحال ،فليس لها أن تمنع بفسها
فقط الفقهاء أجازوا لها المهلة ألج التًهيل ،يًوز لها أن تطلع المهللة ألجل التًهيلل ،وملر معنلا
كم مقدار المهلة
قال« :ولها النقهة»؛ أي ولها النفقة مع امتناعها بتسليم بفسها ،بعم ،آخر جملة.
قال املصنف « :وإن أعسر بنقهة معسر ،أو بعضهاَّ ،ل بما يف ذمت ،أو باب ،وتعذرت باستدانة أو
نحاها لها القسَ بحاكم ،وترجع بما استدانت لها ،أو لالدها الصغير مطلها».
هذه آخر مسألة بقف عندها ،يقول الحيخ :قال المصنف« :وإن أعسر» الللوج قـال المصـنف« :بنقهـة
معسر».
قوله« :بنقهة معسر»؛ أي :ولو كان المرأ قد ُفرض لها بفقلة متوسلط بلأن كابلت اللوجلة موسلر وهلو
معسر ،ولكنه عًل عن بفقة المتوسط ،وبلل عًله حتى عًل علن بفقلة المعسلر؛ فحينملذ يثبلت الحكلم،
وأما إن وجبت لها بفقة المتوسطة مع المتوسط ،وعًل عنها ،وقدر على بفقة المعسر؛ فليس لها الفرقة.
قال« :وإن أعسر»؛ أي اللوج قال المصنف« :بنقهة معسر» ،ولو كان قد ُحكم لها بنفقة متوسط.
٦
877
قال املصنفَّ« :ل بما يف ذمت »؛ أي الماضر قب المد السابقة؛ أي :أعسر بما ثبت يف الذمة.
قال املصنف« :باب» معطوفة على قال المصنف« :وإن أعسر» أو غاب ،وليست معطوفة على
قولهَّ« :ل بما يف ذمت ».
قال املصنف« :باستدانة»؛ لم تًد أحدً ا يستدين يف امته هو ،فتقول :أستدين على زوجلر .فيقلول:
ل أريد أن أقرض زوجك؛ ألبه غائع.
قال املصونف« :بحاكم»؛ ل ُبد من حكم حاكم ،والقاعد عند العلماء أن ك فرقة فيها خل ف بلين
العلماء ،أو فيها اخت ف يف الوجود والعدم؛ ف تص إل بحكم الحاكم.
قال املصنف« :بما استدانت لها»؛ أي لمصلحتها هر ،قولله« :أو لالدها الصغير مطلها»؛ أي ترجلع
مطل ًقا على اللوج سوا ًء فسخت بعد الك ،أو لم تفسخ ،وسوا ًء مات ،فتأخذه من تركته ،أو رجع ح ًّيا.
بقف عند هذا الموضع ،وبكم إن شاء اهلل بعد الص .
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)30
h
( )30اية المًلس الث ثين.
878
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
قوله « :صٍ».
يف هذا الفص أورد المصنف أحكام النفقلة عللى غيلر اللوجلة كالواللدين ،وبلاقر األقلارب،
والرقي والبهائم وغيرها.
فبدأ بالنفقة على الوالدين ،والنفقة عليهما من آكد النفقات على األقارب ،ب ُحكر ا جماأ عليها.
قووال املصوونف« :وإن ســقٍ»؛ أي :وإن بلللل س لوا ًء كللان وار ًثللا أو غيللر وارث ،ولللو كللابوا مللن اوي
األرحام.
قال املصنف« :ولا حُبهم معسر»؛ أي :ولو حًع األبوين أو الولد معسر.
وبنا ًء عللى اللك؛ فإبنلا بقلول :إن األبلوين وإن عللوا ،واألبنلاء وإن سلفلوا فلإ م تًلع النفقلة علليهم
جنسا ،ومحًوبين بغيره؛ بمعنلى أ لم ل يرثلون ،أو كلابوا
بالمعروف سوا ًء كابوا وارثين ،أو كابوا وارثين ً
غير وارثين بأن كابوا من اوي األرحام.
٦
879
قال املصنف« :ول ٍ من يرث بقرض أو تعصيبَّ ،ل برحم ساى عما َدي نسب ».
هذا النوأ الثاين من بفقة اوي األقارب ،وهر النفقة لألقارب غير الفروأ واألصول ،وهر تًع لمن
يرثه؛ إا الغرم بال ُغنْم.
قال« :ول ٍ من يرث بقرض أو بتعصيبَّ ،ل برحم»؛ فيحلم الفلرض جميلع ملن يرثوبله بلالفرض إل
سبقت بفقتهم.
ْ اللوجين ،فإن اللوجين
والتعصيع يحم العصبة بالنفس ،وبلالغير ،وملع الغيلر ،ويحلم العصلبة بالنسلع ،ويحلم العصلبة
بالولء.
فقهاهبا يرون توريث اوي األرحام إاا ُفقدت اوي الفروض والتعصليع .وبنلا ًء عليله؛ فلإن ملن يلرث
بالرحم ل تًع بفقته وإن ورث.
قال املصنف« :مع ْهر من تُب ل ،وعُزه عن كسب إذا كانت اضلة عن قات نقس وزوجت
ورقيه يام وليلت كقطرةَّ ،ل من رأس مال ،وثمن ِم ْلب ،وآل صنعة».
قال املصنف« :ساى عما َدي نسب » ؛ أي أن عمودي النسع تًع النفقة لهم ولو كابوا غير
وارثين.
فقيرا ،لكنه قادر على الكسع ،ف مال عنده ،لكنه قادر على الكتساب بيده.
الناس قد يكون ً
علاجلا علن الكسلع ،لكنله اا ملال ،وحينملذ ل ُبلد ملن اجتملاأ
ً والعكس؛ فإن بعه الناس قلد يكلون
هذين الوص َفين ،وهما الفقر مع العًل عن الكسع.
الحرط الثاين:
880
قال املصنف« :إذا كانت اضلة عن قات نقس وزوجت ورقيه يام وليلت كقطرة».
قال املصونف « :اضلة عن قات نقس »؛ ألن النبر لما سأله رج عن درهم زاد علن
حاجة بفسه قال« :اجعل يف أهلب» ،فدل على أن اللوجة ُمقدَّ مة على سائر القرابات.
قال املصنف« :يام وليلت » ؛ ألن النفقة إبما تًع يف ك يوم وليلة على سبي البفصال ،فك
يوم وليلة منفصلة كما مر معنا يف الدرس قب الص ؛ أ ا ُت َ
بذل يف أول النهار.
هنا قول المصنف« :عن قات نقس »؛ المراد باللللل«قـات» لليس الطعلام والحلراب فقلط ،بل ويحلم
أيلا الكسو والمسكن.
ً
قال املصنفَّ« :ل من رأس مال» ،هذا هو الحرط الثالث؛ أبه ل ُبد أن تكون النفقة ليست من رأس
ماله ،فلو كان المرء عنده رأس مال يتاجر به؛ ف يللمه أن يأخذ من رأس مال التًار لينف على قرابته.
ا ويكتسع. قال املصنف« :وثمن ِم ْلب»؛ يسكنه أو بحو الك ،قوله« :وآل َصنعة»؛ يحتغ
قال املصنف« :وتسهط بمض زمن ما لم يقرضها حاكم ،أو تُستَدَ ن بِذن ».
من الفروقات بين بفقة األقارب وبفقة اللوجة أن :بفقة اللوجة ل تسقط بمللر الللمن؛ أي بالتقلادم،
وأما بفقة األقارب فإ ا تسقط ،وهذا معنى قوله« :وتسهط»؛ أي بفقة األقارب
قال املصونف« :بمضـ زمـن»؛ أي بويل ،للم يطالِلع لا القريلع أملام القاضلر ،وللم يبلذل فيهلا
النفقة الواجبة عليه. الحخ
،فأوجع عليه قال املصنف« :ما لم يقرضها حاكم» ؛ ما لم يكن الحاكم قد فرضها على الحخ
أن ينف على قرابته.
٦
881
قال املصنف« :أو تُستَدَ ن بِذن »؛ أي ُتستدَ ن بإان الحاكم بأن يكون القريع الفقير قد استدان بإان
الحاكم على الغنر القريع.
وجبت علي رجع علي منقق بنية الرجاع ،وه على كٍ بهدر إرث ،
ْ قال املصنف« :وإن امتنع من
وإن كان أب انقرد بها».
قال املصنف« :رجع علي منقق» سوا ًء كان قري ًبا أو بعيدً ا
ومر معنا يف قلية أن من تصرف بغير إان غيره؛ ه يكون تصرفه لز ًما؟ لها حالتان:
َّ
األص عدم للوم التصرف إل يف أحوال ،منها هذه.
قيرا له أذ وأخت ،فإن األذ عليه ثلثا قال املصنف« :وه على ٍّ
كٍ بهدر إرث »؛ فلو أن رج ً ف ً
النفقة ،واألخت عليها الثلث.
قال املصنف« :انقرد بها»؛ ألن األص يف النفقة أ ا واجبة على األب.
قال املصنف« :وتُب علي لرقيه ولا آبها وناَزا ،وَّل ي ِلق مي ًّها كثيرا».
قال املصونف« :لرقيه »؛ أي عبده الذي يملكه ،قوله« :ولا آبها»؛ أي كان هار ًبا ،وكيف تًع عليله
لو كان هار ًبا؟ بمعنى لو أن هلذا العبلد إاا هلرب ،وكلان آب ًقلا ،جلاء رجل أبفل عليله بنيلة الرجلوأ؛ فنقلول
حينمذ :له أن يرجع على سيده؛ ألن األص أن الرقي بفقته على سيده.
ثم بدأ يتكلم عن األدب مع الرقيل ،قلال« :وَّل ي لقـ ميـ ًّها كثيـرا»؛ أي الخلارج علن العلاد ،و ُقلدر
882
الك ِ
القن.
الفريلة؛ يللمه أن يريحه قال املصنف« :قائلة» ؛ أي بوم القائلة .والنوم يف اللي ،ووقت ص
ألجلها.
وح ُرم تحميلها مي ًّها ،ولعنها ،وحلبها ما يضر بالدها ،وضرب وج ْ ،
ووسم ي ، قال املصنفَ « :
ويُاز يف بيره لغرض صحيح».
يقللول :ويحللرم تحمي ل البهللائم « ُمي ـ ًّها»؛ أي شللي ًما يح ل ُّ عليهللا ،وحم ل ً ثقللي ً ،وقللد جللاء أن النبللر
اكر أن بقر قالت :إ َّبا لم بُخ َل لذلك .فلدل عللى أن تحميلهلا المحل يكلون ممنو ًعلا ،وإن
ويحلرم هلو
ُ كان فقهاهبا يف شرال هذا الحديث يقولون :ل يحرم ركوب البقر ول الغنم ،وإبما اللذي ُيمنَلع
تحميلها المح .
قال« :وحلبها ما يضر بالدها»؛ ب ل ُبد أن يبقر من لبنها ما يرتلعه ولدها؛ ألن النبلر
ى ولعن من َّفر ق بين األم وبين وليدها ،ويحم الك البهائم ،ومما يحصل بله التفريل أن يحللع لبنهلا
٦
883
ك َّله.
قال املصنف« :لغرض صحيح»؛ كالع مات التر ُتً َع يف ا ب ويف الغنم ولو كان بنار وبحوه.
بدأ ذا الفص يتكلم المصنف عن الحلابة ،وقد ختم ا ما يتعل بالمعام ت كلها.
الحلابة بوعان:
وهذا األمران يًبان أو بعلها أو أحدها ،واألول يًع لبعه األشخاص ،فبدأ ً
أول ،قلال« :وتُـب
الحضانة لحقإ صغير»؛ الصغير يحتاج بو َعر الحلابة؛ الحفظ من المكروه ،وحفظ الةبية.
قال املصنف« :ومُنان»؛ وهو فاقد العق ،قوله« :ومعتاه»؛ الذي يكون فقده للعق أق من
األول ،والمًنون إبما يحتاج للنوأ األول من الحلابة ،وهر حلابة الحفظ؛ ألبه ل يحتاج إلى تربية.
ومسألة الةتيع بين األح يف الحلابة من المسائ المحكلة؛ حتى إن إملام الحلرمين الًلوينر قلال:
(إن ليس لها قاعد منلبطة ،وإبما ُتح َفظ كما جاءت).
ولكن ،اكر ابن القيم بق ً عن شيخه تقر الدين أن لهم قواعد فيها ،وعللى العملوم؛ اللذي محلى عليله
فقهاهبا قاعدتان:
وفرق بين القاعدتين ،الحيخ يقولُ :يقدَّ م النساء ،لكن ل ُيقدَّ م ما كان من جهة النسلاء .وسليظهر اللك
ْ
من ترتيبهم.
قال املصنف« :ثم أمهاتها؛ الهربى الهربى» .أي :أم األم ،ثم أم أم األم ،وهكذا.
قال املصنف« :ثم أمهات كذلب» .أي أمهات أبر األب كذلك.
ألن هذه القاعد التر اكرباها قب قلي أن فقاءبا يرون تقديم ملن أدللى ملن جهلة األم عللى ملن أدللى
من جهة األب ،وهر القاعد الثابية ،قلت لكم يف الةتيع.
ولذلك فإن الحيخ تقر الدين لما جاءتله هلذه المسلألة قلال :ل ،بل ُتقلدَّ م األخلت ألب عللى األخلت
ألم.
ثم الخالة ،فإ ا ُمقدَّ مة على العمة؛ ألن النبر قال« :الخالة أم».
قال املصنف« :ثم عمة» .ثم العمة تكون كذلك ،وهر أخت األب.
قال املصنف« :ثم بنت أخ وأهت» .بنت األذ واألخت ،ول ُتقدَّ م بنت األخت على بنت األذ،
وإبما هما سواء يف درجة واحد .
قال املصنف« :على ما ُ ِصٍ» بأن ُتقدَّ م الحقي ،ثم ألب ،ثم ألم.
ألبه ممنوأ من التصرف يف وقته ،ومحبوس لسيده ،فحينمذ ل يص أن تكون له ولية على غيره.
ألبه مت ََّهم.
الملوجة بأجنبر؛ أي :لمن ليس َمحر ًما ،هذا معنى األجنبر :أبه ليس محر ًما للمحلون ،قولله« :مـن
ا ،فمن حين العقد تسقط أولويتها ،فإن بالع من بعدها بح الحلابة ابتقلت حين عهد» ولو لم يدخ
إليه.
قال املصنف« :وإن أراد أحد أباي نهلة إلى بلد آمن ،وطريه مسا ة قصر أكثر ليس ن ؛ أب
أحق».
ً
ابتقال. ً
ابتقال ،قوله« :نهلة» هنا بمعنى يقول الحيخ :قال المصنف« :وإن أراد أحد أباي نهلة»؛ أي
قال املصنف« :إلى بلد آمن»؛ بمعنى أن البلد المنقول إليه آمن ،والنقلة آمنة ،ف بد أن يكون
الطري آمنًا كذلك ،فقوله« :آمن» يعود للبلد ،والبتقال كذلك.
قال« :وطريه »؛ أي والطري إلى البلد الذي يريد أن ينتق إليه أحد األبوين
ً
فرسخا. قال املصنف« :مسا ة قصر أكثر»؛ ومسافة القصر عندهم ستة عحر
قال املصنف « :أب أحق»؛ سوا ًء كان األب هو الذي ابتق ،أو األم هر التر ابتقلت ،ففر
عرف به.
الحالتين يبقى المحلون عند األب؛ ألبه هو الذي ُينسع إليه ،و ُي َ
قال« :أو إلى قريب».
أي إاا كان أحد األبوين سينتق إلى بلد آمن ،السلفر إليله سلفر قريلع ،واللك أن السلفر عنلد العلملاء
بوعان :سفر قريع ،وسفر بوي .
ً
فرسلخا ،والسلفر القريلع فرسلخ واحلد ،فللو كلان البتقلال لمسلافة فرسلخ فالسفر الطوي ستة عحر
واحد ،وهو السفر القريع أو القصير؛ فإن األم تكون أح .
٦
887
أي :أو كان السفر لحاجة مع البعد؛ فإن المقيم هو الذي يكون عنده.
قال املصنف« :أولى» أمن يف الطري ؛ فإن المقيم هو الذي يكون المحلون عنده.
قال املصنف« :وإذا بلَ صب سبع سنين عاقال ُه ِير بين أباي ».
روي فيه حديث يف إسناده مقال ،لكنه جاء عن بعه الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ،وأملا األبثلى فإ لا
دائما كما سيأا يف ك م المصنف عند أبيها.
تكون ً
قال املصنفَّ« :ل يصان » ،قوله« :ويصـلح »؛ المقصلد الثلاين ملن الحللابة هلو تربيتله ،وإصل ال
شأبه.
وبنا ًء على الك؛ بعرف أن مسقطات الحلابة متعلدد ،مملا اكلره المصلنف :ف ْقلد األهليلة بلأن يكلون
فس .
كافرا ،أو يطرأ عليه ْ
ً
اْلمر الثاين :أن تتلوج المرأ بأجنبر من المحلون.
اْلمر الثالث :السفر إلى مسافة قصر ،أو لمكان ل أمن فيه.
قال املصنف« :وت ان بنت سبع عند أب ،أو من يهام مهام إلى ز اف».
يقول الحيخ :إن بنت السبع تبقى عنلد أبيهلا ،قولله« :أو مـن يهـام مهامـ » ملن بوابله ،فقلد يكلون األب
بعيدً ا ،فيًعلها عند جده ،وبحو الك ،قال« :إلى ز اف»؛ أي إلى حين أن تتلوج.
ولذلك العلماء يف هذه المسألة أوردوا أن المرأ ُتمنلع ملن أن تسلكن وحلدها ملا للم تتللوج ،وأملا إن
تلوجت وتطلقت فتسكن وحدها؛ فعندهم األمر سه ،وأما قب اللواج فإ ا ل تسكن وحدها.
888
بدأ يتكلم المصنف عن كتاب الًنايات ،وهو الذي يلورده العلملاء بعلد المعلام ت واألبكحلة؛ ألبله
بتيًة تصرف ،وليس بتيًة َعقد.
بدأ يتكلم المصنف علن النلوأ األول ملن الًنايلات ،وهلر الًنايلة عللى اللنفس با زهلاق ،وإزهلاق
النفس يكون بالقت ،
قال املصنف« :الهتٍ عمد ،وَب عمد ،وهطأ» .هذه أبواأ القت الث ثة ،فبدأ بالعمد ،فقال.
قال املصنف« :وها أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما ،يهتل بما يغلب على الظن مات ب
كُرح بما ل نقاذ يف البدن ،وضرب بحُر كبير».
قب أن آا لهذه الًملة ،وأشرال ك مها أريدك أن تعلم أن العلماء يقولون :إن القتل يكلون عملدً ا إاا
ُوجد فيه قيدان:
وعندما بقول:
قال املصنف« :مهصاد»؛ أي أبه َفع هذا الفع العدوان قصدً ا ،فلو صدر منه هلذا الفعل ملن غيلر
قصد كالنائم ينقلع ،ف يكون قد قصد الفع العدوان.
إ ًاا ،هذا هو القيد األول ،فإاا اخت أي واحد من أجلائه الث ثة؛ ف يكلون عملدً ا ،وإبملا يكلون خط ًملا
مباشر .
الحرط الثاين ،وابتبه لهذا الحرط الثاين :أن يكون القت بما يق ُت غال ًبا ،والذي يق ُت غال ًبلا تسلعة أشلياء
أوردها الفقهاء يف محلها ،وسيحير المصنف لبعلها.
بيع ،إن اخت َّ الحرط األول بفوات واحد من قيوده الث ثة؛ فالقت خطأ.
ا ،فلإن كابلت إ ًاا ،إاا أردت أن تعرف ما الفرق بين العمد وشبه العمد هو أن تنظر إلى اآللة التر ُقت
مما يق ُت غال ًبا فهو عمد ،وإن كابت مما ل يق ُت غال ًبا فهو شبه عمد بحلرط أن يوجلد الحلرط األول ،وهلو
أن يكون قد قصد فِع ً عدوابًا بتج عنه القت ،فإن اخت الحرط األول فهو خطأ مطل ًقا سلوا ًء ُوجلد الحلرط
الثاين أو لم يوجد.
بأا إلى ك م المصنف ،قوله« :وها أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما ،يهتل ».
قال املصنف« :يهصـد»؛ أي يقصلد الفعل العلدوان ،ل أن يقصلد القتل ،ل يلللم أن يقصلد القتل ،
فقتله فهو عمد. فقتله فهو عمد ،ومن قصد أن يخيف شخ فمن قصد ضرب شخ
قال« :أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما»؛ هذا هلو العلداون بلأن اعتلدى بلأمر منهلر عنله شلر ًعا ،ر َفلع
مسلما بمث َّق وبحو الك.
ً س ًحا على مسلم ،ر َمى
قال املصنف« :بما يغلب على الظن مات ب »؛ هذا هو الحرط الثاين الذي يسميه بعلهم بلل قال
المصنف« :اْللة الهاتلة» ،والذي يغلع على الظن القت به تسعة أشياء ،أورد المصنف منها اثنين.
يسليرا ،ل
ً األول :قال« :كُرح بما ل نقاذ يف البدن»؛ بمعنى أن له َم ْو ًرا ،فيح البدن ولو كلان الحل
كبيرا؛ فإبه حينمذ يسمى بما يق ُت غال ًبا.
يللم أن يكون ً
بب ًعا هنا اعةض العلماء ،قالوا :إن بعه ما يح ل يقت غال ًبا ،ومع الك جعلناه قتل عملد كلا بر ،
ا بر ل تقت غال ًبا.
ولذلك يقولون :إن قول المصنف :بما يق ُت غال ًبا .هذا على سلبي الًمللة ،ل عللى سلبي ا بل ق؛
يورد عليه المحدَّ د ،وهذا الذي بسميه المحدَّ د.
ألبه َ
اآللة الثابية ،أو ما يق ُت غال ًبا الثاين؛ قال عنه المصنف« :وضرب بحُر كبير»؛
قال املصونف« :بحُر كبير»؛ هذا على سبي المثال ،والمراد ضربه بك شلرء ثقيل ؛ مث َّقل ،يقتل
غال ًبا؛ حًر ،خحع ،حديد ،ك ما كان ثقي ً يق ُت مثله؛ فإبه يكون آلة قاتلة ،فيكون القت به عمدً ا إاا كلان
مقصو ًدا.
قال املصنف« :وَب العمد أن يهصد جناية َّل تهتٍ بالبا ،ولم يُرح بها؛ كضرب بساط أو
عصا».
ابظر معر ،لنح ِّل ك م المصنف ،قوله« :وَب العمد»؛ أي النوأ الثاين من القت :شبه العمد الذي ل
َق َود فيه.
قال املصنف« :أن يهصد جناية» ،ما المقصود بقصد جناية؟ معناها أن يقصد من يعلمه آدم ًّيا
معصو ًما ،فيقتله ،أو بمعنى آخر أن بقول :أن يقصد الفع العداون الممنوأ شر ًعا ،فيؤدي إلى القت .
قال« :أن يهصد جناية َّل تهتٍ بالبا»؛ معنى قولهَّ« :ل تهتٍ بالبا»؛ أي ليست بأحد الصور التسلع التلر
اكرها العلماء ،وهر محصلور عنلدهم ،وإن كلان بعله المتلأخرين يقلول :إ لا ليسلت محصلور .لكلن
٦
891
ناهر ك م كثير من المتأخرين أ ا محصور يف التسع؛ ألن عندبا قاعد يف صياغة الفقهلاء أ لم إاا اكلروا
عد ًدا فالدللة على العدد.
قال« :ولم يُرح بها»؛ لمااا قال« :ولم يُرح بها»؟ ألبله إن جرحله لا فإبله يكلون لله َم ْلور؛ أي لله
بفوا ،فيكون داخ ً يف المحدَّ د.
قال املصنفَّ« :ل تهتٍ بالبا»؟ لما اكرت لك قب قلي أن المحدَّ د أحيابًا ل يكون يقت غال ًبا ،فللو
أن امر ًءا بعن آخر بإبر ،فأدى الك إلى وفاته؛ فإبه عمد؛ أل ا َتًرال.
قال« :ولم يُرح بها؛ كضرب بساط أو عصـا» .السلوط معلروف ،والعصلا معروفلة ،والللابط عنلد
أه العلم بين العصا التر تكون مثقلة والعصا التر ل تكون غير مثقلة ،فيصب ل قود فيهلا ،قلالوا :العلا
بذلك عمود فسطاط الخيمة ،فما كان يف حًم فسطاط الخيمة فأكثر فإبه عمد ،وما كلان دوبله فإبله يكلون
شبه عمد.
وعمود فسطاط الخيمة معروف؛ الذي يكون يف وسطها ،قالوا :والمقصود بالخيملة خيلام العلرب ،ل
العًم .وأغللع الخيلام الًيلد التلر عنلدبا اآلن؛ عملدا ا اآلن الصلناعية هلذه ملن عملدان خيلام العًلم
العريلة.
وأما خيام العرب القديمة ،وهر موجود ،لكنها قلت اآلن؛ ألن العرب يحدون ويرتحلون؛ كل يلوم،
أو ك أسبوأ ،أو ك ث ثة أيام ينتق ،فل يحتلاج شلي ًما ثقلي ً ؛ فلإن عمودهلا لليس بلالعريه ،يف الغاللع،
يكون ،ل أدري كيف أقدره لك ،لكنه مقدَّ ر بحًم يسير ،أوسلع بقليل ملن التحليل ،أوسلع ملن التحليل
بيسير.
بب ًعا ،دلي شبه العمد قول النبر « :أَّل إن قتيٍ َـب العمـد قتيـٍ السـاط والعصـا» .ثلم
عدها كما سيأا كيف تكون ديته.
892
قال املصنف« :والخطأ أن يقعٍ ما ل عل كرم صيد ونحاه ،يصيب آدم ًّيا».
هنا المصنف اكر يف الحقيقة صلور ملن صلور الخطللأ ،ل جميلع صلور الخطلأ ،وللو قلال المصلنف:
والخطأ كأن؛ لكن أولى؛ ألن صور الخطأ أبواأ:
مر معنا.
خطأ يف القصد كما َّ
وخطأ يف الفع ،وبعله له أبواأ.
وهنا اكر المصنف الخطأ يف الفع ،ل الخطأ يف القصد ،فقال المصنف:
قال املصنف« :والخطأ أن يقعٍ ما ل عل »؛ أي :قصد الفع ،لكنه أخطأ فيه.
قال« :كرم صيد ونحاه» ،فيخطلئ ،قولله « :يصـيب آدم ًّيـا»؛ رأى شلًر خلفهلا سلواد ،ننله صليدً ا،
فرماه ،فإاا به آدمر ،بقول :هذا خطأ .مع أن اآللة آلة قاتلة ،لكنه يعد خط ًما.
ألن الصبر والمًنون ل بية له كاملة ،فكأبه لم يقصد ،فيكون خطأ يف القصد.
قال املصنف« :ويهتٍ عدد بااحد ،ومع عقا تُب دية واحدة».
بيع ،أبا أريدك أن تفهم هذه المسألة؛ فإ ا تحتاج إلى تدقي .قول المصنف« :ويهتٍ عـدد بااحـد»؛
ً
أحوال: واحد ،فنقول :إن له لو أن جماعة اجتمعوا على قت شخ
مباشرا.
ً الحالة اْلولى :أن يكون بعلهم متس ِّب ًبا ،وبعلهم
إاا كان بعلهم متسب ًبا ،وبعللهم مباشلر ،ول توابلؤ بيلنهم؛ فلال َق َود أو بدلله ،وهلو الديلة تكلون عللى
المباشر وحده.
ال َق َود أو الدية على المباشر؛ ألبه لو اجتمع المباشر والمتسبع فاللمان على المباشر.
كلهم قلد باشلروا قتلله ،فكلهلم قلد الحالة الثانية :أن يكون هؤلء الذين اجتمعوا على قت شخ
ملنهم بحلرط أن يكلون ضربون بعصا كابت معهم ،فكلهم مباشرون ،فنقلول :إن ال َق َلود عللى كل شلخ
شخصلا ضلرب رجلله ،وآخلر ضلرب رأسله ،فاللذي يقتل ملن؟ اللذي يللرب ً صالحا لقتله ،فللو أن
ً فِعله
الرأس ،فال َق َود على ضلارب اللرأس ،ول ملابع ملن تعليلر الثلاين بحلرط أن يكوبلوا غيلر متلوابمين؛ ضلربه
األول ،ثم اهع ،ثم جاء الثاين وضربه ،أو قطع رجله إصبعه ،والثاين قطلع رأسله ،وهكلذا ،األمثللة ،وهلر
بالعحرات.
الحالة الثالثة :أن يكوبوا متوابمين؛ أي :متفقين على قتله ،فنقول :إ م يقادون به جمي ًعلا وللو كلان
بعلهم مباشر ،وبعلهم متس ِّبع ،أو كان بعلهم مباشلر ،واآلخلر مباشلر ،وبعللهم يصلل فعلله للقتل ،
وبعلهم ل يصل ،فما داموا قد توابموا على قتله؛ فإ م ُيقادون به.
لذا قال عمر ( :لو توابأ عليه أه صنعاء لقتلتهم بله) ،وجلاءت( :للو تملاأل) ،والتملالؤ والتوابلؤ
سواء.
إ ًاا ،فرق بين أن يحةك أقلوام ملع توابلؤ ،وأن يحلةكوا ملن غيلر توابلؤ .ملع التوابلؤ يقلادون جمي ًعلا
بغه النظر عن فعلهم.
وإن كابوا غير متوابمين فلها حالتان :مباشر مع متسع ،ومباشر مع مباشر.
ولذلك يقول المصنف« :ويهتـٍ عـدد بااحـد»؛ ملراده بلذلك إاا كلابوا متلوابمين ،وأملا إن كلابوا غيلر
متوابمين فإبما يقادون به إاا كان فع ك واحد يصل أن يكون قات على سبي ابفراده.
قال« :ومع عقا»؛ أي :إاا عفا أولياء الدم« ،يُب دية واحدة»؛ ألن الدية متعلقة بلالمًنر عليله ،وهلو
واحد.
قال املصنف« :ومن أكره م َّلقا على قتٍ معين ،أو على أن ي ره علي قعٍ ،على كٍ ال َه َاد أو
الدية».
إكراها ملً ًما ،وا كراه الملًئ مث أن يرميه ،فقال :ارم ثال ًثا حتى يقلع عللى فل ن،
ً علي »؛ قال :أكره آخر
فيقتله.
قال« :أو على أن ي ره علي قعٍ»؛ أي :ففع الك المك َّلف الذي ُأكره.
قال املصنف« :أو الدية» .قول المصنف على الدية« :أو الدية» ليست على ا ب ق ،وإبما المراد
بالدية إاا سقط ال َق َود ،فيكون عليهم على سبي الشةاك.
قال املصنف« :وإن أمر ب بير م َّلف ،أو من يُهٍ تحريم ،أو سلطان ظلما من جهٍ ظلم ي
لزم اْلمر».
قال املصنف« :وإن أمر ب بير م َّلف قال المصنف ،« :هتٍ؛ ِن بير الم َّلف ي ان سببا؛ ْلن
كاْللة ،حينئذ الم رِه وإن كان ظاهره متس ِبب إَّل أن ُيُعٍ كالمباَر ،ي ان الم َره بير الم َّلف
ان بير ماجاد ،ي ان ال َه َاد كاْللة يف يده ،أو أن نهال :إن المباَر سهط ال َه َاد عن بمعنى َرع ،
حينئذ على المتس ِبب.
قال« :أو من يُهٍ تحريم »؛ أي تحريم القت بأن ننه مباال الدم.
قال« :أو أمر سلطان ظلما من جهٍ ظلم ي »؛ فإن ال َق َود يللم اآلمر فقط دون المباشر.
ألن غير المك َّلف وهو المًنون والصبر؛ فإن عمده يكون خط ًما ،ف قصاص.
ألن النبر قال« :فإاا قالوها فقد عصموا منر دماءهم وأموالهم إل بحقهلا» ،والحلديث
٦
895
قوله« :وم ا أت »؛ بمعنى أن يكون مثله ،أو أن يكون المقتول أعللى منله ،فقلد يكلون المقتلول أعللى،
مسلما؛ فإبه ُيقاد به.
ً فحينمذ يقاد به ،فلو أن ام ًّيا قت
قال« :وعدم الاَّلدة»؛ بمعنى أل يكون القات أ ًبا ،أو أ ًّما للمقتول ،ل العكس.
قال« :ت ليف مستحق ل »؛ أي :مستح لل َق َلود ،وهلم أوليلاء اللدم ،فكل ملن كلان وار ًثلا للملال؛ فإبله
يكون وار ًثا للدم.
ويًع أن يتفقوا عليه ،فلو عفا أحدهم لو كان من غير العصبات كلاللوج أو اللوجلة؛ فإبله ل ُيسلتوىف
القصاص.
كان مًنوبًا ولو كان جنوبه مط َب ًقا؛ فإبه ُينتظر ،قولهُ « :
ويحـبس»؛ أي الًلاين ألن يقلدم مسلتح القصلاص
صغيرا ،ويفي إاا كان مًنوبًا ،وهذا يسمى «حبس اَّلحتياط»؛ لكر ل يهرب.
ً الغائع ،ويبلغ إاا كان
896
قال املصنف« :ويُب استيقاؤه بحضرة سلطان ،أو نائب ،وبآلة ماضية ،ويف الن ْقس بضرب العنق
بسيف».
قال املصنف« :بحضرة سلطان ،أو نائب » ،والتعدي عليه يسمى افتيا ًتا على السلطان ،ول يًوز.
قال« :وبآلة ماضية»؛ بأي آلة فيما دون النفس ،وأما يف النفس ف بد أن يكون بالسليف ،وقلد روي فيله
حللديث عنللد ابللن ماجلله ،وقللد ُتك ِّلللم يف إسللناده ،وهللذا معنللى قللول المصللنف« :ويف الــنقس بضــرب العنــق
بسيف».
قال املصنف « :صٍ .ويُب بعمد ال َه َاد ،أو الدية ،يخير ول ،والعقا مُانا أ ضٍ».
يقول« :ويُب بعمد ال َه َاد ،أو الدية»؛ أي :الًناية العمد سوا ًء كابلت عللى اللنفس ،فيخ َّيلر اللولر ،أو
كابت الًناية على ملا دون اللنفس ،فيخ َّيلر المًنلر عليله ،فيخ َّيلر بلين ال َق َلود أو الديلة ،وهلذا معنلى قولله:
« يخ َّير ول »؛ فيخير بين ال َق َود ،وهو القصاص ،أو يسلقط القصلاص عللى ملال؛ ولكلن األفلل أن يعفلو
مًابًا ،وهذا معنى قوله« :والعقا مُانا أ ضٍ».
عللى الديلة، إاا «اهتار الدية» ليس له الرجوأ فيها؛ ألبه أسقط حقه ،أو إاا «عقا مطلها» من غيلر بل
ٍ
جـان»، عليها؛ فإ ا تثبت الدية بخ ف إاا عفا مًابًا؛ فإبه ل تتعين الدية ،وإبما تسقط« ،أو هلـب لو ين
فقد فات المح ؛ فإبه تتعين الدية.
قال املصنف« :ومن وكٍَّ ،ثم عقا ،ولم يعلم وكيٍ حتى اقتص ال َ ن عليهما».
واضحة هذه .المسألة :أن و َّك غيره بالقصاص ،ثم عفا صلاحع الحل ،وللم يعللم الوكيل باسلتيفاء
القصاص
قال املصنف « :ال َ ن عليهما»؛ ألن هذا بنى على ننه ،واألول عفا بعد أمر ،وهو وقت التوكيل
كان مستح ًقا.
قال املصنف« :وإن وجب ِ
له ٍّن قاد أو تعزير قذف ،طلب وإسهاط ل ،وإن مات لسيده».
إاا كان مستح ال َق َود قِن فإن الطلع له ،وليس لسليده ،لكلن إن ملات؛ فلإن سليده يلرث مالله ،ويلرث
حقوقه.
بب ًعا ،قول المصنف« :أو تعزير قذف»؛ ألبه سيأتينا إن شاء اهلل يف الدرس القادم أن القذف إبما يًلع
القن فإبما يًع فيه التعلير. فيه الحد إاا كان على حر ،وأما إاا قذف ِ
قال املصنف« :وال َه َاد يما دون النقس كال َه َاد يها ،وها ناعان».
بدأ يتكلم المصنف عن ال َق َود فيما دون النفس ،وهو إملا أن يكلون عللى بلرف ،أو عللى منفعلة ،قلال:
«وال َه َاد يما»؛ أي يف شروط استيفاء القصاص ،وشروط القصاص التر تقدَّ م اكرها .قال« :وها ناعان».
قال املصنف « :يؤهذ كٍ من عين وأنف ،وأذن وسن ،ونحاها بمثل ».
قوله« :بيرط مماثلة»؛ أي :يًع أن يماثله يف السم والموضع ،ل من مطل المماثلة.
قول المصنف هنا« :وأمن من حيف»؛ هلذه ملن المسلائ الدقيقلة ،يقلول العلملاء :إن هنلاك فر ًقلا بلين
أمرين ،هناك فرق بين األمن من الحيف ،وهناك فرق بين إمكان الستيفاء ب حيف.
فيقولون :إن أمن الحيف هو شرط جواز ،وأملا اللذي هلو شلرط ل سلتيفاء فهلو إمكلان السلتيفاء بل
حيف .وقد أبالوا يف التفري بين الثنتين ،ولو قال المصنف :وأمن الستيفاء بل حيلف؛ لكلان أدق ،بب ًعلا
898
قول المصنف« :واستاان يف صحة وكمال»؛ أي ليس اسلتواء مطل ًقلا ،بل ل ُبلد أن يكوبلا مسلتووين يف
الصلحة والكملال ،وهللذا السلتواء يف الحقيقللة لليس لز ًمللا بينهملا ،وإبمللا يًلع أن يكللون السلتواء علللى
الطرف المق َت ِّ منه.
جرحا ،ولم يص إلى عظم؛ ف قود فيها ،وإبما فيه األرش ،أو كلان الًلرال
ً شخصا جرال آخر
ً فلو أن
يف مكان ل عظم فيه كالًائفة التر تكلون يف اللبطن ،فهلذه ل َق َلود فيهلا ،وإبملا فيهلا األرش ،أو الديلة التلر
سيأا اكرها.
قال« :وتضمن سراية جناية» ،ما معنى السراية؟ السراية هو أن يكون هنلاك ُجلرال ،ثلم إن هلذا الًلرال
قب الاء يسري ،فيمتد على جلء من اليد ،أو البدن ،فيتلفه.
يقول الحيخ :قال المصنف« :وتضمن سراية جناية» ،فلو أن امر ًءا جنى على آخلر ،ثلم سلرت الًنايلة
علوا أكا ،أو أتلفلت الًسلد كلله؛ فإ لا ُتللمن ،فقلد يكلون اللك سلب ًبا للقلود ،وقلد يكلون
ً حتى أتلفت
بالدية ،فلو أن رج ً قطع إصبع رج ،أو جرحه بسلكينة صلغير ،ثلم سلرت بغرغرينلا حتلى هللك بسلبع
هذه السراية ،بقولُ :يقاد به و ُيقت ؛ ألبه جرحه بمحدَّ د له َمور ،ثم سرت ،فحينمذ تلمن.
شخصا اقتيد منه بقطع إصبع أو يد ،فسرى ال َق َود إلى بفسله ،فقتلله؛ فل ُتللمن؛
ً قالَّ« :ل قاد»؛ لو أن
لقول علر ( :إبما الح قتله) لما اقتاد من آخر فسرى إلى جسده ،فأهلكه .ثم قال.
٦
899
قال املصنف« :وَّل يهتص عن طرف وجرح ،وَّل يطلب لهما دية قبٍ البرن».
من األبراف والًروال قبل اللاء ،ول يطللع لهملا الديلة قبل اللاء؛ أل ملا هذه قاعد أبه ل يقت
ً
معتدل ،ويختلف فيها الدية. ُينظر كيف بر ،قد ياأ العظم ،أو يًا العظم مائ ً ،وقد يكون
قال املصنف « :صٍ .ودية العمد على الُاين ،وبيرها على عاقلت ».
يقول« :ودية العمد على الُاين»« ،وبيرها»؛ أي وغير ديلة العملد« ،علـى عاقلتـ »؛ أي عاقللة الًلاين،
بب ًعا على سلبي العملوم ،وإل فلإن العاقللة ل تللمن ملا ثبلت بلإقرار ،أو ملا كلان دون الثللث ،أو ملا كلان
لحا.
ُص ً
حرا م لقا ،أو ب َّل ،أو بصب صغيرا ،تلف بحية أو صاعهة؛ الديةَّ ،ل
قال املصنف« :ومن ق َّيد ًّ
إن مات بمرض أو ُأة».
أي :مسألة التقييد ،العلماء يقولون( :إن التقييد سبع ،وليس مباشر ) .ابظروا معر ،فلو أن رج ً ق َّيلد
آخللر بقيللد ،ثللم جللاء ثالللث ،فقتل هللذا المق َّيللد ،فللال َق َود علللى المباشللر ،ومللن هللو؟ الللذي قتللله بالسلليف أو
بالمسدس.
والمق ِّيد؟ بقول :إن المق ِّيد هلذا إن كلان متواب ًملا معله ُقتل ؛ ألبله ملن بلاب التوابلؤ ،وإن كلان ملن غيلر
،فيقتلله ثلاين يحلبس توابؤ فإبه متس ِّبع ،فيعاقع ،والعلماء يقولون يف هذا الموضع) :إن المق ِّيلد لحلخ
حتى يموت ،فيكون جلاهه من جنس عقوبته التر عاقع ا غيره ،أو أايته لغيره(.
ابظروا هذه الصور الثابية ،الصلور الثابيلة :رجل ق َّيلد آخلر ،ثلم جاءتله حيلة أو صلاعقة؛ فإبله يف هلذه
الحالة :القتل بالحيلة أو الصلاعقة ،وهلذه الحيلة أو الصلاعقة يمكلن الحلةاز منهلا ،فحينملذ جعلنلا ال َق َلود
واللمان على المق ِّيد؛ ألبه يمكن الحةاز منها لو لم يق ِّيده ،واض معر؟
الفقهاء أبه ل ُبد من وجود هذين القيدين م ًعا يف صفة التقييد. ولذلك ،ب
قال املصنف « :تلف بحية أو صاعهة»؛ وهر من اهلل ؛ لكن يمكن التحرز منها عاد .
قال املصنفَّ« :ل إن مات بمرض أو ُأة» ،ف شرء عليه؛ ألن الموت إبما هو بلار ،ولليس لله
تعل بالقيد وال َغ .
قال املصنف« :وإن أدب امرات بنياز ،أو مع ِلم صبي ،أو سلطان رعيت بال إسراف؛ ال ضمان
بتلف من ذلب».
يقول :وإن أدب الرج زوجته إاا بحللت ،وقلد أان اهلل بللر ا الللرب غيلر الملؤلم ،ولكنله
هلكت بذلك ،ف ضمان عليه؛ ألبله ملأاون لله يف التصلرف فيله ،ومثلله المع ِّللم ملع صلبيابه؛ فلإن المع ِّللم
يًوز له أن يؤدب بعحر جلدات ،فما دون ،قال :أو أن سلطابًا أدب رعيته.
قال املصنف« :بال إسراف» يف الًميع ،ومن ا سراف قو اللرب ،أو اللياد على عحر أسواط،
قال « :ال ضمان بتلف من ذلب»؛ ألبه مأاون له به ،وما بتج عن المأاون ف ضمان عليه.
قال املصنف« :ومن أمر م َّلقا أن ينزل بئرا ،أو يصعد َُرة ،هلب ب لم يضمن».
ألبه مك َّلف ،وله إراد ،وه كه بسبع فعله هو ،ل بفع آمره.
قال املصنف« :ولا ماتت حامٍ ،أو حملها من ريح طعام ونحاه ضمن رب إن علم ذلب عادة».
أي :من كان صاحع بعام ،وله ري بافذ مث :بعه أبواأ األبعملة ملن األسلماك وغيرهلا ،أو كلان
صاحع كير ينفخ يف كيره ،وشمت امرأ هلذه الرائحلة فماتلت ،فنقلول :إن ملن كلان سلب ًبا يف هلذه الرائحلة
يلمن ،لكن بحرط ،ما هو الحرط؟
٦
901
ناهر ك م المصنف ،ونلاه ر كل م غيلره أي إن عللم صلاحع الطعلام ،أو اللذي خرجلت منله اللري
التلرر من هذه الري ،وقي :إن المراد بلل قال المصنف« :علـم» أي عللم التللرر ،وعللم حمل الملرأ ،
عالما باألمرين.
فيكون ً
ودية الحر المسلم مائة بعير ،أو ألف مثهال ذهبا ،أو اثنا عير ألف درهـم ضـة ،أو مائتـا بهـرة ،أو ألقـا
َاة ،يخ َّير من علي دية بينها».
أي :هلللذا مقلللدار اللللديات ،يهمنلللا يف هلللذه المسلللألة أملللر ،وهلللو أن الحلللديث اللللذي ورد علللن النبلللر
الحل ؛ فإ م يقولون :هلذه إبملا جلاءت ملن بلاب
ورد ذه الديات؛ األبواأ الخمس ،وأما ُ
التقويم ،وليست من باب الدية ،ولذلك ،فإن األص يف الدية عندبا هذه األصناف الخمسة.
ولــذا :ينبنللر علللى الللك مسللائ ،منهللا مللا اكللره المصللنف أن مللن عليلله الديللة يخ َّيللر بللين هللذه األمللور
لم؟ ألن الرواية الثابية ،وهر التر عليها العمل القللائر عنلدبا أن األصل يف اللديات
الخمس ،أقول هذا َ
إبما هو ا ب فقط؛ كما أ م أخذوا أن األص يف النصاب الذي تقطع فيه السلارق ،وسلنتكلم عنله غلدً ا إن
شاء اهلل إبما هو الذهع فقط ،وأن الفلة إبما هر من باب التقويم ،وكذلك عروض التًار .
قال« :ألف مثهال» ،المراد بالمثقال هو الدينار ،وهو أربعة دراهم وربع.
قال املصنف« :أو اثنا عير ألف درهم» ،الدرهم يعادل ث ثة جرامات ،وتقري ًبا 0.97أو أق ،
والباقر واض .
902
قال املصنف« :ويُب يف عمد وَبه من إبٍ ربع بنت مخاض ،وربع بنت لبان ،وربع ح َّهة،
وربع جذعة».
هذا هو التغليظ يف الدية ،فإن التغليظ يف الدية يكون يف العمد ،وشبهها ،فتكون أربا ًعا باعتبار السن.
قال املصنف« :ويف هطأ أهماسا؛ ثمانان من المذكارة ،وعيرون ابن مخاض».
أخماسا؛ خمس بنت مخاض؛ أي :عحرون ،وعحرون بنت لبلون ،وعحلرون ح َّقلة ،وعحلرون
ً فتكون
جذعة ،وعحرون ابن مخاض.
قال املصنف« :ومن بهر نصف مسنات ،ونصف أتبعة ،ومن بنم نصف ثنايا ،ونصف أجذعة».
أي :س متها من العيوب ،ل قيمتها ،ولذلك لما قدرت عندبا قدروا المتوسط يف األقيام.
قال املصنف« :ودية أنثى نصف دية رجٍ من أهٍ ديتها ،وجراحها تساوي جراح يما دون ثلث
ديت ».
قوله« :ودية أنثى نصف دية رجٍ من أهـٍ ديتهـا»؛ فلإن كابلت مسللمة فنصلف ديلة مسللم ،وإن كابلت
كتابية فنصف دية كتابر ،وإن كابت مًوسية فنصف دية مًوسر ،وإن كابت وثنية فنصف ديته.
قال« :وجراحها تساوي جراح يما دون ثلث ديت »؛ ألن الثلث فما زاد تكون المرأ على بصلف ديلة
الرج ،وما دون فالمرأ مث الرج .
وقد جاء أن سعيد بن المسليع جلاءه رجل فسلأله ،فقلال :يلا سلعيد ،ملااا يًلع يف الًنايلة عللى
إصبع املرأ ؟ فقلال :يًلع فيله عحلر ملن ا بل .قلال :فملااا يًلع يف إصلبعين؟ قلال :يًلع يف إصلبعين
عحرون من ا ب .قال :فمااا يًع يف ث ثة من أصابعها؟ قال :يًع فيله ث ثلون ملن ا بل .قلال :فملااا
يًللع يف أربعللة؟ قللال :يًللع عحللرون .فقللال للله الرج ل هنللا يف مسللًد النبللر :لمللا زادت
مصيبتها ق َّ عقلها؟! بمااا أجابه سعيد؟ قال :يا ابن أخر ،هر ُّ
السنَّة.
٦
903
قال املصنف« :ودية كتاب حر نصف دية مسلم ،ومُاس ووثن ثمانمائة درهم».
واضحة.
قال املصنف« :ودية رقيق قيمت ،وجرح إن كان مهدَّ را من الحر ها مهدر من منسابا إلى قيمت ،
وإَّل ما نهص بعد برن».
يقللول« :وديــة رقيــق قيمتـ »؛ أي :قيمللة الحللر مهمللا كابللت؛ ق َّلللت أو كثللرت ،وأمللا جرحلله بللأن جللرال؛
فالمصنف يقول :إن له حالتين:
الحالة األولى :أن يكون جرحه له قدر ملن الديلة يف الحلرأ مثل :الموضلحة وغيرهلا مملا سليأا بعلد
قلي .
قال « :ها مهدر من منسابا إلى قيمت »؛ فنقول :كم بسبة الموضحة إلى بسبة ديلة الحلر؟ فننسلبها إللى
قيمة ِ
القلن ،قلال« :وإَّل»؛ وإن للم يكلن جرحله مقلدر الديلة يف الحلر؛ « مـا نهصـ بعـد برئـ » .هلذه إحلدى
الروايتين التر قدمها المقنع ،وأما أغلع المتأخرين فعلى خ فها.
حر برة ماروثة عن قيمتها ُعير دين ِأم ،وقن ُعير قيمتها ،وتهدر حرة
قال املصنف« :ودية جنين ٍّ
أمة».
يقول الحيخ :دية الًنين مهما كان عمره ولو لم ُينفخ فيه الروال ،ولو كان دون الثملابين؛ فلإن ديتله إاا
حلرا« ،بـرة»؛ عبلد أو أملة كملا يف حلديث الهذليلة وغيلرهم ،والنبلر قللى بلالًنين يف
كان ًّ
الحديثين.
قال املصنف« :برة ماروثة عن »؛ أي تورث عن الًنين ،من هم ورثة الًنين يرثون هذا الغر ،
قوله« :قيمتها»؛ أي قيمة هذه الغر .
904
قال املصنفُ « :عير دين ِأم »؛ فإن كابت مسلمة فإبه يعطى عحلر ديلة المسللمة ،وإن كابلت كتابيلة
فعحر ديتها ،وهكذا.
قالِ « :
وقن»؛ إاا كان الًنين قنًّا.
قال« :وتهدَّ ر حرة أمة»؛ يف هذه الحالة إاا كان الموللود قنًّلا ،وقلد سلب قبل تكلملت لكلم متلى تكلون
بحر؟ ومتى تكون الحر حام ً ِبقن؟ ا األمة حام ً
قال املصنف« :وإن جنى رقيق هطئا أو عمدا ،واهتير المال ،أو أتلف ماَّل بغير إذن سيده ه ِير بين
دائ بأرش الُناية أو تسليم لاليها».
يقول« :إذا جنى الرقيق هطئا أو عمـدا»؛ سلوا ًء كابلت الًنايلة عللى بفلس أو ملا دوبله ،قلال« :واهتيـر
المال»؛ أي يف جناية العمد.
قال املصنف« :أو أتلف ماَّل بغير إذن سيده»؛ ألبه لو أتلفه بإان سيده؛ فاللمان على سيده.
قال املصنف« :بين دائ »؛ أي :يدفع هلو الفلداء ملن مالله هلو ،قلال« :بـأرش الُنايـة»؛ أي :بقيملة
الًناية التر جناها ،قوله« :أو تسليم لاليها»؛ أي لولر الًناية التر جنى عليها ،سواء كان أتلف ً
ملال ،أو
جنى على آدمر ،أو أن يبيع هذا ِ
الق َّن ،ويدفع ثمنه لولر الًناية.
ومن أتلف ما لْلنسان من واحد كأنق قي دية نقس ،أو اثنان أكثر قي ذلب».
هذا واض ،أن ما كان منه شرء واحد فيه دية كاملة ،وما كلان فيله اثنلان كاليلدان ففيله بصلف الديلة يف
٦
905
ك واحد.
واض .
أي المنافع مث :السمع والبصر ،والمنافع عددوها ،ومن المنافع استقامة الظهر ،فلو جنى عللى غيلره
فاحدودب؛ فإ ا منفعة.
هذه من المنافع ،وهر معطوفة على الحواس؛ أن الحواس هر السمع والبصر والحلم واللذوق ،وأملا
الك م وما بعده فهر منافع.
قال املصنف « :ومن وطأ زوجة ياطأ مثلها لمثل خرق ما بين مخرج بال ومن ،أو ما بين
السبيلين هدر».
واض ،بب ًعا هناك جنايات هدر ،غالبها ليس لها قاعد ،وإبما لها أمثلة ،سيأا إن شاء اهلل.
واض .
قال املصنف« :ويف كٍ من َعر رأس وحاجبين ،وأهداب عينين ،ولحية الدية».
السنَّة حفه.
أي :هدب واحد ،وأما الحارب ففيه الحكومة؛ ألن من ُّ
أي :لو أبه حلقه ،ثم عاد سقط ما فيه ،ويبقى فيه التأديع.
قال املصنف« :ويف عين اْلعار دية كاملة ،وإن قلعها صحيح أقيد بيرط ،وعلي أيضا نصف
الدية».
يقول :ومن أتلف عين أعور؛ فإن عليه الدية كاملة؛ ألن فيها منفعة البصر ،قال« :وإن قلعها صـحيح»؛
أي :الصحي قلع عين األعور ،فذهبت عينه ،واهع بصره
قال املصنف« :بيرط » ،وهو المساوا يف السم والموضع ،قال« :وعلي أيضا نصف الدية»؛ ألبله
لما جنى أاهع البصر مع العين.
قال املصنف« :وإن قلع ما يماثٍ صحيحت من صحيح عمدا؛ دية كاملة ،واْلقطع كغيره».
قال« :وإن قلع ما يماثٍ صحيحت من صحيح»؛ أي :لو أن األعور لله علين يمنلى ،أو أن األشل لله يلد
يمنى ،فقطع الصحيحة من العين من غيره
قال املصونف« :عمدا؛ ديـة كاملـة»؛ أي تًلع عليله الديلة الكامللة ،وأملا المًلرء عليله إن بللع
ال َق َود؛ فإبه يقتاد من عينه ،وعليه بصف الدية اهابه منفعة العين.
قال« :واْلقطع كغيره» ،واألقطع الذي ليس له إل يد واحد ،أو رج واحد .
قال املصنف« :ويف الماضحة همس من اْلبٍ ،والهاَمة عير ،والمن ِه َلة همسة عير ،والمأمامة
والسمحاق ح امة».
ثلث الدية كالُائقة والدامغة ،ويف الخارسة والبازلة والباضعة والمتالحمة ِ
هذه أبواأ من ا لًوائف والًروحلات ،فالًروحلات تكلون يف اللرأس والوجله ،فالوجله غيلر اللرأس
شخصا يف رأسله ،ثلم بللل الًلرال إللى وجهله؛ فإ لا تعتلا جرحلان ،وللو أتلى
ً عندبا ،وبنا ًء عليه فلو جرال
٦
907
قال املصنف« :همس من اْلبٍ» ،قوله« :والهاَمة»؛ التر توض العظم وهتحمه
قال املصنف« :والمأمامة» ؛ هر التر تص إلى أم الدماغ ،وهر جلد تكون بين الدماغ وبين
العظم؛ ففيها
قال املصنف« :والدامغة» التر تتًاوز المأمومة ،وتص إلى الدماغ بفسه.
وبنللا ًء علللى مللا سللب ؛ فللإن الموضللحة والهاشللمة والمن ِّقلللة والمأمومللة والدامغللة؛ كلهللا فيهللا قصللاص
موضحة فقط ،وما زاد فإبه يأخذ أرشه.
بقف عند هذا الموضلع ،يعنلر اختصلرت يف األخيلر؛ لكلن لعلنلا بقلف عنلده ،بكمل غلدً ا بمحليمة اهلل
،وبنهر الكتاب كله.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد).)31
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
لمر وسميت الدِّ ية عق ً ؛ ألن الغالع فيها أو األص على الرواية الثابية ،هو :ا ب ،وا بل ُتعقل ُ
فس َّ ُ
الحرء بما كان م ز ًما له.
والمراد بالعاقلة :هم القرابة الذين يدفعون دية الخطأ وشبه العمد عن الًاين ،ولذلك قال المصلنف:
جان يحم ك جناية ،سوا ًء كابت على النفس أو ما دون النفس. جان ،فقولهٍ : عاقلة ٍ
ثم ب َّين من هم العاقلة والقرابات الذين يقومون بدفع هذه الدِّ ية عن الًاين ،فقال:
وقوله« :عصبت » يدلنا على أن العق إبما يكون للقرابلات ملن العصلابات ،دون القرابلات اللذين لهلم
ٌ
ميراث بالفرض أو القرابات الذين يكوبون من اوي األرحام ،فالقرابات الذين يرثون بلالفرض :كلا خو
ٍ
لسبع كاللوج. ألم مث ً ،أو
ٍ
وارث ،فإبه قال املصنف« :ن ََسبا َو َو ََّلن» أي أن ك من كان معص ًبا للًاين سوا ًء كان ورا ًثا أو غير
يدخ فيه.
ين َج ٍ ِ ٍ ِ ٍ ِ
ان». قال املصنفَ « :و ََّل َع ْه ٍَ َع َلى َ هيرٍ َو َب ْيرِ ُم َ َّلف َو ُمخَ الف د َ
قولهَ « :و ََّل َع ْه ٍَ» أي ول يدفع الدِّ ية علن الًلاين الفقيلر؛ ألن الفقيلر ل يمللك ً
ملال يليلد علن حاجتله،
المك َّلف :وهو المًنون والصبر دون سن البلوغ ،ف عق عليهما.
وقال :ول غير ُ
ين َج ٍ
ان» ف يعق الذمر عن المسلم ول المسلم عن الذمر؛ ألن العق فيله معنلى ِ ٍ ِ
قولهَ « :و ُمخَ الف د َ
ٍ
موجود لمن خالف الدين. النصر ،وهذا غير
ون ُث ُل ِ
ث َالدِ َي َة». قال املصنفَ « :و ََّل ت َْح ِم ٍُ َع ْمدا َو ََّل َع ْبداَ ،و ََّل ُص ْلحا َو ََّل اِ ْعتِ َرا اَ ،و ََّل َما ُد َ
وقوله:
قال املصنفَ « :و ََّل َع ْبدا» بمعنى أن جناية العبد ل تحملها عاقلته؛ ألن الك العبد ضمابه يف رقبته،
مر معنا يف الدرس الماضر فتُباأ رقبته أو أن يفديه سيدُّ ه ويبقى يف ملكه.
كما َّ
قال:
قال املصنف« :و ََّل ص ْلحا» بمعنى لو أن الًناية كابت جناية ٍ
عمد ،ثم اصطلحوا بعد الك. َ ُ
ٍ
شلرط ملن شلروط السلتيفاء ،فإبله تًلع ببعا لو كابت عمدً ا ،ولم يستوف ِ
القصاص ٍ
لعفو أو لفوات ُ
الدِّ ية لكن ل يتحملها العاقلة.
وكذلك إاا اصطلحوا على الدِّ ية يف العمد أو يف غيره فإبه ل تتحمله العاقلة.
910
قالَ « :و ََّل اِ ْعتِ َرا ا» أي :إاا كابت الًناية البينة يف إثباهتا اعةاف الًاين ،فإبله يف هلذه الحلال ل تحملله
ٍ
كحلهود ملث ً ،أو كلان بلاعةاف الًلاين وصلدقته العاقللة ،فلإن العاقلة ،وإبما تحمل العاقللة ملا كلان ٍ
ببينلة
صدقته العاقلة فإ ا تعق عنه وتلمن.
قال:
قال املصنفَ « :و َم ْن َقت ٍََ َن ْقسا ُم َح َّر َمة َب ْي َر َع ْم ٍدَ ،أ ْو ََ َار َك ِي ِ َ َع َل ْي ِ َا ْل َ َّق َارةَُ ،و ِه َك َ َّق َار ِة ظِ َه ٍ
ار إِ ََّّل َ
ِ
َأن ََّها ََّل إِ ْط َعا َم َيهاَ ،و ُي َ ِق ُر َع ْبد بِ َّ
الص ْا ِم».
قال املصنفَ « :و َم ْن َقت ٍََ َن ْقسا ُم َح َّر َمة» وقوله« :نقسا» يدلنا على أن الكفار إبما تكون يف الًناية
على النفس ل ما دو ا.
قال:
قال املصنفَ « :أ ْو ََ َار َك ِي ِ » أي أو شارك يف القت ،فإبه تًع عليه الكفار
قال املصنف « :ي » أي يف القت ؛ حيث أوجبنا عليه القود ،عف ًوا :حيث أوجبنا عليه الدِّ ية ،حيث
أوجبنا أو شارك فيه...حيث أوجبنا عليه الدِّ ية.
قالَ َ :ع َل ْي ِ َا ْل َ َّق َار ُة» لقلول اهلل { :ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ} [النسلاء ]92:إللى
٦
911
سالمة من العيوب التر تمنع من الكسع ،فإن لم يًد ابتق بعد الك إلى صيام شهرين متتابعين ٍ ٍ
مؤمنة
وعرفنا مقدارهما.
قال املصنفَ « :وا ْل َه َس َام ُة َأ ْي َمان ُم ََّر َرة ِ َد ْع َاى َقت ٍِْ َم ْع ُصا ٍم».
قال املصنفَ « :وا ْل َه َس َام ُة» ابظر معر :الًنايات تثبت يف األص سوا ًء كابت على النفس أو ما
دو ا ،األص عندهم؛ أعا (باألص ) ألن هناك استثناءات قليلة ،األص عندهم :أبه ل تثبت يف
ٍ
رجال وأن يكوبوا عدول ،ف ُتقب فيه شهاد النساء ،ول ُيقب فيه شهاد غير الًنايات إل بحهاد اثنين،
العدل.
ٍ
بإقرار ،ف تثبت الًنايات إل ذين الثنين. أو أن يكون
هنللاك أمل ٌلر ثالللث وهللو أورده العلمللاء وهللو :القسللامة ،فالقسللامة مللن بللاب إثبللات الًنايللة وهللذا معنللى
القسامة ،فيحلف أولياء المًنر عليه خمسين يمينًا وسنتكلم عن شلروبها بعلد قليل أن هلذا المعلين هلو
ٍ
فحينمذ ُيؤخذ بالًناية التر ادعوها ،ويقاد منها و ُيقت كما يف حلديث حلوي ومحلي الذي قت موليهم
.
912
بعم.
قال املصنفَ « :وا ْل َه َس َام ُة َأ ْي َمان ُم ََّر َرة» أي :يحلف هذه األيمان أولياء المًنر عليه وسيأا
صفتها
قال املصنفَ ِ « :د ْع َاى َقت ٍِْ» وهذا يدلنا على أن القسامة إبما تثبت يف الًناية على النفس فقط،
ل على ما دون النفس.
وقوله:
قال املصنفَ « :م ْع ُصا ٍم» يدلنا على أن غير المعصوم وهو مباال الدم ،فإبه ل يًع فيه القود
وحيث ل يًع فيه القود ف قسامة.
العلمللاء يمكللن أن يًعلللوا إن لللم يختلفللون يف عللد الحللروط؛ ولكللن كثيللر مللنهم يعللد شللروط القسللامة
عحر :
وجاد اللاث :واللوث عند المحهور على فقهائنا هو العداو الظاهر ،فلاللوث هلو العلداو الظلاهر
مث ما كان بين اليهود وبين من قتلوه من األبصار.
اْلمر الثاين :أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه بالقت مكل ًفا ،فلو كان الملدعى عليله صلب ًّيا أو مًنوبًلا
ف قسامة عليه.
اْلمر الثالث :أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه يمكن القت منه ،يمكنه أن يقتل ،فللو كلان ل يمكلن
قتله ،ل يمكن صدور القت منه ٍ
لبعد وبحوه ف قسامة.
٦
913
بسلم ٍ
بسلكين أو بالصلفة الف بيلة أو ٍ اْلمر الرابع :أبه ل ُبد أن يصف المدعين القت ،فيقولون :قتله
أو بنحو الك.
اْلمر الخامس :أبه ل ُبد أن يطلع جميع الورثة ،أي ورثة المال ،أن يطلبوا القود ،ويدعوا به.
،فيقلول جميلع اْلمر السادس :أ م إن بالبوا القود ف بد أن يتفقوا على اللدعوى عللى الحلخ
ورثته :إن الًاين هو ف ن.
اْلمر السابع :أبه ل ُبد أن يتفقوا كذلك عللى أبله قلد قتلله ،فلإن اختلفلوا فقلال بعللهم قتلله ،وقلال
بعلهم :عاون على قتله ولم يقتله ،ف تص القسامة.
اْلمر الثامن :أ م ل ُبد أن يتف جميع الورثة على عين القات من غير تردد.
اْلمر التاسع :أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه واحدً ا ،ل أكثر ل جماعة.
هذه الحروط العحر ُأخذت من األحاديث التر ورد عن النبلر يف بعله ُجملله ولملااا
زود فقهائنا يف القسامة أو يف شلروط القسلامة؟ قلالوا :ألن القسلامة عللى خل ف القيلاس؛ فلإن القيلاس أن
األيمان ل تدخ يف الًنايات؛ ولكن هنا دخلت يف الًنايات على خل ف القيلاس ،فنلورد الحكلم ملورد
َ
ول بليد عليه ،ولذلك ضيقوه فًعلوا له هذه الحروط العحر . الن
وما زال ُيحكم بالقسامة إلى اآلن ،إلى شهرين أو ث ثة ُحكلم بالقسلامة يف بعله المحلاكم ،فالقسلامة
ناهر وحكمها ناهر وموجود.
ثم بعد اتفاق جميع الورثة على الك ،ل يحلف من الورثة إل الذكور فقط ،وأملا ا بلاث فل يحلفلن
914
ويكون الحلف بينهم بحسع إرثهم ،ف ُيقسلم الملال علليهم و ُينظلر بسلبة كل واحلد ،وبنسلبته ملن األيملان
الخمسين ُتقسم عليهم األيمان ،و ُيًا الكسر.
ـار عصـبتِ ِ عنلدبا هنللا مسللألة يف كل م المصللنف يحتللاج إلللى تتبللع ،وهللر قللول المصللنف« :بِ َأي َمـ ِ
ـان ُذ ُكـ ِ ُ ْ َ ْ
ِ
ين» قوله« :عصبت » اللمير هنا يعود للقتيل ،أي عصلبة القتيل ،وهلذه الًمللة فيهلا إشلكال ووجله َا ْل َا ِارث َ
الك:
أن القسامة تكون للذكور الوارثين مطل ًقا ،وليست خاص ًة بالعصبة ،فلو أن المًنلر عليهلا املرأ ٌ ولهلا
زوج فإن زوجها كذلك يقسم ويحلف ،ب قد يكلون بصلف األيملان لله ،فيقسلم بلاقر ورثتهلا؛ ألبله يلرث
النصف.
ولذلك قال بعه العلماء :إن العا بقوله« :الاارثين» فيكون صحة الًملة بأيمان اكور الوارثين.
بعم ،بالنسبة والتناسع ،قولهَ « :و ُي ُْ َب ُر ك َْسر» لو كابت بسبته أق من واحد فيحلف يمينًا كاملة.
َان َا ْل ٍُُّ نِ َسان» هذا فلوات الحلرط العاشلر ،ملن شلروط القسلامة ،بب ًعلا هلذا ل
قال املصنفَ « :أ ْو ك َ
ٍ
فحينمذ تغنر عن تلك عن هلذه، حاجة له؛ ألبه لما عددوا شروط القسامة اشةبوا فيه أن يكون فيهم َاكر،
ولكنها من باب التأكيد.
٦
915
-1إاا ُو ِّجد شروط القسامة ،فيأا القاضر فيوجه األيمان إلى أولياء الدم فإن حلفوا فإبه أي الملدعى
عليه -يقاد و ُيقت ،فلإن بكللوا أو بكل بعللهم وللم يحللف البلاقر فإبله يف هلذه الحاللة ُتنقل اليملين إللى
المدعى عليه ،فإن حلف فليس لهم شرء ،وإن لم يحلف وأبى اليمين فإبه تًع عليه الدِّ يلة ،ول قصلاص
عليه.
قال املصنف« :كِتَاب َا ْلحـدُ ِ
ود». ُ ُ
شرأ المصنف بعد الك يف الحدود والمراد بالحدود هلر :العقوبلات المقلدر شلر ًعا ،والحلدود ملن
المصطلحات التر تواضع عليله الفقهلاء وليسلت موجلود ً علن الحلديث علن النبلر ول يف
ٍ
أمر محرم { ،ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ} [البقلر ]229:أو كل الكتاب ،فإن الحدود يف الكتاب إبما هو ك
قدره اهلل كالفرائه ،وأما جع العقوبات المقدر باسم الحدود ،فإبه من اصط ال وتواضع الفقهاء.
أمر َّ
وهذا يدلنا على أبه قد نهر عند الصحابة وابتحر أن الًاه بتحريم الفع فإبه يسقط عنه الحد.
والعلماء يقولون علماءبا يقولون :إن الًه إبملا يقبل مملن كلان حلديث ٍ
عهلد بإسل م ،أو مملن للم ُ
ينحأ بين المسلمين ،فإن كان قد بحأ بين المسلمين فإبه ل ُيقب دعلواه الًهل بلالحكم اللذي هلو الًهل
بالتحريم.
قال:
قال املصنفَ « :و َع َلى إِ َما ٍم َأ ْو نَائِبِ ِ إِ َق َامت َُها» هذه تفيدبا أمرين:
اْلمر الثاين :أن إقامة الحدود إبملا هلر ل ئملة ،ولليس ألحلد أن يقليم هلذه الحلدود إل ملا اسلتُثنر أن
السيد يقيم بعه الحدود على مواليه كاللبا ،بعم.
يص ِ ِ يد ،وي ُ ِ ِ ِ ٍ ٍ ِ
انَ ،و ََّل ُان َع َل ْي َقميص َو َقم َ قال املصنفَ « :و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ َقائما بِ َس ْاط ََّل َه َل ٍق َو ََّل َجد َ َ
ُي ْب ِدي َض ِ
ارب إِ ْب َط ُ».
قال املصنفَ « :و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ» قوله« :ر ُجٍ» ليست عائد لًميع األوصاف التر ستأا ،وإبما
ٍ
وصف فقط ،وما عدا الوصف األول فإن الرج والمرأ سواء ،يقولَ « :و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ هر متعلق ٌة بأول
ِ
قائما لكر يص َقائما» مفهومه :أن المرأ ُتلرب جالس ًة وهذا أكم يف سةها ،وأما الرج ف ُيلرب ً
السوط أو الًلد إلى جميع أبراف جسده ،وأما الًالس فإبه ل تص إلى شحمة ساقه وفخذه يف ٍ
كثير
من األحيان.
قال:
قال املصنفََّ « :ل َه َل ٍق و ََّل ج ِد ٍ
الخ َل هو القديم ،فإبه ل يؤلم والًديد يؤلم ً
ألما شديدً ا ب يد» َ َ َ
ربما خرق الًلد ،وإبما يكون وس ًطا ،قال:
يص ِ ِ ِ يص ِ ِ ِ ِ
ان» الواو هنا بمعنى (أو) ان» قولهَ « :قميص َو َقم َ ُان َع َل ْي َقميص َو َقم َ
قال املصنفَ « :و َي ُ
وليس كذلك ،وإبما هنا وليست بمعنى مطل الًمع؛ ألن قلنا إن بمطل الًمع لكان عليه ث ثة ُقم
٦
917
بمعنى (أو).
ف ُيًرد كما جاء من حديث ابن مسعود أبه ل ُيًرد المًلود ،وإبما يكون عليه قمي ٌ أو قميصلان،
لكن ل تكون من ٍ
جلد فيمنع ألم السوط.
قال:
يقول :إن أشد أبواأ الًلد وهو الًلد يف اللبا ،ل يبدي فيه الًالد أو اللارب بياض إبطه.
لبسا ردا ًء من غير قمي ٍ تحته ،فإبه إاا رفعه وأبت تلرى اللك
ويظهر بياض ا بط فيما لو كان المرء ً
حللال إحرامللك إاا رفللع المللرء يللده رف ًعللا شللديدً ا نهللر بيللاض إبطلله إاا سللقط رداءه ،وهللذا يللدلنا علللى أن
المقصود ليس األلم الحديد ،وإبما المقصود التأليم لكنه ليس الحديد.
قال املصنف« :ويسن َت ْقرِي ُه ع َلى َا ْْلَع َض ِ
ان» ْ ُ َ َ ُ َ ُّ
بعم
قال املصنف« :ع َلى َا ْْلَع َض ِ
ان» أي أعلاء الًسد. ْ َ
ب اِ ِت َها ُن َو ْج ٍ َو َر ْأ ٍ
س َو َ ْرجٍ َو َم ْهت ٍٍَ». قال املصنفَ « :و َي ِ
ُ ُ
بعم أل ا ى النبر عن ضرب الوجه والرأس ،وأما الفرج والمقت فألبه قد يؤدي إللى
التلف.
قال املصنفَ « :واِ ْم َر َأة ك ََر ُج ٍٍَ ،ل ِ ْن ت ُْض َر ُب َجالِ َسةَ ،وت َُيدُّ َع َل ْي َها ثِ َيا ُب َها» بعم هذا تقدمت فيما
سب .
أيلا ل تتكحف ألن المرأ ربما حركت يديها فحقت ثو ًبا أو بحو الك. قولهَ « :وت ُْم َس ُ
ب َيدَ َاها» لكر ً
ات» بعم ،وقد رجم النبر ث ث ًة وقي قال املصنفُ َ « :ي ْر َج ُم ز ٍ
َان ُم ْح َصن َحتَّى َي ُم َ
أربعة.
قال املصنفَ « :و َب ْي ُر ُه ُي ُْ َلدُ ِمائَة َو ُيغ ََّر ُب عاما» بعم وقد ثبت يف حديث أنن من عباد أن النبر
قال« :هذوا عن هذوا عن :الب ر بالب ر ،جلد مائة وتغريب عام ،والثيب بالثيب الرجم».
بِ ِح َسا ِب ِ ِ ِ
يه َما»: قال املصنفَ « :و ُم َب َّع
و ُيغرب بصف تغريع الحر من حيث اللمن ،ف ُيغرب بصف َسنَة.
920
قال:
قال املصنفَ « :م ْن َوطِ َئ ز َْو َج َت ُ» قولهَ « :م ْن َوطِ َئ» يدلنا على أبه الًماأ ،وسيأا صفته بعد قلي .
قال:
وطء لغير اللوجة ف يحص به ا حصان ،فمن زبا ٍ قال املصنفَ « :زوجت ُ» فيدلنا على أن ك
مرات فليس بمحصن ،ومن وبئ امرأ ً مملوكة له (أي ُسري ًة) فإ ا ل تكون محصن ًة له ،ف بد أن يكون ٍ
-3الثالث :ل ُبد أن يكون اللواج بنكاالٍ صحي ،وبنا ًء عليه فللو كلان النكلاال بلاب ً أي مًم ًعلا عللى
ٍ
مهلر ،فإبله لذه شهود أو على قول بعه أه العلم :بل ٍ ٍ
ولر ،أو ب بط به وفساده أو فاسدً ا بأن كان ب
الحالة ل يكون على المحهور سب ًبا للحصان ،فيكون الك شبه ًة يف درء الحد عنه.
قال:
قال املصنفُ ِ « :ق ُب ِل َها» أي :أبه ل ُبد أن يكون الوطء يف ال ُقب ،وإبما إن وبمها يف الدُ بر وهو
ُمحرم ف يحص به ا حصان.
قالِْ « :ل َد ِم ٍّ » يدلنا على وطء البهيمة ل يثبت فيه حكم اللبا.
قولهِْ « :ل َد ِم ٍّ » ليحم الذكر واألبثى؛ ألن المعتمد عند فقهاءبا أن اللواط يأخذ حكم اللبلا ،فلإن كلان
ٍ
محصن ُجلد مائة و ُغرب َسنَةً؟ محصنًا ُرجم وإن كان غير
قولهَ « :و َل ْا ُد ُبرا» أي ولو كان الوطء يف الدُ بر من امرأ أو كان الوطء يف الدبر من ٍ
اكر ،فإبه يأخذ حكم
اللبا.
لي ْب َه ِة».
قال املصنفَ « :وانْتِ َقا ُن َا ُّ
-1الًهة األولى :يف الفع بأن رأى امرأ فظنها زوجتله؛ أل لا بائمل ٌة عللى فراشله ،فوبمهلا فهلو ٌ
نلان
إباحتها ف حد.
ومن أمثلة النكاال الباب عند فقهاءبا :من تلوج ألج التحليل ؛ وقلد لى النبلر عنله،
والمح َّلٍ ل » وفقهاءبا يقولون على هذا اللعن يدل عللى أن النكلاال بابل ،فملن تللوج
المح ِلٍ ُ
« لعن اهَّلل ُ
عالم بالتحريم فإبه يقام عليه حد اللاين وإن بلتج وللدٌ ل ُينسلع إليله ،وإبملا يكلون
امرأ ليحلها لغيره وهو ٌ
مقطوأ النسع غير مستحل بأحد.
لكن لو كان دخ يف هذا العقلد جلاه ً بلالحكم أو اسلتفتى ملن أفتلاه ملن بعله الفقهلاء اللذين يلرون
جواز الك ،فنقول :هذه شبه ٌة يف العقد؛ أل ا شبهة والحدود تطرأ ُ
بالحبه.
ٍ
واحد مع وصق ». ٍ
واحد بزنا ٍ
مُلس ٍ
عدول يف ٍ
رجال قال املصنف« :وثبات بيهادة أربعة
فأما الحهاد فقال :ل ُبد من شهاد أربعة أي أربعة رجال ،ومفهومه أن النساء ل ُيقبلن.
ٍ
مًلس واحلد ،فللو أن القاضلر دخل عليله الحلهود ٍ
واحد» أي أن يأتوا بالحهاد يف ٍ
مُلس قوله« :يف
حكملا
ً حكملا؛
ً الث ثة األول فحهدوا وتأخر الرابع عن الحلور حتى قام القاضر من جلسته إما حقيق ًة أو
حسع القلاء الحالر بأن يقولُ :رفعت الًلسة ،فإبه وإن حللر بعلد ابتهلاء مًللس الحكلم فإبله ل ُيقلام
ٍ
مًلس واحد. الحد على اللاين ب يدر عنه الحد ألن الحهود لم يحهدوا يف
قوله« :بزنا واحد» بمعنى أبه لو كان اللاين قد زبلا يف يلومين :السلبت واألحلد ،فحلهد ث ثل ٌة عللى زبلاه
ٍ
واحلد يف يوم السبت ،وشهد واحدٌ على زباه يوم األحد ف يقام عليه الحد ،ب ل ُبد أن يحلهدوا عللى زبلا
ومكان واحد ،وبامرأ واحد ،وهذه التر يقول عنها الفقهاء :أين ومتى وم ْن؟ هذه الث ث. ٍ وقت واحدٍ
قال« :مع وصق » هذا هو كيف ،فيسأل القاضر األسملة األربعة :من؟ كيف؟ متى؟ أين؟
قال« :مع وصق » هذه هر كيف ف بد أن يصفه ،يصلف اللبلا ،بل ل ُبلد أن يصلف الوصلف الصلري
٦
923
صريحا باللبا.
ً ف بد أن يكون وص ًفا
بعم.
ٍ
مرات مع ذكر حهيهة الاطن بال رجاع». قال املصنف« :أو إقراره أربع
األمر الثاين الذي يثبت به :ا قرار ،ف بد أن يقر أربلع ملرات؛ ألن النبلر لملا أقلر عنلده
صريحا يف بعه األلفاظ.
ً ماعل أعرض عنه حتى أقر أرب ًعا ،وجاء الك
ٌ
فيقر على بفسه أربلع ملرات ملع اكلر حقيقلة اللوطء ،فل بلد أن يصلرال بأبله قلد وطء ،أو وطء الملرأ
ٍ
فحينملذ يقلام ولذلك كان النبر يطلع منه التصري فيقول« :أن تها؟» فلملا أقلر بالتصلري ،
عليه الحد.
قال:
قال املصنف« :بال رجاع» أي ب رجو ٍأ عن ا قرار إلى حين إقامة الحد ،ولذلك فإن ماعل لما
ٍ
بعظم فسقط فقال لهم النبر : ثبت عليه الحد با قرار أراد أن يهرب فرماه بعه الصحابة
«هال تركتماه».
بِ ِح َسابِ ِ ». ينَ ،و َر ِقيق نِ ْص َق َهاَ ،و ُم َب َّع ِ قال املصنفَ « :وا ْل َها ِذ ُ
ف ُم ْح َصنا ُي ُْ َلدُ ُ ،ح ٌّر َث َمان َ
قالُ « :م ْح َصنا» أي أن القااف إاا رمى محصنًا ،والقااف إاا قذف محصنًا ،والمحصلن سليأا تعريفله
بعد قلي ؛ ألبه يختلف عن ا حصان يف باب اللبا ،قالُ « :ي ُْ َلدُ ُ ،ح ٌّر» أي يًلد الحر القااف
ين» أي ثمابين جلد ،قولهَ « :و َر ِقيـق نِ ْصـ َق َها» أي أربعلين ُيًللد أربعلين جللد ،ِ
قال املصنفَ « :ث َمان َ
ح َسابِ ِ » بحسع ما فيه من الحرية ،ف ُينذر له بنسبة اللك عملا زاد علن األربعلين ،لقلول اهلل قوله« :ومبع بِ ِ
َ ُ َ َّ
924
قال املصنفَ « :وا ْل ُم ْح َص ُن ُهنَا »:هنا أي يف باب القذف ،والمقصود به أي المقذوف ،المحصن
المقذوف.
قال املصنفَ « :ا ْل ُم ْس ِل ُم» ألن الكافر إاا ُقذف باللبا فإبه ل يقام على قاافه الحد وإبما يقام عليه
التعلير.
ٍ
حينمذ إاا ُقذف باللبا ف يقام عليه الحد. قال املصنفَ « :ا ْلع ِ
اق ٍُ» ألن المًنون ل بية له فإبه َ
ٍ
بفًور. قال املصنفَ « :ا ْل َع ِق ُ
يف» ويقاب عفيف :من ُعرف
ببعا والعفيف المقصود به الفًور هنا ،ليس مطل ا ثم ،وإبما الفًور أي اللبا.
قالَ « :و َُرِ َط ك َْا ُن ِم ْث ِل ِ » أي مث المقذوف باللبا ،يطأ أو يوبئ مثلله ل بلوغله ،فملن رملى بنلت تسل ٍع
فأكثر باللبا فهو قذف ،أو رمى ابن ٍ
عحر فأكثر باللبا فهلو قلذف ،وأملا إن رملى بنتًلا عمرهلا دون التسلع ،أو
ولدً ا عمره دون العحر ف يقام عليه حد القذف.
حيث قلنا ابه قذف ،ف يقام الحد على قااف بنلت التسلع وابلن العحلر إل بعلد أن يطاللع المقلذوف
بالحد ،وليس له أن يطاللع إل بعلد البللوغ ،فنقلول :ابله ُيقلاد لكلن ُينتظلر المقلذوف حتلى يبللغ ،فلإاا بللغ
ٍ
حينمذ يقام الحد على القااف. وبالع بحد القذف ،فإبه
قال املصنفَ « :و ُي َعز َُّر بِن َْح ِاَ :يا كَا ِرَ ،يا َم ْل ُعانَ ،يا َأ ْع َا ُرَ ،يا َأ ْع َر ُج».
بعم قال:
٦
925
قال املصنفَ « :و ُي َعز َُّر» أي و ُيعلر المتلفظ بك من ليس من باب القذف ،كقوله:
قال املصنفَ « :يا كَا ِرَ ،يا َم ْل ُعانَ ،يا َأ ْع َا ُرَ ،يا َأ ْع َر ُج» فك هذه تكون من باب التعلير ،بب ًعا إل يف
المواضع التر أجاز الحرأ فيها الوصف بالعرج والعور ،وهر يعنر ستة مواضع اكرها العلماء منها
التعريف ،يعنر مث ً بظمها الحاعر وهو الغلي ،فقال:
حلللللذ ِر
ِّ مللللتظ ِّل ٍم ومعلللللر ٍ
ف و ُم للللة يف ِسللللت ٍَّة
الللللذم للللليس بِغيبل ٍ
ُ ِّ ُ
ِ
إزالللة ُم ِ
نكللر بلللع ا عابلل َة يف ظه ٍر فِسل ًقا ومسلت ٍ
َفت و َملن ول ِ ُم ِ
َ ُ
هذه اكرها قبل الغلاللر يف [إحيلاء عللوم اللدين] واكرهلا كثيلر ملن علماءبلا كلذلك أنلن الحًلاوي
وكثير اكروها.
ٌ وغيره
فمن أراد أن يعرف فقال :أعرج أو يا أعرج تعال من باب التعريف ،فليس هذا داخ ً يف التعلير.
ُب َال َّتع ِزير ِ ك ٍُِ مع ِصي ٍة ََّل حدَّ ِيها و ََّل َك َّقارةَ ،ومر ِجع إِ َلى اِجتِه ِ
اد َا ْ ِ
ْل َما ِم». ْ َ َ ََْ ُُ َ َ َ َ ْ َ قال املصنفَ « :و َي ِ ُ ْ ُ
يـر» لليس معنلى وجلوب التعليلر أي وجلوب فعل التعليلر ،وإبملا المقصلود ب َال َّت ْع ِز ُ بعم قولهَ « :و َي ِ
ُ ُ
ٍ
حينمذ أن يفعله وأن يةكه. بوجوب التعلير أي أن التعلير مر ُّده إلى ا مام ،فيًوز له
ِ ِ ٍ ب َال َّت ْع ِز ُير ِـ ك ِ إ ًاا فقول المصنفَ « :و َي ِ
ُـٍ َم ْعصـ َية ََّل َحـدَّ َيهـا َو ََّل َك َّق َ
ـار َة» فلليس لز ًملا للملام أن ُ ُ
يفع الك.
بيع فإن قلت :لما ع َّبر العلماء بيًلع؟ فنقلول :إبله يًلع إاا حكلم بله الحلاكم ،فيكلون واج ًبلا (أي
لز ًما) إاا حكم بله الحلاكم ،إ ًاا فلالوجوب هنلا بمعنلى اللللوم ،ولليس بمعنلى الحكلم الحلرعر التكليفلر
الذي ُيرتع عليه ا ثم عند الةك.
فص ٌ :
ف َت َل ٍ
اب مس ِ ٍر يحرم م ْط َلها إِ ََّّل لِدَ ْ ِع ُل ْهم ٍة ُبص بِها مع َها ِ
فَ ،و ُي َهدَّ ُم َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ قال املصنفَ « :وك ٍُُّ ََ َر ٍ ُ ْ
َع َل ْي ِ َب ْا ٍل».
اب ُم ْسـ ِرٍ َي ْح ُـر ُم» ألن النبلر قلال« :مـا أسـ ر كثيـر ُه،
ُـٍ ََ َـر ٍ
بعم يقول المصلنفَ « :وك ُّ
هليل ُ حرام» .بيع.
عنع أو من ٍ
تمر أو ملن غيلره ،وسلوا ًء ٍ
وسواء كان من ٍ مسكر سواء كان من ٍ
ببيذ ٍ قولهُّ « :
كٍ» يحم ك
ً
كان ببي ًعيا أو مصن ًعا ،فقد استخرج بعه األملور المذهبلة للعقل المصلنعة ،وقلول المصلنفََ « :ـراب»
هذا يورده بعه الفقهاء من المتأخرين عندبا وغيلرهم ،فلإ م يًعللون ملن قيلد ملا يثبلت بحلربه الحلد أن
يكون مائ ًعا ،وأما الًامد عندهم ف يثبت به الحد.
بيع.
مسكرا.
ً اب ُم ْس ِ ٍر» وسيأا كيف بعرف كوبه
قال املصنفَ « :وك ٍُُّ ََ َر ٍ
ٍ
شرء كان. قالَ « :ي ْح ُر ُم ُم ْط َلها» أي قليله وكثيره ويحرم من أي
لا ،بقيلدين ل ُبلد أن يكلون بعم ل يًوز ُشرب المسكر إل ألج الك؛ ألج دفع اللقمة التر ُغ
ا ل لعطش؛ ألن الخمر يليد العطش. غ
عندبا هنا فقط مسألة واحد وهر مسألة قول المصنف« :يحرم مطلها» قلنا
٦
927
قال املصنف« :مطلها» من جهة القلي والكثير ،ومطل ًقا من جهة ما ُصنِّع منه أو ما استُخرج منه.
ُيحكِ على الك مسألة يف قوله« :مطلها» وهلر مسلألة أن الخملر يًلوز اسلتعماله يف غيلر األكل عنلد
بعه أه العلم وهر رواية.
قولهَ « :و ُي َهدَّ ُم َع َل ْي ِ َب ْا ٍل» فإن البلول مقلد ٌم عللى الخملر؛ ألن البلول يًلوز للحاجلة شلربه كملا يف بلول
ا ب ،فإن بول ا ب يحرم شر ا ،وإن كابت باهر فإ ا حرام ،لكن تًوز للحاجة.
قال:
قال املصنفَ ِِ َ « :ذا ََ ِر َب ُ» ويدخ يف حكم الحرب األك كما تقدم معنا.
قال املصنفَ « :أ ْو اِ ْح َت َه َن بِ ِ » معنى الحتقان هو أن يدخله من ُدبره ،وأما لو قطره يف إحليله ف
يدخ يف الحكم.
قال:
ِ
قال املصنفُ « :حدَّ ُح ٌّر َث َمان َ
ين» لقلاء الصحابة به ،وأما ما جاء النبر جلد أربعين
فمعناه أبه جلد ثمابين؛ ألن النبر جلد بالنع ،فك جلد ٍ عن جلدتين فصارت ثمابين،
السكر فقط بالنع ،فتكون الًلد عن
جائل ولذلك يقول العلماء :يًوز للمام أن يًلد يف حد ُ
وهذا ٌ
جلدتين أل ا بع ن يلرب ما ،والظن يف الصحابة رضوان اهلل عليهم :كعمر وعلر وكبار الصحابة أ م
لم يخالفوا ما رأوا وعلموا من خا النبر .
ت» ُ
الحرب قال املصنفَ « :و َي ْث ُب ُ
قال املصنف« :بِِِ ْق َر ِار ِه» بأن يقر على بفسه مر ً واحد كالقذف
بيع عندبا فائد يف شهاد العدلين على حد المسكر ،ما الذي يحهد عليه العدلن؟
ٍ
واحد من أمور ث ثة: بقول :يثبت بالحهاد على
مسلكرا ،وقلد
ً -3األمر الثالث :أن يحهد العدلن عللى قيمله المسلكر ،فيقلول :قلد شلهدبا أبله قلد قلاء
قلى الصحابة كعثمان وغيره بثبوت الحد لذلك؛ ألن الحرء إاا خرج ل ُبد أن يكون قد دخل ،فملن قلاء
المسكر ل ُبد أن يكون قد شربه ،ف ُيحهد إل على هذه الث ث ،ل ِ َم؟
ألن القاضر إاا جاءه الحهود يقول :مااا رأيتم؟ فإن شهدوا على غير هذه الث ث ل يقام الحد ،مثل :
يأا شخ ٌ فيقول :أشهد أن رائحته رائحة فيه رائحة شارب ٍ
خمر ،بقول :ل يقام عليه الحد.
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َع ِصير» بدأ يتكلم المصنف كيف بعرف أن هذا المحهود عليه الذي شربه
أبه مسكر ،أورد المصنف أمرين ،بعم: الحخ
قال املصنف« :إِ َذا َب َال» بمعنى أبه قذف باللبد بغه النظر عن المد التر مكثها ،فمن حين يبدأ
حينمذ يكون محر ًما.ٍ يقذف باللبد ،فإبه
ِ
قال املصنفَ « :أ ْو َأتَى َع َل ْي َث َال َث ُة َأ َّيا ٍم» أي َّ
مر عليه من حين التصنيع ث ثة أيام.
العصير هو مااا؟ أقرب مثال للعصلير مملا يوجلد عنلدبا هنلا :هلو السلوبيا ،السلوبيا كثيلر هنلا بًابلع
الحرم ُتباأ.
وصف ثالث :يقولون إن العصير إاا ُب ِّبخ ولو قبل ث ثلة أيلام ،إاا ُبلبخ فلذهع ُثلثله َح ُلرم ،فلإن
ٌ هناك
استمر ببخه حتى يذهع ثلثاه ُأبي ،قلى بذلك الصحابة كعمر وغيرهم.
فص ٌ :
930
يم ِ ».
وق وتَحرِ ِ ِ
ار ٍق ُم َ َّلقا ُمخْ تَارا َعالما بِ َم ْس ُر ٍ َ ْ
قال املصنفَ « :وك َْا ُن َس ِ
بعم ،قوله:
ٍ
مكره قال املصنفُ « :مخْ تَارا» أي غير
أو كان فيه ححرات مث ً ،فإبه ل قطع فيه ،وبحو الك ،الكلع مث ً ل قطع فيه.
بعم؛ لما ثبت من حديث عائحة أ ا قالت أن النبلر قلالَّ« :ل تُهطـع اليـد يمـا دون
دينار» فهذا يدلنا على أبه ل ُبد من النِصاب وهو ربع دينار.
ربع ٍ
ٍ
دينلار أو ث ثلة وقد جاء يف حديث ابن عمر« :أو ثالثة دراهم» وأخذ من الك فقهاءبا أن النصاب :ربع
٦
931
دراهم؛ ألبه جاء يف الحديث ما يدل على الك أن النبر خ َّير بينهما.
ٍ
دينلار فقلط؛ ألبله جلاء يف والرواية الثابية التر عليها العم عندبا يف المحاكم :أن النِصاب إبما هو ربع
بعه ألفاظ حديث عائحة أ ا قالت« :وكانت تعدل ثالثة دراهـم» وبنلا ًء عليله فالتقلدير بث ثلة دراهلم هلو
درهملا،
ً من باب التقدير يف عهد النبر ولذلك تًد العلماء تار ً يقدرون الدينار باثنر عحر
وتللار ً يقللدرون الللدينار بعحللر دراهللم ،وبنللا ًء عليلله :فإبلله إاا ارتفللع سللعر الللذهع أو ابخفلله فللالعا بلله،
وليست العا بالفلة.
يم ُت ُ َأ َحدُ ُه َما» أي :أن العلروض إاا كلان مقو ًملا باللذهع أو بالفللة فننظلر ملا هلو األقل ِ
قالَ « :أ ْو َما ق َ
منهما فتُقطع اليد به على المحهور.
ِ
فقولهَ « :أ ْو َما ق َ
يم ُت ُ» (ما) اسم موصول واألص فيه العموم؛ ولكن ليس المقصلود بله العملوم ،وإبملا
قلوم ملا قوم بالفلة ،والفلة ل ُت َّ
قوم بالذهع وإبملا ُي َّ المقصود به ما عدا الذهع والفلة؛ ألن الذهع ل ُي َّ
عداهما.
وبنا ًء عليه :فلو أن الحهود أو صاحع المال قبه على السارق قب إخراجه المال من الحرز ،قبل أن
يخرجه من الغرفة التر فيها المال ،وكان الحرز غرف ًة ف قطع عليه؛ ألبله هتلك الحلرز وللم يخلرج الملال
932
المسروق.
ثلان ودخل أو بظلر يفوعكسه اكربا قب قلي لو هتك أملره الحلرز كسلر القفل وفلت البلاب ،فًلاء ٍ
ٍ
فحينمذ يقادون به م ًعا. الصندوق فوجد فيه ً
مال فأخذه ف قطع على الثاين إل أن يكون بينهما توابئ
ليب َه ِة» بعم وابتفاء الحبهة والمراد بالحبهة :شبهة ِ ِ
الملك؛ بأن يكون له قال املصنفَ « :وانْت َقا ُن َا ُّ ْ
ملك يف المال ،ف قطع فيمن سرق من مال أبيه مث ً ،أو من سرق من ٍ
مال عام ،بعم. شبهة ٍ
قال املصنفَ « :و ُث ُبات َُها بِ َي َها َد ِة َعدْ َل ْي ِن َي ِص َقانِ َها» يصفا ا أي يصفان السرقة ،فيصفان الحرز
والمال المسروق ،يصفان هتك الحرز والمال المسروق وأبه خرج من الحرز.
ف َو َد َوا ٍم َع َل ْي ِ .»،
قال املصنفَ « :أو إِ ْقر ٍار مر َتي ِن مع وص ٍ
ْ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ
بعم قالَ « :أ ْو إِ ْق َر ٍار َم َّر َت ْي ِن» بأن يقر على بفسه مرتين ،عندبا قاعد :ما الذي يحةط فيه تكلرار ا قلرار:
حدية ترتع عليها إت ف ف بد من تكرار ا قرار ،والعقوبات الحدية يةتع عليها إت ف هلر: ٍ ك عقوب ٍة
والحرابة. ِ اللبا ،والسرقة،
قال املصنفَ « :و َد َوا ٍم َع َل ْي ِ » أي دوام على ا قرار ودوام على عدم رجو ٍأ عنه ،فإن رجع عنه سلقط
وبقر عليه ح اآلدمر وهو اللمان.
عنه الحد َّ
وق ِم ْن ُ َ ،أ ْو َوكِ ِيل ِ َأ ْو َولِ ِي ِ ».
قال املصنفَ « :و ُم َطا َل َب ُة َم ْس ُر ٍ
بعم ألبه إاا لم يطالع صاحع المال فقد تكون فيه شبهة ،والحبهة هلر أبله ربملا أباحله لله ،أو أان لله
تك الحرز ،ف بد من أن يطالع بالمال ،بعم.
ت َيدُ ُه ا ْل ُي ْمنَى ِم ْن َم ْق ِص ٍِ َك ِق ِ َو ُح ِس َم ْ
ت». ب ُقطِ َع ْ
قال املصنفَ ِِ َ « :ذا َو َج َ
زيت لكر تقطع الدم عن السي ن. ُ قال املصنفَ « :و ُح ِس َم ْ
ت» أي وضعت يف ٍ
ت ِر ْج ُل ُ َا ْل ُي ْس َرى ِم ْن َم ْق ِص ٍِ َك ْعبِ ِ َو ُح ِس َم ْ
ت». قال املصنفْ ِِ َ « :ن َعا َد ُقطِ َع ْ
بعمُ ،تقطع رجله اليسرى وقد جاء يف الك خا ،مع بقاء الكعع؛ لكر ل يكون أعرج يف المحر.
بعم ،هذا ورد فيه حديث ،حديث عمر بن الحعيع عن أبيله علن جلده« :أن مـن سـرق تمـرا أو كسـرا»
ويف معناه الماشية « ِن يغرم ومثل » ألن هذا ل قطع فيه لعدم وجود الحرز.
ُدْ َما َي ْي َترِي ِ َأ ْو ُي ْيت ََرى ِب ِ ز ََم َن َم َُا َع ٍة َب َال ٍن َل ْم ُي ْه َط ْع بِ َسرِ َق ٍة».
قال املصنفَ « :و َم ْن َل ْم َي ِ
بعم ،مث ما فع عمر ولذلك فإن عمر يف عام المًاعة لم يقطع؛ ألج الضلطرار ،فالضلطرار
مختلارا ،وضلده
ً أشد من ا كراه ،وحيث قلنا أن ا كلراه اللذي هلو المختلار ،أي :بحلرط القطلع أن يكلون
المكره ،فإن المكره ل ُيقطع ،فمن باب أولى الملطر؛ ألن ا كراه بفعل آدملر وأملا الضلطرار فإبله ملن
غير فع آدمر ،وإبما بقلاء اهلل .
ولذلك عمر لفقهه لم يقطع يف علام المًاعلة ،ل كملا يظلن بعله اللذين يقلرأون ول ينظلرون يف
ك م الفقهاء يقولون :إن عمر ع َّط الحدود ،كذبوا واهلل على عمر ،فإن عمر لم يعطل حلدًّ ا قلط وللم يللغ
ٍ
شلرعر يعللم أن ملن حدٌ قط ،وإبما شرط إقامة الحد قد سقط ،وك من يعرف يف الًنايات ولو كلان غيلر
الختيار الذي يقابله ا كراه والضطرار. شروط ثبوت المساءلة الًنائية على الحخ
ولكن بعه الناس قد يكون له هلوى أو رغبلة يف تعطيل بعله األحكلام الحلرعية ،فيسلتدلوا بلبعه
األخبار.
934
فص ٌ :
بعمُ ،ق َّطاأ الطري هم المحاربون؛ ولكن عاوا بقابع الطريل ملن بلاب وصلف األغللع؛ ألبله عللى
المعتمللد أن المحللاربين ل ُيحللةط أن يكوبللوا يف الصللحراء ،ب ل قللد يكللون المحللاربون يف المللدن ،فقللول
اع َال َّطرِ ِ
يق» على الوصف األغلع وليس الوصف الكلر. المصنفَ « :و ُق َّط ُ
ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ
ﮒﮓ} [المائد .]33:
على المحهور عندبا أخذوا بقول ابن عباس أن (أو) هنا لخت ف الحال ،ثم ب َّين المصنف كيلف
٦
935
قال املصنف« :قتٍ» أي قت مكاف ًما له يقاد به ،ويخرج بذلك من قت ولده أو قت غير معصوم
الدم ،أو قت مخال ًفا له يف الدين.
قال املصنفَ « :أ ْو َب ْي َر ُه» غير المكافئ الذي هو الولد أو المخالف يف الدين.
ب» والصلع يكون بعد القت كما هلو نلاهر كل م قال املصنفُ « :قتِ ٍَ» عقوبته القت ،قولهِ « :
وصل َ
ُ
المصنف هنا ،وقي :يًوز قبله.
ب ُم َا ِئ» فالمكافئ هو الذي ُيصلع ،وأما غيره ف ،قالَ « :حتَّى َي ْيت َِه َر» أي حتى يحلتهر قالِ « :
وصل َ
ُ
أمره ثم ُينلل بعد الك.
قال:
ف يًوز الًمع مع الحد بتعلير عندهم ،وإبما يًوز الحبس استظهارا واحتيا ًبا قب العقوبة.
لسبِ َ
يٍ» من غير قت ٍ ول أخذ مال ،فإبه ُينفلى و ُيحلردَّ ،
وملر معنلى معنلى قال املصنفَ « :وإِ ْن َأ َه َ
اف َا َّ
النفر بأن ل يةك يأوي إلى ٍ
بلد. ُ
ب بِ َب ِين ٍَة َأ ْو إِ ْق َر ٍار َم َّر َت ْي ِنَ ،و ِح ْر ٍز َونِ َص ٍ
اب». ات َذلِ َ
قال املصنفَ « :و َُ ِر َط ُث ُب ُ
بعمُ ،يحةط
المعنى الثاينُ :تطل عند الفقهاء البينة بمعنى :ك ما أبان الح وأنهلره ،وللذلك قلد يسلتغرب بعله
ا خوان لما يرى يف الكتاب الواحد يعا بالعبارتين أو يذكر التعريف هنا ويستخدمه يف غيلره ،بقلول :هلذا
من باب اشةاك األلفاظ ،وأكثر ما يستصعع الناس اشةاك األلفاظ كما قيل :أكثلر خطلأ اآلدميلين بسلبع
الشةاك يف األلفاظ.
قال:
َاب ِمن ُْه ْم َق ْب ٍَ َا ْل ُهدْ َر ِة َع َل ْي ِ َس َه َط َعنْ ُ َح ٌّق َاهَّلل ِ َ -ت َعا َلىَ -و ُأ ِه َذ ِب َح ِق آ َد ِم ٍّ ».
قال املصنفَ « :و َم ْن ت َ
ٍ
مقبوض عليه. قال املصنف« :بالهدرة» هنا أي العا بالقدر على المحارب؛ بأن كان غير
الحلرب ،قلال:ب َع َل ْي ِ َحدٌّ لِ َّل ِ » يحم الك اللبا ويحم الك السرقة ،ويحلم اللك ُ
قولهَ « :و َم ْن َو َج َ
َاب َق ْب ٍَ ُث ُباتِ ِ » الحرابة مؤثر التوبة قب القدر ،وأما سائر الحدود التر هلل فهر ملؤثر ٌ إاا كابلت « َت َ
التوبة قب ثبوهتا عند القاضر ،فإن ثبتت ولو قب القدر ف يسقط العقوبة عليه.
٦
937
وكلذلك للو ُقلدِّ ر عليله وللم تثبلت عنلد القاضلر ثلم تلاب ،فيقلال ً
أيللا سلقط كلذلك ،فًعللوه العلا
بالثبوت.
بعم ،هذا اللذي يسلمى عنلد العلملاء :بلدفع الصلائ ،فلإن الملرء ُيحلرأ لله أن يلدافع علن مالله وبفسله
فواجع عليه الدفع عليهما ،وقد جاء النبر قال« :من ُقتِـٍ دونٌ وعرضه ،فأما بفسه وعرضه
مال ها َهيد» ويف ٍ
لفظ« :من قاتٍ ُهتٍِ» َّ
فدل على أن المقاتلة مباح ًة له.
وأما الدفع عن المال فًائل ،ولليس بواجلع ،لقلول النبلر « :كـن عبـد اهَّلل المهتـال وَّل
ت ن عبد اهَّلل الهاتٍ» إ ًاا قوله« :ومن ُأريد» هذا هو الصائ من شرط الصائ :
الحرملة
اليرط اْلول :أن يكلون يغللع عللى الظلن األايلة منله عللى اللنفس أو الملال أو الوللد أو ُ
يعنر.
اليرط الثاين :أبه ل ُبد أن يكون الك الصائ ل يمكن دفعه إل بالقت .
يهًلم عليله وقوله« :من أريد» يحم العاق ،وغير العاق ،فقد يكون الصلائ حيوابًلا مثل :شلخ
شرء من الحيوابات المملوكة لردميين تريد العتداء عليه ،ف يندفع شره إل بقتله فإبَّه يكون هدر.
قال« :ولم يند ع المريد حياانا أو إنسانا إَّل بالهتٍ أبيح» أي :فع القت .
ْلن ما أبـيح علـ ـال ضـمان يـ » يف الًمللة ،وقللت :يف الًمللة لكلر
قال املصنف« :وَّل ضمان َّ
بخرج العارية.
يٍ َسائِ ٍَ َ َي ْلز َُم ُ مراسلتهم ،وإزالة ما قال املصنفَ « :وا ْل ُبغَا ُة ُذو ََ ْاك ٍَة َيخْ ُر ُج َ
ان َع َلى َا ْ ِ
ْل َما ِم بِت َْأ ِو ٍ
يدعان من َبهة ومظلمةِ ،ن انوا وإَّل قاتلهم قادر»
938
هذا أحد الحدود عند بعه أه العلم وهو البغر ،قال« :والبغاة هم ذوو َاكة» أي :قلو ،وهلذا هلو
الفرق بين البغا وبين المحاربين.
قال املصنف« :بتأويٍ سائَ» وأ َّما الذين يخرجلون بغيلر تأويل سلائغ فهلم المحلاربون أل َّبهلم إبملا
خرجوا ألج السرقة.
قال املصنف« :وإزالـة مـا يدعانـ مـن َـبهة» كملا فعل عللر حينملا أرسل ابلن عبلاس ،قلال:
«ومظلمة» التر تكون من ا مام أو بوابه َّ
ألن يف هذا إص ال لحال المسلمين.
قالِ « :ن انوا» أي :رجعوا ،قوله« :وإَّل قاتلهم قادر» أي :ا مام القادر.
قال املصنف « :صٍَ :وا ْل ُم ْرتَدُّ َ :م ْن َك َق َر َط ْاعا َو َل ْا ُم َم ِيزا َب ْعدَ إِ ْس َال ِم ِ »
قول المصنف « :صٍ» أورد المصنف يف هذا أحكام المرتد ،فقالَّ :
إن المرتد هو من كفلر بو ًعلا ملن
قال« :بعد إسالم » ف بد أن يكون قد حكم بإس مه ،وعلات الحكلم َّ
ألن أحيابًلا قلد يحكلم بإسل م
للبعه التصلرفات كلالولد ،أو ملوت الواللدين ،وهلذه ملن مفلردات الملذهع اكرهلا يف بلاب الحخ
الًهاد ،أو الص ،أو األاان عندهم.
يقول الحيخ:
٦
939
قال املصنف« :أو سب اهَّلل» فكذلك ،قوله« :أو سـب رسـال » كلذلك ،قولله« :أو جحـده» الللمير
عائد إلى اهلل َّ
ألن جحد الرسول سيأا بعد قلي ،قوله« :أو جحد صقة من صقات » أي :جحد صفة من
صفات اهلل الثابتة ،قولله« :أو جحـد كتابـا» ملن الكتلع التلر سلماها اهلل يف كتابله ،وقلد سلمى اهلل يف
مسمى لنلا ،وقلد سلمى اهلل يف كتابله
ً ً
رسول كتابه التورا وا بًي واللبور والقرآن ،قال« :أو رساَّل» أي:
ً
ورسول ،قال« :أو مل ا» أي :من الم ئكة اللذين سلماهم اهلل إ َّملا باسلمهم أو بوصلفهم أربع وعحرين بب ًّيا
كملك الًبال.
قال« :أو إحدى العبادات الخمس» أي :المبلاين الخملس ،وهنلا الخملس أي :ملن بلاب المقاربلة وإل
فاألص أ ا أربع َّ
ألن الحهادتين متقدمه يف ا قرار باهلل وهر ا س م ،لكن المقصود بالعبادات الخمس،
أي :ما تممت األركان الخمس ،ولذلك َّ
فإن أبا الخطاب ألف كتا ًبا سماه العبادات الخملس ،وشلرال فيهلا
والصيام ،واللكا ،والحج ،إل إاا قلت :الطهار هر العباد الخامسة هذه محتملة. الص
قال« :أو ح ما ظاهرا مُمعا علي » مث تحريم اللبا ،أو وجوب شلرء معلين ،أو إباحلة شلرء معلين،
فمن حرم شي ًما قد أجمع العلماء على إباحته كاللحم مث ً فإبَّه يكفر.
لاهرا ،وأ َّمللا بابنًللا فللأمره إلللى اهلل ممللن سللع اهلل
هللذه مسللألة مللن ل يسللتتاب ،ل تقب ل التوبللة نل ً
ورسوله { ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ} [التوبة.]66:
قال املصنف« :وَّل من منا ق» والمنا ف هو :الذي يظهر ا س م ويبطن الكفر ،ويعرف النفاق
بإضراره با س م وسعيه يف إفساده ،وهو الذي يسميه العلماء باللبدي .
وهناك صور يظن أبَّه رد مظلمة وليست كذلك أوردها المصنف ،فقالَّ« :ل استحالل مـن نحـا بيبـة
وقذف» فمن اغتاب غيره أو قذفه ل يللمه أن يستحله فليس هذا من رد المظلملة وإبملا يلدعو لملن اغتابله
أو قذفه ،وحينمذ تقب توبته بإان اهلل.
خاصا فقط بالذبوب المتعلقة بالك م فقد تتعدى إللى غيلره وقوله« :من نحا» يدل على َّ
أن الك ليس ً
مث من زبا بحليلة رج ف يللمه أن يستحله.
قال املصنف« :كٍ طعام طاهر َّل مضرة ي » هنا قوله« :طاهر» أي :باهر أصل ً ،ووصل ًفا فالطلاهر
أص ً يقابله النًس ،بًس العين ،والطاهر وص ًفا يقابله المتنًس َّ
فإن المتنًس ليس ح ًل.
قال« :وكٍ طعام طاهر َّل مضرة ي » أي :ليس فيه ضلرر فإبَّله حل ل وهلذا هلو األصل َّ
أن األصل يف
األبعمة وغيره الح .
٦
941
قال« :وأصلها الحٍ» فاألص يف ك األبعمة ،قول المصنف« :كـٍ» يحلم كل المطعوملات سلواء
لحمللا ،وللذلك قللرر العلملاء َّ
أن األصل يف اللحللوم كابلت محللروبة أو مطعوملة ،وسللواء كلان ببا ًتللا أو كلان ً
ا باحة فمن رأى حيوابًا ل يعرف ه هو ح ل أو حلرام أكل جنسله فنقلول :األصل الحل ملا للم يثبلت
عندك التحريم بكوبه اا باب أو غير الك.
إ ًاا متى يكون األص ا باحة فالعا بنوأ اللحم ،وأ َّما اللحم متى يكون األص فيله الحرملة فباعتبلار
تحق شربة كالتذكية.
َُس كَدَ مٍَ ،و َم ْيت ٍَةَ ،و ُم ِض ٌّر ك َُس ٍّم»
قال املصنفَ « :و َح ُر َم ن ِ
قال« :ومضر» ك ما كان يلر البدن فإبه محرم كالسم وسيأا تفصيله.
ان َب ٍّر َما َي ْق َترِ ُس بِنَابِ ِ ك ََأ َس ٍدَ ،ون َِمرٍَ ،و َ ْه ٍدَ ،و َث ْع َل ٍ
ب َوا ْب ِن َآوى ََّل َض ُبع» قال املصنفَ « :و ِم ْن َح َي َا ِ
قوله« :ما يصيد بمخلب» وهذا ل استثناء له ،ثم األمر المحرم الثالث:
هذا القيد الثالث :ك ما يك الًيف فهو محرم ،بب ًعا إاا كان أص جنسه يأك الًيفل وأ َّما إاا جنسله
ل يأك الًيف ثم أكلها فإبَّه يكون ج َّ لة فتحريمه يكون واق ًفا على إبعلاده علن الًيلف فيلةك ث ثلة أيلام
ثم بعد الك يح .
دب ودرج.
قال « :وذو اليسار» أي :غير البوادي؛ ألن بعه سم مااا تأكلون؟ قالوا :بأك ك ما َّ
:يحلبه القنفلذ لكنله بويل ،وهلذا يلذكره فقهاءبلا ويف بفسلر الوبواط ،والقنفذ معلروفين ،أ َّملا النلي
شرء منه ،فإبَّه معروف إللى اآلن بًابلع مكلة يف بعله القلرى ،ويأكلله العلرب ويحكوبله منلذ القلدم أبَّله
قياسا على الحبه فهو قيلاس شلبه ولليس
وغالع أكله النبات ،وأنن العلماء ألحقوه بالقنفذ ً يأكلون الني
ألن له شبيه الحوك ،وأ َّما قياس العلة فألبَّه تستخبثه العرب ،وأشك َّ
أن العلرب قياس علة ،فهو يحبه القنفذ َّ
تستخبث الك الني فهم يأكلوبه وما زال يؤك إلى اآلن ب ثمنه ٍ
غال جدًّ ا.
السم ليس محر ًملا لذاتله ،وإبملا للللرر المتعلل بله ،السلم ل يًلوز أكلله ل ضلطرار َّ
ألن الضلطرار
خوف المهلكة ألبَّه يليد المهلكة ه كًا ف يًوز أكله ،لكن يًوز أكله للحاجة ،اللرور ل يًلوز أكلله
لها ويًوز أكله للحاجة ،لمااا؟ ل يًوز أكله لللرور ألبَّه ل يدفع ما اضطر إليه ألبَّه يسرأ الهل ك ،ول
ينقذ من اله ك فحينمذ ل يًوز ،ويًوز أكله عند الحاجة لكن بقدر يسير مث بعله النلاس قلد يكلون يف
بطنه دود فيأك بعه السم ع ًجا والك ب َّ يف التبصلر وبقلهلا يف الكحلافَّ :
أن ملا ُحلرم ألجل ضلرره
جاز قليله للحاجة.
قال املصنفَ « :و َي ْل َز ُم ُم ْس ِلما ِض َيا َ ُة ُم ْس ِل ٍم ُم َسا ِرٍ ِ َق ْر َي ٍة ََّل ِم ْصرٍ َي ْاما َو َل ْي َل ٍة َقدْ َر كِ َق َايتِ ِ َوت َُس ُّن
َث َال َث َة َأ َّيا ٍم»
هذا ما يًع على المسللم للمسللم اللليافة ،قلال« :ويلـزم مسـلما ضـيا ة مسـلم» وأ َّملا غيلر المسللم
فليست لزمة.
قال« :ياما وليلة» وهو قد الوجوب ،ويعطيه قد كفايته من بعام وشراب وبحلوه ،قلال« :وتسـن ثالثـة
أيام» وما زاد فهو فل .
يت ِ َا ْلبر َبير جر ٍاد ونَح ِا ِه إِ ََّّل بِ َذك ٍ
َاة» اح َح َي َاان َي ِع ُ
َِ ُْ َ َ َ ْ فص :قال املصنفََّ « :ل ُي َب ُ
بدأ يتكلم المصنف يف هذا المصنف عن أحكام اللكا ،فبين أبَّه ل يباال الحيوان اللاي إل باللذكا إل
الًراد ،يف قول النبر « :أح لنا ميتتان :الحوت والًراد» ثم شلرأ المصلنف يف بيلان صلفة
الذكا .
944
َّ
فإن ابحه قوله« :عاقال» يخرج المًنون َّ
فإن المًنون ل تح ابيحته إل أن يكون جنوبه غير مطب
مميلا أي :يميل صحيحا ،قوله« :مميزا» يدلنا على َّ
أن غير البالغ تص ابيحته بحرط أن يكون ً ً حال إفاقته
مميلا.
صفة الذب ،هذا معنى قولهً :
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ} [األبعام ]162:فالنسك عباد فلما كان فيه معنى العبلاد فإبَّله يحلةط فيله النيلة إا
لسلبع واضلربوهم عليهلا لعحلر» ل عباد إل بنية والمميل تص منه بعه العبادات «مروا أبناءكم للصل
حديث عمرو بن شعيعَّ ،
فدل الك على َّ
أن المميل تص بعه عبادته فتص اكاته حيث أحسنها.
للا ،ثللم بللين هللذه اآللللة فقللال« :وه ـ كــٍ محــدد» لقللول النبللر أي :ل ُبللد أن تكللون هنللاك آلللة يللذب
« :ما أ ر الدم فك » ف بد أن ينهر بًنسه وهو المحدد.
قوله« :بير سن وظقر» وقد ى النبر عن الذب بالسن والظفر ،فقال« :أ َّما السلن فإ لا
عظم ،وأما الظفر فإ ا مداء أه الحبحة».
قال املصنف« :و َق ْطع ح ْل ُها ٍم ومرِ ٍ
ين» ََ َ ُ ُ
اللذب أو اللذكا تكلون يف الرقبلة ،والرقبلة فيهلا أربعلة أشلياء :حلقلوم ،وملريء ،وودجلان ،فلالحلقوم
مًرى الهواء ،والمريء مًرى الطعام ،والودجان مًلرى اللدم المحلهور عنلد فقهاءبلا َّ
أن التلكيلة تًلع
بقطلللع الحلقلللوم والملللريء وأ َّملللا الودجلللان فلللليس لزم قطعهملللا وإبملللا مسلللتحع فيكلللون قلللول النبلللر
« :ما أنهر الدم» ليس لز ًما إ ار دم الودجين أو أحدهما ،وإبملا مطلل اللدم َّ
فلإن اللدم ينهلر
بك ما جرال الًلد فحينمذ قد أ ر الدم ولكن ل ُبد ملن قطلع الحلقلوم والملريء ،لملااا خصصلنا هلذين
الثنين؟ ألبَّه إاا قطعا جلمنا بالوفا ،ومعنى قولنا :قطلع لليس إبابلة وإبملا قطلع وللو جللء ول أقلول يسلير
٦
945
منهما ،وأ َّما ا بابة فهو أكم بأن يكم قطع الحلقوم كله والمريء كله.
الناد ،وما عًل عن تلكيته ،وعلى المحهور السلربان ،وهلو حيلوان السلربان اللذي يوجلد يف البحلر،
فعلى المذهع َّ
أن السربان ل ُبد من عقره ول يأخذ حكم ميتة البحر ب ل ُبد ملن العقلر بلأن يطعلن يف أي
موضع يف جسده ولو بأي شرء يطعن به ولو بحوكة.
أي :هرب.
ٍ
ومترد» قال املصنف« :
حيث كان أي :حيث كان جرحه ولو يف قدمه ،ولو كان يف فخذه أو يده« ،ما أنهر الدم ٍ»
946
أي :فإن أعان على قتله غيره ،أي :غير الطعن والًرال التلر علا لا المصلنف ،فلإن أعلان عللى قتلله
غير الًرال مثاله.
مث ً تردى يف بمر ورأسه يف ماء فحينمذ بقول :احتم أبَّه مات بسبع الغلرق واحتمل أبَّله ملات بسلبع
الًرال فلما اجتمع عنلدبا سلببان فهنلا شلككنا يف سلبع ا باحلة وقلنلاَّ :
إن األصل يف اللحلوم إاا شلك يف
سبع ا باحة الحرمة ل ا باحة فحينمذ دخلت يف َّ
أن األص يف اللحوم الحرمة.
قال املصنف« :وقال :بسم اهَّلل عند تحريب يده ،وتسهط سهاا َّل جهال»
الحرط الرابع :قول :بسم اهلل هر واجبة البسملة عند تحريكه ،أي :عنلد التحريلك أو قبلهلا فيًلوز أن
سهوا ،قوله« :وَّل تسهط جهال».
تكون قبلها بيسير ،قوله« :وتسهط سهاا» أي :تسقط التسمية ً
قوله« :وقال :بسـم اهَّلل» هلذا ملن الحلروط وهلو الحلرط الرابلع ،فل تظلن َّ
أن قولله« :قـال :بسـم اهَّلل»
معطوف على قوله« :وسن قطع الادجين».
ويكره السلخ.
قال املصنفَ « :وك َْس ُر ُعن ٍُق َق ْب ٍَ ز ُُه ٍ
اق»
أي :قب زهوق روحها ،وعا بعه الفقهاء بعبار أشم فقال :قب أن تاد .والاود زهوق وزياد .
قال املصنفَ « :و ُس َّن ت َْا ِج ُيه ُ إِ َلى َا ْل ِه ْب َل ِة َع َلى َِ ِه ِ ْاْلَ ْي َسرِ»
بدأ يتكلم المصنف عن أحكام الصيد ،وقال :إبَّه مباال ب هو من الرزق الطيلع ،قلال :ولكلن شلروط
إباحة الك الصيد أربعة.
قال املصنف« :كَا ُن صائِ ٍد ِمن َأه ٍِ َذك ٍ
َاة» ْ ْ ْ َ
أي :فاع الصيد من أه الذكا ،وتقدم معنى َّ
أن أه الذكا هو العاق المميل ولو كان كتاب ًّيا.
948
واآللة يف الصيد أمران :إ َّما أن تكون آلة اكا وهو ما كان محد ًدا ينهر الدم «مـا أنهـر الـدم ـٍ» ،وأ َّملا
عصلفورا
ً إن لم يكن محد ًدا بأن كان مثق ً َّ
فإن ملا صليد بله وللم يلذكى بعلده فلليس بًلائل مثل ملن يرملر
بحًار فمن رماه بحًار وماتت ولم يذكها ف تح أكلها.
ب َل ْم َي ْأك ٍُْ»
وينْ َز ِج َز إِ َذا زُ ِج َرَ ،وإِ َذا َأ ْم َس َ ِ ِ
قال املصنفَ « :و ُه َا َأ ْن َي ْست َْرس ٍَ إِ َذا ُأ ْرس ٍََ ،
الًارال يحم الكلع ،ويحم الطيور كالصقر وغيره والباز.
قال املصنف« :أن يسترسٍ إذا أرسٍ» بمعنى أبَّه ل يذهع وحده إل با رسال.
قال املصنف« :وينزجر إذا زجر» إاا بودي رجع؛ ألبه إاا بودي ولم يرجع معناه أبَّه صاد لنفسه.
قال املصنف« :وإذا أمسب لم يأكٍ» أي :لم يأك من الصيد ،وبعلهم يقول علن الحلرط الثاللث:
َّ
أن هذا خاص بالكلع ،وأ َّما الطير فقد يأك .
ارح بِ َن ْق ِس ِ َ َهت ٍََ صيدا َلم ي ِ
ح ٍَّ». قال املصنف« :وإِرسا ُلها َق ِ
اصداَ َ ،ل ِا ْاست َْر َس ٍَ َج ِ
َ ْ ْ َ َ ْ َ َ
هلذا هللو الفعل ملن شللربها أن يكللون الصللائد قلد أرسل اآللللة ،أو أرسل الًلارال بقصللد فلللو ابطلل
ارح بِنَ ْق ِس ِ َ َهت ٍََ صيدا َلم ي ِ
ح َّـٍ» أي :للم يحل المسدس بغير قصد منه فإبَّه ل يح ،قالَ َ « :ل ِا ْاست َْر َس ٍَ َج ِ
َ ْ ْ َ
الصيد به.
قال املصنفَ « :والتَّس ِمي ُة ِعنْدَ رم ٍ َأ ْو إِرس ِ
ال َو ََّل تَس ُه ُط بِ َح ٍ
الَ ،و ُس َّن َت ْ بِير َم َع َها» ْ ْ َ َْ ْ َ
أي :ويًع التسمية عند الرمر وا رسال ،الرمر لرلة ،وا رسال للًارال.
بينما التسمية يف الذكا واجع والواجع يسقط بالنسيان ،وأخذبا اللك ملن حلديث أبلر ثعلبلة َّ
فلإن يف
حديثلله مللا يللدل علللى َّ
أن التسللمية شللرط ،ومل َّلر معنللا يف غيللر هللذا المكللان كيللف بعللرف مللن حللديث النبللر
ه الواجع ركن ،أم شرط ،أم واجع.
لو َّ
أن امر جع يف الصيد كماشة ،ثم جاء من الغد فوجلدها قلد اصلطادت صليدً ا هل يًلوز أكلله أم
ل؟
بقول :ينظر إن كابت قد أ رت الدم جاز أكله ولو كان الدم يف قدمه ،وإن لم تنهر اللدم فل يًلوز «مـا
أنهر الدم ٍ» ومثله كثير من األمثلة.
قال املصنفَ « :و َم ْن َأ ْعت ََق َص ْيداَ ،أ ْو َأ ْر َس ٍَ َب ِعيرا َأ ْو َب ْي َر ُه َل ْم َيز ُْل ِم ْل ُ ُ َعنْ ُ»
هذه المسألة تحتاج إلى ابتباه يقول الحيخ« :من أعتق صيدا» معنى قوله :أي :اصطاد صيدً ا ثلم أرسل
هذا الصيد فقال :أعتقتك ،ورماه ،هذا معنى أعت صيدً ا ،قال« :أو أرسٍ بعيرا يمل ـ » أي :سل َّيبه وأبلقله،
قوله« :أو بيره» من البهائم التر يملكها ،قال« :لـم يـزل مل ـ عنـ » بل يبقلى ملكله عليهلا؛ ألن اهلل
أبط السائبة وهو الذي سيبوه الناس ،فيبقى ملكهم عليها ،وبنلاء عللى اللك قلال العلملاءَّ :
إن ملن اصلطاد
كسرا يف جناال -بعه النلاس يصلطاد الصليد يكسلر
صيدً ا فوجد يف هذا الصيد ع مة كطوق ،أو وجد فيه ً
كسرا بفع آدمر بما جرت بله العلاد َّ
أن الملرء جناحه كر ل يطير ثم يرجع له بعد قلي -فوجد يف جناحه ً
يرجع إليه ،فيقولون يف هلذه الحاللة :ل يًلوز للصلائد أن يأكلله ،فلإن علرف صلاحبه أعطلاه إيلاه وإل كلان
أيلا يقال يف البعير.
حكمه حكم اللقطة ،ومثله ً
ف َو َحن ِ َ
ث قال املصنف« :باب اْليمان .ت َْح ُر ُم بِ َغ ْيرِ اهَّللَِ ،أ ْو ِص َق ٍة ِم ْن ِص َقاتِ ِ َ ،أ ْو َا ْل ُه ْر ِ
آنَ َ ،م ْن َح َل َ
ت َع َل ْي ِ ا ْل َ َّق َار ُة»
َو َج َب ْ
بدأ يتكلم عن األيمان وهر تذكر يف أخر األبواب لحبهها بباب القللاء ،ولهلا تعلل بالمعلام ت َّ
فلإن
950
األموال تدخ فيها األموال ،ول تلدخ يف األبكحلة ،وتلدخ يف الًنايلات يف القسلامة ،والقللاء يحكلم
باليمين أو بالنكور فيه ،ولذلك أخرها المصنف.
قوله« :تحرم بغير اهَّلل» لقول النبر « :من حلف بغير اهَّلل هد كقـر أو أَـرك» ،وقلال ابلن
مسعودْ« :لن أحلف باهَّلل كاذبا أحب إل ّ أن أحلف بغيره صادقا»
قال« :أو الهرآن» والقرآن ك م اهلل ،وقد قال ابن مسعود « :من حلـف بـالهرآن وجـب عليـ
ب ٍ آية كقارة» وبقول :هذا صحي ،لكن القاعد الفقهيةَّ :
أن الكفارات تتداخ ،فبدل من أن يًع عليله
ستة آللف وست مائة كفار تداخلت فوجبت عليه كفار واحد .
ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ} [المائد .]89:
قال املصنف« :ولِاجا ِبها َأربع ُة َُر ٍ
وط» َ ُ ُ َ ََْ ُ
أي :وجوب الكفار على الحابث.
َّ
ألن ما لم يكن على مستقب ل يسمى يمين مكفر .
ِ ِ ِ ِ ِ ِ قال املصنفَ َ « :ال َتنْ َع ِهدُ َع َلى َم ٍ
اسَ ،و ََّل َظانًّا صدْ َق َن ْقس َ َيبِ ُ
ين اض كَا ِذبا َعالما بِ َوه َ َا ْلغ َُم ُ
يٍ»َح ٍ خ َال ِ ِ ،و ََّل ع َلى ِع ٍِ مست ِ
بِ ِ
ْ ُ ْ َ َ
٦
951
ٍ
ماض فإبَّله ل كفلار عليله؛ ألن لله إن بلان عللى ٍ
ماض» ك من حلف على شرء قوله « :ال تنعهد على
خ ف ما حلف عليه له حالتان:
عالما كذب بفسه ،فإبَّه يف هذه الحلال يسلمى غملوس وهلر ملن كبلائر اللذبوب،
اْلولى :أن يكون ً
وسميت غموس ألبَّها تغمس صاحبها يف النار.
الحالة الثانية :أن يكون نابًا صدق بفسه ثم بان أبَّه مخطئ ف كفار عليله؛ ألن العلا يف الماضلر
بالظن ول إثم عليه كذلك ،وقد أقسم عمر أمام النبر يف مسًد رسول اهلل حينملا قلال:
واهلل لقد باف .نابًا صدق بفسه ،فبين النبر خطأ نن عمر ولم يأمره بالكفار .
قال« :وَّل على عٍ مستحيٍ» أي :من حلف على فع ٍ مستحي من فعلله هلو أو ملن فعل غيلره ،فل
كفللار َّ
ألن هللذا الفع ل مسللتحي وإن كللان يف المسللتقب إل أ َّبلله ل يمكللن أن يتحق ل مث ل مللن قللال :واهلل
ألبيرن .فهذا ل يمكن فعله.
قال املصنف« :وكَا ُن حالِ ٍ
ف ُمخْ تَارا» َ ْ َ
الحنث أحيابًا يكون مسنوبًا كما قال المصنف« :ويسن حنث» لقول النبر كما ثبلت يف
الصحي « :إين إن َان اهَّللَّ -ل أحلف على يمين أرى بيرها هيرا منها إَّل علت الـذي هـا هيـر وكقـرت
952
عن يمين » ولذلك قال العلماء :يسن الحنث ،والمصنف أبل وهذا غير صحي ،وإبما يسلن الحنلث إاا
رأى َّ
أن غير ما حلف عليه خير مما حلف عليه ،هذا الوقت الذي يسن فيه الحنث.
قال املصونف« :إذا كانت على عٍ م روه» أي :إاا حلف على فعل شلرء مكلروه ،والمكروهلات
كثير ،قوله« :أو على ترك كمندوب» ل يصللر السلنن ملث ً فإبَّله يكلره يف حقله اللا ،والفلرق بلين األوللى
مكروها ،وتار يكون خ ف األولى فإاا كلان غيلره خيلر منله َّ
فلإن اللا ً والثاين َّ
أن ترك المسنون تار يكون
مكروها َّ
ألن النبر قال« :إين إن َان اهَّلل.»- ً خ ف األولى وليس
قال« :وع س بع س » أي :يكره الحنث هلذا هلو عكلس السلاب ،يكلره الحنلث إاا كابلت عللى تلرك
مكروه ،أو فع مندوب.
قال« :ويُب» أي :ويًع الحنث إن كابت على فع محرم أو ترك واجع.
هذه مسألة متعلقة باأليمان وهو التحريم ،هذه المسألة من أصعع المسائ وأشكلها ،حتلى اكلر ابلن
أن مسألة التحريم قي َّ
إن فيها أكثر من خمسة وعحرين ً
قول. القيم َّ :
نبدأ باْلول :فلإن كلان قلد حلرم عينًلا فهلر يملين ،قلال اهلل { :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ}
[التحريم ]1:لما حرم النبر العس على بفسه ،ثم قال اهلل بعلد اللك { :ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧﭨ} [التحريم ]2:فدل الك على َّ
أن من حرم عينًا أي عين قلم كتاب ك عين حرمها على بفسه وللو
كابت فع ً فإبَّها يمين.
الحالة اْلولى :أن يحرم زوجته وينوي بالتحريم الظهار ،فهنا هو نهار.
الحالة الثانية :أن يحرم زوجته ويقصد بالتحريم الط ق ،يسأل المفتر يقول :ملااا قصلدت عنلدما
قلت :زوجتك حرام عليك؟ قال :أقصد الط ق .فالمذهع أبَّه نهار كذلك ،واكلر القاضلر عل ء اللدين
يف التصحي أو مال إلى أبَّه تكون من كنايات الط ق فتكون ب ًقا.
الحالة الثالثة :أن ينوي به اليمين .فالمذهع أبَّه نهار كذلك وأراحوا بفسهم ،والرواية الثابيلة التلر
مالت عليه الحيخ تقر الدين :أ ا تكون يمين مكفر .
الحالة الرابعة يف من حرم زوجت :أل تكون له بية ،يقول :هر عليه حلرام .ويسلكت فلن َّ فقهاهبلا
ألن األص يف التحريم الظهار ،إ ًاا ابتهينا ممن حرم عينًا أو حرم بل ًعا.
على أبَّها نهار َّ
عللر الحلرام؟
الحالة اْلولى :أن ينوي ا اليمين ،أو يقصد ا العلين ،ملااا قصلدت عنلدما قللتَّ :
قال :واهلل ما قصدت إل اليملين ،أو قصلدي لا سليارته .فنقلول :ملن قصلد لا اليملين فإ لا يملين فتكلون
مكفر ،كفارهتا كفار يمين.
954
إذا يهال الييَ :قال المصنف« :وإن حرم أمت ،أو حالَّل» أي :عينًا من األعيان
قال املصنف« :لم يحرم علي ،وعلي كقارة يمـين إن علـ » أي :هلذا يسلمى تحلريم األعيلان اللذي
اكرباه قب قلي .
ضَ ،أ ْو ِعت ُْق َر َق َب ٍة ُم ْؤ ِمن ٍَةْ ِِ َ ،ن َع َُ َز ك َِق ْط َر ٍة َصا َم َث َال َث َة َأ َّيا ٍم ُم َتتَابِ َع ٍة»
بِ َها َص َال ُة َ ْر ٍ
قال املصنف« :بين إطعـام عيـرة مسـاكين» فهلو كفلار تخييلر ،والتخييلر يف الحلرأ بوعلان :تخييلر
مصلحة ،وتخيير تحهر.
وهنللا تخييللر تحللهر فللاخة مللا شللمت منهللا ،وأ َّم تخييللر المصلللحة فلمللن كابللت للله وليللة كا مللام ،أو
الوصر ،أو الولر على الصغير َّ
فإن التخيير يف حقه تخيير مصلحة.
قال« :يخير بين إطعام عيرة مسـاكين» وعنلد فقهائنلا ل يًلوز ا بعلام إل مملا يًلوز يف زكلا الفطلر
وهر خمسة أشياء :الا ،والحعير ،والتملر ،واللبيلع ،واألقلط .هلذه خمسلة أشلياء غيرهلا ل يًلوز إل أن
يكون دقي ًقا أو سوي ًقا للا أو للحعير فإبَّه جائل.
قوال املصونف« :كسـاة تصـح بهـا صـالة ـرض» فيختللف اللذكر علن األبثلى ،قلال« :أو عتـق رقبـة
مؤمنة» وتقدم يف كفار الظهار ،قولهِ « :ن عُز» فإن عًل عن هذه الخصال الث ث
فإن عارضت الحقيقة اللغوية قد العرف عليها ،مثال الك :لفظ اللوطء فإبَّله يف الحقيقلة اللغويلة عللى
الوطء بالقدم ويف العرف على اللوطء بمعنلى الًملاأ فملن أقسلم بلاهلل أو حللف عللى أل يطلأ زوجتله ثلم
وبمها يقدمه ف حنث عليه ،وإبما يكون مول ًيا ويأخذ حكم ا ي ء ،ومثله السماء واألرض.
مث رج قال آلخر :تعال عندي يف البيت .فقال :ألك بيت؟ قلال :بعلم عنلدي بنلاء وسلقف آوي إليله
واهلل ،وحلف على الك ،وقصد بالبناء الذي عنده والسقف :السماء الذي يكون فوقه.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)32
﷽
ِ ِ ِ
اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُهَ ،و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ
اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن.
َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ
المصللنف عللن النللذر فقلال« :النَّـ ْـذ ُر َم ْ ـ ُـروه» ،ووجلله كراهتلله أن النبللر
يف هللذا الفصل يللتكلم ُ
يةتلع عللى النلذر
ُ قال« :إنما ُيستخرج من مال البخيٍ»؛ فدل الك على أبه مكروه؛ ولكلن
آثار ُه كاملة ،وهذه من المسائ التر قي :أ ا استثنا ٌء لقاعد أن الممنوأ ل يةتع عليه أثره.
ِ
األهلية ،أي فاقد كمال األهليلة لكوبله مًنوبًلا أو غيلر قال« :و ََّل ي ِصح إِ ََّّل ِمن م َ َّل ٍ
ف» ،فمن كان فاقد ْ ُ َ َ ُّ
بال ٍغ فإن بذره ليس ب زم.
بعم قالَ « :وا ْل ُمنْ َع ِهدُ ِس َّت ُة َأن َْااعٍ ،»:وقوله« :منعهد» :أي يةتع عليه أثر إما كفار أو للوم.
علر بذر) ويسلكت ،أو يقلول( :هلل هلل ( : يقول أن إما ، ») ر بعم ،قال« :ا ْل ُم ْط َل ُق »:أن قوله(« :لِ َّل ِ َع ِل َّ ن ُ
ُذ
َّ
بلذرا ُمطل ًقلا ،قلالَ « :و ََّل نِ َّيـ َة» :أي ول بيلة يف ُم ٍ
علين بلذره ،ل لت كذا ،ففر الحلالتين ُيسلمى ً بذر إن فع ُ
علر ٌ
َّ
محدد ف ُيرجع فيه إلى كفار اليمين. ٍ غير
ين»؛ ألبه ُ ص ً ول صيا ًما ،قالَّ َ َ « :ق َار ُة َي ِم ٍ
لع ،أو لرض منلله واحللدٌ مللن أربعللة أشللياء :إمللا الحل ُ
لث أو المنل ُ اليــرط الثــاين :أن يكللون هللذا التعليل الغل ُ
التصدي ،أو التكذيع؛ إ ًاا ل بحكم بأن النذر بذر لًجٍ وغلع إل بقيدين:
قال املصنفَ « :ي ْه ِصدُ ا ْل َمن َْع ِمنْ ُ» ،هذا هو القيد الثاين الذي اكرت لكم قب قلي .
ومثللله التصللدي أو التكللذيع؛ فللإن التصللدي أو التكللذيع بمعنللى المنللع والحم ل ،يعنللر المنللع مللن
حينمذ يكون تكذي ًبا ،أو الحم على التصدي فيكون تصدي ًقا. ٍ التصدي
ث :ن َْذ ُر ُم َباحٍ َ ،ك :لِ َّل ِ َع ِل َّ َأ ْن َأ ْلبِ ُس َث ْابِ ُ َ ،يخَ َّي ُر َأ ْيضا».
قال املصنفَ « :ال َّثالِ ُ
المباال هو أن ينذر و ُيعين المنذور ولكن إبما يكون الك المنذور ليس من الطاعلات وإبملا
النذر ُ
بعم ُ
علر أن أفع كذا يف لبسر ،أفع كذا يف سيارا)؛ فك هذا ملن بلاب التخييلر،
المباحة ،كل( :هلل َّ
من األمور ُ
ف ُيخير بين فع المنذور ،وبين كفار اليمين ،فقولهُ َ « :يخَ َّي ُر» ،أي بين فع المنذور وكفار اليمين.
ب ال َّت ِْق ُير». قال املصنفَ « :ا ْلخَ ِام ُس :ن ََذ ُر َم ْع ِص َي ٍة ،ك َُي ْر ِ
ب َه ْمرٍَ َ ،ي ْح ُر ُم َا ْل َا َ ا ُن َو َي ُِ ُ
بعم لقول النبر « :من نذر أن ُيطيع اهَّلل ل ُيطعـ ،ومـن نـذر أن يعصـي ـال يعصـ » ،فلأمر
958
النبر بعدم المعصية وسكت عن الكفار فدل عللى أبله ُيكفلر ،فهلو إلغلا ٌء للصلفة ملع إبقلاء
الحكم األصلر وهو التكفير.
ُ
َاف بِ َه ْص ِد ال َّت َه ُّر ِ
ب ُم ْط َلهاَ ،أ ْو ُم َع َّلها ادس :ن ََذر َتبر ٍر ،كَص َال ٍة و ِصيا ٍم واعتِ ٍ
َ َ َ ْ َ ُ َ ُّ لس ُ
قال املصنفَ « :ا ِ
َّ
يض َ ِل َّل ِ َع ِل َّ ك ََذا َ َي ْل َز ُم َا ْل َا َ ا ُن بِ ِ ». َِن ََ َقا اهَّلل مرِ ِ
َُ
بِ َير ٍ
ط ،ك ْ ْ
-بعم بذر التار :هو أن ُيعين المنذور ،ويكون ًّبرا؛ فالمنذور :بر ،هذا واحد.
-ثاب ًيا أن هذا الا المنذور قد يكلون ُمطل ًقلا ملن غيلر قيلد ،فيقلول( :هلل علل َّر أن ُأصللر ركعتلين يف كل
يلوم) ،وقلد يكلون ُمعل ًقلا؛ ولكلن هلذا التعليل لليس المقصلود منله ل الحلث ول المنلع ول التصلدي ول
ٍ
فحينمذ ففر الحالتين ُيسمى تار. التكذيع ،ليس مقصود منه واحد من هذه األمور األربعة؛
علر أن أصوم أو ُأصلر كذا) ،فهنا قوله( :إن شفا اهلل مريلر)؛ هلذا
ومثال ُه( :إن شفا اهلل مريلر فلله َّ
تعلي ،وهذا التعلي ل ُيقصد منه الحث أو المنع؛ ألن اهلل هو الحايف ،فليس ح ًثا ول من ًعلا ُ
للمقسلم
عليه.
ٍ
عًلل؛ فلإن عليله قالَ َ « :ي ْل َز ُم َا ْل َا َ ا ُن» ،بالنذر؛ فإن عًل عنه للمت ُه كفار ٌ واحد ،وأما إن ترك ُه ملن غيلر
ترك ويتداخ الكفارات ،بعم. ٍ الكفار إاا كان يفوت ،وإاا كان ل يفوت فإن عليه الكفار على ُك
الصدَ َق َة بِ ٍُِ َمالِ ِ َأ ْج َز ُه ُث ُل ُث ُ َ ،أ ْو َص ْا َم ََ ْهرٍ َون َْح َا ُهَ :ل ِز َم ُ ال َّتتَا ُب ُعََّ ،ل إِ ْن َن َذ َر
قال املصنفَ « :و َم ْن ن ََذ َر َّ
َأ َّياما َم ْعدُ و َدة».
الصدَ َق َة بِ ٍُِ َمالِ ِ » ،فإبه يكفيه أن يتصدق بثلثه قلى به الصحابة رضوان اهلل علليهم،
يقولَ « :و َم ْن ن ََذ َر َّ
أو بذر ،قالَ « :ص ْـا َم ََ ْـهرٍ َون َْح َـا ُه» كأسلبوأٍ؛ للمله أن ُيتلابع بلين صلوم الحلهر كامل فيًعلله ث ثلين يو ًملا
ٍ
تسعة وعحرين ،أو سبعة أيام متوالية ،أو بذر سن ًة فيصوم السنة متواليةً؛ قالَ « :ل ِز َمـ ُ ال َّتتَـا ُبع» ألن متوالر أو
اللفظ يقتليه.
قلالََّ « :ل إِ ْن َنـ َـذ َر َأ َّيامـا َم ْعــدُ و َدة» ،كللأن قلال( :هلل علل َّلر أن أصللوم سلبعة أيللام) ،سللبعة أيلام ل يللللم فيهللا
علر أن أصوم ث ثين يو ًما ،ف يللم فيها التتابع إا اللفظ ل يدل عليه.
التتابع ،أو قال :هلل َّ
٦
959
قال املصنف« :وسن َا ْلا َ ان بِا ْلاع ِد ،وحرم ِب َال استِ ْثن ٍ
َان». ْ َ ُ َّ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ
قال املصنفَ « :و ُس َّن َا ْل َا َ ا ُن بِا ْل َا ْع ِد» ،من وعد غيره وعدً ا فإبه ُيسن له الوفاء به ،يف قول عامة أه
وحكر إجما ًعا؛ وإن ُحكر عن بعه المالكية خ ًفا ،فإن الوعد ليس ُ
بمللم ،وليس بواجع. العلم ُ
قال املصنف« :وحرم بِ َال استِ ْثن ٍ
َان» ،هذه المسألة ُمحكلة ،كيف يكون الوفا ُء مسنوبًا الوفاء به، ْ َ َُ َ
ويحر ُم فعله ب استثناء؟!
ُ الوعد كيف يكون الوعدُ مسنوبًا الوفاء به
ولذلك هذه المسألة محكلة؛ وقد قرر بعه المحققين أن قلول المصلنف« :وحـرم بِ َـال اسـتِ ْثن ٍ
َان» ،أبله ْ َ َ ُ َ ُ ُ
ٌ
محمول على ما:
ٍ
يك جاز ًما بفعله أو غال ًبا على ننه أبه سيفع ُله؛ فحينمذ ُ
يحرم عليه الفع . -إاا وعد وعدً ا ولم ُ
غالع على ننه أبه سليفع ُ ؛ فإبله يف هلذه الحاللة لليس الوعلدُ
ٌ -وأما إن وعد وعدً ا وهو جاز ٌم بفعله أو
حرا ًما ب استثناء.
وهذا التوجيه مما هو من منصور يف الحواشر على ا قناأ ،ويف النفس منه شرء ،ولعل األقلرب واهلل
يحرم بل اسلتثناء( ،لعل هلذا
أعلم :أن هذه الكلمة تتابع العلماء على تصحيفها ،وأن الصواب فيها( :ول ُ
الصواب فيها( :ول يحرم بِ َ استِ ْثن ٍ
َاء( ،بعم ،وإل فهر موجود يف [المنتهى] وغيره. ْ َُ َ َ
قال املصنف« :كِتَاب ا ْل َه َض ِ
ان». ُ
الكتاب األخيلر ،بخلتم بله شلرال الكتلاب بلإان اهلل ،و ُأور َد يف األخيلر؛ ألن
ُ بعم هذا الكتاب هو
أيللا يف الًنايلات حينملا يكلون
والمعاقلدات يف األبكحلة ،وقلد تقلع ً
المعلام تُ ،
الخصومات قد ترد يف ُ
يًع عليه أثر من ٍ
قود أو ضمان. ٌ
علما وور ًعا ،إا قد يكون األفل ُ ممتن ًعا أو منحغ ً بملا هلو
قولهَ « :يخْ ت َُار» :أي بد ًبا ،أفل من يًد ُه ً
أبفع للناس.
قلالَ « :و َي ْـأ ُم ُر ُه بِـال َّت ْه َاى َوت ََحـ ِـري ا ْل َعـدْ ِل» ،وهلذا واضل ؛ ألن الصللحابة عنلدما كلابوا ينصلبون قاضل ًيا،
والنبر حينما كان ينصع عام ً ،والعام يف عهد النبلر يقلوم بالقللاء؛ كلان
يأمرهم بذلك.
قال املصنفَ « :وت ُِقيدُ ِو ََّلي ُة َح َ ٍم َعامة َ ْص ٍَ ا ْل ُح ُام ِةَ ،و َأ ْه َذ ا ْل َح ِق َو َد َ َع إِ َلى رب ِ َ ،وال َّن َظر ِ م ِ
ال َ َ َِ ُ َ َّ َ
ب». ي َع َلى ََ ْرطِ ِ َو َب ْيرِ َذلِ َ ِِ ِ ِ
ب َو َو ْقف َع َمل ل ُي ُْرِ َ ُان َو َس ِقي ٍ َوبَائِ ٍ
يتِي ٍم َو َم ُْن ٍ
َ
بعللها عقلود إبل ٍق كالقللاء والوكاللة،
بيع ،هذه مسلألة :ملا اللذي ُيفيلده وليلة القللاء ،العقلود ُ
تقييد كالحًر ،وعقود ا ب ِق إما أن تكون ولي ًة عامة أو خاصة: وبعلها عقود ٍ
-فالولية الخاصة هر الوكالة ،والولر ،والوصر؛ فهؤلء الث ثة عقد ا ب ق يف حقهم إبملا ُيسلتفاد
بما وكلهم أو أوصى إليهم وبحو الك.
-أما الولية العامة كالقلاء :فإن ما ُتفيده الولية هو ما اكره ال ُعلماء هنا ،فقلالَ « :وت ُِقيـدُ ِو ََّل َيـ ُة َح َـ ٍم
ُامـ ِـة» ،المللراد بالحكومللة الخصللومة ،والتعبيللر الحكللم ،قولللهْ َ « :صـ َـٍ ا ْل ُح َ
َع َّامــة» :أي الولي ل ُة العامللة يف ُ
بالخصومة أدق؛ ألن الحكومة هر التر ُحكم فيها ،وأما الخصومة فتكون متقدمة.
ـال يتِــي ٍم َو َم ُْنُـ ٍ
ِ ِ ِ
ـان قللالَ « :و َأ ْهـ َـذ ا ْل َحـ ِـق َو َد َ َعـ ُ إِ َلــى َر ِبـ » ،وهللذا ُيسللمى التمثيل ،قولللهَ « :والنَّ َظـ َـر ـ َمـ َ
ـف َع َم ِلـ ِ » ،أي لله النظلر عللى ـب» ،إاا للم يوكل ،قولله« :وو ْق ِ
َ َ حيث ل ولر علليهم ،قلالَ « :وبَائِ ٍ َو َس ِقي ٍ »ُ ،
بانر يف مح عمله ل ُمطل األوقاف. ِ
األوقاف إاا لم يكن عليها ٌ
ي َع َلـى ََ ْـرطِ ِ » ،أي عللى شلرط الواقلف ،قلالَ « :و َب ْيـرِ َذلِ َ
ـب» مملا يقتلليه ،وجعللوا لله ِ
قال« :ل ُي ُْـرِ َ
عليه يف بيابة ولر األمر ،بعم. ُ
اللابط ما ُب ضاب ًطا ،قالوا:
٦
961
اصا ِ َأ َح ِد ِه َما َأ ْو ِ ِ
يه َما». ُع ُما ِم َا ْل َع َم ٍَِ ،و َه ًّ
قال املصنف« :ويُا ُز َأ ْن يا ِلي عمام َالنَّ َظرِ ِ
َُ َُ ُ ُ َ ََ ُ
اصـا ِـ
ـٍ» ،ابظلر جميلع القللايا يف جميلع البللدان ،قوللهَ « :و َه ًّقولهُ « :ع ُما َم َالنَّ َظـ ِر ِـ ُع ُمـا ِم َا ْل َع َم ِ
ٍ
الماليلة ،أو يف ِ
والًللاءت ،أو للك النظلر يف ال ُمعلام ت ِ
الًنايلات ملث ً النظلر يف
ُ َأ َح ِد ِه َما» ،أن يقول للك
شرء يف البللد الفل ينٍ وخاصا يف عموم أو خصوص ال ُبلدان أن يقول :ابظر ك األبكحة يف عموم البلدان،
ً
فقط.
اض َبالِغا» ،بعم ألن غير البالغ ل يص تصرفه لنفسه فلغيره أولى.
قال املصنفَ « :و َُ ِر َط ك َْا ُن َق ٍ
قال املصنف« :ع ِ
اقال»؛ ألن العاق كذلك مث ُله. َ
قال املصنفَ « :ذكَرا» ،بعم؛ ألن الرسول قال« :ما أ لح قاما ولاا أمرهم َّلمرأة»،
والقلاء يف معنى الولية العامة.
ِ
لسيده. ٌ
مملوك قال املصنفُ « :ح ًّرا» ،بعم ألن القن ل يملك وقته ،وقته
عدل ألبه ل ُتقب شهاد غير العدل؛ فمن باب أولى قلاهه.
قال املصنفَ « :عدْ َّل»ً ،
المطل .
المًتهد ُ
ألبه ل ُيمكن أن يوجد ُ
ومعنللى قولللهُ « :مُتهــد» :أي ُمًتهللدٌ يف تنليل ِ المسللائ علللى الصللور ،للليس مًتهللدً ا بمعنللى أبلله مللن
المًتهدين يف المذهع درجات اكرها ابن حمدان وبقل عنله الملرداوي
أصحاب الوجوب؛ ألن ببقات ُ
يف أخر [ا بصاف].
قال« :نقذ ُح م » ،كالقاضر ،يف ك ما ينفذ يف حكمه وله إما ٌم أو بائ ُبه ل فيما عاداه.
قال املصنف« :لينا بال ضعف»؛ ألبه لو كان ضعي ًفا ،لو كان ضعي ًفا ُغلع أمره وإن كان ليس ٍ
بلين،
المصنف بين القوي واللين.
وإبما كان قاس ًيا ،هابه الناس ،ولذلك عا ُ
قال املصنف« :متأنيا» ،بعم؛ ألن الحلم واألبا من أحع الصفات إلى اهلل .
حكما.
ً قال املصنف« :وعلي العدل بين ُمتحاكمين» ،سوا ًء كان قاض ًيا أو
قال املصنف« :ومُلس » ،مًلسه أي ل يلتفت ألحدهما دون الثاين ،أو أن ُيقدم أحدهما دون
٦
963
الثاين من مًلسه.
ٍ
بدخول عليه بأن يدخ ن عليه م ًعا ،أو إن كان المح ضي ًقا أن ٍ
ودهال علي » ،بعم قال املصنف« :
المدعر ف ُيقرأ بينهما.
يصطلحا يف الدخول فإن اختلفا أيهما ُ
ان كَثِيرا» ،ل يقلر القاضر وهو غلبان. قال املصنفَ « :و َح ُر َم ا ْل َه َضا ُن َو ُه َا ب ْ
َض َب ُ
قال املصنفَ « :أو ح ِ
اقن» ،بعم الحاقن والحاقع يف معناه أو وهما يف معنى الغلبان. ْ َ
يستطيع الفكر.
ُ قال املصنفْ « :أو ِ َِدَّ ِة ُجا ٍع َأ ْو َع َط ٍ
ت» ،أي :أبه ل
- اْلمر اْلول :من ُأعطر شي ًما من المال ليعم العم الذي كُلف به ،فهر رشو وإن لم يغش.
-من أدى عمله على وجهه ولكنه أخذ عليه ملا ًل فهلو رشلو ،ويللداد ُن ً
لملا ويلدخ يف عملوم قلول اهلل
مال يف غير عملهُ ،تهدى له الهدية ل ألج العم وإبما ُمطل ًقا.
-الهدية هو أن يأخذ ً
964
والقاضر حرا ٌم عليه الهدية؛ إل إاا كان الرج الذي أهداه جرت بينهم علاد ٌ أبله ُيهديله قبل اللك كلأن
للمهدي حكوم ًة عنده أي خصومة ،بعم.
جارا ،وليس ُ
يكون قري ًبا أو ً
قال املصنفَ « :و ََّل َينْ ُق ُذ ُح ُْم ُ َع َلى َعدُ ِو ِهَ ،و ََّل لِنَ ْق ِس ِ َ ،و ََّل لِ َم ْن ََّل ُت ْه َب ٍُ ََ َها َد ُت ُ َل ُ».
ينفذ حكمل ُه لله ،ول لنفسله ُمطل ًقلا ،ول لملن ُتقبل
تهم فيه ولكن ُ
بعم ،ل ينفذ حكمه على عدوه ألبه ُم ٌ
شهادته له؛ ألبه متهم.
قال املصنفَ « :و َم ْن اِ ْس َت ْعدَ ا ُه َع َلى َه ْص ٍم ِ َا ْل َب َل ِد بِ َما َت ْت َب ُع ُ َا ْل ِه َّم ُة َل ِز َم ُ إِ ْح َض ُار ُه إِ ََّّل َب ْي َر َب ْر َز ٍة
ب َي ِمين َأ ْر َس ٍَ َم ْن ُي َح ِل ُق ُه َما». ِ
َ ت َُاك ٍُِ ،ك ََمرِي ٍ َون َْح ِاهَ ،وإِ ْن َو َج َ
المسألة األولى :يف قلية الستعداء وا حلار ،يقولَ « :و َم ْن اِ ْس َت ْعدَ ا ُه َع َلى َه ْص ٍم ِ َا ْل َب َلـد» ،أي :أبله
المصنف:
قال( :إن ف ن عدو لر) بما تتبع ُه الهمةُ ،ابظر معر عندبا مسألتان لكر بعرف ك م ُ
-عندبا الدعو .
-عندبا الستعداء.
فأما الدعو فإ ا تًوز بالقليل وبلالكثير ،وأملا السلتعداء اللذي يللل ُم إحللار ُه فإبله ل يكلون إل بملا
تتبعه الهمة ،بيع قالَ « :ل ِز َم ُ إِ ْح َض ُار ُه» ،ف يللم ا حلار إل بما تتبعه الهمة ،وأما ما كان دون الك كلان
ٍ
كغائع. قلي ً ف يلل ُم ا حلار ،وإبما ُترفع الدعو عليه وله ح ُ التقاضر ،فإن حلر بإرادته وإل حكم
ٍ
قال« :إِ ََّّل َب ْي َر َب ْر َزة َ ت َُاك ٍُِ» ،الاز هر المرأ التلر تخلرج؛ ُ
فغيلر اللاز هلر تم ُكلث يف بيتهلا وتسلمى
المخدر ل يلل ُمها الحلور للقاضر فتوك غيرها.
( ُمخدر ً ) ،فإن غير الاز :وهر ُ
قال املصنفَ « :وت َْحرِ ُير َالدَّ ْع َاى» ،أي :ل ُبد أن تكون محرر ً بأن ُيعرف ما الذي يطلبه؛ ألن بعه
ٍ
مسألة فأثبتها الخصوم يأا أمام القاضر ويتكلم بقصة حياته ،فكأبه يقول :يا أيها القاضر ابحث لر عن
يصرف الدعو لعدم تحرير الدعو له ،فيقول :مااا تطلع؟
ُ له؛ فالقاضر حينمذ
قالَ « :أ ْو ُم َح ًّال بِ َأ َح ِد َالنَّ ْهدَ ْي ِن َق َّا َم ُ بِ ْاْل َهرِ» ،من ادعى شي ًما وفيه شر ٌء من اهع مث ادعى عليله ملث ً :
ٍ
خحع فيها اهع مث ً ،أو إبا ًء فيه اهع يف غير شرب؛ ف بد أن يذكر قيمة الذهع الذي فيه ،و ُيقيمله قطع َة
966
بمااا؟ يقو ُمه بالفلة ،وإن كان فيه فلة قوم ُه بالذهع لمااا؟ لكر ل يلؤدي اللك إللى الربلا؛ ألبله للو قلو َّم
الذهع بالذهع ألدى إلى الربا.
قلالَ « :أ ْو بِ ِه َمـا َ بِ َأ ّي ِه َمـا ََـا َن» ،أي للو كلان ُمحل ً ملا باللذهع والفللة؛ فإبله يقلوم ا بلاء اللذي مللن
ٍ
حينملذ ل ُيمكلن أن يقلوم إل بأحلد ٍ
بلذهع أو فللة؛ ألبله الخحع مث ً ،وملا فيله ملن اللذهع والفللة إملا
الثمنين ول غيره على المحهور ،بعم ،لو أمكن التقويم بغيرهما كما يف زمابنا يقلوم بلاألوراق النقديلة فإبله
ٍ
حينمذ يًل ،بعم.
ِ قال املصنف« :وإِ َذا حررهاْ ِِ َ ،ن َأ َقر َا ْلخَ صم ح ِم ع َلي ِ
بِ ُس َؤال ُمدَّ عٍَ ،وإِ ْن َأ ْن ََر َو ََّل َب ِينَ َة َ َه ْا ُل ُ ْ ُ ُ َ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ
ال َو َما ُي ْه َصدُ بِ ِ ».
ال مدَّ ٍع ِ م ٍ
َ
ِ ِ ِ ِ ِِ
بِ َيمين ْ ِِ َ ،ن َن ٍََ ُح َم َع َل ْي بِ ُس َؤ ُ
ٍ
فحينملذ يلأا الملدعى بله ،واكلر أوصلافه الملؤثر فيله؛
المدعر ،واكر ُ
بعم ،يقول :وإن حرر الدعوى ُ
للملدعر
الملدعى عليله ُ
يحكلم عللى ُ
ُ المدعى عليه؛ فإن أقر قال :بعم ٌأقر فإبه
القاضر فيسأل الخصم وهو ُ
الحكم له.
المدعر فاحكم لر ،أدعر بكذا فاحكم لر ،ف بد أن يكون قد بلع ُ
لكن بحرط :أن يقول ُ
ـم َع َل ْي ـ ِ » ،أي علللى الخصل ِ
لم ِ
المللدعى عليلله ،قولللهُ « :ح ـ َ
ـم» ،أي ُوهللذا معنللى قوللله َ « :ـِِ ْن َأ َقـ َّـر َا ْلخَ ْصـ ُ
ِ
المدعى عليه المدعى عليه ،قوله« :بِ ُس َؤال ُمدَّ عٍَ ،وإِ ْن َأ ْن ََر» ،أي وإن أبكر ُ ُ
ِ ِ ِ
قال املصونفَ « :و ََّل َب ِينَ َة» وهر الحهاد وبحوها ،قولهَ َ « :ه ْا ُلـ ُ بِ َيمينـ » ،أي فقلول ُ
الملدعر بيمينله،
المدعى عليه بيمينه سوا ًء با بكار للك أو لبعه الحرء.
با بكار أو ا قرار ببعلهم ،فقول ُ
المدع ،واليمين
قال املصنف« :بيمين » ،ف بد أن يحلف لقول النبر « :البينة على ُ
على من أن ر» ،فإن كابت بينة حكم بالبينة القاضر ،قال :قال المصنفْ ِِ َ « :ن َن ٍََ» ،أي ُ
المدعى عليه،
ِ ِ
قولهُ « :ح َم َع َل ْي » أو حكم عليه ،أي حكم عليه القاضر ،فحكم على ُ
المدعى عليه بالنكول ،لقلاء
المدعر).
ُعثمان ( :ول ترد اليمين إلى ُ
قال املصنف« :بِس َؤ ِ
ال ُمدَّ ٍع» ،أي ل ُبد أن يسأل الحكم عليه ُ
ِ ال وما ي ْهصدُ بِ ِ » :أي ما يقصد به المال وأما غير الك كاألبك ِ ِ
والًنايات حة ُ ُ قال املصنفَ « :م ٍ َ َ ُ َ
فإ ما ل ُيقلى فيهما بالنكول ،وإبما ا بكار وحده ينفر ثبوهتا عليه.
٦
967
ٌ -
فرق بين الستح ف وبين القلاء بالنكول ،القلاء بالنكول :يكون فقط يف األملوال وملا ُيقصلد بله
للمنكر الذي توجهت عليه اليمين؛ فيكون
المال ،وأما الستح ف :الذي يكون ُ
ب» ،الرجعلة :معروفلة ،والنسلع :إملا يف قال املصنف ِ « :ك ٍُِ َح ِق آ َد ِم ٍّ ِس َاى نِ َاحٍ َو َر ْج َع ٍة َون ََس ٍ
إثبلات كوبله لقي ًطلا ،فملن
ُ إثبات النسع ،أو يف إثبات مًهولر النسع ،إثبلات بسلع مًهلولر النسلع ،أو
ادعى على مًهول النسع أبه لقيط.
قال املصنف« :ومعر ة حاكم» ،أي و ُيحةط يف الملكر إضاف ًة لعدالته ومعرفته الًرال والتعدي :
أن يكون الحاكم عار ًفا خاته البابنة ،أي خا ُ
الملكر البابنة ،خاته بمااا؟ خاته بحيمين:
قال املصنف« :وتهد ُم بينة جرحٍ » ،بعم على بينة التعدي .
قال املصنف « :متى جهٍ حاكم حال » ،كيف بينة الًرال والتعدي ؟ شاهدٌ حلر أمام القاضر،
مًروال؛ فتُقدم بينة الًرال على بينة
ٌ المدعى عليه اثنان يحهدان أبه
وأتى باثنين يحهدان أبه عدل ،وقدم ُ
مذكور يف محله ،بعم.
ٌ التعدي ،بب ًعا ليس ُمطل ًقا ،وبعلهم يًع التفسير يف ،...ولهم تفصي فيها بعم،
قال املصنف « :متى جهٍ حاكم حال ٍ
بينة طلب التزكية ُمطلها».
قال املصنف« :وَّل ُيهبٍ الح م يها» ،هذا ل يسير الحكم عليه بالتعدي ل يًوز الحكم عليه
بالتعدي .
قال املصنفُ « :سمعت» ،أي سمع القاضر البينة ،و قال المصنف« :وح م بها» ،ما لم يدل على
تأا ٍ
بينة ُتبطلها ،قوله« :يف بير حق اهَّلل ،»فإن حقوق اهلل كالحدود والتعااير ل ُيحكم ا إل
بحلور ،والك القلاء عندبا أن -على المذهع :-أبه ل يًوز القلاء يف الًنايات ول يف الحدود على
الغائع ،ل ُيقلى على الغائع ،ب ل ُبد أن يحلر مًلس القلاء هذا على المذهع ،ويف رواية أبه
يًوز القلاء عليه؛ ولكن يبقى التمديد لحين حلوره.
قال :ول ُت ُ
سمع على غيرهم» ،أي على غير من تقدم
المكللف،
المسلافر أو المسلتة أو الميلت أو غيلر ُ
قال املصنف« :حتى يحضر أو يمتنع» ،على غيلر ُ
الممتنع والغائع ،بعم. ممتن ًعا ،هناك ٌ ٍ
فرق بين ُ قوله« :أو يمتنع» ،أي يمتنع من الحلور فيكون حينمذ ُ
قال املصنف« :ولا ُر ع إلي ُح م َّل يلزم ُ نهض ل ُينقذه لزم ُ تنقيذه».
يقول الحيخ:
قال املصونف« :ل ُينقذه» ،أي ُرفع إليه حكم ل ُينفذه ،وجه إليه حكم لينفلذ مللموبه ،وسليأا إن شلاء
اهلل كتاب القاضر إلى القاضر
ٍ
قاض إلى قاض ٍ يف كٍ حق آدم ٍ و يما ح م ب ل ُينقذه». ويهبٍ كتاب
قال املصنفُ « :
يقول الحيخ:
قاضلر يف ٍ
بللد ٍ ٍ
قاضر يف بلد يحكم يرس كتا ًبا إللى ٍ
قاض إلى قاض ٍ »، ويهبٍ كتاب
قال املصنفُ « :
آخر ،ويسميه الفقهاء بالستخ ف.
قوال املصوونف« :يف كــٍ حــق آدمـ ٍ » ،يف حقللوق اآلدميللين دون حقللوق اهلل فإبلله ل ُيقبل فيهللا
كتاب القاضر إلى القاضر.
ُ
970
قال« :و يما ح م ب » ،أي :فيما بعد سماأ البينة فيحكم ،و ُيرسل ُه إلى القاضر الثاين
الحكم ،بعم.
قال املصنف« :ل ُينقذه» ،أي لينفذ ملمون ُ
قال املصنفَّ« :ل يما ثبت عنده ليح م ب » ،ل فيما ثبت عنده بأن ثبت عنده البينة فقال للقاضر
الثاين :احكم ا؛ ل يص ،ب ل ُبد أن تكون البينة قد ثبتت عند القاضر الثاين ،عند القاضر الذي يحكم
يعنر.
قال املصنف« :إَّل يف مسا ة قصرٍ» ،بعم ألن المكان دون مسافة القصر كأ ا بلدٌ واحد فيكون
بمسابة التوكي ،التوكي .
فص ٌ :قال املصنفَ « :وا ْل ِه ْس َم ُة ن َْا َع ِ
ان.»:
ٍ
تراض. -قسم ُة
ٍ
إجبار. -وقسم ُة
ور ِصغ ٍ
َار». يما ََّل َينْ َه ِس ُم إِ ََّّل بِ َض َر ٍر َأ ْو َر ِد ِع َا ٍ
ض ك ََح َّما ٍم َو ُد ٍ قال املصنفِ « :قسم ُة تَر ٍ ِ ِ
اضَ :وه َ َ ْ َ َ
المصلنف؛ هلذا البلاب ملا معنلاه؟ اثنلان أو أكثلر
اختصر لكم الك الباب يف ُجملتين ثم برجلع لتفسلير ُ
عقلارا ،أو كابلت لائم ،أو كابلت سليارات ،أو غيلر اللك ملن
ً يحةكون شركة أم ك يف أموال سوا ًء كابت
األمور ،ثم أرادوا قسمة هذه األموال بينهم ،فنقول إن قسمة هذه األموال لها حالتان:
ٍ
تراض. -إما أن تكون قسمة
ٍ
الةاض :معناها أبه ليس للقاضلر أن يقسلم الملال بينهملا إل بةاضليهما ،فلإن للم يةاضليا للم فقسمة
يقسم المال بينهما ،وإبما باأ المال وقسم بينهم الثمن.
وأما قسمة ا جبار :فهلر التلر إاا بللع أحلد الخصلمين القسلمة وامتنلع الثلاين؛ فللقاضلر أن يقسلم
قسما ،ول يبيع العين ،إ ًاا الفرق بينهما ما الذي يفعلل ُه القاضلر ٍ العين بينهما قسم ًة
إجبارا ف ُيعطر ك واحد ً
ً
٦
971
ٍ
تلراض ،وملا ُيقسلم قسلمة ولذلك ُتذكر يف باب القلاء ،ما الللابط؟ اكلر الللابط هنلا فيملا ُيقسلم قسلمة
إجبار.
أرضا صغير ً ،وهذه األرض ث ثمائة مة مث ً ؛ ل ُيمكلن أن تقسلم مث :الدور الصغير ،اثنان يملكان ً
ببيلت مسلاحت ُه خمسلين خمسلين عنلدبا يف هلذه المنلاب ؛ وللذلكخمسين خمسين ،أو ل يمكن أن ينتفع ٍ
ُ
ٍ
تراض ،إاا اتفقلا فالحملد هلل وإل باعهلا فإبه يف هذه الحال ل ُيمكن قسمته قسمة إجبار؛ وإبما ُتقسم قسمة
القاضر وقسمها بينهما إن بلع أحدهماُ ،
وشربا.
ليرك ِ
َان َو ُح ُْم َها َك َب ْي ٍع». قال املصنفَ « :و َُ ِر َط َل َها ِر َضا ك ٍُِ َا ُّ َ
بعم ،ك الحلركاء إاا كلابوا أكثلر ملن اثنلان ملن شلخ ٍ ملن شخصلين وإن كابلا شخصلين ف بلد ملن
الحللريكين ،وقللال المصللنف« :ح مهــا كبيـ ٍع» ،أي إاا تراضلليا علللى القسللمة فإبلله حكللم البيللع؛ ففيلله خيللار
المتعلقة بالعيع والحلرط :يًلوز اشلةاط
المًلس ،وفيه خيار العيع ،وفيه اللمان ،وفيه سائر األحكام ُ
ٍ
شرط كخيار الحرط هنا ،بعم.
قال املصنف« :ومن دعا ََرِي َ ِيها»- ،أي يف القسمة ،-قوله« :و ِ ََرِك َِة نَح ِا عب ٍد وسي ٍ
ف ْ َْ َ َ ْ َ ُ َ ََ ْ َ َ
س إِ َلى َب ْي ٍع».
َو َ َر ٍ
َأ ْو ُأ ِ
وج َر َع َل ْي ِه َما» ،أي ُأوجر على العين مح الحراكة.
قال املصنفَ « :و ُق ِس َم َث َمن َأ ْو ُأ ْج َرة» ،بعم ،بينهما على حسع بسبة ملك ك واحد.
ض ك َُم َ َّي ٍٍ» ،ول رد عوض ب ُيمكن أن تكون القسمة من غير ،...أن
قال املصنفَ « :و ََّل َر َّد َع َا ٍ
تكون القسمة بين العينين متساوية القيمة؛ ف تحتاج إلى رد عوض؛ وسيرد بعد قلي أمثل ٌة لرد العوض،
قال« :كم ٍ
يٍ ومازون» ،أي المكي ت والموزوبات كُلها يمكن قسمتها قسمة إجبار ،أبا وأبت شريكان
آصعٍ ،فلر صاعان وبصف ،ولك صاعان وبصف.
يف كيس رز ،وكيس الرز يحوي خمسة ُ
قال املصنف« :مازون» ،أبا وأبت شريكان يف بن من الحديد ،فلر بصفه ولك بصفه ،القاضر
واحد منها بصفان ،ول ضرر ،وليس فيه رد ِعوض أل ا متساوية.
ٍ ُيًا ُيعطر ك
ور كِ َب ٍ
ار»-مث أراضر الكبار.- اح ٍد َو ُد ٍ
ْس و ِ قال املصنف« :كَم َ ي ٍٍ وماز ٍ ِ
ُون م ْن ِجن ٍ َ ُ َّ َ َ ْ
ِ
قال املصنفُ َ « :ي ُْ َب ُر ََرِيب َأ ْو َول ُّي ُ َع َل ْي َها» ،وليه :أي ولر الحريك ولو كان ُ
غير مكلف.
ٍ
تراض كذلك من غير إان الغائع. ٍ
إجبار أو قسمة اختيار الحاكِم» ،قسمة ِ
قالَ « :و َي ْهس ُم َ
قال املصنفَ « :و َه ِذ ِه إِ ْ َراز» ،أي أن قسمة ا جبار إفراز وليست بي ًعا ،وليست بي ًعا وينبنر عليها أبله
ل خيار فيها.
قال املصنف« :و َُ ِر َط كَا ُن َق ِ
اس ٍم ُم ْس ِلما». ْ َ
بب ًعا قول« :وَرط» ،مح هذا الحرط إاا كابت القسمة من ا مام ،وأملا إاا للم تكلن ملن ا ملام فل
ُتحرط هذا الحرط.
أو الرديء ٌ
مبلغ من المال كالدراهم ،قال( :أو اللرد) ،أي بلرد بأن ُيًع لمن أخذ األق أو األرخ
ٍ
دراهم له ،إن اقتلته :أي إن اقتلت الك.
ٍ
الةاض ،واألولى متعلقلة بقسلمة ا جبلار ،قلال: يم ِة أو الرد» ،هذه ُمتعلقة بقسمة ِ
إ ًاا فقوله« :وإَّل بِا ْله َ
ٍ
بالقرعة. « ُث َّم ُي ْه َر ُع» ،أي بين الحريكين ،قولهَ « :و َت ْل َز ُم َا ْل ِه ْس َم ُة بِ َها» ،أي
إفرازا.
بعم ،أ ا كما سب معنا إما أن تكون بي ًعا ،وإما أن تكون ً
ليهاد ِ ِ
ات». َاب َا َّ َ َ
قال :قال املصنف« :كت ُ
974
المصنف بعد الك بكتاب الحهادات ،وبدأ يتكلم فيها عن بعه أحكامها ،بعم.
بعم بدأ ُ
قال املصنف« :ت ََح ُّم ُل َها ِ َب ْيرِ َح ِق َاهَّلل ِ َ ْر ُض كَا ِ َي ٍةَ ،و َأ َداؤُ َها َ ْر ُض َع ْي ٍن َم َع َا ْل ُهدْ َر ِة ،بِ َال َض َر ٍر».
يقول الحيخ :قال املصنف« :ت ََح ُّم ُل َهـا» ،أي تحمل الحلهاد بمعنلى سلماأ الحلهاد ،والنظلر للعلين
المحهود عليها إن احتاج إلى بظر.
قال املصنفَ ِ « :ب ْيرِ َح ِق َاهَّلل ِ َ ْر ُض كَا ِ َي ٍة» ،يف قول اهلل { :ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ}
[البقر ،]282:قي :إن هذا يف األداء ،وقي :إبه متعل ٌ بالكفاية ،لكن بالتحم ،فعند التحم يكون بد ًبا،
وعند األداء قد يكون واج ًبا يف بعه األحيان كما سيأا.
ٍ
كفايلة، وأما حل اهلل فاألصل فيهلا السلة؛ فلإن تحمل الحلهاد يف حل اهلل لليس فلرض
وإبما يكون مندو ًبا؛ فالسة فيها أولى ،إ ًاا فقول
قوال املصوونف« :ت ََح ُّم ُل َهـا ِـ َب ْيـرِ َحـ ِـق َاهَّلل ِ َ ْـر ُض كَا ِ َيـ ٍـة» ،أي أ للا واجبل ٌة عللى غيللر األعيللان ،وأمللا
األعيان فيكون يف حقهم فإن فع البعه ما يس ُقط به فرض الكفاية سلقط علن البلاقر ،يف قلول اهلل :
قال املصنفَ « :و َح ُر َم َأ ْه ُذ ُأ ْج َر ٍة َو ُج ْع ٍٍ َع َل ْي َها» ،أل ا من ال ُقرب الواجبة والواجبات ل يًوز أخذ
وج ٍ
عٍ»؛ ألبه يف معنى األجر . األجر عليها ،قولهُ « :
لمتَأ ٍذ ِب َم ْي ٍ » ،بعم أل ا هر ليس الواجع ،الواجع هو األداء، قال املصنفََّ « :ل ُأ ْج َر ُة َم ْرك ٍ
ُاب ُ
وأما المتأا بمحر فيًوز له أخذ األجر .
ِ ِ ِ ٍ قال املصنف« :و َأ ْن ي ْيهدَ إِ ََّّل بِما يع َلم بِرؤْ ي ٍةَ ،أو سماعٍَ ،أو اِستِ َق َ ٍ
اضة َع ْن َعدَ د َي َه ُع بِ َا ْلع ْل ُم َ
يما ْ ْ َ َْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ َ
فَ ،و َم ْصرِ ِ ِ ».
ت ،ونِ َاحٍ ،و َط َال ٍق ،وو ْق ٍ
َ َ َ
ٍ
بَ ،و َم ْا َ َي َت َع َّذ ُر ِع ْل ُم ُ بَالِبا بِ َغ ْيرِ َهاَ ،كن ََس ٍ
بعم ،ل يًوز للمرء أن يحهد إل بملا يعلمله ،لملا روينلا عنلد ابلن علد ٍي أن النبلر قلال:
«على مثٍ هذه اَهد» ،وأشار إلى الحمس؛ وهذا المعنى محهور عند أه العلم ُمتقب .
٦
975
المداينللة { :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ
أيلللا آليللة ُ
ً الحللهاد بالرهيللة واضللحة ،والسللماأ واضل
ﭘ ﭙ ﭚﭛ} [البقر ،]282:والكتاب ُة إبما هر بنا ًء على السماأ ،والحهاد عليه كذلك.
اد بِ ِ » ،أي عند تحم الحهاد ؛ ألن ربما قد يتحم الحهاد عللى
وط م ُيه ٍ
ِ
بعم ،قالَ « :وا ْع ُتبِ َر ِذك ُْر َُ ُر َ ُ
بطلة له ،وعند األداء كذلك. عقد تكون الحروط م ٍ ٍ
ُ
ب إِ َْ َهاد ِ نِ َاحٍ » ،فقط دون سلائر العقلود ،لملا سلب معنلا الحلديث الملروي علن النبلر قالَ « :و َي ِ
ُ ُ
كثير من أه العلم. ٍ
أبه قالَّ« :ل ن اح إَّل بال ،وَاهدي عدل» ،قال اللياد تكلم فيها ٌ
قالَ « :و ُي َس ُّن ِ َب ْيرِ ِه» ،ومن غيره الرجعة؛ فإبه مسنون وليس بواجع.
قال املصنفَ « :ل ِ ْن ُت ْه َب ٍُ ِم ْن َأ ْه َر َس بِخَ ِط ِ »؛ ألبه عاجل عن النط لكن بحرط أن يكون خط ُه
وواضحا.
ً مستبينًا
قال املصنفَ « :و ِم َّم ْن ُي ِق ُيق َح َال إِ َ ا َقتِ ِ » ،وهو المًنون المتقطع.
قال املصنفَ « :و َعدَ ا َلة» ،بعم ل ُبد من وجود العدالة الظاهر والبابنة إل يف النكاال ،وما ُيلحل بله
فإبه ُيكتفى بالعدالة الظاهر .
قال املصنفَ « :وي ْع َت َب ُر َل َها ََ ْيئ ِ
َان ،»:أي العدالة. ُ
ين ،وها َأدان َا ْل َقرائِ ِ بِرواتِبِها ،و ِ ِ
ار ِم بِ َأ ْن ََّل
َاب َا ْل َم َح ِ
اجتن ُ
َ َ َ َ ْ قال املصنفَ « :ا ْْلَ َّو ِلَ :ا َّ
لص َال ُح َالدِ ِ َ ُ َ َ ُ َ
َي ْأتِ َ َكبِ َيرةَ ،و ََّل ُيدْ ِم َن َع َلى َص ِغ َير ٍة».
بعللم قللال :الصلل ال يف الللدين أولهللا هللو أداء الفللرائه :أي الصلللوات الخمللس والصللوم ،قوللله:
عحر :ثنتان قب الفًر ،وثنتان قب ال ُظهر ،وثنتان بعدها ،وثنتلان بعلد المغلرب،
«برواتبها» ،والرواتع هر ٌ
وثنتان بعد العحاء؛ ألن هذا جاء يف حديث ابن ُعمر ،وجاء أ ا اثنر عحلر ؛ فثنتلان اللائلد ؛ محمولل ٌة عللى
أ ا ليست من الرواتع.
أن ملن تلرك الرواتلع ولمااا قالوا :إن الرواتع من تركها ل ُتقب شهادته؟ قالوا :ألن أحملد قلد بل
ٍ
سوء ل ُتقب شهادته كذا قال أحمد؛ والسبع يف الك قالوا :أمران: فهو رج ُ
قال املصنف« :واجتناب المحارم واضح» ،بأن ل يأا كبير ٍ ول ُيدمن على صغير .
قال املصنف« :الثاينْ :استِ ْع َم ُال َا ْل ُم ُرو َن ِة بِ ِق ْع ٍِ َما ُي َز ِينُ ُ َو ُي َُ ِم ُل ُ َوت َْر ِك َما ُيدَ ن ُِس ُ َو َي ِيينُ ُ» ،بعم هذه
واضحة.
٦
977
المصلنف
بالنسبة للمروء ضابطها األعراف؛ فتختلف بأعراف ال ًبلدان ،واألزمان ،والمكنة ،ثلم اكلر ُ
موابع الحهاد فقال :إن موابع الحهاد أولها:
ِ
عمود بسبه أصوله أو فروعه ،وسواء كابوا وارثين أو غير وارثين. -أل يكون من
قالَ « :و ََّل َم ْن َي ُُ ُّر بِ َها إِ َلى َن ْق ِس ِ َن ْقعاَ ،أ ْو َيدْ َ ُع بِ َها َعن َْها َض َرراَ ،و ََّل َعدُ ٍّو َع َلى َعدُ ِو ِه وهـا ذو الضـغينة-
حيث ُألزم المهر ،أو النقهة ،إَّل أن يها معنى اليهادة لـ ، ُ ِ َب ْيرِ نِ َاحٍ ؛ ْلن الن اح وإن كانت َهادة علي
نعم.
قال املصنفَ « :و َم ْن َس َّر ُه َم َسا َن ُة َأ َح ٍد َأ ْو ب ََّم ُ َ َر ُح ُ َ ُه َا ُعدُ ُّو ُه» ،بعم ،هذا ضابط العداو .
ون بِ ِ َأ ْو َأ َّن ُ َأ َق َّر بِ ِ َأ ْر َبعا». قال املصنفْ َ « :صٍَ :و َُرِ َط ِ َال ِزنَا َأرب َع ُة ِر َج ٍ
ال َي ْي َهدُ َ َْ
بعم ،هلذه تقلدمت ،أبصلبة شلهاد تلار ً يكلون أربعلة رجلال ،وتلار ً يكلون ث ثلة رجلال ،وتلار ً يكلون
رج ن ،وتار ً يكون رج ً وامرأتان ،وتار ً يكون رج ً واحدً ا فقط؛ هذه أبصلبة الحلهاد عللى المحلهور،
وبعلهم يليد امرأتان ،وتار ً يكون امرأ ً فيما ل يلطلع عليه إل النساء.
أول بالنصاب األول وهو األربعة ،فقالَ « :و َُـرِ َط ِـ َال ِزنَـا َأرب َعـ ُة ِر َج ٍ
ـال» ،أو ملا يف ُحكلم اللبلا فنبدأ ً
َْ
ون بِ ِ » وتقدم.
كاللواط قال املصنفَ « :ي ْي َهدُ َ
اثنان ،وإن ادعى الك؛ ألج أن يأخذ مال اللكا ف بد من ث ثة؛ لقول النبر « :حتى ييـهد
لب ثالثة من أول الحُا من قامب».
إ ًاا قول المصنف« :و ِ دعاى َ ْهرٍ ِممن عـرِ َ ِ
ف بِغنـى»ُ ،ملراد ُ
المصلنف إاا كلان ُملرا ُده لذه اللدعوى َّ ْ ُ َ ََْ
أخذ اللكا .
قال املصنفَ « :و ِ َق َا ٍد» ،أي :فيما يثبت به القود وهو الًنايات وتقدم،
قال املصنفَ « :ونِ َاحٍ َون َْح ِا ِه» ،أي بحو النكاال مث الط ق.
َا ِلر َج ُال بَالِبا َر ُج َال ِن» ،بعم قال املصنف« :و ِمما َليس ماَّل ،و ََّل ي ْهصدُ بِ ِ َا ْلم ُالَ ،أو ي َّط ِلع ع َلي ِ
ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ َ
يكفر فيه رج ن ول يًل به شهاد رج أو امرأتان.
ين َا ْل ُمدَّ ِع ». ِ الَ ،و َما ي ْه َصدُ بِ ِ َ :ر ُج َال ِنَ ،أ ْو َر ُجٍ َواِ ْم َر َأت ِ
َانَ ،أ ْو َر ُجٍ َو َيم ُ ُ
قال املصنفَ « :و ِ م ٍ
َ
مال أو ما يقصد به المال مث المهر ،ومث عوض ُ
الخللع ملث ً ،ومثل ا ت فلات ،إاا شلهد بعم ،ويف ٍ
أقوا ٌم أن ف بًا أتلف سيار ف ٍن ،هذا ُيقصد به المال؛ ألن بتيًة التصرف هلو الللمان وهلو ملال ،فيكفلر
بعللم هللذه النصللاب الللذي ُيقب ل فيلله شللهاد رج ل ٍ واحللد ،وهللو إاا تعللذر وجللود اثنللين يف مسللألة دابل ٍلة
احـد» ،أي وملع وموضحة وبحوه مما يحتاج إلى خا ،أو إخبار بحال ف بد من اثنين ،فقوله« :ومع ع ْذ ٍر و ِ ٍ
ََ َ ُ َ ٌ ُ
تعذر يكفر واحد. ٍ
٦
979
ت ثِ َي ٍ
اب». اب نِس ٍ
ان ت َْح َ ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :و َما ََّل َي َّطل ُع َع َل ْي َا ِلر َج ُال بَالبا َك ُع ُي ِ َ
أي :العيوب التر ُيفسخ ا النكاال.
قال املصنفَ « :و َر َضا ٍع» ،ورضاأ مث المرأ التر شهدت للنبر بالرضاأ.
ً
صلارخا أو قال املصونفَ « :و ْاستِ ْه َال ٍل» ،استه ل معنلاه أن الوللد خلرج ملن بطلن أمله مسلته ًّ ،إملا
المتأخرين :أو تحرك حرك ًة كثير ً ،بعم،
عابسا ،أو على تحقي كثير من ُ
ً باك ًيا أو
اح ٍة َون َْح ِا َها ِ َح َّما ٍم» ،السته ل يةتع عليه ا رث.
قال املصنفَ « :و ِج َر َ
اح ٍة َون َْح ِا َها ِ َح َّما ٍم َو ُع ْر ٍ
س» ،أي بحلو الًراحلات مثل ا ت فلات وبحوهلا يف حملا ٍم وقالَ « :و ِج َر َ
ٍ
وعرس؛ ألن الحمام إبما يكون للنساء ،والعرس إبما فيه بسا ٌء ل يختلط فيه رج ،بعم.
قال املصنفْ « :ام َر َأة َعدْ ل َأ ْو َر ُجٍ َعدْ ل» ،بعم ،لتعذر وجود ا تيان يف هذه المواضع ،ومع الك
المصنف أربعة رجال ،ثم اكر ث ثة رجال ،ثم اكر رجلين ،ثم اكر رج ن أو رج ٌ
فاألبصبة التر اكرها ُ
وامرأتان ،أو رج ٌ مع يمين ُ
المدعر ،ثم اكر رج ً فقط واحد؛ إاا تعذر الرج ن ،ثم اكر بعد الك امرأ ً
سبع كما اكرها هنا.
واحد ؛ فالمراتع ٌ
ليــهاد ِة ِ ـ ُكـ ِـٍ مــا ي ْهبـ ُـٍ ِي ـ ِ كِ َتــاب َا ْل َه ِ
اض ـ إِ َلــى ُ َ ُ َ ليـ َـها َد ُة َع َلــى َا َّ َ َ
فص ل ٌ :قووال املصوونفَ « :و ُت ْه َبـ ُـٍ َا َّ
اض ». َا ْل َه ِ
ٍ
بحلرء؛ فيسلتدعر آلخلر ويسلمى فر ًعلا؛ فيقلول: الحهاد على الحهاد :هو أن يلأا شلخ ٌ قلد شلهد
(اشهد أين شهدت بكذا)؛ فيكون الفرأ هو الذي ينق الحهاد .
اض إِ َلى َا ْل َه ِ
ليهاد ِة ِ ك ٍُِ ما ي ْهب ٍُ ِي ِ كِتَاب َا ْل َه ِ
اض » ،وهلر ُ َ ُ َ لي َها َد ُة َع َلى َا َّ َ َ
وهذا معنى قولهَ « :و ُت ْه َب ٍُ َا َّ
حقوق اآلدميين؛ وأما حقوق اهلل ف ُتقب فيه الحهاد على الحهاد ؛ فللو قلال( :أشلهد أن فل ن قلد
رأيت ف بًا يحرب الخمر)؛ فإن هذه شهاد ٌ غير مقبولة ،شهاد الفرأ.
شرب الخمر ،أو أين ُ
ـن ُسـ ْل َط ٍ
ان َأ ْو ٍ ِ ٍ اد َأص ٍٍ بِما ٍ
قال املصنفُ « :تع َذر َُه ِ
ضَ ،أ ْو َب ْي َبة َم َسا َ َة َق ْصـرٍَ ،أ ْو َه ْـاف م ْ
تَ ،أ ْو َم َر ٍ َْ ْ ْ ُ ُ
َب ْيرِ ِه».
ٍ
بعلم ،الحلرط األول :أن شلاهد األصل ِ اللذي باشللر الحلهاد بسلما ٍأ أو برهيلة ل ُبلد أن يكلون متعل ً
لذرا
حلوره مًلس القلاء ،إما بسبع
قال املصنفَ « :و َد َوا ُم َعدَ ا َلتِ ِه َما» ،أي عدالة شاهد األص ،وشاهد الفرأ الذي استُدعر له.
الْ :اَ َهدْ َأ ِن َأ َْ َهدُ َأ َّن ُ َال َن ْب َن قال املصنفَ « :و ْاستِ ْر َعا ُن َأ ْص ٍٍ لِ َق ْر ٍع َأ ْو لِ َغ ْيرِ ِهَ ،و ُه َا َي ْس َم ُع َ َي ُه ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُ َال ٍن َأ َْ َهدَ ن َع َلى َن ْقس َأ ْو َأ َق َّر عنْدي بِ ََذا َون َْح ِاهَ ،أ ْو َي ْس َم ُع ُ َي ْي َهدُ عنْدَ َحاكمٍَ ،أ ْو َي ْعز َ
ُوها إِ َلى َس َب ٍ
ب َك َب ْي ٍع
َو َق ْرض».
هذا الحرط ُمهم سنقف معه قلي ً ،الحرط الثالث :هو السلةعاء ،ملأخوا ملن قلول الحلاهد األصللر
لحاهد الفرأ( :أرعنر سمعك)؛ فكأبه يقول( :اسمع منر) ،ف بلد أن يكلون شلاهد األصل قلد بللع ملن
استِ ْر َعا ُء َأ ْص ٍ ل ِ َف ْر ٍأ َأ ْو ل ِ َغ ْي ِر ِه)؛ هذه الحالة الثابية.
شاهد الفرأ أن يسمع شهادته ،قالَ ( :و ْ
الحالة اْلولى :أن يكون شاهد األص يقلول لحلاهد الفلرأ( :اسلمع منلر الحلهاد ويلأا لا عللى
وجهها).
شخصلا آخلر ،ويف هلذا المًللس سلمعها شلخ ٌ ً الناع الثاين :أن يكلون شلاهد األصل اسلةعى
ٍ
وبناء عليه فإاا لم يسةأ أحدً ا ،وإبما تكللم ملن غيلر أن ثالث ،فالحخ الثالث يسمى شاهد فر ٍأ كذلك؛
يقول( :اسمع عنر أو اشهد أين أشهد)؛ فإن شاهد الفرأ ل ُتقب شهادته ،أل ا يف معنلى النيابلة ،والنيابلة ل
ُبد فيها من التوكي .
إ ًاا هذا قول الحاهد من فر ٍأ أو غيره ،وهو يسمع ،أي أن غيره يسمع؛ فيقول :أن يقول شلاهد األصل :
(أشهد) ،هذا هو السةعاء ،أين اشهد أن ف ن ابن ف ن أشهدين على بفسه ،أو أقر عنلدي بكلذا وبحلوه)،
أي وبحو الك من أن يقول :أشهد أين رأيت كذا وبحو الك.
٦
981
ثاب ًيا :أو يسمعه يحهد عند حاكم؛ هذا األمر الثالث.
الثالث :أن يسمع شاهد الفرأ الحهاد وقد أدى ا الحاهد عند الحاكم.
سلبع كبيل ٍع وقلرض بلأن يقلول( :أشلهد أين أن لفل ٍن عللى فل ن أل ًفلا
ٍ اْلمر الرابع :أن يعلوها إلى
ٍ
فحينمذ ُتقبل الحلهاد بالملال ،إاا اكرهلا لسلبع ألن هلذا السلبع اللذي يلذكره شلاهد بسبع بيعه الف ن؛
األص ُيلي الحتمال.
ً
احتملال إ ًاا هذا الحرط وهو السةعاء إبما ُشرط؛ ألبه بمعنى النيابة؛ وألن عدم السةعاء قد ُيوجلد
ٍ
بتتمة للحهاد غيرُ ،...تسقط الح ،فإاا وجد شر ٌء ملن األملور السلابقة فإبله يصل تحمل الفلرأ لحلهاد
األص ،بعم.
قال املصنفَ « :وت َْأ ِد َي ُة َ َر ٍع بِ ِص َق ِة ت ََح ُّم ِل ِ »- ،أي من غير تغيير ،-قولهَ « :و َت ْعيِيِنُ ُ ِْلَ ْص ٍٍ» ،يقول :إين
أشهد أن ف بًا.
ات َعدَ ا َل ِة َا ْل َُ ِمي ِع» ،ثبوت عدالة الًميع عند أداء الحهاد الثابية شهاد الفرأ.
قال املصنفَ « :و ُث ُب ُ
كتاب اْلقرار».
قال املصنفُ « :
ٍ
كتاب يف كُتع الفقه ،وفقهائنلا يًعللون كتلاب ا قلرار أخلر المصنف هو آخر
هذا الكتاب الذي اكره ُ
ً
تفاهل ،بأن يكون المرء أخر ك مه يف الدُ بيا النُط بالحهادتين ،بعم. ال ُكتع؛
شخصلا
ً وأما الوارث فقد ُيقر على غيره فيكون شاهدً ا ،قد ُيقر على بفسه فيكون شاهدً ا ،مثال( :للو أن
ثاللث لهملا؛ فنقلول :أقلر لله أحلد البنلين؛ فلا قرار ٌ ٌ
ثالث بعد وفلا األب أبله ابل ٌن له ابنان؛ فادعى شخ ٌ
قاصل ٌلر عليلله يف بصلليبه دون بصلليع صللاحبه إل إاا جللاء شللاهدٌ آخللر فحينمل ٍلذ يكللون إقللرار البللن األول مللع
٦
983
الحاهد الثاين داخ ً على باقر الورثة ،ولها صور أخرى ،بعم.
قال املصنف« :وي ِصح ِمن مرِي ٍ مر َض َا ْلما ِ
ت». َْ ََ َ َ ُّ ْ َ
قوله« :ويص » أي :ويص ا قرار من مريه ،مفهلوم اللك أبله ملن الصلحي ملن بلاب أوللى قولله:
أملورا،
ً المراد ليس ُمطل مرض الموت وإبما مرض الملوت المخلوف؛ ألبله سيسلتثنر
«مرض المات»ُ ،
فإن مرض الموت قد يكون مخو ًفا ،وقد يكون غير مخوف كما مر يف الوصايا.
ث إِ ََّّل بِبين ٍَة َأو إِجا َز ٍة ،و َلا صار ِعنْدَ َا ْلما ِ
ت َأ ْج َنبِ ًّيا». قال املصنفََّ « :ل لِا ِار ٍ
َْ َ ْ َ َ َِ ْ َ َ
المصنف للعطية بعد قلي سأاكرها بعد قليل ،إ ًاا اعرفلوا عنلدبا
-عندبا ثالثة :وهر العطية واستحهد ُ
الوصية ،وعندبا ا قرار ،وسيأا العطية يف محلها ،بعم.
قال املصنف« :وي ِصح ِْلَجنَبِ و َلا صار ِعنْدَ َا ْلما ِ
ت َو ِارثا». َْ َ َ ُّ ْ ٍّ َ ْ َ َ
ٍ
ألجنبلر وهلو بعم؛ ألن العا با قرار بوقت الوصية ،بوقلت ا قلرار ،بعلم ،بوقلت ا قلرار؛ فللو أقلر
فاقلد لعقلله؛ ثلم صلار عنلد الملوت وار ًثلا صل اللك ألبله غيلر ٍ
بحرء ،وكان كام األهلية غيلر ٍ أجنبر عنه
ٌ
984
ُمتهم.
قال املصنف« :وإِع َط ٍ
ان َكِِ ْق َر ٍار». َ ْ
بعم ،هذه المسألة الثالثةُ ،أعيدُ المسألة ملر ً أخلرى إن كنلت قلد يعنلر للم تفهموهلا قبل قليل ،عنلدبا
ث ثة أشياء؛ كُلها تؤخذ من مال الميت:
-وصيةٌ.
وإقرار.
ٌ -
-وعطية.
-أما الوصية فقد سب معنا يف باب الوصية أن العا فيها بحال الوفا .
المراد ا هنا :أي الهبة :التر يه ُبها المرء يف مرضه المخوف؛ ألن
الثالث :العطية ،ومر معنا أن العطية ُ
العطية عند العلماء ُتطل على معنيين ،العطية لألبناء ،والعطيلة يف الملرض المخلوف ،العطيلة يف الملرض
المتأخرين:
المخوف فيها قولن عند ُ
والمصنف جعلوا حكمها حكم ا قرار ،بمعنلى أن العلا فيهلا بوقلت اللتلفظ لا،
-فصاحع ا قناأ ُ
[المنتهللى] :أن العطيللة ُحكمهللا كحكللم
المتللأخرين وه لو الصللحي ،وهللو قللول صللاحع ُ
والمعتمللد عنللد ُ
ُ
الوصية ،فيكون العا فيها بوقت الوفا ،وقال :إ ا أربعة فروقات ،واكر هناك عللى خل ف ملا اكلر هنلا،
جلالك اهلل خير.
قال املصنفَ « :وإِ ْن َأ َق َّر ْت َأ ْو َولِ ُّي َها بِن ِ َاحٍ َل ْم يدَ ِع ِ ا ْثن ِ
َان ُقبِ ٍَ». َ
قوله« :وإن أقرت» ،أي وإن أقرت الملرأ ،أو وليهلا؛ ألبله هلو اللذي يوجلع ويكلون موج ًبلا يف العقلد
بنكاالٍ :أي بلواجٍ ادعاه رج ل ُبد أن يكون بلواجٍ ادعاه شخ ٌ لكن لم يدعه اثنان ،أملا للو ادعاهلا اثنلان
ف ،ف بد من بينةُ ،قب َ :أي ُقب قولها أو قول وليها.
٦
985
بعم؛ ألن هذا مظن ُة بلوغه ،وهذا األمر ل يعلم ُه إل هو ،وهلو الحلت م ،وأملا ُ
غيلره ف بلد ملن أن يلأا
بالبينة.
قال املصنفَ « :و َم ِن ا ُّد ِع َ َع َل ْي ِ بِ َي ْ ٍن َ َه َالَ ( :ن َع ْم) َأ ْو ( َب َلى) َون َْح َا ُه َما َأ ِو (ات َِّز ْن ُ) َأ ْو( ُه ْذ) َ َهدْ
َأ َق ّر».
ٍ
بملال قلال( :للر عليلك عحلر ) ،قلال: ألن عندبا قاعد أن السؤال ُمعا ٌد يف الًواب؛ فمن ادعلى عليله
بعم ،فمعنى الك أبه قال :بعم ،لك عللر عحلر ،ومثلله للو قلال :بللى؛ ألن بللى بمعنلى :بعلم يف ٍ
كثيلر ملن َّ
المواضع.
قالَ « :ون َْح َا ُه َما» ،من الك م الذي يدُ ل على الك ،لو قال له( :اتلبه) فإن اللمير عائلدٌ لملا ادعلى بله
بالمدعى به ل ....
خذه ،فقد أقر ُ ٍ
مذكور هو ما ادعى به أو ُ ٍ
مذكور ،وأول مث إا اللمير يعو ُد ألقرب
قال املصنفََّ « :ل ( ُه ْذ) َأ ِو (ات َِّز ْن) َون َْح ِا ِه».
وإبما ُمرا ُده با بحاء أن يقول( :إن شاء اهلل)؛ وهذا للنحت غريع عند لفقهاء ل يسلتخدموبه؛ فقولله:
ِ ِ َ ِ
عللر مائل ٌة إن شلاء اهلل ،أو إن شلاء اهلل لله َّ
عللر « َو ََّل َي ُض ُّر ا ْْلن َْيا ُن ي » :أي قوله :إن شاء اهلل؛ فلو قلال للهَّ ( :
مؤثر يف بعه العقود دون بعلها ،بعم. ٌ مائة ،فنقول إن هذا التعلي غير مؤثر ،وأبتم تعلمون أن التعلي
قال املصنفَ « :و َل ُ َع ِل َّ َأ ْلف ََّل َي ْلز َُمن ِ َ ،أ ْو َث َم ُن َه ْمرٍ َون َْح ِا ِه َي ْلز َُم ُ َا ْْلَ ْل ُ
ف».
986
عللر أللف ل
يرفلع جميعل ُه ( َّ
ُ بلأمر آخلر ٍ
بلفلظ ثلم أتبعل ُه ٍ وإن قالَ « :و َل ُ َع ِل َّ َأ ْلف ََّل َي ْلز َُمنِـ » ،بلأن أتلى
يللمنر) ،أو قال« :من َث َم ُن َه ْم ٍر» ،وهذا ثمن الخمر يدل عللى أن األللف التلر أقلر لا عللى بفسله ليسلت
لزمة ألن ثمن الخمر باب ،محرم.
كثير من فقهاء الحنابلة يقول :ليس عليه العم ،ب قال ابن هبير :ويًلع عللى القاضلر
وهذا القول ٌ
الحنبلر أن ل يقلر ذه المسألة؛ لنها وسيل ٌة سقاط الحقوق ،ب تكون ً
إقرارا ،بعم ،فتكون كالسابقة.
قال املصنف « :ال» :أي ف ُيقب قوله :إين قليتُه أو برئت منه ،بعم.
اض َأ ْو ِه َب ٍة َون َْح ِا ِه َّنُ ،ث َّم َأ ْن ََرَ ،و َل ْم َي ُْ َحدْ إِ ْق َر َار ُه َو ََّل َب ِينَةَ،
قال املصنفَ « :و َم ْن َأ َق َّر بِ َه ْب ٍ َأ ْو إِ ْق َب ٍ
ف َه ْص ِم ِ َل ِز َم ُ».
َو َس َأ َل َأ ْح َال َ
قالَ « :أ ْو ِه َب ٍة» ،أي :أقر على بفسله بلالتلفظ بالهبلة ،وإاا أردبلا أن بللرب ً
مثلال لذه اللث ث ،فللو أن
رج ً وهع غيره عينًا ،فنقول إن تلفظه بالهبلة هلذا هلو الهبلة ،وهلذه الهبلة ُتصلب جلائل ً غيلر لزملة حتلى
ُتقبه العي ُن ،ومن شرط صحة قبه العين :ا ان بالقبه؛ وهذه هر األمور الث ثة:
قال املصنفَ « :و َل ْم َي ُْ َحدْ إِ ْق َر َار ُه» ،أبكر الك ،لكنه لم يًحد إقراره ويقول :إبه خطأ أو بحو
الك ،أو أبنر لم ًأقر الك ،لم ُأقر بذلك.
إقباضا.
قبلا أو ً قالَ « :و ََّل َب ِينَ َة»ُ ،ت ُ
ثبت الح سوا ًء كان هب ًة أو ً
ـب َأ ْو َأ ْعت ََـق» ،هلذه عقلو ٌد ُمختلفلة؛ فلالبيع ملن عقلود المعاوضلات،
ـاع َأ ْو َو َه َ
ـن َب َ
قول المصنفَ « :و َم ْ
والهبة من عقود التاعات والعت ُ من العقود التر فيها التاأ واألجر والمثوبة عند اهلل .
قالُ « :ثم َأ َقر بِ َذلِ َ ِ ِ
المعت ،قوللهَ « :ل ْم ُي ْه َب ْـٍ» ،أي ب ل َغ ْيرِه» :أي أقر بالعين ُ
المباعة أو الموهوبة ،أو القن ُ َّ َّ
988
لم ُيقب إقرار ُه بغيره؛ ألن إقراره هنا يكون متعل ًقلا بلالغير ،وقلد تقلدم معنلا يف أول هلذا الكتلاب أن ا قلرار
ُحً ٌة قاصر .
قال املصنفَ « :وإِ ْن َق َالَ :ل ْم َي ُْن ِم ْل ِ ُ ،ث َّم َم َل ْ ُت ُ َب ْعدُ ُ ،قبِ ٍَ بِ َب ِين ٍَة َما َل ْم ُي َِذ ْب َها بِن َْح ِا َق َب ْض ُ
ت َث َم َن
ِم ْل ِ ».
يقول وإن قال شخ لم يكن ملكر ثم ملكته بعد ،قالُ « :قبٍ ٍ
ببينة» أي ُقب قوله بالبينة ٌ
ا ح ُ الغير ،ف ُيقبل رجوعله فيهلا ،وأملا حلد ألن حقوق اآلدميين ل ُيقب فيها الرجوأ؛ أل ا تعل
اهلل ف ُيقب الرجوأ فقد« :أمر النب الصحابة أن ُيطلهاا ماعزا حينما رجـع عـن إقـراره
يف الزنا».
ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :وإِ ْن َق َالَ :ل ُ َعل َّ ََ ْ نَ ،أ ْو ك ََذاَ ،أ ْو َمـال َعظـيم َون َْح ُـا ُهَ ،و َأ َبـى َت ْقس َ
ـير ُهُ ،حـبِ َس َحتَّـى
ُي َق ِس َره».
ملال ٍ
بحرء ُمبهم ،فقلال :لله عللر شلر ٌء وللم ُيبينله ،أو كلذا أي أتلى بلفلظ كلذا ،أو لله عللر ٌ هذا إاا أقر
َّ ا
عظيم ،ولم ُيبين مقدار هذا المال العظيم ،وبحوه من األلفاظ ،وأبلى أن ُيفسلره لملا أملره القاضلر أو غيلره
فإبه ُيحبس حتى ُيفسره ل ُبد أن يفسره ،ول بُعطيه.
المقلر،
الملتكلم ُ
الملبهم ملن لفلظ ُ
ول بقول إبه ُيحكم عليه بأق شلرء؛ مكلان معرفلة هلذا المقلدار ُ
المسمى؛ ألبه ل ُيمكن الرجوأ يف تفسيرها إليه يف ٍ
بخ ف الوصية له بحرء فإبه ُيعطى أق ما يصدُ ق عليه ُ
ٍ
مالُ ،يقب تفسيره بأق مال ،لكن ل ُبد أن ُيفسرها ،كذلك ُيقب . كوبه قد مات ،ولذلك ُيقال ُيقب بأق
ٍ
بميتة. المباال ُيسمى شي ًما ،ل قال املصنفَ « :وبِ َ ْل ٍ
ب ُم َباحٍ »؛ ألن الكلع ُ
٦
989
قال املصونفَ « :أ ْو َه ْمرٍ َأ ْو ِق ْيرِ َج ْا َز ٍة َون َْح ِا ِه»؛ ألبه قد ُألغيت ماليته شر ًعا ،إملا لنًاسلته ،أو لعلدم
مال لكوبه قحر جوز ٍ. كالخمر ،أو لكون ليس ً ِ للمسلماحةامه ُ
قال« :أو أقر ل يف َ ٌّص ِ َها َت ٍم» ،فأتى بحرف الفلر يف اللث ث؛ فإبله يللمله األول فقلط؛ ألن ا قلرار
كان على األول ،والثاين ،الذي هو الًراب والقراب والخاتم ،أتى به بلفظ الظرفية يف ،وهذا يدل على أبله
إخبار عنه.
ٌ المقر فيه وإبما هو
ليس هو ُ
قال املصنفَ « :وإِ ْق َرار بِ َي َُرٍ َل ْي َس إِ ْق َرارا بِ َأ ْر ِض ِ َ ،وبِ َأ َم ٍة َل ْي َس إِ ْق َرارا بِ َح ْم ِل َهاَ ،وبِ ُب ْست ٍ
َان َي ْي َم ٍُ
َأ َْ َُ َار ُه».
ٍ
بحًر فإن هذا ليس لز ًما منه أن يكون قلد أقلر بلأن األرض مل ًكلا إاا أقر المصنف :إن الحخ
يقول ُ
قديما وحدي ًثا مازاللت باقيلة أن تكلون األشلًار والنخل ُ
ً لمن أقر له بالحًر ،والسبع أبه قد جرت العاد
مل ًكا لحخ ٍ والقرار وهر األرض مل ًكا آلخر ،فلليس ملن لزم مللك الحلًر ،مللك األصل إاا األصل
يتب ُعه الفرأ للعكس.
لص َّح ِةَ ،و َاهَّللُ - ِ ِ ِ ِ
قال املصنفَ « :وإِ ِن ا َّد َعى َأ َحدُ ُه َما ص َّح َة َا ْل َع ْهدَ ،و ْاْل َه ُر َ َسا َد ُه َ َه ْا ُل ُمدَّ ع َا ِ
اب». الص َا ِ َ -أ ْع َل ُم بِ َّ
المتداعين صحة العقد ،وأما الثاين فقد ادعى فساده؛ ولم تكن هناك بينة فإن القول قلول
إاا ادعى أحد ُ
990
السبب اْلول :أن األص يف عقود العقود الصحة ،وهذه قاعد كلية استصحابيه.
ٍ
صحيحة وسليمة. ٍ
بريقة السبب الثاين :أن األص أن ال ُمسلم ُينحأ عقده على
واهلل أعلللم ،اهلل أعلللم بالصللواب وإليلله المرجللع والمللآب؛ بكللون بللذلك بحمللد اهلل
أ ينا قراء هذا الكتاب ،أخصر المختصرات ،مع التعلي عليله بملا تيسلر ،يف ٍ
بحلو ملن خمسلة عحلر يو ًملا
درسلا، ٍ ٍ ُمفرق ًة أو تليد ربما يوم ،أو بحو الك
أشهر متعدد ؛ ولكن يعنر ابتهت يف خمسلة عحلر ً مفرقة على
أسأل اهلل العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا جمي ًعا العلم النافع والعم الصال ،وأن يتولبا داه.
أسأل اهلل للًميع التوفي والسداد ،وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(.)33
h
o
h