You are on page 1of 992

٢٩

‫لﻖﺲﻘم باﻓخطاء ِّ‬


‫الطﺊاﺲﻐﺋ واﻗﺠﺎﺛراﺾات واﻗﺻﺎراﺖات؛ ﻏرجى المراﺠﻂﺋ ﺲﻂى الﺊرﻏﺛ الﺎالﻎ‪1:‬‬
‫‪tafreeghalshuwayer9@gmail.com‬‬
٢٩
‫‪6‬‬

‫‪F‬‬
‫﷽‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ـن َه ْل ِهـ ِ ِـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـن ََـا َن م ْ‬ ‫قال العالمة ابن بلبان ‪« :‬بِ ْسـ ِم َاهَّلل َا َّلر ْح َم ِن َا َّلرحيمِ‪َ ،‬ا ْل َح ْمـدُ ل َّلـ َا ْل ُم َق ِهـ َم ْ‬
‫ـب بِ َح ْب ِلـ ِ َا ْل َمتِ ِ‬
‫ـين َو َع َلـى‬ ‫ـين‪َ ،‬ا ْلمتَمس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ين‪َ ،‬ا ْل ُم َؤ َّيـد بِ تَابِـ َا ْل ُمبِ ِ ُ َ ِ‬ ‫الس َال ُم َع َلى َنبِ ِينَا ُم َح َّم ٍد َا ْْلَ ِم ِ‬
‫الص َال ُة َو َّ‬ ‫َالدِ ِ‬
‫ين‪َ ،‬و َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫َأ ْهل َو َص ْحبِ َأ ْج َمع َ‬

‫َو َب ْعــــــدُ ‪:‬‬

‫ـن َحنْ َب ٍ‬
‫ـٍ‬ ‫َ َهدْ َسن ََح بِخَ َل ِدي َأ ْن َأ ْهت َِص َر كِتَابِ َا ْل ُم َس َّمى بِـ «كَا ِ َا ْل ُم ْبت َِدي» َا ْل َائِ َن ِ ِ ْه ِ َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم َأ ْح َمـدَ ْب ِ‬
‫ِ‬ ‫َالصابِرِ لِح ْ ِم َا ْلم ِل ِب َا ْلمب ِدي; لِي ْهرب َتنَاو ُل ع َلى َا ْلمبت َِدئِين‪ ،‬ويسه ٍَ ِح ْق ُظ ع َلـى َا ِ‬
‫لـراببِ َ‬
‫ين‪َ ،‬و َيه َّـٍ َح ُْ ُمـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ََْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات»; ِْلَ ِن َل ْم َأ ِق ْ‬‫ع َلى َال َّطالِبِين‪ ،‬وسمي ُت « َأ ْهصر َا ْلمخْ تَصر ِ‬
‫ـن‬‫ف َع َلى َأ ْه َص َر منْ ُ َجام ٍع ل َم َسائل ـ ْه ِهنَـا م َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ات‪َ ،‬و َأ ْن َي ُْ َع َلـ ُ َهالِصـا‬ ‫ارئِي ِ وحا ِظِي ِ ونَاظِرِي ِ إِ َّن ج ِـدير بِِِجاب ِـة َالـدَّ عا ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َا ْل ُم َؤ َّل َقات‪َ ،‬و َاهَّللَ َأ ْس َأ ُل َأ ْن َينْ َق َع بِ َق ِ َ َ‬
‫يب»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َوإِ َل ْي ُأن ُ‬ ‫يه إِ ََّّل ِب َاهَّلل ِ َع َل ْي ِ ت ََا َّك ْل ُ‬‫َّات َالن َِّعيمِ‪ ،‬وما تَا ِ ِ‬
‫ََ ْ‬
‫لِاج ِه ِ َا ْل َ ِريمِ‪ ،‬م َهربا إِ َلي ِ ِ جن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫َ ْ‬

‫فهذه مقدمة المصنف ‪ ‬أورد فيها ما أراد أن يبينه يف كتابه‪ ،‬وقبل أن ببلدأ بحلرال ك مله ل ُبلد أن‬
‫بقف مع مقدمته ث ث وقفات‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬هذه المسائ حينما بين المصنف ‪ ‬أن كتابه مختصر‪ ،‬فقد اختصره ملن كتلاب‬
‫أوسع منه وهو «كايف المبتدي»؛ فإبه حينما بين أن هذا الكتاب مختصر‪ ،‬بعرف ما الغرض ملن الختصلار؛‬
‫فإبه ليس الغرض من الختصار بسط األحكام‪ ،‬ول بيلان الخل ف فيهلا؛ وإبملا يلذكر فيهلا الحكلم مًلرد ًا‬
‫ولذا‪ :‬اختصره من مختصر أعلى منه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه بين أن كتابه هذا مختصر من أص له وهلو كلايف المبتلدي‪ ،‬وباللع العللم إاا أراد‬
‫أن يعرف متنا يًع عليه أن ُيعنى بأصله؛ ألن أصله يتبين به القيلود التلر ربملا أهملهلا المختصلر‪ ،‬ولربملا‬
‫استحك المرء يف مختصر ك مًا ل يظهر هذا الك م بينا واضلحًا إل حينملا يقلرأ يف أصلله اللذي اختصلر‬
‫منه‪ ،‬ولذا‪ :‬فإن معرفة أص الكتع مهم لطالع العلم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن المصنف ‪ ‬بين أن هذا الكتلاب بنلاه عللى ملذهع ا ملام أحملد بلن حنبل‬
‫‪ ،‬وهو أحد األئمة األربعة المتبوعين‪ ،‬ا مام أبر حنيفة النعمان بن ثابت‪ ،‬وا مام ماللك بلن أبلس‪،‬‬
‫وا مام محمد بن إدريس الحافعر رحمة اهلل على الًميع‪.‬‬

‫وهؤلء األئمة األربعة قد جع اهلل ‪ ‬ملن القبلول للرأيهم وفقههلم واجتهلادهم‪ ،‬وجعل لهلم ملن‬
‫النظر ومن الت ميذ الحرء الكثير‪ ،‬ولع الك كملا قلال بعله أهل العللم‪ :‬لسلرير كابلت بيلنهم وبلين اهلل‬
‫تخريًللا علللى‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬وإل فللإن رأي هللؤلء األئمللة مبثللوث قللبلهم يف آراء السلللف قللبلهم‪ ،‬ويوجللد بعللله‬
‫أصولهم‪.‬‬

‫فالمقصود من هذا أن المرء يًع عليه أن يفرق بلين ث ثلة أملور‪ ،‬وهلذه األملور الث ثلة مهلم التفريل‬
‫بينها لطالع العلم لكر ل تلتبس عليه المؤلفات‪ ،‬ول يحتبك عليه العلوم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ما يتعل بتعلمه وتفقهه‪ ،‬فقد جرت عاد أه العللم منلذ القلرن الرابلع الهًلري إللى‬
‫زمابنللا هللذا‪ ،‬أبلله إاا أراد امللر التفقلله يف الللدين وتعلللم أحكللام الحللرأ المتللين‪ ،‬فإبلله يبللدأ بواحللد مللن هللذه‬
‫المذاهع األربعة‪ ،‬وما يعرف فقه قط يف الًملة ملن بعلد القلرن الرابلع الهًلري إللى زمابنلا هلذا قلد ُشلهر‬
‫بفقهله‪ ،‬وعلللم بعلملله‪ ،‬وأوا مللن الفقلله أمللر ًا واضللحًا بينللا إل وقللد كللان بللدء دراسللته علللى واحللد مللن هللذه‬
‫المذاهع األربعة المتبوعة‪ ،‬رحمة اهلل على علماء المسلمين جميعًا‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ما يتعل بالفتوى‪ ،‬فإن الفتوى يكون لها قواعدها‪ ،‬ولها فقهها‪ ،‬فإن المفتر لربما أفتلى‬
‫بمراعا الخ ف بعد الوقوأ؛ ألن مراعا الخ ف بوعان‪ :‬قب الوقوأ‪ ،‬وبعده‪ ،‬ومراعاته بعلد الوقلوأ إبملا‬
‫هو خاص بالمفتر‪ ،‬إان فالمفتر قد يراعر الخ ف‪ ،‬وقد يفتر بالمصلحة والسياسة الحلرعية إن كلان ملن‬
‫أهلها‪ ،‬وقد يفتر الفقيه بالقول الللعيف ضلرور عنلد اشلتهار هلذه الحاجلة والللرور ‪ ،‬إان فلالفتوى قلد‬
‫تختلف يف بعه األحيان عن التفقه‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ما يتعل بعم المرء يف خاصة بفسه‪ ،‬فإن المرء يف خاصة بفسه ينظر بما صل عنلده‬
‫الدلي إن ص الدلي عنده‪ ،‬وكان من أه الجتهاد والنظر‪.‬‬

‫إان معرفة هذه األمور الث ثلة ل ُبلد منهلا والتفريل بينهلا‪ ،‬لينللل كل شلرء يف منللتله لكلر ل تخلتلط‬
‫األمور وتلتبس؛ ولذلك فإن المرء إاا لم يفرق بين هذه األمور الث ثلة نلن أن بعله أهل العللم مًابلع‬
‫للصواب‪ ،‬وهو ليس كذلك‪ ،‬ب إن كل م أهل العللم يختللف ملن حلال إللى حلال‪ ،‬فقلد يصلنف يف كتلاب‬
‫ك ًما يقول يف كتابه اآلخر ك مًا آخر‪ ،‬ويفتر فيه فتوى مخالفة للث ثة‪ ،‬وهذا بناء على ما اكرتله لكلم قبل‬
‫يف ابتداء حديثر‪.‬‬

‫‪h‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪9‬‬

‫‪k‬‬
‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫َاب ال َّط َه َار ِة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬

‫أول أركلان‬ ‫بدأ المصنف ‪« : ‬ب تاب الطهارة»؛ ألن الطهار شرط الص ‪ ،‬وقلد كابلت الصل‬
‫ا س م ومبابيه بعد الحهادتين‪ ،‬كما يف حديث ابلن عملر ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬قلال‪ُ « :‬بنِـ ْ ِ‬
‫اْل ْس َـال ُم‬ ‫َ‬
‫الص َـال ِة»‪ ،‬والمناسلع أن يلذكر الحلرط‬ ‫س‪ََ :‬هاد ِة َأن ََّل إِ َل إِ ََّّل اهَّلل و َأن محمـدا رس ُ ِ‬
‫ـال اهَّلل‪َ ،‬وإِ َقـا ِم َّ‬ ‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َع َلى َه ْم ٍ َ َ ْ‬
‫قب المحروط؛ ألن الحرط يكون متقدمًا عليله؛ للذا بلدأ الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى بكتلاب الطهلار قبل‬
‫كتاب الص ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ِم َيا ُه َث َال َثة»‪.‬‬

‫تقسيم المياه إلى ث ثة أبواأ دليله الستقراء‪ ،‬ب قد قال بعه أه العلم‪ :‬إن تقسليم الميلاه إللى ث ثلة‬
‫دليله ا جماأ يف الًملة؛ ألن اهلل ‪ ‬اكر يف كتابه الطهور‪ ،‬وبين النبر ‪ ‬النًس يف سلنته‪،‬‬
‫وهناك ماء ل يصدق عليه أبه بهور وليس بنًس؛ فسمر باهر ًا أي يف بفسه؛ لكنه ليس ُمطهر لغيره‪.‬‬

‫إان فهذه األبواأ الث ثة دليلها الستقراء ألبواأ المياه وحكم الحرأ لها‪ ،‬واكر بعله أهل العللم أبله‬
‫يف الًملة مًمع عليها‪.‬‬

‫وقلت أبه يف الًملة لم؟ ألن بعه أه العلم حينما قسم المياه إلى بوعين‪ ،‬فإن الملاء الطلاهر أدخل‬
‫بعه أقسامه يف الماء الطهور‪ ،‬وبعه أقسامه أخرجها من مسمى الملاء‪ ،‬وإل فالحقيقلة أ لا ث ثلة أبلواأ‪،‬‬
‫‪10‬‬

‫ومن عدها أربعة كابن رزين جع المحكوك قسما راب ًعا منفص ً‪ ،‬وحقله أن يكلون بلين الطلاهر والطهلور‪،‬‬
‫أو الطهور والنًس وبحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْْلَ َّو ُل‪َ :‬ط ُهار»‪.‬‬

‫المقدم‪ ،‬وهو الذي يرفع الحدث ويلي الخبث‪ ،‬فهو مسلتخدم يف العلادات‬
‫األول (بال) التعريف ألبه ُ‬
‫والعبادات معًا‪ ،‬وقد بين اهلل ‪ ‬هذا الماء فقلال‪ { :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [الفرقلان‪ ،]48 :‬وسلمر‬
‫بهورا ألبه متعد إلى غيره‪ ،‬فيطهر غيره من األحداث واألخباث‪.‬‬

‫قال‪« :‬وها الباق على هلهت »‪ ،‬ابظر معر قول المصنف ‪« :‬وها الباق علـى هلهتـ » للعلملاء‬
‫يف توجيه هذه الًملة مسلكان‪ ،‬فبعلهم قال إن هذه الًمللة جمللة تاملة‪ ،‬وبعللهم قلال إن هلذه الًمللة‬
‫جملة باقصة يعطف عليها ما بعدها من الًم ‪.‬‬

‫والمعنى يف توجيه هاتين الًملتين واحد‪ ،‬وإبملا التوجيله يف التملام الكل م وبظمله فقلط‪ ،‬إان الطريقلة‬
‫األولى قال بعلهم إن هذه الًملة تاملة بمبتلدئها وخاهلا فل يكلون الملاء بهلورا إل إاا كلان باقيلا عللى‬
‫حكملا‪ ،‬والبلاقر عللى خلقتله‬
‫ً‬ ‫خلقته‪ ،‬وبناء على الك فقالوا إن الباقر على خلقته بوعان‪ :‬إما حقيقلة‪ ،‬وإملا‬
‫حكما هو ما سيورده المصنف بعد الك‪.‬‬

‫والطريقة الثابية حينما قالوا إن هذه الًملة معطوف عليهلا أو إن خلا هلذه الًمللة معطلوف عليله ملا‬
‫بعده‪ ،‬فيكون وهو الباقر على خلقته ومنه المتغير بغير ممازج وغيره من األمور التر سليوردها المصلنف‪،‬‬
‫أو أوردها غيرها‪.‬‬

‫وهذه الطريقة هر التر محى عليها صلاحع التوضلي الحلويكر‪ ،‬فإبله بلدل ملن أن يعلا بقولله‪ :‬وهلو‬
‫الباقر على خلقته‪ ،‬قال‪ :‬ومنه الباقر على خلقته‪ ،‬ومنه المكروه‪ ،‬ومنله البلاقر مملا سليذكره المصلنف بعلد‬
‫الك‪.‬‬

‫اق َع َلى ِه ْل َهتِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها َا ْلب ِ‬
‫َ ُ َ َ‬

‫المراد بالباقر على خلقته أي‪ :‬كما أبلله اهلل ‪ ‬من السلماء‪ ،‬أو كملا ببلع ملن األرض‪ ،‬وللو كلان يف‬
‫بعمه مرور ‪ ،‬ولو كان يف بعمه بعه تغير‪ ،‬أو يف لوبه بعه تغير‪ ،‬ما دام قد بللل ملن السلماء‪ ،‬أو ببلع ملن‬
‫‪٦‬‬
‫‪11‬‬

‫األرض علللى هللذه الهيمللة‪ ،‬فإبلله يكللون بهللورا‪ ،‬كمللا قللال ربنللا ‪ { :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [الفرقللان‪:‬‬
‫‪ ،]48‬فك ماء ينلل من السماء لم يختلط به شرء فإبه يكون ماء بهورا‪ ،‬وإن اختلط به غبلار أو شلرء مملا‬
‫كان بازل معه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِمنْ ُ َم ُْروه ك َُم َت َغ ِيرٍ بِ َغ ْيرِ ُم َم ِ‬
‫ازج»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ومن الطهور مكلروه‪ ،‬أي أبله بهلور يرفلع الحلدث ويليل الخبلث‪ ،‬ولكنله يكلره اسلتخدامه‪ ،‬بل‬
‫استخدام غيره أفل ‪ ،‬قال‪ :‬وهو المتغير بغيلر مملازج‪ ،‬الملاء يتغيلر بلأمرين‪ :‬إملا أن يتغيلر بمملازج يخلتلط‬
‫بأجلائه‪ ،‬أو أن يتغير بغير ممازج‪ ،‬وغير الممازج كالدهن والسمن وبحو الك‪.‬‬

‫هذا الذي يتغير بغير ممازج ل يسلع الطهورية‪ ،‬وه يكره اسلتعماله؟ محلى المصلنف ‪ ‬عللى‬
‫كراهته‪ ،‬واكر القاضر ع ء الدين الملرداوي ومثلله صلاحع الممتلع وهلو ابلن المنًلى أن التحقيل عنلد‬
‫الفقهاء أبه ليس بمكروه وإبما الكراهة تعود لملا كلان مسلخنا بلالنًس فقلط‪ ،‬وأملا المكلروه بسلبع تغيلره‬
‫بغير ممازج فذكر أن محهور المذهع علدم الكراهلة‪ ،‬وعللى العملوم هلذا مبنلر عللى عبلار الموفل ‪ :‬هل‬
‫الكراهة تعود لك ما سب أم لألخير منه‪.‬‬

‫إان قول المصنف‪ :‬المتغير بغير ممازج‪ ،‬يدلنا على أن المتغير بغيلر مملازج فإبله يسللع الطهوريلة إل‬
‫بعه المتغير فإبه يبقى بهورا غير مكروه‪ ،‬كالذي يتغير بسبع المًلاور ‪ ،‬واللذي يتغيلر بسلبع أملر يحل‬
‫صون الماء منه‪ ،‬فإن هذين وإن كابا قد تغيرا فإ ما ليسا بمكروهين‪ ،‬وإبما هما من الماء الطهور‪ .‬بعم‪.‬‬

‫ث‪َ ،‬و ُه َا َا ْل َمغ ُْصاب»‪.‬‬ ‫ث‪َ ،‬و ُي ِز ُ‬


‫يٍ َا ْلخَ َب َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َح َّرم ََّل َي ْر َ ُع َا ْل َحدَ َ‬

‫قال‪ :‬ومن الطهور بوأ ثالث هو بهور لكنه محرم‪ ،‬وهلو المغصلوب‪ ،‬وقلنلا إبله بهلور ألبله للم يتغيلر‬
‫أحد أوصافه‪ ،‬لكنه يكون محر ًما؛ ألبه حرم العتداء على مال المسلم‪ ،‬فمن اعتدى عللى ملال مسللم بلأي‬
‫بريقة من برق الغصع‪ ،‬وبرق الغصع عدها شراال عحر أبواأ‪ ،‬منهلا السلرقة‪ ،‬ومنهلا العتلداء بلالقو ‪،‬‬
‫ومنها التقاط اللقطة بغير قصد التعريف‪ ،‬ومنها جحلد العاريلة‪ ،‬وجحلد الوديعلة‪ ،‬وغيلر اللك ملن الصلور‪،‬‬
‫فك هذه األمور تسمى غصبا‪ ،‬فملن أخلذ ملا ًء غصلبا فلإن هلذا الملاء يبقلى ملاء بهلورا؛ لكلن بقلول يحلرم‬
‫استعماله‪ ،‬وما دام قد حرم استعماله فإبه ل يرفع الحدث؛ ألن عنلدبا قاعلد دللت عليهلا أصلول الحلريعة‪:‬‬
‫وهو أن المحرم ل يبي ‪ ،‬فك ما كان محرما فإبه ل يبي شيما أباحه الحرأ‪ ،‬إما على سلبي الرخصلة‪ ،‬وإملا‬
‫‪12‬‬

‫على سبي ا باحة‪ ،‬وإما على سبي رفع الحدث بالكلية‪.‬‬

‫وهذا الذي اكره المصنف هو أحد قولر العلماء يف المسألة‪.‬‬

‫‪ ‬المسالة الثانية معنا يف هذه الًملة وهر قول المصنف‪ :‬محرم ل يرفع الحدث ويللل الخبلث‪ ،‬أي‬
‫أن المغصلوب ل يرفللع الحللدث أل للا عبللاد محلللة يحللةط لهللا الطهللار ‪ ،‬وأمللا إزالللة الخبللث وهللو إزالللة‬
‫النًاسة الحكمية الطارئة على الثوب وبحوه‪ ،‬فإن الماء المغصوب يليلها؛ ألن إزاللة النًاسلة ل تحلةط‬
‫لها النية‪ ،‬فهر عباد ل تحةط لها النية‪ ،‬فحينمذ يكون إت فا للماء يوجع بدله‪ ،‬ولكن يلال الخبلث بملرور‬
‫هذا الماء المغصوب عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْي ُر بِ ْئرِ النَّا َق ِة ِم ْن َث ُما َد»‪.‬‬

‫ثبت عن النبر ‪ ‬حينما أتى مدائن صال ‪ ،‬مدائن ثمود ى أصحابه رضوان اهلل علليهم أن‬
‫يحربوا من اآلبار المحفور فيها؛ إل بمر الناقة فقط‪ ،‬فلدلنا اللك عللى أن هلذه الميلاه ل يًلوز شلر ا‪ ،‬ول‬
‫يًوز استخدامها‪ ،‬ولذا‪ :‬أملر النبلر ‪ ‬أن يكفملوا اآلبيلة التلر كلان فيهلا عًلين قلد عًلن لذا‬
‫الماء‪ ،‬فدل على أبله ل يًلوز اسلتخدامها يف العبلادات ول يف المطعوملات؛ فلدل اللك عللى أ لا ل ترفلع‬
‫الحدث‪.‬‬

‫هذه آبار مدائن صال ‪ ،‬وهر موجود ومعروفة‪ ،‬ول يستثنى من ملدائن صلال إل بملر الناقلة؛ ألبله بملر‬
‫رحمة أان به النبر ‪ ‬ألصحابه بلأن يسلتقوا منله‪ ،‬وعنلدبا القاعلد اكرباهلا قبل قليل ‪ :‬أن كل‬
‫محرم ل يبي ‪.‬‬

‫ث‪َ ،‬و ََّل ُي ِز ُ‬


‫يٍ َا ْلخَ َب َ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثانِ ‪َ :‬ط ِ‬
‫اهر ََّل َي ْر َ ُع َا ْل َحدَ َ‬

‫بدأ المصنف بذكر النوأ الثاين من المياه‪ :‬وهو الطاهر‪ ،‬والفرق بين الطاهر والطهور‪ ،‬أن الطهور متعلد‬
‫لغيره‪ ،‬فيرفع الحدث ويلي الخبث‪ ،‬بينما الطلاهر هلو بلاهر يف بفسله لكنله غيلر متعلد إللى غيلره؛ وللذلك‬
‫قالوا إن الفرق بين الماء الطاهر والطهور أن الطهور يستخدم يف العبادات‪ ،‬والطلاهر يسلتخدم يف العلادات‬
‫فقط‪ ،‬إان فالطاهر يًوز شربه‪ ،‬ويًوز جعله يف العًين‪ ،‬ويًوز جعله يف غير الك ملن األملور‪ ،‬ولكنله ل‬
‫يرفع الحدث ول يلي الخبث‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪13‬‬

‫ازجٍ َط ِ‬
‫اهر»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َا ْل ُم َت َغ ِي ُر بِ ُم َم ِ‬

‫قال‪« :‬وها المتغير بممازج طاهر» إا المتغير بغير ممازج يبقى بهلورا‪ ،‬وقولله‪ :‬المتغيلر بمملازج بلأي‬
‫بريقة سواء كان بالطبخ‪ ،‬أو بالسقوط فيه أو بحو الك‪ ،‬فإبه يف جميع هلذه األملور يكلون متغيلرا بمملازج‪،‬‬
‫إل أن يكون سقط فيه ما يح صون الماء عنه كالورق المتساقط‪ ،‬أو يكلون قلد توللد منله كالطحللع‪ ،‬فإبله‬
‫يبقى حينمذ بهورا‪.‬‬

‫قال‪« :‬بممازج طاهر»‪ ،‬إا لو كان الممازج بًسا‪ ،‬فإبه يسلبه الطهورية كما سيأا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِمنْ ي ِسير مس َتعمٍ ِ ر ْ ِع حدَ ٍ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫َ َُ‬
‫قال‪ :‬إاا استعم ماء يف رفع الحدث أي‪ :‬يف الغسلة األولى يف الوضلوء‪ ،‬أو يف الغتسلال ملن الًنابلة‪،‬‬
‫ثم تًمع من هذا الماء الذي اغتس به ماء فإن هذا الماء المتًمع يكون ماء باهرا ول يكون ماء بهلورا؛‬
‫ألبه سلع الطهورية بسبع الك‪.‬‬

‫وأملا الغسللة الثابيلة والثالثلة فقلد اختللف فقهاهبللا‪ :‬هل يكلره اسلتعمالها أم ل؟ فاللذي محلى عليلله يف‬
‫ا قناأ أبه يكره‪ ،‬واللذي عليله يف المنتهلى أبله ل يكلره‪ ،‬وهلو اللذي صلوبه يف الكحلاف‪ ،‬أن الغسللة الثابيلة‬
‫والثالثة ل يكره‪.‬‬

‫َُس َي ْح ُر ُم اِ ْستِ ْع َما ُل ُ ُم ْط َلها»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثالِ ُ‬


‫ث‪ :‬ن ِ‬

‫قال‪« :‬والثالث النُس»‪ ،‬فيحلرم اسلتعماله مطل ًقلا‪ ،‬ل يف علاد ول يف عبلاد ‪ ،‬ل يف أكل ول يف شلرب‪،‬‬
‫ول يف سقر زرأ‪ ،‬ول يف غس ثوب‪ ،‬ول يف غير الك‪.‬‬
‫اها ِـ َب ْيـرِ ِه َو ُه َـا َي ِسـير‪َ ،‬وا ْل َُ ِ‬
‫ـاري‬ ‫ِ‬
‫َب ْيرِ َمح ٍِ َت ْط ِهير ٍ َأ ْو ََّل َق َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها ما َت َغير بِنَُاس ٍة ِ‬
‫َ ُ َ َ َّ َ َ َ‬
‫َالراكِد»‪.‬‬
‫ك َّ‬
‫قال‪ :‬والنًس هو ك ما تغير بنًاسة‪ ،‬إان ك ماء كلان قللي أو كثيلرا إاا تغيلر أحلد أوصلافه الث ثلة‪:‬‬
‫اللون أو الطعم أو الري ‪ ،‬بنًاسة فإبه حينملذ يسللع الطهوريلة ويكلون بًسلا‪ ،‬دليلله؟ ملا ثبلت علن النبلر‬
‫‪ ‬أبه قال‪« :‬ا ْل َما ُن َط ُهار ََّل ُين َُِ ُس ُ ََ ْ ن»‪ ،‬وعند ابن ماجة وأجملع العلملاء كملا قلال ابلن عبلد‬
‫ذه اللياد ‪ :‬إل ما غللع عللى لوبله أو بعمله أو ريحله‪ ،‬إان إاا غللع الطعلم أو الللون أو‬ ‫الا على العم‬
‫‪14‬‬

‫الري بنًاسة فإبه يكون بًسا‪ ،‬وهذا باتفاق أه العلم‪.‬‬

‫ويستثنى من الك صور واحد ‪ ،‬وهر التر استثناها المصنف يف قوله‪ :‬ملا تغيلر بنًاسلة يف غيلر محل‬
‫التطهير‪ ،‬واستثنيت هذه الصور للحاجة إا لو لم تستثنى هلذه الصلور لملا بهلرت بًاسلة حكميلة البتلة‪،‬‬
‫وما صفة هذه المستثنى؟‬

‫أبنا بقول إن النًاسة إاا كابت بارئة على ثوب وبحوه‪ ،‬فإن هذا الثوب يطهر بالماء الذي يمر عليه‪.‬‬

‫انظر مع ‪ :‬الماء بقول إاا لقى الماء النًاسلة عنلدبا صلورتان‪ :‬أن ت قلر النًاسلة الملاء‪ ،‬وأن ي قلر‬
‫الماء النًاسة‪.‬‬

‫إاا لقى الماء النًاسة أي كان الملاء هلو الطلار عللى المحل فإبله يباشلر النًاسلة ثلم ينفصل بعلد‬
‫الك‪ ،‬فابفصاله عن النًاسة يكون الماء حينمذ بًسا مطل ًقا سواء كان قلي أو كثيرا لتغيره‪.‬‬

‫وأما إاا لقى النًاسة يف مح تطهيره‪ ،‬يعنر وص الماء إلى الثوب‪ ،‬هذا هو مح التطهيلر‪ ،‬فقبل أن‬
‫ينفص هو بهور حكما‪ ،‬وإن تغير لوبه وبعمه وريحه معا‪ ،‬لمااا قلنا أبه بهلور حكملا؟ ألبنلا للو للم بقل‬
‫بذلك لما بهر ثوب البتة‪ ،‬إان ما معنى يف غير مح التطهير؟ مح التطهير هو الثلوب وبحلوه مملا تكلون‬
‫عليه النًاسة الطارئة‪ ،‬إاا لقها الماء‪ ،‬فقب ابفصاله بحكم بأن الماء ما زال بهورا ولو تغير لوبه أو بعمله‬
‫أو ريحه أو جميع األوصاف الث ثة‪.‬‬

‫‪ ‬لِ َم ُقلنا بأن ما زال طهارا؟!‬

‫كما للحاجة واللرور ‪ ،‬إا لو لم بق بذلك لقلنا إن الملاء قلد سللع الطهوريلة ملن‬
‫بقول هو بهور ُح ً‬
‫طهلر‪ ،‬إان ل ُبلد ملن هلذه السلتثناء‪ ،‬وهلذا السلتثناء مسلتقر يف‬
‫حين الم قلا فيكلون بًسلا واللنًس ل ُي ِّ‬
‫أاهان أه العلم‪ ،‬ويدل عليه النصوص جميعا‪ ،‬التر دلت على تطهير الثياب وبحوها بالغس ‪.‬‬

‫ثم قال الحيخ‪ :‬أو لقها يف غيرها وهو يسير‪ ،‬ابظلر معلر‪ :‬يقلول المصلنف هنلا إن الملاء إاا كلان قللي ‪،‬‬
‫والقلي هو ما كان دون القلتين كما سيأا بعد قلي ‪ ،‬فإبه إاا لقتهلا النًاسلة‪ ،‬أي بلرأت عليهلا النًاسلة‪،‬‬
‫فإبه يسلع الطهورية ولو لم يتغير ل بعمه ول لوبه ول ريحه مطلقا‪ ،‬وسواء كابلت النًاسلة بوللة وعلذر‬
‫اآلدمر أو من غيرها من النًاسات‪ ،‬ما الدلي على الك؟‬
‫‪٦‬‬
‫‪15‬‬

‫بقول دليلها‪ :‬ما ثبت عن النبر ‪ ‬من حديث أبر هرير ‪ ،‬وقد جمع بعه أه العللم‬
‫أجلا ًء يف تتبع برق هذا الحديث‪ ،‬ومنهم الحيخ ضياء الدين المقدسر‪ ،‬ومنهم الع ئر‪ ،‬وغيرهم ملن أهل‬
‫العلم مما يدل على صحة هذا الحديث‪ ،‬وهو صحي بمًموأ برقه‪.‬‬

‫ـم َي ْح ِم ِ‬
‫ـٍ ا ْلخَ َب َ‬
‫ـث»‪ ،‬والنبلر ‪ ‬ك مله‬ ‫أن النبر ‪ ‬قلال‪« :‬إِ َذا َب َلـََ ا ْل َمـا ُن ُق َّلتَـ ْي ِن َل ْ‬
‫بليغ‪ ،‬ب أوا جوامع الكلم؛ ولذلك فإبه لمنطوقه ومفهومه حًة‪ ،‬وهذا من مفهوم العلدد‪ ،‬لملا قلال النبلر‬
‫‪« :‬إِ َذا َب َلََ ا ْل َما ُن ُق َّل َت ْي ِن»‪ ،‬ولم تكن القلتان واردتان يف السؤال‪ ،‬لنقل إن الًلواب كلان موافقلا‬
‫للسؤال‪ ،‬وبناء على الك فإيراد النبر ‪ ‬لهذا المعيار يف هذا المح ‪ ،‬وللم يكلن قلد سلم عنله‪،‬‬
‫يدل على أبه له معنى‪ ،‬ولم بًد له معنلى إل مفهلوم المخالفلة للعلدد‪ ،‬وهلو أبله إاا كلان دون القلتلين فإبله‬
‫يحم الخبث؛ ألن حم ك م ببينا األكرم محمد ‪ ‬على التأسيس وعلى ا فاد يف ك كلملة‬
‫من ك مه أولى من حمله على التأكيد‪ ،‬أو جع بعه الك م مؤكد ل مؤسس‪.‬‬

‫إان وجدبا أن هذا الحديث يدل مفهومه والمقصود بالمفهوم هنا مفهوم العدد‪ ،‬على أبه إاا كلان دون‬
‫القلتين فإبه يحم الخبث‪ ،‬ومن أولى ما يحمل الخبلث ملا كلان بًسلا إاا بلرأت عليله النًاسلة وللو للم‬
‫تغيره النًاسة‪.‬‬

‫بب ًعا يعفى علن شلرء ملن النًاسلات للمحلقة‪ ،‬كالنًاسلة التلر تكلون يف قلوائم الححلرات وبحوهلا‪،‬‬
‫وغيرها من صور النًاسات التر أوردها العلماء يف مطولت أبول من هذا الكتاب‪.‬‬

‫ثم قال المصنف بعد الك‪ :‬والًاري كالراكد‪ ،‬هذه القاعلد ليسلت قاعلد كليلة‪ ،‬وإبملا هلر قاعلد يف‬
‫بعه األمور ل يف بعلها‪ ،‬فالًاري والراكد سواء يف التنًليس‪ ،‬وليسلا سلواء يف غيلره ملن األحكلام‪ ،‬فلإن‬
‫هناك أحكام أخرى يختلف الراكد عن الًاري‪ ،‬مث قلية البول فيله‪ ،‬ومثل قللية أن الًلاري تعتلا كل‬
‫جرية بغسلة كما قرره أبو الفرج ابن رجع ‪ ‬يف أول قاعلد ملن قواعلده أو يف كتابله المسلمى بتقريلر‬
‫القواعد‪ ،‬وهو كتاب عظيم من كتع ا س م العظيمة‪.‬‬

‫إان قول المصنف ‪« :‬والُاري كالراكد» أي‪ :‬يف بلاب التنًليس‪ ،‬فالملاء إاا كلان جاريلا قللي‬
‫ولقى بًاسة يف غيلر محل التطهيلر؛ فإبله يكلون بًسلا‪ ،‬وإبملا يكثلر بالمكلاثر كملا سليأا إن شلاء اهلل يف‬
‫محله‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َان‪َ ،‬و ُهما ِما َئ ُة ِر ْط ٍٍ َوسـ ْب َع ُة َأر َط ٍ‬


‫ـال َو ُسـ ْب ُع ِر ْط ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َثِ ُير ُق َّلت ِ‬
‫ـٍ بِالدِ َم ْيـه ِ ‪َ ،‬وا ْل َيس ُ‬
‫ـير َمـا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُدون َُه َما»‪.‬‬

‫قال المصنف ‪« :‬وال ثير قلتان»‪ ،‬دليله حديث ببينا ‪ ،‬حديث أبر هرير ‪« :‬إِ َذا َب َلََ‬
‫هًر بفت الًيم‪ ،‬قي إ ا األحسلاء‪،‬‬ ‫ا ْل َما ُن ُق َّل َت ْي ِن َل ْم َي ْح ِم ٍِ ا ْلخَ َب َ‬
‫ث»‪ ،‬والمراد بالقلتين ق ل هًر‪ ،‬أو ق ل َ‬
‫وقي إ ا قرية قريبة من مدينة النبر ‪.‬‬

‫لا يف عهلد النبلر‬ ‫وقد قدرت هذه الق ل بخمسلمائة ربل ‪ ،‬وهلذه األربلال هلر التلر كابلت يتعامل‬
‫‪ ،‬ثم سماها الفقهاء بعد باألربال العراقية‪ ،‬فقدرت بخمسمائة رب عراقر‪ ،‬وكثير ملن أهل‬
‫العلم إبما يقدر باألربال العراقيلة أل لا هلر التلر كابلت يف عهلد النبلر ‪ ‬فلأرادوا أن يوافقلوا‬
‫أربال الصحابة التر كابوا يستخدمو ا يف الك اللمان‪.‬‬

‫ولكن المصنف لما كان دمحقيا أراد أن يقدرها باألربلال الدمحلقية‪ ،‬إا لكل بللد ملن البللدان أربلال‬
‫تختلف عن بلدان أخرى‪ ،‬كما أورد الك الحيخ موسى يف حواشر التنقي ‪ ،‬فبين أن ألهل بعلبلك أربلال‪،‬‬
‫وأله مصر أربال‪ ،‬وأله العريش من مصر أربال‪ ،‬وأله السكندرية أربال‪ ،‬وأله الحًاز أربلال‬
‫غير األربال العراقية التر كان يقدر ا يف اللمان األول‪ ،‬وأله العراق وأله غيرهلا ملن البللدان أربلال‬
‫تختلف عن بعلها‪.‬‬

‫إان المصللنف أتللى بتقللديرها باألربللال الحللامية الدمحللقية موافقللة ألهل بلللده؛ ألن األصل أن المللرء‬
‫يؤلف الكتاب أله بلده‪ ،‬وهنا فائد ‪ :‬وهو أن المرء إاا أراد أن يتفقه بمذهع أو أن ينتقر كتابا عللى شليخ‬
‫فليسأل الحيخ ما الذي يقرأ يف الك البلد‪ ،‬وما الذي يدرس‪ ،‬ف يأا المرء بتدريس كتاب غريع عن أهل‬
‫البلد؛ ولذلك فإن الفقهاء يقولون إن المرء لربما كان عالما متسعا علمله‪ ،‬محلهود لله بلذلك؛ لكلن يلدخ‬
‫البلد ل يًوز له أن يفتر به‪ ،‬إل أن يعلم عرفهم وملا يفتلى بله عنلدهم فيله‪ ،‬وهلذه قاعلد متقلرر عنلد أهل‬
‫العلم يف هذا الباب‪.‬‬

‫المصلنف قللدره باألربلال الدمحللقية وهلر مائللة ربل وسلبعة أربللال وسلبع ربل ‪ ،‬قلال‪ :‬واليسللير مللا‬
‫أيللا‬
‫دو ما‪ ،‬ابظر معر‪ :‬ما كان دون القلتين فإبه يسير‪ ،‬إان عرفنا تقديرها باألربلال‪ ،‬بسلتطيع أن بقلدرها ً‬
‫باألارأ‪ ،‬فإان تقديرها باألارأ هو اراأ وربع بلول يف اراأ وربلع عرضلا وعمقلا‪ ،‬واللذراأ تقريبلا يعلادل‬
‫‪٦‬‬
‫‪17‬‬

‫أكثر من النصف مة ببلع سنتات‪.‬‬

‫قال‪ :‬واليسير ما كان دون الك‪ ،‬ابظروا معلر‪ :‬التقلدير بالقليل والكثيلر إبملا هلو عللى سلبي التقريلع‬
‫علن القلتلين شليما يسليرا ل يمكلن تداركله والبتبلاه‬ ‫وليس على سبي التحديد‪ ،‬وبناء على الك فلو بقل‬
‫إليه‪ ،‬فنحكم بأبه كذلك يعتا كثيلرا‪ ،‬إان العلا بالتقريلع ل بالتحديلد‪ ،‬لسلنا متعبلدين بلأدق المقلاييس يف‬
‫هذا الباب‪ ،‬هناك أشياء على سبي التحديد‪ ،‬وهناك على سبي التقريع‪ ،‬هذا من باب التقريع‪.‬‬

‫ومما اكره بعه فقهائنا من باب النكتة للتفري بين من قال إن الملراد بالتحديلد بلالقلتين التحديلد أو‬
‫التقريع اكروا بكتة‪ ،‬قالوا‪ :‬من قال إن القلتين على سبي التحديد ل التقريلع؛ فإبله يقلول إاا كلان يف إبلاء‬
‫شليما‬ ‫يسع قلتين ماء‪ ،‬فًاء كلع فحرب منه فإن الماء حينمذ يكون بًسا؛ ألبه على سبي التحديلد فلنق‬
‫قلي فأصب بًسا‪ ،‬ولو بال الكلع يف هذا ا باء الذي فيله قلتلان تماملا ألصلب الملاء بهلورا‪ ،‬هلذا عللى‬
‫قولهم هم أبه على سبي التحديد؛ لكن المًللوم بله وهلو قلول العاملة أبله عللى سلبي التقريلع‪ ،‬ل عللى‬
‫سبي التحديد‪.‬‬

‫اح اِتِخَ ا ُذ ُه َو ْاستِ ْع َما ُل ُ»‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ :‬ك ٍُُّ إِنَان َطاهرٍ ُي َب ُ‬

‫ا الماء‪ ،‬فقال‪ :‬ك إبلاء بلاهر يخلرج ملن اللك اللنًس‪،‬‬ ‫بدأ المصنف يف اكر اآلبية ألن اآلبية ُيحم‬
‫فإن النًس ل يًوز استعماله؛ ألن الفقهاء يقولون إن النًس ل يًلوز اسلتعماله‪ ،‬قاعلد سلواء كلان إبلاء‬
‫سواء كان ثوبا‪ ،‬أو غير الك من األمور؛ ألن عنلدهم قاعلد أن اللنًس ل يًلوز أكلله‪ ،‬واللنًس ل يًلوز‬
‫استعماله‪ ،‬والقاعد األولى لها عكس‪ ،‬والثابية ل عكس لها‪.‬‬

‫قال‪« :‬كٍ إنان طاهر يباح اتخاذه» أي‪ :‬يًوز لك امر أن يتخذه سواء كلان اكلرا أو أبثلى‪ ،‬صلغيرا أو‬
‫كبيلللرا‪ ،‬لحاجلللة أو لغيلللر حاجلللة‪ ،‬يبلللاال اتخلللااه‪ ،‬أي أن يتخلللذه‪ ،‬وأن يسلللتعمله‪ ،‬بلللأن يسلللتعمله يف سلللائر‬
‫الستعمالت‪ ،‬ألك أو لحرب أو لوضوء أو لغير الك‪.‬‬

‫ولو كان الك ا باء غالر الثمن‪ ،‬ل ينظر لثمنه‪ ،‬وإبما بنظلر يف النهلر ألصلله سلواء كلان ملن اهلع أو‬
‫فلة أو ل‪.‬‬

‫ُان َذ َهبا‪َ ،‬أ ْو ِ َّضة َأ ْو ُم َض َّببا بِ َأ َح ِد ِه َما»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬قال‪ :‬إِ ََّّل َأ ْن َي َ‬

‫قال‪ :‬إل أن يكون الك ا باء اهبا أو فلة أو ملببا بأحدهما فيحرم على الرجل وعللى الملرأ سلواء‬
‫‪18‬‬

‫استعماله‪ ،‬وأبا سأاكر هنا قاعد فابتبهوا لهذه القاعد فإ ا مهمة وهر معروفة يف جميلع كتلع اهل العللم‬
‫وإبما هر من باب التأكيد‪.‬‬

‫الذهع والفلة على أربعة أبواأ استعمالها‪.‬‬

‫‪ ‬الحالــة اْلولــى‪ :‬إاا كللان ألج ل اللللرور فإبلله يًللوز وتنلللل الحاجللة يف بعلله صللورها منللللة‬
‫اللرور ‪ ،‬فيًوز للذكر واألبثى استعماله‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الذهع والفلة استعماله واقتناهه ألج المعاوضة عليله‪ ،‬فحينملذ يًلوز‪،‬‬
‫ومثال الك للرج والمرأ سواء‪ ،‬كأن يحةي المرء أو كأن يقتنر الملرء اللدبابير ملن اللذهع أو اللدراهم‬
‫من الفلة‪ ،‬أو أن يًعلها عروض قنية‪ ،‬يًعلها عنده عروض قنية‪ ،‬أي يًعلها عنده على سبي الحفظ‪.‬‬

‫والقاعد عند أه العلم‪ :‬أن الذهع والفلة إاا اقتناهما المرء بنية القنية تنقلع إللى علروض تًلار ‪،‬‬
‫وهذه محلها باب اللكلا ‪ ،‬ولكلن هنلا بتًلوز بتسلميتها علروض قنيلة‪ ،‬إان الحاللة الثابيلة ملا كلان ملن بلاب‬
‫المعاوضة عليها‪ ،‬كعروض القنية‪ ،‬أو جعلها ثمنا من األثمان فيًوز للذكر واألبثى سواء‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬ما كان من باب الحلية‪ ،‬فإبه يًوز للمرأ أن تتحلى بالذهع والفللة مطلقلا‪ ،‬إل أن‬
‫يخرج استعماله عن العاد ‪ ،‬فلو أبه ُفرض أن امرأ أرادت أن تلبس ثوبلا كلام ملن اهلع‪ ،‬بقلول ل يًلوز‬
‫لها الك‪ ،‬لمااا؟ ألن العاد للم تًلر بلذلك‪ ،‬إان يمنلع ملن تحللر الملرأ باللذهع والفللة ملا خلرج علن‬
‫العاد ‪ ،‬لما جاء عن النبر ‪ ‬من يه عن ثوبين ومنها ثوب الحهر ‪.‬‬

‫وأما الرج فإبه يحرم عليه التحلر باللذهع مطلقلا‪ ،‬قليلله وكثيلره‪ ،‬وأملا الفللة فيًلوز لله أن يتخلتم‬
‫بخاتم الفلة وما أجيل له كقبيعة السيف وبحوه‪ ،‬إان هذا ما يتعل بالستخدام يف الحلية‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الرابعـة‪ :‬سلائر السلتخدامات غيلر القنيلة وغيلر الللرور وغيلر الحليلة‪ ،‬غيلر هلذه األملور‬
‫الث ثة تسمى سائر الستعمالت‪ ،‬كأبه يستعمله الملرء إبلاء‪ ،‬أو أن يسلتعمله تحفلة يف بيتله‪ ،‬أو أن يسلتعمله‬
‫مقبلا لحرء من األشياء كقلم وبحوه‪ ،‬فإبله ل يًلوز اسلتعمال اللذهع ول الفللة ل للرجل ول للملرأ‬
‫سواء؛ ألن هذا ملح باآلبيلة‪ ،‬وقلد بلين النبلر ‪ ‬أن اللذي يأكل يف آبيلة اللذهع والفللة إبملا‬
‫يًرجر يف بطنه بارا يوم القيامة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪19‬‬

‫ِ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ْن ُت َب ُ‬
‫اح َض َّبة َيس َيرة م ْن َّضة ل َح َ‬
‫اجة»‪.‬‬

‫اللبة اليسير تًوز دليله ما ثبت من حديث أبس ‪ ‬أبه ابكسلر إبلاء للنبلر ‪ ‬فاتخلذ لله‬
‫ضبة ملن فللة‪ ،‬وقلد أرى أبلس ‪ ‬أصلحابه هلذا ا بلاء وفيله الللبة‪ ،‬وآخلر ملن ثبلت أبله رأى إبلاء النبلر‬
‫‪ ‬هو ا مام البخاري محمد بن إسماعي ‪ ،‬ولم يثبت أن أحدا بعد ا مام محمد بلن إسلماعي‬
‫البخاري رأى هذا ا باء‪ ،‬كما اكر الك عدد من المؤرخين‪.‬‬

‫هذا ا باء اتخذ له النبر ‪ ‬ضبة‪ ،‬والمراد باللبة أي بمثابة اللحام عندما ينكسر ا بلاء إملا‬
‫جميع ا باء فينقسم إلى قسمين‪ ،‬أو تكون فيه ثلمة فتسد هذه الثلمة بلبة‪ ،‬هذا يسمى الللبة‪ ،‬هلذه الللبة‬
‫يف هذا الباب‪.‬‬ ‫تًوز‪ ،‬دليلها حديث أبس وقد كان النبر ‪ ‬وقد اتخذه فهو ب‬

‫ولكننا بقول إن هذا الحديث أي حديث أبس خالف الحديث اآلخر اللذي أوردتله قبل وهلو حلديث‬
‫حذيفة أن الذي يحرب يف آبية الذهع والفلة يًرجر يف بطنله بلارا‪ ،‬فنقلول بعمل بالحلديثين معلا‪ ،‬ولكلن‬
‫بقول إن حديث أبس استثناء‪ ،‬والقاعد ‪ :‬أن ك ما كلان مسلتثنى ملن أصل كللر فإبنلا بللي األصل عللى‬
‫فقط‪ ،‬ول بليد عليه‪ ،‬هذه قاعد ‪.‬‬ ‫مورد الن‬

‫إان القاعد عندبا ما هر؟ أبه إاا جاءبلا أصل كللر وارد علن النبلر ‪ ،‬ثلم جاءبلا اسلتثناء‬
‫منه‪ ،‬فاألص أبنا بًع الستثناء ملي بحسع ما ورد‪ ،‬وأما األص فإبه يستصحع فيه ك حكلم يلحل‬
‫به‪ ،‬إان بنظر ما هو المعنى فيه‪ ،‬فنقول إل أن تكون ل ُبد أن تكون ضبة‪ ،‬القيد األول‪ :‬ل ُبد أن تكلون ضلبة‪،‬‬
‫وأن تكون يسير ‪ ،‬وضابط كو ا يسير العرف‪ ،‬فالعا يف ضبط اليسير والكثير العرف‪.‬‬

‫قال‪« :‬من ضة»‪ ،‬إان ل تًوز اللبة إن كابت ملن اهلع؛ ألن النبلر ‪ ‬إبملا اتخلذ الللبة‬
‫من الفلة ولم يتخذها من الذهع‪.‬‬

‫قال‪« :‬لحاجة»‪ ،‬وابتبه معلر لمعنلى الحاجلة‪ ،‬المقصلود بالحاجلة ليسلت الحاجلة للبلاء‪ ،‬فلربملا كلان‬
‫للمرء مائة إباء؛ لكن بقول إبما الحاجة لللبة يف غير اللينة‪ ،‬ك إباء يحتاج لحامه لهلذه الللبة فإبله يًلوز‬
‫جع اللبة فيه إل أن تكون هذه اللبة جعلت لللينة‪ ،‬أي حاجلة اللينلة فل ‪ ،‬حينملذ ل تكلون حاجلة‪ ،‬إان‬
‫الحاجة لللبة وليست الحاجة للباء‪ ،‬وابتبه لهذا األمر‪.‬‬

‫ألن عنللدبا هنللا مسللألة‪ ،‬وابتبهللوا لهللذه المسللألة‪ :‬فقهاهبللا رحمللة اهلل عللليهم يفرقللون بللين اللللرور‬
‫‪20‬‬

‫والحاجة‪ ،‬فيقولون إن اللرور هر الحاجة لعين الحرء‪ ،‬والحاجة هر الحاجة لصلفته‪ ،‬والللرور تبلي‬
‫ك محرم يف الًملة‪ ،‬إل أشياء معينة كاللبا وغيره‪.‬‬

‫إان اللرور لعين الحرء‪ ،‬فمن احتاج لعين إباء من اهع وفللة حاجلة بمعنلى الللرور فيًلوز لله‬
‫الك‪ ،‬لم يستطع أن يحرب الماء الذي تذهع بفسه بدون شربه إل بواسطة إباء من اهع كللر‪ ،‬هنلا يًلوز‬
‫أل ا ضرور ‪ ،‬أما الحاجة فهر الحاجة للوصف‪ ،‬وهر التر أوردت لكم الك‪ ،‬لملا قللت لكلم الفلرق بلين‬
‫اللرور والحاجة؛ ألن بعه ا خوان ينظر يف ك م األصوليين يف التفري بين اللرور والحاجة ويظلن‬
‫أن الفقهاء يقصدون الك‪ ،‬ليس الك كذلك‪.‬‬

‫فإن األصوليين يقولون إن اللرور هلر التلر يةتلع عليهلا فلوات واحلد ملن المقاصلد الخملس‪ ،‬أو‬
‫الست عند ابن السبكر والطويف‪ ،‬وأما الحاجة فهر التر يةتع عليها حرج ومحقة شديدان‪.‬‬

‫الفقهاء ل يقولون الك وإبما يقصدون معنى آخر‪.‬‬


‫ار‪ ،‬وثِيابهم َط ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اه َرة»‪.‬‬ ‫اس ُت ُ م ْن آن َية ُك َّق ٍ َ َ ُ ُ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما َل ْم ُت ْع َل ْم ن ََُ َ‬
‫وهذا بإجماأ أه العلم أن آبية الكفار وثيا م تكون باهر ‪ ،‬سواء كلان الكفلار ملن أهل الذملة أو للم‬
‫يكوبوا من أه الذمة‪ ،‬وسواء كلابوا مملن تبلاال ابلائحهم أم ل‪ ،‬إان المقصلود أن كل الكفلار تبلاال آبيلتهم‬
‫وتباال ثيا م‪ ،‬الدلي ‪ ،‬ا جماأ‪ ،‬فلإن النبلر ‪ ‬توضلأ ملن مللاد املرأ محلركة‪ ،‬هلذا ملن حيلث‬
‫اآلبية‪ ،‬وأما الثياب فهو ا جماأ‪ ،‬فقد حكى الحيخ محمد بلن مفلل إجملاأ الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‬
‫على أ م إبما كابوا يلبسون ثيا م من ثياب الكفار يف الك اللمان‪ ،‬ولم يسألوا عن بهارهتا‪.‬‬

‫إل يف حالة واحد إاا علمت بًاستها‪ ،‬فحينمذ تصب بًسة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ْط ُه ُر ِج ْلدُ َم ِيت ٍَة بِ ِد َبا ٍغ»‪.‬‬

‫ابظر معر!! الميتة يراد ا ث ثة أشياء‪ ،‬األمر األول ك ما ل يؤك لحمله ملن الحيلوان‪ ،‬فإبله إاا ملات‬
‫بأي بريقة يسمى ميتة‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬ك ما لم يذكى‪ ،‬بلأن ملات حتلف أبفله كلالموقوا والمةديلة والنطيحلة‪ ،‬فإبله يسلمى‬
‫ميتة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪21‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬ما اكاه غير األه ‪ ،‬والمراد باأله المسلم أو الذمر‪ ،‬أو لم يذكر اسلم اهلل ‪ ‬عللى‬
‫تذكيتها فإ ا تكون ميتة‪.‬‬

‫إان هذه ث ثة أوصاف‪ ،‬أعيدها بسرعة وعادا ل أعيد‪:‬‬

‫الاصف اْلول‪ :‬الميتة ما لم يكن مأكول اللحم‪.‬‬

‫الاصف الثاين‪ :‬ما لم يذبحه من ابحه غير األه ‪.‬‬

‫الاصف الثالث‪ :‬ما لم يذكى‪.‬‬

‫ما ابحه غير األه يحم ما فات شرط من شروط التذكية فيه‪ ،‬كأل يسمى عليه وبحو الك‪.‬‬

‫هذه الصور الث ث تسمى ميتة‪.‬‬

‫جلد الميتة ولحمها بًس؛ ألن النبر ‪ ‬بين أبه ل ينتفع بإهاب الميتة‪ ،‬فاألصل أن الميتلة‬
‫جلدها بًس؛ لكن يًوز البتفاأ بنوأ واحد ملن جلودهلا‪ ،‬يًلوز البتفلاأ بله‪ ،‬وهلو جللد الميتلة مأكوللة‬
‫اللحم إاا دبغت يف غير المائع أي يف اليابسة‪.‬‬

‫الًلود الث ثة كلها بًسة‪ ،‬ويًوز البتفاأ بنوأ واحد من الًللود وهلو جللد ميتلة ملأكول اللحلم إاا‬
‫دبغت وينتفع ا يف اليابسات دون المائعات‪ ،‬لقول النبر ‪« :‬هال انتقعتم بِهابها»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َأ ْجزَائِ َها ن ِ‬
‫َُ َسة إِ ََّّل ََ ْعرا َون َْح َاه»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ك أجلاء الميتة بًسة يحلم أححلاءها ولحمهلا وعظمهلا‪ ،‬ومملا يلدخ يف عظمهلا قر لا‪ ،‬فإبله‬
‫على المحهور فإن القرن واألن ف من العظم إان فهر بًسة‪ ،‬ول يسلتثنى ملن اللك إل الحلعر‪ ،‬والحلعر‬
‫يًوز فت العين فيه وسكوبه وفت العين أفص ؛ ألبه يًوز قصه من الحر إان فكذلك من الميتة‪.‬‬

‫وبحوه كالريش والصوف فإبه يكون باهرا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُمنْ َق ِص ٍُ ِم ْن َح ٍّ ك ََم ْي َتتِ ِ »‪.‬‬

‫المنفص من الحلر كميتتله بلردا وعكسلا‪ ،‬بلأا بلدليلها ثلم بلذكر الطلرد والعكلس‪ ،‬دليلله ملا ثبلت يف‬
‫المسللند مللن حللديث أبللر واقللد الليثللر ‪ ‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬مــا قطــع مــن البهيمــة هــا‬
‫‪22‬‬

‫كميتت »؛ فدلنا الك على أن المنفص من الحر كميتته‪.‬‬

‫هذه القاعد لها برد وعكلس‪ ،‬فأملا الطلرد فإبله إاا قطلع ملن الحلر شلرء فإبنلا بحكلم بأبله ميتلة‪ ،‬فللو‬
‫قطعت إلية الحا أو رجلها قب تذكيتها فنقول‪ :‬إن رجلها وإن إليتها بًسلة حلين ااك‪ ،‬وعكسلها أبنلا بقلول‬
‫إن األجلاء التر تكون باهر يف حياهتا تكون باهر منها بعد وفاهتا كالريش والحعر وبحوه‪.‬‬
‫ارجٍ إِ ََّّل َالريح وال َّط ِ‬
‫اه َر َو َب ْي َر َا ْل ُم َل َّاث»‪.‬‬ ‫ِ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا َِّل ْستِن َُْا ُن َو ِ‬
‫اجب ِم ْن ك ٍُِ َه ِ‬

‫الستنًاء يطل عند أه العلم على معنيين‪ ،‬معنلى علام ومعنلى خلاص‪ ،‬فلالمعنى العلام يحلم إزاللة‬
‫النًو أي الخارج ملن السلبيلين علن محلله‪ ،‬والمعنلى الخلاص هلو إزاللة النًلو بالحًلار وبحوهلا‪ ،‬هنلا‬
‫المصنف أتى ابتداء بالمعنى العام فقال الستنًاء أي إزالة النًو سواء بالماء أو بالحًار وبحوها‪.‬‬

‫قال‪ :‬واجع‪ ،‬وكوبه واجع وهذا باتفاق أه العلم‪ ،‬فإبله يًلع التطهيلر قبل الصل ‪ ،‬بل إن فقهاءبلا‬
‫يقولون إن السلتنًاء شلرط لصلحة الوضلوء إاا وجلد موجبله‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فإبله إاا خلرج أتلى أحلد‬
‫الغائط وخرج من الحمام ف يص وضلوءه إل أن يسلتنًر أو يسلتًمر إاا وجلد الموجلع‪ ،‬وأملا إاا للم‬

‫يوجد الموجع كما سيأا بعد قلي ف يكون هناك استًمار ول اسلتنًاء‪ ،‬دليلله قلول اهلل ‪ { :‬ﯞ ﯟ‬

‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ} [النسللاء‪ ،]43 :‬أي فبعللد اسللتًماركم فتيممللوا‬


‫بعد الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬واجع من ك خارج إل اللري ‪ ،‬ملن كل خلارج حتلى الملذي كملا جلاء يف حلديث عللر ‪ ‬أن‬
‫النبر ‪ ‬أمره بأن يغس اكره وأبثييه‪.‬‬

‫قال‪ :‬إل الري ‪ ،‬الري ما يراد ا ما يخرج من اللدبر‪ ،‬وفيله معنلاه ملا قلد يخلرج‪ ،‬وقلد إاا دخللت عللى‬
‫الملارأ تفيد التقلي ‪ ،‬ما قد يخرج من القب ‪ ،‬وقلت إبه تفيد التقلي ألن بعه أه العلم أبكلر خروجهلا‬
‫من قب الرج ‪ ،‬وإن كان كثير منهم قال‪ :‬لم أسمع به قد يخرج من قب المرأ لكنه موجود‪.‬‬

‫هذان ل يوجبان الستنًاء كما جاء من حديث ابن عباس ‪.‬‬

‫قللال‪ :‬والطللاهر أي إاا خللرج شللرء بللاهر مللن القب ل ‪ ،‬مث ل الولللد‪ ،‬ومث ل المنللر‪ ،‬فإ مللا ل يوجبللان‬
‫الستنًاء؛ ألن المنر أص خلقة اآلدمر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪23‬‬

‫وغير الملوث‪ ،‬غير الملوث لو أن امرأ خرج منه حًار ل ربوبة فيها البتة‪ ،‬وقد يتصلور هلذا أحيابلا‪،‬‬
‫فنقول حينمذ ل يًع الستًمار منها‪ ،‬لعدم وجود الحرء اللذي يسلتًمر لله‪ ،‬فلإن السلتًمار هلو إزاللة‬
‫حكم الخارج من السبيلين بحيث أن يمس بالحًار ك ما ل يمس ول يبقى له أثر بعد اللك‪ ،‬أصل ل‬
‫يوجد شرء‪ ،‬فحينمذ ل يًع الستًمار‪.‬‬

‫وعندنا قاعدة‪ :‬أن ك ما ل يمكن فعله يسقط‪ ،‬مث األقطع‪ ،‬من قطعت يده من فوق المرفل وللم أقل‬
‫من المرف ألن هناك فرقا‪ ،‬من قطعت يده من فلوق المرفل سلقط عنله الغسل بالكليلة‪ ،‬وكلذلك بقلول إن‬
‫األقرأ ومن ل شعر له ولو بفعله إاا أخذ عمر ل يللمه إمرار الموسى على شعره لفوات المح ‪.‬‬
‫ث وا ْلخَ بائِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ال َه َال ٍن َقا ُل‪« :‬بِس ِم َاهَّللِ‪َ ،‬ال َّلهم إِ ِن َأعا ُذ بِ َ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وس َّن ِعنْدَ ُد ُه ِ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫ب م ْن َا ْلخُ ُب َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قوله‪ :‬أبه عند دخول الخ ء‪ ،‬دخول الخ ء يحم أمرين‪ :‬إما أن يكلون محل وموضلعا‪ ،‬أو أن يكلون‬
‫هيمللة‪ ،‬فللإن كللان محل فعنللد دخوللله الموضللع فإبلله يللذكر الللدعاء قبل الللدخول‪ ،‬قبل دخللول هللذا المحل‬
‫والموضع‪ ،‬وإن كان هيمة كأن يكون المرء يف صحراء وبحوها‪ ،‬فإبه يقول هذا الدعاء إاا هتيأ للًلوس‪.‬‬

‫قال يقول‪« :‬بسلم اهلل اللهلم إين أعلوا بلك ملن الخبلث والخبائلث»‪ ،‬يًلوز يف ضلبط الخبلث وجهلان‪،‬‬
‫واألفص عند كثير من الفقهاء السكون بلأن تكلون ُخ ْب ْ‬
‫لث‪ ،‬ول تكلون ُخ ُبلث؛ ألبله حينملذ يكلون ملن بلاب‬
‫زيللاد المعنللى‪ ،‬ألبللك إاا قلللت الخ ُبللث فتكللون الللذكور وا بللاث مللن الحلليابين‪ ،‬والخ ْبللث هللو النًاسللة‪،‬‬
‫والخبائث هر الحيابين‪.‬‬

‫وهذا المعنى أشار إليه الحيخ تقر اللدين يف شلرال العملد ‪ ،‬وأشلار إللى أن األفصل أن تقلال بالخ ْبلث‬
‫أي‪ :‬بالسكون‪.‬‬

‫ب َع ِن َا ْْلَ َذى َو َعا َ انِ »‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ ُه ُروجٍ ِم ْن ُ ‪ُ :‬ب ْق َران َ‬
‫َب‪َ ،‬ا ْل َح ْمدُ ل َّل َا َّلذي َأ ْذ َه َ‬

‫المصنف ‪ ‬يف الدخول لم يلد على حديث‪« :‬اللهم إين أعاذ بـب مـن الخبـث والخبائـث»؛ ألن‬
‫اللياد عليه ضعيفة‪ ،‬فإن زياد وملن اللرجس اللنًس وملن الحليطان اللرجيم يف إسلنادها ضلعف‪ ،‬أبكرهلا‬
‫جمع من أه العلم‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبعد الخروج منه»‪ ،‬أي‪ :‬من الخ ء يقول‪« :‬بقرانب»‪ ،‬كما جاء يف المسند من حديث عائحة‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫«الحمد هَّلل الذي أذهب عن اْلذى وعا اين» كما جاء عند ابن ماجه وغيره من حديث أبس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتغْطِ َي ُة َر ْأ ٍ‬


‫س»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويستحع أن يغطلر رأسله‪ ،‬وهلذا السلتحباب لفعل الصلحابة كملا جلاء اللك علن عثملان ‪،‬‬
‫والغالع أن الصحابة رضوان اهلل علليهم ل يفعللون اللك إل إملا أن يكلون بنقل ‪ ،‬أو يكلون أدبلا واجتهلادا‬
‫منهم‪ ،‬واجتهاد الصحابة رضوان اهلل عليهم يف أعلى الدرجات من الجتهاد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وانْتِ َعال»‪.‬‬

‫هذا من باب سد الذرائع؛ ألن هذا المح هو مح بًاسات؛ ولذلك فإن للوسائ أحكلام المقاصلد‬
‫يف بعه صورها‪ ،‬فإبه إاا كان الوصول‪ ..‬أن تلبس المرء بالنًاسة يف أعلاءه ممنلوأ‪ ،‬فالوسليلة إللى هلذا‬
‫الممنوأ تكون مندوبة‪.‬‬

‫يم ِر ْج ِل ِ َا ْل ُي ْس َرى ُد ُهاَّل»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهد ُ‬

‫لحديث عائحة ‪« ‬أن النب ‪ ‬كان يعُب التيامن يف طهاره ويف َـأن كلـ »‪ ،‬وبنلاء عللى‬
‫الك فإن ك ما كان من باب الخير والتطهر يقدم فيه األيمن‪ ،‬وعكسه الحمال يف الخروج‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْعتِ َما ُد ُه َع َل ْي َها»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬واعتماده عليها» أي‪ :‬اعتماده على رجله اليمنى‪ ،‬كيف يكون الك ‪ ..‬بب ًعلا دليل اللك ملا جلاء‬
‫عند الطااين من حديث سراقة ‪ ‬أبه قلال‪ :‬إن النبلر ‪ ‬أمربلا أن بتوكلأ عللى اليسلرى‪ ،‬أي أن‬
‫بعتمد على الرج اليسرى‪ ،‬كيف يكون اللك‪ ،‬يكلون اعتملاده عللى رجلله اليسلرى‪ ،‬إاا كلان جالسلا عللى‬
‫األرض أن يًع بابن رجله اليسلرى عللى األرض‪ ،‬وأملا رجلله اليمنلى فيكلون اعتملاده عللى أمحلابها‪،‬‬
‫فتكون الرجل اليمنلى عللى األمحلاط‪ ،‬والرجل اليسلرى بابنهلا عللى األرض‪ ،‬ملن فعل هلذه الهيملة فإبله‬
‫سيكون مائ لحقه األيسر قلي ‪ ،‬هذا ورد فيه حديث عند الطااين‪ ،‬وإن كان أله العلم فيله مقلال‪ ،‬إل أن‬
‫علماء الطع قد اكروا أن هذه الهيمة أسلم يف خروج الغائط‪ ،‬وأ لا أصل للبلدن‪ ،‬وهلذا يقلوي السلتدلل‬
‫بما جاء من حديث سراقة‪.‬‬

‫وعلى العموم فهذا الحديث ل يةتع عليه‪ ..‬حديث سراقة مع ضلعفه ل يةتلع عليله أثلر كبيلر وإبملا‬
‫‪٦‬‬
‫‪25‬‬

‫هو أدب‪ ،‬وا بسان إاا امتث األدب فحسن ول شك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُي ْمنَى ُه ُروجا»‪.‬‬

‫أي‪ :‬إاا خرج من الغائط فإبه يقدم اليمنى‪.‬‬

‫ُ ٍد َو َن ْع ٍٍ َون َْح ِا ِه َما»‪.‬‬


‫ْس َم ْس ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ع ُ‬

‫فإن المسًد والنع يبدأ فيهما باليمنى لحديث عائحة ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬قال‪ :‬وبعد ِ َ َض ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫َُْ‬

‫عندبا قاعد يف التيامن أاكرها بسرعة للي الوقت‪ :‬ابظروا أحيابا متى بقلدم اليملين؟ بقلدم اليملين يف‬
‫حالتين‪:‬‬

‫‪ ،‬وعكسه يقلدم فيله اليسلار‪ ،‬فعنلدما تريلد‬ ‫‪‬الحالة اْلولى‪ :‬ما كان من باب ا كرام ألعلاء الحخ‬
‫أن تمتحط فإبك تبدأ بالح األيمن‪ ،‬وعنلدما تريلد أن تنتعل فإبلك تبلدأ بالرجل اليمنلى‪ ،‬وعنلدما تريلد أن‬
‫تتوضأ فإبك تغس أعلاءك اليمنى قب اليسرى‪ ،‬إل يف الغس على ك م سيأا يف محله‪ ،‬وهكلذا‪ ،‬إان ملا‬
‫كان من باب التكريم يبدأ فيه بالح األيمن من األعلاء‪.‬‬

‫أيلا للغير يقاس عليه‪ ،‬فإاا أرادت أن تناول أحدا فناوله باليمين‪.‬‬
‫وما كان من باب التكريم ً‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬ما كان من باب المنازعة‪ ،‬فإاا تنازأ اثنان وقد استويا يف الستحقاق فيقلدم األيملن‪،‬‬
‫مث النبر ‪ ‬حينما شرب من إباء وكان عن يمينه ابن عباس وعن يساره مهاجري أو أبلو بكلر‪،‬‬
‫فأراد النبر ‪ ‬أن يناول أبا بكر لمكابه وعلو قلدره‪ ،‬ولكلن لوجلود المنازعلة اسلتأان ابلن‬
‫عباس‪ ،‬ويف الحديث اآلخر األعرابر‪ ،‬فقال‪ :‬ل أوثر بسلؤرك أحلدا؛ ألن هنلا فيله منازعلة وهلو سلؤر النبلر‬
‫األكللرم ‪ ،‬ول شللك أن سللؤره ♥ فيلله بركللة‪ ،‬ول شللك أن يف الللك منازعللة‬
‫وهنيما لهم أل م شربوا من سؤره ♥‪.‬‬

‫إان هذه قاعد ثابية‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أبه إاا كان هناك تنازأ بين اثنين فيقدم األكا بينهما‪ ،‬األكا منهملا إن كلان ملن بلاب‬
‫التكريم لألشخاص‪ ،‬فيقدم األكا إاا كان التنازأ بين الثنين والتقديم لألكا‪ ،‬فيقلدم األكلا لحلديث ابلن‬
‫‪26‬‬

‫عمر حينما قال النبر ‪« :‬كبر كبر»‪ ،‬ومثله حديث قبيصة ومحيصة حينما أرادا أن يتكلما عنلد‬
‫النبر ‪ ،‬فقال‪« :‬كبر كبر»‪ ،‬فأمر النبر ‪ ‬بالبداء باألكا‪.‬‬

‫على هذه القاعد يف األكا ابن مفل يف اآلداب الحرعية‪.‬‬ ‫وب‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبعد ِ َ َض ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫َُْ‬

‫قللال‪ :‬والسللنة لمللن كللان يف الفلللاء أن يبعللد عللن النللاس‪ ،‬لمللا جللاء مللن حللديث جللابر ‪ ‬أن النبللر‬
‫‪ ‬كان ل يأا الااز حتى يغيع‪ ،‬أي‪ :‬يبتعد عن الناس‪.‬‬

‫َان َر ْها ٍ لِ َب ْا ٍل»‪.‬‬


‫ب َم ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َط َل ُ‬

‫رخوا لكر ل يرتد إليه بوله‪.‬‬


‫هذا لكر ل يرتد إليه البول‪ ،‬وإبما يأا مكابا ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْس ُح َا ِلذ ْكرِ بِا ْل َي ِد َا ْل ُي ْس َرى»‪.‬‬

‫هذا وجوبا عنلدهم‪ ،‬فلإن السلتنًاء يًلع أن يكلون باليلد اليمنلى وسليأا‪ ،‬ولكلن إبملا أورد هنلا لملا‬
‫سيأا بعده من معطوف عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َذا اِ ْن َه َط َع َا ْل َب ْا ُل ِم ْن َأ ْص ِل ِ إِ َلى َر ْأ ِس ِ َث َالثا»‪.‬‬

‫مس الذكر األص فيله أن ل يًلوز بلاليمين‪ ،‬لحلديث أبلر قتلاد ‪ ‬لنهلر النبلر ‪ ‬عنله‪،‬‬
‫وإبما يكون باليد اليسرى‪ ،‬وابظر معر‪ :‬بعد البول عندك ث ثة أشياء‪:‬‬

‫عندك سلت وعندك بة وعندك استًمار‪ ،‬الستًمار أو الستنًاء واجع‪ ،‬وأملا السللت والنلة فقلد‬
‫اكر العلماء استحبابه‪.‬‬

‫وما صفتهما ثم سأاكر دليلهما بعد قليل ‪ ،‬صلفته ملا اكلره المصلنف أول‪ ،‬قلال‪ :‬أن يمسل اكلره بيلده‬
‫اليسرى من أصله إلى رأسه‪ ،‬يعنر من أص الذكر إلى رأسه‪ ،‬يبدأ من أسفله إلى أع ه لكر يخرج ملا بقلر‬
‫يف العروق‪ ،‬هذا يسمى سلتا‪ ،‬ثم بةه ث ثا‪ ،‬بةه يعنر ليس بقو ‪ ،‬وإبملا بحلرء بسليط‪ ،‬وهلذا واضل معنلاه‪،‬‬
‫النة بلسان العرب وهو الهل‪.‬‬

‫والن ة استحبه العلماء لسلببين‪ :‬السلبع األول‪ :‬أبله ورد فيله حلديث ملروي علن النبلر ‪،‬‬
‫وهو حديث عيسى بن يللداد علن أبيله أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إذا بـال أحـدكم لينتـر ذكـره ثالثـا»‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪27‬‬

‫وهذا الحديث وإن كان يف عيسى جهاللة إل أن أهل العللم اغتفلروا هلذا يف بلاب الحتًلاج‪ ،‬للم؟ ألن لله‬
‫شاهدا‪ ،‬بعم الحديث ضعيف؛ لكن له شاهد ممن؟ من فع التابعين رضوان اهلل عليهم‪ ،‬فقد بق ابلن أبلر‬
‫شيبة بحوا من ث ثة أو أربعة من التابعين وربما بق علن الصلحابة بسليت أ لم كلابوا يأخلذون النلة‪ ،‬وقلد‬
‫اكر بعه علماء الطع أن النة مفيد وخاصة لمن كان فيه سلس‪ ،‬ب إن فيه فائد لمن كلان فيله وسلواس‪،‬‬
‫وسيأا الحديث عن الوسواس يف محله‪.‬‬

‫إان المقصود أن النة مندوب يف الًملة‪ ،‬إل لمن كان يلره فإبنا بقول إن اللرر يلر حينذاك‪.‬‬

‫وعندبا قاعد أجمع العلملاء عليهلا‪ :‬لليس كل حلديث ل يعمل بله‪ ،‬وإبملا يعمل بللده‪ ،‬بل قلد اكلر‬
‫الحيخ تقر الدين أن العلماء أجمعوا على العم بالحديث اللعيف بحلربه‪ ،‬لليس كل حلديث يعمل بله‬
‫ضللعيف‪ ،‬ل مللا يًللوز هللذا الك ل م‪ ،‬الحللديث المنكللر ل يعم ل بلله؛ لكللن الحللديث اللللعيف إاا علللدته‬
‫ا‪ ،‬وإبما المتابعات‪ ،‬علدته شواهد دلت عليله وخاصلة ملن قلول الصلحابة‬ ‫شواهد‪ ،‬الحواهد ل يصح‬
‫رضوان اهلل عليهم‪ ،‬أو عم جم كبير من التابعين رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬أو وافقله معنلى صلحي يسلتدل بله‪،‬‬
‫فحينمذ يعم به‪ ..‬عفوا يحتج به ويعم بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َنت ُْر ُه َث َالثا»‪.‬‬

‫تقدم بيابه‪.‬‬

‫ال َه َال ٍن بِ َما ِي ِ ِذ ْك ُر َاهَّلل ِ َت َعا َلى»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ُد ُه ُ‬

‫كره الدخول؛ ألن يف الك إهابة‪ ،‬وما فيه اكر اهلل ‪ ‬ث ثة أبواأ‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬القرآن هذا يحرم‪ ،‬فقهاهبا يقولون يحلرم اللدخول بلالقرآن؛ ألبله أعظلم ملا فيله كل م‬
‫اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬مطل الك م‪ ،‬فيكره‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬ما كان لحاجة‪ ،‬كالنقود إاا كان فيها اسم اهلل ‪ ،‬على سبي المثال الريال عنلدبا‬
‫ا‪.‬‬ ‫مطبوأ عليه سور الدرهم القديم وفيها لفظ الً لة‪ ،‬فهذه للحاجة يدخ‬

‫اج ٍة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫قال‪َ :‬و َك َ ٌم فيه بِ َ َح َ‬
‫‪28‬‬

‫الك م عند قلاء الحاجة مكروه إل للحاجة كتنبيه وبحوه‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ب حاجة» يعود للًملتين م ًعا‪.‬‬

‫ب َق ْب ٍَ ُدن ٍُّا ِم َن َا ْْلَ ْر ِ‬


‫ض»‪.‬‬ ‫اج ٍة‪َ ،‬و َر ْ ُع َث ْا ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ََالم ي بِ َال َح َ‬

‫رفع الثوب قب الدبو من األرض مكروه ألبه قد يكون سببا لظهور العور ‪ ،‬وقد جاء من حلديث أبلس‬
‫‪ ‬عند الةمذي أن النبر ‪ ‬كان إاا أراد حاجته لم يرفع ثوبه قب أن يدبو من األرض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْال ِ ََ ٍّق َون َْح ِا ِه»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يكره لحديث عبد اهلل بن سرجس ‪ ‬أن النبر ‪ ‬ى عن البول يف الًحر‪ ،‬والسلبع‬
‫يف الك أبله ربملا آاى اللدواب التلر تكلون يف اللك الحل ‪ ،‬ولربملا خلرج ملن اللك الحل أو الًحلر دابلة‬
‫فأفلعته‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبحوه‪ ،‬أي وبحوه من الًحور أي ما فيه معناها مملا فيله إفسلاد للملال‪ ،‬كاآلبيلة ملن غيلر حاجلة‬
‫وبحوها‪.‬‬

‫اج ٍة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ُّس َ ْرجٍ بِ َي ِم ٍ‬


‫ين بِ َال َح َ‬

‫لحديث أبر قتاد ‪ ،‬سواء كان المس مطلقا‪ ،‬أو ألج التيمم‪ ،‬إل أن تكون هناك حاجة فيقدم عللى‬
‫الستًمار‪.‬‬

‫ما معنى يهدم على اَّلستُمار؟!‬

‫هذه مسألة يلذكرها الفقهلاء‪ ،‬يقوللون‪ :‬إاا كلان الحًلر صلغيرا فهل يملس الحًلر بيمينله أم أن يملس‬
‫الللذكر بيمينلله‪ ،‬قللالوا يًللوز الوجهللان‪ ،‬واألوجلله عنللد فقهاءبللا أ للم يقولللون يمللس اكللره بيمينلله ويسللتًمر‬
‫بالحًار بيساره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاستِ ْه َب ُال َالنَّ ِي َر ْي ِن»‪.‬‬

‫استقبال النيرين أي الحمس والقمر‪ ،‬وقلد كلره الفقهلاء اسلتقبال الحلمس والقملر‪ ،‬ل ألجل الحلديث‬
‫الذي ورد‪ ،‬فإ م لم يستدلوا به‪ ،‬وإبما استأبسوا بله‪ ،‬وإبملا كرهلوه لرثلار التلر وردت علن التلابعين وألبله‬
‫مظنة لكحف العور ‪ ،‬فإن الذي يستقب الحمس أو يستدبرها يعنلر بحيلث أبله يكلون مسلتقب للنلور‪ ،‬فإبله‬
‫‪٦‬‬
‫‪29‬‬

‫حينمذ تكون عورته واضحة للناس‪ ،‬ولكن إاا كان مًاببا لله للم تلرى عورتله‪ ،‬وهلذا واضل ‪ ،‬فل يسلتقب‬
‫النيرين وما يف معناهما‪ ،‬ف يكون أملام النلور‪ ،‬كبلوس النلور القويلة‪ ،‬فل يكلون أمامهلا وإبملا يًعلهلا علن‬
‫جاببه‪ ،‬فنعم هنا بالمعنى ول بقف عند اللفظ‪.‬‬

‫إان ك استقبال لنور قوي يكون مكروها ألبه مظنة كحف العور ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم اِ ْستِ ْه َب ُال ِق ْب َل ٍة َو ْاستِدْ َب ُار َها ِ َب ْيرِ ُبنْ َي ٍ‬
‫ان»‪.‬‬

‫والك ألن النبر ‪ ‬ى عن استقبال القبلة واسلتدبارها بلالبول والغلائط معلا‪ ،‬ابظلر معلر‪:‬‬
‫بقول بالبول والغائط معا‪ ،‬يعنر يف البول يحرم الستقبال ويحرم السلتدبار‪ ،‬ويف الغلائط يحلرم السلتقبال‬
‫ويحرم الستدبار معا‪ ،‬يحرم الستقبال والسلتدبار معلا‪ ،‬يسلتثنى ملن اللك صلور واحلد وهلو إاا وجلد‬
‫بنيان‪ ،‬لحديث ابن عمر ‪ ‬أبه رقى على بيت حفصلة فلرأى النبلر ‪ ‬مسلتقب بيلت المقلدس‬
‫مستدبر الكعبة صلوات اهلل وس مه عليه‪.‬‬

‫وبحللن بقللول إاا تعللارض حللديثان فللإن األصل عنللد فقهللاء الحللديث أ للم ل يقولللون بالنسللخ‪ ،‬وإبمللا‬
‫يعملون ك حديث يف محله‪ ،‬إما ملن بلاب السلتثناء‪ ،‬أو عللى حلال اخلت ف الصلفة‪ ،‬فهنلا بقلول للم بًلد‬
‫معنى يحم عليه حديث ابن عمر إل وجود البنيان‪ ،‬وعندبا قاعد ‪ :‬وابتبه لهذه القاعلد يف السلتدلل‪ :‬أن‬
‫النبر ‪ ‬ل يفع مكروها البتة‪ ،‬كل شلرء فعلله النبلر ‪ ‬فهلو جلائل أو منلدوب أو‬
‫واجع‪ ،‬ل يفع النبر ‪ ‬مكروها البتة‪ ،‬فلما ابا عن شرء وفع صور فدل على أن ملا فعلله‬
‫ليس محرما ول مكروها وإبما هو مباال لم بًد معنلى إل وجلود البنيلان‪ ،‬وهلذا المعنلى لليس ملن اجتهلاد‬
‫الفقهاء‪ ،‬ب من اجتهاد الصحابة كما جاء عن ابن عمر فإبه فهم هذا المعنى‪ ،‬ومن غيره من الصحابة‪.‬‬

‫عندبا مسألتان يف استقبال القبلة وستأا‪ ،‬المحهور من الملذهع خ فلا للحلافعر أن القبللة الملراد لا‬
‫للبعيد الًهة‪ ،‬وليس العين على سبي الظن‪ ،‬وإبما المقصود ا الًهة‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فلإن ملن كلان يف‬
‫هذه البلد الطيبة مدينة النبر ‪ ‬فإن المقصود بالقبلة جهة الًنوب‪ ،‬مطل الًنوب‪ ،‬لملا روينلا‬
‫عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬ما بين الميرق والمغرب قبلة»‪ ،‬فتسمى قبلة أي مطلل الًهلة‪ ،‬فمطلل‬
‫الًهة تسمى قبلة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪30‬‬

‫اج ِة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم اِ ْستِ ْه َب ُال ِق ْب َل ٍة َو ْاستِدْ َب ُار َها ِ َب ْيرِ ُبنْ َي ٍ‬
‫ان‪َ ،‬و ُل ْبث َ ْا َق َا ْل َح َ‬

‫أي‪ :‬فوق حاجته لقلاء الحاجة وما تبعها من مكلث يسلير لبقطلاأ البلول والسلتنًاء والسلتًمار‪،‬‬
‫والسبع يف الك؛ ألن الححوش محتظر ‪ ،‬والمكلان اللذي يكلون محتظلرا يكلره المكلث فيله‪ ،‬وقلد أبلال‬
‫جمع من أه العلم يف جمع المتنانرات يف هذا الباب‪.‬‬

‫اك َو َن ْح ِا ِه»‪.‬‬
‫يق مس ُل ٍ‬
‫َطرِ ٍ َ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبال ِ‬
‫ََْ‬

‫والك لملا ثبلت علن النبلر ‪ ‬أبله قلال‪« :‬اتهـاا الالعنَـين»‪ ،‬وبعله اللروا ينطقهلا‪« :‬اتهـاا‬
‫الالعنِين»‪ ،‬والفرق بين الثنتين‪ ،‬أن األولى عندما بقول «اتهاا الالعنَـين» أي أن هلذا الفعل سلبع لللدخول‬
‫يف لعنة اهلل ‪ ،‬والثاين‪ :‬أي أن هذا الفع يكون سب ًبا يف إباحة لعن من يفعل هلذا الفعل ‪ ،‬وهلذا يلدل عللى‬
‫أبه يًوز لعن األوصاف وخاصة لمن فع وص ًفا بعينه كالبول يف بري الناس ونلهم‪.‬‬

‫قال‪« :‬اتهاا الالعنـين الـذي يبـال يف طريـق النـاس وظلهـم»‪ ،‬فلالطري إاا كلان مسللوكًا فإبله حينملذ ل‬
‫يًلوز البلول فيله‪ ،‬وتقييلد المصلنف ‪ ‬للطريل بكوبلله مسللوكًا يفيلدبا بلأن الطريل إاا هًلر سلللوكه‬
‫وأصب غير بري بافذ وإبما أصب مهًورا فإبه يًوز حينمذ البول فيه‪.‬‬

‫ت ََ َُ َر ٍة ُم ْث ِم َر ٍة َث َمرا َم ْه ُصادا»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْح َ‬

‫الثمر المقصود بوعلان‪ :‬إملا أن يكلون القصلد للذات الثملر كلأن تكلون الثملر مأكوللة‪ ،‬وإملا أن يكلون‬
‫القصد للورق‪ ،‬فإن بعه الحًر إبما يقصد ورقه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬قد يكون القصد للظ ‪ ،‬فيًتمع الناس إليه‪.‬‬

‫إان فقول المصنف‪« :‬وتحت َُرة مثمرة ثمرا مهصادا»‪ ،‬القصد قد يكون لث ثة أمور كما سب ‪.‬‬

‫وإبما أورد المصنف ‪ ‬الثمر بالخصوص؛ ألبه األشهر من حيث البتفاأ بالقصد‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و َي ُُا ُز َا َِّل ْقتِ َص ُار َع َلى َأ َح ِد ِه َما‪َ ،‬ل ِ َّن َا ْل َما َن َأ ْ َض ُـٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن اِستُِمار ُثم اِستِنُْان بِم ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َّ ْ ْ َ َّ ْ َ‬
‫ِحينَئِ ٍذ»‪.‬‬

‫اكر المصنف هنا ‪ ‬أن المرء إاا قلى حاجته من بول أو غلائط فلإن األفلل لله أن يًملع بلين‬
‫السللتنًاء والسللتًمار معللا‪ ،‬أي يًمللع بللين السللتنًاء والسللتًمار ولكللن يبللدأ بالسللتًمار ليلي ل‬
‫‪٦‬‬
‫‪31‬‬

‫الستًمار الًرم‪ ،‬ول يبقى إل ما ل يمكلن إزالتله بالحًلار وبحوهلا‪ ،‬ثلم يتبلع الحًلار الملاء‪ ،‬فحينملذ‬
‫يكون أتم بهار ‪.‬‬

‫وقد أثنى اهلل ‪ ‬على أه قباء أ م يحبون أن يتطهروا جاء يف صفتهم أ م كلابوا يتبعلون الحًلار‬
‫بالماء‪ ،‬فدلنا الك على أن هذه أفل الصيغ‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويًوز القتصار على أحدهما لكن الماء أفل ‪ ،‬هذه تدلنا على الدرجة الثابيلة والثالثلة يف إزاللة‬
‫النًو‪ ،‬فالدرجة الثابية هو إزالة النًو بالماء؛ ألن الماء يلي النًاسة‪ ،‬ف يبقى من النًاسة شرء‪ ،‬ل ملن‬
‫عينها ول من أثرها‪.‬‬

‫وأما الستنًمار بالحًار وبحوهلا فإ ملا يليل حكلم الخلارج ملن السلبي ‪ ،‬فيبقلى ملن أثرهلا ملا ل‬
‫يمكن إزالته إل بالماء‪ ،‬وهذا معفو عنه‪ ،‬وقد خفف اهلل ‪ ‬لنا فيه؛ فدلنا الك على أن الستنًاء بالملاء‬
‫أفل ألبه أكم بهار ‪.‬‬

‫لكن يستثنى من الك صور واحد ‪ ،‬يكون الستًمار فيهلا أفلل ملن السلتنًاء‪ ،‬وهلر التلر فعلهلا‬
‫بلحة وابن عمر ‪ ،‬فإن بلحة وابن عمر ‪ ‬حينما رأوا أن الناس قد ننوا أن الستًمار غير محلروأ‪،‬‬
‫إا المللاء لمللا كثللر يف المدينللة فإبلله يف عهللد النبللر ‪ ‬كللان المللاء قلللي ‪ ،‬فكللان النللاس يسللتنًون‬
‫ويستًمرون‪ ،‬فلما كثر الملاء يف آخلر عهلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬وجلاءهم ملن يخلدمهم يف حفلر‬
‫اآلبار واستخراج الماء منها‪ ،‬نن بعه الناس يف الك اللملان أن الملاء إاا وجلد فإبله ل يمكلن الصليرور‬
‫إلى الستًمار‪.‬‬

‫فكان ابن عمر ‪ ‬وبلحلة يأتيلان السلتًمار بالحًلار لليعلم النلاس أ لا محلروعة‪ ،‬بل وجلاء علن‬
‫بعلهم النهر عن الستنًاء‪.‬‬

‫وهذا هو توجيه أحمد وأصحابه رحمهم اهلل تعالى لما جاء من فع بلحلة وابلن عملر أن فعلهملا ملن‬
‫باب األفل للحال‪ ،‬وليس من باب إلغاء الحكم؛ ألن الستنًاء بالماء حكر ا جماأ عللى محلروعيته‪،‬‬
‫وهللذا مللن فقلله أحمللد ‪ ‬وفقهللاء الحللديث‪ ،‬فللإ م يحملللون األحاديللث يف كل حللديث علللى محللله‪،‬‬
‫ويحملون خ ف الصحابة خاصة على محله‪ ،‬فلإن الصلحابة ملن أعللم النلاس بلالوحر‪ ،‬وبالتنليل أل لم‬
‫شهدوه ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫س ُمن ٍْق»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ِصح اِستُِمار إِ ََّّل بِ َط ِ‬


‫اهرٍ ُم َباحٍ َيابِ ٍ‬ ‫َ َ ُّ ْ ْ َ‬
‫والك ألن النًس سواء كان بًاسته بًاسة عينية‪ ،‬أو كابت بًاسته بًاسة حكمية بارئة عليله‪ ،‬فإبله‬
‫ل يطهر غيره إا النًس وصفه بًس‪ ،‬ف يمكن أن يعنر ينق أو يقوم بتطهير غيره‪.‬‬

‫باهرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إان ف ُبد أن يكون‬

‫الحارأ‪ ،‬كما سيورده المصنف بعلد‬ ‫قوله‪« :‬مباال»‪ ،‬مقاب المباال المحرم‪ ،‬وقد يكون تحريمه إما لن‬
‫قلي كالورث والعظم وبحوه‪.‬‬

‫وإما أن يكون التحريم لحةامه كأن يكون من ك م فيه ك م معظم كك م اهلل ‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫أو أن يكون ألج ما فيه من استحقاق‪...‬كالمال المغصوب مث فإبه حينمذ ل يص الستًمار به‪.‬‬

‫قال‪« :‬يلابس»‪ ،‬بب ًعلا ل يصل أي يلأثم؛ لكلن المغصلوب كملا ملر معنلا يليل الخبلث ألبله ملن أفعلال‬
‫الةوك‪.‬‬

‫قال‪« :‬يابس»؛ ألن المائع ل ينقر‪ ،‬وإبما ينحر النًاسة‪ ،‬وينقلها عن محلها‪ ،‬ف ُبلد ملن المسلتًمر بله‬
‫أن يكون يابسا‪.‬‬

‫قال‪« :‬من »‪ ،‬الفقهاء يف باب الستًمار يطلقون المنقر على أمرين‪:‬‬

‫إما أن يكون وص ًفا للمستًمر به‪ ،‬وإما أن يكون وص ًفا للفع ‪.‬‬

‫وسيورد المصنف هذه ا ب قين معا‪ ،‬فهنا أبلل المنقلر وصلفا للمسلتًمر بله وهلو اآلللة‪ ،‬والملراد‬
‫بالمنقر أي الذي ينظف المح ‪ ،‬فتكون فيه خحوبة مناسلبة‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فالصلفاء أي الرخلام ومثلله‬
‫أيلا مرآ وغيلر اللك‪ ،‬فلليس بمنل ‪ ،‬فل‬
‫أيلا الب ط الذي يكون سيراميكا بمعنى أبه يكون باعما‪ ،‬ومثله ً‬
‫ً‬
‫يكون منقيا‪.‬‬

‫بالنسبة لليابس‪ ،‬أورد المصنف اليابس للم؟ ألن المائعلات ل يًلوز السلتنًاء إل بالملاء منهلا فقلط‪،‬‬
‫وما عداه ف يًوز‪ ،‬ك مائع غير الماء الطهور ل يًوز الستنًاء به‪.‬‬

‫وكذلك الربع إ ًاا فقوله اليابس يقابله الربع ويقابله ً‬


‫أيلا المائع غير الماء‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪33‬‬

‫وأبتم تعلمون أن الفقهاء إاا أبلقوا المائع فغالبا يقصدون به غير الماء‪ ،‬إاا قالوا وملائع فيقصلدون بله‬
‫ك سائ غير الماء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم بِ َر ْوث َو َع ْظ ٍم َو َط َعا ٍم َو ِذي ُح ْر َمة َو ُمت َِّص ٍٍ بِ َح َي َا ٍ‬
‫ان»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصلنف ‪ ‬يف بعله أو يف تفصلي بعله صلور غيلر المبلاال‪ ،‬وهلو المحلرم‪ ،‬فقلال‪:‬‬
‫وحرم بروث هذه الصور التر أوردها المصنف أبه يحرم الستًمار ا‪ ،‬بقول‪ :‬يحرم السلتًمار لا ول‬
‫تًل ب ل ُبد من إمرار ث ثة أحًار وبحوها بدل منها‪ ،‬ولو أزالت عين النًاسة‪ ،‬لمااا؟ لسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬أبه قد جاء عن النبر ‪ ‬يف حديث ابن مسلعود ‪ ‬أبله ♥‬
‫قال‪« :‬إن ركس»‪ ،‬والركس هو النًس‪ ،‬فدل على أن النًس ل يمكن أن يطهر‪.‬‬

‫ببينلللا‬ ‫ويف حلللديث أبلللر هريلللر ‪ ‬أن النبلللر ‪ ‬قلللال‪ِ « :‬نهـــا َّل تطهـــر»‪ ،‬وهلللذا بللل‬
‫‪ ،‬وقوله مقدم على قول ك أحد‪.‬‬

‫إان قلنا إ ا وإن أزالت النًاسة الظاهر ل تًل ب ل ُبد من إتباعها بماء أو بحًار ثل ث بعلدها‪،‬‬
‫حديث النبر ‪.‬‬

‫‪‬السبب الثاين‪ :‬من حيلث المعنلى‪ :‬أبنلا بقلول إن السلتًمار عللى خل ف القيلاس‪ ،‬ملا معنلى عللى‬
‫خ ف القياس‪ ،‬األص أن الذي يلي المح هو ما يلي عين النًاسة‪ ،‬ول يبقلر شليما منهلا‪ ،‬فلملا كابلت‬
‫على خ ف القياس‪ ،‬فإن قاعد أه العلم جميعا أن ما كان على خ ف القياس فإبنا حينملذ بلورد الحكلم‬
‫ول بليد عليه‪.‬‬ ‫فيه على مورد الن‬

‫عنها‪ ،‬وإاا جاوزت النًاسلة محل الخلارج فإبله‬ ‫ولذلك فإبنا بحةط ث ثة أحًار‪ ،‬ول يًوز النق‬
‫ل تًل فيه الستًمار ب ل ُبد من الستنًاء بالماء وبحو الك‪.‬‬

‫‪ ،‬وإبملا خفلف فيهلا ملن اهلل ‪ ‬لنلا ملن بلاب‬ ‫إان األص يف هذه األمور أ ا يورد فيهلا محل اللن‬
‫فحينمذ ل تكون مطهر ‪.‬‬ ‫التخفيف والرحمة فيًع أل بتًاوز الن‬

‫قال‪« :‬وحرم بـروث وعظـم» لنهلر النبلر ‪ ‬يف حلديث ابلن مسلعود وأبلر هريلر ‪ ‬علن‬
‫الستًمار ما‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫قال‪« :‬وطعام»‪ ،‬أي‪ :‬وك مطعوم سواء كلان ملن مطعلوم اآلدميلين‪ ،‬أو كلان ملن مطعلوم البهلائم‪ ،‬وأملا‬
‫مطعون الًن و ائمهم فإبه العظم والروث‪ ،‬إا العظم بعم إخوابنا من الًن‪ ،‬والروث بعام دوا م‪.‬‬

‫فقيس عليه من باب أولى ما كان من بعام ا بس وبعام دوا م‪ ،‬وهذا من باب األولى‪.‬‬

‫وعلى الك فإبه من استًمر بمطعوم آلدملر أو لحيلوان فإبله ل يًلئله كملن اسلتًمر بحلعير‪ ،‬بعله‬
‫الناس قد ربما يستًمر بالحعير بقلول ل يًلئلك‪ ،‬ألبلك أفسلدته وملن بلاب العقوبلة للك فلإن المحلرم ل‬
‫يبي ‪ ..‬وهكذا‪..‬‬

‫استثنى بعه أه العلم بعه المسائ التر قد تكون بعاما ول تكلون بعاملا‪ ،‬أمثل للذلك بلالمل ‪،‬‬
‫فإن يف بعه األراضر السبخة كما تعلمون يف بعه المناب عندبا‪ ،‬تحفر حفلر كامللة فيًعل فيهلا الملاء‬
‫فتمتلئ كلها بالمل ‪ ،‬هذا المل قب أن يحةم بمثابة الةاب‪ ،‬فحينمذ بقلول إن هلذا الملل للو اسلتًمر بله‬
‫يعفى به لعدم كمال البتفاأ به يف تلك الحال‪.‬‬

‫قللال‪« :‬ومتصــٍ بحيــاان»؛ ألن المتص ل بللالحيوان حكملله حكللم الحيللوان‪ ،‬وقللد مللر معنللا أن النبللر‬
‫‪ ‬أبان لنا أن ما أبين من حر فهو كميتته؛ وألن فيه إفساد لهذا الحيوان وإيذاء له‪.‬‬

‫أيلا ام النبر ‪ ‬لحال المحركين لما كابلت المحلد ملن المحلركين‬


‫ومما يدل على الك ً‬
‫إاا ابقلى إحدادها تأا بطير فتسًمر به فيموت‪ ،‬فذكر النبر ‪ ‬لهذه الصفة يدل على أن هلذا‬
‫الوصف محرم؛ ألبه جاء يف سياق الذم بًميع أجلائه‪.‬‬

‫ارجٍ َم ْا ِض َع َا ْل َعا َد ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َل ُ َعدَ ُم َت َعدِ ي َه ِ‬

‫قال‪ :‬إن من شرط الستًمار أن يكون الخارج من السبيلين لم يًاوز المح المعتاد؛ ألبله إن جلاوز‬
‫المح المعتاد ف يًل فيله إل الغسل بالملاء فقلط‪ ،‬ول يًلل بله حًلار ول غيرهلا‪ ،‬للم؟ ألن النبلر‬
‫‪ ‬بين أن هذا الستًمار يف تلك الحال فنورده على محله ول بليد عليه‪.‬‬

‫وما هو المح المعتاد‪ ،‬قال ضابطه العاد ‪ ،‬ففر القب والدبر إاا جاوز العاد ما خرج عاد فإبه حينملذ‬
‫يكون قد جاوز المح المعتاد ف ُبد من غسله بالماء ول يًل غير الك‪.‬‬

‫بعلهم قدره يف الدبر خاصة بصفحة اللية وبحو الك ولكن تقييده بالعاد أنهر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪35‬‬

‫ات ُمنَ ِه َي ٍة َ َأ ْك َث ُر»‪.‬‬


‫ث مسح ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َث َال ُ َ َ َ‬

‫قال‪« :‬وثالث مسحات»‪ ،‬من شربه ث ث مسحات لما جاء من حديث سللمان وغيلره رضلر اهلل علن‬
‫الًميللع أن النبللر ‪ ‬أمللر بالسللتًمار بللث ث‪ ،‬أي بث ثللة أحًللار‪ ،‬إل أن يكللون الحًللر كبيلرا‬
‫فيمس ث ث مسحات‪ ،‬من ك شعبة منه مسحة‪ ،‬ول ُبد أن تكون مسحا‪ ،‬ليس وضعا على المح ‪ ،‬بل ل‬
‫ُبد أن يمر الحًر وبحوه على المح ‪ ،‬ل ُبد من ا مرار‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ل ُبد أن تكون المسحة منقيلة‪ ،‬يعنلر أ لا ل تكلون بحلرء غيلر منل ‪ ،‬هلذه ا بقلاء يف‬
‫الفع ‪ ،‬مر معنا الحالة األولى ا بقاء يف صفة اآللة‪ ،‬وهنا ا بقاء يف الفع ‪ ،‬ف ُبد أن تكون منقية‪.‬‬

‫إان ف ُبد أن تكون الث ث مسحات منقية للمح ‪ ،‬ومعنى كو ا منقية ما اكرته قب أي أل يبقلى بعلد‬
‫المس ما ل يمكن إزالة بالحًار ‪ ،‬ب ل ُبد فيه من الماء‪ ،‬هذا هو ا بقاء‪.‬‬

‫فإن لم تن ث ث مسحات؛ ف ُبد من اللياد عليها‪ ،‬أربعا أو خمسا أو سبعا أو عحرا‪ ،‬ويسن أن يقطلع‬
‫على وتر‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)1‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )1‬اية المًلس األول‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫اد ك ٍَُّ و ْق ٍ‬
‫اك بِا ْلع ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لس َا ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ُس ُّن َا ِ‬
‫بدأ يتكلم المصنف ‪ ‬عن السواك‪ ،‬والسواك من سنن الفطر ‪ ،‬وللًراعر كتاب يف تتبلع أحكلام‬
‫السواك وآدابه‪ ،‬والسواك مسن كما اكر المصنف يف كل وقلت‪ ،‬لكنله يتأكلد يف مواضلع سلت اكرهلا أهل‬
‫العلم يف محلها‪ ،‬وقول المصنف‪« :‬السااك» يدل على الفع ‪ ،‬ف ُبد ملن فعل التسلويك وهلو جعلله عللى‬
‫األسنان‪.‬‬

‫قال‪« :‬بالعاد»؛ ألن السواك يكلون بلث ث أشلياء إملا بعلود‪ ،‬أو بثلوب وهلو الخرقلة‪ ،‬أو بيلد‪ ،‬والفقهلاء‬
‫رحمهللم اهلل تعللالى‪ ،‬فقهاهبللا يقولللون إبمللا يسللتحع بللالعود دون اليللد ودون الخرقللة علللى المحللهور مللن‬
‫المذهع‪.‬‬

‫وبعلهم يقول وهر الرواية الثابية يف الملذهع أبله يًلوز بخرقلة وبيلده‪ ،‬ويف معنلى الخرقلة واليلد ملا‬
‫يتعل بفرشا األسنان‪ ،‬لكن المحهور بالمذهع أن الذي يستحع إبما هو العود وما علدا اللك هلو داخل‬
‫يف استحباب التنظف‪ ،‬وعلى الك فإبه ل يستحع عند المواضع المتعلقة كالص ‪ ،‬والوضوء‪ ،‬وعند تغيلر‬
‫رائحة الفم وبحو الك‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل لِ َصائِ ٍم ب ْعدَ َالز ََّو ِ‬
‫ال َ ُي َْر ُه»‪.‬‬ ‫َ‬

‫المراد باللوال أي‪ :‬زوال الحمس عن كبد السماء‪ ،‬حينما يكون الفرء متًله إللى الغلروب‪ ،‬والسلواك‬
‫بعد اللوال بعه أه العلم كرهه كما اكر المصنف‪ ،‬ودليلهم يف الك حديثان حديث عللر ‪ ‬الملروي‬
‫عنه‪ ،‬فقد روي عنه مرفوعا أن النبر ‪ ‬قلال‪« :‬إذا صـمتم اسـتاكاا يف النهـار وَّل تسـتاكاا‬
‫يف العي » فدل الك على أبه يكره السواك يف العحر‪ ،‬وهذا الحديث فيله مقلال‪ ،‬لكلن يعلرض السلتدلل‬
‫به ما جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬لخلاف م الصائم أطيب عند اهَّلل من ريح المسب»‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪37‬‬

‫وعلى العموم فالمقصود بالسواك إبملا هلو التنظلف‪ ،‬وا بسلان إاا أتلى بالسلواك يف كل وقتله وضلاق‬
‫عليه ما بعد اللوال‪ ،‬فاألمر فيه قد يكون أسه بعد الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيت ََأكَّدُ ِعنْدَ َص َال ٍة َون َْح ِا َها َو َت َغ ُّيرِ َ ٍم َون َْح ِا ِه»‪.‬‬

‫هنا قال المصنف‪« :‬ويتأكد» أي‪ :‬ويتأكد السلتحباب؛ ألن الفقهلاء يقوللون أن السلتحباب بوعلان أو‬
‫السنة بوعان؛ سنة وسنة متأكد ‪ ،‬والفرق بينهما من حيث الحكلم أن السلنة تركهلا غيلر مكلروه‪ ،‬وأن السلنة‬
‫المتأكد فإن تركها مكروه‪ ،‬هذا الفرق بين السنة والسنة المتأكد من حيث الحكم‪.‬‬

‫دائما‪ ،‬وأما السنة فإ لا‬


‫الفرق الثاين بينهما من حيث الحكم أن السنة المتأكد يستحع المداومة عليها ً‬
‫تفع أحيا ًبا وتةك أحيا ًبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ُبدَ ا َنة بِ ْاْلَ ْي َم ِن ِي ِ ‪َ ،‬و ِ ُط ْهرٍ َو ََ ْأنِ ِ ُك ِل ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويسن البداء باأليمن فيه أي بحقه األيمن‪ ،‬فيتسوك فيبدأ بحقه األيمن قب شلقه األيسلر‪ ،‬هلذا ملا‬
‫يتعل بالبداء باأليمن‪ ،‬قال ويف بهر أي يف سائر بهره كالوضوء‪ ،‬والغتسال وبحو الك‪ ،‬وشأبه كله كملا‬
‫جاء من حديث عائحة ‪ ‬يف الصحيحين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ِد َهان ِب ًّبا»‪.‬‬

‫قال ويستحع الدهان ِغبا‪ ،‬لما جاء من حديث عبلد اهلل بلن المغفل ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬لى‬
‫عن الدهان إل غبا‪ ،‬وقول المصنف ‪ ‬وادهان غبا عندبا فيها ث ث مسائ ‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬يف معنى للدهان‪ ،‬فإن للدهان يراد به أمران‪:‬‬

‫اْلمر اْلول‪ :‬استخدام المحط‪ ،‬فإن الةج يسميه العرب ادهان‪.‬‬

‫اْلمر الثاين‪ :‬هو وضع الدهن وبحوه على الحلعر‪ ،‬إان كل األملرين أو أحلدهما عللى سلبي البفلراد‬
‫يسمى ادهابًا‪ ،‬وليس الدهان خاصة بوضع الدهن‪ ،‬ب إن الةج يسمى ادهابا كذا قاله أه العلم‪.‬‬

‫‪ ‬المسـألة الثانيـة عنــدنا‪ :‬أن هلذه الًملللة تحلم حكمللين‪ ،‬تحلم اسللتحباب الدهلان‪ ،‬وتحللم أل‬
‫يكون الدهان إل غبا‪ ،‬ومعنى قولنا أبه ل يكون إل غبا أي يو ًما بعد يوم‪ ،‬يو ًما بعد يلوم وهكلذا‪ ،‬بيلع لملا‬
‫للى النبللر ‪ ‬عللن الدهللان إل غبللا قللالوا لمللا يكللون فيلله مللن الةفلله‪ ،‬وقللد جللاء أن النبللر‬
‫‪38‬‬

‫‪ ‬قال‪« :‬إن عباد اهَّلل ليساا بالمتر هين وَّل بالمتنعمين»‪.‬‬

‫وقد جاء من حديث عمر بن الخطاب ‪ ‬وصح النووي يف شرال مسلم رفعله للنبلر ‪‬‬
‫أبه ‪ ‬كتع إلى األمصار‪ :‬اخحوشنوا وتمعددوا‪ ،‬اخحوشنوا أي‪ :‬عليكم بالخحوبة يف العيش‪ ،‬وتمعلددوا‬
‫أي‪ :‬كوبوا كًدكم معد بن عدبان‪ ،‬قالوا وكان معد بن عدبان فصليحا يف لسلابه فيسلتحع الملرء أن يلتكلم‬
‫العربية ويكون فصي فيها‪ ،‬وتمعددوا أي‪ :‬كوبوا كمعد بن عدبان يف عربيتله وببعله؛ وللذلك جلاء يف تتملة‬
‫أثر عمر أبه قال وعليكم بلبسة العرب وهكذا‪ ،‬وتمعلددوا بمعنلى كوبلوا كمعلد بلن علدبان فلإن العلرب إاا‬
‫قالوا تمعدد الرج أي أصب قويا شديدا غير متنعم‪.‬‬

‫دائمللا تكللرر‪ ،‬ل تكللاد كتللاب فقلله إل‬


‫ً‬ ‫فالمقصللود أن التللنعم منهللر عنلله إان هللو مكللروه‪ ،‬وعنللدبا قاعللد‬
‫وتوجد فيه هذه القاعد ‪ :‬أن ك مكروه ترتفع كراهته عند الحاجلة‪ ،‬ترتفلع الكراهلة عنلد الحاجلة وملا هلر‬
‫الحاجة هنا بقول إن ك من كان له شعر بوي فإن له حاجلة أن يرجل شلعره؛ وللذلك جلاء عنلد النسلائر‬
‫من حديث أبى قتلاد فيملا أنلن أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـن كـان لـ َـعر لي رمـ »؛ وللذلك قلال‬
‫فقهاهبا أبه يكره الدهان إل غبا إل لمن كان له شعر بوي وبحلوه كالنسلائر‪ ،‬أو ملن كلان لله شلعر بويل‬
‫وهكذا فإبه يدهن ويةج يف ك يوم ألن هذا من ا كرام‪ ،‬وهذا من باب اخت ف الحال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬واكْتِ َحال ِ ك ٍُِ َع ْي ٍن َث َالثا»‪.‬‬

‫والللك لمللا جللاء عنللد الةمللذي مللن حللديث ابللن عبللاس ‪ ‬أبلله كللان يكتح ل ث ل ث ورفعلله للنبللر‬
‫‪.‬‬

‫وأما صفة الكتحال يف العلين ث ثلا‪ ،‬فلإن ألهل العللم فيله توجيهلا‪ ،‬وفقهاهبلا يقوللون معنلى ث ثلا أي‬
‫يكتح يف ك عين ث ث مرات‪ ،‬فيكح اليمنى ثم اليسرى ثم اليمنر ثم اليسرى ثلم اليمنلر ثلم اليسلرى‪،‬‬
‫ألن بعلهم قال يبتد باليمنى ثم اليسرى ثم يعود لليمنى‪ ،‬ولكن الفقهاء كما اكرت لكلم وكملا أوردهلم‬
‫المصنف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َن َظر ِ ِم ْر ٍآة»‪.‬‬

‫قال ويستحع النظر يف مرآ ألن النبر ‪ ‬كان ينظر يف ملرآ ‪ ،‬وكلان إاا خلرج بظلر يف ملرآ ‪،‬‬
‫وأما ما روي من النهى يف الك فكله ل يص وليس له أصل ‪ ،‬بل النظلر يف الملرآ سلنة؛ ألبله ربملا كلان يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪39‬‬

‫وجه المرء أو يف لحيته أاى‪ ،‬ولربما استكره الناس النظر إلى وجهه لما فيه من األاى الذي قلد يصليبه ملن‬
‫بعد بوم ومن بعد وضوء وبحو الك فإن النظر يف المرآ حينمذ يكون مستحع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َط ُّيب»‪.‬‬

‫والتطيع هو سنة‪ ،‬وقد جاءت أحاديلث كثيلر علن النبلر ‪ ‬يف فلل الطيلع وجملع فيهلا‬
‫السيوبر كتابا كام ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬واِ ْستِ ْحدَ اد»‪.‬‬

‫والمراد بالستحداد هو حل الحعر الذي يكون أسف البطن‪ ،‬والسنة فيه أن يكلون حلقله بحديلد أي‬
‫بموسى هذا هو األفل ‪.‬‬

‫ب»‪.‬‬ ‫ف ََ ِ‬
‫ار ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُّ‬

‫أي‪ :‬قصه‪ ،‬وك الك جاء يف الصحي الحديث أبس ومن حديث غيره رضر اهلل عن الًميع‪.‬‬

‫يم ُظ ُقرٍ»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهل ُ‬
‫أي‪ :‬تقليم األنافر‪ ،‬فإبله يسلتحع قصلها‪ ،‬وقلد جلاء يف كتلاب اللورأ ملن روايلة أبلر عبلد اهلل أبلر بكلر‬
‫المرودي‪ ،‬وكتاب الورأ كان يسميه المتقدمون من أصلحاب أحملد كتلاب اللهلد بروايلة الملرودي‪ ،‬وقلد‬
‫ببع بعله وبعله لم يطبع‪ ،‬ليس يف الورأ ب يف كتاب األدب المفلرد للبخلاري ‪ ‬أن ابلن عملر ‪‬‬
‫كان يقلم أنفاره يف ك أسبوعين‪.‬‬
‫ْف إِب ٍ‬
‫ط»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َنت ُ ْ‬

‫وكذلك بتف ا بط فإبه مستحع‪ ،‬ويكره أن يًاوز المرء أربعين يوم يف هذه جمي ًعلا لحلديث أبلس يف‬
‫الصحي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه َق َز ٍع»‪.‬‬

‫القلأ مكروه لنهى النبر ‪ ،‬والمراد بالقلأ هو حل بعه الحعر وترك بعلله‪ ،‬إملا حلل‬
‫مقدمه أو مؤخره أو جواببه‪ ،‬وقد اكر بن القيم أربع صور ملن القللأ يف زاد المعلاد فةجلع إليهلا يف محلله‪،‬‬
‫والقلأ هذا إاا وجدت الحاجة فإبه يًوز والحاجلة هلر الحًاملة‪ ،‬فملن أراد أن يحلتًم يف رأسله فحلل‬
‫‪40‬‬

‫بعه رأسه فإبه يًوز فقد احتًم النبر ‪.‬‬

‫ْف ََ ْي ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َنت ُ‬

‫والك ألن الحيع بور‪ ،‬وقد ثبت أن أول من جاءه الحيع هو أبوبا إبراهيم ‪.‬‬

‫ب ُأ ُذ ِن َصبِ ٍّ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َث ْه ُ‬

‫أي‪ :‬صبر اكر‪ ،‬وهو مكروه لما فيه من األلم له من تحبيهه بالنساء‪.‬‬

‫َان َذ َكرٍ َو ُأ ْن َثى ُب َع ْيدَ ُب ُلا ٍغ َم َع َأ ِم ِن َا َّ‬


‫لض َر ِر»‪.‬‬ ‫ب ِهت ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫يقول المصنف‪« :‬ويُب هتان ذكر» إيًاب الختان على الذكر‪ ،‬لما جاء عن النبلر ‪ ‬أبله‬
‫من خصال الفطر ‪ ،‬وأكد الوجوب فيله ملا جلاء ملن حلديث بلن كليلع عنلد ا ملام أحملد وغيلره أن النبلر‬
‫‪ ‬قللال «ألهــى عنــب َــعرة ال قــر واهتــتن» فللدل الللك علللى أن الختتللان واجللع ألمللر النبللر‬
‫‪ ‬به‪ ،‬وهذا األمر كان للذكر‪ ،‬فه يكون خاصة باللذكر أم يتعلداه لألبثلى بعله الفقهلاء وهلو‬
‫المحهور أن الوجوب متعل بالذكر واألبثى م ًعا‪ ،‬ولكن المفتر به والذي عليه العم أن الوجلوب خلاص‬
‫بالذكر فقط‪ ،‬وأما األبثى فإبه يكون مكرمة لها فقط كما جاء عن النبر ‪.‬‬

‫قال‪ :‬بعيد بلوغ مع أمن اللرر‪ ،‬أي وقت الوجوب يكون بعيلد البللوغ‪ ،‬للو قلنلا بعلد فمعنلاه وللو بلال‬
‫لكن يكون بعد البلوغ هو وقت الوجوب‪ ،‬وبناء على الك ألبه وقت التكليف فمن بلغ وللم يختلتن وكلان‬
‫قاصدا وعالما فإبه يكون آثما حين ااك‪ ،‬قال مع أمن اللرر فإن وجد اللرر فإبه حينمذ يسقط عنه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ُّن َق ْب َل ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬قب البلوغ‪ ،‬ولكن بعد السلابعة؛ فاألفلل ملا يكلون فيله الختتلان بعلد سلن السلابعة إللى البللوغ‬
‫ويقوى‪.‬‬ ‫حينما يحتد لحم الحخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َْر ُه َسابِ َع ِو ََّل َدتِ ِ َو ِمن َْها إِ َل ْي ِ »‪.‬‬

‫بفس الحرء كما اكر المصنف أبه يكره‪ ،‬وإبما يكون بعد اليوم السابع يكون اختتان‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪41‬‬

‫ان ِستَّة‪ :‬ب َْس ٍُ َا ْل َا ْج ِ َم َـع َم ْض َم َض ٍـة َو ْاستِن َْي ٍ‬


‫ـاق‪َ ،‬وب َْس ُـٍ َا ْل َيـدَ ْي ِن‬ ‫وض َا ْلا ُض ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ُ ُ :‬ر ُ ُ‬
‫الر ْج َل ْي ِن‪َ ،‬و َم ْس ُح َج ِمي ِع َا َّلر ْأ ِ‬
‫س َم َع َا ْْلُ ُذ َن ْي ِن»‪.‬‬ ‫َو ِ‬
‫بدأ المصنف يف الوضوء وقلال إن فلروض الوضلوء سلتة ألن األربعلة وردت يف كتلاب اهلل ‪ ،‬بل‬

‫الستة كلها وردت يف كتلاب اهلل ‪ ‬فلاهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ } [المائد ‪.]6 :‬‬

‫هلذه أربللع المواضلع التللر يًلع غسلللها‪ ،‬والةتيلع أخللذباه ملن قللول اهلل ‪ { ‬ﭝ ﭞ‬

‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ }‪ ،‬حينما اكر اهلل ‪ ‬ممسوال بين مغسولت‪ ،‬والمعروف يف لسلان العلرب أ لم‬
‫يذكرون المتنانرات‪ ،‬ثم يتبعو ا المتغايرات ول يذكرون متغاير بين المتنانرات‪ ،‬ويعدوبله علدم فصلاحة‬
‫إل لمعنى‪.‬‬

‫وبظربا يف هذه اآلية فلم بًد معنى فيله يلراد ممسلوال بلين مغسلولت إل وجلوب الةتيلع‪ ،‬والنبلر‬
‫الس م علر وعثملان وغيلره ملن الصلحابة رضلوان‬ ‫‪ ‬توضأ‪ ،‬وبق وضوءه عليه الص‬
‫اهلل على الًميع وكلهم بق الةتيلع فلدل عللى أن الةتيلع بلين أعللاء الوضلوء األربلع واجلع بل هلو‬
‫فرض‪.‬‬

‫بقر عندبا المول ‪ ،‬والموال واجبة من اآلية ألن اهلل ‪ ‬قلال‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭗ ﭘ ﭙ} اآلية [المائد ‪.]6 :‬‬

‫وك واحد من هذه األعلاء على سبي البفراد يسمى غس ‪ ،‬وأما إاا اجتمع غس األعلاء األربعلة‬
‫فإبه يسمى وضو ًءا‪ ،‬فحينمذ بقول ل يسلمى غسل هلذه األربعلة وضلوءا إل إاا كابلت متواليلة‪ ،‬وألن النبلر‬
‫‪ ‬رأى يف رج بعه أصحابه بياضا لم يصبه الماء فأمره بإعاد وضوءه‪ ،‬فلدل اللك عللى أن‬
‫الموال بين أعلاء الوضوء واجبة‪ ،‬إان هذا قول المصنف فلروض الوضلوء سلتة‪ ،‬وعرفنلا أن دليلهلا ملن‬
‫كتاب اهلل ‪ ‬ومن سنة النبر ‪.‬‬

‫وقول المصنف‪ « :‬روض» أي‪ :‬أركان؛ ألن فقهاءبا إاا أبلقوا كلمة الفرض فيقصدون به الركن الذي‬
‫ل يسقط ل سهوا ول عمدا بخ ف الواجع‪ ،‬فإن الواجع يسقط عندهم سهوا كالتسمية كما سيأا‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫‪ ‬قال اْلول بسٍ الاج مـع المضمضـة واَّلستنيـاق‪ ،‬الاجـ يُـب بسـل كمـا يف كتـاب اهَّلل جـال‬
‫وعال‪ ،‬وعندنا يف بسٍ الاج مسألتان‪:‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬يف حده فإن حد الوجه يبدأ من منابت الحعر إلى ما ابحدر من اللحيين بول‪ ،‬ك‬
‫هذا يسمى وجها‪ ،‬وملن األان إللى األان‪ ،‬وعنلدما قلنلا ملن األان إللى األان يلدلنا عللى أن البيلاض اللذي‬
‫يكون بين األان واللحية هو من الوجه؛ ألبنا الحد ل بدخله يف المحدود‪ ،‬وملا بلين الحلدين يكلون داخل‬
‫فيه‪ ،‬إان هذا كله من الوجه‪ ،‬هذا يسمى وجها‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أن المصنف ‪ ‬قال غس الوجه‪ ،‬وأبلا أريلد أبلين لكلم أملرا فلابتبهوا لله وللن‬
‫أعيده بعد اليوم إمرار الماء على المح له أربع درجات‪ ،‬وهذه إاا عرفتوها بعرف ما معنى الغس وما هو‬
‫المس وما النل ‪.‬‬

‫إمرار الماء على المح سلواء كلان يف الغسل أو كلان يف الوضلوء أو يف إزاللة النًاسلة أو يف النًاسلة‬
‫المغلظة وغير الك أربع درجات فنبدأ ا تواليا من حيلث األخلف ثلم األعللى‪ ،‬فأخفهلا وأدباهلا المسل ‪،‬‬
‫والمراد بالمس إب ل اليد أو خرقة وإمرار اليد أو الخرقة على المح فقط‪.‬‬

‫إان يصيع البل يف األص الخرقة أو اليد ثم ُيمر بالواسطة عللى المحل ‪ ،‬هلذا يسلمى مسلحا‪ ،‬أعللى‬
‫منه ما يسمى بالنل والمراد بالنل هو الغمر كذا عرفه أحمد يف مسائ عبد اهلل عنه‪ ،‬والمراد بالغمر هو‬
‫تعميم المح بالماء من غير ابفصال‪ ،‬إان النل ما هو؟ هو تعميم المح كام بالماء من غيلر ابفصلال‪،‬‬
‫ل يللم الفص ‪ ،‬ل يللم أن يقطر ‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬وهو الغس ‪ ،‬وما سمر فع غس إل للسلالة‪ ،‬فل ُبلد ملن ا سلالة أي البفصلال‪،‬‬
‫بمعنى أن يعم الماء المح وينفص ‪ ،‬ابتبه لهذا القيد ل ُبد أن ينفصل ‪ ،‬فكل شلرء قلنلا يًلع فيله الغسل‬
‫ف ُبد أن ينفص الماء عنه‪ ،‬وهذا خطأ شائع عند بعه الناس‪ ،‬فإاا وقع على ثوبه قطر ملن بًاسلة وأراد‬
‫غسلها عممها بالماء من غير ابفصال‪ ،‬ه بقول إ ا بهرت بذلك؟ بقول ل لم تطهلر ألن هلذا غملر وهلذا‬
‫خاص بالنًاسات المخففة وهو بول الغ م فقط‪ ،‬إان هذا ما يتعل بالغمر يف الغس ‪.‬‬

‫‪ ‬الدرجة الرابعة‪ :‬وهو الدلك‪ ،‬والدلك ليس بواجع إل يف موضعين‪:‬‬

‫‪ ‬الماضع اْلول‪ :‬يف إزالة النًاسة إن كابت النًاسة ل تلول إل به كما جاء يف حديث أسلماء ‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪43‬‬

‫أن النبر ‪ ‬قال «ابسلي واعهصي » هذا بوأ من أبواأ الدلك‪ ،‬وبناء على الك فإن النًاسة إاا‬
‫غسلت بالماء فلم تذهع فيللم دلكها باليد‪ ،‬فإن لم تذهع بالماء والدلك وبقى أثر البول‪ ،‬البلول ملا يبقلى‬
‫أثره‪ ،‬وإبما بقر أثره العذر أو بقر أثر الدم‪ ،‬فإن هذا األثلر معفلو عنله‪ ،‬ول يلللم اسلتخدام شلرء آخلر غيلر‬
‫الماء والدلك؛ ألن أقصى ما بفعله يف الغس هو مااا؟ الدرجة الرابعة وهو الدلك‪.‬‬

‫إان قول المصنف غس ل ُبلد ملن إسلالة الملاء عللى الوجله فل ُبلد ملن ا سلالة؛ وللذلك قلال النبلر‬
‫‪« ‬يغقر ل مع آهر قطر المان» ل ُبد أن يتقابر شرء من الوجه‪ ،‬وبعه الناس هداهم اهلل يبل‬
‫يديه بالماء ثم يمس وجهه أو يمس يديه‪ ،‬وأبا اسأل ه فعله هذا مًل يف وضوءه وغسله‪ ،‬بقلول لليس‬

‫بمًل له؛ ألبه لم يغس ‪ ،‬فاغسلوا وجوهكم اهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﭘ ﭙ} [المائلد ‪ ]6 :‬وأبلت‬
‫مسحت وجهك فليس بمًل ‪ ،‬فابتبه لهذه‪.‬‬

‫قال غس الوجه مع الململة والستنحاق‪ ،‬وقول المصنف مع الململة والستنحلاق يلدلنا عللى‬

‫أن الململللة والستنحللاق مللن الوجلله‪ ،‬والللدلي علللى وجو مللا أن اهلل ‪ ‬قللال { ﭘ ﭙ}‬
‫[المائلد ‪ ]6 :‬والقاعد عند فقهائنا أن تًويف الفم واألبف من الوجه‪ ،‬وبنا ًء على الك‪ ،‬فهما داخ ن فيله‪،‬‬
‫وهذه لها خمس تطبيقات اكرها فقهاهبا يف األشباه والنظائر أن الفم واألبف من الوجه ‪.‬‬

‫ابظر عندبا مسائ تعد‪ ،‬بعه الفقهاء يتكلم عن الصدغين‪ ،‬الصدغان أهما ملن الوجله أم ملن اللرأس‪،‬‬
‫قال ابن مفل ‪ :‬أجمعوا على أن الصدغين من الرأس‪ ،‬وهذه يةتع عليها أ ما ل يغس ن يف الرأس وإبملا‬
‫يًع مسحهما يف الرأس‪ ،‬ويف التغطية كذلك يف الحج‪ ،‬إان أعلاء الوجله ملا هلر؟ ملن اللذي يلدخ ملن‬
‫الذي ل يدخ الوجه؟ ما هو الظلاهر وملا هلو البلابن ملوهم منله‪ ،‬األان هلذه هل هلر ملن الظلاهر أم ملن‬
‫البابن؟ ينبنر عليه الحلد األدبلى واألعللى يف مسلحها‪ ،‬ويًلع ويبنلى عليله قللية التنقليط يف األان‪ ،‬متلى‬
‫يكون مفطرا‪.‬‬

‫إان هذه القواعد عندما بقول إن تًويف الفم واألبف من الوجه وليس من الًلوف هلذه قاعلد يبنلى‬
‫عليها فروأ متعدد تص إلى خمس كما اكرت لكم قب قلي ‪.‬‬

‫قال الململة والستنحاق بأخذها بسرعة‪ ،‬الململة لها صفتان عند فقهائنا‪ ،‬صلفة إجللاء‪ ،‬وصلفة‬
‫كمال‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫عنها فإبه ل ُيسمى متململا‪ ،‬وصفة ا جلاء من زاد عليها فإبه قد بالغ وأتى‬ ‫صفة ا جلاء من بق‬
‫بما ل يحرأ‪.‬‬

‫الململة بصفة الكمال فيها ث ث أشياء‪ ،‬من فعلها فقد أتى بصلفة الكملال‪ :‬إدخلال الملاء وتحريكله‬
‫ومًه‪ ،‬هذه ث ث أشياء من فعلها فقد أتى بصفة الكمال‪ ،‬من زاد عن الك فقد جاوز الحد‪ ،‬من أدخ يده‬
‫فيه‪ ،‬من غرر هذه ليست من الململة‪ ،‬ب هو معنى زائد عن الململة‪ ،‬هذا حد الكمال يف الململة‪.‬‬

‫حد ا جلاء من الململة عند فقهائنا فع اثنين من هذه الث ثلة‪ ،‬فملن فعل شليمين ملن هلذه الث ثلة‬
‫فإبه يكون قد أتى بالواجع‪ ،‬فلو أدخ الماء وحركه ثم ابتلعه فهو متملمه‪ ،‬ومن أدخ الملاء ثلم مًله‬
‫من غير تحريك فإبه متملمه‪ ،‬ولكنه ليس مبالغا فيه واض ‪.‬‬

‫من أدخ الماء ثم ابتلعه من غير تحريك‪ ،‬فنقلول ل يسلمى يف لسلان العلرب ململلة‪ ،‬وإبملا يسلمى‬
‫ُشربا‪ ،‬والحرب غير مًل يف هذا الباب‪ ،‬ب ل ُبد الململة‪.‬‬

‫إان الململة لها حد أدبى وهو اثنان من ث ث وحد كمال وهر فع الث ثة كاملة‪.‬‬

‫أما الستنحلاق فالواجلع عنلد فقهائنلا الستنحلاق دون السلتنثار‪ ،‬ألن السلتنثار ملن توابلع الحكلم‪،‬‬
‫وليس منه‪ ،‬توابع الحكم وليس منه الحكم بفسه‪ ،‬الواجع إبما هو الستنحاق‪.‬‬

‫والستنحاق له صفتان‪ ،‬كذلك صفة كمال وإجلاء‪ ،‬فأما صفة ا جلاء يف الستنحاق فهو إيصال الملاء‬
‫إلى األبف بأي بريقة كان ولو أي يب بيديه الماء ثم يدخلهما يف أبفه‪ ،‬وقد جاء الك علن مًاهلد‪ ،‬وأنلن‬
‫عن جابر كذلك‪ ،‬أبه كان قد ُب الماء بيديك وادخلها يف أبفك تكفيك‪.‬‬

‫ل تفع هذه صفة ا جلاء إل إاا كنت معذور كأن يكلون عنلدك محلاك يف‬ ‫ولكن ل تقول للحخ‬
‫أبفك‪ ،‬وبعه الناس عندهم محاك يف أبفهم عندما يستنح بًدية‪.‬‬

‫وأما صفة الكمال فإن بعلها يتعل بالهيملة‪ ،‬وبعللها يتعلل يف إيصلال الملاء‪ ،‬واللذي يتعلل بإيصلال‬
‫الماء فهو إيصال الماء إلى منتهى ما لن من األبف‪ ،‬ومحايخنا يقولون ول أدري عن صحة الك‪ ،‬يقوللون‬
‫أن األبللف يف منتهللاه مث ل الثللدي فيلله بقطللة‪ ،‬ول أدري عللن صللحة الللك لكللن سللمعناها قللديما يقولو للا‪،‬‬
‫فالوصول إلى ما قب الك؛ ألن ما بعده ليس بل زم هلذا مبالغلة منهلر عنهلا‪ ،‬مبالغلة زائلد ‪ ،‬وإبملا يوصل‬
‫الماء جذبا إلى ما لن ثم يستنثر‪ ،‬هذا ما يتعل بإيصال الماء جذبله واسلتنثاره‪ ،‬فللو جذبله وللو للم يسلتنثره‬
‫‪٦‬‬
‫‪45‬‬

‫ص ‪ ،‬ولو أدخ الماء بمندي أو بيديه ص ‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبسٍ اليدين»‪ ،‬والمراد باليدين أي إللى الملرفقين لريلة‪ ،‬والمرفقلان يًلع غسللهما لحلديث‬
‫جابر ‪ ‬أن النبر ‪ ‬غس فأدار يده عللى مرفقله كملا عنلد اللدارالقطنر‪ ،‬واألصل أن ملا بعلد‬
‫إلى ليس داخ فيها إل يف مواضع مستثنا ومنها هذه الصور من الحديث‪.‬‬

‫قال‪« :‬والرجلين» أي‪ :‬ويًع غس الرجلين إلى الكعبين‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومسح جميع الرأس مع اْلذنين»‪ ،‬مس جميع الرأس واجع؛ ألن اهلل ‪ ‬قلال‪ { :‬ﭝ‬

‫ﭞ } [المائد ‪ ،]6 :‬والباء هنا للم صقة‪ ،‬ول يعرف يف لسلان العلرب أن تكلون البلاء للتبعليه‪ ،‬كلذا‬
‫أن ملن معلاين‬ ‫عدد من علماء العربية كابن هحام وغيره‪ ،‬ل يعرف عنلد لمتقلدمين أن أحلد ملنهم بل‬ ‫ب‬
‫حروف الباء التبعيه وإبما معناه الم صلقة‪ ،‬ومعنلى كو لا م صلقة أي ألصل يلدك برأسلك‪ ،‬ول يكلون‬
‫ا لصاق كذلك إل بتعميم الرأس بالمس ؛ لكن يعفى عن اليسير بالمحقة‪ ،‬والقاعد عندبا أبله يعفلى علن‬
‫اليسير بأربعة أسباب منها المحقة؛ ألن لو قلنا يًع أن تمسل كل شلعر ملن رأسلك ففيله محلقة خارجلة‬
‫عن العاد ‪ ،‬ولربما مكثت يف مس رأسك أكثر من وضوءك أضعافا؛ ولذلك الحرء اليسير يًل أو يعفلى‬
‫عن ترك مسحه هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن القاعد عندبا أن الممسوحات ل تتكلرر‪ ،‬وإبملا هلر مسلحة واحلد ‪ ،‬إان فللو أراد‬
‫المرء أن يمس رأسه كله بمسحة واحد فإبه يأا ذه الطريقة فيسقط بعه الحعرات لم يصيبها الماء‪.‬‬

‫قلال‪« :‬مــع اْلذنــين» أي‪ :‬يًللع مسل األابللين‪ ،‬وعنلدبا يف األابللين مسللألتان حللدها األدبللى واألعلللى‪،‬‬
‫لام يف نلاهر أابيله‬ ‫فالحد األدبى مس ناهرها واألعلى هو جعل السلبابة يف سلماذ أابيله وأن يًعل ا‬
‫فيمسحها ذه الهيمة‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية عندنا‪ :‬ه يستحع أخذ ماء جديلد لألابلين أم ل؟ فقهاهبلا يقوللون يسلتحع أخلذ‬
‫ماء جديد لألابين‪ ،‬لمااا؛ ألن عبد اهلل بن عمر ‪ ‬كان يفعله‪ ،‬وعبد اهلل بن عمر من هلو؟ ملن أشلد النلاس‬
‫متابعة واقتدا ًء ب محاكا تامة لفع النبر ‪ ‬حتى إبه يأا األسطوابة التر يصللر عنلدها النبلر‬
‫‪ ‬فيفعلها‪ ،‬فيفع مث الك‪ ،‬إان ابن عمر عندما قصلد ملاء جديلدا ألابيله دلنلا اللك عللى أبله‬
‫استحع أخذ ماء جديد ألابيه‪ ،‬وهذا هو المحهور عند فقهائنا‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫قال‪« :‬وترتيب ومااَّلة»‪ ،‬أي‪ :‬الةتيع بين األعلاء فيقدم ما قدمه اهلل ‪ ،‬والموال بلأن ل يطلول‬
‫الفص بينها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والنِي ُة ََرط لِ ٍُِ َطهار ٍة ََر ِعي ٍة َبير إِزَا َل ِة َهب ٍ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َّ ْ َ‬ ‫َ َّ ْ‬
‫قال‪« :‬والنية َرط» أما كو ا شرط دليلها حديث عملر اللذي تعرفوبله‪« :‬إنمـا اْلعمـال بالنيـات»‪َّ ،‬‬
‫وإن‬
‫إاا دخلت عليها ما الكافة فإ ا تكف عملها وتفيد الحصر‪ ،‬وهر أحد صيغ الحصلر الث ثلة واألربعلة عنلد‬
‫الفقهاء المحهور ‪ ،‬إان ل يص عم عباد إل بنية‪.‬‬

‫قال المصنف ‪« :‬هـ َـرط»‪ ،‬ههاؤنـا يهالـان إن النيـة َـرط وليسـت بـركن لمـاذا قـالاا إنهـا َـرط‬
‫وليست بركن لسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬قلنا إ لا شلرط وليسلت بلركن ألبله يًلوز أن تتقلدم عللى أول الفعل ‪ ،‬وأملا اللركن‬
‫فيًع أن يكون مواف ًقا ألوله؛ لكن النية يًوز أن تتقدم على أول الفع كما قال النبلر ‪َّ« :‬ل‬
‫يصام لمن يبيت الصيام مـن الليـٍ»‪ ،‬فلدل عللى أن النيلة يًلوز أن تتقلدم والحلرط يتقلدم المحلروط‪ ،‬وأملا‬
‫الركن ف ُبد أن يكون جلءا من الماهية‪ ،‬إان يف شرط‪ ،‬إان عرفنا الفائد األولى منها‪.‬‬

‫الفائللد الثابيللة قلنللا إن النيللة شللرط وليسللت بللركن قللالوا ألبلله ل يللللم استصللحاب اكرهللا وإن للللم‬
‫استصحاب حكمها‪ ،‬ومعنلى استصلحاب حكمهلا أي ل يلأا بقلابع‪ ،‬وأملا استصلحاب اكرهلا فإبله لليس‬
‫ب زم وإبما هو مستحع‪ ،‬إان الواجع استصحاب الحكم دون استصحاب الذكر‪.‬‬

‫قال‪« :‬ل ٍ طهارة» أي‪ :‬ك بهار واجبة أو مندوبة كالوضوء والغس والتيمم‪ ،‬وملن الطهلار كلذلك‬
‫غس اليدين للقائم من النوم‪ ،‬فإن الفقهلاء يقوللون هلذا يف معنلى الطهلار إزاللة الحلدث‪ ،‬ويف معنلى إزاللة‬
‫الحدث أي حدث اليد‪ ،‬وحينمذ فيًع النية لغس اليدين ث ثا لحديث أبر هرير اللذي تعرفوبله «إذا قـام‬
‫أحدكم من النام ليغسٍ يدي ثالث ِن َّل يدرى أن باتت يده» قالوا هذا يف معنى التطهير‪.‬‬

‫قال‪« :‬بير إزالة هبث» بدأ يتكلم علن المسلتثنيات وهلر الطهلار التلر ل يحلةط لهلا النيلة‪ ،‬واألشلياء‬
‫التر ل تحةط لها النية ث ث أشياء أو أربعة‪ ،‬أورد المصنف مثالين ألمرين هما يف الطهار ‪.‬‬

‫اْلمر اْلول‪ :‬ما كلان ملن أفعلال اللةوك‪ ،‬فقهاهبلا يقوللون كل شلرء يكلون ملن أفعلال اللةوك فإبله ل‬
‫‪٦‬‬
‫‪47‬‬

‫تحةط له النية‪ ،‬ومن أفعال اللةوك قلالوا إزاللة النًاسلات‪ ،‬إزاللة النًاسلة عبلاد ‪ { ،‬ﯖ ﯗ} [الملدثر‪:‬‬
‫‪ ،]4‬هر عباد ؛ لكن ل تحةط لها النية من بوى أجر عليها‪ ،‬ومن لم ينو لم يؤجر لكنها يف ااهتا عباد ‪.‬‬

‫إان أفعال الةوك ل تحةط ليها النية هذا واحد‪ ،‬وهلذا معنلى قولله‪« :‬بيـر إزالـة هبـث» أي‪ :‬النًاسلة‬
‫سوا ًء أكابت مغلظة أو غير مغلظة‪.‬‬

‫ح ٍِ َو ْط ٍن َو ُم ْس ِل َم ٍة ُم ْمتَن ِ َع ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبُس ٍِ كِتَابِي ٍة لِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬الذي ل تحةط له النية‪ :‬ك ما تعذرت فيه النية‪ ،‬ومثال وما تتعذر فيله النيلة قلالوا ملا‬
‫اكره المصنف هنا قالوا وغس كتابية لح وطء‪ ،‬لو أن رج قد تلوج امرأ كتابية ثم إن هلذه الكتابيلة قلد‬

‫بهرت من حيلها ف يًوز للوجهلا أن يقر لا حتلى تتطهلر كملا قلال اهلل جل وعل ‪ { :‬ﯔ ﯕ ﯖ‬

‫ﯗ ﯘﯙ} [البقر ‪.]222 :‬‬

‫ف يًوز له أن يأتيها إل بعد الغتسال‪ ،‬فإن امتنعت من جهة‪ ،‬أو اغتسلت بحن بقول الكافر ل بيلة لله‬
‫قاعد فقهاهبا أن الكافر ل بية له‪ ،‬فاغتسالها هذا ل يرفلع عنهلا الحلدث‪ ،‬فللو اغتسللت وقلنلا ل بيلة لهلا أو‬
‫امتنعت فحينمذ هذا الغتسال تعميم البدن على جسدها حينمذ يكون مبيحا للوطء‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومسلمة ممتنعة» أي‪ :‬ممتنعة من الغتسال فيًوز للوجها أن يعمم جسدها بالماء ثم بعد اللك‬
‫يقر ا بعد الك؛ لكن اغتسال ابتبه لكن اغتسال المسلمة الممتنعة ل يرفع حدثها وإبما يبي اللوطء فقلط‪،‬‬
‫وكذلك بقول غس الذمية ل يًلئها عن غس ا س م إاا أسلمت بعد الك‪.‬‬

‫إان أورد المصللنف ث ل ث أسللباب أو ث ثللة أمثلللة‪ :‬اْلول‪ :‬وهللو إزالللة الخبللث وهللو إزالللة النًاسللة‪،‬‬
‫والسبع يف عدم اشةاط النية ألبه من أفعال الةوك‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬غس كتابية لعدم وجود النية تعذر النية منها‪.‬‬

‫وكذلك ما يتعل بالمسلمة الممتنعة فإبه ل توجد بية‪.‬‬

‫هناك قاعد تامة تتعل با ت فات واألقوال ليس هذا محلها‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫ـٍ ن ِ‬
‫َـاق ٍ‬ ‫ـن ن َْـا ِم َل ْي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اج َبـة ِـ ُو ُضـا ٍن َوب ُْس ٍ‬
‫ـٍ َوتَـ َي ُّم ٍم َوب َْس ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت َّْس ِم َي ُة َو ِ‬
‫ي َقـائ ٍم م ْ‬
‫ـٍ َيـدَ ْ‬
‫لِا ُض ٍ‬
‫ان َوت َْس ُه ُط َس ْهاا َو َج ْهال»‪.‬‬ ‫ُ‬

‫قال‪« :‬والتسمية واجبة» لما جاء من حديث أبى هريلر ‪ ‬علن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل وضـان‬
‫لمن َّل يذكر اسم اهَّلل علي » وهذا الحديث ل يص إسناده من حيلث إسلناد هلذا الحلديث‪ ،‬قلال أحملد‪ :‬ل‬
‫يص هذا الحديث‪ ،‬بقلله عنله عبلد اهلل‪ ،‬وبقلله عنله حلرب الكرملاين أنلن‪ ،‬وبقلله عنله ث ثلة ملن أصلحاب‬
‫أحمد‪ ،‬أن أحمد قال‪ :‬ل يص هذا الحديث‪ ،‬لكنه قال‪ :‬والعم عليه‪ .‬ما معنى قوله‪ :‬والعم عليله أي أبنلا‬
‫بعم به؛ ولذلك فإن المتأخرين من أصحاب أحمد أوجبوا التسمية عنلد الوضلوء؛ وإبملا عمل بله أحملد‬
‫لوجود الحواهد التر تدل عليه‪.‬‬

‫وأبللا قلللت لكللم بريقللة أحمللد أبلله ل يصللح بالحللواهد‪ ،‬وإبمللا يعم ل بالحللواهد فيحللتج بالحللديث‬
‫لحواهده‪ ،‬وإبما يصح بالمتابعات‪ ،‬هذه بريقة أحمد وكثير من متقدمر أه العلم‪ ،‬ولملا جلاء علن عملر‬
‫‪ ‬وغيره‪.‬‬

‫قللال واجبللة يف وضللوء وغسل وتلليمم وغسل يللدي قللائم مللن بللوم أل للا كلهللا بهللارات وهللر ملحقللة‬
‫بالحديث‪.‬‬

‫للاضان»‪ ،‬ابتبه لهذه المسألة‪ ،‬ل يًلع غسل اليلدين ثل ث ملرات إل‬ ‫قوله‪« :‬قائم من نام ليٍ ناق‬
‫باقلا للوضلوء؛ ألن النلوم اللذي ل يلنقه الوضلوء ل يرفلع الحلدث كلام ‪ ،‬وهلو الحلدث‬
‫إاا كان النوم ً‬
‫األصغر فمن باب أولى ل يرفع حدث اليلد أل لم يلرون أن هلذه اليلد لهلا حلدث يخصلها‪ ،‬وحلدث كامل‬
‫للًسد‪ ،‬إان عفوا ل ينقه حدث اآلدمر كله من باب أولى ينقه حدث يده‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه قال‪« :‬من نام ليٍ» وبنا ًء على الك فإن بوم النهار ل يًع له غسل يلد ملا اللدلي‬
‫على الك؟ بقول قول النبر ‪ِ « ‬ن أحدكم َّل يدرى أين باتت» والنبلر ‪ ‬أفصل‬
‫من بط باللاد من الخل ‪ ،‬ما فيه أفص من النبر ‪ ،‬فقوله «أين باتت» يًلع أن بعمل هلذه‬
‫الًملة‪ ،‬وأن بًد لها مح يف الستدلل‪ ،‬إاا كلان اللواو يف كل م النبلر ‪ ‬لله أثلر يف اسلتنباط‬
‫األحكام أل تكون هذه الكلمة لها أثر بلى‪.‬‬

‫بظربا يف لسان العرب فوجدبا أبه ل يسمى النوم بيا ًتا إل إاا كان يف اللي ‪ ،‬إان فنقول هذا خلاص بنلوم‬
‫‪٦‬‬
‫‪49‬‬

‫اللي دون بوم النهار؛ لظلاهر الحلديث؛ وألن هلذا الحلديث جلاء عللى خل ف القاعلد واألصل فنلورده‬
‫مورده ول بليد عليله‪ ،‬وهلذا استمسلاك بظلواهر الحلديث وهلو المناسلع للمعلاين كملا اكلر ملن تكللم يف‬
‫المعاين يف هذا الباب‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتسهط سهاا وجهال»؛ ألن هذا من الواجبات والواجبلات تسلقط سلهوا وجهل وأملا األركلان‬
‫ف تسقط‪.‬‬

‫دائملا هلذه مكلرر‬


‫دائما ً‬
‫عندبا قاعد فيما يسقط بالًه والنسيان‪ ،‬أن المنهيات هذه القاعد تعرفو ا ً‬
‫عند أه العلم لكن من بلاب التلذكير‪ ،‬أ لم يقوللون إن الًهل والنسليان يًعل ن الموجلود معلدوما ول‬
‫يًع ن المعدوم موجودا‪ ،‬معنى هذه القاعد أن من سهى أو بسلر ففعل منهيلا فإبله معلذور بلذلك إل ملا‬
‫استثنر كا ت فات‪ ،‬ومن سهى أم بسلى فلةك واجبلا فل يعلذر يف الًمللة إل يف الواجبلات الخاصلة مثل‬
‫إاا كلان لهلا بلدل‪ ،‬أو مثل واجلع الوضلوء‪ ،‬وأملا األركلان والحلرائط فإبله ل يعلذر فيهلا‬ ‫واجبات الصل‬
‫بالًه والنسيان‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن ُسنَن ِ ِ اِ ْستِ ْه َب ُال ِق ْب َلة»‪.‬‬

‫قللال ومللن سللنن الوضللوء اسللتقبال القبلللة‪ ،‬لمللا جللاء عنللد الطللااين مللن حللديث بللن عمللر ‪ ‬أن النبللر‬
‫‪ ‬قال «أكرم مُالس م ما استهبلتم يـ الهبلـة» ول شلك أن الوضلوء بب ًعلا ولله شلواهد تلدل‬
‫على معنى هذا األثر يف استحباب استقبال القبلة يف ك مًلس‪ ،‬ول شك أن من أكلرم المًلالس الوضلوء‬
‫فإبه مًلس؛ ألبه عباد فيستقب فيه الوضوء وهذا من باب الستدلل من بالمعاين العامة يف الحلريعة وإن‬
‫لم يرد حديث بخصوصه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِس َااك»‪.‬‬

‫ويستحع السواك عند الوضوء عند ابتداءه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُبدَ ا َنة بِغ َْس ٍِ َي ِدي َب ْيرِ َقائِ ٍم ِم ْن ن َْا ِم َل ْي ٍٍ»‪.‬‬

‫قال ويستحع أن يغس يده ث ث أو مر قبل أن يبلدأ بالوضلوء أل يكلون قلائم ملن بلوم فيًلع عليله‬
‫الك‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫ب َل ُ َث َالثا َت َع ُّبدا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬


‫ُ ُ‬

‫قوله‪« :‬ويُب ل ثالثا» أن يًع لنوم اللي الناقه للوضوء أن تغس له اليلد ث ثلا‪ ،‬يًلع أن تغسل‬
‫اليد ث ثا‪ ،‬وهنا فائلد فيملا يتعلل بالغسل ث ثلا‪ ،‬وهلر القاعلد اكرباهلا العصلر يف ملا يتعلل بالًريلات‪،‬‬
‫الًريات ه تعتا ك جرية لها حكم منفص على الًرية األخرى‪ ،‬أم أن الًريات المتصلة تعتا غسللة‬
‫واحد ‪ ،‬هذه هر القاعد األولى التر أوردها ابن رجلع يف القواعلد‪ ،‬وفيهلا روايتلان يف الملذهع‪ ،‬ونلاهر‬
‫المذهع عند المتأخرين أن ك جرية تأخذ حكم غسلة منفصلة عن الثابية؛ ولذلك حكموا بنًاسلة الملاء‬
‫لذا حكلم غسل اليلدين‬ ‫الًاري الذي يمر على النًاسة‪ ،‬فاعتاوا كل جريلة لهلا حكلم منفصل ‪ ،‬يتعلل‬
‫إاا قام من بومه وجع يديه تحت صلنبور الملاء حنفيلة الملاء بحيلث أبله ملر‬ ‫للقائم من النوم فإن الحخ‬
‫على يديه ث ث جريات من الماء فإبنا بقول حينمذ أجلأه الك يف غس يديه ‪.‬‬
‫استِن َْي ٍ‬
‫اق»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َم ْض َم َضة َ ْ‬
‫قال‪ :‬ويستحع أن يبدأ بالململة ثم يبدأ بعدها بالستنحاق‪.‬‬

‫يه َما لِ َغ ْيرِ َصائِ ٍم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َبا َلغَة ِ ِ‬

‫قللال‪ :‬ويسللتحع المبالغللة يف الستنحللاق مطل ًقللا إل للصللائم فإبلله يكللره للله الللك لمللا ص ل عللن النبللر‬
‫‪ ‬أبه ى عن المبالغلة للصلائم يف الستنحلاق؛ ألبله ربملا وصل إللى جوفله‪ ،‬وهلذا ملن بلاب‬
‫تحريم المظنة‪ ،‬ما يؤدى إلى المظنة فيكره حينمذ‪.‬‬

‫وأما الململة فقد روى حديث يف ى النبر ‪ ‬عن المبالغة فيها للصلائم كلذلك‪ ،‬وهلذا‬
‫ذا الحديث على أن المبالغة تًاوز الث ث أمور التر اكر ا قب قليل ‪،‬‬ ‫مبنر أو حمله الفقهاء لمن عم‬
‫وأما من قال إن المبالغة بالث ث فقط‪ ،‬فلإن الصلائم ل يكلره لله المبالغلة‪ ،‬ملن زاد علن اللث ث فإبله حمل‬
‫عليها المبالغة للصائم‪.‬‬
‫يٍ ََعرٍ كَثِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يف»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَخْ ل ُ ْ‬

‫ابظروا معر أريد أن أتكلم عن الحعر يف الوضوء‪ ،‬وأما الحعر يف الغتسال فله حكم مختللف‪ ،‬ابظلروا‬
‫معر الحعر يف الوضوء يف موضعين‪ :‬يف موضع ممسوال‪ ،‬ويف موضع مغسول‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪51‬‬

‫ببلدأ أول يف موضلع الممسلوال‪ :‬ملا هلو الممسلوال؟ اللرأس‪ ،‬الواجلع يف الممسلوال مسل الحلعر إملا‬
‫ناهره أو بابنه مر واحد فقط‪ ،‬يًع مس الحعر إما ناهره أو بابنه مر واحد فقط‪.‬‬

‫واألفل مس ناهره وبابنه م ًعا؛ ولذلك جاء النبر ‪ ‬أقب بيده وأدبر‪ ،‬فلو أن امرأ أقبل‬
‫بيده فقط أو أدبر ما فقط‪ ،‬بب ًعا أدبر وأقب هذه من ألفاظ المقابلة عند العرب‪ ،‬فيًعلون أقب وأدبلر وإن‬
‫بدأ من المقدم أومن المؤخر‪ ،‬بقول أتى بالواجع لكن الكمال أن يمس ناهر الحعر وبابنه؛ ألن ا قبلال‬
‫مسل للظللاهر وا دبللار مسل للبللابن وهكللذا‪ ،‬وا قبللال وا دبللار هللر مسللحة واحللد يف الحقيقللة ليسللت‬
‫مسحتين‪ ،‬هر مسحة واحد مس للظاهر والبابن‪ ،‬ف تخت قاعدتنا السابقة‪ ،‬إان الواجع ما هو؟ مسل‬
‫الظاهر فقط ويستحع مس الظاهر والبابن‪ ،‬أما أصول الحلعر فلليس بمحلروأ إيصلال الملاء لهلا إيصلال‬
‫ل شعر له‪ ،‬هذا ما يتعل بحعر مااا الحعر الممسوال‪.‬‬ ‫الماء للًلد ليس محروأ إل يكون الحخ‬

‫أما الحعر المغسول‪ :‬فهو الذي يكون يف الوجه ويف بحوها من األعلاء لكن أنهلره يف الوجله‪ ،‬فنقلول‬
‫أن الحعر يف الوجه له ث ثة أحكام‪ :‬إما أن يكون الحعر خفيفًا ُترى معه البحلر كالحلعر اللذي يف اليلد فهنلا‬
‫يًع غس البحر هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الحعر كثيفًا‪ ،‬بمعنى أن يكلون مغط ًيلا لللون البحلر كاللحيلة وكالحلاجبين‬
‫والحارب لمن كان مطي له وبحو الك‪ ،‬فهذا إبما يًع‪ ..‬ركلوا معر إبما يًع غس نلاهره هنلاك قلنلا‬
‫مسحه‪ ،‬هنا بقول يًع غس ناهره‪ ،‬ويستحع مس بابنله وهلو التخليل ‪ ،‬واضل ‪ ،‬يًلع غسل نلاهره‬
‫وجو ًبللا‪ ،‬يًللع ا سللالة علللى الظللاهر الللذي يللراه النللاس وأمللا بابنلله فيسللتحع‪ ،‬ولللم يللرد عللن النبللر‬
‫‪ ‬حديث صحي يف التخليل ؛ لكلن مًملوأ األحاديلث ملن البلاب تلدل عللى أبله لله أصل ‪،‬‬
‫وصفة التخلي إاا كان يف ا لعارضلين بلأن يًعل يديله هكلذا بالعارضلين‪ ،‬وأملا يف اللحيلة فإملا أن يخللهلا‬
‫بأصابعه‪ ،‬وإما أن يًع الماء تحت حنكله للحيلة ل للبحلر البحلر ل يوصل لهلا الملاء‪ ،‬وسلأتكلم عللى‬
‫البحر بعد قلي ؛ ألن بعه النلاس يبلالغ يف التخليل حتلى يوصل الملاء إللى بحلرته تحلت حنكله ولليس‬
‫محروعا‪ ،‬وسأورد الك م فيه بعد قلي ‪ ،‬إان الواجع غس الظاهر وتخلي البابن‪.‬‬

‫وأملا البحللر المغطللا بالحللعر الللذي يكللون كثيفللا فقللد حكللر النللووي ا جمللاأ علللى أبلله ل يحللرأ‪ ،‬ل‬
‫وجوبا ول استحبابا إيصال الماء لها‪ ،‬بحن بتكلم عن مااا؟ عن الوضوء بخ ف الغس ‪ ،‬الغس لله حكلم‬
‫‪52‬‬

‫منفص إيصال الماء له‪ ،‬بتكلم عنه إن شاء اهلل اليوم أو غد ًا‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث من اليعر‪ :‬وهو الحعر المسةس الذي يليد عن حد الوجه‪ ،‬ملا زاد علن حلد الوجله‬
‫ه يًع غسله أم ل يًع؟ ه له حكم متص أم ل؟‬

‫المحهور عند فقهائنا أن له حكم المتص ‪ ،‬فيًع غسل المسةسل وللو بلال‪ ،‬وللو كلان بصلف ملة‬
‫وبحو الك فإبه يًلع غسلله كلام ‪ ،‬فيًلع أن يسلال الملاء ملن اللحيلة أو عللى اللحيلة الظلاهر جمي ًعلا‪،‬‬
‫والتخلي يكون له ولألول‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلَ َصابِ ِع»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويستحع تخلي األصابع كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َثانِ َية َو َثالِ َثة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ويستحع الغسلة الثابية والثالثة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه َأ ْك َث ُر»‪.‬‬

‫لقول النبر ‪« :‬ومن زاد هد أسان»‪.‬‬


‫اب ِ ر ْ ع بصرِ ِه إِ َلى َالسم ِ‬
‫ان َو َق ْا ُل َما َو َرد َ َو َاهَّللُ َأ ْع َل ُم»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َب ْعدَ َ َر َ ُ َ َ‬

‫قال‪ :‬وسن بعد فراغه من الوضوء أن يدعو فيقلول‪« :‬أَهد أن َّل إل إَّل اهَّلل وحده َّل َريب ل ‪ ،‬وأَهد‬
‫أن محمدا عبده ورسال ‪ ،‬اللهم اجعلن من التاابين واجعلن من المتطهرين» إلى هما ثابت عند الةمذي‬
‫وغيره‪ ،‬أو يف الصحي وغيره‪ ،‬وجاء عند ا مام أحمد «ور ـع بصـره إلـى السـمان» وهلذه الليلاد وإن كلان‬
‫فيها رج مًهول إل أه العلم قبلوا العم فيها أل ا تتعلل بالهيملات‪ ،‬والهيملات أمرهلا سله ‪ ،‬ومعللوم‬
‫أن المسلم إاا دعا‪ ،‬دعا إلى علو‪.‬‬

‫ف َون َْح ِاه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬ي ُُا ُز َا ْل َم ْس ُح َع َلى ُه ٍّ‬

‫بدأ فيه المصنف بذكر أحكام المس على الحوائ ‪ ،‬وبدأ بالمس على الخفاف‪ ،‬فقال‪ :‬يًوز المسل‬
‫للر ْجل ِ للحلروط التلر‬
‫على خف وبحو فقصده بنحوه أي مما أخذ معناه‪ ،‬وما أخذ معناه هلو كل ملبلوس ِّ‬
‫بالر ْج ِ‪.‬‬
‫سنوردها بعد قلي فإبه يًوز المس عليها ف ُبد أن يكون خاصة ِّ‬
‫‪٦‬‬
‫‪53‬‬

‫ات ُذؤَ ا َب ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِعمام ِة َذ َكرٍ مح َّن ٍَة َأو َذ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫لما ثبت عن النبر ‪ ‬يف حديثين أو ث ثة أبه مسل عللى العماملة‪ ،‬ولكلن قلالوا إن المسل‬
‫على العمامة على خ ف القياس؛ ألن األص وجوب مس الرأس كام ؛ ولذلك قالوا إبنلا بلورده ملورد‬
‫ول بليد عليه‪ ،‬ولم تكن العرب تلبس عمامة إل عماملة محنكلة أو اات اهابلة‪ ،‬المحنكلة هلر التلر‬ ‫الن‬
‫يًع لها برف تحت الحنك ثم تربط من الًهة األخرى‪ ،‬واات الذهابة هر التر تسلدل خللف اللرأس‪،‬‬
‫وفقهاهبا يستحبون أن ل تليد الذهابة عن شا كما فعل النبلر ‪ ‬ملع عبلد اللرحمن بلن علوف‬
‫‪ ‬إا جعل للله اهابلة شلاًا‪ ،‬قلالوا‪ :‬وغيللر هللاتين العملامتين يكللره لبسلها؛ ألن العللرب ملن لباسللهم وهللذه‬
‫العمامة إبما هر من لباس العرب‪ ،‬وماداملت يكلره لبسلها فإبله ل يمسل عليهلا‪ ،‬هلذا هلو المحلروط‪ ،‬فل‬
‫يمس إل على الذهابة أو المحنكة أي اات الحنك‪.‬‬
‫ت ح ُل ِ‬
‫اق ِه َّن»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه ُمرِ ن َسان ُمدَ َارة ت َْح َ ُ‬

‫قال‪« :‬وهمر النسان» أي‪ :‬الخمار الذي تلبسه المرأ بحرط أن يكون ُمدارا تحت حللوقهن‪ ،‬كملا جلاء‬
‫من حديث أم سلمة ‪‬؛ ألن بعه الخمر ل تكن مدار تحت الحنلك‪ ،‬وإبملا تكلون خللف اللرأس كملا‬
‫براه بعه النسو يلبسن خمارا خلف الرأس‪ ،‬هذا الخمار ل يكلون ألبله مخملد لللرأس ل يصل المسل‬
‫عليه‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون مدارا تحت الحنك ثم يرد إلى برفه‪.‬‬

‫اج ِة إِ َلى َح ِل َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َجبِ َير ٍة َل ْم ت َُُ ِ‬
‫او ْز َقدْ َر َا ْل َح َ‬

‫يف هللذا الفصل أورد المصللنف ‪ ‬حكللم عللدد مللن الحوائل التللر يمسل عليهللا‪ ،‬فللتكلم يف هللذا‬
‫الفص عن المس عللى الخفلين وملا يف حكمهملا‪ ،‬وعللى المسل عللى العماملة وعللى ُ‬
‫الخملر أي خملر‬
‫النساء المدار تحت حلوقهن‪.‬‬

‫ثم بعد الك أورد الحديث علن المسل عللى الًبيلر ‪ ،‬فقلال‪ :‬وعللى جبيلر أي ويًلوز المسل عللى‬
‫الًبير ‪ ،‬وقولهم وهنلا يًلوز لليس عللى سلبي الحكلم التكليفلر أبله جلائل ويسلتوي فيله األملران‪ ،‬بل إن‬
‫المس على الًبير قد يكون أفل أو يكون هو الواجع بحسع الللرر المةتلع عللى لبسلها‪ ،‬وتقلدم‬
‫معنا يف الدرس الماضر دليله‪ ،‬وأن هذا قول عامة أه العلم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وعلى جبير لم تًاوز قدر الحاجة إلى حلها‪ ،‬هذه الًملة بأخذ منها ث ث أمور‪:‬‬
‫‪54‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬بستفيد منها شربين للًبير ‪ ،‬وبستفيد منها كذلك منتهى وقت المس وتأقيتله‪ ،‬فأملا‬
‫شرط الًبير ‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬هو أبه ل ُبد أي يكون وضع الًبير لحاجلة‪ ،‬إا للو للم تكلن لحاجلة فإبله ل يًلوز‬
‫المس عليها ب يًع غس مح الفرض‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أبه يًع أن تكون الًبير على قدر الحاجة‪ ،‬وبنا ًء على الك فإبنا بقول إن الًبيلر‬
‫بالنظر للحاجة وعدمها ومحلها إن جاوزت قدر الحاجة أو ل تنقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫‪ ‬الهسم اْلول‪ :‬أن تكون الًبير قد وضعت لغير حاجة فهنا ل يًوز المس عللى الًبيلر مطل ًقلا‪،‬‬
‫ب يًع ح هذه الًبير وغس العلو؛ ألن البدل هنا ل حاجة له ‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الثاين‪ :‬أن تكون الًبير قد وضعت لحاجة‪ ،‬ولم تًاوز الًبير محل الحاجلة فهنلا يغسل‬
‫الموضع الصحي من العلو ويمس على الًبير ‪.‬‬

‫وقب أن ابتق للقسم الثالث أود أن ُأبين كيف أن الًبير تكون على مح الحاجة‪.‬‬

‫الًبيللر أحيابللا قللد تكللون بسللبع كسللر‪ ،‬أو تكللون بسللبع جللرال أو حللرق وبحللو الللك مللن األسللباب‪،‬‬
‫فالمقصود بمح الحاجة هر أن تغطى المح الذي يكون به الع ج وتليد عليه بملا تستمسلك بله‪ ،‬وبنلا ًء‬
‫على الك فإن لص الًروال هذا الذي يستعمله كثير من النلاس لربملا كلان محل الًلرال ل يًلاوز ثلثله‪،‬‬
‫وثلثاه إبما هو ألج أن تستمسك هذه الًبيلر أي اللصل لصل الًلروال‪ ،‬فحينملذ بقلول إن هلذا اللصل‬
‫جع لحاجة ولم يًاوز قدر الحاجة‪ ،‬إان الحاجة تحم حاجة الع ج‪ ،‬وتحم الحاجلة لثبلوت الًبيلر‬
‫بنفسها سواء أكابت الًبير من جبس أو من قماش أو من هلذه اللصلوق و غيرهلا ملن األملور‪ ،‬إان عرفنلا‬
‫الحالة الثابية وهر أل تًاوز قدر الحاجة‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الثالث‪ :‬أن تكون الًبيلر قلد وضلعت لحاجلة‪ ،‬ولكنهلا قلد جلاوزت الحاجلة قلد جلاوزت‬
‫موضللع الحاجللة‪ ،‬فنقللول هنللا يًللع عليلله أن ينلللأ الًبيللر علللى المح ل اللائللد؛ ألن الليللاد يف الللبعه‬
‫كحكمها من غير حاجة للك ‪ ،‬فيًع أن ينلأ اللائد الذي ل حاجة له‪ ،‬وأن يغسلله ويمسل عللى المحل‬
‫الذي ُغطر لحاجة‪ ،‬فإن كان يف بلعها ضرر على المريه كأن يسي دمه أو أل تثبلت بعلده الًبيلر الثابيلة‬
‫وبحو الك فهذا هو الحالة الرابعة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪55‬‬

‫‪ ‬الهسم الرابع‪ :‬أن تكون الًبيلر قلد تكلون وضلعت لحاجلة‪ ،‬ولكنهلا جلاوزت محل الحاجلة ويف‬
‫بلعها ضرر‪ ،‬فنقول يف هذه الحالة إبه يمس عللى الًبيلر إاا غطلت محل الفلرض‪ ،‬ويًملع ملع المسل‬
‫على الًبير بالتيمم‪ ،‬ويكون التيمم يف موضع المس ؛ ألبه قد جاء النبر ‪ ‬أملر اللك الرجل‬
‫الذي عصع رأسه وشج رأسه أن يأا بالتيمم مع الغس ‪ ،‬فلدلنا اللك عللى أبله ُيًملع بلين التليمم وغسل‬
‫الموضع‪.‬‬

‫وبنا ًء على الك فإبنا بقول إاا وضع المرء جبير على يده وبحوها وجاوزت مح الحاجة ويف بلعهلا‬
‫ضرر فإبه يغس الًلء المكحوف‪ ،‬وأما الًللء المغطلى فإبله يمسل المغطلى يف محل الحاجلة‪ ،‬وملا زاد‬
‫ليس لزما أن يمسحوه‪ ،‬وإن مسحه وإل ف ‪ ،‬ويتيمم‪.‬‬

‫ومتى يكون تيممه؟ فقهاهبا يقولون مخير إما أن يتليمم قبل غسل الًللء المكحلوف ومسل البلاقر‪،‬‬
‫ويًوز له أن يتيمم قبله‪ ،‬إان يًوز له أن يتيمم قب المس والغس ويًوز له أن يتيمم بعلده؛ ألن العللو‬
‫يعتا شيمًا واحدا فليس فيه ترتيع بين أجلاءه‪ ،‬هذه قاعد معنا ك ما كان من عللو واحلد ل ترتيلع بلين‬
‫أجلاءه‪ ،‬فيًوز أن تبدأ بغس أول اللذراأ قبل منتهاهلا‪ ،‬والعكلس إان هلذا ملا يتعلل بالحاللة الرابعلة ملن‬
‫الًبير ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َج َاو َز ْت ُ َأ ْو َو َض َع َها َع َلى َب ْيرِ َط َه َار ٍة َل ِز َم َن ْز ُع َها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن جاوزت » هر تكلمنا عنها قب قلي ‪ ،‬قال‪ :‬أو وضلعها عللى غيلر بهلار ‪ ،‬ملن وضلع الًبيلر‬
‫على غير بهار وكابت لحاجة فإبه مخير بين أمرين‪ :‬إما أن ينلعها ثم يتوضأ ثلم يللبس الًبيلر بعلد اللك‬
‫ويمس على الًبير ‪ ،‬وإما إاا كان يف بلعها ضرر عليه فإبه حينمذ يمس عليها ويًملع معهلا التليمم؛ ألن‬
‫مسحها كان على غير بهار ‪ ،‬وقد قال النبر ‪ ‬يف الخفين «دعهمـا ـِين أدهلتهمـا طـاهرتين»‪.‬‬
‫والحوائ ل المعنللى فيهمللا واحللد وهمللا الخللف والعمامللة والخمللار والًبيللر ‪ ،‬إان فيقللاس فيهللا الًميللع‬
‫باستدلل حديث المغير وغيره أبه ل ُبد من بهار العلو المغسول عليه أو العلو المستور‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َه َ‬


‫اف َا َّ‬
‫لض َر َر َت َي َّم َم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬فإن خاف اللرر فإبه يتيمم مع مس مح الحاجة كما تقدم‪ ،‬فلإن خلاف الللرر ملن بلعهلا فإبله‬
‫يتيمم مع مس موضع‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م َع َم ْسحِ َم ْا ُضا َع ٍة َع َلى َط َه َار ٍة»‪.‬‬

‫مع مس الًبير الموضوعة على الطهار وهذه تقدم الحديث عنها‪.‬‬


‫اص بِس َقرِ ِه ِمن حدَ ٍ‬
‫ث َب ْعدَ ُل ْب ٍ‬ ‫ِ‬
‫س َي ْاما َو َل ْي َلة»‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْم َس ُح ُمهيم َو َع ٍ َ‬
‫بدأ يلتكلم المصلنف ‪ ‬علن ملد المسل لملن أراد المسل عللى الخفلين‪ ،‬وقلد جلاء علن النبلر‬
‫‪ ‬أكثر من حديث‪ ،‬منها حلديث عللر وعبلاد وغيلرهم يف أبله ♥ وقلت للمقليم‬
‫يو ًما وليلة‪ ،‬ووقت للمسافر ث ث أيا ًما بلياليهن أي يف المسل ‪ ،‬وهلذا التوقيلت يف األصل أبله عللى سلبي‬
‫‪.‬‬ ‫التوقيت‪ ،‬وبنا ًء عليه فإبه ل يلاد عنه عليه ول ينق‬

‫‪ ‬وعندنا يف مسألة التوقيت أمران‪:‬‬


‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬مبتدأ التوقيت‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬منتهاه‪ ،‬ثم ما يةتع على منتهاه من األحكام‪.‬‬

‫أما ابتداء مد التوقيت يعنى متى ببتد المد اليوم والليلة أو ببتد األيام الث ث بليلاليهن للمسلافر‪،‬‬
‫فقهاهبا يقولون تبتد المد من بعد الحدث‪ ،‬فمن حين يحدث المرء فإبه تبتد مدته‪ ،‬سواء مسل أو للم‬
‫فيهلا لسلبع ملن‬ ‫يمس ‪ ،‬وبنا ًء على الك فإن المرء إاا أحدث ثم جلس يو ًما وليلة لم يتوضأ وترك الصل‬
‫األسباب ثم أراد بعد يوم من األيلام بعلد يلوم كامل لكوبله بلائم لعلذر وبحلوه ثلم أراد بعلد يلوم أن يمسل‬
‫فنقول قد ابتهى مد المس فإن العا بالحدث وهذا هو المحلهور عنلد الفقهلاء أن العلا بالحلدث قلالوا‬
‫لمااا؟ قالوا ألن العا بوقت الًواز‪ ،‬والًواز يبلدأ ملن حيلث الحلدث‪ ،‬وألن النبلر ‪ ‬قلال‪:‬‬
‫«يمسح المهيم ياما وليلة»‪ ،‬أي يًوز للمقيم أن يمس يوما وليلة هذا ما يتعل بابتدائها‪.‬‬

‫‪ ‬وأما انتهاؤها ِن عند تمام اليام والليلة ِنـ ت ـان قـد انتهـت المـدة ويترتـب علـى انتهـان المـدة‬
‫ح مان‪:‬‬

‫‪ ‬الح م اْلول‪ :‬وهو يف قول عامة أه العلم أبه ل يًوز المس بعد ابتهاء المد ‪ ،‬وبنا ًء عللى اللك‬
‫فلو كان المرء عند ابتهلاء مدتله قلد أحلدث وعنلد تملام ايلة الملد أراد أن يمسل عللى الخلف فنقلول ل‬
‫يمس ألج التوقيت هذا األمر األول‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪57‬‬

‫‪ ‬الح م الثاين‪ :‬أن فقهاءبا يقولون إبه عند ابتهاء المد ينتقه الوضوء‪ ،‬إان فملن بلواقه الوضلوء‬
‫للماس على الخف ابتهاء مد المس ‪ ،‬دليلهم لمااا؟ قالوا ألن المس عللى الخلف مبلي وهلو رخصلة‪،‬‬
‫واألص يف الرخصة أن تقدر بقدرها وأل يًاوز ا مح الحاجة‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ويمس مقيم وعاصم بسفره ملن حلدث بعلد لبلث إان العلا بالحلدث بعلد اللبلث يلوم وليللة‬
‫ٍ‬
‫وعاص قالوا ألن من سافر سفر معصية كان يقصد أمرا محرما أو لفع أمر محلرم‬ ‫وتقدم‪ ،‬وقول المصنف‬
‫ذا السفر ألن المحرم ل يبي ‪.‬‬ ‫بعينه فأبه حينمذ ل يةخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َسا ِر َس َق َر َق ْصرٍ َث َال َثة بِ َل َيالِي َ»‪.‬‬

‫الفقهاء عندهم السلفر بوعلان سلفر قصلير وسلفر بويل ‪ ،‬فأملا السلفر الطويل فهلو مسلافة فهلو مسلافة‬
‫القصر وهو الذي يًاوز أربعة برد فما زاد‪ ،‬وأما السفر القصير فهو مسافة بريلد واحلد‪ ،‬وهلذا يةتلع عليله‬
‫الًمعة والتنف ‪ ،‬وسيأا يف محله‪.‬‬ ‫أحكام فيما يتعل بوجوب ص‬

‫قللال‪« :‬وســقر قصــر» وسلليأا إن شللاء تقللديره ث ثللة بليللاليهن يف حللديث علللر وغيللره رضللر اهلل علللى‬
‫الًميع‪.‬‬

‫َس َ َُم ِهي ٍم»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َم َس َح َس َقرٍ ُث َّم َأ َقا َم َأ ْو َع َ‬

‫قال إن المرء إاا مس َ مس مقليم ثلم سلافر يعنلر ابتلدأ المسل مقليم أي ابتلداء الًلواز‪ ،‬ثلم سلافر أو‬
‫العكس كان ابتداء جوازه وهو أول حدث بعد اللبث كان مسافرا ثم أقام فنعتلا بأقل الحلالين وهلو مسل‬
‫المقيم وهو يوم وليلة‪ ،‬والسبع يف الك أبنا بقول إبنا يف العبادات بنظر ل حتياط‪ ،‬والحتيلاط أبنلا ل بنظلر‬
‫لوقت الًواز وهو البتداء ول بنظر لوقت الفع ‪ ،‬وإبما بنظر لألحوط منها‪ ،‬واألحوط منهملا هلو األقل ‪،‬‬
‫وهذا له بظائر كثير ؛ ولذلك فإن فقهاءبا يف باب العبادات يحتلابون‪ ،‬فل يعتلاون بلاألداء ول بلالوجوب‬
‫ول بوقت الًواز أو وقت الفع ‪ ،‬وإبما ينظلرون األحلوط‪ ،‬ول شلك أن بلاب العبلادات الحتيلاط لله أتلم‬
‫وأكم ‪.‬‬

‫ال َط َه َار ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َت َهدُّ م كَم ِ‬
‫ُ َ‬
‫قال‪ :‬ويحةط تقدم كمال بهار لحديث المغير ‪ ‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬دعهمـا ـِين‬
‫أدهلتهما طاهرتين»‪ ،‬وعندبا يف كمال الطهار أمران يحتملهما جملة كمال الطهار ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن كمال الطهار تكون لًميع األعلاء‪ ،‬وبناء عللى اللك فل ُبلد أن تكلون الطهلار‬
‫لًميع أعلاء البدن‪ ،‬فلو أن امرأ غس أعلائه كلها إل رجلها اليسرى ثم أدخل الخلف يف رجلله اليمنلى‬
‫ثم غس رجله اليسرى وأدخ الخف يف اليسرى‪ ،‬فعلى هذا التوجيه فإن لبسه للخلف يف رجلله اليمنلى ل‬
‫يص ؛ ألن لبسه للخف يف رجله اليمنى كان قب كمال الطهار لعملوم أعللائه‪ ،‬هلذا هلو المحلروأ واكلر‬
‫الحيخ منصور يف حواشر ا قناأ أن هناك احتمال ومال له بعه الحلرء‪ ،‬وهلو أن كل عللو ملن أعللاء‬
‫الوضوء يرتفع حدثه وتكون كمال بهارته على سبي البفراد‪ ،‬والك ألن أعلاء الوضوء تتبعه باعتبلار‬
‫األعلاء‪ ،‬ول تتبعه بارتفاأ الحدث الكللى‪ ،‬وبنلا ًء عللى اللك فلأن كل عللو يرتفلع حدثله عللى سلبي‬
‫البفصال بغسله‪ ،‬ثم يكون الك محروبا بكمال الغس أو بكمال الوضوء‪ ،‬فإاا تم الوضوء ارتفلع حلدث‬
‫اآلدمر كام ً‪.‬‬

‫وبنا ًء على الك فقد اكر بعه المتأخرين كما اكرت لكم قب قلي أبه إاا غس ك رج فقلد ارتفلع‬
‫حدثها فيًوز حينمذ اللبس لبس الخف‪ ،‬وهذان قلولن عنلد الفقهلاء‪ ،‬وإن كلان األول هلو األشلهر أو عنلد‬
‫المتأخرين واألول هو أشهر منهما‪ ،‬هذا تقدم كمال الطهار ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َست ُْر َم ْم ُساحٍ َم َح ٍَّ َ ْر ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وسـتر ممسـاح محـٍ ـرض» أي‪ :‬أن الفلرض اللذي هلو الرجل ملع الكعبلين يًلع أن يكلون‬
‫ساترا لهما‪ ،‬هذا فيملا يتعلل بلالخف؛ ألبله بلدل‪ ،‬والبلدل متعلل بله حكلم المسل فقلط‪ ،‬وللو كلان‬
‫الخف ً‬
‫الرج بعلها مكحوف فإبه يًع مس بعللها مسل الخلف فيهلا وغسل البلاقر‪ ،‬ول ُيًملع بلين مسل‬
‫ِّ‬
‫للبعه وغس للك ‪ ،‬ما يًمع بين الثنين‪ ،‬يف الًبيلر يمسل ألن الًبيلر تمسل كلهلا؛ وللذلك يمسل‬
‫الًبير ويغس الباقر‪ ،‬أما يف الخف فإبما يمس الظاهر فقط؛ ولذلك ل يًمع بين ممسلوال ومغسلول يف‬
‫الخف‪ ،‬وهذا الدلي من أقوى األدلة وتوجيهها يف الباب‪.‬‬

‫أيلا يتعل به العمامة‪ ،‬فإن الفقهاء يقولون ملن‬


‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن قوله يف سة ممسوال مح الفرض ً‬
‫شرط العمامة التر يمس عليها أن تكون ساتر ألكثر الرأس إل ما جلرت العلاد بكحلفه هلو اليسلير‪ ،‬فإبله‬
‫يعفى عنه كما يكون يف جاببر الرأس فإبه يف العاد يخرجان من العمامة‪ ،‬أو بعله الحلعر اللذي يخلرج يف‬
‫مقدم الرأس‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪59‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُث ُبا ُت ُ بِنَ ْق ِس ِ »‪.‬‬

‫يقولون إن ما يوضع على الرج بوعلان‪ :‬بعلله يثبلت بنفسله أي ملن غيلر ربلط‪ ،‬وبعلله ل يثبلت إل‬
‫بربط بحب وبحوه‪.‬‬

‫فالنوأ األول هو الذي يكون خ ًفا ألبه يف معنى الخف فيكون ً‬


‫لباسا‪ ،‬وأما الثابية فليس كذلك‪.‬‬

‫قالوا ويف معنر ما يثبت بنفسه ما يثبت بالنع ‪ ،‬فقد يثبت بنفسه أو يكون منع ؛ ألن من الخفلاف التلر‬
‫كابت يف عهلد النبلر ‪ ‬الخفلاف المنعللة فيكلون معهلا بعل ‪ ،‬إان فقولله يثبلت بنفسله أو يثبلت‬
‫بالنع ‪ ،‬وأما ما ل يثبت بنفسه وإبما بربط كأن يربط المرء على رجله خرقة ويربط أع ها فيقوللون هلذا ل‬
‫يمس عليه ألبه ل يسمى خفا ل يف اللغة ول يف معنلى الخلف؛ وألن عنلدهم قاعلد أن النلادر ل حكلم لله‬
‫وهذه القاعد من القواعد التر اضطرب فيها الفقهاء‪ ،‬فأحيابا يقولون إن النادر ل حكلم لله فيكلون حكمله‬
‫حكم جنسه ف يفرد له حكم بنوعه‪ ،‬وأحيابا يقولون إن النادر ل حكم لله فيكلون حكمله حكلم بوعله فل‬
‫يكون حكمه حكم جنسه‪.‬‬

‫وهنا لما قلنا أن النادر ل حكم له جعلناه على األغلع وهلو أن النلادر ل يفلرد بحكلم منفصل ‪ ،‬وإبملا‬
‫يكون حكمه حكم جنسه‪ ،‬وهذا القاعد تكلم عنها ابن السبكر وغيره‪ ،‬وألف ا بعه المتأخرين رسلالة‬
‫منفصلة‪.‬‬

‫َان َم ْي ٍ بِ ِ ُع ْر ا»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْم ُ‬

‫قال‪ :‬ويحةط يف الخف أن يكون مملا يمكلن المحلر بله عرفلا بلأل يكلون ثقلي ‪ ،‬أو للم تًلرى العلاد‬
‫بالمحر به‪ ،‬أو إبه إبما يًع لغير المحر كأن يكون جبير ‪ ،‬فلو أن ما جع على الرج الًبيلر كلالًبس‬
‫الذي يكون على الرج فهذا ل يسمى خفا وإبما يسمى جبير ‪ ،‬وبنا ًء عليه تمس من علوها ومن أسلفلها؛‬
‫لكن الخف ألبه رخصة يمس على علوه فقط دون أسفله‪.‬‬

‫إان يًع أن بفرق بين ما يًع يمكلن المحلر بله عرفلا وأملا ل تًلرى العلاد بالمحلر عليله فأبله ل‬
‫يسمى خفا‪ ،‬فإن كان لحاجة فيعتا جبير ‪ ،‬وإن لم يكن لحاجة فإبه ل يمس عليه بالكلية‪.‬‬

‫وأما ما يتعل بالرقي من الًوارب وبحوها فظاهر ك م الفقهلاء أبله ملحل بلالخف‪ ،‬فيًلوز المسل‬
‫عليه؛ ألبه يمكن المحر عليه عرفا على البسط ويف داخ البيوت فهذا يدخ يف عموم ك منا‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َط َه َار ُت ُ»‪.‬‬

‫قللالوا‪ :‬ألن الللنًس محللرم لبسلله يف الصل ‪ ،‬فل يبللي حينمللذ الصل ‪ ،‬والخللف يكللون خلعلله بللاقه‬
‫للوضوء ف يص حين الك وألن المحرم ل يبي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َب َ‬


‫اح ُت ُ»‪.‬‬

‫وإباحته أي ل يكون مغصوبا أو محرما لعينه‪.‬‬

‫ب َم ْس ُح َأ ْك َثرِ َد َوائِرِ ِع َم َام ٍة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬


‫ُ ُ‬

‫مر معنا أن فقهاءبا رحمة اهلل عليهم وهر من المفلردات قلالوا‪ :‬بًلواز المسل عللى العماملة؛ لثبلوت‬
‫الك على النبر ‪ ‬يف أكثر من حديث‪.‬‬

‫وهذه العمامة إاا كابت مغطية ألكثر الرأس فإبه يًع مسل أكثلر دوائرهلا‪ ،‬ول يلللم مسل الًميلع‪،‬‬
‫بخ ف الرأس فإبه يللم مس جميع الرأس‪ ،‬وإبما قلنا إبه يللم مس أكثر الدوائر للمحقة؛ ألبه للو أللمنلا‬
‫بمس جميع الدوائر لكان المس على العمامة أش من المس على الرأس‪ ،‬وإبما المسل عللى العماملة‬
‫رخصة وتخفيف‪ ،‬فنقول يمس على األكثر‪ ،‬وألن عندبا قاعد وهو أن األكثر يأخذ حكم الك ‪.‬‬

‫أبظر عندبا ث ث قواعد لك قاعد مناط سأاكر أسماء القواعد دون مناباهتلا‪ ،‬عنلدبا قاعلد يقوللون‪:‬‬
‫األكثر يأخذ حكم الك ‪ ،‬وعندبا قاعد ‪ :‬أن الكثير يأخذ حكم الك ‪ ،‬الكثير غير األكثر‪ ،‬فلالكثير يكلون ثلثلا‬
‫فما زاد‪ ،‬وقد يص إلى النصف‪ ،‬وما زاد علن النصلف فهلو األكثلر‪ ،‬وعنلدبا قاعلد أشلار لهلا ا ملام أحملد‬
‫وهللر قليلللة التطبيل أن الللبعه قللد يأخللذ حكللم الكل ؛ ولللذلك قلنللا قللد؛ ألن قللد إاا دخلللت علللى الفعل‬
‫الملارأ فإ ا تفيد التقريع‪ ،‬وهر صور معدود ل تتًاوز الخمس على أكثر تقدير‪ ،‬ففر بلبعه الصلور‬
‫القليلة بًع للبعه حكم الك ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ ْك َثرِ َظ ِ‬
‫اهرِ َقدَ ِم ُه ٍّ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ‬

‫لبسا لخف بحربه فإبه يًع أن يمس ناهره دون بابنه‪ ،‬أملا الحلديث اللذي‬
‫قال‪ :‬إن المرء إاا كان ً‬
‫عليه يحيى بن معين وغيره‪.‬‬ ‫جاء عند الةمذي بمس بابنه فإن فيه بكار ‪ ،‬ب‬

‫إان إبما يمس ناهر الخف وهلو أعل ه دون أسلفله كملا قلال عللر ‪ ‬للو كلان اللدين بلالرأي لكلان‬
‫‪٦‬‬
‫‪61‬‬

‫مس أسف الخف أولى من مس ناهره أو أع ه‪.‬‬

‫قال ومس أكثر ناهر الخف بنا ًء على أن األكثر يأخذ حكم الك كما تقدم معنا‪ ،‬ومر معنا أن المسل‬
‫إبما يكون ملر واحلد ‪ ،‬إان صلفة المسل بلم تكلون؟ إملا أن تكلون بكامل يديله فيمسل بيديله فيبلدأ ملن‬
‫أبراف األصابع على الخف إلى أن يحرأ يف الساق‪ ،‬فيبدأ بأول الساق ملن بلاب ملا ل يلتم الواجلع إل بله‬
‫فهو واجع‪ ،‬حينمذ هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانيـة‪ :‬إبله يًلوز لله أن يمسل بإصلبع واحلد‪ ،‬ولكنله يملر لذا ا صلبع عللى أكثلر نلاهر‬
‫الخف‪ ،‬وأما أسفله فإبه ل يمس ‪.‬‬

‫يع َجبِ َير ٍة»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َجم ُ‬

‫قال‪« :‬وجميع الُبيرة»؛ أل ا بدل فك جبير غطت محل الفلرض فإ لا ُتمسل ‪ ،‬فلإن زادت الًبيلر‬
‫عن مح الفرض فإبه ل ُيمس ‪.‬‬

‫ت َا ْل ُمدَّ ُة ْاست َْأن َ‬


‫َف َال َّط َه َار َة»‪.‬‬ ‫تم ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َظ َه َر َب ْع ُ َم َح ٍِ َ ْر ٍ‬
‫ض أو َّ‬
‫هذا مفهوم المتقدم من الك م وأورده المصنف لتأكيده‪ ،‬وهو أبه إاا نهر بعله محل الفلرض سلوا ًء‬
‫أيلللا كللذلك‪ ،‬فللإ م‬
‫يف الخللف أو يف العمامللة أو يف الخمللار ففللر جميللع هللذه األمللور بل حتللى يف الًبيللر ً‬
‫يقولون يف جميع هذه الحوائ األربع إاا نهر بعه مح الفرض فيها فإبه ينتقه الوضلوء؛ وللذلك قلال‬
‫باقلا للوضوء أو يف حكم الناقه للوضوء‪.‬‬
‫استأبف الطهار فيكون ً‬

‫قال‪« :‬أو تمت المدة» وتمام المد خاص بالخف ألبه هو الذي يؤقت بما خ ف غيره‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)2‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )2‬اية المًلس الثاين‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما َكثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ان َث َمانِ َية»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬نَا ِاق ُ َا ْلا ُض ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫بللدأ المصللنف ‪ ‬بنللواقه الوضللوء‪ ،‬وجللرت عللاد الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم أن يتكلمللون عللن‬
‫بواقه الوضوء أو مفسدات الوضوء فيسمو ا بواقه‪ ،‬وأما الغس فيسموبه موجبات‪ ،‬لمااا هنا سموها‬
‫بواقه وهنا موجبات‪ ،‬لهم توجيهات‪.‬‬

‫من هذه التوجيهات أ م يقولون أن النلاقه إبملا يكلون بعله الثبلات والبنلاء‪ ،‬فلإن البنلاء إاا اسلتقام‬
‫بقه بعد الك‪ ،‬والمسلم إاا أسلم فإبه يغتس ويرتفع حدثله األصلغر ملع حدثله األكثلر كملا سليأا معنلا‪،‬‬
‫فيكللون النللاقه بعللد اللك إبمللا هللو بللاقه للله بعللد تماملله‪ ،‬وأمللا الموجللع فإبلله يوجبلله ابتللداء‪ ،‬هللذا أحللد‬
‫التوجيهات واكروا غير الك‪.‬‬

‫ارج ِم ْن َسبِ ٍ‬
‫يٍ ُم ْط َلها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ه ِ‬

‫قال‪« :‬هارج من سبيٍ مطلها» أي‪ :‬سواء كان باهرا أو كان بًسا‪ ،‬سلواء كلان ملوثلا أو مللوث‪ ،‬سلواء‬

‫كان معتادا أو بادرا‪ ،‬فك خارج ملن السلبيلين فإبله يعتلا باقللا‪ ،‬ودليل اللك قلول اهلل ‪ { :‬ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫ﯡ ﯢ ﯣ} [النساء‪ ،]43 :‬واهلل ‪ ‬يكنر عما يستكره؛ ولذلك ألف الًرجاين كتابا كام يف‬
‫الكنايات‪ ،‬وأورد فيه فص يف الكنايات يف كتاب اهلل ‪ ،‬ويف سنة ببينا محمد ‪.‬‬

‫إان فك خارج من السبيلين يعتا باقلا للوضوء ويكون بًسا إل ما استثنر كالولد وأصله‪.‬‬
‫ط َوكَثِيرِ ن ََُ ِ‬
‫س َب ْيرِ َ‬
‫هما»‪.‬‬ ‫ارج ِمن ب ِهي ِة َا ْلبدَ ِن ِمن با ٍل وبَائِ ٍ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ْ َ َّ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َه ِ‬

‫يقول إن ك خارج من بقية البدن سواء كلان خروجله بلادرا أو غيلر بلادر كالمعتلاد‪ ،‬فإبله يكلون باقللا‬
‫بحللرط أن يكللون هللذا الخللارج بًسللا‪ ،‬ولكللن هللذا الخللارج الللذي يخللرج مللن غيللر المخللرج المعتللاد وهللو‬
‫السبي ن‪ ،‬يعنر الخارج من غير السبيلين إن كان بول أو غائطا فإبه ينقه الوضوء مطلقا‪ ،‬سواء كان قللي‬
‫‪٦‬‬
‫‪63‬‬

‫أو كثيرا‪ ،‬كالذي يًرال يف مثابته فيخرج من مثابته بول‪ ،‬فإبه حينمذ ينقه ولو كان قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثـاين‪ :‬أن تكلون النًاسلة غيلر البلول والغلائط‪ ،‬وهلو اللدم والقلي والصلديد والقلرء‪ ،‬هلذه‬
‫األمور األربعة هر بًسة‪ ،‬فإاا خرجت فإ ا ‪ ..‬بب ًعا إاا خرجلت ملن غيلر السلبيلين فإ لا ل تلنقه إل إاا‬
‫كابت كثير ‪ ،‬الدلي عليه ما جاء عن ابن عباس ‪ ‬واحتج بله ا ملام أحملد أبله قلال‪ :‬الكثيلر ملا فحلش يف‬
‫بفسه‪ ،‬فدل على أن القلي ما كان دوبه‪ ،‬وثبت أن الصحابة رضوان اهلل عليهم كلابوا يفقلأ أحلدهم البثلر يف‬
‫يده ويخرج منها الصديد ف ينتقه وضوءه‪.‬‬

‫إان يعفى عن الدم اليسير ‪ ..‬ابظلر معلر سلأعيدها بلغلة أخلرى لكلر بنتبله‪ :‬اللدم بًلس قليلله وكثيلره‪،‬‬
‫حكى ا جماأ عليه أئمة كا مام أحمد وابلن حللم وابلن المنلذر وغيلرهم‪ ،‬حكلوا ا جملاأ عللى بًاسلة‬
‫الدم‪ ،‬قليله وكثيره‪.‬‬

‫يعفى عن أمرين فيه‪ :‬يعفى عن تطهير قليله‪ ،‬يعنر إاا وقعت النًاسة على الثوب من الدم‪ ..‬هو بًلس‬
‫لكن يعفى تطهيره‪ ،‬يًوز لك أن تصلر مع بقاء هذا الدم‪ ،‬هو بًس لكن يعفى عن التطهير‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه يعفلى علن اللدم إاا شلقت إزالتله‪ ،‬كملن يكلون حدثله دائلم مثل حمنلة ‪ ‬كابلت‬
‫تصلر ويف تحتها بست فيه دم‪ ،‬فعفر عن تطهيره هنا ألج المحقة؛ ولذلك حينما بلوب البخلاري وأورد‬
‫حديث الصحابة رضوان اهلل عليهم أ م كابوا يصللون ودملاههم تثعلع دملا وجراحلاهتم تثعلع دملا‪ ،‬هلذا‬
‫باتفاق لوجود المحقة‪ ،‬فإن حكم هؤلء حكم من كان حدثه دائما‪ ،‬فإبه يصللر وإن كلان دمله خارجلا‪ ،‬إان‬
‫هذا ما يتعل بالنًاسة‪ ،‬يعفى عن بًاسة الدم يف موضعين‪.‬‬

‫الدم هذا يف قول كثير من أه العلم أبه يكون باقلا للوضوء‪ ،‬ويعفى عن الدم اليسر يف علدم اللنقه‪،‬‬
‫كما مر يف حديث ابن عباس ‪.‬‬

‫إان عرفنا اآلن النًس وهو الدم والقرء‪ ،‬عندبا مسألة أخير لكر بتًاوزهلا ألجل الوقلت‪ ،‬قلال‪ :‬إاا‬
‫كان كثيرا‪ ،‬ما ضابط الكثير يف الدم وما ضابط الكثير يف القرء‪.‬‬

‫نبدأ أوَّل يف ال ثير‪ ،‬إذن ال ثير يف الدم ما ائدت ؟ أمران‪:‬‬

‫‪ ‬القائدة اْلولى‪ :‬ما هر؟ أن القلي يعفى عن التطهير النًاسة فيه‪.‬‬


‫‪64‬‬

‫‪‬القائدة الثانية‪ :‬أن غير الكثير وهو القلي ل ينقه الوضوء‪.‬‬

‫ما ضابط القلي من الكثير؟ بقول هو العرف‪ ،‬والعرف إما أن يكون عرف أواسط الناس جميعلا‪ ،‬وإملا‬
‫بنفسه‪ ،‬وبنلاء‬ ‫بنفسه‪ ،‬والمحهور عند فقهائنا أن المقصود بالعرف عرف الحخ‬ ‫أن يكون عرف الحخ‬
‫على الك‪ ،‬فليد يختلف عن عمرو‪ ،‬فقد يكون الدم عند زيلد كثيلرا‪ ،‬ويكلون عنلد عملرو قللي ‪ ،‬وهلذا ملن‬
‫رحمة اهلل ‪ ،‬فإن من يباشر الدم كثير بسلبع رعلاف وبحلوه بخل ف ملن ل يأتيله اللدم إل قليل ‪ ،‬فيكلون‬
‫بحسلبه‪ ،‬وليسلت العلا بأواسلط النلاس‬ ‫حكم األول مخالف لحكم الثاين‪ ،‬إان العا بمن؟ بك شخ‬
‫على المحهور‪.‬‬

‫موسوسلا‪ ،‬أو كلان كثيلر‬


‫ً‬ ‫واحلد ل علا بعرفله ول بتقلديره‪ ،‬وهلو ملن كلان‬ ‫ويستثنى من اللك شلخ‬
‫المباشر للنًاسة‪ ،‬فهذان الثنان ل يعتا بعرفهملا؛ ألن عرفهملا فاسلد‪ ،‬إملا لكثلر مباشلرته للنًاسلة‪ ،‬أو‬
‫لكون هذا الرج من الذين فيهم وسواس فالقلي عندهم يكون كثيرا‪.‬‬

‫هذا ما يتعل بحد القلي من الكثير يف الدم‪.‬‬

‫أما حلد القليل ملن الكثيلر ملن القلرء‪ ،‬فنظلر أي الفقهلاء إللى لسلان العلرب؛ ألن عنلدبا قاعلد قررهلا‬
‫العحرات ملن العلملاء‪ :‬أن يف المقلدرات كل شلرء يحتلاج إللى تقلدير‪ ،‬بنظلر إليله بث ثلة أملور‪ ،‬عللى هلذا‬
‫الةتيع‪.‬‬

‫الحلارأ أخلذبا بله‪ ،‬فلإن للم يكلن بظلرا للسلان‬ ‫الحارأ‪ ،‬فإن وجدبا تقديرا ملن بل‬ ‫بنظر أول إلى ب‬
‫العرب فأخذبا به‪ ،‬فإن لم يكن أخذبا بالعرف‪ ،‬هذا التقدير والةتيع معتا‪.‬‬

‫‪ ،‬هل‬ ‫يأا قلية الجتهاد يف قلية التحديد كاألخلذ بأقل ملا ورد‪ ،‬وأكثلر ملا ورد هلذه متعلقلة بلالن‬
‫يعتا الدلي فيه قوي أم ل‪ ،‬وه ينتق للسان أم ل‪.‬‬

‫بنظر للقرء هنا وجدبا أبه يف لسان العرب قد فرق بين لفظين‪ ،‬بين القرء والقلس‪ ،‬أو القللس‪ ،‬قيل أن‬
‫هذين اللفظين صحيحان‪ ،‬قالوا والقلس أو القلس هو ما كان م ء الفم‪ ،‬وبناء على الك فإن النلاقه إبملا‬
‫هو القرء دون القلس؛ ألن ما كان م ء الفم فما دون ل يسمى قيما‪ ،‬وقد ثبت من حلديث ثوبلان وصلححه‬
‫ا ملام أحمللد وغيللره أن النبللر ‪ ‬قللاء فتوضلأ ♥‪ ،‬وترتيللع الحكللم علللى وصللف‬
‫بالفاء يدل على أن هذا الوصف علة له وهذا من باب ا يماء‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪65‬‬

‫وهذا الحديث قلت لكم صححه أحملد وكثيلر ملن األئملة المتقلدمين‪ ،‬فيلدلنا اللك عللى أن النلاقه‬
‫للوضوء هو القرء‪ ،‬وأما القلس الذي يكون دوبه ل يكون باقلا ألن القاعد العفو عن القلي ‪.‬‬

‫اع ٍد»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وزَو ُال ع ْه ٍٍ إِ ََّّل ي ِسير نَا ٍم ِمن َقائِ ٍم َأو َق ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫قللال‪« :‬وزوال العق ل » يكللون باقلللا؛ ألن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬العــين وكــان الس ـ ‪ ،‬مــن نــام‬
‫وأتللم‬ ‫ليتاضــأ»‪ ،‬وثبللت أن النبللر ‪ ‬حينمللا أغمللر عليلله يف مللرض موتلله عليلله أفل ل الصل‬
‫التسليم قام فسكع على بفسه ماء‪ ،‬مما يدل على أن ا غماء والنوم يكوبان باقللين للوضلوء‪ ،‬وملن بلاب‬
‫أولى فقد العق بالكلية بالًنون‪ ،‬وألن هذه األمور الث ثة مظنة للنًاسة‪ ،‬وك ما كان مظنة للنًاسة فإبله‬
‫يثبت عنده الحكم ألن المظنة تنلل منللة الممنة‪.‬‬

‫وهنا قاعد سأكررها لكم معر كثيرا‪ ،‬سأاكرها اآلن ثم أتركها بعد اللك‪ ،‬يعنلر سلأاكر شلرحها وبعلد‬
‫الك أشير لها إشار ‪.‬‬

‫ابظروا إلى هذه القاعد وخاصة يف باب العبادات‪ :‬أن ك حكم رتع الحرأ عليله الحكلم عنلد مظنتله‬
‫فإبه إاا بفيت هذه المظنة على سبي الحقيقة ل عا به‪ ،‬ك حكم رتع الحرأ فيه الحكم عللى المظنلة إاا‬
‫ثبتت الحقيقة على خ فه ف عا بالحقيقة؛ ألن الحارأ بلل المظنة منللة الممنة‪.‬‬

‫مثال ذلب‪ :‬النبر ‪ ‬قال‪« :‬العين وكان الس » أي أن المرء إاا بام فإبه مظنة لخلروج اللري ‪،‬‬
‫فلو أن المرء بام بوما وقال بعد اسلتيقانه أبلا متليقن أبله للم يخلرج منلر ريل ‪ ،‬بقلول يللملك الوضلوء ألن‬
‫الحارأ ليس الفقيه؛ ألن الحارأ رتع الحكم على المظنة‪ ،‬فابتفاء هذه المظنة وتحق الحقيقة ل عا بله؛‬
‫ألن المظنة تنلل منللة الممنة‪.‬‬

‫مثال آهر ‪ :‬واألمثلة بالعحرات إن للم تكلن بالمملات‪ ،‬جلاء أن ا ملام النلووي ‪ ‬اكلر قصلة قلال‬
‫شهرت عندبا يف بوى‪ ،‬قال‪ :‬إن رج سمع بحديث أبر هريلر ‪ ‬حينملا أملر النبلر ‪ ‬بغسل‬
‫اليد لمن استيقظ من بومه فإبه قال‪ِ « :‬ن َّل يدري أحدكم أي باتت يده»‪.‬‬

‫فقال الك الرج ‪ :‬إين أعلم أين باتت يدي‪.‬‬

‫فبات وقد ربط يده يف أعلى السرير‪ ،‬ثم بام‪ ،‬فلما اسلتيقظ ملن بومله ملن الليل اسلتيقظ وإاا بيلده عللى‬
‫مح عورته‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫هذا من باب التنبيه له بأن العا بمااا؟ بالمظنة فيما رتع عليه الحارأ‪ ،‬وهذا سليأا لهلا مسلائ كثيلر‬
‫مث قلية مس العور وغيرها‪.‬‬

‫قال‪« :‬إَّل يسير نام من قائم أو قاعد»؛ ألن النبر ‪ ‬دخ على أصحابه رضوان اهلل علليهم‬
‫وقللد كابللت تخفل رهوسللهم وهللم قاعللدون ولللم يللأمرهم بإعللاد الوضللوء ♥‪ ،‬وقللد جللاء يف‬
‫أيلا من باب أولى للقاعد‪.‬‬
‫حديث ابن عباس أبه يف قلية القائم‪ ،‬والقائم ً‬

‫ولللم بق ل إن النبللر ‪ ‬وبسللتدل بفعللله؛ ألن الفقهللاء يقولللون إن النبللر ‪ ‬مللن‬


‫خصائصلله أبلله ل ينللتقه وضللوءه بسللبع بوملله‪ ،‬فقللد قللال ♥‪ ..‬إبلله تنلام عينلله ول يرقللد قلبلله‬
‫♥‪ ،‬ف ينتقه وضوءه؛ وللذلك كلان يلنفخ ♥ وهلو مللطًع وملع اللك للم‬
‫ينتقه ‪ ..‬ويصلر ♥‪ ،‬فهذا من خصائصه‪.‬‬

‫النبللر ‪ ‬يف أحللد‬ ‫سللأل سللؤال أريللد جوابللا للله‪ :‬يللورد الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم خصللائ‬
‫النبر ‪‬؟‬ ‫األبواب‪ ،‬وما هو الباب الذي يوردون فيه خصائ‬

‫النبلر ‪ ‬ألن‬ ‫يف باب النكاال‪ ..‬أحسنتم يا شليخ‪ ..‬يف بلاب النكلاال يلورد الفقهلاء خصلائ‬
‫أكثر خصائصه ♥ هر يف باب النكاال‪ ،‬فيتلوج ب مهر‪ ،‬ويتلوج ب وللر‪ ،‬ويقبل الموهوبلة‪،‬‬
‫ف يوهع ألحد إل لله ♥‪ ،‬ل يوهلع ألحلد بعلده ♥‪ ،‬ويًلوز أن يتللوج أكثلر‬
‫من أربع ثم بسخ الك‪ ،‬ثم ر ♥ بأن يتلوج أي امرأ بعد الك‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫قال‪ :‬إل من قائم أو قاعد‪ ،‬وبناء على اللك فغيلر القلائم والقاعلد فإبله ينلتقه وضلوءه‪ ،‬وملن هلو غيلر‬
‫القائم والقاعد‪ ،‬قالوا الراقد سواء كان على جنبه أو على نهره‪ ،‬وكذلك الساجد‪ ،‬وكلذلك عللى المحلهور‬
‫الراكع‪ ،‬وكذلك المعتمد والمستند‪ ،‬إان هلؤلء الخمسلة بلومهم يكلون باقللا‪ ،‬الراقلد والسلاجد والراكلع‬
‫ألن الراكع معتمد على قدميه‪ ،‬والمعتمد على عصى وبحوها‪ ،‬فإن سليمان ‪ ‬ملا دلهلم عللى موتله‬
‫إل دابة األرض تأك منسأته وهر العصلى‪ ،‬فملات الموتلة العظملى وهلو معتملد‪ ،‬فلدل عللى أن العتملاد‬
‫يكون النوم فيه باقلا‪.‬‬

‫وكذلك المستند الذي يكون مستندا على نهره وهكذا‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪67‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبُس ٍُ مي ٍ‬


‫ت»‪.‬‬ ‫َ ْ َِ‬
‫قال‪« :‬وبسٍ الميـت» يكلون موجبلا للوضلوء‪ ،‬واللدلي عليله أبله جلاء علن النبلر ‪ ‬عنلد‬
‫الةمذي أبه قال‪« :‬من بسٍ ميتا ليغتسٍ»‪ ،‬وقولله‪« :‬مـن بسـٍ ميتـا ليغتسـٍ»‪ ،‬محملول عللى الوضلوء‪،‬‬
‫وليس محمول على الغتسال على سبي الوجوب‪ ،‬وقد اكر الةمذي أن هذا الحديث لم يق بالغتسلال‬
‫فيه عامة أه العلم‪ ،‬اكر الك الةمذي يف السنن‪.‬‬

‫وحمله فقهاهبا على الوضوء ألمرين‪ ،‬األمر األول‪ :‬ألبه فع ابن عمر ‪ ،‬فقد جاء عن ابلن عملر أبله‬
‫قللال‪ :‬إن مللن غس ل ميتللا فليتوضللأ‪ ،‬واألمللر الثللاين‪ :‬قللالوا ألن الوضللوء يسللمى غسل بللالمعنى العللام للغللة‪،‬‬
‫فحملناه على إحدى المعاين الواجبة شرعا وهو الوضوء‪ ،‬قالوا‪ :‬وألن تغسي الميلت مظنلة لملس عورتله‪،‬‬
‫فتنلل الممنة منللة المظنة‪ ،‬وإن كان قد لف على يده خرقة‪ ،‬والمراد بمن غس ميت هو الذي باشر تغسيله‬
‫بنفسه‪ ،‬أو باشر تقليبه‪ ،‬ل من صع الماء‪ ،‬فإبه ل يسمى غاس وإبما يسمى معاوبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأك ٍُْ َل ْح ِم إِبِ ٍٍ»‪.‬‬

‫لثبوت حديثين عن النبر ‪ ،‬وهلو حلديث بريلد وحلديث جلابر بلن سلمر ‪ ،‬والملراد‬
‫بلحم ا ب دون الححم ودون الحواشر التر تكون يف البطن‪ ،‬ودون اللبن على المحهور‪.‬‬

‫الر َّد ُة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ‬
‫قال‪ :‬والرد ألن الرد مبطلة لك األعمال والوضوء عباد تحةط لها النية‪ ،‬فلما كان الكفلر أو الكلافر‬
‫ل تص منه النية ابتلداء فالسلتدامة كلذلك‪ ،‬وهلذه إحلدى تطبيقلات أن السلتدامة كالبتلداء‪ ،‬هلذه قاعلد‬
‫الستدامة كالبتداء كقاعدتنا السابقة يف النادر‪ ،‬فأحيابلا يقوللون إن السلتدامة كالبتلداء‪ ،‬وأحيابلا يقوللون‬
‫إن الستدامة ليست كالبتداء‪ ،‬كما سيأا معنا يف حم الًناز ‪ ،‬ولكن األغلع أن الستدامة كالبتداء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وك ٍُُّ ما َأوجب بُسال َبير ما ٍ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬

‫أي ك شرء يوجع الغس من موجبات الغس فإبه موجلع للوضلوء إل الملوت‪ ،‬فلإن الملوت إبملا‬
‫يوجع الغس ول يوجع الوضوء؛ ألن إيًاب الغس يف الموت إبما هو تعبدي ل لناقه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪68‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ُّس َ ْرجِ آ َد ِم ٍّ ُمت َِّص ٍٍ»‪.‬‬

‫لما ثبت من حديث بسر ‪ ‬ومن حديث أم حبيبة وغيلرهم أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـن مـس‬
‫ذكره» ويف حديث أم حبيبة‪« :‬من مس رج ليتاضأ»‪ ،‬ومحى المصنف على الرواية المحلهور أن الفلرج‬
‫مطل ًقا القب والدبر من الذكر واألبثى يكون باقلا‪ ،‬والمراد بالقب الذكر كام ‪ ،‬والمراد باللدبر هلر فتحلة‬
‫الفرج دون الصحفة‪ ،‬أو الصفحة فإ ا ل تكون باقلة‪.‬‬

‫قوله‪ :‬متص أي غير منفص فلو أبين هذا العلو من الذكر فإبه ل يكون باقلا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َح ْل َه ِة ُد ُبرِ ِه بِ َي ٍد»‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو حلقة دبره كما مر يف حديث أم حبيبة‪« :‬من مس رج » فيحلم القبل واللدبر معلا‪ ،‬وقلد ثبلت‬
‫عن بعه الصحابة كابن عمر وغيره أن مس الدبر يكون باقلا‪.‬‬

‫قوله‪ :‬بيده المراد باليد الكف ألبنا بقول إن اللفظ إاا أبل فإبه يحم الحرء بإب قه‪ ،‬وإاا كلان عللى‬
‫خ ف القياس كالنقه فإبا بأخذه على أق ملا يصلدق عليله‪ ،‬وأقل ملا يصلدق عللى اليلد أحلد المفاصل‬

‫الث ثة‪ ،‬إما من الكف وحده‪ ،‬أو مع اللذراأ‪ ،‬أو ملع العللد؛ وللذلك لملا قلال اهلل ‪ { :‬ﭟ ﭠ‬

‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ} [المائد ‪ ،]38 :‬حملناه على أقله لورود السنة به‪ ،‬فملن بلاب‬
‫تقييد المطل بقلول إن الملراد باليلد إبملا هلر الكلف فقلط‪ ،‬سلواء كلان ناهرهلا أم بابنهلا أو حرفهلا وهلو‬
‫الًنع‪ ،‬فك ما سميت يدا فإبه يكون باقلا‪.‬‬

‫وأما الذراأ فإ ا ل تسمى يدا إل مع وجود الكف‪ ،‬فالذراأ على سلبي البفصلال ل تسلمى يلدا عللى‬
‫سبي البفصال وإبما معه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْم ُس َذ َكرٍ َأ ْو ُأ ْن َثى َا ْْل َه َر لِ َي ْه َا ٍة بِ َال َحائِ ٍٍ ِ ِ‬
‫يه َما»‪.‬‬

‫باقلا‪ ،‬بحربين‪:‬‬
‫قال‪ :‬إن لمس الذكر لألبثى واألبثى للذكر يكون ً‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن ل يكون بينهما حائ ب تمس البحلر البحلر ؛ ألبله ل يسلمى الملس إل كلذلك‬
‫يف األص ‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أن يكون المس لحهو ‪ ،‬ما الدلي عللى اللك‪ ،‬بقلول إن اللدلي عللى اللك قلول اهلل‬
‫‪٦‬‬
‫‪69‬‬

‫‪ { :‬ﯤ ﯥ ﯦ} [سور النسلاء‪ ]43:‬ويف قلراء ‪ { :‬ﯤ ﯥ ﯦ} [النسلاء‪ ،]43 :‬وهلر قلراء‬
‫عحرية ثابتة‪ ،‬لمستم زياد مبنى تدل على زيلاد المعنلى‪ ،‬فلإن قللت إن الم مسلة الملراد لا الًملاأ فلإن‬
‫اللمس المراد بله اليلد؛ وللذلك فغلن الحلافعر اسلتدل بلاآليتين عللى أن الًملاأ واللملس ك هملا يكلون‬
‫باقلا للوضوء‪.‬‬

‫قلنا إن العا بما كان بحهو دون ما عداه‪ ،‬فنقلول ألن النبلر ‪ ‬ق َّبل عائحلة كملا عنلد أبلر‬
‫داود وخرج للص ‪ ،‬وكان أملككم ربه كما قالت عائحة أي لحهوته‪ ،‬فدل على أن المس من غير شلهو‬
‫ل يكون باقلا‪.‬‬

‫وكلان النبلر ‪ ‬يصللر ويطعللن بيلده ‪ ‬يف رجل عائحللة فل ينلتقه وضللوءه‪،‬‬
‫وهذا من قصد منه‪ ،‬فدل الك على أن ليس ك مطل لمس يكون باقلا‪ ،‬وإبما ما كان لحهو ‪ ،‬فقيلدبا هنلا‬
‫بما كان لحهو ؛ ألن الحهو مظنة لخروج المذي‪ ،‬وما كان ألجل المظنلة فإبله ينللل منلللة الممنلة وإن للم‬
‫يخرج شرء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل لِ َي ْعرٍ َو ِس ٍّن َو ُظ ْقرٍ َو ََّل بِ َها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ل لحعر وسن ونهر ول لا»‪ ،‬أي‪ :‬ل إاا ملس شلعر الملرأ أو مسلت الملرأ شلعر الرجل ‪ ،‬ول‬
‫سنها‪ ،‬ول نفر ول ا‪ ،‬أي ملس لذه األملور؛ ألن عنلدبا قاعلد يفرقلون بلين المتصل والمنفصل ‪ ،‬هنلاك‬
‫أحكام كثير تفرق بين المتص والمنفص ‪ ،‬وهذه لها أحكام المنفص ‪ ،‬كما مر معنا فيما يتعل بالميتة‪.‬‬

‫ون َس ْب ٍع»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َم ْن ُد َ‬

‫والك ألن القاعد عند الفقهاء أن من كان دون سبع ف علور لله‪ ،‬إان فيًلوز النظلر لعورتله ويًلوز‬
‫كحف عورته لمن كان دون ا لسبع ألبه ل عور له‪ ،‬ومس الرج المرأ إاا كابلت دون السلبع وللو لحلهو‬
‫ل ينقه أل ا ليست مح للحهو ‪ ،‬وأما مس فرج من كان دون سبع فإبه يكون باقلا؛ ألبه هنلا للم يعلل‬
‫بالحهو ‪ ،‬وأما مس الرج للمرأ والعكس بعل بالحهو ‪ ،‬وملن دون سلبع فل علور لله ول شلهو ‪ ،‬لليس‬
‫مظنة للحهو ؛ ولذلك هناك أحكام كثير تتعل بالسبع أو بالعحر إاا كان اكرا فيما يتعل بباب النكاال‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪70‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َينْت َِه ُ ُو ُضا ُن َم ْل ُم ٍ‬


‫اس ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫ألن اهلل ‪ ‬قللال‪ { :‬ﯤ ﯥ ﯦ} [النسللاء‪ ،]43 :‬فًعل العللا بللال مس دون الململلوس‪ ،‬أي‪:‬‬
‫مطل ًقا سواء بحهو أو بدوبه‪.‬‬

‫ث َبنَى َع َلى َي ِهين ِ ِ »‪.‬‬


‫ب ِ َطهار ٍة َأو حدَ ٍ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ََ َّ‬

‫هذه مسألة تتعل بالحك واليقين‪ ،‬وهذه القاعد أو المسألة من المسائ المهمة‪ ،‬فيقلول المصلنف إن‬
‫من شك يف بهار أو حدث بنى على يقينه‪ ،‬فا بسان قد يكون يقينه الحلدث‪ ،‬كلأن يكلون قلد اسلتيقظ ملن‬
‫بومه‪ ،‬وشك حينمذ ه تطهر أم ل؟ ه توضأ أم ل؟ فيكون حينمذ شاكًا يف الطهار ‪ ،‬ل يعللم هل تطهلر أم‬
‫ل‪ ،‬فيبنر على اليقين‪ ،‬واليقين حينمذ الحدث‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أن يكون الملرء متيقنلا الطهلار ‪ ،‬وإبملا شلك يف الحلدث‪ ،‬رجل اسلتيقظ ملن بومله‬
‫شك ه اهلع للدور الميلاه فقللى حاجتله أم ل؟ فنقلول هنلا ل‬ ‫وتيقن أبه توضأ ثم لما حلرت الص‬
‫عا بالحك‪ ،‬وإبما يبنر على اليقين‪ ،‬فيًوز له أن يصلر ألن المستيقن هو الحدث‪ ،‬هاتان صورتان‪.‬‬

‫أهٍ العلم‪ ،‬قال‪ :‬إاا تيقن الحدث والطهار معا‪ ،‬ولم يحلك يف بلروء‬ ‫‪ ‬الصارة الثالثة‪ :‬ذكرها بع‬
‫أحدهما وإبما شلك يف األول منهملا‪ ،‬ملا هلو األول‪ ،‬هل هلو الحلدث أم أبله الطهلار ‪ ،‬فنقلول يكلون عللى‬
‫عكس األول منهما‪ ،‬يكون على عكس حالته األولى‪ ،‬أي قب يقينه باألمرين‪.‬‬
‫ث مس مصح ٍ‬
‫ف َو َص َالة َو َط َااف»‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َع َلى ُم ْحد َ ُّ ُ ْ َ‬

‫أي‪ :‬إن المحدث سواء كان حلدثا أصلغر أو أكلا يحلرم عليله ملس المصلحف لقلول اهلل ‪ { :‬ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ} [الواقعة‪ ،]79 :‬وهذا يحتم ا خبار عن الم ئكة ويحتم األملر وا بحلاء بلاألمر‪،‬‬
‫وبحمله على المعنيين‪ ،‬ويدل على الثاين ما جاء عند الةمذي من حديث أبر بكر بن حلم مرس أن النبلر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬وأَّل يمس الهرآن إَّل طاهر»‪ ،‬وحديث أبر بكر بن عمرو بن حلم أجمع العلماء عللى‬
‫إل صحيفة أبر بكر بن حلم‪ ،‬فكذلك هذا الحلديث فهلو‬ ‫العم به يف العقول؛ ألن العقول لم يرد فيها ب‬
‫يف معناه‪ ،‬وقد حكى جمع من أه العلم منهم الحيخ تقلر اللدين وغيلره ا جملاأ عللى العمل بالحلديث‬
‫على الك الحافعر عليه رحمة اهلل ومالك وغيرهم من األئمة حكوا التفاق عليه‪،‬‬ ‫المرس بحربه‪ ،‬وب‬
‫‪٦‬‬
‫‪71‬‬

‫حتى قي إبه لم يخالف يف الك إل بعه المتأخرين كما بقله الع ئر يف جامع المراسي ‪.‬‬

‫والمراد بالمصحف ك ما بيع معه‪ ،‬ولم يفرد‪ ،‬وبناء على الك فك ما كان متص به من جللد أو كلان‬
‫من متص به من ورق فإبه ملح بالمصحف‪ ،‬وأما ما كان منفص عنه يف البيع فإبه يكون منفصل عنله يف‬
‫الحكم‪ ،‬كالع قة والحائ إاا جعلت بينك وبينه حائ فإبه يكون حينمذ يًوز مسه بواسطته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص َالة َو َط َااف»‪.‬‬

‫يف حديث أبر هرير يف الصلحيحين أن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل يهبـٍ صـالة أحـدكم إذا‬ ‫الص‬
‫أحدث حتى يتاضأ»‪ ،‬وأما الطواف فألن النبر ‪ ‬قال يف حديث ابلن عبلاس «الطـااف بالبيـت‬
‫صالة» فدل على أبه يحةط لها الطهار ‪ ،‬وقال النبر ‪ .. ‬يحهد لذلك ما ثبت يف الصحي ملن‬
‫حللديث عائحللة أبلله قللال‪« :‬ا عــٍ مــا يقعــٍ الحــاج بيــر أَّل تطــايف»‪ ،‬ولللم يللك يف عائحللة إل الحللدث‪ ،‬وهللو‬
‫الحيه‪.‬‬

‫ُب َون َْح ِا ِه َذلِ َ‬


‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى ُجن ٍ‬

‫ألبه حدث أكا ومن باب أولى‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِق َرا َن ُة آي ِة ُق ْر ٍ‬
‫آن»‪.‬‬ ‫َ‬
‫والًنللع يحللرم عليلله أن يقللرأ آيللة قللرآن لمللا جللاء عللن علللر ‪ ‬وهللو جيللد بمًمللوأ برقلله أن النبللر‬
‫‪ ‬كان يقرئهم القرآن على شأبه كلله ملا للم يكلن جنبلا ♥‪ ،‬فلدلنا اللك عللى أبله‬
‫يحرم على الًنع أن يقرأ آية من القرآن‪.‬‬

‫وقول المصنف ‪ :‬آية من القرآن‪ ،‬يدلنا على أن المنهر آيلة كامللة فلأكثر‪ ،‬وأملا ملا كلان دون آيلة‬
‫فإبه يًوز قراءته‪ ،‬والمراد باآلية اآلية على أي عد من عد علماء ا قراء واألداء؛ ألن بعه أه العللم قلد‬

‫يعللدون اآليللة الواحللد آيتللين‪ ،‬كمللا يف الفاتحللة يف قللول اهلل ‪{ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ } [الفاتحة‪ ،]7 ،6 :‬فعدُّ الكوفيين أ ا آية واحلد ‪ ،‬وأملا علدُّ الملدبيين‬


‫والمكيين أ ا آيتان‪ ،‬فلذلك يحرم عليه حتى بعلها التلر هلر بعلد الملدبيين‪ ،‬وتعلملون أن مالكلا وأحملد‬
‫كابا يرجحان بريقة المدبيين يف القراء وعد اآلي‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫إان هذا ما يتعل بلالقراء يف اآليلة‪ ،‬اكلر الحليخ عل ء اللدين الملرداوي يف التنقلي أن اآليلة إاا كابلت‬
‫بويلة وتحتم معاين كآية المداينة فإن بعلها يأخذ حكم كلهلا‪ ،‬هلذا ملا اختلار صلاحع التنقلي ‪ ،‬وإن للم‬
‫يذكره المتأخرون‪.‬‬
‫ُ ٍد بِ َغيرِ و ُض ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُل ْبث ِ َم ْس ِ‬
‫ْ ُ‬

‫اللبث يف المسًد ل يًوز للًنع ول للحائه‪ ،‬وهذا مستقر عنلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم ألن‬
‫النبر ‪ ‬لملا قلال لعائحلة ‪ ‬بلاولينر الخملر قاللت‪ :‬إين حلائه‪ ،‬قلال‪« :‬إنهـا ليسـت بيـدك»‬
‫فمرت مرورا بالمسًد ‪ ‬وآتته الخمر ‪.‬‬

‫واهلل ‪ ‬يف كتابه ى عن أن يدخ المسًد الًنع { ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ} [النساء‪.]43 :‬‬

‫يستثنى من الك أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ما جاء يف كتلاب اهلل أن يكلون ملرورا لحاجلة‪ ،‬كملا ملر معنلا { ﮱ ﯓ ﯔ} [سلور‬
‫النساء‪. ]43:‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه يًوز للًنع خاصة على المحهور أن يدخ المسًد وأن يمكث فيله إاا توضلأ‪،‬‬
‫بالوضللوء‪ ،‬الوضللوء ل يرفللع الحللدث وإبمللا يخففلله‪ ،‬عنللدبا أشللياء تخفللف النًاسللة والحللدث‪ ،‬ول يرفللع‪،‬‬
‫تخفيف الحدث مث الوضوء عند األك وعند النوم وعنلد المكلث يف المسلًد‪ ،‬وسلأرجع لله‪ ،‬وتخفيلف‬
‫النًاسة أن المرء إاا كان يف ثوبله بًاسلة وللم يسلتطع إزالتهلا بالملاء لعلدم الملاء عنلده لفقلده الملاء‪ ،‬فإبله‬
‫يخففها بعود وبحوه يحكها حتى يذهع أغلبها هذا ملن بلاب التخفيلف‪ ،‬ل ملن بلاب الرفلع‪ ،‬حيلث أمكلن‬
‫التخفيف فإبه ُيصار إليه‪.‬‬

‫‪ ‬ما الدليٍ على أن الُنب إذا تاضأ جاز ل الم ث يف المسُد؟‬

‫بقول ما ثبت عن عطاء أبه قال‪ :‬أدركت عحر ملن أصلحاب النبلر ‪ ‬ينلامون يف المسلًد‬
‫الحرام وهم جنع إاا توضأوا‪ ،‬عحر ليس واحدا‪ ،‬عحر ‪ ،‬فكان هذا بمثابة ا جماأ الظلاهر بينهملا‪ ،‬لليس‬
‫إجماعا لكن بمثابة ا جماأ‪.‬‬

‫إان هذا يدلنا على أبه يًوز للًنع من غير كراهة أن يدخ المسًد وأن يمكث فيه إاا توضأ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪73‬‬

‫أما الحائه فإن فقهاءبا يقوللون الحلائه ل تمكلث يف المسلًد‪ ،‬لملااا؟ تعلليلهم قلديما قلالوا‪ :‬ألن‬
‫الحيه يلوث المسًد؛ ألبله مظنلة التلويلث‪ ،‬هلذا هلو تعلليلهم‪ ،‬وإل فلإن الفقهلاء يقوللون‪ :‬الحلدث ملن‬
‫الًنابة أشد من الحيه‪ ،‬هذه قاعد الفقهلاء‪ ،‬يقوللون‪ :‬الحلدث ملن الًنابلة أشلد ملن الحليه‪ ،‬الحليه‬
‫أخف‪ ،‬وبناء على الك فإبنا بقول يتغير الحكم بتغير الحال‪ ،‬أما وقد وجد من األسلباب التلر تمنلع وتلأمن‬
‫وصول دم الحيه إلى المسًد وتلويثه فإبه يًوز على قول فقهاءبلا أن تمكلث الحلائه يف المسلًد إاا‬
‫توضأت‪ ،‬كذا قاله بعه محايخنا‪ ،‬تخريًا على القاعد التر اكروها‪ ،‬بناء على القاعد التلر اكروهلا‪ ،‬ملا‬
‫دام القاعد كذلك وقد اختلف الحال بلاخت ف األملن وبحلن قلنلا المظنلة قبل قليل إاا كابلت ملن جهلة‬
‫الحارأ‪ ،‬وأما من المظنة إاا كابت من جهة الفقهاء واجتهادهم فإبه إاا أمنت هذه المظنلة فيًلع أن برجلع‬
‫لألص ‪.‬‬

‫ات َا ْلغ ُْس ٍِ َس ْب َعة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م ِ‬


‫اج َب ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن موجبات الغسل واكلر أ لا سلبعة‪ ،‬وهلذه تبلع فيهلا صلاحع المنتهلى‪ ،‬وكثيلر‬
‫منهم اكر أ ا ستة‪ ،‬وقد صوب كثير من العلماء أ ا ستة‪ ،‬وسأاكر لمااا؟ ألن األول والثاين أ ما واحد‪.‬‬

‫وج َا ْل َمن ِ ِ ِم ْن َمخْ َر ِج ِ بِ َل َّذ ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ه ُر ُ‬

‫قللال‪ :‬الموجللع األول مللن موجبللات األول هللو خللروج المنللر مللن مخرجلله بلللذ ‪ ،‬مخللرج المنللر هللو‬
‫الصلع‪ ،‬فإاا ابتق الماء ماء الرج أو ماء المرأ من الصلع هذا هو المخرج‪ ،‬إاا ابتق ملن هلذا المكلان‬
‫بلذ كما قال علر ‪ ‬فيما رواه الفلاكر وغيلره‪ :‬إاا فللخت فاغتسل ‪ ،‬وإن للم تفللخ فل اغتسلال‪ ،‬فلإاا‬
‫ابتق من محله بلذ ‪ ،‬أي قذفا بلذ ‪ ،‬فإبه حينمذ يكون موجبا للغسل سلواء خلرج أو للم يخلرج‪ ،‬سلواء منلع‬
‫بنفسه‪ ،‬أو لم يخرج وحده‪ ،‬فإبه حينمذ يكلون موجبلا للغسل ‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فلإن‬ ‫من خروجه الحخ‬
‫المرء إاا أحس بابتقال الماء من محله‪ ،‬الماء الذي هو أص خلقة اآلدملر‪ ،‬المنلر‪ ،‬إاا أحلس بابتقالله ملن‬
‫محله ولم يخرج ثم اغتس فقد ارتفع حدثه‪ ،‬فإن خرج بعد اللك بقلول إبله الخلارج هلذا ل يكلون موجبلا‬
‫للغس ‪ ،‬وإبما يكون موجبا للوضوء؛ ألبله حكمله حكمله اللودي؛ ألن اللودي ببيعتله ببيعلة منلر لكنله ل‬
‫يكون فلخا‪ ،‬وإبما يكون بعد الك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪74‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وانْتِ َها ُل ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ابتقاله من غير خروج‪ ،‬هذا اكرباه قب قلي ‪ ،‬بب ًعا المصنف هنا فرق بين الخروج وبين البتقلال‪،‬‬
‫فًع الخروج والخروج ناهر البلدن‪ ،‬أي خروجله ملن المحل ‪ ،‬والبتقلال هلو ابتقالله ملن الصللع قبل‬
‫الخروج‪ ،‬فًع المعنى فيهما ‪ ..‬فًعلهما اثنين‪ ،‬وقلد اعلةض بعله المتلأخرين عللى التفصلي بينهملا‪،‬‬
‫وقال إن الصواب هر بريقة صاحع المقنع ومن تبعه‪ ،‬كصلاحع ا قنلاأ‪ ،‬أن بًعل الخلروج والبتقلال‬
‫باقلا واحدا‪ ،‬فنقول هو خروج واحد‪ ،‬وهلو الخلروج ملن الصللع‪ ،‬أو ابتقالله ملن الصللع؛ ألن خروجله‬
‫ناهر البدن ل عا به‪ ،‬فالعا فخروجه ملن الصللع‪ ،‬هلذا محلى عليله بعله المححلين ملن المتلأخرين‪،‬‬
‫فرجحوا أن الصواب أبه واحد‪ ،‬والنتيًة واحد ل فرق‪ ،‬النتيًة واحلد هل هملا موجبلان أم أبله موجلع‬
‫واحد النتيًة واحد ‪ ،‬وإبما هر العا بدقة األلفاظ‪.‬‬

‫واعلللم أن مللن ميللل قللراء كتللع الفقهللاء كثيللرا أن يعتللاد المللرء علللى دقللة األلفللاظ‪ ،‬وعلللى محةزاهتللا؛‬
‫ولذلك فإ م يعنون عناية كبير يف األلفاظ بمفاهيمها ونواهرها‪ ،‬ول تعتا الظواهر لك كتلاب ملن كتلع‬
‫دائما ل يقولون نلاهر كل م فل ن‬
‫الفقهاء‪ ،‬ب تعتا الظواهر للكتع التر ُعرفت بالتحرير والدقة؛ ولذلك ً‬
‫بعينه‪ ،‬وإبملا يقوللون نلاهر كل م فل ن أو فل ن أو فل ن مملن ُعلرف بالدقلة‪ ،‬هلذا واحلد‪ ،‬أو نلاهر كل م‬
‫عمومهم فيقول ناهر الك م هكذا‪.‬‬

‫ت بِ َال َحائِ ٍٍ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َتغْيِيب ح َي َق ٍة ِ َ رجٍ َأو دبرٍ و َلا لِب ِهيم ٍة َأو مي ٍ‬
‫ْ ْ ُُ َ ْ َ َ ْ َِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬

‫إن تغييع الححفة يكون موجبا للوضلوء لقلول النبلر ‪« :‬إذا التهـى الختانـان هـد وجـب‬
‫الغسٍ»‪ ،‬ثم جهدها فقد وجع الغس ‪ ،‬فدل الك على أن التقاء الختابين وهو تغييلع الححلفة‪ ،‬وقلد تلرك‬
‫الفقهاء العبار التر يف الحديث التر هر من الكنايات‪ ،‬التقاء الختابين وابتقلوا لعبار أخرى وهلر تغييلع‬
‫الححفة من باب التوضي ‪ ،‬والمراد بالححفة هو رأس الذكر الذي يكون تحلت المحل اللذي يقطلع عنلد‬
‫الححفة‪ ،‬الححفة هر التر تقطع‪ ،‬فما كان تحتها هو الححفة‪ ،‬هو يسمى الححلفة‪ ،‬أي محل الححلفة التلر‬
‫تقطع‪ ،‬إاا قيدت هذه فإبه تكون موجبة للغس ‪.‬‬

‫ابظر معر‪ :‬وأما التقاء الختابين م مسة من غير تغييع فإن الفقهاء يقولون تكلون باقللة للوضلوء ول‬
‫تكون موجبة للغس ‪ ،‬لم تكون باقلة للوضوء‪ ،‬قالوا هذا كل م فقهاءبلا‪ ،‬قلالوا‪ :‬ألبله إاا كلان ملس العلور‬
‫‪٦‬‬
‫‪75‬‬

‫بالكف ببابنها وناهرها باقلا فمسها باآللة يكون أولى‪ ،‬وهذا من باب القياس األوللوي‪ ،‬وهلذا أنهلر يف‬
‫القياس‪ ،‬وهذا الذي محى عليه الفقهاء‪.‬‬

‫إان م قا الختابين إاا كان من غير تغييع فإبه باقه للوضوء وإن كان فيه تغييع الححلفة أو قلدرها‬
‫من أقطع فإبه حينمذ يكون موجبا للغس ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْس َال ُم كَا ِرٍ»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬وإس م الكافر»؛ ألن النبر ‪« :‬ألق عنب َعرة ال قر وابتسٍ»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْات»‪.‬‬

‫وهذا تعبدي فيًع غسله؛ ألن النبر ‪ ‬قلال‪« :‬حـق المسـلم علـى المسـلم سـت»‪ ،‬واكلر‬
‫منها تغسيله‪.‬‬

‫‪َ ،‬ونِ َقاس»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ْي‬

‫أي‪ :‬وخروج الحيه وخروج دم النفاس‪ ،‬كما عا به بعه المتأخرين كالحيخ مرعر‪ ،‬أل م يفرقون‬
‫بين الحيه والنفاس يف إيًاب الغس ‪ ،‬فالمحلهور عنلدهم أن ا حسلاس بابتقلال دم الحليه ملن محلله‬
‫موجع للغس ‪ ،‬وأما النفاس ف يًع الغس إل برهية الدم‪.‬‬

‫إان عندهم هذان األمران‪ :‬ا حساس بالبتقال يكلون موجبلا للغسل ولكلن يكلون معلقلا بب ًعلا عللى‬
‫الخروج‪ ،‬ل ُبد بعد اللك ملن الخلروج والرهيلة؛ ألن المنلر هنلاك اللدف وهلو الللذ ‪ ،‬هنلا ل يوجلد دفل ‪،‬‬
‫فيكون معلقا لكن يبتد ا يًاب من حين البتقال‪.‬‬

‫وأما النفاس ف بد من رهية الدم؛ ولذلك فإن النفاس العاري عن الدم ل يكون موجبا للغس ‪.‬‬
‫ان ََّل اِ ْحتِ َال َم ِ ِ‬
‫يه َما»‪.‬‬ ‫ُان‪ ،‬وإِبْم ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ل ُُ ُم َعة‪َ ،‬وعيد‪َ ،‬وك ُُساف‪َ ،‬و ْاست ْس َهان َو ُجن ٍ َ َ‬
‫يقول يسن الغتسال لهذه األمور وآكدها الًمعة؛ ألبه قد جاء عن النبر ‪ ‬أبه قلال‪« :‬مـن‬
‫بسٍ وابتسٍ وميى ولم يركب كان ل ب ٍ هطاة يخطاها أجـر سـنة صـيامها وقيامهـا»‪ ،‬وقلد جلاء علن‬
‫ا مام أحمد أبه صوب التحلديد فيهلا‪ ،‬لكلر تحمل عللى معنيلين‪ ،‬قلال‪ :‬لكلر تحمل عللى التأسليس دون‬
‫التأكيد‪ ،‬فتكون من غس واغتس ‪ ،‬أي غس رأسه وغس جسمه‪ ،‬وللفقهاء ك م يف معنى هذا الحديث‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫قال‪« :‬وعيد»؛ ألن العيد مقلاس عللى الًمعلة‪ ،‬كملا جلاء يف حلديث ابلن عبلاس صللى كالًمعلة‪ ،‬أي‬
‫العيد كالًمعة‪ ،‬أو خطع خطبتين كالًمعلة‪ ،‬هلذا حلديث ابلن عبلاس‪ ،‬فلدل عللى أبله يأخلذ بعله‬ ‫ص‬
‫أحكامه‪.‬‬

‫والكسوف والستسقاء أل ا عباد ل تتكرر إل قلي ‪ ،‬فناسع أن يغتس لها‪.‬‬

‫قال‪« :‬وجنون وإغماء»؛ ألن النبر ‪ ‬اغتس لها لما أغمر عليه‪ ،‬والًنون من باب أولى‪.‬‬

‫قال‪« :‬ل احت م فيهما»؛ ألبه لو كان فيهما احت م فإبه يًع الغتسال‪.‬‬

‫اض ٍة لِ ٍُِ َص َال ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاستِ َح َ‬

‫منللدوب وللليس بواجللع؛ ألبلله ل يصلل رفعلله للنبللر‬ ‫الغتسللال للمللرأ المستحاضللة لكلل صلل‬
‫‪ ‬ألبه اختلف عن اللهري يف صحته والصواب أبه ليس ملن قلول النبلر ‪ ‬وإبملا‬
‫مدرج من بعه الروا وهو محمد بن شهاب اللهري‪ ،‬وإبما استحع ألن المرأ المستحاضلة ‪ ‬كابلت‬
‫كملا يف الصلحي ‪ ،‬كلان تغتسل‬ ‫تفعله اجتهادا منها‪ ،‬التر أمرها النبر ‪ ‬بأن تتوضأ لكل صل‬
‫اجتهادا منها‪ ،‬وأقرها النبر ‪ ‬على هذا فكان بدبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْح َرا ٍم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ويستحع الغتسال عند ا حرام كما فع النبر ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُد ُه ِ‬
‫ال َم َّ َة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬عند دخوله لمكة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح َر ِم َها»‪.‬‬

‫بب ًعا هذا حينما كان حرم مكة غير مكة‪ ،‬وأما اآلن فإن مكة قد جاوزت الحرم‪ ،‬وبناء على الك فإ ملا‬
‫يتداخ ن‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وو ُق ٍ‬
‫اف بِ َع َر َ َة»‪.‬‬ ‫َ ُ‬

‫أي‪ :‬قب الوقوف بعرفة‪ ،‬بعد ا حرام يغتس يف يوم عرفة‪ ،‬سأاكر الدلي عندما بنتهر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪77‬‬

‫اف ِز َي َار ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َطا ِ‬
‫َ َ‬

‫أي‪ :‬عند اهابه للطواف للليار ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو َدا ٍع»‪.‬‬

‫أي‪ :‬قب خروجه من مكة‪.‬‬

‫يت بِ ُم ْز َدلِ َق َة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومبِ ٍ‬
‫ََ‬
‫كذلك‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جمار»‪.‬‬ ‫ور ْم ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫قالوا‪ :‬ألبه قلد ثبلت الغتسلال لكل فعل الحلج‪ ،‬فيسلتحع ألبعاضله‪ ،‬وهلذه القاعلد أن ملا اسلتحع‬
‫لكله‪ ..‬أو ما أخذ الحكلم لكل أفعلال الحلج يأخلذ بأبعاضله لهلا بلرد‪ ،‬حتلى بردهلا بعله المتلأخرين يف‬
‫مسألة‪ ،‬وأفتى ا بعه محايخنا عليه رحمة اهلل ولكن رفلها بعه المحايخ وغلبوا عليله‪ ،‬وهلر مسلألة‬
‫أبه كما يًوز التوكيل يف كل الحلج‪ ،‬فيًلوز التوكيل يف بعلله‪ ،‬فيًلوز التوكيل يف بعله أركابله‪ ،‬وهلذه‬
‫أوردها بعه المتأخرين أنن الحيخ ابن قايد أو بسليت ملن أوردهلا ملن المتلأخرين فيملا أنلن‪ ،‬أننله ابلن‬
‫قايد‪.‬‬

‫لكن هذه القاعد عندهم مطرد أن ما ثبت يف ك الحج فإبه يًل يف أبعاضه كالتوكي وهكذا‪.‬‬

‫اس‪ََّ ،‬ل َجنَا َب ٍة إِ َذا َر َّو ْت ُأ ُصا َل ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتنْ ُه ُ َا ْل َم ْر َأ ُة ََ ْع َر َها لِ َح ْي ٍ َونِ َق ٍ‬

‫أي‪ :‬ويًع للمرأ أن تنقه شعرها للحيه وللنفلاس‪ ،‬ل للًنابلة لحلديث أم سللمة ‪ ،‬والمعنلى‬
‫قالوا ألن الحيه والنفاس ل يتكرر يف الحهر عاد إل مر ‪ ،‬وأما الًنابة فتكرر كثيرا ففر الك محقة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َجنَا َب ٍة إِ َذا َر َّو ْت ُأ ُصا َل ُ»‪.‬‬

‫أريد أن أقف ملع هلذه الًمللة قللي ؛ أل لا مهملة‪ ،‬فإ لا تتعلل بالرجل والملرأ سلواء‪ ،‬بحلن تكلمنلا‬
‫باألمس عن الحعور يف الوضوء‪ ،‬وقلنا إ ا بوعان‪ ،‬شعور تمس ‪ ،‬وشعور تغس ‪.‬‬

‫اليوم حديثنا يتعل بالحعر فيما يتعلل يف الًنابلة‪ ،‬شلعر اللرأس يف الوضلوء يمسل ‪ ،‬وشلعر اللرأس يف‬
‫‪78‬‬

‫الًنابة يغس ‪ ،‬الواجع ابظر معر‪ :‬الواجلع يف غسل شلعر اللرأس يف الًنابلة غسل نلاهره وبابنله‪ ،‬قلنلا‬
‫باألمس الواجع يف غس شعر اللحية غسل ملااا؟ غسل نلاهره فقلط‪ ،‬والواجلع يف مسل اللرأس مسل‬
‫ناهره فقط؛ لكن يف الًنابة يًع غس ناهره وبابنه معا‪.‬‬

‫قلنا يف الوضوء ل ُيحرأ وأما يف الًنابلة فيسلتحع إيصلال الملاء إللى البحلر ‪ ،‬يسلتحع؛ وللذلك كلان‬
‫النبر ‪ ‬يروي أصوله‪ ،‬وأما حديث تحت ك شلعر أو شلعر جنابلة فهلذا حلديث منكلر‪ ،‬إان‬
‫فرق بين الظاهر والبابن واألصول عفوا والبحر وأصله‪.‬‬

‫إان قول المصنف إاا روت أصوله المراد به ناهره وبابنه‪ ،‬كملا جلاء يف الكتلع األخلرى الواضلحة‪،‬‬
‫وأما البحر ف يللم إيصال الماء إليها؛ لكن الحعر كام يغس ناهره وبابنه‪.‬‬

‫خفف عن المرأ إاا كان لها شعر له ضلفائر فإبله ل يللمهلا بقله هلذه الللفير ‪ ،‬فإ لا تغسل الظلاهر‬
‫دون البابن يف اللفير فقط من باب التخفيف‪ ،‬من باب التخفيف يف الًنابة‪.‬‬

‫ببعا للفائد فقهاهبا يذكرون كما اكر الك ابن رجع وغيره أن غس الًنابة يخلالف غسل الحليه‬
‫يف أربعة أحكام‪ ،‬أوردها ابن رجع يف فت الباري‪ ،‬تراجع هناك للي الوقت‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ت ََا ُّضؤ بِ ُمدٍّ ‪َ ،‬وا ْبتِ َسال بِ َصا ٍع»‪.‬‬

‫كما كان النبر ‪ ‬يفعله كما يف حديث جابر وغيره‪ ،‬والمد هو مل ء الكفلين‪ ،‬والصلاأ قيل‬
‫إبه صلاأ النبلر ‪ ‬وهلو أربلع أملداد‪ ،‬صلاأ الطعلام‪ ،‬وقيل إبله صلاأ آخلر يسلع خمسلة أملداد‪،‬‬
‫والمحهور أن المراد بالصاأ واحد يف ك أبواب الفقه‪ ،‬فيكون أربعة أمداد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه إِ ْس َراف»‪.‬‬

‫لما جاء عند ابلن ماجلة ملن حلديث عبلد اهلل بلن عملرو بلن العلاص أن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل‬
‫تسرف ولا كنت على نهر جار»‪ ،‬وهذا الحديث وإن كان يف إسناده مقال إل أن أهل العللم عليله؛ وللذلك‬
‫قال البخاري‪ :‬كره أه العلم ا سراف يف الوضوء‪ ،‬وهذا بمثابة ا جماأ‪ ،‬ب هو إجماأ قطعا‪.‬‬

‫ث َو َأ ْط َل َق اِ ْر َت َق َعا»‪.‬‬
‫إن نَاى بالغُس ٍِ ر ْ ع َا ْلحدَ َثي ِن َأو َا ْلحدَ ِ‬
‫ْ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْ َ‬

‫يقول الحيخ إن المرء إاا اغتس غس الًنابة‪ ،‬وبوى رفع الحدثين‪ ،‬أي األصغر واألكلا معلا‪ ،‬فإ ملا‬
‫‪٦‬‬
‫‪79‬‬

‫يرتفعان‪ ،‬فتتداخ األفعال أي أفعال الوضوء مع أفعال الغس ‪ ،‬ويسلقط الةتيلع والملوال ؛ ألن األصلغر‬
‫يدخ يف األكا بحرط‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن ينوي الحدثين معا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن ينوي الحدث‪ ،‬ملا معنلى ينلوي الحلدث؟ يعنلر ينلوي رفلع الحلدث ويطلل ‪ ،‬للم‬
‫يحدد ل األصغر ول األكا‪ ،‬فإبه حينمذ يرتفع عنه الحدثان؛ ألن الحدث يحم األصغر واألكا معا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثـة‪ :‬أن ينلوي بالغتسلال اسلتباحة ملا ل يسلتباال إل برفلع الحلدثين‪ ،‬كملس المصلحف‬
‫مث ‪ ،‬ومث الص ‪ ،‬فلإاا بلوى اسلتباحة ملا ل يسلتباال إل برفلع الحلدثين‪ ،‬فإبله يرتفلع الحلدثان معلا‪ ،‬هلذه‬
‫الصور أوردها المصنف‪.‬‬

‫مفهوم ك م المصنف أبه إاا عمم جسده بالماء‪ ،‬وبوى به رفع الحدث األصغر فقلط للم يرتفلع حدثله‬
‫األكا‪ ،‬وهذه واضحة‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬إاا عمم جسده بالماء وبوى الحدث األكا فقط دون الحدث األصغر‪ ،‬فإبه يرتفع‬
‫األكا دون الحدث األصغر‪.‬‬

‫يقلول أبلوي‬ ‫لكن ابتبهوا معر يقول العلملاء‪ :‬وهلذه الصلور بلادر بل ل تكلاد توجلد‪ ،‬بلادرا شلخ‬
‫الحدث األكا دون الحدث األصغر‪ ،‬يعنر ينفر الحدث األصغر‪ ،‬بادر هذه الصلور ‪ ،‬ففلر الغاللع أبله ل‬
‫يوجد‪.‬‬

‫لكن يًع أن بفرق بين هذه وبين الغتسال المندوب‪ ،‬الغتسال المندوب يختلف‪ ،‬كغسل الًمعلة‬
‫والغتسال من ا غماء وبحوه‪ ،‬أو المباال‪ ،‬أو للنظافة‪ ،‬الغتسال المندوب ل يرفع الحدث إل بحربين‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬بية رفع الحدث األصغر أو الستباحة‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬ل ُبد من جريات األربع‪ ،‬ل ُبد من أربع جريات‪ ،‬إما على سبي البفصلال‪ ،‬أو عللى‬
‫سبي التتبع‪ ،‬واكرت باألمس قاعد التتبع ه تأخذ حكم البفصال أم ل‪.‬‬

‫ُب ب َْس ٍُ َ ْر ِج ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن لِ ُُن ٍ‬

‫يسن له غس فرجه أي قب الغتسال من الًنابة‪ ،‬ويقصد بغس الفرج أي غس الطاهر الذي يخلرج‬
‫‪80‬‬

‫منه وهو ماء الرج وماء المرأ ‪.‬‬

‫ب َون َْامٍ‪َ ،‬و ُم َع َاو َد ِة َو ْط ٍن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُا ُضا ُن َْلَك ٍٍْ َو َُ ْر ٍ‬

‫وهللذا الوضللوء كمللا تقللدم معنللا أبلله مسللتحع لمللا جللاء مللن حللديث عائحللة ‪ ‬وغيرهللا أن النبللر‬
‫‪ ‬أمر من أراد أن يأك أو يحرب وكلان جنبلا أن يتوضلأ‪ ،‬وهلذا الوضلوء يخفلف الحلدث ول‬
‫يرفعه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلغ ُْس ٍُ َل َها َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬

‫بعم ول شك‪.‬‬
‫ُب بِ َال و ُض ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه نَا ُم ُجن ٍ‬
‫ُ‬

‫ولنهر النبر ‪ ‬عن الك‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)3‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )3‬اية المًلس الثالث‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪81‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫س َأ ْو َب ْيرِ ِه»‪.‬‬
‫ار ُم َباحٍ َل ُ ُب َبار إِ َذا ُع ِد َم َا ْل َما ُن لِ َح ْب ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬ي ِص ُّح َال َّت َي ُّم ُم بِت َُر ٍ‬
‫اب َط ُه ٍ‬

‫يف هذا الفص أتى بذكر أحكام التيمم‪ ،‬وهى إحدى وسائ التطهر ملن الحلدث‪ ،‬وكلذلك هلر بريل‬
‫إلى التطهر الحكمر من الخبث كما سيأا بعد قلي ‪.‬‬

‫قال يص التيمم بالةاب مباال‪ ،‬علا المصلنف بيصل إشلار إللى الحكلم الوضلعر وهلو الصلحة‪ ،‬إا‬
‫الًواز حكم تكليفر‪ ،‬والصحة هر الحكم الوضعر‪ ،‬وأتى به المصنف لبيلان أبله ل يصل التليمم يف رفلع‬
‫حكما‪ ،‬فلما ُرتلع صلحة الفعل عللى شلرط‬
‫ً‬ ‫الحدث‪ ،‬ول يف إزالة الخبث‪ ،‬إل إاا ُعدم الماء‪ ،‬إما حقيقة أو‬
‫دل على صحته وهو الحكم الوضعر‪.‬‬

‫قال‪« :‬يص التيمم بةاب بهور مباال له غبار»‪ ،‬أما كوبه بهورا فألن النًس ليس باهرا يف بفسله فل‬
‫يطهر غيره هذا واض ‪ ،‬وأما كوبه مباال فألن المغصوب والمحرم منهر عنله‪ ،‬والقاعلد عنلدبا أن المحلرم‬
‫ل يبي ‪.‬‬

‫وأملللا شلللرط كلللون أن لللله غبلللارا فلللألن اهلل ‪ ‬قلللال‪ { :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬

‫ﭿ ﮀﮁ} [المائد ‪ ،]6 :‬فهذه اآلية من كتاب اهلل ‪ ‬دلتنا على شربين يف المتيمم به‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون صعيدً ا أي صاعدا على األرض‪ ،‬وأن يكون منله شلرء يصل إللى الوجله‪،‬‬
‫ثم بظر الفقهاء رحمهم اهلل تعالى فلم يًدوا شيما يصدق عليه هذا الوصلفين أن يكلون صلعيدا أي صلاعدا‬
‫على وجه األرض متولدا منها‪ ،‬وأن يكون منه شلرء ينتقل إللى الوجله والكفلين‪ ،‬فللم يًلدوا شليما ينطبل‬
‫عليه هذان الحربان إل الةاب وحده‪ ،‬وبناء على الك فإ م قالوا يص بالةاب دون ما عداه‪.‬‬

‫وذلب أن المتيمم علي أربع درجات‪:‬‬

‫‪ ‬الدرجة اْلول‪ :‬أن يكون صعيدا على األرض‪ ،‬له غبار‪ ،‬فهذا يص التيمم به باتفاق‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫‪ ‬الدرجة الثانية‪ :‬أن يكون هذا الصعيد منقول بمعنى أن ينق الةاب على إباء وبحوه ثلم بعلد اللك‬
‫أيلا؛ ألن النبر ‪ ‬ضرب على جدار فتيمم عليه‪ ،‬فكان الةاب قلد‬
‫ً‬ ‫فهذا يص‬ ‫يتيمم الحخ‬
‫عليله‬ ‫ابتق من األرض إلى الك الًدار‪ ،‬وعلى الك فإن أه العلم قالوا‪ :‬ويص بق الةاب للتيمم ب‬
‫أحمد قال ويعًبنر الك بدل من أن ل يتيمم فإبه ينق معه الةاب‪.‬‬

‫‪ ‬الدرجة الثالثة‪ :‬أن يكون هلذا المتليمم صلعيدا لكلن ل يوجلد منله شلرء ينتقل إللى وجله المتليمم‬
‫ويديه وهذا هو الرم ‪ ،‬والفقهاء ‪ ‬يف المحهور يقوللون‪ :‬ل يصل التليمم بله؛ ألن اهلل ‪ ‬أشلةط‬
‫أن يكون منه شرء ينتق إلى الوجه والكفين وليس الرم كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬الدرجة الرابعة‪ :‬أن ل يكون صعيدا‪ ،‬وأن ل يكون منه شرء ينتق من بلاب أول فهلذا باتفلاق أهل‬
‫العلم‪ ،‬يف الًملة ل يص التيمم عليه كهذا الخحع ولو كان على األرض فإبه ل يص التيمم به‪.‬‬

‫قال‪ :‬إاا عدم الماء لحبس أو غيره أي عدم عد ًما حقيق ًيا أو عدم حكم ًيا بأن يكون المرء محبوسا ‪.‬‬

‫ال َأ ْو َب ْيرِ ِه َما»‪.‬‬


‫يف بِاستِ ْعمالِ ِ ‪َ ،‬أ ْو َط َلبِ ِ َضرر بِ َبدَ ٍن َأ ْو م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ه َ ْ َ‬
‫قللال‪ :‬أو خيللف باسللتعماله أو بلبلله ضللرر‪ ،‬وهللذا الخللوف ل ُبللد أن يكللون خو ًفللا محققللا وللليس خوفللا‬
‫مظنوبا‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون خوفا محققا‪.‬‬

‫قال‪ :‬باستعماله أي باستعمال الماء أو بلبه ضلرر يف بدبله أو مالله‪ ،‬أو غيرهملا أي يف غيلر مالله وبدبله‪،‬‬
‫كاللرر الذي يكون على أهله‪ ،‬وحرمه‪ ،‬أو كاللرر الذي يكون عللى رفقتله بلأن يتلأخر ويكلون هلو قائلدا‬
‫للرفقة‪.‬‬

‫اس ٍـة َع َلـى َب ْيـرِ َبـدَ ٍن إِ َذ ا َد َه َـٍ َو ْق ُ‬


‫ـت َ ْـر ٍ‬
‫ض‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْق َع ٍُ َع ْن ك ٍُِ َما ُي ْق َع ٍُ بِا ْل َمان س َـاى ن ََُ َ‬
‫َو ُأبِ ُ‬
‫يح َب ْي ُر ُه»‪.‬‬

‫يقول‪« :‬ويفع عن ك ما يفع بالماء»‪ ،‬بمعنى أن من تيمم فإبه يفع به كما لو توضأ بالماء‪.‬‬

‫قال‪« :‬سوى بًاسة على غير بدن»‪ ،‬إاا دخ وقت فرض‪ ،‬وأبي غيره‪ ،‬يعنلى إل النًاسلة إاا كابلت‪..‬‬
‫فإن النًاسة بوعان عندهم النًاسة التر تكون على البدن إاا لم يستطع إزالتها بالماء إما لعدمله الملاء‪ ،‬أو‬
‫للرر استعمال الملاء يف تطهيلر النًاسلة التلر تكلون عللى بدبله‪ ،‬فإبله يتليمم عنهلا فتكلون بمثابلة التطهيلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪83‬‬

‫الحكمر‪ ،‬جاء الك عن بعه التابعين وبعه الصحابة‪.‬‬

‫وأما إاا كابت النًاسة على غير البدن كأن تكون النًاسة على الثوب‪ ،‬ول يستطيع غس هذا الثلوب‬
‫فإبه ل يتيمم زالة النًاسة التر تكون على الثوب؛ ألن التطهير إبما هو خاص ببدن اآلدملر‪ ،‬إملا لحدثله‬
‫أو لخبثه‪.‬‬

‫إان عندبا النًاسة بوعان إما إن تكون بًاسة على البدن يف المح الخارج ملن السلبيلين أو متعديلة‪،‬‬
‫وإما أن تكون النًاسة على ثوب أو بقعة‪ ،‬فاألولى إاا لم يستطع المرء إزالتها بالماء لعًلل أو ملرض فإبله‬
‫حكما‪ :‬مثاله المريه عندما تقع النًاسلة عللى بدبله ول يسلتطيع إزالتهلا لعلدم‬
‫ً‬ ‫يتيمم زالة هذه النًاسة‬
‫قدرته على الحركة‪ ،‬فنقول تيمم زالة النًاسلة‪ ،‬كلذا بُقل عللى بعله التلابعين رضلوان اهلل علليهم وهلو‬
‫األص يف هذه المسألة‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إن تكون النًاسة على الثوب المريه على ثوبه بًاسة أو يف بقعة مص ه بًاسلة‪،‬‬
‫المريه أو المقيد‪ ،‬فنقول إن هذه النًاسة ل ُيتيمم لها وإبما يصلر على حاله‪.‬‬

‫وقد اختلفوا يف ما إاا كابت سة المصللى بًسلة فهل يصللى عريابلا؟ أم يصللى بثلوب بًلس؟ هلذا‬
‫الذي يسميه أه العلم بدرجات األحكام فأي األمرين أولى سة العور أم إزالة النًاسة؟ والمعتمد عنلد‬
‫الفقهاء أن سة العور أولى فيصلر بسة بًسة أولى من أن يصلى عريابا‪.‬‬

‫قال‪ :‬إاا دخ وقت فرض وأبي غيره‪ ،‬يقلول إن التليمم ل يحلرأ ول يصل إل إاا دخل وقلت صل‬
‫الفريلة التر أراد أن يتيمم لها‪ ،‬والدلي على الك ملا ثبلت ملن حلديث أبلس ‪ ‬أن النبلر ‪‬‬
‫قال‪« :‬إذا أدركت رجٍ من أمت الصالة ِن عنده مسُده وطهاره»‪« ،‬إذا أدركت» وإاا شربية‪ ،‬فدل عللى‬
‫أن وجود جوا ا إبما يكون عند وجود الحرط‪ ،‬ف يتيمم الملرء إل إاا أدركتله الصل ‪ ،‬هلذا معنلى قلولهم‬
‫إاا دخ وقت فرض‪.‬‬

‫الللحى فل يصل لله أن يتليمم‬ ‫قال‪ :‬أو أبي غيره‪ ،‬أي أو أبيحه النافلة فلو أراد المرء أن يتنف لص‬
‫لها قب ارتفاأ الحمس قيد رم ب يتيمم بعد ارتفاعها أل ا مبيحه والمبي إبما يتقدر بقدره وإاا وجد ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪84‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َو َجدَ َمان ََّل َي ِْق َط َه َار َت ُ اِ ْس َت ْع َم َل ُ ُث َّم َت َي َّم َم»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن وجد ماء ل يكفى بهارته» بأن كان الماء قلي ‪ ،‬ل يكفى بهارته من الحدث بالغتسلال أو‬
‫بالوضوء‪ ،‬أو ل يكفر بهارته زالة النًاسة بالكلية‪ .‬استعمله يف إزالة بعه النًاسة أو اسلتعمله يف رفلع‬
‫حدث بعه أعلاء الوضوء‪ ،‬ثم تيمم بعد الك؛ ألن ك علو من أعلاء الوضلوء ‪-‬كملا سلب معنلا‪ -‬لله‬
‫حكم مستق عن باقر األعلاء فهو يتلبعه عللى سلبي البفلراد‪ ،‬ولكنله رفلع الحلدث الكللر ل ُبلد ملن‬
‫جميعه‪ ،‬وتقدم يف الدرس الماضر ‪.‬‬
‫ان ويغ ِْس ٍُ َا ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح»‪.‬‬
‫لصح َ‬‫َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي َت َي َّم ُم ل ْل ُُ ْرحِ عنْدَ ب َْسل ‪ ،‬إِ ْن َل ْم ُي ْم ُن َم ْس ُح ُ بِا ْل َم َ َ‬
‫أي‪ :‬إاا كان المرء له جرال وكان هذا الًرال يلره الماء‪ ،‬فإاا جاء مح غس هلذا الًلرال اللذي أراد‬
‫أن يغسله فإبه يتيمم عنه ول يغسله؛ ألن يف غسله إضرارا بنفسه فحين إان يتيمم عنه‪.‬‬

‫قب أن بنتق لقوله إن لم يمكنه مسحه بالماء‪ ،‬أبظر معلر إاا كلان الًلرال مسلتوعع العللو كلله كلأن‬
‫تكون اليد كلها فيها الًرال فإبه يتوضأ فلإاا وصل إللى هلذا العللو تليمم عنلده‪ ،‬تليمم عنلد هلذا العللو؛‬
‫لوجوب الةتيع بين األعلاء سواء كان غس لًميعها أو غس لًميعها وتيمم لبعلها‪.‬‬

‫وإن كان الًرال يف بعه العلو كأن يكون يف أول اليد أو يف وسطها فإبله يًلع عليله غسل اللذي ل‬
‫يلره الماء ويةك المكان الذي يلره الماء فيتيمم له‪ ،‬ومتى يتيمم له؟ يًوز أن يتيمم قبل غسل المكلان‬
‫المغسول من هذا العلو ويًوز له أن يتيمم بعده؛ ألن هذا العلو حكم واحد ف يكون فيه الةتيلع بلين‬
‫أجلائه‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن مل ميكن مسحه باملاء‪ ،‬هذه اجلملة حتتمل احتمالني‪:‬‬


‫‪ ‬اَّلحتمال اْلول‪ :‬إاا لم يمكن مس الًرال إاا غطر بًبير بالماء‪ ،‬وهذا معنى صحي ‪ ،‬فلإن كلان‬
‫يمكن مسحه إاا غطر بًبير بالماء فإبه حينمذ يللم مسحه ول يًل التيمم عنه‪.‬‬

‫‪ ‬اَّلحتمال الثاين‪ :‬إاا كان الًرال مكحو ًفا ل جبير عليه‪ ،‬وهذه مث مااا؟ بعه الناس قد يكون لله‬
‫جرال وعلى الًرال أدهان‪ ،‬فإاا استخدم الماء ضره‪ ،‬وليس عللى الًلرال جبيلر ‪ ،‬لكنله يسلتطيع أن يمسل‬
‫الًرال مسحا‪ ،‬فظاهر ك م المصنف أبه يًوز المس على الًلرال ويكلون مًلل علن التليمم وللو كلان‬
‫مكحوفا‪ ،‬واضحة المسألة‪ ،‬وهذا هو اختيار الحيخ تقر الدين خ فا لما محى عليه كثير من المتأخرين‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪85‬‬

‫إذن الُرح ل ثالث حاَّلت‪:‬‬

‫إمللا أن يمكللن غس ل فيًللع غسللله‪ ،‬وإمللا إن ل يمكللن غسللله ويكللون مكحللو ًفا فنقللول يغس ل أبرافلله‬
‫ويمس الًرال‪ ،‬فإن أمكن تغطيته بًبير ومس الًبير فتمس الًبير ‪ ،‬فإن أمكن مسلحه فقلط ملن غيلر‬
‫غس فهذه فيها قولن‪ ،‬اكرت لك قب قلي ‪ ،‬والذي ناهر ك م المصنف هو اختيار الحيخ تقر الدين‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويغس الصحي وتقدم الك‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َط َلب َا ْلم ِ‬
‫ان ََ ْرط»‪.‬‬ ‫َ ُ َ‬
‫فيطلع الماء فيما قرب منه عاد يًع عليه أن يطلبه يف القريع دون البعيد فإبه ليس ب زم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ن َِس َ ُقدْ َر َت ُ َع َل ْي ِ َو َت َي َّم َم َأ َعا َد»‪.‬‬

‫هذه المسألة‪ :‬صورهتا أن امرأ كان قادرا على الماء يف قرب منه‪ ،‬وبسر أبه قادر عللى الملاء فتليمم‪ ،‬ثلم‬
‫أتللم صل ته إلللى منتهاهللا فحينللذاك تللذكر بعللد البتهللاء أبلله بًاببلله المللاء‪ ،‬فهل يللملله ا عللاد أم ل؟ اكللر‬
‫المصنف أبه يعيد‪.‬‬

‫ولكر بفهم هذه الصور أريد أن تفهم جميع الصلور كامللة ثلم برجلع إللى هلذه الصلور بلدليلها بعلد‬
‫قلي ‪:‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى عندنا‪ :‬من وجد الماء يف أثناء ص ته‪ ،‬من تيمم ثم وجد الماء يف أثناء ص ته‪ ،‬فإبنلا‬
‫بقول‪ :‬يًع عليه أن يتوضأ وأن يصلى بالماء سواء كلان باسل ًيا أو جلاه ً أو غيلر بلاس ول جاهل لوجلود‬
‫الماء‪ .‬هذه الحالة األولى‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أن ل يًد الماء إل بعد ابتهائه من الص ‪.‬‬

‫فنقول لها ث ث حالت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلول‪ :‬أن يكون الماء وجد‪ ،‬كان مفقود ثم وجد فهذه تص ص ته‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الماء موجودا لكنه جاه لوجوده بقربه‪ ،‬ل يعللم بوجلوده بقربله‪ ،‬فنقلول‬
‫تص ص ته كذلك‪ ،‬لمااا؟ ألن الًه يًع الموجود معدوما ول يًع المعدوم موجودا‪.‬‬

‫وأما إاا بسيه فقالوا‪ :‬يعنر كان عالم بوجوده وبسلر أبله كلان موجلود بقربلة ثلم لملا ابفتل ملن صل ته‬
‫‪86‬‬

‫تذكره وجوده‪ ،‬فالفقهاء يقولون‪ :‬هنا يعيد فقط‪ ،‬إان متى يعيد فيما إن ابفت إاا كان عن بسيان‪.‬‬

‫لمااا فرقوا بلين النسليان والًهل ؟ هلذه ملن الصلور القليللة التلر يفرقلون فيهلا بلين الحكلم النسليان‬
‫فدائما إاا فرقوا بين النسيان والًه فعذروا بالًه دون النسليان‬
‫ً‬ ‫والًه ‪ ،‬قالوا‪ :‬لوجود معنى التقصير‪،‬‬
‫قالوا لوجود التقصير يف بحثه عن النسيان؛ ألن ا بسان مأمور قب التيمم أن يبحث بقربه وأن يطلع الملاء‬
‫ولو كان بحثه تاما لوجده‪ ،‬فدل على أبله مقصلر يف الطللع؛ وللذلك للم يعلذر بالنسليان وإن كلان قلد علذر‬
‫بالًه ‪.‬‬

‫وض ُ ‪َ :‬م ْس ُح َو ْج ِه ِ ‪َ ،‬و َيدَ ْي ِ إِ َل َّ كُا َعي ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُ ُر ُ‬

‫قال‪ :‬وفروض التيمم مس الوجه لم يذكر النية ألن النية شرط‪ ،‬والحرط يتقلدم عليهلا‪ ،‬وإبملا فروضله‬
‫مس الوجه‪ ،‬والوجه تكلمنا عن حده باألمس‪.‬‬

‫ويديله إلللى الكللوعين‪ ،‬الكللوأ‪ :‬هللو العظلم النللاتئ التللر يكللون مقللاب لل لام هللذا يسللمى كوعللا‪ ،‬وأمللا‬
‫الخنصر فالعظم الناتئ الذي يقابله يسمى كرسو ًعا ومًموأ الكوأ والكرسلوأ يسلمى رسلغا هلذا يسلمى‬
‫رسغ‪.‬‬

‫ام‪ ،‬والذي يقاب الخنصر يسمى كرسوعا‪.‬‬ ‫إاا الكوأ‪ :‬العظم الناتئ الذي يقاب ا‬

‫وقد ألف فيها بعه العلماء وهو المرتلى السبيدي رسالة كامللة مطبوعلة سلماها بلالقول المسلموأ‬
‫يف الفرق بين الكوأ والكرسوأ‪.‬‬

‫إان إبما يًع المس إلى الكوأ يعنى يمس ناهر يلده‪ ،‬وأملا بابنله فبالللرب‪ ،‬فإبله يللرب ببلابن‬
‫كفيه الةاب فينتق الةاب إلى كفيه‪ ،‬ثم بعد الك يمس الظلاهر وهلو العللو‪ ،‬أملا إاا للم يللرب بلأن كلان‬
‫الةاب موجودا على خرقة وأراد أن يتمس به‪ ،‬فإبه يمس يديله جميعلا ناهرهلا وبابنهلا م ًعلا‪ ،‬إان يًلع‬
‫مس اليدين كاملتين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َأ ْصغ ََر ت َْرتِيب َو ُم َا َاَّلة َأ ْيضا»‪.‬‬

‫أحيابا قد يكون التيمم لحلدث أصلغر‪ ،‬وأحيابلا يكلون التليمم لحلدث أكلا‪ ،‬فلإن كلان التليمم لحلدث‬
‫أصللغر ألجل وجللود واحللد مللن بللواقه الوضللوء الثمابيللة‪ ،‬فإبلله يًللع الةتيللع فيلله؛ لقوللله اهلل ‪{ :‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪87‬‬

‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ} [المائد ‪.]6 :‬‬

‫الواو ل تفيد الةتيع يف قول أغلع اللغويين كما قال ابلن هحلام يف مغنلر اللبيلع؛ لكلن وجلود الفلاء‬
‫قبلها تدل على ترتيع األفعال المقتلية المعطوفة بعلها على بعه بعدها‪.‬‬

‫إان الةتيللع واجللع‪ ،‬وهللو أن تمس ل { ﯭ ﯮ} [سللور النسللاء‪ ، ]43:‬يمس ل الوجلله ثللم‬
‫تمس ناهر الكفين بعدها‪ ،‬هذا إاا كان حدثا أصغر‪.‬‬

‫وأما إاا كان المرء يتيمم ألج جنابة عليه‪ ،‬فإبه ل يًع عليه الةتيع بين األعللاء‪ ،‬فيًلوز أن يقلدم‬
‫مس اليدين على الوجه؛ ألن النبر ‪ ‬كما عند الدارقطنر وغيره يف الرج الذي أجنع‪ ،‬أملره‬
‫النبر ‪ ‬أن يلرب ضربة وأن يمس يديه ووجهه‪ ،‬فقلدم اليلدين عللى الوجله‪ ،‬وهلذا محملول‬
‫عند فقهائنا على فيما إاا كان التيمم ألجل الًنابلة‪ ،‬وألبنلا بعللم أن الةتيلع بلين األعللاء يف الغسل ملن‬
‫الًنابة ليس بواجع‪ ،‬فكذلك بدله وهو التيمم‪.‬‬

‫أيلا‪ ،‬أي الموال بين علوي التيمم‪ ،‬وضابط الملوال يف التليمم كللابطها يف الوضلوء‬
‫قال ومواله ً‬
‫وقد تقدم‪.‬‬

‫اح ِة ََ ْرط لِ َما َي َت َي َّم ُم َل ُ»‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َّي ُة َاَّل ْست َب َ‬

‫هذه هر النية‪ ،‬فالنية ليست فرضا‪ ،‬وإبما هر شرط‪ ،‬وبين المصنف ما الموارد بالنية؟ أن المراد بالنيلة‪،‬‬
‫بية الستباحة‪ :‬أي استباحة العباد التر ل تستباال إل بالطهار ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي َص ِل بِ ِ َ ْرضا‪ ،‬إِ ْن ن ََاى َن ْقال َأ ْو َأ ْط َل َق»‪.‬‬

‫إاا بوى المرء بالتيمم الفرض فإبه يصلى به الفريلة‪ ،‬هذا مفهوم ك م المصنف‪ ،‬ويصلر به ك بافللة‬
‫يف وقته‪ ،‬ولكن إاا بوى بالتيمم بافلة فإبه ل يصلر لا الفلرض؛ ألن التليمم إبملا تكلون لله بيلة السلتباحة؛‬
‫ألبه مبي وليس رافع للحدث‪ ،‬فينوى به الستباحة‪ ،‬إان كما قلنا يف الوضوء إاا بوى به الفريلة صلى لا‬
‫النافلة‪ ،‬وإاا بوى به النافلة‪ ،‬يف الوضوء ل إاا بوى به النافلة ارتفع حدثه بالكلية؛ لكن يف التيمم إاا بلوى بله‬
‫النافلة فإبه ل يصلى به الفريلة‪ ،‬هذا الفرق بين الوضوء والتيمم‪.‬‬

‫الوضوء‪ :‬لو أن امرأ أراد أن يتوضأ ليستبي بافلة ارتفع حدثه بالكلية؛ ألن الوضلوء رفلع للحلدث وللو‬
‫‪88‬‬

‫بوى به الستباحة‪.‬‬

‫وأما التيمم‪ :‬فهو استباحة‪ ،‬فإاا بوى به استباحة النافلة ل يصلر به الفريلة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويب ُط ٍُ بِخُ روجِ َا ْلا ْق ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬

‫قال‪ :‬ويبط بخروج الوقت؛ ألن التيمم إباحة لعباد بعينها‪ ،‬فإاا خرج وقتهلا فقلد ابقللى‪ ،‬فل ُبلد أن‬
‫يتيمما لما بعدها ولعموم حديث أبس الذي اكرباه قب قلي أبه متعل بالص ‪.‬‬

‫الليل ‪ ،‬وبحلن‬ ‫الفقهاء يقولون‪ :‬لو أبه تيمم لعباد ل يوقت لهلا‪ ،‬كملا للو أن املرأ أراد أن يتليمم لصل‬
‫اللي فتليمم لهلا المغلرب‪ ،‬فملن حلين‬ ‫اللي تبدأ من بعد المغرب‪ ،‬فلو أراد أن يتيمم لص‬ ‫بعلم أن ص‬
‫المغرب بقول يللمك إعاد التليمم‪ ،‬هلذا رأي الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى يف المسلألة‪.‬‬ ‫ابقلاء وقت ص‬
‫والمسألة فيها خ ف كما تعلمون‪.‬‬
‫ت َا ْلا ُض ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومبطِ َال ِ‬
‫ُ‬ ‫َُْ‬

‫مبط ت الوضوء المتقدمة‪ ،‬ويلاف على الثمابية السابقة ملا اكلر يف بلاب مسل الخفلين‪ ،‬وهلو خللع‬
‫الممسوال‪.‬‬

‫ان إِ ْن َت َي َّم َم لِ َق ْه ِد ِه»‪.‬‬


‫اد م ٍ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ ُا ُج َ‬
‫لقول النبر ‪« ‬الصعيد الطيب طهار المؤمن وإن لـم يُـد المـان عيـر سـنين‪ ،‬ـِن وجـد‬
‫المان ليتهى اهَّلل وليمس بيرت »‪.‬‬
‫اجي ِ ت َْأ ِهير ِْل ِهرِ و ْق ِ‬
‫ت ُمخْ ت ٍ‬
‫َار»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن لِ َر ِ‬
‫َ‬

‫إاا بحث المرء عن الماء‪ ،‬فهو بين حالتين‪:‬‬

‫إما أن يكون نابا وراجيا لوجوده‪ ،‬وإما أن يكون متيقن لوجوده‪.‬‬

‫إما أن يكون نابا وراجيا لوجوده على سلبي الظلن‪ ،‬وإملا أن يكلون متيقنلا‪ ،‬فلإن كلان متقلين لوجلوده‪،‬‬
‫عن وقت الختيار إلى وقت اللرور ‪ ،‬ووقت اللرور متعل بصل تين وهلر‬ ‫فيًوز له أن يؤخر الص‬
‫العصر والعحاء وسيأا يف الدرس القادم‪.‬‬

‫وأما إن كان راجيا فقط رجاء من غير يقين‪ ،‬فإبه يصلى يف وقت الختيار‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪89‬‬

‫اب َأ ْو َل ْم ُي ْم ِنْ ُ اِ ْستِ ْع َما ُل ُه َما َص َّلى َا ْل َق ْر َض َ َه ْط»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َعد َم َا ْل َما َن َوالت َُّر َ‬

‫قال‪ :‬ومن عدم الماء واللةاب فللم يكلن واجلدا لواحلد منهملا‪ ،‬أو للم يمكلن اسلتعمالهما وهلو الفقلد‬
‫ل‬ ‫الحكمر‪ ،‬صلى الفرض فقط‪ ،‬يعنى يصلى الفلرض وجوبلا يًلع عليله أن يصللى الفلرض ألن الصل‬
‫تسقط بحال حتى عن العاجل عن أداء أركا ا‪ ،‬ب يًع عليه أن يصليها‪ ،‬فيكون صل ته لهلا ملن غيلر رفلع‬
‫الحدث‪ ،‬وإبما سقط عنه رفع الحدث لعًله‪ ،‬سقط رفع الحدث للعًلل‪ ،‬ول يكلون رفعلا للحلدث‪ ،‬رفلع‬
‫الحدث إبما يكون بالماء أو بالةاب فقط‪.‬‬

‫قوله‪ :‬صلى الفرض فقط‪ ،‬أي من غير بافلة ألن النافلة ليس واجبا عليه أدائها‪.‬‬

‫ب َحالِ ِ ‪َ ،‬و ََّل إِ َعا َد َة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ع َلى َح َس ِ‬

‫قال‪ :‬ول يعيد على الصحي من قول أه العلم؛ ألبه أتى بالعباد كما أملره اهلل ‪ ،‬وللم يلةك شلرط‬
‫من شروبها مع القدر عليها وإبما للعًل‪ ،‬فإبه يصلر بحسع حالة عاجلا ملن غيلر وضلوء ول تليمم ول‬
‫يعيدها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْهت َِص ُر َع َلى ُم ُْ ِز ٍئ»‪.‬‬

‫إاا صللى ملن غيلر وضلوء‪ ،‬وملن غيلر تليمم‪،‬‬ ‫ما معنى ويقتصر على مًلل ‪ ،‬يعنلر يقلول أن الحلخ‬
‫لعًله عنهما‪ ،‬فإبه يصلر مقتصرا على المًل ‪ ،‬وهو قلراء الفاتحلة ملن دون قلراء سلور بعلدها‪ ،‬قلالوا‬
‫وكذلك ل يستعيذ‪ ،‬ول يسب ‪ ،‬إل التسبي الواجع ول يليد عليه‪.‬‬

‫هللذا الكل م يف القتصللار علللى المًللل ‪ ،‬نللاهر ك مهللم ا بل ق‪ ،‬والللذي حققلله كثيللر مللن محققللر‬
‫الفقهاء‪ ،‬أن هذا خاص فليمن تليمم ملن حلدث أكلا‪ ،‬وأن المتليمم ملن الحلدث األصلغر‪ ،‬فإبله يليلد عللى‬
‫المًل بالقراء وبالتسبي وبغيره؛ ألن من عليه حدث أكثر يف األص ممنوأ من قراء القرآن‪ ،‬ف بقلول‬
‫له افع ما أبت ممنوأ منه‪ ،‬افع فقط الواجع عليك وهو قراء الفاتحة دون اللياد ‪.‬‬

‫وهذا التحقي اكره بعه محققر الفقهاء مث جراعر‪ ،‬ومث ابن الكناين من حاشلية المحلرر وغيلره‪،‬‬
‫وهذا هو التحقي يف هذه المسألة‪.‬‬

‫إان هذه الًملة‪ ،‬وهو القتصار على المًل ‪ ،‬محله مااا إبما محله يف من كلان تيممله ألجل حلدث‬
‫‪90‬‬

‫أكثر وهو الًنابة‪ ،‬دون من كان تيممه ألج حدث أصغر‪ ،‬فإبه يًوز له اللياد على المًل ‪.‬‬

‫لص َال ِة إِ ْن ك َ‬
‫َان ُجنُبا»‪.‬‬ ‫َب ْيرِ َا َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ْهر ُأ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫منهر عن القراء فكلذلك يف‬ ‫إن كان جنع وهذا واض ‪ ،‬إاا كان يف الص‬ ‫قال‪ :‬ول يقرأ يف غير ص‬
‫غير الص ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪َ :‬ت ْطهر َأرض ونَحاها بِِِزَا َل ِة عي ِن َال َّنُاس ِة و َأ َثرِها بِا ْلم ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ُُ ْ‬ ‫ْ‬

‫بللدأ المصللنف ‪ ‬بللذكر إزالللة النًاسللة‪ ،‬وهللذا البللاب بللاب مهللم‪ ،‬وأورد المصللنف فيلله بعلله‬
‫النًاسللات وكيللف يمكللن إزالتهللا‪ ،‬وسللب اكللر بللوعين مللن النًاسللات‪ ،‬سللب اكللر كيفيللة تطهيللر الميللاه‬
‫المتنًسة‪ ،‬وكيفية تطهير النًاسة التر تكون على البدن‪.‬‬

‫فأما األول ف مر اكر تطهر هذه النًاسة التر تكلون عللى الملاء يف بلاب الميلاه‪ ،‬والنًاسلة التلر تكلون‬
‫على البدن مر كيفية تطهيرها يف باب الستنًاء والستًمار‪.‬‬

‫هنا يتكلم عن النًاسة التر تكون يف الخمر ‪ ،‬وهر المائع الوحيد الذي يقبل التطهيلر‪ ،‬عنلد الفقهلاء‪،‬‬
‫وما عداه من المائعات ل يقب التطهير إل الماء بب ًعا؛ ألن المائعات إاا أبلقت كما اكرت لكم يقصدون‬
‫ا غير الماء‪ ،‬وأورد كذلك األرض والثوب وبحوه كما سيأا بعد قلي ‪.‬‬

‫بللدأ أول يف األرض فقللال تطهللر أرض وبحوهللا بإزالللة النًاسللة وأثرهللا بالمللاء‪ ،‬يعنللر أن النًاسللة إاا‬
‫وقعت على األرض‪ ،‬فإبه تطهر بإزالة عين النًاسلة‪ ،‬والملراد بعلين النًاسلة أملران‪ :‬لو لا وريحهلا‪ ،‬وأملا‬
‫الطعلم‪ ،‬فإبلله ل بعللم لهللا أل للا علللى األرض‪ ،‬فل ُتللذاق‪ ،‬وإبمللا اللللون والرائحللة فقللط‪ ،‬فللإاا اهللع اللللون‬
‫والرائحلللة بالملللاء وللللو بغسلللله واحلللد فإ لللا تطهلللر‪ ،‬واللللدلي عليللله أن أعرابيلللا بلللال يف مسلللًد النبلللر‬
‫فسكع عليه فدل على أ ا تطهر وللو بغسللة‬
‫‪ ‬فأمر النبر ‪ ‬بذبوب من ماء ُ‬
‫واحد إاا اهع أثرها وهو لو ا وريحها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْا ُل ب َُال ٍم َل ْم َي ْأك ٍُْ َط َعاما بِ َي ْه َا ٍة َو َق ْي ُئ ُ َيغ ُْم ُر ُه بِ ِ »‪.‬‬

‫قلال‪ :‬النلوأ الثلاين ملن النًاسلات‪ ،‬النًاسلة المخففللة‪ ،‬وهلر بلوأ واحلد عنلدهم‪ ،‬وهلو بلول الغل م‪،‬‬
‫لحللديث أم قلليس بنللت محصللن يف الصللحي أن النبللر ‪ ‬أمللر بغمللر المللاء علللى بللول الغ ل م‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪91‬‬

‫فالغ م إاا بال‪ ،‬والمراد بالغ م الذكر الذي لم يأك الطعام لحهو ‪ ،‬فإبه حينمذ يعنى لو كان مًرد تحنيك‬
‫له ف يسمى اوق لطعام‪ ،‬أو أك الطعام لع ج وبحوه‪ ،‬وإبما يكون لحهو بأن يتناولله وجبلة‪ ،‬فإبله حينملذ‬
‫فإن بوله بًس‪ ،‬ولكنه مخفف يف كيفية تطهيره‪ ،‬ويكفلى يف تطهيلره بلالغمر‪ ،‬ول يلللم الغسل بحلرط زوال‬
‫العين‪.‬‬

‫ومر معنا أن المراد بالغمر‪ :‬هو غمر المح وهو النل ‪ ،‬غملر المحل بالملاء وللو ملن غيلر ابفصلال‪،‬‬
‫فإن ابفص فإبه يسمى غس ‪.‬‬

‫كما أبه ل يللم عدد الغس ت أن يكون سلبعا‪ ،‬ول ث ثلا‪ ،‬ول غيلر اللك‪ ،‬وإبملا فقلط الغملر إاا اهلع‬
‫عين النًاسة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وقيمه‪ ،‬القرء مقاس على البول‪ ،‬وهذا القياس يسمى قياس أولوي؛ ألن القرء مخفلف يف قليلله‬
‫من حيث بقه الوضوء به‪ ،‬وأما البول فقليله وكثيره سواء‪ ،‬فقياس قرء الصلبر عللى بولله متًله‪ ،‬بل هلو‬
‫من القياس القوي جدًّ ا وهو من القياس األولوي‪ ،‬وبناء على الك فإن قرء الصبر إاا أصلاب الثلوب فإبله‬
‫يكفى غمره إاا اهع عبن النًاسة‪ ،‬أهم شرء يذهع عين النًاسة‪.‬‬

‫ـب َو ِهن ِْزيـرٍ َ َه ْ‬


‫ـط َم َـع‬ ‫اس ِـة َك ْل ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َبيرهما بِسب ِع بَس َال ٍ‬
‫ت‪َ ،‬أ َحدُ َها بِت َُر ٍ‬
‫اب َون َْح ِـاه ـ ن ََُ َ‬ ‫َ ُْ ُ َ َ ْ َ‬
‫ز ََوالِ َها»‪.‬‬

‫اكر المصنف هنا‪ ،‬أو قب الك بوعان من النًاسات‪ ،‬النًاسة التر على األرض‪ ،‬وأ ا تذهع بإزاللة‬
‫أثرها بالماء‪.‬‬

‫وكذلك اكر النوأ الثاين‪ ،‬وهو بول الغ م الذي لم يأك الطعام وقيمه‪.‬‬

‫‪ ‬به عندنا ناعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬وهو النًاسة المغلظة‪ ،‬وهو بًاسة الكلع‪ ،‬سواء كان بول‪ ،‬أو سؤرا أو بحو الك‪،‬‬
‫فإ للا إاا أصللابت المللائع يف ا بللاء مللث إاا شللرب منلله‪ ،‬فإ للا تكللون بًاسللة مغلظللة‪ ،‬فيًللع غسللله سللبع‬
‫غس ت‪ ،‬إحدى هذه الغس ت بالةاب‪ ،‬ل ُبد أن يكون إحداها بالةاب‪.‬‬

‫ومعنى كون إحداها بالةاب أن ُيًمع الماء والةاب معا ثم يًع ن‪ ،‬أو يًع الماء ثم يتبلع بلالةاب‬
‫‪92‬‬

‫بعده‪ ،‬أو ُيًع الةاب على ا باء ثم يًع الماء عليه‪ ،‬ول يكفر بعد الغس ت السبع أن يذر الةاب‪.‬‬

‫إان ث ث حالت يف غس بًاسلة الكللع والخنليلر‪ ،‬أن ُيخلطلا معلا ثلم ُيًعل يف ا بلاء‪ ،‬أن ُيًعل‬
‫الماء يف ا باء ثم يذر فوقه الةاب فيكون حينمذ معه الةاب‪ ،‬أو يًعل اللةاب وفوقله الملاء بعلده مباشلر‬
‫من غير يعنر اتباأ له ‪ ..‬ليس بعد ابفصاله‪ ،‬ثم يغس بله المحل ‪ ،‬اللذي ل يًلل أن يلذر اللةاب ملن غيلر‬
‫ماء‪ ،‬ار الةاب من غير ماء ل يًل ‪ ،‬لقول النبر ‪« ‬إحداهن بالتراب» هذا األمر األول وهلو‬
‫صفة التطهير‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن الدلي على هذا النًاسلة المغلظلة ملا جلاء يف حلديث عبلد اهلل بلن المغفل ‪ ،‬وأبلر‬
‫هريللر ‪ ‬يف الصللحيحين أن النبللر ‪ ‬قللال «إذا ولــَ ‪-‬ويف لقــإ إذا َــرب‪ -‬ال لــب مــن إنــان‬
‫أحدكم ليغسل سبعا إحداهن بالتراب أو أوَّلهـن‪ ،‬أو أهـراهن» ولفظلة الثامنلة محملول عللى أي الثامنلة‬
‫على إحداهن «بالتراب»‪.‬‬

‫هذا الحلديث يقلول فقهاهبلا أبله يقلاس عليله يف بعله صلوره قياسلا أولويلا‪ ،‬ويف بعله صلوره قياسلا‬
‫مطلقا‪.‬‬

‫فأما الذي يقاس عليه القياس األولوي‪ ،‬ففر صورتين أو ث ث‪:‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬يف بًاسة الكلع‪ ،‬فإبه يقاس عليله الخنليلر قياسلا أولويلا‪ ،‬فيأخلذ الخنليلر حكلم‬
‫الكلع؛ ألبه أشد بًاسة؛ ألن الكلع يًوز استعماله للحرث والصليد‪ ،‬وأملا الخنليلر فل يًلوز مطل ًقلا‪،‬‬
‫والخنلير يقت مطل ًقا‪ ،‬والكلع على ث ثلة أبلواأ كملا تعلملون‪ ،‬إان فقليس الخنليلر عليله قياسلا أولويلا يف‬
‫النًاسة‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أبه قالوا يقاس عليله القيلاس األوللوي يف قللية لملا قلال النبلر ‪« ‬إذا‬
‫ولَ» فمن باب أوللى بولله فهلذا ملن بلاب القيلاس األوللوى‪ ،‬فبلول الكللع يغسل كلذلك سلبعا‪ ،‬فليسلت‬
‫النًاسة خاصة بولوغه يف الماء المائع‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثالثة‪ :‬أن يف قول النبر ‪« ‬إحداهن بالتراب» أن المراد بالةاب التطهيلر فلإاا‬
‫وجد شرء آخر يطهر مث الةاب أو أكثر فإبه يًل عنله‪ ،‬واللك مثل األوشلنان ومثل الصلابون‪ ،‬فيًلوز‬
‫إبدال الةاب بأوشنان أو بصابون‪ ،‬إاا قيس على الكلع قياسا أولويلا ث ثلة أشلياء فأخلذ جميلع األحكلام‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪93‬‬

‫الخنلير‪ ،‬وقيس على الةاب الصابون واألوشنان‪ ،‬وقيس على الولوغ‪ :‬البول والدم وبحو الك‪.‬‬

‫أما القياس المساوي فإ م قاسوا عليه سائر النًاسات التر لم يرد ا دليل ‪ ،‬ورد دليل ببلول الغل م‪،‬‬
‫وورد الللدلي بللاألرض‪ ،‬وسللائر النًاسللات قللالوا ُيقللاس علللى الكلللع فيغس ل سللب ًعا دون التةيللع؛ ألن‬
‫التةيع معنى خاصة تعبدي ول يعرف يف الحرأ أبله أملر بالتةيلع إل بالكللع‪ ،‬فل يلحل بله إل ملا كلان‬
‫مثله على سبي األولى وهو الخنليلر‪ ،‬وملا علداه ملن النًاسلات فهلر سلبع‪ ،‬هلذا بظلر الفقهلاء ملن حيلث‬
‫الدلي ‪.‬‬

‫أبا سأاكر ك م المصنف اآلن‪ ،‬وأبلله على األحاديث التر اكرهتا قب قي ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وغيرهما أي وغيلر بلول الغل م واألرض‪ ،‬بسلبع غسل ت‪ ،‬أي كل بًاسلة وقعلت عللى الثلوب‬
‫سواء كابت بول آدمر أو علرته‪ ،‬أو دما أو بحو الك ف ُبد من سبع غس ت‪ ،‬ما لدلي ؟‬

‫قالوا القياس على الكلع يف غير التةيع؛ ألن التةيع ليس له معنى واض ؛ ولذلك ف يقاس عليله‪،‬‬
‫فيغس عليه سبعا‪ ،‬وروى عن ابن عمر أبه كان يغس سبعا‪.‬‬

‫هذا رأي الفقهلاء عمو ًملا يف هلذه المسلألة‪ ،‬ولكلن العمل اآلن عنلد أغللع النلاس عللى علدم وجلوب‬
‫التسبيع؛ ولذلك فإن كثير من محققر المذهع ومنهم الع مة الموف ابن قدامة رأى أن هذا لليس بل زم‪،‬‬
‫واختار الث ث على سبي الندب ل على سبي الوجوب‪ ،‬وفا ًقا للحافعية‪.‬‬

‫قال أحدها بةاب‪ ،‬قال بسلبع غسل ت أي يًلع أن تكلون الغسل ت السلبع منقيلة‪ ،‬وأن تكلون عامله‬
‫للمح ‪ ،‬والنقاء العا بآخر غسلة‪ ،‬وليس ب زم أن تكون منقية قب األولى‪.‬‬

‫قال أحدها بةاب‪ ،‬وبحوه كأوشنان وصابون‪ ،‬يف بًاسة كلع وخنلير فقلط‪ ،‬وغيرهلا ل يلللم اللةاب‬
‫وبحوه‪.‬‬

‫قال مع زوالها‪ :‬أي مع زوال النًاسة أو عين النًاسة يف آخر غسلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ُض ُّر َب َها ُن َل ْا ٍن َأ ْو ِريحٍ َأ ْو ُه َما َع ُْزا»‪.‬‬

‫علاجلا عللى إزالتهملا‪ ،‬واللك‬


‫ً‬ ‫قال‪ :‬ول يلر بقاء لون أو ري على الثوب أو يف ا باء وبحوه‪ ،‬إاا كلان‬
‫فيما لو أن الثوب قالوا قد ُصبغ على سبي المثال بصبغ بًس؛ فإبه حينمذ ل يمكن إزالته‪ ،‬فيكلون الغسل‬
‫‪94‬‬

‫مر مع الدلك مًل ‪ ،‬والدلي عليه حديث أسماء واكرته يف الدرس الماضر ؛ لكن يقولون مفهلوم هلذه‬
‫الًملة‪ :‬أبه يلر بقاء الطعم فلو وجد بعم له فإبه يلر‪ ،‬ولو كان معًوزا عنه‪.‬‬

‫ت بِنَ ْق ِس َها َه ًّال‪َ ،‬وك ََذا َدن َُّها»‪.‬‬


‫هم َرة اِ ْن َه َل ْب ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْط ُه ُر ْ‬
‫بدأ يتكلم عن كيفية تطهيلر الخملر ‪ ،‬والخملر هلر الخملر‪ ،‬قلال إاا ابقلبلت بنفسلها خل فإ لا تكلون‬
‫باهر لحلديث أبلس ‪ ،‬وابعقلد ا جملاأ عليله‪ ،‬وأملا إاا كابلت بفعل اآلدملر فإ لا ل تطهلر‪ ،‬وكلذلك‬
‫بإجماأ حكاه ابن المنذر ‪.‬‬

‫ا بنفسها‪ ،‬إما أن يكون بنفسها من غير بقل ‪ ،‬أو بنقلهلا ملن غيلر قصلد تخليلهلا‪ ،‬فللو بقللت ملن‬ ‫وابق‬
‫ا بنفسها خ ‪.‬‬ ‫مكان إلى مكان –أي‪ :‬الخمر ‪ -‬من غير قصد تخليلها فإبه ملحقة بابق‬

‫قال وكذلك د ا‪ ،‬أي ا باء التر تكون فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ُد ْهن َو ُمت ََي ِرب ن ََُ َ‬


‫اسة»‪.‬‬

‫هذا الذي اكرته يف البداية‪ ،‬أن الفقهاء يقولون إن المائعات سوا الماء ل تطهر مطل ًقا‪ ،‬ل باستحالة ول‬
‫بًسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بغيرها‪ ،‬وكذلك المتحرب للنًاسة الذي يتحرب بأن يكون إباء يتحرب فحينمذ يصب‬
‫ان َط ِ‬
‫ـاهرٍ ََّل َد َم َسـبِ ٍ‬
‫يٍ‬ ‫س َون َْح ِا ِه ِم ْن َح َي َا ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُع ِق ِ َب ْيرِ َمائِ ٍع َو َم ْط ُعا ٍم َع ْن َي ِسيرِ َد ٍم ن ِ‬
‫َُ ٍ‬
‫َ‬
‫إِ ََّّل ِم ْن َح ْي ٍ »‪.‬‬

‫هذا مما خففه اهلل ‪ ‬عنا أبه خفف عنا الدم اليسير النًس‪ ،‬من حيث للوم تطهيره‪ ،‬وهلذا مسلتثنى‬
‫منه‪ ،‬إاا وقع الدم يف المائعات والمطعومات‪ ،‬فإبه ل يعفى عنها للتأكد يف للوم تطهيرها‪.‬‬

‫قال من حيوان باهر‪ ،‬أي أن يكون الدم من حيوان باهر‪ ،‬ل دم سبي ‪ ،‬إل ملن حليه‪ ،‬أي أن اللدم إاا‬
‫كان خارج من السبيلين القب والدبر‪ ،‬فإبه يأخذ حكم البول‪ ،‬فقليله وكثيره سواء يللم تطهيره‪.‬‬

‫قال إل الحيه فإبه يعفى عن دم الحيه اليسير‪.‬‬


‫يث وبعاض ونَحاها َط ِ‬
‫اه َرة ُم ْط َلها»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ََّل َن ْق َس َل ُ َسائ َلة‪َ ،‬و َق ْمٍ َو َب َراب ُ َ َ ُ‬

‫يقول إن ما ل بفس له سائلة‪ ،‬النفس المراد ا الدم؛ ولذلك سميت النفسلاء بفسلاء أل لا يخلرج منهلا‬
‫دم‪ .‬قال وما ليس له دم سائ الذي بسميه اآلن بحن بلغتنا الدارجة العلميلة الحيوابلات اوات اللدم البلارد‬
‫‪٦‬‬
‫‪95‬‬

‫كالعقرب والنملة والنحلة والبعوض هذه ليست لها دم سائ ‪ ،‬فليست لها دور دموية كاملة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقم هذا من بلاب عطلف الخلاص عللى العلام‪ ،‬وبراغيلث‪ ،‬وبعلوض وكلله مملا لليس لله بفلس‬
‫سائلة‪.‬‬

‫قال باهرا مطلقا‪ ،‬الدلي على بهارتله أن النبلر ‪ ‬قلال «إذا وقـع الـذباب يف إنـان أحـدكم‬
‫ليغمس ِن يف أحد جناحي دان ويف اْلهر دوان» ليس المراد بالذباب الذباب اللذي بعرفله‪ ،‬وإبملا كل ملا‬
‫بار من الفراش ُيسمى اباب؛ ولذلك جاء عند ابن حبان أن النبر ‪ ‬قال «الذباب كل يف النـار‬
‫بائرا من الفراش يسمى ابابا‪.‬‬
‫إَّل النحٍ» فدل على أن النح وك ما كان ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َمائع ُم ْس ر‪َ ،‬و َما ََّل ُي ْؤك ٍَُ م ْن َط ْيرٍ َو َب َهائ َم م َّما َ ْا َق َا ْل ِه ِر ه ْل َهة‪َ ،‬و َل َبن َو َمن ٌّ م ْ‬
‫ـن َب ْيـرِ‬
‫آ َد ِم ٍّ »‪.‬‬

‫أيلا فقال‪ :‬المائع المسكر‪ ،‬فإبه يكون بًس‪ ،‬وهذا حكر عليله أجملاأ أهل‬
‫بدأ يتكلم عن النًسات ً‬
‫العلم‪ ،‬وما بقلوا خ فا إل عن ربيعة بن عبد الرحمن شيخ ا مام مالك فقال إبله بطهلار الملائع المسلكر‪،‬‬
‫ولم يذكر الًامد؛ ألن المحهور عند الفقهاء الًامد المسكر وهو الححيحة خاصة ليس بلنًس‪ ،‬وأملا ملا‬
‫ليس بمسكر وإبما هو مغيع للعق فليس بلنًس عنلدهم سلواء كلان مائعلا أو كلان جاملدا‪ ،‬فيله فلرق بلين‬
‫المسكر الذي يغيع العقل ملع‬
‫المسكر والمغيع‪ ،‬المغيع مث البنج‪ ،‬فهذا ليس بنًس‪ ،‬النًس فقط هو ُ‬
‫أيلا الححيحة‪.‬‬
‫بحو وبرب‪ ،‬وهو الخمر ويحمله ً‬

‫قال ما ل يأك من بير و ائم مما فوق الهر خلقة‪ ،‬فهو بًس كذلك‪.‬‬

‫قال ولبن ومنى من غير آدمر‪ ،‬أي من الحيوابات غير المأكولة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وب ْال َور ْوث‪َ ،‬و َن ْح ُا َها ِم ْن َبيـرِ م ْـأك ِ‬
‫ُال َال َّل ْحـ ِم ن ِ‬
‫َُ َسـة‪َ ،‬ومنْـ ُ َطـاه َرة كَم َّمـا ََّل َد َم َلـ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َسائٍِ»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومنه باهر ‪ ،‬كمما ل دم له سائ ‪ ،‬فإبه يكون باهرا كما سب ‪.‬‬
‫ت نَُاس ُت وإِ ََّّل َ َط ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْع َقى َع ْن َي ِسيرِ طِ ِ‬
‫ين ََ ِ‬
‫اهر»‪.‬‬ ‫ار ٍع ُع ْر ا إِ ْن ُعل َم ْ َ َ ُ َ‬

‫هذا من يحكى ا جماأ عليه ألن هذا من اليسير الذي يعفى عنه للمحقة‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ ِ :‬ا ْل َح ْي ِ »‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن الحيه وأحكامه‪ ،‬وهو ختم بذكر أحكام الحيه كتاب الطهار ؛ ألن وجلود‬
‫الحيه يمنع من صحة الص ‪ ،‬ووجو ا معا فناسع أن تكون آخر األبواب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َحي َ َم َع َح ْم ٍٍ»‪.‬‬

‫»‪،‬‬ ‫حائللا‪ ،‬واللدلي عللى اللك أن عائحلة ‪ ‬قاللت‪« :‬إن الحامـٍ َّل تحـي‬
‫ً‬ ‫المرأ الحام ل تكون‬
‫وبناء على الك فإن المرأ إاا كابت حام فك دم يخرج منها بحكم بأبه دم استحاضة وليس دم حليه‪،‬‬
‫أيلا من قول النبر ‪ ‬ما جلاء يف حلديث أبلر سلعيد ‪ ‬يف سلبر أوبلاس أن‬
‫ويدل على الك ً‬
‫النبر ‪ ‬ى أن توبأ الحام حتى تللع وأن توبلأ غيلر الحامل حتلى تحليه‪ ،‬فمفهلوم هلذا‬
‫الحديث أن الحام ل تحيه‪.‬‬

‫ين َسنَة»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َب ْعدَ َه ْمس َ‬

‫يقولون إن المرأ إاا أتمت خمسين سنة فإ ا ل تحيه‪ ،‬لما جاء عن عائحة ‪ ‬يف هذا الباب‪ ،‬وبقل‬
‫أيلا عن أم سلمة‪ ،‬قالوا‪ :‬والتقدير بالخمسين على سبي التقريع‪ ،‬فللو أ لا حاضلت بعلده بقليل فإبله قلد‬
‫ً‬
‫يلح به على سبي التقريع؛ ألن كثير من العلماء يقولون‪ :‬إ لا قلد تصل إللى السلتين‪ ،‬إملا قطعلا أو عللى‬
‫سبي الحك‪ ،‬فيكون الحيه حين إاا محكوكا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َق ْب ٍَ ت ََما ِم تِ ْس ِع»‪.‬‬

‫أيلا ما اكرته عائحة يف هذا الباب‪ ،‬أن المرأ ل تحيه قبل تسلع سلنين‪ ،‬وبنلا ًء عليله الملراد بالتسلع‪،‬‬
‫ً‬
‫التسع سنين السنين القمرية ل الحمسية‪ ،‬وك دم يخرج من البنت قب التسع فإبه ل يعتا حيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ُّل ُ َي ْام َو َل ْي َلة»‪.‬‬

‫أق الحيه يوم وليلة لقلاء على ‪ ‬حينما قلا به شري فصدقه‪ ،‬ومعنى قولنا إن أق الحيه يوم‬
‫وليلة‪ ،‬أي ل ُبد أن يكون الحليه أربعلا وعحلرين سلاعة ملن ابتلداءه‪ ،‬فل ُبلد أن يحسلع بلأربع وعحلرين‬
‫ساعة؛ ألن اليوم والليلة أحيابا يقدر بالساعات‪ ،‬وأحيابا يقلدر بالصللوات‪ ،‬كملا يف حلد ا قاملة فإ لا تقلدر‬
‫بالصلوات‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪97‬‬

‫والفائد من معرفتنا أق الحيه يوم وليلة مسائ سيأا بعلها يف قلية الحكم عللى المبتلدأ ‪ ،‬وملن‬
‫حيلا‪.‬‬
‫الك أبنا بقول إن المرأ إاا خرج منها دم وابقطع يف أق من يوم وليلة فإن هذا الدم ل بسميه ً‬

‫وابتبهوا لمسألة إاا قلنا ابقطع ما معنى ابقطع معنى ابقطع أ ا تحتحر بقطلن وبحلوه فلةاه جافلا‪ ،‬كملا‬
‫قالت عائحة أعرضن علر الكرسف‪ ،‬ف بد أن يكلون جافلا‪ ،‬لليس معنلاه أبله للم يخلرج شلرء ألن الفقهلاء‬
‫يرون أن داخ الفرج ملح بخارجه ف ُبد أن تحتحلر بقطلن وبحلوه فلإن للم يخلرج شلرء فإبله حلين إاا‬
‫تعتا قد ابقطع الحيه إاا ل ُبد أن يكون الحيه موجودا يوما وليلة‪ ،‬وملا دون اللك فل يسلمى حليه‪،‬‬
‫ل تعتا حائلا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْك َث ُر ُه َه ْم َس َة َع َي َر»‪.‬‬

‫قللال‪« :‬وأكثللره خمسللة عحللر» دليللله مللا جللاء عللن عطللاء ‪ ‬أبلله قللال أكثللر الحلليه خمسللة عحللر يومللا‬
‫بلياليهن‪ ،‬وروى حديث وهذا الحديث اسلتدل بله الفقهلاء لكلن اكلر أهل العللم أن ل أصل لله‪ ،‬وهلو أن‬
‫النبر ‪ ‬لما سم عن سبع بقصان دين المرأ وعقلها قلال‪« :‬تم ث َـطر دهرهـا َّل تصـل »‪،‬‬
‫فحطر الدهر أي بصف الحهر خمسة عحر يوما‪.‬‬

‫ولكللن العمللوم السللتدلل إبمللا هللو بمللا اكللره عطللاء ‪ ‬عللن الصللحابة‪ ،‬وهللذا الحللديث إبمللا هللو‬
‫ل ستمناس‪ ،‬والفقهاء عندهم أدلة ل ستمناس وأدلة ل حتًاج‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبَالِ ُب ُ ِس ٌّ‬


‫ت َأ ْو َس ْبع»‪.‬‬

‫لما قاله النبر ‪ ‬لحمنة‪ « :‬ام ث ست أو سبع»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ٍُّ َط ُهرٍ َب ْي َن َح ْي َض َت ْي ِن َث َال َث َة َع َي َر»‪.‬‬

‫لقلاء عللر ‪ ،‬اللذي وافل قللاء شلري يف الملرأ التلر حاضلت ثل ث حليه وبهلرين يف تسلع‬
‫وعحرين يوما‪ ،‬فإاا كان أق الحيه يوم وليلة‪ ،‬فإن أق الطهر ث ثة عحلر‪ :‬أي يوملا بليلاليهن‪ ،‬وبنلا ًء عللى‬
‫الك فإن المرأ ‪ ،‬إاا جاءها حيلها تاما‪ ،‬ابتبهوا لعبار تام ألن سأاكر بعد قلي كيف بعلرف الحليه التلام‬
‫من غير التام‪ ،‬إاا جاء المرأ حيلها تاما‪ ،‬وكملت عادهتا‪ ،‬ثم رأت دما آخر‪ ،‬قب أق ملن ث ثلة عحلر يوملا‬
‫بلياليهن‪ ،‬وتحسع بالساعات‪ ،‬فنقول إن هذا الدم يعتا استحاضة ول يعتا حيلا‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫وأمللا إن كللان الللدم غيللر تللام الللدور غيللر تامللة‪ ،‬والعللاد ليسللت كاملللة‪ ،‬فقللد يكللون مللن بللاب التلفيل ‪،‬‬
‫وسأاكره يف محله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َحدَّ ِْلَ ْك َثرِ ِه»‪.‬‬

‫ول حد ألكثره فقد ل تحيه المرأ يف السنة إل مر ‪ ،‬أو تحيه يف العمر مر ‪ ،‬ف حد ألكثلره‪ ،‬ولكلن‬
‫المصنف هنا بب ًعا اكر غالع الحيه‪ ،‬ولم يذكر غالع الطهر‪ ،‬وغالع الطهر هلو بلاقر الحلهر‪ ،‬فلإاا كلان‬
‫ستا فهو أربع وعحرون‪ ،‬أو ث ث وعحرون‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َع َل ْي ِه َما ِ ْع ٍُ َص َال ٍة َو َص ْامٍ‪َ ،‬و َي ْلز َُم َها َق َضاؤُ ه»‪.‬‬

‫هذا لحديث عائحة ‪ ‬كنا بؤمر بقلاء الصوم‪ ،‬ول بؤمر بقلاء الص ‪.‬‬

‫ب بِ َا ْطئِ َها ِ َا ْل َق ْرجِ ِدينَار َأ ْو نِ ْص ُق ُ َك َّق َارة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬


‫ُ ُ‬

‫من وبئ امرأ وهر حائه‪ ،‬سواء يف إقبال الحيه أو يف إدباره‪ ،‬فيًع عليه وجوبلا أن ُيكفلر‪ ،‬وهلذه‬
‫الكفار أن يتصدق بالملال بلدينار أو بنصلفه‪ ،‬لحلديث ابلن عبلاس ‪ ،‬والملراد باللدينار‪ ،‬ملا يعلادل أربلع‬
‫جرامات وربع من الذهع‪ ،‬فينظر ما قيمة أربع جرامات وربع من الذهع‪ ،‬فيتصدق لا أو بنصلفها‪ ،‬يًلع‬
‫هذا الكفار على الرج ‪ ،‬وتًع على المرأ ‪ ،‬إن كابت المرأ مطاوعة غيلر مكرهلة‪ ،‬فلإن عًلل الرجل أو‬
‫عليه بعه المتأخرين‪.‬‬ ‫المرأ عن الكفار سقطت لعًله‪ ،‬ب‬

‫يما ُدو َن ُ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُتباح َا ْلمب َ ِ‬


‫اَ َر ُة َ‬ ‫َ َ ُ َُ‬

‫أي‪ :‬وتباال المباشر فيما دون الفرج‪ ،‬فيًوز الستمتاأ بغير الوطء‪ ،‬لما جلاء علن ابلن عبلاس ‪ ‬أبله‬
‫قال‪ :‬إل النكاال‪ ،‬وأما قول النبر ‪ ‬أبه قال يأمرها بأن تتلر فهو محمول على الكناية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم ْبتَدَ َأة ُ ت َُْ ِل ُس َأ َق َّل ُ ُث َّم َت ْغت َِس ٍُ َوت َُص ِل »‪.‬‬

‫ابظروا معر!! هذه سنقف معها قلي أل ا آخر مسألة يف هذا الباب‪.‬‬

‫ابظروا معر!! النساء بوعان‪ ،‬إما أن تكون مبتدأ ‪ ،‬أو أل تكون مبتدأ ‪.‬‬

‫ا الحيه ابتدا ًء‪ ،‬ألول ملر تحليه‬ ‫سنبدأ باألول وهر المرأ المبتدأ ‪ ،‬المراد بالمبتدأ ‪ :‬التر يبتد‬
‫حديثة عهد ببلوغ‪ ،‬أو تأخر عنها الحيه سلنين‪ ،‬وللم تحله إل عللى كلا وهكلذا‪ ،‬إان الملراد بالمبتلدأ ‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪99‬‬

‫هر المرأ التر ابتدأ ا الحيه‪.‬‬

‫الكل م يف المبتلدأ سلأاكره لكلم عللى‬ ‫وأما الغير المبتدأ فسليأا الحلديث عنهلا بعلد قليل ‪ ،‬ملخل‬
‫سبي ا جمال‪ ،‬ثم برجع لك م المصنف وبطب عليه الك م الذي سأورده لكم فابتبهوا له واحفظوه‪.‬‬

‫يوملا وليللة فقلط‪ ،‬وملا زاد علن اليلوم‬ ‫المبتدأ يقولون‪ :‬يف أول شهر إبما َتمتنلع علن الصلوم‪ ،‬والصل‬
‫والليلة فإ ا تغتس وتصوم وتصلر‪ ،‬ويكون هذا اللائد الذي فيه الدم يسمى محكوكًا‪ ،‬محلكوكًا فيله‪ ،‬أول‬
‫شهر مطل ًقا ك النساء المبتدأ يف أول شهر إبما تمكلث يوملا وليللة فقلط ثلم تغتسل ‪ ،‬وملا زاد يعتلا معلقلا‬
‫على ما سيأا بعد قلي يف الحهر الثاين وما بعده‪.‬‬

‫فإاا جاء الحهر الثاين فنقول‪ :‬إاا وجد عندها تمييل‪ ،‬وعا الدم أكثر الحليه‪ ،‬فإ لا تعمل بلالتمييل‪ ،‬إاا‬
‫وخامسا‪ ،‬حتى يثبت لها تمييل أو علاد ‪،‬‬
‫ً‬ ‫شهرا ثال ًثا وراب ًعا‬
‫صل لذلك‪ ،‬فإن لم يكن عندها تمييل فإ ا تنتظر ً‬
‫فإاا ثبت لها تمييل أو عاد رجعت لألشهر الماضية جمي ًعا‪ ،‬وقلت صيام األيام التر حكمنلا بأ لا حليه‬
‫الك م يف المبتدأ ‪.‬‬ ‫فيها فقط‪ ،‬هذا ملخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم ْبتَدَ َأة ُ ت َُْ ِل ُس َأ َق َّل ُ ُث َّم َت ْغت َِس ٍُ َوت َُص ِل »‪.‬‬

‫قال‪ :‬المبتدأ تًلس أقله أي أق الحيه يوما وليلة ثم تغتس وتصلر وتصوم‪.‬‬

‫ت أيضا إِ َذا اِ ْن َه َط َع»‪.‬‬


‫او ْز َد ُم َها َأ ْك َث َر ُه اِ ْبت ََس َل ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم ُي َُ ِ‬

‫يقول‪ :‬إاا كان الدم قد جاوز الخمسة عحر يوما فسيأا‪ ،‬وإن لم يًاوز الخمسة عحر يلوم‪ ،‬وإبملا كلان‬
‫أق من الك كسبع أيام أو ثمابية فإ ا تغس مر أخرى‪ ،‬فيكون لها اغتسالن‪.‬‬

‫ب ِي ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َت ْهض َما َو َج َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َت ََّر َر َث َالثا َ ُه َا َح ْي‬

‫هذا إاا ثبت لها عاد ‪ ،‬فتكلرر ثل ث ملرات‪ ،‬ثل ث أشلهر متواليلات؛ ألن العلاد إبملا تثبلت بلالتكرار‪،‬‬
‫ل تقلى‪.‬‬ ‫فةجع فتقلر ما سب فيه من الصيام دون الص ؛ ألن الص‬

‫ت َق ْب َل ُ ‪َ ،‬أ ْو َل ْم َي ُعدْ َ َال»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأيِ َس ْ‬

‫وإاا أيست قبله‪ ،‬أي‪ :‬لم يأهتا الحيه بسلبع السلن يعنلى بلغلت خمسلين سلنة للم تحله إل يف آخلر‬
‫شللهر مللن حللين كللان عمرهللا تسللع وأربعللين سللنة فلمللا بلغللت الخمسللين تعتللا أيسللة‪ ،‬فكل دم يخللرج بعللد‬
‫‪100‬‬

‫الخمسين ل عا ا ‪ ،‬أو لم يعد لها بعلد اللك أبقطلع للم تحله إل ملر واحلد فإ لا حينملذ ل تعيلد ول‬
‫تقلر ما وجع يف تلك األيام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َج َاو َز ُه َ ُم ْست ََح َ‬


‫اضة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإن جاوز أكثر الحيه فتعتا مستحاضة‪ ،‬أي‪ :‬ما زاد عن الحيه تعتا مستحاضة إل إاا كابلت‬
‫تستطيع التمييل‪.‬‬

‫لي ْهرِ َال َّثانِ »‪.‬‬


‫َان‪َ ،‬و َص ُل َح ِ َا َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت َُْ ِل ُس َا ْل ُمت ََم ِي َز إِ ْن ك َ‬

‫يقول‪ :‬إبه إاا جاوز الخمسة عحر يوما‪ ،‬فما زاد عن الخمسلة عحلر يوملا فإبله حينملذ يعتلا استحاضلة‪،‬‬
‫فإن استطاعت التمييل من ثاين شهر أو ملا بعلده‪ ،‬التمييلل با مكلان اكتحلافه ملن ثلاين شلهر‪ ،‬أملا العلاد فل‬
‫يمكن اكتحافه إل من ثالث شهر؛ ألن العاد ل تثبت إل بث ث‪ ،‬فلإن اسلتطاعت التمييلل ملن الحلهر الثلاين‬
‫فإ ا تًلس التمييل وما زاد عن التمييل تعتاه استحاضة‪ ،‬وسأشرال التمييل بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ََّّل َأ َق ٍَّ َا ْل َح ْي ِ َحتَّى َت َت ََّر َر اِ ْستِ َحاضت َُها ُث َّم بَالِ َب »‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإل فإ ا تمكث أق الحيه‪ ،‬حتى تتكرر استحاضو فحينملذ تأخلذ الغاللع أو تثبلت لهلا العلاد‬
‫كما تقدم‪.‬‬

‫اضة ُم ْعتَا َدة ُت َهدِ ُم َعا َدت ََها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم ْست ََح َ‬

‫هذا المسألة الثابيلة فيملا إاا للم تكلن الملرأ مبتلدأ ‪ ،‬وابظلروا معلر الملرأ غيلر المبتلدأ إملا أن تكلون‬
‫معتاد ‪ ،‬وإما أن تكون مميل ‪.‬‬

‫معنى المميل أي التر تميل دم الحيه من غيلره‪ ،‬وهلو دم الستحاضلة‪ ،‬دم الحليه لله أربعلة أللوان‪:‬‬
‫سواد ‪ ،‬وحمر ‪ ،‬وكدر ‪،‬وصفر ‪ ،‬ك األلوان أربعة هذه تسمى دم الحيه‪ ،‬غيرها هذه األللوان األربعلة ل‬
‫يسمى دم حيه‪ ،‬مث القصة‪ ،‬القصة البيلاء هذا ليس حيلا ألن ليست من ألوان الدم األربعة‪ ،‬إاا أللوان‬
‫الدم أربعة‪.‬‬

‫المللرأ المميللل تسللتطيع أن تميللل دم الحلليه مللن غيللره‪ ،‬فالللدم القللوي مللع اللللعيف‪ ،‬القللوي حلليه‬
‫واللللعيف استحاضللة‪ ،‬فللإاا جاءهللا سللواد وجاءهتللا كللدر أو صللفر فالسللواد حلليه‪ ،‬والصللفر والكللدر‬
‫‪٦‬‬
‫‪101‬‬

‫استحاضة‪ ،‬هذا يسمى تمييل‪.‬‬

‫إان المرأ تستطيع أن تميل الحيه من غيره بث ثة ع ملات‪ :‬بلاللون واكر لا قبل قليل ‪ ،‬وبالرائحلة‪،‬‬
‫دم أسـاد َيعـرف» أي ملن الرائحلة وهلو‬ ‫وباألوجاأ المصاحبة‪ ،‬دليله ما جاء يف الحلديث‪« :‬إن دم الحـي‬
‫ال َعرف‪ ،‬وبعه الحراال يقول « ُيعرف» ضبطه كذلك عدد من الحلراال وملنهم الصلنعاين يف سلبي السل م‪،‬‬
‫أي ُيعرف باألوجاأ المصاحبة له‪.‬‬

‫هذه المرأ تعرف دم الحيه من غيره ذه الع مات الث ثة هذه تسمى مميل ‪ ،‬إاا ميلت المرأ اللدم‬
‫الحيه من غيره ومكثت ث ث حيه‪ ،‬وقد ابلبط تمييله فتثبت لها العلاد ‪ ،‬بلأن تكلون لهلا علاد خمسلة‬
‫العلاد علن يلوم وليللة‪ ،‬ول تليلد علن خمسلة‬ ‫أيام‪ ،‬أو ستة أيام‪ ،‬أو عحر أيام وهكلذا‪ ،‬بحلرط أن ل تلنق‬
‫عحر يو ًما بلياليهن‪ ،‬هذه تسمى عاد ‪.‬‬

‫والعاد عند العلماء بوعان‪ :‬عاد عدد وهو المقصود هنا‪ ،‬وعلاد زملن وهلر ملذكور يف المستحاضلة‬
‫سيأا محلها‪.‬‬

‫إان العاد بوعان‪ :‬ويهمنا عاد العدد‪ ،‬ابظروا معر هذه المرأ إاا كان لها عاد ولهلا تمييلل‪ ،‬فاختلفلت‬
‫دائملا سلبعة أيلام‪ ،‬ويف هلذا‬
‫العاد والتمييل بمعنى أ ا يف شهر من األشلهر زاد حيللها علن عادهتلا‪ ،‬عادهتلا ً‬
‫الحهر زاد حيلها يوما واحدا فأصبحت ثمابية‪ ،‬فه تمكلث الثملان باللدم اللذي ميلتله أم تمكلث بالعلاد‬
‫السبع؟‬

‫بقول إاا عارضت العاد التمييل قدمنا العاد ‪ ،‬والدلي عليه ما ثبت أن النبر ‪ ‬قال للملرأ‬
‫المستحاضة‪« :‬ام ث قدر حيضتب» قدرها أي امكثر قدر العاد ‪ ،‬إان المرأ أاا كابت معتلاد ومميلل ثلم‬
‫عارضت العاد التمييل فإبنا بعم بالعاد ول بعم بالتمييل‪.‬‬

‫كيف ُتعارض العاد التمييل؟ لها صورتان‪ ،‬معارضة العاد للتمييل لها صلورتان‪ ،‬وأملا الصلور الثالثلة‬
‫فليست من باب المعارضة‪ ،‬ب من باب النقاء‪.‬‬

‫‪ ‬ما هي املعارضة؟‬
‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬أن يليد الدم عن العلاد ‪ ،‬عادهتلا سلبع أيلام فللاد اللدم يوملا‪ ،‬هنلا عارضلت العلاد‬
‫التمييل‪ ،‬فنعم بالعاد ‪.‬‬
‫‪102‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أن يأتيها يف أثناء عادهتا اللون القوي واللعيف م ًعا‪ ،‬امرأ عادهتا الدم القوي سلبع‬
‫أيام‪ ،‬واللعيف يومان ل تعتا باليومين مث ترى أبه استحاضة‪ ،‬ففر هذا الحهر جاءها القوي خمسة أيلام‬
‫حيللا‪ ،‬فالصلفر والكلدر يف‬
‫فقط ويومان جاءها دم ضعيف‪ ،‬فنقول إن الدم اللعيف يف أثناء العاد يعتا ً‬
‫حيلا؛ ألن العا بالعاد فتقدم العاد واض ‪.‬‬
‫أثناء العاد تعتا ً‬

‫‪ ‬الصارة الثالثة‪ :‬ل تسمى معارضة بين العاد والتمييل‪ ،‬وإبما تسمى النقاء‪ ،‬وستأا بعد قلي ‪ ،‬وهر‬
‫إاا جفت المرأ جفا ًفا تا ًما قب تمام العاد بأن جعلت الكرسف وهو القطن وبحوه ولم يخرج معه شرء‪،‬‬
‫فحينمذ فإن ابقطاأ الدم يؤدي إلى الحكم بأن المرأ قلد ابقطلع حيللها‪ ،‬فل بحكلم بأ لا حلائه‪ ،‬ول دم‬
‫منها‪ ،‬وضحت إان عرفنا معنى معارضة العاد والتمييل‪.‬‬

‫وهذا ك م المصنف‪ :‬ومستحاضة‪ ،‬المستحاضة أي التر علارض عنلدها العلاد التمييلل‪ ،‬معتلاد تقلدم‬
‫عادهتا‪ ،‬تقدم العاد ‪.‬‬

‫بب ًعا كان المفروض أن أاكر مقدمات قب ؛ لكن قب أن بنتقل إللى األحكلام المتعلقلة بعلد الحليه‪،‬‬
‫سللأاكر لكللم قاعللد تختصللرون فيهللا األحكللام المتعلقللة بللالحيه علللى سللبي السللرعة‪ ،‬أو سللأاكر بعلله‬
‫أحكامها‪.‬‬

‫المرأ كيف تعرف ابتداء حيلها وكيف تعرف ابتهاء حيلها؟ هذه أهم مسألة‪.‬‬

‫ل يحكم بابتداء الحيه إل بخروج الدم‪ ،‬ل ُبد من خروج الدم؛ ولذلك فلإن الملرأ المستحاضلة إاا‬
‫عليله الفقهلاء‪ ،‬إان‬ ‫قلنا إ ا تمكث أغلع حيلها فإ ا تمكث من أوله ولو كابت عادهتا يف وسطه كما ب‬
‫ل ُبد أن يكون الحيه متى؟ من ابتدأ الحيه أو ما ينلل الحليه ملن أول الحلهر إل املرأ واحلد وهلر‬
‫التر يستمر ا الحيه شهره كله فيكون حيلها من أول الحهر القمري‪ ،‬إان هنا عرفنا متى بحكم بابتلداء‬
‫الحيه‪ ،‬بحكم بأن المرأ ابتدأ حيللها إاا خلرج منهلا دم يصلل أن يكلون دم حليه وهلو أحلد األللوان‬
‫األربعة إاا لم تكن مميل ‪ ،‬ليس عندها قوي وضعيف‪ .‬هذا ابتداء الحيه‪.‬‬

‫ونح م بأن حيضها قد انتهى بأحد ثالثة أمار‪:‬‬

‫‪ ‬العالمة اْلولى‪ :‬بأن ترى القصة البيلاء‪ ،‬وهو أمر يخرج من بعله النسلاء دون بعله‪ ،‬لليس كل‬
‫النساء يرين القصة‪ ،‬بأن يخرج مث الخيط الرفيع أبيه يرينه‪ ،‬إاا رأت المرأ القصة البيلاء فقط بهرت‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪103‬‬

‫‪ ‬العالمة الثانية‪ :‬أن ترى الًفلاف‪ ،‬وقلد اكلرت لكلم اللك يف حلديث عائحلة عنلد الحلاكم‪ ،‬ولليس‬
‫معنى الًفاف ليس عدم خروج الدم‪ ،‬وإبما المراد بالًفاف هو أن تستدخ المرأ قطنا وبحوه ثم يخلرج‬
‫ل دم فيه‪ ،‬اعرضن علر الكرسف كما قالت عائحة ‪ ،‬إاا هذا هو الًفاف‪.‬‬

‫‪ ‬العالمة الثالثة‪ :‬هو المهم عندبا‪ ،‬بقول‪ :‬ينقطع الحيه حكما يف الصور التالية‪:‬‬

‫أول‪ :‬يف المبتللدأ بيللوم وليلللة‪ ،‬ويف المعتللاد بعادهتللا‪ ،‬ويف المميللل بتميلهللا‪ ،‬ويف المستحاضللة بغالللع‬
‫الحيه وهو ست أيام أو سبعة‪.‬‬

‫ومتى بصير إلى أكثر الحيه بقول بصير إلى أكثر الحيه إاا لم تثبت الستحاضة يعنى أول شلهرين‬
‫أو ث ثة‪ ،‬فتأخذ أكثر الحيه احتيابا‪.‬‬

‫الك م فيما يتعل بابتداء الحيه وابتهائه‪.‬‬ ‫هذا ملخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْلز َُم َها َون َْح َا َها ب َْس ٍُ َا ْل َم َح ٍِ َو َع ْص ُب ُ»‪.‬‬

‫قال ويللمها‪ :‬أي يللم المرأ المستحاضة وبحوها‪ :‬أي ك من بله حلدث دائلم كًلرال‪ ،‬أو اسلتط ق‪،‬‬
‫أو سلس بول‪ ،‬أو عدم استمساك لغائط‪ ،‬غس المحل يعنلر غسل المحل قبل عصلبه‪ ،‬قلال وعصلبه أي‬
‫تغطية ك يلوث الثوب ول يلوث األرض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُا ُضا ُن لِ ٍُِ َص َال ٍة إِ ْن َه َر َج ََ ْ ن»‪.‬‬

‫قال‪ :‬والوضوء لك ص ‪ ،‬لحديث المرأ المستحاضة حديث عرو ‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن خرج شرء‪ ،‬فإن لم يخرج شرء من المستحاضة أو من به سلسل بلول‪ ،‬فإبله ل يللمله الللوء‬
‫لك ص ‪.‬‬

‫اح ِة»‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َّي ُة َاَّل ْست َب َ‬

‫أي‪ :‬وبية الستباحة عند الوضوء‪ .‬ف ُبد من الستباحة‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وحرم و ْط ُؤها إِ ََّّل مع َها ِ‬
‫ف ِزنَا»‪.‬‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬

‫ول يًوز الفقهاء ل يًوز وطء المرأ المستحاضة ألن فيه إضرارا ا من جهة‪ ،‬وألن الملرء إاا وطء‬
‫‪104‬‬

‫المستحاضللة قللد يكرههللا لوجللود الللدم الللذي يخللرج منهللا‪ ،‬فإبقللاء لأللفللة بللين اللللوجين يحللرم وطء‬
‫المستحاضة‪ ،‬وألبه محكوك فيه يف بعه أحكامه‪ ،‬فيه شبه بالحيه‪ ،‬فإبله ل يًلوز وبمهلا‪ ،‬إل ملع خلوف‬
‫اللبا على الرج أو على المرأ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْك َث ُر ُمدَّ ِة َالنِ َق ِ‬


‫اس َأ ْر َب ُع َ‬
‫ان َي ْاما»‪.‬‬

‫لِملا جللاء عللن الصللحابة كعائحللة وغيرهللا أ للم قللالوا الللك‪ ،‬وبنللا ًء علللى الللك فإبلله إاا زاد النفللاس عللن‬
‫األربعين ف يسمى بفلاس‪ ،‬وكل دم يخلرج يف ملد األربعلين‪ ،‬بلأي للون ملن األللوان األربعلة فإبله يسلمى‬
‫بفاسا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والنَّ َها ُن ز ََمنُ ُ ُط ْهر ُي َْر ُه َا ْل َا ْط ُن ِي ِ »‪.‬‬

‫ابظر معر النقاء ما هو؟ هو ابقطاأ الدم من الحائه قب تمام العاد ‪ ،‬أو ابقطاأ الدم ملن النفسلاء قبل‬
‫تمللام النفللاس ثللم رجوعلله بعللد الللك‪ ،‬إان عرفنللا مللا هللو النقللاء؟ النقللاء‪ :‬هللو أن ينقطللع الللدم مللن النفسللاء‬
‫والحائه ثم يرجع مر أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬هذا النقاء كيف نعرفه؟ نعرفه بشرطني‪:‬‬


‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون جفافا‪ ،‬وليس دم خروجه‪ ،‬وهذه كررهتا أكثر من ملر فلابتبهوا لهلا‪ ،‬يًلع‬
‫أن يكون جفا ًفا‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أبه ل يسمى النقاء‪ ،‬بقاء إل أن يكون يوما وليلة؛ وللذلك قلال ا ملام أحملد أقل ملا‬
‫سمع يف النقاء يوم وليلة‪ ،‬فإاا كان الًفاف أق من يوما وليلة فليس بنقاء ب يحكم بأ ا ك اليلوم بفلاس‪،‬‬
‫إان ل ُبد أن يكون النقاء يوم وليلة‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثالثة‪ :‬معنا أن النقاء هنا بقول إبله يعتلا بهلر‪ ،‬فللو أن الملرأ النفسلاء جاءهلا اللدم عحلر‬
‫أيام‪ ،‬ثم ابقطع الدم بقا ًء تا ًما‪ ،‬أي جفا ًفا يومان أو ث ثة‪ ،‬ثم بعد الك رجع لها اللدم‪ ،‬بلأي للون ملن األللوان‬
‫األربعة‪ ،‬فالعحر األولى بفاس‪ ،‬وما بعد النقلاء بفلاس‪ ،‬وهلذه الث ثلة أيلام صلومها‪ ،‬وصل هتا صلحيحة ل‬
‫يللمها إعادهتا؛ أل ا بهر‪.‬‬

‫وكللذلك بقللول الحللائه فللإن الحللائه بقللول إن بقاءهللا بهللر كللذلك؛ لكللن الحللائه يسللمى بقاءهللا‬
‫‪٦‬‬
‫‪105‬‬

‫بالعاد الملفقة‪ ،‬يسمو ا عاد ملفقة بأن تكون حاضت يومين ثم جفلت قبل تملام عادهتلا‪ ،‬عادهتلا خمسلة‬
‫أيام حاضت يومين ثم جفت بقول تصوم وتصلر‪ ،‬ثم بعد فلة جلاء قبل ث ثلة عحلر يو ًملا جاءهلا يوملان‬
‫آخران فنقول يلفقان‪ ،‬ولو كان بينهما خمسة أيام أو عحر أيام‪ ،‬فتلف اليومان مع اليومان‪ ،‬ما لم تص إللى‬
‫أكثر العاد وهر خمسة أيام‪ ،‬عاد المرأ هذه‪ ،‬فيًع أن ل يًاوز عادهتلا‪ ،‬بخل ف الملرأ إاا تملت علاد‬
‫خمسة أيام ثم ابقطع الدم وجاءها دم بعد الك ل عا به؛ أل ا تملت عادهتلا‪ ،‬كملا قلال عللر ‪ ‬إاا رأت‬
‫المرأ الدم مث غسالة اللحم بعد الطهر فإبه من الحيطان‪.‬‬

‫لكن الفرق بين بقاء الحيه وبقاء النفاس‪ ،‬أن بقاء النفاس يكره الوطء فيه أم بقاء الحيه ف يكره‪.‬‬

‫َام ِ َب ْي َر ِعدَّ ٍة َو ُب ُلا ٍغ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها كَحي ٍ ِ َأح ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ ْ‬
‫قال‪ :‬هو كالحيه يف ك ما قد سب إل يف العد فإن العد ل تخرج الملرأ ملن علد الوفلا بله‪ ،‬وإبملا‬
‫تخرج إما بث ث حيه‪ ،‬أو تخرج بالولد ‪ ،‬والبلوغ ل بحكم بأن المرأ بالغة بخلروج دم النفلاس‪ ،‬وإبملا‬
‫بحكم بحملها عند من رأى بب ًعا أن الحم ع مة‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)4‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )4‬اية المًلس الرابع‪.‬‬


‫‪106‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ف إِ ََّّل َحائِضا َو ُن َق َسا َن»‪.‬‬
‫َُب َا ْلخَ مس ع َلى ك ٍُِ مس ِل ٍم م َ َّل ٍ‬
‫ُ ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫لص َالة‪ :‬ت ِ ُ‬
‫َاب َا َّ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬

‫تًللع الخمللس ألن النبللر ‪ ‬لمللا سللأله األعرابللر يف حللديث ابللن عبللاس ‪ :‬ه ل علللر‬
‫غيرها‪ ،‬قال‪َّ« :‬ل‪ ،‬إَّل أن تطاع»‪ ،‬فدل على أن الواجع هر الصلوات الخمس دون ما عداها‪.‬‬

‫على ك مسلم؛ ألن غير المسلم وهو الكافر ل بية له ف تصل منله‪ ،‬وإن كلان مخاببلا لا ملن حيلث‬
‫العذاب يوم القيامة‪ ،‬ولكنه ليس مخاببا ا يف الدبيا‪ ،‬والفرق بين المخاببة يف اللدبيا وملن حيلث العلذاب‬
‫أبه ل يؤمر بقلائها إاا أسلم‪.‬‬

‫ُان َو ََّل َص ِغيرٍ َب ْيرِ ُم َم َّي ٍز»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت َِص ُّح ِم ْن َم ُْن ٍ‬

‫قال‪ :‬مكلف سيأا بعد قلي ألن غير المكلف ل تًع عليه‪ ،‬وأما حديث عملرو بلن شلعيع علن أبيله‬
‫عن جده أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬مروا أبنانكم بالصـالة لعيـر»‪ ،‬فإ لا ل تلدل عللى وجلوب الصل‬
‫على ابن العحر؛ ألن القاعد األصولية أن األمر باألمر ليس أمرا‪ ،‬وإبما هو بدب‪ ،‬فاألمر بلاألمر أملر بلدب‬
‫وليس أمر حتم وللوم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول تص من مًنون لفقده النية‪ ،‬ول صغير غير مميل ألن غير المميل ل تص بيته‪ ،‬وأملا المميلل‬
‫فتص بعه تصرفاته وبعه بياته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َولِ ِي ِ َأ ْم ُر ُه بِ َها لِ َس ْبعٍ‪َ ،‬و َض ْر ُب ُ َع َلى ت َْركِ َها لِ َع ْيرٍ»‪.‬‬

‫لحديث عمرو بن شعيع‪.‬‬

‫ور ِة إِ ََّّل ِم َّم ْن َل ُ َا ْل َُ ْم ُع بِن ِ َّيتِ ِ »‪.‬‬


‫لض ُر َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم ت َْأ ِهيرها إِ َلى و ْق ِ‬
‫ت َا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ْ ُ ُ‬
‫سيأا إن شاء اهلل ‪ ‬أن وقت اللرور خاص بالعصر والعحاء‪ ،‬والدلي عللى أبله يحلرم أن النبلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪107‬‬

‫المنافقين‪ ،‬يرقبون الحمس حتى إاا اصفرت بقروهلا‪ ،‬فلدل عللى‬ ‫‪ ‬بين أن هذه إبما هر ص‬
‫لوقلت الللرور ‪ ،‬إل لملن لله الًملع بنيتله‪ ،‬أي ملن أراد أن يًملع الصل تين‪،‬‬ ‫أبه ل يًوز تلأخير الصل‬
‫المغرب ملع العحلاء‪ ،‬فيًلوز لله أن يلؤخر الظهلر إللى العصلر‪ ،‬وأن يلؤخر‬ ‫الظهر مع العصر‪ ،‬وص‬ ‫ص‬
‫المغرب إلى العحاء؛ لكن بحرط أن ينوي الًمع يف وقت األولى‪ ،‬يًع أن ينوي الًمع يف وقت األوللى‬
‫لكر ل يكون آثما بالتأخير‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وم ْيت َِغٍ بِ َير ٍ‬
‫ط َل َها َي ْح ُص ٍُ َقرِيبا»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫هذه الًمللة أشلكلت كثيلرا عللى الفقهلاء إشلكال كبيلرا‪ ،‬وقلد قيل أن أول ملن قلال هلذه الًمللة هلو‬
‫الموف ابن قدامة أخذها من بعه الفقهاء الحافعية؛ ألن هذه الًملة لها للوازم‪ ،‬ولوازمهلا أبله للو قلنلا أن‬
‫عن وقتها فإبه ترتع عليله علدد ملن الللوازم غيلر الصلحيحة‪ ،‬للو‬ ‫ك محتغ بحرط يًوز له تأخير الص‬
‫يلومين وث ثلة وأربعلة ألبله سليًد الملاء بعلد يلوم‪ ،‬وهكلذا أو‬ ‫يًوز له أن يؤخر الصل‬ ‫قلنا أن الحخ‬
‫سة ‪.‬‬

‫‪ ‬والصواب أننا نقول أن املشتغل بالشرط جيوز له تأخري الصالة عن وقتها يف حالتني‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬إاا كان حصوله يحص قريبا منه‪ ،‬مثاله‪ :‬كالنائم إاا استيقظ من بومه‪ ،‬وسعيه للماء‬
‫علن وقتهلا‪ ،‬يعنلر اسلتيقظ قبل خلروج‬ ‫و الوضوء سيأخذ منه وقتا وهذا الوقت يؤدي إللى خلروج الصل‬
‫الوقت لنقول بخمس دقائ ‪ ،‬فذهابه لدور المياه ووضوءه فيها سيؤدي إلى أبله يصللر الظهلر بعلد وقتهلا‪،‬‬
‫فنقول هذه الحالة هر التر أرادها الفقهاء‪ ،‬أبه محتغ بحربها المتيقن‪ ،‬يًع أن يكون متيقنلا‪ ،‬وأن يكلون‬
‫حاص قريبا‪ ،‬يحص قريبا كما اكره بعه المتأخرين زياد على صاحع الموف ‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫عن وقت الختيار إللى وقلت الللرور للمحلتغ‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أ م يقولون يًوز تأخير الص‬
‫أيلا أن يكون قد يحص قريبا‪ ،‬بخ ف المظنون أو المحكوك فيه كما تقدم‪.‬‬
‫بالحرط‪ ،‬بب ًعا بقيد ً‬

‫احدُ َها كَا ِر»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وج ِ‬
‫َ َ‬

‫فإن المحهور عنلد الفقهلاء أبله‬ ‫كافر‪ ،‬وهذا بإجماأ أه العلم‪ ،‬وأما تارك الص‬ ‫قال‪ :‬وجاحد الص‬
‫كافر لما جاء أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصالة من تركها هد كقر» كملا جلاء‬
‫عند أبر داود ويف الصحي أصله أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬بين المرن وبين ال قر ترك الصالة»‪.‬‬
‫‪108‬‬

‫هتلاون كفلر حكلاه جماعلة كإسلحاق بلن‬ ‫وقد حكى ا جماأ على الك جماعلة عللى أن تلرك الصل‬
‫راهوية كما بقله عنه تلميذه محمد بن بصر المروزي يف تعظيم قدر الص ‪ ،‬وقبلها حكاه ‪ ..‬وائل بلن عبلد‬
‫اهلل فإبه قد حكى قلال‪ :‬للم يكلن صلحابة رسلول اهلل ‪ ‬يلرون شليما ملن األعملال تركله كفلر إل‬
‫الص ‪.‬‬

‫ـس َا ْل ُم َـؤ َّد ِاة‬


‫ين لِ ْلخَ ْم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اْل َقام ُة َ ر َضا كِ َقاي ٍة َع َلى َالر َج ِ‬
‫ال َا ْْلَ ْح َر ِار َا ْل ُمهيم َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ان َو ْ ِ َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ :‬اْلَ َذ ُ‬
‫َوا ْل ُُ ْم َع ِة»‪.‬‬

‫بدأ المصنف ‪ ‬يتكلم عن األاان وا قامة أل ما الع ملة التلر يعلرف لا الصل ‪ ،‬فقلال‪ :‬إ ملا‬
‫فرضا كفاية؛ ألن النبر ‪ ‬أمر خالدا إاا أراد أن يغير على قوم أن ينظر فإن سمع عنلدهم األاان‬
‫لم يغر عليهم ولم يصبحهم‪ ،‬فدل على أ ما فرضا كفاية‪ ،‬ويقات أه البلد إاا لم يؤابوا‪.‬‬

‫قال‪ :‬على الرجلال ألن النسلاء ل أاان ول إقاملة‪ ،‬واألحلرار ألن القلن مللك لسليده فهلو محبلوس لله‪،‬‬
‫والمقيمين ألن المسافر ل أاان عليه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ِصح إِ ََّّل مرتَّبا متَاالِيا من ِْايا ِمن َذ َكرٍ ممي ٍز عدْ ٍل و َلا َظ ِ‬
‫اهرا»‪.‬‬ ‫ُ َ َّ َ َ ْ‬ ‫ُ َ ُ َ َ َّ ْ‬ ‫َ ُّ‬

‫بدأ يتكلم عن شروط صحته فقال‪ :‬ل ُبد أن يكون مرتبا‪ ،‬فلو قدمت جملة على أخلرى للم يصل ؛ ألن‬
‫النبر ‪ ‬هكذا علم أصحابه‪ ،‬متواليا بأن ل يكون فص بين الًم بك م ليس ملن جنسلها‪ ،‬أو‬
‫فص بوي ‪.‬‬

‫قللال‪« :‬منويللا» يًللع أن ينللوي المللؤان األاان مللن اكللر ألن األاان مللن اكللر ألن األاان إبمللا هللو علللى‬
‫الذكور دون ا باث‪ ،‬وأن يكون مميلا ألن من كان دون سن التمييل ل بية ف يص أاابه‪.‬‬

‫وأن يكون عدل ألن غير العدل قد يؤان قب الوقلت وللو نلاهرا‪ ،‬يعنلر العلا بالعداللة الظلاهر دون‬
‫البابنة‪.‬‬

‫ت لِ َغ ْيرِ َ ُْرٍ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبعدَ َا ْلا ْق ِ‬
‫ََْ َ‬

‫الفًلر‪ ،‬فلإن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إن بـالَّل‬ ‫ف يص أاان قبل الوقلت إل األاان األول لصل‬
‫يؤذن بليٍ لاا واَرباا حتى يؤذن ابن أم م تام»‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪109‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ك َْا ُن ُ َص ِيتا َأ ِمينا َعالِما بِا ْل َا ْقت»‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬يسن يف المؤان أن يكون صيتا‪ ،‬بمعنى أن يكون صوته عاليا‪ ،‬وأن يكون أمينا على أسرار النلاس‬
‫ألبه يرقى على المآان وعلى األماكن المرتفعة فربما ابلع على عوراهتم‪.‬‬

‫وأن يكون عالما بالوقت‪ ،‬والعلم بالوقلت لله أربلع درجلات كملا اكلر أهل العللم‪ :‬إملا بلاليقين‪ ،‬وإملا‬
‫با خبار عن اليقين‪ ،‬وإما بالحساب‪ ،‬أو با خبار عن الحساب‪.‬‬

‫فاليقين هو أن يرى المرء بعينيه الصب بالعا‪ ،‬أو أن يلرى الحلمس غائبلة أو الللوال أو الظل والفلرء‪،‬‬
‫فمن رأى بعينه فهذا هو اليقين‪.‬‬

‫واحد فلأكثر؛ ألن ا خبلار يكفلر فيله رجل‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ا خبار عن اليقين وهو أن يخاه شخ‬
‫واحد‪ ،‬والدلي على األمرين أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إن ب ل يؤان بلي فكلوا واشربوا حتلى يلؤان‬
‫ابن أم مكتوم»‪ ،‬وكان ابن أم مكتوم ل يؤان حتى يقال له أصبحت أصبحت‪ ،‬فحينما أخلا بلاليقين بطللوأ‬
‫الحمس أو غرو ا كان يؤان‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه يعرف دخول الوقت بالحساب‪ ،‬والحساب معتا بما كان متعلقا بالحمس‪ ،‬وك‬
‫أوقات الفرائه الخمس متعلقة بالحمس‪ ،‬فالحساب ا معتا‪.‬‬

‫بخ ف ما كان متعلقا بمنازل القمر‪ ،‬فإبه غير دقي ؛ ألن العا فيه بالرهيلة ل بلالمي د هلذا ملن جهلة‪،‬‬
‫ول خت ف بين الحاسبين يف المي د‪ ،‬بخ ف الحمس فإ ا منلبطة ولذلك السنة الحمسية منللبطة كل‬
‫أربع سنين تأا سنة كبيسة‪.‬‬

‫والرابع‪ :‬هو ا خبار عن الحساب كالمؤان يؤان بناء عللى التوقيلت فهلو مخلا علن الحسلاب‪ ،‬وهلو‬
‫الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫ت َأ َّذ َن لِ ْْلُو َلى‪َ ،‬و َأ َقا َم لِ ٍُِ َص َال ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َج َم َع َأ ْو َق َضى َ َاائِ َ‬

‫فقللد كنللا قللد وقفنللا بللاألمس بالحللديث عللن أحكللام األاان‪ ،‬ومللر معنللا أن العلللم بالوقللت يكللون بللأربع‬
‫درجات‪ ،‬اكرها أه العلم تواليا‪ ،‬أولها‪ :‬أن يكون عالما بالوقت بيقينه ومحاهدته‪ ،‬واليقين تتحقل بطللوأ‬
‫الفًر وزوال الحمس ومد الفرء وبحو الك‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫ويلر الك يف الدرجة ا خبار عن هذه الرهية واليقين‪ ،‬ثم يليه يف الدرجة الثالثلة الحسلاب‪ ،‬ثلم يليله يف‬
‫الدرجة الرابعة ا خبار عن الحساب‪ ،‬كحالنا بحن اآلن فإن المؤان إبما يخابا يف الحقيقلة علن الحسلاب‬
‫فهو يخابا عن الدخول بالوقت‪.‬‬

‫فائد معرفة هذه الدرجات األربع‪ :‬أبنا بقلول أبله إاا تعارضلت هلذه اللدرجات األربلع فتقلدم األوللى‬
‫على الثابية‪ ،‬والثابية على الثالثة وهكذا‪ ،‬وبناء على الك فلو أن املرأ أخلاه مخلا أن الحلمس قلد غربلت‪،‬‬
‫المغرب؛‬ ‫وهو بعينه يرى الحمس بازغة بالعة‪ ،‬فنقول له ل يًوز له أن يفطر ول يًوز له أن يصلر ص‬
‫ألبه وجد اليقين يف حقه‪.‬‬

‫والدرجة الثابية ل تقب مع وجود األولى‪ ،‬وهكذا إاا قلنا إاا تعارض الحساب مع الرهية‪ ،‬فلإن الرهيلة‬
‫تكون مقدمة‪ ،‬وأما الحساب وحده فإبه يكون مقبول ما لم يعارضه ما هو أعلى منه‪.‬‬

‫ثللم قللال الحلليخ ‪ :‬ومللن جمللع أو قلللى فوائللت‪ ،‬الللذي يًمللع صلللوات كمللا فعلل النبللر‬
‫‪ ‬حينما جمع بين الظهر والعصر يف يوم عرفة‪ ،‬فإن السلنة يف حقله أن يلؤان لألوللى فقلط‪ ،‬ثلم‬
‫بعدها كما فع النبر ‪ ‬وحكاه عنه جلابر كملا يف الصلحي ‪ ،‬فقلد أان لألوللى‬ ‫يقيم لك ص‬
‫وأقام للص تين من غير تكرار لألاان‪.‬‬

‫ويف معنى الك قلاء الفوائت‪ ،‬فالنبر ‪ ‬لما قلى الفائتة أقام لها وأان لما كابت واحد ‪،‬‬
‫فإن كابت أكثر من الك فإبما يقام للثابية دون األاان‪.‬‬

‫ال‪َ :‬ا ْل َح ْا َق َل َة َو ِ َال َّت ْث ِا ِ‬


‫يب‬ ‫الح ْي َع َل ِة‪َ َ ،‬ي ُه ُ‬
‫َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن لِم َؤ ِذ ٍن وس ِام ِع ِ متَابع ُة َقالِ ِ ِسرا إِ ََّّل ِ‬
‫ًّ‬ ‫ُ ََ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ‬
‫َصدَ ْق َ‬
‫ت َو َب َر ْر َت»‪.‬‬

‫المؤان إاا أان فإبه يستحع له أي للمؤان أن يتلابع بفسله سلرا‪ ،‬ويسلتحع لسلامعه كلذلك أن يتابعله‪،‬‬
‫لقول النبر ‪« :‬من قال مثٍ ما يهال المؤذن»‪ ،‬وهذا يحم المؤان ويحم السامع له‪ ،‬فالك‬
‫يدخ يف هذا الفل ‪ ،‬إا لو قلنا إن المؤان ل يدخ فيه لفلات عليله هلذا األجلر‪ ،‬واألصل أن األجلر علام‬
‫للمؤان وغيره‪.‬‬

‫وقوللله‪ :‬للمللؤان يحللم أو وسللن لمللؤان وسللامعه متابعللة قوللله‪ ،‬قوللله‪ :‬قوللله يحللم األاان وا قامللة؛‬
‫ولذلك فإن الفقهاء يقولون يستحع المتابعة للألاان وا قاملة معلا‪ ،‬فيقلول الملرء مثل ملا يقلول الملؤان‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪111‬‬

‫ويقول مث ما يقوم المقيم كذلك؛ ألن ا قاملة تسلمى أاابلا‪ ،‬وقلد جلاء علن النبلر ‪ ‬أبله قلال‪:‬‬
‫«بين كٍ أذانين صالة»‪ ،‬فسمى النبر ‪ ‬ا قامة أاابا‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن يف قول المصنف ‪ :‬وسن لمؤان وسامعه أي ولسلامع الملؤان‪ ،‬وللو كلان‬
‫السامع قد سمع أكثر من مؤان‪ ،‬فللو كلان بًاببله مؤابلان‪ ،‬أو أكثلر فإبله يسلتحع لله أن يًيلع كل ملؤان‬
‫يسمعه‪ ،‬إان‪ ..‬ولو تكرر السماأ فإبه يستحع كذلك‪.‬‬

‫إبما استثنى الفقهاء يف الك أمرا واحدا‪ ،‬ل تحرأ فيه المتابعلة‪ ،‬قلالوا‪ :‬إاا كلان المتلابع يصللر‪ ،‬فإبله ل‬
‫يحرأ له المتابعة يف ص ته‪ ،‬وكذا إاا كان متخليا أي يف قلاء الحاجة‪ ،‬أي يف قلاء حاجتله‪ ،‬فإبله حينملذ ل‬
‫يحرأ له متابعة المؤان‪.‬‬

‫قال‪« :‬قال سرا» أي‪ :‬يستحع أن يقول سرا مث ما يقول المؤان‪ ،‬والمتابعلة هلو أن يقلول بعلده مثلله‪،‬‬
‫دائما يعنر يذكرها أه العلم‪ ،‬وهر أن السنن فات محلهلا فإ لا ل تقللى‪ ،‬فبنلاء عللى‬
‫ً‬ ‫وبحن عندبا قاعد‬
‫ا لك فإن المتابع إاا بال عدم متابعته للمؤان فإبه ل يحرأ له الرجوأ بتكلرار ملا سلمعه منله‪ ،‬وإبملا يقولله‬
‫بعده‪ ،‬وإبما يحرأ القلاء لبعه الًم ‪ ،‬فللو أن الملرء فاتله أول األاان فقلط‪ ،‬وأدرك ملع الملؤان آخلره‪،‬‬
‫فإبه يأا بأوله من باب األداء ل القلاء‪ ،‬ثم يأا بآخره متابعا؛ ألبه تابع اآلخر‪.‬‬

‫ألن عندبا القاعد ‪ :‬أن ك سنة فات محلها ل تقلى‪ ،‬هذه قاعد ملطرد يف الفقه كله‪ ،‬وإبما يسلتثنى‬
‫مواضع قليلة وردت ا السنة‪ ،‬كالسنة الراتبة فإ ا تقلى‪ ،‬والوتر على أحد قولر أه العلم؛ ألن بعللهم‬
‫اللحى‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫يقول إبه قلاء‪ ،‬وبعلهم يقول إبه ليس بقلاء‪ ،‬وإبما هو بدل ص‬

‫إان المقصود أن األص أن السنة إاا فلات محلهلا ل تقللى وملن اللك األاان؛ لكلن إاا فلات بعله‬
‫جمله فإبه ل يكون فائتا‪ ،‬وإبما يؤتى بما سب ويتابعه بعد الك‪.‬‬

‫حر على الف ال‪ ،‬وقلد جلاء يف حلديث‬ ‫قال‪ :‬إل يف الحيعلتين‪ ،‬المراد بالحيعلتين هو حر على الص‬
‫أبر سعيد ‪ ‬أن المرء إاا سلمع الملؤان يف الحيعلتلين فإبله يقلول ل حلول ول قلو إل بلاهلل؛ ألن لفلظ ل‬
‫حول ول قو إل بلاهلل‪ ،‬لفلظ اسلتعابة بمعنلى أبلك تسلتعين بلاهلل ‪ ‬وتنسلع لله الحلول والقلو ‪ ،‬وإن ل‬
‫حول لك ول قو إل به‪ ،‬فتستعين به ‪ ‬على أداء العباد والص ‪ ،‬من باب الستعابة به ‪.‬‬

‫ولذلب يهال أهٍ العلم‪ :‬وملن خطلأ كثيلر ملن النلاس نلنهم أن الحيعللة لفلظ اسلةجاأ‪ ،‬فيقولنلا بعلد‬
‫‪112‬‬

‫المصيبة‪ ،‬ليس كذلك‪ ،‬وإبما هر لفظ استعابة تقال عند السلتعابة عللى األملر الصلعع‪ ،‬فإبلك تسلتعين يف‬
‫ابتداءها بذكر الحيعلة‪.‬‬

‫خيلر ملن النلوم‪ ،‬قلال‪ :‬وعنلد التثويلع يقلول‬ ‫قال‪ :‬ويف التثويع‪ ،‬المراد بالتثويع قلول الملؤان الصل‬
‫صدقت وبررت بكسر الراء‪ ،‬أي صدقت يف قولك وبررت يف دعوتك لنا‪ ،‬وهلذه الكلملة وهلر يف التثويلع‬
‫الحقيقة أن هذه الكلمة إبما هر من اجتهاد الفقهاء‪ ،‬وإن كان بعلهم بسلبها لألثلر‪ ،‬فقلد اكلر الحلافظ ابلن‬
‫حًر أبه ل أص لها يف قول النبر ‪ ‬ول عن أحد من الصحابة فيما وقف عليه الحافظ‪ ،‬وكذا‬
‫شيخه ابن الملقن‪ ،‬فإ ما لم يقفا على إسناد لها‪.‬‬

‫ولكن وجه قول الفقهاء إن لم يكن منقول وإن كان بعلهم بق أبه منقلول لكلن للم يوجلد لله إسلناد‪،‬‬
‫خير من النلوم لليس اكلرا‪ ،‬كلالتكبير والحلهادتين‪،‬‬ ‫فوجه ك م الفقهاء أ م يقولون أن قول المؤان الص‬
‫هذه اسلم فعل بمعنلى األملر أي هللم‪ ،‬وليسلت أملرا فناسلبت أن تقلول‬ ‫وليست أمرا ألن حر على الص‬
‫خيلر ملن النلوم‪ ،‬فلملا كابلت‬ ‫بعدها ل حول ول قو إل باهلل‪ ،‬وإبما هر إخبلار محله‪ ،‬إخبلار بلأن الصل‬
‫إخبارا محلا باسع أن يصدق المؤان ذه الكلمة‪ ،‬فهو من باب الجتهاد منهم وإل فإبه ل أص لله كملا‬
‫قال أئمة الحديث يف هذا الباب‪.‬‬

‫اب ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والص َال ُة ع َلى َالنَّبِ ‪ ‬بعدَ َ ر ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬

‫عليه عند ك دعاء سبع لستًابة الدعاء‪.‬‬ ‫ألن الص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْا ُل َما َو َرد َ َوالدُّ َعا ُن»‪.‬‬

‫القائملة‪ ،‬آت ببينلا محملدا‬ ‫قال‪ :‬وقول ما ورد مث أن يقلول‪ :‬اللهلم رب هلذه اللدعو التاملة‪ ،‬والصل‬
‫الوسيلة والفليلة‪ ،‬وابعثه اللهم المقام المحملود اللذي وعدتله‪ ،‬وإن زاد‪ :‬فإبلك ل تخللف الميعلاد‪ ،‬فهلذه‬
‫عند البيهقر وحسنها بعه أه العلم‪ ،‬وإل فأص الحديث بدو ا‪.‬‬

‫قال‪ :‬والدعاء‪ ،‬بأن يدعو بعد الك بما شاء‪ ،‬فإبه موضع إجابة‪.‬‬

‫لص َال ِة ِستَّة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪َُ :‬ر ُ ِ ِ‬


‫وط ص َّحة َا َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫بدأ يتكلم المصنف ‪ ‬عن شروط الص ‪ ،‬والمراد بالحرط هو الذي يللم من عدمله العلدم‪ ،‬ول‬
‫‪٦‬‬
‫‪113‬‬

‫يللم من وجوده وجود ول عدم لذاته‪.‬‬

‫بوعان‪ :‬شروط من فع المكلف‪ ،‬وشروط ليست من فع المكلف‪.‬‬ ‫والحروط يف الص‬

‫وما كان من فع المكلف فإبه يًع فعله‪ ،‬وهذا ما ل يتم الواجع إل به‪ ،‬وما ليس من فعل المكللف‬
‫فإبه ل يًع عليه‪ ،‬وهذا ما ل يتم الوجوب إل به فإبه ليس بواجع‪.‬‬

‫إذن عندنا قاعدتان‪ :‬ملا ل يلتم الواجلع إل بله فهلو واجلع‪ ،‬وهلو ملا كلان بفعل المكللف‪ ،‬كالوضلوء‬
‫واجتناب النًاسة‪.‬‬

‫وما ل يتم الوجوب‪ ،‬وهلو الحكلم الوضلعر إل بله فلليس بواجلع‪ ،‬فإبله ل يكلون واجبلا مثل دخلول‬
‫الوقت وبحوه‪.‬‬
‫ال َا ْلا ْق ِ‬ ‫وط ِصح ِة َالص َال ِة ِستَّة‪َ :‬طهار ُة َا ْلحدَ ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ت‪َ ،‬و ُد ُه ُ َ‬
‫ث َو َت َهدَّ ْم ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َُ « :‬ر ُ َّ‬

‫قللال‪ :‬ودخللول الوقللت شللرط لقللول اهلل ‪ { :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ} [النسللاء‪:‬‬


‫قبل وقتهلا‬ ‫‪ ،]103‬أي مؤقتة لها ابتداء ولهلا ابتهلاء‪ ،‬فلدخول الوقلت شلرط لصلحتها‪ ،‬فملن صللى الصل‬
‫عالما أو جاه أو باسيا إاا تبين له خ ف الك فإن ص ته بابلة‪.‬‬
‫ى منْ َت ِصب َو َ ي ُؤ ُه ِس َاى ظِ ٍِ َالز ََّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ت َال ُّظ ْهرِ م َن َالز ََّوال َحتَّى َيت ََس َاو َ ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ا ْق ُ‬

‫الظهر‪ ،‬والسبع أ م يبدهون بصل‬ ‫عاد الفقهاء رحمة اهلل عليهم أ م يبدهون بذكر األوقات بص‬
‫الظهللر‪ ،‬قللالوا‪ :‬لمللا ثبللت مللن حللديث ابللن عبللاس ‪ ‬أن جاي ل بلللل علللى النبللر ‪ ‬فعلملله‬
‫الظهر؛ ولذلك كان الصلحابة‬ ‫صلى جاائي بالنبر ‪ ‬هر ص‬ ‫المواقيت‪ ،‬فكابت أول ص‬
‫يسمو ا األولى‪.‬‬

‫ولذلك كان الفقهاء يوردو ا أول الصلوات من حيث الذكر‪ ،‬وإل فإن قاعلد الفقهلاء وهلو المحلهور‬
‫يف المذهع عندبا‪ :‬أن النهار يبدأ من بلوأ الفًر‪ ،‬ول يبدأ النهار من بلوأ الحلمس‪ ،‬وإل فيًلع أن ببلدأ‬
‫الظهلر موافقلة لصل جاائيل ‪‬‬ ‫اللي ‪ ،‬ولكنهم بلدهوا بصل‬ ‫النهار ثم ببدأ بعدها بص‬ ‫بص‬
‫بالنبر ‪.‬‬

‫هللر إنهللار للللدين‬ ‫واكللروا لللذلك معنللى‪ ،‬قللالوا‪ :‬ألن الظهللر مللأخوا مللن الظهللور والبيللان‪ ،‬والصل‬
‫‪114‬‬

‫وإشعار له وتبيين له‪ ،‬فكأبه تفاهل بذلك‪ ،‬اكره بعه المتأخرين والعلم عند اهلل‪.‬‬

‫قال‪ :‬فوقت الظهر من اللوال‪ ،‬أي من زوال الحمس‪ ،‬وهذا بإجماأ أه العللم‪ ،‬ويلدل عللى أن ابتلداء‬

‫الظهر تبدأ من اللوال قول اهلل ‪ { :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ} [ا سراء‪ ،]78 :‬جاء عن ابن عبلاس‬ ‫ص‬
‫بعد اللوال‪ ،‬أي بعد زوال الحمس‪.‬‬ ‫‪ ‬أبه فسر دلوك الحمس باللوال‪ ،‬أي فيًع إقامة الص‬

‫أيلا يدل عللى اللك ملا جلاء يف حلديث ابلن عبلاس كملا اكلرت قبل قليل أن جاائيل صللى بلالنبر‬
‫ً‬
‫‪ ‬يف اليوم األول بعد زوال الحمس‪ ،‬ويف اليوم الثاين إلى حلين كلان نل كل شلرء مثليله‪ ،‬ثلم‬
‫بينهما‪.‬‬ ‫قال إن الص‬

‫‪ ‬ما املراد بالزوال؟!‬


‫ابتبهوا معر يف هذه المسألة فإ ا مسألة تحتاج إلى تنبيه‪ ،‬المراد باللوال عند الفقهاء متعلقة بالظ ‪ ،‬إاا‬
‫تكلموا عن اللوال عرفوه بالظ ‪ ،‬وهو لزمه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن الملراد بلاللوال هلو ابتلداء بلول الظل بعلد تملام‬
‫قصره‪ ،‬فإن الظ يقصر فإاا قصلر تملام القصلر ثلم بلدأ بلالطول بعلده فلإن هلذا يكلون زوال‪ ،‬هلذه الع ملة‬
‫األولى‪.‬‬

‫فإاا ابتدأ نله يظهر من جهة الحرق فإبه حينمذ يكون زوال‪.‬‬ ‫الع مة الثابية‪ :‬قالوا إاا وجد شاخ‬

‫وأما الظ من جهة الحمال والًنوب ف عا به‪.‬‬

‫إان عندبا ع متان أوردهما الفقهاء للللوال وك هملا متعلقتلان بالظل وهلو لزم زوال الحلمس علن‬
‫كبد السماء‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬بوله بعد تمام قصره‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬بدء الظ من جهة المحرق؛ ألن الحمس تكلون قلد ماللت جهلة المغلرب‪ ،‬أي زاللت‬
‫عن كبد السماء للمغرب‪.‬‬

‫فحينما يكون هناك يفء من جهة المحرق فقد زالت الحمس‪ ،‬وأما الظل ملن جهلة الحلمال والًنلوب‬
‫ف عا به؛ ألبه قد يبقى يختلف الحتاء عن الصيف وهكذا‪.‬‬

‫هاتان ع متان أوردهما الفقهاء‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪115‬‬

‫يقاب هاتين الع متين ما يف السماء‪ ،‬وهو زوال الحمس عن كبد السماء‪.‬‬

‫بللدأ المعاصللرون ينظللرون إلللى كبللد السللماء بالخصللوص ألن النظللر بالفلللك اآلن إبمللا ينظللر لحركللة‬
‫الحمس‪ ،‬ويوجد يف الحمس قطر فاختلف المعاصرون ه المراد باللوال زوال الحمس عن القطلر كلام‬
‫أم زوال وسط الحمس عن القطر‪ ،‬ه هو زوال الحمس كام أي مي ن الحمس كام وابتعاده علن قطلر‬
‫الحمس الذي يكون يف السماء وسطها‪ ،‬أم هو زوال وسط الحمس‪.‬‬

‫الفرق بينهما دقيقة أو دقيقة وبصف فقط‪ ،‬هذا الخ ف هو الذي جع بعه المعاصرين إن ملر عللى‬
‫بعلكم يقولون إن زوال الحمس مقدم فيه دقيقة أو فيه دقيقتان‪ ،‬ملن قلال إبله تقلدم الدقيقلة بظلروا إللى أن‬
‫اللوال باعتبار قطر الحمس‪ ،‬ومن آخرها فنظر أن العتبار بلوال كام الحمس وليس بلوال مركلها‪.‬‬

‫دائما بال زم وهو الفرء وهو الظ ‪ ،‬وهو األنهر يف الع مة‪.‬‬
‫ولكن الفقهاء إبما يقيدون ً‬
‫قال‪ :‬حتى يتساوى منتصلع وفيمله‪ ،‬أي كل شلرء ينتصلع كقللم أو بحلوه‪ ،‬فإبله إاا كلان فيمله أي نلله‬
‫بنفس بوله فإبه حينمذ يكون قد خلرج وقلت الظهلر وهلذا بإجملاأ ودليلله حلديث ابلن عبلاس وابلن عملر‬
‫رضر اهلل عن الًميع‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬س َاى ظِ ٍِ َالز ََّو ِ‬
‫ال»‪.‬‬

‫قال‪ :‬سوى ن اللوال أي بعد ن اللوال؛ ألن ك ما كان قب اللوال غير معتا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وي ِلي َا ْلمخْ تَار لِ ْل َع ْصرِ َحتَّى ي ِصير ظِ ٍُّ ك ٍُِ ََ ٍن ِم ْث َلي ِ ‪ِ ،‬س َاى ظِ ٍِ َالز ََّو ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫العصر‪ ،‬فبدأ ببيان أن العصر يبدأ وقتها بابتهلاء وقلت الظهلر؛‬ ‫بدأ يتكلم اآلن المصنف عن وقت ص‬
‫لذلك قال ويليه‪ ،‬األمر الثاين‪ :‬أبه قلال المختلار‪ ،‬وهلذا يفيلدبا أن العصلر لهلا وقتلان‪ ،‬وقلت اختيلار ووقلت‬
‫ضرور ‪ ،‬فوقت الختيار يبدأ من حين يكون ن ك شرء مثله إللى أن يكلون نل كل شلرء مثليله‪ ،‬دليلله‬
‫جاائيل بلالنبر ‪ ‬كملا يف حلديث ابلن عبلاس يف الصلحي ‪ ،‬فلدلنا اللك عللى أن وقلت‬ ‫ص‬
‫العصر ينقلر من حين ن ك شرء مثليه‪.‬‬

‫وأما وقت الختيار فإبه يبدأ من حين يكون ن ك شرء مثليله إللى غلروب الحلمس‪ ،‬إان هلذا وقلت‬
‫اللرور ‪.‬‬
‫‪116‬‬

‫إليه إل لحاجة‪ ،‬إاا وجدت حاجة كحاجلة حفلظ ملال وبحلوه‬ ‫ووقت اللرور ل يًوز تأخير الص‬
‫إليه‪ ،‬هذا هو محهور المذهع‪.‬‬ ‫فإبه حينمذ يًوز تأخير الص‬

‫وأريد أن أببه لمسألة فقط بأن الرواية الثابية يف المذهع أن وقت الختيلار للعصلر يمتلد إللى اصلفرار‬
‫الحمس‪ ،‬لما جاء من حلديث ابلن عملر ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬وصـالة العصـر إلـى أن تصـقر‬
‫اليمس»‪ ،‬وهذا القلول فيله احتيلاط ومراعلا لخل ف الحنفيلة‪ ،‬فلإن فقهلاء الحنفيلة يلرون أن وقلت صل‬
‫فقهلاء الحنفيلة بلدل ملن‬ ‫العصر إبما تبدأ من حين أن يكون ن ك شرء مثليه‪ ،‬فاألولى أن بصح صل‬
‫أن بقول إن ص هتم يف وقت اللرور مع ا ثم‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬وألن القول مقدم على الفع ‪ ،‬ولكن محهور المذهع إبما أخذوا بحديث ابن عبلاس‬
‫لسببين‪ ،‬السبع األول‪ :‬ألن جاائي هو الذي بلين للنبلر ‪ ‬اللك‪ ،‬فيكلون عللى سلبي الًللم‬
‫بالتحديد‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬قالوا وألن هذا أحوط فإن األحوط األخذ باألق ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور ُة إِ َلى َا ْلغ ُُر ِ‬
‫لي َق ُق َا ْْلَ ْح َم ُر»‪.‬‬ ‫وب‪َ ،‬و َيلي َا ْل َم ْغرِ ُب َحتَّى َيغ َ‬
‫يب َا َّ‬ ‫الض ُر َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫قال‪ :‬ويليه المغلرب أي يبلدأ المغلرب ملن حلين غلروب الحلمس‪ ،‬والملراد بلالغروب غلروب قلرص‬
‫الحمس كام حتى يغيع الحف األحمر‪ ،‬بب ًعا اللدلي عللى أن وقلت المغلرب يمتلد إللى غلروب الحلف‬
‫األحمر ورود ث ثة أحاديث عن النبر ‪ ‬من حديث عمر وابنه وغيرهم‪.‬‬
‫ور ُة إِ َلى ُط ُلا ِع َ ُْرٍ َث ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫ان إِ َلى ُث ُل ِ‬
‫ث َال َّل ْي ٍِ َا ْْلَ َّو ِل‪َ ،‬و َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ِلي َا ْلمخْ تَار لِ ْل ِع َي ِ‬
‫الض ُر َ‬ ‫ََ َُ ُ ُ‬
‫العحاء كذلك لها وقتان‪ ،‬وقت اختيار‪ ،‬ويبدأ وقت الختيار من حين غياب الحف األحمر ويمتد إللى‬
‫ثلث اللي ‪ ،‬دليله حديث ابن عباس المتقدم وقد رواه أحمد وأبو داود أن جاائي ‪ ‬صلى بلالنبر‬
‫ما بينهما‪.‬‬ ‫‪ ‬يف اليوم األول بعد غروب الحف األحمر‪ ،‬والثاين إلى ثلث اللي وقال الص‬

‫ويعرف ثلث اللي باعتبار المغرب والفًر‪ ،‬فننظر متلى تغلرب الحلمس ومتلى يطللع الفًلر ثلم بنظلر‬
‫الثلث بينهما والك يكون ثلث اللي بالتمام‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪117‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِلي َا ْل َق ُْ ُر إِ َلى َا ُّ‬


‫لي ُر ِ‬
‫وق»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويليه الفًر ‪ ..‬واللرور إلى بلوأ الفًر الثاين‪ ،‬وهو الفًر الصادق‪ ،‬والمراد بالفًر الصلادق‬
‫هو البياض المعةض الذي يكون بالعرض بخ ف الفًر الكااب فإبه يكون بوليا‪ ،‬إان الفًلر الصلادق‬
‫هو البياض المعةض الذي ل يتبعه نلمه وإبما يكون بعده النور‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويليه الفًر إلى الحروق أي يصلر الفًر من بلوأ الفًر الصادق إلى شروق الحمس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتُدْ َر ُك َم ْ تُا َبة بِِِ ْح َرا ٍم ِ َو ْقتِ َها»‪.‬‬

‫هذه مسألة يةتع عليها العديد من األحكام وهر مسألة إدراك المفروضلة بملا يكلون يف الوقلت‪ ،‬بملا‬
‫يف وقتهللا بللإدراك تكبيلر ا حللرام‪ ،‬والللدلي عللى أبلله تللدرك‬ ‫يكلون فعلهللا‪ ،‬الفقهلاء يقولللون تللدرك الصل‬
‫بإدراك تكبير ا حرام فقط أن النبر ‪ ‬قال كما يف حديث عائحلة وغيرهلا‪« :‬مـن أدرك‬ ‫الص‬
‫سُدة من الصالة قبٍ بروب اليمس هد أدرك الصالة‪ ،‬ومـن أدرك سـُدة قبـٍ طلـاع القُـر هـد أدرك‬
‫العيان»‪.‬‬

‫فوجدبا أن‬ ‫إان من أدرك سًد فذكر النبر ‪ ‬ركنا من أركان الص ‪ ،‬ثم بظربا يف الص‬
‫قب خروج الوقت فإبله حينملذ‬ ‫أول أركا ا تكبير ا حرام‪ ،‬وبناء عليه فإن من أدرك ركنا من أركان الص‬
‫يف وقتها‪.‬‬ ‫يكون مدركا للص‬

‫‪ ‬ما الذي يرتتب على هذا احلكم بناء على هذا االستدالل‪ ،‬يرتتب حنو من أربع مسائل‪:‬‬
‫يف هذا الوقت فإبه يكون قد أداها أدا ًء‪.‬‬ ‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬أن من أدى الص‬

‫علن وقتهلا إل لمحلتغ‬ ‫لا ملا سلب اكلره قبل أبله ل يًلوز تلأخير الصل‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬يتعل‬
‫بحربها يحص قريبا‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثالثة‪ :‬وسلتأا هلذه المسلألة أن ملن صلار ملن أهل وجو لا قبل خلروج الوقلت بمقلدار‬
‫تكبير ا حرام فإبه يًع عليه أداء هذه الص ‪ ،‬وكذلك عكسه هر المسألة الرابعة‪.‬‬

‫مقدار تكبيلر ا حلرام ثلم جلاءه علذر يمنعله ملن فعلهلا فإبله يًلع عليله‬ ‫أن من أدرك من أول الص‬
‫قلاهها‪ ،‬وسيأا هاتان المسألتان‪.‬‬
‫‪118‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِن يحرم ت َْأ ِهيرها إِ َلى و ْق ٍ‬


‫ت ََّل َي َس ُع َها»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ‬
‫إللى هلذا الوقلت‪ ،‬أي الوقلت اللذي ل يسلع كامل‬ ‫أن يلؤخر الصل‬ ‫يقول‪ :‬لكن يحرم على الحخ‬
‫من أولها إلى آخرها يف وقتها‪.‬‬ ‫الص ‪ ،‬ب يًع عليه أن يصلر الص‬

‫إان عندبا ث ث صور‪:‬‬

‫كامللة ملن أولهلا إللى آخرهلا يف الوقلت فحينملذ يكلون قلد صللى‬ ‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يصلر الص‬
‫أداء من غير إثم‪.‬‬ ‫الص‬

‫من أولها إلى آخرهلا بعلد خلروج الوقلت‪ ،‬فتكلون حينملذ‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون قد صلى الص‬
‫ص ته قلاء ل أداء‪ ،‬ويأثم إن كان من غير عذر‪.‬‬

‫يف الوقلت‪ ،‬وبعللها خلارج الوقلت‪ ،‬فنقلول حينملذ‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون قد صلى بعه الص‬
‫بحكم بأبه قد ص ها أداء‪ ،‬ولكنه يأثم إن لم يكن عنده عذر يف الك‪.‬‬

‫إان هر ث ث حالت مفهومة من ك م المصنف‪.‬‬

‫ـين‪َ ،‬و ُي ِعيـدُ إِ ْن‬


‫ـن َا ْل َي ِه ِ‬
‫ـب َع َلـى َظنِـ ِ ُد ُها ُلـ ُ إِ ْن َع َُـ َز َع ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي َصـ ِل َحتَّـى َي َت َي َّهنَـ ُ َأ ْو َيغْل َ‬
‫َأ ْه َط َأ»‪.‬‬

‫يقللول‪ :‬إن دخللول الوقللت ل يًللوز للمللرء أن يصلللر حتللى يتلليقن الللدخول؛ ألن األصل عللدم دخللول‬
‫الوقت وهو استصحاب للوقت الساب الذي قبله وقد ثبت عنده‪ ،‬ولكلن بقلول لملا كلان اليقلين متعلذرا يف‬
‫جميع الصور فإبه يًل عن اليقين غلبة الظن‪ ،‬إان ل يص أن يصلر المرء إل بأحد أمرين‪:‬‬

‫إما بيقين‪ ،‬أو بغلبة نن‪ ،‬وأما غير هذين األمرين كالظن المًرد أو الحك أو الوهم وبحو اللك فإبله ل‬
‫إلى أن يتيقن أو أن يغلع على ننه أبه قد دخل‬ ‫يًوز للمرء أن يصلر فيه‪ ،‬ب يًع عليه أن يؤخر الص‬
‫الوقت‪.‬‬

‫وخذوا قاعد اكرها ابن مفل يف «المبلدأ»‪ :‬أن الفقهلاء ل يطلقلون عبلار غلبلة الظلن إل إاا وجلدت‬
‫دائما إاا قلنا غلبة نن إان ل ُبد أن توجد قرينة‪ ،‬فمن غلبة الظن أن يخلاه مخلا‪ ،‬وملن غلبلة الظلن‬
‫قرائن‪ً ،‬‬
‫أن يرى الساعة والتوقيت دل على الك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪119‬‬

‫إان غلبة الظن هر با خبار أو بالحساب وبحو الك‪ ،‬وأما اليقلين فإبله يكلون بالمحلاهد ‪ ،‬ولكلن أملا‬
‫بمًرد الحدس وبحوه ف يص ؛ ولذلك قال ول يصلر حتى يتيقنه أي يتيقن دخول الوقت‪.‬‬

‫أو يغلع على ننه دخوله‪ ،‬إما باجتهاد منه‪ ،‬يًتهد‪ ،‬وإما بإخبار ثقة له بنحو الك‪.‬‬

‫وبناء على الك فإن من شك يف دخول الوقت لم يص ‪ ،‬وإبملا ينتظلر حتلى يتليقن أو يغللع عللى ننله‬
‫ول يصلر قب الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن عًل عن اليقين فإبه ينتق إلى غلبة الظن‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويعيلد إن أخطلأ‪ ،‬قولله ويعيلد إن أخطلأ‪ ،‬الخطلأ بوعلان‪ :‬إملا أن يكلون خطلأ فيصللر قبل الوقلت‬
‫فيعيد؛ ألن صلى قب دخلول الوقلت‪ ،‬وأملا إن أخطلأ فصللى بعلد الوقلت فإبله ل يعيلد؛ ألن صل ته حينملذ‬
‫تكون قلاء‪ ،‬ول تكون أداء‪.‬‬

‫إان فقوله ويعيد إن أخطأ يًع أن بقيدها فنقلول إن أخطلأ فصللى قبل الوقلت‪ ،‬وأملا إن أخطلأ فبعلده‬
‫فإبه ل يعيد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َص َار َأ ْهال لِ ُا ُجابِ َها َق ْب ٍَ ُه ُروجِ َو ْقتِ َها بِ َت ْ بِ َير ٍة َل ِز َم ْت ُ ‪َ ،‬و َما ُي ُْ َم ُع إِ َل ْي َها َق ْب َل َها»‪.‬‬

‫هذه هر المسألة التر اكرهتا لكم قب قلي وتبنى على حديث عائحة الذي سب اكره‪.‬‬

‫قب خلروج الوقلت بمقلدار تكبيلر ا حلرام‪ ،‬كيلف يكلون‬ ‫وهر مسألة من صار أه لوجوب الص‬
‫المرء أه لوجوب الص ‪ ،‬كان كلافرا ثلم أسللم‪ ،‬أو كلان صلبيا ثلم بللغ بلاحت م؛ ألن الحلت م يظهلر يف‬
‫لحظات‪.‬‬

‫أو كابت المرأ حائلا وبفساء ثم بهرت‪ ،‬ومر معنا باألمس أن المرأ تعرف الطهر بث ث ع مات‪.‬‬

‫والصلوم‬ ‫أو كان المرء مًنوبا ثم أفاق‪ ،‬لم بذكر ا غماء لم؟ ألن المحهور أن ا غماء يف باب الص‬
‫ملحقان بالنوم‪ ،‬ويف باب الحج ملح بالًنون‪.‬‬

‫إان هنا ملح بالنوم‪ ،‬فلم بذكر ا غماء‪ ،‬ا غماء المغمى عليه على المحهور يقللر الصللوات التلر‬
‫فاتته ولو بالت‪.‬‬

‫إان المًنون لو أفاق قب خروج الوقت بمقدار تكبير ا حلرام يًلع عليله أن يصللر هلذه الصل ؛‬
‫‪120‬‬

‫ألبه أصب من أه الوجوب‪.‬‬

‫إان هؤلء األربعة هم الذين أصبحوا من أه الوجوب قب خروج الوقت‪.‬‬

‫ما مقدار الذي إاا أدركه من الوقت قب خروجه يكون مدركا للوقت‪ ،‬هو بمقدار تكبيلر ا حلرام‪ ،‬ملا‬
‫الدلي ؟ بقول أل ا أول أركان الص ‪ ،‬وقد بين النبر ‪ ‬أن من أدرك ركنلا ملن أركلان الصل‬
‫يف وقتها‪ ،‬فقال‪« :‬من أدرك سُدة أو من صـلى سـُدة قبـٍ‬ ‫قب خروج الوقت فإبه يكون قد صلى الص‬
‫بركنهلا فلدل عللى أن الواجلع‬ ‫بروب اليمس هد أدرك المغرب»‪ ،‬فعا النبر ‪ ‬عن الصل‬
‫هو الركن‪ ،‬هذا هو بظر الفقهاء يف هذه المسألة‪.‬‬

‫قال‪ :‬قب خروج وقتها بتكبير ‪ ،‬عرفنا دليله‪ ،‬للمته وما يًملع إليهلا قبلهلا‪ ،‬قلول المصلنف وملا يًملع‬
‫إليها قبلها‪ ،‬بذكر منطوقها ومفهومها ثم بذكر دليلها بعد الك‪.‬‬

‫التر تًمع لها بظيرهتا وهلر‬ ‫مفهومها ما هو؟! أن المرء إاا أصب من أه وجوب الص ‪ ،‬يف الص‬
‫الظهللر والعصللر والمغللرب والعحللاء‪ ،‬فللأدرك جلللءا مللن الثابيللة أدرك جلللءا مللن العصللر أو أدرك جلللء مللن‬
‫العحاء‪ ،‬ولو بمقدار تكبير ا حرام‪ ،‬بأن أفاق أو بلغ أو بهرت المرأ أو أسلم‪ ،‬فإبه يًع عليله أن يصللر‬
‫التر أدرك جل ًءا من وقتها وأن يصلر ما قبلها‪ ،‬هذا هو المنطوق‪.‬‬ ‫هذه الص‬

‫دليله‪ :‬ما ثبت عن اثنين من صحابة رسول اهلل ‪ ،‬وليس هذان الثنلان ملن أغملار النلاس‪،‬‬
‫ب هما من صحابة رسلول اهلل ‪ ‬بل ملن كبلار أصلحابه‪ ،‬وهملا عبلد اللرحمن بلن علوف أحلد‬
‫العحر ‪ ،‬وعبد اهلل بن عباس ‪ ،‬وروي عن غيرهما؛ لكن أصحه عن هذين الثنين‪ ،‬كسعد وغيره‪.‬‬

‫التر قبلهلا إاا بهلرت الحلائه‪ ،‬بب ًعلا‬ ‫أ ما قالوا‪ :‬أن من أدرك جلءا من الثابية للمه أن يصلر الص‬
‫يتكلمون عن الحائه‪ ،‬وهذا ناهر بين الصحابة ول يعلم لم مخالف‪ ،‬وغالبا ل يكلون مثل اللك إل علن‬
‫توقيف‪.‬‬

‫إان هذا هو دلي المسألة‪.‬‬

‫مفهوم هذه المسألة أن من أدرك جلءا من أولها وعذر يف آخرها أبه ل يصلر ما بعدها‪ ،‬الوقلت الثلاين‪،‬‬
‫مثال الك‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪121‬‬

‫ملن أولهلا إللى آخرهلا ل يًلع عليهلا‬ ‫المرأ الحائه‪ ،‬المرأ الحائه إاا حاضلت يف وقلت الصل‬
‫كما جاء يف حديث عائحة‪ ،‬كنا بؤمر بقلاء الصوم ول بؤمر بقلاء الص ‪.‬‬ ‫قلاء هذه الص‬

‫ثم حاضت‪ ،‬أدركلت جللءا ملن أول وقلت الظهلر ثلم بعلد اللك‬ ‫لكن لو أدركت جلءا من أول الص‬
‫بمقلدار تكبيلر‬ ‫حاضت‪ ،‬فيًع عليها أن تصلر هلذا الظهلر إاا بهلرت؛ أل لا أدركلت جللءا ملن الصل‬
‫ا حرام‪ ،‬ولكن ل يللمها أن تصلر معها العصر أل ا لم تدرك وقت العصر‪.‬‬

‫وما قبلها ل ما بعدها‪.‬‬ ‫إان العا بأن تقلر الص‬

‫اض َـر ٍة َأ ْو‬


‫ـت َ ـا َت ح ِ‬
‫ـم َيت ََض َّـر ْر َأ ْو َيـن َْس َأ ْو َيخْ َ ْ َ‬ ‫ب َ ْارا َق َضا ُن َ َاائِ َ‬
‫ـت ُم َرتَّبـا َمـا َل ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫اِ ْهتِ َي ِ‬
‫ار َها»‪.‬‬

‫الصللللوات إاا فاتلللت المسللللم يًلللع عليللله أن يقلللليها عللللى مرتبلللة‪ ،‬اللللدلي عللللى اللللك أن النبلللر‬
‫العصلر يف يلوم الخنلدق‪،‬‬ ‫‪ ‬كما يف الصحيحين من حديث حذيفة وغيره لما ُشلغ علن صل‬
‫قي له النبر ‪ ‬إبك لم تص العصر‪ ،‬فقال‪َ« :‬غلانا عن الصالة الاسـطى صـالة العصـر‪ ،‬مـْل‬
‫اهَّلل قبارهم نارا»‪ ،‬فص ها بعد المغرب‪ ،‬أي بعلد دخلول المغلرب‪ ،‬فصللى العصلر ثلم المغلرب والعحلاء‪،‬‬
‫فدل الك على وجوب الةتيع بين هذه الصلوات الخمس‪.‬‬

‫إان يًللع الةتيللع بللين الصلللوات الخمللس‪ ،‬فتصلللى الصلللوات الفائتللة مرتبللة‪ ،‬وهللذا معنللى قللول‬
‫المصنف‪ :‬ويًع فورا قلاء فوائت مرتبا‪ ،‬أي ترتيبها‪.‬‬

‫وقوله‪ :‬ويًع فورا ألن القلاء يًع أن يكون على الفورية لقول النبر ‪« :‬مـن نـام عـن‬
‫صالة أو نسيها ليصلها»‪ ،‬والفاء تفيد التعقيع والفورية‪ « ،‬ليصلها إذا ذكرها ِن ذلب ها وقتها»‪.‬‬

‫فإبله‬ ‫إان يًع على المرء أن يصليها فورا من حين يتذكر‪ ،‬أو يلول العذر‪ ،‬وإن تلأخر أو أخلر الصل‬
‫يأثم بذلك‪ ،‬إل لعذر أو سبع‪ ،‬األعذار التر تبي التأخير‪ ،‬أو سبع‪ ،‬ما هر األسباب؟‬

‫الفًلر فأخرهلا ‪ ..‬فاتتله حتلى خلرج وقتهلا فأخرهلا فللم يقللها عللى‬ ‫النبر ‪ ‬فاتته ص‬
‫سبي الفور‪ ،‬حتى ابتق من المكان الذي هو فيله إللى مكلان آخلر‪ ،‬فقلد علرس يف مكلان وقلال ملن يوقظنلا‬
‫الفًر فنام ب ل‪ ،‬ومثله عمر‪ ،‬فلم يقوملوا إل عللى صلراذ عملر‪ ،‬فقلام النبلر ‪ ‬فابتقل‬ ‫لص‬
‫إلى مكان آخر وصلى فيه‪ ،‬وقال‪« :‬إن ذاك م انا قد حضرنا ي الييطان»‪.‬‬
‫‪122‬‬

‫إان فالبتقال من مكان إلى مكان يبي تأخيرها‪ ،‬وينفر الفورية يف وجوب القلاء‪.‬‬

‫قللال‪ :‬مللا لللم يتلللرر أو ينسللى أو يخحللى فللوت حاضللر أو اختيارهللا‪ ،‬ابظللروا معللر‪ :‬الصلللوات يسللقط‬
‫الةتيع فيها يف ث ثة مواضع‪ ،‬وإن شمت زدت رابعا؛ لكن بكتفر بالث ثة‪.‬‬

‫‪ ‬هناك ثالثة مواضع يسقط فيها الرتتيب‪:‬‬


‫‪ ‬الماضع اْلول‪ :‬من بسلر وللذلك قلال‪ :‬أو بسلر‪ ،‬إاا بسلر فإبله يسلقط الةتيلع‪ ،‬وملا معنلى كوبله‬
‫الثابيلة‪ ،‬يًلع أن يسللم ملن الصل‬ ‫األولى حتى يسلم ملن الصل‬ ‫باسيا‪ ،‬أي أن ينسى أبه قد فع الص‬
‫مرتبلة‪ ،‬إان هلذا األملر‬ ‫الثابيلة ابقلبلت بافللة‪ ،‬ثلم بعلد اللك صللى الصل‬ ‫الثابية‪ ،‬ف لو تذكر يف أثناء الص‬
‫الثابيلة‪،‬‬ ‫األولى حتى ابقللت الصل‬ ‫األول فيما يتعل بالنسيان‪ ،‬إان يًع أن يكون قد بسر أداء الص‬
‫وسلم منها‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬الماضع الثاين‪ :‬أن يلي وقت الثابية إل عن أدائها‪ ،‬فيكون وقت الثابية ضي جلدا‪ ،‬فل يكفلر إل‬
‫ألداء الص ‪ ،‬سواء كلان وقلت الختيلار فقلط أو الوقلت كلام فيملا ل اختيلار فيله‪ ،‬فحينملذ يًلوز تقلديم‬
‫الثابية على األولى‪.‬‬

‫الًمعلة إاا‬ ‫الًمعلة خاصلة‪ ،‬فلإن صل‬ ‫‪ ‬الماضع الثالث‪ :‬الت يُاز يها ترك الترتيب‪ :‬يف صل‬
‫الًمعلة ملن شلربها أن‬ ‫الفًلر؛ ألن صل‬ ‫حلرت المسلم فيًوز له أن يصلر الًمعة وللو فاتتله صل‬
‫الًمعة ثم يصلر بعدها الفًر‪.‬‬ ‫تكون مع ا مام‪ ،‬فيصلر ص‬

‫فهذه ث ث حالت يسقط فيها الةتيع على المحهور‪.‬‬

‫ار َج َهـا‪َ ،‬و ِـ َه ْل َـا ٍة‪َ ،‬و ِـ ُظ ْل َم ٍـة بِ َمـا ََّل َي ِص ُ‬


‫ـف‬ ‫ب َحتَّى َه ِ‬ ‫ث‪َ :‬ست ُْر َا ْل َع ْا َر ِة‪َ ،‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثالِ ُ‬
‫َا ْل َب َي َر َة»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف اكر الحرط الثالث وهو سة العور ‪ ،‬وتسمى السلة ‪ ،‬إاا أبلل الفقهلاء السلة وأ لا‬
‫واجبة‪ ،‬فيقصدون ا سة العور ‪ ،‬وببهت لهذا ألين وجدت بعه الطلبلة لملا وجلد للبعه الفقهلاء يقلول‬
‫والسة واجبة‪ ،‬نن أن المراد بالسة يف كل م الفقهلاء سلة المصللر التلر تكلون أمامله‪ ،‬وإبملا قصلدهم‬
‫بالوجوب السة التر هر سة العور ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪123‬‬

‫وجللاء وجللوب سللة العللور يف كتللاب اهلل ‪ ،‬فقللد قللال اهلل ‪ { :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ}‬
‫[األعراف‪ ،]31 :‬األمر فيها للوجلوب لسلة العلور وكملال اللينلة محملول عللى النلدب‪ ،‬والقلرآن حملال‬
‫أوجه‪.‬‬

‫ويف خارجها سواء‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ويًع حتى خارجها‪ ،‬أي ويًع سة العور يف الص‬

‫قللال‪ :‬ويف خلللو ونلمللة بمللا ل يصللف البحللر ‪ ،‬قللال‪ :‬أي ويحللرأ أن المللرء يسللة عورتلله يف خلللو ويف‬
‫نلمة‪ ،‬ولكن من شرط ساتر العور أن يكلون مملا ل يصلف البحلر ‪ ،‬إان شلرط سلاتر العلور ملن اللبلاس‬
‫وغيره أن ل يكون واصفا للبحر ‪ ،‬وما هو الذي ل يصف البحر ؟‬

‫‪ ‬قالوا‪ :‬ما وجدت فيه األوصاف التالية‪:‬‬


‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أل يصف البحر بلو ا‪ ،‬ف يكون رقيقا باللون‪ ،‬فيحف عما تحته‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أل يكون واصفا للبحر بحيث أبه يكون مفص ألعلائها‪ ،‬وعندبا فرق بين المفص‬
‫والمًسم‪ ،‬فإن المًسم معفو عنه‪ ،‬وأما المفص فإبه حكلر ا جملاأ عللى أبله غيلر معفلو عنله‪ ،‬والملراد‬
‫بالمفص هو الذي يفص دقائ العلو تماما‪ ،‬وأما المًسم فالذي يبلين حًلم العللو ملن صلغر أو كلا‬

‫وبحلللو اللللك؛ وللللذلك فًلللاء يف قلللول اهلل ‪ { :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ} [النلللور‪،]31 :‬‬
‫المستثنى هنا قي ‪ :‬العينان‪ ،‬وقي غير الك‪ ،‬وقي ‪ :‬هو التًسيم‪ ،‬كما جاء أن عمر ‪ ‬لما بللت اآليلة رأى‬
‫سود بنت عمه زوج النبر ‪ ،‬فقال‪ :‬قد عرفناك يا سود ؛ ألن سود زوج النبر ‪‬‬

‫كابت سمينة ‪ ،‬فلما لبست الحًلاب عرفلت لسلمنها ‪ ‬فقلال‪ :‬قلد عرفنلاك‪ ،‬فلأبلل اهلل ‪ { :‬ﮗ‬

‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ} [سور النور‪. ]31:‬‬

‫إان هذا المستثنى أربعة أشياء ومن هذه األشياء األربعة التًسيم‪ ،‬فإبه معفو عنله‪ ،‬كلالمنكبين‪ ،‬ورأس‬
‫المرأ وبحو الك فإبه يعفى عنه‪.‬‬

‫إان ما ل يصف البحر ‪ ،‬هو ما ل يحف وما ل يظهر البحر كالمحق ‪ ،‬والثالث‪ :‬ما ل يكون مفص ‪.‬‬

‫ث ثة أشياء‪ ،‬ما ل يحف اللون‪ ،‬وما ل يكون محقوقا يبين الًلد‪ ،‬والثالث ما ل يكون مفص ‪ ،‬وحكلر‬
‫ا جماأ عليها يف الًملة‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫وأ َم ٍة َما َب ْي َن ُس َّر ٍة َو ُر ْك َب ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع ْا َر ُة َر ُج ٍٍ َو ُح َّر ٍة ُم َر َاه َه ٍة َ‬

‫ويف خارجها هذا معنى قوله مطلقا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وعور الرج يف الص‬

‫قال‪ :‬وحر مراهقة أي لم تبلغ‪ ،‬وإبما جاوزت العاشر تقريبا إلى البلوغ تسمى مراه ‪ ،‬فإ ا تكون ملا‬
‫وغيرها ما بين السر إلى الركبة‪ ،‬هذا معنى قوله مطلقا‪.‬‬ ‫بين السر إلى الركبة‪ ،‬واألمة يف الص‬

‫والدلي عليه عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده عند سنن أبر داود أبه ل يظهر إل ما بينهما‪.‬‬

‫لكللن قوللله مللا بللين السللر والركبللة يللدلنا علللى أن السللر والركبللة ليسللتا عللور ؛ ألن الحللد ل يللدخ يف‬
‫المحدود‪ ،‬ولكن يستحع سةهما من باب ما ل يتم الواجع إل به فإبه قد يكون واجبا؛ لكن هو من بلاب‬
‫الستحباب‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْب ِن َس ْب ٍع إِ َلى َع ْيرٍ َا ْل َق ْر َج ِ‬
‫ان»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وابن سبع إلى عحر إبما يًع عليه سة العور المغلظة وهما الفرجان‪ ،‬سنتكلم عنها بعد قلي ‪.‬‬

‫لص َال ِة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َا ْل َح َّرة َع ْا َرة إِ ََّّل َو ْج َه َها َا َّ‬

‫قال‪ :‬وك الحر عور ‪ ،‬لما جاء من حديث ابن مسعود عن الةملذي أن الملرأ كلهلا علور ‪ ،‬واسلتثنر‬
‫فإبه ل يكون عور ‪.‬‬ ‫من الك وجهها يف الص‬

‫وأما كفاهلا وقلدماها فإبله عللى المحلهور ملن قلول الفقهلاء أ لا علور ‪ ،‬لقلول النبلر ‪ ‬يف‬
‫حديث أم سلمة ‪ ‬إاا كان الدرأ سابغا يسة نهور القدمين‪ ،‬فدل على أن سة نهور القدمين واجع‪.‬‬

‫قب أن بنتق يف قلية ما يعفى عنه من كحف العلور أريلد أن أبلين مسلألة فيملا يتعلل بلالعور ‪ :‬علور‬
‫ويف غيرها سواء من السر إلى الركبة؛ لكن يقول أه العلم إن عور الرج تنقسلم إللى‬ ‫الرج يف الص‬
‫قسمين‪ :‬عور مغلظة‪ ،‬وعور متوسطة أو عادية‪ ،‬ما الغرض إلى تقسيمها إلى هذين القسمين؟‬

‫فإبله سليأا بعلد قليل أبله يعفلى علن‬ ‫ويف غيرها‪ ،‬أما أثرهلا يف الصل‬ ‫بستفيد منها أثرا فقهيا يف الص‬
‫خروج العور اليسير ‪ ،‬وأما إن كان خروجها من العور المغلظة فلإن اليسلير يف الللمن اليسلير هلو المعفلو‬
‫عنه دون ما عدا الك‪ ،‬وسأاكرها بعد قلي ‪.‬‬

‫إان المغلظلة هللر القبل والللدبر وهمللا الفرجللان‪ ،‬والعاديللة مللن السللر إلللى الركبللة‪ ،‬وسلليأا فائللدهتا يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪125‬‬

‫الص ‪.‬‬

‫فإن فائد تقسيم عور الرج إلى قسمين فائد مهملة‪ ،‬وهلو أبنلا بقلول أبله ل يًلوز‬ ‫أما خارج الص‬
‫للرج ل أن يخللرج عورتلله المغلظللة وهمللا السللوءتان إل للللرور ‪ ،‬وأمللا العللور العاديللة فيًللوز إخراجهللا‬
‫للحاجة‪ ،‬ومثال الحاجة النبر ‪ ‬حين كان مدليا ساقيه يف بمر‪ ،‬فقد حسر علن ثوبله حتلى خلرج‬
‫بعه فخذه‪ ،‬ما الحاجلة هنلا‪ ،‬أن النبلر ‪ ‬للو تلرك ثوبله إزاره ألصلاب الملاء إزاره‪ ،‬وهلذا فيله‬
‫حفظ زاره وعدم البل ‪ ،‬وهنا فيه حاجة‪ ،‬فيًوز إخراج بعه الفخذ لحاجة‪.‬‬

‫أيلا لبلث ال ُّت َّبلان‪ ،‬اللذي يلبسله أهل البحلر حينملا يًعل مقلدم ا زار يف آخلره فيخلرج‬
‫ومن الحاجة ً‬
‫بعه الفخذ لكر ل يفسد الثوب وهكذا‪.‬‬

‫إان للحاجة يًلوز إخلراج الفخلذ‪ ،‬وأملا لغيلر حاجلة فل ‪ ،‬وأملا الللرور فإبملا تبلي إخلراج العلور‬
‫المغلظة‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬بالنسلبة للملرأ ‪ ،‬الملرأ لهلا ثل ث علورات يف خلارج الصل ‪ ،‬علور عنلد األجابلع‪،‬‬
‫وعور عند محارمها‪ ،‬وعور عند زوجها‪.‬‬

‫أما عند زوجها فإبه ل عور لها‪ ،‬وأما عند محارمها ومثلها النساء األجابع فإ لا لهلا عورتلان‪ ،‬العلور‬
‫العادية فإ ا يًع عليها أن تسة ك ما لم تًر العاد بكحفه‪ ،‬ك ما لم تًر العاد بكحفه يًع عليهلا أن‬
‫تسةه أمام محارمها وأمام النساء‪.‬‬

‫ويًوز لها أن تكحف ما عدا ما بين السر والركبة للحاجة‪ ،‬ابتبه للحاجلة‪ ،‬إان السلاقان والصلدر إبملا‬
‫يًوز كحفهما عند الحاجة‪ ،‬كالرضاعة مث ‪ ،‬أو عند العًن ملث ‪ ،‬فلالمرأ قلديما كابلت تعًلع بقلدميها‪،‬‬
‫وما عدا الحاجة ف يًوز للمرأ أن تخرج هذه العور ‪.‬‬

‫إان الفقهاء بريد أن بنبه‪ ،‬أن الفقهاء إاا قلالوا إن علور الملرأ عنلد الملرأ ‪ ،‬أ لا ملن السلر إللى الركبلة‬
‫قصدهم العور المغلظة فقط‪ ،‬وما عدا الك فإبه ل يًوز كحفه إل ما جرت العاد بكحفه يف عاد النسلاء‪،‬‬
‫وقد حكى هذا الك م ابن عبد الا وغيره أنن اتفاقا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪126‬‬

‫ـب َث ْابـا َأ ْو ُب ْه َعـة‬ ‫ـت َأ ْو َصـ َّلى ِـ ن ََُ ٍ‬


‫ـس َأ ْو ب ْ‬
‫َص ٍ‬ ‫ـف َب ْعـ ُ َع ْا َرتِـ ِ َو َ ُح َ‬
‫ـن اِ ْن ََي َ‬
‫‪ ‬قال املصننف‪َ « :‬و َم ِ‬
‫َأ َعا َد»‪.‬‬

‫هذه مسألتان‪ ،‬المسألة األولى يف قوله‪ :‬ومن ابكحف بعله عورتله وفحلش‪ ،‬يعفلى علن نهلور بعله‬
‫العور اليسير‪ ،‬وكيف يكون اليسير؟ بقول اليسير إما إن يكون يسليرا يف الللمن‪ ،‬كثيلرا يف المقلدار‪ ،‬وإملا أن‬
‫يكون يسيرا يف المقدار كثيرا يف اللمن‪ ،‬فيعفى عنه يف الحالتين‪.‬‬

‫إان اليسير إما أن يكون يسيرا يف المقدار كثيرا يف اللمن‪ ،‬كأن يظهر بعله فخلذه يف الصل ‪ ،‬أو بعله‬
‫فإبه يعفى‪ ،‬أو العكس‪ ،‬أن يظهر شرء كثير من فخذه لكن للمن ملااا؟‬ ‫بطنه يف الص ‪ ،‬ولو بال يف الص‬
‫قلي ‪ ،‬فإبه يعفى فيه‪.‬‬

‫وأما إن كابت العور عور مغلظة‪ ،‬فإبه إبما يعفلى علن يسلير الللمن ويسلير المقلدار فقلط‪ ،‬فلإن كابلت‬
‫كثيرا يف مقداره أو كثيرا يف زمنه بطلت ص ته‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن صلى فيه بًس أي يف ثوب بًس أو غصع يف بقعة ثوب أعاد ألن هذا شلرط‪ ،‬والحلرط ل‬
‫يعذر بةكله ل بسليابا ول جهل ‪ ،‬إل ملا كلان معتلذرا؛ للذلك قلال‪ :‬ل ملن حلبس يف محل بًلس ل يمكنله‬
‫الخروج منه‪ ،‬فإبه حينمذ يعذر ألج التعذر‪.‬‬

‫ب َو ُب ْه َع ٍة َم َع َا ْل ُهدْ َر ِة»‪.‬‬
‫اس ٍة َب ْيرِ َم ْع ُق ٍّا َعن َْها ِ َبدَ ٍن َو َث ْا ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا َّلرابِ ُع‪ :‬ا ْجتن ُ‬
‫َاب ن ََُ َ‬
‫‪ ‬اليرط الرابع‪ :‬اجتناب النًاسة والفقهاء رحمة اهلل عليهم اكروا أن اجتنلاب النًاسلة شلرط وللم‬
‫يعدوه من الواجبات‪ ،‬وهذا له فائد ‪ ،‬أ م يقولون إن من بسر النًاسة بعد علمه ا أو جهل موضلعها ثلم‬
‫صلى‪ ،‬علم ا لكن جه موضعها ثم صلى فإن ص ته بابلة؛ ألبه شرط‪ ،‬والحرط ل يعذر فيه بالنسيان‪.‬‬

‫ولذلك عدوا اجتناب النًاسة شربا‪ ،‬قالوا ألن أحلد الطهلارتين فهلر ملحقلة بالطهلار ملن الحلدث‪،‬‬
‫«َّل يهبٍ اهَّلل صالة أحدكم إذا أحدث حتى يتاضأ»‪.‬‬

‫إبما يعذر يف اجتناب النًاسة يف مسألة واحد وهلر إاا تعلذر اللك‪ ،‬إملا بلأن ل يكلون عنلده إل سلة‬
‫بًسة أو بقعة بًسة فيصلر فيه حينمذ‪ ،‬وإما لكوبه كان جاه لوجود النًاسة بالكليلة وللم يعللم إل بعلد‬
‫منها‪.‬‬ ‫ثم بعد الك تخل‬ ‫ابقلاء الص ‪ ،‬أو علم يف أثناء الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪127‬‬

‫والدلي على الك حديث النبر ‪ ‬حينما صلى ثم خلع بعله وقلال‪« :‬إن جبرائيـٍ أهبـرين‬
‫أن يف نعل أذى»‪ ،‬أي‪ :‬فيه بًاسة فخلعه‪ ،‬فدل على أن الستمرار به يكون مبط حينمذ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬اجتناب نُاسة» سواء كابت النًاسلة عينلا أو بًاسلة صلفة سلواء‪ ،‬غيلر معفلو عنهلا‬
‫كقلي دم ويسير قرء وبحو الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬يف بدن وثوب وبقعة مع القدر ‪ ،‬البدن واض أي بدن المصلر وهو سائر أجلائه‪ ،‬وك ما اتصل‬
‫بأجلاء بدبه ملحقة ببدبه‪ ،‬كحعره ف يعتا يف حكم المنفص وإبما يف حكم المتص ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وثوب‪ ،‬المراد بالثوب هو ك متصل ببلدن اآلدملر يتحلرك بحركتله‪ ،‬فإبله يًلع تطهيلره‪ ،‬سلواء‬
‫باشر المصلر أو لم يباشره‪ ،‬فالثوب هذا إاا كابت النًاسة ليست مباشر وإبما من الًهة الظاهر البابنة‬
‫فإبه ل يص فيًع تطهيرها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبقعة‪ ،‬ضابط البقعة قالوا إاا كان ي قيها بثوبه أو ببدبه‪ ،‬ومعنى الك حدوها قلالوا‪ :‬وحلد البقعلة‬
‫من أسف الرج عند القيام وهو العقع‪ ،‬إلى منتهى الًبهة يف السًود هذا هو حد البقعة‪.‬‬

‫ومن اليد إلى اليد عند السًود‪ ،‬وما بينهما‪ ،‬وإن لم يباشرها بًسده لكنه يباشلرها بثوبله‪ ،‬فهلذه يًلع‬
‫تطهيرها‪.‬‬

‫ابظروا عندي مسائ أريلد أن بنتبله لهلا‪ ،‬عرفنلا حلد البقعلة‪ ،‬للو أن النًاسلة فيله قبللة المصللر‪ ،‬لكنهلا‬
‫تنتهر عند اية السًاد ملث ‪ ،‬أملام هلذه السلًاد‬ ‫ليست يف بقعة ص ته‪ ،‬يعنر دعنا بقول أن بقعة الص‬
‫تماما توجد بًاسة عينية مث ‪ ،‬أو بًاسة بارئة وصفية‪ ،‬ه تص ص ته أم ل؟ بقول بعلم تصل صل ته؛‬
‫ألن الذي يًع تطهيرها إبما هر البقعة ل القبلة؛ إبما يًع تطهير بقعة فمعرفة حد البقعة ومقدارها هلذا‬
‫هو الواجع‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن البقعة إبما يًع تطهيلر الظلاهر اللذي ي قيله البلدن والثلوب‪ ،‬دون البلابن‪ ،‬وبنلاء‬
‫على الك فلو كابت النًاسة على األرض فغطاها بنحو ثوب وبحوه فهل تكلون صل ته صلحيحة أم ل؟‬
‫قللالوا بعللم تص ل ص ل ته‪ ،‬إاا غطللى النًاسللة بثللوب‪ ،‬كللأن تكللون بًاسللة علللى األرض فيغطيهللا بسللًاد‬
‫وبحوهللا‪ ،‬فيصل أن يصلللر عليهللا مللع أ للا يف أسللف األرض بل السللًاد مللن برفهللا اآلخللر قللد باشللرت‬
‫النًاسة‪.‬‬
‫‪128‬‬

‫إان هذا هو الفرق البقعة وبين الثوب‪ ،‬الثوب يًع تطهيرها مطل ًقا سواء كلان واللى بلدن المصللر أم‬
‫لم يواله‪ ،‬يعنر سواء كان شعارا أو دثارا‪ ،‬بخ ف البقعلة‪ ،‬فإبملا يًلع تطهيلر ملا واله ببدبله أو بثوبله‪ ،‬ملع‬
‫معرفة حدها الذي اكرته لكم قب قلي ‪.‬‬

‫بيع‪ ..‬ابظروا معلر الملرء إاا كلان يف بعلله بًاسلة وكابلت النًاسلة أسلف بعلله‪ ،‬كابلت النًاسلة يف‬
‫أسف النع ‪ ،‬لم يباشرها بنفسه ه يًع عليه أن يخلع بعله أم ل؟ بيع ما الفرق بين أن تكلون النًاسلة‬
‫يف أسف النع وبين أن تكون النًاسة يف أسف السًاد التر تصلر عليها‪ ،‬ما الفرق؟‬

‫أن النع لباس؛ ألبله يتحلرك بحركتله‪ ،‬وأملا هلذا القملاش اللذي جعلله عللى األرض فإبملا هلو سلاتر‬
‫للبقعة‪ ،‬فابتبه للفرق بين الثنتين‪.‬‬
‫ُـب‪ ،‬ويتَـيمم إِ ْن َلـم ي َغ ِطـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ـم َي ِ ْ َ َ َ َّ ُ‬ ‫ـن َج َب َـر َع ْظ َمـ َ َأ ْو َها َطـ ُ بِـن ََُ ٍ‬
‫س َوت ََض َّـرر بِ َه ْلعـ َل ْ‬ ‫‪ ‬قال املصننف‪َ « :‬و َم ْ‬
‫َال َّل ْح ُم»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ومن جا عظمه بحرء وكان هذا المًبور بله بًلس‪ ،‬كعظلم ميتلة ملث ‪ ،‬أو عظلم خنليلر وبحلو‬
‫الك‪ ،‬أو خابه أو خاط جرحه بنًس‪ ،‬واآلن يستخدم بعه الخيوط تستخدم فيها خيوط مسلتخرجة ملن‬
‫لحم الخنلير‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتلرر بقلعه بأن يرجع جرحه ينلف دملا وبحلو اللك‪ ،‬للم يًلع عليله النللأ؛ لكلن يتليمم لكل‬
‫لوجود النًاسة‪ ،‬كما سب معنا أن يتيمم ألجل النًاسلة‪ ،‬إن للم يغطله اللحلم‪ ،‬أي إن غطلى اللحلم‬ ‫ص‬
‫هذه النًاسة من الخيط والعظم وبحوه ف يًلع التليمم؛ ألن النًاسلة الداخليلة معفلو عنهلا؛ ألن أصل‬
‫األححاء فيهلا بًاسلة‪ ،‬فكل ملا كلان داخل غيلر ملأمور بتطهيلره‪ ،‬الفلرث موجلود يف اللبطن فهلو محكلوم‬
‫بطهارته‪ ،‬فما كان يف البابن يختلف حكمه عن الظاهر‪ ،‬فإاا غطر فإبه يكون حينمذ ل يللم تطهيره‪.‬‬

‫ار َع ِـة‬
‫ـٍ َو َم ُْـز ََر ٍة َو َم ْز َب َل ٍـة َو َق ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت َِص ُّح بِ َال ُع ْذ ٍر ِ َم ْه َب َر ٍة َو َه َـال ٍن َو َح َّمـا ٍم َو َأ ْع َط ِ‬
‫ـان إِبِ ٍ‬
‫يق َو ََّل ِ َأ ْسطِ َحتِ َها»‪.‬‬
‫َطرِ ٍ‬

‫يف المقللا ل تصل وهللر بابلللة؛ ألن النبللر‬ ‫يقللول‪« :‬وَّل تصــح الصــالة بــال عــذر يف مهبــرة»‪ ،‬الصل‬
‫يف وإللى‬ ‫فيهلا‪ ،‬بل ملا ثبلت أن النبلر ‪ ‬لى علن الصل‬ ‫‪ ‬ى عن الصل‬
‫إليها‪ ،‬فدلنا اللك عللى أن الصل‬ ‫فيها‪ ،‬وعن الص‬ ‫شرء إل إلى المقا ‪ ،‬فقد ثبت عنه النهر عن الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪129‬‬

‫بابلة‪.‬‬ ‫يف المقا وإليها ص‬

‫والعلة يف الك النهر عن اريعة الحرك‪ ،‬وهر من أعظم اللذرائع التلر يًلع سلدها‪ ،‬والحلةاز منهلا‪،‬‬
‫فإن تعظيم القبور وتعظيم الصور هو أول سبع الحرك يف بنلر آدم جميعلا يف قلوم بلوال اللذين بعلث إلليهم‬
‫بوال ‪ ‬إبما كان سبع تعظيمهم األموات حينما صوروا لهلم صلورا فعظملوا مكلا م‪ ،‬إان فلالنهر‬
‫يف المقابر إبما هو سدا لذريعة الحرك‪.‬‬ ‫عن الص‬

‫الًنلاز ل ركلوأ فيهلا ول‬ ‫الًنلاز ؛ ألن صل‬ ‫ل يستثنى من الك إل شلرء واحلد فقلط وهلر صل‬
‫سًود‪.‬‬

‫‪ ‬إذن قلنا املقربة عندنا فيها ثالثة مسائل‪:‬‬


‫فيهلا والصل‬ ‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬ثبوت أحاديث كثير عن النبر ‪ ‬يف النهر عن الص‬
‫إليها‪ ،‬فدل على حرمة الك وبط ن الص ‪.‬‬

‫إليها وفيها فدل على أن العلة فيه إبما هلو ملااا؟ سلد اريعلة‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أن النهر ورد بالص‬
‫الحرك‪ ،‬لكر ل ُيعظم هذه القبور‪ ،‬وإن لم تعظمها أبت؛ لكن قد يظن نان بعد الك أبك قد عظمتهلا‪ ،‬كملا‬
‫جاء يف شرك األول من بنر آدم‪.‬‬

‫إليهللا قللالوا ل ُبللد مللن فاصل يكللون بللين‬ ‫‪ ‬المســألة الثالثـة‪ :‬أن الفقهللاء لمللا قللالوا ول تصل الصل‬
‫المصلر وبين المقا ‪ ،‬ولفقهائنا توجيهان يف حد الفاص ‪.‬‬

‫فقي إن أق فاص أن يكون جدارا‪ ،‬فإاا وجد جدار بين المصلر وبين المقا صحت الص ‪.‬‬

‫وقي ‪ :‬ل ُبد من وجود جدار وبري ‪ ،‬ولو يسيرا بأن يمر فيه رج واحد‪ ،‬وهذا الذي عليه الفتوى عنلد‬
‫محايخنا أبه ل ُبد من وجود الثنين أن يكون بريقا وجدارا‪ ،‬لما سيأا معنا إن شلاء اهلل يف كتلاب الًماعلة‬
‫كيف يكون الئتمام وأبه وجود الطري المسلوك يفص الفص التام‪.‬‬

‫قال‪ :‬وخ ء‪ ،‬أي مكان قلاء حاجة‪ ،‬وحمام وهر الححلوس‪ ،‬الخل ء هلر الححلوش المقصلود لا‪،‬‬
‫وحمام‪ ،‬المراد بالحمام أي مكان المستحم‪ ،‬اللذي يسلتحم بله الملرء‪ ،‬فيكلون ملا ًء حميملا‪ ،‬أي ملاء حلارا‪،‬‬
‫والمستحم يعنر قلي يف جلير العرب وإبما عرف بعد الك لما ‪ ..‬إبما كان يف الحلام‪ ،‬عنلد علرب الحلام‪،‬‬
‫‪130‬‬

‫كالغساسنة والمناار ولذلك ورد يف بعه الطرق عن النبر ‪ ،‬وقلد جملع ابلن كثيلر جلل ًءا يف‬
‫تتبع أحاديث الحمام عن النبر ‪.‬‬

‫يف الحمام‪.‬‬ ‫يف الحمام منهر عنها‪ ،‬وقد ص عنه ‪ ‬النهر يف الص‬ ‫إان الص‬

‫والعلة فيه لمظنة النًاسة‪ ،‬الححوش العلة فيها أمران‪ :‬وهو الخ ء‪ :‬ألج النًاسة وأل ا محتللر ‪،‬‬
‫محتلر من الحيابين‪ ،‬وقد سب معنا أبنا قد ينا يف المكان المحتلر‪.‬‬

‫وأما الحمام فإن العلة فيه أمران‪ ،‬األمر األول‪ :‬مظنة النًاسة؛ ألن الحمام مكلان اغتسلال‪ ،‬لليس مظنلة‬
‫قلاء حاجة‪ ،‬ولكنه مظنة النًاسة‪ ،‬ما هر مظنلة النًاسلة‪ ،‬أن الملرء إاا اسلتحم يف الحماملات‪ ،‬فإبله ربملا‬
‫خرج منه بول‪ ،‬فتساه يف إخراج البول خاصة‪ ،‬فهو مظنة للنًاسلة‪ ،‬والمظنلة تنللل منلللة الممنلة يف لسلان‬
‫يف‬ ‫الحارأ‪ ،‬وقد ثبت عنه ‪ ‬كما عند الةمذي وغيره أن النبلر ‪ ‬لى علن الصل‬
‫سبعة موابن‪ ،‬وإن كان فيه مقال لكن له شواهد‪.‬‬

‫إان الحمام العلة فيه أمران ألج احتلار‪ ،‬وألبه مظنة النًاسة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأعطان ا ب ‪ ،‬المراد بأعطان ا ب هو المكلان اللذي تبيلت فيله‪ ،‬ويكلون مكابلا عطنلا أي مكابلا‬
‫فيله أول‪:‬‬ ‫فيه ول تص الص‬ ‫لمبيتها‪ ،‬ومقامها‪ ،‬ل مرورها‪ ،‬والسبع يف أن أعطان ا ب ينهى عن الص‬
‫أل ا محتلر ‪ ،‬مكان احتلار‪ ،‬فإن الحيابين تحتلر المكلان اللذي تحللر فيله ا بل ‪ ،‬وتكلون فيله‪ ،‬هلذا‬
‫األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬أل ا مكان مستقذر ليس بًس‪ ،‬وإبما مستقذر‪ ،‬وسيأا يف قلية بول ا ب وعذرتله‬
‫الحديث عنه بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومًلر ‪ ،‬أي المكان الذي يًلر فيه ويلذب فيله الحليا واألبعلام كلالبقر واللدجاج وغيرهلا فإبله‬
‫يكون بًسا لوجود الدم‪.‬‬

‫وملبلة‪ :‬أي مكان رمر اللبالة‪ ،‬وهو مظنة النًاسة ب هو بًاسة قطعا‪.‬‬

‫فيه ألايلة المسللمين‪ ،‬وقيل ألن قارعلة الطريل‬ ‫وقارعة الطري لنهر النبر ‪ ‬عن الص‬
‫يكون فيه وجود الدواب‪ ،‬كما جاء يف بعه ألفاظ الحلديث‪ ،‬وقلد جلاء علن النبلر ‪ ‬النهلر يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪131‬‬

‫يف هذه المواضع كما جاء عند الةمذي أ ا سبعة مواضع وقد جاء لها شواهد عنلد أهل السلنن يف‬ ‫الص‬
‫النهر عن بعلها على سبي البفراد‪.‬‬

‫الذي يهمنا يف الفقه يف قول المصنف‪ :‬ول يف أسطحتها‪ ،‬هذا مبنر على قاعد الفقهاء أن للهواء حكلم‬
‫القرار‪ ،‬الهواء له حكم القرار مطلقا؛ ولذلك فإن من بلاف بالبيلت ملن بلاف يف اللدور األعللى يكلون قلد‬
‫باف بالبيت ألبه للهواء حكم القرار‪ ،‬ومن سعى بين الصفا والملر يف اللدور الثلاين والثاللث والرابلع فإبله‬
‫يص بوافه ألن للهواء حكم القرار‪ ،‬ومن حلف أل يدخ بيتلا فرقلى عللى عللوه فإبله يحنلث ألن للهلواء‬
‫حكم القرار‪ ،‬هذا يف الًملة‪.‬‬

‫على أسطحتها جميعا؛ لكن ابتبه لقيد مهم اكلره الفقهلاء‪،‬‬ ‫وكذلك يف هذه األمور فإبه ل يص الص‬
‫قالوا‪ :‬بحرط أن ل يكون السط قد بنر ل بتفاأ يف غيره بغير ما جعللت لله هلذه األملور‪ ،‬ابتبله لهلذا القيلد‬
‫فإبه مهم جدا‪.‬‬

‫ما هو القيد‪ ،‬احفظه ألين سأاكر أهميته بعد قلي ‪ ،‬أل يكون سط هذه األمور التر سلب وهلو الحملام‬
‫وأيلا المقا سأتكلم عن المقا بعد قلي ‪ ،‬أل يكون قد بنر لمنفعلة غيلر‬
‫والملبلة والمًلر وغير الك ً‬
‫هذه األمور‪.‬‬

‫صحت الص ؛ أل ا بنيلت لمنفعلة‪ ،‬بخل ف إاا‬ ‫وبنان على ذلب‪ :‬فلو أن حماما بنر عليه دور للص‬
‫لم يكن قد بنر ألج هذه المنفعة‪.‬‬

‫مثـــال ذلـــب‪ :‬ابظلللروا معلللر سلللأبب مثلللالين بالمسلللًد الحلللرام وبالمسلللًد النبلللوي مسلللًد ببينلللا‬
‫عليله‪،‬‬ ‫‪ ،‬يف المسًد الحرام دورات الميلاه التلر ملن جهلة أجيلاد‪ ،‬سلطحها ل يًلوز الصل‬
‫لمااا؟ ألن هذه الدورات لم يًع فوقها بيوت‪ ،‬لم يًع فوقها شرء للمنفعلة‪ ،‬وسلطحها للم يًعل فيله‬
‫أساسللا‪ ،‬وإبمللا جع ل سللطحها لمنفعللة دورات الميللاه وهللر الحمامللات ومواضللع قلللاء‬ ‫موضللع للص ل‬
‫على سطحها‪.‬‬ ‫الحاجة‪ ،‬ف يًوز الص‬

‫‪ ‬المثـال الثـاين‪ :‬دورات الميلاه التللر ملن جهلة الحلمالية يف المسللًد الحلرام ودورات الميلاه هنللا يف‬
‫حينمذ فيله؛ ألبله بنلر لمنفعلة‪ ،‬هلذا‬ ‫مسًد النبر ‪ ،‬فإن فوقها بناء بنر للمنفعة‪ ،‬فتص الص‬
‫تقرير فقهاءبا ممن قرر هذا الحرء الحيخ تقر الدين يف شرال العمد ‪ ،‬وبقله عنه كثيلر ملن المتلأخرين وهلو‬
‫‪132‬‬

‫المستقر‪ ،‬إان يًع أن بعرف هذا القيد‪.‬‬

‫بيتا وبنى فيه حماما‪ ،‬ثم جع فوق هذا الحمام غرفلة يف اللدور العللوي‪ ،‬هل يًلوز‬ ‫لو أن بنى شخ‬
‫له أن يصلر يف غرفته أم ل؟‬

‫بعم يًوز‪ ،‬لمااا؟ ألن الدور الثاين بنر لمنفعة غير المنفعة التر جعلت ألصله‪.‬‬

‫يف مواضلع كثيلر ‪ ،‬أو‬ ‫ابتبه لهذا القيد‪ ،‬ألين وجدت بعه المعاصرين ل ينتبه لهذا القيد فيحرم الص‬
‫عليه أحملد وشليخ ا سل م وغيلرهم أن‬ ‫يبط هذا القول‪ ،‬القول هذا قوي جدا‪ ،‬وقال به المحققون‪ ،‬ب‬
‫على أسطحة الحمامات ل تص ؛ لكن بحرط هذا القيد‪.‬‬ ‫الص‬

‫أيلا الحيخ تقلر اللدين‪ ،‬إاا كلان البنلاء سلابقا عللى‬


‫على هذا الك م ً‬ ‫المقا بقول المقا بعم‪ ،‬وب‬
‫عليله؛‬ ‫علوه‪ ،‬وأما إاا كان البناء لحقا للدفن‪ ،‬ف يص الص‬ ‫الدفن‪ ،‬ثم دفن أسف البناء‪ ،‬فتص الص‬
‫فوقه‪.‬‬ ‫ألبه ل يًوز البناء على القبور‪ ،‬فالبناء هنا محرم أساسا‪ ،‬ف يص الص‬

‫صور اللك موجلود اآلن‪ ،‬يف أحلد البللدان توجلد مقلا ‪ ،‬فًعللوا الطلاب السلفلر مقلا ‪ ،‬ثلم جعللوا‬
‫الدور الثاين والثالث والرابع والخامس بنلو أكثلر ملن عحلر أدوار فوقله‪ ،‬واللدور األرضلر بقلر مقلا للم‬
‫يف األدوار السابقة بقول ل تص على قاعد فقهائنا؛ أل ا بارئة بعد القا‪.‬‬ ‫ينبحوها‪ ،‬ه تص الص‬

‫اج ٍز َو ُم َت َن ِق ٍٍ ِ َس َقرٍ ُم َباحٍ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْلخَ ِام ُس‪ :‬اِ ْستِ ْه َب ُال َا ْل ِه ْب َل ِة‪َ ،‬و ََّل ت َِص ُّح بِدُ ونِ ِ إِ ََّّل لِ َع ِ‬

‫لقول اهلل ‪ { :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ} [البقر ‪ ،]144 :‬فيًع استقبال القبلة ويحرم على‬
‫المرء أن يصلر لغير قبللة إل لعلذر أو ملا أبلي فيله التوجله لغيلر قبللة؛ للذلك قلالوا ول تصل الصل ‪ ،‬ملا‬
‫تص ‪ ،‬من صلى لغير قبلة ل تص ص ته‪.‬‬

‫قال‪« :‬إَّل لعاجز»‪ ،‬أي‪ :‬عاجل عن التوجه إليه‪ ،‬والعًل لسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬إما أن يكون عًلا عن التوجه ببدبه‪ ،‬ألج المرض‪ ،‬فإن العًل ألجل الملرض ل‬
‫يستطيع أن ينقلع على جنبه الذي يكون متًه به إلى القبلة‪ ،‬فحينمذ بقول سقط عنك التوجه للقبلة‪.‬‬

‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬وإما أن يكون العًل عن معرفة القبللة‪ ،‬واللدلي عللى أن التوجله للقبللة يسلقط علن‬

‫العاجل أن اهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ} [البقلر ‪ ،]115 :‬وهلذه اآليلة محكملة وللم تنسلخ‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪133‬‬

‫كما جاء علن ابلن ربيعلة أن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم كلابوا يف سلفر وكلابوا يف غليم وللم يعرفلوا القبللة‬
‫فصلوا إلى غير قبلة‪ ،‬فلما ابقحع الغيم عنهم والظلمة تبين لهم أ م صلوا إلى غير قبلة‪ ،‬فنللت هذه اآليلة‪،‬‬
‫والحديث عند الةمذي بإسناد ل بأس به‪.‬‬

‫إذن‪ :‬المقصود من هذا أن العاجل بصفتيه يًوز له أن يتوجه لغير القبلة وتص ص ته حينمذ‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومتنقٍ يف سقر مباح»‪ ،‬المرء إاا كان متنف سواء كابت النافلة مطلقة‪ ،‬أو من السنن الرواتلع أو‬
‫الوتر فإبه يًوز له أن يصليها إلى غير قبلة‪ ،‬بحربين‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون مسافرا‪ ،‬وأن يكون السفر سفرا مباحا ألن الصفر المحرم ل يبي ‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون سائرا ل واقفلا‪ ،‬وهلذا قيلد للم يلذكره المصلنف ل ُبلد ملن البتبلاه‬
‫إليه‪.‬‬

‫إان ل ُبد أن يكون سائرا ماشيا‪ ،‬وأما المسافر إاا وقف فيًع عليه أن يتوجه إلى القبلة‪.‬‬

‫إللى غيلر قبللة‪ ،‬ولكلن‬ ‫وقول المصنف‪ :‬ومتنفل يف سلفر مبلاال يلدل عللى أبله يًلوز أن يفتلت الصل‬
‫وأن يتمهلا ابتلداء‬ ‫يستحع أن يفتتحها إلى القبلة ثم يتًله القبللة‪ ،‬إان المسلافر يًلوز لله أن يفتلت الصل‬
‫واستدامة سلواء‪ ،‬دليلله حلديث ابلن عملر وحلديث ابلن عبلاس أن النبلر ‪ ‬أوتلر عللى راحلتله‬
‫حيثما توجهت به‪ ،‬ب حديث أبس وحديث ابن عمر‪.‬‬

‫يد ِج َهتِ َها»‪.‬‬


‫يع مِنْها إِصاب ُة َعينِها‪ ،‬وب ِع ٍ‬
‫قال‪َ « :‬و ْفر ُض َق ِر ٍ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫التًاه للقبلة واجع‪ ،‬ولكن كيف يكون التًاه للقبلة‪ ،‬بقول له حالتان‪ ،‬إما أن يكلون قريبلا‪ ،‬وإملا أن‬
‫يكون بعيدا‪ ،‬فإن كان قريبا فيًع عليه أن يصيع عينها إن كان يلرى عينهلا‪ ،‬وإن للم يكلن يلرى عينهلا فإبله‬
‫يًع عليه أن يصيع جهة الكعبة‪ ،‬ولو كان قريبا‪.‬‬

‫فلو كان قريع ملن المسلًد فينظلر للمسلًد الحلرام‪ ،‬وأملا البعيلد خلارج مكلة فإبله إبملا يًلع عليله‬
‫التًاه للًهة‪ ،‬كما روي يف الحديث‪« :‬ما بين الميرق والمغرب قبلة» وص عن عمر‪ ،‬بعه أه العللم‬
‫يفص فيقول إ ا أربعة أقسام إن شمت‪ ،‬إن كنت ترى الكعبة فيًع عليك أن تنظر إليهلا ببلدبك أو بلبعه‬
‫بدبك‪.‬‬
‫‪134‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬إن لم ترى الكعبة وإبما كنت ترى المسًد أي مسًد الكعبة فيًلع عليلك أن تتًله‬
‫إلى المسًد الكعبة‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬إن كنت خارج مكة‪ ..‬بب ًعا الذي يتًه لمسًد الكعبة هم أه مكة‪ .‬إن كنت خلارج‬
‫مكة فيًع عليك أن تتًله إللى مكلة إن كنلت قريبلا‪ ،‬وأملا إن كنلت خلارج مكلة بعيلدا وهلو الرابلع فتتًله‬
‫للًهات الحرق أو الغرب أو الحمال أو الًنوب‪ ،‬وهر الًهات األربع‪.‬‬

‫وبناء على الك فإبه يًوز للمرء وإن كان قد تليقن عنلده وخاصلة بلاألجهل هلذه الدقيقلة‪ ،‬أن يصليع‬
‫قريبا من عين الكعبة‪ ،‬فابحرف عنها يسيرا جاز‪ ،‬لما حكى ابن رجع ا جماأ عليه‪ ،‬أبه قد ابعقد ا جملاأ‬
‫أبه ل تًع مسامتة عين الكعبة للبعيد‪ ،‬ل يًع مسامتة عين الكعبة‪ ،‬وإبما يًع عليله الًهلة‪ ،‬عللى قلول‬
‫فقهائنا‪ ،‬وبعلهم يقول اجتهاد الظن يف مطل الًهة‪.‬‬

‫إان فيًع عليه الًهة فقط‪ ،‬فلو تعملد البحلراف يسليرا بلدرجات يسلير فإبله يعفلى‪ ،‬بلدلي أن هلذه‬
‫األجهل الحديثلة ببقلت يف مسلًد النبلر ‪ ‬فوجلد أن فيهلا ابحرافلا يسليرا علن محرابله‪ ،‬وقلد‬
‫ابعقد ا جماأ على أن مصلى النبلر ‪ ‬اللذي جعل المحلراب عليله بعلد اللك‪ ،‬للم يكلن فيله‬
‫محلللراب يف عهلللد النبلللر ‪ ،‬ولكلللن سلللمى لمحلللراب النبلللر ‪ ‬بسلللبة لمصللل ه‬
‫♥‪.‬‬

‫فهو المحراب الذي وضع على مص ه‪ ،‬فقد ابعقد ا جماأ على إصابتها‪ ،‬ل خل ف فيله‪ ،‬ولكلن لملا‬
‫جرب بعد الناس وتًربون اآلن تًد فيه ابحرافا يسيرا فلدل عللى ملا أجملع عليله العلملاء‪ ،‬وهلو أبله إبملا‬
‫تًع الًهة دون المسامتة للعين‪ ،‬وهذا من التيسير بحمد اهلل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْع َم ٍُ ُو ُجابا بِخَ َبرِ ثِ َه ٍة بِ َي ِه ٍ‬
‫ين َوبِ َم َح ِ‬
‫ار ِ‬
‫يب َا ْل ُم ْسلم َ‬
‫ين»‪.‬‬

‫يًع على المسلم إاا كلان يف حاضلر أن يعمل بخلا ثقلة بيقلين‪ ،‬إاا كلان الثقلة قلد أخلا بيقلين كملا‬
‫استفاض عند أه البلد وبحو الك‪ ،‬قال‪ :‬وبمحاريع المسللمين‪ ،‬المحاريلع جعلهلا المسللمون لفائلد ‪،‬‬
‫إاا دخ مسًدا ورأى فيه محرابا عرف جهة القبللة‪ ،‬وخاصلة إاا‬ ‫الفائد األولى‪ :‬معرفة القبلة‪ ،‬فالحخ‬
‫كان غريبا‪ ،‬وكذلك إاا كان المحراب له يعنر جهة من الخلارج‪ ،‬فللو بظلر إليله ملن الخلارج فإبله سليعرف‬
‫القبلة‪ ،‬وهذه فائد عظيمة‪ ،‬وهر من المصلال المرسللة التلر للم تلرد علن النبلر ‪ ‬لكلن رأى‬
‫‪٦‬‬
‫‪135‬‬

‫العلماء فيها مصلحة عظيمة يف معرفة جهة القبلة‪ ،‬وأبت إاا دخلت مسًدا ولم ترى المحراب فيه فل بلد‬
‫أن يًع ع مة أخرى كسًاد وأخرى تدل عليه‪ ،‬فالنتيًة واحد ‪.‬‬

‫إان هذه المحاريع كان للعلماء فيه إجماأ فعللر عللى وضلعها لمعرفلة القبللة‪ ،‬إان هلذه المحاريلع‬
‫هللر ليسللت سللنة يف ااهتللا لعللدم فعل النبللر ‪ ‬لهللا‪ ،‬وإبمللا هللر مصلللحة جعلللت لغللرض‪ ،‬هللذه‬
‫المحاريع يستدل ا على القبلة‪ ،‬فلو دخ مسلما مسًدا ووجد محرابلا علرف القبللة ملن أي جهلة فيله‪،‬‬
‫ويًع عليه أن يعم به‪.‬‬

‫ارف بِ َأ ِد َّلتِ َها َوق َّلدَ َب ْي َر ُه»‪.‬‬


‫لس َقرِ اِ ْجت ََهدَ َع ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ِن اِ َْ َتبه ْ ِ‬
‫ت َا َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫أي‪ :‬إاا كان يف سفر فإبه يًتهد‪ ،‬وهذا يدلنا على أن المسافر إبما يعم بعم الثقلة أو يًتهلد كلذلك‪،‬‬
‫أن المسللافر إبملا يًتهللد فقللط وأمللا الحاضللر فل يًتهللد بل يًللع عليلله أن يعم ل بيقللين‪ ،‬إمللا بإخبللار أو‬
‫بمحاريع‪.‬‬

‫قللال‪ :‬اجتهللد عللارف بأدلتهللا‪ ،‬كمعرفتلله بالقطللع مللث الحللمالر وبحللوه‪ ،‬أو معرفتلله بالحللمس والقمللر‬
‫وأضعف منها الري ‪ ،‬فإن الصبا يعرف أبه تأا من المحرق أله المدينة وأه مكة تسمى الصبا فتأا ملن‬
‫المحرق‪ ،‬فمن كان على شرق المدينة ثم هبت ري الصبا فيعلم أن القبلة عكسها وهكذا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقلد غيره‪ ،‬أي غير المًتهد‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة‪ ،‬أن الفقهاء يقولون إبما الجتهاد يقب يف السلفر دون الحللر‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فلإن‬
‫المرء إاا اجتهد يف القبلة فأخطأ فصلى ف يؤمر بإعلاد صل ته إن كلان مسلافرا‪ ،‬وأملا إاا اجتهلد يف داخل‬
‫البلد فأخطأ فإبله يلؤمر بإعلاد الصل ‪ ،‬والسلبع‪ ،‬بقلول‪ :‬ألن اجتهلاده هلذا ضلعيف؛ ألبله يمكنله أن يًلد‬
‫اليقين بالنظر يف محاريع المسلمين‪ ،‬وبسؤال الثقلات ملنهم‪ ،‬فلملا أخطلأ وتلرك اليقلين وابتقل إللى الظلن‬
‫وهو الجتهاد‪ ،‬فإبه ل يعذر بخطمه حين ااك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ْن َص َّلى بِ َال َأ َح ِد ِه َما َم َع َا ْل ُهدْ َر ِة َق َضى ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫قلى مطل ًقا سواء أصاب أو أخطأ‪ ،‬إاا صلى من غير اجتهاد ومن غير يقين أو إخبار ثقة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪136‬‬

‫ين ُم َع َّين ٍَة»‪.‬‬


‫ب َت ْعيِ ُ‬
‫ُ ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬الس ِ‬
‫اد ُس‪َ :‬النِ َّيةُ‪َ َ ،‬ي ِ‬ ‫َّ‬
‫بد أ المصنف بالنية‪ ،‬واكر المصنف أن النية شرط‪ ،‬واكرت باألمس أن الفرق بلين كو لا شلربا وبلين‬
‫كو للا ركنللا‪ ،‬أبلله يًللوز تقللدمها علللى أول الفعل ‪ ،‬ول يللللم استصللحاب اكرهللا وإبمللا يكفللر استصللحاب‬
‫حكمها‪.‬‬

‫غيلر معينلة‪ ،‬فلإن‬ ‫معينة‪ ،‬أو أن تكلون الصل‬ ‫إما أن تكون ص‬ ‫قال‪ :‬فيًع تعيين معينة‪ ،‬ابظر الص‬
‫غير معينة كالنوافل المطلقلة‪ ،‬فإبملا يًلع فيهلا بيلة واحلد وهلر بيلة العبلاد والصل ‪ ،‬بيلة‬ ‫كابت الص‬
‫وينسون بية القربة‪ ،‬وبية القربة مهمة جدا‪ ،‬فل بلد أن‬ ‫دائما يقولون بية الص‬
‫والقربة؛ ألن الفقهاء ً‬ ‫الص‬
‫بذكر أمرين‪ :‬بية القربة هلل ‪ ،‬وبية العباد بوأ الص ‪.‬‬

‫معينللة‪ ،‬سللواء كللان التعيللين لفريلللة أو لنافلللة‪ ،‬الفريلللة كالصلللوات الخمللس‬ ‫وأمللا إاا كابللت الصل‬
‫وبحوها‪ ،‬والنافلة كالسنن الرواتع‪ ،‬والوتر‪ ،‬ف ُبد من بية التعيين‪ ،‬بأن يصليها نهرا أو عصرا وبحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ما زاد عن التعيين وعن بية العباد والفرضلية أ لا واجبلة عليله ملث ‪ ،‬لليس بواجلع‪،‬‬
‫ف يًع عليه أن يعين كو ا فرضا ول يًع عليه أن يعين أ ا أداء‪ ،‬أو قلاء‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫قب أن بنتق إلى ك م المصنف بعد الك‪ ،‬ابظر معر هناك مسائ أوردها أهل العللم يف النيلة‪ ،‬وبينلوا‬
‫أن بعلها غير محروأ ب الصواب فيه عدم المحروعية‪ ،‬أول هذه األمور ملا يسلميه أهل العللم بنيلة النيلة‪،‬‬
‫وقد جاء عن بعه أه العلم كالقاضر عيلاض أبله علد أن بيلة النيلة بدعلة‪ ،‬وملا الملراد بنيلة النيلة؟ هلو أن‬
‫المرء يمكث يف مكابه ويستحلر يف بفسه بية العباد ‪ ،‬وقد سماها عياض كما اكرت لكم بنيلة النيلة‪ ،‬وقلال‬
‫إ ا ليست محروعية‪ ،‬هذه ليست بية‪ ،‬هذه بية النية‪ ،‬ب النيلة هلر معرفتلك الحلرء؛ وللذلك قلال الحلافعر‪:‬‬
‫هذه هر النية‪.‬‬ ‫النية تبع للعلم‪ ،‬فعلمك أن هذه العباد واجبة عليك وخروجك من بيتك ألج الص‬

‫إان هذا األمر األول بية النية ليست محروعة‪ ،‬األمر الثاين‪ :‬أن التلفظ بالنية بعله أهل العللم قلال إبله‬
‫محروأ‪ ،‬ولكن ناهر السنة يدل على أ ا ليست بمحروعة‪ ،‬التلفظ بالنية لليس بمحلروأ لكنله لليس بدعلة‪،‬‬
‫البدعة الثالثة سأاكره بعد قلي ‪ ،‬إان التلفظ بالنيلة لليس بمحلروأ ألن النبلر ‪ ‬للم يلتلفظ لا‪،‬‬
‫ولم ينق عنه الك‪ ،‬لكنها ليست بمحروعة‪ ،‬وإن قال ا بعه المتأخرين‪ ،‬لكنا أقول ليست ببدعلة‪ ،‬لملااا‬
‫لم بق إ ا ليست ببدعة التلفظ؛ ألبله قلد قلال لا علدد ملن كبلار األئملة‪ ،‬فقلد ثبلت ملن بريقلة حرمللة أن‬
‫‪٦‬‬
‫‪137‬‬

‫الحافعر كان يقولها‪ ،‬إان ليست بدعة‪ ،‬لم يفعلها‪ ..‬فع إما لجتهاد منهم‪.‬‬

‫البدعة ما هر؟ هر الًهر بالنية؛ ولذلك قال الحيخ تقلر اللدين والًهلر بالنيلة بدعلة باتفلاق العلملاء‪،‬‬
‫وهو أن يرفع صوته حتى يسمعه من بًاببه‪ ،‬هذا هو الًهر بالنيلة‪ ،‬هلذا باتفلاق أ لا بدعلة‪ ،‬هلذه بدعلة‪ ،‬بل‬
‫بالغ بعه أه العلم قالوا يًع تأديع من جهر بالنية‪.‬‬

‫وعلى العموم وك خير يف اتباأ النبر ‪ ،‬ولم ينق أن النبر ‪ ‬لم ينو بية وللم‬
‫يتلفظ ا ولم يًهر ا‪ ،‬فك هذه األمور الث ثة غير محروعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ُم َه َار َنت َُها لِ َت ْ بِ َير ِة إِ ْح َرا ٍم»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬سنة» أي‪ :‬يستحع أن تكون النية حاضر عند أول الفع ‪ ،‬وليس بواجلع‪ ،‬بل يًلوز أن تتقلدم‬
‫عليه‪ ،‬كما قال النبر ‪َّ« :‬ل صيام لمن لم يبيت الصيام من الليٍ»‪.‬‬

‫فهنا قدمت النية على أول الفع فليست بواجبة‪ ،‬قالوا‪ :‬وألن السنة يف األاكلار أن يلوابئ اكلر القللع‬
‫إاا كا فقال اهلل أكا‪ ،‬فإن المحروأ له أن يتفكر يف معنلى اهلل أكلا‪ ،‬كملا يف المسلند‬ ‫اكر اللسان‪ ،‬فالحخ‬
‫من حديث عدي بن حاتم أن النبر ‪ ‬قال له‪« :‬يا عدي أتعلم ما معنى اهَّلل أكبـر»‪ ،‬فأجابله النبلر‬
‫‪ ‬فقال‪« :‬معناه أن اهَّلل أكبر من كٍ َ ن»‪ ،‬إان اهلل أكا ملن كل شلرء‪ ،‬فا بسلان األفلل لله‬
‫يتفكر يف معنى التكبير ل أن يستحلر النية يف أولها‪.‬‬

‫إان فقوللله‪ :‬وسللن مقاربتهللا أي قبل كلمللة اهلل أكللا؛ ألن المحللروأ عنللد الللتلفظ بالكلمللة أن تستحللعر‬
‫معناها‪ ،‬وأن اهلل أكا من ك شرء فيصغر عندك ك عظيم‪.‬‬

‫يم َها َع َل ْي َها بِ َي ِسيرٍ»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ُض ُّر َت ْهد ُ‬
‫أي‪ :‬بوقت يسير‪ ،‬وأما إن كان بوي عرفا‪ ،‬بحيث أبه ابحغ بغير مصلحتها‪ ،‬فإبه حينمذ ل تكلون النيلة‬
‫موجود ‪.‬‬

‫ببعا الحقيقلة ابتبله معلر‪ ،‬فقلد النيلة بوعلان؛ للذلك تلرى مسلألة النيلة مسلألة سلهلة جلدا‪ ،‬المتلأخرون‬
‫صعبوها وليست كذلك‪ ،‬النية يف الحقيقة تبع للعلم‪ ،‬إاا علمت شليما فهلذه بيلة حاضلر ‪ ،‬ابتهينلا‪ ،‬فقلد النيلة‬
‫يكون يف صور‪:‬‬
‫‪138‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬فقد بية ا خ ص وهر الحرك باهلل بالريلاء أو التحلريك بلإراد العمل ملع غيلره‪،‬‬
‫والتحريك غير الحرك؛ ولذلك يقول العلماء إن الحرك ومنه الرياء مبط للعم بالكلية‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانيـة‪ :‬أن يصللر العبلاد ل بقصلد العبلاد ‪ ،‬وإبملا بقصلد التعلليم‪ ،‬فاللذي يصللر للنلاس‬
‫تعليما هذا ليس قاصدا للعباد ‪ ،‬إان هذا لم يقصد العباد بالكلية‪ ،‬إان هذا الثاين الذي يكون فاقدا للنية‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثالث‪ :‬الذي يصلر عباد تحتبه بغيرها فيللمه التعيين لهذه‪ ،‬فقلط ابتهلت النيلة‪ ،‬أملر النيلة‬
‫سه ‪ ،‬فالذي يأا ويكلا ملرتين وأربعلا وعحلرا ويقلول للم استحللر النيلة‪ ،‬بقلول لله ائتنلا بخلا علن ببينلا‬
‫‪ ‬أو عن أحد من صحابته فع مث ما فعلت وبحن بقول أول ملن اقتلدى بلك‪ ،‬بل علن حتلى‬
‫العلماء المتبوعين فع الك‪ ،‬لم يفع الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط نِ َّي ُة إِ َم َام ٍة َوائْتِ َما ٍم»‪.‬‬

‫ويحةط أن ينوي ا مام ا مامة‪ ،‬وأن ينوي المأموم الئتمام‪ ،‬وبناء على الللك فلللو لللم ينللو ا مللام‬
‫ا مامة لم يص الئتمام به؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إنما جعٍ اْلمام ليؤتم ب »‪ ،‬فلم يسلمى ا ملام‬
‫إماما إل بنيته‪ ،‬والمأموم ل يكون كذلك إل بالنية‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬لما قال وشرط بية إمامة وائتمام‪ ،‬أي ل ُبد أن تكلون ا ماملة والئتملام موجودتلان يف‬
‫آخلر‪ ،‬فنلوى الئتملام‬ ‫أول العم ‪ ،‬وبناء عليه فإن المرء إاا أحرم منفردا بية المنفرد‪ ،‬ثم دخ معله شلخ‬
‫الملأموم؟‬ ‫المأموم‪ ،‬وسلأاكر للم تبطل صل‬ ‫به‪ ،‬ففقهاهبا يقولون ل تص الًماعة‪ ،‬لمااا؟ وتبط ص‬
‫ألن ا مام لم ينو ا مامة من أول الص ‪ ،‬إان ل ُبد أن ينوي ا مامة من أول الص ‪ ،‬ل ُبلد أن ينويهلا ملن‬
‫أول الص ‪ ،‬وكلذلك الملأموم إاا أحلرم منفلردا ثلم وجلد جماعلة فإبله إملا أن يتمهلا بافللة لكلن ل يلدخ‬
‫معهم‪ ،‬ب ل ُبد أن ينويها من أول الص ‪ ،‬هذا ك مهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ولِ ُم ْؤت ٍَّم اِن ِْق َراد لِ ُع ْذ ٍر»‪.‬‬

‫يةتلع عليله حكملان‪ :‬الحكلم‬ ‫قال‪ :‬ولمؤتم ابفراد لعذر‪ ،‬المؤتم إاا دخ مع ا مام فإن قطعه الص‬

‫ملع ا ملام؛ ألن اهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﮇ‬ ‫األول‪ :‬ا ثم‪ ،‬الحكم التكليفر‪ ،‬فنقلول ل يًلوز أن يقطلع الصل‬

‫ﮈ ﮉ} [محمد‪ ،]33 :‬من دخ يف عم صلال فليتمله‪ ،‬إل أن يأتيله علذر فحينملذ يًلوز لله قطعله‪،‬‬
‫فقطع رج ص ته‪ ،‬إان هلذا األملر‬ ‫وسنتكلم عن معنى العذر بعد قلي ‪ ،‬مث ما جاء أن معااا أبال الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪139‬‬

‫األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬إاا قطع المأموم صل ته بلأن ابفلرد‪ ،‬فنقلول إن صل ته تبطل ‪ ،‬بل يًلع عليله أن يلتم‬
‫مللع ا مللام‪ ،‬أو تبطل صل ته بالكليللة؛ ولللذلك قللالوا‪ :‬ولمللأموم ابفللراد لعللذر إل أن يكللون لعللذر‪،‬‬ ‫الصل‬
‫وسنذكر ضابط العذر بعد قلي ‪.‬‬

‫عندبا هنلا قاعلدتان‪ ،‬أريلد أن تنتبله لهلاتين القاعلدتين؛ ألن القاعلدتين يف صلياغتهما متحلا ة؛ لكلن يف‬
‫معناهما مختلف‪.‬‬

‫ا ملام‪ ،‬وهلذه القاعلد عنلد فقهائنلا مطلرد‬ ‫المأموم تبط ببط ن ص‬ ‫‪ ‬الهاعدة اْلولى‪ :‬أن ص‬
‫ا مام‪.‬‬ ‫ا مام‪ ،‬تبط ببط ن ص‬ ‫المأموم تبط بص‬ ‫وستأا يف ك م المصنف‪ ،‬ص‬

‫الملأموم بلبط ن الئتملام‪ ،‬يعنلر إاا بطل ائتملام الملأموم با ملام بلأن‬ ‫‪ ‬الهاعدة الثانية‪ :‬تبط ص‬
‫ابفص عنه أو وجد شرء يمنع الئتمام به فإ ا تبطل الصل ‪ ،‬هلذه القاعلد ليسلت برديلة وإبملا يسلتثنى‬
‫منها‪ ،‬ما كان لعذر فيًوز للمأموم أن ينفص لعذر‪ ،‬وسأاكر العذر بعد قلي ‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫األمر الثاين الذي يعذر فيه إاا لم يسمع المأموم صوت ا مام‪ ،‬فيًوز له أن يتمها منفردا وهلذا ملحل‬
‫م الص ‪.‬‬ ‫أيلا بالعذر‪ ،‬مث يف بعه المساجد ينقطع الصوت فيقولون يتمو ا أو يقدمون أحد فيكم‬
‫ً‬

‫إذن عندنا قاعدتان قرق بينهما‪ ،‬والثانية أضعف من اْلولى ب ثير‪ ،‬الثاين ه الت أوردها المصـنف يف‬
‫قال ‪ :‬ولمؤتم ابفراد لعذر‪ ،‬وأما إاا ابفرد وحده فإ ا تبط ص ته‪.‬‬

‫قول المصنف‪ :‬لعذر‪ ،‬العذر ما هو؟ اللابط عنلدهم يف العلذر قلالوا‪ :‬إن كل علذر يبلي تلرك الًمعلة‬
‫والًماعة فإبه يبي البفراد عن ا مام؛ ولذلك حم أن ااك الرج الذي ابفصل علن معلاا ‪ ‬إاا كلان‬
‫قد أتم ص ته؛ ألبه جاء فيها فسلم يعنر أكم ص ته‪ ،‬أبه كان لعذر كحفظ مال وبحو الك‪.‬‬

‫فك عذر يبي ترك الًمعة والًماعة فإبه يبي البفصال عن ا مام‪.‬‬

‫إاا كلان المللأموم قللد ابفلرد لغيللر عللذر مفهللوم الًمللة مللا هللو؟ فصل ته تكلون مللااا؟ بابلللة‪ ،‬ل يصل‬
‫للمأموم أن ينفرد عن ا مام إاا دخ معه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪140‬‬

‫ْس إِ ْن ن ََاى إِ َمام َا َِّلن ِْق َرا َد»‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْب ُط ٍُ َص َال ُت ُ بِ ُب ْط َال ِن َص َالة إِ َمام ‪ََّ ،‬ل َع َ‬
‫الملأموم‪ ،‬كيلف يكلون‬ ‫ا ملام بطللت صل‬ ‫إمامه‪ ،‬إاا بطلت ص‬ ‫يقول وتبط ص ته ببط ن ص‬
‫الك‪.‬‬

‫ملن غيلر بهلار ‪،‬‬ ‫ا ملام بلأمور‪ ،‬منهلا‪ :‬إاا صللى ا ملام عللى غيلر بهلار ‪ ،‬افتلت الصل‬ ‫تبط صل‬
‫فص ته حينمذ تكون بابلة‪ ،‬من أولها إلى آخرها‪ ،‬فحينمذ ل استخ ف‪ ،‬وبناء على اللك للو أن ا ملام كلا‬
‫يف الص ‪ ،‬وقرأ‪ ،‬ولربما صلى ركعة كاملة‪ ،‬ثم تذكر أبله للم يتوضلأ‪ ،‬بقلول صل ته بابللة أساسلا‪ ،‬وبطللت‬
‫م بعد الوضوء من أولها‪ ،‬وهذا هو الفقه‪.‬‬ ‫المأمومين‪ ،‬فيًع عليه أن يبتد الص‬ ‫ص‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون حدثه يف أثناء الص ‪ ،‬فإن أحدث يف أثنلاء الصل ‪ ،‬يعنلر ابلتقه وضلوهه‬
‫يف أثناء الص ‪ ،‬فاستخلف يف الركن الذي أحدث فيه‪ ،‬قب أن ينتق إلى الركن الذي بعلده‪ ،‬صلحت؛ ألبله‬
‫حينمذ يص الستخ ف‪ ،‬كما جاء من حديث عمر‪ ،‬ومن حديث غيره‪ ،‬إان متى يستخلف؟‬

‫بحربين‪ :‬أن يكون حدثه يف أثناء الص ‪ ،‬وأن يستخلف قب البتقال للركن اللذي بعلده؛ ألن الصل‬
‫الملأمومين فيهلا صلحيحة‪ ،‬وإبملا كلان الحلدث يف هلذا اللركن‬ ‫ا مام فيها صحيحة‪ ،‬وص‬ ‫السابقة ص‬
‫فيستخلف غيره فينوبه فيه‪.‬‬

‫ثم يستخلف يف اللركن اللذي بعلده‪ ،‬يحلدث وهلو سلاجد‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يحدث يف أثناء الص‬
‫الركن الملأمومين‬ ‫ول يستخلف إل وهو قائم‪ ،‬بقول بطلت ص ته؛ ألبه بط ركن من ا مام‪ ،‬وبط ص‬
‫بالكلية‪.‬‬ ‫فيه فتبط الص‬

‫ابتبهوا لمسألة السلتخ ف فهلذه المسلألة تحتلاج إللى ابتبلاه ودقلة‪ ،‬وهلذه داخللة يف قلول المصلنف‪:‬‬
‫إمامه‪.‬‬ ‫وتبط ص ته ببط ن ص‬

‫ا مام تص وتبقى بية ا ماملة وإن ابفلرد يعنلر‬ ‫قال‪ :‬ل عكسه‪ ،‬أي إاا أبط المأموم ص ته فإن ص‬
‫ترك المأموم الص ‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن بوى ا مام البفراد‪ ،‬ينوي حينمذ ا مام البفراد إن لم يكن معه أحد‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)5‬‬

‫(‪ )5‬اية المًلس الخامس‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪141‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫لص َال ِة»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اب ص َقة َا َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ُ‬

‫وآداب المحللر فيهللا‪ ،‬والفقهللاء يللذكرون يف صللفة الص ل‬ ‫بللدأ يللتكلم المصللنف عللن صللفة الص ل‬
‫الواجبات والسنن واألركان معا‪ ،‬ثم يذكرون بعدها األركان والواجبات ليدللوا عللى أن ملا زاد علن اللك‬
‫إبما هو سنة‪.‬‬
‫وج ُ إِ َل ْي َها ُم َت َط ِهرا بِ َس ِين ٍَة َو َو َق ٍ‬
‫ار َم َع َق ْا ِل َما َو َر َد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َس ُّن ُه ُر ُ‬

‫والك ألن النبر ‪ ‬كملا جلاء يف حلديث أبلر هريلر قلال‪« :‬إن المـرن إذا هـرج مـن بيتـ َّل‬
‫يخرج إَّل الصالة كان ل ب ٍ هطاة يخطاها حسنة ور عت عن سيئة»‪ ،‬فابظر من حيث يكون بيتلك كل‬
‫خطو تخطوها تكتع لك حسنة‪ ،‬وترفع عنك سيمة‪ ،‬فأي أجر عظيم يتحق للمسلم بذلك‪.‬‬

‫قال‪ :‬بسكينة لقول النبر ‪ « :‬أتاها وعلي م الس ينة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ووقار‪ ،‬قي إن السكينة والوقار سواء‪ ،‬وقي إن بينهما فرقا‪ ،‬فالسكينة تكون يف األفعلال‪ ،‬والوقلار‬
‫يكون يف الهيمة‪ ،‬وعلى العموم هذا اكره بعه الحراال وبعلهم يقول إبه من باب التأكيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬مع قول ما ورد‪ ،‬إما ما ورد يف الخروج من البيت مطلقا‪ ،‬فيقوله‪ ،‬أو عند خروجله للمسلًد ومنله‬
‫ما جاء يف حديث عطية العويف عن أبر سلعيد واكلرت إسلناده للكل م يف عطيلة‪ ،‬أن النبلر ‪..‬‬
‫اكر أبه يقول المرء عند خروجه للمسًد‪ :‬اللهم إين أسألك بح السائلين وبح ممحلاي هلذا‪ ،‬هلذا آخلر‬
‫الحديث المعروف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِق َيا ُم إِ َمامٍ‪َ َ ،‬غ ْي ُر ُم ِهي ٍم إِ َل ْي َها ِعنْدَ َق ْا ِل ُم ِهيمٍ‪َ :‬قدْ َق َام ْ‬
‫ت َا َّ‬
‫لص َال ُة»‪.‬‬

‫السنة لمن كان يف المسًد وكان جالسا إاا سمع ا قامة أل يقوم إل عند قول‪ :‬قد قامت الص ‪ ،‬كملا‬
‫جاء الك من قول علر وغيره‪ ،‬ولكن قد جاء عن النبر ‪ ‬أبه قلال‪ « :‬ال تهامـاا حتـى تـروين»‪،‬‬
‫‪142‬‬

‫فًمع العلماء بين الخاين بأن قالوا‪ :‬إن المصلر له حالت‪ ،‬أبا سأاكر الحالت ثم سأبلل الحالت ملن‬
‫ك م المصنف‪ ،‬أبا لم آت بًديد وإبما أبسط لكم ك م المصنف‪.‬‬

‫أن المصلر إاا كان يف المسًد وكان ا مام يف المسلًد‪ ،‬وكلان رائيلا للملام‪ ،‬وأقيملت الصل ‪ ،‬فإبله‬
‫يقوم عند كلمة‪ :‬قد من قد قامت الص ‪ ،‬إاا كان ا مام قائما‪ ،‬ويراه المصلر‪ ،‬إان هذه محلها‪.‬‬

‫وأما إاا كان ا مام ليس بموجود فإن المأموم ينتظلره حتلى يحللر‪ ،‬لقلول النبلر ‪ « :‬ـال‬
‫تهاماا حتى تروين»‪.‬‬

‫أيلا جللس؛ ألن بعله أهل العللم يقلول‪ :‬ل تقلم إل عنلد ابتهلاء‬
‫وأما إاا كان ا مام جالسا‪ ،‬فلم يقم ً‬
‫ا قامة‪ ،‬فًلس حتى تأخر بعد هذه الًملة فتأخر أبت أيها المأموم ف تقم حتى يقوم ا مام‪.‬‬

‫إان أصب عندبا ث ثة حالت‪ ،‬حالة ا مام يف المسًد وقد قلام‪ ،‬فإبلك تقلوم عنلد قلد قاملت الصل‬
‫بعد قيامه‪.‬‬

‫فل تقلم حتلى‬ ‫‪ ‬الحالة الثانيـة‪ :‬ا ملام لليس يف المسلًد فتنتظلر وإن قلال ا ملام قلد قاملت الصل‬
‫يحلر‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون ا مام يف داخ المسًد‪ ،‬ولكنه لم يقلم متعملدا‪ ،‬أو لعلذر‪ ،‬فل تقلم حتلى‬
‫يقوم‪ « ،‬ال تهاماا حتى تروين» أي قائما‪.‬‬

‫فنكون بذلك قد جمعنا بين اآلثار يف الباب واألحاديث‪.‬‬

‫إاا كنت ل ترى ا مام‪ ،‬مث إملام مسلًد النبلر ‪ ‬هنلا‪ ،‬ل بلراه‪ ،‬ل بلدري متلى يقلوم أهلو‬
‫حلر أم لم يحلر‪ ،‬فنقول ببنر عللى األصل وهلو األول‪ ،‬السلنة أن تقلوم عنلد قلول الملؤان‪ :‬قلد ملن قلد‬
‫قامت الص ‪.‬‬

‫إان قول المصنف‪ :‬وقيام إمام أي ويستحع أن يقوم ا مام أول‪ ،‬فغيلر مقليم‪ ،‬أي الملؤان اللذي يقليم‬
‫وهو المأموم‪ ،‬إليها أي إلى الص ‪ ،‬والفاء تفيد التعقيع أي يقوم ا مام قبله‪ ،‬عند قول المقليم‪ :‬قلد قاملت‬
‫الص ‪.‬‬

‫فللإن لللم يقللم ا مللام فإبللك تنتظللره‪ ،‬أو لللم يللك حاضللرا فإبللك تنتظللره‪ ،‬هللذا هللو تقريللر كل م فقهائنللا يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪143‬‬

‫المسألة‪.‬‬

‫ال‪َ :‬اهَّللُ َأ ْك َب ُر»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ُه ُ‬

‫قال‪ :‬فيقول اهلل أكلا وهلذا ركلن وهلر تكبيلر ا حلرام‪ ،‬وسليأا دليلهلا‪ ،‬والسلنة يف اهلل أكلا أن تكلون‬
‫جلما‪ ،‬كما جاء الك عن إبراهيم النخعر‪ ،‬وقد تلقى العلماء هذا الحلديث بلالقبول‪ ،‬وإبلراهيم معللوم ملن‬
‫كبار فقهاء التابعين ول شك‪ ،‬وقد جاء أ ا تكون حذفا وقد جاء أ ا حلما على اخت ف الروايات عنه‪.‬‬

‫ومعنى كو ا جلما أي غير ممدود ‪ ،‬وغير معربة‪ ،‬فتقول‪ :‬اهلل أكا من غيلر ملد‪ ،‬ول تعر لا فل تقلول‪:‬‬
‫اهلل أكاُ‪ ،‬وإبما تقول اهلل أكا‪ ،‬من غير مد ومن غير جلم‪.‬‬

‫واستدل أحمد على كو ا جلما بما جاء عنلد أبلر داود ورواه أحملد كلذلك قبل ‪ :‬السل م جللم‪ ،‬قلال‬
‫أحمد يف كتاب الص ‪ :‬والتكبير مثله‪.‬‬

‫أما لفظ‪ :‬التكبير جلم إبما جاءت عن النخعر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َقائِم ِ َ ْر ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وهلو قلائم أي يًلع أن يكلون التكبيلر تكبيلر ا حلرام وهلو قلائم‪ ،‬وألن شلرط تكبيلر ا حلرام‬
‫القيام‪ ،‬وبناء على الك فمن كان قادرا على تكبير ا حرام قائما ول يستطيع القيام بعد الك‪ ،‬فيًع عليله‬
‫أن يكا تكبير ا حرام قائما‪.‬‬

‫لذلك فإن القيام بوعان‪ :‬ركن‪ ،‬وشرط لركن‪ ،‬وسيأا يف محله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬را ِعا َيدَ ْي ِ إِ َلى َح ْذ ِو َمنْ ِ َب ْي ِ »‪.‬‬

‫الًلالس عللى النصلف‬ ‫قال‪ :‬يف فرض؛ ألن النافلة يًوز أن يصليها جالسا‪ ،‬كما يف الصحي أن صل‬
‫القائم‪.‬‬ ‫من ص‬

‫قال‪ :‬رافعا يديه إلى حذو منكبيه‪ ،‬ابظروا معر‪ ..‬جلاء يف الصلحي ملن حلديث ابلن عملر ‪ ‬أن النبلر‬
‫‪ ‬رفع يديه إلى حذو منكبيه‪ ،‬وهذان هما المنكبلان‪ ،‬ورفلع اليلدين حلذوهما بلأن يًعل يديله‬
‫على هذه الهيمة‪.‬‬

‫ما معنى المحااا ؟ أله العلم فيها قولن‪ ،‬والمعتمد هو الثاين‪.‬‬


‫‪144‬‬

‫قيل ‪ :‬إن المللراد بالمحللااا بمطلل اليللد‪ ،‬أي سللواء بأبرافهللا أو بوسللطها أو بأع هللا‪ ،‬والمعتمللد عنللد‬
‫الفقهاء أن المراد بالمحااا المحااا بوسط الكف‪ ،‬هذا‪ ،‬هنا بوسط الكف‪ ،‬هذا هلو المعتملد عنلد فقهائنلا‬
‫مسا وإبما محااا ‪ ،‬فتقول اهلل أكا‪.‬‬
‫أن المحااا إبما هو بوسط الكف هكذا فتقول اهلل أكا‪ ،‬ليس ًّ‬
‫قد يقول قائ ‪ :‬قد جاء من حديث ماللك بلن حلويرث أن النبلر ‪ ‬رفلع يديله حتلى حلااى‬
‫ما أابيله‪ ،‬لملااا للم بقل إ لا سلنتان‪ ،‬بقلول ألن الفقهلاء يقوللون إن السلنة يف المحلااا أن تكلون محلااا‬
‫بوسط الكف‪ ،‬فتكون محااا المنكبين ذه الهيمة‪ ،‬وأما حديث مالك فقد حكلى الهيملة‪ ،‬فحكلى المحلااا‬
‫باعتبللار أبللراف األصللابع؛ ولللذلك إبمللا أوردوا حللذو المنكبللين ألبلله يف هللذه الحالللة يكللون يصللدق عليلله‬
‫المحللااا بوسللط الكللف‪ ،‬ومللن فعللله كللان محاايللا للمنكبللين بوسللط الكللف‪ ،‬ومحاايللا لألابللين بللأبراف‬
‫األصابع‪.‬‬

‫ففر الحقيقة لم يرجحوا حديث ابن عمر على حديث مالك‪ ،‬وإبما عملوا بالحديثين معا‪.‬‬

‫السنة يف مد اليدين أن تكون ممدود ‪ ،‬وأن تكون مقبوضة األصابع‪ ،‬لما جاء عن النبلر ‪،‬‬
‫أو يف حديث عند الةمذي أنن حديث أبر هرير أن النبر ‪ ‬كان يمد أصلابعه‪ ،‬يملدها‪ ،‬فًلاء‬
‫أن ا مام أحمد قال‪ :‬كنت أنن أن معناها أبه يفلرق األصلابع‪ ،‬ثلم عرفلت ملن لسلان العلرب أن ملدها إبملا‬
‫يكون بلمها‪ ،‬فيكون بذلك قد التأمت به األحاديث يف الباب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْهبِ ُ بِ ُي ْمنَا ُه ك َ‬


‫ُاع ُي ْس َرا ُه»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم يقبه بيمنه كوأ يسلراه‪ ،‬الكلوأ كملا سلب معنلا أملس هلو العظلم النلاتئ اللذي يكلون مقلاب‬
‫لل ام‪ ،‬هذا يسمى كوأ‪ ،‬فيقبلها ذه الهيمة‪ ،‬يقبه‪ ،‬وهذه السنة قد وردت وائ بن حًر ‪.‬‬

‫ت ُس َّرتِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُْ َع ُل ُه َما ت َْح َ‬

‫ثبللت عللن النبللر ‪ ‬أبلله قللبه حللال القيللام يف القللراء ‪ ،‬وأيللن يكللون موضللعهما؟ روي أبلله‬
‫جعلهما النبر ‪ ‬على صدره يف حديث‪ ،‬ولكن هذه اللياد ضعفها أحمد‪ ،‬والحيخ تقلر اللدين‬
‫وغيرهم‪ ،‬ب قي إ ا منكر ‪ ،‬وإن صحت فإ ا محمولة على ما جاء عن عللر وغيلره‪ ،‬فقلد ثبلت علن عللر‬
‫‪ ‬بإسناد ل بأس به‪ ،‬أبه قال‪ :‬من السنة أن يًع يديه تحت سرته‪.‬‬

‫وقول الصحابر من السنة الحرء معناه عنلدهم أن لله حكلم الرفلع‪ ،‬وحلديث عللر أصل ملن حلديث‬
‫‪٦‬‬
‫‪145‬‬

‫وائ ‪ ،‬ب إن ا مام أحمد أبكره‪ ،‬ب إ م كره بعه أه العلم كا مام أحمد وتبعله البعقلوبر يف العبلادات‬
‫وغيره من الفقهاء أن توضع اليدين على الصدر‪ ،‬قلالوا ألبله يخلالف هيملة الخحلوأ‪ ،‬هكلذا‪ ..‬وإبملا يكلون‬
‫الصدر هكذا أسف ولو ع على السر بقلي جاز‪ ،‬أما جعله على الصدر تماما فمكروه عند الفقهاء‪.‬‬

‫وقد جاء أن الناس يححرون يوم القيامة على هيأهتم يف الص ‪ ،‬فحيث كابت عيناك يف الخحوأ فإبلك‬
‫تححر يوم القيامة خاشعا‪ ،‬والذي يتلفت يححر يوم القيامة كذلك‪ ،‬وكذلك يف موضع خحلوعك يف يلديك‬
‫وبحو الك‪.‬‬

‫ُدَ ُه ِ ك ٍُِ َص َالتِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َينْ ُظ ُر َم ْس ِ‬

‫مسًدَ ه هذا هو األصوب بأن تًع الًيم مفتوحة‪ ،‬أي ينظر لموضع سًوده يف ص ته كلهلا‪،‬‬
‫َ‬ ‫وينظر‬
‫إل يف موضع واحد وهو موضع التحهد كما يف حلديث عبلد اهلل بلن اللبيلر فإبله ينظلر صلبعه‪ ،‬وصللى اهلل‬
‫وسلم وبارك على ببينا محمد‪.‬‬

‫َب َال َّل ُه ّم َ َوبِ َح ْم ِد َك‪َ ،‬و َت َب َار َك اِ ْس ُم َ‬


‫ب َو َت َعا َلى َجدُّ َك‪َ ،‬و ََّل إِ َل َ َب ْي ُر َك»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُه ُ‬
‫ال‪ُ :‬س ْب َحان َ‬

‫لًده يف ك ل صل ته ثللم يقللول‪:‬‬


‫اكللر أن المصلللر ينظللر مسل َ‬ ‫حينمللا تكلللم المصللنف عللن صللفة الصل‬
‫لار َك اِ ْسل ُلم َك َو َت َعللا َلى َجللدُّ َك‪َ ،‬و َل إِ َل ل َه َغ ْيل ُلر َك‪ ،‬هللذا الللدعاء يسللمى بللدعاء‬ ‫ِ‬
‫ُس ل ْب َحاب ََك َال َّل ُهللم َ َوبِ َح ْمللد َك‪َ ،‬و َت َبل َ‬
‫الستفتاال‪ ،‬وقد جاء مرفوعا للنبلر ‪ ‬ملن حلديث أبلر هريلر وغيلره رضلر اهلل علن الًميلع‪،‬‬
‫وثبت أن عمر بلن الخطلاب ‪ ‬كلان قلد كتلع إللى األمصلار أن يلدعو لذا اللدعاء يف الفريللة؛ للذا قلال‬
‫فقهاهبلا رحمللة اهلل عللليهم أن دعللاء السللتفتاال ورد علن النبللر ‪ ‬بصلليغ كثيللر ‪ ،‬وكلهللا جللائل ‪،‬‬
‫ولكللن أفلل هللذه الصلليغ يف الفريلللة هللو هللذا الللدعاء الللذي أورده المصللنف‪ ،‬وهللو أن يقللول المصلللر‪:‬‬
‫ُس ْب َحاب ََك َال َّل ُهم َ َوبِ َح ْم ِد َك‪َ ،‬و َت َب َار َك اِ ْس ُم َك َو َت َعا َلى َجدُّ َك‪َ ،‬و َل إِ َل َه َغ ْي ُر َك‪.‬‬

‫إان هذا الدعاء هو أفل األدعية‪ ،‬أدعية الستفتاال التر تقال يف الفريللة‪ ،‬وأملا يف النافللة فلإن الملرء‬
‫يدعو بما شاء مما ورد؛ ألن ك ما ورد علن النبلر ‪ ‬غيلر هلذا الحلديث فغالبلا ملا يلرد يف قيلام‬
‫اللي خاصة ويف التطوعات‪ ،‬وأما هذا فقد جاء عن عمر أبه قال يقال يف الفريلة‪.‬‬

‫إان يًوز لك أن تدعو بما شمت‪ ،‬واألفل أن تدعو يف الفريلة ذا الذي ورد يف حديث أبر هريلر‬
‫وحديث عمر ‪ ،‬وأبت منهر أن تًمع بين دعاءين معا‪ ،‬فإن الًمع بين الدعاءين ل يص ‪ ،‬وهلذا اللذي‬
‫‪146‬‬

‫يسميه أه العلم بالتلفي ‪ ،‬فإن التلفي يف األقوال بخ ف السنة غير محروعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْست َِع ُيذ»‪.‬‬

‫قوله‪ :‬ثم يستعيذ أي أن يتعوا باهلل ‪ ‬من الحيطان الرجيم‪ ،‬ولها ث ث صيغ‪ ،‬وأشلهرها أعلوا بلاهلل‬
‫من الحيطان الرجيم‪ ،‬أو يقول‪ :‬أعوا باهلل السميع العليم من الحيطان ‪ ،‬أو يقول‪ :‬أعوا بلاهلل السلميع العلليم‬
‫من الحيطان الرجيم‪ ،‬هذه ث ث صيغ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم ُي َب ْس ِم ٍُ ِس ًّرا»‪.‬‬

‫البسملة قراءهتا سنة ألن البسملة آية حيث ما وضعت يف القرآن‪ ،‬حيلث ملا كتبلت يف القلرآن فإ لا آيلة‪،‬‬
‫ولكنها ليست آية من أي سور من القرآن إل من سور النم فقط‪ ،‬إان هلر آيلة أبللهلا اهلل ‪ ‬للفصل‬
‫بين السور‪ ،‬فحيث ما كتبت يف القرآن فإ ا آية‪ ،‬لكنها ليست آية من آي سور من سور القرآن إل من سلور‬

‫النم خاصة { ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ} [النم ‪.]30 :‬‬

‫ولذلك فإن قراء البسملة ليس واجبا‪ ،‬أل لا ليسلت ملن الفاتحلة‪ ،‬وإبملا الواجلع قلراء الفاتحلة كملا‬
‫سيأا‪ ،‬وإبما هر مستحبة‪ ،‬وقد جاء من حديث أبر هرير رفعه للنبر ‪ ‬أبه كان يقرأ البسلملة‪،‬‬
‫إان قراء البسملة سنة أل ا ليست من الفاتحة‪ ،‬فإن قال امره فإبنا بًلد يف المصلحف أبله يكتلع بسلم اهلل‬
‫الرحمن الرحيم وبعدها واحد‪ ،‬الحمد هلل رب العالمين اثنين‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فنقول‪ :‬إن هلذا اجتهلاد ملن علملاء‬
‫األداء وا قراء‪ ،‬فإن علماء ا قراء اجتهدوا يف أشياء ومنها علد اآلي‪ ،‬هلر آيلة لكلن يف تلرقيم اآلي وعلدها‬
‫اجتهدوا اجتهادا ل توقيف فيه‪ ،‬التوقيف يف الوقف والتصال يف القراء ‪ ،‬وأما عد اآلي فلإن فيهلا اجتهلادا‪،‬‬
‫ومن أول من ألف يف هذا الباب أبو عمرو الداين ‪ ‬يف كتاب البيان‪ ،‬وكثيرون ألفوا يف هذا الباب‪.‬‬

‫واكللروا أن لعلمللاء األداء بللريقين يف عللد آي الفاتحللة‪ ،‬مللع إجمللاعهم علللى أبلله سللبع آيللات‪ ،‬فطريقللة‬
‫الكوفيين أ م يعدون بسم اهلل الرحمن الرحيم آية‪ ،‬وربما كان اجتهادهم هذا سببه ما روي عند اللدارقطنر‬
‫أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬بسم اهَّلل الـرحمن الـرحيم آيـة مـن القاتحـة»؛ لكلن هلذا الحلديث ضلعيف ل‬
‫يص ‪ ،‬كما ضعفه األئمة كأحمد وغيره‪.‬‬

‫وبريقة أغلع علماء األداء من المكيين والمدبيين أ لم يعلدون أول آيلة ملن الفاتحلة‪ :‬الحملد هلل رب‬
‫العالمين‪ ،‬كما قال اهلل ‪ ‬يف الحديث القدسلر يف صلحي مسللم‪« :‬قسـمت الصـالة بينـ وبـين عبـدي‬
‫‪٦‬‬
‫‪147‬‬

‫نصقين‪ ،‬ـِذا قـال عبـدي الحمـد هَّلل رب العـالمين»‪ ،‬للم يلذكر البسلملة فلدل عللى أن البسلملة ليسلت ملن‬
‫الفاتحة‪ ،‬فليس واجع قراءهتا‪ ،‬وإبما يستحع‪.‬‬

‫قوله‪ :‬سرا‪ ،‬لما ثبت من حديث أبلس ‪ ‬قلال‪ :‬صلليت خللف النبلر ‪ ‬وأبلر بكلر وعملر‬
‫وكلهم يفتت القراء بالحمد هلل رب العالمين‪ ،‬فدل الك على أ م لم يكوبوا يًهرون بالبسملة‪ ،‬وما جلاء‬
‫عن أبر هرير وحده فإبه لم يثبت عن أحد من الصحابة أبه جهر بإسناد صلحي إل علن أبلر هريلر فإبملا‬
‫هذا كان منه ألبه سمع النبر ‪ ‬ربما مر جهلر لا تعليملا‪ ،‬أو جهلر لا ملن غيلر قصلد الًهلر‪،‬‬
‫وإبما رفع صوت يسير فًهر ا أبو هرير فقط‪ ،‬وأما عامة الصحابة فلم يكوبوا يًهرون بالبسلملة‪ ،‬فيلدل‬
‫على الًواز‪ ،‬فالًهر بالبسملة جائل‪ ،‬عند فقهائنا جائل‪ ،‬لكنه خ ف األوللى‪ ،‬لليس مكروهلا لكنله خل ف‬
‫األولى‪ ،‬وتكلمت قب ما الفرق بين المكروه وخ ف األولى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْه َر ُأ َا ْل َقاتِ َح َة ُم َر َّت َبة ُمت ََاالِ َية»‪.‬‬

‫الفاتحة واجبة لحديث عباد ‪ ،‬مرتبة أي مرتبة اآلي‪ ،‬متوالية ف يقدم آية على آية أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َيها إِ ْحدَ ى َع ْي َر َة تيديدة»‪.‬‬

‫أي يف الفاتحة دون البسملة‪ ،‬لو أضيفت البسملة للادت ث ث تحديدات‪.‬‬


‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َ َر َغ َق َال‪ :‬آم َ‬
‫ين»‪.‬‬

‫أي‪ :‬إاا فرغ من قراء الفاتحة قال‪ :‬آمين أي القار ‪ ،‬وإن كان هناك مأمومون خلف ا مام فإبه يقولهلا‬
‫ا مام والمأموم معا‪ ،‬لما ثبت عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬إذا قال اْلمام وَّل الضالين هالـاا آمـين»‪،‬‬
‫ولذا قال الفقهاء يقولها ا مام والمأموم معا‪.‬‬

‫وقولهم‪ :‬يقولها ا مام والمأموم معا‪ ،‬بستفيد منها وإن لم يأت لا المصلنف لذه العبلار ‪ ،‬وإبملا هلر‬
‫عبار ا قناأ‪ :‬بستفيد منها أبه يقولها ا مام والمأموم يف وقت واحد‪ ،‬ويكون ا مام والمأموم يقول ا ملن‬
‫غير متابعة‪ ،‬بمعنى لو أن ا مام تركها قصدا أو بسيابا فإن المأموم يقولها‪ ،‬فليست من باب المتابعة‪.‬‬

‫يما ُي ُْ َه ُر ِي ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫َج ْهرِ َّية َو َب ْي ُر ُه َما َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يُهر بِها إِمام وم ْأمام معا ِ‬
‫َ ْ َُ َ َ ََ ُ َ‬
‫الًهرية‪ ،‬وأما يف السرية ف يًهلر لا‪ ،‬وآملين فيهلا وجهلان صلحيحان‪ ،‬إملا‬ ‫فيًهر بآمين عند الص‬
‫‪148‬‬

‫بمد الهمل األول فتقول آمين‪ ،‬والثاين عدم مدها وإبما بقصرها فتقول آملين‪ ،‬وهلذه صلحيحة عنلد فقهائنلا‪،‬‬
‫وإبملا يمنعللون مللن التحللديد بللأن تقللول‪ :‬آمللين أي قاصلدين؛ ألبلله يختلللف معناهللا‪ ،‬فللإن آمللين معنللاه اللهللم‬
‫استًع‪.‬‬
‫ـاف واستِسـ َه ٍ‬
‫ان‪َ ،‬و ُأو َل َيـ ْ َمغْـرِ ٍ‬ ‫يـد وكُس ٍ‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ُّن َج ْه ُر إِ َما ٍم بِه َـرا َنة ُصـ ْبحٍ َو ُج ُم َعـة َوع َ ُ‬
‫و ِع َي ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫َ‬

‫لفع النبر ‪ ‬فإبه كان يًهر يف هذه الصلوات ب لزم النبلر ‪ ‬الًهلر فيهلا‪،‬‬
‫فدل على تأكد الًهر فيها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َْر ُه لِ َم ْأ ُمامٍ‪َ ،‬و ُيخَ َّي ُر ُمنْ َقرِد َون َْح ُا ُه»‪.‬‬

‫ويكره للمأموم الًهر حيث أان له بالقراء ‪ ،‬وأما إن للم يلؤان لله بلالقراء فل شلك أن القلراء تللداد‬
‫السلرية‪ ،‬فيكلره لله‬ ‫منعا‪ ،‬وإبما المأموم يكلره لله الًهلر بحيلث أان لله بلالقراء يف السلكتات أو يف الصل‬
‫الًهر بالقراء فيها‪.‬‬

‫وأما إاا منع فإبه يمنع ملن القلراء بالكليلة ألن فيله تحويحلا عللى ا ملام‪ ،‬وقلد قلال اهلل ‪ { :‬ﯙ‬

‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ } [األعراف‪ ،]204 :‬قال ا مام أحملد‪ :‬أجمعلوا أي أجملع أهل العللم‬


‫على أ ا بللت يف الص ‪.‬‬

‫فيًع على المأموم أن ينصت للمام وأل يقرأ‪ ،‬من باب أولى أل يًهر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُيخَ َّي ُر ُمنْ َقرِد َون َْح ُا ُه»‪.‬‬

‫قولهم ويخير عندبا قاعد إاا قال الفقهلاء ويخيلر‪ ،‬فلالتخيير بوعلان‪ ،‬إملا تخييلر مصللحة‪ ،‬وإملا تخييلر‬
‫تحهر‪ ،‬من تخيير التحهر ما مر معنا بلاألمس يف قللية الكفلار ‪ ،‬كفلار اللوطء يف الحليه‪ ،‬فلإن الحلخ‬
‫مخير تخير تحهر‪ ،‬إما أن يتصدق بدينار أو بنصف دينار‪.‬‬

‫والنوأ الثاين ملن التخييلر تخييلر مصللحة فينظلر ملا هلو األصلل فيختلاره‪ ،‬وهلذا منله التخييلر يف هلذا‬
‫الباب‪ ،‬فإن المنفرد يختار األصل ‪ ،‬األصل لقلبله ملن حيلث الًهلر وعدمله‪ ،‬واألصلل لملن هلو بًاببله‬
‫واألصل فيما يتعل بنفر الرياء عن قلبه‪ ،‬أو لتنبيه غيره ليقتدوا به يف الص ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪149‬‬

‫إان فلللية الختيللار هنللا للليس للتحللهر المطلل ‪ ،‬وإبمللا لينظللر األصللل لنفسلله ولمللن بًاببلله لكللر ل‬
‫يؤايهم بالًهر‪.‬‬
‫ـار ِه‪ ،‬وا ْلب ِ‬ ‫ب ِم ِ‬ ‫لص ْبحِ ِم ْن طِ َا ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاق‬ ‫ـن ق َص ِ َ َ‬ ‫ـٍ َوا ْل َمغْـرِ ِ ْ‬
‫ال َا ْل ُم َق َّص ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْه َر ُأ َب ْعدَ َها ُس َ‬
‫ارة َا ُّ‬
‫ِم ْن َأ ْو َساطِ ِ »‪.‬‬

‫أيلا أن عمر كان يكتع به إلى األمصار كما عنلد‬


‫هذا لما جاء عن النبر ‪ ‬مرفوعا‪ ،‬وجاء ً‬
‫الةمذي أبه يأمر األئمة يف األمصار أن يقرأوا ا‪ ،‬وبوال المفص للعلماء عموما للفقهاء وأه التحليع‬
‫وهم علماء األداء مسلكان‪ ،‬ولكن المحهور يف المذهع أن بوال المفص تبدأ من سور ق‪ ،‬لما جاء عند‬
‫ا مام أحمد وغيره من حديث أوس أبه سأل أصحاب النبر ‪ ‬كيف تحلبون القلرآن‪ ،‬فقلالوا‪:‬‬
‫بحلبه ث ثا وخمسا وسبعا وتسعا وإحلدى عحلر وثل ث عحلر ‪ ،‬فلإاا حسلبتها وجلدت أن ق هلر بلوال‬
‫المفص إلى المرس ت هذا هو الطوال‪ ،‬واألواسط إلى الللللة‪ ،‬ثم بعدها يكون القصار‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْرك َُع ُم َ ِبرا َرا ِعا َيدَ ْي ِ »‪.‬‬

‫هذا التكبيلر يسلمى تكبيلر البتقلال‪ ،‬وهلذا التكبيلر واجلع‪ ،‬والحكلم يف لفظله أي يف صلفة لفظله كملا‬
‫اكرت لكم قب أن السنة فيه أن يكون جلما أي من غير مد‪.‬‬

‫ابتبهوا معر أريد أن أبين أكثر من مسألة تتعل بصفة التكبير‪:‬‬

‫التكبير اكر المصنف‪ ،‬قال‪ :‬ثم يركع مكاا‪ ،‬ما هو مح التكبير؟ قالوا‪ :‬محله ما بين الركنين‪ ،‬أي عنلد‬
‫ما هتوي من القيام متًها إلى الركلوأ‪ ،‬وابتبله معلر اكلر الفقهلاء أن المصللر إاا كلا يف صل ته ملن حيلث‬
‫تكبير البتقال له خمس حالت‪ ،‬بعلها تص ص ته وبعلها ل تص ص ته‪.‬‬

‫ببدأ سأاكر أربعا‪ ،‬والخامسة أل ا تحتاج إلى تفصي تندرج يف إحدى الصور‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬والخامسة تندرج فيها لكن سأهخر الخامسة‪ ،‬أن يبتد التكبيلر وينتهيله فيملا بلين‬
‫الركنين‪ ،‬يعنر يبدأ بأول لفظ من التكبير وهو لفظ الً لة وينتهر بلآخر لفلظ وهلو اللراء ملا بلين اللركنين‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬اهلل أكا وهو هاوي يف الطري إلى الركوأ‪ ،‬أو يف الطريل إللى السلًود‪ ،‬وهلذه صلحيحة‪ ،‬صلحي‬
‫تكبيره باتفاق أه العلم‪ ،‬هذه الصور األولى‪ ،‬ب هو الواجع‪.‬‬
‫‪150‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أن يبدأ بالتكبير قب المح ‪ ،‬وينتهر به يف المحل ‪ ،‬كيلف؟ يبلدأ قبل الهلوي يعنلر‬
‫يكا وهو قائم‪ ،‬فيقول اهلل وهو قائم‪ ،‬وينتهر منه وهلو يف المحل ‪ ،‬فهلذا عللى محلهور الملذهع صل ته ل‬
‫تص ‪ ،‬ما يص ‪ ،‬يًع أن يأا بابتدائه يف ابتداء وقته‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثالثـة‪ :‬أن يلأا بلالتكبير كلام قبل محلله‪ ،‬مثل ملا يفعل بعله األئملة إاا أراد أن يركلع‬
‫وهلو‬ ‫ألج ال قط‪ ،‬فيقلول اهلل أكلا ثلم يركلع‪ ،‬فأيللا ل تصل ؛ ألبله للم يلأت بواجلع بواجبلات الصل‬
‫التكبير يف محله‪ ،‬وإبما كا قب محله‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الرابعة‪ :‬أن يأا بكام التكبير بعد المح ‪ ،‬مثالله‪ :‬إاا قلام ملن ركوعله أو قلام ملن سلًوده‬
‫فاستتم قائما فقال‪ :‬اهلل أكا عالما متعمدا‪ ،‬فص ته ل تص ‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الخامسة‪ :‬أن يبتد التكبير يف محله وينتهر بعد محله‪ ،‬فمحهور المذهع أ ا تص ‪.‬‬

‫إان هذه خمس حالت وبقيت سادسة‪ ،‬أصبحن ست صور‪.‬‬

‫‪ ‬إذن هي مخس حاالت‪ ،‬أعيدها بسرعة‪:‬‬


‫خمس حالت أسردها سريعا ألج الوقت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يبدأ بالتكبير وينتهر يف محله فتص ص ته باتفاق أه العلم‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يبتد بالتكبير وينتهر قب محله‪ ،‬فيقول اهلل أكا ثم يهوي‪ ،‬ففقهاهبا يقوللون‪ :‬ل‬
‫إن كلان عالملا‬ ‫تص ص ته‪ ،‬وحكلر قلول عاملة أهل العللم‪ ،‬عاملة أهل العللم عللى أبله ل تصل الصل‬
‫متعمدا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يبدأ بالتكبير وينتهر منه بعد ابتهاء المح ‪ ،‬عندما قلام ملن الركلوأ واسلتتم قائملا‬
‫قال‪ :‬اهلل أكا‪ ،‬أو عندما قام ملن السلًود قبل قليل ‪ ،‬أو عنلدما قلام ملن الركلوأ قلال سلمع اهلل ملن حملده‪،‬‬
‫عمدا‪ ،‬ف تص ص ته‪ ،‬هذه الصور الثالثة‪.‬‬ ‫فقالوا ل يص تكبيره‪ ،‬فةك واجبا من واجبات الص‬

‫أيللا؛‬
‫ً‬ ‫‪ ‬الحالة الرابعة‪ :‬أن يبتد قب المح وينتهر التكبير يف المح ‪ ،‬فالفقهلاء يقوللون ملا تصل‬
‫ألن العا بابتداء الفع فيًع أن يكون ابتداهه يف المح ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الخامسة‪ :‬أن يبتد يف المح وينتهر بعده‪ ،‬فيقول اهلل أكا‪ ،‬فيأا بنهايتهلا وهلو قلائم‪ ،‬هلذه‬
‫‪٦‬‬
‫‪151‬‬

‫للمحقة‪ ،‬فأغلع النلاس ل يسلتطيع أن يلأا بلالتكبير فيملا بلين اللركنين‪ ،‬فحينملذ خفلف فيهلا‬ ‫تص الص‬
‫للتسهي‬

‫هذه خمس حالت‪ ،‬السادسة الذي قلتها لكم وهلر هل يًلع اسلتيعاب ملا بلين اللركنين بلالتكبير أم‬
‫ل؟ اكر المًد وحده أبه يًع استيعاب ما بين الركنين‪ ،‬ولكن عامة الفقهاء يقولون إبه لليس كلذلك‪ ،‬بل‬
‫السللنة عللدم السللتيعاب؛ ألن السللنة أن يكللون التكبيللر جلمللا كمللا جللاء عللن النخعللر وقاسلله أحمللد وعلللى‬
‫الس م‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم يركع مكاا رافعا يديه أي يرفع يديه كحال هيمتهما عند تكبير ا حلرام محاايلا ملا منكبيله‪،‬‬
‫وتكون المحااا بوسط اليد كما مر معنا‪.‬‬

‫بيع‪ ..‬ما هو مح رفع اليدين بالتكبير؟ الفقهاء يقولون فيله محل أفلللية ومحل جلواز‪ ،‬أملا محل‬
‫األفللية عندهم فيكون رفع اليدين مع التكبير‪ ،‬وما هو مح التكبير؟ ما بين الركنين‪ ،‬هذا محل أفلللية‪،‬‬
‫وهو األفل ؛ ألن الرفع مع التكبير‪ ،‬هذا األص ‪ ،‬فتقول اهلل أكا وأبت هتوي أو وأبت رافع‪.‬‬

‫أما الًواز فيًوز التقديم على التكبير ويًوز التأخير عنه‪ ،‬لما ثبت علن النبلر ‪ ‬أبله كلا‬
‫ثم رفع‪ ،‬وروي عنه أبه رفع ثم كا‪ ،‬فيًوز أن تقدم رفع اليدين على التكبير على لفظة التكبيلر‪ ،‬وتًلوز أن‬
‫تًع رفع اليدين بعد لفظة التكبير للحديث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي َض ُع ُه َما َع َلى ُر ْك َب َت ْي ِ ُم َق َّر َج َت ْ َا ْْلَ َصابِ ِع»‪.‬‬

‫قال ثم يلعهما على ركبتيه وجوبا؛ ألن الركوأ ل يسمى ركوعا عند فقهاهبلا إل أن يكلون ملع وضلع‬
‫اليدين على الركبتين مع حنر الظهر؛ ألن للركوأ صفتين‪ ،‬صفة كمال‪ ،‬وصفة إجلاء‪.‬‬

‫صفة ا جلاء ما وجد فيها وصفان‪ :‬وضع اليدين على الركبتين ولو مماسة‪ ،‬ولو لمسلا يسليرا بلأبراف‬
‫األصابع‪ ،‬والوصف الثاين اللذي يًلع أن يتحقل وهلو ابحنلاء الظهلر‪ ،‬وغاللع النلاس ل يللع يلده عللى‬
‫ركبتيه إل وقد ابحنى نهره‪ ،‬وإبما جاءوا بالوصف الثاين مراعا لمن كابت يداه بلويلتين‪ ،‬فملن فعل هلذا‬
‫الوصف فقد جاء بصفة ا جلاء يف الركوأ‪.‬‬

‫ما فائد معرفة صفة ا جلاء أبنا بقول من أتى بأق من هذه الصفة لم يص ركوعه ف تصل صل ته‪،‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬أبنا بقول إن المأموم إاا دخ مع ا ملام وأتلى بصلفة ا جللاء قبل أن يقلول ا ملام سلمع اهلل‬
‫‪152‬‬

‫لمن حمده أو يرفع من ركوعه فإبه حينمذ يكون مدركا للركعة ولو لم يطملمن‪ ،‬إان فمعرفلة صلفة ا جللاء‬
‫هذه مهمة يةتع عليها عدد من األحكام‪.‬‬

‫أما صفة الكمال فهر التر أوردها المصنف‪ ،‬فيقول‪ :‬يلعهما على ركبتيه مفرجلة األصلابع‪ ،‬السلنة أن‬
‫كلهلا‪ ،‬إل يف‬ ‫دائملا أن تكلون مللمومة يف الصل‬
‫تكون السنة مفرجة‪ ،‬وخذ قاعد أن السنة يف أصابع اليلد ً‬
‫الركوأ‪ ،‬فتكبير ا حرام السنة أن تكون ملمومة كما اكرت لكلم يف أصل تفسليري أهل العللم كملا ملر‬
‫معنا‪.‬‬

‫ويف السًود كذلك‪ ،‬فإن موضلع اليلدين يف السلًود كموضلعهما يف التكبيلر كملا جلاء يف حلديث ابلن‬
‫عمللر‪ ،‬موضللعهما وهيأهتمللا ملللمومة متًهللة للقبلللة‪ ،‬وكللذلك تكوبللان محاايتللان للمنكبللين‪ ،‬وكللذلك يف‬
‫الًلسة للتحهد وبين السًدتين‪ ،‬فدائما األصابع تكون ملمومة إل يف الركوأ تكون مفرجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ِاي َظ ْه َر ُه»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يًع نهره مستقيما والدلي على الك ما ثبت يف صحي مسلم من حديث عائحة ‪ ‬أن النبلر‬
‫رأسه ولم يصوبه ♥ ولكن كان بين الك‪.‬‬ ‫‪ ‬كان إاا ركع لم ُيحخ‬
‫ان رب َا ْل َعظِي ِم َث َالثا‪َ ،‬و ُه َا َأ ْدنَى َا ْل َم ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬
‫َ‬ ‫ال‪ُ :‬س ْب َح َ َ ِ‬

‫ثم يقول‪ :‬سبحان ربر العظيم لما ثبت عند أه السنن من حديث عقبة بن عامر أبله لملا بللل قلول اهلل‬

‫‪ { :‬ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ} [الواقعللة‪ ،]74 :‬قللال النبللر ‪« :‬اجعلاهــا يف ركــاع م»‪،‬‬


‫وهذا يدل على الوجوب‪.‬‬

‫وأفل ل صلليغة للتسللبي يف الركللوأ أن تقللول‪ :‬سللبحان ربللر العظلليم مللن غيللر زيللاد وبحمللده‪ ،‬زيللاد‬
‫وبحمده ليست مستحبة وإبما هر جائل ؛ ألن أص اللفظلين علن النبلر ‪ ‬هلر‪ :‬سلبحان ربلر‬
‫العظيم؛ ولذلك فإن أحمد رج الصليغة األوللى عللى الثابيلة‪ ،‬قلال أل لا أصل إسلنادا‪ ،‬وأملا الثابيلة فإ لا‬
‫جائل ‪.‬‬

‫أدبى الكمال يف التسبي أن تقول‪ :‬سبحان ربر العظيم ث ث مرات‪ ،‬هذا هو أدبى الكمال‪ ،‬وأما أعل ه‬
‫ف منتهاه‪ ..‬وأعلى الكمال ث ث عحر تسبيحة وقي عحر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪153‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْر َ ُع َر ْأ َس ُ َو َيدَ ْي ِ َمعا»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم يرفع رأسه ويديه معا قوله ويديه معا هذا الذي تكلمنا عنه قبل قليل وهلو محل رفلع اليلدين‬
‫مع التكبير‪ ،‬األف ل أن يكون رفع اليدين مع التكبيلر‪ ،‬أي يف الطريل بلين اللركنين‪ ،‬ملا بلين اللركنين؛ لكلن‬
‫يًوز أن يكون رفع اليدين قب التكبير‪ ،‬ويًوز أن يكون بعده‪ ،‬وهذا هو الموضلع الثاللث اللذي ترفلع فيله‬
‫األيدي‪.‬‬

‫الفقهاء ينقلون ث ثة مواضع‪ ،‬وبعلهم كما يف ا قناأ يليد أربعا‪ ،‬لما جاء يف بعه بلرق حلديث ابلن‬
‫عمر يف صحي البخاري أبه زاد الرابعة عنلد القيلام ملن التحلهد األول‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فلإن رفلع اليلدين‬
‫بالتكبير آكده لتكبير ا حرام‪ ،‬وهذا باتفاق فقهاء المذاهع األربعة‪ ،‬ثم يليها التكبيرات الث ث‪ ،‬وهو عنلد‬
‫تكبير ا حرام وعند الهلوي للركلوأ وعنلد الرفلع منله‪ ،‬ثلم يليهلا يف التأكيلد والسلتحباب عنلد القيلام ملن‬
‫التحهد األول للركعة الثالثة‪.‬‬

‫بعلهم على الث ث‪ ،‬وإبما من بلاب التأكيلد اللذين بصلوا عللى‬ ‫الفقهاء لم ينفوا استحبا ا عندما ب‬
‫الث ث فهو من بلاب تأكيلد أن هلذه آكلد‪ ،‬وبعللهم اكلر األربلع كصلاحع ا قنلاأ فلدل عللى أن الًميلع‬
‫يف جميعها‪ ،‬وقد اختلف يف حديث ابن عمر ه تص هذه أم ل‪.‬‬ ‫مستحع‪ ،‬وقد ورد الن‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬قائِال‪َ :‬س ِم َع َاهَّللُ لِ َم ْن َح ِمدَ ُه»‪.‬‬

‫أي‪ :‬إاا كان إماما أو منفردا وجوبا أل ا بدل عن تكبير البتقال‪.‬‬

‫ْت ِم ْن ََـ ْ ٍن‬


‫ض َو ِم ٍْ َن َما َِئ َ‬
‫ان َو ِم ٍْ َن َا ْْلَ ْر ِ‬
‫ب َا ْلحمدُ ِم ٍْن َالسم ِ‬
‫َ َّ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ انْت َصابِ ‪َ :‬ر َّبنَا َو َل َ َ ْ‬
‫َب ْعدُ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإاا ابتصع قال‪ :‬ربنا ولك الحمد وجوبا‪ ،‬ويستحع لله أن يليلد مل ء السلموات ومل ء األرض‬
‫وم ء ما شمت من شرء بعد‪ ،‬لما ثبت يف مسللم ملن حلديث عللر ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬كلان يقلول‬
‫الك‪.‬‬

‫ويف الصحيحين اللفظ جاء بلفظ أو هذا اللدعاء جلاء بلفلظ‪ :‬مل ء السلموات‪ ،‬والفقهلاء اختلاروا مل ء‬
‫عليه يف المسائ عبد اهلل‪ ،‬وغالبلا الفقهلاء يقوللون‬ ‫السماء ألبه جاء من بري ا مام أحمد‪ ،‬وهو الذي ب‬
‫إبما بختار ما رواه أحمد كما اكر ابن مفل يف مقدمة الفروأ‪.‬‬
‫‪154‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْأ ُمام ‪َ :‬ر َّبنَا َو َل َ‬


‫ب َا ْل َح ْمدُ َ َه ْط»‪.‬‬

‫أي‪ :‬والمللأموم إبمللا يقللول ربنللا ولللك الحمللد فقللط‪ ،‬ول يليللد الللدعاء اللائللد‪ ،‬هللذا هللو المحللهور عنللد‬
‫المتأخرين‪ ،‬واختار أبو الخطاب أبه يستحع أن يقول هذا الدعاء اللائد‪.‬‬

‫لس ْب َع ِة»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم ُي َ ِب ُر َو َي ْس ُُدُ َع َلى َا ْْلَ ْع َضان َا َّ‬
‫وهلو السلًود‪،‬‬ ‫قال‪ :‬ثم يكا ويسًد على األعلاء السبعة‪ ،‬بلدأ يلتكلم علن ركلن ملن أركلان الصل‬
‫والسًود كذلك له صفتان‪ :‬صفة كمال وصفة إجلاء‪.‬‬

‫صفة الكمال ل ُبد من معرفتهلا ألن ملن للم يلأت لا فل يصل سلًوده‪ ،‬وصل ته بابللة‪ ،‬وأملا صلفة‬
‫ا السنة‪.‬‬ ‫الكمال فهر التر تتحق‬

‫صللفة ا جلللاء يف السللًود مللا اجتمللع فيلله وصللفان‪ ،‬الوصللف األول‪ :‬أن تكللون األعظللم السللبعة علللى‬
‫األرض كمللا اكللر المصللنف‪ ،‬ثللم يكللا ويسللًد علللى األعلللاء السللبعة‪ ،‬ولحللديث ابللن عبللاس ‪ :‬أمربللا‬
‫بالسًود على األعظم السبعة‪.‬‬

‫‪ ‬الاصف الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكلون عللى هيملة السلًود‪ ،‬وملا هلر هيملة السلًود؟ قلالوا‪ :‬أن يكلون‬
‫الرأس من أسف الظهر؛ ألبه يف لسان العرب ل يسمى وضع األعظم السلبعة عللى األرض سلًودا إل إاا‬
‫كان أسف الظهر أعلى من الرأس فيكو على هذه الهيملة؛ وللذلك روى ابلن علدي أن أبلا باللع علم النبلر‬
‫‪ ‬لما قي له أسلم قلال‪ :‬ل أسللم فأسلًد‪ ،‬فلإين إن سلًدت عللى إسلتر رأسلر‪ ،‬فيلرى أن يف‬
‫الك مذلة‪ ،‬وإبما منعه من ا س م هيمة السًود‪.‬‬

‫إان ف يص السًود إل على هذه الهيمة‪ ،‬ما الذي بستفيده؟‬

‫أبنا بقول لو أن امرأ جعل بلين وجهله وبلين األرض حلائ صلحت صل ته‪ ،‬ملا للم يكلن هلذا الحائل‬
‫مرتفعا بحيث يستوي رأسه مع أسف نهره‪ ،‬فإاا استوى أو ارتفع بقلول حينملذ إن سلًودك غيلر صلحي ؛‬
‫ولذلك جاء عند البيهقر من حديث جابر حينما زاره النبلر ‪ ‬وكلان مريللا‪ ،‬فلأراد أن يسلًد‬
‫على وساد ‪ ،‬أي مكان مرتفع من غير هيمة السًود‪ ،‬أي بوضع أعظمه السبعة على األرض‪ ،‬كان ملع النبلر‬
‫‪ ‬قليع فأبعد الوساد عنه وأمره با يماء‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪155‬‬

‫إان المقصود من هذا أبنا بعرف أن الحد األدبى من السًود ما اجتمع فيه الوصفان التر اكرهتلا لكلم‬
‫قب قلي وعرفنا دليلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي َض ُع ُر ْك َب َت ْي ِ ُث َّم َيدَ ْي ِ ُث َّم َج ْب َه َت ُ َو َأ ْن َق ُ»‪.‬‬

‫هذه المسألة تتعل يف الةتيع يف أعلاء السًود‪ ،‬أيها الذي يقلدم‪ ،‬فبلين المصلنف أن السلنة أن تقلدم‬
‫الركبتين أول‪ ،‬ثم اليدين ثم الًبهة واألبلف؛ ألن الًبهلة واألبلف عظلم واحلد‪ ،‬واللدلي عللى اللك هلذا‬
‫الذي جاء يف حديث وائ بن حًر ‪ ،‬وهذا الحديث مختلف يف صحته‪ ،‬وعلى العموم سواء قدم المرء‬
‫يديه أو قدم ركبتيه فإن هذه المسألة إبما هر مسألة متعلقة باألفلللية فيًلع كملا قلال أهل العللم وملنهم‬
‫الحيخ تقر الدين أل تكون هذه المسألة ول غيرهلا ملن المسلائ الخل ف بلين المسللمين سلببا للمنازعلة‬
‫والمحاقة بين المسلمين‪.‬‬

‫واسمحوا لر يف دقيقة واحد ‪ :‬أن أورد لكم حديثا عظيما جاء عن النبلر ‪ ،‬وهلو وإن للم‬
‫يثبت إسناده إل أن بعه أه العلم يقولون إن شواهد الحريعة تدل عليه‪ ،‬وقد ألف بعه أه العلم كتبلا‬
‫يف شرال هذا الحديث‪ ،‬منهم الحيخ مرعر بن يوسف وغيرهم‪ ،‬وهو ملا روي علن النبلر ‪ ‬أبله‬
‫قللال‪« :‬اهــتالف أمتـ رحمــة»‪ ،‬فللالخت ف رحمللة‪ ،‬فمتللى كللان الخللت ف سللببا للمنازعللة والمحللاقة بللين‬
‫المسلمين لم يك رحمة وإبما كان عذابا؛ ولذلك قال ابن مسعود‪ :‬الخ ف شر‪.‬‬

‫إان هناك فرق بين الخت ف وبين الخ ف‪ ،‬الخت ف رحمة‪ ،‬والخ ف شر وعذاب‪.‬‬

‫يًع أل يكون الخت ف بين المسلمين يف فروأ الفقه سلببا للعلداو ول البغللاء ول الللغينة‪ ،‬ول‬
‫المنابذ ‪ ،‬ول المعادا بيلنهم‪ ،‬وإبملا هلذان الثنلان بلين األجلر واألجلرين‪ ،‬فكلهلم بلين أجلر وأجلرين‪ ،‬بل‬
‫المسلم ينص أخاه ويبين له أن ا بكار يف المسائ الخ فية الجتهادية‪ ،‬ابظلر هلذان القيلدان‪ :‬أن ا بكلار‬
‫يف المسائ الخ فية‪ ،‬يًع أن يكون فيها خ ف وأن تكون مسائ اجتهادية؛ ألن هناك مسلائ ل اجتهلاد‬
‫فيها‪ ،‬كا خبار عن اهلل ‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫أبه ل إبكار فيها‪ ،‬والمقصود با بكار إبكار الفع ‪ ،‬فإاا رأيت يفعل شليما فل تنكلر شليما‪ ،‬وأملا إبكلار‬
‫القول فإبه محروأ‪ ،‬والمراد بإبكار القول وهو أن المرء يناقش أخاه ويظهلر لله اللدلي ملن غيلر محاجًلة‬
‫بقصد الغلبة أو البتصار‪ ،‬وإبما الرغبة بالوصول إلى السنة والظاهر واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪156‬‬

‫اف َأ َصابِ ِع ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن كَا ُن ع َلى َأ ْطر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َّ ْ ُ َ‬

‫أي‪ :‬ويسن السًود على أبراف أصابع الرجلين بأن تكون مفروشة متًهة األصابع إلى القبلة‪.‬‬

‫خ َذ ْي ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومُا َ ا ُة ع ُضدَ ي ِ عن جنْبي ِ ‪ ،‬وب ْطنُ عن َ ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ َْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫َُ َ‬

‫قال‪ :‬ويستحع أن يًايف المصلر علديه عن جنبيه‪ ،‬العلدان هما ما فوق الذراأ يسمى علد وهلذا‬
‫هو الًنع ف يلصقهما‪ ،‬وإبما يًافيهما‪ ،‬وكذلك الفخذان عن البطن‪ ،‬وهلذا إبملا هلو مسلتحع للرجلال‬
‫دون النساء‪ ،‬وأما المرأ فسلواء كلان ينظلر لهلا الرجلال أو كابلت وحلدها فالسلنة لهلا أن تللم بفسلها؛ ألن‬
‫السنة للمرأ السة ولو كابت وحدها‪ ،‬ولو كابت يف ص ‪ ،‬فتلم بفسها وتسلدل قلدميها يف الًللوس مملا‬
‫أيلا‪ ،‬لكلر تتعلود عللى البللمام وعلدم‬
‫دائما يف هيمتها ويف حالها ً‬
‫يدلنا على أن المرأ يستحع لها السة ً‬
‫المخالفة يف السة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْقرِ َق ُة ُر ْك َب َت ْي ِ »‪.‬‬

‫ويستحع أن يفرق ركبتيه حال سًوده‪.‬‬


‫ان رب َا ْْلَ ْع َلى َث َالثا‪َ ،‬و ِه َا َأ ْدنَى َا ْل َم ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬
‫َ‬ ‫ال‪ُ :‬س ْب َح َ َ ِ‬

‫أيلا عقبة وحديث حذيفة الساب الذي اكرته قب قلي ‪ ،‬أن النبلر ‪‬‬
‫كما ثبت من حديث ً‬
‫لما بلل قول اهلل ‪ { :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ} [األعللى‪ ،]1 :‬قلال‪« :‬اجعلاهـا يف سـُادكم»‪ ،‬واألفلل أن‬
‫يقول‪ :‬سبحان ربر األعلى ويًلوز أن يقلول وبحملده؛ لكلن األفلل أل يلأا وبحملده‪ ،‬قلال‪ :‬وهلو أدبلى‬
‫الكمال كما سب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْر َ ُع ُم َ ِبرا َو َي ُْ ِل ُس ُم ْق َترَِا»‪.‬‬

‫ثللم يرفللع مكللاا أي قللائ ‪ :‬اهلل أكللا‪ ،‬ويًلللس مفةشلا‪ ،‬معنللى كوبلله يًلللس مفةشللا أي يفللرش رجللله‬
‫اليسرى ويًلس عليها‪ ،‬وينصع رجله اليمنى‪ ،‬هذا معنى كوبه مفةشا‪ ،‬فهذه هر السنة يف هذا الموضع‪.‬‬

‫ال‪َ :‬ر ِب اِب ِْق ْر لِ َث َالثا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬

‫قال‪ :‬ويقول رب اغفر لر ويكررها ث ثا وقد جاء يف حديث حذيفة رب اغفر لر رب اغفلر للر‪ ،‬قلالوا‬
‫والمعهود يف األاكار أن تكرر ث ثا فلذلك استحع أن تكرر ث ثا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪157‬‬

‫وأما ما جاء يف حديث ابن عباس األدعية األخرى فإ ا جائل ؛ لذلك قال أحمد حلديث حذيفلة أصل‬
‫من حديث ابن عباس‪.‬‬

‫لكن اللياد على ما ورد من رب اغفر لر ومما ورد يف حديث ابن عباس الفقهاء يقولون ل يحلرأ‪ ،‬ل‬
‫يحرأ أن تليد يف الدعاء بين السًدتين على ما ورد‪ ،‬وهو حديث ابن عباس وحديث حذيفة‪ ،‬حلديث ابلن‬
‫عباس‪ :‬رب اغفلر للر وجوبلا أو اسلتحبابا‪ ،‬وحلديث حذيفلة جلوازا‪ ،‬اللذي هلو‪ :‬رب اغفلر للر وارحمنلر‬
‫وعافنر وأجاين‪ ،‬على اخت ف الروايات‪ ،‬وهر سبع ألفاظ تختلف من رواية إلى أخرى‪.‬‬

‫التوقيف‪ ،‬وبعه الناس يقلول‪ :‬رب اغفلر للر‬ ‫اللياد على ما ورد غير محروأ؛ ألن األص يف الص‬
‫ولوالدي‪ ،‬بقول يف هذا الموضلع ل‪ ،‬قلهلا يف السلًود بعلم؛ لكلن يف هلذا الموضلع ل تقلول رب اغفلر للر‬
‫ولوالدي‪ ،‬وإبما ق ‪ :‬رب اغفر لر‪ ،‬رب اغفر لر‪ ،‬رب اغفر لر؛ ألن األص يف العباد التوقيف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َأك َْم ُل ُ ‪َ ،‬و َي ْس ُُدُ َال َّثانِ َي َة ك ََذلِ َ‬
‫ب»‪.‬‬

‫بصفة السابقة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َين َْه ُ ُم ْعت َِمدا َع َلى ُر ْك َب َت ْي ِ بِ َيدَ ْي ِ »‪.‬‬

‫قوله‪ :‬معتمدا على ركبتيه بيديه بمعنى أبه يقوم على صدور قدميه وأن يعتملد بيديله جلاع لهملا عللى‬
‫ركبتيه‪ ،‬فإاا قام يًعلها على ركبتيه أو على ساقيه‪ ،‬فيكون اعتملاده عليهملا ل عللى األرض‪ ،‬وهلذا عكلس‬
‫ما جاء يف الهوي كما يف حديث وائ المتقدم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ََ َّق َ بِ ْاْلَ ْر ِ‬


‫ض»‪.‬‬

‫أي فإن ش عليه لتعبه وبحو الك ثقله فإبه يعتمد على األرض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْأتِ بِ ِم ْث ِل َها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يأا بمث الركعة األولى‪ ،‬فتكون الركعة الثابية كالركعة األولى تماما‪ ،‬إل فيما استثنر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ْي َر َالنِ َّي ِة»‪.‬‬

‫قوله‪ :‬غير النية‪ ،‬النية موجود إما حقيقلة أو استصلحابا؛ لكلن قصلد المصلنف غيلر تًديلد النيلة‪ ،‬فهنلا‬
‫حذف الملاف وأبقى ال ملاف إليه لدللته يف اهن الفقيه‪ ،‬وإل فلإن النيلة موجلود ‪ ،‬وهلر لزملة‪ ،‬بل إن‬
‫‪158‬‬

‫قطعها مبط للص ‪ ،‬إان قوله غير النية أي غير تًديد النية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وال َّت ْحرِ ْي َم ِة»‪.‬‬

‫والتحريمة ليست ركنا وإبما يًع تكبير البتقال وتكون قب استتمامه قائما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِاَّل ْستِ ْقتَاحِ »‪.‬‬

‫بعم والستفتاال والتعوا ل يؤتى ما يف الركعة الثابية إن كان قد تعوا يف الركعة األولى‪.‬‬

‫َان َت َع َّا َذ‪ُ ،‬ث َّم َي ُْ ِل ُس ُم ْق َترَِا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال َّت َع ُّا ِذ إِ ْن ك َ‬

‫ثنائيلة أو ث ثيلة أو رباعيلة؛ ألن الفقهلاء‬ ‫ثم يًللس بعلد الركعلة الثابيلة مفةشلا‪ ،‬هلذا إاا كنلت الصل‬
‫يقولون إن الذي جاء يف حديث أبر سعيد الساعدي‪ :‬أبه ♥ تورك يف تحهده األخير‪ ،‬فقهاهبلا‬
‫يقولون‪ :‬إن معنى التحهد األخير ل يسمى الحرء أخيرا إل إاا سبقه شرء من جنسه‪ ،‬ف يكون التلورك إل‬
‫يف الث ثة والثنائية؛ ألبه سلبقه تحلهد ملن جنسله‪ ،‬ولليس الملراد بلاألخير أخيلر الصل ‪ ،‬وإبملا األخيلر ملن‬
‫جنسه؛ ولذلك فإبه يفةش يف الثنائية ويفةش يف التحهد األول من الث ثة والرباعية‪ ،‬وهذا اللذي دل عليله‬
‫حديث عائحة‪.‬‬

‫خن َْصرِ َوا ْلبِن َْصرِ ِم ْن ُي ْمنَا ُه»‪.‬‬


‫خ َذي ِ و َقب ُ َا ْل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َو ْض ُع َيدَ ْي َع َلى َ ْ َ ْ‬

‫قال‪ :‬السنة أبه يًع اليلدين عللى الفخلذين يف آخلر الفخلذين‪ ،‬ويف التحلهد خاصلة دون الًلسلة بلين‬
‫السًدتين‪ ،‬الًلسة بين السًدتين يًعل يديله جميعلا عللى فخذيله ملن غيلر قلبه‪ ،‬وإبملا يللم اليلدين‬
‫ويًعلهما على فخذيه‪.‬‬

‫وأما يف التحهد األول أو الثلاين فاليلد اليسلرى كحالهلا يف الًلسلة بلين السلًدتين مللمومة األصلابع‬
‫لام ملع الوسلطى‪،‬‬ ‫على الفخذ‪ ،‬وأملا اليلد اليمنلى فالسلنة لله أن يقلبه الخنصلر والبنصلر‪ ،‬وأن يحلل ا‬
‫يحلقها هكذا على شك حلقة‪ ،‬ثم يحير إشار بالسبابة‪ ،‬ثم إاا جاء اكر دعى به يحركها عنلد اللدعاء‪ ،‬كملا‬
‫جاء يف حديث عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وعبد اهلل بن اللبير ‪.‬‬

‫ويكون التحريك عند الدعاء‪ ،‬والدعاء ما هو؟ ك ما كلان فيله بللع‪ ،‬وكل ملا كلان شلهاد ؛ ألن لفلظ‬
‫أشللهد أن ل إللله إل اهلل وأشللهد أن محمللدا رسللول اهلل هللو دعللاء؛ ألن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬هيــر مــا‬
‫‪٦‬‬
‫‪159‬‬

‫دعات أنا والنبيان قبل يف يام عر ة‪ ،‬قال‪َّ :‬ل إل إَّل اهَّلل وحده َّل َريب لـ »‪ ،‬فسلمى النبلر ‪‬‬
‫الحهاد دعاء‪.‬‬

‫ولعموم حديث‪« :‬من َغل ذكري عن مسائلت أعطيت أ ضٍ ما أعط السائلين» حديث أبر سعيد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْح ِل ُيق إِ ْب َه ِام ِه َما َم َع َا ْل ُا ْس َطى»‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬فيًعلها على هذه الهيمة‪ ،‬فإاا جاء اكر حركها تحريكا يسيرا‪.‬‬

‫ان ِعنْدَ ِذ ْكرِ َاهَّلل ِ ُم ْط َلها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ََار ُت بِسبابتِها ِ ت ََيه ٍد ودع ٍ‬
‫ُّ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ َ‬

‫عند اكر اهلل مطلقا‪ ،‬الذي هو الدعاء كما سب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْس ُط َا ْل ُي ْس َرى»‪.‬‬

‫وبسط اليسرى يف التحهد ويف الًلسة بين السًدتين‪.‬‬


‫ِ‬ ‫لس َـال ُم َع َل ْي َ َ‬ ‫ات و َال َّط ِي َب ُ‬ ‫الصـ َل َا ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َيت ََي َّهدُ َ َي ُه ُ‬
‫ـب أ ُّي َهـا َالنَّبـ ُّ‬ ‫ـات‪َ ،‬ا َّ‬ ‫ـال‪َ :‬التَّح َّيـات ُ ل َّلـ ‪َ ،‬و َّ‬
‫ين‪َ ،‬أ َْ َـهدُ َأ ْن ََّل إِ َلـ َ إِ ََّّل َاهَّللُ‪َ ،‬و َأ َْ َـهدُ َأ َّن ُم َح َّمـدا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لصـالح َ‬ ‫لس َـال ُم َع َل ْينَـا َو َع َلـى ع َبـاد َاهَّلل َا َّ‬
‫َو َر ْح َم ُة َاهَّلل َو َب َركَا ُت ُ ‪َ ،‬ا َّ‬
‫َع ْبدُ ُه َو َر ُسا ُل ُ»‪.‬‬

‫هذا هو التحيات وهو واجع ا تيان به يف التحهد بلين الثابيلة والثالثلة وهلو ركلن يف الًللوس يف آخلر‬
‫الص ‪ ،‬وهذه التحيلات الصليغة التلر أوردهلا المصلنف هلر التلر ثبتلت يف الصلحيحين ملن حلديث ابلن‬
‫مسعود ‪ ،‬وقد اكر العلماء أ لا أفلل الصليغ‪ ،‬وكل ملا ورد علن النبلر ‪ ‬ملن الصليغ ملن‬
‫حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث كعع ومن حديث غيرهم كلها جائل ‪.‬‬

‫‪ ‬ل ن يهمنا هنا مسألة‪ :‬ما الااجب من التحيات؟‬

‫الفقهاء يقولون‪ :‬إن الواجع يف التحيات خمس كلمات فقط؛ ألن جميع الصيغ التر جاءت عن النبلر‬
‫‪ ‬اتفقت يف هذه الصيغ الخمس‪ ،‬يعنر خمس جم هر الواجبلة‪ ،‬وملا زاد علن هلذه الخملس‬
‫الًم فإبه يستحع ا تيان ا‪.‬‬

‫‪ ‬هذه اجلمل اخلمس‪:‬‬


‫‪ ‬الُملة اْلولى‪ :‬هر لفظ التحيات هلل‪.‬‬
‫‪160‬‬

‫‪ ‬الُملة الثانية‪ :‬الس م عليك أيها النبر؛ ألن الصحابة قالوا قلد عرفنلا كيلف بسللم عليلك‪ ،‬فكيلف‬
‫بصلر عليك‪ ،‬إان فيًع أن تسلم على النبر ‪ ‬يف الص ‪.‬‬

‫أيللا ل ُبلد أن تسللم عللى‬


‫‪ ‬الُملة الثالثة‪ :‬هر أن تقول‪ :‬الس م علينا وعللى عبلاد اهلل الصلالحين‪ً ،‬‬
‫عباد اهلل الصالحين‪.‬‬

‫‪ ‬الُملة الرابعة‪ :‬أن تقول أشهد أن ل إله إل اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬الُملة الخامسة‪ :‬أن تقول أشهد أن محمدا عبده ورسوله‪.‬‬

‫هذه هر الًم الخمس‪ ،‬فلو أتيت يف الخامسة فقلت‪ :‬أشهد أن محملدا رسلوله كفلى‪ ،‬وأشلهد ل إلله‬
‫إل اهلل أقلها هذه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلولى‪ :‬التحيات هلل‪ ،‬الصللوات والطيبلات‪ ،‬هلذه مسلتحبة وليسلت بواجبلة‪ ،‬إان الواجلع خملس‬
‫كلمللات‪ ،‬ومللا زاد عنهللا مسللتحع‪ ،‬والممنللوأ أن تلفل بللين األدعيللة‪ ،‬فل تقللول‪ :‬التحيللات هلل والصلللوات‬
‫والطيبات المباركات اللكيلات؛ ألبله للم تًتملع اللكيلات والمباركلات يف حلديث واحلد؛ ألن التلفيل يف‬
‫األدعية غير محروأ‪ ،‬الدلي على أن التلفيل يف األدعيلة غيلر محلروأ‪ ،‬حلديث اللااء يف الصلحي أبله لملا‬
‫علمه النبر ‪ ‬الدعاء الذي يقوله قب بومه‪ ،‬وفيه‪« :‬آمنت بنبيب الـذي أرسـلت»‪ ،‬فقلال اللااء‪:‬‬
‫آمنت برسولك الذي أرسلت‪ ،‬قلال النبلر ‪َّ« :‬ل لـيس ه ـذا‪ ،‬وإنمـا قـٍ‪ :‬آمنـت بنبيـب الـذي‬
‫أرسلت»‪.‬‬

‫فاألدعية األص فيها التوقيف‪ ،‬وبناء على الك فكما قلنلا أبله ل يًلوز التلفيل بلين األدعيلة التحيلات‬
‫وهر وارد عن النبر ‪ ‬فمن باب أولى ل يًوز اللياد عليها يف األلفاظ‪ ،‬وإن كان يًوز اكلر‬
‫هذا اللفظ يف الخارج‪.‬‬

‫مثال الك وهلو خطلأ يقلع ملن بعللنا‪ :‬محملد ‪ ‬هلو سليدبا وسليد آبائنلا‪ ،‬وأمهاتنلا‪،‬‬
‫وخير من وبئ الثرى‪ ،‬ل يقاربه أحد ‪ ،‬هو سيدبا ول شلك‪ ،‬ويف كل حلال بقلول إبله سليدبا‪،‬‬
‫وعندما قال له الصحابر‪ :‬أبت سليدبا وابلن سليدبا‪ ،‬قلال ‪« :‬إنمـا السـيد اهَّلل»‪ ،‬قلال أهل‬
‫العلم إبما كان مح الك تواضعا منه ♥‪.‬‬

‫لللليس يلللا علللن تسلللييده ‪ ،‬فهلللو سللليدبا ول شلللك‪ ،‬كملللا يف صلللحي مسللللم أن النبلللر‬
‫‪٦‬‬
‫‪161‬‬

‫‪ ‬قال‪« :‬أنا سـيد ولـد آدم وَّل خـر»‪ ،‬إان هلو سليدبا ول شلك فصللى اهلل وسللم عللى سليدبا‬
‫محمد‪.‬‬

‫لكن يف األدعية التر ورد فيها التوقيف كاألاان والتحيات اتباعلا لسلنته ‪ ‬ل بسليده‪،‬‬
‫إاا كنا بقول ل بأا باأللفاظ المًموعة وهو قد قالها يف أكثر من حديث‪ ،‬فكذلك ل بليد ألفانلا للم يقلهلا‬
‫♥‪.‬‬
‫ب ورب ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َّية ٍ ُم َ ِبرا»‪.‬‬ ‫َم ْغرِ ٍ َ ُ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َين َْه ُ‬

‫مكاا‪ ،‬وه يرفع يديه؟ اكرت لكم الك م فيها قب قلي ‪.‬‬

‫ب ِس ًّرا ُم ْهت َِصرا َع َلى َا ْل َقاتِ َح ِة»‪.‬‬


‫اق ك ََذلِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويص ِل َا ْلب ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َ‬

‫مقتصرا على الفاتحة‪ ،‬وأما اللياد عليها فإ ا ليست مسنوبة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُْ ِل ُس ُمت ََا ِركا َ َي ْأتِ بِالت ََّي ُّه ِد َا ْْلَ َّو ِل»‪.‬‬

‫ثم يًلس متوركا‪ ،‬معنى كوبه جالسا متوركا كما يف حديث أبر أسيد الساعدي أي أبه يًللس جلاع‬
‫إليته على األرض ويخرج قدمه من شقه األيمن‪ ،‬إما أن يًع قدمه بين سلاقه وبلين األرض‪ ،‬أو أن يًعل‬
‫قدمه بين ساقه وبين فخذه‪ ،‬كله يسمى توركا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْأتِ بِالت ََّي ُّه ِد َا ْْلَ َّو ِل»‪.‬‬

‫يأا بالتحهد األول وجوبا وهو ركن وتقدمت صيغته‪.‬‬

‫يم إِن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد‪ ،‬ك ََما َص َّل ْي َ‬
‫ال‪َ :‬ال َّل ُهم َص ٍِ َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫َّـب‬ ‫ت َع َلى آل إِ ْب َراه َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُه ُ‬
‫ُيد»‪.‬‬ ‫َّب َح ِميد َم ِ‬ ‫يم إِن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد ك ََما َب َارك َ‬
‫ْت َع َلى آل إِ ْب َراه َ‬
‫ار ْك َع َلى م َحم ٍد َو َع َلى ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َح ِميد َم ِ‬
‫ُيد‪َ ،‬و َب ِ‬

‫يًللع ا تيللان للا‪ ،‬وعنللدي يف الصل‬ ‫ا براهيميللة‪ ،‬وهللر ركللن يف الصل‬ ‫هللذه التللر تسللمى الصل‬
‫ا براهيمية ث ث مسائ ‪:‬‬

‫بلدو ا‪ ،‬بقلول‬ ‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬ما هو حد ا جلاء فيها‪ ،‬أي أق ما يسمى ص ‪ ،‬ف تص الص‬
‫أن تقول‪ :‬اللهم ص على ببينا‪ ،‬أو اللهم صل عللى محملد‪ ،‬فلإاا‬ ‫وهر ركن يف الص‬ ‫أق ما يسمى ص‬
‫قلت هذه الكلمة أجلأتك‪ ،‬هذا هو حد ا جلاء‪.‬‬
‫‪162‬‬

‫وردت عن النبر ‪ ‬يف حديث كعلع أو يف حلديث‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أبنا بقول ك ص‬
‫غيره من الصحابة كلها جائل ‪ ،‬ك الصيغ جائل ؛ لكن أفل صيغة هر أصلحها إسلنادا‪ ،‬وأصلحها إسلنادا‬
‫ما سب اكره قب قليل يف كل م المصلنف‪ ،‬وهلو أن تقلول ابتبله معلر‪ :‬اللهلم صل عللى محملد وعللى آل‬
‫محمد‪ ،‬كما صليت على آل إبراهيم‪ ،‬هذا أص إسنادا عن النبلر ‪ ‬وهلر التلر يف الصلحيحين‬
‫من حديث كعع واختارها أحمد أن تقول‪ :‬كما صليت عللى آل إبلراهيم إبلك حميلد مًيلد‪ ،‬وبلارك عللى‬
‫محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إبك حميد مًيد‪.‬‬

‫إاا وردت بلأكثر ملن‬ ‫القاعد عند فقهائنا وكثير ملن فقهلاء الحلديث‪ :‬أن هلذه األدعيلة التلر يف الصل‬
‫صيغة فإبما بختار أصحها إسنادا‪ ،‬قلنلا يف تسلبيحة الركلوأ أصل التسلبي أن تقلول سلبحان ربلر العظليم‪،‬‬
‫وقلنا يف تسبي السًود أصحها إسنادا أن تقول‪ :‬سبحان ربر األعلى‪.‬‬

‫وقلنا‪ :‬يف التسميع أبه قد ورد عن النبر ‪ ‬أربع صيغ‪ ،‬أصحها أن تقول‪ :‬ربنا ولك الحملد‪،‬‬
‫بدون اللهم‪ ،‬وبإضافة الواو‪.‬‬

‫ا براهيمية أصحها إسنادا ما اكرت لكم وأورده المصنف‪.‬‬ ‫وكذلك هنا يف الص‬

‫ـن ِ ْتن َِـة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫اب َا ْل َه ْبـرِ‪َ ،‬وم ْ‬
‫ـن َع َـذ ِ‬
‫اب َج َهـن ََّم‪َ ،‬وم ْ‬ ‫ال‪َ :‬أ ُعـا ُذ بِـ َاهَّلل م ْ‬
‫ـن َع َـذ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َأ ْن َي َت َع َّا َذ َ َي ُه َ‬
‫ب ِم ْن َا ْل َم ْأ َث ِم َوا ْل َمغ َْر ِم»‪.‬‬ ‫ات َو ِم ْن ِ ْتن َِة َا ْلم ِسيحِ َالدَّ َّج ِ‬
‫ال‪َ ،‬ال َّل ُه َّم إين َأ ُعا ُذ بِ َ‬ ‫َ‬
‫َا ْلمحيا وا ْلمم ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ‬

‫هذا جاء يف حديث عائحة ‪ ‬وتقدم‪ ،‬يف الصحي ‪ ،‬بب ًعا هذا متأكد وخاصلة اللدعاء األول؛ للذلك يف‬
‫مسلم أن باووس بن كيسان بق عنه ابنه أبه كان يأمر أبناءه أن يقولوا ذا الدعاء‪ ،‬وهو التعلوا ملن علذاب‬
‫جهنم ومن عذاب القا ومن فتنة المحيا والمميات ومن فتنة المسي الدجال‪ ،‬فإاا ترك أبناهه هلذا اللدعاء‬
‫من شد تأكيده ‪ ‬ورحمه‪.‬‬ ‫أمرهم بإعاد الص‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َتب ُط ٍُ بِدُ ع ٍ‬
‫ان بِ َأ ْمرِ َالدُّ ْن َيا»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫ل يلدعى فيهلا إل بملا ورد يف كتلاب اهلل ويف سلنة النبلر‬ ‫الفقهاء يقولون‪ :‬إن الواجع أن تكلون الصل‬
‫‪ ،‬أو بًوامع الكلم‪ ،‬فإبه ل يصل فيها شرء من ك م اآلدميين‪ ،‬كما جلاء يف حلديث معاويلة‬
‫بن الحكم ‪.‬‬

‫الواجللع أل تللدعو فيهللا إل بًوامللع الكلللم؛ ولللذلك ينهللون عللن أن تللدعو يف‬ ‫فالمقصللود أن الص ل‬
‫‪٦‬‬
‫‪163‬‬

‫ص تك ببعه األدعية‪ ،‬كأن تقول اللهم ارزقنر دابة هم جة وزوجة حسناء‪ ،‬وإبملا ادأ بًواملع الكللم‪،‬‬
‫اللهم اكتع لر الخير يف أمري‪ ،‬اللهم اقه لر القلاء الحسن‪ ،‬ربنا آتنا يف الدبيا حسنة ويف اآلخلر حسلنة‬
‫وقنا عذاب النار‪.‬‬

‫وقد اكر يعقوب بن سفيان يف المعرفة والتاريخ‪ :‬أن أيوب السختياين شيخ ا مام مالك صللى بالنلاس‬
‫الةاوي يف مسًد النبر ‪ ‬فكان يقنت لهم بالدعاء الذي من القرآن فقط ول يليلد عليله‪ ،‬إان‬
‫فأفل الدعاء وأجمله وأكمله وأتمه وأحراه با جابة أن يدعو المرء يف ص ته بًوامع الكلم‪.‬‬

‫لس َال ُم َع َل ْي ُْم َو َر ْح َم ُة َاهَّللِ‪ُ ،‬م َرتَّبا ُم َع َّر ا ُو ُجابا»‪.‬‬ ‫ال عن ي ِمين ِ ِ ُثم ِعن يس ِ ِ‬
‫اره‪َ :‬ا َّ‬ ‫َّ ْ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُه ُ َ ْ َ‬
‫قال‪ :‬ثم يسلم بأن يقول عن يمينه ثم عن يساره‪ ،‬ومعنى قوله أن يقول عن يمينله أي أن يبتلد بلالتكبير‬
‫يف البتقال من قب وجهه إلى يمينه‪ ،‬وهكذا يف اليسار‪ ،‬فيكون التكبير يف البتقال بين المحلين‪.‬‬

‫أيلا أن يكون التفاته يف التسليمة اليسلرى‬


‫والسنة يف التسليم أن يلتفت بوجهه‪ ،‬هذه هر السنة‪ ،‬والسنة ً‬
‫أشللد مللن التفاتلله يف التسللليمة اليمنللى‪ ،‬لمللا جللاء عنللد ابللن ماجللة ويف إسللناده مقللال مرفللوأ إلللى النبللر‬
‫‪ ،‬ورج ل البخللاري كمللا بقللله عنلله الةمللذي يف العل ل الكبيللر وقفلله علللى عمللار‪ ،‬أن النبللر‬
‫‪ ‬كان إاا التفت يف تسليمه التفت حتى بان بياض خده األيمن‪ ،‬وإاا التفت إلى اليسلار التفلت‬
‫حتى بان خده األيسر واأليمن‪ ،‬من شد التفاته ♥‪.‬‬

‫هذا إن ص رفعه‪ ،‬وأملا إن كلان موقوفلا عللى عملار فلله حكلم الرفلع‪ ،‬فلإن عملارا مبالغتله يف التسلليم‬
‫غالبا يكون عن بق ‪.‬‬

‫قال‪ :‬مرتبا معرفا يعنر يلأا بلاأليمن ثلم األيسلر ل يسللم اليسلرى قبل اليملين‪ ،‬معرفلا يًلع أن يقلول‬
‫الس م عليكم‪ ،‬ول يقول س م عليكم‪ ،‬وجوبا يف ك ما سب ‪ ،‬أي أن الس م واجلع والةتيلع والتعريلف‬
‫واجبان‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬واِ ْم َر َأة ك ََر ُج ٍٍ»‪.‬‬

‫يف ك ما سب إل فيما استثنر‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪164‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِ ْن ت َُْ َم ُع َن ْق َس َها‪َ ،‬وت ُُْ ِل ُس ُمت ََر ِب َعة‪َ ،‬أ ْو ُم ْس ِد َلة ِر ْج َل ْي َها َع ْن َي ِمين ِ َها َو ُه َا َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬

‫الرج يف غير العور يف حكمين‪:‬‬ ‫قال‪ :‬المرأ تخالف ص‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أ ا تًمع بفسها ول تًايف بين علديها وبين جنبها‪ ،‬هذا الحكم األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أ ا يف جلستها ل تًلس مفةشة ألن جلسة الفةاش يكون فيها الظهر منتصبا وإبملا‬
‫تًلس ساد لة لقدميها أو مةبعة لكن السدل أفل ‪ ،‬بأن تًع قدميها عن يمينهلا؛ ألن الملرأ إاا جلسلت‬
‫سادلة أو مةبعة فإ ا حينمذ ل يكون فيه ابتصاب للظهر‪ ،‬فيكون أحرى يف كمال السة‪.‬‬

‫والدلي على الةبع أن عائحلة أم الملؤمنين ‪ ‬كابلت تصللر مةبعلة‪ ،‬وعائحلة ملن هلر؟ فقلد كابلت‬
‫تصلر بمحللر النبلر ‪ ،‬وملا أنلن يعنلر أن النبلر ‪ ‬رأى أحلد ملن النسلاء‬
‫تصلر كرهيته للوجاته وخاصة عائحة ‪ ‬فدل على أن هذا بإقرار النبر ‪ ‬وفعله‪ ،‬فلدل عللى‬
‫أن المرأ يًوز لها أن تصلر مةبعة ومسدلة لكن السدل أفل من أن تصلر مفةشة‪.‬‬

‫اج ٍة»‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه َيها ا ْلت َقات َون َْح ُا ُه بِ َال َح َ‬

‫بوعان‪:‬‬ ‫قال‪ :‬وكره اللتفات يف الص ‪ ،‬اللتفات يف الص‬

‫التفات مبط للص ‪ ،‬وهو اللتفات بالًذأ‪ ،‬فإاا التفت المرء بًذعه حتى أصب جذعه لغير القبللة‬
‫بطلت ص ته‪.‬‬

‫النوأ الثاين من اللتفات‪ :‬اللتفلات بلالنظر أو بالوجله‪ ،‬فهلذان ل يلبط ن الصل ‪ ،‬واللدلي عليله‪ ،‬أن‬
‫قلال‪« :‬ذاك اهـتالس يختلسـ اليـيطان مـن صـالة‬ ‫النبر ‪ ‬لما سلم علن اللتفلات يف الصل‬
‫أجر الص ‪ ،‬فهو مكروه‪.‬‬ ‫أحدكم»‪ ،‬لم يق إبه مبط ‪ ،‬فدل على أبه ينق‬

‫وأشد صور اللتفات كراهة أن تلتفت قب السماء‪ ،‬أن ترفع بظرك إلى السماء‪ ،‬وهو أشد‪ ،‬ب قد يص‬
‫الكراهة فيه إلى كراهة التحريم؛ ألن النبر ‪ ‬بين أبله يوشلك لملن رفلع بصلره إللى السلماء أن‬
‫يخطف بصره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْق َعان»‪.‬‬

‫ا قعاء هو أن يقعر كما أقعى الكلع‪ ،‬كما جاء النهر عن من حديث أبر هرير ‪ ‬يف المسند وغيلره‬
‫‪٦‬‬
‫‪165‬‬

‫أن النبر ‪ ‬ى عن إقعاء كإقعاء الكلع‪.‬‬

‫‪ ‬ومعنى إقعاء الكلب صورتان‪:‬‬


‫كلهلا الصلور األوللى‪ ،‬وهلو أن ينصلع قدميله ثلم يًللس‬ ‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬وهر منهية يف الصل‬
‫كلهلا‪ ،‬يف التحلهد ويف‬ ‫بينهما‪ ،‬فتكون إليتاه بين قدميه المنصوبتين كحال الكلع هذه منهر عنهلا يف الصل‬
‫الًلسة بين السًدتين‪ ،‬هذه الصور األوللى ملن ا قعلاء‪ ،‬واضلحة ينصلع قدميله ويًللس عللى األرض‬
‫كلها‪.‬‬ ‫فيًع إليتيه على األرض‪ ،‬هذا منهر عنها يف الص‬

‫‪ ‬الصارة الثانية من اْلقعان‪ :‬أن ينصع قدميه ويًلس عللى العقبلين‪ ،‬إان إقعلاء محلله يف الًللوس‬
‫فقط‪ ،‬فيًلس على العقبين‪ ،‬هذه منهر عنها يف التحهد األول واألخير‪ ،‬وتًوز يف الًلسلة بلين السلًدتين‬
‫لما ثبت يف صحي مسلم من حديث ابن عبلاس‪ ،‬كلذا قلرره فقهاهبلا جمعلا بلين األدللة‪ ،‬واكلره يف المبلدأ‬
‫وغيره‪.‬‬

‫كلها‪ ،‬وصور إبملا ينهلى يف التحلهد دون الًلسلة‬ ‫إان ا قعاء له صورتان‪ :‬صور منهر عنها يف الص‬
‫بين السًدتين‪.‬‬
‫اش ِذ َرا َع ْي ِ َس ِ‬
‫اجدا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْ تِ َر ُ‬

‫لما جلاء علن النبلر ‪ ‬ملن النهلر علن افلةاش كلافةاش السلبع‪ ،‬فل يًعل اراعيله عللى‬
‫األرض ف يًع ساعديه حال السًود‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َبث»‪.‬‬

‫أي وعبث يف ص ته بكثر حركة‪ ،‬بب ًعا غير المبطلة؛ ألن الحركة الكثير مبطلة للص ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَخَ ُّصر»‪.‬‬

‫التخصر هو وضع اليد على الخاصر ‪ ،‬فإبه حينمذ يكون منهيا عنه وهو مكروه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َ ْر َق َع ُة َأ َصابِ َع َوت َْيبِي َُها»‪.‬‬

‫مكروهة وقد روي فيه حديث عند ابن ماجة من بري الحارث األعور علن‬ ‫فرقعة األصابع يف الص‬
‫علر ‪ ‬أبه قال‪ :‬ل تفرقع أصابعك وأبت يف ص ‪ ،‬أو بحوا مما قال ‪.‬‬
‫‪166‬‬

‫فالفرقعة منهر عنها‪ ،‬والتحبيك منهلر عنله‪ ،‬التحلبيك بمعنلى إدخلال األصلابع لذه الهيملة‪ ،‬واعللم أن‬
‫لثبوته من حديث أبر سعيد وغيره‪ ،‬النهر عن التحلبيك‬ ‫التحبيك له أربع درجات‪ ،‬أشدها كراهة يف الص‬
‫يف أثناء الص ‪.‬‬

‫فيكره كذلك ولكنه أخف كراهة‪ ،‬لكنله مكلروه‬ ‫ثم يليه يف الكراهة لمن كان يف المسًد منتظرا الص‬
‫أن تحبك بين أصابعك كحالنا اآلن بنتظر الص ‪.‬‬

‫ببعا قلنا أن الكراهة ترتفع عند مااا؟ عند الحاجة‪ ،‬من الحاجة اكرت لكم باألمس مااا؟ التعليم‪ ،‬أبلا‬
‫أشبك هنا تعليما لكر ل تقول أبك فعلت المكروه‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬التحبيك يف ابتظار الص ‪ ،‬مكروه لكنه أخف كراهة من األول‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬عند خروجه من البيت متًها للمسًد ف يحبك‪.‬‬

‫ويف ك جاء بق ‪ ،‬إان هذه هر ث ث حالت يكره فيها التحبيك‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الرابعة‪ :‬بعلد السل م‪ ،‬فقهاهبلا قلالوا ‪ ..‬بعله الفقهلاء قلال إبله يكلره تحلبيك األصلابع بعلد‬
‫ما ابتظرت الصل ‪ ،‬وملا دملت يف مصل ك فأبلت يف صل ‪ ،‬فهلر داخللة يف عملوم‬ ‫الس م؛ ألبك يف ص‬
‫النهر عن التحبيك يف الص ‪.‬‬

‫لكللن اكللر يف الكحللاف بق ل عللن الرعايللة أن الصللواب أن بقللول إبلله يف الموضللع الللذي فعللله النبللر‬
‫‪ ‬يًوز أن الموضلع اللذي فعلله النبلر ‪ ‬فيله التحلبيك فإبله يًلوز؛ وللذلك فلإن‬
‫النبر ‪ ‬كما ثبت يف الصحيحين من حديث أبر هرير لما ابفتل ملن صل ته كهيملة المغللع‬
‫شبك بين أصابعه‪ ،‬فدل الك على أن التحبيك بعد الس م يًوز لكنه خ ف األولى‪.‬‬

‫إان هذا خ ف األولى؛ لكن الصور الث ثة مااا؟ مكروه‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن ح ِ‬
‫اقنا َون َْح َا ُه»‪.‬‬ ‫َ ْ ُ َ‬

‫قال‪ :‬وكوبه حاقنا وبحوه‪ ،‬عندبا الحاقن وبحو الحاقن‪ ،‬ابظروا معلر‪ ،‬قلالوا‪ :‬الحلاقن هلو اللذي يكلون‬
‫آخلر اسلمه الحاقلع‪ ،‬قلالوا والحاقلع هلو اللذي‬ ‫محبوس البول‪ ،‬أي يريد أن يقللر بولله‪ ،‬هنلاك شلخ‬
‫يكون محبوس الغائط‪ ،‬يعنر يريد أن يقلر حاجته من الغائط‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪167‬‬

‫وعندهم ثالث يسموبه يمسوبه الحاقم‪ ،‬وهو الذي يكون محبلوس البلول والغلائط‪ ،‬أو حابسلا لغائطله‬
‫وبوله معا‪.‬‬

‫إان عندبا حاقن وحاقلع وحلاقم‪ ،‬وهنلاك غيرهلا‪ ،‬بعللهم يقلول حلازق والحلازق هلو اللذي يحلبس‬
‫الري ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَائِها لِ َط َعا ٍم َون َْح ِا ِه»‪.‬‬

‫وعنلده الطعلام قلد‬ ‫لحديث ابن عمر ‪ ‬وألن ابن عمر يعنر من باب التطبي أبه كان تحلره الصل‬
‫بحلر الطعام الذي يحلتهيه‬ ‫حلره فيبدأ ا مام بالقراء وهو لم يقم من بعامه‪ ،‬فهنا ينحغ ألبه ل ص‬
‫ليس مطل ًقا الطعام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا نَا َب ُ ََ ْ ن َس َّب َح َر ُجٍ»‪.‬‬

‫إاا بابه شرء يف ص ته‪ ،‬إملا لتنبيله ا ملام أو لتنبيله غيلر ا ملام‪ ،‬فإبله ُيسلب لملا ثبلت يف الصلحي ملن‬
‫حديث أبر هرير قال‪« :‬التسبيح للرجال‪ ،‬والتصقيق للنسان»‪.‬‬

‫ت اِ ْم َر َأة بِ َب ْط ِن َك ِق َها َع َلى َظ ْهرِ َا ْْلُ ْه َرى»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص َّق َه ْ‬

‫المرأ إاا أرادت أن تنبه غيرها فإ لا تصلف بلبطن كفهلا عللى نهلر األخلرى‪ ،‬هكلذا ول تصلف بلبطن‬

‫علللى الللبطن؛ ألن تصللفي الللبطن علللى الللبطن هللذه صللفة مذمومللة‪ { ،‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫لها صفتان يف التصلفي ‪ :‬إملا تصلف عللى اللبطن عللى‬ ‫ﭮ ﭯﭰ} [األبفال‪]35 :‬؛ لكن يف الص‬
‫الظاهر أو بالبطن على الفخذ على هذه الهيمة‪.‬‬

‫وقد كان النبر ‪ ‬كما عنلد البخلاري يف األدب المفلرد إاا حلبله أملر ضلرب عللى فخلذه‪،‬‬
‫فدل على أن هذا التصفي بالللرب عللى الفخلذ‪ ،‬أو عللى نهلر اليلد لليس داخل يف الصلفة المذموملة يف‬
‫التصفي ‪ ،‬والتصفي عمو ًما هو مكروه‪ ،‬ليس محر ًما‪.‬‬

‫ار ِه‪َ ،‬و ُي ْ َر ُه َأ َم َام ُ َو َي ِمينَ ُ»‪.‬‬


‫ُ ٍد َع ْن َي َس ِ‬
‫اح ِ َب ْيرِ َم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫يٍ ُب َصاقا َون َْح َا ُه بِ َث ْابِ َو ُي َب ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ِز ُ‬

‫البصاق له حالتان‪ :‬إما أن يكون المرء يف المسًد‪ ،‬وإما أن يكون يف غير المسًد‪.‬‬

‫فإن كان المرء يف المسًد‪ ،‬فإبه يًعله يف ثوبه‪ ،‬يعنر يأا بثوبه ويًعله فيه‪ ،‬فيًع بصاقه فيله هكلذا‪،‬‬
‫‪168‬‬

‫أو يف مندي ويًعله يف جيبه‪ ،‬وهذا يدلنا على أن البصاق‪ ،‬والنخامة‪ ،‬والنخاعة‪ ،‬كلها باهر ؛ أل لا تًعل‬
‫يف ثوب‪ ،‬وتًع يف ثوب المصلر‪.‬‬

‫وأما إاا كابت البصاقة حلرت المرء بصاقة وهو يف غير المسًد‪ ،‬فإن السنة أن يًعلها عن يسلاره أو‬
‫تحت قدمه‪ ،‬وأن ل يبصل علن يمينله‪ ،‬ول يبصل قبل وجهله‪ ،‬لملا ثبلت يف الصلحي أعنلر البخلاري ملن‬
‫حللديث أبللس ‪ ‬أن النبللر ‪ ‬للى أن يتللنخم المللرء قِبل وجهلله ول عللن يمينلله‪ ،‬وإبمللا يًعل‬
‫بخامته تحت قدمه أو عن يساره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ُج ْم َل ُة َأ ْركَانِ َها َأ ْر َب َع َة َع َي َر»‪.‬‬

‫وهلذه األركلان إبملا اسلتخرجها الفقهلاء بنلا ًء عللى النصلوص‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن أركلان الصل‬
‫الحرعية؛ ألن الفقهاء عندهم قواعد ليفرقوا فيها بين الركن والواجع‪ ،‬وقلد اكلر بعله هلذه القواعلد ابلن‬
‫النًار يف شرال الكوكع‪ ،‬فمن القواعد التر تدل على أن هذا الفعل ركلن يف الحلرء ولليس واج ًبلا فيله إاا‬
‫ُعا عن الفع باسم كله‪ ،‬أو ُعا عن الك ببعلله‪ ،‬فإبله يف هلذه الحاللة فلإن هلذا الحلرء ُيعتلا ركلن‪ ،‬فلاهلل‬
‫سًودا وسماها ركوعا‪ ،‬إان السًود والركوأ يعتلاان أركابلا فيله‪ ،‬وكلذلك الفاتحلة‬ ‫‪ ‬سمى الص‬
‫فدل على أ ا ركن‪ ،‬إان تسميت البعه باسم الك ‪ ،‬أو تسلميت الكل باسلم اللبعه‪ ،‬يلدل‬ ‫سميت ص‬
‫على أن هذا البعه ركنلا‪ ،‬أو علقلت الصلحة عليله‪َّ« ،‬ل صـالة لمـن َّل يهـرأ بقاتحـة ال تـاب»‪ ،‬فيلدل عللى‬
‫‪.‬‬ ‫ركنيتيها‪ ،‬إاا استنباط األركان إبما مبناه على الن‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ِه َيا ُم»‪.‬‬

‫قال‪ :‬القيام‪ :‬أي القيام يف الصل ‪ ،‬وهلذا ركلن كملا قلال اهلل ‪ { ‬ﭖ ﭗ ﭘ} [البقلر ‪]238 :‬‬
‫«صٍ قائما» حديث عمران يف الصحي « ِن لم تستطع هاعـدا» فكوبله علقهلا عللى السلتطاعة دل عللى‬
‫الوجوب مطل ًقا وهو الركنيين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وال َّت ْحرِ ْي َم ُة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬والتحريمة‪ :‬وهر تكبير ا حرام ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬وتحريمها الت بيـر» فهلر ركلن؛‬
‫لكن ابتبه معر القيام ركن يف ااتله وهلر شلرط لصلحة اللركن الثلاين‪ ،‬وهلو ركلن التحريملة‪ ،‬شلرط لصلحة‬
‫التحريمة‪ ،‬بنا ًء على الك من كا جالسا وهو قادر على القيلام بطللت صل ته‪ ،‬أو للم تنعقلد صل ته أصل ً ؛‬
‫‪٦‬‬
‫‪169‬‬

‫ألن تكبيره ل يص إل حال القيام مادام قادرا عليه إل أن يكون عاجلا أو يف بافلة‪.‬‬

‫إان عندبا القيام بوعان‪ :‬قيام هو ركن يف الص ‪ ،‬القيام للقراء وبحوها‪ ،‬وقيلام هلو شلرط للركن وهلو‬
‫القيام يف تكبير ا حرام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َقاتِ َح ُة»‪.‬‬

‫لحديث عباد‬

‫ُاع»‪.‬‬
‫الرك ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُّ‬
‫لرية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِاَّل ْعتِدَ ُال َعنْ ُ»‪.‬‬

‫لما ثبت يف الصحي أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ثم اعتدل» «ثم أر ع حتى تطمئن قائما» يف حلديث‬
‫المسرء لص ته‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬واَّل ْعتدَ ُال َعنْ ُ َو ُّ‬
‫الس ُُا ُد»‪.‬‬

‫أيللا يف‬
‫والسًود والعتدال عنه كذلك‪ ،‬ألمر النبر ‪ ‬للمسرء صل ته‪ ،‬والقاعلد عنلده ً‬
‫أن ك ما أمر به النبر ‪ ‬المسرء لص ته فهو ركن يف الًملة‪.‬‬ ‫أركان الص‬

‫لس ُْدَ َت ْي ِن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُُ ُل ُ‬


‫اس َب ْي َن َا َّ‬
‫ألبه ل ُبد من الك ألن النبر ‪ ‬أمر به‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال ُّط َم ْأنِينَة»‪.‬‬

‫واألحاديللث التللر تللدل علللى الطمأبينللة‪ ،‬بلغللت حللد التللواتر‪ ،‬كمللا قللال الحلليخ تقللر الللدين يف القواعللد‬
‫كلها يف أولهلا إللى‬ ‫بحوا من خمسين حديثا كلها تدل على وجوب الطمأبينة يف الص‬
‫النورابية‪ ،‬فقد أورد ً‬
‫أخرها من غير استثناء ركن منها‪ ،‬ولكلن الطمأبينلة لهلا حلد أدبلى‪ ،‬فأقل ملا يسلمى بمأبينلة هلو السلكون‪،‬‬
‫وعود ك ما علو إلى مكابه‪ ،‬هذا أق ما يسمى بمأبينة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪170‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت ََّي ُّهدُ َا ْْلَ ِه ُير»‪.‬‬

‫فإبه يكون واجع‪.‬‬ ‫التحهد األخير‪ :‬المراد به الذي يعقبه س م‪ ،‬أي التحهد األخير يف الص‬

‫وقولله‪ :‬والتحلهد األخيلر قصلده اللتلفظ بالتحيلات؛ ألبله قلد ثبلت علن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إذا‬
‫جلس أحدكم ليهٍ التحيات هَّلل»‪ ،‬فدل الك على أن التحيات واجبة وهذا المراد بالتحهد األخير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِج ْل َس ُت ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬الًلوس له‪.‬‬

‫الص َال ُة َع َلى َالنَّبِ ِ ‪.»‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫علللى النبللر ‪ ‬ركللن؛ ألبلله جللاء تب ًعللا لتحيللات‪ ،‬فحيللث أمللر النبللر ‪‬‬ ‫والصل‬
‫عليه تبع له؛ ألن كع ًبلا قلال لنبلر ‪ ‬قلد عرفنلا كيلف بسللم عليلك‪ ،‬فكيلف‬ ‫بالتحيات‪ ،‬فالص‬
‫بصلى عليك ف ُبد من الًمع بينهما‪.‬‬
‫يمت ِ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت َّْسل َ‬
‫عليله مرعلر أ لا ركلن يف الفريللة‪،‬‬ ‫والتسليمتان جميعا ركن على المحهور‪ ،‬وقال بعللهم كملا بل‬
‫دون النافلة أي التسليمة الثابية‪.‬‬

‫يب»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت َّْرت ُ‬

‫أي‪ :‬والةتيع بين األركان‪.‬‬

‫اج َبات َُها َث َمانِ َية»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ِ‬

‫الواجبللات‪ :‬هللر أقل مللن الفللرائه واألركللان‪ ،‬فللإن الواجبللات تسللقط حلال السللهو والنسلليان‪ ،‬فتًللا‬
‫بسًود السهو‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّت ْ بِ ُير َب ْي َر ال َّت ْحرِ ْي َم ِة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن التكبير البتقال غير تكبير ا حرام واجبة وليسلت ركنلا‪ ،‬واللدلي عللى أ لا واجلع وليسلت‬
‫بركن مع أملر النبلر ‪ ‬لا‪ :‬أن النبلر ‪ ‬سلهى ملر يف صل ته‪ ،‬كملا جلاء ملن‬
‫‪٦‬‬
‫‪171‬‬

‫حديث عبد اهلل بن مالك بن بحينة فقام من السًد يف آخر الركعة الثابيلة إللى الثالثلة وللم يًللس للتحلهد‬
‫األول‪ ،‬فةك النبر ‪ ‬ث ث واجبات‪ ،‬ترك الًلوس لتحهد‪ ،‬وترك التحهد األول وترك تكبيلر‬
‫البتقللال‪ ،‬تللرك ثل ث واجبللات‪ ،‬وجاهللا النبللر ‪ ‬بسللًود سللهو فللدلنا الللك علللى أن تكبيللر‬
‫البتقال إبما هو واجع وليس بركن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت َّْس ِميع»‪.‬‬

‫والتسميع‪ :‬هو قول سمع اهلل لملن حملده للملام والتحميلد للملام والملأموم م ًعلا‪ ،‬فهلو واجلع عللى‬
‫ا مام وعلى المأموم معا والمنفرد كذلك‪.‬‬

‫والتسميع‪ :‬هو واجع ألبه بدل تكبير البتقال‪.‬‬

‫اد‪َ ،‬و َق ْا ُل ‪َ :‬ر ِب اِب ِْق ْر لِ ‪َ ،‬م َّرة َم َّرة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتَسبِيح ركُا ٍع وسُ ٍ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬
‫هذا هو الواجع‪ ،‬وما زاد فسنه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت ََّي ُّهدُ َا ْْلَ َّو ُل‪َ ،‬و ِج ْل َس ُت ُ»‪.‬‬

‫تقدم الدلي عليها‪.‬‬

‫الي ُر ُ‬
‫وط ُسنَّة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما َعدَ ا َذلِ َ‬
‫ب‪َ ،‬و ُّ‬

‫قال‪ :‬وماعدا الواجبات واألركان والحلروط فإبله سلنة مملا سلب اكلره يف صلفة الصل ‪ ،‬وتقلدمت يف‬
‫الدرس الماضر‪.‬‬

‫ب بِ ِه َما»‪.‬‬
‫اج ُ‬ ‫الي ْر ُط ََّل ي ْس ُه َط ِ‬
‫ان َس ْهاا َو َج ْهال‪َ ،‬و َي ْس ُه ُط َا ْل َا ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُّ َ « :‬‬
‫الرك ُْن َو َّ‬
‫َ‬
‫قال الركن والحرط ل يسقطان مطلقا‪ ،‬كما اكلرت لكلم يف بدايلة الكل م‪ ،‬أن القاعلد عنلد الفقهلاء أن‬
‫الركن والحرط ل يسقطان مطل ًقا ل سهوا ول جه ‪ ،‬بخ ف الواجع فإبه يسقط بالسهو والًه ‪ ،‬ولكنله‬
‫يًا بسًود السهو وجو ًبا‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)6‬‬

‫(‪ )6‬اية المًلس السادس‪.‬‬


‫‪172‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ب‪ََّ ،‬ل ِ َع ْم ٍد»‪.‬‬ ‫لس ْها ِ لِ ِز َيا َد ٍة َو َن ْه ٍ‬
‫ص َو ََ ٍّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ُي ْي َر ُع ُس ُُا ُد َا َّ‬
‫بللدأ المصللنف ‪ ‬يللتكلم عللن سللًود السللهو‪ ،‬والفقهللاء رحمهللم اهلل تعللالى لهللم بريقللة ومسلللك‬
‫أوردوا بعلدها الواجبلات واألركلان‬ ‫جمي يف اكرهم لةتيع األبلواب‪ ،‬فلإ م عنلدما اكلروا صلفة الصل‬
‫لكر بعلم أن الركن ل يًا بسًود سلهو وأن الواجلع إاا تركله المسللم فإبله يًلا بسلًود السلهو‪ ،‬وأن‬
‫السللنة سلليأا أبلله يبللاال لهللا أو يحللرأ الخ ل ف سللأورده إن شللاء اهلل يف محللله علللى التفصللي علللى تحقي ل‬
‫المذهع يف قلية ه يحرأ له سًود سهو أم ل‪ ،‬وما عدا الك ف يحرأ له سًود السهو‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف أحكام سًود السهو‪ ،‬فقال ويحرأ سلًود السلهو‪،‬وقد ورد علن النبلر ‪‬‬
‫ث ثة أحاديث هر العمد ‪ ،‬حديث ابن مسعود‪ ،‬وحديث أبر سعيد‪ ،‬وحديث عبد اهلل بن ماللك بلن بحينلة‪،‬‬
‫وكذلك حديث المغير ‪ ،‬أربعة أحاديث‪ ،‬هذه األحاديث األربعة هر العمد يف بلاب سلًود السلهو‪ ،‬وبنلر‬
‫عليها سائر أحكام سًود السهو‪.‬‬

‫وسًود السهو له مختصر سه بورده يف البداية‪ ،‬وتفصي وغالبه يتعل التفصي يف األفللية‪.‬‬

‫أو لحك‪.‬‬ ‫فأما مختصر أبنا بقول‪ :‬إن سًود السهو يحرأ لث ثة أسباب‪ :‬إما للياد أو لنق‬

‫وتفصي هذه الث ث سيأا إن شاء اهلل يف الدرس القادم‪ ،‬أل ا تحتاج إلى شرال‪.‬‬

‫وللم‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن غير هذه األسباب الث ثة ل يحرأ له سًود السهو‪ ،‬ابظر إاا لم تلد يف الص‬
‫منها ولم تحك‪ ،‬ف يًوز أن تسًد سًود السهو‪ ،‬فلإن سلًدت عالملا بلالحكم بطللت صل تك‪،‬‬ ‫تنق‬
‫مثال الك‪:‬‬

‫بعه الناس يفقد الخحوأ يف الص ‪ ،‬بمعنى أبه يسلرال‪ ،‬تعرفلون معنلى يسلرال‪ ،‬يعنلر يفكلر يف اللدبيا‬
‫سلًد سلًود السلهو‪ ،‬بقلول صل تك‬ ‫شيما من أركان الصل ‪ ،‬فلإاا جلاء آخلر الصل‬ ‫وشأ ا‪ ،‬ولم ينق‬
‫‪٦‬‬
‫‪173‬‬

‫ما ليس من جنسها‪ ،‬ما يًوز لك اللك‪ ،‬ل يًلوز للك أن تسلًد لهلا سلًود‬ ‫بابلة؛ ألبك زدت يف الص‬
‫سهو‪ ،‬ما يًوز مطلقا‪.‬‬

‫فسًد له سًود سلهو‪ ،‬بقلول ل يًلوز‪ ،‬صل تك‬ ‫من فع فع مباحا يف الص ‪ ،‬فع مباال يف الص‬
‫بابلة‪.‬‬

‫من فع مكروها يف الص ‪ ،‬فسًد له سًود له سهو‪ ،‬بقول ل يًوز لك سًود السهو‪.‬‬

‫كله ليس ملن موجبلات سلًود‬ ‫إان فع المكروه وفع المباال والتفكير وهو يف شأن الدبيا يف الص‬
‫السهو‪ ،‬وأما ترك السنة ففيه تفصي سلأورده يف محلله‪ ،‬هلذه المسلألة األوللى أريلدكم أن تعرفوهلا‪ :‬ملا هلو‬
‫هذا فيه محلكلة ألين سأشلرال لكلم‬ ‫والحك‪ ،‬النق‬ ‫موجع سًود السهو‪ ،‬ما هو موجبه؟ اللياد والنق‬
‫له معنيان‪.‬‬ ‫إياه يف الغد إن شاء اهلل؛ ألن النق‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن سًود السهو ورد عن النبر ‪ ‬قب الس م وبعده‪ ،‬وك موضع يحلرأ‬
‫له سًود السهو فيًوز أن يفع قب الس م‪ ،‬وإبما محله بعد الس م على سبي الندب فقط‪.‬‬

‫اجب لِ َما َت ْب ُط ٍُ بِ َت َع ُّم ِده»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َو ِ‬

‫هذه الًملة مسألة مهمة وتحتاج إلى عدد من الفروأ المتولد عليها‪ ،‬فإبنا بقلول إن سلًود السلهو ل‬
‫يحرأ إل إاا وجد موجبه‪ ،‬فإن لم يوجد موجبه فإبه ل يحرأ سًود السلهو‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فملن سلًد‬
‫ما ليس محروعا فيها‪ ،‬فتكون ص ته بابللة إن كلان‬ ‫سًود السهو من غير موجع فيكون قد زاد يف الص‬
‫عالما بذلك‪.‬‬

‫وقد بين أه العلم رحمهم اهلل تعالى أن سًود السهو لله ث ثلة موجبلات‪ ،‬أو أن لله ثل ث موجبلات‪:‬‬
‫والحك‪.‬‬ ‫اللياد والنق‬

‫واكرهم لهذه الموجبات إبملا هلو عللى سلبي الًمللة ل عللى سلبي الحصلر‪ ،‬إا قلد تكلون زيلاد أو‬
‫أو شك ول يكون محروعا معه سًود السهو‪.‬‬ ‫بق‬

‫وبيان الك على التفصي الذي سأاكره لكم بعد قلي ‪.‬‬

‫نبدأ أوَّل بالزيادة‪ :‬بقول إن اللياد تنقسم إللى بلوعين‪ :‬إملا أن تكلون زيلاد قلول‪ ،‬وإملا أن تكلون زيلاد‬
‫‪174‬‬

‫فع ‪.‬‬

‫‪ ‬فنبدأ بزيادة القول‪ :‬زيادة القول تنقسم كذلك إىل قسمني‪:‬‬


‫بله‪ ،‬وهلو اللذكر المحلروأ يف‬ ‫قول ل تبط الص‬ ‫‪ ‬الهسم اْلول‪ :‬أن يكون المرء قد زاد يف الص‬
‫غير محله‪ ،‬كما جاء يف حديث أبر قتاد ‪« :‬أَّل وإين نهيت أن أقرأ الهرآن راكعا أو ساجدا‪ ،‬أمـا الركـاع‬
‫عظماا ي الرب‪ ،‬أما السُاد أكثروا ي من الدعان همن أن يستُاب ل م»‪.‬‬

‫فلو أن امرأ قرأ يف ركوعه أو قرأ يف سًوده فإبه يكون قد أتلى منهيلا عنله‪ ،‬لكنله لليس بمبطل للصل ؛‬
‫محروأ جنسه يف الص ‪ ،‬وإن لم يك محروعا يف هذا المح ‪.‬‬ ‫ألن هذا القول الذي زاده يف الص‬

‫إان فمن أتى بذكر يف غير محله اسلتحع لله سلًود السلهو وللم يًلع‪ ،‬إان النلوأ األول ملن الليلاد‬
‫كا تيلان بلذكر يف غيلر محلله‪ ،‬فيسلتحع لله سلًود‬ ‫وهر زياد القول زياد قول محروأ جنسه يف الصل‬
‫السهو ول يًع‪ ،‬ويكون محله قب الس م‪ ،‬ما دلي الك؟‬

‫ما اكرته لكلم يف اللدرس الماضلر حلديث ابلن مسلعود ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـن زاد يف‬
‫صالت أو نهص منها ليسُد سُدتين قبٍ أن يسلم»‪.‬‬

‫لا الصل‬ ‫‪ ‬الناع الثاين من الزيـادة يف الهـال‪ :‬زيلاد قلول تبطل بله الصل ‪ ،‬واألقلوال التلر تبطل‬
‫بوعان على المحهور‪ ،‬أبا أتكلم اآلن على المحهور‪:‬‬

‫بوعان التر تبط ‪ :‬بوأ يعذر فيه بالسهو‪ ،‬وبوأ ل يعذر فيه بالسهو‪.‬‬ ‫األقوال يف الص‬

‫فأما النوأ الذي يعذر فيه بالسهو قالوا مث اللحن المحي للمعنلى‪ ،‬فللو أن املرأ لحلن يف قراءتله لحنلا‬
‫محي للمعنى‪ ،‬إن كان عمدا بطلت ص ته‪ ،‬وأملا إن كلان سلهوا فإ لا للم تبطل ‪ ،‬للم للم تبطل ؟ ألن النبلر‬
‫وإبملا‬ ‫‪ ‬فيما روي عنه يف قصة الغرابي لحن لحنا أحلال بلالمعنى‪ ،‬إان فإبله ل يبطل الصل‬
‫لكل م يبطل‬ ‫عمدها الذي يبط الص ‪ ،‬فهذا على المحهور يوجع سًود السهو؛ ألبله زيلاد يف الصل‬
‫ولكن سهوه معفو عنه‪.‬‬ ‫عمده الص‬

‫وهو الك م الذي ل يعفى عن سهوه‪ ،‬فعللى المحلهور‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬من الك م الذي يبط الص‬
‫غير ما استثنر ل يعفى عن سهوه‪ ،‬لحلديث معاويلة بلن الحكلم ‪ ‬أن‬ ‫أن ك ك م ليس من جنس الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪175‬‬

‫النبر ‪ ‬قال‪« :‬إن هذه الصالة َّل يصلح يها َ ن من كالم اْلدميين»‪.‬‬

‫إل اللحلن أو ملن بلان منله حرفلان حينملا ينتحلع فلإن‬ ‫فك من تكلم بكل م لليس ملن جلنس الصل‬
‫ص ته تكون بابلة‪ ،‬ساهيا أو متعمدا‪.‬‬

‫فيسلتحع‬ ‫الك م أن زياد القول ث ثة أقسام أصبحت‪ :‬زياد ما جنسه محروأ يف الص‬ ‫إان ملخ‬
‫لكن يعفى عن سهوه فيًلع لله سلًود السلهو وعرفنلا مثالله‬ ‫له سًود السهو‪ ،‬زياد ك م تبط به الص‬
‫قلية اللحن المحي للمعنى‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬زياد ك م ل يعفى عن سهوه مث مطل الك م‪ ،‬ك م اآلدميين‪ ،‬فهذا تبط الصل‬
‫بلله بالكليللة‪ ،‬فل سللًود سللهو معلله‪« ،‬إن صــالتنا هــذه َّل ييــرع يهــا كــالم اْلدميــين» كمللا جللاء عللن النبللر‬
‫‪ ‬يف حديث معاوية بن الحكم‪.‬‬

‫ابتهينا من النوأ األول وهو زياد القول‪.‬‬

‫بنت إلى النوأ الثاين وهو زياد الفع ‪ ،‬وزياد الفع تنقسم كذلك إلى قسمين‪:‬‬

‫إما أن تكون زياد من جنس الص ‪ ،‬أو أن تكون زياد ليست من جنس الص ‪.‬‬

‫كأن يليد ركوعا أو سًودا أو ركعة كاملة فيًع عليه أمران‪:‬‬ ‫فإن كابت اللياد من جنس الص‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أبه يًع عليه أن يتدارك هذه الليلاد بلالرجوأ‪ ،‬فللو اسلتمر فيهلا وأتلم اللركن اللذي‬
‫تذكر يف أثناءه بطلت ص ته؛ ألبه يكون قلد زاد ركنلا أو بعله ركلن عملدا فتبطل صل ته‪ ،‬يًلع عليله أن‬
‫يرجع‪ ،‬تذكر وهو ساجد أن هذه السًد هر السًد الثالثة يًع عليه أن يرجع‪ ،‬ثم يًلس ثم يقلوم بعلد‬
‫الك‪.‬‬

‫ملن األفعلال فإبله يًلع عليله سلًود السلهو؛‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن من زاد شيما ليس من جنس الصل‬
‫لحديث ابن مسعود‪« :‬من زاد يف صالة أو نهص منها»‪ ،‬وألن النبر ‪ ‬لما صللى خامسلة سلًد‬
‫لها سًود السهو‪.‬‬

‫بعم فتًع لله سلًود السلهو ويًلع عليله أن‬ ‫إان فاللياد شرء عفوا لمن زاد شيما من جنس الص‬
‫يتداركها‪.‬‬
‫‪176‬‬

‫ما زلنا يف مااا؟ زياد الفع ‪ ،‬اكربا النوأ األول وهو زياد الفع من جنسها‪.‬‬

‫زيللاد الفعل ممللا للليس مللن جنسللها‪ ،‬مثل حركللة واحللد يتحللرك يف صل ته‪ ،‬ويعللدل عمامتلله‪ ،‬ويلللبط‬
‫بوعان‪:‬‬ ‫عباءته‪ ،‬وهكذا هذه حركة‪ ،‬فنقول إن الحركة التر ليست يف جنس الص‬

‫بوأ معفو عنه أو مكروه‪ ،‬ف يحرأ له سلًود السلهو مطلقلا‪ ،‬وملن سلًد فقلد بطللت صل ته إاا كلان‬
‫عالما بالحكم‪.‬‬

‫ما هو المأاون به‪ :‬الحركة لحاجة‪ ،‬والمكروه الحاجة اليسير لغير حاجة‪ ،‬إان إاا كابت حركة لحاجة‬
‫أو حركة يسير لغير حاجة ف يحرأ مطل ًقا سًود السهو؛ ألبه ل يوجد موجبه‪.‬‬

‫لغيلر حاجلة‪ ،‬فنقلول‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬أن يكون المرء قد زاد فع وهر الحركة من غيلر جلنس الصل‬
‫بطلت ص ته على المحهور‪ ،‬المحهور أ ا تبط ص ته‪.‬‬

‫والرواية الثابية‪ :‬أ ا ل تبط إن كان ساهيا؛ لكن بمحر على المحهور‪.‬‬

‫ابتبهوا لهلذا ألين أريلدك أن تعيلدها بعلد قليل ‪ ،‬شليخ عللر ابتبله احفظهلا‪ ..‬فاحفظوهلا ألين سلأريد أن‬
‫أسألكم فيها‪ ،‬فإن ضبط هذه المسائ مهم‪.‬‬

‫ابتهينا اآلن من زياد القول وابتهينا كذلك من زياد الفع ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ببدأ بعد الك للنوأ الثاين‪ :‬وهو النق‬

‫‪ ‬النهص أربعة أقسام‪:‬‬

‫لسنة‪.‬‬ ‫لواجع‪ ،‬وإما بق‬ ‫لركن‪ ،‬وإما بق‬ ‫لركعة كاملة‪ ،‬وإما بق‬ ‫إما بق‬

‫ركعلة‪ ،‬وقلد سللم النبلر ‪ ‬علن‬ ‫أربعلة أقسلام‪ ،‬ببلدأ بالقسلم األول وهلو بقل‬ ‫إان النق‬
‫ركعتين كما يف حديث أبر هرير حديث اي اليدين يف الصلحيحين‪ ،‬فنقلول إن ملن سللم علن بقل‬ ‫بق‬
‫ركعة فأكثر فيًع عليه أن يرجع وأن يأا بما فاته ما لم يط الفص ‪ ،‬وسيأا الحديث عنها بعد قلي ‪.‬‬

‫إان األمر األول يًع عليه أن يرجع فيتدارك ما فاته‪ ،‬ويتحهد بعدها‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه يًع عليه أن يسًد سًود سلهو وجوبلا‪ ،‬ولكلن يكلون محلله بعلد السل م بلدبا‪،‬‬
‫ابتبه لهذه اللياد ‪ :‬محله بعد الس م بدبا وسأرجع لها عندما بنتهر من التقسيم‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪177‬‬

‫ركعة كاملة فأكثر فيًع عليه أن يتدارك ملا فلات ملا للم‬ ‫‪ ،‬عن بق‬ ‫إذن الحالة اْلولى‪ :‬السهو بالنق‬
‫يك هناك فص بوي سنتكلم عنه‪ ،‬ويًع عليه سًود سهو بعد الس م‪ ،‬ويكون بعد الس م محله‪.‬‬

‫لركن‪ ،‬مث أن يكون قد ترك سًد أو ترك ركوعا وهكذا‪ ،‬فإبه يًع عليله أن يرجلع‬ ‫أن يكون النق‬
‫‪ ،‬ويًع عليه سًود السهو‪ ،‬ومحله قب الس م لحديث ابن مسعود‪.‬‬ ‫وأن يتدارك هذا النق‬

‫ركنا كيف يتدارك؟ بقول‪ :‬إن تذكره يف أثناء الركعة التر هو فيهلا فإبله يرجلع‬ ‫ل ن انظر مع ‪ :‬من بق‬
‫ويأا ذا الركن وما بعده‪ ،‬إبسان يف سًوده تذكر أبه للم يركلع‪ ،‬فيًلع عليله أن ينتصلع قائملا ثلم يهلوي‬
‫للركوأ ألن الهوي للركوأ واجع‪ ،‬ثم يهوي للركوأ ثم يأا بملا بعلده ملن القيلام ثلم السلًد األوللى ثلم‬
‫أيلا بما بعده‪.‬‬
‫الًلسة ثم السًد الثابية‪ ،‬إان من تذكر ركنا يف أثناء الركعة فيرجع فيأا بالركن ويأا ً‬

‫منهلا‪ ،‬فنقلول‪ :‬تعتلا هلذه‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون قد تذكر هذا الركن بعلد ابقللاء الركعلة التلر بقل‬
‫‪.‬‬ ‫الركعة التر تذكر فيها بدل عن الركعة السابقة‪ ،‬وتبط الركعة التر فيها النق‬

‫تذكرت أين لم أركع يف الركعة الثابية‪ ..‬تذكرت أين للم أركلع الركلوأ يف الركعلة األوللى‪ ،‬بقلول بطللت‬
‫الركعة األولى‪ ،‬وكابت الثابية مقامها‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يتذكر بعد الس م قب بول الفص ‪ ،‬من غير بول فص ‪ ،‬فهنا يأا بالركعلة وملا يتبلع‬
‫على النبر ‪ ‬والس م‪ ،‬فيلأا بركعلة معهلا التحيلات‬ ‫الركعة وهو التحهد من التحيات والص‬
‫والس م‪.‬‬ ‫والص‬

‫فيعيلدها ملن‬ ‫الحالة الرابعة‪ :‬أن يتذكر تركه الركن بعد الس م وقد بال الفصل فنقلول بطللت الصل‬
‫جديد‪.‬‬

‫إان هللذه أربللع حللالت‪ ،‬آخللر حالللة أن يللةك ركنللا وأن ل يتللذكره إل بعللد السل م وقللد بللال الفصل ‪،‬‬
‫بالكلية‪.‬‬ ‫وسنتكلم كيف يطول الفص وستأا هذه المسألة بالتفصي بعد قلي فإبه يعيد الص‬

‫ركن من أركلان الصل‬ ‫ركعة كاملة‪ ،‬وتكلمنا عن بق‬ ‫‪ ،‬عن بق‬ ‫إان تكلمنا اآلن عن بوعر النق‬
‫وكيف يتدارك‪.‬‬

‫بلةك واجلع‪ ،‬فلإن الواجلع ملن تركله وفلات محلله فإبله ل‬ ‫‪ ‬الناع التال أو الناع الثالث‪ :‬اللنق‬
‫‪178‬‬

‫يتداركه‪ ،‬وإبما يأا بسًود السهو إن كان تركه بب ًعا له سهوا من غيلر عملد؛ ألن العملد يبطل الصل ‪ ،‬ملا‬
‫اللدلي ؟ حلديث عبللد اهلل بلن مالللك بلن بحينللة حينملا تللرك النبلر ‪ ‬ثل ث واجبلات‪ ،‬الًلسللة‬
‫للتحهد والتحهد وتكبير البتقال‪ ،‬وسنتكلم متى يكون الرجوأ ومتى ل يكون الرجوأ يف ك م المصلنف‬
‫بعد قلي ‪.‬‬

‫إان الواجع إاا فات محله ل يتدارك عكس اللركن؛ لكلن يًلع لله سلًود السلهو‪ ،‬اللركن يًلع أن‬
‫يتدارك ويًع له سًود السهو؛ لكن الواجع ل يتدارك‪ ،‬ب من رجع وتداركه بطلت ص ته كملا سليأا‪،‬‬
‫الواجع إاا فات محله ل يتدارك‪ ،‬وإبما يًع له سًود السهو فقط‪.‬‬

‫كاللذي تلرك الًهلر يف‬ ‫بةك سنة‪ ،‬فملن تلرك سلنة يف الصل‬ ‫‪ ‬الناع الرابع من النهص‪ :‬وهو النق‬
‫الًهريللة‪ ،‬أو مللث تللرك الليللاد علللى ثل ث تسللبيحات وبحللو الللك‪ ،‬فالمتللأخرون لهللم بريقتللان‪،‬‬ ‫الصل‬
‫فبعلهم إبه يباال له سًود السهو‪ ،‬يباال ليس سنة وليس واجع‪ ،‬وإبما هو مباال ألبنا لو للم بقل إبله مبلاال‬
‫لقلنا بطلت ص ته إن سًد سًود السهو‪.‬‬

‫ولكن جاء عن بعه الصلحابة أو التلابعين أ لم تركلوا بعله السلنن فسلًدوا لهلا؛ وللذلك بقلول إن‬
‫سًودهم هذا من باب المباال ل المحروأ‪.‬‬

‫وقال بعه أه العلم إبما يحرأ السًود إاا كابت السنة مما يحافظ عليهلا كلالًهر يف القلراء ملث ‪،‬‬
‫فحينمذ يصب مندوبا‪ ،‬وإل فيبقى على ا باحة وهذه بريقتان عند المتأخرين‪.‬‬

‫‪ ،‬بقر عندبا النوأ الثاللث وهلو السلًود للحلك‪،‬‬ ‫ابتهينا اآلن من السًود لللياد ومن السًود للنق‬
‫وابتبهوا للسًود يف الحك‪.‬‬

‫بوعلان‪ :‬إملا شلك يف تلرك ركلن فلأكثر كركعلة‪ ،‬أو شلك يف تلرك‬ ‫ا لسًود للحلك‪ ،‬أو الحلك يف الصل‬
‫واجع‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ أوَّل يف النـاع اْلول‪ :‬وهلو تلرك اللركن‪ ،‬ابظلروا معلر ورد علن النبلر ‪ ‬فيله‬
‫حللديثان‪ :‬حللديث ابللن مسللعود وحللديث أبللر سللعيد ‪ ،‬يف األول أن مللن شللك يف صل ته فليللبن علللى مللا‬
‫استيقن‪ ،‬والثاين أن من شك يف ص ته فليبن على ننه أي على غلبة ننه‪.‬‬

‫بقول‪ :‬إن من شك يف ترك ركن‪ ،‬ليس ترك الواجع؛ ألن ترك الواجلع سليأا بعلد قليل ‪ ،‬ملن شلك يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪179‬‬

‫ترك ركن فإبه مخير بين أمرين‪ ،‬أو بقول له حالتان ثم بقول التخيير‪.‬‬

‫فإن له حالتان‪ :‬إما أن يكون له غلبة نن‪ ،‬أو ل غلبة نن له‪ ،‬فحينملذ بقلول ملن شلك يف تلرك ركلن فإبله‬
‫مخير بين أمرين‪ :‬إما أن يبنر على اليقين‪ ،‬واليقين هو األقل دائملا‪ ،‬شلك هل سلًد سلًد أو سلًدتين‪،‬‬
‫بقول اليقين هو األق ‪ ،‬تكون سًدت سًد واحد فتأا بالثابية‪ ،‬صليت ركعة أو ركعتلين اليقلين واحلد‬
‫وهكذا‪ ،‬وحينمذ يكون السًود قب السل م لحلديث ابلن مسلعود‪ « ،‬ليـبن علـى مـا اسـتيهن وليسـُد قبـٍ‬
‫السالم»‪.‬‬

‫إان هذا فيمن شك يف ترك ركن‪ ،‬يًع أن تقول ترك ركن‪ ،‬وبنى على اليقين‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬أن يكون قد شك يف تلرك ركلن ولكلن عنلده غلبلة نلن واكلرت لكلم بلاألمس أبنلا ل‬
‫واحد بدل الحخصلين‪ ،‬وملن الظلن‬ ‫بسمر الظن غلبة نن إل مع وجود قرينة‪ ،‬من القرائن أن ينبهه شخ‬
‫كذلك أن تكون عنده ساعة أمامه‪ ،‬ويعلم أبه يًلس يف الركعة مث خمس أو عحلر دقلائ فيًلع عليله أن‬
‫يبنر على هذا الظن الذي له قرينة تدل عليه‪.‬‬

‫إن كان عنده غلبة ننه وبنى على غلبة الظن سواء كلان هلو األقل أو األكثلر فإبله تصل صل ته؛ لكلن‬
‫يسًد سًود السهو ويكون مح سًود السهو بعد الس م لحديث أبر سعيد‪.‬‬

‫‪ ‬إذن أعيدها مرة أهرى بأسلاب آهر بسرعة‪:‬‬

‫من شك إما يف ترك ركن أو واجع‪ ،‬فمن شك يف ترك ركلن فإبله مخيلر بلين أملرين‪ ،‬أملا أن يبنلر عللى‬
‫اليقين‪ ،‬فإن بنى على اليقين وهو األق فيسًد سًود السهو قب الس م‪ ،‬وإن بنى عللى غلبلة الظلن وقلنلا‬
‫ل يسمى غلبة نن إل بقرينة‪ ،‬فإبه يسًده بعد الس م‪ ،‬واض ‪ ،‬وهذه واضحة‪ ..‬وهو مخير بين األمرين‪.‬‬

‫لكن فقهاءبا يقولون مااا؟ يقولون‪ :‬إن الخيار الثاين وهو الخيار بالبناء على غلبة الظن خلاص با ملام‬
‫فقط‪ ،‬دون المأموم والمنفرد؛ ألن ا مام إاا بنى على غلبة ننه وأخطأ فإن خلفله ملن سلينبهه عللى خطلأه‪،‬‬
‫فحملوا حديث أبر سعيد ‪ ‬على ا مام خاصة‪.‬‬

‫هذا ما يتعل بالحك يف ركن‪ ،‬الحك يف الواجع‪ :‬بقول الحلك يف الواجلع ل يحلرأ لله سلًود السلهو‬
‫إل يف حالة واحد ‪ ،‬وهو من شك يف زياد واجلع وكلان شلكه يف أثنلاء هلذا الفعل الواجلع فقلط‪ ،‬ابتبهلوا‬
‫واجع ل سلًود سلهو‬ ‫لعبارا‪ :‬ل يحرأ الحك يف الواجع إل إاا كان الحك يف اللياد ‪ ،‬من شك يف بق‬
‫‪180‬‬

‫عليه‪ ،‬إل أن تكون يف زياد وأن يكون شكه يف أثناء الفع ‪ ،‬فإن كان شكه بعد الفع ف ‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬لو أن امرأ يف الركعة الثابية شك أبه للم يسلب يف السلًود‪ ،‬هنلا شلك يف تلرك واجلع‪ ،‬بقلول‪ :‬ل‬
‫سًود سهو؛ ألن الحك إبما يكون يف اللياد ‪.‬‬

‫ومن شرط أن يكون اللياد يف المح ؛ لكن بعد المح ف ‪ ،‬وهذا يتصور يف األفعلال‪ ،‬مثل الًللوس‬
‫للتحهد األول‪ ،‬أشك أهو زائد أم ل‪.‬‬

‫هذا هو مًم الك م يف قلية سًود السهو‪.‬‬

‫اسأل أو يليع الوقت؟ أننه يليع الوقت ف حاجة للسؤال فيه‪ ،‬بعد الدرس أعدها علر‪.‬‬

‫واللياد وتفصيلها‪ ،‬وعرفنا دلي ك ‪.‬‬ ‫إان عرفنا اآلن قلية الحك والنق‬

‫اجب لِ َما َت ْب ُط ٍُ بِ َت َع ُّم ِد ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َو ِ‬

‫كالتعمد بلياد فعل أو بقصله ملن‬ ‫القاعد العامة يف ك ما سب ‪ :‬أبه إاا كان الفع عمده يبط الص‬
‫الص ‪ ،‬أو بحو الك فإبه يكون حينمذ واجع‪.‬‬

‫ان بِ َه ْا ِل َم ْي ُرو ٍع ِ َب ْيرِ َم َح ِل ِ َس ْهاا‪َ ،‬و ََّل َت ْب ُط ٍُ بِ َت َع ُّم ِد ِه»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُسنَّة ِ ِ‬
‫ْل ْت َي ٍ‬

‫أبا اسأل اآلن سؤال‪ :‬ا تيان بقول محروأ يف غيلر محلله سلهوا‪ ،‬هل يعلد زيلاد أم بقصلا أم شلكا؟ ملا‬
‫رأيكم؟‬

‫هو زياد ‪ ،‬أو من زياد القول أو من زياد الفع ؟ من زياد القول‪.‬‬

‫أم ممللا ل يبطلهللا؟ مللا يبطل ‪ ..‬بفللس الكل م الللذي اكرتلله واكللره‬ ‫هل هللذا القللول ممللا يبطل الصل‬
‫المصنف‪ ،‬ولكنر جعلته على هيمة تقسيم والمصنف اكره على هيمة فروأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َباح لِت َْر ِك ُسن ٍَّة»‪.‬‬

‫النوأ الرابع منه ترك السنة‪ ،‬فهو مباال على المحهور‪.‬‬ ‫هذا اكرته لكم قب قلي ‪ ،‬أن النق‬

‫ص َر ْك َع ٍة َ َأ ْك َث َر َ َب ْعدَ ُه َندْ با»‪.‬‬


‫لس َال ِم َندْ با إِ ََّّل إِ َذا َس َّل َم َع ْن َن ْه ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َح ُّل ُ َق ْب ٍَ َا َّ‬
‫مر معنا يف الدرس الماضر أبه يًوز فع سًود السهو قب الس م مطلقا‪ ،‬ب ويقول فقهاهبا ويًلوز‬
‫‪٦‬‬
‫‪181‬‬

‫قب الس م وبعده مطلقا‪ ،‬سلواء ألي موجلع ملن موجباتله‪ ،‬سلواء كلان واجبلا أو منلدوبا أو مباحلا‪ ،‬وإبملا‬
‫ك مهم متى يستحع أن يكون سًود السهو بعد الس م‪.‬‬

‫‪ ‬نهال َّل يستحب أن ي ان سُاد السها بعد السالم إَّل يف ماضعين‪:‬‬

‫ركعلة فلأكثر ودليل اللك حلديث أبلر‬ ‫ال موضع األول الذي اكره المصنف‪ ،‬قال‪ :‬إاا سلم علن بقل‬
‫هرير يف الصحي أن النبر ‪ ‬سلم عن ركعتين فلما ببه عن اللك أتلى بلالركعتين ثلم سللم ثلم‬
‫سًد سًود السهو ♥‪.‬‬

‫ركعلة فلأكثر يكلون محلله بعلد السل م‪ ،‬وهنلا فائلد ‪ :‬أن بعله‬ ‫فدلنا الك على أن السًود علن بقل‬
‫‪ ،‬يف أسلباب سلًود السلهو‬ ‫ا خوان يقرأ يف كتع الفقه فيًد أ م يقولون ومحله بعد السل م عنلد اللنق‬
‫ويقصدون بله إملا‬ ‫بمعنيين‪ ،‬فأحيابا يطلقون النق‬ ‫كما اكر المرداوي ينبه عليه أ م يطلقون كلمة النق‬
‫الركن باألبواأ التر سب اكرها قب قلي ‪.‬‬ ‫الواجع أو بق‬ ‫الركعة أو بق‬ ‫بق‬

‫الركعة فقط‪ ،‬فإ م إاا تكلملوا علن محل السلًود فقلالوا‪ :‬ومحلله يف‬ ‫بق‬ ‫وأحيابا يقصدون بالنق‬
‫الثابية‪.‬‬ ‫الركعة الكاملة دون باقر أبواأ النق‬ ‫بعد الس م‪ ،‬أي يف بق‬ ‫النق‬

‫الحالة الثابية التر يندب فيها أن يكون سًود السهو بعد الس م لم يلذكره المصلنف اختصلارا‪ ،‬وهلر‬
‫إاا كان ا مام قد بنى على غلبة الظن‪ ،‬ولم يبن على اليقين‪ ،‬فإبله حينملذ يكلون سلًود السلهو بعلد السل م‬
‫لحديث أبر سعيد‪.‬‬

‫‪ ،‬وللو جعل الملرء سلًوده كلله قبل السل م‬ ‫والعا بًعلها قب الس م أو بعد الس م إبما هو الن‬
‫أيلا ص ؛ ألبه تدارك وهذا هو محله‪.‬‬
‫ص ‪ ،‬ولو جعله بعد الس م ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َس َّل َم َق ْب ٍَ إِت َْم ِام َها َع ْمدا َب َط َل ْ‬


‫ت‪َ ،‬و َس ْهاا َ ِِ ْن َذك ََر َقرِيبا َأت ََّم َها َو َس َُدَ »‪.‬‬

‫ولكن يعذر عن سهوه‪ ،‬تكلمنلا قبل قليل إن‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن قلية الك م الذي يبط الص‬
‫بوعان‪ :‬بوأ يعذر بسهوه‪ ،‬وبوأ ل يعذر بسهوه‪.‬‬ ‫الك م الذي يبط الص‬

‫بالسل م عملدا بطللت صل ته؛‬ ‫النوأ الذي يعذر بسهوه مث السل م‪ ،‬فلإن السل م إاا تكللم الحلخ‬
‫لكن سهوا ل تبط ص ته‪ ،‬فحينمذ قال سهوا‪ ،‬فإن اكر قريبا أتمهلا أي أتلم ملا فاتله‪ ،‬إن كلان قلد فاتله شلرء‬
‫‪182‬‬

‫لكلن يعفلى علن سلهوه‪ ،‬اكلرت‬ ‫قول‪ ،‬وهذا القول مما يبط الص‬ ‫وسًد لها وجوبا؛ ألبه زاد يف الص‬
‫لكم إياها يف التقسيم قب قلي ‪ ،‬أبا ما مثلت بالس م هناك‪ ،‬وإبما مثلت باللحن الذي يحي المعنى‪.‬‬

‫ـن َه ْيـ َي ِة‬ ‫ِ‬


‫ـب ََّل م ْ‬
‫ت ك َِقع ِل ِهمـا ِـ صـ ْلبِها‪ ،‬وإِ ْن َن َق َ ِ‬
‫ـَ َأ ْو ا ْنت ََح َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ث َأ ْو َق ْه َه َ َب َط َل ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْحدَ َ‬
‫ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ان َب َط َل ْ‬ ‫اج ٍة‪َ َ .‬ب َ‬
‫ان َح ْر َ ِ‬ ‫َاهَّلل‪َ ،‬أ ْو َتن َْحن ََح ِب َال َح َ‬

‫يبطلهلا‪ ،‬سلواء كلان سلهوا أو كلان عملدا؛ لحلديث معاويلة‪« :‬إن‬ ‫يقول المصلنف إن الكل م يف الصل‬
‫صالتنا هذه َّل يصلح يها َ ن من كـالم اْلدميـين»‪ ،‬فكل ملن تكللم بكل م اآلدميلين فإ لا تبطل صل ته‬
‫سهوا أو عمدا‪.‬‬

‫بدأ المصنف يذكر أمثلة من الك م‪ ،‬أو الذي ألحقه الفقهاء بالك م‪ ،‬بب ًعا أول شلرء اكلره إن أحلدث‬
‫بالكلية لحديث أبر هرير يف الصحيحين‪.‬‬ ‫بب ًعا ل شك أن الحدث ليس ك ما لكنه مبط للص‬

‫قال‪ :‬أو قهقهة بطلت‪ ،‬قال إن القهقهلة وهلو الللحك بحيلث أ لا تخلرج حروفلا وهلو حرفلان فلأكثر‪،‬‬
‫قالوا ألن أق كلمة عرفت يف ك م العرب ما كابت من حرفين‪ ،‬كقر ويف وعر؛ وللذلك قلالوا‪ :‬إن قهقله أو‬
‫بفخ فبان حرفان فحينمذ تبط ص ته؛ ألن القهقهة فيها ك م‪.‬‬

‫وقد روي فيها حديث وإن كان يف إسناده مقال عند ابن ماجة‪.‬‬

‫قال‪ :‬بطلت كفعلهما يف صلبها‪ ،‬يعنر كالك م يف الص ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإن بفخ أو ابتحع ل من خحية اهلل‪ ،‬بفخ فقال أف فبان حرفلان أللف وفلاء متعملدا ل ملن خحلية‬
‫اهلل‪ ،‬فإبه تبط ص ته‪.‬‬

‫ل من خحية اهلل إل بب ًعا يعذر ألبه من البكاء فإبه محروأ يف الك الموضلوأ؛ للذلك الفقهلاء يقوللون‬
‫يكره التباكر يف الص ‪ ،‬لمااا يكره؟ قالوا خحية أن يتكلم فيها‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو تنحن ب حاجة لعدم شرء يف حلقه فبان حرفان‪ ،‬كأن يقول احم مث فحينملذ تبطل ألن هلذا‬
‫الك م يعتاوبه ك ما وهو ك م من حرفين‪ ،‬والنبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إن هـذه الصـالة َّل يصـلح يهـا‬
‫َ ن من كالم اْلدميين»‪.‬‬

‫قد يقول امره أبا كنت جاه فيما ملى‪ ،‬ما ملى اهلل ‪ ‬فيه غفور رحيم‪ ،‬ولكن فيملا سليأا ابتبله‬
‫‪٦‬‬
‫‪183‬‬

‫لص تك‪ ،‬فإبك تقاب الًبار ‪‬؛ ولذلك فإن المسلم ً‬


‫دائما يستحعر وهو يف ص ته أبله أملام الًبلار‪ ،‬كملا‬
‫قال عبد اهلل بن المبارك‪ :‬إاا كا المرء بيده رفع يديه بالتكبير فكأبما رفع السة بينه وبين ربه ‪.‬‬

‫فلذلك أن تستحعر أبك أمام الًبار ‪ ‬ف ك م‪ ،‬ول تنحن إل لحاجة‪ ،‬باهيك أن يكون فيهلا قهقهلة‬
‫وهو اللحك بصوت مرتفع‪ ،‬أو بحو الك من الك م‪.‬‬

‫من تعظيم ملن يقلف الملرء بلين يديله؛‬ ‫ولذلك المسلم يًع أن يعظم هذه الص ‪ ،‬فإن تعظيم الص‬
‫ولذلك كما مر معنا يف الدرس الماضر أن الناس يححرون يوم القيامة على هيمتهم يف الص ‪ ،‬فكلما كلان‬
‫المرء أتم خحلوعا هيملة وحركلات كملا ملر معنلا يف الفلرق بلين السلكينة والوقلار‪ ،‬فإبله يححلر يلوم القياملة‬
‫عليه عدد من األئمة منهم أحمد وغيره‪ ،‬آلثار وردت يف الك الباب‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬ب‬

‫فالمقصود أيها ا خو أن ا بسان يحتاط يف الص ‪ ،‬ول يكثر الحركة ول التنحن إل لحاجة‪.‬‬

‫وع ِ ِـ ِق َـرا َن ِة َر ْك َع ٍـة ُأ ْه َـرى َب َط َل ْ‬


‫ـت‬ ‫التحريمـة َ َـذكَره بعـدَ َُـر ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ َْ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ت ََـر َك ُركْنـا َب ْي َـر‬
‫وك ِمن َْها‪َ ،‬و َص َار ْت َا َّلتِ ََ َر َع ِ ِق َرا َنتِ َها َم َان ََها»‪.‬‬
‫َا ْل َمت ُْر ُ‬

‫فإبه يًع عليه أن يتداركه‪ ،‬واكلرت‬ ‫هذه هر التر اكرباها قب قلي فيمن ترك ركنا من أركان الص‬
‫األربع حالت قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْب َل ُ َي ُعا ُد َ َي ْأتِ بِ ِ َوبِ َما َب ْعدَ ُه»‪.‬‬

‫هذه هر الحالة األولى‪ ،‬والتر أوردها هر الحالة الثابية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ َس َال ٍم َ َ ت َْر ِك َر ْك َع ٍة»‪.‬‬

‫وهلذه الحاللة الثالثللة‪ ،‬والحاللة الرابعللة أن يكلون بعللد السل م ويطللول الفصل ‪ ،‬فحينمللذ تبطل الصل‬
‫بالكلية‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن نَه َ عن ت ََيه ٍد َأو َل ن ِ‬
‫َاسيا َل ِز َم ُر ُجا ُع ُ»‪.‬‬ ‫َ ْ ُّ َّ‬ ‫َ َ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عمن ترك واجبلا‪ ،‬فإبله ملن تلرك واجبلا يًلع عليله سلًود السلهو‪ ،‬ول يحلرأ لله‬
‫الرجوأ لتدارك هذا الواجع‪ ،‬ويتحق المثال يف الك يف ترك جلسة التحهد األول‪ ،‬فقد اكر المصلنف أبله‬
‫إن ه عن التحهد األول باسيا للم رجوعه ما للم يسلتتم قائملا‪ ،‬لملااا؟ ألبله إن اسلتتم قائملا فإبله حينملذ‬
‫‪184‬‬

‫يكللون قللد شللرأ يف الللركن الللذي بعللده‪ ،‬فحينمللذ يللملله الرجللوأ لعللدم البللداء يف الللركن الللذي بعللده‪ ،‬وهللو‬
‫الستتمام قائما‪ ،‬والركن الذي بعده بوعان‪ :‬ركن كام ‪ ،‬وركن مقصود وهو الذي سنذكره بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه إِ ْن اِ ْس َتت ََّم َقائِما»‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن استتم قائما ولم يقرأ الفاتحة فإبه يكره له الرجوأ‪ ،‬واألفلل أن يسلتمر ويقلرأ الفاتحلة؛ ألن‬
‫الركن األصلر هو الفاتحة‪ ،‬والقيام إبما هو ركن تابع‪.‬‬

‫ت إِ ْن ََ َر َع ِ َا ْل ِه َرا َن ِة ََّل إِ ْن ن َِس َ َأ ْو َج ِه ٍَ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُرم َ َو َب َط َل ْ‬

‫قال‪ :‬وحرم عليه أن يرجع إن شرأ يف القراء كما جاء من حلديث عبلد اهلل بلن ماللك بلن بحينلة‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫وبطلت ص ته بالكليلة إن رجلع بعلد شلروعه يف قراءتله الفاتحلة ملن الركعلة الثالثلة‪ ،‬بل هنلا يكلون سلقط‬
‫الواجع عنه ويحرم عليه الرجوأ إليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل إن بسر فرجع باسيا أو جاه بالحكم فحينمذ يعلذر بالًهل والنسليان يف هلذه المسلألة أل لا‬
‫من دقي الفقه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْت َب ُع َم ْأ ُمام»‪.‬‬

‫دون‬ ‫قال‪ :‬ويتبع المأموم ا مام‪ ،‬المأموم يتبع ا مام يف مسائ منها‪ :‬يف مسلألة السلهو سلواء يف اللنق‬
‫فيلةك ملا بقصله ملن الواجبلات‪ ،‬دون الليلاد فلإن ا ملام إاا زاد شليما ملن أركلان‬ ‫اللياد ‪ ،‬فيتبعه يف النق‬
‫فإبه ل يتابعه عليها‪.‬‬ ‫الص‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن المأموم يتبع ا مام يف السًود إاا وجد موجبله عنلد ا ملام وإن للم يوجلد موجبله‬
‫عند المأموم فيتبعه فيه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن المأموم يتبلع ا ملام يف تلرك سلًود السلهو إن وجلد موجبله عنلد الملأموم‪ ،‬وللم‬
‫يفعله ا مام‪ ،‬عكس الثابية‪.‬‬

‫وا مام يتحم عن المأموم عددا من األشياء‪ ،‬منها‪ :‬السهو‪ ،‬ومنها‪ :‬قراء الفاتحة‪ ،‬ومنهلا قلراء سلور‬
‫الفاتحة‪ ،‬ومنها التسميع وهو قوله سمع اهلل لمن حمده‪ ،‬ومنها السة ‪ ،‬ومنهلا ملا ملر معنلا يف قللية الليلاد‬
‫على التحميد وغير الك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪185‬‬

‫لس ُُا ُد لِ َذلِ َ‬


‫ب ُم ْط َلها»‪.‬‬ ‫ب َا ُّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫أي‪ :‬ويًللع السللًود لللةك الواجللع مطلقللا‪ ،‬ويًللع السللًود يف الحللالت الللث ث التللر أوردهللا‬
‫المصنف‪ ،‬لمن ترك الواجع‪ ،‬سواء قلنا يًع عليه الرجوأ وهو قبل أن يسلتتم قائملا‪ ،‬أو حينملا يكلره لله‬
‫الرجوأ أي إاا استتم قائما وقب قراء الفاتحة‪ ،‬وحين يحرم عليه الرجلوأ‪ ،‬ففلر الحلالت اللث ث يًلع‬
‫عليه سًود السهو‪.‬‬

‫كما قلنا إن من ترك ركنا فتداركه فأتى به فإبه يًع عليه سًود السهو‪ ،‬فكذلك هنا‪.‬‬

‫ب ِ ُرك ٍْن َأ ْو َعدَ ٍد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْبن ِ َع َلى َا ْل َي ِه ِ‬


‫ين َو ُه َا َا ْْلَ َق ٍُّ َم ْن ََ َّ‬

‫كما سب معنا‪ ،‬أن من شك يف الركن فيًع عليله أن يبنلر عللى اليقلين ويًلوز لله أن يبنلر عللى غلبلة‬
‫الظن إن كان إماما‪.‬‬

‫وهنا قول المصنف‪ :‬إن شك يف ركن أو عدد‪ ،‬لم يذكر الواجبات؛ ألن ملن شلك يف الواجلع ل يحلرأ‬
‫له سًود السهو إل يف حالة واحد ‪ ،‬ما هر الحالة؟ وجلود قيلدين‪ :‬أن يحلك يف زيلاد واجلع‪ ،‬وأن يكلون‬
‫الحك يف أثناء الواجع ل بعده‪.‬‬

‫وهذه أوض من بينها صاحع الدلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ :‬آكَدُ َص َال ِة َت َط ُّاعٍ‪ :‬ك ُُساف»‪.‬‬

‫التطوأ‪.‬‬ ‫بدأ يف هذا الفص المصنف بذكر أحكام ص‬

‫التطلوأ كسلوف» ألبله ملا كسلفت الحلمس يف عهلد النبلر ‪ ‬إل وصللى‬ ‫قوله‪« :‬آكد ص‬
‫لها‪ ،‬فدل على أ ا مؤكد ‪ ،‬وقد بلادى النبلر ‪ ‬لهلا‪ ،‬وأل لا آيلة فقلال‪ « :‬ـا زعاا إلـى الصـالة»‪،‬‬
‫إاا شلرعت جماعلة فتكلون‬ ‫فدل على أ ا آكد صلوات التطوأ‪ ،‬وألن القاعلد عنلد أهل العللم أن الصل‬
‫آكد من غيرها يف الًملة‪.‬‬

‫استِ ْس َهان»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬‬
‫الستسقاء ألن الحاجة إليها كبير وسيأا تفصيلها الدرس القادم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فاستسقاء أي فص‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪186‬‬

‫يح»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تراو ُ‬

‫برملان سيأا حكمها‪.‬‬ ‫تخ‬ ‫قال‪ :‬فةاوي وهر ص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ َ « :‬اتْر»‪.‬‬

‫التطوأ‪.‬‬ ‫فوتر بدأ يتكلم المصنف عن الوتر‪ ،‬فإ ا الدرجة الرابعة من حيث آكد ص‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وو ْق ُت ِمن ص َال ِة َا ْل ِع َي ِ‬
‫ان إِ َلى َا ْل َق ُْرِ»‪.‬‬ ‫َ َ ُ ْ َ‬

‫العحلاء أي‬ ‫العحاء إلى الفًر‪ ،‬ابتبه معر‪ ،‬حينما بقلول إن وقتله ملن صل‬ ‫قال‪ :‬ووقت الوتر من ص‬
‫العحاء‪ ،‬وبناء على اللك فلإن ملن جملع المغلرب‬ ‫العحاء‪ ،‬وليس من بعد دخول وقت ص‬ ‫من بعد ص‬
‫المغرب ألبه صلى العحاء‪ ،‬إان العلا يف‬ ‫مع العحاء جمع تقديم‪ ،‬فإبه يًوز له أن يوتر ولو يف وقت ص‬
‫العحاء أل ا توتر الص ‪ ،‬وآخر صلوات اليوم والليلة هر العحاء‪.‬‬ ‫العحاء‪ ،‬العا بص‬ ‫الوتر بص‬

‫قال‪ :‬إلى الفًر‪ ،‬قول المصنف إللى الفًلر دليلهلا أن النبلر ‪ ‬قلال‪ « :‬ـِذا هـاف أحـدكم‬
‫الصبح لياتر بركعة»‪ ،‬فدل على أن منتهاه الفًر‪.‬‬

‫ابظر معر‪ :‬قولهم الفًر يحتم معنيين‪ :‬المعنى األول‪ :‬الفًلر بمعنلى بللوأ الفًلر‪ ،‬والمعنلى الثلاين‬
‫الفًر‪ ،‬فنقول إن المراد الثنان معا‪ ،‬كيف؟‬ ‫أي ص‬

‫بقول إبك توتر إلى بلوأ الفًر‪ ،‬فإاا بلع الفًر وهو أاان الفًر ولم تكلن قلد أوتلرت وقلد اعتلدت‬
‫على الوتر‪ ،‬يًلع أن يكلون للم تلوتر وقلد اعتلدت عللى اللوتر فإبله يحلرأ للك أن تصللر اللوتر وتلرا قبل‬
‫ا قامة‪ ،‬ابظر تصلر الوتر وترا قب ا قامة‪ ،‬يعنر ل تليد عليها ركعة‪ .‬ما الدلي على الك؟!‬

‫أن محمد بن بصر المروزي روى يف كتاب« قيلام الليل » علن علدد ملن الصلحابة أنلن يًلاوز سلتة أو‬
‫عحر بسيت اآلن العدد كلهم كابوا يقولون إن الذي يفوته الوتر ويتذكره بعد بلوأ الفًلر وقبل ا قاملة‪،‬‬
‫فإبه يصليها وترا‪.‬‬ ‫أي قب الص‬

‫إان منتهى الوتر‪ ،‬هو بلوأ الفًر؛ لكن من كان معتادا عليله وبسليه فإبله يًلوز لله أن يصللر اللوتر ل‬
‫الفًر‪ ،‬يصليها مااا؟ يصليها وترا كما هلر معتلاد عللى سلبع‬ ‫قلاء وإبما أداء بعد بلوأ الفًر وقب ص‬
‫يصليها سبع‪ ،‬لثبوت الك عن عدد كبير من الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪187‬‬

‫وأما إن صلى الفًر فسيأا بعد قلي كيلف يكلون قللاهها‪ ،‬أ لا ل تقللى بعلد الفًلر مباشلر وإبملا‬
‫تقلى بعد بلوأ الحمس وتكون شفعا ل وترا‪ ،‬سيأا إن شاء اهلل يف محلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ُّل ُ َر ْك َعة»‪.‬‬

‫قلللال‪ :‬وأقلللله ركعلللة لحلللديث أبلللر أيلللوب األبصلللاري ‪ ‬عنلللد ا ملللام أحملللد وأبلللر داود أن النبلللر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬من أحب أن ياتر بركعة ليقعٍ‪ ،‬ومن أحب أن ياتر بثالث ليقعٍ»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْك َث ُر ُه إِ ْحدَ ى َع ْي َر َة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأكثره إحدى عحلر لحلديث عائحلة ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬للم يكلن يليلد يف الحللر ويف‬
‫السفر على إحدى عحر ركعة‪ ،‬أي يف وتره ♥‪.‬‬

‫وأق الكمال بعم كما اكره المصنف أ ا ث ث‪.‬‬

‫احدَ ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬م ْثنى م ْثنى‪ ،‬وياتِر بِا ِ‬
‫َُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬مثنى مثنى‪ ،‬لما ثبلت يف الصلحيحين ملن حلديث ابلن عملر أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬صـالة‬
‫اللي يستحع فيها أن تكون مثنى مثنى خاصة‪.‬‬ ‫الليٍ مثنى مثنى»‪ ،‬إان ص‬

‫قال‪ :‬ويوتر بواحد ‪ ،‬السنة أن يوتر بواحد ‪ ،‬لما سب من حديث أبر أيوب‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْدنَى َا ْل َم ِ‬
‫ال َث َالث بِ َس َال َم ْي ِن»‪.‬‬ ‫َ‬
‫أيلا من حديث أبر أيوب‪.‬‬
‫والك لما ثبت ً‬

‫قب أن بنتق إلى صفة القنوت‪ ،‬أريد أيها ا خلو األكلارم أن تنتبهلوا لمسلألة مهملة‪ ،‬هلذه المسلألة إاا‬
‫عرفتها ابح عندك إشكال كثير فيما يتعل بالوتر‪ ،‬لنعلم أن عندبا ث ثة سنن بينها عموم وخصوص‪.‬‬

‫عندبا قيام لي ‪ ،‬وعندبا وتر‪ ،‬وعنلدبا تلراوي ‪ ،‬عنلدبا ث ثلة سلنن بينهلا عملوم وخصلوص‪ ،‬أعمهلا قيلام‬
‫اللي ‪ ،‬قيام اللي هو أعم شرء زمابا وعددا‪ ،‬فأما كو ا زمابا فإن قيام اللي يبدأ ملن بعلد المغلرب وللذلك‬
‫كان الصحابة رضوان اهلل عليهم يحييون ما بين العحاءين‪ ،‬فإن إحياء ما بين العحاءين من قيام اللي ‪.‬‬

‫وينتهر قيام اللي إلى الفًر‪ ،‬ومن قيام الليل ‪ ،‬ابظلر وملن قيلام الليل اللوتر‪ ،‬إان اللوتر لليس هلو قيلام‬
‫‪188‬‬

‫اللي وحده‪ ،‬ب هو جلء من قيام اللي ‪ ،‬فأبت تصلر اللي ما شاء اهلل ‪ ‬أن تصلر بدءا من بعلد صل‬
‫المغرب إلى بلوأ الفًر‪ ،‬وإبما منها إحدى عحر ركعة أو أق هر الوتر‪.‬‬

‫‪ ‬الوتر هذا له أحكام ختصه تفارق قيام الليل‪ ،‬ما هي األحكام اليت ختصه؟‬
‫‪ ‬أوَّل‪ :‬ما يتعل بالوقت‪ ،‬اكربا أن قيام اللي يبدأ من بعد المغرب‪ ،‬وأما الوتر فيكون وقتله ملن بعلد‬
‫العحاء‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬الح م الثاين‪ :‬أن الوتر يقلى وأما قيام اللي ف يقلى؛ ألن السنن إاا فلات محلهلا ل تقللى إل‬
‫الوتر كما جاء عند أحمد‪« :‬أن من ات الاتر ليصلها ضحى َقعا»‪.‬‬ ‫‪ ،‬ومما ورد به الن‬ ‫ما ورد به الن‬

‫إان الفرق الثاين أن الوتر يقلى‪.‬‬

‫الفرق الثالث‪ :‬أن الوتر يسن المحافظة عليله دائملا؛ ألبله ملن السلنن المؤكلد حتلى يف السلفر‪ ،‬فلالنبر‬
‫‪ ‬كان يصلر وتره يف السفر‪.‬‬

‫وبناء على الك فإن هذا الوتر إاا اعتدت على خمس واعتاد غيرك على سبع‪ ،‬وغيرك على تسلع‪ ،‬فلإن‬
‫هذه الخمس أو السبع أو التسع هر التر تقليها يف النهار دون باقر قيام اللي ‪.‬‬

‫األمر الرابع يف الفرق بين الوتر وقيام اللي ‪ :‬أبنا بقول إن قيام اللي مثنى مثنى مثنى كما يف حديث ابلن‬
‫عمر وبعم به لعموم حديث النبر ‪ ،‬وأما الوتر فقد ثبت عن النبر ‪ ‬أبله صل ه‬
‫ث ثا سردا‪ ،‬صلى واحد وصلى ث ثا سردا‪ ،‬وصلى خمسا سردا‪ ،‬وصلى سبعا سردا‪ ،‬وصللى تسلعا سلردا‬
‫فيما روي عنه ♥ ولكنه جلس فيها للتحهد‪ ،‬والباقيات تكون سردا ب تحهد‪.‬‬

‫لكن قيام اللي غير الوتر ما تصلر أربعا ل يحلرأ أن تصللر أربعلا‪ ،‬قيلام الليل ل تصللر أربعلا سلردا؛‬
‫لكن تصليها يف الوتر بعم محروعة؛ لكن قيام اللي ل تصللى أربعلا سلردا؛ وللذلك يقوللون‪ ..‬بب ًعلا يًلوز‬
‫لكنه خ ف السنة واألولى؛ ولذلك يقولون ينبنر عليها مسألة يف سًود السهو‪ ،‬يقولون لو أن املرأ صللى‬
‫يف الةاوي أو لقيام اللي ركعتين ثم قام للثالثة بقول يًع عليه أن يرجع ويتحهد‪ ،‬ول يأا بثالثة ورابعلة‪،‬‬
‫باويا ثنتين‪.‬‬ ‫اللي مثنى مثنى ما يلاد عليها‪ ،‬وألبك افتتحت الص‬ ‫لمااا؟ ألن ص‬

‫إان عرفنا الفرق بين الوتر وبين قيام اللي ‪ ،‬بيع قلد يقلول املره ملا اللدلي عللى ك ملك هلذا‪ ،‬أقلول‬
‫‪٦‬‬
‫‪189‬‬

‫النبر ‪ ‬ثبلت عنله يف الصلحي ملن حلديث ابلن عبلاس أبله صللى ركعتلين‪ ،‬هلذا إحلدى بسلخ‬
‫البخاري‪ ،‬عد معر‪ ،‬صلى ركعتين‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وركعتين‪ ،‬وركعتين وركعلة‪،‬‬
‫كم هذه؟ خمسة عحر ركعة‪ ،‬هذه بعله بسلخ البخلاري لليس يف كلهلم‪ ،‬خملس عحلر ركعلة‪ ،‬بقلول وتلره‬
‫إحدى عحر لحديث عائحة‪ ،‬وما زاد هو من قيام اللي ‪ ،‬وكان النبر ‪ ‬يقوم حتى تتفطر قلدماه‬
‫♥‪ ،‬من بول القيام وكثر الركوعات ♥‪.‬‬

‫إان قيام اللي شرء‪ ،‬والوتر شرء آخر‪ ،‬وهذا هو ك م أه العلم‪ ،‬ومثله ما سيأا يف اللةاوي إن شلاء‬
‫اهلل فإن الةاوي حكمها منفص ‪.‬‬

‫ُت َب ْعدَ َا ُّلركُا ِع َندْ با»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْهن ُ‬

‫أي‪ :‬يقنت مطل ًقا يف رملان ويف غيره‪ ،‬واألفل أن يكون القنوت بعد الركلوأ؛ ألبله األكثلر ملن فعل‬
‫النبر ‪ ،‬وروي من حديث عمر وهلو األصل ول يصل رفعله للنبلر ‪ ‬أبله قنلت‬
‫قب الركوأ‪ ،‬فيًوز القنون قب الركوأ؛ لكن األفل واألتلم أن يكلون بعلد الركلوأ ل قبلله؛ لكلن يًلوز‬
‫وثبت عن الصحابة وروي عن النبر ‪ ،‬وقال البيهقر أكثر األحاديث أ ا بعد الركوأ‪.‬‬

‫ـيم ْن ت ََا َّل ْي َ‬ ‫ـت‪ ،‬وتَـا َّلن ِ ِ‬ ‫ت وعـا ِن ِ ِ‬ ‫ال‪َ :‬ال َّلهـم اِه ِـدنِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ُه ُ‬
‫ـت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـيم ْن َعا َ ْي َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ـيم ْن َهـدَ ْي َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ ْ‬
‫ت‪َ ،‬و ََّل َي ِعـ ُّز‬ ‫ب‪ ،‬إِ َّن ُ ََّل َي ِذ ُّل َم ْن َوا َل ْي َ‬
‫َّب َت ْه ِض َو ََّل ُي ْه َضى َع َل ْي َ‬ ‫ت‪َ ،‬و ِقن ِ ََ َّر َما َق َض ْي َ‬
‫ت‪ ،‬إِن َ‬ ‫يما َأ ْع َط ْي َ‬
‫َ‬
‫ار ْك لِ ِ‬ ‫َو َب ِ‬

‫ت»‪.‬‬ ‫ْت َر َّبنَا َو َت َعا َل ْي َ‬ ‫ت‪َ ،‬ت َب َارك َ‬‫َم ْن َعا َد ْي َ‬

‫إلى هنا هذا حديث ورد عند الةمذي وا مام أحمد وغيرهم من حديث الحسن بن عللر ‪ ،‬وجلاء‬
‫يف بعه برقه من بريل شلعبة بلن الحًلاج أن النبلر ‪ ‬قلال للحسلن‪« :‬اجعلهـا يف قناتـب»‪،‬‬
‫فهذا الحديث يستحع أو هذا الدعاء يستحع أن يكون يف القنوت‪.‬‬

‫زاد المصنف‪ :‬لفظة وهر ول يعل من عاديت‪ ،‬هذه ليسلت عنلد أهل السلنن ل أبلر داود ول الةملذي‬
‫وأحمد‪ ،‬وإبما رواها البيهقر‪ ،‬وهر مفهومة مما قبلها‪.‬‬

‫ب ََّل ن ُْح ِص َثنَان‬


‫ب ِمنْ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وبِ َع ْق ِاك ِم ْن ُع ُها َبتِ َ‬
‫ب‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫اك ِم ْن ُسخْ طِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّل ُه َّم إِنَّا َن ُعا ُذ بِرِ َض َ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫ت َع َلى َن ْق ِس َ‬ ‫ْت ك ََما َأ ْثنَ ْي َ‬
‫ب َأن َ‬
‫َع َل ْي َ‬

‫هذا جاء عند ا مام أحمد من حديث علر ‪.‬‬


‫‪190‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم ُي َص ِل َع َلى َالنَّبِ ِ ‪.»‬‬

‫قال‪ :‬ثم يصلر على النبر ‪ ‬أي يف اية دعائه بأبه جلاء يف بعله بلرق الحلديث الحسلن‬
‫بن علر عند النسائر أبه وفيه‪ :‬وصلى اهلل على محمد‪ ،‬فلدل عللى أبله يسلتحع يف ايلة القنلوت أن يصللى‬
‫على ببينا ‪.‬‬

‫وقد رويت أحاديث كثير حتى جمع فيها ابن بحكوال جلءا كام مطبوعلا يف األحاديلث التلر وردت‬
‫على النبر ‪.‬‬ ‫أن من أسباب استًابة الدعاء أن يختم ااك الدعاء بالص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َؤ ِم ُن َم ْأ ُمام»‪.‬‬

‫ويسلتحع للمللأموم أن يلؤمن كمللا جلاء يف حللديث أبلر هريللر وغيلره يف دعللاء النبللر ‪ ‬يف‬

‫القنللوت‪ ،‬والتللأمين للمللؤمن مث ل أجللر الللداعر كمللا قللال اهلل ‪ { :‬ﭒ ﭓ ﭔ} [يللوبس‪،]89 :‬‬
‫وكان موسى ‪ ‬يدعو وهارون أخوه يؤمن‪ ،‬فسمى اهلل ‪ ‬موسى وهارون داعيين‪.‬‬

‫لض ِم َير»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُْ َم ُع إِ َمام َا َّ‬

‫وجوبا‪ ،‬ا مام إاا كان يصلر بالناس فيًع عليه أن يدعو بناء الًملع‪ ،‬بللمير الًملع‪ ،‬فيقلول اللهلم‬
‫اهدبا‪ ،‬ول يقول اللهم اهدين‪.‬‬

‫اع َو ْج َه ُ بِ َيدَ ْي ِ ُم ْط َلها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويمسح َالدَّ ِ‬
‫ََْ َ ُ‬

‫هذا روي فيه عدد من األحاديث منها حديث السائع بن يليد وغيره‪ ،‬وعللى العملوم هلذه األحاديلث‬
‫التر يف الباب‪ ،‬يةتع عليها حكمان‪:‬‬

‫‪ ‬الح ــم اْلول‪ :‬كمللا قللال عبللد اهلل بللن المبللارك أبلله لللم يثبللت عللن النبللر ‪ ‬حللديث يف‬
‫فللها‪ ،‬ك األحاديث التر وردت أن مس الوجه باليدين له فل كذا ل يثبت فيه حديث؛ لكن كما قلال‬
‫الحافظ ابن حًر‪ :‬مًموعها يدل على أن لها أص ‪.‬‬

‫إن بفللرق بللين ثنتللين‪ ،‬مس ل الوجلله باليللدين بعللد الللدعاء وردت أحاديللث وأخبللار كثيللر عللن النبللر‬
‫‪ ‬وعن الصحابة وجمع فيهلا السليوبر جللءا كبيلرا‪ ،‬مًملوأ هلذا المنقلول يلدل عللى أن لله‬
‫أص قاله الحافظ؛ لكن كما قال ابن المبارك ليس له فل ثابت‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪191‬‬

‫إان الذي بفاه ابن المبارك ثبوت فل لمس الوجه بعد الدعاء‪ ،‬واألص محروأ‪.‬‬

‫إان فمس الوجه بعد الدعاء محلروأ للورود أحاديلث أو أخبلار كثيلر يف هلذا البلاب مًموعهلا يلدل‬
‫أو يف غيرهلا‪ ،‬فإبله يحلرأ؛ ألن قولله مطل ًقلا أي يف الصل‬ ‫على ثبوت شرء يف الباب‪ ،‬سواء كان يف الصل‬
‫ويف خارجها‪.‬‬

‫يح ِع ْي ُر َ‬
‫ون َر ْك َعة بِ َر َم َض َ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والت ََّر ِاو ُ‬

‫الةاوي سنة فعلها النبر ‪ ‬ث ث ليال‪ ،‬أو يف ليلتلين‪ ،‬لملااا قلنلا اللك؟ ألبله يف الحلديث‬
‫الذي يف الموبأ أن النبر ‪ ‬لما كان يف الليلة الثالثة أو الرابعة لم يخرج إليهم‪ ،‬فهذا يلدلنا عللى‬
‫الةاوي سنة ص ها النبلر ‪ ،‬وللم يةكهلا النبلر‬ ‫أبه إبما صلى م ليلتين أو ث ثة‪ ،‬إان ص‬
‫‪ ‬بسخا لحكمها‪ ،‬وإبما تركها خحية أن تفرض على أمته‪ ،‬كما جاء يف حديث حذيفلة وغيلره‪،‬‬
‫خحللية أن تفللرض‪ ،‬فبقيللت سللنتها بعللد الللك‪ ،‬ومللا زال المسلللمون يصلللو ا يف عهللد النبللر ‪‬‬
‫وبعده‪ ،‬ما الذي فعله عملر ‪ ‬جملع المسللمين عللى إملام واحلد‪ ،‬فعملر جملع المسللمين بلدل ملا كلابوا‬
‫يصلون يف هذا المسًد مسًد النبلر ‪ ‬كل أبلاس عللى إملام‪ ،‬جمعهلم عللى إملام وكلان ملن‬
‫أقرئهم وهو أبر ‪.‬‬

‫إان الةاوي سنة فعلهلا النبلر ‪ ‬وفعلهلا الصلحابة‪ ،‬وإبملا عملر ‪ ‬ملااا فعل ؟ جمعهلم‬
‫علللى إمللام واحللد بللدل مللا كللابوا يصلللر بعلللهم يف أول اللي ل وبعلللهم يف آخللره‪ ،‬وبعلللهم يف خارجلله‪،‬‬
‫وبعلهم يف داخله‪ ،‬جمعهم يف مكان واحد‪.‬‬

‫الةاوي هذه سنة وهر من قيام اللي ‪ ،‬والةاوي ليست الوتر‪ ،‬ابظر الةاوي ليست اللوتر‪ ،‬ملا اللدلي‬
‫على أ ا ليست الوتر‪ ،‬ما ثبت أن أبر بن كعع‪ ،‬من أبر؟ من أقرأ الناس للقرآن‪ ،‬أبر بن كعع‪ ،‬جملع عملر‬
‫‪ ‬المسلمين يصلوا بعد أبر‪ ،‬أن أبر كان يصلر بالناس اللةاوي ‪ ،‬ثلم ل يصللر معهلم اللوتر‪ ،‬إان اللوتر‬
‫شرء والةاوي شرء آخر‪ ،‬الةاوي لها حكم منفص من الوتر‪ ،‬مختلف عن اللوتر‪ ،‬اللةاوي لهلا أحكلام‬
‫منفصلة؛ لكن الةاوي من قيام اللي ‪.‬‬

‫من صلى الةاوي فقد صلى قيام اللي ؛ لكن الةاوي شرء والوتر شرء آخلر؛ للذلك سليأا يف كل م‬
‫الةاوي مع الوتر مع ا مام‪ ،‬فنحن بصلر مع ا ملام ثل ث ركعلات وتلر فقلط‪،‬‬ ‫المصنف‪ :‬يستحع ص‬
‫‪192‬‬

‫وعحرين تراوي ‪.‬‬

‫إان بللأا لكل م المصللنف‪ ،‬قللال‪ :‬والللةاوي عحللرون ركعللة‪ ،‬المسللتحع أن تكللون الللةاوي عحلرون‬
‫ركعة‪ ،‬كما تصلى يف بيت اهلل الحرام ويف مسًد رسوله ‪ ،‬والدلي على الك أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ما جاء من حديث يليد بن رومان‪ ،‬وبنحوه من حديث السائع بلن يليلد أن عملر ‪‬‬
‫جمع المسلمين فصلى م أبر وغيرهم عحلرين ركعلة‪ ،‬وكلان هلذا بمحللر عملر وعثملان وعللر وبلاقر‬
‫العحر ويؤمهم أبر بن كعع ‪ ،‬وباقر الصحابة‪ ،‬كلهلم كلابوا يصللون‪ ،‬وقلد قلال النبلر ‪:‬‬
‫«اقتــدوا باللــذين مــن بعــدي أبــا ب ــر وعمــر»‪ ،‬عمللر‪ ،‬ففعلل ‪ .‬والظللن أن عمللر إبمللا حللاكى فعلل النبللر‬
‫‪ ‬حينما صلى م يف الليالر الثنتين أو الث ثة‪ ،‬الظن ل أدري‪ ،‬أقول الظن به الك‪.‬‬

‫الدلي الثاين ما هو؟ ا جماأ‪ ،‬فقد حكى إسحاق بن راهوية كما بقله عنه تلميذه إسلحاق بلن منصلور‬
‫كوسج يف مسائله‪ ،‬أبه حكى إجماأ المسلمين على أ م كابوا يصلون عحرين ركعة من عهد الصحابة إللى‬
‫زمابه‪ ،‬إلى زمابه وهم يصلون عحرين ركعة‪ ،‬وهذا يسمى ا جماأ الفعلر‪.‬‬

‫إان فالسنة واألفل أن تصلى عحرين ركعة‪ ،‬ولكن بعه العلماء استحع الليلاد عللى العحلرين يف‬
‫الةاوي ‪ ،‬كما جاء أن سعيد بن جبير فيما روى ابن أبر شيبة أبله كلان إاا جلاءت العحلر األواخلر زاد عللى‬
‫العحرين‪ ،‬كما يفع اآلن يف الحرمين فإبه يلاد عحر‪.‬‬

‫يف آخللر الليل ‪ ،‬إان‬ ‫وبقل ابللن رجللع حينمللا جللاور يف مكللة أن أهل مكللة كللابوا يليللدون هللذه الصل‬
‫فاللياد يف العحر األواخر فعلها السلف رضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫إان والةاوي عحرون هذا هو قول كما اكرت لكم ك م إسحاق بن راهوية واألئمة والدلي عليه‪.‬‬

‫الللةاوي ل تصلللى إل يف رملللان‪ ،‬غيللر رملللان ل تللراوي ‪ ،‬ورملللان‪..‬‬ ‫قللال‪ :‬برملللان‪ ،‬فصلل‬
‫والةاوي لها أحكام تخصها‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن الةاوي إبما تصلى جماعة‪ ،‬ول تصلى فرادى‪ ،‬الذي يقول سأصلر يف بيتلر هلذا‬
‫قيام لي ‪ ،‬ليس تراوي ‪ ،‬األفلل أن تصللر ملع ا ملام ثلم تصللر يف بيتلك زيلاد ؛ لكلن اللةاوي السلنة أن‬
‫تصلى هذا واحد‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪193‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن الةاوي إبما تصلى مثنى مثنى ل تصلى أربع ركعات‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن الةاوي يستحع أن يختم فيها القرآن كام ‪ ،‬كما كان الصحابة يفعلون ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت َُس ُّن‪َ ،‬وا ْل ِات ُْر َم َع َها َج َما َعة»‪.‬‬

‫الوتر معها‪ ،‬إما ث ث ركعات كما هو موجلود اآلن‪ ،‬أو‬ ‫قال‪ :‬الوتر معها أي تسن الةاوي ويسن ص‬
‫عحر ركعات كما يصلى يف العحر األواخر فتكون ث ثين أو ث ث وث ثين ركعة وبحو الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬جماعة‪ ،‬أن تصلى جماعة؛ ألن أبر كان يصلر م الةاوي ثم يخرج فينوب غيره ملن الصلحابة‬
‫فيصلر م الوتر؛ ألن أبر ‪ ‬كان يليد بعد الةاوي قياما كثيرا يف بيته‪ ،‬فلم يرد أن يصلر معهم الوتر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وو ْقتُها بين سن َِّة ِع َي ٍ‬
‫ان َو ِو ْترٍ»‪.‬‬ ‫َ َ َ َْ َ ُ‬
‫الةاوي بعد سنة العحاء‪ ،‬وهذه مسألة مهملة بحتاجهلا فلإن بعله النلاس‬ ‫قال‪ :‬ووقتها أي وقت ص‬
‫الةاوي بوى أن أول ركعتلين ملن اللةاوي وملن السلنة الراتبلة‪ ،‬وبقلول هلذا ل‬ ‫إاا قام مع ا مام يف ص‬
‫يص ؛ ألن هاتين سنتين ل تتداخ ن‪ ،‬وإبما تصلر الفريلة ثم تصلر بعدها الراتبلة ثلم تلدخ ملع ا ملام‬
‫يف الةاوي ‪.‬‬

‫وإاا تأخر المرء عن ا مام فيسلتحع لله أن يصللر الراتبلة وحلده‪ ،‬ثلم يلدخ بعلد اللك ملع ا ملام يف‬
‫الةاوي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َا َّلراتِ َب ُة»‪.‬‬

‫السنة الراتبة هر التر كلان النبلر ‪ ‬يصلليها ويحلافظ عليهلا يف كثيلر ملن أحيابله‪ ،‬وكلان يف‬
‫السفر يةكها أحيابا ويفعلها أحيابا‪ ،‬قلنا إبه يفعلها أحيابا لم لحديث ابن عملر ‪ ‬عنلد الةملذي أبله قلال‪:‬‬
‫حفظت عن النبر ‪ ‬عحر ركعات يف الحلر والسفر‪ ،‬أي فعلها أحيابا يف السفر‪ ،‬وكلان يةكهلا‬
‫أحيابا كما يف حديث عائحة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َا َّلراتِ َب ُة َر ْك َعت ِ‬
‫َان َق ْب ٍَ َال ُّظ ْهرِ»‪.‬‬

‫السنن الرواتع عحر‪ ،‬وهر ركعتان قب الظهر‪ ،‬وركعتان بعدها‪ ،‬وركعتان بعد المغرب‪ ،‬وركعتان بعلد‬
‫العحاء‪ ،‬وركعتان قب الفًر‪ ،‬هر عحر ركعات؛ ألن األحاديث التر جاءت علن النبلر ‪ ‬فيهلا‬
‫‪194‬‬

‫عحر وفيها ثنتا عحر ‪ ،‬واألكثر أ ا عحر وألبه األق فيكون مًلوما‪ ،‬فتكلون الثنتلان األخريلان سلنة لكنهلا‬
‫ليست من الرواتع‪.‬‬

‫لمااا فرقنا بين السنة األربع التر تكون قب الظهر‪ ،‬قلنا ثنتلين راتبلة وثنتلين سلنة‪ ،‬بقلول سلميناها راتبلة‬
‫ألبه يةتع عليها أحكام‪ ،‬أ ا تقلى‪ ،‬وأما غير الراتبة ف يقلى‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أ ا تصلى يف الحلر والسفر‪ ،‬وأما من كان محافظا عليها يف الحلر فيًوز لله تركهلا‬
‫يف السلفر‪ ،‬بحلرط أن يكلون قللد حلافظ عليهلا يف الحلللر‪ ،‬لحلديث أبلر موسللى يف البخلاري‪« :‬إن العبــد إذا‬
‫مرض أو سا ر كتب ل أجر ما يقعل صحيحا مهيما»‪ ،‬كان محافظا عليها يف الحلر‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن السنن الرواتع فعلها مؤكد حتى قال ا ملام أحملد إن اللذي يلةك السلنة الراتبلة‬
‫رج سوء‪ ،‬وقد اكر السفارينر أن مصطل أحمد يف رجل السلوء هلو اللذي يلةك السلنة المؤكلد ‪ ،‬لليس‬
‫معناه أبه آثم‪ ،‬وإبما معنلاه أبله تلرك السلنة المؤكلد ‪ ،‬سلواء قلال هلو رجل سلوء‪ ،‬أو قلال فقلد أسلاء‪ ،‬مطلل‬
‫ا ساء هو ترك السنة المؤكد ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َر ْك َعت ِ‬
‫َان َق ْب ٍَ َا ْل َق ُْرِ‪َ ،‬و ُه َما آكَدُ َها»‪.‬‬

‫حمر النعم‪ ،‬بالسلكون‪ ،‬ألبلك‬


‫لما جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪ :‬أن ركعتين قب الفًر خير من ْ‬
‫حمر بالسكون أي الحمراء‪ ،‬األبعام الحمراء‪.‬‬
‫حمر جمع حمار‪ ،‬وإبما هر ْ‬
‫لو قلت ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َص َال ُة َال َّل ْي ٍِ بِت ََأك ٍُّد»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بتأكد‪ ،‬أي يتأكد على المسلم أن يكون له حظ من اللي ‪ ،‬وأقل قيلام‬ ‫اللي وهو قيام اللي‬ ‫وتسن ص‬
‫اللي ما هو؟ ركعة‪ ،‬كما قال النبر ‪ ‬ألبلر هريلر ‪ ..‬قلال أبلو هريلر ‪ :‬أوصلاين خليللر بلث ث‪،‬‬
‫ومنها أن أوتر قب أن أبام؛ ولذلك المسلم يًع أن يكون له حظ من قيلام الليل ‪ ،‬يًلع وللو بركعلة‪ ،‬وللو‬
‫للتقلي هنا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َأ ْ َض ٍُ ِم ْن َص َال ِة َالن ََّه ِ‬
‫ار»‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل شك أل ا لألحاديث الوارد فيها وهر كثير ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪195‬‬

‫ار ٍئ َو ُم ْست َِم ٍع»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس ُُا ُد تِ َال َو ٍة لِ َه ِ‬

‫ويستحع سًود الت و للقار أي التالر‪ ،‬وللمستمع أي اللذي يرخلر سلمعه‪ ،‬وأملا السلامع فإبله ل‬
‫يحرأ له سًود الت و ‪.‬‬

‫وسًود الت و يف القرآن يف أربعلة عحلر موضلعا‪ ،‬ويف الحلج منله موضلعان‪ ،‬وأملا التلر يف سلور ص‬
‫فكثير من أه العلم وهو المعتمد‪ ،‬أ ا ليست سًود ت و ‪ ،‬وإبما هر سلًود شلكر‪ ،‬وقلال بعللهم‪ :‬إ لا‬
‫سًود ت و كما اكر ابن مفل أ ا األنهر‪ ،‬وعلى العموم فلإن ا ملام أو المصللر إاا كلان عالملا أن هلذه‬

‫السًد أي السًد التر يف سور ص { ﯧ ﯨ ﯩ} [سور ص‪ ، ]24:‬إاا علم أ ا سًد شلكر كملا‬
‫فلإن صل ته بابللة‪ ،‬وأملا إن كلان يلرى القلول‬ ‫هو األنهر من قول أه العلم يف المسألة وسًد يف الصل‬
‫الثاين‪ ،‬كما هو ما استظهره ابن مفل وغيره أبه سًد تل و فإبله حينملذ تصل صل ته‪ ،‬فلإن سلًد ا ملام‬
‫تتابعه؛ ألبه يًوز متابعة ا مام فيما يقب الجتهاد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َ ِب ُر إِ َذا َس َُدَ َوإِ َذا َرك ََع َو َي ُْ ِل ُس َو ُي َس ِل ُم»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويكا إاا سًد للت و لعموم حديث ابن مسلعود ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬كلان يكلا‪ ،‬يعنلر‬
‫يقول اهلل أكا يف ك هوي ورفع‪ ،‬فك هوى ورفع سواء كان لألركان أو للمندوبات كسلًود اللت و فإبله‬
‫يكا‪ :‬أي يقول اهلل أكا؛ لكن ه يرفع يديه؟ بقول‪ :‬ل‪ ،‬ل يرفع يديه؛ ألن السنة لم ترد يف الك‪ ،‬وقلد اكلر‬
‫كلها ل يحرأ فيها رفع اليدين مع التكبير إل يف ك تكبيلر‬ ‫الموف يف الكايف قاعد جميلة‪ :‬وهو أن الص‬
‫ل يسبقها سًود ول يلحقها سًود‪.‬‬

‫إاا متى يحرأ رفع اليدين بالتكبير؟ التكبير‪ ،‬قول‪ :‬اهلل أكا‪ ،‬رفع اليدين هكذا‪ ،‬متلى يحلرأ رفلع اليلدين‬
‫بالتكبير؟‬

‫ل يسلبقها سلًود ول يلحقهلا سلًود‪ ،‬فيحلرأ فيهلا رفلع اليلدين‪ ،‬فلإن‬ ‫بقول يف ك تكبيلر يف الصل‬
‫سبقها سًود كالرفع من الركعة األولى مااا؟ ل ترفع فيها اليلدين‪ ،‬وإن تبعهلا سلًود للهلوي للسلًود ل‬
‫ترفع فيها اليدين‪.‬‬

‫على هذه القاعد واستمساك باألص فإن سًود سهو التكبير للهوي فيه وللرفع منله ل رفلع لليلدين؛‬
‫ألج هذه القاعد ‪ ،‬وهذه القاعد مطرد استثنيت يف موضع واحد اكره يف شرال المنتهى‪.‬‬
‫‪196‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ِ ِ‬


‫ْل َما ٍم ِق َرا َنت َُها ِ ِس ِر َّية»‪.‬‬

‫والًلوس‪ ،‬والتسليم مندوب إليك كما رجحه موسلى يف‬ ‫وقال‪ :‬ويًلس ويسلم أي يف خارج الص‬
‫ا قناأ ليس واجبا‪.‬‬

‫عفوا‪ :‬التسليم هو المندوب إليه؛ ألن الًلوس من لزم السًود؛ لكلن هلذه فائلد يف قلول اهلل ‪‬‬

‫{ ﯧ ﯨ ﯩ} [ص‪ ،]24 :‬الثابية التر يف السًود‪ ...‬العلماء عموما يقولون أبله يسلتحع لملن أراد أن‬
‫يقرأ القرآن وجاءته سًد يستحع له أمور‪:‬‬

‫يستحع له أن يقف فيكون سلًوده ملن هلوي‪ ،‬فيهلوي ويسلًد‬ ‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬بب ًعا يف غير الص‬

‫خارا { ﯧ ﯨ ﯩ} [سور ص‪ ، ]24:‬فيكون خارا من قيام مستحع وليس واجلع وإاا سلًد‬
‫فيكون ً‬
‫وهو جالس ل بأس به‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه يستحع لله أن يسللم سلواء قلنلا إ لا صل ‪ ،‬أو للم بقل إ لا صل ‪ ،‬فحتلى اللذين‬
‫كالحيخ تقر الدين يقول يستحع له أن يسلم‪.‬‬ ‫يقولون إ ا ليست بص‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ِ ِ‬
‫ْل َما ٍم ِق َرا َنت َُها ِ ِس ِر َّية َو ُس ُُا ُد ُه َل َها»‪.‬‬

‫ألبه يسبع إلى اخت ف بين المأمومين يف الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َم ْأ ُما ٍم ُمتَا َب َع ُت ُ ِ َب ْيرِ َها»‪.‬‬

‫أي يف غير السرية؛ ألن المكروه ل يللم متابعته فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس ُُا ُد َُ ْ ٍر ِعنْدَ ت ََُدُّ ِد نِ َعمٍ‪َ ،‬وان ِْد َ ا ِع نِ َه ٍم»‪.‬‬

‫سًود الحلكر مسلتحع وقلد ثبلت علن علدد ملن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم أ لم سلًدوا سلًود‬
‫الحكر‪ ،‬ويكون موجبه عند تًدد النعمة‪ ،‬يعنر جاءتله بعملة أو ابلدفعت عنله بقملة فيسلتحع لله السلًود‪،‬‬
‫فيبطلها‪.‬‬ ‫أما يف الص‬ ‫بب ًعا يف غير الص‬

‫اد تِ َال َو ٍة»‪.‬‬


‫َاس‪ ،‬وها كَسُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْب ُط ٍُ بِ َص َال ُة َب ْيرِ َجاه ٍٍ َون ٍ َ ُ َ ُ ُ‬

‫غير جاه وباس‪ ،‬فمن جاءته بعمة تًددت له بعمة‪ ،‬أو ابلدفعت عنله بقملة وهلو‬ ‫قال وتبط به ص‬
‫ف يًوز له أن يسًد سًود شكر يف أثناء صل ته‪ ،‬بل ل ُبلد أن تكلون خلارج الصل ‪ ،‬ومثلهلا‬ ‫يف الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪197‬‬

‫أيلا ما تكلمنا عن قلية سًد ص‪.‬‬


‫ً‬

‫غير جاه وباس فإبه يعذر فيهما؛ ألن الًه والنسيان يًع ن الموجود معدو ًما‪.‬‬

‫قللال‪ :‬وهللو كسللًود الللت و يف األحكللام‪ ،‬مللن حيللث أبله يسللتحع أن يكللون مللن قيللام ويسللتحع فيلله‬
‫التسليم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْو َق ُ‬


‫ات َالن َّْه ِ َه ْم َسة»‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن أوقات النهر خمسة على سبي البسط‪ ،‬وهر ث ثة على سبي ا جمال‪.‬‬
‫لي ْم ِ‬
‫س»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬م ْن ُط ُلا ِع َ ُْرٍ َث ٍ‬
‫ان إِ َلى ُط ُلا ِع َا َّ‬

‫معةضا‪ ،‬وهو النور‬


‫ً‬ ‫من بلوأ الفًر الثاين أي من حين ما تكلمنا بالدرس األمس حينما يخرج الفًر‬
‫الفًر والراتبة‪ ،‬والوتر لملن‬ ‫الذي ل يتبعه نلمه‪ ،‬من بلوأ الفًر يكون وقت ر‪ ،‬ل يصلى فيه إل ص‬
‫كان محاف ًظا عليه وفاته‪ ،‬لمن كان محافظا عليه العاد وفاته‪.‬‬

‫قال إلى بلوأ الحمس أي بلوأ القرص‪ ،‬وهذا الوقت الطوي األول‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن َص َال ِة َا ْل َع ْصرِ إِ َلى َا ْلغ ُُر ِ‬


‫وب»‪.‬‬

‫العصلر إللى الغلروب‪ ،‬وهلذا هلو الوقلت الثلاين‪ ،‬واكلر المصلنف أبله ملن بعلد صل‬ ‫قال‪ :‬ومن ص‬
‫العصر ألن أكثر األحاديث التر وردت عن النبر ‪ ‬أ ا بينت أن وقت النهر يف العصلر متعلل‬
‫بالص ‪ ،‬هذا أكثر األحاديث‪ ،‬بخ ف الفًر فإبه متعل بالوقت‪.‬‬

‫وبناء على الك فلو أن امرأ صلى الظهر والعصر جميع تقلديم‪ ،‬فنقلول إن النهلر يسلتمر معله ملن أول‬
‫وقت الظهر؛ ألبه صلى العصر؛ لكن لو صلى العصر يف آخر وقت الختيار‪ ،‬جاز له أن يتنف قبلهلا‪ ،‬ومملا‬
‫ل بوقلت الفريللة‪ ،‬أبله قلد جلاء عنلد الةملذي أبله النبلر ‪‬‬ ‫يدل على أن العا بوقت الصل‬
‫قال‪« :‬رحم اهلل امرأ صلى قب العصر أرب ًعا» أي قب دخول الوقت وقب أداء الفريلة‪ ،‬وهذه السنة ليسلت‬
‫راتبة‪ ،‬ف تصلى يف وقت النهر‪ ،‬فدلنا الك أن الصحي وهو ما اكره المصنف أن وقت النهر إبملا يتعلل‬
‫بالص ‪ ،‬وليس متعلقا بدخول الوقت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪198‬‬

‫اعها إِ َلى اِرتِ َق ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َها َقدْ َر ُر ْمحٍ »‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وعنْدَ ُط ُل َ‬

‫قال‪ :‬وعند بلوأ الحمس إلى ارتفاعها قيد رم ‪ :‬أي ارتفاأ يسير وهو وقت قصير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِعنْدَ ِق َي ِام َها َحتَّى َتزُول»‪.‬‬

‫قال وعند قيامها‪ :‬أي قيام قائم الظهير يف كبد السماء بحيث أل يكون هناك يفء كما مر معنلا أملس‪ ،‬أو‬
‫أن يكون الظ قد قصر إلى أق ما يقصر إليه‪ ،‬حتى تلول أي حتى تمي ‪ ،‬وتكلمنا عن اللوال باألمس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬قال َو ِعنْدَ ب ُُروبِ َها َحتَّى َيتِ َّم»‪.‬‬

‫قال وعند غرو ا حتى يتم‪ :‬أي حتى يتم الغروب من حين تبلدأ يف الغلروب وتحلرأ فيله‪ ،‬حلين تحملر‬
‫الحمس إلى كمال غرو ا‪.‬‬

‫هللذه خمسللة أوقللات هللذه األوقللات منهللا وقتللان بللوي ن‪ ،‬وث ل ث أوقللات قصللير ‪ ،‬الث ثللة األوقللات‬
‫فيه‪ ،‬وهو عند بلوأ الحمس حتى ترتفع قيلد رمل ‪ ،‬وعنلد قيلام‬ ‫القصير هر أشد أوقات النهى عن الص‬
‫قائم الظهير حتى تلول ويسمى قبي اللوال‪ ،‬واألمر الثالث عند غروب الحمس‪ ،‬حينما تلةيه الحلمس‬
‫للغروب‪ ،‬هذه أشد أوقات النهر؛ ولذلك يحرم فيها ما ل يحرم يف غيرها‪ ،‬كملا سليأا يف كل م المصلنف‪،‬‬
‫كما جاء يف حديث عبقة بن عامر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْح ُر ُم اِ ْبتِدَ ا ُن َن ْق ٍٍ ِ َيها ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫يحرم ابتداء جميع النف يف هذه سواء كابت من اوات األسلباب أو ملن غيرهلا‪ ،‬ويحلرم البتلداء دون‬
‫الستدامة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َق َضا ُن َ ْر ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل قلاء فرض قلاء الفلرض يقللى يف أوقلات النهلر لقلول النبلر ‪« ‬ملن بلام علن‬
‫أو بسيها فليصلها إاا اكرها فإن الك هو وقتها»‪.‬‬ ‫ص‬

‫ببعللا قللول المصللنف يحللرم فيهللا فعل النوافل مطل ًقللا حتللى قلللاء النافلللة‪ ،‬فللإن قللال امللره فللإن النبللر‬
‫‪ ‬قلى سنة الظهر كما يف حديث أم سلمة بعلد العصلر وهلو وقلت لر‪ ،‬بقلول بإجملاأ أهل‬
‫النبر ‪‬؛ ألن هذا الحديث فيه ث ثلة أفعلال‪ ،‬قللى‬ ‫العلم أن هذا الحديث بعله من خصائ‬
‫‪٦‬‬
‫‪199‬‬

‫هلذه النافللة إللى‬ ‫النبر ‪ ‬راتبة‪ ،‬وقلاها يف وقت ر واستدام النبر ‪ ‬على ص‬
‫أن مات‪ ،‬كذا جاء يف حديث أم سلمة‪.‬‬

‫فباتفاق أن الستمرار على هلاتين اللركعتين يف اتفلاق يعنلر يف الًمللة ل أدري إن كلان فيله خل ف ل‬
‫أعلمه لكن على المحهور يف المذاهع األربعة جميعا أبه ل يصلى بعد العصر‪ ،‬إان باتفاق الصلور الثابيلة‬
‫أ ا من خصائصه أو الحكم الثاين‪.‬‬

‫وكذلك الحكم الذي قبله الثاين والثالث‪ ،‬وإبما الحكم هذا هو عام ألملة محملد قللاء النوافل ؛ ألبله‬
‫♥ قلى سنة الفًر‪ ،‬وقلى سنة العصر فتكرر يف أكثر من موضع‪.‬‬
‫ض و ِع ٍُ ر ْكع َت َطا ٍ‬
‫اف»‪.‬‬ ‫قال‪ََّ :‬ل َق َضا ُن َ ْر ٍ َ ْ َ َ ْ َ‬

‫ركعتر الطواف تصلى يف أي وقت سواء كان وقت ر أو يف غير وقلت لر‪ ،‬لملا روى ا ملام أحملد‬
‫والةمذي من حيث جبير بن مطعم ‪ ‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬يلا بنِلر َعب ِلد من ٍ‬
‫َلاف‪َ ،‬ل َت ْمنَ ُعلوا َأ َحلدً ا‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ار» لم يستثنر ♥ وقتا‪.‬‬ ‫ت‪َ ،‬و َص َّلى َأ َّي َة َسا َع ٍة َشا َء مِ ْن َل ْي ٍ َأ ْو ب ََه ٍ‬
‫اف بِه َذا البي ِ‬
‫َْ‬ ‫َب َ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُسنَّ ُة َ ُْرٍ َأ َدان َق ْب َل َها»‪.‬‬

‫المستثنا فقط سنة الفًر أداء سواء كابت يف البيت أو يف المنلل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص َال ُة ِجنَا َز ٍة َب ْعدَ َ ُْرٍ َو َع ْصرٍ»‪.‬‬

‫الًناز يًوز فعلها يف الوقتين الموسعين‪ ،‬دون الوقتين الملليقين‪ ،‬لحلديث عقبلة بلن علامر‪:‬‬ ‫وص‬
‫الًنلاز ‪ ،‬وأن بلدفن فيهلا موتابلا‪ ،‬إان هلذه‬ ‫مطل ًقلا‪ ،‬وصل‬ ‫فيها أي الص‬ ‫ث ث ساعات ينا عن الص‬
‫الًناز فيها‪ ،‬فالتأكد فيها أشلد فل يصللى فيهلا‬ ‫الث ث ساعات المطولة‪ ،‬أو القصير هذه منهر عن ص‬
‫على الًناز ول تدفن فيها الًناز ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫س َا ْلم َؤ َّد ِاة َع َلى َالر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ :‬ت ِ‬
‫ال َا ْْلَ ْح َر ِار َا ْل َهاد ِر َ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َا ْل َُ َما َع ُة ل ْلخَ ْم ِ ُ‬
‫َُ ُ‬

‫بللدأ المصللنف ‪ ‬يف هللذا الفص ل بللذكر أحكللام الًماعللة‪ ،‬وأول حكللم أورده المصللنف حكللم‬
‫الًماعة‪ ،‬وأن الًماعة واجبة على الرجال األحرار القادرين‪.‬‬
‫فقوله َع َللى َالر َج ِ‬
‫لال يلدل عللى أن النسلاء ل تًلع علليهن الًماعلة‪ ،‬وإبملا تحلرأ لهلن‪ ،‬لقلول النبلر‬ ‫ِّ‬
‫‪200‬‬

‫‪« :‬ل تمنعوا إماء اهلل مساجد اهلل»‪ ،‬وأما األحرار فيقابلله األرقلاء‪ ،‬فلإن الرقيل ل تًلع عليله‬
‫الًماعة؛ ألن الرقي محبوس لمصلحة سيده‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثالـث‪ :‬القلادر؛ ألن العلاجل تسلقط عنله الًمعلة والًماعلة كملا سليأا يف الفصل اللذي‬
‫بعده‪ ،‬والدلي على أن الًماعلة واجبلة عللى الرجلال القلادرين األحلرار‪ ،‬علدد ملن األحاديلث علن النبلر‬
‫‪ ،‬قي إ ا تًاوز عحر دلت بمنطوقها ومفهومها على وجوب الًماعة‪.‬‬

‫فتقام فأخلالف‬ ‫ومن أنهر هذه األدلة ما جاء أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬لقد هممت أن أمر بالص‬
‫إلى أقوام ل يحهدون الًماعة فأحرق عليهم بيوهتم‪ ،‬لول ما فيها من النساء واألبفلال»‪ ،‬فلدل عللى اللك‬
‫أن مخالفة أمر النبر ‪ ‬موجبة للثم‪.‬‬

‫وإبما أمتنع النبر ‪ ‬من هذه العقوبة‪ ،‬لما يةتع عليها من تحري وتعذيع من ل يسلتح‬
‫العذاب وهم النساء واألبفال‪.‬‬

‫لألعملى بةكهلا‪ ،‬وكلذلك قلال‬ ‫ومما يدل على وجوب الًماعة‪ ،‬أن النبلر ‪ ‬للم يلرخ‬
‫العحاء الًماعة‪ -‬إل مناف عليم النفاق‪.‬‬ ‫ابن مسعود ‪ ‬لقد رأيتنا وما يتخلف عنه ‪-‬أي ص‬

‫هذه األدلة وغيرهلا تلدل عللى وجلوب الًماعلة؛ لكلن عنلدبا هنلا مسلألة بًلد هنلا أن المصلنف إبملا‬
‫اشةط لسقوط الًماعة أو اشةط لوجوب الًماعة أن يكوبوا رجال أحرارا قلادرين‪ ،‬وللم يلذكر السلفر‪،‬‬
‫فنقول إن السفر ل يكون مسق ًطا للًماعة من ك وجه‪ ،‬وبنا ًء على الك فلإن المسلافرين إاا كلابوا جماعلة‬
‫اثنين فأكثر وكابوا رجال فيًع عليهم أن يصلوا م ًعا‪ ،‬ولكن المسافر إاا لم يكن معه أحد يف الطري ‪ ،‬فإبله‬
‫يًوز أن يصلى وحده ول يللمه أن يدخ مصر أو أن يًتمع مع أقوام مسافرين ُأخر فيصلر معهم‪.‬‬

‫وهذا المعنى هو الذي أحد المعاين التر أشار لها النبر ‪ ‬يف النهر علن السلفر وحلده‪ ،‬أن‬
‫يسافر المرء وحده‪.‬‬

‫ب إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ ‪َ ،‬أ ْو ُع ْذ ِر ِه‪َ ،‬أ ْو َعدَ ِم ك ََر َاهتِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َأ ْن ُي َؤ ّم َ َق ْب ٍَ َراتِ ٍ‬

‫ا مام إاا كان راتبا فلإن لله حقلا‪ ،‬وإن للًماعلة معله فلل ‪ ،‬الًماعلة األوللى التلر تكلون ملع ا ملام‬
‫الراتع لها فل ‪ ،‬وسأشير له يف مسألة ستأا بعد قلي ‪ ،‬ولكن إاا كان ا مام راتبا يف المسلًد‪ ،‬والمسلًد‬
‫يف الغاللع ل يكللون لله راتللع إل واحللدا‪ ،‬فهلذا ا مللام الراتللع لله حقللوق‪ ،‬والعتللداء عليله افتيللات‪ ،‬ومللن‬
‫‪٦‬‬
‫‪201‬‬

‫الفتيات عليه وهلذه تسلمى الفتيلات عللى ا ماملة الصلغرى‪ ،‬وملن الفتيلات عللى ا ماملة الصلغرى أن‬
‫يتقللدم المللرء فيصلللر مللع حلللوره؛ ولللذلك قللال النبللر ‪« :‬ل يللؤمن الرجل يف سلللطابه‪ ،‬ول‬
‫يًلس على تكته إل بإابه»‪ ،‬فإاا كان المرء اا سلطان ولية‪ ،‬أو أبه اا سلطان خاص بأن كان إماملا راتبلا يف‬
‫المسًد ف يًوز ألحد أن يتقدم عليه‪.‬‬

‫ولذلك يقول المصنف‪ :‬وحرم أن يؤم قب راتع‪ ،‬أي ل يًوز ألحد أن يصللر يف المسلًد اللذي فيله‬
‫راتع‪ ،‬يعنلر يصللر إماملا بالنلاس‪ ،‬ل يًلوز أن يصللر لم يف األصل إل فيملا اسلتثنر وهلر ث ثلة صلور‬
‫سيوردها المصنف بعد قلي ‪.‬‬

‫إان األص أبه ل يًوز أن يتقدم أحد مكان ا مام الراتع‪ ،‬ب قال بعه الفقهاء وناهر ك مهم كملا‬
‫من المنتهى أبه لو تقدم غير ا مام الراتع يف غيلر الصلور الث ثلة التلر سلنوردها بعلد قليل ‪ ،‬فلإن صل هتم‬
‫تكون بابلة‪ ،‬ل يًوز أن ُيتقدم لمخالفة ر النبر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ ‪َ ،‬أ ْو ُع ْذ ِر ِه‪َ ،‬أ ْو َعدَ ِم ك ََر َاهتِ ِ »‪.‬‬

‫أورد المنصف ‪ :‬ث ثة صور‪ ،‬هذه الصلور هلر اسلتثناءات لملا يًلوز فيله أن يتقلدم أحلد عللى‬
‫ا مام الراتع‪.‬‬

‫يا ف ن صلر عنر‪ ،‬كما‬ ‫‪ ‬أولها‪ :‬أن يكون بأابه‪ ،‬والمراد بإابه أي النصر أي األان النصر بأن ين‬
‫أان النبر ‪ ‬ألبر بكلر بلأن يصللر عللى النلاس لملا وعلك ‪ ‬يف وفاتله‪ ،‬فإبله‬
‫♥ قال‪« :‬مروا أبا بكر فيصلر بالناس»‪ ،‬فتقدم أبر بكر بالناس يلدل عللى صلحة صل ته لم‬
‫ب اقتدى الصحابة رضوان اهلل عليهم به‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو عذره‪ ،‬بأن يوجد له عذر‪ ،‬بأن ُيعلم أن ا مام لن يخرج‪ ،‬أن ا مام الراتع للن يخلرج‪ ،‬وأبله لله‬
‫عذرا‪ ،‬إما لمرض أو لبعد وبحو الك‪ ،‬وهذا المابع من الوصول‪.‬‬

‫ومما يتعل بالعذر تأخره حتى يخرج وقت الص ‪ ،‬عبار تسبقها حتى يخرج وقت الصل ‪ ،‬أو يحل‬
‫بالناس محقة خارجة عن العاد فحينمذ يكون بمثابة العذر‪.‬‬

‫‪ ‬الهيد الثالث‪ :‬قال أو عدم كراهته‪ ،‬وعدم كراهته هذه هر التر تسمى با ان العلريف‪ ،‬وصلور ا ان‬
‫العريف كثير ‪ ،‬إما أن يكون ا ان العريف مطل ًقا فيقول إاا تأخرت عن كذا دقيقلة فيصللر أحلدكم‪ ،‬إملا قالهلا‬
‫‪202‬‬

‫بلسابه‪ ،‬أو قالها بحاله وعرفه‪.‬‬

‫ومن صور ا ان العريف‪ :‬أن يكلون الملرء يوجلد يف البللد توقيلت كملا يوجلد عنلدبا ملث أبله يلللم أن‬
‫يكون بين األاان وا قامة مث ثلث ساعة فللو زاد الملرء علن هلذا الوقلت‪ ،‬فإبله بمثابلة ا ان العلريف؛ ألن‬
‫الًهات الرسمية تقول ما بال يًوز أن يتقدم أحد‪ ،‬بحرط أن يكون زاد زيلاد خارجلة علن العلاد ‪ ،‬وهلذه‬
‫تدخ يف عموم ا ان العريف‪ ،‬وأما أن يتقدم ابتداء قب وجود العاد بتقدم أحلد عليله فإبله ل يًلوز‪ ،‬حلرام‬
‫بابلة‪ ،‬ف يتقلدم أحلد؛‬ ‫أن الص‬ ‫واكرت لكم أن بعه أه العلم يقولون وناهر ك مهم وناهر الن‬
‫ألن ا مام الراتع له ح ‪.‬‬
‫يم ِة َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم َا ْْلُو َلى َأ ْد َر َك َا ْل َُ َما َع َة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َك َّب َر َق ْب ٍَ ت َْسل َ‬
‫هذه مسألة مبنية على المسألة التر اكرباها قب يف الدرس الماضر باألمس‪ ،‬وهلو أن الًماعلة تلدرك‬
‫بللإدراك تكبيللر ا حللرام‪ ،‬دللليلهم مللا مللر معنللا أن النبللر ‪ ‬كمللا يف حللديث عائحللة أن النبللر‬
‫العصر قب غروب الحمس فقد أدرك العصر»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال‪« :‬من أدرك سًد من ص‬

‫يف الوقت‪ ،‬فكلذلك ملع‬ ‫فبين النبر ‪ ‬أن من أدرك ركنا يف الوقت‪ ،‬فإبه يكون مدرك لص‬
‫وهللذا يف الصلللوات كلهللا إل ص ل‬ ‫ا مللام فمللن أدرك مللع ا مللام ركنللا واحللدا فإبلله يكللون مللدركًا لص ل‬
‫الًمعة ل تدرك مع ا مام إل بإدراك ركعة كاملة كما جاء يف حديث جابر‪« :‬ملن أدرك‬ ‫الًمعة‪ ،‬فإن ص‬
‫الًمعة» إان الًماعة تدرك ملع‬ ‫الًمعة إسنادها ل بأس به زياد «ص‬ ‫الًمعة» وص‬ ‫ركعة من ص‬
‫ا مام بمااا؟ بالدخول قب التسليم بمقدار تكبير ا حرام‪.‬‬

‫دائما تعرض لنلا وهلر هل األفلل أن أدخل ملع ا ملام األول وقلد أدركلت معله بعله‬
‫وهنا مسألة ً‬
‫الص ‪ ،‬أم أن أدخ مع ا مام الثاين وقد أدركت معه أول الص ‪ ،‬بأن أكون دخلت معه من أولها؟‬

‫بقول‪ :‬يختلف الحال على حالين كما اكر فقهاءبا فإن كان ا مام إما ًما رات ًبا أي إمام المًسلد الراتلع‬
‫فاألفل أن تدخ مع ا مام ولو لم تدرك معه إل تكبير ا حرام؛ ألن الدخول مع ا مام الراتلع أفلل‬
‫من الًماعة الثابية‪ ،‬مراعا لخ ف من لم يصح الًماعة الثابية‪ ،‬كبعه أصحاب مالك‪.‬‬

‫وأما إاا كابت الًماعة األولى ليست جماعة راتبلة‪ ،‬كلأن يكلون المسلًد ل راتلع لله‪ ،‬لليس لله إملام‬
‫راتع‪ ،‬أو أن يكون المسًد مسًد بري يمر به المصلون فيصللر جماعلة خللف جماعلة وهكلذا‪ ،‬أو أن‬
‫‪٦‬‬
‫‪203‬‬

‫الًماعة األولى ليسلت هلر الراتلع الًماعلة األوللى ابتهلت ملن زملان‪ ،‬وهلذه الثابيلة والثالثلة والرابعلة‪،‬‬
‫ففقهاهبا يقولون إن الدخول مع الًماعة يف أولها أوللى ملن أن تلدخ ملع السلابقة‪ ،‬وإن للم تلدخ إل يف‬
‫آخرها‪.‬‬

‫إان أصب عندبا اختلف ل بصدر حكما كليا وإبما يختلف الحال بنا ًء على الحالة األولى أهر راتلع‬
‫أما ل‪.‬‬
‫ط إِدراكِـ ِ راكِعـا‪ ،‬وعـدَ ِم ََـ ِ ِ ِيـ ِ ‪ ،‬وتحريمتِـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْد َر َك ُ َراكعـا َأ ْد َر َك َر ْك َعـة‪ ،‬بِ َي ْـر ْ َ‬
‫َقائِما»‪.‬‬

‫باللدخول بتكبيلر ا حلرام‬ ‫بدأ يتكلم المصنف ‪ ‬عما تدرك به الركعة‪ ،‬سلب أبله تلدرك الصل‬
‫قب الس م وعرفنا دليله‪.‬‬

‫وببدأ اآلن يف ما يتكلم المصنف بم تلدرك الركعلة؟ تلدرك الركعلة بلإدراك الركلوأ‪ ،‬دليلله حلديث أبلو‬
‫بكللللر الثقفللللر ‪ ‬حينمللللا أدرك النبللللر ‪ ‬راك ًعللللا يف الصللللف فركللللع ولللللم يللللأمره النبللللر‬
‫خلف الصلف سلنتكلم‬ ‫وإبما قال‪« :‬ول تعد» أي تعد المحر أو الص‬ ‫‪ ‬بإعاد الص‬
‫خلف الصف بعد قلي ‪.‬‬ ‫عن الص‬

‫تدرك بإدراك الركعة‪ ،‬وعلى هذا عامة أه العلم إل خ فا لبعه أه العلم وهو خل ف‬ ‫إان الص‬
‫يسير يعنر خ ف العامة‪.‬‬

‫ابتبه هذه المسألة مهمة جدًّ ا معنا‪ :‬كيف يكون المأموم مدركًا للركعة؟‬

‫بقول كما اكلر المصلنف بلأن يلدرك إاا أدركله راك ًعلا أدرك الركعلة بمعنلى أن يلأا بالحلد األدبلى ملن‬
‫الركوأ قب أن يرفع ا مام من ركوعه‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ بالُزن اْلول‪ :‬أن يأا بالحد األدبى من الركوأ هذا الًلء األول‪.‬‬

‫‪ ‬الُزن الثاين‪ :‬قب أن يرفع ا مام من ركوعه‪.‬‬

‫ببدأ بالًلء األول‪ ،‬الًلء األول معنى كون المأموم يأا بالحلد األدبلى ملن الركلوأ أملس اكر لا‪ ،‬ملا‬
‫هر؟ أن يأا بوصفين ما هما الوصفان؟‬
‫‪204‬‬

‫أن ينحنر نهره‪ ،‬وأن تص يداه إلى ركبتيله‪ ،‬إان الحلد األدبلى للركلوأ أن يفعل هلذا األملر ‪ ،‬إاا فعل‬
‫المللأموم هللذا الفعل الحللد األدبللى وصلللت يللداه إلللى ركبتيلله مللع ابحنللاء نهللره فقللد أت لى بللالركوأ‪ ،‬الحللد‬
‫المًل ‪.‬‬

‫‪ ‬قبل أن يرفع من الركوو قبول أن يرفوع مون؟ ا موام مون الركوو ‪ ،‬نعورف رفوع ا موام مون الركوو بواحود مون‬
‫اثنني‪:‬‬
‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن يلأا بلأول لفلظ التسلميع بلأن يقلول حلرف السلين ملن سلمع اهلل لملن حملده فللو‬
‫سمعت ا مام أا بأول لفلظ ملن التسلميع قبل أن تصل يلداك إللى ركبتيلك فلسلت بملدرك للركلوأ‪ ،‬إان‬
‫ُيعرف الرفع بأمرين‪:‬‬

‫األمر األول بالتسميع با تيان بأول حرف منه وهو حرف السين من سمع اهلل لمن حمده‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬إاا كان المأموم يرى ا مام بأن كان خلفه مث وليس بعيدا‪ ،‬فإن رآه قد ارتفلع‪ ،‬ارتفلع‬
‫عن الركوأ‪ ،‬ولو لم ُي َّسمع ولو لم يق سمع اهلل لمن حمده فإبه حينمذ يكون لم يدرك الركلوأ ملع ا ملام؛‬
‫ألن الرفع هذا هو واجع بين ركنين‪ ،‬الركن األول الركوأ‪ ،‬والركن الثاين القيام‪ ،‬فهذا واجلع بينهملا‪ ،‬فل‬
‫يكون مدركا للركوأ مع ا مام‪.‬‬

‫كبيرا جلدًّ ا وقلد ببله عنهلا ا ملام أحملد كثيلرا جلدًّ ا وهلر‬
‫ابتباها ً‬
‫ً‬ ‫ولذلك ل ُبد أن بنتبه إلى هذه المسألة‬
‫قلية أن األركان ُيعرف ابتداهها وابتهاهها بالتكبير‪.‬‬

‫قال بحرط إدراكه راكعا عرفناها قب قلي ‪ ،‬وعدم شكه فيه‪ ،‬بمعنى أبه ل يحك أبه دخل قبل الرفلع أو‬
‫بعده فإن كان شك فاألص هو العدم‪.‬‬

‫قائما‪ ،‬هذه مهمة‪ ،‬سب معنا اليوم أو أمس أبنا قلنلا إن القيلام ركلن وشلرط يف ركلن‪ ،‬هلو‬
‫قال وتحريمته ً‬
‫وشرط يف ركن الذي هو مااا؟ تكبير ا حرام‪ ،‬فمن دخ ملع ا ملام يًلع عليله‬ ‫ركن يف مااا؟ يف الص‬
‫قائما يكون واقف ليس ماش ًيا واقف‪ ،‬وليس راكعا يف الطريل ‪ ،‬وهلو واقلف يكلا يقلول‪ :‬اهلل أكلا‬
‫أن يستتم ً‬
‫ثم إاا قال اهلل أكا بعد الك يركع‪ ،‬إان تكبير ا حرام يًع أن تكون وهو واقف وجو ًبا‪ ،‬ليس وجو ًبا بل‬
‫هر شرط لصحة تكبير ا حرام‪ ،‬شرط لها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪205‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َثانِ َية لِ ُّلركُا ِع»‪.‬‬

‫بتكبيلر‬ ‫قال‪ :‬وتسن الثابية‪ ،‬إاا دخ المأموم مع ا ملام وا ملام راكلع‪ ،‬يقوللون إبله يلدخ يف الصل‬
‫ا حرام‪ ،‬فيقول اهلل أكا وهو قلائم ثلم يركلع‪ ،‬يًلوز لله ملن غيلر إعلاد التكبيلر لكلن يسلتحع لله أن يكلا‬
‫تكبيرتين مراعا لخ ف بعه األئمة الذين أوجبوها؛ ألن هلاتين التكبيلرتين ملن جلنس واحلد ويف محل‬
‫واحد فتداخلتا‪ ،‬فيًل المرء أن يكا تكبير واحد ‪ ،‬وهذا هو الظاهر من حديث أبر بكر الثقفر‪.‬‬

‫إان التكبير الثاين للركوأ لملن أدرك ا ملام وهلو راكلع سلنة وليسلت بواجبلة‪ ،‬الواجبلة األوللى؛ أل لا‬
‫تكبير ا حرام ل ُبد أن تكون قائما ل يف الطري ‪ ،‬والثابية تكون يف الطري وهر سنة‪.‬‬

‫آه ُر َها‪َ ،‬و َما َي ْه ِضي ِ َأ َّو ُل َ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وما َأدر َك مع ِ‬
‫ََ َْ َ َُ‬
‫هذه المسألة من المسائ التر ينبنر عليها فروأ كثير ‪ ،‬وقد أورد لها ابن رجلع ‪ ‬يف الفوائلد يف‬
‫آخر كتابه تقرير القواعد بحو من عحلرات المسلائ المنبنيلة عليهلا‪ ،‬وهلر المسلألة ملا هلر؟ هل الملأموم‬
‫المسبوق إاا دخ مع ا مام ه ما أدرك مع ا مام هو أول ص ته أم أبه آخر ص ته؟‬

‫اكر المصنف أن ما أدركه مع ا مام هو آخر ص ته ما هو دلي المصنف؟ قال‪ :‬ملا ثبلت يف الصلحي‬
‫أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إبما جع ا مام ليلؤتم بله فلإاا كلا فكلاوا»‪ ،‬إللى أن قلال يف آخلر الحلديث‬
‫«وما فاتكم فاقلوا»‪ ،‬فرجحوا هذه اللفظة «وما فاتكم فاقلوا»‪ ،‬وبناء على اللك فيكلون اللذي فاتلك هلو‬
‫فتؤديله معله تما ًملا‪ ،‬إان الركعلة الثابيلة التلر‬ ‫فتقليه‪ ،‬والذي أدركته مع ا مام هو آخر الصل‬ ‫أول الص‬
‫أدركتها مع ا مام هر ثابية يف حقه‪ ،‬وثابية يف حقك‪ ،‬والثالثة مع ا مام هلر ثالثلة يف حقله ويف حقلك‪ ،‬التلر‬
‫تأا ا هر األولى‪.‬‬

‫ما الذي ينبنر على هذا؟‬

‫ينبنر عليه مسائ يف قلية قراء سور بعد الفاتحة إاا فاتتك ركعة واحد ه تقلرأ ملع الفاتحلة بقلول‬
‫بعم على هذا الرأي‪ ،‬عرفتم اللدلي كيلف؟ فاقللوا أي فقللر اللذي فاتتلك فقلط وهلر األوللى‪ ،‬فتقللر‬
‫هذه‪ ،‬من األشياء التر تنبنر عليها يف قلية من فاته ركعتان يف المغرب وبحوها وينبنر عليها مسلائ كثيلر‬
‫بقلها ابن رجع‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪206‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيت ََح َّم ٍُ َع ْن َم ْأ ُما ٍم ِق َرا َنة»‪.‬‬

‫ا مام يتحم عن المأموم القلراء لملا ثبلت ملن حلديث جلابر أن النبلر ‪ ‬بإسلناد رجالله‬
‫ثقات أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬من كان له إمام فقراء ا مام لله قلراء »‪ ،‬وهلذا الحلديث وإن كلان فيله‬
‫إرسال إل أن أهل العللم احتًلوا بله؛ ألن لله شلواهد كثيلر ؛ ألن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬ملالر أبلازأ‬
‫القرآن ل تقروا خلفر إل بفاتحة الكتاب»‪ ،‬وهذا السلتثناء اسلتثناء بعلد حصلر فلدل عللى الًلواز ل عللى‬
‫الوجوب؛ ألن األمر بعد الحصر يعيد األمر إلى ما كان عليه قب ‪ ،‬بيع أو يعيده للباحة‪.‬‬

‫عموما برجع لمسألتنا‪ ،‬إان القراء ملع ا ملام يتحملهلا ا ملام‪ ،‬ا ملام يتحمل علن الملأموم القلراء ‪،‬‬
‫الفاتحللة وغيرهللا مطل ًقللا‪ ،‬فل يًللع علللى المللأموم أن يقللرأ الفاتحللة؛ لكللن يسللتحع للله يف السللرية أن يقللرأ‬
‫الفاتحة‪ ،‬يف الظهر والعصر ويف الثالثة والرابعة من المغرب والعحاء استحبا ًبا‪ ،‬بل مؤكلدً ا مراعلا لخل ف‬
‫بعه أه العلم‪.‬‬

‫وأما إاا كابلت الركعلة جهريلة‪ ،‬فإبملا يسلتحع لله القلراء يف السلكتات إن وجلدت سلكتات‪ ،‬فلإن للم‬
‫يًع ا مام سكتات ف تقرأ‪ ،‬والدلي على الك اكرت لكم الحلديث‪ ،‬حلديث جلابر‪ ،‬ويلدل عليله قلول‬

‫اهلل ‪ { ‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ }‪ ،‬قال أحملد‪ :‬أجملع أهل العللم عللى أ لا بلللت يف‬
‫الص ‪ ،‬فإاا قرأ ا مام فيًع على المأموم أن ينصت له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس ُُا َد َس ْها»‪.‬‬

‫هذا تقدم أن المأموم يتبع ا مام فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتِ َال َو ٍة»‪.‬‬

‫وكذلك الت و إاا ت ا مام فإن المأموم يتبعه فيها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُست َْرة»‪.‬‬

‫ويتحملها ا مام‪ ،‬لدليله حديث ابن عباس ‪ ‬أبه أتى النبر ‪ ‬يف حلج وكلان عللى أتلان‪،‬‬
‫فةك األتان يرتع بين الصفوف‪ ،‬ولم تنقطع الصفوف به‪ ،‬فسة ا مام سة لمن بعده‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪207‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ودعان ُقن ٍ‬


‫ُات»‪.‬‬ ‫َ َُ َ‬
‫ودعاء القنوت يتحمله ا مام‪ ،‬فا مام هو الذي يدعو‪ ،‬والمأموم ل يًوز له الدعاء وإبما يلؤمن فقلط‪،‬‬
‫فقط يؤمن‪ ،‬بب ًعا عندما بقول أبه يؤمن دلنا على أن المأموم إبما يذكر التأمين فقط‪ ،‬أو ما كان جمللة مفيلد‬
‫جنسها محروأ يف الص ‪ ،‬كسبحان اهلل‪ ،‬فإما أن تقول آمين‪ ،‬أو أن تقول سبحان اهلل أو أن تسكت غير هلذه‬
‫األمور ل ُيحرأ؛ ألن بعه الناس ملن الملأمون يلأا بكل م لليس جمللة مفيلد كامللة‪ ،‬مثل بعله النلاس‬
‫عندما يأا ا مام يف القنوت فيثنر على الًبار ‪ ‬فيقلول يلا اهلل‪ ،‬يلا اهلل ملااا؟ أجلع ل ُبلد أن تكلون كلملة‬
‫جنسها موجود يف الص كسبحان اهلل وآمين وبحو الك‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َي ُّهدا َأ َّو َل إِ َذا ُسبِ َق بِ َر ْك َع ٍة»‪.‬‬
‫هذه سب الحديث عنها قب قلي ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِ ْن ُي َس ُّن َأ ْن َي ْه َر َأ ِ َس َ تَاتِ ِ َو ِس ِر َّي ٍة»‪.‬‬
‫بعم تقدم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َل ْم َي ْس َم ْع ُ لِ ُب ْع ٍد ََّل َط َر ٍ‬
‫ش»‪.‬‬
‫قال إن المأموم إاا كان بعيدً ا‪ ،‬وكان ل يسمع ا مام فإبله يسلتحع لله أن يقلرأ كلذلك؛ لكلن إن كلان ل‬
‫يسمعه لطرش وهو الصمم‪ ،‬وعدم القدر على السماأ‪ ،‬فإبه ل يقرأ ألبه إن قرأ شوش على من بًاببه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َل ُ َالتَّخْ ِق ُ‬
‫يف َم َع َا ْ ِ‬
‫ْلت َْما ِم»‪.‬‬
‫لحديث معاا وأمر النبر ‪« ‬من أ َّم الناس أن يخفف»‪.‬‬
‫يٍ َا ْْلُو َلى َع َلى َال َّثانِ َي ِة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْط ِا ُ‬

‫لفعله ♥ ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وانْتِ َظار د ِ‬
‫اه ٍٍ َما َل ْم َي ُي َّق»‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫كما كان ♥ يفع كذلك‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)7‬‬

‫(‪ )7‬اية المًلس السابع‪.‬‬


‫‪208‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ يف هذا الفص يتكلم المصنف ‪ ‬عن أحكام ا مامة‪ ،‬األحكام المتعلقة با مام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْْلَ ْق َر ُأ َا ْل َعالِ ُم ِ ْه َ َص َالتِ ِ َأ ْو َلى ِم ْن َا ْْلَ ْ َه ِ »‪.‬‬

‫بللدأ المصللنف ‪ ‬يف الحللديث عللن مسللألة وهللر قلللية مللن األولللى با مامللة‪ ،‬وفائللد معرفللة مللن‬
‫األولى با مامة مهمة‪ ،‬من فوائدها‪:‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬أبله إاا وجللد تنلازأ علللى ا ماملة فمللن يقلدم مللن هلذين الثنللين أو الث ثلة المتنللازعين علللى‬
‫ا مامة أيهم يقدم‪ ،‬فنقدم باعتبار المعيار الحرعر الذي اكره الفقهاء‪ ،‬هذه مسألة‪.‬‬

‫أن يتقلدم المفللول عللى الفاضل فيملا يتعلل‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أن الفقهاء يقولون يكره يف الص‬
‫ذا التقديم الذي أورده الفقهاء بناء على النصوص التر وردت‪.‬‬

‫إن كان عارفا القراء ‪.‬‬ ‫إان فتقدم األق قراء على األقرأ مكروه؛ لكن تص الص‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن األقرأ‪ ،‬فقال‪ :‬األقرأ العالم فقه ص ته أولى من األفقه‪ ،‬عندبا األقرأ والقلار ‪،‬‬
‫وعندبا الفقيه واألفقه؛ ولذلك الفقهاء هذه الًملة الحقيقة تحم صورا‪.‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬ما المراد باألقرأ؟‬

‫المراد باألقرأ أهمها وصفان‪ :‬جود القراء وكثر المحفوظ‪ ،‬والمقدم منهما جود القراء ‪ ،‬سلأوردها‬
‫بعد قلي مرتبة‪ ،‬ما المراد بًود القراء ابتبه معر‪ ،‬المراد بًلود القلراء أول‪ :‬إخلراج الحلروف مخرجلا‬
‫صحيحا‪ ،‬فلو كان المرء حافظا القرآن كله لكنه ينطب بعد الحروف بطقا غير صحي فليس األقرأ‪.‬‬

‫إان المعيار األول المقدم جود القراء ‪ ،‬وأهم ما يأا فيها قلية الحروف أن تخرج الحروف مخرجا‬
‫‪٦‬‬
‫‪209‬‬

‫صحيحا‪.‬‬

‫ولذلك فإن بعه الناس ل يخلرج بعله الحلروف لعًملة وبحلوه‪ ،‬فل يتقلدم إل بمثلله‪ ،‬ول يتقلدم‬
‫على غيره‪ ،‬وخاصة إن كابت مخارج الحروف تغير المعنى‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين يف معنى اْلجـاد قـرانة‪ :‬أن يكلون عالملا بعللم التًويلد‪ ،‬فلإن عللم التًويلد ملن جلود‬
‫القراء ‪ ،‬باخت ف برق أه األداء يف قلية التًويد واخت فهم من حال إلى حال‪ ،‬إان عللم التًويلد هلو‬
‫المتعل به علم األداء‪.‬‬

‫إان األجود قراء بمخارج الحروف‪ ،‬وبالتًويد‪.‬‬

‫ليس المراد باألجود قراء األبدى صلوتا‪ ،‬أبلدا‪ ،‬ولليس الملراد بلاألجود قلراء األعللى صلوتا‪ ،‬ولليس‬
‫المراد باألجود قراء الذي يقرأ بمقامات‪ ،‬فإن علملاء األداء كرهلوا اللك إن للم ينهلوا عنله‪ ،‬فقلد اكلر ابلن‬
‫النانم عن أبيه ابن الًلري يف آخر شرال متن أبيه‪ ،‬أن أباه ابن الًلري إمام زمابه يف التًويلد والقلراءات‪،‬‬
‫كره القراء بالمقامات؛ ولذلك الفقهاء يًعلون العلا بًلود القلراء بلأمرين‪ :‬المخلارج وعللم التًويلد‪،‬‬
‫الذي هو يسمى بلحون العرب‪.‬‬

‫وأما التلحين وأما المقامات فك هذا ل عا به‪ ،‬ل علا بله مطلقلا‪ ،‬بل قلد يكلون مكروهلا يف بعله‬
‫المواضع عند عامة الفقهاء‪.‬‬

‫ابتهينا من األجود قراء ‪.‬‬

‫إان يقدم األجود قراء ‪ ،‬ثم يليه األكثر قرآبا‪ ،‬بمعنى أن يكون حافظا القرآن أكثر من غيره‪ ،‬فلإن اسلتووا‬
‫يف الًود‪ ،‬بظربا يف أكثر الحفظ‪ ،‬فإن استووا يف الحفظ أصبحوا سواء فكلهم قار ‪.‬‬

‫إان يكون الةتيع على هذا النحو‪ :‬أول‪ :‬يقدم األجود قراء األفقه‪ ،‬فإن استووا فنقلول يقلدم األجلود‬
‫الفقيه‪ ،‬فإن استووا قلنا يقدم األكثر قرآبا األفقه‪ ،‬فإن استووا قلدمنا األكثلر قرآبلا الفقيله‪ ،‬فلإن اسلتووا قلدمنا‬
‫القار منهما‪.‬‬

‫ببعا هذا على سبي ا جمال‪ ،‬أوردت خمسا وبعلهم يًعلها تسعا كبعه شراال المنتهى‪.‬‬

‫إان قال األقرأ‪ ،‬وعرفنا األقرأ أبه بوعان‪ ،‬إما األجود أو األكثر‪.‬‬
‫‪210‬‬

‫األعلم لفقه ص ته بوعان‪ :‬إما أن يكون األفقه‪ ،‬أو أن يكون فقيها‪.‬‬

‫قال‪ :‬األولى من األفقه الذي كان أق قراء ‪ ،‬ثم إن اسلتووا يف اللك كلله فإبله يقلدم األسلن‪ ،‬أي األكلا‬
‫سنا‪ ،‬ثم بعد الك األشرف‪ ،‬والمراد باألشرف أن يكون قرشليا‪ ،‬الحلرف خلاص يف ا ماملة بقلريش‪ ،‬لقلول‬
‫النبر ‪« :‬قدماا قرييا وَّل تهدماهم»‪ ،‬متى يقدم؟ إن استووا يف القلراء ويف الفقله ويف السلن‪،‬‬
‫قدم القرشر على غيره‪.‬‬

‫فإن كابا قرشيين معا قدم الهاشمر على غيره؛ ألن الهاشمر أشرف‪« ،‬قدماا قرييا وَّل تهدماهم»‪.‬‬

‫ثم بعد الك يقرأ بينهم‪ ،‬وبعلهم يقول‪ :‬ثم األتقى ثم يقرأ‪.‬‬
‫ف َ ِ‬
‫اس ٍق»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت َِص ُّح َه ْل َ‬

‫لعدم أمابته وعدم الثقة بص ته‪.‬‬

‫ف َب ْيرِ ِه»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل ِ جمع ٍة و ِع ٍ‬


‫يد َت َع ُّذرا َه ْل َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬

‫ألن الًمعة من التصلرفات الولئيلة فيهلا معنلى ا ان‪ ،‬وغالبلا أل يصللر يف الًمعلة والعيلد إل وللر‬
‫األمر أو من بابه‪ ،‬بخ ف سائر الًماعات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل إِ َم َام ُة َم ْن َحدَ ُث ُ َدائِم»‪.‬‬

‫الفقهللاء يقولللون إن مللن كللان حدثلله دائمللا‪ ،‬كللأن يكللون دائ لم البللول‪ ،‬مسللتمر بوللله‪ ،‬أو أن يكللون دائللم‬
‫استط ق الري ‪ ،‬أو أن يكون جرحه يثعع دما‪ ،‬أو أن يكون كثير المذي‪ ،‬مذا ًء مستمرا بسبع مرض‪ ،‬فهلذا‬
‫الرج له أحكام تخصه أوردها بسرعة‪.‬‬

‫‪ ‬أول هذه اْلح ام‪ :‬أبنا بقول إن اهلل ‪ ‬قد خفلف عنله يف بقله الوضلوء‪ ،‬فل ينلتقه وضلوءه‬
‫ذا الحدث إل أن يكون قاصدا خراجه أو أن يأتيه باقه آخر‪ ،‬ف ينتقه وضوءه بالحدث الدائم‪.‬‬

‫من الصلوات الخمس المفروضة كملا يف حلديث حمنلة‪ ،‬هلذا األملر‬ ‫وإبما يللمه أن يتوضأ لك ص‬
‫األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن اهلل ‪ ‬خفف كذلك يف النًاسة التر تخرج منه‪ ،‬فإن النًاسة التلر تخلرج منله‬
‫لمحقة التحرز منها فإبه ُيعفى عن تطهيرها‪ ،‬هر بًسة لكن يعفى عن تطهيرهلا لكلن يللمله أن يسلتنًر إن‬
‫‪٦‬‬
‫‪211‬‬

‫كان المح ‪ ..‬على المح النًاسة عند ك ص ‪ ،‬وأن يًع ملا يمنلع وصلول النًاسلة إللى سلائر بدبله‬
‫وثيابلله‪ ،‬إمللا كلصل علللى الًللرال‪ ،‬أو شللرء مللن الم بللس الداخليللة‪ ،‬الللدلي ‪ :‬أن النبللر ‪ ‬أمللر‬
‫المستحاضة أن تعصع وكابت حمنة ‪ ‬تصللر وتًعل تحتهلا بسلتا ويف الطسلت أثلر حملر وصلفر ‪،‬‬
‫فدل على أبه يعفى عن أثر التنًيس‪ ،‬وهذا من العفو للمحقة‪.‬‬

‫وهنا مسألة من كان يكثر منه قلية خروج البول‪ ،‬فإن هذا يقول أه العللم ملن بلاب األدب إاا قللى‬
‫حاجته فإبه يمكث يف مكابه قلي ‪ ،‬ول يطي ؛ ألن ا بالة يف مكان قلاء الحاجة منهلر عنله‪ ،‬ثلم إاا قللى‬
‫من الك استحع بعه أه العلم كملا ملر معنلا قللية النلة والسللت ملث ‪ ،‬ثلم بعلد اللك يسلتنًر‪ ،‬وإاا‬
‫قلى من استنًائه فإبه يرش م بسه كما جاء عند أبر داود من حديث ابن عباس‪ ،‬ينل م بسه‪ ،‬بحيلث‬
‫إاا خرج منه شرء بعد الك يعنر يصب عنده نن إما أن تكون من الماء الذي بلحه وإما أن تكلون بلول‪،‬‬
‫لكر تطرد عنه الوسواس بالكلية‪.‬‬

‫ثم بعد الك يصلر مهما كان قد خرج منه شرء يعفى عنه‪.‬‬

‫قي للمام أحمد‪ :‬فإن احتحى بقطنة‪ ،‬قال‪ :‬شدد على بفسه فحدد اهلل عليه‪.‬‬

‫ل يللمك أن تلع شيما على المح لتنظر ه خلرج شلرء أم ل‪ ،‬إاا فعللت اللك فقلد خالفلت السلنة‬
‫وشددت على بفسك‪ ،‬فإن رأيت بًاسة فتوضأ‪ ،‬وإل فاألص أبت معفو عنك‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن من كان حدثه دائم كما اكرت لكم مخفف عليه من جهتين‪ :‬من حيث بقه الوضوء‪ ،‬وملن‬
‫حيث الطهار ‪ ،‬فلذلك فإبه من بلاب التخفيلف عنله‪ ،‬فطهارتله ليسلت كامللة ملن كل وجله؛ وللذلك يقلول‬
‫فقهاهبا رحمة اهلل عليهم‪ :‬إبه ل تص إمامته بغيره‪.‬‬

‫ح ُ‬
‫يـٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُأم وها من ََّل يح ِسن َا ْل َقاتِحةَ‪َ ،‬أو يدْ ِبم ِيها حر ا ََّل يـدْ بَم َأو ي ْلحـن َلحنـا ي ِ‬
‫ُ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َْ‬ ‫َ ِ ٌّ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ‬
‫َا ْل َم ْعنَى إِ ََّّل بِ ِم ْث ِل ِ »‪.‬‬

‫قللال‪ :‬وأمللر‪ ،‬المللراد بللاألمر للليس الللذي ل يقللرأ ول يكتللع‪ ،‬وإبمللا الللذي ل يحسللن قللراء الفاتحللة‬
‫خصوصا‪ ،‬ف تص ص ته بمن خلفه‪ ،‬ثم ضرب أمثلة لعدم إحسان القراء ‪ ،‬إملا لعلدم حفظهلا‪ ،‬أو لكوبله‬
‫يدغم حرفا ل يدغم‪ ،‬مث بعه الناس بسمعهم يقرهون‪ :‬الحمد هلل رب العلالمين‪ ،‬فلأدغم هنلا ولليس هنلا‬
‫مح إدغام‪.‬‬
‫‪212‬‬

‫قال‪ :‬أو يلحن فيها لحن يحي المعنى‪ ،‬الفقهاء عندهم لحلن جللر وخفلر‪ ،‬واللحلن الخفلر والًللر‬
‫عند الفقهاء يختلف عن الخفر والًلر عند علماء األداء وا قراء‪.‬‬

‫فإن الًلر عند الفقهاء هو ما غير المعنى‪ ،‬مث أن يقول المرء يف قراء الفاتحة‪ :‬بدل إياك يقول‪ :‬إيلاك‪،‬‬
‫بابلة‪ ،‬ل تص ‪.‬‬ ‫أبعمت‪ ،‬فحينمذ يختلف المعنى فتكون الص‬
‫ُ‬ ‫أبعمت يقول‪:‬‬
‫َ‬ ‫فحينمذ أو بدل أن يقول‪:‬‬

‫إان اللحن الًلر عند الفقهاء هو الذي يحي المعنى ويغيره إلى معنى سرء‪.‬‬

‫وأما اللحن الخفر فهو الذي ل يغير المعنى وإن كان ناهرا‪ ،‬فلو أن امرأ قلال‪ :‬بلدل أن يقلول‪ :‬الحملدُ‬
‫هلل رب العلالمين‪ ،‬قلال‪ :‬الحملدَ هلل رب العلالمين‪ ،‬صلحت صل ته‪ ،‬وعلد الفقهلاء هلذا اللحلن لحنلا خفيلا؛‬
‫ولذلك يًع أن بفرق بين اللحن الخفر عند الفقهاء وعند علماء األداء وا قراء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ََذا َم ْن بِ ِ َس َل ُس َب ْا ٍل»‪.‬‬

‫تقدم أبه داخ يف إمامة من حدثه دائم‪.‬‬


‫اد‪َ ،‬أو ُقع ٍ‬
‫اج ٍز عن ركُا ٍع وسُ ٍ‬
‫اد َون َْح ِا َها»‪.‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع ِ َ ْ ُ‬
‫سلواء كلان اللركن ركنلا قوليلا أو ركنلا فعليلا‪،‬‬ ‫بقول إن المرء إاا كان عاجلا عن ركن من أركان الص‬
‫فإبه ل يص أن يصلر إل بمثله إل يف صور مستثنا ستأا بعد قلي ‪ ،‬فمن كان عاجلا عن القيلام ل يًلوز‬
‫له أن يصلر بالقادرين على القيام‪ ،‬ب يًع عليهم أن يصلر بمثله أو يقدم رج قادرا على القيام‪.‬‬
‫َاب ن ََُاس ٍة َأ ْو اِستِ ْه َب ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو اِ ْجتِن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫كذلك الذي ل يستطيع أن يًتنع بًاسة‪ ،‬أو يستقب القبلة ل يص أن يصلر بغيره إل بمثله‪.‬‬

‫اد ٍر إِ ََّّل َراتِبا ُر ِج َ ز ََو ُال ِع َّلتِ ِ »‪.‬‬


‫اج ٍز عن ِقيا ٍم بِ َه ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َع ِ َ ْ َ‬
‫وهو أن يكون عاجلا عن القيلام‪ ،‬فإبله يًلوز‬ ‫يستثنى من العاجل عن القيام صور واحد ورد ا الن‬
‫له أن يصلر بالقلادرين عللى القيلام لكلنهم يصللون خلفله جلوسلا؛ ألن النبلر ‪ ‬لملا كُحلحت‬
‫ساقه صلى بالناس جالسا ♥‪ ،‬وقال‪« :‬إذا صلى اْلمام قائما صلاا قيامـا‪ ،‬وإذا صـلى جالسـا‬
‫صلاا جلاسا أجمعان»‪ ،‬فدل الك على أن ا مام يًلوز لله أن يصللر وهلو علاجل علن القيلام فقلط دون‬
‫الركوأ والسًود‪ ،‬فقط القيام‪ ،‬يصلر بالمأمومين القادرين على القيام؛ لكن بحربين‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪213‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون إماما راتبا‪ ،‬يًع أن يكون هو ا مام الراتع‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن تكون علته يرجى زوالها وبرهها قريبا‪.‬‬

‫وأما إن كابت علته دائمة علدم القلدر عللى القيلام فل تصل إمامتله‪ ،‬داخللة يف الصلور األوللى التلر‬
‫اكرهتا قب قلي ‪ ،‬والدلي ما اكرت لكم قب قلي ‪ ،‬وحينمذ فإن المأمومين يصلون خلفه قعودا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُم َم ِي ٍز لِ َبالِ ٍَ ِ َ ْر ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫الفقهاء يقولون ل يص أن يصلر غير البالغ وهو المميل ألن من دون سبع سنوات أص صل ته غيلر‬
‫صحيحة ابتداء؛ لكن المميل ل تص ص ته بالبالغ الدلي على الك ما جاء عن ابن مسعود ‪ ‬أبله قلال‪:‬‬
‫ل يأمن صبر يف فرض حتى يقام عليه الحد‪ ،‬أي إاا بلغ‪.‬‬

‫فللدل علللى أن الصللبر الللذي يكللون دون سللن البلللوغ ل يص ل أن يللؤم غيللره يف الفريلللة دون النافلللة‬
‫للحديث الذي جاء عن ابن مسعود وروي عن غيره كذلك‪.‬‬

‫ما جاء عن عمر بن أبر سلمة ‪ ‬أبه صلى بالناس‪ ،‬فنقول إما أن يكون محمول الك على النافللة‪ ،‬أو‬
‫أن عمر كما قال بعه أه العلم كان بالغا‪ ،‬فإن عمر زوج أمه أم سلمة ‪ ‬وصلى بالناس‪ ،‬فدل عللى أبله‬
‫كان بالغا‪ ،‬وإن كان عمره عحلر فلإن بعله النلاس قلد يبللغ قبل العاشلر ؛ وللذلك لملا احلتج عللى أحملد‬
‫بحديث عمر بن أبر سلمة قال‪ :‬وما يدريك أبه لم يك بالغا‪ ،‬لعله كان بالغا‪.‬‬
‫ال و ُهن ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫َاث»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ا ْم َر َأة لرِ َج ٍ َ‬

‫المرأ ل تص إمامتها للرجال‪ ،‬وكلذلك الخنلاث‪ ،‬الخنثلى هلو اللذي لله آلتلان‪ ،‬آللة رجل وآللة أبثلى‪،‬‬
‫والخنثى اآلن أصب سه اكتحاف أمره أهو رج أم أبثى عن بري تحلي الدم‪ ،‬فليمكن اآلن علن بريل‬
‫معرفللة الكروموسللومات معرفللة هل هللذا الللذي للله آلتللان آلللة اكللر وأبثللى أهللو اكللر أم أبثللى؛ ولللذلك فللإن‬
‫المباحث المتعلقة بالخنثى المحك أغلبها ابحلت اآلن‪ ،‬وا سنوي من فقهاء الحافعية له كتاب ضخم يف‬
‫ث ثة مًلدات يف أحكام الخنثلى المحلك ‪ ،‬وهلذه ملن األحكلام التلر بنيلت عللى حلال تغيلرت بلاخت ف‬
‫اللمان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪214‬‬

‫ف مح ِد ٍ‬
‫ث َأ ْو ن ِ‬
‫َُ ٍ‬
‫س»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َه ْل َ ُ ْ‬

‫لما سب من حديث أبر هرير ‪.‬‬

‫ت لِ َم ْأ ُما ٍم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َج ِه َال َحتَّى اِ ْن َه َض ْ‬


‫ت َص َّح ْ‬

‫لفع النبر ‪ ‬حينما صلى ويف بعله بًاسة‪.‬‬

‫ان َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫ان و َ ْأ َ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُت َْر ُه إِ َم َام ُة َل َّح ٍ َ‬

‫قال‪ :‬ا مام إاا كان لحابا لحنا خفيا‪ ،‬ليس لحنا جليا‪ ،‬وإبما اللحن لحنا خفيلا فتكلره صل ته‪ ،‬وكلذلك‬
‫الفأفاء الذي يستمر يف الفاء فففف‪ ،‬والتأتاء كذلك‪ ،‬فإبه تكره ص ته‪.‬‬
‫ف َا ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْل َما ِم»‪.‬‬ ‫اف َا ْل َم ْأ ُمام َ‬
‫ين َه ْل َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ُو ُق ُ‬

‫بدأ يتكلم عن موقف المأمومين خلف ا مام‪ ،‬وبين أن للمأمومين مع ا ملام ثل ث حلالت يصللو ا‬
‫إاا كابوا جماعة‪ ،‬وبدأ بذكر أفللها وهو أن يصلوا خلف ا مام‪.‬‬

‫ك م المصنف ابتدا ًء‪ ،‬ثم بحرال ك مه جملة جملة‪ ،‬بقول المأمومون مع ا ملام إملا أن يكلون‬ ‫ألخ‬
‫المأمومون أو يكوبلوا أكثلر ملن واحلد‪ ،‬فلإن كلان الملأمومون أكثلر ملن واحلد فاألفلل أن يكوبلوا خللف‬
‫ا مام؛ ألن النبر ‪ ‬كان يف ص ته كلها يصلر والملأمومون خلفله‪ ،‬هلذه الحاللة األوللى‬
‫وهر األفل ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون معه مأمومون‪ ،‬فيًوز أن يصلر المأمومون عن يمينه أو عن يمينه وشلماله‬
‫معا‪ ،‬يًوز؛ ألن إبراهيم النخعر‪ ..‬ألن ابلن مسلعود ‪ ‬صللى وعلن يمينله األسلود وعلن يسلاره يليلد بلن‬
‫أسود النخعر‪ ،‬عن يمينه اليليد‪ ،‬وعن يساره األسود النخعيان‪ ،‬ثلم للم ابفتل ملن صل ته قلال‪ :‬هكلذا فعل‬
‫النبر ‪.‬‬

‫فدلنا الك على أبه يًوز أن يصلر المأمومين ملن غيلر كراهلة علن يمينله وعلن شلماله‪ ،‬أو أن يكوبلوا‬
‫جميعا عن يمينه‪ ،‬يًوز‪.‬‬

‫‪ ‬الذي َّل يُاز أن يتهدماا علي ‪ ،‬أو ي اناا عن َمال هط‪ ،‬إذن ثالث حاَّلت‪:‬‬

‫إاا كان الملأمومون أكثلر ملن واحلد‪ ،‬تًلوز‪ ،‬وحالتلان ل تًلوز‪ :‬ل يًلوز أن يتقلدم الملأمومون عللى‬
‫‪٦‬‬
‫‪215‬‬

‫ا مام؛ إبما جع ا مام ليؤتم به‪ ،‬ف يًوز التقدم عليه حينمذ‪.‬‬

‫وأما إاا كان المأموم واحدا فإبه ل يًوز له إل حالة واحد فقط‪ ،‬أي يكون عن يمينه فقط‪ ،‬ول يًلوز‬
‫أن يكون عن شماله؛ ألن ابن عباس لما صلى بًابلع النبلر ‪ ‬علن شلماله أخلذ النبلر برأسله‬
‫وجعله عن يمينه‪ ،‬وكذا فع مع جابر‪ ،‬فدلنا الك على أبه ل يًوز أن يكون الملأموم علن الحلمال‪ ،‬ول أن‬
‫يكون منفردا خلفه‪ ،‬لما ثبت عن النبر ‪ ‬أبه قال‪َّ« :‬ل صالة للقذ هلف الصف»‪.‬‬
‫ف َا ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْل َما ِم»‪.‬‬ ‫اف َا ْل َم ْأ ُمام َ‬
‫ين َه ْل َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ُو ُق ُ‬

‫وهو أفل الصيغ‪.‬‬

‫احدُ َع ْن َي ِمين ِ ِ ُو ُجابا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلا ِ‬
‫َ َ‬

‫وجوبا أي ل خيار له بغيرها‪ ،‬وإبما اكر أبه يسن خلف ا ملام ألبله يًلوز أن يكوبلوا علن يمينله وعلن‬
‫شماله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َم ْر َأ ُة َه ْل َق ُ»‪.‬‬

‫خللف‬ ‫والمرأ تكون خلف ا مام ولو كابت واحد ‪ ،‬وهر الصور الوحيد التلر يًلوز فيهلا الصل‬
‫الصف؛ لحديث أبس صليت أبا واليتيم خلف النبر ‪ ‬والعًوز وراءبا‪.‬‬

‫ْل َما ِم َم َع ُه ُل ِا َي ِمين ِ ِ َأ ْو َ ًّذا َر ْك َعة َل ْم ت َِص َّح َص َال ُت ُ»‪.‬‬


‫ار َا ْ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َص َّلى َع ْن َي َس ِ‬

‫الللذي يصلللر عللن يسللار ا مللام ل تص ل صل ته ألمللر النبللر ‪ ‬بلله‪ ..‬ابللن عبللاس وجللابر‪،‬‬
‫وكذلك الذي يصلر خلف الصف ل تص ص ته‪ ،‬ب يًع عليه إما أن يدخ يف الصلف‪ ،‬أو أن يتنحلن‬
‫لهم لع أحد منهم أن يرجع معه‪ ،‬أو أن يتقدم فيكون بًابع ا مام‪.‬‬

‫وكره العلماء أن يًذب أحدا من الصف ويرجعه إلى الصف الثاين‪ ،‬مكروه‪ ،‬وإبما يحير لعل أحلدهم‬
‫أن يتاأ له تاعا‪.‬‬

‫إان عنده ث ث حالت‪ ،‬وإل فينتظر‪ ،‬فإن دخ ‪ ،‬يقولون فلإن دخل فلإن أدرك الركعلة وبعلدها ركنلان‬
‫فذا بطلت الركعة‪ ،‬كيف؟‬

‫إاا دخ المأموم مع ا مام وهو قائم‪ ،‬ثم صافه أحد يف حال القيام صلحت الصل ‪ ،‬أو صلافه أحلد يف‬
‫‪216‬‬

‫والركعلة‪ ،‬وأملا إن‬ ‫حال الركوأ صحت الص ‪ ،‬أو صافه أحد يف حال الرفلع ملن الركلوأ صلحت الصل‬
‫صافه أحد يف السًود وما بعده ف تص هذه الركعة؛ ألبه صلى فيها ركنين متواليين فذا‪.‬‬
‫ـاَّل ِ‬
‫ت َا ْ ِ‬
‫ْل َمـامِ‪َ ،‬وإِن لـم‬ ‫ط َا ْل ِع ْلـ ِم بِانْتِ َه َ‬
‫ت َا ْل ُهدْ و ُة م ْط َلها‪ ،‬بِ َير ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َج َم َع ُه َما َم ْس ِ‬
‫ُد َص َّح ْ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ْل َما ِم َأ ْو َم ْن َو َرا َن ُه َأ ْيضا‪َ ،‬و َل ْا ِ َب ْع ِض َها»‪.‬‬
‫يُمعهما َرط ُرؤْ ي ُة َا ْ ِ‬
‫َ‬
‫هذه مسألة أريد أن تنتبهوا لها وهر مهمة وخاصلة يف المسلًد هنلا مسلًد النبلر ‪‬‬
‫ويف مسًد الحرم‪ ،‬وهو متى يص الئتمام با مام؟‬

‫بقللول إن المللأموم للله حالتللان‪ :‬إمللا أن يكللون داخ ل المسللًد‪ ،‬وإمللا أن يكللون خللارج المسللًد‪ ،‬اكللر‬
‫المصنف هاتين الحالتين‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولـى‪ :‬إاا كلان الملأموم داخل المسلًد فيصل اقتلداهه با ملام‪ ،‬بب ًعلا بحلرط أن يكلون‬
‫بًاببه أحدا يصافه‪ ،‬أو المرأ إاا كابت وحدها يص ‪.‬‬

‫فيص اقتداء المأموم با مام إاا كان يعلم ابتقلالت ا ملام‪ ،‬صلحت القلدو بحلرط العللم بابتقلالت‬
‫ا مام‪ ،‬وكيف يكون العلم بابتقالت ا مام‪ ،‬إما بسماأ الصوت أو بالرهية‪ ،‬إملا أن تسلمع صلوت ا ملام‪،‬‬
‫أو تسمع صوت المبلغ‪ ،‬أو ترى ا مام‪ ،‬أو ترى المأمومين بعده‪.‬‬

‫فالعلم بالبتقال يحم السماأ والرهية للمام والمبلغ‪ ،‬والرهية للمام والمأمومين‪.‬‬

‫إان مسًد النبر ‪ ‬هذا الكبيلر‪ ،‬للو فرضلنا أبله للم يوجلد إل الصلف األول‪ ،‬وأبلا يف آخلر‬
‫المسًد‪ ،‬إلى منتهاه‪ ،‬وأسمع ا مام يكا عن بري هذه المكاات‪ ،‬ه يص ائتمامر با ملام ملع أين للم‬
‫أره‪ ،‬بقول‪ :‬بعم‪ ،‬فيص القتداء به ما دمت قد علمت بالبتقال‪ ،‬بحرط أن أكون يف داخ المسلًد‪ ،‬وابتبله‬
‫لهذا القيد‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون المرء يف خارج المسًد‪ ،‬فحينمذ ل ُبد من العللم بالبتقلالت هلذا واحلد‪،‬‬
‫ويلاف لها شرط ثان وهلو أبله ل ُبلد ملن الرهيلة للملام أو ألحلد ملن الملأمومين اللذين وراءه‪ ،‬وللو رأى‬
‫بعلهم‪ ،‬كأن يراه من بافذ ‪ ،‬ل يكفر العلم بالبتقالت وهو السماأ أو الرهية‪ ،‬ب ل ُبد من الرهية للملام‬
‫أو ألحد من المأمومين‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪217‬‬

‫ولذلك النبر ‪ ‬يف مسًده ♥ كابت هناك خوذ للبيوت التلر بًاببله‪ ،‬فلأمر‬
‫النبللر ‪ ‬بللإغ ق جميللع الخللوذ‪ ،‬إان ل يص ل ألحللد أن يللأتم بللالنبر ‪ ‬وهللو يف‬
‫المسًد؛ ألبه ل خوخة بينهم‪ ،‬أغلقت األبواب ابتداء ثم أغلقت الخوذ إل خوخة أبر بكر ‪.‬‬

‫فدل على أبه ل يص القتداء با مام إل بالرهية‪ ،‬وجاء عن ابلن مسلعود وحذيفلة كلهلم هلذا الكل م‪،‬‬
‫يعنر هذا كله ك م الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬ولكن للي الوقت اختصربا يف اكر اآلثار‪.‬‬

‫إان عرفنا هذين األمرين‪ ،‬واض ‪.‬‬

‫ابظروا معر‪ :‬الذي يف ساحة المسًد ه له أن يقتدي با مام ملع وجلود الفلراغ بينله وبلين المسلًد‪،‬‬
‫بقللول‪ :‬بعللم؛ ألن سللاحة المسللًد مللن المسللًد؛ ألن فقهاءبللا يقولللون‪ :‬المسللًد مللا اجتمللع فيلله أمللران‪:‬‬
‫بوقف وبحوه‪ ،‬والبناء‪ ،‬ل ُبد من البناء‪ ،‬فللو أن األرض وقفلت أرض كبيلر وإبملا‬ ‫البقعة للص‬ ‫تخصي‬
‫يف هلذا الخلارج‬ ‫بنر يف جلء يسير منها‪ ،‬فالمسًد هو الربع‪ ،‬وث ثة أرباأ ليست مسًدا‪ ،‬ف يص الص‬
‫إل بوجود التصال‪.‬‬

‫اكربا قب قلي أن الخارج من المسًد له شربان‪ ،‬ص ‪ ،‬أبا اكرت شربا وبسيت اآلخر‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬هو قلنا ل ُبد من الرهية‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬التصال‪ ،‬ل ُبد من التصال‪.‬‬

‫أعيد هذه المسألة مر أخرى لكر تكتم ‪ ،‬المأموم إاا كان يف خارج المسلًد فل بلد لله ملن شلربين‬
‫مع العلم بالبتقال‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬الرهية‪ ،‬بأن يرى ا مام أو من وراءه‪.‬‬

‫‪ ‬واليرط الثاين‪ :‬ل ُبد من اتصال الصفوف‪ ،‬ومعنى اتصال الصفوف أي ل يوجد قلابع للصلفوف‪،‬‬
‫ل بري مسلوك‪ ،‬ول ر وبحو الك‪ ،‬ل يوجد قابع‪ ،‬الطريل اللذي يمحلر فيله النلاس‪ ،‬وبنلاء عللى اللك‬
‫فمن كان بينه وبلين المسلًد بريل وللو كلان ينظلر للملام والملأمومين ل تصل صل ته‪ ،‬ل ُبلد أن ينتفلر‬
‫الطري وهو الذي يسمى اتصال الصفوف‪ ،‬وأن يكون رائيا وعالما بالبتقالت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪218‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ُع ُل ُّا إِ َما ٍم َع َلى َم ْأ ُما ٍم ِذ َراعا َ َأ ْك َث َر»‪.‬‬

‫هذا لما جاء من حديث حذيفلة وابلن مسلعود ‪ ،‬فلأبكره ابلن مسلعود وأقلره حذيفلة عليله‪ ،‬بخل ف‬
‫العكس المأموم يص أن يكون أرفع من ا مام‪ ،‬فإبا أبا هرير ‪ ‬صلى بالكوفة وكان المأمومون أعلى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص َال ُت ُ ِ ِم ْح َر ٍ‬


‫اب َي ْمن َُع ُم َي َ‬
‫اهدَ َت ُ»‪.‬‬

‫يكره أن ا مام يصلر يف محراب وهو الطاق الذي يمنع المحاهد ‪ ،‬فيكلون داخل فيله بمثابلة الغرفلة‪،‬‬
‫بحيث ل يراه المأمومون بعده‪ ،‬وسبع الكراهلة أبله إاا ابقطلع الصلوت أو كلان الصلوت ضلعيفا للم يعللم‬
‫المصلون بالبتقال‪ ،‬فإن المصلين يعلمون بالبتقال بالنظر؛ ولذلك تعلملون أن الصلحابة حكلوا أن النبلر‬
‫‪ ‬وهو يصلر قد تحركت لحيته يف القراء ‪ ،‬فدل على أ م ينظرون إليه ♥‪.‬‬

‫فإاا كان بداخ هذا الطاق وهو المحراب الذي يكون مغلقا عليه‪ ،‬فحينمذ يكره‪.‬‬

‫الفقهاء لم يكرهوا المحراب‪ ،‬ب المحراب له فائد كما مر معنا يف معرفة القبلة‪ ،‬وإبما كرهوا الصل‬
‫فيله؛ ألن المقصلود‬ ‫فيه إاا كان مغلقا كما قال يمنع محاهدته‪ ،‬وأما إاا كان محرابا خفيفا ف يكلره الصل‬
‫تبيين مح ا مام لكر ل ينازعه أحد فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ« :‬ت َط ُّا ُع ُ َم ْا ِض َع َا ْل َم ْ تُا َب ِة»‪.‬‬

‫مسألة التطوأ يف موضع المكتوبة مكروه‪ ،‬لما جلاء ملن حلديث معاويلة ملن لر النبلر ‪‬‬
‫عن الوص بين الص تين؛ لكن قول المصنف وتطوعه اللمير هنا عائد للملام‪ ،‬الفقهلاء قلالوا‪ :‬إن اللذي‬
‫يكره له أن يتطوأ يف مكان المكتوبة إبما هو ا مام‪ ،‬أملا الملأموم والمنفلرد فل يكلره لله اللك‪ ،‬بل يفصل‬
‫بينهما ا مام بابتقال أو بحركة‪ ،‬والحركة قالوا أقلها خطو بابتقال القلدمين كملا قلال األوزاعلر‪ ،‬والكل م‬
‫الحكم با مام خاصة؟‬ ‫بأن يتحدث مع الناس ولو بالتسبي ‪ ،‬ولمااا خ‬

‫ألن ا مام إاا صلى الفريلة ثم صلى بعدها النافلة يف مكابه لربما نن المأمومون أ لا تتملة للسلابقة‪،‬‬
‫كان باسيا لها‪ ،‬ولربما جاء رج من المأمومين ل يعرف يظن أبه ما زال يف ص ته‪ ،‬وربما رجل للم يسلمع‬
‫الس م فرآه قائما فقام يظنها الركعة التر بعدها‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ولهذا كره للمام خاصة أن يتنف فيه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪219‬‬

‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َطا َل ُت ُ َاَّل ْست ْه َب َال َب ْعدَ َا َّ‬
‫لس َال ِم»‪.‬‬

‫إبالللة السللتقبال للقبلللة بعللد الس ل م مكللروه؛ ألن النبللر ‪ ‬ثبللت عنلله مللن حللديث ثوبللان‬
‫وعائحة وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم أبه كان إاا ابفت من ص ته قال‪« :‬استغقر اهَّلل استغقر اهَّلل اسـتغقر‬
‫اهَّلل‪ ،‬اللهم أنت السالم ومنب السالم‪ ،‬تباركت يا ذا الُالل واْلكرام»‪ ،‬ثم ابفت بعلد اللك للملأمومين‪ ،‬إملا‬
‫عن بري اليمين أو عن بري الحمال كما جاء من حديث أبس وغيره‪.‬‬

‫فالمقصود أن بول استقبال القبلة مكروه لمااا كرهوه؟‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬لموافقة سنة النبر ‪‬؛ فإبه لم يكن يطي استقبال القبلة بعد الس م‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬بقله ابن رج أن الفقهاء يقوللون اسلتدلل استمناسليا بحلديث النبلر ‪‬‬
‫حينما قال‪« :‬إنما جعٍ اْلمام ليؤتم ب »‪ ،‬يف بعه ألفانه‪« :‬وَّل تهاماا قبٍ أن يهام»‪.‬‬

‫اكر أن بعه السلف‪ ،‬اكر الك يف شرال البخاري‪ :‬أن بعه السللف قلال ول تقوملوا أي تقوملوا ملن‬
‫مص كم حتى يقوم ملن مصل ه باللتفلات‪ ،‬قلال فللذلك كلره السللف هلذه عبارتله كلره السللف أن يطيل‬
‫ا مام بقاءه يف مكابه‪ ،‬ب يلتفت فإبه إاا التفت حينمذ ارتفعت الكراهة للمأمومين بلأن ينصلرفوا فيخرجلوا‬
‫حينمذ؛ ألن العلماء يقولون يكره للمأموم أن يقوم قب أن يلتفت ا مام؛ ألن ا مام ربما يكون بسلر شليما‪،‬‬
‫أو أراد أن ينبه ألمر فينتظر المأموم شيما يسيرا‪ ،‬كذا اكروا واكرت لكم دلليلهم يف الحلديث اللذي ثبلت يف‬
‫الصحي ‪.‬‬

‫اج ٍة ِ َا ْل ٍُِ»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ف ُع ْر ا إِ ََّّل ل َح َ‬ ‫اف َم ْأ ُما ٍم َب ْي َن َس َا ٍار َت ْه َط ُع َا ُّ‬
‫لص ُقا َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُو ُق ُ‬

‫الوقوف بين السواري قالوا إبه مكروه‪ ،‬جاءت كراهتله علن بعله الصلحابة كلأبس وغيلره‪ ،‬بحلرط أن‬
‫تكون لغير حاجة؛ ألن عندبا قاعد ‪ :‬ك كراهة إاا وجدت الحاجة فإ ا ترتفع‪ ،‬ومن الحاجات التلر براهلا‬
‫بلين السلواري‬ ‫يف المسًد الحرام‪ ،‬وكذلك المسًد النبوي وهو اللحام‪ ،‬فإبه عنلد اللحلام يًلوز الصل‬
‫من غير كراهة؛ ألن عندبا قاعد أن ك كراهة عند الحاجلة ترتفلع‪ ،‬هل كل سلارية تكلون تقطلع الصلف؟‬
‫قالوا ل وإبما السارية التر تقطع الصف عرفا‪ ،‬بعه قدرها بذراأ وبعلهم بأكثر‪ ،‬ولكن العا بالعرف‪.‬‬
‫‪220‬‬

‫لماذا قلنا الت تهطع الصف؟‬

‫ألن عندبا مسألة وهو أن تراص الصفوف سنة وليس بواجع‪ ،‬تراص الصلفوف سلنة يف قلول جملاهير‬
‫أه العلم‪ ،‬وقي إبه لم يق بوجو ا إل بعه أه الظاهر ورواية عن أحمد‪ ،‬فلالةاص سلنة مؤكلد جلدًّ ا‬
‫ألمر النبر ‪ ‬به‪ ،‬فدل على أن وجود السارية أو الفراغ ل يبط الص ‪.‬‬

‫ُ ٍد َو َج َما َع ٍة لِ َم ْن َرائِ َح ُت ُ َكرِ َيهة ِم ْن َب َص ٍٍ َأ ْو َب ْيرِ ِه»‪.‬‬


‫ار َم ْس ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُح ُض ُ‬
‫لقللول النبللر ‪« :‬مــن أكــٍ مــن هــذه اليــُرة ــال يهــربن مســُدنا»‪ ،‬وهللو محمللول علللى‬
‫المساجد‪ ،‬ومن أك هذه الحًر لهو حالتان‪:‬‬

‫إما أن يكون أكلها من غير قصد التخلف عن الص ‪ ،‬فهذا يًوز له التخلف علن الًماعلة ولله أجلر؛‬
‫ألبه معذور‪.‬‬

‫أيلا ليس وجوبا وإبملا يكلره‪ ،‬فإبله يتخللف ويلأثم للتخللف؛ ألن‬
‫وإما إن أكلها للتخلف فإبه يتخلف ً‬
‫بنقيه قصده‪.‬‬ ‫هذا معاملة الحخ‬

‫»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْع َذ ُر بِت َْر ِك ُج ُم َع ٍة َو َج َما َع ٍة َمرِي‬

‫بدأ يتكلم يف ما إن يعذر بةك جمعة والًماعة وك عذر يعذر فيه بةك الًمعة‪ ،‬يعذر بلةك الًماعلة‬
‫أولها المريه وسيأا تفصي أحكامه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُمدَ ا ِ ُع َأ َح ِد ْاْلَ ْه َب َث ْين»‪.‬‬

‫وسب وهو الحاقن والحاقع وغيره‪.‬‬

‫َاج إِ َل ْي ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن بِ َح ْض َرة َط َعا ٍم َي ْحت ُ‬

‫كما مر يف الدرس الماضر من حديث ابن عمر‪.‬‬

‫اع َمالِ ِ َأ ْو َم ْا َت َقرِيبِ ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َهائف َض َي َ‬

‫الذي يخاف ضياأ ماله أو موت قريبه‪ ،‬عا المصنف بقريبه كما عا ا مام أحمد‪ ،‬وإل كثير من الفقله‬
‫يعاون قال أو موت رفيقه لتكون أشم ‪ ،‬ولكلن أراد أن يوافل القرابلة قلد تكلون قرابلة بسلع وقلد تكلون‬
‫قرابة يف مًالسة وبحوه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪221‬‬

‫ان َأ ْو َم َطرٍ َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َض َررا ِم ْن ُس ْل َط ٍ‬

‫لما ثبت من قول ابن عمر أن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬صلاا يف رحال م يف الليلة الممطرة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ُم َالز ََم َة َبرِي ٍم َو ََّل َو َ ا َن َل ُ»‪.‬‬

‫الغريم هو الذي يكون دائنا آلخر فإن الحرأ يبي له أن ي زم المدين‪ ،‬فيكون م زما له حيثملا اهلع‪،‬‬
‫مط الغنر نلم يح عقوبته وعرضه‪ ،‬قالوا عقوبتله بم زمتله فلإن الم زملة صلور ملن صلور العقوبلات‬
‫هذا الغريم يًوز التخلف إاا كان م زم لدار بالك م وبحوه‪ ،‬ولم يكن المدين عنده مال يفر به الدين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َ ْا َت ُر ْ َهتِ ِ َون َْح ِا ِه ْم»‪.‬‬

‫وهذه أمثلة كثير ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ُ :‬ي َص ِل َا ْل َمرِي ُ َقائِما»‪.‬‬

‫المريه‪.‬‬ ‫اوى األعذار وبدأ بص‬ ‫بدأ يتكلم المنصف يف هذا الفص والذي بعده عن ص‬

‫قال‪ :‬يصلر المريه قائما لحديث عمران بن حصين أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬صل قائمـا» فلإن‬
‫عمران جاءه مرض وهلو بواسلير‪ ،‬ملرض البواسلير المعلروف‪ ،‬فاشلتكى للنبلر ‪ ‬علدم قدرتله‬
‫قائما فقال «صل قائما ِن لم تستطع هاعدا‪ِ ،‬ن لم تستطع على جنب»‪.‬‬
‫ً‬ ‫على الص‬

‫اعدا‪ْ ِِ َ ،‬ن َل ْم َي ْستَطِ ْع َ َع َلى َجن ٍ‬


‫ْب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َلم يستَطِع َ َه ِ‬
‫ْ َْ ْ‬

‫المرء يًع عليه يف ص ته إن يصلر قائما وجوبا { ﭖ ﭗ ﭘ} [البقلر ‪ ،]238 :‬فلإن عًلل علن‬
‫القيام وكيف يكون عاجلا عن القيام؟ بأحد أسباب أربعة‪:‬‬

‫‪ ‬اْلول‪ :‬إما أن يكون عًلا حقيقيا ل يستطيع القيام‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن يكون القيام يليد يف مرضه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن يكون القيام يؤخر برأه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬أن يكون يف القيام محقة خارجة عن العاد ‪.‬‬

‫خامسا وهو أن يكون يف القيام سبع مرضه بحرط أن يكون متيقنلا أو‬
‫ً‬ ‫هذه أربعة أشياء تستطيع أن تليد‬
‫‪222‬‬

‫قريع من المتيقن‪ ،‬إان هذه أسباب العًل عن القيام‪.‬‬

‫قادرا على القيام لكنه معتمدً ا‪ ،‬يستطيع القيام لكن معتمد‪ ،‬فه يًلع عليله‬
‫عندبا مسألة ثابية‪ :‬من كان ً‬
‫أن يعتمد على عصا؟‬

‫الفقهاء عندبا يقولون بعم يًع عليه أن يقوم معتمدا عللى عصلا‪ ،‬ول يًلع عليله أن يقلوم إن كلان ل‬
‫ل يًع‪ ،‬وأما إن كان يستطيع بنفسه معتمدً ا عللى عصلا فيًلع‬ ‫يستطيع القيام بنفسه إل بأن يقيمه شخ‬
‫عليه القيام حينمذ يسقط عنه باألشياء الخمسة التر اكرباها قب قلي ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن لم يستطع فقاعدا‪ ،‬عرفنا دليلها يف حديث عمران ‪ ،‬ما هر صفة القعود؟‬

‫يًوز له أن يقعلد أي جلسلة أرادهلا‪ ،‬يًلوز‬ ‫بقول المريه يف قعوده ومثله المتنت يف قعوده يف الص‬
‫له أن يمد قدميه‪ ،‬ويًوز له أن يصلر على كرسر‪ ،‬ويًوز له أن يصلر محتبيا مث أخينا هلذا‪ ،‬هلذا يسلمى‬
‫محتبيا‪ ،‬ويًوز له أن يًلس القرفصاء كالحيخ هذه تسمى القرفصاء كالمحتبر لكن من غير وضع اليلدين‬
‫هذا يسمى القرفصاء‪ ،‬ويًوز له أن يكون مفةشا وهكذا‪.‬‬

‫؟‬ ‫ل ن ما ه أ ضٍ صقة يف الُلاس للمري‬

‫بقول‪ :‬أفل صفة للًلوس ما جاء عند النسائر عن ابن مسعود أن أفل الصلفة هلر الةبلع يف حلال‬
‫القيام أفل صفة الةبع‪ ،‬أما يف حال السًود وحال الًلسة بين السلًدتين فاألفلل إن للم يكلن واجبلا‬
‫أحيابا يف الًلسة بين السًدتين وهر قلية الًلوس بالفةاش‪.‬‬

‫إان عرفنا القعود وصفة القعود‪ ،‬أي جلسة جلستها فهر صحيحة‪ ،‬ما شمت كيف ما شمت‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن لم يستطع فعلى جنع‪ ،‬كما يف حديث عمران « ِن لم تستطع على جنب»‪.‬‬

‫على جنلع لهلا ث ثلة صليغ ملن حيلث األفلللية أفلللها أن يكلون مصلليا عللى شلقة األيملن‬ ‫الص‬
‫متًها وجهه إلى القبلة‪ ،‬هكذا يعنر أن يكون رأسه من هذه الًهة أي من الًهة الغربية‪ ،‬فيكون رأسله ملن‬
‫جهة الغرب‪ ،‬ويكون وجهه جهة الًنوب ألن القبلة الًنوب هذه أفل الصيغ‪.‬‬

‫ثم يليها أن يكون ملًع على شقة األيسر ووجهله عللى القبللة‪ ،‬لملااا قلنلا أن هلاتين الصلورتين هلر‬
‫دائملا‬
‫أفل ؟ لظاهر حديث عمران « على جنب» فالًنع يحم الًنع األيمن والًنع األيسر‪ ،‬ولكلن ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪223‬‬

‫األيمن مقدم‪ ،‬كما يفع يف النوم وكما يفع يف الميت عندما يوضع يف قاه‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬وهر جائل لكن األو َلى السابقة سيأا يف ك م المصلنف أن ينلام مسلتلقيا؛ لكلن إاا‬
‫بام مستلقيا فإبه يًعل قدميله متًهلة إللى القبللة‪ ،‬ويرفلع رأسله قللي ً إن اسلتطاأ؛ لكلر يكلون وجهله هلو‬
‫المتًه للقبلة‪ ،‬وهذا معنى ك م المصنف‪.‬‬

‫ْب َو ْاْلَ ْي َم ُن َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ع َلى َجن ٍ‬

‫واأليمن أفل وعرفنا دليله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ُم ْس َت ْل ِهيا َم َع ُقدْ َرتِ ِ َع َلى َجن ٍ‬


‫ْب َوإِ ََّّل َت َع َّي َن»‪.‬‬

‫قال وكره مستلقيا لمااا؟ ألبه يخالف ناهر الحديث لكنه يًوز‪ ،‬واألو َلى أن يكون على جنع‪.‬‬

‫واألمر الثاين‪ :‬ألبه إاا كان مستلقيا ربما توجه بقدميه إلى القبلة وهذا ليس مناس ًبا يف هيمة الص ‪.‬‬
‫امئ بِركُا ٍع وسُ ٍ‬
‫اد َو َي ُْ َع ُل ُ َأ ْه َق َ »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ُ ُ‬
‫كما كان النبر ‪ ‬يومئ‪ ،‬فإن النبر ‪ ‬صلى على راحلته فكان يومئ يف السلفر‪،‬‬
‫ولكنه كان يًع سًوده أخفه من ركوعه‪ ،‬فأبا أصلر هكذا فإاا جاء الركلوأ جعللت يسليرا‪ ،‬ثلم سلمع‬
‫اهلل لمن حمده ثم لما جاء السًود أجعله أخفه أكثر بقلي هكذا مث بحسلع ملا تسلتطيع‪ ،‬إان فتًعل‬
‫ا يملاء يف السللًود أخفله مللن الركلوأ‪ ،‬فعللله النبللر ‪ ‬عنلدما تطللوأ عللى الراحلللة وهللذا يف‬
‫مريلا‪ ،‬والحديث عند البيهقر لكن يف إسلناده مقلال؛ لكلن المعنلر‬
‫جابرا لما كان جابر ً‬
‫الصحي ‪ ،‬وأمر به ً‬
‫واحد التنف على الراحلة ويف المرض؛ ألن ك هما إيماء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن عُ َز َأوم َأ بِ َطر ِ ِ ونَاى بِ َه ْلبِ ِ ك ََأ ِسيرٍ َهائِ ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ َ َْ ْ َ َ‬

‫قال فإن عًل عن ا يماء فإبه يومئ بطرفه إن عًل عن ا يماء برأسله فإبله يلومئ بطرفله‪ ،‬الطلرف هلو‬
‫العين فيومئ بطرفه‪ ،‬فإن عًل عن ا يملاء بلالطرف فإبله يصللر بقلبله ول يحلرك إصلبعه كملا يظلن بعله‬
‫الناس‪ ،‬وإبما يصلر بقلبه كما سيورد المصنف‪.‬‬

‫قال كأسير خائف وهو المربوط الذي يخاف من عدو إن علموا أبه مسلم فإبه يصلر حينملذ بطرفله أو‬
‫بقلبه‪.‬‬
‫‪224‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َع َُ َز َ بِ َه ْلبِ ِ ُم ْست َْح ِض َر َا ْل َه ْا ِل َوا ْل ِق ْع ٍِ»‪.‬‬

‫مستحلرا الفع ‪ ،‬وإن عًل عن القول‪ ،‬فإبه يستحلر‬


‫ً‬ ‫فإن عًل‪ :‬أي عًل عن الفع فإبه يصلر بقلبه‬
‫القول ول يقوله يف بفسه‪ ،‬ابظر عبار الفقهاء دقيقة قالوا فإن عًل فبقلبه مستحللرا القلول إاا كلان علاجلا‬
‫ومستحلرا الفع إاا كان عاجلا عن الفع ‪ ،‬أو هما معا أن كان عاجلا عن هما معا‪ ،‬لم يقولوا‬
‫ً‬ ‫عن القول‪،‬‬
‫ويقول القول يف بفسه؛ ألبه قد ابعقد ا جماأ حكى ا جماأ أبو الخطاب والنووي وكثير من أه العللم‪،‬‬
‫على أن القار ل يكون قارئًا إل أن يكون بحرف وصلوت‪ ،‬ل ُبلد أن يحلرك ملن للوازم القلراء لليس هلر‬
‫القراء من لوازمها تحريك اللسان والحفتين؛ لكن الك م ل يكون ك ما إل بحرف وصلوت‪ ،‬هلذا حكلى‬
‫إجماعللا النللووي عليلله ‪ ‬يف رسللالة مسللتقلة وقبللله أبللو الخطللاب وكثيللر مللن أه ل العلللم حكللوا هللذا‬
‫ا جماأ‪.‬‬

‫إان الذي يكون يف القلع هو استحلار القول‪ ،‬بأن تتفكلر يف معلاين الفاتحلة ويف معلاين التكبيلر‪ ،‬وأملا‬
‫القول ف بد فيه من التلفظ‪ ،‬وأقله تحريك اللسان والحفة من البحر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ْس ُه ُط ِ ْع ُل َها َما َدا َم َا ْل َع ْه ٍُ َثابِتا»‪.‬‬

‫ل يسقط مطل ًقا خ فا لمن أسقطها من بعه أه العلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َط َر َأ َع ُْز َأ ْو ُقدْ َرة ِ َأ ْثنَائِ َها اِ ْن َت َه ٍَ َو َبنَى»‪.‬‬

‫هذا يدلنا على أن المرء إاا كان عاجلا عن بعله األركلان‪ ،‬فإبله يلأا ببلدلها وهلو الًللوس وملا كلان‬
‫قادرا عليه فليلأا بله‪ ،‬بعله النلاس يكلون علاجلا علن القيلام قلادرا عللى السلًود فيًلع عليله أن يسلًد‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫ولكللن اختلللف العلمللاء يف مسللألة‪ :‬إاا كللان قللادرا علللى القيللام والركللوأ دون السللًود أو قللادر علللى‬
‫السًود دون القيام‪ ،‬فأيهما أولى من الثاين؟‬

‫الملذهع يقلول هللو مخيلر لسللتواء الحلالتين‪ ،‬بعلله النلاس يقللول اسلتطيع أن أقللف لكلن ل اسللتطيع‬
‫الًلوس‪ ،‬وإن جلست ل استطيع القيام‪ ،‬فه بقدم الركوأ والقيلام أم بقلدم السلًود؟ بقلول أبلت مخيلر‪،‬‬
‫المذهع يخيروبه اخة ما شمت من هاتين الحالتين‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪225‬‬

‫اع َّي ِة ِ َس َقرٍ َط ِا ٍ‬


‫يٍ ُم َباح»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬ويسن َقصر َالرب ِ‬
‫َ ُ َ ُّ ْ ُ ُّ َ‬ ‫ْ‬

‫للمسافر وللنعلم أن المسلافر لله رخل‬ ‫يف الص‬ ‫بدأ يتكلم المصنف ‪ ‬عن السنن أو الرخ‬
‫كثير قد وضع اهلل ‪ ‬عنه الحرج فيها منها قصر الص ‪ ،‬ومنها جمع الص ‪ ،‬ومنها ما سب ملن مسل‬
‫الخف‪ ،‬ومنها جواز ترك السنة الراتبة‪ ،‬ومنها التنف على الراحلة‪ ،‬ومنها الفطر يف ار رملان وغير الك‪.‬‬

‫بعلها األو َلى فعله‪ ،‬وبعلها األو َلى تركه‪ ،‬وبعلها يستوي فيه األمران‪.‬‬ ‫هذه الرخ‬

‫الرباعيلة‪ ،‬إان‬ ‫‪ :‬وهر قصر الص ‪ ،‬فقال يسن قصلر الصل‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن أول هذه الرخ‬
‫دائما مسنون؛ ألن النبر ‪ ‬ما سافر قط إل قصلر الصل ‪ ،‬للم ُيعلرف أن‬
‫يف السفر ً‬ ‫قصر الص‬
‫قط‪ ،‬ولكن لملا جلاء النلاس بعلد النبلر ‪ ‬فظنلوا أن القصلر‬ ‫النبر ‪ ‬أبه أتم الص‬
‫واجع جاء بعه الصحابة فأصبحوا يتمون الص ؛ لتعليم النلاس أن القصلر إبملا هلو سلنة‪ ،‬فعلله عثملان‬
‫وعائحة ‪.‬‬

‫دائما هذا هو األفل واألتم‪ ،‬قب أن ببدأ ذا الباب عنلدبا مسلائ ل‬


‫إان بريد أن بعلم أن القصر سنة ً‬
‫ُبد أن بعرفها‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬وهو ما يتعل يف قول المصنف يف سفر بوي مباال‪.‬‬

‫فيه؟‬ ‫ما هو السفر الذي يقصر له؟ ومتى يبدأ المرء بالةخ‬

‫قب أن بتكلم عن هذا السفر عندبا قاعد ل ُبد أن تعرفوهلا مهملة جلدا‪ ،‬اللدور وهلذا ُحكلر ا جملاأ‬
‫باعتبار السفر وا قامة‪ ،‬له دور ث ثة‪:‬‬ ‫على هذا التقسيم أن الدور ث ثة‪ ،‬الحخ‬

‫إما أن يكون مستوبنا أو مقيما أو مسافرا‪ ،‬ث ثة دور يف الًمللة حكلر ا جملاأ عليهلا يف الًمللة أملا‬
‫تفصيلها ففيه خ ف يف بعه جلئياهتا‪.‬‬

‫المستوبن هو من؟ هو الذي يكون مستوبنا يف بلده التلر فيهلا أهلله ووللده‪ ،‬كملا قلال اهلل ‪ { :‬ﰓ‬

‫ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ} [البقر ‪.]196 :‬‬

‫قال أحملد‪ :‬فًعل العلا باألهل والوللد‪ ،‬فحيلث كلان الملرء يوجلد أهلله وإقامتله دائملة فإبله يكلون‬
‫السفر مطلقا‪.‬‬ ‫بأي من رخ‬ ‫مستوبنا هذا يسمى استيطان‪ ،‬هذا ل يةخ‬
‫‪226‬‬

‫‪ ‬ثانيــا‪ :‬المسللافر‪ :‬قللالوا والمسللافر ث ثللة أشللخاص ‪-‬مهللم جللدًّ ا أن تعللرف مللن هللم المسللافر‪ -‬ث ثللة‬
‫أشخاص‪.‬‬

‫مسافرا‪ ،‬ولو بال السلفر كلان النلاس‬


‫ً‬ ‫‪ ‬اْلول‪ :‬من اشتد به السافر وهو المنتق بين المحلين فيسمى‬
‫قديما ينتقلون إلى الحج بحهرين وث ثة يف الطري ‪ ،‬فالحهران هذه كلها تسمى سفر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬من كان داخ بلد ولم ُيًمع ا قامة فيها‪ ،‬دخل بللد وللم يًملع ا قاملة كملا فعل‬
‫النبر ‪ ‬يف تبوك‪ ،‬قي إن تبوك يف الك المح كابت بللدً ا‪ ،‬قيل إ لا ليسلت بللد وإبملا منطقلة؛‬
‫ولللذلك ل إقامللة فيهللا‪ ،‬وكمللا فعل ابللن عمللر ‪ ‬حينمللا أتللى أزربيًللان فًلللس فيهللا ثل ث أشللهر يًمللع‬
‫ويقصر؛ ألبه لما دخلها أراد الخروج فإاا ا ثلج فإاا بالثلج قد زاد تلك السنة فًلس ينتظلر اوبلان اللثلج‬
‫حتى يخرج‪ ،‬فدل على المكث يف بلدا من غير إجماأ ا قامة ل يدرك كم سيمكث فإبه يعتا مسافرا‪.‬‬

‫النوأ الثالث من أصناف المسافر‪ :‬هو الذي دخ بلدا مًم ًعا ا قامة فيها لكن كان لمد أق ملن حلد‬
‫ا قامة قد بقول مًم ًعا المكث فيها أق من حد ا قامة‪.‬‬

‫حد ا قامة هذه هر التر فيها ك م بين أه العلم‪ ،‬والمعتمد عنلد فقهاءبلا والًمهلور أن حلد ا قاملة‬
‫فأكثر‪ ،‬فمن مكث يف بللد مًمعلا ا قاملة عحلرين صل‬ ‫هر أكثر من أربعة أيام أي واحدً ا وعحرين ص‬
‫مسافرا‪ ،‬وضحت؟ ما الدلي بقول بستدل بدلي يسميه الفقهلاء السلتدلل بلأكثر ملا ورد‬
‫ً‬ ‫فأق فإبه يسمى‬
‫وهو من األدلة الستمناسية بظربا يف سير النبر ‪ ‬فلم بر أبه مكث يف بلد مًمعلا ا قاملة فيهلا‬
‫غير عازم الخروج منها يًمع ويقصر إل حينملا دخل مكلة يف حًلة اللوداأ‪ ،‬فقلد دخلهلا يف اليلوم الرابلع‬
‫وخرج منها يف اليوم الثامن إللى منلى‪ ،‬حسلبنا الصللوات فلإاا هلر عحلرون صل ‪ ،‬فحينملذ بقلول فإبله ملن‬
‫فأق فإبه يًمع ويقصر ويكون حكمة حكلم المسلافر وللو أجملع ا قاملة هلذا اللدار‬ ‫مكث عحرين ص‬
‫الثاين‪.‬‬

‫الدار الثالث يسمى المقيم‪ :‬إان ابتهينا من المستوبن والمسافر بدأبا يف المقيم‪.‬‬

‫المقيم هو من؟ من دخ بلد غير بلدته مًم ًعا ا قامة فيها أكثر من حد ا قاملة‪ ،‬حلد ا قاملة فلأكثر‪،‬‬
‫على ما اكر فقهاهبا‪ ،‬والمسألة فيها خ ف كما مر‪ ،‬الخ ف إبملا‬ ‫وحد ا قامة كم؟ واحدً ا وعحرين ص‬
‫هو يف حد ا قامة ما عدا الك ففر الًملة يعنر قول عامة أه العلم عليه‪ ،‬وضحت المسألة وعرفنا دلي‬
‫‪٦‬‬
‫‪227‬‬

‫حد ا قامة‪ ،‬وعرفنا الدلي على ك واحد من الث ث‪.‬‬

‫‪ ‬ما القرق بين المهيم والمستاطن؟‬

‫السفر‪ ،‬والمقيم مثله إل يف مسألة واحلد وهلر‬ ‫بأي رخصة من رخ‬ ‫بقول أن المستوبن ل يةخ‬
‫الًمعة‪ ،‬لكنه يًع أن يصوم ويًلع أن يلتم ‪ ،‬ول يًملع‬ ‫مسألة الًمعة‪ ،‬فإن المقيم ل تًع عليه ص‬
‫بين الص تين‪.‬‬

‫يقول الحيخ ويسن قصر الرباعية دون الثنائية والث ثية‪ ،‬يف سفر بوي لمااا قلال يف سلفرا بويل ؟ ألن‬
‫ومسلافته ملا هلر؟‬ ‫السفر بوعان إما أن يكون بوي أو قصيرا‪ ،‬فالسفر الطوي هو اللذي تقصلر لله الصل‬
‫بحثنا فوجدبا أص ما يف الباب ما ثبت عن ابن عملر وابلن عبلاس ‪ ‬أ ملا قلال‪ :‬إاا اهبلت إللى عسلفان‬
‫فاقصر‪ ،‬وابلن عبلاس فقيله مكلة‪ ،‬وابلن عملر فقيله المدينلة‪ ،‬وهلم ملن فقهلاء الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‪،‬‬
‫فإجماأ الصحابيين أو اتفاق هلذين الصلحابيين عللى هلذا الحلد يلدل عللى أن لله أصل عنلد الصلحابة يف‬
‫الًملة‪.‬‬

‫‪ ‬نظرنا ما المسا ة بين عسقان وم ة؟‬

‫فإاا المسافة بين عصفان ومكة مسافة أربعة برد‪ ،‬وكل بريلد أربعلة فراسلخ‪ ،‬وكل فرسلخ ث ثلة أميلال‬
‫ا اآلن وتسمى باألميال األوروبيلة‪ ،‬أو الايطابيلة‪ ،‬األميلال الهاشلمية‬ ‫هاشمية‪ ،‬وليست أميال التر بتعام‬
‫فإن المي الهاشمر أبول من المي الذي بتعام به اآلن‪.‬‬

‫إان مسافة القصر كم أربعة برد‪ ،‬لم يق النبر ‪ ‬الك‪ ،‬وإبملا قللى بله الصلحابة رضلوان‬
‫دائما عللى أن قللية المقلدرات ببحلث علن دليل لللبط النلاس فيله‪ ،‬ملر معنلا‬
‫اهلل عليهم‪ ،‬ودائما بحرص ً‬
‫‪ ،‬فإن لم يوجد ففر اللغة‪ ،‬فإن لم يوجد فننتقل‬ ‫القاعد التر اكرهتا لكم أن يف المقدرات برجع أول للن‬
‫للعرف‪ ،‬وجدبا يف الحرأ اجتهادات من الصحابة ف شك أن اجتهادهم مقدم على عرفنا وضبطه‪.‬‬

‫لكلن تسلقط‬ ‫ببعا يقاب السفر الطوي ‪ ،‬السفر القصير‪ ،‬والسفر القصير هذا يقول ل تقصر فيله الصل‬
‫فيه الًمعة لمن كان بعيدً ا عنها ويًوز التنف على الراحلة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪228‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْه ِض َص َال َة َس َق ٍر ِ َح َضرٍ َو َع ُْس ُ ت ََّامة»‪.‬‬

‫هذه سبقت معنا أن العا ليسلت بوقلت الوجلوب ول بوقلت األداء‪ ،‬وإبملا األتلم منهملا ألن القاعلد‬
‫عند فقهائنا أ م يأخذون يف باب العبادات باألحواط‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ن ََاى إِ َق َامة ُم ْط َل َهة بِ َم ْا ِضعٍ‪َ ،‬أ ْو َأ ْك َث َر ِم ْن َأ ْر َب َع ِة َأ َّيامٍ‪َ ،‬أ ْو اِ ْئت ََّم بِ ُم ِهي ٍم َأت ََّم»‪.‬‬

‫قللال المصللنف مللن بللوى ا قامللة مطل ًقللا‪ ،‬مطل ًقللا يعنللر مللن غيللر حللد لمنتهاهللا‪ ،‬بموضللع غيللر موضللع‬
‫استيطابه‪ ،‬أو بوى أكثر من أربعة أيام‪ ،‬وهنا بعرف األربعة أيام بالصلوات‪ ،‬يعنر بوى أن يصلر فيها واحلدً ا‬
‫فللأكثر‪ ،‬فإبلله حينمللذ يسللمى مقيمللا‪ ،‬فل يقصللر الصل ‪ ،‬ول يًمللع‪ ،‬وإبمللا يللتم صل ته يف‬ ‫وعحللرين صل‬
‫موضعها‪.‬‬

‫من غير قصر‪ ،‬ملا اللدلي عليله؟ ملا ثبلت يف الصلحي علن ابلن‬ ‫قال‪ :‬أو ائتم بمقيم أتم‪ ،‬أي أتم الص‬
‫عباس ‪ ‬أبه سم عن المسافر يصلر خلف المقيم‪ ،‬قال‪ :‬يتم هر السنة‪.‬‬

‫والقاعد عندبا أن الصحابر إاا قال‪ :‬هر السنة‪ ،‬فهو مرفوأ للنبر ‪.‬‬

‫إاا صلى المسافر با مام‪ ،‬وقد جاء عند ابن المنذر أن أحد العلماء بسيته اآلن‬ ‫إان فيللم إتمام الص‬
‫قال‪ :‬أتيت المدينة فسألت فقهاءها‪ ،‬حيث كان فقهاهها متلوافرين‪ ،‬فكلهلم قلالوا إاا صللى المسلافر خللف‬
‫المقيم أتم‪ ،‬فكان إجما ًعا واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُحبِ َس ُظ ْلما‪َ ،‬أ ْو َل ْم َين ِْا إِ َق َامة َق َص َر َأ َبدا»‪.‬‬

‫اوي األعذار من المرضى‪ ،‬ثم ابتقلنا بعد الك لما اكره المصنف من صل‬ ‫فمر معنا ما يتعل بص‬
‫اوي األعذار من المسافرين‪ ،‬ومر معنا أن السفر بوعان‪ :‬سفر قصير‪ ،‬وسفر بوي ‪.‬‬

‫السفر وإبما تةتع عليه بعه األحكام مث جواز التنف عللى‬ ‫يف برخ‬ ‫فالسفر القصير‪ :‬ل ُيةخ‬
‫الراحلة‪ ،‬ومث العذر بةك الًمعة‪ ،‬كأن يكون المرء قلد جلاوز البللد بنحلو مسلافة فرسلخ‪ ،‬وهلذا هلو حلد‬
‫السفر القصر‪.‬‬

‫وأما السفر الطوي ‪ :‬ف بد أن يكون ست عحر فرسخا‪ ،‬وعرفنا دليله ملن قلول ابلن عملر وابلن عبلاس‬
‫‪ ،‬قي ‪ :‬ول يعلم لهم مخالف من الصحابة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪229‬‬

‫السلفر‪ ،‬يًلع أن بعللم أن األصل يف الملرء أن يكلون مقيملا‪،‬‬ ‫بلةخ‬ ‫ومما يتعلل بقللية اللةخ‬
‫وعندبا قاعد أن البتقال عن األص ل تكفر فيه النية ب ل ُبد ملن النيلة والعمل م ًعلا‪ ،‬وأملا الرجلوأ إللى‬
‫األص فيكتفى فيه بالنية‪ ،‬هلذه قاعلد لهلا العديلد ملن التطبيقلات ومنهلا يف بلاب السلفر‪ ،‬األصل يف الملرء‬
‫ا قامة فإاا أراد أن ينتق من األص إلى غيره وهو السفر ف ُبد من وجود أمرين‪ ،‬ل ُبلد ملن وجلود النيلة‪،‬‬
‫ولبد من وجود العم ‪.‬‬

‫النية ما هر؟ هر بية السفر بمعنى أن ينوى المسلم قصد بقعة تبعد مسافة قصر‪ ،‬هذه هر النية‪.‬‬

‫وأما العم ‪ :‬فهو أن يخرج من عامر البلد‪ ،‬فمن حين يخرج من عامر البلد ُيسمى مسافرا‪ ،‬وأملا إاا للم‬
‫يخرج من عامر البلد ولو بلوى وللو هتيلأ‪ ،‬فلليس بمسلافر لعلدم وجلود العمل ؛ ألبله سلينتق علن األصل ‪،‬‬
‫والقاعد يف ك األحكام أن البتقال عن األص ل يكتفى فيه بالنية ب ل ُبد مع النية من العم ‪.‬‬

‫وأما الرجوأ لألص فيكتفى فيه بالنية‪ ،‬وصور الك مر معنا باألمس أن المسافرين ث ثة أبواأ‪ ،‬وملن‬
‫هؤلء المسافرين من دخ بلدا غير بلده التر يستوبنها‪ ،‬ولم ُيًمع ا قامة فيها حد ا قاملة فلأكثر‪ ،‬أو للم‬
‫يعلم كم سيمكث فيها‪ ،‬لم ُيًمع ا قامة مطلقا‪ ،‬فحينمذ بقول إن هلذا يأخلذ حكلم المسلافر‪ ،‬يف أي لحظلة‬
‫من هذه اللحظات ينوى ا قامة حد ا قامة فأكثر أو الستيطان فإبه حينمذ يصب مقيملا بمًلرد النيلة؛ ألن‬
‫الحال واض أبه قد أقام ببلد‪.‬‬

‫إان هذه المسألة ل ُبد أن بنتبه لها لمااا؟ ألبنا برى بعه ا خوان حينما يريد أن يسافر فإبله يلةخ‬
‫حتى تخرج من العامر؛ ولذلك فلإن أبلا بصلر‬ ‫قب الخروج من العامر‪ ،‬ل يص لك أن تةخ‬ ‫بالرخ‬
‫حتى جاوز العامر وإن كان ينظر إليه؛ لكن ل ُبد أن يًاوز العامر‪.‬‬ ‫‪ ‬لما خرج من الكوفة ما ترخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُحبِ َس ُظ ْلما‪َ ،‬أ ْو َل ْم َين ِْا إِ َق َامة َق َص َر َأ َبدا»‪.‬‬

‫هذه المسألة التر سب الحديث عنها قال إن ُحبس نلما‪ ،‬مح الحلبس نلملا قلديما كابلت السلًون‬
‫تكون خارج األمصار‪ ،‬ولم تكن داخ األمصلار كحالنلا اآلن؛ وللذلك فلإن أغللع األحكلام التلر يوردهلا‬
‫الفقهاء يف باب السًون والحبس‪ ،‬يف قلية باب الًمعة‪ ،‬ويف هنا يف باب القصر وبحلوه؛ أل لم يتكلملون‬
‫عن حالهم حينما كابت السًون خارج األمصار‪ ،‬فقال إن من حلبس نلملا‪ ،‬يف سلًنا‪ ،‬أو حلبس بلأن منلع‬
‫من الخروج من بلد؛ ألن الفقهاء يفرقون بين الحلبس والسلًن‪ ،‬فيًعللون السلًن هلو الحلبس يف مكابلا‬
‫‪230‬‬

‫محدد‪ ،‬وأما الحبس فهو مطل التعوي ‪ ،‬فك من ُمنع من الخروج فيسمى محبوسا‪ ،‬فإبله حينملذ يًلوز لله‬
‫أن يًمع؛ ألبه من حين ينتهر نلمه فقد بوى الخروج‪ ،‬بب ًعا ما لم يكن يف بلده‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو لم ينو ا قامة قصر أبدا هذه هر الصور الثالثة من المسافرين الذين تكلمنلا علنهم يف اللدرس‬
‫الماضر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويباح َل ُ َا ْلُمع بين َال ُّظهري ِن وا ْل ِع َيا َئي ِن بِا ْق ِ‬
‫ت إِ ْحدَ ُاه َما»‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َُ ُ‬

‫أي ويبللاال للمسللافر أن يًمللع بللين المتنللانرتين وهللر الظهللر والعصللر‪ ،‬والمغللرب والعحللاء‪ ،‬بوقللت‬
‫أحدهما إما جمع تقديم أو جمع تأخير‪ ،‬وقد جمع النبر ‪ ‬يف عرفلة بلين الظهلر والعصلر‪ ،‬ويف‬
‫ملدلفة بين المغرب والعحاء‪ ،‬فدل الك على جواز الًمع بين الًميع جمع تقديم أو تأخير‪.‬‬

‫واألفل فيها أن ينظر المسافر ما األرف به ما هو األرف إما أن يًملع جملع تقلديم أو جملع تلأخير‪،‬‬
‫ول أفللية ل ألول الوقت ول آلخره وإبما العا باألصل له واألرف به‪ ،‬كملا قلال النبلر ‪‬‬
‫المغرب إلى آخر الوقت‪.‬‬ ‫قال‪« :‬الصالة أمامب» لما كان األرف به أن يؤخر ص‬ ‫لما قي له الص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ولِ َمرِي ٍ َون َْح ِا ِه َي ْل َح ُه ُ بِت َْركِ ِ َم َي َّهة»‪.‬‬

‫أيلا الًمع‪ ،‬أريد أن بنتبه لمسألة تتعل بالًمع‪ ،‬وهو أبه ل ت زم بين الًملع‬
‫قال‪ :‬ولمريه يباال له ً‬
‫والقصر‪ ،‬فأحيابًا يكون هناك جمع ول يكون هنلاك قصلر كملا سليورد المصلنف بعلد قليل ملن المسلائ ‪،‬‬
‫وأحيابًا يكون هناك قصر ول يكون هناك جمع كما يكون يف منى للمقليم يف منلى يف أيلام التحلري ‪ ،‬فإبله ل‬
‫ت زم إان بين الًمع وبين القصر‪ ،‬فإن باب الًمع أوسع بكثير من باب القصلر؛ ألبله يًلوز الًملع عنلد‬
‫ك حاجة‪.‬‬

‫وأما إاا ابتفت الحاجة فيحرم الًمع‪ ،‬كما قال عمر ‪ :‬من جمع بلين صل تين ملن غيلر حاجلة فقلد‬
‫أتى كبير من كبائر الذبوب‪.‬‬

‫ل يًوز للمرء أن يًمع بلين صل تين إل لحاجلة‪ ،‬ملن الحاجلة الخلوف‪ ،‬ملن الحاجلة الملرض‪ ،‬ملن‬
‫الحاجة المطر‪ ،‬من الحاجلة الوحل ‪ ،‬ملن الحاجلة السلفر‪ ،‬إان السلفر أحلد موجبلات الحاجلة‪ ،‬ولليس هلو‬
‫الموجع الوحيد للًمع‪ ،‬ليس ك جمع يكون معه قصر هذه مسألة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪231‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أن جمع الص تين ما معناه؟ فقهاهبا يقوللون إن جملع الصل تين معنلاه أن تًملع‬
‫الواحد وبنوا على الك أحكاما‪.‬‬ ‫الواحد ‪ ،‬إان تكون الص تين كالص‬ ‫الص تان حتى تكوبا كالص‬

‫‪ ‬الح م اْلول‪ :‬أبه يًع أن يكون علذر المبلي للًملع موجلو ًدا يف أول األوللى وأول الثابيلة‪ ،‬إان‬
‫يكون موجود يف أول األولى والثابية‪.‬‬

‫األولى‪ ،‬إاا صلى الظهر ل ُبلد أن ينلوى أن يًملع‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه ل ُبد من بية الًمع عند الص‬
‫معها العصر‪ ،‬وأما المأموم فإن بيته تبع لنية إمامه‪ ،‬فلو للم ينلو الملأموم وكلان ا ملام هلو اللذي ينلوى فإ لا‬
‫تًل عنه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أ م يقولون يًع أن ل يكون هناك فص بين الص تين المًموعتين بحيث يكون‬
‫فص بوي أو شرء من ك م اآلدميين وبحوه‪ ،‬حتى إ م يقولون ل يكون بينهما سنة وإبما تصللى الظهلر‬
‫والعصر بعدها مباشر ‪ ،‬أو المغرب والعحاء بعدها مباشر كما فع النبر ‪.‬‬

‫واحلد ؛ ألن ملن أهل‬ ‫إان اللابط عندهم ما هو يف الًملع؟ هلو جملع الصل تين حتلى تكوبلا صل‬
‫العلللم مللن يقللول إن المللراد بللالًمع هللو جمللع الللوقتين حتللى يكوبللا وقتللا واحللدا كمللا هللو القللول الثللاين يف‬
‫المذهع‪.‬‬

‫بدأ المصنف ‪ ‬بذكر أحكام الًمع لغير السفر‪ ،‬بعد أن اكر الًمع للسفر‪ ،‬فقال‪ :‬ولملريه أي‬
‫ويًوز الًمع للمريه‪ ،‬لما جاء من حديث ابن عمر أبه قلال‪ :‬إن قويلت عللى أن تصللر الظهلر والعصلر‬
‫فأخر الظهر وقدم الع صر‪ ،‬فدل الك على أبه يًلوز الًملع بينهملا للملرض‪ ،‬وكملا جلاء يف بعله الطلرق‬
‫حديث حمنة النبر ‪ ‬أباال لها الًمع‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولمريه وبحوه يلحقه بةكه محقة‪ ،‬المراد بنحو المريه ك من كان يةتع عللى أداء الصل‬
‫حارسا عللى ملال ويخحلى أن يتللف هلذا الملال‪ ،‬أو يكلون خائ ًفلا‬
‫ً‬ ‫يف وقتها محقة يف حقه‪ ،‬كأن يكون المرء‬
‫على عرضه‪ ،‬أو خائ ًفا على بفسه‪ ،‬فيًوز له الًمع بلين الصل تين‪ ،‬لمفهلوم حلديث عملر ‪ :‬ملن جملع‬
‫بين ص تين لغير حاجة‪ ،‬فكلما وجدت حاجة فيًوز الًمع‪ ،‬وألبه قد ثبت يف الصلحي ملن حلديث ابلن‬
‫عمر ‪ ‬أن النبر ‪ ‬جمع من غير مرض ول مطر‪ ،‬قال بن عباس أراد أل يحرج أمته‪.‬‬

‫يف وقتها فيًوز الًمع‪ ،‬ولكن المرء يًع عليه أن يراقلع‬ ‫إان كلما وجد حرج شديد يف أدى الص‬
‫‪232‬‬

‫اهلل ‪‬؛ ألن ك من جمع بين ص تين من غير حاجة فقد أتى كبير من كبلائر اللذبوب وهلذا خطيلر جلدا؛‬
‫ولذلك يبين الفقهاء الحاجات يف الًملة‪ ،‬الًمع ل يًوز إل للحاجة‪ ،‬وما عدا الك ف يًوز فإبه كبيلر‬

‫مللن كبللائر الللذبوب‪ { ،‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ} [النسللاء‪ ]103 :‬أي مؤقتللة فكل صل‬
‫بنحوها‪.‬‬

‫قال‪ :‬يلحقه بةكه أي بةك الًمع محلقة‪ ،‬الملريه اللذي يلحقله بلةك الًملع محلقة أبلواأ‪ ،‬بعللهم‬
‫يًوز له الًمع وبعله ل يًوز له الًمع‪.‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬المريه الذي يلحقه محقة بسبع النًاسلة‪ ،‬كيلف اللك؟ يكلون يسلتطيع أن يلؤدى‬
‫بطهلار يف بدبله‬ ‫يف وقتهلا فإبله سيصللر صل‬ ‫كل صل‬ ‫الص تين بطهار يف ثوبله وبدبله‪ ،‬وأملا إن صل‬
‫بثوب فيه بًس هذا يًوز فيه الًمع لحديث حمنة‪ ،‬فإن حمنة منعها وجود النًاسة عللى‬ ‫وثوبه‪ ،‬وص‬
‫ثو ا ‪.‬‬

‫فالمرء إاا كان ل يستطيع أن يصللر‬ ‫‪ ‬الناع الثاين من الميهة‪ :‬أن تكون المحقة يف القيام‪ ،‬يف الص‬
‫إل بمحقة قائمة‪ ،‬يعنر ص ته إاا ص ها بًمع فل محلقة عليله‪ ،‬وأملا إن صللى الصل تين كل يف‬ ‫الص‬
‫جالسلا أو بمحلقة راقلدً ا‪ ،‬فنقلول حينملذ يًلوز لله الًملع يف هلذه‬
‫ً‬ ‫الثابيلة سيصلليها‬ ‫وقتها فسلتكون الصل‬
‫الحالة كذلك‪.‬‬

‫الذي يُـاز لـ الُمـع‪ :‬إاا كلان يغللع عللى ننله أبله يف وقلت الثابيلة‬ ‫‪ ‬الصارة الثالثة من المري‬
‫سيغيع عقله إما بإغماء أو ببنج أو بسبع عملية وبحو الك‪ ،‬فهنا ل شك أبله يًلوز لله الًملع سلواء كلان‬
‫جمع تقديم أو جمع تأخير‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الرابعة‪ :‬أن تكون هناك محقة خارجة عن العاد وقد ُتلحقهلا بالسلابقة مثل الملريه اللذي‬
‫المغرب كام ‪ ،‬فنقول له‪ :‬يًلوز للك‬ ‫يغس الكلى‪ ،‬فإبه ربما كان يف وقت غسي الكلى يأخذ وقت ص‬
‫الًمع‪.‬‬

‫الذي َّل يُاز ل الُمع؟‬ ‫من ها المري‬

‫يف‬ ‫المريه الذي يقول استطيع أن أصلى الص تين المًموعتين بطهار ماء‪ ،‬وإاا صليت كل صل‬
‫الثابية لها بدل وهلو‬ ‫وقتها فإين سأصلر األولى بطهار ماء والثابية بتيمم‪ ،‬بقول لهذا ل تًمع؛ ألن الص‬
‫‪٦‬‬
‫‪233‬‬

‫التيمم‪ ،‬وأما ل بدل له فإبه يًمع له‪ ،‬إان أصب المريه خمس حالت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْي َن ا ْلع َيا َئ ْي ِن َ َه ْط ل َم َطرٍ َون َْح ِاه َي ُب ٍُّ َال َّث ْا َب‪َ ،‬وت َ‬
‫ُاجدُ َم َع ُ َم َي َّهة»‪.‬‬

‫الًمع بين الص تين للمرض جاء يف مفهوم حديث ابن عباس يف خارج الصلحي الحلديث أصلله يف‬
‫الصلحي أن النبلر ‪ ‬جملع بلين الصل تين يف غيلر مطلر‪ ،‬وأصل الحلديث دون هلذه الليللاد ‪،‬‬
‫فقوله لمطر يدل فهمه أبه يًوز الًمع بين الص تين للمطر‪.‬‬

‫‪ ‬عندنا هنا مسألتان‪:‬‬


‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬ما هو ضابط المطر الذي ُتًمع له الص ؟‬

‫شلرء ضلبط‬ ‫‪ ،‬فه وجدبا يف اللن‬ ‫دائما هذه القاعد ‪ :‬أن ك مقدر يف الحريعة ببدأ فيه بالن‬
‫مر معنا ً‬
‫لنا المطر لم بًد شيما‪ ،‬ابتقلنا بعد الك للقيد الثاين وهو اللغة فنبحث يف اللغلة هل يوجلد هنلاك فلرق بلين‬
‫المطر وبين غيره‪ ،‬بقول‪ :‬بعم‪ ،‬فإن يف لسان العرب يفرق بين المطلر وبلين الطل وبلين ملا دون اللك‪ ،‬وقلد‬
‫ألف أبو منصور الثعالبر كما تعلمون كتابا سماه فقه اللغة بين فيه الفرق بين هذه األلفاظ التلر يكلون فيهلا‬
‫معنى محةك‪ ،‬فتكون من باب المتوابئ‪.‬‬

‫فنقول ب ظربا يف لسان العرب فوجدبا أن الفع أو ما بللل ملن السلماء ل يسلمى مطلرا إل إاا كلان يعلم‬
‫المح كام ‪ ،‬وهذا معنى قولهم‪ :‬يب الثياب ليس الثوب اللذي تلبسله‪ ،‬وإبملا الملراد بلالثوب وهلو قطعلة‬
‫فعم هذه القطعة كاملة‪ ،‬فمعناه أبه سيبلها بل كام ‪ ،‬هلذا هلو‬
‫القماش إاا بحرهتا على األرض فنلل المطر َّ‬
‫عم هذا الثلوب كلام المنحلور‬
‫معنى الثوب‪ ،‬يعنى ليست متًل على بعه المناب دون بعلها‪ ،‬وإبما َّ‬
‫على األرض؛ ألن الثوب إاا أبل يقصد به الخام‪ ،‬الذي هو الثوب المنحلور‪ ،‬وأملا هلذا اللذي بلبسله فل‬
‫‪ ،‬الثوب هو الذي لم يفص يسمى ثوبا‪.‬‬ ‫قميصا‪ ،‬هذا قمي‬
‫ً‬ ‫يسمى يف األص ثوبا‪ ،‬وإبما يسمى‬

‫إان عرفنا القيد األول وهو ضابط المطر وهو المطر الذي يب الثوب بحيث أبله يوجلد فيله ملاء كامل‬
‫عن الك فليس بمطر وإبما يسمى ب أو يسمى ً‬
‫رشا‪ ،‬وإن زاد فإبه من باب أولى‪.‬‬ ‫عليه كله‪ ،‬وإن بق‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين يف قال المصنف‪ :‬توجد معه محلقة‪ ،‬قولله توجلد معله محلقة هلذا ملن بلاب األوصلاف‬
‫الطرديللة‪ ،‬أي التللر ل تللنعكس؛ ألن بعلله األحكللام إبمللا ُأبطللن بأوصللاف برديللة وفيهللا بعلللها أوصللاف‬
‫عكسية‪ ،‬هذه من األوصاف الطردية التر ل تلنعكس؛ ألن الحكلم إبملا هلو متعلل بلالمطر‪ ،‬ولليس متعلقلا‬
‫‪234‬‬

‫بالمحقة إا مطل المحقة يًوز له الًمع‪ ،‬إان هذا هو األمر الثاين‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن الفقهاء يقولون إبما يًوز الًمع بين المغرب والعحلاء فقلط للمطلر‪ ،‬ول يًلوز‬
‫الًمع بين الظهر والعصر؛ والسبع يف الك بقول إن الصحابة رضوان عليهم لم يًمعوا إل بين المغرب‬
‫والعحاء فقط يف المطر‪ ،‬ولم يًمعوا بين الظهر والعصر‪.‬‬

‫قالوا ومن حيث المعنى أن المحقة يف العحائين‪ ،‬أشد من المحقة بين الظهرين‪ ،‬إا العحائان فيله نلملة‬
‫يف وقتهلا لكابلت هنلاك محلقة أكلا‪،‬‬ ‫وهو وقت سكون ووقتهما متقلارب‪ ،‬فللو أن الملرء صللى كل صل‬
‫بخ ف الظهرين فإن الوقت بينهما بوي وهناك بور وشمس وضياء‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثالث‪ :‬أن غالع الناس إاا جمعوا بين الظهرين فلن يرجعلوا إللى بيلوهتم‪ ،‬وإبملا سليذهع‬
‫لمعاشهم يف ملارعهم ويف حقوقهم أو يذهبون إلى محال تًاراهتم وبحو الك؛ وللذلك فلإن الًملع إبملا‬
‫يكون بين العحائين‪ ،‬فإن قال املره فلإن عملوم حلديث ابلن عبلاس أن النبلر ‪ ‬جملع ملن غيلر‬
‫مطر‪ ،‬قد يفهم منه أبه يًملع لكل مطلر‪ ،‬بقلول إن هلذا الحلديث العملوم فيله عملوم مفهلوم ولليس عملوم‬
‫منطللوق‪ ،‬وعنللدبا قاعللد وهللر عنللد أغلللع األصللوليين‪ ،‬أن المفهللوم ل عمللوم للله‪ ،‬وإبمللا يصللدق العم ل‬
‫بالمفهوم ببعه أجلاءه‪ ،‬والصحابة رضوان عليهم فهموا كابن عمر وغيره أبه ل يًملع يف المطلر إل بلين‬
‫العحائين دون الظهرين فإبه ل يًمع بينهما للمطر‪ ،‬وإبما يًمع لهما لغير الك من األسباب‪.‬‬

‫ار َد ٍة َ َه ْط إِ ََّّل بِ َل ْي َل ٍة ُم ْظ ِل َم ٍة»‪.‬‬


‫ار َد ٍة ََّل َب ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ولِ َا ْح ٍٍ َو ِريحٍ ََ ِديدَ ٍة َب ِ‬

‫قال‪ :‬ويًوز الًمع لوح وهو الطين الذي يكون مًتمع به الماء لوجود المحقة‪ ،‬قال وريل شلديد‬
‫بارد ‪ ،‬إاا اجتمعت هذه األوصاف بأن تكون شديد بارد ‪ ،‬أو تكون الري بارد يف ليلة مظلملة‪ ،‬إان ل ُبلد‬
‫من اجتماأ الوصفين ري شلديد ‪ ،‬أو أن تكلون بلارد يف ليللة مظلملة‪ ،‬حينملذ تكلون المحلقة أكلا فحينملذ‬
‫يًوز الًمع‪.‬‬

‫وإبما اكر الفقهلاء هلذه القيلود لكلر ل يتسلاه النلاس يف الًملع‪ ،‬إا للو أبلل تقلدير المحلقة آلحلاد‬
‫الناس ربما لتساه بعه الناس يف الًمع وبسمع من بعه الناس أبله يقلول عنلدي محلقة ألجل النلوم‪،‬‬
‫وبعلهم يقول ألج الطري وهكذا‪ ،‬بقول ل ل ُبد من ضبط هذه المحقة بالحتياط بتتبع النصوص فيهلا‬
‫قدر ا مكان‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪235‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلَ ْ َض ٍُ ِ ْع ٍُ َا ْْلَ ْر َ ِق ِم ْن َت ْه ِدي ٍم َأ ْو ت َْأ ِهيرٍ»‪.‬‬

‫كما فع النبر ‪ ‬وتقدم‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ْع ُل ُ َب ْيت َون َْح ِاه بِ َال َض ُر َ‬
‫ورة»‪.‬‬

‫وكره فعله أي فع الًمع بين الص تين يف المطر وبحوه ب ضرور ‪ ،‬وأما فعله مطل ًقا ب حاجلة فإبله‬
‫محرم ب هو كبير من كبائر الذبوب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْب ُط ٍُ َج ْم ُع َت ْه ِديم ٍ بِ َراتِ َب ٍة َب ْين َُه َما»‪.‬‬

‫واحلد ‪ ،‬وبنلاء عللى‬ ‫هذه المسألة التر اكرهتا قب قي أن الًمع بين الص تين يًع الص تين ص‬
‫الك بنر عليه أبه ل يفص بين الص تين المًموعتين ل براتبة ول بك م ول بغير ‪ ،‬وإبما يسلتثنى أشلياء‬
‫سيوردها المصنف بعد قلي ‪.‬‬
‫ان َه ِق ٍ‬
‫يف َوإِ َق َامة»‪.‬‬ ‫يق بِ َأ ْك َثر ِمن و ُض ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْب ُط ٍُ َج ْم ُع َت ْه ِدي ٍم بِ َراتِ َب ٍة َب ْين َُه َما‪َ ،‬و َت ْقرِ ٍ‬
‫َ ْ ُ‬

‫وملا‬ ‫قال‪ :‬ول يفص بينهما إل بوضوء خفيف ل يطي فيه وإبما يكون خفي ًفا‪ ،‬وإقامة أي إقامة الص‬
‫عدا الك فإبه يطي بينهما فيكون فص بوي ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)8‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )8‬اية المًلس الثامن‪.‬‬


‫‪236‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ـن ِسـت َِّة‬
‫ت َم ْ‬ ‫ي ِص َق ٍة َص َّح ْ‬
‫ت َع ْن َالنَّبِ ِ ‪َ ‬و َص َّ‬
‫ـح ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُُا ُز َص َال ُة َا ْلخَ ْاف بِ َأ ِ‬
‫َأ ْو ُج ٍ َو ُس َّن ِ َيها َح ْم ٍُ ِس َالحٍ َب ْيرِ ُم ْث ِه ٍٍ»‪.‬‬

‫الخوف‪ ،‬يكون لها سبع أو أسباب متعدد ‪ ،‬إما المسايفة‪ ،‬المسايفة التر تسمى بحلد الخلوف‪،‬‬ ‫ص‬
‫بأن يقاب المحارب غيره‪ ،‬فهذه تسمى المسايفة‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون حال أن يكون مطلو ًبا‪ ،‬إاا كان مطلو ًبا بأن يلح ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون بال ًبا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الرابعة‪ :‬عند وجود مطل الخوف‪.‬‬

‫لمااا اكربا هذه األمور األربع؟ ألن الحالة األولى والثابية تسمى شد الخوف فتحلرأ فيهلا الصلفات‬
‫المعتلاد ملن جهلات‪ ،‬ففلر‬ ‫الخلوف خالفلت الصل‬ ‫جميعها‪ ،‬ومنها عدم التوجله إللى القبللة؛ ألن صل‬
‫بعلها أبه يصلى إلى غير قبلة‪ ،‬ويف بعلها أن المأموم ينفص قبل ا ملام‪ ،‬ويف بعللها أن ا ملام تخلالف‬
‫أفعاله أفعال المأموم‪ ،‬ويف بعلها أن ا مام يصللر ركعلة واحلد بلدل ملن أن يصللر ركعتلين‪ ،‬ويف بعللها‬
‫الخللوف فيهللا مخالفللة لص ل‬ ‫أ للم يحملللون الس ل ال معهللم وهكللذا‪ ،‬وهللر الحركللة الكثيللر ‪ ،‬إان ص ل‬
‫المعتاد من جهات متعدد ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وصحت من ستة أوجه كما قال أحمد فكلها تًوز وهو من اخت ف التنوأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ِ َيها َح ْم ٍُ ِس َالحٍ َب ْيرِ ُم ْث ِه ٍٍ»‪.‬‬

‫هذا يف حالة المسايفة‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪237‬‬

‫ف َذ َكرٍ حر مستَاطِ ٍن بِبِن ٍ‬


‫َان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪َ :‬ت ْل َزم َا ْلُمع ُة ك ٍَُّ مس ِل ٍم م َ َّل ٍ‬
‫ُ ٍّ ُ ْ ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬

‫الًمعة‪ ،‬والًمعة واجبة على ك مسلم بحربها‬ ‫بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفص عن أحكام ص‬
‫‪-‬كما سيأا‪ ،-‬فقال تللم الًمعة ك مسلم؛ ألن غير المسللم لليس مطال ًبلا يف اللدبيا بلأداء التكليفلات وإن‬
‫كان معذبا عليها يوم القيامة ‪-‬كما مر معنا‪.-‬‬

‫قللال‪ :‬مكلللف؛ ألن غيللر المكلللف ل تًللع عليلله العبللادات وإبمللا هللو مللأمور للا بعللد أمللر بللدب يللؤمر‬
‫أمر بدب‪ ،‬كما مر من حديث عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده‪.‬‬ ‫بالص‬

‫عللى األبثلى‪ ،‬وهلو شلرط كلذلك‬ ‫قال‪ :‬اكلر‪ ،‬واشلةاط اللذكور شلرط للوجلوب‪ ،‬فل تًلع الصل‬
‫الًمعلة صلحت فليسلت شلر ًبا للصلحة‪ ،‬وإبملا هلو شلرط‬ ‫ل بعقاد‪ ،‬بمعنى أن األبثى إاا حللرت صل‬
‫الًمعة كما يحدث هنا يف المسلًد النبلوي‪،‬‬ ‫للوجوب والبعقاد‪ ،‬معنى الك إن األبثى إاا حلرت ص‬
‫فإ ا تص ص هتا؛ لكن ل تًع عليها‪ ،‬يًوز لها أن تخرج هذا األمر األول‪.‬‬

‫الًمعلة ‪-‬كملا‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه ل تنعقد ا بمعنى أ ا تعتا من األربعين الذين تحةط لهلم صل‬
‫سيأا‪.‬‬

‫قال حر‪ ،‬ويقابله العبد‪ ،‬فالعبد كذلك ل تًع عليه ول تنعقد به‪.‬‬

‫قال مستوبن ببناء‪ ،‬قوله مستوبن ببناء‪ ،‬هذا من قيدين أو ً‬


‫ل‪ :‬مستوبن ومعنى الستيطان وهو ا قاملة‬
‫صيفا وشتاء‪ ،‬والعا بالسلتيطان كملا قلال أحملد باألهل فحيلث كلان أهللك ملن زوجلة ووللدك وأبيلك‬

‫وأمك فإبك تكون مستوبن‪ ،‬كما قال اهلل ‪ { ‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ} [البقر ‪.]196 :‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن يكون مستوبن ببنلاء‪ ،‬معنلى اللك أن الملرء إاا كلان مسلتوبن بمكلان ل بنلاء فيله‪،‬‬
‫الًمعلة‪ ،‬بل ل ُبلد أن‬ ‫كمن يكون مستوبنا يف مقام صيفا وشتاء يف خيام‪ ،‬فإبه حينمذ ل تًع عليهم ص‬
‫الًمعة على المستوبن دون ملا علداهم‬ ‫يكون مستوبنا بخيام ألن النبر ‪ ‬إبما أوجع ص‬
‫وحكر إجما ًعا‪.‬‬

‫عندنا هنا مسألة‪ :‬أبنا بقول إن العا بالبناء‪ ،‬ف يللم أن يكون مصلرا‪ ،‬فللو كابلت قريلة وجبلت علليهم‬
‫الًمعة‪ ،‬إاا العا بالبناء سواء كابت مصرا من األمصار‪ ،‬أو قرية من القرى ف ُبد عللى الًميلع أن‬ ‫ص‬
‫‪238‬‬

‫يصلوها‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬فيما يتعل بقوله مستوبن ببناء‪ ،‬أن حد هذا البناء ك من كان يف هذه القرية أو كلان يف‬
‫هذا المصر فيًع عليه أن يصلر الًمعة‪ ،‬وأن يذهع إلى المسًد فيصلر مع المسلمين يًلع وجوبلًا‪،‬‬
‫الًمعة بعيدً ا عنه‪ ،‬ولو كان يبتعلد عنله أكثلر ملن فرسلخ‬ ‫ولو كان ‪-‬ابتبه لعبارا‪ -‬ولو كان مكان أدى ص‬
‫وهو خمس كيلوات‪ ،‬ما دام مكان إقامة الًمعة يف داخل البنلاء‪ ،‬يعنلر يف داخل القريلة أو المصلر فيًلع‬

‫عليه أن يسعى { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ} [الًمعلة‪ ،]9 :‬أي يًلع عليلك‬


‫السعر‪ ،‬إان ك من كان داخ يف هذه البلد أو المصر يًع عليه السعر ولو كلان بعيلدً ا أكثلر ملن مسلافة‬
‫فرسخ‪.‬‬

‫خارجا علن البللد‪ ،‬يسلكن يف بيلت بعيلد علن البللد‪ ،‬أو يسلكن يف ملرعلة بعيلد علن البللد‪،‬‬
‫ً‬ ‫أما من كان‬
‫الًمعة ما لم يكن بينله وبلين البللد مسلافة سلفر قصلير‪ ،‬والسلفر القصلير كلم هلو‬ ‫فنقول تًع عليه ص‬
‫قلت لكم؟ فرسخ واحد وهو تقري ًبا يليد عن خمسة كيلوات بقلي تقري ًبا‪.‬‬

‫إان من كان ساكنا خارج البلد إن كان يبتعد عن البلد فرسلخ فأقل يًلع عليله السلعر‪ ،‬وهلذا تسلمى‬

‫وهو السفر القصير تسمى مسافة السعر يعنر أخذا من اآلية { ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ} [الًمعة‪.]9 :‬‬

‫وأما إن كابت سكنه يبتعد أكثر ملن هلذه المسلافة فل تًلع عليله‪ ،‬وإبملا األفلل يف حقله واألتلم أن‬
‫الًمعة‪ ،‬ويتعل قلبه ا؛ ولذلك جاء يف الحلديث أن‬ ‫يصليها ويسعى فإبه أكم ؛ ألن المؤمن يحع ص‬
‫من ترك ث ث جمع من غير عذر ببع على قلبه‪ ،‬وهذه الًمعة فيها اجتماأ المسلمين وائت ف كلمتهم‪.‬‬

‫هذه تقريبا أهم مسألة يف الباب‪.‬‬


‫ْلمـا ِم َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو ْاْلَ ْ َض ُـٍ‬ ‫ـح‪َ ،‬وإِ ََّّل َص َّ‬
‫ـح ْ‬ ‫ـم تَص َّ‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َص َّلى َال ُّظ ْه َر م َّم ْن َع َل ْي َا ْل ُُ ُم َعـ ُة َق ْب َـٍ َا ْ ِ َ‬
‫َب ْعدَ ُه»‪.‬‬

‫الًمعلة وهلو اللذكر الحلر المسلتوبن يًلع عليله أن يصلليها مللع‬ ‫يقلول إن اللذي تًلع عليله صل‬
‫الظهلر قلام‬ ‫إلى بعد اللوال‪ ،‬ثم يف وقت صل‬ ‫ا مام‪ ،‬قال‪ :‬فإن ص ها قب ا مام يعنر ا مام أخر الص‬
‫الظهر عن إاا صل ها بعلد صل‬ ‫الظهر‪ ،‬وإل صحت أي وإل صحت ص‬ ‫نهرا لم تص ص‬
‫فص ها ً‬
‫ا مام للًمعة‪.‬‬ ‫ا مام للًمعة‪ ،‬إاا ص ها بعد ص‬
‫‪٦‬‬
‫‪239‬‬

‫ابظروا معر عندي مسلألتان مهمتلان فلابتبهوا لهملا‪ .‬المسلألة األول‪ ،‬المسلألة الثابيلة بؤجلهلا يف قللية‬
‫تكرار الًمعة ستأا بعم ستأا تكرار الًمعة‪.‬‬

‫الظهر يخطئ فيها كثير من الناس‪ ،‬بعله النلاس إاا دخل المسلًد‬ ‫عندبا مسألة مهمة تتعل يف ص‬
‫الظهر‪ ،‬ه بقول إن فعلك صحي أم ل؟ بقلول‬ ‫فوجد ا مام قد صلى الًمعة فيأا مباشر ويصلر ص‬
‫لو لم يكن يف البلد إل جمعة واحد صحت ص تك الظهر‪ ،‬أملا إاا كلان يف البللد جمعلة أخلرى وتعللم أن‬
‫الًمعة األخرى لم تصلى بعد بأن كنت تسمع ا مام الثاين يخطع يف هلذه الللواقط التلر تظهلر الصلوت‪،‬‬
‫وأمكنك الوصول إليه فيًع أن تسلعى وتصللر الًمعلة معله‪ ،‬وهلذا ملن الخطلأ اللذي يقلع فيله كثيلر ملن‬
‫الًمعة إل إاا تعذرت‪ ،‬إما لفواهتلا أو لفلوات شلرط وجو لا؛‬ ‫الظهر ل تنوب عن ص‬ ‫الناس؛ ألن ص‬
‫ألن الظهر بدل عن الًمعة‪ ،‬وليست الًمعة بدل عنها‪ ،‬وإبما الًمعة بدل عنهلا إاا تعلذرت‪ ،‬فابتبله لهلذه‬
‫المسألة ويقع فيها كثير من الناس يًع عليك أن تسعى ولو كلان المسلًد بعيلدا يف البللد‪ ،‬إاا كلان عنلدك‬
‫سيار يًع أن تنتق لمسًد بعيد حتى تصلر الًمعة‪ ،‬وهذا بأخذه من ك م المصنف ومن صلى الظهر‬
‫ممن عليه الًمعة قب ا مام لم تص ‪ ،‬أي قب إمام يف البلد‪.‬‬

‫قال وإل صحت‪ ،‬قال واألفل بعده‪ ،‬أي األفل للمرأ والمريه والمقيم والمسافر أن يصلوا بعد‬
‫ا مام‪.‬‬

‫يهـ ِ َأ ْو َيخَ ْ‬
‫ـف َ ـ ْا َت‬ ‫ت بِها ِ َطرِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َحرم س َقر م ْن َت ْلزَم ب ْعدَ َالز ََّو ِ‬
‫ال َو ُكرِ َه َق ْب َل ُ َما َل ْم َي ْأ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ‬
‫ُر ْ َه ٍة»‪.‬‬

‫المسافر يف يوم الًمعة له ث ث حالت‪ :‬إما أن يسافر بعد الللوال‪ ،‬وإملا أن يسلافر قبل الللوال‪ ،‬وإملا‬
‫أن يسافر قب بلوأ الحمس‪ ،‬هذه ث ث حالت‪.‬‬

‫السفر قب بلوأ الحمس يًوز؛ ألبه وقت بدء بلوأ الحمس وارتفاعها قيد رم ‪ ،‬سلفره جلائل؛ ألبله‬
‫لم يدخ الوقت‪ ،‬والوقت المحرم بعد اللوال يعنر زوال الحمس وهو أاان الظهلر يحلرم عليله أن يسلافر‬
‫إل أن يكون سيؤديها يف الطري ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن يسافر يوم الًمعة بعد ارتفاأ الحمس قيد رم وقب اللوال هذه تكلره وليسلت‬
‫محرمة مع أبه وقت فعلها‪ ،‬الدلي عليه ألن ابن عمر ‪ ‬قال ل تحبس الًمعلة علن السلفر بل قالهلا أبلوه‬
‫‪240‬‬

‫‪ ‬قال ل تحبس الًمعة عن السفر فدل الك على أبه يًوز السفر لكن مع الكراهة مراعا لخل ف ملن‬
‫منع منها‪ ،‬وهنا قاعد أوصولية يعملها فقهلاء المالكيلة والحنابللة خاصلة وهلر قاعلد مراعلا الخل ف إا‬
‫مراعا الخ ف بوعان‪:‬‬

‫مراعا للخ ف قب وقوعه وهذه يعملون ا السلتحباب والكراهلة خاصلة‪ ،‬ومراعلا للخل ف بعلد‬
‫الوقوأ وهذه خاصة بالمفتر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط لِ ِص َّحتِ َها َا ْل َا ْق ُ‬


‫ت»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وشرط لصحتها الوقلت‪ ،‬ابظلر معلر أن سأسلأل سلؤال فلأجيبوين ملر معنلا أن ملن شلروط صلحة‬
‫دخول الوقت‪ ،‬وهنا قال الفقهاء يف الًمعة شرط صحتها الوقت لمااا قلالوا هنلاك دخلول الوقلت‬ ‫الص‬
‫وهنا قالوا الوقت؟ لمااا فرقوا بين الوقت وبين دخول الوقت؟ بعم من يًيع ‪ ..‬ل أسلمع ‪ .....‬أحسلنت‬
‫غير الًمعة فعلها قب وقتها ل يص ‪ ،‬وأما فعلها بعد وقتهلا فيصل‬ ‫هناك قالوا دخول الوقت؛ ألن الص‬
‫ويكون قلاء‪ ،‬وأما الًمعة فقلنا الوقت أي دخول وخروجا فالًمعة فعلها قبل وقتهلا ل يصل ‪ ،‬وفعلهلا‬
‫بعد وقتها ل يص ‪ ،‬فيؤتى بعد وقتها ببدلها وهلو الظهلر‪ ،‬إان الفقهلاء لملا يعلاون بلبعه العبلارات فلإ م‬
‫دقيقون يف الك‪ ،‬مث ما سب معنا يف لما قالوا‪ :‬الحيه ودم النفلاس فرقلوا بلين العبلارتين ألن لكل كلملة‬
‫دللتها‪.‬‬

‫الًمعة يف ابتدأها وابتهاءها كما اكرت لكم‪.‬‬ ‫الوقت شرط لصحة ص‬


‫ِ‬
‫التحريمة َصـ َّل ْاا ُظ ْهـرا َوإِ ََّّل‬ ‫آهرِ و ْق ِ‬
‫ت َال ُّظ ْهرِ َ ِِ ْن َه َر َج َق ْب ٍَ‬ ‫يد إِ َلى ِ‬
‫ت َا ْل ِع ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها َأو ُل و ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َّ َ‬
‫ُج ُم َعة»‪.‬‬

‫الًمعة‪ ،‬بين المصنف ‪ ‬أن أو الفقهاء يقوللون أن للًمعلة‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن وقت ص‬
‫الًمعلة ملن‬ ‫ث ثة أوقات‪ :‬وقت جواز ووقت للوم‪ ،‬ووقت أفللية‪ ،‬وقت الللوم أي تًلع عليلك صل‬
‫الًمعة أن يكون بعد اللوال أي بعلد زوال الحلمس‬ ‫حين اللوال وهو وقت األفللية فأفل وقت لص‬
‫الًمعة أن تصلى بعلد زوال الحلمس يعنلر يكلون دخولهلا ودخلول وقلت الظهلر‬ ‫هذا أفل وقت لص‬
‫الًمعة‪.‬‬ ‫سوى هذا أفل وقت لص‬

‫وهناك وقلت يسلمى بوقلت الًلواز‪ ،‬وهلو أن تصللى الًمعلة قبل الللوال‪ ،‬ويبتلد ملن حلين ارتفلاأ‬
‫‪٦‬‬
‫‪241‬‬

‫الحللمس قيللد رم ل مللا الللدلي علللى الللك؟ أبلله قللد ثبتللت أربعللة أحاديللث يف صللحي البخللاري‪ ،‬أن النبللر‬
‫‪ ‬صلى الًمعة وخرج منهلا قبل زوال الحلمس‪ ،‬أربعلة أحاديلث‪ ،‬وثبلت أن أبلا بكلر‪ ،‬وعملر‬
‫وعثمللان‪ ،‬وعلللر رضللر اهلل عللن الًميللع أ للم صلللوا الًمعللة أحيابللا قب ل اللللوال‪ ،‬إان أربعللة أحاديللث‪،‬‬
‫والخلفاء األربعة جميعا ثبت عنهم أبه صلوا قب اللوال‪ ،‬فدلنا الك على أبه يًوز أن تصلى الًمعة قبل‬
‫اللوال‪.‬‬

‫عرفنا من الحارأ أبله ينليط األحكلام بالنظلائر فملا هلو أقلرب وقلت ابيطلت بله األحكلام ملن توقيتلات‬
‫العيد‪ ،‬وهو وقت النهى علن‬ ‫الص ؟ وجدبا أن أقرب توقيت هو ارتفاأ الحمس قيد رم فإبه وقت ص‬
‫اللحى وبحو الك‪.‬‬ ‫‪ ،‬وهو وقت ص‬ ‫الص‬

‫إان بقول يمتد من ارتفاأ الحلمس قيلد رمل إللى الللوال وقلت جلواز‪ ،‬ولكلن وقلت األفلللية وقلال‬
‫الموف ب هو األولى مراعا لخ ف الًمهور أن ل تصلى الًمعة إل بعد اللوال‪ ،‬األفل إن ل تصللى‬
‫إل بعد اللوال كما يفع اآلن يف الحرمين ويف أغلع البلدان ل تصلى الًمعة إل بعد اللوال؛ لكن تًلوز‬
‫قب اللوال مثال الك فقد تكون هنا حاجة ألج الك بعه البلدان يكلون المسلًد ضلي وتمنلع البللد‬
‫الناس أن يصلوا يف الخارج‪ ،‬ممنوأ أن تصلى يف الخارج يًع أن تصلى يف المكان والمكلان ضلي جلدا‪،‬‬
‫أو يخالفوا بظلام تللك البللد‪ ،‬فنقلول يًلوز‬ ‫فلو اجتمع الناس يف مكان واحد إما أ م ل يستطيعون الص‬
‫أن تصلوا الًمعة ويبتد من قب اللوال ويكون على تكرار الًمعة وسيأا يف قلية تكلرار الًمعلة بعلد‬
‫قلي ‪.‬‬

‫اْل َما ِم ِم ْن َأ ْه ٍِ ُو ُجابِ َها»‪.‬‬


‫ين بِ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ار َأ ْر َبع َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُح ُض ُ‬
‫قال‪ :‬وحلور أربعين با مام يعنر أبه ل ُبد من حلور أربعين رج مع ا ملام فيعلد ا ملام ملنهم ملا‬
‫الدلي على الك؟ بقول الستدلل بأق ملا ورد فقلد جلاء يف حلديث كعلع بلن ماللك ‪ ‬أن أول جمعلة‬
‫جمع ا يف المدينلة كلان قلد جملع لم أسلعد بلن زرار ‪ ‬يف بنلر بياضلة هنلا يف تقريبلا جنلوب المدينلة‪،‬‬
‫فسملوا كم كان علددكم؟ قلال كنلا أربعلين‪ ،‬وملا ُعلرف أن النبلر ‪ ‬صللى بقلوم كلابوا دون ملن‬
‫األربعلين هلذا أقل ملا ورد ‪ ،‬واكللر هلذا العلدد ل ُبللد أن بحملله علللى التأسليس أوللى مللن أن بحملله علللى‬
‫التأكيد؛ ولذلك قالوا إن أق من يعنر تنعقد به الًمعة أربعون ف ُبد ملن حللورهم‪ ،‬ويعلد ا ملام معهلم‬
‫‪242‬‬

‫ولذلك با مام‪.‬‬

‫من أه وجو ا يدل الك على أن المرأ والقن والصبر ومثله المسافر ل يعدون من األربعلين وإبملا‬
‫تص منهم إاا حلروها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َن َه ُصاا َق ْب ٍَ إِت َْم ِام َها اِ ْست َْأ َن ُقاا ُج ُم َعة إِ ْن َأ ْم َن َ َوإِ ََّّل ُظ ْهرا»‪.‬‬

‫استأبفوا جمعة إن كان عددهم أربعين أو جاء معهم ملن‬ ‫قال‪ :‬فإن بقصوا قب إتمامها أي إتمام الص‬
‫العدد‪.‬‬ ‫يتمم األربعين وإل صلوها نهرا؛ ألبه بق‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْد َر َك َم َع َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم َر ْك َعة َأت ََّم َها ُج ُم َعة»‪.‬‬

‫لحديث أبر هرير ‪ ‬عند ابن ماجة وغيره أن ملن أدرك ركعلة ملن الًمعلة فقلد أدرك الًمعلة وملن‬
‫أدرك دون الركعة فل يكلون قلد أدرك الًمعلة‪ ،‬وإبملا يصلليها أربعلا إن كلان ل يوجلد يف البللد إل جمعلة‬
‫واحد ‪ ،‬أو كان ا مام هو من أواخر من يصلى يف البلد‪.‬‬

‫يم ُه ْط َب َت ْي ِن»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهد ُ‬
‫قال ومن شربها أن تقدم خطبتين أي من شرط الًمعة أن تقدم قبلها خطبتين‪ ،‬وهلذا شلرط لملا ثبلت‬
‫يف الًمعلة ألجل الخطبتلين أي أن الخطبتلين‬ ‫من حديث ابن عمر وعائحة ‪ ‬أ ما قال ُقصرت الصل‬
‫بدل عن الركعتين كما قال ابن عمر وعائحة‪ ،‬فدل على أبه ل ُبد من ا تيان بلالخطبتين‪ ،‬وملا ُعللم أن النبلر‬
‫‪ ‬صلى جمعة من غير خطبتين قط فدل على أن هاتين الخطبتين واجبتان‪.‬‬

‫ابظروا معر قب أن بأا بحرط الخطبتين‪ ،‬هاتان الخطبتان الفص بينهما سنة‪ ،‬والًلوس بينهما سلنة‪،‬‬
‫إان يًللوز أن تكللون الخطبتللان متصلللتين‪ ،‬إاا اتصلللت الخطبتللين هل تكللون خطبللة واحللد أمللا خطبتللين؟‬
‫ناهرا خطبة واحد لكن بفرق بين هاتين الخطبتين بأن بقول‪ :‬يًع أن يوجد يف ك واحد من الخطبتلين‬
‫ً‬
‫أركا ا األربعة التر سيوردها المصنف بعد قلي ‪ ،‬وهذه ابتبهلوا لهلا‪ ،‬إان لكلر تصل الخطبتلين‪ ،‬ل ُبلد أن‬
‫عللى النبلر ‪ ‬أو‬ ‫يكون يف كل واحلد ملن الخطبتلين معلا أربعلة أركلان‪ :‬الحملد هلل‪ ،‬والصل‬
‫الحهاد ‪ ،‬وأن يكون فيها أمر بتقوى اهلل‪ ،‬وأن تقرأ فيه آية واحد على األق ‪.‬‬

‫هذه ل ُبد أن توجد يف ك واحد ملن الخطبتلين‪ ،‬بل اسلتثناء وابتبهلوا لهلذه المسلألة كثيلر ملن النلاس‬
‫‪٦‬‬
‫‪243‬‬

‫يتساه فيةك بعه هذه األركان‪ ،‬وسأاكر الدلي على هذه األربع بعد قلي ‪.‬‬

‫وأبت إاا علمت أن المرء إاا قام يف خطبته‪ ،‬فأتى بخطبة الحاجلة التلر ثبتلت ملن حلديث ابلن مسلعود‬
‫‪ ‬فإبه سيحمد اهلل‪ :‬الحمد هلل بحملده وبسلتعين وبسلتغفره ثلم يقلول وأشلهد أن ل إلله إل اهلل وأشلهد أن‬
‫عللى النبلر ‪ ،‬وسليقرأ ثل ث آيلات ويف هلذه‬ ‫محمد عبلده ورسلوله هلذه الحلهاد أو الصل‬
‫اآليات الث ثة أمر بموعظة‪ ،‬فمن أتى بخطبلة الحاجلة يف الخطبلة األوللى والثابيلة معلا كفتله‪ ،‬كفتله بل أتلى‬
‫بالسلنة كاملللة‪ ،‬إان ل ُبللد مللن أربعلة أركللان سلليوردها المصللنف بعللد قليل ‪ ،‬يف كل واحللد مللن الخطبتللين؛‬
‫ولذلك قال المصنف وتقديم خطبتين من شربهما أي من شرط هاتين الخطبتين‪ ،‬أو من أركا ا أن تكلون‬
‫فيها هذه األمور األربعة‪ ،‬بب ًعا عا بالحرط لمااا؟ ألن المصنف هنلا أدرج األركلان ملع الحلروط‪ ،‬فأدخل‬
‫العدد وهر الحروط وأما األركان فإ ا أربعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬م ْن ََ ْرطِ ِه َما‪َ :‬ا ْل َا ْق ُ‬


‫ت»‪.‬‬

‫الحرط‪ :‬الوقت ف ُبد من أن تكون الخطبتان‪ ،‬يف الوقت وتقدم معنا أو الوقت يبدأ من بلوأ الحلمس‬
‫قيد رم ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ْمدُ اهَّلل ِ»‪.‬‬

‫حمد اهلل ركنا يف الخطبة‪ ،‬دليله أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬كٍ أمرا َّل يبـدأ يـ بحمـد اهَّلل هـا‬
‫‪.‬‬ ‫أبتر» أي باق‬

‫الص َال ُة َع َلى َر ُسالِ ِ ‪.»‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫ألن اهلل ‪ ‬قال‪ { :‬ﯓ ﯔ ﯕ} [الحلرال‪ ،]4 :‬ومعنلى اللك اهلل ‪َّ« ‬ل أذكـر إَّل وتـذكر معـ »‬
‫وحيث وجع اكر اهلل ج وعل فيًلع اكلر رسلوله ‪ ‬كملا يف الحلهادتين ويف الصل‬
‫علللى النبللر ‪ ‬وقللال بعلله أهل العلللم ولللو قي ل‬ ‫وغيرهللا‪ ،‬فللدل الللك علللى وجللوب الصل‬
‫بالكتفاء بالحهاد لكان أبسع؛ ألن النبر ‪ ‬كان إاا خطع وخاصة يف خطبة الحاجلة يتحلهد‪.‬‬
‫على النبر ‪ ‬ل يللم أن تكون يف أولها ب للو كلان يف آخرهلا أجللأ ألن يف آخرهلا‬ ‫بب ًعا الص‬
‫على النبر ‪.‬‬ ‫الدعاء ويستحع أن يختم الدعاء بالص‬
‫‪244‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِق َرا َن ُة َآي ٍة»‪.‬‬

‫قلال‪ :‬وقلراء أيلة وللو كابلت اآليلة قصلير لقللول اهلل ‪ { ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ} [الًمعة‪ ،]9 :‬فالسعر إلى اكر اهلل‪ ،‬ف ُبد من ا تيلان بلذكر اهلل‪ ،‬وأقل اكلر اهلل‬
‫‪ ‬قراء آية‪ ،‬ف بد من ا تيان بآية‪.‬‬

‫ار َا ْل َعدَ ِد َا ْل ُم ْع َت َبرِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُح ُض ُ‬
‫أي‪ :‬عند ابتدائها وأن يكوبوا أربعين‪.‬‬

‫اع ِ »‪.‬‬
‫ت بِ َهدْ ِر إِسم ِ‬
‫ْ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ور ْ ع َالصا ِ‬
‫َ َ ُ َّ ْ‬

‫ل بد يف الخطيع أن يًهر ويكون جهره برفع الصوت بقدر أن يسمعه وللو علدد يسلير‪ ،‬ويسلتحع لله‬
‫أن يليد يف رفع الصوت؛ ألن المقصود بالخطبة ا سماأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والنِ َّي ُة»‪.‬‬

‫فتكون فيها واجبة الخطبلة‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فللو أن املرأ وعلظ ل‬ ‫النية واجبة؛ أل ا قائمة مقام ص‬
‫بقصد بية خطبة الًمعة ف بقول إ ا مًلئة عن خطبة الًمعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َا ِص َّي ُة بِ َت ْه َاى َاهَّلل ِ‪َ ،‬و ََّل َي َت َع َّي ُن َل ْق ُظ َها»‪.‬‬

‫والوصية بتقوى اهلل‪ ،‬ف بد من ا تيان بالوصية بتقوى اهلل ‪ ،‬ول يتعين أن يقول اتقوا اهلل ب يلأا‬

‫بك ما فيه موعظة { ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ } [الًمعة‪.]9:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْن َت ُانَا م َّم ْن َيص ُّح َأ ْن َي ُؤ َّم َيها ََّل م َّم ْن َي َت َا َّلى َا َّ‬
‫لص َال َة»‪.‬‬

‫وقال‪ :‬ويص أن تكون ممن‪ ..‬ويًع أن تكون مملن يصل أن يلؤم فيهلا‪ ،‬فل يصل أن يلؤم يف صل‬
‫الًمعة من كان دون سن البلوغ؛ ألن من كان دون سن البلوغ ل يصل أن يلؤم يف الفريللة كملا جلاء علن‬
‫ابن مسعود وسب دليله‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن فقهاءبا يقوللون ل يصل أن المسلافر يصللر بالنلاس الًمعلة‪ ،‬بل ل ُبلد أن يكلون‬
‫المصلر مستوبنا من أه البلد‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪245‬‬

‫الًمعة وكذلك القن‪.‬‬ ‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه ل يص أن تكون المرأ إمامة يف ص‬

‫آخر‪.‬‬ ‫شخ‬ ‫وأن يتولى الص‬ ‫أي يًوز أن يخطع شخ‬ ‫قال‪ :‬ل ممن يتولى الص‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتُس ُّن َا ْلخُ ْط َب ُة َع َلى ِمنْ َبرٍ َأ ْو م ْا ِض ٍع َع ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ألن النبر ‪ ‬صنع منلاا‪ ،‬ورقلى عليله‪ ♥ ،‬وكلان منلاه ‪ ‬ثل ث‬


‫درجات‪ ،‬وكان يًلس على الثالثة ♥‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َس َال ُم َهطِ ٍ‬


‫يب إِ َذا َه َر َج‪َ ،‬وإِ َذا َأ ْق َب ٍَ َع َل ْي ِه ْم»‪.‬‬

‫لما جاء من حديث جابر أن النبر ‪ ‬كان يسلم عليه إاا صعد إلى المنا‪.‬‬

‫وقوله إاا خرج أي إاا خرج إليه فمن حين دخوله المسًد يسلم عليهم‪ ،‬يسلم على الحاضلرين‪ ،‬وإاا‬
‫رقى المنا وستقبلهم بوجهه سلم مر أخرى كما فع النبر ‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و َب ْين َُه َما َق ِليال»‪.‬‬


‫اس ُ إِ َلى َ َرا ِغ َا ْْل َذ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُج ُل ُ‬
‫ويسللن للله أن يًلللس‪ ،‬والًلللوس للليس بواجللع‪ ،‬وإبمللا يسللتحع للله الًلللوس كمللا فعلل النبللر‬
‫‪ ‬إلى أن ينتهلر الملؤان ملن فراغله ملن األاان وبلين الخطبتلين كملا جلاء يف الصلحيحين ملن‬
‫حللديث ابللن عمللر ‪ ‬أن النبللر ‪ ‬كللان يخطللع وهللو قللائم‪ ،‬وكللان ‪ ‬يفصل بللين‬
‫الخطبتين بًلوس‪ ،‬فلدل اللك عللى اسلتحباب الًلسلة بلين الخطبتلين‪ ،‬وكلم مقلدار هلذه الًلسلة؟ اكلر‬

‫تقديرا اجتها ًدا منهم بمقدار قلراء { ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ} [ ا ِ خل ص‪ ،]1 :‬آلثلار وردت يف‬
‫ً‬ ‫الفقهاء أ ا تقدر‬
‫؟؟؟ لم ترفع لنبر ‪ ‬وإبما هر آثار‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلخُ ْط َب ُة َقائِما»‪.‬‬

‫السنة الخطبة قائمة لحديث ابن عمر وتقدم‪.‬‬

‫اصدا تِ ْل َها َن ُه»‪.‬‬


‫ف َأو عصا َق ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م ْع َتمدا َع َلى َس ْي ْ َ‬

‫قال‪ :‬يستحع للخطيع أن يعتملد عللى سليف أو عصلى؛ ألبله ورد علن النبلر ‪ ‬أبله كلان‬
‫يخطع معتمدً ا يف أكثر من حديث ث ثة أحاديث وبحوها‪ ،‬وهذا التخيير الصحي أبه لليس تخييلر تحلهر‪،‬‬
‫وإبما تخيير بناء على اخت ف الحال‪ ،‬فاألص أبه يخطع على العصا‪ ،‬ول يخطع على السيف إل حينما‬
‫‪246‬‬

‫كللان ‪ ‬يف قتللال وبحللوه‪ ،‬إان إاا وجللد موجللع حم ل السلليف فإبلله يحمللله‪ ،‬وإل األص ل أبلله‬
‫يخطع على العصا‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن السنة أن يكون قبه العصا بيده اليسرى‪ ،‬وأما يلده اليمنلى فالسلنة‪ ،‬إاا كابلت معله‬
‫صحيفة يخطع ا أبه يمسك الصحيفة بيلده اليمنلى‪ ،‬فلإن للم يكلن هنلاك يف يلده صلحيفة‪ ،‬كلأن يكلون قلد‬
‫خطللع مرتً ل ‪ ،‬فللإ م قللالوا يسللتحع للله أن يلللع يللده علللى المنللا‪ ،‬يقللبه للا علللى المنيللر؛ ألن النبللر‬
‫‪ ‬كان يف مناه رمابة‪ ،‬الرمابة هر األمر اللذي يكلون نلاهر هكلذا‪ ،‬فكلان النبلر ‪‬‬
‫يلع يده عليها؛ ولذلك استحع أن المرء يلع يده على الرمابة أو عللى المنلا‪ ،‬فلإن للم يكلن معله عصلا‪،‬‬
‫قالوا ا مام مخير بين سدل يديه وبلين أن يمسلك بأحلد يديله األخلرى‪ ،‬هلو مخيلر يفعل ملا شلاء؛ لكلن ل‬
‫يحرك يديه كثر ‪ ،‬الحركة اليدين يف الخطبة مكروه؛ ألن النبر ‪ ‬كابت خطبته قصلدا يف لفظله‪،‬‬
‫وقصدا يف بظره‪ ،‬وقصدا يف حركته‪ ،‬لم يكن يحركه يديه ♥ يف الخطبة‪.‬‬

‫اصدا تِ ْل َها َن ُه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ق ِ‬

‫قال‪ :‬قاصدا تلقاء وجهه‪ ،‬حلديث عائحلة أن النبلر ‪ ‬كابلت خطبتله قصلدً ا‪ ،‬أي ينظلر أملام‬
‫وجهه‪ ،‬فالسلنة علدم كثلر اللتفلات يف الخطبلة يف غيلر الخطبلة يف اللدرس يف الموعظلة ألتفلت كملا شلمت‬
‫وحركة يديك كملا شلمت‪ ،‬وأملا يف خطبلة الًمعلة فلاألتم واألكمل ‪ ،‬ل بقلول أبله مبطل فلاألتم واألكمل‬
‫موافقة هدى النبر ‪ ‬وهو أن تكلون قصلدا‪ ،‬معنلى كوبله قصلدا أي‪ :‬قصلدا يف لفظله فللم‬
‫يكن يطي يف الخطبة فإن قصر الخطبة ممنة فقه الرج ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْه ِص ُير ُه َما»‪.‬‬

‫لما يف صحي مسلم «أن من مئنة ه الرجٍ قصر هطبت وطال صالت »‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال َّثانِ َي ُة َأ ْق َص ُر»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ويستحع أن تكون الخطبة الثابية أكثر قصرا‪.‬‬


‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والدُّ َعا ُن ل ْل ُم ْسلم َ‬
‫ين»‪.‬‬

‫اللدعاء للمسللمين يف خطبلة الًمعلة سلنة لملا ثبللت علن النبلر ‪ ‬أملر بلأن يحللر النسللاء‬
‫‪٦‬‬
‫‪247‬‬

‫العيد ليحهدن دعو المسلمين‪ ،‬فدل عللى أبله يسلتحع دعلاء المسللمين‬ ‫والحيه واوات الخدور ص‬
‫والخطبة‪ ،‬وقد كان النبر ‪ ‬يدعوا‪ ،‬وثبت عن عدد من الصحابة رضلوان اهلل علنهم أ لم كلابوا‬
‫يختمون الخطبة بالدعاء‪ ،‬ومنها‪ :‬أقول قولر هذا واستغفر اهلل لر ولكم‪ ،‬فقد جاءت عن أبر بكلر وجلاءت‬
‫عن غيره من الصحابة رضوان اهلل عليهم ‪.‬‬
‫َالس ْل َط ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُأبِ ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫يح ل ُم َع َّي ٍن ك ُّ‬
‫َ َ‬

‫الدعاء لولر األمر له حالتان‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون الدعاء له بوصلفه كلأن تقلول اللهلم وفل وللر أمربلا‪ ،‬اللهلم أصلل وللر‬
‫أمربا‪ ،‬وبحو الك فاللدعاء لله بوصلفه مسلتحع‪ ،‬وحكلى ا جملاأ عللى السلتحباب اللدعاء للولر األملر‬
‫بوصفه النووي وغيرهم من أه العلم‪ ،‬وهذا معنى قول ا مام أحمد وقبله الفلي بلن عيلاض للو كابلت‬
‫لر دعو مستًابة لًعلتها للسلطان‪ ،‬وقد ثبت عند الفريابر أن أبا موسى األشعري ‪ ‬خطع يف الكوفلة‬
‫فدعا لخلفاء المسلمين‪ ،‬فقوله فدعاء لخلفاء المسلمين أخذ منها العلماء أملرين‪ :‬أبله يسلتحع يف الخطبلة‬
‫الدعاء لولر األمر بوصفة‪ ،‬واألمر الثاين أبه يسلتحع اللدعاء لخل ف المسللمين األربعلة أبلر بكلر وعملر‬
‫وعثمان وعلر‪ ،‬وبعلد اللك يقلول الخطبلاء اللهلم وأرض علن الخل ف األربعلة أبلر بكلر وعملر وعثملان‬
‫وعلر أخذا من فع أبر موسى األشعري ‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين من الدعان للسلطان أو ول اْلمر‪ :‬أن يكون الدعاء له مع تسميته ل بوصلفه‪ ،‬بلأن يقلال‬
‫ف ن ابن ف ن فهذا جاء عن بعه السلف المنع منه كعطاء وعمر بن عبلد العليلل‪ ،‬والفقهلاء قلالوا إن هلذا‬
‫جاء عنهم كراهته خحية من تعظيمهم يف الخطبلة بلأن يلذكر لله ملن النعلوت‪ ،‬ويلذكر لله ملن األوصلاف ملا‬
‫يكون فيه تعظيم‪ ،‬والمقام إبما هو تعظيم هلل ‪ ،‬واكر لله ‪ ‬ل ألحلد ملن الخلل ؛ وللذلك جلاء‬
‫عن بعله السللف كراهلة تعظليم األلفلاظ؛ وللذلك قلال فقهاهبلا تسلميته المبلاال‪ ،‬وأملا اكلره عللى سلبي‬
‫الوصف فإبه مستحع بإجماأ‪.‬‬

‫إان ابتبه الفقر لما قال المصنف وأبي لمعين كالسلطان أي أن يذكر اسمه عللى سلبي التعلين‪ ،‬وأملا‬
‫اكر صفته فإبه مستحع‪ ،‬ب قال األلوسر من علملاء بغلداد ‪ ‬عليله يف القلرن الماضلر إبله يسلتحع‬
‫الًهر بالدعاء لولر األمر يف خطبة الًمعة ألن فيه تحبيبا للناس لولر أمرهم‪ ،‬وقلال النبلر ‪‬‬
‫‪248‬‬

‫«هير وَّلت م الذين تحبانهم ويحبان م وتصلان عليهم ويصلان علي م» أي تدعون لهم‪ ،‬فهذا دل عللى‬
‫مطل الستحباب‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َر ْك َعت ِ‬
‫َان َي ْه َر ُأ َا ْْلُو َلى َب ْعدَ َا ْل َقات َحة َا ْل ُُ ُم َع َة َوال َّثان َية َا ْل ُمنَا ه َ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬وهر ركعتان لحديث عمر ‪ ‬وهذا بإجماأ قال‪« :‬صالة الُمعة ركعتـان‪ ،‬بيـر قصـر» ل قصلر‬
‫فيها هر هكذا‪ ،‬قال يقلرأ يف األول بعلد الفاتحلة الًمعلة والثابيلة المنلافقون ورد علن النبلر ‪‬‬
‫أكثر من صفة‪ ،‬منها ما اكره المصلنف هنلا وجلاء علن عللر ‪ ‬وعلن أبلر هريلر ‪ ‬أ ملا كابلا يقلرآن يف‬
‫الًمعة بسور الًمعة وبسور المنلافقون ويصل أن تقلول المنلافقين كملا قلال المصلنف إملا رفعلا عللى‬
‫الحكاية أو على المح ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثانية‪ :‬أبه ورد سب والغاشية وجاءت من حديث البحير وجاء عن النبلر ‪ ‬أبله‬
‫قرأ الًمعة كذلك والغاشية‪ ،‬ث ثة أشياء فعلها النبر ‪ ‬ويًوز غير الك‪.‬‬

‫اج ٍة»‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم إِ َق َامت َُها َوعيد َأ ْك َث َر م ْن َم ْاض ٍع بِ َب َلد إِ ََّّل ل َح َ‬

‫هذه مسألة مهمة فارجوا أن تنتبهوا له‪ ،‬األص أن الًمعة ل تكلون يف البللد إل يف موضلع واحلد‪ ،‬ول‬
‫يًوز اللياد عليها‪ ،‬والدلي على الك أن النبر ‪ ‬أمر ببناء المساجد يف الدور أي يف األحياء‪،‬‬
‫ومع اللك لى وحلرق وهلدم مسلًد الللرار لملا بنلر‪ ،‬مسلًد الللرار إبملا جعل ضلرارا ألجل صل‬
‫جمعلة؛ وللذلك‬ ‫فرد‪ ،‬وإبما لكوبله صل‬ ‫الًمعة؛ ولذلك قي أن السبع يف مسًد اللرر ل لكوبه ص‬
‫واحلد ‪ ،‬جمعلة واحلد ؛ لكلن ابعقلد ا جملاأ الفعللر‬ ‫فإن األص أبه ل يًوز أن يصلى يف البلد إل ص‬
‫حكاه أحمد وغيره على أبه يًوز أن يصلى يف البلد جمعتان فلأكثر إاا وجلدت الحاجلة‪ ،‬ل ُبلد ملن وجلود‬
‫الحاجة ما هر الحاجة؟‬

‫إما أن تكون البلد واسعة فإاا كابت واسعة فإبه حينمذ يعنر الحرج والحاجة كبير جدا؛ ولذلك يعنلر‬
‫العم عندبا هنا أبه ل ُبد أن يكون بين ك مسًد ومسًد أق شرء بصلف كيللو خمسلمائة ملة كملا هلو‬
‫الللذي عليلله هللذا عليلله ا جللراء الرسللم؛ ولللذلك قللال أحمللد إاا كابللت البلللد واسللعة كبغللداد‪ ،‬فقللد عم ل‬
‫المسلمون وهو حكاية للجماأ أبه يًوز تكرار الًماعة‪.‬‬

‫قالوا أو كان المكان ضي ‪ ،‬ضي المكان فيًوز تكرار الًمعة‪ ،‬أو كلان هنلاك خلوف يف أحلد الحلقين‬
‫‪٦‬‬
‫‪249‬‬

‫فيًوز تكرار الًمعة‪ ،‬إان إبما يًوز تكرار الًمعة لمااا ألج الحاجة‪.‬‬

‫أبظروا معر وإاا قلنا أبه تًوز للحاجلة فقلد يلأا كل أربعلين واحلد ويقوللون عنلدبا حاجلة سنصللر‬
‫جمعة‪ ،‬ك أربعين يقولون عندبا حاجة‪ ،‬عندبا حاجة‪ ،‬عندبا حاجة؛ لذلك قال فقهاهبلا الًمعلة األوللى ل‬
‫يحةط لها إان ا مام أل ا واجبة‪ ،‬وأما الًمعة الثابية يف البللد فيحلةط لهلا إان ا ملام‪ ،‬وبنلا ًء عللى اللك‬
‫ملع النلاس وبصللر يف مسلًدبا‪ ،‬بقلول صل تك بابللة ألن‬ ‫فلو أبنلا أربعلون يف بللد وقلنلا سلنةك الصل‬
‫الًمعلللة الثابيلللة يف البللللد ل ُبلللد فيهلللا ملللن إان ا ملللام‪ ،‬كلللذلك يف مسلللًد الللللرار عنلللدما هدمللله النبلللر‬
‫فيه؛ إبملا لكو لا بلدون أابله ‪ ،‬ثلم إان النبلر ‪‬‬ ‫‪ ‬و ر عن الص‬
‫الًمعة‪ ،‬إان هذا تًتمع به األدلة وتتف ‪ ،‬إ ًاا إان ا مام لليس شلربا يف الًمعلة‪،‬‬ ‫‪،‬عبد الك ألباس بص‬
‫إل يف الًماعة الثابية فقط‪.‬‬

‫إاا لم يكن يف البلد إمام‪ ،‬كالب د التر فيها أقليات‪ ،‬بقول يقدر المسلمون الحاجة‪ ،‬ومن صور الحاجلة‬
‫الًمعة فيه يف الموضع الواحد‪.‬‬ ‫ما اكرت لكم قب قلي ‪ ،‬أن يكون المسًد ضيقا‪ ،‬فيكررون ص‬

‫والدلي عللى أن الًمعلة األوللى ل يلللم فيهلا إان ا ملام أن عثملان ‪ ‬لملا ُحصلر صللى عللر ‪‬‬
‫بالمسلمين يف مسًد النبر ‪ ‬هنا‪ ،‬ولم يق أحد من الصحابة أ ا بابلة‪ ،‬لم تكلن بلإان ا ملام‬
‫ألن عثمان كان محصورا فدل على أن الًماعة األولى ل يحةط لها إان ا مام‪.‬‬

‫َان َو َأ ْك َث ُر َها ِس ٌّ‬


‫ت»‪.‬‬ ‫لسن َِّة َب ْعدَ َها َر ْك َعت ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ٍُّ َا ُّ‬
‫قال أق السنة بعدها ركعتان لما ثبت يف الصحيحين من حديث ابن عملر ‪ ‬أن النبلر ‪‬‬
‫كان يصلر ركعتين يف بيته‪ ،‬قال هذا وأق السنة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأكثرها ست‪ ،‬أكثر السنة البعدية ست ألبه قد ثبت يف الصحيحين‪ ،‬بل يف صلحي البخلاري ملن‬
‫حلديث أبللر هريللر ‪ ‬أن النبللر ‪ ‬قلال‪« :‬إذا صــلى أحــدكم الُمعــة ليصــل بعــدها أربعــا»‬
‫قالوا‪ :‬فنًمع بين السنة القولية والسنة الفعلية‪ ،‬فنقول إبه تصلى ست‪ ،‬األربع التلر ثبتلت بلالقول والثنلين‬
‫التر زادها النبر ‪ ‬يف بيته فيكون أكثر السنة البعدية للًمعة أربع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َق ْب َل َها َأ ْر َبع َب ْي ُر َراتِ َب ٍة»‪.‬‬

‫الًمعة ليس لها سنة قبلية‪ ،‬إان السنة الراتبة يلوم الًمعلة إبملا هلر ثملان ركعلات فقلط‪ ،‬ولكلن يسلن‬
‫‪250‬‬

‫قبلها سنة أخرى معتلقة ا وهر أربع ركعات‪ ،‬لعموم ما جاء عند النسائر‪« :‬أن من صلى أربعة قبٍ الظهـر‬
‫حرم اهَّلل وجه على النار»‪ ،‬والسنة أن من دخ المسًد يوم الًمعة أن يصلر ملا كتلع اهلل ‪ ‬لله كملا‬
‫يف حديث أبر هرير وهو قائم يصلر‪.‬‬

‫ف ِ َي ْا ِم َها َو َل ْي َلتِ َها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِقران ُة َا ْل َه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫ألبه جاء عن النبر ‪ ‬يف أكثر من حلديث‪ ،‬وهلذه األحاديلث يحلد بعللها بعللا‪ ،‬أن النبلر‬
‫‪ ‬قللال‪« :‬مــن قــرأ ســارة ال هــف يف يــام الُمعــة أو ليلتي ـ كقت ـ »‪ ،‬ويف روايللة «عصــمت مــن‬
‫الدجال»‪ ،‬ويف رواية «كانت ل نارا إلى الُمعة الت قبلها» ويف لفظ «وزيادة ثالثة أيـام» وهكلذا‪ ،‬اختلفلت‬
‫األلفاظ يف الفل ‪ ،‬ولكنها متفقة على محلروعية الفعل ‪ ،‬وهلو قلراء سلور الكهلف‪ ،‬واألحكلام المتعلقلة‬
‫الًمعة بوعان‪ ،‬بعلها متعلقة باليوم فقط مث الغتسال‪ ،‬وبعلها متعلقة باليوم والليلة مثل قلراء‬ ‫بص‬
‫سور الكهف‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َك ْثر ُة دع ٍ‬
‫ان وصالة على النب ‪.»‬‬ ‫َ َ َُ‬

‫يف يوم الًمعة وليلته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُب ْسٍ َو َتنَ ُّظف َو َت َط ُّيب»‪.‬‬

‫وأي‪ :‬ويستحع يوم الًمعة الغسل والتنظلف والتطيلع‪ ،‬يسلتحع يف اليلوم ل يف الليللة‪ ،‬ويبلدأ اليلوم‬
‫كما سب معنا من بلوأ الفًر‪ ،‬فيستحع للمرء أن يغتس ويبدأ وقت الغتسال من بللوأ الفًلر‪ُ ،‬غسل‬
‫وتنظف بمعنى أن ينظف جسده كما قال النبر ‪« ‬مـن بسـٍ وابتسـٍ» ويف روايلة «مـن بسـٍ‬
‫وابتسٍ» أي غسله رأسه بأشنان وصابوبا وبحوه‪ ،‬وهذا شده تنظف‪.‬‬

‫وقللال تطيللع لقللول النبللر ‪« ‬ومــس مــن طيــب أهلــ »‪ ،‬قللال ولللبس بيللاض ألن النبللر‬
‫‪ ‬بين أن أفل اللباس لبس البياض‪ ،‬ولكن يًوز أن يللبس غيلره فقلد ثبلت عنلد النسلائر أن‬
‫النبر ‪ ‬كابت له برده خلراء يًعلها ليوم عيلده واسلتقبال الوفلود‪ ،‬وملن العيلد الًمعلة فإبله‬
‫عيد‪.‬‬

‫قال تبكيره إليها ماشيا لحديث أوس المتقلدم «مـن بسـٍ وابتسـٍ ودنـى وابت ـر وميـى ولـم يركـب‬
‫ومس من طيب أهل كان ل ب ٍ هطاة يخطاها أجر سنة صيامها وقيامها»‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪251‬‬

‫قال ودبو من ا مام قال ودبا من ا مام والعا يف الدبو من ا مام أي الخطيلع العلا ملن ا ملام أي‬
‫الخطيللع فالمقصللود مللن الللدبو مللن ا مللام أي الخطيللع؛ ألن النبللر ‪ ‬كللان منللاه بعيللدا عللن‬
‫موضللع صل ته للليس يف محل واحللد‪ ،‬وإبمللا كللان يخطللع يف يمللين المسللًد‪ ،‬فالًمعللة السلنة الللدبو مللن‬
‫الخطيع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه لِ َغ ْيرِ ِه تَخَ ِط َا ِلر َق ِ‬


‫اب»‪.‬‬

‫أي‪ :‬لغير الخطيع تخطر الرقاب لنهى النبر ‪ ‬عن الك وقال « هد آنيت وآذيت»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل لِ ُق ْر َجة ٍ ََّل َي ِص ٍُ إِ َل ْي َها إِ ََّّل بِ ِ »‪.‬‬

‫إاا كابت هناك فرجة واضحة‪ ،‬من غير آايت للناس وإبعاد لبعللهم علن بعله‪ ،‬فلإن المتلأخر أسلقط‬
‫حقه بعدم التقدم للصف األول‪ ،‬فحينمذ يًوز التقدم وتخطر الرقاب ألج هذه المصلحة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِي َثار بِ َم ٍ‬
‫َان َأ ْ َض ٍَ ََّل َق ُبال»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويكره للمرء أن يؤثر غيره بالمكان األفل كيمين الصف والصف األول‪ ،‬ل للقبول وهو اللذي‬
‫أوثر‪ ،‬فإبه ل يكره له قبول الك‪.‬‬

‫يم َب ْي َر َصبِ ٍّ ِم ْن َم َانِ ِ َ َي ُْ ِل ُس ِي ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َأ ْن ُيه َ‬
‫لما جاء يف الصحي من حديث ابن عمر ‪ ‬أبه ى أن يقيم الرج من مص ه إل الصبر فإن الصبر‬
‫يقام ألن النبر ‪ ‬قال «ليلن منب أولـا اْلحـالم والنهـى»‪ ،‬فيصلب الكبلار خللف ا ملام وإملا‬
‫الصبيان فإ م يؤخرون‪ ،‬ول يًوز أن يقيم بمعنى أبه يؤخر أو يبعد أحدا من المكان ولو كان الك الرجل‬
‫ابنه ف يقيمه من مكابه‪.‬‬

‫اج ٍة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ََال ُم َح َال َا ْلخُ ْط َب ِة َع َلى َب ْيرِ َهطِ ٍ‬
‫يب‪َ ،‬و َم ْن َك َّل َم ُ ل َح َ‬

‫قال والك م والخطيع يخطع محرم‪ ،‬لقول النبر ‪« ‬من قـال ْلهيـ أنصـت هـد لغـى»‬
‫قال حال الخطبة أي العا بوقت خطبة الخطيع أما قبلها وبعدها وبين الخطبتين فيًوز الك م لملا جلاء‬
‫أن من حديث ثعلبة ‪ ‬أ م كابوا يتكلمون قب أن يقوم الخطيع وبعد أن ينلل‪.‬‬

‫قال‪ :‬على غير خطيع أي إاا كلم الخطيع أي ك م المأموم الخطيع جاز؛ ألن بعه الصحابة سلأل‬
‫‪252‬‬

‫النبر ‪ ‬لما قال يا رسول اهلل أدعوا اهلل أن يسقينا فحينمذ يًوز‪ ،‬ومن كلمه الخطيلع ملن أشلار‬
‫الخطيع فكلمه لحاجة‪ ،‬أو من كلم الخطيع لحاجة ومن الك أن يفت عليه أو يسأله يف مسألة فإبه يًلوز‬
‫حينمذ‪.‬‬

‫َّح َّي َة هط َه ِقي َقة»‪.‬‬


‫اْلمام يخْ ُطب ص َّلى َالت ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َد َه ٍَ َو ْ َ ُ َ‬
‫لعموم حديث جابر «إذا دهٍ أحدكم مسُد ليصل ركعتين»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َص َال ُة َا ْل ِعيدَ ْي ِن َ ْر ُض كِ َق َاي ٍة»‪.‬‬

‫العيدين واكر أ ملا فلرض كفايلة ألن النبلر ‪ ‬للم يةكهملا‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن ص‬
‫قط يف حال حلره‪ ،‬وتركهما يف السفر فدل على أ ا ليست بواجع وإبما هر فرض كفاية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْقت َُها ك ََص َال ِة َا ُّ‬


‫لض َحى»‪.‬‬

‫اللحى‪ ،‬فيبدأ من ارتفاأ الحمس قيلد‬ ‫لما جاء عن عطاء ‪ ‬أبه قال إن وقتها وقت التسبي أي ص‬
‫رم إلى اللوال‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ‬
‫آه ُر ُه َالز ََّو ُال»‪.‬‬ ‫َ‬

‫كما سب معنا‪.‬‬

‫يد إِ ََّّل َب ْعدَ ُه َص َّل ْاا ِم ْن َا ْلغ َِد َق َضان»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َلم يع َلم بِا ْل ِع ِ‬
‫ْ ُْ ْ‬
‫لما جاء عن أبر عمير بن أبس بن مالك ‪ ‬قال أخاين أعمامر ملن األبصلار أ لم للم يعلملوا بالعيلد‬
‫إل بعد اللوال فصلوها من القاب ‪.‬‬

‫وط ُج ُم َع ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط لِ ُا ُجابِ َها َُ ُر ُ‬

‫تقدم اكرها‪.‬‬

‫ـن َ ا َتتْـ ُ َأ ْو َب ْع ِض َـها َأ ْن َي ْه ِضـ َي َها‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِ ِصـحتِها اِسـتِي َطان‪ ،‬وعـدَ د َا ْلُمع ِـة‪َ ،‬ل ِـن يس ِ‬
‫ـن ل َم ْ‬
‫ْ ُ َ ُّ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َو َع َلى ِص َقتِ َها َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬

‫أيلا قال إن من شرط صحة العيد أن يكوبوا مستوبنين‪ ،‬وعدد الًمعة وتقدم الدلي عليه‪.‬‬
‫وهذه ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪253‬‬

‫أن يقلليها وعللى‬ ‫لكن يقول المصنف هنا ولكن يسن لملن فاتتله العيلد أو بعللها أي بعله الصل‬
‫العيد له حالتان‪ ،‬أورد المصنف الحاللة األوللى قبل وهنلا الحاللة‬ ‫صفتها أفل ‪ ،‬أبظر معر من فاتته ص‬
‫الثابيلة‪ ،‬الحاللة األولللى أن تكلون العيلد فاتللت أهل البللد جميعللا فللم يعلملوا للا إل بعلد الللوال‪ ،‬فحينمللذ‬
‫يصلو ا من اليوم الثاين‪ ،‬إان إاا فاتت أه البلد جميعا لحديث أبر عمير‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن تكون فاتت بعه األشخاص‪ ،‬رج أو رج ن أو ث ثة أو أكثر فحينمذ يقللو ا‬
‫يف أي وقت‪ ،‬ولو بعد اللوال‪ ،‬ولو كان بعلد الللوال‪ ،‬قلال واألفلل أن يقللوها عللى صلفتها بلالتكبيرات‬
‫اللوائد التر ستأا بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن ِ َص ْح َرا َن»‪.‬‬

‫العيلد يف الصلحراء هلذا هلو األفلل ؛ وللذلك قلال أهل العللم وتكلره يف‬ ‫قال السلنة أن تصللى صل‬
‫الًامع إل لعذر‪ ،‬وقد ثبت أن عل ًّيا صلى بالكوفة يف الًامعة فدل على أ ا تًوز لوجود العذر حينما كلان‬
‫هناك مطر‪ ،‬لحديث أبر هرير وبقله عن علر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْأ ِه ُير َص َال ِة ِ ْطرٍ‪َ ،‬و َأكٍْ َق ْب َل َها»‪.‬‬

‫األضلحى‪ ،‬دليلله ملا رواه الحلافعر مرسل ملن حلديث‬ ‫الفطر وأن تعًل صل‬ ‫السنة أن تؤخر ص‬
‫عملرو بلن حللم أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬وأن تعُـٍ اْلضــحى وأن تـؤهر القطـر»‪ .‬فهلذا يلدل علللى‬
‫الستحباب‪« ،‬أن يعٍُ اْلضحى وأن يؤهر القطر» أحسنت‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأك قبلها لما جاء يف البخاري من حديث أبس ‪ ‬أن النبر ‪ ‬كان ل يغدو لصل‬
‫العيد حتى يأك تمرات‪.‬‬

‫يم َأ ْض َحى»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهد ُ‬
‫عرفنا دليله من حديث عمرو بن حلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْر ُك َأك ٍٍْ َق ْب َل َها لِ ُم َض ّح»‪.‬‬

‫لما كان من فع الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬وبق عن النبر ‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪254‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َص ِل َيها َر ْك َع َت ْي ِن َق ْب ٍَ َا ْلخُ ْط َب ِة»‪.‬‬

‫لما ثبت من حديث ابن عمر أن النبر ‪ ‬وأبا بكر وعمر كلهم كابوا يصللون العيلدين قبل‬
‫الخطبة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َ ِب ُر ِ َا ْْلُو َلى َب ْعدَ َا َِّل ْستِ ْقتَاحِ ‪َ ،‬و َق ْب ٍَ َال َّت َع ُّا ِذ َوا ْل ِه َرا َن ِة ِستًّا‪َ ،‬و ِـ َال َّثانِ َي ِـة َق ْب َـٍ َا ْل ِه َـرا َن ِة‬
‫َه ْمسا»‪.‬‬

‫السنة ا تيان ذه التكبيرات اللوائد‪ ،‬هر سنة وليست بواجبة‪ ،‬والسنة فيهلا أن يلأا بسلب ٍع بعلد تكبيلر‬
‫ا حرام‪ ،‬لملااا قلالوا بسلت؟ ألن األوللى تكبيلر ا حلرام ل ُبلد فيهلا ملن بيلة ا حلرام؛ ألن هلذه ركلن يف‬
‫وست بعدها‪ ،‬ودليله حديث ما روى الةمذي من حديث عمرو بن علوف أن‬ ‫ٍ‬ ‫الص ؛ ولذلك قالوا تكبير‬
‫النبر ‪ ‬صلى فكلا يف األوللى سلبعا أي تكبيلر ا حلرام وسلت بعلدها واللك جعل الفقهلاء‬
‫الست منفصلة عن تكبير ا حرام‪.‬‬

‫خمسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫خمسا‪ ،‬ففر األولى يكا سب ًعا مع تكبير ا حرام ويف الثابية‬
‫ً‬ ‫قال‪ :‬ويف الثابية‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬را ِعا َيدَ ُه َم َع ك ٍُِ َت ْ بِ َير ٍة»‪.‬‬

‫قال والسنة أن ترفع اليدان على الهيمة السابقة ‪-‬اكرهتا قب ‪ -‬مع ك تكبير لما ثبلت علن البيهقلر علن‬
‫ابن عمر ‪ ‬أبه كان يرفع يديه مع ك تكبيلر أي ملن التكبيلرات اللوائلد‪ ،‬وهلذا داخل يف عملوم القاعلد‬
‫ل يسبقه ول يلحقه سًود فإبه ترفع فيه اليدين‪.‬‬ ‫التر اكرت لكم‪ ،‬وهو أن ك تكبير يف الص‬

‫وهذه القاعد شبه ب األص أ ا مطرد ‪ ،‬على المذهع أ ا ملطرد عموما إل الصور التلر اكلرت‬
‫لكم‪ ،‬والصحي األنهر كما رج شارال المنتهى أ ا ليست كذلك‪ ،‬أ ا ملطرد حتى يف الًناز فالسلنة‬
‫يف الًناز أن ترفع فيها اليدين‪ ،‬وقد جاء الك عن ابن عمر ‪ ‬وإن كان لم يص إسناد لنا يف اللمان لكنله‬
‫احتج به أحمد واحتج به ابن المنذر فدل على أبه ثابت عن ابن عمر حتى يف الًناز ‪.‬‬

‫ابتبه لهذه المسألة؛ ألن آثار الصلحابة كثيلر ملن الكتلع المسلند آلثلار الصلحابة للم تصللنا منهلا ملن‬
‫أعظم الكتع يف الك كتاب السنن لألثلرم فلإن السلنن لألثلرم أغلبله غيلر موجلود للم يوجلد منله إل كتلاب‬
‫الطهار ‪ ،‬ولكن ما احتج به متقدم أه العللم يف آثلار الصلحابة فإبله يكلون احتًاجلا بله يلدل عللى صلحته‬
‫عندهم وهلذه قاعلد وخاصلة يف اآلثلار‪ ،‬وخاصلة احتًلاج أحملد؛ ألن احتًلاج أحملد يتميلل علن علملاء‬
‫‪٦‬‬
‫‪255‬‬

‫الحديث‪ ،‬علماء الحديث قد يكوبون مثله يف معرفة الصحي والللعيف‪ ،‬وربملا جلاوز بعللهم أحملد يف‬
‫الك ربما؛ لكن يف معرفة صحي اآلثار لم يقارب أحد أحمد يف الك‪ ،‬كما شهد لله بلذلك األئملة كيحيلى‬
‫ابن معين وغيره‪.‬‬

‫يـر َت ْي ِن‪َ :‬اهَّللُ َأ ْك َب ُـر َكبِيـرا‪َ ،‬وا ْل َح ْمـدُ لِ َّلـ ِ كَثِيـرا‪َ ،‬و ُسـ ْب َح َ‬
‫ان َاهَّللُ ُب َْـرة‬ ‫ُـٍ َت ْ بِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬
‫ـال َبـ ْي َن ك ِ‬
‫َو َأ ِصيال‪َ ،‬و َص َّلى َاهَّللُ َع َلى ُم َح َّم ٍد َوآلِ ِ َو َس َّل َم ت َْس ِليما كَثِيرا َأ ْو َب ْي َر ُه»‪.‬‬

‫هذا ثبت عن عدد من الصحابة كابن مسعود وحذيفة وأبر موسى األشلعري وغيلرهم كًلابر وغيلره‪،‬‬
‫قال‪ :‬أو غيره من األدعية التر فيها تسبي وتحميد وهتلي ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ثم ي ْهر ُأ بعدَ َا ْل َقاتِح ِة ِ َا ْْلُو َلى «سبح» وال َّثانِي ِة « َا ْلغ ِ‬
‫َاَ َي َة»‪.‬‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬

‫قال‪ :‬ثم يقرأ أي جهرا كما جاء يف حديث ابن عمر بعد الفاتحلة يف األوللى بسلب أي سلب اسلم ربلك‬
‫األعلى‪ ،‬ويف الثابية بالغاشية كما جاء يف حديث البحير بلن بعملان أبله اجتملع يف عهلد النبلر ‪‬‬
‫جمعة وعيد فقرأ فيهما معا بسب والغاشية‪.‬‬

‫ات َوال َّثانِ َي ُة بِ َس ْب ٍع»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ثم يخْ ُطب كَخُ ْطب َت َا ْلُمع ِة َل ِن يس َت ْقتِح ِ َا ْْلُو َلى بِتِس ِع َت ْ بِير ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫قال‪ :‬ثم يخطع كخطبتر يوم العيد يستحع أن تكون فيله خطبتلان ليسلت خطبلة واحلد ‪ ،‬وقلد حكلر‬
‫ا جماأ على هاتين الخطبتين إجماأ حكى ا جماأ ابن حلم إان يوم العيد خطبتان ليست خطبة واحلد‬
‫إجماأ حكاه ابن حلم‪ ،‬ويدل على هذا ا جماأ ما روى الحافعر بإسلناد صلحي أن عبلد اهلل بلن عبيلد اهلل‬
‫بن عتبة بن مسعود أبه قلال‪ :‬ملن السلنة إن تكلون يلوم الًمعلة خطبتلان‪ ،‬والتلابعر إاا قلال ملن السلنة اللك‬
‫فيللدلنا الللك علللى أبلله يف معنللى المرفللوأ للليس مرفوعللا لكللن يف معنللى المرفللوأ يف أحللد قللول أه ل العلللم‬
‫وا جماأ يؤيده وروي فيه حديث عن ابن ماجة‪.‬‬

‫قال ثم يخطع كخطبتلر إان ل ُبلد ملن خطبتلين ليلوم الًمعلة‪ ،‬قلال يسلتفت األوللى بتسلع تكبيلرات‬
‫والثابية بسبع‪ ،‬ما معنر الك أي أبه يستحع للخطيع يوم العيد أن تكون الخطبة األولى يبتد فيهلا بتسلع‬
‫تكبيرات بسقا‪ ،‬بأن يقول‪ :‬اهلل أكا‪ ،‬اهلل أكا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل أكلا‪ ،‬اهلل‬
‫أكا ‪ ،‬إان تسع تكبيرات‪ ،‬ويف الثابية أي يف الخطبة الثابية‪ ،‬يأا بسلبع تكبيلرات بسلقا‪ :‬اهلل أكلا اهلل أكلا اهلل‬
‫سبعا هكذا‪ ،‬ما الدلي على الك قلت لكم ما ثبت عن عبيلد اهلل بلن عبلد اهلل بلن عتبلة بلن مسلعود هلذا ملن‬
‫‪256‬‬

‫كبار فقهاء المدينة‪ ،‬وجده صحابر‪ ،‬وكلان ملن فقهلاء المدينلة الكبلار اللذين أدركلوا الصلحابة رضلوان اهلل‬
‫عليهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬من السنة أن تفتت خطبة العيد بتسع وسبع أي األولى بتسع والثابية بسبع‪.‬‬

‫عبد اهلل بن عبيد اهلل بن عتبة جده صحابر وهو من كبار فقهاء المدينة‪ ،‬وسكن يف المدينة حيث يتظلافر‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬ثم يقول ملن السلنة يف العيلد اللك يلدل عللى أبله يغللع عللى الظلن أن النبلر‬
‫‪ ‬فعله‪.‬‬

‫الدلئ قوية على أبه له حكم المرفوأ إان السلنة اللك‪ ،‬وقلد قلال اللهلري السلنة يلوم العيلد التكبيلر‪،‬‬
‫التكبير يف الطرقات‪ ،‬والتكبير يف الص ‪ ،‬والتكبيلر يف مبتلدأ الخطبلة‪ ،‬والتكبيلر يف تللعيفها‪ ،‬ويكلا النلاس‬
‫مع تكبير ا مام يف الخطبة إاا كا ا مام يف الخطبة يكا الناس مع تكبيره قاله اللهري‪.‬‬

‫ان َو ِ َا ْْلَ ْض َحى َما ُي َض ُّحان»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َب ِي ُن َل ُه ْم ِ َا ْل ِق ْطرِ َما ُيخْ رِ ُج َ‬

‫قال‪ :‬ويستحع للخطيلع إن يلذكر يف خطبلة العيلد أن يلذكر لهلم أحكلام زكلا الفطلر ملا اللدلي عللى‬
‫الك؟ أن النبر ‪ ‬حينما خطع الناس كما يف قصة ب ل أمر النساء بأن يتصدقن فيلأمر بمطلل‬
‫الصدقة‪ ،‬ويبين لهلم أحكلام زكلا الفطلر‪ ،‬قلد يقلول بعله النلاس إن النلاس قلد أخرجلوا زكلا الفطلر قبل‬
‫وجلع عليله أن‬ ‫بقول ل زكا الفطر واجبة‪ ،‬ووقت وجو ا يوم العيد‪ ،‬ومن للم يؤدهلا قبل الصل‬ ‫الص‬
‫فإ ا صدقة من الصدقات كما قال النبر ‪ ‬أي أ ا واجبة يف الذملة‪ ،‬فيًلع‬ ‫يؤديها بعد الص‬
‫أداهها بعد الص ‪ ،‬فالخطيع إاا اكر الناس زكا الفطر وقد كان بعلهم بسر إخراجها فيًع علليهم أن‬
‫وجو ًبا‪ ،‬ليسلت صلدقة معنلاه أبله بافللة‪ ،‬ل معنلاه أبله صلدقة أي صلدقة ثابتلة يف الذملة‬ ‫يخرجها بعد الص‬
‫فيًع إخراجها‪ ،‬كثير من الناس وهذا مًلرب بحلن بخطلع العيلد سلنوات‪ ،‬كثيلر ملن النلاس يأتيلك بعلد‬
‫العيد يقول بسيت مع أن الناس الحمد هلل اآلن السنة نلاهر ‪ ،‬واألحكلام بينلة‪ ،‬وأغللع النلاس يلذكر‬ ‫ص‬
‫العيد بسيت مااا أفع ؟‬ ‫يف المسألة بأحكام زكا الفطر لكن الناس كثير ل بحصيهم‪ ،‬يأا فيقول بعد ص‬
‫أخرج زكا الفطر بعد الك فهر واجبة يف امتك‪.‬‬

‫يد‪َ ،‬وا ْل ِق ْط ُر آكَدُ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن َال َّت ْ بِير َا ْلم ْط َل ُق َلي َل َت َا ْل ِع ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َّ‬

‫التكبير المطل أبه يكا يف ك وقت‪ ،‬راقدً ا وقائما ويف سوق ويف بيت دليله ما ثبت يف البخاري تعلقلا‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪257‬‬

‫ووصله ابن حًر يف التغلي علن ابلن عملر وأبلر هريلر ‪ ‬أ ملا كابلا يكلاان ليللة العيلد‪ ،‬ويكلا النلاس‬
‫بتكبيرهما‪ ،‬ومعنى أن يكا الناس بتكبيرهما أي أن الناس إاا سمعوا تكبيرهم كاوا معهم‪ ،‬لليس معنلى أن‬
‫الناس يكاوا بصوت واحد؛ ولذلك أبكر األئمة وألف فيها ابن أبلر زمنلين ملن فقهلاء المالكيلة الكبلار يف‬
‫األبدلس جل ًءا أن التكبير بصلوت واحلد ممنلوأ غيلر محلروأ‪ ،‬بل علد اللك بدعلة‪ ،‬إان معنلى أن النلاس‬
‫يكاون بتكبير ابن عمر وأبر هرير أي أ م إاا سمعوا تكبير كاوا فك يكا بحاله‪ ،‬وإن وافل تكبيلرهم‬
‫أن يكون يف صوت واحد من غير قصدا جاز؛ لكن أن يتعمدوا الك كملا اكلرت لكلم علن ابلن أبلر زمنلين‬
‫وغيرهم منعوا من الك وقالوا أبه غير محروأ وأبه عد بدعة‪.‬‬

‫مسألة التكبير المطل ه يكون عقع النواف اكر ابن مفل أبه ل‪ ،‬أ ا ما تكون عقلع النوافل وهلذا‬
‫من باب المغاير سبع المغاير بين المطل والمقيد أن المطل عفلوا ملا يكلون دبلر الصللوات عفلوا إان‬
‫التكبير المطل ل يكون دبر الصلوات وإبما يكون مطل ًقا يف غير الص ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ِق ْط ُر آكَدُ »‪.‬‬

‫والفطر آكد لما تقدم من األثر‪.‬‬

‫ح َُّ ِة إِ َلى َ َرا ِغ َا ْلخُ ْط َب ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِمن َأو ِل ِذي َا ْل ِ‬
‫َ ْ َّ‬

‫أيللا التكبيلر المقيلد يف شلهر اي الحًلة ملن أول أيلام اي الحًلة إللى فلراغ الخطبلة أي فلراغ‬
‫وهذا ً‬
‫الخطيع منها‪.‬‬

‫ـن ُظ ْهـرِ َي ْـا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫يض ٍة ِ‬ ‫ِ‬


‫َج َما َعة م ْن َ ُْـرِ َع َر َ ـ َة ل ُمح ٍّـٍ َول ُم ْحـرِ ٍم م ْ‬ ‫ب ك ٍُِ َ رِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم َه َّيدُ َعه َ‬
‫يق»‪.‬‬ ‫َالنَّحرِ إِ َلى عصرِ ِ‬
‫آهرِ َأ َّيا ِم َالت َّْيرِ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬

‫ول يكون يف غيره الذي يكلون يف غيلره هلو‬ ‫هذا هو ما يسمى بالتكبير المقيد الذي يكون عقع الص‬
‫المطل ‪ ،‬دليله أن ابن عمر ‪ ‬كان يكا إاا صلى مع الًماعة‪ ،‬وإاا صلى وحده لم يكا‪ ،‬وهذا هو محلله‬
‫كما اكر‪ ،‬وقد ثبت عن جماعة كعمر وابن مسعود وعلر رضر اهلل عن الًميع‪.‬‬

‫كم باقر‪ ..‬ألبنا بريد أن بأخذ الكسوف ألبنا بريد أن بختم اليوم للص‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪258‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬وتُسن ص َال ُة كُس ٍ‬


‫اف َر ْك َع َت ْي ِن»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫ْ‬

‫الكسوف تسن وقلد ثبلت علن النبلر ‪ ‬أ لا فعلهلا ملن حلديث عائحلة وابلن عبلاس‬ ‫ص‬
‫وغيرهم من الصحابة وأسماء وغيرهم رضر اهلل عن الًميع‪ ،‬وتصلى ركعتين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ٍُُّ َر ْك َع ٍة بِ ِه َي َام ْي ِن َو ُركُا َع ْي ِن»‪.‬‬

‫وهذا أص ما جاء عن النبر ‪ ‬أ ا تصلى كل ركعلة بركلوعين‪ ،‬فيقلرأ ثلم يركلع ثلم يرفلع‬
‫ويقرأ مر أخرى ثم يركع مر ثابية ثم يرفع ثم يسًد‪ ،‬فيكون فيه قيامان يقرأ فيهما وركوعان يسب فيهملا‪،‬‬
‫واألول منهما هو الواجع والثاين مستحع‪.‬‬

‫ار ٍة َوت َْسبِيحٍ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْط ِا ُ‬


‫يٍ ُس َ‬
‫بحلوا‬
‫ً‬ ‫أي‪ :‬ويستحع أن يطول القراء لما جاء عن ابلن عبلاس ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬قلام بلوي‬
‫من سور البقر ‪ ،‬ويطول التسبي أي يطي يف الركوأ ويطي يف السًود كما فع النبر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َأ َّو ِل ك ٍٍُّ َأ ْط َا َل»‪.‬‬

‫أي‪ :‬األول من الركعتين‪ ،‬واألول من الركلوعين واألول ملن السلًدتين أبلول مملا بعلدها‪ ،‬كملا جلاء‬
‫الك من حديث عائحة ‪.‬‬

‫الكسوف ما هو موجبها؟ هذه مسألة مهمة‪.‬‬ ‫عندبا هنا مسألة يف قلية ص‬

‫الكسلوف‪ :‬كسلوف الحلمس أو خسلوف القملر‪ ،‬لقلول النبلر ‪« ‬إنمـا همـا‬ ‫موجع ص‬
‫آيتــين ــِذا رأيتماهمــا صــلاا»‪ ،‬إان العللا بالرهيللة‪ ،‬وبنللاء علللى الللك فلللو لللم يللر النللاس الكسللوف ول‬
‫الخسوف لوجود غيم أو قة للم يلروا البتلداء لليس للم يلروا البتهلاء‪ ،‬للم يلروا منله مطل ًقلا ل كسلوف ول‬
‫خسوف بقول ل يصلى له‪ ،‬ل ُبد من الرهية ولو لحظة فيصلوا له حتى يغللع عللى نلنهم أبله قلد زال وللو‬
‫وجد الغيم بعد الك‪ ،‬إان ل يبتد إل بالرهية ل ُبد أن يرى أل ا آيلة ومعنلى كو لا آيلة أ لا ل تلأا دائملا‪،‬‬
‫واهلل ‪ ‬يذكر ذه اآلية النلاس‪ ،‬فلاهلل ‪ ‬يقلول إن هلذه اآليلة العظيملة الحلمس والقملر عللى عظلم‬
‫حًمهما وحاجة الناس إليهما فاهلل ‪ ‬قادر على اهاب ضوئهما بأمره ‪ ،‬هلذا معنلى كوبله آيلة‬
‫يعنر أن األمر سه جدا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪259‬‬

‫والنبللر ‪ ‬لمللا رآهللم خللرج يًللر رداءه تللذكر للم مللا يكللون يللوم القيامللة‪ ،‬حينمللا تخسللف‬
‫الحمس والقمر‪ ،‬فهذه يتذكر ا المسلم ما يكلون يلوم القياملة‪ ،‬إان هلر آيلة ملن جهتلين الًهلة األول أ لا‬

‫تذكير بقدر اهلل وعظمته ‪ ،‬وإل فكل شلرء بلأمره { ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ} [األعلراف‪ ،]54 :‬خلقله‬
‫خل ك شرء بحساب‪ ،‬وأمره ما شرأ لنا‪ ،‬فنتذكر ا قدر اهلل‪ ،‬وتتذكر اتين اآليتلين ملا يكلون يلوم القيلام‬
‫دائما‪.‬‬
‫فتخاف؛ ألبه يف يوم القيامة يخسف الحمس والقمر‪ ،‬إان هذا هو التخويف فيهما؛ أل ا ل تأا ً‬
‫إاا ابًليللا‪ ،‬فللإاا ابًليللا يًللع عليللك أن تنهللر‬ ‫إان عرفنللا األول أ للا تبللدأ برويتهمللا وتنتهللر الص ل‬
‫ص تك بسرعة‪ ،‬إاا ابًلى خسوف القمر أو كسوف الحمس بيع إن لم تكن تراهما لوجلود غليم أو قلة‬
‫فلحين يغلع على ننك أ ما قد ابًليا هذا هو منتهاها‪.‬‬

‫بيع إن بلعت الحمس وهر لم تنً ‪ ،‬بقلول ملا زاللت كاسلفة أو غربلت الحلمس وهلر كاسلفة‪ ،‬إاا‬
‫غربت الحمس وهر كاسفة بقول ابتهى وقتها بغروب الحمس؛ أل ا اهبت اآلية‪.‬‬
‫ت َا ْْلَر ُض و ُق ِ‬
‫ح َط َا ْل َم َط ُر»‪.‬‬ ‫ان إِ َذا َأجدَ ب ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واستِس َه ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫الستسقاء سنه لحديث الرسول ‪ ‬ص ها‪ ،‬وجاء من حديث بغيرها رضلر اهلل علن‬ ‫ص‬
‫الًميللع قللال إاا أجللدبت األرض وقحللط المطللر‪ ،‬هللذه مسللألة مهمللة متللى بصلللر الستسللقاء؟ تصلللى‬
‫الستسقاء إاا وجد واحد من موجبين غير كده ل تصلى الستسقاء؛ ألن الستسقاء لهلا ثل ث صليغ‪ :‬إملا‬
‫فيه برفع اليدين‪ ،‬وإما أن تصلى‪.‬‬ ‫دعاء مطل ًقا‪ ،‬أو دعاء يف الخطبة‪ ،‬ويخ‬

‫الستسقاء ل تحرأ إل يف موضلعين‪ :‬إاا أجلدبت األرض أي احتلاج النلاس إللى المطلر‪ ،‬سلواء‬ ‫ص‬
‫كان يف وقت مطر أو يف غيره‪ ،‬إان إاا أجدبت األرض وهذا معنى‪ ..‬الموجع األول حاجة الناس للمطر‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين قال‪ :‬وقحط المطر أي تأخر عن وقته‪ ،‬إان ل ُبد من واحد من موجبين‪ :‬األول ما هلو؟‬
‫حاجة الناس وهو إجداب األرض‪ .‬األمر الثاين تأخر المطر عن وقته؛ وللذلك تًلدون عنلدبا يف الحلرمين‬
‫ول دعا ًء يف الخطبة إل إاا جاء وقت المطلر وهلو دخلول الوسلم‪ ،‬الوسلم‬ ‫ويف غيرها ل يستسقون ل ص‬
‫هو وقت المطر عندبا فإاا جاء الوسم يسموبه الوسمر باللغة الدارجة وهو وقت بلول المطر‪ ،‬فتأخر علن‬
‫ودعا ًء‪ ،‬إل أن يكون النلاس فليهم حاجلة‪ ،‬هلذه الحاجلة قلد تكلون‬ ‫يسيرا بدأ األئمة يستسقون ص‬
‫دخوله ً‬
‫الحاجة للماء‪ ،‬فإن بعه البلدان ل يحتاجون المطر وإبما الماء‪ ،‬فيستسقون اهلل ‪ ‬لكلر ترتفلع الميلاه‬
‫‪260‬‬

‫عندهم يف أ ارهم ويف عيو م‪ ،‬فبعه البلدان يعيحون على ماء النهر والمطر يلأتيهم ملن الًنلوب كحلال‬
‫مصلر‪ ،‬فأهل مصللر يستسلقون يسلألون اهلل ‪ ‬المطللر ليكلون عللى الًنللوب جنلوب السلودان وأثيوبيللا‬
‫فيكون المطر هناك فيرتفع الماء عندهم‪ ،‬وكذلك بعه البلدان هنا التر عندبا يف المملكة التر فيهلا عيلون‬
‫إاا بلل المطر على بعه البلدان ارتفع الماء عند أصحاب العيون‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِص َقتُها و َأح َامها ك َِع ٍ‬
‫يد»‪.‬‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ‬

‫كما سب تماما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َ َو َا َّلتِ َق ْب َل َها َج َما َعة َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬

‫فالعيد والكسوف تص فرادى وجماعة‪.‬‬

‫ـن َا ْل َم َظـالِمِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس‪َ ،‬و َأ َم َر ُه ْم بِالت َّْا َبـة‪َ ،‬وا ْلخُ ُـروجِ م ْ‬
‫وج َل َها َو َع َإ َالن َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َأ َرا َد َا ْ ِ‬
‫ْل َما ُم َا ْلخُ ُر َ‬
‫ان ِي ِ »‪.‬‬
‫الصدَ َق ِة‪َ ،‬و َي ِعدُ ُه ْم َي ْاما َيخْ ُر ُج َ‬ ‫الص َيا ِم َو َّ‬
‫ِ‬
‫َوت َْرك َالت ََّي ُ‬
‫احن ِ َو ِ‬

‫لما جاء من حديث عائحة أن النبر صلى اهلل علية وسلم وعد الناس يوما يخرجون فيه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويخْ رج متَا ِ‬
‫اضعا ُمتَخَ ِيعا ُمت ََذ ِلال ُمت ََض ِرعا ُم َتنَ ِظقا ََّل ُم َط َّيبا»‪.‬‬ ‫ََ ُ ُ ُ َ‬

‫لما ثبت من حديث ابن عباس ‪ ‬أن النبر ‪ ‬خرج ل ستسقاء متذل ً متواض ًعا متخحل ًعا‬
‫متلر ًعا ♥‪.‬‬

‫والتطيع أل ا عباده فيحرأ لها التنظف‪ ،‬وأما الطيع ف يناسع التلرأ يف الك الموضع‪.‬‬

‫الص َالحِ َو ُّ‬


‫الي ُياخُ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َع ُ َأ ْه ٍُ َالدِ ِ‬
‫ين َو َّ‬

‫ألبنا بستسقر بالصالحين أي بدعائهم كما جاء أن عمر ‪ ‬استسلقى بالعبلاس‪ ،‬أي استسلقى بدعائله‪،‬‬
‫فيستحع أن يؤتى بالصالحين كحال العباس عم النبر صلى اهلل علية وسلم والصالحين‪ ،‬ثم بعد الك لملا‬
‫مات الصحابة استسلقى بيليلد بلن األسلود النخعلر ألبله كلان ملن الصلالحين‪ ،‬فيستسلقى بالصلالحين بلأن‬
‫يحلروا يف الستسقاء فإبه ربما كان لبعلهم دعو ‪.‬‬
‫لص ْب َي ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫الي ُياخُ ‪َ ،‬و ُم َم َّي ُز َا ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُّ‬

‫قالوا والحيوذ ألن كبير السن أقرب إلى اهلل ‪ ‬وأبعد من داعر الهلوى‪ ،‬فخرجلت اللدبيا ملن قلبله‬
‫‪٦‬‬
‫‪261‬‬

‫هذا هو الغالع‪ ،‬وإل فإن هناك اشيمط ٍ‬


‫زان واللك ملن ل ينظلر اهلل ‪ ‬إليله‪ ،‬فالغاللع أن الحليخ ابقطلع‬
‫منه داعر الهوى والرغبة يف الدبيا‪ ،‬فيكون أقرب إلى اهلل ‪ ،‬والمميل من الصبيان يستحع إخلراجهم‪،‬‬
‫وأما من دون سن التمييل فيباال‪.‬‬

‫احدَ ة َي ْقتَتِ ُح َها بِال َّت ْ بِيرِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬يص ِل ُثم يخْ ُطب و ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ َ‬

‫لقول ابن عباس وخطع خطبة ليس كخطبتكم تلك وإبما أكثر فيها الدعاء والتكبير والتلرأ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ْقتَتِحها بِال َّت ْ بِيرِ كَخُ ْطب ِة ِع ٍ‬
‫يد»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬

‫كما قال ابن عباس‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ْثِر ِيها َا َِّلستِ ْغ َقار‪ ،‬و ِقران ِة َا ْْلي ِ‬
‫ات َا َّلتِ ِ َيها َا ْْلَ ْم ُر بِ ِ »‪.‬‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ َ‬

‫كما جاء عن ابن عباس وعمر‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لس َمان َ َيدْ ُعا بِدُ َعان َال َّنبِ ِ ‪َ ‬وم ْن ُ ‪َ « :‬ال َّل ُه َّ‬
‫ـم‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْر َ ُع َيدَ ْي َو ُظ ُه ُ‬
‫ار ُه َما ن َْح َا َا َّ‬
‫اِ ْس ِهنَا َب ْيثا ُم ِغيثا‪ »..‬إِ َلى آ ِهرِ ِه»‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألتان‪ :‬قلية رفع اليلدين باللدعاء قلال بظهورهملا ورد علن النبلر ‪ ‬صليغ يف‬
‫رفع اليدين بالدعاء‪ ،‬وقد جاء عن محمد ابن الحنفية ‪ ‬أبه قال دعاء الرغبة بظهور األكف بحيلث يكلون‬
‫بطون األكف إلى السماء‪ ،‬دعلاء الرغبلة ببطلون األكلف وهلذا تفلاهل بنللول الخيلر ملن اهلل ‪ ،‬ودعلاء‬
‫الرهبة وهو الخوف بظهور األكف فكأبك تسأل اهلل ‪ ‬أن يطرد هذا الذي خفته‪.‬‬

‫ابظر معر كيف يكون الدعاء ببطون األكف وكيف يكون بظهور األكف؟‬

‫بقول هر أربع صيغ يكون فيها رفع اليدين‪ ،‬ابتبهوا معلر‪ :‬الصليغة األوللى ثل ث منهلا ببطلون األكلف‬
‫وواحد بظهور األكف‪.‬‬

‫‪ ‬الصيغة اْلولى‪ :‬أن يًع المرء بطون كفيه قِ َب وجهه وقب السلماء هكلذا فيقلول يلا رب يلا رب‪،‬‬
‫فيكون بطن كفيه قب وجهه وقب السماء‪ ،‬أليست قب وجهك فتنظر إليها‪ ،‬أليسلت قبل السلماء‪ ،‬بعلم هلذا‬
‫دعاء ببطون األكف‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬أن تًع بطون األكف قب وجهك وأبراف اليدين قب السماء هكلذا فتقلول يلا رب‬
‫‪262‬‬

‫يا رب‪ ،‬هذا دعاء ببطلون األكلف فتًعل بطو ملا قبل وجهلك وأبرافهلا قبل السلماء‪ ،‬وهاتلان الصلفتان‬
‫ويف غيره‪.‬‬ ‫محروعتان يف الص‬

‫‪ ‬الصارة الثالثة‪ :‬أن تًع بطو ما إلى السماء ونهورهما إلى وجهك هكذا فتقول يلا ربلر يلا رب‬
‫دائما ينظر إللى كفيله عنلد‬
‫يارب يارب بطو م بطون الكفين إلى السماء ونهورهما إلى وجهك وا بسان ً‬
‫الدعاء فيقول يا رب يا رب هذه الصور الثالثة‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الرابعة‪ :‬أي يًع نهور كفيه إلى السماء وهذا عند الخوف كما قال محمد ابلن الحنفيلة‪،‬‬
‫محمد بن على بن بالع‪ ،‬قال‪ :‬يكلون عنلد الخلوف كملا النبلر ‪ ‬عنلدما خلاف يلوم بلدر دعلا‬
‫بظهور كفيه‪ ،‬بعه الناس سيقول هكذا يقولون أه العلم هذا غير صحي فل دعلاء هكلذا وإبملا اللدعاء‬
‫هكذا‪ ،‬فتًع بطون كفيك إلى وجهك ونهورهما إللى السلماء هكلذا‪ ،‬فتقلول يلا رب يلا رب‪ ،‬وملن فعل‬
‫هكذا أين يكون رداءه‪ ،‬يسقط وقد دعا النبر ‪ ‬هكلذا فسلقط رداهه‪ ،‬فلأتى أبلو بكلر ‪ ‬فأخلذ‬
‫الللرداء وجعللله علللى منكبللر رسللول اهلل ‪ ،‬ثللم قللال‪ :‬واهلل ل يخليللك اهلل أبللدا وصللدق‪،‬‬
‫وهنيما ألبر بكر مًاورته ومصاحبته للنبر ‪.‬‬

‫‪ ‬إذن المهصاد الصيَ كم؟‬

‫أربع إن للم ترفلع يلديك فأقلله أن ترفلع إصلبعا واحلد كملا جلاء علن ابلن عبلاس ‪ ،‬وينهلى أن ترفلع‬
‫إصبعين فالنبر ‪ ‬رأى رج يرفع إصبعين فقلال‪« :‬واحـد واحـد» أو «أحـد أحـد»‪ .‬وبُهلر علن‬
‫اثنين‪.‬‬

‫قال فيدعوا بدعاء النبر ‪ ‬ومنه‪ ،‬لمااا قال المصنف ومنله‪ :‬اللهلم أغثنلا غيثلا مغيثلا؛ قلالوا‬
‫ألن هذا الحديث ورد عن الةمذي أوله اللهم أغثنا غيثا مغيثا ثم زاد ألفانلا‪ ،‬وورد عنلد أحملد بلفلظ آخلر‬
‫مع اتفاق أوله‪ ،‬وورد عند الحافعر يف المسند بب ًعا المسند ليس من ك م الحافعر جمع المسلند الحلافعر‬
‫وإبما جمعه الملين‪ ،‬ورواه عنه أبو بكر أبو إسماعي األصلم‪ ،‬وجلاء عنلد الحلافعر يف المسلند بلفلظ آخلر‪،‬‬
‫فالمؤلف وغيره من الفقهاء يف قولهم إلى آخره إشار إلى اخت ف األلفاظ الحديث‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪263‬‬

‫ـم َع َلـى َال ِظ َـر ِ‬


‫اب‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َك ُث َر َا ْل َم َط ُر َحتَّى ِه َ‬
‫يف ُس َّن َق ْا ُل‪َ « :‬ال َّل ُه َّم َح َاا َل ْينَا َو ََّل َع َل ْينَا‪َ ،‬ال َّل ُه َّ‬
‫لي َُرِ» { ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ} [ َا ْل َب َق َر ِ‪َ ]286 :‬ا ْْل َي َة»‪.‬‬ ‫ان َا ْْلَو ِدي ِة ومنَابِ ِ‬
‫ت َا َّ‬ ‫َو ْاْلكَا ِم َو ُب ُط ِ ْ َ َ َ‬
‫هذا الحديث يقول إاا كثر المطر وخحر على بفسه اللرر يف بفسله أو عللى مالله أو عللى زرعله بحلو‬
‫الك فإبه ل يدعو بكف المطر‪ ،‬وإبما يدعو بدعاء النبر ‪« ‬اللهم حاالينا وَّل علينا اللهم على‬

‫الظراب واْلكام وبطان اْلودية ومنابت اليُر» اللدعاء‪ ،‬اآليلة { ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ} [البقلر ‪:‬‬
‫‪.]286‬‬

‫بعه أه العلم يقول‪ :‬لو تركلت اللواو وقللت ربنلا ل تحملنلا صل ألن المقصلود لليس اآليلة وإبملا‬
‫المقصود الدعاء؛ ولذلك فإن بعه الكتع ترك اللواو كملا يف المنتهلى فنقلول يًلوز أن تلأا بلالواو وهلو‬
‫األولى موافقة لك م اهلل ‪ ،‬وإن تركت الواو جاز‪.‬‬

‫الًنللائل بكملهللا إن شللاء‬ ‫وصلللى اهلل وسلللم وبللارك علللى ببينللا محمللد‪ ،‬يبقللى عنللدبا يف كتللاب الص ل‬
‫المغرب‪ ،‬وغدً ا إن شاء اهلل اللكا ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)9‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )9‬اية المًلس التاسع‪.‬‬


‫‪264‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الُنَائِ ِز»‪.‬‬
‫اب َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك َت ُ‬

‫الًنلاز باسلع اكرهلا بعلد‬ ‫الًنلاز ‪ ،‬وصل‬ ‫بلذكر صل‬ ‫شرأ المصنف ‪ ‬بعد اكلره للصل‬
‫الص ؛ أل ا بوأ من أبواأ الصلوات فيحةط لها ما يحة ط للص ‪ ،‬وإبما أخرت عنها مناسبة أل ا آخلر‬
‫ما يفع بالحر فناسع أن تكون آخر ما يذكر يف كتاب الص ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬تَر ُك َالدَّ و ِ‬
‫ان َأ ْ َضٍ»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الع ج والتداوي حكر إجماأ أه العلم على أبه ليس بواجع وإبملا هلو دائلر بلين ا باحلة والنلدب‬
‫وخ ف األولى‪ ،‬وقد اكر المصنف هنا ما يراه هو وما يلراه بعله الفقهلاء‪ ،‬أن تلرك التلدواي أفلل لكلن‬
‫لحرط لمن صا واحتسع‪ ،‬صا على األلم وصا عللى الملرض‪ ،‬واحتسلع األجلر عنلد اهلل ‪ ،‬وأملا‬
‫إن ش به مرضه أو اختلف حاله من صور إلى صور ‪ ،‬فإن التداوي قد يكون يف حقه أفل ‪.‬‬

‫وأما وجوب التداوي فقد حكر التفاق حكاه جمع من فقهائنا أبه ل يًع التلداوي‪ ،‬بعلم لكلن لليس‬

‫معنى عدم وجوب التداوي أن ا بسان يسعى مراض بفسه‪ ،‬ف يًوز للمرء أن يملرض بفسله { ﮤ ﮥ‬

‫ﮦ ﮧ ﮨﮩ} [البقر ‪ ،]195 :‬لعموم هذه اآلية‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن اِستِعدَ اد لِ ْلما ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُّ ْ ْ‬

‫والك بأداء الحقوق إللى أهلهلا‪ ،‬وأداء حقلوق اهلل ‪ ،‬والسلتعداد للقيلاه باألعملال الصلالحة وبحلو‬
‫الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْك َثار ِم ْن ِذ ْكرِ ِه»‪.‬‬

‫وإكثار اكر الموت‪ ،‬كما جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬أكثروا ذكر هادم اللذات» أي‪ :‬الموت‬
‫‪٦‬‬
‫‪265‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِع َيا َد ُة ُم ْس ِل ٍم َب ْيرِ ُم ْبت َِد ٍع»‪.‬‬

‫ألن عياد المسلم من ح المسلم عللى المسللم‪ ،‬حل المسللم عللى المسللم سلت ومنهلا عيادتله إاا‬
‫مرض‪ ،‬غير المبتدأ؛ ألن المبتدأ يهًر إاا كان يف هًره مصلحة‪ ،‬والقاعد عندهم أن الهًلر إبملا يكلون‬
‫مبنيا على المصلحة ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْذكِ ُير ُه َالت َّْا َب َة َوا ْل َا ِص َّي َة»‪.‬‬

‫ويذكر التوبة والوصية سلوا ًء كلان مرضله مخو ًفلا أو غيلر مخلوف‪ ،‬والوصلية هلر سلنة‪ ،‬واللدلي عللى‬
‫سنيتها أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ما حق امرؤ مسلم يبيت ثالث ليال إَّل ووصيت م تابة عنـد رأسـ »‪،‬‬
‫فدل على تأكيدها‪ ،‬ولو بق بوجو ا؛ ألن النبر ‪ ‬مات وللم يلوص ♥‪ ،‬وسليأا‬
‫إن شاء اهلل يف كتاب الوصايا ما معنى الوصية وأ ا تحم خمسة أشياء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َنز ََل بِ ِ سن َتعاهدُ ب ٍّ ِ ح ْل ِه ِ بِم ٍ‬
‫ان َأ ْو ََ َر ٍ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ُ َ َ‬

‫قال إاا بلل به أي إاا بُلل بالمحتلر الموت فإبه يستحع أن يعاهد بب حلقه‪ ،‬بلأن يقطلر يف فيله بقلط‪،‬‬
‫ول يكثر الماء يب شيما يسيرا يف حلقه‪ ،‬وأن يًع على شفتيه الماء‪ ،‬وهذا فيه تلين لفيله‪ ،‬ولعل اهلل ‪‬‬
‫أن ييسر عليه النط بالحهادتين‪ ،‬وقد قال النبر ‪« :‬مـن كـان أهـر كالمـ مـن الـدنيا َّل إلـ إَّل‬
‫اهَّلل‪ ،‬دهٍ الُنة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتن ِْد َي ُة ََ َق َت ْي ِ »‪.‬‬

‫أي‪ :‬مع ب الحل بنقط وبحوه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْل ِهي ُن ُ ‪ََّ « :‬ل إِ َل َ إِ ََّّل َاهَّللُ» َم َّرة»‪.‬‬

‫لملللا ثبلللت يف صلللحي مسللللم أن النبلللر ‪ ‬قلللال‪« :‬لهنـــاا ماتـــاكم َّل إلـــ إَّل اهَّلل» وقلللال‬
‫♥‪ِ « :‬ن من كـان أهـر كالمـ مـن الـدنيا َّل إلـ إَّل اهَّلل‪ ،‬دهـٍ الُنـة»‪ ،‬فلدلنا اللك عللى أبله‬
‫يستحع تلقين الميت‪.‬‬

‫وكيف يكون تلقين الميت قالوا‪ :‬بأن يذكر اسم اهلل عنده فيقال له‪ :‬ل إله إل اهلل‪ ،‬وقال بعللهم وللو أن‬
‫يكون على سبي التذكير فيقال له‪ :‬ق ‪ ،‬ولكلن ل يكلون عللى سلبي القلو والغلظلة لكلر ل يمتنلع فيكلون‬
‫‪266‬‬

‫آخر ك مه المتناأ من اكر كلمة اهلل لما بلل به من األلم وبحوه‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل يزَاد عن َث َال ٍ‬
‫ث إِ ََّّل َأ ْن َي َت َ َّل َم َ ُي َعا َد بِرِ ْ ٍق»‪.‬‬ ‫َ ُ ُ َ ْ‬

‫قال‪ :‬إاا ُلقن الميت الحهاد مر لم يقلها فيكرر الثابية والثالثة‪ ،‬فلإن للم يقلهلا بعلد الثالثلة فإبله ل يللاد‬
‫عليه يف التلقين‪ ،‬لكر ل يلًر‪ ،‬فإاا ضًر هذا المحتلر فلربما قال كلمة تكون سليمة يف حقله ويحاسلع‬
‫عليها يوم القيامة‪ ،‬فاألبسع أل يلًر ل بكثر التلقين أكثر من ث ث‪ ،‬ول بصفة التلقين ف يقال لله بقلو‬
‫وغلطة ُق ‪ ،‬وإبما يقال له بطريقة مناسبة‪.‬‬

‫اسين ِعنْدَ ه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِقران ُة َا ْل َقاتِح ِة وي ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ َ‬

‫قال‪ :‬إل أن يتكلم فيعاد برف ‪ ،‬إل أن يتكلم بعد اكره للحهاد فيعاد عليه برف أي من غير غلظة‪.‬‬

‫قلال‪ :‬ويسللتحع قللراء الفاتحللة وياسللين عنللده‪ ،‬وهللذا دليلهلا حللديث معقل بللن اليسللار عنللد الةمللذي‬
‫وغيره‪ ،‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬اقرؤوا على ماتاكم سارة ياسين»‪ ،‬وهذا الحديث هو أصل ملا جلاء‬
‫يف الباب‪ ،‬وإل يكون يعنى مقبول من ك وجه‪ ،‬ولكن أخلذ أهل العللم لذا الحلديث وعمللوا بله‪ ،‬فقلالوا‬
‫يستحع عند حلور المحتلر أن ُيقرأ عنده بسور ياسلين وبسلائر القلرآن‪ ،‬وأفلل القلرآن الفاتحلة‪ ،‬فلإن‬
‫قراء القرآن عند المحتلر أي قب الوفا ‪ ،‬أما بعد الوفا فسليأا إن شلاء اهلل‪ ،‬أي قبل الوفلا هلو سلنة يقلرأ‬
‫عليلله ألبلله يخفللف عنلله‪ ،‬فللإن القللرآن كل م اهلل ‪ ،‬وإاا ُقللر علللى امللر ابمللأن قلبلله‪ ،‬وارتاحللت بفسلله‪،‬‬
‫وسكنت جوارحه‪ ،‬وهذا مناسع للمحتلر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْا ِج ُيه ُ إِ َلى َا ْل ِه ْب َل ِة»‪.‬‬

‫قللال وتوجيهلله إل لى القبلللة أي ويسللتحع أن يوجلله إلللى القبلللة قب ل بلللول المللوت بلله‪ ،‬يعنللى يف حللال‬
‫احتلاره‪ ،‬دليله ما جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬ه قبلت م أحيان وأمااتا»‪.‬‬

‫ات َتغ ِْمي ُ َع ْينَ ْي ِ َو ََدُّ َل ْح َي ْي ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َم َ‬

‫قال‪ :‬وإاا مات أي قبلت روحه فإبه يستحع أمور‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن تغمه عينه‪ ،‬لما جاء يف المسلند للملام أحملد أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إن‬
‫الميت إذا مات تبع بصره روح »؛ ولذلب جاء النبر ‪ ‬غمه عينر أبر سلمة ‪ ‬وغيلره ملن‬
‫‪٦‬‬
‫‪267‬‬

‫الصحابة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وشد لحييه‪ ،‬الميت إاا تويف فإ ا ترتخر أعلاهه وأعظمه‪ ،‬فإاا تويف كثير من الموتى يكوبوا فمه‬
‫مفتوحا على هذه الهيمة‪ ،‬وابفتاال فم الميت ذه الهيمة ليس مناسع ألمور‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬إبه ربما دخ فيها بعه الدواب كالذباب وبحوه أو الةاب‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬أ ا ليست جميلة يف شكله؛ ولذلك فإن حرمة الميت كحرمته حلر‪ ،‬فناسلع إغ قله‬
‫فيه بأن يحد لحياه‪ ،‬فيقرب فكه األسف إلى فكه األعلى ثم يحد بنحلو خرقلة وبحوهلا كملا جلاء علن عملر‬
‫‪ ،‬إان شد اللحيلين بالخرقلة جلاء علن عملر ‪ ،‬وهلذا ميلتله ملااا؟ لكلر ل يلدخ يف الفلم شلرء ملن‬
‫الدواب‪ ،‬وعند تغسيله ل يدخ يف فيه ماء‪ ،‬فإبه إاا كان مفتوحا ربما دخ يف فيله ملاء‪ ،‬وإاا دخل الملاء يف‬
‫فم المتوىف فإن هذا يلر جوفه ولربما يعنى سبع بعه ا شكالت عليه يف داخله‪.‬‬

‫اص ِل ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َت ْليِين م َق ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫قال‪ :‬وتلين مفاصله‪ ،‬الميت أول ما يموت تكون مفاصله لينة مسةخية‪ ،‬فمن السله تلينهلا فلإاا ُتلرك‬
‫على هيمته تيبس‪ ،‬فلربما تيبس وهو مرتفع اليدين؛ ولذلك تًد بعله النلاس عنلد تغسليلها ل تسلتطيع أن‬
‫تنللها إاا يعنى فربت جثته بعد الك فإ ا يصب ثقي يف إبلالله؛ وللذلك يسلتحع أول ملا يكلون شلخ‬
‫شخصا قد ُقبلت روحه أن يلين مفاصله فيرفع يديه ويرفعها ثلم يًعلهلا عللى جنبيله عللى هلذه‬
‫ً‬ ‫قد حلر‬
‫الهيمة‪ ،‬وهذا أسه يف تغسيله فيما بعد‪ ،‬سه رفع يديه وإبلالها وهذا واض بعرفها حتى يف الحيوابات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َه ْل ُع ثِ َيابِ ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬وخلع ثيابه‪ ،‬وخلع الثياب هلذا بب ًعلا ُيسلن لًميلع النلاس إل النبلر ‪ ‬فإبله ل تخللع‬
‫ثيابه كما فع أصحابه به‪ ،‬دلي الك أبه لما ُقلبه ♥ قلال‪ :‬أصلحابه هل بًلرده كملا بًلرد‬
‫موتابا‪ ،‬فدل الك على أبه جرى عندهم من األمر المستقر المعروف عند الًميلع أن الميلت إاا ملات فإبله‬
‫ُيًرد من ثيابه‪.‬‬

‫وما معنى أن يًرد من ثيابه؟ هذا قب الغسل فالميلت أول ملا يملوت ملن السله خللع ثيابله‪ ،‬قبل أن‬
‫تلص بًسده وقب أن يثبت فيها العرق‪ ،‬فقد يمر على المرء ساعة وسلاعتين ويلوم ويلومين قبل تغسليله‪،‬‬
‫فقد تكون إاا لصقت بالثوب يصعع إزالتها عند التغسي ؛ ولذلك المناسع بعلد الوفلا مباشلر أن يًلرد‬
‫‪268‬‬

‫من ثيابه كما اكرت لكم من فع الصحابة رضوان اهلل علليهم وقلولهم‪ ،‬وأن يسلًى عليله ثوبله‪ ،‬فلإاا جلاء‬
‫تغسيله فإبه مًرد أن يرفع الثوب بطريقة معينة سنذكرها يف التغسي ثم يكون تغسيله أسه حينذاك‪.‬‬

‫وإاا لم تلل عنه الثياب فإن الذي يغس سيًد محقة يف بلأ الثياب‪ ،‬أول‪ :‬محلقة عليله‪ ،‬ثابيلا‪ :‬سليتلف‬
‫الثياب؛ ألن الميت إاا بال الثوب عليه خ ص تلف‪ ،‬فتًد أن الذي يغس ل ُبد أن يقصه قصلا؛ لكلن للو‬
‫بلعته بعد وفاته مباشر ‪ ،‬لبتفعت ذا الثوب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َست ُْر ُه بِ َث ْا ٍ‬


‫ب»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يغطى جسده لكر ل تظهر عورته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْض ُع َح ِديدَ ٍة َأ ْو ن َْح ِا َها َع َلى َب ْطن ِ ِ »‪.‬‬

‫لحديث أبس ‪ ‬أبه يوضع على البطن حديد أو مرآ يقولون‪ ،‬لمااا؟ ألن هلااين يكلون يعنلى خللى‬
‫بقول مبسوبة فإن الميت إاا مات ابتفخ بطنه‪ ،‬فناسع أول ما يملوت إاا حللره أحلد أن يللع عللى بطنله‬
‫مرآ أو حديد تكون مرتفعة بحيث أن ل تلغط على البطن فتخرج فل ت‪ ،‬وإبما تكلون مسلتوية عليله‪،‬‬
‫فتكون مابعة بأمر اهلل من عدم ابتفلاذ بطنله‪ ،‬وهلذا ابسلع يف هيملة الميلت بحلن بًملله ليكلون فلاه مغلقلا‪،‬‬
‫وعيناه مغلقتين كذلك‪ ،‬وبطنه غير منتفخ‪ ،‬فك هذه من جمال هيمته عند دفنه‪ ،‬وكلها وردت به السنة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َج ْع ُل ُ َع َلى َسرِيرِ ب َْس ِل ِ ُمت ََا ِجها ُمن َْح ِدرا ن َْح َا ِر ْج َل ْي ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويستحع أن يًعل عللى سلرير غسلله أي السلرير اللذي يغسل عليله؛ لكلن قلالوا ويسلتحع أن‬
‫يكون منحدرا يعنلى يكلون السلرير ملائ رأسله هلو المرتفلع وأبرافله هلر النازللة‪ ،‬هلذه اسلتحبها الفقهلاء‬
‫إاا كان ميتا تسةخر عل ته فلربما خرج من الميلت بلول‬ ‫باعتبار اللمن األول‪ ،‬لمااا قالوا ألن الحخ‬
‫أو خرج من الميت عذر ؛ ألبه ل يستطيع أن يستمسك يف عل ته‪ ،‬فتًعله على سريره مًردا من الثيلاب‬
‫فإاا خرج ل يوسخ الثياب التر عليه‪ ،‬وإبما هو مسًى فقط‪ ،‬ثم تًع السلرير ملائ قللي لكلر إاا خلرج‬
‫منه من بول أو عذر ل تصيع رأسه وإبما تنلل أسفله‪.‬‬

‫اآلن يف أغلع األماكن التر يغس فيها عندبا أصب هناك فتحات ولو كان السرير أفقيلا هنلاك فتحلات‬
‫يمة معينة لكر تسحع الفل ت التر تخرج من الميت‪ ،‬إان هذا البحلدار إبملا هلو‬ ‫تحته ويكون محق‬
‫لمصلحة إاا وجدت بقول مستحع إاا لم يوجد فيبقى على األصل ‪ ،‬أو عللى أي بريقلة تكلون أبسلع يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪269‬‬

‫تسًيته‪.‬‬

‫اع ت َُْ ِه ِيز ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْس َر ُ‬

‫إسراأ تًهيل الًناز مستحع لملا ثبلت علن النبلر ‪ ‬يف الصلحيحين أبله قلال‪« :‬أسـرعاا‬
‫بها» أي بالًناز ‪ِ « ،‬ن ت ان صالحة تهدمانها لخير‪ ،‬وإن ت ان َر تضعان عن أعناق م»‪.‬‬

‫ان َد ْين ِ ِ »‪.‬‬


‫يق و ِصيتِ ِ و َق َض ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُب ُ ن َْح ِا َت ْقرِ ِ َ َّ َ‬

‫قال‪ :‬ويًع أي ويًع ا سراأ يف بحو يعنى يف مثل هلذه ويف ملا معناهلا‪ ،‬تفريل وصليته‪ ،‬الميلت إاا‬
‫أوصى فإبه يوصر بأشياء خمسة سيأا إن شاء اهلل‪ ،‬من هذه األشياء الخمسلة الوصلية بسلداد دينله إاا كلان‬
‫عليه دين‪ ،‬ومنها الوصية بتاأ بحرط أل يًاوز الثلث‪ ،‬الميت يوصر بخمسة أشياء‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬تذكير لقرابته بتقوى اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬يوصر على الصغار من أبنائه ويسمى ا يصاء‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمــر الثالــث‪ :‬ويوصللر ببيللان ماللله‪ ،‬بيللان ماللله بعلله النللاس لهللا أمللوال يف بنللوك وعنللد أشللخاص‬
‫ويموت ول يعرف ورثته الك‪ ،‬فمن باب ا حسان لورثته أن يكتع يف وصيته أين ماله؛ ولذلك قلال النبلر‬
‫‪« :‬إنب إن تذر ورثتب أبنيان» فلك مال وقد تركتهملا أغنيلاء لكلنهم ل يعلملون أيلن ماللك‪،‬‬
‫فيستحع أن تذكر يف الوصية أين يوجد مالك‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬اللر اكرته قب قلي ما هر الديون التر على ‪ ..‬تذكرها التر عليك‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الخامس‪ :‬أن تتاأ استحبابا بأقصى شرء الثلث ويستحع أل يص إلى الربع فما دون وهلو‬
‫األكثر‪.‬‬

‫إان هذه خمسة أشياء الذي يستحع المبادر إليها الثالث والرابع فيقللى ديلن الميلت وهلذه وصليته‬
‫إاا اكره يف الوصية‪ ،‬األمر الثاين ‪ :‬يف تفري تاعاته‪.‬‬

‫خمسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قال يف بحو تفري وصيته وقلاء دينه أو يف ما معنى الك من األمور التر يوصر ا واكرهتا‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪270‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬وإِ َذا َأ َه َذ ِ ب ُْس ِل ِ َست ََر َع ْا َر َت ُ»‪.‬‬

‫ابتهينا اآلن من قلية ما يفع عند الميت قب وفاته وحال قبه روحه وبعدها مباشر ‪ ،‬بلدأ المصلنف‬
‫يف هذا الفص بذكر األحكام التر تفع بالميت عند تغسيله‪ ،‬وتغسي الميت واجع عللى الكفايلة‪ ،‬يًلع‬
‫أن يغس الميت‪ ،‬فإاا حلره أحد من المسلمين يًلع أن يغسلله أحلد ملن المسللمين وجو ًبلا‪ ،‬وهلذا ملن‬
‫ح المسلم على المسلم؛ ولذلك فهو من فروض الكفايات‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإاا أخذ يف غسله أي أخذ المغس يف غسله سة عورتله يسلة عورتله وجوبلا علن بفسله أي علن‬
‫المغس وعن من حلر؛ ألن العلور ل يًلوز كحلفها ل ملن حلر ول ملن ميلت‪ ،‬وملن احلةام الميلت أن‬
‫يحةم كما لو كان حيا‪ ،‬ف ينظر لعورته ول تكحف‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َست ُْر ُك ِل ِ َع ْن َا ْل ُع ُي ِ‬
‫ان»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وسن سة كله عن العيون‪ ،‬هذه مسألة اكرهلا أهل العللم أبله يسلتحع أن الميلت يسلًى وأن ل‬
‫ينظر إليه إل من اقتلت الحاجة النظر إليه كالمغس والمعاون وبحو الك‪ ،‬وملن علدا اللك فاألفلل أن‬
‫يسة عنهم‪ ،‬فلذلك بًلد بعله النلاس لملا يملوت لهلم ميلت يًعللوه مكحلوف الوجله‪ ،‬ويطوفلون بله يف‬
‫الناس هذا خ ف األولى ب خ ف األفل ‪ ،‬فاألفل أن يسًى؛ ألبه ربما كلان يف وجله الميلت وهيمتله‬
‫بائما وهو الميتلة الصلغرى يكلره أن النلاس ينظلرون إللى‬
‫ما يكره أن ينظر الناس إليه‪ ،‬أغلع الناس إاا كان ً‬
‫وجهه‪ ،‬فكذلك يف الميتة الكاى الرج يكره أن ينظر إليه‪ ،‬ولذلك فإبه يسن سة جسده كام عن العيلون‬
‫إل المغس ‪.‬‬

‫ار َب ْيرِ ُم ِعين»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ُح ُض ُ‬
‫قال‪ :‬ويكره حلور غير المعين‪ ،‬أي للمغس ‪ ،‬المغس هو الذي يباشلر والمعلين هلو اللذي يعينله إملا‬
‫بصع الماء‪ ،‬أو أبه يعينه بالتقليع كأن يكون الميت ثقي فيقللع‪ ،‬أو بحلو اللك ملن أسلباب ا عابلة‪ ،‬فل‬
‫يحلر التغسي إل المغس المباشر وهو الذي يًع عليه الوضلوء‪ ،‬والمعلين ا عابلة إملا بثلوب أو يعلين‬
‫بصع ماء وبحو الك‪.‬‬

‫وهنللاك أمللر ثالللث يًللوز للله أن يحلللر مللن غيللر كراهللة وهللو القريللع الللولر‪ ،‬الللولر ألن النبللر‬
‫‪ ‬لما تويف إبما حلر تغسيله أولياهه‪ ،‬العباس وعلر وموله رضر اهلل على الًميع‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪271‬‬

‫ثم ن ََاى َو َس َّمى‪َ ،‬و ُه َما ك َِق ب ُْس ٍِ َح ّ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َّ « :‬‬
‫قال‪ :‬ثم بوى أي يًع على المغسل أن ينلوي؛ألن الغسل ملن أحلد ألن الملوت ملن أحلد موجبلات‬
‫الغس فهو يف معنى العباد ‪ ،‬وإن كان تعبلدا لكنله يف معنلى العبلاد فل ُبلد فيله ملن النيلة‪ ،‬والتسلمية كلذلك‬
‫واجبة يًع أن يسمر وإن بسر سقطت كما مر معنا‪ ،‬قال وهما أي النية والتسمية كفر غس حر‪ ،‬مث ملا‬
‫تكلمنا عنه يف باب غس الًنابة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْر َ ُع َر ْأ َس َب ْيرِ َح ِام ٍٍ إِ َلى ُق ْر ِ‬


‫ب ُج ُل ٍ‬
‫اس»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم عند التغسي يرفع رأس غير الحام ‪ ،‬وأما الحام فل ترفلع‪ ،‬ودليل اللك حلديث بلن سلليم‬
‫‪ ‬لما اكرت صفة التغسي فإبه قال ترفع الرأس إل أن تك حام ‪.‬‬

‫ثم بعد الك يعصلر بطنله برفل ويكثلر الملاء بالصلع‪ ،‬الميلت إاا أردبلا تغسليله وجعلنلاه عللى باوللة‬
‫التغسي مث أو مح المغتس يرفع رأسه قلي يعنى يرفع كثير بحيث أبله يكلون عللى هيملة ليسلت أفقلر‬
‫وليس الرأسر‪ ،‬ليس الرأسر ول األفقر‪ ،‬وإبملا يف وسلط بينهملا‪ ،‬ثلم يعصلر بطنله عصلرا برفل لليس بقلو‬
‫وإبما برف ‪ ،‬حتى يخرج ما يف البطن من بول وعذر وبحوها فتخرج‪ ،‬وأبت تعصر البطن هكلذا يف تغسليله‬
‫تكثر صع الماء لكر إاا خرج شرء يذهع مع الماء‪ ،‬أما إن كابت الميتلة حلام فإبله ل يعصلر بطنهلا ألن‬
‫عصر بطنها قد يؤدي إللى إسلقاط الًنلين؛ وللذلك فإبله يلةك اسلتحباب العصلر اللذي جلاء يف حلديث أم‬
‫سليم للحام بأن فيهما ار بالًنين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْع ِص ُر َب ْطنَ ُ بِرِ ْ ٍق‪َ ،‬و ُي ْثِ ُر َا ْل َما َن ِحينَئِ ٍذ»‪.‬‬

‫بعم لكر يخرج ما يخرج مع العذر يذهع مع الماء‪.‬‬

‫ف َع َلى َي ِد ِه ِه ْر َقة َ ُين َُِي ِ بِ َها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُل ُّ‬

‫قال‪ :‬ثم يلف على يديه أي مباشر الغس يللف عللى يديله خرقلة يللع خرقلة عللى يديله وجوبلا لليس‬
‫استحبابا ب وجوبا؛ ألن العلملاء يقوللون إن ملس العلور بلاليمين مكروهلة مطلقلا‪ ،‬ولغيلره ربملا يكرههلا‬
‫الميت بالخصوص تتأكد‪ ،‬فالمذهع أن لف الخرقة واجع‪ ،‬واللدلي عليله أن عللر ‪ ‬اكلر اللك‪ ،‬وأبله‬
‫عندما غس لف على يديه خرقة ‪.‬‬
‫‪272‬‬

‫فينًيه أي يمس مكان النًوى من القب والدبر هذا معنى ينًيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َم ُّس َع ْا َر ِة َم ْن َل ُ َس ْبع»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحرم مس عور ‪ ،‬ولذلك يًع أن تغطر اليد بنحو خرقة وبحوها؛ ألبه يحلرم ملس العلور ملن‬
‫ك أحد سواء كان ح ًّيا أو ميتًا إل من أان به وهو أن مس الرج عور بفسه أو أهله‪.‬‬

‫إان ل يًوز مس العور مطل ًقا إل شخصلا واحلدا وهلو ملن كلان دون سلبع سلنين؛ ألن القاعلد عنلد‬
‫اكرا أو أبثر ف عور له‪ ،‬فيًوز مس عورته ويًوز النظلر‬
‫أه العلم أن من كان عمره أق من سبع سنين ً‬
‫إليها من كان دون سبع سنوات‪.‬‬

‫وبحن عندما بقول إن من كان دون سبع سنوات ل علور لله لليس معنلى اللك أن ملن كلان دون سلبع‬
‫سنوات يةك ب لباس ويةك هذا عريابا ل‪ ،‬وإبما المقصود إاا وجلد سلبع للنظلر وإل فاألصل أن األب‬
‫يعود أبناءه من الصغر على السة وكمال العفاف وعللى الحتحلام وعللى كملال اللبلاس‪ ،‬فلإن الملرء إبملا‬
‫ينحأ على ما كان عوده أبوه وأمه يف ابتداء أمره‪.‬‬
‫ْخريـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح َأ ْسـنَا َن ُ ‪َ ،‬و ـ َمن َ ْ‬
‫ـم ُيـدْ ه ٍُ إِ ْصـ َب َع ْي ِ َو َع َل ْي َهـا ه ْر َقـة َم ْب ُلا َلـة ـ َ مـ ‪َ َ ،‬ي ْم َس ُ‬
‫‪ ‬قال املصننف‪ُ « :‬ث َّ‬
‫ال َمان»‪.‬‬‫َ ينَ ِظ ُق ُهما بِ َال إِ ْد َه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الململللة والستنحللاق مللر معنللا يف الوضللوء أ مللا واجبللان؛ أل مللا داخ ل ن يف الوجلله‪ ،‬وكللذلك يف‬
‫الغس فإن يف الغس من الًنابة هناك ململة واستنحاق‪ ،‬ومر معنا هناك أن أق ما يسلمى استنحلاقا هلو‬
‫جع خرقة فيها ماء يف األبف وكذلك هنا‪ ،‬فإن المغس يًعل خرقلة فيهلا ملاء يبلهلا ويًعلهلا يف إصلبعيه‬
‫ام والسبابة ثم يدخ هذين ا صبعين يف فمله ألن السلنة تقريبلا ململلة عللى استنحلاق فيلدخلها يف‬ ‫ا‬
‫فمه ويمس أسنابه‪ ،‬ثم يلأا بالخرقلة بب ًعلا هلر أو جللء آخلر منهلا ويلدخلهما يف أبفله يف أول أبفله فتكلون‬
‫بمثابة الستنحاق‪.‬‬

‫ول يدخ الماء إلى فمه ول إلى أبفله؛ ألن دخلول الملاء إللى فمله وأبفله يللران بالميلت‪ ،‬ل يلدخلها‬
‫لا أبفله ملع وجلود بلل فيهملا؛‬ ‫ا أسلنابه ويمسل‬ ‫وإبما يمس أسنابه بالخرقة مث هكذا الخرقة فيمس‬
‫ألبه ل يسمى استنحاقا إل بوجود البل ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪273‬‬

‫ثم ُي َا ِض ُئ ُ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َّ « :‬‬
‫ثم يوضمه أي ويستحع أن يوضمه بأن يبلدأ بأعللاء الوضلوء األربعلة المعروفلة‪ ،‬بلد ًبا ل وجوبلا؛ ألن‬
‫الواجع يف تغسي الميت تعميم جسده بالماء‪.‬‬

‫لسدْ ر ِ َو َبدَ َن ُ بِ ُث ْق ِل ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيغْس ٍُ َر ْأ َس ُ َول ْح َي َت ُ بِ َرب َْاة َا ِ‬
‫السدر معروف وهو شًر معروف ينبت يف أماكن كثير جدً ا‪ ،‬هذا السدر عندما بأخذه وبطحنه يخللط‬
‫مع الماء ويحرك فيكون له ُثف ‪ ،‬الثف بحن بسميه إحسال الذي يكون يف أسفله‪ ،‬والرغو التر تكون فلوق‬
‫تسمى رغو هلذا رغلو واألسلف يسلمى ُثفل ‪ ،‬أو بسلميه يف العاميلة حسل وهلر محرفلة علن ثفل حسل‬
‫متقاربة يف المنط ‪ ،‬إان هذا الحس أو الثف هذا هو األسف ‪ ،‬مااا يفعل ؟ يؤخلذ هلذا الرغلو التلر يكلون‬
‫ا الرأس واللحية‪.‬‬ ‫فوقها مث رغو الصابون ويغس‬

‫رخلوا‪ ،‬واألملر‬
‫ً‬ ‫هذا السدر ما فائدتله؟ السلدر مهلم جلدًّ ا فلإن السلدر يقلوي البلدن ويًعلله محلدودا ل‬
‫الثاين‪ :‬أن للسدر رائحة قوية تمنع الدواب أن تقةب من الميت إاا دفن؛ ولذلك فإن الدواب من الثعاللع‬
‫والذئاب وغيرها والحيايا مع وجود هذه الرائحة تبتعد عن الميت‪ ،‬فللميت مصلحة لوجود هذا السلدر يف‬
‫تقوية جسده وقوته ملن جهلة‪ ،‬وملن جهلة أخلرى أ لا تبعلد مطلل الحيلوان‪ ،‬يقلال أ لا تبعلد حتلى الًلان‪،‬‬
‫والدلي عليه ملا بقل عبلد اهلل بلن وهلع يف الًلامع‪ ،‬وقلد وجلد بعلله بحملد اهلل ملؤخرا‪ ،‬وبقل بلالحًر‬
‫وصح إسناده أن وهع بن منبه قال‪ :‬من سحر فليأخذ سبع ورقات من سدر وليلدقها ويقلرأ فيهلا بفاتحلة‬
‫كتاب اهلل‪ ،‬وهذه جاءت عن وهع بن منبه وهو من مسلمة أه الكتاب‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبدبه بثفله أي‪ :‬ويغس البدن بالثف وهو الذي يكون أسف السدر مع الماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َم ُي ِقي ُ علي المان»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يعمم جسده بالماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َت ْث ِليث»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يستحع تغسيله ث ثا‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪274‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َي ُامن»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يبدأ بالح األيمن قب الح األيسر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْم َر ُار َي ِد ِه ك ٍَُّ َم َّر ٍة َع َلى َب ْطن ِ ِ »‪.‬‬

‫أي‪ :‬ك مر يف الغس ت إضافة للمس األول أو ا مرار األول الذي يكون قب الغس ‪.‬‬

‫ِن َل ْم َينْ َهى َزا َد َح َّتى َينْ َهى»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬‬

‫ما معنى ينقى؟ أي‪ :‬أبه إاا غسله وضغط على بطنه إمرار فقلط لليس ضلغطا كلاألول فملع هلذا يخلرج‬
‫شرء من مخرج البول‪ ،‬فإبه يغسله مر وملرتين حتلى ينقلى‪ ،‬وللو زاد علن سلبع ملرات فيغسلله حتلى ينقلى‬
‫المح ‪ ،‬بيع فإن لم ينقى المح ما زال يخرج منه شرء‪ ،‬بعه الناس ما زال يستمر بعلد تغسليله يخلرج‬
‫منه بعد الغس السبعات بقول بعد السبع إبما يسلد المحل كملا سليذكر المصلنف بعلد قليل ‪ ،‬فقلط بسلده‬
‫بقطن وبحوه‪ ،‬ويعفى عن ما خرج من السبيلين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ا ْقتِ َصار َع َلى َم َّر ٍة»‪.‬‬

‫عنله‬ ‫ألن النبر ‪ ‬أمر من غسلن بناته أن يغسلهن ث ثلا‪ .‬عللى اسلتحباب اللث ث واللنق‬
‫مكروه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َمان َح ٌّار»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويكره أن يغس الميت بماء حار‪ ،‬كذلك يكره أن يغس بماء بارد؛ ألن الماء الحار يحق الًللد‬
‫وكذا البارد‪ ،‬وإبما يغس الميت بماء بينهما ليس بالحار وليس بالبارد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َالل»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وخ ل يعنى يكره أن يخل أسنان الميت بخ ل ألن هذا الخ ل قد يًرال اللثة فإاا جرال اللثة‬
‫قد خرج الدم‪ ،‬فهذا فيه إيذاء للميت‪ ،‬وإيذاء الميت كإيذاء الحر ف يخل ‪ ،‬ف تخل أسنابه‪.‬‬

‫اج ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُأ َْنَان بِ َال َح َ‬

‫قال‪ :‬ويكره كذلك جع األشنان‪ ،‬األشنان هو يعنر ببات معروف إلى اآلن يبلاأ عنلد العطلارين وهلو‬
‫موجود يف الصحراء‪ ،‬وإلى اآلن يستخدم يف التنظيف كلان يسلتخدم تنظيفلا‪ ،‬يف معنلى األشلنان الصلابون ل‬
‫‪٦‬‬
‫‪275‬‬

‫يستخدم للميت ل أشنان ول صابون تغسي الميت ل يغس ل بأشنان ول بصابون ول بخطمر ول بغيلر‬
‫الك من األمور؛ ألن هذا يلر جللده‪ ،‬والميلت أغللع خ يلا جسلده ماتلت وللذلك فيكلون تحملله لهلذه‬
‫األمور ضعيفة‪ ،‬إل لحاجة ما هر الحاجة أن يكون على جسلده شلرء يمنلع ملن وصلول الملاء فيغسل للو‬
‫بصابون أو أشنان ليلي عنه هذا الذي يمنع وصول الماء إلى بحرته‪ ،‬يعنى بعه النلاس يكلون ملث جلاءه‬
‫يف حري معين فًاء على جلده قاط‪ ،‬أو أن القماش لص يف ثوبه فل بسلتطيع إزالتله إل بصلابون وبحلوه‪،‬‬
‫فنليله به‪.‬‬

‫يح ََ ْعرِ ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْسرِ ُ‬

‫تسري شعر الميت مكروه‪ ،‬ل يرج ألن تسري الحعر قد يسقط الحعر ب قطعا سيسقط الحعر ففلر‬
‫هذا إيذاء للميت‪ ،‬واألولى أن يةك كما هو‪ ،‬وإبملا يللفر شلعر الملرأ يللفر يعنلر يًلدل‪ ،‬الللفير هلر‬
‫الًديلة‪ ،‬أن يربط على هيمة ضفائر كما سيأا‪ ،‬إان التسري بالمحط ل يسرال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن كَا ُ ار َو ِسدْ ر ِ َا ْْلَ ِه َير ِة»‪.‬‬

‫ويسللن يف الغسلللة األخيللر أن يكللون معهللا كللافور وهلو بللوأ مللن أبللواأ األبيللاب وسللدر كللذلك أل للا‬
‫الكافور ريحته قوية كذلك والكافور‪ ،‬والمعنى فيهما برد ‪ ،‬تقوية الًسد أول‪ ،‬األملر الثلاين بلرد اللدواب‬
‫عن الميت بعد دفنه‪ ،‬أل ا آخر غسلة فيبقى على الًسد منه‪ ،‬ألن السلدر قلوي جلدًّ ا وحلار فهلو يحلد جللد‬
‫الميت‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َضا ُب ََ ْعرٍ»‪.‬‬

‫ويستحع خلاب شعر كما جاء عن بعه السلف رحمهلم اهلل تعلالى والنبلر ‪ ‬كلان قلد‬
‫خلع يف بعه األحيان أختلف‪ ،‬ه خلع النبلر ‪ ‬أو للم يخللع واللذي رجحله ا ملام‬
‫احمد أبه خلع ملر واحلد وللذلك كلان ا ملام أحملد يقلول إخللع وللو ملر واحلد ‪ ،‬يعنلى اخللع‬
‫لحيتك إاا أصبحت بيلاء ولو مر واحد موافقة لمن ثبت عنده أبه خلع مر ثم ترك بعد الك‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ُّص ََ ِ‬
‫ار ٍ‬
‫ب»‪.‬‬

‫شاربه‪.‬‬ ‫شارب أل ا من سنن الفطر ‪ ،‬ويستثنى منه الك المحرم فإبه ل يق‬ ‫ويستحع ق‬
‫‪276‬‬

‫يم َأ ْظ َق ٍ‬
‫ار إِ ْن َط َاَّل»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهل ُ‬
‫إن بال أي خرج عن العاد وإل فيبقيان وهو األولى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتن ِْييف»‪.‬‬

‫ويستحع التنحيف ألن ترك الماء على البدن يلر الًلد بأن يتحق ‪.‬‬

‫َّب ِ َح َياتِ »‪.‬‬ ‫َّب ُم ْحرِم َم َ‬


‫ات َما ُي َُن ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َُن ُ‬

‫المحرم إاا مات وهو حال إحرامه أي قب ابتهاء بسكه‪ ،‬ومن المحلهور يف الملذهع كملا يملر معنلا أن‬
‫الح قة بسك يعنى لو لم يبقى له إل الح ق فإبه يكون محرما‪ ،‬فإبه يًنع ما يًنع الحر المحرم‪.‬‬

‫أيلا يًنع تغطيلة اللرأس ألن المحلرم‬


‫ما هر األشياء يًنبها المحرم؟ الطيع ف يوضع يف حنوبه‪ً ،‬‬
‫إبما ممنوأ من تغطية رأسه‪ ،‬وأما الوجه ففيه قولن والصحي أبه يًلوز تغطيلة وجهله حيلا وميتلا‪ ،‬كلذلك‬
‫أيللا إاا كلان المحلرم رجل قلنلا ل يغطلى رأسله ول‬
‫فإن المحرم إاا كان املرأ ل يغطلى ووجههلا ملث ‪ً ،‬‬
‫ل يللبس قميصلا وإبملا يللف‬ ‫يلبس قميصا‪ ،‬وسيأا أبه يمكلن أن يغسل ميلت أن يكفلن الميلت بلالقمي‬
‫باللفائف وسيأا إن شاء اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِس ْهط ِْلَربع ِة َأ َْهرٍ كَما ُل ٍ‬
‫اد َح ًّيا»‪.‬‬ ‫ُ َْ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬

‫السقط هو الذي يموت يف بطن أمه ويخرج ميتا‪ ،‬والسقط له أحكام إاا كان قب األربعين‪ ،‬وأحكلام إاا‬
‫تم عمره ثمابين أي جاوز الثمابين واحد وثمابين فأكثر مث الدم اللذي يخلرج ملن الملرأ إاا كلان سلقطها‬
‫جاوز الثمابين فيكون دم بفاس وبحو الك‪ ،‬وهناك أحكام تتعل بمائة وعحلرين يوملا‪ ،‬ملن األحكلام التلر‬
‫تتعل بمائة وعحرين يوم ما اكره المصنف هنا أن السقط إاا تم عمره مائة وعحرين يوما فإبه يصللى عليله‬
‫ويغس كما اكر المصنف وسقط ألربعة أشهر كمولود حيا‪ ،‬يغس تغسي كام ويصلى عليه ويدفن‪.‬‬

‫وأما إاا كان دون من مائة وعحرين يوما أو يعنر أربعة أشهر بفلس المعنلى فإبله حينملذ ل يصللى عليله‬
‫وإبما يوضع يف أي مكان يدفن له أي حفر يف الطري ويدفن فيهلا ألبله ل حرملة لله‪ ،‬لحلديث بلن مسلعود‬
‫«إن أحدكم يُمع هله يف بطن أم أربعين‪ ،‬ثم أربعين‪ ،‬ثم أربعين ثم يأت الملب بعد ذلب»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪277‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ َذا َتع َّذر بُس ٍُ مي ٍ‬


‫ت ُي ِم َم»‪.‬‬ ‫َ َ ْ َِ‬ ‫َ‬

‫تعذر غس ميت ألن الغس إبما هو الحر يقولون اكر اللك يف المطللع‪ ،‬إاا تعلذر غسل الميلت فإبله‬
‫ييمم‪ ،‬وكيف يكون تيميم الميت بأن يأا مغسله يأا بخرقة ثم يلرب هلذه الخرقلة عللى اللةاب فيمسل‬
‫ا يديه ناهرهما وبابنهما بس يكفر‪.‬‬ ‫ا وجه ويمس‬

‫متى ل يمكن تغسي الميت إما أل يوجد ماء فقد حقيقر‪ ،‬أو أن يكون الماء يلر الميت بعه النلاس‬
‫يمر عليك أبك ل يمكن أن تغسله يكون محةق تما ًما‪ ،‬تماما محةق ل يمكن لمغسله أن يغسلله محلةق‬
‫تماما ما الذي بغسله هنا يمم فربما لم تًد وجهه ولم تًد يديه فتًتهد يف البحث عنها فتيممه عن بريل‬
‫ضربة واحد فتمس وجهه‪.‬‬

‫مباشر التغسي بب ًعا قب التليمم إن أمكلن تعمليم جسلده بالملاء وجلع وللو بللر الملاء حنفيلة الملاء‬
‫وجع‪ ،‬وإن لم يمكن الك فإبه بالتيمم‪.‬‬
‫ف بِي ٍ بعدَ َتب ِ‬
‫خيرِ َها»‪.‬‬ ‫ث َل َقائِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن َت ِْقين رج ٍٍ ِ َث َال ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ ُ َّ‬

‫بعم ألن النبر ‪ ‬لما تلويف كُفلن ♥ يف ثل ث ثيلاب بليه سلحولية‪ ،‬وأكمل‬
‫شرء اختاره اهلل ‪ ‬لرسوله ‪.‬‬

‫إان السنة أن يكفن يف ث ثة لفائف أي خرق ث ث خرق كاملة يعنى ليست مفصلة وإبما خلرق كامللة‬
‫تسمى لفائف‪.‬‬

‫قال‪ :‬بيه ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ه ثياب م أحيانا وأمااتا» التر هر البياض‪.‬‬

‫بعد تبخيرها أي تبخر قب وضع الميت عليها ل يبخر الميت وإبملا تبخلر الثيلاب قبل وضلع الميلت‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫واللياد عن الث ث مكروه‪ ،‬كما جاء عن أبر بكر وغيره سيأا اكر الن‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ُْ َع ٍُ َا ْل َحنُاط ُ َ‬
‫يما َب ْين ََها»‪.‬‬

‫ما هو الحنلوط؟ الحنلوط هلو أخل ط ملن الطلين ملن كلافور وعنلا ومسلك وغيلر اللك‪ ،‬وجملع ملن‬
‫األبياب تًمع مع بعه وصندل يعنر جميع األبواأ األبياب تخلط وتًمع مع بعله‪ ،‬فلتخلط فتكلون‬
‫على هيمة معينة‪ ،‬يعنر على هيمة الدقي مث ‪ ،‬أول ما تفع يف الحنوط مااا تًع كملا اكلر المصلنف فيملا‬
‫‪278‬‬

‫بينها بين ك لفافلة ولفافلة تًعل حنوبلا يعنلر تًعل تنحلر الخرقلة األوللى وهلر األكلا ثلم تكلع عليله‬
‫حنوبا يسيرا مح الميت ثم تًع عليهلا اللفلاف الثابيلة ثلم تسلكع حنوبلا ثلم تللع اللفلاف الثالثلة ثلم‬
‫يًع الميت‪ ،‬وسيأا كيف بلع الحنوط على الميت‪ ،‬إان الحنوط ملا هلو هلر خلليط ملن األبيلاب ملن‬
‫مسك وعنا وصندل وكافور ألن الكافور يعد بيبا‪ ،‬أما السدر ل ليس بيبا السدر لليس بيبلا ل يعلد معهلا‬
‫السدر ليس بيبا‪ ،‬الكافور يعد بيبا أحيابا‪.‬‬

‫اد ِه»‪.‬‬
‫اض ِع سُ ِ‬
‫ُ ُ‬
‫اق ع َلى منَا ِ ِذ وج ِه ِ وما ِ‬
‫َ ْ َََ‬ ‫َ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِمنْ بِ ُه ْط ٍن بين َأ ْليي ِ ‪ ،‬وا ْلب ِ‬
‫َْ َ َْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫قال ومنه أي من هذا الحنوط الذي جمعنلاه بًعلله يف قطلن فنًعلله بلين إلييله‪ ،‬يعنلر إليتيله يًعل يف‬
‫قطنة ويًع بين إليتيه؛ لكر إاا خرج شرء يمنع الخروج من جهة ومن جهة أخلرى تكلون الرائحلة قويلة‬
‫فالذي يحمله الميت ل يحم منه رائحة وإن خرجت منه رائحة فإبما يحلم رائحلة الحنلوط ورائحلة السلدر‬
‫معا‪.‬‬

‫فيكون إان أمر أول يًع منه أي من الحنلوط يف قطنلة وتوضلع بلين إليتيله‪ ،‬قلال والبلاقر عللى منافلذ‬
‫بب ًعا إاا وضعت على إليتيه ما يفع يسد عليه بخرقة فتًع كالتبان يعنى ا لية هذه ليس قطنة فقط وإبملا‬
‫تحد إليتيه ومثابته بخرقة يلؤتى بخرقلة قصلير صلغير جلدًّ ا وتًملع إليتيله وبينله القطنلة التلر لا الحنلوط‬
‫ومثابته تحد عحان تستمسك لكلر ل يخلرج شلرء وتحلد بخرقلة فتكلون كالكتبلان‪ ،‬وشلرحت التبلان قبل‬
‫الك ما معناه فهو خرقة تحد على هيمة السروال‪.‬‬

‫قال‪ :‬والباقر على منافذ وجهه ومواضع سًوده يًعلها على منافذ وجهه ومواضع سًوده كالًبهلة‬
‫واألبف واليدين وبحو الك‪.‬‬

‫ب َا ْْلَ ْي َسرِ َع َلى َِ ِه ِ َا ْْلَ ْي َم ِن‪ُ ،‬ث َّم َا ْْلَ ْي َم َن َع َلى َا ْْلَ ْي َسرِ‪ُ ،‬ث َّم‬
‫ف َا ْل ُع ْل َيا ِم ْن َا ْل َُانِ ِ‬
‫ثم َي ُر َّد َط َر َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َّ « :‬‬
‫ب»‪.‬‬‫َال َّثانِ َي َة َوال َّثالِ َث َة ك ََذلِ َ‬

‫كيف يكون الك؟ قلنا قب قلي الميت إاا وضع على ث ث لفائف بينها الحنوط ثم جعلنلا بعلد اللك‬
‫الحنوط على إليتيه وسددباها بخرقة على هيمة التبان جعلنا الميت على هلذه اللفلائف اللث ث‪ ،‬ثلم أخلذبا‬
‫الخرقة‪ ،‬قال فيرد الطرف من جابع األيسر بأخذها من الًابع األيسلر اللذي هلو أيملن بالنسلبة للمغسل‬
‫يعتا األيمن إاا كان جعلته أمامر على هذه الهيمة فتأخلذها ملن األيسلر وتًعلهلا الطلرف األعللى تًعلله‬
‫‪٦‬‬
‫‪279‬‬

‫أسف هنا‪ ،‬ثم الطرف األعلى من األيمن تًعله أسف يف اليسار‪ ،‬بحيث أبله يبقلى يف الحاللة األوللى رأسله‬
‫ناهرا ثم الثابية مثلها ثم الثالثة مثلها‪ ،‬فيبقى حين إان الميت قد غطى من جميع الًهات لكلن بقلى شلرء‬
‫من اللفائف ألن أبول اللفائف السفلى شرء منها ملن عللو وشلرء منهلا ملن سلف ‪ ،‬ثلم بغطلر الميلت لا‬
‫وسأتكلم عن كيفية تغطية رأسه بعد قلي ‪.‬‬

‫كان بودي يف أحد معه منادي أشرحها بالمنادي ‪ ،‬أعطيها ث ث منادي يلا بله‪ ،‬فيله أحلد معله مناديل ‪،‬‬
‫ساعة باقر عنلدبا كثيلر‬ ‫منادي ث ث هذا واحد باقر اثنين‪ ،‬كم باقر الوقت يمدينا ول ما يمدينا‪ ،‬باقر ب‬
‫يا شيخ ألن بريد أن بنهر‪.‬‬

‫ابظروا معر وهذا مندي وهذا مندي وهذا هو الميت ي أعطنا الميلت‪ ،‬ابظلروا معلر تلرون تحلوفون‬
‫ول ما ترون‪ ،‬ترون بيع هذا هر اللفافة األولى بلع اللفافة األوللى‪ ،‬ثلم بسلكع عليهلا ملااا حنوبلا‪ ،‬ثلم‬
‫بأا باللفافة األخرى وبلعها فوقها هكذا مربعة وبسكع حنوبا‪ ،‬ثلم بلأا باللفافلة الثالثلة وبللعها فوقهلا‬
‫هكذا وبلع حنوبا‪ ،‬ثم بأا بالميت وبسد إليتيه بالحنوط كما اكرته قب قلي ‪ ،‬ثم بلعه على هذه الهيملة‪،‬‬
‫ثم بأا بالًابع األيسر من األولى وبرده على الطرف األيمن‪ ،‬ثم بأخذ الًابع األيمن برده على الطلرف‬
‫األيسر بب ًعا هر ستنلل ألن هذه قصها ليس ملبوبا ثم الثابية مثلها والثالثة مثلهلا بب ًعلا الميلت يًلع أن‬
‫يكون هكذا‪ ،‬فيخرج رأسه ويبقى شرء بويل أعللى رأسله فيبقلى حينملذ الميلت عللى هلذه الحاللة‪ ،‬بأخلذ‬
‫األيمن ثم األيسر ثم األيمن ثم األيسر ثم األيمن ثم األيسر‪ ،‬ويكون الميت ذه الهيمة‪.‬‬

‫ببعللا يًللع أن يكللون بب ًعللا هللذا منللديلنا بويل يًللع أن يكللون أبللول مللن األسللف مللن علللو‪ ،‬وهللذا‬
‫سنتكلم عن الباقر بعد قلي ‪ .‬بعم‪ ..‬خذ قلمك‪ ،‬تفل يا شيخ عحان الوقت‪.‬‬

‫اض ٍِ ِعنْدَ َر ْأ ِس ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُع ٍُ َأ ْك َثر َا ْل َق ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬

‫قال‪ :‬ويًع األكثر الفاض يعنر اللائد من جهة الرأس ثلم يعقلدها يعنلر يربطهلا إل المحلرم فإبله ل‬
‫يربطها له وتبقى فاضلة لكر تكون مكحوف الرأس فقط‪ ،‬وأما الوجله فإبله يغطلى ملن المحلرم‪ ،‬المحلهور‬
‫من المذهع أ ا تغطى بنا ًء عللى الخلت ف بصلحة اللذي بقصلته دابتله كملا يف الصلحي قلال غسللوا ول‬
‫تخمروا رأسه هذا هو الثابت زياد ول وجهله جلاءت ملن بريل ابلن عيينلة يف مسللم لكلن أبكرهلا أحملد‬
‫وغيره من الحفاظ الثابتة إبما هو ول تخمروا رأسه فيةك رأسه من غير عقد ما تعقد من فلوق‪ ،‬تعقلد لغيلر‬
‫‪280‬‬

‫المحرم‪ ،‬وتح بب ًعا يف القا غير المحرم تح العقد التر فوق رأسه يف القا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َِّلِ ْم َر َأ ٍة َه ْم َس ُة َأ ْث َا ٍ‬


‫اب»‪.‬‬

‫المرأ يستحع أن تكفلن يف خمسلة أثلواب بلدل ث ثلة ألن النبلر ‪ ‬قلال لملن غسل ابنتله‬
‫«كقناها يف همسة أثااب»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِزَار َو ِه َمار َو َق ِميص َولِ َقا َ ت ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫قال‪ :‬إزار يعنر أبه القماش اللفافة األولى ل تكون مغطية الًسد كلله وإبملا توضلع للنصلف األسلف‬
‫فقط‪ ،‬إان القطعة األولى تكون إزارا‪ ،‬وهلر تكلون دثلارا لهلا بمعنلى أ لا مباشلر جسلدها‪ ،‬وخملار يكلون‬
‫مفص على هيمة ثلوب‪ ،‬الملرأ تكفلن يف‬ ‫الًلء األعلى من جسدها مفص على هيمة خمار مث ‪ ،‬وقمي‬
‫يكون بوي جدا‪.‬‬ ‫مث هذا الثوب بب ًعا ليس مث ثوبنا هذا وإبما يًع واسعا‪ ،‬ولكنه يكون ثوب قمي‬

‫وإزار وخمار هلذا‬ ‫قال‪ :‬ولفافتان اللفافتان هر التر تكون على سائر الًسد‪ ،‬إان ث ث أثواب قمي‬
‫دثار أي مباشر جسدها‪ ،‬ثم بعدها لفافتان وهذا يدل على أن المرأ يستحع السلة حيلة وميتلة‪ ،‬ابظلر حتلى‬
‫‪ .‬بعم‬ ‫وهر ميتة النبر ‪ ‬قال كفنوا ابنتر يف خمسة أثواب منها خمار وإزار وقمي‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص ِغ َير ٍة َق ِميص َولِ َقا َ ت ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫بدون إزار ول خمار‪ .‬بعم الصغير مراد ا غير البالغة‪.‬‬


‫اجب َثاب يستُر ج ِميع َا ْلمي ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َا ِ ُ ْ َ ْ ُ َ َ َ ِ‬
‫قال‪ :‬والواجع للرج والمرأ معا ثلوب يسلة جميلع الميلت يكفلر ثلوب واحلد يعنلر قطعلة قملاش‬
‫واحد تكفنه فيها إن لم تًد إل هر تكفيك‪ ،‬فلنحن بلتكلم إان علن حلد أدبلى وحلد أعللى‪ ،‬الحلد األدبلى‬
‫ثوب يسة جميع البدن‪ ،‬وأما الحد األعلى فقد اكرباه قب قلي ‪.‬‬

‫هذه الثياب المستحع ا أل تكون غالية‪ ،‬ل يستحع المغلال يف الكفلن؛ وللذلك جلاء يف الموبلأ أن‬
‫أبا بكر الصدي ‪ ‬قال‪ :‬إبما هر للمهلة‪ ،‬قي المهلة معناها لفة ملن الللمن ثلم سليكون البعلث عنلد اهلل‬
‫‪ ‬ألن المرء إاا دفن يف قلاه جلاء أبله مقلدار ملا يحلس ملن دفنله إللى بعثله بمقلدار ملا بلين الظهلر إللى‬
‫العصر‪ ،‬فهر مهلة قصير ‪ ،‬وقي إ ا للمهلة للمه أي للتللف فإ لا يف القلا تتللف؛ وللذلك َأ َبلى أبلو بكلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪281‬‬

‫الصدي ‪ ‬أن يكفن يف ثوب غالر وإبما يف ثوب أبيه‪ .‬بعم‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬وتَس ُه ُط َالص َال ُة ع َلي ِ بِم َ َّل ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬

‫عن الًنلاز ‪ ،‬والًنلاز تصل بالكسلر وبلالفت قيل إ لا بلالفت‬ ‫بدأ يتكلم المصنف عن صفة الص‬
‫المحمولة والكسر جميعها؛ لكن على العموم هر تًوز الوجهان يف كلهما‪.‬‬

‫عللى‬ ‫الًناز تصلى عليها إاا كابت حاضر وإاا كابت غائبة‪ ،‬فأما إاا كابت حاضر ف تص الص‬
‫عليهلا‪ ،‬فل بلد أن تكلون‬ ‫الًناز إل إاا كابت موجود غير محمولة‪ ،‬إاا كابلت محموللة ل يصل الصل‬
‫حاضر غيلر محموللة‪ ،‬وقاعلد فقهائنلا أ لم يقوللون إن الًنلاز كا ملام‪ ،‬يًلع أن تكلون موجلود أملام‬
‫المأموم‪ ،‬وبنا ًء على الك فإبه إاا رفعت الًناز خ ص ل ص ‪ ،‬فمن فاتته تكبير ملن تكبيلرات الًنلاز‬
‫فأكثر يًع عليه أن يبادر بقلاء ما فاته من التكبيرات قب رفعها؛ ألن إاا رفعت يعنلر حمللت فل صل‬
‫على الًناز إل أن توضع يف المقا ‪.‬‬

‫واحلد‪ ،‬وفرعلوا عللى‬ ‫عليه بمكلف يعنر يسقط فرضلية الكفايلة بوجلود شلخ‬ ‫قال‪ :‬وتسقط الص‬
‫هذه المسألة مسائ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َج َما َعة»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬ص ها جماعة يف أكثر من مر ‪.‬‬

‫ط اِ ْم َر َأ ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِقيام إِما ٍم ومنْ َقرِ ٍد ِعنْدَ صدْ ِر رج ٍٍ ووس ِ‬
‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َُ‬
‫أي‪ :‬ا ملام يقللف عنلد صللدر الرجل أي عنللد مقدمله وهللو رأسله وكتفللاه هلذا يسللمى الصلدر هللذا هللو‬
‫الصدر‪ ،‬ووسط امرأ أي عند وسط جسدها؛ ولذلك يفرق بين الرج والمرأ تعرفهم عند صلف الًنلائل‬
‫أن الرجال يقدمون فيصلر ا مام عند رهوسلهم‪ ،‬وأملا الملرأ فيصللر عنلد صلدرها فتكلون متقدملة عليله‬
‫بعه الحرء المرأ هر التر تكون متقدمة من جهة القبلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم ُي َ ِب ُر َأ ْر َبعا»‪.‬‬

‫ورد عللن النبللر ‪ ‬أبلله كللا أربعللا وخمسللا وسللتا وكلهللا صللحيحة‪ ،‬ولكللن أكثللر فعل النبللر‬
‫‪ ‬أبه كا أرب ًعا‪.‬‬
‫‪282‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْه َر ُأ َب ْعدَ َا ْْلُو َلى َوال َّت َع ُّا ِذ َا ْل َقاتِ َح َة بِ َال اِ ْستِ ْقتَاحٍ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬يقرأ بعد األولى أي بعد تكبير ا حرام‪ ،‬والتعوا أي أعوا باهلل من الحيطان اللرجيم‪ ،‬الفاتحلة أي‬
‫الفاتحة والبسملة معها ألن البسملة يستحع قراءهتا‪ ،‬ويكلون قلراء فاتحلة سلرا ملن غيلر جهلر؛ ألن النبلر‬
‫‪ ‬لم يًهر يف قراء الفاتحة‪.‬‬

‫قال‪ :‬ب استفتاال أي بدون دعاء الستفتاال‪ ،‬وه يًوز اللياد على الفاتحة؟ بقول‪ :‬بعلم إاا للم يكلا‬
‫ا مام فتًوز لك اللياد ألبه ثبت أن ابن عباس قرأ بالفاتحلة وقل هلو اهلل أحلد ‪ ،‬ولكلن الواجلع بل هلو‬
‫الًناز الفاتحة فقط‪.‬‬ ‫ركن ص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َص ِل َع َلى َالنَّبِ ِ ‪َ ‬ب ْعدَ َال َّثانِ َي ِة كق تيهد»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويصلر على النبر ‪ ‬على المحهور أبه ركلن المحلهور عللى الملذهع أ لا ركلن يف‬
‫الًناز يًع أن تصلى على النبر ‪ ،‬قال كفر تحهد ما معنى كفر تحهد يعنلر أن أقل‬ ‫ص‬
‫علن‬ ‫عن النبر ‪ ‬أن تقول اللهم صلر على محملد‪ ،‬وأفلل صليغة يف الصل‬ ‫ما يسمى ص‬
‫وغيرهللا أن تقللول‪ :‬اللهللم صلللر علللى محمللد وعلللى آل محمللد كمللا‬ ‫النبللر ‪ ‬يف الصل‬
‫صللليت علللى آل إبللراهيم إبللك حميللد مًيللد‪ ،‬وبللارك علللى محمللد وعلللى آل محمللد كمللا باركللت علللى آل‬
‫إبراهيم إبك حميد مًيد‪.‬‬

‫من المراد بآل النبر ‪ ‬اللذي اختلاره ا ملام ماللك وأحملد وكثيلر ملن فقهلاء الحلديث أن‬
‫عن النبر ‪ ‬ويف الدعاء المراد لم األتقيلاء‪ ،‬كملا جلاء يف الحلديث اللذي رواه‬ ‫اآلل يف الص‬
‫تمام الرازي يف الفوائد أن النبر ‪ ‬سم من آلك قال‪« :‬كٍ ته »‪ ،‬فآل النبر يف بلاب اللكلا لهلا‬
‫معنى‪ ،‬وأما يف باب الدعاء فقد رج األئمة كمالك يف الموبأ وغيرهم رجحلوا أن اآلل يحلم كل ملؤمن‬
‫فأبللت عنللدما تقللول اللهللم صلللر علللى محمللد وآللله يحللم جميللع المللؤمنين واألتقيللاء بحللديث الرسللول‬
‫‪ ‬اكرته لكم قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيدْ ُعا َب ْعدَ َال َّثالِ َث ِة»‪.‬‬

‫إبملا‬ ‫لله؛ ألن أصل الصل‬ ‫ويدعو وجوبا يًع أن المرء يدعو للميت فإن لم يدعو للميت ف ص‬
‫جاءت للدعاء‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪283‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلَ ْ َض ٍُ بِ َي ْ ٍن ِم َّما َو َر َد»‪.‬‬

‫قوله‪ :‬واألفل ألن أق ما يسمى دعا ًء أن تقول رب اغفر له‪ ،‬اللهم اغفر له ولو ملر ‪ ،‬ولكلن األفلل‬
‫ولذلك قال ا مام أحمد لن يأا فيه شرء مؤقت ادعو بما شمت ثم اكلر بعله اللوارد‪.‬‬ ‫بما ورد من الن‬
‫بعم اقرأه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِمنْ ُ ‪:‬‬

‫اه ِدنَا َوبَائِبِنَا‪َ ،‬و َص ِغيرِنَا َو َكبِيرِنَا‪َ ،‬و َذ َكرِنَا َو ُأ ْن َثانَا»‪.‬‬


‫« َال َّلهم اِب ِْقر لِحينَا وميتِنَا‪ ،‬و ََ ِ‬
‫ُ َّ ْ َ ِ َ َ ِ َ‬

‫هذا عند الةمذي‪.‬‬

‫السـن َِّة‪،‬‬ ‫ْت َع َلى ك ٍُِ ََ ٍن َق ِدير َال َّل ُه َّم َم ْن َأ ْح َي ْي َت ُ ِمنَّا َ َأ ْحيِ ِ َع َلى َا ْ ِ‬
‫ْل ْس َال ِم َو ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َّب َت ْع َل ُم ُمنْ َه َل َبنَا َو َم ْث َاانَا‪َ ،‬و َأن َ‬
‫«إِن َ‬
‫َو َم ْن ت ََا َّ ْي َت ُ ِمنَّا َ ت ََا َّ ُ َع َل ْي ِه َما»‪.‬‬

‫هذا عند أه السنن من حديث أبر هرير ‪.‬‬


‫ف عنْ ‪ ،‬و َأ ْكرِم ُن ُز َل ‪ ،‬و َأو ِسع مدْ َه َل ‪ ،‬واب ِْس ْل بِا ْلم ِ‬
‫ان َوالـ َّث ْلِِ َوا ْل َب َـرد ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫« َال َّل ُه َّم ابْق ْر َل ُ َو ْار َح ْم ُ َو َعا َوا ْع ُ َ ُ َ ْ ُ َ ْ ْ ُ‬
‫َس»‪.‬‬‫ُاب َوا ْلخَ َط َايا ك ََما ُينَ َّهى َال َّث ْا ُب َا ْْلَ ْب َي ُ ِم ْن َالدَّ ن ِ‬
‫و َن ِه ِ ِم ْن َا ُّلذن ِ‬

‫بعم هذا عند ابن ماجه من حديث عوف بن مالك‪.‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َا ْل َه ْبـرِ‪َ ،‬و َع َـذ ِ‬
‫اب‬ ‫« َو َأ ْبد ْل ُ َدارا َه ْيرا م ْن َد ِاره‪َ ،‬وز َْوجا َه ْيرا م ْن ز َْو ِج ‪َ ،‬و َأ ْده ْل ُ َا ْل َُنَّـةَ‪َ ،‬و َأع ْـذ ُه م ْ‬
‫ـن َع َـذ ِ‬
‫َّار‪َ ،‬وا ْ َس ْح َل ُ ِ َق ْبرِ ِه َون َِا ْر َل ُ ِي ِ »‪.‬‬
‫َالن ِ‬

‫هذا يف صحي مسلم‪ ،‬وك هذا يًوز‪ ،‬ويكفر منها أن تقول‪« :‬اللهم اغفر له اللهم ارحمه»‪.‬‬

‫َان َص ِغيرا َأ ْو َم ُْنُانا َق َال‪:‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ك َ‬
‫« َال َّلهــم اِجع ْل ـ ُذ ْهــرا لِاالِدَ ي ـ ِ و َ رطــا و َأجــرا و ََـ ِـقيعا مُابــا‪َ ،‬ال َّلهــم َث ِهـ ْـٍ بِ ـ ِ ما ِازينَهم ـا‪ ،‬و َأعظِــم بِ ـ ِ‬
‫ََ ُ َ َ ْ ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ َّ ْ َ ُ‬
‫ُأ ُج َ‬
‫ار ُه َما»‪.‬‬

‫هذا جاء يف مصنف ابن أبر شيبة من حديث الحسن‪.‬‬


‫ب ع َذاب َا ْلُ ِ‬‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َا ْلم ْؤ ِمنِين‪ ،‬واجع ْل ِ‬
‫ح ْه بِصالِحِ س َل ِ‬
‫ِ‬
‫حي ِم»‪.‬‬ ‫َك َقا َلة إِ ْب َراه َ‬
‫يم‪ ،‬وق بِ َر ْح َمت َ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫« َو َأ ْل ُ َ‬
‫‪284‬‬

‫هذا الدعاء األخير جاء يف سنن أبر داوود من حديث أبر هرير ‪.‬‬

‫عليه منصلور‪ ،‬فل يلدعى‬ ‫بالنسبة للصبر والمًنون المحهور عند فقهائنا أبه ل يدعو له بالمغفر ب‬
‫له بالمغفر وإبما يدعى بالدعاء الذي ورد ويدعى بأن يكون فربا لوالديه‪.‬‬

‫ف َب ْعدَ َا َّلرابِ َع ِة َق ِليال»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِه ُ‬

‫يقف بعد الرابعة ل يذكر شيما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ِل ُم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬تسليمة واحد ‪ ،‬والدلي عليها أن ا مام أحمد حكى إجماأ العلماء قال فيه عن سلتة ل اخلت ف‬
‫بينهم‪ ،‬ل اخت ف بين الصحابة أبه إبما يسلم يف الًناز تسليمة واحد ‪ ،‬قال لم يخلالف إل النخعلر‪ ،‬كلذا‬
‫قال ا مام أحمد فحكى ا جماأ وأحملد ملن أشلد النلاس يف حكايلة ا جملاأ‪ ،‬إان السلنة أبله إبملا يسللم‬
‫تسليمة واحد ألبه ستة عن الصحابة إبما سلموا تسليمة واحد ‪ ،‬وإن سلم تسليمة ثابية صلحيحة ل بقلول‬
‫إ ا ص ته بابلة بعم عبد اهلل بن مبارك قال من سلم تسليمة ثابية فهلو جاهل ؛ لكلن الصلواب أ لا جلائل ‪،‬‬
‫ولكن األكثر من فع الصحابة األص منقول عن الصحابة إبما هر تسليمة واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْر َ ُع َيدَ ْي ِ َم َع ك ٍُِ َت ْ بِ َير ٍة»‪.‬‬

‫رفع اليدين مع ك تكبير جلاء علن ابلن عملر ‪ ‬احلتج بله أحملد واحلتج بله ابلن منلذر وللذلك هلذا‬
‫الحديث ثابت عنه ما احتج به األئمة كما اكرته قب يف الدرس العصر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ت َْربِيع ِ َح ْم ِل َها»‪.‬‬

‫تربيع يف حملها‪ ،‬ما معنى الةبيع بب ًعا جاء الةبيع عن الصحابة رضوان اهلل علليهم كملا جلاء علن أبلر‬
‫عبيد بن عبد اهلل بن مسعود عن أبيه‪ ،‬وجاء عن عمر بن عبد العليل ‪ ‬ورحمه‪.‬‬

‫الةبيع هو أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن يحم الًناز أربعة من جهة واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن هؤلء األربعة يتبادلون يف حملها هلذا يسلمى الةبيلع‪ ،‬ويًلوز سليحمله اثنلان ملن‬
‫األمام والخلف لكن السنة أن يكوبوا أربعة وأن يدور بينهم كما جاء عن عمر بن عبد العليل‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪285‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْس َراع»‪.‬‬

‫أي‪ :‬بإسراأ ل يلر الميت خحية أن يسقط‪.‬‬

‫اج ٍة َه ْل َق َها»‪.‬‬ ‫اش َأمامها‪ ،‬وراكِ ٍ ِ‬


‫ب ل َح َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َم ٍ َ َ َ َ َ‬
‫المستحع أن الماشر يمحر أمام الًناز والراكع خلفها لما جلاء عنلد الةملذي أبله قلال‪« :‬الراكـب‬
‫هلـف الُنـازة» أي يكللون محليه خللف الًنللاز ‪ ،‬واألفلل أن تتبلع محلليا هلذا هلو األفلل بلذلك وقللال‬
‫الراكع لحاجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُق ْرب ِمن َْها»‪.‬‬

‫وقرب من الًناز حين تحيعها؛ ألن ا بسان يتذكر الموت ويتذكر الك المنلل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َق ْبرٍ َل ْحدا»‪.‬‬

‫المرء إاا دفن يًوز يف الدفن أمران‪ :‬الح واللحد‪ ،‬وك هما جائل‪ ،‬فأما الحل فهلو أن يحفلر ملن غيلر‬
‫لحد يعنر حفر واحد إما أن يًع الحفر مربعة على هذه الهيملة أو يًعل مربعلة وتحتهلا مربلع أصلغر‬
‫فك يسمى ش ألبه محقوق بطري الرأس‪.‬‬

‫أما اللحد فهو أن يملال ألن سلنر لحلدا أي ملائ ومنله سلمر الملحلد إاا كلان ملائ فاللحلد هلو أن‬
‫يًع يف جابع القا‪ ،‬صور اللحد ما هو أن يح مربعا على هلذه الهيملة ثلم يًعل بًاببله حفلر أخلرى‬
‫هذه الحفر األخرى تسمى لحدً ا؛ ألبه مال عن الحفر األساسية‪ ،‬وإن أبللتها يف األسف جاز‪ ،‬إان اللحلد‬
‫له صورتان والح له صورتان‪ ،‬الصور األولى يف الح أن يكلون مربعلا والصلور الثابيلة أن يكلون مربعلا‬
‫وتحته حفر أخرى يوضع فيها الميت ك هما يسمى شقا‪.‬‬

‫اللحد هو الحفر المربعة ثم يحفر بًاببها ملن األسلف حفلر أخلرى ويكلون األرض فيهملا مسلتوية‬
‫واحد الحفر الًاببيلة والحفلر الكلاى‪ ،‬أو أن اللحلد ينللل قللي علن الحفلر األوللى فك هملا يسلمى‬
‫لحدً ا‪.‬‬

‫واألفل من األملرين اللحلد ألن النبلر ‪ ‬لملا قبللت روحله وأراد الصلحابة أن يلدفنوه‬
‫أرسلوا إلى ال حد والحاق فقالوا ببدأ بمن جاءبا أول‪ ،‬فًلاء ال حلد فلحلدوه ول يختلار اهلل ‪ ‬لنبيله‬
‫‪286‬‬

‫إلى األفل ولذلك سعدا ‪ ‬لما مات قال لحدوين كما لحد النبر ‪ ‬كما عند مسلم‪.‬‬

‫ال َاهَّلل ِ ‪.»‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْا ُل مدْ ِه ٍٍ ‪ :‬بِس ِم َاهَّللِ‪َ ،‬و َع َلى ِم َّل ِة رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫هذا جاء يف مسند ابن ماجة ويقول إدخاله س من رأسه يلدخ ملن رأسله ابتلدءا سل ل عللى جنلع‪،‬‬
‫األفل أن يكون س ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْحدُ ُه َع َلى َِ ِه ِ َا ْْلَ ْي َم ِن»‪.‬‬

‫ويلحد على شقه األيمن أي يًع على شقه األيمن‪ ،‬وجوبا أن يًع على شقه األيمن وجوبا‪.‬‬

‫ب اِ ْستِ ْه َبا ُل ُ َا ْل ِه ْب َل َة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬


‫ُ ُ‬

‫أل ا قبلتكم أحيا ًء وأمواتا‬

‫اس تَابِ ِع َها َق ْب ٍَ َو ْض ِع َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُكرِه بِ َال ح ٍ‬


‫اجة ُج ُل ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬

‫لما جاء من حديث أبر سعيد ‪ ‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬مـن اتبعهـا ـال يُلـس» أي ملن اتبلع‬
‫الًناز بعم من تبعها ف يًلس‪ ،‬ابظر بالنسبة للًناز لنا ث ث حالت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون المرء تلابع لهلا محلى معهلا‪ ،‬فملن كلان تلابع لهلا فالسلنة أل يًللس حتلى‬
‫توضع على األرض‪ ،‬هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يمر عليك بالًناز وأبت واقف‪ ،‬فالسنة أل تًلس حتى تلذهع عنلك ملع أبلك‬
‫لست بتابع لها‪ ،‬إان إاا مر عليك ف تًلس ب تبقى واق ًفا‪.‬‬

‫وهو جالس فنقول‪ :‬ل يللمه الوقلوف‪ ،‬وللذلك هلذه‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن ُيمر بالًناز على الحخ‬
‫من القواعد كما قلال الرجل مملا فلرق فيهلا أصلحابنا بلين السلتدامة والبتلداء‪ ،‬فالبتلداء ل يلللم القيلام‪،‬‬
‫ولكن الستدامة لزمة وهو استدامة القيام‪.‬‬

‫يص َق ْبرٍ»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُْص ُ‬

‫عليلله لمللا جللاء يف الصللحي مللن حللديث جللابر أبلله للى النبللر‬ ‫القللا أي وضللع الً ل‬ ‫وتًصللي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪287‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِنَان َوكِتَا َبة»‪.‬‬

‫ببدأ بالبناء ابظر معر المصنف هنا قال يكره بنلاء أي بنلاء القلا‪ ،‬عنلدبا أملران عنلدبا بنلاء القلا وعنلدبا‬
‫البناء على القا‪ ،‬المذهع وهو قول الفقهاء بناء القا مكروه وهلو البنلاء يف داخل القلا ألن بعله النلاس‬
‫قد تكون أرضه رخو فإن لم يبنوا فيها سقط وللذلك يف بعله البللدان القبلور مبنيلة‪ ،‬فبنلاء القلا يف داخلله‬
‫مكروه األولى تركه واألفل ‪ ،‬إان بناء القا هو المكروه‪ ،‬أما البناء على القا فإبما بأخلذ قلول رسلول اهلل‬
‫‪ ‬وهو قول فقهائنا‪ :‬البناء على القا حرام‪.‬‬

‫فقللد ثبللت مللن حللديث أبللر الهيللاج أن علللر ‪ ‬قللال‪« :‬أَّل أبعثــب علــى مــا بعثن ـ علي ـ رســال اهَّلل‬
‫‪ ‬أَّل تدع قبر مير ا إَّل سـايت » ويف الصلحي ملن حلديث جلابر ‪ ‬أن النبلر ‪‬‬
‫ى عن البناء على القبور‪.‬‬

‫إان فرق بين البناء على القبور وبناء القبور الفقهاء إبما يعلموبا مااا بنلاء القبلور يف داخلهلا‪ ،‬أملا البنلاء‬
‫عليها ورفعها فحرام‪ ،‬لم يقوله زيد ول عمرو ول خالد ول عبد الس م‪ ،‬من قاله؟ قاله صلاحع هلذا القلا‬
‫محمد ‪ ،‬وإاا جاءك األمر من اهلل أو ملن رسلوله فقل عللى العلين واللرأس سلم ًعا وباعلة هلل‬

‫ولرسللوله مهمللا قللال النللاس مللا قللالوا‪ { ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬

‫ﭠﭡ} [األحلاب‪ ،]36 :‬لكن أردت أن أبين ك م الفقهاء محله بنلاء القلا غيلر بنلاء عللى القلا بنلاء عللى‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬ول يًوز لنا أن بحكر خ فا بخ ف الك‪ ،‬الرسلول يقلول ل‬ ‫القا حرام بن‬
‫تبنوا بقول ببنر‪ ،‬الرسول يقول ل تبنوا تقول ابنوا‪ ،‬إان ابتبهوا لكل م رسلول اهلل فهلو مقلدم عللى قلول كل‬
‫أحد؛ لكن بفهم ك م الفقهاء بناء القا غير بناء على القا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وكِتَا َبة»‪.‬‬

‫هذا بناء على اخت ف يف صحة الحديث اللذي جلاء عنلد النسلائر والةملذي يف حلديث جلابر الكتابلة‬
‫ألن ما رواها الحيخان و ى عن الكتابة عليها‪ ،‬فبعه أه العلم صلححها فقلال إن الكتابلة عللى القلا ل‬
‫تًوز‪ ،‬وبعه أه العلم أعلها‪ ،‬وبعلهم قال إن العم على خ فها كما قال الحاكم ول تتتبعه اللذهبر‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن من عم بالكتابة على القا فإبه لم يكون عالم‪ ،‬وعللى العملوم المسلألة ي الكتابلة أخلف بكثيلر‬
‫من البناء على القبور‪.‬‬
‫‪288‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْي »‪.‬‬

‫أي‪ :‬ومحر على القبور ألن النبر ‪ ‬ى المحر عليها ألن حرمة الميت كحرمة الحر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُج ُلاس َع َل ْي ِ »‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬أن الُلاس على الهبر كالُلاس على الُمـر» كملا جلاء ملن حلديث‬
‫أبر هرير ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْد َها ُل ُ ََ ْيئا َم َّس ْت ُ َالن َُّار»‪.‬‬

‫لما جاء عن النخع ‪ ‬أبه كان يكره وضع اآلجلر وملا مسله النلار‪ ،‬وجلاء علن سلعد ‪ ‬سلعد بلن‬
‫وقاص أبه قال ل تدخلوا يف قاي خحبا‪ ،‬وهذا من بلاب التفلاهل أل يًعل أل يعلذب صلاحع القلا هلذا‬
‫من باب التفاهل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َب ُّسم»‪.‬‬

‫ألن القا والمقا ليس محل تبسلم وإبملا اتعلاظ وتلذكر‪ ،‬والنبلر ‪ ‬جللس مطرقلا رأسله‬
‫♥‪ ،‬فا بسان يًع أن يعرف لك منلل مكابه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ِديث بِ َأ ْمرِ َالدُّ ْن َيا ِعنْدَ ه»‪.‬‬

‫المقا محلها أل يكون فيه حديث يف الدبيا وإبما اتعاظ بالقبور‪.‬‬

‫ور ٍة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َد ْ ُن ا ْثنَ ْي ِن َ َأ ْك َث َر َق ْبرٍ إِ ََّّل ل َض ُر َ‬
‫لحديث جابر فإبه ل يًوز الدفن إل للرور كأن يكون الناس كثر والحافرون قللة أو األملاكن قليللة‬
‫فيًوز الدفن فيه‪.‬‬

‫إان القا ل يًوز أن يدفن فيله إل واحلد‪ ،‬إل إاا أبلدرس القلا األول مثل ملا يفعل عنلدبا يف البقيلع‪،‬‬
‫البقيع ملا اللذي يحلدث فيهلا إاا أبلدرس القلا وصلاحبه دفنلوا فيله آخلر‪ ،‬إان درس القلا جلائل لكلن قبل‬
‫ابدراسه ل يدفن فيه اثنان لورود النهر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪289‬‬

‫ت وج ِع ٍَ َثاابها لِمس ِل ٍم ح َأو مي ٍ‬ ‫ٍ ِ‬


‫ت َن َق َع ُ»‪.‬‬ ‫َ ٍّ ْ َ ِ‬ ‫َ َُ ُ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ُّ‬
‫ي ُق ْر َبة ُ ع َل ْ َ ُ‬

‫القربات بوعان‪ :‬قربات مالية وقربات بدبية‪ ،‬فالقربلات الماليلة بإجملاأ أهل العللم أ لا تصل الميلت‬
‫كالصدقة ويف معنى القربة المالية الحج فإبه قربة مالية وبدبية‪.‬‬

‫وإهداء ثوا ا للميت فقول جماهير أه العللم أ لا تصل‬ ‫وأما القربات البدبية كقراء القرآن والص‬
‫للميت‪ ،‬ولم يخلالف يف اللك إل األملام المطلبلر محملد بلن إدريلس الحلافعر هلو اللذي خلالف يف هلذه‬
‫المسألة‪ ،‬وإل فًمهور العلماء أن ثواب القراء تص إلى الميلت‪ ،‬إهلداء الثلواب هلذا قلول جملاهير أهل‬
‫العلم ‪ ‬كما اكره المصنف‪.‬‬

‫ال ِز َي َار ُة َق ْبرٍ ُم ْس ِلمٍ‪َ ،‬وا ْل ِه َرا َن ِة ِعنْدَ ُه‪َ ،‬و َما ُيخَ ِق ُ‬
‫ف َعنْ ُ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وس َّن لِرِ َج ٍ‬
‫ُ‬
‫قال‪ :‬يسن لرج مسللم أن يللور القلا‪ ،‬المقلابر عموملا ومنهلا قلا النبلر ‪ ‬فإبله يسلتحع‬
‫زيارته ألبه ‪ ‬قال‪« :‬قد نهيت م عن زيارة الهبار زوروها»‪ ،‬وهذا الحكم خاص بالرجلال دون‬
‫النساء لنهر النبر ‪ ‬عن النساء زيار القبور «لعن زوارات» ويف روايلة «زائـرات» ألن زوارات‬
‫صفة المبالغة التر تديم الليار واللائرات ولو مر تسمى زائر ‪.‬‬

‫قال والقراء عنده القراء عنده‪ ،‬عند القا ث ث أقسام ابتبهوا لهذا التقسيم‪.‬‬

‫‪ ‬الهسـم اْلول‪ :‬أن تكلون القللراء بلأجر فهللذا حكلر ا جملاأ علللى أبله ل يًللوز؛ ألن اللذي يقللرأ‬
‫القرآن بأجر ليس له أجر؛ ألن القرب ل يًوز أخلذ أجلر عليله ل يًلوز أخلذ أجلر عليهلا‪ ،‬فهلذا القلار‬
‫بأجر ل يؤجر عليه‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن تكون القراء بعد الوفا مباشر فهذه هر التر قصدها المصنف وهر التلر بل‬
‫عليها أحمد كما جاء يف محاور مع يحيى بن معلين يف تلاريخ عيسلى اللدويري عنله‪ ،‬بعلم عبلاس اللدوري‬
‫عنه‪ ،‬يف تاريخ عباس عن يحيى بن معين بعم‪.‬‬

‫‪ ‬الثالثة‪ :‬أن تكون القراء من غير أجر بعد بول مد فهذا ل يًوز‪.‬‬

‫إان عندبا ث ث حالت ويًع أن بعرف مح ك م المصنف‪ ،‬والذي اكره المصلنف صلحي وهلو‬
‫عليله أحملد ويحيلى بلن معلين‪ ،‬وأللف فيله الخل ل جللءا لكلن‬ ‫مواف للسنة جاء من حلديث سلعد وبل‬
‫‪290‬‬

‫بحربين أل يكون بأجر وأن يكون عند الدفن مباشر ‪ ،‬أما بعدها ل يًوز‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا بِ َُ ْع ٍِ َجرِيدَ ٍة َر ْط َب ٍة ِ َا ْل َه ْبرِ»‪.‬‬

‫كما جاء عن النبر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْا ُل زَائِرٍ َو َم ٍّار بِ ِ ‪:‬‬

‫ين ِمــنْ ُْم‬ ‫ِِ‬


‫ــر َح ُم َاهَّللُ َا ْل ُم ْســ َت ْهدم َ‬ ‫ُــم ََّل ِح ُه َ‬
‫ــان‪َ ،‬ي ْ‬ ‫ين‪َ ،‬وإِنَّــا إِ ْن ََــا َن َاهَّللُ بِ ْ‬
‫ــالم ع َلــي ُم دار َقــا ٍم م ْ ِ ِ‬
‫ــؤمن َ‬ ‫لس َ ُ َ ْ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫« َا َّ‬
‫ِ‬
‫َوا ْل ُم ْست َْأهرِ َ‬
‫ين»‪.‬‬

‫هذا ثبت يف الصحي والمستأخرين يف حديث مسلم من حديث عائحة‪.‬‬

‫«ن َْس َأ ُل َاهَّللَ َلنَا َو َل ُْم َا ْل َعا ِ َيةَ‪َ ،‬ال َّل ُه َّم ََّل ت َْحرِ ْمنَا َأ ْج َر ُه ْم‪َ ،‬و ََّل َت ْقتِنَّا َب ْعدَ ُه ْم‪َ ،‬واب ِْق ْر َلنَا َو َل ُه ْم»‪.‬‬

‫أيلا يف مسلم من حديث بريد ‪.‬‬


‫هذا ً‬
‫اب بِا ْلمي ِ‬
‫ت ُسنَّة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْع ِز َي ُة َا ْل ُم َص ِ َ ِ‬
‫لما جاء يف الحديث عن النبر ‪ ‬حسنه بعه أه العلم أن «من عـزى ميـت كـان لـ مثـٍ‬
‫أجره»‪ ،‬والتعلية أن تقول أحسن اهلل علائك وغفر اهلل لميتك وبحو الك أو أن تقلول يرجلى لله الخيلر كملا‬
‫يف التعلية عثمان بن مظعون كما يف الصحي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُُا ُز َا ْل ُب َا ُن َع َل ْي ِ »‪.‬‬

‫لقول النبر ‪ ‬لما مات ابنه وقد بللت الدمعة من عينه قال «العين تدمع والهلب يحزن»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َندْ ب»‪.‬‬

‫الندب هو اكر محاسن الميت ولذلك يقول العلماء أن اكر أن اكر محاسن الميت بعلد موتله مباشلر‬
‫تعد بدبا‪.‬‬

‫احة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َي َ‬

‫أي‪ :‬رفع الصوت بالبكاء‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪291‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََ ُّق َث ْا ٍ‬


‫ب»‪.‬‬

‫ش ثوب هذا من باب التسخط وهذا ل يًوز وعد من كبائر الذبوب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْط ُم َهدٍّ َون َْح ُا ُه»‪.‬‬

‫ولطم خلد كملا جلاء يف الصلحيحين أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬لـيس منـا مـن لطـم الخـدود وَـق‬
‫الثياب»‪ ،‬والحديث يف الصحيحين قال وبحوه من األمور التر تدل على التسخط‪.‬‬

‫وبكون بلذلك قلد أ ينلا كتلاب الًنلائل اسلأل اهلل العظليم رب العلرش الكلريم أن يرزقنلا العللم النلافع‬
‫والعم الصال وأن يتولبا داه‪ ،‬وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسللمات‪ ،‬واسلأله ‪ ‬أن يحلرم‬
‫ضللعفنا وأن يًللا كسللربا وأن يًيربللا مللن خلللي الللدبيا وعللذاب اآلخللر ‪ ،‬واسللأله ج ل وع ل أن يوف ل‬
‫المسلمين بك خير وأن يرد المعتمرين إلى بللدا م‪ ،‬وأن يوفل ول أملور المسللمين بكل خيلر وأن يلرد‬
‫كيد الكائدين على المسلمين والسنة وأهلها يف بحورهم‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)10‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )10‬اية المًلس العاشر‪.‬‬


‫‪292‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫اب ال َّز َك ِاة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك َت ُ‬

‫وملا يتعلل وعلن تفصلي جلئياهتلا‪ ،‬بلدأ بعلد‬ ‫لما أ ى المصنف ‪ ‬الحديث عن أحكلام الصل‬
‫يف ك ل م اهلل ‪ ‬وكتابلله‪ ،‬فللإن ربنللا ‪ ‬يقللول‪:‬‬ ‫الللك بللذكر أحكللام اللكللا ‪ ،‬واللكللا قرينللة الصلل‬

‫{ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ} [األحلللاب‪ ،]5 :‬ويقللول ج ل وع ل‬
‫{ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ} [التوبة‪.]5 :‬‬

‫والك فإن الصحابة رضوان اهلل عليهم بينوا أن مابع اللكا حالة كحال تارك الصل ؛ وللذلك قلاتلوه‪،‬‬
‫وبين اللكا ‪.‬‬ ‫فقال أبو بكر الصدي ‪« :‬ألقاتلن من فرق بينهما» أي بين الص‬

‫إاا فاللكا شعرية ناهر يًلع عللى المسللم أن يلتعلم أحكامهلا‪ ،‬بأبله ينبنلر عليهلا إقاملة أحلد مبلاين‬
‫الدين وأركابه الخمس العظام‪ ،‬والمرء يًع عليه أن يتعلم أحكام هذه الحلعير ألبله يةتلع عليهلا صلل‬
‫قلبه وصل دينه‪ ،‬فإن الدين ل يتم إل بمعرفة هذه الركن‪ ،‬وكلذلك صل ال القللع؛ وللذلك جلاء عنلد ابلن‬
‫ماجة أن النبر ‪ ‬لما اكر ح و ا يمان اكر أوصاف ملن فعلهلا وجلد حل و ا يملان واكلر‬
‫من هذه األوصاف قال‪« :‬وإن يخرج زكاة مال ‪ ،‬وَّل يخرج المريضة وذات اليرط»‪ ،‬إاا غالبا ما يكون ملال‬
‫المسلم ل يعلم بمقداره ول بعد إل صاحبه بعد اهلل ‪.‬‬

‫وإخراج اللكا على الدقة‪ ،‬وإخراجها باألمابة يف الغالع تكلون ملن أعملال السلر؛ ألبله ل يطللع عللى‬
‫هذا المال ومقداره إلى اهلل سبحان وتعلالى‪ ،‬وصلاحبه؛ وللذلك فلإن الملرء إاا تحلر الدقلة يف إخلراج زكلا‬
‫ماله‪ ،‬وكان المرء عالم بكيفية إخراج اللكا فإن الك ول شك له أثر عظليم يف إصل ال قلبله‪ ،‬ويف بيلله للذ‬
‫‪٦‬‬
‫‪293‬‬

‫العباد وح و الطاعة التر يفتقدها كثير من الناس‪.‬‬

‫إاا عندما بتكلم عن أحكام اللكا ‪ ،‬بعلم أ ا شلعير واجبلة عللى المسللم إاا كلان عنلده ملن الملال ملا‬
‫تًع فيه اللكا ‪ ،‬فلذلك فإن ما ل يتم الواجع إل به فهو واجع وهو معرفة أحكام اللكا ‪.‬‬
‫ض تُِـار ٍة‪ ،‬و َه ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َُب ِ َهمس ِة َأ َْيان‪ :‬ب ِه ِ‬
‫ـن َا ْْلَ ْر ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ـارجٍ م ْ‬ ‫يمة َا ْْلَ ْن َعا ِم‪َ ،‬و َن ْهد‪َ ،‬و َع ْر ِ َ َ َ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت ِ ُ‬
‫َوثِ َم ٍ‬
‫ار»‪.‬‬

‫بدأ المصنف ‪ ‬بذكر األموال الذكوية التلر تًلع فيهلا اللذكا ‪ ،‬قلال‪ :‬إبله ل تًلع اللكلا إل يف‬
‫خمسللة أشللياء‪ :‬يمللة األبعللام‪ ،‬النقللد‪ ،‬وعللوض تًللار ‪ ،‬وخللرج مللن األرض‪ ،‬وثمللار‪ ،‬وهللذه خمسللة أشللياء‬
‫سيفصلها المصنف بعد الك‪ ،‬وإبما أجملها لبيان الحصر لكر بعلم أبه ل تًع اللكا يف غيرها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِ َير ِ‬
‫ط إِ ْس َال ٍم»‪.‬‬ ‫ْ‬
‫بدأ يتكلم عن الحروط التر تًع يف وجوب اللكا ‪ ،‬فقال‪ :‬أولها ا س م‪ ،‬وألن الكلافر ل بيلة لله فل‬
‫تص عباد منه‪ ،‬وألن النبر ‪ ‬حينما أرس معاا إلى اليمن قال‪ « :‬ـِن هـم آمنـاا بـذلب –أي‪:‬‬
‫اْلسالم‪ ،-‬وأقروا بـ ـأعلمهم أن اهَّلل ‪ ‬قـد ا تـرض علـيهم همـس صـلاات‪ ،‬ـِن هـم أقـروا بـذلب‪،‬‬
‫ــأعلمهم أن اهَّلل ‪ ‬أجــب علــيهم زكــاة تأهــذ مــن أبنيــاهم وتــرد إلــى هــرائهم»‪ ،‬ولللم يللأمر النبللر‬
‫‪ ‬أه الليمن باللكلا إل بعلد إسل ميهم‪ ،‬فلدل عللى أبله إبملا تًلع اللكلا بحلرط ا سل م‪،‬‬
‫وحرية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُح ِر َّي ٍة»‪.‬‬

‫ويًع أن يكون الملكر حرا؛ ألن القن وإن قي بأبه يملك الملال‪ ،‬إل أن القلن والملال اللذي يملكله‬
‫ملك لسيده‪ ،‬ف تًع اللكا على القن‪ ،‬وإبما تًع اللكا على سيده‪ ،‬فيذكر سيده مال القن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْل ِب نِ َص ٍ‬


‫اب»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪َّ« :‬ل زكاة يف ما دون عيرين مثهال مـن ذهـب‪ ،‬وَّل يمـا دون مـأت درهـم‬
‫من القضة»‪ ،‬ومعدا الك وغير الك من األحاديث التر تدل على النصاب‪.‬‬

‫ولكن النصاب ليس يف جميع األموال اللكوية‪ ،‬وإبما هو يف الخلارج ملن األرض‪ ،‬ويف العلروض‪ ،‬ويف‬
‫‪294‬‬

‫األثمان‪.‬‬

‫وأما ما سيأا بعد قلي يف قلية الركاز‪ ،‬فإن الركاز إن قي أبه زكا فلس فيه اشةاط النصاب‪.‬‬

‫أريد هنا أن أبين مسألة‪ ،‬أن النصاب على المحروط عن الفقهلاء‪ ،‬إن النصلاب يف األثملان والعلروض؛‬
‫إبما هو على سبي التقريع‪.‬‬

‫وأما النصاب يف الخارج من األرض فعلى المحهور أبه على سبي التحديلد‪ ،‬وقلال بعله المتلأخرين‬
‫أبه كذلك يف الخارج من األرض على سبي التقريع‪.‬‬

‫النصاب شرء يسيرا‪ ،‬فإبه تًع فيه اللكا ‪.‬‬ ‫وبناء على الك فلو بق‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاستِ ْه َر ِار ِه»‪.‬‬

‫ل زكا فيه ألبه ليس يف ملكه‪.‬‬ ‫عندبا أمران‪ :‬عندبا الملك‪ ،‬وعندا الستقراء‪ ،‬فما ل يملكه الحخ‬

‫األمر الثاين هو‪ :‬استقراء الملك‪ ،‬وهو معنى زائد على الملك‪ ،‬واستقراء الملك ث ثة أشاء‪:‬‬

‫له وليس لغيره ح فيه‪ ،‬فليس ملن‬ ‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن ل يتعل به ح لغيره‪ ،‬بمعنى أن يكون خال‬
‫باب الشةاك العام‪ ،‬أو المنازعة يف التمليك‪ ،‬الشةاك العام اللذي هلو البتفلاأ ملث ‪ ،‬فالبتفلاأ هلو حل‬
‫محةك بين الًميع‪ ،‬وليس فيه منازعة يف الستحقاق‪.‬‬

‫‪ ‬اليــرط الثــاين‪ :‬أن يمكللن المالللك أن يتصللرف يف العيللع‪ ،‬أن يمكنلله أن يتصللرف فيهللا‪ ،‬وفقهائنللا‬
‫يقولون‪ :‬أق ما يسمى يصرفا ا براء‪ ،‬فإاا كان يمكنه أن ياء من هر بيده فإبه يكون متصرفا يف المال‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن يكون له بمائه؛ ألن النماء تابع للملك‪ ،‬فدل على أبه مستقر‪.‬‬

‫إاا ث ثة قيود أن ل ينازعه يف ملكله غيلره‪ ،‬وأن يكلون لله بمائله‪ ،‬وأن يمكنله أن يتصلرف فيله‪ ،‬وأقل ملا‬
‫يمكن أن يسمى تصرفا هو ا براء‪.‬‬

‫وبناء على الك فإ م يقولون‪ :‬إن المال المغصوب قد استقر المللك عليله؛ ألبله يمكنله أن يلاءه‪ ،‬أي‬
‫ياء الغصع‪ ،‬كما أن هذه الملك ل ينازعه فيه غيلره‪ ،‬وكملا أن هلذا الملال المغصلوب بمائله لله‪ ،‬وإن كلان‬
‫ليس بيده‪ ،‬لكنما المال المغصوب للغاصع‪ ،‬فالمال المغصوب تًع فيه اللكا ‪.‬‬

‫وكذلك الدين تًع فيله اللكلا ‪ ،‬ومهلر الملرأ كلذلك أن كلان معينلا تًلع فيله اللكلا ‪ ،‬وللو كلان غيلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪295‬‬

‫مقبوض‪.‬‬

‫إاا ك ما كان مستقر فإبه تًع فيه اللكا ‪ ،‬وسأتكلم كيف تكون زكلا المغصلوب وعللى ملن بعلد ملا‬
‫يأا اكرها يف ك م المصنف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َس َال َمة م ْن َد ْي ٍن ُينْه ُص َالن َِص َ‬
‫اب»‪.‬‬

‫الدين يف اللكا بوعان‪ :‬دين يمنع وجوب اللكا ‪ ،‬هذا الذي يتكلم عنه المصلنف هنلا‪ ،‬وديلن هل يلكلا‬
‫أم ل؟‪ ،‬والك بعه الطلبة يف العللم‪ ،‬عنلدما يبحلث علن زكلا اللدين قلد يخطلأ يف مبحثهلا‪ ،‬فيلدخ أحلدا‬
‫المسألتين يف األخرى‪ ،‬وقد اكر منصور وغيره أن الفقهاء إاا قالوا‪ :‬ه الدين يلكا أم ل؟‪ ،‬فإ م يقصلدون‬
‫به الدين الذي لك على غيرك‪ ،‬ه تلكيه أم ل؟‪ ،‬وأما الدين الذي عليك‪ ،‬ف يسمو ا بلكا اللدين‪ ،‬وإبملا‬
‫يقولون‪ :‬ه الدين يمنع اللكا أم ل؟‪.‬‬

‫إاا يًع أن تفرق عنوان المسألة ما هو‪ ،‬إاا قلنا‪ :‬ه يف الدين زكا ؟‪ ،‬فنقصد به الدين الذي لك عللى‬
‫غيرك‪ ،‬ه تذكيه أم ل؟‪ ،‬وأما المسألة الثابية‪ :‬فه الدين يمنع اللكا أم ل؟‪ ،‬فهذه هر المسألة الثابية‪.‬‬

‫النصاب‪.‬‬ ‫ه الدين يمنع اللكا أم ل؟ بقول‪ :‬الفقهاء يقولون‪ :‬إبه ل ُبد أن يكون سالم من دين ينق‬

‫بصلا ا ملا جلاء علن عثملان ‪‬‬ ‫النصاب ويمنع اللكا إاا أبق‬ ‫الدلي على أن الدين يمنع أو ينق‬
‫كما يف الموبأ وغيره أبه قال‪« :‬أيها المسلمان إن هذا اليهر َهر زكات م‪ ،‬أدوا ما علي م من الديان‪ ،‬ثـم‬
‫أدوا زكاة أماال م»‪ ،‬فكان هلذا نلاهرا ومسلتقر عنلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬أن اللكلا تخصلم ملن‬
‫الوعاء اللكوي‪ ،‬والك فيقولون‪ :‬إن اللكا تخصم من الوعلاء اللكلوي‪ ،‬دليلله عمل الصلحابة رضلوان اهلل‬
‫عليهم يف الك‪ ،‬وألن هذا الدين اللذي يف الذملة هلو يف الحقيقلة لليس مللك للك‪ ،‬وإبملا هلو مللك لغيلرك‪،‬‬
‫وإبما يللمك عليك أن تعطيه لغيرك‪.‬‬

‫إاا هذه هر المسألة األولى عرفنا دلي أن اللكا تصخم من الوعاء اللكوي‪.‬‬

‫قال المصنف‪« :‬وسالمة من دين ينهص النصاب»‪.‬‬

‫مللا معنللى الللك؟ أي‪ :‬أن المللرء يًمللع ماللله الللذي تًللع فيلله اللكللا وهللو ث ثللة أشللياء‪ :‬النقللد‪ ،‬وقيمللة‬
‫من هلذا الوعلاء اللذي اشلتم‬ ‫العروض‪- ،‬وسيأتيان‪ ،-‬واألمر الثالث الديون التر له على غيره‪ ،‬ثم ينق‬
‫‪296‬‬

‫من هذه الث ثة الدين الذي عليه‪ ،‬ثم الباقر إن كلان المًملوأ أقل ملن بصلاب‬ ‫هذه األمور الث ثة‪ ،‬ينق‬
‫النصلاب‪ ،‬وإن كلان المًملوأ أكثلر ملن النصلاب فإبله‬ ‫ف زكا ‪ ،‬وهذا معنى قوله‪ :‬وسلمة من ديلن يلنق‬
‫يلكا‪.‬‬

‫إاا كيف بحسع اللكا ؟‪ ،‬أبظر معر تأا بالوعاء اللكوي يتكون من ث ثلة أشلياء ويخصلم منهلا رابلع‪،‬‬
‫النقد‪ ،‬وقيمة العروض‪ ،‬وسنتكلم عنهما‪ ،‬والديون التر لك على غيرك‪ ،‬ثم تخصم منها األمر الرابلع وهلر‬
‫الديون التر عليك‪.‬‬

‫المللال علللى‬ ‫إاا عرفنللا مللا معنللى هللذه الحللرط‪ ،‬أبلله يكللون شللرط يف الوجللوب إاا أصللب الللدين يللنق‬
‫النصاب‪ ،‬فيصب شرط للوجوب‪.‬‬

‫وأما يكون بريقة يف الحساب إاا كان بصاب فأكثر‪ ،‬وسيأا ما معنى النصاب بعد قلي ‪.‬‬

‫اكر بعه فقهائنا كالموف وغيلره أن اللدين اللذي يخصلم ملن الوعلاء اللكلوي شلربه أن يكلون دينلا‬
‫حال ل دين مؤج ؛ إاا ل ُبد أن يكون دينا حال ل دين مؤج ‪ ،‬وهذا القيد معتا‪.‬‬

‫ما هو الدين الحال؟‪ ،‬قال‪ :‬الذي يًع عليه سداده يف وقلت اللكلا ‪ ،‬فكل ديلن يًلع عليله سلداد يف‬
‫وقت اللكا فإبه دين حال‪.‬‬

‫وأما المؤج ‪ ،‬فإن الدين قد يؤج عحرين سنة وث ثين سنة؛ ب وممة من السنين‪ ،‬ومع الك بقول للو‬
‫قلنا أبه يخصم يف ك سلنة لكلان هنلاك اهلاب لكثيلر ملن األملوال‪ ،‬واللك اختلار الموفل وكثيلر أو بعله‬
‫بالدين الحال دون المؤج ‪.‬‬ ‫المتأخرين من أبه أبما يخ‬

‫أبظر معر‪ ،‬ك قرض حسن‪ ،‬هو يسلمى قلرض لكلن سلمينه حسلن يف هلذا اللملان حينملا أصلب عنلد‬
‫الناس اشةاك يف األلفاظ بين القرض الحسن والقرض الروبر‪ ،‬كل قلرض يلؤدى كملا هلو‪ ،‬اللذي يسلميه‬
‫المعاصرين بالقرض الحسن فكله دين حال‪ ،‬وإن أجله الناس باتفاق بينهم‪ ،‬فلو أقرضلنر زيلد أللف وقلال‬
‫ل ترضها إل بعد سنتين تعتا دين حال فتخصم من الوعاء اللكوي ك سنة‪.‬‬

‫ما هو الدين المؤج ‪ ،‬الدين المؤج هو الذي كان من أثلر معاضلد بسلبع معاضلد ‪ ،‬فحينملذ أجل ‪،‬‬
‫فيكون له أثر يف القيمة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪297‬‬

‫النصاب‪ ،‬تكلمنا عن دليلها‪ ،‬وكيف يحسع اللدين يف اللكلا وتكلمنلا‬ ‫إاا قال‪ :‬وس مة من دين ينق‬
‫أيلا عن قللية القليه اللذي أوردهلا بعله أهل العللم‪ ،‬وهلو أن يكلون اللدين حلال فسلقط ملن الوعلاء‬
‫ً‬
‫اللكوي دون المؤج ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم ِض ِ َح ْا ٍل»‪.‬‬

‫من شرو اللكا أن تكون اللكا ملى على تملك الملال حلول كامل ‪ ،‬وقلد جلاء فيله حلديث علن ابلن‬
‫عمر وروي فيه حديث كذلك عن عائحة ومًموأ ما جاء يف الباب يلدل عللى أصلله؛ بل ابعقلد ا جملاأ‬
‫عليه‪ ،‬ابعقد ا جماأ يف الًملة على أبه ل ُبد من حولن الحول لللكا ‪ ،‬وجاء عن ابن عمر وروي مرفلوأ‬
‫عند الطاي يف التعليقة‪.‬‬

‫والمراد بالحول باتفاق أه العلم‪ ،‬أبه الحلول القملري‪ ،‬ولليس الحلول الحمسلر‪ ،‬حكلى هلذا القلول‬
‫الحافعر‪ ،‬وحكى ا جماأ عليه ابن حلم وكذلك الرافعر وغيرهم‪.‬‬

‫عن الحول الحمسر بأحد عحر يوما‪.‬‬ ‫إاا ل ُبد أن يكون الحول حول قمريا‪ ،‬وهذا باتفاق‪ ،‬وينق‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل ِ ُم َع َّيرٍ»‪.‬‬

‫وهو الذي يأخذ منه العحر‪ ،‬وهو الخارج من األرض‪ ،‬فإن الخارج من األرض ل يللم فيه الحول‬

‫القمري‪ ،‬وإبما وقت ما يخرج من األرض { ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ} [األبعام‪ ،]141 :‬فإاا خرج ووجع فإبه حينمذ يخرج‪،‬‬
‫ولو كان أكثر من سنة‪ ،‬فإن بعه الثمار تكون يف سنة قمرية‪ ،‬وبعلها تكون يف أق من كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ونِتَاجِ َسائِ َم ٍة»‪.‬‬

‫فإبه يتبع أصلها لما جاء عن عمر ‪ ،‬كما يف الموبأ أبه قلال‪« :‬وعـد علـيهم بالسـخال وَّل تأهـذها»‪،‬‬
‫فالسخال أق من سنة فتعد يف اللكا ولكن ل تؤخذ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِر ْبحِ تِ َُ َار ٍة»‪.‬‬

‫ألن بماء التًار تابع لها وحكر الجماأ عليها يف الًملة‪ ،‬إل يف مسألة بقلد العلروض دراهلم سليأا‬
‫‪298‬‬

‫أن فيها خ ف لكن عموما هذه يف الًمللة أن اللرب التًلار حولله حلول أصلله‪ ،‬ول ينظلر فيهلا لحلولن‬
‫الحول‪.‬‬

‫إاا ملك مال فإبه على تملام الحلول‬ ‫قب أن بنتق إلى مسألة النقصان‪ ،‬أوريد أن تنتبه مسألته الحخ‬
‫من السنة القادمة يًع عليه زكا هذه المال‪ ،‬هناك مال آخر يسمى بالمال المستفاد يف أثناء الحول‪ ،‬الملال‬
‫المستفاد يف أثناء الحول ركلوا معر‪ ،‬إاا المال ملكت مال إما يمة سائمة‪ ،‬وإما بقد‪ ،‬وإما علروض‪ ،‬وإملا‬
‫غير الك مما تًع فيه اللكا ‪ ،‬فمكث عندي حول كام تًلع زكاتله‪ ،‬هلذا يسلمى حلولن الحلول عللى‬
‫المال‪.‬‬

‫هناك بوأ آخر يسمى بالمال المستفاد يف أثناء الحول‪ ،‬يعنر يف هلذه السلنة قبل تملام الحلول اكتسلبت‬
‫مال هذا المال المكتسع يسمى بالمال المستفاد‪ ،‬المال المستفاد بقول أبواأ‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬أن يكون المال المستفاد بماء أو بتلاج‪ ،‬بملاء كنملاء التًلار وربحهلا‪ ،‬وبتاجلا كنتلاج‬
‫السائمة‪ ،‬فإن كان المال المستفاد بماء أو بتاج‪ ،‬فإن حوله حول أصله‪ ،‬ك مال كان بسبع ربل التًلار أو‬
‫كان بسبع بتاج يمة األبعام فحوله حول أصل ‪ ،‬هذا النوأ األول من المال المستفاد يف أثناء الحول‪.‬‬

‫‪ ‬الحال الثاين من المال المستقاد‪ :‬أن يكون المال المسلتفاد يف أثنلاء الحلول ملن غيلر جلنس الملال‬
‫الذي ابعقد عليه حول‪ ،‬رج عنده مال اهع ويف أثناء السلنة ماللك ملال آخلر ملن جلنس آخلر وهلو يملة‬
‫األبعام‪ ،‬فهلذا بقلول‪ :‬يبتلد لله حلول جديلدا؛ ألبله ملال مسلتفاد ملن غيلر جلنس الملال اللذي ابعقلد عليله‬
‫الحول‪ ،‬هذا النوأ الثاين‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬مال مستفاد‪ ،‬ما معنى مستفاد؟‪ ،‬يعنر أبه لم ينتع عليه الحول‪ ،‬وإبملا ملكله يف أثنلاء‬
‫الحول‪ ،‬مال مستفاد ليس من النماء ول من رب التًار ‪ ،‬وهو من جنس المال‪ ،‬بمعنلى أبله لليس ملن غيلر‬
‫جنسه‪ ،‬وهو من جنس المال‪ ،‬مث مااا؟ مث أغللع األملوال التلر بملكهلا اآلن‪ ،‬مثل رواتلع الملونفين‪،‬‬
‫كالملال‬ ‫ومث الهداية التر هتدى لك إاا ابعقد على جنسها الحول‪ ،‬ومث األشياء التلر يكتسلبها الحلخ‬
‫التر يأتيه غله من المال المستفاد‪ ،‬كأن تكون عنده عوام أو تكون عنده عقلارات يؤجرهلا فيكتسلع ملال‬
‫يف أثناءها‪.‬‬

‫إاا هللذا المللال إاا أرت أن تبحللث عنلله يف كتللع فقهللاء‪ ،‬كيللف يلكللر تبحللث عنلله باسللم مللااا؟‪ ،‬المللال‬
‫‪٦‬‬
‫‪299‬‬

‫المستفاد الذي أبعقد على جنسه الحوال‪ ،‬ولم يكن بماء ول بتاج‪.‬‬

‫هذا ه يستأبف له حول جديدا أم ل؟‪ ،‬بقول‪ :‬بعم‪ ،‬ل تًع فيله اللكلا إل إاا تلم عليله حلول كامل ‪،‬‬
‫وبناء على الك فهذا المال الذي استفاده راتع شهر محرم يلكه يف شهر محرم من السلنة القادملة‪ ،‬وراتلع‬
‫شهر صفر يلكيه يف السنة القادمة من شهر صفر‪ ،‬وراتع شهر ربيع األول‪ ،‬يلكيه يف السنة القادمة ملن شلهر‬
‫يعنر إاا كان قلد أكل واسلتعم جميلع شلهر محلرم إاا ابتهلت‪ ،‬فل بلد أن‬ ‫ربيع األول؛ لكن إاا لم ينق‬
‫يكون قد أبعد‪ ،‬هذا من حيث الوجوب؛ لكن ابظر معر‪ ،‬الحقيقة أن هلذا األملر يمكلن أن يطبل يف اللملان‬
‫األول تطبيقا واضحا؛ ألبه يف اللمن األول ولعهد قريع يعنر آباهبا يذكرون الك‪ ،‬أن المرء ربما ل يملك‬
‫المال إل مر واحد يف السنة‪ ،‬يكون عنلده زرأ فيبلع محصلوله ملر واحلد يف السلنة‪ ،‬ويبقلى الملال عنلده‬
‫فيأخذ منه يسيرا يسيرا إل تمام السنة‪ ،‬أو يكون عنده كراء لدار‪ ،‬فيأتيه الكراء مر واحد ‪ ،‬ويأك منهلا سلنته‬
‫كلها‪ ،‬فحينمذ يكون وقت اكتساب للمال مر واحلد ‪ ،‬أو يكلون عطلاء يأتيله ملن بيلت ملال المسللمين ملر‬
‫واحد يف السنة‪ ،‬فالمحقة فيها أق ‪.‬‬

‫ولكن يف زمابنا هذا أصب المال يأا للمرء أكثر من مر ‪ ،‬على أق األحوال يف ك الحهر مر ‪.‬‬

‫واألمر الثاين يصعع الك‪ :‬أن هذا المال مختلط يف حساب واحد يف البنك‪ ،‬فإاا سلحبت مملة ريلال ل‬
‫تدري ه هذا المائة ريال من المال الذي اكتسبته من المحرم أم من شهر صلفر أم ملن شلهر ربيلع‪ ،‬أم ملن‬
‫شهر الذي بعده‪ ،‬ل تدري‪ ،‬إضافة إلى اللك أن الملرء قلد يكثلر عليله دخلول عليله أكثلر ملن ملر يف السلنة؛‬
‫ولذلك فإن الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬كابوا يستحبون‪ ،‬وفقهائنا يقولون‪ :‬هذا ملن بلاب السلتحباب‪ ،‬أن‬
‫المرء إاا ابعقد الحول على جنس المال الذي عنده أن يخرج اللكا عند الحلول الملال اللذي ابعقلد عليله‬
‫عند بدء الحول الذي ابعقد على جنسه‪.‬‬

‫ولذلك يقول محمد بن شهاب اللهلري‪ :‬كلابوا أي الصلحابة رضلوان اهلل علليهم يسلتحبون‪ ،‬هلذا ملن‬
‫بلللاب السلللتحباب وفقهائنلللا يقوللللون اسلللتحباب‪ ،‬وقلللول الًمهلللور إل الحنفيلللة يروبللله وجو لللا‪ ،‬يلللرون‬
‫السللتحباب‪ ،‬أن المللال المسللتفاد الللذي ابعقللد علللى جنسلله الحللول أبلله يلكللا مللع أصللله اسللتحبابا هللذا هللو‬
‫األحوط واألدق للمسلم‪.‬‬

‫وبنللاء علللى الللك فللإن المسلللم إاا أراد أن يلكللر زكللا ماللله احتيابللا واسللتحبابا وأدق يف الحسللاب أن‬
‫‪300‬‬

‫يًعل للله حللول يللوم يف السللنة‪ ،‬كمللا كللان الصللحابة يفعلللون كمللا يف حللديث عثمللان «إن هــذا اليــهر َــهر‬
‫زكات م»‪ ،‬فيأا فيلكر ك المال الذي ابعقد على جنسه الحول‪ ،‬ولو كان مستفاد يف أثنائه استحبابا‪.‬‬

‫دائما يف باب اللكا يحتاط فيخرج اللكا ويحتاط يف إخراجها أل ا من المسائ الدقيقة‪.‬‬
‫والمرء ً‬
‫إاا عرفنا أن بتاج السائمة ورب التًار حولهما حلول أصللهما‪ ،‬لملااا؟‪ ،‬أل ملا ملن الملال المسلتفاد‬
‫الناتج عن الرب وعن النماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َن َه َص ِ َب ْع ِ َا ْل َح ْا ِل بِ َب ْي ٍع َأ ْو َب ْيرِ ِه ََّل ِ َرارا ا ْن َه َط َع»‪.‬‬

‫يف أثناء الحول عن النصاب ملك المرء المال شلهر اهلل المحلرم يف الخلامس‬ ‫يقول‪ :‬إن المال إاا بق‬
‫علن‬ ‫من شهر اهلل المحرم يف السنة القادمة ينظر من شهر الخامس إاا لم يكن خ لها للسنة كلهلا قلد بقل‬
‫النصاب‪ ،‬سنتكلم عن النصاب بعد قلي ‪ ،‬فإبه تًع عليه اللكا حينمذ‪.‬‬

‫عن النصاب يف اثناء السنة فإبه ل زكا عليه‪.‬‬ ‫وأما إن كان بصع يف سنته كلها‪ ،‬وإن كان قد بق‬

‫متى تكون زكاته؟‪ ،‬من حلين يتمللك الملال‪ ،‬ويبتلدأ النصلاب‪ ،‬يعنلر رجل مللك النصلاب يف شلهر اهلل‬
‫الملال‬ ‫المحرم‪ ،‬وستمر مالك للنصاب إللى رمللان‪ ،‬فلملا جلاء رمللان ألجل مصلاريف رمللان بقل‬
‫الذي يملكه عن النصاب‪ ،‬بقول ابقطع حوله ف زكا عليك اآلن؛ لكن لما جاء شهر شعبان ملك بصاب‪،‬‬
‫إاا ابتق حولك من شهر اهلل المحرم إلى شلهر اهلل شلعبان‪ ،‬فتلكلر يف شلهر شلعبان ملن السلنة التلر بعلدها‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫إاا يًللع أن يكللون النصللاب موجللودا يف بللريف الحللول ويف وسللطه يف كام ل الحللول يف الطللرفين ويف‬
‫الوسط‪ ،‬ل ينظر إلى الطرفين فقط‪ ،‬وإبما بنظلر للطلرفين وللوسلط‪ ،‬وسلنتكلم بلتكلم بعلد قليل يف ضلرب‬
‫مثال لها بعد قلي ‪.‬‬

‫مالله علن النصلاب ملن بلاب الفلرار علن اللكلا وقلد اكلروا يف بعله ببقلات‬ ‫بعه الناس قد ُيلنق‬
‫الفقهاء‪ ،‬أن بعه الناس كان إاا جاء قب اللكا بيوم أو بيومين جمع أبنائه جميعا أمامه‪ ،‬ثم قال ألبنائله‪ :‬يلا‬
‫أبنائر إن هذا المال ل بعم له إبما جمعت هذه المال لكم وأبا أريد أن أهلع لكلم ملالر فيقلول لله أبنائله‪:‬‬
‫قبلنا الهبة‪ ،‬فيأا الخدم فيأخذون المال على رهوسلهم وينقلوبله إللى بيلت األبنلاء ومكلث عنلدهم يلوم أو‬
‫النصلاب قبلهلا بيلوم ل زكلا‬ ‫يومين‪ ،‬فيأا وجوب اللكا ‪ ،‬ه عليه زكا ؟‪ ،‬قب اللكا بيلوم خل ص بقل‬
‫‪٦‬‬
‫‪301‬‬

‫عليه‪ ،‬بعد يومين يأا األبناء وقد حملوا المال إلى أبيهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يلا أبابلا أبلا وجلدبا أن الحيلا ل بعلم لهلا‬
‫بدوبك؛ ولذلك فقد وهبنا لك المال الذي وهبتنا إياه‪ ،‬فيقول‪ :‬قبلت‪ ،‬فيرجع له بعد يومين‪.‬‬

‫ا بسان يكذب على من؟‪ ،‬يكذب على بفسه‪ ،‬اهلل ‪ ‬يعلم خائنة األعلين وملا تخفلر الصلدور‪ ،‬إاا‬
‫فمن أراد أن يفر من اللكا بمث هذه الطرائ فإبله معاقلع وتًلع اللكلا عليله؛ ألن الملرء يعامل بلنقه‬
‫قصده‪.‬‬

‫بصابه من غير فرار فإبه يسقط عنه وجوب اللكا ‪.‬‬ ‫إاا قلية الفرار من اللكا خطير ؛ لكن من بق‬

‫ُنْ ِس ِ َ َال»‪.‬‬
‫إن أ ْبدَ َل ُ بِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْ‬

‫عندبا هنا مسألة يف قلية تبدي المال‪ ،‬ابظر معلر‪ ،‬الملال يبلدل بأحلد ث ثلة أشلياء‪ :‬أملا أن يبلدل بخيلر‬
‫جنسه فإبه يقطع الحول‪- .‬ببعا بنظر من جنسه باعتبار باب اللكا واألجناس الذي تقدم‪.-‬‬

‫فيكون عنده مال‪ ،‬ويف منتصلف الحلول أو قبل تمامله يحلةي لذا النقلد‬ ‫مثاله قالوا‪ :‬أن يأا الحخ‬
‫الذي هو مال يسمى مال بقد يحةي لذا النقلد سلائبة‪ ،‬بقلر ‪ ،‬أو إبل ‪ ،‬أو غلنم‪ ،‬بقلول ابقطلع الحلول؛ ألبله‬
‫أبدله بغير جنسه‪ ،‬هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يبدله بًنسه‪.‬‬

‫مثاللله‪ :‬أن يحللةي بالللذهع فللله‪ ،‬والفلللة اهبللا‪ ،‬وعلللى القللول يعنللر الللذي قللر يف المًللامع أن هللذه‬
‫األوراق النقدية ملحقة باللذهع والفللة‪ ،‬وكلذلك إاا اشلةى لذه األوراق النقديلة اهلع أو فلله‪ ،‬فإبله‬
‫حينمذ قد أبدل المال بًنسه‪ ،‬فيكون حينمذ حلول الملال الثلاين هلو حلول الملال األول‪ ،‬لملااا؟ ألبله أبدلله‬
‫بًنسه‪ ،‬يف أثناء السنة اشةى اهع‪ ،‬ل بقول الحول من شراء الذهع؛ ب الحول ملن المللك األول‪ ،‬لذا‬
‫المال اشلةى أو باللذهع اشلةى فللة أو بلاأ اللذهع وجعلله بقلود‪ ،‬بقلول ل ينقطلع الحلول؛ بل يكلون‬
‫الحول هو الحول األول‪.‬‬

‫إاا الحالة الثابية مااا أبدل المال بًنسه‪.‬‬

‫ابظر معر الحالة الثالثة‪ ،‬الحالة الثالثة‪ :‬وهو ابلدال الملال بعلروض التًلار ‪ ،‬هلذه المسلألة المحلهور‬
‫يسميها الفقهاء بنه العروض دراهم‪ ،‬وبه الدراهم عروض‪ ،‬بقول أن عروض التًار ملحقة بالنقلدين‬
‫‪302‬‬

‫ف تقطعوا الحول‪.‬‬

‫وبنلاء عللى اللك فللو أن التللاجر عنلده ملال فإبله اليلوم سيحللةي لذا الملال بللاعة‪ ،‬بللت الللدراهم‬
‫عللروض غللدا سللوف يبيللع هللذا العللرض فتللنه العللروض دراهللم‪ ،‬إاا بلله العللروض دراهللم والللدراهم‬
‫عروض‪ ،‬ل تقطع الحول ألن العروض مقومة بالنقلين‪.‬‬

‫إاا عندبا ث ثة أبواأ‪ :‬بغير جنسه يقطع الحول‪ ،‬بًنسه ل يقطع الحول‪ ،‬الدراهم إاا بلت علروض أو‬
‫العروض إاا بلت دراهم أي عروض تًار فإ ا ل تقطع‪ ،‬إاا هر ث ث حالت‪.‬‬

‫وهذا معنى كلم المصنف وأن ابدله بًنسه ف ‪ ،‬واكرت منطوقها ومفهومها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َق َب َ َالدَّ ْي َن َزكَّا ُه لِ َما َم َضى»‪.‬‬

‫هذه المسألة المهمة وهر مسألة زكا الدين‪ ،‬قلت لكلم قبل قليل إن الفقهلاء وملنهم منصلور إاا قلال‬
‫زكا الدين ما الملراد بله؟‪ ،‬اللدين اللذي للك عللى غيلرك‪ ،‬للو سلألك سلائ هل يف اللدين زكلا أم ل؟‪ ،‬ملا‬
‫المقصود؟‪ ،‬أي الدين الذي لر‪ ،‬وليس الدين الذي علر‪ ،‬هذه المسألة تسمى باللكا الدين‪.‬‬

‫زكا الدين اكر الحافعر ‪ ‬أن األص فيها أبما هو اآلثلار واألصل فيهلا إبملا هلو األقيسلة‪ ،‬فللم‬
‫يرد حديثا عن النبر ‪ ‬فيها؛ ولذلك فإن فقهائنا يقولون‪ :‬األص فيها الحتياط‪ ،‬وقد جلاء علن‬
‫علر ‪ ‬وجوب اللكا الدين؛ وللذلك أخلذ فقهائنلا بالظلاهر أ لا مللك تلام‪ ،‬وقلد جلاء علن عللر ‪ ‬أن‬
‫الدين يلكا مطلقا‪ ،‬فقالوا‪ :‬بما أن القاعد فيها األص أ ا دين تام لًواز التصلرف فيهلا بلا براء‪ ،‬فلإن فيهلا‬
‫اللكا ‪ ،‬سواء كان الدين الذي لك على غيرك حال أو كان مؤج ‪ ،‬وسواء كان الدين الذي لك عللى غيلرك‬
‫على ملرء أو على غير ملرء وهو المعسر‪ ،‬وسواء كان الدين الذي لك عللى غيلرك عللى ممابل أو عللى‬
‫باال‪ ،‬ك األحوال سواء‪ ،‬لمااا؟ قالوا‪ :‬ألن هذه الملك ملك تلام ومسلتقر‪ ،‬كيلف هلو مسلتقر؟؛ ألن بمائله‬
‫لك‪ ،‬أن كان فيه بماء أن كان معين‪ ،‬وألبك يص تصرفك به وأق التصرف هو ا براء‪.‬‬

‫وألن علر ‪ ‬قلى بذلك فنحن بأخذ من قلاء الصحابة فنعم به‪.‬‬

‫اب ظروا معر يف زكا الدين الذي لك على غيرك‪ ،‬لما قال الفقهاء‪ :‬أبله يلكلا‪ ،‬قلالوا‪ :‬هنلاك أملران األملر‬
‫األول‪- ،‬وسيأا؛ لكن ليس اآلن دعاها لمناسبتها‪.-‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪303‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن هذا الدين الذي لك عللى غيلرك ل يًلع أن تلكيله اآلن؛ بل يًلوز أن تلأخر أداء‬
‫اللكا لحين القبه‪ ،‬لحين تقبه هذا المال ولو بعد سنتين‪ ،‬أو ث ثة‪ ،‬أو أربعلة؛ ألن اللدين لله واجلع يف‬
‫العين وله تعل يف الذمة‪ ،‬وسيأا‪.‬‬

‫ويًوز أن تعً اللكا ‪ ،‬هذا التلأخير ملا فائدتله؟‪ ،‬فائدتله أن هلذا اللدين اللذي للم تقبلله إاا تللف أو‬
‫ل يمكن سداد الدين اللذي عنلدك‪ ،‬إاا كلان ملال ضلمار بلأن ملات ول وفلاء عنلده أو غلاب‬ ‫أصب شخ‬
‫فأصب غائبا فحينمذ ل يللمك أداء اللكا ‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن هذا المدين أاا كان نالم يف عدم سداد اللدين‪ ،‬إا أن هلذا الملدين إاا كلان ممابل‬
‫وكان نالما يف عدم السداد‪ ،‬فإن مطل الغنلر نللم‪ ،‬يحل عقوبتله وعرضله‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فلإن فقهائنلا‬
‫يقولون‪ :‬يًع عليك أن تلكر الدين الذي عند المماب ‪ ،‬ولكن تطالبه بعد اللك بملا بلذلت هلو ل يلكلر‬
‫ألبك أبت المالك أبت الذي تلكيه‪ ،‬والنية منك أبت لكن إاا وكته وبذلت مال تقول ترجع عليله بله‪ ،‬بل‬
‫عليه الفقهاء‪ ،‬أبك ترجع عليه بحرط أن يكون نالما‪ ،‬إاا كان نالما هو والغاصع‪.‬‬

‫وأما المعسر فإبه ل يرجع عليه إاا أصب بعد الك مليا‪ ،‬إاا عرفنا المسألة وعرفنا دليلها‪ ،‬دليله ملااا؟‪،‬‬
‫هو الستمساك باألص ‪ ،‬وكما قال الحافعر ل يوجد دلي يف باب الدين عند النبر ‪ ‬ملا يلدل‬
‫على أبه األص يف الدين أبه مال فتًع زكاته وقد قلى بذلك الصحابة كعلر ‪.‬‬

‫ما اكر هذه المسألة أبا كنت أنن أبه سيذكرها‪.‬‬

‫هناك مسألة مهمة جدًّ ا أوردها الفقهاء وأشرت لهلا قبل قليل ‪ ،‬وهلر أن اللكلا تًلع يف علين الملال‪،‬‬
‫ولها تعل بالذمة‪ ،‬احفظوا هذه القاعد ‪.‬‬

‫القاعد ‪ :‬هر أن اللكا تًع يف عين المال‪ ،‬ولها تعل بالذمة‪.‬‬

‫تًع يف عين المال‪ :‬بمعنى أن الملال إن للم يكلن مقبلوض بيلدك‪ ،‬فيًلوز للك أن تلأخر اللكلا لحلين‬
‫قبلك هذا المال‪ ،‬سواء كان دين‪ ،‬أو مال مغصوب‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫ولها تعل بالذمة‪ :‬أبك يًل أن تخرجها وإن لم يكن مالك بين يديك‪.‬‬
‫‪304‬‬

‫يم ِة َا ْْلَ ْن َعا ِم َس ْام َأ ْيضا»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َل َها َب ِه َ‬
‫يمة األبعام وهر ث ثة أبوا‪ :‬وهر ا ب ‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪.‬‬

‫أبدل با ب أل ا أفللها يف الهدي‪ ،‬ثم البقر‪ ،‬ثم الغلنم‪ ،‬ل ُبلد أن تكلون سلائمه‪ ،‬ومعنلى كو لا سلائمة‬
‫أي غيلر معلوفلة‪ ،‬لقللول النبلر ‪« :‬يف السـائمة الزكــاة»‪ ،‬فمهلوم هلذا الوصللف واللقلط أن غيللر‬
‫السائمة وهر المعلوفة ل زكا فيها‪ ،‬مفهوم إاا بناء على الك فإن المعلوفة ل زكا فيها‪.‬‬

‫ما هر المعلوفة؟‪ ،‬بقول‪ :‬المعلوفة هر إما أن يحةى لها العلف‪ ،‬بأن يحةي لها الحعير أو يحةي لهلا‬
‫الطعام الذي تأكله‪ ،‬أو يكون صاحبها هو الذي يحتش لها‪ ،‬فإاا كلان يحلتش لهلا بيلده بفعلله‪ ،‬فإ لا تسلمى‬
‫معلوفة‪ ،‬إاا المعلوفلة إملا بمالله بالحلراء‪ ،‬أو فعلله بلالحش‪ ،‬وأملا إاا كابلت ترعلى ملن األرض فلإن حينملذ‬
‫تسمى سائمة ففيها اللكا ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا كابت تسوم بعه السنة‪ ،‬وتعلف يف بعلها‪ ،‬فنقول‪ :‬العلا بلاألكثر؛ ألن األكثلر‬
‫يعطى حكم الك ‪.‬‬

‫اب إِبِ ٍٍ‪َ :‬ه ْمس‪َ ،‬و ِ َيها ََاة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ٍُّ نِ َص ِ‬

‫قال‪ :‬وأق النصاب إب خمس ول ينظر للسن المملوك الذي يعد عليه ألبه بماء‪.‬‬

‫وفيها شا ‪ :‬فتخرج شا ول يللم الحا ملكه وإبما يحةي شا ويخرجها‪ ،‬ول بد أن تكون شا ل قيملة‬
‫الحا ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َع ْيرٍ ََات ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫ومن ملك عحر ملن ا بل ففيهلا شلاتان‪ ،‬ول بلد أن تكلون الحلاتان مملا يًلل يف األضلحية وسليأا‬
‫اكرها بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َه ْم َس َع ْي َر َة َث َالث»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ث ثة شياه‪.‬‬

‫ين َأ ْر َبع»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ع ْيرِ َ‬

‫أي‪ :‬أربع شياه‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪305‬‬

‫اض‪َ ،‬و ِه َ َا َّلتِ َل َها َسنَة»‪.‬‬ ‫ين‪ :‬بِن ُ‬


‫ْت َمخَ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ َهم ٍ ِ‬
‫س َوع ْيرِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫قال‪ :‬وإاا ملك خمسة وعحرين‪ ،‬فإبه يًع عليه أن يخرج بنلت مخلاض‪ ،‬وبنلت المخلاض هلر التلر‬
‫تمت سنة‪ ،‬على سبي التقريع كذلك‪ ،‬ول يللم أن تكون بنت مخاض ملن مالله بل يًلوز أن يحلةي ملن‬
‫غيرها‪ ،‬ول يًلئه أن يخرج قيمتها؛ ب يًع عليها أن يخرجها كما أوجبها النبر ‪.‬‬
‫ان‪َ ،‬و ِه َا َّلتِ َل َها َسنَت ِ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫ْت َل ُب ٍ‬
‫ين بِن ُ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ستَّة َو َث َالث َ‬
‫َ‬
‫بنت لبون لها سنتان بعم واضحة‪.‬‬

‫ين ِح َّهة‪َ ،‬و ِه َ َا َّلتِ َل َها َث َالث»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ ِس ٍّ‬
‫ت َو َأ ْر َبع َ‬

‫سميت حقه أل ا استحقت الركوب‪.‬‬

‫ِين َج َذ َعة‪َ ،‬و ِه َ َا َّلتِ َل َها َأ ْر َبع»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و إِ ْحدَ ى َوست َ‬

‫أي‪ :‬أربع سنين‪.‬‬

‫ـان‪َ ،‬و ِ ـ ِما َئـ ٍـة َوإِ ْحــدَ ى‬


‫ِين ِح َّه َتـ ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ ْحــدَ ى َوس ـت َ‬ ‫ـان‪َ ،‬و ِ ـ‬
‫ين بِنْ َتــا َل ُبـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـت َو َس ـ ْبع َ‬‫‪ ‬قننال املصنننف‪َ « :‬و ِ ـ ِسـ ٍّ‬
‫ين ِح َّهة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ك ٍُِ َه ْمس َ‬
‫ان‪ ،‬و ِ‬
‫ْت َل ُب ٍ َ‬ ‫ين بِن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث بن ِ‬
‫َات َل ُب ٍ‬
‫ان‪ُ ،‬ث َّم ك ٍُِ َأ ْر َبع َ‬
‫ِ‬
‫َوع ْيرِ َ‬
‫ين َث َال ُ َ‬

‫وبناء على الك فلو ملك ممتين فإبه يًوز له إملا أن يخلرج خملس بنلات لبلون أو أربلع حقلاق يصلب‬
‫مخير؛ ألبه يف ك أربعين بنت لبون ويف ك خمسين حقة‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و ِ َيها َتبِيع‪َ ،‬و ُه َا َا َّل ِذي َل ُ َسنَة‪َ ،‬أ ْو َتبِي َعة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ٍُّ نِ َص ِ‬
‫اب َا ْل َب َهرِ‪َ :‬ث َال ُث َ‬

‫البقر أق بصاب فيها ث ثون بقر بحرط أن تكون سائمة‪ ،‬أن كابت معلوفة ف زكا فيها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وفيها تبيع أو تبيعة‪ ،‬والتبيع هو الذي له سنة‪ ،‬والتبيعة كذلك لهلا سلنة‪ ،‬وهلذه ملن الصلور الث ثلة‬
‫التر يًوز فيها إخراج اللذكور يف زكلا سلائمة األبعلام‪ ،‬فإبملا يًلوز إخلراج اللذكور يف ث ثلة حلالت‪ :‬يف‬
‫البقر‪ ،‬يًوز التبيع والتبيعة‪ ،‬وإن كان النصاب كله اكور‪ ،‬ويًوز إخراج ابن البون عن بنت المخاط‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪306‬‬

‫ان‪ُ ،‬ثم ِ ك ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ َأرب ِعين م ِسنَّة‪ ،‬و ِه َا َّلتِ َلها سنَت ِ ِ ِ‬
‫ـين َتبِيـع‪،‬‬
‫ُـٍ َث َالث َ‬ ‫ِين َتبِي َع ِ َّ‬
‫َان‪َ ،‬و ست َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ين ُم ِسنَّة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ك ٍُِ َأ ْر َبع َ‬

‫هذا واض ‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و ِ َيها ََاة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َق ٍُّ نِ َص ِ‬


‫اب َا ْل َغنَمِ‪َ :‬أ ْر َب ُع َ‬

‫فمن كان مالك ألق من أربعين ف زكا عليه‪ ،‬ويًع عليه أن يخرج شا تًلئله يف األضلحية‪ ،‬وهلر‬
‫الًلء من اللأن‪ ،‬والثنر من المعل‬

‫ـم ِـ‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ ِمائ ٍَة وإِحدَ ى و ِع ْيرِين ََات ِ ِ ِ‬
‫َان‪َ ،‬و ما َئ َت ْي ِن َو َواحدَ ة َث َالث إِ َلى َأ ْر َبعمائَـة‪ُ ،‬ث َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك ٍُِ ِمائ ٍَة ََاة»‪.‬‬

‫يف ممتين وواحد إلى أربعممة‪ ،‬أي إلى إن يملك أربعممة‪ ،‬فيًع عليه أن يخرج ث ثة شياه‪ ،‬ثم ك مائلة‬
‫بعد أربعممة فيها شات‪.‬‬

‫ْت َسن ٍَة ِم ْن َا ْل َم ْع ِز‪َ ،‬ونِ ْص ُق َها ِم ْن َا َّ‬


‫لض ْأ ِن»‪.‬‬ ‫اليا ُة بِن ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫الحا التر تًل يف ا ضحية وتًل يف العقيقة وتكون مًلئة يف اللكا لها سن معين‪ ،‬ويه أن تكلون‬
‫جلعا من اللأن‪ ،‬وهر ستة أشهر‪ ،‬وسمية جدأ ألن شعرها بدأ يمي ‪ ،‬هذه هر الًلأ من الللأن‪ ،‬أو ثنلر‬
‫من المعل وهر التر أتملت سلنة‪ ،‬الللأن الخلراف‪ ،‬والمعلل‪ ،‬التيلوس المعلل الملاعل‪ ،‬التلر اكرا لا تسلمى‬
‫توس‪.‬‬

‫اح ِد»‪.‬‬
‫خ ْل َط ُة ِ ب ِهيم ِة َا ْْلَ ْنعا ِم بِ َيرطِها تُصير َا ْلما َلي ِن كَا ْلا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ُِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْل ِ‬
‫َ‬

‫الخلطة بوعان عند الفقهاء وك هما تًعل الملالين ملال واحلد‪ ،‬إملا خلطلة أيعلان أو خلطلة أوصلاف‬
‫فخلطة األعيان هر الملك الموشع‪ ،‬بأن اثنان مث أو أكثر يملكون أربعين شلا ملن غيلر تمييلل لمللك كل‬
‫واحد منهما‪ ،‬فهذا تسمى خلطة األعيان‪ ،‬فاللكا واجبة عليهما شا واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬النــاع الثــاين‪ :‬خلطللة األوصللاف‪ ،‬بللأن يختلطللون يف أربعللة أشللياء أو خمسللة‪ ،‬أن تخللتلط البهيمللة يف‬
‫المرعة وأن تختلط يف المراال‪ ،‬وأن تختلط يف المحلع‪ ،‬وأن تختلط يف المح ‪.‬‬

‫إاا تختلط يف المراال‪ ،‬ويف المسرال‪ ،‬ويف مح المبيت‪ ،‬ويف المحلع‪ ،‬ويف المرعة‪ ،‬هلذه أربلع أشلاء أو‬
‫‪٦‬‬
‫‪307‬‬

‫خمسة‪.‬‬

‫قال‪ :‬يسير المالين ك والواحد‪ ،‬فتًع فيه اللكا وإن كان ملك أحدهما أق من النصاب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬زكَا ُة َا ْل َم ِ ِ‬


‫يٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم يف هذا الفص عن حكم زكا الخارج من األرض‪.‬‬

‫يٍ ُمدَّ َهرٍ َه َر َج ِم ْن َا ْْلَ ْر ِ‬


‫ض»‪.‬‬ ‫ب ِ ك ٍُِ َم ِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬
‫َُ ُ‬

‫أي‪ :‬تًع اللكا يف الخارج من األرض لقلول اهلل ‪ { :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ} [األبعلام‪،]141 :‬‬
‫إاا فتًع اللكا عند الحصاد‪.‬‬

‫قال‪ :‬يف ك مكي مدخر‪ ،‬معنى قوله مكي يعام بالكي ‪ ،‬وملدخر بمعنلى أبله ُيًعل يف البيلادر واكلر‬
‫بعه المححين كابن قائد بمعنى أبه يًع للحاجة‪ ،‬فكل ملا كلان يلدخر للحاجلة‪ ،‬فإبله حينملذ يعتلا فيله‬
‫اللكا ‪.‬‬

‫وبناء على الك‪ ،‬فإن‪ ،...‬عندبا أمور ل ُبد أن بنتبه لها‪ ،‬أن ك مكي ومدخر فيه اللكا ولم يكن قوتا‪.‬‬

‫ومثال الك ضربوه قالوا‪ :‬بالبحنان‪ ،‬فمن زرأ بحنان وبحوه؛ ألبله يلدخر‪ ،‬ويكلال فلإن فيله اللكلا وللم‬
‫أيلا قالوا‪ :‬ما ل يكال وإبما اعتادت العاد أبه يكون بالحبة‪ ،‬أو ملا ل يلدخر‪ ،‬فإبله ل‬
‫يلم يكن قوتا‪ ،‬كذلك ً‬
‫زكا فيه‪ ،‬زكاته خارجة من األرض‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومثال اللك كالفواكله‪ ،‬فلإن الفواكله كلهلا ل زكلا فيهلا‪ ،‬كملا جلاء علن عملر ‪ ،‬أ لا ل تلكلا‪،‬‬
‫فالاتقال الذي عدبه حمليات ل يًع عليه أن يخرج زكاهتا‪ ،‬وإبما يخرجهلا زكلا ملال‪ ،‬وسلأاكر كيلف‬
‫بعه قلي ‪.‬‬

‫الذي عنده كذلك ورقيات‪ ،‬بمعنى أبله إبملا يأكل اللورق‪ ،‬ولليس شلًر ؛ ألن اللذي يأكل ورقله مملا‬
‫‪ ،‬والكراس‪ ،‬والنعناأ‪ ،‬والًرجير‪ ،‬هذا ل زكا فيه زكاتله خلارج ملن األرض؛ لكلن للو كلان‬ ‫ينبت كالخ‬
‫الورق من شًره‪ ،‬فإن فيه اللكا ‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬السدر مث ‪ ،‬فمن زرأ سدر‪ ،‬والسدر إبما ينتفع بورقة فإن فيه اللكا ؛ ألبله ينتفلع بلالورق يأخلذه‬
‫ويبيعه‪ ،‬فهنا ففيه اللكا ‪ ،‬إاا العربية بالورق إاا كان تابع للحًر ‪ ،‬فإبه بمثابة الثمر‪.‬‬
‫‪308‬‬

‫وأما إاا كان الورق ب شًر‪ ،‬كالورق ‪ ...‬ف زكا فيها‪.‬‬

‫‪ ‬كــذلب النــاع الثالــث‪ :‬مللا كللان ثمللر يف بللابن األرض‪ ،‬ل زكللا فيهللا كالبصل ‪ ،‬والثللوم‪ ،‬والًلللر‪،‬‬
‫والبطابس‪ ،‬ك هذه ل زكا فيها؛ ألن ثمرته يف بابن األرض وليس يف علوه‪.‬‬

‫إاا هذه األملور ملن كلان يلرعهلا يف ملرعتله ل زكلا عليله فيهلا؛ إبملا تًلع اللكلا عليله زكلا الملال‪،‬‬
‫كيف؟‪ ،‬إاا أخذ هذه األمر وباعها‪ ،‬ومكث عنده النملال سلنة كامللة‪ ،‬فحينملذ فيهلا اللكلا ‪ ،‬أملا اللذي يكلال‬
‫ويدخر من الثمر والحع ك حع والثمر والذي يكلال ويلدخر ففيله اللكلا وللو للم يبلاأ منله الملرء حبتله‬
‫واحد ‪ ،‬بعه الناس ثمرته يًعلها لنفسله وألهلله‪ ،‬بقلول فيهلا اللكلا إاا بلغلت النصلاب‪ ،‬وسليأا مقلدار‬
‫النصاب بعد قلي ‪.‬‬

‫إاا ابتبه معنى دائما‪.‬‬

‫الخارج من األرض يلكا بحربة سواء أكلته أو للم تأكلله‪ ،‬بل سلواء كلان يؤكل أو ل يؤكل كالبحلنان‬
‫والسدر وبحوه‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬أن الخارج من األرض إبما يحرط فيه أن يكلون مملا يكلال ويلدخر أن كلان ملن الثملار أو‬
‫الحع مطل ‪ ،‬فإن الحع كله يلكا إاا بلغ النصاب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ونِ َصا ُب ُ َه ْم َس ُة َأ ْو ُس ٍق»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ليس يف ما دون همسة أوسق صدق »‪.‬‬

‫ان ِر ْطال َو ِس َّت ُة َأ ْس َبا ِع ِر ْط ٍٍ بِالدِ َم ْي ِه ِ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َث َال ُث ِمائ ٍَة َواِ ْثن ِ‬
‫َان َو َأ ْر َب ُع َ‬ ‫َ‬
‫الوس ما هو؟ الوس ‪ :‬ستون صاأ وبناء على الك فإن النصاب يكلون سلتين يف خمسلة يكلون ثل ث‬
‫مائة صاأ‪ ،‬كام تقدير ث ث مائة صع؟‪ ،‬بعه أه العلم يقدرها باألربال العراقيلة وقلد اكلرت لكلم قبل‬
‫أن األربال العراقية هلر التلر كلان يقلدر لا يف الحًلاز يف عهلد النبلر ‪ ،‬أملا بعلد اللك فلإن‬
‫الرب المكر والمدين أصب يختللف علن الربل اللذي كلان يف عهلد النبلر ‪ ،‬الربل لليس‬
‫الصاأ‪.‬‬

‫إاا الرب أختلف‪ ،‬والذي كان مقدر بالرب الذي كلان يف عهلد النبلر ‪ ‬إبملا هلو الربل‬
‫‪٦‬‬
‫‪309‬‬

‫العراق‪ ،‬بعه الفقهاء قدره ألبه دمحقر باألربال الدمحقية‪ ،‬كما محى بعه الفقهلاء مثل صلاحع الللاد‬
‫كملا تحفظلون وغيلره‪ ،‬فقللدره بالربل الدمحلقر فقلالوا يكللون ملااا؟ كلم يكلون؟ ألللف وسلت مائلة ربل‬
‫عراقر‪ ،‬كما سيذكر المصنف بعد قلي ‪ ،‬وسأاكر لمااا غاير بين التقرير‪.‬‬

‫إاا بالرب الدمحقر الذي كان قديما موجودا هو الف وست مائة رب عراقر هو الذي مقلدر بتقلدير‬
‫الفقهاء‪ ،‬ولكن بظرا ألن المصنف دمحقر‪ ،‬فقد قدره األربلال دمحلقية وهلر ثل ث مائلة واثنلان وأربعلين‬
‫رب ‪ ،‬وست أسبع رب بالدمحقر؛ ألن األربال تختلف‪.‬‬

‫بقدرها بكيلنا اآلن‪.‬‬

‫ابظر معنا‪.‬‬

‫الكي وحد حًم وليست وحد وزن‪ ،‬وإبما قدر الفقهاء الكي بالوزن ليحفظ؛ ألن وحلدات الكيل‬
‫تتغير‪ ،‬وأما وحدات الوزن ل تتغير؛ ولذلك لما عاد ابن القصاب عللى ابلن أبلر زيلد القيلرواين يف الرسلالة‬
‫أبلله قللدر المكي ل بللالموزون ق ل ‪ :‬كيللف يقللدر مكيللول بمللوزون‪ ،‬رد عليلله العلمللاء‪ ،‬فقللالوا‪ :‬ألن المللوزون‬
‫محفللوظ‪ ،‬فحبللة الحللعير وز للا محفللوظ‪ ،‬والللد‪ ..‬كللذلك فللاللن محفللوظ لللم يتغيللر؛ لكللن الكيل قللد يتغيللر‬
‫‪ ،‬فلو عندك صلاأ وأرت أن تصلنع مثلله تماملا ل‬ ‫الحًم؛ ألبه يف اللمان األول أصاأ يختلف زياد وبق‬
‫؛ وللذلك عنلده أن المصلنوعات ليسلت مثليلة‪ ،‬بخل ف‬ ‫قللي ‪ ،‬ل ُبلد أن يلنق‬ ‫ُبد أن يليد قليل أو يلنق‬
‫الموزون الموزون عندهم دقي ل يتغير‪ ،‬فنوقد إلى الوزن من باب الحاجة‪.‬‬

‫اآلن أصب الوزن محفوظ‪ ،‬فما هو مقدار الصاأ؟‪ ،‬الذي يكون النصاب يف ضربه بست مائلة‪ ،‬بصلاب‬
‫اللكا ست مائة صاأ كما اكرت لكم‪ ،‬الصاأ اآلن تقريبا قدر من حيث أخبلار العلملاء تقريبلا عللى سلبي‬
‫التقريع واحتاروا فيها قلي ‪ ،‬قالوا قدره بإباء يلن ث ث لةات ماء‪ ،‬هلو الحقيقلة احتلابوا فيله قللي زادوا‬
‫فيه قلي ‪ ،‬فكيف تقدر الصاأ؟‪ ،‬سه جدًّ ا وهذا يف زكا الفطر‪ ،‬إيتر بماء بقدر ث ث رت ت ثلم اسلكبه يف‬
‫إباء‪ ،‬ثم اجع حد على هذه األبلاء بمقلدار ثل ث رتل ت ملاء‪ ،‬هلذا هلو الصلاأ‪ ،‬وهلذا التقلدير لليس منلر‬
‫ولكن تقدير هيمة كبار العلماء عندبا هنا‪ ،‬واحتابوا فيه قلي من بلاب الحتيلاط‪ ،‬إاا عرفنلا الصلاأ كلم هلو‬
‫ث ث رت ت‪.‬‬

‫إاا ك إباء ك إباء يسع كم؟ ست مائة يف ث ثة؟ ألف وثمابمائة لة‪ ،‬إا إاا كان الناتج من األرض مملا‬
‫‪310‬‬

‫فيه اللكا يسع ألف وثمابمائة رت ماء مكعع فإبه حينمذ مااا؟ ففيه اللكا ‪ ،‬هذا هو النصاب‪.‬‬

‫خمسة أوس وك وس ث ثلون صلاعا‪ ،‬سلتمائة صلاأ‪ ،‬سلتمائة يف ث ثلة‪ ،‬أللف وثمابمائلة‪ ....‬سلتون‬
‫صاأ ص ملبوط‪ ،‬ستون يف خمسة ث ثمائة‪ ،‬ث ثمائة يف ث ثة بتسعمائة‪ ،‬إاا تكون تسعمائة لة‪.‬‬

‫إاا كان عدبك بعام يلن تقريبا تسعمائة لة فهذا إاا فيه اللكا ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َُ « :‬رِ َط ِم ْل ُ ُ َو ْق َ‬


‫ت ُو ُج ٍ‬
‫اب»‪.‬‬

‫يحةط يف الخارج من األرض أن يكون مملوكا وقت الوجوب‪.‬‬

‫ب‪َ ،‬و ُبدُ ُّو َص َالحِ َث َمرٍ»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا ا َْتدَ ا ُد َح ٍّ‬

‫العا وقت الوجوب يف وقت الوجوب هذا من كان مالك للحع وما للثملر فهلو اللذي تًلع عليله‬
‫اللكا ‪ ،‬وبناء على الك من ملك الحع بعد الوجوب ف زكا عليه‪ ،‬صور الك‪.‬‬

‫رج عنده محصول فبعد بدور الص ال باأ الص ال باأ الثمر ه تًع اللكلا عللى البلائع أم عللى‬
‫المحةي؟‪ ،‬بقول على البائع؛ ألن العا بوقت الوجوب‪ ،‬هذه حالة‪.‬‬

‫دائملا‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬لو أن هذا الحصاد جاء رج قال ملا سلقط عللى األرض ملن التملر هلو للك ً‬
‫يكون هذا الحرء‪ ،‬يقول ملا سلقط عللى الرض فهلو للك‪ ،‬فًملع تملر كثيلرا فبللغ النصلاب‪ ،‬حينملذ بقلول‬
‫اللكا على من؟‪ ،‬على المالك األصلر‪ ،‬فإن من باب المعاضد أو من باب الهبة فتًع عليله اللكلا ‪ ،‬وإن‬
‫كان من باب اللكا أتى فقير فقال خذه فإبه يكون بمثابة اللكا ‪ ،‬إاا هذا األمر الثاين‪.‬‬

‫‪ ‬انظر الصارة الثالثة‪:‬‬

‫لو أن إمراء ملك الحع قب اشتداده والثمر قب بدو ص حها مث الك‪:‬‬

‫فاشللةى الثمللر مللع أصلللها أشللةها مللع األرض‬ ‫أن يكللون رجل عنللده أرض ملروعللة فًللاء شللخ‬
‫أشةى الحبة مع األرض أو اشةى الثمر مع الحًر ‪ ،‬وقت اشلتداد الحلع ووقلت بلدو الصل ال هلر يف‬
‫ملك من؟ يف ملك المحةي‪ ،‬إاا من الذي يذكر البائع أم المحةي؟‪ ،‬المحةي‪ ،‬العا بقوت الوجوب‪.‬‬

‫ابظروا هذه المسألة وأجيبوين‪.‬‬

‫رج عنده ملرعة ولكن قب بدو الص ال واشتداد الحلع يف سلنبله بلاأ الثملر بلاأ الثملر لمحلةي‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪311‬‬

‫فعلى من اللكلا ؟‪ ،‬بلاأ الثملر فقلط؟‪ ،‬عللى المحلةي‪ ،‬البيلع بابل ؛ ألبله ل يًلوز بيلع الثملر قبل بلدور‬
‫الص ال‪ ،‬ول الحع قب اشتداده قال أبس‪ :‬وأن يحمر أو يصفر‪ ،‬يعنر الثملر ‪ ،‬وهلذه مسلألة علهلا إاا كلان‬
‫عندك ملرعة ل يًلوز أن تبيلع الثملر قبل بلدو صللحها‪ ،‬ول للحلع قبل اشلتداده‪ ،‬حلرام ل يًلوز البيلع‬
‫باب ‪ ،‬يًع أن تعطيه الثمن وتأخذ المال‪.‬‬

‫إاا هذا يتعل بحرط الملك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ْست َِه ُّر إِ ََّّل بِ َُ ْع ِل َها ِ َب ْيدَ ٍر َون َْح ِا ِه»‪.‬‬

‫البيدر ما هو؟‪ ،‬هو المستودأ‪ ،‬أو المخلن‪ ،‬أو سميه ما شمت من المسميات‪ ،‬فإاا جع يف هذا المكان‬
‫استقر الوجوب‪ ،‬وينبنر عليه أن العم يأا ويأخذ هذا الوقت‪ ،‬وأن المال إاا تلف بعد اسلتقرار الوجلوب‬
‫فإبه حينمذ يلمنه‪ ،‬وإن تلف بعد استقرار الوجوب‪.‬‬

‫ب ُع ْي ُر َما ُس ِه َ بِ َال َمئُان ٍَة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َا ِ‬


‫اج ُ‬

‫لما جاء يف صحي مسلم من حديث جابر‪ ،‬ويف الصحي البخاري ومسلم ملن حلديث أبلر هريلر أن‬
‫النبر ‪ ‬قال‪ « :‬ما سهت اْلنهار والعيان العير»‪.‬‬

‫يما ُس ِه َ بِ َها»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون ْص ُق ُ َ‬
‫أي‪ :‬بصف العحر فيما سيقر ا أي بمؤوبه‪ ،‬والك جاء يف حديث جابر أن النبلر ‪ ‬قلال‪:‬‬
‫« يما سهت اْلنهار والعيان والعير‪ ،‬و يمـا سـه بالمسـاق نصـف العيـر»‪ ،‬ملا هلر المسلابقر؟‪ ،‬إملا أن‬
‫المرء يأا بسحع الماء بدول أو بمكينة فك هذا يسمى مساقر فحينمذ فعليه بصف العحلر‪ ،‬بصلف عحلر‬
‫الخارج من األرض‪.‬‬

‫يما ُس ِه َ بِ ِه َما»‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َث َال َث ُة َأ ْر َباع َ‬
‫ألبه إاا استوى يف السقر فإبه يخرج ث ثة األرباأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َت َق َاوتَا ُا ْع ُتبِ َر َا ْْلَ ْك َث ُر»‪.‬‬

‫فإن تفاوتا أي‪ :‬كان أحدهما أكثر من الثاين فننظر األكثر‪ ،‬العا باألكثر أي األكثر بفعلا يف الللرأ لملااا‬
‫لقنا هذا الحرء؟؛ ألن اللرأ يف بعله أوقلات السلنة ل يسلقى؛ بل أن سلقيه يف بعله أوقلات السلنة يللر‬
‫‪312‬‬

‫الثمر ‪ ،‬والك بذور األكثر بفعا لللرأ ول بنظر األكثر ملد ‪ ،‬ففلر بعله األيلام قلد يكلون أسلبوأ كامل ل‬
‫بسقر اللرأ التمر مث يف بعه األوقات بقطع عنه التمر أسبوأ كام أسبوعين؛ لكلن يف بعله األوقلات‬
‫بستقيه ك يوم‪ ،‬فننظر األكثر بالعتبار األبفع لللرأ وليس بمطل المد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َع َا ْل َُ ْه ٍِ َا ْل ُع ْي ُر»‪.‬‬

‫ل بعلم األكثر منهم فإبنا بًع األص وهو العحر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َا ْل َع َس ٍِ َا ْل ُع ْي ُر»‪.‬‬

‫من وجد عس ‪ ،‬سواء كان العس أخلذه ملن ملوات يعلين لليس ملكلا ألحلد‪ ،‬أو كلان العسل يف ملكله‬
‫ملوات مثل ملااا؟‪ ،‬بعله النلاس يلذهع يف غيلران جملع غلارن أو عللى رهوس الًبلال‪ ،‬أو علللى رهوس‬
‫الحًر‪ ،‬فيًد مناح للنح فيأخذ هذا العس من هذا النح ‪ ،‬هذا يسمى الموات ألبه ليس مللك ألحلد‪،‬‬
‫أو كان بح يف ملكه بأن كابت مناحلها يف ملكله يف بيتله أو يف ملرعتله‪ ،‬يف الًميلع فيله اللكلا ‪ ،‬ملا دليللة؟‪،‬‬
‫حديث عمر ابن شعع عن أبيله علن جلده أن النبلر ‪ ‬أخلذ ملن العسل العحلر‪ ،‬فلدل عللى أن‬
‫العس يؤخذ فيه العحر زكا ‪.‬‬

‫هنا فائد يف قلية الموات‪ ،‬الموات ما هو‪ :‬هو األرض المنفكة عن الملك والختصلاص‪ ،‬كل أرض‬
‫ليست ملك ألحد تسمى موات‪.‬‬

‫الموات قد يكون يف األرض‪ ،‬وقد يكون الموات يف المملوك غير األرض‪.‬‬

‫ابظر معر‪ ،‬الحطع الذي أببته اهلل ‪ ‬مباال يكون ملك لك أحد‪ ،‬الحطع ملك لك أحد‪.‬‬

‫الحًر وإبما أببتها اهلل فهر ملك لك أحد‪.‬‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬إا لم يكون قد زرأ الحخ‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬إاا لم تكون المناح يف ملكك فإ ا ملك لك أحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ملا خلرج ملن األرض ملن الكلأل فإ لا مللك لكل أحلد لقلول النبلر ‪:‬‬
‫«الناس َركان يف ثالثة‪ :‬يف النار‪ ،‬ويف ال ْل‪ ،‬ويف المـان»‪ ،‬الملاء اللذي هلو يكلون يف بقلع البملر‪ ،‬أو يكلون يف‬
‫الغلران وبحوها‪ ،‬ليست ملك ألحد‪.‬‬

‫إاا الماء إاا كابت يف بقع البملر أي يف وسلطه يف داخلله ليسلت مللك للك‪ ،‬وإبملا هلر مللك لكل أحلد‬
‫‪٦‬‬
‫‪313‬‬

‫ا‪ ،‬فيًوز أن تمنع إاا محتاج لها فقط‪ ،‬وإما إن كنت غير محتلاج فل يًلوز للك الملع بل‬ ‫لكنك مخت‬
‫يًع أن يبذل الماء لمن شاء؛ ألبه ليس يف ملك ب الناس شركاء فيه كما جاء يف الحديث‪.‬‬

‫ابظر معر‪ .‬بأا لباب اللكا ‪.‬‬

‫من ملك مال مباال‪ ،‬كأن احتطع‪ ،‬أو احتش‪ ،‬أو أخذ فقع‪ ،‬وبحو اللك‪ ،‬فل زكلا يف الملال المبلاال إل‬
‫يف العس ‪ ،‬العس وحده هو الذي فيه اللكا ‪ ،‬من المباحلات ألبله وجلده يف مكلان مبلاال يف ملوات فأخلذه‪،‬‬
‫للحديث وهو حدث عمر بن شعيع عن أبيه عن جده‪.‬‬

‫ات َأ ْو ُم ْل ِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ساان َأ َه َذه ِمن ما ٍ‬
‫ُ ْ ََ‬ ‫َ َ‬

‫عرفنا الفرق بين موات وملكه‪.‬‬

‫ِين ِر ْطال ِع َر ِاق َّية»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َذا َب َلََ مائَة َوست َ‬

‫المصنف هنا قدر بالرب العراقر‪ ،‬وهلو المقلدر يف كل م كثيلر ملن الفقهلاء كصلاحع اللذات وغيلره‪،‬‬
‫وقدموا العراقر لمااا؟‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن العراقلر هلو اللذي كلان يف عهلد الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬ملع أبله‬
‫خالف قب اللك فقلدره بالدمحلقر‪ ،‬لعلنلا بللتمس للمؤللف فائلد أبله أراد أن يبلين لطاللع العللم أن مائلة‬
‫وستين رب عراقيا تعادل ثل ث مائلة وثنلين وأربعلين ربل وسلبع أربلال بالدمحلقر‪ ،‬فلأراد بلين للك أن‬
‫هذين متساويين‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وم ْن اِستَخْ ر َج ِم ْن م ْع ِد ٍن نِ َصابا َ ِقي ِ رب ُع َا ْل ُع ْي ِر ِ َا ْل َح ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫المعادن التر تستخرج من األرض فإبه يًع عليه أن يخرج منها ربع العحر يف الحال‪ ،‬بمعنى ل ينظلر‬
‫فيها حولن الحول‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َا ِلرك ِ‬
‫َاز َا ْلخُ ُم ُس ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫الركاز ما هو؟ بب ًعا الركاز هو دفن الًاهلة‪ ،‬كما جلاء يف الصلحيحين ملن حلدث أبلو هريلره أن النبلر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬ويف الركاز الخمس»‪.‬‬

‫ما معنى قولنا إ ا دفلن الًاهليلة؟ أي‪ :‬أن يًلد الملرء يف األرض المدفوبلة أو يف بيلت أو يًلد تحلت‬
‫حًر وبحو الك يًد مال مسلكوك أم عللى هيملة بقلد بقلود أو هيملة حللر‪ ،‬أو يًلد هلذا النقلد عللى هيملة‬
‫‪314‬‬

‫مصنوعات‪ ،‬كأصنام وبحوها‪ ،‬إما أن يكون هذه الصنعه‪ ،‬تكون من فعل أهل الًاهليلة كيلف؟‪ ،‬أن تكلون‬
‫قب مبعث النبر ‪ ،‬كما يوجد كثيرا يف بعه البلدان‪ ،‬كما يف جنوب الًليلر العربيلة جنلوب‬
‫أيللا يف مصلر‪ ،‬ويوجلد يف الحلام‪ ،‬كثيلرا ملا يًلدون دفلن ملن دفلن الًاهليلة إملا ملن آثلار‬
‫المملكة يوجلد ً‬
‫الفرعوبية أو البابلية‪ ،‬ويوجلد هنلا يف الًليلر أصلنام‪ ،‬وواضل األصلنام ملن أفعلال الًاهليلة‪ ،‬فل توجلد‬
‫األصنام إل من دفن الًاهلية‪ ،‬إاا هذه من دفن الًاهلية‪.‬‬

‫إاا الحالة األولى من دفن الًاهلية أن تكون قب مبعث النبر‪.‬‬

‫الحالة الثابية من دفن الًاهلية‪ ،‬أن يكون البلد لم يرد عليه ا س م إل متأخرا‪ ،‬فيكون هذا الدفن قبل‬
‫ورود ا س م‪ ،‬فلو فرضنا أن بلد لم يرد ا س م إل يف سنة خمس مائة ملن الهًلر ملث ‪ ،‬فوجلد فيله كنلل‬
‫هذا الكنل قب الخمسمائة؛ لكن بعد مبعث النبر ‪ ،‬فنقول إبه من دفن الًاهلية‪.‬‬

‫إاا هذان أمران يسمان دفن الًاهلية‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمٍ الثالث‪ :‬ما كان من دفن أه ا س م بأن يوجد عليه ع مة ا سل م درهلم إسل مر‪ ،‬دينلار‬
‫إس مر‪ ،‬يوجد البلد أ ا بلد إس م والدفن دفن حديث‪ ،‬اآلن يوجد عندبا يًدون ملث فيله بعله النلاس‬
‫يحفر فيًد يسمو ا الريالت الفربسية الريال الفربسر القلديم هلذا‪ ،‬كلان النلاس يتعلاملون بله عنلدبا قبل‬
‫مائة سنة؛ لكن كان سائد عندبا كان سائدا عند المسلمين‪ ،‬فدل على أبه ليس جاهليا وإبما هو إس مر‪.‬‬

‫كذلك الدراهم الساسابية‪ ،‬الدراهم الساسابية ملا زال المسللمون يتعلاملون لا‪ ،‬إل عهلد عبلد المللك‬
‫ابن مروان فسك الدرهم ا س مر الذي توجد صورته على الريال السعودي هذه هو اللدرهم أول درهلم‬
‫سللك‪ ،‬هللو الللدرهم ا س ل مر الللذي سللكه عبللد الملللك بللن مللروان علللى مقللدار الللدرهم يف عهللد النبللر‬
‫‪‬؛ ألن الدراهم قب عبد الملك بن مروان كابت تختلف وزن‪.‬‬

‫ما كان من دفلن الًاهليلة هلذا يًلع فيله الخملس‪ ،‬كامل لليس العحلر وإبملا الخملس يخملس‪ ،‬وإاا‬
‫خمللس ه ل يصللرف مصللرف اللكللا ؟‪ ،‬بقللول ل‪ ،‬وإبمللا يصللرف مصللرف الفللرء‪ ،‬فيوضللع يف بيللت مللال‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫إاا اللكا تًع يف بيت مال المسلمين تصرف مصرف الفرء تًعل لبيلت ملال المسللمين‪ ،‬يصلرفها‬
‫ولر األمر يف ما شاء ليس مصرف اللكا ‪ ،‬ابتبه للفرق بين الركاز وبين سائر اللكا ‪.‬‬

‫إاا أوردوا الركاز هنا من باب ملااا؟‪ ،‬ملن بلاب اكلر المناسلبة وإل ليسلت زكلا يف الحقيقلة‪ ،‬وإبملا أو‬
‫‪٦‬‬
‫‪315‬‬

‫بقول بالمعنى العام‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما كان من دفن أه ا س م‪ ،‬فإن ما كان من دفن أهل ا سل م حكمله حكلم اللقطلة‪ ،‬فيعلرف‬
‫سنة كاملة وبعد السنة يملكها‪ ،‬قد يقول لها ممتين سنة يبحث عن ورثة أه هذه القرية ووجد‪ ،‬وجد رجل‬
‫يف مكان مال فلما سأل قالوا أن هذا المال كان يسلكنه بنلر فل ن فيًلع عليله أن يعطيله ألبنلاء أهل تللك‬
‫القرية الذي يسكنون‪ ،‬وكنوا يعنر القرى قديما رج ورج ن يسكنان القريلة‪ ،‬يًلع وجلوب ألن حكمله‬
‫حكم اللقطة‪ ،‬بعد سنة ما جاءه أحد بحث لم يًد‪ ،‬يعرف من يسكن هذه البللد ملكهلا بعلد سلنة‪ ،‬ثلم يلأا‬
‫حول الحول من حين فيما يتعل باللتقاط‪.‬‬

‫اه ِل َّي ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها ما و ِجدَ ِمن د ْ ِن َا ْلُ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬
‫دفن بكسر الدال من دفن الًاهلية‪ ،‬هذا ما يتعق بالركاز‪.‬‬

‫هنا فائد أاكرها لكم‪ ،‬إن بعه الفقهاء وهم فقهلاء الحنابلة والمالكيلة‪ ،‬وربملا اكلر غيلرهم؛ لكلن للم‬
‫أقف عليه‪ ،‬اكروا أبه يًوز لولر األمر تقيلد المباحلات‪ ،‬ملا معنلى تقيلد المباحلات؟‪ ،‬يعنلر يًلوز للك أن‬
‫يمنعك من تملك بعه المباحات التر يًوز تملكهلا‪ ،‬دلليلهم عللى اللك إجملاأ الصلحابة‪ ،‬فلإن عثملان‬
‫‪ ‬حمللا النقيللع‪ ،‬هنللاك بقيللع وهنللاك بقيللع‪ ،‬البقيللع هللر المقللا هللذه التللر دفللن فيهللا أصللحاب رسللول اهلل‬
‫‪ ،‬وأما النقيع فإ لا بعيلد قليللة وقلد كابلت مرعلى‪ ،‬فحملا عثملان ‪ ‬النقيلع‪ ،‬النقيلع النلاس‬
‫شركاء يف تملكها هذا الححيش‪ ،‬فيًوز لولر األمر أن يمنع من تملك بعله المباحلات لمصللحة‪ ،‬وهلذا‬
‫الذي يسمى بتقيد المباال‪ ،‬سياسة لمصلحة ليست لتحيه لله ليللعها عنلده ل‪ ،‬ليًعلهلا يف مصللحة عملوم‬
‫المسلمين‪.‬‬

‫بعينله‬ ‫وبناء على الك‪ ،‬فقد اكر أهل العللم أن وللر األملر إاا قلال‪ :‬إاا وجلد معلدن يف أرض شلخ‬
‫فقال إبه ل تتملك المعدن‪ ،‬وإبما يكون يف مصلحة عملوم المسللمين جلاز‪ ،‬يًلوز أبله يمنعلك ملن تلملك‬
‫ملا يتمللك المعلدن إل بعلد اسلتخراجه؛ ألبله مبلاال‬ ‫األرض التر وجد المعلدن يف بابنهلا‪ ،‬بب ًعلا الحلخ‬
‫والمباال ل يملك إل بالقبه أو اللتقاط أو ما يتعل بمعنى هذه المعنى‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)11‬‬

‫(‪ )11‬اية المًلس الحادي عحر‪.‬‬


‫‪316‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ون ِم ْث َهاَّل‪َ ،‬و ِ َّض ٍة ِما َئتَا ِد ْر َه ٍم»‪.‬‬
‫ب ِع ْي ُر َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َأ َق ٍُّ نِ َص ِ‬
‫اب َذ َه ٍ‬

‫لحديث عمرو بن شعيع عن أبيه عن جده علن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬لـيس يف أقـٍ مـن عيـرون‬
‫مثهال من الذهب زكاه وَّل يف ما دون مائة درهم زكاة»‪ ،‬فدل الك على أبه هذا هو النصاب‪.‬‬

‫المثقال هو من الذهع‪ ،‬والدرهم من الفلة‪ ،‬ابظروا معلر المثقلال يعلادل اآلن ‪- ...‬اللوزن مللبوط‪،‬‬
‫الوزن الملبوط لم يتغير‪ ،-‬المثقال يعادل أربعة جراملات وربلع‪ ،‬إان ملن كلان مالكلًا للنصلاب عحلرون‬
‫مثقال‪ ،‬أي خمسة وثمابين جرام من الذهع فإن فيه اللكا ‪ ،‬كلم بصلاب اللذهع؟ خمسلة وثملابون جراملا‬
‫ألن المثقال الواحد ويسمى دينارا يعادل أربعه وربع يف عحرين خمسة وثمابون جرام‪.‬‬

‫الدرهم كم هو؟‪ ،‬بقول أن الدرهم وهو الذي كان يسمى الدرهم ا سل مر اللذي سلكه عبلد المللك‬
‫بللن مللروان‪ ،‬ويعللادل جرامللان وخمسللة وتسللعون بالمائللة إاا مائللة الللدرهم تعللادل كللم خمسللمائة وخمسللة‬
‫وتسعون جرامًا من الفلة‪ ،‬أليس كذلك؟ أخطأت؟ بعم ‪ ..‬الحمد هلل‪.‬‬

‫إان خمسللمائة خمسللة وتسللعون واض ل ‪ .. ..‬ابظللروا معللر ‪ ..‬قب ل أن ابتق ل ‪ ..‬يقللول الفقهللاء علللى‬
‫‪ ،‬يعنر أربعة وعحرون جرام‪.‬‬ ‫المحهور ‪ ..‬أبه العا بالذهع الخال‬

‫وبناء على الك فان المرأ ‪-‬أربعة وعحرون قيراط أحسنت‪ ،-‬فإاا كان المرء يمللك خمسلة وثملابون‬
‫جراما بقيراط واحد وعحرون؟ ل تًع فيه اللكا ؛ ب يحسبها بالنسبة والتناسع حتى تبلغ المقدار اللذي‬
‫‪،‬‬ ‫اكرته لك قب قلي ‪ ،‬وضحت فكر القراريط؟ أ ا ل ُبد أن تكون‪ ،‬هذا هو المحهور وهو الظلاهر بلالن‬
‫أيلا يف الفلة‪.‬‬
‫ومثله ويقال ً‬

‫خ فًا بب ًعا للرواية الثابية يف المذهع‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪317‬‬

‫ان ِ َت ِْم ِ‬
‫يٍ َالن َِص ِ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وي َض َّم ِ‬
‫ُ‬
‫ب خ ف كما قال ابن الموف ب خ ف‪ ،‬وكيف يكون اللم هنا؟ قالوا اللم بين اللذهع والفللة‬
‫باألجلاء ل بالقيمة‪ ،‬هنا العا باألجلاء‪.‬‬

‫كيف يكون الك؟ بنظر كم ملك من الذهع‪ ،‬ملك بصف بصاب ملن اللذهع‪ ،‬ومللك بصلف بصلاب‬
‫من الفلة‪ ،‬إان حينمذ ملك بصاب كام ً‪ ،‬ملك ث ث أرباأ بصاب من الذهع وربلع بصلاب ملن الفللة‪،‬‬
‫إان ملك بصابًا‪ ،‬إاا العا باألجلاء‪ ،‬فنقول كم ملكت من جلء واحد ملن اللذهع وكلم ملكلت ملن جللء‬
‫بصاب من الفلة‪ ،‬واجمع األجللاء فلإن كابلت األجللاء تعلادل واحلد وصلحيحة فلأكثر إاا حينملذ وجبلت‬
‫عليك اللكا ‪ ،‬وتكون اللكا ك ً بًلئه وحسابه‪.‬‬

‫إان فيما يتعل بلم النصاب بين الذهع والفلة خاصة فهو متعل باألجلاء‪.‬‬

‫وض إِ َلى ك ٍٍُّ ِمن َْها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُع ُر ُ‬

‫لكن بالقيمة‪ ،‬فننظر لقيمه العروض‪.‬‬

‫العروض سيأا معنى أ ا بوعان‪:‬‬

‫عروض كُنية‪.‬‬

‫وعروض تًار ‪.‬‬

‫سأشرال بعد قلي وهى مهمة جدًّ ا وهر من أهم مسائ الباب‪.‬‬

‫لكن عندبا بوعًا ملن األبلواأ ألحقله أهل العللم باللذهع والفللة مطلقلًا‪ ،‬وهلو ملا يسلمى بلاألوراق‬
‫النقدية كالريالت والًنيهات والدولرات‪ ،‬وغيرها من المسلميات واليلورو‪ ،‬وغيرهلا ملن األشلياء‪ ،‬هلذه‬
‫ألحقها أه العللم المعاصلرون باللذهع والفللة بنلاء عللى أن الملراد لليس مطلل الثمابيلة وإبملا غلبلت‬
‫الثمابية‪.‬‬

‫إاا من ملك أوراق النقدية فإبنا بلحقها بالذهع والفلة‪ ،‬كم يكلون بصلا ا؟ بنظلر ملا هلو األقل ملن‬
‫قيمه خمسة وعحرون جراما من الذهع‪ ،‬أو خمسلمائة خمسلة وتسلعين جراملا ملن الفللة‪ ،‬ملا هلو األقل‬
‫منهم؟‪ ،‬فنعتاه النصاب‪.‬‬
‫‪318‬‬

‫اآلن يف هذه األيام جرام الذهع بكم ؟‪ ،‬مائة وخمسين‪ ،‬مائة وخمسين يف خمسة وثمابين ؟اثنلى عحلر‬
‫ألف وسبعمائة وخمسون ريلال‪ ،‬هلذا النصلاب إاا قلدرباه باللذهع‪ ،‬إاا قلدرباه بالفللة اآلن تقريبلًا جلرام‬
‫الفلة يعادل أق من عحر ريالت لنق عحر احتيابًا أسله يف الحسلاب‪ ،‬عحلر يف خمسلمائة وخمسلة‬
‫وتسعين‪ ،‬بقول ستة ألف ريال أسه ‪ ،‬ما األق أثنى عحر ألف وسبعمائة‪ ،‬أم ستة ألف؟‪ ،‬ستة ألف ريال‪.‬‬

‫خ ل سنه حسابه عن ستة ألف ريال تًع عليله‬ ‫إان ك من ملك ستة ألف ريال سنة كاملة لم ينق‬
‫اللكا ‪.‬‬

‫ألبنا قدربا بأق بقدي وهو الفلة‪ ،‬قد يكون زمن من األزمنة يرتفع الفلة واهلل أعلم قد تكلون النلاس‬
‫يف حاجلله للفلللة‪ ،‬يكتحللف اكتحللافًا فيرتفللع سللعر الفلللة‪ ،‬ويللنخفه الللذهع مللا تللدري‪ ،‬فحينمللذ بقللدره‬
‫بالذهع ل بالفلة وهكذا‪ ،‬إان عرفنا اآلن كيف النصاب وكيف بقدره‪.‬‬
‫ب ِ ِ‬
‫يه َما ُر ْب ُع َا ْل ُع ْيرِ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َا ِ‬
‫اج ُ‬

‫لحديث الرسول ‪‬؛ ب يف أكثر من حلديث علن حلديث جلابر وأبلى هريلر وعلن حلديث‬
‫عمرو بن شعيع وغيرهم‪ ،‬ربع العحر هلو ملااا؟‪ ،‬أن المبللغ قسلمه أربعلين هلذا هلو ربلع العحلر‪ ،‬أو اثنلين‬
‫وبصف يف المائة بفس المعنى‪.‬‬

‫ف‪َ ،‬و ِح ْل َي ُة ِمنْ َط َه ٍة َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُأبِيح لِرج ٍٍ ِمن َا ْل ِق َّض ِة َهاتَم و َقبِيع ُة سي ٍ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ‬

‫من عاد الفقهاء رحمهم اهلل تعالى أ م يذكرون مسائ يف غير مظا ا؛ ولذلك فلإن بعله أهل العللم‬
‫الف كتبًا تسمى عند الفقهاء بكتع الخوادم‪ ،‬هذه الخوادم ونيفتها أ ا تبين لطاللع العللم مظنلة المسلألة‬
‫أو مح بحث المسألة يف غير مظنتها؛ ولذلك فإن بعه الفقهاء كابوا يعاي أين توجد هذه المسلألة يف أي‬
‫باب‪.‬‬

‫ومللن الللك إن الفقهللاء رحمللة اهلل عللليهم يللذكرون مللا الللذي يًللوز لبسلله هللو مللا الللذي ل يًللوز لبسلله‬
‫واستخدامه من الذهع والفلة‪ ،‬يذكروبه يف باب اللكا مع أبه قد سب اكر بعله أحكامله يف بلاب اآلبيلة‬
‫وربما عقد بعلهم بابًا فيما يتعل باآلداب أو باللباس فلأورد بعللها‪ ،‬إاا هلذه األحكلام موجلود يف غيلر‬
‫مظنتها‪.‬‬

‫قي أن للعلماء يف الك غرض‪ ،‬وهو أن ل يعرف العلم إل ملن تعلع فيله‪ ،‬فلان فالعلملاء كلان بعللهم‬
‫‪٦‬‬
‫‪319‬‬

‫يعنر بتصعيع بعه العبارات لكر يتعع بالع العلم يف تحصي العلم‪ ،‬فلإاا تعلع يف تحصليلها يبقلى يف‬
‫اهنه‪ ،‬ولكر ل يتصور على هذه العلم ك احد‪ ،‬ويف زمننا هذا أصب العلم يسيرا سله ً يسلتطيع الملرء أن‬
‫يبحث يف وسائ وأجهل التصال‪ ،‬فيًد ك م يف كثير من المسائ ؛ ولذلك لما سلهله عللر الصلغير قبل‬
‫الكبير وعلى الًاه قب العالم أصب يتكلم يف دين اهلل ‪ ‬من ل يعلم؛ ولذلك لو أن كل جاهل سلكت‬
‫ما حدث يف ا س م فتنه‪ ،‬وك هذه الفتن والل لت وهذا الليلغ إبملا سلببه بكل م الًهلال يف شلرأ اهلل‬
‫بغيلر مللا يعلللم‪ ،‬وقللد جللاء يف آخلر اللملان يللتكلم الًهل فاتخللذ النلاس الًهل يفتللون بغيللر علللم ف َيللللون‬
‫ويللون‪.‬‬
‫ُ‬

‫قال‪ :‬وأبي لرج من الفلة خاتم َا‪.‬‬

‫الذهع ل يًوز للرج كما مر معنا استخدامها ول التحلر لا‪ ،‬وأملا الفللة فإبله ل يًلوز لله مطلل‬
‫؛ ألن النبلر ‪‬‬ ‫‪ ،‬ول بًلاوز اللن‬ ‫التحلر ا‪ ،‬وإبما يًوز للرجل ملن الفللة ملا ورد بلالن‬
‫أباال الخاتم وبحوه مما سيذكره المصنف‪ ،‬ما عدا الك من صور التحلر بالفلة للرج فأ ا ممنوعة كما‬
‫اكر المصنف‪.‬‬

‫قال‪ :‬يباال لرج من الفلة خاتمًا‪.‬‬

‫سواء‪ ،‬كله يسلمى خلاتم وكابلت وقلد‬ ‫أو بدون ف‬ ‫الخاتم معروف ما يوضع باليد‪ ،‬ولو كان فيه ف‬
‫ثبت النبر ‪ ‬كان له خاتم من فله وقد تتبع بن رجع أحكام الخواتم يف جلء كام قبله أللف‬
‫البيهقر يف كتاب كام سماه «الًامع يف الخواتيم»‪ ،‬وكلهم مًموعة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقبيعة سيف‪.‬‬

‫قبيعة سيف هر المقبه يًوز أن تكون من فله ويًلوز أن تكلون ملن اهلع‪ ،‬وأملا اللدلي عللى أن‬
‫تًوز أن تكون من الفلة فقد اكر ابس ‪ ‬أن قبيعة سيف النبر ‪ ‬كابت من فلله‪ ،‬والسلبع‬
‫أن قبيعة السيف تًوز أن تكون من اهلع‪ ،‬أو فللة ألن األوائل كلابوا حلين يسلتخدمون السليف يف قتلال‬
‫وبحوه يحتد قبه أحدهم على هذا السيف شد قوية؛ ألبه لو سقطت منله سليفه لهلكلت بفسله؛ حتلى أن‬
‫عبد اهلل بن اللبير ‪ ‬كان إاا ابتهر من القتال ل يستطيع أن يفلك يلده ملن شلده قبلله عللى السليف حتلى‬
‫يأتوا له بالماء الحار فيسكع على يده فتلين يده‪ ،‬فمن شد القبه لو كان القلبيع من حديد أو بحلو هلذا‬
‫‪320‬‬

‫لربما أثرت على اليد؛ ولذلك كان النبر ‪ ‬هو األصوب يف فعله‪ ،‬ومن حيث المعنى ألبه كلان‬
‫ألطف على اليد فيًوز أن تكون قبيعة السيف من فله ويًوز أن تكون من اهع كما سيأا‪.‬‬

‫قال‪ :‬من حليت منطقته‪.‬‬

‫المنطقة‪ :‬هو ما ُيًع يف الوسط‪ ،‬يربط على هيمه حللام فإبله يًلوز تحليتله بالفللة دون اللذهع كملا‬
‫جمع من الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فع‬
‫ت إِ َلي ِ َضرورة ك ََأن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن َا َّلذ َه ِ‬
‫ْف»‪.‬‬ ‫ب َقبِي َع ُة َس ْيف َو َما َد َع ْ ْ ُ َ‬
‫ل يًوز للرج من الذهع إل أمران فقط‪:‬‬

‫األمر األول قبيعة السيف‪ ،‬فيًوز أن يكون من اهع ألن الذهع لطيف على اليد‪ ،‬وقلد ثبلت أن عملر‬
‫وعثمان وغيرهم من الصحابة رضوان اهلل عليهم كان القبيعة سيفهم ملن اهلع‪ ،‬فلدل اللك عللى أن قبيعلة‬
‫السيف المستخدم‪ ،‬ليس ألج أن يحلى‪ ،‬ويًع على الًلدار‪ ،‬كملا يفعل أهل زمابنلا‪ ،‬وإبملا المقصلود‬
‫بالسلليف الللذي يسللتخدم ل الللذي يكللون جمللال للبيللت وبحللو‪ ،‬فيًللوز أن تكللون قبيعتلله مللن اهللع لفعل‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ما دعت عليه ضروري كأبف‪ ،‬لما ثبت أن أحد صحابة الرسلول ‪ ‬عنلدما قطلع أبفله‬
‫فًعله له أبف من اهع‪ ،‬والحديث عند أه السنن‪.‬‬

‫ان ِمن ُْه َما َما َج َر ْت َعا َدت ُُه َّن بِ ُل ْب ِس ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِنِس ٍ‬
‫َ َ‬
‫أي‪ :‬من الذهع والفلة ما جرت العاد بلبسه‪ ،‬فك ما جرت العلاد بلبسله ملن اللذهع والفللة ملن‬
‫به كملا جلاء‬ ‫حلى سواء كان ق د ‪ ،‬أو كان خاتم ‪،‬أو كان محل على هيمة يد‪ ،‬كله يًوز لبسه لورود الن‬
‫يف حديث ابن معاوية وغيره‪ ،‬وأملا النسلاء (‪ .)...‬فليبسلن ملا شلمن إل أن تكلون العلاد إل يلبسلنه‪ ،‬مثل أن‬
‫يكون فيه إسراف ومخيلة لعدم‪ ،‬فإبه ينهى لعدم بلسه عاد ‪.‬‬

‫ار َي ٍة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َزكَا َة ِ ُح ِل م َباحٍ ُأ ِعدَّ َِّلستِ ْعم ٍ‬
‫ال َأ ْو َع ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍّ ُ‬
‫الحلر يف األص من اهع‪ ،‬وفله‪ ،‬والذهع والفلة األص فيها أن فيله اللكلا ‪ ،‬ولكلن هلذا الحللر‬
‫لسببين اجتمع فيه أسقطنا عنه اللكا ‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪321‬‬

‫السبب اْلول‪ :‬أبه صنع يًع أن يكون مصنوعا‪.‬‬

‫اْلمر الثاين‪ :‬أن يكون معد ل ستعمال‪.‬‬

‫إان هذا ما سنتكلم عنه وسأاكر دللي بعلد قليل إاا وجلد فيله وصلفان أن يكلون مصلنوعا عللى هيمله‬
‫حليًا يلبس‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬أن يعد الستعمال سأاكر ما يقابلها هذين الوصفان بعد قلي ‪.‬‬

‫الحلر إاا أعد ل ستعمال فإن الفقه يقول ل اكا فيله‪ ،‬ملا اللدلي عللى اللك قلالوا‪ :‬أبله روي يف اللك‬
‫حديث ولكنه ل يص فيه زكاه؛ لكن ثابت يف علدد ملن الصلحابة رسلول اهلل ‪ ‬وملنهم عائحلة‬
‫اكر عائحة بالخصوص ألن عائحة زوجه النبر ‪ ،‬فكابت عائحة ل تخرج زكاه الحلر المعلد‬
‫ل ستعمال لبسًا أو إعار ‪ ،‬عائحلة عاشلت ملع النبلر ‪ ‬تسلع سلنين‪ ،‬وحليهلا كلان موجلودا يف‬
‫حياه النبر ‪ ،‬فغالبا أن النبر ‪ ‬على ما بحالها وأقرها على أ لا ل تخلرج اللكلا ‪،‬‬
‫فدل الك على أن الحلر ل تخلرج زكلاه ولقللاء علدد ملن الصلحابة‪ ،‬واكلرت ملنهم عائحلة ‪ ،‬ملع أن‬
‫عائحة هر التر روت حديث صاحبه الفتحتين‪ ،‬فلدل عللى اللك أن لهلا معنلى وجلاء أهل العللم يف محلله‬
‫وليس هذا مح ‪.‬‬

‫إان عندبا قيدان وإن شمت قول ث ثة قيود‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ بالهيد اْلول‪ :‬وهو ما كان حليًا‪ ،‬أي ما كان مصنوعا على هيمة حللى‪ ،‬كل تلا ًا وللو كلان معلد‬
‫ل ستعمال فإن فيه اللكا ‪ ،‬التا‪ ..‬ما هو التا؟ التا يعنر الذى لم يصك بعد‪ ،‬ويف معناه ك ملا سلك بقلدا‪،‬‬
‫كدراهم وجنيها؛ ألن هذا ليس ملبوس‪ ،‬وإبملا هلر دراهلم وجنيهلات‪ ،‬أو دراهلم ‪ ..‬قوللت جنيهلات ألبنلا‬
‫بسمر جنيهات اللذهع‪ ،‬هلذه ل تعتلا حليله إل أن تسلكا عللى هيمله عقلد أو حليلا أو بحلوه‪ ،‬إان ل ُبلد أن‬
‫يكون حليًا‪.‬‬

‫ما يتعل بالحلر‪ ،‬أبنا بقول هذا الحلر إاا كسر كسرا بحيث ل يمكلن لبسله معله‪ ،‬أو إصل حه فتًلع‬
‫اكاته‪ ،‬إاا كسر كسرا ل يمكن لبسهم ول يمكن إص حه فقد ينكسر اليوم يصل بعلد أسلبوعين أو ث ثلة‪،‬‬
‫ولكن هذا ل يصل يف حينمذ معناه أن صنعته قد تغيرت‪ ،‬فحينملذ توجلع فيله اللكلا ‪ ،‬هلذا القيلد األول أن‬
‫يكون حلر‪.‬‬
‫‪322‬‬

‫‪ ‬الهيد الثاين‪ :‬قال‪ :‬أن يكون مباحا‪ ،‬وبناء على الك فإن الحلر المحرم يف زكاه‪ ،‬أضلرب لكلم أمثللة‬
‫للحلر المحرم‪ ،‬لو أن رج عنده خاتم من اهع أفيه زكا أم ل؟ حللى وملبلوس‪ ،‬ولكلن بقلول محلرم ل‬
‫يًوز‪.‬‬

‫بيع لو أبا امرأ عندها اهلع‪ ،‬ولكلن جعلتله تحفله يف بيتهلا‪ ،‬عنلدها قاللت سلأجعله تحفلة أجمل بله‬
‫جدار بيتر‪ ،‬ه فيه زكا أم ل؟ لمااا؟‪ ،‬ألبنا بقول‪ ،‬تذكرون الدرس األول قلنا ل يًوز اسلتخدام اللذهع‬
‫والفلة يف غير الحلر ويف غير اللرور ‪ ،‬ويف غير األثمان والقنية ل للرج ول للمرأ ‪ ،‬ل يًلوز أن تللع‬
‫تحفة يف بيتك من اهع أو فلة‪ ،‬أبت آثم‪ ،‬وفيها اللكا ك سنة؛ ألبه المحرم ل يبي ول يسقط ملا اسلقط‬
‫يف الحارأ‪ ،‬إاا هذا األمر الثاين يف يتعل بقول المصنف مباال‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬قال‪ :‬قاعد لستعمال أو العارية‪ ،‬الستعمال هو اللبس‪.‬‬

‫ولو أحيابا‪ ،‬ولو عده للبس ولم يلبسلوا‪ ،‬بعله النسلاء عنلدها حللى‪ ،‬ولكلن هلذا الحللر تقلول سلوف‬
‫ألبسه إاا جاءت مناسبة ما‪ ،‬ول مناسبة عندها‪ ،‬لسنه كاملة ما جاءها ول مناسبة‪ ،‬بقول ل زكا فيه ألبه معلد‬
‫ل ستعمال؛ لكن لم تأا المناسبة التر تلبسه فيها‪.‬‬

‫ويف ما معناهلا العاريلة؛ للذلك فلأن عائحلة ‪ ،‬وتعلملون أن زوجلات النبلر ‪ ‬لملا‬
‫شللعورهن‪ ،‬فل يتًمل ‪ ،‬ول‬ ‫تللويف حللرم عللليهن أن يتلوجللوا وحللرم عللليهن أن يللتًملن؛ ولللذلك قصل‬
‫يلبسن حليا البت إلى أن متن ‪ ،‬فالحلر ل يلبسنه بساء النبر ‪ ،‬عائحلة كلان عنلدها حليله‪،‬‬
‫فكابت تعيره ‪ -‬ألهلها‪ -‬من بنات أخيها وبنات أختها‪ ،‬وحينملذ إاا أصلب مسلتعم فل زكلا فيله‪ ،‬إاا‬
‫عرفنا المستعم باللبس أو المستعم با عار فحينمذ ل زكا ‪.‬‬

‫غير المستعم فما هو؟ ابظر خذ معر بعلها‪ ،‬ك من كان عنده حلر قد جعله للتًلار ‪ ،‬اشلةي هلذا‬
‫الحلللر ألبيعلله ل أللبسلله فتًللوز فيلله اللكللا ‪ ،‬كل مللن يحللةي حلللر وجعللله عنللدهم للنفقللة أحفظلله‪ ،‬اآلن‬
‫منخفه الذهع سأشةي الذهع‪ ،‬السنة القادمة سيرتفع الذهع وأبيعه هذا يف الحقيقة للنفقة سلآخذ منله‬
‫شيما فحيما عند الحاجة‪ ،‬إاا فإن فيه اللكا ‪ ،‬كل ملن جعل حللر حيللة للفلرار ملن اللكلا ‪ ،‬فيله اللكلا ‪ ،‬كل‬
‫هؤلء بقول فيه اللكا كذلك قالوا‪ :‬من عنده حلر لم يلبسه ولم يعره لكن جعله للكلراء وا جلار ‪ ،‬بعله‬
‫الناس يؤجر الذهع‪ ،‬بقول فيه اللكا كذلك؛ إبما يستثنى ما أعد للبس وما كان معار ًا أو يعار‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪323‬‬

‫يمتِ ِ »‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َت ْه ِاي ُم َع ْر ِ‬


‫ض َالت َُِ َارة بِ ْاْلَ َح ِإ ل ْل ُق َه َران من ُْه َما‪َ ،‬وتَخْ ُر ُج م ْن ق َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن مسألة مهمة جدًّ ا وهى زكا عروض التًار ‪ ،‬والعلروض جملع علرض‪ ،‬وقلد‬
‫ابعقد ا جماأ المتقدم ول خ ف جماأ بار بعد القرن الرابع فيما أبكر علدم وجلوب زكلا علروض‬
‫التًار ‪ ،‬فإن ا جماأ متقدم لأله العلم أن زكا التًار أو عروض التًار واجبه‪.‬‬

‫إان زكاه عروض التًار واجبه بإجماأ أه العلم ب خ ف يف هذه المسألة‪.‬‬

‫بيع ابظروا معر‪.‬‬

‫العروض جمع مااا؟‪ ،‬عرض‪ ،‬العلروض أريلد أن تنتبهلوا معلر أيهلا األخلو ؛ العلروض يف اللدبيا غيلر‬
‫الذهع والفلة‪ ،‬العروض بوعان إما أن تكلون علروض كوبيله‪ ،‬وإملا أن تكلون علروض التًلار ‪ ،‬األصل‬
‫منهم مااا؟ أن تكون عروض قنية‪ ،‬وخ ف األص والتًار ‪ ،‬وسيأا معرفه األص وعدم األص ‪.‬‬

‫عروض الكنيه ل زكا فيها الدلي أن النبر ‪َّ« ‬ل زكاه يف هـادم يف بيـت المـرأة‪ ،‬وهادمـ ‪،‬‬
‫و رس »‪ ،‬هذا ل زكا فيها‪ ،‬إاا عروض القنية ل زكا فيها؛ إبما اللكا يف عروض التًار ‪.‬‬

‫كيف تستطيع أن تفرق بين العرض أبه عرض تًاره‪ ،‬أو عرض قوبية؟ هذا قد يكون على التًار بعلد‬
‫قلي يصب قنيه السيار التر تركبها قنية؛ لكن قد تكون عرض تًاره‪ ،‬كيف تفرق بينهما؟‪.‬‬

‫بقول‪ :‬الفرق بينهما بأمرين‪ :‬وهو أن يكلون مللك العلرض بنيله التًلار وعملهلا فقلط‪- ،‬ابتبهلوا معلر‬
‫سهله جدا‪ ،-‬إان العرض من كنيه عرض ل زكا يف‪ ،‬إلى كو ا عرض مااا تًاره فيها زكاه بالنيلة والعمل‬
‫‪-‬ركلوا معر‪ ،-‬بالنية والعم ‪.‬‬

‫النية ما هر؟ المراد بالنية بية التًار بأن ينوي بيعها‪ ،‬ك ما اشةي و تملك شليما بقصلد بيعله فلإن بيلة‬
‫التًار متحققلة عنلده‪ ،‬سلواء أراد أن يبيلع بلأكثر مملا محلةه‪ ،‬أو بأقل مملا محلةه ل بنظلر قصلد اللرب ل‬
‫يقصد‪ ،‬ما دام قصد البيع فهذا تسمى بية التًار ‪ ،‬حتى لو قصد أن يبيع بأق ملن السلعر فهلر بيلة التًلار ‪،‬‬
‫قصد أن يبيعها اآلن‪ ،‬أو قصد أن يبيعهلا بعلد عحلرين سلنه‪ ،‬سلواء بيلة التًلار ملدار أو ليسلت ملداره كلهلا‬
‫سواء تسمى بية التًار ‪.‬‬

‫إاا النية ما هر بية التًار ؟‪ ،‬أن ينوي بيعها‪.‬‬


‫‪324‬‬

‫ابظروا معر ‪ ..‬الثابية بحاجه إلى الةكيل‪.‬‬

‫عم التًار ما هو التًار ؟ قلنا بية التًار واضحة‪ ،‬عم التًار ما هو ابتبهوا معر‪ ،‬عم التًلار‬
‫أحد أمرين‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬إما أن يكلون وقلت التمللك‪ ،‬فإ لا المعاوضلة‪ ،‬كل معاوضلة وقلت التمللك فتسلمى‬
‫عم تًاره‪.‬‬

‫مثال من يحةي من استأجر بيتا وكان العوض عينًا‪ ،‬هذه معاوضة‪ ،‬كل معاوضلة هلذه وقلت التمللك‬
‫تسمر عم التًار ‪.‬‬

‫إاا ك من تملك عين بمعارضته‪ ،‬وقد بوى وقتها التملك بيعها‪ ،‬فأ لا علروض التًلار ؛ ألن التمللك‬
‫أحد أمرين إما بمعاوضة‪ ،‬أو بدون معاوضة‪ ،‬بدون معاوضة كا رث والهبة‪ ،‬من تملهكا بمعاوضة‪ ،‬وكلان‬
‫الوقت التملك ينوى تًاره‪ ،‬فأ ا تكون حينمذ عروض التًار ‪.،‬‬

‫إن تملكها بغير معاوضة؟‪ ،‬وهبت له ورثها‪ ،‬وللو بلوى التًلار فل تكلون علروض التًلار ؛ ألبله للم‬
‫يعم بعد فيها عم التًار ‪ ،‬ف ُبد أن يعم بعد الك عم التًلار ‪ ،‬وملا هلو عمل التًلار بعلد اللك؟‬
‫السوم أو العرض للبيع‪.‬‬

‫واض ! أعيدها بسرعة ول أعيدها مره أخرى العرض ينتق من كوبه عرض كنيله إللى علرض تًلاره‬
‫بأمرين‪ ،‬يًع باألمرين معه بالنية وعم التًار ‪ ،‬فأما بية التًار ‪ ،‬فهو أن ينوى سواء عند تمللك أو بعلده‬
‫أن ينوي مااا؟ أن ينوي يبيعها وراب فيها‪ ،‬فيسمى عم تًاره‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬ل ُبد من عم التًلار ‪ ،‬بقلول عمل التًلار حالتهلا‪ ،‬إملا أن يكلون قلد تلم تملكهلا‬
‫بمعاوضة‪ ،‬فحينمذ وجد عم التًار ألبه باأ واشةي‪ ،‬فإاا واف وقلت الحلراء أبله للتًلار فهلر علوض‬
‫تًار‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون قد تملكها بغيره معاوضة كهبه وإرث فإن العم لم يتحق بعد فل يكلون‬
‫المللال الللذي ورث عللن والللده يف عللرض تًللاره‪ ،‬حتللى يعمل فيلله عمل تًللاره والنيللة فيلله وهللو السللوم أو‬
‫العرض‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪325‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلهيرة‪:‬‬

‫بحن اكربا األص ما هو؟ األص قنية ألليس كلذلك‪ ،‬اكلرت للك القاعلد قبل يلومين الحلرء يرجلع‬
‫ألصله بالنية‪ ،‬ول ينتق عن أصلر إل بنيه وعم اكرباها يف ص ه المسافر قب البارحة‪ ،‬بفس الحلرء هنلا‬
‫إاا ثبت أن العرض عنده عرض تًاره‪ ،‬فنيه بيته فقد أن ينوي اقتناء هذا العرض بوى اقتنلاهه بلأن‬ ‫الحخ‬
‫يستخدمه‪ ،‬أو أن يستغلهم‪ ،‬ما معنى يستغله؟‪ ،‬يعنر يكريه‪ ،‬يكري هذا العلين‪ ،‬فإبله حينملذ بمًلرد بيله فقلط‬
‫يصب عرض قنة ف زكا ‪.‬‬

‫أبا عندي سيار ‪ ،‬وعندي مح أبلوى بيعهلا‪ ،‬بعلد شلهرين عًبتنلر السليار قللت سأسلتخدمها حينملذ‬
‫يًع أن تكون بية جازمة‪ ،‬ليست مةدد ‪ ،‬بية جازملة خل ص ‪ ...‬للبيلع‪ ،‬بل سأسلتخدمها‪ ،‬حينملذ ل زكلا‬
‫فيها‪ ،‬ألين بويت بية جلمه‪ ،‬العكس عندي عرض قوبية بيتر الذى أسكنه‪ ،‬أو سيارا أرت بيعهلا‪ ،‬ل يصلب‬
‫عرض تًار إل بأمرين بية البيع والسوم‪ ،‬أو العرضة أن تعرض للبيع‪ ،‬ولو لم يحةيها أحد‪ ،‬عندك أرضلر‬
‫تريد سكناها‪ ،‬ثم أحتاج بيعها‪ ،‬فعرضتها للبيع مع بية بيعها‪ ،‬إان من حين عرضها للبيع يبلدأ الحلول‪ ،‬فبعلد‬
‫سنه ولم تباأ ففيها زكاه‪.‬‬

‫قال‪ :‬تخرج ملن قيمتله‪ ،‬يعنلر أن زكلاه علروض التًلار يًلع أن تخلرج ملن القيملة‪ ،‬ول تخلرج ملن‬
‫العين‪ ،‬يف قول عامه أه العلم يًع أن تخرج القيمة‪.‬‬

‫كيف تخرج من القيمة؟ اآلن ما شاء اهلل الناس كثرت بلائعها ليست كلاللمن األول‪ ،‬اللذي بحلأ عليله‬
‫علماء المعاصر أن القيمة تقدر بالًملة ول تقدر بالفرد‪ ،‬فعندك مح تًاري فيها مائلة قطعله للو بلاأ كل‬
‫قطع على ابفراد سيكون المًموأ باأللف‪ ،‬ولكن وقت اللكا ل يقومه على سبي البفراد‪ ،‬وإبما يقومهلا‬
‫بيع الًملة‪ ،‬ل عا بكم اشةاها‪ ،‬وليس العا بكم بيعها على سبي ا فراد‪ ،‬وإبما كان قيمتها اآلن وقلت‬
‫اللكا جمله‪ ،‬قابعا سيق قيمتها عن قيمه الحبة‪.‬‬

‫اب َب ْي َر َسائِ َم ٍة َبنَى َع َلى َح ْالِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن اِ َْت ََرى َع ْرضا بِن ِ َص ٍ‬

‫هذه المسألة شرحتها العصر وهر التر سميناها مااا؟ به العروض دراهلم بله اللدراهم علروض‪،‬‬
‫فقول جماهير أه العلم كما اكر الصنف‪ :‬أ ا ل تقطلع الحلول‪ ،‬بحلن قلنلا تغيلر جلنس الملال لهلا ثل ث‬
‫حالت هذه الحالة الثالثة‪ ،‬هناك اكر صورتين‪ ،‬وهذه هر الصور الثالثلة‪ ،‬فقلط جمعنلا المتنلانرات‪ ،‬اكلر‬
‫‪326‬‬

‫دليلها وهناك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬زكَا ُة َا ْل ِق ْطرِ»‪.‬‬

‫بدأ يف هذا الفص اكر زكاه البدن‪ ،‬اللكا بوعان‪:‬‬

‫زكاه يف للمال‪.‬‬

‫زكاه للبدن‪.‬‬

‫وهنا يبدأ المصنف التكلم على زكاه البدن هر زكاه فطر‪.‬‬


‫ِ ِ‬ ‫اضـ َلة عـن َن َق َه ٍـة و ِ ٍ‬
‫َـت َ ِ‬
‫ب َا ْل ِق ْط َر ُة َع َلى ك ٍُِ ُم ْس ِـل ٍم إِ َذا كَان ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬
‫اج َبـة َي ْـا َم َا ْلعيـد َو َل ْي َلتَـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ ُ‬
‫َو َح َاائِ َِ َأ ْص ِل َّي ٍة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬تًع زكاه الفطر على ك مسلم‪ ،‬كما اكر المصنف سواء كان بالغا أو لليس ببلالغ‪ ،‬عنلده بصلاب‬
‫أو ليس عنده بصاب وهكذا‪ ،‬فهر واجبه على ك مسلم‪.‬‬

‫قال‪ :‬إاا كان فاضلة‪ ،‬يعنر زائد ‪ ،‬عن النفقات الواجبة‪ ،‬بفقة لمالكهلا‪ ،‬وبفقله عملن يقوتله هلو ويموبله‬
‫ليله العيد‪ ،‬قال يوم العيد المقصود يوم الوجوب‪ ،‬كما سيأا‪ ،‬وليلته‪.‬‬

‫قال وليلته وحوائج أصلية‪ ،‬هنا زاد عن النفقة‪ ،‬قال‪ :‬من زاد عن النفقة وحوائًه األصلية‪ ،‬هناك أشلياء‬
‫حوائج أصليه تليد عن النفقة‪ ،‬وقد اكر الفقهلاء أشلياء كثيلره‪ ،‬هلر حلوائج؛ لكنهلا ليسلت ملن ضلروريات‬
‫الحياه‪ ،‬وبناء عليه فأ ا ل تباأ خراج زكاه الفطر؛ لكنه تباأ لسداد اللدين‪ ،‬ملن هلذه األشلياء التلر اكرهلا‬
‫كتع بالع العلم‪ ،‬إاا كان المرء بالع علم يًع أن يكون بالع علم‪ ،‬ليس مللك الكتلع إرثلا‪ ،‬إاا كلان‬
‫بالع علم وعنده كت ع ف تباأ الكتلع يف زكلاه الفطلر؛ أل لا ملن الحلوائج األصللية ألن باللع العللم ل‬
‫يستغنر عن الكتاب‪ ،‬إل من بدر‪ ،‬بكان حافظ وهم ق من الناس‪ ،‬حتى الحفاظ ل ُبد أن يرجلع‪ ،‬فالكتلاب‬
‫هذه الكتع لطالع العلم هر بمثابة أغلى ما يملك من األموال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬يخْ رِ ُج َع ْن َن ْق ِس ِ َو ُم ْس ِل ٍم َي ُما ُن ُ»‪.‬‬

‫فيخرج عن بفسر ومسلم يموبه‪ ،‬معنى أن يخرج عن بفسه واض ‪ ،‬والمسلم الذي يموبه بوعان النوأ‬
‫األول من وجبت بفقاته عليه‪ ،‬إما يكون من األصول‪ ،‬أو مكوبله ملن الفلروأ‪ ،‬أو الكلون وزوجله‪ ،‬أو أكلون‬
‫‪٦‬‬
‫‪327‬‬

‫هو من األقارب على المحهور‪ ،‬فإن مفردات المذهع أبه توجد النفقة عللى األقلارب بالحلرط‪ ،‬إاا كابلت‬
‫النفقة واجبه عليه فهذا األمر األول‪.‬‬

‫إاا تكفل قلال‪ :‬أبلا كفيل ومسلتعده أبلا‬ ‫الثاين ممن يموبه من تكف بنفقته يف رملان كلها‪ ،‬ك شخ‬
‫أيلللا إخلراج زكلاه الفطلر عنله؛ ألن زكلاه الفطلر تابعله لحللهر‬
‫أقلوم بنفقله فل ن الحلهر كلله‪ ،‬فحينملذ تللمله ً‬
‫رملان‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َع ْن َجن ِ ٍ‬


‫ين»‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬وتسن عن جنين‪ ،‬الواجع إبما هر عن المولود ولو كلان ابلن يلوم‪ ،‬وأملا أن كلان الملرء عنلده‬
‫زوجه حام فيستحع له أن يخرج عن هذا الًنين ول يًع‪ ،‬لفع عثمان ‪ ‬فإبله أخلرج عللى الًنلين‬
‫بعم‪.‬‬

‫لص َـال ِة‬ ‫س َل ْي َل َة َا ْل ِق ْطرِ‪َ ،‬وت َُُـا ُز َق ْب َلـ ُ بِ َي ْـا َم ْي ِن َ َه ْ‬


‫ـط‪َ ،‬و َي ْا َمـ ُ َق ْب َـٍ َا َّ‬ ‫لي ْم ِ‬ ‫ب بِغ ُُر ِ‬
‫وب َا َّ‬ ‫َُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬

‫اقي ِ ‪َ ،‬و َي ْح ُر ُم ت َْأ ِه ُير َها َعنْ ُ ‪َ ،‬و ُت ْه َضى ُو ُجابا»‪.‬‬


‫َأ ْ َض ٍُ‪ ،‬و ُت ْره ِ ب ِ‬
‫َ َُ َ‬

‫اكر المصنف هنا وقت زكاه الفطر‪ ،‬وبين لنا المصنف يف ك مه أن للكاه الفطر خمسله أوقلات‪ ،‬للكلاه‬
‫الفطلر لهلا خمسله أوقلات‪ ،‬الوقلت األول وقلت الوجلوب‪ ،‬ملا معنلى وقلت الوجلوب؟‪ ،‬يعنلر متلى تًلع‬
‫إاا كان عنده مالله‬ ‫إاا مات قب قبلها‪ ،‬ف تخرج عنه زكاه الفطر‪ ،‬وأن الحخ‬ ‫عليك‪ ،‬بمعنى أن الحخ‬
‫قب هذا الوقت‪ ،‬ثم َف َقدَ المال بعد هذا الوقت‪ ،‬ف توجد عليها؛ لكن وقت الوجوب لو كان عنلدهم ملال‪،‬‬
‫ثم فقدته بعد الك فتبقى يف امته دين‪.‬‬

‫إان وقتت الوجوب يةتع عليه عديد من األحكام اكرت لك بعلها‪.‬‬

‫ما هر وقت الوجوب؟‪ ،‬قلالوا‪ :‬وقلت وجو لا بغلروب الحلمس ليللة الفطلر‪ ،‬أي ليللة عيلد الفطلر‪ ،‬إاا‬
‫أن يخلرج زكلاه‬ ‫غربت الحمس ليله الفطر فإبه حينمذ وجبات على وقت الوجلوب‪ ،‬يًلع عللى الحلخ‬
‫الفطر‪ ،‬هذا اكر وهذا ما يسمى بوقت الوجوب‪ ،‬هذه الوقت األول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬وقت الًواز‪ ،‬وقد وجاء عن ابن عمر أن النر ‪ ‬إان بأن تقدم قبلهلا بيلوم‬
‫أو بيومر‪ ،‬والك قالوا‪ :‬وتًوز قبله بيوم أو يومين فقط‪.‬‬
‫‪328‬‬

‫هذه المسألة أريد أن تنتبه لها أل ا تتعل بالحساب‪.‬‬

‫ما معنى قول ابن عملر بيلوم أو بيلومين؟‪ ،‬قلالوا‪ :‬معنلاه باعتبلاري تملام الحلهري‪ ،‬أو بقصلابه فلإاا كلان‬
‫فيكون إخراجه قبلهلا‬ ‫الحهر تاما‪ ،‬أي ث ثين فيًوز إخراج زكاه الفطر قبلها بيومين‪ ،‬وإن كان الحهر باق‬
‫بيوم‪ ،‬معنى الك أبله يًلوز إخلراج زكلاه الفطلر بغيلاب شلمس يلوم الثلامن والعحلرين‪ ،‬وبلدأ ليلله التاسلع‬
‫والعحرين‪ ،‬واضل ؟ يعنلر يلوم الثلامن والعحلرين‪ ،‬وأصلبحت ليلله التاسلع والحلعرين جلاز إخلراج زكلاه‬
‫الفطر‪ ،‬هذا معنى كو ا يومين‪ ،‬أي بيومين عند تمام الحهر‪ ،‬أو قب تمام الحهر هو ث ثين يوما‪.‬‬

‫ثم اكر الوقت الثالث‪ ،‬وهو وقت األفللية‪ ،‬يعنر أفل وقت تخلرج فيله اللكلا الفطلر‪ ،‬قلال‪ :‬ويومله‬
‫أفل ‪ ،‬أفل وقت خراج زكاه الفطر يوم العيد‪ ،‬وملر معنلا أن فقهائنلا يقولله ألن اليلوم يبلدأ‬ ‫قب الص‬
‫بمتى؟‪ ،‬تطلع الحمس أم بلع الفًر؟‪ ،‬بطلع الفًر‪.‬‬

‫إان أفل وقت إخراج زكاه الفطر أن تخرجها بعد بلوأ الفًر وقب صل ه العيلد‪ ،‬واللك يسلتحع‬
‫تأخيرها كما مر معنى من حدث ‪ ...‬ابن حلم‪.‬‬

‫ثم اكر الوقت الرابع قال‪ :‬وتكره يف باقيه يًوز؛ لكن مع الكراهة‪ ،‬أن تخرج زكاه الفطلر يف يلوم العيلد‬
‫بعد ص ه العيد وقب الغروب الحمس يكره‪ ،‬ليس محرما ولكن يكره‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويحرم تأخيره عنه‪ ،‬أي ويحرم تأخيرها عن يلوم العيلد؛ لكلن ملن للم يخلرج زكلاه الفطلر يف يلوم‬
‫العيد يًع عليه أن يخرج بعد العيد‪ ،‬ثلاين يلوم‪ ،‬ثاللث يلوم‪ ،‬بعلد شلهر‪ ،‬بعلد شلهرين‪ ،‬تبقلى يف امتلك ألن‬
‫الرسول ‪ ‬قال‪ « :‬ه صدق »‪ ،‬بعد العيد فهر صدقه من الصلدقات يف الذملة كسلائر صلدقات‬
‫المال ل تسقط‪.‬‬
‫يب َأو َأ ِق ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وه َ َصاع م ْن ُب ٍّر َأ ْو ََعيرٍ َأ ْو َس ِايه ِه َما َأ ْو َدقيه ِه َما‪َ ،‬أ ْو ت َْمرٍ‪َ ،‬أ ْو َزبِ ٍ ْ‬

‫بلدأ يلتكلم المصللنف ‪ ‬علن مقلدار زكللاه الفطلر‪ ،‬وقلد ورد فيهللا حلديثا علن حللديث ابلر سللعيد‪،‬‬
‫وحديث بن عمر ‪ ،‬كم مقدار زكاه الفطر قال‪ :‬صاأ مره معنا يف درس العصر كم مقدار الصلاأ؟ هلو ملا‬
‫يعادل ث ث لةات‪ ،‬إيتر بأي إباء أي أباء عندك وغالبًا علبه الحليع ابظر علبة حليع أسكع فيهلا ثل ث‬
‫ملا زاد علن هلذه‬ ‫لةات ماء إاا كان هذه العلبة تكفر ث ث لةات فهر صاأ تقريبا‪ ،‬وإن كابلت أقل فقل‬
‫الث ث لةات‪ ،‬هذا يسمى صاأ هذا هو الصاأ تقريبا مع احتياط يسير يكفيه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪329‬‬

‫إاا يًع صاعًا من األمور الخمسة التر سيوردها فيهلا المصلنف بعلد قليل والقاعلد عنلد فقهائنلا أن‬
‫اللكا ل فرق فيها بين الا وغيره‪ ،‬بخ ف الكفارات فإبه يف الكفار المد من ال ُب ْر عن ملدين ملن غيلر ملن‬
‫المطعومات‪.‬‬

‫إان اللكا لكو ا مقدره و تعبديه ملحة فإبه ل بفرق بين الا وغيره‪.‬‬

‫صاأ من بر‪ ،‬الا معروف هو الذي يسميه بر إلى اآلن‪.‬‬

‫أيلا يؤك ‪ ،‬ومازال الناس أكلنه ويًعلوبه خبل‪.‬‬


‫قال‪ :‬أو شعير الحهير ً‬

‫قال‪ :‬أو سويقهما أو دقيقهما‪ ،‬عنلدبا مسلألتين‪ ،‬المسلألة األوللى ملا معنلى السلوي واللدقي ؟‪ ،‬اللدقي‬
‫واض ل هللو المطحللون‪ ،‬إاا بحللن الحللعير أو بحللن الللا سللمر دقي ل ‪ ،‬والسللوي قللالوا‪ :‬أن يؤخللذ الللا‬
‫‪ ،‬ثم بعد تحميصه يطحن‪ ،‬فحينمذ يسمى سويقًا‪ ،‬إان ما الفرق بين السوي ‪ ،‬وبين الدقي أبه قبل‬ ‫ويحم‬
‫فقط هذا الفرق بين السوي والدقي ‪.‬‬ ‫بحنه حم‬

‫أبظر عبار الفقهاء كيف أ ا دقيقة قالوا‪ :‬صاأ من بر أو شعير أو دقيقهم أو سويقهم‪ ،‬بمعنلى إاا اردت‬
‫ان تخرج اللكا من الاُ يًع ان تخرج صلاأ كاملله ملن اللدقي ‪ ،‬للو أخلذت صلاأ بلر وبحنلت واعطيتله‬
‫للفقير لم يًلئك‪ ،‬لمااا؟؛ ألبه سيكون أق فليس صاأ‪ ،‬يًع أن تخرج صاعا‪.‬‬

‫أما أبا ف زال وأخرجها كما كنت أخرجها يف عهد ‪ ‬صاأ من بعام كما قلال أبلو سلعيد‪،‬‬
‫يًع أن يكون صاأ من بر‪ ،‬من سمراء‪ ،‬من دقيقه‪ ،‬ل ُبلد أن يكلون إاا بحنتله ل ُبلد أن يكلون صلاأ كلام‬
‫هذه ابتبه لها‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو تمر‪ ،‬وهو معروف التمر‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو زبيع‪ ،‬واللبيع معروف والذي هو العنع إاا جف‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو األقط‪ ،‬واألقط بعرف ومازلنا بأكله وهو معروف‪ ،‬وبعه العلماء من أصحاب الحواشلر للم‬
‫يعرف األقط اكرها‪ ،‬قلال‪ :‬ل اعلرفهم‪ ،‬قلال ‪:‬وقيل إبله شلبيه بلالًبن‪ ،‬األقلط عنلد الحليخ ‪ ...‬يختللف علن‬
‫الًللبن‪ ،‬هللو لللبن يًعل بطريقلله معينلله يف يكللون يابسللا أقللرب مللا يكللون للبسللكوت‪ ،‬لكنلله مللن اللللبن وهللو‬
‫معروف‪ ،‬أاهع إلى أقرب مح يبيع لك أقطا‪.‬‬
‫‪330‬‬

‫عليه حديث ابن عمر‪ ،‬وأبر سلعيد‪ ،‬فالقصلود ملن‬ ‫األقط هذا فقهائنا يقولون النبر ‪ ‬ب‬
‫هذا أن األقط يًوز إخراجه‪ ،‬يعنر يحرأ إخراجه‪ ،‬قلال فقهائنلا وللو للم يكلن قوتلًا‪ ،‬للو كلان أهل البللد ل‬
‫عليله‪ ،‬فيخلرج وللو للم يكلن قوتلًا ألهل‬ ‫يأكلون األقط‪ ،‬فًلوز أن تخرجله أقطلا؛ ألن ‪ ‬بل‬
‫البلد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلَ ْ َض ٍُ ت َْمر َ َزبِيب َ ُب ٌّر َ َأ ْن َق ُع»‪.‬‬

‫قال ملا األفلل ملن هلذه األملور الخمسلة؟‪ ،‬قلال أفلللها تملر‪ ،‬لحلديث ابلن عملر أبله اكلر أن النبلر‬
‫‪ ‬يخرجها ومازال ابن عمر يخرجها‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلبيع‪ ،‬فا عند المتأخرين من الفقهاء قولن عند المتأخرين قي إن اللبيلع هلو المقلدم‪ ،‬وقيل‬
‫إن الا هو المقدم على الخ ف‪ ،‬وبناء على أن اللبيع هلو والمعلروف يف الحًلاز يف عهلد ‪‬‬
‫وهو من أفل ملا كلابوا يلأكلون ملن المطعوملات‪ ،‬وقيل إن اللا ألبله أصلب وهلو األفلل عنلدهم عنلد‬
‫الصحابة بعد وفا ‪ ،‬على العموم األمر فيه أسه ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فاألبفع‪ ،‬واألبفع بعد الك المسكين‪.‬‬

‫ب ُي ْهت ُ‬
‫َات»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َع ِد َم ْ‬
‫ت َأ ْجز ََأ ك ٍُُّ َح ٍّ‬

‫معنى هذا الكل م أبله ل يًلوز إخلراج غيلر هلذه الخمسلة إل إاا علدمت‪ ،‬ل تنتقل للألرز‪ ،‬ول تنتقل‬
‫الذر ‪ ،‬ول تنتق للدخن‪ ،‬إل إاا عدمت هذه الخمسة‪ ،‬وهذا قول المصنف‪ ،‬وهو محهور عند الفقهاء‪.‬‬

‫هناك قول أخر أيلا‪ ،‬ولكن هذا القول هو ما عليه المصلنف فإبله ل يصلار إللى غرهلا‪ ،‬وعللى العملوم‬
‫األولى للمسلم واألكم واألحوط واألتم إل يخرج زكلاه الفطلر إل ملن هلذه الخمسلة ملا للم تعلدم‪ ،‬فل‬
‫يخرجها إل من هذه الخمسة‪ ،‬كما قال أبلو سلعيد‪ :‬وأملا أبلا فل أخرجهلا إل كملا كنلت أخرهلا عللى عهلد‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬والنبر ‪ ‬قال‪« :‬زكاه القطر من»‪ ،‬فعلدها ملن هلذه األملور الخمسلة‬
‫مللع وجللود غيرهللا‪ ،‬فللاألولى كمللا اكللر المصللنف أل تخللرج إل مللن هللذه الخمسللة‪ ،‬وجللوب كمللا اكرهللا‬
‫المصنف‪ ،‬واستحبابًا عند غيره‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن عدمت هذه أجلأ ك حع يقتات‪ ،‬ك حع يقتاده الناس يًلى؛ لكن فيه شربان‪ :‬يًلع أن‬
‫ل يكون معيبا من ك حع يقتات‪ ،‬أو من الخمسة السابقين ل يكون معيبا كمسوس وغيلره‪ ،‬ول مخبلوز ًا‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪331‬‬

‫عنللدبا سللؤال‪ :‬الخبللل هل يًللوز إخراجلله؟‪ ،‬قولنللا مللا يًللوز‪ ،‬ل ُبللد أن يكللون صللاعا مللن حللع‪ ،‬أو دقيل ‪،‬‬
‫المكروبة هذه‪ ،‬ه يًوز إخراجها أم ل؟‪ ،‬بقول‪ ،‬ل يًوز أل ا يف معنى المخبلوز فللو أتيلت بصلاأ كامل‬
‫من مكروبة مع أ ا دقيقه معًوبة بقول ل تًل ؛ إبما يًلى الا‪ ،‬أو الدقي ‪ ،‬أو السوي فقط‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُا ُز إِع َطان جماع ٍة ما ي ْل َزم َا ْلا ِ‬
‫احدَ َو َع ُْس ُ»‪.‬‬ ‫ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ََ ُ‬

‫واحد مائة صاأ‪ ،‬يًوز األملران؛ لكلن‬ ‫يًوز أن يعطر جماعة صاأ واحده‪ ،‬ويًوز أن يعطر شخ‬
‫ما هو األفل ؟ قالوا األفل أمران‪:‬‬

‫أقل ملن ملد‬ ‫عن حد الكفار هذا األمر األول‪ ،‬بمعنى أن ل تعطر الحخ‬ ‫األمر األول‪ :‬أن ل ينق‬
‫عنله‬ ‫من بر أو بصف صاأ من غيره‪ ،‬هذا هو األفلل ألن الحلارأ قلدره يف الكفلرات‪ ،‬فالفلل إل تلنق‬
‫هذا األمر األول‪،‬‬

‫أما اللياد ‪ ،‬فاألفل أن ل تليد عن مؤبته حاجاته‪.‬‬

‫َاة َع َلى َا ْل َق ْا ِر َم َع إِ ْم َانِ ِ »‪.‬‬


‫ُب إِ ْهراج َزك ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َي ِ ُ َ ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن ما يتعل بإخراج اللكا ‪ ،‬وعندبا قب أن بتكلم يف إخراج اللكلا مقدملة مهملة‪،‬‬
‫المرء تًلع زكاتله يف يوملًا كملا اكلرت لكلم ملن حلديث عثملان‪« :‬أيهـا المسـلمان إن هـذا اليـهر َـهر‬
‫زكات م‪ ،‬أدوا ما علي م من الـديان‪ ،‬ثـم أدوا زكـاه أمـاال م»‪ ،‬إان الملرء يخلرج اللكلا يف يلوم غالبلًا إملا‬
‫اسللتحبابًا مللره يف السللنة كلهللا‪ ،‬أو يًعل أيللام للكللاه كلهللا واكرباهللا العصللر هللذا التفصللي ‪ ،‬واضللحة هللذه‬
‫المسألة؟ شرحتها‪.‬‬

‫هللذا اليللوم أول شللرء عنللدبا بقللول ل يًللوز تللأخير اللكللا عنلله‪ ،‬واكللرت لكللم الحللديث الللذي رواه‬
‫الحميدي من حديث عائحة‪« :‬ما هلطت الزكاة المال قط إَّل أ سدت »‪ ،‬قال الراوي‪ :‬معناه أن يلؤخر اللكلا‬
‫ُ‬
‫عن وقتها‪ ،‬قال العلماء‪ :‬ومن تأخير اللكا أن يؤخرها بصف ار‪ ،‬بصف ار تأخير وأثلم بله‪ ،‬فللو وجبلت‬
‫عليه يف أول النهار فلم يخرج إل آخر النهار أثم‪ ،‬ل يًلوز تلأخير اللكلا علن وقتهلا ألن اللكلا واجبلت يف‬

‫فورهللا‪ ،‬والقاعلللد عنلللد الفقهلللاء أن واجلللع عللللى الفلللور‪ { ،‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ}‬


‫[البقر ‪ ،]43 :‬فهر واجبة على الفور‪ ،‬ويحلرم تأخيرهلا‪ ،‬وإل للو جلاهل تلأخير اللكلا علن وقتهلا لملا قاتل‬
‫الصحابة من أخر إخراجهلا أو ألي سلبع ملن األسلباب‪ ،‬امتنلع رفله التصلريف؛ ولكلن أخلر إخراجهلا‪،‬‬
‫‪332‬‬

‫وإبما قالوا يقات ويؤدب‪ ،‬يًع أن يعطر اللكا يف وقتها‪ ،‬إان يًع إخراج اللكا فورا‪.‬‬

‫يستثنى صورتان من الفورية‪ ،‬الصلور األوللى‪ :‬إاا للم يمكلن بلأن كلان الملال بعيلدا أو كلان الحلخ‬
‫محبوسًا‪ ،‬أو غير الك من األسباب‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫الســبب الثــاين‪ :‬وهللذا وهللو تقريللر المللذهع الصللحي وألللف فيهللا ابللن رجللع رسللاله كامللله أن هللذا‬
‫والمعتمد أبه يًوز التأخير لحاجة شيما يسير ًا‪ ،‬مث أن يكون هناك قرابة‪ ،‬مث أن يكون هنلاك أشلد حاجله‪،‬‬
‫وسيأا اكرها هذا المصنف بإان اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬عندبا بحن قلنا أن هذا اليوم الذي وجبت فيه اللكا حلرم التلأخير عنهلا‪ ،‬ملا اللذي‬
‫يًع يف هذا اليوم؟ ركلوا معر هذه أهم المسألة بعد المسألة‪ ،‬ثم سرال بعد هذه المسألة ملأاون للك بلأن‬
‫تسرال‪.‬‬

‫ما الذي يًع هذا اليوم؟‪ ،‬لنفرض أن اللكا توجد هذا اليوم بحن يف يوم مااا؟‪ ،‬الثالث عحر ‪ ..‬الثلاين‬
‫عحر‪ ،‬يف اليوم الثاين عحر من رملان ما الذي تفع ؟‪ ،‬يًع عليك أربعه اشياء‪ :‬عدٌ ‪ ،‬وتقلويم‪ ،‬وإخراجلًا‪،‬‬
‫وصرف‪ ،‬أربع أشياء ببدأ باألول‪:‬‬

‫يًع عليك يف اليوم يوم زكاتك أن تعد أموالك‪ ،‬ما هر األموال التر تعدها؟ تعد األموال التر عنلدك‬
‫منهلا اللديون الحاللة التلر عليلك‪ ،‬واضل ‪ ،‬إان هلذا‬ ‫من بقديه‪ ،‬وتعد الديون التر لك على غيرك‪ ،‬وتنق‬
‫يسمر العد‪ ،‬تًمع األموال فتعدها واكربا كيف يكون العد عصر اليوم هذا األمر األول وهو العدد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬يًع عليك التقلويم أو التقيليم اللفظلان صلحيحان يف اللغلة‪ ،‬تنظلر هلذا اليلوم‪ ،‬اليلوم‬
‫الثاين عحر من رملان ما هر عروض التًار التر عندك و فيها اللكا ‪ ،‬سلواء كابلت عقلار‪ ،‬أو منقلول‪ ،‬أو‬
‫بحو الك‪ ،‬فتقومها بسعر اليوم‪ ،‬إان التقويم يعتا بسلعر وقلت الوجلوب اليلوم‪ ،‬إان علد وتقلويم فتلليف‬
‫المعدود للمقوم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ا خلراج أن تًملع المعلدود والمقلوم‪ ،‬ثلم تخلرج ملن الًميلع ربلع العحلر‪ ،‬الليس‬
‫كذلك؟‪ ،‬تخرج من العحر قسمة األربعين‪ ،‬هذا المد‪ ،‬ثم تخرجه يًع أن تخرجه بأن تفصلله علن ماللك‪،‬‬
‫إمللا تًعللله يف حسللاب بنكللر منفص ل ‪ ،‬أو تًعللله يف الصللندوق‪ ،‬أحللرص لكللى ل تللدخ يف الحللديث‪ ،‬ل‬
‫يختلط مالك بمال اللكا أجعله عللى جنلع بلأي بريقله ملن الطلرق‪ ،‬ثلم بعلد اللك يف هلذا اليلوم تصلرفه‬
‫‪٦‬‬
‫‪333‬‬

‫للفقراء ويًوز تأخيره يسير ًا لحاجه‪ ،‬كأشد فقر ًا كفقير ًا اشد أو قريع منها أو بحو الك‪.‬‬

‫وتقويم وإخراج وصرف‪ ،‬والصرف وهو تسليمه للمحتلاج‪ ،‬أربلع حلالت‬


‫ٌ‬ ‫إان عندبا أربع اشياء‪ :‬عد ٌد‬
‫وستأا بعد قلي ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ويخْ رِ ُج َولِ َص ِغيرٍ َو َم ُْن ٍ‬
‫ُان َعن ُْه َما»‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ولر الصغير والمًنون يخرج عنهما الذكاء لما جاء عن ابن عمر و عليًا ‪ ‬أ ملا قلال‪« :‬أتُـروا يف‬
‫أماال اليتامى َّل تأكلها الصدقة»‪ ،‬فدل علر أن الصغير و فاقد األهلية تًع اللكا يف ماله‪ ،‬وإبما يخرجهلا‬
‫عنه وليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َل ُ نِ َّية»‪.‬‬

‫ويحةط لللكا النية‪ ،‬إما من مالك المال بفسه‪ ،‬أو من وليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َن ْه ُل َها إِ َلى َم َسا َ ِة َق ْصرٍ‪ ،‬إِ ْن ُو ِجدَ َأ ْه ُل َها»‪.‬‬

‫الفقهاء رحمهم اهلل يقولون‪ :‬ل تًوز إخراج اللكا من البلد التر وجبلت فيله اللكلا ؛ ل يًلوز‪ ،‬وملن‬
‫دليلكم على الك؟‪ ،‬قالوا‪ :‬ما ثبت يف الصحي أن النبر ‪ ‬قلال لمعلاا لملا أرسل إللى الليمن‪:‬‬
‫«وأهبره أن اهَّلل ‪ ‬قد ترض عليهم صادقا تؤهذ من أبنيائهم‪ ،‬وترد يف هرائهم هم»‪ ،‬إان دل عللى أبله‬
‫يًع أن تكون الصدقة فيهم‪.‬‬

‫ويدل على فهمهم هلذا‪ ،‬ملن هلذا الللمير أن جلاء يف بعله ألفلاظ هلذا الحلديث علن ابلن سلعيد ابلن‬
‫منصور يف السنن أن النبر ‪ ‬أمر يف حديث معاا إاا أخرج اللكا من مخ ف أن تلرد إللى هلذا‬
‫المخ ف‪ ،‬الخ ف هو المنطقة يف تسميه أه هتامة يف جنوب الًلير العربية‪.‬‬

‫إان يًع أن تكون اللكا يف البلد الذي وجع فيها‪ ،‬أي حيث وجلد الملال‪ ،‬ل يًلوز بقل اللكلا ملن‬
‫هذا البلد إل ألمر سيذكر بعد قلي إاا لم يوجد هناك فقير؛ ولذلك يقولله المصلنف وحلرم بقلهلا أي بقل‬
‫اللكا مطل إلى مسافة قصر‪ ،‬ومر معنا مسلافة القصلر‪ ،‬وأن كثيلر ملن أهل العلملاء المعاصلر يقلدره بمائلة‬
‫وأربعين كيلو وهر أربع برد أو تعادل ستة عحر فرسخًا‪ ،‬والفرسخ ث ثة أميال كما مر معنا‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن وجد أهلها‪ ،‬أي يف البلد‪ ،‬فإن لم يوجد أهلها؟‪ ،‬فإن يًوز بقلها حينذاك‪.‬‬
‫‪334‬‬

‫إن خالف المسلم فنق زكاه ماله من بلده‪ ،‬بقول‪ :‬إن خالف أثم؛ لكن أجلائه اللكا ‪ ،‬تًلئه اللكلا ‪ ،‬ل‬
‫يللم أن يخرج زكلاه األخلرى‪ ،‬ولكلن يكلون خلالف ألبله فعل محرملًا لكنله أجلأتله ألن العلا أن تعطلى‬
‫لعموم المسلمين‪ ،‬بب ًعا إل أن يكون قلد أعطاهلا للولر األملر فلإن وللر األملر يًلوز لله أن يصلرفها حيلث‬
‫يحاء‪ ،‬أو يف أي بلد بعم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َان ِ َب َل ٍد َو َما ُل ُ ِ َ‬
‫آه َر َأ ْه َر َج َزكَا َة َا ْل َمال َب َلد َا ْل َمال‪َ ،‬و ْط َر َت ُ َو ْط َرة َل ِز َمتْـ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ك َ‬
‫ِ َب َل ِد َن ْق ِس ِ »‪.‬‬

‫بدأ يتكلم ما هر البلد التر تخرج فيها اللكا ‪ ،‬يقول العا بلكاه المال حيلث وجلد الملال؛ ألن الملال‬
‫إاا وجد يف بلد تعلقت بفس فقراء تلك البلد ذا المال‪ ،‬اين توجد ملرعتك التر توجلد فيهلا الخلارج ملن‬
‫األرض‪ ،‬فإبه يخرج زكاه الخارج يف تلك البلد‪ ،‬اين يوجد مالك الظاهر أو البابن‪ ،‬فإبك تخلرج اللكلا يف‬
‫البلد التر يوجد فيها المال‪ ،‬إاا البلد الذي يوجد فيه المال تخرج زكاه فيها‪ ،‬هذا زكاه المال‪.‬‬

‫زكاه البدن‪ :‬تخرج يف المكان الذي صلى فيه العيلد‪ ،‬حيلث وجبلت عليله صل ه العيلد‪ ،‬وجبلت عليلك‬
‫ص ه العيد ليلة العيد اين أبت؟ وجبت علر وأبلا يف مدينله النبلر ‪ ‬فإبلك تخلرج زكلاه الفطلر‬
‫هناك يف المكان الذي وجبت عليك فيله؛ وللذلك يقلول المصلنف‪ ،‬قلال‪ :‬أخلرج زكلاه مالله يف بللد الملال‪،‬‬
‫وفطرتلله وفطللر مللن للمتلله يف البلللد بفسلله‪ ،‬أي حيللث وجللدت بفسلله‪ ،‬ولللو كابللت هللذه البلللد ليسللت بلللد‬
‫الستيطان وإبما مر مرورا‪ ،‬فإبه يخرج الفطر فيها‪.‬‬

‫وبناء على الك لو كان هو يف بلد والمال يف بلد‪ ،‬فيخرج زكاه ماليه يف بلد ويخرج وفطرت هلو يف بللد‬
‫آخر‪.‬‬

‫ُي ُل َها لِ َح ْا َل ْي ِن َ َه ْط»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُُا ُز َت ْع ِ‬

‫يًللوز تعًيل اللكللا إاا كابللت مللن بقللد أو مللن عللروض‪ ،‬أمللا زكلا الخللارج مللن األرض مللن اللللروأ‬
‫والمعادن فإبه ل تعً اللكا فيها‪.‬‬

‫زكا النقدين والعروض يًوز تعًيلها‪ ،‬ما الدلي على جواز تعًيلها؟ قالوا‪ :‬ما ثبلت يف الصلحي أن‬
‫النبر ‪ ‬أرس السائ فلم يعطيه العباس الذكا فًاء السلاعر إللى النبلر ‪ ‬فقلال‬
‫النبللر ‪ ‬أمللا عبللاس فهللر علللى ومثلهللا‪ ،‬أي أين أخللذت مللن العبللاس اكللاه ومثلهللا قب ل وقللت‬
‫‪٦‬‬
‫‪335‬‬

‫الوجوب‪ ،‬فدل علر أن النبر ‪ ‬أخذ من العباس عًلت وقلد جلاء يف بعله األلفلاظ توضلي‬
‫لهذا المعنى أخذهتا‪.‬‬

‫إان فقللول‪ :‬هللر علللر ومثلهللا‪ ،‬أي أبنللر أخللذت منلله زكللاه سللنتين‪ ،‬وهللذا معنللى قللول الفقهللاء و يًللوز‬
‫تعًي اللكا لسنتين ألبه أكثر ما ورد عن النبر ‪ ‬ولم يلرد‬ ‫تعًيلها لحولين‪ ،‬يًوز للحخ‬
‫أكثر من الك‪ ،‬ولكن األفل عدم التعًي ‪:‬‬

‫أول‪ :‬لكى ل يحرم المرء من بفسه الصداقات‪.‬‬

‫واألمر الثاين‪ :‬مراعا ل خ ف فقهاء المالكية فإ م يمنعون منها‪.‬‬

‫وعندبا قاعد أصولية محهور ‪ :‬أن الفع إاا كان له سببان جاز تقديمله عللى أحلد السلببين‪ ،‬وبعللهم‬
‫يصلليغه بطريل آخللر فيقللول‪ :‬إن الفعل إاا كللان للله شللرط وسللبع‪ ،‬جللائل تقديملله علللى شللربه دون سللببه‪،‬‬
‫وبعلهم يصغ هذه القاعد عكس‪ ،‬فيقول‪ :‬الفع إاا كان له سبع وشلرط جلائل تقديمله عللى سلببه دون‬
‫شربه‪.‬‬

‫وعلى العموم يقول ابن رجع إاا كان لها سببان وهنا اللكا لها سببان‪ :‬ملك النصاب‪ ،‬وله سبع آخلر‬
‫وهللو حللولن الحللول‪ ،‬فيًللوز تعًيل اللكللا قب ل حللولن الحللول‪ ،‬ول يًللوز تعًي ل اللكللا قب ل ملللك‬
‫النصاب‪.‬‬

‫إاا عً المرء زكاه ماله‪ ،‬فما الح ؟ بقول يعً ؛ لكن ل ُبد أن ينوي أ ا من اللكا ‪ ،‬هذا التعًي ل‬
‫ينفر أن يفع يف وقت الوجوب األمور األربعة التر اكرباها قب قلي ‪ ،‬وهر مااا؟‪ ،‬إاا جاءه يلوم وجلوب‬
‫زكاته يف اليوم الثاين عحر من رملان مث فيًع عليها أن يعد أمواله و يًع عليه أن يقلوم‪ ،‬ثلم إاا قومهلا‬
‫ينظر وجع عليه من اللكا ألف‪ ،‬وكان قد أخرج ألف‪ ،‬إان ل زكا عليه‪ ،‬وجلع عليله ملن اللكلا يف اليلوم‬
‫الثاين عحر من رملان ألفان‪ ،‬وكان قد أخرج أللف‪ ،‬يًلع عليله أن يخلرج أللف‪ ،‬وجلع عللى ملن اللذكا‬
‫ألللف وكللان عليهللا أن أخللرج ألفللين؟‪ ،‬بقللول‪ :‬أن األلللف الثابيللة صللدقه ل يرجللع فيهللا؛ ألن العائللد يف هبللة‬
‫كالكلع يعود يف قيمه‪ ،‬وخاصة أ ا قبلت كصدقة‪.‬‬

‫إان عرفنا أن التعًي ل ينفر العد والتقويم يف وقلت الوجلوب‪ ،‬وعرفنلا أن التعًيل لحلولين‪ ،‬لملااا‬
‫لسنتين؟‪ ،‬لحديث العباس الذي اكربا أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ه عل ّ ومثلها»‪ ،‬وعرفنا قاعدهتا‪.‬‬
‫‪336‬‬

‫َاف َال َّث َمانِ َي ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل تُدْ َ ع إِ ََّّل إِ َلى َا ْْلَصن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ألن اهلل ‪ ‬قلللللللللللللال‪ { :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ} [التوبلللة‪ ،]60 :‬إللللى آخلللر‬


‫اآلية‪ ،‬وإبما من أدوات الحصر وهو دخول ملا الكلاف عللى أن فتكلف عملهلا و تفيلد الحصلر‪ ،‬وهلذه ملن‬
‫أقوى صيغ الحصر األربع المحهور عند األصوليين‪.‬‬

‫الم َساكِ ْي ُن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه ْم ال ُق َه َرا ُن َو َ‬
‫والفرق بين الفقراء والمساكين‪ :‬قالوا‪ :‬أن الفقراء هم الذين ل يًدون حاجاهتم أو يًدون بعلها‪،‬‬

‫وأما المساكين فهم الذين يًدون أكثرها ول يًدون كفايتهم‪ ،‬واهلل ‪ ‬عندما قال‪ { :‬ﮡ ﮢ‬

‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ} [سور التوبة‪ ، ]60:‬بعه اللغوين يًع المساكين أشد حاجه‬
‫من الفقراء وبعلهم يًع العكس؛ ولذلك قي أ ما من ألفاظ التلاد‪.‬‬

‫وعلى العموم اراد اهلل ‪ ‬لهاتين الوصفين يدلنا على مساله مهمه‪ ،‬وهو أن اللكا يستحقها ك من للم‬
‫يًد الكفاية‪ ،‬سواء إن كان معلدمًا أو واجلد اللبعه دون النصلف أوجلد األكثلر ملا للم يًلد الكفايلة فإبله‬
‫يستح اللكا ‪.‬‬

‫ما هر الكفاية‪ :‬ابظروا معر ما معنى الكفاية‪ :‬بقول الكفاية يف خمسه أشياء‪:‬‬

‫يف واحد منهلا هلذه األملور الخمسلة فإملا أن يكلون فقيلرا أو مسلكينا‪ ،‬إن علدمها أو للم‬ ‫من وجد بق‬
‫يًد إل بعلها فهو فقير‪ ،‬وإن وجد أكثرها لكنه لم تص إلى الكفاية فهو مسكين‪.‬‬

‫ما هر األمور الخمسة؟ احسبها معر‪:‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬الطعام والحراب‪ ،‬فكل ملن للم يًلد بعاملا‪ ،‬وشلرابا‪ ،‬فيًلوز اعطلاءه ملن اللكلا ملا يكفيله‬
‫بعامه وشرابه سنه كامله‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ما كان من باب الكسو من لم يًد ما يلبسها من الكسو فيعطر من المال‪ ،‬يًلع أن‬
‫يعطر مال‪ ،‬فيعطى من المال ما يحةي به كسوه تكفيله سلنه كاملله‪ ،‬إان يعطلر ملن الملال الطعلام ويعطلى‬
‫‪٦‬‬
‫‪337‬‬

‫المال يف الكسو ‪ ،‬ل يعطى بعاما‪ ،‬هذا من الخطأ‪ ،‬ل يص لك أن يعطلى اللكلا بعاملًا ول تعطلر اللكلا‬
‫ثياب‪ ،‬يًع أن تعطر اللكا بقدا‪ ،‬إل يف حاله واحلده وهلر غلارم‪ ،‬وسليأا بعلد قليل وهلو أن تقلدي عنله‬
‫دينها‪.‬‬

‫إان تعطيه ما ً‬
‫ل وهو الذي يحةي إل أن يكون أخرق‪ ،‬فقد استثناه الفقهاء للحاجة‪ ،‬أن يكون أخلرق ل‬
‫يعرف أن تعطيها لوليه إن كان له ولر‪ ،‬أو تحةي له‪.‬‬

‫إاا األمر األول قلنا مااا؟‪ ،‬الطعام والحراب‪.‬‬

‫والثاين الكسو ؟‪ ،‬الكسو ‪ ،‬وتعطر كسو ‪ ،‬سنه فقط ول تليد‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث‪ :‬أن يكون عنده حاجه‪ ،‬ول كفاية له يف سكناه‪ ،‬فيعطر من اللكا ملا يكفلر كلراء‪ ،‬ول بقلول‬
‫الفقهاء عن الملك‪ ،‬وإبما قالوا الكلراء وهلو األجلر ‪ ،‬فيعطلر كلراء سلنه كامللة بيلت يسلكنه‬ ‫ملك لم ين‬
‫مثله‪ ،‬عائله كبيره يعطيها بيت كبير‪ ،‬هو من ببقه يسكن يف بيت يف الحر الف ين فيعطون منها ما لم يكن ملا‬
‫لم يكن فيه زياد عن الحد‪ ،‬فيعطر كراءه سنه كاملة‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬يعطر من لم يًد كفايتله يف النكلاال‪ ،‬رجل يريلد أن يتللوج ليعلف بفسله‪ ،‬ابتبله‪ ،‬فهنلا‬
‫يًوز لنا أن بعطيه من اللكا ُممنة اللواج ومنها المهر‪ ،‬بعطيه ممنة المهر‪.‬‬

‫رج تلوج امرأ لكنه يريد ثابيه‪ ،‬لحاجه ليعف بفسها بقول مااا يعطر لثابيلة أم ل؟ يعطلر ملن اللكلا‬
‫ليتلوج الثابية‪ ،‬لم تكفيه زوجتان فقال‪ :‬أوريد ث ثة ليس زواج لغير حاجه ب لحاجه حقيقلة‪ ،‬بعطليهم ملن‬
‫اللكا لثالثه؟‪ ،‬بعطيها من اللكا ليتلوج الثالثة‪ ،‬جاءبا قال ما كفاين ث ثلة أعطلوين زكلا للرابعلة بعطيله ملن‬
‫اللكا للرابعة‪ ،‬جاءبا السنة بعدها قال ما كفتنى أربعه بقول له ل يوجد تسري ولكلن عليلك بالصلوم لليس‬
‫عليك إل الصوم أكثر من الصوم‪.‬‬

‫إان يعطر من اللكا المؤبة التر يحتاجها‪ ،‬يختلف الناس بعه الناس تكفيله زوجله وبعللهم يكفلر‬
‫أكثر من زوجه‪ ،‬هذا األمر الرابع‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الخامس‪ :‬قالوا ضروريات الحيلا كل ملن كلان ضلروريا يف الحيلا يعطلر ملن اللكلا وهلذا‬
‫يختلف باخت ف اللمان والمكان والمصار واألعصار‪.‬‬
‫‪338‬‬

‫إاا عرفنا هذه األمور األربعاء أو الخمسة بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َع ِام ُل َ‬


‫ان َع َل ْي َها»‪.‬‬

‫وهم الًباه الذين يكوبون بوابا شوف هذا القيد مهم أن يكون بوابلا علن وللر األملر‪ ،‬بلواب علن وللر‬
‫األمر‪ ،‬إاا أمر وللر األملر شخصلا أن يأخلذ اللكلا ووللر األملر هلو اللذي يعنلر بصلرفها‪ ،‬فإبله يكلون ملن‬
‫العاملين عليها‪ ،‬ويًع أن بفرق بين العام على اللكا والوكيل عليهلا‪ ،‬هنلاك عامل العامل النائلع علن‬
‫بيت ملال علن بيلت ملال المسللمين علن وللر األملر الوكيل يف هلو وكيل عنلر أبلا يعطيلك إياهلا كأغللع‬
‫الًمعيات الخيرية‪ ،‬هذا يعطر المال هو الذي يصرفها بيابة عنر يةتع عليها أحكام أبه ل يًلوز للوكيل‬
‫أن يأخذ من اللكا بخ ف العام ‪.‬‬

‫من األحكام أن المال تلف إلى يد العام برأت امتك ولو لم تص للفقير وبحوه ولو لم تص بلرأت‬
‫امتك‪.‬‬

‫وأما إاا تلف ا لمال بيد الوكي لزم أن تأا ببدلله وللو ملن تفلريط منله‪ ،‬يللملك أيهلا البلازل أن تعطلر‬
‫زكاه أخرى ألبه لم يقبلوا المسكين إل أن يكون الك الوكي وكي ً عن الفقير أو المحتاج وبحوه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم َؤ َّل َق ُة ُق ُلا ُب ُه ْم»‪.‬‬

‫الملراد بالمؤلفللة قللو م‪ :‬السللاد المطعلون‪ ،‬وهللم بوعلان‪ :‬إمللا أن يكلون مسلللمين‪ ،‬أو أن يكوبلوا غيللر‬
‫أيلا بوعان‪ :‬إما يعطوا تأليف قللو م‪ ،‬وإملا أن يعطلوا لكلف شلرهم‪،‬‬
‫مسلمين‪ ،‬فإن كان غير مسلمين فهم ً‬
‫كما جاء عن الرسول ‪ ‬أبه أعطر لبعه صناديد قريش‪ ،‬وبعلهم لكف شلره‪ ،‬كملا جلاء علن‬
‫بعه الصحابة رضوان اهلل علهم‪ ،‬وكم أعطى صفوان أيلا‪ ،‬وأعطى غيره ‪ ،‬إان النلوأ األول ملن المؤلفلة‬
‫قلو م من الكفار وهو بوعان‪.‬‬

‫النوأ الثاين من المؤلفة قلو م وهم المسلمين فيعطى للياد إيمابه بحرط أن يكلون سليد ًا مطاعلا كملا‬
‫يعطى اللكا وإبما يعنر المسللم ل يعطلى ملن بلاب تلأليف قلبله إل أن‬ ‫جع قيد الفقهاء ليس ك شخ‬
‫يكون سيد ًا مطاعًا هذا قيد يًع أن بنتبه له؛ ألن بعه الناس يعطلر الحلديث عهلد ملن ا سل م باللكلا‬
‫فيقول من المؤلفة قلو م وهو ملن أحلد النلاس ل ل يعطلر‪ ،‬المؤلفلة قللو م ل ُبلد أن يكلون لله باعلة يف‬
‫قومه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪339‬‬

‫األمر األول لتقويه إيمابه أو ليقتدي به غيره فيسلم‪ ،‬أو لكف شره‪ ،‬فإن هنلاك اللبعه اللذي قلد يكلف‬
‫شره وغير الك من األمور الذي أوردوها‪.‬‬

‫الر َق ِ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬

‫معنى يف الرقاب أبه يحةى باللكا رقابًا فتعت ‪ ،‬إما أن يكون مكاتبة فيعطى ليسدد اآلن ‪ ...‬التر عليله‪،‬‬
‫أو يكوبوا كنًا خالصا لم يكاتع فيحةى اللك المكاتلع‪ ،‬ويعتل ؛ لكلن ملن شلربه أن تكلون الرقبلة مملن‬
‫تعت عليه إاا اشةاها‪ ،‬بعه الناس يظن أن المقصود بالرقاب هو أن يًد شخصًا عليله ديلة فيلدفع الديلة‬
‫عنه ليست كذلك‪ ،‬هذا ليس من الرقابة مطلقا‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلغ ِ‬


‫َار ُم َ‬

‫المراد بالغارمين بوعان وابتبهلوا؛ هنلاك غلارمون لحله أبفسلهم وغلارمون لحله غيلرهم‪ ،‬فالغلارم‬
‫لحظ غيره هو الذي بدل الملال صل ال اات البلين‪ ،‬كلان يكلون بلين فمتلين ُغلرم فيلدفع ال ُغلرم ملن بفسله‬
‫ليصل بينهم‪ ،‬فحينمذ يًوز إعطاءه من اللكا من باب ا ص ال‪.‬‬

‫النوأ الثاين ا ص ال من الغارم وابتبهوا له‪ ،‬هو قالوا هو الغارم لحه بفسه‪ ،‬والغارم لحه لنفسه –‬
‫ابتبهوا لهذا للقيد الذي معر‪ -‬هو ملن عليله ديلن‪ ،‬وهلذا اللدين ل يسلتطيع سلداده لليس عنلده شلرء يبيعله‬
‫لسداده‪ ،‬وكان الدين حال يًع أن يكون الدين حال‪ ،‬القيود الث ثة‪.‬‬

‫األمر الرابع أن يكون الدين مباحا‪ ،‬بمعنى عا بعه الفقهاء وهذا التعبير الثاين أدق أن يكون لحاجلة‪،‬‬
‫فمن استدان ألمر مكروه كان يسافر مث أو يةفه‪ ،‬ف يعطر من اللكا ألج الك‪ ،‬وإبملا يعطلى لحاجله‪،‬‬
‫وبعلهم معا بإيلاال بناء على اخت ف بعه المتأخرين يف القيد‪.‬‬

‫إان أربع قيود‪ ،‬ليس ك من عليه دين بعطيه زكاه بأربعة قيود‪:‬‬

‫أن يكون عليه دين حال ل يستطيع سداده‪.‬‬

‫وأن يكون سبع الدين حاجه وبعله عا بالمباال‪.‬‬

‫يٍ اهَّلل ِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َسبِ ِ‬

‫الذين يف سبي اهلل بوعان‪ :‬المًاهدون إاا لم يكن لهم رزق من بيت المال المسلمين‪.‬‬
‫‪340‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬ملن كلان فقيلرا وللم يحلج ويعتملر عملر ا سل م فإبله يًلوز إعطلاءه ملن اللكلا لحًله‬
‫ويعتمر حًة ا س م وعمره ا س م؛ لذلك قال ابن عباس ‪ :‬الحج يف سبي اهلل‪.‬‬

‫السبِ ِ‬
‫يٍ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْب ِن َّ‬
‫ابن السبي وهو المنقطع به السبي فيعطر من المال ما يص به إلى بلده‪.‬‬

‫يم ُه ْم َوالت َّْس ِا َي ُة َب ْين َُه ْم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُُا ُز اَّل ْقت َص ُار َع َلى َواحد م ْن صنْف واْل ْ َض ٍُ َت ْعم ُ‬
‫ويًوز أن يختصر الملرء يف اللكلا فيعطلى زكاتله كلهلا شخصلا واحلد ًا‪ ،‬وللو كلان ملن صلنف واحلد‪،‬‬
‫ولكن األفل أن يعمم فيعطر الفقراء والمساكين ويعطر والغارمين‪ ،‬ويعطلر والمؤلفلة قللو م ويعطلر‬
‫الرقاب إن وجدت رقاب والمؤلفة قلو م‪ ،‬وإن لم يًد فإبه يًوز له أن يقتصر على صنف واحد‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫قال‪ :‬والتسوية بينهم أي يقسمها بينهم بالسوية لظاهر الن‬

‫قب أن بنتق أريد أن تنتبه لمسلألة يخطلئ فيهلا كثيلرون‪ ،‬اكلر العلملاء ملنهم الموفل وغيلره أن الغنلر‬
‫بوعان‪ ،‬الغنى يوجع اللكا وتكلمنا عنه العصر‪ ،‬وغنر يمنع استحقاق اللكا ‪ ،‬يعنلر أخلذ اللكلا وتكلمنلا‬
‫عنها قب قلي ‪.‬‬

‫إان عندبا الغنر بوعان غنر يوجع اللكا ‪ ،‬يعنر يًع عليك أن تخرج اللكا ‪ ،‬وغنر يمنلع اسلتحقاق‬
‫اللكا ‪ ،‬إاا أصبحت متصفا ذا الوصف‪ ،‬فابك تكون غنيا ويحرم عليك أخذ اللكا ‪.‬‬

‫النوأ األول الغنى الذي يوجد اللكا مااا؟ أن تملك بصاب حول كام ‪ ،‬تقريبا بكلم سلته ألف ريلال‬
‫تقريبا أبا ل أضبطها‪ ،‬الغنى الذي يمنع استحقاق اللكلا هلر األملور الخمسلة التلر اكرباهلا قبل قليل ‪ ،‬ل‬
‫ت زم بين بوعر الغنى‪.‬‬

‫وبناء على الك فقد يأا رج يكون مالكًا ستة ألف هنقول له اخرج زكلاه ماللك كلم زكلاه سلتة أللف‬
‫قسمه أربعين ريال بقول أخرج زكاه سلتمائة ريلال مائلة وخمسلين ريلال‪ ،‬ثلم يأتينلا هلذا اللذي بلدل اللكلا‬
‫يًع ويأثم إن لم يعطيها‪ ،‬ثم بلأا لهلذا الرجل وبقلول خلذ خمسلين أللف ريلال للواجلك وإيًلار بيتلك‬
‫وأكلك وشربك وسكنك‪ ،‬إاا ل ت زم بين أخذ اللكا وبين بدلها‪ ،‬ابتبه لهذه المسألة كثير من الناس يقلول‬
‫أبا فقير؛ لكن عندهم مال‪ ،‬احتاج وإيًار؛ لكن عنده مال دار عليه الحول‪ ،‬إاا ل ت زم بين بريف أو بلوعر‬
‫‪٦‬‬
‫‪341‬‬

‫أو بريف الغنر‪.‬‬

‫اربِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن إلى َم ْن َّلَ َت ْلز َُم ُ َم ُؤو َن ُت ُ ِم ْن أ َق ِ‬

‫قللال وتسللن إلللى مللن ل تللللمهم مؤوبتلله مللن أقاربله لحللديث زينللع امللرأه ابللن مسللعود لمللا قللال النبللر‬
‫‪« :‬صدق ِنهـا ‪-‬أي صـدقة أبـن مسـعاد‪ِ -‬نهـا صـدقة وصـلة»‪ ،‬األفلل أن يعطلر الملرأ‬
‫صدقته ألقاربه‪ ،‬إما بسبًا أو أقارب جوار ًا فإبه األفل بعم‪.‬‬
‫اَ ٍم َو َم َاالِ ِ‬
‫يه ْم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ُتدْ َ ع لِبن ِ ه ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬

‫ل يًوز إعطاء اللكلا لبنلى هاشلم‪ ،‬وبنلو هاشلم هلم اللذين يلتقلون ملع النبلر ‪ ‬يف الًلد‬
‫الرابللع‪ ،‬وهللم آل علللر ‪ ،‬وآل عبللاس ‪ ،‬وآل عقيل وآل الحللارث بللن عبللد المطلللع وآل أبللر لهللع‪،‬‬
‫هؤلء الخمسة هم الذين بقيت لهم اريه‪ ،‬هؤلء الخمسة فقط الذين قلال علنهم النبلر ‪ ،‬أبلو‬
‫لهللع للله اريلله‪ ،‬منهللا در ابنتلله وقللد روت حللديث عللن النبللر ‪ ،‬بلل أحاديللث عللن النبللر‬
‫‪ ‬منها بعلها يف الصحي ‪.‬‬

‫فالمقصود من هلذا أن هلؤلء الخمسلة هلم آل النبلر ‪ ‬تحلرم أعطلاهم ملن اللكلا أل لم‬
‫أوساذ الناس‪.‬‬

‫ومولها كما قال ‪ ‬مولى القوم منهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ْل ْص ٍٍ َو َ ْر ٍع َو َع ْب ٍد َوكَا ِرٍ»‪.‬‬

‫ل يًوز إعطاء اللكا لألصول‪ ،‬سواء كان األصول اكورا أو إباثا‪ ،‬وارثين أو غير وارثين‪ ،‬كمن رجل ً‬
‫يدلر بإباث‪ ،‬أو امرأ تللر برج بين إباث‪.‬‬

‫ول فرأ أي‪ :‬سواء كان وارثا أو غير وارث‪ ،‬محًوب أو غير محًلوب‪ ،‬أو للم يلرث أصل ملن اوى‬
‫األرحام‪ ،‬كولد أدلى بإباث‪ ،‬فإ م من اوي األرحام‪.‬‬

‫قال‪ :‬وعبد وكافر‪ ،‬فالعبد ل يعطى؛ ألبه ل يملك وأبه‪ ،‬وإبما توجع بفقته لسيده فيكون الملال اللذي‬
‫أعطى إياه لسيده‪.‬‬

‫وكافر؛ ألن الكافر ل يستح اللكا إل أن يكون من المؤلفة قلو م‪.‬‬


‫‪342‬‬

‫ْس‪َ ،‬ل ْم ت ُُْ ِز ُئ ُ ‪ ،‬إ ََّّل لِغَن ِ ٍّ َظ َّن ُ َ ِهيرا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِ َ « :‬ن َد َ َع َها لِ َم ْن َظنَّ ُ أ ْهال َ َل ْم َي ُْن‪ ،‬أ ْو بِا ْل َع ِ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن قليه أن اللكا إاا بحثت عن المحتاج‪ ،‬فإبه يعفى‪ ،‬ل يلللم القلابع يف الغنلر؛‬
‫ألن معرفه الغنى والفقر أمرها خفر‪.‬‬

‫وقد جاء أن رج قال‪ :‬لتصدقن بصدقة‪ ،‬فبلذل بصلدقه‪ ،‬فلملا أصلب تكللم النلاس‪ ،‬وضلعها يف غنلى‪،‬‬
‫ولكن اهلل ‪ ‬قبلها كما جاء يف الحديث لعله أن يتوب‪.‬‬

‫ننللا أبلله فقيللر‪ ،‬اكربللا القاعللد ل بعتللا الظللن مللااا؟ إل بوجللود القرينللة‬ ‫إان فمللن بللدل ماللله لحللخ‬
‫بوجودك قرينه ما‪ ،‬فأعطاه زكاه ماله‪ ،‬ثم تبين بعد الك أن هذا الذي أعطاه زكاه مالله لليس ملن أهل اللكلا‬
‫بقول كفته إاا كان غنر‪.‬‬

‫فبلان عبلد ًا‪،‬‬ ‫آخر فبان كافرا‪ ،‬فيًع عليله أن يخلرج غيرهلا‪ ،‬إن أعطلاه لحلخ‬ ‫وأما إاا أعطاه شخ‬
‫نن أبله غلارم فبلان أبله لليس بغلارم‪،‬‬ ‫بقول له ل تًلئها ويًع أن يخرج بدل منها‪ ،‬لو أعطاها لر شخ‬
‫يًع عليه أن يخرج‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫إاا ل يستثنر يف العم بالظن إل بالغنى للحديث من جهة‪ ،‬ومن جهة أخلرى أن معرفله الغنلى والفقلر‬
‫من األمور الخفية‪ ،‬وأغلع الناس متعفف ل يظهر الفقر؛ ب يظهر خ ف الك‪ ،‬فالقطع فيه غيلر مطللوب؛‬
‫دل عليه المعنى‪.‬‬ ‫ب لو ثبته خ ف الك فإن معفون عنها‪ ،‬إان الن‬

‫اض ٍِ َع ْن كِ َق َايتِ ِ َوكِ َق َاي ِة َم ْن َي ُما ُن ُ َسنَة ُم َؤكَّدَ ة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وصدَ َق ُة ال َّت َطا ِع بِا ْل َق ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬

‫وصدقه التطوأ مستحبة؛ ب هر من أفل األعمال‪ ،‬أن المرء يتصدق واألحاديلث يف فلل الصلدقة‬
‫كثير جد ًا‪ ،‬فهر تقر مصارأ السوء‪ ،‬وهى السبع يف زياد المال‪ ،‬فإبه ملكلان ينلللن فيقلول اللهلم أعطلر‬
‫منفقا خلفه وأعطر ممسكا ت ىف‪ ،‬وتقر مصارأ السوء كما راوي من حديث لعلر وغيره‪ ،‬وله شواهد‪.‬‬

‫فالمقصود أن الصدقة من أفل القروبات‪ ،‬وقد قال ‪« :‬اتهاا النار ولا بيق تمـره»‪ ،‬ملن‬
‫أفل األعمال الصدقة؛ لكن بحرط أن يكون التصدق بالفاض عن الكفاية‪ ،‬يعنر إاا كابت عند مال هلذا‬
‫إبما هو يف كفايتك‪ ،‬لحاجتك أبت بحاجه أهلك‪ ،‬األفل أن ل تصدق ا وعرفنا كفاية األملور الخمسلة‪،‬‬
‫ولو كابت تًمع هذا المال حاجه بيت أو إيًار وبحوه ف تتصدق به‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪343‬‬

‫ملن‬ ‫ليس معنى ك م المصنف أبك ل تصدق بك المال إل كفاية‪ ،‬ل فغن هذا إبما يستحع للخلل‬
‫أه ا يمان‪ ،‬كأبر بكر عندما تصدق بماله كلله‪ ،‬وهلذا ملن كملال التوكل عللى اهلل ‪ ‬وقل ملا يكلون‬
‫كذلك‪.‬‬

‫اج ٍة َأ ْ َض ٍُ»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ان وزَم ٍن وم ٍ ِ‬


‫َان َ اض ٍٍ َو َو ْقت َح َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َر َم َض َ َ َ َ َ‬
‫الصللدقة يف رملللان أفلل ؛ ولللذلك كللان الصللحابة رضللوان اهلل عليلله يتسللابقون يف رملللان يف إبعللام‬
‫الطعام‪ ،‬فيستحع الصدقة يف رملان مطلقا؛ ولذلك اكلرت لكلم أن بعله أهل العللم قلالوا يسلتحع أن‬
‫تكون اللكا يف غير رملان؛ لكر ل ينحغ المرء يف رملان عن يف حساب زكاه‪ ،‬والمبلادر يف إخراجهلا‪،‬‬
‫ولكر ل يحرم بفسه من الصداقات‪.‬‬

‫قال‪ :‬وزمان ومكان فاض ‪ ،‬عندبا قاعلد بريلد أن بنتبله لهلا وابتبهلوا هلذه القاعلد وأرجلو أن تحفظله‪،‬‬
‫عن دبا قاعد ‪ :‬أبه ل ت زم بين فل اللمان ومطل العم ‪ ،‬ل ت زم أفل يوم يف السلنة كلهلا كملا ثبلت يف‬
‫مسند ملن حلديث عبلد اهلل بلن لقليط هلو يلوم عيلد األضلحى‪ ،‬أفلل يلوم يف السلنة كلهلا‪ ،‬وأفلل يلوم يف‬
‫األسبوأ كله هو يوم الًمعة‪ ،‬ول شك‪ ،‬ومع الك ينا عن صوم يلوم العيلد األضلحى لر تحلريم‪ ،‬وهنلا‬
‫عن إفراد يوم الًمعة ى كراه‪ ،‬و ينلا علن تخصيصلهما بالقيلام‪ ،‬ملع أبله أفلل أوقلات لليس فيهلا صليام‬
‫بعباده‪.‬‬ ‫أفل وقت يف اليوم كله من الصباال إلى اللي هو العصر؛ لذلك أقسم اهلل ‪ ‬به‪ ،‬ول يخ‬

‫قال‪ :‬ووقت حاجه أفل واهلل أعلم‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)12‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )12‬اية المًلس الثاين عحر‪.‬‬


‫‪344‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الص َيا ِم»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اب ِ‬‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك َت ُ‬

‫ابتهينللا مملا يتعلل بكتللاب اللكللا وأحكامهللا‪ ،‬وببللدأ اليللوم بمحلليمة اهلل ‪ ‬بالحللديث عللن مللا أورده‬
‫المصنف ملن أحكلام الصليام‪ ،‬ويلورد الفقهلاء الصليام بعلد اللكلا موافقل ًة لحلديث بلن عملر ‪ ‬أن النبلر‬
‫‪ ‬قللال «بن ـ اْلســالم علــى همـ ٍ‬
‫ـس َــهادة أن َّل إل ـ إَّل اهَّلل‪ ،‬وأن محمــدا رســال اهَّلل‪ ،‬وإقــام‬
‫الصالة‪ ،‬وإيتان الزكاة‪ ،‬وصام رمضـان ‪ ،»...‬أورد النبلر ‪ ‬صليام رمللان بعلد اللكلا فناسلع‬
‫ترتيع األبواب على حديث النبر ‪.‬‬
‫اد ٍر بِرؤْ ي ِة َا ْل ِه َال ِل َو َل ْا ِم ْن َعدْ ٍل‪َ ،‬أ ْو بِِِكْم ِ‬
‫ال ََ ْع َب َ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫ف َق ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ْل َزم ك ٍَُّ مس ِل ٍم م َ َّل ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫بدأ تكلم المصنف عن أول مسألة من الصيام‪ ،‬وهر أبه يللم‪ ،‬فالصوم واجع فالًملة بالحروط التلر‬

‫سيوردها المصنف‪ ،‬فيللم الصلوم أي صلوم شلهر رمللان لقلول اهلل ‪ { ‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬

‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ} [البقلللللللللللللر ‪ { ،]183 :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ} [البقر ‪ ،]185 :‬فدلنا الك أبله يًلع صليام شلهر رمللان أو‬
‫ٍ‬
‫لعذر‪ ،‬كما سيأا‪.‬‬ ‫قلائه لمن لم يصومه‬

‫إان للوم صيام شهر رملان واجع بإجملاأ األملة‪ ،‬ويف كتابله اهلل ‪ ‬وسلنة النبويلة ‪‬‬
‫ما يدلن على الك‪.‬‬

‫وقوله يللم ك مسلم‪ ،‬هذا يدل على أبله إبملا ملن شلرط وجوبله وصلحته يف اللدبيا أن يكلون مسللمًا‪،‬‬
‫وغير المسلم تقدم الحديث عنه يف أكثر من مر ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪345‬‬

‫قوله مكلف‪ ،‬الصوم إبما يًع على البالغ دون من كان دون سلن البللوغ‪ ،‬كملا أن الصلوم إبملا يًلع‬
‫على العاق دون المًنون‪ ،‬إا ًا المكلف يراد به البلوغ‪ ،‬ويراد بله تملام عقلله‪ ،‬وأن يكلون قلادر ًا‪ ،‬بمعنلى أن‬
‫يكون قادر ًا على الصوم‪ ،‬وغير القادر على الصوم فإبه ل يًع عليه الصوم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫علدل‪ ،‬بلدأ يلتكلم المصلنف يف هلذه المسلألة علن متلى بعللم دخلول شلهر‬ ‫قال برهية الهل ل وللو ملن‬
‫رملان‪ ،‬فإبه ُيعلم دخول شهر رملان بواحد من ع متين‪:‬‬

‫أول هاتين الع متين ما اكره المصنف بقوله‪ :‬برهية ه ٍل‪ ،‬والدلي على أن دخول شهر رمللان إبملا‬
‫يثبت برهية اله ل‪ ،‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إذا رأيتماه صاماا»‪ ،‬فلدل اللك عللى أن العلا برهيلة‬
‫اله ل‪.‬‬

‫واله ل هو ما استه ونهر وعرفه الناس‪ ،‬إا ًا ل ُبد من رهية اله ل‪.‬‬

‫ويثبت دخول شهر رملان خاصة دون باقر شهور السنة‪ ،‬يثبت بحلهاد رجل واحلد‪ ،‬وملا علدا اللك‬
‫من شهور السنة كلها فإبما يثبت بحهاد رجلين‪.‬‬

‫وأما يف شهر رملان يثبت بحهاد عدل واحد‪ ،‬والدلي على بأبه يثبت بحهاد عدل واحد ما جلاء ملن‬
‫حديث عمر أن النبر ‪ ‬أدخ شهر رملان وحكم بدخوله بحهاد بن عمر وحده‪.‬‬

‫وجاء من حلديث بلن عبلاس ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬حكلم بلدخول شلهر رمللان برهيلة أعرابلر‬
‫واحلد‪ ،‬سلواء كلان هلذا‬ ‫واحد‪ ،‬فدل الك على أبه يحكم بدخول شلهر رمللان وللو كلان بحلهاد شلخ‬
‫اكر ًا أو ابثى‪ ،‬حر ًا أو عبد ًا‪.‬‬ ‫الحخ‬

‫وأما إاا كان الرائر للحهر‪ ،‬أو له ل الحهر إبما هو لصبر ولو كان مميل ًا ف تقبل شلهادته؛ بل ل ُبلد‬
‫ل ولو كان ناهر ًا‪.‬‬
‫أن يكون بالغًا عد ً‬

‫الع مة الثابية لدخول شلهر رمللان وهلو إكملال شلعبان‪ ،‬إكملال شلعبان لقلول النبلر ‪:‬‬
‫«اليهر ه ذا أو ه ـذا وه ـذا»‪ ،‬قلال النبلر ‪ « :‬ـِن بـم علـي م ـأكملاا العـدة أي ـأكملاا‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يحكلم‬ ‫عدة»‪ ،‬أي فأكملوا علد شلعبان‪ ،‬فلدل عللى اللك أبله إاا أكمل شلعبان ث ثلين يوملًا‪ ،‬فإبله‬
‫بدخول شهر رملان‪.‬‬
‫‪346‬‬

‫إا ًا هاتان ع متان يًذم ما ومًمع عليهما بالحكم بدخول شهر رملان وهذا بإتفاق أه العلم‬

‫ين ِمنْ ُ َك َغ ْي ٍم َو َج َب ٍٍ َو َب ْيرِ ِه َما»‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ُو ُجاد َمان ٍع م ْن ُرؤْ َيت َل ْي َل َة َال َّث َالث َ‬

‫هذه هر الع مة الثالثة ليست ع مة بدخول شهر رملان وإبما هر ع مة محكوك فيها‪.‬‬

‫ابظر معر‪ ،‬إاا تراءى الناس ه ل رملان وهو ليلة الث ثين من شعبان يحتمل أن تكلون هلذه الليللة‪،‬‬
‫ليلة ث ثين‪ ،‬ويحتم أن تكون ليلة الواحد من رملان‪ ،‬إن تراءى الناس اله ل فيهلا فلرأوا الهل ل جلذمنا‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يقينلًا‬ ‫أن الليلة التر بعدها هر من رملان‪ ،‬وهذا مًذوم به لرهية العلدل أو برهيلة العلدلين فيكلون‬
‫هذه هر الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يةاءوا اله ل‪ ،‬ف يروه‪ ،‬ول يكلون هنلاك ملابع ملن رهيتله‪ ،‬ل ملن غليم ول ملن‬
‫ٍ‬
‫قطر ول من جب ٍ ول غير الك‪ ،‬فهنا بقول ليلة الغد هلر ليللة الث ثلين ملن شلعبان وهلذا اليلوم منهلر علن‬
‫صيامه‪ ،‬بعلهم يقوما كراهتًا‪ ،‬وبعلهم يقول تحريمًا‪ ،‬سنتكلم عنه‪.‬‬

‫إا ًا ليلة الث ثين هذه مًذوم بأ ا من شعبان ألبنا رأينا اله ل ولم يكن هناك غيم ول قة‪.‬‬

‫‪ ‬انظر الحالة الثالثة‪ :‬أن يةاءى الناس اله ل فل يلروه بسلبع غليم أو قلةٍ يمنعله ملن رهيتله‪ ،‬فهلذه‬
‫الليلة ليلة محكوك فيها‪ ،‬يحتم أن تكون من رملان ويحتم أن أل تكون من رملان‪.‬‬

‫وقد جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪ِ « :‬ن بم علي م اقدروا ل أو يضيهاا ل »‪ ،‬أخذ العلماء ملن‬
‫هذا األمر من النبر ‪ ‬أبه قال فاقدروا له أي ضيقوا شلعبان‪ ،‬فلأجعلوا شلعبان تسلعة وعحلرون‬
‫يومًا‪.‬‬

‫وبنا ًء عليه‪ ،‬فإبه يصام هذا اليوم‪ ،‬بنية رملان مع احتمال أل يكلون ملن رمللان‪ ،‬شلوف كيلف‪ ،‬يصلام‬
‫يللوم الث ثللين مللن شللعبان إاا ‪-‬شللوف القيللد‪ ،-‬إاا تللراءى النللاس الهل ل فلللم يللروه لغلليم ول قللة‪ ،‬فحينمل ٍلذ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يصلام ألن النبلر‪  -‬قلال ‪:‬‬ ‫يصوموا ‪-‬لوجود الغيم والقلة هلذا هلو الحلرط المهلم‪،-‬‬
‫« اقدروا ل »‪ ،‬أي ضيقوا شعبان‪ ،‬فصوموا هذا اليوم‪.‬‬

‫هذا اليوم يحتم أن يكون من رملان ويحتم أن ل يكون من رملان فيصام حينمذ من باب الحلك‪،‬‬
‫هذا الك م الذي قاله الفقهاء إبله يصلام هل أتلوا بله ملن عنلدهم‪ ،‬يعنلر باجتهلاد ملنهم يف تأويل الحلديث‬
‫‪٦‬‬
‫‪347‬‬

‫فقط؟‪ ،‬بقول ل‪ ،‬ب ثبت أن عمر بن الخطاب رضى اهلل عنله ثلاين الخلفلاء الراشلدين‪ ،‬وأن ابنله عبلداهلل بلن‬
‫عمر من أشد الناس متابعة لفع النبر ‪ ‬وعائحة؛ ب عحر من أصحاب النبلر ‪‬‬
‫عحر ليس واحد أو اثنان عحر كلهم كابوا يصومون يوم الغيم‪ ،‬يلوم الث ثلين ملن شلعبان إاا حلال شلوف‬
‫هذا القيد المهم‪ ،‬إاا حال بين رهيته غيم أو قة‪.‬‬

‫إا ًا يصام هذا اليوم لورود عحر من أصحاب النبر ‪ ‬ب يكاد يكون هلذا إجملاأ سلكوا‬
‫منهم رضوان اهلل عليهم‪ ،‬وخاصة يدل عليه الحديث « اقدروا ل »‪.‬‬

‫إان عرفنللا إا أملللرين‪ ،‬األملللر األول‪ :‬أن هلللذا اليلللوم يحلللرأ صلللومه‪ ،‬وعرفنلللا دليلللله ملللن كللل م النبلللر‬
‫‪ ،‬وفعل الصللحابة رضللوان اهلل عللليهم‪ ،‬وعرفنللا كللذلك أن هللذا اليللوم لمللا تصللام يصللام بنيللة‬
‫رملان على سبي الحك احتمال أن يكون من رملان‪ ،‬واحتمال أن ل يكون ملن رمللان‪ ،‬فإبله يف بعله‬
‫السنين الماضية السابقة من عقود وهكذا‪ ،‬فإبه صام الناس ثمابية وعحلرين يوملًا‪ ،‬فملن صلام اليلوم اللذي‬
‫يحك فيه لوجود غيم أو قة بنية رملان‪ ،‬فإبه ل يللمه أن يقللر بعلده يوملا؛ ألبله أتلى بملا فعلله الصلحابة‬
‫رضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫إان عرفنا هذا الحرء‪ ،‬ه هذا اليوم صومه واجع‪ ،‬أم لليس بواجلع؟‪ ،‬اللذي محلر عليله المصلنف‪،‬‬
‫واكر الموف أبه ناهر المذهع أبه واجع‪ ،‬ومال الحيخ موسر يف ا قناأ إلى أبه ليس بواجع‪ ،‬وإبما هلو‬
‫مندوب فقط‪ ،‬وعلى العموم فإ لا قلولن يف هلذه المسلألة محلهوران عنلد المتلأخرين‪ ،‬أهلو واجلع أم أبله‬
‫مندوب؟‪ ،‬وضحت المسألة‪.‬‬

‫إان لكنه محروأ‪ ،‬ل بقول أبه منهر عنه‪ ،‬ول بقول أبه محرم‪ ،‬ول بقول أبه حتى مكروه‪ ،‬هلو محلروأ؛‬
‫لكنه بين الندب وبين الوجوب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُرئِ َ ن ََهارا َ ُه َا لِ ْل ُم ْهبِ َل ِة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬رهي اله ل ار ًا‪ ،‬فإبه يكون لليلة المقبلة‪ ،‬ل لليلة الماضية؛ ولذلك جاء عن عمر رضى اهلل عنله‬
‫أبه قال‪ :‬إاا رأيتموه ار ًا‪ ،‬فصوموا‪ ،‬أي يف اليوم الث ثين من رمللان‪ ،‬قلال‪ :‬فلإاا رأيتملوه لار ًا‪ ،‬فصلوموا‪،‬‬
‫فإبه لليلة المتمة أي الليلة التر بعدها‪.‬‬

‫فرهية القمر يف النهار ل يكون لليلة السابقة‪ ،‬وإبما يكون لليلة التر بعدها‪.‬‬
‫‪348‬‬

‫ويدل الك عموم ما جاء عن النبر ‪ ‬أن يف آخلر اللملان تللخم األهللة‪ ،‬فيلورىء الهل ل‬
‫فيظن أبه ابن ث ثًا وهو يف الحقيقة ابن ليلتين‪ ،‬وهذا م حظ اآلن فكثير من الناس يقلول أن األهللة أصلب‬
‫حًمها أكا مما كان عليه من اللمان األول وخاصة من كبار السن‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة قب أن بنتق للمصنف للمسألة التر بعلدها‪ ،‬قلنلا قبل قليل أن دخلول شلهر رمللان‬
‫يثبت برهية ٍ‬
‫عدل‪ ،‬وأن خروجه ل يثبت إل برهية شاهدين‪ ،‬لو أن امرأ رأى الهل ل وحلده ولكنله للم يخلا‬
‫الناس‪ ،‬أو أبه كان بعيد ًا ولم يستطع أن يقول شهادته واخبلاره‪ ،‬أو أبله ردت شلهادته لسلبع ملن األسلباب‪،‬‬
‫فه يصوم أم ل؟ بقول إاا رأى ه ل شهر رملان صام ولو لوحده؛ ألبله هلذا اليلوم قلد يكلون ملن اليلوم‬
‫المحكوك فيه الذي سب معنا حينمذ يصوم وجوبًا‪ ،‬ولو لم يخا شهادته‪ ،‬بخ ف ه ل شهر شلعبان‪ ،‬فللو‬
‫رأى هل ل شللهر شللعبان وحللده‪ ،‬وردت شللهادته‪ ،‬أو لللم يللؤدي هللذه الحللهاد ‪ ،‬فإبلله ل يصللوم إاا لللم يصللم‬
‫الناس‪ ،‬لقول النبر ‪« :‬والقطـر إذا أ طـر النـاس»‪ ،‬وألن الفطلر يحلةط فيله شلاهدان‪ ،‬ورهيتله‬
‫وحده ل تكفر‪.‬‬

‫إان بفرق بين رهيته يف دخول الحهر‪ ،‬ورهيته يف خروجها‪.‬‬

‫َأ ْم َسـ ُاا‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن صار َأهال لِاجابِ ِ ِ َأ ْثنَائِ ِ ‪َ ،‬أو َق ِدم مسا ِر م ْقطِـرا‪َ ،‬أو َطهـر ْت حـائِ‬
‫ْ ُ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫َو َق َض ْاا»‪.‬‬

‫المرء إاا أصب أه ً لوجوبه يف اثنائه‪ ،‬ومثال الك‪ :‬أو ً‬


‫ل‪ :‬أن يكلون الصلبر قلد بللغ يف أثنلاء النهلار‪ ،‬أو‬
‫أن يكون المًنون قد أفاق يف أثناء النهار‪ ،‬أو أن يكون المسلم أسللم يف أثنلاء النهلار‪ ،‬فيصلبحون ملن أهل‬
‫الوجللوب يف اثنائلله‪ ،‬ويف حكمهلم كللذلك الحللائه إاا بهللرت يف اثنللاء النهللار‪ ،‬والمسللافر إاا قللدم يف أثنللاء‬
‫النهار‪ ،‬يعنر بالنهار أي بنهار شهر رملان‪.‬‬

‫فنقول إن أفطر أول النهار وأك وشرب وجلاء بقلابع ملن قوابلع الصليام فإبله جلع عليله أن يمسلك‬
‫باقر النهار‪ ،‬لما؟‪.‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬لحرمة هذا الحهر‪.‬‬

‫ووجد شرط الوجوب يف بعله فيًلع عليله أن يلأا‬ ‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬ألن الواجع إاا قدر الحخ‬

‫ببعللله لقللول اهلل علللو وج ل { ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬


‫‪٦‬‬
‫‪349‬‬

‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ} [التغللابن‪ ،]16 :‬فقللد اسللتطاأ المللرء ا مسللاك يف هللذه الفللة والاهللة فيًللع‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‬ ‫عليه ا مساك‬

‫إان فقوله ما سار أه ً لوجوبه إما فاقة وبحوه‪ ،‬وكذلك لو أن المرء لم يعللم برمللان إل يف النهلار‪،‬‬
‫فإن بعه الناس يرقد يف اللي مبكر ًا‪ ،‬ولم يأتيه بعد إع ن الحهر‪ ،‬ه دخ رمللان أم ل‪ ،‬فيسلتيقظ وهلو‬
‫لم ينوي الصيام مطل ًقا بوى ا فطار‪ ،‬وللم يعللم بله إل بعلد بللوأ الفًلر‪ ،‬فنقلول يًلع عليلك ا مسلاك‪،‬‬
‫ولكن يًع عليك القلاء ألبك لم تصمه‪ ،‬أو تبيت النية من اللي ‪.‬‬

‫ض ََّل ُي ْر َجى ُب ْرؤُ ُه َأ ْط َع َم لِ ٍُِ َي ْا ٍم ِم ْس ِينا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْ َط َر لِ ِ َبرٍ َأ ْو َم َر ٍ‬

‫من أفطر يف ار رملان فله حالتان‪ ،‬خلينا بقول حالتان وسأاكر لكم بعد قلي أربع حالت‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مسلتمر ل يرجلى بلرهه‪ ،‬كوكنله كبيلر ًا يف‬ ‫ٍ‬
‫لعلذر‬ ‫الحالة األولى‪ :‬إما أن يكون قد أفطر ٍ‬
‫لعذر الكلا‪ ،‬يعنلر‬
‫حينمذ‪ ،‬فهذا الرج يًع عليه أن يكفلر فقلط ول يًلع‬ ‫ٍ‬ ‫السن أو لكوبه مريلًا مرضًا ملمنًا فيكون زمنًا‬

‫عليلله القلللاء‪ ،‬لقللول اهلل ‪ { :‬ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ} [البقر ‪:‬‬
‫‪ ،]184‬قال بن عباس ليست منسوخه‪ ،‬وإبما هر يف الكبير والمريه يفطران ويطعملان‪ ،‬أي ويطعملان إاا‬
‫أفطرا‪.‬‬

‫وإبما يكون ا بعام بعد ا فطار ل قبلله‪ ،‬ل تطعلم إل بعلد ا فطلار‪ ،‬بعله النلاس يكلون عنلده رجل‬
‫كبير أو يكون رج ً مريلًا‪ ،‬فيطعم قب ا فطار‪ ،‬بق ملا يصل ل تطعلم إل بعلد ا فطلار‪ ،‬إملا يف كل يلو ٍم‬
‫بيوم تطعم‪ ،‬أو يف اية الحهر مر واحد ؛ ألبله ل يًلوز تقلدم الفعل عللى سلببه إن كلان لله سلبع واحلد‪،‬‬
‫وهذا قاعده مر معنى قبله‪ ،‬إان عرفنا الحالة األولى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لعذر غير مستمر‪ ،‬ليس زمنًا وليس كبير ًا هرمًا‪ ،‬فحينملذ بقلول يًلع‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون أفطر‬
‫عليه القلاء ول تًع عليه الكفار إل أن يكون قد أفطر بالًماأ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪350‬‬

‫‪ ‬إذن عرفنا نو الفطر باعتبار لزوم الكفارة‪ ،‬وعلى العمووم كول مون أفطور يف نهوار رمهوان فهوو واحود مون‬
‫أربع أقسام‪:‬‬
‫‪ ‬الهسم اْلول‪ :‬إما أن يًع عليه القلاء فقط‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الثاين‪ :‬وإما أن يًع عليه القلاء والكفار ‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الثالث‪ :‬وإما أن يًع عليه الكفار فقط‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الرابع‪ :‬وإما أل يًع عليه ل قلاء ول كفار ‪.‬‬

‫إان أربللع حللالت سللأوردها هنللا إجمللا ً‬


‫ل وقللد أورد المصللنفون صللور ً وسلليأا بللإيراد بعلله الصللور‬
‫األخرى بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬الذي يًع عليه القلاء فقط من غير كفار ‪ ،‬هو الذي أفطر يومًا من لار رمللان‬
‫ٍ‬
‫بعلذر أو بدوبله؛ لكلن بغيلر‬ ‫بعذر‪ ،‬أو بغير ٍ‬
‫عذر بغيلر الًملاأ‪ ،‬ملن أفطلر يوملًا يف لار شلهر رمللان سلوا ًء‬
‫الًماأ‪ ،‬فإبما يًع عليه القلاء فقط‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬الذي يًع عليه الكفلار فقلط‪ ،‬ول يًلع عليله القللاء‪ ،‬وهلو اللذي أفطلر يف لار‬
‫رملان بسبع عذر ل يستطيع معه الصيام على سبي الستمرار كلأن يكلون كبيلر ًا أو أن يكلون زمنلا يعنلر‬
‫مرض مستمر‪ ،‬كالذي يصاب بملرض يمنعله ملن الصليام واألملراض كثيلر جلد ًا‪ ،‬ل يحتلاج المقلام بلذكر‬
‫تعديدها‪ ،‬فهذا يًع عليه أن يكفر فقط‪ ،‬وسنذكر الكفار بعد قلي عندما برجع ك م المصنف‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬الذي يًع عليه صيام وكفار معًا‪ ،‬وهم أبواأ‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬من أفطر يف ار رملان بًماأ‪ ،‬فيًع عليه القلاء والكفار وسيأا‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬من أفطر يف ار رملان ملن املرأ ٍ‪ ،‬إاا أفطلرت الملرأ يف لار رمللان‪ ،‬ل لمصللحة‬
‫بفسها‪ ،‬وإبما ألج جنينها الذي يف بطنهلا‪ ،‬أو ألجل الرضليع اللذي ترضلعه فلإاا أفطلرت ألجل الرضليع‬
‫الذي ترضعه‪ ،‬أو ألج الًنين الذي يف بطنها‪ ،‬فيًع عليها القلاء ويًع عليها الكفار ‪ ،‬وسيأا‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬الذي يقلر يفطر يوما يف ار رملان لعذر أو لغير عذر ويؤخر القلاء سلنة كامللة‬
‫حتى يأتيه رملان الثاين‪ ،‬فيًع لعيه القلاء ويبقى يف امته ويكفر عن ك يو ٍم مسكينًا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪351‬‬

‫‪ ‬الناع الرابع‪ :‬وهو من؟‪ ،‬الذي ل يًع عليه ل قلاء ول كفار ‪ ،‬فهلو اللذي أفطلر يف لار رمللان‬
‫ٍ‬
‫لعذر غير دائم‪ ،‬ثم مات قب تمكنه من األداء‪ ،‬يعنلر ملات يف أثنلاء رمللان‪ ،‬أو ملات بعلد اليلوم األول ملن‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تسقط عنله الكفلار فل كفلار‬ ‫العيد‪ ،‬أو مات وما زال مسافر ًا لم يتمكن بعد من القلاء حين ااك‪،‬‬
‫أيلا القلاء‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل يف ك م المصنف‪.‬‬
‫يف ماله‪ ،‬ويسقط عنه كذلك ً‬

‫إا ًا قول المصنف يف ومن أفطر لكلا أو لملرض لريلة‪ ،‬وعرضلنا كيلف أن بلن عبلاس قلال أ لا ليسلت‬
‫بمنسوخة وإبما هر خاصة بالمريه والكبير الذي يرجى بروهه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ل يرجى بروهه‪ ،‬أي يغلع على ننه أبه ل يحفر منه‪ ،‬فإن شفر منه؟‪ ،‬بقول المريه الذي غللع‬
‫شفر بعد الك فله حالتان‪:‬‬
‫على ننه أبه ل يحفر من المرض‪ ،‬فإن َ‬
‫لفر بعللد إخللراج الكفللار ‪ ،‬ف ل يللملله قلللاء هللذا اليللوم‪ ،‬وإن شللفر قب ل إخللراج الكفللار فيللملله‬
‫إن شل َ‬
‫القلاء‪ ،‬يعنر رج فيه مرض قلع‪ ،‬وقال له الطبيع مث ً إن الملرض اللذي فيلك شلديد‪ ،‬وهلذا ملن بلاب‬
‫الثقة‪ ،‬فإاا أخاه الطبيع الثقة‪ ،‬وقي ل ُبد من ببيبين‪ ،‬إاا أخلاه الطبيلع الثقلة بأبله هلذا يللره فل تصلم؛‬
‫ألبه من باب اخبار به الواحد‪ ،‬فلةك الصليام‪ ،‬ثلم بعلد ٍ‬
‫سلنة أو أقل ملن سلنة‪ ،‬تيسلر لله عل ج لذا العل ج‬
‫يستطيع الصيام‪ ،‬فلأتى لذا العل ج‪ ،‬فًلاء فسلأل هل أقللى السلنة والسلنوات السلابقة أم ل‪ ،‬حينملا كلان‬
‫يغلع على ننر أين لن ابرأ ؟‪.‬‬

‫بقول لك حالتان‪ :‬إن كنت قد أخرجت الكفار سقطت عنك القلاء؛ ألبك أتيت بالبلدل‪ ،‬ول يًملع‬
‫البدل بالمبدل عنه‪ ،‬وإن كنت قد أخرت الكفار ولم تخرجها فيًع عليك أن ترجع لألصل ‪ ،‬مثل اللذي‬
‫ولم يصللر فيًلع عليله‬ ‫صلى بتيمم‪ ،‬ثم وجد الماء‪ ،‬فإبه بذلك ل يللم أن يتوضأ وأن كان قد أخر الص‬
‫حينمذ أن يصلر بالماء‪ ،‬ومث هذا يقال يف الحج‪ ،‬وهكذا فيما سيأا معنا‪.‬‬

‫‪ ‬المســألة اْلهيــرة قــال‪ :‬لك ل يللو ٍم مسللكينا‪ ،‬أي يطعللم لك ل يللو ٍم مسللكين‪ ،‬وكيللف يكللون مقللدار‬
‫ا بعام؟‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬القاعد يف ا بعام كما حاء عن بن عمر وغيره من الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬أن ك مسلكين‬
‫يطعم بصف صا ٍأ من أي بعام يقتادوه الناس‪ ،‬أي بعام يعطى بصف الصلاأ‪ ،‬كلم بصلف الصلاأ؟‪ ،‬ملدان‬
‫تأا بحثيتين بالمد‪ ،‬هذا يسمى بصف صاأ‪ ،‬أو بالتعبير الذي اكلرت لكلم بلاألمس قلنلا الصلاأ كلم للة؟‪،‬‬
‫‪352‬‬

‫ث ثة لةات‪ ،‬إا ًا بصف الصاأ كم يكون؟ لة وبصف‪ ،‬ابحث عن قنينة‪ ،‬قنينة ملاء تحلوي للة ًا وبصلفًا ملن‬
‫الماء‪ ،‬ثم أم ءها من الطعام‪ ،‬ثم أعطها الفقير‪ ،‬هذه تعادل بصف صاأ‪.‬‬

‫إان عرفنا مقدار بصف الصاأ من غير الا‪ ،‬وأما ال ُبلر فإبملا يكفلر ملدٌ واحلد ‪ ،‬أي ربلع صلاأ‪ ،‬لقللاء‬
‫الصحابة كما قلى به عمر من بعده‪ ،‬ومحوا عليه قلاء الصلحابة‪ ،‬فعلدوا يف الكفلارات فقلط دون اللكلا ‪،‬‬
‫المد من الا عن ُمدين من غيرها‪ ،‬هذه المسألة األولى (المقدار»‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬ه يللم أن يعطى إاا أفطر المرء ث ثين يومًا أن ُيعطلى ث ثلون مسلكينًا أم يكفلر‬
‫مسكينًا واحد ًا أن يعطى ث ثون بعمة؟‪.‬‬

‫بقول هنا ل يللم التعدد ألن ك يو ٍم منفص عن اليوم الثالر‪ ،‬بخ ف إبعلام عحلر مسلاكين وإبعلام‬
‫ستين مسكينًا كما سياا بعد قلي ‪ ،‬فإن العدد هناك مقصود لمعنى شرعر سأورده يف محله‪ ،‬هلذه المسلألة‬
‫الثابية‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثالثة‪ :‬هذا ا بعام هل ل ُبلد أن يكلون حبلًا‪ ،‬بعله العلملاء كالحلافعر يقلول يًلع أن‬
‫يكون حبًا‪ ،‬بقول يًوز أن تطعمه حبًا‪ ،‬ويًوز أن تطعمه مطبوخًا‪ ،‬كما فع الصحابة رضوان اهلل علليهم‬
‫أبس وغيره‪ ،‬كابوا يطبخون الطعام ويعطوبه مطبوخًا‪ ،‬رز ًا مع دجاجٍ مع إدا ٍم وغير الك‪.‬‬

‫قد تكلم العلماء فيما يسمى بعام حين ااك‪.‬‬

‫الذي قال الفقهاء أبه ل يًوز أن تصنع الطعام‪ ،‬ثم تدعوا المساكين لله‪ ،‬هلذه ل تًللأ الكفلارات؛ ألن‬
‫هذا إباحة والكفار يللم أن تكون تمليكًا‪.‬‬

‫إان الكفارات ل ُبد أن تملكها للمسكين يصنع ا ملا شلاء‪ ،‬يأكلهلا يطعمهلا يًعلهلا للغلد يحفظهلا يف‬
‫الث جة‪ ،‬يحفظها كيفما شاء‪ ،‬يًع أن تملك‪ ،‬وأملا الطعلام إاا صلنعته فأبلت للم تملكله للمسلكين‪ ،‬وإبملا‬
‫أبحت للمسكين أكله‪ ،‬فقد يأك قلي ‪ ،‬وقد يأك كثير ًا‪ ،‬وقد يكون مريلًا ل يسلتطيع األكل ‪ ،‬وقلد يكلون‬
‫مستحر يعنر يستحر األك ‪ ،‬ف يكون حينمذ ليس تمليك ف يكفر ا باحلة‪ ،‬فل ُبلد ملن التمليلك‪ ،‬ابتبله‬
‫لهذه المسألة‪ٌ ،‬‬
‫فرق بين ا باحة‪ ،‬والتمليك والحديث عن ا باحة بوي جدًّ ا فيه عحرات المسائ ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪353‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ا ْل ِق ْط ُر لِ َمرِي ٍ َي ُي ُّق َع َل ْي ِ َو ُم َسا ِرٍ َي ْه ُص ُر»‪.‬‬

‫المريه إاا كان يح عليه المرض‪ ،‬يح عليله الصلوم بسلبع مرضله‪ ،‬إملا محلقه خارجلة علن العلاد‬
‫لحد ألم‪ ،‬والدواء يخفف ألمه‪ ،‬أو كون مرض يليلد بسلبع صليامه‪ ،‬أو لكلون الصليام يلؤخر اللاء بسلبع‬
‫عدم تناوله األدوية وبحو الك‪ ،‬فحينمذ يًوز له أن يفطر‪ ،‬ب األفل له أن يفطر‪.‬‬

‫فاألفلل لله أن يفطلر واللدلي‬ ‫األمر الثاين‪ ،‬قال‪ :‬ومسافر يقصر‪ ،‬ك من سافر سفر ًا تقصر فيه الص‬
‫أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ليس من البر الصيام يف السقر»‪ ،‬فبين النبر ‪ ‬يف مفهوم الحديث‬
‫أن األفل هو ا فطار يف السفر‪ ،‬وكان النبر ‪ ‬يف آخر أمره كان يف حًة اللوداأ وغيرهلا‪ ،‬للم‬
‫ينق عنه أبه صام ♥ بعم بق عن حديث أبر هرير أبه صام؛ لكلن محملول عللى تلوجيهين‬
‫آخرين غير هذا يدل على الًواز‪.‬‬

‫إان األفل أن المرء يفطر يف ار رملان‪ ،‬إاا كان مسافر ًا‪ ،‬وللو كابلت ل محلقة عليله‪ ،‬وللو للم تكلن‬
‫هناك محقة؛ ألن المحقة حكمة يف السفر‪ ،‬وإبما العلة فيه السلفر‪ ،‬واألصل يف السلفر إبملا هلو المحلقة لملا‬
‫ثبت يف مسلم أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬السقر قطعة من عذاب من قضى مدت ليرجع»‪ ،‬فالسلفر كلله‬
‫عذاب ولو كنت راكع أرفه المراتع‪ ،‬ولو كنت جالسا على أرفه الكراسر‪ ،‬فهلو ملااا؟ بقلول أبله علذاب‪،‬‬
‫كما بين النبر ‪ ‬هو محقه‪.‬‬

‫عرفنا أن األفل هو ا فطار؛ لكن من صام يف السفر‪ ،‬ه يكره لله الصلوم أم ل؟ بعله الفقهلاء قلال‬
‫يكره الصوم يف السفر؛ لكن بقول هذا فيه بظر‪ ،‬لما؟ لنه قد ثبت يف الصحي أن أبر هرير قلال‪ :‬لقلد رأيتنلا‬
‫وما منا صائم إل رسول اهلل ‪ ‬وعبد اهلل بن رواال‪ ،‬وعندبا قاعد أصولية بستنبط منها األحكلام‬
‫أن النبللر ‪ ‬ل يفعل مكروهللًا؛ ولللذلك رجحهللا جمللع مللن المحققللين كالمًللد وغيللره أبلله ل‬
‫يكره‪ ،‬وإبما يكون خ ف األولى‪ ،‬خ ف األولى هو األحسن واألفل لك أن تفطر‪ ،‬كما عا المصلنف‪،‬‬
‫أبه يسن وهو األفل ؛ لكن لو صمت جاز من غير كراه؛ ألن النبر ‪ ‬ل يفع مكروهًا‪.‬‬

‫هذا المكروه‪ ،‬أو هذا األولى أحيابا قد يكلون هلو يقلدم إاا عللم الملرء ملن بفسله أبله ربملا للن يقللر‬
‫الصيام بعد رملان‪ ،‬بعه الناس يعرفون من بفسه التسويف والتأخير‪ ،‬أو يعرف من بفسله كثلر األشلغال‬
‫بعد رملان‪ ،‬فيقول سوف أصوم يف السفر لعدم وجود محقة عليه فحينمذ قلد بقلول أن الصليام هنلا أوللى‪،‬‬
‫‪354‬‬

‫كما اكر الك بقلت لكم قب قلي عن بعه الفقهاء‪.‬‬

‫ببعًا هنا قال ومسافر يقصر‪ ،‬لما؟ ألن السفر مر معنا أبه بوعان‪ :‬سفر قصير‪ ،‬وسفر بوي ‪.‬‬

‫فالمراد بالسفر هنا السفر الطوي ‪ ،‬فالمراد بالسفر هنا السفر الطويل اللذي عرفنلا حلده وهلو أربلع ‪...‬‬
‫عليه بن عمر وبن عباس‪.‬‬ ‫لما ب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإ ْن أ ْ َط َر ْت َح ِامٍ أ ْو ُم ْر ِضع َه ْا ا َع َلى أ ْن ُق ِس ِه َما َق َضتَا َ َه ْط»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإن أفطرت حام ٌ أو مرضع خوفًا على أبفسهما‪ ،‬خافت الحام على بفسها كالمرض أن يحل‬
‫عليها‪ ،‬أو يليد‪ ،‬أو يسبع لها الفطر المرض‪ ،‬وبحو الك‪ ،‬فحينمذ تفطر أل ا ملحق ٌة بالمريلة‪ ،‬فتفطر فقلط‬
‫ول كفار عليها‪.‬‬

‫قال‪ :‬قلتا فقط فتفطر فقط وتقلر هذا اليوم من غيلر كفلار ‪ ،‬مثلهلا المرضلع إاا خافلت عللى بفسلها‬
‫أل ا تعلم أ ا إاا صامت تنلر هر يف بد ا فحينمذ تفطر فقط‪.‬‬

‫ْل ْط َعا ِم ِم َّم ْن َي ُم ُ‬


‫ان َا ْل َا َلدَ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َع َلى َو َلدَ ي ِه َما َم َع َا ْ ِ‬
‫ْ‬
‫قللال وإن خافتللا علللى والللديهما المرضللع‪ ،‬كثيللر مللن النسللاء إاا أرضللعت تقللول إاا صللمت هللذا اليللوم‬
‫فسيًف الحليع الذي يخرج من ثديها سيًف‪ ،‬فحينمذ فيله خلوف عللى الوللد‪ ،‬ل يلللم الخلوف خلوف‬
‫ه كلله؛ ألن خللوف الهل ك قللد يكللون هنللاك بللدائ صللناعيه‪ ،‬الخللوف مللن الولللد هللو تللرك الرضللاعة؛ ألن‬
‫الرضللاعة مسللتحبة ومتأكللد ب ل إن النبللر ‪ ‬حللذر المللرأ مللن منللع وليللدها لبنهللا كمللا جللاء يف‬
‫الحديث يف رهيا النبر ‪ ،‬فالمقصود هنا خوف جفاف‪.‬‬

‫فإاا خافت المرأ أن يًف ثديها فحينمذ جاز لهلا أن تفطلر وتقللر هلذا اليلوم‪ ،‬وللو أفطلرت سلنتين؛‬
‫ألن المرأ ترضع صغيرها حولين متوالين‪ ،‬لو خافت يف السلنة الثالثلة بعله النسلاء ترضلع للسلنة الثالثلة‪،‬‬
‫وبعه النساء ترضع أربع سنوات ولدها بب ًعا مكروه اللياد عن السنتين‪.‬‬

‫وقد ببمت لبعه أه هذا اللمان بعه البللدان المسللمين أن املرأ ترضلع وليلدها ولليس وليلد ًا لهلا‬
‫وولدها قد جاوز ثمابية عحر عامًا‪ ،‬وولدها تلوج وحدثنر جارهم لليس كملا قيل وإبملا قلال هلذا الوللد‬
‫هو جاري‪ ،‬وبقول هذا المكروه عند أه العلم أن تليد عن سنتين؛ ب ربما قد يص إلى المنع‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪355‬‬

‫برجع لمسألتنا المرأ إبما تفطر حولين ألبه وقت الرضاعة‪ ،‬ما يليد عن حولين ل يًلوز لهلا أن تفطلر‬
‫من اج وليدها‪ ،‬لكنها تفطر‪ ،‬ومااا؟ وأن تطعم عن ك يوم مسكينًا كما قال الصحابة رضلوان اهلل علليهم‬
‫كابن عمر وبن عباس‪ ،‬األثر الذي اكرت لكم قب قلي ‪.‬‬

‫أوردت أو ً‬
‫ل ويف األخر قال‪ :‬والمرضعة على ولدهما أن يفطرا وأن يطعما عن ك يوم مسكي َن‪.‬‬

‫الحام ‪ ،‬الحام إاا قال لها الطبيع الثقة إن الصوم يؤدي إلى سقوط الولد فهلذا خلوف عللى الوللد‪،‬‬
‫وأما إاا قال يلرك أبت لسبع فقر دم وبحوه‪ ،‬فحينمذ يكون الخوف عليها فحينملذ تفطلر وتطعلم علن كل‬
‫يو ٍم مسكين‪.‬‬

‫قال ممن يمون الولد‪ ،‬الكفار واجبلة عللى األم‪ ،‬وإبملا هلر واجبلة عللى ملن يموبله بلأن يكلون للمتله‬
‫النفقة‪ ،‬أو تكف بنفقته‪ ،‬كملا ملر معنلا يف بلاب زكلا الفطلر‪ ،‬أو تكفل بالنفقلة‪ ،‬قلد يكلون أبلًا‪ ،‬أو قلد يكلون‬
‫متطوعًا‪ ،‬أو قد يكون قريبًا وبحو الك‪..‬‬

‫ار َل ْم َي ِص َّح َص ْا ُم ُ ‪َ ،‬و َي ْه ِض َا ْل ُمغ َْمى َع َل ْي ِ »‪.‬‬


‫يع َالن ََّه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُأبْم َ َع َل ْي ‪َ ،‬أ ْو ُج َّن َجم َ‬
‫ٌ‬
‫جنلون وإغملا ٌء وبلو ٌم‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫جنون وعنلدبا إغملا ٌء وعنلدبا بلوم‪ ،‬ث ثلة أشلياء‪،‬‬ ‫عندبا هنا اثنان أو ث ثة‪ ،‬عندبا‬
‫وعندبا حالتان‪:‬‬

‫الحالة األول‪- ،‬أبا سأاكر الحالت ثم سنقسمها إلى بناء على الصور الث ثة‪.-‬‬

‫أن يبيت النية من اللي أو أل يبيتها‪ ،‬وإما أن يفي يف أثناء النهار أو أل يفي ‪ ،‬واض ؟‪.‬‬

‫ببدأ بالمًنون‪ ،‬بقول المًنون إاا لم يبيت النية من اللي أو بيتها سواء‪ ،‬إاا لم يف يف أثناء النهلار فلإن‬
‫صومه غير صحي ‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬ما زلنا بتكلم يف المًنون‪ ،‬بقول المًنون إاا لم يف أثنلاء النهلار كلله وللو لحظلة واحلد‬
‫فإن الصوم ليس بواجع عليه‪ ،‬ليس واجع عليه يسقط عنه الصوم ألبله مًنلون‪ ،‬سلقط عنله الصلوم كليلًا‬
‫ألبه غير مكلف‪ ،‬إل إاا أفاق يف أثناء النهار ولو لحظة هذا ما يتعل بالمًنون‪.‬‬

‫بأا بالمغمى عليه‪.‬‬

‫المغمى عليه‪ :‬سوا ًء يعنر بفعله أو ما يلح بالمغمى عليه كأن يتناول مغيبًا لعقلله كلالبنج وبحلوه‪ ،‬أو‬
‫‪356‬‬

‫بفع غيره بأن الطبيع أعطاه البنج وغيره‪.‬‬

‫المغمللى عليلله أبظللر معللر إاا أغمللى عليلله النهللار كللله ثللم أفللاق يًللع عليلله قلللاء هللذا اليللوم بخل ف‬
‫المًنون‪ ،‬وأما إاا بواه من اللي وأغمى عليه النهار كله فنقول يًع عليه القلاء كذلك‪ ،‬وأما إاا بواه ملن‬
‫اللي وأفاق يف أثناء النهار ولو شيمًا يسير ًا ص صومه‪.‬‬

‫إان الفرق بين المًنون والمغمى عليه يف صور واحد فقلط ‪ ،‬وهلو إاا أغملى عليهملا النهلار كلله أو‬
‫غاب عقلهما يف النهار كله فالمًنون ل يؤمر بالقلاء‪ ،‬والمغملى عليله يلؤمر بالقللاء‪ ،‬المًنلون ل يلؤمر‬
‫بالقلاء‪ ،‬والمغمى عليه يؤمر بالقلاء‪.‬‬

‫هذا هو الفرق بين المًنون والمغمى عليه يف الصيام‪.‬‬

‫ويتفقان بأ ما إاا بيتا النية من اللي وأفاقا ولو جلء من النهار ص الصوم‪ ،‬فإن لم ُيبيتا النية من الليل‬
‫أو لم يفيقلا جللء ملن النهلار للم يصل صلومهما‪ ،‬وهل يلللم القللاء عللى ملا قولنلا الفلرق بلين المًنلون‬
‫والمغمى عليه‪.‬‬

‫إان عرفنا المًنون والمغمى عليه‪ ،‬هذا معنى ك م المصنف‪.‬‬

‫ومن أغمى عليه أو ُجنى جميع النهار لم يص صومه سواء أن بيت النية أم لم ُيبيت النية من اللي ‪.‬‬

‫مفهومها‪ ،‬أبه إاا اغمى‪ ،‬أو ُجن عليه وقد افاق جلء ًا من النهار سواء يف اوله‪ ،‬أو يف آخلره‪ ،‬أو يف وسلطه‬
‫ولو يسير‪ ،‬فإبه يص صومه بحرط أن يكون قد بيتا النية من اللي ‪.‬‬

‫قال ويقلر المغمى عليه مطل ًقا سواء أفاق يف أثناء النهار أم لم يف ‪ ،‬وأما المًنلون فل يقللر اليلوم‬
‫هذا إل إاا أفاق يف أثناء النهار ولو للحظة‪ ،‬إا ًا اكربا تفاصي الث ث برق جبتها لك بأكثر ملن أسللوب يف‬
‫التقاسيم لكر تفهم مسألة‪.‬‬

‫أما النائم‪ ،‬فالنائم ل يللم أن يفي يف أثناء النهار‪ ،‬فالنائم إاا بيت النيلة ملن الليل وبلام النهلار كل صل‬
‫صومه‪ ،‬وسوا ًء أفاق أو للم يفل صل صلومه‪ ،‬والنلائم يًلع عليله القللاء إا للم يبيلت الليل يًلع عليله‬
‫القلاء مطلقًا‪.‬‬

‫ببعًا قاعد عند فقهائنا أن المغمى عليه أحيابلًا يلحقوبله بلالمًنون‪ ،‬وأحيابلًا يلحقوبله بالنلائم‪ ،‬بنلا ًء‬
‫‪٦‬‬
‫‪357‬‬

‫األحط هذا أمر واحد‪.‬‬


‫األحط يف األحكام قاعد يف ا غماء ُ‬
‫على ُ‬

‫األمر الثاين أن المغمى عليه ل بنظر فيه للمد سواء أن كلان يوملًا أو يلومين أو ث ثلة‪ ،‬كملا جلاء يف بلن‬
‫عمر أو أكثر من الك‪ ،‬حتى لو أغملى عليله شلهران‪ ،‬أو ث ثلة‪ ،‬أو أكثلر مهملا باللت ملد ا غملاء فيسلمى‬
‫مغمًا عليه ل ينظر للمد ‪.‬‬

‫ض إِ ََّّل بِن ِ َّي ٍة ُم َع َّين ٍَة بِ ُُز ٍْن ِم ْن َال َّل ْي ٍِ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح َص ْا ُم َ ْر ٍ‬

‫المقصود بالفريلة صوم رملان‪ ،‬أو قلاء رمللان‪ ،‬أو النلذر‪ ،‬هلذه تسلمى الفريللة‪ ،‬وملن الفريللة‬
‫أيلا صيام ث ثة أيام التر تًع على الحاج‪ ،‬التر وجبت بنا ًء على الكفلارات هلذه تسلمى صلوم فريللة‪،‬‬
‫ً‬
‫وسائر الكفارات‪.‬‬

‫ول يص صوم الفريلة إل بنية من الليل ‪ ،‬لقلول النبلر ‪ ‬فيملا جلاء عنله مرفوعلًا وثبلت‬
‫موقوفللًا والموقللوف للله حكللم الرفللع‪ ،‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪َّ« :‬ل صــيام لمــن لــن يبيــت الصــيام مــن‬
‫الليٍ»‪ ،‬ل ُبد من ان يأا بًلء من اللي بالنية؛ ألبه يًع استيعاب النهار كله بالنية وما ل يتحق الواجلع‬
‫به فهو واجع‪ ،‬والواجع ل يتحق إل بأخذ جلء من اللي ولو قل ‪ ،‬فللذلك يًلع كملا قلنلا يف الملرفقين‬
‫أبه يًع اللياد على المرف ولو بيسير ألبه ما ل يتم الواجع إل به فهو واجع‪ ،‬فكذلك‪.‬‬

‫إان يًع ا تيان بًلء من اللي يف الصيام‪ ،‬ولو لحظات يسير ‪.‬‬

‫بيع ابظروا معر‪ ،‬هذه النية كيف تتحق ؟ تتحق بالعلم أن غد ًا يًع صومه وأبه ملن رمللان‪ ،‬عللم‬
‫المر ُء أن غد ًا من رملان هذه بية ألن النية تبع للعلم ‪ ،‬مع العلم على الفع ‪ ،‬أبه يقول غد ًا من رملان‪ ،‬أي‬
‫يوم واجع‪ ،‬أعلم أن غد ًا من رملان‪ ،‬وأعلم على الصيام‪ ،‬فهذه هر النية‪.‬‬

‫النية أحيابًا قد يدل عليها الفع فمن أك أكلة السحر‪ ،‬أو شرب ملا ًء ملن الليل فإبله حينملذ يكلون قلد‬
‫دال على وجود النية؛ ألن النية محلها القلع‪.‬‬‫بوى؛ ألن هذا الفع دل على النية‪ ،‬ليس هو النية وإبما هو ٍ‬

‫األمر الثاين سب معناه أبنا قلنا أن النية يًوز أن تتقلدم بيسلير‪ ،‬يف الصلوم يًلوز أن تتقلدم إللى غلروب‬
‫الحمس‪ ،‬فك بية بعد غروب الحمس من الليلة السابقة يسمى يسير ًا‪ ،‬فلي كله يسمى يسير ًا لعموم حديثه‬
‫‪َّ« :‬ل صيام لمن َّل يبيت الصيام من الليٍ»‪.‬‬
‫‪358‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِص ُّح َن ْقٍ ِم َّم ْن َل ْم َي ْق َع ٍْ ُم ْق ِسدا بِن ِ َّي ٍة ن ََهارا ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫قوله بنية معينة المراد بالنية التعين‪ ،‬بية الصوم‪ ،‬وهلر بيلة الفعل ملع بيلة التعيلين بلأن يكلون كفلار ‪ ،‬أو‬
‫يكون رملان‪ ،‬أو يكون قلاء‪ ،‬أو بذر‪ ،‬هذا بية التعيين‪.‬‬

‫أما بية كوبه قلاء‪ ،‬أو أداء ليس واجع‪ ،‬وإبما كوبه صوم واجع عن رملان أو قلاء له‪.‬‬

‫قال ويص بف مما لم يفع مفسدا بنيه ار ًا مطلقا‪ ،‬معنى هلذا الكل م أن الملرء يًلوز ويصل لله أن‬
‫يصلوم النفل سلواء إن كللان النفل بفل ً مطلقلا‪ ،‬أو بفل ً مقيللد ‪ ،‬كالسلت مللن شلوال‪ ،‬كمللا هلو نللاهر كل م‬
‫الفقهاء‪.‬‬

‫يًوز أن يصوم مطل ًقا سواء أكان مطل ًقا أم مقيد ًا بالنية يف أثنائه يعنر يف أثنلاء النهلار اللدلي عللى اللك‬
‫مللا جللاء يف حللديث عائحللة رضللى اهلل عنهللا أن النبللر ‪ ‬كللان يللدخ عليهللا فيقللول‪« :‬أعنــدكم‬
‫طعام؟»‪ ،‬فإن قالت ل‪ ،‬قال « ِين صائم»‪.‬‬

‫فالنبر ‪ ‬لم ينوي الصيام يف النافلة إل يف أثنائه‪.‬‬

‫والــدليٍ الثــاين‪ :‬أبلله يف عاشللوراء قب ل أن يفللرض صلليام رملللان‪ ،‬وقلللاء رملللان؛ ألن فللرض صلليام‬
‫رملان‪ ،‬وفرض قلاء رمللان‪ ،‬قبل اللك كلان واجلع صليام عاشلوراء فقلط ملن غيلر قللاء‪ ،‬أملر النبلر‬
‫‪ ‬الذي لم يعلم بالصيام من اللي أن يصوم يف أثنائه‪ .‬فدل الك أبه يصل ا مسلاك لكلن إبملا‬
‫رملان والواجع بللوم تبيت من اللي ‪.‬‬ ‫خ‬

‫بق ول هذه النية ل فرق أن تكون قب اللوال أو بعده‪ ،‬هذا واحد فيًوز أن تنوي قل الظهلر ويًلوز أن‬
‫تنوي بعده؛ لكن بحلرط واحلد‪ ،‬أن ل تكلون قلد أتيلت بمفسلد ملن مفسلدات الصليام‪ ،‬وملا هلر مفسلدات‬
‫الصيام؟‪ ،‬أن تأا بأك أو بحرب أو بًماأ أو بغير مما سيأا بعد قلي اكره‪ ،‬وهذا معنى كل م المصلنف‪،‬‬
‫فيص بف ً لحديث عائحة وغيرها‪ ،‬ممن لم يفع مفسد يعنر من مفسدات الصليام‪ ،‬التلر سليأا‪ ،‬بنيلة أي‬
‫أن ينوي ارا‪ ،‬أي يف النهار مطلقًا‪.‬‬

‫قوله مطلقًا‪ ،‬تحتم أي ما قب اللوال وما بعده‪ ،‬وتحتم أن تعود كلمة مطل ًقلا للنفل فتحلم جميلع‬
‫النف سواء أكان النف مقيد ًا أو بف ً مطلقا‪ ،‬فصيام الست من شوال مث ً يًوز صيامه ولو من بصفه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪359‬‬

‫ولكن ابتبه لمسألة ليس أجر من بيت الصيام من اللي كأجر ملن بلواه يف أثنلاء النهلار فإبملا يلؤجر ملن‬
‫بيته فما بعد‪ ،‬فيكون أجره أق من أجر من بيت من اللي ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـن َأ ِ‬
‫ي‬ ‫ـن َأ ْد َه َـٍ إِ َلـى َج ْا ـ ‪َ ،‬أ ْو ُم َُ َّـاف ـ َج َسـده كَـد َما ٍغ َو َح ْل ٍـق ََـ ْيئا م ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َم ْ‬
‫َان َب ْي َر إِ ْح ِل ِيل ِ َأ ْو اِ ْب َت َل َع ُنخَ َامة َب ْعدَ ُو ُصالِ َها إِ َلى َ ِم ِ َأ ْو ْاس َت َها َن َ َها َن»‪.‬‬
‫َم ْا ِض ٍع ك َ‬

‫بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفص عن مفسدات الصليام‪ ،‬وهلر مسلألة مهملة جلد ًا‪ ،‬وبلد ًا األول بلأول‬

‫المفسدات وهو األك والحرب وما يف معناه‪ ،‬وقد قلال اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ‬

‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ} [البقر ‪ ،]187 :‬فاألك والحرب مفسدات‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ويدخ يف معنى األك والحرب ما يف معناهما‪ ،‬مما اجتمع فيهما معنيان‪ ،‬أن دخ فليهم جلوف‬
‫أو مًوف وكان دخوله من مدخ بافذ إبتبه لهذين القيدين فسأرجع إليهما بعد قلي ‪.‬‬

‫إان ما هو عند فقهائنا الذي يف معنى األك والحرب‪ ،‬قالوا‪ :‬ك ما يدخ يف جوف اآلدملر ومًوفله‪،‬‬
‫ويسمى الًوفان كذا عا بعه الفقهاء المتأخرين يسموبه الًوفان‪.‬‬

‫ما دخ جوف اآلدمر‪ ،‬أو مًوفه وسأاكرها بعد قليل بالتفصلي ‪ ،‬بملدخ بافلذ ًا‪ ،‬بمعنلى أبله ملدخ‬
‫يوص إلى داخ الًوف‪.‬‬

‫ببدأ بالقيد األول الفقهاء يقولون جوف أو مًوف كما قال المصنف من أدخ إللى جلوف أو مًوفله‬
‫يف جسده‪ ،‬ويسمى الًوف والمًوف الًوفان كما عا به بعه المتأخرين كالحيخ منصور‪ ،‬يسمى أحلد‬
‫الًوفين‪ ،‬ما الفرق بين الًوف والمًوف؟‪.‬‬

‫أول من فرق بين الًوف والمًوف فقهائنلا ابلن القلدامى‪ ،‬ثلم تلبعهم ملن بعلده‪ ،‬الفلرق بلين الًلوف‬
‫والمًوف‪ ،‬قالوا‪ :‬إن الًوف هو الذي يهلم الطعام‪ ،‬بسميه اآلن بالًهاز الهلمر‪ ،‬بد ًأ من الملريء فملا‬
‫دوبه‪.‬‬
‫‪360‬‬

‫أما ما فوق المريء فليس جوفًا‪ ،‬بل لله حكلم الظلاهر‪ ،‬فلالفم لله حكلم الظلاهر لليس جوفلًا؛ بل ول‬
‫ملحقًا بالمًوف‪ ،‬وإبما حكمه حكم الظاهر‪.‬‬

‫وبناء عليه الك جعلت يف فمك شرء فإبه ل يفطر ما للم ينللل كملا سليأتى بعلد قليل يف المكروهلات‬
‫والمفطرات‪.‬‬

‫أيللا مًوفلًا وسلائر‬


‫وأما المًوف فهو ك شلرء مغطلى يف الًسلد كاللدماغ ملث ً‪ ،‬واللرئتين تسلمى ً‬
‫الًسد يسمى مًوفًا‪.‬‬

‫إان هذا الفرق بين الًوف والمًوف‪.‬‬

‫الفقهاء يقولون ك ما يدخ إلى الًوف والمًوف فإبه يكون مفطر ًا‪ ،‬هذا القيد األول‪.‬‬

‫‪ ‬الهيد الثاين‪ :‬أن يكون من مدخ بافذ‪ ،‬ما معنى بافلذ؟‪ ،‬أي أبله يوصل لللداخ ‪ ،‬ملا هلر النوافلذ؟‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬الفم واألبف ول شك‪ ،‬أن الفم واألبف يوص ن للًوف ومن باب أولى المًوف؛ ألن ك جلوف‬
‫مًوف‪ ،‬ك مًوف ألن الًهاز الهلمر مًوف‪ ،‬ولكن ليس ك مًوف جوفًا‪.‬‬

‫ل شلك أن الفللم واألبللف يوصل ن مباشللر إلللى الًللوف هلذا ل شللك فيلله‪ ،‬مللن المنافللذ قللالوا العللين‪،‬‬
‫والعين له حكم الظاهر يف بعه األحكام‪- ،‬ل الوجه‪ -‬لها كحم الظاهر يف بعه األحكلام‪ ،‬ولكنهلا لليس‬
‫وجهًا‪.‬‬

‫وبناء على الك فيقولون‪ :‬هر بافذ يف بفسها ليست جوفا‪ ،‬العين ليست جوف ول مًوف لكنها بافلذ‪،‬‬
‫وهر بافذ للًوف ل للمًوف‪.‬‬

‫وبناء عليه فيقولون‪ :‬فمن فقط يف عينيه فوجد بعمه يف حلقه أي يف جوفه أفطر‪ ،‬فيكون بافلذ ًا أدى إللى‬
‫الًوف‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬قالوا األان‪ ،‬األان ل تلؤدى إللى الًلوف‪ ،‬وإبملا تلؤدى إللى مًلوف وهلو اللدماغ‪،‬‬
‫فمن قطر يف أابيه‪ ،‬سأاكر ك م المصنف‪ ،‬سأاكر بعد قلي ك م أخر‪ ،‬بحرال ك م المصنف‪ ،‬فملن قطلر يف‬
‫إابه فوص إلى داخ مًوف‪ ،‬وهو داخ الرأس يعنر جلاوز األان الخارجيلة؛ ألن األان الخارجيلة لهلا‬
‫حكم الظاهر وليس حكم البابن‪ ،‬فحينمذ يكون مفطر ًا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪361‬‬

‫‪ ‬المنقذ الرابع‪ :‬قالوا‪ :‬الحتقان‪ ،‬وأبا أسأل مااا تفهلم ملن كلملة الحتقلان؟ هل يقصلد لا الحقنلة‬
‫هذه؟ يقول‪ :‬ل؛ ألبه جاء عند أبو شيع وغيره أبه قد كره الحتقان روي مرفلوأ‪ ،‬وثبلت علن عللر وغيلره‪،‬‬
‫كره الحتقان‪ ،‬ما هلو الحتقلان؟‪ ،‬هلو إدخلال شلرء ملن بريل اللدبر‪ ،‬اللذى تسلمى بالتحميل الحلرجية‪،‬‬
‫وبحوها‪.‬‬

‫الحتقان هذا مفطر؛ ألبه يوص إلى الًوف مباشر ‪ ،‬فيكلون حينملذ مفطلر ًا؛ ألبله يلؤدى إللى الًهلاز‬
‫وتحي الطعام‪ ،‬فهو مفطر ًا‪ ،‬هذا ما يتعل بالحتقان‪.‬‬ ‫الهلمر‪ ،‬وهر األمعاء‪ ،‬وهر تمت‬

‫أيلا قالوا إاا كان يف اليلد جلرال‪ ،‬أو كابلت يف اللرأس جائفلة‪ ،‬فحينملذ إاا جعللت عللى الًلرال‬
‫كذلك ً‬
‫دواء فإبه سيمتصه الًسد‪ ،‬فعندهم يفطلر كلذلك‪ ،‬ويلحل ا بلر هلذه التلر تغلرز فإ لا تكلون دخللت إللى‬
‫داخ المًوف من الًسد‪ ،‬اهبت إلى المًوف سواء كابت يف الوريد‪ ،‬أو كابت يف العل ‪.‬‬

‫إان ك هذه تعتاه عنده مفطر أل ا أدخلت إلى جوف‪ ،‬أو مًوف‪ ،‬ومن منفذ ًا يدخ إليها‪.‬‬

‫ما هر المنافذ التر ل تدخ إليها؟ اثنان‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ما اكره المصلنف‪ ،‬قلال‪ :‬أو قطلر يف إحليلله‪ ،‬اللذى يقطلر يف ا حليل ‪ ،‬ا حليل هلو‬
‫وإبملا تطلرد‪ ،‬فملن قطلر‬ ‫مخرج البول‪ ،‬فمن قطر يف ا حلي يقول أبه يؤدى إلى المثابة‪ ،‬والمثابة ل تمت‬
‫يف إحليله فسيخرج من دواء مع البول‪ ،‬فحينمذ ل يفطر‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ما كان من باب الًلد الذى ل جرال فيه‪.‬‬

‫وبناء على الك فإن الناس‪ ،‬بعرف بحن جربناها‪ ،‬إاا محى المرء على الحنظ يًلد بعلم الحنظل يف‬
‫حلقه‪ ،‬يقول ما كان يف مسام الًلد ف يفطر‪ ،‬وما كان من ا حلي ف يفطر‪ ،‬واض الك م هذا؟‪.‬‬

‫بناء على ك م المصنف هنا سأاكر اسملة وأجوبه‪ ،‬لو أن امرأ تناول إبر ه يفطر ا أو ل‪ ،‬على كل م‬
‫المصنف وهو قول الًمهور؟‪ ،‬يفطر؛ ألبه دخ شرء إلى جوفه‪ ،‬أو مًوفه‪ ،‬من منفذ‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬لو أن امرأ أتى بما يسمى المنظار الطبر‪ ،‬عن بري فمه‪ ،‬ه يفطر بله أم ل؟ بقلول‬
‫يفطر به؛ ألبه دخ شرء له جرم إلى جوفه أو مًوفه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬لو كان أدخ دواء عن بري الدبر وهو التحامي يفطر به أم ل؟‪ ،‬يفطر‪.‬‬
‫‪362‬‬

‫لو أدخ منظار عن بري الدبر يفطر به أم ل ؟‪ ،‬يفطر كذلك‪.‬‬

‫لو أن امرأ أتى بلص الذى يخفه الحرار فًعله على جبينه‪ ،‬جاءت حرار فًع هذا اللص عللى‬
‫جبينه وهذا اللص موجود يف الصيدليات هنا فًهل اللصل عللى جبينله يفطلر او ل ؟‪ ،‬ل يفطلر؛ ألبله للم‬
‫يدخ إلى داخ جوفه‪.‬‬

‫لو أن امرأ وجد حر ًا شديد ًا وتعع‪ ،‬فإن غمس يف الماء من غيلر أن يبتللع شلرء يف فيله‪ ،‬يفطلر بلذلك أم‬
‫ل؟‪ ،‬ل يفطر‪.‬‬

‫لو أن امرأ تملمه بالماء يفطر بذلك أم ل؟‪ ،‬لمااا يفطر؟‪ ،‬لم يص شرء للًوف ألبا الًوف قلنلا‬
‫هو؟‪ ،‬الحل ما دون‪ ،‬الذي هو المريء فما دون‪ ،‬هذا ناهر له حكم الظاهر‪.‬‬

‫لو أن امرأ تسوك بالمسواك يف ار رملان قب اللوال؟‪ ،‬فنقول ل يفطر كذلك؛ ألبه للم يصل شلرء؛‬
‫لكن لو تفتت أجلائه وبلل إلى جوفه متعمد ًا به أفطر‪ ،‬وسيأا إلى مرحلة اوق الطعلام وغيرهلا‪ ،‬وضلحت‬
‫المسألة؟‪.‬‬

‫هذا الذى عليه الفقهاء وعليه أكثر المتلأخرين؛ لكلن للفائلد هلذا خلارج علن اللدرس وإبملا للفائلد ‪،‬‬
‫وبالمناسبة اكر هذه الفائد ألبنا يف شهر الصوم‪ ،‬أن الذى مفتى عليه عند محايخنا‪.‬‬

‫بحن قلنا قب قلي المنافذ كلم؟ بوعلان‪ :‬أحلدما منفلذ واألخلر لليس بمنفلذ للًلوف‪ ،‬المفتلى بله عنلد‬
‫محايخنا أن المنافذ ث ثة أبواأ‪:‬‬

‫‪ ‬المنقذ اْلول‪ :‬ما أدى إلى الًوف الذى هو يهلم الطعام‪ ،‬فإبه يفطر مطلقًا‪ ،‬وهلو الفلم واألبلف‪،‬‬
‫والدبر‪ ،‬وعليه فتوى المحايخ‬

‫هذه الثالثة الطرق تفطر مطلقًا؛ أل ا أدت إلى جوف يهلم الطعام‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬المنفذان الذين اكرهما الفقهاء وهما‪ :‬الًلد‪ ،‬والتقطير يف ا حلي ‪ ،‬ل يفطر مطلقلًا؛‬
‫ألبه ليس منفذ ًا للًوف ول للمًوف‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬وهذا هو الفرق‪ ،‬أن ما كان من غير هلذه المنافلذ الخملس للذكرباها قبل قليل ‪ ،‬فل‬
‫تفطر إل أن تكون مغذية‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪363‬‬

‫إان األن الفرق بين ما افتى به وما اكره الفقهاء رحمة اهلل عليهم يف هذا الكتاب وغيره‪ ،‬أ م قلالوا‪ :‬إاا‬
‫كان من غير المنافذ الث ثة التر اكرباها قب قلي ف يفطر إل المغذى‪ ،‬كا بر‪.‬‬

‫ا بر إاا لم تكلن مغذيلة‪ ،‬كلإبر األبسلولين فلالمفتى بله ل يفطلر‪ ،‬وأملا إاا كابلت مغذيلة لتقويلة البلدن‪،‬‬
‫كالفيتامين‪ ،‬أو الًلوكوز‪ ،‬وغيره لتنحيط البدن فإ ا تكون مفطره وهكذا‪.‬‬

‫قالوا من أي موضع غير ا حلي وا حلي عرفناه‪.‬‬

‫قال أو ابتلع بخامة‪ ،‬أو بخاعة‪ ،‬أو أبتلع قيئ‪ ،‬أو ابتلع دمًا‪.‬‬

‫فما الفرق بين النخامة والنخاعلة؟ النخاملة ملا تخلرج ملن الصلدر‪ ،‬وهلو اللبلغم‪ ،‬والنخاعلة تنللل ملن‬
‫الًيوب األبفية‪ ،‬يقولون تنلل من الرأس أي من الًيوب األبفية من العلو‪ ،‬هذه بخامة وهذه بخاعة‪.‬‬

‫تعمد بلع النخامة‪ ،‬أو النخاعة‪ ،‬أو القيئ‪ ،‬أو الدم الذى يكون يف الفم‪ ،‬مفطر تعمد‪ ،‬اللك مفطلر بحلرط‬
‫أن تكون هذه األمور األربعة قد وصلت إلى الفم‪.‬‬

‫أحيابًا النخاعة تكون وصلت مباشر من الًيلوب األبفيلة إللى الصلدر وللو تعملدت بلعهلا ل تفطلر‪،‬‬
‫أل ا لم تص للفم لم تص للخارج فنقول الفم خارج‪ ،‬كوبه خارج إان إاا خرج شرء إملا ملن المًلوف‬
‫أو من الًوف فإبه حينمذ يفطر إاا ابتلعه‪.‬‬

‫ومثله النخامة إاا ارتفعت لوسط الحل وبللت ولو عمدا ل تفطر‪ ،‬إاا وصلت للفم تفطر‪.‬‬

‫وهذا معنى قول المصنف إاا ابتلع بخامة أي عمد ًا بعلد وصلولها أي النخاملة أو النخاعلة أو القيلئ أو‬
‫الدم إلى فمه؛ ألن قاعدتنا أن الفم من الوجه من الخارج وليست من الًوف‪ ،‬بب ًعا ليس ك داخ جلوف‬
‫وليس ك خارج وجه؛ ولذلك أبا قلت خارج من الوجه هذه قاعد وليس محلولة‪.‬‬

‫الحيخ‪ :‬قال أو استقاء فقاء‪ ،‬لما جاء من حلديث أبلر هريلر وصلححه جملع ملن أهل العللم أن النبلر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬من استهان علي الهضان‪ ،‬ومن ذرع اله ن ال قضان علي »‪.‬‬

‫من استقاء أي فع القرء‪ ،‬قالوا‪ :‬ويكون الستقاء بأمور منها‪:‬‬

‫أن يدخ يده يف فيه‪ ،‬حتى يستدعى القرء‪ ،‬فيخرج ما يف بطنله‪ ،‬أو أن يعصلر بطنله عصلر ًا شلديد ًا حتلى‬
‫يخرج ما فيه‪ ،‬أو أن يتعمد النظر إلى ما يعلم أن النظر إليه يكون سببًا يف القرء‪ ،‬واا بعلهم‪ :‬أو يتعمد شلم‬
‫‪364‬‬

‫رائحة – ابظر يتعمد‪ ،‬يذهع ليحم هذه الرائحة‪ ،-‬التر يعلم من بفسه أن شمها يؤدى إلى القرء‪.‬‬

‫فذكروا بعلهم ث ثة وبعلهم أورد أربع أسباب‪ ،‬ول تنازأ ألن العا يف جميع الفعل ‪ ،‬وأملا بمًلرد‬
‫أن يتفكر يف أشياء تلؤدى إللى القلرء هلذه معفلو عنهلا ألن الفكلر كملا سليأا معنلا معفلو عنله ولليس مللك‬
‫‪.‬‬ ‫الحخ‬

‫هذا القرء إاا خرج‪ ،‬ما معنلى خلرج؟ يعنلر تًلاوز الًلوف ووصل إللى الحلل ‪ ،‬أفطلر مسلتدعيه أي‬
‫الذي متعمده سواء كان قلي ً أو كثير ًا‪ ،‬بخ ف الوضوء‪ ،‬الوضوء إبملا يلنقه الكثيلر دون القليل ‪ ،‬لملااا؟‬
‫ألبه هنا مفسد‪ ،‬والمفسد كان بفعله ف بنظر لقليله‪ ،‬أو لكثير ‪ ،‬بخ ف هناك الوضلوء فالوضلوء كل قلرء‬
‫سواء كان منه ول من غيره يعنر باستدعاء أو غير استدعاء منه فإبه يكون باقه‪ ،‬إان هن أو استقاء‪.‬‬

‫سأس سؤال‪ ،‬لو أن امرأ استدعى القرء‪ ،‬ما معنى استدعاه؟ بلع القرء استقاء‪ ،‬فحينمذ خلرج القلرء‬
‫إلى فيه‪ ،‬فتذكر أو بدم‪- ،‬تذكر بدم لكن بقول بدم‪ ،-‬فقال سأرجع القلرء فبتلعله‪ ،‬ملا خلرج إل شلرء يسلير‬
‫جدًّ ا جد ًا أفطر بذلك أم ل؟ أفطر بمااا؟ بأمرين‪ :‬باستدعاء القرء وباألك ‪ ،‬وهو بلعه للقرء‪.‬‬

‫لملااا للم تقل إن ملن أسلباب السلتدعاء القلر أكل الحبلوب؟ هنلاك حبلوب تًعل‬ ‫لو جاء شلخ‬
‫المعد تقرء لم يذكرها لمااا؟ ألبه أقطر بأك هذه الحبة قب أن يقرء‪.‬‬

‫ون َا ْل َق ْرجِ َ َأ ْمنَى‪َ ،‬أ ْو َأ ْم َذى َأ ْو ك ََّر َر َالنَّ َظ َر َ َأ ْمنَى»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو اِ ْست َْمنَى‪َ ،‬أ ْو َب َ‬
‫اَ َر ُد َ‬

‫أبظر معى النبر ‪ ‬قال‪« :‬قال أن اهَّلل ‪ :‬كٍ عمٍ ابن أدم لـ الحسـنة بعيـرة أضـعا ها‬
‫إَّل الصام ِن ل »‪ ،‬اهلل ‪ ‬قال فإبه لر يدأ بعامه وشرابه وشهوته ألجلى‪.‬‬

‫قلنا بعامه وشرابه يدخ فيه األك والحرب‪ ،‬وما يف معناه وشرحناه قب قلي ‪.‬‬

‫وقول اهلل ‪ ‬يف الحديث القدسر‪« :‬ويدع َهات ْلجلى»‪.‬‬

‫تقلى الحهو كما يعلم جميع الناس بث ث أشياء‪ :‬إما أن تقلى بًماأ‪ ،‬وإما أن تقلى بإمناء‪ ،‬وإملا‬
‫أن تقلى بإمذاء‪.‬‬

‫إن تقلى الحهو بث ثة أشياء‪ :‬بًماأ‪ ،‬وإمناء‪ ،‬وبإمذاء‪ ،‬ث ثة أشياء تقلر الحلهو والكل يعللم هلذا‬
‫الحرء‪ ،‬أن الحهو تقلى ذه األمور الث ثة ببدأ بأولها‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪365‬‬

‫الًماأ مفسد للصيام بإجماأ جميع المسلمين؛ ب يف كتاب اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬

‫ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [البقر ‪ ،]187 :‬ثم قال بعد الك‪ ،‬لما اكر مباحات اللي ‪ { ،‬ﭑ ﭒ‬

‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [سور البقر ‪ ، ]187:‬فدل على أن ما قب ل يأخذ‬
‫حكم ما بعده‪.‬‬

‫إان ف يًوز الًماأ‪.‬‬

‫هلكت‪ ،‬فهو من اعظم المفسدات إثمًا‪ ،‬هذا واحدا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫فًاء الرج إلى الرسول ‪ ‬وقال‪:‬‬

‫اثنين‪ :‬أن ا مناء؛ ما معنى ا مناء؟ هو ابتقال المنر من محله‪ ،‬ولم للم يخلرج إللى الخلارج كملا سلب‬
‫معنا أي موجع الغس ‪ ،‬فبمًرد ا حساس بخروج المنر من محله‪ ،‬أي من الصلع دفقًا؛ واضل معنلى‬
‫دفقًا‪ ،‬كما قال علر رضى اهلل عنه وجلاء بحلوه علن ابلن عبلاس‪ :‬إاا دفخلت أي خلرج دفقلًا‪ ،‬ابتقل دفقلًا‪،‬‬
‫لله‪ ،‬أو للم يخلرج وحلده‪،‬‬ ‫واض المعنى والك يعرفه‪ ،‬فإاا ابتق المنر ولو لم يخلرج إل بمنلع الحلخ‬
‫فإبه يفسد الصوم‪ ،‬إاا استدعاه‪ ،‬والك قول المصنف أو استمنى‪.‬‬

‫وهللذا عليلله قللول عامللة أهل العلللم؛ بل هللو قللول األئمللة‪ :‬أبللر حنيفللة‪ ،‬ومالللك‪ ،‬والحللافعر‪ ،‬وأحمللد‪،‬‬
‫الملذاهع األربللع جميعللًا علللى أن السللتمناء مفسللد للصلوم؛ ولللذلك عللده كثيللرون مللن مسللائ التفللاق‪،‬‬
‫والخت ف قي أبه وارد بعد الك‪ ،‬وارد متأخر بعد القرون المفللة بعد القرن الرابع‪.‬‬

‫إان الستمناء مفسد يف قول عامة أه العلم وحكمه اتفاق‪ ،‬إان هذا النوأ الثاين‪.‬‬

‫النوأ الثالث من المفسدات (يدأ شهو »‪ ،‬ا مذاء‪ ،‬ما الفرق بين المنر والمذي؟ تعرفون أم أبين؟‪.‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬المنر والمذي يخرجان من الرج والمرأ سواء‪ ،‬المرأ يخرج منها منلر‪ ،‬يًلع أن بفلرق‪،‬‬
‫‪366‬‬

‫عليله‬ ‫عليله الفقهلاء كلابن عقيلع يف التلذكر وبل‬ ‫بعه الناس تقلول أن الملرأ ل تمنلر‪ ،‬بل تمنلر بل‬
‫الكثيرون‪ ،‬حتى األبباء يثبتون الك‪.‬‬

‫الفرق بين المنى والمذي بسرعة‪ ،‬المنر يخرج دفقًا بلذ ‪ ،‬والمذي قد يخرج بللذ ‪ ،‬وقلد يخلرج بغيلر‬
‫لذ ؛ لكن الذى يفسد الصوم هو الذي يخرج بلذ ‪ ،‬كما يأا بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن المنر فقير ًا والمذي رقي ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن المنر باهر والمذي بًس‪ ،‬يًع تطهيره‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬أن المنر ل يًع منه السلتنًاء وأملا الملذي فيًلع منله السلتنًاء‪ ،‬يًلع غسل‬
‫الذكر واألبثيين‪ ،‬فملا األبثييلان؟ قللت لكلم يف حلديث ‪ ...‬بلن اللبيلر مرفوعلًا ولله شلاهد عنلد أبلو العلوان‬
‫متص ً صحيحًا كما قال ابن القيم‪.‬‬

‫ما هما األبثييان؟ األبثييان عما تعلمون الخصى‪ ،‬الرج يًلع عليله إاا أملذى أن يغسل اكلره كلام ً‬
‫ليس مح خروج النًاسة فقط كام مع األبثيين‪ ،‬لحديث النبر ‪ ،‬وهو ثابت‪.‬‬

‫األمر الرابع‪ :‬أبه يستحع بط الثوب للمذي‪.‬‬

‫األمر الذي بعده‪ ،‬أبه يفسد ما الصيام لكن يختلف الحكم يف جلئيه سلأدخلها بعلد قليل ‪ ،‬إان عرفنلا‬
‫الفرق بين المنى والمذي‪.‬‬

‫المذي‪ ،‬من تعملد خلروج الملذي يف لار رمللان فسلد صلومه‪ ،‬ملا اللدلي ؟ اهلل ‪ ‬يقلول كملا يف‬
‫الحديث القدسر‪« :‬يدع طعام‪ ،‬وَهات ْلجلى»‪ ،‬ف شك أن المذي يقلى الحهو أو جلء منه‪.‬‬

‫بيع أبظروا معر برجع للث ثة‪ :‬الًماأ ما الذي يفسد؟‪ ،‬بقلول ل يفسلد ملن الًملاأ إل ملا كلان فيله‬
‫تغييع ححفة يف قب ً أو دبر‪ ،‬ل ُبد من تغييع الححفة‪ ،‬أما م قه فقط ل تفسلد الًملاأ‪ ،‬لكنهلا منهلر عنهلا‬
‫كما سيأا بعد قلي ‪ ،‬فإ ا مباشر واض الًمال‪.‬‬

‫هذا ما يفسد وهو تغيع الححفة‪.‬‬

‫بأا للثاين‪ :‬المنى والمذي ركلوا معر‪ ،‬المنر والمذي‪ :‬قد ينللن إما بسبع التفكر‪ ،‬أو ينللن بسلبع‬
‫المباشر ومنه السلتمناء‪ ،‬المباشلر يعنلر بالفعل ومنله السلتمناء‪ ،‬أو ينلللن بسلبع تكلرار النظلر‪ ،‬لليس‬
‫‪٦‬‬
‫‪367‬‬

‫بنظر األولى فإن النظر األولى لك والثابية عليك‪ ،‬الك الفقهاء بعاان بتكرار النظر‪.‬‬

‫إان المنر والمذي ينللن بمااا؟ بث ثة أسباب‪:‬‬

‫إما بالتفكر‪ ،‬وإما و بالمباشر وهو الفع ومنه الستمناء‪ ،‬أو بتكرار النظر‪ ،‬ركلوا معر‪.‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬وهو التفكر إاا بلل مذي أو منر بسبع التفكر ف يفسد الصلوم؛ ألن التفكلر لليس‬
‫بإرادتك‪ ،‬ل تستطيع أن ترد التفكر‪ ،‬أبت أحيابًا تريد يف ص تك أل تتفكر فيخلرج اهنلك فيلذهع اليملين‬
‫والحمال‪ ،‬التفكر ليس بملكك‪ ،‬ليس بإرادتك فيعفر عنك‪.‬‬

‫دائملا لملا جعل‬


‫أبت اشغ اهنك بالطاعة بعم لكن أحيابًا للو أن الملرء يسلتطيع أن يلتحكم يف فكلره ً‬
‫فكره إل يف كتاب اهلل ‪ ،‬ويف سنه رسوله ‪ ، ‬لكنه ل يسلتطيع‪ ،‬شلواغ اللدبيا كثيلر ‪ ،‬إان‬
‫معفو عن التفكر‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬إاا كان بلول المنر أو المذي بالمباشر ‪ ،‬ومنه الستمناء فيفسد الصلوم مطل ًقلا سلواء‬
‫بلل بالمباشر ومنها الستمناء‪ ،‬منر أو مذي يفسد صومه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬إاا بلل بسبع تكرار النظر‪ ،‬فيفسد إاا بلل المنلر‪ ،‬إاا كلرر الصلائم النظلر فيفسلد إاا‬
‫بلل منه منر‪ ،‬أما إاا بلل منه مذي ف يفسد؛ ألن المذي أسرأ بلو ً‬
‫ل من المنر‪ ،‬معروف‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)13‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )13‬اية المًلس الثالث عحر‪.‬‬


‫‪368‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ن ََاى َا ْ ِ‬
‫ْل ْ َط َار»‪.‬‬

‫أي‪ :‬بوى قطع بية ا مساك‪ ،‬وليس المراد بالنية العلم؛ ألن التحقي التفري بين العلم‪ ،‬وإن كان بعه‬
‫المتأخرين إن قلال أن العللم والحكلم بله؛ لكلن التحقيل أن العللم هلو أن يكلون تلرددا‪ ،‬فل يكلون حينملذ‬
‫إفطارا‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َح َُ َم‪َ ،‬أ ْو اِ ْحت ََُ َم»‪.‬‬

‫الرسول ‪ ‬ثبت عن الحج ثوبان‪ ،‬ومن حديث رافع؛ ب جاء عنله ‪ ‬ملن بحلو‬
‫وستة وقي من عحر من أصحابه أبه ‪ ‬قال‪« :‬أ طر الحاجم والمحُـام»‪ ،‬ملا قالهلا يف واقعلة‬
‫بق عنه ستة‪ ،‬وقي عحر من أصحاب النبر ‪ ‬أص حديث رافع وثوبان‪.‬‬

‫أفطر الحاجم والمحًوم‪ ،‬يدلنا على أبه قررها يف أكثر من موضع‪ ،‬ويف أكثر ملن محل ‪ ،‬وللذلك يف أن‬
‫هذا الحديث ثابت عن النبر ‪ ،‬ول شك يف صحته صححه األئمة‪.‬‬

‫وقد قال ا مام أحمد لما رواه هذا الحديث‪ ،‬قال لقد ثبلت عنلدي ول أعللم شليما يدفعله‪ ،‬ملا أعللم أن‬
‫شرء يدفعه هذا الحديث‪.‬‬

‫أما ما روي عن بن عباس أن النبلر ‪ ‬احلتًم وهلو صلائم‪ ،‬فلإن علملاء الحلديث يقوللون‬
‫هذا حديث منكر‪ ،‬فإن الروا السقا ‪ ،‬إبما قالوا احتًموا وهو محرم‪ ،‬ولم يعلم أن النبلر ‪ ‬يف‬
‫حًة الوداأ كان صائما يف بريقه‪ ،‬فإبما احتًم النبر ‪ ‬وهو محرم‪ ،‬وهو الصلحي يف اللفلظ‬
‫الحديث‪.‬‬

‫إاا ل يعلم أن حديث باسخا لهذا الحديث‪ ،‬هذا الحديث ثابت‪ ،‬فعمللوا حلديث النبلر ‪‬‬
‫العم به متحتم حين ااك‪ ،‬إاا بقول أفطر الحاجم والمحًوم‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪369‬‬

‫بحثنا عن العلة لما أفطر الحاجم والمحًوم‪ ،‬بقول هذه علتها تعبدية؛ لكن لهلا عللة مظنوبلة‪ ،‬ملا هلر‬
‫العلة المظنوبة؟‬

‫الدم وص الدم إلى جوفه‪ ،‬وأما المحًوم فهلو ضلعف بدبله‪ ،‬هلذه عللة مظنوبلة‪،‬‬ ‫أن الحاجم إاا م‬
‫وقلت لكم قبل أن الحلارأ إاا بللل الحكلم بالمظنلة فل علا إاا ابتفلت هلذه المظنلة‪ ،‬لملا قلنلا أن العلا‬
‫بالتعبد إاا كله فع يسمى حًامة‪ ،‬فإبه مفطر‪ ،‬وك فع يسمى فاعله حاجما‪ ،‬فإبه مفطر‪ ،‬وإل ف ‪.‬‬

‫ابظللروا معللر سأسللأل وأجيبللوين‪ ،‬لللو أن رجل احللتًم يف ضللهره‪ ،‬وحاجملله حًملله بفيلله‪ ،‬هل يفطللر‬
‫المحًوم والحاجم أم ل؟‬

‫بقول أفطر‪ ،‬النبر ‪« :‬يهال أ طر الحاجم والمحُام»‪.‬‬

‫بيع لو احتًم وخرج دم يسير جدًّ ا قلي يفطر أم ل؟ يفطر كذلك ل عا بقدر الدم‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬لو احتًم يف رجله يفطر أم ل؟ يفطر لحلديث النبلر ‪« ‬أ طـر الحـاجم‬
‫المحُام َّل ننظر للم ان»‪.‬‬

‫لن بًد له علة‪ ،‬وإبما حكملة‪،‬‬ ‫بقول يفطر كذلك بقف عند الن‬ ‫لو حًمه الحاجم بآلة من غير م‬
‫واألحكام إبما تناط بعتلها دون حكمها‪ ،‬بقول يفطر وإن كان مصا‪.‬‬

‫علاد بقلول‬ ‫بيع أبظروا معر لو فصد فصدا من غير حًامة‪ ،‬الفصد يكلون بالمحلرط ملن غيلر مل‬
‫الفصد ل يفطر؛ ألن النبر ‪ ‬وهو أعلم قال‪« :‬أ طر الحاجم»‪ ،‬ولم يق أفطر ك من خرج منله‬
‫دم قصدا‪ ،‬قال أفطلر الحلاجم‪ ،‬وخاصلة أن هلذا عللى خل ف القيلاس القاعلد العاملة‪ ،‬وكل ملا ورد عللى‬
‫خ ف القياس بقف عليه يف محله ول بقيس عليه يف األص بقول‪.‬‬

‫لو أن امر تاأ بالدم يف ار رملان بقول ل يفطر‪ ،‬والممرض الذي سحع الدم ل يفطر‪.‬‬

‫إبمللا ورد‬ ‫لللو أن امللر حل ل دملله يف للار رملللان قلللي ‪ ،‬أو كثيللرا ل يفطللر كللذلك‪ ،‬لمللا؟ ألن الللن‬
‫ول بًاوزه لغيره‪ ،‬ألبنا لم بًد معنلا قويلا بلحقله بله‪ ،‬وإبملا‬ ‫بالحاجم والمحًوم‪ ،‬وبحن بقف عند الن‬
‫وجدبا حكمة‪ ،‬وهذه الحكمة التر أوردهتا لكم قب قلي قد تنخرم وليس هذا مح اكره‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪370‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ع ِامدا ُمخْ تَارا»‪.‬‬

‫عامدا مختارا فيما سب ؛ ألن المكره وغير القاصد معفو عنه‪ ،‬يقول النبلر ‪« ‬مـن أكـٍ أو‬
‫َرب ناسيا‪ِ ،‬نما أطعم اهَّلل وسهاه»‪ ،‬وهذا يحم فريلة والنافلة السواء ول فرق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ذاكِرا لِ َص ْا ِم ِ َأ ْ َط َر»‪.‬‬

‫كما سب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل إِ ْن َ ََّر َ َأ ْنز ََل»‪.‬‬

‫أو أمذى‪ ،‬فالتفكير يعفى فيه عن ا بلال وا مذاء‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َد َه ٍَ َما ُن َم ْض َم َض ٍة َأ ْو اِ ْستِن َْي ٍ‬
‫اق َح ْل َه ُ»‪.‬‬

‫فإبه حينمذ ل شرء عليه‪ ،‬ول كراهية عليه‪ ،‬ألبه فع شيما محروعا ومستحبا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َلا با َلََ َأو زَاد ع َلى َث َال ٍ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫لكن يكره لو المبالغة حال الصوم‪ ،‬ويكره زيلاد علن ثل ث؛ لكلن حتلى للو زاد علن ثل ث؛ بل حتلى‬
‫أيللا جملع ريقله يف محلله‪ ،‬للم يفسلد صلومه‬
‫ملمه وهو من غير وضوء؛ ب حتى لو جمع ريقله سليأا ً‬
‫بالًميع‪.‬‬

‫ان ن ََهارا بِ َال ُع ْذ ِر ََ َب ٍق َون َْح ِا ِه َ َع َل ْي ِ َا ْل َه َضا ُن َوا ْل َ َّق َار ُة ُم ْط َلها»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َج َام َع بِ َر َم َض َ‬

‫قال ومن جمع يف ار رملان‪ ،‬قوله يف ار رملان يفيدبا أن من جمع يف صلوم واجلع غيلر رمللان‬
‫ل كفار عليه‪ ،‬ولو كان الصوم الواجع صوم كفار ‪ ،‬ولو كان الصوم الواجع صوم قللاء لرمللان‪ ،‬وللو‬
‫كان مليقا يعنر ما بقر له إل يومين من شعبان وعليه يومان من رملان اللذي سلب ‪ ،‬يًلع عليله الصلوم‬
‫هذين اليومين‪ ،‬وإن جمع فيهم ف كفار عليه‪ ،‬إان الكفار إبما هر لبتهاك حرمة هذا الحهر الكريم‪.‬‬

‫إان قللال‪ :‬ومللن جمللع برملللان للارا‪ ،‬قوللله جمللع بنهللار رملللان يحللم الللك مللن صللومه هللذا اليللوم‬
‫صحي ‪ ،‬ومن صومه يف هذا اليوم غير صحي مما للمه ا مسلاك‪ ،‬كلهلم يًلع عليله الكفلار ؛ ألبله يللمله‬
‫ا مساك‪ ،‬فك من للمه ا مساك واكربا ما لم يللمه ا مساك‪ ،‬فإن عليه كفار ‪.‬‬

‫أما يف اللي فلرية واكرهتا قب قلي ‪ ،‬ب عذر؛ ألن العذر يعنر معفو عنه‪ ،‬ألبه يؤدي يًيله الفطلر يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪371‬‬

‫ار رملان‪.‬‬

‫فيه مرض‪ ،‬وعدم المًامعة تلره‪ ،‬وبحو الك؛ لكلن إن‬ ‫كحب وبحوه‪ ،‬إما أن يكون قد يكون شخ‬
‫أمكن الستمناف حينمذ يكون أخف األمرين كما قال بن بصر اهلل‪.‬‬

‫قال فعليه القلاء يًع على من جمع يف ار رملان القلاء أن يقلر هذا اليوم؛ ألبه أفطر يوما ملن‬
‫غير عذر‪.‬‬

‫والكفار مطلقة‪ ،‬إان يللم عليه القلاء‪ ،‬أو الحرء يللم قب القلاء أن يمسلك هلذا اليلوم ل يًلوز لله‬
‫أن يأك بعده‪ ،‬ويًع عليه مع الك أن يقلر هذا اليلوم؛ ألبله أفطلر يلوم ملن لار رمللان‪ ،‬ويًلع عليله‬
‫كذلك أن يكفر‪ ،‬وما هر الكفار ؟‪ ،‬سيأا اكرها بعد قلي ‪.‬‬

‫قال مطل ًقا أي يعنلر ملن غيلر فلرق بلين العلالم والًاهل ‪ ،‬أو غيلرهم؛ ألن فقهائنلا يقوللون ابظلر معلر‬
‫الرج ل يعذر با كراه على الوطء‪ ،‬وهو قول الًمهور إل بعد الحنفية لما قالوا الك؟ قلالوا ألن الرجل‬
‫ل يتصور منه أن ينتحر وهو مكره تحت هتديد الس ال‪ ،‬أو يلرب ل يمكن أن ينتحر‪ ،‬قالوا هذا بلداء عللى‬
‫أبه ل يمكن الك‪ ،‬ل يتصور هذا بب ًعا هذا الحرء؛ لكن لو تصور أو وجد فهذه مسلتثنى‪ ،‬والنلادر ل حكلم‬
‫له‪ ،‬فيكون النادر حينمذ يأخذ الحكمة بوعه ل جنسه‪ ،‬إاا تصور وهذا بادر‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬قالوا ل يعذر يف الوطء يف ار رمللان بالًهل فيله للرجل ‪ ،‬قلال ألن هلذا ملن األملر‬
‫المعلوم ملن اللدين بالللرور ‪ ،‬فلكل يعللم أن اللوطء يف لار رمللان ل يًلوز؛ بل ويف كتلاب اهلل‪ ،‬فهلو‬
‫معلوم من الدين باللرور ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه ل يعذر بالنسيان‪ ،‬لمااا قال ل يعذر بالنسيان؟‪ ،‬لسببين‪:‬‬

‫السبب اْلول‪ :‬قالوا أن الًماأ من األفعال التر يكلون فيهلا محلاركة بلين اثنلين فلأكثر‪ ،‬فحينملذ يغللع‬
‫على الظن أن ل يوجد هناك بسيان من اثنين من الرج والمرأ ‪.‬‬

‫اْلمر الثاين‪ :‬أن القاعد عند فقهائنا أن ك ما كان باب األحكام الوضعية ومنها الت ف‪ ،‬فل يعلذر بله‬
‫بالنسيان‪ ،‬ك ما كان من باب السبع‪ ،‬أو يكون عنده حكم وضعر ومنه الئت فات ف يعذر بالنسيان‪.‬‬

‫ينسى فيتللف عمامتلك بسلر‪ ،‬بقلول ل يعلذر؛ ألبله حكلم وضلعر‬ ‫الئت فات مث مااا؟ لما الحخ‬
‫‪372‬‬

‫ألبه سبع‪ ،‬والئت فات كلها أسباب‪ ،‬ف يعذر بالنسيان عندها‪.‬‬

‫قالوا والًماأ ملحقا بالئت ف لمااا هو إت ف؟‬

‫قالوا ألن من جمع امرأ ولو بحبهة فيًع عليه أرش بلعها‪ ،‬يًلع عليله األرش سلواء كابلت بكلرا‪،‬‬
‫أو ل‪ ،‬فهذا أرش فكأبه إت فا ويف المعنى الت ف كملا للو أتللف يلده‪ ،‬كملا للو أتللف عللو ملن أعللائه‪،‬‬
‫فذاك يقول هو الًماأ بمعنى الت ف هذا معنى ك مهم‪.‬‬

‫إاا الًماأ يف ار رملان ل يعذر فيه بالنسيان‪ ،‬ول با كراه للرج ‪ ،‬ول بالًهل ‪ ،‬وهلذا معنلى قلول‬
‫المصنف مطل ًقا أي مهما كان حالهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َك َّق َار َة َع َل ْي َها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬للمرأ خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م َع َا ْل ُع ْذ ِر‪َ :‬كن َْامٍ‪َ ،‬وإِك َْر ٍاه»‪.‬‬

‫إاا كابت معذور كنائمة‪ ،‬أو مكرهة؛ ألن المرأ تصور إكراها بخ ف الرج ؛ ألن هر الموبوء ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ونِ ْس َي ٍ‬
‫ان َو َج ْه ٍٍ»‪.‬‬

‫ألن المرأ يكثر فيها الًه أكثلر ملن الرجلال‪ ،‬الًهل يف النسلاء أكثلر ملن الرجلال‪ ،‬وخاصلة باللملان‬
‫األول‪.‬‬

‫اللمان األول كان القلي ممن تعد من النسلاء فقيهلا؛ حتلى قلال بعله فقهلاء الحنفيلة وهلو بلن الوفلاء‬
‫القرشر ل أعلم فقيهة حنفية كذا قال يف ترجمة الفقهاء الحنفية‪ ،‬يف اللمان األول الًهل عنلد النسلاء أكثلر‬
‫من الرجال‪ ،‬ولذلك كان بناء على الحال يعنر أبه يعذرون ذا الًابع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َل ْي َها ا ْل َه َضا ُن»‪.‬‬

‫عليها القلاء فقط بدون كفار ؛ أل ا معذور ‪.‬‬

‫وأما القلاء فأبه لوجود مفسد‪ ،‬ف يعنر يعذر به حينمذ‪ ،‬فالعذر يتعل بالكفار دون القلاء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪373‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َ ِعت ُْق َر َق َب ٍة»‪.‬‬

‫بللدأ يللتكلم عللن الكفللارات كمللا جللاء يف حللديث أبللر هريللر يف الصللحيحين‪ ،‬أن الرجلل أتللى لنبللر‬
‫‪ ‬فقال يا رسول اهلل‪ :‬هلكت وأهلكت مما يدل على أن الكفلار تًلع عللى الرجل والملرأ‬
‫سواء‪ ،‬وأهلكت خارج الصحي ‪ ،‬قال‪« :‬ما علت؟»‪ ،‬قال‪ :‬وقعت على أهلر يف ار رملان‪ ،‬قلال‪« :‬أعتـق‬
‫رقبة»‪ ،‬والمراد بإعتاق الرقبة أن يًد رقبة فيحةيها فيعتقها‪ ،‬أو تكون يف ملكله فيعتقله بعلد اللك‪ ،‬واآلن ل‬
‫يوجد رق‪ ،‬الرق أتلغى اآلن؛ ب اكر بعله الفقهلاء الحلافعية يف القلرن العاشلر أبله يسلتحع يف زملا م أن‬
‫يكفر بغير العت لمااا؟‬

‫قالوا ألن الرق يف الك اللمن أي يف القرن العاشلر‪ ،‬أو الحلادي عحلر ل يوجلد رق إل ملن بريل غيلر‬
‫محروأ بسبع سرقة وبحوها‪.‬‬

‫ولذلك قال فلما غلع على الظن عدم وجود الرق الحرعر؛ ألن الرق الحرعر ث ث أبواأ فقط‪.‬‬

‫متى ولد من الرق قب ا س م‪ ،‬وما كان بسلبع حلرب ملع غيلر العلرب‪ ،‬وملا تواللد علن اللك‪ ،‬وغيلر‬
‫الك ملغر‪.‬‬

‫ُدْ َ ِص َيا ُم ََ ْه َر ْي ِن ُم َتتَابِ َع ْي ِن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ِ‬

‫يًع أن يكون الحهران متتابعين‪ ،‬ول يًوز قطع هذين الحهرين بغيلر علذر‪ ،‬وملا هلر األعلذار؟ هلر‬
‫األعللذار التللر تبللي الفطللر كالسللفر‪ ،‬والمللرض‪ ،‬والحم ل تفطللر ألج ل ولللديها‪ ،‬فللإاا وجللد فطللر يف أثنللاء‬
‫الحهرين‪ ،‬فإبه ل يقطلع التتلابع؛ بل يللمله إاا زال علذره أن يلتم بعلد اللك ويكمل التتلابع بعلد اللك هلذه‬
‫المسلألة‪ ،‬فلإن أفطلر يلوم بلين الحلهرين ملن غيللر علذر أبقطلع التتلابع‪ ،‬فيللمله بعلد اللك أن يعيلد الحللهرين‬
‫كاملين‪.‬‬

‫المسألة الثابية عندبا كيف بعرف الحهرين؟ بقول لك حالتان‪.‬‬

‫إما أن تبتد الصيام ملن أول الحلهر القملري فتصلوم شلهرين قملريين سلواء كلان الحلهران تلامين‪ ،‬أو‬
‫‪ ،‬أو ك هما تاما‪.‬‬ ‫‪ ،‬وغالبا ما يكون أحدهما تام‪ ،‬واآلخر باق‬ ‫باقصين‪ ،‬أو أحدهم تام‪ ،‬واآلخر باق‬

‫إان إاا ابتدأت من أول الحهر فتصوم الحهرين تامين ل بنظر لنقصان الحهر وعدمه‪.‬‬
‫‪374‬‬

‫وأما إن ابتدأت من غير أول الحهر‪ ،‬كان ابتدأت من اليلوم الثلاين إللى اليلوم األخيلر منله‪ ،‬فإبله يلللم أن‬
‫تصوم ستين يوما كام سواء كان الحهران إاا صمتهم باقصين‪ ،‬أو تامين‪.‬‬

‫ِين ِم ْس ِينا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ْستَط ْع َ ِِ ْط َعا ُم ست َ‬

‫فيًع عليه أن يطعم ستين مسكينا‪ ،‬ك مسكينا بصف صاعا إل من ا ُلا‪ ،‬أو من غيلر ال ُبلر‪ ،‬أو ملن ال ُبلر‬
‫يطعمه مد ‪ ،‬وه يللم العدد وهو الستون؟‪ ،‬بقول بعم‪ ،‬يللم أن يطعم ستين مسلكينا ل يعطلر واحلدا هلذا‬
‫المقدار من الطعام؛ ب يًع أن يعطر ستين ما الدلي عليها‪.‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬نلاهر الحلديث النبللر ‪ ‬قلال‪« :‬أطعـم ســتين مسـ ينا»‪ ،‬فللو كللان المقلدار لقللال‬
‫أبعم مقدار كذا‪ ،‬فدل على أبه يًع أن يكون الستون مقصود‪.‬‬

‫فيقلول سلأعطر ملال‪ ،‬بقلول ل‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن فيه معن للعقوبة‪ ،‬بعله النلاس اآلن بلدأ يلةخ‬
‫مقصود الحرأ أحيابا جع الكفار بعاما‪ ،‬وأحيابا جعلها كسو لليملين‪ ،‬وأحيابلا جعلهلا صلياما‪ ،‬وأحيابلا‬
‫جعلها مال‪.‬‬

‫متى جع الحارأ الكفار مال؟ واكر ا قب يف وطء الحائه مال فلوس‪ ،‬فالحارأ غاير بينهلا‪ ،‬فهلذه‬
‫المغاير بين الكفارات تلدل عللى وجلوب منصوصلة‪ ،‬إان يًلع السلتين ملن بلاب القصلد أبله يللملك أن‬
‫تبحث عن ستين مسكينا تدور على فقراء البلد‪ ،‬ل تعطر أي مسكين؛ ب تعطلر مسلكينا محتاجلا للطعلام‪،‬‬
‫وهذه فيها معنيان‪.‬‬

‫معنى التأديع لمن فع هذه الذبع فيكون زجرا له‪.‬‬

‫ومعنى عظيم للمًتمع أن المسلم يبحث عن الفقراء‪ ،‬ل يتتبع اللذين يسلألون فقلط؛ بل يبحلث حتلى‬
‫‪ ،‬وبقلول يًلوز‬ ‫اللرخ‬
‫عنهم يف بيوهتم‪ ،‬وينظر إليهم‪ ،‬وهذا من مقاصلد الحلرأ؛ لكلن لملا أصلبحنا بتتبلع ُ‬
‫إعطاء المال‪ ،‬وأصبحنا بًع الوك ء يبحثون عنا يخرجون عنا مع أن ملن السلنة أبلك أبلت تعطلر الفقيلر‬
‫بيدك‪ ،‬أصب الفقير يبيت بًاببك‪ ،‬وهو جار لك ول تعلم بفقره‪ ،‬وهذا من أسلباب المدبيلة الحديثلة حلين‬
‫فرقت الناس‪ ،‬وأصبحت المرء ربما ل يعرف اسم جاره‪ ،‬الحرأ يقول أبحلث علن جلارك ل يًلع عليلك‬
‫أبت تبحث عن الفقراء يف بلدك‪ ،‬يف اللكا ‪ ،‬ويف الكفارات‪ ،‬ويف غيرها‪.‬‬

‫إاا أبعم ستين مسكينا تبحث عن السلتين هلؤلء‪ ،‬ول يًلل الملال؛ بل ل ُبلد أن يكلون بعاملا‪ ،‬إملا‬
‫‪٦‬‬
‫‪375‬‬

‫مصنوعا‪ ،‬أو حبا وتكلمنا عنها قب قلي ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ِ‬
‫ُدْ َس َه َط ْ‬
‫ت»‪.‬‬

‫أي‪ :‬إل لم يًد هذه الكفار سقطت عنه‪ ،‬وهذه من الكفارات القليلة التر تسقط بلالعًل؛ ألن غيرهلا‬
‫من الكفارات ككفار اليمن‪ ،‬وكفار الظهار‪ ،‬وغيرها إاا كان عاجلا عنها للم تسلقط‪ ،‬وإبملا بقيلت يف امتله‬
‫حتى يقدر عليها‪ ،‬فإما تخلف ماله‪.‬‬

‫أما هذه الكفار ‪ ،‬وهر كفار الوطء يف ار رملان‪ ،‬فإ ا تسقط وقت الوجوب‪ ،‬فلو اغنى بعدها بأيلام‬
‫ووجد مال‪ ،‬أو وجد ما يحةي به كفار الطعام‪ ،‬أو العت بقول ل يًلع عليلك أن تكفلر‪ ،‬ملا اللدلي عللى‬
‫أ ا تسقط؟‬

‫هذا الرج ا عرابر الذي جاء للنبر ‪ ‬فقلال‪ :‬هلكلت وأهلكلت‪ ،‬قلال‪« :‬أعتـق‪ ،‬قـال‪ :‬مـا‬
‫عندي‪ ،‬قال‪ :‬صم‪ ،‬قال‪ :‬وهٍ أوقعن يف ذلب إَّل الصام‪ ،‬قال‪ :‬أطعم‪ ،‬قـال‪َّ :‬ل أجـد مـا أطعـم بـ »‪ ،‬فلأوا‬
‫النبر ‪ ‬بفرق بالتحريك هذا هو األصوب‪ ،‬وقال القاضر عياض يف المحارق يص الوجهلان‬
‫وبعلهم يفارق بين ال َف َر ِق‪ ،‬وال َف ْرق‪ ،‬فيًع ال َف َرق أكثر من الفرق قلدرا‪ ،‬ولليس هلذا محلله‪ ،‬برجلع فلأوا‬
‫النبر ‪ ‬بفرق فيه تمر فقال‪ « :‬تصدق بي ‪ ،‬قـال‪ :‬مـا بـين َّلبتيهـا أي المدينـة رجـٍ أ هـر منـ يـا‬
‫رسال اهَّلل‪ ،‬هال‪ :‬أطعم أهلب»‪.‬‬

‫السؤال‪ :‬القاعد عند الفقهاء أن ما زاد عن الحاجة يًع أن يتصدق به‪ ،‬وهذا الفرق أكثر من حاجتله‪،‬‬
‫ومع الك قال النبر ‪« ‬أطعم أهلب»‪ ،‬فدل على أ ا سقطت عنه‪ ،‬ولم يقول إاا اغتنيت غلدا‪،‬‬
‫أو أبت اآلن أصبحت غنيا؛ ألبه أصب عندك بعام كثير ما تكلمنا أمس كلم مقلدار ملا يطعلم يعطلى الفقيلر‬
‫من الطعام والمال وهو خمس درهم‪ ،‬ربما يأا لها درسلا آخلر‪ ،‬وهلذا معنلى قلول المصلنف فلإن للم يًلد‬
‫سقطت‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه َأ ْن َي ُْ َم َع ِري َه ُ َ َي ْبت َِل َع »‪.‬‬

‫المرء إاا كان صائما ثم جمع ريقه‪ ،‬ولو قصدا بب ًعا ابت أ ريقا اللذي ملن غيلر جملع يًلوز وملن غيلر‬
‫كره؛ ألن الفم ملرء بالري ؛ لكن أن يًمع ريقه‪ ،‬كيف يًملع ريقله؟ يعنلر ينظلر حتلى يًتملع الريل ‪ ،‬ثلم‬
‫يبتلعه‪ ،‬قالوا هذا يًوز ابت عه؛ لكن مع الكراهة‪ ،‬لمااا يًوز؟ ألبه أصل ينللل وحلده‪ ،‬وألبله للم يلرد ملا‬
‫‪376‬‬

‫يدل على التفطير به؛ ولكنه يكره مراعا لخ ف بعه الفقهاء‪.‬‬

‫وهذه المسألة يعملها فقهاء كثيرا موافقة للمالكية‪ ،‬وهر مسألة مراعا الخ ف‪ ،‬هذه مراعلا الخل ف‬
‫مسألة مهمة جدا‪ ،‬ويف مراعا الخ ف ائت ف المسلمين كذلك‪ ،‬فمراعا الخ ف ما معناها كملا اكلر أبلو‬
‫الوفا يف الواض وغيره‪ ،‬معنى مراعا الخ ف أن ما كان بعه أه العلم يرى وجوبه‪ ،‬وكلان اللك اللذي‬
‫من أه العلم ممن يعتد بقوله‪ ،‬وله حظ من النظر‪ ،‬إا ليس ك خ فا معتا إل خ فا له حظ من النظر‪.‬‬

‫إان ل ُبد أن يكون معتدا بخ فه‪ ،‬ولخ ف حظ من النظر‪.‬‬

‫فقال بوجوب بحلرء‪ ،‬أو قلال بحرملة اللك الحلرء‪ ،‬فنقلول المراعلا لخ فله بنلدب أبله منلدوب هلذا‬
‫الحرء الذي قي بوجوبه‪ ،‬أو بكراهة ما قال بتحريمه من باب مراعا الخ ف‪ ،‬وهذه القاعلد ل شلك أ لا‬
‫قاعد معتا تنظيرها‪ ،‬والستدلل عليها بوي جدا؛ لكنهلا قاعلد معتلا ‪ ،‬وكثيلرا ملا يسلتدل لا الفقهلاء‬
‫كما اكرت لك يف هذا المح ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َذ ْو ُق َط َعا ٍم»‪.‬‬

‫اوق الطعام مكروه إاا كان من غير حاجة‪ ،‬وأما إن كان بحاجة‪ ،‬فإبه يكون حينمذ مباحلا؛ ألن القاعلد‬
‫أن ك مكروه يباال عند الحاجة‪.‬‬

‫ما هر الحاجة يف اوق الطعام أن يعرف ملوحة الطعام ومرورتله‪ ،‬وح وتله‪ ،‬وعلدم ح وتله يعنلر أن‬
‫يكون هامًم وبحو الك‪ ،‬أو غير الك‪ ،‬أو حرورته وبرودته إاا كان فيه فلف وبحو الك؛ ألبه إاا كان مرا‬
‫ربما لم يتناوله الناس عند ا فطار‪ ،‬فذوق الطعام حينمذ تكون له حاجة‪ ،‬ف يكون مفطر‪.‬‬

‫مللا الللذوق‪ ،‬الللذوق يكللون بفطللر اللسللان ليسللت الللذوق أن تحللرب ملعقللة كاملللة هللذا أكل مفطللر ولللو‬
‫لحاجة؛ لكن للرور فرق بين الحاجة واللرور ‪ ،‬هذا الذوق يكون بطرف اللسان ليس بالحرب كلام ‪،‬‬
‫وإبما يذوقه حتى يعرف ح و من الطعام من مرورته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْضَُ ِع ْل ٍب ََّل َيت ََح َّل ٍُ»‪.‬‬

‫بمعنللى أن يكللون العلللك قويللا كل مللا ملللغ زداد قللو ؛ ل ُبللد أن يكللون قويللا ل يتقطللع‪ ،‬ول يتحلل أن‬
‫يدوب منه شرء‪ ،‬الذي يتحل مث هذا السكريات التر تباأ يف المح ت التًارية هذا يتحل ‪ ،‬فيص بعد‬
‫‪٦‬‬
‫‪377‬‬

‫أجلائه إلى الًوف‪ ،‬حينمذ يكون مفطرا كما سيأا يف ك م المصنف‪.‬‬

‫وأما ما يلداد مع الملغ قو ‪ ،‬وهو الذي ل يتحل فإبه ل يفطر؛ ألن غايته جملع الريل فقلط‪ ،‬وللذلك‬
‫قال يكره‪ ،‬يعنر يكره لمااا؟ ألبه أول يؤدي إلى جمع الري فيدخ يف معناه هذا أول‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬لكر ل يظن بالمسلم السوء‪ ،‬إاا كان المرء يأك علكا ل يتحلل ‪ ،‬ول يفطلر؛ ألبله للم‬
‫يص شرء إلى جوفه لم ينلل شرء إلى الًوف؛ لكن الذي ينظر إليه يقول (أوووه‪ ،‬الحسن» يأك يف ار‬
‫رملان‪ ،‬وا بسان مأمورا بأن يدرأ علن بفسله القيل ‪ ،‬أللم يقل النبلر ‪ ‬وهلو أكلرم اهلل الخلل‬
‫علللى اهلل ‪ ‬وقللد جللاء يف الحللديث عنللد القاضللر عيللاض يف الحللفاء أن مللن حيللث العبللاس‪ :‬النبللر‬
‫‪ ‬أفل الخل الذي بعلنه وللم بعللم‪ ،‬فلإن صل هلذا الحلديث فهلو كلذلك‪ ،‬أو أفلل أهل‬
‫األرض مطلقا‪.‬‬

‫علللى العمللوم األمللر خلل ف يعنللر سلله جللدا‪ ،‬فللالنبر ‪ ‬أفللل الخللل ‪ ،‬هللذا النبللر‬
‫‪ ‬محى مع زوجه‪ ،‬فمر رجلين من األبصار فقال‪« :‬على ِرسل ما أنها صقية»‪.‬‬

‫دائما يحرص على أن يبعد عن بفسه القيلة والقال‪ ،‬وأن يبعد عن بفسله الريبلة‪ ،‬وملن اللك‬
‫إاا ا بسان ً‬
‫كما اكره فقهائنا أل يأك علكا ل يتحل ؛ لكن ل يظن الناس أبه يأك فيتكلمون فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َو َجدَ َط ْع َم ُه َما ِ َح ْل ِه ِ َأ ْ َط َر»‪.‬‬

‫أي‪ :‬بعم الطعام‪ ،‬أو بعم العلكة بأن كان يتحل ‪ ،‬فحينمذ يفطر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُه ْب َل ُة َون َْح ِا َها ِم َّم ْن ت َُح ِر ُك ََ ْه َا َت ُ»‪.‬‬

‫أيللا ملن حلديث –‬


‫أي‪ :‬ل تفطر إاا كابت ل تحرك الحهو ؛ ألبه جاء عن ابن عباس ‪ ‬الك وجلاء ً‬
‫لا للحلاب دون الحليخ؛ لكلن هلذا‬ ‫بسيت اآلن‪-‬؛ لكن يف إسلناده ملا قلال أن النبلر ‪ ‬رخل‬
‫حيث فيما قال؛ لكن الثابت عن بن عباس ‪ ،‬النبر ‪ ‬كان ُيقب وهو صائم‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم إِ ْن َظ َّن إِ ْنزَاَّل»‪.‬‬

‫القبلة ممن تحرك شهوته إاا نن ول نن من غيلر غلبلة نلن أبله سلينلل لا‪ ،‬أو يملذي‪ ،‬فحينملذ بقلول‬
‫يحرم عليه الك‪.‬‬
‫‪378‬‬

‫وأما إن كابت تحركه من غير نن ا بلال‪ ،‬أو ا مذاء‪ ،‬فحينمذ تكره ول تحرم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْضَُ ِع ْل ٍب َيت ََح َّل ٍُ»‪.‬‬

‫تقدم‪.‬‬

‫يمة َو ََتْم َون َْح ُا ُه بِت ََأك ٍُّد»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْي َبة‪َ ،‬ونَم َ‬
‫قال والغيبة والنميمة‪ ،‬والحتم يف ار رملان محرم يعنر مكروه بتأكد؛ هر محرمة مطلقا؛ لكن يللداد‬
‫تحريمها يف هذا الوقت لقول ‪« :‬من لم يدع قال الزور والعمـٍ بـ لـيس هَّلل حاجـة أن يضـع‬
‫طعام وَّل َراب »‪.‬‬

‫إان الغيبة والنميمة‪ ،‬والحتم محلرم مطل ًقلا فالسلنة كلهلا‪ ،‬ويف رمللان تتأكلد؛ ألن األعملال واألملاكن‬
‫الفاضلة كما اكر أه العلم تلاعف فيها السيمات حًما كمكة واألماكن الفاضلة كرم اهلل‪.‬‬

‫يٍ ِ ْطرٍ»‪.‬‬
‫ُ ُ‬‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َت ْع ِ‬

‫أي‪ :‬يفطر عند أول وجود وقت ا فطار وهو غروب الحمس لما ثبت ملن الحلديث السله بلن سلعد‬
‫أن النبر ‪ ‬قال‪َّ« :‬ل تزال أمت بخير ما عُلاا القطرة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْأ ِه ُير ُس ُح ٍ‬
‫ار»‪.‬‬

‫المراد بالسحور أكلة السحر التر تكون يف وقت السحر‪ ،‬وهو يف آخر اللي ‪ ،‬ودليلها ملا جلاء يف بعله‬
‫ألفاظ الحديث المتقدم؛ لكنها يف إسنادها بظر؛ ولكن ثبت عند أه السنن أن الحديث زيد بلن ثابلت ‪‬‬
‫أبلله قللال‪ :‬تسللحربا مللع رسللول اهلل ‪ ‬ثللم قمنللا إلللى الص ل ‪ ،‬فس ل ُم زيللد كللم كللان بللين مقللدرا‬
‫سللحوركم‪ ،‬وبللين القيللام للص ل ‪ ،‬قللال‪ :‬مقللدار خمسللين آيللة‪ ،‬فللدل علللى أن تللأخير السللحور سللنة لفعللله‬
‫‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْا ُل َما َو َر َد ِعنْدَ ِ ْطرٍ»‪.‬‬

‫قد ورد عن النبر ‪ ‬عدد من األحاديث منها ملا جلاء عنلد أبلر داود ملن حلديث معلاا بلن‬
‫ُزهر ‪ ‬أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬اللهم لب صمت‪ ،‬وعلى رزقب أ طـرت»‪ ،‬وجلاء يف زيلاد عنلد بلن‬
‫السنر أن يقول‪« :‬سبحانب اللهم بحمدك‪ ،‬اللهم تهبٍ من »‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪379‬‬

‫كذلك جاء عند أبر داود بإسناد صلحي ملن حلديث ابلن عملر أن النبلر ‪ ‬كلان إاا أفطلر‬
‫قال‪« :‬ذهب الظمأ‪ ،‬وابتلت العروق‪ ،‬وثبت اْلجر إن َان اهَّلل»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُتتَابِ ُع َا ْل َه َضا َن َ ْارا»‪.‬‬

‫ويستحع أن يتتابع القلاء بمعنى أبه يقلر ما فاته من رملان لعلذر وبحلوه متتابعلا أي متواليلا‪ ،‬وأن‬
‫يكون فورا‪.‬‬

‫فأما كوبه فورا بعد العيد مباشر ؛ فألن األص يف األوامر الفورية‪ ،‬وأما لللوم تتابعله‪ ،‬فلألن األصل أن‬
‫القلاء يحاكر األداء فحيث كان األداء متتابعا‪ ،‬فالقلاء مستحع أن يكون مثله‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وحرم ت َْأ ِهيره إِ َلى ِ‬
‫آهر بِ َال ُع ْذ ٍر»‪.‬‬ ‫ُُ‬ ‫َ َُ َ‬

‫أي‪ :‬ل يًوز للمرء أن يأخر قلاء رملان إلى شهر آخر بعده ب عذر لحديث عائحة ‪ ‬أ ا قاللت‪:‬‬
‫كان يكون علر الصيام من رملان‪ ،‬ف أقليه إل يف شعبان لما كان النبر ‪.‬‬

‫ان إِ ْط َعا ُم ِم ْس ِ ٍ‬
‫ين َع ْن ك ٍُِ َي ْا ٍم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َ ع ٍَ وجب مع َا ْل َه َض ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬

‫أي‪ :‬فعلت تأخير‪ ،‬فلم يقلر الصيام الذي تعملد ا فطلار فيله يف لار رمللان إل بعلد رمللان اللذي‬
‫بعده‪ ،‬فإبه يًع عليه القلاء ويبقى القلاء يف امته‪ ،‬ويطعم عن كل يلوم مسلكينا‪ ،‬ومقلدار ا بعلام تقلدم‬
‫لما جاء من حديث من قول أبر هرير ‪ ،‬وحديث بن عمر ‪ ‬أن ملن أخلر قللاء إللى رمللان اللذي بعلده‬
‫فعليه كفار ؛ لكن عندبا هنا مسألتان‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬أبله يًلع أن يكلون تلأخيره ملن غيلر علذر‪ ،‬فملن دام سلفره‪ ،‬أو دام مرضله السلنة‬
‫كلها‪ ،‬فإن حينمذ يعتا عذرا ف كفار عليه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبنا بقول أن الكفلار ألجل التلأخير فسلببها التلأخير‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فيًلوز لله أي‬
‫يكفر قب القلاء؛ ألن سبع الكفار هو التأخير بخ ف الكفار لمن أفطر يف لار رمللان لعلذر‪ ،‬فإبله ل‬
‫يكفر إل بعد ا فطار؛ ألن سببها ا فطار‪.‬‬

‫س َمالِ ِ ‪َ ،‬و ََّل ُي َصا ُم»‪.‬‬


‫ب ِم ْن َر ْأ ِ‬
‫آه َر ُأ ْط ِع َم َعنْ ُ ك ََذلِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َم َ‬
‫ات َا ْل ُم َق ِر ُط َو َل ْا َق ْب ٍَ َ‬

‫يقول أن المرء إاا فرط يف قلاء ما وجع عليه من الصيام‪ ،‬ثم ملات‪ ،‬فلإن كلان تلأخيره بل علذر‪ ،‬فإبله‬
‫‪380‬‬

‫يبقى يف امته الكفار ‪ ،‬وما هر الكفار ؟ إبعام مسكين عن ك يلوم‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فملن أفطلر أيلام ملن‬
‫رملان وأخرها ب عذر بعده إلى شهر اي القعد مث ‪ ،‬ومات قب اي القعد فيًلع إن يخلرج ملن مالله‬
‫الكفار ؛ ألبه تعلقت بذمتله فيخلرج ملن مالله علن كل يلوم بصلف صلاأ‪ ،‬أو ملد ملن ال ُبلر‪ ،‬وهلذا اكرتله يف‬
‫الحالت األربع لما تكلمنا يف البداية من الذي يًع عليه الكفار ‪.‬‬

‫قلنا الذي يًع عليه الكفار ‪ ،‬هو الذي يموت بعد القدر على األداء‪ ،‬ومع اللك فإبله يًلع الكفلار‬
‫تخرج من ماله كما اكر المصنف‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول يصام عنه؛ ألن حديث النبر ‪« ‬من مات وعلي صام صام عن وليـ »‪ ،‬قلال أئملة‬
‫الحديث كأحمد وأبر داود‪ ،‬وغيرهم من األئمة‪ :‬أن هذا خاص بالنذر‪.‬‬

‫ف يصام عن الميت الصوم الواجع أل النذر‪ ،‬لو أن المرء مات وعليله صلوم كفلار ‪ ،‬أو صلوم قللاء‬
‫من رملان‪ ،‬ف يقلى عنه ما يقليه عنه وليه‪ ،‬وإبما يقلى عنه فقط صلوم النلذر؛ ألن الواجلع ل يلؤدي‬
‫عن آخر واجع من أعمال األبدان‪ ،‬وإبما هلو متعلل بأفعلال البلدن‪ ،‬فل يقلوم أحلد علن أحلد‬ ‫عن شخ‬
‫من مات وعليه صوم صام عنه وليه استثنر النذر فقط‪.‬‬ ‫استثنر للن‬

‫لو أراد امر أن يتطوأ عن غيره بالصيام‪ ،‬ويهلع المتلوىف األجلر هلذه تقلدمت سلب قبلله أ لا تًلوز‪،‬‬
‫الممنوأ مااا أن تقلر عنه واجع غير بذر‪ ،‬إما أن يكون بسبع كفار ‪ ،‬أو أي يكون بسبع فوات أيلام ملن‬
‫رملان‪.‬‬

‫ـن لِ َالِ ِيـ ِ َق َضـاؤُ ُه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َان َع َلى َا ْل َم ِيت ن َْذر م ْن َح ٍِّ‪َ ،‬أ ْو َص ْـامٍ‪َ ،‬أ ْو َص َـالة‪َ ،‬أ ْو ن َْح ِـاه ُس َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ك َ‬
‫اَ َر ُة َولِ ٍّ »‪.‬‬
‫ب‪ََّ ،‬ل ُم َب َ‬ ‫َو َم َع َترِك ٍَة َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫قال من كان عليه بذر ملن ملال‪ ،‬أو ملن فعل بلدين حلج‪ ،‬وصل ‪ ،‬وصلوم‪ ،‬فإبله يسلن لوليله قللائه أي‬
‫يقليه عن؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬من مات وعلي صـام»‪ ،‬أي صلوم بلذر؛ ألن المقصلود يف اللك‬
‫الحديث رج مات وكان عليه صوم بذرا‪ ،‬ولم يثبت النبر ‪ ‬أمر إلى الك الرج ‪« ،‬من مـات‬
‫وعلي صام أي صام نذر صام عن ولي »‪.‬‬

‫وكذلك ك األفعال البدبية التر تًع بالنذر كالص ‪ ،‬والحلج ملع اشلةاك الملال فيهلا‪ ،‬وهلذا معنلى‬
‫قوله سن لوليه قلائه‪ ،‬ومعنى الك أبه ل يًوز إعطاء رج مال ليصوم عن الميت؛ ألن من أخلذ ملال ل‬
‫‪٦‬‬
‫‪381‬‬

‫أجر له أساسا؛ ألبه صام وصلى ألج المال‪ ،‬وأعمال القرب ل يًوز أخذ األجر عليها‪ ،‬وإبما صام عنله‬
‫وليه استحبابا‪.‬‬

‫قال ومع تركة يًع أي إاا كابت النذر ماليا‪ ،‬فيًع إخراجها من تركته كما سب ‪.‬‬

‫قال ل مباشر ولر ل يللم أن يكون وليا فقد يكون رجل بعيلد؛ لكلن بحلربه أن ل يأخلذ الملال؛ ألن‬
‫القاعد إاا أخذ أجر على العباد أص ل يًوز أخذ األجر على العباد ؛ أل ا أعمال قرب‪ ،‬وإبملا يأخلذ‬
‫أجر السعر يف الحج وبحوه‪ ،‬ف يللم أن يباشرها الولر‪.‬‬

‫واألمر الثاين‪ :‬أن هذه يكون مخالف لظاهر الحديث صام عنه وليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪ُ :‬ي َس ُّن َص ْا ُم َأ َّيا ِم َا ْلبِي ِ »‪.‬‬

‫بدأ يف هذا الفص بذكر صوم النف المستحع‪.‬‬

‫أيام البيه هر اليوم الثالث عحر‪ ،‬والرابع عحر‪ ،‬والخامس عحر لكل شلهر قملري يسلتحع صليامها‬
‫لمللا جللاء عنللد الةمللذي مللن حللديث أبللر ار ‪ ‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬إذا صــمت ثالثــة أيــام مــن‬
‫اليهر‪ ،‬صم الثالث عير‪ ،‬والرابع عير‪ ،‬والخامس عير»‪ ،‬فدل على اسلتحباب الصليام هلذه ث ثلة األيلام‬
‫البيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلخَ ِميس َو ْاَّلِ ْثنَ ْي ِن»‪.‬‬

‫الخملليس واألثنللين لمللا ثبللت يف الصللحي مللن حللديث أبللر قتللاد ‪ ‬وفيلله أن النبللر ‪‬‬
‫استحع الصيام يوم األثنين‪ ،‬ويف بعه ألفانه من بري شعبة‪ ،‬أو بعه األلفاظ التر تفرد ا شلعبة‪ ،‬قلال‬
‫األثنين‪ ،‬والخميس؛ ولكن لها شواهد يف غير حديث أبر قتاد ‪.‬‬
‫ت ِم ْن ََ َّا ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِس ٍّ‬

‫ويسللتحع صلليام سللتة مللن شللوال لحللديث أبللر أيللوب األبصللاري ‪ ‬يف صللحي مسلللم أن النبللر‬
‫بست من َاال‪ ،‬أنما صام الدهر كل »‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال‪« :‬من صام رمضان وأتبع‬

‫ولبعه أه العلم أجلاء حديثية مفلرد يف تتبلع بلرق هلذا الحلديث‪ ،‬والحلواهد لله والمتباعلات ملن‬
‫أيللا أبلو محملد الخل ل‪ ،‬وهلو‬
‫فع الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬ومنهم الع ئر يف جلء مطبلوأ‪ ،‬وملنهم ً‬
‫‪382‬‬

‫غير أبر بكر الخ ل‪.‬‬


‫ٍ‬
‫وست من شوال يفيدبا مسائ ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وست من شوال قول الفقهاء‬ ‫وقال‬
‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن قوله ٍ‬
‫ست من شلوال بكلر ‪ ،‬فلدل عللى أبله يًلوز أن تصلومها يف أول الحلهر‪ ،‬ويف‬
‫أخره‪ ،‬ومن وسطه‪ ،‬ويًوز أن تكلون متتابعلة‪ ،‬ويًلوز أن تكلون متفرقلة؛ لكلن الفقهلاء األفلل أن تكلون‬
‫متتابعة‪ ،‬وأن تكون متوالية لحهر رملان يعنر يأا برملان مع القللاء‪ ،‬ثلم يتبعهلا السلت ملن شلوال بعلد‬
‫الك‪ ،‬هذا على سبي الستحباب‪ ،‬فتكون عقع العيد مباشر ‪.‬‬
‫‪ ‬المســألة الثانيــة‪ :‬أن يف قوللله وسل ٍ‬
‫لت مللن شللوال‪ ،‬هنللا مللن بللاب التحديللد بحللوال فالنافلللة هللذه إبمللا‬
‫بست من شوال‪ ،‬ومن تبعللية‪ ،‬فل بلد أن يكلون‬ ‫تستحع يف شوال فقط؛ ألبه قال من صام رملان وأتبعه ٍ‬

‫من شوال‪.‬‬

‫وعندبا قاعد يكررها أه العلم كثيرا‪ ،‬وهو أن السنة إاا فات محلها‪ ،‬فإ ا ل تقلى‪ ،‬فمن فاتله صليام‬
‫الست يف شوال سواء لعذر‪ ،‬أو لغير عذر‪ ،‬وأراد أن يصوم بدل منها ٍ‬
‫ست يف اي القعلد ‪ ،‬لقولنلا أبله ل‬ ‫ٍ‬ ‫هذه‬
‫ا‪.‬‬ ‫يحرأ؛ أل ا سنة فات محلها‪ ،‬والسنة إاا فات محلها ل تقلى إل أن يرد الدلي‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََ ْهرِ َاهَّلل ِ َا ْل ُم ْحرِ ُم»‪.‬‬

‫شهر اهلل المحرم هو الحلهر األول ملن السلنة الهًريلة‪ ،‬شلهر اهلل المحلرم‪ ،‬وهلو ملن األشلهر الفاضللة‬

‫المحرمة حرم فيها القتال‪ ،‬وأشهر األربعلة المحرملة { ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬

‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ } [التوبلللة‪ ،]36 :‬وملللن أجلِ َهلللا‬
‫شهر اهلل المحرم‪.‬‬

‫وقد ثبت أن النبر ‪ ‬كان يصلومه كملا يف الصلحي ملن حلديث أبلر هريلر ‪ ‬أن النبلر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬أ ضٍ اليهار السنة بعد رمضان َهر اهَّلل المحرم»‪.‬‬
‫اَر ُثم َالت ِ‬
‫ِ‬
‫َّاس ُع»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وآكَدُ ُه َا ْل َع ُ َّ‬
‫أي‪ :‬أكد الصيام يف شهر اهلل المحرم العاشر‪ ،‬وهو الذي يسمى بيوم عاشور ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪383‬‬

‫قال ثم التاسع أي يسلتحع صليام العاشلر عللى سلبي البفلراد‪ ،‬ويسلتحع صليام التاسلع عللى سلبي‬
‫البفراد؛ ولكن األفلل أن يًملع بينهملا‪ ،‬فيصلوم التاسلع والعاشلر معلا‪ ،‬ويسلتحع كلذلك أن للم يصلم‬
‫التاسللع مللع العاشللر أي يصللوم العاشللر مللع الحللادي عحللر‪ ،‬وإبمللا اسللتحع العلمللاء كأحمللد صلليام التاسللع‬
‫والعاشللر‪ ،‬والحللادي عحللر فيمللا إاا شللك يف دخللول الحللهر‪ ،‬فحينمللذ يسللتحع للله صلليام التاسللع والعاشللر‪،‬‬
‫والحادي عحر‪.‬‬

‫ح َُّ ِة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتِس ِع ِذي َا ْل ِ‬
‫َ ْ‬
‫وتسع اي الحًة لحديث عباس معروف يف الصحي أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ما من أيام العمٍ‬
‫الصالح يهن أحب إلى اهَّلل من هذه اْليام أيام عيـر»‪ ،‬وقلول إملام أيلام العمل الصلال يحلم كل عمل ‪،‬‬
‫ومنه الصيام‪ ،‬وقد جاء ملن حلديث بعله أزواج النبلر ‪ ‬أبله ‪ ‬كلان يصلوم هلذه‬
‫التسع‪ ،‬وثبت عند بن جرير يف هتذيع اآلثار أن بن عمر جاور يف مكة فكان يصوم هذه التسع‪.‬‬

‫وأما ما جاء عن عائحة ‪ ‬فإبما تحكر علمها‪ ،‬وعدم العللم لليس علملا بالعلدم‪ ،‬وهلذا يلدل عللى أن‬
‫النبر ‪ ‬إبما كان يفطر أحيابا‪ ،‬ويصوم أحيابا وليس بفر لمطل العم ‪.‬‬

‫اج بِ َها»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وآكَدُ ُه َي ْا ُم َع َر َ َة ل َغ ْيرِ َح ٍّ‬

‫وآكده يوم عرفة لحديث أبلر قتلاد يف مسللم أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـن صـام يـام عر ـة ـِين‬
‫احتسب على اهَّلل أن ي قر السنة الماضية»‪.‬‬

‫لص َيا ِم َص ْا ُم َي ْا ٍم َو ِ ْط ُر َي ْا ٍم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْ َض ٍُ َا ِ‬

‫لحديث النبر ‪ ‬قال‪« :‬أن أ ضٍ الصـيام صـيام داود ‪ ‬كـان يصـام يامـا‪ ،‬ويقطـر‬
‫ياما» ‪ ،‬ومعنى الك أن اللياد عليه مكروه‪ ،‬وهو صيام سرد السنة‪ ،‬فإ ا مكروهة إل لموجلع كالكفلارات‬
‫كان يصوم شهرين متتابعين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه إِ ْ َرا ُد َر َج ٍ‬


‫ب»‪.‬‬

‫يكره إفراد رجع‪ ،‬ألن الصحابة كابوا ينهون عنه‪ ،‬وقد كان عمر ‪ ‬يلرب عللى يلدي ملن يصلوم يف‬
‫شهر رجع‪ ،‬ويقول أبه محا ة أله الًاهلية‪ ،‬ويأمره أن يأك ‪ ،‬وقد جمع الحافظ بلن حًلر جللءا كلام‬
‫‪384‬‬

‫يف الدللة على المنع من إفراد رجع بالصيام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُُ ْم َع ِة»‪.‬‬

‫لما ثبت يف الحديث أبر هرير أن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل يصـام مـن أحـدكم الُمعـة»‪ ،‬فنهلى‬
‫النبر ‪ ‬عن الصوم يوم الًمعة إل أن يصوم قبله يوم‪ ،‬أو بعده يوم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والسب ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َ َّ ْ‬

‫أي‪ :‬يكره لحديث عبداهلل بن بثلر أن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل تصـام السـبت إَّل يمـا أوجـب اهَّلل‬
‫علي م»‪ ،‬وكنا إن هذين النهرين للكراهة ل على سبي التحريم لسببين‪.‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬حديث أبر هريلر المتقلدم أن النبلر ‪ ‬أجلاز صليامه ملع صليام‪ ،‬أجلاز‬
‫صيام الًمعة مع صيام السبت‪ ،‬فما دام جاز صيامهم على سبي الجتملاأ دل عللى أن إفلرادهم إبملا هلو‬
‫على سبي الكراهة هذا من جهة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى ملا جلاء يف الحلديث أبلر قتلاد اكربلاه قبل قليل أن أفلل الصليام صليام داود كلان‬
‫يصوم يوم‪ ،‬ويفطر يوم‪ ،‬فمن صام يوم‪ ،‬وأفطر يوم‪ ،‬فإبه سيفرده صيام الًمعة أحيابا‪ ،‬ويفرد صيام السلبت‬
‫أحيابا‪ ،‬وهذا الحديث محمول عندهم على سبي الكراهة‪.‬‬

‫الي ِ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫ليوم الحك يومان‪.‬‬

‫اليوم التاسع والعحرين من شهر شعبان‪.‬‬

‫ويوم الث ثين من شهر شعبان‪ ،‬مر معنا أن يوم الث ثين له حالتان‪.‬‬

‫‪ ‬الحالـة اْلولـى‪ :‬أن يكلون هنلاك غليم‪ ،‬أو قلة حينملا يلةاءى النلاس الهل ل‪ ،‬إاا للم يلةاءه فهللم ل‬
‫تراءى وكان إبما منعهم الغيم والقة فنقول إن الصليام اللك‬
‫ُ‬ ‫يعلمون ه يوجد هناك غيم‪ ،‬أو قة؛ لكن إاا‬
‫اليوم محروأ‪ ،‬فعله عحر من أصحاب النبر ‪ ‬هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالــة الثانيــة‪ :‬إاا لللم يحل بللين النللاس‪ ،‬وبللين رهيتلله غلليم‪ ،‬أو قطللر‪ ،‬أو كللان اليللوم‪ ،‬اليللوم التاسللع‬
‫والعحرين فقد ثبت عن النبر ‪ ‬النهر عن صيام هذا اليلوم‪ ،‬وبعله أهل العللم حمللوه عللى‬
‫‪٦‬‬
‫‪385‬‬

‫الكراهة‪ ،‬وبعلهم حملوه على التحريم‪ ،‬وهما قولن يف مذهع كما اكره أه العلم‪.‬‬
‫يد لِ ْل ُ َّق ِ‬
‫ار»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وك ٍُِ ِع ٍ‬
‫َ‬

‫وك عيد للكفار يكره صومه‪ ،‬ولم بقل بتحريمله لملااا؟ ألن العلاد أن األعيلاد إبملا تعظلم با فطلار‪،‬‬
‫ول تعظللم بالصلليام‪ ،‬وإبمللا تعظللم با فطللار‪ ،‬والللك بحللن بفطللر يف يللومر العيللد عنللدبا يللوم الفطللر‪ ،‬ويللوم‬
‫األضحى‪.‬‬

‫وقد أبال الحيخ تقر الدين يف اقةاء الصراط المستقيم يف تقرير هذا المعنى أن هذا النهلر اللذي ورد‬
‫يف السبت؛ ألبه يوم عيد لليهود إبما هو من باب الكراهة ل من باب التحريم؛ ألبله لليس لكوبله عيلد لهلم‪،‬‬
‫وإبما معنا اكره الحيخ يف محله‪.‬‬

‫إاا ك أيام عيد الكفار صيامها‪ ،‬إبما هو على سبي على الكراهة‪ ،‬ل على سبي التحريم‪.‬‬

‫ان بِ َي ْا ٍم َأ ْو بِ َي ْا َم ْي ِن َما َل ْم ُي َاا ِ ْق َعا َدة ِ َا ْل ٍُِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َهدُّ ُم َر َم َض َ‬

‫هذا تقدم ما لم يواف عاد يف ك ما سب ‪ ،‬فإبه يًوز حينمذ لحديث النبر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َص ْا ُم َا ْل ِعيدَ ْي ِن ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫لما ثبت يف الصحيحين من حديث عمر أن النبر ‪ ‬ى عن صوم يوم العيدين‪.‬‬
‫يق إِ ََّّل َع ْن َد ِم ُم ْت َع ٍة َو ِق َر ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َّيا ُم َالت َّْيرِ ِ‬

‫أيام التحري ‪ ،‬هر يوم العاشر‪ ،‬ويوم الحادي عحر‪ ،‬والثاين عحر‪ ،‬والثاللث عحلر هلذه أيلام التحلري ل‬
‫يًوز صومها لما ثبت يف صحي مسلم من حديث بلن‪ .....‬الهلدى ‪ ‬أن النبلر ‪ ‬لى علن‬
‫صيامنا‪ ،‬وقال‪« :‬أنها أيام أكٍ وَرب»‪ ،‬فل يًلوز صليام أيلام التحلري ل للحلاج‪ ،‬ول لغيلره‪ ،‬إل يف حاللة‬
‫واحد وهو التر استثناها المصنف قال‪ :‬إل عن دم متعة وقران‪ ،‬بب ًعا لما ثبلت يف الصلحي يف حلديث بلن‬
‫يف صيام أيام التحري إل لمن لم يًد دم المتعلة والقلران‪ ،‬كيلف يكلون‬ ‫عمر وعائحة ‪ ‬أ ما لم يرخ‬
‫الك؟‪.‬‬

‫بقلول أن مللن دخل يف النسلك متمتعللا أو قاربللا كملا سلليأا معنللا إن شلاء اهلل يف الللدرس القللادم يف بللاب‬
‫الحج‪ ،‬أبه يًع عليه أن يفدي يذب شا وبحوها يوم العيد‪ ،‬وأيام التحري ‪ ،‬فإن شرأ يف الحج‪ ،‬وكان غير‬
‫‪386‬‬

‫مالكا لما يفدي به‪ ،‬ليس عنده قيمة الهدي‪ ،‬فإبه حينمذ ينتق إلى بدله‪ ،‬وما هو بدله؟‪.‬‬

‫أن يصوم عحر أيام‪ ،‬ث ثة أيام يف الحلج‪ ،‬وسلبعة إاا راجلع الملرء إللى أهلله‪ ،‬ول يلللم أن يكلون عنلد‬
‫أهله؛ ب يًوز أن يصومها حتى وإن كان يف مكة‪ ،‬هذه الث ث أيام كيف تصام؟‪.‬‬

‫سيأا إن شاء اهلل يف باب التنبيه لها‪.‬‬

‫يًع أن تصام وا بسان متلبسا با حرام يًع أن يحرم‪ ،‬ثم بعد الك يصوم‪ ،‬ملا هلو أفلللها؟ قلالوا‬
‫أفللها أن يصوم السابع والثامن‪ ،‬والتاسع فيكون التاسع أخره‪ ،‬فيحرم إن كان متمتعا من اليوم السابع‪ ،‬أو‬
‫قبله فيصوم السابع وهو عليه ا حرام والثامن‪ ،‬والتاسع‪.‬‬

‫ثم يليها أن يصوم ما قب يلوم التاسلع ملن أيلام العحلر األُول كلان يصلوم السلادس‪ ،‬والسلابع‪ ،‬والثلامن‬
‫وهكذا‪ ،‬وهذا قد يقال بأفللية بلأن أغللع النلاس يف يلوم التاسلع يقوفلون يف عرفلة وخاصلة يف هلذه السلنة‬
‫حيث يكون حر شديدا‪ ،‬فربما ش عليهم الصيام‪.‬‬

‫فإن لم يصم قب الحج‪ ،‬قب الوقوف بعرفة‪ ،‬قلالوا فإبله يصلومها يف أيلام التحلري ‪ ،‬إان ل ينتقل أليلام‬
‫التحري إل إاا لم يصومها الك‪ ،‬فيصوم الحادي عحر‪ ،‬والثاين عحر‪ ،‬والثالث عحر‪.‬‬

‫فإن لم يستطع صيامها‪ ،‬أو لم يعلم وجو لا‪ ،‬أو ألي سلبع آخلر‪ ،‬فإبله يصلومها بعلد الحلج يعنلر بعلد‬
‫اليوم الثالث عحر حيث ما كان يف أي بلد يف مكة‪ ،‬أو يف غيره فتكون ملحقة بسبعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َد َه ٍَ ِ َ ْر ٍ‬


‫ض ُم َا َّس ٍع َح ُر َم َق ْط ُع ُ بِ َال ُع ْذ ٍر»‪.‬‬

‫من دخ يف فرض موسع‪ ،‬الفرض الموسع مث قلائر صوم رملان قب أن يللي الوقلت ملن عليله‬
‫ث ثة أيام فهو يف السنة كلها قللاء موسلع إل إاا للم يبقلى ملن شلهر شلعبان إل ث ثلة أيلام‪ ،‬فحينملذ يصلب‬
‫قلاء‪ ،‬أو فرض مليقا‪.‬‬

‫الحالة الثابية‪ :‬يف النذر قد يكون النذر مطلقة كأن يقول هلل علر أن أصوم يوم‪ ،‬فهذا موسع‪.‬‬

‫وأما إاا قال هلل علر أن أصوم يوم غدا‪ ،‬فهذا بذر ملي ‪ ،‬فيًع عليه أن يصوم يلوم الغلد‪ ،‬أو أن يقلول‬
‫اهلل علر بذر أن أصوم يوم عرفة‪ ،‬فهذا يعتا ملي ‪.‬‬

‫ومن دخ يف فرض موسع‪ ،‬قال حرم قطعه ب عذر يحرم قطعه مفهوم الك من بلاب أوللى‪ ،‬المفهلوم‬
‫‪٦‬‬
‫‪387‬‬

‫األولوي‪ ،‬وهو المفهوم المواف أبه إاا كان الفرض ملي من باب أولى؛ ألن الموسلع يحلرم قطعله‪ ،‬إان‬
‫فكذلك الملي ؛ لكن مفهومه ما سيرده بعد قلي ‪ ،‬وهو مفهوم مخالف لقلية التطوأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َن ْق ٍٍ َب ْي َر َح ٍِّ َو ُع ْم َر ٍة ُكرِ َه بِ َال ُع ْذ ٍر»‪.‬‬

‫يقول أما النف فإن من صام بافلة‪ ،‬فإبله يكلره لله قطعله؛ ألن اهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬

‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ} [محمد‪.]33 :‬‬

‫وقد جع النبر ‪ ‬أبه قطلع صلوم بافللة أحيابلا ففلر الصلحي ملن حلديث عائحلة ‪ ‬أن‬
‫النبر ‪ ‬يدخ عليهم ويكلون صلائما‪ ،‬فيقلول هل عنلدكم ملن بعلام‪ ،‬إن قلالوا بعلم قلدم إليله‬
‫فأكله‪ ،‬وقالت كنت قد أصبحت صائما‪ ،‬فدل على الك أبه يًوز قطع النافلة‪.‬‬

‫قال غير حج وعمر ‪ ،‬الحلج والعملر ل يًلوز قطعهلا ملن دخل فيهلا فيًلع عليله إتمامهلا لقلول اهلل‬

‫‪ { ‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬
‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ‬
‫ﰡ ﰢ ﰣ} [البقللر ‪ ،]196 :‬فك ل مللن دخ ل يف النسللك حللج أو عمللر سللواء ك لان الحللج والعمللر‬
‫واجبللين‪ ،‬أو كللان بافلللة يًللع إتمامهمللا‪ ،‬وحكللر ا جمللاأ علللى الللك لللم يخللالف يف الللك أحللد‪ ،‬حكللى‬
‫ا جماأ عليه بن حلم‪.‬‬

‫لكن أبظر‪ ،‬قي أن داود خالف يف هذه المسألة‪ ،‬وبقلها بعد المتأخرين يف القرن العاشر بقول صلاحع‬
‫داود أبو محمد بن حلم حكى عدم خ ف المسألة فل يصل بقلد الخل ف بلالخ ف المحكلر اللذي ل‬
‫يثبت عند داود‪.‬‬

‫إان فبإجماأ أه العلم أبه ل يًوز رفه ا حرام‪ ،‬وهو قطع ا حرام معنلاه‪ ،‬يسلموه العلملاء رفله‬
‫ا حرام يعنر أن تنقلع ح ل؛ حتلى للو أفسلدته‪ ،‬حتلى للو أبطلتله‪ ،‬فل يًلوز رفلله يًلع أن تتمله‪ ،‬ثلم‬
‫تقليه بعد الك مع الفدية‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪388‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ْاَّل ْعتِ ُ‬


‫َاف ُسنَّة»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف اكر شرء يتبع الصيام؛ ألن من سننه الصيام عندهم‪ ،‬وهما يسمى باعتكاف‪ ،‬وقد جلاء‬
‫يف كتاب اهلل ج وع ‪ ،‬والعتكاف فعله النبر ‪ ،‬وحلث عليله‪ ،‬وفعلله الصلحابة رضلوان اهلل‬
‫عليهم؛ ولكن ل يثبت يف فلله على الخصوص حلديث‪ ،‬وإبملا يثبلت الفلل يف عملوم لللوم المسلاجد‪،‬‬
‫وهو للوم المساجد‪ ،‬واللياد كما سيأا بعد قلي ‪ ،‬للومها لطاعة‪.‬‬

‫إاا العتكاف مستحع لما أورده العلماء لعتكاف يف المساجد يف باب الصوم لسببين‪.‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬أبه يستحع يف العتكاف أن يكو المرء صائما استحبابا‪ ،‬ك اعتكاف يسلتحع فيله‬
‫أن يكون المرء صائما‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمــر الثــاين‪ :‬أن وقللت العتكللاف المسللتحع المؤكللد فيلله‪ ،‬وهللو شللهر رملللان وخاصللة العحللر‬
‫األواخر‪ ،‬إبما هو شهر الصيام شهر رملان‪ ،‬فنسع للمًاور أن يذكر مع الصيام‪.‬‬

‫والعتكاف سنة؛ ألن النبر ‪ ‬فعلها‪ ،‬وفعلها أصحابه من بعده‪ ،‬وللذلك جلاء ملن حلديث‬
‫بن سعيد أن النبر ‪ ‬أعتكلف ملن الحلهر كلله‪ ،‬ملن أولله‪ ،‬وأوسلطه‪ ،‬وآخلره‪ ،‬وكلان آخلر فعل‬
‫‪ ‬أن أعتكف من آخره‪ ،‬وترك النبر ‪ ‬العتكاف سنة فقلاه يف شوال‪ ،‬فنقلول أن‬
‫قلاه من خصائصه ‪ ‬ألن النبر ‪ ‬من خصلائه أبله إاا فعل منلدوب وجلع عليله‬
‫الستمرار فيه؛ ولكنه أفادبا حكم آخر‪ ،‬وهلو أبله يًلوز العتكلاف يف غيلر الصليام‪ ،‬خ فلا لملن اكلر قبل‬
‫لحام‪ ،‬وغيره أبه شرط أن يكون فيه صيام‪.‬‬

‫العتكاف ما هو؟‪ ،‬العتكاف أن المرء يلللم مسلًدا يًلع أن يكلون مسلًدا‪ ،‬وهلذا المسلًد لليس‬
‫بحربه أن تقام فيه الًمعة كما سيأا بعد قلي ؛ ب يًوز أن يعتكف المرء يف مسًد ل تقام فيله الًمعلة؛‬
‫ب ول تقام فيه الًماعة إن كان ليس من أه الًماعة مثل الملرأ أحيابلا ليسلت ملن أهل الًماعلة؛ بل‬
‫يًوز لها أن تعتكف يف مسًدا ل تقام فيه الًماعة مث مااا؟‪.‬‬

‫قد تكون هناك بعه المساجد‪ ،‬مسلاجد مهًلور هًلرت‪ ،‬وملن صلورها أن يقلام مسلًدان بًابلع‬
‫بعلللهم‪ ،‬فيللةك النللاس القللديم ويصلللون يف المسللًد الًديللد‪ ،‬المسللًد القللديم مللا زال مسللًد لوجللود‬
‫شربين‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪389‬‬

‫البقع الموقوفة والمخصصة للص ‪ ،‬ووجود البناء المحاط‪ ،‬فتأخذ حكم المساجد تماما ل تغايرهلا‪،‬‬
‫وبناء على الك يف أبنا بقول يًوز للمرأ أن تعتكف يف المسلًد التلر ل تقلام فيله الًماعلة؛ أل لا ليسلت‬
‫من أه الًماعة‪.‬‬

‫وأما الرج إن كان من أه الًماعة فيًع عليله لليس مريللا ملث ‪ ،‬وبحلو اللك فيًلع عليله أن ل‬
‫يكون اعتكافه إل يف مسًد تقام يف الًماعة‪ ،‬الًمعة ليست لزمة؛ ألن الًمعة ل تتكلرر يف األسلبوأ إل‬
‫مر واحد فيكون خروجه إليها غير قابع العتكاف‪.‬‬

‫ُ ٍد ُت َها ُم ِي ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح ِم َّم ْن َت ْلز َُم ُ َا ْل َُ َما َع ُة إِ ََّّل ِ َم ْس ِ‬

‫أي‪ :‬تقام فيه الًماعة‪ ،‬هذا اكرباه قبل قليل ‪ ،‬مفهومله أن الملرأ التلر ل تللمهلا الًماعلة‪ ،‬أو الرجل‬
‫يًوز له أن يعتكف يف أي مسًد كان‪.‬‬

‫قوله إل يف مسًدا أبظر معنا يف قوله إل يف مسًدا مسائ ‪:‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬أبه ل يص العتكاف يف غير المساجد بعه الناس يعتكف يف بيته‪ ،‬ويقلول هلذا‬
‫اعتكاف‪ ،‬بقول ل يسلمى اعتكلاف البتلة‪ ،‬وإبملا هلذا كلف ل خلت ط بالنلاس ل يسلمى اعتكافلا رجل ‪ ،‬أو‬
‫امرأ ‪.‬‬

‫فإن قال امر فإبه قد جاء بالحديث أن النبلر ‪ ‬أملر ببنلاء المسلاجد يف اللدور‪ ،‬وقلد جلاء‬
‫عن بعه أه العلم كسفيان وغيره‪ ،‬أن المراد بالدور هنا البيلوت فتبنلى المسلاجد يف البيلوت‪ ،‬بقلول هلذا‬
‫بالمعنى العام ما بالمعنى الخاص بالمساجد‪ ،‬وإل يف أن كثير من أه العلم يقولون أن ملراد ببنلاء مسلاجد‬
‫يف الدور أي يف األحياء‪ ،‬والمقصود بالمسًد له معنايان جعلت لر األرض مسًدا وبهلورا‪ ،‬مسلًدا أي‬
‫مكللان للسللًود‪ ،‬والمسللًد المعنللى الخللاص هللو المكللان المحللاط مثل مقللا لهللا معنايللان‪ ،‬معنللى العللام‬
‫وخاص‪.‬‬

‫المقا بمعنى بناء المحاط‪ ،‬والمقا والتر وجد فيها الدفن ولو كان قاا واحدا‪.‬‬

‫إاا األمللر األول بسللتفيده أن ل اعتكللاف إل يف مسللًد‪ ،‬والمسللًد موجللود فيلله قيللدين‪ ،‬التخصللي‬
‫للبقعة‪ ،‬ول بد من السور وبحلوه‪ ،‬والسلوق قلد يكلون مثل السلوران مثل مسلًد النبلر ‪ ‬لله‬
‫سوران؛ ب أكثر ربما إن شلمت‪ ،‬أن اعتلات المسلًد القلديم سلور‪ ،‬والفنلاء الكبيلر سلور‪ ،‬واللذي يطلوف‬
‫‪390‬‬

‫يعنر يعم الفناء الخارجر لمسًد النبر ‪ ‬من شمال وجنوب‪ ،‬وشرق وغرب هلو سلور؛ ألن‬
‫البقعة مخصصة‪ ،‬فك هذه تسمى مسًدا‪ ،‬إاا فناء المسلًد النبلوي هلو ملن المسلًد ويًلوز العتكلاف‬
‫فيه والمكث‪ ،‬إاا هذه المسألة‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬قال إل يف مسًد أي يف أي مسلًدا مطل ًقلا سلواء المسلاجد الث ثلة‪ ،‬أو يف غيرهلا‪،‬‬
‫وأما ما جاء عن حذيفة وبن مسعود‪ ،‬فقد أبكر بن مسعود على حذيفة يف هذه المسألة‪ ،‬فهلو أعلم يف جميلع‬
‫المساجد ليس خاص بالث ثة؛ لكن أفل العتكاف يف المساجد الث ثة بيت اهلل الحلرام‪ ،‬ومسلًد النبلر‬
‫فيه‪ ،‬وتطهيره من محتليه‪.‬‬ ‫‪ ،‬والمسًد األقصى يسر اهلل ‪ ‬المسلمين الص‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن من أعتكف يف المسًد ما يحةط لمن للم المسًد من الطهار ‪ ،‬ملن الحلديثين‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ْن َأتَى َع َل ْي ِ َص َالة»‪.‬‬

‫بستفيد منها مسألة وهو أ ا فقهائنا يقولون يًلوز العتكلاف وللو‬ ‫مث ما تقدم بب ًعا إن أتى عليه ص‬
‫ساعة معناها أبه ل حد ل عتكاف‪ ،‬فيًوز العتكاف‪ ،‬ولو ساعة‪ ،‬لمااا؟‪.‬‬

‫ألن العتكاف جاء يف كتاب اهلل ‪ ‬وسنة النبر ‪ ‬مطلقا‪ ،‬ولم يأا مقيدا بلمن مطلقلة‪،‬‬
‫فذلك يًوز أن تعتكف‪ ،‬ولو ساعة؛ لكن العتكاف ما هو‪ ،‬قلنا للوم مسًد لطاعة بنية‪ ،‬فإاا وجلدت هلذا‬
‫القيود الث ثة فيسمى اعتكافا للوم المسًد لطاعة ب بية ل يسمى اعتكاف حينمذ‪.‬‬

‫ب ب ُْسال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َل ُ َط َه َارة ِم َّما ُي ِ‬


‫اج ُ‬

‫تكلمنا عنها قب يف قلية مكث الًنع‪ ،‬وأبه يًع عليه أن يكون باهرا‪.‬‬

‫ُ ٍد َب ْي َر َال َّث َال َث ِة َ َل ُ ِ ْع ُل ُ ِ َب ْيرِ ِه»‪.‬‬


‫لص َال ُة ِ َم ْس ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ن ََذ َر ُه َأ ْو َا َّ‬

‫ملللن بلللذر أن يعتكلللف يف غيلللر المسلللاجد الث ثلللة التلللر اكرباهلللا قبللل قليللل ‪ ،‬وهلللر المسلللًد النبلللر‬
‫‪ ‬والمسللًد األقصللى‪ ،‬فللله أن يللؤدي اعتكافلله يف أي مسللًد شللاء؛ ألن المسللاجد سللواء؛ ألن‬
‫بذر للطاعة وللصفة‪ ،‬بذر للطاعة للفع ‪ ،‬وبذر للصفة‪.‬‬ ‫عندبا يف النذر يف العتكاف والص‬

‫الطاعة يًع الوفاء ا من بذر أن يطيلع اهلل فليطعله‪ ،‬وأملا ملن بلذر صلفة فأبلا فقهائنلا يقوللون أن هلذه‬
‫‪٦‬‬
‫‪391‬‬

‫الصفة قد تكون محروعة يف ااهتا أي مستحبة‪ ،‬فحينمذ يللم الوفاء ا‪ ،‬أو تكون ل أثر يف الطاعة‪ ،‬ل أثلر لهلا‬
‫مطلقا‪ ،‬فحينمذ ل يللم الوفاء ا‪.‬‬

‫وأما أن تكون الصفة منهية عنها‪ ،‬أو مكروهلة ككحلف اللرأس‪ ،‬وأن يكلون مللحيا وبحلو اللك يعنلر‬
‫للحمس فهنا ل يفعلها؛ ألبه ورد النهر عنها‪ ،‬إاا فيها الصفة‪.‬‬

‫ومن‪ ،‬بذر أن يصلر أو يعتكف يف مسًد ما‪ ،‬فنقول المساجد سلواء فيعتكلف يف أي مسلًد سليان‪ ،‬أو‬
‫ما هو أعلى منها كما سيأا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ َأ َح ِد َها َ َل ُ ِ ْع ُل ُ ِي ِ ‪َ ،‬و ِ َا ْْلَ ْ َض ٍِ»‪.‬‬

‫قال أو يف أحدها أن أعتكف بذر أن يصلر يف المسلًد األقصلى فلله أن يصللر‪ ،‬أو يعتكلف يف مسلًد‬
‫النبر ‪ ‬أو المسًد الحرام؛ ألبه أعلى منه‪ ،‬لحديث جابر يف الصحي إبما بذر أحلد الصلحابة‬
‫يف مسلًد إل المسلًد‬ ‫يف مسلًد تعلدل ألفلا ملن الصل‬ ‫أن يصلر يف المسًد‪ ،‬قال صلر هنا فإن صل‬
‫الحرام‪ ،‬جاء يف بعه يف الطرق فإ ا تعادل مائة ألف ص ‪ ،‬فدلنا الك على بعم أبا قلت من يف الصحي ؛‬
‫ب عند أبر داود فيما أنن أو مسند أحمد وليس يف الصحي ‪.‬‬
‫ُدُ َا ْل َح َرا ُم‪ُ ،‬ث َّم َم ْس ِ‬
‫ُدُ النَّبِ ِ ‪.»‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْ َض ُل َها َا ْل َم ْس ِ‬

‫عرف محله قب قلي ‪ ،‬وأما المسًد الثالث هو بيت المقدس‪.‬‬

‫َف َمن ُْذورا ُم َتتَابِعا إِ ََّّل لِ َما َّل ُبدّ ِمنْ ُ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َيخْ ُر ُج َم ْن اِ ْع َت َ‬

‫من المسائ المهمة يف العتكاف‪ ،‬أن بعلم أن العتكاف بوعان‪.‬‬

‫اعتكاف منذور‪.‬‬

‫واعتكاف تطوأ‪.‬‬

‫اعتكاف النذر‪ ،‬أو المنذور هو أن يقول ل ُبد من اللتلفظ أن يقلول هلل عللر بلذرا أن أعتكلف يف مسلًد‬
‫النبر ‪ ‬خمسة أيام‪ ،‬أو عحر هذا اعتكاف منذور‪.‬‬

‫أما العتكاف غير المنذور فهو أن يدخ لمسًد النبر ‪ ‬ويعتكف مباشر من غيلر بلذر‪،‬‬
‫من غير أي يتقدمه بذر‪ ،‬أيهما أفل العتكاف المنذور‪ ،‬أم غير المنذور؟‪.‬‬
‫‪392‬‬

‫األفل ‪ :‬الغير المنذور؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إنما يؤهذ من مال البخيـٍ أي نـذر»‪ ،‬وللذلك‬
‫يكره بذر الطاعة؛ لكن يللم الوفاء به‪ ،‬ل تللم بفسك ا بسان إاا أقب عللى الطاعلة‪ ،‬وقلد خيلر فيهلا أعظلم‬
‫أجرا من أن يقب عليها‪ ،‬وقد إللام ا‪ ،‬والك فإن العم الطاعة من غير بذر أفل من أن تعملها بنذر‪.‬‬

‫إاا عرفنا المسألة األولى الفرق بينهم من حيث الصلفة‪ ،‬وعرفنلا المسلألة الثابيلة أن أفلللهم أن يكلون‬
‫بدون بذر‪.‬‬

‫بيع أبظر معر‪ ،‬الحالة الثابية‪ :‬ما الذي يةتع على الحكم يف الفرق بين المنذور وعدم المنذور؟‬

‫بقول يةتع عليه أمران‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬أن المنذور يعنر إاا ابقطع بط كما سيأا من ك م المصلنف سلأرجع لله بعلد قليل‬
‫أبه إاا خرج يكون قد ابقطع فيأا به من جديلد فيعيلده‪ ،‬بمعنلى أبله ينقطلع فيعيلده ملن جديلد‪ ،‬ويبتدئله ملن‬
‫جديد‪ ،‬قال هلل علر أن أعتكف عحر أيام‪ ،‬فقطعه بخروج لغير عذر‪ ،‬بقول أرجع وعد عحر أيلام ملن جديلد‬
‫ألبك خرجت من غير عذر‪.‬‬

‫وأما غير المنذور فإبه إاا قطعه جاز له القطع‪ ،‬وأما ااك فل ينقطلع فيًلع عليله البلدل وهلو ا علاد ‪،‬‬
‫هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمــر الثــاين‪ :‬أن الشللةاط إبمللا هللو يف المنللذور دون غيللره‪ ،‬بعلله النللاس يللدخ متطوعللا يقللول‬
‫سأعتكف واشةط بأن أخرج ألج كلذا وكلذا‪ ،‬بقلول ل غيلر المنلذور ل اشلةاط فيله‪ ،‬إبملا الشلةاط يف‬
‫المنذور فقط؛ ألن غير المنذور يًوز قطعه وقت ما تحاء تخرج‪ ،‬ف يكون للك أجلر معتكلف‪ ،‬ثلم ترجلع‬
‫فيكون لك أجلر المعتكلف؛ ألن الغلرض ملن الشلةاط والفائلد هلو إسلقاط الواجلع عنله اللذي وجلع‬
‫بنذرك‪.‬‬

‫وملللا معنلللى الشلللةاط؟‪ ،‬هلللو يقلللول‪ :‬بلللذرت أن أعتكلللف هلل ‪ ‬عحلللر أيلللام يف مسلللًد النبلللر‬
‫‪ ‬وأن أخرج لليار أمر المريلة ك يوم هذا يًوز؛ ألبه اشةط أن يلور أمه‪ ،‬فلو لم يحلةط‬
‫وخرج لليار أمه ف كما سيأا‪.‬‬

‫قال ول يخلرج ملن أعتكلف منلذورا متتابعلا إل لملا ل ُبلد لله منله منلذورا متتابعلا‪ ،‬بلأن قلال بلذرت أن‬
‫أعتكف أسبوأ هذا متتابع‪ ،‬أو شلهرا‪ ،‬أو جمعلة هلذا متتلابع؛ لكلن للو قلال خمسلة أيلام وكلان بويلا لمطلل‬
‫‪٦‬‬
‫‪393‬‬

‫التفري ‪ ،‬فحينمذ ل يعتا متتابعا‪ ،‬قال إل لما ل ُبد منه وهو الحاجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ُعا ُد َمرِيضا»‪.‬‬

‫أل ا ليست حاجة‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ْيهدُ ِجنَا َزة إِ ََّّل بِ َير ٍ‬
‫ط»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫إل بحرط؛ إان عرفنا أمرين وهو أن كل م المصلنف أتلى بلأمرين اكرهتلا لكلم قبل قليل ‪ ،‬أن المنلذور‬
‫خاصة يةتع حكمان‪.‬‬

‫أبه ينقطع بالخروج بدون حاجة وعذر‪ ،‬ولو زيلار بملريه‪ ،‬أو شلهود جنلاز بخل ف غيلر المنلذور؛‬
‫فإبه ل ينقطع أص هو ابقطع؛ لكنه يبتد آخر ول يللمه بدله‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬أن الحرط إبما هو خاص بالمنذور دون ما عداه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْط ُن َا ْل َق َرجِ ُي ْق ِسدُ ُه»‪.‬‬

‫لقول اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ} [البقر ‪.]187 :‬‬

‫كيف تصور الوطء بقول إاا كان قد اشةط الخروج إلى بيته‪ ،‬فخرج إللى بيتله ووطء زوجتله‪ ،‬فحينملذ‬
‫بقول فسد اعتكافه ويًع عليه إن كان منذور أن يعيد العحر أيام من أولها‪.‬‬

‫اَ َر ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وك ََذا إِ ْنزَال بِمب ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬

‫وكذا إبلال بمباشر هذا معنى قوله بعه فقهائنا ويفسد العتكاف ما يفسد الصلوم‪ ،‬ألن اللذي يفسلد‬
‫الصوم عندهم الًماأ وا بلال بمباشر ل مطل األك ؛ ألن األك يًوز يف اللي ‪ ،‬والعتكاف يكلون يف‬
‫اللي أحيابا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪394‬‬

‫اد ِه َك َّق َار ُة َي ِم ٍ‬ ‫ِ‬


‫ْل ْ س ِ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْل َز ُم ِ َ‬
‫العتكاف المنذور هو الذي تللمه به كفار اليمين‪.‬‬

‫َاب َما ََّل َي ْعنِي ِ »‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ا َْتغَا ُل ُ بِا ْل ُه َر ِ َ ْ‬
‫اجتن ُ‬

‫ويستحع أن يحتغ بالقرب من أعمال الصلالحات‪ ،‬وملن أفلل ملا يفعل يف المسلًد قلراء القلرآن‬
‫فإن المساجد إبما قامت ألج الك فداء واجتناب ما ل يعينه من المباحلات يلك‬ ‫والكثار منه‪ ،‬والص‬
‫عن المحرمات‪.‬‬

‫وقد كان الصحابة رضوان اهلل عليهم يعتكفلون يف مسلًد النبلر ‪ ‬وللو ليللة فقلد جلاء يف‬
‫المسللند‪ ،‬وسللنن أبللو داود مللن حللديث عبللد اهلل بللن أبلليس الًهنللر أن أبللاه أبلليس الًهنللر ‪ ‬أتللى النبللر‬
‫‪ ‬فقال يا رسول اهلل‪ :‬أين إمام قوم يف البادية فأجع لر ليلة أا إللى مسلًدك‪ ،‬فيقلال لله النبلر‬
‫‪« ‬أت ـ ليلــة واحــد وعيــرين»‪ ،‬فكللان أبلليس ‪ ‬يللأا ويركللع بغلتلله ويللأا لمسللًد النبللر‬
‫‪ ‬ويربط دابته عند حلقة الباب‪ ،‬ثم يدخ تلك الليلة ول يخرج إل بطلع فًرها‪.‬‬

‫ولذلك يقول العلماء ‪ ‬وأق المستحع ليلة كما جاء ملن حلديث عبلد اهلل بلن يلوبس ملع أبلر‪،‬‬
‫ولذلك المسلم ل يحلرم بفسله المكلث يف بيلوت اهلل ‪ ‬مطلقلا‪ ،‬وخاصلة الللوار اللذين مل َّن اهلل ‪‬‬
‫وأبعم وتفل وأجاد وأكلرم بأبظلار مسلًد رسلول اهلل ‪ ،‬ثلم تملم اهلل ‪ ‬علليهم الفلل‬
‫وا بعام بأن يقصد بيتله‪ ،‬وقصلاد بيلت اهلل ‪ ‬هلم ضليوف اهلل جل وعل ‪ ،‬ووفلده وأكلرمهم ملن أكلرم‬
‫ضيف اهلل ج وع ‪ ،‬ولذلك إاا م َّن اهلل ‪ ‬على المرء هذا فليقصد المسًد الحلرام‪ ،‬أو مسلًد النبلر‬
‫‪ ‬ويمكث فيه ولو ليلة على األق ‪ ،‬أو ساعة وينلوي بالعتكلاف‪ ،‬وخاصلة أبنلا يف هلذا الحلهر‬
‫الكريم شهر رملان‪ ،‬وهو أح العتكاف عاد ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)14‬‬

‫‪h‬‬
‫(‪ )14‬اية المًلس الرابع عحر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪395‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الح ِِ َوال ُع ْم َر ِة»‪.‬‬
‫اب َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك َت ُ‬

‫بدأ المصنف ‪ ‬بالحديث عن أحكام الحج والعمر ‪ ،‬وكما سب معنى إبما أخره المصلنف ألبله‬
‫آخر األركان التر جاءت يف حديث ابن عمر ويناسع تأخيره يف آخر العبادات أبه عباد ماليلة وبدبيلة معلا‪،‬‬
‫وقد تقدم اكر العباد البدبية وهر الصيام‪ ،‬والص ‪ ،‬والمالية وهر اللكا ‪ ،‬وهذا الحج جامع لهما‪.‬‬

‫واكر المصنف هنا أبه سيتكلم عن الحج والعمر معا‪.‬‬

‫وبعه العلماء يقول‪ :‬كتاب المناسك ليدخ فيله بعله المسلائ المتعلقلة لا كليلار مسلًد النبلر‬
‫‪ ‬وبحوه‪.‬‬
‫ُ َب ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ِ‬

‫الحج والعمر واجبان ك هما‪ ،‬لقلول اهلل ‪ { :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ‬
‫ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ } [البقللر ‪ ،]196 :‬فللإاا وجللع ا تمللام فيًللل‬
‫البتداء‪ ،‬فحينمذ األص أبه يًع الحج والعمر كلهما هلل‪.‬‬

‫وقد جاء الدلي على إثبات وجوب العمر من حديث النبر ‪ ‬حينما جاءت رجل للنبلر‬
‫‪ ‬فقلللال‪ :‬يلللا رسلللول اهلل إن أبلللر قلللد اقتتللللت بفسللله وللللم يحلللج‪ ،‬أفحلللج عنللله؟‪ ،‬قلللال النبلللر‬
‫‪« :‬نعم‪ ،‬حِ عن أبيب‪ ،‬واعتمر»‪ ،‬فدل على أن الحج والعمر واجبان‪.‬‬

‫ولقللول النبللر ‪« :‬دهلــت العمــرة يف الحــِ إلــى قيــام الســاعة»‪ ،‬هللذا الحللديث يللدل علللى‬
‫الوجوب‪ ،‬وإن كان قد استدل به على العكس‪ ،‬وإن كان قد استدل به على العكلس‪ ،‬فكلف كلان يلدل عللى‬
‫‪396‬‬

‫الوجللوب؟‪ ،‬بقللول‪ :‬دخلللت أي أخللذت حكمهللا‪ ،‬فكمللا أن الحللج واجللع‪ ،‬فكللذلك العمللر واجبللة‪ ،‬وإبمللا‬
‫يتداخ ن يف القارن‪ ،‬فإن القارن يفع أفعال واحد فيسقط عنه الحج والعمر كما سيأا يف محاله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ع َلى َا ْل ُم ْس ِل ِم»‪.‬‬

‫اشةاط ا س م شرط صحة ألبه إاا فع ووقف يف هذا المواقف غير المسلم ف يص منه حلج ألن‬
‫بيته غير صحيحة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُح ِر»‪.‬‬

‫ألن القللن ل ليس بواجللع عليلله‪ ،‬فاشللةاط الحريللة شللرط إجلللاء‪ ،‬بمعنللى أبلله إاا حللج القللن فإبلله حًلله‬
‫صحي ؛ لكنه غير مًل له‪ ،‬فهو شرط إجلاء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْلم َ َّل ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والمكلف كما مر معنى يف أكثر من باب يحم النوعين‪ ،‬يحم البالغ‪ ،‬ويحم العاق ‪.‬‬

‫فإما اشةاط العق ‪ :‬فإبه شرط للصحة‪ ،‬فالمًنون وفاقد األهلية بفقلد عقلله فإبله ل يصل حًلة‪ ،‬ول‬
‫يص أن ينوب عنه وليه‪ ،‬ل يتحم عنه النية‪.‬‬

‫أما النوأ الثاين من التكليف وهو البلوغ‪ ،‬فإبه شرط إجلاء‪ ،‬ل يًل عنه‪ ،‬وبناء على الك فلإن الصلبر‬
‫سواء كان مميل أو غير مميل يص حًه وعمرته وينوي عنه وليه؛ لكن يقوللون يسلتحع للمميلل أن ينلوي‬
‫له‪.‬‬

‫وأما من كان من دون التمييل أص ف بيته له فاقد بالكلية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُم ْستَطِي ِع»‪.‬‬

‫وشللرط السللتطاعة للليس شللرط صللحة ول شللرط إجلللاء‪ ،‬وإبمللا هللو شللرط وجللوب‪ ،‬بمعنللى أن غيللر‬
‫المستطيع إاا حج وهو غير مستطيع ص حًة وكفاه عن حًة ا س م‪.‬‬

‫إاا هللو شللرط وجللوب‪ ،‬لقللول اهلل ‪ { ،‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬

‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ} [آل عمللران‪ ،]97 :‬وقللد جللاءت أثللار كثيللر ‪،‬‬


‫وأحاديللث مراسللي متعللدد ‪ ،‬أن المللراد بالسللتطاعة اللللاد والراحلللة؛ ولللذلك فقهاءبللا يقولللون‪ :‬إن المللراد‬
‫‪٦‬‬
‫‪397‬‬

‫بالستطاعة هو إمكان الركوب مع ملك اللاد والراحلة‪ ،‬ل ُبد أن يكون ملك‪.‬‬

‫وبناء على الك لو أن رج قال له رج ‪ :‬حج وأبلا سلأتاأ بكامل النفقلة‪ ،‬فإبله ل يللمله قبلول اللك؛‬
‫لكن لو قب المال قب الك وتملك المال وجع عليه الحج حين ااك‪.‬‬

‫إاا الستطاعة هر إمكان الركوب مع ملك‪ ،‬يًع أن يكون ملك لللاد والراحلة‪.‬‬

‫قال‪ :‬المستطيع يف العمر مر واحد لحدث أبر هرير ‪« :‬لا قلتها لاجبت»‪ ،‬والحديث يف الصحي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِ « :‬ا ْل ُع ْمرِ َم َّرة َع َلى َا ْل َق ْا ِر»‪.‬‬

‫ألن األص يف األوامر الفورية‪ ،‬وقد جاء من حديث ابن عباس ‪ ‬أنن من حديث عبلاس‪ ،‬أبله قلال‪:‬‬
‫تعًلوا بالحج والعمر ‪ ،‬فإن أحدكم ل يدري متى يموت‪ ،‬أو بحو مما قال ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ز ََال َمانِ ُع َح ٍِّ بِ َع َر َ َة َو ُع ْم َر ٍة َق ْب ٍَ َط َاا ِ َها َو ُ ِع َال إِ َذ ْن َو َق َعا َ ْرضا»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إاا زال الملابع‪ ،‬أي الملابع ملن ا جللاء‪ ،‬لليس الملابع ملن الصلحة‪ ،‬وإبملا الملابع ملن ا جللاء‬
‫بعرفة‪ ،‬إاا زال المابع مابع حج بعرفة‪.‬‬

‫ببدأ بحج بعرفة‪ ،‬المابع من ا جلاء ما هو؟‪ ،‬الرق‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬فإاا بلغ الصبر يف عرفة‪ ،‬وهو محلرم ألن‬
‫إحرامه صحي ‪ ،‬أو أعت الرقي يف عرفة‪ ،‬يعنر قب الخروج من عرفلة‪ ،‬فلإن هلذه الحلج يًلئله علن حًلة‬
‫ا س م‪.‬‬

‫بعه الناس يقول هذا بادر؛ ب كثير ك سنة يتص على هاتف الدعو أباس كثيرون يقوللون بلغنلا يف‬
‫يوم عرفة‪ ،‬ويكون بلوغهم غالبا يف الحت م ك سنة ليس سنة واحد يمر هذا السؤال‪.‬‬

‫ولذلك ك م الفقهاء فيس فرضا لمسائ غير موجود ؛ ب هر موجود وحقيقية‪ ،‬وكثير الوقوأ‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن زال مابع‪ ،‬أي مابع مااا؟‪ ،‬قولنلا‪ :‬ملابع ا جللاء؛ ألن ملابع الصلحة أصل لليس هلو بمحلرم‪،‬‬
‫قولنا بحن بتكلم عن الذي وقع منه ا حرام‪ ،‬قال مابع حج بعرفة‪ ،‬أي قبل خروجله ملن عرفلة فلإبلال بعلد‬
‫خروجه من عرفة يف وقت يص الوقوف فيه بعرفة‪ ،‬ثم رجع إليها بقول ص ‪ ،‬فلو احتلم‪ ،‬أو أعتل وهلو يف‬
‫الملدلفة فرجع إلى عرفة ومر ا مرور وقف يسيرا‪ ،‬ثم رجع بقول ص حج وأجلئه عن حًة ا س م‪.‬‬

‫قال‪ :‬وعمر أي فإبلال المابع من الجلاء فلالعمر قبل بوافهلا أي قبل الحلروأ بلالطواف لزم قبل‬
‫‪398‬‬

‫الحللروأ؛ ألن الطللواف واحللد ل يتًلللء بخ ل ف الوقللوف بعرفللة‪ ،‬فإبلله يمكللن تًلئلله لللذلك قللال النبللر‬
‫‪ ‬يف حديث عرو ‪« :‬من وقف معنا ساعة ليٍ ونهار»‪.‬‬

‫قال وفع إاا أي وفع بعد زوال المابع وقع فرضا بمعنى أ ما أجلء‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َع َُ َز لِ ِ َبرٍ َأ ْو َم َر ٍ‬
‫ـن َح ْي ُ‬
‫ـث‬ ‫ض ََّل ُي ْر َجى ُب ْرؤُ ُه َل ِز َم ُ َأ ْن ُيه َ‬
‫يم َم ْن َي ُح ُِّ َعنْ ُ َو َي ْعتَم ُر م ْ‬
‫َو َج َبا»‪.‬‬

‫يقول أن من عًل عن الحج والعمر ‪ ،‬إما لكا؛ ألن الكا ل يرجى أن يرجع المرء صبيا‪ ،‬واللك جلاء‬
‫يف بعه ألفاظ الحديث إل الهرم‪ ،‬فإن الهرم ليس له دواء‪.‬‬

‫قال أو مرض الذي ل يرجى برهه‪ ،‬األمراض التر ل يرجلى برههلا كثيلر‪ ،‬ومنهلا كل ملرض يمنلع ملن‬
‫مقعللد ولللو كللان قللوي البللدن‪ ،‬ألن الفقهللاء يقولللون إمكللان الرقللوب القللدر علللى‬ ‫الركللوب‪ ،‬ك ل شللخ‬
‫الركوب‪ ،‬ك شيخ ل يستطيع الركوب بكوبه مقعد‪ ،‬بقول‪ :‬سقط عنه وجوب الحج‪ ،‬ل يًع عليه الحلج‪،‬‬
‫وكذلك ما ليس ملكا ل لللاد‪ ،‬ول الراحلة‪ ،‬أو مرض وبحوه‪.‬‬

‫قال أو مرض ل يرجى برهه يغلع على نلن علدم اللاء للمله أن يقليم ملا يحًله علن بمعنلى أن ينيلع‬
‫غيره‪ ،‬أ بظر معر قوله للمه أي يقيم بمعنى أبه يًع هلو اللذي ينيلع هلذا الرجل ‪ ،‬وبنلاء عليله يف الفريللة‬
‫بحن بتكلم عن الفريلة‪.‬‬

‫لو أن ابنا أراد أن يحج عن أبيله حلج الفريللة‪ ،‬أو يعتملر عنله عملر الفريللة للم أبلوه وأمله للم يحلج‬
‫ويعتمر لعدم الوجوب عليهم أو للعًل‪ ،‬وهما أحياء يًوز ول ما يًوز؟‪.‬‬

‫يًوز للعًل‪ ،‬وقد تاأ بدون مال‪ ،‬بقول؛ لكن ل يص أن تحج عنه وتعتمر الفريلة إل بإابه‪ ،‬أتص‬
‫عليه بالهاتف‪ ،‬وق يا والدي إاا كان عقله معه‪ ،‬يا والدي أريلد أن أعتملر عنلك غلدا فينيبلك‪ ،‬إاا إان ألقلى‬
‫جلاك اهلل خير بأي لفظ يدل على يللم أن يكون وكلتك ما أدري أيش‪ ،‬ل يللم بحن بعتا أبك قاصد‪.‬‬

‫إاا ل ُبد أن ابتبهوا لهذه المسألة وكثيرا من ا خو الذين يعتملرون علن قلرابتهم عملر ا سل م يعنلر‬
‫العمر الواجبة األولى ليست بافلة‪ ،‬ويكون المعتملر عنله حلر علاجل‪ ،‬حلر علن الوصلول‪ ،‬وعلاجل ألن ل‬
‫غير عاجل ل ُبد أن ينتبهوا إلى هذا القيد وهو ا ان‪.‬‬ ‫تص أن يعتمر عن شخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪399‬‬

‫قال للمه أي يقيم إان ل ُبد من إابه وبيابته ملن يحلج عنله ويعتملر كملا قلال النبلر ‪ ‬بعلم‬
‫حًة‪ ،‬لما قالت امرأ أن فريلة الحج أدركت أبر شليخا كبيلرا ل يسلتقيم عللى الراحللة أفحلج علن أبلر‪،‬‬
‫قال‪« :‬نعم حِِ عن »‪.‬‬

‫قال ويعتمر من حيث وجع أي يًع أن ينيع غيره من حيث وجبلت عليله‪ ،‬إن كلان ملن أهل مصلر‪،‬‬
‫فينيبه من مصر‪ ،‬وإن كان من أه الحام فمن الحام‪ ،‬وإن كان من العراق فمن العراق‪ ،‬لمااا؟‪.‬‬

‫قالوا ألن الحج عبادتان كما اكرت لكلم يف البدايلة‪ ،‬بدبيلة وماليلة‪ ،‬فمعنلى كو لا ماليلة بلأن فيهلا بفقلة‬
‫سقطت عنك الحج أل ليس عندك مال تحج به من بعيلد إللى مكلة؛ لكلن أهل مكلة يحًلون بأقل مؤبلة‪،‬‬
‫من بلدك يحج عنك ألبلك بماللك بلدلت هلذا شلرء‪ ،‬هلذا ملن بلاب‬ ‫فلذلك يًع عليك أن تنيع شخ‬
‫النيابة‪.‬‬

‫أما من باب التاأ من تاأ عنه ولو من غير مال فليس ب زم أن يكون ملن بللده‪ ،‬إبملا يكلون ملن بللده‬
‫إاا أبابه بالمؤبة أعطاه الفلوس‪ ،‬إاا كان عًل عن كا‪ ،‬أو مرض‪.‬‬

‫وي ُْ ِزآنِ ِ َما َل ْم َي ْب َر ْأ َق ْب ٍَ إِ ْح َرا ِم نَائِ ٍ‬


‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫ملر معنللا قبل يف درس الصلليام ويف غيللره‪ ،‬أبلله ل يًمللع بلين البللدل والمبللدل‪ ،‬هللذا العللاجل عللن الحللج‬
‫والعمر لكوبه كبيرا يف السن‪ ،‬أو لكوبه مريلا مرضا ل يرجى برهه‪ ،‬إاا أباب غيره فأدى عنه الواجع‪ ،‬ثلم‬
‫م َّن اهلل ‪ ‬عليه بالحفاء‪ ،‬فنقول أبه حينمذ ل يللمه أن يأا بالفريلة ل يللمله فسلمع علن اللك سلقطت‬
‫عنه الندب؛ ب يحرأ له تكرار الحلج والعملر ‪ ،‬فلإن تكلرار الحلج والعملر مسلتحبان‪ ،‬وقلد ثبلت عنلد بلن‬
‫حبان بإسناد صحي من حديث أبر سعيد الخدري أن النبر ‪ ‬قلال‪ ،‬قلال اهلل جل وعل ‪« :‬أن‬
‫عبدا أصححت ل يف بدن ‪ ،‬ووسعت علي يف رزق ‪ ،‬ثم تمر علي همس سنين َّل يقد إل لمحرم»‪.‬‬

‫ولذلك استحع العلماء العمر ولو مر واحد ك خمس سنين‪ ،‬أن تفد إلى اهلل ‪ ‬وإلى بيته‪.‬‬

‫كذلك جلاء الحلديث آخلر اكربلاه عنلد أبلر داود وغيلر النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬تـابعاا بـين الحـِ‬
‫والعمرة‪ِ ،‬نهم ينقيان القهر والذناب»‪ ،‬إلى هنا سلنن بلداود بإسلناد صلحي ‪ ،‬ويف الليلاد ويطل ن العملر‪،‬‬
‫وهذا من باب الًلاء بنقيده ما يخحاه الناس‪ ،‬فلإن النلاس يةكلون الحلج والعملر خحلية الفقلر فيللدان يف‬
‫المال‪ ،‬ويةكا ا خحية األشغال فيبارك له يف العمر ويليد‪.‬‬
‫‪400‬‬

‫وقللد جعلل علللر ‪ ‬يف قللول اهلل ‪ { :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ} [الرعللد‪:‬‬


‫‪ ،]39‬قال علر ‪ ‬الكتاب الذي عنده ‪ ‬ل يتغير ول يتبدل‪.‬‬

‫وأما الكتاب الذي تنق منه الم ئكة فإن اهلل ‪ ‬يمحو فيها وما يحاء ويثبت‪ ،‬فيكتع مث هلذا ملن‬
‫ك مر ليس من ك م علر‪ ،‬أن عمر زيد خمسين‪ ،‬فإاا تصدق‪ ،‬وبلر والديله‪ ،‬وحسلن خلقله‪ ،‬وزار بيلت اهلل‬
‫‪ ‬الحج والعمر فقط‪ ،‬وزار بيت اهلل ‪ ‬حج ومعتمرا زاد يف عمره كذا وكذا‪ ،‬إاا هلذا معنلى كل م‬
‫أثر علر ‪.‬‬

‫برجع إلى ك م المؤلف قال ويًلئابه ما لم ياء قب إحرام بائبه يعنر إاا أدى العمر كاملة‪ ،‬أو أحلرم‬
‫بالحج والعمر أجلئه‪ ،‬ول يللمه أن يأا بحج أو عمر بعد الك‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة لو أن امر كبيرا‪ ،‬أو عاجل عن الركوب بنفسه؛ لكنه قادرا بمالله أن يحلج‪ ،‬أو يعتملر‪،‬‬
‫بقول يًع عليه مااا؟ أن ينيع وجوب ألبه قاده بماله وهو اللاد والراحلة؛ لكنه غير قادر على الركوب‪.‬‬

‫ابظر معر فإن مات بقول يًع أن يخرج من تركته ما يحج به ويعتمر من بللده‪ ،‬فتعطلى بفقلة شلخ‬
‫وللو ملن أهل مكلة تلاأ‪ ،‬وهنلا‬ ‫من بلده التر هو فيها إلى مكة فيحج ا ويعتمر إل أن يتلاأ عنله شلخ‬
‫يكون من باب ا جلاء ابتهينا من األمر األول‪.‬‬

‫مللا الللدلي علللى هللذا كللله‪ ،‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪ « :‬ــدين اهَّلل أحــق بالهضــان»‪ ،‬فسللمى النبللر‬
‫‪ ‬هذا دينا‪ ،‬فدل على أبه يستخرج يأخذ من الةكة‪ ،‬أل ا فريلة مثل اللكلا اللذي ملات وللم‬
‫يلكر يًع أن تخرج اللكا التر وجبت عليه يف حياته‪.‬‬

‫وأما اللكا التر وجبت بعد الوفا ولو بيوم سقطت؛ ألن الورثة يبدأ حولله ملن حلين قسلمة الةكلة إاا‬
‫قسمت الةكة بدأ حولهم لعدم استقرار قب القسمة استقرار وبعده يستقر الملك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َِّلِ ْم َر َأ ٍة َم ْح َرم َأ ْيضا»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪َّ« :‬ل يحٍ لمرأة تـؤمن بـاهَّلل واليـام اْلهـر أن تسـا ر»‪ ،‬يف بعله األلفلاظ‬
‫هكذا مطل ‪ ،‬ويف بعلها يوما وليلة إل مع محرم‪ ،‬والملراد بلالمحرم اللذكر اللذي يحلرم زواجهلا بله عللى‬
‫سبي التأبيد ل لعقوبة‪ ،‬قلنا على سبي التأبيلد لملااا؟ ألن الرجل قلد يحلرم عليله زواج املرأ عللى سلبي‬
‫‪٦‬‬
‫‪401‬‬

‫التأقيت كالًمع بين األختلين والملرأ ‪ ،‬وعمتهلا‪ ،‬وخالتهلا‪ ،‬أو لكلو م يعنلر تللوج أربعلة ل عقوبلة لكلر‬
‫بخرج الم عنة‪ ،‬فإن الم عنة محرمة على م عنها عقوبة‪ ،‬ولو أكذب بفسه‪.‬‬

‫إان عرفنا المحرم‪ ،‬والفقهاء يقولون من شرط المحرم أن يكون بالغا‪ ،‬ف يكون محلرم محرملا إل إاا‬
‫كا بالغ‪.‬‬

‫وقال بعه فقهائنا المذهع أبه إاا كان المراه أخذ حكمه يعنر أبو ث ث عحلر عنلد الحلادي يأخلذ‬
‫حكمه لما قالوا أل ا قرب الحرء أخذ حكمه‪.‬‬

‫ت ِمنْ ُ اِ ْس َتنَا َب ْ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأيِ َس ْ‬

‫قال فإن أيست من المحرم امرأ مقطوعة ليس لها فروأ وأيست من أن تتلوج‪.‬‬

‫واألمر الثاين‪ :‬أن ليس لها إخو ‪ ،‬أو أخوات قد يكون لهم أبنلاء فيكلون حينملذ لهلا محلرم‪ ،‬فلإاا أيسلت‬
‫أي من المحرم‪ ،‬فإبه يًع عليها أن تستنيع من يحج عنها ويعتمر من بلدها‪.‬‬

‫إن حًت من غير محرم‪ ،‬بقول حًها صحي ؛ ألن المحرم شرط للوجوب‪ ،‬وليس شربا ل للصحة‬
‫ول الجلاء حًها صحي ‪ ،‬وإبما هر يعنر لما يًع عليها‪.‬‬

‫القار ‪ :‬قال وإن مات من لزمه وأخرج من تركته‪.‬‬

‫الحيخ‪ :‬كما تقدم عن الحديث بن عباس‪« :‬حق دين اهَّلل أحق بالهضان»‪.‬‬

‫يد إِ ْح َرا ٍم ب ُْسٍ َأ ْو َت َي ُّمم لِ ُع ْذ ٍر»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن لِمرِ ِ‬
‫َ ُ َّ ُ‬
‫الحيخ‪ :‬بدأ المصنف ‪ ‬فيما يتعل بما يبدئه المحرم‪ ،‬المحرم إاا أراد أن يحلرم لحلج‪ ،‬أو عملر‬
‫فيستحع له أشياء‪.‬‬

‫أولها وقال سنة لمريد إحرام غس لما ثبت يف مسلم من حديث جابر ‪ ‬أن النبر ‪ ‬أمر‬
‫أسماء ‪ ‬أن تغتس عند ا حرام‪ ،‬وهذا أملر مطلل حتلى وإن كلان لموجلع وهلو بهرهلا ملن الحليه؛‬
‫لكنه يدل على مطل الغتسال‪.‬‬

‫وقد روي عند أه السنن أن النبر ‪ ‬اغتس عند إحرامه‪ ،‬وهذا جاء عنلد أهل السلنة ملن‬
‫حيث زيد بن ثابت ‪ ،‬وعلى العموم يعنر يحلهد لله حلديث أسلماء فلالمًموأ يلدل عللى أبله يسلتحع‬
‫‪402‬‬

‫الغتسال‪ ،‬الغتسال سب صفته صفة الكمال والجلاء فيه‪.‬‬

‫الغتسال لملا قلال وسلنة لمريلد إحلرام غسل بعله النلاس يظلن أن الغتسلال يًلع أن يكلون عنلد‬
‫الميقات هذا قديم حينما كان ما قب الميقات فيها محقة‪ ،‬وفيها يعنر بريل ويكلون فيهلا غلا يف الثيلاب‪،‬‬
‫ويف البدن والرائحة‪ ،‬اآلن من السكن هنا بًابع مسًد النبر ‪ ‬إللى الميقلات ل يتًلاوز ول‬
‫ربع ساعة‪ ،‬وبناء على الك‪ ،‬فلو أراد المحرم أن يغتس من سكنه‪ ،‬ثلم يركلع البلاص‪ ،‬ثلم يلذهع فلإاا ملر‬
‫إلى الميقات بوى ا حرام هذا يكون بب السنة تماما‪.‬‬

‫إاا ليس محروعا يف الميقات‪ ،‬وإبما عند ا حلرام العلا بلاللمن ولليس بالمحل ‪ ،‬لمريلد إحلرام لليس‬
‫مقصود الميقات‪ ،‬ولذلك فإن من جاوزه غير مريد‪ ،‬ثم برقت النبية كما سأتكلم بعد قلي ‪ ،‬فإبه يغتسل يف‬
‫المح ‪ ،‬إان العا با راد وليست المراد بالمح وعرفنا دليلها‪ ،‬إاا وسلنة لمريلد إحلرام لحلج أو عملر‬
‫غس ‪.‬‬

‫هذا الغس لو ابلتقه بعلد اغتسلاله بقلول ل يللملك أن تعيلد ا حلرام ل يحلةط لله الطهلار ‪ ،‬فللو أن‬
‫امر اغتس وبعد اغتساله مس اكره بكفه ل يللمك أن تتوضلأ بعلدها‪ ،‬وإبملا الغتسلال فقلط هلذا إراد ‪،‬‬
‫ف يللم أن يكون وقت النية أبت تكون بهار ‪ ،‬ولو ابتقه ل يحرأ تكرره‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو تيمم لعذر يعنر المصنف أتى بعبار خ ف لما قبلله لملا صلاحع اللذات قلال أو تليمم لفقلد‬
‫ماء‪ ،‬أو لفقده‪ ،‬فقال الصواب أن تقول لعذر؛ ألن الفقد العذر أوسع من الفقد والمصنف بظر ألبه متلأخر‪،‬‬
‫وااك ك متأخر يتتبع المتقدم يف األلفاظ‪ ،‬وتكلمنا قب ما هر األعذار يف التيمم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتنَ ُّظف»‪.‬‬

‫المراد بالتنظف أمران‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬التنظف يف البدن بإزاللة الحلعر اللائلد‪ ،‬كحلعر اللذي يكلون يف ا بلط‪ ،‬والحلعر اللذي‬
‫يكون أسف البطن‪ ،‬فهذا كله يسمى تنظفلا‪ ،‬أو األقل م يقللم األنلافر يسلمى تنظفلا وهلو مسلتحع لعملوم‬
‫األدلة الذي تدل على التنظف‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬التنظف المبالغة يف الغتسال بأن يستخدم أشنابا‪ ،‬أو صابوبا‪ ،‬أو شامبو‪ ،‬أو غيلر اللك‬
‫من األملور التلر تنظلف البلدن‪ ،‬فلإن بعله المواضلع يسلتحع فيهلا مبالغلة يف التنظلف منهلا يلوم الًمعلة‬
‫‪٦‬‬
‫‪403‬‬

‫الًنلع فل ‪ ،‬وإبملا يسلتوي يف‬


‫خاصة‪ ،‬ومنها الحائه إاا بهرت يستحع لها أن تستخدم المنظفات‪ ،‬أملا ُ‬
‫األمللران كمللا اكللر الللك جماعللة مللن الفقهللاء ومللنهم بللن رجللع يف الفللت ‪ ،‬وغيللره‪ ،‬ومللن هاهنللا فيسللتحع‬
‫استخدامها‪ ،‬ومر معنا يف الغتسال يف الًمعة بعه األدلة على الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت َط ُّيب ِ َبدَ ٍن»‪.‬‬

‫قال ويطيع يستحع أن يطيع بدبه أي بحرته وهو حلديث عائحلة ‪ ‬بيبلت النبلر ‪ ‬يف‬
‫حديث الصحيحين حرامه وإح له‪ ،‬وجاء أ ا قالت رأيت أثر الطيع يف مفرق النبلر ‪ ‬ألن‬
‫النبر ‪ ‬كان يفرق شعره‪ ،‬وهذا يدل على أبه يستحع أن يكون الطيع على الًسد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ِ َث ْا ٍ‬


‫ب»‪.‬‬

‫قال وكره أن يطيع الثوب‪ ،‬وهو ا حرام لبس ا حرام سواء كان إزار‪ ،‬أو كلان رداء للرجل ‪ ،‬أو ثلوب‬
‫المرأ مطل ًقا لحديث يعلى بن أمية المعروف‪ ،‬وفقهائنا يقولون أن بيع ثوبه كره‪ ،‬فاألفل لله أن يغسلله؛‬
‫لكن إن خلع ثوبه ف يلبسه ل يًوز له اللبس‪ ،‬ألن لبسه بمثابة للبس الثلوب المطيلع كأبله ابتلدء الطيلع‪،‬‬
‫وهذه من المسائ ؛ لكن لم أاكر قاعدهتا؛ لكن شرال القاعد بوي التر الستدامة فيها يخلالف البتلداء‪،‬‬
‫فاستدامة الطيع جائل إاا كان تطيبه قب ا حرام‪ ،‬وإن ابتداء الطيع بعد ا حرام فل يًلوز‪ ،‬سليأا إن اهلل‬
‫التطيع‪.‬‬
‫َار و ِرد ٍ‬
‫ان َأ ْب َي َض ْي ِن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْح َرام بِِِز ٍ َ َ‬

‫أم كوبلله أبلله يسللتحع رداء وا زار ألن النبللر ‪ ‬قللال‪َّ« :‬ل يلــبس المحــرم الهمــص‪ ،‬وَّل‬
‫البرانس‪ ،‬وَّل الخقاف‪ ،‬وَّل العمامة»‪ ،‬فلذلك كون النبر ‪ ‬إبما أحرم بلإزار ورداء‪ ،‬وبنلاء عللى‬
‫الك فإبه يحرم عليه ك مخيط‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل ورد المخيط يف محله‪.‬‬

‫قللال بللإزار ورداء أبيلللين لفع ل النبللر ‪ ‬وألن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬هي ـر ثيــاب م‬
‫البياض‪ ،‬أو ألبس من ثياب م البياض»‪.‬‬
‫يض ٍة َأو ر ْكع َتي ِن ِ َبيرِ و ْق ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ع ِه ِ‬
‫ت ن َْه ٍ »‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ب َ رِ َ ْ َ َ ْ‬
‫الحليفة‪،‬‬
‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬أن جبرئيٍ أتاين‪ ،‬هال‪ :‬صل يف هذا الاادي المبارك»‪ ،‬أي او ُ‬
‫‪404‬‬

‫والنبر ‪ ‬أحرم بعلدما صللى‪ ،‬فلدل عللى اسلتحباب عللى أن يكلون هنلاك صل ؛ لكلن عبلار‬
‫المصنف عقع فريلة‪ ،‬أو ركعتين لمااا؟‪.‬‬

‫قالوا ألن هاتين الركعتين تتداخ ن مع الفريلة الموجلود ‪ ،‬أو ركعتلين أي ركعتلين كسلنة الراتبلة‪ ،‬أو‬
‫تًلئله‬ ‫سنة الوضوء فتتداخ ‪ ،‬ألن الفقهاء يقول أ ا من قاعد التداخ بين العبادات‪ ،‬إاا صللى أي صل‬
‫ول يحرأ له أن يأا بعدها بركعتين خاصتين با حرام؛ لكن إل لم تكن هناك صل ‪ ،‬فإبله يصللر ركعتلين‬
‫إل أن يكون يف وقت ر‪ ،‬ومر معنا أن أوقات النهر كام خمسلة‪ ،‬هلر عللى سلبي ا جملال ث ثلة‪ ،‬وعللى‬
‫سبي التأصي خمسة واكرباها يف الدرسين‪ ،‬أو الدرس الماضر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ونِ َّي ُت ُ ََ ْرط»‪.‬‬

‫وبيته شرط ل يص ا حرام إل بنية‪ ،‬والمراد بالنية بية ا حرام هلو أن يتللبس الملرء بله‪ ،‬واللك يعنلر‬
‫يعرف ا حرام بالنية‪ ،‬وهذا عليه إشكال‪ ،‬فكيف عرف الحرء بحربه؛ ولكلن هلذه المسلألة سليأا إن شلاء‬
‫اهلل يف محله‪.‬‬

‫النية شرط يعنر ل ُبد أن ينوي ا حرام‪ ،‬ما معنى أن ينوي ا حرام يعنلر أن ينلوي اللدخول يف النسلك‬
‫بأن ك ما كان ح ل عليه قب الك أصب حرام عليه هذا هو النية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِاَّل َْتِ َر ُ‬


‫اط ِي ِ ُسنَّة»‪.‬‬

‫الشةاط أن يقول أن حبسنر حابس فمحلر بكسلر الحلاء أي ملن ا حل ل حيلث حبسلتنر لحلديث‬
‫ما اَترط »‪.‬‬ ‫ِن ل‬ ‫اللباأ ‪ ‬يف حديث بن عباس أن النبر ‪ ‬قال لها‪« :‬اَترط‬

‫بناء على الك فإن المحرمة إاا عرض عليه شرء مما يكون سببا للحصلار فإبله يًلوز لله أن يتحلل ‪،‬‬
‫ويسقط عنه فدية ا حصار‪ ،‬ويسقط عنه للوم القلاء إاا قلنا بلللوم القللاء‪ ،‬هلذا هلو فائلد اشلةاط عنلد‬
‫ا حرام أمرين‪.‬‬

‫يسقط عنه فدية‪ ،‬ويسقط عنه القلاء إن قي بالقلاء‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل يف باب ا حصار‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ ْ َض ٍُ َا ْْلَنْس ِ‬
‫اك َالت ََّم ُّت ِع»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫بللدأ يللتكلم عللن األبسللاك بللالحج وأن األبسللاك ث ثللة‪ ،‬واكللر أن أفللللها األول هللو التمتللع؛ ألن النبللر‬
‫‪٦‬‬
‫‪405‬‬

‫‪ ‬أمر الصحابة بأي يتمتع بأي يح بعمر ‪ ،‬فدل على أبه أفلله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َأ ْن ُي ْحرِ َم بِ ُع ْم َر ٍة ِ َأ َْ ُهرِ َا ْل َح ِِ َو َي ْق ُر َغ ِمن َْها‪ُ ،‬ث َّم بِ ِ ِ َع ِام ِ »‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن التمتع صفته‪ ،‬المراد بلالتمتع أي يلأا بحلج وعملر ‪ ،‬وأن يتمتلع بينهملا يتمتلع‬
‫شلعره‪ ،‬وسلائر محظوراتله يًلوز لله‬ ‫بأبه يح له ما كان حرام فليس المخيط‪ ،‬ويأا أهله ويتطيلع ويقل‬
‫فع هذا هو التمتع‪ ،‬إاا تمتع بين العمر وبين الحج‪ ،‬تمتع بينهملا باسلتخدام‪ ،‬ويف بفلس الوقلت للم يرجلع‬
‫إلى بلده عدم رجوعه إلى بلده حينمذ أوجبنا عليه الفدية؛ ألبه تمتع بالعمر إلى الحج‪.‬‬

‫والك قال وهو أن يحرم بعملر يف أشلهر الحلج‪ ،‬ويفلرغ منهلا ثلم بله يف عامله يحلرم بلالعمر يف أشلهر‬
‫الحج‪ ،‬العا با حرام ل بأداء الطواف إلى المناسك الطواف والسعر‪ ،‬وبناء على اللك ابظلروا معلر ملن‬
‫أحرم عند الميقات يوم الخامس من شوال‪ ،‬أو العاشر من شوال‪ ،‬ثم اهع إلى مكة‪ ،‬وأخذ عمر ‪ ،‬ومكلث‬
‫يف مكة إلى الحج‪ ،‬بقول هو متمتع أم ل؟ متمتع‪.‬‬

‫إن قال أبا لست باوي التمتع ما بويت التمتع‪ ،‬بقول هو متمتع‪ ،‬إن قال العمر بويتها علن أبلر‪ ،‬والحلج‬
‫عن أمر متمتع‪ ،‬إان ل عا بمن بويت عنه العمر ‪ ،‬ول عا ه بويت التمتع‪ ،‬العا بفعلك‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫أثنين قلنا أحرم بعمر يف أشهر الحج ابظروا معر الصور هذه رج اهع إلى مكة ليلة العيد‪ ،‬فلأحرم‬
‫يف ليلة العيد‪ ،‬ثم باف وسعى ليلة العيد قب أن يأا العيد من بكلر ‪ ،‬فهل يكلون متمتعلا أم ل ومكلث إللى‬
‫الحج‪ ،‬ليلة العيد يا شيخ؟ متمتع لمااا؟ ألبه أتى بعمر ليلة العيلد‪ ،‬العيلد ملن شلهر شلوال‪ ،‬وأشلهر الحلج‬
‫ث ثة ما هر؟‬

‫شوال‪ ،‬واو القعد ‪ ،‬واو الحًة‪ ،‬أو عحر من اي الحًة‪ ،‬وسيأا عندما بتكلم يف أشهر الحج لما قال‬
‫بعلهم عحر‪ ،‬وبعلهم قال تسعة‪ ،‬لمااا قال بعلهم شهر‪.‬‬

‫ابظروا الصور الثالثة رج خرج من المدينلة‪ ،‬مدينلة النبلر ‪ ‬المدينلة المنلور قبل‬
‫غروب الحمس وأحرم من الميقات قبل غلروب الحلمس؛ لكلن البلاص تلأخر ملا وصل إل بعلد غلروب‬
‫الحمس ليلة العيد‪.‬‬

‫وقال مًلس القلاء المحكمة العليا اآلن ببعا‪ ،‬وقالت المحكمة العليا غدا العيد أحلرم قبل غلروب‬
‫الحمس‪ ،‬وأدى المناسك بعد غروب الحمس‪ ،‬ه يكون متمتع أم ل؟ أفتوين مأجورين ليس متمتعلا‪ ،‬وللو‬
‫‪406‬‬

‫جللس إلللى الحللد ل يًللع عليلله فديللة؛ ألن عمرتلله تعتللا عمللر رملللان؛ ألن العللا بللا حرام هللذا كل م‬
‫المصنف أحرم بعمر يف أشهر الحج‪ ،‬العا با حرام أبا ما أتيت لك بًديد‪ ،‬كل م المصلنف فقلط بسلطه‬
‫فقط‪.‬‬

‫قال ويفرغ منها يعنر يفرغ من العمر كاملة لمااا قلنا يفرغ؟ ألن القارن لم يفرغ من العمر ‪ ،‬ثم بله أي‬
‫بالحج يف عامه؛ ألن القارن دخلت العمر يف الحج‪ ،‬كما سيأا بعد قلي ‪.‬‬

‫هناك وقت يقول علمائنا ل يحرأ فيه التمتع‪ ،‬وهو إاا بدأت أعمال الحج اليوم الثامن‪ ،‬فإاا جلاء اليلوم‬
‫الثامن من شهر اي الحًة فمن دخ مكة ل يحرأ له التمتع‪ ،‬وإبما يكون قاربا هذا واحد‪.‬‬

‫اثنين من أحرم بعمر ‪ ،‬ثم فاته الوقوف بسبع من األسباب من الفوات التر اكرباه قب قلي كلان يلأا‬
‫يف اليوم الثامن‪ ،‬ألن يوم الثامن مح للوقوف للذهاب إللى مينلا‪ ،‬وهلو يلوم الةويلة؛ لكلن ملن دخل مكلة‬
‫وجاءه عذر كمرأ حائه كعائحة ‪ ،‬فنقول دخلت العمر يف الحلج‪ ،‬وإن التمتلع فإبله يكلون قاربلا بعلد‬
‫الك؛ ألبه بواه عمر ‪.‬‬

‫اب ِ ِمنْ ُ»‪.‬‬


‫ْل ْ راد وها َأ ْن يحرِم بِحِ ُثم بِعمر ٍة بعدَ َ ر ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َا ْ ِ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ ٍّ َّ ُ ْ َ َ ْ َ‬
‫الحيخ‪ :‬األفل بعد التمتع أن يسهم مفردا أفل من القران؛ ألن ا فراد فيه عم حج كام ‪ ،‬وعمل‬
‫عمر كاملة بخ ف القران‪ ،‬فإن القران تتداخ فيه العمر ملع الحلج‪ ،‬فاألفلل ا تيلان بكامل األفعلال‪،‬‬
‫فأتى بحج كام ‪ ،‬وأتى بعمر كاملة‪.‬‬

‫أين الهدي‪ ،‬بقول يستحع لك أن هتدي‪ ،‬فإن النبر ‪ ‬أهدى كم ث ثة وسلتين بقلدر عملره‬
‫‪ ‬أبت أهدي هدي مستحبا‪ ،‬والمستحع أجره عظيم عند اهلل ‪.‬‬

‫إاا األفل أن يكون التمتع وإل إفرادا بأن تفرد‪ ،‬ثلم تأخلذ عملر منفصللة بعلد اللك‪ ،‬واللك قلال ثلم‬
‫ا فراد وهو أن يحرم بحج‪ ،‬ثم بعمر بعد فراغه منه‪.‬‬

‫لي ُرو ِع ِ َط َاا َ َها»‪.‬‬


‫ان َأ ْن ُي ْحرِ َم بِ ِه َما َمعا َأ ْو بِ َها ُث َّم ُيدْ ِه َل ُ َع َل ْي َها َق ْب ٍَ َا ُّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ِه َر ُ‬

‫قال والقران هو أن يحرم ما معا‪ ،‬يعنر أن يقول عند ا حرام‪ :‬لبيك اللهلم عملر وحلج‪ ،‬هلذا إحلرام‬
‫ما‪ ،‬أو يحرم ا بالعمر ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪407‬‬

‫ثم يدخ عليها الحج قب أن الحروأ بالطواف قب أن يبدأ بالطواف‪ ،‬ألبه يًوز كما مر معنلا يف أن ملا‬
‫قب الطواف هو أول األركان الفعلية‪ ،‬ويةتع على معرفلة أول أركلان الفعليلة أحكلام مثل ملا ملر معنلا يف‬
‫عندما يستقم قائما وهكذا‪.‬‬ ‫الص‬

‫ابظللروا معللر بحللن قلنللا للقللران هللو إدخللال حللج وعمللر للله صللورتان ابظللروا معللر‪ ،‬ركلللوا معللر يف‬
‫الصورتين القارن هذا‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬أن يأا بطواف وسعر العمر قب الوقوف بعرفلة‪ ،‬كيلف يكلون اللك‪ ،‬أن يلذهع‬
‫إلى الكعبة ومس الكعبة فيطوف‪ ،‬ثم يسعى‪ ،‬ثم بعلد اللك يلذهع إللى عرفلة بعلد يلومين‪ ،‬بعلد ث ثلة‪ ،‬بعلد‬
‫أسبوأ‪ ،‬بعد شهر‪ ،‬بعد شلهرين؛ لكلن يبقلى عللى إحرامله ملا يتغيلر‪ ،‬حينملذ يكلون الطلواف بلواف عملر ‪،‬‬
‫وبواف قدوم معا‪ ،‬واض ‪ ،‬والسعر الذي سعاه يكون سعر عمر ‪ ،‬وسعر حج حينمذ بعد اليوم العاشلر ل‬
‫يًع عليه السعر بقر عليه السعر مااا؟ سعر الحج‪.‬‬

‫إاا تداخلت العمر مع الحج تداخ هنا يف مااا؟ يف السلعر‪ ،‬وللم تتلداخ يف الطلواف؛ ألن الطلواف‬
‫للحج ل يًوز قب الوقوف بعرفلة‪ ،‬وقبل مللر بصلف الليل بملدلفلة التلر هلر ليللة العاشلر ملا يًلوز‬
‫التوقف لملر بصف اللي ‪ ،‬واض معر‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يأخر السعر والطواف‪ ،‬فيأا مباشر مث إلى عرفة‪ ،‬ثلم يف اليلوم العاشلر يطلوف‬
‫ويسعى‪ ،‬فيكون الطواف هنا بواف عمر ‪ ،‬وبواف حج تلداخ ركنلان ركلن العملر ملع ركلن الحلج‪ ،‬ثلم‬
‫يسعى بعده فيكون سعيه سعر عمر ‪ ،‬وسعر حج تتداخ وصلى اهلل وسلم على ببينا محمد‪.‬‬

‫َان ُأ ُ ِه ًّيا‪َ -‬د ُم ن ُُس ٍب بِ َي ْرطِ ِ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى ك ٍٍُّ ِم ْن ُمت ََم ِت ٍع َو َق ِ‬
‫ار ٍن ‪-‬إِ َذا ك َ‬

‫اكربا ما يتعل بأحكام ا بساك الث ثة‪ ،‬وهر التمتع‪ ،‬والقران‪ ،‬وا فراد‪ ،‬ومر معنا صلفة هلر ا بسلاك‬
‫الث ثة‪ ،‬واألفل منها وأبه التمتع‪ ،‬ثم يليه القران‪ ،‬ثم يليه ا فلراد‪ ،‬ثلم بلدأ المصلنف ‪ ‬يبلين الفلرق‬
‫بينها من حيث للوم النسيكة‪ ،‬وهر الفدية‪ ،‬أو الهلدي‪ ،‬فقلال عللى كل ملن متمتلع وقلارن إاا كلان آفقيلا دم‬
‫بسك بحربه أي أن الدم دم هذا التمتع والقارن إبما يًيبان على األفقر فقط‪.‬‬

‫إان تكلم المصنف ‪ ‬عن وجوب الدم النسيكة وهو هدي التمتع والقران‪ ،‬وبلين أ ملا واجبلان‬
‫على المتمع والقارن دون المفرد إاا كان آفقيا بمعنى أبله يسلكن خللف المواقيلت التلر سليلد اكرهلا بعلد‬
‫‪408‬‬

‫قلي ‪.‬‬

‫وأما إن كان ساكنا دو ا‪ ،‬أو كان من أه مكة فل يًلع عليله اللدم لقلول اهلل ‪ {:‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ‬

‫ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ} [البقر ‪.]196 :‬‬

‫فمن كان من سكان مكة وكان أهله معه بمعنى أن مستوبن فيه‪ ،‬ولليس مقليم فلإن المقليم يًلع عليله‬
‫الدم‪ ،‬وإبما المراد المسلتوبن كملا قلال اهلل ‪ :‬وكلذلك ملن كلان دون المواقيلت مملا لليس بآفقيلا كأهل‬
‫جد ‪ ،‬وأه عسفان‪ ،‬وأه الكام ‪ ،‬وغيره من المدن والقرى التلر تكلون دون المواقيلت؛ ولكلنهم ليسلوا‬
‫من أه مكة أي من أه بلد الحرام‪ ،‬فإبه ل يًع عليهم الدم‪.‬‬
‫ت بِ ِ َو َص َار ْت َق ِ‬
‫ارنَة»‪.‬‬ ‫ات َا ْل َح ِِ َأ ْح َر َم ْ‬ ‫ت ُمت ََم ِت َعة َ خَ ِي َي ْ‬
‫ت َ َا َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َح َ‬
‫اض ْ‬

‫قال إن المتمتعلة بحلج وعملر فخحليت فلوات الحلج بسلبع أ لا للم تطهلر ملن حيللها؛ ألن الملرأ‬
‫الحائلة يحرم عليها أن تطوف بالبيت‪ ،‬فإ ا حينمذ تصير قاربة كما جاء يف قصة عائحة ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َال َّت ْلبِ َيةُ‪َ ،‬و َتت ََأكَّدُ إِ َذا َع َال ن َْيزا‪َ ،‬أ ْو َه َب َط َو ِاديا‪َ ،‬أ ْو َصـ َّلى َم ْ تُا َبـة‪ ،‬أ ْو أ ْق َب ْـٍ َل ْيـٍ أ ْو‬
‫ت‪ ،‬أو َ ع ٍَ مح ُظارا ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاسيا»‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬أ ْو َنز ََل‪ ،‬أ ْو َسم َع ُم َل ِبيا‪ ،‬أ ْو َر َأى ا ْل َب ْي َ ْ َ َ ْ‬ ‫اق‪ ،‬أ ْو َرك َ‬ ‫الر َ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ن ََهار‪ ،‬أ ْو ا ْل َت َه ْ‬

‫التلبية هر أن يقول المرء «لبيلب اللهم لبيب»‪ ،‬وهذه التلبية سنة عند ا حلرام وبعلده‪ ،‬وتنقطلع التلبيلة‬
‫عند الطلواف بالنسلبة للمعتملر‪ ،‬والحلج تنقطلع التلبيلة عنلده عنلد ملا يحلرأ‪ ،‬أو قبل شلروعه برملر جملر‬
‫العقبة‪.‬‬

‫قال وتتأكد إاا على بحل أي مكان مرتفعا‪ ،‬أو هبط واديا‪ ،‬أو صلى مكتوبلا أي عقلدها‪ ،‬أو أقبل ليل أو‬
‫ار؛ ألبه وقت الذكر‪ ،‬قال أو التقاء الرفاق ببعلهم البعه‪ ،‬أو ركلع‪ ،‬أو بللل عللى دابتله‪ ،‬أو سلمع ملبيلا‬
‫فيلبر بتلبيته كما كان الصحابة يلبر بعلهم بتلبية النبر ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو رأى البيت أي قب أن يحلرأ بلالطواف‪ ،‬إاا كلان معتملرا‪ ،‬أو فعل محظلورا باسليا أل لا بمثابلة‬
‫الستغفار‪.‬‬

‫ات َوبِ َح ٍِّ َق ْب ٍَ أ َْ ُهرِ ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُكرِه إحرام َقب ٍَ ِمي َه ٍ‬
‫َ َ َْ ْ ْ‬
‫ا حرام قب الميقات كأن يحرم من دوير أهله‪ ،‬أو قبله جائل؛ ولكنه مكلروه إاا األوللى واألفلل أن‬
‫‪٦‬‬
‫‪409‬‬

‫ل يحرم إل من الميقات‪ ،‬وهنا مسألة ل ُبد أن بنتبه لها هنلاك فلرق بلين ا حلرام‪ ،‬وبلين مسلألة التًلرد ملن‬
‫المخيط فبعه الناس قد يقول أبا سأتًرد من المخيط من سكن يف مدينلة النبلر ‪ ‬ثلم أحلرم‬
‫أي أبوي وألبر تبع للحرام عنلد الميقلات‪ ،‬فنقلول هنلا تحققلت السلنية‪ ،‬ول تلدخ يف الكراهلة‪ ،‬الكراهلة‬
‫أبت تنوي قب الميقات لسببين‪.‬‬

‫أن النبر ‪ ‬لم يفعلله‪ ،‬وألن الملرء ربملا ألللم بفسله اللدخول يف النسلك فآتله علارض قبل‬
‫الوصول إلى الميقات فحينمذ يكون مللم بإتمام الحج‪ ،‬ول يستطيع رفله حينمذ‪.‬‬

‫قال وبحج قب أشهره عندبا معرفة أشهر الحج لها أحكام معرفة بدايتها‪ ،‬ومعرفة ايتها‪.‬‬

‫ا من األحكام أول أن من أخلذ عملر قبل أشلهر الحلج‪ ،‬ثلم حلج ملن‬ ‫فأما معرفة بدايتها‪ ،‬فإبه يتعل‬
‫سنة تلك‪ ،‬ولم يقطع بينهما بسفر يبي قصر فإبه يكون متمتعا بخ ف ملن أخلذ العملر قبل أشلهر الحلج‪،‬‬
‫فإبه حينمذ ل يكون متمتعا هذا الحكم األول‪.‬‬

‫الحكم الثاين‪ :‬أبه يكلره لله أن يحلرم بلالحج قبل أشلهر الحلج‪ ،‬فاألفلل لله أن ل يحلرم إل يف أشلهر‬
‫الحج‪ ،‬والك بحال المفرد‪ ،‬والقارن هنا مسألة التر كان محلها باألمس؛ لكلن قطعنلا األاان أبنلا بقلول أن‬
‫المتمع لكر يكون متمتعا يًع أن ل يفص بين الحج‪ ،‬وبين العمر بالخروج من مكلة مسلافة قصلر‪ ،‬إان‬
‫فك من خرج من مكة مسافة قصر بعد أدائه العمر ‪ ،‬فإبه إاا رجلع وأتلم حلج ملن غيلر عملر ملر أخلرى‪،‬‬
‫فإبه حينمذ يكون مفردا‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ِمي َه ُ‬
‫ات َأ ْه ٍِ َا ْل َمدينَة ُ‬
‫الح َل ْي َق ُة»‪.‬‬

‫هذا الفص بدأ يذكر فيه المصنف أحكام المواقيت‪ ،‬ومحظورات الحج‪.‬‬

‫وبدأ يتكم عن المواقيت المكابية‪ ،‬وقد ثبت يف الصحيحين من حديث بن عباس وغيرها بيا لا‪ ،‬فقلال‬
‫ميقات أه المدينة المراد بأه المدينة من كان مستوبنا فيها‪ ،‬أو مقيما فيها‪ ،‬أو مارا عليها‪ ،‬وللو للم يكلن‬
‫من أهلها‪.‬‬

‫والحليفة معروفة مقرها وهر وادي أغللع المواقيلت أوديلة وبعللها جبلال كملا سليأا‬
‫الحليفة‪ُ ،‬‬
‫قال ُ‬
‫والحليفة وادي كما جاء يف حديث النبر ‪« ‬أن جبرئيٍ قال ل صل يف هذا الـاادي‬
‫بعد قلي ‪ُ ،‬‬
‫المبارك»‪ ،‬وهو اآلن له مسًد بنر يف مكان الذي أحرم منه النبر ‪.‬‬
‫‪410‬‬

‫اليا ِم َو ِم ْص َر َوا ْل َم ْغرِ ِ‬


‫ب َا ْل ُُ ْح َق ُة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫قال والحام‪ ،‬وأه الحام‪ ،‬وأه مصر‪ ،‬والمغلرب الًحفلة أي إاا جلاءوا إملا ملن بريل السلاح ‪ ،‬أو‬
‫جاءوا من بري البحر ابظر معر‪ ،‬إاا جاءوا من بري الساح ‪ ،‬أو جاءوا من بري البحر‪ ،‬فهلؤلء جيمعلا‬
‫يحرمون من الًحفة‪ ،‬والًحفة هر قرية كابت خريبة‪ ،‬ثم عمرت بعد الك‪ ،‬واآلن بنر يف الًحفة ميقات‬
‫بفس المكان الذي يعنر يف مكان القرية القديمة التر كابت يف عهلد النبلر ‪ ،‬ابظلر معلر أريلد‬
‫أن بنتبه إلى هذه المسألة‪ ،‬قلنا أن أه الحام إاا جلاءوا بلرا ملن بريل السلاح ؛ ولكلن للو جلاءوا بلر ملن‬
‫بري المدينة قي أ م يللمهم أي يحرمهم مع ميقات أهل المدينلة وقيل ؛ ولكنله الخل ف المحلهور أبله‬
‫يًوز لهم أن يأخروا ا حرام إلى الًحفة‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬عندما بقول أ م جاء أه مصر من بري البحر؛ أل م إن جاء ملن بريل البحلر فحلازوا‬
‫ميقات الًحفة فيللمهم أي يحرموا من الًحفة كما أن ك من جاء من بري البحر من الًنلوب أي ملن‬
‫بري جنوب البحر األحمر فيللمه إاا حاز ميقات يلملم أي يحرم منه‪.‬‬

‫إان يحرم من جاء من الحمال عن بري البحلر ملن هلذه الًهلة‪ ،‬وملن جلاء ملن الًنلوب ملن الًهلة‬
‫األخرى‪.‬‬

‫وأما من لم يحازي واحد من الميقاتين كأهل سلواكن يف السلودان ملث يللرب الفقهلاء قلديما بأهل‬
‫سواكن‪ ،‬فيقول لو كان ل يحازي واحد من الميقاتين كأه سواكن‪ ،‬فإن أه سلواكن يحرملون ملن جلد ‪،‬‬
‫ويص فيها باللم فتقول ُجد ‪ ،‬إان يحرمون من جد أه سواكن؛ أل م لم يحلازوا ل ميقلات الًحفلة‪،‬‬
‫ول ميقات يلملم‪.‬‬

‫وقد حكى ا جماأ عليه بن دقي العيد فيما حكاه العبد دريه عنه يف رحلته حينملا لقلاه‪ ،‬فقلد اكلر وأن‬
‫إجماأ أه العلم جميعا متفقون على أ م يحرمون ملن جلد ؛ أل لم ل يحلازون أحلد الميقلاتين‪ ،‬وكيلف‬
‫تكون المحازا ؟ المحازا عندهم إبما تكون بالقدر يعنلر بالرهيلة رأى القريلة‪ ،‬أو رأى يلمللم‪ ،‬أو بقلدرها‬
‫كيف يكون قدرها؟ بأن يظن يقدر التقدير‪ ،‬فإن لم يستطع التقلدير‪ ،‬فإبله ينظلر أبعلد المواقيلت عنله فيحلرم‬
‫منه‪ ،‬هذا ك مهم‪.‬‬

‫المحازا بين الميقاتين لما جلاء ملن بريل البحلر ومثلله الًلو لليس معنلاه كملا نلن بعله النلاس أن‬
‫‪٦‬‬
‫‪411‬‬

‫الًحفلة‪ ،‬ثلم بقلول أن ملن ملر عللى هلذا الخلط فإبله يكلون‬
‫تًع خط بلين ميقلات يلمللم‪ ،‬وبلين ميقلات ُ‬
‫محازايا ل ليس هذا المقصود بالمحازا ‪ ،‬وإبما بالمحازا باعتبار الرهية لمن كان يف البحلر‪ ،‬وكلان موازيلا‬
‫لخط أفقيا مع أحد الميقاتين التر اكرهتا قب قلي فإبه يكوبوا محازايا حين ااك‪ ،‬ليس المقصود أن يتص‬
‫بينهما؛ ألن لو وصلنا بينهما اآلن بالحساب اللدقي لربملا كلان بعله أجللاء جلد خلارج المواقيلت‪ ،‬ألن‬
‫والًحفة داخل بعله الحلرء‪ ،‬فهنلاك جللء يعتلا خلارج المواقيلت ول‬
‫لملم داخلها ليست على البحر‪ُ ،‬‬
‫يكون مما دو ا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َي َم ِن َي َل ْم َل َم»‪.‬‬

‫قال واليمن يلملم وهر معروفة قي أبه وادي وهو األنهر وهم كابوا معروف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َُْ ٍد َق ْرن»‪.‬‬

‫قرن وهر قرن المنازل‪ ،‬وهر معروفة‪ ،‬وهو وادي كذلك‪.‬‬

‫ات ِع ْر ٍق»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َم ْيرِ ِق َذ ُ‬

‫قال وأه المحرق كالعراق وشمال الًلير العربية‪ ،‬فإ م يحرمون من اات عرق‪ ،‬واات علرق قيل‬
‫أ ا جب ‪ ،‬وقي أ ا وادي‪ ،‬واات علرق اآلن حلدد مكا لا‪ ،‬ويبنلى اآلن يف مكا لا ميقلات؛ ألن هنلاك خلط‬
‫سيمر محازيا لميقات اات عرق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْحرِ ُم ِم ْن َم َّ َة لِ َح ٍِّ ِمن َْها»‪.‬‬

‫قال وأما أه مكة فإ م يحرمون منها‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِعمر ٍة ِمن َا ْل ِ‬
‫ح ٍِ»‪.‬‬ ‫َ َُْ َ‬

‫وأما إاا أرادوا أن يحرموا بالعمر فإ م يحرمون من الح ‪ ،‬ابظروا معر سأاكر لكم مسألة مهمة أريد‬
‫أن تنتبهوا لها يف قلية المواقيت‪ ،‬النبر ‪ ‬يقول‪« :‬هن لهن ولمن مر عليهن ممن يريـد حـِ أو‬
‫عمرة»‪ ،‬هذا ك م النبر ‪ ‬من جاوز ميقات واحدا من هذه المواقيلت‪ ،‬فإبنلا بقلول األصل أبله‬
‫ل يًوز له أن يًاوز الميقات إل أن يكون محرما بحج أوعمر ‪ ،‬لما جلاء علن بلن عملر وبلن عبلاس أ لم‬
‫قالوا يًع على من جاوز الميقات أن يحرم إما بحج وعمر ‪ ،‬ويستثنى من المنع اثنان‪.‬‬
‫‪412‬‬

‫من كان قاصدا غير مكة كأن يكون قاصدا لًد ‪ ،‬أو عسفان‪ ،‬أو كام ‪ ،‬أو غيرها من المدن التر تكلون‬
‫دون المواقيت؛ لكنها ليست مكة هذا األمر األول‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬من تكرر دخوله وكثرت حاجة دخوله إلى مكة فحينمذ يًلوز لله اللدخول إليهلا ملن غيلر‬
‫كراهة من غير إحرام‪ ،‬وك ملن كابلت لله حاجلة وتتكلرر فكلذلك ألن النبلر ‪ ‬دخلهلا وعللى‬
‫و الس م كما يف حديث أبس يف الصحي ‪.‬‬ ‫رأسه المفرد ولم يكن محرم عليه الص‬

‫إان عرفنا من جاوز الميقات ابظر معر اللذي يًلاوز الميقلات ملن غيلر إحلرام األصل أن المسللم ل‬
‫يًاوز الميقات إل بإحرام كما مر معنا‪ ،‬ومن جاوز الميقات من غير إحرام‪ ،‬إما لكوبه قاصدا غير مكلة‪ ،‬أو‬
‫ألبه ممن يتكرر دخوله إليها‪ ،‬أو لغير الك من األسباب‪.‬‬

‫فالفقهاء يقولون مًاوز الميقات له حالتان‪ ،‬إاا جاوز الميقات من غير إحرام فله حالتان‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن تكون عنده النية الصغرى للحرام‪ ،‬فقهائنا يقولون أن النية للحرام بوعان‪:‬‬

‫بية صغرى‪.‬‬

‫وبية كاى‪.‬‬

‫النية الكاى هر بية ا حرام والتلبس با حرام‪.‬‬

‫والنيللة الصللغرى يسللميها الحللافعية كمللا يف عنللد مللا وردت الحللاوي يسللميها العلللم ول محللحة يف‬
‫الصط ال أي العلم على أخذ عمر جاوز الميقات إلى جد ‪ ،‬وقد علمت على أخلذ عملر بعلد يلومين‪،‬‬
‫أو ث ثة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬و بحو الك هذا يسمى النية الصغرى‪.‬‬

‫إان من جاوز الميقات غير محرم يعنر فاقد للنية الكلاى للم ينلوي النيلة الكلاى‪ ،‬فهلو إملا أن يكلون‬
‫عازما على ا حرام وتسمى النية الصغرى‪ ،‬أو ليس بعازم لها ل بية لها مطل ًقا ل يريد أن يأخذ عمر ‪.‬‬

‫فإن كابت عنده النية الصغرى وهو العلم على ا حرام فيًع عليه إاا أراد بية ا حرام بية الكاى أي‬
‫يرجع إلى الميقات لقول النبر ‪« ‬هن لهن ولمن مر عليهن ممن يريدوا حِ أوعمرة»‪ ،‬فقولله‬
‫يريدوا تحم النية الصغرى والنية الكاى معا‪.‬‬

‫وأما إن جاوز الميقات معذور‪ ،‬ثم بعد الك برئت عليه النية بعد الك‪ ،‬فإبه ينحئ ا حرام ملن حيلث‬
‫‪٦‬‬
‫‪413‬‬

‫أبحئ النية كما سيأا يف ك م المصنف بعد قلي ‪.‬‬

‫إان فمن حيث أبحئ ومن حيث برئت عليه بية ا حرام فيحرم منها ول يللمه الرجوأ إلى الميقات‪.‬‬

‫ح َُّ ِة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ َْهر َا ْلحِ ََاال‪ ،‬و ُذو َا ْل َهعدَ ِة وع ْير ِمن ِذي َا ْل ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ ِ َّ‬

‫لقول اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ} [البقر ‪.]197 :‬‬

‫ْل ْح َرا ِم تِ ْس َعة»‪.‬‬


‫ات َا ْ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ْح ُظ َ‬
‫ار ُ‬

‫هذه المحظورات ا حرام التر يحرم على المرء إاا تلبس بنية ا حرام أي يفعلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِزَا َل ُة ََ ْعرٍ»‪.‬‬

‫والحل ل يحللم األخللذ بللالموس‪ ،‬أو األخللذ بللالمقراط‪ ،‬المللوس الللذي هللو المللوس‪ ،‬والمقللراط هللو‬
‫‪ ،‬أو النتف من أص الحعر‪ ،‬فكله يسمى أخذ للحعر‪ ،‬بب ًعا إبما يًوز إزالة الحعر ملن غيلر فديلة يف‬ ‫المق‬
‫حالة واحد إاا كان األاى من بفس الحعر‪ ،‬كالصأل إاا صال على المحلرم فإبله إاا قتل فل هلدي عليله‪،‬‬
‫فإاا كان األاى من بفس الحعر كلأن تكلون الحلعر دخللت يف العلين‪ ،‬ول يمكلن إزالتهلا إل بلذلك‪ ،‬وبحلو‬
‫الك فحينمذ يًوز إزالتها من غير كفار ؛ ولكلن إاا رفلع األاى ل يللول إل بإزاللة الحلعر كالقمل كملا يف‬
‫حديث كعع‪ ،‬فإبه يًوز إزالته؛ ولكن عليه الكفار ‪ ،‬إاا عندبا ث ث حالت‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون األاى من بفس الحعر‪ ،‬فحينمذ يًوز إزالته ول كفار ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون إزالة األاى بإزالة الحعر‪ ،‬وليس منه األاى كالقم الذي يكون يف الرأس‪،‬‬
‫فيلي المرء شعره حينمذ زالة القم ‪ ،‬ف أثم عليه‪ ،‬وعليه كفار ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون قد ازاله ب أاى ول حاجة‪ ،‬فعليه أثم وعليه كفار معا‪.‬‬
‫يم َأ ْظ َق ٍ‬ ‫ِ‬
‫ار»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْهل ُ‬
‫أي‪ :‬جمع أنافر وهو أق الًمع ث ثة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪414‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتغْطِ َي ُة َر ْأ ِ‬


‫س َذ َكرٍ»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬ى أن يلبس المحرم العمامة‪ ،‬والللابط عنلدهم يف تغطيلة اللرأس كملا اكلر‬
‫منصور قيدان‪.‬‬

‫‪ ‬الهيد اْلول‪ :‬قال ك ساتر م ص ‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬قال أو ك ساتر معتاد‪ ،‬ك ملا يسلمى سلاتر معتلاد فإبله حينملذ يكلون سلاترا‪ ،‬أو كلان‬
‫م ص ‪.‬‬
‫يٍ لِ َعدَ م إِز ٍ‬
‫َار»‪.‬‬ ‫خ ِ‬
‫يط إَِّل َس َر ِاو َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َلبس َا ْلم ِ‬
‫َ ُْ ُ َ‬
‫أي‪ :‬ك ما يفص على قدر العلو عاد يًع أن يكون كذلك عاد ‪ ،‬ك ما يفص عللى قلدر العللو‪،‬‬
‫قال وقي أن أول من قال بلفظ المخليط أبله إبلراهيم النخعلر وإل فالحلديث النبلر ‪ ‬لى أن‬
‫‪ ،‬أو السراوي ‪.‬‬ ‫المحرم يلبس القم‬

‫قال إل السراوي لعدم ا زار فمن عدم ا زار فإبله يللبس السلراوي حينملذ‪ ،‬ول فديلة عليله؛ لكلن إاا‬
‫استطاأ أن يًد إزارا فيًع عليه الرجوأ إلى األص ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َّق ْي ِن لِ َعدَ م َن ْع َل ْي ِن»‪.‬‬

‫وكذلك الخفان ل يًوز لبسلهما للمحلرم لنهلر النبلر ‪ ‬علن لبسلهما؛ لكلن إل للم يًلد‬
‫بعلين جاز له لبس الخفين من غير قطع ألخرهما؛ ألن آخر األمرين من النبر ‪ ‬وهلو حلديث‬
‫بن عباس‪ ،‬ألن حديث بن عمر كان يف المدينة‪ ،‬وأبه قال أقطعوا الخف أي أقطعوا آخر الخف‪.‬‬

‫وأما حديث بن عباس يف كان يف مكة‪ ،‬وفقهائنلا قلالوا أن الثلاين هلو المتلأخر منهملا فيعمل بله فيكلون‬
‫بمثابة النسخ األول‪ ،‬فمن لم يًد بع جاز له أن يلبس الخف من غير قطع لعقبيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال ِط ُ‬


‫يب»‪.‬‬

‫ول يتطيع حال إحرامه‪ ،‬ول يحم بيبا كذلك‪ ،‬فإبه يحرم عليه أن يحم الطيلع أي تعملد شلم الطيلع؛‬
‫ألن الطيع إبما يةفه به بحلمه‪ ،‬هلذا هلو األصل ‪ ،‬فحلرم وضلع الطيلع وحلرم تعملد شلم الطيلع‪ ،‬كلذلك‬
‫الفقهاء من باب يعنر اكر الطيع قالوا أبه ما كان بيبا‪ ،‬وكان يتنلاول كلذلك‪ ،‬فإبله ل يًلوز للمحلرم فعلله‬
‫‪٦‬‬
‫‪415‬‬

‫يمث الك باللعفران هذا ك مهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َقت ٍُْ َص ْي ِد َا ْل َب ِر»‪.‬‬

‫وهو الصيد الوححر دون الحيوان األهلر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع ْهدُ نِ َاحٍ »‪.‬‬

‫لقول النبر ‪ ‬يف صحي مسلم من حديث عثمان «َّل ين ح المحرم وَّل ين ح»‪ ،‬وقولله ل‬
‫ينك أي ل يكون زوجا ول زوجة‪ ،‬ول ينك أي ل يكون وليا يف النكاال‪ ،‬وبناء عللى اللك فلإن غيلر عقلد‬
‫النكاال يًوز؛ لكن قالوا يكره فيكره الخطبة للمحرم‪ ،‬ويكره أن يحهدها كذلك‪ ،‬أي يحهد عقد النكاال‪.‬‬

‫وأما الرجعة فإن المحهور عند فقهائنلا أن الرجعلة لليس عقلدا‪ ،‬وإبملا هلر الرجلوأ إللى األملر األول‪،‬‬
‫فيًوز للمحرم أي يراجع زوجته من غيلر كراهلة‪ ،‬وينبنلر عللى أن الرجلع ليسلت بعقلد مسلائ منهلا هلذه‬
‫المسألة هنا‪ ،‬ومنها أ م ل يحةبون الحلهاد عليله‪ ،‬فل يحلةبون الحلهاد عللى عقلد الرجعلة‪ ،‬ومنهلا يف‬
‫باب األيمان إاا حلف ل بكحت ف ن‪ ،‬فرجعها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِج َماع»‪.‬‬

‫وجماأ هذا باتفاق أبه ل يًوز للرج أن يًامع امرأته من باب أولى أن اللبا يفسد الحج‪.‬‬

‫ون َ ْرجٍ »‪.‬‬


‫يما ُد َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومب َ ِ‬
‫اَ َرة َ‬ ‫ََُ‬

‫والمباشر فيما دون فرج محرمة؛ ولكنها قد تفسد الحج‪ ،‬وقد ل تفسده‪ ،‬فلإن كابلت سليأا ملن كل م‬
‫المصنف ا بللال وا ملذاء؛ ولكلن إاا كابلت المباشلر تتبعهلا جملاأ أفسلدت الحلج‪ ،‬وإل للم يكلن فيهلا‬
‫جماأ‪ ،‬وإبما فيها إبلال لمذي‪ ،‬أو لمنر فإ ا ل تفسد الحج‪ ،‬وإبما توجع الفدية‪.‬‬

‫إاا المحظورات ث ثة أبواأ‪.‬‬

‫محظور يفسد الحج‪ ،‬ويوجع الكفار ‪ ،‬وهو الًماأ‪.‬‬

‫ومحظور ل يفسد الحج‪ ،‬ويوجع الكفار ‪ ،‬وهو سائر المحظورات‪.‬‬

‫ومحظور ل يفسد الحج‪ ،‬ول كفار فيه‪ ،‬وهو عقد النكاال‪ ،‬إاا هو ث ثة أبواأ‪.‬‬
‫‪416‬‬

‫اح ٍد َ َأ َق ٍَّ َط َعا ُم ِم ْس ِ ٍ‬


‫ين»‪.‬‬ ‫ار ِ ك ٍُِ و ِ‬
‫َ‬
‫ث ََعر ٍ‬
‫ات َو َث َال َث َة َأ ْظ َق ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ِ َ « :‬ق َأ َق ٍَّ ِمن َث َال ِ‬
‫ْ‬

‫من أخذ من شعره شعر واحد ‪ ،‬أو نفر واحد ف تًع عليه الفدية الكاملة‪ ،‬وإبما يًع عليله بعلام‬
‫مسكين بأن يطعم مد من ُبر‪ ،‬أو مدين من غيره‪ ،‬والدلي على الك قلاء الصحابة كابن عمر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ َال َّث َال ِ‬
‫ث َ َأ ْك َث َر َدم»‪.‬‬ ‫َ‬

‫قال ويف الث ث من الحعر‪ ،‬أو ملن األنفلار دم‪ ،‬والفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى يتًلاوزن فيسلمون فديلة‬
‫األاى التر هر فدية فع المحذورات يسمو ا دم‪ ،‬والحقيقلة أن فيهلا تخيلر بلين ث ثلة أملور كملا قلال اهلل‬

‫‪ { :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ} [البقلر ‪ ، ]196:‬فهو مخير بين ث ثة أشلياء‪ ،‬بلين أن ينسلك بسليكة‬
‫وهو أن يذب دم‪ ،‬أو أن يطعم ستة مساكين من فقراء الحرم‪ ،‬أو أن يصوم ث ثة أيام حيث شاء وسليأا أيلن‬
‫تكون النسيكة إن شاء اهلل يف ك م المصنف بعد قلي ‪.‬‬

‫إان فقوله ويف أكثر ث ثة دم هذا من باب التغليع أحد األوصاف‪ ،‬ألحد األجناس الث ثة يف الكفلار ‪،‬‬
‫والتخير فيها تخير تحيه كما قال فقهائنا‪.‬‬

‫ـم‪َ ،‬أ ْو َد ْه ٍ‬
‫ـن‬ ‫ب ِ َبدَ ٍن‪َ ،‬أ ْو َث ْـا ٍ‬
‫ب‪َ ،‬أ ْو ََ ٍّ‬
‫خ ٍ‬
‫يط َو َت َط ُّي ٍ‬ ‫س بِ َال ِصق و ُلبس م ِ‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َتغْطِ َي ِة َا َّلر ْأ ِ‬
‫َا ْل ِقدْ َي ُة»‪.‬‬

‫كما تقدم يف هذه األمور وعرفنا أن المراد أن المراد بالفدية ما تقدم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َقت ٍََ َص ْيدا َم ْأكُاَّل َب ِر ًّيا َأ ْصال َ َع َل ْي ِ َج َزاؤُ ُه»‪.‬‬

‫وسيأا أن الًلاء بوعان‪ ،‬إما أن يكون مثلر أو غير مثلر‪.‬‬

‫اع َق ْب ٍَ َالت ََّح ُّل ٍِ َا ْْلَ َّو ِل ِـ َح ٍّـِ َو َق ْب َـٍ َ َـرا ِغ َسـ ْع ٍ ِـ ُع ْم َـر ٍة ُم ْق ِسـد لِن ُُسـ ِ ِه َما‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ِ‬
‫ُ َم ُ‬
‫ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن المحذور الذي يفسد الحج وهو الًماأ‪ ،‬فبين أن الًماأ بوعان‪ :‬جماأ قبل‬
‫التحل األول‪ ،‬وجماأ بعد التحل األول‪ ،‬فإن كان جماأ الرجل للوجتله قبل التحلل األول‪ ،‬فقلد فسلد‬
‫حًة‪ ،‬كما اكر المصنف قال‪ :‬والًماأ قب التحل األول يف حج مفسلد لنسلكهما‪ ،‬أي للللوج واللوجلة‬
‫معا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪417‬‬

‫قال‪ :‬يف حلج وقبل فلراغ سلعر يف عملر ‪ ،‬أي وقبل ابتهائله ملن الركل الثلاين ملن أركلان العملر وهلو‬
‫السعر‪ ،‬فإبه يكون مفسدا لحًهما؛ ألبه لم يحص به التحل ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِي ِ لِ َح ٍِّ َبدَ نَة‪َ ،‬ولِ ُع ْم َر ٍة ََاة»‪.‬‬

‫قال وبالًماأ تًع كفار سواء قب التحل أو بعد التحل تًع فيله بدبلة للحلج‪ ،‬وشلا لملن أفسلد‬
‫عمرته‪.‬‬

‫اس ِد ِه»‪.‬‬
‫ان ِ َ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وي ْم ِض َي ِ‬
‫َ‬
‫أي‪ :‬وإن فسد الحج والعمر فيًع عليهما أن يكم الحج والعمر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْه ِض َيانِ ِ ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬على الفور مطلقا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ْن كَانَا ُم َ َّل َق ْي ِن َ ْارا»‪.‬‬

‫أي‪ :‬سللواء كللان حللج أو عمللر إن كللان مكلفللين؛ ألن غيللر المكلللف للليس واجللع يف امتلله شللرء مللن‬
‫الواجبات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ََّّل َب ْعدَ َال َّت ْليف‪َ ،‬و َح َُّة ْ‬
‫اْلسال ِم َ ْارا»‪.‬‬

‫وإل بعد التكليف؛ ألبه حينمذ يكون يف امته يثبت يف امته ألبه بمثابلة المتلفلات‪ ،‬وحًلة ا سل م ألن‬
‫حًة ا س م ل تكون قلاء‪ ،‬فيأا بحًة ا س م‪ ،‬ثم يأا بقلاء ما أفسد بعد الك‪.‬‬

‫اَ َر ٍة»‪.‬‬
‫ّسب بِ ُم َب َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ْق ُسدُ َالن ُ‬

‫الحيخ‪ :‬قال وإن باشر الرج زوجه‪ ،‬ويف معنى المباشر إاا قب وبحو اللك‪ ،‬فإبله ل يفسلد الحلج بله؛‬
‫لكن له ث ث حالت‪:‬‬

‫إما أن يباشر ف ينلل‪ ،‬وإما أن‪ ،‬يباشر فينلل‪ ،‬وإما أن يباشر فينذي‪.‬‬

‫إان عندبا ث ث حالت‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يباشر ول ينلل‪ ،‬فيقولون هنا ل يًع عليه الكفار ‪.‬‬
‫‪418‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يباشر فينلل‪ ،‬ويف معنى المباشر هنا إاا كرر النظلر‪ ،‬قلالوا‪ ،‬أو قبل أو اسلتمنا فإبله‬
‫حينمذ كما سيأا يًع عليه الكفار ‪ ،‬وإن باشر فأبذى‪ ،‬أو أمنلى بلالنظر فقلط ملن غيلر تكلرار فتًلع عليله‬
‫كفار كذلك‪ ،‬ولكن الفرق بين كفار ا مناء وكفار ا بذاء‪ ،‬أن كفار ا مناء بدبه‪ ،‬وكفار ا بذاء شاه‪.‬‬

‫أعيدها بلغة أخره‪ ،‬بقول‪ :‬إن المباشر أو تكلرار النظلر أو السلتمناء وبحلو اللك‪ ،‬إملا أن يةتلع عليله‬
‫إمناء أو إبذاء‪ ،‬فإن أبلل بسبع تكرار بظلر‪ ،‬أو مباشلر ‪ ،‬أو اسلتمناء فتًلع عليله بدبلة‪ ،‬وإن أبلذى فقلط‪ ،‬أو‬
‫أبلل بسبع النظر فقط‪ ،‬فإبه تًع عليه شاه؛ ألبه أخف‪ ،‬ولكن ل يفسد بسلكه‪ ،‬ملا يفسلد النسلك بلا بلال‬
‫وا مذاء‪ ،‬وإبما يفسد بالًماأ‪ ،‬وإن كان قد أبلل أو أمذى بالتفكير ف شرء عليه‪.‬‬

‫ب بِ َها َبدَ نَة إِ ْن َأ ْنز ََل َوإِ ََّّل ََاة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫قال ويًع ا بدبة‪ ،‬أي جع بالمباشر بدبة إن أبلل‪ ،‬وإل‪ ،‬أي وإن لم ينلل وإبما أمذى شا أو باشلر‬
‫من غير إبلال ففيها شا ‪ ،‬وأما أن أبلل بالتفكير ف شرء عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل بِ َا ْط ٍن ِ َح ٍِّ َب ْعدَ َالت ََّح ُّل ٍِ َا ْْلَ َّو ِل َو َق ْب ٍَ َال َّثانِ »‪.‬‬

‫قال ول يفسد بالوطء يف حج بعد التحل األول وقب التحل الثاين‪ ،‬ل يفسد‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِ ْن ي ْق ُسدُ َا ْ ِ‬
‫ْل ْح َرا ُم»‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال لكن يفسد إحرامه فيللمه أن يعيد إحرامه ليطوف بوافا صحيحا‪.‬‬
‫اف لل ِزيار ِة ِ إِحرا ٍم ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حيحٍ »‪.‬‬ ‫َْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ْحرِ ُم م ْن َا ْلح ٍِ ل َي ُط َ َ َ‬
‫فيذهع إلى التنعيم‪ ،‬أو إلى عرفة‪ ،‬أو إلى الحرائع‪ ،‬شرائع المًاهلدين لحيلرم منهلا‪ ،‬فحينملذ يكلون يف‬
‫أدبى الح ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْس َعى إِ ْن َل ْم َي ُْن َس َعى‪َ ،‬و َع َل ْي ِ ََاة»‪.‬‬

‫إن لم يكن سعى بأن يكون قدم السعر يف القارن والمفرد‪ ،‬وعليه شا ألبه أخف بعد التحل الثاين‪.‬‬
‫خ ٍ‬‫سم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يط»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْح َرا ُم ْام َر َأة ك ََر ُج ٍٍ إِ ََّّل ُل ْب ِ َ‬
‫قال إن المرأ ي حرم عليها كما يحلرم عللى الرجل تملام يف المحلذورات السلابقة؛ إل للبس المخليط‪،‬‬
‫فإ ا يًوز لها أن تلبس المخيط‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪419‬‬

‫ب َا ْل ُب ْر ُق َع َوا ْل ُه َّقا َز ْي ِن َو َتغْطِ َي َة َا ْل َا ْج ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُْتَن ُ‬

‫وتًتنع ث ثة أشياء‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬تًتنع الاقع مطل ًقا سواء عند األجابع وعند األجابع‪ ،‬وتًتنع الاقع‪ ،‬ويف معنى‬
‫الاقع اللثام وك مفص على الوجه‪ ،‬لقلول عائحلة ‪ ‬النبلر ‪ ‬قاللك «َّل تنتهـب المحرمـة‪،‬‬
‫وَّل تلتثم»‪ ،‬فدل الك على أن الاق مطل ًقا محرم على النساء‪ ،‬عند الرج األجابع‪ ،‬أو عند غيرهم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬القفازان يحرم على المرأ لبسهما؛ لحديث عائحة أبه ول تلبس القفازين‪ ،‬والقفلازان‬
‫هو ك مفص على الكف‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬قال وتغطية الوجه؛ لكن تغطية الوجه إبما يحرم إاا لم يكن هناك أجابلع‪ ،‬فلإن كلان‬
‫هناك رجال أجابع جاز لحديث عائحة إبه إاا مر م الركع أسدلن الخمر علين‪.‬‬

‫إان الفرق بلين النقلاب وبلين تغطيلة الوجله أن تغطيلة الوجله يحلرم عللى المحرملة إاا للم يكلن هنلاك‬
‫أجابع‪ ،‬يعنر كابت وحدها‪ ،‬أو كابت عند بساء‪ ،‬أو كابلت عنلد محارمهلا‪ ،‬يحلرم عليهلا أن تغطلر وجههلا‬
‫مطلقا‪ ،‬فإن غطته عالمة ألن هذا يعلر فيله بالًهل ألبله لليس ات فلا كملا سليأا ملن كل م المصلنف‪ ،‬فلإن‬
‫غطته عالمة فإن عليها الفدية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َب َّط ْت ُ بِ َال ُع ْذ ٍر َ دَ ْت»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ب عذر وجود األجابع‪ ،‬أو ب عذر أي عذر النسيان كما سيأا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬ا ْل ِقدْ َي ُة»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن أبواأ الفدية‪ ،‬وبدأ بأول فديه وهر فدية األاى‪ ،‬التر هر فع المحذورات‪.‬‬

‫يـب َبـ ْي َن ِصـ َيا ِم َث َال َث ِـة َأ َّيـامٍ‪َ ،‬أ ْو إِ ْط َعـا ِم ِسـت َِّة‬
‫س َوطِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬يخَ َّي ُر بِ ِقدْ َي ِة َح ْل ٍق و َت ْه ِلي ٍم َو َتغْطِ َي ِـة َر ْأ ٍ‬
‫يب َأ ْو ََ ِعيرٍ‪َ ،‬أ ْو َذ ْبحِ ََ ٍاة»‪.‬‬
‫ف َصا ٍع ت َْمرٍ‪َ ،‬أ ْو َزبِ ٍ‬ ‫ين ُمدَّ ُب ٍّر َأ ْو نِ ْص َ‬ ‫ين‪ ،‬ك ٍُِ ِم ْس ِ ٍ‬‫ِ‬
‫َم َساك َ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن فدية األاى‪ ،‬واكر أبه يخير بينها كما مر معنلى تخيلر تحله هلذه عبلار الفقهلاء‬

‫بين ث ثة أملور لريلة‪ { :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ‬

‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ‬
‫‪420‬‬

‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﰛ ﰜ ﰝ‬
‫ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ } [البقر ‪.]196 :‬‬

‫قال يخير بفدية حل ‪ ،‬أي بحل ث ثة شعرات فأكثر‪ ،‬وأما ما كان دون الك فإبما يًلع عليله ملد‪ ،‬أي‬
‫مد بر يف ك شعر ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتقليم‪ ،‬أي تقليم ث ثة أنافر فأكثر‪.‬‬

‫وتغطية رأس‪ ،‬بم ص ‪ ،‬أو بالمعتاد كما اكر الحيخ منصور‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبيع‪ ،‬أي التطيع‪ ،‬فإبه يكون موجع للفدية‪.‬‬

‫ولم يذكر المصنف‪ ،‬للبس المخليط‪ ،‬وسلبع علدم اكلره لله أن المصلنف ‪ ‬أخلذ كثيلر ملن هلذا‬
‫الكتاب بلفظه من كتاب اللاد للحيخ موسى‪ ،‬والحيخ موسى يف أكثلر بسلخه‪ ،‬أو يف كثيلر ملن بسلخة ليسلت‬
‫فيها ولبس المخيط‪ ،‬سقطت منه‪ ،‬فالمصنف النسلخة التلر وقعلت عنلده سلقطت منهلا هلذه الكلملة فتبعله‬
‫عليها‪ ،‬ومعلوم أن كثير من أه العلم يقر بنقصه وخطمه يف كثيلر ملن الكل م فكلان يلأان للبعه ب بله أن‬
‫يقوم بإص ال كتابه‪ ،‬ومنهم الموف يف المقنع‪ ،‬فقد اكر المرداوي أبله قلد أان لطلبله أن ملن وجلد خطلأ يف‬
‫‪.‬‬ ‫كتابه أن يصححه‪ ،‬والك اختلفت النسخ فيه زياده وبق‬

‫وقد اكروا أن ابن الحاجع صاحع جامع األمهات قد أان لبن راشد القفصر وحلده أن يصلح لله‬
‫الكتاب‪ ،‬والك كان المالكية يسموبه بمصح المختصر‪ .‬إان ألحد ت ميذه أن يصححه‪ ،‬وهلذا ملن بلاب‬
‫أو‬ ‫دائما بالع العالم يقر بأن ك ك م سلواء ألفله هلو أو ألفله غيلره‪ ،‬ل ُبلد أن يوجلد فيله بقل‬
‫ا قرار أن ً‬
‫خطأ‪ ،‬ححى كتاب اهلل سبحان وتعالى‪.‬‬

‫إاا هذه سقط وعرفنا سبع سقطه خطأ من األص الذي اختصره منه المصنف‪.‬‬

‫قال‪ :‬يخير بين الصيام ث ثة أيام‪ ،‬أو إبعام ستة مساكين‪.‬‬

‫صيام ث ثة أيام ل يللم يعنر الفقهاء يقوللون يًلع فيهلا التتلابع‪ ،‬يًلع أن يصلومها تتابعلا‪ ،‬أو إبعلام‬
‫ستة مساكين‪ ،‬ويًع أن يكون هؤلء الستة يف الحرم‪ ،‬أي يًع أن يكوبوا من أه الحرم‪ ،‬سواء سلاكنين‪،‬‬
‫أو مارين ا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪421‬‬

‫ثم بين مقدار المساكين أبه مد بر‪ ،‬أو بصف صاأ تمر‪ ،‬أو زبيع‪ ،‬أو شعير‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو اب شا ‪ ،‬اب شاء إاا كان قد فع المحذور يف الحرم فيًع أن يكون ا ا فيا لحرم‪ ،‬وأملا أن‬
‫كان فع المحذور خارج الحرم‪ ،‬فيًوز ابحها حيث وجع عليه‪.‬‬

‫اه َم َي ْيـ َترِي بِ َهـا َط َعامـا ُي ُْـ ِزئُ ِـ‬


‫يمـ ِ بِـدَ ر ِ‬
‫َ‬
‫ـٍ ِم ْث ِلـ َأو َت ْه ِا ِ‬
‫ٍّ ْ‬ ‫َان َصـ ْي ٍد َبـ ْي َن ِم ْث ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِـ جـز ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ْط َر ٍة»‪.‬‬

‫ويف جلاء صيد‪ ،‬أي من قت صيد‪ ،‬والذي يقت الصيد بوعان‪ ،‬إما أن يقتلله وهلو محلرم‪ ،‬سلواء قتلله يف‬
‫الحرم أو خارج الحرم‪ ،‬فمن حين تحرم ك من قت صيد فإن عليه الًلاء‪.‬‬

‫النوأ الثاين‪ :‬ك من قت صيدا يف الحرم‪ ،‬سواء كان محرم‪ ،‬أو غير محرم ففيه الًلاء‪.‬‬

‫إان جلاء الصيد‪ ،‬إما أن يكون محرما‪ ،‬وإما أن يكون يف الحرم‪ ،‬سلواء كلان محلرم يف الحلرم أو غيلره‪،‬‬
‫ويف الحرم سواء كان محرم‪ ،‬أو غير محرم‪ ،‬فالًلاء فيهما سواء‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويف جلاء صيد‪ ،‬أي صد بري وهو الوححر غير األهلر‪ ،‬بين مث مثلر‪ ،‬المثليلات سليأا اكرهلا‬
‫المصنف بعه األمثلة لها‪ ،‬أن المثليات يؤتى بمثله‪ ،‬إما من معل‪ ،‬أو من بقر‪ ،‬أو من شا ‪ ،‬ملن إبل ‪ ،‬فتلذب‬
‫ويتصدق بلحمها على الفقراء حيث وجع‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو تقويمه‪ ،‬أن يقوم المثلر‪ ،‬يقوم المثلر من البقر‪ ،‬أو من الغنم‪ ،‬أو من الحيا ‪ ،‬والماعل‪ ،‬أو يقلوم‬
‫المثلر بدراهم‪ ،‬ويكن التقويم يف وقت الوجوب‪ ،‬وهو الموضع اللذي أتللف فيله؛ ألبله قلد يتلفله يف مكلان‬
‫يكون أغلى فيه الحيا ‪ ،‬أو البقر‪ ،‬أو الغنم‪ ،‬فيقوم يف وقت‪ ...‬العا بقوت الوجوب‪.‬‬

‫فيقوم بدراهم أي يف الموضع الذي تلفت فيه فيحةي به بعام‪ ،‬الملراد بالطعلام‪ ،‬كل بعلام يًلل يف‬
‫الفطر ‪ ،‬وقد سب معنا أبه أربعة أبواأ‪ ،‬أو خمسة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َمـدَّ ُبـ ٍّر أ ْو نِ ْص َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ْط ِع ُم َع ْن ُك ٍِ ِم ْسـ ِ ٍ‬
‫ـف َصـا ٍع مـ ْن َب ْيـرِه‪ ،‬أ ْو َي ُصـا ُم َع ْ‬
‫ـن َط َعـا ِم كُـ ٍِ‬
‫ين َي ِاما‪َ ،‬و َب ْي َن إ ْط َعا ٍم أ ْو ِص َيا ٍم ِ َب ْيرِ ِم ْث ِل »‪.‬‬
‫ِم ْس ِ ٍ‬

‫فيطعم ك مسكين مد بر‪ ،‬أو بصف صاأ من غيره‪ ،‬كما سب يف الفطر ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو أن يصوم عن بعام ك مسلكين يلوم‪ ،‬فللو أن الحلا تكفلر علن يعنلر قيملة الحلا تعلادل قيملة‬
‫‪422‬‬

‫خمسين صاأ من الحعير مث ‪ ،‬فحينمذ بقول أبلت مخيلر بلين أن تطعلم هلذه الخمسلين صلاأ تعطيهلا لمملة‬
‫مسكين‪ ،‬أو أبك تصوم مائة يوم عن ك مسكين يوم‪ ،‬هذا يف جلاء وهنا جلاء الصيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبين إبعام‪ ،‬أو صيام يف غير مثلر‪.‬‬

‫غير المثلر‪ ،‬ك الطيور ما عدى الحمام ليس مثليا مث ‪ ،‬فإبه مخير بين ا بعام والصيام فقلط‪ ،‬ولليس‬
‫له أن يذبحه‪.‬‬

‫يذب المثلر بعم‪.‬‬

‫ي َصا َم َث َال َث َة َأ َّيا ٍم ِ َا ْل َح ِِ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َع ِد َم ُمت ََمتِع َأ ْو َق ِ‬


‫ارن َا ْل َهدْ َ‬

‫وإن عدم التمتلع‪ ،‬أي يف موضلع الوجلوب‪ ،‬قلد يكلون واجلد للملال يف لبللده؛ لكنله علادم لله يف وقلت‬
‫وجوبه‪ ،‬يعنر عادم ثمنه مث ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأن عدم المتمتع‪ ،‬أو القارن الهدي صام ث ثة أيلام‪ ،‬وهلذه األيلام الث ثلة ل يلللم فيهلا التتلابع يف‬
‫الحج‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ْاْلَ ْ َض ٍُ جع ٍُ ِ‬
‫آهرِ َها َي ْا ُم َع َر َ َة»‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬

‫قال‪ :‬واألفل جع آخره يوم عرفة‪ ،‬وتكلمنا عنها باألمس‪ ،‬بأن يكلون محرملا ل يكلون يف الحلج إل‬
‫أن يكون محرما‪ ،‬ف بد أن يحرم ويلبس لبسة ا حرام بعد الك‪ ،‬بأن يخلع المخيط‪ ،‬فيصلوم أفلللها بلأن‬
‫يصوم السابع والثامن والتاسع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َس ْب َعة إِ َذا َر َج َع ِْلَ ْه ِل ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬وسبعة إاا رجع إلى أهله‪ ،‬وكذلك ل يللم فيها التتابع‪ ،‬وإبما يصومها حيثما شاء‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم ْح َص ُر إِ َذا َل ْم َي ِ‬
‫ُدْ ُه َصا َم َع ْي َر َة َأ َّيامٍ‪ُ ،‬ث َّم َح ٍَّ»‪.‬‬

‫إاا لم يًد المحصر الهدي فإبه يصوم عحر أيام‪ ،‬ثم يح بعد‪.‬‬

‫يب َو َتغْطِ َي ِة َر ْأ ٍ‬
‫س»‪.‬‬ ‫س‪َ ،‬وطِ ٍ‬
‫ان ِ ُل ْب ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْس ُه ُط بِن ِ ْس َي ٍ‬

‫القاعد أن محذورات ا حرام بوعان‪:‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪423‬‬

‫محذورات فيه الئت ف ومعناه‪ ،‬ومحذورات ل ائت ف فيها‪.‬‬

‫الحعر‪ ،‬وتقليم األنافر‪ ،‬والًملاأ‪ ،‬فهلذه ل يعللر‬ ‫فالمحذورات‪ ،‬التر فيها معنى الئت ف‪ ،‬وهو ق‬
‫فيها بالنسيان مطلقا‪.‬‬

‫أيللا لللبس‬
‫وإملا ل إتل ف فيله كمللا اكلر المصلنف‪ ،‬وهللو الللبس‪ ،‬والطيلع‪ ،‬وتغطيلة الللرأس‪ ،‬ومثلهلا ً‬
‫المخيط فإبه هذه األمور األربعة فإ ا يعذر فيهلا بالنسليان؛ وللذلك قلال المصلنف‪ :‬وسلقط بنسليان‪ ،‬وملن‬
‫باب أول أبه يقسط بالًه كذلك وا كراه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َهدْ ٍي َأ ْو َط َعا ٍم َ ِل َم َساكِين َا ْل َح َر ِم»‪.‬‬

‫األص أن ك هدي واجع فيكون لمساكين الحرم‪ ،‬المقصلود بكل هلدي وا بعلام‪ ،‬جللاء الصليد‪،‬‬
‫وترك الواجع فإبه يكون هدي بالغ الكعبة‪ ،‬يف ك صيد مطل ًقا وترك الواجلع مطل ًقلا وفعل المحلذور إاا‬
‫كان فع المحذور يف داخ الحرم‪.‬‬

‫إان هذه األبواأ الث ثة من الهدي يًع أن تكون تذب يف الحرم وتكون لفقراء الحرم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وك هدي أو إبعام يف مساكين الحرم‪.‬‬

‫أما الهدي فإبه يًع أن يذب يف مكة‪ ،‬أي يف الحرم‪ ،‬وأن يلوزأ عللى فقلراء مكلة‪ ،‬فلإن تملكله مكلة أو‬
‫الواردون عليها من الحًاج وبحوهم‪ ،‬ثم بقوله هم جاز؛ لكن ل ينقله من وجع عليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬وك هدي أو إبعام فلمساكين الحرم‪ ،‬فيًع أن يعطى لمساكين الحرم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل ِدْ َي َة َأذى»‪.‬‬

‫إل فدية األاى‪ ،‬فحيث وجع عليه‪ ،‬فإن وجلع يف الحلرم ففلر الحلرم‪ ،‬أي مكلة‪ ،‬وإن وجلع عليله يف‬
‫خارجيه فإبه يبذله حيث وجع عليه‪.‬‬

‫وفدية األاى هر التر يسميها العلماء فيدية المحذور‪.‬‬

‫ث ُو ِجدَ َس َب ُب َها»‪.‬‬
‫س َون َْح ِا َها‪َ َ ،‬ح ْي ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُل ْب ٍ‬

‫سائر المحظورات فحيث وجد سببهما‪.‬‬


‫‪424‬‬

‫أيلا الحصار فحيث وجد الحصار فإبه كذلك‪.‬‬


‫قوله‪« :‬وبحوهما»‪ ،‬يحم الك ً‬
‫لص ْا ُم بِ ٍُِ َم ٍ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ُْ ِزئُ َا َّ‬

‫يًللل بكل مكللان ول يللللم أن يكللون بمكللة؛ إل الث ثللة أيللام يف الحللج فيًللع أن يكللون المللراء فيهللا‬
‫محرما‪ ،‬يًع من هذا القيد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والدَّ ُم ََاة َأ ْو ُس ْب ُع َبدَ ن ٍَة َأ ْو َب َه َر ٍة»‪.‬‬

‫لما جاء من حديث جابر وقلى به الصحابة ‪ ‬فيذب شا ‪ ،‬أو أن يحةك مع غيره يف سبع بدبلة‪ ،‬أي‬
‫سبعة يحةكون يف بدبة أو بقر ‪.‬‬
‫َان َالصي ِد إِ َلى ما َق َض ْ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويرجع ِ جز ِ‬
‫ت ي َا َّ‬
‫لص َحا َب ُة»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬

‫الصحابة رضوان اهلل عليهم قلوا يف بعه األشياء بأثلة ف بًلاوز قللائهم رضلوان اهلل علليهم مثل‬
‫أ م قالوا‪ :‬إن من قت غلال فإبه يًع عليه مثله وهو العنل‪ ،‬وقالوا إن من قت مث ضلع فإبله يًلع عليله‬
‫أيلا من قت حمامة فلإن عليله أن يلذب‬
‫جفر وهو اكر المعل الذي يكون صغيرا‪ ،‬ومث الك أبه مث يعنر ً‬
‫شا ‪ ،‬أل ا تعع مثلها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫يما َل ْم َت ْه ِ ِي ِ إِ َلى َق ْا ِل َعدْ َل ْي ِن َهبِ َير ْي ِن»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َ‬
‫قول عدلين خبيرين‪ ،‬من أه الثقة والعدالة‪.‬‬
‫َُ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ُت ُ َم َا َن ُ»‪.‬‬
‫بق َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ََّل م ْث ٍَ َل ُ ت ِ ُ‬

‫تًع قيمة هذا الذي صادقه فيبذله إما بعام‪ ،‬أو يقدره ثم يصوم عن ك مدي يوما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم مطلها َص ْيدُ َح َر ِم َم َّ َة»‪.‬‬

‫ل يًوز صيد الحرم يف مكة مطلقا‪ ،‬أي يف حدود الحرم‪ ،‬بب ًعلا علا الحلرم المصلنف حلرم مكلة؛ ألن‬
‫قديمة كابت مكة أصغر من الحرم‪ ،‬وأما اآلن فقد اسلتع عمرا لا وأصلبحت مدينلة مكلة أكلا ملن الحلرم‪،‬‬
‫والذي يحرم إبما هو حد الحرم فقط‪ ،‬وما خلف الحرم ل يعتا صيده محرم‪.‬‬

‫قللال‪ :‬وحللرم مطلقللا‪ ،‬أي سللواء كللان المللراء محرمللا أو غيللر محللرم‪ ،‬فصلليد حللرم مكللة‪ ،‬لمللا ثبللت يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪425‬‬

‫َاك ‪ ،‬وَّل يختٍ هاله‪،‬‬ ‫الصحيحين من حديث ابن عباس ‪ ‬أن النبر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل يعض‬
‫وَّل ينقر صيده»‪ ،‬فمًرد تنفير الصيد ل يًوز‪.‬‬

‫إان ل يًوز الصيد‪ ،‬ول تنفيره لمن اصطاده كذلك‪.‬‬

‫ْل ْذ ِه َر»‪.‬‬
‫يي ِ إِ ََّّل َا ْ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َق ْطع ََُرِ ِه وح ِي ِ‬
‫َ ُ َ َ َ‬

‫وقطع شًره وححيحة‪ ،‬كما سب لحديث ابن عباس المتقدم‪ ،‬وقول المصلنف وقطلع شلًر ‪ ،‬يفيلدبا‬
‫مااا؟ يفيدبا أن من ليس بحًر يًوز قطعه وهو مث الكمأ ‪ ،‬وإن كابت الكمأ بادر ما تخرج يف مكة أل لا‬
‫ل تخرج يف األرض الًبلية‪ ،‬وإبملا تخلرج يف األرض الرمليلة‪ ،‬فللو خرجلت كمملة يف مكلة‪ ،‬فنقلول يًلوز‬
‫أخذها‪ ،‬أل ا ليس شًر ‪ ،‬ل يعلد شًره‪.‬‬

‫إان يف قلية الحًر‪.‬‬

‫وقوله‪ :‬شًره‪ ،‬أي شًر مكة الذي ببت وحده‪ ،‬وأما ما أببته اآلدميين‪ ،‬فإبه يًلوز قطعله وقصله‪ ،‬فكل‬
‫ما اآلدميين يف مكة فيًوز قصه مطلقا‪.‬‬

‫قال‪ :‬وححيحه‪ ،‬الححيش هنا أبل المصنف ولم يق األخلر‪ ،‬لمااا؟ ألن الحلوك هل يًلوز قطعلة‬
‫أم ل‪ ،‬من اكر أبه ل ُبد أن يكون أخلر أباال قطع الحوك يف مكة‪ ،‬ولكن المعتلد عنلد كثيلر ملن المتلأخرين‬
‫أيللا الموفل ‪ ،‬ل يًلوز قطلع الحلوك يف الحلرم‬
‫كما يف المنتهر وغيلره أبله ل يًلوز قطلع الحلوك‪ ،‬ورجله ً‬
‫لظاهر الحديث أبه ل يعلد شوكوه‪ ،‬وهلذا هلو األصل دليل وهلو المعتلد ورجحله جماعلة ملن األوللين‬
‫منهم الموف وغيره‪.‬‬

‫قال‪ :‬إل ا اخر‪ ،‬وهلو بلوأ ملن الحلًر معلروف يًعل يف سلقوف البيلوت‪ ،‬ويًعل يف القبلور لكلر‬
‫يستمسك به اللبِن وبحوه‪ ،‬وقد استثناه النبر ‪ ‬لما أشار له عمه العباس ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِي ِ َا ْل َُزَا ُن»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ويف الصيد يف الحرم الًلء الذي وجع يف مطل الصيد للمحرم يًع عليه الًلاء ويًلع عليله‬
‫اللمان‪ ،‬ويحرم الك التملك‪ ،‬كصيد المحرم يحرم صيده‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪426‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص ْيدُ َح َر ِم َا ْل َم ِدين َِة»‪.‬‬

‫لحديث سعد بن أبر وقاص أبه يحرم صيد المدينة ف يًوز الصيد فيها وهو ما بين عير إلى ثلور ويف‬
‫الصحي عن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إنما بين عار إلى ثار حرام»‪ ،‬النبر ‪ ‬حرمها‪.‬‬

‫َب َون َْح ِا ِه َما َو ََّل َجزَا َن»‪.‬‬ ‫يي ِ لِ َغيرِ حاج ِة ع َل ٍ‬
‫ف َو َقت ٍ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َق ْطع ََُرِ ِه وح ِي ِ‬
‫َ ُ َ َ َ‬

‫ول يًوز قطع شًر وححيحة المدينة ما بين عير إلى ثور لغير حاجة‪ ،‬إل لحاجة‪ ،‬وبين صفة الحاجلة‬
‫وهر علف دواب؛ ألن الصحابة كابوا يعلفون دوا م ويحتحون لها‪.‬‬

‫وقتللع‪ ،‬وهللو الللذي يًع ل علللى الراحلللة‪ ،‬فيًعلوبلله مللن بللاب الصللناعة يًعلللون يف أول الراحلللة‬
‫ومأخرها‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبحوهما الحاجة‪ ،‬ول جلاء فيه‪ ،‬ل جلاء فيه مطل ًقا ألن النبر ‪ ‬قال للصحابر‪« :‬يـا‬
‫عمير ما عٍ النغير»‪ ،‬وهذا الحديث على صغير إل أن فيه أحكام كثير جدا‪ ،‬حتلى أللف فيله أبلو العبلاس‬
‫ابن القاص‪ ،‬أحد علماء الحافعية يف القرن الرابع‪ ،‬ألف جللء كامل مطبوعلا يف اسلتنباط األحكلام ملن هلذه‬
‫الحديث «يا أبا عمري ما عٍ النغير»‪ ،‬ومن األحكام فيه‪ ،‬التر لم يردها أبو العباس أن الفقهاء اسلتدلوا بله‬
‫علللى أبلله ل جلللاء لمللن أصللطاد صلليد يف الحللرم ألن هللذا الصللحابر كللان مللن أهل المدينللة واصللطاد هللذا‬
‫العصفور الصغير‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)15‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )15‬اية المًلس الخامس عحر‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪427‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫اب ُد ُه ِ‬
‫ال َم َّ َة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عند دخول مكة‪ ،‬وكيف يكلون دخولهلا وأداء العملر والحلج‪ ،‬ويلرد العلملاء هنلا‬
‫الواجبات والسنن معا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ُس ُّن ن ََهارا ِم ْن َأ ْع َال َها»‪.‬‬

‫يسن الدخول من اع مكة لمااا؟‪ ،‬لحديث عائحلة ‪ ‬يف الصلحيحين أن النبلر ‪ ‬دخل‬
‫مكة من أع ها؛ ب أن النبر ‪ ‬قصد علوها قصدا ليس من باب غير القصد هكلذا‪ ،‬الموافقلة‪،‬‬
‫والدلي أبه سأل حسان قال‪« :‬إين حسان»‪ ،‬مااا قال حسان؟‪ ،‬قال‪:‬‬

‫تثير النفع‪ ،‬موعدها كداء‪.‬‬ ‫عدمنا خليلنا‪ ،‬إن لم تروها‬

‫فقال‪« :‬أدهلاا من حديث ذلب الماضع»‪.‬‬

‫فيستحع الدخول من كداء‪ ،‬وكداء هو علو المدينة يقاربه اآلن ملا بعرفله ملن بسلم الحًلون‪ ،‬ويصل‬
‫بالفت ‪ ،‬ويص باللم‪ ،‬واللغويين أجازوا الوجهين‪ ،‬وإن كان بعللهم قلدم الفلت ‪ ،‬وبعللهم قلدم الللم‪،‬‬
‫الح ًُلون‪ ،‬والنبلر ‪ ‬قصلد اللدخول ملن أع هلا‬
‫الح ًُلون‪ ،‬ويصل أن تقلول ُ‬
‫فيص أن تقلول َ‬
‫فلذلك يستحع‪.‬‬

‫ُدُ ِم ْن َب ِ‬
‫اب َأبِ ََ ْي َب َة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َم ْس ِ‬

‫الك حينما كان هناك مسًد ما روى البيهقر من حديث ابن عباس ‪ ‬أن النبر ‪ ‬دخل‬
‫المسًد من هذا الباب يعنر باب بنر شليبة‪ ،‬فلمسلتحع لملن دخل المسلًد‪ ،‬وبلاب بنلر شليبة محلله يف‬
‫الصحن قريع من بمر زملم وهذا إبملا كلان مسلتحع حينملا كلان هنلاك بلاب‪ ،‬وحينملا كلان اللك المحل‬
‫موجدا‪ ،‬أما وقد استع المسًد حتى دخ فيه ربما مكة كلها التر كابت يف عهد النبلر ‪ ‬ربملا‬
‫‪428‬‬

‫ل أدري باللبط؛ لكن أقلول ربملا كابلت يف عهلد النبلر ‪ ‬كلهلا دخللت يف المسلًد الحلرام‪،‬‬
‫فنقول هذا الستحباب فات محله‪.‬‬

‫والقاعد أن الحرء إاا فات محله سقط‪ ،‬وحينمذ فالظاهر ملن كللم فقهائنلا وتقعيلدهم أبنلا بقلول‪ :‬لملا‬
‫فات مح الدخول من باب بنر شيبة إاا ك مكان يدخ منله الحلاج والمعتملر للحلرم سلواء ل بقلول ملا‬
‫يحاايه كباب الس م؛ ألن باب الس م أصب اآلن خلف المسعى؛ ب أن باب الس م خ فه ما هلو داخل‬
‫يف المسًد وهر الساحات الملحقة ا‪.‬‬

‫والك نهرت قاعد الفقهاء أبه لما أصب المسًد واسع وإبما قصد النبلر ‪ ‬بعينله وقلد‬
‫دخ يف المسًد فك باب يدخ منه المرء للمسًد يحص به المعنى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َر َأى َا ْل َب ْي َ‬


‫ت َر َ َع َيدَ ُه َو َق َال َما َو َر َد»‪.‬‬

‫وأص ما فيه ما جاء عن سيعد بن جبيلر وهلو أن يقلول‪ :‬اللهلم أبلت السل م ومنلك السل م حينلا ربنلا‬
‫بالس م‪ ،‬أو أن يقول‪ :‬اللهم زد هذا البيت تعظيما وتحريفا كما جاء عن سعيد بن المسيع‪.‬‬

‫اف ُم ْض َطبِعا لِ ْل ُع ْم َر ِة َا ْل ُم ْعت َِم ُر‪َ ،‬ولِ ْل ُهدُ و ِم َب ْي ُر ُه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َط َ‬

‫سن للطائف إاا كان هذا أول بواف يطوفه إاا دخ البيلت أن يكلون مطبعلا‪ ،‬والببلاأ هلو أن يخلرج‬
‫زراعه األيمن ويًع ردائه تحت إبطه‪ ،‬ويًع برف ردائه على كتفه األيسر‪ ،‬هذا يسمى ابباعا‪.‬‬

‫والبباأ مستحع يف الطواف إاا كان أول بواف يدخلله‪ ،‬سلواء كلان بلواف قلدوم أو بلواف عملر ‪،‬‬
‫كما سيذكر المصنف بعد قلي لحديث جابر‪ ،‬فكان أول بواف اببع به النبر ‪.‬‬

‫أيلا اشتمال الصماء كما فسره أبو عبيد‪ ،‬وا مام أحمد‪.‬‬
‫وهذا البباأ يسمى ً‬

‫وبناء على الك فإبه مكلروه يف الصل ‪ ،‬وعللى اللك فلإن هلذا الببلاأ إاا ابتهلى ملن بوافله‪ ،‬ثلم أراد‬
‫فإبه األفل له أن يفك البباأ‪ ،‬ثم بعد الك يصلر‪.‬‬ ‫الص‬

‫ثم باف مطبعا للعمر المعتمر؛ ألبه أول بواف‪.‬‬

‫وللقدوم غيره كالقارن والمفرد‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪429‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْست َِل ُم َا ْل َح َُرِ َا ْْلَ ْس َا ِد َو ُي َه ِب ُل ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ويقب الحًر‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألتان‪ ،‬قوله‪ :‬ويستلم‪ ،‬ويقبله‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ أوَّل يف اَّلستالم‪ :‬است م الحًر األسود مسلتحع أن يسلتلم الحًلر األسلود‪ ،‬ولكلن اسلت م‬
‫الحًر األسود له درجات‪ ،‬أفللها‪ ،‬أن يسلتلم الحًلر األسلود ويقبلله‪ ،‬ثلم يليله أن يسلتلمه بيلده‪ ،‬ومعنلى‬
‫الست م أن يلع يده عليه‪ ،‬أو أن يمس ‪ ،‬أن يلع يده عليه‪ ،‬ثم يقب يده‪ ،‬كما جاء من حديث ابن عباس‪.‬‬

‫والدرجة الثالثة‪ :‬أن يستلمه بغير يده‪ ،‬كعصى وبحوهلا‪ ،‬كمحًلر‪ ،‬وجلاء علن ابلن عبلاس أبله يقبل ملا‬
‫وضعه عليها‪ ،‬كالعصى وبحوها‪.‬‬

‫والدرجة الرابعة‪ :‬إاا لم يستلمه ل بيديه ول بعصى فإبه يحير لله إشلار بيلده‪ ،‬بيلده لليس بيديله‪ ،‬وإبملا‬
‫بيده وحده‪ ،‬وحينمذ ل يقب يده بعدم الورود‪.‬‬

‫إاا هذا ما يتعل باست م الحًر وتقبيله هذه أربع درجات‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أبنا بقول ل يستلم من أركان البيت إل ركنان فقط‪.‬‬

‫لست م الذي هو مااا؟‪ ،‬باليد بوضع اليد أو مس ‪ ،‬وهملا الركنلان المابيلان‪ ،‬الحًلر األسلود واللركن‬
‫اليماين الذي يقابله‪ ،‬وما عداها ملن األركلان ل تسلتلم؛ وللذلك للم يكحلف هلذان الركنلان‪ ،‬هلذه سلتارت‬
‫الكعبة منذ القدم ل يكحف منها إل ركنان‪ ،‬ف يستلم هذان الركنين أل ا السنة‪ ،‬هذا األمر الثاين‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أن الكن اليماين اآلخر ليس الحًر األسود‪ ،‬وإبما الركن اليماين يستلم ول يقب ‪ ،‬ل‬
‫يقب ‪ ،‬التقبي إبما هو خاص للحًر األسود كما قال عمر ‪ :‬لول أين رأيت النبر ‪ ‬يقبللك‬
‫ما قبلتك‪ ،‬فإبما العا با تباأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ََ َّق َأ ََ َار إِ َل ْي ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن ش عليه أشار إلى هذا واكربا قب قلي أبه قد يكون إاا أشار فقط فإبه ل يقبل ملا أشلار بله؛‬
‫ب ل ُبد مستلم وإبما بيده أو بعصى وبحوها‪.‬‬

‫المعتمر يًع عليه أن يحااي الميقات وجو لا‪ ،‬وأن يكلون محاااتله بوجهله‪ ،‬فيلفلت عليله بًسلمه‪،‬‬
‫‪430‬‬

‫وأن ل يكون بًاببه فيلفت عليه بك وجهه وأن يحااي بعله ولو حااى بعله‪.‬‬

‫والمحااا هنا إبما يعتا فيها الظن ول يللم القطع واليقين فيها‪ ،‬مث ما قلنا يف المحااا يف المواقيلت‪،‬‬
‫ف يللم أن يكون موافقلا للخلط حينملا كلان هنلاك خلط‪ ،‬أو عنلد لبللة ا ضلاء عنلد اللك‪ ،‬وإبملا بلالظن‬
‫بحسع بظره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬


‫ال َما َو َر َد»‪.‬‬

‫ويقول ما ورد وهلو أن يقلول بسلم اهلل واهلل أكلا‪ ،‬جلاء اللك علن ابلن عملر موقفلا وروي مرفوعلا ويف‬
‫إسناد الحارث األعور‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويرم ٍُ َا ْْلُ ُ ِه ِ ه َذا َال َّطا ِ‬
‫اف»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫أي‪ :‬يستعً ‪ ،‬يعنر يسرأ يف محيه مع مقاربة الخطى‪ ،‬وقد ثبلت اللك يف الصلحي ملن حلديث جلابر‬
‫وابن عمر‪.‬‬

‫قال‪ :‬يف هذا الطواف‪ ،‬أي يف بواف العمر ‪ ،‬والقلدوم لغيلر المعتملر‪ ،‬ويكلون الرمل ث ثلة فقلط‪ ،‬وأملا‬
‫األربعة األخرى فإبه ل يم فيها وإبما يسعى‪ ،‬يعنر محر عاديا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َ َر َغ َص َّلى َر ْك َع َت ْي ِن َه ْل َ‬


‫ف َا ْل َم َهام»‪.‬‬

‫يصلللللر ركعتللللين بللللدبا لقللللول اهلل ‪ { ‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ‬

‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ} [البقلللللللللر ‪ ،]125 :‬والنبلللللللللر‬


‫خللف المقلام قيل أن الملراد بالمقلام هلو‬ ‫‪ ‬فع الك كما يف حديث جلابر وغيلره‪ ،‬والصل‬
‫الحًر‪ ،‬وقي أن المراد بالمقام هو المكان؛ ولذلك يقول العلماء‪ :‬أن ك من صللى ركعتلين يف أي مكلان‬
‫يف المسًد كفاه‪ ،‬ومن صلى مكتوب‪ ،‬أو غيرها من السنن تدخ فيها لتداخ الصلوات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْست َِل ُم َا ْل َح َُ َر َا ْْلَ ْس َا َد»‪.‬‬

‫الركعتين‪ ،‬لما جاء يف حلديث مسللم ملن حلديث جلابر أن النبلر‬ ‫أي‪ :‬يستلم الحًر األسود بعد ص‬
‫دائملا يف كل‬
‫‪ ‬لما قلى الركعتين رجلع إللى الكعبلة فسلتلم الحًلر‪ ،‬وكلن الفقهلاء يقوللون‪ً :‬‬
‫مكان يستلم فيه الحًر إاا كان فيه محقة عليله‪ ،‬أو ملاحملة لغيلره ملن المسللمين‪ ،‬فإبله حينملذ األفلل يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪431‬‬

‫حقه ترك هذا الست م؛ ألبه يةتع عليه ضرر أشد‪.‬‬

‫لص َقا ِم ْن َبابِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيخْ ُر ُج إِ َلى َا َّ‬

‫لقول النبر ‪« : ‬أبدأ بما بدن اهَّلل ب »‪ ،‬فيخرج منه بعلده مباشلر إللى الصلفا ملن بابله‪ ،‬بب ًعلا‬
‫وقوله ويخرج‪ ،‬أتى بالواو مملا يلدلنا عللى أبله ل يًلع ملوال السلعر بلين الصلفا والملرو بعلد الطلواف‬
‫بالبيت‪.‬‬

‫قال‪ :‬من بابه‪ ،‬أي الباب الذي كان موجود قديما حينما كان الصلفا والملرو خلارج الحلرم‪ ،‬وأملا اآلن‬
‫ف يوجد باب زال الباب فيكون المح قد فات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْر َقا ُه َحتَّى َي َرى َا ْل َب ْي َ‬


‫ت»‪.‬‬

‫لما ثبت يف المسند من حديث أبر هريره أن النبر ‪ ‬لما بلاف رقلا حتلى بظلر إللى البيلت‬
‫♥ ورفع يديه وجع يحمد اهلل ويكاه‪ ،‬كذا يف كحديث أبر هرير يف صحي مسلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي َ ِب ُر َث َالثا َو َي ُه ُ‬


‫ال َما َو َر َد»‪.‬‬

‫لما جاء يف مسلم أن النبر ‪ ‬قال الك ث ث‪ ،‬أي كا ث ثة اهلل أكا‪ ،‬اهلل أكا‪ ،‬اهلل أكا‪.‬‬

‫ويقول ملا ورد منهلا أن يقلول‪ { :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬

‫ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ} [البقر ‪ ،]158 :‬ومما يقولله ً‬


‫أيللا أبله يكلا‪ ،‬ويقلول ملا ورد‬
‫عن النبر ‪ ،‬وكذلك يقول ملا ورد ملن حلديث اللدعاء فإبله يسلتحع عنلد ابتلداء السلعر كل‬
‫شوط أن يمد يديه إلى المساء ويدعوا‪.‬‬

‫اَيا إِ َلى َا ْل َع َل ِم َا ْْلَ َّو ِل َ َي ْس َعى ََ ِديدا إِ َلى َا ْْل َهرِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ثم ين ِْز ُل م ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫أي‪ :‬يمحر على قدميه من غير رم ول شد إلى العللم األول‪ ،‬العللم األول اللذي كلان بيلت العبلاس‬
‫‪ ‬وهو الذي بعرفه اآلن بالع مة الخلراء هذا هو العلم األول‪.‬‬

‫قال‪ :‬إاا وص إليه سعى سعر شديدا‪ ،‬السعر هنلا يكلون محليا سلريعا ويقلارب فيله الخطلى ولكلن ل‬
‫يكللون فيلله إيللذاء بحيللث أن يسللقط منلله شللرء‪ ،‬والراكللع كالللذي يلللف بعربيللة ل يحللرأ للله السللعر يف هللذا‬
‫الموضع‪.‬‬
‫‪432‬‬

‫قال‪ :‬إلى اآلخر‪ ،‬أي إلى العلم اآلخر بحرط أن ل يؤاي ول يؤاى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ْم ِي َو َي ْر َقى إِ َلى َا ْل َم ْر َو ِة»‪.‬‬

‫ثم يمحر ما بعد العلم الثاين إلى أن يص المرو ‪.‬‬

‫قال‪ :‬يلقى المرو ‪ ،‬ابظر معر‪ .‬رقر الصفا والمرو مستحع وليس بواجلع‪ ،‬وهملا مسلتحبان للرجل‬
‫المرأ فإن المرأ ل يستحع له الرقر على الصفا والمرو ‪ ،‬ول يستحع لها الرم يف الطواف ول السلعر‬
‫بين العلمين‪ ،‬كما جاء من حديث ابن عمر المرأ تخالف يف هذه األمور الث ثة‪.‬‬

‫لما قلنا إبه ل يًع رقر الصفا والمرو ما هو أق المواجع لستعاب ما بين الًبلين قالوا أن يلسل‬
‫كعبه بالًب األول‪ ،‬فيمحر حتى يص إلى الًب الثاين ويلص كعبه ا‪ ،‬هذا أق ملا يكلون واجبلا‪ ،‬وبنلاء‬
‫عليه فلو رقى ولو خطو واحد فيكون أتى بالواجع‪.‬‬

‫ببعا الًب اكر العلماء عدد درجاته‪ ،‬عدد درجاته يف الصفا‪ ،‬وعدد درجاته يف المرو ‪ ،‬ليبينوا المقدار‬
‫والدرجات موجود إلى اآلن‪ ،‬ترى الدرجات‪ ،‬ولكن بعله هلذه اللدرجات قلط غطيلت برخلام؛ وللذلك‬
‫اآلن يوجد عندبا يف بدء ك شلوط يف الصلفا والملرو ملا هلو حلد الوجلع يف السلعر‪ ،‬إان الحلد الواجلع‬
‫يوجد هناك ع مة مكتوب عليها‪ :‬اية الطواف‪ ،‬وابتداء الطواف‪ ،‬هذا هو ابتداء الًبل ‪ ،‬كملا قلدروا اآلن‪،‬‬
‫وقد قدر بناء على قرار من هيمة العلماء أل م عرفوا تقديره بالتدرجات‪.‬‬

‫والدرجات يعنر أبا أتذكر إلى قب العحر وقفت عليه أغلبه كان موجودا‪ ،‬لم يكن قب العحر مغطلى‬
‫من الدرجات إل درجتين أو ث ث قب عام العحر ‪ ،‬وعددهتا يعنر بقاي منلا أحلد عحلر ملن أصل خمسلة‬
‫عحر درجة‪ ،‬والثاين عاشر باقر منها برفها‪ ،‬وأما اآلن فقد غطلر باللجلاج وبحلوه ألن بعله النلاس ربملا‬
‫سبع اللحام للمسلمين برقيه ومكثه على الًب ‪ ،‬فكابت المصلحة من فع الك‪.‬‬

‫ولللذلك قاعللد عنللد أهل العلللم أبلله يًللوز المصلللحة فعل بعلله األمللور‪ ،‬كثيللر مللن األشللياء أبلله مللن‬
‫المصلحة تركها‪ ،‬النبر ‪ ‬ترك بناء الكعبة عللى بنلاء إبلراهيم للمصللحة‪ ،‬وكلذلك هلذا يلدلوبا‬
‫على أن كثير من التصرفات يف الحج تصرفات ولئية‪.‬‬

‫ولذلك فإن العلماء يف باب اكر األحكام السللطابة‪ ،‬يعلدون األحكلام السللطابية كالقاضلر أبلا يعللى‪،‬‬
‫وقب القاضر الموردي‪ ،‬اكروا أن األحكام السلطابية والوليات السلطابية أحدا عحلر ‪ ،‬منهلا وليلة الحلج‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪433‬‬

‫وبعه العلماء يليد يف ولية الحج حتى يف قلية النفر من عرفة كالمالكيلة‪ ،‬فيًعللون أن النفلر ملن عرفلة‬
‫قب أمير ل تص ‪ ،‬أو فيها دم‪.‬‬

‫فالمقصود باتفاق أه العلم أن كثير من تصرفات إبما هر تصرفات ولئية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬


‫ال َما َقا َل ُ َع َلى َا َّ‬
‫لص َقا»‪.‬‬

‫تقدم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َين ِْز ُل َ َي ْم ِي‬
‫َم ْاض ِع َم ْييِ َو َي ْس َعى َم ْاض ِع َس ْعيِ إِ َلى َا َّ‬
‫لص َقا»‪.‬‬

‫تقدم‪.‬‬

‫ب َذ َها َب ُ َو ُر ُجا َع ُ»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْق َع ُل ُ َس ْبعا‪َ ،‬و َي ْحس ُ‬

‫أي‪ :‬يحسع اهابه شوط‪ ،‬ورجوعله شلوط؛ ألن النبلر ‪ ‬أبتلدأ بالصلفا‪ ،‬وابتهلى بلالمرو ‪،‬‬
‫فدل على أن ك ما بين جبيلين شوط‪.‬‬

‫ي َم َع ُ بِ َت ْه ِصيرِ َِ ْعرِ ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيت ََح َّل ٍُ ُمت ََمتِع ََّل َهدْ َ‬

‫إاا حج المرء متمتعا فله حالتين‪ :‬إما أن يكون ساق الهدي معه‪ ،‬فإن كان قد سلاق الهلدي معله فإبله ل‬
‫شعره‪ ،‬وإبما يبقى لحين اب هدية كما أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬لا أننـ قـد‬ ‫يًوز له أن يتحل بق‬
‫ســهت الهــدي لتحللــت»‪ ،‬ولكنلله لللم يتحلل ♥‪ ،‬لحلقللت‪ ،‬فلللم يحلل النبللر ‪‬‬
‫ألج أبه لم يسوق الهدي ولم يتحل ‪.‬‬

‫النوأ الثاين‪ :‬أن يكون المرء للم يسلوق الهلدي‪ ،‬ملا معنلى سلوق الهلدي‪ ،‬أي أن يلأا بالهلدي معله ملن‬
‫شعره بعد أداء العمر ‪.‬‬ ‫بلده‪ ،‬من خارج الحرم‪ ،‬إن كان لم يسوق الهدي فإبه يتحل ب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َم َع ُ َهدْ ي إِ َذا َح َِّ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ف يتحل إل إاا حج‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلمتَم ِت ِع ي ْه َطع َال َّت ْلبِي َة إِ َذا َأ َه َذ ِ َال َّطا ِ‬
‫اف»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬

‫وكذلك المعتمر كما جاء يف حديث جابر‪.‬‬


‫‪434‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ِ :‬ص َق ُة َا ْلحِ وا ْلعمر ِة‪ ،‬يسن لِم ِ‬


‫ح ٍٍّ بِ َم َّ َة َا ْ ِ‬
‫ْل ْح َرا ُم بِا ْل َح ِِ َي ْا َم َالت َّْر ِو َية»‪.‬‬ ‫َ ِ َ ُ ْ َ ُ َ ُّ ُ‬ ‫ْ‬

‫إن المح وهم أه مكة‪ ،‬أو من كن متمتع وتحل بعمر ‪ ،‬أو من دخ مكة بعملر قبل أشلهر الحلج‪،‬‬
‫ومكة يف مكة وأبحأ الحج بعد الك‪ ،‬فهؤلء الث ثة المتمتع وأه مكة‪ ،‬ومن كان قد دخ مكة بعمر قبل‬
‫الك‪ ،‬أو أبوال الدخول لها‪ ،‬فإبه يتسحع له أن يحرم بالحج يوم الةوية‪.‬‬

‫وأما القارن‪ ،‬أو المتمتع اللذي للم يحل فإبله عللى إحرامله‪ ،‬فيحلرم بلالحج يلوم الةويلة بعلد اغتسلاله‬
‫استحبابا كما فه النبر ‪.‬‬

‫يت بِ ِمنى»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َمبِ ُ‬

‫اسللتحبابا يف اليللوم الثللامن‪ ،‬وقللد حكللاه الكرمللاين إجماعللا‪ ،‬أن ك ل أفعللال اليللوم الثللامن مسللتحبة‪ ،‬مللن‬
‫با حرام‪ ،‬أو المبيت بمنى يف اليوم الثامن‪.‬‬ ‫التخصي‬

‫لي ْم ُس َس َار إِ َلى َع َر َ ةَ‪َ ،‬و ُك ُّل َها َم ْا ِقف إِ ََّّل َب ْط َن ُع َر َن َة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َط َلع ِ‬
‫ت َا َّ‬ ‫ْ‬

‫كما جاء يف حديث النبر ‪« ‬إنما هر ج من منى متُ إلى عر ة بعد طلاع اليمس»‪.‬‬

‫قال وكلها أي ك عرفة موقف؛ إل بطن عربة‪ ،‬لقول النبر ‪« :‬ور عاا عن بطن عرنة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َج َم َع ِ َيها َب ْي َن َال ُّظ ْهرِ َوا ْل َع ْصرِ َت ْه ِديما»‪.‬‬

‫أي ويسن أن يًمع بين الظهر والعصر وأن يكون جمع تقديم‪ ،‬وأن يكون الًمع فيها مع ا مام‪ ،‬فلإن‬
‫صلى مع ا مام فإبه يصلر يف المكان الموجود هذا الذي خارج وهو بمر ‪ ،‬أو يصلر داخل عرفلة فيًلوز‬
‫له الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬تقديما‪ ،‬أي يستحع أن يًمع جمع قديم‪.‬‬

‫وقول المصنف‪ :‬جملع فيهلا‪ ،‬المحلهور عنلد فقهائنلا أن الًميلع يف يلوم عرفلة لليس بسلك وإبملا لعللة‬
‫عليه صلراحة بلن قائلد يف حاشلية عليله أن‬ ‫الصفر؛ ولذلك اكر بعه الفقهاء كما هو ناهر المنتهى‪ ،‬وب‬
‫المكر ل يًمع بين الظهر والعصر يف عرفة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْك َث َر َالدُّ َعا َن ِم َّما َو َر َد»‪.‬‬

‫ويكثر الدعاء يف هذا الموضع‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪435‬‬

‫ومما ورد‪ ،‬وملن أفلل ملا ورد أن يقلول ل إلله إل اهلل وحلده ل شلريك لله المللك ولله الحملد يحلر‬
‫وميت وهو الحر الذي ل يموت بديه الخير وهو على ك شرء قدير‪.‬‬

‫اف‪ِ :‬م ْن َ ُْرِ َع َر َ َة إِ َلى َ ُْرِ َالن َّْحرِ»‪.‬‬


‫ت َا ْلا ُق ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْق ُ ُ‬

‫هذا هو المحهور؛ ألن اليوم يبدأ من بلوأ الفًر‪ ،‬بيع ملن وقلف قبل بعلد بللوأ الفًلر فقلد صل‬
‫وقوفله‪ ،‬لعمللم قللول النبللر ‪ ‬لحللديث علرو ابللن المغللرس‪« :‬مــن وقــف معنــى يف هــذا اليــام»‪،‬‬
‫فيحم اليوم من بلوأ الفًر‪ ،‬المستحع والمتأكد بعد اللوال كما فع النبر ‪‬‬

‫وب إِ َلى َا ْل ُم ْز َدلِ َق َة بِ َس ِينَة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َيدْ َ ُع َب ْعدَ َا ْلغ ُُر ِ‬

‫أي‪ :‬يخرج من منى متًه إلى ملدلفة بعد الغروب وجوبا لمن دخ عرفة قب الغروب‪.‬‬

‫بسكينة‪ ،‬أي دوء وعدم زحام‪ ،‬وملاحمة اآلخرين‪.‬‬

‫بقول‪ :‬بعم ابظر معر‪ ،‬من دخ عرفة بعلد الغلروب جلاز لله الخلروج يف أي وقلت شلاء‪ .‬هلذا الدرجلة‬
‫األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الدرجة الثانية‪ :‬من دخ عرفة قب الغروب‪ ،‬ف يًوز له الخلروج إل بعلد غلروب الحلمس‪ ،‬فلإن‬
‫خرج قبلها وجع عليه دم وص حًة؛ ألن النبر ‪ ‬وأصحابه ما دفع أحد قب الغروب‪ ،‬وقلد‬
‫م»‪ ،‬ولم يأان ألحد البتة‪ ،‬فدل على أ ا واجع‪ ،‬هذه الحالة الثابية‪.‬‬ ‫قال‪« :‬هذي عن مناس‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يدخ قب الغروب وتغرب ليه الحمس ولكن ا مام لم يلدفع بعلد‪ ،‬ا ملام أملام‬
‫الحج‪ ،‬ودائما يكون أمير الحج أمير مكة‪ ،‬أمير مكة هو أمير الحج‪ ،‬والحج يكون معه يسموبه البيرق‪ ،‬هلذا‬
‫هو العلم‪ ،‬وك سنة يحج‪ ،‬ل ُبد أن يحج بالمسلمين أمير من عهد النبر ‪ ‬وبعلده الصلحابة ل‬
‫ُبد أن يحج يف ك سنة أن يكون أمير الحج‪ ،‬إل أاا كان هناك سنة تخلف ول أدري‪.‬‬

‫فأمير الحج الفقهاء يقولون‪ :‬يكره أي يدفع قبله‪ ،‬إاا دفع قب الغروب حرم‪ ،‬وبعد الغروب وقب أميلر‬
‫الحج يكره وليس بمحرم‪ ،‬وغالع أول من يدفع هو؛ ألن أمر الحج يكون مقر يف بلرف عرفلة‪ ،‬ول يفلت‬
‫الطري للسيارات إل بعد الدفع‪ ،‬وغالع الذي يدفع قبله بعد الغروب إبما هم المحا ‪.‬‬
‫‪436‬‬

‫الع َيا َن ْي ِن ت َْأ ِهيرا َو َيبِ ُ‬


‫يت بِ َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُمع ِيها بين ِ‬
‫َ َ ْ َ ُ َ َْ َ‬

‫ويًمع يف ملدلفة بين العحاءين تأخيرا كما النبر ‪ ‬قال‪« :‬أبـٍ أمامـب»‪ ،‬فلأخر علن النبلر‬
‫‪ ‬ألبه األص ‪ ،‬ويبيت ا‪.‬‬

‫لص ْب َح َأتَى َا ْل َم ْي َع َر َا ْل َح َرا َم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َص َّلى َا ُّ‬

‫إاا صلى الصب يف تلك الليلة أتى المحع الحلرام‪ ،‬المحلع الحلرام قيل أبله كلله ملدلفلة‪ ،‬وقيل أن‬
‫المحع الحرام هو الًب الذي يف محله بن هذا المسًد‪.‬‬

‫وقد اكر بعله العلملاء ملن علملاء المكلة يف القلرن الماضلر أن هلذا الًبل غيلر مًللوم بله أبله هلو‬
‫المحع الحرام‪ ،‬ولع يف الك حكمة أرادها اهلل ‪ ‬لكر ل يكون الناس يتلاحمون يف مكان معين‪.‬‬

‫ف ِعنْدَ ُه»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ر َقا ُه َو َو َق َ‬

‫قال‪ :‬فرقاه‪ ،‬بناء على المحهور عند فقهائنا أن المحع الحرام هو الًب ‪ ،‬وليس بعموم الملدلفة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ِمدَ َاهَّللَ َو َك َّب َر َو َق َر َأ َا ْْل َي َت ْي ِن َو َيدْ ُعا َحتَّى ُي ْس ِق َر»‪.‬‬
‫ويدعوا حتى يسفر‪ ،‬إسلفارا ل عنلد بللوأ الحلمس‪ ،‬لكلر ل يحلابه المحلركين حينملا كلابوا ينتظلرون‬
‫حتى بلع الحمس فيقون أشرقت ثبير‪ ،‬وإبما يدفع قب بلوأ الحمس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َيدْ َ ُع إِ َلى ِمنَى»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ينتق من ملدلفة إلى منى قب بلوأ الحمس عند السفار استحباب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َب َلََ ُم َح ِسرا َأ ْس َر َع َر ْم َي َة َح َُرٍ»‪.‬‬

‫المحسر هو وادي بين ملدلفة وبين منى‪ ،‬وهو معروف وواض والسنة فيه ا سراأ‪.‬‬

‫بالنسبة للمحا إاا أراد أن يعرف وادي محسلر ملا هلو‪ ،‬وأبلت ماشلر ملع بريل المحلا وهلو الطريل‬
‫ملمين هلذا هلو بريل المحلا اآلن إاا رأيلت لوحلة مكتلوب عليهلا ايلة ملدلفلة فأسلرأ حتلى تصل إللى‬
‫اللوحة التر بعدها مكتوب عليها بداية منلى‪ ،‬هلذه المنطقلة تقريبلا وزدبلا فيهلا بعله الحلرء يسلمى وادي‬
‫محسر‪ ،‬بعه الحرء يعنر زدبا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪437‬‬

‫قال‪ :‬أسرأ ولم يتحًر ألبه ليست مسافة بعدية‪.‬‬

‫ون َا ْل ُبنْدُ ِق»‪.‬‬ ‫ُمار سب ِعين َأ ْكبر ِمن َا ْل ِ‬


‫ح ِم ِ‬
‫ص َو ُد َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َه َذ َح َصى َا ْل ِ َ َ َ ْ َ َ َ ْ‬

‫يستحع أن يأخذ حصى الًمار قب دخوله منى‪ ،‬والفقهاء يقولون‪ :‬ويكره أخذها من منى؛ أل م ملن‬
‫منى األولى له أن يكون مسرأ يف الذهاب إليها‪.‬‬

‫وأخذ الحصى ل يكون من ملدلفة فقط؛ ب له الح أن يأخذه من الملدلفة‪ ،‬ومن الطري قب ملدلفلة‬
‫وبعدها‪ ،‬من أي مكان شاء‪ ،‬أل م قالوا يكره من منى؛ ألن النبر ‪ ‬ألخذها قب الك‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وحًمها أن تكون أكا من الحمصة أو ِ‬
‫الحمصة وهر معرفلة حًمهلا‪ ،‬ودون البنلدق والبنلدق‬ ‫ُ‬
‫يكون أكا منها قلي ‪ ،‬والنبر ‪ ‬أشار بيديه فقال‪« :‬بمثٍ هذا لماا»‪.♥ ،‬‬

‫وبناء على الك فالصغير جدًّ ا ل يًل والكبير جدًّ ا ل يًل ‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫ثابين‪ :‬لما لم يكن حصى وليس صاعدا عللى وجله األرض فل يًلل كلذلك‪ ،‬فللو رملى ملث بنعل‬
‫وبحوه فإبه ل يًل ألبه ليس حصى وليس يف معناه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْر ِم َج ْم َر َة َا ْل َع َه َب ِة َو ْحدَ َها بِ َس ْب ِع»‪.‬‬

‫أي‪ :‬بسبع حصيات متعاقبات‪ ،‬ل ُبد أن تكون متعاقبات‪.‬‬

‫إان قوله فيرمر ل ُبد أن يكون الفع فع رمر‪ ،‬وبناء عليه فلو وضلعها وضلع فليسلت مًلئلة‪ ،‬ل ُبلد‬
‫أن يكون فع رمر‪ ،‬وفع الرمر واض ل ُبد فيه من الفع ‪ ،‬غير الوضلع فإبله تلرك‪ ،‬األملر األول ل ُبلد أن‬
‫يكون رمر‪.‬‬

‫ثابيا‪ :‬ل ُبد أن يكون سبع‪ ،‬وصلفة السلبع ل ُبلد أن تكلون متعاقبلات‪ ،‬أي واحلد بعلد واحلد ‪ ،‬فللو رملا‬
‫السبع رمية واحد ما أجلئه؛ ولذلك السبع بعلهم يقولون‪ :‬يكون عائدا للرمر‪ ،‬أي بسبع رميلات‪ ،‬فيكلون‬
‫رمر سبع رميات بحًار ‪ ،‬إان ل ُبد من السبع‪.‬‬

‫ومراد من الرمر مااا؟ قالوا‪ :‬أن يصيع الحوض‪ ،‬لمااا قولنا الحوض؟؛ ألن الًمر هر محل جبل‬
‫صغير سلواء يف الصلغر أو يف الكلا ‪ ،‬أو بلرف جبل يف الكلا ‪ ،‬وللم يكلن لهلا حلول يف اللملان األول‪- ،‬‬
‫افهموا معر‪ ،-‬لم يكن له حول يف اللمان األول‪ ،‬ثم بعد اللك جلاء المسللمون‪ ،‬والمسلؤولون علن الحلج‬
‫‪438‬‬

‫منذ اللمن القديم جعلوا حدا لهذا المكان الذي يرمى‪ ،‬الًب الذي يرملى‪ ،‬فًعللوا لله حلدا‪ ،‬وهلذا الحلد‬
‫جعلللوا للله بللووه بللوى‪ ،‬الطللوي تعرفوبلله باللغللة العامللة الللذي يكللون يف البمللر وبحللوه‪ ،‬يعنللر جعلللوه مثل‬
‫الحًار ‪ ،‬فأصب محدود ا‪.‬‬

‫ما الذي حدث بعد الك؟‪ ،‬األرض تحع ترتفع‪ ،‬معروف األرض تحع‪ ،‬والك لما أرادوا أن يوسعوا‬
‫مسًد النبر ‪ ‬بعد قرون يف القرن تقريبا قالوا الخامس أو الرابع بسيت اآلن حفلروا يف بعله‬
‫األبراف فوجوا الحًار تحت قامة رج ‪ ،‬بطول قامة رج كام ‪ ،‬وجدوا الحًار الحصباء التر فلرش‬
‫عمر ا المسًد‪ ،‬اكر الك بعه المؤرخين أنن بن النًلار أو أبلن فرحلون بسليت اآلن‪ ،‬وجودهلا بطل‬
‫قامة الرج ‪.‬‬

‫فدل على أن األرض تحع ترتفع‪ ،‬باللهًة الًامية بسميها تحع يعنر ترتفع‪.‬‬

‫فأصبحوا يليدون يف هذا الطر‪ ،‬أو الطيلر لهذا الحًار ‪ ،‬ترتفع ترتفع وهكذا‪.‬‬

‫لللم يكللون يف عهللد النبللر ‪ ‬ول يف عهللد‬ ‫ثللم بعللد الللك جلللوا لهللا شاخصللا‪ ،‬الحللاخ‬
‫المتقدمين وإبما جعلوا للتبيين‪ ،‬فًلعوا شاخصا للًمار‪.‬‬

‫إان الواجع ما هو؟‪ ،‬رمر المح ‪ ،‬والمح ما هو؟‪ ،‬هذا المطوي‪ ،‬الًدار المبنر‪ ،‬هذا هلو الواجلع‬
‫ثلم ارتلد إليله فلليس بمًلل‬ ‫شرعا‪ ،‬ما زاد عن هذا الًدار ل يكون مًلئا‪ ،‬وللو ضلرب الملرء الحلاخ‬
‫كذلك‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون يف المح ‪ ،‬ولو سقط يف المح ثم خرج أجل ‪ ،‬واض المسألة؟‪.‬‬

‫ما الذي حدث بعد الك؟‪ ،‬األرض ما الت تحع وترتفع‪ ،‬لما جاءت التوسعة األخير حفلروا وبلللوا‬
‫تحت بطول أكثر من يعنر بوي جد يعنر تحت الدور البدرون وتحت البدرون‪ ،‬ورأيلت بنفسلر بمسلافة‬
‫أكثر من عحرين ربما مة أو أكثر ل أضبطها‪ ،‬يوجد الطر القديم جدًّ ا الحًار القديمة‪ ،‬وجدت الحًلار‬
‫القديمة‪ ،‬فما الذي فعلوه؟‪ ،‬جعلوا له بمث ملا بسلميه المحقلان‪ ،‬وهلو أن األسلف ضلي واألعللى واسلع‪،‬‬
‫فالطر القديم ما زال موجودا إلى اآلن‪ ،‬إلى اآلن الطر القلديم موجلود‪ ،‬وهلذا المرملى الموجلود اآلن هلو‬
‫الحقيقة من علو ثم ينلل إلى الطر األسف ‪ ،‬والك فإن من يرمر يف الدور األس الذي تحت األرض إبما‬
‫يرمر يف الطر القديم فقط‪ ،‬الذي يرمر تحت ل يرملر إل يف المكلان الصلغير‪ ،‬واللذي أعللى منله إبملا هلو‬
‫بمثابة المصع فيه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪439‬‬

‫الفقهاء أبه لو رمى‪ ،‬ثم علاد إاا كلان رملى يف جبل ‪ ،‬ثلم سلقط إليله‪ ،‬فإبله يًلل حينملذ؛ ألبله‬ ‫وقد ب‬
‫بفعله الرمر وسقط يف السف ‪.‬‬

‫إان الموجود الحقيقر هو بفسه المرمى القديم وإبما جع فوقه بمثابة الموصل ت إليله‪ ،‬وقلد بقل‬
‫الفقهاء على جواز الك‪.‬‬

‫إان لم يلدوا يف المح شرء‪ ،‬لم يلد يف المح شرء البتة‪ ،‬وملن رملى يف تحلت األرض اللدور اللذي‬
‫هو تحت األرض سيًد المرمى كما هو بالحًار القديمة لم تتغير القديمة جدا‪ ،‬ربملا ملن القلرن الثلاين‪،‬‬
‫أو الثالث‪ ،‬أو الرابع هًري‪ ،‬ل أدري باللبط تحتا إلى تحلي يعين ألي زمن هر‪.‬‬

‫إان عرفنا كيف يكون سبع جمرات‪.‬‬

‫اض إِ ْبطِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْر َ ُع ُي ْمنَا ُه َحتَّى ُي َرى َب َي ُ‬

‫بدبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َ ِب ُر َم َع ك ٍُِ َح َص ٍاة»‪.‬‬

‫كما فع النبر ‪ ‬كما يف حديث جابر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َين َْح ُر‪َ ،‬و َي ْح ِل ُق‪َ ،‬أ ْو ُي َه ِص ُر ِم ْن َج ِمي ِع ََ ْعرِ ِه»‪.‬‬

‫اكر المصنف ‪ ‬يف صفة الحج حينما ينتهر من رمر الًمار قلال‪ :‬ثلم ينحلر‪ ،‬أي ينحلر هديله إن‬
‫كان معه هدي‪ ،‬أو كان متمتع أو قارن فهذه هو مح النحر‪ ،‬فإن النحر ل يًوز إل يف هذا الوقت‪ ،‬أي بعلد‬
‫ملدلفة‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويحل ‪ ،‬يف بعه المختصرات‪ ،‬ثم يحل ‪ ،‬جلعوا ثم هنا من باب الةتيع باألفللية فإن األوللى‬
‫أن يبدأ بالنحر‪ ،‬ثم الح قة‪.‬‬

‫والمصللنف إبمللا أتللى بللالواو ربمللا ليللبن أبلله يًللوز تقللديم النحللر علللى الحل ل أو العكللس‪ ،‬أن النبللر‬
‫‪ ‬ما سؤل عن شرء قدم ول أخر يوم ااك إل قال‪« :‬أ عٍ وَّل حرج»‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو يقصر من جميع شعره؛ ألن النبر ‪ ‬دعا للمحلقين ث ث وللمقصرين مر ‪ ،‬فلدل‬
‫على أن التقصير مًل ‪ ،‬ولكن ل ُبد أن يكون التقصير من جميع الحعر‪ ،‬من جواببه وقفاه وصدغيه‪ ،‬وقلد‬
‫‪440‬‬

‫حكى ابن مفل ا جماأ يف باب الطهار على أن الصدغين ملن اللرأس وهلذه ينبنلر عليهلا أحكلام حينملا‬
‫قلنا إبه يًع مس واستيعاب الرأس فيًع مس الصدغين‪.‬‬

‫ملن شلعر صلدغيه‪ ،‬والفقهلاء لملا قلالوا ملن‬ ‫جميع الحلعر‪ ،‬فليق‬ ‫وكذلك عندما بقول أبه يًع ق‬
‫من ك شعر على السبي الًلم‪.‬‬ ‫جميع الحعر أي على سبي األغلع والظن‪ ،‬إا ل يمكن الق‬

‫ثم َقدْ َح ٍَّ َل ُ ك ٍُُّ ََ ْ ٍن إِ ََّّل َالن َِسا َن»‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َم ْر َأ ُة َقدْ َر ُأن ُْم َلة َّ‬
‫علن‬ ‫قال‪ :‬المرأ قدر أبملة‪ ،‬يعنلر بقلدر أن تقطلع ملا قلادر هلذه األبمللة‪ ،‬قلالوا‪ :‬فأقل ‪ ،‬يعنلر للو بقل‬
‫األبملة شرء يسير فإبه يكون مًل حينمذ ول شك‪ ،‬فقالوا فأبمللة فأقل ‪ ،‬لليس عللى سلبي التقليل قلالوا‬
‫فتكون أبملة فأكثر‪ ،‬وإبما قالوا أبملة فأق مما يسمى قصة‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم ح له شرء إل النساء‪ ،‬ويف ما معنلى النسلاء كالمباشلر فل يًلوز وعقلد النكلاال كلذلك فل‬
‫يًوز‪.‬‬

‫إان التحل األول يحص باثنين من ث ثة‪ :‬وهو الح ق ورمر جمر العقلة والطواف بالبيلت‪ ،‬وإبملا‬
‫أورد المصنف هنا التحل األول بعد أمرين اثنين‪ :‬وهو الح ق‪ ،‬ورمر الًملر ‪ ،‬وللم يلذكر الطلواف ألن‬
‫السنة أن يكون بعد الك‪ ،‬من حيث الةتيع واألفللية‪.‬‬

‫وأما النحر ف أثر له يف التحل ل يف األول ول يف األخير‪.‬‬

‫إلى م ة يطاف طااف الزيارة الذي ها ركن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم يقي‬

‫مكة‪ ،‬فيطوف بلواف الليلار اللذي هلو يسلمى بطلواف الحلج‪ ،‬بعله‬ ‫ثم يفيه إلى مكة‪ ،‬يعنر يق‬
‫العلماء يسميه بواف الصدر وإبما فقهائنا فإبما يسمون بواف الوداأ بلواف الصلدر؛ ألن بعله العلملاء‬
‫يسمون بواف ا فاضة بواف الصدر كما هلر بريقلة الحلافعية‪ ،‬بخل ف الحنابللة فلإ م يسلمون بلواف‬
‫الوداأ بواف الصدر‪.‬‬

‫إان قال‪ :‬فيطوف بواف الليار الذي هو ركن‪ ،‬لما قال إبه ركن أراد أن يبين أشياء منها‪:‬‬

‫‪ ‬أن هذا الطواف ل ُبد فيه من بية؛ ألن الركن مكان جلء ملن الماهيلة فل بلد ملن وجلوده‪ ،‬هلذا هلو‬
‫اْلمر اْلول‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪441‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه لما كان ركن فإن له وقت‪ ،‬ف يًوز بلواف الليلار قبل منتصلف الليل ملن ليللة‬
‫العاشر من اي الحًة قب منتصف اللي ل يًلوز‪ ،‬وسليأا إن شلاء اهلل تحليل منتصلف الليل بعلد قليل‬
‫عندما بتكلم عن أركان والواجبات يف الحج‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه ل يص قب الوقلوف بملدلفلة‪ ،‬أو المبيلت بملدلفلة بأقل ملا يسلمى مبيلت فيملا‬
‫سيأا بعد قلي ‪ ،‬فلو أن امرأ قدمه على المبيت يف ملدلفة‪ ،‬ثلم اهلع إللى ملدلفلة بقلول ل يصل ؛ ألن ملن‬
‫شرط الركن الةتيع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم يسعى إن لم ي ن سعى وقد حٍ ل كٍ َ ن»‪.‬‬

‫لما ثبت من حدث ابن عمر ‪ ‬أن النبر ‪ ‬حينما بلاف بالبيلت وسلعى يف اليلوم العاشلر‬
‫قال‪ :‬فح عليه ما قد حرم عليه‪ ،‬أي من النساء ومن غيرها‪.‬‬

‫وقوله المصنف‪ :‬ثم يسعى إن لم يكون سعى‪ ،‬ابتبه؛ هنا لما قال الفقهاء‪ :‬ثم‪ ،‬هذه لها فائد جلدًّ ا مهملة‬
‫عندهم‪ ،‬وهر أ م يقولون إن السعر ل يص إل أن يسبقه بواف‪ ،‬ل يص سعر بدون أن يتقدمه بلواف‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬وما جاء يف بعه ألفاظ الحديث‪ ،‬سعيت قب أن أبلوف‪ ،‬فقلد أبكرهلا األئملة وقلالوا أ لا ل تصل ‪،‬‬
‫والصواب أبه فع قدم ك شرء إل السعر فإبه ل يص أن يتقدم على الطواف‪.‬‬

‫إان هنا فقول المصنف‪ :‬ثم يسعى‪ ،‬أي من شرط صحة السعر أن يتقدمه بلواف‪ ،‬سلواء كلان الطلواف‬
‫واجع‪ ،‬أو غير واجع كمندوب وبحوه‪.‬‬

‫قال‪ :‬إن لم يكن سعى‪ ،‬الذي سعى من هو؟‪ ،‬المفرد والقارن كما ملر معنلى بلاألمس إاا أخلذ الطلواف‬
‫والسعر قب الوقوف بعرفة‪.‬‬

‫ب‪َ ،‬و َيت ََض َّل َع ِمنْ ُ ‪َ ،‬و َيدْ ُع َا بِ َما َو َر َد»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َأ ْن َي ْي َر َب م ْن ز َْم َز َم ل َما َأ َح َّ‬

‫لما أحع‪ ،‬لما جاء عن النبر ‪ ‬يف حديث جابر وغيره أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـان‬
‫زمزم طعام طعم‪ ،‬وَقان سـهم»‪ ،‬وجلاء عنله ‪ ‬أبله قلال‪« :‬مـان زمـزم لمـا َـرب لـ »‪ ،‬ولكلنهم‬
‫يستحبون أن يتللع‪ ،‬بمعنى أبه يحرب حتلى لكلأن يخلرج الملاء ملن ضللوعه‪ ،‬مملا يلدل عللى أبله يحلرب‬
‫شرب كثيرا جدا‪.‬‬
‫‪442‬‬

‫ول شك أن ماء زملم لما شرب لها‪ ،‬وقد جمع بلع أه العلم ما بحرب ماء زملم ألجل العللم‪ ،‬إملا‬
‫ألج أن يقر ‪ ،‬وإما ألج أن يحدث عالم‪ ،‬أو ألج أن يرزق فقه‪ ،‬أو ألج أن يرزق علما‪.‬‬

‫والك فمن أعظم ما يحرب له ماء زملم أن يحلرب ألجل السلؤال اهلل ‪ ‬الفقله يف اللدين‪ ،‬والعللم‬
‫بأحكام شرأ اهلل المتين‪ ،‬منهم أئمة كثلر‪ ،‬وأللف الحلافظ جللء كلام مطبلوأ يف اكلر األئملة وتبعله تلميلذه‬
‫السخاوي يف من شرب ماء زملم للعلم‪.‬‬
‫ث َلي ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ثم ير ِجع َ يبِ ُ ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫يت بِمنى َث َال َ َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ‬
‫أي‪ :‬لمنى فيبيت ا‪ ،‬أي بمنى ث ث ليالر إاا كان متعً لغير المتعً ‪.‬‬

‫المبيت بمنى ما ضابطه؟‪ ،‬المبيت عندبا يأا يف الحج مرتان‪ :‬مبيت يف ملدلفة‪ ،‬ومبيت يف منى‪.‬‬

‫أمللا المبيللت بملدلفللة فللالعا بللاللمن‪ ،‬الللذي هللو بصللف الليلل ‪ ،‬العللا بنصللف الليلل ؛ ألن النبللر‬
‫لهم وكان الصحابة يلةاءون‪ ،‬أو بعله الصلحابة يلةاءون القملر إاا غلاب‪ ،‬فلالعا‬ ‫‪ ‬رخ‬
‫عندهم باللمن‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫وأما المبيت يف منى‪ ،‬فالعا عندهم بالفع ‪ ،‬ابظر الفرق بين المبيت يف الملدلفة‪ ،‬والمبيت بمنى‪.‬‬

‫المبيت بملدلفة العا إلى بصف الليل ملن حيلث الللمن‪ ،‬فملن أتلى ملدلفلة قبل الليل وللو بنصلف‬
‫ساعة‪ ،‬كفاه بصف ساعة‪ ،‬وسيأا‪.‬‬

‫وأما يف منى فالمبيت ل يسمى مبيت إل إن يمكث بصف اللي فلأكثر‪ ،‬وكيلف يعلرف بصلف الليل ؟‪،‬‬
‫ينظر غروب الحمس‪ ،‬وينظر بلوأ الفًر‪ ،‬ويحسلع بصلف هلذا الليل بالقلدر‪ ،‬فيللمله هلذا النصلف ملن‬
‫اللي ‪.‬‬

‫لص َال ِة»‪.‬‬ ‫يق ب ْعدَ َالز ََّو ِ‬


‫ال َو َق ْب ٍَ َا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْر ِم َا ْل ِ‬
‫ُ َم َار ك ٍُِ َي ْام م ْن َأ َّيا ٍم َالت َّْيرِ ِ َ‬

‫أي‪ :‬الًمار الث ث يبتد بالصغر ‪ ،‬ثم الوسطة‪ ،‬ثم الكا ‪.‬‬

‫قال‪ :‬من أيام التحري ‪ ،‬وهو اليوم الحادي عحر والثاين عحر والثالث عحر إن كلان متلأخر بعلد الللوال‬
‫وجوبا؛ ألن ابن عمر ‪ ‬حكى أن النبر ‪ ‬كان ينتظر زوال الحمس‪ ،‬ثم بعد الك يرملى‪ ،‬فللم‬
‫يرمر النبر ول من أصحبه معه رضوان اهلل عليهم الًمر قب اللوال‪ ،‬فدل عللى أن البتظلار إللى ملا بعلد‬
‫‪٦‬‬
‫‪443‬‬

‫م»‪.‬‬ ‫اللوال واجع‪ ،‬والنبر ‪ ‬قال‪« :‬هذي عن مناس‬

‫بلدب‪ ،‬واللدلي عللى‬ ‫بدب‪ ،‬إان بعد اللوال وجلوب‪ ،‬وقبل الصل‬ ‫قال‪ :‬وقب الص ‪ ،‬وقب الص‬
‫كوبه بدب النبر ‪ ‬لما سؤال رميت بعد ما أمسيت قال‪« :‬ا عٍ وَّل حرج»‪ ،‬والقاعد عنلدبا أن‬
‫المراد بالمساء ما كان بعد اللال‪ ،‬ك مساء كان بعد اللوال يسمى مساء‪.‬‬

‫والك قال ا مام أحمد‪ :‬أهل مكلة يقوللون قبل الظهلر أي قبل الللوال صلبحك اهلل بلالخير أو كيلف‬
‫أصبحت‪ ،‬وبعد اللوال يقولون كيف أمسيت‪ ،‬وما زلنا بقولهلا إللى اآلن‪ ،‬فلملااا يف لهًتنلا الدارجلة وهلذا‬
‫لسان العرب‪ ،‬يقولون بعد اللوال‪ :‬كيلف أمسليت‪ ،‬وقبل الللوال يقوللون كيلف أصلبحت‪ ،‬أو صلبحك اهلل‬
‫بالخير‪ ،‬ومساك اهلل بالخير‪.‬‬

‫الر ْم ُ ِم ْن َا ْلغ َِد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َت َع َُّ ٍَ ِ َي ْا َم ْي ِن‪ ،‬إِ ْن َل ْم َيخْ ُر ْج َق ْب ٍَ َا ْلغ ُُر ِ‬
‫وب َل ِز َم ُ َا ْل َمبِ ُ‬
‫يت َو َّ‬
‫المبيت بمنى إما أن يكون يومين للمتعً ‪ ،‬وإما من أراد أن يتأخر فله ث ثة لليالر‪.‬‬

‫من أراد أن يتأخر إما أن يكون بإراد ‪ ،‬هو يمكث بإراد ‪ ،‬وأحيابا بللمه بالمبيت يف الليلة الثالثة‪.‬‬

‫متى يكون الك؟‪ ،‬بقول‪ :‬إاا غربت عليه شمس ليلة الثاين عحر وهو لم يخرج‪ ،‬إاا لم يخرج ملن منلى‬
‫قب غروب الحمس‪ ،‬فإبه حينمذ مااا؟‪ ،‬يللمله المبيلت‪ ،‬ابظلر معلر‪ - ،‬لليللة الحلادي عحلر أحسلنت‪ ،‬ليللة‬
‫الثالث عحر‪ ،‬ليلة الثالث عحر الليلة المقبلة ث ث عحر‪ ،‬يعنر غابت شمس يوم الثاين عحر‪.-‬‬

‫ابظر معر؛ عندبا قاعد عند الفقهاء أن ما قارب الحرء أخذ حكمه‪ ،‬ومن تفريعاهتا‪ ،‬أن ملن بلوى فعل‬
‫معنيا‪ ،‬وبدأ فيه ولكن لم يكمله إل بعد خروج الوقت‪ ،‬فإبه يأخذ حكم من فع الك‪.‬‬

‫بفس الحرء بقول من كان يف منى وقد هتيئ للخروج قبل غلروب الحلمس يلوم الثلاين عحلر‪ ،‬وغربلت‬
‫عليه الحمس‪ ،‬وإبما سبع منعه خروج من منى زحام وبحو الك‪ ،‬بقول ل يلمله المبيت‪.‬‬

‫تطبي هذه القاعد أين ثاين؟‪ ،‬يف الصل ‪ ،‬حينملا بقلول إن المسلافر ل يكلون مسلافر إل إاا خلرج ملن‬
‫العمر‪ ،‬فلو أن املرأ هتيلأ للخلروج‪ ،‬وحمل متلاه‪ ،‬ولكنله زحلم يف البللد وللم يخلرج‪ ،‬بقلول أبلت يف حكلم‬
‫لكن إاا جلاوزت العلامر‪ ،‬وإن دخل عليلك وقلت الصل‬ ‫المسافر ولست بمسافر‪ ،‬يًوز لك أن تةخ‬
‫وأبت يف داخلها‪.‬‬
‫‪444‬‬

‫اف َا ْل َا َدا ِع َو ِ‬
‫اجب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َط َا ُ‬

‫لما ثبت يف الصحيحين من حديث ابن عباس ‪ ‬أبه قال‪« :‬أمر الناس أن ي ان آهـر عهـدهم بالبيـت‬
‫الطااف»‪ ،‬أمروا وهذا أمر ل وجه لصلرفه للنلدب‪ ،‬وإبملا يسلتثنى ملن اللك الملرأ الحلائه‪ ،‬فلإن الملرأ‬
‫الحائه يسقط عنها الك‪.‬‬

‫وقد أومئ الوف وإن للم يعتملده المتلأخرون عللى أن الملريه يسلقط عنله كلذلك‪ ،‬إيملاء‪ ،‬بنلاء عللى‬
‫قاعد الفقهاء بأن الحيه يعدوبه بوأ من أبواأ المرض‪.‬‬

‫اكر الك الموف تفقه منه؛ لكن لم يذكره المتأخرون‪.‬‬


‫ف ِ َا ْلم ْل َتز ِم د ِ‬
‫اعيا بِ َما َو َر َد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْق َع ُل ُ ‪ُ ،‬ث َّم َي ِه ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أي‪ :‬ي فع بواف الوداأ‪ ،‬ثم يقف يف الملتلم‪ ،‬والملتللم هلو ملا بنلر اللركن والبلاب‪ ،‬المسلافة القصلية‬
‫التر تكون بين الركن والباب‪ ،‬هذا المح مح فاض وقد كابت العرب تللم فيه‪ ،‬يعنر إ ا تلس بطو لا‬
‫بالكعبة‪ ،‬والك فإن اللتلام يف هذا المح مستحع‪.‬‬

‫وقد أقر النبر ‪ ‬الصحابة عندما كلابوا يفعلوبله وأقلر النلاس عنلدما كلابوا يفعلوبله التللام‪،‬‬
‫كما يف قصة ابن خط وغيره‪.‬‬

‫وهذا المح وهو الملتلم‪ ،‬وهو ما الباب وبين الحًر األسود‪ ،‬وهو الركن‪ ،‬جاء عن عمر أبه تسلكف‬
‫فيه العبارات‪ ،‬وجاء عن بعلهم خاا ل بق عن النبر ‪ ‬إبه من موابن إجابلة اللدعاء‪ ،‬وعللى‬
‫صلري علن النبلر‬ ‫العموم أبه ل شك أبه ملن األملاكن الفاضللة التلر اكرهلا أهل العللم وإن للم يلرد بل‬
‫‪ ‬يف الك لكن عم الصحابة‪ ،‬وقب النبر ‪ ‬وإقراره لهم يدل على الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ثم يقف يف الملتلم داعيا بما ورد‪ ،‬أي بما ورد من جوامع الكلم‪ ،‬إا لم يلرد يف هلذا الموضلع علن‬
‫النبر ‪ ‬شرء‪ ،‬وإبما ورد عن بعه السلف كما جاء عن الحافعر ‪ ‬أبه كان يدعوا ملث‬
‫يف هذا الدعاء يعنر مث بأدعية فكان يقول‪ :‬اللهلم هلذا بيتلك‪ ،‬ول هلذا الحلرم حرملك‪ ،‬وإللى غيلر اللك؛‬
‫لكن بما ورد من جوامع الكلم‪ ،‬أو بق ‪.‬‬

‫ولنعلم أن ما بق عن األوائ من الدعاء يف الغالع ما كون فيه من جوامع الكلم‪ ،‬وفيه من خير التعبيلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪445‬‬

‫خير من دعائنا ألبفسنا؛ ولذلك جاء أن الحيخ أبا عمر أذ الحليخ أبلر محملد‪ ،‬ملن أبلو محملد؟‪ ،‬الموفل ‪،‬‬
‫يقول‪ :‬ما مر علر دعاء ق به أحد من العلماء إل دعوته وسألت اهلل ‪ ‬به‪.‬‬

‫إان مث هذا األدعية ما قال هؤلء العلماء إل أق أحوالها ألن ما فيها من ال غة لكما بقلت لكم علن‬
‫الحافعر وغيره‪.‬‬

‫ُ ِد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَدْ ُعا َا ْل َحائِ ُ َوالنُّ َق َسا ُن َع َلى َب ِ‬


‫اب َا ْل َم ْس ِ‬

‫ل تللدخ المسللًد بنللاء علللى مللا سللب مللن اكللر أن الفقهللاء يقللون‪ :‬إن الحللائه ل يًللوز لهللا دخللول‬
‫المسًد‪ ،‬بخ ف الًنع‪ ،‬وتكلمنا عنها والتفصي والقيود التر يف محلها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن ِزيار ُة َقبرِ َالنَّبِ ‪ ‬و َقبري ص ِ‬
‫اح َب ْي »‪.‬‬ ‫َ َْ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ْ‬

‫زيار قا النبر ‪ ‬سنة؛ ألن زيار قبور المسللمين سلنة عاملة‪« ،‬أَّل كنـت قـد نهيـت م عـن‬
‫وبخصوصله‪ ،‬فقلد كلان بعله‬ ‫زيارة الهبار‪ ،‬زورها»‪ ،‬فليار قلا النبلر ‪ ‬سلنة بعملوم اللن‬
‫الصحابة كابن عمر ‪ ‬يقصد قا النبر ‪ ‬ويلوره ويسلم عليه عنده‪.‬‬

‫إان زيار قا النبر ‪ ‬وقا صاحبيه رضوان اهلل عليهما وضدجيعيه يف القلا سلنة مسلتحبة‬
‫لعملللوم األدللللة وخصوصلللها‪ ،‬فكللل ملللن كلللان يف مدينلللة النبلللر ‪ ‬زائلللر لمسلللًد رسلللول اهلل‬
‫‪ ‬يسللتحع للله أن يلللور قللا النبللر ‪ ‬ويسلللم عليلله؛ لكللن السلل م علللى النبللر‬
‫‪ ‬هنا وهنلاك ويف الصلين ويف كل بللدان اللدبيا واحلد‪ ،‬فلإن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إن هَّلل‬
‫مالئ ة سيارين يبلغانن السالم أينما سلمتم»‪ ،‬فك من قال اللهم صللر وسللم عللى محملد‪ ،‬فلأجره هنلا‬
‫وهنللاك سللواء‪ ،‬الفل ل يعتللا لليللار القللا‪ ،‬فللإن زيللار النبللر ‪ ‬فاضلللة كليللار سللائر قبللور‬
‫المسلمين‪ ،‬فإ ا فاضلة‪ ،‬بأ ا تذكر اآلخر ‪ ،‬ولها أغراض كثير ربما أشربا لبعلها يف كتاب الًنائل‪.‬‬

‫ـن ُد َو ْي َـر ِة َأ ْه ِلـ ِ ‪ ،‬إِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وص َق ُة َا ْل ُع ْم َرة‪َ :‬أ ْن ُي ْحرِ َم بِ َها َم ْن بِا ْل َح َر ِم م ْن َأ ْدنَـى َا ْلح ِـٍ‪َ ،‬و َب ْي ُـر ُه م ْ‬
‫ات‪َ ،‬وإِ ََّّل َ ِمنْ ُ»‪.‬‬
‫ون َا ْل ِمي َه ِ‬
‫َان ُد َ‬
‫ك َ‬

‫بدأ التكلم المصنف عن صفة العمر ‪ ،‬وقال‪ :‬إن العمر التر يحرم ا ث ثة أبوان‪:‬‬

‫النوأ األول‪ :‬أن يكون المرء أن يحرم ا من بالحرم من أدبى الحل ‪ ،‬أن يكلون الملرء ملن أهل مكلة‪،‬‬
‫‪446‬‬

‫أي من أه حرم مكة؛ ألبه لو كان من مكة من خارجها من الح فيحرم من دوريته‪.‬‬

‫إان إاا كان من أه الحرم فإبه يحرم ا ملن أدبلى الحل ؛ ألن النبلر ‪ ‬أعملر عائحلة ملن‬
‫التنعيم الذي بنر يف محله مسًد كبير يسمى بمسًد عائحة ‪.‬‬

‫الح ما هو؟‪ ،‬إما التنعيم الذي بنر فيه المسًد‪ ،‬أو عرفة‪ ،‬أو الحرائع الًلء األخير منله اللذي يسلمى‬
‫بحرائع المًاهدين‪ ،‬أو الحميسر‪ ،‬أو أي منطقة من الح ‪ ،‬ل يللم أن يكون من التنعليم‪ ،‬وإبملا النعليم هلو‬
‫أقرب الح للمسًد الكعبة‪ ،‬هو أقرب الح محوارا‪.‬‬

‫ببعا مفهوم هذه الًملة أن من كان من أه مكة وأحرم من الحرم‪ ،‬فإن عليه دم‪ ،‬ينعقد إحرامه؛ لكلن‬
‫عليه دم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وغيره من دوير أهله‪ ،‬إن كان دون الميقات‪ ،‬وغيلره مملن كلان خلارج الحلرم‪ ،‬ودون المواقيلت‬
‫ليس آفاقيا‪ ،‬فحينمذ يحرم من دورية أهله‪.‬‬

‫ما معنى قوله دوير أهله؟‪ ،‬أي المكان الذي أبش فيه‪.‬‬

‫الفقهاء يقولون‪ :‬والبلد يًوز ا حرام من برفيها‪.‬‬

‫المستحع له أن يحرم من بيته من البيت الذي هو فيه‪ ،‬ولكن البلد إاا كابلت كبيلر ‪ ،‬فلإن تعتلا محل‬
‫واحدا‪ ،‬فيحرم من برفيه‪.‬‬

‫وبناء على الك فلو أن امرأ من أه مث قلت لكم عصفان مث ‪ ،‬أو الًموم‪ ،‬أراد أن يحلرم ملن لليس‬
‫من بيتله‪ ،‬وإبملا ملن برفهلا‪ ،‬بقلول يًلوز؛ وللذلك بًلد أن أهل جلد ملث كثيلر ملنهم يلؤخرون ا حلرام‬
‫لطرفها‪ ،‬محطة المبابلين التر توجد يف الطرف‪ ،‬بقول أل ا برف المدينة‪.‬‬

‫لكن قد يقال‪ :‬إبه يًع ا حرام من البيت خاصة‪ ،‬وخاصلة إاا كابلت المدينلة كبيلر كًلده وغيرهلا؛‬
‫ولذلك فإبه عندما قال المصنف‪ :‬ومن دوير أه إاا كابت البلد كبير بقلول بوجلوب أن يكلون ا حلرام‬
‫من البيت ل من برف البلد ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإل فمنه‪ ،‬أي إن كان آفاقر مًازا للميقات فمن الميقات‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪447‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َي ُط ُ‬


‫اف َو َي ْس َعى َو ُي َه ِص ُر»‪.‬‬

‫سب بيابه‪.‬‬

‫َان َا ْل َح ِِ َأ ْر َب َعة‪ :‬إِ ْح َرام‪َ ،‬و ُو ُقاف‪َ ،‬و َط َااف‪َ ،‬و َس ْع »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬أ ْرك ُ‬

‫أركان الحج أربعة‪ ،‬هذه األربعة إا لم تتحق فإن الحج يفلوت‪ ،‬أو أن الحلج ل ينعقلد‪ ،‬أو غيلر اللك‪،‬‬
‫كما سأاكر لك بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلول‪ :‬ا حرام‪ ،‬وهو بية الدخول يف النسلك‪ ،‬كملا قلال العلملاء‪ ،‬وملن تلرك هلذا اللركن للم ينعقلد‬
‫بسكه ابتداء ف يللمه شرء‪.‬‬

‫‪ ‬والثاين‪ :‬الوقوف بعرفة؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬الحِ عر ـة»‪ ،‬وبنلاء عللى اللك فملن فاتله‬
‫الوقوف بعرفة فإبه يسمى فواتا وسيأا حكمه‪.‬‬

‫‪ ‬والثالث‪ :‬هو الطواف‪ ،‬أي بالبيت وهذا بإجماأ أه الطلواف‪ ،‬أن الطلواف ركلن يف الحلج‪ ،‬فيبقلى‬
‫يف الذمة ولو بعد ابقلاء أشهر الحج‪.‬‬

‫‪ ‬الرابع‪ :‬سعر الحج ألبه معه‪ ،‬وكذلك بإجماأ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ِ‬
‫اج َبا ُت َس ْب َعة»‪.‬‬

‫وواجباته سبعة‪ ،‬هذه ليست أركان‪ ،‬وإبما هر واجبلات فلإاا تركهلا الملرء عملدا أو بسليابا يف الًمللة؛‬
‫ألن فيها أشياء يعذر ا‪ ،‬يف الًملة‪ ،‬فإبه يًاها دم‪ ،‬دليله ما ثبت عند مالك يف الموبلأ أن ابلن عبلاس ‪‬‬
‫من ترك بسك فعليه دم‪.‬‬

‫فقوله‪ :‬من ترك بسك يحم من ترك واجع أو فع محذور‪ ،‬وتقدم المحذور‪ ،‬وهنا وترك الواجع‪.‬‬

‫ات ِمنْ ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِحرام مار ع َلى ِمي َه ٍ‬
‫ْ َ ُ َ ٍّ َ‬

‫تقدم لقو النبر ‪« :‬هن لهن ولمن مرة عليهن من بير أهلهن ممن يريد حِ وعمرة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُو ُقاف إِ َلى َال َّل ْي ٍِ إِ ْن َو َق َ‬


‫ف ن ََهارا»‪.‬‬

‫وسب الدلي عليه‪ ،‬فإن من دخ يف عرفة ارا فيًع عليه أن يبقى إلى اللي ‪.‬‬
‫‪448‬‬

‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َب َّيت بِ ُم ْز َدل َق َة إِ َلى َب ْعد ن ْصق ‪ ،‬إِ ْن َوا َ َ‬
‫اها َق ْب َل ُ»‪.‬‬

‫المبيت بملدلفة وقته من غلروب شلمس اليلوم التاسلع إللى بللوأ الفًلر ملن اليلوم العاشلر كل هلذا‬
‫يسمى مبيت بملدلفة‪ ،‬هذا هو الوقت‪.‬‬

‫هذا الوقت ينقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫النصف األول‪ ،‬والنصف الثاين‪.‬‬

‫فمن دخل ملدلفلة يف النصلف األول منله‪ ،‬فإبله يًلع عليله إن يمكلث يف ملدلفلة إللى تملام النصلف‪،‬‬
‫الدخول بملدلفة واجع ‪ ،‬فإن دخله يف النصف األول فإبه يًع عليه أن مكث إلى تمام النصف‪.‬‬

‫وإما إن دخ يف النصف الثاين منه فيكفيه المرور‪.‬‬

‫إان عندبا ث ثة أشخاص‪ ،‬رج دخ ملدلفة قب النصلف‪ ،‬فنقلول كيفيلك‪ ،‬لملااا؟؛ ألن تمكلث إللى‬
‫للنسلاء ولملن معهلن‪ ،‬وللرعلا ‪،‬‬ ‫للنلاس بلالخروج‪ ،‬رخل‬ ‫بصف اللي ؛ ألن النبر ‪ ‬رخل‬
‫لله‪ ،‬وبظربلا يف التويلت‬ ‫ولغيرهن‪ ،‬ولبن عباس‪ ،‬ابن عباس كان جدعا لليس بالصلغير‪ ،‬وملع اللك رخل‬
‫الحرعر وجدبا أن الحرأ إبما يوقت بالمتنلانرات‪ ،‬فوجلدبا أقلرب توقيلت قلدره الحلارأ بصلف الليل يف‬
‫العحاء‪ ،‬فأمطنا الحكم به‪ ،‬كما قال عمر أيف األشباه والنظائر‪ ،‬ثم قس األمور بعد الك‪.‬‬ ‫ص‬

‫إن جاء بعد بصف اللي ‪ ،‬بقول مااا؟‪ ،‬يكفيك المرور يف ملدلفة‪.‬‬

‫إن بلع المفًر وهو لم يأا فإن كان من غير عذر فعليه دم‪ ،‬وإن كان حبس عنه سقطن عنه للعًل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َمنَى َل َيالِ َي َها»‪.‬‬

‫بلالةك‬ ‫وهو واجع وتقدم‪ ،‬وإبما قلنا إبما هو واجلع ولليس بلركن ألبله النبلر ‪ ‬رخل‬
‫المبيت لرعا والسقا ‪ ،‬والركن ل يسقط مطلقا‪.‬‬

‫الر ْم ُ ُم َرتَّبا»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬
‫ألبه تابع للمبيت بمنى وألبه أجاء فيه التوكي ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪449‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ْلق َأ ْو َت ْه ِصير»‪.‬‬

‫فإبه كذلك من الواجبات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َط َا ُ‬


‫اف َو َدا ٍع»‪.‬‬

‫لحديث ابن عباس وما عدا الك مما اكره قب فإبه سنن‪.‬‬

‫ان َا ْل ُع ْم َر ِة َث َال َثة إِ ْح َرام‪َ ،‬و َط َااف‪َ ،‬و َس ْع »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْر َك ُ‬

‫تقدمت‪.‬‬

‫ح ٍِ‪َ ،‬وا ْل َح ْل ُق َأ ْو َال َّت ْه ِص ُير»‪.‬‬


‫ْلحرام ِمن َا ْل ِ‬ ‫اج َبات َُها اِ ْثن ِ‬
‫َان‪َ :‬ا ْ ِ ْ َ ُ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ِ‬

‫ا حرام من الح لمن كان ملن أهل مكلة‪ ،‬أو أخلذ بسلك وأراد أن يلأا بعملر أخلرى‪ ،‬وأملا أن كلان‬
‫آفاقر فإبه يحرم من الميقات‪.‬‬

‫والحل والتقصير‪ ،‬وتقدم‪.‬‬

‫اف َ ا َت ُ َا ْل َح ُِّ‪َ ،‬وت ََح َّل ٍَ بِ ُع ْم َر ٍة َو َهدْ ٍي إِ ْن َل ْم َي ُْن اِ َْت َ‬


‫َرط»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َ ا َت ُ َا ْل ُا ُق ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف علن مسلألة يسلمها الفقهلاء بلالفوات‪ ،‬وهلو فلوات الوقلوف بعرفلة‪ ،‬بقلول‪ :‬يكلون‬
‫فوات الوقوف بعرفة بابتهاء الوقوف‪ ،‬وينتهر الوقوف بعرفلة بطللوأ الحلمس يلوم العاشلر‪ ،‬دليل اللك ملا‬
‫جاء من حديث جابر ‪ ‬أبه قال‪« :‬إن َّل يقات الحِ إَّل بطلاع َمس يام اْلضحى أو يـام العيـد»‪ ،‬كلذا‬
‫قال جابر‪.‬‬

‫إان فوات الحج يكون بطلوأ فًر يوم العاشر‪ ،‬وهو يوم العيد‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن فاته الوقوف بعرفه فاته الحج‪ ،‬إان ل يكون حاجا ل يقف بلاقر المواقلف‪ ،‬وتحلل بعملر ‪،‬‬
‫يعنر يًع عليه أن يتحل بعمر ‪ ،‬كما قال عمر ‪ ‬صنع ما صلنع المعتملر‪ ،‬ثلم تحلل بعلد اللك لدي‪،‬‬
‫قاله عمر ورويه مرفوأ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتحل بعمر ‪ ،‬وهذا العمر يكون فيها بواف‪ ،‬وسعر‪ ،‬وح ق‪.‬‬

‫قال‪ :‬وهدي‪ ،‬ويأا دي ولو لم يكن متمتع‪ ،‬أو قارن‪ ،‬إن لم يكن اشةط‪.‬‬
‫‪450‬‬

‫قوله‪ :‬إن للم يكلن اشلةط‪ ،‬أغللع الفقهلاء يًعللون الشلةاط متعلل با حصلار ل بلالفوات‪ ،‬ولكلن‬
‫المصنف جعله سواءه أحد الروايتين عند المتأخرين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُمن َع َا ْل َب ْيت َهدَ ى ُث َّم َح ٍَّ‪َّ ِِ َ ،‬ن َ ْهدَ ُه َصا َم َع ْي َر َة َأ َّيامٍ‪َ ،‬و َم ْن ُصـدَّ َع ْ‬
‫ـن َع َر َ ـ َة ت ََح َّل َـٍ‬
‫بِ ُع ْم َر ٍة َو ََّل َد َم»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن ا حصار وهو المنع من الوصول إلى البيت‪ ،‬أو لبعه الحعائر‪ ،‬المنلع ث ثلة‬
‫أبواأ‪ :‬إبما كون منعا عن البيت كله وهو مكة‪ ،‬أو أن يكون منع عن عرفة بالخصوص دون بقاي البيلت‪ ،‬أو‬
‫أن يكون منع عن بلاقر الحلعائر كمنلى وملدلفلة‪ ،‬األول والثلاين أوردهملا المصلنف‪ ،‬والثاللث للم يلذكره‪،‬‬
‫والفقهاء يقولون‪ :‬ومن منع من شرء من الحعائر ص حًه‪ ،‬وليس عليه شرء‪ ،‬وإبما الحكلم متعلل بملن‬
‫منع من عرفة‪ ،‬أو منع من البيت‪.‬‬

‫بدأ باألول‪ ،‬فقال‪ :‬ومن منع البيت‪ ،‬الوصول إلى مكة أهدى‪ ،‬ما معنى أهدى؟‪ ،‬يعنر أهدى بمعنلى أبله‬
‫اب شا ‪ ،‬وهذا يسمى هدي ا حصار‪ ،‬أهدى‪ ،‬ثلم حل ‪ ،‬يعنلر ثلم يحل وللو كلان اللك قبل الوقلوف‪ ،‬أن‬
‫منع‪ ،‬ولو قبله بيومين أو ث ثة‪.‬‬

‫المنع يكلون بملااا؟ يكلون إملا صلاحع اي غلبلة يعنلر كعلدو وبحلو‪ ،‬أو أن يكلون بملرض‪ ،‬هلذا هلو‬
‫ا حصار‪ ،‬وقد أحل بعه أه العلم به صور أخرى لكن المًم أمرين‪.‬‬

‫قال‪ :‬فإن فقده‪ ،‬أي فقد الهدي الذي يذبحه‪ ،‬صام عحر أيام‪ ،‬قياس على هدي التمتع والقران‪ ،‬قياسا‪،‬‬
‫فيصوم الك‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة يف الفوات‪ ،‬اكربا أبه يحل ‪ ،‬وهنا لم يذكر أبله يحلل ‪ ،‬فهل المحصلر يحلل شلعره أم‬
‫ل؟‪ ،‬ناهر ما اكره المصنفون‪ ،‬ومحى عليه يف الروض أبه ل يحل ‪ ،‬ولكن رجع الحليخ موسلى يف ا قنلاأ‬
‫أبه يللمه الحل ‪ ،‬الذي هو الح قة أو التقصير‪ ،‬يللمه‪.‬‬

‫مع أن قولهم وجهه لمن لم يللمه قال بمعنلى ا حل ل مطلقلا‪ ،‬ولليس المقصلود بله‬ ‫قال لظاهر الن‬
‫النسك‪ ،‬وعلى العوم هر قولن للمتأخرين‪.‬‬

‫النوأ الثاين‪ :‬قال‪ :‬ومن صد عن عرفة تحل بعمر ول دم‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪451‬‬

‫ومن صد عن عرفة فقط دون البيت‪ ،‬فإبه يكون حكمه حكم الفوات‪ ،‬فيتحل بعمر ول دم عليه‪.‬‬
‫حي ُة سنَّة‪ ،‬ي ْره تَركُها َل َه ِ‬
‫اد ٍر»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ْاْلُ ْض َّ ُ ُ َ ُ ْ َ‬

‫بدأ يتكلم المصنف يف هذا الفصل علن أحكلام األضلحية‪ ،‬وعلاد يلرود العلملاء األضلحية بعلد بلاب‬
‫الهدي‪ ،‬لوجود التحابه بينهما من حيث اللمان‪ ،‬ومن حيث الصفة‪ ،‬فإبله ل يللحى إل بملا يهلدى بله وهلو‬
‫يمة األبعام‪ ،‬من ث ثة أبواأ فقط‪.‬‬

‫وكذلك إبما تكون األضحية يف وقت اب هدي التمتع والقران‪.‬‬

‫قال‪ :‬واألضحية سنة‪ ،‬وقد جاء فيها حديثان مرويان عند ابن ماجه‪ ،‬وهذا يف فلللها‪ ،‬وأملا محلروعيتها‬
‫فقد ثبت أن النبر ‪ ‬ضحى يف أكثر من حديث ♥‪ ،‬بكبش عنه بكبش عن من للم‬
‫يللللحر ملللن عملللوم المسللللمين‪ ،‬وكلللان كبحلللين أبيللللين أقلللربين يلللأكلون يف سلللواد ويمحللليان يف سلللواد‬
‫‪ ‬يعنر أن فهمه أسود وأقدامه سود‪.‬‬

‫وإاا كان المرء قادر بأن كان عنده مال يستطع أن يلحر به فإبه يكره له تركها‪ ،‬لفللها العظليم‪ ،‬وألن‬
‫النبر ‪ ‬ما ترك األضحية‪ ،‬ب يف حًة فقد جاء من حديث عائحة أ لا قاللت‪ :‬فأدخل علينلا يف‬
‫منى بلحم بقر‪ ،‬وقي هذه أضحية النبر ‪ ،‬يف حًته وهو مسافر هدى إب وضلحى ببقلر‪ ،‬كلذا‬
‫قال أه العلم جمعا بين أحاديث الباب‪.‬‬
‫آهرِ َثانِ َالت َّْيرِ ِ‬
‫يق»‪.‬‬ ‫ت َا َّلذبحِ ‪ :‬بعدَ ص َال ِة َا ْل ِع ِ‬
‫يد َأ ْو َقدْ ِر َها إِ َلى َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْق ُ ْ َ ْ َ‬
‫َ‬
‫وقت اللذب ل يًلوز ابحهلا قبل الصل ‪ ،‬أو قلدرها لملن للم يصللر‪ ،‬أو للم يكلن عنلده بًاببله ملن‬
‫العيد‪ ،‬وهو تقريبلا عحلر دقلائ ‪ ،‬ربلع‬ ‫يصلر‪ ،‬بأن ينتظر بعد ارتفاأ الحمس قيد رم بمقدار ما تتم به ص‬
‫ساعة بالكثير بعد ارتفاأ الحمس‪ ،‬قيد رم ‪ ،‬يعنر بعد ا شراق ينتظر ارتفلاأ الحلمس قيلد رمل ثلم ينتظلر‬
‫لنق ربع ساعة‪ ،‬ثم بعد الك يًوز له الذب ‪.‬‬ ‫ا قدر الص‬

‫ويستحع أن يؤخرهلا إللى ملا كلون بعلد الخطبلة‪ ،‬هلذا ملن بلاب السلتحباب‪ ،‬لحلديث اللااء وجلابر‬
‫ل قبلها‪.‬‬ ‫وغيرهم‪ ،‬أبه ل تًوز األضحية إل بعد الص‬

‫العيد أو قدرها لمن لم يصلر إلى آخر ثاين التحري ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وقت اب بعد ص‬
‫‪452‬‬

‫إان يكون الذب اليوم العاشر‪ ،‬واليوم الحادي عحر‪ ،‬واليوم الثاين عحر‪ ،‬ث ثة أيام فقط‪ ،‬والدلي على‬
‫الك أبه كما قال أحمد‪ :‬جاء عند علدد ملن الصلحابة رضلوان اهلل علليهم علن غيلر واحلد ملن الصلحابة أن‬
‫الذب ث ثة أيام فقط‪ ،‬يوم العيد ويومان بعده‪.‬‬

‫وبحن بحتاط للعباد فنأخذ بأق ما ورد‪ ،‬وأق ما ورد عن الصحابة كما قال أحملد‪ :‬علن غيلر واحلد‪،‬‬
‫جاء يف بعه أ م ث ثة من الصحابة‪ ،‬وجاء أكثر أ م من الث ثة‪ ،‬غير واحد أن الذب ث ثة أيام‪ ،‬فا بسلان‬
‫يحتاط قدر استطاعته‪ ،‬فيذب أضحيته يف هذه األيام الث ثة‪.‬‬

‫ويدل على الك ما جاء عن النر ‪ ‬أبه ى عن ادخار لحم األضاحر أكثر من ث ثلة أيلام‪،‬‬
‫بب ًعا ثم بسخ هذا الحكم؛ إبما ملن أجل الدفلة كملا تعلملون‪ ،‬حتلى يلذكرون األصلوليين يف مسلائ التلك‬
‫العلة‪.‬‬

‫فإاا كان يًوز الذب يف اليوم الرابع لمااا ر الدخار ويًوز الذب ؟‪ ،‬فدل عللى أن اللذب إبملا هلو‬
‫يف وقت الدخار‪.‬‬

‫ازر َأ َج ْر َت ُ ِمن َْها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي ْع َطى َج ِ‬

‫قال‪ :‬والًازر ل يًوز أن يعطى من أجرتله ملن هلذه األضلحية؛ ألن األضلحية عبلاد هلل ‪ ‬وهلو‬
‫بسيكة وهدي هلل سبحان وتعالى ف يعطى منها أجر ‪ ،‬ما بأجره عليه؛ لكن تعطيه هدية تعطيه هبة‪ ،‬إاا كلان‬
‫فقيرا تعطيه صدقة يًوز؛ لكن ل يعطى أجر من أجلاء الذبيحة‪ ،‬ل بمن جللدها ول ملن لحمهلا‪ ،‬ول ملن‬
‫جللها‪ ... ،‬ما يًع عليها‪.‬‬

‫اع ِج ْلدُ َها َو ََّل ََ ْ ن ِمن َْها َب ٍْ ُينْ َت َق ُع بِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي َب ُ‬

‫قال‪ :‬ول يًوز بيع جلدها‪ ،‬ول شرء منها‪ ،‬من لحم‪ ،‬ول غيرها‪ ،‬ول حتى الًل اللذي يًعل فوقهلا‬
‫كابوا قديما لكر عرف يًع عليها الً الً ل يًع فوقها هذا ل يًلوز بيعله‪ ،‬بل ينتفلع بله‪ ،‬يعنلر أن‬
‫األضحية له يتصدق ا ويهدي وسيأا اآلن‪ ،‬وينتفع بالًلء اللث ث‪ ،‬هلذه الًللء الثاللث اللذي‬ ‫الحخ‬
‫جعله له يًعله ابتفاأ‪ ،‬إما بأك أو يًعله وسائد يف بيته كالًلد وبحو الك‪ ،‬واض معر‪.‬‬

‫ول يًوز له هذا الًلء اللذي أراده ل بتفلاأ أن يبيعله؛ لكلن يًلوز كملا خرجله ابلن رجلع وجللم بله‬
‫يًوز المبادلة به؛ ألن من قواعدبا أن يًوز البدال والستبدال يف الوقف ويف ما معناه ومنه الك‪ ،‬فيًلوز‬
‫‪٦‬‬
‫‪453‬‬

‫أن يبادل من جلد من أضحية بغيره‪.‬‬

‫إان قلنا ل يًوز يف الًلء الذي يريد البتفاأ به؛ لكن لو أعطى الًلد لفقير‪ ،‬ثم باأ الفقير هذا الًلد‬
‫لمصنع الًلود‪ ،‬بقول يًوز‪.‬‬

‫إان أبللت إاا أرت أن تتصللدق بالًلللد‪ ،‬فتصللدق بالًلللد‪ ،‬والمتصللدق عليلله هللو الللذي يبيعلله تعطيلله‬
‫للًمعية الخيرية والًمعية هر التر تبيعه‪ ،‬أو الفقير هو الذي يبيعه‪ ،‬أو الًهلة التلر تكلون بائبلة‪ ،‬املا أبلت‬

‫ف تتلولى بيعله؛ ألبله يًلع { ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ‬

‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ} [الحللللج‪ ،]36 :‬كلللللوا‪،‬‬


‫ابتفاأ‪ ،‬وأبعموا القابع والمعة‪ ،‬وهو الفقير‪ ،‬القابع وهو الصدي وبحوه‪.‬‬

‫ح َّي ٍة‪ :‬إِبٍِ‪ُ ،‬ث َّم َب َهر‪ُ ،‬ث َّم َبنَم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ ْ َض ٍُ هدْ ٍي و ُأ ْض ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ألن النبر ‪ ‬بين أن الذي يأا يف الساعة األولى كأبما أهدى أبل ‪ ،‬والثلاين بقلر ‪ ،‬والثاللث‬
‫غنم‪ ،‬يدل على األفللية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي ُْ ِزئُ إِ ََّّل ِج ْذ ُع َض ْأ ٍن َأ ْو َثن ِ ٌّ َب ْيرِ ِه»‪.‬‬

‫لما جاء من حديث جابر وغيره فالًدأ اللأن وهو الحا ‪ ،‬الًدأ هو ما تلم سلت سلنين‪ ،‬والثنلر‪ ،‬ملا‬
‫سيأا بعد قلي يف تقديريه؛ لكنه يف المعل لله سلتة أشلهر‪ ،‬سلت سلنوات ل سلديس هلذا يعنلر غيلر ملأكول‬
‫اللحم‪ ،‬يصب لحمه قاسر‪ ،‬ستة أشهر أحسنت‪ ،‬بحن بسمر الذي له ستة سنوات سلديس يعنلر أن لحمله‬
‫يكون ثقي ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ثن ُّ إِبِ ٍٍ َما َل ُ َه ْم ُس سن َ‬
‫ين»‪.‬‬

‫فثنر ما له خمس سنين‪ ،‬وما كان دون الك ف يًل ابحه‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب َهرٍ َسنَت ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫وما دون الك ل يًل ابحه‪.‬‬

‫اح ٍد»‪.‬‬
‫ليا ُة عن و ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ُُْ ِزئُ َا َّ َ ْ َ‬

‫وثنر المعل سنة‪.‬‬


‫‪454‬‬

‫قال‪ :‬وتًل الحا عن واحد‪ ،‬أو علن واحلد وأهل بيتله؛ لكلن ل يتحلارك اثنلان يف شلا ‪ ،‬لملااا؟؛ ألن‬
‫األضحية تًل عن واحد فهنا اثنان اشةك فيها‪.‬‬

‫ما معنلى قولنلا‪ :‬إ لا تًلل عنله وعلن أهل بيتله؟‪ ،‬قلولهم وجلل علن أهل بيتله لهلا معنيلان ك هملا‬
‫صحي ‪.‬‬

‫المعنى األول أن يكون الرج ومن دخ معه يف الحا يسكون بيلت واحلد‪ ،‬بمعنلى أن كلان مطلبخهم‬
‫واحد ومطعهم واحد‪.‬‬

‫إان هم أه بيت ولم كن أبوهم واحد‪.‬‬

‫األم الثاين‪ :‬أن يكون المراد بأه البيت من هم من قرباته؛ كأبنائه ومن يقوم بنفقلتهم وملؤبتهم‪ ،‬كملا‬
‫قال النبر ‪َ« :‬اة عن وعن أهٍ بيت »‪ ،‬أي علن زوجاتله ♥‪ ،‬ول فلليس لله اريلة‬
‫صلوات اهلل وس مة عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َبدَ َن ُة َوا ْل َب َه َر ُة َع ْن َس ْب َع ٍة»‪.‬‬

‫جاء الك عن جابر‪ ،‬وجاء عن قلاء الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت ُُْ ِزئُ ُه َز ْي َلة َو َب ِينَ ُة َع َا ٍر َأ ْو َع َرجٍ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول تًل يف األضحية‪ ،‬ول يف غيرها مما فيه هدي واجع‪ ،‬هليلة وهر التلر جلاءت يف حلديث‬
‫علر أ ا عًفاء‪.‬‬

‫وبينة عور‪ ،‬أي العوراء البين عورها؛ ألن العوراء ل تأك جيدا‪ ،‬ول تمحر مع القطيلع محلر مناسلع‪،‬‬
‫وكذلك من باب أول العمياء ولو كان عماها غير بين فإ ا ل تًل ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو عرج‪ ،‬وله التر بان ضلعها يعنر تمحر محر واضحا فيه العرج‪ ،‬والعا بمن كابلت فيهلا هلذا‬
‫العيع قب التعيين‪ ،‬وأما إن برأ العيع عليها بعد التعيين؛ كأن تقلول اشلةيت أضلحية وعلين أ لا أضلحية‬
‫فطرأ العيع فإ ا حينمذ تًل فالعربة بوقت الوجوب وهو التعيين‪ ،‬ل بوقت الذب ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل َذ ِ‬
‫اه َب ُة َال َّثن ََايا»‪.‬‬ ‫َ‬

‫وهر الهتماء التر اهع ثناياها‬


‫‪٦‬‬
‫‪455‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َأ ْك َثرِ ُأ ُذنِ َها َأ ْو َق ْرنِ َها»‪.‬‬

‫لحديث علر وهر العللباء التلر اهلع أكثلر أا لا وقر لا‪ ،‬وهلر داخللة يف قاعلدتنا السلابقة وهلو أن‬
‫األكثر حكم الك ‪ ،‬وإما أن كان اللذي اهلع بصلفها أو أقل فإبله يًلوز‪ ،‬وأملا أن كلان أا لا غيلر موجلود‬
‫بالكلية فإ ا يًوز وتسمى بالبةاء‪ ،‬يعنر خلقت ب أابن‪ ،‬أو ب قرن‪.‬‬

‫السنَّ ُة ن َْح ُر إِبِ ٍٍ َقائِ َمة َم ْع ُها َلة َيدُ َها َا ْل ُي ْس َرى َو َذ ْب ُح َب ْيرِ َها»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُّ‬
‫كما جاء من حديث ابن عمر أبه اب كذلك وقال‪ :‬هكذا فع النبر ‪.‬‬

‫قال تنحر ا بر قائمة أي ل تكون ملطًعة‪ ،‬قائمة معقوللة يلدها اليسلرى يعنلر تلربط يلدها اليسلرى‪،‬‬
‫ويكون النحر بلر ا سكين وبحو الك بالطعن فتطعن فيملا بلين الرقبلة‪ ،‬وملا بلين الصلدر‪ ،‬ملا بلين العنل‬
‫والصدر‪.‬‬

‫قال‪ :‬وابل غيرهلا بلالنحر‪ ،‬بلأن يكلون ملن أول اللرأس ويكلون ملن أول الرقلة أو ملن أسللفها‪ ،‬يًلوز‬
‫الوجهان‪.‬‬

‫ال‪ :‬بِ ْس ِم َاهَّلل ِ َال َّل ُه َّم َه َذا ِمن َ‬


‫ْب َو َل َ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُه ُ‬

‫يقول عند الذب بسم اهلل وجوبا‪ ،‬ول تسقط عمدا ولكن تسلقط سلهوا‪ ،‬بخل ف الصليد‪ ،‬فلإن البسلملة‬
‫على الصيد ليست واجبة؛ ب شرط فمن ترك التسمية عللى الصليد بسليابا حلرم أكل الصليد‪ ،‬لحلدث أبلر‬
‫تعلبة‪ ،‬وأما التسمية هنا فإ ا واجبة؛ ألبه يكثر منن الناس اللذب ‪ ،‬وأن النبلر ‪ ‬جلاء يف حلديث‬
‫عائحة قال‪ « :‬سم ثم كل »‪.‬‬

‫وأما قوله‪ :‬هذا منك ولك‪ ،‬فقد جاء يف سنن أبر داود بإسناد حسلنه بعله أهل العللم ألن فيله محملد‬
‫ابن إسحاق‪ ،‬فذكره مستحع وليس بواجع‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َأ ْن َي ْأك ٍَُ َو ُي ْهد َ‬
‫ي َو َيت ََصدَّ َق َأ ْث َالثا ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫فيقسمها ث ثا‪.‬‬

‫مطلقا‪ ،‬كلملة مطل ًقلا تحتمل جميلع األضلاحر سلواء كابلت األضلحية واجبلة أو ليسلت بواجبهلا‪ ،‬إل‬
‫على أ ا صدقة‪ ،‬فيًع أن تكون حينمذ كامللة ملن‬ ‫أضحية واحد وهر األضحية التر تكون وصية وين‬
‫‪456‬‬

‫باب الصدقة‪ ،‬وأما المنذور فإ ا تقسم ث ث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َح ْل ُق َب ْعدَ َها»‪.‬‬

‫هذا ما يتعل يف األضحية إاا كان لم يأخذ من شعر ونفره وسيأا اكره بعد قلي ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َأ َك َلها إِ ََّّل ُأ ِ‬
‫وق َّية َجا َز»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫الفقهاء يقولون إن أق ما توزن به اللحم األوقيلة‪ ،‬وهلر مقلدار صلغير بملأل الكلف‪ ،‬أو الكفلين تقريبلا‬
‫هذا مقدار األوقية قلي جدا‪.‬‬

‫يًوز لك أن تأك األضحية كلها إل بمقدار أوقية‪ ،‬فإن أكلتها كامللة وللم تبقلر أوقيله يقلول الفقهائنلا‬
‫يًع أن تلم هذه األوقية‪ ،‬بمعنى أن تحةي للحم بمقدار أوقية وتتصدق بله‪ ،‬لملااا؟ ألن اهلل ‪ ‬أملر‬
‫بالصدقة من األضحية‪ ،‬واألص يف األضحية القربة إلى اهلل ج وع أمر‪ ،‬واألص يف األمر الوجوب‪.‬‬

‫إان من أك أضحيته كلها يًع عليه أن يلمن بأن يحةي للحم أو يخرج ملن اللحلم اللذي عنلده يف‬
‫البيت مقدار أوقية على األق ويتصدق به وجوبا‪.‬‬

‫يد َها َأ ْه ُذ ََ ْ ٍن ِم ْن ََ ْعرِ ِه‪َ ،‬و ُظ ُقرِ ِه َو َب ْي ْرتِ ِ ِ َا ْل َع ْيرِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وحرم ع َلى مرِ ِ‬
‫َ َُ َ َ ُ‬

‫لحديث أم سلمة ‪ ‬يف حديث مسلم أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬إذا دهلـت العيـر وأرد أحـدكم‬
‫ال يأهذ من َعره وَّل بيري َيئا»‪.‬‬ ‫أن يضح‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َا ْل َع ِهي َه ُة»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬كٍ مالد مرهان بعهيهت »‪ ،‬ومعنا قوله أبه مرهون بعقيقتله‪ ،‬أي مرهوبلة‬
‫س مته‪ ،‬فمن باب الفأل بس مة الولد وصحة بدبه‪ ،‬وس مة عقله‪ ،‬وبول عمر بمحليمة اهلل جل وعل أن‬
‫يع عن هذا المولود‪.‬‬

‫بستفيد من الك أن المولود إاا تويف‪ ،‬كأن يكون سقط‪ ،‬أو تويف قب أن يع عنه فنقول‪ :‬فات محله فل‬
‫يع عنله؛ ألن سلنة فلات محلهلا‪ ،‬هلذه قاعلد ‪ ،‬وللحلديث‪« :‬كـٍ مالـد مرهـان» أي مرهوبلة سل مته‪ ،‬أي‬
‫س مة المولود‪.‬‬

‫ببعا وقد قيل أن المرهوبلة‪ ،‬أي مرهوبلة شلفاعته‪ ،‬ولكلن بقل أحملد‪ ،‬كملا بقل ابلن القليم أن الملراد‬
‫‪٦‬‬
‫‪457‬‬

‫بالمرهون المرهون س مته‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َع ِن ا ْلغ َُال ِم ََات ِ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬الذي ولد عنه يذب عنه شاتان‪ ،‬كما عقد النبر ‪ ‬عن ابن بنته‪.‬‬

‫لسابِ ِع»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وع ِن ا ْلُ ِ ِ‬


‫ار َية ََاة ت ُْذ َب ُح َي ْا َم َا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫قال‪ :‬عن الًارية شا ‪ ،‬تذب عنه يلوم السلابع‪ ،‬أول المخابلع بالعقيقلة هلو األب هلو اللذي يخابلع‬
‫بالعقيقة أساسا ابتداء‪ ،‬وبناء على الك فلو ع غيره عنله فإ لا ل تقلع يف محلهلا إل إاا أان األب‪ ،‬ل ُبلد أن‬
‫يأان األب‪ ،‬أو يستأان؛ ألبه هو الخابع ا‪ ،‬والسنة متًهة إليه حين ااك‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬عندما قال وتسن العقيقة‪ ،‬لو فرد أن مولد ولد يف يوم وهذا السلابع وافل أن يكلون وليملة‬
‫بكاال‪ ،‬بقول يتلداخ ن‪ ،‬وهل يتلداخ ملع األضلحية كلذلك؟‪ ،‬قلال بللعهم‪ :‬بعلم يتلداخ ملع األضلحية‬
‫فأل ا المقصود الذب يف اليوم السابع‪.‬‬

‫قال‪ :‬تذب عنه يوم السابع‪ ،‬المراد باليوم السابع‪ ،‬ليس عند تمام السابع‪ ،‬ب عند الدخول يف السابع‪.‬‬

‫ابتبه للفرق‪ ،‬لو أن مولود ولد يف يوم السبت فإبه تذب عنه عقيقتله يلوم الًمعلة؛ ألن جمعلة هلو اليلوم‬
‫السابع‪ ،‬وأما اليوم السبت الذي القاب أتم السبعة ودخ يف الثامن‪ ،‬إان تذب عنه يف يوم سلابعه‪ ،‬كملا قلال‬
‫النبر ‪ ‬يف حديث سمر وغيره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ات َ ِق َأربع َة ع َير‪ْ ِِ َ ،‬ن َ َ ِ‬
‫ات َ ق َأ َحدَ َوع ْيرِ َ‬
‫ين‪ُ ،‬ث َّم ََّل َت ْع َتبِ ُر َا ْْلَ َسابِ ُ‬
‫يع»‪.‬‬ ‫ََْ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َ َ‬

‫ألن جاء يف بعه برق األحاديث عند ابن داود أبه قال‪ :‬وإل يف أربعة عحر‪ ،‬أو أحدى وعحرين‪ ،‬وللم‬
‫يلد على الك‪.‬‬

‫قللال‪ :‬ثللم ل تعتللا األسللابيع‪ ،‬يعللين إن لللم يع ل يف اليللوم الواحللد والعحللرين‪ ،‬فللأي وقللت شللاء‪ ،‬الثللاين‬
‫والعحرين‪ ،‬والثالث والعحرين‪ ،‬والثامن والعحرين‪ ،‬ل بنظر لألسابيع ك األيام متساوية ما يكا الصبر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وح ْمها ك َُأ ْض ِ‬
‫ح َّية»‪.‬‬ ‫َ ُ َُ‬

‫أي‪ :‬من حيث بوأ ما يلذب أبله ل ُبلد أن يكلون ملن األصلناف الث ثلة ملن يملة األبعلام‪ ،‬وملن حيلث‬
‫السن‪ ،‬والس مة من العيوب وبحو الك؛ ولكن يقولون الفرق بين األضحية وبين العقيقة من جهات‪.‬‬
‫‪458‬‬

‫‪ ‬الُهة اْلولى‪ :‬أبه يستحع يف األضحية أن تقطع أجدال‪ ،‬بمعنى أن ل يتكسلر عظامهلا‪ ،‬وهلذا ملن‬
‫باب التفائ بس مة المولود‪ ،‬جاء الك عن عائحة ‪ ،‬وعم به الصحابة كثير بق عنهم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أ م يقولون‪ :‬إن األضحية كما مر معنى ل يًوز بيع شرء منهلا‪ ،‬بينملا العقيقلة يًلوز‬
‫بيع شرء منها وتصدق بثمنه‪ ،‬فقروا بين الثنتين؛ ألن الحقيقة يف ألج س مة المولود بلين األضلحية فهلر‬
‫محه التعبد هلل ‪‬؛ ولذلك يقول العلماء‪ :‬أفل ما يفع يف اليوم العاشر ملن شلهر اي الحًلة عللى‬
‫ا ب ق هو أن يذب هلل ‪ ‬بسيكة وهر األضحية‪ ،‬أفيه ما يفع على الب ق وهر األضحية‪.‬‬

‫ُ َها ِد»‪.‬‬
‫َاب َا ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬

‫بدأ المصنف ‪ ‬بكتاب الًهاد بعد كتلاب الحلج‪ ،‬وفقهائنلا لهلم مسللكان يف اكلر كتلاب الحلج‪،‬‬
‫فبعلهم مث الموقف‪ ،‬ومن تبعهم ومنهم المصنف‪ ،‬يذكرون كتاب الًهاد بعلد الحلج‪ ،‬ويعلدون الًهلاد‬
‫من العبادات؛ ألن األص يف الًهاد أن يكون عبده‪ ،‬فليس لك امرأ أن يًتهد فيله كملا شلاء‪ ،‬ول أن يتلأول‬
‫يف كما شاء؛ ب بحن محكومون فيه بحرأ‪ ،‬وبعه الفقهاء كالخرق أبر القاسم رحمة اهلل عليه كان يًع‬
‫كتاب الًهاد يف آخر األبواب بعد الحدود والًنايات‪ ،‬وملحظه يف الك قال‪ :‬ألن الًهاد إبملا هلو متعلل‬
‫بولر أمر المسلمين‪ ،‬فولر أمر المسلمين هو الذي يقيم الحدود وقيم بالقصاص وبحو الك‪ ،‬فكذلك هلو‬
‫الذي بيده األمر بالًهاد‪.‬‬

‫واللك جللاء علن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬ثالثــة إَّل أئمـت م»‪ ،‬ومنهللا الًهللاد‪ ،‬هلذان الةتيبللان عنللد‬
‫الفقهاء لها دليلة عظيمة جدا‪ ،‬فليس ك من سم فعله جهاد يكون جهادا‪ ،‬وليس ك من أدعى أبما يقوم بله‬
‫هو شعير من شعائر ا س م كذلك‪ ،‬وأبت إاا بظرت يف كتع أهل العللم المتقلدمين‪ ،‬وخاصلة إاا قلرأت‬
‫يف تاريخ الطاي‪ ،‬وكتاب الكامل لبلن الملاد حينملا عقلد فصل يف ب غلة الخلوارج‪ ،‬سلتقرأ كلملا بليغلا‬
‫يحث على الًهاد‪ ،‬ويرغع فيه ولو قرأتله لدمعلة عينلك‪ ،‬ورق قبللك؛ ولكلن إاا علملت ملن القائل وملن‬
‫المقول فيه‪ ،‬علمت أن اهلل ‪ ‬ربما جع بعه الناس يكون من أضلهم يحسبهم أبه على هدى وخيلر‪،‬‬
‫وإاا به يف ض ل‪.‬‬

‫كان الذي يقول يف هذا اللفظ يف الًهاد ويحثون عليه خوارج خرجوا على علر‪ ،‬وعثمان قبله‪ ،‬وعللى‬
‫خلفاء المسلمين بعده‪ ،‬فلست العا بالك م‪ ،‬وإبما العلا باألفعلال أن تكلون محكوملة بحلرأ اهلل ‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪459‬‬

‫قب ك شرء فإبه األص ‪.‬‬

‫يخرج مع أقوام يف بري مستقيم وكيون يف النار ملع أ لم‬ ‫والك بين النبر ‪ ‬أن الحخ‬
‫يف جهللاد مسللتقيم‪ ،‬والعكللس‪ ،‬فللإن رجل مللن أصللحاب النبللر ‪ ‬أبلللى معلله بل ء حسللنا‪ ،‬فقللال‬
‫أصحابه هنيمة له دخ الًنة‪ ،‬قال‪« :‬ها يف النار»‪ ،‬فذهبوا فإاا به لما كثرت جراحه جع السليف أو اللرم‬
‫ثندواتيه ثم تحام على بفسه فقت بفسه‪.‬‬

‫إاا الراية كان عليها راية النبر ‪ ‬وملع اللك صلاحبها يف النلار‪ ،‬وعكسله بعكسله‪ ،‬فقلد بلين‬
‫النبر ‪ ‬أن يف آخر اللمان جيش يأتون يغلون مكة‪ ،‬ربما كان الك باسم الًهاد وابسلم اللدين‬
‫يريدون غلو مكة‪ ،‬قال النبر ‪ « :‬يخسف بهم»‪ ،‬كلهلم يخسلف لم‪ ،‬ثلم يبعثلون عللى بيلاهتم‬
‫كما جاء يف حديث عائحة‪.‬‬

‫فهو األص ‪ ،‬ولما كان األمر أملر عاملا جعل العلملاء‬ ‫إان المقصود أن باب الًهاد إبما يحكم بالن‬
‫كلم باتفاق أن تحديد أوامره يف الًملة لوي أمر المسلمين‪ ،‬حتى حكر إجملاأ أبله ل يًلوز جهلاد بلدون‬
‫إان إمام‪ ،‬وقال بعلهم‪ :‬ل يًوز جهاد مع ر ا مام‪ ،‬وهاتان المسألتان مختلفان‪.‬‬

‫الفقهلاء علاد إبملا يلرودون يف بلاب الًهلاد األحكلام التابلة للًهلاد كأحكلام الغنيملة وغيرهلا‪ ،‬وإبمللا‬
‫أحكام الًهاد بفسه‪ ،‬فإ م يذكرون يف األحكام السلطابية ويف كتع العقائد‪ ،‬هل هلذا الًهلاد صلحيحا أم‬
‫ل؟؛ أل م يوكلون أمره لولر األمر؛ لكن يتكلمون يف بلاب الًهلاد علن تبعلات الًهلاد التلر تختللف ملن‬
‫وقت لوقت كما سيذكره المصنف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ه َا َ ْر ُض كِ َق َاي ٍة»‪.‬‬

‫هو فرد كفاية ول يكون فرد عين إل يف أحوال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل إِ َذا َح َض َر ُه َأ ْو َح َص َر ُه َأ ْو َب َلدَ ُه َعدُ ٌّو»‪.‬‬

‫إل حلر العدو‪ ،‬لقو اهلل ‪ { :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ}‬


‫[األحلاب‪.]15 :‬‬

‫وقوله حلره‪ ،‬أي‪ :‬حلر الرج الصف‪ ،‬أاا حلر الرج الصف‪.‬‬
‫‪460‬‬

‫أو حاصره‪ ،‬أو حصر بلده عدو‪.‬‬

‫َان َالن َِّق ُير َعاما َ َق ْر َض َع ْي ٍن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ك َ‬

‫أي‪ :‬أمللر ولللر األمللر بلالنفير { ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬

‫ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ} [التوبللللللة‪:‬‬
‫‪ ،]38‬وقال النبر ‪« :‬وإذا استنقرتم انقروا»‪ ،‬والك يقلول أهل العللم إبملا يًلع الًهلاد يف‬
‫أربع حالت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬يف عهد النبر ‪ ‬قال بعاء‪ :‬كان الًهاد واجبا عللى األصلحاب رسلول‬
‫اهلل ‪ ‬على األعيان وأما أبتم ف ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا حلر المرء الصفين‪ ،‬ف يًوز له أن ينفر؛ ألبه من كبائر الذبوب‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬إاا حصره العدو كما اكره المصنف هنا‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر اَّلربع‪ :‬إاا استنفر ولر األمر الك الرج بعينه‪.‬‬

‫إان ولر األمر إاا استنفر رج بعينه وجع عليه القتال‪ ،‬وإاا ى رجل أو جماعلة علن القتلال‪ ،‬يحلرم‬
‫القتال‪ ،‬أاا ى‪ ،‬واختلف‪ ،‬إاا سكت لم ينهى ولم يأمر فلمحلهور عنلد فقهائنلا أ لا إاا سلكت‪ ،‬وهلو إا للم‬
‫يللأان فإبلله منهللر عنلله كللذلك‪ ،‬إاا سللكت لللم يق ل قات ل ‪ ،‬أو لللم تقات ل ‪ ،‬المحللهور يف المللذهع وهللو قللول‬
‫أيلا ابن جماعة أبه يًوز‪ ،‬إاا سكت‪ ،‬وفرق بلين‬
‫الًمهور‪ ،‬إل قول اكره صاحع الروضة وفقهر واكره ً‬
‫أاا سكت‪ ،‬وإاا ى‪.‬‬

‫إاا ى‪ ،‬إاا ى هذا هو ا جملاأ المحكلر‪ ،‬وأملا إاا سلكت فهلو اللذي فيله خل ف والًمهلور وهلو‬
‫المحهور أبه ل يًوز إل بأابه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي َت َط َّا ُع بِ ِ َم ْن َأ ْحدُ َأ َب َا ْي ِ ُح ٌّر ُم ْس ِلم إِ ََّّل بِِِ ْذنِ ِ »‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬لما جاءه رج قال إين كنت يف غلو كذا وترك أمه تبكر فقلال‪ « :‬أضح هما‬
‫كما أب يتهما»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪461‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ِر َباط َو َأ َق ُّل ُ َسا َعة‪َ ،‬وت ََم ُام ُ َأ ْر َب ُع َ‬
‫ان َي ْاما»‪.‬‬

‫الرباط‪ :‬للوم الثغر للحماية‪ ،‬والك قال النبلر ‪« :‬عينـان َّل تمسـهم النـار»‪ ،‬واكلر منهملا‬
‫عين باتت تحرص يف سبي اهلل‪ ،‬والثغر قد يكون ألج كفار أو ألج معتدين‪ ،‬وقد يكلون لحفلظ اللنفس‪،‬‬
‫وقد يكون لحفظ المال‪ ،‬وقد يكون لحفظ العق كذلك‪ ،‬فك الك يسمى رباط‪.‬‬

‫وقد قر الحيخ تقر الدين ‪ ...‬السراط المستقيم صور كثيرا للرباط‪ ،‬فليس خاصا بين المسلم والكلافر‪،‬‬
‫ب قد يكون بين مسلم ومعتدي مسلم آخر‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأقله ساعة؛ ألن هذا أق برهة يف اللمان‪ ،‬وتمام أربعين يوما‪ ،‬لما جاء ملن حلديث أبلر إماملة أن‬
‫النبر ‪ ‬قال‪« :‬من رابط أربعين ياما هرج من ذنباه كيام ولدت أم »‪.‬‬
‫ْلما ِم منْع مخَ ِذ ٍل ومر ِج ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َُْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َا ْ ِ َ َ ُ ُ‬
‫المخذل الذي يخذل الناس‪ ،‬والمرجف الذي يخوفهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َا ْل َُ ْي ِ‬


‫ت َطا َع ُت ُ َو َّ‬
‫الص ْب ُر َم َع ُ »‪.‬‬

‫وجوبا‪.‬‬

‫ب»‪.‬‬ ‫ب َا ْلغَنِيم ُة بِ ِ‬
‫اَّل ْستِ َيال ِن َع َل ْي َها ِ َد ِار َح ْر ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ُْم َل ُ‬
‫َ‬
‫بدأ يتكلم عن الغنيمة هر ما يؤخذ من مال الحربر يف الحرب‪ ،‬أو ما استولر على ملال حربلر يف بل د‬
‫حربر‪.‬‬

‫قال‪ :‬بالست ء عليها يف دار حرب‪ ،‬وهذا مفهومه أبه لو وجد يف غير دار حرب ل تسمى غنيمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ُْ َع ٍُ ُه ُم ُس َها َه ْم َس َة َأ ْس ُه ٍم‪َ :‬س ْـهم ل َّلـ َول َر ُسـال ‪َ ،‬و َس ْـهم ل َـذ ِوي َا ْل ُه ْر َبـى َو ُه ْ‬
‫ـم َبنُـا‬
‫لسبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و َس ْهم لِ ْل َم َساكِ ِ‬
‫ب‪ ،‬وسهم لِ ْليتَامى َا ْل ُق َهر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يٍ»‪.‬‬ ‫ين‪َ ،‬و َس ْهم ْلَ ْبنَان َا َّ‬ ‫َ‬ ‫َهاَ ٍم َوا ْل ُم َّطل ِ َ َ ْ َ َ‬
‫قللال إاا وجللدت غنيمللة فإ للا تخمللس خمسللة أقسللام‪ ،‬خمللس يخمللس أخمللاس وخمللس يقصللم بللين‬
‫الغابمين‪ ،‬فالخمس الذي يخمس أخماسا خمس الخملس‪ ،‬يكلون هلل ولرسلول فيصلرف مصلرف الفلرء‪،‬‬
‫وخمس لذوي القربى‪ ،‬وهم بنوا هاشم والمطلع‪ ،‬فأدخ بنوا المطلع معهلم هنلا أل لم صلاوا ملع بنلر‬
‫هاشم يف الحعع‪ ،‬وأما يف اللكا فالمعتمد خ ف اللر محى عليه موسلى يف الللاد؛ إبملا المحلرم إبملا هلم‬
‫‪462‬‬

‫بنوا هاشم فقط‪ ،‬دون بنوا المطلع‪ ،‬فبنوا المطلع ليس محلرم علليهم اللكلا ‪ ،‬خل ف للروايلة الثابيلة كملا‬
‫اكرت لكم عن موسى‪.‬‬

‫قال‪ :‬وسهم ليتامى الفقراء‪ ،‬وسهم للمساكين‪ ،‬وسهم ألبناء السبي ‪ ،‬وهذا واضل لريلة‪ { :‬ﭒ ﭓ‬

‫ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ} [األبفال‪.]41:‬‬

‫يم ْن ُي ْس َه ُم َل ُ إِ ْس َالم»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َ‬
‫ألبه ل يسهم ألحد من غير أحد ا س م‪.‬‬
‫س َع َلـى َ َـر ٍ ِ‬ ‫ـٍ َس ْـهم‪َ ،‬ولِ ْل َق ِ‬
‫ـار ِ‬ ‫ـهدَ َا ْل َا ْق َعـةَ‪ :‬لِ َّلر ِ‬
‫اج ِ‬ ‫‪ ‬قال املصننف‪ُ « :‬ثم ي ْهسم َا ْلب ِ‬
‫اق َب ْي ِن َم ْن ََ ِ‬
‫س َع َربـ ٍّ‬ ‫َّ ُ َ ُ َ‬
‫َث َال َثة‪َ ،‬و َع َلى َب ْيرِ ِه اِ ْثن ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫لحديث ابن عمر ‪ ‬يف الصحيحين‪ ،‬أبه يسهم لرج ولفرسه ث ثة وللراج سهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْه َس ُم لِ ُح ٍّر ُم ْس ِل ٍم َو ُي ْر َض َُ لِ َغ ْيرِ ِه ْم»‪.‬‬

‫إن لم يكن مسلم ول حر ول مكلف فيرضخ‪ ،‬أي يعطى من باب الرضخ والنف ‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ َذا َ تَحاا َأرضا بِالسي ِ‬
‫ف ُه ِي َر َا ْ ِ‬
‫ْل َما ُم َب ْي َن َق ْسم َها َو َو ْقق َها َع َلى َا ْل ُم ْسلم َ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬

‫إاا فت المسلمون أرضا فولر األمر مخير بلين قسلمها بلين المسللمين كملا فعل النبلر ‪‬‬
‫حينما قسم خبير بين الصحابية رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬أو وقفهلا‪ ،‬هلو مخيلرا أن يقفهلا عللى المسللمين‪ ،‬كملا‬
‫فع عمر ‪ ‬حينما وقف سواد العراق ومصر والحام‪ ،‬فإ ا أوقفت على المسلمين‪.‬‬

‫اربا َع َل ْي َها َه َراجا ُم ْست َِم ًّرا‪ُ ،‬ي ْؤ َه ُذ ِم َّم ْن ِه َ ِ َي ِد ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ض ِ‬

‫وهذا الخراج يكون واجع وقد يًوز لولر األمر اسقابه كما سنتكلم يف الًلئية إن شاء اهلل‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َـال ك ِ ٍ‬ ‫ال م ْيرِ ٍك بِ َال ِقت ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َُ ْز َيـة َو َه َـراجٍ َو ُع ْيـرِ َ ـ ْ ن ل َم َصـالح َا ْل ُم ْسـلم َ‬
‫ين‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ُأه َذ م ْن َم ُ‬
‫يم ِة»‪.‬‬ ‫وك ََذا ُهمس ُهم ِ ِ‬
‫س َا ْلغَن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬

‫يقول المصنف هنا إن الًلية والخراج والعحلر ملن المعحلرات غيلر اللكلا وكلذلك خملس خملس‬
‫‪٦‬‬
‫‪463‬‬

‫ا لغنيمة الذي هلو مصلرف هلل ولرسلوله‪ ،‬فإبله مصلرفه مصلرف الفلرء‪ ،‬ل يكلون للفقلراء وإبملا يف مصلال‬
‫العامة للمسلمين‪ ،‬يف برقاهتم ومنافعهم العامة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َي ُُا ُز َع ْهدُ َا ِلذ َّم ِة لِ َم ْن َل ُ كِتَاب َأ ْو َُ ْب َه ُت ُ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن قعد اللمة فقال‪ :‬يًوز قعد الذمة بمن لله كتلاب‪ ،‬أو شلبهته‪ ،‬وهلم المًلوس‪،‬‬
‫لحديث عبد الرحمن بن عف أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬سن بهـم سـنة أهـٍ ال تـاب»؛ ألن للمًلوس‬
‫شبه كتاب أل م قي أن لهم كتاب لكنه محرف‪ ،‬والكفار ث ثة أبواأ وإن شات قلت أربعة‪:‬‬

‫حربر ل صل بيننا وبنه‪ ،‬وامر مقيم يف بلد المسلمين‪ ،‬وعاهد دخ ب د المسلمين بعهد‪ ،‬المسلتأمن‬
‫وبينه وبين المعاهد عموم وخصوص‪.‬‬

‫وكثير من أه العلم يًعلهما متقاربان‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َهات ٍَُ َه ُؤ ََّل ِن َحتَّى ُي ْس ِل ُماا َأ ْو ُي ْع ُطاا َا ْل ِ‬
‫ُ ْز َي َة»‪.‬‬

‫ف بد لهم أن يسلموا أو يعطوا الًلية‪ ،‬فإن رضوا بإعطاء الًلية‪ ،‬ثم اسقطها وللر األملر علنهم جلاز‪،‬‬
‫حكر إجماعا فعليا اكر الك ابن الًلري يف تاريخه‪ ،‬فقد اكر ابن الًلري يف تاريخه أن الًليلة ملن بعلد‬
‫المعتصم الخليفة العباسر لم تؤخذ‪ ،‬كذا قال ابن الًلري من فقهاء الحافعية يف القرن السابع الهًري‪.‬‬

‫وقد حكى أن زمابه لم تأخذ الًلية يف وقته‪ ،‬أن عطلت يف زمابه‪ ،‬واكلر أن هلذا ملنن بلاب التلر يًلوز‬
‫أيلا من بعده شيخ تقر الدين‪.‬‬
‫لولر األمر اسقابها‪ ،‬واكر الك ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْي ُر ُه ْم َحتَّى ُي ْس ِل ُماا َأ ْو ُي ْه َت ُلاا»‪.‬‬

‫أي‪ :‬غير أه الكتاب‪ ،‬والمًوس‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ُم َص َّغرِ َ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْؤ َه ُذ من ُْه ْم ُم ْمت ََهن َ‬

‫أي‪ :‬عنلد األخلذ‪ ،‬لقللول اهلل ‪ { :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ}‬
‫[التوبة‪.]29:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪464‬‬

‫اج ٍز َعن َْها َون َْح ِا ِه ْم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت ُْؤ َه ُذ ِم ْن َصبِ َو َع ْب ٍد َو ْام َر َأ ٍة َو َ ِهيرٍ َع ِ‬
‫ٍّ‬
‫ألن عمر ‪ ‬لم يأخذ منهم وكذا النبر ‪ ‬لم يأان به‪ ...‬المكتسع‪.‬‬
‫ض َومـ ٍ‬ ‫ون تَحرِيم ـ ِمــن َن ْقـ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قننال املصنننف‪َ « :‬وي ْل ـ َز ُم َأ ْهـ ُـذ ُه ْم بِ ُح ْ ـ ِم َا ْ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـس َوعـ ْـر ٍ َ‬ ‫ْل ْسـ َـال ِم َ‬
‫يمــا َي ْعتَهــدُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َو َب ْيرِ َها»‪.‬‬

‫ألن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين‪ ،‬وقد قال النبر ‪ :‬أوصلى بأهل امتله‪،‬‬
‫يعنر ل تأخذوا أو تعتدوا على امة رسول اهلل ‪.‬‬

‫ُاب َب ْيرِ َه ْي ٍٍ بِ َغ ْيرِ َس ْرجٍ »‪.‬‬ ‫ِِ‬


‫ين‪َ ،‬و َل ُه ْم ُرك ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْلز َُم ُه ْم َالت ََّم ُّي ُز َع ْن َا ْل ُم ْسلم َ‬

‫هذه بعه الحروط العمرية التر كتباها عمر ألهل الحلام حينملا صلالحهم وهلذا الحلروط أللف فيهلا‬
‫الخ ل جلءا‪ ،‬ولها برق عند األزدي يف كتاب فتوال الحام‪.‬‬
‫ِ‬
‫يم ُه ْم‪َ ،‬و ُبدَ ا َنت ُُه ْم بِ َّ‬
‫الس َال ِم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َت ْعظ ُ‬
‫تعظلليمهم بللأن يكللون لهللم مكللان مرتفللع يف مًلللس أو بنللاء وبحللوه‪ ،‬وبللدائتهم بالس ل م لنهللر النبللر‬
‫‪ ‬عن بدائه أه الكتاب بالس م‪ ،‬وإبما ُيبدأون بغيره من التحيات؛ لكن السل م ألبله أملان ل‬
‫يبدءون به‪.‬‬

‫ـان اِنْـ َت َه َ َع ْهـدُ ُه‪،‬‬


‫‪ ‬قال املصننف‪« :‬وإِ ْن َتعدَّ ى َا ِلذم ع َلى مس ِلمٍ‪َ ،‬أو َذكَر َاهَّلل َأو كِتَابـ ‪َ ،‬أو رسـا َل بِس ٍ‬
‫ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫ِ ُّ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْل َما ُم ِي ِ ك ََأ ِسيرٍ َح ْربِ ٍّ »‪.‬‬
‫َ ُيخَ َّي ُر َا ْ ِ‬

‫ابتقه عهده مطل ًقا فيخر ا مام فيه كما لو كان أسير حرب بين القت وبين السلةقاق وبلين الملن إن‬
‫رأى يف الك مصلحة عامة للمسلمين‪.‬‬

‫بكون بذلك بحمد اهلل ‪ ‬أ ينا كتاب العبادات كاملة بملحقاهتا‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)16‬‬

‫(‪ )16‬اية المًلس السادس عحر‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪465‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كِتَاب َا ْلبي ِع وسائِرِ َا ْلمعام َال ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬
‫لما أ ى المصنف الحديث عن العبلادات شلرأ يف الحلديث علن البيلوأ وسلائر المعلام ت وقبل أن‬
‫بللتكلم يف بيللان مللا اراده المصللنف يف هللذا البللاب لللنعلم أن المسلللم حللري بلله أن يللتعلم أحكللام البيللوأ‬
‫والمعام ت‪ ،‬والك لسببين عظيمين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬ما يتعل بتعبده هلل ج وع فإن الملرء إاا فعل أملر محلرم يف معاقداتله وبيوعاتله‪،‬‬
‫فإبه يةتع عليه عقوبة‪ ،‬وأثم عند اهلل جل وعل وللذا فلإن الملرء يف معرفتله للبيوعلات فيله معنلا التعبلد هلل‬
‫سبحان وتعالى‪.‬‬

‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬وهو من أغراض المعرفة أحكلام البيوعلات وسلائر المعلام ت‪ ،‬أن الملرء إاا تعللم‬
‫أحكامها وأصاب يف فعلها فإن الك يكون سبع يف بركة ماله‪.‬‬

‫والك أن األموال بوعان‪:‬‬

‫مال مبارك‪ ،‬ومال قد بلعت منه الاكة‪ ،‬وبين هذين المالين درجلات‪ ،‬فبعللها يكلون بركلة الملال فيله‬
‫بالنصف‪ ،‬وبعله أق ‪ ،‬وبعله أكثر‪ ،‬والك بحسع أسباب منها‪:‬‬

‫أن تكن على بريقة صحيحة وهو أصابه السنة والحكم الحرعر يف عقد البيع‪ ،‬ومنهلا مراعلا الصلدق‬
‫يف الكتساب‪ ،‬ومنها أداء اللكا ‪ ،‬فإن اللكا تكسع المال بركة‪.‬‬

‫ولذلك فإن بعه الناس قد يرفع اهلل ‪ ‬عنه ا ثم والمآخذ لًهله بالمعاقبلة‪ ،‬ولكلن تنتفلر بركلة‬
‫المال عن ماله‪ ،‬بسبع أبه لم يصع يف معاقدته ولم يحسن يف بيعه وشرائه‪.‬‬

‫ولذا فإبه حري بالمسلم أن يتعلم أحكام البيع والحراء قدر حاجته‪ ،‬وقدر استطاعته معا‪.‬‬
‫‪466‬‬

‫وقد ثبت عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬طلـب العلـم ريضـة علـى كـٍ مسـلم»‪ ،‬قلال أهل العللم‪:‬‬
‫ومعنى كوبه فريلة على المسلم أي إاا أحتاج إليه‪.‬‬

‫ولذا قال عمر بن الخطاب ‪ ‬لقد هممت أن أمر الصراف‪ ،‬أي الذين يتعاملون بالصرف يف النقدين‪،‬‬
‫أن أمر الصراف أن يمنعوا من السوق حتى يتعلموا أحكام البيع والربا‪.‬‬

‫ولذا فإن من احتاج إللى البيلع والمعاقلد ‪ ،‬فيللمله شلرعا أن يلتعلم أحكامله‪ ،‬وأن يعنلى بتفصليلها فلإن‬
‫الك مما أوجع اهلل ‪ ‬عليه‪.‬‬

‫الحيخ ‪ ‬قال‪ :‬كتاب البيع وسائر المعام ت‪.‬‬

‫كتاب البيع هو من أبول الكبت‪ ،‬والك فإبه تورد تحته فصول متعدد ‪ ،‬وك فص ملن الفصلول التلر‬
‫تورد تحته‪ ،‬واألبواب التر تورد تحته فإبه يذكر فيها قعد من العقد‪.‬‬

‫ولذا فإن أول كتاب يردوبه بعد كتاب البيع هو كتاب الوصايا‪ ،‬والمسافة بين الكتابين بعيد‪.‬‬

‫ولذا فإن المصنف أحسن حينما جع عنوان هلذا الكتلاب فقلال‪« :‬كتلاب البيلع وسلائر المعلام ت»‪،‬‬
‫ول أعلم أحد وفقه يف هذه التسمية لكنها تسمية حسنة؛ ألن هذا الكتاب يذكر فيه أحكام البيع‪ ،‬ويذكر فيله‬
‫أحكللام ا جللار ‪ ،‬ويللذكر فيلله أحكللام السلللم‪ ،‬ويللذكر فيلله أحكللام العاريللة‪ ،‬والوديعللة والربللا‪ ،‬وغيرهللا مللن‬
‫المعام ت المباحة والمحرمة‪.‬‬

‫ولذا أبه باسع أن يذكر فيها كلمة «وسلائر المعلام ت»‪ ،‬بيلد أن اللغلويين يعةضلون عللى الفقهلاء يف‬
‫استخدام بعه ألفانهم‪ ،‬فإن الفقهاء كثير ما يستعملون لفظة «سائر» بمعنى باقر‪.‬‬

‫وأما اللغويون فيقون إن الصواب أن يقصد «بسائر» أي جميع العام ت‪ ،‬والفقهلاء إبملا يقصلدون لا‬
‫باقر المعام ت؛ ألن من المعام ت من ل يدخ تحت هذا البلاب‪ ،‬كالوصلايا واألوقلاف فلإن لهلا كتلع‬
‫مفرد ‪.‬‬
‫ال بِسبع ِة َُر ٍ‬
‫اب َو َق ُب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وط»‪.‬‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ينْ َعهدُ بِ ُمع ْا َطاة َوبِِِ َ‬
‫يُ ٍ‬

‫أي‪ :‬ينعقد البيع وسائر المعام ت بالمعابا وبا جاب والقبول‪ ،‬اهلل ‪ ‬يقلول‪ { :‬ﭩ ﭪ‬

‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ‬
‫‪٦‬‬
‫‪467‬‬

‫ﭿ ﮀ ﮁ} [النساء‪ ،]29 :‬فل يصل البيلع وسلائر المعلام ت إل برضلا‪ ،‬وحيلث كلان الرضلا محلله‬
‫القلع ول يكون مكحلوف جعل الحلارأ لله ع ملة ل ُبلد ملن وجودهلا‪ ،‬وهلو ملا ينعقلد بله البيلع‪ ،‬وسلائر‬
‫المعام ت‪.‬‬

‫إاا قول المصنف ينعقد إي بقعد البيع وسائ المعام ت‪ ،‬باألمرين اللذين سيذكرهما المصلنف بعلد‬
‫قلي ‪.‬‬

‫وهذان األمران وهو الدللة القولية‪ ،‬والدل الحالية‪ ،‬الدلي على للومهما أن اهلل ‪ ‬جعل الرضلا‬
‫شرط لصحة المعاقد ‪ ،‬والرضا يف القلع وحيث كان يف القلع‪ ،‬واألمر مما يتعل به أفعال النلاس ل فعل‬
‫واحد‪ ،‬فإبه حينمذ ل ُبد فيه من ما يدل عليه وهو الكاشف له وهو الدللة القولية‪ ،‬أو الحالية‪.‬‬ ‫شخ‬

‫يقول ينعقد بمعابا ‪ ،‬أو بإيًاب‪ ،‬وبقبول‪.‬‬

‫جرت عاد الفقهاء أن يقدموا ا جاب القبول على المعابا ‪ ،‬والسبع يف الك أبله األقلوى واألصل ‪،‬‬
‫وأمللا المعابللا فإ للا تكللون أضللعف‪ ،‬والطريقللة األسلللم واألكثللر عنللد العلمللاء أن يقللدمون األقللوى علللى‬
‫اللعيف‪ ،‬ولكن المصنف بدأ بالمعطا قب ا يًلاب ربملا لمعنلا؛ ألبله أراد بلذلك أن يبلين التأكيلد عللى‬
‫المعابا ‪.‬‬

‫والك أن فقهائنا من أوسع المذاهع يف ا عمال الدللة الفعلية والحاليلة يف المعاقلدات فيلرون عللى‬
‫سبي المثال أن األوقاف تنعقد بالفع ‪ ،‬والرجعة تنعقد بالفع ‪ ،‬ولو بدون بية‪ ،‬وهكذا من األمور‪.‬‬

‫إاا من أوسع الفقهاء يف إعملال دلللة الحلالف يف المعاقلدات عموملا؛ بل ويف سلائر التصلرفات‪ ،‬هلم‬
‫فقهائنا حينما توسعوا فيها‪.‬‬

‫بأخذ ما تنعقد به البيوأ وسائر المعام ت وهما أمران‪:‬‬

‫قال أول‪ :‬وهو المعابا ‪ ،‬والمراد بالمعابا هر الدللة الحالية على العقد‪ ،‬وسميت معابا ملن بلاب‬
‫صور من صور هذه الدللة الحالية‪ ،‬فكأن البائع يعطر المحةي السلعة والمحلةي يعطلر البلائع اللثمن‪،‬‬
‫فيناول ك واحد منهم اآلخر ما بيده‪ ،‬حينمذ يكون كا جاب والقبول ويكون دللة حالية عليه‪.‬‬

‫إان المعابا ‪ ،‬المراد ا الدللة الحالية‪.‬‬


‫‪468‬‬

‫وهذه المعابا تار تكون من الطرفين‪ ،‬وتار تكون من أحدهما‪ ،‬ومن أحدهما قول‪.‬‬

‫صور الك إاا كابت من الطرفين أن يبذل البائع السلعة ويأا المحةي‪ ،‬فيأخذها ويبذل السمن‪.‬‬

‫وإاا كابللت مللن أحللدهما فيقللول البللائع بعتللك كللذا‪ ،‬حينمللذ المحللةي يأخللذ السلللعة ويعطيلله الللثمن‪،‬‬
‫والعكس أن يقول المحةي بعنر كذا‪ ،‬فيعطيه البائع السلعة‪ ،‬ويأخذ السمن‪.‬‬

‫إان فالمعابا إما أن تكون من الطرفين‪ ،‬وإما أن تكون من أحدهما حينمذ يكون لها ث ثة صور‪.‬‬

‫والمعابا كذلك ليس معناها أن تكون بالبذل باليد‪ ،‬فقد تكون بالبذل باليد‪ ،‬وقد تكون بمعدم المنلع‪،‬‬
‫فإاا كان البائع قد جع أمامه فراش وجع عليه سللعه كالكتلع ملث ‪ ،‬ثلم دلللة الحلال تلدل عللى أبله ملا‬
‫فأخلذها ووضلع اللثمن عللى‬ ‫فرش هذا البساط وجع هذه السللع عليله إل لقصلد بيعهلا‪ ،‬فًائله شلخ‬
‫البساط فإبه حينمذ يكون دللة حالية‪.‬‬

‫إان الدللللة الحاليللة كثيللر جللدا‪ ،‬وقللد توسللع فيهللا يف زمابنللا‪ ،‬حتللى هللذه األجهللل التللر يحللةا للا‬
‫المحروبات ويحةى لا كثيلر ملن السللع تعتلا ملن الدلللة الحاليلة؛ بل فقهائنلا يقوللون‪ :‬إن الكتابلة ملن‬
‫الدللة الحالية‪ ،‬والك أ م يقولون‪ :‬إن الكتابلة يغللع فيهلا الفعل عللى القلول‪ ،‬ابظلر الكتابلة يغللع فيهلا‬
‫الفع على كو ا قول‪.‬‬

‫ولذا فإ م يصححون ا العقود وإل النكاال‪ ،‬فالنكاال ل ينعقد بالكتابة‪ ،‬ب ل ُبلد ملن اللتلفظ‪ ،‬واللك‬
‫أن فقهائنا يف النكاال يحةبون التلفظ ول يص فيه الدللة الفعلية‪ ،‬ل تص الدللة الفعلية يف النكاال‪.‬‬

‫إان فعندهم الكتابة المغلع فيها كو ا فع وإن كان القلول ملن الفعل ؛ لكنله ليسلت بقلول عللى كل‬
‫وجه‪.‬‬

‫إان من دللة الحالية الكتابة يف البيع والحراء التعاقد عن بري النلت‪ ،‬وغيلر اللك‪ ،‬فإبله ملنن الدلللة‬
‫الفعلية من المعابا ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبا جاب‪ ،‬والقبول‪ ،‬والمراد با جاب والقبلول‪ ،‬اللتلفظ ملن المتعاقلدين‪ ،‬فالبلائع لفظله يسلمى‬
‫إجاب‪ ،‬والمحةي لفظه يسمى قبول‪ ،‬فتقلدم ا جلاب عللى القبلول‪ ،‬بلأن يكلون البلائع قلد علرض سللعته‪،‬‬
‫فقال بعتك‪ ،‬والمحةي يقول‪ :‬اشةيت‪ ،‬هذا هو ا جاب والقبول‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪469‬‬

‫ويص ل أن يكللون ا جللاب والقبللول‪ ،‬يعنللر ل يل للم فيهمللا التللواري‪ ،‬فيص ل أن يتقللدم القبللول علللى‬
‫ا جاب‪ ،‬كأن يقول بعنر‪ ،‬فيقول‪ :‬بعتك‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫كما أن ا جاب والقبول ل يللم أن يكون بلفظ الخلا‪ ،‬فيًلوز أن يكلون بلفلظ األملر‪ ،‬كبعنلر‪ ،‬واشلة‬
‫وبحو الك مما يدل عليه‪.‬‬
‫اق ٍد جائِ َز َالتَّصر ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬الر َضا ِمنْهما‪ ،‬وكَا ُن ع ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫قال بسبعة شروط‪ ،‬هذه الحروط تكون متقدمة على القعد‪ ،‬والقاعد عند أه العلم أن الحرط يكلون‬
‫متقدم على العقد‪ ،‬ويستصحع حكمه يف اثنائه أي يف أثناء التعاقد‪ ،‬يف أثناء ا جاب والقبول وهو التعاقد‪.‬‬

‫وهذه الحروط ما دامت قلد سلميت شلروط فالقاعلد عنلد أهل العللم أن فواهتلا وللو جهل وخطلأ ل‬
‫يص معله العقلد؛ ألن قاعلد فقهائنلا أن الحلروط ل يعلذر فيهلا بالًهل ‪ ،‬ول بالنسليان‪ ،‬ملا كلان ملن بلاب‬
‫الحروط ل يعذر فيه‪.‬‬

‫وبناء على الك فقد عد الفقهاء لصحة عقد البيع وبحوه سبعة شروط‪.‬‬

‫ودلي على أ ا سبعة الستقراء‪ ،‬إا أن الفقهاء استقرأوا النصوص الحرعية فوجلدوها تعلود إللى سلبع‬
‫شروط للبيع‪:‬‬

‫أولها قال‪ :‬الرضا منهما‪ ،‬أي من التعاقدين‪ ،‬والدلي على الرضا يف كتاب اهلل ‪ ‬وقلد اكلر العلملاء‬
‫أن الرضا هو أهم الحروط؛ ب أن ك الحروط تعود إليه‪ ،‬ك الحروط تعود إلى الرضى‪.‬‬

‫ولذا فإن بعه الفقهاء المتقدمين‪ ،‬اكر شلرط واحلد للبيلع قلال وشلربه الرضلى‪ ،‬واللك أن للم يكلن‬
‫لها‪ ،‬فإبه حينمذ ل يكون رضاه كام ‪ ،‬وكذلك إاا كان البيلع‬ ‫جائل التصرف بأن يكان فقاد لألهلية أو باق‬
‫من بيوأ الغرر فإبه ل يتحق الرضا به ما دام فيه غرر‪ ،‬كما سيأا بعد قلي ‪.‬‬

‫ولذا فإن الحديث عن الرضا هو من أهم الحديث‪ ،‬ولذا قدمه المصنف؛ ألبه أهلم شلروط العقلد؛ بل‬
‫إن ك الحروط يمكن إرجاعها إليه؛ ب حتى التعاقد با جاب والقبول يرجع إلى الرضا ألبله كاشلف علن‬
‫ما وقع يف النفس من الرضى‪.‬‬

‫قوال المصنف‪ :‬الرضا منهما‪ ،‬المراد بالرضى‪ ،‬بوعان‪ ،‬أو الرضا باألمر هو ما كان شام ألمري‪:‬‬
‫‪470‬‬

‫قصد العقد وقصد بتيًته‪ ،‬فك من كان قاصدا العقد وقاصد بتيًته فإبه يسمى راضيا بالعقد‪.‬‬

‫‪-‬ابظروا معر هذه مهمة‪ ،-‬إان الرضا يكون شام ألمرين‪ :‬قصد العقد‪ ،‬وقصد بتيًته‪.‬‬

‫فإما قصد العقد‪ ،‬بمعنى أن المرء تلفظ ذا اللفلظ أو فعل هلذا الفعل قاصلدا القعلد اللذي أريلد منله؛‬
‫كالبيع وا جار وبحوها‪ ،‬ويقاب الك‪ ،‬أن يقاب من كان قاصد للعقد من كان مخطلأ‪ ،‬فالمخطلأ ل رضلى‬
‫له لفقده قصد العقد‪ ،‬وكذلك النائم إاا تلفظ‪ ،‬فإبه يكون فاقدا لقصد العقلد؛ ألبله تكللم غيلر مريلد للعقلد‪،‬‬
‫إان هذا العقد األول يف الرضى‪.‬‬

‫القيد الثاين يف الرضى‪ ،‬قالوا‪ :‬هو قصد النتيًة‪ ،‬ومعنى قصد النتيًة‪ ،‬أي أن يكون المرء قصلد اللتلفظ‬
‫باللفظ وقصد ما يؤول إليه معا‪ ،‬ويقاب قصد النتيًة‪ ،‬بمعنى أبه يكون حينمذ فقدا لهلذا القصلد‪ ،‬لملن كلان‬
‫هلال‪ ،‬فإن الهازل هو الذي يتلفظ بالفظ قاصد له لكنه ل قصد لنتيًته‪.‬‬

‫والهازل ل ينعقد بيعه‪ ،‬ول شرائه ول سلائر عقلوده إل ث ثلة عقلود‪ ،‬جلاء علن النبلر ‪ ‬يف‬
‫الحديث الحسن أبه قال‪« :‬ثالث جدهن جـد‪ ،‬وهـزلهن جـد‪ ،‬الن ـاح‪ ،‬والطـالق‪ ،‬والرجعـة»‪ ،‬هلذه األملور‬
‫الث ثة يعتا فيها القصد الفظ دون قصد النتيًة‪.‬‬

‫إان حينما بتكلم عن الرضلا فإبنلا بحلم ‪ ،‬أو يقابلله كل ملن كلان فاقلد لقصلد اللفلظ كالمخطلأ ملث ‪،‬‬
‫والناسر‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬ك من كان فقاد لقصد النتيًة وهو الهازل‪ ،‬والمكره‪ ،‬فإن المكلره تلفلظ بلاللفظ كلفلظ البيلع‬
‫وهو مريد له؛ لكنه ل يرد بتيًته‪ ،‬وإبما يريد الفكاك من مكرثه‪.‬‬

‫إاا عرفت الك عرفت أن فقد الرضا يكون ذين األمرين هذا على سلي ا جمال‪.‬‬

‫ثم قال وكون عاقد جلائل التصلرف‪ ،‬ملن شلرط صلحة العقلد أن يكلون جلائل التصلرف‪ ،‬الملراد بًلائل‬
‫التصرف أن يكون بالغ‪ ،‬وأن يكون عاق ‪ ،‬وأن يكون غير سفيه‪.‬‬

‫والعلماء يًعلون التصرف مما جائل التصرف أو صحي التصرف‪ ،‬وهنا يقصدون به جائل التصرف‪.‬‬

‫وبناء على الك فإن من فقد هذه القيود الث ثة بأن كان فاقلد العقلد‪ ،‬أو لليس رشليد محسلن للتصلرف‬
‫محًور عليه بسفه‪ ،‬فإبه ل يص تصرفه‪ .‬لملا؟‪ ،‬قلالوا‪ :‬ألن بيلة هلؤلء باقصلة‪ ،‬وكل ملن كابلت باقصلة أو‬
‫‪٦‬‬
‫‪471‬‬

‫مفقود فإبه ل يتحق له الرضى‪.‬‬

‫النيلة ل‬ ‫بيد أن بقصان النية يصح ‪ ،‬هنا بقصان النية وفقدان النيلة‪ ،‬يف بعله الصلور قلد يكلون بلاق‬
‫النيلة ل فلاد لهلا بخلالف ملن‬ ‫فاقدها وهو المميل‪ ،‬فالمميل يص بعه عقوده المأاون له فيها؛ ألبه بلاق‬
‫كان دون سن التمييل فإبه فاقد النية بالكلية‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َمبِي ٍع َماَّل‪َ ،‬و ُه َا َما ي َمنْ َق َعة ُم َب َ‬
‫احة»‪.‬‬

‫يقول الحيخ إبه ل يص للمرء أن بيع ك شرء‪ ،‬وإبما يبيع المال فقط‪ ،‬وهنلا مسلألة ل ُبلد أن بنتله لهلا‬
‫فإن اهلل ‪ ‬جلعنا خ ئف يف األرض ومعنى كوبنلا خ ئلف يف األرض‪ ،‬أي أن بعللنا يخللف بعللا يف‬
‫األرض‪ ،‬وهللذا معنللى أن اهلل ‪ ‬جع ل آدم خليفللة إي خ ل ف مللن قبللله يف األرض‪ ،‬وبنللوه يخلفوبلله يف‬
‫األرض يف عمارهتا‪ ،‬ويف ملك األعيان فيها‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫وهنا فائد بخرج عن الدرس‪ ،‬إياك إياك‪ ،‬أبت تقول أن آدم هلو خليفلة اهلل ‪ ‬فلإن هلذا ملن الخطلأ‬
‫الكبير المؤدي إلى المعاين الفاسد يف الحريعة ا س مية فاهلل ‪ ‬ليس له خيفة‪.‬‬

‫وإبما معنى كون آدم خليفة‪ ،‬أي أبه خللف ملن قبلله يف األرض‪ ،‬ويخلفله بنلوه بعلده فيهلا‪ ،‬يف عمارهتلا‪،‬‬
‫ويف حرثها‪ ،‬ويف ملكها األعيان فيها وهكذا‪.‬‬

‫مما يهمنا هنا أن اهلل ‪ ‬جعلنا خ ئف يف األرض فنحن ل بملك الملك المطل ‪ ،‬وإبملا ملكنلا اهلل‬
‫‪ ‬وصح تصرفنا فيما أان لنا به‪ ،‬فإن من األعيان ما ل يص ملكه ومما يحوزه المرء ملا ل يصل لله‬
‫بيعه‪ ،‬وهذه معنى عظيم يف مقاصد الحريعة‪ ،‬ويف معنى ملكية المرء‪ ،‬بخ ف بعله األبظملة تلرى التمللك‬
‫مطل ‪ ،‬فيقول‪ :‬إن المرء يملك ك شرء‪ ،‬ويص له أن يبيع ك ما حله وملكه‪ ،‬ليس الك كذلك‪ ،‬وإبملا يف‬
‫الحرال أبت خليفة يف هذا المال‪.‬‬

‫ابظر‪ ،‬يقول ل يص بيع إل ما كان مال‪ ،‬إان المال يف الحريعة يختلف عن المال يف اللغلة‪ ،‬فلإن الملال‬
‫يف اللغة ك ما يتمول ويمكلن أن ينتفلع بله‪ ،‬وأملا يف الحلريعة فلإن الملال ل يكلون ملال إل بوجلود قيلدين‪،‬‬
‫وهذان القيدان أوردهما المصنف فقال‪ :‬وهو ما فيه منفعة مباحة‪.‬‬

‫ابظر معلر‪ ،‬إان الملال اللذي يًلوز بيعله ويًلوز شلراءه ويًلوز المعاضلد عليله ل ُبلد أن يكلون فيله‬
‫قيدان‪ ،‬أن يكون فيه منفعة‪ ،‬وأن تكون تلك المنفعة بماحة‪.‬‬
‫‪472‬‬

‫بأخذها جملة جملة‪.‬‬

‫الًملة األولى يف قولنا‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون الك المال فيه منفعة ألن ما ل منفعة فيه فإبه ل يسمى ملال‬
‫شرعا ف يًلز بيعه‪ ،‬ك ما ل منفعته فيه ل يسمى مال شرعا ول يًوز بيعه‪ ،‬لمااا؟؛ ألن الحرأ يقلول إن‬
‫هذا المال الذي يف يدك‪ ،‬أبت مستخلف فيه ف يًوز بذله يف مال منفعة فيه‪ ،‬حرام عليك أن تبذلله فيملا ل‬
‫منفعة فيه‪ ،‬فإن اشةيت شرء ل منفعة فيه فإبه حينمذ بذلت المال فيما ل يًوز ف يص بيعك‪.‬‬

‫ومن أمثلة ما ل منفعة فيه قالوا أول‪ :‬إن هذا األمر يخةف باخت ف األزمنة‪ ،‬فإن األزمنلة تختللف ملن‬
‫زمان للمان يف األشياء التر فيها منفعة ويف الشياء التر ل منفعة فيها‪ ،‬فع سبي المثال‪ ،‬يف اللمان القلديم‬
‫كابوا يقولون إن الححرات ل منفعة فيها‪ ،‬ولذا كابوا ل يًوزون بيع الححرات إل أبلواأ معلدود ‪ ،‬كلدود‬
‫القل ألن فيها منفعة‪.‬‬

‫وأما يف وقتنا هذه فإن بعه الححرات فيها منافع‪ ،‬وليس جميعها‪ ،‬فقد يسلتخرج ملن بعللها عقلاقير‪،‬‬
‫وقد تستخدم بعه الححرات ألج معاجلة اآلفات اللراعية‪ ،‬فيكون من باب ع جات اآلفات اللراعيلة‬
‫بغير الرش الكيماوي‪.‬‬

‫إان فقللول العلمللاء قللديما إن الححللرات ل يًللوز بيعهللا إل دود القللل ألن يسللتخرج منهللا الحليللع‪،‬‬
‫والدود الذي يصطاد به السمك‪ ،‬هذا باعتبار زما م األول يحلث ل يعللم فوائلد‪ ،‬وإبملا يف وقتنلا هلذا فإبله‬
‫يوج فوائد من الفوائد ب ب كلية الطلع ملث يحلةون بعله الححلرات ليتعلملو فيهلا التحلري ‪ ،‬يحلةوا‬
‫الفمران ليًروا عليها التًارب‪.‬‬

‫الفقهاء قديما كابوا يقوللون ل فائلد يف بيلع الفملران‪ ،‬ويف بيلع الححلرات لكلن يف زمابنلا هلذا وجلد يف‬
‫بعلها منفعة‪ ،‬وأما ل منفعة فيه ف يًوز بيعه‪ ،‬وهكذا أشياء كثير جدًّ ا تعدادها والحديث فيها بوي ‪.‬‬

‫القيد الثاين‪ :‬قال‪ :‬أن تكون المنفعة مباحة‪ ،‬ومعنى قوله إ ا مباحة‪ ،‬أي ليست محرمة؛ ألن من األشلياء‬
‫ما فيها منفعة لكنها محرمة‪ ،‬وهذا التحريم إملا أن يكلون تحريملا مطل ًقلا عللى الكل ‪ ،‬كلالخمر فلإن الخملر‬
‫منفعتها محرمة على الًميع‪ ،‬ف يًوز لمسلم أن يحةي الخمر؛ ألبه ل منفعة يف الخمر مباحة‪.‬‬

‫ومن الك النًاسات‪ ،‬فإن النًاسات ل منفعة فيها‪ ،‬حينمذ ل يًوز شرائها‪ ،‬النًاسات التلر ل ينتفلع‬
‫ا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪473‬‬

‫وهناك ناع قد ت ان المنقعة يهـا محرمـة يف حالـة دون حـال‪ ،‬ت ـان محرمـة يف حـال دون حـال‪ ،‬هـذه‬
‫صار منها على سبيٍ اْليُاز‪:‬‬

‫من اشةى عين محرمة لغيرها‪ ،‬علين محرملة لغيرهلا‪ ،‬كلالبنج ملث ‪ ،‬فلإن ملن اشلةى البلنج ألجل أن‬
‫يستعمله الستعمال المحرم بقول إن بعيه غير صلحي ‪ ،‬وأملا ملن اشلةاها ليسلتعملها السلتعمال المبلاال‬
‫فإبه يًوز‪ ،‬وكذلك األدوية النفسية وبحوها‪.‬‬

‫أيلا كبيع الس ال يف الفتنة‪ ،‬والعنع لمن يتخذه خمر وسيأا بعد قلي ‪.‬‬
‫مثلها يقال ً‬

‫أهتم هذه الُزئية بمسألة وها أننا يُب أن نعلم أن هذا المال الـذي تُـري عليـ المعاقـدة َّل يخلـاا‬
‫من ثالثة أحاال‪:‬‬

‫إما من أن يكون عين‪ ،‬وإما أن يكون منفعة‪ ،‬وإما أن يكون اختصاص‪.‬‬

‫فإما األعيان فيًوز بيعها إن كان فيها منفعة مباحة‪.‬‬

‫وأما المنافع‪ ،‬فلإن بيعهلا إن كلان عللى سلبي التأبيلت فسلمى بيعلا‪ ،‬كبيلع حقلوق الرتفلاق يف األعيلان‬
‫المملوكة كح الستطراق‪ ،‬والك يقولون أن بيع األعيان على سبي التأبيت خاص بالعقار‪ ،‬قالله موسلى‬
‫وغيره‪.‬‬

‫وإن كان للمنافع على سبي التعقيد فسمى إجار ‪.‬‬

‫النوأ الثالث وابتبه له‪ :‬وهو بيع الختصاص‪ ،‬والفقهاء يقولون‪ :‬إن الختصاص ل يًوز بيعله‪ ،‬حكلى‬
‫ا جماأ عليه ابن فرحون المالكر‪ ،‬وبن قدامة وغيره‪.‬‬

‫حل البتفلاأ ملن علين؛ ولكلن هلذا البتفلاأ ل يًلوم لله‬ ‫وما هو الختصاص أي أن يكون للحخ‬
‫المعاوضة عليه‪ ،‬إما لكرامة هذا الح كالمصحف‪ ،‬فإن المصحف ل يًوز بيعله؛ ألبله ملن الختصلاص‪،‬‬
‫قال أحمد‪ :‬ل أعلم يف المصحف رخصة‪ ،‬هذا بمثابة ا جماأ‪ ،‬وهو الذي محى عليه المصنف‪.‬‬

‫أو هابته وخساسته‪ ،‬كالكلع‪ ،‬وقد ثبت يف صحي البخاري ث ثة أحاديث أبه ل يًلز بيلع الكللع‪،‬‬
‫و ى النبر ‪ ‬عن ثمنه‪ ،‬ف يًوز بيع الكلع‪.‬‬

‫واألمر الثالث‪ :‬ما كان من باب اختصاص العام‪ ،‬كحقوق البتفاأ‪ ،‬كالطري وغيره‪.‬‬
‫‪474‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن ُ َم ْم ُلاكا لِ َبائِ ِع ِ َأ ْو َم ْأ ُذونا َل ُ ِي ِ »‪.‬‬

‫قوله وكوبه‪ ،‬أو كون المبيع مملوك لبائعة‪ ،‬كون المبيع سواء كان ثمن أو مثمنا‪.‬‬

‫مملوك لبائعه‪ ،‬أي لبااله‪ ،‬والدلي على الك ملا ثبلت علن النبلر ‪ ‬أبله لى علن بيلع ملال‬
‫يملك‪ ،‬ويف لفظ آخر قال‪َّ« :‬ل تبع ما لـيس عنـدك»‪ ،‬يف حلديث حكليم ابلن الحلاملر وغيلره رضلر اهلل علن‬
‫الًميع‪.‬‬

‫فدل الك على أن المرء ل يًوز له أن يبيع عين ليست يف ملكه‪.‬‬

‫وأما إن كان موصوفا فهذا باب السلم‪ ،‬وسيأا أن الموصوفات يًوز بيع الموصوف بحرط أن يكلون‬
‫يف الذمة‪ ،‬وإبما قوله بيع المملوك أي بيع المملوك المعين‪ ،‬أو بقول بيع الموصوف الحال‪.‬‬

‫إان فقوله وكوبه أي كون المبيع إاا كان معين أو موصوف حال ف بد أن يكون مملوك‪ ،‬لبائعه‪.‬‬

‫وأما كان المبيع موصوف يف الذمة ف يلم أن يكون مملوك له وهو الذي يسلمى بلاب السللم وسلوف‬
‫يأا يف محاله‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو مأاون له فيه‪ ،‬أي مأاون للبائع يف بيعه‪ ،‬فقوله فيه أي يف بيعه ل يف مطلل األان‪ ،‬فلإن الملأاون‬
‫له يف بعه التصرف ل يؤان يف البيع‪.‬‬

‫والمأاون فله يف البيع أبلواأ‪ ،‬إملا أن يكلون وكلي بلالبيع‪ ،‬أو أن يكلون وصليا‪ ،‬أو أن يكلون وللر عللى‬
‫معًور عليه‪ ،‬أو أن يكون حاكما‪ ،‬هؤلء األربعة هم المأاون لهم بالبيع‪.‬‬

‫يم ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن م ْهدُ ورا ع َلى تَس ِل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫ثبت عن النبر ‪ ‬يف الصحي أبه ى عن بيع الغرر‪ ،‬وهلذا الحلديث حلديث عظليم جلدا‪،‬‬
‫وتفصي هذا الحديث يف ك م أه العلم‪ ،‬والك قسموا بيع الغرر إل شروط متعدد ‪ ،‬مما يلدل عليله هلذا‬
‫الحديث‪ ،‬أبه ل ُبد أن يكون المعقود عليه مقلدور عللى تسلليمه؛ ألن غيلر المقلدور عللى تسلليمه محتمل‬
‫الوجود ومحتم عدم القدر على التسليم‪ ،‬فحينمذ يكون الغرر كبير‪.‬‬

‫مثال غير المقدور على تسليمه‪ ،‬الغرر لعدم القدر على التسليم‪.‬‬

‫بائر‪ ،‬عنده صلقر‪ ،‬وهلذا الصلقر قلد بلار يف السلماء‪ ،‬فقلال بعتلك هلذا الصلقر‪،‬‬ ‫عندما يكون للحخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪475‬‬

‫شا وهذه الحا قد هربلت منله‪ ،‬فتكلون‬ ‫بقول قد يعدو الصقر وقد ل يعود‪ ،‬ومثله الحمام‪ ،‬أو أن للحخ‬
‫شارد فحينمذ ل يًوز له بعيها حتى تعود للحظير وتعود إلى المكان الذي تبيت فيله‪ ،‬فهلذا لليس مقلدور‬
‫لتسليمه‪ ،‬ف يًوز بيع الحارد‪ ،‬ول بيع اآلب ‪.‬‬

‫ومن غير المقدور على تسلليمه‪ ،‬قلالوا‪ :‬ملا كلان يف معنلى الملال الللمار‪ ،‬أي اللذي يحتمل أن يكلون‬
‫يأا‪ ،‬أو ل يأا ولها صور كثير وخاصة يف العقار‪.‬‬

‫لس َل ِم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن ُ َم ْع ُلاما َل ُه َما بِ ُرؤْ َي ِة َأ ْو ِص َق ٍة َت ِْق‬
‫َا َّ‬
‫على الثمن بعده‪.‬‬ ‫يقول وكوبه‪ ،‬أي وكون المثمن‪ ،‬هنا يعود للمثمن فقط‪ ،‬لمااا؟‪ ،‬أبه سيأا ب‬

‫قال‪ :‬وكوبه المثمن معلوم لهما‪ ،‬أي للمتعاقدين معا‪ ،‬برهية أو صفة تكفر يف السلم‪.‬‬

‫ابتبهوا معر هذه مسألة مهمة جدا‪.‬‬

‫ل يًوز أن تبيع شيما إل أن يكون معلوم‪ ،‬ل ُبد أن يكون معلوم‪ ،‬والسبع يف البيع غير المعللوم‪ ،‬وهلو‬
‫المسمى بالمًهول ألج الغرر؛ ألن النبر ‪ ‬ى عن بيع الغرر‪ ،‬والغرر يفلر للمنازعلات‪،‬‬
‫والحرأ جع قيود يف البيع لكر ل تفلر إلى المنازعات؛ ألن ملن مقاصلد الحلرأ يف البيوعلات‪ ،‬ائلت ف‬
‫المسلمين وعدم خ فهم‪.‬‬

‫والك جع الحرأ شروط يف البيع لنفر هذا الخت ف بينهم‪.‬‬

‫و ى الحرأ كذلك عن بيع المسلم على بيع أخيه‪ ،‬وعن شرائع على شرائه؛ لكر ل يكون بيلنهم بللاأ‬
‫وخصومة‪.‬‬

‫إان الحرأ من مقاصده يف اليع والحراء أن ل توجد بلاأ بين المسلمين‪ ،‬ول يوجد بيلنهم خصلام؛ بل‬
‫يكون البيع واضحا جليا‪ ،‬ل بلاأ فيه‪ ،‬ول خصام‪.‬‬

‫ولذا بيع الغرر‪ ،‬ولذا الحعر يقول ل يًوز لك أن تبيع شيما إل أن تكون عالما بيله‪ ،‬أي بلالمثمن‪ ،‬وهلو‬
‫والبيع‪.‬‬

‫كيف يكون العلم به؟‪ ،‬قالوا‪ :‬والعلم به يكون بأحد أمرين فقط‪.‬‬

‫ابتبهوا معر ويحتاج إلى تفصي ‪.‬‬


‫‪476‬‬

‫إما أن يكون بريمة‪ ،‬أو أن يكون بوصف‪.‬‬

‫ما الذي تكون به الرهية قال تكلون الرهيلة إملا لًميعله‪ ،‬أو لبعلله‪ ،‬إن كلان بعلله يلدل عللى البلاقر‪،‬‬
‫أراد أن يبيلع كتابلا‪ ،‬فقلال هلذا الكتلاب اللذي سلأبيعك إيلاه هلذه الرهيلة‪ ،‬لًميعله‪ ،‬الرهيلة‬ ‫كيف؟‪ ،‬شخ‬
‫لبعللله‪ ،‬سللأبيعك ممللة كتللاب وهللذا الكتللاب جلللء منلله‪ ،‬بب ًعللا هللذا ل يتصللور يف الكتللع عنللد الفقهللاء؛ ألن‬
‫سأتكلم عن بيع األبمواج‪ ،‬وإبما يتصور عندهم يف المثليات وهو المكيلالت والموزوبلات‪ ،‬خلينلا بقلول‬
‫المثال األدق‪ ،‬أن بقول أن أبيعك خمسة أكياس من الرز‪ ،‬وهلذا بملواج اللرز اللذي سلأبيعك إيلاه‪ ،‬أو هلذا‬
‫أبمواج من التمر الذي سأبيعك إياه‪ ،‬فحينمذ يًوز البيع‪ ،‬فهو من باب رهية بعه الحرء‪.‬‬

‫إان إما أن يكون الرهية للًميع‪ ،‬أو رهية بعه الحرء يف المثليات‪ ،‬وهر المكي ت والموزوبات‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬وابتبهوا معر يف الثالث أل لا تحتلاج إللى فهلم دقيل بعله الحلرء‪ ،‬وهلو ملا يسلمه‬
‫الفقهاء ببيع البمواج‪ ،‬بيع األبمواج هو أن يقول له سأعطيك هذا الحرء سلأبيعك مثلله‪ ،‬هلذا يسلمى بيلع‬
‫األبمواج‪.‬‬

‫بيع األبمواج قديما كان الفقهاء يقولون‪ :‬إبله ل يصل ‪ ،‬لملااا؟‪ ،‬أل لم يف اللملان القلديم مصلنوعاهتم‬
‫يدوية وبدائية‪ ،‬ف يكاد يوجد شرء يحلبه اآلخلر‪ ،‬ااهلع إللى سلوق بيلع المحلغولت اليدويلة‪ ،‬كلالًرار‪،‬‬
‫جمع جر ‪ ،‬من الفخار وبحوه‪ ،‬هذا الذي صنعها بيديه ل يمكن أن تكون الًرتان متساويتين؛ ب ل ُبلد أن‬
‫تكون إحداهما أكا من األخرى جما واسمك جدارا وربما كابت الفوهة أدق أكا أو أصغر وبحو الك‪.‬‬

‫فاألبمواج يف المصنوعات غير متصور يف زما م األول‪ ،‬فغير دقي ‪.‬‬

‫أما يف زمابنا هذا إن األبمواج والدقة فيله عاليلة جلدًّ ا حتلى أ لا أصلبحت تقلدر بلالملر؛ بل إن بعله‬
‫المصنوعات قدر بما هو دون الملر‪ ،‬كالنان‪ ،‬النان جلء من اآللف األجلاء من الملر‪.‬‬

‫فدلنا الك على أبه يص بيلع األبملواج يف المثليلات حيلث ملا توسلعنا يف المثليلات‪ ،‬وقاعلد فقهائنلا‬
‫تقتلر التوسع يف المثليات وإن كابوا ينصون على أن المثليات خاصلة بالمكيل والملوزون فقلط‪ ،‬ولكلن‬
‫قعد ومقتلاها أبا تتوسع‪.‬‬

‫والك المحقيقين من فقهائنا على قاعد األص قالوا‪ :‬إبله كل ملا يتصلور علرف فيله المثليلات يكلون‬
‫كذلك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪477‬‬

‫وهذا من باب التقعيد على األص ل على الفرأ‪.‬‬

‫إان عرفنا الرهية‪ ،‬الرهية بمااا؟‪ ،‬بث ثة أشياء‪.‬‬

‫ابتبه معر‪.‬‬

‫الرهية للك ‪ ،‬أو الرهية لمااا؟‪ ،‬للًلء‪ ،‬أو الرهية للمث ‪ ،‬وهو بيع األبمواج‪.‬‬

‫وكلها يسمى رهية‪ ،‬هذه الرهية قد تكون وقت التعاقد وهذا هو األص ‪ ،‬وقلد تكلون قبل التعاقلد بعلم‬
‫ويصع الك بحرط أل تتغير قب التعاقد وسيأا يف خيار ‪ ...‬تفصي ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو يف صفة تكفر يف السلم‪.‬‬

‫قوله أو بصفة تكفلر يف السللم‪ ،‬يعنلر يصل بيلع الغائلع غيلر الحاضلر يف مًللس التعاقلد‪ ،‬بحلرط أن‬
‫يوصف وصف يًل يف السلم‪ ،‬عندبا يف قولنا تكفر يف السلم مسألتان‪:‬‬

‫‪ ‬المســألة اْلولــى‪ :‬أن مللا يًللري فيلله السلللم للليس خاصللا بللالمكي ت والموزوبللات؛ ب ل حتللى يف‬
‫المعدودات والملروعات‪ ،‬فهو أشم من المثليات‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫إان ك ما كان ينلبط بالصفا وإن لم يكن مثليا فحينمذ يص بيعه بالصفة‪ .‬هذا واحد‪.‬‬

‫أثنين‪ :‬أن بيع الموصوف لما قلنا أبه بصفة تكفر يف السللم أي كل صلفة ملؤثر يف اللثمن‪ ،‬فكل صلفة‬
‫‪ ،‬أو كابت الصفة مؤثر يف رغبة البلائع يف العلين‪ ،‬فإبله ل ُبلد ملن اكرهلا‪ ،‬فلإن‬ ‫تؤثر يف الثمن‪ ،‬زياد أو بق‬
‫أخفيت هذه الصفة‪ ،‬أو اكرت فبان على خ فها فسيأتينا إن شلاء اهلل يف ايلة درس اليلوم‪ ،‬وهلو ملا يسلمى‬
‫خيار الخلف يف الصفة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َث َم ٍن َم ْع ُلاما»‪.‬‬

‫المصلنف بعلد اللك عللى اللثمن وأبله ل ُبلد أن يكلون معللوم‪ ،‬لملااا فلرق بيلنهم المصلنف؟‬ ‫ثم بل‬
‫للسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬للتفري الذي سيأا بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬والمسألة الثانية‪ :‬ألن الثمن يف الغالع يكون غير معين‪ ،‬ما يكون معين‪ ،‬وإن كلان فقهائنلا يقوللون‪:‬‬
‫إن األثمان تتعين بالتعيين‪ ،‬هذا هو محهور عند فقهائنا إ ا تتعين بلالتعيين‪ ،‬ولكلن غاللع اسلتخدام النلاس‬
‫‪478‬‬

‫إ ا ل تتعين بالتعيين‪ ،‬والك أشار المصنف لهذا المعنى‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ال َيص ُّح بِ َما َينْ َهط ُع بِ َا ِ‬
‫لس ْع ُر»‪.‬‬

‫ابظر معر‪ ،‬هذه مسألة مهمة‪ ،‬ما معنى ما ينقطع به السعر؟‪ ،‬عنلدبا شلرء يسلمى ببيلع الملايلد ‪ ،‬بسلمى‬
‫بلغتنا الدارجلة بيلع الحلرج‪ ،‬تلأا بسللعة فتلدخلها بيلع الملايلد ‪ ،‬عنلد الفقهلاء يسلمو ا بيلع الملايلد ‪ ،‬ثلم‬
‫يتساوم فيها أه السوق‪ ،‬بخمسة‪ ،‬بستة‪ ،‬بسبعة‪ ،‬حتى ينقطع إلى ثمن معين‪.‬‬

‫ابظروا معر‪ ،‬عندبا ما ينقطع به السعر له حالتان‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولـى‪ :‬إاا ابقطلع السلعر قلال البلائع‪ ،‬بعتهلا بكلذا‪ ،‬وقلال المحلةي‪ :‬اشلةيتها لذا السلعر‬
‫يص ‪.‬‬

‫إان ابتبهوا لهذه الصور ‪.‬‬

‫قوله‪ :‬البيع بما ينقطع به السعر له حالتان‪:‬‬

‫الحالة األولى أن يكون اليًلاب والقبلول بعلد ابقطلاأ السلعر‪ ،‬فحينملذ يكلون الرضلا بعلد البقطلاأ‪،‬‬
‫بإجماأ أه العلم يص البيع‪ ،‬وعم الناس عليه‪ ،‬واضل تلذهع إللى السلوق فلتًلس يف بيلع الملايلد ‪،‬‬
‫وهو الذي بسميه يف لهًتنا الدارجة هنا بسميه بالحراج‪ ،‬فتًلس يف الحلراج فلإاا وصل إللى خملس مائلة‬
‫فتقول اشةيه بخمس مائة أو أشةيه بخمس مائة وواحد‪ ،‬أو عحر وهكذا‪.‬‬

‫بإجماأ ألن إبحاء الرضلا وهلو الجلاب والقبلول بعلد ابقطلاأ السلعر ولليس هلذا الملراض ملن كل م‬
‫المصنف هنا‪.‬‬

‫مراض المصنف هنلا ملااا؟ أن يكلون الجلاب والقبلول قبل ابقطلاأ السلعر‪ ،‬كيلف؟ يلدخ صلاحع‬
‫السلعة السوق يريد أن يبيع خلار‪ ،‬أو فواك‪ ،‬أو غيرها من السللع‪ ،‬فيأتيله رجل فيقلول‪ :‬هلذه السللعة التلر‬
‫معك اشةيتها منك أدخلها السوق‪ ،‬حيث أبقطع السعر فأبا سأشةيها به بعحر أو بمائة‪ ،‬أبا شاري له‪.‬‬

‫إذن ما القرق بين الصارة اْلولى والثانية؟‪.‬‬

‫األولى الجاب والقبول بعد ابقطاأ السعر‪ ،‬بإجماأ يًوز‪.‬‬

‫الثابية‪ :‬الجاب والقبول قب ابقطاأ السعر‪ ،‬أما إثناء الملايد أو قبلها‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪479‬‬

‫فهذا الذي سنتكلم عنه بعد قلي ‪ ،‬ماشين معابا؟‪.‬‬

‫أبا أاكر لكم التقسيم‪ ،‬لكر بفهم المسلألة تمام فهمر فيها‪.‬‬

‫هذا البيع بما ينقطلع بله السلعر الصلور الثابيلة‪ ،‬ينقسلم إللى قسلمين أيللا‪ ،‬علحلان بلذكر كل الحكلم‬
‫بالدللة‪.‬‬

‫فإن كان البيع بما ينقطع به السعر يف عقلد مؤجل فقلط ابعقلد ا جملاأ عللى تحليلله‪ ،‬ابعقلد ا جملاأ‬
‫على البيع بما ينقطع به السعر بالثمن المؤج ‪ ،‬وهذا يسموبه بيع مستقبليات بالثمن المؤج ‪.‬‬

‫يقول‪ :‬اشةيت منك هذه السلعة‪ ،‬بثمن بعد شهر بما ينقطع به السعر بعد الحهر‪ ،‬ل يًوز بإجماأ‪.‬‬

‫وأما بثمن الحال بمعنى أبه سينقطع السعر يف مًلس التعاقد‪ ،‬كيف؟ يعنر أبا دخللت أبلا وإيلاك قللت‬
‫أدخلهلا الحلراج‪ ،‬وحيلث ينقطلع السلعر اشلةيت بلله‪ ،‬فإ لا فقهائنلا يقوللون‪ :‬ل يصل ؛ بل ل ُبلد أن ينحللئ‬
‫الجاب والقبول جديدين ولو بمعابا ‪ ،‬وقال بعه أه العللم‪ :‬بل يصل ‪ ،‬ولكنله يصل ويبقلى لله خيلار‬
‫المًلس‪ ،‬والنتيًلة واحلد ‪ ،‬تقريبلا إل يف فلرق بسليط وهلو قللية أبله ل ُبلد أن ينفسلخ ليبلدأ عقلد جديلد‪،‬‬
‫وضحة المسألة‪ ،‬أرجوا أن يتكون واضحة‪ ،‬وأبا اكرهتا على سلبي التفصلي أل لا مسلألة قلد تحلك عللى‬
‫بعه ا خوان‪.‬‬

‫اع ُم َياعا َب ْينَ ُ َو َب ْي َن َب ْيرِ ِه‪َ ،‬أ ْو َع ْبدَ ُه َو َع ْبدَ َب ْيرِ ِه بِ َغ ْيرِ إِ َذ ٍن‪َ ،‬أ ْو َع ْبـدا َو ُح ًّـرا‪َ ،‬أ ْو َه ًّـال‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َب َ‬
‫خ َي ُار»‪.‬‬ ‫احدَ ة صح ِ ن َِصيبِ ِ وعب ِد ِه وا ْلخَ ٍِ بِ ِهسطِ ِ ‪ ،‬ولِم ْي َترٍ َا ْل ِ‬ ‫و َهمرا ص ْق َهة و ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫بدأ يتكلم عن مبد فقهر مهم‪ ،‬وهذا المبد الفقهر يتوسع فيه فقهائنا‪ ،‬وفقهائنا ‪ ‬علليهم ملن‬
‫أوسع الفقهاء يف المعام ت إباحة وتصحي للعقود‪.‬‬

‫هذا المبد مبد مهم يف العقود وهو مبد تفريل الصلفقة‪ ،‬ملا معنلى تفريل الصلفقة؟ عنلدبا تفريل‬
‫الصفقة معناه أن يبيع شيمين بعقلد واحلد‪ ،‬إان العقلد واحلد ولكنله مكلون ملن جللئيين‪ ،‬فنًعل كل جللء‬
‫صفقة مستقلة‪ ،‬فحينمذ يسمى تفري الصفقة‪.‬‬

‫من باب –ابظروا معر‪ -‬من باب التفري الذي يحك على بعه ا خوان‪.‬‬

‫عندبا فرق بين تفريغ الصفقة وبين العقدين يف عقد واحد‪ ،‬ما الفرق بينهما؟‪ ،‬أن تفري الصفقة هو بيع‬
‫‪480‬‬

‫عيدين بعقد واحد‪ ،‬وأما العقدان يف عقلد واحلد‪ ،‬فهملا عقلدان مختلفلان ينحلأن يف لفلظ واحلد‪ ،‬بحيلث أن‬
‫يكون أحدهما مربوبا على الثاين معل عليه أو محروط فيه‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل يف الحروط‪.‬‬

‫بحن بتكلم يف تفري الصفقة أي عقد واحد‪ ،‬ولكن المعقود عليه يًل إلى جلئيين‪.‬‬

‫تفري الصفقة بمن صورها مااا؟‪ ،‬رج باأ بلرب مث للكتع؛ ألبه أقرب شرء لر اآلن‪ ،‬رج بلاأ‬
‫آلخر كتابين‪ ،‬هو بيع واحد ولكنه لحيمين فنقول‪ ،‬من باب تفريل الصلفقة‪ ،‬إاا بلان أحلد الكتلابين ل يصل‬
‫البيع فيه فنقول ل يص فيه ويص يف الثاين‪.‬‬

‫إان ل يص يف جلء دون الًلء الثاين‪ ،‬وهذا يسمى تفري الصفقة‪.‬‬

‫تفري الصفقة‪ ،‬أورد المصنف صورتين أو ث ث‪ ،‬فقال‪ :‬إن باأ محاأ بينه وبين غيره‪ ،‬عبده وعبد غيلره‬
‫بغير إان‪ ،‬معنى الك أن يبيع ما يلمك ومال يملك‪ ،‬هذا معنا تفري الصور األولى‪.‬‬

‫وبيع ما يملكه وما ل يملكه‪ ،‬وما ل يملكه صورتان أوردهما المصنف‪ ،‬قلد يكلون ملن بلاب المحلاأ‪،‬‬
‫وقد يكون من باب المميل‪.‬‬

‫من باب المحاأ عندي أرض بينر وبينك شراكة لر النصف ولك النصف؛ لكن ل أعرف بفصلر ملن‬
‫بصفك‪ ،‬ليس بصف الحمالر وليس بصفك الًنوبر‪ ،‬ل بعرف النصف‪ ،‬هذا يسمى محلاأ‪ ،‬فأتيلت فبعلت‬
‫األرض كلها مع أن لك بفسها‪ ،‬هذا يسمى بيع المحاأ‪ ،‬المملوك لر جللء منله‪ ،‬يصل يف جلئلر ول يصل‬
‫يف جلئك‪.‬‬

‫بيع غير المحاأ‪ ،‬بعتك كتابين قلت لك بعتك هلذين الكتلابين‪ ،‬الكتلاب األول ملكلر والكتلاب الثلاين‬
‫ليس ملكر لكنلر بعتلوه للك‪ ،‬فيصل البيلع يف ملكلر ول يصل يف ملكلك بًلئله‪ ،‬وسلنتكلم كيلف يكلون‬
‫بًلئه‪ ،‬أو يثبت الخيار‪ ،‬هذه الصور األولى وهو بيع المملوك وغير المملوك‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬قال أن يبيع حر عبد وحر‪ ،‬وهو بيع ما ل يص بيعه مما ل يملك ابتلداء‪ ،‬وهلو بيلع‬
‫المملوك وهو الحر‪ ،‬ما ل يًوز بيعه كالمغصوب وبحوه‪.‬‬

‫‪ ‬والصارة الثالثة‪ :‬أن يبيع خ وخمر‪ ،‬وهو بيع محرم‪ ،‬يأا بخ وخمر‪ ،‬أبتم تعلمون أن الخ قبل‬
‫أن تتخل تكون خمر‪ ،‬والك عندبا ملن كلان عنلده عصلير تفلاال يلأا بالتفلاال ويًعل عليله الملاء وبعله‬
‫‪٦‬‬
‫‪481‬‬

‫األشياء كسكر وبحوه‪ ،‬ثم يغلقه‪ ،‬إاا فكه ليًعله خ جاز‪ ،‬فإبه يصا يف أول وقت يكون خمرا‪ ،‬ثم ينقللع‬
‫خ ‪ ،‬هنا يًوز؛ ألن ابتق من كوبه عصير إلى كوبه خ فيًوز؛ لكن إن ابقلبت خمرا‪ ،‬ثم حازهلا وأغلقله‬
‫ف يًوز له حينمذ أن يخللها‪ ،‬ثبت النهر عن النبر ‪ ‬عن تخلي ‪.‬‬

‫عنلده خل وخملر فباعهملا معلا‪ ،‬صل يف الخل دون‬ ‫إان هذا ما تعل بتخلي الخملر‪ ،‬للو أن شلخ‬
‫الخمر‪ ،‬وهذا معنا قوله الثاين‪.‬‬

‫الثالث لم يرده المصنف‪ ،‬وهو إاا بلاأ مًهلول ومعللوم‪ ،‬فيصل يف المعللوم بًلئله إاا أمكلن تمييلله‬
‫بحرط أن يمكنه تمييله‪.‬‬

‫قال‪ :‬صفقة واحد أي يف عقد واحد‪.‬‬

‫قال‪ :‬صل يف بصليفه‪ ،‬أي ملن المللك المحلاأ‪ ،‬وعبلده أي يف العلين المميلل ‪ ،‬والخل ‪ ،‬أي يف المبلاال‪،‬‬
‫بقسطه‪ ،‬أي بقسطه من البيع‪ ،‬ولمحةي الخيار‪.‬‬

‫المحةي له الخيار بفسخ العقد‪ ،‬أو بحرائه بقسط‪ ،‬لما؟‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن المحةي قد يكون له الغرد بحراء‬
‫الًلئيين معا‪ ،‬وقد يكون راغع بأحد الًلئيين دون اآلخر‪ ،‬فحينمذ يكون له الخيار‪.‬‬

‫وأما البائع ف خيار له‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصننف‪« :‬و ََّل ي ِصح‪ -‬بِ َال ح ٍ‬
‫اجة‪َ -‬ب ْيع َو ََّل َ َران م َّم ْن ُت ْل ِز ُم ُ َا ْل ُُ ْم َع ُة َب ْعدَ نـدَ ائ َها َال َّثـان ‪َ ،‬وتَص ُّ‬
‫ـح‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫اد»‪.‬‬‫سائِ ِر َا ْلع ُه ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫ول يص ب حاجة‪ ،‬ثبت يف كتاب اهلل ‪ ‬يقول اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ} [الًمعللة‪ ،]9 :‬وهللذا أمللر ملللن اهلل‬


‫‪ ‬بةك البيع‪ ،‬ف يًوز البيع‪ ،‬ول الحراء‪ ،‬متى؟‪ ،‬بعد النداء الثاين‪ ،‬والمراد بالنداء الثاين‪ ،‬النداء اللذي‬
‫يكون بعده الخطبة مباشر هو الداء الثاين‪ ،‬وأما النداء الول فهو الذي يكون قب الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول يص ب حاجة‪ ،‬المراد بالحاجة‪ ،‬أي الحاجة إلى الحراء كأن يكون ليتوضأ بيه الماء ليتوضلأ‬
‫به‪ ،‬أو لحاجة األك كا برار إليه‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫قال‪ :‬قال ول يص ب حاجة بيع ول شراء؛ ألن الحراء من لزمه البيع‬


‫‪482‬‬

‫قال‪ :‬ممن تللمه الًمعة‪ ،‬الذي تللمه الًمعة مر معنا وهو الذكر دون البثى‪ ،‬المسلتوبن يف بللد دون‬
‫المقيم يف مكان ليس يف بنيان‪ ،‬كأن يكون يف بادية‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫الحر دون العبد‪.‬‬

‫قال‪ :‬بعد بدائها الثاين‪ ،‬وعرفنا بدائها الثاين الذي يكون بعده الخطبة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتص سائر العقود‪ ،‬لمااا؟‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن اهلل ‪ ‬يف الكتاب ى عن البيع فقلط‪ ،‬ولملا لى علن‬
‫البيع كان هذا النهر غير معل ب هو تبعدي‪ ،‬والقاعد عندبا أن ما كلان تعبلديا عللى خل ف القيلاس فإبنلا‬
‫ول بقيس عليها هذه هر قاعد العلملاء‪ ،‬أن ملا كلان عللى خل ف القيلاس ل يقلاس‬ ‫بقف عند مورد الن‬

‫عليه‪ ،‬والقرآن ى عن البيع { ﭞ ﭟﭠ} [سور الًمعة‪ ، ]9:‬ولم يق أتركوا ا جار ‪ ،‬وللم يقل أتركلوا‬
‫النكاال‪ ،‬أو الصل وغير الك‪ ،‬فدل هذا على أن الحكم متعل بالبيع دون ما سواء‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وألبه جاء يف حديث كعع وغيره أن النبلر ‪ ‬يف خطبتله أشلار إللى رجل بلأن يللع‬
‫من ماله‪ ،‬فيكون الك من باب ا شار بالصل ‪ ،‬فدل عللى أن الصلل يًلوز يف أثنلاء الخطبلة‪ ،‬فلدل اللك‬
‫على أبه ليس ممنوأ منه‪ ،‬وإبما الممنوأ منه فقط البيع دون ما عداه من العقود‪.‬‬

‫ِ ْتن ٍَـة‪َ ،‬و ََّل َع ْب ٍـد ُم ْس ِـل ٍم لِ َـا ِرٍ ََّل‬ ‫َّخ ِذ ِه َهمرا‪ ،‬و ََّل ِس َالحٍ ِ‬
‫ْ َ‬
‫َب لِمت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َب ْي ُع َعصيرٍ َأ ْو عن ٍ ُ‬
‫َي ْعتِ ُق َع َل ْي ِ »‪.‬‬

‫اكر المصنف هنا ما يحرم ل لذاته‪ ،‬وإبما لغيره‪ ،‬ما يحرم لغيره‪ ،‬من باب النظلر إللى الملألت‪ ،‬فقلال‪:‬‬
‫ل يص بيع عصير‪ ،‬أو عنع لمن يتخذ منه خمير‪ ،‬أي يصنع منه خميرا ل يًوز الك‪ ،‬ول يص البيع؛ بل‬
‫يكون البيع باب والكسع حرام‪ ،‬ف يًوز البيع‪ ،‬وقولنا لمن يتخذه خمرا بقلول عنلدبا حالتلان‪ ،‬أو ث ثلة‬
‫حالت كر تكون القسمة كاملة‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون علما أبه سيتخذه خمرا أي متيقن‪ ،‬فحينمذ يحرم البيع ول يص ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون نان‪ ،‬ومعنى قولنا أبه نان‪ ،‬أي غالبا على ننله اللك‪ ،‬والفقهلاء إاا أبلقلوا‬
‫أيلا غلبة الظن‪ ،‬فإبه ل ُبد من وجود قربة دالة عليه‪ ،‬ل بمًلرد‬
‫الظن فيقصدون به غلبة الظن‪ ،‬وإاا أبلقوا ً‬
‫الحدث‪ ،‬فإن مًرد الحدث ل عا به؛ ب ل بعد ملن وجلود القرينلة‪ ،‬إان عرفنلا الملراد بلالظن‪ ،‬أن يكلون‬
‫‪٦‬‬
‫‪483‬‬

‫نابا أبه سيستخدم هذا العين يف محرم‪ ،‬فالصحي كما قال صلاحع البصلاف الملرداوي‪ :‬وهلو الصلواب‬
‫أبه ل يص بيعه كذلك‪.‬‬

‫إان المتقين وهو العلم والظان‪ ،‬والمراد بالظان من كابت عنده غلبلة نلن‪ ،‬ول تتحقل غلبلة الظلن إل‬
‫بالقرينة‪ ،‬ل ُبد من القرينة وسأاكر القرينة بد قلي ‪ ،‬هؤلء ل يص بيعهم ول يًوز‪ ،‬ويحرم الثمن‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬إن ل يكون نابا‪ ،‬وإبما شاك‪ ،‬أو متوهم‪ ،‬من كان شاك أو متوهما‪ ،‬أي للم تلرد عنلده‬
‫قرينة على استخدامه يف حرام‪ ،‬أو ل يعلم الك‪ ،‬فإبه حينمذ يًوز البيع‪ ،‬ولو استخدمه يف حرام‪.‬‬

‫‪ ‬إذن هذه ثالث حاَّلت‪ ،‬نبدأ بها‪:‬‬

‫قال‪ :‬أول ل يص بيع عصير أو عنع لمتخذه خمر يعنر يصنعه خمرا‪ ،‬أو يصنع منه شلرء محلرم فل‬
‫يًوز اليع له‪ ،‬وهذا واض ‪ ،‬وهو ابعقد ا جمال عليه يف الًملة‪.‬‬

‫يبيللع سللكين فينظللر‬ ‫قللال‪ :‬ول سل ال يف فتنللة‪ ،‬المللراد بالفتنللة بوعللان‪ :‬الفتنللة الخاصللة يكللون الحللخ‬
‫لللرجلين يتصللارعان‪ ،‬ومختصللمان‪ ،‬وقللد بلللغ الغلللع منهمللا أشللده‪ ،‬فيللأا أحللدهما للله ويقللول بعنللر هللذه‬
‫السلكين وهللو حللال غلللع‪ ،‬بقللول يحللرم عليللك‪ ،‬وبيعلك بابل إن بعتلله أن تبيللع عليلله هللذا السل ال وهللو‬
‫السكين؛ ألن هذا فتنة خاصة‪ ،‬فقد يًرال أخاه المسلم‪ ،‬أو يقتله‪.‬‬

‫والفتنة العامة‪ ،‬حينما تكون فتنة بين فمتين عظمتين من المسلمين ف يًوز بيع الس ال لهما‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول عبد مسلم لكافر‪ ،‬ل يعت عليه؛ ألن من باأ مسلم لكافر‪ ،‬فإبه حينمذ فقط سلط الكافر عليله‪،‬‬
‫ولم يًع اهلل ‪ ‬للكافرين على المؤمنين سبي ‪ ،‬ف يًوز عليه‪ ،‬إل أن يكون يعت عليه بأن يكلون اا‬
‫رحم محرم‪ ،‬ويف لفظ يف الحلديث «إن ي ـان ذا رحـم محـرم»‪ ،‬فحينملذ يبلاأ عليله ألبله سليعت عليله حلين‬
‫الحراء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َو َل ْم َي ِص َّح َب ْي ُع ُ َع َلى َب ْي ِع َأ ِهي ِ ‪َ ،‬و َِ َراؤُ ُه َع َلى َِ َرائِ ِ ‪َ ،‬و َس ْا ُم ُ َع َلى َس ْا ِم ِ »‪.‬‬

‫هذه ث ث جم وردت فيها السنة عن النلر ‪ ‬ففلر صلحي أن النبلر ‪ ‬لى‬


‫عن بيع المسلم على بيع أخيله‪ ،‬وشلراءه عللى شلراءه وسلومه عللى سلومه‪ ،‬عنلد مسللم‪ ،‬األخيلر زيلاد يف‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪484‬‬

‫ببدأ باألولى وهو بيع المسلم على بيع آخيه‪ ،‬ما معنا بيعه على بيع أخيه‪ ،‬بمعنلى أن الملرء يحلةي ملن‬
‫آخر سلعة‪ ،‬فيأا ث ث –وابتبه لهذا القيد الذي سأاكره‪ -‬فيأا ث ث يف مد الخيارين‪ ،‬ل ُبد من هذا القيلد‬
‫وسأرجع له بعد قلي ‪ ،‬فيقول للمحةي عندي مث هذا السلعة بسعر أق ‪.‬‬

‫إان ث ثة أشخاص رج باأ سلعة بعحر ‪ ،‬فيأتيه ث ث وهو زيد فيقول سأبيعك مثلها بتسعة‪ ،‬وأرجلع‬
‫السلعة‪ ،‬متى يكون محرم؟‪ ،‬قالوا‪ :‬إاا كان يف مد الخيلارين‪ ،‬وملا هملا الخيلاران؟‪ ،‬خيلار المًللس وخلار‬
‫الحرط‪ ،‬لمااا؟‪- ،‬ابتبهوا معر‪-‬؛ ألبه يف ملد الخيلارين المحلةي يصل لله أن يفسلخ القعلد‪ ،‬فيلأا ل ئلع‬
‫ويقول خذ سلعتك وأعطنر عحر ‪ ،‬ثم يحةي التسعة‪.‬‬

‫وقال‪ :‬عندي مثلهلا بتسلعة للو‬ ‫أما ابقلاء مد الخيارين فالعقد يكون لزما‪ ،‬وحينمذ لو جاء له شخ‬
‫أرجع السلعة للبائع للم البيع‪ ،‬وإبما يكون من باب ا قالة‪ ،‬وا قالة مندوب لها‪.‬‬

‫إان البيع على بيع أخيه يحرم متى؟‪ ،‬إاا كان يف مد الخيارين خيار الحلرط وخيلار المًللس‪ ،‬وسليأا‬
‫بعد قلي إن شاء اهلل‪.‬‬

‫وأما بعد الخيارين فإبه ل يسمى بيع على بيع على بيع أخيه‪ ،‬وإبما هو بيع جديد‪.‬‬

‫هذا البيع على بيع أخيه حرام أثم البائع‪ ،‬فيًع عليه التوبة إلى اهلل ‪ ،‬وليعلم أن فعله هلذا سلبع‬
‫للكسع الحرام‪ ،‬وسبع للثم عند اهلل ‪.‬‬

‫النوأ الثاين‪ ،‬هو األمر الثاين‪ :‬أن العقد باب ‪ ،‬صور الك‪:‬‬

‫لو رج آلخر وقال‪ :‬سأبيعك هذا الذي اشةيته بعحر سأبيعه بتسعة‪ ،‬ففسخ العقد من أج الك‪ ،‬ثلم‬
‫لما أبقلا مد الخيارين علم البائع األول فيًوز له أن يلللم بالعقلد حينملذ‪ ،‬ويرجلع لعقلد األول إاا عللم‬
‫بذلك‪ ،‬هذا معنى عقده باب ألبه ربت عليه‪.‬‬

‫قال‪ :‬وشراءه على شرائه‪ ،‬شراءه على شرائه سه جدا‪ ،‬رج يحةي سلعة بعحر ‪ ،‬فيلأا رجل ثل ث‬
‫ببائع فيقول‪ :‬أبا سأشةيها منك باثنر عحلر‪ ،‬غاللع البيلع عللى بيلع آخيله‪ ،‬والسلوم عللى سلوم أخيله‪ ،‬متلى‬
‫يكون؟‪ ،‬يف السواق المفتوحة‪ ،‬السوق المفتوال الذي كون فسلتقر يله النلاس؛ ألن خيلار المًللس يكلون‬
‫فيه متوسع‪ ،‬فيأا واحلد للمحل األول‪ ،‬فيحلةي منله السللع بخمسلة‪ ،‬فيلذهع لله صلاحع المحل الثلاين‬
‫فيقول‪ :‬بكم اشةيته؟‪ ،‬فيقول‪ :‬بخمسة‪ ،‬يقول‪ :‬أبا أبيعها بلأربع‪ ،‬بقلول حلرام عليلك أن تقلول اللك‪ ،‬يحلرم‬
‫‪٦‬‬
‫‪485‬‬

‫عليك الك‪.‬‬

‫إاا علملت السللنة‪ ،‬وإمللا إاا جللاءك المحلةي وسللالك هللو‪ ،‬شللوف سلالك عللن السللعر‪ ،‬ل ألجل البيللع‬
‫فحينمذ تخاه‪ ،‬ولكن ل تعرض عليه من باب أبك تبيع على بيع أخيك‪ ،‬فالقصد مأثر حينمذ‪.‬‬

‫‪ ‬الُملة الثالثة‪ :‬قال‪ :‬وسومه على سلومه‪ ،‬السلوم عللى السلوم ملا معنلاه يعنلر قبل عقلد البيلع قبل‬
‫ا جللاب والقبللول‪ ،‬يللأا رج ل لصللاحع مح ل ‪ ،‬فيقللول‪ :‬سأشللةيها بخمسللة‪ ،‬فيللأا رج ل آخللر ويقللول‪:‬‬
‫سأشةيها بستة‪ ،‬هذا يسمى السوم على سوم أخيه‪.‬‬

‫ابظروا معر‪.‬‬

‫السوم على سوم أخيه يخالف البيع على البيع آخيه من جهات‪:‬‬

‫‪ ‬الُهة اْلولى‪ :‬أن السوم على سوم أخيه يف بيوأ المليلدات جلائل بإجملاأ‪ ،‬يًلوز بإجملاأ يف بيلع‬
‫الملايد ‪ ،‬بكم؟ بخمسة‪ ،‬بستة‪ ،‬بسبعة‪ ،‬يًوز بإجماأ‪.‬‬

‫الذي ل يًوز إاا ركن إليه البائع‪ ،‬وأما قب الركون ف سلواء كلان بيلع ملايلد ‪ ،‬أو ل‪ ،‬كيلف؟‪ ،‬عنلدما‬
‫تذهع إلى السوق دخلنا قلول سلوق الخللار أقلرب سلوق عنلدبا‪ ،‬ويلأا المللارأ بسلط تملر يف الفًلر‪،‬‬
‫بكم؟ سأشةيه منك بخمسة‪ ،‬لليس بيلع ملايلد ‪ ،‬ل ل زد يقلول‪ :‬ل بخمسلة‪ ،‬أبلت رأيلت يحلةيه بخمسلة‪،‬‬
‫يًوز لك أن تليد إل إاا رأيت البائع قد ركن إليه‪ ،‬وجد أبه قد مال‪ ،‬فإن كان لم يركن إليه‪ ،‬قلال ل ل أبيعله‬
‫بخمسة‪ ،‬واض أبه رافه‪ ،‬يًوز لك حينمذ أن تسوم على سوم أخيك‪.‬‬

‫إان السوم على السوم يًوز يف حالتين‪ ،‬إاا كان بيع ملايد ‪ ،‬وإاا لم يوجد الركون‪ ،‬وإن لم يكلون بيلع‬
‫ملايد ‪ ،‬بأن وجدت ع مة بأن البائع لم يرضى لذا السلعر فيًلوز للك أن تسلوم عللى سلوم أخيلك‪ ،‬هلذا‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية عندنا‪ :‬أن عبار المصنف هنا فيها قصور؛ ألن المصنف قال‪ :‬وحرم ولم يصل بيلع‬
‫وشراء وسوم‪ ،‬وليس كذلك؛ ب السوم يحرم‪ ،‬ويص البيع‪ ،‬البيع على بيع أخيه يحرم ول يص ‪ ،‬والحلراء‬
‫على شراءه حرم ول يص ‪ ،‬وأما السوم على سومه فيحرم ويص ‪ ،‬لكنه حرام‪ ،‬لمااا قلنا أبله حلرام؟؛ ألبله‬
‫ليس متعل بالقعد وإبما لمقدماته‪.‬‬
‫‪486‬‬

‫وط ِ َا ْل َب ْي ِع َض ْر َب ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫الي ُر ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ُّ‬

‫بدأ يتكلم المصنف رحمة اهلل عليه عن الحروط يف البيع‪ ،‬ولنعلم أن الحروط شلروط للبيلع‪ ،‬وشلروط‬
‫يف اليع‪ ،‬فالحروط للبيع شروط الصحة‪ ،‬والحروط يف البيع هر الحروط الًعلية التر يًعلها المتعاقدان‪.‬‬

‫الحروط يف البيع بوعان‪ ،‬وإن شمت قلت ث ثة‪ ،‬والمصنف قصلمها إللى قسلمين والقسلم الثلاين قسلمه‬
‫إلى قسمين‪.‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬الحروط الصحيحة‪ ،‬قال‪ :‬والحروط يف البيلع ضلربان‪ :‬صلحي ‪ ،‬أي شلريط صلحي ‪،‬‬
‫والحروط الصحيحة ث ثة أشياء‪ ،‬شروط اكرها وعدم اكرها سواء‪ ،‬وهو ك ملا كلان ملن مقتللى القعلد‪،‬‬
‫ولذا لم يردها المصنف‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬الحروط التر هر من مصلحة العقد‪ ،‬كالرهن‪ ،‬والكفي ‪ ،‬أو اللمين‪.‬‬

‫‪ ‬والنـاع الثالــث مــن اليـروط‪ :‬الحللروط التللر لمصلللحة أحلد المتعاقللدين‪ ،‬والمصللنف أورد الثللاين‬
‫والثالث فقط دون األول‪.‬‬

‫حيح‪ :‬ك ََي ْرط َر ْه ٍن َو َض ِام ٍن َوت َْأ ِج ِ‬


‫يٍ َث َم ٍن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ص ِ‬
‫َ‬

‫هذا هو النوأ األول من أبواأ الحروط وهو الحروط التلر لمصللحة العقلد‪ ،‬فلإن ملن مصللحة العقلد‪،‬‬
‫واستيفاء الثمن أن يكون فيه رهن‪ ،‬وهو توثيقة دين بعين‪.‬‬

‫وضامن‪ ،‬والملراد بالللامن‪ ،‬أي الكفيل بالملال‪ ،‬وهلو ضلمن املة إللى املة بلالتلام اللدين‪ ،‬أو التللام‬
‫المال‪.‬‬

‫وتأجي ثمن‪ ،‬أي صفة يف الثمن أن يكون مؤج ؛ ألبه من مصلحة الثمن‪ ،‬وهو معرفة األج ‪.‬‬

‫ط َبائِ ٍع َن ْقعا َم ْع ُلاما ِ َمبِي ٍع ك َُس ْ نَى َالدَّ ِار ََ ْهرا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وك ََير ِ‬
‫َ ْ‬
‫بدأ يتكلم المصنف عن الحرط الذي يكون لمصلحة أحد المتعاقدين‪.‬‬

‫ضرب لذلك مث قال‪ :‬كحرط بائع بفع معلوم يف مبيع‪ ،‬كسكن الدار شهر‪.‬‬

‫هذه مسألة يسميها العلماء بالثنيا‪ ،‬الثنيا‪ ،‬والمراد من الثنيا الستثناء‪ ،‬والسلتثناء قلد يكلون جللء معلين‬
‫وقد يكون جلء من المنفعة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪487‬‬

‫ابتبهوا معر‪.‬‬

‫هذه تسمى مااا؟ الثنيا‪ ،‬وقد ثبت عن النبر ‪ ‬أبه ى عن الثنيلا ويف لفلظ خلارج الصلحي‬
‫إل أن تعلم‪ ،‬من حديث أبر العباس‪ ،‬فدل على أن الثنيا إاا علمت كابت جلائل ‪ ،‬وإن كابلت مًهوللة فهلر‬
‫حرام‪.‬‬

‫كيف الثنيا؟‪ ،‬رج باأ آلخر شرء مث أن يبيعه عحر شياه‪ ،‬قلال‪ :‬بعتلك هلذه الحلياه‪ ،‬إل شلا واحلد ‪،‬‬
‫وهر ف بة أو المعينة؟‪ ،‬هذا يًوز‪ ،‬فكأبه باعه التسع‪.‬‬

‫النوأ الثاين من الثنيا‪ :‬ثنيلا للمنفعلة اسلتثناء المنفعلة‪ ،‬فيصل بحلرط أن تكلون معلوملة‪ ،‬وأملا إاا تكلون‬
‫مًهولة ف يص الحرط‪ ،‬صور الك‪:‬‬

‫رج باأ آلخر بيته‪ ،‬قال‪ :‬بعتك البيت‪ ،‬ولكنر أشةط أن أسكن يف البيت سلنة أو شلهر حتلى أجلد للر‬
‫بيتا آخر‪ ،‬بقول يًوز؛ أل ا اشةاط منفعة يف المبيع‪ ،‬فهلو اسلتثناء للمنفعلة‪ ،‬ول يصل إل بحلرط أن تكلون‬
‫معلومة‪ ،‬والك قال‪ :‬اشةاط بفع معلوم‪.‬‬

‫وإما إاا كابت مًهولة ف يص ‪ ،‬لنهر النبلر ‪ ‬يف الصلحي علن الثنيلا؛ إل أن تعللم كملا‬
‫عند الةمذي‪ ،‬فإن كابت معلومة فتص ‪.‬‬

‫قال‪ :‬كسكن الدار شهرا‪ ،‬وعرفنا مثالها قب قلي ‪.‬‬

‫ب َأ ْو َت ِْسيرِ ِه»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ُم ْي َترٍ َن ْق َع َبائِ ٍع ك ََح ْم ٍِ َح َط ٍ‬

‫ببعا الدلي أبه يًوز اشةاط المنفعة يف العين أن النبر ‪ ‬لملا اشلةى ملن جلابر بلن عبلد‬
‫ا‪ ،‬يعنلر أن يركبهلا إللى أن يصل إللى المدينلة‪ ،‬فاشلةط منفعلة‬ ‫اهلل ‪ ‬دابته اشةط عليه جابر ‪ ‬حم‬
‫على جواز هذه المنفعة‪.‬‬ ‫الدابة إلى وصول المدينة‪ ،‬وهذا ب‬

‫النوأ الثاين الذي مث به المصنف منفعة للمحة‪ ،‬قال‪ :‬كاشةاط بفع من البائع‪ ،‬كأن يحمل الحطلع‪،‬‬
‫أو أن يكسره‪ ،‬يعنر يحةط عليه أبه يحم الحطع إلى بيته‪ ،‬أو األثاث إلى بيته‪ ،‬أو أن يكسره‪.‬‬

‫وهنا مسألة‪ ،‬األص عند الفقهاء أن من اشةى سلعة فإن بقلها ليس واجع على البائع‪ ،‬ل يًلع بقل‬
‫السلعة على البائع‪ ،‬هذا هو األص ‪ ،‬إل إاا وجلد شلرط‪ ،‬يحلةط عللى البلائع بقل السللعة‪ ،‬أو تركيبهلا‪ ،‬إاا‬
‫‪488‬‬

‫كابت مفككة‪ ،‬مث بعه السلع المفككة‪ ،‬ل ُبد من الحرط‪.‬‬

‫لا إللى البيلت‪ ،‬بقلهلا إللى البيلت‪ ،‬أو‬ ‫وهذا الحرط قد يكون بصر‪ ،‬كأن يكلون اشلةبت عليلك حم‬
‫يكون الحرط عرفيا‪.‬‬

‫بوعان‪ ،‬بصيا يف وقت التعاقد وبصف قب التعاقد‪ ،‬كأن يكتع البلائع يتعهلد المحل بنقلهلا‬ ‫ببعا الن‬
‫مًابا‪ ،‬مثل بعله المحل ت‪ ،‬أو بةكيبهلا‪ ،‬هلذا يعتلا شلرط‪ ،‬وإن كلان متقلدما لكنله بمثابلة الموافقلة‪ ،‬أو‬
‫عريف‪ ،‬جر العرف عند الناس أن من اشةى من فل ن هلذه السللعة أبله ينقلهلا معله‪ ،‬فهلذا ملن بلاب الحلرط‬
‫العريف‪ ،‬والقاعد عند فهقائنا أن المعروف عرف كالمحروط شربا‪ ،‬واضحة المسألة‪.‬‬

‫بناء على الك لو أبه قال لم تنقلها أريد فصخ العقد‪ ،‬بقول إاا لم يوجد شرط بصر أو عريف ف يللم‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو تكسير كتكسير الحط‪ ،‬أو تركيبه إاا كان من األشياء المفككة والمًلئة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َج َم َع َب ْي َن ََ ْر َط ْي ِن َب َط ٍَ َا ْل َب ْي ُع»‪.‬‬

‫يقول المصنف‪ :‬وإن جمع بين الحربين بط البيع‪.‬‬

‫هذه من المفردات ودليهم يف الك حلديث ملروي أن النبلر ‪ ‬لى علن بيلع وشلرط‪ ،‬ويف‬
‫لفظ وشربين‪ ،‬وحم عليه هذا المعنى‪.‬‬

‫هذه المسلألة بعله أهل العللم يقلول مثل ملا محلى عليله المصلنف‪ :‬أن الملراد بالحلربين الحلربان‬
‫اللذين يكوبان لمصلحة أحد المعقدين فحينمذ يكون ممنوعا‪ ،‬وأما ما كان لمصلحة العقلد ومقتللاه فإبله‬
‫ولو كان أكثر من شرط فإبه يص ‪ ،‬هذا رأي المصنف‪.‬‬

‫والقول الذي ل ُبد من السرور لها ل ُبد وهو الرواية الثابيلة عنلد فقهائنلا والقلول الثلاين يف الملذهع‪،‬‬
‫وهو الذي يعم به المسلمون يف جميع بلدان المسلمين‪ ،‬أبه يصل العقلد بحلربين جعللين‪ ،‬وبث ثلة؛ بل‬
‫وبمائة‪ ،‬اآلن ك عقود الناس مليمة بالحروط‪ ،‬ااهع ألي عقد يذكر لك عحرين شربا‪.‬‬

‫ولذلك فإن التحتيت على الناس وقول أبله ل يصل الحلرط كملا قلال بعله أهل العللم كا ملام أبلر‬
‫حنيفة‪ ،‬أو أبه ل يص شربان‪ ،‬ك هذا األقوال غير صحيحة‪ ،‬ول يص من الك إل أبه ينهى علن الحلرط‬
‫الفاسد فقط دون الحرط الصحي ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪489‬‬

‫وهذا مما عم المسلمين اآلن عليه جميعا كل النلاس يف جميلع أمصلار المسللمين عللى هلذا القلول‬
‫وهو القول الثاين مث أحمد وهو من مفردات ا مام أحمد‪.‬‬

‫ض َو َب ْيـرِ ِه‪َ ،‬أ ْو َمـا ُي َع ِل ُـق َا ْل َب ْي َـع َكبِ ْعت َ‬


‫ُـب إِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َ اسد‪ُ :‬ي ْبط ُلـ ُ ‪ ،‬ك ََي ْـرط َع ْهـد َآ َه َـر م ْ‬
‫ـن َق ْـر ٍ‬
‫ِج ْئتَن ِ بِ ََذا‪َ ،‬أ ْو َر ِض َ َز ْيد»‪.‬‬

‫الحروط الفاسد سأاكر لكم فيها قاعد واحفظوا هذا القعد ‪ ،‬وهذه القاعد مهمة جدا‪.‬‬

‫الحرط الصحي ث ثة أشياء اكرباها قب قلي فقلط‪.‬‬

‫وأما الحروط الفاسد فتنقسم إلى قسمين‪ :‬شرط يفسد واحده‪ ،‬ول يفسد العقد معه وقاعدته‪ :‬هو كل‬
‫شرط خالف مقتدا العقد‪ ،‬هذه قاعد ؛ ك شرط خالف مقتدا العقد فإبه يفسد ول يفسد العقد‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬وسيبدأ به المصنف‪ ،‬الحلرط الفاسلد اللذي يفسلد ويفسلد العقلد ويبطل العقلد معله‪،‬‬
‫وهو ث ثة أشياء‪ :‬ك شرط خ ف حقيقة العقد‪ ،‬وك تعلي للبيع‪ ،‬وك عقلد حلوى شلربين‪ ،‬وسلأاكرها‬
‫بعد قلي بعد ما أبتهر من ك م المصنف‪ ،‬سأاكرها بعد قي ؛ لكن أهم شرء القاعد األولى فيله وهلو أبله‬
‫ك شرط مااا؟‪ ،‬خالف حقيقة العقد –ركلوا معر‪ -‬إاا كان الحرط يخالف حقيقة العقد بط العقلد‪ ،‬وإاا‬
‫كان الحرط يخالف مقتدا العقد بط الحرط وص العقد‪.‬‬

‫ما الفرق بين الحقيقة والمقتدى؟‪ ،‬الحقيقة معناه‪ :‬أن الحلرط ينقل العقلد ملن صلفة مباحلة إللى صلفة‬
‫محرمة‪ ،‬هذا معنى كوبه خالف العقد‪ ،‬أي بق من عقد مباال إللى عقلد محلرم‪ ،‬أقرضلتك مملة ترضلها مملة‪،‬‬
‫هذا قرض‪ ،‬قلت لك ممة تردها بممة؛ لكلن إن تلأخرت تعطنلر منفعلة‪ ،‬أو ملال هلذا الحلرط بابل ‪ ،‬ويبطل‬
‫العقد ألبه ينقله إلى الربا‪ ،‬هذا مثال واض وجلر‪.‬‬

‫الحرط الذي يخالف مقتلى العقد‪ ،‬العقد إاا تم صحيحا فله آثار بعده‪ ،‬هذه اآلثار إاا خالف الحلرط‬
‫بعلها فسد الحرط‪.‬‬

‫مثال الك‪ ،‬وسيأتينا بالتفصي يف ك م المصنف‪.‬‬

‫رج باأ آلخر كتاب قال بعتك هذا الكتاب بحرط أن ل تقلرأ فيله‪ ،‬مقتللى العقلد البتفلاأ بالكتلاب‪،‬‬
‫بلاأ آلخلر بيلت‪ ،‬قلال‪ :‬بعتلك هلذا‬ ‫لما منعته من منفعة من الكتاب شربك باب والعقد صلحي ‪ ،‬شلخ‬
‫‪490‬‬

‫البيت‪ ،‬ولكن هذا البيت عليل علر وأشةط عليك أبك ما تسكنه‪ ،‬يبقى كدا ديكور‪ ،‬يًوز الك أم ل؟‪ ،‬ملا‬
‫يًوز‪ ،‬الحرط باب ‪ ،‬العقد صحي ‪ ،‬سأاكر الدلي بعد قلي ‪.‬‬

‫رج جاء آلخر وقال‪ :‬شوف هذا القلم عليل عللر‪ ،‬جلاءين هديلة ملن واللدي ولكنلر محتلاج سلأبيعه‬
‫لك؛ لكن بحرط ما تبيعه ألحد‪ ،‬يبقى عندك أبت ل تبيعه ألحد بك‪ ،‬بقلول الحلرط بابل والعقلد صلحي ؛‬
‫ألن الحرط مخالف لمقتلى العقد وليس مخالف لحقيقة العقد‪.‬‬

‫الللدلي علللى الللك أن النبللر ‪ ‬لمللا جللاءت بريللر فحللرط مواليهللا لمللن يحللةيها أن يكللون‬
‫واَترط ِن الاَّلن لمن اعتق‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن كٍ َـرط لـيس‬‫ِ‬ ‫ولئها لهم‪ ،‬قال النبر ‪« :‬اَتريها‬
‫يف كتاب اهَّلل ها باطٍ وإن كان مئة َـرط»‪ ،‬أي كل شلرط خلالف مقتلدى العقلد فإبله بابل وإن كلان مملة‬
‫شرط‪ ،‬والعقد يص والك صحي قد شراء برير ‪ ،‬والحديث يف الصحي ‪.‬‬

‫إان اببته لهذا المسألة إاا عرفت هذه القاعد ‪ ،‬عرفت حتى بلاب النكلاال‪ ،‬بلاب النكلاال الحلروط التلر‬
‫تفسد القعد هر التر تخالف حقيقته كالحراء‪ ،‬أو التحريم‪ ،‬والتر تفسد وحدها كنفر المهر‪ ،‬وبحوه‪.‬‬

‫بدأ المصلنف يلذكر النلوأ األول ملن الحلروط‪ ،‬وهلر الحلروط المتعلقلة التلر تكلون فاسلد ‪ ،‬وتبطل‬
‫العقد‪.‬‬

‫قال‪ :‬كحرط عقد آخر من قرض وغيره‪ ،‬أو ما يعل البيع‪ ،‬كبعتك إن جمتنر بكذا‪ ،‬أو رضر زيد‪.‬‬

‫العلماء يقولون‪ :‬إن الحروط التر تخالف حقيقة العقد أبواأ‪.‬‬

‫دائملا إاا قللت علللى‬


‫‪ ‬النـاع اْلول‪ :‬عقلد عقلدين يف عقللد واحلد‪ ،‬هلذا علللى المحلهور‪ ،‬وقلول لكللم ً‬
‫المحهور فمعناه أن هناك خلالف يف المسلألة والخل ف قلوي جلدا‪ ،‬وأملا إاا للم أقل لكلم عللى المحلهور‬
‫فمعناه أن الخ ف فيه يف الغالع يكون ضعيف‪.‬‬

‫المحهور أبه ل يص قعدان يف عقد واحد‪ ،‬وروي يف الك حلديث‪َّ« ،‬ل يصـح بيعتـان يف بيعـة»‪ ،‬قلالوا‪:‬‬
‫وبيعتان يف بيعة يكون له صورتان‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى‪ :‬شرط عقد يف عقد‪ ،‬أن يحرط عقد يف عقد‪.‬‬

‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬أن يعل عقد على عقلد‪ ،‬فحلرط عقلد عللى عقلد يقلول‪ :‬بعتلك إن أقرضلتنر‪ ،‬هلذا‬
‫‪٦‬‬
‫‪491‬‬

‫شرط عقد يف عقد‪.‬‬

‫وتعلي عقد على عقد مث أن يقول‪ :‬بعتك إن جاء العقد الف ين أو تحق العقد الف ين‪ ،‬وهذا يسلمان‬
‫عقدان يف عقد‪ ،‬وعندهم أن هذا من الحروط التر تخالف حقيقة العقد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬هو ما اكره المصنف يف قول‪ :‬أو ملا يعلل البيلع‪ ،‬الفقهلاء يقوللون‪ :‬إن العقلود بعللها‬
‫تقب التعلي ‪ ،‬وبعلها ل يقب التعلي ‪ ،‬فالوصية مث من العقود التر تقب التعليل ‪ ،‬كل واحلد إاا أوصلى‬
‫مت فهذه العين هبة لف ن‪ ،‬هذه وصية تقب التعلي ‪.‬‬
‫يقول‪ :‬إاا ُ‬

‫البيع ل يقب التعلي عندهم؛ ب يًع أن يكون البيع بات غير معل ‪ ،‬وك من عل البيلع عللى شلرط‬
‫فإبه ل يص ‪.‬‬

‫مثال التعلي عند الفقهاء‪ ،‬قال‪ :‬كقوله بعتك إن جمتنر بكذا‪ ،‬أو أن رضر زيد‪.‬‬

‫بعه الناس يقول‪ :‬بعتك كتابر إن رضر والدي‪ ،‬يقول ما يصل ‪ ،‬إل أن يكلون حاضلرا يف المًللس‪،‬‬
‫فينحئ العقد بعد رضاه فحينمذ يستح ‪.‬‬

‫ابظروا معر‪.‬‬

‫يف القوابين يسمى عندبا بيع المستقبليات‪ ،‬بيع المستقبليات الفقهاء يقوللون إبله بلاب بابل ؛ ألبله ملن‬
‫باب التعلي على اللمن‪ ،‬بعتك بعد شهر‪ ،‬بيع المستقبليات يف الاصة يقول‪ :‬اشةيت منلك كلذا وكلذا ملن‬
‫العين الموجود يف الاصة من أوراق بقدية‪ ،‬أو عيان بعد شلهر وأشلةيها ملن اآلن‪ ،‬ويلرون أن هلذا العقلد‬
‫مللم‪ ،‬يف الحرأ أن بيع المستقبليات ليس مللم‪ ،‬وإبما هو وعد ولليس بيلع‪ ،‬واللك اكلر الفقهلاء أبله شلرط‬
‫يبط العقد‪ ،‬وهو التعلي على المستقب ‪ ،‬هذا النوأ األول من الحروط‪.‬‬

‫ط َأ ْن ََّل َه َس َارةَ‪َ ،‬أ ْو َمتَى َن َق َق َوإِ ََّّل َر َّد ُه‪َ ،‬ون َْح َا َذلِ َ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫اسد ََّل يبطِ ُل ك ََير ِ‬
‫ُْ ُ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َ ِ‬
‫َ‬

‫النوأ الثاين من الحروط‪ ،‬الحروط الفاسد التر ل تبط وهر الحلروط التلر تخلالف مقتللى العقلد‪،‬‬
‫مقتلى العقد‪ ،‬يعنر مقتليات العقد من حيث التمليك والًواز البتفاأ والبيع وبحو الك‪.‬‬

‫من األمثلة التر أوردها المصنف‪ ،‬أورد لكم قب قلي أمثلة كما لو اشةط عليه أن ل يبيعه‪ ،‬اشةط بله‬
‫أن ل ينفع به‪ ،‬اشةط عليه أن ل يبيعه إل لليلد‪ ،‬بعله بيتله‪ ،‬وقلال اشلةط عليلك أن ل تبيعله إل لمحملد‪ ،‬أو‬
‫‪492‬‬

‫لليد‪ ،‬أو ل تبيعه لغيره‪ ،‬هذا الحرط باب ؛ ألبه يخارف مقتلى العقد‪.‬‬

‫أورد المصنف أمثلة أخرى‪ ،‬قال‪ :‬لو اشةط عليه أن ل خسار عليه‪ ،‬قال بعتلك هلذه السللعة واشلةط‬
‫المحةي أبه إن خسرت يف بيعها الثاين بيعها بعدك‪ ،‬فإبه حينمذ أرد البيع‪ ،‬بقول أهلذا الحلرط بابل والعقلد‬
‫صحي ؛ ألبه يخلالف مقتللى العقلد؛ ألن مقتللى العقلد‪ ،‬مطلل البتفلاأ‪ ،‬ومطلل البيلع‪ ،‬ول يللمله فيله‬
‫ضمان الخسار ‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو متى بف وإل رده‪.‬‬

‫ابتبه هذه المسألة شبيه بعقد يسمى بعقد التصريف‪ ،‬وبعه النلاس يظلن أن عقلد التصلريف مثل هلذه‬
‫فيقول إبه حرام‪.‬‬

‫صور هذا البيع –اكروا معر‪ ،‬أعرف أين قد أبلت عليكم‪ ،‬وكتاب البيع قد يكلون فيله مسلائ كثيلر ‪،‬‬
‫إن رأيت يا شيخ بقف ول بستمر؟‪.- ..‬‬

‫هناك ما يسمى بعقد التصريف‪ ،‬خلينا بأا بمسألة المصنف‪ ،‬ثم عقد التصريف‪.‬‬

‫مسألة المصنف هلو أن يقلول بيعتلك بيعلا تاملا مةتبلة عليله آثلاره ملن الللمان‪ ،‬وبقل المللك وسلائر‬
‫األمور‪ ،‬ثم يقول هذه العين إاا لم أبيعها ولو بال اللمان‪ ،‬فإين سأرجعها لك‪ ،‬فإبه حينمذ أردها لك بلالثمن‬
‫األول‪ ،‬فإبه يكون حينمذ عل الرد على النفوق‪ ،‬بقول هذا ما يص ألبه شرط يخالف مقتلى العقد‪.‬‬

‫أما بيوأ عقد التصريف‪ ،‬فإبه عندهم ملن بلاب الًعاللة‪ ،‬كيلف بلاب الًعاللة؟‪ ،‬أبسلط مثلال محلالت‬
‫اللبن‪ ،‬اللبن يذهع إلى محالت التًلئة‪ ،‬شركات الللبن فتقلول سلأبلل عنلدك مائلة حبلة بلع الحبلة بريلال‬
‫واحد لك يف الريال كذا وكذا هل ‪ ،‬ثاين يوم للم يبقلى شلرء سلأخذه‪ ،‬للم أحسلبه عليلك‪ ،‬فحينملذ ملن بلاب‬
‫الًعالة‪ ،‬ل من باب البيع‪.‬‬

‫إان عقد التصريف هو عقد جعالة‪ ،‬وليس داخ يف الصور التر أوردها المصنف‪.‬‬
‫ب م ُْ ُه ٍ‬
‫ال َل ْم َي ْب َر ْأ»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ََ َر َط َا ْل َب َرا َن َة م ْن ك ٍُِ َع ْي ٍ َ‬
‫يقول وإن شرط الااء من ك عيلع‪ ،‬مًهلول فهلو شلرط بابل والعقلد صلحي ‪ ،‬بعله النلاس يلأا‬
‫بعتك هذه السلعة‪ ،‬وك عيع فيها مًهول أبا بر منه‪ ،‬بقول ل باب الحلرط‪ ،‬والعقلد صلحي ‪،‬‬ ‫لحخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪493‬‬

‫فإن وجد المحةي بيع فهو بالخيار‪ ،‬وسيأتينا بعد قلي ‪.‬‬

‫وكذلك لو أبه أتحرط الااء من عيع معين‪ ،‬مث رج قال بعتلك هلذه السليار ‪ ،‬وأبلا بلر ملن عيلع‬
‫المكينة‪ ،‬أو من العيع المتعل بالحرء الف ين‪ ،‬ولم يكن ناهر يف وقت التعاقد‪ ،‬فإبه حينمذ ل يا ‪.‬‬

‫فقول المصنف رحمة اهلل عليه‪ :‬من ك عيع ليس مفهومه مراد؛ ب من ك عيع ومن عيلع مًهلول‬
‫ولو كان معين‪ ،‬فقوله‪ :‬ك مفهوم وليس مراد‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)17‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )17‬اية المًلس السابع عحر‪.‬‬


‫‪494‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وا ْل ِ‬
‫خ َي ُار َس ْب َع ُة َأ ْق َسا ٍم»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫جلائلا أي يًلوز لكل واحلد ملن المتعاقلد ْين‬


‫ً‬ ‫جلائلا أو لز ًملا‪ ،‬فلإن كلان‬
‫ً‬ ‫العقدُ إاا ابعقدَ فإبَّه ينعقدُ إما‬
‫فس ُخه إل باتفاق منهما جمي ًعا ويسمى إقالل ًة أو عنلد‬
‫فس ُخه وإن كان لز ًما ف يًوز لواحد من المتعاقد ْين ْ‬
‫ْ‬
‫اختيار من له ح ُّ ِ‬
‫الخيار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقد أو إمللائ ُه بعلد أن ابعقلد‬ ‫إ ًاا هذا الباب وهو الخيار المقصود به أن يختار أحد المتعاقد ْين ْ‬
‫فسخ‬
‫صحيحا لز ًما‪.‬‬
‫ً‬
‫خيلر بلين الفسلخِ وبلين األرش‪ ،‬في ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خيلار بلين ث ثلة‬
‫ٌ‬ ‫ًملع لله‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يار إضاف ًة لخيار ْ‬
‫الفسخ ف ُي َّ‬ ‫وقد يكون له خ ٌ‬
‫الفسخ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأص أن الخيار يكون بين أمر ْين‪ ،‬بين ا ملاء وبين ْ‬ ‫أمور وإل ْ‬
‫لاج إلللى أن ِ‬ ‫ِ‬
‫يرجللع‪ ،‬وإن‬ ‫إ ًاا فهللذه الخيللارات أمل ٌ‬
‫لور َشللرعها اهلل ‪ ‬لحكمللة فللإن النللاد ُم أحيا ًبللا يحتل ُ‬
‫يرج َع يف ب ْي ِعه فًع اهلل ‪ ‬هذا البلاب ملن بلاب الرجلو ِأ يف العقلد‬ ‫المغحوش والمغبون يحتاج إلى أن ِ‬ ‫َ‬
‫بعد أن أبعقدَ ِ‬
‫لزما‪.‬‬

‫أقسام الخيار سيأا تفصي ُلها بعد قلي ‪ ،‬ب ْيد أن هلذه السلبعة أو أن ْ‬
‫قولل ُه سلبعة مفهلوم العلدد فيهلا لليس‬
‫مقصو ًدا بِخ ف ما عاداها من المواضع فاألص عند الفقهاء أبهم إاا ْأو َردوا شي ًما ملن األقسلام أو التنويلع‬
‫مرعلر جعلهلا ثمابيلة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫فإبه يكون ِ‬
‫المتلأخرين كالحليخ ْ‬ ‫بعله ملن‬
‫الموضع؛ ولذلك فلإن ً‬ ‫حاص ًرا إل يف هذا‬
‫الحلرط‬ ‫بخيلار ِ‬
‫كخيلار‬ ‫بعلهم قال إبها ليسلت ِ‬ ‫وبعلهم زادها‪ ،‬وسيأا ا شار البعه أبوا ِأ ِ‬
‫الخيار‪ ،‬بب ًعا ُ‬
‫ْ‬
‫الحرط ألبٌّه متع ِّل ٌ بالباب الذي ق ْبله سنحير إليها إن شاء اهلل يف اية هذا الباب‪.‬‬
‫أو عند تخ ُّلف ْ‬
‫ار َما َل ْم َي َت َق َّر َقا بِ َأ ْبدَ انِ ِه َما ُع ْر ا»‪.‬‬ ‫ان بِا ْل ِ‬
‫خ َي ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ه َي ُار َم ُْ ِل ٍ‬
‫س‪ َ ،‬ا ْل ُم َت َبايِ َع ِ‬

‫لـم َي َت َق َّرقـا»‪.‬‬ ‫عـان ِ‬


‫بالخ ِ‬ ‫ث َبت عن النبر ‪ ‬من حديث بافع عن ابن عمر أبله قلال‪« :‬ال َب ِي ِ‬
‫يـار مـا ْ‬
‫‪٦‬‬
‫‪495‬‬

‫لم َي َت َف َّرقا»‪ ،‬قال ابلن األعرابلر اللغلوي‬ ‫ِ‬


‫التفرق باألبدان دلي الك قوله ‪« ‬ما ْ‬ ‫بالتفرق ُّ‬
‫ُّ‬ ‫والمرا ُد‬
‫ُ‬
‫يكلون ثابتًلا إللى حلين‬ ‫يلار‬ ‫والفلةاق بلاألقوال فلد َّلنا اللك عللى َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫التفر ُق باألبدْ ان»‬
‫أن الخ َ‬ ‫ا مام المحهور « ُّ‬
‫التفرق باألبدان‪.‬‬
‫ُّ‬
‫الفسلخ الحكمل ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ان بِا ْل ِ‬
‫خ َي ِ‬ ‫وقول المصنِّف «ا ْلم َتبايِع ِ‬
‫ار»‪ ،‬أي لك واحد منهما الخيار بين ا ملاء وبين ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫تعً ُ أحيابًا فيعقدُ ع ْقدً ا فينْلدم عليله بعلده مباشلر ‪ ،‬فًعل لله الحلارأ ِ‬
‫الخيلار يف‬ ‫يف الك أن المرء ربما يس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬
‫يتفرق من المًلس‪.‬‬‫فسخه إن رأى مصلح ًة يف الك مالم َّ‬ ‫إ ْملاء الك العقد أو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال « َما َل ْم َي َت َف َّر َقا بِ َأ ْبدَ اب ِه َما»‪ ،‬زاد «بِ َأ ْبدَ اب ِه َما» مراعا ً لخ ف من ن َّن من أه العلم أن ُّ‬
‫التفرق إبما هلو‬
‫التفر ِق إبما هو بالبدن وأما بالقول فإبه افةاق‪.‬‬
‫باألقوال‪ ،‬مع أن دللة الحديث على ُّ‬
‫حال إلى حال‪ ،‬وضلربوا للذلك أ ْمثِلل ًة فقلالوا‪ :‬أول‬ ‫قال « ُعر ًفا»؛ ألن الفةاق بالبدن ُعرف يختلف من ٍ‬
‫ْ‬
‫أحدهما منهلا‪ ،‬الحاللة الثابيلة قلالوا «إاا كلابوا‬‫رف واحد » فيكون التفرق بخروج ِ‬ ‫«إن كان المتعاقدان يف ُغ ٍ‬
‫ُّ‬
‫التفلر ِق باألبلدان‪« ،‬وإن‬‫ُّ‬ ‫أحدهما يف ُع ُل ِّو ِه أو بلوله إللى ُسلفلِ ِه هلذا ملن بلاب‬
‫دار فيها ُعلو وس ُف فصعود ِ‬
‫ٌ ُ‬ ‫يف ٍ‬
‫ٍ‬
‫واحد من بري ‪« ،‬وإن كان يف ٍ‬
‫سوق مفتلوال» فلأن‬ ‫كان يف مفاز ٍ» أي بر وبحو الك فأن يتدابرا ويملر ك‬
‫يغيع أحدهما عن بظر اآلخر‪.‬‬

‫التفلرق ُع ْرفلا‪ ،‬عنلدبا هنلا مسلألتان قبل أن بنتقل‬


‫ُّ‬ ‫ف ُك هذا من باب ُّ‬
‫التفرق باألبدان ُع ْرفا هذا من باب‬
‫للتر بعدها‪:‬‬
‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬أبه إاا لم يتفرقا باألبدان وإبَّملا بلال الم ْكلث كملا للو كلان أثنلين يف ُغر ٍ‬
‫فلة واحلد‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫يقطلع المًللس ول يقطلع خيلار المًللس وللو باللت‬
‫ُ‬ ‫وباما ومكثا فيها وقتًا بوي ‪ ،‬فنقلول إن بومهملا ل‬
‫المد ف ِعا بالمد إبما العا بالبدن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫لوز للمللرء أن يتعمللد الخللروج لنفللر‬
‫‪ ‬المســألة الثانيـة‪ :‬فيمللا يتعلل باألبللدان أ َّب ل ُه عنللد فقهاءبللا ل يًل ُ‬
‫الح َيل سلقاط حل اآلخلر وإبَّملا يًلوز بفلر الخيلار ابتلدا ًء فيقلول‬ ‫يًوز له الك ألن هذه من ِ‬ ‫ُ‬ ‫الخيار‪ ،‬ل‬
‫عاقدتك هذا الب ْيع على َّأل خيار بيننا يف المًلس و ذا بًمع بين حديثر عبد اهلل ابلن ُعملر وعبلد اهلل ابلن‬
‫عمرو ابن العاص يف الباب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معاقلدات كثيلر وتكللم‬ ‫بلالتفرق باألبلدان أن هلذا الوقلت الن يف زمابنلا هلذا جلدَّ ْت‬ ‫أيلا مما يتعلل‬
‫ً‬
‫ُّ‬
‫‪496‬‬

‫الفقهللاء عللن معابيهللا فعلللى سللبي المثللال التعاقللد عللن بريل الهللاتف قللالوا مًلِ ُسل ُه حتللى ينْقطِللع الهللاتف‬
‫ف ِجدار حتى ينقطِع ك َم ُهما» وهكلذا ً‬
‫أيللا‬ ‫مثال قواعد األوائ عندما قالوا «تعاقدهم من خ ْل َ‬ ‫وضربوا له ً‬
‫ك ُّلها با مكان ج ْع المًلس يتحدَّ د ويكون تحديده عن بري ال ُع ْرف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وه َي ُار ََ ْرط‪َ ،‬و ُه َا َأ ْن َي ْي َترِ َطا ُه َأ ْو َأ َحدُ ُه َما ُمدَّ ة َم ْع ُل َ‬
‫امة»‪.‬‬

‫ف اللك قلال « َأ ْن َي ْحلت َِر َبا ُه» يعنلر‬


‫علر َ‬ ‫يقول الحيخ النوأ الثاين من الخيار « ِخ َي ُار َ‬
‫الح ْرط»‪ ،‬ومعنى قوله َّ‬
‫أن يحةباه لهما م ًعا للبائع والمحةي‪.‬‬
‫ِ‬
‫ألحد ِهما‪.‬‬ ‫« َأ ْو َأ َحدُ ُه َما» أي أن يحةبا للبائع أو للمحةي أي‬
‫قال «مدَّ ً مع ُلوم ًة»‪ ،‬ل بد أن يكون ِ‬
‫الخيار معللوم الملد ‪ ،‬والمصلنِّف هنلا أبلل ‪ ،‬وهلذا يلدلنا عللى أبله‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫الخيار أكثر من الك ولو بالت المدَّ فإبه ل حد لمد الخيار ملا دام برضلا‬‫الخيار ث ث َة أيام ويًوز ِ‬ ‫يًوز ِ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون منْه ًيا عنه‪.‬‬ ‫الطرفين إل أن يكون حيل ًة وسنتكلم عنها بعد قلي فإبه‬

‫إ ًاا ِخيار الحرط جائل فيًوز أن يكون لهما م ًعا ويًوز أن يكون ألحدهما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم ِحي َلة َو َل ْم َي ِص َّح َا ْل َب ْي ُع»‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يحلرم هلو‬
‫يحرم هو الذي ُ‬ ‫شر ُط الخيار؛ ألن الذي ُ‬ ‫قال « َو َح ُر َم حي َلة»‪ ،‬أي ُ‬
‫وحر َم عقدُ الحيلة الذي فيه ْ‬
‫فحينمذ بُبطِ العقلد اللذي فيله شلرط الحيللة‪ ،‬صلور اللك‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫حرم بط‬
‫العقد وليس الحرط؛ ألن العقد إاا ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رج ٌ يريد أن يقةض من آخر أ ْلفا على أن ينتف َع ببيته فهذا العقد حرام ل يًوز ألبه قرض َّ‬
‫جر منفعة وهلو‬
‫ُ‬
‫شرط الخيلار بلالرد لملد سلنة» ف‬ ‫ف ولر‬ ‫البتفاأ بالبيت‪ ،‬فأراد أن يتحي على الك فقال «بِعتُك بيتر بأ ْل ٍ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫يأخلذ البيلت وينتفلع بله وعنلد تملام السلنة أو قبلهلا يلر ُّد لله‬ ‫المال الذي هو يف الحقيقة صار محةي للبيلت‬
‫ْ‬
‫حينملذ‪ ،‬فيًلع رد الملال‬ ‫المبلغ‪ ،‬حقيقة العقد مادام قد أتفقا عليه وجعله من باب الحيلة فإبه يكون بلاب‬
‫ويًع رد األجر إاا كان على وجه الغصع؛ ولذلك قلال «و َل ِ‬
‫لم َيصل َّ َا ْل َب ْي ُ‬
‫لع» أي أن البيلع بابل ل بقلول‬ ‫َ ْ‬
‫حيلة» فالحرط هنلا وهلو شلرط الخيلار بقل العقلد ملن‬ ‫ٍ‬ ‫الحرط وحده باب ب البيع باب ألن العقد «عقدُ‬
‫حقيقته وهو البيع إلى الربا فأصب أل ًفا ٍ‬
‫بألف وبينهما منفعة ُسك َن البيت فهذا الحرط يكون ُمخال ًفا لحقيقة‬
‫العقد فأبط العقد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪497‬‬

‫يه َما لِ ُم ْي َترٍ َل ِ ْن َي ْح ُر ُم»‪.‬‬


‫ب ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َينْت َِه ٍُ َا ْل ِم ْل ُ‬
‫ِ‬
‫يقللول الحلليخ إن يف الخيللارين‪ ،‬وخللد هللذا المصللطل «الخيللار ْي ِن» ً‬
‫دائمللا إاا قللال الفقهللاء «الخيللاران»‬
‫ِ‬ ‫فيع َ ِ‬
‫دائملا هملا خيلار المًللس وخيلار الحلرط واألحكلام‬ ‫نون بالخيار ْي ِن «خيار المًلس‪ ،‬وخيار الحلرط» ً‬ ‫ْ‬
‫الخيار ْي ِن « ِخيلار‬
‫يهما» أي يف مد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المتعلقة بالخيار ْي ِن كثير جدًّ ا ومنها يف وقت المد قال « َو َينْتَق ُ َا ْلم ْل ُك ف ِ َ‬
‫المًلس‪ ،‬وخيار الحرط‪.‬‬

‫كوبه أبه ينتق ُ لله بمعنلى أبَّله للو تلِ َ‬ ‫ِ‬


‫يكلون ملن ضلمابة والملاء‬ ‫ُ‬ ‫لف فإبَّله‬ ‫«ل ُم ْحت ٍَر»‪ ،‬أي للمحةي‪ ،‬ومعنى ْ‬
‫لون مِ ْلل ً‬
‫لك‬ ‫لوف والولللدُ والثمللر ُ ُك ُّلهللا تكل ُ‬
‫لدر والصل ُ‬ ‫فع الع ل ْين والن ََّمللا ُء المن ِْف ِص ل ُ يكل ُ‬
‫لون للله‪ ،‬فالل ُّ‬
‫ِ‬
‫المتص ل ُ يللدْ ُ‬
‫ِ‬
‫أص َل ُه إن ر َّد ُه إل َ‬
‫أمس ْكه‪.‬‬ ‫للمحةي ألبَّها يف ضمابه‪ ،‬وأ َّما المتَّص ف َي ْت َب ُع ْ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح ت ََص ُّرف ِ َمبِي ٍع َو ِع َا ِضـ ِ ُمـدَّ ت َُه َما إِ ََّّل ِعت َْـق ُم ْيـ َترٍ ُم ْط َلهـا‪َ ،‬وإِ ََّّل ت ََص ُّـر َ ُ ِـ‬
‫مبِيعٍ‪ ،‬وا ْل ِ‬
‫خ َي ُار َل ُ»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فيه بن ِ ْق البيع ل يص ‪.‬‬
‫الخيارين يحرم و َل ي ِص »‪ ،‬يعنر أن تصر َفه ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ َ َ ُّ‬
‫«و َلكِن يف مد ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ف فِر مبِي ٍع و ِعو ِض ِه»‪ِ ،‬‬
‫الع َوض هو الثمن‪.‬‬ ‫« َت َص ُّر ٌ‬
‫َ َ َ‬
‫الخيارين « ِخيار الحرط‪ ،‬وخيار المًلس» إل أشياء ُأستُثنِي ْت أو ُلها ِ‬
‫الع ْت ؛ وللذلك‬ ‫«مدَّ َتهما»‪ ،‬أي مد ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫قال «إِ َّل ِع ْت َ م ْحت ٍَر م ْط َل ًقا»‪ ،‬قوله «م ْط َل ًقا» يعنر سواء كان ِ‬
‫الخيار ل ُه أو الخيار للبائع أولهما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫للتًربلة‬ ‫التصلرف يف المبيل ِع‬ ‫بالتصرف بالمبيع هنا هلو‬ ‫األمر الثاين قال « َوإِ َّل َت َص ُّر َف ُه فِر َمبِي ٍع»‪ ،‬المراد‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫التصلرف ِ‬
‫بغيلر اللك‬ ‫حينمذ إاا جربه فإ َّبه ل ي ِ‬
‫سق ُط خيلار ُه‪ ،‬وأ َّملا‬ ‫ٍ‬ ‫ًر َبه فإبَّه‬
‫ُّ‬ ‫َّ َ ُ ُ ُ‬ ‫المبيع ف ُي ِّ‬
‫َ‬ ‫ل ُي ًَ ِّر َبه‪ ،‬المحةي يأخذ‬
‫لخ ِ‬‫يكون مس ِق ًطا ِ‬ ‫بغير التًربة وبغير ِ‬ ‫أي ِ‬
‫ياره إن كان له الخيلار وحلد ُه‪ ،‬وإن كلان لله الخيلار لهملا‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫الع ْت فإبَّه‬
‫ف ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫التصر ُ‬ ‫يحرم عليه‬
‫ُّ‬ ‫معًا فإبَّه ُ‬
‫التص ُّرف يف المبيع قِ ْسمان‪:‬‬
‫الك مر ً ُأخرى فنقول إن َ‬ ‫إ ًاا بستطيع أن ب ِّ‬
‫ُلخ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لهما م ًعا‪ ،‬وهما أمران‪ :‬األمر األول ما اكلره‬ ‫َصرف أو لغ ْيره أو ُ‬
‫للمت ِّ‬‫سم َيص ُّ مطل ًقا سوا ًء كان الخيار ُ‬ ‫ق ٌ‬
‫ف‬‫تصل ُّلر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المص لنِّف يف قوللله «الع ْت ل » يص ل ُّ فيلله التصل ُّلرف ولللو كللان الخيللار للطللرف الثللاين‪ ،‬األمللر الثللاين « َ‬
‫التً ِربلة يًلوز وإن كلان للمحلةي ً‬ ‫ِ‬
‫أيللا الخيلار لله‬ ‫لهما م ًعا من بلاب ْ‬ ‫يار ُ‬
‫المبيع» إاا كان الخ ُ‬ ‫الم ْحتَري يف َ‬
‫ُ‬
‫‪498‬‬

‫التً ِربة للع ْين‪.‬‬


‫التصرف من باب ْ‬
‫ُّ‬ ‫فيًوز‬
‫خ ِ‬
‫يلاره‬ ‫جلائل ومس ِلق ٌط ل ِ ِ‬ ‫تصلرف ُه يف ال ْع ِ‬
‫لين المبيعلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ ُ ْ‬ ‫ألحدهما فمن ل ُه الخيلار ُّ‬‫يار َ‬ ‫الحالة الثابية إاا كان الخ ُ‬
‫فتصلرف يف العل ْي ِن المبيعلة‬ ‫للمحلةي فقلط‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫بحرط أن يكون الخيار ل ُه وحلده‪ ،‬صلور ُ اللك إاا كلان الخيلار ُ‬
‫الخيار يكلون يف أحلد أملر ْين إملا‬ ‫رب وبحوه فتَصر َفه صحي ويس ُق ُط ِخياره؛ ألن إسقاط ِ‬ ‫وش ِ‬ ‫بإت ف كأك ٍ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫التصرف إاا كان الخيار لله وحلده‪ ،‬هلذه مسلألة واضلحة هلر‬
‫ُّ‬ ‫أس َق ُّط خياري» أو بالفع وهو‬
‫باللفظ يقول « ْ‬
‫سهلة لكن التقسليم فيهلا وكثلر ا شلكال ي ِ‬
‫بعلدُ ها‪ ،‬فلأرجو أن تكلون هلذا التقسليم فيله موضل لله‪ ،‬وكل م‬ ‫ُ‬
‫التصلرف المطلل يف الخيلار المطلل لهملا والتصلرف اللذي يكلون‬
‫ُّ‬ ‫المصنِّف فيه أدخ بوعين م ًعا أدخل‬
‫ِ‬
‫ألحدهما‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِهيار َب ْب ٍن يخْ ر ُج َع ْن َا ْل َعا َد َة لِن َُْت ٍ َأ ْو َبيرِ ِه‪ََّ ،‬ل َِّلستِ ْع َُ ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫دائملا تقلع لكثيلر منَّلا‪ ،‬وصلور ال َغل ْبن هلو َّ‬
‫أن‬ ‫بدأ يتكلم المصنِّف عن الخيار لل َغ ْبن وهذه مسألة مهملة ً‬
‫السل ْلعة ِألبَّلك‬
‫حينملذ فيقلول أريلد أن أرد ِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫البائع يليلدُ يف اللثمن زيلاد خارجل ًة علن العلاد فليعلم المحلةي‬
‫غ َبنْتنر يف السعر‪ ،‬متى يكون خيار ال َغ ْبن؟‪ ،‬قالوا يكون خيار ال َغ ْبن يف ث ث صور‪:‬‬

‫ُ‬
‫يكون َغ ْبنًا‪ ،‬صور الن ًََش قلالوا‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ‬ ‫أول صور يف خيار ال َغ ْبن يف حال الن ًََش فمن ُو ِجد ب ًََ ٌش فإبه‬
‫عة وإاا كان ل يريلدُ ِشلرائها ِألجل أن ي ْغلبِ َن ثابيلة‪ ،‬يكلون ُأبلاس ب ْيلع ملا َيلد فيًتملع‬‫الس ْل ِ‬
‫أن المرء يليدُ يف ِ‬
‫َّ‬
‫ملنهم أو ثل ث ل يريلدون الحلراء وإبملا يليلدون غ ْبنًلا لملن يريلد الحلراء‪ ،‬فللو كابلت‬ ‫َ‬ ‫خمس أو ِستة اثنلان‬
‫ْ‬
‫ملايد بدون بًش لبيعت بخمسة ولكلن ملع اللنًش بلأن زاد يف السلعر ملن ل يريلد الحلراء وصللت إللى‬
‫» وهلو أن يمتنلع المتلايلدون‬ ‫عحر فهذا َغ ْب ٌن وهذا يسمى «النًش باللياد »‪ ،‬هنلاك بًلش «غل ْبن بلالنق‬
‫من اللياد بقصد ا ضرار بالبائع وهذا ُيثبِت فيه خيار ال َغ ْبن كذلك‪.‬‬

‫إ ًاا النًش بوعان‪« ،‬أن يليد يف السلعة من ل يريد شرائها ألج اللياد » و«أن يمتنع ملن الملايلد ِ ملن‬
‫يًلوز للم ْغبلون وهلو‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫ِ‬
‫صاحبة» وك الحلالتين يسلمى بًلش‪،‬‬ ‫يريدُ الحراء ألج ِ ب ْق الثمن على‬
‫يًوز له أن ِ‬
‫الخيار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المحةي أو البائع يف الحالتين‬

‫الصور الثابية من صور ال َغ ْبن قالوا تل ِّقر الركبان فإن ملن بلاأ ِِسلل َعت ُه قبل اللدخول للسلوق ل يعلرف‬
‫سعرها فيكون م ْغبوبًا يف السعر عندما ُتحةى من‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪499‬‬

‫المست َْر ِس أي الذي ل يعلرف السلوق ويحلةي‬


‫المست َْرس ْ » ومعنى ْ‬
‫ِ‬
‫والثالث وهو المهم عندي وهو « ْ‬
‫مست َْر ِس َ ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ول يعرف أن يحةي شرا ًء جيدً ا فيسمى حينمذ ْ‬
‫هؤلء الث ثة هم الذين يثب ُت لهم ِخيار ال َغبن‪ ،‬فلإاا وجلدَ ال َغلبن غبنًلا خارجلا علن العلاد ‪ ،‬معنلى كو ِ‬
‫بله‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫خارجا عن العاد ليس السعر أعلى من العاد وإبما ال َغ ْبن ألن الناس ُك ُّلهلم يتغلابنون ملا يف أحلد ل يتغلابن‬ ‫ً‬
‫خارجلا علن العلاد هلو ال َغل ْبن مملا‬ ‫ٍ‬
‫بحرء اليسير‪ ،‬ل ُبد أن ُي ْغل َبن‪ ،‬وإبملا اللذي يكلون‬ ‫ل يوجد أحد ل ُي ْغ َبن‬
‫ً‬
‫كريملا غايلة الكلرم كلريم جلدًّ ا‬
‫ً‬ ‫ُيذكر يف الك يذكرون أن عبد اهلل ابن جعفر ابن أبلر باللع ‪ ‬كلان رجل ً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لع بفسل ُه اللك الملال‪،‬‬‫الرج المال ف ُيعطيله أل ًفلا وألفل ْين وعحلر ً ومائل َة أللف ملن غيلر أن تتبِ ُ‬
‫حتى إبه يسأله ُ‬
‫يحلةي باللدرهم ملاكس‪ ،‬فقيل لله بلذلك قلال إبَّنلر إاا ُبلبلت إبملا‬
‫َ‬ ‫ولكن كلان إاا دخل السلوق وأراد أن‬
‫فلبعه النلاس‬
‫ُ‬ ‫أعر ُض عقلر فأبا أرى أن َغ ْبنر هذا ُين ِْق ُ عقلر‪،‬‬
‫واشةيت إبما ِ‬
‫ُ‬ ‫بايعت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أعر ُض ُخ ُلقر وإاا‬
‫مسة ِْس ‪.‬‬
‫ف السوق ُيسمى ْ‬ ‫المست َْر ِس الذي ل ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫ِ‬
‫ل يحس ُن المماكسة ولذا فإن ْ‬
‫فيًوز له أمران أو ُي َخ َّي ُلر بلين أملرين‬
‫ُ‬ ‫بيع هذا يسمى ال َغبن‪ ،‬ما الذي يثبت له؟‪ ..‬بقول يثبت له ِ‬
‫الخيار‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫يفسخ العقدَ » ليس ُمخي ًرا إل بلين األملرين‪ ،‬لليس لله الحل ُّ أن‬ ‫رضر الب ْي َع بالسعر الذي يريده» أو «أن‬
‫«أن ُي َ‬
‫لع بفلرق اللثمن بلين ال َغل ْب ِن‬ ‫أن لله الحل أن ِ‬
‫يرج َ‬ ‫رج ُع بفلرق اللثمن هلذا هلو المحلهور‪ ،‬واختلار بلن رجلع َّ‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المرتفلع والسلعر المعتلاد أو ال َغل ْبن المعتلاد وهلذا اختيلار بلن رجلع ولكلن المحلهور عنلد‬ ‫والعاد ‪ ،‬ال َغ ْبن‬
‫اكرت لكم قب قلي وأبَّه ُم َخ َّي ٌر بين أمرين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫المتأخرين هو ما‬

‫‪ ‬قبل أن ننتقل للمسألة اليت بعدها عندنا هنا مسألتان‪:‬‬


‫ِ‬
‫اللنًش وحلال تل ِّقلر‬ ‫ال» يعنر أن ال َغ ْبن يث ُب ُت حال‬ ‫قول المصنِّف « َل ِلستِ ْع ًَ ٍ‬ ‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬يف ْ‬
‫ْ‬
‫َرس ً لكن إن كان المست ِ‬
‫َرسل ُ غ ْي َلر ُم ْسلتَعً ٍ‪ ،‬فلإن كلان ُم ْسلتَعً ً يعنلر‬ ‫الركْبان وعند كون الحخ مست ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عً الذي يريدُ الحلرء‬ ‫َعً ٌ ِعنْدَ ُه عم فليس له ِخيار ال َغ ْبن‪ ،‬ألبنا بعم أن المس َت ِ‬ ‫أشةى بسرعة ألبه مست ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫بسرعة ف يث ُب ُت له ِخيار ال َغ ْبن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بسرعة سيحةيه ُ‬
‫لملا قلال « َل ِل ْسلتِ ْع ًَال» َّ‬
‫أن بفلر ِخيلار ال َغل ْبن‬ ‫المصلنِّف َّ‬
‫ِ‬
‫المصنِّف‪ ،‬نلاه ُر كل م َ‬ ‫َ‬ ‫وهنا تنبيه على عبار‬
‫َرسل ً‬‫ً ُ فقط يس ُق ُط عنه ِخيار ال َغبن إاا كان مست ِ‬ ‫ً وليس كذلك وإبَّما المس َت ْع ِ‬ ‫يث ُب ُت ينتفر عن ك ُّ مس َت ْع ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫ودائما يعنر ُي ْعنلى‬
‫ً‬ ‫ً ً فله ِخيار ال َغ ْبن‪ ،‬فقط هذا من باب التدقي‬ ‫فقط‪ ،‬وأما يف حال النًش ولو كان مس َت ْع ِ‬
‫ُ ْ‬
‫‪500‬‬

‫الم َّطلِبر محمد ابن إدريلس الحلافِعر عليله رحملة اهلل‪« :‬ملن تع َّللم‬ ‫ِ‬
‫بالع العلم بأن ُيدَ ققك كما قال ا مام ُ‬
‫هذه دقائ ‪ ..‬ل اعرف هذه الدقائ ألن هذه اللدقائ‬ ‫الناس يقول ِ‬‫ِ‬ ‫بعه‬‫ِع ْل ًما فل ُيدَ ِّق فيه خحية أن يليع»‪ُ ،‬‬
‫رف الدقائ ُعن ِ َر بالمسائ التر تكون أوسع منها‪.‬‬ ‫مهمة لطالع العلم‪ ،‬من َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لت‬ ‫‪ ‬المســألة الثانيــة‪ :‬هللذه فائللد لطالللع العلللم‪ُ ،‬فقهائنللا يقولللون إن خيللار ال َغل ْبن بوعللان‪« :‬خيل ٌ‬
‫لار يث ُبل ُ‬
‫يار يث ُب ُت يف الحرط فهو الذي جاء يف الحديث ااك الرج اللذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خيار يث ُب ُت بالفع »‪ ،‬فأ َّما الخ ٌ‬ ‫بالحرط»‪ ،‬و« ٌ‬
‫أشلةط أن ل َغل ْبن‪ ،‬هلذا النلوأ األول‪ ،‬النلوأ‬ ‫َ‬ ‫كان ُي ْخدأ فقال له النبر ‪ُ « ‬ق ٍْ َّل ِهالبـة» فهلذا‬
‫يكلون فيله ِخيلار‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫بًش وحال تلقر ركبلان فإبَّله‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫وحال‬ ‫بالفع » أي يف ك ِّ ب ْي ِع ُم ْستَر ِس ٍ‬
‫الثاين «يثب ُت ِ‬
‫ُ‬
‫ال َغبن‪ ،‬هذا ِ‬
‫بالفع وهذا بالحرط‪.‬‬ ‫ْ‬

‫الم َو َّف ل عليلله رحم ل ُة اهلل ثللم بق ل عنلله بعلله‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مللا الفل ُ‬
‫لرق بينهمللا؟‪ ..‬وهللذه دقيقللة جللدًّ ا لللم ُيحللر لهللا إل ُ‬
‫الخيلار إاا كلان السلعر أكثلر ملن ِسلعر ِ‬
‫الم ْثل ‪،‬‬ ‫ةط أبَّه ل ي ْغبن في ْثب ُت له ِ‬
‫المتأخرين‪ ،‬بقول أبه إاا كان قد ْأش َ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫العبلارات‪،‬‬‫ةط بفر ال َغبن قال «على أل ت ْغبِنَنلر يف السلعر» ل ِخ بلة» وبحلو اللك ملن ِ‬ ‫يعنر إاا كان قد ْأش َ‬
‫ْ‬
‫الخيار وأ َّما إن لم يحةط ف يث ُب ُت له ِخيار ال َغل ْبن حتلى يليلد الغل ْبن علن‬
‫سعر الم ْث ِ فله ِ‬
‫ُ‬ ‫عر عن ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن زاد الس ُ‬
‫العاد ‪ ،‬أبظر للفرق هناك يليد السعر عن العاد والثابية يليد الغ ْبن عن العاد ‪ ،‬ما يف أحد منا إل و ُي ْغ َبن ُك ُّلنلا‬
‫ِ‬ ‫سوق إلى سوق‪ ،‬وأبت ِ‬ ‫ُب ْغ َبن لشك‪ ،‬ال َغ ْبن يختلف حتى من ٍ‬
‫تبلاأ بالمكلان الفل ين‬ ‫أن هلذه السل ْلع ُة ُ‬
‫تعرف َّ‬
‫بعحر ويف المكان الف ين بعحرين لكنك ألبلك بعيلد علن المكلان األول اشلةيتها بعحلرين ال َغل ْبن يًلري‬
‫ِ‬
‫بالسعر إل يف حال الحرط‪ ،‬وهذه المسألة ابتبهوا لها فإبها مهمة جدا‪.‬‬ ‫على الًميع ِ‬
‫فالع ْبر بال َغ ْب ِن عاد ً ل‬

‫ار َي ٍة»‪.‬‬ ‫يس بِما ي ِزيدُ بِ ِ َال َّثمن َكتَصرِي ٍة وتَس ِا ِ‬


‫يد ََ ْعرِ َج ِ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وه َي ُار تَدْ ل ٍ َ َ‬
‫ِ‬
‫العلين المعيبلة‪ ،‬ال َغل ْبن يف اللثمن والتلدليس يف‬ ‫أن الملرء ُيلدَ ِّل ُس يف‬ ‫يقول « َو ِخ َي ُار َتدْ ل ِ ٍ‬
‫يس»‪ ،‬التدليس هو َّ‬
‫ٌ ِ‬ ‫العين فيًع فيها أوصا ًفا حسنة وهلر فيهلا‬
‫أوصلاف ُمنْقصل ٌة للقيملة كلأن تكلون فيهلا للون لليس َ‬
‫بالح َسلن‬
‫بلون آخر أو يست َُر ُه بحرء ولذلك م َّث بالتسويد تسويد اللون كتسويد الحعر مث ً ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فيصبِ َغه‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الح ْلم َلة هلر‬ ‫قال أو «الت َْص ِر َية»‪ ،‬إاا أشةى الحخ ُ شا ً فإن الناس يلعون على ضلر ِأ الحلا ْ‬
‫شلم َل ًة « َ‬
‫الح ْم َلة ُت ًْ َع لكر ُت ْح َلع ملر واحلد‬
‫ًَمع» وعاد ً أن َ‬ ‫القماش التر ُتً َع على َ‬ ‫قطعة ِ‬
‫الل ْرأ ألج أن يت َّ‬
‫الل ْلر َأ ملي ًملا‬
‫المحلةي فلرأى َ‬ ‫صر الحا يومين وث ث َة ْ‬
‫وأربعة فلإاا باعهلا جلاء ُ‬ ‫يف النهار‪ ،‬فبعه الناس قد ُي ُّ‬
‫‪٦‬‬
‫‪501‬‬

‫ُ‬
‫يكلون ملن بلاب التلدليس‬ ‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫الح ْلملِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة ُم َص َّلراه أي عليله َ‬ ‫ضرأ يو ٍم واحد وهر يف‬
‫فظ َّن أن هذا ْ‬
‫َفد َّلس فليس هذا َضر ُعها ليوم وإبما هو ضر ُعها ِأليام فهذا يسمى تدليسا‪ ،‬فالتدْ ليس يثبِ ُت ِ‬
‫الخيار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫حكم ُمت َع ِّل ٍ ا سيتكلم عنله المصلنِّف بعلد قليل وإل األصل‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يخ ُّصها يف‬ ‫بب ًعا الت َْص ِر َية َو َر َد فيها ب‬
‫أن التَدليس ك من َث َب َ‬
‫لت عليله التلدليس ُم َخ َّي ٌلر بلين أملرين بلين َ‬
‫اللر ِّد وبلين ا مللاء لليس بله أرش األرش‬
‫خاص بالعين‪.‬‬

‫يـٍ َا ِلر َضـا إِ ََّّل ِـ ت َْصـرِ َي ٍة‬


‫اجدْ َدلِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وتَدْ لِ ٍ‬
‫يس َع َلى َالت ََّراه َما َل ْم ُي َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َي ُار َب ْب ٍن‪َ ،‬و َع ْي ٍ‬
‫َ َث َال َث ُة َأ َّيا ٍم»‪.‬‬

‫العيلع يعلد قليل »‬ ‫ع يف الس ْل ِ‬


‫عة «بب ًعا سيأا‬ ‫يقول الحيخ « َو ِخ َي ُار ال َغ ْبن»‪َ ،‬و ِخ َي ُار ال َغ ْبن يف الثمن والع ْي ِ‬
‫ُ‬
‫ُناهرا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ع ول يكون‬ ‫والتدْ ِ‬
‫ليس «وهو أن ُي َغ َّطى الع ْي ُ‬
‫اخللر»‪ ،‬يعنللر للليس مللن شل ْلربِ ِه أن يكللون علللى الفوريللة ألن الحقل َ‬
‫لوق بوعللان‪« :‬ح ل ٌّ علللى‬ ‫« َع َلللى َالتَّر ِ‬
‫َ‬
‫حديث عند ابن ماجة «أبَّه كح ِّ ِعقاد»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحفعة‪ ،‬وقد جاء يف‬ ‫الفورية» مث ُ ح ُّ ُ‬

‫ُ‬
‫يكلون‬ ‫أن الطرف المقاب‬ ‫حقوق على الةاخر»‪ ،‬الحقوق التر تكون على الةاخر يف الغالع َّ‬ ‫ٌ‬ ‫وهناك «‬
‫لع فيله َمظِنَّل ُة‬ ‫ِ‬
‫تدليسله‪ ،‬ويف ال َع ْي ِ‬ ‫تقصلير يف‬
‫ٌ‬ ‫تقصير من ال َغابِن‪ ،‬ويف التدليس منله‬‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫منه تقصير‪ ،‬ففر ال َغ ْب ِن‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول إبه يث ُب ُت على الةاخر‪.‬‬ ‫علمه بالعيع وكِتْمابِ ِه له وليس جل ًما أن يكو َن عال ِ ًما به‪،‬‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫يكون من الحقوق على الفورية فإن الطلرف اآلخلر لليس منله تقصلير إبملا‬ ‫وبح ِو ِه مما‬
‫الح ْفعة ْ‬
‫ف ُ‬ ‫بِخ ِ‬

‫إضرار به‪.‬‬ ‫ِ‬


‫تأخيره‬ ‫هو بائِ ٌع و ُم ْحتَري فأصب َ يف‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫يومين أو ث ثة أو أكثلر‬ ‫قوله «على التأخير» أي حتى ولو َعلِم ِبه ولم يطالِع بالرد إل ِ‬
‫بعد يو ٍم أو‬ ‫معنى ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يًوز له الرد‪.‬‬ ‫الرد‪ ،‬فإبَّه‬ ‫فإبه ِ‬
‫ُ‬ ‫ع َّ‬‫يً ُ‬
‫ِ‬
‫لع‬‫لون فيهللا «إاا ُو ِجللدَ يف السل ْلعة ع ْيل ٌ‬
‫وبِنللا ًء علللى الللك‪ ..‬فإ َّبلله يف بعلله المحل َّ ت يكتبللون لوحل ًة يقولل َ‬
‫ثلة األيلام لليس بل زم َّ‬
‫ألن‬ ‫إن التقييلدَ بث ِ‬ ‫ثة أيا ٍم فقط وما زاد عن ث ِ‬
‫ثة أيا ٍم ف »‪ ،‬فنقلول َّ‬ ‫فالتبدي خ ل ث ِ‬
‫وسأرجع لهذا ِ‬
‫المثال»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يار على الةاخر ما لم يرد دلي عن الرضا «وسنتكلم عنه بعد قلي‬ ‫ِ‬
‫الخ َ‬
‫أبظروا الصيغة األخرى لو َّ‬
‫أن رج ً قال أو صاحع مح كتع لوحة وقلال « ُي ْمنَلع السلتبدال أو اللرد‬
‫‪502‬‬

‫يص هذا الحرط أل َّبه بمثابة أن يقول «أبا أريدُ أن ُأقيلك» ولو لم يكن ِ‬ ‫ِ‬
‫فيله ع ْيلع‪ ،‬أملا‬ ‫ُ‬ ‫بعد يو ٍم وليلة» بقول ُّ‬
‫ِ‬
‫صلاحع‬ ‫فيه عيع ف يقيد بمد ب هو على الةاخر‪ ،‬الذي ِ‬
‫يص التقييد بيوم وليلة هذا َت َف ُّل من‬ ‫إاا كان ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫المح وهو الر ُّد وا قالة أ َّما إاا ُو ِجدَ له ع ْيع فليس له ُمدَّ ‪.‬‬
‫يقلول الحلليخ «مللا َللم يوجللدْ دلِيل ُ َالر َضلا»‪ ،‬دلِيل ُ َالر َضللا إملا القللول أو ِ‬
‫الف ْعل ‪ ،‬فأ َّملا القل ْلول فللأن يقللول‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫اكرهتا يف اللدرس األول «ل يمكلن‬ ‫دائما وربما ْ‬ ‫بعلمها ً‬ ‫« َرضيت» َعل ْم ُت َف َرضيت‪ ،‬وعندبا قاعد يًع أن ُ‬
‫ُ‬
‫يكلون‬ ‫فالرضلا فلرأ ِ‬
‫العللم ل‬ ‫العلم» ِ‬ ‫العلم»‪ُ ،‬خذ قاعد يف ك ِّ الفقه «ل ِرضا إل بعدَ ِ‬ ‫أن يكون ِرضا إل بعدَ ِ‬
‫ْ ُ‬
‫الفعل ؟‪ ..‬قلالوا م َّثللوا للرضلا ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالتصلرف‬
‫ُّ‬ ‫بالفعل‬ ‫ُمت َقدِّ ًما عل ْيه‪ ،‬إ ًاا إاا ُو ِجدَ الرضا بالقول أو بالف ْع ‪ ..‬كيف ْ‬
‫يكون بمثاب ِة الراضر بالع ْين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والبتفاأ بالع ْين‪ ،‬فإاا بدأ بالبتفا ِأ بالع ْي ِن بعد الك فإبَّه‬

‫أَـتَرى َـاة‬ ‫إن َمـن ْ‬


‫أن النبر ‪ ‬قلال‪ّ « :‬‬ ‫ِ‬
‫لحديث أبو ُهرير َّ‬ ‫قال «إِ َّل فِر َت ْص ِر َي ٍة َف َث َ َث ُة َأ َّيام»‪،‬‬
‫الخيلار‪ ،‬هلذا الفلرق األول الفلرق الثلاين‬ ‫الخيار َثال َث ُة أيا ٍم هط»‪ ،‬بعد الث ثة أيام ليس له حل ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن ل ُ َ ُ‬ ‫ُم َص َّراه َّ‬
‫بدل من الحليع الذي أح َت َلبه من الحا ُ المصلراه أو الناقل ُة المصلراه يلرد صلاأ مِنهلا‪َ ،‬ه ِ‬
‫لذان‬ ‫أبَّه ُير ُّدها وير ُّد ً‬
‫ً‬ ‫ُ َ َّ ُ ُّ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قاس عل ْي ُهما وإبَّما بقول ُهما ُم َت َع ِّلقلان بالحلا وملا يف معناهلا ملن ُ‬
‫الم َص َّلراه‪،‬‬ ‫األمران هما لورود الن ف ُي ُ‬
‫ثة أيام؟‪ ،..‬هناك معنى قالوا ألن الحا يف الغاللع والبهيملة ملن البقلر وا بِل ي َت َغ َّي ُلر ل ُبنهلا‬ ‫لمااا ُخص ْت بث ِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫حينملذ معناهلا أ لا‬ ‫در الللبن فإبَّله‬ ‫مكان مر ِ‬
‫احها‪ ،‬فإاا جاءت ث ُثة أيام وقد أ ْم َتن ْ‬ ‫ِ‬ ‫بعدَ يو ٍم أو يومين لتَغ ُّي ِر‬
‫َعلت ِّ‬ ‫ََ‬
‫تكون ُمدَ َّل َس ًة أو ُم َص َّراه‪.‬‬
‫ُ‬

‫ض َو َ ْه ِد ُع ْض ٍا َو ِز َيا َدتِ ِ »‪.‬‬


‫يم َة َا ْل َمبِيعِ‪ ،‬ك ََم َر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِهيار عي ٍ ِ‬
‫ب ُينْه ُص ق َ‬ ‫َ َ ُ َْ‬
‫ثبلت الخيلار؟‪ ،..‬يف‬
‫لع ُي ُ‬ ‫ُ‬
‫يكلون الع ْي ُ‬ ‫ُ‬
‫تكون موجلود ً يف العل ْين‪ ،‬ومتلى‬ ‫« َو ِخ َي ُار َع ْي ٍ‬
‫ع»‪ ،‬أي‪ :‬العيوب التر‬
‫لع قبل َ العقلد»‪ ،‬والحاللة الثابيلة «إاا كلان بعلد العقلد وقبل القلبه»‬
‫حالتين‪ ،‬الحالة األولى «إاا كلان الع ْي ُ‬
‫أن الع ْين المباع َة قب القل ْب ِ‬
‫ه هلر يف‬ ‫لمااا؟‪ ،..‬ألبَّنا سيأا معنا ان شاء اهلل يف الفص الذي بعد هذا مباشر َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ضمان البائِع‬
‫ُ‬
‫تكلون يف‬ ‫حينملذ‬ ‫ع يطر ُأ عللى العل ْي ِن بعلد العقلد وقبل َ اقباضلها ُ‬
‫الم ْحلتَري فإبَّل ُه‬ ‫فحينمذ ك ُّ ع ْي ٍ‬
‫يكلون ب ْعلدَ ُه لكل َّن قبل ال َقل ْبه‪ ،‬وكل ُّ‬
‫ُ‬ ‫ضمان البائع يكون عي ًبا‪ ،‬إ ًاا هذا الع ْيع قلد يكلون سلاب ًقا العقلد وقلد‬
‫الم ْحتَري ول يؤدى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ع بعدَ ق ْب ِ‬
‫ع ْي ٍ‬
‫يكون يف ضمان ُ‬ ‫ه الع ْين فإبَّه‬

‫يختلِفون فيهلا‪ ،‬بل إ َّن بعله النلاس قلد‬


‫يم َة َا ْل َمبِي ِع»‪ ،‬ال ُعيوب كثير والناس ْ‬‫ِ‬ ‫قال «و ِخيار َعي ٍ ِ‬
‫ع ُينْق ُ ق َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬
‫‪٦‬‬
‫‪503‬‬

‫ِ‬
‫بعله‬ ‫وح ْسلن يف الع ْيلع‪ ،‬وهلذا واضل حتلى يف‬ ‫جملال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لع بل هلو‬ ‫يرى شي ًما ْعي ًبا وغير ُه يرى أ َّب ُه لليس بع ْي ٍ‬
‫يكون ملؤ ِّثرا يف ِ‬
‫الخيلار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المنتًات اللراعية مث ً ؛ ولذلك بقول َج َع ال ُفقهاء ق ْيدً ا ُم ِه ًما يف الع ْيع هو الذي‬
‫ً‬
‫َ‬
‫يكلون‬ ‫ِ‬
‫لقيمة المبيع» ل ُبد أن‬ ‫ع ُمن ِْق ًصا للثمن وهذا قال فيه أن يكون « ُمن ِْق ًصا‬ ‫َ‬
‫يكون الع ْي ُ‬ ‫ما هو؟‪ ،..‬قالوا أن‬
‫ِ‬
‫وفيله ع ْيلع‪ ،‬ملا ملن شلرء يف‬ ‫ع ُمن ِْق ًصا للقيمة فإن لم يكن ُمن ِْق ًصا للقيمة ف شلك أن ملا ملن شلرء إل‬ ‫الع ْي ُ‬
‫الدبيا إل ِ‬
‫وفيه ع ْيع‪.‬‬
‫يم َة َا ْل َمبِي ِع» هذا ق ْيدٌ مهم ل ِ ِ‬
‫نعرف الع ْيع المؤ ِّثر والع ْيع غير المؤ ِّثر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ ًاا قوله « ُينْق ُ ق َ‬
‫رج أشةى داب ًة فإاا ا مريلة وكان هذا المرض مما ُي ِنق ُ الع ْين‪.‬‬ ‫َض َر َب أ ْمثِل ًة قال «ك ََم َر ٍ‬
‫ض» ُ‬

‫قال « َو َف ْق ِد ُع ْل ٍو َو ِز َيا َدتِ ِه»‪ ،‬ف ْقد ال ُعلو مث أن تكلون الدابل ُة ملث ً باقِصل ًة ِ ْل َي ٍلة مقصوصل َة ا ِ ْل َي ٍلة هلذا‬
‫ف ْق ٍد لعلو‪ ،‬مقصوصة األُان أكثر من النِصف هذا عيع ي ِنق الثمن‪ ،‬لمااا ي ِنق الثمن مع إبله ل ي ِ‬
‫لنق‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ُأ ُابِها فلأكثر ل ُتًلل ُء يف األضلحية للن يحلةيها منلك أحلدً األُضلحية وللن‬ ‫اهع بِ ْل ُ‬ ‫اللحم؟‪..‬؛ ألن من َ‬
‫الوسلم‬
‫وس ًلما ْ‬
‫لدت فيهلا ْ‬
‫مؤثر يف الثمن؛ لكن لو َو َج َّ‬
‫ع ٌ‬ ‫ُت َلحر ا‪ ،‬ف َيًوز لك أن ُّتردها ذا الع ْيع ألب ُه ع ْي ٌ‬
‫أثلر يف‬
‫لع لله ٌ‬ ‫َ‬
‫يكلون الع ْي ُ‬ ‫ل ين ُق ُ الثمن لكن واحد قال ل ُأريدُ ها ْ‬
‫موسو َمة بقول هلذا ل أ َث َلر لله‪ ،‬فل ُبلد أن‬
‫القيمة‪.‬‬

‫مر علر شا لها ِرج ٌ زائد خامسة‪.‬‬ ‫ِِ‬


‫قال « َو ِز َيا َدته»‪ ،‬كلياد ْ‬
‫إص َب ٍع أو رج ٍ ومدود‪ ،‬يعنر َّ‬
‫اك َم َع َأ ْرش ٍ َأ ْو َر ٍّد َو َأ ْه ِذ َث َم ٍن»‪.‬‬
‫ب ُهير بين إِمس ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َعل َم َا ْل َع ْي ِ ِ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ثة ُأمور‪ ،‬إما «ا مساك مطل ًقا» ولم يذكُرها أل لا كإسلقاط ِ‬ ‫ع ُخير بين ث ِ‬ ‫ِ‬
‫الخيلار وللذلك‬ ‫ُ‬ ‫َفإِ َاا َعل َم َا ْل َع ْي ِ ِّ َ‬
‫األرش؟‪ ،..‬قللالوا األَ ْر ُش ِحسللا ُب ُه‬
‫لون ْ‬ ‫لع َأ ْرش»‪ ،‬مللا معنللى ْ‬
‫األرش؟‪ ،..‬كيللف يكل َ‬ ‫ِ‬
‫لللم يللذك ُْرها أو «إِ ْم َسللاك َمل َ‬
‫فلملا أشلةى هلذا الكِتلاب بعحلر رجلع للبيلت فوجلد أن فيله‬ ‫ِ‬
‫سهلة‪ ،‬شلخ ٌ اشلةى ك َت ًبلا َّ‬ ‫بطريقة حسابية ْ‬
‫ٍ‬

‫ًلد مث َلله أو يعللم أن هلذه الصلفحة السلاقطة ل‬ ‫صفح ًة ساقِطة‪ ،‬هذا ع ْيع لكنَّه يعللم أن هلذا الكتلاب للن ي ِ‬
‫َ‬
‫الم َحقل فملااا َف َعل َر َجلع‬
‫المعلام ت ول يحتلاج أبلواب العبلادات أو ُم َقدِّ مل ُة ُ‬
‫يحتاجها هو يحتاج أبواب ُ‬
‫ُ‬
‫لصاحع الكتاب وقال ُأريدُ آخذ ْأرش الع ْيع‪ ،‬بقول بيلع بنظلر أبلت اشلة ْيت الكتلاب بِكلم؟‪ ،..‬بِ َع َحلر ‪،‬‬
‫بً َع ُ قيمة الحراء على جنع وبنظر كم قيمة الكتلاب يف السلوق إاا كلان سلو َّيًا قيمتل ُه يف السلوق بعحلرين‬
‫بيلاض بعحلر ٍ‬
‫إاا الفلرق بلين‬ ‫فيه ً‬ ‫لكن هو خ َّفه لر إياه فباعه بع ْحر ‪ ،‬قيمته يف السوق بعحرين وقيمته ألن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫‪504‬‬

‫ف الثمن ما بقول عحر ريالت بقول بصف الثمن هر النِسلبة‪ِ ،‬‬


‫برجلع لقيملة‬ ‫المعيع والسليم كم؟‪ ،..‬بِ ْص ُ‬
‫َ‬
‫ع على البائ ِع أن ُير َّد لك خمسة‪ ،‬لو قلال للك البلائِع يلا أخلر أبلا‬ ‫الحراء بكم اشةيت؟‪ ،..‬بِعحر ‪ ،‬بقول ِ‬
‫يً ُ‬ ‫ْ‬
‫بعتُك إياه بعحر أص ً وهو فيله البيلاض ُيبلاأ يف السلوق بعحلر ‪ ،‬بقلول ل أبلت بعتنلر إيلاه عللى أبَّله سلليم‬
‫اللك لللثمن‪ ،‬يًلع أن‬ ‫عيلع وبِ ْسلب ُة َ‬
‫والم ِ‬
‫َ‬ ‫األرش ما هو؟‪ ،..‬هو ُ‬
‫فرق ما بين الصلحي ِ‬ ‫ف ُت ْعطينر األرش‪ ،‬إ ًاا ْ‬
‫عر أغلى وهكلذا‪ ،‬هلذا‬ ‫برجع فيه للنِسبة‪ ،‬وقد يكون ِ‬
‫بس ٍ‬ ‫الك للثمن الذي ُأ ْشت ُِر َي ِبه» يًع أن ِ‬
‫بقول «وبِ ْسب ُة َ‬
‫األرش‪.‬‬
‫معنى ْ‬
‫يقول ل أريدُ كتا ًبا وأعطِنر الثمن هو ُم َخ َّي ٌر بين َهلذ ْي ِن األملرين‪ ،‬إ َاا‬
‫قال « َأ ْو َرد َو َأ ْخ ِذ َث َم ٍن»‪ ،‬بمعنى أن ُ‬
‫الخيارات السابقة هو م َخير بلين أملرين فقلط وهلو ا مسلاك أو اللرد أملا يف العيلع م َخيلر بلين ث ِ‬
‫ثلة أشلياء‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ ٌ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َّ ٌ‬
‫األرش»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وأخذ ْ‬ ‫الرد‬
‫«ا مساك و َ‬
‫ف َمبِيع‪َ ،‬أ ْو ُأ ْعتِ َق َون َْح ُا ُه َت َع َّي َن َأ ْرش»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ت َِل َ‬

‫يتصلرف فيهلا بلالب ْيع بعلد‬


‫َّ‬ ‫لف العل ْين المبيعلة‪َ ،‬تلِ َفلت للم‬
‫الم ْحتَري وقد وجلد الع ْيلع َتلِ َ‬
‫أن هذا ُ‬ ‫يقول لو َّ‬
‫ِع ْل ِم ِه بالع ْيع وإبَّما َتلِ َفت‪ ،‬أو أعتَقها ألن ا ْعتاق بمثاب َة ا ْت ف‪.‬‬

‫قال « َت َع َّي َن َأ ْر ٌش»؛ ألن ليس له أن ُير َّدها وهر قد َتلِ َفت كمالها‪.‬‬

‫ش َو َي ْأ ُه ُذ َث َمنَ ُ»‪.‬‬ ‫ب أيضا ُه ِي َر ِي ِ َب ْي َن َأ ْه ِذ َأ ْر ٍ‬


‫ش َو َر ٍّد َم َع َد ْ ِع َأ ْر ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َت َع َّي َ‬

‫رياضلر للحسلاب‪ ،‬هلذه مسلألة ِحسلابية‬ ‫ٍ‬ ‫تحتاج إلى ِا ٍ‬


‫هلن‬ ‫ُ‬ ‫أيلا ِحسابية ويف بعه األبواب‬ ‫هذه مسألة ً‬
‫فيله ُين ِْق ُصل ُه إللى خمسلة‬ ‫سهلة‪ ،‬مِثا ُلنا قب قلي يف الكتلاب اشلةي ُت كتابلا ملن أخينلا بِعحلر ٍ والعيلع اللذي ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫بله إاا بالملاء‬ ‫بأخ ُذ األرش‪ ،‬بيع أبا اشلةي ُت هلذا الكتلاب بعحلر ثلم لملا اشلةيته وأبلا أقلرأ ِ‬ ‫وعرفنا كيف ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ف ُجل ًء من الكتاب َفتَع َّيلع عنلدي ع ْي ًبلا ثاب ًيلا‪ ،‬إ ًاا الكتلاب كلم صلار فيله ملن الع ْيلع؟‪،..‬‬ ‫ع عل ْيه فأ ْت َل َ‬ ‫ِ‬
‫ين َْسك ُ‬
‫لع ِعنْلدَ ُه‬
‫المصلنِّف « َوإِ ْن َت َع َّي َ‬
‫ع لح ٌ يف ضلماين‪ ،‬هلذا معنلى قلول َ‬ ‫ع ساب يف ضمان البائع وع ْي ٌ‬ ‫ع ْيبان‪ ،‬ع ْي ٌ‬
‫َأ ْي ًلا»‪ ،‬يعنر تع َّيع عند ُ‬
‫المحتَري‪.‬‬

‫األرش فقط آخلذ منلك الخمسلة يعنلر‬ ‫ش» يأخذ ْ‬ ‫يه ب ْي َن « َأ ْخ ِذ َأ ْر ٍ‬


‫يه»‪ ،‬أي‪ُ :‬خير المحتَري فِ ِ‬
‫ِّ َ ُ‬
‫قال ‪ُ « :‬خير فِ ِ‬
‫ِّ َ‬
‫وأدفلع لله ْأرش الع ْيلع اللذي ب ََلل َل‬ ‫تلاب َمعي ًبلا»‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫آخذ الخمسة مع وجلود الكتلاب ملع الع ْيلع أو «أن ُأر َّد الك َ‬
‫ع عل ْي ِله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بحس ُب ُه؟‪ ،..‬بقول هذا الكتاب الذي فيه صفح ٌة باقصة كم قيم ُت ُه؟‪ ،..‬عحر ‪ ،‬إاا أب َْسل َك َ‬
‫ِعندي‪ ،‬كيف ِ‬
‫ْ‬
‫‪٦‬‬
‫‪505‬‬

‫ِ‬
‫عطيله هلذا الفلرق ْأرش‬ ‫يًلوز للر النسلبة للنسلبة أن ُأر َّد لله الكتلاب و ُأ‬ ‫خمسة‪ ،‬إ ًاا‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫قيم ُت ُه؟‪ْ ،..‬‬
‫يكون َ‬ ‫ما ٌء كم‬
‫األرش ْأرش الع ْيلع المتواجلد ِعنلدي‬ ‫ِ‬
‫ف الخمسل ٌة أثنل ْي ِن وبصلف يكلون ْ‬ ‫الع ْيع الذي جا َء ِعنْدي وهر بِ ْص ُ‬
‫سبة ُأر ُّد له أثن ْي ِن وبِصف أو ريالن وبِ ْصف‪.‬‬
‫بِن ِ ِ‬

‫ث َ َه ْا ُل ُم ْي َترٍ بِ َي ِمين ِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن اِ ْه َت َل َقا ِعنْدَ َم ْن َحدَ َ‬

‫قوله‪َ « :‬وإِ ْن اِ ْخ َت َل َفا ِعنْدَ َم ْن َحدَ َ‬


‫ث»‪ ،‬ما معنى الك؟‪ ،..‬الع ْيلع قلد يحلدُ ُ‬
‫ث قبل التعاقلد فهلو يف ضلمان‬
‫ِ‬
‫القلبه فهلو يف ضلمان‬ ‫ِ‬
‫القلبه فهلو يف ضلمان البلائع‪ ،‬أن يحلدث بعلد‬ ‫ِ‬
‫التعاقد وقب‬ ‫البائع‪ ،‬أن يحدث بعد‬
‫ث يف ضمابك بعد القلبه‬ ‫ث قب قبلر الع ْيع‪ ،‬وقال البائع ب َحدَ َ‬ ‫المحةي َحدَ َ‬ ‫المحةي‪ ،‬اختلفوا فقال ُ‬
‫قو ُل المحةي؛ ألن المحلةي ضلامِ ٌن وأملي ٌن م ًعلا‪،‬‬ ‫القو ُل ْ‬ ‫أن ْ‬ ‫فحينمذ بقول َّ‬‫ٍ‬ ‫ول َب ِّينة‪ ،‬ل توجد َب ِّين ٌة بينهما م ًعا‬
‫القلو ُل‬
‫فلإن ْ‬ ‫قو ُله‪ ،‬وملا داملت يف ع ْين ِ ِله َّ‬ ‫القو ُل ْ‬
‫ٍ‬
‫يكون حينمذ ْ‬‫ُ‬ ‫ِألبَّها يف ضمابة وك ما كان الحر ُء يف ضمابة فإبَّه‬
‫قو ُله فمعنى الك أبَّله ل‬ ‫ِ‬
‫القو ُل ْ‬
‫دائما إاا وجدت يف ُكتُع الفقه ْ‬ ‫قو ُله» ً‬ ‫القو ُل ْ‬
‫قو ُله‪ ،‬وقاعد عندبا كلما بقول « ْ‬ ‫ْ‬
‫قو ُلله‬ ‫ِِ‬
‫القلو ُل ْ‬
‫توجدُ َب ِّينَة‪ ،‬واألمر الثاين أبَّه ل ُبد من َيمينه هنلا أتلى لا المصلنِّف لكلن بعله ال ُف َقهلاء فيقلول ْ‬
‫حيث ل «بينَة» أما للو كابلت هنلاك بين ِ‬ ‫قو ُله ُ‬ ‫ِ‬
‫َتلان‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ِّ‬ ‫القو ُل ْ‬
‫لما ُقلنا ْ‬ ‫ويسكت عن َيمينه‪ ،‬بس فائد يف باب القلاء َّ‬ ‫ْ‬
‫تعارض ال َب ِّينَت ْين ل تتساقطا وإبَّما ُت َقدَّ م َب ِّينَ ُة الخارج‪ ،‬وسليأتينا إن‬ ‫ِ‬ ‫ُمت ِ‬
‫َعار َضتان فالمحهور عند ُف َقهائنا أبَّه عند ُ‬
‫دائما ح ْي ُث ل َب ِّينَلة َّإل يف صلور مع َّينلة لسلتوائِ ِهما لِعلدم وجلود‬
‫شاء اهلل يف باب القلاء؛ ولذلك بحن ُب َعبر ً‬
‫خارجٍ ول ِ‬
‫داخ وسيأا ب ْع ُلها ان شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َي ُار تَخْ بِيرِ َث َم ٍن»‪.‬‬

‫أن البائع يل ْأا للمحلتَري فيقلول‪« :‬يلا ز ْيلد‬


‫للخبار يعنر َّ‬ ‫مصدر ْ‬ ‫ٌ‬ ‫التخبير هو‬‫« َت ْخبِ ِير ال َث َمن» هو ا ْخبار‪ْ ،‬‬
‫وخبلره بلالثمن اللذي دخل علي ِله ِ‬ ‫هذا الكتاب اشة ْي ُت ُه بكذا‪ ،‬وسأبي َع ُه عل ْي َك بكذا»‪ ،‬إ ًاا ْ‬
‫بله‬ ‫ْ‬ ‫أخ َب َر ُه ثمن الب ْيع َ َّ َ ُ‬
‫وهذه كثير عند الناس‪ ،‬تأا عند صاحع المح تقول له خ َّفلللر يقلول للك ألن داخل عليلك بخمسلة‪،‬‬
‫ِ‬
‫عليله بأقل‬ ‫أن الثمن قد دخل‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ؟‪ ،..‬إاا ثبت َّ‬ ‫بير بالثمن‪ ،‬ما الذي يحدث‬ ‫مًرد قول هذا ُي ْعتَا ْ‬
‫تخ ٌ‬ ‫حتى َّ‬
‫من الك‪ ،‬بأق من السعر الذي قاله‪ ،‬فيثبِ ْت لك ِ‬
‫الخيار‪.‬‬ ‫ُ ُ‬

‫َخبيل ِلر بللالثمن ْأربللع حللالت‪ ،‬أحيا ًبللا ُي َخ ِّبل ُلر ُه بللالثمن ويقللول‬
‫َخبيل ُلر بللالثمن الب ْيل ُع مللع الت ْ‬
‫أبظللروا معللر‪ ،‬الت ْ‬
‫عحلر» إ ًاا هنلا ُمرابحلة ِألبَّل ُه زاد ُه ثمنًلا‪،‬‬
‫سأر َب ُ عليك كذا»‪« ،‬الكتاب اشة ْي ُت ُه بعحر وس َأبيع ُه عليك بأحلد َ‬ ‫« ْ‬
‫‪506‬‬

‫وسأبيع ُه عل ْي َك بِتِ ْسعة هلذا ُي َس ُّلمو َب ُه ُم َ‬


‫واضل َعة‪ ،‬األول ُي َس ُّلمو َب ُه ُمرابحلة والثلاين‬ ‫وأحيابًا يقول اشة ْيت ُه بعحر َ‬
‫المرابحلة‪ ،‬وقلالوا إبَّهلا ملن‬ ‫ِ‬
‫كثيلر ملن الفقهلاء يقوللون ملن أ ْفلل صل َيغ البيلع ُ‬ ‫ٌ‬ ‫واض َعة‪ ،‬وهنا فائِد‬
‫ُي َس ُّمو َب ُه ُم َ‬
‫العقود التر تدُ ُّل من بر ِ‬
‫وعلالم كلم اللرب ‪ ،‬إ ًاا هلذا ُم َ‬
‫رابحلة‬ ‫ٌ‬ ‫طملمن بكلم اشلةيت‬ ‫ألن المحلةي ُم َ‬ ‫كة الملال َّ‬ ‫َ‬
‫الثمن‪.‬‬ ‫مواضعة بق‬
‫َ‬ ‫والخر‬

‫النوأ الثالث يقول «اشة ْي ُت ُه بعحر وسلأبي َع ُه عليلك ب َعحلر » و ُي َس َّلمى هلذا « َت ْولِيل ًة» يعنلر بلنفس اللثمن‬
‫الذي أخا ُتك بالحراء سلأبي ُعك عل ْيله‪ ،‬النلوأ الرابلع أن يقلول « اشلة ْي ُت ال ُك ْرتلون أو اللدَ ْر َزن «اللدَ ْر َزن يف‬
‫سلمى‬
‫وسلأبيع عليلك الواحلد َ ب َعحلر» هلذا ُي َّ‬
‫ُ‬ ‫اللغة أثنا عحر ح َّبلة» يقلول اشلتَر ْي ُت اللدَ ْر َزن بمائل ُة وعحلرين‬
‫شلركة أو محلاركة أي محلارك ٌة ِ‬
‫سمى هلذا ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫بالق ْسلط‪ ،‬لليس َعقلد الحلركة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫« ُمحاركة» أي ب ْيع جلء من ُه بِق ْسطه ُي َّ‬
‫ليس ع ْقدً ا وإبَّما ب ْي ُع بطري الحركة‪.‬‬

‫ان َأ ْك َث َر»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬متَى َب َ‬

‫لان َأ ْك َث َلر»‪ ،‬أ ُّي ُهملا‬


‫ان َأ َقل » وب ْع ُللهم يقلول « َف َمتَلى َب َ‬
‫سؤال‪ ،‬يف بعه ال ُكتع يقولون « َف َمتَى َب َ‬ ‫ً‬ ‫أبا سأسأل‬
‫بلان ملا با َعل ُه بله‬ ‫بان الثم ُن الذي اشةى ِبه أقل » وأ َّملا إن قلدَّ ْرت «فلإن َ‬ ‫أص َوب أم كِ ُهما صواب؟‪« ،..‬فإن َ‬ ‫ْ‬
‫بحسع التقدير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أنهر ُه أكثر» إ ًاا َي ْختَلِف‬
‫أكثر أو ما َ‬
‫لت ِ‬
‫بله‬ ‫أن الثمن الذي أ ْنهلره هلو أكثلر مملا أشلةاه ِ‬
‫بله حقيقل ًة فإبَّله يث ُب ُ‬ ‫ان َأ ْك َث َر» أي متى بان َّ‬
‫قال « َف َمتَى َب َ‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫بين الرد وبين ا مساك هذا معناه‪ ،‬أو سيأا ِ‬ ‫الخيار‪ ،‬ما معنى يث ُب ُت ِبه الخيار؟‪ ،..‬يعنر َّ‬
‫الخيار‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫أن ُي َخ َّير ِ َ ِّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َأ َّن ُ اِ َْت ََرا ُه ُم َؤ َّجال»‪.‬‬

‫لثمن مؤجل فإ َّبل ُه يف الغالللع يليللدُ يف الللثمن ولللذلك تقللول «أبللا‬ ‫أن الحللخ اشللةى ِسل ْلع ًة بل ٍ‬
‫يقولللون َّ‬
‫عحلر» غاللع النلاس يعمللون هلذا الحلرء‪ ،‬بب ًعلا‬ ‫ٍ‬ ‫اشةي ُت منك هذا الكتاب بعحر حا َّللة أو م َؤج ٍ‬
‫للة بلاثنر‬ ‫ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫الًمهور‪ ،‬بحرط أن يتفرقا من المًلس وقد أتفقا عليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رأي يف هذه المسألة لكن خ ف ُ‬ ‫الحارأ له ٌ‬

‫المخبِر بالثمن‬
‫مؤج يف الغالع أبَّه ُيلا ُد على الثمن الحقيقر‪ ،‬فلو جاء هذا ُ‬ ‫الذي يحةي السلعة ٍ‬
‫بثمن َ‬
‫الم َصلنِّف‬ ‫قال اشتَر ْيتُها باثنر عحر وسكت ولم َي ُق مؤج فالحقيقة كأبَّه َد َّلس يف الثمن الذي أشةاه منه‪ُ ،‬‬
‫المنتَهى عل ْيله أبَّل ُه لله‬ ‫ِ‬ ‫الخيار‪ِ ،‬خيار الرد ِ‬
‫وخيار ا ْملاء أو ْ‬ ‫م َحى على أ َّبه ي ْثب ُت له ِ‬
‫أخذ الفرق‪ ،‬والذي ناه ُر ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فلرق اللثمن‬ ‫فلرق اللثمن‪ ،‬لليس لله ُ‬ ‫يار ب ْي َن ا ْملاء أو ا ْملاء مع ت ْأجي ِ الثمن فقط وليس ل ُه الرد ول ْ‬
‫الخ ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪507‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْحةى به كما ُأ ِج َ الثمن َّ‬
‫األول‪ ،‬هلذه المسلألة يعنلر‬ ‫يار الت ْأجي فيؤج الثمن ُ‬
‫وليس له الرد وإبَّما ل ُه خ ُ‬
‫الم َصنِّف قال فيهما ‪.‬‬
‫أن ُ‬‫فقط من باب َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ِم َّم ْن ََّل ُت ْه َب ٍُ ََ َها َد ُت ُة َل »‪.‬‬

‫زو َجتِه ْير َفع السعر جدًّ ا ألبَّله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كأبيه أو ُأمه‪َ ،‬فإ َّب ُه يف الغالع من اشةى من َأبيه أو ُأمه ْير َفع السعر‪ ،‬أو من ْ‬
‫يريد أن ينْ َف ُعهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو بِ َأ ْك َث َر ِم ْن َث َمن ِ ِ ِحي َلة»‪.‬‬


‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫« َأ ْو بِ َأ ْك َث َر م ْن َث َمنه» يقول ِّ‬
‫زود الفواتير لكر كلما جاءين شخ ٌ أقول له ْاش ُ‬
‫ةيت ذا السلعر‪ ،‬هلذا ملن‬
‫باب الحيلة‪.‬‬
‫ب‪ِ َ ،‬لم ْي َترٍ َا ْل ِ‬
‫اع َب ْع َض ُ بِ ِه ْسطِ ِ ‪َ ،‬و َل ْم ُي َب ِي ْن َذلِ َ‬
‫خ َي ُار»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َب َ‬
‫ِ ِِ‬
‫حاركة وتك َّلمنا عنها قب قلي ‪.‬‬ ‫اأ َب ْع َل ُه بِق ْسطه» الذي هو ُ‬
‫الم َ‬ ‫« َب َ‬

‫القسط أو الفرق‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ملاء أو َأ ْخ ِذ ِ‬ ‫قال «و َلم يبين َال ِ َك‪َ ،‬فلِم ْحت ٍَر َا ْل ِ‬
‫خ َي ُار» ُم َخ َّي ٌر بين الر ِّد وبين ا‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ ْ‬

‫ـن َأ ْو ُأ ْج َـر ٍة‪َ ،‬و ََّل َب ِينَـ َة َأ ْو َل ُه َمـا‬


‫ف َا ْل ُم َت َبـايِ َع ْي ِن‪ َ ،‬ـِِ َذا اِ ْه َت َل َقـا ِـ َقـدْ ِر َث َم ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِهيار َِّل ْهـتِ َال ِ‬
‫َ َ‬
‫ُـٍ َا ْل َق ْس ُ‬
‫ـَ‬ ‫َـذا‪َ ،‬ولِ ٍّ‬ ‫ف َبائِع‪َ ،‬و َما بِ ْع ُت ُ بِ ََذا‪َ ،‬وإِن ََّما بِ ْع ُت ُ بِ ََذا‪ُ ،‬ث َّم ُم ْي َترٍ َما اِ َْت ََر ْي ُت ُ بِ ََذا‪َ ،‬وإِن ََّمـا اِ َْـت ََر ْي ُت ُ بِ َ‬
‫َح َل َ‬
‫ِ‬ ‫ف يت ََحا َل َق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان‪َ ،‬و َيغ َْر ُم ُم ْي َترٍ ق َ‬
‫يم َت ُ»‪.‬‬ ‫إِ ْن َل ْم َي ْر َض بِ َه ْال َا ْْل َهرِ‪َ ،‬و َب ْعدَ َت َل َ‬
‫دائما ِير ْد عنلدبا وهلو أن يختلِلف ال ُمتَباي َعلان يف قلدر اللثمن أو يف األُ ْجلر إاا كلان‬
‫النوأ من الخيار ً‬
‫هذا ْ‬
‫عقد إجار فيقول أحدُ هما «أبا اشة ْي ُت منك بكلذا والبلائِع يقلول ل بل بِ ْعت َ‬
‫ُلك بكلذا «بِلأكثر» وهلذا ُي َس َّلمى‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وموقو ًفلا‬ ‫«خ َي ٌار ل ْخت َ ف َا ْل ُم َت َبايِ َع ْي ِن»‪ ،‬والدلي على إ ْثبات هلذا الخيلار ملا جلا َء علن ابلن مسلعود ْ‬
‫مرفو ًعلا ْ‬
‫لف المتَبايِعلان ول بينَل َة والعلين وقائمل ٌة َتحا َلفلا ول ِ ُكل ا ِ‬ ‫قوف َأ َص ‪ ،‬أ َّب ُه قلال‪« :‬إاا ْ‬
‫لت‬‫الخيلار‪ ،‬يث ُب ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫اخت َل َ ُ َ‬ ‫والمو ُ‬‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كلم‬
‫مرفو ًعلا لكلن لله ُح ُ‬ ‫وإن للم َي ْث ُبلت ْ‬
‫الر ْفلع ْ‬
‫كم َ‬
‫القول لبن مسعود هو ُح ُ‬ ‫الخيار لك ِّ واحد ُمن ُْهما»‪ ،‬وهذا ْ‬
‫ِ‬
‫الدالة عل ْيه‪.‬‬ ‫واه ِد ِه‬
‫الر ْفع ل ِ َح ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول « َفإِ َاا ا ْخ َت َل َفا فر َقدْ ِر َث َم ٍن َأ ْو ُأ ْج َر ‪َ ،‬و َل َب ِّينَ َة» أي ليس ُ‬
‫لهما َب ِّينَةَ‪َ « ،‬أ ْو َل ُه َما» أي ُ‬
‫لهما َب ِّينَ َة ولكنَّ ُه للم‬
‫ِ‬
‫وخلارج بل‬ ‫وجود ِ‬
‫داخل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ بح ُك ُم بالتَّسا ُقط لعد ِم‬ ‫ُت َقدَّ م َأ َحدُ ُهما على األُخرى بِأن كابت أقوى منها‪،‬‬
‫‪508‬‬

‫ٍ‬
‫حينمذ ل ُب َقدِّ م َب ِّينَ َة الخارج‪.‬‬ ‫ف ِ‬
‫ثمن اآلخر‪َ ،‬ف‬ ‫كِ ُهما ُمدَّ ٍأ فكِ ُهما َيدَّ عر ثمنًا ِخ َ‬
‫أول‪ ،‬ويًلع أن يبلدأ يف الحلِ ِ‬ ‫لالحلِف ً‬ ‫قال «ح َل َ ِ‬
‫لف بلالن ِ‬
‫َفر قبل‬ ‫َ‬ ‫ف َبلائ ٌع»‪ ،‬يعنلر يًلع أن يبلدأ البلائع بِ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ترتيبان وا ِجبان‪ً :‬‬ ‫ا ْثبات‪ ،‬إ ًاا ِعندبا‬
‫والم ْحلتَري َف َيحللف البلائع قبل ُ‬
‫الم ْحلتَري‪ ،‬ثاب ًيلا‬ ‫ترتيع بين البائع ُ‬
‫ٌ‬ ‫أول‬
‫الحلِلف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحلِف بالنفر قب َ ا ثبات ف َيأا البائع فيقول «واهلل ما بِ ْعتُها بِكذا» وهلو َ‬
‫ع يف اليمين أن ُي َقدِّ َم َ‬ ‫ِ‬
‫واج ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحةي َبعدَ ُه وجو ًبلا وللذلك قلال « ُث َّ‬
‫لم»‬ ‫َفر على ا ْثبات‪ُ ،‬ث َّم يأا ُ‬ ‫َ‬
‫على النفر «وإبَّما ب ْعتُها بكذا» ف ُيقدِّ م َالن َ‬
‫المحةي ب ل ُبد من َحلِ ِف ِه مر ً ُأ ْخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحةي قب البائع لم ُي ْعتَد بِ َحلف ُ‬ ‫أي وجو ًبا‪ ،‬فلو َح َلف ُ‬
‫ديث ِ‬‫فيهما لِح ِ‬
‫بالةتيع ِ‬
‫ِ‬ ‫الم ْحتَري « َما اِ ْشت ََر ْي ُت ُه بِ َك َذا َوإِب ََّما اِ ْشت ََر ْي ُت ُه بِ َك َذا»‪ ،‬لمااا ُأ ْل ِل َم‬ ‫ِ‬
‫ابلن‬ ‫َ‬ ‫قال ُث َّم َي ْحلف ُ‬
‫مسعود ‪ ‬يف الباب وهو ب ٌ فيه‪.‬‬
‫ْ‬
‫بقو ِل اآلخر‪ ،‬البائِع يقول «أبلا بِ ْعتُهلا‬
‫لسخ إاا لم ْيرضى ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قال « َول ُك ا َا ْل َف ْس ُخ»‪ ،‬أي لك ِّ واحد ُ‬
‫منهما ال َف ْ‬
‫الخم َسلة‬
‫ْ‬ ‫ًوز للبائِع أن يقلول «خل ص أ ْعطِنلر‬
‫بخمسة» َفتَحا َلفا‪َ ،‬ي ُ‬
‫والم ْحتَري يقول «أبا اشةيتها ْ‬ ‫بعحر » ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العحللر »‪،‬‬‫لوز للله أن يقللول « ُخللذ َ‬
‫محلتَري يًل ُ‬ ‫ورضلليت»‪ ،‬ويًللوز للبللائع أن يقللول «ل ‪ُ ..‬أريللدُ ْ‬
‫الفسللخ»‪ ،‬وا ُل ْ‬ ‫َ‬
‫واحد مِن ُْهما ال َف ْسخ إاا لم ْير َضى بقول اآلخر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أن لك ِّ‬ ‫ويًوز ل ُه أن يقول « ُأريدُ ْ‬
‫الفسخ»‪ ،‬هذا معنى َّ‬ ‫ُ‬
‫ابن مسعود «يتَحا َل َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ان» ب ْف ًيا وإ ْثباتا‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫قال « َو َب ْعدَ َت َلف»‪ ،‬إاا َتل َف ْت الع ْين بمفهوم حديث ِ ْ‬
‫مختَلِفلان يف قيملة ِ‬
‫الحلراء وإبَّملا‬ ‫يمتَل ُه»‪ ،‬أي قيملة العل ْين لل ْي َس قيملة الحلراء ِألب َُّهملا ْ‬ ‫ِ‬
‫قال» َو َي ْغ َر ُم ُم ْحلت ٍَر ق َ‬
‫نلاه ُر ك مِهلم‪،‬‬‫كان مِ ْثلِيا‪ ،‬هلذا ِ‬
‫يبذ ُل القيم َة وإن َ ًّ‬‫ظاه ُر ك مِ ِهم إ َّب ُه ُ‬
‫ان مِ ْثلِيا َف ِ‬ ‫ِ‬
‫إن كابت قيمي ًة وأ َّما إن ك َ ًّ‬ ‫قيمتُها ْ‬
‫َ‬
‫للم ُن‬
‫ف َي َ‬ ‫نلاه ُر ك مِهلم إ ْبل ق‪ ،‬فقلالوا َي ْص ِلر ْ‬
‫يًوز أن يعطِ ِه مِ ْثلِيا» لكِن ِ‬
‫ًّ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫َأخرين قال «‬ ‫المت ِّ‬
‫وإن كان ب ْع ُه ُ‬
‫القيم َة ُم ْط َلقا‪.‬‬

‫َاف‪َ ،‬أ ْو َع ْي ِن َمبِي ٍع َأ ْو َقدْ ِر ِه َ َه ْا ُل َبائِ ٍع»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن اِ ْه َت َل َقا ِ َأج ٍٍ َأو ََرط ٍ ونَح ِا ِه َ َها ُل ن ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬

‫ع العقد وإبَّما من الطوار ِ عل ْيه كالحروط أو األَ َج َوب َْح ِلو ِه‬‫يقول أ َّما إن اخت َلفا يف شر ٍء ليس من ُص ْل ِ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫األص ُ يف العقود علدم وجلود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يست َْمس ُك بِه وهو النَ ْفر إ ْا ْ‬
‫أص ً ْ‬ ‫َّ‬
‫ألن مع ُه ْ‬ ‫باألص‬
‫ْ‬ ‫َاف ِأل َّب ُه ُم ْست َْم ِس ٌك‬
‫َف َقو ُل ب ٍ‬
‫ْ‬
‫أن َم َع ُه أص ً ‪.‬‬ ‫الً ْعلِ َّية؛ ولذلك َفإ َّب ُه ُي َقدَّ ُم ْ‬
‫قو ُله بِ َّ‬ ‫الحروط َ‬
‫ِ‬ ‫الخلارج‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫َعارف ف ُت َقدَّ ُم َب ِّينَ ُة‬ ‫ِ‬
‫القواعلد العاملة‬ ‫هلذه‬ ‫باألص أو عنْدَ الت ُ‬
‫ْ‬ ‫متى ُي َقدَّ ُم ْ‬
‫القول؟‪ ،..‬إ َّما بال َب ِّينَة وإ َّما‬
‫يف تقديم األَ ْقوال‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪509‬‬

‫قال « َف َقو ُل ب ٍ‬
‫المبيلع السل َّيار‬
‫المبيلع كلذا أو كلذا؟‪ ،‬هل َ‬ ‫المبِيع‪ ،‬ه َ‬‫ف يف َع ْي ِن َ‬ ‫َاف‪َ ،‬أ ْو َع ْي ِن َمبِي ٍع»‪ ،‬اخ َت َل َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف يف قدْ ِره‪ُ ،‬ه ْم ُمتَّفقون على أبَّه با َّع ُه ُك ْ كيلو ملن ُّ‬
‫اللرز بِ َع َحلر «هل‬ ‫الحمراء أم الس َّيار اللرقاء؟‪ ،‬أو أخ َت َل َ‬
‫كيلو؟»‪ ،‬هذا َقدْ ِره‪.‬‬ ‫كيلو أم عحرين ً‬ ‫بِ ْعتَنر عحر ً‬

‫ملع َيمين ِ ِله‪ ،‬لملااا؟‪..‬؛‬


‫قلو ُل ُفل ن أي َ‬ ‫دائملا ُ‬
‫بقلول ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال « َفال َق ْو ُل َق ْو ُل ال َبائع»‪ ،‬أي ح ْي ُث ل َب ِّينَة َ‬
‫مع َيمينه‪ً ،‬‬
‫قو ُل ُه‪.‬‬
‫فالقو ُل ْ‬
‫ْ‬ ‫هذه الع ْين يف ضمابِ ِه ابتِدا ًء‬ ‫ألن ِ‬

‫لص َق ِة َو َت َغ ُّير َما َت َهدَّ َم ْ‬


‫ت ُرؤْ َي ُت ُ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ْثب ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت ل ْلخ ْلف َا ِ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يار ْبو ًعلا ملن‬
‫شرط خ ٌ‬ ‫هذا هو الخيار الثام ْن الذي لم ِيرد ُه ُ‬
‫الم َصنِّف ولم َيعدَّ من ا عداد وعَدَّ ُه ب ْع َل ُهم ْ‬
‫ف ِ‬
‫الص َفة‪.‬‬ ‫الخيار وهو ِخيار ُخ ْل َ‬
‫ِ‬

‫كخ ٍ‬
‫يلار‬ ‫داخل ٌ يف ِخيلار الحلرط؛ وللذلك للم ي ِريلدُ ه ِ‬
‫الصل َفة ِ‬ ‫الخ ْل ِ‬
‫لف يف ِ‬ ‫يار ُ‬ ‫وبع ُه أه ُ العلم يرى َّ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أن خ َ‬ ‫ْ‬
‫ُم ْست َِق ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫المباعل َة‬ ‫كربلا َّ‬
‫أن ال َعل ْي َن ُ‬ ‫الدرس الماضلر َا ْ‬ ‫قال « َو َي ْث ُب ُت ل ْلخ ْلف فر َا ِّ‬
‫لص َفة َو َت َغ ُّير َما َت َقدَّ َم ْت ُر ْه َي ُت ُه»‪ ،‬يف ْ‬
‫بالو ْصف ببدأ بالرهية‪.‬‬ ‫ُت ْع َر ُ‬
‫ف إ َّما بالرهية أو َ‬

‫إن َرآها ق ْبل َ التعا ُقلد‬


‫تكون يف وقت التعا ُقد‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫تكون ق ْب َ التعا ُقد وقد‬
‫ُ‬ ‫الر ْه َية» َس َّل َم َك اهلل قد ُق ْلنا أبَها قد‬
‫« ُ‬
‫ِ‬
‫أصل َب َحت بَحيلل ًة الحلا أو‬ ‫ُث َّم َس َّل َم ُه ال َعل ْي َن وقلد اخ َت َل َفلت فقلد اخ َت َل َفلت الصل َفة اخ َت َل َفلت العل ْين إ َّملا َه َل َللت ْ‬
‫ف ِ‬ ‫الخ ْل ُ‬
‫الص َفة فيما ت َقدَّ َمت ره َي ُت ُه‪ ،‬أو ُ‬ ‫الحًر ََضعف أو ال َثمر َضع َفت وهكذا‪ ،‬إ ًاا هذا َتغير يف ِ‬
‫الصفة فيملا‬ ‫ُّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫لت لله ِ‬
‫الخيلار‪ ،‬ملا‬ ‫فاخ َت َل َفت َفحينمِ ٍذ َيث ُب ُ‬
‫موصوف ًة بال ِّلسان‪ ،‬قال َو ْزبُها كذا َح ًْ ُمها كذا جو َد ُتها كذا ْ‬ ‫إاا كابت ْ‬
‫الر ِّد وب ْي َن ا ْمساك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الخيار؟‪ ،..‬ب ْي َن َ‬
‫ه‪ ،‬وأحكا ًم تت َع َّل ُ با َقالة‪ ،‬وقب َ أن بلتكلم يف‬ ‫أحكا ًم ُم َت َع ِّل َق ًة بال َق ْب ِ‬ ‫الفص ِ ُي ِ‬
‫ور ُد الح ْيخ ‪ْ ‬‬ ‫يف هذا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ِّه َّملة جلدًّ ا جلدً ا جلدًّ ا يف البيلوأ‪ ،‬إ ًاا ال ُعقلود تنْ َقس ُ‬
‫لم إللى‬ ‫الم َت َع ِّلق َة بالق ْبه ال َق ْبه ملن المسلائ ُ‬
‫المسائ ُ‬
‫ث ِ‬
‫ثة أقسام‪:‬‬
‫ِ‬
‫كالس َل ِم َّ‬
‫والصف‪.‬‬ ‫عقو ٌد إاا لم يت ََح َّق ُ فيها ال َق ْبه فالعقدُ باب ‪َ ،‬‬
‫والر ْهن‪.‬‬
‫اله َبة َ‬ ‫يكون ِ‬
‫لز ًما َّإل بال َق ْبه‪ ،‬وهو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه ولكِ َّن الع ْقد ل‬
‫النوأ الثاين ُعقو ٌد ال َع ْقدُ صحي ٌ بِ َق ْب ٍ‬
‫ْ‬
‫‪510‬‬

‫لخ ٍ ثالِلث‬
‫لك فيهلا ل ِ َح ْ‬
‫الم ْل ِ‬
‫يًوز ب ْق ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بدون َق ْب ٍ‬
‫ه ولكن ل‬ ‫تكون صحيح ًة ِ‬
‫لز َم ًة‬ ‫ُ‬ ‫النوأ الثالِث عقو ٌد‬
‫َّإل بال َق ْبه وهو الب ْيع ‪.‬‬

‫عر َفتِها ُم ِهم جدً ا‪ ،‬وقلد َو َر َدت فيهلا أحاديلث كثيلر ‪َ ،‬سل َي ْأتينا‬‫بم ِ‬ ‫ِ‬
‫إ ًاا مسائ ال َق ْبه ُم ِه َّمة جدً ا‪ ،‬والعتناء َ‬
‫يكلون ال َقلبه بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لإان‬ ‫َ ْ‬ ‫قبلاض أي أن‬
‫ُ‬ ‫اللر ْهن‪ ،‬ول ُي ْحلت ََر ُط ا‬
‫إن شاء اهلل أ َّب ُه ل ُي ْحلةط اسلتدام ُة ال َقل ْبه َّإل يف َّ‬
‫الستِدامة‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫ه ولو بِدون إان ول ُي ْحت ََر ُط فيها ْ‬ ‫فم ْط َل ال َق ْب ِ‬ ‫ِ‬
‫الباد ْل َّإل يف ِ‬
‫اله َبة‪ ،‬وما عدا الك ُ‬
‫هنا بدأ يت َك َّلم المصنِّف عن بق ِ ِ‬
‫الم ْلك يف الع ْين قب ال َق ْبه أبَّه ُل َيًوز‪.‬‬ ‫ُ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن اِ َْت ََرى ِم ْ َياَّل َون َْح َا ُه َل ِز َم بِا ْل َع ْه ِد‪َ ،‬و َل ْم َي ِص َّح ت ََص ُّر ُ ُ ِي ِ َق ْب ٍَ َق ْب ِض ِ »‪.‬‬

‫والم ًْ ُلرود» مملا َيًلري‬ ‫ِ‬ ‫« َو َم ْن اِ ْشت ََرى مِ ْك َيا ً‬


‫والم ْعلدُ ود َ‬
‫الم ْلو ُزون َ‬
‫المكي ما هو؟‪َ « ،..‬‬ ‫ل َوب َْح َو ُه»‪ ،‬ب َْحو َ‬
‫ٍ‬
‫لطرف ثالث َّإل ب ْعدَ الق ْبه‪.‬‬ ‫يًوز ب ْي ُعها‬ ‫الس َلم ُك ُّلها ل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فيه َ‬
‫ِ‬
‫الم ْللك؛ ألن‬ ‫شلر ٌط لِنَ ْقل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قال « َل ِل َم بِا ْل َع ْق ِد»‪َّ ،‬‬
‫شر ًبا يف ص َّحة الب ْيلع ول يف ل ُلومله وإبَّملا ْ‬
‫أن ال َق ْبه ليس ْ‬
‫ِ‬
‫الم ْللك‪،‬‬ ‫شلر ٌط يف ب ْقل‬ ‫ِِ‬
‫شر ٌط يف الللوم وهنلاك ْ‬ ‫شر ٌط لص َّحة العقد وهناك عقود ْ‬‫هناك عقود تحة ُِط ال َق ْبه ْ‬
‫الملك‪.‬‬‫ِ‬ ‫هنا ي َت َك َّلم عن ب ْق‬
‫أوم َأ المصنِّف يف قو ِ‬
‫له وال ِزم بال َع ْقد للت ْقسيم الث ثر الذي اكر ُت ُه لكم قب قلي ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫لزملا والنَّملاء ل ِ‬ ‫قوله َل ِل َم بِا ْل َع ْق ِد أي ل‬
‫قال « َل ِلم بِا ْلع ْق ِد»‪ ،‬معنى ِ‬
‫ماللك‬ ‫ُ‬ ‫ويكلون با ًّتلا ِ ً‬
‫ُ‬ ‫يًلوز الرجلوأ فيله‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫األص وهكذا‪.‬‬
‫ْ‬

‫بوت ث ثة أحاديث عن النبر ص َّلى اهلل عل ْي ِه س َّلم ب أكثر أبَّل ُه‬ ‫يه َقب َ َقب ِل ِه»‪ ،‬لثِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال « َو َل ْم َيص َّ َت َص ُّر ُف ُه ف ْ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الصـاعان»‪،‬‬ ‫ـري يـ َّ‬‫أن يبِي ُعوا الطعا َم «حتَّى َي ُحزُو ُه إلى ِر َحـال ِهم»‪ ،‬ويف حلديث آخلر «حتَّـى ُي ُْ َ‬ ‫ب ََهى الت ًَُّ َار ْ‬
‫حديث ابن ع َّباس قال‪« :‬وَّل َن ُظ ُّن ب ْي َر ال َط َعا ِم َّإَّل ِم ْث َل »‪ ،‬وهذا يلدُ ُّلنا عللى أبَّل ُه ل ُبلد ملن القل ْبه‪ ،‬وهلذا‬‫ِ‬ ‫ويف‬
‫شر ٌط بنَ ْق الم ْلك َّية‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له‬ ‫الم ْحلتَرى ق ْبل َ َق ْبلله؟‪َ ،..‬‬
‫لسلبب ْين‪َ ،‬ب ْع ُ‬ ‫الحلار ُأ علن ب ْيل ِع ُ‬ ‫المسألة القادمة مهمة ابتبهوا‪« ،‬لملااا ب ََهلى‬
‫َهلر‬ ‫ِ َّ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ُج ْم ِ‬
‫هور ُع َلماء َ‬ ‫المحهور عندَ أ ْغ َل ِ‬
‫العلماء وهذا هو ْ‬
‫األر َب َعلة‪ ،‬أب َُّهلم يقوللون العللة أل ْجل الن ْ‬‫المذاهع ْ‬
‫الع ْلم‪ ،‬اآلن هذا الكِتاب‬ ‫الف ْقه ب ْأ ُخ ُذها للفائِدَ فقط ل ِ َط َل ِبة ِ‬
‫الع َّلة م ْحهور يف ُكتُع ِ‬
‫َ‬
‫وهذه ِ‬
‫ِ‬ ‫الل َمابِ ْين‪،‬‬
‫ال َ‬‫عن َت َو ِ‬
‫‪٦‬‬
‫‪511‬‬

‫لار فيِ ِله ع ْيلع فهلو ملن‬ ‫بِ ْع ُت ُه ع َل ْيك و َلكنَّل ُه يف يلدي فملا دا ِم يف يلدي فهلو يف ضلماين؛ وللذلك إاا َو َجلدْ ت َص َ‬
‫ِ‬

‫زال يف يلدي‬ ‫لث وهلو ملا َ‬ ‫ف الثال ِ ْ‬ ‫الطر َ‬ ‫ٍ‬


‫أبت لل ْيد َ‬ ‫وليس من ضمابِ َك أبت َفهو يف َض َماين‪ ،‬فإاا بِ ْع َت ُه َ‬ ‫َض َماين أبا َ‬
‫أهل‬
‫بعله ْ‬‫َان عللى َم َحل ‪ ،‬يقوللون إبَّل ُه ل َي ِصل ‪ ،‬لملااا؟؛ ألن ُ‬ ‫َفهو يف ضماين ويف ضلمابِك َفتَلوالى ضلماب ِ‬

‫الع َّلة غير صحيحة والصواب أ َّب ُه ب ُِهر عن َب ْي ِع ال َعل ْين قبل َ‬ ‫هذه ِ‬
‫الع َّلة وقال ِ‬
‫هذه ِ‬‫الع ْلم كالحيخ تقييدي با َق َش ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بلاأ سل ْلع ًة آلخلر‬ ‫الم ْسللِمين‪َ ،‬ف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ْب ِلها ل ِ ِع َّلة َم ْق ِص ِد َ‬
‫بعله النلاس إاا َ‬ ‫لإن َ‬ ‫قلوب ُ‬ ‫اللغينَة من‬
‫زوال َ‬ ‫الح ْرأ من‬
‫لت هلذا الكِتلاب بِ ِع ْحلرين سليكون يف‬ ‫ثلم َو َجلد ُّتك بِ ْع ُ‬
‫زال يف يلدي َّ‬ ‫بِ ْع ُت َعل ْي َك هذا الكِتاب بِ َعحر وهلو ملا َ‬
‫لك إ ْعطائلك هلذا ال َكتلاب حتَّلى‬ ‫تكون بفسر نالمة فأ ْمنَ ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫ب ْفسر الكِتاب يف يدي‪ ،‬فيكون يف ب ْفسر‪ ،‬ب ربما‬
‫دائمللا مللن‬
‫لارأ ً‬ ‫ُت ْعطِ َينللر ِع َو ًضللا أو أ َّدعللر َت َل َفلله أو ُأ ْتلِ ُف ل ُه بِ َق ْصل ٍلد أو بِللآخر أو أ ْبحللث عللن مسللألة‪ ،‬فلِل َلذلِك الحل ِ‬

‫لح ِة‬ ‫ِ‬


‫دائملا ْب َقلاء ص َّ‬ ‫ويسلعى ً‬ ‫الخ ُصومات ْ‬ ‫يسعى بْهاء ُ‬ ‫الحرأ ْ‬
‫أن ْ‬ ‫الس مر» َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمقاصده «وهذه ميل الت َْحريع ْ‬
‫ال‬‫الحل َّ »‪ ،‬فلإن ُق ْلنلا لت ََلو ِ‬
‫إسلقاط َ‬
‫ِ‬
‫الفرق ب ْينَهلا وهلو قلل َّية « ْ‬ ‫ْ‬ ‫الفرق بين الت ْعيين َل ُه َث َم َر أو فائِدَ‬
‫العقود‪ ،‬بب ًعا ْ‬
‫ضلر‬ ‫ر‬ ‫إاا‬ ‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫لح‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫فكان ًلح ِّ اهلل ‪ ‬ف ُي َص َح ْ العقد وإن ُق ْلنلا إبَّل ُه يف حل ُّ اآلدملر َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫اللمابِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫األول‪.‬‬
‫الطرف الثاين‪ ،‬ولكن َّ‬

‫ار ُم ْي َترٍ َأ ْو نَائِب ِ ‪َ ،‬و ِو َعاؤُ ُه َك َي ِد ِه»‪.‬‬ ‫يع بِ َ ْي ٍٍ َون َْح ِا ِه بِ َذلِ َ‬
‫ب َم َع ُح ُض ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْح ُص ٍُ َق ْب ُ َما بِ َ‬

‫بلالو ْز ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫كلان َ‬‫الصلاعان‪ ،‬وملا َ‬ ‫يكون َق ْب ُل ُه بِ َذل َك أي بِ َك ْيلِه حتَّى ْ‬
‫يً ِر َي بِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫اأ بال َك ْي ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول الحيخ َّ‬
‫أن ما ُي َب ُ‬
‫الم ْثل ملث ً فبِ َلذل ِ َك أي ِ‬
‫باللذر ِأ وهلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالم ْثل ‪،‬‬ ‫أي بال َعدِّ ‪ ،‬وما كان َ ْ‬ ‫كان بال َعدِّ فبِ َذل َك ْ‬
‫بالو ْزن‪ ،‬وما َ‬ ‫فبِ َذل َك أي َ‬
‫وهكذا‪.‬‬‫مث ً واحد ْاشت ََرى من آخر بو َلة قِماش َفطا َلها َف َي ْح ِسع األ ْمتار التر ُي ِريدُ ها َ‬

‫الحللور ِألبَّل ُه ل ُبلد ملن ال َك ْيل َ واللوزن ول ي ْل َللم الن ْقل‬ ‫ِ ِ‬ ‫لع ُح ُل ِ‬
‫لور ُم ْحلت ٍَر َأ ْو بَائبله»‪ ،‬ل ُبلد ملن ُ‬ ‫قال « َم َ‬
‫التمييِلل بالك ْيل وال َعلد وبحلو اللك‪ ،‬والنَ ْقل معنلى زائِلد‬ ‫ِ‬
‫عندَ ُهم الن ْق معنى زائد عن ال َقل ْبه‪ ،‬ال َقل ْبه هلو ْ‬
‫ِ‬

‫وإبَّما ُي ْستَحع ويتأكَّد فقط‪.‬‬

‫ال بِنَ ْه ٍٍ‪َ ،‬و َما ُي َتن ََاو ُل بِ َتن َُاولِ ِ ‪َ ،‬و َب ْي ُر ُه بِتَخْ ِل َي ٍة»‪.‬‬
‫وص ْبر ٍة َومنْ ُه ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ ُ « :‬‬
‫ِ‬
‫الص ْب َر ِ ف ُبد فيها من بقل ألبَّهلا ل ُتكلال ول ُت َ‬
‫لوزن فل ُبلد فيهلا ملن‬ ‫وص ْبر ٍ َومنْ ُق ٍ‬
‫ول بِنَ ْق ٍ »‪ ،‬أ َّما ُ‬ ‫قال « ُ َ َ‬
‫والمنْ ُقول ل ُبد فيها من بقل ألبَّهلا‬ ‫فيه من َب ْق ‪ ،‬إ ًاا الصبر ِ‬
‫ول» أل َّبه ل يعدُّ ب ْ هو متَمي ٌل ل بد ِ‬ ‫بق ‪َ « ،‬والمنْ ُق ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬
‫وز ُن ول ُت ْل َر ْأ‪.‬‬ ‫ل ُت َعدُّ ول ُت ُ‬
‫كال ول ُت َ‬
‫‪512‬‬

‫يكون َق ْب ُل ُه باليد ول ي ْل َلم ب ْق ُل ُه فمن ْأشتَرى من آخر ق َل ًما فملا دامقلد‬


‫ُ‬ ‫َاول ِ ِه» أي باليد‬
‫َاو ُل بِ َتن ُ‬
‫قال « َو َما ُي َتن َ‬
‫يد ِه فهذا بِمثابة النق ‪.‬‬ ‫بقر يف ِ‬
‫َ‬
‫َّخلِ َية بِأبَّله يسلم‬
‫واألشياء الثقيلة التر تبقى على األرض فإبَّها تكون بالت ْ‬ ‫ْ‬ ‫َخلِ َي ٍة»‪ ،‬كال َع َقار‬
‫قال « َو َغ ْي ُر ُه بِت ْ‬
‫ف بِها‪.‬‬ ‫ل ُه بالت ََّص ُّر ُ‬
‫اْل َقا َل ُة َ سَ تُسن لِلن ِ‬
‫َّاد ِم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْ ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫ْ‬
‫أن العلماء اختلفلوا‪ ،‬هل ا قاللة‬ ‫هذه المس َأ َلة ليست بالسهلة بحف ُظها يف كَلِ َمت ْين «ا ْ ِ َقا َل ُة َف ْس ٌخ»‪ِ ،‬ع ْل ًما َّ‬
‫ِ‬
‫القاعللد‬ ‫لان هل ِ‬
‫لذه‬ ‫ِ‬
‫القواعللد يف بيل ِ‬ ‫فسللخ؟ أم أبَّهللا بل ْين؟‪ ،‬وقللد أبللال الحللافِ ُظ ا مللام أبللو الفل َلرج ب ل ْن َر َجللع يف‬
‫ْ‬
‫فسلخ أي أبَّهلا ليسلت ب ْي ًعلا جديلدً ا‬
‫والخت ف فيها وما ُيت ََرتع عل ْيها من آثار كثير جدً ا‪ ،‬ومعنى قولنلا إبَّهلا ْ‬
‫فحينمذ تةتع أحكام كثير جدًّ ا منها مما لم ْ‬
‫يذكُر ُه بن رجع‪:‬‬ ‫ٍ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فسلخ‪ ،‬وإاا ُق ْلنلا إبَّهلا ب ْيلع فل َي ُ‬
‫ًلوز ت ْعلي ُقهلا عللى‬ ‫شلرط ألبَّهلا ْ‬
‫يًوز تعلي ُ ا قاللة عللى ْ‬
‫ُ‬ ‫أبَّنا بقول إ َّب ُه‬
‫فإن بيع العر ِ‬
‫بون صحي ‪.‬‬ ‫شرط‪ ،‬وبِنا ًء على الك َّ ْ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫أن النبر ‪ ‬بَهى عن ب ْي ُع ال ُع ْربلان ضلعيف ل َي ِصل َّ حلديث َّ‬
‫أن النبلر ‪‬‬ ‫ما ورد َّ‬
‫ناهرا عند الصحابة ب ْي ُع ُع ْر ٌب‪.‬‬
‫ً‬ ‫بَهى عن ب ْي ُع ال ُع ْربان‪ ،‬ب َث َب َت عن ُعمر ‪ ‬وكان‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْي ُع ُع ْر ٌب هو مااا؟‪ ،..‬هو أن يقول اشتَر ْي ُت منك هذا الكتاب وهذا ُجل ٌء من َث َمنه ِريالن إلى ْ‬
‫شه ٍر فلإن‬
‫إن هذا ال ُعربون «أبظر إلى دقلة الفقله‬ ‫لم ُأ ْعطِ َك باقر الثمن تمام الحهر فالريالن لك والب ْي ُع م ْفسوذ‪ ،‬بقول َّ‬
‫شرط «الب ْيع صلحي »‪ ،‬تعليل‬ ‫أن ب ْيع ال ُعربون هو تعلي ال َف ْسخِ على ْ‬
‫رح َم ُة اهلل عل ْيهم» يقولون َّ‬
‫عند ال ُعلماء ْ‬
‫ِ‬ ‫شرط مع ِع َو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فيًلوز‬
‫ُ‬ ‫للفسخ ليس الع َوض هذه العحر ليست قيمة الب ْيع وإبَّما قيم ُة ْ‬
‫الفسخ‬ ‫ض ْ‬ ‫الفسخ على‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫القاعد واألص ب هو من بلاب القاعلد‬ ‫ويًوز مًابًا؛ ولذلك ب ْي ِع ِه قال ليس ِخ ف‬
‫ُ‬ ‫الفسخ على ِع َوض‬
‫ْ‬
‫الصحيحة وليس من باب الت ْعلي ‪.‬‬
‫ابن ماجة؟‪ ،..‬النبر ‪ ‬قال‪« :‬من َأ َق َال ن ِ‬
‫َادمـا‬ ‫َّاد ِم»‪ ،‬لِما جاء عندَ ِ‬ ‫قال «وا ْ ِ َقا َل ُة َفس ٌخ ُتسن لِلن ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لث ل ِخيلار إاا‬ ‫الهيامة»‪ ،‬فيستَحع للمسلِم وليس بواجع بعد ابتهاء مد ِ‬ ‫ِ‬
‫الخيلار ْي ِن وح ْي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ُّ‬ ‫َأ َق َال اهَّلل َع ْث َر ُت َي ْا َم َ َ‬
‫لوجلوده للسل ْل َع ِة ْأرخل ملن‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُ ِ‬
‫يكون بادم لفوات ر ْغ َبته يف الع ْي ِن ُ‬
‫المباعلة‪ ،‬قلد يكلون‬ ‫أن ُيقي َل ُه قد‬ ‫جاءه ِ‬
‫باد ًما ْ‬ ‫ُ‬
‫أجلر والًللا ُء ملن ِجلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْس‬ ‫ع إقا َلتُل ُه وهلذا مملا فيله ْ‬
‫لتح ُ‬
‫الثمن الذي أشةاه منر‪ ،‬ألي سبع من األسلباب ُي ْس َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪513‬‬

‫أقلال ِ‬
‫باد ًملا َ‬
‫أقلال اهلل‬ ‫ْس العم »‪ ،‬ملن ضلار ضلار اهلل ِ‬
‫بله‪ ،‬ملن َ‬ ‫الحر ِع َّية «الًلا ُء من ِجن ِ‬ ‫ِ‬
‫القاعد‬ ‫دائما‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫العم ‪ً ،‬‬
‫أغاث ُم ْسلِ ًما أغا َث ُه اهلل‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ع ْث َر َته‪ ،‬م ْن‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)18‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )18‬اية المًلس الثامن عحر‪.‬‬


‫‪514‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ان‪ِ :‬ر َبا َ ْض ٍٍ َو ِر َبا ن َِسيئ ٍَة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬ا ِلر َبا ن َْا َع ِ‬

‫أحكامله؛ ألن النبلر‬ ‫أن بَل َت َع َّل َم ْ‬


‫ع عل ْينلا يف هلذا اللملان ْ‬ ‫باب م ِهم‪ِ ،‬‬
‫ويً ُ‬ ‫الربا ٌ ُ‬ ‫باب ِّ‬
‫هذا الباب أ ُّيها ا خو ُ‬
‫الربلا ل ُبلد أن ُيصلي َب ُه ُغبلار ‪،‬‬ ‫إن اللذي ل يأكُل ِّ‬‫الربا وي ْف ُش حتَّلى َّ‬ ‫أن يف ِ‬
‫آخر اللمان ي ْك ُث ُر ِّ‬ ‫‪َ ‬ب َّي َن َّ‬
‫وقد جاء عن النبر ‪ ‬من األحاديث واألخبار يف التحذير منله الحلرء الكثيلر‪ ،‬وللو للم يل ْأ ِ‬
‫ت يف‬ ‫ْ‬
‫قللللو ُل َر ِّبنللللا ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ}‬
‫الللللك إل ْ‬
‫[البقر ‪ ،.]275:‬فكفى يف ال ِ َك ِ‬
‫واع ًظا‪.‬‬

‫ورسلول ِ ِه‪ ،‬وللذا أ ُّيهلا المسللم‬ ‫ِ‬


‫لك ْ‬
‫أن‬ ‫يًلع عل ْي َ‬
‫ُ‬ ‫حلارب هلل ُ‬
‫ٌ‬ ‫أن الذي ي ْأكُل ُ ِّ‬
‫الربلا أبَّل ُه ُم‬ ‫وقد ب َّين اهلل ‪َّ ‬‬
‫شلر عظليم‪ ،‬وملا‬ ‫بلاب ا‬ ‫الربلا خطيلر جلدًّ ا وهلو ُ‬ ‫إن بلاب ِّ‬‫الح َذر َف َّ‬ ‫الربا غاي َة َ‬ ‫تح َذ َر من ِّ‬ ‫الربا‪ ،‬وأن ْ‬ ‫تتع َّلم أحكام ِ‬

‫يملدُّ‬ ‫ِ‬ ‫صاحبِ ِه بالسوء وكان سب ًبا يف َح ًْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َد َخ َ الربا على ٍ‬
‫مال َّإل َأ ْف َسدَ ُه و َم َح َ بر َك َت ُه‬
‫لع َد ْع َوتله ُ‬ ‫وأصاب َبدَ ن‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ًَاب الِلك وللذلك‬ ‫يدَ ْيه إلى السماء يا رب يا رب و َم ْط َع َم ُه حرا ٌم و َم ْح َر َب ُه حلرا ٌم و ُغ ِّلذ َي بلالحرا ُم فأبَّلا ُي ْسلت ُ‬
‫ِ‬

‫والح َـرا ُم َبـ ِي ْن و َب ْين َُهمـا ُأمـار‬


‫الح َـال ُل َبـ ِي ْن َ‬
‫إن النبلر ‪ ‬يقلول‪َ « :‬‬ ‫الربا‪ ،‬بل َّ‬ ‫أ ُيها المسلم احذر من ِّ‬
‫ُكلون ُث ُلثلا الحل ِل َخحل ْية‬ ‫وع ْر ِض »‪ ،‬وللذا َ‬
‫كلان السللف ية َ‬ ‫اليبهات َ َهد اس َتبر َأ لِ ِدين ِ ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫ُم ْي َتبِ ْ‬
‫هات‪َ َ ،‬من اتهى ُ ُ‬
‫الوقو ِأ يف الحرام‪.‬‬
‫ع الحرام ومِن ْ ِ‬ ‫الم ْستَطاأ ا ْبت َِعد عن ما‬
‫أخ َط ِره ِّ‬
‫الربلا‪ ،‬لملااا ُق ْلنلا‬ ‫ْ‬ ‫يكون سب ًبا لل َك ْس ِ‬
‫ُ‬ ‫ولذا أ ُّيها المسلم قدْ ُر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«مِن ْ ِ‬
‫الربلا ل‬ ‫الم ْسلتَح للنلاس صلاح ُب ُه ُيطاللع بله ِّ‬ ‫ُ‬
‫الملال ُ‬ ‫الربا َع ْكلس الملال ُ‬
‫الم ْسلتَح ‪،‬‬ ‫أخ َط ِره»؟‪..‬؛ ألن ِّ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫فيله تًِلار و َت َعلع‪ ،‬ما ُل َ‬
‫لك َتبي ُعل ُه بملال أ ْعللى منله‪ِّ ،‬‬
‫الربلا‬ ‫يطالِب َك بِ ِه أحد ب هو لك‪ ،‬الربا ِربحه سله لليس ِ‬
‫ِّ ْ ُ ُ َ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫الم ْح ِركون { ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ} [سور البقر ‪ ، ]275:‬فلر َّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امتِ ٌ‬
‫حان يمان المسلم أل َّن فيه ُش ْبهه كما قال ُ‬
‫يه ُشبهه عنلد بعله النلاس يف‬‫عليهم فقال‪ { :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ} [سور البقر ‪َ ، ]275:‬ف ِف ِ‬ ‫اهلل ‪ِ ‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪515‬‬

‫الم َو َفل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والم َسلدَّ ُد‬
‫ُ‬ ‫لذرا بعلدَ اللك فإبَّله ُ‬ ‫فإن الذي ُي ْعنى ذا الباب َت َف ُّق ًها ابتدا ًء َّ‬
‫ثلم َح ً‬ ‫اشتباهه بالح ل‪ ،‬ولذا َّ‬
‫ِ‬
‫بإان اهلل ‪.‬‬

‫أن‬ ‫المصنِّف ‪ ‬يف هذا الباب بالحديث عن أحكلام الربلا‪ ،‬واكلر المصلنِّف يف ِ‬
‫أول ُجمللة فيله َّ‬ ‫بدأ َ‬
‫ِّ‬
‫للربلا‪،‬‬ ‫الربا بوعان‪ِ « :‬ر َبا َف ْل ٍ َو ِر َبا ب َِسي َم ٍة»‪ ،‬ولنعلم َّ‬
‫أن َهذ ْين النوعين ُيمكن أن ُيستخرج منهلا ث ثلة أقسلا ٍم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫للربا‪.‬‬ ‫إ ًاا بوعا ِّ‬
‫الربا اثنان لكن ُيستخرج منها ث ثة أقسام ِّ‬
‫أ َّما النوعان فهما‪َ « :‬ا ْل َف ْل ُ » وهو اللياد ‪ ،‬و«النَّ َسأ» وهو التأخير‪.‬‬

‫لع َ َف ْلل ٌ‬
‫ًلرد» و«ملا َج َم َ‬
‫الم َّ‬
‫ًرد» و«الن ََّسلأ ُ‬ ‫الم ْستخرجة من َهذ ْين النوعين هو‪« :‬ال َف ْل ُ ُ‬
‫الم َّ‬ ‫واألقسام ُ‬
‫وبسأ» وهو ربا الًاهلية‪.‬‬

‫الربلا ث ثل ُة أقسلام م ْع ِر َفتُهلا مهملة جلدًّ ا أل َّن‬ ‫وهذا الذي أقول ُه لكم قب قلي وهو أ َّب ُه َيت َ‬
‫َخ َّرج من بلوعر ِّ‬
‫الربللا وهللو الللذي قللال عنلله النبللر‬ ‫لع بللين ال َف ْلل َ والن ََّسللأ هللو ْ‬
‫أخطل ُلر أبللواأ ِّ‬ ‫يًمل ُ‬
‫القسللم الثالللث وهللو الللذي َ‬
‫‪ِ « :‬ربا الُ ِ‬
‫اه ِل َّية ت َْح َ‬
‫ت َقدَ َم َّ »‪.‬‬ ‫َ َ‬

‫لع ال َف ْلل َ والنَّ َسلأ‬


‫الربا‪ ،‬ربلا الًاهليلة اللذي َج َم َ‬ ‫الربا‪ ،‬وعاد ً ال ُع َلماء ُي َف ِّص َ‬
‫لون أحكام ِّ‬ ‫طر أبواأ ِّ‬ ‫فهو ْ‬
‫أخ ُ‬
‫يف باب ال َق ْرض بعد الك‪ُ ،‬ي ِّ‬
‫أخرون الحديث عنه بعد الك‪.‬‬

‫الربا ث ثة َم َر ُّدها إلى بوعين‪ِ « :‬ربِا َف ْل ُم َّ‬


‫ًلرد» وهلو زيلاد بل‬ ‫أن أقسام ِّ‬‫ولذا‪َ :‬فإن ُأريدكم أن تعلموا َّ‬
‫سلما ُه َببِ ُينلا ‪‬‬ ‫تأخير ب زياد ‪ ،‬و« ِر ًبا َج َم َع ال َف ْل َ والن ََّسأ» َّ‬
‫ٌ‬ ‫ًرد» وهو‬‫تأخير‪ ،‬و« ِربِا ب ََس ٌأ ُم َّ‬
‫إن ِربا الُ ِ‬
‫اه ِل َّية َم ْا ُضع ت َْح َ‬ ‫ِ‬
‫ت َقدَ َم َّ »‪.‬‬ ‫بل« ِر َبا الًاهلِ َّية» وقال‪َ َ َّ « :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من آثار التفري بين الًاهلية وبين ال َف ْل ِ والن ََّسأ مسألتان ُم ِه َّمتان أريد أن تنتبِ َه ُ‬
‫لهما‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحلريم‬ ‫تحريمهملا ملن بلاب‬ ‫ُ‬ ‫ًرد إبَّملا‬
‫الم َّ‬ ‫الربا ال َف ْل ِ ال ُم َّ‬
‫ًرد و الن ََسأ ُ‬ ‫‪ ‬المسأل ُة اْلولى‪َّ :‬‬
‫أن تحريم ِّ‬
‫الوسائ ِألبَّهما ي ْف ِل ِ‬
‫تحريم ِربا الًاهلية‪ ،‬بينما ِربا الًاهلية اللذي َج َم َ‬
‫لع ال َف ْلل َ والن ََّسلأ َفت َْحريمل ُه‬ ‫ِ‬ ‫يان إلى‬ ‫ُ ُ‬
‫تحريم مقاصد فهو أشد‪.‬‬
‫ُ‬
‫أن ِ‬
‫يًملع ال َف ْلل َ‬ ‫الر َبو َّية ُم َت َع ِّل َق ٌة بال َف ْلل َ والن ََّسلأ‪ ،‬وأ َّملا ِربلا الًاهل َّيلة اللذي ْ‬
‫الع َّل َة ِ‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪َّ :‬‬
‫الر َبوية أو ملن غ ْي ِرهلا‪ ،‬ف ُكل َّ ملا كلان مِ ْثلِ ًّيلا فإبَّل ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والن ََّسأ م ًعا َفإ َّب ُه َي ْح ُر ُم يف ك ِّ الم ْثليات‪ ،‬سوا ًء كان من الع َل ِ ِّ‬
‫‪516‬‬

‫يدخ ُ ِ‬
‫فيه ربا الًاهل َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ ُ‬
‫فل ٍ ِ‬
‫الربا ْبوعان ِربا ْ‬ ‫ِ‬
‫وربا بَسي َمة‪.‬‬ ‫بأخ ُذها من قول ُ‬
‫الم َصنِّف ِّ‬ ‫المسألة األولى التر ُ‬
‫حسنًا هذه ْ‬
‫«الن َِّسي َمة» هر الن ََّسأ‪ ،‬فقد ُأ َع ِّبر أحيابًا بالن َِّسي َمة أو بالن ََّسأ ل ْفرق‪.‬‬
‫قب أن بأا لك م المصنِّف وهو قصير إن شاء اهلل‪ُ ،‬أريدُ َك أن تعلم مس َأل ًة م ِهمة ِ‬
‫هذه المسألة ُت َبل ِّي ُن للك‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫الربا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كثيرا يف ض ْبط باب ِّ‬
‫تحتاجها ً‬
‫ُ‬ ‫أبوا ًعا وأقسا ًما‬

‫غير ِر َبو َّية»‪.‬‬ ‫أموال ِر َبو َّية» و« ٌ‬


‫أموال ُ‬ ‫األموال بوعان‪ ،‬ك ُّ األموال يف الدبيا بوعان‪ٌ « ،‬‬
‫َ‬ ‫نهال أوَّل‪َّ :‬‬
‫إن‬

‫غيلر‬ ‫ٌ‬
‫األملوال ُ‬ ‫الر َبو َّية» هر التر يًري فيهلا ِربلا ال َف ْلل َ والن ََّسلأ وغ ْي ُرهلا ملن األملوال هلر «‬ ‫ٌ‬
‫فاألموال ِّ‬ ‫«‬
‫الر َبو َّية»‪.‬‬
‫ِّ‬
‫إ ًاا ما ليس ِر َبو ًّيا ف يًري فيه ِر َبا ال َف ْل ول يًري فيه ِر َبا الن ََّسأ ولكن قد يًري فيه ِر َبا القروض‪.‬‬
‫ِ‬
‫وغيلره أو‬ ‫الر َبو َّية؟‪ ،..‬هر ِستَّة التلر جائلت علن النبلر ‪ ‬يف حلديث ُعبلاد‬
‫ما هر األموال ِّ‬
‫قاس عل ْيها‪.‬‬
‫وما ُي ُ‬

‫تنقسلم إللى قسلمين بحسلع اخلت ف‬


‫ُ‬ ‫أن األموال ِ‬
‫الر َبو َّيلة‬ ‫ثانيا‪ :‬المسألة الثابية التر أريد أن تنتبهوا لها َّ‬
‫ِ ِ‬
‫ع َّلة ِّ‬
‫الربا وهذا بإجما ِأ أه العلم‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫تنقسلم إللى قسلمين وبسلمر كل َّ قِ ٍ‬ ‫إ ًاا األموال ِ‬
‫سلم بِأبَّل ُه «قلد أ َّت َحلدَ يف ع َّللة ِّ‬
‫الربلا»‪ ،‬وقلد اب َع َقلد‬ ‫ُ‬ ‫الر َبو َّيلة‬
‫وأن األربع َة الباقي َة «قِ ْس ٌم َلها ِع َّل ٌة ُأخرى»‪.‬‬
‫والف َّلة «قِ ْس ٌم َل ُه ِع َّلة» َّ‬
‫الذ َهع ِ‬
‫أن َ َ‬ ‫جماأ على َّ‬
‫ُ‬ ‫ا‬

‫تحتَله‪ ،‬إ ًاا‬


‫أبلواأ ْ‬
‫ً‬ ‫يحم ُ‬
‫إسم َي ُخ ُّص ُه ْ‬ ‫ِ‬
‫القسم ْين أجناس‪ ،‬والًن ُْس هو ما كان َله ٌ‬
‫سم من َهذ ْين ْ‬ ‫تحت ك ِّ قِ ٍ‬
‫َ‬
‫فهم هذا الرسم يف ِا ْهنِك‪.‬‬

‫غير ِر َبو َّية»‪.‬‬ ‫أموال ِر َبو َّية» و« ٌ‬ ‫األموال ِ‬


‫تنقس ُم إلى قسمين « ٌ‬
‫أموال ُ‬
‫اللذ َهع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األموال ِ‬
‫والف َّللة‬ ‫لم إللى ع َّلتَل ْي ِن‪ ،‬القسلم األول وهلو « َ َ‬
‫قيس عل ْيها تنقس ُ‬
‫الر َبو َّية» هر الستَّة وما َ‬ ‫ٌ‬ ‫«‬
‫يس عليها» وهر المكي ت األربعة الباقية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وما قيس عليه»‪ ،‬والقسم الثاين «األموال األربعة وما ق َ‬
‫يكون تح َته أجناس م َتعلدد ‪ ،‬اللذهع ِجلنْس ِ‬ ‫ك واحد من َهذين القسمين المتحدي ِن يف ِ‬
‫الع َّلة‬
‫والف َّلل ُة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫والحعير ِجنْس ِ‬
‫والم ْل ُ ِجن ٌْس والت َْم ُر ِجن ٌْس وهكذا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫جن ٌْس وال ُب ُّر جن ٌْس َ ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪517‬‬

‫ِ‬
‫فه ًما تا َّما‪ ،‬و ُيصبِ ُ عندَ َك ْ‬
‫سه ٌ جدً ا‪.‬‬ ‫فت هذا التقسيم َس َت ْف َه َم الك م الذي سي ْأا بعدَ قلي ْ‬
‫إاا َع َر َ‬

‫اضـال‪َ ،‬و َل ْـا َي ِسـيرا ََّل‬


‫ُن ِْسـ ِ م َت َق ِ‬
‫ُ‬ ‫يـع بِ ِ‬ ‫ُـٍ َم ِ ٍ‬
‫يـٍ َو َم ْـاز ٍ‬
‫ُون بِ َ‬ ‫ـٍ‪َ :‬ي ْح ُـر ُم ِـ ك ِ‬
‫‪ ‬قنال املصننف‪ َ « :‬رِ َبـا َا ْل َق ْض ِ‬
‫َيت ََأتَّى»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يسمى فل ‪.‬‬ ‫أول الحيخ بل« ِر َبا َا ْل َف ْل ِ »‪ ،‬و ِر َبا َا ْل َف ْل هو اللياد وحدها من غير تأخير‬
‫بدأ ً‬

‫غيلر ملا حلديث ومنهلا‪:‬‬‫يح ُرم هو حرا ٌم لنهلر النبلر ‪ ‬عنله يف ِ‬ ‫هذا ِر َبا َا ْل َف ْل يقول الحيخ ْ‬
‫ِ‬
‫بالم ْث هذا هو المنهر عنه ِر َبلا‬ ‫أن بيع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْث‬ ‫«بِي ُعاا م ْثال بِم ْث ٍٍ»‪ ،‬ف يًوز اللياد إاا كان يدً ا بيد‪ ،‬المقصود َّ ْ‬
‫َا ْل َف ْل ف َي ْح ُر ُم اللياد ‪.‬‬

‫المصلنِّف « َي ْح ُلر ُم فِلر كُل ِّ َمكِيل ٍ‬


‫يح ُر ُم يف ك شرء؛ وللذلك قلال َ‬ ‫شرء؟‪ ،..‬بقول ل ْ‬ ‫ْ‬ ‫يح ُر ُم يف ك‬
‫ه ْ‬
‫دون غ ْي ِرهلا أ َّملا غيلر األملوال ِ‬
‫الر َبو َّيلة فإبَّل ُه ل َي ْح ُلرم هلذا‬ ‫يحر ُم يف األموال ِ‬
‫الر َبو َّية َ‬ ‫ٍ‬
‫َو َم ْو ُزون» معنى الك أ َّب ُه ُ‬
‫ًن ِْس ِله َفإبَّل ُه حينمل ٍذ‬
‫يلع بِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ملال ِر َب ا‬
‫لوي بِ َ‬ ‫ًن ِْسلها‪ ،‬ف ُكل ُّ‬
‫الربوية إاا بِي َع ْت بِ ِ‬
‫يحر ُم يف األموال ِ َ َّ‬ ‫ً‬
‫أول‪ ،‬األمر الثاين أ َّب ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فتح ُلر ُم الليلاد ‪ ،‬إاا بِ َ‬
‫يلع‬ ‫فتح ُر ُم اللياد ‪ ،‬إاا بِي َعت الف َّللة بال َف َّللة ْ‬
‫يع الذهع بالذهع ْ‬ ‫َي ْح ُر ُم فيه اللياد ‪ ،‬إاا بِ َ‬
‫ِ‬ ‫لعير‪ ،‬التَملر بلالت ِ ِ‬
‫بالح ِ‬
‫تح ُلر ُم‬
‫قلاس عليهلا فإبَّهلا ْ‬ ‫َمر‪ ،‬الم ْلل ُ بلالمل ِ ‪ ،‬وهكلذا ُ‬
‫وغيرهلا مملا ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫لعير َ‬‫الح ُ‬‫ال ُب ُّر بال ُب ِّر‪َ ،‬‬
‫اللياد ‪.‬‬

‫ًن ِْس ِه» أي أتحلدَ ْت يف‬


‫يع بِ ِ‬ ‫ون» وهذا هو األموال ِ‬
‫الر َبو َّية «بِ َ‬
‫قوله «يحرم فِر ُك ِّ مكِي ٍ ومو ُز ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫وهذا معنى ِ‬

‫يل ُّر الك‪.‬‬ ‫ِ‬


‫متفاض ً أي باللياد وأ َّما بدون زياد ف ُ‬ ‫ِ‬
‫الًنْس‬

‫مال ِر َبوي‪ ،‬وغ َّيلر‬ ‫ابتبهوا معر!! قول المصنِّف «يحرم فِر ُك ِّ مكِي ٍ ومو ُز ٍ‬
‫ون» هذه هر معنى قولنا إ َّب ُه ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫َ‬
‫إن األملوال بوعلان‬ ‫يخت َِصلر وأراد أن يقلول للك « َّ‬
‫الر َبو َّيلة دون غ ْي ِرهلا أراد أن ْ‬
‫المصنِّف لم ي ُق يف األملوال ِ‬ ‫َ‬
‫أموال ِر َبو َّية وغير ِر َبو َّية»‪ ،‬فاألموال ِ‬
‫الر َبو َّية‪ :‬هر كل ملا كلان ُيبلاأ بال َك ْيل ِ أو اللوزن‪ ،‬عللى رأي ُ‬
‫الم َصلنِّف‬
‫ون»‪ ،‬الفائلد األوللى‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫وهو المحهور‪ ،‬فأراد أن يبين لك فائدتين يف قول المصنِّف «فِر ُك ِّ مكِيل ٍ وملو ُز ٍ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ َ‬
‫أن ِ‬
‫الع َّلل َة يف األملوال ِ‬
‫الر َبو َّيلة أن تكلون َمكي َلل ًة أو‬ ‫ملال ِر َب ِو ًّيلا‪ ،‬الفائلد الثابيلة‪َّ :‬‬
‫والم ْو ُزون فليس ً‬ ‫المكِي‬
‫َ‬ ‫غير َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫موزوبة ِ‬
‫الو ْزن» والع َّل ُة يف األربعة الباقية «ال َك ْي »‪ ،‬هذا هو رأي ُ‬
‫الم َصنِّف‪.‬‬ ‫الذهع والف َّلة « َ‬ ‫فالع َّلة يف‬ ‫ْ‬
‫ُ ِ‬ ‫فإن ب ْيع غير ال َمكِي‬
‫فيًوز فيله ال َف ْلل ُم َّ‬
‫ًلر ًدا دون‬ ‫والم ْو ُزون كالمعدودات وغيرها‬
‫َ‬ ‫وبنا ًء على الك َّ‬
‫أن يكون َف ْل ٌ مع بَسي َمة‪.‬‬
‫‪518‬‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫المصنِّف «فر ُك ِّ َمكي ٍ َو َم ْو ُزون» هنا َ‬
‫المصنِّف أ ْبل وللم ُي َغ ِّيلر اللك بلأن‬ ‫عندبا مسألة أخير يف قول َ‬
‫ِ‬
‫فيدخ ُل ُه ِّ‬
‫الربا‪.‬‬ ‫غير مطعو ٍم ُ‬ ‫فإن ك َّ َمكي ٍ سوا ًء كان مطعو ًما أو َ‬‫المكي ت وهو كذلك َّ‬
‫يكون مطعو ًما يف َ‬
‫ليرا َل َي َتل َأ َّتى» أي ل َي َتل َأ َّتى كي ُلل ُه ول َو ْز ُبل ُه‪ ،‬هللذه مسللألة مهمللة أريللد أن تنتبهللوا لهللا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ثللم قللال‪َ « :‬و َلل ْلو َيسل ً‬
‫ٍ‬
‫لع‬ ‫إن األص يف العقود أ ا مباحة» ك ُّ شرء ُي ُ‬
‫باال ب ْي ُع ُة وشراء ُ َّإل ث ث ُة أشياء‪« :‬ما ُح ِّلر َم ب ْي ُ‬ ‫العلماء يقولون « َّ‬
‫هلذه الث ثل ُة‬ ‫أشياء فقط‪ ،‬غير ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الربا» و«ال َغ َر ْر»‪ ،‬ث ث ُة‬ ‫ع ْينِة»‪« ،‬كالنًاسات‬
‫والمحرمات والخمر وغيرها» و« ِّ‬ ‫َّ‬
‫أشياء ُك ُلها تًوز مالم يكن ُم َح َّرم الع ْين أو يكن ِربا أو يكن ً‬
‫غررا‪.‬‬

‫يًلوز‬
‫ُ‬ ‫الربا» و«ال َغ َر ْر» أل لا عقلود وتللك معقلود عليله‪ِّ « ،‬‬
‫الربلا» ل‬ ‫فم َح َّرم الع ْين له أحكامه ُيه ُمنا هنا « ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلي ُله ول كثيره َّ ِ‬
‫كثيلرا بِخل ف ع َّللة َ‬
‫الغلر ْر‬ ‫هم ِربا ُيفسدُ مال المسلم و َي ْح ُر ُم عليه سوا ًء كلان قللي ً أو ً‬
‫فإن د ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الغر ِر اليسير بإجماأ‪.‬‬
‫«كالًهالة» مث ً وعدم ال ُقدر على التسليم فإ َّب ُه ُي ْعفى عن َ‬
‫الربا فإ َّب ُه َي ْح ُر ُم قلي ُل ُه وكثير ُه لسببين‪:‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫الغر ْر فإ َّب ُه ُي ْع َفى عن ِ‬ ‫ِ‬
‫يسيره‪ ،‬وما ُح ِّر َم لع َّلة ِّ‬ ‫إ ًاا ما ُح ِّر َم ألج ِ َ‬
‫اللذبع يف الحلرء‬
‫ُ‬ ‫وج ْر َم ُه أعظم عند اهلل ‪ ،‬وك َّلما َع ُظ َم‬ ‫إثم ُه أشدُّ ُ‬ ‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬لخطور ِ‬
‫الربا َ‬
‫المسللِم ملن أشلدِّ اللذبوب «العتلداء عللى دم‬ ‫المسللِم َّ‬ ‫ك َّلما كان ل ي ْغ َت َفر عن قليلِ ِه ول ِ ِ‬
‫فلإن دم ْ‬ ‫كثيره كلدَ ِم ْ‬ ‫ُ‬
‫المسلِم ب َح ُر َم َل ْط ُم ُه و َب ْك ُلل ُه‪ ،‬فلدَ َّل اللك عللى أبَّل ُه ك َّلملا أشلتدت ُح ْر َملة الحلرء‬ ‫ِ‬
‫المسلم» ولذا َح ُر َم َج ْر ُال ْ‬
‫ْ‬
‫ُك َّلما كان الخطور ُ فيه أشدَّ ولم يؤان يف قليله‪.‬‬
‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬قالوا َّ ِ‬
‫الربلا «حل ُّ اهلل ‪ ،»‬فهلو ُح ِّلر َم لحل ِّ اهلل ‪ ‬فلنحن‬ ‫ألن الع َّللة يف ْ‬
‫تحلريم ِّ‬
‫ِ‬
‫وكثيره‪.‬‬ ‫ُم َت َع َّبدون ذا التحريم‪ ،‬ولذا يكون الكمال لمتثال بكمال المتناأ فت َْمتَن ِ ُع عن قليلِ ِه‬

‫اعتقلاد ِه بِ َر ِّب ِله ‪‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إيمابله ودليل ٌ عللى ِصلدْ ق‬ ‫الربلا دليل ٌ عللى ِصلدْ ِق‬ ‫ِ‬
‫المسللم علن ِّ‬
‫ولنعلم َّ ِ‬
‫أن إبْكفلاف ْ‬
‫واحدً ا‪ ،‬وأ َّما ال َغ َرض فإ َّب ُه ُي ْع َفى علن قليلِ ِله‬
‫فإن المؤمن ية ُُك الربا ولو كان فِ ْلسا ِ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫وكمال تس ِ‬
‫ليمه ل ُه ‪ ،‬ولذا َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬

‫فيه القلي ‪.‬‬ ‫العباد فا ْغت ُِفر ِ‬ ‫لِحاج ِة الناس ِ‬


‫وأل َّن التحريم ليس لِح ِّ اهلل وإبَّما لِح ِّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بلاال بإجملا ِأ أهل العللم قلي ُلله وأ َّملا ُ‬
‫كثيلره‬ ‫الربا َي ْح ُر ُم قلي ُل ُه وكثير ُه وأ َّملا ال َغ َلر ْر َف ُي ُ‬ ‫أ ًاا أريدك أن تعلم َّ‬
‫أن ِّ‬
‫الًملة ُ‬ ‫ِ‬
‫الًملة خت ف أه ِ العللم يف تنليل بعله المسلائ أهلر‬ ‫بقول يف ُ‬ ‫َف َي ْح ُر ُم بإجما ِأ أه العلم يف ُ‬
‫العلللم كللأبر الوليللد البللاجر والنللووي وغيللرهم َّ‬
‫أن كثيل ًلرا مللن‬ ‫مللن الغللر ِر أم ل‪ ،‬فقللد اكللر جماعللة مللن أهل ِ‬
‫َ‬
‫الغلر ِر المع ُف ِّلو عنله‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الغر ِر ُ‬
‫الم َح َّرم أم من َ‬ ‫اخت ف العلماء يف بعه العقود سب ُب ُه تنلي ُل ُهم هذا العقد أهو من َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪519‬‬

‫ِ‬
‫هذه مسألة أخرى تتعل بتحقي المناط‪.‬‬

‫كح َّب ٍلة بِ َح َبتل ْي ِن‬


‫ليرا َل َيتَل َأ َّتى»‪ ،‬أي ل َيتَل َأ َّتى ك ْي ُلل ُه أو وزبُل ُه‪ ..‬قلالوا َ‬
‫ِ‬
‫وبقف هنا عند قول المصنِّف « َو َل ْو َيس ً‬
‫فيه المماثلة‪.‬‬ ‫شرء يسير لكن مع الك يًع ِ‬
‫ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِص ُّح بِ ِ ُمت ََس ِ‬
‫اويا»‪.‬‬

‫الحرء بِ ِم ْثلِ ِه متساويا‪.‬‬ ‫ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬


‫قوله‪َ « :‬و َيص ُّح ب ُمت ََساويا»‪ ،‬إاا يص ُّ ب ْيع ْ‬
‫أختللف بو ُع ُهملا‪،‬‬
‫َ‬ ‫صاأ آخلر ملن ُب الر وللو‬ ‫ِ‬
‫صاأ من ُب ار يف مقاب أن يعطيه ً‬
‫أن امرأ ُيعطر أخر ً‬ ‫ِم ُ‬
‫ثال ذلب‪َّ :‬‬
‫فلال ُب ار اللذي عنللدبا يف السلوق بوعللان‪ُ « :‬ب الر وادي الدواسللر» و« ُب الر القصليم» هللذا ْأشلهر بللوع ْين ُب الر عنللدبا يف‬
‫حينملذ بقلول يًلع بينهملا التسلاوي يف الكيل‬ ‫ٍ‬ ‫السوق‪ ،‬فلو َ‬
‫أن امرأ باأ ُب ًّر من النوأ األول بالنوأ الثاين فإ َّب ُه‬
‫صاأ بصا ٍأ وهكذا‪ ،‬يًع التساوي‪.‬‬
‫فيبيع ً‬
‫ُ‬

‫الًلنْس يعنلى كِ ُهملا ُب الر‬ ‫الًنْسان من الطلرفين مت َِّف ِ‬


‫قلان يف ِ‬
‫ُ‬
‫َان ِ‬
‫إن ك َ‬ ‫حسنًا ابظر معر!! ُ‬
‫يقول ُعلماءبا « َف ْ‬
‫يًوز ال َف ْل ُ ملن‬ ‫الًود من بفس الع ْين‪ ،‬فه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫الًود بفس ْ‬ ‫المهم‪ -‬و ُمتَّفقان يف ْ‬ ‫و ُمتَّفقان ‪-‬انتب لهذا الهيد ُ‬
‫ِ ِ‬
‫صاأ ملن « ُب الر وادي الدواسلر» بصلاع ْين ملن‬ ‫آخر ً‬‫رج ٌ أعطى َ‬ ‫أحدهما على اآلخر أم ل؟‪ ،..‬صور ُ الك‪ُ ..‬‬
‫الم ِّ‬
‫تلأخرين‬ ‫ْثلر ُ‬
‫لملا كلان أك ُ‬
‫قلديما َّ‬
‫ً‬ ‫الًود بفس ا بتاج بفس القلو ‪ ،‬بب ًعلا ُف َقهائُنلا‬
‫« ُب ار وادي الدواسر» ب ْفس ْ‬
‫بعد من المصريين كابوا ُيم ِّثلون بنوعر ال ُب ار ْ‬
‫الموجود يف مصر كال ُب ار «الصعيدي» وال ُب الر الثلاين بسليت اسلم ُه‬
‫يًلوز أم ل؟‪ ،..‬ل ُفقهائِنلا‬
‫ُ‬ ‫اآلن لكن أبظلر األمثللة التلر عنلدبا يف السلوق هنلا يف المدينلة وغيرهلا‪ ،‬هلذا هل‬
‫الم َو َفل »‬
‫لهلم بريقتلان فبعللهم يقلول «وهلذه بريقلة ُ‬ ‫ٍ‬
‫اهلن وفقله ُ‬ ‫بريقتنا ابتبهوا ِألبَّها تحتاج إلى إعملال‬
‫أحلدُ ُهما ِه َبلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بلفظ ِ‬
‫الصلاع ْي ِن َ‬ ‫بلفلظ الب ْيلع»‪ ،‬فيقلول «أعط ْيت َ‬
‫ُلك َّ‬ ‫ويحلر ُم إاا كلان‬
‫ُ‬ ‫الهبلة‬ ‫يًوز إاا كان‬
‫يقول‪ُ « :‬‬
‫لنس والًلود » لليس يف‬ ‫هذه بريقة والطريق ُة الثابيلة يقوللون‪« :‬إاا أ َّتحلدا يف ِ‬
‫الً ِ‬ ‫يص ‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ ِ‬ ‫والثاين ب ْيع»‬
‫ِ‬
‫مقاصلد‬ ‫َ‬
‫إعملال‬ ‫فيله تقا ُبلع ألن‬ ‫يًوز مطل ًقلا ملا دام ِ‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ‬ ‫الًود‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الًنْس فقط ب ل ُبد أن يتحد مع ُه يف ْ‬
‫ِ‬
‫صاح َب ُه صلاع ْي ِن بصلا ٍأ‬ ‫أصول أصحابِنا‪ ،‬وبِنا ًء على الك فمن أ ْعطى‬ ‫ِ‬ ‫الم َك َّلفين ُم ْع َت َبر عند‬ ‫ِ‬
‫الحرأ ومقاصد ُ‬
‫ْ‬
‫أضلرب لكلم مِ ً‬
‫ثلال‬ ‫ِ‬ ‫وإن للم يل َت َل َّفظ لا ِأل لا موجلود يف النِّ َّيلة‪،‬‬
‫يكلون ِهبل ًة ْ‬
‫ُ‬ ‫فإن الصلاأ الثلاين‬ ‫بنفس الًود َّ‬
‫أو َض ل وأسلله ‪ ،‬مللن أعطللى غيللره َع َحللر َ ريللالت علللى أن يعطِي له خمللس ريل ٍ‬
‫لالت اآلن‪ِ ،‬‬
‫الً لنْس واحللد‬ ‫ُْ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫جو َد ُتهلا واحلد ‪ ،‬الطريقلة‬
‫جلود َ ب ْينهلا القلديم والًديلد ْ‬
‫والًود واحد أل ا ريالت أصل ً ل ْ‬
‫ْ‬ ‫«ريالت»‬
‫‪520‬‬

‫خمس ٌة ِهبة» جلاز هلذه الطريقلة األوللى‪،‬‬


‫األولى إاا قال أحدهم إاا قال له «بِ ْعتُك» ل يًوز وإاا ُق ْل ُت لك « ْ‬
‫الطريقة الثابية يًوز مطل ًقا ألبَّه ل يوجد عاق ً ُي ْعطى آخر عحر لير َّد له خمسلة ملن بلاب الب ْيلع وإبَّملا هلر‬
‫من باب التاُّأ ِ‬
‫الهبة‪.‬‬
‫لهذه المسألة؛ ألن بعله المسلائ الدقيقلة قلد يغفل عنهلا بعله ا خلوان فيست َْحلكِ‬
‫أريدك أن تنتبه ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫العلم‪« :‬إبِّر تأ َّم ْلت ك م أه العلم يف هذه مسلائ‬ ‫ويًع بعه الح ل حرا ًما؛ ولذلك يقول بعه أه‬
‫صلور الحل ل ف َيتَح َّيل ُ النلاس عليهلا أو يقعلوا‬
‫كثيرا من َ‬
‫دت أب َُّهم ل ُي َح ِّررون المسائ ف ُي َح ِّرمون ً‬
‫فوج ُّ‬
‫الربا َ‬
‫ِّ‬
‫ويتَأ َّثموا يف الحرام»‪.‬‬

‫تصرف كثير من الناس إبَّما هو جائل هلذا يًلوز‪ ،‬قلد تلذهع‬ ‫ف بد من فهم ِ‬
‫هذه الدقائ لكر تعلم َّ‬
‫أن ُّ‬ ‫ُ‬
‫لحخ فتقول له «معك عحر ريالت؟» فتقول له « ُخذ معك ف َّكة؟» يقلول «ملا معلر إل خمسلة» فتقلول‬
‫«أعطنر الخمسة وأسامِ ُح َك على الباقر»‪ ،‬إ ًاا هر هبة ألبه قال «سامحتُك» عللى القلولين ألبله بل َّ عللى‬
‫ٍ‬
‫حينمذ تكون من باب التلاُّأ ألن‬ ‫المسامحة فإن لم ينُ على المسامحة فعلى القولين م ًعا أبَّها جائِل أل ا‬
‫ُ‬
‫الم ْقصد أ ا تاُّأ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبِ َغيرِه مطلها بِ َير ٍ‬
‫ط َق ْب ٍ َق ْب ٍَ َت َق ُّر ٍق»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫أقلول ع ْيلع وإبَّملا هلو َم ْق ِصلد وهلو‬ ‫قول المصنِّف‪« :‬وبِ َغيـرِه»‪ ،‬المختَصلرات ِ‬
‫الف ْق ِه َّيلة فيهلا َم ْق ِصلد ول ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫نه يف ح هذه األلفلاظ‬ ‫العلم ِا ْه ِ‬
‫يًاز يف األلفاظ‪ ،‬وهذا الم ْق ِصد قالوا لكر يكِد بالع ِ‬ ‫ُ‬ ‫وجود اللمائر وا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫راءتله ال َّلفلظ سل َأ َل‬ ‫ث ثلم بعلدَ اللك أي بعلدَ قِ‬ ‫ِ‬
‫ملرت ْين أو ثل ً َّ‬ ‫فإاا َكدَّ ا ْهنَ ُه يف حل هلذه األلفلاظ فقلرأ اللفلظ َ‬
‫فإن المعلومة تث ُبت يف ِا ْهن ِ ِله ول ينْسلاها‪ ،‬فهلر مقصلود للفقهلاء يف ْعلد الللمائر ويف‬
‫وراجع إلى الحروال َّ‬
‫العلم ك أحد‪.‬‬ ‫إيًاز األلفاظ لكر ل يتصور على هذا ِ‬

‫بالم ْسللمين أن يلتَك َّل َم يف ِ‬


‫ديلن‬ ‫ينلل ُل ُ‬ ‫إن من أعظم اللب ء اللذي ِ‬ ‫سأخرج عن درسر قلي ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫ولذا أعذروين‬
‫ِ‬
‫الع ْلم َّل ُي ْه َب ُ‬ ‫ان ُي ْه َب ُ‬ ‫إن ِ ِ‬
‫آهرِ الز ََّم ْ‬ ‫العلم وقد قال النبر ‪َّ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ‬من ليس من أه‬
‫َّاس ُرؤوسـا ُج َّهـاَّل َ ُسـئِ ُلاا َـأ ْ ت َْاا بِ َغ ْيـرِ‬ ‫ِ‬
‫ات ال ُع َل َمان أتَخَ َذ الن ُ‬
‫ِمن الصدُ ور وإنَّما ي ْهب ُ بِما ِ‬
‫ت ال ُع َل َمان َ ِ َذا َم َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِع ْل ٍم َ َض ُّلاا َ‬
‫وأ َض ُّلاا»‪ ،‬ما َأ َض َّ الناس عن السبي المستقيم والطريل القلويم َّإل ملن أفتلى وتك َّللم يف ْ‬
‫شلر ِأ‬
‫حالهملا ملع اللك‪ ،‬آيل ُة يف كِتلاب اهلل‬
‫للًي ِع رسول اهلل ‪ ‬كيف كان ُ‬ ‫اهلل بِ َغ ْير ِع ْلم‪ ،‬وابظر َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪521‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُسم عنْها أبو بكر و ُعمر‪ { :‬ﯯ ﯰ} [عبس‪ُ ،]31:‬سم َ أبو بكر ‪ ‬ملا معنلى « َأ ًّبلا»؟‪ ،..‬ملع أبَّل ُه َفصلي ُ‬
‫لت يف كِ ِ‬ ‫أرض ُت ِق ُّلنلر إن ُق ْل ُ‬
‫سلماء ُتظِ ُّلنلر وأي ٌ‬ ‫ٍ‬
‫تلاب اهلل ملا ل‬ ‫ال ِّلسان َع َربِ ُّر التقوي والبيان‪ ،‬فقلال ‪ُّ « :‬‬
‫أي‬
‫وأبيه و ُأمِ ِه إن قال يف كتلاب اهلل ملا ل يعللم»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أعلم» ثم ُسمِ َ عن بفس اآلية ُعمر فقال ُعمر ‪َ « :‬و ْي َ ُعمر‬
‫ملون بغ ْي ِلر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولملا أصل َب َ النلاس َي َت َك َّل َ‬ ‫وو ْح َيل ُه والع ْللم‪َّ ،‬‬‫فاب ُظر أولمك القوم َش ُرفوا بِ َت ْعظيمهم كل م اهلل ‪َ ‬‬
‫ِ‬ ‫خو ِض ِهم» ولو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ٍ‬
‫جاهل ٍ‬ ‫أن ك َّ‬ ‫وأرضاه‪« :‬الع ْل ُم بُق َطة َك َّث َر ُه الًاهلون بِ ْ‬
‫لم ض ُّلوا وزاغوا؛ ولذا قال َعل ُّر ‪ْ ‬‬
‫َس َكت ما َحدَ َثت ا سل م فِ ْتنَلة‪ ،‬ملا أسلتُبي َ الحلرام‪ ،‬ملا اسلتبيحت األعلراض‪ ،‬ملا اسلتبيحت األملوال‪ ،‬ملا‬
‫الم ْسللِم اعللم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفلل‬
‫أن َ‬ ‫القول على اهلل بغ ْير عللم‪ ،‬وللذا أ ُّيهلا ُ‬ ‫استبيحت الدماء‪ ،‬ما ُح ِّر َم الح ل َّإل بسبع ْ‬
‫للم يف سلبي اهلل‪،‬‬ ‫العلم ولذا كان بالع ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ال ُقربات عند اهلل ‪ ‬بعد أدائِ َك الفرائه أن تسعى يف َب َلبِ َك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لم النلاس‬ ‫إن اهلل وم ئ َكتَل ُه ل ُي َصل ُّلون عللى ُم َع ِّل ُ‬
‫قاله اب ُن ع َّباس فطالع العلم َم َث ُل ُه كم َث ِ الغازي يف سبي اهلل‪َّ ،‬‬
‫إن َه ِذ ِه الدُ ْن َيا َم ْل ُعانَة َم ْل ُعان َما ِ َيها َّإَّل َر ُجٍ َبـدَ ا َعالِمـا َأو ُم َت َع ِلمـا»‪،‬‬
‫الخ ْير‪ ،‬والنبر ‪ ‬يقول‪َّ « :‬‬
‫أن ال ُعلملاء أرادوا يف ُم ْخت ََصلراتِهم َّأل َي َت َص َّلور كل ُّ‬ ‫ع ِاكْر هذا يف قلية العلم‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فالع ْلم ُم ِهم جدًّ ا ولذلك َ‬
‫باس َ‬
‫ثم ُي ْفتر بِها ويتَك َّلم وكأ َّب ُه قد َج َل َم بِها وهذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أحد على الع ْلم‪ ،‬بعه الناس يذهع يف النت فيًد المسألة َّ‬
‫فيًلوز ب ْيلع‬ ‫الر َب ِو َّيلة‪،‬‬ ‫زون بِ َغ ِ ِ‬
‫ويًوز بي ِع المكي ِ والمو ِ‬ ‫قول المصنِّف‪َ « :‬وبِ َغ ْي ِره»‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يلره ملن األملوال ِّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫أيللا ِجلن ٍ‬ ‫ويًوز بيع البر ِ‬ ‫ْس بِ َغير ِجنْ ِس ِه‪،‬‬ ‫ِجن ٍ‬
‫ْس بِغ ْيلر جنْسله َّ‬
‫مملا‬ ‫ويًلوز ً‬
‫ُ‬ ‫بلالمل ‪،‬‬ ‫ُ ْ ُ ِّ‬ ‫فيًوز ب ْيع ال ُب ِّر بالحعير‪،‬‬
‫ُ‬
‫بالمكي ِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم ْوزون َ‬‫فيًوز ب ْيع َ‬ ‫ُ‬ ‫أختلف بِ ِع َّل ٍة ِّر َب ِو َّية‪،‬‬
‫يًوز ب ْي ُع ِ‬
‫الًلنْس بِ َغيلره ملن‬ ‫ُ‬ ‫قول ُه « َوبِ َغ ْي ِره» أي‬
‫قال‪ُ « :‬م ْط َل ًقا»‪ ،‬أي سوا ًء َتماث أو لم يتَماث ‪ ،‬إ ًاا عندبا ْ‬
‫أختلف َمع ُه يف ِع َّل ٍة ِّر َب ِو َّية مطل ًقا سوا ًء َتماث أو لم يتَماث ‪.‬‬
‫َ‬ ‫الع َّل ِة أو‬
‫األجناس‪ ،‬سواء أ َّتحدَ يف ِ‬
‫ً َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ه َق ْب َ َت َفر ٍق»‪ ،‬هذا الحرط القبه قب التفرق فيما إاا باعه ِ‬ ‫قال‪« :‬بِ َحر ٍ‬
‫ْس َغيلر جنْسله بِ ْ‬
‫حلرط‬ ‫بًن ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ط َق ْب ٍ‬ ‫ْ‬
‫الر َب ِو َّية‪.‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫أن يتَّحدا يف الع َّلة ِّ‬
‫ِ‬
‫لوي ل بُريلدُ ه‬ ‫غيلر ِر َب َّ‬
‫لوي‪ُ ،‬‬ ‫وغيلر ِر َب َّ‬
‫ُ‬ ‫انظروا مع !! بحن ُق ْلنا يف أول الدرس األملوال تنقسلم إللى ِر َب َّ‬
‫لوي‬
‫والف َّللة» و ِع َّلت ُُهملا‬ ‫اللذ َهع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َبو َّيلة تنقسلم إللى ع َّلتل ْين أو قسلم ْين « َ ُ‬ ‫أخرجوه عنَّا لن بت َك َّل َم عل ْيه‪ ،‬واألموال ِ‬‫ِ‬

‫لم إلللى ِع َّلتل ْين وكل ُّ ِع َّلللة تحتهللا‬ ‫ِ‬


‫لار المصلنِّف‪ ،‬إ ًاا ين َقسل ُ‬
‫ِ‬
‫لوزن واألربعللة الباقيللة ع َّلتُهللا ال َك ْيل كمللا هللو اختيل ُ‬
‫الل ْ‬
‫َّحلدُ م َعل ُه يف ِع َّلل ِة‬
‫ْس غيلر ِجن ِْس ِله مملا يت ِ‬ ‫ًلن ٍ‬ ‫ُ‬
‫بًنْسه يحرم ِ‬
‫فيه ِربا ال َف ْلل وإاا بِ ْعتَله بِ ِ‬
‫َ ُْ ُ‬
‫الًنْس إاا بِ ْع َته ِ‬
‫ُ‬
‫أجناس‪ِ ،‬‬
‫‪522‬‬

‫ٍ‬
‫قبه قبل‬ ‫قول ِ ِه « َوبِ َغ ْي ِره» أي باألموال ِ‬
‫الر َبو َّية مطل ًقا بِ َحرط‬ ‫يح ُر ُم ال َف ْل وهذا معنى ْ‬ ‫ا ِّلربا ف َي ْح ُر ُم الن ََّس ُأ ول ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المبيع مما يتَّحدُ م َع ُه يف ع َّلة ِّ‬
‫الربا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫التفرق إاا كان‬ ‫ُّ‬
‫الربا‪ُ ،‬أ ِعيدُ ها للمر األخير ‪.‬‬ ‫فهمتُموها فقد ِ‬
‫فهمتُم بصف باب ِّ‬ ‫هذه المسألة هر أهم مسألة إن ِ‬

‫نس مِ ْثلِ ِه إاا كان ِر َبو ًّيلا ‪ ..‬كل‬


‫ً ٍ‬‫ْس بِ ِ‬
‫يحر ُم يف ك ب ْيع ِجن ٍ‬
‫الفل وهو اللياد ُ‬ ‫وربا الن َِّسأ‪ِ ،‬ربا ْ‬
‫الفل ِ‬
‫ِربا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِجن ٍ ِ ِ ِ‬
‫ْس بِم ْثله يعنى جنْس آخر بِمثله إاا كان ِر َبو ًّيا أي فعلة ِّ‬
‫الربا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِربا الن َِّسأ وهو التأخير يحرم يف ب ْيع ِ‬
‫ٍ‬
‫بأسللوب‬ ‫ْس بِغير جنْسه مما أ َّتحدَ مع ُه يف ع َّلة ِّ‬
‫الربلا‪ ،‬هلذا ُق ْلنلاه‬ ‫الًن ِ‬ ‫ُ ُ‬
‫آخر‪ ،‬إ ًاا قول المصنِّف « َق ْب َ َت َف ُّر ٍق»‪ ،‬إ ًاا ل ُبد من التقابه حينَذاك‪.‬‬

‫لي ْر ِع ِ »‪.‬‬ ‫يه َما ِ َا ْل ِم ْع َي ِ‬


‫ار َا َّ‬ ‫ُن ِْس ِ َوزْنا‪َ ،‬و ََّل َع ُْس ُ ‪َ ،‬وإِ ََّّل إِ َذا ُع ِل َم ت ََسا ِو ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َم ِ ْيٍ بِ ِ‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫يًلوز ب ْي ُ ٍ‬
‫الم ْلوزون بالك ْيل ‪،‬‬ ‫لع ملال ِر َب ِلو اي بِمثلله إاا كلان َّ‬
‫مملا ُيكلال بلالوزن ولب ْيلع َ‬ ‫ُ‬ ‫العلماء يقولون ل‬
‫أشرال لكم ِ‬
‫هذه المسألة ‪ ..‬ببدأ بالدلي ‪.‬‬

‫‪ ‬أوَّل بالــدليٍ‪ :‬النبللر ‪ ‬كمللا َث َبللت مللن حللديث ابللن ُعمللر قللال‪« :‬الـ َـا ْز ُن َوز ُْن َأ ْهـ ِ‬
‫ـٍ َم َّ ــة‬
‫هلذه األحكلام المسلألة التلر‬ ‫وال َ ي ٍُ َكي ٍُ َأه ٍِ الم ِدينَة»‪ ،‬هذا الحديث َف ِهم منه الع َلماء أحكاما كثيلر ‪ ،‬ملن ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬
‫الاز ُْن َوز ُْن َأ ْه ٍِ َم َّة‪ .».‬يعنى األشياء التر كلان َي ِلبُهلا أهل‬ ‫قول النبر ‪َ « :‬‬ ‫الربا‪ْ ،‬‬‫تتعل معنا يف ِّ‬
‫ِ‬ ‫فالعاَ بِ َب ْي ِعها بالوزن‪ ،‬فإبَّهم ِيلبون‬ ‫مكة ِ‬
‫وزبًلا‬ ‫الذهع والف َّلة وغير الك ملن األملور وزبلا والمعلادن ُت ُ‬
‫بلاأ ْ‬ ‫َ‬
‫التملر ملن الثِ ِ‬
‫ملار «وأ َّملا غيلر ُه‬ ‫َ‬
‫ِعنْدَ هم‪ ،‬وأما أه ُ المدينة فقد كابوا ي ِلبون َالحبوب و ي ِلبون ِ‬
‫المل َ و َي ِلبلون‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫بالح َّبل ِلة كالفواكِلله ولللذلك فل ُت َسل َّلمى كل ْي ً »‪ ،‬إ ًاا هللذا معنللى‬
‫مللن الثمللار فلللم يكوبللوا َي ِلبو َبل ُه وإبَّملا يبيعوبل ُه َ‬
‫الحديث‪.‬‬

‫يًلوز‬
‫ُ‬ ‫هذه األشلياء التلر كابلت ُتبلاأ يف عهلد النبلر ‪ ‬وزبًلا وكل ْي ً هل‬ ‫انظروا مع !! بيع ِ‬
‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ب ْي ُعها بِ َغ ْيلر المعيلار الحلرعر؟‪ ،..‬ملا هلو المعيلار الحلرعر؟‪ ،..‬المعيلار الحلرعر َّ‬
‫ع والف َّللة ُت ُ‬
‫بلاأ‬ ‫اللذه َ‬
‫أن َ‬
‫يًوز ب ْي ُعهلا بِ َغ ْيلر المعيلار الحلرعر‬
‫ُ‬ ‫بالوزن واألمور األخرى ُت ُ‬
‫باأ بالك ْي ‪ ،‬هذا ُي َس َّمى المعيار الحرعر‪ ،‬ه‬
‫أم ل؟‪ ،..‬بقول ِعنْدَ با ث ث حالت أوث ثة عقود‪.‬‬

‫نسها وهو باب الب ْيع فإ َّب ُه يًوز‪ ،‬مِ ُ‬


‫ثلال اللك التملر يف عهلد النبلر‬ ‫‪ ‬العهد اْلول‪ :‬إاا كان بيعها بِغير ِج ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫باأ بال َك ْيل ‪ ،‬اآلن ااهلع إللى السلوق بلادر وقليل جلدًّ ا ملن يبيلع يف الصلندوق أغللع‬
‫‪ ‬كان ُي ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪523‬‬

‫الصلنْدوق أو الصلاأ وبحلو‬


‫الناس يبي ُعك بالكيلو وهو الوزن «الكيلو هو الوزن ‪ -‬الك ْي هو الحًلم وهلو ُ‬
‫باأ ك ْي ً يبيعوب ُه وزبا‪ ،‬بقلول يًلوز ب ْي ُعل ُه إاا‬
‫كثير من النَّاس يبيعون التمر الذي كان ُي ُ‬
‫الك»‪ ،‬اآلن يف المدينة ٌ‬
‫هذه الصور األولى أبته ْينا منها‪.‬‬ ‫يًوز الك‪ِ ،‬‬ ‫باأ ب ْقدً ا فيًوز ولو كان ُيباأ وزبا‬ ‫ِ‬ ‫كان بِ َغ ِير‬
‫ُ‬ ‫التمر وإبَّما ُي ُ‬

‫ًن ِْسل ِله فل يًل ُ‬


‫لوز ب ْيعل ُه َّإل‬ ‫لع بِ ِ‬
‫الربللا‪ ،‬إاا بِيل َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬العهــد الثــاين‪ :‬ب ْي ُعل ُه بًِنسلله هللذا هللو ِّ‬
‫الربللا‪ ،‬خحللية وقللوأ ِّ‬
‫ِ‬
‫بلالتمر َّإل كل ْي ً ‪ ،‬ملا يًلوز ب ْي ُعل ُه وزبًلا‪ ،‬ل‬ ‫التملر‬
‫َ‬ ‫يًوز أن تبيع ال ُب َّر بلال ُب ِّر َّإل كل ْي ً ‪ ،‬ول‬
‫ُ‬ ‫بالمعيار الحرعر‪ ،‬ل‬
‫عً َلو ملا يًلوز بل يًلع أن‬ ‫تملر ْ‬‫لر بخملس كيللوات ملن ٍ‬ ‫يًوز أن تبيع خمسة كيلوات تمر من بلو ٍأ َب ْربِ ٍ‬
‫دائملا األخلوان ُيخطِملون يف‬ ‫َّحدً ا كي ً ‪ ،‬بمعنى صندوق بصندوق َ ِ‬
‫ألن العا بالمعيار الحرعر‪ ،‬هنا ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يكون مت ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫لهلذه‬ ‫الك ْي لمااا؟‪..‬؛ ألن الكيلو َي ُظنُوب ُه ك ْي ‪ ،‬الكيلو هذا معيار جديد الكيلو هذا وزن وليس ك ْي فاب َتبِهوا‬
‫المسألة‪ ،‬الكيلو وزن وأ َّما الك ْي فهو الصندوق أو الصاأ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الملوزن َسل َل ًما َّإل وزبلا‪،‬‬ ‫المكي ِ َس َل ًما َّإل كل ْي ول‬
‫‪ ‬العهد الثالث‪ :‬ب ْي ُع ُه َس َل ًما‪ ،‬يقولون ل يًوز ب ْيع َ‬
‫نس ِه ل يًوز َّإل بالمعيار الحرعر‪ ،‬ب ْي ُعل ُه َسل َل ًما عللى المحلهور أقلول َّ‬
‫أن‬ ‫ً ِ‬‫نس ِه يًوز ‪ ،‬ب ْيعه بِ ِ‬
‫ُ‬
‫غير ِج ِ‬
‫إ ًاا ب ْيع ُه بِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلول‬‫المسألة فيها خ ف ليًو ُز َّإل بالمعيلار الحلرعر وسليأتنا إن شلاء اهلل يف هلذا اللدرس‪ ،‬وهلذا معنلى ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ًن ِْس ِه» مفهومه إاا كان بِ ِ ِ ِ ِ‬
‫المصنِّف « َل مكِ ْي ٌ بِ ِ‬
‫المكي بًِنْسه َّإل وزبًلا ل ُ‬
‫عكسل ُه‬ ‫غير جنسه فيًوز‪ ،‬ف ُيباأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نس ِه وهر الصور األولى التر أوردت لكم قب قلي ‪.‬‬ ‫غير ِج ِ‬
‫فيًوز بِ ِ‬
‫ُ‬

‫اكلرت لكلم قبل قليل‬


‫ُ‬ ‫لي ْر ِع ّ »‪ ،‬والمعيار الحرعر‬ ‫يه َما ِ َا ْل ِم ْع َي ِ‬
‫ار َا َّ‬ ‫المصنِّف‪« :‬إِ ََّّل إِ َذا ُع ِل َم ت ََس ِ‬
‫او ِ‬ ‫قال َ‬
‫فالعبر ُ ِبه ِ‬
‫والعا ُ يف المدينة بما كلان ُيبلاأ‬ ‫وهو ما كان يف عهد النبر ‪ ‬فما كان يف مكة موزوبًا ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فنرجع لِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رف الناس‪.‬‬ ‫ا ك ْي وما لم ي ُكن كذلك فإ َّب ُه ُي ْل َح ُ بِ ِهما فإن لم بًد ما ُي ْلح ُق ُه ِ ُ‬
‫يما اِ َّت َق َها ِ ِع َّل ِة ِر َبا َ ْض ٍٍ ك ََم ِ ْي ٍٍ بِ َم ِ ْي ٍٍ‪َ ،‬و َم ْاز ٍ‬
‫ُون بِ َم ْاز ٍ‬
‫ُون َن َسان»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْح ُر ُم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اختللف‬
‫َ‬ ‫الربلا وإن‬‫أن ِربا النَّسيمة وهو التأخير يكون فيملا ا َّت َحلدَ يف ع َّللة ِّ‬ ‫هذه المسألة شرحتُها قب قلي َّ‬
‫الًلنْس‪ ،‬فلإن ا َّت َحلدَ ِ‬
‫الًلنْس‬ ‫اختلف ِ‬‫َ‬ ‫ِجنْسه وهذا معنى قولِه «فِيما اِ َّت َف َقا فِر ِع َّل ِة ِربا» سواء ا َّت َحدَ ِ‬
‫الًنْس أو‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيح ُر ُم النَّسيم ُة فقط‪.‬‬ ‫اختلف ِ‬
‫الًنْس ْ‬ ‫َ‬ ‫الربا ال َف ْل والنَّسيمة‪ ،‬وأ َّما إن‬ ‫يح ُر ُم فيه ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون ْ‬ ‫فإبَّه‬
‫هذه ِ‬
‫الع َّلة يف األربعة الباقية‪.‬‬ ‫قال‪« :‬كَمكِي ٍ بِمكِي ٍ » أن ِ‬
‫َ ْ َ ْ‬
‫الذهع ِ‬
‫والف َّلة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ون بِمو ُز ٍ‬
‫ون» يف‬ ‫قال‪« :‬ومو ُز ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ َْ‬
‫‪524‬‬

‫الًملة السابقة‪.‬‬ ‫قال‪َ « :‬ب َسًا» أي‪َ :‬ت ُّ‬


‫أخرا هذه اكرباها قب قلي ‪ ،‬وهر مفهومة من ُ‬

‫ُان َال َّث َم ُن َأ َحدَ َالنَّ ْهدَ ْي ِن َ َي ِص ُّح»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل َأ ْن َي َ‬

‫إن النقلدان‬‫ون َال َّث َم ُن َأ َحدَ َالنَّ ْقدَ ْي ِن َف َي ِص ُّ » ما معنلى هلذا الحلرء؟‪ ،..‬يقلول َّ‬‫هذا القيد المهم «إِ َّل َأ ْن َي ُك َ‬
‫ِ‬
‫القاعلد‬ ‫الموزوبلات فعللى‬ ‫األص أ ما ُيباعان وزبا هذا هو األص ؛ لكن إن ُأ ْشلت ُِر َي بالنَّقلد ْين شلر ٌء ملن ْ‬
‫ِ‬
‫بالنقلد‬ ‫شرء من الموزوبلات غيلر النقلد ْين‬ ‫ٍ‬ ‫يًوز ِشرا ُء‬
‫ُ‬ ‫الواجع أن بقول إ َّب ُه ل ُبد من التَقا ُبه ؛ لكن بقول‬
‫لراء الحديللد فإبَّل ُه مللوزون‪ ،‬وشلراء النُحللاس فإبَّل ُه مللوزون‪ ،‬وشلراء كل ملا ُيبللاأ وزبًلا فإ َّبلله يًلوز شللرا ُءه‬ ‫كح ِ‬ ‫ِ‬

‫المنْ َع ِقللد‪ ،‬وكللان النبللر ‪َ ‬ين َْسل ُأ أي يحللةي‬ ‫للجمللاأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫بسل ًأ «أي بتللأخر» فهل ِلذ ِه ُم ْسل َت ْثنا‬
‫بالنقللد ْين َ‬
‫وزبا‪.‬‬
‫باأ ْ‬ ‫الحرء د ْينًا يف ٍ‬
‫كثير من العقود التر ُت ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُُا ُز َب ْي ُع َم ِ ٍ‬
‫يٍ بِ َم ْاز ٍ‬
‫ُون َو َع ُْس ُ ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫بالمكي ِ يًلوز وب ْيلع‬ ‫هذه المسألة التر ْأور ْدباها قب قلي َّ‬ ‫هذه اكر ُتها لكم قب قلي ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أن ب ْي َع الموزون َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الربلا‪َّ ،‬‬
‫فلإن‬ ‫بالموزون يًوز مطل ًقا سوا ًء كابت فيها ب ََسأ أو لم يك ْن فيها ب ََسأ َألب َُّهما ُمختلفان يف ع َّلة ِّ‬‫ْ‬ ‫المكي‬
‫َ‬
‫ف ِ‬
‫الع َّلة ِ‬
‫فيهما‪.‬‬ ‫والموزون ِع َّلة تختلِ ُ‬ ‫الك ْي ِع َّلة‬
‫ْ‬

‫الملوزون باعتبلار المعيلار الحلرعر ل‬


‫والملوزون ْ‬
‫ْ‬ ‫المكيل بالمعيلار الحلرعر‬
‫المكيل هنلا َ‬ ‫بقصد َ‬‫بب ًعا ُ‬
‫المتعاقِدَ ْين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باعتبار فع ُ‬
‫ب بِ ِق َّض ٍة َو َع ُْس »‪.‬‬
‫ف َذ َه ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص ْر ُ‬
‫ف ِ‬
‫الف َّللة َ‬ ‫ِ ِ‬
‫شلرط‬
‫باللذ َهع يًلوز لكلن ل ُبلد ملن ْ‬ ‫الذ َهع بالف َّلة و َع ْك ُس ُه أي ْ‬
‫صر ُ‬ ‫صرف َ‬
‫ويقول يًوز ْ‬
‫وهو شرط التَقابه ول ي ْللم التما ُث لخت ف ِ‬
‫الًنْس‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا اِ ْ ت ََر َق ُمت ََص ِ‬
‫ار َ ِ‬
‫ان َب َط ٍَ َا ْل َع ْهدُ َ‬
‫يما َل ْم ُي ْه َب ْ »‪.‬‬
‫ان» أي الذي باأ أحد النقدين بالثاين فإبَّه يب ُطل العقلد فيملا للم يتَقابللا ِ‬
‫فيله‬ ‫ار َف ِ‬‫قال‪َ « :‬وإِ َاا اِ ْفت ََر َق ُمت ََص ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مبنر على الدرس الماضر حينملا تك َّلمنلا علن‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ََ‬
‫وأ َّما ما تق َبلا ُه أو ما قب َل ُه أحدُ ُهم من اآلخر فإبَّه يص ُّ هذا ٌّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الًملة بكون قد أبتَه ْينلا‬ ‫الص ْف َقة‪ ،‬فهذا يص ُّ فيما ُقبِه ُ‬
‫ويفسد فيما لم ُي ْق َبه‪ ،‬هذا وعند هذه ُ‬ ‫َ‬ ‫مسألة تفري‬
‫مسألة قب أن بنتق للمسألة التر بعدها يعنى مسألة عاملة‬ ‫ٍ‬ ‫الربا ولنعلم أيها ا خو سأختُم لكم يف‬ ‫من باب ِّ‬
‫‪٦‬‬
‫‪525‬‬

‫ملد اهلل ‪ ‬سله لليس بالصلعع‪ ،‬ب ْيلد أن‬ ‫أن مسألة الربا مسأل ٌة مهم ٌة جدًّ ا وبلاب الربلا بِح ِ‬ ‫ُتفيدُ يف حيا ُتنا َّ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الخل ف فقلط إن ُح َّللت‬ ‫ِ‬ ‫ث مسائ ُك ِّلية هر مح‬ ‫فيه ِخ ًفا بين أه العلم يف ث ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫من صعوبة هذا الباب َّ‬
‫فإن المسائ التر بعدها ُمتَّف ٌ عليها بين أه العلم وهذا ما جعل بعله أهل العللم‬ ‫هذه المسائ الث ث َّ‬ ‫ِ‬

‫الربا حتى قد ثبت عن ُعمر ‪ ‬أبَّه قلال‪« :‬قلد ملات النبلر ‪ ‬وبلودي‬ ‫ِ‬
‫يستحكلون بعه مسائ ِّ‬
‫الربلا»‪ ،‬فقلد كلان ُعملر ‪ُ ‬ي ْحلكِ ُ عل ْيله بعله‬
‫واكلر منهلا ِّ‬
‫َ‬ ‫ث مسائ واكلر منهلا الك لل َة‬ ‫أن اسأ ُله عن ث ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫فلإن النبلر‬ ‫المسائ ‪ ،‬معنى قو ُلنا أبَّه ُيحكِ عنلد بعله النلاس لليس معنلى اللك أبَّله للم يظهلر بل هلو حل‬
‫يليغ عنها َّإل هالك‪.‬‬
‫كنهارها ل ُ‬‫ِ‬ ‫الم َح ًَّ ِة البيلاء لي ُلها‬‫‪ ‬ما مات َّإل وقد َت َركنا على َ‬
‫يقول الصحابة قلام النبلر ‪ ‬عللى مِنْب ِلره ملا ين ِْل َلله ملن منلا ِِه اات يلو ٍم َّإل حاجلة كالصل ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫السماء‪َ ،‬علِ َم ُه من َعلِ َمل ُه َ‬
‫وج ِه َلل ُه‬ ‫الطائر يف َّ‬
‫ُ‬ ‫وحاجة المرء من بعا ٍم وب َْح ِوه‪ ،‬فما َترك شي ًما َّإل وب َّبمنا عنه حتى‬
‫سه وواض بحملد اهلل ‪ ،‬واهلل ‪ ‬قلد ُي ْخفلر بعله‬ ‫باب ْ‬ ‫الربا ٌ‬ ‫الربا َّ‬
‫فإن باب ِّ‬ ‫من َج ِه َل ُه‪ ،‬وكذلك ِّ‬
‫هلذه ِ‬
‫الح ْك َملة ُم َت َعلدِّ د منهلا‪ُ ،‬ي ْبتَللى الملؤمن يف قللية الشلتباه وللذلك‬ ‫ح ْكملة‪ِ ،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫أحكامه عن بعه النلاس ل َ‬
‫يقول اهلل ‪ { :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ} [األبفال‪ ،.]37:‬اهلل ‪ ‬يًع على بعه الناس بعه‬
‫الح َـال ُل َبـ ِي ْن َ‬
‫والح َـرا ُم‬ ‫الخبيث م َن ال َّط ِّيع‪ ،‬كما جاء يف حلديث النعملان بلن بحلير‪َ « :‬‬ ‫َ‬ ‫المسائ ُم ْح َتبِهة ل ِ َي َ‬
‫ميل‬
‫ات َ َهدْ ْاس َت ْب َر َأ لِ ِدينِـ ِ َو ِع ْر ِضـ »‪ ،‬فهلذا اللذي َخ ِف َلر عللى بعله‬ ‫َب ِي ْن َوب ْين َُه َما ُأ ُمار ُم ْي َتبِ َه ْ‬
‫ات َ َم ْن ت ََر َك ُ‬
‫الي ُب َه ْ‬
‫خو ًفا وإبابة وخح ْي ًة من الوقو ِأ ملن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الناس ح ْك َمته أ َّب ُه إن َخف َر عليك وكنت من أه العلم َترك َت ُه هلل ‪ْ ‬‬
‫ِ‬
‫وهذه ُم ِه َّمة لنا باعتبار أبَّنا بتَلدارس هلذا‬ ‫الح ْك َم ِة كذلك‬ ‫الحرام ار َت َق ْت درجت َُك عند اهلل ‪ ‬درجة‪ ،‬ومن ِ‬
‫ََ َ‬
‫أن خفاء بعه األبلواب فيهلا ِحكمل ٌة عظيملة لِيب ُلذ َل باللع العللم جهلده ويعنَلى غايلة ِ‬
‫العنايلة بِلتَع ُّلم‬ ‫الباب َّ‬
‫ْ ُ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫الناس فلل َ الِلك العلالم عللى غ ْي ِلره؛ وللذلك‬ ‫ِ‬
‫بالع العلم على غيره و َي ْع ِرف ُ‬ ‫َ‬ ‫الحكام ل ِ ُي َف ِّل َ اهلل ‪‬‬
‫واضحة لمن و َّف َق ُه اهلل ‪ ‬وهداه‪.‬‬ ‫هذه المسائ البسيطة وهر جلِية ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ‬

‫أن الملرء يت ََل َّلرأ هلل ‪ ‬بِلأن ُي ْر ِشلدَ ُه للهلدى‪ ،‬هلذا ببِ ُّينلا‬ ‫خفاء بعله المسلائِ َّ‬‫ِ‬ ‫كم كذلك يف‬ ‫من ِ‬
‫الح ِ‬
‫يٍ َ ــاطِ َر‬‫ـم َر َّب ِج ْبرِيـ َـٍ َو ِمي َائِيـ َـٍ وإِ ْســرا ِ َ‬
‫‪ ‬كللان يف قيللام اللي ل مللااا يقللول؟‪ ،..‬يقللول‪« :‬ال َّل ُهـ َ‬
‫ـن‬ ‫ات واْلَر ْض ‪..‬إلى أن قال‪ ..‬إِه ِدنِ ‪«..‬يف قيام ال َّليل يقلول إِه ِلدبِر»‪ ..‬إِه ِـدنِ بِمـا ُأ ْهت ُِل َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـف يـ م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم َاو َ ْ‬
‫َّ‬
‫وأن ما َح َو ْت ُه مكتبت ُه‬ ‫الم ْست َِهيم»‪ ،‬بالع العلم إن ن َّن َّ‬
‫أن اكَا َءه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب إن َ ِ‬
‫َّب ت َْهدي َم ْن ت ََيان إ َلى ص َراط ُ‬ ‫الح ِق بِِ ْذنِ ْ‬
‫َ‬
‫فته الح َّ من الصواب فقد هلك؛ إبما الهادي هلو‬ ‫فيه يف مع ِر ِ‬
‫من الكتع وما با َله من الحهادات هو الذي ي ْك ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫‪526‬‬

‫أن ِا ْهنَللك قللد‬ ‫لاح َب ُه للصللواب‪ ،‬ولللذا يف لحظللات تًللد َّ‬ ‫اهلل ‪ ‬هللو الللذي يهللدي وهللو الللذي ير ِشللد صل ِ‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫است َْحك عليك يف المسألة وقد ابغل َ عليلك يف ِ‬
‫سلاجدً ا‬ ‫وج َهلك هلل ‪‬‬ ‫أن ُت َم ِّلر َغ ْ‬
‫فهمهلا فملا عليلك َّإل ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ناجيا وبالِبا له ‪ ‬أن يه ِدي َك للصواب‪ ،‬كان من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف إاا َأ ْش َك َل ْت‬ ‫دعاء ٍ‬
‫كثير م َن الس َل ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ً ُ‬ ‫داع ًيا سائ ً و ُم ِ ً‬
‫لم ُس ل َل ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫مان‬ ‫لم آ َد َم َع ِّل ْمنللر َو َيللا ُم َف ِّهل َ‬‫لم َيللا ُم َع ِّلل َ‬‫عللليهم مسللألة أ َّب ل ُه يللدعو اهلل ‪ ‬يف ُسللًوده ويقللول‪« :‬ال َل ُهل َ‬
‫تحصيلِه وإبَّما َيكِ ُ أ ْم َر ُه إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالع العلم إاا َأ ْش َك َل ْت عليه المسألة ل يث ُ بِذكاءه ول ي ْعتمدُ على ْ‬ ‫ُ‬ ‫َف ِّه ْمنِر»‪،‬‬
‫بصوص شرعية‪ ،‬وهذا ُم ِهم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يبنر على‬ ‫اهلل ‪ ‬لكن ليس ُ ِ ٍ‬
‫بم ًَ َّرد وهم أو ن ان منه ب ل ُبد من أن َ‬
‫الحكم وغ ْي َرهلا ُم ِه َّملة‪ ،‬وللذا باللع‬ ‫وهذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسأ ُل ُه الهداية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫دائما ُم َت َعل باهلل ‪ْ ‬‬
‫ولذلك بالع العلم ً‬
‫ِ‬
‫ومرات حتَّى يفهمها‪ ،‬ل ُبد أن ُت َك ِّلرر‬ ‫كرات َّ‬ ‫كر َره ور َّد َده وأعا َده َّ‬
‫عع شي ًما َّ‬ ‫العلم ُي ْعنى بِتَع ُّل ِم العلم فإن ْ‬
‫است َْص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تستَصعع العلم َفتت ُْركَه‪ ،‬من ترك ش ْي ًما فقد فا َت ُه بِةْك هذا العلم أشلياء أكثلر و ُأ ً‬
‫ملورا أشلد‬ ‫العلم إ َّياك إ َّياك أن ْ‬
‫الخل ف يف بعله‬ ‫لم اهلل ‪ ‬يف الخلت ف أبَّله ربملا قلد يراعلى ِ‬ ‫وهذه ملن ح ْك َم ِلة اهلل ‪ ،‬وملن ِح َك ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫حديث آخر‪.‬‬ ‫ًاز يف بعه المسائِ ما ل ُي ُ‬
‫ًاز يف غ ْي ِره ول ُه‬ ‫ِ‬
‫المواضع ف ُي ُ‬ ‫المسائِ ويف بعه‬

‫الر َب ِو َّيلة هلذ ِه‬ ‫ِ ِ‬


‫الر َب ِو َّيلة‪ ،‬هلذه الع َّلل ُة ِّ‬
‫ِ‬
‫الربا َّأو ُلهلا‪ :‬الع َّلل ُة ِّ‬
‫الث ث التر أختلف فيها العلماء يف ِّ‬
‫َأج ُّ المسائِ‬
‫َ‬
‫التر ُي ْحكِ ُ فيها أعظم المسائِ التر ُي ْبنى عليها أكثر الفروأ الفقه َّية‪.‬‬ ‫من أهم المسائِ‬
‫َ‬
‫الًاهلِ َّيلة ملا هلو بِ َطا ُقله؟‪َّ ،..‬‬
‫فلإن بعله النلاس نل َّن َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الًاهلِ َّيلة‪ِ ،‬ربلا‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬يف بِطاق ِربا‬
‫‪ْ ‬‬
‫الر َب ِو َّية دون ما عاداها‪.‬‬
‫خاص باألموال ِّ‬ ‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫الًاهلِ َّية‬ ‫بِطاق ِربا‬
‫ِ‬
‫وهلذه‬ ‫أثر تغ ُّي ِلر األعلراف يف ت َغ ُّي ِلر المعيلار الحلرعر‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬المسألة الثالثة‪ :‬وهر من المسائِ‬
‫المه َّمة وهو ُ‬
‫اكلر‬
‫الربلا َ‬ ‫الربلا‪ ،‬يف بلاب ِّ‬ ‫أض ُلرب لكلم ً‬
‫مثلال يف ِّ‬ ‫مهمة جدًّ ا َّ‬
‫فإن األعراف تتغ َّير فعلى سبي المثلال‪ْ :‬‬ ‫المسألة َّ‬
‫األعراف إاا تغ َّيرت يف المعيار الحرعر وأص َب َ ُمتَماث ً يف ال ُع ْرف فإ َّب ُه ُيصلبِ ُمتَملاث ً‬
‫َ‬ ‫بعه أه العلم َّ‬
‫أن‬
‫ثلم بِيعلت بعلد اللك وزبلا بِ ُمماثلل ًة فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ‬ ‫ِ‬
‫ف الناس على ب ْيل ِع َ‬
‫المكلي ت وزبًلا َّ‬ ‫حينذاك‪ ،‬فإاا جرى ُع ْر ُ‬
‫هلذه أهلم ث ثلة مسلائِ ُمتَع ِّلقلة‬ ‫وهلذه مسلألة يعنلر للم أاكُرهلا لكلن ِ‬
‫ِ‬ ‫يًوز وهذا اختيار الحيخ تقر اللدين‬
‫بالربا‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪527‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬وإِ َذا باع دارا ََ ِ‬


‫ـم ٍَ َا ْل َب ْي ُـع َأ ْر َض َـها‪َ ،‬وبِنَا َن َهـا‪َ ،‬و َسـ ْه َق َها‪َ ،‬و َبابـا َمن ُْصـابا‪َ ،‬و ُسـ َّلما‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ار ْي ِن‪َ ،‬و َهابِ َية َمدْ ُ انَة»‪.‬‬
‫َو َر ًّ ا َم ْس ُم َ‬
‫سلمى بِب ْيلع األصلول والثِملار‪ ،‬وي ْع َ‬
‫نلون‬ ‫ِ‬
‫علليهم ملا ُي َّ‬ ‫المصنِّف والعلماء رحمل ُة اهلل‬ ‫ِ ِ‬
‫يور ُد فيه َ‬ ‫هذا الفص‬
‫ِ‬ ‫باألصول «األرض» والثِمار «ما كان فر ًعا لهلا»‪ ،‬أو ي ْع َ‬
‫الحلً ِر» والثملار « َ‬
‫ثمر ُتهلا»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نلون باألصلول «أصلول‬
‫ِ‬
‫الحلًر وفلروأ‬ ‫ملار وأصلول العقلار‪ ،‬والثملر يقصلدون ِ‬
‫بله ثملر‬ ‫بله أصلول الثِ ِ‬
‫فيسمون باألصول يقصلدون ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ‬
‫العقار مما يكون ُمت َِص ً بِها‪.‬‬

‫ُلك داري»‬ ‫رجل ً آلخلر «بِ ْعت َ‬ ‫عما يتعل بالدُ ور والعقار‪ ،‬يقول الحيخ « َوإِ َاا َب َ‬
‫اأ َد ًارا»‪ ،‬لو قلال ُ‬ ‫بدأ يتك َّلم َّ‬
‫يحلم ُ أملرين «يحلم األرض» وهلذا معنلى قول ِ ِله « َش ِ‬
‫لم َ‬ ‫ِ‬
‫اللدار» ْ‬ ‫ِ‬
‫العقد على ب ْيع الدار فإبَّل ُه « ً‬
‫لفلظ‬ ‫َفنَ َّ يف‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مص َل َحتِها‪.‬‬‫ِ ٍ ِ‬ ‫َا ْلبيع َأر َضها» َ ِ‬
‫وشم َ ك َّ ُمتَّص ل ْ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫المت َِّصللل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلللال‪« :‬لف َظل ِ‬
‫مصللل َل َحتها‪ ،‬ملللا هلللو ُ‬
‫المتَّصللل َ ل ْ‬
‫للم ُ ُ‬
‫تحلللم أملللر ْين «األرض» و َت ْحل َ‬ ‫للة اللللدار» ْ‬
‫باعتبلار زمابِله فقلال « َكبِنَاء َهلا‪ ،‬وسل ْق َفها» أي سل ْق ِ‬
‫ف البِنلاء‪ ،‬لملااا أ ْف َلر َد‬ ‫ِ‬ ‫المصنِّف أ ْمثِ َل ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫مص َل َحتها؟‪ ،..‬اكر َ‬ ‫ل ْ‬
‫الًدُ ْر دون الس ْقف ِأل َّن السل ْقف كلان ُيبلاأ‬ ‫ٍ‬
‫الس ْقف؟‪ ،..‬إلى عهد قريع وبذك ُُره وبُدْ ِر ُك ُه كان الناس يبيعون ُ‬ ‫َ‬
‫فيكون للسقف قيمة مختلِفلة علن قيملة‬
‫ُ‬ ‫من َبر «ي ْطوى» يعنر يًع من َبر من ِحًار فيبيعون ِ‬
‫الحًار‬ ‫ُ َ‬
‫لع للله البيللت دون السللقف فللال َطو الللذي يكللون يف السللقف أو ال َفل ْلرش ُيسل َّلمى ال َفل ْلرش وهللو‬ ‫البيللت‪ ،‬فقللد يبيل ُ‬
‫غيرها يف بيلوت جليلر العلرب جمي ًعلا‪ُ ،‬ي َس ُّلموبَها َف ْر ًشلا‬ ‫الم ْعت َِرضة موجود يف بيوت المدينة ويف ِ‬ ‫ِ‬
‫الحًار ُ‬
‫السقف َمعه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وحدَ ُه دون البيت لكن إاا قال «بِ ْعت َُك الدار» َ‬
‫وس َكت ف َيدْ ُخ ُ‬ ‫يبي ُع ُه ْ‬

‫قديما كابت ُتباأ ُمنْ َف ِصللةً‪ ،‬فلإاا كلان منصلو ًبا أي ُمت َِّصل ً بِ ِله فإبَّل ُه ْ‬
‫يح َلم ُله‬ ‫قال‪َ « :‬و َبا ًبا َمن ُْصو ًبا» األبواب ً‬
‫منصوب وإبَّما مِث ال َّل ْوال َ‬
‫يوضع و ُيلال فإ َّب ُه ليس تابِ ًعا ل ُه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأ َّما إاا كان غير‬

‫يكون ُمت َِّص ً ُي ْر َقى بِ ِه ال ُع ِّل َّية‪ ،‬وهذا يف البيوت القديمة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫بالس َّلم الذي‬ ‫قال‪َ « :‬و ُس َّل ًما»‪ُ ،‬‬
‫المرا ُد ُّ‬
‫يكون ثابِتًا يف ِ‬
‫الًدار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الم ْسمور هو الذي ُيث َبت‬ ‫ور ْي ِن»‪َّ ،‬‬
‫الرف َ‬ ‫قال‪َ « :‬و َر ًّفا َم ْس ُم َ‬
‫لم ْصل َل َحتِ ِه فإبَّل ُه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يأخ ُلذ‬ ‫وهذه أ ْمث َلة اكَروها يف زماب ِهم‪ ،‬يف أزمنَتنا كثير جدًّ ا ُك ُّ شرء كان ُمتَّص ً بالبِنلاء َ‬
‫ط ِعنْدَ ُف َقهائِنا‪.‬‬
‫الحكم‪ ،‬هذا هو اللابِ ِ‬
‫ُ‬

‫مص َل َحتِها‪.‬‬‫ِ ِ‬
‫الخابِ َية َ‬
‫المدْ ُفوبَة ً‬
‫أيلا ُمتَّصل ٌة ل ْ‬ ‫ثم قال‪َ « :‬و َخابِ َي ًة َمدْ ُفو َب ًة»‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫‪528‬‬

‫قول ِ ِه دار‪.‬‬ ‫ِ‬


‫المتَّص َلة فإبَّها ل تدْ ُخ ُ يف لفظ ْ‬
‫ِ‬
‫المتَّص َلة‪ ،‬فاألشياء غير ُ‬
‫المصنِّف عن األشياء غير ُ‬
‫بدأ يتكلم َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ُق ْقال‪َ ،‬و ِم ْقتَاحا‪َ ،‬و َب َْرة ون َْح َا َها»‪.‬‬

‫لديما ِعنْللدَ ُهم ال ُق ْفل كبيللر ولل ُه قيمللة والمفتللاال كبيللر يكللون بِحًللم اليللد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قللال‪َ « :‬ل ُق ْفل ً‪َ ،‬وم ْفت ً‬
‫َاحللا»‪ ،‬قل ً‬
‫يحللم ُله‪ ،‬هللذا بب ًعللا علللى ُعللرف السللابِ س لن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َرج ْع‬ ‫ْ‬ ‫والمفتللاال وال ُق ْف ل ممكللن أن ُينْق ل أي مكللان فلللذلك ل ْ َ ُ‬
‫لقاعدتِنا بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َد ْل ًوا»‪ ،‬الدَ ْلو الذي ُين َْل ُأ ِبه الما ُء من البمِر‪.‬‬

‫تكون على البِمر ُي ًْ َع ُ عل ْيها الحبل‬


‫ُ‬ ‫قال‪َ « :‬و َب َكر ً »‪ ،‬وال َب َكر ُ هر الدائِ ِر َّية ب َُس ِّميها ثواين مث الثابية التر‬
‫ع بِ ِه الدَ ْلو ب َُسميها يف اللغة العام َّية ال َّثواين «الثابية»‪.‬‬ ‫ُث َّم ُي ْس َح ْ‬
‫قاعد عنلد ُف َق َهمِنلا إاا قلال «اللدار» َي ْح َلم ُ‬ ‫ون منْ َف ِص ً َفإ َّبه َل يدْ ُخ ْ »‪ ،‬إ ًاا ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬و َب ْك َر ً وب َْح َو َها م َّما َي ُك ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ف بِحرء َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫حينملذ‬ ‫رف‬
‫فإن ال ُع َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫لم ْصل َحتها وأ َّما ما كان ِ ُمنْفص ً فإ َّب ُه ل يدْ خ فيها إل إاا جرى ال ُع ْر ُ ْ‬ ‫ك َّ ُمتَّص ٍ َ‬
‫ِ‬ ‫زملان لِلملان وللذلك َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يختَلِف من‬
‫فلأخر َج ُجلل ًء‬ ‫َ‬ ‫فلإن المحلاكم إاا بلاأ رجل ٌ آلخلر ً‬
‫دار‬ ‫ُي َقدَّ م‪ ،‬وهذا ال ُع ْرف ْ‬
‫يخ ُلر ُج هلذا الحلرء أم ل؟‪ُ ،..‬يحيلوبَل ُه إللى هيملة النَ َظلر وهيملة النَ َظلر هلر ُت َقلدِّ ر ِألبَّل ُه َم ْبن ِ ٌلر عللى‬ ‫مِنها‪ ،‬هل ْ‬
‫ال ُع ْرف‪.‬‬

‫ملال ملدفون‬ ‫مصل َل َحتِ ِه» كالملدفون ٌ‬ ‫ِ ِ‬


‫المتَّصل لغيلر ْ‬
‫ِِ‬
‫مص َل َحته تابِ ٌع لله» وأ َّملا « ُ‬
‫ِ ِ‬
‫المتَّص ل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عندَ با قاعدَ تان‪ُ « :‬‬
‫ف بِ ِله فلال ُع ْرف‬ ‫فليس تابِعا له و«المنْ َف ِص » لليس تابِعلا لله‪َّ ،‬إل «وهلو ِ‬
‫قاعلدَ ثابيلة» أن يكلون قلد جلرى ُع ْلر ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ُم َح َّكم‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أو َأ ْرضا ََم ٍَ ْ‬
‫بر َس َها وبِنائَها»‪.‬‬

‫غر َس َها وبِنائَهلا»‪ ،‬إاا با َعل ُه‬ ‫ِ‬


‫األرض وللم ي ُقل ْ اللدار َفإبَّل ُه يحلم ُ كل َّ َغ ْلر ٍ‬
‫س فيهلا مل َن‬ ‫َ‬ ‫قال‪َ « :‬أ ْر ًضا َشم َ ْ‬
‫الحًر وك َّ بِ ٍ‬
‫ناء عل ْيها‪.‬‬ ‫َ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ز َْرعا َو َب ْذ َر ُه َّإَّل بِ َي ْر ْط»‪.‬‬


‫ِ‬
‫وهلذه األرض فيهلا زرأ ك ُب الر‬ ‫أرض‬‫شخصلا َ‬ ‫بلاأ‬ ‫قال‪َ « :‬ل َز ْر ًعلا َو َب ْلذ َر ُه َّإل بِ َح ْلر ْط»‪ ،‬يعنلر للو َّ‬
‫ً‬ ‫أن املر ًء َ‬
‫اللرأ ليس تابِ ًعا لألصل‬
‫َ‬ ‫يأخذ اللرأ‪ ،‬يًوز ل ُه َّ‬
‫ألن‬ ‫فيًوز ل ُه أن ُ‬
‫ُ‬ ‫وبحو الك‪ ،‬أو فيها َب ْذ ٌر «م ْبذور ٌ »‬ ‫ِ‬ ‫َو َش ٍ‬
‫عير‬
‫‪٦‬‬
‫‪529‬‬

‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫أل َّب ُه يكون زرأ حينمذ ناه ًرا‪َّ ،‬إل إاا ْأش َط َر َت ُه ُ‬
‫الم ْحتَري فيًوز‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِص ُّح َم َع َج ْه ٍْ َذلِ ْ‬


‫ب»‪.‬‬
‫ِ‬
‫والقاعلد عنلد‬ ‫قال‪َ « :‬و َي ِص ُّ َم َع َج ْه ْ َال ِ ْك»‪ ،‬أي‪ :‬إاا للم َي ُكلن عال ِ ًملا لذا الحلرء بِ ُح ُكلم فإبَّل ُه َي ِصل ‪،‬‬
‫قاعلد إن ِشلمتم للفائِلد وإن كابلت‬ ‫وهلذه ِ‬
‫ِ‬ ‫الخيلار‪،‬‬‫جاه ً ي ْثب ُت لله ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫كان ِ‬ ‫ُف َق َهائِنا أبَّه هنا َي ِص العقد لكن من َ‬
‫لت‬ ‫الح ْر َط َي ْف ُسدُ و َي ِص ُّ ال َع ْقدُ »‪ ،‬إللى هنلا صلحي ‪ ،‬هل يث ُب ُ‬
‫إن َه َذا َ‬ ‫دقيقة‪« ،‬من َشر َط َشر ًبا ِ‬
‫فاسدً يف ال َع ْقدْ َف َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ناهر ك م ال ُف َقهاء السكوت عن الك أ َّبه ل ي ْثب ُت له ِ‬ ‫الخيار أم ل؟‪ِ ،..‬‬ ‫كان له الحرط ِ‬ ‫ِ‬
‫الخيار‪ ،‬واختلار ُه‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫لمن َ ُ‬
‫كلان ِ‬
‫جلاه ً ‪،‬‬ ‫الحيخ تقر الدين وب عليه الحيخ مر ِعر يف «الغاية» ويف «الدلي » أ َّبه يثب ُت لله ِ‬
‫الخيلار ألبَّل ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫الخيلار وهلذا‬ ‫فحيث إبتَفى الحرط َفنُثبِ ُت لله ِ‬ ‫ُ‬ ‫غرض صحي ٌ بِ ِه‬ ‫ساد الحرط فقد كان ل ُه ٌ‬ ‫جاه ً بِ َف ِ‬
‫فحي ُث كان ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هو الذي عليه العم وهو ما َمحلى عل ْيله الحليخ َم ْرعلر يف «الغايلة» وهلذا ملأخو ٌا ملن كل م ُ‬
‫الم َصلنِّف هنلا‬
‫وي ِص مع جه الِك لكن بقول يثب ُت له ِ‬
‫الخيار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ‬
‫اهر َتـ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قننال املصنننف‪« :‬ومــا يُـ ُّز ّأو ي ْل َهـ ُ ِ‬
‫ـان ل َبــائ ْع َمــا َلـ ْ‬
‫ـم‬ ‫ـط مـ َـرار َ ُأ ُصــا ُل ُ ل ُ‬
‫لم ْيـ َترِي‪َ ،‬و َجـ َّزة َو َل ْه َطــة َظ َ‬ ‫ََ ُ َ ْ ُ‬
‫َي ْي َطرِ ُت ا ْل ُم ْي َترِي»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ما ُي ًَ ُّل»‪ ،‬مِث ُ ال ُب ُّر َ‬


‫والحعير والورقيات كالنعناأ والًرجير هذا ُي ًَل‪.‬‬

‫قال‪ُ « :‬ي ْل َق ُط»‪ ،‬مث البامية والخيار وغيرها‪.‬‬


‫قال‪« :‬ي ْل َق ُط مِرار َف ُأصو ُله لِلم ْحت َِري»؛ ألبه تابِع لألرض وأما الً َّل ُ ِ‬
‫ناهر ُ وال َّل ْقط ُة ِ‬
‫نلاه َر ُ وللو كابلت‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ً ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫أصللِه‬ ‫أصللِه وقلد بِ َ‬
‫يلع ملع ْ‬ ‫يًلوز ب ْيعل ُه ملع ْ‬
‫ُ‬ ‫المحتَري ِأل َّب ُه‬ ‫تكون للبائِع ما لم ْ‬
‫يح َط ِر ْت ُه ْ‬ ‫ُ‬ ‫غير تا َّمة الص ال فإبَّها‬
‫ٍ‬
‫حينمذ اشطرا ُته‪.‬‬ ‫فيًوز‬
‫ُ‬

‫اع َنخْ ال ت ََي َّه َق َط ْل ُع ُ َ ا ْل َث َم ُر َل ُ ُم َب ًّهى إ َلى َجدَ ٍاد َما َل ْم َي ْيرِ ْط ُ ُم ْي َترٍ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َب َ‬

‫لون ل ِ ْل َبلائِ ْع»‪ ،‬معنلى التلأبير‬


‫َخ ً َل ْم ُت َؤ َّب ْر َفإبَّل ُه َي ُك ُ‬
‫اأ ب ْ‬
‫ابظروا معر جاء عن النبر ‪ ‬أ َّب ُه‪َ « :‬م ْن َب َ‬
‫يكون للبائِع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أي التلقي ‪ ،‬قب التأبير فإ َب ُه‬
‫ِ‬
‫مراحل ابتبِهللوا معللر يف المراحل الللث ث‪ :‬األول « َ‬ ‫ابظللروا معللر ِعنْللدبا يف النخل ثل ث‬
‫التحل ُّق » ثل َّ‬
‫لم‬
‫ثم « ُغدُ ُّو الص ال»‪.‬‬ ‫«الل َت ْأبِير» َّ‬
‫‪530‬‬

‫التملر عللى شلك ِ أكْملام يعنلر‬ ‫ُ‬ ‫أن أكْما َم النخ ِ تتح َّق هكذا ‪ ..‬تن َْح ‪ُ ..‬‬
‫يخر ُج‬ ‫التح ُّق النخ تًدون َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الناس فيه ال ِّلقاال ‪َ ..‬و ْض ُع ال ِّلقلاال هلذا ُي َس َّلمى َتل ْأ ً‬
‫بيرا‬ ‫ُ‬ ‫ثم يتَح َّق فإاا َتح َّق َج َع َ‬
‫على شك الحرء الصغير‪َّ ،‬‬
‫ثم بعد الِك إاا بدا ْلوبُل ُه ُم ْح َم ًلرا أو ُم ْصل َف ًرا كلان حينمِ ٍلذ بلدأ‬ ‫ِِ‬
‫نهوره َّ‬ ‫ِ‬
‫التمر وهذا َبد ُأ‬ ‫يخ ُر ُج بعد الك ِعنْ ُ‬
‫ثم ْ‬
‫َّ‬
‫ص ُحها‪.‬‬

‫لع‬‫وسللي ْأتينا بعللد قليل ‪ ،‬وأ َّمللا إاا بِيل َ‬


‫األصل ُم َت َع ِّلل ٌ ب ُغللدُ ُّو الصل ال ‪َ ..‬‬ ‫لم يف ب ْيللع الثمل ِلر وحللدَ ُه دون ْ‬ ‫الح ْكل ُ‬ ‫ُ‬
‫للم ْحلتَري وإن كلان بعلد التحل ُّق ِ فإبَّل ُه للبلائِع‪َ ،‬فلإِ ْن قلال‬ ‫ُ‬
‫يكلون ُ‬ ‫لم َيت ََح َّق فإ َّب ُه حينَمِ ٍذ‬ ‫فإن َ‬
‫كان ْ‬ ‫وحدَ ُه ْ‬ ‫األص ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ولم ُين ِ ْط ُه بِت ََح ُّق ِ ال َط ْل ْع‪ ،‬فنقول سبع ِأل َّن التَل ْأبِ ُير َخ ِف ٌّلر‬
‫كم بال َت ْأبِير ْ‬
‫الح ِ‬ ‫َاط ُ‬ ‫فإن النبر ‪َ ‬أب َ‬ ‫َّ‬ ‫القائِ‬

‫يط‬ ‫بالظاه ِر ‪ ..‬ك َّ ما َخ ِفلر ُأبِل َ‬


‫ِ‬ ‫أن ما َخ ِفر ُأبِ َ‬
‫يط‬ ‫والقاعد عند ال ُعلماء َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫ر‬ ‫بالخ ِ‬
‫ف‬ ‫الح ْك َم بالظاهر ل َ‬ ‫ُ‬ ‫يط‬ ‫وإبَّما بُن ِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شرء ملن السلبي َل ْين‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ِْ‬ ‫ِِ ْ‬
‫بالظاهر‪ ،‬تطبيقها بالعحرات مث ما قلنا يف الوضوء أن الذي ينْق ُه الوضوء هو خروج ْ‬
‫شرء من السلبي َل ْين ومِ ْث َلل ُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫ٍ ِ‬
‫الرج ِ لمرأ ب َح ْه َو َينْق ُه الوضوء أل َّب ُه َمظنَّ ٌة لخروجِ ْ‬ ‫كالم ْذي َم َث ً ولكن َم َّس ُ‬ ‫َ‬
‫يكلون بِ ِفعل ِ آ َدميلين‬ ‫ُ‬ ‫قال يف النوم‪ ،‬كذل ِ َك هنلا ِأل َّن التَل ْأبير خفلر ‪ ..‬لملااا التَل ْأبير َخفلر؟‪ ،..‬ال َت ْلقلي أحيابًلا‬ ‫ُي ُ‬
‫وأحيابًا يكلون بغيلر فِعل ِ اآل َدميلين مِل َن اهلل ‪« ‬اللري ُت َل ِّقل » وللذلك بعله النخيل إاا كابلت بويلل ًة‬

‫َغرب وهر بويلة ول ي ْأتيها ُ‬


‫المؤ ِّبر الذي ُي َل ِّق ُحها وملع اللك‬ ‫يست ِ‬ ‫فبعه الناس ْ‬‫ب َُس ِّميها عيدان «بويل ًة جدً ا» ُ‬
‫ِ‬ ‫فالري ُ ُت َل ِّق ُ هذا ال َط ْلع الذي َ‬ ‫أن بًِابِبِها َف ً‬ ‫تح ِم و ُت ْخ ِر ُج َث َم ًرا وتمرا‪ ،‬السبع َّ‬
‫تح َّق م َن ال َفحلال َّ‬
‫فلملا‬ ‫حال ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالظاه ِر وهو ا َّل َ‬ ‫ِ‬
‫تح َّق ‪.‬‬ ‫كم‬ ‫التأبير َخف ًيا؛ َأ َب ْطنا ُ‬
‫الح َ‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫أن كل م ال ُف َقهلاء لليس م ِ‬
‫صلاد ًما ُم ِ‬ ‫ِِ‬
‫بل هلو‬ ‫علار ًض لللنَّ‬ ‫ُ‬ ‫المسلألة؟‪ ،..‬لكلر بعللم َّ‬ ‫لمااا َأ َب ْل ُت يف هذه ْ‬
‫النَّ ‪ ،‬وإبَّما النَّ َأبَا َبه ِ‬
‫بالع َّلة وبح ُن َأ َب ْطنَا ُه بالظاهر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بلاأ بخل ً بعلد‬ ‫َخ ً َت َح َّق َ َب ْل ُع ُه َفا ْل َث َم ُر َل ُه ُم َب َّقى إ َلى َجدَ اد َما َل ْم َي ْح ِر ْب ُه ُم ْحت ٍَر»‪ ،‬أي من َ‬
‫اأ ب ْ‬‫قال‪َ « :‬و َم ْن َب َ‬
‫داد ي ِصل الوج ِ‬
‫هلان ُل َغ ِو ًيلا» ملا للم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الً َ ُّ‬ ‫الًداد «أو إلى ُ‬ ‫فإن الثمر يكون ُم َب َّقى يعنر يبقى َل ُه إلى َ‬ ‫َت َح ُّق ال َط ْلع َّ‬
‫أصلِه وأ َّما بعد الت ََح ُّق فإ َّب ُه‬ ‫ِ‬
‫للم ْحتَري‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يكون ُ‬ ‫الم ْحتَري أل َّب ُه يكون قد اشةا ُه مع ْ‬ ‫يحت َِر ْب ُه ُ‬
‫ٍ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬
‫يكلون‬ ‫َوك ََذا ُح ْك ُم َش ًَ ٍر فيِه َث َم ٌر َباد‪ ،‬باد يعنر نلاهر‪ ،‬فكل ُّ َ‬
‫ثم ٍلر بلد َأ يظهلر وللو للم يبلدو صل ح ُه فإبَّل ُه‬
‫يكون للبائِع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫للمحةي ل‬ ‫ْ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪531‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َظ َه َر ِم ْن ن َْا ِر ِه ك َِم ْي ِم ٍ‬


‫ت»‪.‬‬

‫صلغيرا‬ ‫الم ْح ِ‬
‫لم ْش فإبَّل ُه إاا ابتقل َ ملن الن َْلور وأصلب َ يبلدو وللو‬ ‫ِ‬ ‫زه ًرا مِ ْثل‬ ‫ُ‬
‫يكون ب َْو ًرا يعنر ْ‬ ‫عه الثمر‬‫َب ُّ‬
‫ً‬
‫يحت َِر ْب ُه ْ‬
‫المحتَري‪.‬‬ ‫َمذ يصب ُ تابِ ًعا للبائِع ما لم ْ‬‫حمحا صغيرا فإ َّبه حين ٍ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مِ ً‬

‫ورد الطلائِف ُيبلاأ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َه َر َج م ْن َأك َْمام ك ََا ْرد َو ُق ْط ٍن»‪َ ،‬‬
‫الو ْر ُد ُي ْقصد بالب ْيع أحيابًا مثل ْ‬
‫خلرج ملن‬ ‫َ‬ ‫اللور ُد قلد‬
‫األرض وكلان ْ‬ ‫َ‬ ‫الورد متى من باأ‬ ‫وغيرها‪ ،‬هذا ْ‬ ‫ِ‬ ‫َخ َرج مِن ُه األبياب‬ ‫بِأغلى األثمان و ُي ْست ْ‬
‫يكلون مِ ْل ًكلا للبلائِ ِع‬
‫ُ‬ ‫الورد تبدأ على شك أكمام صغير جدًّ ا خلراء» فإاا بدأ بالظهور إ ًاا‬ ‫تعرفون ْ‬ ‫أكمامِ ِه « ِ‬

‫َّإل أن يحة َِط‪ ،‬وال ُق ْطن مث الك‪.‬‬

‫الا َر ُق مطلها لِ ْل ُم ْي َترِي»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْب ٍَ َذلِ َ‬


‫ب َو َ‬

‫الظهلور مل َن الن َْلو ِر والخلروجِ مل َن‬


‫ِ‬ ‫قال « َو َق ْب َ َال ِ َك»‪ ،‬أي وما بِيلع قبل الت ََّحل ُق وقبل ُبلدُ ِّو ال َث َم ِلر وقبل‬
‫الو َر ُق ُم ْط َل ًقا» سوا ًء كان اللورق م ْقصلو ًد‬
‫للم ْحتَري أي « َ‬ ‫ُ‬
‫يكون ُ‬ ‫والو َر ُق ً‬
‫دائما‬ ‫للم ْحتَري‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫يكون ُ‬ ‫األَك َْما ِم فإ َّب ُه‬
‫لإن ورق ِ‬‫لع فل َّ‬ ‫ِ‬
‫العنللع مقصللو ٌد‪ ،‬وبعلله‬ ‫بللالب ْي ِع أم ل‪ ،‬مثل مللااا الللورق المقصللود بلالبيع؟‪ ،..‬مثل ورق العنَل ْ‬
‫اللورق قلد َن َهلر أو للم يظهلر فإبَّل ُه‬
‫ُ‬ ‫الحًر ور ُقه مقصود ِألج أ َّبه يصنع مِنْه بعه ِ‬
‫الصناعات‪ ،‬فسلوا ًء كلان‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫للمحتَري‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يكون ْ‬ ‫دائما‬
‫ً‬
‫أن فائِدَ َت ُه قليللة‪َ ،‬ست ُْسل َأ ُل عنْل ُه يو ًملا‪ ،‬يف يلوم ملن‬ ‫الع ْل ِم يًع ِ‬
‫عليه أن يتَع َّلمه ل يقول َّ‬ ‫هذا الك م بالع ِ‬
‫ُ‬
‫األيام كنت أنن أ َّبه قد ل بُس َأل عنه فإاا باألسم َل ِة بالعحر ‪ ،‬أبت بالِع ِعللم فيًلع أن تلتعلم ِ‬
‫العللم ْ‬
‫خحل َية‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أن ل يليع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح َب ْي ُع َث َمرٍ ِم ْن َق ْب ٍْ ُبدُ ِو َص َال ِح ‪َ ،‬و ََّل ز َْر ٍع َق ْب ٍَ اِ َْتِدَ ِاد َح ِب ِ لِ َغ ْيرِ َمالِ ٍب»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثملر دون األصل ‪ ،‬الثملر‬ ‫لع‬
‫دائملا تعلرض لنلا‪ ،‬وهلو ب ْي ُ‬
‫المصنِّف هنا عن مسألة ُمهمة وهذه ً‬ ‫بدأ يتك َّلم َ‬
‫يًوز ب ْي ُعه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اد ِه ما يف شك أ َّب ُه‬
‫هذا بعد ق ْط ِف ِه وبعد جدَ ِ‬
‫َ‬

‫يكون ب ْي ُع ُه قب َ َ‬
‫الًدَ اد وقب القطف وقب الحصاد لكن بعد ُبدُ ِّو الص ال‪ ،‬ب ْي ُعل ُه ملااا‬ ‫َ‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أن‬
‫أيلا يًوز ‪ ..‬لِح ِ‬
‫ديث أب َْس‪.‬‬ ‫على سبي البفراد؟‪ً ،..‬‬
‫َ‬

‫الًلدَ اد»‬
‫الًدَ اد «بالعق أص ً ك الناس يبيعون ويحةون من السلوق بعلد َ‬ ‫ِ‬
‫الثمر وحدَ ُه بعد َ‬ ‫إ ًاا ‪َ ..‬ب ْي ُع‬
‫‪532‬‬

‫يًوز «المفروض َّأل أاكُر الحالة األولى العقلية»‪ ،‬الحالة الثابية قب الًدَ ِ‬
‫اد «بمعنى َّ‬
‫أن الثمر ما زال عللى‬ ‫َ‬
‫الحًر » وبعد بدُ و الص ال فيًوز لِح ِ‬
‫ديث أب َْس وسأاك ُُره بعد قلي ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ‬

‫لع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬


‫يًلوز ب ْي ُ‬
‫ُ‬ ‫فنقول ل‬ ‫المصنِّف‪،‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬قب ُبدُ ِّو الص ال وسيأا معنى ما ُبدُ ِّو الص ال من ك م َ‬
‫ال َث َمر ِ قب ُبدُ ِّو الص ال َّإل يف حالت‪ :‬الحال ُة األوللى «أن ُتبلاأ ملع أصللِها»‪ ..‬كيلف ُتبلاأ ملع أصللِها؟‪،..‬‬
‫َملذ يًلوز‪ ،‬الحاللة الثابيلة «أن تبيعهلا بحلرط الً ِ‬
‫لداد أي‬ ‫يعنر تبيعها مع الحًر أو تبيعهلا ملع األرض فحين ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حال فإن َّ‬
‫تأخر بط البيع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫» بحرط أن ُي َق‬ ‫ال َق‬
‫اد حب ِه ل ِ َغي ِر مال ِ ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك»‬ ‫ولذلك يقول الحيخ « َو َل َيص ُّ َب ْي ُع َث َم ٍر م ْن َق ْب ْ ُبدُ ِّو َص َ حه»‪َ « ،‬و َل َز ْر ٍأ َق ْب َ ْاشتدَ َ ِّ ْ َ‬
‫هذه هر الصور الثالِثة‪.‬‬
‫ِ‬

‫ثة أشخاص أو يف ثل ث حلالت‪« :‬ملع أصللِها» تبي ُعهلا ملع‬ ‫يًوز بيع الثمر على سبي البفراد لث ِ‬ ‫إ ًاا‬
‫َ‬ ‫ُ ُْ‬
‫حرط َج ِّلها‪ ،‬الحاللة الثالثلة «لِمالِكِهلا» كيلف يكلون اللك؟‪ ،..‬قلد يلأا‬
‫أصلِها مع األرض‪ ،‬الحالة الثابية «بِ ِ‬

‫َمذ ب ْي ُع الثمر لمالِلك‬


‫فيًوز له حين ٍ‬
‫ُ ُ‬ ‫صاحبها من باب ا يًار ويقو ُم بِ ِلرا َعتِها‬
‫ِ‬ ‫األرض من‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ويستأجر‬ ‫شخ‬
‫األص ‪.‬‬

‫َان ُمنْت َِقعا بِ ِ َو َل ْي َس ُم َياعا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لِ َغيرِ مالِ ٍب َأص ٍٍ َأو َأر ِض ِ إِ ََّّل بِ َير ِ‬
‫ط َق ْط ٍع إِ ْن ك َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫لع الثملر ِ قبل ُبلدُ ِّو الصل ال‬ ‫ِ‬
‫األَ ْص ْ هو الحًر ‪ ،‬هذه هر الصور التر اك َْرباها قب قلي «أ َّب ُه يًوز ب ْي ُ‬
‫تلأخ َر يف َق ْط ِعهللا فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ َي ْب ُطل العقللد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بحلرط الق ْطل ِع يف الحلال» يًلع أن يكللون الق ْطل ِع يف الحلال َف ْ‬
‫لإن َ‬
‫المصنِّف‪.‬‬
‫وسيأا ك م َ‬

‫شرب ْين‪ :‬اليرط اْلول‪« :‬أ َّب ُه ل ُبد أن تكون الثمر ُمنت َِف ًعلا لا قبل ُبلدُ ِّو الصل ال»‪،‬‬ ‫المصنِّف هنا ْ‬
‫واكر َ‬
‫يً ُّلها ويًعلها للبهائِم‪ ،‬بعه النخ قيمتله رخيصلة‬ ‫ِ‬
‫التمر عندبا من اشةا ُه قب ُبدُ ِّو الص ال ُينتفع به فإ َّب ُه ُ‬
‫وبحوهلا فحينمِ ٍلذ يعللم أبَّله للو أب َْل َلل ُه‬
‫ِ‬ ‫أن هذا النخ قلد أصلا َب ْت ُه آفلة كال َعت َِّلة‬ ‫للم ِ‬
‫لارأ َّ‬ ‫جدًّ ا جدً ا جدً ا‪ ،‬أو يظهر ُ‬
‫فيًوز ل ُه ب ْي ُعها قب َ ُبدُ ِّو الص ال لكن بِ َح ْلرط‬
‫ُ‬ ‫بقيمة ُت ِ‬
‫عادل القيمة التر خسرها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫للسوق بعدَ شهر ْين لن يأاَ‬
‫فيأخذها ويعطيها للبهلائِم فيأكلو لا‪ ،‬هنلا ُمنتَفلع لا قبل ُبلدُ ِّو‬
‫يأخ ُذها من أصحاب البهائِم‪ُ ،‬‬ ‫الًل َف َي ًُ ُّلها‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫الص ال ففيها منفع ٌة قب ُبدُ ِّو الص ال‪.‬‬

‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ومث ُلها ً‬


‫يلذكرون اللك قبل ُبلدُ ِّو‬ ‫أن الل ْيتون ُينْ َت َفع به يف بعه أبواأ ْ‬
‫العصلر‬ ‫أيلا يف الل ْيتون‪ ،‬فقد اكروا َّ‬
‫‪٦‬‬
‫‪533‬‬

‫ٍ‬
‫واحلد‬ ‫أضلر ُب مِ ً‬
‫ثلال َّإل بالنخل َف ُكل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ف يف النخل فقلط وللذلك ل‬ ‫ص حه‪ ،‬وأبلا ل أعلرف الل ْيتلون ِ‬
‫أعلر ُ‬
‫ف ما ِعندَ ه من اللرا َع ِة يف بي ِ‬
‫ته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يعر ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬

‫ملرعة ملن ال ُب ِّلر ملث ً لل ُه ُث ْل ُثهلا‬ ‫ِ‬ ‫يكون ُمحا ًعا» معنى ُمحا ًعا يعنر َّ‬ ‫َ‬
‫أن الحخ عندَ ُه َ‬ ‫اليرط الثاين‪« :‬أن ل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع األرض شلري ُكك بلال ُث ُل َث ْين‬ ‫الً ِّل اآلن» لكن ُث ْل َثك غيلر ُمت َِّميلل فقلد يل ْأبى صلاح ُ‬ ‫فيقول «بِ ْعت َُك ُث ْل َثها بحرط َ‬
‫الباقيين فحينمِ ٍذ ل ُبد أن يكون ُم ْف َر ًزا غير ُمحا ًعا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ََذا َب ْهٍ َو َر ْط َبة»‪.‬‬

‫ط َق ْط ِع ِه يف الحال أو َج ِّل ِه يف الحال َج َّل ً َج َّل ‪.‬‬


‫قال‪« :‬وك ََذا ب ْق ٌ ور ْبب ٌة» فإ َّبه ل يباأ م ْفردا َّإل بِ َحر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُ ُ ُ َ ً‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬

‫ان َون َْح ِا ِه إِ ََّّل َل ْه َطة َل ْه َطة َأ ْو َم َع َأ ْص ِل ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ِق َّث ٍ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫قال‪َ « :‬ول ق َّثاء َوب َْح ِوه»‪ ،‬أي َوب َْح ِوه من الق َّثاء َّ‬
‫مما ُي ْل َت َقط كالبامية والخيار وغيره‪.‬‬

‫قـال‪َّ « :‬إل َل ْق َطل ًة َل ْق َطلة»‪ ،‬فتَبي ُعهللا َل ْق َطل ًة ل تبيلع ا َل ْق َطللة الثابيلة‪ ،‬وال َل ْق َطللة معروفللة عنلد الملللارعين الللذين‬
‫ِ‬
‫وغيره ُي َس َّمى َب ْق ً » هذا فقلط الًلل الًلل‬ ‫يً ُّلوبه كال َب ْق ِ «ال َب ْق مث الًرجير‬ ‫ِ‬ ‫يلتقطون من ِ‬
‫الق َّثاء‬ ‫ِ‬
‫وغيره أو ُ‬
‫صغيرا وهكذا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قد يكون بوي ً وقد يكون‬

‫ِ‬
‫األرض أو مع الحًر‪.‬‬ ‫قال‪َ « :‬أو َم َع َأ ْصلِ ِه» يعنر ُيباأ مع‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُترِ َك َما َُرِ َط َق ْط ُع ُ َب َط ٍَ َا ْل َب ْي ُع بِ ِز َيا َد ٍة َب ْيرِ َي ِس َير ٍة»‪.‬‬

‫حرط ال َق ْط ِع على ال َف ْو ِر َّية‪ ،‬فإن ُت ِر َك قصلدً ا فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ بطل‬


‫اكرباه قب قلي بِ ْ‬
‫هذا الحرط الثالث الذي ْ‬
‫الب ْيع‪.‬‬

‫الح ْلرأ يعفلو‬ ‫أن َ‬ ‫العبار عندبا فيها مسألتان‪ ،‬المسلألة األوللى « َّ‬ ‫هذه ِ‬ ‫قول المصنِّف‪« :‬بِ ِلياد ٍ َغي ِر ي ِسير ٍ» ِ‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫أن الملرء إاا عاقلدَ آخلر عللى ق ْطل ِع َج َّلل ٍ أو‬
‫شلك َّ‬ ‫َّ‬ ‫فيه م َح َّقة»‪ ،‬وهذا هنا ِ‬
‫فيه َم َح َّقة ف‬ ‫ِ‬
‫دائما عن اليسير الذي َ‬ ‫ً‬
‫نلبِطة‪.‬‬ ‫وهذه ِ‬
‫قاعد ٌ ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫هذه اللحظة فلِذلك ُع ِف َر عن اليسير‪،‬‬ ‫المح َّقة أن يقطعها يف ِ‬ ‫أخذ ُل ْق َط ٍة فإ َّب ُه من َ‬
‫ْ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫المصنِّف َم َحلى عللى‬ ‫المصنِّف «بِ ِل َيا َد َغ ْي ِر َيس َير »‪ ،‬ما ضابِ ُط اليسير؟‪َ ،..‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬عندبا يف قول َ‬
‫ِ‬
‫وحًمهلا‪ ،‬وأ َّملا‬ ‫فظاهر ك مِ ِه أبَّها ُم َت َع ِّلقة ِبلياد الثمر يف بولِها‬ ‫أن ضابِ َط اليسير يف الطول فقال يف ِّ‬
‫الليا َد‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫محى عل ْي ِه الحليخ موسلى‬ ‫الق َّل ِة وال َك ْث َر َ‬
‫بالل َمن وهذا الذي َ‬ ‫العبر َ يف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ما محى عليه غ ْي ُر ُه من ال ُعلماء فًعلوا ْ َ‬
‫‪534‬‬

‫تأخذ يوم أو يلومين‬ ‫وبح ِوها الحرء اليسير عاد ً‪ ،‬يعنر عاد ً َ‬
‫الً َّل ُ‬ ‫ِ‬
‫يومين ْ‬ ‫يف ا قناأ فقال «و ُي ْعفى عن يو ٍم و‬
‫المقدار وهذا هو األقرب ِل َّن الفوريلة العفلو فيهلا علن اللملان ولليس علن‬
‫فيعفى عن اللمن ول يعفى عن ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬
‫الحًم‪.‬‬

‫َان ِ َيها»‪.‬‬
‫ب [ َ َال] َوي ْي َترِك ِ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل َا ْلخَ َي َ‬

‫أصللِها فإبَّل ُه يًلوز لل ُه أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أن امر ًء اشةى من آخر شًر ً ل َق ِّ خحلبِها وبقلاء ْ‬ ‫ع»‪ ،‬لو َّ‬ ‫يقول‪« :‬إ َّل َ‬
‫الخ َح ْ‬
‫كان يف مللاد يف الطلول وهلذا َّ‬
‫ألن‬ ‫ويحت َِر ِ‬
‫كان يف ملاد‪ْ ،‬‬ ‫تأخر حينمِ ٍذ ل ي ْب ُط الب ْيع وإبَّما ْ‬
‫يحت َِر ِ‬ ‫يتأخر‪ ،‬ولكن إن َّ‬‫َّ‬
‫ال ُع ْرف جرى بِ ِه يف الب د التر ُت َق ُّ فيها الخحع ِألج ِ البتفا ِأ ِبه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح َصاد َو ُل َهاط َو ِجدَ اد َع َلى ُم ْي َترٍ»‪.‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجهلان» فإبَّهلا عللى‬
‫ْ‬ ‫الًدَ اد» يص ُّ‬ ‫الح َّصاد و ُأ ْج َر َ ال َل َّقاط و ُأ ْج َر َ َ‬
‫الًدَّ اد «أو « ُ‬ ‫إن ُأ ْج َر َ َ‬
‫يقول الحيخ َّ‬
‫ألن المنْ َف َع َة ل ُه ‪ ..‬أل َّن ال َع ْي َن ل ُه ‪ ..‬وهذا من تمام كمال البتفاأ بالع ْين‪.‬‬
‫المحتَري َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َبائِ ٍع َس ْه َو َل ْا ت ََض َّر َر َأ ْصٍ»‪.‬‬

‫ويًع عللى البلائِع أن َي ْس ِلق َيها َي ْس ِلق َر الثملر إللى حلين الًلداد‪ ،‬يعنلى إاا اشلةاها بعلدَ ُبلدُ ِّو الصل ال‬ ‫ُ‬
‫الًلدَ اد ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يًلع عللى البلائع أن َي ْسلق َيها بعلد َ‬ ‫ُ‬ ‫الًدَ اد‬‫وأبتظر إلى حين الص ال فمن حين ُبدُ ِّو الص ال إلى َ‬
‫المحتَري ُأ ْج َر ‪.‬‬ ‫يه ْ‬ ‫يًع عليه الس ْقر َّإل بِ ُاجر فيعطِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫او َّي ٍة َ َع َلى َبائِ ٍع َما َل ْم ُي َب ْع َم َع َأ ْص ٍ‬
‫ـٍ‪َ ،‬أ ْو ُي َـؤ َّه ْر َأ ْهـذ َع ْ‬
‫ـن‬ ‫ف ِس َاى َي ِسيرٍ بِآ َ ٍة َس َم ِ‬‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ت َِل َ‬
‫َعا َدتِ ِ »‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هذه قاعد شرع َّية ُم ِهمة جلدًّ ا وهلر التلر ُت َس َّلمى ب« َو ْضل ِع َ‬
‫الًلوائ ْ » وهلذه ل توجلدُ َّإل يف ْ‬
‫شلر ِأ اهلل‬
‫وضع الًوائِ وهر تلأا يف البيلوأ وتلأا‬ ‫رحمة اهلل ‪ ،‬وهر مسألة ْ‬ ‫ِ‬ ‫وهذه من‬‫ِ‬ ‫دين الس م‪،‬‬‫‪ ‬يف ِ‬
‫األصلول والثِملار َّ‬
‫ألن النبلر‬ ‫ِ‬ ‫ألصلول والثِملار‪ ،‬وال ُعلملاء إبَّملا ِ‬
‫يوردو لا يف ب ْيلع‬ ‫ِ‬ ‫يف ا يًارات وتأا يف ب ْيع ا‬
‫لال َأ ِخيله»‪،‬‬
‫بوضع الًوائِ أي يف الثِمار وقال «بِ َما ي ْأ ُك ُ َأ َحلدُ ك ُْم َم َ‬ ‫‪ْ ‬أو َر َدها يف الك‪ ،‬فقد أمر ْ‬
‫الًدَ اد وللم‬ ‫ف من الثمر ِ‬ ‫الحرء أ َّب ُه إاا َتلِ َ‬
‫شر ٌء بعد ُبدُ ِّو الص ال أو بعد وقت َ‬ ‫ْ‬ ‫ما معنى الك؟‪ ،..‬معنى هذا ْ‬
‫فلإن ضلما ا تكلون عللى‬ ‫او َّي ٍة» ليس بِ ِفع ِ آ َدمِلر‪َّ ،‬‬
‫جدادها «بِآ َف ٍة َس َم ِ‬
‫ِ‬ ‫تأخر ُّ‬
‫تأخ ًرا كبيرا يعنى َّفرط يف‬ ‫يكن قد َّ‬
‫الحرأ فقط ول يوجلد يف أي معامللة‬ ‫ِ‬
‫فير ُّد له البائع قيمتها‪ ،‬وهذا إبَّما هو موجو ٌد يف ْ‬ ‫البائع ل على المحتَري ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪535‬‬

‫وضلع الًلوائِ وللذلك‬ ‫ُ‬ ‫وهذه من خصلائِ الحلريعة السل مية هلر‬ ‫ِ‬ ‫مدبية يف القوابين الم ِ‬
‫عاصر ُم ْطل ًقا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫كم َط ٍلر‬ ‫لوه‪« ،‬بِآ َف ٍلة سلم ِ ٍ‬
‫ألن اليسلير ل ين َْللبِط كأكل الطلائِر وبَح ِ‬ ‫ف ِس َوا َي ِس ٍ‬
‫لير» َّ‬ ‫المصنِّف « َو َما َتلِ َ‬
‫او َّية» َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫يقول َ‬
‫المتْلِف‪.‬‬ ‫رد وبحو الك ويقاب الك فِع اآلدميين إبَّما تلِ َ ِ‬
‫وبر ٍد وم ٍ‬
‫ف بفع اآلدميين فلما ُب ُة على ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫أن القاعلد أبَّهلا تكلون عللى المحلةي ألبَّله اشلةاها وأصلب يف‬ ‫سماوية على البائِع» ملع َّ‬ ‫ِ‬ ‫قولله‪ِ « :‬بآ ٍة‬
‫يكلون عللى مالِلك‬
‫ُ‬ ‫أصلِ ِه ألبَّله إن بلاأ ملع أصللِ ِه َّ‬
‫فلإن الللمان‬ ‫ِ‬
‫م ْلكه لكن بقول هو على البائع ما لم ُي َب ْع مع ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِِ‬
‫كبيلرا وهلذا‬
‫تأخ ًرا ً‬ ‫أخ َر ُه المحةي ُّ‬
‫الًداد ووقت الحصاد َّ‬ ‫أخ ٌذ عن عادته يعنر بعد وقت َ‬ ‫يؤخر ْ‬ ‫األص ‪ ،‬أو َّ‬
‫فالمحلةي قلال ل‬‫ْ‬ ‫ثال الك‪ ،‬علاد ً يف التملر ملث ً أبَّل ُه ُي ْحصلدُ إاا أصلب ْلوبًلا‬ ‫معنى قول ِ ِه « َأ ْخ ٌذ َع ْن َعا َدتِه» مِ ُ‬
‫مكبوسا ب َُس ِّميه عندبا المكبوس الذي ُي ًْع عللى شلك‬
‫ً‬ ‫واحدً ا ألجع َل ُه‬ ‫هخ َر ُه حتَّى ِ‬
‫أصر َم ُه َص ْر ًما َ‬ ‫أريدُ أن ُأ ِّ‬
‫تمر مخصوص‪َ ،‬ففر حال هذا التأخير جاءت آفة بقول هذا ُّ‬
‫تأخر عن األخذ عاد ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص َال ُح َب ْع ِ َث َم َر ِة ََ َُ َر ٍة َص َالح لِ َُ ِمي ِع ن َْا ِع َها َا َّل ِذي ِ َا ْل ُب ْست ِ‬
‫َان»‪.‬‬

‫إن ص َال بعه الثمر ص ٌال لك الحًر ‪ ،‬وص ال‬ ‫بعرف ص ال الثمر ؟‪ ،..‬قال َّ‬ ‫يقول الحيخ كيف ِ‬
‫له َثملر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شًر ٍ واحد ص ٌال لك‬
‫الحًر من بوعة يف البسلتان وهلذا معنلى قلول المصلنِّف « َو َصل َ ُال َب ْع ِ َ َ‬
‫َش ًَ َر ٍ َص َ ٌال ل ِ ًَ ِمي ِع ب َْو ِع َها ا َّل ِذي فِر ال ُب ْستَان»؛ ألن ملن الصلعع أن بقلول ل ُبلد أن يكلون الصل ال لكل‬
‫ثمر ‪.‬‬

‫ان َا ْل ُح ْل ِـا َو َب ِه َّيـ ُة َث َمـرٍ ُبـدُ ّو ُ‬


‫َب َأ ْن يتَماه بِا ْلم ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ص َال ُح َث َمرِ َنخْ ٍٍ َأ ْن َي ْح َم َّر َأ ْو َي ْص َق َّر‪َ ،‬وعن ٍ َ َ َّ َ َ‬
‫ب َأك ٍٍْ»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ن ُْضٍِ َوطيِ ُ‬

‫أن النبلر ‪ ‬بَهلى علن‬ ‫ِ‬


‫حديث َأب َْس َّ‬ ‫المصنِّف كيف يكون ُبدُ ِّو الص ال وقد جاء يف‬ ‫هنا اكر َ‬
‫للم ُسلمِ َ كيلف يبلدو َصل ُحها قلال‪َ « :‬أ ْن َت ْح َم َّلر َأ ْو َت ْصل َفر»‪ ،‬قلال الثملر أن‬ ‫ِ‬
‫ب ْيع ال َث َمر حتى َي ْبدُ َو َصل ُحها َف َّ‬
‫ملر وثملر‬
‫أح َ‬ ‫لفر أو ْ‬
‫أص َ‬ ‫ثلم بعلد اللك ُي ْصلبِ ُ ْلوبًلا أي ْ‬ ‫يخ ُر ُج َأ ْخ َل َر َّ‬
‫ثمر النخ ِ تعلمون أ َّب ُه ْ‬‫يح َمر أو َي ْص َفر‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬
‫الحلو ُي َس ُّمو ا حملراء واألصلفر وهلو‬
‫مر ُ‬‫أح َ‬
‫فر أو ْ‬
‫أص َ‬
‫مر‪ ،‬أي ثمر يف الدبيا إ َّما ْ‬
‫أح َ‬
‫فر أو ْ‬
‫أص َ‬
‫دائما إ َّما ْ‬
‫التمر ً‬
‫أصفرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫أغلع ثمر المدينة‬

‫الح ْم َلر وهلذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُ‬


‫أح َم َر ُح ْم َر شديد فيكون من بدايته قريع من السواد هذا ملن شلدَّ ُ‬ ‫يكون ْ‬ ‫بعه الثمر‬
‫ُ‬
‫التمر كال َع ًْ َو م َث ً ِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫موجو ٌد يف بعه‬
‫‪536‬‬

‫العنَلع‬ ‫َع َأ ْن َتموه بِالم ِ‬


‫اء الح ْل ِو»‪ ،‬يعنر يصبِ فيه الماء الحلو ليس يابِسا‪ِ ،‬‬ ‫قال‪َ « :‬أ ْو َي ْص َف َّر» وقال « َو ِعن ٍ‬
‫َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ِ‬
‫الملرور التلر‬
‫اهبلت ُ‬
‫َ‬ ‫لو‬ ‫إاا كان يابِ ًسا فإ َّب ُه لم يبدو ص ح ُه فإن بد َأ ب ْع ُل ُه يلين ف ُي ْصبِ فيه الماء والماء ُ‬
‫الح ٌ‬
‫كابت فيه ولو ثمر واحد يف ال ُبستان فإبَّه يدُ ُّل على ص ال جميع ال ُب ْستان‪.‬‬

‫لم ْش ويف غ ْي ِرهللا مللن الثمللار األخللرى للذ ِه‬


‫الم ْحل ِ‬
‫قللال‪« :‬وب ِقيل ِلة َثمل ٍلر بللدُ و ب ُْلللجٍ وبِيللع َأ ْك ل ٍ »‪ ،‬هللذا يف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ ُ ِّ‬
‫الطريقة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫قال‪َ « :‬و َي ْح َم ُ َب ْي َع َدا َّبة ع َذ َار َها َوم ْق َو َد َه ا َو َب ْع َ‬
‫لها»‪.‬‬
‫ِ‬
‫والم ْقل َلود للبِل‬ ‫لم َ البيللع « ِعل َلذار َها ومِ ْقود َهللا»‪ِ ،‬‬
‫العل َلذار هللو ال ِّلًللام للخ ْي ل‬ ‫إن مللن بللاأ داب ل ًة َشل ِ‬
‫يقللول َّ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫وب َْح ِوها‪.‬‬

‫يح َم ُلها وهذا مبن ِ ٌّر عللى ال ُع ْلرف‪ ،‬أ َّملا للو‬ ‫الرج يف الخ ْي فإ َّب ُه ْ‬ ‫قال‪َ « :‬و َب ْع َل َها» النَ ْع الذي ُي ًْ َع تحت ِّ‬
‫ف اآلن‬ ‫لع ال ِّلًلام‪ ،‬ال ُع ْلر ُ‬
‫بلاأ الدا َّبلة ل ُي ْح َلم ُ الب ْي ُ‬
‫أن ملن َ‬ ‫ف بذلك بلمان كما هو يف زمابِنا اآلن َّ‬ ‫ف ال ُع ْر ُ‬ ‫أخ َت َل َ‬
‫ْ‬
‫غلال اآلن وخاصل ًة بعله أبلواأ ال ِّلًلام ُيصلبِ‬ ‫ألن ال ِّلًام ِس ْعر ُه ٍ‬
‫أن ال ِّلًام ُم ْست َِق ف َيبي ُعها بِ ِّلًام َّ‬
‫ِعندبا َّ‬
‫ُ‬
‫غال جدً ا‪ ،‬وأ َّما النَ ْع ف شك أ َّب ُه مع ُه أل َّب ُه مت َِّص ٌ بالخ ْي ِ‪.‬‬
‫ٍ‬

‫قال‪َ « :‬وقِ ان ل ِ َباس ُه ل ِ َغ ْي ِر َجم ٍ‬


‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كالح ِل ّ َّل يد ُه ٍُ مع ُ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن باع ِقن ََ ِم ٍَ لِباس لغير جمٍ َّ ِ‬
‫ْلن لباس الُمٍ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬ ‫ًّ‬

‫تح ِمل ُ هلذا الحلعار وتقلع‬ ‫وهم َّيلة وأبَّهلا ْ‬ ‫أن بعه البنوك ا س مية ٌ‬
‫بنوك ْ‬ ‫هذا أخوبا يقول يك ُثر الك م َّ‬
‫يف ُمعام ت ِر َب ِو َّية‪ ،‬فما رأيك يف هذا الك م؟ وه عامة البنوك ا س مية حرام؟‬
‫ِ‬
‫هذه القاعد لهلا َب ْلر ٌد وع ْكلس‬ ‫بالح ْخ ِ » بدلي‬ ‫ِ‬
‫بالعقد ل َ‬ ‫أن ِ‬
‫العا َ‬ ‫شرع َّية « َّ‬ ‫ِ‬
‫عندبا قاعد وهذه قاعد ْ‬
‫الربلا ملع‬
‫فلإن النبلر ‪ ‬بَهلى علن ِّ‬ ‫وعكسها هلو دلي ُلهلا ملن فِعل النبلر ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫و َب ْر ُدها‬
‫صلحيحا‬ ‫وإن كان الحخ ُم ْسلِ ًما ب لو كان َأ َب َّر الناس‪ ،‬والعكلس فلإن كلان العقلد‬ ‫ِ‬
‫بالعقد ْ‬ ‫المسلِم ِ‬
‫فالعا ُ‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫يهلودي‬ ‫كلان غ ْيلر ُم ْسللِ ٍم وقلد أقلة ََب النبلر ‪ ‬ملن‬ ‫الربا وللو َ‬ ‫يًوز ولو كان الذي أمامك يأ ُك ُ ِّ‬
‫لودي» ينْل ِلل ُأ لل ُه ِدل ًء كل َّ ُد ْلل ٍلو بِت َْمل َلر ٍ ف َأ َكل النبللر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأجل َلر علللر ‪ ‬ب ْف َسل ُه عنْللدَ ه «عنللدَ يهل ا‬
‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ورهل َن د ْر َعل ُه عنْللدَ ه َّ‬
‫الرشلا فملا ُل ُهم‬ ‫إن اهلل ‪ ‬حكى عن اليهود أبَّهم يأكُلون ال ِّربا ويل ْأك َ‬ ‫إقرارا له‪ ،‬مع َّ‬ ‫ِ‬
‫ُلون ِّ‬ ‫‪ ‬منْها ً‬
‫حرام مع الك يًوز‪ ،‬إ ًاا ِ‬
‫الع ْب َر ُ بالعقد‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪٦‬‬
‫‪537‬‬

‫صلحيحا‬
‫ً‬ ‫جلواب لله‪ ،‬الًلواب بقلول هل العقلدُ صلحي ٌ أم ل؟‪ ،..‬فلإن كلان العقلد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سؤال أخينلا ل‬ ‫إ ًاا‬
‫ِ‬
‫اسمه أ َّب ُه إس مر سلوا ًء كلان‬ ‫يلع يف‬ ‫ِِ‬ ‫فالمعا َم َل ُة صحيحة سوا ًء كان ُ‬
‫وضع يف اسمه أ َّب ُه إس مر أو لم ْ‬
‫َ‬ ‫البنك‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الح ْك ُم يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقد سواء هذا واحد‪.‬‬ ‫مال ُكو ُه مسلمين أو كان مال ُكو ُه غير مسلمين ُ‬
‫ِ‬
‫بطبيعة عملِك إن كان عملِك ل ت َع ُّلل َ لله بلالحرام فحل ل‪ ،‬فملن كلان‬ ‫األمر الثاين عم ُل َك ِعنْدَ ه‪ِ ،‬‬
‫الع ْبر ُ‬
‫خاص ِلة‬
‫الو َر ْأ شرء آخر أبا أتك َّلم علن الحل ل‪ ،‬اللورأ مسلألة أخلرى يف َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عم ُله يف ح ل يف أي بنك فًائل‪َ ،‬‬
‫ب ْف ِسك‪ ،‬الفتوى ل ُي ْفتى فيها بالورأ والحتياط َّإل يف مسائِ الشتباه وهذا لهلا بظلر عنلد ُعلملاء األصلول؛‬
‫القاعد إن كنت تريد أن تتعامل ملع البنلك بِب ْيل ٍع أو ِشلراء أو تتعامل معهلم‬
‫ِ‬ ‫لكن بتكلم عن فتوى العا ُ يف‬
‫تص ِلرف الملال‬ ‫حلارس عم ُل َ‬ ‫فأبلت ِ‬ ‫باستمًار بعقد أن تكون مو َّن ًفا ِعنْدَ ُهم ِ‬
‫العلا ُ بِ َع َملِلك‬
‫لك حل ل‪ ،‬أبلت ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫شلاهدَ ْي ِه فإبَّل ُه حينمِ ٍلذ تلدْ ُخ ُ يف َل ْع ِ‬
‫لن النبلر‬ ‫فقط عم ُل َك ح ل؛ لكن إن كنت آكِ الربا أو موكِ َله أو كاتِبله أو ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الخم َسة‪ ،‬ومن لعنة النبر ‪ ‬فقد ُب ِر َد من َر ْح َم ِة اهلل ف َب َر َك َة يف مالله‬ ‫ْ‬ ‫‪َ ‬ل َع َن َهؤلء‬
‫َدار َك ُه اهلل ‪ ‬بِ َر ْح َمتِه ويتوب يف حياتِ ِه الدُ بيا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫عما يكون يف آخ َرته َّإل أن يت َ‬
‫ِ‬
‫ول ُي ْم َن يف حياته باهيك َّ‬
‫ِ‬
‫جواب فيما سب ‪.‬‬ ‫والم ًْ َم يف‬
‫الك م ُ‬ ‫هذا هو ُم َل َّخ‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)19‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )19‬اية المًلس التاسع عحر‪.‬‬


‫‪538‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وي ِصح َالس َلم ُ ِبسبع ِة َُر ٍ‬
‫وط»‪.‬‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ َ ُّ َّ‬
‫بيع وهو صور ٌ من صور البيع‪ ،‬وإبَّملا أفلرد‬
‫بدأ المصنِّف رحمة اهلل عليه يتكلم عن بيع السلم‪ ،‬والسلم ٌ‬
‫بيع السلم ذه الصور ؛ قالوا‪ :‬ألبه خالف من جهتين‪:‬‬

‫‪ ‬الُهة اْلولى‪ :‬أن فيه بي ًعا لمعدوم‪.‬‬

‫‪ ‬الُهة الثانية‪ :‬أن فيه بي ًعا لما ل يملك‪.‬‬

‫ولذا‪ :‬فإن بعله أهل العللم يقلول بعبلار قلول بعله‪ -‬فلإن بعله أهل العللم يقلول‪ :‬إن بيلع السللم‬
‫مستثنى من البيع؛ ألن من شرط البيع ْ‬
‫أن يكون المبيع معلو ًما مملوكًا‪ ،‬وقلد اسلتثنر اللك يف السللم‪ ،‬وقلال‬ ‫ً‬
‫مستثنى من القاعد ‪ ،‬ب إبله يًلوز بيلع غيلر الممللوك؛ ألن النبلر‬
‫ً‬ ‫بعلهم وهو التحقي أن بيع السلم ليس‬
‫‪ ‬إبَّما قال‪ََّ « :‬ل َتبِ ْع َما َل ْي َس ِعنْدَ َك»‪.‬‬

‫وأما رواية « ََّل َتبِ ْع َما َل ْي َس يف مل ب»‪ ،‬فإن ثبتت؛ ألن األص ملن حيلث اللفلظ األول فلإن ثبتلت فإ لا‬
‫محمول ٌة على الغالع‪ ،‬بدلي أن الولر والوكي والوصر والحاكم يًلوز بليعهم عملن وللوا عليله وليسلوا‬
‫ٍ‬
‫حينمذ البيع‪.‬‬ ‫مالكين له‪ ،‬فًاز‬

‫إ ًاا فدَ ل على أن هذا الحديث ليس مستثنى‪ ،‬وإبَّما القاعد هناك بقول‪ :‬ل يًوز ْ‬
‫أن يبيع المرء ملا لليس‬
‫عنده‪ ،‬ول بقول‪ :‬ما ليس يف ملكه‪.‬‬

‫أن يكلون موصلو ًفا‪ ،‬الحلرء اللذي ُيبلاأ إملا ْ‬


‫أن‬ ‫شلي ًما ل يملكله بحلرط ْ‬ ‫بيع السلم هو ْ‬
‫أن يبيلع الحلخ‬
‫أن يعين بالرهية أو ْ‬
‫أن يعين بالوصف‪ ،‬هذا التقسليم مهلم‬ ‫أن يكون موصو ًفا‪ ،‬والمعين إما ْ‬
‫يكون معينًا‪ ،‬وإما ْ‬
‫َاكَر الحيخ موسى أن بعه النَّاس يخطلئ بسلبع علدم التفريل ؛ ألبنلا بسلتخدم الوصلف ملرتين يف كتلاب‬
‫البيع‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪539‬‬

‫المبيعات ناعان‪:‬‬

‫الناع اْلول‪ :‬معي ٌن‪.‬‬


‫ٍ‬
‫معين‪.‬‬ ‫وموصوف غير‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪:‬‬

‫المعين ناعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬معي ٌن برهية‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬ومعي ٌن بوصف‪.‬‬

‫أضرب مثاَّل‪ :‬ببدأ يف المعين‪ ،‬المعلين بالرهيلة بعتلك هلذا الكتلاب‪ ،‬هلذا معلي ٌن برهيلة‪ ،‬معلي ٌن بوصلف‬
‫بعتك كتابر الذي رأيته معر باألمس أو الذي كان معلر بلاألمس‪ ،‬وصلفه كلذا وكلذا‪ ،‬علدد صلفحاته كلذا‪،‬‬
‫كتلاب واحلد‪ ،‬فبعتلك‬
‫ٌ‬ ‫حًمه كذا‪ ،‬جودته كذا‪ ،‬للون غ فله كلذا‪ ،‬بعتلك كتلابر معلين‪ ،‬ل يوجلد عنلدي إل‬
‫كتابر المعين‪ ،‬أو أقول‪ :‬بعتك سيارا‪ ،‬هذا هو رقم لوحتها واستمارهتا‪ ،‬ووصفها كذا كذا كذا‪.‬‬

‫إ ًاا هو معين لكن كيف عرف؟ بالوصف‪.‬‬

‫المعين تكلمنا عن بيعه يف كتاب البيع‪ ،‬البيع هناك تكلمنا عن بيع المعلين‪ ،‬سلوا ًء ُعل ِّين بالرهيلة أو ُعل ِّين‬
‫بالوصف ابتهينا عنه تكلمنا عنه يف درس األمس‪.‬‬

‫درسنا اليوم هو بيع الموصوف غير المعين‪ ،‬الموصوف غير المعين سأبيعك كتا ًبا‪ ،‬كتا ًبلا لليس كتلابر‪،‬‬
‫لوبه كذا وصفته كذا‪ ،‬قولر‪ :‬كتا ًبا يوجد يف السوق مائة كتاب‪ ،‬أما عندما أقول‪ :‬كتلابر‪ ،‬ل يوجلد يف السلوق‬
‫أن أءتيلك ببدلله؛ لكلن يف الموصلوف يًلع عللر ْ‬
‫أن‬ ‫إل كتابر أبا فقط‪ ،‬ويختلف إاا تلف الكتاب ل يللم ْ‬
‫أءتيك ببدله‪ ،‬الفرق بين بيع المعين وبيع الموصوف‪.‬‬

‫بيلع لمعلين أم‬


‫وتقلول‪ :‬أعًبتنلر غةتلك‪ ،‬عنلدما أقلول‪ :‬بعتلك غلةا‪ٌ ،‬‬ ‫مثال آهر‪ :‬عندما تأا لحخ‬
‫بيلع موصلوف‪ ،‬بيلع‬
‫لموصوف؟ معين‪ ،‬عندما أقول لك‪ :‬هذه الغة من النوأ الف ين‪ ،‬سأبيعك مثلها‪ ،‬هلذا ٌ‬
‫الموصوف معناه أبه يوجد عحرات المعين واحد‪.‬‬

‫موصلوف يف الذملة‪ ،‬قلد يكلون هلذا‬


‫ٌ‬ ‫بأا لبيع الموصوف‪ ،‬بيع الموصوف هذا هو بيع السلم‪ ،‬وهو بيلع‬
‫وكثير من النَّلاس يتعلاملون ببيلع السل َلم كثيلر جلدًّ ا جلدًّ ا‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الموصوف يف ملكك‪ ،‬وقد يكون ليس يف ملكك‪،‬‬
‫‪540‬‬

‫عندما تذهع لصاحع المح وتقول له‪ :‬أريد منك الحلرء الفل ين‪ ،‬تقلول‪ :‬غلدً ا أءتيلك بله أعطنلر اللثمن‬
‫بيع لموصوف‪.‬‬
‫وغدً ا أءتيك به‪ ،‬هذا ٌ‬

‫شرء معين فيعًبه كطعام مث ً ‪ ،‬فيقول لك‪ :‬أعًبنر الك‪ ،‬تقول له‪ :‬أعطنر عحلر‬ ‫يرى معك شخ‬
‫سلما‪.‬‬
‫أءتيك غدً ا بمثله أو بمقدار كذا منه‪ ،‬هذا سلم‪ ،‬فك الك ُيسمى ً‬
‫إ ًاا هو بيع موصوف‪.‬‬

‫بيع الموصوف ‪-‬قلت لك‪ -‬قد يكون يف ملكك وقلد ل يكلون يف ملكلك‪ ،‬جلاء الحلرأ بإباحتله ولكلن‬
‫الحرأ جع له قيودا‪ ،‬فقلد ثبلت علن النبلر ‪ ‬أبله قلال‪« :‬مـن أسـلف»‪ ،‬ويف ٍ‬
‫لفلظ « َمـن أسـلم»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أسلف بمعنى أسلم‪ ،‬ولكن أه الحًاز أهل المدينلة يسلمون بيلع السللم سلل ًفا‪ ،‬وأهل الكوفلة والعلراق‬
‫سلما‪ ،‬وفقهاهبا أخذوا التعبيلر بالسللم دون السللف؛ قلالوا‪ :‬ألن كلملة السللف تحلةك ملع سللف‬
‫يسموبه ً‬
‫القرض‪ ،‬فلذلك أرادوا ْ‬
‫أن يدرهوا الشةاك يف األلفاظ‪ ،‬فاختاروا السم العربر الثاين وهو اسم السلم‪.‬‬

‫أجٍ معلـام»‪ ،‬هلذه‬ ‫ٍ‬


‫ووزن معلام إلى ٍ‬ ‫إ ًاا قال النبر ‪َ « :‬من أسلف ليسلف يف ٍ‬
‫كيٍ معلام‬
‫هر الحروط السبعة التر سيوردها المصنِّف‪ ،‬وهذه الحروط أوردها النبر ‪ ‬وقالها‪.‬‬

‫بأا بالحروط السبعة المأخوا من الحديث‪.‬‬

‫يٍ َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫يما ُي ْم ِ ُن َض ْب ُط ِص َقاتِ ِ ك ََم ِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْن ي َ ِ‬
‫ُان َ‬ ‫َ‬
‫يقول‪ :‬الحرط األول‪ْ :‬‬
‫أن يكون المعقود عليه يف السلم مما يمكن ضبط صفاته كمكي ٍ وبحلوه‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫« َوب َْح ِوه» أي‪ :‬كمكي ٍ أو موزون أو معدود أو ملروأ‪ ،‬ليس ً‬
‫خاصا بالمثليات وهو المكي والموزون‪ ،‬كل‬
‫ٍ‬
‫شرء من األمور األربعة يمكن ضبطه فيه فإبه يًوز‪.‬‬

‫‪ ‬قاعدة مهمة‪ :‬وسأقول لك إن هذه القاعد تغيرت بتغير اللمان يف زمان المؤلف شرء وتغيلرت يف‬
‫زمابنا‪ ،‬القاعد هر‪ :‬قال‪َ « :‬أ ْن ُي ْمكِ ُن َض ْب ُط ِص َفاتِ ِه»‪ ،‬فك ما يمكن ضبط صفاته فإبله يًلوز‪ ،‬وملا ل يمكلن‬
‫ضبط صفاته بالكي أو بالوزن أو بالعد أو باللرأ فإبه ل يًوز‪.‬‬

‫من أمثلة الك‪ :‬بيع الربع وبيع الا كله يًوز؛ ألبه مما يمكلن ضلبط صلفاته‪ ،‬هنلاك أشلياء يف اللملان‬
‫القديم كابوا يقولون ل يمكن ضبط صلفاهتا‪ ،‬يف زمابنلا هلذا يللبط‪ ،‬أضلرب لكلم مثلالين‪ ،‬هلذان المثلالن‬
‫‪٦‬‬
‫‪541‬‬

‫مهمللان جللدًّ ا؛ ألن عللدم علمللك أن هللذين المثللالين الخ ل ف فيهمللا إبَّمللا هللو يف تحقي ل المنللاط وللليس يف‬
‫تخريًه؛ إبما هو يف التحقي وليس يف التخريج‪ ،‬يعنر القاعد متف عليها ولكن يف التخريج‪.‬‬

‫قديما كابوا يقولون‪ :‬الفواكه ل يًلوز فيهلا السللم؛ أل لا ُتبلاأ علدً ا‬


‫‪ ‬المثال اْلول‪ :‬الفواكه‪ ،‬العلماء ً‬
‫صغرا وكلاًا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫خمس حبات برتقال‪ ،‬خمس حبات محمش وهكذا‪ ،‬قالوا‪ :‬لكن الحبات تختلف يف الحًم ً‬
‫قديما‪ ،‬أما اآلن فإبه يمكن ضبطها ااهلع لمللارأ‬ ‫سلما‪ ،‬هذا ك مهم ً‬ ‫فلذلك كابوا يقولون‪ :‬ل يًوز بيعها ً‬
‫الفواكه الكبير عنلدبا هنلا يف تبلوك ملث ً ‪ ،‬فيصلنِف للك المحلمش إللى ث ثلة أبلواأ أو أربعلة أبلواأ باعتبلار‬
‫الحًم‪ ،‬حًم واحد‪ ،‬حًم اثنين‪ ،‬حًم ث ثة‪ ،‬حًم أربعة‪ ،‬حًم خمسة‪.‬‬

‫قديما ل يمكن ضبطه أصب يف زمابنا يمكن ضبطه‪ ،‬ب أغلع ملا يف السلوق مصلنَف الفاكهلة‬
‫فما كان ً‬
‫سللما؛ ألبله أم َكلن ضلبطها بالصلفات ملن‬
‫على الحًم‪ ،‬فاآلن اختلف المعيار‪ ،‬فنقول‪ :‬يًوز بيلع الفاكهلة ً‬
‫حيث الحًم‪ ،‬هذا واحد‪ ،‬ابتهينا من الصفة األولى‪.‬‬

‫قديما كلابوا يقوللون‪ :‬إن المصلنوعات ل يًلوز السللم فيهلا‪ ،‬تلأا لحلخ‬
‫‪ ‬المثال الثاين‪ :‬العلماء ً‬
‫وتقول له‪ :‬أريدك ْ‬
‫أن تصنع لر كذا وكذا‪ ،‬أو تأتينر بالمصنوأ الف ين كذا وكلذا‪ ،‬يقوللون‪ :‬ل يًلوز السللم‬
‫قديما‪.‬‬
‫فيه؛ ألبه غير منلبط هذا ك مهم هذا ً‬
‫أما اآلن فإن الصناعة دقيق ٌة جلدًّ ا‪ ،‬بل إن الصلناعة اآلليلة أدق ملن اللدقي ‪ ،‬اكلرت لكلم بلاألمس لليس‬
‫ٍ‬
‫بًلء ملن المللر‪ ،‬اآلن أصلبحوا يًعللون أجللا ًء ملن المللر يف النلابو‪ ،‬فالمصلنوعات المتعلقلة‬ ‫بالملر ب‬
‫جلء من ٍ‬
‫أللف ملن جللء‪ ،‬فيًلوز السللم‬ ‫باألجهل الدقيقة مث الكمبيوترات واآللت الدقيقة‪ ،‬الصناعة يف ٍ‬

‫فيها‪.‬‬

‫آلخر ويقول‪ :‬أريدك ْ‬


‫أن تأتينر بآلة كلذا‬ ‫من صور السلم يف المصنوعات اآلن التر تًوز‪ :‬يأا شخ‬
‫أو بسيار ‪ ،‬السيار عندي ليسلت عنلدي؛ لكلن السليار مللبوب ٌة صلفاهتا‪ ،‬تأخلذ كتلالوج ملن المصلنع بل‬
‫موجود على ا بةبت كتلالوج المصلنع كامل جميلع التفاصلي ‪ ،‬فأءتيلك بمثلهلا بعلد شلهرين أو ث ثلة أو‬
‫أربعة‪ ،‬فيًوز يف المصنوعات‪ ،‬لم بخالف قول الفقهاء‪ ،‬وإبَّملا اختللف اللملان يف تحقيل المنلاط‪ ،‬المنلاط‬
‫واحد لم يتغير وإبَّما اختلف التحقي ‪ ،‬ف بقول إبنا خالفنا الفقهاء يف هذه المسألة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪542‬‬

‫ف بِ ِ َال َّث َم ُن بَالِبا َو َحدَ ا َث ٍة َو ِقدَ ٍم»‪.‬‬ ‫ْس ونَاعٍ‪ ،‬وك ٍُِ وص ٍ‬
‫ف َيخْ ت َِل ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِذك ُْر ِجن ٍ َ ْ َ‬

‫وصف يختلف به الثمن‪ ،‬من حيث النوأ‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫يقول إبه يللم ِاكر صفة المبيع وبوعه ما هو بوعه‪ ،‬وك‬
‫حيث اللون‪ ،‬من حيث القدم والحداثة وغير الك؛ ولذلك فإن قلول المصلنِّف‪َ « :‬و َحدَ ا َث ٍلة َوقِلدَ ٍم»‪ ،‬ليسلت‬
‫على إب ق ب بقول‪ :‬يللم ِاكر الحداثة والقدم إاا كابت مما يختلف ا الثمن‪ ،‬وأما إاا للم يكلن يختللف‬
‫ا الثمن ف أثر له‪.‬‬

‫يف بعه األشياء إاا كابت قديم ًة زاد ثمنهلا‪ ،‬مثل ‪ :‬اللرز‪ ،‬اللرز كلملا بلال زمنله وكلان أقلدم كلملا كلان‬
‫أغلى‪ ،‬وهناك أشلياء كلملا كابلت أجلد كلملا كابلت أغللى مثل التملر‪ ،‬فالحويل وهلو تملر السلنة الماضلية‬
‫من التمر الذي كنل يف هذه السنة كنل هذه السنة‪ ،‬فبعه الثمار إاا أصبحت قديم ًة أصبحت أغلى‪،‬‬ ‫أرخ‬
‫وبعلها إاا كابت جديد ً أصبحت أغلى‪ ،‬وبعلها ل أثر له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِذك ُْر َقدْ ِر ِه»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يًع ِاكر القدر بالمعيار الحرعر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح ِ َم ِ ٍ‬


‫يٍ َوزْنا َو َع ُْس ُ»‪.‬‬

‫هذا معنى قولنا‪ :‬ويًع اكر قدره بالمعيار الحلرعر‪ ،‬أي ل يًلوز السللم يف المكلي ت إل كلي ً ‪ ،‬ويف‬
‫الموزوبات إل وزبًا هذا هو المحهور عند فقهائنا‪ ،‬واهلع بعله الفقهلاء وهلو اختيلار الحليخ تقلر اللدين‬
‫وهو الرواية الثابية عن أحمد أبه يًوز السلم يف المكلي ت وزبًلا‪ ،‬ويف الموزوبلات كلي ً إاا جلرى العلرف‬
‫ا‪ ،‬وهذا الذي جرى العرف به عندبا اآلن فإن التًار اآلن يحةي التمر وزبًا قب حصاده‪.‬‬

‫اآلن المللوردين يحللةون مللن الملللارعين يقللول‪ :‬أريللد منللك كللذا وكللذا كيلللو‪ ،‬فنقللول‪ :‬هللذا بنللا ًء علللى‬
‫اخت ف األعراف وهو على الرواية الثابية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِذك ُْر َأ َج ٍٍ َم ْع ُلا ٍم ك ََي ْهرٍ»‪.‬‬

‫هذه مسألة مهمة عندبا فيها مسألتان مهمتان ل ُبد ْ‬


‫أن بتكلم عنهما‪:‬‬

‫أن يكللون مللؤج ً ‪ ،‬ول يًللوز ْ‬


‫أن يكللون السلللم حل ً‬
‫لال‪ ،‬الللدلي ‪ :‬قللالوا‪ :‬ألن النبللر‬ ‫أي‪ :‬يًللع يف السلللم ْ‬
‫أن يكون هناك أج ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ ْ‬ ‫أجٍ»‪ ،‬فيًع‬ ‫كيٍ معلام إلى ٍ‬
‫‪ ‬قال‪َ « :‬من أسلم ليسلم يف ٍ‬
‫‪٦‬‬
‫‪543‬‬

‫ائملا بتعامل بله اآلن وقلالوا إن قلول‬


‫بعه أه العلم يقول‪ :‬يًوز السلم الحال‪ ،‬وسأاكر لكم مثلال د ً‬
‫أن يكون األج معلو ًما‪ ،‬ما هر صلور‬ ‫النبر ‪« :‬إلى ٍ‬
‫أجٍ معلام» أي‪ :‬إاا كان فيه أج ٌ فيللم ْ‬
‫السلم الحال؟‬

‫دائما تأتينا‪ ،‬عنلدما تلذهع لصلاحع محل ٍ تًلاري وتقلول لله‪ :‬أريلد‬
‫ً‬ ‫صور السلم الحال‪ :‬هذه صور‬
‫منك السلعة الف بية مما يًري فيها السلم‪ ،‬مما يمكن ضبطه بالصفات‪ ،‬ويكون مما يعلرف قلدره‪ ،‬فيقلول‬
‫ٍ‬
‫بلثمن‬ ‫لك‪ :‬بيع‪ ،‬ليست عنده‪ ،‬أعطنر الثمن‪ ،‬فيأخذ منك الثمن‪ ،‬ثم يذهع إلى جاره ويأخلذ هلذه السللعة‬
‫إن قلت‪ :‬إن السلم الحال يًلوز صل العقلد وأصلب لز ًملا‪ْ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ٍ‬
‫بالمساو‪ ،‬ثم يعطيك إياه‪ْ ،‬‬ ‫أق أو أكثر أو‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ل يكون لز ًما وإبَّملا يكلون وعلدً ا‪ ،‬فيًلوز للمحلةي‬ ‫ٍ‬
‫بًائل‪ ،‬فإن العقد‬ ‫قلت‪ :‬إن السلم الحال ليس‬
‫ْ‬
‫أن يفسخ العقد‪.‬‬

‫أما لو قلنا‪ :‬إن الثمن الحال لزم‪ ،‬وهو قول الحافعر واختيار الرواية الثابيلة ملذهع أحملد‪ ،‬فلليس لله‬
‫الرجوأ ما ليس لك الرجوأ إل خيلار المًللس ْ‬
‫إن كلان يف خيلار مًللس‪ ،‬ابتهينلا ملن هلذه المسلألة‪ ،‬هلذا‬
‫معنى قوله‪َ « :‬و ِاك ُْر َأ َج ٍ َم ْع ُلو ٍم»‪.‬‬

‫أثر يف اللثمن‪ ،‬بمعنلى أل يلذكر أجل ٌ حيللةً‪،‬‬ ‫قول المصنِّف‪« :‬ك ََح ْه ٍر» معناها‪ :‬أبه ل ُبد ْ‬
‫أن يكون لألج ٌ‬
‫مؤثرا‪ ،‬هل يلللم ْ‬
‫أن يكلون‬ ‫فيقول لك‪ :‬بعد ساعة‪ ،‬ساعتين‪ ،‬هذا غير مؤثر‪ ،‬بصف ساعة‪ ،‬ب ل ُبد ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫شهرا؟ هذا قول لبعه أه العلم‪ ،‬والصحي أبه ليس لز ًما‪.‬‬
‫ً‬
‫أثلر يف‬
‫ٌ‬ ‫أن يكون أق األج شهر‪ ،‬ب قد يكون يو ًما‪ ،‬بحرط ْ‬
‫أن يكون لألج‬ ‫والكاف للتحبيه‪ ،‬ف يللم ْ‬
‫الثمن‪ ،‬هذا ك مهم والمسألة فيها خ ف بين أه العلم؛ ألن مبنر على الخ ف ه يًوز السللم الحلال‬
‫أم ل‪.‬‬

‫لعلنا بقف‪ ،‬بكمل بلاقر الحلروط إن شلاء اهلل‪ ،‬وسلأتكلم علن صلور السللم؛ ْ‬
‫ألن سلنتكلم علن السللم‬
‫المعاصر اآلن‪ ،‬وما يتع َّل به من صور الستصناأ ْ‬
‫إن شاء اهلل يف اية الدرس‪.‬‬

‫ح ِل ‪ْ ِِ َ ،‬ن َت َع َّذ َر َأ ْو َب ْع ُض ُ َص َب َر‪َ ،‬أ ْو َأ َه َذ َر ْأ َس َمالِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ ْن ياجدَ بَالِبا ِ م ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫لثمن حل ٍ‬
‫لال‬ ‫َا َكللر المص لنِّف أن شللروط السلللم سللبعة‪ ،‬ومعنللى السلللم‪ :‬هللو بيللع الموصللوف يف الذمللة بل ٍ‬
‫أن يوجد المسلم فيه غال ًبا يف محلِه‪ ،‬أي يف المح اللذي يحل فيله أو‬ ‫مقبوض‪ ،‬من هذه الحروط‪ :‬أبه ل ُبد ْ‬
‫‪544‬‬

‫يف الوقت الذي يح فيه األج ‪.‬‬


‫ٍ‬
‫شرء ل يوجد يف وقت األجل ‪ ،‬ملن أمثللة اللك‪ :‬للو أن املر ًأ‬ ‫معنى هذا الك م أبه ل يًوز ْ‬
‫أن يسلم يف‬
‫قال آلخر‪ :‬أسلمت‪ ،‬أريد منك كلذا وكلذا صلاأ تملر يف الحلتاء‪ ،‬يقوللون‪ :‬التملر الربلع يعنلر ل يوجلد يف‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول‪ :‬إن هذا الس َلم ل يص ؛ ألبه ل يوجد يف محلِه يف وقت حلول األج ‪.‬‬ ‫الحتاء‪،‬‬

‫والسللبع يف اشللةاط هللذا الحللرط؛ ألن الحللارأ ُعنللر بًعل القيللود لنفللر الخصللومة بللين المسلللمين‪،‬‬
‫أن يكون قد غللع عللى الظلن وجلود‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول‪ :‬ل ُبد ْ‬ ‫فكيف تبيع شي ًما يغلع على الظن أبه لن يوجد؟‬
‫المسلم فيه يف محلِه‪ ،‬أي يف وقت الحلول‪.‬‬ ‫الك ُ‬
‫أيلا أبه إاا قي بًواز السلم الحال‪ ،‬فلإن ملن شلرط السل َلم الحلال ْ‬
‫أن يكلون‬ ‫هذه الًملة بستفيد منها ً‬
‫موجو ًدا غال ًبا يف محلِه‪ ،‬أي يف وقت التعاقد ْ‬
‫بأن يكون قري ًبا منه وغال ًبا على ننه أبه يًده‪ ،‬لكي يكلون ملن‬
‫أك أموال النَّاس بالباب ‪.‬‬

‫ثم قال « َفإِ ْن َت َع َّذ َر»‪ ،‬معنى قوله‪َ « :‬فإِ ْن َت َع َّذ َر» يعنر‪ :‬إاا وجد هلذا الحلرط وغللع عللى ننله أبله سليًد‬
‫التمر أو سيًد القطن‪ ،‬أو سيًد الحديد يف وقته‪ ،‬فًاء األج ولم يًد الموصوف‪ ،‬فما الحكم؟‬

‫مخير بين أمرين‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬فإِ ْن َت َع َّذ َر َأ ْو َب ْع ُل ُه»‪ ،‬أو تعذر بعه الموجود فإبه‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬إما ْ‬


‫أن يصا حتى يوجد ولو بالت المد ‪.‬‬

‫أن يأخذ رأس ماله‪ ،‬إما كام ً أو جلءه فيما َّ‬


‫تعذر من باب تفري الصفقة‪.‬‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬وإما ْ‬

‫مخير بين أمرين فقط‪ ،‬ول يًوز له غير هذين األمرين‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫إ ًاا هو‬

‫عوضلا عملا يف الذملة‪ ،‬فيقلول ملث ً ‪ :‬يف امتلك‬ ‫ما الذي ل يًوز؟ من أمثلة ما ل يًوز‪ :‬قالوا‪ْ :‬‬
‫أن يأخذ ً‬
‫بدل منها أبا كنت قلد اشلةيتها منلك بمائلة‪ً ،‬‬
‫بلدل منهلا أعطنلر مائل ًة وعحلرين‪ ،‬بقلول‪ :‬ملا‬ ‫خمسة آص ٍع ٍ‬
‫تمر ً‬
‫يًوز‪ ،‬أو يعاوضه عليله بًنسله أكثلر‪ ،‬فيقلول‪ :‬بلدل خمسلة آصلع أعطنلر عحلر بعلد شلهر أو شلهرين‪ ،‬ل‬
‫بلدل منهلا كلذا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بحرء معينًا من غير جنسله‪ ،‬يقلول‪ :‬بلدل هلذه التلر يف امتلك أريلد ً‬ ‫يًوز‪ ،‬أو يعاوضه عنها‬
‫فيقولون‪ :‬ل يًوز على المحهور‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪545‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ْب ُ َال َّث َم ِن َق ْب ٍَ َال َّت َق ُّر ِق»‪.‬‬

‫هذا الحرط من الحروط المهمة جدًّ ا وأريلد ْ‬


‫أن تنتبهلوا لله؛ ألن هلذا ملن أهلم الحلروط يف السللم‪ ،‬ملن‬
‫شروط صحة السلم‪ :‬أبه ل ُبد من قبه الثمن وهذا بإجماأ أه العلم‪ ،‬لكلي يكلون ملن بلاب بيلع اللدين‬
‫بالدين‪ ،‬أي الدين الواجع بالدين الواجع‪ ،‬ف يكون من باب بيع الدين الواجلع بالواجلع؛ ألن اللديون‬
‫بوعان‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وساقط بساقط‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واجع بواجع‬ ‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬بيع‬

‫ٍ‬
‫وواجع بساقط‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وساقط بواجع‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪:‬‬

‫هذا من الواجع الذي وجع بالعقد‪ ،‬ف ُيسمى دينًا واج ًبا‪ ،‬وأما الساقط فهو ما كلان قبل العقلد ف ُيبلاأ يف‬
‫أثناء العقد‪ ،‬بيع الدين الواجع بالواجع يقولون‪ :‬ل يًوز بإجماأ أه العلم ل خ ف فيه‪.‬‬

‫مقبوضا إما الثمن أو المثمن وجو ًبا‪ ،‬لكي يكون من باب بيلع اللدين‬
‫ً‬ ‫إ ًاا ل ُبد ْ‬
‫أن يكون أحد العوضين‬
‫بالدين‪.‬‬

‫عندبا مسألة مهمة‪ :‬يف أن المرء إاا خلالف يف هلذا الحلرط‪ ،‬فللم يقلبه اللثمن فملا الحكلم؟ بقلول‪ :‬ل‬
‫ٍ‬
‫حينمذ أن العقلد يكلون مواعلد ‪ ،‬يكلون عقلد مواعلد أي‬ ‫سلما ول يكون لز ًما‪ ،‬وإبَّما الحكم‬
‫يصب العقد ً‬
‫أن يسللمها‪ ،‬بل يًلوز لله ْ‬
‫أن يغيلر يف‬ ‫أن يعطر الثمن‪ ،‬ول يللم الباال للسللعة ْ‬
‫جائلا‪ ،‬ف يللم الباال ْ‬
‫عقدً ا ً‬
‫الثمن‪.‬‬

‫ألن عندبا قاعد ‪ :‬أبنا إاا قلنلا إن هلذا العقلد ل يصل ‪ ،‬لليس معنلاه أبله حلرام‪ ،‬فقلد يكلون معنلاه أبله ل‬
‫يص حرام‪ ،‬أو أبه ل يص أي ل تةتع عليه آثلار اللك العقلد‪ ،‬وهنلا إاا قلنلا‪ :‬إن العقلد ل يصل ‪ ،‬فيكلون‬
‫جائلا ل لز ًما‪ ،‬وهذه مسألة مهمة يًع ْ‬
‫أن بنتبه لهلاو هلر أكثلر‬ ‫معناه أبه ل تةتع عليه آثاره‪ ،‬فيكون عقدً ا ً‬
‫ما يقع فيه ا شكال يف باب السلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْن ُي ْس ِل َم ِ َا ِلذ َّم ِة َ َال َي ِص ُّح ِ َع ْي ٍن َو ََّل َث َم َر ِة ََ َُ َر ٍة ُم َع َّين ٍَة»‪.‬‬

‫المس ل َلم فيلله يًللع ْ‬


‫أن يكللون يف الذمللة‪ ،‬بمعنللى أبلله غيللر معللين وإبَّمللا‬ ‫أن يكللون الحللرء ُ‬‫يقللول‪ :‬يًللع ْ‬
‫أن يقلول‪ :‬أعطنلر خمسلة آلف‬ ‫ْ‬ ‫موصوف‪ ،‬قال وبنا ًء على الك‪َ « :‬ف َ َي ِص ُّ فِلر َعل ْي ٍن»‪ ،‬ملا يصل لحلخ‬
‫‪546‬‬

‫ريال‪ ،‬وسوف أعطيك بعد ٍ‬


‫شهر سيار ف ن‪ ،‬ابظر سيار ف ن فهذه معينة؛ أل ا ليست ملكه‪ ،‬ف يًلوز لله‬
‫أن ُيسلِم يف ٍ‬
‫عين ليست يف ملكه‪.‬‬ ‫ْ‬

‫بيلع‪ ،‬ولكنله هلو مؤجل التسلليم يف‬


‫سللما وإبَّملا هلو ٌ‬ ‫وأما إاا كابت العين يف ملكه فهو بيع‪ ،‬ف ُيسلمى ً‬
‫العين فقط مؤخر التسليم؛ لكن مقصود المصنِّف‪َ « :‬ف َ َي ِص ُّ فِر َع ْي ٍن» أي‪ :‬يف ٍ‬
‫عين ليست مل ًكا له‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل يف َث َم َر ِ َش ًَ َر ٍ ُم َع َّين ٍَة»‪ ،‬الحًر قد تكون مل ًكا له؛ لكن ثمرهتلا معدوملة ليسلت موجلود للم‬
‫ِ‬
‫تأت بعد‪ ،‬ف يًوز له ْ‬
‫أن يبيع الثمر قب بدو ص حها‪ ،‬ب قب وجودها فهذا ل يص ؛ لكن يقول‪ :‬سوف‬
‫أعطيك كذا صاأ أو أبيع لك أسلم لك كذا صاأ من التمر النوأ الف ين‪ ،‬ولكلن ل أقلول للك ملن الحلًر‬
‫الف بية‪ ،‬أو من هذا البستان بعينه‪ ،‬ب يًوز له ْ‬
‫أن يختار أي بستان‪.‬‬

‫وهذه القيود التر أوردها الحارأ هر من مصلحة المتعاقدين م ًعا‪ ،‬ليس من باب التحلديد بل هلر ملن‬
‫جودهتا وغير الك‪ ،‬فتكون من مصلحة الطرفين م ًعا‪.‬‬ ‫باب المصلحة‪ ،‬إا قد تتلف الحًر ‪ ،‬أو ينق‬

‫ب َا ْل َا َ ا ُن َم ْا ِض َع َا ْل َع ْه ِد إِ ْن َل ْم َي ْي ُر ُط ِ َب ْيرِ ِه»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬


‫ُ ُ‬

‫يقول إن من المسائ المحكلة أن الس َلم مؤج التسليم‪ ،‬فقد يختلف المتعاقدان أيلن يكلون التسلليم‪،‬‬
‫فقلال إ للم إاا اشلةبوا مكا ًبللا للتسللليم فيكلون التسللليم فيله‪ ،‬فل ْ‬
‫لإن لللم يحلةبوا مكا ًبللا للتسلليم فللإن الوفللاء‬
‫بالمس َلم فيله يكلون يف موضلع العقلد‪ ،‬ومثلله ً‬
‫أيللا سليأتينا يف الكفاللة أن الكفاللة يف البلدن يكلون التسلليم‬
‫لموضع التعاقد‪.‬‬

‫ـح َب ْي ُـع ُم ْسـ َل ٍم ِيـ ِ َق ْب َـٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـم َي ْي ُـر ُط ـ َب ْيـرِه‪َ ،‬و ََّل َيص ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َا ْل َا َ ا ُن َم ْاض َع َا ْل َع ْهـد إِ ْن َل ْ‬
‫ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬

‫يٍ بِ ِ ‪َ ،‬و ََّل َأ ْه ُذ َب ْيرِ ِه َعنْ ُ»‪.‬‬


‫َق ْب ِض ِ َو ََّل َا ْل َح َاا َل ُة بِ ِ َو ََّل َع َل ْي ِ ‪َ ،‬و ََّل َأ ْه ُذ َر ْه ٍن َوك َِق ٍ‬

‫يقول إن هذا الدين اللذي يف الذملة وهلو المسللم فيله ل يصل بيعله قبل قبلله؛ ألن الحلرأ يقلول‪ :‬ل‬
‫يًوز للمرء ْ‬
‫أن يبيع العين قب قبلها‪ ،‬ى عن بيع الطعام حتى يحوزه التًار إللى رحلالهم‪ ،‬وهلذا يحلم‬
‫المكي وبحوه‪.‬‬

‫وقلت يف الدرس الماضر أن بحوه يحم المكيل والملوزون والمعلدود والمللروأ‪ ،‬وهلذه األربعلة‬
‫هر التر تًري يف السلم؛ ألن هناك كلمة وبحوه خالف فيها الموف يف «الكايف» فقلال‪« :‬إن اللذي يحلةط‬
‫فيه القبه بق الملك إبَّما هو الموزون والمكي فقط»‪ ،‬هذا رأي الموف يف «الكايف»‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪547‬‬

‫وأما المتأخرون فإ م يرون أبه عام لعموم حديث عبد اهلل ‪ ‬قال‪« :‬ول أرى غيرهلا إل مثلهلا»‪ ،‬فهلو‬
‫عا ٌم يف المكي والموزون والملروأ والمعدود‪.‬‬

‫للما فيلله ف ل يًللوز للله ْ‬


‫أن يبيعلله قبل قبللله‪ ،‬سللوا ًء حل األج ل أو لللم يح ل‬ ‫يقللول إن َمللن اشللةى مسل ً‬
‫للحديث‪ ،‬وهذا تقدَّ م‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل َا ْل َح َوا َل ُة بِ ِه َو َل َع َل ْي ِه»‪ ،‬وسيأتينا الحوالة ْ‬


‫إن شاء اهلل بعد قلي ‪ ،‬الحوالة ل يًوز ألبه ل يًلوز‬
‫أن يعًلل علن تسلليمه‪ ،‬فليمكن ْ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬
‫مسلتقر؛ ألبله يسلتطيع ْ‬ ‫الحوالة على الدين غير المستقر‪ ،‬وهذا ديل ٌن غيلر‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يكون واج ًبا فقد ينتق إلى بدله وهو الفسخ‪.‬‬ ‫يعًل عن تسليمه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بمستقر كالمال يف مد الخيارين والسلم قب قبله فإبه ل يص الحوالة به ول عليه‪.‬‬ ‫إ ًاا ك ما ليس‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يللم أخلذ‬ ‫قال‪َ « :‬و َل َأ ْخ ُذ َر ْه ٍن َوك َِفي ٍ بِ ِه»؛ ألبه ليس ثابتًا كمال الثبوت يف الذمة‪ ،‬فقد ُيفسخ‬
‫الكفي به‪ ،‬قال‪َ « :‬و َل َأ ْخ ُذ َغ ْي ِر ِه َعنْ ُه»‪ ،‬وهذه المسألة التر اكرباها قب قلي أبه ل يًوز المعاوضة عنله‪ ،‬ل‬
‫يًوز المعاوضة عن السلم يف الذمة أبدً ا؛ ألبه يكون من باب بيع الدين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬وك ٍُُّ َما َص َّح َب ْي ُع ُ َص َّح َق ْر ُض ُ إِ ََّّل َبن ِ َآ َد َم»‪.‬‬

‫هذه مسألة مهمة فص ٌ جديد وهو يتعل بالقرض‪ ،‬والقرض يف الحرأ معنلاه‪ْ :‬‬
‫أن يبلذل شلخ ٌ آلخلر‬
‫مال‪ ،‬ثم يرد له مثلله؛ ألبله ْ‬
‫إن أعطلاه المنفعلة فقلط فإبله ل ُيسلمى‬ ‫مال‪ ،‬ثم يرد له مث هذا المال‪ْ ،‬‬
‫أن يعطيه ً‬ ‫ً‬
‫قرضا وإبَّما ُيسمى عاريةً‪ ،‬فأللمه برد العين‪ ،‬وقال‪« :‬أباال له المنفعة ف ُيسمى عاري ًة»‪.‬‬
‫ً‬

‫ْ‬
‫وإن رد له أكثر منه فإبه ُيسمى بي ًعا أو غيره فإبله ُيسلمى بي ًعلا‪ ،‬وقللت إن هلذا هلو يف اصلط ال الفقهلاء؛‬
‫ألن المعاصرين أصبحوا يًعلون القروض بوعين‪:‬‬

‫قرض بفائد ‪.‬‬


‫‪ ‬الناع اْلول‪ٌ :‬‬

‫وقرض ب فائد ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪:‬‬

‫وأما يف الحرأ ويف اصط ال الفقهاء فإن القلرض كلله يًلع ْ‬


‫أن يكلون بل فائلد ‪ ،‬ول ُيسلمى القلرض‬
‫بفائد ٍ ً‬
‫قرضا وإبَّما ُيسمى ربا‪ ،‬ولذا فإن المعاصرين لما جعلوا هذا المصطل اضطروا ليسموا القرض ب‬
‫مسمى جديد حادث‪ ،‬ولم يوجد عند األوائ ‪.‬‬
‫فائد بالقرض الحسن‪ ،‬وهذا القرض الحسن ً‬
‫‪548‬‬

‫ولـذا‪ :‬فلإن الفقهلاء كلهللم إاا أبلقلوا القلرض فللإ م يعنلون بله قلرض العللين ل المنفعلة‪ ،‬لكلر بخللرج‬
‫العارية‪ ،‬والمقصود به القرض رد مث العين‪ ،‬لكر بخرج الذي يكلون بفائلد وهلو الربلا فلإن الربلا محلرم‪،‬‬
‫هذه مسألة‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬يقول « ُك ُّ َملا َصل َّ َب ْي ُعل ُه َصل َّ َق ْر ُضل ُه»‪ ،‬قلول المصلنِّف‪« :‬كُل ُّ َملا َصل َّ َب ْي ُعل ُه َصل َّ‬
‫َق ْر ُضل ُه»‪ ،‬هللذه مللن صلليغ العمللوم‪ ،‬وأبللتم تعلمللون أن أغلللع األصللوليين والفقهللاء يللرون أن القواعللد كليل ٌة‬
‫بصياغتها أغلبي ٌة بتطبيقها‪ ،‬معنى هذا الك م أن هذه القاعد الكلية مث هذا « ُك ُّ َما َص َّ َب ْي ُع ُه َص َّ َق ْر ُضل ُه»‬
‫أ ا يف صياغتها كلية؛ لكن عند التطبي تكون أغلبية‪ ،‬فإن لها استثناءات وقلي ٌ يف كتع الفقهاء ملا لليس لله‬
‫ٍ‬
‫كتللع يف السللتثناء‪ ،‬مثلل البكللري لمللا ألللف «السللتغناء يف الفللروق‬ ‫اسللتثناء؛ لللذا عنللر الفقهللاء بتللأليف‬
‫والستثناء»‪.‬‬

‫فك الكليات أو أغلع الكليات مستثنا ‪ ،‬لمااا قلت هذا؟ ألن هذه الكلية التر أوردها المصلنِّف لهلا‬
‫استثناءات‪ ،‬أورد المصنِّف استثناء وسأورد استثناء ٍ‬
‫ثان أو ثالث‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قول‪ُ « :‬ك ُّ َما َص َّ َب ْي ُع ُه َص َّ َق ْر ُض ُه»‪ ،‬بأخذ مفهومها‪ ،‬ثم بنتق لمنطوقها‪ ،‬مفهومها أن ك ملا ل يصل‬
‫بيعه ف يص قرضه‪ ،‬الخمر ل يص بيعها ف يص قرضها‪ ،‬النًاسات ل يص بيعها فل يصل قرضلها‬
‫وهكذا‪ ،‬فك ما ل يص بيعه ف يص قرضه‪ ،‬وهذا واض ‪.‬‬

‫أما ما ص َّ بيعه مما اكرباه يف أول البيع مما يكون ً‬


‫مال فيه منفع ٌة مباح ٌة لغيلر حاجلة‪ ،‬فإبله يصل بيعله‪،‬‬
‫فحينمذ يص قرضه إل‪ ،‬هذا إل ل هو الستثناء اللذي يًعل القاعلد أغلبيل ًة ل كليلة‪َ ،‬اكَلر المصلنِّف هنلا‬ ‫ٍ‬

‫قال‪« :‬إِ َّل َبنِر َآ َد َم»‪ ،‬فإن ابن آدم يص بيعه إاا كان قنًا وهذا يف اللمان األول‪ ،‬أما اآلن فل يوجلد ٌ‬
‫رق ابتهلى‬
‫الرق حقيق ًة أو جل ًما منذ بحو مائة سنة أو أق ‪ ،‬ووجو ًدا منذ ممات السنين‪.‬‬

‫فقد أشار بعه الفقهاء كابن حًر الهيتمر المكر من كبلار علملاء الحلافعية إللى أن اللرق يف زمابله ‪-‬‬
‫أي يف القرن العاشر‪ -‬كان أغلبه غير صحي ‪ ،‬فإن سبع اكتساب اللرق يف اللك اللملان كلان غيلر محلروأٍ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أحرار وبحو الك من األسباب‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بسرقة أو ببيع‬ ‫إما‬

‫وبنًا على الك فإبنا بقول‪ :‬بنلر آدم‪ ،‬بلتكلم عملا كلان يف اللملان األول يًلوز بيعله إاا كلان سلبع رقله‬
‫صحيحا‪ ،‬وأسباب الرق الصحيحة ث ثة بعلها ابقطع وبعلها لم ينقطلع‪ ،‬مملا ابقطلع ملا كلان بيلد النَّلاس‬
‫ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪549‬‬

‫مخيلر فيله بلين أربعلة‬


‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫حرب مع غير العرب على المحهور‪ ،‬وا ملام‬ ‫قب ا س م وما َّتولد منه‪ ،‬وما كان يف‬
‫أشياء منها السةقاق‪.‬‬

‫إ ًاا هذه هر أسباب الرق غيرها ملغر‪ ،‬غير هذه األسباب ملغر‪.‬‬

‫اآلدمر ل يًوز قرضه؛ ألن القرض هلو للعلين ولليس للمنفعلة يًلوز عاريلة اآلدملر؛ لكلن ل يًلوز‬
‫قرضه؛ ألن من لزم القرض البتفاأ ولو بالوقت وهذا ل يًوز‪ ،‬فاآلدمر ولو كان القن ل يًلوز قرضله‪،‬‬
‫هذا مثال اكره المصنِّف شرحته لذكر المصنِّف وإل فإن الفائد فيه قليلة‪.‬‬

‫األمر الثلاين‪ :‬مملا يصل بيعله ول يصل قرضله قلالوا‪ :‬المنلافع‪ ،‬فإبله عللى المحلهور عنلد أصلحابنا أن‬
‫المنفعة‪ ،‬وقلت لكم إاا قلت‪ :‬المحهور معناه أن الخ ف قوي‪ ،‬وقد يكون ما كلان عللى خل ف المحلهور‬
‫هو األقوى والعم عليه‪ ،‬أن المنافع يًوز بيعها ‪-‬كملا اكلرت يف أول اللدرس الماضلر‪ -‬إملا عللى سلبي‬
‫التأبيد أو التأقيت فيكون إجار ً‪ ،‬ولكن ل يص قرضها‪.‬‬

‫أيللا ملن هلذه الكليلة قلالوا‪ :‬المصلحف‪ ،‬فلإن الصلحي خ ًفلا لملا هلو نلاهر منتهلاه أن‬
‫مما ُيسلتثنى ً‬
‫المصحف ل يًوز بيعه حكاه أحملد إجما ًعلا‪ ،‬المصلحف هلذا ل يًلوز بيعله‪ ،‬قلال أحملد‪« :‬ل أعللم فيله‬
‫رخصة ل عن الصحابة ول عن التابعين»‪ ،‬ولكن يًوز شراهه عند الحاجة‪ ،‬إاا احتًت لحراء المصلحف‬
‫لم حرم بيعه؟ لعظلم‬
‫فتحةيه لكن ل يًوز بيعه‪ ،‬فإن الحرأ يًيل شراء أشياء للحاجة مع بفيه جواز بيعها‪َ ،‬‬
‫شأبه وعلو قدره‪.‬‬

‫وبنا ًء على الك فأصحاب المكتبات حيلث جلاءهم ملن المطبعلة ل يًلوز لله ْ‬
‫أن يلة َّب فيله ه لل ًة أو‬
‫مليما واحدً ا‪ ،‬ب يًع عليه بكم دخ عليه وهو أجر اللرق أي اللورق‪ ،‬وأجلر النسلخ والطباعلة‬
‫فلسا أو ً‬
‫ً‬
‫يبذله بنفس ما خسلر‪ ،‬ل يًلوز اللرب يف المصلحف‪ ،‬المصلحف َأجل وأعظلم ملن ْ‬
‫أن تلة َب بله ل يًلوز‬
‫الك؛ ألن فيه ك م ربنا ‪ ،‬وتعظيم المصحف من تعظيم ك م اهلل ‪.‬‬

‫القرآن غير المصحف فالمصحف هر األوراق‪ ،‬وأما القرآن فهلو كل م اهلل ‪ ،‬وللذا فلإن المصلحف‬
‫ُيسمى قرآبًا باعتبار ما فيه؛ لذلك أول َمن سمى المكتوب مصح ًفا هم الصلحابة‪ ،‬لملا جمعله أبلو بكلر ‪‬‬
‫قال‪« :‬ما بسميه؟» فقالوا‪« :‬بسميه مصح ًفا؛ ألبه جمع صحائف»‪ ،‬فلما رآه أبو هرير قال‪« :‬تلذكرت حلدي ًثا‬
‫سمعته عن النبر ‪ ‬يقول فيه‪« :‬سيأت أقاام يؤمنان بالمعلق»‪ ،‬فعرفت أبه هذا‪.‬‬
‫‪550‬‬

‫ألبه يعل أول يف مسًد النبر ‪ ‬كان يعل ‪ ،‬ف يوجلد إل مصلحف أو مصلحفين فقلط يف‬
‫مسللًده ‪ ،‬وهللذا مللن إخبللار النبللر ‪ ‬فيمللا يكللون بعللده‪ ،‬وللله ح ل ٌ‬
‫ديث غيللر هللذا‬
‫الحديث‪.‬‬

‫ُون‪ْ ِِ َ ،‬ن ُ ِهدَ »‪.‬‬


‫اس َو َم ِ ْي ٍٍ َو َم ْاز ٍ‬
‫ب َر ٌّد ِم ْث ٍِ ُ ُل ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ًع رد ِ‬
‫الم ْث ِ » يف المثليات‪ ،‬وأما القيملر ْ‬
‫فلإن فقلد فإبله يبلذل قيمتله‪ ،‬المثللر هلو كل مكيل ٍ‬ ‫يقول‪َ « :‬ي ِ ُ َ ٌّ‬
‫وموزون فيًع رد مثله عللى المحلهور؛ ألن المحلهور عنلدهم المثللر يف المكيل والملوزون‪ ،‬وأملا وقلد‬
‫توسعنا يف معنى المثليات ‪-‬كما كررت يف أكثلر ملن درس اليلوم واألملس‪ -‬فإبنلا بقلول‪ :‬إن ضلابط المثللر‬
‫أوسع‪.‬‬

‫المثلية اآلن يف بعله المصلنوعات أدق وأشلد ملن بعله المكلي ت والموزوبلات؛ وللذلك األصل‬
‫والمناط يقتلر أبنا بتوسع يف ضابط المثليات‪.‬‬

‫لع َر ٌّد مِ ْثل ِ »‪ ،‬يًلع رد المثل ‪ ،‬ومعنلى‬


‫ً ُ‬‫إ ًاا إاا كان له مث ٌ دقي ٌ فإبه يرد مثله‪ ،‬وهذا معنلى قولله‪َ « :‬وي ِ‬
‫َ‬
‫أن ينتق إلى غيره إل عند العًل‪.‬‬ ‫ع َر ٌّد المث »؛ ألبه ل يًع ْ‬ ‫ً ُ‬‫قوله‪« :‬ي ِ‬
‫َ‬
‫وس ومكِي ٍ ومو ُز ٍ‬ ‫ِ‬
‫ون»‪ ،‬الفلوس هر التر تكون ملن بحلاس لليس الفللوس التلر بتعامل‬ ‫قال‪« :‬م ْث ِ ُف ُل ٍ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫أيلا األوراق النقديلة فلإن َملن اقلةض ملن‬ ‫ا‪ ،‬وإبَّما التر تكون من بحاس‪« ،‬ومكِي ٍ ومو ُز ٍ‬
‫ون»‪ ،‬وكذلك ً‬ ‫َ َ ْ َ َْ‬
‫شخ ٍ أل ًفا فيًع عليه ْ‬
‫أن يرد له مثلها أل ًفا‪ ،‬و ُيستثنى من اللك حلالتين سلنوردها يف كل م المصلنِّف بعلد‬
‫قلي ‪.‬‬

‫يم ُة َب ْيرِ َها َي ْا َم َق ْب ِض ِ »‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ُ هدَ َ ه َ‬
‫يم ُت ُ َي ْا َم َ ْهده َوق َ‬
‫يم ُت ُه َي ْو َم َف ْق ِد ِه» يف الوقت الذي فقد فيله؛ ألبله ل يصلار للبلدل إل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول‪َ « :‬فإِ ْن ُفقدَ » أي‪ :‬فقد المثلر « َفق َ‬
‫عند ِّ‬
‫تعذر المبدل‪ ،‬ف بنتق للبدل وهر القيملة إل يف وقلت فقلد األصل ؛ وللذلك قلال‪ :‬فلإن فقلد فلالعا‬
‫بقيمته يوم الفقد ل بقيمته يوم القبه‪.‬‬

‫يم ُة َغ ْي ِر َها» أي‪ :‬قيمة غير المثلر « َي ْو َم َق ْب ِل ِه»؛ ألبه من حين القبه ينتقل إللى البلدل‪ ،‬عنلدبا‬‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬وق َ‬
‫هنا مسألتان‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪551‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪َ :‬من اقلةض قيم ًيلا‪ ،‬ملا معنلى قيملر؟ عللى قلولهم المكيل والملوزون‪ ،‬وعللى ملا‬
‫ٍ‬
‫شرء ليس له مث ‪َ ،‬من اقةض قيم ًيا‪ ،‬ثم جلاء بللع صلاحع اللدين بالسلداد‪ ،‬هل‬ ‫يقتليه اللمان اآلن ك‬
‫يللمه أن يرد بفس عين القيمر أم ل؟‬

‫أضللرب لللك مثل ً‬


‫لال‪ :‬اقةضللت منللك عبللاء ً هللذه العبللاء قيميللة أو مثليللة؟ قيميللة ل شللك ليسللت مثليللة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ أعطيلك‬ ‫اقةضت منك هذه العباء ووقت السداد بعد شهر‪ ،‬لما جاء بعد الحهر إاا لا قلد تلفلت‪،‬‬
‫قيمتها وهر مائتر ريال مث ً ما يف إشكال‪ ،‬جاء وقت السداد والعلين قائملة‪ ،‬هل يًلع عللر أبلا أو يًلع‬
‫عليك أبت أيها المقةض أن ترد العين أم ل؟‬

‫قرضلا للعللين‪ ،‬وهلذه بأخللذها ملن كل م‬


‫قلرض للقيمللة ولليس ً‬
‫بقلول‪ :‬ل يًلع عليللك رد العلين؛ ألبلله ٌ‬
‫المصنِّف قوله‪ :‬ويًع رد قيمة غيره يوم قبله ولم ِ‬
‫يفص ‪ ،‬سوا ًء وجلدت العلين أم للم توجلد العلين؛ ألن‬
‫هذا ليس عارية العارية هو عارية المنفعة‪ ،‬فيًع رد العين وإبَّما هو قرض‪.‬‬

‫إ ًاا فيًوز رد قيمته ولو بقيت عينه‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬هنا أريد ْ‬


‫أن بعلم شي ًما المفروض ‪-‬أين اكرهتا يف أول الباب‪ -‬ملا الفلرق بلين اللدين‬
‫وبين القرض؟ الدين والقرض الفرق بينهما من جهتين‪ :‬عمو ٌم وخصوص واخت ف‪:‬‬
‫ٍ‬
‫دين قلرض هلذا واحلد‪ ،‬وسلأرجع لهلا بعلد‬ ‫ٍ‬
‫قرض دينًا‪ ،‬وليس ك‬ ‫‪ -‬فأما العموم والخصوص فإن ك‬
‫قلي ‪.‬‬

‫أثر‪ ،‬اللدين أثلر اللذي يقلرض غيلره مائل ًة فيردهلا لله مائلة‪ ،‬فقلد‬
‫‪ -‬الفرق الثاين‪ :‬أن القرض عقدٌ والدين ٌ‬
‫بمائة فإن المائة التر هر قيمة المثمن دي ٌن لكنهلا ليسلت‬‫ٍ‬ ‫اقةض مائ ًة وهر دي ٌن يف امته‪َ ،‬من باأ غيره عباء ً‬
‫قرض‪َ ،‬من أتلف لغيره شي ًما َّ‬
‫مذق عباءته‪ ،‬فإن قيمة المتلف دي ٌن لكنه ليس بقرض‪.‬‬

‫إ ًاا القرض عقد ثمرته الدين‪ ،‬الدين قد يكون سببه القرض وقد يكلون سلببه شلر ٌء آخلر غيلر القلرض؛‬
‫ولذلك فرق بين الدين والقرض‪.‬‬

‫قب قلي ‪َ ،‬من كلان لله ديل ٌن‬ ‫أبا سأاكر هنا مسألة يف الدين عمو ًما سألنر عنها أحد ا خوان قب الص‬
‫ٍ‬
‫قرض أو بغيره‪ ،‬بحن قلنا قب قليل يف كل م المصلنِّف أبله يًلع رد مثل ٍ يف مثللر‪َ ،‬ملن‬ ‫يف امة آخر بسبع‬
‫كان له دين يف امة غيره فيًع أن يرد مثله‪.‬‬
‫‪552‬‬

‫يف امتك لر ألف ريال تردها أل ًفا‪ ،‬خمسة آلف جنيه تردها خمسمائة جنيه‪ ،‬متى بلغر المثليلة وبصلير‬
‫للقيمية؟ بقول‪ :‬بصير لها إاا ابتفت قيمة هذا المقةض‪ ،‬وبنا ًء على الك وهلذه موجلود يف بعله البللدان‬
‫مث اليوبان تلخمت جدًّ ا أسعارها‪ ،‬بعه البلدان يكون فيها حرب‪ ،‬فتلتغر عملتها أو يطول اللمان‪.‬‬

‫شخصا عام ثملابين هًلري‪ ،‬يعنلر قبل ثمابيلة وخمسلين‬


‫ً‬ ‫بعه النَّاس يقول لر رج يقول‪ :‬أقرضت‬
‫سنة؛ ألن القصة قب سنتين‪ ،‬أقرضته ستين أل ًفا‪ ،‬ثم بعد ٍ‬
‫ست وخمسين عا ًما قال‪ :‬يا ف ن‪ ،‬خذ هذه السلتين‬
‫قديما كابت تعادل م يين‪ ،‬كيلف تقلول‪ :‬رد للر سلتين‬
‫ألف الذي اقةضتها منك‪ ،‬قلت‪ :‬أين؟ الستين ألف ً‬
‫ألف؟ فت له الكتاب قال‪ :‬يًع رد مث ٍ يف مثلر‪ ،‬ما يًوز لك أن أغيره‪ ،‬بقول‪ :‬هلذا ُيسلتثنى فيملا إاا فقلد‬
‫القيمة‪.‬‬

‫تلخم كبير‪ ،‬وأقول تلخم كبيلر ألن‬


‫ٌ‬ ‫فهذه األوراق النقدية إاا فقدت قيمتها بالكلية بإلغائها‪ ،‬أو وجد‬
‫تللخم كبيلر جلدًّ ا‪ ،‬مثل ملا يف‬
‫ٌ‬ ‫التلخم يف ك سنة اثنين بالمائة ث ثة بالمائة هلذا ببيعلر ل أثلر لله‪ ،‬وإبَّملا‬
‫بعه البلدان لما فك الرتباط أصب العملة قيمتها بنصف قيمتها قب فة ٍ يسير ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ فإن الديون سوا ًء كابت بسلبع قلرض أو بيلع أو إتل ف برجلع فيهلا إللى قيمتهلا األوللى وقلت‬
‫القرض‪ ،‬كم قيمتها وقت القرض بالذهع‪ ،‬فنقدرها به ويللمه السداد بقيمتها ل بمثلها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم ك ٍُُّ ََر ٍ‬
‫ط َي ُُ ُّر َن ْقعا»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫شرط يف المنفعة‪ ،‬وقد جاء فيه خا ولكنه مًم ٌع على هذا الخلا وإن‬ ‫ٍ‬
‫شرط فإبه يحرم‪ ،‬يحرم ك‬ ‫أي‪:‬‬
‫لم يص إسناده‪ ،‬هذه المنفعة قد تكون ملن جلنس اللدين‪ ،‬وقلد تكلون ملن غيلر جنسله‪ ،‬وقلد تكلون منفعل ًة‬
‫مطلقة كالسكنى يف الدار وغيرها‪ ،‬فك هذا ل يًوز‪.‬‬

‫قرضا‪ ،‬وهذه سنتكلم عنها بعد قليل يف اللرهن؛ لكلن أشلير لهلا هنلا‪،‬‬
‫مسألة‪ :‬بعه النَّاس يقرض آخر ً‬
‫يقرض آخر قر ًضا‪ ،‬ثم يرهنه عينًا‪ ،‬ثم يقول له‪ :‬أابت للك بسلكنى البيلت أو اسلتخدام السليار ‪ ،‬هل يًلوز‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون من باب القرض الذي جر بف ًعا‪.‬‬ ‫الك أم ل؟ بقول‪ :‬ل يًوز؛ ألبه‬

‫وهنا مسألة سأرجع لها بعد قلي ؛ لكن بذكرها هنا من باب الفائلد ‪َ :‬ملن رهلن عنلد غيلره رهنًلا بسلبع‬
‫دين‪ ،‬وأان لصاحع الدين بالبتفاأ‪ ،‬فه يًوز له أن ينتفع ا أم ل؟ فنقول‪ :‬إن كلان سلبع اللدين قلرض‬
‫قرضا جر منفعة‪ ،‬وإن كان سبع الدين الذي و ِّث بلالرهن غيلر القلرض كلأن‬
‫ف يًوز البتفاأ؛ ألبه يكون ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪553‬‬

‫يكون بي ًعا أو غيره‪ ،‬فيًوز له البتفاأ بالعين المرهوبة بإان الراهن‪ ،‬هلذه مسلألة دقيقلة ابتبهلوا لهلا‪ ،‬للو للم‬
‫بخرج من درسنا إل هذه الفائد ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫قلرض جلر بف ًعلا فهلو ربلا‪،‬‬ ‫وهذه من أخطاء كثير من الناس‪ ،‬وهذا من أسباب الربا‪ ،‬بقول‪ :‬المسألة ك‬
‫كذا ِ‬
‫روينا يف الخا وابعقد ا جماأ عليه‪ ،‬هذه المنفعة قد تكلون ملن جلنس القلرض‪ ،‬وقلد تكلون ملن غيلر‬
‫جنسه‪ ،‬وقد تكون عينًا‪ ،‬وقد تكون منفعة‪ ،‬المنفعة مث سلكنى اللدار‪ ،‬مثل ركلوب الدابلة أو السليار ‪ ،‬مثل‬
‫ٍ‬
‫عين مع بقاء العين ل يًوز الشةاط‪.‬‬ ‫البتفاأ بك‬

‫هناك شرء آخر غير الشةاط سيأا التاأ سأتكلم عنه بعد قلي ؛ لكن هنلاك شلرء آخلر وهلو اللرهن‬
‫قرضا وارهتن منه رهن بلع منه رهن‪ ،‬وأان له الراهن بالبتفاأ بلالعين المرهوبلة‪،‬‬
‫َمن كان قد أقرض آخر ً‬
‫يطللع آخلر دينًلا بملال‪ ،‬واللدائن قلال‪ :‬أعطنلر رهلن‪ ،‬فقلال‬ ‫فه يًوز له ْ‬
‫أن ينتفع ا أم ل؟ يعنر شلخ‬
‫المدين‪ :‬خذ سيارا‪ ،‬وأابت لك باستعمالها‪ ،‬ه يًلوز لله أن يسلتعملها أم ل؟ قللت لكلم قبل قليل ‪ :‬أن‬
‫الدين قد يكون بسبع القرض‪ ،‬وقد يكون بغير سبع القرض‪.‬‬

‫فإن كان الدين بسبع القلرض فل يًلوز البتفلاأ بلالعين المرهوبلة وللو أان اللراهن ملا يًلوز؛ ألبله‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون من باب القرض اللذي جلر بف ًعلا؛ ألن هلذا حيللة عللى الفائلد ‪ ،‬حيللة كيلف؟ أقرضلتنر أللف‬
‫فقلت لك‪ :‬خذ األلف واسكن بيتر هذا الحهر كله‪ ،‬هذه منفعلة‪ ،‬فبلدل ملن أن أقلول للك‪ :‬واسلكنه رهنلت‬
‫البيت واسكنه‪ ،‬والفقهاء يعملون المقاصد وحقائ العقود‪.‬‬

‫أما لو كان الدين ليس بسبع القرض وإبَّما بسبع البيع أو بسلبع إتل ف أو غيلر اللك ملن األسلباب‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينمللذ يًللوز البتفللاأ بلللالعين المرهوبللة بللإان صللاحبها‪ ،‬أمللا بغيلللر إابلله ل يًللوز‪ ،‬لقللول النبلللر‬ ‫فإبلله‬
‫‪َّ« :‬ل يغلق الرهن من صاحب »‪ ،‬ف ُبدَّ من إان صاحبها هنا لفوات أمن الربا والفائد ‪.‬‬
‫ان بِ َال ََر ٍ‬
‫ط َ َال َب ْأ َس»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن و َّ اه َأجاد َأو َأهدَ ى إِ َلي ِ ه ِدية بعدَ و َ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ َّ َ ْ َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ ْ ْ‬

‫قرضا‪ ،‬بحن بتكلم عن القرض ول بلتكلم علن اللدين عمو ًملا‪ ،‬بلتكلم‬
‫إاا اقةض من آخر ً‬ ‫إن الحخ‬
‫عن الدين الذي سببه قرض‪َ ،‬من كان له يف املة آخلر قلرض‪ ،‬ثلم عنلد السلداد أراد ْ‬
‫أن يعطيله شلي ًما أجلود أو‬
‫أكثر من الحرء الذي أعطاه إياه‪ ،‬فه يًوز له الك أم ل؟‬

‫بقول‪ْ :‬‬
‫إن أعطاه عند السداد أكثر عد ًدا مما اقةض منه ف يًوز‪ ،‬ل يًوز من حيث العلدد‪ ،‬اقةضلت‬
‫‪554‬‬

‫مائة ريال ردها مائة فقط‪ ،‬ول تردها مائة وخمسين ما يًوز الليلاد ‪ ،‬وأملا إن رد إليله أجلود فقلط ملن بلاب‬
‫بلرا جيلدً ا فيًلوز؛ ألن النبلر ‪ ‬قلال‪َ « :‬ه ْي ُـرك ُْم‬
‫رخيصلا فلرد لله ً‬
‫ً‬ ‫بلرا يعنلر‬
‫الًود اقلةض منله ً‬
‫َه ْي ُرك ُْم و ان»‪ ،‬باعتبار الًود ل باعتبار العدد‪.‬‬

‫لمااا َّفرق العلماء بلين اللك؟ لحلديث بب ًعلا النبلر ‪ ‬والنبلر ‪ ‬ردهلا بكلر ً‪،‬‬
‫فردها أعلى من الًود ولم يردها من حيث العدد‪ ،‬قالوا‪ :‬لكر ل يكون اريعل ًة للربلا‪ ،‬كيلف هلذا الحلرء؟‬
‫بعه النَّاس معروف أن َمن أقرضه مائة فسليردها مائل ًة وخمسلين‪ ،‬معلروف هلذا الرجل ‪ ،‬هلذا الرجل للو‬
‫قرضلا‪،‬‬
‫جائلا لذهبت ألقرضه من غير بلع منه‪ ،‬فالنَّاس يتسلارعون قراضله ل ً‬ ‫عرفته باسمه وكان العقد ً‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يف الحقيقة آل إلى الربا‪.‬‬ ‫وإبَّما يريدون عادته‪ ،‬عادته وهو الرد بلياد ‪،‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه عندما يكون رج يلرد بليلاد واآلخلر يلرد بل زيلاد ‪ ،‬فالنَّلاس للن يقرضلوا الثلاين‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫ٍ‬
‫بعلرف أن تلرده بلأكثر‪،‬‬ ‫وإبَّما سيقرضون األول‪ ،‬فسيكون يف عرفهم مع كثر الفعل ل يقرضلك إل‬
‫وقعنا يف الربا وبحن ل بعلم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بريلال واحلد ملا‬ ‫قرضا ف يًوز له عند الرد ْ‬
‫أن يرد أكثر منه ولو‬ ‫ولذا الفقهاء يقولون‪َ :‬من أقرض غيره ً‬
‫يًوز‪ ،‬ما الذي يًوز؟ يًوز أن ترد كما قال المصنِّف‪َ « :‬أ ْج َو َد» من حيث الًود ‪ ،‬أغلى إاا كان عينًا فةد‬
‫له مثلها ولكن أغلى لكن ل أكثر عد ًدا‪ ،‬أو بعد الوفاء‪ ،‬ابتهينا‪ ،‬سددبا الحساب‪ ،‬أغلقنا الورقة‪ ،‬ملقنلا ورقلة‬
‫الللدين‪ ،‬بعللدها بيللوم أو بيللومين أو بللأي وقللت شللمت تقللول‪ :‬هللذه هديللة‪ ،‬حينمللا ابتهينللا وابتهللت الخصللومة‬
‫والمطالبة تعطيه الهدية‪ ،‬قالوا وهذا يًوز‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز؛ ألن هذا من مثابلة المفصللة‪ ،‬فهلر بمثابلة‬ ‫هذا يدل على البفصال؛ ألن ابتهت المطالبة‬
‫الحكر على القرض‪ ،‬هذه مسألة يخطئ فيها كثيلرون فلابتبهوا لهلا عنلد سلداد القلرض‪ ،‬وهلذا معنلى قولله‪:‬‬
‫«فإِ ْن و َّفاه َأجود َأو َأ ْهدَ ى إِ َلي ِه َه ِدي ًة بعدَ الوفاء بِ َ َشر ٍ‬
‫ط» يًع أن يكون ب شلرط‪َ « ،‬فل َ َبل ْأ َس»‪ ،‬مفهومهلا‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫بحرط أو ب شرط فحرام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أبه إاا وفاه أكثر‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬وك ٍُُّ َما َجا َز َب ْي ُع ُ َجا َز َر ْهنُ ُ»‪.‬‬
‫بدأ المصنِّف رحمة اهلل عليه يف ِاكر أحكام الرهن‪ ،‬والرهن‪ :‬هو توثقة ٍ‬
‫دين بعين‪ ،‬وفائد اللرهن بلتكلم‬
‫عن الرهن بالصفة المختصر للعموم‪ ،‬ثم بدخ يف ك م المصنِّف‪ ،‬فائد الرهن هر توثقة الدين‪ ،‬شخ ٌ‬
‫‪٦‬‬
‫‪555‬‬

‫إاا أقرض آخر فمن باب توثقة الدين يوث بعقدين‪ :‬يوثل بلالرهن ويوثل بالللمان‪ ،‬وسليأتينا الللمان يف‬
‫العقد الذي بعده مباشر ‪.‬‬

‫فائدته‪ :‬أبه إاا ح األج ولم يقم الملرء بالسلداد الملدين‪ ،‬فلإن العلين ُتبلاأ ويسلدد منهلا اللدين‪ ،‬فلإن‬
‫وفت بالدين فالحمد هلل‪ ،‬فإن بقر من قيمة العين ملا هلو أكثلر ملن اللدين‪ ،‬فيًلع رد البلاقر لماللك العلين‬
‫األصلر وهو المدين‪ ،‬وإن كان قيمة العين المرهوبة أق من الدين فالباقر يبقى دينًا يف امة األول‪.‬‬

‫إ ًاا هذه هر الفائد ‪.‬‬

‫كثيرا من النَّاس يعتقد أن توثقلة اللدين بلالرهن‪ ،‬سلوا ًء كلان بسلبع بيلع أو‬
‫الخطأ فيها أمور‪ :‬أهمها‪ :‬أن ً‬
‫بسبع قرض أبه عند حلول األج أبه يأخذ العين المرهوبة‪ ،‬بقول‪ :‬حرام وسليأا يف كل م المصلنِّف‪ ،‬فل‬
‫يًوز أن تأخذ العين المرهوبة أبدً ا ما يًوز‪ ،‬ب يًع أن ُتباأ‪ ،‬ثم إاا بيعت يسلدد منهلا اللدين‪ ،‬ول يًلوز‬
‫أخذها حرام حرام وهذا من الظلم‪.‬‬

‫ون َو َل ِـد ِه‬


‫ـن ُد َ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َما َجا َز َب ْي ُع ُ َجـا َز َر ْهنُـ ُ ‪َ ،‬وك ََـذا َث َمـر َوز َْرع َل ْ‬
‫ـم َي ْبـدُ َص َـال ُح ُه َما‪َ ،‬وق ٌّ‬
‫َون َْح ِاه»‪.‬‬

‫ٌ‬
‫منطلوق ومفهلوم‪ ،‬منطوقهلا الواضل أن كل ملا‬ ‫يقول‪َ « :‬و ُك ُّ َما َج َاز َب ْي ُع ُه َج َاز َر ْهنُ ُه»‪ ،‬هذه الًملة لهلا‬
‫يًللوز بيعلله ممللا سللب يف كتللاب البيللع فإبلله يًللوز رهنلله‪ ،‬اسللتثنر مللن الللك صللور واحللد عنللد صللاحع‬
‫«المنتهى»‪ ،‬حيث أن صاحع المنتهى ناهر ك مه يًوز بيع المصحف‪ ،‬لكنله يًيلل بيعله ول يًيلل رهنله‬
‫لعظم شأبه‪ ،‬والصلحي أبله ل يًلوز بيلع المصلحف ول يًلوز رهنله‪ ،‬منطلوق هلذه الًمللة أن كل ملا ل‬
‫يًوز بيعه ل يًوز رهنه‪ ،‬يف الًملة صحي إل ما استثناه المصنِّف‪.‬‬

‫إ ًاا قول المصنِّف‪َ « :‬وك ََذا»‪ ،‬قوله‪َ « :‬وك ََذا» أي‪ :‬وكذا مما ل يًوز بيعه لكن يًوز رهنه ما يلر وهو‪:‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬الثمر واللرأ إاا لم يبدُ ص حهما ف يًوز بيعهملا كملا تقلدَّ م عللى سلبي البفلراد‪ ،‬وإبَّملا‬
‫يًوز بيعهما مع أصلهما أو لمالك أصللهما أو بحلرط الًلدل‪ ،‬ولكلن يًلوز رهنهلا؛ أل لا تبقلى يف مللك‬
‫األصي ‪.‬‬

‫ون َو َل ِد ِه»‪ ،‬الحرأ ب النبر ‪ ‬لعن َمن َّفرق بين المرأ وولدها‪ ،‬والتفري بلين‬
‫قال‪َ « :‬وقِ ٌّن ُد َ‬
‫المرأ وولدها يكون بصور‪:‬‬
‫‪556‬‬

‫ٍ‬
‫حللابة وبحوهلا‪ ،‬يف‬ ‫‪ -‬منها‪ :‬التفري بين المرأ وولدها الذي ترضعه بنلعه منها من غير وجه حل يف‬
‫وقت الحلابة وهر السنتان الحولن‪.‬‬

‫‪ -‬ومن التفري بين القن وولده‪ :‬التفري بين المرأ بب ًعا األمة ليس اللذكر ووللدها إاا بيلع الوللد دون‬
‫أمه ف يًوز شر ًعا؛ لكن يًوز الرهن؛ ألن الرهن ل يللم منه التفري ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ْل َزم ِ ح ِق ر ِ‬
‫اه ٍن بِ َه ْب ٍ »‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫صحيحا‪ ،‬لكنله ل يكلون لز ًملا إل‬
‫ً‬ ‫هذه مسألة ‪-‬أريد أن تنتبهوا معر‪ -‬عقد الرهن يص بالتلفظ يكون‬
‫بالقبه‪ ،‬ما معنى قولنا‪ :‬إبه ل يكون لز ًملا إل بلالقبه؟ بمعنلى أن هلذه العلين المرهوبلة ألقلول‪ :‬إن هلذا‬
‫الهاتف هو المرهون‪ ،‬هذا الهاتف لما رهنتله لغيلري هلو مرهلون‪ ،‬إاا قبلله أصلب لز ًملا‪ ،‬فللو بعتله حلال‬
‫قبله لم يص البيع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ينح الرهن‪.‬‬ ‫أما إاا لم يقبله فإبه ل يكون لز ًما‪ ،‬فيًوز لمالك العين التصرف يف بيعه‪،‬‬

‫لن بِ َقل ْب ٍ‬
‫ه» أي‪ :‬أبله صلحي ٌ بل قلبه؛ لكلن القلبه يًعلله‬ ‫إ ًاا قول المصلنِّف‪« :‬وي ْل َللم فِلر حل ِّ ر ِ‬
‫اه ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫لز ًما‪ ،‬ف يًوز التصرف يف العين المرهوبلة ول الرجلوأ فيهلا‪ ،‬وأملا حلال علدم القلبه فيًلوز الرجلوأ‬
‫والتصرف ويص البيع‪.‬‬

‫المراد بالقبه هنا‪ :‬ابتداهه واستدامته وهذه فائد مهملة‪ ،‬القلبه يف بلاب اللرهن يحلةط فيله البتلداء‬
‫والستدامة‪ ،‬بخ ف الهبة ُيكتفى فيه بالبتداء دون الستدامة‪ ،‬والبيع البتداء دون استدامة‪ ،‬أملا يف اللرهن‬
‫ف ُبدَّ من البتداء والستدامة‪ ،‬كيف؟ رهنت هذا الهاتف فقبلله اللدائن‪ ،‬ل يًلوز للر البيلع‪ ،‬ثلم أعطلاين‬
‫إياه قال‪ :‬استعمله أو خذه خله معك اليوم‪ ،‬هذا اليوم الذي أرجعه لر فيه بعته فيه صل بيعلر‪ ،‬يصل البيلع‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪.‬‬

‫لكن ما دام يف يده أو يف القلبه الحكملر ‪-‬بالصلور التلر تقلدم اكرهلا‪ -‬فلإن بيعلر للعلين المرهوبلة‬
‫باب ‪ ،‬بحن قلنا إن من صور القبه القبه الحكمر بالتخلية‪ ،‬القلبه الحكملر اللذي عليله العمل اآلن‬
‫أبه يتوسع فيه؛ ولذلك فإن القبه الحكمر يف العقلار يكلون بلذهابك إللى جهلات التوثيل ككتابلة العلدل‬
‫هملش عللى العقلار بلأن العلين مرهوبلة‪،‬‬‫ويهمش على السك على سك الملكيلة بلأن العلين مرهوبلة‪ ،‬فلإاا ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون بمثابة استدامة القلبه فل يصل البيلع‪ ،‬ملا يصل مطل ًقلا‪ ،‬فهلذا ملن بلاب التوسلع يف القلبه‬
‫‪٦‬‬
‫‪557‬‬

‫الحكمر‪.‬‬

‫بتوسللع يف القللبه الحكمللر يف أشللياء كثيللر حتللى يف النقللد‪،‬‬


‫والحقيقللة أبنللا يف هللذا اللمللان يًللع أن َ‬
‫وسيأتينا إن شاء اهلل يف الحواللة يف الحلوالت البنكيلة كيلف أن اسلت م السلند بمثابلة القلبه‪ ،‬هلذا اللملان‬
‫وقتنا اآلن يًع أن بتوسع يف القبه الحكملر‪ ،‬سلوا ًء يف اللرهن يف الربلا يف الصلرف يف البيلوأ‪ ،‬وصلورها‬
‫كثير ويحتاج إلى يوم كام للحديث عن القبه‪.‬‬

‫ف ك ٍٍُّ ِمن ُْه َما ِي ِ بِ َغ ْيرِ إِ َذ ِن َا ْْلَ َهرِ َباطٍِ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ََص ُّر ُ‬

‫مقبوضلا ل يصل تصلرف مالكهلا‬


‫ً‬ ‫فإبه ل يًوز يف العين المرهوبة ال زملة‪ ،‬إاا كلان اللرهن لز ًملا أي‬
‫وهذا واضل ‪ ،‬وأملا تصلرف اآلخلر فإبله بابل ؛ ألبله ل يملكله وإبَّملا هلر مرهوبل ٌة عنلده‪ ،‬إل ملا سيسلتثنيه‬
‫المصنِّف بعد قلي ‪.‬‬

‫يم ُت ُ ِمنْ ُ َر ْهنا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل عت َْق َراه ٍن َوت ُْؤ َه ُذ ق َ‬
‫ً‬
‫وبافلذا‪ ،‬ولكلن يللمله أن يلأا ببدلله‬ ‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫باجلا‬
‫متحوف للعت ‪ ،‬فإبه يكون ً‬
‫ٌ‬ ‫فإبه إاا أعتقه فألن الحرأ‬
‫من حيث القيمة بقدً ا ويًعلها رهنًا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مرتهن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها أمانة يف يد‬
‫ٍ‬
‫تفلريط‬ ‫يقول‪ :‬إن هذا الرهن المقبوض هو أمابة يف يد المرهتن‪ ،‬معنى كو ا أمابلة أ لا إاا تلفلت بلدون‬
‫منه فليس عليه اللمان‪ ،‬وأما إاا تلفت بتفريط فإن عليه اللمان؛ ألن األيدي ث ث‪:‬‬
‫‪ ‬اْلول‪ :‬يد ٍ‬
‫ملك‪.‬‬
‫‪ ‬الثاين‪ :‬ويد ٍ‬
‫أمابة‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث‪ :‬ويدٌ عادية‪.‬‬


‫ٍ‬
‫بتفلريط أو بلدون‬ ‫‪ -‬األيدي ث ث‪ ،‬ما يف يد إل هذه األيدي الث ث‪ ،‬يد الملك يًوز له أن يتصرف فيه‬
‫أيلا يف شرء يسموبه شبه الملك يد شبه الملك‪.‬‬
‫تفريط ل شرء عليه‪ ،‬أو شبه الملك ً‬

‫‪ -‬النوأ الثاين‪ :‬يد األمابة‪ ،‬يد األمابة يللمن القيملة أو المثل إاا تللف بلالتفريط‪ ،‬وأملا إاا تللف بلدون‬
‫تفريط ف ضمان‪.‬‬
‫‪558‬‬

‫ٍ‬
‫تللف يف العلين‬ ‫‪ -‬النوأ الثالث‪ :‬اليد العادية‪ ،‬ويسميها اللبعه يلد الغاصلع‪ ،‬اليلد العاديلة يللمن كل‬
‫ٍ‬
‫بتفريط أو بدون تفريط منه أو من غيره‪.‬‬

‫ـب ِ ـ‬
‫ـن َأ َحـ ِـد ِه َما اِ ْن َقـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قننال املصنننف‪َ « :‬وإِ ْن َر ْهــن عنْــد ا ْثنَ ـ ْي ِن َ ـ َـا َ ى َأ َحــدُ ُه َما َأ ْو َر ْهنَــا ُه‪ْ َ ،‬‬
‫اس ـت َْا َ ى مـ ْ‬
‫ن َِصيبِ ِ »‪.‬‬

‫يقول إبه لو رهن عند اثنين‪ ،‬يعنر اقةض من اثنين ورهنهما جمي ًعا عينًا واحد كالكتلاب‪« ،‬أو رهنلاه»‬
‫يعنر‪ :‬رهن اثنان عينًا واحد وكان هو الدائن‪« ،‬فاستوىف من أحدهما» أي‪ :‬رد الدين إللى أحلدهما أو أخلذ‬
‫الدين من الثاين من الذين رهناه‪« ،‬ابفك يف بصيبه»‪ ،‬فيكون المرهون هو الًلء الثاين ملن العلين المرهوبلة‪،‬‬
‫وهذا من باب تفري الصفقة‪.‬‬

‫َان َأ ِذ َن لِ ُم ْرت َِه ٍن ِ َب ْي ِع ِ َبا َع ُ ‪َ ،‬وإِ ََّّل ُأ ْجبِ َر َع َلـى‬


‫‪ ‬قال املصننف‪َ « :‬وإِ َذا َح ٍَّ َالدَّ ْي ُن َو ْام َتن ََع ِم ْن َو َ ائِ ِ ‪ْ ِِ َ ،‬ن ك َ‬
‫ان‪َ ،‬أ ْو َب ْي ِع َا َّلر ْه ِن‪ْ ِِ َ ،‬ن َأ َبى ُحبِ َس َأ ْو ُعز َِر‪ْ ِِ َ ،‬ن َأ َص َّر َبا َع ُ َحاكِم‪َ ،‬و َو َّ ى َد ْي َن ُ َو َبائِب ك َُم ْمتَن ِ ٍع»‪.‬‬
‫َا ْلا َ ِ‬
‫َ‬

‫هذه هر ا لثملر المهملة يف اللرهن‪ ،‬هلذا اللرهن إاا حل األجل وكلان اللدين مملا يقبل التأجيل ؛ ألن‬
‫عندهم بعه األشياء ل تقب التأجي منها القلرض عنلدهم ل يقبل التأجيل ‪ ،‬إاا حل اللدين فإبله يطاللع‬
‫عًلا‪ ،‬فنقول‪ :‬له حالتان‪:‬‬ ‫بالوفاء‪ْ ،‬‬
‫فإن امتنع من الوفاء إما مط ً أو ً‬

‫‪ -‬إما أن يكون قد أان للمرهتن ببيلع العلين المرهوبلة‪ ،‬فإبله يلأا الملرهتن فيبيعهلا ويأخلذ اللثمن ويلرد‬
‫الباقر له‪ ،‬كما اكرت يف أول الدرس‪ ،‬وهنا بيعه لها من باب الوكاللة ل ملن بلاب التصلرف يف مللك الغيلر؛‬
‫ألبه أان له يف بيعها‪ ،‬فكأبه قال‪ :‬إاا جاء بعد ٍ‬
‫شهر ولم أوفك حقك‪ ،‬فقد وكلتلك ببيعهلا‪ ،‬فحقيقتهلا وكاللة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫مأاون له يف البيع‪ ،‬بخ ف قب الك‪.‬‬ ‫فهو‬
‫قال‪« :‬وإِ َّل»‪ ،‬وهذه الحالة الثابية‪ :‬إاا لم يأان له « ُأجبِر َع َللى َا ْلو َف ِ‬
‫لاء»‪ ،‬يًلاه وللر األملر عللى الوفلاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫« َأ ْو َب ْي ِع َا َّلر ْه ِن»‪ ،‬يًع عليك أن تفر أو أن تبيع الرهن بإرادتك‪َ « ،‬فلإِ ْن َأ َبلى ُحلبِ َس و ُع ِّلل َر»‪ ،‬يًلاه الحلاكم‬
‫ف ُيحبس وهذا ُيسمى حبس الستظهار لكحف ما عنده من المال‪.‬‬

‫قال‪« :‬و ُع ِّل َر»‪ ،‬بأي وسائ التعلير التر تختلف‪َ « ،‬فإِ ْن َأ َص َّر َبا َع ُه َحاكِ ٌم» أي‪ :‬ولر األمر يبيع العلين ول‬
‫يبيعها صاحع الدين‪َ « ،‬و َو َّفى َد ْينَ ُه»؛ ألن الحاكم هنلا يكلون ملن بلاب المكلره عللى البيلع بحل ‪ ،‬ول يقلوم‬
‫الحاكم ولر األمر‪.‬‬ ‫غيره مقامه ل يقوم غيره مقامه؛ ألن ا كراه بح ‪-‬يقول العلماء‪-‬هو من خصائ‬
‫‪٦‬‬
‫‪559‬‬

‫ع ك َُم ْمتَن ِ ٍع»‪ ،‬أن الغائع عن البلد يف السداد يكلون حكمله كحكلم الممتنلع‪ ،‬وهلذه مطلرد‬ ‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬و َغائ ٌ‬
‫حتى يف القلاء‪ ،‬فإن الدعوى على الغائع تحم الغائع والممتنع‪ ،‬فيقوللون‪ :‬أن الغائلع كلالممتنع حتلى‬
‫يف الدعوى‪ ،‬فيص رفع الدعوى على الغائع‪ ،‬ويص رفلع اللدعوى والحكلم عللى الممتنلع‪ ،‬وسليأتينا إن‬
‫شاء اهلل يف باب القلاء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـاع إِ َذا َح َّـٍ َالـدَّ ْي ُن‪َ ،‬أ ْو إِ ْن َجـا َن ُه بِ َح ِهـ ـ َو ْقـت ك ََـذا‪َ ،‬وإِ ََّّل َ َّ‬
‫ـالر ْه ُن‬ ‫‪ ‬قال املصننف‪َ « :‬وإِ ْن ََ َـر َط َأ ََّّل ُي َب ُ‬
‫لي ْر ُط»‪.‬‬ ‫َل ُ ِالدَّ ْي ِن َل ْم َي ِص َّح َا َّ‬
‫ٍ‬
‫شلرط يخلالف مقتللى العقلد فإبله يفسلد الحلرط‬ ‫تفريع على الدرس الماضر حينما قلنا‪ :‬إن كل‬ ‫هذا‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫شلرط ملن هلذين‬ ‫صحيحا‪ ،‬هنا المدين وهو الذي رهن العلين شلرط شلربين‪ ،‬وكل‬ ‫وحده‪ ،‬ويكون العقد‬
‫ً‬
‫الحربين يخالف مقتلى العقد‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬قال‪ :‬اشلةبت عليلك أل ُيبلاأ العلين المرهوبلة يف اللدين‪ ،‬إاا جلاء األجل اشلةط‬
‫عليك أل ُتبلاأ‪ ،‬بقلول‪ :‬هلذا الحلرط بابل ‪ ،‬بل يًلع أن ُتبلاأ إملا بتوكيللك أو بفعللك أو بلإللام الحلاكم‪،‬‬
‫فحينمذ يبط الحرط ويبقى الصحي العقد‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬قال‪ :‬إاا اشةط عليه أبه إن جمتلك باللدين يف األجل فالحملد هلل‪ ،‬وإن للم أءتيلك بله‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ل يًلوز‪،‬‬ ‫فإن العين المرهوبة لك‪ ،‬بقول‪ :‬هذا باب ؛ ألبه يؤدي إلى الربا هو من بلاب بيلع اللدين‪،‬‬
‫فالحرط باب ولكن العقد صحي ‪.‬‬

‫ب بِ َهدْ ِر َن َق َهتِ ِ بِ َال إِ َذ ْن»‪.‬‬


‫ب َما ُي ْح َل ُ‬
‫ِ‬
‫َب َو َي ْحل َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ول ُم ْرت َِه ٍن َأ ْن َي ْرك َ‬
‫َب َما ُي ْرك ُ‬

‫ابتفاأ المرهتن بالعين المرهوبة التر بيده‪ ،‬العين المرهوبة هر التر بذلها الراهن للمرهتن‪ ،‬هلذه العلين‬
‫هاتف أو سيار ٍ أو بيت‪ ،‬ل يًوز للمرهتن أن ينتفع بالعين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ككتاب أو‬ ‫المرهوبة تكون يف يد المرهتن‪،‬‬

‫األ ص أبه ل يًوز‪ ،‬إن أان له‪ ،‬بقول‪ :‬إن أان له يًوز إاا كان أص الدين غيلر القلرض فيًلوز‪ ،‬وإن‬
‫ٍ‬
‫حاللة واحلد ‪ :‬إاا كابلت مملا ُيركلع و ُيحللع‪ ،‬مملا يأكل لليس‬ ‫لم يأان له ف يًوز لله البتفلاأ لا إل يف‬
‫السيارات‪ ،‬وإبَّما المقصود ا الدواب‪ ،‬فإبه يركبها ويحلبها بقدر النفقة عليها‪ ،‬وأما السليار فل يًلوز لله‬
‫أن يركع وأن يستخدم السيار المرهوبلة‪ ،‬وإبَّملا فقلط اللدواب؛ ألن اللدواب عليهلا بفقلة‪ ،‬فهلو يركبهلا يف‬
‫مقاب ما أبف عليها‪ ،‬فهو من باب المعاوضة‪.‬‬
‫‪560‬‬

‫اه ٍن َم َع إِ ْم َانِ ِ ‪َ ،‬ل ْم َي ْر ِج ْع َوإِ ََّّل َر َج َع بِ ْاْلَ َق ٍِ ِم َّما َأ ْن َق َه ُ أو َن َق َه ِـة‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َأ ْن َق َق ع َلي ِ بِ َال إِ َذ ِن ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِم ْث َل ِ إِ ْن ن ََااه»‪.‬‬

‫يقول إن َمن أبف على العين المرهوبة‪ ،‬أي الدائن وهو المرهتن اللذي بيلده العلين‪ ،‬إن أبفل عليهلا قلد‬
‫يكون إبعا ًما‪ ،‬وسب أبه َمن أبف عليه إبعا ًما جاز له أن يركع بقيمتها‪ ،‬أو ينفل عليهلا حراسلةً‪ ،‬هنلاك َملن‬
‫يحتاج أن يحرس العين المرهوبة‪ ،‬أو عمار كادت أن تسقط فاحتاج إلى بعه الةميم لها‪ ،‬أو كاد ْ‬
‫أن يلأا‬
‫شخ ٌ يتلفها فمنع وهكذا‪.‬‬

‫فإن أبف عليها قال المصنِّف إن له حالتين‪:‬‬

‫أن يكللون الللراهن يمكللن إابلله معرفللة إابلله بللأن يكللون حاضل ًلرا‪ ،‬فحينمل ٍلذ يًللع أن‬
‫‪ ‬الحالــة اْلولــى‪ْ :‬‬
‫يستأابه‪ ،‬فإن لم يستأابه وأبف ب إابه لم يرجع عليه؛ ألبه بذل المال من غير إان صاحبه‪ ،‬وليس له الح‬
‫أن يبذله إل بإابه‪.‬‬

‫حاضرا ول يمكن أخذ إابه‪ ،‬قلال‪َ « :‬وإِ َّل َر َج َ‬


‫لع بِ ْاألَ َقل ِّ‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬قال‪َ « :‬وإِ َّل» أي‪ :‬وإن لم يكن‬
‫أول‪ ،‬يرجلع عليله بالنفقلة‬ ‫مِ َّما َأ ْب َف َو َب َف َق ِة مِ ْث َل ِه إِ ْن ب ََواه»‪ ،‬ما معنى هذا؟ يقول‪ :‬يرجلع إن بلوى الرجلوأ هلذا ً‬
‫التر بفقهلا إن بلوى الرجلوأ‪ ،‬وأملا إن بلوى التلاأ فل يرجلع‪ ،‬والمقلدار اللذي يرجلع فيله يرجلع باألقل ‪،‬‬
‫ملتهم بأبله ربملا أبفل أكثلر مملا‬
‫ٌ‬ ‫يحسع ما الذي أبفقه وبفقة المثل ‪ ،‬ملا هلو األقل منهملا فيرجلع بله؛ ألبله‬
‫يستح ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫كرهن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومعار ومؤجر ومادع‬

‫يقول إن العين المعار والمؤجر والمودعة كالرهن يف حيث اللمان‪ ،‬ملن حيلث أن كلهلا تكلون يلده‬
‫فيها يد أمابة‪ ،‬ويةتع عليه األحكام المتقدمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا َهرِ َب َ َع َم َر ُه َر َج َع بِآ َلتِ ِ َ َه ْط»‪.‬‬

‫يقول بفس الحرء يف عقد العارية وا جار والعين المودعة واللرهن أبله للو احتاجلت إللى بفقلة‪ ،‬فإبله‬
‫يرجع عليها بالطري وهو التقسيم الساب ‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك لو خربت العين « َ َع َم َر ُه» أي‪ :‬عملر العلين‪ ،‬رجلع‬
‫باآللة فقط دون الرجوأ بغيلر اآلللة كلأجر اليلد؛ ألن اآلللة باقيلة وأملا أجلر اليلد فهلو بمثابلة المتلاأ لا‪،‬‬
‫إن شاء اهلل غدً ا بعد ص العصر بتكلم عن العقد الثلاين‬ ‫فحينمذ ل يأخذها‪ ،‬بقف عند هذا المح ‪ ،‬وبكم ْ‬ ‫ٍ‬
‫‪٦‬‬
‫‪561‬‬

‫من عقود التوثي وهو عقد الكفالة‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)20‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )20‬اية المًلس العحرين‪.‬‬


‫‪562‬‬

‫﷽‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ب َع َلى َب ْيرِ ِه»‪.‬‬ ‫ب َأ ْو َس َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ‪ :‬وي ِصح َضم ُ ِ‬
‫ان َجائ ِز الت ََّص ُّرف َما َو َج َ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫ْ‬

‫هذا الفص أورد فيه المصلنف ‪ ‬ث ثلة عقلود‪ :‬عقلد الللمان‪ ،‬وعقلد الكفاللة‪ ،‬وعقلد الحواللة‪،‬‬
‫فنبدأ بأول هذه العقود وهو عقد اللمان‪ ،‬وللنعلم أن الللمان ُيطلل يف كتلع الفقهلاء عللى أملرين‪ :‬يطلل‬
‫ٍ‬
‫قصلد بله العقلد يف‬ ‫على عقد‪ ،‬ويطل على أثر تصرف‪ ،‬ويًع عليك أن ُت ِّ‬
‫فرق بين هذين ا ب قلين‪ ،‬فإبله ُي َ‬
‫هذا الباب‪ ،‬أو هذا الفص ‪ ،‬ويتكلم عنه عن أثر التصرف عند الحديث عن باب الغصلع‪ ،‬حينملا يتكلملون‬
‫عن الغصع‪ ،‬فإن من غصع أو أتلف لغيره ً‬
‫مال فإن من أثر تصرفه أبه يلمن قيمته‪ ،‬أو مثله إن كان مثل ًّيلا‪،‬‬
‫جائل ابتداء لزم البتهاء من أحد برفيله‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وأما اللمان الذي بتكلم عنه هنا فهو آخر‪ ،‬شر ٌء آخر‪ ،‬وهو عقدٌ‬
‫فهو عقد بينما هناك فهو أثر‪.‬‬

‫قب أن بتكلم عن هذا العقد أريد أن أهكد مر ً أخلرى أن األثلر ل بلتكلم عنله يف الللمان وإبملا بلتكلم‬
‫كثير من الناس يسموبه الكفالة‪ ،‬الفقهلاء يسلموبه‬
‫كثير من الناس بعقد الكفالة‪ٌ ،‬‬
‫عن العقد الذي يسميه اآلن ٌ‬
‫اللمان ويخصون الكفالة بكفالة البدن التر سيوردها المصنف بعد قلي ‪ ،‬هذا العقد وهو عقلد الللمان‪،‬‬
‫أو الللذي يسللميه الللبعه بكفالللة المللال‪ ،‬ويسللميه بعلله الفقهللاء بكفالللة المللال‪ ،‬هللذا مللن العقللود المهمللة‬
‫وازدادت أهميتها يف وقتنا هذا لكثر تعام الناس ا‪ ،‬فإن عقود التأمين كلها تندرج تحلت عقلد الللمان؛‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يكلون ملن بلاب الكفاللة‪ ،‬وإملا أن يكلون تأمينًّلا‬ ‫ٍ‬
‫لمسلموليات‪،‬‬ ‫ألن عقود التأمين إما أن تكون تأمينًلا‬
‫فكثيلر ملن‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ يدخ فيها معنى الكفالة وقد يدخ فيها معنى التلام الللمان المطلل ‪ ،‬إ ًاا‬ ‫ٍ‬
‫لممتلكات‪،‬‬
‫ٌ‬
‫األحكام المتعلقة بالتأمين الذي بسلتخدمه يف كل أحيابنلا يف العل ج‪ ،‬ويف القيلاد ويف البللائع ويف غيرهلا‬
‫محلها هذا الباب وهو باب اللمان‪ ،‬الذي يسميه بعه الفقهاء بباب الكفالة‪.‬‬
‫امة إلى ٍ‬
‫امة يف التلام الحل ‪ ،‬هلذا التعريلف‬ ‫اللمان‪ :‬هو ضم ٍ‬
‫ِ‬ ‫اللمان ما هو؟ العلماء يقولون إن عقد‬
‫‪٦‬‬
‫‪563‬‬

‫املة إللى ٍ‬
‫املة يف‬ ‫من أهم التعاريف أو من أهم الًم يف هذا الفص أن تعرف تعريف اللمان‪ ،‬وهو ضلم ٍ‬
‫التلام الح ‪ ،‬ألن الحوالة ستأا معنا بعد قلي هو بق ما يف ٍ‬
‫امة إلى امة‪ ،‬فتنتق الحقوق التر يف املة إللى‬
‫ٍ‬
‫املة ملن اللذمتين‬ ‫ٍ‬
‫امة أخرى‪ ،‬وهذه تسمى حوالة‪ ،‬بينما اللمان ضم الذمتين يف التلام الحل ‪ ،‬فتكلون كل‬
‫ملالر‪،‬‬ ‫كمال ابتدا ًء‪ ،‬صور الك بصور سهلة‪َّ ،‬‬
‫أن رج ً يكون عليه ح ٌ‬ ‫محغول ًة بالح ابتدا ًء‪ ،‬محغولة ا ً‬
‫ٌ‬
‫زعيم عنه‪ ،‬أو أبلا ضلام ٌن عنله‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫غريم عنه‪ ،‬أو أبا‬
‫ٌ‬ ‫ثم بعد الك يأتيه شخ ٌ ثالث ويقول‪ :‬أبا كفي ٌ عنه‪ ،‬أو أبا‬
‫ِ‬
‫وكفالتله فتنحلغ املة الثنلين يف التللام الحل ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ تنحلغ املة الملدين األصللر‪ ،‬وملن قلام بللمابه‪،‬‬
‫مطالع بالدين كام ً ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد منهما‬ ‫فيكون ك‬
‫ٌ‬

‫قال‪« :‬ويص »‪ ،‬يدلنا على أن اللمان والكفالة جائل ‪ ،‬وقلد جلاء اللك يف كتلاب اهلل ‪ ‬ففلر قصلة‬

‫يوسف ‪ { :‬ﭰ ﭱ ﭲ} [يوسف‪ ] 72:‬أي أبلا بله ضلام ٌن وكفيل ‪ ،‬والنبلر ‪ ‬لملا‬
‫عليله‪ ،‬وهلذا كلان يف‬ ‫حلر عنده بًناز وقي له إن عليه ث ثة دراهم امتنع النبر ‪ ‬من الص‬
‫علر يلا رسلول‬
‫عليه حتى قام أبو قتاد ‪ ‬فقال‪ :‬هر َّ‬ ‫أول ا س م قب أن ينسخ الحكم‪ ،‬امتنع من الص‬
‫اهلل‪ ،‬وهذا من باب الكفالة ومن باب اللمان‪ ،‬وقد أجمع العلماء على الكفالة وهذا معنلى قلول المصلنف‬
‫يص اللمان‪ ،‬بيع قول المصنف يص ضمان اللمان هلو ضلم املة إللى املة يف التللام الحل وسليأا‬
‫تفصيله قال‪ :‬جائل التصرف‪ ،‬قوله جائل التصلرف يعنلر بله البلالغ العاقل اللذي يكلون رشليدً ا يًلوز لله أن‬
‫يتصرف يف ماله‪ ،‬هذا يسمى جائل التصرف‪ ،‬والعلماء عندهم مصطلحان تار ً يقولون جائل التصرف وتلار ً‬
‫يقولون جائل التاأ‪ ،‬أو يص تاعه‪ ،‬الذي يص تاعه هو جلائل التصلرف فقلط‪ ،‬بنفسله دون اللذي يًلوز‬
‫تصرفه بيابة عن غيره كالوكي والوصر وبحوه‪ ،‬هذا الفرق بين جائل التصرف ومن يص تاعه‪.‬‬

‫يقول ويص ضمان جائل التصرف عرفنا من هو جائل التصرف‪ ،‬ما وجلع أو سليًع عللى غيلره‪ ،‬ملا‬
‫وجع أي من األموال فقط‪ ،‬ماعدا األموال فإ ا ل تلمن ألن الحدود والعقوبلات ل ضلمان فيهلا‪ ،‬وإبملا‬
‫تلمن األموال أو ما يف معنى المال ألبه يؤول إللى الملال حينلذاك‪ ،‬بيلع إ ًاا قولله ملا وجلع‪ ،‬أو سليًع‬
‫على غيلره‪ ،‬قلد ل يًلع يف هلذه اللحظلة يف وقلت العقلد وإبملا يًلع يف المسلتقب ‪ ،‬ملن أمثللة اللك عنلد‬
‫قديما ثم سأشير لبعه األمثلة يف زمابنا‪.‬‬
‫الفقهاء ً‬
‫ً‬
‫منللل وكابلت ا جلار‬ ‫من األمثلة القديمة عند العلماء أ م كابوا يقولون لو أن امرأ استأجر ملن آخلر‬
‫‪564‬‬

‫بعد سنة فطلع صاحع العقار من المستأجر ضمينًّا فأتى بلمين فلإن هلذا الللمين سيللمن لله ا يًلار‬
‫أيللا‬
‫سنة‪ ،‬أو سنتين‪ ،‬أو ث ث‪ ،‬فهو ليس اآلن واجع وإبما سيًع يف المستقب ‪ ،‬ومثلله ً‬‫الذي سيح بعد ٍ‬

‫أيلللا‬
‫يقللال يف الًعالللة‪ ،‬فالًعالللة ل تسللتح إل بإبًللاز العم ل ولللم ينًللل العم ل بعللد‪ ،‬فيًللوز كفالتلله ً‬
‫وضمابه‪ ،‬األمر الثالث هناك ما يسمى ضمان عهد المبيع‪ ،‬صور ضلمان عهلد المبيلع أن املرأ يبيلع آخلر‬
‫ككتاب مث ً فيقول المحةي ربما يكون فيها عيع‪ ،‬أرش العيع هذا من يدفعله؟ يقلول‪ :‬أبلا‪ ،‬يقلول‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫سلع ًة‬
‫عيلع يف السللعة المباعلة فإبله يكلون‬
‫ٌ‬ ‫بلامن يلمن عهد المبيلع أي إاا ُو ِجلدَ‬
‫ٍ‬ ‫لل أريد معك ضامنًا فيأا‬
‫ضامنًّا لها‪ ،‬أي يدفع أرش العيع فيها‪ ،‬وهذا اللر يسلمى ضلمان عهلد المبيلع‪ ،‬وعهلد المبيلع قلد توجلد‪،‬‬
‫وقد ل توجد‪ ،‬إا العيع قد يكون موجو ًدا وقد يكون غير موجود‪.‬‬

‫من صور اللمان التر بتعام ا اآلن لما سيًع يف المستقب عللى الغيلر كل ملا يسلمى اآلن عنلدبا‬
‫من خطابات اللمان البنكية‪ ،‬وفت العتمادات المستندية كل هلذه هلر كفالل ٌة يف المسلتقب ‪ ،‬يف ٍ‬
‫عقلد قلد‬
‫يأا وقد ل يأا‪ ،‬ألن المرء قد يقدم على مناقصة فتقب وقد ل تقب فك هذه تسمى كفالل ٌة هلر كفالل ٌة لملا‬
‫سيًع يف المستقب ‪.‬‬

‫َات َب ٍِ ال َّت َعدِ ي ِ َيها‪َ ،‬و ََّل ِج ْز َي ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل اْلَمان ِ‬
‫َ‬
‫يقول‪ :‬األمابات ل ضمان فيها‪ ،‬المراد باألمابات كملا للو أن املرأ وضلع عنلد آخلر وديعل ًة فإبله جعلهلا‬
‫لا‬ ‫عنده أمابة‪ ،‬ف يح للذي بذل العين واستودأ غيره أن يطلع كفي ً وضمينًّا‪ ،‬ألن هذه العلين ل تعلل‬
‫ٍ‬
‫تفلريط ملن المسلتودأ‪،‬‬ ‫ح ٌ مالر‪ ،‬ل يللم ا ح ٌ مالر‪ ،‬ألن لو تلفت بفع اهلل ‪ ‬أو بفعل آدملر غيلر‬
‫حينمذ ل ضمان فيها ف يللم اللمان فيها فوجود اللمان وعدمه سواء ولذلك ل يص ‪.‬‬‫ٍ‬ ‫فإبه‬

‫قال‪ :‬ب التعدي فيها‪ ،‬يعنر يص أن يأا بكفي ٍ إاا تعدى صاحع األمابة من كابت يلده يلد أمابلة فلإاا‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يللم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ يص أن يؤخذ عليه ضمين ألن التعدي هنا يؤول إلى اللمان‬ ‫تعدى‬

‫محلا بل إن فيهلا معنلى‬


‫ً‬ ‫قال‪ :‬ول جلية‪ ،‬ألن الًلية فيها معنى آخر وهو إضاف ًة لبذل المال ليس ً‬
‫مال‬

‫آخر وهو إنهار عل ا س م‪ { ،‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ } [التوبة‪ ]29:‬ف يقوم أحلدٌ علن‬


‫ٍ‬
‫أحد ببذلها‪ ،‬ولذا فإبه ل ضمان يف الًلية ل يلمن مسلم ول غير مسلم يف الًليلة‪ ،‬والًليلة تكلمنلا علن‬
‫تفصيلها قب الك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪565‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط ِر َضا ُن َض ِام ٍن َ َه ْط‪َ ،‬ولِ َر ِب َح ٍّق ُم َطا َل َب ُة َم ْن ََا َن ِمن ُْه َما»‪.‬‬

‫ٌ‬
‫مكلون ملن ث ثلة‬ ‫ٍ‬
‫ضامن فقط‪ ،‬عقد الللمان أو اللذي يسلمى بالكفاللة الماليلة عقلدٌ‬ ‫وش ِر َط رضا‬
‫يقول ُ‬
‫أبراف‪ ،‬الطرف األول‪ :‬هو الذي عليه الدين‪ ،‬وبسميه الملمون‪ ،‬وهذا ل يحةط رضاهه‪ ،‬الطلرف الثلاين‪:‬‬
‫أيللا‪ ،‬الطلرف الثاللث‪ :‬الللامن وهلذا يحلةط‬
‫صاحع الدين وهو الملمون له‪ ،‬وهلذا ل يحلةط رضلاه ً‬
‫رضاه‪ ،‬ما الدلي على أبه ل يحةط رضا الملمون والملمون له؟ حديث أبر قتاد ‪ ،‬فإبله قلال‪ :‬هلر‬
‫علر‪ ،‬و َقبِ َ النبر ‪ ‬هذا اللمان وكان الملمون له ميتًا ف يحةط رضاه‪ ،‬وأما الملمون لله‬ ‫َّ‬
‫فكان غائ ًبا ف يحةط رضاه كذلك‪ ،‬وألن الحرأ يقول إن هذا العقد ل ضرر فيل ٍه عللى المللمون لله‪ ،‬ول‬
‫الملللمون‪ ،‬أل مللا مسللتفيدان فأمللا الملللمون للله فبل ً‬
‫لدل مللن أن يطالللع رج ل ً سلليطالع رجلللين‪ ،‬وأمللا‬
‫الملمون فإبه سيحاركه أحدٌ ولن بقول شاركه وإبما سيحاركه أحدٌ يف المطالبة فقط‪ ،‬دون بقاء الدين فإبله‬
‫يبقى يف امته‪ ،‬إ ًاا فالفقهلاء يقوللون ل يحلةط إل رضلا الللامن فقلط‪ ،‬لملااا الللامن فقلط؟ ألن الللامن‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يللم رضاه‪ { ،‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ} [النساء‪.] 29:‬‬ ‫مال يف ِ‬
‫امته‬ ‫سيلتلم ً‬

‫ٍ‬
‫ضلامن فقللط‪،‬‬ ‫وش ِلر َط رضللا‬ ‫ف بلد أن يكلون بالرضللا ألبله سليكون بل ً‬
‫لاال وهلذا معنلى قللول المصلنف‪ُ :‬‬
‫والفقهاء إاا قالوا‪« :‬فقط» هذا من باب التأكيد على أن هذه الًملة مفهومها مقصود‪ ،‬بيع ثم قلال وللرب‬
‫ح ٍ ‪ ،‬الملراد بلل رب الحل هلو اللدائن‪ ،‬أي المللمون لله‪ ،‬وللرب حل ا مطالبلة ملن شلاء منهملا‪ ،‬إاا ضلمن‬
‫شخ ٌ آلخر دينًلا فاللدائن إاا جلاء وقلت وجلوب اللدين مخيلر يطاللع ملن شلاء إملا الملدين‪ ،‬أو يطاللع‬
‫اللامن الذي بسميه كفي ً بالمال‪ ،‬له أن يطالع من شاء منهما ولو كان المدين ملي ًملا واهلع للثلاين جلاز‪،‬‬
‫فيختار من شاء منهما‪.‬‬

‫وقللول المصللنف للله المطالبللة أي المطالبللة ومللا تبللع المطالبللة‪ ،‬فالمطالبللة أي المطالبللة بالمللال ويتبللع‬
‫المطالبة أبه يًوز م زمة أ ًّيا ملن شلاء منهملا ويًلوز لله المطالبلة بحلبس أي ملن شلاء منهملا وبيلع متاعله‬
‫وهكذا‪ ،‬إ ًاا هذا ما يتعل بالمطالبة‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة قب أن بنتق للعقد الثاين وهو الكفالة‪ ،‬إاا بالع صاحع الدين اللامن ولم يطاللع‬
‫المدين فإن أدى اللامن الدين فنقول لله حالتلان‪ :‬إن أداه بنيلة التلاأ‪ ،‬فلليس لله أن يطاللع الملدين‪ ،‬ألبله‬
‫‪566‬‬

‫متاأ‪ ،‬وإن أداه بنية الرجوأ‪ ،‬أو بدون بية‪ ،‬لم تكن له بية‪ ،‬فله الح أن يرجلع عللى الملدين بلالمبلغ اللذي‬
‫بذله من الدين‪ ،‬إما كام الدين‪ ،‬أو بعله‪.‬‬

‫بقر عندي مسألة أخير بخلتم لا هلذا البلاب وهلو أن الفقهلاء يقوللون كملا بقل اللك ابلن المنلذر يف‬
‫ٍ‬
‫إسلحاق الرهلوي لله وجله كملا هلو‬ ‫إسحاق الرهوي وما ب ُِق َ علن‬
‫ٍ‬ ‫األشراف وحكاه إجما ًعا إل ما ب ُِق َ عن‬
‫مفهوم من ك مه الذي بقله إسحاق بن منصور جوس أ م حكوا ا جماأ أبه ل يًوز أخذ األجلر عللى‬
‫الكفالللة‪ ،‬ول اللللمان‪ ،‬ل يًللوز أخللذ األجللر عليهللا‪ ،‬وهللذا هللو أكللا إشل ٍ‬
‫لكال عنللد المعللام ت البنكيللة‬
‫المعاصر ‪ ،‬فإن المعام ت البنكية اآلن تبيع الئتمان هلذا مسلماهم المعاصلر واللذي يسلميه الفقهلاء بيلع‬
‫اللمان يبيعون الئتمان بمال‪ ،‬والحلرأ يقلول ل يًلوز بيلع الكفاللة ول الللمان ول أخلذ األجلر عليهلا‬
‫وحكِ َر إجما ًعا‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َِص ُّح ا ْل َ َقا َل ُة بِ َبدْ ِن َم ْن َع َل ْي ِ َح ٌّق َمالِ ٌّ ‪َ ،‬وبِ ٍُِ َع ْي ٍن َي ِص ُّح َض َما ُن َ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم عن النوأ الثاين من العقود وهو عقلد الكفاللة‪ ،‬وعقلد الكفاللة والللمان ك هملا ملن عقلود‬
‫مر معنا بدرس األمس الرهن أبه من عقود التوثي واليوم عقلد الللمان‪،‬‬ ‫توثي الديون‪ ،‬من عقود التوثي ‪َّ ،‬‬
‫عقد الكفالة ما المراد به؟ هو إحلار ِ‬
‫بدن من عليه الح إلى مًلس التعاقد أو إللى ملا اتفقلا عليله‪ ،‬رجل‬
‫عليه دي ٌن آلخر فيطلع كفي ً بالبدن هذا الكفي بالبدن ونيفته أن يحلر بدن المدين إلى مًللس التعاقلد‬
‫أو إلى المكان الذي اتفقا عليه‪ ،‬فإن لم يحلره فلإن الفقهلاء يقوللون‪ :‬يللمله ملا يف امتله ملن الملال‪ ،‬سلوا ًء‬
‫َّفر َط يف عدم إحلاره‪ ،‬أو لم يفرط‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لتفريط أو لعدمه فإبله‬ ‫أعيد ابتبهوا لهذه المسألة الكفي ملل ٌم بإحلار البدن فإن لم يحلر البدن سوا ًء‬
‫فلر َط يف علدم إحللار وسلعى يف‬
‫يللمه ما يف امة هذا صاحع البدن الذي عليه الدين سوا ًء كان الكفي قد َّ‬
‫إخراجه من البلد أولم يفرط بأبه غاب عن عينيه ففر كل الحلالتين يللمله ملا يف امتله ملن اللدين‪ ،‬وللذلك‬
‫قال‪ :‬وتص كفالة ببدن من عليه ح ٌ مالر‪ ،‬ألن اللتلام متعل ٌ بالمال‪ ،‬وأما من ليس عليه ح ٌ مالر وإبملا‬
‫ح ٌ يف البدن كأن تكون عليه حد‪ ،‬أو أن يكون عليه عقوبة تعليرية‪ ،‬أو قصاص‪ ،‬فالفقهلاء يقوللون ل يصل‬
‫كفالته ببدبه‪ ،‬ألبه إاا تعذر إحلار بدبه فإبه ل يمكن أن يستوىف الح من بدن الكفي ‪ ،‬ألن العقوبات إبملا‬
‫هر شخصية‪ ،‬على من أخطأ وأجرم ول تتعداه لكفيله‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪567‬‬

‫ثم قال‪ :‬وبك عين يص ضما ا‪ ،‬قوله هنا‪ :‬وبك عين أي تص الكفالة لغيلر اآلدميلين فيصل كفاللة‬
‫دارا‪ ،‬اسلتمًاره لهلذه اللدار‬
‫البهائم وتص كفالة األعيان‪ ،‬من صور كفالة األعيان‪ :‬رج يستأجر ملن آخلر ً‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يطللع منله كفيل ٌ بلرد اللدار‬ ‫يخحى المستأجر من أن يكون المؤجر قد تعدى يف إفساد هذه اللدار‪،‬‬
‫على هيمتها مث ً ‪ ،‬وهكذا سائر األعيان التر تكون من هذا الباب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط ِر َضا ُن ك َِق ٍ‬


‫يٍ َ َه ْط»‪.‬‬

‫بفس ما تقدم أبه يحةط رضا الكفي فقط‪ ،‬ول يحةط رضلا المكفلول اللذي عليله اللدين ول يحلةط‬
‫رضا المكفول له وهو الذي له الح ‪.‬‬

‫ت ال َع ْي ُن بِ ِق ْع ٍِ اهَّلل ِ َت َعا َلى َق ْب ٍَ َط َل ٍ‬


‫ب َبرِئَ »‪.‬‬ ‫ات‪َ ،‬أو ت َِل َق ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َم َ ْ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عما تنقلر به الكفالة واللمان‪ ،‬سأاكرها على سبي ا جملال ثلم برجلع لكل م‬
‫سلبع أصللر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫المصنف‪ ،‬العلماء يقولون إن الكفالة بالبدن واللمان وهلر كفاللة الملال تنقللر بسلببين‪:‬‬
‫وسبع تبعر‪ ،‬فالسبع األصلر‪ :‬هو أن تنقللر الكفاللة ملن غيلر ابقللاء اللدين‪ ،‬والسلبع التبعلر‪ :‬هلو أن‬
‫ٌ‬
‫تنقلر الكفالة بابقلاء الدين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يكلون سلب ًّبا لبقللاء الكفاللة‪ ،‬فسلداد اللدين‬ ‫ِ‬
‫اللدين فإبله‬ ‫فنبدأ بالتبعر ك ما كلان سلب ًّبا لقللاء‬
‫وا برا ُء منه‪ ،‬سداد الدين وا براء من الدين أو إرث الدين‪ ،‬رج كان اللذي أقرضله أخلوه ثلم ملات أخلوه‬
‫ٍ‬
‫حينمذ بقول بريء كفيله‪ ،‬ولليس لله أن يطاللع كفيلله بملا كلان عليله‬ ‫فورثه هو فأصب قد َو ِر َ‬
‫ث دين بفسه‪،‬‬
‫قب الوفا ‪ ،‬بقول ل‪ ،‬سقطت الكفالة وسقط اللمان على سبي التبع‪ ،‬بسقوط الدين‪.‬‬

‫النوأ الثاين وهو سقوط الكفالة فقط عن بري األصلالة يسلقط أصلي ً دون سلقوط اللدين‪ ،‬فالللمان‬
‫يسقط أصال ًة با براء للكفيل ‪ ،‬فيًلوز لللدائن أن يقلول أبلرأت أيهلا الكفيل فقلط‪ ،‬وأملا الثلاين فللم أبرئله‪،‬‬
‫فحينمذ يسقط على سبي البفراد با براء ول تسقط بالموت‪ ،‬اللمين إاا مات فإن الكفالة تبقلى يف مالله‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫فيؤخذ من ماله قيمة ما ضمنه‪.‬‬

‫وأما كفالة البدن فإ ا تسقط على سبي التبع وتسقط على سبي البفراد‪ ،‬على سبي البفراد بلا براء‬
‫وعلى سبي التبع بما اكره المصنف‪ ،‬بتلف العين أو موت اآلدمر المطلوب إحلاره‪ ،‬أو قلاء اللدين إاا‬
‫ٍ‬
‫بلع بريء‪.‬‬ ‫كان عليه دين‪ ،‬فإاا مات أو تلفت العين بفع اهلل قب‬
568
‫‪٦‬‬
‫‪569‬‬

‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُُا ُز َا ْل َح َاا َل ُة َع َلى َدي ٍن ُم ْست َِه ٍّر إِ ِن ا َّت َق َق الدَّ ين ِ‬
‫َان ِجنْسا َو َو ْقتا َو َو ْصقا َو َقدْ را‪َ ،‬وتَص ُّ‬
‫ـح‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫بِخَ ْم َس ٍة َع َلى َه ْم َس ٍة ِم ْن َع َي َر ٍة َو َع ُْس »‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن العقد الثالث واألخير يف هذا الفص وهو الحوالة‪ ،‬وعقلد الحواللة هلو ابتقلال‬
‫الدين من ٍ‬
‫امة إلى امة‪ ،‬ابتقال الح بكليته‪ ،‬ليس ضمنًّا وإبما ابتقال‪ ،‬معنلى الحواللة أن المحيل تلاأ امتله‬
‫ول يبقى يف امته شرء‪ ،‬وقد ثبت عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬من أحيـٍ علـى ملـ ن ليحتـٍ» وهلذا‬
‫يدلنا عللى أن الحواللة عقلدٌ جلائل‪ ،‬ومعنلى قولله جلائل أملران أ لا جلائل البتلداء لليس معناهلا أ لا جلائل‬
‫جلائل‬
‫ٌ‬ ‫البتهاء ب هر جائل البتداء ولكنها لزمة البتهاء‪ ،‬واألمر الثاين أن معنى قال‪ :‬جلائل‪ ،‬أي أبله عقلدٌ‬
‫باعتبار الحكم التكليفر‪.‬‬

‫ولو أن المصنف ع َّبر بالصحة لكان أبسلع‪ ،‬كملا ع َّبلر يف بلاب الللمان بالصلحة فاألبسلع أن يعلاِّ يف‬
‫الحوالة بمثلها‪.‬‬

‫يقول تًوز الحوالة على ٍ‬


‫دين مستقر إاا اتف الدينان‪ ،‬بأا بصور الحوالة باختصلار‪ ،‬لملن ل يعرفهلا‪،‬‬
‫مقلرض خاللدً ا أللف ريلال‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عمرو ألف ريال‪ ،‬وقد ح َّ الدين‪ ،‬فلما جاء ليطالبه قال عملرو‪ :‬أبلا‬
‫ً‬ ‫زيدٌ اقرض‬
‫ٍ‬
‫حينملذ لملا قلال لله أحلتلك‬ ‫ِ‬
‫متساويان يف القدر متساويان يف الحلول المحال عليه هو خالد ملرء‪،‬‬ ‫فالدينان‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يًع عليه أن يطالع خالدً ا وليس له أن يطلالبنر أبلا أيهلا المقلةض اللذي هلو قلنلا قبل قليل‬ ‫عليه‬
‫اسمه زيد‪ ،‬ليس له أن يطلالبنر ويًلع عللى خاللد أن يبلذل لله الملال‪ ،‬هلذه هلر فائلد الحواللة‪ ،‬إاا فائلد‬
‫الحوالة أمران‪ :‬سقوط الدين من امة المحي ‪ ،‬وللوم البذل من المحال عليه للمحلال‪ ،‬يًلع أن يبلذل لله‬
‫المال‪ ،‬هذه هر فائد الحوالة‪ ،‬وسأتكلم إن شاء اهلل إن ما بسيت يف اية الًمللة بعلد قليل ملا الفلرق بلين‬
‫هذه الحوالة والحوالة البنكية‪ ،‬الحوالة البنكية من باب الحراكة اللفظية‪.‬‬
‫يقول عللى ٍ‬
‫ديلن مسلتقر‪ ،‬أول شلرط لصلحة الحواللة وللومهلا وتكلون لزمل ًة بلاألثرين المتقلدمين أن‬
‫تكون على ٍ‬
‫دين مستقر ألن الديون بعلها مستقر ‪ ،‬وبعلها غير مستقر‪ ،‬غير المستقر مث مااا؟ مث ما قلد‬
‫يوجد وما قد ل يوجلد‪ ،‬ضلربوا للذلك أمثللة منهلا اللذي اكرباهلا يف اللدرس الماضلر بلاألمس وهلو ديلن‬
‫ٍ‬
‫مسلتقر‪ ،‬فقلد يعًلل علن‬ ‫السلم‪ ،‬قلت لكم باألمس السلم أبه ل يص الحوالة به ول عليه لما ألبه دي ٌن غير‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يكون غير مستقر فيرجع ألصله فيتغير الدين‪ ،‬إاا فالمسل َلم فيله ل يصل الحواللة‬ ‫سداد المس َلم فيه‬
‫‪570‬‬

‫أيلا ً‬
‫مثال آخر فقالوا إن المرأ مهرها قب اللدخول اللدين فيله غيلر مسلتقر‪ ،‬ألبله قلد يطلقهلا‬ ‫عليه‪ ،‬ضربوا ً‬
‫قب الدخول فيثبت النصف‪ ،‬فكمال المهر غير مستقر لكن النصف مسلتقر‪ ،‬فنصلف المهلر مسلتقر بالعقلد‬
‫والنصف الثاين ل يستقر إل بالدخول‪ ،‬باآلية كما تعلمون‪ ،‬وسيأتينا إن شاء اهلل بعد بلعة دروس‪.‬‬

‫أيلا يف ِ‬
‫باب اللكا ‪.‬‬ ‫إ ًاا الديون المستقر تختلف والستقرار بستفيد منه هنا وبستفيد منه ً‬
‫ٍ‬
‫جلنس واحلد ك هملا‬ ‫جنسا يعنر يًع أن يكون الدين األول والدين الثلاين ملن‬
‫قال‪ :‬إن اتف الدينان ً‬
‫ريالت‪ ،‬ك هما ُبر‪ ،‬ك هما اهع‪ ،‬ف يًوز أن يختلفا يف الًنس ب يًلع أن يتفقلا يف الًلنس وجو ًبلا‪،‬‬
‫حلال‪ ،‬واآلخلر ملؤج ً إا للو كلان أحلدهما ً‬
‫حلال‪،‬‬ ‫قال‪ :‬ووقتًا المراد باتفاقهما وقتا أي أل يكلون أحلدهما ً‬
‫واآلخر مؤج ً فإبه حينم ٍذ ل تكون الحوالة لزمة‪.‬‬

‫قلدرا؟ يعنلر أن يحيلله‬


‫وقلدرا‪ ،‬ملا معنلى قولله ً‬
‫ً‬ ‫قال‪ :‬ووص ًفا‪ ،‬أي وصف ًة يف الدين‪ ،‬يف اات الدين‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫خمسلة ملن‬ ‫ٍ‬
‫بخمسلة عللى‬ ‫خمس ًة على خمسة‪ ،‬وعحر ً على عحر ‪ ،‬ابظر ملااا يقلول الحليخ؟ قلال‪ :‬وتصل‬
‫عحر ‪ ،‬كيف؟ بحن قلنا عقد الحوالة ث ثر الملدين لملا أقلول أبلا الملدين؟ ألبنلر سلأكون الوسلط بينهملا‬
‫ٌ‬
‫بلارق أقرضلنر عحلر وأبلا‬ ‫وأخوبا بارق هو الدائن لر وأخوبا أحمد هو الذي أبا أقرضته قبل اللك‪ ،‬إ ًاا‬
‫كنت قد أقرضت أحمد عحر ‪ ،‬الحوالة المعتاد أن يكون قد اتفقا يف المقدار والًنس فأحي بار ًقلا عللى‬
‫قلدرا عحلر عللى‬ ‫ٍ‬
‫أحمد‪ ،‬فحينمذ سقط الدين الذي يف امتر وللم أحمد أن يعطيه الدين‪ ،‬بحن قلنلا اتفقلت ً‬
‫عحر ‪ ،‬يًوز إاا كان الدين الذي لر على أحمد عحرين والدين الذي علر لطارق عحلر أن أحيل عحلر ً‬
‫على عحرين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫خمسة من عحر ‪ ،‬بلارق يطلبنلر خمسلة وأبللع أحملد عحلر‬ ‫ٍ‬
‫بخمسة على‬ ‫وهذا معنى قال‪ :‬وتص‬
‫ٍ‬
‫خمسة من العحر ‪ ،‬لكن ل يًوز أن أقول له خذ بلدل الخمسلة عحلر ل يًلوز‪ ،‬ألبله‬ ‫ٍ‬
‫بخمسة على‬ ‫فأحيله‬
‫ٍ‬
‫خمسة على عحر ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ بمثابة الربا أو المحرم ما يًوز‪ ،‬فيًع أن يكون خمسة من‬ ‫يكون‬

‫ثم قال‪ :‬وعكسه‪ ،‬عكسه مااا؟ أن يكون الدائن بارق يطلبنر عحر وأبا أبللع أحملد خمسل ًة فأحيلله‬
‫لللم‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ يًوز‪ ،‬لكن ل أقول لله أسلقط العحلر يف مقابل الخمسلة‪ ،‬ل ُي َ‬ ‫ٍ‬
‫بخمسة من العحر على خمسة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز‪.‬‬ ‫بذلك‪ ،‬إل أن يا هو وبإرادته وإسقاط الدين من بفسه‬
‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪571‬‬

‫َال َع َلى َب ْيرِ َم ِل ن»‪.‬‬


‫يٍ َوم ْحت ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْع َت َب ُر ِر َضا ُمح ٍ ُ‬
‫ٌ‬
‫محةط يف اثنين‪ :‬األمر األول رضا المحي ‪ ،‬من هو المحيل ؟ اللذي عليله ديل ٌن للألول‬ ‫يقول إن الرضا‬
‫وله دي ٌن للثاين‪ ،‬لبد من رضاه‪ ،‬ألبه قد يكون له غرض ل يريد أن يطالع أحدٌ الثاين فقد يكون الثاين رجل‬
‫ٍ‬
‫لمطالبة‪ ،‬أو لحاجة‪ ،‬ف بد ملن رضلاه‪ ،‬هلذا األملر األول وهلذا‬ ‫ِ‬
‫لكرامته‪ ،‬أو‬ ‫غرض يف بقاء الدين عليه إما‬
‫له ٌ‬
‫واجع مطل ًقلا‪ ،‬يًلع رضلاه مطل ًقلا‪ ،‬ول يلللم أن ُي َ‬
‫للل َم با حاللة‪ ،‬وأملا المحتلال‬ ‫ٌ‬ ‫واض ‪ ،‬إ ًاا رضا المحي‬
‫ً‬
‫محلال‪ ،‬وأملا المحتلال اللذي أحيل وهلو‬ ‫ً‬
‫محتلال ويسلمى‬ ‫وهو صاحع الدين األول‪ ،‬الذي أحيل يسلمى‬
‫صاحع اللدين األول‪ ،‬فلإن لله حلالتين‪ :‬الحاللة األوللى إاا كلان المحلال عليله وهلو أحملد مللرء والملراد‬
‫بالملرء ملرء المال والبدن والفع والقول‪.‬‬

‫ملرء المال عنده قدر على البذل‪ ،‬ملرء الفع واللسلان يسلتطيع أن يلذهع للمحلاكم وأن يخاصلم‪،‬‬
‫يف ثبوت الدين ويف عدم ثبوته‪ ،‬ويستطيع أن يرد بعم تستح أو ل تستح ‪ ،‬هذا معنى الملرء‪.‬‬

‫فللإن كللان ملي ًمللا فإبلله ل يحللةط رضللا المحتللال‪ ،‬لقللول النبللر ‪« :‬مــن أحيــٍ علــى مل ـ ن‬
‫ليحتٍ» إ ًاا لم يحةط رضاه وجو ًبا‪ ،‬وأما إن كان غيلر مللرء فل تلللم هلذه الحواللة إل برضلاه‪ ،‬ألن هلذا‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ لبلد ملن رضلاه‪ ،‬فلإاا رضلر أصلب العقلد لز ًملا‬ ‫الذي أحي عليه إاا كان غير ملرء قد ل يسلدد‪،‬‬
‫فابتق الدين من امة المحي إلى امة المحال عليه‪ ،‬إاا كان غير ملرء‪.‬‬

‫عندبا هنا فقط مسألة فائد قب أن تختم هلذا البلاب كل ًّيلا‪ ،‬أو قبل أن بلتكلم علن التحلوي ت البنكيلة‪،‬‬
‫العلماء يقولون‪ :‬إاا كان المحال عليه نن المحتال أبه ملرء فبان خ ف الك‪ ،‬نن أبه ملرء فبلان خل ف‬
‫ٍ‬
‫حينملذ لليس لله‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ له ح الرجوأ‪ ،‬إاا كان قد ننه ملي ًما‪ ،‬وأما إاا علم أبه غير مللرء فرضلر فإبله‬ ‫الك‬
‫الرجوأ‪.‬‬

‫باب مهم‪ ،‬يخطأ كثير من إخوابنا حينما يظنلون أن الحلوالت البنكيلة ملن بلاب‬
‫هذا باب الحوالة وهو ٌ‬
‫الحوالة‪ ،‬ل‪ ،‬ليس كذلك‪ ،‬فإن الحوالت البنكية اسمها حوالة من بلاب الشلةاك اللفظلر‪ ،‬وإل فحقيقتهلا‬
‫هر وكالة‪ ،‬وقد تًمع وكالة وصر ًفا‪ ،‬ف يدخ حكمها يف باب الحوالة المطلقلة‪ ،‬ول تعلل لهلا بالحواللة‬
‫مطل ًقا‪ ،‬ولذلك إاا أردت أن تعرف أحوال الحوالة فابظرها يف باب الوكالة‪.‬‬

‫كيف بكون الك؟ بقول‪ :‬إن رج ً يف المدينة يريد أن يحي يعنر يحول‪ ،‬ما بق يحي ‪ ،‬يريد أن يحلول‬
‫‪572‬‬

‫ً‬
‫أملول إللى فربسلا‪ ،‬ابظلر‬ ‫وهذا من باب الستخدام اللغوي‪ ،‬يريد أن يحول ً‬
‫مال إلى فربسا‪ ،‬يريد أن يحلول‬
‫شخصلا هلذا الملال‪ ،‬وقلال‪ :‬أعطله لقريبلر هنلاك‪ ،‬جيلد‪ ،‬فإبله وكلله بتسلليمه‪ ،‬فقلط ابتهلت‬
‫ً‬ ‫معر‪ ،‬إاا أعطى‬
‫الفكر ‪ ،‬إاا كان هذا الذي يف الوسط بنك‪ٌ ،‬‬
‫بنك يف الوسط‪ ،‬فإن هذا البنك إاا أعطيته الملال‪ ،‬أعطيتله عحلر‬
‫آلف‪ ،‬وأوصلها هناك عحر آلف من بفلس العمللة هلر وكاللة لشلك فيهلا‪ ،‬فلإن أخلذ جلل ًء مقطو ًعلا‪ ،‬أو‬
‫حولها بغير العملة فنقول له حالتان‪:‬‬
‫بسبة‪ ،‬فهر وكالة بأجر ‪ ،‬فتكون عقد إجار وتًوز كذلك‪ ،‬فإن َّ‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون التحوي هنا عندما تعطيله البنلك أو المصلرف اللذي يحولهلا‪ ،‬فإبله يأخلذ‬
‫منك خمسة آلف ريال‪ ،‬ثم يلرب باآللة الحاسبة كم تعلادل يف عمللة البللد الثلاين؟ فيقلول‪ :‬تعلادل خلينلا‬
‫بقول ألف يف عملة تلك البلد‪ ،‬فإاا عادلت أل ًفا يحولها ألف‪ ،‬هنلا جملع بلين أيلش؟ صلرف‪ ،‬ووكاللة بنقل‬
‫المللال‪ ،‬مللع أجللر أخللذ بسللبة للنقل ‪ ،‬فًمللع الث ثللة عقللود‪ ،‬كلهللا جللائل ‪ ،‬ا شللكال فقللط يف الصللرف‪ ،‬ألن‬
‫الصرف من شربه التقابه‪ ،‬ه يللمه أن يقبه العملة اآلن؟ بقول‪ :‬ل يللمله اللك‪ ،‬بل إن مًلرد أخلذه‬
‫السند‪ ،‬سند أبه حول له مبلغ كذا‪ ،‬وكذا هذا بمثابة القبه‪ ،‬ألن اآلن أصب اللنقه قبلله يسلمى بلالقبه‬
‫الحكمر‪ ،‬اآلن أغلع النفه بقه إلكةوين‪ ،‬ينلل راتبك وتحةي وتبيع‪ ،‬ربما ل تسلتخدم اللنقه بيلدك‬
‫أبدً ا‪ ،‬وإبما كلها عن بري األخيلر‪ ،‬وعلن بريل الخصلم ا لكلةوين‪ ،‬إ ًاا ل يلللم القلبه الحقيقلر وإبملا‬
‫القبه الحكمر‪ ،‬فمًرد وجود السند هذا بمثابة القبه للعملة‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون التحوي هناك‪ ،‬فتحول األلف هناك أل ًفا‪ ،‬أو الخمسلة آلف تحلول خمسلة‬
‫آلف‪ ،‬ثم إاا وص هنلاك يتصلارف ملع اللذي سيقبللها وهلر أخلر هنلاك سيقبللها هنلاك بالسلعر اللذي‬
‫يتفقان عليه‪ ،‬لقول النبر ‪ ‬عن ابن عمر روي مرفو ًعا وموقو ًفا والموقوف أص أبله قلال‪« :‬إذا‬
‫كان على إمري دنانير‪ ،‬أراد أن يهتضيها دراهم جاز إذا كان بسعر يامهـا» معنلى بسلعر يومهلا لليس بمعنلى‬
‫بنللا ًء علللى‬ ‫سللعر السللوق‪ ،‬وإبمللا بمللا اتفل عليلله يف الللك اليللوم‪ ،‬للليس بسللعر السللوق‪ ،‬قللد يليللد وقللد يللنق‬
‫الخت ف‪ ،‬هذا معنى الحوالت‪ ،‬وهذا الذي صدر فيه القرارات من المًامع العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫هذا الفص يتكلم فيه المصنف عن الصل ‪ ،‬والصل معاقد ٌ عند الفقهاء‪ ،‬ألبه تار يكون بي ًعلا‪ ،‬وتلار‬
‫يكون هبةً‪ ،‬وتار يكون إجار ً‪ ،‬وتار يكون غير الك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪573‬‬

‫ال ِق ْس َم ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫الص ْل ُح ِ ْاْلَم َا ِ‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُّ‬

‫وحكملا ملن‬
‫ً‬ ‫حكملا ملن أهلله‪،‬‬
‫ً‬ ‫الصل تار يكون يف النكلاال‪ ،‬ويلذكره الفقهلاء يف بلاب النكلاال‪ ،‬تبعلث‬
‫أهلها‪ ،‬وتار يكون الصل يف الدماء ويذكر يف الًنايلات‪ ،‬وتلار يكلون الصلل بلين فملات ملن المسللمين‬
‫ويذكر يف باب البغر‪ ،‬أما هذا الباب فإبما يذكر فيه الصل يف األموال فقط‪.‬‬

‫وهو قسمان‪ ،‬هذان القسمان باعتبار ا قرار بالدين وعدم ا قرار به‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ َحدُ ُه َما‪َ :‬ع َلى ْ ِ‬
‫اْل ْق َر ِار»‪.‬‬

‫إ ًاا القسمان أحدهما صل ٌ على ا قرار‪ ،‬والقسم الثاين الصلل عللى إبكلار‪ ،‬الصلل عللى ا قلرار ملا‬
‫شخصا يدعر على أخر ً‬
‫مال‪ ،‬فإن أقر بالمال‪ ،‬ثم صلالحه عليله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معناه؟ وما معنى الصل على ا بكار؟ أن‬
‫فهذا صل ٌ على إقرار‪ ،‬وإن أبكر المال‪ ،‬ولكنه أراد أن ياأ امته‪ ،‬بعه الناس يريلد أن يلاأ امتله حتلى ملن‬
‫الحبهة‪ ،‬أو أبه شك ألبه كثير النسيان‪ ،‬أو لطول العهد‪ ،‬فأراد أن يلاأ امتله كلذلك‪ ،‬أو لكلون الملدعر عليله‬
‫أيلا صاحع مروء وصاحع هيبة‪ ،‬وبعه النلاس يقلول‪ :‬أبلا مكلابتر أعللى ملن أن أاهلع إللى محلاكم‪،‬‬ ‫ً‬
‫صلحا على ا قرار‪ ،‬والثلاين‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ يصال على ا بكار‪ ،‬إ ًاا األول‪ :‬يسمى‬ ‫وأبكر‪ ،‬أو أحلف على اليمين‪،‬‬
‫ً‬
‫يسمى صل ٌ على إبكار‪ ،‬إ ًاا ا قرار وا بكار باعتبار المدعى عليه الح ‪.‬‬

‫بدأ الحيخ يتكلم عن النوأ األول وهو الصل على ا قرار وبين أبه بوعان‪.‬‬

‫لص ْل ُح َع َلى ِجن ِ‬


‫ْس ا ْل َح ِق»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َن ْا َع ِ‬
‫ان‪َ :‬ا ُّ‬

‫يقول‪ :‬إن من صال غيره على إقرار‪ ،‬إما يصلالحه بعلد ملا يقلر الملدعر عليله بلالح ‪ ،‬فيلأا المصلال‬
‫فيصالحه على جنسه‪ ،‬يعنر بمث جنس الذي يف الذمة‪ ،‬أو يصالحه على غيلر جلنس‪ ،‬رجل ٌ يف امتله ادعلى‬
‫عليه ألف ريال‪ ،‬قال‪ :‬بعم أقر باأللف‪ ،‬أو شهدت البينة باأللف‪ ،‬شلهود البينلة بمثابلة ا قلرار‪ ،‬ثلم اصلطل‬
‫جلء من األلف‪ ،‬هذا صل ٌ على جنسها‪ ،‬أو اصلطل عللى أخلذ ٍ‬
‫كتلع بلدل األللف ريلال‪ ،‬هلذا صلل‬ ‫على ٍ‬

‫على غير جلنس ملا أقلر بله‪ ،‬هلذا صلل عللى غيلر الًلنس‪ ،‬كل واحلد مهملا لله حكلم‪ ،‬بلورده عللى سلبي‬
‫الختصار‪.‬‬

‫بدأ بالنوأ األول وهو الصل على جنس الح ‪.‬‬


‫‪574‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬م ْث ٍُ َأ ْن ي ِهر َل بِدَ ي ٍن َأو عي ٍن َ ي َضع َأو يهب َل َا ْلبع َ وي ْأ ُه َذ َا ْلب ِ‬
‫اق »‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َّ ُ ْ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ‬

‫يقول المثال‪ :‬أن يقلر لله‪ ،‬أو أن تثبلت بالبينلة وهلم الحلهود أن لله ديل ٌن يف الذملة‪ ،‬بملال بقله أو علين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يأا المدعر فيللع يقلول‪:‬‬ ‫قلم أو كتاب‪،‬‬‫يقول‪ :‬بعم أخذت منك كذا وكذا‪ ،‬من األعيان كسيار أو ٍ‬
‫وضعت عنك بصفه‪ ،‬وضعت عنك ربعه‪ ،‬فيلع أو يهع‪ ،‬يقول‪ :‬وهبت لك بعله‪ ،‬ويأخلذ البلاقر‪ ،‬إملا أن‬
‫يكون الباقر من بفسه‪ ،‬أو من مثله إن كان من المثليات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ِص ُّح»‪.‬‬

‫فيص ‪ ،‬لمااا ل يص ؟ أو ما الدلي على أبه يصل ؟ أن رجل ً اختصلم ملع آخلر يف مسلًد رسلول اهلل‬
‫‪ ‬وارتفعت أصواهتما‪ ،‬فنظر رسول اهلل ‪ ‬لمن ادعلر بلالح فأشلاره لله أن ضلع‪،‬‬
‫ً‬
‫امتثال شار النبر ‪ ،‬وهذا يدلنا على أبه يًوز له أن يلع ملن‬ ‫أي ضع بعه الدين‪ ،‬فوضع‬
‫بعه الدين‪ ،‬إ ًاا فقوله فيص الدلي الذي تقدم اكره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ِص ُّح ِم َّم ْن َي ِص ُّح َت َب ُّر ُع ُ»‪.‬‬

‫ل يص الصل عن وضع بعه جلء من الدين إل ممن يص تاعه‪ ،‬وهو البالغ العاقل الرشليد‪ ،‬أملا‬
‫وكي الصبر والوصر عليه والوكي ف يص أن يتصلرف لذا الصلل إل الوكيل إاا أان لله موكلله‪ ،‬إ ًاا‬
‫هذا قول المصنف ممن يص تاعه‪ ،‬لم ُيع ِّبر بمن يًوز تصرفه‪ ،‬وإبما قال‪ :‬من يص تاعه ليخا الوكيل‬
‫والوصر والنائع‪.‬‬
‫إ ص ْلحٍ بِ َال ََر ٍ‬
‫ِ‬
‫ط»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِ َغ ْيرِ َل ْق ُ‬

‫هذه مسألة ابتبهوا معر فإ ا دقيقة‪ ،‬يقول العلماء‪ :‬يًوز الصلل علن بعله الحل إاا كلان ملن جنسله‬
‫بحربين‪ ،‬هذان الحربان أوردهم المصنف‪ ،‬الحرط األول قال‪ :‬بغيلر لفلظ صلل ٍ ‪ ،‬يًلع أل يكلون بلفلظ‬
‫الصل ‪ ،‬وإبما يكون بلفظ الهبة‪ ،‬أو بلفظ ا بلراء‪ ،‬أو بلفلظ الوضلع‪ ،‬كملا أشلار لله النبلر ‪ ‬أن‬
‫ضع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ كأبله قلال‪:‬‬ ‫لمااا قالوا إبه ل يص بلفظ الصل ؟ قالوا ألن الصل عند الفقهاء بمعنى البيع فإبه‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون من صور الربا‪ ،‬فللذلك قلالوا أبله‬ ‫بعت لك الحرء ببعله‪ ،‬والحرء هذا كان يف الذمة دينًا‪ ،‬فإبه‬
‫ل يص أن يكون بلفظ الصل ‪ ،‬وإبما يكون بغيرها من األلفاظ‪ ،‬هذا ك مهم‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪575‬‬

‫وأما الرواية الثابية فيقول‪ :‬الصل بلفظ الصلل ‪ ،‬ألن العلا بالمقاصلد للعقلود ل بألفانهلا‪ ،‬وتكلمنلا‬
‫عنها باألمس يف مسألتين أو ث ث‪ ،‬بفس الفكر ‪.‬‬

‫القيد الثاين‪ :‬أبه لبد أن ل يكلون بينهملا شلرط‪ ،‬بمعنلى أبله ل يصل ألملر ٍ أن يقلول‪ :‬أقلر للر بلالح‬
‫ألسقط عنك بعله‪ ،‬فمن قال آلخر‪ :‬أقر لر بالح فأسقط لك البعه الصل ليس ب زم وا قرار ثابلت‪،‬‬
‫رافله‬
‫ٌ‬ ‫ما فائد هذا الحرء؟ ابتبهوا معر هذه فائد مهمة‪ ،‬بعه الناس يكلون لله الحل عللى آخلر والثلاين‬
‫ا ثبات‪ ،‬وإبما هو جاحد له‪ ،‬يعلم مستيقن لكن جاحد‪ ،‬ول تريد بينهم بينة‪ ،‬فصلاحع الحل ليظهلر حقله‪،‬‬
‫عللر أن أسلقط للك بسلبة‪ ،‬فيلأا‬
‫مااا يقول؟ يقول‪ :‬يا ابن الناس أيهلا الملدعى عليله أقلر للر بلالح وللك َّ‬
‫ٍ‬
‫حينملذ ثبلت والصلل لليس‬ ‫المدعى عليه فيقول‪ :‬أقررت لك بالح وليس لك إل بصفه‪ ،‬بقول‪ :‬ل‪ ،‬الح‬
‫ب زم فيللمك أن تعطر المال كله‪ ،‬وهذا يسمو ا حيلة الفقهاء‪.‬‬

‫فإن من حي الفقهاء يف إنهار الح أن يقول للمدعى عليه أقر لر بالح وأسقط عليلك ث ثلة أربلاأ‪،‬‬
‫فإاا أقر بالح للم‪ ،‬وما كتبه يف ورقة أبنر سيسقط عنك ث ثة أرباعه يكون باب ً ولغ ًيا‪ ،‬وهذه من الحيل‬
‫التر يذكرو ا يف باب القلاء نهلار الحل ‪ ،‬وهلذه عنلدهم وهلذا هلو المعتملد‪ ،‬وعليله القللاء عنلدبا أن‬
‫نلما‪ ،‬ما وجه الظلم؟ أن هلذا الًاحلد والمنكلر ابتلدا ًء ملا‬
‫اشةاط الصل قب ا قرار يكون لغ ًيا ألن فيه ً‬
‫ونلما واعتدا ًء‪.‬‬
‫ً‬ ‫أقر إل ليسقط بعه الح ‪ ،‬فهو من باب أخذ أموال الناس بالباب‬

‫ـن َن ْه ٍـد‪،‬‬ ‫ـن َأ ْث َم ٍ‬


‫ـان َ َص ْـرف‪َ ،‬وبِ َع ْـر ٍ‬
‫ض َع ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثانِ ‪َ :‬ع َلـى َب ْيـرِ ِجن ِْسـ ِ ‪ َ ،‬ـِِ ْن ك َ‬
‫َـان بِ َأ ْث َم ٍ‬
‫ـان َع ْ‬
‫َو َع ُْس ُ َ َب ْيع»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪ ،‬ولكنه بلفظ الصل وبغيره‪ ،‬ولكنه يكون معاقلد فإبله‬ ‫يقول‪ :‬وإن صالحه بغير جنسه فإبه يص‬
‫ينتق على حسع الهيمة‪ ،‬فيقول فإن صالحه بأثمان عن أثمان فيكون صر ًفا‪ ،‬أبلبلك أللف ريلال سلعودي‪،‬‬
‫ثم اصطلحنا على أن ترد لر بدل األلف ملائتين دولر ملث ً ‪ ،‬بقلول‪ :‬هلذا يصل لكنله يسلمى صلر ًفا‪ ،‬يعتلا‬
‫ٍ‬
‫حينمذ الصل باب ‪ ،‬العقد بابل ‪ ،‬ألبنلا‬ ‫صرف‪ ،‬فإاا تفرقنا من المًلس ولم تعطينر مائتر الدولر تصب‬
‫ٍ‬
‫قلبه‪ ،‬أملا أبلت فقلد قبللت األللف ألبله قلبه متقلدم‪ ،‬والقلبه المتقلدم‬ ‫تفرقنا ملن المًللس ملن غيلر‬
‫كالمواف ‪ ،‬فيكون من باب القبه الحكمر‪ ،‬هذه صور ‪ ،‬هذه معنى قال‪ :‬إاا كلان بأثملان عللى أثملان فهلو‬
‫صرف‪.‬‬
‫‪576‬‬

‫ٍ‬
‫بقله فبيلع‪ ،‬رجل يف امتله أللف قلال‪ :‬بلدل األللف أعطنلر كتلاب كلذا‬ ‫ٍ‬
‫بعرض عن‬ ‫قال‪ :‬وبعرض‪ ،‬أو‬
‫وكذا‪ ،‬أعطنر كتاب فت الباري لبن رجع‪ ،‬وكتاب فت الباري لبن رجع أول ما ألفله مصلنفه كملا اكلر‬
‫الك ابن الديبع لما جرء به إلى زبيع يف اليمن‪ ،‬أخلذ بعله التًلار هلذا الكتلاب ووزبله‪ ،‬وزبله كلام ً ثلم‬
‫تصدق بوزبه من شد فرحه ذا الكتاب العظيم‪ ،‬وهو من أج شروال كتاب البخاري المتأخر ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫إ ًاا المقصود من هذا أن يص لك أن تصطل عن المال بكتلع فهلذا ملن بلاب الصلل فيكلون‬
‫كتاب لر ولم ترجعله‪ ،‬فقللت‪ :‬خللر الكتلاب عنلك وأعطنلر بدلله عحلرين ريلال‬
‫بيع‪ ،‬أو العكس يف امتك ٌ‬
‫يص ‪ ،‬فيكون بيع ويةتع عليه أحكام البيع‪ ،‬ف بد من العلم بالثمن والعلم بالمثمن‪ ،‬ولبد من بفر الغلرر‬
‫والقدر على التسليم والحروط الستة التر سب اكرها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُي ْن ِ َـر‪َ ،‬أ ْو َي ْسـ َ‬ ‫َار‪ ،‬بِ َأ ْن يدَّ ِع ع َلي ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ا ْل ِه ْس ُم َال َّثانِ ‪َ :‬ع َلى ْ ِ‬
‫اْل ْن ِ‬
‫ـح‪،‬‬ ‫ُت ُث َّ‬
‫ـم ُي َصـال َح ُ َ َيص ُّ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ُان إِ ْب َران ِ َح ِه ِ ‪َ ،‬و َب ْيعًا ِ َح ِق ُمدَّ ٍع»‪.‬‬
‫َو َي ُ‬

‫يقول‪ :‬القسم الثاين الصل على ا بكار‪ ،‬أن يدعر رجل ً عللى آخلر ح ًقلا ً‬
‫ملال أو عينًلا ثلم ينكلر يقلول‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يعتلا بلاب ً ‪ ،‬فللو‬ ‫ليس لك شرء وهو صادق‪ ،‬ألبه لو أبكلر وهلو كلااب ثلم بلان كذبله فلإن الصلل‬
‫امري على شرء على إبكار ثم نهرت البينة‪ ،‬بقول‪ :‬الصل باب ويًع عليله أن يلرد الملال‪ ،‬ألبله‬‫ٌ‬ ‫صال‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون كاا ًبا‪.‬‬

‫قللال‪ :‬والصللل علللى ا بكللار بللأن يللدعر عليلله فينكللر‪ ،‬ينكللر يقللول‪ :‬للليس لللك شللرء وهللو صللادق‪ ،‬أو‬
‫يسللكت‪ ،‬وألن السللكوت عنللد الفقهللاء بمثابللة ا بكللار‪ ،‬ولللذلك ُيقلللى عليلله بللالنكول فقللط‪ ،‬يقلللى عليلله‬
‫بالنكول ول يللم اليمين على المحهور‪ ،‬قال‪ :‬أو يسكت‪ ،‬قال‪ :‬ثم يصالحه‪ ،‬أي يصالحه على ملا يف الذملة‪،‬‬
‫لمااا المنكر يصالحه؟ كما اكر يف أول الدرس يكون من باب إبراء الذمة‪ ،‬بعه الناس يقول‪ :‬أبلا أريلد أن‬
‫أبرء امتر‪ ،‬أو يكون قد شك وليس مستيقنًنا النفر‪ ،‬أو بعه الناس من اوي الهيمات يقول‪ :‬أبلا ل أريلد أن‬
‫أاهع إلى المحاكم ويدعى علر ويتوجه إلر اليمين‪ ،‬فأبا أريد أن أشةي جاهر بالصلل ‪ ،‬فهلذا ملن بلاب‬
‫الصل على إبكار‪ ،‬قال‪ :‬فيصالحه فيص الك الصل ‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويكون إبرا ًء يف حقه‪ ،‬أي إبرا ًء يف ح المدعى عليه‪ ،‬كيف يكلون إبلرا ًء؟ هلو لليس يف امتله شلرء‬
‫لكن يكون إبرا ًء لذمته عند اهلل ‪ ،‬هو إبرا ٌء للذمة‪ ،‬فإن كان قد بقر يف امته شرء فإبه قد أبرء امته أملام‬
‫‪٦‬‬
‫‪577‬‬

‫اهلل ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وحينملذ يلللم فيله شلروط البيلع التلر تقلدم‬ ‫قال‪ :‬ويكون بي ًعا يف ح المدعر‪ ،‬فيكون المدعر قد بلاأ‪،‬‬
‫اكرها‪.‬‬

‫الص ْل ُح َباطٍِ ِ َح ِه ِ »‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َعل َم كَذ َب َن ْقس َ ُّ‬

‫من علم كذب بفسه‪ ،‬سواء كان هو المدعر أو المدعى عليه فالصل بابل ٌ يف حقله‪ ،‬ألبله أكل أملوال‬
‫الناس بالباب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف ذا الفص يتكلم عن مسألتين‪ ،‬عن أحكام الًوار والستطراق‪ ،‬وعلن بعله األحكلام‬
‫المتعلقة بحقوق التفاق‪.‬‬

‫ُص ُن ََ َُ َر ِة َب ْيرِ ِه َأ ْو ب ُْر َ تِ ِ َل ِز َم إِزَا َل َت ُ»‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َح َص ٍَ َأ ْرض َأ ْو ِجدَ ِاره َأ ْو َه َاائ ب ْ‬

‫جلار لله‪ ،‬ثلم إن جلاره‬


‫يقول ‪ :‬إن الرج إاا كابت له أرض‪ ،‬وهذه األرض بًاببه شخ ٌ آخلر ٌ‬
‫قد ببت يف شًرته غصن وبلال حتلى وصل إللى أرضلك‪ ،‬أو كلان علرق شلًرته ممتلدً ا حتلى وصل إللى‬
‫أرضك‪ ،‬هذا من باب تعدي الًار على الًار باعتبار الغصن وباعتبلار العلرق‪ ،‬وقلد يكلون العتلداء لليس‬
‫على األرض‪ ،‬وإبما على الًدار‪ ،‬فقد يص الغصن على الًدار فيكون سب ًبا يف سقوبه من شد الللغط‪،‬‬
‫أو العرق تحت الًدار فيكون سب ًبا يف سقوبه كذلك فهذا من باب ا يذاء‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو هوائه‪ ،‬ألن القاعد عند العلملاء أن الهلواء هلو لله حكلم ‪ ...‬فقلد يكلون الغصلن عللى األرض‬
‫أيللا ملؤاي‪ ،‬فقلد يتسلاقط بعله اللورق‪ ،‬قلد يكلون هنلاك شلرء يًلرال‬
‫وقد يكون مرتف ًعا‪ ،‬لكن ارتفاعله ً‬
‫وهكذا‪ ،‬إ ًاا هذا من باب اللرر من الًار على جاره‪ ،‬ما الحكم فيه؟‬

‫عرق أو غرفة سنرجع لكلمة غرفة بعد قليل ‪ ،‬إاا حصل غصل ٌن أو ٌ‬
‫علرق يف‬ ‫قال‪ :‬وإاا حص غص ٌن أو ٌ‬
‫أرض جاره أو جدار جاره‪ ،‬أي على جدار جاره‪ ،‬أو هواء جلاره لللم إزالتله‪ ،‬أي يلللم صلاحع الحلًر أن‬
‫أو يلوي الغصن وأن يلي العرق‪ ،‬ألن فيه ضرر على جاره‪.‬‬ ‫يق‬
‫‪578‬‬

‫ف بِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِض ِم َن َما ت َِل َ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يلمن التلف‪ ،‬وإن لم يكن قد بالبله فإبله‬ ‫بعد الطلع‪ ،‬يعنر أبه إاا بالبه با زالة ولم يللها فإبه‬
‫ل يلمن‪ ،‬ألبه قد يكون له غرض من الغصن يريد أن يستظ به‪ ،‬فيكون قد ابتفع بغصن جاره فل يللمن‬
‫إل بعد الطلع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأ َبى»‪.‬‬

‫أي‪ :‬أبى من إزالتها‪ ،‬لم يًا بقو وإبما يلويه ل ًّيا صلاحبه‪ ،‬اآلن يمكلن ليهلا فيلويله‪ ،‬ول يلللم أن يًلا‬
‫صاحبه على قصها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم ُي ْم ِ ْن »‪.‬‬

‫أي‪ :‬يمكن لر الغص ُن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ل ُ َق ْط ُع ُ بِ َال ُح ْ ٍم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ب حكم حاكم‪ ،‬ألبه وص إلى أرضه فيقصها‪ ،‬وهذا من بلاب الللرر اللذي لليس فيله خصلومة‪،‬‬
‫ألبه جلر وواض وص إلى أرضلك فتقصلها بل حكلم حلاكم‪ ،‬ملا هلر األشلياء التلر تحتلاج إللى حكلم‬
‫ٍ‬
‫حينملذ ل‬ ‫ونلاهرا‪ ،‬فإبله‬ ‫ضلحا وجل ًّيلا‬
‫ً‬ ‫حاكم؟ ما كان فيه خصومة‪ ،‬وملا ل خصلومة فيله بلأن كلان الللرر وا ً‬
‫يكون مااا؟ ل يحتاج إلى حكم حاكم‪.‬‬

‫عندبا هنا مسلألتان قبل أن بنتقل إللى ملا بعلدها‪ ،‬المسلألة األوللى يف كل م المصلنف قلال‪ :‬أو غرفتله‪،‬‬
‫فسرها الحراال ومنه البعلر يف الروضة وغيلره‪ ،‬أن المقصلود لا العليلة وهلو الغرفلة التلر تكلون‬
‫غرفته هنا َّ‬
‫مرتفعة‪ ،‬بأن يرفع المرء جل ًء من غرفته حتى تخرج على جاره‪ ،‬فيأخذ جل ًء من هوائله‪ ،‬ولعل الملراد عرقله‬
‫وليس المراد الغرفة‪ ،‬ألن الغرفة لها حكم مستق ‪ ،‬فإبه ل يلويها ول يكسرها بنفسه‪ ،‬وإبما هتلدم‪ ،‬فالسلياق‬
‫يتعل بالعرق ول يتعل بالغرفة‪ ،‬ولع المصنف وهم يف الك‪ ،‬فإن األص يف كتع الفقه إبما هلو العلرق‪،‬‬
‫أما الغرفة ف بد أبه يللم بإزالتها إللا ًما‪ ،‬ول يستطيع كسلرها بنفسله‪ ،‬ألبله يةتلع فيهلا إتل ف مالله هلذا ملا‬
‫يتعل باألمر األول‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬أن هذه المسألة التر أوردها الفقهلاء‪ ،‬هلذه يسلموها المثلال التقليلدي‪ ،‬هنلاك أمثللة عنلدبا‬
‫‪٦‬‬
‫‪579‬‬

‫كثير جدًّ ا‪ ،‬اضرب لكم ً‬


‫مثال بعه الناس يقول‪ :‬يسكن بًاببر جلاره عللى سلبي الًلوار‪ ،‬ثلم بعلد اللك‬
‫يخرج من بيته ما ٌء إلى بيت جاره‪ ،‬إما أن يكون حنفية مفتوحة أو شرء‪ ،‬فلإن ببهله وللم يللل هلذا الللرر يف‬
‫ابتدائه للمه ضمابه‪ ،‬كثير من الناس يكون ساكن فوق جاره‪ ،‬أو بًابع جاره‪ ،‬ثم يأا الماء فيفسلد شلي ًما يف‬
‫بيت جاره إما جدار ًا أو يفسد البوية‪ ،‬أو يفسد أي شرء من األشياء‪ ،‬بقول‪ :‬إ ًاا الًلار ملللم بالللمان؛ ألبله‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يللمه ضمابه‪ ،‬وهكلذا كل ملا كلان يخلرج ملن داره مملا‬ ‫متعدً وقد ُأمر بإزالة ما فيه اللرر ولم يلله‬
‫يتعل به هو‪ ،‬ل ما ليس بفعله‪ ،‬كأن تخرج ححرات هذه ليس بإرادته وإبما بقلاء اهلل وقدره‪.‬‬

‫اب َِّل ْستِ ْط َر ٍاق ِ َد ْر ٍ‬


‫ب نَا ِ ٍذ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُُا ُز َ ت ُْح َب ٍ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن حقوق الرتفاق‪ ،‬ابظر معر!!‬

‫خاص بأباس‪ ،‬الرتفلاق العلام هلو اللذي‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وارتفاق‬ ‫ٌ‬
‫ارتفاق عا ٌم للناس جمي ًعا‪،‬‬ ‫حقوق الرتفاق بوعان‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بللاب يف‬ ‫يكللون لعمللوم النللاس جمي ًعللا وهللو الللذي قصللده المصللنف يف ٍ‬
‫درب بافللذ‪ ،‬فيقللول‪ :‬يًللوز فللت‬
‫بيت على شارأ‪ ،‬فيًوز له أن يفت فيه با ًبلا واحلدً ا‪ ،‬وأملا‬ ‫ٍ‬
‫الدرب النافذ‪ ،‬يعنر لو أن المرء له ٌ‬ ‫الستطراق يف‬
‫اللياد على الباب فإبه ُيمنع منه إل بإان ولر األمر كملا سليأا يف كل م المصلنف‪ ،‬فل يصل لله أن يفلت‬
‫ٍ‬
‫ملؤا إل أن يكلون ا ان بله وهلو النظلام البلديلة‪ ،‬عنلدبا‬ ‫أكثر من باب‪ ،‬ألن فت أكثر من باب عللى الطريل‬
‫يسمى البلدية مث ً ‪ ،‬البلدية هر التر تنظم كام با ًبا تفت ‪.‬‬

‫اللرب النافذ هو‪ :‬الذي يمر به جميع الناس‪.‬‬

‫الض َرر»‪.‬‬ ‫اط َو ِميز ٍ‬


‫َاب إِ ََّّل بِِِ ْذ ِن إِ َما ٍم َم َع َأ ْم ِن َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل إِ ْهراج جنَاحٍ وساب ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬

‫قال‪ :‬ول يًوز له إخراج جناالٍ ‪ ،‬الًناال هو الذي كنا بسميه ً‬


‫قديما بالروشلن‪ ،‬والروشلن للو تلروا اآلن‬
‫البيوت القديمة يف المدينة وغيرها ترى أن بعه البيوت فيها شر ٌء متقدم من خحع وبحوه‪ ،‬هذا المتقلدم‬
‫ٍ‬
‫روشن أو يسمى شرفة‪ ،‬شرفة متقدملة‬ ‫على حد الًدار هذا يسمى جناال‪ ،‬فكأبه شر ٌء مرتفع متقدم‪ ،‬يسمى‬
‫ٍ‬
‫الروشلن أو‬ ‫خارجة حد الملك فتأخلذ جلل ًء ملن الطريل ‪ ،‬شلرفة متقدملة‪ ،‬يقلول‪ :‬أن أخلذ هلذه الحلرفة‪ ،‬أو‬
‫الًناال‪ ،‬أو سمه كما شيمت من الطري ل يًوز‪ ،‬ل يًوز إل بحربين‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون بإان ولر األمر‪.‬‬

‫ضرر على من يمر يف الطري ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أل يكون يف‬
‫‪580‬‬

‫ٌ‬
‫منلاط‬ ‫ضرر على من يملر يف الطريل فل يًلوز وللو أخلذ فيله ا ان‪ ،‬ألن إان وللر األملر‬
‫ٌ‬ ‫فإن كان فيه‬
‫ضلارا بالمصللحة العاملة فيلأثم ملن جعل اللك‪،‬‬
‫ً‬ ‫للمصلحة‪ ،‬فإبه معتا ألجل المصللحة العاملة فلإاا كلان‬
‫ولذلك قال‪ :‬إل بإان إما ٍم مع أمن اللرر‪ ،‬ف بد من الحربين‪ ،‬هذا مثال إخراج جناالٍ ‪.‬‬
‫قللال‪ :‬وإخللراج سل ٍ‬
‫لباط‪ ،‬السللباط بسللتطيع أن بسللميه اآلن المظلللة‪ ،‬فل يًللوز مللري أن يلللع مظلل ًة يف‬
‫الطري ‪ ،‬ل يًوز له الك إل بالحربين‪ ،‬أن يأان له ا مام‪ ،‬واألمر الثاين أل يلر النلاس‪ ،‬ألن هلذا السلباط‬
‫الذي بسميه اآلن مظلة من حديد وبحوهلا‪ ،‬قلد تملر سليار مرتفعلة‪ ،‬أو دابل ٌة يف الللمن األول تحمل متا ًعلا‬
‫ضلرر‬ ‫ٍ‬
‫فحينملذ فيله‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ تتلف الدابلة أو تتللف السليار ‪ ،‬أو يتللف الملال‪،‬‬ ‫كثيرا فتلرب فيه وتصطدم به‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫على الناس‪ ،‬ف يًوز جع سباط وهر المظ ت يف الطرق‪ ،‬إل بالحربين السابقين‪.‬‬

‫دائملا ألجل السلي ‪،‬‬


‫مخرجلا للملاء‪ ،‬والميللاب لليس ً‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫وميلاب‪ ،‬المراد بالميلاب هو الذي يكون‬ ‫قال‪:‬‬
‫قلديما قبل أن يلأا الصلرف الصلحر والمًلاري‬
‫ً‬ ‫فإن الميلاب أحيابًا يكلون للغسلي ‪ ،‬فالنلاس يف البيلوت‬
‫أيللا ‪-‬أكلرمكم اهلل‪ -‬لقللاء حلاجتهم‬
‫يغس فيذهع إلى الطري فيؤاي الناس ذه الطريقة‪ ،‬وقلد يكلون ً‬
‫ٍ‬
‫ميلاب فيه ضرر‪ ،‬وأما يخرج الماء مع أسلف األرض‬ ‫فقد يخرج من الميلاب بًاسات‪ ،‬ولذلك فإن جع‬
‫فإن با مكان دفعه بطين وبحوه‪ ،‬أما الميللاب فللرره أكلا عللى النلاس‪ ،‬فللذلك ل يًعل إل بالحلربين‬
‫وهو إان ا مام مع أمن اللرر‪.‬‬

‫ب ُم ْي َت َر ٍك حرام بِ َال إ ْذ ٍن»‪.‬‬ ‫ب ِ ُم ْل ِب ٍ‬


‫جار َو َد ْر ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ ْع ٍُ َذلِ َ‬

‫ٍ‬
‫وميلاب‪ ،‬وعرفنا معنى هذه األملور الث ثلة‪ ،‬يف مللك جلاره‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وسباط‬ ‫قال‪ :‬وفع الك وهو جع جناالٍ‬
‫ٍ‬
‫ودرب محةك‪ ،‬الدرب بوعان‪ ،‬الدرب النافذ الذي يملر عليله الًميلع‪ ،‬واللدرب المحلةك‬ ‫أي ملك غيره‪،‬‬
‫هو الذي يكون مغل ًقا فيكون ح ارتفاق خاص‪ ،‬مث أن يكون السكة مغلقلة عليهلا ث ثلة أبلواب ملن هنلا‪،‬‬
‫وث ثة أبواب من هنا‪ ،‬وتنغل بباب‪ ،‬فتكون المًموأ سبعة‪ ،‬هذا الدرب يسمى ح ارتفاق خاص‪.‬‬

‫ا ان يف ا حداث فيه ليس لولر األمر وإبما ا ان لمن هم مختصلون بالبتفلاأ بله وهلم السلبعة‪ ،‬إ ًاا‬
‫من أراد أن يًع جناال كالروشن مث ً أو اللر سمناه الحرفة‪ ،‬أو السباط كالمظلة‪ ،‬أو الميلاب ومن صلور‬
‫الميلاب جع أمبوب الصرف الصلحر عللى الحلارأ ل يًلوز لله اللك إل بلإان المسلتح ‪ ،‬والمسلتح‬
‫مالك الدار األرض‪ ،‬إن كان لها مالك‪ ،‬أو المحةكون يف استحقاق ح الرتفلاق المحلةك‪ ،‬وأملا اللدرب‬
‫‪٦‬‬
‫‪581‬‬

‫النافذ فإبه ليس محصورين لذلك باب عنهم ولر األمر‪.‬‬

‫ٍ‬
‫هيب إَّل أَّل يم ن تسهيف إَّل ب ‪ ،‬وَّل ضرر يُبر»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكذا وضع‬

‫يقول‪ :‬وكلذلك وضلع الخحلع‪ ،‬ل يًلوز لملر ٍ أن يللع خحلبه عللى جلدار جلاره إل لحاجله‪ ،‬ألن‬
‫وضع الخحع هلذا يللر الًلدار‪ ،‬قلد يكلون سلب ًبا سلقابه لثقل الخحلع‪ ،‬إل يف حاللة واحلد إاا وجلد‬
‫متلررا من هذا الخحلع اللذي يوضلع عللى الًلدار‪ ،‬والحلرط‬
‫ً‬ ‫شربان‪ :‬الحرط األول‪ :‬إاا لم يكن الًار‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ُيًلا الًلار عليله‪ ،‬لملا جلاء يف حلديث أبلر هريلر ‪ ‬النبلر‬ ‫الثاين‪ :‬أن ل يمكلن التثقيلف إل بله‪،‬‬
‫‪ ‬قال‪َّ« :‬ل يمنعن جار جاره أن يضع هيب على جداره»‪.‬‬

‫فدلنا الك على أبه يًا لكن بحربين‪ :‬الحاجة لوضع الخحع‪ ،‬وأل يتلرر الًدار منه‪ ،‬بب ًعا بعله‬
‫أه العلم لفائد يقولون‪ :‬إن المراد بالًدار الذي ُيًا عليه الًلدار المحلةك ل الًلدار اللذي تمحله‬
‫يف الملك‪ ،‬وهذه لها بح ًثا آخر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْس ِ‬
‫ُد َكدَ ٍار»‪.‬‬

‫أي‪ :‬وجدار المسًد كًدار الدار ليس أبه يف حكمه يف ك األحكام‪.‬‬


‫ف اِنْهدَ م ََـرِي َ لِ ْلبِن ِ‬
‫َـان َم َعـ ُ ُأ ْجبِ َـر كَـ َن ْه ٍ َه ْـا َ‬
‫ف‬ ‫ط َأو س ْه ٍ‬
‫ِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َط َلب ََرِيب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َحائ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اط‪َ ،‬وإِ ْن َبنَا ُه بِن ِ َّي ِة َا ُّلر ُجا ِع َر َج َع»‪.‬‬
‫س ُه ٍ‬
‫ُ‬
‫يقول وإن كان اثنين شركاء يف شركة أم ك يف حائط محةكان فيله‪ ،‬كيلف يكوبلوا محلةكين يف حلائط‪،‬‬
‫تعرفون اآلن إاا كان الًاران يف أرضين يبنى بينهما جدار‪ ،‬هذا الًدار يكون شراكة بينهملا‪ ،‬بصلفه للألول‬
‫وبصفه للثاين‪ ،‬هذا هو األص ‪ ،‬فهذا هو الًدار المحةك بين الثنين‪ ،‬قال‪ :‬للو هلذا الًلدار المحلةك بلين‬
‫الثنين كان آي ً للسقوط‪ ،‬فطلع أحد الحريكين من جاره أن يبنيه ورفه‪ ،‬فإبه يًا على البنلاء‪ ،‬وكلذلك‬
‫إاا كان خاف من سقوبه فيًا الًار على مؤبة النقه‪ ،‬أي هدم الًدار‪.‬‬

‫أيلا يف الحائط والسقف كيف يحةك اثنلان‬


‫يعنر إاا سقط يًا على أبه يعطر مؤبة النقه‪ ،‬وكذلك ً‬
‫يف سقف‪ ،‬أن يكون أحدهما يف سف ِ واآلخر يف عللو فيًلا الحلريك عللى البنلاء ألن هلذا عللو داره وهلذا‬
‫ُسف داره‪ ،‬فك هما محةكان يف هذا السقف‪ ،‬والبناء واض ‪ ،‬يعنر ك هما شركات أم ك‪.‬‬
‫‪582‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َبنَا ُه بِن ِ َّي ِة َا ُّلر ُجا ِع َر َج َع»‪.‬‬

‫أي‪ :‬أبه إاا لم يعمله وإبما الحريك هو الذي بناه ابتدا ًء‪ ،‬ولكن كان باو ًيا الرجلوأ فإبله يرجلع‪ ،‬وأملا إن‬
‫بوى التاأ ف يرجع على شريكه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ََذا ن َْهر َون َْح ُا ُه»‪.‬‬

‫كبمر‪ ،‬إاا هتدمت البمر فإبه يللم شريكه يف المحاركة يف بنائها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف هذا الفص يتكلم علن الحًلر عللى الغيلر لمصللحة اللدائن‪ ،‬وهلو الحًلر لمصللحة‬
‫الغير‪.‬‬

‫ب َب ْع ِ ب َُر َمائِ ِ »‪.‬‬


‫ب ا ْل َح ُْ ُر َع َل ْي ِ بِ َط َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َما ُل ُ ََّل َيق بِ َما َع َل ْي َحاَّلًّ َو َج َ‬

‫يقول إن من كان عليه دين‪ ،‬هذا هو القيد األول أن يكون عليه دين‪ ،‬والقيد الثاين‪ :‬أن يكون القيد ً‬
‫حلال‬
‫ل مؤج ‪ ،‬ألن المؤج ل يحًر على صاحبه‪ ،‬واألمر الثالث‪ :‬أل يكون له ٌ‬
‫مال يفر بالدين‪.‬‬

‫حال‪ ،‬ولليس عللى الملدين ٌ‬


‫ملال يفلر‬ ‫‪ ،‬إ ًاا يكون عليه دين‪ ،‬والدين ٌ‬ ‫هذه ث ثة شروط متعلقة بالحخ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يًع الحًر عليله يف مالله‪ ،‬بحلرط‪ :‬أن يطللع بعله الغرملاء اللك‪ ،‬وقلد روينلا عنلد‬ ‫به الدين‪ ،‬فإبه‬
‫الطااين أن النبر ‪ ‬حًر على معاا بطلع بعه غرمائله‪ ،‬ملا معنلى الحًلر؟ يعنلر يمنلع ملن‬
‫التصرف يف ماله كله‪ ،‬ل يص بيعه‪ ،‬ول يص تأجيره‪ ،‬ول يص أي تصرف له يف ماله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن إِ ْظ َه ُار ُه»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫فحينمذ يتلرر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وسن إنهار الحًر لكر ل يتعام أحد معه‪،‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َينْ ُق ُذ ت ََص ُّر ُ ُ ِ َمالِ ِ َب ْعدَ ا ْل َح ُْرِ َو ََّل إِ ْق َر ُار ُه َع َل ْي ِ »‪.‬‬
‫إاا حًر عللى المفللس فلإن كل تصلرف يف مالله ملن ٍ‬
‫هبلة‪ ،‬وصلل ٍ ألن الصلل بمعنلى البيلع‪ ،‬وبيلعٍ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وإجار ‪ ،‬وبحو الك‪ ،‬فكله ل ينفلذ‪ ،‬ل أثلر لتصلرفه‪ ،‬وهلذا معنلى قلال‪ :‬ل يصل تصلرفه بعلد الحًلر‪ ،‬ول‬
‫إقراره عليه أي‪ :‬على المال‪ ،‬فلو أقر بعلد الحًلر أن هلذا الكتلاب لليلد «كلان عنلده ملن المحًلور كتلع»‬
‫فنقول‪ :‬إن إقرارك هذا ملغر‪ ،‬ألبه إقرار بعد الحًر‪ ،‬وللو كلان ا قلرار قبل الحًلر لصل ‪ ،‬فلا قرار عللى‬
‫‪٦‬‬
‫‪583‬‬

‫ٍ‬
‫فحينمذ لم ُيقب إقراره‪ ،‬وأما لو ثبلت أن هلذه العلين لمللك‬ ‫المال بمثابة التصرف فيه‪ ،‬وهو متهم يف إقراره‪،‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫ف ن بالحهاد فيعم‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ٍْ ِ ِذ َّمتِ ِ »‪.‬‬

‫قال‪ :‬ب يف امته‪ ،‬ابتبله! هلذه مسلألة مهملة‪ ،‬المحًلور عليله يف ثل ث ل يصل تصلرفه يف مالله‪ ،‬وإبملا‬
‫يص تصرفه يف امته‪ ،‬كيف يف امته؟ يقول‪ :‬اشةيت منك بالدين‪ ،‬اشةى منه يف الذملة هلذا يصل ‪ ،‬فيصل‬
‫تصرفه يف امته‪ ،‬يص تأجيره لبدبه‪ ،‬يص أن يحةي بلالثمن المؤجل واللثمن الحلال يف الذملة‪ ،‬ول يصل‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪ ،‬إ ًاا ما اشةى على سبي الذمة يص سلواء عللم‬ ‫الحراء بالثمن المعين‪ ،‬ألن المعين ماله‪ ،‬ول يص‬
‫أبه بمحًور أو ليس بمحًور‪.‬‬

‫فيص ‪ ،‬ألن الحًر يف المال ل يف الذمة‪.‬‬

‫ب َح ُْرٍ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي َطا َل ُ‬


‫ب َب ْعدَ َ ِ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يتعلل بله الغرملاء‪،‬‬ ‫ول يطالع بالدين إل بعد أن ُيفك الحًر‪ ،‬ألن الحًر متعل بالمال كله‪،‬‬
‫وحقوق الغرماء السابقين قب الحًر‪ ،‬وك دين بعد الك فإبه يكون متعل ًقا بما اكتسلبه بعلد فلك الحًلر‪،‬‬
‫وسيأا أن فك الحًر يكون بأحد أمرين‪ :‬إما سداد الدين‪ ،‬أو بيع األموال كاملة‪.‬‬

‫َت بِ َحالِ َها»‪.‬‬ ‫ال ج ِ‬


‫اه ٍِ ا ْل َح ُْرِ َأ َه َذ َها إِ ْن كَان ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َس َّل َم ُ َع ْي َن َم ِ َ‬

‫إاا س َّلم غيره عين مال‪ ،‬من سلمه عين مال‪ ،‬يعنر أبه أعطاه يعنر باعه مث ً سليار ‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬إن الحخ‬
‫عالملا بلالحًر‪ ،‬قلال‪ :‬أخلذها‬
‫فسلمه عين السليار ‪ ،‬هلذا معنلى سللمه علين ملال‪ ،‬جاهل الحًلر للم يكلن ً‬
‫يؤخذها إن كابت بحالها‪ ،‬بب ًعا اللدلي عللى أبله يأخلذها قبل أن بلذكر الحلروط ملا ثبلت يف الصلحي ‪ ،‬أن‬
‫النبر ‪ ‬قال‪« :‬من أدرك متاع عند مقلس‪ ،‬ها أحـق بـ » فهلذا يلدلنا عللى أبله يًلوز أن يأخلذ‬
‫عين ماله بحرط‪ ،‬األول‪ :‬أن يكون جاه ً الحًر عليه‪ ،‬هلذا الحلرط األول‪ ،‬الحلرط الثلاين اكلره المصلنف‬
‫‪ ،‬ول عيع‪.‬‬ ‫بقال‪ :‬إاا كابت بحالها‪ ،‬أي لم تتغير ل زياد ‪ ،‬ول بق‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِع َا ُض َها ُك ُّل ُ َب ٍ‬
‫اق»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يكلون أسلو الغرملاء يف‬ ‫أي‪ :‬أن المفلس لم يدفع من ثمنها شرء‪ ،‬ولو دفع جل ًء ملن ثمنهلا فإبله‬
‫‪584‬‬

‫العين‪ ،‬فتقسم العين بين الًميع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْم َي َت َع َّل ْق بِ َها َح ٌّق لِ ْل َغ ْيرِ»‪.‬‬

‫لا حل شلفعة‪ ،‬ول حل ضلمان متعلل بالرقبلة‪ ،‬إن كلان‬ ‫وهذا هو الحرط الرابع‪ ،‬ومعناه أبه ل يتعلل‬
‫يتعل بين الرقبة كاألرقاء وبحوهم‪.‬‬

‫يع َحاكِم َما َل ِ َو ُي ْه ِس ُم ُ على برمانه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيبِ ُ‬

‫هذا هو ثمر الحًر أو النتيًة التلر بعلدها‪ ،‬الثملر األوللى‪ :‬أبله يمنلع تصلرفه يف أثنلاء الحًلر‪ ،‬يمنلع‬
‫تصرفه يف المال مطل ًقا‪ ،‬بعد الك يأا الحاكم لك أمواله غير التلر تكلون كافيلة لله‪ ،‬كلداره ودابتله‪ ،‬فإ لا ل‬
‫تباأ‪ ،‬وكتع العلم إن كلان الملرء ملن بلبلة العللم‪ ،‬فكتلع العللم المحتلاج إليهلا‪ ،‬ل الكتلع التلر ُجمعلت‬
‫للتكثر‪ ،‬فإن بعه الناس عنده مكتبلة مليملة هلذا للتكثلر‪ ،‬ثلم ل يقلرأ منهلا‪ ،‬وإبملا تكلون قراءتله يف بعللها‪،‬‬
‫دائما ل تباأ ألبه للحاجة‪.‬‬
‫الكتع التر يقرأها ً‬
‫ولذلك هنا بقف عللى فائلد ‪ ،‬أن العلملاء يلرون أن حاجلة باللع العللم للكتلع كحاجلة غيلره لللدار‪،‬‬
‫والثوب‪ ،‬وحاجتهم للطعام‪ ،‬وهذا يدلنا على أن بالع العلم ل بد له من كتاب‪ ،‬ل بد له من إدامة النظر‪.‬‬
‫ببيك َعن َتفصيلِها بِب ِ‬
‫يان‬ ‫َ‬ ‫َس ُأ َ‬ ‫لم إِل بِ ِس َّت ٍة‬ ‫َأخر َلن َت َ ِ‬
‫نال الع َ‬
‫بول َز ِ‬ ‫وصحب ُة ُأ ٍ‬
‫ستاا َو ُ‬ ‫رص َواِجتِها ٌد َو ُبل َغة‬ ‫ِ‬
‫مان‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َاكا ٌء َوح ٌ‬

‫ف بد من الدربة‪ ،‬ول بد من كثر القراء ‪ ،‬ول بد من كثر المراجعة‪ ،‬ولذا فإن العلماء يف باب الحًلر‬
‫على المفلس عدوا كتع بالع العلم كطعامه‪ ،‬من شد أهمية م زمته للكتاب‪ ،‬وكثر بظره به‪ ،‬وا بسلان‬
‫يًلع أن يقللرأ كل م األوائل ‪ ،‬وأل يقلول إين ل أريللد النظللر فيهلا‪ ،‬ألن هللذا هلو األصل ‪ ،‬وبحلن إبمللا بعيللد‬
‫صياغته يف زمابنا‪ ،‬وبنلله على صوربا‪ ،‬فمن لم يعرف األول لم يستطع حكم على اآلخر‪ ،‬ولذلك لبد ملن‬
‫إدامة النظر يف الكتع‪.‬‬

‫يقول ويبيع الحاكم ماله‪ ،‬أي غير المحتاج له‪ ،‬ثم يقسمه على غرماءه‪.‬‬

‫المراد بالغرماء‪ :‬ك من كان له دين عليه قب الحًر‪ ،‬وأما من كان لله ديلن بعلد الحًلر فإبله يف الذملة‬
‫يبقى بعد القسمة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪585‬‬

‫إ ًاا الغرماء المراد م ك من كان له ديلن‪ ،‬سلواء كلان هلذا الغلريم قلد باللع بلالحًر أو للم يطاللع‪،‬‬
‫مادام قد ثبت أبه غريم فإبه يدخ يف القسمة‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن لم يقدر على وفاء شرء من دينه‪ ،‬أو هو مؤج ‪ ،‬تحرم مطالبته‪ ،‬وحبسه‪ ،‬وكذا م زمته‪ ،‬هنلا‬
‫أراد المصنف أن يبين لنا من الذي يًوز الحًر عليه‪ ،‬قال ً‬
‫أول‪ :‬من لم يقدر على وفلاء شلرء ملن اللدين‪،‬‬
‫وهو المعسر‪ ،‬ليس عنده وفاء للدين ول جلء منه‪ ،‬هناك يحًر ل يسلتطيع وفلاء كل اللدين‪ ،‬فنحًلر عللى‬
‫الباقر لنسدد بعله‪ ،‬هنا ل يستطيع أن يسدد شرء من الدين‪ ،‬ليس عنده من الدبيا شلرء‪ ،‬فهلذا لليس عنلده‬
‫شرء يحًر عليه‪ ،‬ومن أثر اللك أبله ل يطاللع‪ ،‬ول يحلبس ول يل زم‪ ،‬وسلأاكر ملا معنلى الم زملة بعلد‬
‫قلي ‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن لم يقدر على وفاء شرء من دينه‪ ،‬أو هو مؤج ‪ ،‬أي أن الدين مؤج وليس ً‬
‫حال‪ ،‬وملر معنلا‬
‫أن بعلله الللديون تقب ل التأجي ل ‪ ،‬وبعلللها ل يقب ل التأجي ل كللالقرض‪ ،‬فللإن القللرض عنللد الفقهللاء علللى‬
‫المحهور ل يقب التأجي ‪ ،‬وعللى الروايلة الثابيلة أبله يقبل التأجيل ‪ ،‬أملا إاا كلان ملؤج ً فالمؤجل ‪ ،‬إ ًاا ل‬
‫يحًر على من عليه دين مؤج ألبه لم يح بعد‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتحرم مطالبته‪ ،‬ل يًوز ألحد أن يطالبه بالدين‪ ،‬لمااا قلنا تحرم؟ ألن مطالبتله بلذلك إيلذاء لله‪،‬‬
‫تطالع بحرء لم يح ‪ ،‬أو تطالع بحرء عاجل عنه‪ ،‬فتحرم مطالبته ل يطالع‪ ،‬حتلى يحل اللدين أو يكلون‬
‫عنده شرء من المال ليسددك به‪ ،‬فتحرم مطالبته وحبسه ف يحلبس‪ ،‬وكلذا م زمتله‪ ،‬ملا معنلى الم زملة؟‬
‫الم زمللة هللو أن الللدائن أو وكيل الللدائن يكللون م ز ًمللا للمللدين‪ ،‬حيللث مللا اهللع‪ ،‬اهللع معلله‪ ،‬إاا اهللع‬
‫المسًد صلى بًاببه‪ ،‬وإاا اهع إلى السوق أتى معه‪ ،‬وإاا اهع إلى عليمة أو مناسبة حلر معه‪ ،‬بحيلث‬
‫أبه يلي منه‪ ،‬فحيث ما اهع يقول‪ ،‬فإاا جلس يف مًلس يقول‪ :‬يا ف ن أعطنر الدين‪ ،‬سدد الدين‪ ،‬سلدد‬
‫الدين‪.‬‬

‫حال‪ ،‬وعنده وفاء‪ ،‬لقول النبر ‪« :‬ل ُّ الااجد ظلـم‬‫هذه الم زمة حرام إل لمن عليه دين ٌ‬
‫يحٍ عهابت ِ‬
‫وعرض » قال وكيع‪ :‬عقوبته بحبسه وم زمته ِ‬
‫وعرضه بحكوى‪ ،‬وهو المطالبة أمام القاضر‪.‬‬

‫إ ًاا هذا الحديث أخذباه للواجد‪ ،‬وأما غير الواجد فإبه يحرم مطالبته وتحرم م زمتله‪ ،‬ويحلرم حبسله‪،‬‬
‫لحديث النبر ‪ ‬يف حديث عمرو بن شريك‪.‬‬
‫‪586‬‬

‫ت إِ ْن َو َّث َق ا ْل َا َر َث ُة بِ َر ْه ٍن ُم ْحرِز ٍَأ ْو ك َِقي ٍٍ َم ِل ٍن»‪.‬‬


‫ح ٍُّ م َؤجٍ بِ َق َلس و ََّل بِما ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ِ‬
‫َ َ‬
‫وحًر عليه فإبه ل يح ‪ ،‬ب يبقى مؤج ً ‪ ،‬فإن باأ الحلاكم‬
‫يقول إن الدين المؤج إاا أفلس المدين‪ُ ،‬‬
‫المتاأ قب حلول األج لم يدخ أسو الغرماء‪ ،‬وإن باأ ماله بعد حلول األج دخ أسو الغرماء‪.‬‬

‫هذا معنى قول المصنف‪ :‬ول يحل مؤجل بلث ث‪ ،‬قلال‪ :‬ول بملوت يعنلر إاا ملات الملدين‪ ،‬فإبله ل‬
‫يح األج ‪ ،‬بحرط أن يوث الورثة الدين‪ ،‬إما برهن محرز‪ ،‬معنى قال‪ :‬محلرز‪ ،‬أي يكفلر اللدين‪ ،‬ويمكلن‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يبقى مؤج ً ‪ ،‬فإن لم يوجد واحد من هذه الثنين فإبه يح بالوفاء‪.‬‬ ‫الوفاء منه‪ ،‬أو بكفي ملرء‪،‬‬

‫ان بِ ِه ْسطِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َظهر َبرِيم بعدَ ا ْل ِهسم ِة رجع ع َلى ا ْلغُرم ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫يقول إن نهر غريم بعد القسمة‪ ،‬وكان الغريم مسلتح ًقا للقسلمة لكلون اللدين ً‬
‫حلال يف وقلت القسلمة‪،‬‬
‫ولم يعلم به‪ ،‬فما حكمه؟ قال‪ :‬يرجع عللى العلملاء بقسلطه‪ ،‬صلور اللك ابظلروا معلر!‪ :‬رجل عليله ديلن‬
‫يطلبه ألفر ريال‪ ،‬أو بصغر العدد بدل خمسة‪ ،‬رج عليله ديلن لحخصلين‪،‬‬ ‫لخمسة أشخاص‪ ،‬ك شخ‬
‫يطلبه أل ًفا واحدً ا‪ ،‬جاء الحاكم فلم يكن عنده ألفلان فحًلر عللى مالله‪ ،‬كلم ماللك؟ وجلدبا أن‬ ‫ك شخ‬
‫مال المدين ألف وخمسمائة ريال‪ ،‬الدائنون اثنان‪ ،‬يعطى ك واحلد بنسلبته‪ ،‬كل واحلد يطلبله أللف‪ ،‬بسلبة‬
‫األلف من أص الدين وهو األلفان النصف‪ ،‬إ ًاا يستح ك واحلد كلم ملن األللف وخمسلمائة؟ سلبعمائة‬
‫وخمسين بالنسبة والتناسع‪ ،‬بعد ما قسم المال بحهر أو بحهرين أو سنة‪ ،‬جاء رج كان غائ ًبلا وقلال‪ :‬هلذه‬
‫بينة تثبت أن لر على المدين دين حال قب القسمة‪ ،‬بمقدار ألف‪.‬‬

‫إ ًاا الدين كان يظن أبه ألفان‪ ،‬فبان أبه ث ثة ألف‪ ،‬لو قسمناها اللر هر األلف وخمسلمائة عللى ث ثلة‬
‫ألف‪ ،‬فيستح ك واحد كم؟ خمسمائة‪ ،‬وقد كان ك واحد منهملا أخلذ سلبعمائة وخمسلون‪ ،‬فنقلول إن‬
‫هذا الثالث الغريم الذي نهر يرجع على ك واحد من الغريمين بمائتين وخمسين ريال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف هلذا الفصل يلتكلم علن الحًلر لحلظ بفسله‪ ،‬ل لحلظ غريمله وهلو النلوأ الثلاين ملن‬
‫الحًر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪587‬‬

‫الس ِقي لِ َح ِظ ِه ْم»‪.‬‬ ‫الص ِغيرِ َوا ْل َم ُْن ِ‬


‫ُان َو َّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْح َُ ُر َع َلى َّ‬

‫الص ِغ ِير‪ ،‬والمقصود بالصغير ما كان دون سن البلوغ‪ ،‬وسيأا كيف ُيعلرف البللوغ‪،‬‬
‫قال‪َ :‬و ُي ْح ًَ ُر َع َلى َّ‬
‫والمًنون بصوره المختلفة كالعته وغيرها‪ ،‬والعلماء رحمة اهلل عليهم اختلفوا يف بعله الصلور‪ ،‬هل هلو‬
‫من الًنون أم من ا غماء؟ ومنها الصرأ‪ ،‬من كان ُيصرأ ه هو ُيلح بالمًنون أم با غماء؟ والمعتمد‬
‫عندهم أبه ملح با غماء وهذه مسألة أخرى ليس هذا محله‪.‬‬

‫الس ِفيه وهو الذي ل ُيحسن التصرف يف ماله‪ ،‬ل ِ َح ِّظ ِه ْم أي لمصلحة أبفسهم‪.‬‬
‫قال‪َ :‬و َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َد َ َع إِ َل ْي ِه ْم َما َل ُ بِ َع ْه ٍد َأ ْو ََّل َر َج َع بِ َما َب ِه َ ََّل َما ت َِل َ‬
‫ف»‪.‬‬

‫يقللول ومللن دفللع إلللى الصللبر أو المًنللون أو السللفيه ماللله‪ ،‬أي بعقللد معاوضل ٍلة‪ ،‬أو ل‪ :‬أي بللدون عقلد‬
‫معاوضة كأن يًعله عنده أمابة وبحو الك‪َ ،‬ر َج َع بِ َما َب ِق َر يعنر فيما بقر مما لم يتللف‪َ ،‬ل َملا َتلِ َ‬
‫لف ألن ملا‬

‫مفرط يف إعطائه إيلاه‪ ،‬ملا ُيعطلى المًنلون { ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ} [النسلاء‪ ]5:‬وأبلت أخطلأت‬‫تلف هو ِّ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ل يرجع فيما تلف‪.‬‬ ‫فًعلتها أمابة عنده أو بعتها له‪ ،‬فإبه‬

‫ُان ِجن ََاية»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْض َمن َ‬

‫ُون ِجنَا َيللة‪ ،‬أي ويلللمن الصللغير والمًنللون والسللفيه جنايتلله العمديللة ألن القاعللد عنللد‬
‫قللال‪َ :‬و َي ْلل َلمن َ‬
‫الفقهاء‪ :‬عمد الصبر والمًنون خطأ‪ ،‬فيلمنها ضمان خطأ ل عمد‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِت َْال ِ‬
‫ف َما ُيدْ َ ُع إِ َل ْي ِه ْم»‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬وإِ ْت َ ِ‬
‫ف َما ُيدْ َف ُع إِ َل ْي ِه ْم‪ ،‬ك ما أتلفوه مما لم ُيدفع إليهم فإبه يلمنوبه سواء كان بفعلهم أم بلدون‬ ‫َ‬
‫فعلهم‪ ،‬أملا ملا ُأعطلوا إليله ل يللمنوبه ألبله خلالف أملر اهلل ‪ ‬حينملا قلال‪ { :‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ}‬
‫[النساء‪.]5:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن ب َلََ ر َِيدا َأو مُنُانا ُثم ع َه ٍَ ور ََدَ ‪ ،‬ا ْن َق َّ ِ‬
‫ب ا ْلح ُْ ُر َعنْ ُ بِ َال ُح ْ مٍ‪َ ،‬و ُأ ْعطـ َ َما َلـ ُ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ََّل َق ْب ٍَ َذلِ َ‬
‫ب بِ َحال»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬وأما المحًور عليه إاا َب َل َغ َر ِشيدً ا يعنر يحسن التصرف‪ ،‬أو المًنون المحًور عليه إاا عقل‬
‫ورشد فإبه ينفك الحًر عنه ب حكم حاكم‪ ،‬ف يللم حكم الحاكم فيه ألن هلذا ملن بلاب مصللحة بفسله‬
‫‪588‬‬

‫وليس فيها خصومة‪ ،‬ومتى يحتاج إلى حكم حاكم إاا بازأ اللك الرجل يف رشلده‪ ،‬فقلال أبلا قلد رشلدت‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُيصار إلى حكم الحاكم للمنازعة يف رشده وعدمله‪ ،‬ومملا يلدل عللى اللك أن‬ ‫وقال وليه لم ترشد‪،‬‬

‫اهلل ‪ ‬يقللللللللللللللللول‪ { :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ }‬


‫[النساء‪ ]6:‬فدَّ ل الك على أبه ل يللم حكم الحاكم‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و ُأ ْعطِ َر َما َل ُه‪ ،‬كما قال اهلل ‪ { :‬ﯯ ﯰ ﯱﯲ} [النساء‪ ]6:‬ل قب الك بحال ف ُيعطون‬
‫ٍ‬
‫حينمذ مفر ًبا فيلمن‪.‬‬ ‫ول يًوز‪ ،‬فإن أعطى الولر المال للمًنون أو الصبر أو السفيه فإبه يكون‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبلاغ ذكر بِمنان‪ ،‬أو بتمام همس عيرة سنة‪ ،‬أو نبات َعر هين حال قبل ‪ ،‬وأنثى‬
‫‪ ،‬وحملها دليٍ إمنان»‪.‬‬ ‫بذلب وبحي‬

‫بدأ يتكلم المصنف ‪ ‬عن ع مات البلوغ‪ ،‬وفقهاهبا يلذكرون أحكلام البللوغ وع ماتله يف بلاب‬
‫الحًر ول يذكرو ا يف العبادات‪ ،‬وإبما ُيحيرون لها إشار ‪.‬‬

‫يقول إن ع مات البلوغ يف الرج ث ثة‪ :‬أولها‪ :‬ا مناء‪ ،‬ا مناء‪ :‬معناه خروج أص المنر وهلو أصل‬
‫خلقة اآلدم وقد يكون ا مناء بفع ٍ وقد يكون بلاحت م فملن أمنلى فإبله يكلون قلد بللغ‪ ،‬سلواء كلان األملن‬
‫الرج أم األبثى‪ ،‬فإن الرج منيه ماء أبيه غليظ واألبثى منيها أصفر رقي ‪.‬‬

‫الع مة الثابية‪ :‬تمام خمسة عحر سنة أي إتمام تمام خمسة عحر سنة قمرية‪ ،‬فالعا بالسنة القمريلة ل‬
‫ٍ‬
‫حينملذ بال ًغلا‬ ‫الحمسية فمن أتم خمسة عحر عا ًما ولم يرى ع مة من ع ملات البللوغ األخلرى فإبله يكلون‬
‫كذلك‪ ،‬ألن ابن عمر ‪ ‬استأان النبر ‪ ‬يف ٍ‬
‫بدر فلم يأان له‪ ،‬واستأابه يف أحد فلأان لله وكلان‬
‫قد بلغ خمسة عحر عا ًما‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو بنبات شعر خحن حول قبله‪ ،‬الذي يكون من ع ملات البللوغ هلو ببلوت الحلعر اللذي يكلون‬
‫أسف البطن وهذا الذي يكون حول ال ُقب ‪ ،‬هذا من ع مات البلوغ يف الذكر واألبثى سواء‪ ،‬فمن رأى هلذا‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون بال ًغا‪.‬‬ ‫الحعر فإبه‬

‫قال‪ :‬وأبثى بذلك أي بالع مات الثالثة وبحليه‪ ،‬أي إاا رأت دم الحليه‪ ،‬إ ًاا بحلرط أن يكلون اللك‬
‫ٍ‬
‫سن ترى فيه المرأ الحيه تسع سنين‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫سن ترى فيه الحيه‪ ،‬وفقهاهبا يقولون أق‬ ‫بعد أق‬
‫‪٦‬‬
‫‪589‬‬

‫قال‪ :‬وحملها دلي إمناء‪ ،‬الحم ليس ع مة بلوغ يف ااتله وإبملا هلو ع ملة عللى أن البللوغ كلان قبل‬
‫الك‪ ،‬وهذا يفيدبا لما بقول إبه ع مة بلوغ فما قبله ليس بلو ًغلا‪ ،‬ل‪ ،‬بقلول هلو ع ملة بللوغ فملا قبلله كلان‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يللمها أن تقلر ما يغلع أبه كان وقت بلوغ‪.‬‬ ‫بلوغ‪ ،‬ولكن كان المرء جاه ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُيدْ َ ُع إِ َل ْي َما ُل ُ َحتَّى ُيخْ َت َبر بِ َما َيل ُيق بِ ‪َ ،‬و ُي ْؤن ََس ُر َْدُ ُه‪َ ،‬و َم َح ُّل ُ َق ْب ٍَ ُب ُلاغٍ‪َ ،‬و ُّ‬
‫الر َْدُ‬
‫ي َ َال ُي ْغ َب َن بَالِبا‪َ ،‬و ََّل َي ْب ُذ َل َما َل ُ ِ َح َرا ٍم َو َب ْي ِر َ ائِدَ ة»‪.‬‬ ‫ُهنَا إِ ْص َال ُح ا ْلم ِ‬
‫ال بِ َأ ْن َيبِ َ‬
‫يع َو َي ْي َترِ َ‬ ‫َ‬

‫اكر الحيخ هنا مسألة سهلة جدًّ ا وهر قال إبه ل يًوز دفلع الملال حتلى ُيختلا { ﯥ ﯦ } حتلى‬
‫ُيختا بما يلي به و ُيؤبس رشده‪ ،‬يعنر يعرف الرشد‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و َم َح ُّل ُه أي مح الختبار قب البلوغ‪ ،‬ألن البلوغ هو وقت وجوب دفلع الملال فيًلع أن ُيختلا‬
‫ونالما‪.‬‬
‫ً‬ ‫قب الك‪ ،‬فإن لم ُيؤبس رشده ف ُيعاد اختباره بعد البلوغ لكر ل يؤخر الدفع فيكون ماب ً‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الر ْشدُ معناه هنا‪ :‬إِ ْص َ ُال ا ْل َمال‪ ،‬ألن الرشد له معنيان هنا ويف تصلرف آخلر‪ ،‬قلال‪َ :‬و ُّ‬
‫الر ْشلدُ ُهنَلا‬ ‫قال‪َ :‬و ُّ‬
‫ال بِ َأ ْن يبِيع وي ْحت َِري َف َ ي ْغبن َغالِبا‪ ،‬ألبه سب معنا يف الدرس الماضر باألمس أبه ملا ملن ٍ‬
‫أحلد‬ ‫إِ ْص َ ُال ا ْلم ِ‬
‫ُ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫إل و ُيغبن‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و َل َي ْب ُذ َل َما َل ُه فِر َح َرا ٍم َو َغ ْي ِر َفائِدَ ‪ ،‬ف يحةي بله الحلرام‪ ،‬ول يحلةي بله ملا ل فائلد منله‪ ،‬هلذا‬
‫واض ‪.‬‬

‫ح ُْرِ ْاْلَ ُب‪ُ ،‬ث َّم َو ِص ُّي ُ ‪ُ ،‬ث َّم ا ْل َحاكِ ُم‪َ ،‬و ََّل َيت ََص َّر ُ‬
‫ف َل ُه ْم إِ ََّّل بِ ْاْلَ َح ِإ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وولِيهم ح َال ا ْل ِ‬
‫َ َ ُّ ُ ْ َ‬

‫يقول الحيخ إن الولر على المحًلور عليله «الصلغير والمًنلون والسلفيه» هلو األب ول يقلوم الًلد‬
‫مقامه‪ ،‬ب األب فقط‪ ،‬ثم وصيه‪ ،‬والمراد بالوصلر أي أن األب إاا ملات كتلع يف وصليته أن الوصلية عللى‬
‫أموال أبنلائر فل ن أو ف بلة و ُيقلدم وصلر األب عللى كل أحلد‪ ،‬وللذلك بعله النلاس إاا ملات كتلع يف‬
‫وصيته أن الوصية على أملوال أبنلائر زوجتلر‪ ،‬يصل اللك أو الوصلر عللى أملوال أبنلائر فل ن الغريلع‪،‬‬
‫يص الك‪ ،‬ألن الوصية سيأتينا إن شاء اهلل‪ ،‬الوصية ث ثة أشلياء إيصلاء بلالتلويج وإيصلاء بالملال وإيصلاء‬
‫على المال‪ ،‬فهر ث ثة أشياء تكون ا الوصية‪.‬‬

‫قال‪ُ :‬ث َّم َو ِص ُّي ُه‪ُ ،‬ث َّم ا ْل َحاكِ ُم‪ ،‬فإن لم يوجد حاكم فإن القرابات يختارون فيما بينهم يكون ول ًّيا لهم‪.‬‬
‫‪590‬‬

‫ف َل ُه ْم إِ َّل بِ ْاألَ َح ِّظ‪ ،‬أي ل يًوز لللولر أن يتصلرف يف ملال موليله إل بلاألحظ لله‪ ،‬فل‬
‫قال‪َ :‬و َل َيت ََص َّر ُ‬
‫يًوز له أن يتاأ ول يًوز له أن يلدخ فيملا فيله ضلرر وملا فيله خطلور إل األب ألن األب يًلوز لله أن‬
‫يتصرف يف مال ابنه؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬أنت ومالب ْلبيب»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ف ََّل ِ َد ْ ِع م ٍ‬
‫ب حُ ٍر ِ منْ َقع ٍة و َضرور ٍة و َت َل ٍ‬
‫ال َب ْعدَ ُر َْد إِ ََّّل م ْ‬
‫ـن‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْه َب ٍُ َق ْا ُل ُ َب ْعدَ َ ِ َ ْ‬
‫ُم َت َب ِر ٍع»‪.‬‬

‫ور ٍ أي أبله‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫يقول‪َ :‬و ُي ْق َب ُ َق ْو ُل ُه‪ ،‬أي قول الولر َب ْعدَ َف ِّك َح ًْ ٍر فر َمنْ َف َعة‪ :‬ه هذا األبفع أم غيلره‪َ ،‬و َض ُلر َ‬
‫ف أي ه المال قد تلف أم ل‪.‬‬ ‫بذل ها المال يف ضرور وغيرها‪ ،‬ويف َت َل ٍ‬

‫ال َب ْعدَ ُر ْشد‪ ،‬أي ل ُيقبل قولله وإبملا يقبل قلول الملدفوأ لله ألبله المسلتلم‪ ،‬إِ َّل مِل ْن‬
‫قال‪َ :‬ل فِر َد ْف ِع م ٍ‬
‫َ‬
‫ُم َت َب ِّر ٍأ أي إاا تاأ بالولية‪.‬‬

‫ين َب ْيرِ ِه َو َأ ْر ُش ِجن ََاي ِة ِق ٍّن‪َ ،‬و ِق َي ُم َم ْت َل َقاتِ ِ بِ َر َق َبتِ ِ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي َتع َّلق دين م ْأ ُذ ٍ ِ ِ ٍ ِ‬
‫ون َل ُ بِذ َّمة َس ِيد‪َ ،‬ود ُ‬ ‫َ َ َ َْ ُ َ‬
‫هذه مسألة يذكرو ا الفقهاء يقولون يف األرقة بمر عليها بسلرعة‪ ،‬يقوللون إن الرقيل إاا تع َّلل إاا كلان‬
‫عليه دين‪ ،‬فإن الدين هذا بوعان‪ ،‬إما أن يكون هلذا الرقيل أو العبلد ملأاون لله بالتصلرف والبيلع والحلراء‪،‬‬
‫فحينمذ يكون الدين يف امة سيده‪ ،‬وأما إاا كان الرقي غير مأاون له بالتصرف وإبما تصرف ابتلدا ًء وللذلك‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يكلون‬ ‫قال‪َ :‬و ِدي ُن َغ ْي ِر ِه‪ ،‬أي غير المأاون له‪ ،‬أو أن هذا الرقي قد جنى جناي ًة وثبلت عليله َأ ْر ُش فإبله‬
‫متعل ًقا برقبته‪ ،‬ما معنى متعل ًقا برقبته؟ يعنر أن سيده َّ‬
‫مخير إملا أن يلدفع اللك اللدين وهلذا األرش للًنايلة‬
‫وقيمة المتلف ويبقى القن‪ ،‬أو أن يبيع القلن ويسلدد منله اللدين‪ ،‬فلإن و َّفلى وإل كابلت قيملة القلن أقل ملن‬
‫قروش الًنايات وقيمة المتلفات والدين‪ ،‬فيسقط الباقر ول يللمه سداد الباقر‪.‬‬

‫المغلرب‬ ‫بكون بذلك بحمد اهلل ‪ ‬أ ينا فص الحًر بنوعيله‪ ،‬إن شلاء اهلل ‪ ‬ببلدأ بعلد صل‬
‫بإتمام الباقر‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)21‬‬

‫(‪ )21‬اية المًلس الحادي والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪591‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬وت َِص ُّح ا ْل َاكَا َل ُة بِ ٍُِ َق ْا ٍل َيدُ ُّل َع َلى إِ ْذ ٍن َو َق ُبا ُل َها بِ ٍُِ َق ْا ٍل َأ ْو ِ ْع ٍٍ َد ٍّال َع َل ْي ِ »‪.‬‬

‫يف هذا الفص أورد المصنف ‪ ‬أحكام الوكالة‪ ،‬والوكاللة ملن العقلود التلر تتفلرأ عللى ا بابلة؛‬
‫ٍ‬
‫وكاللة إبابلة‬ ‫وخصلوص مطلل ‪ ،‬فكل‬ ‫وخصلوص وجهلر‪ ،‬بل عملو ٌم‬ ‫ألن ا بابة بينها وبين الوكالة عملو ٌم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫إبابة وكالة‪.‬‬ ‫وليست ك‬

‫قللال‪َ « :‬و َت ِص ل ُّ ا ْل َوكَا َل ل ُة»‪ ،‬أمللا كللون الوكالللة صللحيحة فللألن النبللر ‪ ‬ثبللت عنلله أبلله َو َك ل‬
‫ووكَل غيلره ْ‬
‫أن‬ ‫جلذور كابلت لله ‪َ ،-♥-‬‬ ‫ٍ‬ ‫فو َك عل ًيا ‪ ‬يف بحر‬ ‫كثير من األمور‪َ ،‬‬ ‫أصحابه يف ٍ‬
‫ووكَل النبلر ‪ ‬علرو بلن الًعلد البلارقر ْ‬
‫بلأن‬ ‫وو َك غيره ْ‬
‫أن يفر بالقرض عنه‪َ ،‬‬ ‫يقةض عنه‪َ ،‬‬
‫وأن يبيع له‪َ ،‬فدل الك على أن الوكالة جائل ٌ وصحيح ٌة يف الًملة‪.‬‬
‫يحةي له ْ‬

‫ثم قال «بِ ُك ِّ َق ْو ٍل َيدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن»‪ ،‬هذه الًملة مكوب ٌة من جلئين‪:‬‬

‫‪ -‬الًلء األول‪ :‬قول المصنِّف‪« :‬بِ ُك ِّ َق ْو ٍل»‪ ،‬يدلنا الك مفهومها على أن الوكالة ل تصل بالفعل ‪ ،‬ل‬
‫يص إبحاهها بالفع وإبَّما تص بالقول‪ ،‬وهذا هو المحهور عند فقهائنا‪ ،‬بيد أن الحيخ مرعر بلن يوسلف‬
‫الكرمر يف [الغاية] مال إلى أبه تص الوكالة بالفع ‪ ،‬وهلذا بلر ًدا لله عللى القاعلد بلأن الفعل يقلوم مقلام‬
‫القول‪ ،‬والفقهاء إبَّما منعوا من الوكالة أي من إبحاء الوكاللة بالفعل ؛ قلالوا‪ :‬ألن الوكاللة بالفعل محتمللة‪،‬‬
‫وبظرا ألن هذا العقد يةتع عليه التصرف يف األموال ويتصرف فيه الكثير من الحقوق‪.‬‬
‫ً‬
‫فقالوا‪ :‬من باب الحتياط ف بقول تنعقد إل بالقول‪ ،‬ولكلن إاا دل الفعل ‪-‬كملا قلال الحليخ مرعلر‪-‬‬
‫على الوكالة دلل ًة ل تقب التأوي فإ ا متًهة‪ ،‬مث بعه النَّاس عندما يكون هناك ٌ‬
‫سياق معين فيرملر لله‬
‫الكتاب‪ ،‬يقول‪ :‬بع هذا الكتاب لمن أراد شراءه وهكذا‪ ،‬فهناك بعه الصيغ الفعلية التر تكون صلريح ًة يف‬
‫الك‪ ،‬ولكن المصنِّف محى على ما محى عليه أكثر المتأخرين‪.‬‬
‫‪592‬‬

‫‪ -‬ثم قال الحيخ يف الًملة الثابية قال‪َ « :‬يدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لفظ َدل عليه‪ ،‬وأبه‬ ‫إ ًاا قول المصنِّف‪َ « :‬ق ْو ٍل َيدُ ُّل َع َلى إِ ْا ٍن»‪ ،‬هذا يدلنا على أن عقد الوكالة ينعقد بك‬
‫ألفاظ معينة‪ ،‬والك ‪-‬أيها األفاض ‪ -‬ألن العقود بوعان‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫محصورا يف‬ ‫ليس‬
‫ً‬
‫‪ -‬عقو ٌد ل تنعقد إل بصلي ٍغ محصلور ٍ دون ملا علداها‪ ،‬واللك مثل عقلد النكلاال‪ ،‬فلإن عقلد النكلاال ل‬
‫أيللا ملحقل ٌة بله‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ كنائية‪ ،‬وهناك عقو ٌد ً‬ ‫ينعقد إل بالنكاال والتلويج دون غيرها من األلفاظ‪ ،‬فليست له‬
‫ٍ‬
‫لفظ دل عليه‪ ،‬فقلد‬ ‫ل تنعقد إل بالصري والكنائر فقط وهر محصور ٌ كنائية‪ ،‬وأما الوكالة فإبه يص بك‬
‫تصلريحا بالفعل ‪ ،‬فيقلول‪ :‬بلع واشلة وهلع‬
‫ً‬ ‫يكون بلفظله الصلري فيقلول‪ :‬وكلتلك أو أببتلك‪ ،‬وقلد يكلون‬
‫وأقبه وغير الك من الصيغ التر تدل عليه‪.‬‬

‫إ ًاا فالصيغ التر تدل على الوكالة غير محصور وكلها دال ٌة على المعنلى‪ ،‬الحلرط ْ‬
‫أن يكلون ً‬
‫دال عللى‬
‫ا ان‪ ،‬وهذا هو القيد المهم ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫دال على ا ان يف التصرف‪.‬‬
‫قلول أو فعل ٍ ٍ‬
‫دال عليله‪ ،‬القبلول يصل‬ ‫ٍ‬ ‫ثم قال « َو َق ُبو ُل َها» أي‪ :‬وقبول الوكاللة ملن َ‬
‫الموكل يصل بكل‬
‫خاصا بالقول‪ ،‬فإن من األفعال الدالة عليه التصرف والفع ما وكله فيه وغير الك‪.‬‬
‫بالقول والفع ليس ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُرِ َط كَانُهما جائِزَي التَّصر ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫يقول يحةط يف الوكي والموك كليهما ْ‬
‫أن يكوبا جائلي التصرف‪ ،‬وبنا ًء عليه ف يصل توكيل فعل ً‬
‫ٍ‬
‫تصلرف وللو كلان‬ ‫ٍ‬
‫سفيه ول مًنون‪ ،‬ف يًوز توكي السلفيه يف أي‬ ‫ٍ‬
‫صغير دون البلوغ ول من‬ ‫أو ً‬
‫قبول من‬
‫مأاو ًبللا للله فيلله‪ ،‬السللفيه والصللغير دون البلللوغ والمًنللون ل يصل بللدأه بالوكالللة ول تصللرفه فيهللا فيكللون‬
‫موك ً ‪ ،‬وهذا معنى قال‪« :‬و ُش ِر َط كَوبُهما جائِ َلي التَّصر ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َل ُ ت ََص ُّرف ِ ََ ْ ٍن َ َل ُ ت ََاكٍُّ َوت َْاكِيٍ ِي ِ »‪.‬‬

‫شرء فإبه يًو لكل التوكي فيه؛ ألن الوكالة بائب ٌة عن األصي ‪ ،‬واألصلي‬ ‫ٍ‬ ‫أي‪ :‬إاا جاز لك التصرف يف‬
‫شلرء جلاز لله التوكل فيله يف الًمللة؛ بقلول هلذا يف الًمللة ألن السلتثناءات ربملا‬ ‫ٍ‬ ‫تصلرف يف‬
‫ٌ‬ ‫إاا جاز له‬
‫أوردها بعد قلي ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شلرء‪ ،‬فل يصل‬ ‫قال‪ :‬يًوز له توك ٌ وتوكي ٌ فيه‪ ،‬وبنا ًء عليه فإن َ‬
‫الموك إاا كان ل يصل تصلرفه يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪593‬‬

‫ٍ‬
‫تصلرفات‬ ‫توكله فيه‪ ،‬وهذه مث التصرفات التر يحةط فيهلا ا سل م كملا سليأا يف العبلادات‪ ،‬فلإن هنلاك‬
‫يحةط فيها ا س م‪ ،‬ف يص توكي غير المسلم فيها‪ ،‬كذلك يف التصرفات الولئية عندما يكون الرجل‬
‫أيللا يف سلائر‬ ‫ً‬
‫مول على غيره‪ ،‬فاألصل أن وكيل اللولر يحلةط فيله ملا يحلةط يف اللولر وهكلذا‪ ،‬ومثلله ً‬
‫الحروط المتعلقة ا‪.‬‬

‫بب ًعللا هنللاك اسللتثناءات اكروهللا‪ ،‬فمللن الللك أ للم يقولللون ‪-‬علللى سللبي المثللال‪ :-‬إن األعمللى يصل‬
‫تصرفه ول يص توكله‪ ،‬كذلك بعه الًوابع التر ل يص التوكي فيها مث بعله التصلرفات الولئيلة‬
‫وليس جميعها‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و ِ ك ٍُِ َح ٍّق لِ َّل ِ تَدْ ُه ُل ُ َالنِ َيا َبة»‪.‬‬ ‫ار َولِ َع ٍ‬
‫ان َو َأي َم ٍ‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َِص ُّح ِ ك ٍُِ َح ِق آ َد ِم ََّل ظِ َه ٍ‬
‫ٍّ‬
‫إقرارا‪ ،‬يعنلر إبرا ًملا أو إزالل ًة فيحلم الفسلخ‬ ‫أي‪ :‬أبه من حقوق اآلدميين‪ ،‬سوا ًء كان إبرا ًما أو ً‬
‫فسخا أو ً‬
‫إقرارا ك هذه يأا فيها التوكي ‪ ،‬أضرب ً‬
‫مثال‪ :‬بقول‪ :‬البيع يص للملرء‬ ‫وغيره كالط ق‪ ،‬إبرا ًما أو إزال ًة أو ً‬
‫أن يبيع وهو لحقه‪ ،‬فيًوز ْ‬
‫أن يوك غيره بالبيع‪.‬‬ ‫ْ‬

‫أن يوك غيره يف فسلخه‪ ،‬ا قلرار يصل للملرء ْ‬


‫أن يقلر‬ ‫أن يفسخ عقد البيع‪ ،‬فيص ْ‬
‫ا زالة يص للمرء ْ‬
‫ٍ‬
‫بمال أو ٍ‬
‫علين‪ ،‬فيصل ْ‬
‫أن يوكل غيلره فيله‪ ،‬ملن حقلوق اآلدميلين الللواج؛ ألن الللواج هلو‬ ‫على بفسه بح ٍ‬
‫البلعة من حقوق اآلدميين‪ ،‬فالمرء يص له ْ‬
‫أن يفعله لنفسه‪.‬‬

‫أن يوك غيره ْ‬


‫أن يقب عنه‪ ،‬أو يوجع عنه إاا كان ول ًيا‪.‬‬ ‫أن يوك غيره‪ ،‬فيًوز ْ‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ يص ْ‬ ‫فهر‬

‫اكرا‪ ،‬الولر على المرأ الذي يوجع يف عقد النكاال من شلربه‬ ‫وهنا مسألة‪ :‬من شرط الولر ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫أن يوكل املرأ ً أن توجلع يف عقلد النكلاال؛ ألبله ل يصل للملرأ ْ‬
‫أن توجلع‬ ‫اكرا‪ ،‬ف يًلوز لله ْ‬ ‫ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫اكرا‪.‬‬ ‫ابتدا ًء وإبَّما من شربه ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫مفلرأ عللى المسلألة التلر اكرباهلا قبل قليل ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ ويحةط يف الوكي ما يحةط يف األصي ‪ ،‬وهذا‬
‫ٌ‬
‫هذا إبحاء عقد النكاال‪.‬‬

‫فسخ النكاال إما بالفسخ أو بالط ق فيًوز التوكي فيه‪ ،‬وهذا واض والفقهاء يفرقون بلين التفلويه‬
‫والتوكي ‪ ،‬فالتوكي بالط ق يذكر العدد وأما التفويه ف يذكر العدد‪ ،‬وهذا مصطل عنلد الحنفيلة أكثلر‬
‫ما يكون‪.‬‬
‫‪594‬‬

‫النوأ الثالث من العقود‪ :‬أو ا قرار ْ‬


‫بأن يقر بالنكاال‪.‬‬

‫إ ًاا هذه أمثلة بحاء العقد وللفسخ أو ا زالة وللقرار به‪.‬‬


‫ثم قال « َل نِ َه ٍ‬
‫ار» أي‪ :‬أن الظهار ل يًوز التوكي فيه‪ ،‬الظهار هو ْ‬
‫أن يقول الرجل للوجتله‪ :‬هلر عليله‬

‫زورا يف كتابله‪ ،‬سلمى هلذا القلول { ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬


‫كظهر أمه‪ ،‬وهذا القول سلماه اهلل ‪ً ‬‬

‫ﭹﭺ} [المًادلة‪ ،]2:‬فسماه اهلل ‪ً ‬‬


‫زورا‪.‬‬

‫وإن وقع عليه أثره ف يص ْ‬


‫أن يوك غيره فيه‪.‬‬ ‫أن يبتدئه ابتدا ًء‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ لما كان حرا ًما ل يًوز للمرء ْ‬

‫شهادات موثق ٌة بأيمان‪ ،‬واأليمان ل وكالة فيها ففيها معنى اليمين‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫قال‪« :‬ول لِع ٍ‬
‫ان»؛ ألن اللعان‬ ‫َ‬

‫شخصلا عليله حل ٌ‬ ‫قال‪« :‬و َأيم ٍ‬


‫ان» أي‪ :‬ل ينوب أحدٌ عن غيره يف اليملين‪ ،‬مثلال األيملان‪ :‬قلالوا‪ :‬للو أن‬
‫ً‬ ‫َ َْ‬
‫أن يوك ل المحللامر ْ‬
‫أن يحلللف عنلله‪ ،‬المحللامر وكي ل‬ ‫أمللام القاضللر وتوجهللت اليمللين عليلله‪ ،‬ف ل يص ل ْ‬
‫بالخصومة فالمحامر ل يحلف اليمين أبدً ا عن الخصم ول البن ول األب‪ ،‬ل يحلف إل صاحع الحل‬
‫فقط‪.‬‬

‫من صور األيمان التر ل يًوز التوكي فيهلا‪ :‬ا يل ء‪ ،‬فلا ي ء هلو ْ‬
‫أن يحللف الملرء عللى تلرك وطء‬
‫أن تولر من امرأا‪ ،‬بقول‪ :‬لم يقع ا يل ء‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ لو قال رج آلخر‪ :‬احلف ْ‬ ‫زوجته أكثر من أربعة أشهر‪،‬‬
‫من األيمان التر ل يًوز التوكي فيها أيمان القسامة وستأتينا ْ‬
‫إن شاء اهلل يف الًنايات‪.‬‬

‫ثم قلال « َوفِلر كُل ِّ َحل ا ل ِ َّل ِله َتدْ ُخ ُلل ُه َالنِّ َيا َبلة»‪ ،‬حقلوق اهلل هلر األشلياء التلر فيهلا معنلى التعبلد بعللها‬
‫تدخلها النيابة وبعلها ل يدخله النيابة‪ ،‬الذي يدخله النيابة‪:‬‬

‫‪ ‬النــاع اْلول‪ :‬العبللادات الماليللة‪ ،‬فك ل العبللادات الماليللة حقل ٌ‬


‫لوق هلل ‪ ‬تللدخلها النيابللة‪ ،‬مث ل ‪:‬‬
‫الصدقات‪ ،‬مث الكفارات المالية فهذه تدخلها النيابة‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬ما كان فيه معنى المال‪ ،‬هو قلد يكلون بلدب ًيا لكلن فيله معنلى الملال‪ ،‬فاللذي فيله معنلى‬
‫حًا أو بحو اللك‪ ،‬هلذه يقوللون‬ ‫المال هو الحج والنذر بالبدن‪ ،‬النذر بالبدن ْ‬
‫كأن ينذر هلل ‪ ‬صو ًما أو ً‬
‫فيهلللا معنلللى الملللال‪ ،‬كيلللف؟ قلللالوا‪ :‬ألن الحلللج عبلللاد ٌ ماليلللة وبدبيلللة‪ ،‬ألن { ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ} [آل‬
‫عمران‪ ،]97:‬والستطاعة هر ملك اللاد والراحلة ففيها معنى المال‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪595‬‬

‫وأما النذر فألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إنَّما يسـتخرج مـن مـال البخيـٍ»‪ ،‬فلدل عللى أ لا يف معنلى‬
‫المللال‪ ،‬لكللن بقللول‪ :‬الحلج والنللذر إاا كابللا واجبللين والنللذر أص ل ً ل يكللون إل واج ًبللا‪ ،‬وكللان َمللن قللام بلله‬
‫علاجلا علن‬
‫ً‬ ‫الوجوب ح ًيا ف يص له التوكي ‪ ،‬متى يص التوكي ؟ إاا كان الحج أو العملر بافلل ًة أو كلان‬
‫أدائه أو مات‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز أداء الحج والعمر والصوم عن الميت « َمـن مـات وعليـ صـام صـام عنـ وليـ »‪ ،‬قلال‬
‫أحمد وأبو داود صاحع السنن هو يف النذر خاصة‪.‬‬

‫إ ًاا عرفنا اآلن العبادات المالية والعبادات التر فيها معنى المالية‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬من الحهاق الت تدهلها النيابة‪ :‬قالوا األقارير وتنفيذ الحلدود‪ ،‬األقلارير فيًلوز يف‬
‫أن يوك القاضر َمن يسمع ا قرار من غيره‪ْ ،‬‬
‫وأن يوك َمن يقوم بتنفيذ الحد‪ ،‬فهذا مما يًوز فيله‬ ‫الحدود ْ‬
‫التوكي مع أبه لحقوق اهلل‪.‬‬

‫َار َعــة َو َو ِدي َعــة َو ُج َعا َلــة ُع ُهــاد َجــائِ َزة لِ ُ ـ ٍّـٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قننال املصنننف‪َ « :‬وه ـ َ َو ََ ـرِكَة َو ُم َضـ َ‬
‫ـار َبة َو ُم َســا َقاة َو ُمز َ‬
‫َ ْسخُ َها»‪.‬‬

‫هذه الًملة مهمة جدًّ ا بعرفها يف ك العقود جمي ًعا وهر أن العقود الحرعية تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -‬عقو ٌد جائل ‪.‬‬

‫‪ -‬وعقو ٌد لزمة‪.‬‬

‫ل بعنر بالًائل المباحة وإبَّما بعنر بالًائل ما كان مقاب ل زم‪ ،‬فالعقلد الل زم هلو اللذي إاا دخل‬
‫فيه العاقدان للم يًلل ألحلدهما ْ‬
‫أن يفسلخه بإرادتله المنفلرد ‪ ،‬بل ل ُبلدَّ ملن اجتملاأ ا رادتلين عنلد فسلخ‬
‫صلحيحا لليس ألحلدهما فسلخه‬
‫ً‬ ‫العقد‪ ،‬فيكون إقالل ًة حينلذاك‪ ،‬هلذا ُيسلمى عقلدً ا لز ًملا‪ ،‬إاا ابلام وابعقلد‬
‫وحده‪ ،‬ب ل ُبدَّ من اتفاق ا رادتين‪ ،‬هذا ُيسمى عقد لزم‪.‬‬

‫أن‬ ‫ٍ‬
‫واحلد ملن المتعاقلدين ْ‬ ‫صلحيحا‪ ،‬فيًلوز لكل‬ ‫إاا قلنا‪ :‬عقد جائل‪ ،‬أي أن هذا العقد إاا ابام وبحلأ‬
‫ً‬
‫يفسخه بإرادته المنفرد ‪ ،‬فلذلك سميناه جائل أي جائل الستمرار والديموملة وجلائل الفسلخ‪ ،‬هنلاك عقلود‬
‫آتية يف الوسط جائل ٌ ألحد الطرفين لزم ٌة للطرف الثاين‪ ،‬مث الكفالة وعقد الللمان فإبله بالنسلبة للكفيل‬
‫‪596‬‬

‫لزمة والمكفول له هر جائل ‪.‬‬

‫الو ِدي َعللة‬


‫الم َسللا َقا وا َل ُم َل َار َعللة َو َ‬
‫لار َبة َو ُ‬
‫الم َلل َ‬ ‫َا َكللر المصلنِّف هنللا العقللود الًللائل فقللال‪ِ « :‬هل َلر َ‬
‫الحل ِلر َك َو ُ‬
‫أن بذكر هذه العقود الخمسة أو الستة‬ ‫وجعالة‪ ،‬قب ْ‬ ‫وج َعالة ِ‬ ‫الً ُعا َلة» هر مثلثة يص َج ُعالة ُ‬ ‫الً َعا َلة»‪َ « ،‬و ُ‬
‫َو ُ‬
‫التر أوردها المصنِّف قال‪« :‬هر ُع ُقو ٌد َجائِ َل ٌ ل ِ ُك ا َف ْس ُخ َها»‪ ،‬إاا حكمنا أن العقد جائل يةتع عليه أحكام‪:‬‬

‫يرض الثلاين وللو للم‬ ‫ٍ‬


‫واحد من الطرفين فسخه‪ ،‬ولو لم َ‬ ‫‪ ‬الح م اْلول‪ :‬اكره المصنِّف هنا أن لك‬
‫يعلم الثاين؛ ألن الرضا والعلم بينهما ارتباط‪ ،‬وقد اكرت لكم أن الرضا شربه العلم‪ ،‬فحيلث بفينلا الرضلا‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ل ضرر واللرر يلال‪.‬‬ ‫ف يللم العلم هذا يف الًملة إل إاا ترتع عليه ضرر فإن‬

‫إ ًاا عرفنا األمر األول أبه ل يحةط علمه ول رضاه للفسخ‪.‬‬


‫ٍ‬
‫عقد جائل إاا حكمنا بًوازه‪ ،‬فإبله ينفسلخ بوفلا أحلد المتعاقلدين‪ ،‬إاا ملات‬ ‫‪ ‬الح م الثاين‪ :‬أن ك‬
‫أحد المتعاقدين ابفسخ العقد يف الًائل أما ال زم ف ينفسخ‪.‬‬

‫‪ ‬الح م الثالث‪ :‬أن العقد الًلائل حيلث حكمنلا أبله جلائل فإبله ينفسلخ بًنلون أحلد العاقلدين‪ ،‬إ ًاا‬
‫العقد الًائل ينفسخ با راد المنفرد وبالًنون وبالموت‪ ،‬العقد ال زم ل ينفسخ بإراد ٍ منفرد ب بلإراد ٍ‬

‫محةكة بين المتعاقدين‪ ،‬ول ينفسخ بالموت ول بالًنون‪.‬‬

‫إ ًاا هذه فائد مهمة جدًّ ا لكر بعرف ببيعة العقد‪.‬‬

‫أن يعلمله يف العقلود وبظريتله ْ‬


‫أن يعلرف ملا هلر العقلود ال زملة وملا هلر‬ ‫بالع العلم من أهم ما يللم ْ‬
‫العقود الًائل ‪.‬‬

‫إ ًاا عرفنا الفرق بينهم‪.‬‬


‫ما هر العقود الًائل ؟ قال « ِ‬
‫وه َر» أي‪ :‬الوكالة‪ ،‬الوكالة عند الفقهاء عقدٌ جائل يًوز فسخه إل ‪-‬كملا‬
‫غير ٍ‬
‫عالم به‪ ،‬كيف الك؟ يكون رج وك آخلر ببيل ٍع أو‬ ‫اكرت لك‪ -‬إاا ترتع عليه ضرر‪ ،‬وكان الحخ‬
‫بفع ٍ معين ولم يخاه بفسخه‪ ،‬فتصرف نابًا أبه لم ينفسخ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول‪ :‬إن هذا اللرر يًا‪ ،‬والوكالة ل شك أ ا عقدٌ جائل يًوز للوكي وللموك ْ‬
‫أن يفسلخه‬
‫بدون إان ورضا وعلم صاحبه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪597‬‬

‫‪ -‬الثابية‪ :‬قال‪َ « :‬و َش ِر َك ٌة َو ُم َل َار َب ٌة َو ُم َسا َقا ٌ َو ُم َل َار َع ٌة»‪:‬‬

‫‪ً -‬‬
‫أول‪ :‬الحركة والملاربة المصنِّف َّفرق بينهما من باب التأكيلد فقلط‪ ،‬وإل فلإن المللاربة جلل ٌء ملن‬
‫الحركات كما سيأتينا بعد قلي ْ‬
‫إن شاء اهلل‪ ،‬وعقود الحركة عند الًمهور أ ا عقدٌ جائل وليس ب زم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحد من الحركاء يًوز له فسخ الحركة هذا ك م الفقهلاء‪ ،‬لكلن َاكَلر الع ملة أبلو الفلرج ابلن‬ ‫إ ًاا ك‬
‫رجع المكر مًاور ‪-‬عليه رحمة اهلل‪ -‬المتلوىف سلنة خمسلة وتسلعين وسلبعمائة أن عقلد الحلركة إاا ورد‬
‫عرف بللومه فيكون لز ًما‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫شرط بللومه أو جرى‬

‫لمااا اكرت هذا الك م مع أبه خ ف؟ بحن عاد ً يف كتع الدرس أل بخالف ما يذكر المؤللف لكلر‬
‫ما بكثر العلم؛ ألن العم اآلن على هذا الحرء‪ ،‬العم أن عقود الحركات أ ا لزمة‪ ،‬ول يخرج الحلريك‬
‫منها إل برضا الحريك المقاب ‪ ،‬وهذا الذي عليه النظام‪ ،‬فيكون هذا النظام بمثابلة الحلرط ملن المتعاقلدين‬
‫والحرأ لم يمنع منه‪.‬‬

‫إ ًاا فهر لزم ٌة ل بذاهتا وإبَّما بالحرط أو العرف الذي جعلها لزم ًة ألجله‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ُم َل َار َب ٌة» والملاربة مثلها‪ ،‬قال‪َ « :‬و ُم َسا َقا ٌ َو ُم َل َار َع ٌة»‪ ،‬وسيأا بعد قلي حكمهلا وتفصليلهما‪،‬‬
‫ولكن َاكَر بعه أه العلم ومنهم الع مة الحويكر وابن اه ن وهو تلميلذ تلميلذه أن العمل قلد جلرى‬
‫على أن المساقا والملارعة عقدان لزمان أبه عقدٌ لزم والعم جرى عليه‪ ،‬قلالوا لوجلود الللرر الكبيلر‬
‫على العام عند الفسخ‪.‬‬

‫فلو قلنا إبه إاا ترتع عليه ضرر تنقلع إلى عقد إجار ‪ ،‬فإن ا جار هنا ل تًا هذا الللرر‪ ،‬والعلرف‬
‫ترجيحا للقول وإبَّما هو بمثابة القيد والحرط العريف الذي بًعله بمثابة الحرط المقارن‪ ،‬والعم‬
‫ً‬ ‫هنا ليس‬
‫أيلا عندبا أن عقد المساقا والملارعة أبه عقدٌ لزم‪ ،‬هذا الذي عليه العم منذ أربعمائة سنة أو أكثر‪.‬‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ثم قال‪َ « :‬و َودي َع ٌة َو ُج َعا َل ٌة أو ُ‬
‫وجعال ٌة» ويص الوجهان‪ ،‬هلر ملن العقلود الًلائل وسليأا تفصليلها ْ‬
‫إن‬
‫شاء اهلل بعد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪598‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ِصح بِ َال إِ ْذ ٍن بيع وكِ ٍ ِ ِ‬
‫يٍ لنَ ْقس َو ََّل َ َراؤُ ُه من َْهـا ل ُم َاكِلـ ‪َ ،‬و َو َلـدُ ُه َو َوالـدُ ُه َو ُم َات ُبـ ُ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫َك َن ْق ِس ِ »‪.‬‬

‫يتولى ْ‬
‫أن يكلون موج ًبلا وقلاب ً يف العقلد إملا‬ ‫عندبا مسألة ُتسمى تولر بريف العقد‪ ،‬بمعنى أن الحخ‬
‫مثلال‪ :‬رجل ٌ أراد ْ‬
‫أن‬ ‫أصي ً يف أحدهما ووكي ً يف الثاين أو وكي ً يف الطرفين‪ ،‬صور الك أبلا أضلرب للك ً‬
‫برف آخر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫برف وغيره‬
‫ٌ‬ ‫يبيع شي ًما‪ ،‬فلو باعه لغيره هو‬

‫أن يكلون‬ ‫ٍ‬


‫حينمذ قد تولى بريف العقد يف الحراء‪ ،‬أو ْ‬ ‫فلو قال له آخر‪ :‬وكلتك يف شراء هذه منك‪ ،‬فيكون‬
‫أيللا يف الحلراء‪ ،‬المسلألة تلولر بلريف العقلد‪،‬‬
‫وكي ً للبائع ووكي ً للحاري فيكلون قلد تلولى بلريف العقلد ً‬
‫أيلا يف عقود كثير جدًّ ا‪.‬‬
‫أيلا يف النكاال‪ ،‬يكون ً‬
‫يكون ً‬

‫‪ -‬القاعد عند فقهائنا‪ :‬أبه يًوز تولر بريف العقد إل فيما يحةط فيه التقابه كالصرف والسلم‪ ،‬فل‬
‫يًوز تولر بريف العقد يف الصرف والسلم‪ ،‬فهذا القيد األول‪.‬‬

‫‪ -‬القيد الثلاين والسلتثناء الثلاين‪ :‬ل يًلوز تلولر بلريف العقلد حيلث وجلدت التهملة كملا هلر صلور‬
‫مسألتنا اآلن‪.‬‬

‫إ ًاا عرفنا القاعد الكلية‪ ،‬ثم عرفنا مكان هذه المسألة التر أوردها المصنِّف من القاعد الكلية‪.‬‬

‫إ ًاا األص عندهم أبله يًلوز تلولر بلريف العقلد إل إاا وجلدت التهملة‪ ،‬متلى تكلون التهملة مثل هلذه‬
‫كأسلا‪،‬‬
‫الصور ‪ ،‬مث مااا هذه الصور ؟ أن الرج يكون موك ً بحراء سلعة‪ ،‬يأتيه رج ويقلول‪ :‬اشلةِ للر ً‬
‫فيقول‪ :‬بيع‪ ،‬ويكون عنده الكأس فيحةيه من بفسه‪ ،‬يقولون هذه فيها هتمة‪ ،‬ما وجه التهمة؟‬
‫ٍ‬
‫بريلال واحلد‬ ‫كأسا‬
‫كأسا‪ ،‬الكأس يف السوق بث ثة ريالت مث ً ‪ ،‬اهع إلى السوق فوجد ً‬
‫قال‪ :‬اشةِ لر ً‬
‫فاشةاه لنفسه‪ ،‬ثم باعه هو للثاين بالوكالة فرب ريالين‪ ،‬ففيها هتمة‪.‬‬

‫‪ -‬األمر الثلاين‪ :‬أبله ربملا يليلد يف السلعر إللى أقصلى سلعر المثل ملع أبله قلد وجلده يف األقل ‪ ،‬فحيلث‬
‫وجللدت التهمللة بقللول در ًء للخصللومة ورف ًعللا للمنازعللة بللين المسلللمين قب ل وقوعهللا‪ ،‬فقللد َاكللر الفقهللاء‬
‫كثيرا‪ ،‬سد الذرائع بما تفلر إليه من الخصومة هلذا‬
‫وفقهاهبا يحتابون يف سد الذرائع يف باب المعام ت ً‬
‫ركل على هذا الباب‪ ،‬وسيأتينا يف الحركات كثير تطبي هذا المبدأ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪599‬‬

‫كأسا ولو من بفسلك‪ ،‬وللو‬


‫فلذلك قالوا‪ :‬ل يحةي من بفسه إل إاا أان له الموك ‪ ،‬فقال لر‪ :‬اشةِ لر ً‬
‫كان عندك ل مابع‪ ،‬فما دام قد أان لله ْ‬
‫بلأن يحلةي لله ملن بفسله جلاز؛ ألن المنلع هنلا ألبله اريعل ٌة للتهملة‪،‬‬
‫دائما أكررها أن ما حرم للذريعة ل لذاته وإبَّما لغيلره‪ ،‬فلإاا أمنلت الذريعلة جلاز‪ ،‬فحيلث‬
‫ً‬ ‫وقلت لكم قاعد‬
‫فحينمذ يًوز التوك ‪ ،‬هذا معنى ك م المصنِّف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أمنت الذريعة أبه أان له‪،‬‬

‫يقول‪َ « :‬و َل َي ِص ُّ َب ْي ُع َوكِي ٍ لِنَ ْف ِسه»‪ ،‬ف يبيع لنفسه‪ ،‬رج أعطاك سيار قال‪ :‬بعها‪ ،‬فاشلةيتها أبلت ملا‬
‫يًوز إل إاا أان لك‪ ،‬فةجع له تقول له‪ :‬سأشلةيها يقلول للك‪ :‬خل ص‪ ،‬فتلذهع بالوكاللة إللى الًهلات‬
‫ملتهم ْ‬
‫بلأن‬ ‫ٌ‬ ‫الرسمية وتسً البيع والحراء‪ ،‬يًوز إاا أان لك‪ ،‬إاا للم يلأان للك ل تحلةي لنفسلك؛ ألبلك‬
‫تحابر بفسك‪.‬‬

‫ملتهم بالمحابلة وهلذا‬


‫ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬و َل ِش َر ُاه ُه مِن َْها ل ِ ُم َوكِّلِ ِه»‪ ،‬إاا كابت السلعة منله ل يحلةيها لموكلله؛ ألبله‬
‫حاضرا الملايد ‪ ،‬يعنلر باعهلا يف ملايلد وزايلد معهلم أو للم يلايلد‪ ،‬وسلوا ًء‬
‫ً‬ ‫الك م مطل ‪ ،‬يعنر سوا ًء كان‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز‪.‬‬ ‫كابت بسعر المث أو بغيره‪ ،‬فهو ممنوأ من الحراء لنفسه والبيع لها إل إاا أان له الموك‬

‫متهم يف المحابلة بوللده‪ ،‬وقلال‪َ « :‬و َللدُ ُه» هنلا‬ ‫ثم قال‪َ « :‬و َو َلدُ ُه َو َوالِدُ ُه َو ُم َكاتِ ُب ُه َكنَ ْف ِس ِه»‪ ،‬الولد الحخ‬
‫‪ ،‬وغيلر اللوارث َملن أدللى بإبلاث كلابن‬ ‫ٍ‬
‫بلذكور خلل‬ ‫يحم الوارث وغيره‪ ،‬وبعنر بالوارث هو َمن أدللى‬
‫ٍ‬
‫بوارث‪ ،‬ومع الك ل يًوز الحراء له أو الوكالة أو البيع له‪.‬‬ ‫البنت فإبه ليس‬

‫‪ ،‬أو الًلد اللذي‬ ‫ٍ‬


‫بإباث خلل‬ ‫ومثله الوالد والوالد ‪ ،‬سوا ًء كان وار ًثا أو غير وارث كالًد التر تدلر‬
‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بلذكور خلل‬ ‫بذكور خل ٍ أو ٍ‬
‫إباث خل ‪ ،‬والًد الذي يلدلر‬ ‫ٍ‬ ‫بذكور خل ‪ ،‬كالًد التر تدلر‬ ‫ٍ‬ ‫يدلر‬
‫فهذا وارث وغيرهم ل يكون وار ًثا‪.‬‬

‫ون َث َم ِن ِم ْث ٍٍ َأ ْو اِ َْت ََرى بِ َأ ْك َث َر ِمنْ ُ َص َّح َو َض ِم َن ِز َيا َدة َأ ْو َن ْهصا»‪.‬‬


‫اع بِدُ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َب َ‬
‫أن يبيع بسعر المثل ‪ْ ،‬‬
‫فلإن قلال لله‪ :‬بلع‬ ‫يقول لو أن رج ً َو َك آخر بالبيع وسكت‪ ،‬فيًع على الوكي ْ‬
‫بأي سعر فهنا يبيع بأي ٍ‬
‫سعر حلر يف السوق‪ْ ،‬‬
‫فإن قال له‪ :‬بع بسعر كذا وهلو السلعر المقلدر‪ ،‬فيًلع عليله‬
‫ْ‬
‫أن يبيع بالسعر المقدر‪.‬‬

‫إ ًاا الحالت عندبا ث ث‪:‬‬

‫سعرا‪.‬‬ ‫‪ْ -‬‬


‫أن يحدد له ً‬
‫‪600‬‬

‫‪ْ -‬‬
‫أن يسكت‪.‬‬

‫أن يبي له البيع أو ْ‬


‫أن يطل له البيع بأي سعر‪.‬‬ ‫‪ْ -‬‬

‫إ ًاا ث ث حالت‪.‬‬

‫أورد المصنِّف هنا حال ًة واحد وفهمنا الحالتين األخريين‪َ ،‬اكَر المصنِّف هنا إاا سكت‪ ،‬فيًع عللى‬
‫سعرا فيًع عليه ْ‬
‫أن يبيلع بالسلعر اللذي‬ ‫عنه‪ْ ،‬‬
‫وإن قدَّ ر له ً‬ ‫الوكي ْ‬
‫أن يبيع بسعر المث يف السوق ول ينق‬
‫وإن أبل قال‪ :‬بع بما شمت فإبه يًوز له ْ‬
‫أن يبيع بالقلي والكثير دون سلعر المثل أو‬ ‫عنه‪ْ ،‬‬ ‫قدر ول ينق‬
‫أكثر‪.‬‬

‫ون َث َم ِن مِ ْث ٍ »‪ ،‬حيث سكت أو بدون السعر المقلدر حيلث قلدره‪ ،‬أو اشلةى‬
‫ولذلك يقول «وإِ ْن باأ بِدُ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫إاا كان قد وكله بالحراء بأكثر من سعر المث أو مما قدره له ص البيع والحراء؛ ألن الوكالة متًهل ٌة للبيلع‬
‫وهر صحيحة‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َض ِم َن ِز َيا َد ً »‪ ،‬ما الدلي على الصحة؟ ثبت يف صحي البخاري أن النبلر ‪َ ‬وكَل‬
‫عرو بن الًعد ْ‬
‫بأن يحةي بدينار شا ً‪ ،‬فاشةى ا شاتين‪.‬‬

‫إ ًاا فاشللةى بغيللر السللعر الللذي ُقل ِلدر للله‪ ،‬فصللح النبللر ‪ ‬بيعلله‪ ،‬إ ًاا حينمل ٍلذ يصل البيللع يف‬
‫‪.‬‬ ‫الًملة‪ ،‬فحيث ص وقد زاد فيص وقد بق‬

‫بقصا‪ ،‬ضمن اللياد إاا كان السلعر اللذي بلاأ بله أقل‬ ‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬ص َّ َو َضم َن» أي‪ :‬ضمن الوكي زياد ً أو ً‬
‫يعنر يدفعها من جيبه‪.‬‬ ‫فيلمن اللياد ‪ ،‬وإاا كان السعر الذي اشةى به أكثر فيلمن النق‬

‫ان َالـ َّث َم َن َو َوكِ ُ‬


‫يـٍ‬ ‫ليـر ِ‬ ‫يٍ َمبِي ٍع ُي ْس ِل ُم ُ َو ََّل َي ْهبِ ُ َث َمنَ ُ إِ ََّّل بِ َهرِين ٍَة‪َ ،‬و ُي َسـ ِل ُم َوكِ ُ‬
‫يـٍ َا ِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َوكِ ُ‬
‫اص ُم»‪.‬‬ ‫ُهصام ٍة ََّل ي ْهبِ ُ ‪ ،‬و َقب ٍ يخَ ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫هذه مسألة سهلة جدًّ ا يقول المصنِّف‪ :‬ما هر المأاون للوكيل بله؟ األصل أن الوكيل ل يلؤان لله إل‬
‫بما تلفظ له به‪ ،‬لكن يف بعه األشياء تكلون أتلت تب ًعلا‪ ،‬يقلول الحليخ يقلول‪َ « :‬و َوكِ ُ‬
‫يـٍ َمبِيـ ٍع»‪ ،‬يعنلر للو أن‬
‫شخصا َوك آخر بالبيع قال‪ :‬وكلتك بالبيع وسكت‪ ،‬فإن لفلظ البيلع يقتللر تسلليم العلين المباعلة‪ ،‬وهلذا‬ ‫ً‬
‫معنى قال‪َ « :‬و َوكِي ُ َمبِي ٍع ُي ْسلِ ُم ُه» أي‪ :‬يسلم العين المباعة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪601‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل َي ْقبِ ُه َث َمنَ ُه» أي‪ :‬قال‪ :‬وكلتك بالبيع ل يللم منه التوكي بالقبه‪ ،‬وينبنر عللى اللك إاا للم‬
‫عرف بخ ف الك‪ ،‬وينبنر على الك لو أن رج ً قال‪ :‬وكلتلك‬
‫ٌ‬ ‫عرف بخ ف الك بقول‪ :‬ما لم ِ‬
‫يًر‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫يًر‬
‫ببيع كذا فباعها‪ ،‬ثم لما جاء الثمن قبه الثمن‪ ،‬فتلف يف يده من غير تفلريط يللمن‪ ،‬هلذا هلو األثلر فقلط‪،‬‬
‫وإل لو قبه الثمن ورده لصاحبه الحمد هلل ليس عليه شرء‪.‬‬

‫علرف‬
‫ٌ‬ ‫فالفرق بينها إاا تلف يف يده بعد القبه ه يللمنه أو ل وكلان ملن غيلر تفلريط‪ ،‬أملا للو جلرى‬
‫بخ ف كذا‪.‬‬

‫لح َلر ِاء َالل َّث َم َن»‪ ،‬أن َملن‬


‫قال‪َ « :‬و ُي َس ِّل ُم»‪ ،‬بب ًعا «إِ َّل بِ َق ِرين ٍَة» كقرينة العرف وغيرها‪ ،‬قال‪َ « :‬و ُي َسل ِّل ُم َوكِيل ُ َا ِّ‬
‫وك غيره بالحلراء فإبله ملن لوازمله تسلليم اللثمن‪ ،‬فهلو توكيل ٌ بتسلليم اللثمن‪ ،‬قلال‪َ « :‬و َوكِيل ُ ُخ ُصلو َم ٍة َل‬
‫ٍ‬
‫قلبه‬ ‫َي ْقبِ ُه»‪ ،‬لو أن رج ً وك غيلره بالخصلومة أملام القاضلر وهلو المحلامر‪ ،‬فإبله ل يقلبه‪ ،‬ووكيل‬
‫الوكي بالقبه يخاصم له ح المخاصمة‪ ،‬هذه مقتليات وهر مسألة سهلة‪.‬‬

‫يٍ َأ ِمين ََّل ُي ْض َم ُن إِ ََّّل بِ َت َعدٍّ َأ ْو َت ْقرِيط»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َاكِ ُ‬
‫ٍ‬
‫أمابلة الوكيل ‪ ،‬فالوكيل أملي ٌن فإبله ل‬ ‫دائما بكررها أن َمن كابت يده يد أمابة‪ ،‬وممن يده يد‬
‫هذه مسألة ً‬
‫بقلا أو كابت عينًا أخرى إل بالتعدي والتفريط هكذا األمين‪ ،‬األملين‬
‫يلمن العين التر بيده‪ ،‬سوا ًء كابت ً‬
‫ل يلمن إل بالتعدي والتفريط بخ ف َمن كابت يده يدً ا عادية‪ ،‬فإن اليلد العاديلة تللمن مطل ًقلا بالتعلدي‬
‫وبالتفريط وبغيره‪ ،‬و ُتسمى يد اللمان‪ ،‬يسمو ا يد اللمان و ُتسمى اليد العادية و ُتسمى يد الغصلع كلهلا‬
‫معنى واحد‪ ،‬سموها يلد الللمان لكلر يلدخلوا فيهلا العلواري؛ ألن العاريلة ليسلت تعلدي وإبَّملا جعلوهلا‬
‫أشم ‪.‬‬

‫يه َما َو َه َال ٍك بِ َي ِمينِـ ِ ‪ ،‬كَـدَ ْع َاى ُم َت َب ِـر ٍع َر َّد َا ْل َعـ ْي ِن َأ ْو َث َمن ِ َهـا لِ ُم َاك ٍ‬
‫ِـٍ ََّل‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْه َب ٍُ َق ْا ُل ُ ِ َن ْق ِ‬

‫لِ َا َر َثتِ ِ إِ ََّّل بِ َب ِين ٍَة»‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لما كان هذا الوكي أمينًلا فإبله يقبل قولله؛ ألبله مصلدق فقلد اهتملن عللى الملال فيصلدق فيملا‬
‫يحدث له‪ ،‬قال‪« :‬ف ُي ْق َب ُ َق ْو ُل ُه فِر َب ْف ِ‬
‫يه َما» أي‪ :‬بفر التعدي والتفريط‪ ،‬الفرق بلين التعلدي أي بفعلله الهل ك‬
‫والتفريط بامتناعه عن الدفاأ عنه وعن حفظه‪ ،‬قال‪ :‬أبا لم أتعدَ ولم أفرط ول توجد بينة فالقول قوله‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ بقلول‪:‬‬ ‫قال‪َ « :‬و َه َ ٍك»‪ ،‬كذلك لو أبه قال‪ :‬هلكت السيار أو تلفت التفاال الذي أمرتنر ببيعله؛‬
‫‪602‬‬

‫يقب قوله ألبه أمين‪ ،‬وقد أمنته يف البتداء فيلؤمن عنلد البتهلاء‪ ،‬قلال‪« :‬بِ َي ِمين ِ ِله»؛ ألن القاعلد كل َملن قيل‬
‫القول قوله فإبه يؤخذ قوله بيمينه‪.‬‬

‫ثم قال « َكدَ ْع َوى ُم َت َب ِّر ٍأ َر َّد َا ْل َع ْي ِن َأ ْو َث َمن ِ َها ل ِ ُم َو ِّك ٍ »‪ ،‬الوكالة بوعان‪:‬‬

‫الناع اْلول‪ :‬وكال ٌة ب ثمن‪.‬‬

‫الناع الثاين‪ :‬ووكال ٌة بثمن‪.‬‬

‫فالوكالة التر ب ثمن عقدٌ جائل‪ ،‬فيًوز فسخه من كليهما‪ ،‬والوكالة التلر تكلون بلثمن بلع للر كلذا يف‬
‫ٍ‬
‫جعالة أو إجار ‪.‬‬ ‫مقاب كذا‪ ،‬فتار ً يكون الثمن أجر ً وتار ً يكون جع ً ‪ ،‬فتصب العقد عقد‬

‫إ ًاا عرفنا الفرق بين الوكالتين بثمن وبدون ثمن‪.‬‬

‫إاا كابت بدون ثمن فهذا التر قال عنها المصنِّف‪َ « :‬كدَ ْع َوى ُم َت َب ِّر ٍأ َر َّد َا ْل َعل ْي ِن» أي‪ :‬للو أن وكيل متلاأ‬
‫ب أجر ادعى أبه قد رد العين لمن وكله‪ ،‬كان قد أعطاه الكتاب قلال‪ :‬بلع للر الكتلاب‪ ،‬ثلم بعلد شلهر رفلع‬
‫صاحع الكتاب دعوى على المحكمة‪ ،‬وقال‪ :‬إن زيدً ا قلت له‪ :‬بع الكتاب ولم يبعه‪ ،‬فلملا أحللر الوكيل‬
‫قال‪ :‬أبا أرجعت له الكتاب‪ ،‬ه معك بيِنة؟ ل‪ ،‬ليس معر بينة على إثبات ا رجاأ‪.‬‬

‫بقول‪ :‬القول قولك؛ ألبك متاأ والمتاأ أمين فيؤخذ قوله‪ ،‬وهذا معنلى قوللك‪َ « :‬كلدَ ْع َوى ُم َت َب ِّلر ٍأ َر َّد‬
‫فحينمذ يقبل ملا دام متا ًعلا‪ ،‬أملا إاا كلان‬ ‫ٍ‬ ‫َا ْل َع ْي ِن»‪َ « ،‬أ ْو َث َمن ِ َها ل ِ ُم َو ِّك ٍ »‪ ،‬فيقول‪ :‬بعت الكتاب وأعطيته الثمن‪،‬‬
‫الوكي ليس بمتاأ ب بأجر ‪ ،‬إما بأجر أو جعالة والفرق بينهما أن الًعاللة عللى النتيًلة وإتملام العمل‬
‫واألجر على اللمن أو مطل الفع ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ل يقبل قولله‬ ‫أجيرا فيكون كًالع المنفعة لنفسله‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫فإبه حينمذ بقول‪ :‬ل يقب قوله؛ ألبه يكون ً‬
‫ب القول قول األصي صاحع العين؛ ألن األص أبه بقلها له ف ُبدَّ ْ‬
‫أن ترجع له بإثبات‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ل ل ِ َو َر َثتِ ِه إِ َّل بِ َب ِّين ٍَة» يعنر‪ :‬أن َمن ادعى رد المال للورثة أو رد العين للورثة ف يقب قوله مطل ًقلا‪،‬‬
‫سوا ًء كان وكي ً متا ًعا أو كان وكي ً بأجر ‪ ،‬وهذا معنى قلال‪َ « :‬ل ل ِ َو َر َثتِ ِله» أي‪ :‬ل يقبل قولله مطل ًقلا مهملا‬
‫كان حاله متا ًعا أو غير متا ٍأ إاا ادعى رده للورثة بعد وفا العاقد‪« ،‬إِ َّل بِ َب ِّين ٍَة»‪ ،‬ف ُبدَّ ْ‬
‫أن يلأا بالبينلة وهلر‬
‫الحهود الثنان أو شاهد مع اليمين أو شاهد وامرأتان؛ أل ا من الحقوق المالية‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪603‬‬

‫اليرِ َك ُة َه ْم َس ُة َأ ْض ُر ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬و َّ‬

‫تقسيما بفهم به الحركات؛ ألن الحركات ‪-‬كملا َاكلر‬


‫ً‬ ‫بدأ يتكلم المصنِّف عن باب الحركات‪ ،‬وسأاكر‬
‫الحيخ الع مة شمس الدين اللركحر‪ -‬غير محصور العدد‪ ،‬ولكنها ترجع لنلو ٍأ ملن الحلركات‪ ،‬اعللم أن‬
‫الذي يًوز الحركة فيه ث ثة أشياء‪:‬‬

‫‪ -‬إما أعيان‪.‬‬

‫‪ -‬وإما أعمال و ُتسمى تصرفات‪.‬‬

‫‪ -‬وإما امم‪.‬‬

‫أموال أعيان سلمها ملا شلمت‪ ،‬إملا أملو ٌال وهلر‬


‫ٌ‬ ‫ل شركة يف غير هذه األمور الث ثة‪ ،‬إما أموال وأم ك‪،‬‬
‫لرفات و ُتسللمى أعمل ً‬
‫لال‪ ،‬وإمللا ام ل ًة الذمللة‪ ،‬ببللدأ اآلن لنفللرض أن الحللركاء اثنللان إاا كللان‬ ‫األعيللان وإمللا تصل ٌ‬
‫حينملذ بسلمر الحلركة شلركة‬ ‫ٍ‬ ‫الحركاء ك هما منه الملال فقلط ملن غيلر عمل ٍ ملن أحلدهما ول املة‪ ،‬فإبنلا‬
‫األم ل ك‪ ،‬هللذه التللر ُتسللمى شللركة األم ل ك‪ ،‬وشللركة األم ل ك ل ُيللتكلم عنهللا يف بللاب الحللركات أبللدً ا ل‬
‫يتكلمون عنها هنا؛ أل ا داخل ٌة يف مطل الحركات‪.‬‬

‫‪ -‬أبا وأبت اشةينا سيار ً فقط‪ ،‬اشةينا بيتًا بصفه لر وبصفه لك‪ ،‬بصفه ملك لر وبصفه ملك لك‪ ،‬للم‬
‫بحةك يف عملنا ول يف اممنا‪ ،‬هذا النوأ األول من الحركات‪.‬‬

‫‪ -‬النوأ الثاين من الحركات‪ْ :‬‬


‫أن يحلةك الحلركان أحلدهما بالملال والعمل ‪ ،‬والثلاين بالملال والعمل ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ بسلمر هلذه‬ ‫يعنر بقول‪ :‬من أحلدهما المللك والتصلرف والثلاين المللك والتصلرف بفلس المعنلى‪،‬‬
‫الحركة شركة العنان‪.‬‬

‫إ ًاا إاا اشةكا وكان من جميعهما ٌ‬


‫مال وعم بسميها شركة العنان‪.‬‬

‫ملال وملن اآلخلر عمل ٌ ‪ ،‬فإ لا شلركة المللاربة أو القلرض‪،‬‬


‫‪ -‬إاا اشةك الحركان فكان من أحلدهما ٌ‬
‫ُتسمى الملاربة و ُتسمى ً‬
‫قرضا هذه الحركة الثالثة‪.‬‬

‫ملال‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد منهما عم ٌ فقط‪ ،‬يعم ن فقط ولم يبذل أحدٌ منهملا ً‬ ‫‪ -‬الحركة الرابعة‪ :‬إاا اشةكا من ك‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُتسمى الحركة شركة األبدان‪.‬‬
‫‪604‬‬

‫‪ -‬الحركة التر بعدها‪ :‬إاا كلان ملن أحلدهما عمل ٌ واملة وملن اآلخلر عمل ٌ واملة‪ ،‬فهلذه التلر ُتسلمى‬
‫بحركة الوجوه‪ ،‬فيما يلتلمان يف اممهما فيكون منهما عم ‪ ،‬وقد تكون وجوه وعنان م ًعا‪.‬‬

‫ولذلك قد يكون من أحدهما عنان ومن اآلخلر مللاربة‪ ،‬صلورهتا كيلف عنلان ومللاربة؟ يكلون ملن‬
‫أحدهما عم ٌ ومال ومن اآلخر عم فقط‪ ،‬فنقول‪ :‬هذه شركة ٌ‬
‫عنان وملاربة‪ ،‬وهذا معنى ك م اللركحلر‬
‫أبه يتولد عدد كبير جدًّ ا من الحركات وهكذا‪.‬‬

‫الح ِركَات َخ ْم َس ُة َأ ْض ُر ٍ‬
‫ب»‪ ،‬هذه الحركات هر التر ُتسمى بالحركات الحخصية‪ ،‬يعنلر باعتبلار‬ ‫يقول « َّ‬
‫ٍ‬
‫شلركات أخلرى غيلر‬ ‫امة الحخ ؛ وسميناها شخصية ‪-‬هذا مصطل حديث‪ -‬ألن المعاصرين أوجلدوا‬
‫الحخصية وهلر التلر تكلون شخصليتها وامتهلا منفصلل ًة علن املة المسلاهمين‪ ،‬و ُتسلمى بالحلركات اات‬
‫المسؤولية المحدود ‪ ،‬هذه لم يتكلم عنها الفقهاء المتقدمون وإبَّما تكللم عنهلا الفقهلاء المتلأخرون‪ ،‬وللن‬
‫أتكلم عليها أل ا ليست يف الكتاب‪.‬‬

‫ٍ‬
‫أضرب‪ ،‬هر خمسة أضرب‬ ‫فنمحر أن المراد ذه الحركات هنا الحركات الحخصية قال‪ :‬إ ا خمسة‬
‫يف الًملة ويمكن ْ‬
‫أن تولد عنها غيرها كما اكرت لكم عن اللركحر‪.‬‬

‫ف ِم ْن َمالِ ِ َن ْهدا َم ْع ُلاما‪ ،‬لِ َي ْع َم َـٍ‬


‫َان و ِه َأ ْن يح ِضر ك ٌٍُّ ِمن عدَ ٍد جائِ ِز َالتَّصر ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََ « :‬رِ َك ُة عن ٍ َ َ ُ ْ َ‬
‫ِي ِ ك ٌٍُّ َع َلى َأ َّن َل ُ ِم ْن َا ِلر ْبحِ ُجزْنا ُم َياعا َم ْع ُلاما»‪.‬‬

‫ملال وعمل ‪ ،‬يبلذلن‬ ‫ٍ‬


‫واحلد منهملا ٌ‬ ‫شركة العنان ‪-‬باختصار شديد جلدًّ ا‪ْ -‬‬
‫أن يلأا اثنلان فلأكثر ملن كل‬
‫المللال ويبللذلن العمل هللذا هللو فكرهتللا علللى سللبي الختصللار‪ ،‬علللى سللبي التفصللي بأخللذها مللن كل م‬
‫المصنِّف على سبي التفصي ‪:‬‬

‫أول‪ :‬قال‪َ « :‬و ِهر َأ ْن ُي ْح ِل َر»‪ ،‬قال‪َ « :‬أ ْن ُي ْح ِل َر»‪ ،‬يدلنا عللى أبله يًلع ْ‬
‫أن يكلون ملال شلركة العنلان‬ ‫‪ً -‬‬
‫َ‬
‫دائملا ملا يصل‬ ‫حاضرا يف مًلس التعاقد‪ ،‬وبنا ًء عليه ف يص ْ‬
‫أن يكون رأس مال شلركة العنلان يف الذملة ً‬ ‫ً‬
‫وإن قيل بًلواز إل ْ‬
‫أن قلول الفقهلاء هنلا أدرأ للخصلومة حقيقلةً‪،‬‬ ‫حاضلرا‪ْ ،‬‬
‫ً‬ ‫عند الفقهاء‪ ،‬ب ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون‬
‫كثيلرا ملن المحلاك يف الحلركات الحخصلية سلببه علدم‬
‫و َمن بظر يف القلايا المعروضلة للقللاء يًلد أن ً‬
‫حلور رأس المال ولن يكون بينًا يف الذمة‪ ،‬فقد ل يسلم الدين‪ ،‬وقد يأا ببدله‪ ،‬وقلد يكلون هنلاك خل ف‬
‫كثير جدًّ ا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪605‬‬

‫حاضرا‪ ،‬مفهوم هذه الًملة إاا كلان الملال يف الذملة فل تصل الحلركة ملا‬
‫ً‬ ‫ولذا أللم الفقهاء ْ‬
‫أن يكون‬
‫تنعقد‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْن ُي ْح ِل َر ُك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد»‪ ،‬قال‪ُ « :‬ك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد» بستفيد منها فائدتان‪:‬‬

‫القائدة اْلولى‪ :‬أبه يًع ْ‬


‫أن يكون المال من الًميلع لكلر تكلون عنابًلا‪ ،‬فللو كلان الملال ملن بعللهم‬
‫ومن بعلهم العم فتكون إما ملارب ًة أو ملارب ًة وعنان‪ ،‬كما اكرت لكم قبل قليل ‪ ،‬يعنلر شلرك ًة مركبل ًة‬
‫من الملاربة والعنان‪.‬‬

‫قال‪ُ « :‬ك ٌّ مِ ْن عَدَ ٍد»‪ ،‬يلدل عللى أن الحلركة قلد تكلون ملن اثنلين وث ثلة وأربعلة وعحلر ومائلة وأللف‬
‫وأكثر‪.‬‬
‫قال‪« :‬جائِ ِل َالتَّصر ِ‬
‫ف» أي‪ :‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون ممن يص تصلرفه بنفسله علن بفسله‪ ،‬أو تصلرفه علن غيلره‪،‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬
‫كثيرا معنى جائل التصرف‪.‬‬
‫وتقدم الحديث عنها ً‬
‫قال‪« :‬مِ ْن َمال ِ ِه َب ْقدً ا»‪ ،‬قول المصنِّف‪« :‬مِل ْن َمال ِ ِله»‪ ،‬يلدلنا عللى أن ملا ل يًلوز بسلبته لله ملن الملال فل‬
‫أن يكون رأس ما ٍل يف الحركة‪ ،‬قالوا‪ :‬مث المال المستح ‪ ،‬المال المستح بقلاهه يف يلدك ملن بلاب‬ ‫يص ْ‬
‫مال أو سرقه ل يًوز له ْ‬
‫أن يًعل‬ ‫فمن غصع ً‬
‫البقاء المؤقت إما على شك وديعة أو على شك ضمان‪َ ،‬‬
‫رأس المال المحرم رأس مال يف الحركة‪ ،‬ومثله إاا كان عنده وديع ًة لغيره ف يًوز له التصرف فيها‪.‬‬

‫عروضلا‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫قال‪َ « :‬ب ْقدً ا»‪ ،‬هذا من مفردات المذهع أبه ل يًلوز يف الحلركات ْ‬
‫أن يكلون رأس الملال‬
‫يًع ْ‬
‫أن يكون بقد والحقيقة أقولها من بظري يف بعه القلايا كلما كان رأس مال الحركة بقد كلملا كلان‬
‫أدرأ للخصومة بكثير‪ ،‬ل تتصلور بعله النَّلاس يقلول‪ :‬أبلا منلر السليار وأبلت منلك الملال‪ ،‬ثلم بعلد اللك‬
‫يختصمان يقولون‪ :‬السيار ابخفه سعرها أو المال تغير‪ ،‬يبدأن يف الخصومة ويقلول‪ :‬أبلا أريلد أكثلر مملا‬
‫بذلت‪ ،‬ثم يكثر الك م‪ ،‬أو يقول‪ :‬أبا منر السيار وأبت منك مث ً السيار الثابية‪ ،‬فإحدى السليارتين يكلون‬
‫عليها العم والثابية ل يكون عليها العم ‪ ،‬فيقول‪ :‬أبا منر العم األكثر‪.‬‬

‫ولذا الفقهاء قالوا‪ :‬يكون بقدً ا لكر بدرأ هذه األبواب الحلر والخصلومات بلين المسللمين‪ ،‬فل ُبلدَّ ْ‬
‫أن‬
‫عروضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يكون بقدً ا ف يص‬

‫أن يعرف قدر وهذا واض ليعم فيه ك ٌ فيكلون العمل ملن الًميلع عللى‬
‫قال‪َ « :‬م ْع ُلو ًما» أي‪ :‬يًع ْ‬
‫‪606‬‬

‫ٍ‬
‫واحلد ملن المتعاقلدين يكلون لله جلل ٌء‬ ‫أن له من الرب ‪ ،‬فيحةبان من الرب جل ًءا محلا ًعا معلو ًملا‪ ،‬أي كل‬
‫محاأ من الرب النصف الربع الثلث‪.‬‬

‫هلذه ُتسلمى شللركة العنلان‪ ،‬شللركة العنلان ل يصل إاا كلان اللرب معلو ًمللا‪ ،‬واحلد يعطللر اآلخلر مبلللغ‬
‫ويعم معه‪ ،‬ويقول‪ :‬لر كذا شهر ًيا هذا ل يًوز؛ ألبه حرام سوا ًء كان باسم األجر أو باسلم اللرب ‪ ،‬كلهلا‬
‫ل يًوز عندهم‪ ،‬باسم األجر هذا يف خ ف ه يًلوز الًملع بلين اللرب واألجلر ؟ وأملا باعتبلاره ربل‬
‫فبإجماأ أه العلم‪.‬‬

‫ب ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون الرب محا ًعا‪ ،‬يعنر بسبة خمسة بالمائة ستة بالمائة‪ ،‬ويكلون سلتة بالمائلة ملن اللرب‬
‫أو خمسين بالمائة من الرب ‪ ،‬ول يكون جل ًءا من رأس المال‪ْ ،‬‬
‫فإن كان الرب جل ًءا من رأس المال أصلب‬
‫معلو ًما لم يصب محا ًعا‪ ،‬كيف جلء من رأس المال؟ بعه النَّاس ل يعرف‪ ،‬فيقول‪ :‬أبا أأخلذ منلك الملال‬
‫الف ين وربحك خمسين بالمائة مما بذلت‪ ،‬ل‪ ،‬هذا أصب معلو ًما وليس محا ًعا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ال معي ٍن مع ُلا ٍم لِمن يت ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُّ ُر ي بِ ُُزْن َم ْع ُلـا ٍم ُم َيـا ٍع م ْ‬
‫ـن‬ ‫َ ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثان ‪َ :‬ا ْل ُم َض َار َبة‪َ ،‬وه َ َد ْ ُع َم ٍ ُ َ َّ َ ْ‬
‫ح ِ »‪.‬‬
‫ِرب ِ‬
‫ْ‬
‫لع م ٍ‬
‫لال»‪ ،‬ل ُبلدَّ‬ ‫أن يكون من أحدهما المال ومن الثاين العم ‪ ،‬ولذلك قلال «و َد ْف ُ َ‬
‫يقول الملاربة وهر ْ‬
‫أن يعلرف‬ ‫وأن يكون بقدً ا كذلك‪ُ « ،‬م َع َّي ٍن»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكلون معينًلا‪َ « ،‬م ْع ُللو ٍم»‪ ،‬ل ُبلدَّ ْ‬ ‫أن يكون المال معلو ًما‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بًلء محاأ‪.‬‬ ‫أن يكون يتًر‬ ‫ح ِه»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬ ‫يه بًِ ْل ٍء ٍم َحا ٍأ مِن ِرب ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫قدره‪« ،‬ل َم ْن َيتًَّ ُر ف ُ ُ‬
‫بب ًعا الفقهاء لما اكروا أبه ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون بقدً ا‪ ،‬أوردوا يف آخلر كتلاب المسلاقا فليمن دفلع لغيلره دابل ًة‬
‫ليعم عليها وله أجرهتا‪ ،‬فبعه فقهائنا ألحقه بالملاربة‪ ،‬وهذه بريقة الحيخ تقر اللدين‪ ،‬وللذلك قلالوا‪:‬‬
‫عروضا ليعم به‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن يكون رأس المال بقدً ا‪ ،‬ب يًوز ْ‬
‫أن يكون‬ ‫إبه ل يللم يف الملاربة ْ‬

‫وملنهم َملن ألحقله بصللور الملارعلة وألحقهلا للا‪ ،‬وقلال‪ :‬إ لا مقيسل ٌة عليهللا وهلذه بريقلة المتللأخرين‬
‫فيوردون هذه المسألة هناك يف الملارعة‪ ،‬هذا فقط من باب الفائد ‪.‬‬

‫اليرِك َِة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َض َار َب ِْل َه َر َ َأ َض ّر ْاْلَ َّو َل َح ُر َم‪َ ،‬و َر َّد ِح َّص َت ُ ِ َّ‬

‫ما صور هذه المسألة؟ رج ٌ أعطى آخر مل ًال قلال‪ :‬خلذ هلذا الملال‪ ،‬وتلاجر للر فيله واللرب بيننلا للر‬
‫الثلثان ولك الثلث‪ ،‬قال‪ :‬بيع‪ ،‬هذا ُيسمى عقلد مللاربة‪ ،‬وهلذا العقلد ملن العقلود لطيبلة المباركلة‪ ،‬وقلد‬
‫‪٦‬‬
‫‪607‬‬

‫فعلها النبر ‪ ‬قب ا س م‪ ،‬فقد كان يعم ملارب ًة للوجه خديًة ‪.‬‬

‫فالمقصود من هذا أن هذا العقد من العقود الطيبة وفعلها الصحابة ‪-‬رضوان اهلل عليهم‪ ،-‬بعه أهل‬
‫العلم وهو ابن حلم قال‪« :‬ل أعلم عليها دلي ‪ ،‬لكنها ابعقد ا جماأ على جوازها»‪ ،‬الدلي ‪ :‬هو أن النَّلاس‬
‫‪ ،‬لكلن يوجلد العمل ‪ ،‬وهلذا يلدلنا عللى‬ ‫كابوا يعملو ا قب ا س م وفعلوها بعد ا س م ول يوجلد بل‬
‫مسألة وهو العم الذي لم ينكر األص يف العقود ا باحة‪.‬‬

‫برجع لمسألتنا إ ًاا هذا ملا يتعلل بالمللاربة‪ ،‬هلذه صلور المللاربة المصلنِّف هنلا َاكَلر مسلألة للو أن‬
‫العام العام هو الملارب اللذي منله العمل ‪ ،‬للو أن العامل أخلذ منلك الملال عللى أن لله الثللث وللك‬
‫لار َب ِآل َخ َلر َف َأ َضلر ْاألَ َّو َل»‪،‬‬
‫الثلثان‪ ،‬ثم قب ابتهاء مد الحركة ضلارب لرجل ٍ آخلر‪ ،‬وللذلك قلال‪َ « :‬وإِ ْن َض َ‬
‫أضره بأن زاحمه يف البلاعة أو ابحغ عن عمله‪.‬‬

‫الح ِلرك َِة» أي‪ :‬رد‬


‫أن يللارب لثنلين إاا كلان يللر األول‪َ « ،‬و َر َّد ِح َّصل َت ُه فِلر َّ‬
‫قال‪َ « :‬ح ُر َم»‪ ،‬ما يًوز لله ْ‬
‫حصته من رب الثاين‪ ،‬إاا رب من المللاربة الثابيلة يًلع ْ‬
‫أن يأخلذ كل الملال ويللعه يف ربل المللاربة‬
‫فإن كان ‪-‬سيأا بعد قلي ‪ْ -‬‬
‫فإن كابت الملاربة األولى رابحة فله ثلث الرب الثلاين‬ ‫األولى‪ ،‬ثم يقتسمابه‪ْ ،‬‬
‫ٍ‬
‫رابحة ف ُيغطى منها رأس المال‪.‬‬ ‫والثلثان لألول‪ْ ،‬‬
‫وإن كابت غير‬

‫ف َأ ْو َه ِس َر‪ُ ،‬جبِر َِم ْن ِر ْبحٍ َق ْب ٍَ ِق ْس َم ٍة»‪.‬‬


‫ال َأو بع ُض بعدَ تَصر ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ت َِل َ‬
‫ف َر ْأ ُس ا ْل َم ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُّ‬
‫يقول الحيخ ‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬إن هذا المللارب إاا ربل فلإ م يقسلمان اللرب عللى ملا اتفقلا عليله‪،‬‬
‫وهذا واض ‪ْ ،‬‬
‫فإن لم يرب ب خسر خسر يف التًار ‪ ،‬أو تلف رأس المال بأي سلبع ملن األسلباب تللف‪،‬‬
‫أو تلف بعله وقد خرج بعه الرب ‪ ،‬بقول‪ :‬هذا الرب ل يقتسم بينهما‪ ،‬وإبَّما يًلا بله رأس الملال‪ْ ،‬‬
‫فلإن‬
‫كفى وزاد شرء فيقتسم ما زاد وإل فيًا به رأس المال‪.‬‬

‫إ ًاا رأس المال ل يلمن وإبَّما يًا من الرب ْ‬


‫إن نهر‪.‬‬

‫اه ْي ِه َمـا‬ ‫ِ‬ ‫اه‪ :‬و ِه َأ ْن ي ْي َترِكَا ِ ِربحِ ما ي ْيـ َترِي ِ ِ‬


‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثالِ ُ‬
‫ان ـ ِذ َمم ِه َمـا بِ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ث‪ََ :‬رِ َك ُة ا ْل ُا ُج َ َ َ‬
‫َوك ٌٍُّ َو َك ْي ٍُ ْاْل َهرِ َوك َِقي ُل ُ بِال َّث َم ِن»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحلد منهملا عمل ٌ‬ ‫النوأ الثالث من الحركات‪ :‬شركات الوجوه‪ ،‬وشركة الوجوه هو ْ‬
‫أن يكون من ك‬
‫وامة‪ ،‬يعنر يبذل العم ويبذل الذمة‪ ،‬العم يحةيان ويبيعان‪ ،‬والذمة هو أ ما ليس معهم ملال فيحلةيان‬
‫‪608‬‬

‫يف امتهما هما م ًعا‪ ،‬لليس يف املة أحلدهما بل يف امتهملا م ًعلا‪ ،‬ويًلوز الحلركة يف الذملة ملع العمل ‪ ،‬وأملا‬
‫الشةاك يف الذمة فقط بدون عم ف يًوز‪.‬‬

‫ولللذلك حكللى ابللن فرحللون المللالكر والع مللة أبللو محمللد بللن قدامللة ا جمللاأ علللى أن الذمللة‬
‫أيلا ل يًوز الحراكة فيهلا عللى سلبي البفلراد‬
‫والختصاص ل يًوز بيعه على سبي البفراد‪ ،‬وكذلك ً‬
‫ويًوز على سبي التبع‪.‬‬

‫إ ًاا الذمة وحدها ل يًوز الشةاك فيها ول بيعها‪.‬‬

‫من صور بيع الذمة‪ :‬يأتيك واحد يقول‪ :‬خذ اسمر وتاجر به‪ ،‬ما الذي بذلته؟ لم تبذل ً‬
‫مال‪ ،‬فل يًلوز‬
‫شخصا اسمك‪ ،‬أبا ل أقول السم التًلاري اللذي عليله قيمل ٌة‬
‫ً‬ ‫لك البيع ول يًوز لك الحركة‪ ،‬إاا أعطيت‬
‫قابوبي ٌة اعتبارية؛ ألن السلم التًلاري المعاصلرون أخرجلوه حيلث أبله اعلةف لله القلابون أو النظلام علن‬
‫بري السم التًاري فًع له قيمة‪ ،‬فيقول لك‪ :‬هذا قيمته كذا وكذا مسً ‪.‬‬

‫لكن مًرد اسمك لكر تفت سً تًاري‪ ،‬فتقلول آلخلر‪ :‬اعمل بله وللر بصلف وللك بصلف‪ ،‬هلذا‬
‫أن يكون مع الذمة ٌ‬
‫ملال أو عمل‬ ‫ٌ‬
‫اشةاك منر بالذمة فقط من غير مال ف يًوز‪ ،‬حكر ا جماأ عليه ل ُبدَّ ْ‬
‫ل ُبدَّ وإل ف يًوز‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحلد منهملا وكيل ٌ‬ ‫ٍ‬
‫حينملذ يكلون كل‬ ‫برجع لمسألتنا شركة الوجوه هذه ْ‬
‫أن يعم بعملهما مع الذملة‪،‬‬
‫عن اآلخر يف التصرف وكفي ٌ عنه بما ثبت يف امته من هذا الدين‪.‬‬

‫إ ًاا حقيقة شركة الوجوه أ ا عقدٌ من الوكالة واللمان الذي هو الكفالة‪ ،‬بينما عقد الملاربة هو عقلد‬
‫وكالة بالتصرف قب نهور الرب وبعد الرب يكون شراكة عقد وكالة بالتصرف فقط‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫قال‪َ « :‬و ُك ٌّ َو َك ْي ُ ْاآل َخ ِر َوك َِفي ُل ُه»‪ ،‬أتى ا المصنِّف‪.‬‬


‫َـان بِ َأبـدَ انِ ِهما ِمـن مبـاحٍ كَاصـطِي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬الرابِع‪ََ :‬رِ َك ُة ْاْلَبدَ ِ ِ‬
‫اد‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫يما َيت ََم َّل ِ ْ‬
‫ان‪َ :‬وه َ َأ ْن َي ْي َترِكَا َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫َخ َيا َط ٍة»‪.‬‬
‫ونَح ِاه َأو ي َت َهب َال ِن ِ ِذم ِم ِهما ِمن عم ٍٍ ك ِ‬
‫َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫قال المصنف ‪ :‬ومن أبواأ الحركة شركة األبدان‪ ،‬وهو ْ‬
‫أن يحةكا اثنان يف العم فقط ملن غيلر‬
‫ٍ‬
‫سللع‬ ‫ٍ‬
‫مسلعود وصلاحبه اشلةكا فيملا يًلدان ملن‬ ‫ٍ‬
‫امة ول مال‪ ،‬وقلد جلاءت السلنَّة لا‪ ،‬فقلد ثبلت أن ابلن‬
‫‪٦‬‬
‫‪609‬‬

‫يقتسمابه بينهما‪ ،‬وعلى هذا جماهير أه العلم‪.‬‬

‫إ ًاا شركة األبدان جائل ووردت ا السنَّة وأقرها النبر ‪.‬‬

‫ان بِ َأ ْبدَ ابِ ِه َما مِل ْن ُم َبلاالٍ »‪ ،‬تمللك المبلاال مثل الحتطلاب مثل‬
‫ولذلب‪ :‬قال‪« :‬هو َأ ْن ي ْحت َِركَا فِيما يتَم َّل َك ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الحتحاش مث الصليد وغيلر اللك‪ ،‬فهلذه ُتسلمى تمللك المباحلات‪ ،‬صلور اللك يلذهع اثنلان إللى اللا‬
‫ً‬
‫ححيحا‪ ،‬ثلم يف ايلة يومهملا يقتسلمابه بينهملا بالسلوية‪ ،‬قلد يحلتش األول أكثلر ملن الثلاين‪ ،‬بقلول‪:‬‬ ‫ليحتحا‬
‫يًوز؛ أل ما محةكان فيه‪.‬‬

‫أيلللا يف المباحللات األخللرى كالحتطللاب والصلليد عنللدما يللذهع النَّللاس للصلليد‪ ،‬وهللذا كثيللر‬
‫ومثللله ً‬
‫بيلرا‬
‫معروف الذين يذهبون للصيد أغلبهم تكون شركتهم شركة أبدان‪ ،‬فيذهبون للصيد قد يصيد أحدهم ً‬
‫واآلخر يصيد عحر ‪ ،‬ولكنهم يقتسموبه بينهم‪ ،‬والذين يصطادون الصقور الطيور الحلر هلذه قلد ل يًلده‬
‫إل أحدهم‪ ،‬لكن إاا وجده اقتسموا ثمنه بينهم جمي ًعا‪ ،‬وهذا محهور وك النَّاس يتعاملون ذه الطريقلة يف‬
‫المباحات‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو َي َت َق َّب َ ِن فِر ِا َم ِم ِه َما مِ ْن َع َم ٍ »‪ ،‬هنلا تقلب يف الذملة وللم يحلةكا يف الذملة‪ ،‬ابظلر دقلة الفقهلاء‬
‫الشةاك يف الذمة وحدها ما يًوز؛ أل ا اختصلاص‪ ،‬التقبل يف الذملة تقبل العمل وتقبل ا جلار ‪ ،‬كأبله‬
‫يًوز أخذ األجر عليها ابتدا ًء‪ ،‬فهناك ٌ‬
‫فرق بلين الذملة والتقبل يف الذملة‪ ،‬وللذلك التقبل يف الذملة يتوسلع‬
‫سيأتينا ْ‬
‫إن شاء اهلل درس الغد يف ا جار ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شلرء معلين سليارات‪،‬‬ ‫َخ َيا َب ٍة»‪ ،‬أو اثنلان يعمل ن يف التنظيلف‬
‫قال‪َ « :‬أو ي َت َقب َ ِن فِر ِام ِم ِهما مِن َعم ٍ ك ِ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫فيقولون‪ :‬بنظف السيارات اليوم‪ ،‬ثم بقتسم األجر بيننا ك هذا جائل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ما َت َه َّب ُلـ ُ َأ َحـدُ ُه َما َل ِز َم ُه َمـا َع َم ُلـ ُ َو ُطالِ َبـا بِـ ِ ‪َ ،‬وإِ ْن ت ََـر َك َأ َحـدُ ُه َما ا ْل َع َم َـٍ لِ ُع ْـذ ٍر َأ ْو ََّل‬
‫ب ََرِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب»‪.‬‬ ‫ب َب ْين َُه َما‪َ ،‬و َي ْل َز ُم َم ْن ُعذر َأ ْو َل ْم َي ْعرِف ا ْل َع َم ٍَ َأ ْن ُيه َ‬
‫يم َم َه َام ُ بِ َط َل ِ‬ ‫َ ا ْل َْس ُ‬

‫يقول هذه ث ث جم يقول‪ :‬إاا تقب أحلدهما العمل للمهملا أي لزم الثنلين‪َ « ،‬ع َم ُلل ُه» أي‪ :‬العمل‬
‫الذي تقبله أحدهما‪َ « ،‬و ُبول ِ َبا بِ ِه»‪ :‬بولبا ذا العم فيكون يف امتهما م ًعا‪.‬‬
‫ِ‬
‫قلال‪َ « :‬وإِ ْن َتل َلر َك َأ َحللدُ ُه َما ا ْل َع َمل َ ل ُعل ْلذ ٍر» أو لغيللره عًللل هللذا العللذر أو لغيلره تللرك العمل ‪َ « ،‬فا ْل َك ْسل ُ‬
‫لع‬
‫َب ْين َُه َما» أي‪ :‬فالكسع بينهما ْ‬
‫وإن تركا العم ؛ أل م قد اشةكوا ابتدا ًء‪.‬‬
‫‪610‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ع الحريك»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يقيم مقلام َملن يقلوم‬ ‫قال‪َ « :‬و َي ْل َل ُم َم ْن ُعذر َأ ْو َل ْم َي ْع ِرف ا ْل َع َم َ َأ ْن ُيق َ‬
‫يم َم َقا َم ُه بِ َط َل ِ‬
‫وإن لم يطللع فلإن الحلريك يقلوم بالعمل‬‫ع الحريك» أي‪ :‬إاا بلع الحريك منه الك‪ْ ،‬‬ ‫ذا العم ‪« ،‬بِ َط َل ِ‬
‫وحده‪.‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫ـاحبِ ِ ك َّ‬
‫ُـٍ إِ َلـى ص ِ‬
‫‪ ‬قال املصننف‪« :‬ا ْلخَ ِام ُس‪ََ :‬ـرِ َك ُة ا ْل ُم َق َاو َض ِـة‪َ ،‬و ِهـ َ َأ ْن ُي َق ِـا َض ك ٌّ‬
‫ُـٍ ت ََص ُّـرف َمـال ّ‬ ‫َ‬
‫يهما كَسبا ن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َي ْي َترِكَا ِ ك ٍُِ َما َي ْث ُب ُ‬
‫َادرا»‪.‬‬ ‫ت َل ُه َما َو َع َل ْي ِه َما‪ َ ،‬تَص ُّح إِ ْن َل ْم ُيدْ ه َال ِ َ ْ‬
‫هذا النوأ الخامس من الحركات‪ :‬وهو شركة المفاوضة‪ ،‬العًيع أن بعه أه العللم يقلول‪ :‬شلركة‬
‫المفاوضة جلائل ‪ ،‬وبعللهم يقلول‪ :‬كا ملام الحلافعر ل أعللم شلي ًما حرا ًملا ْ‬
‫إن للم تكلن شلركة المفاوضلة‬
‫حرام‪ ،‬ما الفرق بين هذا وااك؟ الفرق بينهما الشةاك يف األلفاظ‪.‬‬

‫ولذلك يقول جمع من أه العلم كالحيخ تقر الدين وقبلله اآلملدي‪ :‬أغللع اخلت ف العقل ء بسلبع‬
‫الشةاك يف األلفاظ‪ ،‬فالمفاوضة التر يقصدها الحافعر ‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬غيلر المفاوضلة التلر يقصلدها‬
‫غيره‪.‬‬

‫ولذا فإبنا بقول‪ :‬إن شركة المفاوضة تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫الهسم اْلول‪ :‬مفاوض ٌة صحيحة‪.‬‬

‫الهسم الثاين‪ :‬ومفاوض ٌة فاسد ‪.‬‬

‫أن يحةك اثنان يف العم ويف الذملة ويف الملال‪،‬‬ ‫فنبدأ بالمفاوضة الصحيحة‪ ،‬المفاوضة الصحيحة هو ْ‬
‫ف َملالِر»‪،‬‬ ‫لاحبِ ِه كُل َّ َتصلر ٍ‬
‫َ ُّ‬
‫أن يكون معلوما وهذا معنى قول المصنِّف‪« ،‬وهو َأ ْن ي َفو َض ُك ٌّ إِ َللى ص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ً‬ ‫بحرط ْ‬
‫فيًوز له التصرف يف العين المال الذي بين أيديهم ويف الذمة‪َ « ،‬و َي ْحت َِركَا فِر ُك ِّ َما َي ْث ُب ُت َل ُه َملا َو َع َل ْي ِه َملا»‪:‬‬
‫عليهما هو الذمة ولهما من الرب ‪.‬‬

‫إ ًاا هذا مطل وهذه ُتسمى شركة المفاوضلة الصلحيحة‪ ،‬هلذه شلركة المفاوضلة الصلحيحة إاا كابلت‬
‫معلومةً‪.‬‬
‫لم ُيلدْ ِخ َ فِ ِ‬
‫يه َملا ك َْسل ًبا‬ ‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬فتَص ُّ »‪ ،‬وأما المفاوضة الفاسد فهر التر أشار لها المصنِّف قلال‪« :‬إِ ْن َل ْ‬
‫ب ِ‬
‫َاد ًرا»‪ ،‬دخول الكسع النادر يعنر يف الحرء الذي لم ِ‬
‫تًر العاد بربحه‪ ،‬مث ‪ :‬قالوا للو أن اثنلين قلال‪ :‬كل‬
‫‪٦‬‬
‫‪611‬‬

‫ٌ‬
‫شريك فيه حتى الذي تملكه من ا رث‪ ،‬حتى لو ورثلت شلي ًما أبلا أدخل معلك‪ ،‬هلذا‬ ‫شرء تملكه أبت فأبا‬
‫بادر ا رث ل يكون إل قلي ً يف العمر‪ ،‬أو شي ًما لم يعتاد عليه جلرى العلرف عليله مثل اللقطلة يقوللون للو‬
‫ملك شي ًما بلقطة أو الهبات كذلك‪.‬‬

‫ولذلب‪ :‬فإن هذه ُتسلمى الحلركة الفاسلد ‪ ،‬الحلركة الفاسلد هلر قريبل ٌة ملن النظلام الجتملاعر اللذي‬
‫يقلول النَّللاس شللركاء يف الملكيلة قريبل ٌة منلله‪ ،‬ولللذلك قلال عنهللا الحللافعر ل أعلللم شلي ًما فاسللدً ا ْ‬
‫إن لللم تكللن‬
‫المفاوضة فاسد ً‪.‬‬
‫ان ِيها إِ ََّّل بِ َتعدٍّ َأو َت ْقرِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يط»‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُك ُّل َها َجائ َزة‪َ ،‬و ََّل َض َم َ َ‬

‫قال‪ُ « :‬ك ُّل َهلا َجلائِ َل ٌ » يعنلر‪ :‬يًلوز للملرء ْ‬


‫أن يلدخ فيهلا‪ ،‬بل إن العلملاء يقوللون إن اللرب يف الحلركة‬
‫أفل من اللرب يف غيرهلا‪ ،‬اللرب يف الحلركة أعظلم‪ ،‬ودليل اللك أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬قـال اهَّلل‬
‫إن صدقا وبينا»‪« ،‬صـدقا» أي‪ :‬صلدقا أحلدهما اآلخلر فللم يغحله‪ ،‬و«بينـا» أي‪:‬‬
‫‪ :‬أنا ثالث اليري ين ْ‬
‫ب َّين العقد فالتلم الحروط الحرعية التر اكرباها يف البداية‪ ،‬بين النقد ومقداره وعلم النسلبة وكلان قلد ببل‬
‫ٍ‬
‫حينمذ تكلون الحلركة ملن‬ ‫الحروط الحرعية يف البداية‪ ،‬فلبط األحكام الحرعية‪ ،‬ثم صدقا يف تعاملهما فإبه‬
‫أعظم أسباب الرزق بركةً‪.‬‬

‫عالما األحكام الحلرعية‪ ،‬فللذلك‬


‫ولذلب‪ :‬متى يكون مباركًا؟ إاا كان مبينًا ول يكون مبينًا إل إاا كنت ً‬
‫سلبع لكسلع بركلة‬
‫ٌ‬ ‫تع ُلم األحكام الحرعية يف الحركات ويف غيرها ‪-‬كما قلت لكلم يف أول بلاب البيلوأ‪-‬‬
‫المال‪ ،‬بعه النَّاس يفقد هذه الاكة ألسباب متعدد ‪ ،‬فيًد أن المال تأتيله آفل ٌة تذهبله ملر ً واحلد السلبع‬
‫بلأ الاكة‪.‬‬

‫يًد المرء أبه يًمع المال فيمده اهلل له مدً ا أي يكثر‪ ،‬كثر المال ليسلت بركلةً‪ ،‬فلإن اهلل ‪َ ‬اكَلر أن‬
‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫مال الكفار يمد اهلل ‪ ‬لهم مدً ا أي يكثر مالهم‪ ،‬ولكنه ربما يسقم بدبه فيذهع ماله ول ينتفع به‪،‬‬
‫ليس بركة‪َ ،‬من صرف المال يف غير وجهه المباال أو غير وجهه المحروأ فليس مباركًا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متعلقة بله‪،‬‬ ‫وأمور كثير ٍ‬
‫ٍ‬ ‫إ ًاا المال المبارك يراه يف صحة بدبه‪ ،‬ويف استًابة دعائه‪ ،‬ويف بمائه وعدم تلفه‬
‫متى يكون الك؟ إاا «بينا» عرفت األحكام الحرعية‪ ،‬وصدقت يف تعاملك مع الناس‪.‬‬
‫‪612‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬وت َِص ُّح ا ْل ُم َسا َقاة ُ َع َلى ََ َُرٍ َل ُ َث َمر ُي ْؤك ٍَُ‪َ ،‬و َث َم َر ٍة َم ْا ُجا َد ٍة بِ ُُز ٍْن ِمن َْهـا‪َ ،‬و َع َلـى‬
‫لي َُرِ َأ ْو ِمن ُْه َما»‪.‬‬‫ََ َُرٍ َي ْغرِ ُس ُ َو َي ْع َم ٍُ َع َل ْي َحتَّى ُي ْث ِم َر بِ ُُز ٍْن ِم ْن ال َّث َم َر ِة َأ ْو َا َّ‬

‫بدأ يتكلم المصنِّف وبه بختم درسنا اليلوم ملا هلو يتعلل بالمسلاقا ‪ ،‬المسلاقا والملارعلة بعله أهل‬
‫العلم ‪-‬كما هر الرواية الثابية‪ -‬يرون أ ا جل ٌء من الحركات‪ ،‬وأما المحهور فيرون أ لا عقلدٌ منفصل ٌ علن‬
‫مقبوضلا ْ‬
‫وأن يكلون بقلدً ا‪ ،‬ولليس اللك هاهنلا‬ ‫ً‬ ‫الحركة‪ ،‬واللك أ لم يحلةبون يف الحلركة ْ‬
‫أن يكلون الملال‬
‫موجو ًدا إضاف ًة لبعه الفروقات األخرى المذكور ‪.‬‬

‫ولذلب‪ :‬يرون أبه عقدٌ منفص ٌ علن الحلركات‪ ،‬حتلى قلال بعللهم إبله ملن العقلود التلر عللى خل ف‬
‫القياس كما قلال بعللهم‪ ،‬والصلحي أ لا ملن عقلود الحلركات وأ لا جاريل ٌة عللى القيلاس والسلنن‪ ،‬فلإن‬
‫قياسا‪ ،‬وبعنلر بالقيلاس القاعلد الكليلة ول بقصلد بالقيلاس‬ ‫ٌ‬
‫منلبط قياسها ل يحد شر ٌء عن ً‬ ‫الحريعة كلها‬
‫العلة‪ ،‬ابتبه‪ :‬الفقهاء إاا أبلقوا القياس يقصدون به القاعد الكلية أو المناط‪.‬‬

‫يقول‪َ « :‬ت ِص ُّ ا ْل ُم َسا َقا »‪ ،‬المراد بالمساقا ‪ :‬هو ْ‬


‫أن يكون للرج شًر فيدفعه آلخلر ليقلوم بسلقيه وملا‬
‫ٍ‬
‫واحد له جل ٌء من هذه الحلًر جلل ٌء ملن‬ ‫يصل شأبه‪ ،‬ثم يكون بعد الك الثمر بينهما جلءان محاعان ك‬
‫ثمر هذه الحًر ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحًر ل ُيسلمى مسلاقا ‪ ،‬وإبَّملا‬ ‫يقول‪َ « :‬و َت ِص ُّ ا ْل ُم َسا َقا ُ َع َلى َش ًَ ٍر»‪َ « ،‬ش ًَ ٍر» يدلنا الك على ما ليس‬
‫قد يكون ملارع ًة وقد ل يكلون كلذلك‪ ،‬مثل الورقيلات‪ ،‬قلال‪َ « :‬لل ُه َث َم ٌلر ُي ْؤكَل ُ »‪ ،‬قلول المصلنِّف‪َ « :‬لل ُه َث َم ٌلر‬
‫ثملر لكلن ل‬ ‫ُي ْؤ َك ُ » أي‪ :‬أبه ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون له ثمر‪ ،‬فما ليس له ثمر فإبه ل تص المساقا عليه‪ ،‬وما كان لله ٌ‬
‫يؤك فالمحهور أبه ل تص المساقا عليله‪ ،‬فلإن بعله الحلًر يكلون الغلرض منله إبَّملا هلو خحلبه ملث ً ‪،‬‬
‫فإ م يرون أبه ل تص المساقا عليه‪ ،‬وكذلك ما قصد ورقه على المحهور ل يص ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بًلء منها‪ ،‬المسلاقا أحيابًلا تكلون قبل نهلور‬ ‫قال‪« :‬و َثمر ٍ» أي‪ :‬وتص المساقا على ثمر ٍ موجود ٍ‬
‫َ ََ‬
‫الثمر وأحيابًا تكون بعد نهور الثمر ‪ ،‬المساقا قب نهور الثمر تًوز‪ ،‬وبعلد نهلور الثملر تًلوز لكلن‬
‫بحللرط أل تكللون الثمللر قللد بللدا صل حها‪ ،‬يعنللر بللدأت أو بلللًت‪ ،‬فإ للا إاا كابللت قللد بللدات صل حها‬
‫ٍ‬
‫حينمذ تكون بي ًعا ف يًوز‪.‬‬ ‫وبلًت ف تص المساقا عليها؛ أل ا‬

‫إ ًاا ما قب بدو الص ال يص المساقا ‪ ،‬وما بعده يكون بي ًعا ول تص فيه المساقا ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪613‬‬

‫بأن تكون ثمر ً قلد نهلرت قبل بلدو صل حها‪« ،‬بِ ًُ ْلل ٍء مِن َْهلا»‬ ‫قال‪َ « :‬و َث َم َر ٍ َم ْو ُجو َد ٍ»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن بقيدها ْ‬
‫لً ٍر َي ْغ ِر ُسل ُه َو َي ْع َمل ُ َع َل ْيله َحتَّلى ُي ْث ِم َلر» أي‪ :‬ويًلوز المسلاقا عللى‬ ‫ٍ‬
‫أي‪ :‬بًلء ملن الثملر ‪ ،‬قلال‪َ « :‬و َع َللى َش َ‬
‫لً ِر َأ ْو مِن ُْه َملا» أي‪ :‬ملن الثنلين‬ ‫الحًر قب غرسه‪ ،‬فيغرسه ثم يساقيه حتى يثمر‪« ،‬بِ ًُ ْلل ٍء مِل ْن ال َّث َم َلر ِ َأ ْو َا َّ‬
‫لح َ‬
‫فيًوز كذلك وك هذا واض ‪.‬‬

‫ار َث َم َر ٍة َ ِل َع ِام ٍٍ ُأ ْج َر ُت ُ ‪َ ،‬أ ْو َع ِامٍ َ َال ََ ْ َن َل ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َ َس ََ َمالِب َق ْب ٍَ ُظ ُه ِ‬

‫ٍ‬
‫مرحللة‬ ‫سأاكر مسألة فقط من باب جمع النظائر قلت يف درس األمس أن الثمر لها ث ث مراح كل‬
‫ا حكم‪:‬‬ ‫يتعل‬

‫‪ ‬المرحلة اْلولى‪ :‬نهور الثمر ‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬تحق الطلع أو التأبير‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬بدو الص ال‪.‬‬

‫هذه ث ث مراح ‪ ،‬هناك أحكام متعلق ٌة بلالظهور وأحكلام متعلقل ٌة بالتحلق أو التلأبير ْ‬
‫إن شلمت‪ ،‬وقلنلا‬
‫التحق ألن هو األنهر والتأبير خفر‪ ،‬واألملر الثاللث‪ :‬أحكلام متعلقل ٌة ببلدو الصل ال‪ ،‬فابتبله لهلذه األملور‬
‫الث ثة‪ ،‬هذه المسألة متعلقة بالظهور‪.‬‬

‫يقلول المسلاقا بنلا ًء عللى ملا يمحللر عليله الفقهلاء أ لا عقلدٌ جللائل‪ ،‬وقللت لكلم أن ابلن اهل ن وقبللله‬
‫لور َث َم َلر ٍ» قبل‬
‫الحويكر قالوا‪ :‬إ ا عقدٌ لزم‪ ،‬قال‪َ « :‬فإِ ْن َف َس َخ المالك» بنا ًء على أ ا عقدٌ جلائل‪َ « ،‬ق ْبل َ ُن ُه ِ‬

‫أجيرا؛ ألبه عقد جائل‪ ،‬ففسخه فلله أجلر المثل فيعطيله أجلر المثل ‪ ،‬فلإن‬
‫الظهور فللعام األجر فيكون ً‬
‫فسخها بعد الظهور بقول ليس له الفسخ؛ ألبه قد استح الثمر بالظهور ليس له الفسلخ‪ ،‬فيًلع ْ‬
‫أن تبقلى‬
‫الثمر ؛ ألبه استحقها بالظهور ليس ببدو الص ال‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو َعامِ ٌ » أي‪ :‬فسلخ العامل العقلد « َفل َ َش ْلر َء َلل ُه»؛ ألبله هلو اللذي فسلخ جهلده فل يكلون لله‬
‫مستح ًقا ل ألجر ٍ ول لغيرها‪.‬‬
‫ب َال َّث َم َر ُة بِ ُظ ُه ِ‬
‫ار َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ُْم َل ُ‬

‫هذا هو الذي اكرباها قب قلي أن الثمر لكم بالظهور ل ببدو الص ال ول بالتأبير‪ ،‬التأبير له أحكامله‬
‫‪614‬‬

‫وبدو الص ال له أحكامه‪.‬‬

‫ُـٍ َمـا ِيـ ِ ن ُُم ٌّـا َأ ْو إِ ْص َـالح‬ ‫ت َب ْعـدَ ه‪َ ،‬و َع َلـى َع ِام ٍ‬
‫ـٍ ك َّ‬ ‫ـٍ إِ َذا ُ ِسـخَ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ع َلى َع ِام ٍٍ ت ََما ُم َع َم ٍ‬
‫َو َح َصاد َون َْح ُا ُه‪َ ،‬و َع َلى َر ِب َأ ْص ٍٍ ِح ْقإ َون َْح ُاه َو َع َل ْي ِه َما ‪-‬بِ َهدْ ِر ِح َّص َت ْي ِه َما‪َ -‬جدَ اد»‪.‬‬

‫يقول‪َ « :‬ف َع َلى العام َت َما ُم العمل إِ َاا ُف ِس َ‬


‫لخ ْت َب ْعلدَ ه»‪ ،‬يًلع عليله ْ‬
‫أن يكمل العمل ؛ ألبله قلد اسلتح‬
‫الًلء من الثمر ‪.‬‬
‫قال‪« :‬و َع َلى َعامِ ٍ ُك َّ ما فِ ِ‬
‫يه»‪ ،‬ما الذي يًع على العامل مطل ًقلا يعنلر سلوا ًء فسلخت أو للم تفسلخ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بمو وص ٌال للثمر كالسقر وحرث األرض‪ ،‬ومث عندبا يف النخ بسميه التحلويك‬
‫يًع عليه ك ما فيه ٌ‬
‫أيلا القطع المؤاي من الحًر وبحو الك‪.‬‬
‫ً‬ ‫تحويك سعف النخ ‪ ،‬ومث‬

‫أيلا حصاد فإ ا على العام ‪َ « ،‬وب َْح ُو ُه»‪ :‬مما يقوم مقامله‪ ،‬قلال‪َ « :‬و َع َللى َر ِّب‬
‫قال‪َ « :‬و َح َصا ٌد َوب َْح ُو ُه»‪ً ،‬‬
‫َأ ْص ٍ ِح ْف ٌظ» أي‪ :‬حفظ الملرعة‪َ « ،‬وب َْح ُوه»‪ :‬مما يقوم مقلام الحفلظ‪ ،‬مثل إاا وجلدت بعله األشلياء التلر‬
‫تحتاج إلى بق فإبه ينقلها‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َع َل ْي ِه َما ‪-‬بِ َقدْ ِر ِح َّص َت ْي ِه َما‪ -‬الًداد» أي‪ :‬جداد الثمر ‪.‬‬
‫ط ِع ْل ِم ب ْـذ ٍر و َقـدْ ِر ِه وكَانِـ ِ‬
‫ض بِ َير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َار َع ُة بِ ُُزْن َم ْع ُلا ٍم م َّما َيخْ ُر ُج م ْن ْاْلَ ْر ِ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَص ُّح ا ْل ُمز َ‬
‫ِم ْن َر ِب ْاْلَ ْرض»‪.‬‬

‫أرضلا بل شلًر‪ ،‬وإبَّملا يعطيله األرض فيقلوم‬ ‫أن يعطيله ً‬ ‫الملارعة تختلف عن المساقا فإن الملارعلة ْ‬
‫العام بلرعها‪ ،‬فيقول‪َ « :‬و َت ِص ُّ ا ْل ُم َل َار َع ُة بِ ًُ ْل ٍء َم ْع ُلو ٍم مِ َّما َي ْخ ُر ُج مِ ْن ْاألَ ْرض»‪ ،‬هذه مسألة مهمة ل ُبلدَّ ْ‬
‫أن‬
‫ً‬
‫مًهول‪ ،‬فيقول‪ :‬لك جلء ويسلكت هلذا ملا يصل العقلد‪ ،‬فتنقللع‬ ‫يكون جل ًءا معلو ًما يقابله إاا كان جل ًءا‬
‫أن يعاقده على ما يًر على‪...‬‬ ‫ٍ‬
‫بقطعة معلومة مث ْ‬ ‫إلى عقد إجار ‪ ،‬أو يكون ليس جل ًءا وإبَّما‬

‫أيللا ل يًلوز تعتلا عقلدً ا‬


‫فيقول لك‪ :‬اعم يف األرض والربع الف ين أو المكلان الفل ين للك‪ ،‬هلذا ً‬
‫فاسللدً ا فتنقلللع إلللى عقللد إجللار مللا ُيسللمى ملارعللة صللحي ‪ ،‬ب ل ل ُبللدَّ ْ‬
‫أن يكللون جللل ًءا محللا ًعا‪ ،‬لللك مللن‬
‫المحصول ربع ما يخرج من الذر ‪ ،‬ربع ملا يخلرج ملن اللا‪ ،‬ربلع ملا يخلرج ملن اللرز‪ ،‬ربلع ملا يخلرج ملن‬
‫الورقيات‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪615‬‬

‫ط ِع ْل ِم َب ْذ ٍر َو َقدْ ِر ِه»؛ ألن مقدار ما يبلذر ل ُبلدَّ ْ‬


‫ض بِ َحر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أن يعللم؛‬ ‫قال‪« :‬بِ ًُ ْلء َم ْع ُلو ٍم م َّما َي ْخ ُر ُج م ْن ْاألَ ْر ِ ْ‬
‫ألبه يةتع عليه معرفة قدر الرب ‪ ،‬قال‪َ « :‬وك َْوبِ ِه» أي‪ :‬وكون البلذر «مِل ْن َر ِّب ْاألَ ْرض»‪ ،‬هلذه المسلألة فيهلا‬
‫أن يكون البذر من صاحع األرض أم يًوز ْ‬
‫أن يكون من العام ؟‬ ‫خ ف على قولين‪ :‬ه يللم ْ‬

‫‪ -‬المحللهور عنللد أغلللع الفقهللاء أبلله ل ُبللدَّ ْ‬


‫أن يكللون مللن رب األرض أي مالللك األرض؛ ألن العامل‬
‫يًع أل يكون منه إل عم ٌ فقط‪.‬‬

‫‪ -‬والقول الثاين‪ :‬الذي محى عليه الحليخ موسلى واللذي عليله العمل عنلدبا ملن سلنين بل ملن مملات‬
‫السنين أبه يًوز ْ‬
‫أن يكون البذر من العام ‪ ،‬وهلذه مبنيلة عللى أ لا ملن عقلود الحلركات وتنللبط القاعلد‬
‫أن يكون من أحدهما ٌ‬
‫مال وللو للم يكلن بقلدً ا‪،‬‬ ‫على الرواية الثابية أن الملارعة من عقود الحركات‪ ،‬فيًوز ْ‬
‫بكون بذلك بحمد اهلل ‪ ‬أ ينا كتاب الحركة‪ْ ،‬‬
‫وإن شلاء اهلل ‪ ‬ببلدأ غلدً ا ببلاب ا جلار غلدً ا وبعلد‬
‫ٍ‬
‫غد‪ ،‬ثم بنهر كتاب المعام ت كام ً بمحيمة اهلل ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)22‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )22‬اية المًلس الثاين والعحرين‪.‬‬


‫‪616‬‬

‫﷽‬
‫الحمللد هلل رب العللالمين‪ ،‬وأشللهد أن ل إللله إل اهلل وحللده ل شللريك للله‪ ،‬وأشللهد أن محمللد ًا عبللد اهلل‬
‫كثيرا إلى يوم الدين‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫ورسوله‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وسلم‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫اْلجار ُة بِ َث َال َث ِة َُر ٍ‬ ‫ِ‬
‫وط»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬وتَص ُّح ْ ِ َ َ‬
‫أورد يف هذا الفص أحكام ا جار ‪ ،‬وا جار هو بيع المنافع على سبي التأقيت؛ ألن بيع المنافع قلد‬
‫خلاص بالعقلار‪ ،‬وقلد يكلون عللى سلبي التأقيلت وهلذا اللذي‬
‫ٌ‬ ‫يكون على سبي التأبيد فيكون بي ًعلا‪ ،‬وهلذا‬
‫ُيسمى بعقود ا جار ‪ ،‬وأما لو كان بذل المنافع مًابًا فإبه الذي ُيسمى بالعارية‪ ،‬فإن العاريلة ٌ‬
‫بلذل للمنفعلة‬
‫مًابًا‪.‬‬

‫يقول‪َ « :‬و َت ِص ُّ ا ْ ِ َج َار ُ »‪ ،‬أملا كلون ا جلار مملا يصل فهلذا مملا ابعقلد ا جملاأ عليله‪ ،‬وقلد جلاءت‬
‫ٍ‬
‫يهلودي ينللأ لله أدل ًءا‬ ‫أجر بفسه عنلد‬
‫أحاديث كثير ٌ يف الدللة على صحة عقد ا جار ‪ ،‬منها أن عل ًيا ‪َ ‬‬
‫إقلرار ملن النبلر ‪‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫دلو بتمر ‪ ،‬فأتى بالتمر للنبر ‪ ‬فأك معله‪ ،‬وهلذا‬ ‫من الماء ك‬
‫لًواز عقد ا جار ‪ ،‬كما ثبت أن النبر ‪ ‬استأجر وأجر بفسه قب الك قب ا س م‪.‬‬
‫قال‪« :‬بِ َث َ َث ِة ُشر ٍ‬
‫وط» أي‪ :‬أن هذه الحروط يًع ْ‬
‫أن تكون يف ك أبواأ ا جار ‪ ،‬سلوا ًء كابلت ا جلار‬ ‫ُ‬
‫أن توجد يف ك عقد إجلار ٍ بل‬
‫عين أو كابت ا جار على منفعة‪ ،‬أي أن هذه الحروط الث ثة يًع ْ‬ ‫ٍ‬ ‫إجار‬
‫استثناء‪.‬‬

‫احت َُها َو َم ْعرِ َ ُة ُأ ْج َر ٍة إِ ََّّل َأ ِجيرا َوظِئْرا بِ َط َع ِام ِه َما َوكِ ْس َاتِ ِه َما»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وم ْعرِ َ ُة َمنْ َق َعة‪َ ،‬وإِ َب َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬إن أول هذه الحروط الث ثلة‪ :‬أبله ل ُبلدَّ ملن معرفلة المنفعلة‪ ،‬وتكلون معرفلة المنفعلة بمعرفلة‬
‫بوعها ومعرفة قدرها‪.‬‬

‫إ ًاا تكون معرفة المنفعة بالنوأ وبالقدر‪.‬‬

‫أما النوأ ْ‬
‫فأن يعرف بوأ المنفعة حينما يكون للعلين أكثلر ملن منفعلة‪ ،‬حينملا تكلون ا جلار لألعيلان‬
‫فتكون للعين أكثر من منفعة‪ ،‬فيللم ْ‬
‫أن يحدد بوأ المنفعة التر اسلتمًرت ألجلله‪ ،‬لكلي يكلون اللك سلب ًبا‬
‫‪٦‬‬
‫‪617‬‬

‫واريع ًة للخصومة بين المتعاقدين‪.‬‬

‫وكذلك ل ُبدَّ من معرفة قدرها‪ ،‬ويكون معرفة قدرها بمعرفة ابتداء المنفعة وابتهائها‪ ،‬إاا كابت مقلدر ً‬
‫بالمد ‪ ،‬وقد ُيقال بمعرفة القدر ب معرفة البتداء‪ ،‬بنا ًء على أن األصل أن ا جلار تللر العقلد‪ ،‬فللو قلال‪:‬‬
‫مباشلرا‪ ،‬فتكلون ا جلار مواليل ًة‬
‫ً‬ ‫شهرا وسلكت‪ ،‬فنقلول‪ :‬إبله يصل ؛ ألن األصل أبله يللر العقلد‬
‫استأجرته ً‬
‫وإن كابت جائل ً ْ‬
‫أن تكون يف الذمة‪.‬‬ ‫للعقد‪ْ ،‬‬

‫احت َُها»‪ ،‬قول المصنِّف‪َ « :‬وإِ َب َ‬


‫احت َُها» أي‪ :‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن تكون النفعة مباحةً‪ ،‬وعنلدما‬ ‫‪ -‬األمر الثاين‪ :‬قال‪َ « :‬وإِ َب َ‬
‫قالوا‪ :‬إباحتها المقصود با باحة ب ضرور ليخرجوا ا منفعة الكلع‪ ،‬فإن الكلع ل يًوز تلأجيره؛ ألن‬
‫منفعته مباح ٌة عند الحاجة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫محرمة ف يًلوز اسلتمًار العلين لهلا‪ ،‬أو السلتمًار ألجل اسلتيفاء هلذه‬ ‫ٍ‬
‫منفعة‬ ‫وبنا ًء على الك فك‬
‫أساسلا؛‬
‫ً‬ ‫فمن استأجر آلة ٍ‬
‫لهو ألج اللهو ف شك أبه عقدٌ باب ‪ ،‬ول يستح أجر ً ول أجر مث ٍ‬ ‫المنفعة‪َ ،‬‬
‫ألن المنفعة محرمة‪.‬‬

‫عللى‬ ‫وهذا الذي دل عليه حديث النبر ‪ ‬حينما قال‪« :‬مهر البغ وحلاان ال اهن»‪ ،‬بل‬
‫أ ما باب ن وأ ما حرام؛ ألن حلوان الكاهن أجر ٌ لكهابتله‪ ،‬ومهلر البغلر أجلر ٌ لبغائهلا‪ ،‬وكل األجلرين‬
‫محرمان‪.‬‬

‫‪ -‬ثم الحرط الثالث المحةط‪ :‬قال‪َ « :‬و َم ْع ِر َفل ُة ُأ ْج َلر ٍ» أي‪ :‬ل ُبلدَّ ْ‬
‫أن تكلون األجلر معلومل ًة‪ ،‬وقلد اكلر‬
‫عللى اللك ابلن القليم‪ ،‬وهلذا يلدلنا عللى أن‬ ‫العلماء أن معرفة األجر أءكد من معرفة الثمن يف البيلع‪ ،‬بل‬
‫األجر يللم معرفة قدرها يف الًملة إل فيما استثنر بعد قلي لدلي ٍ سأاكره يف محله‪.‬‬

‫والسبع أن معرفة األجر أءكد من معرفة الثمن؛ قالوا ألن األجر تتغلاير بخل ف اللثمن‪ ،‬فلإن اللثمن‬
‫يف الغالللع يكللون ملللبو ًبا بسللوق ويكللون ملللبو ًبا بعل ٍ‬
‫لرف وبحللو الللك؛ وألن النَّللاس جللرت عللادهتم يف‬
‫البيوعات للمنافع ْ‬
‫أن يتساهلوا ا أكثر من بيوعات األعيان؛ ولذا ف ُبدَّ فيها من ضبط األجر ‪.‬‬

‫‪ ‬استثن من ذلب أمران أو ثالثة أمار‪:‬‬

‫‪ -‬األمر األول‪ :‬قال «إِ َّل َأ ِج ًيرا َونِ ْم ًرا بِ َط َعامِ ِه َما َوكِ ْس َوتِ ِه َما»‪ ،‬األجير يًوز ْ‬
‫أن ُيستأجر من غيلر تحديلد‬
‫ٍ‬
‫سلاعات ملث ً بأكللك‬ ‫مقدار أجلر ‪ ،‬وإبَّملا يسلتأجر ف ُيقلال لله‪ :‬بأكللك وشلربك‪ ،‬تعمل عنلدي اليلوم ثملاين‬
‫‪618‬‬

‫وشربك‪ ،‬هذا يقولون يًوز وسأاكر الدلي بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬والظمر»‪ ،‬والمراد بالظمر‪ :‬هر المرضعة ترضع الولد يف مقاب أكلها وشر ا فقط‪ ،‬والدلي عللى‬
‫ٍ‬
‫مقدار للثمن كتاب اهلل ‪ ،--‬فإن اهلل ‪ ‬يقلول‪:‬‬ ‫أن ُتستأجر بأكلها وشر ا دون تحديد‬
‫أن الظمر يًوز ْ‬

‫اللك عللى أبله يكسلو ويلأا بالطعلام والنفقلة‬ ‫{ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ} [البقر ‪ ،]233:‬فن‬
‫بالمعروف‪ ،‬أي بفقة المعروف وهو ما جرى عليه العرف بين النَّاس وتوسطوا فيه‪ ،‬وهذا صلري ٌ يف كتلاب‬
‫اهلل ‪ ‬يف الظمر‪.‬‬

‫وأما األجير فإن الدلي عليه فع الصحابة‪ ،‬فقد قلى به عمر ‪ ،‬وأقره عليه الصحابة ‪-‬رضلوان اهلل‬
‫عليهم‪ ،-‬وهذا يدلنا على أن الظمر واألجير يًوز استأجرهما بطعامهما وكسوهتما‪.‬‬

‫عندبا هنا لما عرفنا دليل اسلتثناء هلذين األملرين‪ ،‬بلأا للمعنلى يف سلبع اسلتثنائهما‪ ،‬فالمحلهور عنلد‬
‫الفقهاء أن استثناء األجير والظمر إبَّما هو اسلتثنا ٌء لخل ف القاعلد والقيلاس‪ ،‬وبنلا ًء عللى اللك فل ُيقلاس‬
‫فنقلف عنلد ملورد اللن‬ ‫‪ ،‬وما اسلتثنر بلالن‬ ‫عليه غيره ل يف البيوعات ول يف غيرها‪ ،‬فهو مستثنًى بالن‬
‫ول بليد عليه‪.‬‬

‫مقلدار معللو ٌم يف‬


‫ٌ‬ ‫مندرج يف القاعد الكلية‪ ،‬وهلو أن ملا كلان لله‬
‫ٌ‬ ‫وقال بعه الفقهاء المحققين‪ :‬إن هذا‬
‫معفو عنه‪ ،‬فهذا يكلون مملا يلؤل‬
‫يف الثمن القلي أو اللياد عليه ٌ‬ ‫العرف والعاد فإبه يصار إليه‪ ،‬وإن النق‬
‫إليه العلم‪ ،‬وهذا هر الرواية الثابية‪ ،‬وبنوا عليه جوازه حتى يف البيوعات‪.‬‬

‫لمللااا قلللت هللذا التفصللي ؟ يوجللد اآلن يف الفنللادق القريبللة مللن مسللًد النبللر ‪ ‬يوجللد‬
‫مطاعم‪ ،‬تدخ المطعم بمبل ٍغ معلين تبلذل عحلر ً أو عحلرين أو ث ثلين أو أربعلين أو خمسلين‪ ،‬ثلم تلدخ‬
‫المطعم فتأك ما شمت يف هذا الدخول‪ ،‬ه يًوز هذا أم ل؟ على الرواية الثابية بعلم يًلوز؛ ألن القاعلد‬
‫يف استمًار الظمر واألجير بطعامه وشرابه ليست ل ستثناء وإبَّما هر ملطرد ؛ ألبه يؤل للعلم‪.‬‬

‫وعلى القول األول المحلهور ل يًلوز‪ ،‬واللذي عليله علوام المسللمين القلول الثلاين وهلو اللذي عليله‬
‫؛ ألبله‬ ‫أغلع المحققين يف المسألة أن استثناء الظمر واألجير إبَّما هو لمعنى وليس فقلط اسلتثنا ًء ملن اللن‬
‫يؤل للعلم؛ ألن يف الغالع أن متوسط أك النَّاس متقارب وكذلك كسوهتم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪619‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َد َه ٍَ َح َّماما‪َ ،‬أ ْو َس ِقينَة َأ ْو َأ ْع َطى َث ْا َب ُ َه َّياطا َون َْح َا ُه َص َّح َو َل ُ ُأ ْج َر ُة ِم ْث ٍٍ»‪.‬‬

‫هذه الصور الثابية التر استثناها المصنِّف ما جلرت العلاد والعلرف بتقلديره‪ ،‬فلإن العلاد والعلرف يف‬
‫أشياء معينة يعرفون ثمنه‪ ،‬فقال‪« :‬و َمن َد َخ َ َح َّما ًما»‪ ،‬المراد بالحمام الذي يستحم به وهو يوجد يف اللب د‬
‫الحامية‪ ،‬وليس المراد بالحمام الذي ُتقلى فيه الحاجة‪ ،‬وإبَّما المقصود الذي يستحم به‪.‬‬

‫فمن دخ حما ًما ليستحم ويتنظف‪ ،‬أو ركع سفين ًة من غير ب ٍ على العقد‪ ،‬فإبه يصل عقلد ا جلار‬
‫َ‬
‫ولصاحع السفينة ولصاحع الحمام أجر المث ؛ ألن العاد جرت أن صاحع السفينة يركع النَّلاس ملن‬
‫ٍ‬
‫معروف عند النَّاس جمي ًعا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بسعر‬ ‫شط النهر إلى شط النهر الثاين‬

‫ومثله اآلن يف مكلة ‪-‬عللى سلبي المثلال‪ -‬النقل اللذي يكلون ملن بعله أبلراف الحلرم أو مكلة إللى‬
‫الحرم‪ ،‬فإبه يكون بريالين أو بث ثة ريالت‪ ،‬والنَّاس يعرفون هذا السلعر‪ ،‬ومثلله يف الباصلات فلإن باصلات‬
‫سعر محد ٌد بالعرف ريالن أو ث ثة ريالت‪ ،‬فإبه جرت العاد بله‪ ،‬فل يلللم‬
‫النق شاحنات النق هذه لها ٌ‬
‫أن يحدد الثمن؛ ألن هناك عر ًفا بتقدير الثمن‪ ،‬وهذا معنى ك م المصنِّف‪.‬‬
‫ْ‬

‫بعله‬ ‫قال‪َ « :‬أ ْو َأ ْع َطى َث ْو َب ُه َخ َّيا ًبا َوب َْح َو ُه»‪ ،‬الخياط الذي يخيط الثوب أو بحوه كالقصار الذي يقل‬
‫الثوب‪ ،‬فيقصه ويكفته من أسفله‪ ،‬فهذا الذي يًوز إعطاهه؛ ألن العرف قد جرى بتقدير ٍ‬
‫ثملن‪ ،‬وهلذا فيملا‬
‫لو كان له عرف ولو لم يكن له عرف ف ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫خيلاط يف السلوق‬ ‫على سبيٍ المثال‪ :‬جرى عندبا العرف قب فلة أن خيابلة الثلوب الكامل عنلد كل‬
‫بأربعين ريال‪ ،‬تعطيه القماش فيخيط لك الثوب بأربعين ريلال‪ ،‬هلذا العلرف قبل فلة اآلن غللت األثملان‬
‫ٍ‬
‫بلثمن معلين‪ ،‬فل يلللم تحديلد‬ ‫ٌ‬
‫خياط تعطيه هذا الثوب ثم يخيطه فًرت علاد السلوق‬ ‫بعه الحرء‪ ،‬فأي‬
‫الثمن لوجود العرف‪.‬‬

‫بثمن محدد‪.‬‬ ‫عرف ٍ‬


‫جار يف السوق ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫إ ًاا هذه األمثلة التر أوردها المصنِّف ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون فيها‬

‫‪ -‬األمر الثاين‪ :‬أ ا ليست محصور ً بالسفينة أو دخلول الحملام أو الثلوب‪ ،‬بل هلر كل ملا جلرى ملن‬
‫ٍ‬
‫بلثمن معلين‪ ،‬بخل ف األجيلر‬ ‫العقود على المنافع واألعيان مما قرر العرف فيه ثمنًلا معينًلا‪ ،‬جلرى العلرف‬
‫خاص ما‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والظمر بطعامهما وكسوهتما‪ ،‬فعلى المحهور فهما‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪620‬‬

‫ان»‪.‬‬‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َض ْر َب ِ‬


‫َ‬
‫ٍ‬
‫مسلألة اات أهميلة‪ :‬وهلو تقسليم عقلود ا جلار باعتبلار المعقلود عليله‪ ،‬فلإن‬ ‫بدأ المصنِّف يتكلم علن‬
‫ا جار تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ ‬الهسم اْلول‪ :‬إجار ٌ ألعيان‪.‬‬

‫‪ ‬الهسم الثاين‪ :‬وإجار ٌ على منافع‪.‬‬

‫المراد با جار على األعيان‪ :‬أي ْ‬


‫أن يكون مح العقد هر عي ٌن محدد ‪ ،‬قلد تكلون هلذه العلين إبسلابًا‬
‫آدم ًيا‪ ،‬فيقول‪ :‬أجرتك بفسر على ْ‬
‫أن أعم عندك يف المح ثماين ساعات يف اليلوم‪ ،‬فأبلا خصصلت العلين‬
‫أجيلر‬
‫ٌ‬ ‫هنا ُعيِن المستأجر وقعت معه و ُيسمى عقلد العمل ‪ ،‬عنلدما تلأا ملع مونلف ويوقلع معله عقلد أبلت‬
‫إجار أعيان؛ ألن العين متعلقة بالبدن‪ ،‬وقد يكون العين غيلر اآلدملر مثل السليار ‪ ،‬هلذه السليار أجرتلك‬
‫إياها‪ ،‬هذه الدار أجرتك لها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫آدمية كالسيار والدار والدابة وبحو الك‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬ ‫إ ًاا قد تكون العين آدميةً‪ ،‬وقد تكون العين غير‬

‫أيلا قد تكون معينلةً‪ ،‬وقلد تكلون موصلوفةً‪ ،‬المعينلة يقلول‪ :‬أجرتلك‬


‫‪ -‬األمر الثاين‪ :‬أن إجار األعيان ً‬
‫دارا بولها كذا وعرضلها كلذا وهيمتهلا كلذا‪ ،‬فتكلون موصلوف ًة‬
‫داري هذه‪ ،‬وأما الموصوف فيقول‪ :‬أجرتك ً‬
‫ٍ‬
‫بوصف يصل يف الس َلم‪ ،‬هذه ُتسمى ا جار على األعيان هذه إجار األعيان‪.‬‬

‫النوأ الثاين‪ :‬ا جار على المنلافع‪ ،‬أي أن المعقلود عليله هلو محل المنفعلة‪ ،‬وللذا سليأا أن ا جلار‬
‫على المنفعة من شربها بيان المح المعقود عليه‪ ،‬صور الك‪ :‬عندما يستأجر رجل ٌ آخلر لنقل بللاعة‪،‬‬
‫عندما أقول لك‪ :‬ابق هذا الكتاب المح المعقود عليه هو المعين‪ ،‬إ ًاا هذا إجار ٌ عللى منفعلة‪ ،‬ابقل هلذا‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عين؛ ألبله حلدد العلين‬ ‫عندما أقول لك‪ :‬ابق أبت كتا ًبا‪ ،‬استأجرتك لتنق لر كت ًبا أو كتا ًبا فهذه إجار‬
‫المؤجر ‪ ،‬وأما المنفعة فإبه يحدد مح المنفعة التر ُتقصد وليست العين المؤجر ‪ ،‬ما فائد هذا التفري ؟‬
‫فائدته من جهتين‪:‬‬

‫الُهــة اْلولــى‪ :‬أن إجللار األعيللان ل ُبللدَّ ْ‬


‫أن تسللتوىف المنفعللة مللن العللين بفسللها‪ ،‬فلللو أن رجل ً أجللرك‬
‫‪٦‬‬
‫‪621‬‬

‫سيارته‪ ،‬ثم تلفت سيارته‪ ،‬إ ًاا ابفسخ عقد ا جار ‪ ،‬أجرك السيار لنق الكتلع‪ ،‬ثلم تلفلت السليار ابفسلخ‬
‫عقد ا جار ؛ ألبك استأجرت هذه السيار ‪.‬‬

‫أن تأا بسيار ٍ أخلرى ملن‬


‫أن ُتستوىف بغير هذه العين‪ ،‬يًوز ْ‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ يًوز ْ‬ ‫إاا كان ا جار على المنفعة‬
‫السوق‪ ،‬فتنق الكتع مثله الخيابة عندما أعطيلك ثو ًبلا لتخيطله أبلت‪ ،‬للو خابله غيلرك ملن الخيلابين للر‬
‫الحل أن أقللول هللذه ا جللار غيللر صللحيحة وتلللمن لللر الثللوب‪ْ ،‬‬
‫وإن كللان الخيابللة؛ ألين اخةتللك أبللت‬
‫أن تخيطهلا‬ ‫ٍ‬
‫فحينملذ تكلون العقلد عللى المنفعلة‪ ،‬فيًلوز ْ‬ ‫بعينك‪ ،‬بينما للو قللت للك‪ :‬أريلد خيابلة الثلوب‪،‬‬
‫بنفسك‪ ،‬ويًوز ْ‬
‫أن تبعث ا لمح ٍ آخر ليخيطها لك‪.‬‬

‫إ ًاا الفائللد األولللى مللن التفريل بللين إجللار األعيللان وإجللار المنللافع أو ا جللار علللى المنللافع كيفيللة‬
‫أن ُتستوىف المنفعلة ملن العلين الملؤجر ‪ ،‬ول يًلوز بلدلها إل برضلا‬
‫استيفاء المنفعة‪ ،‬فإجار األعيان ل ُبدَّ ْ‬
‫معقلود عليله‬ ‫صاحع الح ‪ ،‬وأما إجار المنافع ف يللم الحخ اللذي عقلد؛ للم يوجلد هنلاك شلخ‬
‫ٍ‬
‫بريقة شاء من بفسه أو من غيره‪ ،‬هذا الفرق األول‪.‬‬ ‫عي ٌن معقود ٌ عليها‪ ،‬ب يًوز ْ‬
‫أن يستويف المنفعة بأي‬

‫‪ -‬الفرق الثاين المهم‪ :‬أن إجار األعيان إاا تلفت العين ابفسخت ا جار ‪ ،‬وأملا إجلار المنلافع فإبَّملا‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ إاا تلف الكتاب ابفسخ العقلد‪ ،‬أصل ً ملا‬ ‫تنفسخ ا جار بتلف المح ‪ ،‬أجرتك لنق هذا الكتاب‪،‬‬
‫يف عين معقو ٌد عليها لكر بقول ينفسخ ا‪.‬‬
‫إ ًاا ِ‬
‫بفرق بين األمرين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أعيلان وإجلار‬ ‫الذي يحك عند ا خوان أبه قد يكون يف الذهن أحيابًا مثال‪ ،‬هذا المثال يًملع إجلار‬
‫ٍ‬
‫مثلال واحلد إجلار أعيلان ومنلافع وهلذا يصل ‪ ،‬مثلال الًملع بلين إجلار األعيلان‬ ‫منافع م ًعا‪ ،‬قد يًتمع يف‬
‫والمنافع استأجرتك لنق هذا الكتاب‪ ،‬هذه إجار أعيان وإجلار منلافع فلاجتمع فيهلا الوصلفان‪ ،‬فتنفسلخ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تكون متعلق ًة بنوعر ا جار ‪.‬‬ ‫بفوات العين المستأجر ‪ ،‬وتنفسخ بفوات المح ‪،‬‬

‫بأا بك م المصنِّف‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َض ْر َب ِ‬
‫ان‪ :‬إِ َج َار ُة َع ْي ٍن»‪.‬‬ ‫َ‬
‫هذا النوأ األول أو اللرب األول وهو إجار األعيلان‪ ،‬واألعيلان قلد تكلون معينل ًة أو موصلوفة‪ ،‬وقلد‬
‫ٍ‬
‫آلدمر أو غيره‪.‬‬ ‫تكون‬
‫‪622‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َم ْعرِ َ ت َُها»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويحةط معرفتها ْ‬


‫فإن كابت معين ًة ف ُبدَّ من معرفتها بالتعيين إما بالرهية أو بالوصف المميل لهلا‪،‬‬
‫أن يكون يف باب الس َلم‪.‬‬
‫وإن كابت موصوف ًة ف ُبدَّ من معرفتها بالوصف الذي يصل ْ‬
‫ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُقدْ رة ع َلى تَس ِل ِ‬
‫يم َها»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬

‫مقدورا على تسليمها كلالبيع؛ ألن غيلر المقلدور عللى تسلليمه ملن‬
‫ً‬ ‫وهذا الحرط الثاين‪ :‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن تكون‬
‫باب الغرر؛ ألن تسليم العين تستللم تسليم المنفعة استيفاء المنفعة بعدها‪.‬‬

‫ون َأ ْجزَائِ َها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع ْهد ِ َب ْيرِ ظِ ْئرٍ َع َلى َن ْق ِع َها ُد َ‬

‫ون َأ ْج َلائِ َها»‪ ،‬يعنر أبه يًع ْ‬


‫أن يكون العقلد يف عقلود ا جلار‬ ‫يقول‪َ « :‬و َع ْقدٌ فِر َغ ْي ِر نِ ْم ٍر َع َلى َب ْف ِع َها ُد َ‬
‫على المنفعة دون األجللاء‪ ،‬فل يًلوز ملث ً ْ‬
‫أن تقلول‪ :‬اسلتأجرت منلك التفاحلة ألكلهلا‪ ،‬يقوللون‪ :‬هلذا ل‬
‫يص ف يكون عقد إجار وإبَّما يكون عقد بيع‪ ،‬إاا اتفقا على فوات األجلاء‪.‬‬

‫إ ًاا ف ُيسمى عقد إجار إل إاا كان يمكن ْ‬


‫أن ُيستوىف من العين منفعلة ملع بقلاء أجلائهلا‪ ،‬وللذلك فلإن‬
‫أن يستوىف منها منفعة إل بفلوات عينهلا‪ ،‬فل ُبلدَّ ْ‬
‫أن يكلون العقلد‬ ‫النقود الريالت ل ُتستأجر؛ ألبه ل يمكن ْ‬
‫على النفع دون األجلاء‪.‬‬

‫ُيستثنى من الك أمور‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ما اكره المصنِّف قال‪َ ِ « :‬ب ْيرِ ظِئْـرٍ»؛ ألن الظملر وهلر المرضلع ُتسلتأجر للحفلظ‪،‬‬
‫و ُتستأجر ً‬
‫أيلا للرضاأ‪ ،‬فإ ا عندما أرضلعت الوللد فإ لا يلذهع جلل ٌء ملن العلين‪ ،‬وللذلك يقوللون هلذا‬
‫مغتفر يف الظمر‪.‬‬
‫ٌ‬
‫بمرا فلإن اسلتمًار البملر يًلوز لله ْ‬
‫أن يأخلذ ملن بقعله‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬الذي ذكروه‪ :‬قالوا‪َ :‬من استأجر ً‬
‫أن تستأجر البمر وإاا استأجرت البمر جاز لك ْ‬
‫أن تحرب من مائها وللو‬ ‫وهو ما يكون يف أسف البمر‪ ،‬فيًوز ْ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ مع استمًار العين اهع بعه أجلائها‪.‬‬ ‫أكثرت من الحرب‪،‬‬

‫فملن اسلتأجر بيتًلا ويف البيلت شلًر ٌ‬


‫‪ ‬ومما ُيستثنى أيضا‪ :‬قالوا‪ :‬ما كان على سبي التبع ل القصد‪َ ،‬‬
‫أن يأك ملن ثمرهتلا؛ فألبله غيلر‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز له ْ‬ ‫غير مقصود ٍ بعقد ا جار ‪ ،‬فيًوز له ْ‬
‫أن يأك من ثمرهتا‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪623‬‬

‫أساسا من عقد ا جار ‪.‬‬


‫مقصود ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاَتِ َما ُل َها َع َلى َالنَّ ْق ِع»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ْاشتِ َما ُل َها َع َلى َالنَّ ْف ِع»‪ ،‬أي‪ :‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن تكون العين محتمل ًة على النفع‪ ،‬فما ل بفلع فيله فل يصل‬
‫أرضا سبخة قال‪ :‬استأجرهتا لللراعلة‪،‬‬
‫أرضا ل تنبت لللراعة ً‬
‫إجارته‪ ،‬مثال الك‪ :‬لو أن رج ً قالوا استأجر ً‬
‫أن يحةي بماله ما ل منفعة فيه‪ ،‬وكذلك ل يًوز لله ْ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول‪ :‬هذه ل تص ؛ ألن المرء ل يًوز له ْ‬
‫يستأجر عينًا ل منفعة فيها له مقصود ‪.‬‬

‫ف استمًار األرض السبخة لللراعة ل تص ‪ ،‬لكن قد يستأجر األرض السبخة لستخراج المل منهلا‪،‬‬
‫ويف بعه مناب المملكة عندبا مث شمال المملكة يف القريات مث ً ُتستأجر األرض السبخة ل ُيحفلر فيهلا‬
‫ملحلا‪ ،‬فحينمل ٍذ بعله األراضلر‬
‫ً‬ ‫حفر‪ ،‬ثم يًعل فيهلا الملاء‪ ،‬وملن هلذا الملاء إاا جعل فلة ً معينلة يصلب‬
‫فحينمذ يص ‪ ،‬وأما لللراعة ف تص ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫السبخة قد تستأجر لغير اللراعة‬

‫أيلا قالوا‪ :‬لو أن رج ً استأجر داب ًة زمنل ًة أو سليار ً خربل ًة يعنلر ل تعمل ‪ ،‬لتنقل لله متاعله فل‬
‫كذلك ً‬
‫يصل ؛ ألن هللذا مللن بللذلِك المللال مللن غيللر منفعللة‪ ،‬وقلللت يف أول درس البيللوأ الللدرس قبل الماضللر أن‬
‫أن يبذل ماله فيما ل منفعة فيه لليس لله اللك‪ ،‬بل ل ُبلدَّ ْ‬
‫أن يكلون فيله‬ ‫مستخلف يف المال‪ ،‬ليس له ْ‬
‫ٌ‬ ‫ا بسان‬
‫منفعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْان َُها لِ ُم َؤ ِجرٍ َأ ْو َم ْأ ُذونا َل ُ ِ َيها»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫لملؤجر‪ ،‬يعنلر أ لا تكلون يف ملكله وعنلدما بقلول ‪-‬وهلذه‬ ‫هذا هو الحرط الخامس أبه ل ُبد ْ‬
‫َأن تكلون‬
‫ٍ‬
‫لمؤجر معناها أن المنفعلة تكلون مل ًكلا للملؤجر‪ ،‬سلوا ًء كابلت العلين‬ ‫مسألة مهمة عندبا‪ -‬عندما بقول‪ :‬إ ا‬
‫مل ًكا له أو ليست مل ًكا له‪.‬‬

‫أن تكون منفعة العين المؤجر مل ًكا للمؤجر‪ ،‬سلوا ًء كابلت العلين مل ًكلا‬
‫بقول من شرط صحة ا جار ْ‬
‫مال ًكللا للعللين والمنفعللة‪ ،‬أملللك الللدار وأملللك‬ ‫للله أم ل‪ ،‬كيللف تكللون العللين مل ًكللا للله؟ قللد يكللون الحللخ‬
‫أن تؤجر الدار؛ ألبك ٌ‬
‫مالك للمنفعة والعين‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز ْ‬ ‫منفعتها‪،‬‬

‫أحيابًا تكون مال ًكا للعين ب منفعة‪ ،‬مثل اللذي يمللك اللدار وقلد أجرهلا لليلد ملد سلنة‪ ،‬خل ل هلذه‬
‫السنة أبلت ل تمللك منفعتهلا‪ ،‬فحين ٍ‬
‫ملذ ل يًلوز للك ْ‬
‫أن تؤجرهلا يف هلذه الملد ؛ ألن المنفعلة هنلا مملوكل ٌة‬
‫‪624‬‬

‫لغيرك يف هذه المد ‪ ،‬هذه الصور الثابية‪.‬‬

‫مال ًكا للمنفعة فقط دون العين‪ ،‬صور اللك‪ :‬رجل ٌ َ‬


‫أجلر آخلر داره‬ ‫الصور الثالثة‪ :‬قد يكون الحخ‬
‫ٌ‬
‫ماللك‬ ‫أن يؤجر الدار لثالث‪ ،‬إ ًاا المستأجر يًوز له ْ‬
‫أن يؤجر الدار لثاللث؛ ألبله‬ ‫مد سنة‪ ،‬المؤجر يًوز له ْ‬
‫للمنفعة‪ ،‬والعا بملك المنفعة ل بملك العين‪.‬‬

‫فقها؟ بقول‪ :‬ل يًوز تأجير الدار يف حالتين تأجير اللدار أو‬
‫عندبا هنا مسألة‪ :‬متى ل يًوز تأجير الدار ً‬
‫العين عمو ًما قد تكون عينًا أو غيرها‪:‬‬

‫ضلرر أشلد‪ ،‬فللو أن رجل ً أجلر داره لملن‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬إاا كان تأجيرها لمن يستخدمها بما فيله‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ل‬ ‫يسكنها‪ ،‬فاستأجرها شخ ٌ ليًعل فيهلا مصلن ًعا‪ ،‬ل شلك أن المصلنع يفسلد العلين الملؤجر ‪،‬‬
‫ضرر أشلد لملااا؟ ألن المسلتأجر ل ُبلدَّ ْ‬
‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫ضرر أشد على العين المؤجر ؛ ألن قلنا‬
‫ٌ‬ ‫يًوز تأجيرها لما فيه‬
‫يكون له ضرر‪ ،‬فما من إجار ٍ إل وفيهلا اسلته ك للعلين الملؤجر ‪ ،‬وللذلك البطاريلة تللعف‪ ،‬وللذلك يف‬
‫ضرر أشد ل يًوز‪ ،‬هذا القيد األول‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أشياء تستهلك‪ْ ،‬‬
‫فإن أجرهتا لمن استخدامه فيه‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا كان المؤجر قد اشةط أل تؤجرها‪ ،‬فالمحهور عند فقهائنا أن هذا الحرط فاسلدٌ‬
‫أن يحلرط أن المسلتأجر ل يلؤجر؛‬ ‫ٍ‬
‫لمرء ْ‬ ‫والعقد صحي ؛ ألن هذا الحرط يخالف مقتلى العقد‪ ،‬ف يص‬
‫أن يستوفيها بملا شلاء إملا بنفسله أو بغيلره‪ ،‬إملا بعوضله أو بلدون علوض‪ْ ،‬‬
‫كلأن‬ ‫أل ا منفع ٌة ملكها فله الح ْ‬
‫يهبها ألخيه فيسكن أخاه يف البيت‪.‬‬

‫واختار بعه أه العلم وهو الذي مال له ابن رجع وغيره أن هلذا الحلرط صلحي ؛ ألبله ل يخلالف‬
‫مقتلى العقد‪ ،‬فإبه قد يكون للمرء مصلح ٌة يف الك‪ ،‬وهذا الذي عليه العم عندبا‪ ،‬فعلى سلبي المثلال يف‬
‫كثير من الملؤجرين يقلول‪ :‬ل تلؤجر‬‫أن تؤجر المساكن يف موسم الحج‪ٌ ،‬‬ ‫مكة مث ً ‪ :‬العقود هناك أبه ممنوأ ْ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ملن بلاب‬ ‫أحد المساكن يف الحج؛ ألبه يعلم أن التأجير يف الحج قد يلؤثر عللى العقلار وقلد يؤايله‪،‬‬
‫إغ ق الباب فقد يحةط هذا الحرط‪.‬‬

‫لمؤجر‪َ « ،‬أ ْو َم ْأ ُاوبًا َل ُه فِ َيها»‪ :‬كالوكي والنائع‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫إ ًاا هذه هر المسألة معنى قول الفقهاء‪ :‬وكوبه‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َج َار ُة ا ْل َع ْي ِن ِق ْس َم ِ‬
‫ان»‪.‬‬

‫مصلباحا أو غيلر اللك ملن األعيلان‬


‫ً‬ ‫دارا أو دابل ًة أو آدم ًيلا أو سليار ً أو ً‬
‫قلملا أو‬ ‫إجار العين سوا ًء كابت ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪625‬‬

‫تنقسم إلى قسمين‪ ،‬وهذان القسمان باعتبار كيف يمكن معرفة قدرها‪.‬‬

‫ب َع َلى َال َّظ ِن َب َهاؤُ َها ِي ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َلى َأ َمد َم ْع ُلا ٍم َيغْل ُ‬
‫يقللول‪« :‬إِ َلللى َأ َمل ٍلد َم ْع ُلللو ٍم» أي‪ :‬يصل تللأجير العللين إلللى أجل ‪ ،‬وهللذا األجل ل ُبللدَّ ْ‬
‫أن يكللون معلو ًمللا‪،‬‬
‫أن يقلول‪ :‬إللى‬ ‫كلأن يقلول‪ :‬إللى األول ملن شلهر اهلل المحلرم‪ ،‬أو ْ‬ ‫ويكون العلم به إما بتحديد تاريخٍ معلين‪ْ ،‬‬
‫شهر‪ ،‬فيحسلبه بالقلدر أو بالتلاريخ‪ ،‬وهلذا معنلى قلال‪« :‬إِ َللى َأ َم ٍلد َم ْع ُللو ٍم»‪ ،‬فل ُبلدَّ ْ‬
‫أن يكلون معلو ًملا‪ ،‬وأملا‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪.‬‬ ‫المًهول فإن العقد يكون فاسد‬

‫يه»‪ ،‬قول المصنِّف‪« :‬إِ َلى َأ َم ٍد َم ْع ُلو ٍم»‪ ،‬أبل فيص ْ‬


‫أن تكون ا جلار‬ ‫اه َها فِ ِ‬
‫قال‪َ « :‬ي ْغلِ ُ‬
‫ع َع َلى َال َّظ ِّن َب َق ُ‬
‫قصللير ً‪ ،‬ويص ل ْ‬
‫أن تكللون ا جللار بويللةً‪ ،‬وهللذه مللن المفللاريه والتللر عليهللا عم ل المسلللمين اآلن يف‬
‫وعحرا ومائ ًة وهكذا‪ ،‬وتوجلد عقلود إللى مائلة‬
‫ً‬ ‫أن تكون ا جار بويلة سن ًة وسنتين وث ًثا‬
‫البلدان‪ ،‬فيص ْ‬
‫سنة‪ ،‬موجود عقود إجار إلى مائة سنة‪.‬‬

‫قال‪« :‬إِ َلى َأ َم ٍد َم ْع ُلو ٍم»‪ ،‬لكن من شرط هذه ا جلار الطويللة ْ‬
‫أن يغللع عللى الظلن بقاههلا فيله‪ ،‬فعللى‬
‫تلؤجر مائلة سلنة‪ ،‬وإبَّملا‬
‫سبي المثال الدور يف الغالع أ ا ل تطول عمرها إلى مائة سنة‪ ،‬فللذلك اللدور ل َ‬
‫أمد دون الك‪ ،‬لكن لو أجرت مساف ًة ثلم هلدمت‬ ‫الذي يؤجر مائة سنة األرضين‪ ،‬فالدور تكون مؤجر ً إلى ٍ‬
‫اه َها فِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫يه»‪.‬‬ ‫الدار‪ ،‬فإبه حينمذ ينفسخ عقد ا جار بذهاب العين‪ ،‬وهذا معنى قال‪َ « :‬ي ْغلِ ُ‬
‫ع َع َلى َال َّظ ِّن َب َق ُ‬

‫امره‪ :‬لمااا قلتم يغلع على الظن فيه وأبتم تقولون‪ :‬إبه إاا ا دمت اللدار ابفسلخت ا جلار‬
‫قد يقول ٌ‬
‫فالنتيًة واحد ؟ بقول‪ :‬تنفسخ إاا اهبت العين؛ بقول ألن األجلر تسلتح عنلد العقلد‪ ،‬فللو أن املر ًأ أجلر‬
‫آلخر إجار ً بويلة‪ ،‬وسلمه األجر كاملة وقد كان غال ًبا على الظن أن العين لم تب َ إلى ابتهاء الملد ‪ ،‬فإ لا‬
‫فحينملذ تكلون هنلاك خصلومة‪ ،‬فسليرجع المسلتأجر عللى الملؤجر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫سوف تلول وتتلف قب ابتهاء الملد ‪،‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫وبحن ببنر األحكام على غلبة الظن ً‬
‫فلذلك بقول‪ :‬ل ُبدَّ من وجود غلبة الظن لبقاء العين‪.‬‬

‫ُاب َأ ْو َح ْم ٍٍ إِ َلى َم ْا ِض ٍع ُم َع َّين»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الثاين‪ :‬لِ َع َم ٍٍ َم ْع ُلامٍ‪َ ،‬كِِ َج َار ِة َدا َّب ٍة لِ ُرك ٍ‬

‫أن تكلون ا جلار «ل ِ َع َمل ٍ َم ْع ُللو ٍم» أي‪ :‬إجلار العلين المعينلة أو الموصلوفة لعمل ٍ‬
‫يقول القيد الثلاين‪ْ :‬‬
‫ٍ‬
‫لركلوب‪،‬‬ ‫محدد‪ ،‬قال‪« :‬كَإِ َج َار ِ َدا َّب ٍة»‪ ،‬الدابة هذه هر العين «ل ِ ُرك ٍ‬
‫ُوب» هلذا هلو العمل ‪ ،‬اسلتأجرت دابتلك‬
‫‪626‬‬

‫ٍ‬
‫محلدد محلهلا‪ ،‬لكلن‬ ‫ٍ‬
‫أعيان وإجار ٌ عللى منفعلة‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ إجار‬ ‫فحدد العم ‪ْ ،‬‬
‫فإن قال‪ :‬لركوبر أبا‪ ،‬أصبحت‬
‫لو قال‪ :‬سأستأجر هذه الدابة للركوب‪ ،‬أركع أبا أو يركع غيري ل يللم تعيلين َملن اللذي سليركع؛ أل لا‬
‫إجار ٌ للدابة وليست إجار ً على المنفعة‪.‬‬

‫قال‪« :‬كَإِ َج َار ِ َدا َّب ٍة ل ِ ُرك ٍ‬


‫ُوب َأ ْو َح ْم ٍ » أي‪ :‬حم المتاأ‪« ،‬إِ َلى َم ْو ِض ٍع ُم َع َّين» ل ُبدَّ من تحديلد الموضلع‬
‫حينذاك‪.‬‬
‫الذم ِة ِ ََ ٍن معي ٍن َأو ماص ٍ‬ ‫الضرب َال َّثانِ ‪ :‬ع ْهد ع َلى منْ َقع ٍة ِ‬
‫اف»‪.‬‬ ‫ْ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ ْ َّ « :‬‬
‫الذم ِلة»‪ ،‬ثلم قلال‪« :‬فِلر َشلر ٍء معلي ٍن َأو موص ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫لوف»‪ ،‬قلول‬ ‫ْ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ‬ ‫الل ْر ُب َال َّثابر‪َ :‬ع ْقلدٌ َع َللى َمنْ َف َعلة فلر ِّ َّ‬
‫يقول « َّ‬
‫يوهم أن المراد بالحرء هلر المنفعلة‪ ،‬ل لليس كلذلك‪ ،‬وإبَّملا الملراد بقلال‪« :‬فِلر‬ ‫المصنِّف‪« :‬فِر َشر ٍء» قد ِ‬
‫ْ‬
‫أن تكون المنفعة يف مح ٍ‪.‬‬ ‫َشر ٍء» أي‪ :‬يف مح ٍ وهذه هر عبار [المنتهى] وهذه أوض ‪ ،‬أي ل ُبدَّ ْ‬
‫ْ‬
‫إ ًاا المعقود عليه وهر المنفعة حدد محلها‪ ،‬ولم يحدد عين التلر تسلتوىف ملن المنفعلة‪ ،‬وإبَّملا المحل‬
‫الذي تستوىف فيه‪.‬‬

‫ولذلك قال‪ :‬إ ا منفع ٌة يف الذمة ليست متعلق ًة بالعين وإبَّما متعلق ٌة بالذمة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫قماش هيمته كذا صلوف أو‬ ‫قال‪« :‬فِر َشر ٍء معي ٍن َأو موص ٍ‬
‫وف»‪ْ ،‬‬
‫كأن يقول لخيابة ثوبر هذا أو خيابة‬ ‫ْ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ‬
‫أبيه وهكذا‪.‬‬

‫َان َد ٍار َو ِه َيا َط ٍة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬ي ْيتَر ُط َت ْه ِديرها بِعم ٍٍ َأو مدَّ ٍة َكبِن ِ‬
‫ُ َ ََ ْ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫أن ُتقلدر بملد ‪ ،‬وسليأا ْ‬
‫إن شلاء اهلل ملا‬ ‫أن ُتقلدر إملا بعمل أو ْ‬
‫الفقهاء يقوللون‪ :‬إن عقلد ا جلار ل ُبلدَّ ْ‬
‫الفرق بين تقدير العم والمد يف األجير الخاص والمحةك يف اية الباب‪.‬‬
‫ِ‬
‫ابلن‬ ‫شهر هذه مقدر ٌ « َكبِن ِ‬
‫َاء َد ٍار» يحدد الدار فهلذه تكلون محلدد ً بالعمل‬ ‫قال‪َ « :‬كبِن ِ‬
‫َاء َد ٍار»‪ ،‬بناء دار يف ٍ‬
‫شلهرا‪ ،‬وأملا الًملع بلين العمل والملد فالفقهلاء ل يًلوز ْ‬
‫أن ُيًملع‬ ‫ٍ‬
‫شلهر اسلتأجرتك للبنلاء ً‬ ‫لر الدار يف‬
‫أن تكون المد شلر ًبا يف العقلد‪،‬‬
‫أن يكون شر ًبا يف العقد‪ ،‬وهذا هو الفرق بين ْ‬
‫بينهما يف العقد‪ ،‬لكن يًوز ْ‬
‫ْ‬
‫وأن تكون هر مقدار العقد‪.‬‬

‫شخصا لخيابة ثلوب‪ ،‬فلالمعقود عليله هلو الخيابلة وهلو العمل ‪ ،‬عللى ْ‬
‫أن‬ ‫ً‬ ‫مثال الك‪ :‬عندما تستأجر‬
‫‪٦‬‬
‫‪627‬‬

‫شلهرا لخيابلة ٍ‬
‫ثلوب فيقوللون‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫تسلمنر إياه بعد ٍ‬
‫شهر هذا شرط‪ ،‬فحينمذ يًوز‪ ،‬وأما إاا قلت‪ :‬اسلتأجرتك ً‬
‫أن ينتهر الثنان يف ٍ‬
‫وقت واحد‪.‬‬ ‫ل يص ‪ ،‬فيقولون‪ :‬معقود عليه الثنان؛ ألبه ل يمكن ْ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ هذا يمنع منه فيكون سب ًبا للخصومة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط َم ْعرِ َ ُة َذلِ َ‬


‫ب َو َض ْب ُط »‪.‬‬

‫أي‪ :‬ل ُبدَّ من معرفة العم والمد وضبطه‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن َأ ِجيرٍ ِيها آد ِميا جائِ َز التَّصر ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ َ ًّ َ‬ ‫َ ْ‬

‫العقد على المنافع إبَّما تكون يف الذملة‪ ،‬والذملة إبَّملا تكلون لردملر فقلط دون ملا علداه‪ ،‬إل ملا تطلور‬
‫العتباري‪ ،‬ولذلك يًوز ْ‬
‫أن يكون العاقلد عللى المنفعلة شلخ ٌ‬ ‫الفقه اآلن فأثبت الذمة المالية للحخ‬
‫اعتباري وهذا كثير‪ ،‬مثل ‪ :‬شلركة التصلالت شلخ ٌ اعتبلاري‪ ،‬فتكلون يف املة شلركة التصلالت وهلر‬
‫شخصا اعتبار ًيا كلذلك حينملا‬
‫ً‬ ‫شخ ٌ اعتباري‪ ،‬وهذا من تطور الفقه الحديث‪ ،‬ف يللم ْ‬
‫أن يكون آدم ًيا أو‬
‫اعةفنا بحخصيته وامته المنفصلة‪.‬‬
‫قال‪« :‬جائِ َل التَّصر ِ‬
‫ف» أي‪ :‬يص تصرفه عن بفسه‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬

‫ُان ِم ْن َأ ْه ٍِ ا ْل ُه ْر َب ِة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن عم ٍٍ ََّل يخْ تَص َ ِ‬


‫اع ُل ُ َأ ْن َي َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫هلذا الحللرط مهلم جللدًّ ا الفقهللاء يقوللون‪ :‬أعمللال القللرب ل يًلوز أخللذ األجللر عليهلا إل مللا اسللتثنر‪،‬‬
‫وسأاكره بعد قلي ؛ ألن األص يف أعمال القرب أ ا تعم هلل ‪ ،‬و َمن عم قرب ًة ألجر ٍ فلإن عملله ل‬
‫يكون هلل وإبَّما يكون لألجر ‪ ،‬ف يتحق له فيه معنى القربة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪ ،‬هذا هو المعنى‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يص إجارته عليه؛ ألن العم ل يص ‪ ،‬العم ل يص‬

‫مللن أدلللة الللك‪ :‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬واتخــذ مؤذنــا َّل يتخــذ علــى أذانـ أجــرا»‪ ،‬فللأمر النبللر‬
‫‪ْ ‬‬
‫أن ل يأخذ المؤان أجر ً على أاابه‪ ،‬ف يًوز أخذ األجر على أفعال القلرب‪ُ ،‬يسلتثنى ملن‬
‫الك أمور‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ك ما كان ملن بلاب الًعاللة‪ ،‬فلإن الًعاللة تًلوز‪ ،‬ملا الًعاللة؟ الًعاللة هلر أخلذ‬
‫العوض على النتيًة ل على العم ‪ ،‬والدلي على الك‪ :‬حديث أبر سعيد يف الصحي حينما رأوا للدي ًغا‪،‬‬
‫‪628‬‬

‫فقي لهم‪« :‬أفيكم ٍ‬


‫راق؟» فقالوا‪« :‬اجعلوا لنا جع ً »‪ ،‬فًعلوا لهم جع ً فرقى أبو سعيد ‪ ‬بالفاتحلة‪ ،‬ثلم‬
‫أتى بالًع للنبر ‪ ،‬فقال‪« :‬وما يدريب أنها رقية‪ ،‬اضرباا ل مع ـم بسـهم»‪ ،‬فلدل عللى أبله‬
‫يًوز أخذ الًع على أفعال القرب‪ ،‬الرقية من أعمال القرب ف يًوز أخذ األجر عليها‪.‬‬

‫ما يًوز ْ‬
‫أن يقول الثالث‪ :‬سأرقيك السلاعة بكلذا‪ ،‬أو سلأرقيك اليلوم بكلذا أو ملد شلهر بكلذا‪ ،‬هلذا ل‬
‫يًوز وحكر إجما ًعا عليه‪ ،‬حكاه الحيخ تقر الدين وغيلره‪ ،‬لكلن يًلوز أخلذ الًعل عليله‪ ،‬إاا شلفاك اهلل‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يًوز‪.‬‬ ‫‪ ‬فإن لر جع ً ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز؛ ألبه تًلاوز يف الًعاللة ملا ل تًلاوز‬ ‫إ ًاا فيًوز على النتيًة إاا م َّن اهلل ‪ ‬ا عليه‪،‬‬
‫يف ا جار ‪.‬‬

‫أيلا يف المسًد َمن يقوم بحفظ المسًد ورعايته فيًوز أخذ الًع عليه‪.‬‬
‫ومثله ً‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين الذي يُاز‪ :‬ما كان من باب الرزق أي من بيت مال المسلمين‪ ،‬فك ما كان ملن بيلت‬
‫مال المسلمين فيًوز أخذه ْ‬
‫وإن كان من أعمال القرب‪ ،‬ومن الك‪ :‬األاان وا قامة إاا كلان يلدفع الراتلع‬
‫ولر أمر المسللمين كملا هلو الموجلود يف أكثلر بل د المسللمين‪ ،‬فيًلوز‪ ،‬ملن اللك‪ :‬الغنيملة فلإن الغنيملة‬
‫حكمها حكم مال المسلمين‪ ،‬فإن الغال من الغنيمة سمر غال ألبه كأبله سلرق ملن [‪ ]37:50‬المسللمين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يًوز ألبه من بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫فالغنيمة إاا قسمت كأبه أخذ أجر ً ورز ًقا على عمله‪،‬‬

‫أجرا‪ ،‬يدرس هلل ‪ ‬من غير أجلر‬ ‫ً‬ ‫لكن ل شك أن الذي يعم القربة هلل ‪ ‬من غير أجر أفل‬
‫ٍ‬
‫بازيـة يغزونهـا يغنمـان إَّل تعُلـاا‬ ‫أفل ‪ ،‬ولذلك يف صحي مسلم أن النبر ‪ ‬قال‪« :‬ما من‬
‫ثلث أجرهم»‪.‬‬

‫جمع من المتأخرين ملن فقهائنلا أبله يًلوز أخلذ األجلر‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة المستثناة‪ :‬هو ما اهع إليه‬
‫على أفعال القرب عند الحاجة فقط‪ ،‬وأما عند غير الحاجة ف يًوز‪ ،‬مث ‪ :‬قالوا‪ :‬إن تعليم القرآن إاا كلان‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ جاز للحاجلة‬ ‫معلم القرآن ل يأخذ أجر ً لن يًلس لك إل ما بذر‪ ،‬فلن يًلس معلم ٍ‬
‫قرآن للتعليم‪،‬‬
‫لحاجة النَّاس‪ ،‬والفقهاء إاا أبلقوا الحاجة التر تبي فإ م يقصدون ا الحاجة العامة‪.‬‬

‫إ ًاا فلحاجة النَّاس لمعلم القرآن بقول‪ :‬يًوز ْ‬


‫أن يأخذ أجر ً‪.‬‬

‫البلدان التر ل يوجد فيها َمن يتاأ بإمامة المساجد‪ ،‬ول يوجد فيها َمن يبلذل رز ًقلا وهلو وللر األملر‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪629‬‬

‫فيًوز أخذ األجر على ا مامة واألاان‪ ،‬وعلى ولية القلاء وسائر القربات‪.‬‬
‫ٍ‬
‫استثناءات قد اكرهلا العلملاء وفصللوا فيهلا‪ ،‬أملا ملا‬ ‫إ ًاا هذه المسألة مهمة عرفنا استثناءاهتا وهر ث ثة‬
‫عدا الك ف يًوز‪.‬‬

‫من أمثلة ذلـب‪ :‬ملا اكربلا يف الراقلر ل يًلوز‪ ،‬ملن أمثللة اللك‪ :‬بعله األئملة يقلول‪ :‬أبلا إملام مسلًد‬
‫راتع من الدولة مبلغ كذا‪ ،‬ثم يقول‪ :‬لباين المسًد أو الًيران ألن صوا جمي ل يكفينلر‪ ،‬أريلد‬
‫ويأتينر ٌ‬
‫رزق فل يًلوز لله ْ‬
‫أن يطللع‬ ‫منكم مبل ًغا آخر حرا ٌم عليه الك؛ ألبه بلع أجر ً فحرا ٌم عليه حيث كلان لله ٌ‬
‫أجر ‪ ،‬أما لو لم يكن له رزق ول يحفظ المسًد إل بأجر فإبه يًوز عند الحاجة‪.‬‬
‫وعندبا القاعد عند فقهائنا ومذهع ٍ‬
‫مالك كذلك‪ :‬أبه يصار للقول الللعيف للللرور العاملة‪ ،‬وهلذا‬
‫من اللرور العامة‪.‬‬

‫ُـٍ َمـا َج َـر ْت بِـ ِ َعـا َدة َو ُع ْـرف‪ ،‬ك َِز َمـا ِم َم ْرك ٍ‬
‫ُـاب َو ََـدٍّ ‪َ ،‬و َر ْ ـ ٍع َو َح ٍّ‬
‫ـط‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى ُم َؤ ِجرٍ ك ُّ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫يم َها ك ََذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫يٍ ن َْح َا َبا ُلا َع ٍة إِ ْن ت ََس َّل َم َها َ ِ‬
‫ار َبة‪َ ،‬و َع َلى ُم ْ رٍ ت َْسل ُ‬ ‫َو َع َلى ُم ْتِرٍ ن َْح َا َم َح ِم ٍٍ َو ِم َظ َّلة‪َ ،‬و َت ْع ِز ُ‬

‫يقول إن المؤجر يًع عليه كل ملا جلرت العلاد والعلرف ببذلله‪ ،‬فإبله يًلع عليله فعل اللك‪ ،‬وأملا‬
‫المستأجر وهو المكةي فإبه يًع عليله ملا كابلت المنفعلة لله‪ ،‬وللم ِ‬
‫تًلر العلاد ْ‬
‫بلأن يكلون تاب ًعلا للعلين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بالوعة وغيرهلا‪ ،‬األمثللة التلر اكرهلا المصلنِّف‬ ‫ويًع عليه كذلك ك ما كان بسببه مث ما اكر من تفريغ‬
‫كابت قديم ًة قد تكون قليل ًة يف زمابنا‪.‬‬

‫بتقلديره ول اللغلة‬ ‫قال‪« :‬فيًع َع َلى ُم َؤ ِّج ٍر ُك ُّ َما َج َر ْت بِ ِه َعا َد ٌ َو ُع ْلر ٌ‬


‫ف»؛ ألن كل ملا للم يلرد اللن‬
‫فإبنا بصير إلى العرف‪.‬‬

‫أن يللأا بلمامهللا‪ ،‬والحللد أي ربللط المتللاأ‪،‬‬ ‫لوب»‪ ،‬إاا اسللتأجر مركوبللة فيًللع عليلله ْ‬ ‫قللال‪« :‬ك َِل َمللا ِم َم ْر ُكل ٍ‬
‫« َو َح اط» أي‪ :‬على المتاأ‪َ « ،‬و َع َلى ُم ْكتِ ٍر ب َْح َو َم َح ِم ٍ » أي‪ :‬يوضع على الدابلة‪َ « ،‬ومِ َظ َّللة» أي‪ :‬كلذلك تكلون‬
‫ار َغ ًة‪َ ،‬و َع َلى المكري»‪ ،‬وهو الملؤجر‪،‬‬ ‫مثابة على الدابة‪َ « ،‬و َت ْع ِلي ُ ب َْح َو َبا ُلو َع ٍة» أي‪ :‬تنظيفها‪« ،‬إِ ْن َت َس َّل َم َها َف ِ‬

‫يم َها ك ََذل ِ َك» أي‪ :‬فارغةً‪.‬‬‫ِ‬


‫« َت ْسل ُ‬
‫‪630‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و ِه َ َع ْهد ََّل ِزم»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫واحلد‬ ‫يقول المصنِّف‪ :‬إن عقد ا جار عقدٌ لزم‪ ،‬فإاا ابعقدت ا جلار وللملت بالعقلد فلليس لكل‬
‫منهما ‪-‬على سبي البفراد‪ -‬فسخها‪ ،‬ب هر لزم ٌة للطرفين م ًعا‪.‬‬

‫َان َا ْل ُمدَّ ِة بِ َال ُع ْذ ٍر َ َع َل ْي ِ ك ٍُُّ ْاْلُ ْج َر ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن تَحا َل مست َْأ ِجر ِ َأ ْثن ِ‬
‫َ َّ ُ ْ‬
‫دارا فللم يسلكنها‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬إن المستأجر إاا للم ينتفلع ملن العلين الملؤجر ‪ْ ،‬‬
‫فلإن كابلت العلين الملؤجر ً‬
‫بقول‪ :‬للمتك األجر ‪ ،‬أو كابت العين المؤجر غير اللدار كالدابلة ومقلدر ٌ بملد ‪ ،‬وللم يسلتخدمها يف هلذه‬
‫َـان َا ْل ُمـدَّ ِة بِ َـال‬
‫المد لعم ٍ معين‪ ،‬بقول‪ :‬وجبت عليك األجر ‪ ،‬وهذا معنى قال‪ْ ِِ َ « :‬ن تَحا َل مست َْأ ِجر ِـ َأ ْثن ِ‬
‫َ َّ ُ ْ‬
‫ُع ْذ ٍر َ َع َل ْي ِ ك ٍُُّ ْاْلُ ْج َر ِة»‪ ،‬ل تنفسخ بعدم استيفائه المنفعة‪ ،‬ب تًع عليه األجر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َح َّا َل ُ َمالِب َ َال ََ ْ َن َل ُ»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬وإِ ْن َح َّو َل ُه»‪ ،‬معنى قال‪َ « :‬ح َّو َل ُه» يعنر‪ :‬أبه بقله ومنعه ملن اسلتيفاء المنفعلة الماللك‪َ « ،‬فل َ َش ْلر َء‬
‫َل ُه» يعنر‪ :‬ل أجر للمالك‪ ،‬وهذه مسألة أريد ْ‬
‫أن تنتبهوا لها‪ :‬اآلن هذه المنفعة بلرب ً‬
‫مثلال بمنفعلة اللدار‪،‬‬
‫أجرت لمد السنة‪ ،‬مد هذه السنة تكون مل ًكا للمستأجر‪ ،‬لما جلاء الملؤجر فمنعله ملن دخلول‬
‫منفعة الدار ِّ‬
‫ٍ‬
‫الدار‪ ،‬ه هذه السنة تكون المنفعة مل ًكا لمن؟ للمستأجر‪ ،‬فيكون حينمذ مالك الدار ً‬
‫نالما وغاص ًبا له‪.‬‬

‫ما الذي يًع عليه؟ قلالوا‪ :‬يًلع عليله قيملة أجرهتلا يعطيهلا المسلتأجر‪ ،‬يًلع عليله ْ‬
‫أن يعطيله قيملة‬
‫فلإن ابتهلت الملد يًلع عليله ْ‬
‫أن يعطيله األجلر ‪ ،‬فلإن كابلت‬ ‫آثم بالمنع فيًع عليه التمكين‪ْ ،‬‬ ‫أجرهتا‪ ،‬هو ٌ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل شرء للمالك ل ُيعطى أجر ً‪.‬‬ ‫أجرهتا مساوي ًة لما اتفقا عليه أو كابت أجرهتا أق مما اتفقا عليه‪،‬‬

‫عمرو منعله ملا أعطلاه المفتلاال‪ ،‬قلال‪ :‬يلا أخلر‪ ،‬أبلا أريلد أسلكن‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫عمرو بيتًا بألف‪ ،‬جاء‬ ‫استأجر زيدٌ من‬
‫وغاصلع للمنفعلة‪ ،‬فيًلع عليله ْ‬
‫أن يلرد إاا‬ ‫ٌ‬ ‫نلالم‬
‫ٌ‬ ‫ابنر‪ ،‬رفه ْ‬
‫أن يسكنه يف البيلت‪ ،‬اسلتأجرها بلألف‪ ،‬هلو‬
‫إن شاء اهلل اليوم يف بلاب الغصلع‪ ،‬يًلع ْ‬
‫أن‬ ‫أن يرد قيمة أجرهتا كما سيأتينا ْ‬
‫ابتهت مد المنفعة يًع عليه ْ‬
‫يرد قيمة األجر ‪ ،‬بقول‪ :‬هذه األجر لها ث ث حالت‪:‬‬

‫‪ -‬إما ْ‬
‫أن تكون األجر المث مث ما تعاقدا عليه‪ ،‬هما تعاقدا بلألف وأجرهتلا «أجلر المثل » يف السلوق‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ليس للمالك شرء‪.‬‬ ‫بألف‪ ،‬بقول‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪631‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ْ :‬‬


‫أن تكون أجر المث أق مما تعاقلدا عليله‪ ،‬هملا تعاقلدا عللى أن األجلر سلأعطيك‬
‫أجرهتا ألف ريال‪ ،‬ولكن أجرهتا يف السوق ثمابمائة ريال فقط‪ ،‬بقول‪ :‬ليس لك شلرء؛ ألبلك غصلع ملابع‬
‫المنفعة‪.‬‬

‫أن يلدفع‬ ‫ٍ‬


‫فحينملذ يًلع عللى الملؤجر ْ‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ْ :‬‬
‫أن تكون أجر مثلها أعلى مما تعاقلدا عليله‪،‬‬
‫الفرق‪ ،‬استأجرها منه بألف أق من سعر السوق‪ ،‬ثم منعه وجد أن السلعر ارتفلع قلال‪ :‬ل‪ ،‬ل‪ ،‬ل أريلدك ْ‬
‫أن‬
‫تسكن‪ ،‬بقول‪ :‬يًع على المؤجر ْ‬
‫أن يعطيله فلرق سلعر السلوق مقاربل ًة بملا اسلتأجرها منله‪ ،‬سلعرها بلألف‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يعطيه مائتين‪.‬‬ ‫ومائتين‪،‬‬

‫إ ًاا فقول المصنِّف‪َ « :‬ف َ َش ْر َء َل ُه»‪ ،‬محله إاا كابلت أجلر المثل مثل ملا تعاقلد عليله‪ ،‬أو كابلت أجلر‬
‫المث أق مما تعاقد عليه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معهاد علي »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتنقسَ ٍ‬
‫بتلف‬
‫ٍ‬
‫بمعهـاد عليـ »‪ ،‬المعقلود‬ ‫بدأ المصنِّف يتكلم رحمة اهلل عليه عما تنفسخ بله ا جلار ‪ ،‬فقلال‪« :‬تنقسـَ‬
‫عليه هنا هو إجار األعيان‪ :‬فالنوأ األول‪ :‬وهر إجار األعيان إاا ابفسخ المعقود عليه وهلو تلفلت الدابلة‬
‫ٍ‬
‫حينمذ تنفسخ ا جار ‪.‬‬ ‫أو تلف اآلدمر أو تلفت الدار‪ ،‬فإبه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبمات مرتضع»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫فحينمذ تنفسخ به‪.‬‬ ‫هذه من إجار المنافع؛ ألن المنفعة متعلق ٌة بالمرتلع‪،‬‬

‫ٍ‬
‫ضرس أو برئ ونحاه»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وانهالع‬

‫أيلا ملن إجلار المنلافع‪ْ ،‬‬


‫كلأن يكلون رجل ً اسلتأجر ببي ًبلا دخل عللى‬ ‫ٍ‬
‫ضرس»‪ ،‬وهذه ً‬ ‫قال‪« :‬وابق أ‬
‫الطبيع ليقلع له ضرسه‪ ،‬اتف لتقلع لر اللرس ليس ألج الكحف وإبَّما لقلع اللرس‪ ،‬فقب أن يلدخ‬
‫سقط اللرس‪ ،‬بقول‪ :‬ا جار ابفسخت ول يللمه ْ‬
‫أن يدفع شرء‪ ،‬لكن لما دخل كحلفية الكحلفية ل‪ ،‬هنلا‬
‫ولليس منفعلة‪ ،‬فيكلون المعقلود‬ ‫ليس ألج قلع اللرس وإبَّما للكحفية‪ ،‬فيكون هنا المعقود عليه شخ‬
‫ٍ‬
‫بمنفعة مقدر ‪.‬‬ ‫منحبس عنده‬ ‫عليه شخ فدخلتها للحخ ‪ ،‬فأبت‬
‫ٌ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪632‬‬

‫ف‬ ‫ار‪ُ ،‬عـرِ َ‬ ‫يب‪َ ،‬و َب ْي َط ٍ‬


‫َت َيدُ ُه َه َطأ‪َ ،‬و ََّل ن َْح َا َح َُّامٍ‪َ ،‬و َطبِ ٍ‬ ‫اص َما َجن ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ْض َم ُن َأ ِجير َه ٌّ‬
‫ِح ْذ ُق ُه ْم إِ ْن َأ ِذ َن ِي ِ ُم َ َّلف َأ ْو َولِ َب ْيرِه َو َل ْم ت َُْ ِن َأ ْي ِد ِ‬
‫يه ْم‪َ ،‬و ََّل َرا ٍع َما َل ْم َي َت َعدَّ َأ ْو ُي َق ِر ْط»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫«وي ْضمن م ْيتَرك ما ت َِل َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ـن ُقـدِ َر َن ْق ُعـ ُ بِـالز ََّمن َوا ْل ُم ْيـ َترِ ُك‬
‫ـاص َم ْ‬ ‫ف بِق ْعل ََّل م ْن ح ْر ِزه َو ََّل ُأ ْج َر َة َل ُ ‪َ ،‬وا ْلخَ ُّ‬ ‫ََ َ ُ ُ َ َ‬
‫ِبا ْل َع َم ٍِ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنِّف عن بوعر األجير واألجراء بوعان‪:‬‬

‫أجير خاص‪.‬‬
‫‪ ‬الناع اْلول‪ٌ :‬‬
‫وأجير محةك‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪:‬‬

‫واألجير الخاص والمحةك يطأن على إجار األعيان والمنافع م ًعا محتملة‪ ،‬األجير الخاص َمن هلو؟‬
‫شلهرا‪ ،‬وللذلك كل عقلود‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪« :‬هو َم ْن ُقدِّ َر َب ْف ُع ُه بِ َّ‬
‫الل َمن»‪ ،‬يعنر احتبس بمد معينلة‪ ،‬اسلتأجرتك أسلبو ًعا ً‬
‫العم المونفين أغلبها هم أجراء خاصلين‪ ،‬المونلف يف المؤسسلات ويف الحلركات ويف الحكوملة كلهلا‬
‫أجير خاص‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مقلدر بفعله بالعمل ‪ ،‬رجل ٌ عنلده محل ٌ ورشلة‬ ‫قال‪ :‬واألجير المحلةك هلو اللذي ِ‬
‫قلدر بفعله بالعمل ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫أجيلر خلاص‪ ،‬وأملا الرجل اللذي جلاء بسليارته‬
‫ٌ‬ ‫ص ال السيارات‪ ،‬المونف الذي يعم عنده عام هذا‬
‫أجيرا محلةكًا عنلده؛ ألبله يصلل سليارته ويصلل سليار غيلره‪ ،‬فهلو‬
‫فإن صاحع المح أو المح يعتا ً‬
‫مقدر بالعم ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مااا قال المصنف؟ يقول إن األجير الخاص ل يلمن‪ ،‬األجير الخاص ل يللمن إل بلالتفريط‪ ،‬وأملا‬
‫األجير المحةك فيلمن مطل ًقا‪ ،‬سوا ًء َفرط أو لم يفرط هذا يف الًملة‪ ،‬وسيأا الستثناءات بعد قلي ‪.‬‬

‫لمللااا قللالوا الللك؟ قللالوا‪ :‬األصل أن األجيللر الخللاص ل ضللمان عليلله‪ ،‬لكللن للحاجللة لكللر ل تللليع‬
‫جمع من الصحابة كعلر ‪ ‬ضمنا األجير المحةك‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حقوق الناس‪ ،‬ولما قلى به‬

‫وبنا ًء على الك َمن أدخ سيارته للورشلة وكلان العامل يعمل فيهلا‪ ،‬فرجلع خطل ًأ فصلدم يف السليار ‪،‬‬
‫يلمن ول ما يلمن؟ يلمن‪ ،‬العام أجير خاص‪ ،‬إ ًاا السليار َملن يللمنها؟ ل ضلمان عليهلا ل‪ ،‬بقلول‪:‬‬
‫أجيلر‬
‫ٌ‬ ‫السيار يلمنها له صاحع المح ؛ ألن المح [‪ ]50:36‬بقصد به صاحع المح ومالك المح‬
‫‪٦‬‬
‫‪633‬‬

‫أن يأتيه بلما ا‪ ،‬وصاحع المح ل يًوز له ْ‬


‫أن يرجع على األجيلر الخلاص؛‬ ‫ٌ‬
‫محةك عنده‪ ،‬فيًع عليه ْ‬
‫ألن األجير الخاص ل يلمن إل بالتفريط‪.‬‬

‫إ ًاا هذه الصور فيها ضمابان‪:‬‬

‫ٌ‬
‫ضمان على خاص‪.‬‬ ‫‪ ‬الضمان اْلول‪:‬‬

‫ٌ‬
‫وضمان على محةك‪.‬‬ ‫‪ ‬الضمان الثاين‪:‬‬

‫يقول « َو َل َي ْل َم ُن َأ ِج ٌير َخ ٌّ‬


‫اص َما َجن َْت َيدُ ُه َخ َط ًأ»‪ ،‬وأما ما جنت عمدً ا فإبه يلمن ل شك‪.‬‬

‫ف ِحل ْلذ ُق ُه ْم»؛ ألن الحًللام والطبيللع والبيطللار أجيل ٌلر‬ ‫لع‪َ ،‬و َب ْي َطل ٍ‬
‫لار‪ُ ،‬عل ِلر َ‬ ‫قللال‪َ « :‬و َل ب َْحل َلو َح ًَّللامٍ‪َ ،‬و َببِيل ٍ‬
‫تطبـب‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫محةك‪ ،‬ولكلن أجرتله المحلةكة فيهلا شلروط بفلر الللمان‪ ،‬فلإن النبلر ‪ ‬قلال‪َ « :‬مـن‬
‫ولم يعلم من الطب ها ضـامن»‪ ،‬كملا عنلد أبلر داود ملن حلديث عملرو بلن شلعيع علن أبيله علن جلده‪،‬‬
‫مفهومه أبه ْ‬
‫إن كان قد علم منه الطع ف ضمان عليه‪.‬‬

‫إ ًاا الحًام والطبيع والبيطار ل يلمنون بحروط‪:‬‬

‫تطبب ولم يعلم من الطب»‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ ‬اليرط اْلول‪ْ :‬‬
‫أن يكوبوا عالمين حااقين بصنعتهم « َمن‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ْ :‬‬


‫أن يكون مأاوبًا له بالتصرف بالحًامة أو بالطع‪ ،‬يستثنى من اللك صلور واحلد‬
‫أن يعالج ْ‬
‫وإن لم يأان له المريه‪.‬‬ ‫وهر ما ُيسمى بحالة الطوار ‪ ،‬فإبه عند الطوار يًوز للطبيع ْ‬

‫‪ ‬اليــرط الثالــث‪ :‬أبلله ل ُبللدَّ ْ‬


‫أن يتخلذ ا جللراءات المعتللاد يف الطللع ويف الحًامللة ويف غيرهللا مللن‬
‫األمور المتعلقة ا‪.‬‬

‫ف ِح ْذ ُق ُه»‪ ،‬هذا الحرط األول‪.‬‬


‫‪ -‬وهذا معنى قال المصنِف‪ُ « :‬ع ِر َ‬

‫ف َأ ْو َول ِ ُر َغ ْي ِره» هذا الحرط الثاين‪.‬‬ ‫‪« -‬إِ ْن َأ ِا َن فِ ِ‬


‫يه ُم َك َّل ٌ‬
‫‪ ‬اليرط الثالث‪ :‬قال‪َ « :‬و َل ْم َت ًْ ِن َأ ْي ِد ِ‬
‫يه ْم»‪ ،‬هذا هو الحرط الثالث‪.‬‬

‫فإاا وجدت هذه الحروط الث ثة ف يلمن هؤلء‪.‬‬

‫أجيلرا محلةكًا ل يللمن؛ ألبله‬


‫ً‬ ‫خاصلا أو‬
‫أجيلرا ً‬
‫ً‬ ‫قال « َو َل َرا ٍأ َما َل ْم َي َت َعدَّ َأ ْو ُي َف ِّر ْط»‪ ،‬الراعر سوا ًء كلان‬
‫‪634‬‬

‫ٍ‬
‫فحينملذ ل يللمن إل‬ ‫أجيلر ومسلتأم ٌن؛ ألبله سلينقله معله‪،‬‬ ‫أجيلرا فقلط‪ ،‬بل هلو‬ ‫بمثابة المستأمن فهو لليس‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫بالتفريط كحال األجير الخاص‪.‬‬

‫ف بِ ِف ْعلِ ِه» مطل ًقا « َل مِ ْن ِح ْر ِز ِه»‪ ،‬أما ما تللف‬


‫ثم قال‪َ « :‬و َي ْل َم ُن المحةك» أي‪ :‬األجير المحةك‪َ « ،‬ما َتلِ َ‬
‫سلارق فيسلرق‪ ،‬أو ْ‬
‫أن يًعل‬ ‫ٌ‬ ‫حينمذ ل ضلمان عليله‪ ،‬كلأن يلأا‬ ‫ٍ‬ ‫من حرز األجير المحةك ل بفعله هو‪ ،‬فإبه‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ بقلول‪ :‬ل ضلمان عليله؛ ألبله لليس‬ ‫ٍ‬
‫مكان معتاد‪ ،‬ثم يأا َبرد ومطر شديد فيفسد السلار ‪،‬‬ ‫السيار يف‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫بفعله‪ ،‬وقد حفظها يف حرزه‪ ،‬وأما ْ‬
‫إن كان بفعله أو من غير فعله لكنها لم تكن يف محلهلا وحرزهلا‪،‬‬
‫فعليه اللمان‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل ُأ ْج َر َ َل ُه»‪ ،‬ل بقول‪ُ :‬يعطى األجر ؛ ألن سلقطت األجلر بفلوات العيلع والللمان‪ ،‬ثلم بل َّين‬
‫الخاص والمحةك وعرفناها يف البداية‪.‬‬

‫ب ْاْلُ ْج َر ُة بِا ْل َع ْه ِد َما َل ْم ت َُؤ َّج ٍْ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬


‫َُ ُ‬

‫ع ْاألُ ْج َر ُ بِا ْل َع ْق ِد»‪ ،‬هذا يف إجار األعيان‪ ،‬وأما إجار المنافع فإن إجار المنافع لما كابلت‬ ‫يقول « َو َت ِ‬
‫ً ُ‬
‫ٍ‬
‫وحينملذ تسلتح‬ ‫يف الذمة فإ ا ل تًع إل عند استيفاء المنفعة‪ ،‬وأملا إجلار األعيلان فإ لا تًلع بالعقلد‪،‬‬
‫كامل ًة بتسليم العين‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ما َل ْم ُت َؤ َّج ْ » أي‪ :‬ما لم يتفقا على التأجي إما لبتهاء المد أو بعدها أو حسع ما يتفقلان عليله؛‬
‫ألن الحرط هنا ألحد المتعاقدين فلما أسقط حقه جاز‪.‬‬

‫يط‪َ ،‬وا ْل َه ْا ُل َق ْا ُل ُ ِ َن ْقيِ ِه َما»‪.‬‬


‫ان ع َلى مست َْأ ِجرٍ إِ ََّّل بِ َتعدٍّ َأو َت ْقرِ ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َض َم َ َ ُ ْ‬
‫بتعلد منله أي بفعلله « َأو ب َت ْف ِلر ٍ‬
‫يط» منله يف‬ ‫المستأجر مهما تللف ملن العلين فإبله ل يللمنه‪ ،‬ملا للم يكلن ٍ‬
‫ْ‬
‫حفظه‪ ،‬فإبه ح ٍ‬
‫ينمذ يلمن‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬وا ْل َق ْو ُل َق ْو ُل ُه فِر َب ْفيِ ِه َما» أي‪ :‬يف بفر التعدي والتفريط؛ ألن يده يد أمابة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنِّف يف هذا الفص يتكلم عن المسابقة‪ ،‬والعلماء يلوردون المسلابقة بعلد ا جلار ؛ ألن فيهلا‬
‫بوأ شبه‪ ،‬وإل فإن بعه من فقهائنا يورد المسابقة بعد الًعالة‪ ،‬وقد بصوا صراح ًة كملا يف «الللاد» وغيلره‬
‫‪٦‬‬
‫‪635‬‬

‫على أن المسابقة صلور ٌ ملن صلور الًعاللة‪ ،‬والمسلابقة قبل ْ‬


‫أن ببلدأ يف األحكلام التلر أوردهلا المصلنِّف‬
‫لنعلم أن المسابقة ث ثة أبواأ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫بعوض وبغير عوض‪ ،‬وهذا منه المسابقة يف األمور المحرمة‪ ،‬فكل ملا كلان‬ ‫بوأ من المسابقة يحرم‬
‫‪ٌ -‬‬
‫محر ًما فإبه ل يًوز المسابقة عليه بعوض أو بدون عوض‪ ،‬ومن الك المسابقة واللعع بالنرد‪ ،‬فقلد ثبلت‬
‫يف الصحي أن النبر ‪ ‬قال‪َ « :‬من لعب بالنردَـير أنَّمـا بمـس يـده يف لحـم هنزيـرٍ ودمـ »‪،‬‬
‫ٍ‬
‫واحد إللى سلتة‪ ،‬فهلذه ل يًلوز اللعلع‬ ‫والمراد بالنرد‪ :‬ما بسميه باللهر وهر المكعبة التر فيها أرقا ٌم من‬
‫فيها مطل ًقا سوا ًء لعع بعوض أو بدون عوض‪ ،‬بمحل ٍ أو بدون محل مطل ًقا ل يًلوز‪ ،‬والسلبع يف اللك‬
‫أمران‪:‬‬

‫‪ -‬التعبد للحديث الذي ورد عن النبر ‪.‬‬

‫‪ -‬والسبع الثاين‪ :‬بأ ا مخالفل ٌة لليملان بلاهلل ‪‬؛ ألن ملن ا يملان بلاهلل ‪ ‬ا يملان بقللاء اهلل‬
‫وقدره‪ ،‬و َمن لعع بالنردشير فإبه سيبنر حظه سوا ًء كان فيه عوض أو ملن غيلر علوض عللى الحلظ وعللى‬
‫الحًل على حسع الرقم الذي يخرج لك‪.‬‬

‫إبقلاص يملان الملؤمن‪ ،‬وللذا فلإن‬ ‫ٍ‬


‫فحينمذ بقول‪ :‬إن هلذا يخلالف ا يملان بالقللاء والقلدر‪ ،‬وفيله‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬
‫المؤمن إما يتعل باهلل ‪ ،‬أو يتعلل باألسلباب الكوبيلة المعلوملة بالعقل ‪ ،‬األسلباب غيلر المعقوللة ل‬
‫ٌ‬
‫رابلط‬ ‫ا كالنردشير والتعل بالتمائم‪ ،‬ك هلذه ل أثلر لهلا؛ ألبله ل يوجلد ل رابلط عقللر ول‬ ‫يًوز التعل‬
‫شرعر لعتبارها‪ ،‬هذا النوأ األول‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الناع الثاين‪ :‬ما يًوز المسابقة عليه بغير عوض‪ ،‬وهذا يًوز يف ك ش ٍ‬
‫رء خ ف النوأ األول‪.‬‬

‫الناع الثالث‪ :‬ما يًوز المسابقة عليه بعوض‪ ،‬وهذا الذي بلتكلم عنله هنلا‪ ،‬وهلذا اللذي ُيلتكلم عنله يف‬
‫ف بوي بين أهل العللم‪ ،‬ولكلن بمحلر‬
‫هذا الباب‪ ،‬وهذه المسألة ما يًوز المسابقة عليه بعوض فيه خ ٌ‬
‫على ما محى عليه المصنِّف‬

‫ٍ‬
‫بعاض»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وسقن ومزاريق وسائر حياان َّل‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتُاز المسابهة على أقدا ٍم وسها ٍم‬

‫منصوصلا‬ ‫أن يكلون‬ ‫ٍ‬


‫شلرء إل ْ‬ ‫هذا الذي قلناه قب قلي إبه يًوز المسلابقة ملن غيلر علوض عللى كل‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫وكذب وغير الك‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وسحر‬ ‫عليه كالنرد‪ ،‬أو محر ًما كآلة ٍ‬
‫لهو ودج ٍ‬
‫‪636‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬إَّلَّ َع َلى إِبِ ٍٍ‪َ ،‬و َه ْي ٍٍ‪ِ ،‬و ِس َها ٍم»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ونصـٍ»‪،‬‬ ‫هذه األمور الث ثة ثبت عن النبر ‪ ‬أبه قال‪َّ« :‬ل سبق إَّل يف ثالث‪ٍ :‬‬
‫هف و حا رٍ‬
‫فهذه األمور الث ثة هر التر أجيل فيها‪ ،‬والسب هلو الًلائل والًعل ‪ ،‬فلدل عللى أبله يًلوز أخلذ الًعل‬
‫عليها‪.‬‬

‫ين َم ْركُا َبيِ ِن‪َ ،‬وات َِحا ُد ُه َما»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََ ْر ُط َت ْعيِ ِ‬

‫بدأ يتكلم عن الحروط وهر سبعة قال‪:‬‬

‫‪ -‬أولها‪ :‬يحةط ْ‬
‫أن يعين المركوبان التر يكلون عليهلا المسلابقة‪ ،‬فل ُبلدَّ ملن تعيينهملا‪َ « ،‬وات َِحا ُد ُه َمـا»‬
‫أي‪ :‬اتحاد بوعهما فيسابقوا بإب ٍ مع إب ‪ ،‬أو خي ٍ مع خي ‪ ،‬وكلذلك يتحلدان يف النلوأ فيكلون بلوأ الخيل‬
‫متف ‪ ،‬فخي ٌ عربية غير الخي الهًينة مث ً فيكون من بفس النوأ‪.‬‬

‫ين ُر َم ٍاة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َت ْعيِ ُ‬

‫وتعيين الرما يف المناضلة بالسهام‪ ،‬ف ُبدَّ من تعيين الرامر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْح ِديدُ َم َسا َ ٍة»‪.‬‬

‫وتحديد المسلافة سلوا ًء يف المسلابقة أو يف المنلانر بالسلهام‪ ،‬فل ُبلدَّ ملن تحديلد المسلافة أو تحديلد‬
‫الغرض‪ ،‬فيكون يف الرمر تحديد الغرض مكان الغرض الذي ُيرمى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِع ْل ُم ِع َا ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ِع ْل ُم ِع َو ٍ‬
‫ض» أي‪ :‬مقدار العوض الذي يستحقابه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َب َ‬


‫اح ُت ُ»‪.‬‬

‫مباحا غير محر ٍم ول مستح ٍ آلخر‪.‬‬ ‫ْ‬


‫بأن يكون ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه ُروج َع ْن ََ َب ِ ِق َم ٍ‬
‫ار»‪.‬‬

‫وخروج من شبهة القمار هذا عللى المحلهور‪ ،‬فعللى المحلهور أل يًلوز ْ‬


‫أن يكلون العلوض ملن‬ ‫ٌ‬ ‫قال‪:‬‬
‫جميع المتسابقين‪ ،‬ب يكون من بعلهم ويكون بعلهم ل عوض منه‪ ،‬وهذا الذي ل عوض منله ل ُبلدَّ ْ‬
‫أن‬
‫‪٦‬‬
‫‪637‬‬

‫أن يفوز هذا على المحهور أو ْ‬


‫أن تكون الًلائل‬ ‫يكون متحدً ا معهم يف المركوب ويف بوأ الرمر‪ ،‬ويحتم ْ‬
‫من غيرهم من أجنبر‪ ،‬هذا هو المحهور‪.‬‬

‫أبا أقول هذا ألن ملن أهل العللم َملن يقلول‪ :‬إبله يف هلذه األملور الث ثلة يًلوز ْ‬
‫أن يكلون العلوض ملن‬
‫جميعهم ول يللم المح ‪ ،‬وهذا اختيار ابن القيم يف كتاب «الفروسية»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬


‫بدأ المصنِّف يف هذا الفص يتكلم عن ٍ‬
‫عقلد ملن عقلود التاعلات وهلو العاريلة‪ ،‬والعاريلة‪ :‬هلو التلاأ‬
‫بالمنفعة للغير‪ ،‬فيملِك غيره منفعة ٍ‬
‫عين مًابًا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َع ِ‬
‫ار َي ُة ُسنَّة»‪.‬‬

‫مندوب إليها ومؤكد ‪ ،‬وقلد جلاء يف قلول اهلل ‪ { :‬ﮃ‬


‫ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬وا ْل َع ِ‬
‫ار َي ُة ُسنَّ ٌة»‪ ،‬فكو ا سنَّة أي‬

‫ﮄ} [الماعون‪ ،]7:‬أي‪ :‬يمنعون إعارته يف أحد توجيهات هذه اآلية وقي إبه الطعام من بلاب التعبيلر‬
‫با باء عنه‪ ،‬فدل الك على أن العارية مستحبةٌ‪ ،‬وتتأكد فيملا يحتلاج النَّلاس إليله‪ ،‬تتأكلد تأكلدً ا شلديدً ا فيملا‬
‫يحتاج النَّاس إليه‪.‬‬

‫أن تعيره إياه ب قلد قيل بوجوبله أحيابًلا‬ ‫ٍ‬


‫ماعون ليطبخ فيه أو لينلأ منه ما ًء‪ ،‬فيتأكد ْ‬ ‫امره إلى‬
‫فلو احتاج ٌ‬
‫عند بعه أه العلم‪ ،‬والعارية ُتسمى َعاريِ ًة و ُتسمى عار َي ًة فهما وجهان يف اللغة صحيحان‪.‬‬

‫ـح إِ َع َارتُـ ُ إِ ََّّل َا ْل ُب ْضـع ََو َع ْبـدا ُم ْس ِـلما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َما ُينْ َت َق ُـع بِـ َم َـع َب َهـان َع ْينـ َن ْقعـا ُم َباحـا تَص ُّ‬
‫لِ َا ِرٍ»‪.‬‬

‫حينمذ يًلوز إعارتله‪ ،‬وأملا ملا ل تبقلى عينله وإبَّملا تسلتهلك‬ ‫ٍ‬ ‫يقول إن ك ما ينتفع به مع بقاء عينه‪ ،‬فإبه‬
‫فإبه ل يكون عاري ًة وإبَّما يكون هب ًة للعين والمنفعة معا‪ ،‬وهذا معنى قال‪« :‬و ُك ُّ ما ينْ َت َفع بِ ِه مع ب َق ِ‬
‫اء َع ْين ِ ِه»‪.‬‬ ‫َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬

‫مباحللا‬ ‫احللا» أي‪ :‬ل ُبللدَّ ْ‬


‫أن تكللون هللذه المنفعللة مباح لةً‪ ،‬والفقهللاء أحيا ًبللا يقولللون‪ :‬بف ًعللا ً‬ ‫قللال‪َ « :‬ب ْف ًعللا ُم َب ً‬
‫مباحللا ولللو كللان‬
‫مباحللا بل حاجللة‪ ،‬هنللا يف بللاب العاريللة يقولللون‪ :‬بف ًعللا ً‬
‫ويسللكتون‪ ،‬وأحيا ًبللا يقولللون‪ :‬بف ًعللا ً‬
‫فحينمذ يًوز إعار الكلع للحراسة وللرعر والحرث‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لحاجة‪،‬‬

‫قال‪ِ « :‬ص ُّ إِ َع َار ُت ُه» كما تقلدَّ م «إِ َّل َا ْل ُب ْللع»‪ ،‬فل يصل ؛ ألن البللع ل يًلوز إعارتله‪َ « ،‬و َع ْبلدً ا ُم ْسللِ ًما‬
‫‪638‬‬

‫ً‬
‫إالل للمسلم وهذا ل يص ‪.‬‬ ‫ل ِ َكافِ ٍر»؛ ألن فيه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َص ْيدا َون َْح َا ُه لِ ُم ْحرِ ٍم»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َص ْيدً ا» يعنلر‪ :‬ل يًلوز أن الملرء يصلطاد صليدً ا‪ ،‬ثلم يعيلره لمحلرمٍ؛ ألن المحلرم يحلرم عليله‬
‫الصيد‪ ،‬ويحرم عليه الدللة على الصيد‪ ،‬ويحرم عليله مباشلر ابل الصليد اللذي اصلطيد‪ ،‬يعنلر إاا صليد‬
‫أيللا إمسلاك‪ ،‬فلدل اللك عللى أن الصليد ل يًلوز إعارتله للمحلرم‪،‬‬
‫الصيد يحرم عليه بحره ويحرم عليله ً‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يًوز‪.‬‬ ‫لكي يكون متسب ًبا يف بحره ويف صيده وابحه‪،‬‬

‫قال‪َ « :‬وب َْح َو ُه» أي‪ :‬وبحوه مما يحرم على المحلرم‪ ،‬فل ُيعطلى ملث ً آللة الصليد‪ ،‬فل ُيعلار آللة الصليد‬
‫للصيد ف يًوز‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وت ُْضمن م ْط َلها بِ ِم ْث ٍِ ِم ْث ِل ‪ ،‬و ِقيم ِة َبيرِ ِه يام َت َل ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫ّ َ َ ْ ََْ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫قول المصنِّف‪َ « :‬و ُت ْل َم ُن ُم ْط َل ًقا»‪ ،‬هذه من مفاريع عند فقهائنا؛ ألن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬عاريـة‬
‫يفرط وهلذه ملن‬ ‫ٍ‬
‫بتفريط منه وتعدي‪ ،‬أو لم ِ‬ ‫مضمانة»‪ ،‬ومعنى أ ا ملموبة أي سوا ًء َّفرط المستعير فتلفت‬
‫المفردات‪.‬‬
‫إ ًاا فرط أو لم يفرط فإن المستعير يلمن‪ ،‬ولو كابت بفعله أو بفع غيره ٍ‬
‫بآفلة سلماوية أو بفعل آدملر‬
‫يلمن مطل ًقا عندهم هذا للحديث وهذا معنى قال‪َ « :‬و ُت ْل َم ُن ُم ْط َل ًقا»‪.‬‬

‫يم ِلة‬ ‫ِ‬


‫إن كابت ملن المثليلات وهلو المكيل والملوزون ُيعطلى مثلله‪ ،‬قلال‪َ « :‬وق َ‬‫قال‪« :‬بِ ِم ْث ِ مِ ْثلِر» يعنر‪ْ :‬‬
‫لف»‪ ،‬يلوم التللف لليس العلا‬ ‫َغي ِر ِه» أي‪ :‬وقيمة غير المث من المقومات كالمصنوعات وغيرهلا‪« ،‬يلوم َت َل ٍ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫بيوم العقد وإبَّما العا بيلوم التللف؛ ألن وجلوب المثللر والللمان إبَّملا هلو يف وقلت التللف ل يف وقلت‬
‫الملك‪.‬‬
‫ت بِاستِ ْعم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل إِ ْن تَل َق ْ ْ َ‬
‫بدأ يتكلم عن الصور التر يسقط فيها ضمان العارية‪:‬‬

‫يسلتخدم‬ ‫َخ ْمل ِمِن َْحل َف ٍة»‪ ،‬عنلدما يكلون الحلخ‬ ‫ال بِمعر ٍ‬
‫وف ك َ‬ ‫‪ -‬أول صور ‪ :‬قال‪« :‬إِ ْن َتلِ َف ْت بِ ِ ٍ‬
‫است ْع َم َ ْ ُ‬
‫ْ‬
‫الغة ويكون فيها أبراف‪ ،‬أبراف الغة مث ً واستعارها للبس‪ ،‬فمع كثر الللبس تكلون األبلراف هتلة‬
‫‪٦‬‬
‫‪639‬‬

‫علملا ملن حريلر؛ ألن‬


‫دائما هتة ملع الللبس‪ ،‬وللذلك الحلرأ أبلاال أن جيلع اآلدملر يًعل فيله ً‬
‫معروف ً‬
‫كثيلرا فإبله يًلوز ْ‬
‫أن‬ ‫الحرير مع كثر اللمس ل هتلة بخل ف سلائر األقمحلة‪ ،‬فالًيلع هلذا ألبله ُيلملس ً‬
‫علما من حرير بحرط أل يًاوز أربعة أصابع‪.‬‬
‫يكون فيه ً‬
‫إ ًاا هللذه األبللراف مللع كثللر السللتعمال هتللة كثيل ًلرا جللدًّ ا‪ ،‬فخمل المنحللفة أبرافهللا وأهللدا ا خمل‬
‫أبراف الثوب‪ ،‬أبت إاا لبست الثوب ث ث أربع خمس مرات‪ ،‬ابظر لطرف ثوبك ملن أسلف تًلد أن فيله‬
‫بعه الهةاء‪ ،‬هذا الهةاء غيلر مللمون؛ ألبله جلرت العلاد بله ملع السلتعمال‪ ،‬وهلذا معنلى قلال‪« :‬إِ ْن‬
‫ال بِمعر ٍ‬
‫وف» أي‪ :‬العاد به‪ ،‬هذه الحالة األولى‪.‬‬ ‫َتلِ َف ْت بِ ِ ٍ‬
‫است ْع َم َ ْ ُ‬
‫ْ‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬ما كان وق ًفا‪ ،‬كل األعيلان الموقوفلة إاا اسلتعيرت فإ لا ل ُت َ‬
‫للمن إاا تلفلت‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫تفلريط منله‬ ‫ُع ِع ْل ٍم؛ إِ َّل بالتفريط» بب ًعا بتكلم‪َ ،‬من استعار كتا ًبا موقو ًفا وتلف بغير‬
‫« َو َل إِ ْن كَاب َْت َو ْق ًفا َك ُكت ِ‬
‫ف يلمن؛ ألن العين الموقوفة بب ًعا للمنفعة العامة وليسلت الموقوفلة عللى أعيلان؛ ألن العلين الموقوفلة‬
‫هذه المقصود منها المنفعة‪ ،‬وإاا تلفت فإبَّما ْ‬
‫إن تكون تلفه بالستعمال وهذا من استعمالها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عاريلة يًلع‬ ‫يط»‪ ،‬فيًع عليه اللمان‪َ « ،‬و َع َل ْي ِه ُم ْؤبَل ُة َر ِّد َهلا»‪ ،‬أجلر اللرد مطل ًقلا يف كل‬
‫قال‪« :‬إِ َّل بِ َت ْف ِر ٍ‬

‫عليه مؤبة ردها‪.‬‬


‫ِ ِ ِ‬
‫لم َي ْل َلم ْن»‪ ،‬يعنلر‬ ‫ضمان يف العارية‪ :‬قال‪« :‬إاا َأ ْرك َ‬
‫َع ُمنْ َقط ًعا ل َّله َل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬التر ل يكون فيها‬
‫إاا أركللع يف سللبي اهلل فاألص ل أن العاريللة هنللا ل ضللمان فيهللا إل بللالتفريط؛ ألن األص ل أن َمللن أركللع‬
‫منقط ًعا هلل ‪ ‬األص وغالع الظن أ ا تتلف هذه الدابة عند ا ركاب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصلنِّف يف هلذا الفصل يلتكلم علن أحكلام الغصلع‪ ،‬وأحكلام الغصلع مهمل ٌة جلدًّ ا؛ ألن بعله‬
‫صلور‬
‫ٌ‬ ‫النَّاس يظن أن المراد بالغصع هو األخذ عللى وجله القهلر فقلط‪ ،‬وهلذا غيلر صلحي ‪ ،‬بل الغصلع‬
‫كثير ٌ جدًّ ا‪ ،‬السارق غاصع‪ ،‬و َمن أخذ على وجه القهر فهو غاصع‪ ،‬و َمن منع العارية يكون غاصل ًبا‪ ،‬و َملن‬
‫كابت عنده أماب ٌة فما ردها لصاحبها يكون غاص ًبا‪ ،‬و َمن التقط لقط ًة بغير قصد التعريف يكون غاص ًبا‪.‬‬

‫إ ًاا الغصع صور كثير جدًّ ا صاحع «شرال المنتهى» أوصلها إلى عحر ب تليد عن اللك‪ ،‬إ ًاا صلور‬
‫الغصع كثير جدًّ ا‪.‬‬
‫‪640‬‬

‫والغصع أحيابًا يكون بالستي ء عللى ملال الغيلر‪ ،‬وأحيابًلا يكلون بالتعلدي بالفعل ‪ ،‬التعلدي بالفعل‬
‫يعتا صور من صلور الغصلع‪ ،‬اكربلا قبل قليل أن الملؤجر إاا منلع المسلتأجر ملن علين المنفعلة يكلون‬
‫غاص ًبا للمنفعة‪.‬‬

‫إ ًاا صور الغصع كثير جدًّ ا جدًّ ا وسيمر معنا‪.‬‬

‫إ ًاا لما نن بعه النَّاس أن الغصع هو األخذ على وجه القهر‪ ،‬نن أن هلذا البلاب ل فائلد منله وهلو‬
‫ليس كذلك‪ ،‬ب الغصع هو كل َملن أخلذ ً‬
‫ملال أو منفعل ًة لغيلره بغيلر وجله حل ‪ ،‬فإبله يكلون غاصل ًبا لهلذه‬
‫ملك أو شبه ٍ‬
‫ملك‪ ،‬أو تكلون يلده يلد أمابلة‪ ،‬غيلر هلذا ُيسلمى يلد‬ ‫أن تكون يده يد ٍ‬
‫العين‪ ،‬ما هو وجه الح ؟ ْ‬
‫ٍ‬
‫ضمان فتةتع عليه األحكام‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫غاصع يد‬

‫أيلا قب ْ‬
‫أن بتكلم عن مسألة الغصع‪ ،‬إاا تكلم الفقهاء يف باب السرقة عن الغصلع يقصلدون غصل ًبا‬ ‫ً‬
‫أملرا أوسلع كملا‬
‫غير الغصع الذي هنا‪ ،‬فيقصدون به األخذ على وجله القهلر والغلبلة‪ ،‬وهنلا يقصلدون بله ً‬
‫اكرت لكم قب قلي ‪.‬‬

‫‪ -‬المسألة الثابية المهمة يف الغصع‪ :‬أن الغصع يةتع عليه اللمان‪ ،‬ولذلك كل َملن أراد ْ‬
‫أن يعلرف‬
‫أحكام اللمان فإن محلها باب الغصع‪ ،‬يحتاج إليها القاضر‪ ،‬يحتاج إليها الًار ملع جلاره‪ ،‬كيلف يكلون‬
‫التعويه‪ ،‬يحتاج إليها التاجر ملع اللذي اعتلدى عللى بللاعته فكسلر بللاعته‪ ،‬اللذي كسلر البللاعة هلذا‬
‫غاصع متلف‪ ،‬كيف يكون تقدير ا ت ف؟ يكون عن بري باب الغصع‪.‬‬

‫إ ًاا باب الغصع باب مهم جدًّ ا‪ ،‬ويف بفس الوقت فيه تفصي ٌت دقيقلة معرفلة هلذه التفصلي ت كابلت‬
‫صعبة على ٍ‬
‫كثير من بلبة العلم‪.‬‬

‫دائما كان يقول‪ :‬أصلعع بلاب يف أبلواب المعلام ت لليس الربلا‬


‫ولذا‪ :‬فإن بعه محايخنا وأبا أقررها ً‬
‫ول ا جار ‪ ،‬وإبَّما باب الغصع؛ ألبه يتعل به اللمان‪.‬‬

‫أن بمر عللى كل م المصلنِّف‪َ :‬ملن غصلع ملن غيلره ح ًقلا فإبله‬
‫أختصر لكم هذا الباب يف جملتين قب ْ‬
‫يًع عليه أمور‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬يًلع عليله رد العلين المغصلوبة أو المنفعلة المغصلوبة‪ ،‬يًلع تسلليم المنفعلة‪ ،‬إ ًاا‬
‫نالم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يًع رد العين ْ‬
‫فإن لم يردها فهو‬
‫‪٦‬‬
‫‪641‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬يًع عليه مؤبة الرد ولو كابت مؤبة الرد أغلى من العين‪ ،‬هذا األمر الثاين‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬يًع عليه ْ‬


‫أن يرد العين مع زيادهتلا وبمائهلا‪ ،‬سلوا ًء كلان الليلاد والنملاء متصل ً أو‬
‫منفص ً ‪.‬‬

‫ريال من غير وجه ح ‪ ،‬ثم تاجر لذه األللف حتلى صلارت بعلد‬ ‫صور الك‪ :‬رج ٌ أخذ من آخر ألف ٍ‬

‫أن يلرد األللف والليلاد‬ ‫ٍ‬


‫حينملذ يًلع عليله ْ‬ ‫عحر سنين مليون‪ ،‬مليون يعنلر أللف أللف‪ ،‬أصلبحت مليلون‪،‬‬
‫جمي ًعا‪ ،‬ك ما زاد يًع عليه رده‪.‬‬

‫فإن كابت العلين باقيل ًة وتللف فيهلا عيلع فيًلع عليهلا رد‬ ‫‪ -‬أربعة‪ :‬يًع عليه ضمان بقصها وعيبها‪ْ ،‬‬
‫غصللع أل ًفللا فأصللبحت خمسللمائة‪ ،‬فحينمل ٍلذ يًللع عليلله رد‬ ‫وإن كابللت بقصللت كل ْ‬
‫لأن يكللون َ‬ ‫أرش العيللع‪ْ ،‬‬
‫‪.‬‬ ‫النق‬
‫ٍ‬
‫عملرو أل ًفلا فلاتًر لا‪ ،‬بعلد سلنة صلارت عحلر آلف‪،‬‬ ‫النماء يًع عليه رده‪ ،‬غصلع زيلدٌ ملن‬ ‫بق‬
‫بقول‪ :‬رد العحر آلف‪ ،‬وكان قد خصم منها أل ًفا أكلها وشر ا‪ ،‬بقول‪ :‬ارجع األلف التلر خصلمتها السلنة‬
‫الماضية؛ ألبك غاصع‪.‬‬

‫إ ًاا يًع رد العين مع بمائها مع أرش عيبها وضمان التلف الذي فيها‪.‬‬

‫وضمان العيع؛ أل ما منفص ن‪.‬‬ ‫ضمان بقصها وضمان عيبها يحم الثنتين ضمان النق‬

‫‪ -‬األمر األخير‪ :‬يًع عليه بذل أجر العلين ملد الغصلع‪ ،‬يعنلر رجل غصلع ملن آخلر سليار ملد‬
‫أسبوأ‪ ،‬ثم رجعها له‪ ،‬بقول‪ :‬ارجع السيار وأجر ا رجاأ ولو كابت يف مكة تستأجر له َمن يرجعها له‪.‬‬

‫‪ -‬ث ثة استخدمتها يف تأجير أجر السيار تعطيه إياها‪.‬‬

‫‪ -‬أربعة‪ :‬عطع القفر تصل القفر‪.‬‬

‫وإن للم تكلن قلد أجرهتلا يًلع عليلك ْ‬


‫أن تبلذل أجرهتلا الملد الماضلية؛ ألبلك منعتله‬ ‫‪ -‬خمسة‪ :‬حتى ْ‬
‫المنفعة‪.‬‬

‫أن يسويها ْ‬
‫إن كان قد غ َّير شكلها‪ ،‬وسيأا يف ك م المصنِّف بمر عليه سري ًعا‪.‬‬ ‫‪ -‬األمر األخير‪ :‬يًع ْ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪642‬‬

‫ب َكبِ َيرة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلغ َْص ُ‬
‫من كبائر الذبوب؛ ألبه ٍ‬
‫تعد على مال الغير‪.‬‬

‫ب َك ْلبا ُي ْه َتنَى‪َ ،‬أ ْو َه ْم َر َذ ِم ٍّ ُم ْحت ََر َمة؛ َر َّد ُه َما‪ََّ ،‬ل ِج ْلدَ َم ْيت ٍَة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬م ْن ب َ‬
‫َص َ‬

‫يقلول‪ :‬إبله يًلع اللرد هلذا الحكلم األول‪ ،‬وللو كلان كل ًبلا ُيقتنلى؛ ألن القتنلاء ملن بلاب الختصلاص‬
‫مقر ملكه عليه‪.‬‬ ‫للملك‪َ « ،‬أ ْو َخ ْم َر َا ِّم ار» أي‪ :‬الخمر كان يف ملك ٍ‬
‫امر؛ ألبه ٌ‬
‫بًلس‪ ،‬واللنًس ل منفعلة فيله‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬ل ِج ْلدَ َم ْيت ٍَة»‪ ،‬إل جلد الميتة فإبه ل يللم رده؛ ألن جللد الميتلة‬
‫لأن يكللون جلللد ميتل ٍلة مأكولللة اللحللم مللدبو ًغا‬
‫أن يكللون فيلله منفعللة‪ ،‬كل ْ‬
‫اسللتثنى بعلللهم كالحللويكر قللال‪ :‬إل ْ‬
‫يستخدم يف يابس فيًع رده‪ ،‬وك م الحويكر هو الصحي ‪.‬‬

‫ف َال َّث َال َث ِة َهدَ ر»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِت َْال ُ‬

‫إ ًاا يًع الرد‪ ،‬لكن ْ‬


‫إن تلفت عينها ف يللم رد هذه العين ول بدلها؛ أل ا ملغا ٌ مالية‪.‬‬

‫اب َص ِغيرٍ َو ُح ِل َّي ُ»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ا ْست َْا َلى َع َلى ُح ٍّر ُم ْسل ٍم َل ْم َي ْض َمنْ ُ ‪َ ،‬ب ٍْ ث َي َ‬
‫ٍ‬
‫مكلان محلدد‪ ،‬فلإن‬ ‫كيف يستولر على ٍ‬
‫حر مسلم؟ بمعنى أبه يحبسه وليس المراد بالحبس السلًن يف‬
‫مسلما ْ‬
‫بلأن قيلده ملث ً ‪ ،‬فإبله ل يللمنه ملا‬ ‫ً‬ ‫الحبس عند الفقهاء هو التعوي والمنع من التصرف‪ْ ،‬‬
‫فإن حبس‬
‫يلمن البدل بحرط أل يكون قد منعه الطعام والحراب‪ ،‬وأما ْ‬
‫إن منعله الطعلام والحلراب فإبله يكلون ملات‬
‫بحبسه‪ ،‬لكن ْ‬
‫إن لم يمنعه فمات فإن موته من اهلل ‪ ،‬ف يكون الك سب ًبا لموته ف يلمنه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لاب َصللغ ٍير َو ُحلِ َّيل ُه»‪ ،‬بل إاا كللان الصللغير قللد تلللف وعليلله ثيل ٌ‬
‫لاب وحلللر فيلللمن الثيللاب‬ ‫قللال‪َ « :‬بل ْ ث َيل َ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ق َّيلد بالصلغير‪ ،‬وأملا إاا كلان‬ ‫والحلر؛ ألبه يف هذه الحالة يف الغالع أن الصغير ل يحفظه فيليعه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يلمن‪.‬‬ ‫ه كه بفع ٍ منه‪ ،‬سوا ًء كان بفع امتنا ٍأ كمنعه الطعام والحراب‪ ،‬أو بفع ٍ مباشر فإبه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن اِ ْس َت ْع َم َل ُ ك ُْرها َأ ْو َح َب َس ُ؛ َ َع َل ْي ِ ُأ َج َر ُت ُ ك َِه ٍّن»‪.‬‬

‫هذه واضحة أبه يًع عليه أجر اآلدمر‪ ،‬وتقدر األجر كما لو كلان قنًلا‪ ،‬وحيلث ل يوجلد قل ٌن فيقلدر‬
‫أجر مثله‪ ،‬فلو حبس مث ً ببي ًبا ُيعطى أجر الطبيلع‪ ،‬وللو حلبس علام ً ُيعطلى أجلر العامل ‪ ،‬وللو حلبس‬
‫معلما ُيعطى أجر المعلم وهكذا‪ ،‬أو راع ًيا أجر الراعر‪ ،‬وهذا من باب التقدير اآلن باعتبار العرف‪.‬‬
‫ً‬ ‫مث ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪643‬‬

‫اب بِ ِز َيا َدتِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْلز َُم ُ َر ُّد َمغ ُْص ٍ‬

‫أي‪ :‬رد المغصوب إلى المح الذي غصلبه فيله‪ ،‬وقلد اكلرت لكلم قبل قليل أن األملر الثاللث اللذي‬
‫يًع رده يًع الرد ومؤبة الرد‪.‬‬

‫إ ًاا فيللم الرد ومؤبته‪« ،‬بِ ِز َيا َدتِ ِ »‪ :‬هذا الذي اكرباه قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َن َه َص لِ َغ ْيرِ َت َغ ُّيرِ ِس ْعرٍ‪َ َ ،‬ع َل ْي ِ َأ ْر َُ ُ»‪.‬‬

‫إ ًاا الملمون بقصان‪:‬‬

‫العدد‪.‬‬ ‫‪ ‬اْلول‪ :‬بق‬

‫العيع‪.‬‬ ‫‪ ‬الثاين‪ :‬وبق‬

‫بتغير السعر ف يللمن؛‬ ‫بالعدد بالقيمة‪ ،‬وأما ْ‬


‫إن كان النق‬ ‫فيلمن العيع باألرش‪ ،‬ويلمن النق‬
‫ألن المسعر اهلل كما قال النبر ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َبنَى َأ ْو ب ََر َس؛ َل ِز َم ُ َق ْلع»‪.‬‬

‫هذه المسألة األخير التر اكرباها وهر التسوية فيللمه القلع والتسوية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْر ُش َن ْه ٍ‬


‫ص»‪.‬‬

‫وهذا من باب أرش العيع أرش بق ٍ يف األرض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْس ِا َي ُة َأ ْر ٍ‬


‫ض»‪.‬‬
‫ألبه من باب الرد على هيمته‪« ،‬و ْاألُجر ُ »؛ ألبه ٍ‬
‫متعد فيها وهلذه اكرباهلا يف األملور السلتة التلر اكرهتلا‬ ‫َ َْ‬
‫لكم قب قلي ‪.‬‬

‫ب َ ِل َمالِ ِ ِ »‪.‬‬
‫ب َما ات ََُّر‪َ ،‬أ ْو َصا َد‪َ ،‬أ ْو َح َصدَ ِب ِ ؛ َ َم ْه َما َح َص ٍَ بِ َذلِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا ب َ‬
‫َص َ‬

‫أي‪ :‬يقول‪ :‬لو أن امر ًأ أخذ ً‬


‫مال على وجه القهر والظلم والستحقاق‪ ،‬فاتًر به فك ما ينلتج ملن هلذا‬
‫المال المتاجر من بمائه وزيادته فيكون للمالك‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو َصا َد به»‪ :‬أخذ آل ًة فاصطاد ا‪ ،‬فالصيد يكون لماللك اآلللة‪َ « ،‬أ ْو َح َصلدَ بِ ِله»‪ :‬حصلد بله زر ًعلا‬
‫‪644‬‬

‫مباحا وإبَّما زر ًعا مملوكًا‪.‬‬


‫مباحا‪ ،‬فإن اللرأ المباال يكون لمالك اآللة أو أجر الحصاد إاا كان ليس زر ًعا ً‬
‫ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َه َل َط ُ بِ َما ََّل َيت ََم َّي ُز»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫حينمذ‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬وأما الخلط بالمميل فإبه يمكن الفص‬
‫القاعد عند فقهائنا‪ :‬أن الخلط بما ل يتميل إت ٌ‬
‫ٍ‬
‫متميل‪ ،‬ف بقلول إبله يللمله القيملة‬ ‫حينمذ‪ ،‬فأصب غير‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪َ « :‬وإِ ْن َخ َل َط ُه بِ َما َل َيت ََم َّي ُل» أي‪ :‬أتلف المال‬
‫بلر وخلطله‬‫ان بِ َقلدْ ِر مِ ْل َك ْي ِه َملا»‪ ،‬رجل ٌ سلرق ملن آخلر صلاأ ٍ‬
‫ب يللمه جلء منه‪ ،‬ولذلك قال‪َ « :‬فهملا َش ِلري َك ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫ٍ‬
‫بمثللر مثلله‪،‬‬ ‫بصاأ ٍبر عنده‪ ،‬فاختلط الصاعان ل بقول‪ُ :‬يعطى القيمة ً‬
‫بظلرا ألبله أتلفله وكلان أتلفله‬
‫ان بِ َقلدْ ِر‬ ‫ٍ‬
‫واحد منهما الصاأ‪ ،‬وهذا معنى قلال‪َ « :‬فهملا َش ِلري َك ِ‬ ‫يكوبان شريكين يف هذا المال المختلط فلك‬
‫ُ َ‬
‫مِ ْل َك ْي ِه َما»‪.‬‬

‫ثم قال‪َ « :‬أ ْو َص َب َغ َال َّث ْو َب»‪ً ،‬‬


‫قديما كان لصبغ الصوب قيملة وتليلد قيملة الثلوب وكلان لله أثلر‪ ،‬أملا اآلن‬
‫الصبغ اختلف‪ ،‬فلذلك هذا المثال متعل ٌ باللمان األول دون زمابنا‪.‬‬

‫ت َا ْل ِه ْي َم ُة ضمن»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َن َهص ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫القيمة بفعل ٍ منله‪ ،‬كلالخلط أو بالصلبغ‪ ،‬وأملا إاا‬ ‫القيمة يف حالة واحد إاا كان بق‬ ‫هنا يلمن بق‬
‫القيمة بغير فع ٍ منه ف ضمان كما تقدَّ م من ك م المصنِّف‪ ،‬بقف عنلد هلذا الًللء‪ ،‬وصللى اهلل‬ ‫كان بق‬
‫وسلم وبارك على ببينا محمد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنِّف عن بعه المسائ المتعلقة بالغصع‪.‬‬

‫ت و ُق ِل َـع َذلِـب؛ َر َج َـع َع َلـى َبـائِ ٍع بِ َمـا‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وم ِن اِ َْتَرى َأرضـا َ غَـرس َأو بنَـى‪ُ ،‬ثـم اسـت ِ‬
‫ُح َّه ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫َبرِ َم ُ»‪.‬‬

‫أرضا‪ ،‬ثم بنى فيها أو غرس‪ ،‬ثم استحقت معنى اسلتحقت يعنلر بلان أ لا ليسلت‬
‫يقول‪ :‬إن َمن اشةى ً‬
‫ٍ‬
‫لملرء‬ ‫لمن اشةاها منه‪ ،‬ب هر مغصوب ٌة من شخ ٍ ثالث‪ ،‬وهذه ً‬
‫دائما تحلدث‪ ،‬بب ًعلا أول شلرء ل يًلوز‬
‫ملال يعللم أبله مسلتح ‪،‬‬ ‫مال مستح ًقا حرا ٌم عليك‪ ،‬حرا ٌم على المرء ْ‬
‫أن يحةي ً‬ ‫مال مغصو ًبا أو ً‬ ‫ْ‬
‫أن يحةي ً‬
‫أو يغلع على ننه أبه مستح ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪645‬‬

‫بعه النَّاس يذهع للسوق فيعلم أن هذا الهاتف مسروق ل يًوز لك شراهه‪ ،‬وإاا غلع عللى ننلك‬
‫أبه مسروق إما بالدللة على السوق‪ ،‬فإن بعه األسواق يعرف أبه ل يًللع فيهلا إل السلراق‪ ،‬أو باعتبلار‬
‫البائع فإن ع مات البائع أبه سارق وليس مثله يملك هذه العين‪ ،‬فيحرم عليك شراء اللذهع منله‪ ،‬ويحلرم‬
‫عليك شراء العين منه حرام‪.‬‬

‫لكن لو اشةيت منه ننًا أ ا ملكه أو ملأاون لله فيهلا‪ ،‬ثلم بابلت مسلتحق ًة يعنلر أ لا ملأخوا ٌ ملن غيلره‬
‫مسروقة أو مستحقة‪ ،‬فما الحكم؟‬

‫ُح َّ و ُقلِ َع َالِك» أي‪ :‬يًع قلعه « َر َج َع َع َلى َبائِ ٍع بِ َما َغ ِر َم»‪ ،‬فإبه يرجع على البلائع اللذي‬
‫قال‪ُ « :‬ثم است ِ‬
‫َّ ْ‬
‫اشةاها منه بقيمتها كاملةً‪ ،‬وبما خسر عليها من حيث التسوية وأرش العيع وبحو الك‪.‬‬

‫وقول المصنِّف هنا‪َ « :‬ع َللى َبلائِ ٍع» أي‪ :‬عللى البلائع المباشلر‪ ،‬والبلائع المباشلر يرجلع عللى اللذي قبلله‬
‫ٍ‬
‫غاصع ثبت يف حقه التعدي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬هذا هو المحهور‪ ،‬وهناك رواية أخرى أبه يًوز الرجوأ على أول‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْط َع َم ُ لِ َعا َل ٍم بِغ َْصبِ ِ ‪َ ،‬ض ِم َن آكٍِ»‪.‬‬

‫عالملا أن الملال‬ ‫وإن كان المرء قد غصلع بعا ًملا وأبعمله للليوف‪ ،‬فلإن هلذا اللليف ْ‬
‫إن كلان ً‬ ‫يقول ْ‬
‫متسلبع ومباشلر‪ ،‬وإاا اجتملع المتسلبع والمباشلر‬
‫ٌ‬ ‫حرام فإن الذي يلمن الطعام هو العالم؛ ألبله اجتملع‬
‫تعليلرا‪ ،‬يلؤدب بب ًعلا ملا للم يكلن‬
‫ً‬ ‫فاللمان على المباشر‪ ،‬والغاصع السارق ل ضمان عليه وإبَّملا يلؤدب‬
‫إن كلان اللذي بعمهلا غيلر‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ يكون اللمان عللى المتللف المباشلر‪ ،‬وأملا ْ‬ ‫سار ًقا فتقطع يده بحربها‪،‬‬
‫ٍ‬
‫عالم بأ ا مستحقة ف ضمان عليه‪.‬‬

‫يمتِ ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْض َم ُن م ْثل ٌّ بِم ْثل ‪َ ،‬و َب ْي ُر ُه بِه َ‬
‫دائما بكررها وهر واضحة‪.‬‬
‫هذه ً‬
‫اب‪َ ،‬و ََّل َي ِص ُّح َع ْهد‪َ ،‬و ََّل ِع َبا َدة»‪.‬‬
‫ب بِ َمغ ُْص ٍ‬ ‫فب ِ‬
‫َاص ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم ت َْصرِ ُ‬

‫يقللول إن المللرء إاا كابللت بيللده عللي ٌن مغصللوبة مسللتحق ٌة لغيللره‪ ،‬فيحللرم تصللرفه فيهللا فل يًللوز للله ْ‬
‫أن‬
‫أن يتصدق ا على غيره‪ ،‬ول يًوز له ْ‬
‫أن يهلع منافعهلا لغيلره‪ ،‬ول يًلوز لله‬ ‫يستخدمها لنفسه‪ ،‬ول يًوز ْ‬
‫ْ‬
‫أن يؤدي عباد ً فيها؛ ألبه حرام التعدي فيها‪.‬‬
‫‪646‬‬

‫وبعله النَّللاس ‪-‬وهلذا مللن الخطلأ الحللائع‪ -‬يكلون يف يللده ٌ‬


‫ملال مسللتح ٌ لغيلره‪ ،‬ويريللد ْ‬
‫أن يلا امتلله‬
‫فيتصدق ذا الملال عللى الفقلراء‪ ،‬حلرام ل يقبل منلك ويف امتلك الللمان‪ ،‬الملال المسلتح يًلع رده‬
‫ً‬
‫مًهلول فيبقلى يف امتلك‪ ،‬وسليأا ملن‬ ‫فإن كان مستحقه آدم ًيا معلو ًما فيًع رده إليه‪ْ ،‬‬
‫وإن كان‬ ‫لمستحقه‪ْ ،‬‬
‫وإاا جاء ضمن وسيأا يف ك م المصنِّف‪.‬‬ ‫ك م المصنِّف أبه يًوز التصدق من باب التخل‬

‫كمن غ ملن بيلت ملال المسللمين‪ ،‬أو أخلذ ً‬


‫ملال أو رات ًبلا ملن‬ ‫ٍ‬
‫وأما إاا كان المال مستح لًهة عامة‪َ ،‬‬
‫ٍ‬
‫خلرزات ملا‬ ‫غير وجه ح فيًع عليه رد المال إلى بيت ملال المسللمين‪ ،‬وللذلك فلإن الرجل اللذي غل‬
‫برئت امته بالصدقة ا وإعطاءها للفقراء‪ ،‬وإبَّما برئت امته بحيث ردها لبيت مال المسلمين‪.‬‬

‫فمن غ من بيلت ملال المسللمين فيًلع ْ‬


‫أن يردهلا‬ ‫إ ًاا فالمستح يف الغلول هو بيت مال المسلمين‪َ ،‬‬
‫إليه‪ ،‬و َمن غ من ٍ‬
‫آدمر فيردها إليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ع بِ َم ْغ ُص ٍ‬ ‫ف َغ ِ‬
‫اص ٍ‬ ‫ولذلك قال‪َ « :‬و َح ُر َم َت ْص ِر ُ‬
‫وب‪َ ،‬و َل َيص ُّ َع ْقدٌ »‪ٌ ،‬‬
‫بيع ول شرا ٌء ول إجار ٌ ول بلالعين‬
‫ٍ‬
‫مغصوبة فإبه ل تصل عبادتله لا أو‬ ‫مغصوب أو صلى يف ٍ‬
‫بقعة‬ ‫ٍ‬ ‫المغصوبة‪َ « ،‬و َل ِع َبا َد ٌ »‪َ ،‬من صلى يف ٍ‬
‫ثوب‬
‫بماء مغصوب‪ ،‬فإبه ل تص عبادته؛ ألن العباد ا محرمة‪.‬‬ ‫توضأ ٍ‬

‫ف َو َقدْ ِر ِه َو ِص َقتِ ِ َق ْا ُل ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َا ْل َها ُل ِ تَالِ ٍ‬
‫َ ْ‬

‫مقر بالعين لكن هو الذي بيده قدرها وتلفها‪.‬‬


‫أي‪ :‬قول الغاصع الذي يغرم؛ ألن هو ٌ‬
‫ب ِي ِ َق ْا ُل َر ِب ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َر ِد ِه َو َع ْي ٍ‬

‫أي‪ :‬مالك األص ه رده أم للم يلرده؛ ألبله قلد ثبلت الناقل وهلو الغصلع وللم يثبلت اللرد‪ ،‬والعيلع‬
‫كذلك األص عدم وجوده‪ ،‬فلما كان األص عدمه فالقول قول ربه‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬و َي ْسـ ُه ُط إِ ْثـ ُم‬ ‫لصدَ َق ُة بِ ِ َع ْن ُ بِن ِ َّي ِة َا َّ‬


‫لض َـم ِ‬ ‫َصب َأ ْو َب ْي ُر ُه‪َ ،‬و َج ِه ٍَ َر َّب ُ ‪َ َ ،‬ل ُ َا َّ‬
‫ِِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن بِ َيده ب ْ‬
‫َص ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫ب ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫وتعلد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫غصع‬ ‫قول المصنِّف‪َ « :‬و َم ْن بِ َيده َغ ْص ٌ‬
‫ع» أي‪ :‬الغصع من سائر التعدي مما تكون فيه اليد يد‬
‫قال‪َ « :‬أ ْو َغ ْي ُر ُه» أي‪ :‬مما تكون فيه اليد يد أمابة‪ ،‬قلت لكم األيدي ث ثة‪ ،‬قال‪َ « :‬و َج ِه َ َر َّب ُه»‪ ،‬جهل ربله للم‬
‫يعرف صاحبه بحث عنه فلم يًده‪ ،‬قال‪َ « :‬ف َل ُه َا َّ‬
‫لصدَ َق ُة»‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪647‬‬

‫إ ًاا ما يًوز التصدق بالمال المغصوب والمًهول صاحبه إل إاا جه ‪.‬‬


‫للم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان» أي‪ :‬إاا جاء صاحبه يللمه ْ‬
‫أن يلمن‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫لصدَ َق ُة بِه َعنْ ُه» أي‪ :‬عن صاحبه‪« ،‬بِن َّية َا َّ َ‬‫قال‪َ « :‬ف َل ُه َا َّ‬
‫حينمذ إثم الغصع‪ ،‬إ ًاا الصدقة فائد إسقاط ا ثم ل إسقاط اللمان إاا جاء صاحبها‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويسقط عنه‬

‫ف ‪َ -‬و َل ْا َس ْهاا‪ُ -‬م ْحت ََرما؛ َض ِمنَ ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْت َل َ‬

‫مال « َو َل ْو َس ْه ًوا»‪ ،‬سوا ًء كان عمدً ا أو خط ًأ‪ً ،‬‬


‫ملال محة ًملا ً‬
‫ملال أي لله قيملة ماليلة‪،‬‬ ‫يقول‪َ « :‬و َم ْن َأ ْت َل َ‬
‫ف» ً‬
‫ٍ‬
‫حينملذ‪ ،‬وكلذلك‬ ‫« ُم ْحت ََر ًما»‪ :‬لنخرج ما ليس بمحة ٍم كالخمر الذي يكون بيد الذمر‪ ،‬فإبه ٌ‬
‫ملال غيلر محلةم‬
‫الكلع؛ ألبه ليس بمحةم ف ضمان فيه‪ ،‬قال‪َ « :‬ض ِمنَ ُه»‪.‬‬

‫يق َض ِي ٍق؛ َض ِم َن َما َأ ْت َل َق ْت ُ ُم ْط َلها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َر َب َط َدا َّبة بِ َطرِ ٍ‬

‫بدأ يتكلم المصنِّف هنا والًملة التر قبلها عن اللمان ل بالغصع وإبَّما بالتصلرف‪ ،‬وهلذه المسلألة‬
‫هر ث ثة أرباأ المحاكم عليها‪ ،‬ولكلن الفقهلاء يطيللون فيهلا‪ ،‬وهنلا المصلنِّف أورد جملل ًة أو جملتلين‪ :‬إاا‬
‫حدثت حوادث السيارات‪ ،‬إاا حدثت غير الًروال لردميين‪ ،‬بب ًعا الًلروال ألن لهلا بلاب الًنايلات‪ ،‬إاا‬
‫فمن الذي يلمن و َمن الذي ل يللمن؟ هلذه التلر‬ ‫ٍ‬
‫حدث حوادث بين الناس‪ ،‬إاا حدث تعد على أموال‪َ ،‬‬
‫تكلم عنها الفقهاء‪.‬‬

‫هنا أورد المصنِّف صورتين‪:‬‬

‫لديما كابللت الطللرق ضلليقة‪ ،‬ول يًللري يف الطللرق الللليقة إل‬ ‫لط َدا َّبل ًة بِ َط ِريل ٍ َضل ِّي ٍ »‪ ،‬قل ً‬
‫‪ -‬قللال‪« :‬إاا َر َبل َ‬
‫ٍ‬
‫متعلد‬ ‫لط َدا َّبل ًة بِ َط ِريل ٍ َضل ِّي ٍ »‪ ،‬فهلو أول شلرء‬ ‫األشخاص ول تًري فيهلا اللدواب‪ ،‬وللذلك قلال‪َ « :‬وإِ ْن َر َب َ‬
‫لم َن َملا َأ ْت َل َفتْل ُه» الدابلة « ُم ْط َل ًقلا»‪ ،‬أي‪ :‬ضلمن كل‬‫بإدخال الدابة وربطها‪ ،‬فقد تعدى هنلا بلاب التسلبع‪َ « ،‬ض ِ‬

‫شرء يكون بسبع الدابة‪ ،‬سلوا ًء أتلفتله بفمهلا أو أتلفتله بقوائمهلا أو أتلفتله بالمتلاأ سلقط عللى أحلد؛ ألبله‬
‫فحينمذ يلمن المتسبع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫متسبع والمباشر هو الدابة ول يمكن بسبة الفع للمباشر‪،‬‬

‫َت بِ َي ِد َراكِ ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن كَان ْ‬

‫لع ويمسللك بلمامهللا‪َ « ،‬أ ْو بيللد َقائِل ٍلد»‪ ،‬والقائللد الللذي يكللون أمامهللا‪َ « ،‬أ ْو بيللد‬
‫أي‪ :‬أن الدابللة عليهللا راكل ٌ‬
‫َسائِ ٍ »‪ ،‬والسائ الذي يكون خلفها‪.‬‬
‫‪648‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ض ِم َن»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ضمن الراكع والقائد والسائ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬جن ََاي َة َم ْه ِد ِم َها‪َ ،‬و َو ْطئِ َها بِرِ ْج ِل َها»‪.‬‬

‫فقط‪ ،‬أي‪ :‬الًناية التر تفعلها بفمها أو بيديها المقدمتين أو بوطء الرج ؛ ألبله ملتحكم لذه األملور‪،‬‬
‫وأما ما رفسته بقدمها أو بذيلها فإبه ل ضمان عليه؛ ألبه ل يلتحكم بله‪ ،‬وهلذه أمثللة أوردهلا الفقهلاء سلاب ًقا‬
‫الحديث يف تفصيلها ومنابها بوي جدًّ ا‪ ،‬وأحسن َمن تكلم عن اللمن من فقهائنلا وهلو العملد يف اللك‬
‫فهو الحيخ مسعود الحارثر قاضر مصر يف كتابه [شرال المقنع] وهو من أشم الكتع يف هذا الباب‪.‬‬

‫بكون بذلك أ ينا باب الغصع‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبلارك عللى ببينلا محملد‪ ،‬اليلوم ْ‬
‫إن شلاء اهلل بكمل‬
‫إن بقر شلرء بكملله غلدً ا إ ْن شلاء اهلل العصلر بحيلث أبنلا ْ‬
‫إن شلاء اهلل غلدً ا العصلر بكمل‬ ‫باب المعام ت‪ْ ،‬‬
‫كتاب المعام ت كام ً وببدأ يف الفرائه يف الدرس الذي بعده‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)23‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )23‬اية المًلس الثالث والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪649‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ـب ِـ ِح َّص ِـة ََـرِي َ ُ َا ْل ُمنْت َِه َل ِـة لِ َغ ْيـرِ ِه‬
‫ليـ ْقع ُة َ ـارا لِمس ِـل ٍم تَـام َا ْلم ِل ِ‬
‫ٍّ َ‬ ‫ت َا َّ َ ْ ُ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصننف‪ْ َ « :‬صـٍ‪َ :‬و ُت ْثبِـ ُ‬
‫ض َمالِ ٍّ ِب َما اِ ْس َت َه َّر َع َل ْي ِ َا ْل ِع ْهدَ »‪.‬‬
‫بِ ِع َا ٍ‬

‫هذا الفص يتكلم المصنِّف ‪ ‬عن الحفعة‪ ،‬والحفعة ‪-‬قال العلماء‪ -‬هلر اسلتحقاق الحلريك ْ‬
‫أن‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ هذه من خصائ التحريع الموجود وهر ح الحفعة‪.‬‬ ‫ينتلأ حصة شريكه إاا باعها‪،‬‬

‫لحل ْف َع ُة» أي‪ :‬أن الحلفعة تثبلت بمًلرد العقلد‪َ « ،‬ف ْلو ًرا» أي‪ :‬ملن حلين البيلع‪ ،‬وصلاحع‬ ‫يقول « َو ُت ْثبِ ُ‬
‫لت َا َّ‬
‫الي ْق َع ُة ك ََح ٍِ ِع َه ِ‬
‫ال» أي‪ :‬أبه‬ ‫روينا أن النبر ‪ ‬قال‪ُّ « :‬‬ ‫أن يبادر بطلبها‪ ،‬ولذلك ِ‬ ‫الح يًع عليه ْ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون حل الحلفعة قلد سلقط عنله‪ ،‬والمطالبلة‪:‬‬ ‫فورا‪ْ ،‬‬
‫فإن تأخر يف المطالبة‪ ،‬فإبه‬ ‫يًع أن يطالع ا ً‬
‫أن ُي ِ‬
‫حهد على بلبها‪.‬‬ ‫أن يطالع صاحع الح مباشر ً ا‪ ،‬أو ْ‬
‫إما ْ‬

‫دارا‪ ،‬ثلم يبيلع أحلد الحلريكين جللءه‬


‫أرضلا أو ً‬
‫أن يكلون هنلاك شلريكين يملكلان ً‬ ‫صور الحلفعة‪ :‬هلو ْ‬
‫ٍ‬
‫لطرف ثالث‪ ،‬فيأا شريكه ويقول‪ :‬أريلد الحلفعة ويطلبهلا؛ ألبله قلد يتللرر ملن دخلول هلذا الثاللث عليله‪،‬‬
‫ويتملك الًللء المبلاأ‪ ،‬هلذا ُيسلمى‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ له ح الحفعة‪ ،‬فيعطر هذا الثالث المبلغ الذي دفعه لحريكه‪َّ ،‬‬
‫الحفعة‪.‬‬

‫لرض البللائع وهللو شللريكه األول‪ ،‬ول المحللةي وهللو الطللرف الثالللث‬ ‫أن يطلبهللا ْ‬
‫وإن لللم يل َ‬ ‫فللله الح ل ْ‬
‫الًديد‪ ،‬وهذا ح ٌ أثبته اهلل ‪ ‬للحركاء‪ ،‬لكن الفقهاء يقولون‪ :‬إبه ليس يف ك بي ٍع تثبلت الحلفعة وإبَّملا‬
‫يف بعه العقود دون بعه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شرط أورده المصنِّف‪ :‬قال‪َ « :‬ف ْو ًرا»‪.‬‬ ‫‪ -‬فأول‬

‫إ ًاا يًع الحرط األول أن يطالع ا ً‬


‫فورا‪ ،‬فلو علم ببيع شريكه للعقار‪ ،‬ثلم سلكت علن المطالبلة‪ ،‬ثلم‬
‫فورا‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬ ‫بالع بعد الك‪ ،‬لقلنا سقط حقه يسقط بالةاخر ب ل ُبدَّ من الفورية‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون ً‬
‫‪650‬‬

‫‪ -‬األمر الثاين‪ :‬قال‪« :‬ل ِ ُم ْسلِ ٍم»؛ ألن ح الحفعة يثبت لدفع اللرر عنه‪ ،‬ودفع اللرر ُيراعى فيه اعتقلاد‬
‫‪ ،‬بينما أغلع العقود ف ُيراعى فيهلا العتقلاد؛ أل لا متعلقلة بالملال‪ ،‬وأملا هنلا فهلو متعلل ٌ بلدفع‬ ‫الحخ‬
‫‪.‬‬ ‫اللرر واحةام الحخ‬
‫ٍ‬
‫ماللك تملام المللك‪،‬‬ ‫قال‪َ « :‬تام َا ْلملِ ِ‬
‫ك» أي‪ :‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون ملكه تا ًما‪ ،‬وبنا ًء على الك فلو أبه كان غير‬ ‫ا َ‬
‫ملاربة لم تخرج‪ ،‬ومر معنا أن رب الملاربة قب الحساب تكون باقصلة المللك‪ ،‬وبعلد‬ ‫ٍ‬ ‫لكو ا مث ً رب‬
‫الحساب وقب القسم تكون تامة الملك‪ ،‬فلالعا بالحسلاب ولليس العلا بالقسلمة‪ ،‬وإن علاوا بالقسلمة‬
‫أحيابًا‪.‬‬

‫جلارا لله فل تثبلت الحلفعة يف‬


‫أن يكلون شلريكه‪ ،‬وبنلا ًء عليله فللو كلان ً‬‫قال‪« :‬فِر ِح َّص ِة َش ِري َك ُه»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫محهور يف لسلان العلرب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الًوار‪ ،‬وأما حديث «ا ْل َُ ُار َأ َح ُّق بِ َس َهبِ ِ »‪ ،‬فالمراد بالًار هنا أي الحريك‪ ،‬وهذا‬
‫فإبك بال ٌ »‪ ،‬فهنا أي الحريكة‪« ،‬بينر»‪ِ :‬‬
‫أبت مطلقةٌ‪.‬‬ ‫كما قال األعحى‪« :‬أجارتنا بينر ِ‬

‫مًاور يف الملك‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جارا باعتبار أبه‬
‫فالمقصود من هذا أن العرب قد يسمون أحيابًا الحريك ً‬
‫ل يطللع الحلفعة ملن‬ ‫قال‪« :‬فِر ِح َّص ِة َش ِري َك ُه َا ْل ُمنْت َِق َل ِة ل ِ َغ ْي ِر ِه»‪ ،‬ل ُبدَّ ْ‬
‫أن تنتق لغيلر البلائع‪ ،‬فالحلخ‬
‫بفسه‪.‬‬

‫دائمللا يفل ِّلرأ عليهللا الفقهللاء ل تثبللت الحللفعة إل إاا كللان الًلللء‬ ‫قللال‪« :‬بِ ِعللو ٍ ِ‬
‫ض َمللال ار»‪ ،‬هللذه مسللألة ً‬ ‫َ‬
‫ملالر فل شلفعة‪ْ ،‬‬
‫كلأن يكلون الحلريك قلد وهلع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫علوض‬ ‫ٍ‬
‫بعوض مالر‪ ،‬فلو ابتق بغير‬ ‫المطلوب قد ابتق‬
‫ٍ‬
‫لطرف ثالث ف شفعة‪ ،‬أو مات فورثه ورثته بعده ف شفعة‪ ،‬أو وقف العين المحاعة بينهما‪.‬‬ ‫جلءه‬

‫ولذا يقول العلماء‪ :‬ما لم يكن حيلة‪ ،‬فبعه النَّاس قلد يتحيل بالحيللة ألجل إسلقاط حل شلريكه يف‬
‫الحفعة‪ ،‬وهذا موجود كثير جدًّ ا قد يتحيلون‪ ،‬فقد يظهروا أ لا هبلة وبيلنهم شلر ٌء يف البابل ‪ ،‬فلإن ثبلت أبله‬
‫مبنر على أ م قالوا‪ :‬الهبلة بقصلد الثلواب تكلون بيلع‪ ،‬وسليأتينا يف‬
‫بينهم مبلغ يف الباب فيكون بي ًعا‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫الهبة أن الهبة بقصد الثواب تكون بي ًعا على المحهور إاا ب َّ على اللثمن يف العقلد‪ ،‬وسلتأتينا يف محلهلا إن‬
‫شاء اهلل‪.‬‬

‫قال‪« :‬بِ َما اِ ْس َت َق َّر َع َل ْي ِه َا ْل ِع ْقدَ » أي‪ :‬يدفع له الثمن الذي اتف عليه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪651‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََ ْر ُط َت َهدَّ َم َم َل ٍب ََ ِقي ٍع»‪.‬‬

‫أن‬ ‫ٍ‬
‫شرط إضاف ًة ‪-‬للقيود التر تقدَّ م اكرها‪ -‬قلال الحلرط األول‪ْ :‬‬ ‫بدأ يتكلم عن شروط الحفعة قال أول‬
‫يكون الحفيع الذي يطلع الحفعة ل ُبدَّ أن يكون ملكه متقد ًما على البيع‪ ،‬يقاب اللك فيملا للو كلان مواف ًقلا‬
‫وقلت واحلد‪ ،‬فلليس ألحلدهما أن يطاللع بالحلفعة‬ ‫ٍ‬ ‫أو مةاخ ًيا‪ ،‬مواف ًقلا رجل ٌ بلاأ بصلف عقلاره لثنلين يف‬
‫فحينمذ ل يطالع المواف ‪ ،‬بل ل ُبلدَّ أن يكلون الماللك لًللء ملن‬ ‫ٍ‬ ‫للثاين؛ ألن ملكهما كان يف ٍ‬
‫وقت واحد‪،‬‬
‫الحفعة ساب ًقا عنه‪.‬‬

‫ع َق َس ْمت َُها»‪.‬‬
‫ً ُ‬ ‫‪ -‬الحرط الثاين‪َ « :‬وك َْو ِن ِش ْق ٍ ُم َحا ًعا مِ ْن َا ْألَ ْر ِ‬
‫ض َت ِ‬

‫ٍ‬
‫واحلد‬ ‫مفرزا بأن علرف مللك كل‬ ‫شقصا محا ًعا ويقاب المحاأ المفرز‪ ،‬فلو كان ً‬ ‫قال‪ :‬ول ُبدَّ أن يكون‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ ل شلفعة؛ ألن الحلفعة إبَّملا تثبلت يف المحلاأ‬ ‫منهما هذا النصف الحمالر وهذا النصف الًنلوبر‪،‬‬
‫دون المفرز ول شفعة يف الًوار على قولهم‪.‬‬

‫ع َق َس ْمت َُها»؛ ألن ما ل تًع قسمته فإبه ل شفعة فيه كاليسير وبحوه‪.‬‬ ‫أرض َت ِ‬
‫ً ُ‬ ‫ٍ‬ ‫قال‪« :‬مِ ْن‬

‫َان تِ َباعا‪ََّ ،‬ل َث َم َرة َوز َْر ٍع»‪.‬‬


‫اس وبِن ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيدْ ُه ٍُ ب َر ٍ َ‬
‫اس وبِن ٍ‬ ‫ِ‬
‫َاء»‪ ،‬الغراس وحلده للو أن رجل ً عنلده شلًر يملكهلا اثنلان عنلدهم‪ ،‬فبلاأ‬ ‫يقول‪َ « :‬و َيدْ ُخ ُ غ َر ٍ َ‬
‫أحد الحريكين جلءه فليس لحريكه شفعة‪ ،‬لكنها تدخ تب ًعا أي تب ًعا لألرض التر تكون م َلكها بالحفعة‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ل اللرأ والثمر»؛ ألن اللرأ والثمر يكون مملوكًا ببدو ص حه‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َأ َخ َذ َج ِمي ِع َمبِي ٍع»‪.‬‬

‫أن يأخذ جميع المبيع‪ ،‬فل ُبلدَّ أن يأخلذه كلله‪ ،‬فلليس للحلفيع ْ‬
‫أن يطللع بعلله‬ ‫يقول‪ :‬الحرط الثالث‪ْ :‬‬
‫يقول‪ :‬أريد أن أخذ النصف والنصف يبقى ل‪ ،‬إما ْ‬
‫أن يأخذ الًميع أو يةكه‪.‬‬

‫ـال لِ ُم ْيـ َترٍ‪:‬‬


‫ـن َب ْعـ ِ َالـ َّث َم ِن َب ْعـدَ إِن َْـذ ِار ِه َث َالثـا‪َ ،‬أ ْو َق َ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأ َرا َد َأ ْهذ َا ْل َب ْع ِ ‪َ ،‬أ ْو َع َُ َز َع ْ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫بِ ْعن ِ َأ ْو َصالِ ْحن ِ ‪َ ،‬أ ْو َأ ْه َب َر ُه َعدْ ل َ ََّذ َب ُ َون َْح ِا ِه‪َ :‬س َه َط ْ‬

‫هذه المسائ التر أوردها المصنِّف هر مسقطات الحفعة‪ ،‬مسقطات الحفعة‪:‬‬

‫‪ ‬أوَّل‪ :‬عدم المطالبة ا على الفورية‪.‬‬


‫‪652‬‬

‫ٍ‬
‫شرط من الحروط‪.‬‬ ‫‪ -‬فوات‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬إاا أخذ بعه العين المحفوأ فيها وترك بعلها‪ ،‬وهذا من باب مخالفة الحرط‪.‬‬

‫‪ -‬أو عًل عن دفع الثمن أو بعله بعد ا بذار ث ثلة أيلام؛ ألبله ينلذر ث ثلة أيلام للدفع اللثمن‪ ،‬فلإن للم‬
‫يدفع الثمن فإبه يسقط حقه يف الحفعة؛ لكي يكون هناك ضرر على األبراف الباقيين‪.‬‬

‫أن يقول‪ :‬للمحةي بعنر أو صالحنر‪ْ ،‬‬


‫إن قلال لله‪ :‬بعنلر أو صلالحنر يقوللون‪:‬‬ ‫قال‪ :‬ومن المسقطات ْ‬
‫هذا يكون بمثابة الرضا بالبيع األول‪ ،‬فكأبه بلع منه عقدً ا جديدً ا‪ ،‬صور الك‪ :‬محمدٌ وزيلد محلةكان يف‬
‫أرض‪ ،‬باأ زيدٌ أرضه لخالد‪ ،‬محمدٌ له ح الحفعة من خالد فيقلول‪ :‬أباللع بحقلر ملن الحلفعة فيأخلذها‬
‫بالثمن‪.‬‬

‫فإن اهع محمدٌ لخالد الذي اشةى الًلء وهو الطرف الغريع الثالث‪ ،‬فقال‪ :‬بعنلر جللءك‪ ،‬بقلول‪:‬‬
‫سقط حقه من الحفعة؛ ألن قال‪ :‬بعنلر كأبله معنلاه قلال‪ :‬أبلا رضليت بابتقلال المللك إليلك أبحلئ للر عقلدً ا‬
‫حينمذ سقط حقه من الحفعة‪ ،‬فيبقى ابتقال الملك‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫جديدً ا بالبيع‪ ،‬فإاا قال‪ :‬بعنر‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬مبن ًيا على رضا َمن ابتق إليه الملك‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ل يللم ْ‬


‫أن يكون بالسعر الذي استقر عليه العقد‪ ،‬بل يًلوز بأقل أو أكثلر بحسلع ملا‬
‫يتفقان عليه‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو َصال ِ ْحنِر»؛ ألن المصالحة عندهم يف معنى البيع‪.‬‬

‫من مسقطات الحفعة كذلك قال‪« :‬إاا َأ ْخ َب َر ُه عَدْ ٌل َف َك َّذ َب ُه َوب َْح ِو ِه»‪ ،‬يعنر أخاه العدل الثقة أبله قلد بلاأ‬
‫ٍ‬
‫حينملذ بمعنلى خطلأه‬ ‫العقار‪ ،‬فقال‪ :‬أبت لست بصادق؛ ألن هذا يعتا عندهم تثبت فيه الحقوق‪ ،‬فإن َّ‬
‫كذبله‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يسقط حقه‪.‬‬ ‫فإبه‬

‫قال‪َ « :‬وب َْح ِو ِه» أي‪ْ :‬‬


‫أن يكذبه أو َّيوهمه أو بحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َع َقا َب ْع ُض ُه ْم َأ َه َذ باقيهم َا ْل ٍَُّ َأ ْو ت ََر َك ُ»‪.‬‬

‫عقلار بلين ث ثلة ث ثلة محلةكون يف علين‪ ،‬فبلاأ أحلدهما حقله فًللءه هلذا ل ثنلين‬
‫ٌ‬ ‫يقول‪ :‬لو كان لهم‬
‫ٍ‬
‫واحد حقه بالنصف‪ ،‬فإن أسلقط أحلد الحلريكين حقله فللثلاين أن‬ ‫الباقيين‪ ،‬فهو جلءه ل ثنين الباقيين لك‬
‫‪٦‬‬
‫‪653‬‬

‫يأخذ بصيبه وبصيع صاحبه‪ ،‬وهذا معنى قال‪َ « :‬فإِ ْن َع َفا َب ْع ُل ُله ْم» أي‪ :‬بعله َملن اسلتح الحلفعة‪َ « ،‬أ َخ َلذ‬
‫باقيهم» أي‪ :‬باقر مستح الحفعة ك العين‪َ « ،‬أ ْو َت َر َك ُه» بالك ‪.‬‬

‫ات ََ ِقيع َق ْب ٍَ َط َل ِ‬
‫ب َب َط َل ْ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َم َ‬

‫موت الحفيع أي مستح الحفاعة له حالتان‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ْ :‬‬


‫أن يكون قب المطالبة فيسقط؛ ألن هذه من الحقوق التر ل تورث‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ْ :‬‬


‫أن يطالع بالحفعة وقب ابتقال الملك إليه يكون قلد ملات‪ ،‬بلأن يقلول‪ :‬أشلهد أبنلر‬
‫قد بالبت بالحفعة‪.‬‬
‫فحي ٍ‬
‫نمذ يورث حقه يف المطالبة‪ ،‬فيقوم وارثه مقامه يف المطالبة‪ ،‬لهم الح أن ينظروا يف المطالبة ولهلم‬
‫ح ا سقاط‪ ،‬وأما إاا لم يطالع فيكون حقه قد سقط‪.‬‬

‫يٍ َم ِل ٍن»‪.‬‬
‫َان َال َّث َم ُن ُم َؤ ِجال َأ ْه َذ َم ِل ن بِ ِ َو َب ْي ُر ُه بِ َِق ٍ‬
‫‪ ‬قال المصنف‪َ « :‬وإِ ْن ك َ‬

‫شخصا بالع بالحفعة ولكن الثمن كان مؤج ً ‪ ،‬قال‪َ « :‬أ ْخ َلذ‬ ‫ً‬ ‫قال‪َ « :‬وإِ ْن ك َ‬
‫َان َال َّث َم ُن ُم َؤ ِّج ً» بمعنى‪ :‬أن‬
‫ملِرء بِ ِه» يعنر‪ :‬أبه يؤخذ به‪ ،‬قال‪« :‬و َغيره»‪ :‬وغير الملرء يؤخذ «بِ َك ِفي ٍ ملِ ٍ‬
‫رء»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫عملرو فطللع‬ ‫بثمن مؤجل بعلد سلنة‪ ،‬فًلاء‬ ‫أرض بين اثنين ٍ‬
‫زيد وعمرو‪ ،‬باأ زيدٌ بصيبه ٍ‬ ‫صور الك‪ٌ :‬‬
‫ٌ‬
‫أللف مؤجللة‪ ،‬فنقلول‪ :‬إن هلذا عملرو‬
‫بالحفعة‪ ،‬بقول‪ :‬لك ح الحفعة بالثمن الذي استقر عليه العقد وهو ٌ‬
‫يلأت بكفيل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مللرء وللم ِ‬ ‫ٍ‬
‫ملرء ل ُبدَّ ْ‬
‫أن يأا بكفي ٍ مللرء‪ ،‬فلإن كلان غيلر‬ ‫إن كان ملي ًما ُأ ِخذ به‪ْ ،‬‬
‫وإن كان غير‬
‫حينمذ يسقط حقه؛ ألن يف هذا نلم له وتلييع لح شريكه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ملرء‪ ،‬فإبه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا َأ َق َّر َبائِع بِا ْل َب ْي ِع َو َأ ْن ََر ُم ْي َترٍ َث َبت ْ‬


‫َت»‪.‬‬

‫عملرو فيقلول‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫عملرو وزيلد محلةكان يف أرض‪ ،‬فيلأا‬
‫ٌ‬ ‫صور هذا‪ :‬أن اثنلين يكوبلان شلركاء يف أرض‪،‬‬
‫بعت جلئر لخالد‪ ،‬فيقول خالد‪ :‬لم أشةِ منك‪ ،‬إ ًاا البائع أقر ببيع جلئله‪ ،‬والثاللث الطلرف غيلر الحلريكين‬
‫ٍ‬
‫حينمذ لما أبكر فيكون البيع ل ُبدَّ من الب ِّينة بالنسبة لهم هذا عقلد مسلتقر ينظلر فيله‬ ‫أبكر قال‪ :‬لم أشةِ منك‪،‬‬
‫بالبينات‪.‬‬

‫بالنسبة للحريك شريك البائع له ح الحفعة وإن لم يثبت البيع؛ ألن شريكه وهو البائع أقر على بفسله‬
‫‪654‬‬

‫ٍ‬
‫فحينمذ يدفع الثمن الذي استقر عليه العقد إما للمحلةي وهلو خاللد‪ ،‬أو يعطيهلا البلائع اللذي فسلد‬ ‫بالبيع‪،‬‬
‫بعد الك البيع‪ ،‬أو لم يثبت البيع أمام القاضر‪.‬‬

‫ال َو ِدي َع ٍة لِ َم ْن َي ْع َل ُم ِم ْن َن ْق ِس ِ ْاْلَ َما َن َة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬و ُي َس ُّن َق ُب ُ‬

‫بدأ الحيخ يف هذا الفص يتكلم عن الوديعة‪ ،‬فقال « ُي َس ُّن َق ُب ُ‬


‫ول الوديعة»‪ ،‬لمن أودأ لغيره ً‬
‫مال ليحفظله‬
‫ممن يعلم من بفسه األمابة‪ ،‬فإن كان ل يعلم من بفسه األمابة‪ ،‬والمقصلود باألمابلة‪:‬‬
‫ف ُيسن بحرط أن يكون َ‬
‫خحية التلييع أو خحلية ا تل ف‪ ،‬أو يعللم ملن بفسله ضلع ًفا فإبله يكلره يف حقله قبولهلا‪ ،‬وأملا إن عللم أبله‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يحرم‪.‬‬ ‫سيأخذها وسيتلفها عمدً ا يف يده‬

‫فالمقصود هنا أن الذي يكون عنده ضعف ل يستطيع أن يحافظ عليهلا‪ ،‬أو يكلون كثيلر الغفللة‪ ،‬ف ُيكلره‬
‫يف حقه قبول األمابة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْل َز ُم ِح ْق ُظ َها ِ ِح ْر ِز ِم ْث ِل َها»‪.‬‬

‫َمن أعطر وديع ًة فإبه يللم َمن أعطيها وأودعهلا ْ‬


‫أن يحفظهلا يف حلرز مثلهلا بملا جلرت العلاد بحفظله‪،‬‬
‫والعا يف المثلية هنا للعرف‪.‬‬

‫ـف َدا َّب ٍـة َعن َْهـا بِ َغ ْيـرِ َق ْـا ٍل‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َع َّينَ ُ َر ُّب َهـا َ َـأ ْح َر َز بِدُ ونِـ ِ َأ ْو َت َعـدَّ ى َأ ْو َ َّـر َط َأ ْو َق َط َـع َع َل َ‬
‫َض ِم َن»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ولو أن صاحع الوديعة الذي يملك العين ع َّين له مكابًا معين‪ ،‬قال‪ :‬احفظها يف هذا الصلندوق‪،‬‬
‫احفظها عندك يسموبه الصندوق التًوري مث ً ‪ ،‬أو قال‪ :‬احفظها عندك يف الدرج‪ ،‬أو قلال‪ :‬اجعلهلا تحلت‬
‫ٍ‬
‫معدد ليحفظه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وحرز‬ ‫ٍ‬
‫مكان معين‬ ‫السرير‪ ،‬فن َّ له على‬

‫قال‪َ « :‬ف َأ ْح َر َز بِدُ وبِ ِه» يعنر‪ :‬بما هو أق منه ل ما هو أعلى‪َ « ،‬أ ْو َت َعدَّ ى»‪ ،‬سوا ًء ب َّ له عللى حلرز أو للم‬
‫ف َدا َّب ٍلة َعن َْهلا»‪ ،‬أعطلر وديعل ًة دابلة فللم يعطهلا بعا ًملا‬
‫ين فتعدى بيده‪َ « ،‬أ ْو َف َّر َط» يف الحفظ‪َ « ،‬أ ْو َق َط َع َع َل َ‬
‫ول شرا ًبا‪.‬‬

‫فحينمذ يف الًميع يلمن‪ ،‬إل إاا كابت عنده دابة وقال له صاحبها‪ :‬ل تعلفهلا‪ ،‬أبلا سلأرجع بعلد قليل‬‫ٍ‬

‫قلول ملن صلاحبها‬ ‫ٍ‬


‫فحينمذ ل ضمان‪ ،‬وهذا معنى قال‪« :‬بِ َغ ْي ِر َق ْلو ٍل» أي‪ :‬بغيلر ٍ‬ ‫ول تعلفها‪ ،‬ومع الك ماتت‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪655‬‬

‫ل تعلفها‪.‬‬

‫اد ٍع يف ردها إِ َلى َر ِب َها َأ ْو َب ْيرِ ِه بِِِ ْذنِ ِ ََّل َو ِارثِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ْهب ٍُ َقا ُل م ِ‬
‫َُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫المودأ هو ماللك العلين إاا اختلفلا هل رد العلين أم ل‪ ،‬فلالقول‬ ‫يقول إن إاا اختلف المودأ والم ِ‬
‫ود ُأ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ القول قوله‪ ،‬قال‪ :‬إاا اختلفا يف ردها إلى ر ا أو غيره‪ ،‬أو غيلره يعنلر قلال‪:‬‬ ‫قول المو َدأ؛ ألبه أمين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ كذلك يعتا القول قول المو َدأ ألبه أمين‪.‬‬ ‫اعطها ف بًا‪،‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو َغ ْي ِر ِه بِإِ ْابِ ِه»‪ ،‬ل ُبدَّ أن ما ُيعطى غير المودأ إل بإابه‪ ،‬قال‪َ « :‬ل َو ِارثِ ِه»‪ ،‬فإن أعطاها لوارثه فإبله‬
‫ل تقب إل بب ِّينة؛ ألبه مفرط فاألص أبه يعطيها لر ا دون وارثه‪ ،‬سوا ًء كان ميتًا بب ًعلا أو ح ًيلا؛ ألن الفقهلاء‬
‫يتساهلون يف إعطاء الوديعة ل بن أو اللوجة يف بعه الصور‪.‬‬
‫يط َو َت َعدٍّ َو ِ ْ ِ‬
‫اْل ْذ ِن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ َت َل ِقها وعدَ ِم َت ْقرِ ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫قال‪َ « :‬وفِر َت َل ِف َها» أي‪ :‬ويف تلفها إن تلفلت فلالقول قلول الملو َدأ‪ ،‬وكلذلك علدم تفريطله فيله وتعلدي‪،‬‬
‫بلرف ثاللث‪ ،‬فًلاء صلاحع‬
‫ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬وفِر ا ْ ِ ْا ِن»‪ ،‬معنى قال‪َ « :‬وفِر ا ْ ِ ْا ِن» أي‪ :‬لو أن المو َدأ أعطاهلا زيلدً ا‬
‫العين قال‪َ :‬من قال لك تعطيهلا زيلدً ا؟ قلال‪ :‬أبلت قللت للر‪ ،‬بمعنلى أبلت أابلت للر‪ ،‬فقلال‪ :‬للم أءان للك‪،‬‬
‫فةافعا للقاضر ول بينة فالقول قول المو َدأ‪.‬‬

‫وهذا معنى ا ان أي ا ان يعود يف ا ان هنا ا ان المذكور يف أول الًملة يف قال‪« :‬فردها إِ َلى َر ِّب َهلا‬
‫َأ ْو َغ ْي ِر ِه بِإِ ْابِ ِه»‪ ،‬فا ان هنا العهدية تعود للان المذكور يف أول الًملة‪.‬‬
‫َاعـ ِ‬
‫يب َأ ِو امتِن ِ‬
‫َان م ِيال َأو مازُونا ي ْهسم َ َط َلب َأحدُ هما ن َِصيب لِ َغيب ِة ََرِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْو َد َع ا ْثن ِ َ‬
‫ُس ِل َم إِ َل ْي ِ »‪.‬‬
‫يقول‪ :‬لو أن اثنين أودعا شي ًما مملا ُيكلال أو يلوزن‪ ،‬كأودعلا ملث ً صلاعين أو ث ثلة آصل ٍع ملن ٍ‬
‫تملر عنلد‬
‫واحد‪ ،‬فطلع أحدهما بصيبه «ل ِ َغ ْي َب ِة َش ِريكه» لكوبه غير حاضر‪ ،‬أو امتناعله ملن المطالبلة ُسل ِّلم هلذا الًللء‬
‫له؛ ألن المكي ت والموزوبات مثلية‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬مثليلة‪ ،‬فحيلث كابلت مثليلة فل فلرق بلين ملا ُيعطلى هلذا وااك‪ ،‬بخل ف غيرهلا ملن‬
‫المعدودات والمعينات‪.‬‬
‫‪656‬‬

‫ٍ‬
‫فحينملذ ُيسللم لله اللك؛ ألبله ملن‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه ل ضرر على الحريك يف تسلليم شلريكه جللءه‪،‬‬
‫المثليات التر ل ضرر على الحريك يف قسمتها‪.‬‬
‫ُصب ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِم ِ‬
‫ت ا ْل َع ْي ُن ا ْل ُم َطا َل َب ُة بِ َها»‪.‬‬ ‫ب َو ُم ْرت َِه ٍن َو ُم ْست َْأ ِجرٍ إِ ْن ب َ‬ ‫اد ٍع َو ُم َض ِ‬
‫ار ٍ‬ ‫َ ُ‬
‫هذه المسألة أوردها المصنِّف يف غير مظنتهلا‪ ،‬وهلذه المسلائ التلر يسلمو ا الفقهلاء بخبايلا اللوايلا‪،‬‬
‫بعه المسلائ تبحلث عنهلا يف با لا أو مظنلة با لا ل تًلدها فيله‪ ،‬وإبَّملا تًلدها يف غيرهلا‪ ،‬هلذه المسلألة‬
‫متعلق ٌة برفلع اللدعوى‪ ،‬فالمصلنِّف يقلول يف هلذه الًمللة‪ :‬إن كل َملن كابلت يلده يلد أمابلة‪ ،‬فلله حل رفلع‬
‫الدعوى على المعتدي بالرد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مللاربة أو رهنًلا أو‬ ‫ٍ‬
‫وديعلة أو ملال‬ ‫فلو أن غاص ًبا باه ًبا سار ًقا غير الك من صور الغصع غصلع ملال‬
‫واحد من هلؤلء وهلو الملو َدأ والمللارب ‪-‬أي العامل ‪ -‬والملرهتن ‪-‬أي صلاحع‬ ‫ٍ‬ ‫عينًا مستأجر ‪ ،‬فلك‬
‫الدين‪ -‬والمستأجر أن يطالع ا؛ ألن يده يد أمابة‪ ،‬وك صاحع يد أمابة له ح رفع الدعوى‪.‬‬

‫ممن له صفة‪ ،‬وهلو ماللك العلين أو ملدعر ملكهلا‬


‫ألن تعلمون أبتم يف القلاء أبه ل تقب الدعوى إل َ‬
‫أو وليه‪ ،‬وكذلك َمن كابت يده على العين يد أمابة فإن له ح الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬ومن َأحيا َأرضا منْ َق َّة عن َا َِّل ْهتِصاص ِ‬
‫ات َو ِم ْل ٍب َم ْع ُصامٍ؛ َم َل ََها»‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ ْ َْ ْ ُ‬
‫هذا الفص يتكلم أو يتع َّل بإحياء الموات‪ ،‬وقد ثبت عن النبر ‪ ‬عند الةمذي وغيره أبله‬
‫‪ -♥-‬قال‪َ « :‬م ْن َأ ْح َيا َأ ْرضا َم ْيتَة َ ِه َ َلـ ُ»‪ ،‬إحيلاء الملوات ومثلله ً‬
‫أيللا ملا سليأتينا يف اللقطلة‬
‫مال إل بأحد ث ثة أسباب‪:‬‬‫ألن المرء ل يملك ً‬ ‫هذه ُتسمى من ملك المباحات؛ َ‬

‫‪ ‬اْلول‪ :‬إما با رث‪.‬‬

‫‪ ‬الثاين‪ :‬وإما بالعقد‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث‪ :‬أو با باحة‪.‬‬

‫هذه أسباب الملك الث ثة ل يوجد غيرها‪ ،‬ا رث واضل وسليأتينا يف كتلاب الفلرائه‪ ،‬العقلود البيلع‬
‫والس َلم وا جار وغيرهلا‪ ،‬وا باحلة منهلا اللقطلة ومنهلا الحتحلاش والحتطلاب ومنهلا إحيلاء الملوات‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ألحد قبلك‪ ،‬لو كابت يملكها أحدٌ قبللك ل يًلوز للك‬ ‫لمااا سميناها إباحة؟ ألن هذه العين لم تكن مل ًكا‬
‫‪٦‬‬
‫‪657‬‬

‫أخذها إل بعقد { ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ} [النساء‪ ]29:‬وهو العقد‪.‬‬

‫وأما المباال فهو الذي ليس مل ًكا ألحد‪ ،‬أما ما ليس مل ًكا ألحد فإبه يًوز أن تأخذه با باحة لكلن لهلا‬
‫قيود‪ ،‬أبا أاكر هذا ألن الفقهاء اكروا ‪-‬ومنهم الع مة ابن القيم وقبلله شلهاب اللدين القلرايف يف [الفلروق]‬
‫أن ما كان من باب ا باحة فيًوز لولر األمر تقييده‪ ،‬أما ا رث ف ‪ ،‬وأما العقد ف ‪.‬‬

‫انتبهاا لهذه المسألة مهمة!! ولر األمر صالحيته يف تقييد المباحات فقط‪ ،‬وليس له صل حي ٌة يف تقييلد‬
‫ا رث ول يف تقييد العقود‪ ،‬ما معنى تقييلد المباحلات‪ ،‬ثلم أرجلع لكلم العقلود وا رث؟ تقييلد المباحلات‬
‫ثبت أن عمر وعثملان ‪ --‬حميلا النقيلع‪ ،‬حميلاه‪ ،‬النقيلع مللك للنلاس جمي ًعلا‪ ،‬فيًلوز لكل املر ٍ ملن‬
‫المسلمين من أه المدينة أو يحتش ْ‬
‫وأن يحتطع من النقيع‪ ،‬مع الك جاء ولر األملر كلان عملر ثلم بعلده‬
‫ٍ‬
‫لمصلحة عامة؛ بب ًعا ألن تصرفات وللر األملر مبنيلة عللى‬ ‫عثمان فحمياه‪ ،‬منع أحدً ا أن يحتش أو يحتطع‬
‫المصلحة‪.‬‬

‫إ ًاا فيًوز منعهم من هذا الحتحاش‪.‬‬


‫ٍ‬
‫لمنطقلة معينلة يقلول‪ :‬هلذه محميلة ملن الصليد‪ ،‬ل أحلد يصلطاد فيهلا حمايل ًة‬ ‫يًوز لولر األمر أن يأا‬
‫أيللا‪ :‬فالحتحلاش‬
‫للحيا الاية مث ً يسمو ا‪ ،‬يًوز الك ملن بلاب تقييلد المباحلات للمصللحة‪ ،‬ومثلله ً‬
‫والحتطاب‪ ،‬كما هو عندبا ممنوأ اآلن الحتطاب مطل ًقا ممنوأ الحتطلاب‪ ،‬هلذا يًلوز شلر ًعا؛ ألن هلذا‬
‫من باب تقييد المباحات‪.‬‬

‫من صور تقييد المباحات‪ :‬هذا الذي يناسبنا يف هذا الباب أن العلماء اكروا كلابن القليم وقبلله شلهاب‬
‫القرايف اكروا أبه يًوز لولر األمر أن يمنلع ملن التمللك با حيلاء يًلوز اللك‪ ،‬وهلذا الموجلود يف أغللع‬
‫يتملللك با حيللاء يًللوز الللك‪ ،‬ويكللون فقللط ا حيللاء سللب ًبا ل ختصللاص ل‬
‫البلللدان ا سل مية أبلله اآلن ل َّ‬
‫للمك‪ ،‬وب َّ عليه العلماء قديم وأبالوا يف التدلي على هذا األص ‪.‬‬

‫إ ًاا ابتهينا من األمر األول وهو المباحات يًوز تقييدها من ولر األمر‪.‬‬

‫‪ { ،‬ﰕ ﰖ ﰗ} [البقلر ‪ ،]230:‬لملا َاكَلر اهلل ‪‬‬ ‫ٍ‬


‫ألحد أن يليلد فيله ول يلنق‬ ‫ا رث ل يًوز‬

‫ا رث قال‪ { :‬ﰕ ﰖ ﰗ} ‪.‬‬


‫‪658‬‬

‫‪.‬‬ ‫إ ًاا الحد ل يًوز اللياد عليه ول النق‬


‫فلو أن يف ٍ‬
‫بلد ما جاء و ُغ ِّير ا رث‪ ،‬وجرء ببعه األحكلام التلر تخلالف النصلوص الحلرعية‪ ،‬ليسلت‬
‫من باب الخ ف‪ ،‬هناك مسائ فيها باب الخ ف مث ‪ :‬ه األم ترث السدس أم تلرث الثللث عنلد وجلود‬
‫جم ٍع من ا خو المحًوبين باألب؟ هذه مسألة خ فية ومحهور ‪ ،‬مث ‪ :‬الًد وا خلو هل يكلون فيهلا‬
‫تحريك أم ل؟ أم أ م محًوبون بالًد؟ هذه مسألة خ فية‪ ،‬حكم الحاكم يرفع الخ ف يف النلاأ عنلدها‬
‫إاا ترافعللوا الحللاكم‪ ،‬ل‪ ،‬بحللن بلتكلم عمللا كللان الخل ف فيلله ملغ ًيللا‪ ،‬وهنللاك أمثلللة يف الللذهن ل أحتللاج أن‬
‫أاكرها‪.‬‬

‫بقول‪ :‬ل يًلوز اللك‪ ،‬ول ُيبلاال لملن أخلذ شلي ًما منهلا أن يكتسلبها‪ ،‬مثلال اللك أضلرب ً‬
‫مثلال‪ :‬أغللع‬
‫فملن أعطلر شلي ًما ملن‬
‫العلماء يقولون‪ :‬ل يوجد يف الحرأ شلرء اسلمه الوصلية الواجبلة‪ ،‬وبنلا ًء عللى اللك َ‬
‫الوصية الواجبة‪ ،‬فيًع عليه أن يذهع ألعمامه ويستأا م؛ ألبله أخلذ شلي ًما ملن ملالهم‪ ،‬ل يبلي لله تقييلد‬
‫ولر األمر يف النظام فيها شرء يًع أن يستأا م‪.‬‬

‫‪ -‬األمر األخير‪ :‬وهو قلية العقود‪ ،‬العقود ل أثر لجتهاد ولر األمر‪ ،‬ولذلك يقول‪ :‬أه العللم للو أن‬
‫ولر األمر كان حنف ًيا‪ ،‬وأبو حنيفة النعمان –عليه رحمة اهلل‪ -‬ا مام أبو حنيفة كلان يلرى أن شلركة األبلدان‬
‫غير محروعة‪ ،‬فليس معنى الك أن الحريكين إاا اشةكا بأبدا ما فكسبهما حلرام‪ ،‬بل بقلول‪ :‬هلو حل ل؛‬
‫ألن حكم الحاكم هنا ل يؤثر يف العقود؛ ألن فيها معنى التقلرب إللى اهلل ‪ ‬بالتعبلد فيملا يًلوز وملا ل‬
‫يًوز‪.‬‬

‫إ ًاا هذه المسألة يًع ْ‬


‫أن بنتبه لها وبعرفهلا‪ ،‬وهلذه مسلألة تقيلد بمقيلاد الحلرأ‪ ،‬فلولر األملر يًلوز لله‬
‫تقييد المباحات للمصلحة‪ ،‬وهذا موجود وأمثلته بالعحرات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ْن َأ ْح َيا َأ ْرضا»‪.‬‬

‫خاص باألرض دون غيرها من األشياء‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫إ ًاا إحياء الموات‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬م ْن َق َّة عن َا َِّل ْهتِصاص ِ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫تعبير المصنِّف بالختصاصات جمي ؛ ألن الختصاص بوعان‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪659‬‬

‫خاص‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اختصاص‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬الناع اْلول‪:‬‬

‫واختصاص عام‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪:‬‬
‫ٍ‬
‫أحد البتفاأ ا من غيلر ملكهلا‪ ،‬مثل‬ ‫فالختصاص العام هو ما ُيسمى بحقوق الرتفاق‪ ،‬فيكون لك‬
‫الطرق فإن الطرق ل يملكها أحدٌ بإحيائها؛ أل ا من حقوق الرتفلاق‪ ،‬مثل األوديلة‪ ،‬الحلعاب‪ ،‬المسلاي ‪،‬‬
‫ك هذه ل ُتمللك با حيلاء‪ ،‬و َملن ا َّدعلى أبله يملكهلا با حيلاء فمالله حلرام؛ ألن هلذا فيهلا المللك محلاأ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بإحيلاء قلديم‪ ،‬ثلم يملكهلا‪،‬‬ ‫وبعه النَّاس قد يتعدى على األودية ويتعدى على الحعاب بدعوى أو بغيرها‬
‫بقول‪ :‬ملكك باب ؛ أل ا ل ُتملك وإبَّملا هلو ملن بلاب الختصلاص‪ ،‬والختصلاص ل يًلوز المعاوضلة‬
‫عليه باهيك عن بيعه‪.‬‬

‫إ ًاا األمر األول الختصلاص العلام كحقلوق الرتفلاق كاألوديلة والحلعاب والطلرق وبحلو اللك ملن‬
‫األمور العامة كالمساجد‪ ،‬ومن الحقوق العامة المحاعر منى وعرفات وملدلفلة‪ ،‬كلهلا ل يًلوز أن ُتمللك‬
‫ٍ‬
‫ألحلد ملن اآلدميلين‪ ،‬إ ًاا هلذا ملا ُيسلمى‬ ‫ولو بنيت فيهلا إن شلاء اهلل مملات العملائر ل ُتمللك‪ ،‬ليسلت مل ًكلا‬
‫الختصاص العام‪.‬‬

‫الختصاص الخاص هو أن يسبقك أحدٌ إلى تحًير األرض؛ ألن األرض الموات التلر ليسلت مل ًكلا‬
‫ألحد‪ ،‬موات يعنر ليست مل ًكا ألحلد ومنفكلة علن الختصلاص‪ ،‬إاا جعللت عليهلا ً‬
‫عقملا ملن تلراب فقلد‬

‫مختصا ا‪ ،‬لكن لست مال ًكا لها‪ ،‬فإن بنيت عليها ‪-‬ما سنذكره بعد قلي ‪ -‬أو حفرت ً‬
‫بملرا ملكلت‬ ‫ً‬ ‫أصبحت‬
‫هذا المح ‪.‬‬

‫فمن سبقك إلى مح ٍ فهو مخت ٌ به‪ ،‬فليس لك أن تطرده ملن اختصاصله ملع أبله لليس مال ًكلا لله‪،‬‬
‫إ ًاا َ‬
‫والختصاص ل ُيباأ كما قلت‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْل ٍب َم ْع ُصامٍ؛ َم َل ََها»‪.‬‬


‫قول المصنِّف‪« :‬ومِ ْل ٍ‬
‫ك َم ْع ُصو ٍم»؛ ليحلم المسللم واللذمر‪ ،‬فلإن المسللم واللذمر ملن أهل الكتلاب‬ ‫َ‬
‫معصومون‪ ،‬فإاا ملكوا شي ًما فإبه ل يًوز ابتلاعه منهم إل برضا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪660‬‬

‫ٍ‬
‫بحائط منيع»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحصٍ بحازها‬

‫قال‪ :‬يحص ا حياء بأمور‪:‬‬

‫حلائط منيلع‪ ،‬فل ُبلدَّ أن يكلون حائ ًطلا مني ًعلا ل مطلل الحلائط كالحلبوك‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬أول شرء‪ :‬أن يكون هنلاك‬
‫قلديما قلد يكلون لله وجل ٌه حينملا‬
‫ً‬ ‫وغيره‪ ،‬ب ل ُبدَّ أن يكون حائ ًطا مني ًعا‪ ،‬والحقيقة أن هذا ك م أه العللم‬
‫كان البناء له مؤبة‪ ،‬ول يلع المرء حائ ًطا إل على قدره‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يكلون بنلا ًء‬ ‫ٌ‬
‫حائط مع سلقف‪ ،‬وقلد ُيقلال لذا األملر‪،‬‬ ‫ولذلك فإن الرواية الثابية أن يكون هناك‬
‫حقيق ًيا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو إجران ٍ‬
‫مان َّل تزرع إَّل ب »‪.‬‬

‫ً‬
‫جلدول للعلين حتلى تصل ‪،‬‬ ‫جدول من ٍلر‪ ،‬أو يلذهع للعلين فيحفلر‬
‫ً‬ ‫كأن يحفر‬‫ماء»‪ْ ،‬‬‫قال‪« :‬أو إجراء ٍ‬

‫مختصا أو مال ًكا له بعد الك‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫حينمذ‬ ‫فحفره لهذا الًدول هذا إحيا ٌء لألرض‪ ،‬فيكون‬
‫ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو قطع ٍ‬
‫مان َّل تزرع مع »‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يكون قد استصلحها‪.‬‬ ‫كابت األرض مغمور ً بالماء‪ ،‬فبنى شي ًما يمنع من وصول الماء إليها‪،‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو حقر بئرٍ أو برس َُرٍ يها»‪.‬‬


‫ٍ‬
‫منفكلة علن الختصلاص وهلر الملوات‪ ،‬يمللك البملر‬ ‫ٍ‬
‫أرض‬ ‫بملرا يف‬ ‫قال‪« :‬أو حفر ٍ‬
‫بمر»‪ ،‬فإن َملن حفلر ً‬
‫إن كابت البمر عادي ًة أي قديم ًة خمسون ارا ًعا‪ْ ،‬‬
‫وإن كابت جديد ً خمس ًة وعحرون‬ ‫وحريمها‪ ،‬وحريم البمر ْ‬
‫ارا ًعا فقط‪ ،‬ما زاد عن الك ف ‪.‬‬

‫فمن غرس شًر ً ملك جدرها وحريم الًللأ‪ ،‬ومقلدار الحلريم بمقلدار ملد‬
‫قال‪« :‬أو غرس شًر »‪َ ،‬‬
‫أغصا ا‪ ،‬فإن كابت أغصا ا النخ عاد ً غصنه ل يتًاوز المةين تقري ًبا أو ث ثة أمتار على أقصى تقلدير‪،‬‬
‫فيكون مةان أو ث ثة أمتار من ك ‪ ،‬يعنر يكون بصف قطرها مةان أو ث ثة بحسع أغصان الحًر ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫طريق واسعٍ‪ ،‬ها أحق بالُلاس ي ما به متاع ما لم يضر»‪.‬‬ ‫ومن سبق إلى‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫يقول إن ما كان من باب الختصاص العام كالطرق والمنتلهات والمساجد وغيرها ومنلى وعرفلات‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ألحلد أن يقيمله ملن مقامله‬ ‫ا‪ ،‬ليس مال ًكا وإبَّما المخلت ‪ ،‬فلليس‬ ‫فمن سب للًلوس فيها فهو المخت‬
‫َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪661‬‬

‫منى لمن سب ‪ ،‬وكذلك الطرق الواسعة ع َّبر بالواسعة؛ ألن الليقة ل يًوز الًللوس فيهلا؛ ألن فيهلا أايل ًة‬
‫ألحد أن يقيمه من حقوق الرتفاق العامة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ ليس‬ ‫بالمسلمين‪،‬‬

‫قال‪« :‬فهو أح بالًلوس فيه ما بقر متاعه»‪ ،‬أي‪ :‬ما دام متاعله باق ًيلا فإبله مسلتح ٌ فيله‪« ،‬ملا للم يللر»‬
‫أي‪ :‬ما لم يلر غيره بذلك‪.‬‬

‫دائما تعرض لنا يف المسًد هنا يتكلم العلماء عن وضع السلًاجيد يف المسلًد وحًلهلا‬
‫هنا فائد ‪ً :‬‬
‫يف بابين‪:‬‬

‫‪ -‬أحد البابين هو بابنا هذا باب إحياء الموات‪.‬‬

‫‪ -‬والباب الثاين سه وهو باب الًمعة‪.‬‬

‫تكلم العلماء عن وضع السًاجيد يف المسًد ه يًوز وضعها أم ل؟ فقالوا‪ :‬إن كان المرء وضلعها‬
‫كبيلرا للنلاس فل يًلوز لله‬ ‫إضلرارا بالنَّلاس ْ‬
‫كلأن يأخلذ مكابًلا ً‬ ‫ً‬ ‫ليذهع قري ًبا أو يعود جاز‪ ،‬وأملا إن وضلعها‬
‫لذا المكلان؛ ألبله أضلر بالنَّلاس‬ ‫ترفع كائنًا َمن كان لليس أحل‬ ‫الك‪ ،‬ولذلك يقولون‪ :‬فإاا أقيمت الص‬
‫وقت الص ‪.‬‬

‫إضرار بالناس أو تقد ٌم للحًل قب أن يأا الناس‪ ،‬فيلعه ثلم يلذهع‪ ،‬فالفقهلاء يقوللون‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫إ ًاا ما دام فيه‬
‫منهر عنه شر ًعا‪ ،‬وتكلموا عنها يف بابين‪ :‬يف باب الًمعة قالوا‪ :‬إ ا تًوز‪ ،‬وهنا تكلموا بالقيد فقلط إاا‬
‫هذا ٌ‬
‫جمعت البابين اتل لك الصورتين الذي اكرهتا قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َي ُُا ُز َج َع ٍُ ََ ْ ٍن َم ْع ُلا ٍم لِ َم ْن َي ْع َم ٍُ َع َمال َو َل ْا َم ُْ ُهاَّل»‪.‬‬

‫هذا العقد هو الذي يسميه العلماء بباب الًعاللة أو عقلد الًعاللة‪ ،‬ملا الفلرق بلين الًعاللة واألجلر ؟‬
‫األجر تكون على العم ‪ ،‬والًعالة تكون على النتيًلة‪ ،‬حيلث كابلت النتيًلة وللو كابلت بعمل ٍ يسلير أو‬
‫بعم ٍ كثير ل بنظر لمقدار العم ‪ ،‬ب بنظر للنتيًة‪.‬‬
‫إ ًاا هذا أهم ٍ‬
‫فرق بين الًعالة وا جار ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يسلتح‬ ‫مثال الك‪ :‬جاء رج ٌ آلخر فقال له‪ :‬استأجرتك لبناء هذا الًدار‪ ،‬هنلا إجلار أعيلان‪،‬‬
‫إن علقها‪ْ ،‬‬
‫إن بنيلت‬ ‫فإن لم يكم البناء أستح بصف األجر ‪ ،‬أما لو قال‪ :‬إن بنيت لر ابظر ْ‬
‫األجر بالبناء‪ْ ،‬‬
‫‪662‬‬

‫لر هذا الًدار فلك ألف‪ ،‬فبناه إل عحره‪ ،‬فليس له من األجر شرء أل ا جعاللة؛ ألن الًعاللة ل يسلتح‬
‫األجر إل بكمال العم ‪ ،‬وأما ا جار فإبه يستح األجر بحسلع ملا أبًلل ملن المنفعلة ملا للم يكلن فيله‬
‫ضرر‪ ،‬هذا الفرق الثاين‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق الثالث‪ :‬أن عقد الًعالة عقدٌ جائل‪ ،‬وأملا عقلد ا جلار فعقلدٌ لزم‪ ،‬فللو فسلخ الًاعل عقلد‬
‫الًعالة ابفسخ ما لم يكن العام يف الًعالة قد بذل شي ًما‪ْ ،‬‬
‫فإن كان قد بذل شي ًما فيأخلذ أجلر المثل ‪ ،‬هلذه‬
‫من أهم الفروقات فيها من الفروقات ما سيورده المصنِّف وهو جهالة العام وجهالة الًع ‪.‬‬

‫وز َج َع ُ َش ْلر ٍء َم ْع ُللو ٍم»‪ ،‬يعنلر مبللغ أو علين أو أشلياء أخلرى‪« ،‬ل ِ َمل ْن َي ْع َمل ُ َع َمل ً»‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫يقول « َو َي ًُ ُ‬
‫« َع َم ً»‪ ،‬سوا ًء كان العم لمن جع الًع أو لغيره فيًوز الك‪.‬‬

‫ً‬
‫ًهلول‪ ،‬أي وللو‬ ‫ل»‪ ،‬قول المصنِّف‪َ « :‬و َل ْلو َم ًْ ُهلو ً‬
‫ل» يحلم أي‪ :‬وللو كلان العمل م‬ ‫قال‪َ « :‬و َل ْو َم ًْ ُهو ً‬
‫تس ِله يف العللم بقلدره أي بقلدر اللثمن‬ ‫ً‬
‫مًهلول‪ ،‬فعقلد الًعاللة ُ‬ ‫ً‬
‫مًهول‪ ،‬أي ولو كان الًع‬ ‫كان العام‬
‫وبالعم ‪ ،‬بينما هذا يف ا جار ل يقب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ََر ِد َع ْب ٍد»‪.‬‬

‫ٌ‬
‫حيوان شارد‪ ،‬فقال‪َ :‬من أتى لر به فله كلذا هلذا عقلد جعاللةً‪ ،‬والعمل فيله‬ ‫رج عنده عبدٌ آب ٌ أو عنده‬
‫مًهول ل يعرف قد يبحث عن الناقة الحارد فيًدها بعد كيلو‪ ،‬قد ل يًدها إل بعلد مائلة كيللو والًعل‬
‫واحد ل يتغير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُل َه َط ٍة»‪.‬‬

‫قال‪َ :‬من وجد لقطتر فله كذا متى يًدها اهلل أعلم‪.‬‬
‫َان حائِ ٍ‬
‫ِ‬
‫ط»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِن َ‬

‫كالمثال الذي اكرت لك قب قلي ‪.‬‬

‫إن بنيلت للر الحلائط فللك كلذا هلذه جعاللة‪ْ ،‬‬


‫وإن‬ ‫إن قلت يف بناء الحلائط‪ْ :‬‬
‫أن تنتبه للصيغة‪ْ :‬‬
‫إ ًاا أريدك ْ‬
‫قللت اسللتأجرتك لبنللاء الحلائط فهللذه إجللار ‪ ،‬فالصليغة لهللا أثللر‪ ،‬أحيابًلا عنللد الفقهللاء بعله الصلليغ تكللون‬
‫محكلة‪ ،‬ولذلك َاكَر بعه الفقهاء يف بعه العقود ترد ٌد أهر جعال ٌة أم إجار ؟‬
‫‪٦‬‬
‫‪663‬‬

‫قالوا‪ :‬وبرجع للفظ المتلفظ‪ ،‬قالوا‪ :‬مث إبلال البلائع من السفن‪ ،‬فقال‪ :‬أبلل بللاعتر ملن السلفينة‪،‬‬
‫دائملا إاا كلان عنلدبا عقلد‬
‫فهر مةدد تحتم أن تكون جعالة‪ ،‬وتحتم أن تكون إجار ‪ ،‬فنرجع للصليغة‪ً ،‬‬
‫مةدد بين صورتين ف بفص إل باللفظ الذي تلفظ به العاقد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬م ْن َ َع َل ُ َب ْعدَ ِع ْل ِم ِ ؛ اِ ْست ََح َّه ُ»‪.‬‬

‫فملن علللم بالًعل وفعل الللك اسلتح الًعل ‪ ،‬وأمللا َملن رد الحللارد واآلبل ورد اللقطلة غيللر عل ٍ‬
‫لالم‬ ‫َ‬
‫بالًع فإبه ل يستحقه؛ ألبه لم يفع ألج الًع ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ولِ ٍٍُّ َ ْسخُ َها»‪.‬‬

‫أل ا عقدٌ جائل فلك ٍ من الطرفين فسخها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ َ « :‬م ْن َع ِام ٍٍ ََّل ََ ْ َن َل ُ»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ف ِم ْن َعامِ ٍ » أي‪ :‬لو كان الفسخ من العام هو اللذي فسلخ‪« ،‬فل َ َش ْلر َء َلل ُه»‪ ،‬وللو كلان قلد بلذل‬
‫أغلع الًهد ل شرء له‪.‬‬

‫اع ٍٍ لِ ِع ِام ٍٍ ُأ ْج َر َة َع َم ِل ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِمن ج ِ‬
‫َ ْ َ‬

‫لعامِ ُأ ْج َر َ َع َملِ ِه»‪ُ ،‬يعطى أجر المث ‪.‬‬


‫اع ٍ » أي‪ :‬باال العوض‪« ،‬ل ِ ِ‬
‫قال‪« :‬ومِن ج ِ‬
‫َ ْ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َع ِم ٍَ َب ْي ُر ُم َعدٍّ ِْلَ ْه ِذ ُأ ْج َر ٍة لِ َغ ْيرِ ِه َع َمال بِ َال ُج ْع ٍِ‪َ ،‬أ ْو ُم َعد بِ َـال إِ َذن؛ َ َـال ََـ ْ َن َلـ ُ ‪،‬‬
‫يٍ َمتَاعٍ‪ِ ،‬م ْن َب ْحرٍ َأ ْو َ َال ٍة؛ َ َل ُ َأ ْج ُر ِم ْث ِل ِ »‪.‬‬
‫إِ ََّّل ِ ت َْح ِص ِ‬
‫ٍ‬
‫إان منه‪ ،‬لم يأان للنَّاس‪ ،‬جع جع ً لحخ ٍ بعينه فًلاء‬ ‫يقول إن َمن فع شم ًيا لغيره ب جع أو ب‬
‫رج ٌ آخر غيره فعم هذا العم ‪ ،‬فليس له الًع ل يستح الًع ‪ ،‬إل يف صور ٍ واحد يستح الًعل‬
‫ْ‬
‫وإن لم يًع صاحع المال فيها جع ً ‪.‬‬

‫قال‪« :‬فِر َت ْح ِصي ِ َمتَاأٍ‪ ،‬مِ ْن َب ْح ٍر َأ ْو َف َ ٍ»‪ ،‬يعنر سقط المتاأ من السفينة أو يف الا‪َ « ،‬ف َل ُه َأ ْجر المثل »‬
‫يف هذه الصور ‪.‬‬

‫يق ِدينَار‪َ ،‬أ ْو ا ْثنَا َع َي َر ِد ْر َهما»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َر ِق ِ‬

‫درهملا لقللاء الصلحابة ‪-‬رضلوان اهلل علليهم‪-‬‬


‫ً‬ ‫أو َمن رد رقي ًقا شار ًدا فإبه يستح دي ً‬
‫نارا أو اثنلا عحلر‬
‫‪664‬‬

‫ٍ‬
‫جعاللة‪ ،‬وأن يلؤان‬ ‫بذلك‪ ،‬فقط هاتان الصورتان هما المستثنيات فقط‪ ،‬وغير هذا ل ُبدَّ أن يوجد هناك عقد‬
‫له بالعم ‪ ،‬أو أن ُيقال يكون إان عام‪َ :‬من رد لر كذا فله كذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬وا ْل ُّل َه َط ُة َث َال َث ُة َأ ْق َسا ٍم»‪.‬‬

‫بدأ المصنِّف ‪ ‬يف هذا الباب يف الحديث عن اللقطة‪ ،‬واللقطة‪ :‬هر ما يوجلد ول يعلرف مالكله‪،‬‬
‫ما يوجد يف غير ٍ‬
‫ملك ول يعرف مالكه‪ ،‬قال‪« :‬وهر َث َ َث ُة َأ ْق َسا ٍم»‪ ،‬باعتبار بوعها‪.‬‬
‫ب بِ َال َتعرِ ٍ‬
‫يف»‪.‬‬ ‫يف َو َِ ْسعٍ؛ َ َي ْم ِل ُ‬
‫اط النَّاس كَر ِب ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ما ََّل َت ْتبع ِهم ُة َأوس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ ْ َ‬ ‫َ‬
‫يقول‪ :‬النوأ األول‪َ :‬من وجد يف األرض شي ًما ل تتبعه همة أواسلط النلاس‪ ،‬يعنلر أن أواسلط النَّلاس ل‬
‫خبلل‪َ « ،‬و ِش ْسل ٍع» يعنلر‪ :‬شسلع بعل لليس النعللين وإبَّملا أحلد‬
‫يلف» أي‪ :‬كرغيلف ٍ‬ ‫يرون له قيمة‪ ،‬قال‪« :‬كَر ِغ ٍ‬
‫َ‬
‫يف»؛ هذا يملك بل تعريلف ألن أغللع النَّلاس ل يهتملون‬ ‫النعلين فقط أو جلء منه‪ ،‬قال‪َ « :‬فيملِ ُك بِ َ َتع ِر ٍ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫إاا فقدوه أو لم يفقدوه‪.‬‬

‫وهللذا المثللال الللذي اكللره المصلنِّف هللو علللى سللبي التمثيل ‪ ،‬وإل فللاألعراف تختلللف‪ ،‬فعلللى سللبي‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُيمللك‪ ،‬وهكلذا ملن األشلياء المختلفلة‪،‬‬ ‫المثال‪ :‬اآلن الريال الواحد أواسط النَّاس ل تتبعه همتهم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مكلع‬ ‫أيلا تملك ب تعريلف‪ ،‬مثل ‪ :‬ملا وجلد يف مفلاز ٍ ومهلكلة‪ ،‬أو ملا وجلد يف‬ ‫بب ًعا اكروا أشياء أخرى ً‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ هذا معناه أبله رملاه ول يريلده‪،‬‬ ‫للقمامة بحيث أبه القرينة تدل على أن صاحبه غير ٍ‬
‫مريد له‪،‬‬
‫يملك ب تعريف‪.‬‬

‫لس َباعِ‪ ،‬كَخَ ْي ٍٍ‪َ ،‬وإِبِ ٍٍ‪َ ،‬و َب َهرٍ‪َ َ ،‬ي ْح ُـر ُم ا ْلتِ َها ُط َهـا‪،‬‬ ‫لض َا ُّال َا َّلتِ ت َْمتَن ِ ُع ِم ْن ِصغ ِ‬
‫َار َا ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثانِ ‪َ :‬ا َّ‬
‫ب ِب َت ْع ِر ِيق َها»‪.‬‬
‫َو ََّل ت ُْم َل ُ‬

‫النوأ الثاين من اللقطة‪ :‬اللوال‪ ،‬ويقصد بالللوال أي الللالة يملة األبعلام‪ ،‬فلإن كابلت الللالة ملن‬
‫يمة األبعام تمتنع من صغار السباأ كالخي وا ب والبقر‪ ،‬فل يًلوز التقابهلا‪ ،‬ول تمللك بتعريفهلا بل‬
‫تةك‪ ،‬كما قال النبر ‪« :‬مالب ومالها معها سهاؤها ترد المان وتأكٍ ال ـْل»‪ ،‬فلدَ ل اللك عللى‬
‫أبه ل يًوز التقابها هذا ك مهم‪.‬‬

‫و َاكَر بعه فقهائنا كابن عقي وغيره أبه إاا فسد اللمان‪ ،‬وكابت مث هذه الللوال ُيخحلى عليهلا ملن‬
‫قديما عنلدهم ملن العيلع أن‬ ‫ٍ‬
‫الذين يعدون عليها بالسرقة‪ ،‬فإبه حينمذ يحرأ التقابها وتعريفها؛ ألن العرب ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪665‬‬

‫تلتقط شي ًما من اللوال‪ ،‬ل تلتقطها عندهم عيع هلذا‪ ،‬وملا زال يف علرف البلوادي إللى اآلن إاا وجلد شلي ًما‬
‫من ا ب ما يلتقطها‪ ،‬قد يًعلها معه فيبقى عليها وسلمها ول ُتللتقط أبلدً ا؛ ألن هلذه ليسلت مل ًكلا للك ملن‬
‫ضوال ا ب وغيرها‪.‬‬

‫ولذا كان العرف القديم عند العرب أبه ل يوجد أحلدٌ يأخلذها‪ ،‬إل أن يكلون سلار ًقا وهلم قللة‪ ،‬أملا إاا‬
‫فسد اللمان فأصبحت إاا من حين تل يأا َملن يسلرقها مباشلر ‪ ،‬فقلد اكلر بعله علمائنلا وفا ًقلا للبعه‬
‫أصحاب أبر حنيفة أبه يًوز التقابها حينذاك‪.‬‬
‫ث‪ :‬ب ِ‬
‫اق َا ْْلَم َا ِ‬ ‫ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثال ُ َ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تغير الحكم بتغير علته وإل الحكم باقر‪.‬‬ ‫أي‪ :‬فيكون هذا الحكم من المعل ‪ ،‬فابتفت العلة‬
‫ث‪ :‬ب ِ‬
‫اق َا ْْلَم َا ِ‬
‫ال َك َث َم ٍن َو َمتَا ٍع َو َبنَ ٍم َو ُ ْص َال ٍن َو َع َُ ِ‬
‫اج َ‬ ‫ِ‬
‫يٍ»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثال ُ َ‬

‫عًاجي ‪ :‬جمع عً ٍ‪ ،‬وهو صغير البقر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ َ « :‬ل َم ْن َأ ِم َن َن ْق َس ُ َع َل ْي َها َأ َه َذ َها»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن باقر األموال غير ما سلب ‪ ،‬وهلر الللوال التلر تمتنلع ملن صلغار السلباأ وملا ل تتبعله هملة‬
‫أن يأمن على بفسه‪ ،‬يعنر يلأمن عللى بفسله إتل ف العلين‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أحد أن يلتقطها بحرط ْ‬ ‫أواسط النَّاس‪ ،‬فإبه لك‬
‫قادر على حفظها‪.‬‬
‫وأبه ٌ‬
‫اج ِد»‪.‬‬
‫ب ِح ْق ُظ َها‪َ ،‬و َت ْعرِي ُق َها ِ َم َُ ِام ِع النَّاس َب ْيرِ َا ْل َم ْس ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫هذان أمران يًع التعريف وهو أن يقول‪ :‬ينحد فيقول َمن له ضال ٌة فإ ا عندي‪ ،‬ولكن ل يًلوز بحلدً ا‬
‫اللالة ول تعريفها يف المساجد؛ ألن المساجد لم ُتب َن لذلك‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬حاَّل ك ِ‬
‫َامال»‪.‬‬ ‫َ ْ‬

‫المراد بالحول الكام ‪ :‬يعنر الحول القمري‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْم َل ُ‬


‫ب َب ْعدَ ُه ُح ْما»‪.‬‬

‫فورا من حين اللتقاط‪ ،‬ويًع عند اللتقلاط أن ينلوي التعريلف‪ ،‬فلإن التقطهلا‬‫فورا يعنر يعرفها ً‬
‫قال‪ً :‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون غاص ًبا لها‪ ،‬فيلمنها مطل ًقا ولو تلفت من غير تفريط‪.‬‬ ‫وقد بوى عدم التعريف‪ ،‬فإبه‬
‫‪666‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كٍ يا ٍم»‪.‬‬

‫فورا ك يو ٍم مر ً أسبو ًعا‪ ،‬ثم ً‬


‫شهرا ك أسلبو ٍأ ملر ‪،‬‬ ‫فورا ك يومٍ‪ ،‬فيعرفها ً‬ ‫فيكون فيعرفها ً‬
‫حول كام ً ً‬
‫ثم مر ً ك شهر‪.‬‬

‫هذه اكرها بعه أه العلم بنا ًء على صفة التعريف المذكور ما جرى عليه عرفهم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫ثم قال‪َ « :‬و َت ْم َل ُك َب ْعدَ ُه ُح ْك ًما»‪ ،‬قال‪ُ « :‬ح ْك ًما»؛ ألبه قلد يلأا صلاحبها‪ ،‬فلإاا جلاء صلاحبها فإ لا‬
‫يًع عليه رد هذه العين له‪.‬‬

‫اص َـها‪َ ،‬و َقـدْ ِر َها‪َ ،‬و ِجن ِْس َـها‪،‬‬


‫وع َق ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم تَصـر ُ ِيهـا َقب َـٍ معرِ َ ِـة ِوعائِهـا‪ ،‬و ِوكَائِهـ َا‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َ ُّ ُ َ ْ َ ْ‬
‫َو ِص َقتِ َها»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويحرم التصرف يف العين قب معرفة وعائها‪ ،‬الوعاء‪ :‬هو ما كابت موضوع ًة فيه وتحفظ‪.‬‬

‫فقلديما كابلت اللذهع والمًلوهرات تًعل يف خريطلة‪ ،‬وتلربط‬


‫ً‬ ‫قال‪َ « :‬و ِوكَائِ َه َا»‪ ،‬هو الذي تربط بله‪،‬‬
‫بخيط هذا الخيط هو الذي يكون ع م ًة بين النَّاس‪.‬‬

‫قلديما يعرفلون بريقلة التًلار بطريقلة ربطهلم‬ ‫اص َها»‪ ،‬والعفاص‪ :‬هو بريقة الربط‪ ،‬فكلابوا‬ ‫قال‪ِ « :‬‬
‫وع َف ِ‬
‫ً‬
‫لهذا الوكاء‪.‬‬
‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬و َقدْ ِر َها» أي‪ :‬وقدر اللقطة التر وجدها‪َ « ،‬و ِجنْس َها» أهر ٌ‬
‫اهع أم فلة ملن أي أبلواأ الريلالت‬
‫أو الدراهم أو الًنيهات‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ِص َفتِ َها»‪ ،‬من حيث الًود والقدم وبحوها‪.‬‬

‫قها؛ َل ِز َم َد ْ ُع َها إِ َل ْي ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َمتَى َجا َن َر ُّب َها َ َا ْص َ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ إليه‪.‬‬ ‫قال‪َ « :‬متَى» أي‪ :‬قب الحول أو بعده فإبه يًع دفعها‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُأ ِه َذ َن ْع ُل ُ َون َْح ُا ُه َو َو َجدَ َب ْي َر ُه َم َا َن ُ؛ َ َل ْه َطة»‪.‬‬

‫كثيلرا ملن‬
‫هذه من المسائ التر تعرض لنا ربما حتى يف المسًد الحلرام‪ ،‬وهلو قللية َملن فقلد بعلله‪ً ،‬‬
‫أن يكون مسرو ًقا‪ ،‬وقد يكون احتمال خطأ من شخ ٍ آخر‪ْ ،‬‬
‫فلإن فقلد‬ ‫النَّاس يفقد بعله‪ ،‬فقد يكون احتمال ْ‬
‫بعله ووجد مكابه بع ً آخر وهذا النع ليس ألحد‪ ،‬يعنر خرج ك َمن يف المسًد فلم يب َ أحد‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪667‬‬

‫حينمذ علمت أبه ليس ألحد‪ ،‬فوجدت بع ً مكابه ل بقول‪ :‬إبه لك ح ل‪ ،‬ب هو بمثابلة اللقطلة‪ ،‬فقلد‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يكلون‬ ‫يكون صاحع هذا النع بسيه واهع محتف ًيا‪ ،‬وقد يكون مخط ًما فأخلذ بعللك مكلان بعلله‪،‬‬
‫حكمه حكم اللقطة تأخذه من غير استعمال‪ ،‬وتعرفه سن ًة كاملة ْ‬
‫إن كان هذا النعل مملا تتبعله هملة أواسلط‬
‫الناس‪.‬‬

‫المهلة اللذي ل قيملة لله‪ ،‬فإبله‬ ‫ثم بعد السنة تستعمله‪ ،‬وأما ْ‬
‫إن كان هلذا النعل ملن النعل اللرخي‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون مما ل تتبعه همة أواسط الناس‪ ،‬فابتظر حتى يخرج النَّلاس ملن المسلًد‪ ،‬ثلم خلذ هلذا النعل‬
‫تعرفله‪،‬‬
‫أن َ‬‫أن يتمللك وإبَّملا هلر لقطلة‪ ،‬يًلع عليلك ْ‬
‫المهة واستعمله‪ ،‬أما لو كان غال ًيا فل يًلوز للك ْ‬
‫التلر بعلدها‪ ،‬وتخلا َملن يف المسلًد ليعلملوا‬ ‫فتنتظر حتى يأا صاحبه ربما الًمعة التر بعدها أو الص‬
‫الك‪.‬‬

‫يط‪ :‬طِ ْقٍ ََّل ُي ْع َر ُ‬


‫ف ن ََس ُب ُ َو ََّل ِر ُّق ُ؛ ُنبِذ َ َأ ْو َض ٍَّ إِ َلى َالت َّْميِ ِيز»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َال َّل ِه ُ‬

‫‪ -‬بدأ يتكلم وهو آخر الباب ودرسنا اليوم الحديث عن اللقيط‪ ،‬اللقيط ‪-‬أيها ا خو ‪َ -‬اكَلر المصلنِّف‬
‫أبه بف ٌ ‪ ،‬إ ًاا ل ُيسمى اللقيط لقي ًطا إل ْ‬
‫أن يكون بف ً ‪ ،‬والكبير ل ُيسمى لقي ًطا‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫ف ب ََس ُب ُه»‪ ،‬قول المصنِّف‪َ « :‬ل ُي ْع َر ُ‬


‫ف ب ََس ُب ُه» هلذه عبلار تلدلنا عللى أن اللقليط قلد‬ ‫‪ -‬اثنين‪ :‬قال‪َ « :‬ل ُي ْع َر ُ‬
‫يكون مًهول النسع‪ ،‬وقد يكون مقطوأ النسع‪ ،‬علدم معرفلة النسلع؛ ألن النَّلاس إملا معللوم النسلع أو‬
‫غير معلوم النسع‪ ،‬معلوم النسع يعرف َمن أبوه هذا معلوم النسع‪ ،‬غير معلوم النسلع هلو َملن ل يعلرف‬
‫أبوه‪ ،‬غير معلوم النسع بوعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬مًهول النسع‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬مقطوأ النسع‪.‬‬

‫مًهول النسع هو َمن لم ُيع َلم أبلوه ول ُيع َللم سلبع اللولد ‪ ،‬وأملا مقطلوأ النسلع فهلو اللذي ألغلى‬
‫الحرأ سبع ولدته ْ‬
‫وإن علم َمن هو من مائه‪ ،‬يعنر مًهول النسع ل بدري قلد يكلون ملن زواجٍ شلرعر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول‪ :‬هو مًهول النسع‪.‬‬ ‫وقد يكون من زواجٍ غير شرعر‪،‬‬

‫أما مقطوأ النسع فهو الذي ولد من زبا‪ ،‬فالذي ولد من زبلا وللو عرفنلا هلو ملن ملاء َملن‪ ،‬فملا دام للم‬
‫يولد على فراشه فهو مقطوأ‪ ،‬أي قطع الحرأ بسبه‪ ،‬ول يًوز استلحاقه بمن قطلع الحلارأ بسلبه‪ ،‬بخل ف‬
‫‪668‬‬

‫إن شاء اهلل‪ ،‬فقط أردت ْ‬


‫أن أبلين للك أن تعبيلر‬ ‫إن شاء اهلل يف محله ْ‬
‫المًهول فإبه يًوز استلحاقه‪ ،‬وسيأتينا ْ‬
‫الفقهاء بأبه ل يعرف بسبه ليحم النوعين‪ :‬المقطوأ والمًهول‪.‬‬

‫يط‪ :‬بِ ْف ٌ َل ُي ْع َر ُ‬
‫ف ب ََس ُب ُه َو َل ِر ُّق ُه»‪ ،‬أي‪ :‬ل ُيدرى أهلو رقيل ٌ ممللوك أم هلو ٌ‬
‫حلر‪ ،‬وأملا اآلن‬ ‫قال‪َ « :‬و َال َّل ِق ُ‬
‫فحينمذ بحكم بأبه مًهول النسع‪ ،‬وبحكم بأبه حر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فالًميع الحرية لكن إاا وجد‬

‫ودائما بعه األزمات التلر تلأا مثل‬


‫ً‬ ‫قال‪ُ « :‬ببِذ» يعنر‪ :‬رماه أهله أو غيرهم‪َ « ،‬أ ْو َض َّ »‪ :‬ض الطري ‪،‬‬
‫دائما تلأا يف المنلاب‬
‫الفيلابات وهكذا يوجد أبفال ول يعرف أهلهم‪ ،‬إما أن أهلهم ماتوا أو كذا‪ ،‬وهذه ً‬
‫التر فيها مث هذه األمور‪.‬‬

‫قال‪« :‬إِ َلى َالت َّْميِ ِيل» يعنر‪ :‬أن سنه إلى التمييل بعد التمييل ل يكون لقي ًطا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْلتِ َها ُط ُ َ ْر ُض كِ َق َاي ٍة»‪.‬‬

‫أن يفعلله؛ ألبله ْ‬


‫إن للم يلتقطله فإبله يهللك‪ ،‬وهلذا ملن حل المسللم عللى‬ ‫يًع على بعه المسللمين ْ‬
‫المسلم‪.‬‬

‫ال؛ َأ ْن َق َق َع َل ْي ِ َعالِم بِ ِ بِ َال ُر ُجا ٍع»‪.‬‬


‫ت َا ْلم ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ُْن َم َع ُ ََ ْ ن‪َ ،‬و َت َع َّذ َر َب ْي ُ َ‬
‫يقول‪ :‬النفقة على هذا اللقيط على َمن؟‬

‫‪ -‬بقول‪ :‬أو ًل‪ْ :‬‬


‫إن كان معه مال‪ ،‬يوجد بف أحيابًا ويوجد معه سلر ٌ فيهلا اهلع أو فيهلا أملوال‪ ،‬فينفل‬
‫عليه من ماله؛ ألن هذا ماله الذي معه‪ ،‬القرينة تدل على أبه ماله‪ْ ،‬‬
‫فإن للم يكلن معله ملال‪ ،‬فينفل عليله بيلت‬
‫علالم بله‪ ،‬يعنلر‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وتعلذر بيلت الملال‪ ،‬ينفل عليله‬ ‫فإن فقد م ًعا يعنر َّ‬
‫تعذر لم يكن معه شلر ٌء‬ ‫مال المسلمين‪ْ ،‬‬
‫عالم بحاله سوا ًء الملتقط أو غيره‪ ،‬ل يللم الملتقط ْ‬
‫أن ينفل عليله‪ ،‬ولكلن بل رجلوأ يعنلر حتلى للو بلوى‬ ‫ٌ‬
‫الرجوأ عليه أبه إاا كا وأصب مكتس ًبا‪ ،‬فإبه ل يرجع عليه أي ل يرجع على اللقيط إاا كا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا ُم ْس ِلم»‪.‬‬

‫بحكم بأبه مسلم مطل ًقا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ْن ُو ِجدَ ِ َب َل ٍد ُي ْثِ ُر ِي ِ َا ْل ُم ْس ِل ُم َ‬


‫ان»‪.‬‬

‫أي‪ :‬أن العا لألكثر وهذا من باب الحكم لألكثلر‪ ،‬وهلذه هلر المسلألة التلر تكللم عنهلا الفقهلاء لملا‬
‫‪٦‬‬
‫‪669‬‬

‫تكلموا كيف تعرف دار ا س م من دار الكفر‪ ،‬بعه أه العلم قلال‪ :‬العلا بكثلر علدد سلكان المدينلة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بحكم بأن هذه البلد بلد إس م‪.‬‬ ‫ْ‬
‫فإن كان أكثر سكان المدينة مسلمين‪،‬‬

‫والصيام ورفلع‬ ‫وبعلهم قال‪ :‬العا بظهور الحعائر ولو كان المسلمون أق ‪ْ ،‬‬
‫فإن كان ُيسم بالص‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يحكم بأ ا دار إس م‪.‬‬ ‫األاان والعيد‪،‬‬

‫إ ًاا هاتان المعياران‪ ،‬أين اكرت؟ اكرت هنا واكرت يف باب أه الذمة والدار حينما يتكلم عن اللدار‬
‫هناك‪.‬‬

‫ح َق بِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َأ َقر بِ ِ من يم ِن كَا ُن ِمنْ ؛ ُأ ْل ِ‬
‫َّ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬

‫هذه المسألة التر أشرت لهلا قبل قليل وهلر قللية اسلتلحاق مًهلول النسلع‪ ،‬اللقليط حكمنلا بأبله‬
‫مًهول‪ ،‬مًهول النسع هو َمن لم يعرف أبوه الذي ينسع إليه فليس ً‬
‫فراشلا‪ ،‬ويف بفلس الوقلت للم يقطلع‬
‫الحرأ السبع الذي كابت به الولد ‪ ،‬هذا يًوز استلحاقه لكن بحربين‪:‬‬

‫أن يمكللن اسللتلحاقه‪ ،‬فيللأا رج ل ٌ يمكللن اسللتلحاقه عق ل ً وعللاد ‪ ،‬عق ل ً فيكللون‬


‫‪ ‬اليــرط اْلول‪ْ :‬‬
‫المستلح أكا سنًا من مًهول النسع‪ ،‬المستلح أكا سنًا‪ ،‬ما يأا واحد عملره خمسلة عحلر يقلول‪ :‬أبلا‬
‫أن يتلوج ْ‬
‫وأن يلد‪.‬‬ ‫أن يكون أكا منه ٍ‬
‫بسن يمكن فيه ْ‬ ‫أب لبن عحرين ما يًوز‪ ،‬فيًع عق ً ْ‬
‫ٌ‬

‫لرقر مغربللر‪ ،‬وخاص ل ًة اللمللان األول حينمللا لللم تكللن هنللاك بللائرات‬
‫‪ -‬عللاد ً قللالوا‪ :‬أل يسللتلح محل ٌ‬
‫أن يصل للمغربلر هلذا المثلال القلديم‪ ،‬با مكلان ْ‬
‫أن تلأا بلأمور عاديلة‬ ‫ينتقلون فيها‪ ،‬فالمحرقر ل يمكلن ْ‬
‫أخرى تدل على الك‪.‬‬

‫إ ًاا هذا هو العاد ‪.‬‬

‫ٌ‬
‫ملعلون‬ ‫القيدان إ ًاا‪ :‬عاد ً وعق ً ‪ ،‬الستلحاق لمًهول النسع ابتدا ًء ل يًلوز إل إاا عللم؛ ألن الملرء‬
‫أن يسلتلح وإل وقلد‬ ‫ٍ‬
‫ألحلد ْ‬ ‫ٍ‬
‫بيت َمن ليس منهم‪ ،‬سوا ًء كلان املرأ ً أو رجل ً ‪ ،‬ل يًلوز‬ ‫إاا أدخ على أه‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫غلع على ننه أن هذا ابنه‪ ،‬الستلحاق غير التبنلر‪ ،‬السلتلحاق ْ‬
‫أن يغللع عللى ننله أن هلذا ابنله‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يلح به و ُيناط‪.‬‬ ‫يستلحقه‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يحرم عليه التبنر‪ ،‬ول يًوز له الستلحاق وهلو ملعلون‪،‬‬ ‫وأما التبنر فهو يعلم أبه ليس ابنًا له‪،‬‬
‫‪670‬‬

‫ول يحكم القاضر ذا التبنر والستلحاق ما يًوز‪.‬‬

‫إ ًاا ٌ‬
‫فرق بين الستلحاق وبين التبنر‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫المسللألة الثابيللة معنللا‪ :‬أبلله قللد حكللر إجمللاأ‪ ،‬أقللول حكللر ألن المسللألة فيهللا خل ف متقللدم‪ ،‬علللى أن‬
‫خاص بلالمًهول دون المقطلوأ‪ ،‬مقطلوأ النسلع ل يسلتلح ‪ ،‬كل َملن حكمنلا بأبله مقطلوأ‬
‫ٌ‬ ‫الستلحاق‬
‫ٍ‬
‫بسع فإبه ل يًوز استلحاق بسبه‪َ ،‬من هو مقطوأ النسع؟‬
‫ٍ‬
‫حينملذ‬ ‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ك َمن ولدته أمه من غير فراش‪ ،‬ك َمن ولدته أمه وليست زوج ًة ألحد‪ ،‬فإبه‬
‫ُيسمى مقطوأ بسع بأي سبع‪ ،‬ولدته بسبع تحم ٍ التحمل مثل التلقلي الصلناعر يسلموبه اآلن عنلدبا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فًور أو بسبع خطأ ل ينسع ألحد‪ ،‬ملا داملت ليسلت ملوجل ًة فل‬ ‫قديما كابوا يسموبه تحم ً ‪ ،‬أو بسبع‬
‫ً‬
‫ينسع ألحد‪ ،‬ولو جاء الرج الذي منه الماء قال‪ :‬أريد ْ‬
‫أن ينسع للر‪ ،‬بقلول‪ :‬ل ينسلع للك‪ ،‬قطلع الحلرأ‬
‫بسبه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ألحد ْأن يسلتلحقه إل‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ك َمن بفر بسبه بلعان‪ ،‬فإن الذي ُينفى بسبه باللعان فإبه ليس‬
‫واحد وهو الذي لعن عن أمه‪ ،‬فيًوز له ْ‬
‫أن يكذب بفسه فيستلح الولد‪ ،‬لكن تحرم عليله أمله‪ ،‬وسليأتينا‬
‫ْ‬
‫إن شاء اهلل يف باب اللعان‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أشهر من بعلد العقلد‪ ،‬أو ألكثلر ملن أربلع‬ ‫يف صور تحتاج إلى تفصي وهو قلية َمن ولد ألق من ستة‬
‫أيللا ُيسلمى‬
‫سنين أو أكثر مد الحم ‪-‬خلينا أقول أص ‪ -‬ألكثر من مد الحم بعد الفرقة‪ ،‬فهذا عندهم ً‬
‫مقطوأ بسع‪ ،‬هذا ما أردبا الحديث عنه‪.‬‬

‫ودائما تحدث هذه وباألمس ُسلملت عنهلا القريلع‪ :‬للو أن رجل ً فًلر‬
‫ً‬ ‫أو قب الك أاكر صور ً أخير‬
‫أن ينسلع لله ول يلرث منله‪ْ ،‬‬
‫إن تلوجهلا وهلر‬ ‫بامرأ ٍ وحملت منه فهلذا زبلا‪ْ ،‬‬
‫فلإن وللدت فالوللد ل يًلوز ْ‬
‫وإن تلوجهلا ووللدت ألقل ملن سلتة‬ ‫ٍ‬
‫أشلهر فهلو وللده‪ْ ،‬‬ ‫حام قب الولد ‪ْ ،‬‬
‫فإن تلوجها وولدت بعد سلتة‬
‫قلول علن أبلر حنيفلة ‪ْ -‬‬
‫وإن للم‬ ‫ً‬ ‫ف على قولين‪ ،‬والذي اختاره أبلو الخطلاب وبقلله الموفل‬ ‫ٍ‬
‫أشهر ففيه خ ٌ‬
‫يوجد يف أغلع كتع ا مام أبر حنيفة أبه‪ -‬يكون ابنًا له؛ ألن الحرأ متحوف ثبات النسلع‪ ،‬وهلذا اللذي‬
‫عليه الفتوى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يص استلحاق هذا الوللد ْ‬
‫وإن كلان‬ ‫إ ًاا َمن فًر بامرأ ٍ‪ ،‬ثم تلوجها وولدت وهر زوج ٌة له‪ ،‬فإبه‬
‫‪٦‬‬
‫‪671‬‬

‫أن يتلوج بلامرأ ٍ فًلر لا إل إاا‬


‫خطيرا‪ ،‬ول يًوز له ْ‬
‫ً‬ ‫إثما‬
‫ابتداء الحم قب اللواج‪ ،‬ولكن ل شك أبه آثم ً‬
‫تابت‪ { ،‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ} [النور‪.]3:‬‬

‫أسأل اهلل العظيم ْ‬


‫أن يرزقنا جمي ًعا العلم النافع والعمل الصلال ‪ ،‬وصللى اهلل وسللم وبلارك عللى ببينلا‬
‫وسيدبا وإمامنا وقلدوتنا محملد بلن عبلد اهلل واهلل أعللم‪ ،‬غلدً ا ْ‬
‫إن شلاء اهلل العصلر بكمل الوقلف والوصلايا‬
‫والهبة‪ ،‬وبكم المعام ت كامل ًة ْ‬
‫إن شاء اهلل يف درس الغد‪ ،‬فنكون أ ينا المعام ت يف أربعة أيام‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)24‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )24‬اية المًلس الرابع والعحرين‪.‬‬


‫‪672‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬وا ْل َا ْقف ُُسنَّة»‪.‬‬

‫يف هذا الفص تكلم المصنف ‪ ‬عن الوقف وأحكامه‪.‬‬

‫والواو هنا من باب عطف هذا الفص على ما قبله؛ ألن الفقهلاء إاا أوردوا فصل ً فإبملا يقصلدون أبله‬
‫متفرأ عن الباب الذي هلو تحتله‪ ،‬أو الكتلاب اللذي ُف ِلر َأ عليله وللذا فلإن ا تيلان بلالواو هنلا لغلرض؛ فلإن‬
‫ٌ‬
‫الوقف من المعام ت‪ .‬قال‪ :‬والوقف سنة‪.‬‬

‫المراد بالوقف‪ :‬هو تحبيس األص وتسبي المنفعلة‪ ،‬أي أن األصل ُيصل َب ُ ُمحبسلًا أي ممنوعلًا ملن‬
‫بيعه وشرائه واسته كه وأما منفعته كغلته وثمرته وبحو الك فإ ا ُتصلب ُمتصلدقًا لا‪ ،‬وقلول المصلنف‪:‬‬
‫إ ا ُسنة كون الوقف سن ًة؛ لما ثبت من قول النبر ‪ ‬وإقلراره‪ ،‬وإجملاأ المسللمين قِيل ‪ :‬وملن‬
‫فِعله كذلك‪ ،‬فأما ما جاء من قوله ‪ ‬فلما ثبت يف الصلحي ملن حلديث عملر –‪« -‬أنـ لمـا‬
‫وسـبٍ ثمرتهـا»‪ ،‬وأملا‬
‫أصاب سهمًا يف هيبر سأل النب ‪ ‬ما يقعٍ بهـا‪ ،‬هـال‪ :‬احـبس أصـلها َ‬
‫مال إل وقد أوقف‪ .‬فدل الك على ا جماأ على الوقف‪ ،‬وأملا‬ ‫الصحابة فقد جاء أبه لم يكن أحدٌ منهم اا ٍ‬

‫النبر ‪ ‬فقي ‪ :‬إبله قلد أوقلف مالله‪ ،‬واللك حينملا قلال ‪« :‬إننـا معيـر اْلنبيـان َّل‬
‫نُارث ما تركناه صدقة» فما تركه النبر ‪ ‬من ٍ‬
‫بيت ومن غيره فقد ُح ِّب َس لمصللحة المسللمين؛‬ ‫َ‬
‫وقف منله ‪ ‬عللى المسللمين بعلد اللك‬
‫ولذا دخلت بيوته يف مسًد النبر ‪ ‬فهر ٌ‬
‫كذا اكر بعه أه العلم واهلل أعلم بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِص ُّح بِ َه ْا ٍل َو ِ ْع ٍٍ َد ٍّال َع َل ْي ِ ُع ْر ا»‪.‬‬

‫الوقف يص بالقول والفع معًا‪ .‬أما القول فسيأا تفصيله بعلد قليل يف ألفانله الصلريحة والكنائيلة‪،‬‬
‫وأما الفع فالفقهاء يقولون‪ :‬إن عقد الوقف مما ينعقد بالفع ؛ ألن الفع له قلو يف ِ‬
‫الدلللة عللى المعنلى‬
‫‪٦‬‬
‫‪673‬‬

‫فحين إان يص الوقف بالفع ‪ ،‬قال‪ :‬بحرط أن يكون دا ً‬


‫ل عليه ُعرفا وسيلرب أمثلة بعد الك‪.‬‬

‫ُدا َأ ْو َم ْه َب َرة َو َأ ِذ َن لِلنَّاس َِأ ْن ُي َص ُّلاا ِي ِ َو َيدْ ِنُاا ِ َيها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ََم ْن َبنَى َأ ْر َض ُ َم ْس ِ‬

‫ضللرب المصللنف مثل ِ‬


‫لالين للوقللف بالفعل فقللال‪ :‬كمللن بنللى أرضلله مسللًد ًا بنللى أرضلله مسللًد ًا يعنللر‬
‫أحابها على هيمة المسًد بأن جع لها محرابًا‪ ،‬ومنا ًا‪ ،‬أو جع لها منار ً‪ ،‬وبحو الك‪ .‬كذا اكلر وبصلوا‬
‫على المحراب‪ ،‬والمنار ‪.‬‬

‫وأان للناس أن يصلوا فيها فإبه حين إان تكون وقفًا ذا الفع قال‪ :‬أو أحلاط مسلًد أحلاط أرضلًا‬
‫وأان للناس أن يدفنوا فيها فإبه حين إان مقا ً فيكون الك بمثابة الوقف بالفع ‪.‬‬

‫ت َو َأ َّبدْ ت»‪.‬‬ ‫ت‪َ ،‬وكِن ََاي ُت ُ ‪ :‬ت ََصدَّ ْق ُ‬


‫ت َو َح َّر َم ُ‬ ‫ت َو َس َّب ْل ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َصرِ ُ‬
‫يح ُ ‪َ :‬و َق ْق ُ‬
‫ت َوح َّب ْس ُ‬

‫اكر المصنف أن ألفاظ الوقف تنعقدُ إما بالصلري أو بالكنايلة قلال‪ :‬فالصلري هلو وقفلت‪ ،‬وحبللت‪،‬‬
‫وسبلت؛ ألن هذه األلفاظ الث ثة ل تدل إل على عقد الوقف فقط دون ما عاداه‪ ،‬وأما الكنايلة فلذكر ث ثلة‬
‫ألفاظ وهر تصدقت وحرمت وأبدت؛ ألن هلذه األلفلاظ الث ثلة ُتسلتعم يف الوقلف ويف غيلره ولكنهلا يف‬
‫الوقف أنهر‪ ،‬ول تكون هذه األلفاظ الث ثة وقفًا إل إاا اقةن ا شليم ٌا ملن ث ثلة أملور‪ .‬إملا أن تقلةن لا‬
‫النية والنية هنا يف غير ناهر وإبما يف قلع المتلفظ فحين إان ُيد َين ا‪ ،‬األملر الثلاين أن يقلةن لذا اللفلظ‬
‫ما يدل على التأبيد كأن يقول تصلدقت أبلدا‪ ،‬أو تصلدقت بملا ل ُيبلاأ وبحلو اللك مملا يلدل عللى التأبيلد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ألفلاظ صلريحة وث ثلة‬ ‫الحالة الثالثة أن يقةن بلفلظ الكنايلة أحلد األلفلاظ الخمسلة الباقيلة هنلا اكلر ث ثلة‬
‫ٍ‬
‫ألفاظ كنائية إاا أتى بواحد من هذه األلفاظ الكنائية وقرن به لفظلًا صلريحًا أو اللفظلان الكنائيلان الباقيلان‬
‫أصب حين إان دا ً‬
‫ل على الوقف‪ .‬كأن يقول مث ً‪ :‬تصدقت صدق ًة موقوفة‪ ،‬أو تصدقت صدق ًة محرملةً‪ ،‬أو‬
‫تصدقت صدق ًة مؤبد ً فإاا قرن باللفظ الكنائر لفظًا آخر صريحًا أو كنائيًا فإبه حين إان يكلون دا ً‬
‫ل عللى‬
‫التأبيد دا ً‬
‫ل على الوقف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ُرو ُط ُ َه ْم َسة‪.»:‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن الحروط وقال‪ :‬إ ا خمسة‪ ،‬وهذه الخمسة با مكان تقسيمها وجعلهلا سلبعة‪،‬‬
‫وبا مكان أن ُيلاد عليها فهنا الخمسة التر أوردها المصنف ل مفهوم لها ؛ ألن بعه من الفقهاء يليلدون‬
‫شربًا سادسًا وسابعًا وبعه هذه الحروط يمكن أن ُت َّ‬
‫قسم‪.‬‬
‫‪674‬‬

‫ام ٍة»‪.‬‬
‫َع ْي ٍن َم ْع ُل َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كَا ُن ِ‬
‫ْ ُ‬
‫هذه الًمللة تفيلد هنلا قيلدين‪ .‬القيلد األول أ لا ل بلد أن تكلون يف علين‪ .‬إان المنلافع ل ُتوقلف وهلذا‬
‫واض ؛ أل ا ل يبقى عينها ف بد أن تكون يف األعيان‪ ،‬األمر الثاين أن قوله يف ٍ‬
‫عين يلدلنا عللى أ لا ُمطلقله‬
‫فيحم العقار‪ ،‬والمنقول‪ ،‬وغيره‪ .‬فك ما كان منقو ً‬
‫ل أو غير منقول كالثابت يحلمله قلول المصلنف علين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معلومة وهذا يدلنا على أبه ل يص وقف المًهول‪.‬‬ ‫األمر الثاين يف قوله يف ٍ‬
‫عين‬

‫الهاعدة عند العلمان‪ :‬أن عقود التاعات ُيغتفر فيها يف الًهاللة‪ ،‬فالهبلة يصل فيهلا أن تكلون مًهولل ًة‬
‫أمللا الوقللف فقللالوا‪ :‬إن فيلله معنللى التللاأ ؛ ألن الموقللوف عليلله فيلله معنللى التللاأ للله فيلله عفللو ًا فيلله معنللى‬
‫المعاوضلة والتمليللك للله فإبلله حللين إان ل بللد أن يكللون معلوملًا فل يصل الوقللف المًهللول‪ .‬فلللو قللال‪:‬‬
‫أوقفت شيمًا وسكت‪ .‬بقول‪ :‬هذا اللفظ لغر ول يللمه أن يأا بحرء‪ .‬بخ ف ما للو قلال‪ :‬للك شلر ٌء‪ ،‬أو‬
‫بحرء فحين إان يص الوصية بالمًهول‪ ،‬ويص الهبة بالمًهول ولكن يفسره بملا شلاء‪ ،‬لكلن‬‫ٍ‬ ‫أوصى له‬
‫لو تلفظ بالوقف المًهول بقول لغى ول يللمه أن يفسره ل يللمه التفسير بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ِصح بيعها َبير مصح ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫َ ُّ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ‬

‫قال‪ :‬ل بد أن يكون مما يص بيعه فما ل يصل بيعله فإبله ل يصل وقفله‪ .‬ملا ل يصل بيعله كل ملا ل‬
‫يتمول‪ ،‬ك ما كان بًس العين‪ ،‬ك ما كان محرم العين‪.‬ك ما كالخمر مث ً‪ ،‬ك ما كان ليست فيله منفعل ٌة‬
‫إل لحاجة كالكلع فإبه ل يص وقفه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مصحف مر معنا أن المصنف واف الحيخ موسى يف أبه ل يًوز بيع المصلحف‪ ،‬وهلذا هلو‬ ‫قال‪ :‬غير‬
‫منصوص ا مام أحمد ب حكاه إجماعًا‪ ،‬وأما صاحع المنتهى فظاهر ك مله غيلر المنصلوص أبله يًلوز‬
‫بيعلله وثاقللًا لغيللره واألحللوط مللا اكللره المصللنف وهللو األنهللر دلللي ً أن المصللحف ل يًللوز بيعلله‪ .‬فللإن‬
‫المصحف لمكابته وعلو قدره فإبه ل يباأ ولذلك فإبه ل يًوز بيعه لكن يًوز وقفه ل يًلوز بيعله ولكلن‬
‫يًوز وقفه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُينْ َت َق ُع بِ َها َم َع َب َهائِ َها»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن شرط العين أبه ُينتفع ا ملع بقائهلا‪ ،‬وأملا إاا كابلت العلين ُتسلتهلك بالمنفعلة فإبله ل يًلوز‬
‫الوقف‪ .‬مثال الك المأكولت المأكولت يقول‪ :‬ل يًوز وقفهلا‪ .‬فملن بلدلها أصلبحت كالهبلة أصلبحت‬
‫‪٦‬‬
‫‪675‬‬

‫هبةً‪.‬‬

‫وبنا ًء عليه فيًوز الرجوأ قب الللوم وهو ا قباض ومن أتلفها ل يكون متلفًا للعين الموقوفة‪.‬‬

‫إان فمن أوقف عين أي‪ :‬ينتفع ا باسته ك أجلائها فإ ا تنقلع إلى كو ا هب ًة ويةتع عليها أحكلام‬
‫الهبة ول تسمى وقفا بيع‪.‬‬

‫وجلدل و ُألِلف فيهلا ربملا عحلرات‬


‫ٌ‬ ‫عندبا هنا مسألة هر ملن المسلائ الكلاى التلر صلار فيهلا ٌ‬
‫بقلاش‬
‫المؤلفات وهو ما يسمى بوقف النقد‪ .‬يأا رج ً فيوقف بقد ًا فيقول‪ :‬أوقفت ألف ريال يوقفه لمااا؟ قلال‪:‬‬
‫أباس ثم ُيرد أو يوقفه لحراء كتع تباأ بسعر الثمن ثم ُترد وهكذا‪.‬‬
‫للقراض أو يوقفه ل المتاجر يتاجر به ٌ‬

‫فه يص وقف النقد أم ل؟ على قاعد الفقهاء هنا وهو منصوصهم أن وقف النقد ل يص ؛ ألبله ل‬
‫مبنر على أصلهم أن النقد يتعين بالتعيين‪ ،‬هذا أصلهم المحلهور‪ .‬وأملا‬
‫ينتفع به إل باسته ك أجلائه وهذا ٌ‬
‫إاا قلنا بالرواية الثابية أن النقد ل يتعين بالتعيين فحين إان العا بقيمتله فيصل وقفله‪ .‬وهلذه هلر الروايلة‬
‫لهور الحنفيللة بيللنهم بقللاش حتللى أن أبللا السللعود‬
‫الثابيللة لمللذهع أحمللد وثاقللًا لمالللك وبعلله الحنفيللة محل ٌ‬
‫صاحع التفسير رد على قاضر زاده وك منهما ألف على آخر كتابًا أو كتابين يف اللرد عللى هلذه المسلألة‬
‫وهر محهور جد ًا‪ .‬والعم اآلن على جواز وقف النقلود‪ .‬بحلرط أن يكلون موقوفلًا يف ملا يعنلر ل يهلكله‬
‫كمال عين كا قراض أو كا جار وبحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن ُ َع َلى بِ ٍّر»‪.‬‬

‫قال‪ :‬من شرط الوقف أن يكون على بر‪ .‬بمعنى أبه ل يًوز الوقف على المحرم‪ ،‬ول عللى المكلروه‪،‬‬
‫ول على ما ل فيه معنى الا وهلو المبلاال‪ .‬إان الوقلف عللى المحلرم ل يًلوز الوقلف عللى أهل الفًلور‬
‫والفس ‪ ،‬ل يًوز الوقف على المكروه مث ما فيه تلييع أوقلات وزيلاد تلرف وتحسلين األملر الثاللث ل‬
‫يًوز الوقف على المباحات كأن يقول‪ :‬أوقفت على األغنياء‪ .‬األغنياء ليس فليهم معنلى اللا‪ .‬إبملا معنلى‬
‫الا أن يكوبوا قرابة له أن يكوبوا فقراء أن يكوبوا محتاجين أن يكوبوا مِلن َملن يسلتفيدوا لذا الملال كلابن‬
‫السبي وبحوه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِص ُّح ِم ْن ُم ْس ِل ٍم َع َلى ِذ ِم ٍّ َو َع ُْس ُ»‪.‬‬

‫املر عللى مسللم فقلد ثبلت أن صلفية‬


‫يقول‪ :‬يص الوقف أن يقف مسلم على امر والعكس أن يقف ٌ‬
‫‪676‬‬

‫زوج النبر –صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬أوصت بثلثها ألخيها وكلان أخوهلا يهوديلًا‪ .‬فلدل اللك عللى أبله‬
‫يًوز الوصية والوقف وا كرام للقريلع اللذمر؛ أل لا يف معنلى اللا فيًلوز الوقلف علليهم‪ .‬إاا كلان فيله‬
‫معنى الا كأن يكون قريبًا أو جار ًا أو صديقًا وأما إاا لم يكن فيه معنى اللا فل يصل ‪ ،‬فللو قلال‪ :‬أوقفلت‬
‫هذه العين على الكفار أو أوقفت هذه العين على النصارى يقول ل يص ؛ ألن لليس فيهلا معنلى اللا‪ .‬فلإن‬
‫الوصف الذي استحقوا به المنفعة من العين ليس فيه معنى الا وإبما لو أوقف على معنًا كقريبه المحتلاج‬
‫فحين إان يًوز‪.‬‬

‫ُ ٍد َون َْح ِا ِه َع َلى ُم َع َّي ٍن َي ْم ِل ُ‬


‫ب»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن ُ ِ َب ْيرِ َم ْس ِ‬

‫ووقف على غير معلين‪ .‬الوقلف عللى معلين هلو أن‬


‫ٌ‬ ‫وقف على معين‪،‬‬
‫يهال العلمان‪ :‬إن الوقف بوعان ٌ‬
‫ِ‬
‫معلين كلأن يكلون غيلر ُمحلدد كالمسلًد وبحلوه‪ .‬ببلدأ‬ ‫ُيعرف من الذي يستح منفعة الوقف‪ ،‬وعللى غيلر‬
‫شرط اكره المصنف أبه ل بد أن يكون المعين مِلن َملن يمللك‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫باألول الوقف على المعين يًوز‪ ،‬لكن له‬
‫وبنائًا عليه ف يصل الوقلف عللى الحيلوان‪ .‬فيقلول‪ :‬أوقفتله عللى حيلوان الفل ين هلذا ل يًلوز؛ ألبله ل‬
‫يملك أو يقفله عللى بعله النلاس يقلول‪ :‬أقفله ملث ً يللربون مثلا ً‬
‫ل عللى الم ئكلة أو عللى الًلن هلذا ل‬
‫يملك‪ .‬فحين إان ل يص الوقف عليهم ف بد أن يكون على من يملك ومن الذي يملك؟ هو من له املة‬
‫وهو اآلدمر واكرت لكم يف الدرس الماضر أبه قد تغير الفقه اآلن فأصب ُيعلةف بالحلخ العتبلاري‬
‫فقد ُيوقف على الحخ العتبلاري وهلذا موجلود مثل الًمعيلات الخيريلة الًمعيلات الخيريلة ُتوقِلف‬
‫عليها أبت‪.‬‬

‫العتباري إان هذا المعين من شربه أن يكون يملك‪.‬‬ ‫فحين إان يكون معينًا كالحخ‬

‫الوقللف علللى غيللر المعللين للليس مللن شللربه أن يكللون مالكللًا‪ .‬مثللال الللك الوقللف المسللاجد‪ ،‬وقللف‬
‫المدارس‪ ،‬وقف المستحفيات‪ ،‬الوقف يف إبعام الحيوابلات هنلاك وقلف ملازال قائملًا وغلتله موجلود يف‬
‫وقف على غير معين لم يق على الطير الف ين وإبملا قلال‪ :‬يف إبعلام‬
‫مكة‪ ،‬غلته يف إبعام بيور الحرم هذا ٌ‬
‫الطيور أو يف إبعام الحيوابات اللالة هذا يًوز؛ ألبه على غير معين أما إاا كلان عللى معلين محلدد بعينله‬
‫ف بد أن يكون مالكًا أما غير المعين فيًوز أن يكون غير المعين غير مالك وللذلك قلال‪ :‬يف غيلر مسلًد‬
‫ٍ‬
‫لدارس وسللقايات الللذي يًع ل سللقاية للحيوابللات تًللدون يف الللا كثيللر مللن النللاس يًعلللون‬
‫وبحللوه كمل‬
‫‪٦‬‬
‫‪677‬‬

‫أحواضًا للحيوابات كر تردها هذا وقف منهم فهذا وقف على غير المعين‪.‬‬
‫ف نَا ِ َذ َالتَّصر ِ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن و ِاق ٍ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ ْ َ‬

‫قال‪ :‬وكون واقف بافذ التصرف أي يص تصلرفه بلأن يكلون جلائل التصلرف أو مأاوبلًا لله بالتصلرف‬
‫بالوقف كأن يكون وكي ً وبائبًا يًوز له الوقف‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َو ْق ِق ِ ن ِ‬
‫َاجزا»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وهذا من الحروط المهمة ل بد أن يكون الوقف باجل ًا ومعنلى كلون الوقلف بلاجل ًا أملور‪ .‬األملر‬
‫األول أن يكون جازمًا غير ُمتَردد فيه فك صيغ ٌة فيه ترد ٌد فإبه حين إان ل تكون وقفلا‪ .‬مثل الوعلد سلوف‬
‫أفع كذا يف المستقب فإبه ل يكون باجل ًا؛ ألبه مةدد لم يًلم به أو إاا علقه على المحيمة بقصد اللةدد ل‬
‫ٍ‬
‫واقلف فإ لا ليسلت بنلاجله‪ .‬الحلرط‬ ‫ٍ‬
‫شلرط‬ ‫ٍ‬
‫وقلف ُعلقلت عللى‬ ‫بقصد التحقي هذا واحد‪ .‬اثنين ك صيغة‬
‫الواقف‪ :‬هو الذي يقف ابتداء العقد عليها‪ .‬كأن يقول إن رضر فل ٌن فبيتلر موقلوف أو إن جلاء زملان كلذا‬
‫فبيتر موقوف فيقولون‪ :‬ل بد أن يكون العقد باجل ًا أي غير معل ٍ على شرط واقف‪.‬‬

‫ويستثنى من الك صورتان فقط الصلور األوللى التعليل عللى الوفلا ‪ :‬وهلو الوقلف وصلي ًة فيًلوز ‪،‬‬
‫الصيغة الثابية ما كان من باب بذر التار ل بلذر اللًلاج فهلذا ملن بلاب التعليل ‪ ،‬لكنله يكلون لزملًا حلين‬
‫ٍ‬
‫شلرط فاسلخ أل‬ ‫ااك‪ .‬األمر الثالث وهذه مهمة؛ ألين سأاكر فيها خ فًا وهو أل يكون الوقف معلقًا على‬
‫شرط فاسخ فيقول‪ :‬أوقفتها شهر ًا أو أوقفتها إلى عودي ملن السلفر الًمهلور هلو‬‫ٍ‬ ‫يكون العقد معلقًا على‬
‫ِ‬
‫بتلداء ومؤبلد‬ ‫المذهع أبه ل يص أن يكون الوقف معلقًا على شلرط فاسلخ بل ل بلد أن يكلون ُمن ًََ َلل ا‬
‫البتهاء‪ .‬ولذا فإ م ل يًيلون ما يسمى بالوقف المؤقت وهذا هو معنى الثالث‪.‬‬

‫هذه المسألة صورهتا مااا؟ يأا رج ف َيبنلر مكابلًا ويقلول‪ :‬هلذا مسلًدٌ شلهرا أو يقلول هلذا مسلًدٌ‬
‫حتى أحتاج إلى بناء األرض وأبنيها بيتًا‪ .‬إان عند الوقف َب َّ على أ ا مؤقتة وعل الصيغة بحلرط فاسلخ‬
‫معر؟ الًمهور يقول‪ :‬هذا ل يص ؛ ألن هذا يناقه شرط الوقف فحين إان ل يصل ‪ ،‬وقلال بعله أهل‬
‫العلم وهر الرواية الثابية وثاقًا لمالك وبعه الحنفية‪ :‬أبه يص ‪ .‬ما الفائد بين أو ما الفرق بينهملا الفلرق‬
‫أن األوئ ل يقولون وقفًا والثاين يقولون‪ :‬وقفًا فحين إان يأخذ حكم المسلاجد فقلط أملس تكلمنلا عنهلا‬
‫بعد الدرس فيًوز أن يكون المسًد مؤقتًا وقفله وقفلًا مؤقتلًا كلأن قللت لكلم قبل يف بلاب المسلاجد أن‬
‫‪678‬‬

‫وهلو اللذي يسلمى بلالوقف‬ ‫المسًد ل ُيحكم بأبه مسًد إل بحربين ا حابلة‪ ،‬والوقلف أو التخصلي‬
‫المؤقت والخ ف محله هنا ه يًوز أن يكون الوقف مؤقتًا أم ل؟ بعم‪.‬‬
‫ط و ِاق ٍ‬
‫ف إِ ْن َوا َ َق َا َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫لي ْر َع»‪.‬‬ ‫ب ا ْل َع َم ٍُ بِ َي ْر َ‬
‫ُ ُ‬

‫يقول‪ :‬إن الواقلف إاا تلفلظ بحلرط فيًلع العمل بله إن وافل الحلرأ وأملا إن خلالف الحلرأ فيكلون‬
‫لغيًا‪ .‬فمن وقف وقفًا على شرء محرم فالوقف بقول‪ :‬صلحي ٌ ولكلن الحلرط بابل ‪ .‬فلالوقف صلحي ٌ‬
‫والحرط باب فيصرف يف أوجله اللا وقلول المصلنف‪ :‬يًلع العمل بحلربه أي بحلربه يف صلرف ال َغللة‬
‫سوا ًء كان جمعًا‪ ،‬أو تفريقًا‪ ،‬أو تقديمًا‪ ،‬أو تأخير ًا‪ ،‬أو تخصيصًا‪ ،‬أو إب قا‪.‬‬

‫صور الك بالنسبة للًمع والتفري أن يقول‪ :‬إن المستحقين لهذا الوقف هلؤلء جميعلًا أو اللذكور‬
‫منهم‪ .‬هناك فلرق بعللهم دون بعله‪ ،‬والتقلديم والتلأخير ُيقلال‪ :‬قلدم الطبقلة األوللى عللى الطبقلة الثابيلة‬
‫بوصف دون وصف‪ .‬وهذا معنى قولهم ويًع العم بحرط واقف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والتخصي بأن ُيخص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َع إِ ْط َال ٍق َي ْست َِاي َبن ِ ٌّ َو َ ِهير‪َ ،‬و َذكَر َو ُأ ْن َثى»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬وإاا أبل الواقف سوا ًء كان الوقف يعنلر أهليلًا أو بمقصلود بله التلاأ المحله فإبله يسلتوي‬
‫الغنر والفقير والذكر واألبثى كيف الك؟ رج ٌ قال‪ :‬أوقفت على أه هذا الحر هلذا التملر‪ .‬فيقسلم هلذا‬
‫التمر بين أه الحر المحصورين سواء الغنر والفقير ل فرق بينهم؛ ألبه لم يق على فقلراء للم يخصل‬
‫اللذكور دون‬ ‫الفقراء‪ ،‬فحين إان إب قه يستوي الًميع الفقير والغنر والذكر واألبثلى؛ ألبله للم يخصل‬
‫ا باث‪ ،‬ومثله لو قال‪ :‬أوقفت هذا البيت على ولدي قال‪ :‬عللى وللدي فحلين إان يسلتوي اللذكر واألبثلى‬
‫بأن ُيقسلم بيلنهم‬ ‫سواء فيأخذ الذكر سهمًا واألبثى تأخذ سهما ل ُيفل الذكر على األبثى إل إاا خص‬
‫كقسمة الميراث فحين إان يكون للعم بحربه أو من بلاب الًملع والتقلديم ملن بلاب التقلديم والتلأخير‬
‫فيقول‪ :‬على الذكور أو على ا باث فإاا ابقطعوا فعلى الذكور وهكذا‪.‬‬

‫َان َم ْح ُصارا‪َ ،‬وإِ ََّّل َ ِل َحاكِ ٍم»‪.‬‬


‫اف َع َل ْي ِ إِ ْن ك َ‬
‫ط لِما ُق ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وال َّن َظر ِعنْدَ عدَ ِم َا َّ ِ‬
‫لي ْر َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫يقول‪« :‬والنظر» أي‪ :‬النانر الذي يح له التصرف بياب ًة عن مستح الوقلف عنلد علدم الحلرط أي إاا‬
‫ٌ‬
‫شرط من الواقف فإن النانر هو من اشةبه الواقف سوا ًء كان الوقف على ُمعين أو عللى غيلر ُمعلين‬ ‫ُوجدَ‬
‫ٌ‬
‫شرط من الواقف ف ُيعم بحربه‪ ،‬وأما إاا لم ُيوجد شرط من الواقف فيقلول المصلنف‪ :‬إن لله‬ ‫ما دام هناك‬
‫‪٦‬‬
‫‪679‬‬

‫ث ث حلالت الحاللة األوللى أن يكلون عللى معلين محصلورين فحلين إان يكلون النظلر لهلم؛ أل لم هلم‬
‫نر أو على ولدي وسيأا فرق ما فرق بين بنر وولد‪.‬‬
‫المنتفعون به مث أن يقول‪ :‬وقفت هذا البيت على ب َّ‬
‫فأبنائه وأولده هم النُظار فينتخبون منهم واحد ًا يقوم بالنظر يف مصللحة العلين الموقوفلة إان إاا كلان‬
‫بتحديد من الواقف لمن هو النانر وكان الوقف عللى ُم ٍ‬
‫علين محصلور‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تحديد من النانر‬ ‫ٍ‬
‫شرط بدون‬ ‫بدون‬
‫عين محصور فحين إان يكوبلون هلم النظلار‪ .‬وأملا إاا كلان عللى غيلر ُمعلين ول‬ ‫هذه الحالة األولى على ُم ٍ‬
‫ٍ‬
‫قلريش‬ ‫ٍ‬
‫معين غير محصور كقلال‪ :‬وقفلت عللى‬ ‫شرط كالوقف على المساجد فالنانر الحاكم‪ ،‬أو كان على‬
‫وهم غير محصورون وهم غير محصورين فحين إان يكلون الوقلف للنلانر ملا للم يحلةط الواقلف بلانر ًا‬
‫ٍ‬
‫لموقوف عليه إن كان محصور ًا‪.‬‬ ‫بعينه‪ .‬وهذا معنى قال‪:‬‬

‫ٍ‬
‫فلحلاكم‬ ‫وإل قول المصنف وإل يحم صورتين يحم المعين غير المحصور‪ ،‬ويحم غيلر المعلين‬
‫وك الك عند عدم الحرط‪.‬‬

‫ُ ٍد َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫َان َع َلى َم ْس ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ََما َل ْا ك َ‬
‫ٍ‬
‫قريش بعم‪.‬‬ ‫المسًد هذا على غير معين وبحوه مما يكون على معي ٍن غير المحصور كالوقف على‬

‫الس ِا َّي ِة‪ُ ،‬ث َّم لِ َا َل ِد َبنِي ِ »‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ف َع َلى َو َلده َأ ْو َو َلد َب ْيرِه َ ُه َا لذ َكرٍ َو ُأ ْن َثى بِ َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َو َق َ‬

‫الفقهاء يفرقون بنا ًء على دللة اللغة بين الولد والبن‪ .‬فيقولون‪ :‬إن الولد يحلم اللذكر واألبثلى وأملا‬
‫علرف يخالفله فإبنلا بقلدم‬
‫ٌ‬ ‫لرف يخالفله فلإن ُوجلد‬
‫خاص بالذكر‪ .‬هذا ك مهم حيث للم يوجلد ُع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫البن فإبه‬
‫العرف عليه؛ ألن الدللة العرفية أحيابًا مقدمة على الدللة اللغوية‪ ،‬وإل فاألص أن الدلللة اللغويلة هلر‬
‫المقدمة‪ ،‬لكن يف بعه األحيان ُتقدم وخاصة إاا كان المرء ل ُيحسن معرفة الدلئ اللغوية الدقيقة‪.‬‬

‫إان حيث ك منا حيث ل يوجد عرف‪ .‬ما الفرق بين الولد والبن؟ قالوا الولد يحم اللذكر واألبثلى‬
‫وقف عللى وللدي أو‬
‫والبن يحم الذكور فقط‪ .‬وبنا ًء على الك قال‪ :‬إاا وقف على ولده قال‪ :‬هذا البيت ٌ‬
‫ولد غيره على ولد ابنه أو ولد ف ن فهو لذكر وأبثلى يحلم اللذكر واألبثلى يسلتفيدان ملن الغللة والمنفعلة‬
‫بالسوية لمااا قلنا بالسوية؟ حيث ل شرط‪ .‬فإن قال على ولدي ُيقسم قسمة الميلراث أو لللذكر مثل حلظ‬
‫األبثيين فيكون يقدم الذكر على األبثى وقد يكلون العكلس َم َّلر عللر يف بعله األوقلات ملن جعل لألبثلى‬
‫سهمين وللذكر سهم فرأى أن بناته يعنر حاجتهن للمال أشد فًع للبنت سلهمين ولللذكر سلهمًا‪ .‬فهلو‬
‫‪680‬‬

‫على َشربِه بيع‪.‬‬

‫قال‪« :‬ثم لولد بنيه» أي‪ :‬إاا ماتت الطبقة األولى وابقلت بكليتها لم يبقلى اكلر ول أبثلى فينتقل إللى‬
‫الصلع هم أولد اللذكور أولد اللبطن هلم أولد‬
‫الطبقة الثابية من أولد الصلع ل من أولد البطن أولد ُ‬
‫البنات وبنلا ًء عللى اللك فمحلهور وأبلا أقلول محلهور ألن المسلألة فيهلا بللاأ أن الوقلف إبملا يكلون لوللد‬
‫الصلع فيكون الطبقة الذين استحقوا للذكر واألبثى معًا‪ ،‬لكن بحرط أن يكوبوا قد أدلوا للمستح َ‬
‫بلذكر‬
‫وهذا معنى قال‪ :‬ثم لولد‪.‬‬

‫قللال‪« :‬لولللد» يحللم الللذكر واألبثللى بنيلله أي الللذكور فقللط‪ .‬إان بريللد أن بعللرف مسللألة بختصللر هللذه‬
‫المسألة من قال‪ :‬أوقفت على ولدي ثم سكت‪ .‬لم يق بعد الك شلرء‪ .‬فالوللد يسلتحقون اللذكر واألبثلى‬
‫سواء؛ ألبه قال ولد إاا ماتوا يستح الطبقة الثابية مِن أبنائهم َمن كان ملن أبنلاء اللذكور وأملا أبنلاء البطلون‬
‫ف يستحقون على المحهور على المحهور أ م ل يستحقون لمااا؟‬

‫ألن ااك يقلول بنوبللا بنلو أبنائنللا وبناتنللا أبنلاء الرجللال األباعلد قللال‪ :‬الفرسللدق‪ .‬فلدائمًا أبنللاء البنللت ل‬
‫يسمون للرج ف يكوبون داخلين يف ولده بيع‪.‬‬

‫عندبا هنا مسألة فقط عحان ما بطي قول المصنف‪ :‬وإن وقف على وللده للو أن رجل ً كتلع وقفلًا أو‬
‫أشهد على وقفًا فقال‪ :‬هذا الوقف على ولدي وكان له ولدٌ وبنت وعندما تم الوقف بعده بسنه جلاءه وللدٌ‬
‫آخر والسنة التر بعدها جاءه ولدٌ آخر حتى أصبحوا عحر وقت الوقف كان اثنلين ثلم بعلد اللك أصلبحوا‬
‫عحر ‪.‬‬

‫الثمابيلة البللاقون هل يللدخلون يف الوقلف أم ل؟ قللو ً‬


‫ل وهلذه ممللا اختللف فيهللا صلاحع المنتهللى مللع‬
‫القناأ والذي محى عليله القنلاأ واللذي عليله العمل هلو قلول القنلاأ أبله يحلم وللده الموجلود وغيلر‬
‫الموجود‪ .‬يحم ولده جميعًا الموجود وغير الموجود حتلى اللذين سليولدون بعلد الوقلف سليدخلون يف‬
‫الوقف وهذ الذي عندبا عليه العم عندبا يف المحاكم بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َبنِي ِ َأ ْو َبن ِ ُ الن؛ ْلن َ ِل ُذك ٍ‬
‫ُار َ َه ْط»‪.‬‬

‫خاص بالذكور فقط‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫وإن أوقف على بنيه قال‪ :‬على أبنائر أو قال‪ :‬على أبناء ف ن فإبه‬

‫وعندبا هنا مسألتان المسألة األولى التر اكرهتا قب قلي أن هذا مرده حيث ل ُعرف فلإن كلان ُعلرف‬
‫‪٦‬‬
‫‪681‬‬

‫الناس أ م ل يفرقون بين البن والوللد كملا هلو حلال كثيلر ملن النلاس‪ .‬فحلين إان بقلول‪ :‬برجلع ل ُعلرفهم‬
‫رف فيكون البن عند ُعرفهم يحم الذكر واألبثى هذا واحد‪ .‬األمر الثاين أن الوقف عللى األبنلاء‬ ‫برجع لع ٍ‬
‫ُ‬
‫وحيف إا منع ا باث ملن الوقلف‪ .‬وقلد منلع‬
‫ٌ‬ ‫نلم‬
‫الذكور فقط سماه بعه أه العلم بوقف الًنف؛ ألبه ٌ‬
‫وقف صلحي ‪ ،‬ولكلن األَو َللى بالمسللم إاا أوقلف‬
‫منه بعه أه العلم ولكن جماهير أه العلم على أبه ٌ‬
‫وقفًا أن يكون على ولده ل على بنيه يعنر يحم الذكور وا باث وليس خاصًا بالذكور فقط؛ ألن بعللًا‬
‫من أه العلم وهو ٌ‬
‫قول له ٌ‬
‫حظ من النظر قالوا‪ :‬إ لا يسلمى وقلف الًنلف وقلف الظللم فل يًلوز ولكلن‬
‫قول المذاهع األربعة جميعًا يف محهورها أبه يًوز‪.‬‬

‫ون َأ ْو ََّل ِد ِه َّن ِم ْن َب ْيرِ ِه ْم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن كَانُاا َقبِي َلة َد َه ٍَ الن َِسا ُن ُد َ‬
‫ٍ‬
‫تغللع أو‬ ‫ٍ‬
‫قلريش أو وقفلت عللى بنلر‬ ‫وإن كابوا قبيل ًة يعنر لو أوقف على قبيل ًة كأن يقول‪ :‬وقفت على‬
‫هكذا‪ .‬دخ النساء التر ينتسبون هذه القبيلة دون أولدهن من غيرهن يعنر دون أولد النساء ملن غيلرهم‬
‫وهذه مبنية على مسألة محهور جد ًا وهر ه ابلن البنلت ينلال شلرافة بَسلع أمله أم ل؟ وهلذه ملذكور يف‬
‫ا الوقف هنا‪.‬‬ ‫ا الحرافة لهم ويتعل‬ ‫دائم النَسع األشراف ويتعل‬

‫والمعتمللد عنللد فقهائنللا وأكثللر الفقهللاء أبلله ل يسللتح الحللرافة ول يسللتح الوقللف بنسللع أملله وإبمللا‬
‫يستح بنسع أبيه وعرفنا أن هذا العرف مثال العرب كما اكرت بيت فرسدق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َق َرا َبتِ ِ َأ ْو َأ ْه ٍِ َب ْيتِ ِ َأ ْو َق ْا ِم ِ َد َه ٍَ َذكَر َو ُأ ْن َثى ِم ْن َأ ْو ََّل ِد ِه َو َأ ْو ََّل ِد َأبِي ِ َو َجـدِ ِه َو َجـدِ‬
‫َأبِي ِ »‪.‬‬

‫هذه مسألة وإن كابت يف الوقف لكن لها فائد سأشرحها باعتبار الوقلف ثلم سلأاكر فائلدهتا قلال‪ :‬وإن‬
‫وقف على قرابتر أو على أه بيتر أو على قومر هذه الصيغة‪ .‬قلال‪:‬‬
‫أوقف على قرابته قال‪ :‬أن هذا المال ٌ‬
‫فإبه ل يدخ ك الناس‪ .‬إن هذا صعع فإن ك اآلدميين من قرابتك‪ .‬ك اآلدميين قرابتك ومما يسلتطرف‬
‫أن رج ً جاء لمعاوية فقال‪« :‬يا معاوية ‪ ‬أنا من قرابتب صلن صلة رحم‪ ،‬قـال‪ :‬وأي قرابـة بينـ بينـب‬
‫ٍ‬
‫بهرابـة وتعطنـ‬ ‫قال‪ :‬أنا وأنت أبنان رجٍ واحد‪ ،‬قال‪ :‬من؟ قال‪ :‬آدم أعطاه درهمًا واحدا‪ ،‬هال‪ُ :‬أدل لب‬
‫درهم‪ ،‬هال معاوية‪ :‬وكان ح يمًا وكان حليمًا قـال‪ :‬لـا أعطيـت كـٍ مـن َأدلـى لـ بهرابتـب لمـا بهـ يف‬
‫هزائن المسلمين أحد»‪.‬‬
‫‪682‬‬

‫هللذه القصللة وإن كابللت هللر برافللة ولكللن تللدلنا علللى معنللى أن قللول المللرء قرابتللر يحللم اآلدميللين‬
‫جميعًا‪ .‬فهر واسعة وقد تكون حصرها صعع‪ .‬ولذا ما الذي حصره الفقهاء؟ قالوا‪ :‬ينحصر لمن ينتسلع‬
‫وجلد أبيله لملااا‬ ‫ِ‬
‫وجلده َ‬
‫إلى الًد الرابع فلذلك قلال‪ :‬دخل أولد أولده وأولد أبيله هلذا الدرجلة الثابيلة‪َ ،‬‬
‫حصروه ذا؟ قالوا‪ :‬ألن النبر ‪ ‬جع فلل ً وأحكاملًا خاصل ًة بقرابتله‪ .‬والملراد بقرابتله بنلو‬
‫هاشم والنبر ما اسمه؟ محمد بن عبد اهلل بن عبد المطلع بن هاشم‪ .‬فالًلد الرابلع هلذا هلو اللذي ُخل‬
‫بنو هاشم بالفل لقرابة النبر ‪ ‬لقرابتهم بالنبر ‪ ‬به‪ .‬فكلذلك كل ملن قلال ملن‬
‫قرابتر فك من أدلى بالًد الرابع‪.‬‬

‫هذه من حيث ما يتعل بالوقف‪ .‬لها فائد أخرى اكروها العلماء يف باب اآلداب فقلد اكلروا أن صللة‬
‫الرحم بوعان صلة واجبة‪ ،‬وصلة مستحبة‪ .‬فصللة اللرحم الواجبلة ملا هلر؟ قيل ‪ :‬إن اللرحم الواجبلة التلر‬
‫يًع صلتها ويحرم قطعها ك من أدلى إلى الملرء إللى أصلله الرابلع‪ .‬كملا قيل يف الوقلف فيًلع أن يلا‬
‫المرء أعمامه وعماته وأخواله وخالته أعمام أبيه وأعمام جده ك ملن أدللى بًلد أبيله فإبله يكلون واجبلًا‬
‫هذا قول‪.‬‬

‫وأما القول الثاين وهو اختيار أبر الخطلاب فيملا بقلله ابلن مفلل وملال لله يف اآلداب أن صللة اللرحم‬
‫ليست متعلقة ذا الباب‪ ،‬وإبما يًلع صللة اللرحم المحرملة فقلط؛ ألبله ِح ُلرم المللك فيهلا ولقلول النبلر‬
‫‪َّ« :‬ل تن ح المرأة على عمتها وَّل على هالتها إن م إن علتم ذلـب قطعـتم أرحـام م» بلع‬
‫بنت العم مع أ ا مدلية بالًد ما سماه النبر ‪ ‬قطع رحلم‪ .‬فلليس ملن قطلع اللرحم الواجلع‪.‬‬
‫وهذا هو األنهر كما استظهره الع مة محمد بن مفل يف اآلداب‪ .‬هذه فائد خارج الدرس لكن للفائد ‪.‬‬

‫ف ِدين ِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ُمخَ الِ ُ‬

‫أي‪ :‬أن مخالف الدين ل يدخ يف الوقف؛ ألبه يف معنى هنا يكلون يف معنلى التلاأ ومعنلى الوصلية ل‬
‫يدخله مخالف الوقف؛ ألبه بسبه له والنسبة تقتلر بسبة المحاركة يف الدين‪.‬‬

‫يم ُه ْم َوالت َّْس ِا َي ُة َب ْين َُه ْم»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َو َق َ‬
‫ف َع َلى َج َما َعة ُي ْم ُن َح ْص ُر ُهم َْو َج َ‬
‫ب َت ْعم ُ‬
‫ٍ‬
‫جماعة يمكن حصرهم كأه الدار‪ ،‬وأه الحر‪ ،‬وأهل المدينلة الصلغير فهنلا أو أبنلاء‬ ‫لو وقف على‬
‫ف ن و ُيعرف أبنائهم على سبي الحصر فحين إان يًع تعميمهم إعطائهم جميعًا وتسوية التسوية بيلنهم‬
‫‪٦‬‬
‫‪683‬‬

‫أي التسوية بلين المسلتحقين سلوا ًء كلابوا أقلرب أو أبعلد العلا ملا داملوا مسلتحقين فإبله حلين إان يًلع‬
‫التسوية بينهم ما لم يكن هناك شرط‪.‬‬
‫يٍ و ِاَّل ْقتِصارع َلى و ِ‬
‫اح ٍد»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ََّّل َجا َز َال َّت ْقض ُ َ‬
‫ٍ‬
‫قريش أو وقفت عللى‬ ‫وإل أي وإن لم يمكن التعميم وإن لم يمكن الحصر لهم كأن يقول وقفت على‬
‫ٍ‬
‫تغلع أو وقفت على ه المدينلة األبصلار الكبيلر المدينلة ويمكلن حصلرهم أهلهلا اآلن‪ .‬فحلين إان‬ ‫بنر‬
‫يًوز التفللي العبلار الصلحيحة أبله يًلوز التفللي ؛ ألن يف بعله النسلخ التعمليم الصلواب أن تقلول‬
‫بعلهم على بعه ويًوز القتصار على واحلد؛ ألن التعمليم هنلا لليس‬ ‫ِ‬ ‫يًوز التفلي أي يًوز تفلي‬
‫مقصود األص التعميم فنقول يًوز التفلي والقتصار على واحد منهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف ذا الفص يذكر النلوأ الثلاين ملن عقلود التاعلات وهلو الهبلة فقلد اكربلا ملن تاعلات‬
‫الوصية الوقف واكر هنا الهبة والهبة‪ :‬هو بذل العين مع منفعتها مًابًا أي تاعًا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ِه َب ُة ُم ْست ََح َّبة»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪‬كان َيهع غيره ♥ ويقب الهبة والهبة إن كابت لمسلتح ٍ بقصلد‬
‫ٍ‬
‫ملواز وكلان بينله وبينله قرابلة‬ ‫األجر فتكون صدقة فالصدقات كلها تدخ يف الهبات وإن كابلت لملن يعنلر‬
‫وبحو الك فتعتا حين إان هبةً‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َت ِصح ِهب ُة مصح ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫ُّ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫مصحف؛ ألن سيذكر بعد قلي أن ك ما ص بيعه صلحت هبتله ويسلتثنى ملن اللك‬ ‫يقول وتص هبة‬
‫سور المصحف فإبه ل يص بيعه لكن تص هبته بإجماأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َما َي ِص ُّح َب ْي ُع ُ»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وك ما يص بيعه فتص هبته وهذه على سبي ا ب ق من حيث المنطوق‪ ،‬وأما المفهلوم فقلد‬
‫مر معنا أن المصنف استثنى منها المصحف فإبه ل يص بيعه وتص هبته‪ ،‬وكذلك قلالوا‪ :‬المًهلول فلإن‬
‫المًهول ل يص بيعه لكن تص هبته وتكلمت عنها يف أول الباب الذي قبله‪.‬‬
‫‪684‬‬

‫فحين إان يًوز له أن اكر أو يسمر ما شلاء كلذلك أيللًا يقوللون‪ :‬يصل هبلة ملا فيله منفعل ٌة لحاجلة‬
‫كالكلع والنًاسات إن كان فيها منفعة فيص هبتها ول يص بيعها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َتنْ َع ِهدُ بِ َما َيدُ ُّل َع َل ْي َها ُع ْر ا»‪.‬‬

‫سوا ًء كان من األلفاظ أو من األقوال فكلها تسمى سوا ًء كان من األلفلاظ أو األفعلال فملن األفعلال أن‬
‫يرمر له بحرء مع ِدللة الحال أ ا هبة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َت ْلزم بِ َهب ٍ بِِِ ْذ ِن و ِ‬
‫اه ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬

‫ابظر معر هذه مسألة مهمة الهب ٌة تص باللفظ بمًرد التلفظ أين وهبته لك تصلب صلحيحة‪ .‬لكنهلا ل‬
‫تكون لزم ًة إل بالقبه ل بد من القبه؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬العائد يف هبتـ كال لـب يعـاد يف‬
‫قيئ » ق ي لبعه أه العلم هذا على سبي الذم‪ ،‬قلال‪ :‬فقلد علاد فلدل عللى أبله يصل العلود يف الهبلة قبل‬
‫الللوم ولكنه مكرو ٌه العود فيها‪.‬‬

‫صور الك رج ٌ قال‪ :‬آلخر أعطيتك أهديتك سيارا أهلديتك يعنلر وهبتلك أهلديتك سليارا وقبل‬
‫أن يقبلها الموهوب له قال‪ :‬رجعت يف هبتر ص الرجوأ‪ ،‬لكلن إاا قبللها بالحلرط اللذي سلنذكره بعلد‬
‫قلي إاا قبلها الموهوب له فحين إان ل يص الرجوأ أصبحت يف مللك الموهلوب لله ل يًلوز للك أن‬
‫ترجع إل من باب الفسخ وا قالة‪ .‬إان ابتهينها يف المسألة األولى وهو أبه ل بد من القبه وعرفنا اللدلي‬
‫وقد جاء أيلًا أن أبا بكر الصدي لما حلرته الوفا قال‪« :‬إين كنت قد نَحلت عائيـة نخـال لـ يف العاليـة‬
‫ِن كانت قبضت هد مل ت ِن كانت حازت هد مل ت وإَّل ها يف الارثة»‪.‬‬

‫إان قب الحياز ما الذي يةتع؟ يةتلع عليله حكملًا يًلوز الرجلوأ ملع الكراهلة الحكلم الثلاين أن‬
‫الواهع إاا مات خ ص ل تللم الهبة سقطت فيقوم وارثه مقامه فيًوز لهلم الرجلوأ ويًلوز لهلم إبحلاء‬
‫ٍ‬
‫بقبه‪.‬‬ ‫هبة جديد ‪ ،‬وهذا معنى قال‪ :‬وتللم‬

‫إان عرفنا ما معنى الللوم‪ .‬القبه تقدم معنا صفته إما بالكي ‪ ،‬أو بالتنلاول‪ ،‬أو بالتخليلة‪ ،‬أو بلال ُعرف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واهع‪ .‬الهبة ل يص القبه إل بإان الواهع فلو قبه الموهوب العين ملن غيلر إان الواهلع‬ ‫قال‪ :‬بإان‬
‫مثال الك قلت لك هذا القلم هبة‪ .‬واستغفلتنر وأخذته بيدك‪ .‬فتقول حين إان للم ليس لك حل الرجلوأ‬
‫بقول ل؛ ألن قبلك له من غير ٍ‬
‫إان منر والك يعاون عنه با قباض‪ ،‬فيكون فيه فع ٌ من الوهلع فل بلد‬
‫‪٦‬‬
‫‪685‬‬

‫فيه من ا ان؛ ألن هنا فيه جواز الرجوأ فحين إان ل بد فيها من ا ان در ًءا للخصومات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْب َر َأ َبرِ َ‬


‫يم ُ َبرِئَ ‪َ ،‬و َل ْا َل ْم َي ْه َب ٍْ»‪.‬‬

‫دين يف امته سوا ًء كان بقد ًا أو عينلًا َب ِلر ملن هلذا اللدين سلوا ًء كلان اللدين ببعلًا‬
‫ومن أبرأ غريمه من ٍ‬
‫عيع‪ ،‬أو كان دين بيع‪ .‬ك هذه الديون إاا أبرأه فإبله يعنلر‬ ‫قرض‪ ،‬أو كان يعنر ضمان ُمتلف‪ ،‬أو كان أرش ٍ‬
‫َتاأ امته ولو لم يقب ولم يق َقبِلت تكون قد برئت الذمة؛ ألبه بمثابة القبه الحكم اللذي يف امتله بعلم؛‬
‫ألن َقبِ أخد المال‪ ،‬وقد قبله قبلًا حكملر؛ ألبله يف امتله فحلين إان عنلدما أبلرأه سلقط؛ وألن القاعلد‬
‫عنللد الفقهائنللا أن ا سللقابات ل يحللةط فيهللا القللبه‪ .‬ولللذلك قللالوا يف اللكللا أن اللكللا ل بللد أن تكللون‬
‫تمليكًا ول يص أن تكون إسقابا؛ ألبه يًوز للفقير أن يرد الصدقة يقول‪ :‬لست من أهلها‪ .‬فإن أسلقطت‬
‫عنه دين يف امته وتحسبها من اللكا ما برئت امتك؛ أل ا ل تسمى حين إان زكا ً‪.‬‬
‫ُب َتع ِديٍ ِ عطِي ِة و ِار ٍ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫َ َّ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ ُ ْ‬

‫عندبا مسألة قب أن أبدأ يف شرال هذه المسألة مصطل العطية ُيطلقها الفقهاء على معنيين يطلقو لا يف‬
‫باب الهبة على معنى‪ ،‬ويف الباب اللذي بعلده يف الوصلية عللى معنلى مختللف‪ .‬ففلر بلاب الهبلة إاا أبلقلوا‬
‫العطية فيقصدون لا الهبلة لللوارث وأملا يف بلاب الوصلايا اللذي بعلده فلإاا أبلقلوا العطيلة فيقصلدون لا‬
‫ُ‬
‫المخوف بيع‪ .‬ولذلك هنا قيدها فقال‪ :‬تعلدي يف عطيلة أو‬ ‫تصرفات المريه أي هبة المريه يف مرضه‬
‫ٍ‬
‫وارث‪.‬‬ ‫عطية‬

‫ببدأ هنا الهبة لللوارث سلوا ًء كلان وللد ًا أو غيلر وللد يًلع العلدل بيلنهم إل الللوج واللوجلة ل يلللم‬
‫العدل بينهم سأاكرهم بعد قلي ‪ .‬الدلي عليه أن النبر ‪«‬لما جان يستييره النعمان وقد نحـٍ‬
‫ابن نِحلة قالت‪ :‬أم النعمان َّل أرضى حتى تيـهد النبـ – ‪ -‬لمـا أتـى النبـ ‪،‬‬
‫قال‪َ :‬أكٍ ولدك أعطيتهم مثٍ ذلب؟ قال‪َّ:‬ل‪ ،‬قال‪ِ :‬ين َّل أَهد على زور‪ ،‬وقال‪ :‬أَهد علي بيري‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫أترضى أن ي ان بناك لب يف البر ساان؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم أمره بالعدل بيـنهم» وهلذا يلدلنا عللى أن علدم العلدل‬
‫بين األولد يف العطية حرام؛ ألن النبر ‪ ‬سماه زور ًا فهو حرام هذا من حيث أبه حرام‪.‬‬

‫وه هو صحي أم ل؟ المحهور بعم أ ا صحيحة‪ .‬هو حرا ٌم تكليفًا لكنها صحيحة بمعنى أ لا تلللم‬
‫بدلي أن النبر ‪ ‬قال‪ :‬أشهد عليه غيري فدل أن النبر ‪ ‬ل يحهد على حرام لكن‬
‫‪686‬‬

‫لما قال‪ :‬أشهد عليه غيري دل عللى أ لا بافلذ ‪ .‬ابتبهلوا معلر؛ ألن هلذه ينبنلر عليهلا ُحكلم وسليأا بكل م‬
‫ٍ‬
‫بعه حرام‪ ،‬لكن لو فللله َمللك الوللد الملال‪،‬‬ ‫المصنف إان تفلي بعه الورثة اكرا ً كان أو أبثى على‬
‫أو َملكت البنت المال‪ ،‬أو َملك األذ المال‪ ،‬وهكذا ما دام وارثًا‪ .‬إان المسلألة األوللى عرفنلا الحكلم أ لا‬
‫حرام لكنها بافذه وعرفنا الدلي ‪.‬‬

‫المسألة الثابية من اللذي يًلع العلدل بيلنهم؟ قلال‪ :‬يف عطيلة وارث يًلع‪ .‬العلدل يف عطيلة اللوارث‬
‫سوا ًء كان الوارث ابنًا‪ ،‬أو بنتًا‪ ،‬أو أخًا‪ ،‬أو أختنًا‪ ،‬أو عمًا‪ ،‬أو عمةً‪ ،‬ترث العمة؟ أل الفقهاء يقوللون كلملة‬
‫ورث ول َت ِرث؛ ألن ابن أخيها ابلن أذ وابلن األذ يلرث وهلر عمل ٌة‬
‫يقولون العمة مسكينة لمااا مسكينة؟ ُت َ‬
‫والعمة ليست من اوي الفروض ول من التعصيع وإبما هر من اوي األرحلام‪ ،‬واوي األرحلام إاا ُعلدم‬
‫اوي الفرد والتعصيع ورثت‪ .‬وهذه من لطائف الفقهاء التر يذكرون من باب النكتة العملة مسلكينة دائملا‬
‫يقول العمة مسكينة مسلكينة مثل ملا جلاء أخوبلا أملس يقلول‪ :‬المسلكين يقصلد بفسله بقلول العملة دائملًا‬
‫مسكينة‪.‬‬

‫برجع لمسألتنا إان فيعدل بين أعمامه إاا كابوا وارثين وأما إاا كابوا غير وارثين ف يللم العدل بيلنهم‬
‫فإبما هر هبة‪ .‬إان عرفنا المسألة الثابية من الذي يللم العدل بيلنهم؟ الورثلة‪ .‬إل اللوجلة فيًلوز أن يعلدل‬
‫بين أبنائه ول يعطر زوجته شرء يًوز‪ ،‬ويًوز أن يعطر زوجته شيمًا ول يعطيه لبنيه فاللوجة إاا أعطاهلا‬
‫اللوج أو اللوجة إاا أعطت زوجها ل يللم فيه العدل على قول فقهائنلا لملااا؟ ألن اللوجلة جلرت العلاد‬
‫أن الرج ُيعطيها من الهدايا وينحلها من الهبات ما ل يهبه ألبنائه وإخوته‪ .‬وللو قلنلا بحرملة اللك لخالفنلا‬
‫العم والفع الذي يفعله الناس ا جماأ الفعلر‪.‬‬

‫إان ابتهينا مِن َمن يًع التعدي بينهم المسألة األخير عحان الوقت‪ .‬كيف يكون العدل بين األبنلاء؟‬
‫العدل بين األبناء يكون بالقسمة بيلنهم كقسلمة الميلراث فيقسلم قسلمة ميلراث عللى أصل اللوجهين عنلد‬
‫المتأخرين‪ ،‬لقول قتاد ‪:‬هر قسمة رضيها اهلل لنا بعد الوفا فنرضاها يف حياتنا‪ ،‬ولو كنلت مفلل ً لفلللت‬
‫األبثى على الذكر؛ ألن األبثى دائمًا ل تكن مكتسبه وتكون محتاجلة للملال أكثلر ملن اللذكر‪ ،‬لكلن ُتقسلم‬
‫قسمة الورثة هذا أص الوجهين؛ ألن فيه عند المتأخرين ألن عند المتأخرين وجهين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وارث عرفنا التفصي قب قلي ‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ويًع تعدي يف عطية‬
‫‪٦‬‬
‫‪687‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِ َأ ْن ُي ْعطِ َ ك ًَّال بِ َهدْ ِر إِ ْرثِ ِ »‪.‬‬

‫وهذه اللر تكلمنا عنها قب قليل وهلو أن العلدل بإعطلاء َ‬


‫اللذكر ضلعف ملال األبثلى؛ ألن هلذا مقلدار‬
‫ا رث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َ َّض ٍَ»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بعه‪.‬‬ ‫أي‪ :‬فإن فل بعه الورثة على‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬س َّاى بِ ُر ُجا ٍع»‪.‬‬

‫كيف سوى برجوأ؟ يعنر يًع عليه أن يسوي بينهم يف العطيلة‪ .‬برجلو ٍأ فيًلوز لله الرجلوأ يف الهبلة‬
‫التر وهبها ألبنائه أو خوابه‪ .‬لكر يكوبوا جميعًا سلواء فسلوى برجلو ٍأ يًلوز أيللًا غيلر الرجلوأ وهلو‬
‫تفلي من لم ُيفل أو تسوية من لم ُيفل فيعطيه من المال ملا يكوبلوا سلواء إان يًلع تلدارك الحلرام‬
‫بالرجوأ أو بالتسوية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َم َ‬


‫ات َق ْب َل ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬مات قب التسوية‪.‬‬

‫ت َت ْق ِضي ُل ُ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ث َب َ‬

‫هذا اكرباه قب قلي وهو أبه حرام لكنه صحي فلو َفلل أحلد بنيله وأعطلاه ملا ً‬
‫ل أو أرضلًا ثلم ملات‬
‫بعد الوفا ل يللم أن يردها للومًا وضلعيًا ملن حيلث الصلحة والفسلاد وإبملا يعنلر ديابلة وإبلرار ًا بأبيله أن‬
‫يردها للورثة من باب إبرار الورثة من باب إبرار املة أبيله إان هلذا ملا يتعلل يف قلول المصلنف‪ :‬وإن ملات‬
‫قبله ثبت تفليله هذا هلو المحلهور خل ف الروايلة الثابيلة بيلع‪ .‬عنلدي مسلألة أخيلر أخلتم التقبليه يف‬
‫العطية؛ ألن التقبيه يف العطية دائمًا يكون عنها سؤال‪.‬‬
‫بعله يف حلالت ثل ٍ‬
‫ث أو أربلع الحاللة األوللى إاا‬ ‫ٍ‬ ‫العلماء يقولون يًوز تفلي بعه الورثة عللى‬
‫كان من باب النفقة فإن ما كان من باب النفقة يًوز التفلي لمااا قللت اللك؟ ألن بعله األبنلاء يحتلاج‬
‫من باب النفقة أكثر من غيره‪ .‬بعلهم يأك أكثر من غيلره‪ ،‬بعللهم يحتلاج للبس أكثلر ملن غيلره‪ .‬معلروف‬
‫البنات مؤبة لبسهن أكثر من لبس األبناء‪.‬‬
‫‪688‬‬

‫األبناء مث ً الكبير أبفقت عليه عحرين عامًا مث ً والصغير سنة ل يللم أن أقول يًع عللر أن أحفلظ‬
‫قيمة التسعة عحر لهذا البن الصلغير ل ملا كلان ملن بلاب النفقلة فإبله كلله يعنلر ل يلللم فيله التعلدي هلذا‬
‫واحد‪ ،‬األمر الثاين ما كان بإان الوارث بقيلة الورثلة ملا كلان بلإان الورثلة يعنلر أبله إاا أعطلى واحلد ًا وأان‬
‫الباقون فإبه حين إان يص ‪ ،‬الحالة الثالثة بعم هناك حالة ثالثلة بسليتها لكلن الحاللة اللرا بعلم اكلر الموثل‬
‫وهر الرابعة لكن الثالثة لعلر أتذكرها بُسيتها اآلن لكن اكر الموث أبه يًوز إاا كان من باب الخدمة فللو‬
‫كان بعه بنيه يخدمه ليست محبة قلع فقط‪ ،‬وإبما من باب الخدمة والا وا حسان فيًوز تفلليله كملا‬
‫لو كان أجنبيًا‪ .‬األجنبر إاا خدمك فإبك ستعطيه بِحل ًة ليس أجر ب قد تكرمله فلوق األجلر بملا يليلد ل‬
‫بقول أجر ؛ ب تعطيه بما جرت العاد به‪ .‬فحين إان يًوز التفلي ألج الك بعم هذه تقريبلا الحلالت‬
‫الث ث إن اكرت الرابع سأببمكم ا‪.‬‬
‫واهب أن يرجع يف ِ‬
‫هبة بعد قب ٍ »‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم على‬

‫إن الواهللع إاا وهللع غيللره شلليمًا وأقبللله إيللاه يعنللر قبللله بإابلله ف ل يًللوز للله الرجللوأ فيهللا؛ أل للا‬
‫أصبحت ملكًا لغيره‪ .‬فقول المصنف هنا‪َ :‬ح ُر َم أي َح ُر َم ول يص رجوعه إل من باب ا قالة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكُره قبله أي قب القبه؛ أل ا ليست لزمة فيًوز الرجوأ لكنه مكروه وسمر مكروهًا؛ ألبله‬
‫من خوارم الطباأ الكريمة فإن المرء إاا بذل ملا ً‬
‫ل فاألصل أل يرجلع فيله وألن النبلر ‪ ‬قلال‪:‬‬
‫«العائد يف هبة كال لب يعاد يف قيئ » ليس لنا مث السوء‪ .‬فهو كالكلع فحبه بالكلع فيكون دلي على أبله‬
‫مكروه‪.‬‬

‫قال‪ :‬إل األب فإن األب إاا بَح أبنائه فقد يًع عليه الرجوأ إاا كان لم يسوي بينهم‪ ،‬وقد يًوز لله‬
‫الرجوأ إاا كان قد سوى؛ ألن األب يًوز له أن يأخذ من أموال أبنائه «أنت ومالب ْلبيب»‪.‬‬

‫ب بِ َه ْب ٍ َم َع َق ْا ٍل َأ ْو نِ َّي ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ َأ ْن َيت ََم َّل َ‬
‫قول أو ٍ‬
‫بية‪.‬‬ ‫بقبه مع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يًوز له أن يتملك ويًوز له أن يتملك‬

‫ال َو َل ِد ِه»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬م ْن م ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بقلول أو بيلة؛‬ ‫ٍ‬
‫تلفلظ‬ ‫أي‪ :‬يًوز لألب أن يتملك الدين أن يتملك العين أن يتملك عينًا من األعيان ملع‬
‫ألبنا قلنا ل بد أن يقول‪ :‬أبنر أريده لر فيكون ملكا له أو بوى أن يكون له أما لو أخده من غير ٍ‬
‫قلول ول بيلة‬
‫‪٦‬‬
‫‪689‬‬

‫فإبه حين إان يكون إما عاري ًة أو أن يكون دينًا‪.‬‬

‫ل قال‪ :‬أريده لر أبا ملكًا لر فحلين إان يصلب ملكلًا للألب‬‫إان إاا تلفظ األب عندما أخذ من ابنه ما ً‬
‫وأما إاا أخذه من غير ٍ‬
‫قول ول بية للتملك فإ ا تصب فإن المال الذي أخلذه ملن ابنله يصلب دينلًا يف امتله‬
‫بقبه مع ٍ‬
‫قول أو بية‪ .‬إان الحرط األول ل بد ملن القلول‬ ‫ٍ‬ ‫دينًا يف امة األب وهذا معنى قال‪ :‬وله أن يتملك‬
‫ٍ‬
‫بقبه ل بد أن يكون بقبه وقب القبه لم يتملك ولو تلفلظ قلال‪ :‬بيتلك‬ ‫أو النية‪ ،‬الحرط الثاين أن يكون‬
‫الف ين لر ل يكون ملكًا لألب‪ .‬لو أن أبًا قال‪ :‬لبنه بيتلك الفل ين للر ثلم ملات األب فًلاء أبنائله قلالوا‪:‬‬
‫تملك أبوبا بيتك بريلد أن بلدخ يف الميلراث‪ .‬بقلول ل ألبله تلفلظ بالمللك لكنله للم يقلبه فحلين إان ل‬
‫يكون مالكًا ل لبيت‪ ،‬القيد الثالث قول المصلنف‪ :‬ولله أن يتمللك شلوف يتمللك هلذا يلدلنا عللى أن اللذي‬
‫يملكه األب من ابنه إبما هر األعيان فقط دون الديون التر يف الذمم‪.‬‬

‫ف يستدين على ابنه ما يستدين على ابنه ما يقول يحةي من واحلد ويقلول سيسلددك ابنلر؛ ألن هلذا‬
‫ٍ‬
‫ألحلد أن ُيحلغ امتله بحلرء‪ .‬فلاألب ل‬ ‫ليس من مال البن هلذه املة البلن والذملة متعلقلة بنفسله ولليس‬
‫يستدين على ابنه وإبما يًوز له أن يتملك من أعيان ماله بقد ًا أو سائر األعيلان بحلرط القلبه واللتلفظ أو‬
‫النية بعم قال‪ :‬من مال ولده يحم الوللد اللذكر واألبثلى واألب يحلم األم كلذلك‪ ،‬وهلذا خلاص بلاألب‬
‫واألم المباشر دون الًد والًده فإ م ل يتملكون من أموال أحفادهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ْيرِ ُس ِر َّي ٍة»‪.‬‬

‫السرية هر األَمة التر وبمها فإاا وبمها صارت ُسريةً؛ أل ا أصلبحت موبلوه لبنله فل يًلوز ألبيله‬
‫ُ‬
‫أن يطأها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ما ََا َن َما َل ْم َي ُض َّر ُه»‪.‬‬

‫ما شاء من المبالغ ما لم يلر البن ويًحف به‪ .‬والمقصود به اللرر البين وأملا الللرر اليسلير فكل‬
‫أحد ًا ُأخذ منه ولو ريا ً‬
‫ل تلرر والمقصود به اللرر البين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ما َل ْم َي ُض َّر ُه َ‪،‬أ ْو لِ ُي ْعطِ َي ُ لِ َا َل ٍد َ‬


‫آه َر»‪.‬‬
‫قال‪ :‬أو لو ليعطيه ٍ‬
‫لولد آخر يعنر يأخذ من ابنه هذا ويعطيه للثاين ؛ ألبه حرا ٌم التفلي من مالله ابتلدا ًء‬
‫فمن باب أولى أل ُيفل أخاه من مال أخيه‪.‬‬
‫‪690‬‬

‫ت َأ َح ِد ِه َما»‪.‬‬
‫ض ما ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َي ُْن بِ َم َر ِ َ ْ‬

‫قال‪ :‬أو أن يكون يف مرض موت أحدهما؛ ألبه حين إان يكلون حكمله حكلم الوصلية وهلذا ل يكلون‬
‫كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َي ُْن كَا ِرا‪َ ،‬واَّل ْب ُن ُم ْس ِلما»‪.‬‬

‫أب كافر ل يأخذ من البن المسلم؛ ألبه ل يًوز له إرثه إبتدا ًء ف يًوز له األخذ من ماله‪.‬‬
‫ٌ‬

‫الك م األب أن يأخذ من مال ابنه بحلروط الحلرط األول أن يكلون عينلًا ل‬ ‫إان يًوز لألب ملخ‬
‫دينًا أخذباها من قال‪ :‬يتملك‪ ،‬الثاين أن يكون قد قبله‪ ،‬الثالث أن يكون منه ٌ‬
‫قلول أو بيلة‪ ،‬الرابلع أن يكلون‬
‫من ولده المباشر دون من دبى دبى قال‪ :‬من ولده فإن الًلد ل يأخلذ ملن ملال أحفلاده‪ ،‬قلال‪ :‬الخلامس أن‬
‫يكون غير السرية فإن السرية ل يأخذها األب‪ ،‬السادس أل يكون ضار ًا ضرر ًا بينًا‪ ،‬السابع أل ُيعطيله وللد ًا‬
‫آخر‪ ،‬الثامن أل يكون بمرض موت أحدهما‪ ،‬والتاسع أل يكون األب كافر ًا‪.‬‬

‫اج َب ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْي َس لِ َا َل ٍد َو ََّل لِ َا َر َثتِ ِ ُم َطا َل َب ُة َأبِي ِ بِدَ ْي ٍن َون َْح ِا ِه َب ٍْ بِنَ َق َه ٍة َو ِ‬

‫إن البن إاا كان له دين على أبيه بحن عرفنا قب قلي أن األب يًوز له أن يتملك من أعيان ابنه‪ ،‬وقلد‬
‫يكون ل بن دي ٌن على أبيه‪ .‬صور الك أن يكون البن أقرض أباه أو أن األب أخذ شيمًا من ملال ابنله بغيلر‬
‫ٍ‬
‫قول أو بية فيكون دينًا يف الذمة فيكلون دينلًا يف املة أبيله لكلن ملا دام دينلًا يف املة أبيله ل يًلوز ل بلن أن‬
‫يطالع أباه أمام القلاء‪ .‬هذا معنى المطالبة الدين باقر يف الذملة‪ ،‬لكلن ل يطاللع أبلاه أملام القللاء وهلذا‬
‫بدين‪ ،‬ف يطالع أباه ٍ‬
‫بدين‪.‬‬ ‫معنى قال‪ :‬وليس ٍ‬
‫لولد مطالبة أبيه ٍ‬

‫قال‪ :‬وبحوه أي وبحوه من األعيان التلر تكلون كاألمابلات فل يطالبله بأمابلة تكلون عنلده أو بللمان‬
‫ُمتلف وبحو الك‪.‬‬

‫إاا مات األب له الحل أن يطاللع الورثلة أن ُيسلدد اللدين فل يسلقط اللدين يبقلى يف املة األب إللى‬
‫الوفا ‪ ،‬فإاا مات له أن يطالع الورثة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بلدين‬ ‫قال‪ :‬وليس ٍ‬
‫لولد ول لورثته أي ورثة الولد وهو ابن البن وبنت البن مطالبة األب وهلو الًلد‬
‫وبحوه ب بنفقة واجبة فيًوز ل بن أن يرفع دعوى على أبيه بالنفقه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪691‬‬

‫ببعًا هذا هو المحهور وهناك قول لبعه أه العلم أبه يًوز ل بن أن يطالع أبلاه يف القللاء وهلذا‬
‫ٍ‬
‫بلدين وإن كلان‬ ‫الذي يعنر وإن كان بادر ًا بحمد اهلل ‪ ‬أمام المحاكم لكن يوجلد اآلن ملن يطاللع أبلاه‬
‫القاضر يحاول أن يصرف الدعو قدر الستطاعته لكن يعنر قلي ما تسمع وهر بادر بحمد اهلل‪.‬‬
‫ف تَصر ُ كَص ِ‬
‫حيحٍ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن مر ُض َبير مخَ ا ٍ‬
‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ ُْ ُ ِ‬

‫األمراض بوعان إما أن تكون مخوفة أو غيلر مخوفلة الملراد بلالمخوف ال اللذي ُيخحلى منله الملوت‬
‫وإن كان ليس سببًا يف الموت‪ ،‬فعلى سبي المثال الحل أول ما يصيع المرء الحلل وهلو اللذي يسلموبه‬
‫بال ال يسموبه سيأا بعد قلي من ك م المصنف يف اللمان يسموبه مااا؟ ال سليأا ملن كل م المصلنف‬
‫بالحلل أو بالًلطلة يف أولهلا مخوفلة وإن بلال أملده فلليس‬ ‫بعم‪ .‬فالحل يف أوله أول ما يصاب الحلخ‬
‫بمخوف‪ .‬فالًلطة يف أولها مخوفة ثم بعد الك ليس مخوفًا‪.‬‬

‫إان المخوف هو الذي ُيخحى أن يتبعه الموت مباشر يقول‪ :‬ملن كلان مرضله غيلر مخلوف كلالحمى‬
‫المعتاد ‪ ،‬وألم السن‪ ،‬وغير الك‪ ،‬فإن تصرفه كصلحي يعنلر تصلرفه كتصلرف الصلحي تماملًا يف صلحة‬
‫البيع والحراء والتاعات‪.‬‬

‫ان َعدْ ََّل ِن ِعنْـدَ إِ َْـ َالِ ِ ‪:‬‬


‫ان ُم ْس ِل َم ِ‬ ‫ال ُمتَدَ َار ٍك‪َ ،‬و َما َق َال َطبِي َب ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أو مخَ ا ٍ‬
‫ف َكبِرسام ٍ َأ ْو إِس َه ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ ِ‬
‫ث لِ َغ ْيرِ ِه إِ ََّّل بِِِ َجا َز ِة ا ْل َا َر َث ِة»‪.‬‬
‫ث بِ َي ٍن‪ ،‬و ََّل بِما َ ا َق َال ُّث ُل ِ‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫إِ َّن مخَ اف ََّل ي ْل َزم َتبرع لِا ِار ٍ‬
‫َ ُ َ ُّ ُ ُ َ‬ ‫ُ ُ ِ‬

‫وإن كان المرض مخوفًا قال‪ :‬كاسام‪ ،‬الاسام شرء ياز يف الذهن يف اللرأس يف آخلر العملر ثلم يبلدأ‬
‫دائمًا قب وفاته أو كثير من الناس قبل وفاتله وخاصل ًة إاا كلان كبيلر السلن‬ ‫بعدم ا دراك ولذلك الحخ‬
‫يبدأ يغيع عن العق ويتخي أشياء ل وجود لها فتًده قب الوفا ُيلحظ هذا ُيعرف قبل وفاتله بأيلام تًلد‬
‫أبه بدأ يذكر أشياء ول يكون مدركًا كمال ا دراك مما بًاببه‪ .‬حتى إن الذين بًاببه يعلملون أن وفاتله قلد‬
‫قربت؛ ألبه بمثابة المخوف‪ .‬ولكنه قد يحفى ويمر علينا أحيابا يأتيله مثل اللك ثلم يحلفى بعلد اللك‪ .‬هلذا‬
‫الذي يسمى برسام‪.‬‬
‫قللال‪ :‬وإسل ٍ‬
‫لهال متللدارك يعنللر أبلله مسللتمر غيللر منقطللع فغالللع ا سللهال يسللبع الوفللا ‪ .‬ومنهللا بعلله‬
‫األمراض المحهور مث الكوليرا هذه التر من البعوض الكوليرا إاا لم يكن هناك دواء فإ ا كلذلك تعتلا‬
‫من ا سهال المتدارك فإ ا من المرض المخوف‪.‬‬
‫‪692‬‬

‫ملرض مخلوف فإبله‬


‫قال‪ :‬وما قال ببيبان مسلمان عدلن عند إشكاله أبله مخلوف إاا قلرر ببيبلان أبله ٌ‬
‫حين إان يعتا كذلك مث الك األمراض األورام يف المراح المتقدمة منها فإبه يسمى مخوفًا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫للوارث بحلرء‪ .‬بحلن قلنلا إن التلاأ لللوارث‬ ‫ما الذي يترتب علي ؟! األمر األول قال‪ :‬ل يلللم تاعله‬
‫يص ويًوز إاا عدل بين الورثة‪ .‬هنا إاا كان الملرض مخوفلًا فل يصل تاعله مطلقلًا لللوارث؛ ألبله ل‬
‫وصية لوارث‪ ،‬اثنين قال‪ :‬ول بما فوق الثلث لغيره‪ .‬أي لغير الوارث ل يًوز لله أن يتلاأ بنصلف مالله أو‬
‫بما زاد عن الثلث إل بإجاز الورثة وستأا إن شاء اهلل يف باب الوصية‪.‬‬

‫الك م أن تصرفات المريه المرض المخوف وهلو اللذي يسلميه العلملاء بعطيلة الملريه‬ ‫ملخ‬
‫ٍ‬
‫مرض المخوف يأخذ معنى الوصية‪ ،‬ول يأخذ حكم الوصية‪ .‬لمااا قلنلا أبله يأخلذ‬ ‫عطية المريه عطية يف‬
‫معنى الوصية ول يأخذ حكم الوصية؟ ألن بين عطية المريه يف الملرض المخلوف وبلين الوصلية أربعلة‬
‫فروقات سيوردها المصنف بعد قلي ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بقراش صحيحٍ »‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن امتد مرض بُذا ٍم ونحاه ولم يهطع‬

‫قال‪ :‬ومن امتد مرضه بًلا ٍم كاألمراض التر يعنر الًدري وغيرها هلذا هلو الًللام ملن امتلد مرضله‬
‫ٍ‬
‫بفلراش يعنلر للم يكلن‬ ‫وبال وبحوه‪ .‬كالًلطة إاا امتدت بصاحبها وهو ملا زال كلذلك قلال‪ :‬وللم يقطعله‬
‫م زم للفراش دائمًا يعنر لم يقطعه بذلك‪ ،‬قال‪ :‬فحكمه حكم الصحي بتصرفه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويعتبر عند المات كان وارثًا أو َّل ويبدأ باْلول اْلول»‪.‬‬

‫يقول ويعتا عند موته أو يعتا عند الموت أي عند موت الذي أتى بالعطية وأتى بالهبة كوبله وارثلًا أم‬
‫ل؟ يعنر رج قب وفاته قال لف ن‪ :‬لبن عمر مائة ألف وكان ابن عمه غير وارث؛ ألن له ابنلًا؛ ألن هلذا‬
‫المتاأ كان له ابن‪ .‬حلين إان ملا حكلم هلذه العطيلة؟ عطيل ٌة لغيلر وارث ويًلع أل تًلاوز الثللث فنقلول‬
‫تكون موقوفة لحين الوفا ثم بعد الك إن جاوزت الثلث فيعطلى الثللث فقلط وإن كابلت دون الثللث فل‬
‫ُتعطاه كاملة بيع‪ .‬قب الوفا بلحظة أو بساعة مات ابنه‪ ،‬ثم أصب ابن عمه أو ابن ابنه اآلخر لو فرضلنا أن‬
‫دائمًا الواحد يوصر لبن البن ثم أصب ابن ابنه اآلخر هو الوارث بقلول يلرث ول يسلتح العطيلة التلر‬
‫كابت يف مرض الموت فحين إان أخذت حكم الوصية‪.‬‬

‫أوصى لبن ابنه الميت بمبللغ وعنلده ابلن حلر فملات ابنله الحلر فحلين‬ ‫المثال أوض بقول شخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪693‬‬

‫إان ابن البن يأخذ الوصية أو العطية يف مرض الموت ول يأخلذ عفلو ًا يأخلذ الميلراث ول يأخلذ الوصلية‬
‫ول العطية‪.‬‬

‫قال‪« :‬و ُيبدأ باألول فاألول» هذه هر الفروقات بين عطية المريه وبين الوصية‪.‬‬

‫الفرق األول أن العطية هنا العطية المراد لا عطيلة الملريه ليسلت عطيلة الورثلة أن عطيلة الملريه‬
‫ُيبدأ فيها باألول فاألول كيف؟ رج ٌ تركته ث ثة ألف يف مرضله المخلوف أوصلى لحلخ ٍ بخملس مائلة‬
‫ٍ‬
‫لثالث بخمس مائة فنقول يعطى األول خمس مائلة والثلاين‬ ‫ثم أوصى لحخ ٍ آخر بخمس مائة ثم أوصى‬
‫خمس مائة والثالث ل شلرء لله لملااا؟ ألن ثلثله أللف‪ .‬الوصلية بخ فهلا للو أوصلى للألول بخملس مائلة‬
‫والثاين بخمس مائة والثاللث بخملس مائلة وصلية يعنلر قلال‪ :‬أوصليت لهلم بعلد الوفلا فإ لا تقسلم بيلنهم‬
‫بالسوية وهذا معنى قوله فيبدأ باألول فاألول بالعطية هذا هو الفرق األول‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يصح الرجاع يها»‪.‬‬

‫هذا هو الفرق الثاين أن العطية ل يص الرجوأ فيهلا‪ ،‬بينملا الوصلية يصل الرجلوأ فيهلا؛ أل لا معلقلة‬
‫على شرط‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويعتبر قبالها عند وجادها»‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويعتا القبول عند الوجود‪ .‬يعنر الوصية ل تقب إل بعد الوفا ‪ .‬بينملا العطيلة يًلوز قبولهلا عنلد‬
‫لليد غيلر اللوارث ٍ‬
‫لليلد أللف ريلال‪،‬‬ ‫الوجود صور الك رج ابظر معر يف عطية يف مرضه المخوف قال‪ٍ :‬‬
‫ٍ‬
‫بلألف‪ ،‬قلال‪ :‬قبللت قبوللك غيلر مقبلول ل‬ ‫فقال‪ :‬قبلت‪ .‬قبوله هنا معتا‪ ،‬الحالة الثابية قال‪ :‬أوصليت ٍ‬
‫لليلد‬
‫عا به يًع أن يكون القبول بعد الوفا ‪.‬‬
‫عكسها رد القبول قال‪ٍ :‬‬
‫لليد ألفًا وهبت لليد ألف فقلال ل أقبلهلا خل ص إان سلقط حقله‪ .‬للو قلال‪:‬‬
‫لليد ٍ‬
‫بألف قال‪ :‬ل أريد وصيتك بقول عدم قبولك هنا ل أثر لله؛ ألن العلا بوقلت القبلول متلى؟‬ ‫أوصيت ٍ‬

‫بعد الوفا إا ًا بأخذها برد ًا وعكسًا إان فقلول المصلنف‪ :‬يعتلا قبولهلا عنلد وجودهلا أي وردهلا كلذلك‪،‬‬
‫وهذا هو الفرق الثالث‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪694‬‬

‫الملب يها من حينها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويثبت ُ‬
‫الملك فيها من حينهلا يعنلر إاا كلان‬ ‫ِ‬
‫الملك ويص الملك وجهان لغويان صحيحان قال‪ :‬يثبت ُ‬
‫ُ‬ ‫يص‬
‫قد قبلها وكابت يف يده فنمائها حلين إان تكلون لله؛ ألن المللك لله وأملا إاا كابلت وصلية فلإن المللك ل‬
‫يثبت إل بعد الوفا وهذه هر الفروق األربع بين عطية المريه وبين الوصية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كِت ِ‬


‫َاب ا ْل َا َص َايا»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫كتلاب يف درسلنا إن شلاء اهلل ‪ ‬وهلو سلماه المصلنف بكتلاب الوصلايا وعلاد‬ ‫هذ الكتاب هو أخر‬
‫المصنف يف األبواب السابقة كلها أبه يًعلها فصو ً‬
‫ل وبعللهم يًعل للبعه الفصلول أبوابلا وإبملا أفلرد‬
‫ٍ‬
‫بكتاب مستق ؛ أل ا فيها شبه من الفرائه حيث ل ُتملك إل بعد الوفا ‪.‬‬ ‫الوصايا‬

‫بينما المعام ت كلها تثبلت تمللك يف الحيلا هلذا األملر األول‪ ،‬األملر الثلاين أ لا قلد أ لا تقلدم عللى‬
‫الميراث فناسع أن تكون سلابقة للميلراث األملر الثاللث أن هلذه الوصلية األصل أن ملال الملرء إاا ملات‬
‫ابتق ماله كله لورثته إل ما أوصى به فكابت هذه الوصية بمثابة المستثنى ملن الميلراث فلذاك كلان فيصل ً‬
‫بللين المعللام ت التللر يملللك التصللرف فيهللا‪ ،‬وبللين السللتخ ف الللذي هللو مللال ا رث‪ .‬فناسللع أن ُتفللرد‬
‫ٍ‬
‫بكتاب مستق بعم قب أن بتكلم عن الوصايا لنعلم أن المرء يستحع له يف الوصية خمسة أشلياء تفعل يف‬
‫الوصية؛ ألن كثير ًا من الناس يظن أن الوصية خاص ٌة بالتاعات ل ليس كذلك ب الوصلية متعلقلة بخمسلة‬
‫ما بقول تستحع فيها خمسة وإبما بقول متعلقة بخمسة أشياء‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حقلوق عللى غيلره‪ .‬فيسلتحع للمسللم أن يكتلع مالله كلله‬ ‫األمر األول تكون متعلقة بكتابة ما له من‬
‫ويبين أين يوجد؟ وخاصلة الخفلر؛ ألن بعله الورثلة إاا جلاء الميلراث ل يعلملون ميلراث أبليهم فيلليع‬
‫والنبر ‪ ‬قال‪« :‬إنب إن تدع ورثتب أبنيان هير» فدل على استحباب أن يةك لهلم الخيلر فلإاا‬
‫كان لك ٌ‬
‫مال يف حساب بنك مهًلور غيلر معلروف اكتبله ليعلرف الورثلة ماللك أو للك ديلن عللى زيلد ملن‬
‫الناس أو عمرو اكتبه لكر ل يليع الح ‪.‬‬

‫إان األمر األول كتابة الحقوق كتابة أموالك‪ ،‬األمر الثاين وهلو كتابلة ملا عليلك ملن اللديون؛ ألن هلذا‬
‫واجع عليك سلداده وقلد يلأا اللدائن بعلد وفاتلك ول تكلون لله بينلة‪ .‬فحلين إان ل يعطيله الورثلة الملال‬
‫ٌ‬
‫فتكون أبت محاسبًا عن الك‪ ،‬ولذلك ك دين عليك فاكتع إبرا ًء لذمتك وللو كلان مؤجل إبلرا ًء للذمتك‬
‫‪٦‬‬
‫‪695‬‬

‫اكتبه يف وصيتك وهذا ملن بلاب إبلراء الذملة وربملا ملن ال زملات بلراء الذملة أبلت تكتلع اللديون التلر‬
‫عليك‪ .‬ليللم أن تقول للورثة سددوا الدين؛ ألبه يًع تسديد اللدين وللو للم تقل سلددوه بل هلو مقلد ٌم‬
‫على ميراثهم مقد ٌم على الوصية حتى‪.‬‬

‫إان األمر الثاين اكرباه قب قلي وهو مااا؟ أن تكتع اللديون‪ ،‬األملر الثاللث وهلو أن يسلتحع للملرء‬
‫أن يوصر بتاأ بمبل ٍغ مالر يوصر بتا ٍأ مالر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بًلء وسيأا بعد قليل تفصليله وهلو أغللع ملا‬ ‫وهذا اللر سيتكلم عنه المصنف بعد قلي يعنر يتاأ‬
‫يتكلم عنه الفقهاء‪ ،‬األمر الرابلع وهلو ال وهلو ا يصلا ُء يف الوليلات وا يصلا ُء يف الوليلات هملا وليتلان‬
‫ولية المال‪ ،‬وولية التلويج‪ .‬فالميت إاا مات له أن يختار ملا شلاء ملن العلدول المسللمين ليكلون أوليلاء‬
‫على أموال بنيه ال ُقصر من كان دون البلوغ‪ ،‬وكان فاقد األهلية بًنون وبحوه‪.‬‬

‫فهذا يسمى إيصا ٌء على ولية المال ويًوز له لألب خاصة أيلًا ‪ .‬أن يوصر عللى وليلة التللويج لله‬
‫بنات ويعللم أن أخلاهن أو أن أخلاه هلو للن يقلوم بحلاجتهن يف التللويج‪ ،‬فيوصلر ملام المسلًد ملث ً أو‬
‫لرج ٍ عاقل يقلول وصليت أوصليت لفل ن بتللويج بنلاا‪ ،‬فحلين إان ُيقلدم الوصلر عللى أخليهن وعللى‬
‫عمهن؛ ألن الوصية يف ولية التلويج أن الموصى إليه يف وليلة التللويج َأو َللى مِلن َملن سلوى األب حتلى‬
‫الًد هو مقدم عليه‪.‬‬

‫إان األمر الرابع هو الوصية با يصاء يف الوليات المالية والتلويج‪ ،‬األمر الخلامس وهلر النصليحة‪.‬‬
‫فإبه ُيستحع للمرء أن يكتع يف وصيته بصيحة لورثته وقد جاء علن ابلن مسلعود ملن أراد أن يقلرأ الوصلية‬
‫للنبر ‪ ‬التر عليها خاتمه والنبر ‪ ‬لما قال‪« :‬إتاين بدواة اكتـب ل ـم» كلان فيهلا‬
‫بصيحة‪ .‬ليست من باب ا يصاء‪ ،‬وإبما من باب النصيحة للمسلمين‪ .‬ولذلك ُيستحع للمسللم أن يكتلع‬
‫ألبنائه وصي ًة بالمحافظة على الص ‪ ،‬بصللة اللرحم‪ ،‬بلالحرص عللى أمهلم‪ ،‬الحلرص عللى زوجلة أبليهم‬
‫مث ً‪ ،‬وإن كان المرء من أه العلم فليكتع وصي ًة لعامة المسلمين‪.‬‬

‫ابن قدامة له وصي ًة تقرأ إلى اآلن فيها بصيحة عظيمة‪ ،‬ابن الحبال لله وصلية عظيملة‪ ،‬ابلن الًلوزي لله‬
‫وصية لبنه‪ ،‬أبو الوليد الباجر له وصي ٌة رائعة لبنه‪ ،‬أه العلم ربما يكتلع لبنله وصليةً‪ ،‬فيكتبهلا ملن قلبله‬
‫فحين إان ينتفع ا ابنه وينتفع ا المسلمين‪ .‬إان يف الوصية ألبنائك دايمًا تقب بعد الوفلا عنلدما يقلرهن‬
‫‪696‬‬

‫ٍ‬
‫محافظ على الص ‪ ،‬فلملا ملات أبلوه وفلت وصلية‬ ‫هذا الك م النصيحة لها أثر‪ .‬وأعرف شخ ٍ كان غير‬
‫أبيه وجد أن أباه يوصيه بالمحافظة على الص ‪ ،‬وعلى بعه الطاعلات فللمهلا حتلى أصلبحت لله سلًية‬
‫وببعا‪.‬‬

‫إان أحيابًا الورثة يتأثرون ذه الوصية توصيهم بالبعد علن الحلرام‪ ،‬علن الربلا‪ ،‬توصليهم بالبعلد علن‬
‫الحللبهات‪ .‬فهللذه مللؤثر وخاصللة إاا رأوهللا بعللد وفاتللك‪ .‬إان الوصللية التللر تكتللع خمسللة أشللياء الفقهللاء‬
‫يتكلمون عن شيمين الوصية بالتاعات‪ ،‬ثم يتكلمون عن ا يصاء بعد الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َس ُّن لِ َم ْن ت ََر َك َماَّل كَثِيرا ُع ْر ا ا ْل َا ِص َّي ُة بِخُ ْم ِس ِ »‪.‬‬

‫بخ ُم ِسله لملااا قلنلا إبله‬


‫ل كثيلرا عرفلًا‪ .‬الملال الكثيلر عرفلًا هلو الخيلر الوصلية ُ‬
‫يقول ُيسن لمن ترك ما ً‬
‫ل كثير ًا؟ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إنب إن تذر ورثتب أبنيان هيـر مـن‬
‫مستحع الوصية لمن ترك ما ً‬
‫أن تذرهم عالة يت ققان الناس» فمادام المال كثير ًا يكفر األبناء على الكفاية أو الكفايلة التاملة‪ ،‬فيسلتحع‬
‫لك الوصية بالتاأ بما زاد عن الك‪.‬‬

‫كم مقدار الوصية التر تستحع يًلوز إللى الثللث‪ ،‬ويحلرم ملا زاد علن الثللث‪ ،‬ولكلن المسلتحع أن‬
‫وعلر ‪ ‬فإ ما قالوا‪« :‬لا أن النـاس بضـاا إلـى الخمـس ل ـان أ ضـٍ»‬ ‫يكون ُ‬
‫الخ ُمس كذا فعله أبو بكر‬
‫ٌ‬
‫وهذا من فِر من أفاض الصحابة وهم الخلفاء الراشدين وقولهم إاا لم يخالف غيرهم يدل على التفلاق‬
‫على استحباب ُ‬
‫الخمس‪.‬‬

‫ث بِ َي ْ ٍن»‪.‬‬ ‫ث ِْلَجنَبِ َأو لِا ِار ٍ‬


‫ْ ٍّ ْ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتَحرم ِممن يرِ ُث َبير َأح ِد الزَّوجي ِن بِ َأ ْك َثر ِمن ال ُّث ُل ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ْ ُ ُ َّ ْ َ ُ ْ ُ َ‬
‫ٍ‬
‫للوارث بحلرء‪ .‬ابظلر‬ ‫أي‪ :‬تحرم الوصية ممن يرثه غير أحد اللوجين بأحد بأكثر من الثلث ألجنبلر أو‬
‫الذي يرثه ورثة غير اللوجين أو زوجان معهم غيرهم فإن الميراث سيستوعع الًميلع إملا‬ ‫معر الحخ‬
‫بالفروض‪ ،‬أو بالتعصيع‪ ،‬أو بالرد أو بالرد واحد من الث ث إملا بلالفرض ول يكلون للمعصلبين شلرء أو‬
‫المعصبون يأخذون فما بقيت الفروض فألَو َلى رج اكر أو بلالرد بيلع‪ ،‬وأملا إاا للم يكلن يرثله إل أحلد‬
‫فلرض‬ ‫ٌ‬
‫وارث آخر‪ ،‬فل يوجلد ٌ‬ ‫اللوجين ماتت زوج ٌة عن زوجها فقط أو اللوج عن زوجته فقط ول يوجد‬
‫معصع ل يوجد معصع ل يرثه إل أحد الللوجين وعللى المحلهور‬
‫ٌ‬ ‫غيره وهو النصف أو الربع ول يوجد‬
‫ف رد؛ ألن المحلهور سليأتينا إن شلاء اهلل يف الفلرائه أن اللرد يكلون عللى غيلر الللوجين الللوجين ل رد‬
‫‪٦‬‬
‫‪697‬‬

‫عليهما‪ ،‬وبنا ًء على الك فإن من لم يرثه إل أحد اللوجين يًوز لله أن يوصلر بلأكثر ملن الثللث وسلأاكره‬
‫بعدما بنتهر‪.‬‬

‫إان من كان له ورثة والورثلة يسلتوعبون مالله بلالفرض أو بالتعصليع أو بلالرد فإبله يقلول المصلنف‪:‬‬
‫يحرم عليه الوصية بأكثر من الثلث ألجنبر‪ .‬ل يًوز له أن يوصر بأكثر من الثللث «الثلـث والثلـث كثيـر»‬
‫لوارث بحرء ولو بقلي ل يًوز الك هذا ك م المصلنف قلال‪ :‬يحلرم وبعله الفقهلاء‬‫ٍ‬ ‫قال‪ :‬أو أن يوصر‬
‫ٍ‬
‫ألجنبلر‬ ‫ٍ‬
‫لوارث أو أوصى بما زاد عن الثلث‬ ‫قال‪ :‬إبه ل بقول يحرم وإبما بقول ُيكره لمااا؟ ألبه لو أوصى‬
‫فأملاه الورث ٌة جاز تنفيذ ًا‪ ،‬فحين إان بفذ واألص عندبا أن ما حرم عقده ل يةتلع عليله أثلر‪ .‬وللذا اختلار‬
‫بعه المحققين مث صلاحع ا بصلاف أن األَو َللى أن يقلول ُيكلره ُيكلره فقلط؛ ألبله قلد يصل إاا أمللاه‬
‫الورثة تنفيذ ًا وسيأا إن شاء اهلل‪ .‬بيع على العموم أمر سه ‪.‬‬

‫المسألة اْلهيرة‪ :‬من كان له لم يرثه إل زوجته أو اللوجة للم يرثهلا إل زوجهلا فالفقهلاء يقوللون إبملا‬
‫ٌ‬
‫وارث يرثله ل فرضلًا‬ ‫يأخذ اللوج بصيبه وهو النصف أو اللوجة بصيبها وهو الربلع‪ .‬وملا بقلر فل يوجلد‬
‫ول تعصلليبًا ول ُيللرد علللى أحللد اللللوجين‪ .‬البللاقر مللااا يفع ل بلله؟ إاا لللم ُيوصللر بلله اللللوج فلبيللت مللال‬
‫المسلمين فللح اللوج أن يوصر بمااا؟ بث ثة أرباأ تركته إاا لم ترثه إل زوجته يًلوز لله أن يوصلر بله‬
‫ٍ‬
‫لبعيد وهكذا من شاء‪.‬‬ ‫فيوصر به‬

‫اْل َجا َز ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َِص ُّح َم ْا ُقا َ ة َع َلى ْ ِ‬

‫ٍ‬
‫لوارث بحرء تص وهلذا اللذي جعل القاضلر عل ء اللدين‬ ‫وتص الوصية بأكثر من ٍ‬
‫ثلث ألجنبر أو‬
‫المرداوي يقول األَو َلى أن بقول‪ :‬تكره كيف تحرم ل تصل ‪ ،‬وقاعلدتنا أن النهلر يقتللر الفسلاد وتكلمنلا‬
‫عنه يف غير هذا المح ‪ .‬وللذلك قلال‪ :‬تصل لكلن تكلون موقوفلة عللى إجلاز الورثلة فلإاا أجازهلا الورثلة‬
‫وقالوا أملينا ما أوصى به مورثنا فإ ا تص بافذ ً أو تص تنفيذ ًا للوصية ل عطي ًة مبتدأه وهذا معنى قلال‪:‬‬
‫وتص موقوفة أي أ ا صحت فيكون تنفيذ ًا حين ااك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُت َْر ُه ِم ْن َ ِهيرٍ َو ِار ُث ُ ُم ْحتَاج»‪.‬‬

‫وأما الفقير فإبه إاا كان وارثه محتاجًا والمراد بالفقير هنا ليس الفقير يف باب اللكلا ‪ .‬وإبملا المقصلود‬
‫مال ول دين عليه‪ .‬ولكنه ٌ‬
‫مال يليلد علن حاجتله وقلت الوفلا ‪ .‬قلال‪ :‬وواثله محتلاج فإبله‬ ‫بالفقير الذي عنده ٌ‬
‫‪698‬‬

‫األفل أل ُيوصر‪.‬‬

‫اصاا ِي ِ ك ََم َسائٍِ َا ْل َع ْا ِل»‪.‬‬


‫ث بِا ْل َا َص َايا ت ََح ُّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َلم ي ِ‬
‫ف َال ُّث ُل ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ٍ‬
‫لواحد بالثلث ثلم‬ ‫يقول فإن لم يفر الثلث بالوصايا‪ .‬صور الك أن رج ً يوصر آلخر بالثلث يوصر‬
‫يوصر آلخر بالربع‪ .‬الثلث زائد الربع أكثر من الثلث مااا بفع حين إان؟ بقول يتحاصون فيه أي بالنسلبة‬
‫والتناسع‪.‬‬

‫بفرض المسألة مسألة عول كما لو أن شخصًا يستح الربع وشخصًا يستح الثلث فالمسألة تصل‬
‫من كم؟ من اثنر عحر هذا له ث ثة وهذا لله أربعلة فلالمًموأ سلبعة‪ .‬فحلين إان بردهلا إللى سلبعة فيقسلم‬
‫ٍ‬
‫وواحلد بثللث فتكلون‬ ‫ٍ‬
‫وواحلد بنصلف‬ ‫ٍ‬
‫لواحلد بنصلف‬ ‫الثلث إلى سبعة هذا قسمة رد‪ .‬قسمة عول‪ .‬أوصلى‬
‫المسألة من ستة النصف والنصف لهما ث ث ٌة وث ثة والثلث اثنان فتعول إلى ثمابيلة‪ .‬إان فقلول المصلنف‬
‫كمسائ العول أي كمسائ العول والرد يف الحساب‪ .‬فتحسع كمسائ العول والرد ببعًا هذا خ ف إاا‬
‫أوصللى إاا أعطللى يف مللرض المللوت‪ ،‬فيقللدم األول علللى األول ول يتحاصللون مللا يتحاصللون‪ .‬الللذين‬
‫يتحاصون يف الوصايا وأما عطية المريه فإ م يقدم األول على األول وتقدمت قب بلع دقائ ‪.‬‬
‫س َا ْلم ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫اجب ُ ِ‬
‫ال ُم ْط َلق»‪.‬‬ ‫ات م ْن َد ْي ٍن َو َح ٍِّ َو َزكَاة م ْن َر ْأ ِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتُخْ َر ُج َا ْل َا ِ َ‬

‫ٍ‬
‫آدمر وحقوق اآلدميلين مبنيلة عللى‬ ‫وتخرج الواجبات الحرعية من ٍ‬
‫دين‪ .‬وهذا عندهم مقدم؛ ألبه ح‬
‫حج‪ .‬إما حًة ا س م وكلان قلد ُو ِجلدَ يف حقله شلرط الوجلوب‪ ،‬وإن‬‫المحاحا وحجٍ أي من وجع عليه ٌ‬
‫وجد يف حقله الملابع ملا هلو شلرط الوجلوب؟ مِللك الللاد والراحللة‪ ،‬وأملا الملابع فهلو علدم القلدر عللى‬
‫ٍ‬
‫لمرض وبحوه‪.‬‬ ‫الركوب‬
‫ٍ‬
‫ماللك للللاد‬ ‫المابع ل يمنع اخرج اللكا من المال وأما فوات الحرط فهو الذي يمنلع‪ .‬فلإن كلان غيلر‬
‫والراحلة فإبه ل ُيحج عنه بأن كان ماله أق من قيمة اللاد والراحللة بيلع‪ .‬إان ملن كلان ملن وجلع عليله‬
‫ٍ‬
‫واجع عليله‬ ‫ووجد شربه وهو اللاد والراحلة مث ً أو كان الحج حج بافل ٍة لكنه بذره فيكون‬ ‫ٍ‬
‫الحج فريلة ُ‬
‫حين ااك فيًع أن ُيخرج من ماله‪.‬‬

‫قال‪« :‬وزكا » وهذه المسألة أريد أن أببه لها‪ .‬علمائنا يقولون‪ :‬اللكا ل تسلقط بطلول الملد إاا تعملد‬
‫تركهللا‪ ،‬ول تسللقط إاا َج ِهل وجو للا؛ ألن اللكللا متعلقللة بالمللال وكل مللا كللان متعلل بالمللال فل يسللقط‬
‫‪٦‬‬
‫‪699‬‬

‫بالًه ‪ .‬ما يسقط بالًه مث ا ت فلات المتعلل بلالحقوق الماليلة ل تسلقط بالًهل وألن اللكلا ملن‬
‫المعلوم من الدين باللرور هذا على المحلهور‪ .‬بعله النلاس يملوت وعليله زكلا عحلرين سلنة للم يلؤد‬
‫اللكا بقول يًع أن ُتخرج زكا عحرين سنة قب قسمة الميراث كيف حسا ا؟ محلهلا غيلر هلذا المحل‬
‫بعللم‪ .‬قللال‪ُ :‬تخللرج مللن رأس المللال‪ .‬أي قب ل إخللراج الثلللث‪ ،‬وقب ل قسللمة الةكللة‪ ،‬وكللذلك ُتخللرج مؤبللة‬
‫التًهيل‪ُ .‬يبدأ بمؤبة التًهيلل‪ ،‬ثلم بلالحقوق الماليلة المتعلقلة بالةكلة يقلدم حل اآلدملر‪ ،‬ويقلدم ملن حل‬
‫اآلدمر ما كان متعل ٌ بعين الةكلة كملا يكلون فيله رهل ٌن علين يف الةكلة‪ ،‬ثلم ملا ل رهلن فيله ثلم حقلوق اهلل‬
‫‪ ،‬ثم تقدم الوصية‪ ،‬ثم بعد الك قسمة الميراث‪ .‬وهذا معنى قال‪ :‬رأس المال أي قب الوصية‪.‬‬

‫ث‪َ ،‬و ُي ْعت َُق ِمنْ ُ بِ َهدْ ِر ِه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وت َِصح لِعب ِد ِه بِم َيا ٍع َك ُث ُل ٍ‬
‫ُّ َ ْ َ‬ ‫َ‬

‫هذه المسألة سهلة يقول لو أن امرء ًا قال‪ :‬لعبد يملكه لك ثللث الملال‪ .‬بقلول يصل ‪ ،‬لكلن بنظلر قيملة‬
‫الثلث وقيمة العبد‪ .‬فإن كابت قيمة العبد هر قيمة الثلث عت ‪ .‬وإن كابت قيملة الثللث أكثلر فإبله يعتل ملن‬
‫قيمته ومازاد يأخذه وإن كان الثلث أق فعت منه بًلء ما أوصر له به‪ .‬فكأبه قال‪ :‬أوصيت بك لنفسك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َ َض ٍَ ََ ْ ن َأ ْه َذ ُه»‪.‬‬

‫اكرباه قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َح ْم ٍٍ ت ََح َّه َق ُو ُجا ُد ُه»‪.‬‬

‫يقول يًوز الوصية بحم ٍ ولحم ٍ تحق وجلوده‪ .‬ابتبهلوا هلذه المسلألة مهملة‪ .‬بعله النلاس يقلول‪:‬‬
‫أوصيت للحم هذه الوصية للحم الذي يف بطن ف بة‪ .‬قد يكون اكر وقد يكون أبثلى أوصليت لله بمائلة‬
‫ألف أو بألف هذه الوصية للحم الوصلية بالحمل عنلده شلاه حامل يقلول أوصليت بوللدها أو أوصليت‬
‫بنتاجها لف ن هذه الوصية بالحم وهذه الوصية للحم ‪.‬‬

‫الوصية بالحم وللحم جائل بحرط قال‪ :‬بحرط تحق وجوده أي بحرط تحقل أي الًللم بوجلود‬
‫الحم وقت الوصية ليس وقت الوفا وقت الوصية‪ .‬وبنا ًء عليه فلو لم يأا الحمل الموصلى بله أو لله إل‬
‫بعللد الوصللية وقبل الوفللا فللإن الوصللية تكللون بابلللة‪ .‬إان ل بللد أن يكللون موجللود ألبلله ل تصل الوصللية‬
‫ٍ‬
‫وجلوب باقصلة‪ .‬الوجلوب الللر هلر‬ ‫بالمعدوم ول للمعدوم لكن الحم يصل الوصلية لله ألن لله أهليلة‬
‫التملك تثبت للمرء من حين يكلون جنينلًا يف بطلن أمله وللو علقلة ابلن يلوم‪ .‬وتكمل أهليلة الوجلوب بلأن‬
‫‪700‬‬

‫ٍ‬
‫حركة يعرف ا حياته ُعرفًا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أوعطاس أو‬ ‫يخرج حيًا مسته ً بصراذ‬
‫ابظروا معر إاا أوصى رج ٌ ل قال أوصيت ٍ‬
‫بألف إاا حملت ف بة‪ .‬حين إان بقلول تصل الوصلية أم‬
‫ل؟ إاا حملت ف بة ل تص بيع‪ .‬إاا قال‪ :‬ما يف بطن ف بة قالوا‪ :‬تدري؟ قال‪ :‬يمكن حامل ويمكلن ل؛‬
‫أل ا تلوجت قب شهر يمكن ويمكن بقول ما يص ؛ ألن الةدد هنا كالعدم‪.‬‬

‫يٍ َون َْح ِا ِه َما»‪.‬‬ ‫ُب الت َّْا َر ِاة َو ِ‬


‫اْلنُ ِ‬ ‫تن ٍ‬
‫َار َو ُكت ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل لِ َنِيس ٍة وبي ِ‬
‫َ َ َْ‬
‫ملال للمًلوس‬ ‫ٍ‬
‫لكنيسة؛ أل ا تعبد هلل ‪ ‬غير محروأ وبيلت ٍ‬ ‫ول تص الوصية لمحر ٍم كأن يوصر‬
‫ٍ‬
‫تورات يوصر يكتع التورا ا وبحوها من األمور المحرمة ل يًوز‪ .‬لكن يًوز الوصية للقريلع‬ ‫وك ِ‬
‫َتع‬
‫غير المسلم كما فعلت صفية ‪ ‬حينما أوصت ألخيها وكان يهوديًا أوصت له بالثلث بثلث مالها يًلوز‬
‫الك فيًوز الوصية إاا كان فيه معنى القرابة بعم‪.‬‬

‫ث َب ْعدَ َا ْل َا ِص َّي ِة َيـدْ ُه ٍُ‬


‫يم ِ ‪َ ،‬و َما َحدَ َ‬
‫ال ومعدُ ومٍ‪ ،‬وبِما ََّل ي ْه ِدر ع َلى تَس ِل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وتَص ُّح بِ َم ُْ ُه ٍ َ َ ْ‬
‫ِ َيها»‪.‬‬
‫وتصل بمًهل ٍ‬
‫لول لكللن حللين إان يللملله أن يحللدده وإل يصللدق علللى أقل ‪ .‬وبمعللدو ٍم أي أبلله معللدو ٌم‬
‫حلوره لكن يستطيع أن يفسره بعد الك بحرء‪ .‬قال‪ :‬ومما ل يقدر على تسليمه ويفسره حين إان بحلرء؛‬
‫ألبه أص ً هو قد يوجد وقد ل يوجد‪.‬‬

‫ث َب ْعدَ َا ْل َا ِص َّي ِة َيدْ ُه ٍُ ِ َيها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما َحدَ َ‬

‫وما حدث بعد الوصية من األموال يدخ فيها يعنر كثر المال فيليد الثلث‪.‬‬

‫ف ُم َع َّي ٍن ُو ِص َ بِ ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َتب ُط ٍُ بِ َت َل ٍ‬
‫َ ْ‬

‫أي‪ :‬لو أن امرء ًا أوصى آلخر بسيارته فتلفت أو دابة فتلفت بطلت الوصية ول يللم البدل‪.‬‬

‫ث ُم َع َّي ٍن َ َل ُ ِم ْث ُل ُ َم ْض ُماما إِ َلى ا ْل َم ْس َأ َل ِة»‪.‬‬


‫يب و ِار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َو َّصى بِم ْث ٍِ نَص ِ َ‬

‫هذه مسألة انتبهاا لها!! هر مسلألة حسلابية سلهلة جلد ًا رجل ٌ أوصلى آلخلر بمثل ابنله قلال‪ :‬أوصليت‬
‫لورثة للغريع بمث ابنر‪ .‬وكان عنده اب ٌن واحلد فكيلف تقسلم المسلألة؟ تقسلم ملن سلهمين لله ابلن سلهم‬
‫إلى الثلث‪ .‬لو كان له ابنان ابل ٌن وابنلين؟ فيكلون لله الثللث‬ ‫وهذا سهم فنقول أصب أكثر من الثلث فينق‬
‫‪٦‬‬
‫‪701‬‬

‫ابتهى ك مه هذه المسألة واضحة جد ًا‪.‬‬

‫لو كان له زوجة وابن؟ اللوجة لها الثمن والبن له الباقر‪ .‬رج ٌ أوصى آلخر خلنا بقول ما بقول ابن‬
‫خلنا بقول له زوجة وابنان زوجة وابنان وأوصى آلخر بمث أحد أبنائه كابن ابنه قلال‪ :‬أوصليت لبلن ابنلر‬
‫أن يكون له مث بصيع ابنر فكيف تقسمها؟ أل تكون من كم؟ المسألة من كم؟ من ثمابيلة لللوجلة واحلد‬
‫والباقر لألبناء وتص من ستة عحر أليس كلذلك؟ لللوجلة اثنلان والبلاقر وهلو أربعلة عحلر لألبنلاء للرن‬
‫ماشر‪ .‬أعطر الورثلة بصليبهم ملااا تفعل ؟ بقلول إيلاك أن تقلول أحسلبهم كث ثلة أبنلاء خطلأ‪ ،‬وإبملا تقلول‬
‫بصيع البن بعد التصحي كم قلنا؟ سبعة احنا قلنا سبعة؟ سبعة من أربعة عحر بعم سبعة من أربعلة عحلر‬
‫ُ‬
‫بسيت الرقم سبعة فتليف السبعة إلى الستة عحر ستة عحر زائد سبعة ث ثة وعحرون‪.‬‬

‫فتقلول‪ :‬المسلألة تصل ملن ث ثلة وعحلرين لللوجلة اثنلان ولألبنلاء كلم؟ سلبعة وللموصلى لله سلبعة‬
‫على الًميع حتى لللوجة هذه المسلألة يخطلئ فيهلا ووجلدت أن بعله الخاصلة يخطلئ‬ ‫فيدخ النق‬
‫فيها وهذا من الخطأ الذي يًع أن تنتبه له‪ .‬بعه خاصة الخاصة أخطأ فيها فقسمها كما لو كابلت زوجلة‬
‫وابنان وموصى لله وجعلهلم ث ثلة أبنلاء هلذا خطلأ قسلمة خابملة وللذلك قلال فلله مثلله أي مثل النصليع‬
‫ملمومًا إلى أص المسألة وليس إلى بصيع األبناء‪.‬‬

‫يب َأ َح ِد َو َر َثتِ ُ َل ُ ِم ْث ٍُ َما ِْلَ َق ِل ِه ْم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ ِم ْث ٍِ ن َِص ِ‬

‫وبمث بصيع أحد ورثته يعنر لو أوصى بمث أحد الورثة وسكت ولم ُي َحدث‪ .‬فننظر أق الورثلة كلم‬
‫يأخذ فيعطى مث أقلهن ملمومًا إلى أص المسألة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َس ْه ٍم ِم ْن َمالِ ِ َل ُ ُسدُ س»‪.‬‬

‫لو أوصى بسدس فسدس؛ ألن أق الفروض السدس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َي ْ ٍن َأ ْو َح ٍّإ َأ ْو ُجز ٍْن»‪.‬‬

‫أق الفروض غير فرض اللوجة ببعًا؛ ألن اللوجة مستثناه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َي ْ ٍن َأ ْو َح ٍّإ َأ ْو ُجز ٍْن ُي ْعطِي ِ ا ْل َا ِار ُ‬


‫ث َما ََا َن»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحظ يسير‪.‬‬ ‫يفسرها بما شاء ولو‬
‫‪702‬‬

‫يد عدْ ٍل‪ ،‬و َلا َظ ِ‬


‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ َوي ِص ُّح ْ ِ‬
‫اهرا»‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫يصا ُن إِ َلى ك ٍُِ ُم ْسل ٍم ُم َ َّلف َرَ َ‬
‫اْل َ‬ ‫َ‬
‫بدأ يتكلم المصنف عن ا يصاء‪ ،‬والمراد با يصاء أمران‪ :‬ا يصاء بالولية على ِ‬
‫مال القصر من أبنائله‬
‫فقط‪ .‬أبنلاء أبنائله ل يوصلى علليهم وإبملا أبنلاء صللبه اكلور ًا أو إباثلًا يوصلر إللى ملن يقلوم بحفلظ ملالهم‬
‫والصرف عليه وتنميته هذا يسمى ا يصاء بولية المال عللى أبنلاء صللبه فقلط‪ .‬لليس لله أن يوصلر ألبنلاء‬
‫أبنائه ل يمكلك الك‪ .‬الذي يملك ا يصاء األب فقط هذا واحد‪.‬‬

‫النوأ الثاين من ا يصاء‪ :‬ا يصاء بولية التلويج فله أن يوصر إلى من شاء أن يللوج بناتله‪ ،‬لكلن ملن‬
‫شرط ا يصاء بالتلويج أن يكون اكر ًا؛ ألن الوصية بائع والنائع ل يص إل أن يكون فيما يص له فعلله‬
‫عن بفسه ف بد أن يكون اكر ًا‪.‬‬

‫وأما ا يصاء بالمال فيص للذكر واألبثى يقول يص ا يصاء إلى ك مس ٍ‬


‫لم؛ ألن ا يصاء فيله معنلى‬
‫ٍ‬
‫مكللف؛ ألن غيلر المكللف ل يصل تصلرفه لنفسله فغيلره ملن‬ ‫الولية ف يص لغير المسلم على المسلم‬
‫عدل؛ ألن هذه يف معنلى الوليلة‬ ‫ٍ‬
‫رشيد؛ ألن الرشيد ل يص تصرفه بماله فلغيره من باب أولى‪ٍ ،‬‬ ‫باب أولى‬
‫واألص يف الوليات العدالة والعدالة عند فقهائنا أقول عند فقهائنا على المحلهور‪ ،‬يلللم أن تكلون نلاهر ًا‬
‫عقد واحد وهو ا شهاد على النكاال فيكتفى بالعدالة الظاهر هذا ك مهم‪.‬‬ ‫وبابنًا إل يف ٍ‬

‫قال‪« :‬ولو ناهر ًا» وببعًا إل يف النكاال ويف ا يصاء هنلا فقلط موضلعان‪ .‬إل يف موضلعين يف ا يصلاء‬
‫ويف النكاال‪ .‬قال‪ :‬ولو ناهر ًا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن كَا ِرٍ إِ َلى ُم ْس ِل ٍم»‪.‬‬

‫يص أن يوصر الكافر إلى المسلم ل العكس‪.‬‬

‫ِ ْع َل ُ»‪.‬‬ ‫ب َا ْلم ِ‬
‫اص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َيص ُّح إِ ََّّل َم ْع ُلا ٍم َي ْمل ُ ُ‬
‫ول يص ا يصاء إل يف شرء معلوم‪ٍ ،‬‬
‫مال معلوم يملك الموصر فعله ولذلك فإن الموصلر اللذي ل‬
‫يملك التصرف يف مال الغير ل يص له أن يتصرف يف ماله‪ ،‬مال أبنائه البالغين ليس له أي وصيه عليهم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪703‬‬

‫ات بِ َم َح ٍٍّ ََّل َحـاكِ َم ِيـ ِ ‪َ ،‬و ََّل َو ِصـ َّ ‪ِ َ ،‬ل ُم ْس ِـل ٍم َح ْـا ُز َترِكَتِـ ِ ‪َ ،‬و ِ ْع ُـٍ ْاْلَ ْصـ َلحِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َم َ‬
‫ِ َيها»‪.‬‬

‫إاا مات وله تركة وليس له وارث أو كان ورثته قصر؛ فإن الذي لله وليلة التصلرف‬ ‫يقول إن الحخ‬
‫على مال القصر هو من أوصى إليه فإن مات يف مح ٍ بمح ٍ ول حاكم فيه فإن للم يوجلد فلولر األملر فلإن‬
‫ٍ‬
‫فلمسللم أي مسللم‬ ‫أمر ول وصر؛ ولكن قال‪ :‬وإن مات بمح ٍ ل حاكم فيه ول وصلر‬‫لم يكن هناك ولر ٍ‬
‫من المسلمين حوز تركته يعنر يًمع المال وفع األصل فيها إما من تًار أو ملن ٍ‬
‫رد للورثلة أو بقل ٍ أو‬
‫إبلا ٍأ أو ملاربة‪.‬‬

‫والفرق بين ا بلاأ والملاربة ا بلاأ هو أن يتاجر ا ب مال بل ربل ‪ ،‬وبلرب هلو اللذي يسلمى‬
‫الملاربة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬م ْن َب ْي ٍع َو َب ْيرِ ِه َوت َُْ ِه ِيز ِه ِمن َْها»‪.‬‬

‫وتًهيل الميت منها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َع َعدَ ِم َها ِمنْ ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ومع عدم المال منه أي من ماله‪ ،‬أي‪ :‬المسلم ُيًهل هذا الميت من ماله هو‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْر ِج ُع َع َل ْي َها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬يرجع على ماله البعيد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى َم ْن ُت ْلز َُم ُ َن َق َه ُت ُ»‪.‬‬

‫أي‪ :‬تللم الميت بفقته بما أبف ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ْن ن ََاا ُه»‪.‬‬

‫أي‪ :‬إن بوى المسلم الذي جهل الميت يف مكان ل يوجد له ٌ‬


‫مال فيه إن بوى الرجوأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ْاست َْأ َذ َن َحاكِما»‪.‬‬

‫وأما إن لم يستمذن حاكم وقد ُوجد حاكم أو لم ينوه فإبه حين إان ليس له الرجوأ‪.‬‬
‫‪704‬‬

‫فقب أن أختم هذا الباب كنت قد اكرت يف أول هذا الباب أن ا يصاء خمسة أشياء‪ .‬ملا زاد علن هلذه‬
‫األمور الخمسة فليس لزمًا للمرء فعله ول لز ٌم على الورثة فعله‪ ،‬مثـال ذلـب‪ :‬بعله النلاس قلد يوصلر‬
‫بأن يدفن يف البلد الف بية‪ ،‬وفقهائنا يقوللون‪ :‬ملن أوصلى بلأن ينقل دفنله لب ٍ‬
‫للد آخلر فل يلللم الوفلاء لذه‬
‫الوصية ب األولى واألفل أل ُينق ؛ ألن عدم النق هو السنة؛ ألن فيها ا سلراأ يف التًهيلل‪ ،‬وألن فيهلا‬
‫يعنر احةام الميت فإن احةام الميت بسرعة دفنه وألن يرمر المرء عن عنقه هذه الًناز ‪ ،‬كما أملر النبلر‬
‫‪‬با سراأ ا إان من أوصى بالنق ل يللم‪.‬‬

‫من أوصى بقسمة الملال عللى هيملة معينلة كيلف؟! يقلول لألبنلاء ملث ً الملال المنقلول‪ .‬لألبنلاء الملال‬
‫ا ل يللم مطلقًا ل يللم اللك‪ .‬بل ُتقسلم القسلمة التلى ارتللاها اهلل‬ ‫العقار وللبنات النقد ف يللم العم‬
‫‪ ‬لنا‪ ،‬ثم لألبناء الح أن يملوا ما أشار ما بقول ما أوصلى ملا أشلار بله ُم َلو ِر ُثهم أو للم يمللهم‪ .‬إان‬
‫األشياء المهمة هر الخمسة‪ ،‬وما زاد عن الك فهر أمور يعنر ليست اات أهمية‪.‬‬

‫بكللون بللذلك بحمللد اهلل ‪ ‬أ ينللا كتللاب الوصللايا وبلله بكللون أ ينللا كتللاب المعللام ت وتوابعلله‬
‫كالوصايا‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)25‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )25‬اية المًلس الخامس والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪705‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ث‪َ :‬ر ِحم‪َ ،‬ونِ َاح»‪.‬‬
‫اْلر ِ‬
‫اب ْ ِ ْ‬
‫‪َ ،‬أ ْس َب ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كِتَاب ا ْل َقرائِ‬
‫ُ َ‬
‫شرأ المصنف ‪ ‬بعد اكره أحكام الوصايا بذكر أحكام الفلرائه‪ ،‬وبل َّين ترتيبله هلذين الكتلابين‬
‫أن أحكام الوصايا تكون سابقة للفرائه‪ ،‬فإبَّه إاا أع ُطل َر أصلحاب الوصلايا حقهلم‪َّ ،‬‬
‫تقسلم‬ ‫مناسبة؛ والك َّ‬
‫بعد الك األموال على أصحاب الفلرائه كملا أوجلع اهلل ‪ ،‬وللذلك فإ لا كملا تر َّتلع يف األولويلة؛‬
‫ر ِّت َبت يف التبويع‪.‬‬

‫»‪ :‬الفرائه جمع فريلة؛ أي‪ :‬التر فرضها اهلل ‪ ‬وقدَّ رها‪ ،‬والمقصلود لذا‬ ‫قال‪« :‬كتاب القرائ‬
‫الكتاب ليس مًرد الفرائه المقدر فحسع التلر هلر أحلد أبلواأ ا رث وهملا‪ :‬الفلرض‪ ،‬والتعصليع‪،‬‬
‫لذف للملللاف‪َّ ،‬‬
‫وأن المللراد بلله‪ :‬العلللم‬ ‫وإ َّبمللا المللراد بلله‪ :‬عمللوم المقللدَّ ر‪ ،‬ولللذا قيل ‪َّ :‬‬
‫إن هللذا البللاب فيلله حل ٌ‬
‫بالفرائه وتوابعها من القسمة وبحوها‪.‬‬

‫ث‪َ :‬ر ِحم‪َ ،‬ونِ َاح‪َ ،‬و َو ََّلن»‪.‬‬


‫اْلر ِ‬
‫اب ْ ِ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْس َب ُ‬

‫بدأ المصنف‪ ‬بذكر أسباب ا رث‪ ،‬والمراد بأسباب ا رث‪ ،‬أي‪ :‬األمور التر يورث ا‪.‬‬

‫وهذا العلدُّ ‪-‬بأ لا ث ثلة أسلباب فقلط‪ -‬دليلله السلتقراء؛ ألبنلا بظربلا يف الفلرائه التلر يف كتلاب اهلل‪،‬‬
‫وجاءت يف سنة رسلوله ‪‬؛ فللم بًلد سلب ًبا لللرث صل َّ بله اللدلي غيلر هلذه األملور الث ثلة‪،‬‬
‫ولهذا مفهوم‪َّ :‬‬
‫فإن ما عدا هذه األمور الث ثة ل ُيورث به‪.‬‬

‫وللو للم يكلن أحلدٌ ملن‬ ‫على سبيٍ المثال‪ :‬المحهور عند فقهائنا‪َّ :‬‬
‫أن بيت المال ل يرث ملن الحلخ‬
‫اوي الفروض أو العصبات‪ ،‬وإبما يوضع المال يف بيت المال حف ًظا‪ ،‬فيوضع من باب الحفظ ل ملن بلاب‬
‫ا رث‪ ،‬خ ًفا لبعه أه العلم؛ كالحافعر‪ ،‬وغيره‪.‬‬

‫المهصاد‪َّ :‬‬
‫أن العلماء عنلدما علدُّ وا أسلباب ا رث ث ثلة لهلا منطلوق ولهلا مفهلوم؛ فمفهومهلا‪ :‬بفلر‬
‫‪706‬‬

‫سلبع‬
‫ٌ‬ ‫ا رث بغير هذه األسباب الث ثة‪ ،‬ل با س م على يد أحلد‪ ،‬أو التقلاط اللقليط‪ ،‬ول َّ‬
‫أن بيلت الملال‬
‫للرث‪.‬‬

‫على معنيين‪:‬‬ ‫قال‪َ « :‬ر ِحم»‪ :‬الرحم يطلق يف باب القرائ‬

‫فرضا‪ ،‬أو تعصي ًبا‪.‬‬


‫‪ ‬المعنى اْلول‪ :‬ك قرابة تكون سب ًبا للرث‪ ،‬سواء ورث ا ً‬

‫للرحم؛ هر كل قرابلة ليسلت ملن اوي‬ ‫للرحم‪ ،‬والمعنى األخ‬ ‫‪ ‬المعنى الثاين‪ :‬المعنى األخ‬
‫العم‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬
‫كالعمات‪ ،‬وبنات ِّ‬
‫َّ‬ ‫الفروض‪ ،‬ول من اوي التعصيع؛‬

‫معنلى علام وهلو‬


‫ً‬ ‫إ ًاا؛ يًع أن بعلم هذه المسألة‪َّ :‬‬
‫أن كتاب الفلرائه ُيطلل فيله اللرحم عللى معنيلين‪:‬‬
‫خاص؛ وهو ميراث اوي األرحام الذي سيأا‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫سبع للرث به‪ ،‬ومعنى‬

‫قال‪َ « :‬ونِ َاح»‪ :‬أي‪ :‬عقد بكاال‪ ،‬فالمراد بالنكاال‪ :‬العقلد‪ ،‬ل مًملوأ العقلد واللوطء م ًعلا‪ ،‬فإبَّله يلورث‬
‫بمًرد العقد‪.‬‬

‫صحيحا‪ ،‬فإاا كان النكاال فاسدً ا أو بلاب ً ؛ فل إرث بله؛‬


‫ً‬ ‫‪ ‬ومن َرط اْلرث بعهد الن اح‪ :‬أن يكون‬
‫بله‪ ،‬وبحلو اللك ملن‬ ‫المحلرم ل يلورث بله‪ ،‬ول يبلي ‪ ،‬ول ُيلةخ‬
‫َّ‬ ‫ألن القاعد عند فقهائنا وغيلرهم‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫َّ‬
‫المحلرم حكلم شلرعر عللى سلبي ال َّتبلع‪ ،‬وإبملا يثبلت لله عللى سلبي األصلالة؛‬
‫َّ‬ ‫التوابع‪ ،‬ف يةتلع عللى‬
‫كلمان المتلفات‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َو ََّلن»‪ :‬وهو السبع الثالث‪ ،‬والمراد بله‪ :‬العتل ‪ ،‬والفقهلاء إاا أبلقلوا َّ‬
‫أن اللولء سلبع لللرث‬
‫فإن الولء من ُس ْف ٍ ليس سب ًبا للرث عند فقهائنا‪.‬‬ ‫فمرادهم‪ :‬الولء من ُع ٍ‬
‫لو‪ ،‬ل الولء من ُس ْف ٍ ‪َّ ،‬‬

‫والمع َت ُ ‪ :‬هلو اللذي كلان‬


‫لو‪ُ ،‬‬‫أن المع َت هو مو ًلى من ُع ٍ‬ ‫والفرق بين الولء من ُع ٍ‬
‫لو‪ ،‬والولء من ُس ْف ٍ ‪َّ :‬‬
‫قِنًّا ثم ُأعت ‪ ،‬هذا مو ًلى من ُسف ٍ ‪ ،‬وك َّلما تكلمنا عن الولء وا رث به؛ فإبما بقصلد بله اللولء ملن ُعللو‪ ،‬ل‬
‫النوأ الثاين‪ :‬وهو الولء من ُسف ٍ ؛ ألن الذي يرث إ َّبما هو من كابت َيدُ ُه عالية‪.‬‬

‫ف ِد ٍ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫اهتِ َال ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َاانِ َع ُ ‪َ :‬قتٍْ‪َ ،‬و ِر ٌّق‪َ ،‬و ْ‬

‫أي‪ :‬وموابع ا رث ‪-‬إاا ُوجد سببها‪ -‬ث ثة‪ :‬قت ‪ ،‬ل ِ َما ثبت عن النبر ‪ ‬أبَّه قلال‪ََّ « :‬ل َيـرِ ُ‬
‫ث‬
‫ال َهاتِ ٍُ ََ ْيئا»‪ ،‬وقد أخذ علماهبا من هذا الحديث‪َّ :‬‬
‫أن ك قتل يةتلع عليله حكلم؛ إ َّملا بديلة‪ ،‬أو كفلار ‪ ،‬أو‬
‫‪٦‬‬
‫‪707‬‬

‫قصاص؛ فإبَّه ل يرث القات ملن المقتلول شل ْي ًما لظلاهر الحلديث‪ ،‬وللو للم يكلن عملدً ا‪ ،‬فالعملد‪ ،‬والخطلأ‪،‬‬
‫وشبه العمد‪ ،‬ك هؤلء الث ثة ل يرثون‪ ،‬ومن تر َّتع عليه واحد من األمور الث ثة التر اكرباهلا قبل قليل‬
‫مًتم ًعا ملع غيلره‪ ،‬أو ُم َمال ِ ًملا‬
‫ِ‬ ‫وهر‪ :‬القصاص‪ ،‬أو الدية‪ ،‬أو الكفار ‪ ،‬سواء قت بمباشر ‪ ،‬أو ب َت َس ُّب ٍ‬
‫ع‪ ،‬أو قت‬
‫لغيره‪ ،‬وسيأا الفرق بينهما‪َّ ،‬‬
‫فإن هؤلء األربعة جمي ًعا ل يرثون‪.‬‬

‫والر ْد ُء العلماء يف محهور الملذهع يقوللون‪ :‬إبَّله‬


‫الر ْد ُء‪ِّ ،‬‬
‫بقر بوأ واحد قد يكون له دور يف القت وهو‪ِّ :‬‬
‫بالر ْد ِء‪ :‬هو الذي يلدل عللى الًلاين‬
‫ل يةتع على فعله قصاص‪ ،‬ول دية‪ ،‬ول كفار ‪ ،‬وإ َّبما ُيعذر‪ ،‬والمراد ِّ‬
‫الحرابلة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لللر ْدء حكلم المباشلر؛ إل يف َ‬
‫ترصد الًاين‪ ،‬وبحو الك من الصور‪ ،‬ول يثبلت ِّ‬ ‫مث ً ‪ ،‬أو يساعد يف ُّ‬
‫فلالر ْد ُء يف‬
‫اللر ْد َء إ َّبملا ُيعلذر‪ ،‬ول يثبلت عليله ل حكلم قصلاص‪ ،‬ول حكلم حلدا ‪ِّ ،‬‬
‫أن ِّ‬‫وما عدا الك فاألصل َّ‬
‫السرقة ل ُتقطع يده‪ ،‬بخ ف المحةك إاا كان فعله يصل أن يكون سرق ًة كاملة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ألن الرقيل إاا ملات َّ‬


‫فلإن مالله لسليده‪ ،‬فل‬ ‫الحل ِّر‪ ،‬والعكلس؛ َّ‬ ‫قال‪َ « :‬و ِر ٌّق»‪ :‬أي‪َّ :‬‬
‫أن الرقي ل يرث من ُ‬
‫يرث قراب ُته من ماله شي ًما‪ ،‬والحر إاا مات‪ ،‬وكان بعه ورثته بالنسع أر َّقاء؛ َّ‬
‫فإن هؤلء ل يرثلون؛ أل َّبنلا للو‬
‫ألن مالك ِ‬
‫الق ِّن يملك الق َّن وما ملكه ملن الملال‪ ،‬فحينملذ‬ ‫حازوه إلى مواليهم؛ َّ‬
‫ور ْثنَاهم لبن ُق المال الذي ُ‬ ‫َّ‬
‫رحم‪ ،‬ول بكلاال‪ ،‬ول ولء‪ ،‬وللذلك فإبنلا بقلول‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫ور ْثنَا مال الميت لمن ليس بينه وبين الميت ٌ‬
‫بكون قد َّ‬
‫ِ‬
‫الق َّن ل يرث‪ ،‬ول يورث م ًعا‪.‬‬

‫ث ال َـا ِ ُر ِمـ َن‬ ‫ف ِد ٍ‬


‫ين»‪ :‬هذا األمر الثالث‪ ،‬فثبت عن النبر ‪ ‬أبَّه قال‪ََّ « :‬ل َيـرِ ُ‬ ‫اهتِ َال ُ‬
‫قال‪َ « :‬و ْ‬
‫الم ْس ِل ِم ََ ْيئا»‪ ،‬وهذا يدلنا على َّ‬
‫أن اخت ف الدِّ ين معتا‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪  ‬وعندنا هنا مسألتان‪:‬‬


‫‪ ‬المســألة اْلول ـى‪ :‬أ للم عنللدما قللالوا‪ :‬اخللت ف الللدِّ ين يللد ُّلنا علللى َّ‬
‫أن الكللافر ل يللرث مللن الكللافر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بعله شلي ًما إاا‬ ‫وأن الكفلار إاا اختلفلت م َل ُل ُهلم؛ فإبَّله ل يلرث بعللهم ملن‬
‫والمسلم ل يلرث ملن الكلافر‪َّ ،‬‬
‫ألن الكفر مِ َل ٌ ‪ ،‬وليست مِ َّل ًة واحد ‪ ،‬ف يرث واحد منهم اآلخر إاا اختلفت مِ َل ُل ُهم‪.‬‬‫تحاكموا إلينا‪َّ ،‬‬

‫أن المرتد ل مِ َّل َة له‪ ،‬فالمرتد ل يرث ول يورث‪ ،‬ل ملن المسللمين‪ ،‬ول‬
‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أبنا بقول‪َّ :‬‬
‫ل ِ َم ْن ارتدَّ واعتن دينَ ُهم؛ َّ‬
‫ألن المرتد ل ُي َق ُّر على دينه الذي ابتق إليه‪.‬‬

‫إن من ُحكم بر َّدتِه بحكم قلائر؛ فإن ماله يكون ف ْي ًما للمسلمين‪.‬‬
‫ولذلب يهال ههاؤنا‪َّ :‬‬
‫‪708‬‬

‫أن المعتمد عند فقهائنا‪َّ :‬‬


‫أن العا يف اخلت ف اللدين إ َّبملا هلو بحلال قسلم الةكلة‪،‬‬ ‫‪ ‬المسألة الثالثة‪َّ :‬‬
‫ٌ‬
‫هالك‪ ،‬وكان من ورثته بالرحم ملن اختللف معله يف اللدِّ ين‪ ،‬ولكلن قبل قسلمة‬ ‫وبنا ًء عليه‪ :‬فلو مات وهلك‬
‫الةكة أسلم؛ فإبَّه حينمذ بقول‪ :‬يرث‪ ،‬ترغي ًبا له يف ا س م‪ ،‬وتحبي ًبا له فيه‪.‬‬

‫َّ‬
‫ابفلك ملكله علن مالله‪ ،‬وللم ينتقل‬ ‫فالعا هنا يف اخلت ف اللدِّ ين بقسلمة الملال‪َّ ،‬‬
‫ألن الميلت إاا ملات‬
‫الملك تا ًّما إلى ورثته إل بالقسمة‪ ،‬وع َّبلرت بالتَّلام؛ ألبَّكلم تتلذكرون يف كتلاب اللكلا قلنلا‪َّ :‬‬
‫إن الةكلة قبل‬
‫ً‬
‫أحلوال متعلدد ‪،‬‬ ‫باقصا‪ ،‬ولذلك فإبَّه ل زكا فيها وإن حلال الحلول عليهلا‬ ‫ِ‬
‫قسمتها يكون ملك الورثة عليها ً‬
‫ولذا فنقول‪ :‬العا بحال اخت ف الدِّ ين عند قسمة الةكة‪.‬‬

‫هنا ائدة ‪-‬وإن كابت خارج اللدرس بعله الحلرء‪ :-‬اكلر الحليخ تقلر اللدين ‪ ،‬وتلميلذه ابلن‬
‫أن الكافر ل يرث ملن المسللم مطل ًقلا‪ ،‬وأ َّملا المسللم فإبَّله‬
‫أن أغلع بصوص ا مام أحمد تدل على َّ‬
‫القيم‪َّ :‬‬
‫الكافر حرب ًّيا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يرث من تركة الكافر؛ إل أن يكون‬

‫اكر ابن القيم يف «أح ام أهٍ الذمة»‪ ،‬وبقلها عن شيخه‪ ،‬وقالها شيخه يف غير هذا الموضع‪َّ :‬‬
‫أن أغللع‬
‫بصوص ا ملام أحملد ‪-‬وهلذا واضل لملن تأمل كتلاب «أح ـام أهـٍ الملـٍ» ألبلر بكلر الخل ل‪ ،‬وهلو‬
‫حلرب‪ ،‬و َح َمل حلديث النبلر‬‫ٌ‬ ‫أن المسلم يرث الكافر؛ إل أن يكون الكافر حرب ًّيا؛ أي‪ :‬بيننا وبينله‬ ‫مطبوأ‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫الم ْس ـ ِل ُم ال َ ـا َر»؛ أي‪ :‬إاا كللان حرب ًّيللا‪ ،‬ل ام ًّيللا‪ ،‬أو مسللتأمنًا‪ ،‬أو َ‬
‫معاه لدً ا‪ ،‬وهللذا‬ ‫ث ُ‬ ‫‪ََّ « :‬ل َي ـرِ ُ‬
‫الختيار للحيخ تقر الدين‪ ،‬وهو غالع بصوص أحمد‪ ،‬هذا فيه ُفسحة وسعة لكثيلر ملن المسللمين اللذين‬
‫َ‬
‫وقلول‬ ‫ُيسلمون وآباههم يبقون على دين غير ا سل م يف البللدان غيلر المسللمة‪ ،‬وللذلك َّ‬
‫فلإن النصلوص‪،‬‬
‫عدد من الصحابة كمعاوية‪ ،‬وغيرهم على هذا القول‪ ،‬وكذلك عدد من الفقهاء‪ ،‬كما قلت لكم علن الحليخ‬
‫ثيرا ما يعرض هذا لحديث العهد با س م‪.‬‬
‫تقر الدين‪ ،‬وغيره‪ ،‬هذه فائد مفيد يف قلية ا رث‪ ،‬وك ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْركَا ُن ُ ‪َ :‬و ِارث‪َ ،‬و ُم َا ِرث‪َ ،‬و َمال َم ْا ُروث»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َأ ْركَا ُن ُ»‪ :‬أي‪ :‬وأركان الفرائه‪ ،‬ف يمكن أن ُتقسم فريلة إل إاا ُوجدت ث ث ُة أمور‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪َ « :‬و ِارث»‪ :‬فحيث ل وارث؛ ف فريلة‪ ،‬وإ َّبملا يكلون الملال مًمو ًعلا عنلد بيلت ملال‬
‫المسلللمين لحللين نهللور وارث‪ ،‬أو بيل ٍلد أمينللة لحللين نهللور وارث‪ ،‬فل حيللاز ألحللد علللى سللبي الملللك‬
‫المطل له‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪709‬‬

‫لملورث هاللك‪ ،‬وهلذا الهاللك ُيعلرف‬


‫ِّ‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ُ َ« :‬م َا ِرث»‪ :‬وهو الهالك‪ ،‬ف بدَّ أن يكون المال‬
‫ملكه لهذا المال‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪َ َ« :‬مـال َم ْـا ُروث»‪ :‬وع َّبلر بللل «َ َمـال»؛ لفائلد ‪ ،‬ألبَّله ل يلورث كل شلرء‪ ،‬وإبملا تلورث‬
‫فإن الديون ل تورث‪ ،‬فك ملا كلان عللى الميلت ملن اللديون؛ َّ‬
‫فلإن‬ ‫األموال وما يف معنى األموال‪ ،‬ولذلك؛ َّ‬

‫مور ُثله‪ ،‬وعللى أبيله‪ ،‬أو ِّ‬


‫مورثله‪ ،‬مائلة‬ ‫مور َثه ل يرثه‪ ،‬ول ينتق إليه‪ ،‬كثير من الناس يظن أبَّه إاا مات أبلوه أو ِّ‬
‫ِّ‬
‫أن هذا الدَّ ين ينتق إلى امة الورثة؛ وهذا غيلر صلحي باتفلاق أهل العللم‪ ،‬وإ َّبملا يلورث الملال‬ ‫ألف دينًا‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫يكلف شلرء؛‬ ‫دون الديون‪ ،‬فالدَّ ين إ َّبما هو متعل بمال الميت فقط‪ ،‬فلإن كفلى عنله فبهلا وبِ ْع َمل ْت‪ ،‬وإن للم‬
‫فإبَّه يسقط ول يللم الورثة أن يؤ ُّدوا من هذا الدَّ ين شي ًما‪ ،‬ولو كابوا من أغنى األغنياء؛ إل أن يتاعوا‪ ،‬وهلذا‬
‫من باب التلامهم‪ ،‬أو من باب إحسا م؟ التلامهم يكون باللمان؛ مث ‪ :‬حديث أبر قتلاد ‪ ‬حلين قلال‪:‬‬
‫ال اهَّلل ِ»‪ ،‬هذا من باب اللمان الذي يسميه البعه‪ :‬بل «كقالة المال»‪ ،‬فحينمذ تكون لزملة‬
‫« ِه َ َع َل َّ َيا َر ُس َ‬
‫وإل ف ؛ أي‪ :‬بالتلامه بلمان‪ ،‬أو بتاأ منه‪َّ ،‬‬
‫وإل ف ‪.‬‬ ‫للوارث َّ‬

‫العلمان يهالان‪ :‬الحهاق ناعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬حقوق ُتورث‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬حقوق ل ُتورث‪.‬‬

‫الموصى لله ل يلرث حل‬ ‫فإن وارث‬ ‫ِ‬


‫الموصر؛ َّ‬ ‫الموصى له يف حيا‬ ‫َّ‬
‫فإن من أوصى لغيره بح ‪ ،‬ومات‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الموصلى لله‬ ‫ِ‬
‫الموصلر‪ ،‬ثلم ملات‬ ‫ألن الوصية متعلقة بعين شخ ٍ ف تلورث‪ ،‬بخل ف إاا ملات‬
‫الوصية؛ َّ‬
‫َ‬
‫بعده؛ َّ‬
‫فإن ح القبول يورث‪.‬‬

‫ولذلك أفرد الع مة أبو الفرج ابن رجع قاعد جميلة يف أبواأ الحقوق التر تلورث‪ ،‬والحقلوق التلر‬
‫وفصل فيهلا ابلن رجلع يف مح ِّلهلا يف‬ ‫ل تورث؛ فحقوق التملك ل تورث‪ ،‬مث ‪ُّ :‬‬
‫الحفعة‪ ،‬فإبَّهلا ل تلورث‪َّ ،‬‬
‫«الهااعد»‪.‬‬

‫ُ َه ِـة َا ْل ُم ْهت َِضـ َي ِة‬


‫ـم بِا ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ُـرو ُط ُ ‪ :‬ت ََح ُّه ُـق َم ْـات ُم َـا ِرث‪َ ،‬وت ََح َّه ُـق ُو ُجـاد َو ِارث‪َ ،‬وا ْلع ْل ُ‬
‫ْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫لْ ِْ‬
‫بدأ يت لم المصنف ‪ ‬عن َروط اْلرث‪:‬‬
‫‪710‬‬

‫ت م ار ٍ‬‫ِ‬
‫ث»‪ ،‬والمراد به‪ :‬هو الهالك الذي كان يملك المال‪ ،‬وهذا يلدلنا‬ ‫اليرط اْلول‪ :‬قال‪« :‬ت ََح ُّه ُق َم ْا ُ َ ِ‬
‫على َّ‬
‫أن الموت ل يحكم بابتقال من الميت إلى غيره إل عند التحق ‪.‬‬

‫نستفيد من ذلك‪ :‬أنَّ العلماء قد قسَّموا املوت إىل نوعني‪:‬‬


‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬موت تام‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬موت باق‬

‫ول محاحة يف الصط ال‪.‬‬


‫وهللذه التللر يسللميها العلمللاء‪ :‬الحيللا المسللتقر ‪ ،‬وغيللر المسللتقر ‪ ،‬هللر مثلهللا‪ ،‬وقللد أفللرد ابللن ِ‬
‫الع َم لاد‬
‫األَ ْق َف ْه ِسر الحافعر كتا ًبا مطبو ًعلا يف التفريل بلين بلوعر الحيلا ‪ ،‬وبلوعر الملوت كلذلك‪ ،‬فملن ملات وللم‬
‫يحكم بتمام موته؛ فإبَّه ل ينتق الملك‪.‬‬

‫‪ ‬من تطبيقات ذلك مسائل‪:‬‬


‫‪ ‬المسألة اْلولى‪َّ :‬‬
‫أن يف وقتنا اآلن ‪-‬وهذه كثير جدًّ ا‪ -‬بعه الناس يحكلم الطبيلع بوفاتله دماغ ًّيلا‪،‬‬
‫ول يحكم بوفاته جسد ًّيا‪ ،‬فنقول‪ :‬إبَّه ل يقسم ماله حتى ُيحكلم بوفاتله الوفلا السلريرية التاملة‪ ،‬ول ُيكتفلى‬
‫خل ِه‪ ،‬وسللائر أجللاءه العصلبية يف الًسلد؛ فحينمللذ‬
‫بلالحكم بوفاتله دماغيلا‪ ،‬بل ل بللدَّ ملن وفلا م ِّخله‪ ،‬وم َخي ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬
‫يورث‪ ،‬ولذا؛ فإبَّه –أحيابًا‪ -‬قد يموت دماغ ًّيا‪ ،‬ويبقى تحت أجهل ر َّبما أيا ًما‪ ،‬لتنق بعه أعلاءه‪ ،‬وبحلو‬
‫الللك‪ ،‬فنقللول‪ :‬ل يًللوز قسللمة ماللله حت لى يحكللم بتحق ل المللوت‪ ،‬وهللذه المسللالة اسللتفدباها مللن قللول‬
‫ت م ار ٍ‬ ‫ِ‬
‫ث»‪ ،‬إا الموت بوعان يف ابتدائه وتمامه‪.‬‬ ‫المصنف‪« :‬ت ََح ُّه ُق َم ْا ُ َ ِ‬
‫‪ ‬المســألة الثانيــة‪ :‬أ َّبلله إاا شللك يف وفاتلله‪ ،‬أو جهلللت وفاتلله؛ فإ َّبلله ل يًللوز قسللمة ميللراث الحللخ‬
‫مطل ًقا‪ ،‬إل يف صور واحد مستثنا لم يوردها المصلنف‪ :‬وهلو المفقلود‪ ،‬فلالمفقود هلو الصلور الوحيلد‬
‫التر يًوز فيها قسلمة ميراثله وللو للم بتحقل وفاتله‪ ،‬والسلبع‪ :‬أبَّنلا ابتظربلاه الملد التلر ضلر ا الصلحابة‬
‫رضوان اهلل عليهم‪ ،‬سواء كان فقده يف حالة غلبة س مة‪ ،‬أو يف غلبة ه ك على اخلت ف الحلال‪ ،‬وتعرفلون‬
‫فنللنا غلبة الظن منللة اليقين‪ ،‬حيث للم ُيمكلن معرفلة اليقلين‪ ،‬وهلذا ملن بلاب‬
‫قلاء عمر ‪ ‬يف المسألة‪َّ ،‬‬
‫الممِنَّ ِة‪.‬‬
‫تنلي المظنة منللة َ‬
‫اد و ِار ٍ‬
‫ِ‬
‫ث»؛ أي‪ :‬ل بد أن يكون الوارث موجلو ًدا حقيقلة متيقنلة‪ ،‬ويعلرف‬ ‫‪ ‬اليرط الثاين‪َ« :‬ت ََح َّه ُق ُو ُج َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪711‬‬

‫الما ُلـا ُد َصـ ِ‬


‫ارها؛‬ ‫هٍ َ‬ ‫ِ‬
‫مسلته ًّ ‪ ،‬كملا قلال النبلر ‪« :‬إِ َذا ْاسـ َت َّ‬ ‫الك‪ :‬بأن يكون اللوارث قلد ُوللد‬
‫َو ِر َ‬
‫ث»‪ ،‬فدل الك على أبَّه ل بدَّ أن يس َت ِه َّ ‪ ،‬وهر مث الوفا ‪َّ ،‬‬
‫فإن الحيا بوعان‪ :‬حيا مسلتقر ‪ ،‬وحيلا غيلر‬
‫مستقر ‪ ،‬فمن ُولد وهو غير مستقر ‪-‬وسيأا كيف بفرق بينهما‪-‬؛ فإبنا ل بحكم بإرثله حتلى تحلهد ال َقوابل ُ‬
‫باستقرار حياته‪ ،‬أو يحهدْ َن بأبَّه قد بابت فيه خلقة اآلدمر كذلك‪.‬‬
‫ـْلر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬اليرط الثالث قال‪« :‬ا ْل ِع ْلم بِا ْل ِ ِ‬
‫ث» وهلو األشلياء المتقدملة‪ ،‬وهلو بلوأ القرابلة‬ ‫ُ َهـة َا ْل ُم ْهتَضـ َية ل ْ ِ ْ‬ ‫ُ‬
‫والرحم‪ ،‬وبوأ النكاال ه هلو صلحي أو فاسلد‪ ،‬واللولء هل هلو ملن اللولء اللذي يلورث بله أو ل‪ ،‬ألن‬
‫يكلون‬ ‫الولء أحيابًا قد يثبت لقوم ثم يًلر آلخلرين وملن درس كتلاب العتل يعلرف اللك‪َّ ،‬‬
‫فلإن الحلخ‬
‫ولءه لموالر أحد أبويه فإاا أعت أبوه‪ ،‬اآلخر جر ولءه له فينًر الولء أحيابًا بعت أحد الموالر‪.‬‬

‫ض‪َ ،‬و َع َص َبة‪َ ،‬و ُذو َر ِح ٍم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َا َر َثةُ‪ُ :‬ذو َ ْر ٍ‬

‫أجم المصنف أبواأ ا رث فقال‪َّ :‬‬


‫إن الورثة «ذو ـرض»‪ :‬واو اسلم موصلول بمعنلى اللذي‪ ،‬أي‪ :‬لله‬
‫فرض مقدر يف كتاب اهلل‪.‬‬

‫قال‪« :‬و َع َصبة»‪ :‬وهم ث ثة أبواأ‪ :‬عصبة بالنفس‪ ،‬وبالغير‪ ،‬ومع الغير‪.‬‬

‫قال‪« :‬ذو رحم»‪ :‬وسيفسره المصنف‪.‬‬

‫ض َع ْي َرة‪ :‬الز َّْو َجا ِن َو ْاْلَ َب َاان َوا ْل َُدُّ َوا ْل َُدَّ ُة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ذ ُوو َا ْل َق ْر ِ‬

‫قال‪ « :‬ذو القرض عيرة»‪ :‬أي‪ :‬عحر أشخاص‪.‬‬

‫قــال‪« :‬الزوجــان»‪ :‬اللللوج واللوجللة واللوجللان ل يمكللن أن يًتمعللا يف فريلللة ب ل ل بللد أن يوجللد‬
‫أحدهما دون اآلخر وقد ينتفيان م ًعا‪.‬‬

‫قال‪« :‬واْلباان»‪ :‬المراد ما األب واألم وقد يًتمعان‪ ،‬وقد ينتفيان‪ ،‬وقد يوجد أحدهما دون اآلخر‪.‬‬

‫أن الًد إدلئه وإرثه غير الًد ‪َّ ،‬‬


‫فلإن‬ ‫قال‪« :‬والُد والُدة»‪ :‬ولم يعا المصنف بالًدين لفائد وهو َّ‬
‫‪.‬‬ ‫الًدات ال ئر يرثن ث ث‪ ،‬وأ َّما الًد الذي يرث فهو الذي يدلر بذكور خ َّل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪712‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلبِنْت‪ ،‬وبِن ِ‬


‫ْت اَّل ْب ِن‪َ ،‬و ْاْلُ ْه ُ‬
‫ت‪َ ،‬و َو َلدُ ْاْلُ ّم»‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬

‫قال‪« :‬والبنت»‪ :‬أي‪ :‬من الصلع‪.‬‬

‫فإ ا ترث‪.‬‬ ‫قال‪« :‬وبنت اَّلبن»‪َّ :‬‬


‫فإن بنت البن إاا أتت بذكور خل‬

‫قال‪« :‬واْلهت»‪ :‬من أي الًهات سواء كابت شقيقة أو ألب أو ألم‪ ،‬فإن كابت شلقيقة فهلر إ َّملا تلرث‬
‫أيلللا يقللال يف‬
‫النصللف أو الثلثللين‪ ،‬وكللذا ألب‪ ،‬وإن كابللت ألم فهللر إ َّمللا تللرث السللدس أو الثلللث‪ ،‬ومثللله ً‬
‫اللوجان‪ ،‬فاللوج يرث إما النصف وإما الربع‪ ،‬واللوجة إما الربع وإما الثمن‪.‬‬

‫قال‪« :‬وولد اْلم»‪ :‬والمراد به ا خو ألم فيحم الذكور وا باث‪.‬‬

‫قال‪« :‬اْلهت»‪ :‬هنا يحم األخت من الًهات الث ث‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولد اْلم»‪ :‬يحم الولد والبنت َّ‬


‫ألن الفقهاء إاا عاوا بالولد فيحم اللذكر واألبثلى‪ ،‬وإاا علاوا‬
‫بالذكر فقط‪.‬‬ ‫بالبن فإبَّه يخت‬

‫إن فيهللا تللداخ فل َّ‬


‫لإن األخللت ألم اكرهللا المصللنف يف‬ ‫لإن عبللار المصللنف هنللا قللد يقللال‪َّ :‬‬
‫ولللذلك فل َّ‬
‫موضعين‪ :‬يف قال‪« :‬اْلهت» واكرها يف قال‪« :‬وولـد اْلم»‪ ،‬واللك َّ‬
‫إن بعله الفقهلاء لكلر يبتعلد علن هلذا‬
‫التداخ بدل من أن يقول‪« :‬اْلهـت»‪ ،‬يقلول‪« :‬بنـات اْلب»‪ ،‬فتحلم الحلقيقة واألخلت ألب ول تلدخ‬
‫األخت ألم‪ ،‬وهذا من باب التحرز يف األلفاظ وإل المعنى صحي‬

‫َاب َاهَّلل ِ ِستَّة»‪.‬‬


‫وض ا ْل ُم َهدَّ َر ُة ِ كِت ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُق ُر ُ‬

‫حصرها المصنف استقرا ًء ول يوجد يف كتاب اهلل غير هذه الفلروض السلتة‪ ،‬وهلذا ملن بلاب التسلهي‬
‫لطالللع لكللر يًلللم ا َّبلله ل توجللد غيللر هللذه الفللروض السللتة‪ ،‬وهللر‪ :‬النصللف‪ ،‬وبصللف‪ ،‬وبصللف بصللفه‪،‬‬
‫والثلثان‪ ،‬وبصفها‪ ،‬وبصف بصفها‪.‬‬

‫نصف النصف‪ :‬ربع‪.‬‬

‫ونصف نصق ‪ :‬بصف الربع الثمن‪.‬‬

‫ونصف الثلثان‪ :‬ثلث‪.‬‬

‫والثلث نصق ‪ :‬سدس‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪713‬‬

‫وتسللتطيع أن تقللول العكللس‪ ،‬تقللول َّ‬


‫إن الفللروض هللر‪ :‬الللثمن‪ ،‬وضللعفه وضللعف ضللعفه‪ ،‬والسللدس‬
‫وضعفه‪ ،‬وضعف ضعفه‪.‬‬

‫الفرائه العلماء رحمهم اهلل صاغوها بطرق متعدد ل بطري واحد فإاا قرأت يف كتبهم وجدت لهلم‬
‫بعلا من العلماء المتأخرين بعد القرن العاشلر أللف كتا ًبلا يف ضلبط الفلرائه عللى‬
‫إن ً‬‫برائ غريبة‪ ،‬حتى َّ‬
‫حلروف زيلد؛ حلرف الللاي‪ ،‬وحللرف اليلاء‪ ،‬وحلرف اللدال‪ ،‬ور َّد جميللع أحكلام الفلرائه لهلذه الحللروف‬
‫الث ثة بطري حساب الًم والكتاب مطبلوأ ومعلروف وهلو ملن بعله علملاء المالكيلة ملن المغلرب‪،‬‬
‫المقصود َّ‬
‫أن معرفة الفرائه بأكثر من بري تثبت المعلومة فأبت تقرأ الفرائه علن بريل المختصلرات‬
‫الفقهية‪ ،‬وقب الك تقرأ اآليات من كتاب اهلل ‪ ‬ثم بعد اللك تحفلظ المتلون‪ ،‬وتقلرأ أكثلر ملن ملتن يف‬
‫الفرائه لكر تثبت المسألة يف الذهن‪ ،‬ولنعلم مسألتين‪:‬‬

‫دائملا عللى تكريلر هلذه المسلألة وملن‬ ‫‪ ‬المسألة اْلولى‪َّ :‬‬


‫أن هذا العلم ينسى ما لم تكرره‪ ،‬فلاحرص ً‬
‫أشهر ما قي يف الك قول قتاد بن عامة السدوسلر التلابعر‪ :‬ملن أراد أن يلتعلم الفلرائه فليملت جيرابله‪.‬‬
‫فأكثر من هذه المسائ ‪ ،‬وأكثر من معرفتها‪.‬‬

‫أن دقائ هذا العللم وإن كابلت قليللة إل َّ‬


‫أن معرفتهلا تثبلت العللم‪ ،‬وقلد أشلير إللى‬ ‫‪ ‬المسألة الثانية‪َّ :‬‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بعه هذه الدقائ وإن كابت المختصرات ل تعنى بالدقائ‬

‫ف َ ْر ُض َه ْم َس ٍة»‪.‬‬
‫السدُ ُس‪ َ ،‬الن ِْص ُ‬
‫ث‪َ ،‬و ُّ‬ ‫الر ْب ُع‪َ ،‬وال ُّث ُم ُن‪َ ،‬وال ُّث ُل َث ِ‬
‫ان‪َ ،‬وال ُّث ُل ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الن ِْص ُ‬
‫ف‪َ ،‬و ُّ‬
‫بدأ يتكلم فيمن الذي فرضه النصف‪.‬‬

‫ُوج ِة َو َلد‪َ ،‬و ََّل َو َلدُ ا ْب ٍن»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬الز َّْو ُج‪ ،‬إِ ْن َل ْم َي ُْن ل ُلز َ‬
‫قال‪َّ :‬‬
‫إن اللوج فرضه النصف إاا لم يكن للوجته ولد فقال‪« :‬ولـد»‪ :‬يحلم اللذكر واألبثلى‪«،‬وَّل ولـد‬
‫ابن»؛ أي‪َّ :‬‬
‫أن لها وقت وفاهتا ابن ابن أو بنت ابن‪ ،‬أي‪ :‬أدلى إليهلا بلذكر وإن بللل مفهلوم اللك أبَّله إن كلان‬
‫لها ولد بنت فقط َّ‬
‫فإن اللوج يرث النصف كام ً ‪ ،‬وسواء كان هذا الولد لللوجة من الللوج أو ملن غيلره ل‬
‫فرق‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪714‬‬

‫الص ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلبِنْت‪ ،‬وبِن ِ‬


‫ب»‪.‬‬ ‫ْت اَّل ْبن َِم َع َعدَ ِم َو َلد ُّ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬

‫قال‪« :‬والبنت»‪ :‬فرضها النصف‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبنت اَّلبن»‪ :‬كذلك فرضها النصف‪.‬‬

‫قال‪« :‬مع عدم ولد الصلب»؛ أي‪ :‬إاا م يكن هنلاك وللد يف درجتهلا أو أعللى منهلا‪ ،‬وأ َّملا إاا كلان هنلاك‬
‫ولد من الميت لكنه أبلل منها درجة فإبَّه ل ينقصها عن فريلتها‪ ،‬وإبما يعصع من يف درجته أو أدبلى منله‬
‫‪-‬وهذه المسألة دقيقة‪ -‬أو أعلى منه إن استوعع الثلثان‪.‬‬

‫صارة ذلب‪ :‬هلك هالك عن بنات بغه النظر كم عددهم‪ ،‬وبنلات ابلن‪ ،‬وبنلات ابلن ابلن‪ ،‬وأبنلاء ابلن‬
‫ابن‪ ،‬إ ًاا ث ث درجات‪.‬‬

‫لو لم يكن هناك معصع فالثلثان للبنات‪ ،‬والباقر ليس لهن فرض‪ ،‬فإن وجد معصع حاز الباقر وإل‬
‫ر َّد للبنات الباقر‪ ،‬إن كان هناك معصع يف درجلة البنلات السلفليات فكلان المعصلع ابلن ابلن ابلن فكيلف‬
‫تكون الفريلة؟‬

‫عصلع البنلات الل ا يف درجتله وال ئلر أعللى منله بدرجله‪ ،‬وأ َّملا‬ ‫الح يف هذه المسألة َّ‬
‫أن ابن البن َّ‬
‫أعلى منه بدرجتين فهر لها الفرض‪.‬‬

‫ت ِْلَ َب َا ْي ِن ِعنْدَ َعدَ ِم َا ْل َا َل ِد َو َو َل ِد َا َِّل ْب ِن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلُ ْه ُ‬

‫قال‪« :‬واْلهت ْلباين»‪ :‬وهر الحقيقة‪.‬‬

‫اكرا كان أو أبثى ف يوجد للهالك ابن ول بنت‪.‬‬


‫قال‪« :‬عند عدم الالد»‪ :‬أي‪ً :‬‬
‫‪ ،‬بب ًعلا‬ ‫قال‪« :‬عند عدم ولد اَّلبن»‪ :‬أي‪ :‬ليس له ابن ابن ول بنت ابلن وإن بلللوا ملدلين بلذكور خ َّلل‬
‫هذا يف الًملة‪.‬‬
‫ب ِعنْدَ عدَ ِم ْاْلَ َِ َّه ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫ت ْلْل َ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلُ ْه ُ‬
‫َ‬

‫عند عدم األشقاء‪ ،‬وعند عدم فقد شربهم‪ ،‬وهو‪ :‬عدم الولد‪ ،‬وولد البن‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪715‬‬

‫الر ْب ُع َ ْر ُض اِ ْثنَ ْي ِن‪ :‬الز َّْو ُج َم َع َا ْل َا َل ِد َأ ْو َو َل ِد َا َِّل ْب ِن‪َ ،‬والز َّْو َج ُة َ َأ ْك َث ُر َم َع َعدَ ِم ِه َما»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُّ‬
‫قلال‪ :‬والربلع فللرض اثنلين وهملا‪ :‬اللللوج إاا وجلد وللد أو ولللد ابلن‪ ،‬إ ًاا ملع الولللد‪ :‬أي‪ :‬وللد اللوجللة‬
‫الهالكة‪.‬‬

‫قال‪« :‬والزوجة»‪ :‬أي‪ :‬والربع فرض اللوجة‪.‬‬

‫قال‪ « :‬أكثر»‪:‬أي‪ :‬ولو كان للهالك أكثر من زوجة كلوجتين أو ث ثة أو أربع فإ م جمي ًعا يرثن فلرض‬
‫الربع‪.‬‬

‫قال‪« :‬مع عدمهما»‪ :‬أي‪ :‬مع عدم ولد اللوج‪ ،‬أو ولد ابنه‪.‬‬

‫فإن هلك هالك عن خمس زوجات‪ ،‬ما الحكم؟ بقول‪ :‬إن كان قد بكحهن يف ا سل م‪ ،‬فالخامسلة ل‬
‫ترث َّ‬
‫ألن بكاحها زبا‪ ،‬وإن كان قد أسلم عليهن ومات قب الختيار فإبه يقرأ بينهن‪.‬‬

‫أكثر من أربع؟ بعم‪ ،‬يف مسألة قالوا‪ :‬يرث ثمابيلة ملن الرجل ‪ ،‬ابحثلوا‬ ‫ه يمكن أن يرث من الحخ‬
‫عنها‪ ،‬متى يرث من الميت ِ‬
‫ثمان بساء؟‬

‫اح ٍد‪َ :‬و ُه َا َالز َّْو َج ُة َ َأ ْك َث ُر َم َع َا ْل َا َل ِد َأ ْو َو َل ِد َا َِّل ْب ِن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وال ُثمن َ ر ُض و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫واحد وهو اللوجة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد»‪ :‬أي‪ :‬فرض شخ‬ ‫قال‪« :‬والثمن رض‬

‫اكرا كان أو أبثى‪.‬‬


‫قال‪ « :‬أكثر»‪ :‬أي‪ :‬فأكثر من زوجة إن وجد ولد للهالك أو ولد ابن له‪ً ،‬‬
‫ان َ ْر ُض َأ ْر َب َع ٍة‪َ :‬ا ْلبِنْ َت ْي ِن َ َأ ْك َث َر»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال ُّث ُل َث ِ‬

‫قال‪ :‬والثلثان فرض أربعة أشخاص‪.‬‬

‫قال‪« :‬البنتين أكثر»‪ :‬أي‪ :‬إاا هلك هالك عن بنين فأكثر‪ ،‬ولم يذكر المصنف هنا الحرط ألبَّله سليذكر‬
‫يف باب التعصيع شرط التعصيع بالغير‪َّ ،‬‬
‫فإن شرط إرث البنتين بلالثلثين أل يكلون للهاللك ابلن صللع ل‬
‫يكون له ابن اكر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِنْ َت ْ ِاَّل ْب ِن َ َأ ْك َث َر»‪.‬‬

‫إاا هلك هالك عن بنتر ابن ولم يكن للهاللك ابلن صللع‪ ،‬ول ابلن ابلن يف درجلتهن فإبَّله حينملذ بنتلر‬
‫‪716‬‬

‫البن يرثن الثلثين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلُ ْه َت ْي ِن ِْلَ َب َا ْي ِن َ َأ ْك َث َر‪َ ،‬و ْاْلُ ْه َت ْي ِن ِْلَ ٍ‬


‫ب َ َأ ْك َث َر»‪.‬‬

‫أي‪ :‬األختلين الحللقيقتين‪ ،‬واألختللان ألب فللإ ن يللرثن الثلثللين‪ ،‬وشللربه إاا فقللد ابللن الصلللع‪ ،‬وبنللت‬
‫اكرا كان أو أبثى‪.‬‬
‫الصلع‪ ،‬فنقول‪ :‬شربه فقد ولد الصلع ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث َ ْر ُض ا ْث َن ْي ِن‪َ :‬و َلد ِي ْاْلُ ِم َ َأ ْك َث َر‪َ ،‬ي ْست َِاي ي َذك َُر ُه ْم َو ُأ ْن َث ُ‬
‫اه ْم»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وال ُّث ُل ُ‬

‫المراد بل‪« :‬ولدي اْلم»‪ :‬هم األخو ألم‪ ،‬وعلا المصلنف بالوللد ليحلم اللذكر واألبثلى أي‪ :‬األذ ألم‬
‫واألخت ألم‪.‬‬

‫قــال‪ « :‬ــأكثر»‪َّ :‬‬


‫ألن األخللو ألم إاا كللابوا اثنللين فللأكثر فهللم شللركاء يف الثلللث يسللتوي فيهللا الللذكور‬
‫وا بللاث‪ ،‬وإن كللان واحللدً ا فقللط فللليس للله إل السللدس اكل ًلرا كللان أو أبثللى وهللذا معنللى قللال‪« :‬ولــدي اْلم‬
‫أكثر»‪.‬‬

‫ألن فقهاهبا يرون َّ‬


‫أن أق الًمع ث ثلة فللو علا بالوللد‬ ‫ولم يعا المصنف بأولد األم السبع يف الك َّ‬
‫لذهع الوهم إلى أبَّه ث ثة فقال‪« :‬ولدي اْلم أكثر»‪ ،‬للتوضي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬يستاي ذكرهم وأنثاهم»‪ :‬أي‪ :‬ل يميل الذكر بأن يكون له سهمان‪ ،‬ولألبثى سلهم وإبملا هلم فيله‬
‫مستوون‪ ،‬وهذه من المواضلع التلر اسلتوى إرث اللذكر ملع األبثلى فيهلا‪ ،‬وقلد جملع هلذه المواضلع كلهلا‬
‫الغلالللر يف بعلله مصللنفاته وهللو إ َّمللا جمعهللا يف «اْلحيــان»‪ ،‬أو يف «المنخــال»‪ ،‬واألقللرب يف اهنللر أ َّبلله‬
‫«المنخال»‪.‬‬
‫ث ََّل و َلدَ و ََّل و َلدَ اِب ٍن و ََّل عدَ د ِمن ْاْلُ ْها ِة و ْاْلَ َها ِ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْلُ ِم َح ْي ُ َ َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫يقول الحيخ‪ :‬لألم فرضها الثللث‪ ،‬لكلن بحلروط‪ :‬الحلرط األول‪ :‬حيلث ل وللد ول وللد ابلن‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫الهالك ليس له ولد ل اكر ول أبثى من صلبه‪ ،‬وليس له ولد ابن ل اكر ول أبثى أي‪ :‬ابن ابلن أو بنلت ابلن‬
‫‪ ،‬فإن كان له ارية لكنهم ل يرثون من اوي األرحام كبنت بنت أو ابلن بنلت‬ ‫وإن بللوا مدلين بذكور خ َّل‬
‫َّ‬
‫فإن هذا ل يحًع األم حًع بقصان ب ترث الثلث كام ً ‪.‬‬

‫قال‪« :‬وَّل عدد من اْلهاة واْلهاات»‪ :‬هذه مسألة مهمة‪ ،‬المحلهور عنلد فقهائنلا َّ‬
‫أن الهاللك إاا هللك‬
‫‪٦‬‬
‫‪717‬‬

‫وله جمع ‪-‬أي‪ :‬اثنان فأكثر‪ -‬من ا خو َّ‬


‫فإن أمه ترث السدس فقطل‪ ،‬وإن هلك ولليس لله إل أذ واحلد‪ ،‬أو‬
‫ليس له إخو َّ‬
‫فإن أمه ترث الثلث ما لم يكن له ولد من صلبه‪ ،‬هذه واضحة لرية‪.‬‬

‫المهم عندي أن تعرف أبنا بقلول‪ :‬سلواء كلان ا خلو محًلوبين أو كلابوا وارثلين فإبَّله يحًبلون األم‬
‫حًع بقصان هذا هو المحهور عند فقهائنا‪.‬‬

‫‪ :‬هلك هالك وترك أ ًما وأ ًبلا يًلع عليلك أن تقلول‪ :‬هل لله أخلو أم ل؟ ملع‬ ‫ولذا إاا قال لك شخ‬
‫أ م ل يرثون‪ ،‬يًع أن تسأل هذا السؤال‪ ،‬ثم بعلد اللك تقسلم‪ ،‬فلإن قلال لله‪ :‬لليس لله جملع ملن األخلو‬
‫فتعطر األم الثلث‪ .‬إن قال‪ :‬له أذ واحد أو أخت واحد فتعطى األم الثلث‪ ،‬واألب يعطى الباقر‪.‬‬

‫إن كان له أخوان‪ :‬تعطى السدس على المحهور مع َّ‬


‫أن هذين األخوين محًوبان باألب‪.‬‬

‫لو أبَّه هلك أم وأب وأختين‪ ،‬ليس إخو َّ‬


‫ألن ا خو معصلبون‪ ،‬فكلم تلرث أمله؟ السلدس‪ ،‬ألبنلا قلنلا‪:‬‬
‫جمع من ا خو أو األخوات ل بنظر وارثين أو غير وارثين‪.‬‬

‫اءات الموجلود يف محلاكم األحلوال الحخصلية وهلر مسلألة‬ ‫هذه يًع أن ينتبه لها القلا فمن ا‬
‫أيلا من يلؤثر يف قسلمة الةكلة وإن للم يكوبلوا ورثلة يًلع أن‬
‫اء بحصر الورثة‪ ،‬يحصر الورثة ويذكر ً‬ ‫ا‬
‫يذكر ا خو وعددهم‪ ،‬بعه الذي يبتدأ يف القلا يتساه فيقول‪ :‬إن ا خو ليسوا ورثة فل يلذكرهم يف‬
‫اء ألبَّه ليس فيله خصلومة ل يلذكر فيله وجلود ا خلو فيلأا القاسلم بعلد اللك فيخطلأ وللذلك يًلع‬ ‫ا‬
‫البتباه لهذه المسألة‪.‬‬
‫ِ َا ْل ُع َمرِي َت ْي ِن‪َ ،‬و ُه َما َأ َب َا ِ‬
‫ان َوز َْوج َأ ْو ز َْو َجة»‪.‬‬ ‫ث َا ْلب ِ‬
‫اق‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ْن َل َها ُث ُل ُ َ‬
‫َّ‬
‫شلبيها بالثللث اسلمه ثللث البلاقر‪ ،‬وجلدت فيله‬
‫ً‬ ‫قال‪ :‬األم أحيا ًبا ل ترث الثلث‪ ،‬وإبما ترث شلي ًما آخلر‬
‫الحروط السابقة ولكنه لم تعطى الثلث المال كله وإبما أعطيت ثلث الباقر موافقة لظاهر القلرآن وهلر يف‬
‫مسألة العمريتين َّ‬
‫ألن عمر قلى فيهما‪:‬‬

‫‪ ‬اْلولى‪ :‬أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وزوج‪.‬‬

‫‪ ‬الثانية‪ :‬أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وزوجة‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ باْلولى‪ :‬أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وزوج‪ ،‬اللوج يأخذ النصف‪ ،‬الباقر كم؟ النصف‪ ،‬بقول‪ :‬بعطر األم ثلث‬
‫‪718‬‬

‫الباقر؟ كم بصف الثلث الباقر؟ بعادل السدس‪ ،‬فأعطيناها السدس‪ ،‬وجعلنا لألب الباقر ويعلادل الثللث‬
‫ألن األب يًع أن يأخلذ ضلعف ملا للألم‪َّ ،‬‬
‫ألن للو أعطينلا األم الثللث كلان بصليع األب السلدس‪ ،‬فكلان‬ ‫َّ‬
‫بصيبه أق من األم‪ ،‬وهذا غير مقبول فلذلك أعطيناها ثلث الباقر موافقة يف التسمية لظاهر القرآن‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬لو َّ‬


‫أن رج هلك عن أب‪ ،‬وأم‪ ،‬وزوجلة‪ .‬فاللوجلة تأخلذ الربلع‪ .‬البلاقر كم؟ث ثلة‬
‫فرضلا فهلو ثللث البلاقر‪ ،‬كلم بقلر؟‬
‫أرباأ‪ ،‬بقلول‪ :‬وتعطلى األم ثللث البلاقر‪ ،‬ويعلادل الربلع حقيقلة‪ ،‬وأ َّملا ً‬
‫إن األب هنلا ورث ضلعف ملا للألم‪ ،‬إ ًاا ففلر‬
‫النصف وهو لألب‪ ،‬فكان األب يرثه تعصي ًبا‪ ،‬فحينمذ بقلول‪َّ :‬‬
‫مسألة العمريتين ورثت األم ثلث الباقر ولم ترث ثلث المال‪ ،‬وقد أجمع عليها الصحابة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والسدُ س َ ر ُض سبع ٍة‪ْ :‬اْلُم مع ا ْلا َل ِد َأو و َل ِد ِاَّلب ِن َأو عدَ ٍد ِمن ْاْلُ ْها ِة و ْاْلَ َها ِ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ِ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫هذه المسألة التر سبقت وهر َّ‬
‫أن إاا هلك هالك عن أمه وولد إما اكر أو أبثلى‪ ،‬أو وللد ابلن‪ ،‬ابلن ابلن‬
‫فرضها من الثلث إلى السدس‪ ،‬أي تحًع حًلع‬ ‫أو بنت ابن‪ ،‬أو عدد من األخو واألخوات فإبَّه ينق‬
‫بقصان‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َُدَّ ِة َ َأ ْك َث َر َم َع ت ََحاذ»‪.‬‬

‫هنا «ال» دخلت على المفرد فتعم‪ ،‬والمراد‪ :‬الًدات‪ ،‬وسيأا يف ك م المصنف َّ‬
‫أن ل يلرث عنلدبا إل‬
‫ث ثة جدات فقط لقول إبراهيم النخعر‪« :‬كاناا َّل يارثـان»‪ ،‬وأحملد كلان يقلوي قلول إبلراهيم‪« :‬كـاناا»‪،‬‬
‫ويرى أن يف الك مرتبة عالية من حيث حكاية فع الصحابة رضوان اهلل عليهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬أكثر»‪ :‬أي‪ :‬جد أو جدتان أو ث ث أو أكثر إاا أدلينا إللى هلؤلء الًلدات اللث ث‬
‫فقط‪.‬‬

‫دائملا الًلد ل تأخلذ إل السلدس ول‬


‫قال‪« :‬مع تحاذ»‪ :‬أي‪ :‬كن يف درجة واحلد فيقتسلمن السلدس‪ً ،‬‬
‫تأخذ الثلث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِنْت اَّل ْب ِن َ َأ ْك َث َر َم َع بِنْت ُّ‬
‫الص ْلب»‪.‬‬

‫لو َّ‬
‫أن رج ً هلك‪ ،‬أو امرأ هلكت ولهلا بنلت وبنلت ابلن‪ ،‬فالبنلت تأخلذ النصلف‪ ،‬وبنلت البلن تأخلذ‬
‫السدس تتمة الثلثين‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪719‬‬

‫ت ِْلَ َب َا ْي ِن»‪.‬‬
‫ت َ َأ ْك َثر مع ُأ ْه ٍ‬
‫َ َ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ُأ ْه ٍ‬
‫َ‬

‫بفس الحرء إاا هلك هالك عن أخت شقيقة وأخت ألب فاألخت الحقيقة تأخلذ النصلف‪ ،‬واألخلت‬
‫ألب تأخذ السدس تتمة الثلثين‪.‬‬

‫ب َم َع َا ْل َا َل ِد َأ ْو َو َل ِد ِاَّل ْب ِن‪َ ،‬وا ْل َُدُّ ك ََذلِ َ‬


‫ب»‪.‬‬ ‫اح ِد ِم ْن َو َل ِد ْاْلُ ِم ‪َ ،‬و ْاْلَ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلا ِ‬
‫َ َ‬
‫فإن الواحد من وللد األم يلرث السلدس وتقلدمت معنلا‪َّ ،‬‬
‫ألن الًملع ملن‬ ‫قال‪« :‬الااحد من ولد اْلم»‪َّ :‬‬
‫ولد األم األخوان فأكثر يرثون الثلث‪ ،‬وإاا كان واحدً ا أخذ السدس‪.‬‬

‫فلإن الهاللك إاا هللك علن أب وابلن‪ ،‬أو أب وبنلت َّ‬


‫فلإن األب يأخلذ السلدس‬ ‫قال‪« :‬اْلب مع الالد»‪َّ :‬‬
‫والباقر للولد أو والنصف للبنت‪ ،‬ثم يأخذ األب الباقر بعد فرض البنت سواء كان النصف أو الثلثين‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو ولد اَّلبن»‪ :‬أي‪ :‬ابن ابن‪ ،‬أو بنت ابن‪ ،‬فهر مثلها‪.‬‬

‫قال‪« :‬والُد كذلب»‪ :‬أي‪ :‬والًد يأخذ السدس كذلك إاا وجد الولد‪ ،‬وأ َّملا إاا للم يوجلد الوللد فإبَّله‬
‫سيدخ يف مسألة المحركة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف هذا الفص يتكلم عن مراث الًد مع األخو ‪.‬‬

‫وقب أن بتكلم عن هذا الباب الًد مع األخو هذه من المسائ الدقيقة مع سهولتها لمن عرفهلا وقلد‬
‫ضبطها العلماء بطرائ متعدد ‪ ،‬ولكن أريدك أن تعلم َّ‬
‫أن الذي العم عندبا يف المحاكم هو الروايلة الثابيلة‬
‫وقد اختارها جمع من أه العلم ومنهم الحيخ محمد بن عبد الوهاب وآباءه ملن بعلدهن واختيلار الحليخ‬
‫َّ‬
‫فلإن الًلد يحًلبهم وهلذا اللذي عليله‬ ‫تقر الدين وغيره‪َّ :‬‬
‫أن الًد مع األخلو إاا كلابوا يف فريللة واحلد‬
‫العم عندبا يف المحاكم ول يرثون شي ًما‪.‬‬

‫ب ك ََأ َح ِد ِه ْم»‪.‬‬
‫ات ِْلَ َب َا ْي ِن َأ ْو ِْلَ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والُدُّ مع ْاْلُ ْها ِة و ْاْلَ َها ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬

‫قــال‪« :‬واْلهــاات»‪ :‬و هنللا ليسللت بمعنللى الًمللع المطلل فقللد تكللون كللذلك‪ ،‬وقللد تكللون مللن بللاب‬
‫المغاير ‪ ،‬فقد يًتمع يف الفريلة جد وأخو وأخوات‪ ،‬وقد يأا الًد مع األخو فقط‪ ،‬أو األخوات فقلط‪،‬‬
‫فالواو هنا لها معنيان وك هما صحي ‪ ،‬قد تكلون بمعنلى المغلاير فتكلون بمعنلى أو‪ ،‬وقلد تكلون لمطلل‬
‫‪720‬‬

‫الًمع وك هما صحي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والُد مع اْلهاة واْلهاات ْلباين أو ْلب»‪.‬‬

‫َّ‬
‫أن األخو ألم إبما يرثون فرضهم ول يقاسمهم الًد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كأحدهم»‪ :‬أي‪ :‬يقاسمهم‪.‬‬

‫قال‪« :‬كأحدهم»‪ :‬عبارته فيها إب ق ويًع تقييلدها ألبَّله يف أحيلان كثيلر ل بعطلر الًلد المقاسلمة‪،‬‬
‫وإبما بعطيه الثلث حيث كان الثلث أحظ له‪.‬‬

‫دائملا‪ ،‬أو بقلول‪« :‬كأحـدهم» إاا كابلت‬ ‫لذلك بقول‪َّ :‬‬


‫فإن قلول المصلنف‪« :‬كأحـدهم»‪ :‬أي‪ :‬أحيابًلا ل ً‬
‫المقاسمة أحظ له‪ ،‬وإن كان الثلث أحظ أعطر الثلث ولم يكن كأحدهم ب يعطى الفرض‪.‬‬
‫ث َج ِمي ِع َا ْلم ِ‬
‫اس َم ُة ‪َ ،‬أ ْو ُث ُل ُ‬ ‫ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض َ َل ُ َه ْي ُر َأ ْم َر ْي ِن‪ :‬ا ْل ُم َه َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ُْن َم َع ُ َصاح ُ‬
‫ب َ ْر ٍ‬

‫قال‪« :‬إن لم ي ن مع »‪ :‬أي‪ :‬مع األخو األشقاء أو ألب‪.‬‬

‫قــال‪« :‬صــاحب ــرض»‪ :‬كلوجللة مللث ً وبحوهللا‪ ،‬غيللر البنللت َّ‬


‫ألن البنللت إاا كابللت موجللود حًبللت‬
‫األخوات كما تعلمون‪.‬‬

‫قال‪« :‬إن لم ي ن مع صاحب رض ل هير اْلمرين المهاسمة»‪ :‬أي‪ :‬أن يقاسلمهم فيكلون كأحلدهم‬
‫سهما‪ ،‬ويعطى األذ سهمين‪ ،‬فيكلون لله سلهمان أي‪ :‬الًلد‪ ،‬واللذكور ملن‬
‫فيعطى سهمين وتعطى األخت ً‬
‫األخو له سهمان‪ ،‬وا باث لهن سهم‪ ،‬هذه تسمى المقاسمة‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو ثلث جميع المال»‪.‬‬

‫فينظر ما هو األحظ من المقاسمة أو ثلث جميع المال فيعطى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ك َ‬


‫َان»‪.‬‬

‫أي‪ :‬وإن كان معه صاحع فرض‪ ،‬األولى ليس معه صاحع فرض‪ ،‬وهنا معه صاحع فرض‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ ( :‬ل ُ َه ْي ُر َث َال َث ِة ُأ ُم ٍ‬
‫ار»‪.‬‬

‫يخير بين ث ثة أمور ما هو األخير‪ ،‬وليس التخيير مطل ًقا وإبما ما هو األخ َير واألحظ له‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪721‬‬

‫ض‪َ ،‬أ ْو سدُ ُس َج ِمي ِع َا ْلم ِ‬ ‫اق بعدَ ص ِ‬


‫اح ِ‬
‫ب ا ْل َق ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َم ُة ‪َ ،‬أ ْو ُث ُل ُ‬
‫ث َا ْل َب َ ْ َ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪( :‬ا ْل ُم َه َ‬
‫ينظر ما هو األخير له واألكثر المقاسمة بأن يكون كأحدهم‪ ،‬أو ثلث البلاقر بعلد صلاحع الفلرض‪ ،‬أو‬
‫سدس جميع المال‪ ،‬ولها قاعد اكرها العلماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي ْب َق َب ْي ُر ُه َأ َه َذ ُه‪َ ،‬و َس َه ُطاا»‪.‬‬

‫مللن أهللم األمللور لطالللع العلللم يف المختصللرات الفقهيللة أن يعللرف مللا عللود اللللمائر إليلله‪ ،‬والعلمللاء‬
‫يتعمدون مقصود‪ ،‬وجدت بعلهم ب َّ على هذا المقصد أن يًعلوا يف المختصرات اللمائر كثير لكر‬
‫يًهد بالع العلم اهنه يف عود اللمائر‪ ،‬ويف فهم المسائ ف يكون المتن مفهو ًملا ملن البدايلة بل ل بلد‬
‫أن يعيد ويتأم لما يعود اللمير‪ ،‬وللذلك َّ‬
‫فلإن علود الللمائر مهلم وملن أهلم أغلراض الحلروحات عللى‬
‫المتون بيان اللمير لم يعود‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬ن لم يبق بيره»‪ :‬الللمير يعلود للسلدس‪ ،‬أي‪ :‬حيلث للم يبل غيلر السلدس أخلذه‪ ،‬أي‪ :‬أخلذه‬
‫الًد‪.‬‬

‫قال‪« :‬وسهطاا»‪ :‬أي‪ :‬سقط األخو ولم يرثوا شي ًما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إَّل يف اْلكدرية»‪.‬‬

‫هذه األكدريلة التلر كلدَّ رت عللى زيلد ‪ ‬أصلوله‪ ،‬وا ملام أحملد رجل مسلألة التحلريك بلين الًلد‬
‫واألخو قال‪ :‬أل َّبه قول زيد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل ِ ْاْلَكْدَ ِر َّي ِة َو ِه َ ‪ :‬ز َْوج‪َ ،‬و ُأ ٌّم‪َ ،‬و َجدٌّ ‪َ ،‬و ُأ ْهت ِْلَ َب َا ْي ِن‪َ ،‬أ ْو ِْلَ ٍ‬
‫ب»‪.‬‬

‫اْلكدرية لها صارتان‪:‬‬

‫قال‪« :‬زوج وأم‪ ،‬وجد‪ ،‬وأهت ْلباين أو أهت ْلب»‪.‬‬

‫اللوج هنا يرث النصف‪.‬‬

‫واألم ترث الثلث‪.‬‬

‫والًد السدس‪.‬‬
‫‪722‬‬

‫واألخت الحقيقة أو األخت ألب ترث النصف‪.‬‬

‫المصنف حلها يف السطر الذي بعدها‪ ،‬لكن لننظلر ملن كلم تصل المسلألة فيهلا سلدس وفيهلا بصلف‪،‬‬
‫وفيها ثلث فتص من ستة‪.‬‬

‫بصف الستة كم؟ ث ثة‪ ،‬فاللوج له ث ثة‪.‬‬

‫وثلث الستة كم؟ اثنان‪ ،‬فاألم لها اثنان‪.‬‬

‫وسدس الستة كم؟ واحد‪ ،‬فالًد له واحد‪.‬‬

‫وبصف الستة كم؟ ث ثة‪ ،‬فاألخت الحقيقة أو األخت ألب لها ث ثة‪.‬‬

‫المًموأ كم؟ تسعة‪.‬‬

‫إ ًاا فأص المسألة من ستة‪ ،‬ثم تعول إلى تسعة‪.‬‬

‫وهذا معنى قول المصنف‪ « :‬للزوج نصف»؛ أي‪ :‬ث ثة من ستة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولْلم ثلث»‪.‬‬

‫اثنان من ستة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وللُد سدس»‪ :‬واحد من ستة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولْلهت نصف»‪.‬‬

‫ث ثة من ستة‪ ،‬فتعول المسألة إلى تسعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم يهسم نصيب الُد واْلهت بينهما»‪.‬‬

‫قلنا قب قلي إن بصيع الًد سدس واحد‪ ،‬وبصيع األخلت بصلف ث ثلة‪ ،‬فنًملع الواحلد والث ثلة‬
‫فيكون أربعة‪ ،‬فنقسم هلذه األربعلة بلين الًلد واألخلت للًلد سلهمان ولألخلت سلهم واحلد‪ ،‬إ ًاا رهوس‬
‫ث ثة وفريلتهم أربعة ف تنقسم عليها ب بينهما مباينة فحينمذ تص من تسعة يف ث ثلة فحينملذ تصل ملن‬
‫سبعة وعحرين‪.‬‬

‫بصيع اللوج ث ثة يف ث ثة فتكون تسعة‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪723‬‬

‫وبصيع األم اثنان يف ث ثة تكون ستة‪.‬‬

‫وبصلليع الًللد واألخللت أربعللة يف ث ثللة اثنللا عحللر اقسللمه علللى ث ثللة َّ‬
‫ألن رهوسللهم ث ثللة‪ ،‬فنصلليع‬
‫األخت أربعة‪ ،‬وبصيع الًد ثمابية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم يهسم نصيب الُد واْلهت بينهما»‪.‬‬

‫أي‪ :‬بين الًد واألخت الحقيقة أو ألب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها أربعة على ثالثة»‪.‬‬

‫أربعة أي‪ :‬فرض الًد واألخت م ًعا وعرفنا كيف جاء‪ ،‬على ث ثة وهر الرهوس فهنا مباينة بينهما فل‬
‫بد أن تلرب أص المسألة بعدد الرهوس‪.‬‬

‫ْلن أصٍ المسألة ستة وعالـت إلـى تسـعة تضـرب ثالثـة‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تصح من سبعة وعيرين َّ‬
‫وه الرؤوس بتسعة ت ان سبعة وعيرين»‪.‬‬

‫لم يكملها المصنف وبين ُتها لوضوحها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يعال يف مسائٍ الُد وَّل يقرض ْلهت مع ابتدان إَّل يها»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ل يوجد مسألة فيها جدٌ فيها عول إل هذه المسألة‪ ،‬هذه قاعد ‪ ،‬كلذلك األخلت ل يفلرض فيهلا‬
‫أن مسلألة فيهلا أخلت ملع الًلد َّ‬
‫فلإن الًلد ل يقاسلمها وإبملا‬ ‫مع الًد ابتدا ًء إل يف هذه المسألة‪ ،‬والغالع َّ‬
‫ألن األخت يكون فرضها النصف ف َّ‬
‫إن الحالة الثابية التلر لهلا‬ ‫يأخذ إ َّما ثلث الباقر أو سدس جميع المال‪َّ ،‬‬
‫الخيار ف مقاسمة هنا إل يف هذه المسألة‪.‬‬

‫ب َعدَّ ُه َع َلى َا ْل َُدِ »‪.‬‬ ‫لي ِه ِ‬


‫يق َو َلدُ َأ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا ك َ‬
‫َان َم َع َا َّ‬

‫أي‪ :‬عاد تسمى المسألة المعاد ‪ ،‬مح الك حيث احتيج إلى عده وإن لم يحتج فإبَّه ل يعد عليه‪.‬‬

‫ومعنى المعادة‪ :‬يدخ معه يف العدد عند المقاسمة‪ ،‬ولكنه ل يرث َّ‬
‫ألن ولد األب محًوب بالحلقي ‪،‬‬
‫وهذا معنى قال‪ُ « :‬ث َّم َأ َه َذ َما َح َص ٍَ َل ُ»؛ أي‪ :‬لولد األب‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪724‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْأ ُه ُذ ُأ ْن َثى ِْلَ َب َا ْي ِن ت ََما َم َ ْر ِض َها‪َ ،‬وا ْل َب ِه َّي ُة لِ َا َل ِد ْاْلَ ِ‬
‫ب»‪.‬‬

‫إاا عدَّ معها والك إاا كان الحقي أختًا واحد فقط ليس جم ًعا من األخوات وليس معهلا اكلور‪ ،‬فإبَّله‬
‫اكلرا أو‬
‫يف هذه الحلة تعطى النصف فرضها كام ً ‪ ،‬وما فل عن فرضها فإبَّه يعطى لولد األب سواء كلان ً‬
‫أبثى‪ ،‬ثم بعد الك يكون المعاد على الًد‪ ،‬ومسألة المعاد هلذه ملن المسلائ المسلتثنا مملا سلب وهلر‬
‫المسائ المحهور عند أه العلم ويسمو ا الليديات األربع‪ ،‬وينبنر عليها تفريعات أخرى محهور ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف هذا الفص يذكر أحكام الحًع‪ ،‬وهو بوعان‪ :‬حًع حرمان‪ ،‬وحًع بقصان‪.‬‬

‫واكر المصنف فقط حًع الحرمان ولم يرد حًع النقصلان ألبَّله أورد أغللع أحكامله عنلدما اكلر‬
‫الفروض هناك‪.‬‬

‫ان ََّل َيدْ ُه ٍُ َع َلى الز َّْو َج ْي ِن َو ْاْلَ َب َا ْي ِن َوا ْل َا َل ِد»‪.‬‬


‫ب ا ْل َح ْر َم ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ح ُْ ُ‬

‫اكلرا أو أبثلى ل يلدخ علليهم‬


‫هذه قاعد يًع أن تعرفها لكر ل تخطئ اللوجان واألبلوان‪ ،‬والوللد ً‬
‫حًع حرمان أبدً ا‪ ،‬ب ل بد أن يرثوا من الهاللك وإبملا يمنعلون ملن ا رث بقتل أو ِّ‬
‫رق أو اخلت ف ديلن‬
‫فقط‪ ،‬بعم قد يدخ عليهم حًع النقصان لكن ل يدخ عليهم حًع الحرمان أبدً ا هؤلء الث ثلة ل بلد‬
‫أن يرثوا جمي ًعا وهم اللوجان‪ :‬اللوج واللوجلة‪ ،‬واألبلوان فقلط دون الًلد والًلد فلإ م يحرملون حلرم‬
‫حرمان‪ ،‬والولد أي‪ :‬ولد الصلع‪ ،‬وأ َّما إن بلللوا فلإ م يحًبلون بوللد الصللع َّ‬
‫فلإن وللد البلن محًلوب‬
‫بالبن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْس ُه ُط ا ْل َُدُّ بِ ْاْلَ ِ‬


‫ب»‪.‬‬

‫بدأ َّ‬
‫بأن الًد يسقط إرثه ويحًع بوجود األب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َجدٍّ َوا ْب ٍن َأ ْب َعدَ بِ َأ ْق َر َب»‪.‬‬

‫وكذا ك جد بأبعد بًد أقرب‪ ،‬فلأبو أب األب محًلوب بلأب األب‪ ،‬ومثلله البلن األبعلد محًلوب‬
‫عملا فحينملذ يكلون‬
‫بالبن األقرب فابن ابن البن محًوب بابن البن ولو للم يكلن أ ًبلا لله‪ ،‬بل قلد يكلون ً‬
‫محًو ًبا به‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪725‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َجدَّ ٍة بِ ُأ ٍّم»‪.‬‬

‫تعبير المصنف بقال‪« :‬وكٍ جدة بأم»‪ :‬يدل على َّ‬


‫أن هذه الًد قد تكون ُمدلية باألم‪ ،‬وقلد تكلون غيلر‬
‫ُمدلية ا‪.‬‬

‫صارة ذلب‪ :‬أم األم ترث‪ ،‬فإاا وجدت بنتها وهر األم فإ ا تحًع ا‪.‬‬

‫أم األب ترث لكن إاا وجدت أم الميت وهر لم تدلر ا ب ل تقرب لها حًبتها‪ ،‬وهلذا معنلى قلول‬
‫المصنف‪« :‬وكٍ جدة بأم»‪ :‬أي‪ :‬سوء كابت أ ْدلت ا أو لم تدْ ِل‪.‬‬

‫ب ال ُب ْعدَ ى ُم ْط َلها»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُه ْر َبى من ُْه َّن ت َْح ُُ ُ‬

‫أي‪ :‬سواء كابت قد أدلت‪ ،‬أو لم ُتدْ ِل ا‪.‬‬

‫مثال ذلب‪ :‬أم أم أمٍ‪ ،‬مع أم أب‪ ،‬ا رث ألم األب دون أم أم األم أل ا أبلل منها بدرجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َأ َب ُأ َّم ُ َأ ْو َأ َّم َأ ِبي »‪.‬‬

‫عندي‪َّ« :‬ل اْلب أم »‪ :‬أي‪َّ :‬‬


‫أن األب ل يحًع أمه‪ ،‬فالًد تلرث وإن كلان ابنهلا ح ًّيلا أل لا للم تأخلذ‬
‫الُـدَّ َة‬
‫ث َ‬ ‫أن النبـ ‪َ ‬و َّر َ‬
‫فريلته وإبما تأخذ فريلة األم‪ ،‬وقد جاء من حلديث ابلن مسلعود‪َّ « :‬‬
‫َوا ْبنُ َها َح ٌّ »‪ ،‬فابن الًد ل يحًبها وإبما يحًبها أم الهالك‪( ،‬وأم أبي » بفلس الحلرء‪ ،‬مثل ‪ :‬هللك هاللك‬
‫فإن أم أب األب ترث السدس واألب يلرث فرضله ول يحًبهلا حًلع حرملان ول‬ ‫عن أب‪ ،‬وأم أب ٍ‬
‫أب َّ‬
‫بقصان‪.‬‬

‫ث إِ ََّّل َث َالث»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َيرِ ُ‬

‫أي‪ :‬ث ث جدات‪ ،‬هنا اكر العدد َّ‬


‫ألن التمييل مؤبث وهو الًدات دليله ما اكرت لكم قب قليل قلول‬
‫إبراهيم النخعر‪ ،‬ومن أصول استدلل أحمد الستقرائية َّ‬
‫أن أحمد يعظم إبراهيم النخعر‪ :‬كلابوا‪ ،‬أو فعللوا‬
‫وبحو الك‪.‬‬

‫وأبتم تعلمون الخ ف المحهور عنلد األصلوليون َّ‬


‫أن التلابعر إاا قلال‪ :‬كلابوا‪ ،‬هل هلو محملول عللى‬
‫السنة أو قول الصلحابر أو ملةدد بلين كوبله قلول صلحابر أو تلابعر‪ ،‬وفيهلا روايتلان علن أحملد علن هلذه‬
‫المسللألة محللهور يف كتللع األصللوليين‪ ،‬لكللن أحمللد يللرى أن إبللراهيم النخعللر مللن الللورأ والعلللم يف آثللار‬
‫‪726‬‬

‫الصحابة ليس كغيره‪ ،‬ولذلك له ك م كثير يف مرس ت إبراهيم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إَّل ثالث جدات هط دون من عـداهم‪ ،‬وهـ ‪ :‬أم اْلم وإن علـت أمامتهـا؛ كـأم أم أم‬
‫اْلم‪ ،‬وأم اْلب وإن علــت أمامتهــا‪ ،‬كــذلب أم أم اْلب‪ ،‬وأم أب اْلب‪ ،‬وإن علــت أمامتهــا كــأم أم أم أب‬
‫اْلب»‪ ،‬وأما إن زاد أب يف هذه الًدات؛ فإ ا ل ترث‪.‬‬

‫‪ ‬قننال املصنننف‪« :‬أم أم‪ ،‬وأم أب‪ ،‬وأم أب أب وإن علــان أمامــة‪ ،‬ولــذات قــرابتين مــع ذات قرابــة ثلثــا‬
‫السدس»‪.‬‬

‫أي‪ :‬لو كابت األم تدلر بقرابتين‪ ،‬هر أم أم أم‪ ،‬ويف بفلس الوقلت هلر أم أب أب‪ ،‬وورثلت معهلا جلد‬
‫سهما من السدس‪.‬‬
‫أخرى‪ ،‬هر أم أم أب‪ ،‬فنقول‪ :‬إن األولى ترث سهمان‪ ،‬وأم أم األب ترث ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويسهط َولد اْلباين بابن وإن نزل»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ولد اْلباين»؛ المراد به‪ :‬األذ الحقي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬بابن»؛ أي‪َ :‬ا ً‬


‫كرا‪.‬‬

‫تعصبها تعصي ًبا مع الغير‪.‬‬


‫قال‪« :‬وإن نزل»؛ أل ا لو كابت أبثى قد ِّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأب»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأب»؛ ألن األب َيحًع األخوات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وولد اْلب بهؤَّلن‪ ،‬وأخ ْلباين»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولد اْلب»؛ المراد به‪ :‬األذ ألب‪ ،‬أو األخت ألب‪.‬‬

‫قال‪« :‬بهؤَّلن»؛ ممن تقدَّ م‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأخ ْلباين»؛ واض ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وابن أخ بهؤَّلن‪ ،‬وجد‪ ،‬وولد اْلم بالد‪ ،‬وولد ابن وإن نزل»‪.‬‬

‫أيلا جهة‪ ،‬فإن من الًهات األخو أبعد ملن جهلة األبلو ‪ ،‬وللذلك فلإن الًلد‬
‫ألبه أبعد درجة‪ ،‬وأبعد ً‬
‫يحًع ابن األذ إضافة لما سب ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪727‬‬

‫اكرا كان أو أبثى محًوب بالولد‪.‬‬


‫قال‪« :‬وولد اْلم»؛ وهم ا خو ألم؛ ً‬

‫قال‪« :‬وولد ابـن»‪ ،‬وهلذا معنلى قلول اهلل ‪ { :‬ﮌ ﮍ} [النسلاء‪]12:‬؛ أي‪ :‬لليس لله فلرأ‬
‫اكرا أو أبثى‪.‬‬
‫وارث‪ ،‬سوا ًء كان ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن نزل‪ ،‬وأب وأبي »‪.‬‬

‫الك لة‪ :‬من ليس له فرأ وارث‪ ،‬ول أص ؛ أب وإن ع ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأب وأبي وإن عال‪ ،‬ومن َّل يرث لمانع ي َّل َيحُب»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن َّل يرث لمانع ي ‪َّ ،‬ل َيحُب»‪.‬‬

‫قال‪« :‬لمانع»‪ :‬تحتم معنيين‪ ،‬وبحملها على األول دون الثاين‪ ،‬وإن كان قد ُيستخدم الثاين‪.‬‬

‫اللرق‪،‬‬
‫المعنى اْلول‪ :‬أن يكون مراده‪« :‬لمانع»؛ أي‪ :‬من موابع ا رث المذكور يف أول الباب‪ ،‬وهلر‪ِّ :‬‬
‫واخت ف الدِّ ين‪ ،‬والقت ‪ ،‬وهذا هو مراد المصنِّف‪.‬‬

‫المعنى الثاين‪ :‬أن يكون مراده بقال‪« :‬لمانع»؛ أي لك سبع جعله ل يلرث‪ ،‬فلدخ يف اللك أن يكلون‬
‫محًو ًبا‪ ،‬فحينمذ بقول‪ :‬لو كان هو هذا المعنى لما ص َّ على محهور الملذهع‪ ،‬للم؟ ألن الملذهع يلرون‬
‫أن جمع ا خو َيحًبون غيرهم حًع بقصان مع أ م ل يرثون‪ ،‬وهذه مسألة مهمة؛ ألن بعله الحلراال‬
‫بسع لبعه العلماء أ م يختارون الرواية الثابية من المذهع؛ أن جملع ا خلو ل َيحًبلون األم حًلع‬
‫بقصان بنا ًء عللى عبلار شلبيهة لذا‪ ،‬وإبملا توجله أن الملراد بالملابع أحلد الموابلع الث ثلة فقلط‪ ،‬ل مطلل‬
‫المنع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫هذا الفص يف التعصيع دليلله حلديث ابلن عبلاس ‪ ‬يف الصلحي ‪َ « :‬أ ْع ُطـاا ال َقـرائِ َ ِْلَ ْه ِل َهـا‪َ َ ،‬مـا‬
‫وض ِْل َ ْو َلى َر ُج ٍٍ َذ َكرٍ»‪ ،‬وهذا الحديث أص يف هذا الباب‪ .‬قاله جماعة من أه العلم‪.‬‬ ‫َأ ْب َهت ال ُق ُر ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والعصبة يأهذ ما أبهت القروض»‪.‬‬

‫المعصبون الذين سيذكرهم بعد قلي ‪ ،‬أو سيحير لهم المصنف بعد قلي ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قال‪« :‬العصبة»‪ :‬أي‪:‬‬
‫‪728‬‬

‫قال‪« :‬يأهذ ما أبهت القروض»‪ :‬بدأ يتكلم المصنف عن النوأ األول‪ ،‬وهم العصبة بالنفس‪.‬‬

‫لنعلم أن التعصيب ثالثة أنااع‪ ،‬يُب أن تعرف اْلنااع الثالثة‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬عصبة بالنفس‪ :‬وهذا خاص بالذكور فقط‪ ،‬ل يدخ فيه غيرهم‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬عصبة بالغير‪ :‬وهذا يكون يف الذكور وا باث م ًعا‪ ،‬فيًتمع اكور وإباث م ًعا فيها‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬عصبة مع الغير‪ :‬وهذا خاص با باث فقط‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬التعصيع ث ثة أبواأ‪ ،‬احفظوها‪ ،‬تعصيع بالنفس‪ ،‬وبالغير‪ ،‬ومع الغير‪.‬‬

‫بالنقس‪ :‬للذكور فقط‪ ،‬ل يرث به إل اكور فقط‪.‬‬

‫بالغير‪ :‬يرث به الذكور وا باث م ًعا‪ ،‬فاألبثى ورثت بغيرها‪ ،‬وهو الذكر الذي معها‪.‬‬

‫تعصيب مع الغير‪ :‬خاص با باث‪ ،‬ل يرث به إل ا باث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن لم يبق َ ن سهط مطلها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬إن لم يبق َ ن سهط مطلها»‪ :‬أي‪ :‬ل يرث الذي يرث بالتعصيع شي ًما مطل ًقا؛ حيلث للم يبل لله‬
‫شرء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن انقرد أهذ جميع المال»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن انقرد أهذ جميع المال»‪« ،‬انقرد»‪ :‬أي حيث ل توجلد فريللة‪ ،‬فل يوجلد صلاحع بصلف‪،‬‬
‫ول ربع‪ ،‬ول ثمن‪ ،‬ول سدس‪ ،‬ول ثلث‪ ،‬ول ثلثان‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ول ن للُد واْلب ثالث حاَّلت‪ ،‬يرثان بالتعصيب»‪.‬‬

‫يهـال اليـيَ‪ :‬إن العصللبة‪ ،‬وهلم القرابللات اللذكور؛ األصل أ لم إاا للم يبل شلرء مللن الملال؛ فللإ م‬
‫يسقطون‪ ،‬لكن الًد واألب مستثنيان‪ ،‬فإ م يرثون بالفرض‪ ،‬ويرثون بالتعصيع م ًعا‪ ،‬ولذلك قال‪« :‬للُد‬
‫واْلب ثالث حاَّلت‪ ،‬يرثان»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬يرثان بالتعصيب هط مع عدم الالد‪ ،‬وولد اَّلبن»‪.‬‬

‫قال‪« :‬يرثان بالتعصيب»‪ :‬حيث ل ولد للهالك‪ ،‬ول ولد ابن له‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪729‬‬

‫قال « يرثان بالتعصيب»‪ ،‬فتعطى األم حقها‪ ،‬والًد حقها‪ ،‬وغيرهم من أصلحاب الفلروض حقهلم‪،‬‬
‫ثم ُيعطى األب أو الًد جميع المال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبالقرض هط مع ذكاريت »‪.‬‬

‫اكرا؛ أي ابن ُص ْلع‪ ،‬أو ابن ابن ُص ْلع‪.‬‬


‫أي‪ :‬إاا كان للهالك ولد ُص ْلع‪ ،‬أو ولد ابن ُص ْلع‪ ،‬لكنه كان ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبالقرض والتعصيب مع أناثيت »‪.‬‬

‫أي‪ :‬إاا كان للهالك بنت‪ ،‬أو بنت ابن فأكثر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأهت أكثر مع بنت‪ ،‬أو بنت ابن أكثر يرثن ما ضٍ»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأهت أكثر»‪ :‬بدأ يتكلم المصنف عن التعصيع مع الغيلر‪ ،‬وهلو النلوأ الثاللث‪ ،‬وهلذا خلاص‬
‫با باث‪ ،‬فقال‪« :‬وأهـت ـأكثر مـع بنـت‪ ،‬أو بنـت ابـن ـأكثر يـرثن مـا ضـٍ»؛ أي‪ :‬حيلث للم يوجلد اكلر‬
‫يعصع بنفسه‪ ،‬فيرث كاألب‪.‬‬ ‫يعصبهن تعصي ًبا بالغير بأن يكون ً‬
‫أخا للبنات‪ ،‬أو ِّ‬ ‫ِّ‬

‫صارة ذلب‪ :‬هلك هالك عن‪ :‬بنت وأخت‪ ،‬أو بنات وأخت‪ ،‬فاقسم لر المسألتين‪.‬‬

‫تعصيع مع الغير‪ ،‬هذه من أسه المسائ ‪ ،‬البنات يأخذن الثلثلين‪ ،‬والثللث تأخلذه األخلوات تعصلي ًبا‬
‫مع الغير‪ .‬فقط‪ ،‬سهلة جدًّ ا‪ .‬يف حديث أبر موسى لما قال‪« :‬قد هل ت إذا»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واَّلبن‪ ،‬وابن ‪ ،‬واْلخ ْلباين»‪.‬‬

‫إلى آخره‪ ،‬هذا هو النوأ الثالث من التعصيع‪ ،‬وهو التعصيع بالغير؛ أي اكور وإباث م ًعا‪.‬‬

‫قال‪« :‬واَّلبن‪ ،‬وابن ‪ ،‬واْلخ»‪ :‬يعصبون أخواهتم‪.‬‬

‫لو هلك هالك عن‪ :‬ولد اكر‪ ،‬وبنت؛ ورث ابنه وبنته المال تعصي ًبا‪ ،‬للذكر مث حظ األبثيلين‪ ،‬بقصلوا‪،‬‬
‫أو زادوا‪.‬‬

‫قال‪« :‬وابن »؛ ابن البن مع من يف درجته أو أعلى منه كذلك‪.‬‬

‫قال‪« :‬واْلخ ْلباين»؛ مع أخواته إاا ك َّن كذلك شقائ ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو اْلخ ْلب»؛ فإبه يعصبهن كذلك‪.‬‬


‫‪730‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ ( :‬للذكر مثٍ ما لْلنثى»‪.‬‬

‫أي‪ :‬له سهمان‪ ،‬ولألبثى سهم‪.‬‬

‫عما‪ ،‬أو ابن ‪ ،‬أو ابن أخ؛ انقرد باْلرث دون أهاات »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومتى كان العاصب ًّ‬
‫عصلبوا بلالغير أن هلؤلء‬
‫هذه مسألة واضحة جلدًّ ا‪ ،‬يقلول‪ :‬هلؤلء الفلرق بيلنهم وبلين السلابقين اللذي َّ‬
‫فرضللا‪ ،‬ول تعصللي ًبا‪ ،‬لسللن مللن الوارثللات‪ ،‬وإبمللا ه ل َّن مللن اوي‬
‫لسللن مللن اوي ا رث‪ ،‬ل يللرثن ً‬
‫أخللواهتم ْ‬
‫األرحام‪.‬‬

‫فرضلا‪ ،‬ول تعصلي ًبا‪ ،‬فإبله‬


‫عمـا»؛ أخلو العلم َمل ْن؟ عملة‪ ،‬والعملة ل تلرث ل ً‬
‫العاصب ًّ‬
‫ُ‬ ‫قال‪« :‬ومتى كان‬
‫يرث وحده‪ ،‬ول ترث أخته معه شرء‪.‬‬

‫فرضا‪ ،‬ول تعصي ًبا‪.‬‬


‫قال‪« :‬أو ابن »؛ ابن العم أخته من؟ بنت عم‪ ،‬فليست من الذين يرثون ل ً‬

‫فرضا‪ ،‬ول تعصي ًبا كذلك‪.‬‬


‫قال‪« :‬أو ابن أخ»؛ أخته بنت أذ‪ ،‬ل ترث ل ً‬

‫قال‪« :‬انقرد باْلرث دون أهاات »؛ أل ن لسن وارثات ل بالفرض‪ ،‬ول بالتعصيع‪.‬‬

‫هنا مسلألة‪ ،‬يعنلر بكتلة يلذكرها العلملاء‪ ،‬يقلول العلملاء‪ :‬إن أخلوات هلؤلء ملن اوي األرحلام اللذين‬
‫يلورثن إل‬
‫سيتكلم عنهم المصنف بعد اللك عنلدما يلتكلم علن ميلراث اوي األرحلام‪ ،‬فهلن ل يلرثن‪ ،‬ول ِّ‬
‫تورثله‪ ،‬ملا صللة قرابتله لهلا؟ ابلن األذ‪ ،‬هل‬
‫العمة‪ ،‬فالعمة ل ترث من ابن أخيها؛ أل ا اات رحم‪ ،‬ولكنها ِّ‬
‫فرضا أم تعصي ًبا؟ تعصي ًبا‪.‬‬
‫ابن األذ يرث؟ ً‬

‫إ ًاا‪ ،‬العلملاء ‪-‬لكلر يفهلم الواحلد هللذه المسلألة‪ -‬قلالوا بكتلة‪ ،‬قللالوا‪ :‬العملة مسلكينة‪ ،‬يسلمو ا العمللة‬
‫أيللا بنلت األذ ل َتلرث ول ُت َ‬
‫لورث‪ ،‬ل بنلت‬ ‫المسكينة‪ ،‬عكس بنت العم‪ ،‬بنت العلم ل َتلرث ول ُت َ‬
‫لورث‪ً ،‬‬
‫تورث‪ ،‬ولكنها ل ترث‪ ،‬يسمو ا العملة المسلكينة‪ .‬الخاللة ل تلرث‪ ،‬ول‬
‫تورث؛ ألبه عم‪ ،‬لكن العمة َ‬
‫األذ َ‬
‫تورث‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن ُع ِد َمت عصبة النسب ورث المالى المعتِق مطلها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن ُع ِد َمت عصبة النسب»؛ الذين يدلون إليه بقرابة الذكور‪.‬‬
‫قال‪« :‬ورث المـالى»؛ أي‪ :‬المعتِل ‪ ،‬وللذلك قلال‪« :‬المـالى المعتِـق»‪ ،‬عللى وزن اسلم َف ِ‬
‫اعل ؛ ألبكلم‬
‫‪٦‬‬
‫‪731‬‬

‫فاع ‪ ،‬وإن ُفتِ فهو اسم َمف ُعول‪ ،‬وهنلا يًلع‬


‫تعرفون أن المصدر الميمر إاا ك ُِسر ما َقب األخير فهو اسم ِ‬

‫كسر ما قب األخير‪ ،‬فتقول‪« :‬المعتِق»‪.‬‬ ‫أن ُي َ‬


‫اكلرا أو أبثللى‪ ،‬وسلوا ًء كلان بال ًغلا أو غيللر بلالغ‪ ،‬وسلوا ًء أعتقلله‬
‫قـال‪« :‬مطلهـا»؛ أي‪ :‬سلوا ًء كللان الملولى ً‬
‫لارا‪ ،‬وسللوا ًء أعتقلله بمكاتبللة؛ أي بمللال‪ ،‬أو أعتقلله مًا ًبللا؛ ألي سللبع مللن أسللباب‬
‫لكفللار ‪ ،‬أو أعتقلله اختيل ً‬
‫العتاق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم عصبت الذكار»؛ أي‪ :‬عصبة المولى المعتِ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الذكار اْلقرب اْلقرب يف النسب»‪.‬‬

‫أيلا‪.‬‬
‫ابظر‪ ،‬للًهة والدرجة كذلك‪ ،‬والقو ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬أصال المسائٍ سبعة»‪.‬‬

‫هذه مسألة أصول المسائ مهمة جدًّ ا؛ ألبك عندما تقسلم الةكلة ل بلد أن تنظلر ألصل المسلألة‪ ،‬ول‬
‫عرفلت أصل المسلألة قلد تعلول المسلألة‪ ،‬أو يكلون فيهلا َرد‪،‬‬
‫َ‬ ‫يمكن أن تستغنر عنهلا بالكسلور؛ ألبلك إاا‬
‫والكسور حينمذ ل تكون وافية بالغرض‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فمعرفللة أصللول المسللائ مهللم جللدًّ ا‪ ،‬كثيللر مللن المسللائ ل عللول فيهللا‪ ،‬ول رد‪ ،‬فتغنيللك معرفللة‬
‫الكسور‪ ،‬فاللوجة لها الربع مث ً أو النصف‪ ،‬تأا بالةكة‪ ،‬وتقلول‪ :‬لهلا الربلع‪ ،‬قسلمة أربعلة وابتهينلا‪ ،‬لكلن‬
‫هناك كثير من المسائ فيها رد‪ ،‬أو فيها عول‪ ،‬فحينملذ ل بلد أن تعلرف أصل المسلألة‪ ،‬أصل المسلألة هلر‬
‫أول‪ ،‬ثم بعد الك ُين َظر فيها يف التصحي ‪.‬‬
‫ً‬ ‫التر يخرج منها قِسمة المسائ‬

‫العلماء لكر يبسطون ويسهلون على بالع العلم أصول المسائ قالوا‪ :‬إبه ل يمكلن أن تكلون هنلاك‬
‫للمسائ أصول إل سبع‪ ،‬فإن خرج لك أص غير السبع فأبت مخطئ قط ًعا‪.‬‬

‫إ ًاا َّ‬
‫لما قال المصنف‪ :‬إ ا سبع؛ لكر إاا خلرج للك أصل مسلألة غيلر هلذه السلبع فإ لا خطلأ‪ ،‬ملا هلر‬
‫األصول السبع؟ هر مأخوا من الفرائه‪ ،‬النصف‪ :‬اثنلان‪ ،‬الثللث‪ :‬ث ثلة‪ ،‬الربلع‪ :‬أربعلة‪ ،‬السلدس‪ :‬سلتة‪،‬‬
‫الثمن‪ :‬ثمابية‪ ،‬ص ؟ باقر عندبا‪ ،‬أريد أن آا لك مما تخرج‪ ،‬سدس وربع‪ :‬من اثنر عحلر‪ ،‬ثملن وسلدس‪:‬‬
‫من أربعة وعحرين‪ .‬إ ًاا‪ ،‬خمسة من هذه األصول هر مأخوا من الفرائه‪ ،‬وأص ن عند اجتماأ أكثر ملن‬
‫‪732‬‬

‫فريلة‪ ،‬وهذه افهمها واحفظها‪ ،‬غير هذه األصلول السلتة بللع للك‪ :‬خمسلة وعحلرين‪ ،‬بللع للك‪ :‬تسلعة‪،‬‬
‫بلع لك‪ :‬عحر ؛ غلط‪.‬‬

‫مسألة العول مسألة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أربعة َّل تعال»‪.‬‬

‫هذه سهلة‪ ،‬ثم سنأخذ العول بعد قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أربعة َّل تعال‪ ،‬وه ما يها رض‪ ،‬أو رضان من ناع»‪.‬‬

‫معصلع فهلر ملن‬


‫قال‪« :‬وه ما يها رض»؛ فرض واحد‪ ،‬ك مسألة ليس فيها إل فلرض واحلد ملع ِّ‬
‫هذه األربع‪ ،‬واض ؟‬

‫قال‪« :‬أو رضان من ناع»؛ واحد؛ سدس مع سدس‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬نصقان»‪.‬‬

‫قــال‪ « :‬نصــقان»‪ :‬هلللك هالللك –مللث ً ‪ -‬عللن‪ :‬زوج‪ ،‬وبنللت‪ ،‬صل ؟ خطللأ‪ ،‬مصلليبة يللا شلليخ‪ ،‬عللن زوج‬
‫وأخت‪ ،‬لمااا قلنا‪ :‬إبه خطأ‪ :‬زوج وبنت؟ ألبه كما تفل الحيخ‪ :‬البنلت تحًلع الللوج حًلع بقصلان‪،‬‬
‫فيكون رب ًعا‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬زوج وأ خت‪ .‬لللوج بصلف‪ ،‬ولألخلت بصلف‪ ،‬المسلألة ملن كلم؟ أصل المسلألة ملن اثنلين‪،‬‬
‫لللوج واحد‪ ،‬ولألخت واحد‪ ،‬سهلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو نصف والبهية»‪.‬‬

‫هذه سهلة‪ ،‬من يأا بمثالها؟ مثال آخر غير اللوج‪ ،‬بنت وعلم‪ ،‬بلاقر مثلال ثاللث‪ ،‬ملن يأخلذ النصلف؟‬
‫أي قريع‪ ،‬من اثنين‪.‬‬
‫أخت شقيقة أو أخت ألب مع عم‪ ،‬مع ابن عم‪ ،‬اخة َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وثلثان‪ ،‬أو ثلث‪ ،‬والبهية من ثالثة»‪.‬‬

‫مسألة فيها ثلثان وباقر‪ ،‬أعطوين مسألتين‪ ،‬ل أريد مسلألة واحلد ‪ ،‬غيلرك‪ ،‬شليخ حسلن‪ ،‬ثلثلان وبلاقر‪،‬‬
‫شيخ مسعود‪ ،‬أختان وأب‪ ،‬مسألة أخرى‪ ،‬هو قال‪ :‬أختان أم بنتلان؟ أبلت قللت‪ :‬أختلان وعلم‪ ،‬بنتلان وعلم‪،‬‬
‫أحسنت‪ ،‬هذه ثلثان وباقر‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪733‬‬

‫شخصلا جديلدً ا‪ ،‬أم وأب‪،‬‬


‫ً‬ ‫أيلا‪ ،‬أعطوين ثلث وباقر‪ ،‬من يلأتينر بثللث وبلاقر؟ أريلد‬
‫ثلث وباقر كثير ً‬
‫معصع‪ ،‬أحسنت‪.‬‬
‫ص ‪ ،‬مثال آخر‪ ،‬من يأخذ الثلث إاا كابوا جم ًعا؟ ولد األم‪ .‬ولد األم‪ ،‬واخة أي ِّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وربع والبهية‪ :‬من أربعة»‪.‬‬

‫معصع‪.‬‬
‫هذه سهلة‪ ،‬ل يوجد لها إل مثال واحد‪ ،‬أو مثالن‪ ،‬وزوج مع ابن‪ ،‬أو زوجة مع أي ِّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو مع النصف»‪.‬‬

‫أي‪ :‬ربع مع النصف‪ ،‬من يأتينر بمسألة فيها ربع وبصف؟ هذه سهلة‪ ،‬زوج وبنت‪ ،‬أحسنت‪.‬‬

‫مثال آخر‪ :‬زوجة وأخت‪ ،‬ل يوجد بنت‪ ،‬وأخت شقيقة‪ ،‬أو ألب‪ ،‬أحسنت‪.‬‬

‫قال‪« :‬الثمن والبهية»‪ :‬هذا رج هلك عن زوجة‪ ،‬سهلة‪.‬‬

‫أيلا هذه سهلة‪.‬‬


‫قال‪« :‬أو مع نصف»؛ ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وثالثة تعال‪ ،‬وه مع رضها ناعان»‪.‬‬

‫تقسم الفرائه قسمة كما أوجع اهلل ‪ ،‬ثم بخرج أصل المسلألة‪،‬‬
‫ببدأ بالعول‪ ،‬العول ما هو؟ أن َ‬
‫فإاا أعطينا صاحع كل فلرض بصليبه‪ ،‬وجمعنلا الفلرائه وجلدباها أكثلر ملن أصل المسلألة‪ ،‬هلذا اللذي‬
‫يسمى ً‬
‫عول؛ بمعنى أبه تليد الفرائه عن أص المسألة‪.‬‬

‫ُ‬
‫والعول ُحكر ا جماأ عليه؛ ألن الصحابة قلوا به‪ ،‬وخالف ابن عباس‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن ابلن عبلاس رجلع‬
‫بعللا ملن أهل العللم‬
‫أيلا‪ :‬إن ا جماأ ابعقد بعد الصحابة عليله‪ .‬قللت‪ :‬قيل لملااا؟ ألن ً‬
‫ً‬ ‫لقولهم‪ .‬وقي‬
‫كابن كثير يف كتابه‪ ،‬أنن يف «المسنَد» أو يف غير مسند الفاروق‪ ،‬قال‪ :‬إن هذا ا جملاأ غيلر صلحي ‪ ،‬واكلر‬
‫بعلا من أه العلم رأوا عدم العول‪ ،‬ولكن قلت‪ :‬وقي ‪ :‬إبه إجماأ‪.‬‬
‫ً‬

‫إ ًاا‪ ،‬العول‪ :‬هو أن تليد الفروض عن أص المسلألة‪ ،‬العلملاء لكلر يللبطوا معلك المسلألة قلالوا‪ :‬إبله‬
‫ليست ك أصول المسائ يكون فيها عول‪ ،‬وإبما ث ثة أصول فقط هر التر تعول‪ ،‬وهر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وه ما رضها ناعان أكثر‪ ،‬نصف مع ثلثين أو ثلث‪ ،‬أو سدس‪ :‬من سـتة‪ ،‬وتعـال‬
‫إلى عيرة َقعا ووترا»‪.‬‬

‫قال‪ « :‬نصف مع ثلثين»؛ مث ‪ :‬زوج وأختين‪ ،‬زوج‪ :‬بصف‪ ،‬وأختان‪ :‬ثلثان‪ ،‬هذه تكون من ستة‪.‬‬
‫‪734‬‬

‫قال‪« :‬أو ثلث»؛ أي‪ :‬بصف مع ثلث‪ ،‬مث ‪ :‬زوج وأخوات ألم‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو سدس»؛ أخت ألم‪ ،‬فإ ا تكون‪.‬‬

‫قال‪« :‬من ستة‪ ،‬وتعال»؛ قد يكون معهم أصحاب فروض غير هذين صلاحبر الفلرض‪ ،‬فتعلول حينملذ‬
‫«إلى عيرة َقعا ووترا»‪ ،‬فقد تعول سبعة‪ ،‬أو تعول إلى ثمابية‪ ،‬أو تسعة‪ ،‬أو عحر ‪.‬‬

‫إن جاءت عندك مسألة أصلها ستة‪ ،‬وعالت إلى أكثر من عحر ؛ فأبت مخطئ‪ ،‬اجلم بذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وربع مع ثلثين‪ ،‬أو ثلث‪ ،‬أو سدس‪ :‬من اثن عير»‪.‬‬

‫‪ ‬اْلصٍ الثاين‪ :‬الذي يعوله اثنر عحر‪ ،‬ويخلرج ملن ربلع وثلثلين‪ ،‬أو ربلع وثللث‪ ،‬أو ربلع وسلدس‪،‬‬
‫هذه تكون من اثنر عحر؛ ألن الربع والثلث بينهما تباين‪ ،‬األربعة والث ثة‪ ،‬وهر مقام الكسر بينهما تبلاين‪،‬‬
‫فحينمذ ل بد أن يكون من اثنر عحر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتعال إلى سبع عير وترا»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وترا»؛ أي‪ :‬فقط تعول إلى إما ث ثة عحر‪ ،‬أو خمسة عحر‪ ،‬أو سبعة عحر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وثمن مع سدس‪ ،‬أو ثلثـين‪ ،‬أو همـا‪ :‬مـن أربعـة وعيـرين‪ ،‬وتعـال مـرة واحـدة إلـى‬
‫سبعة وعيرين»‪.‬‬

‫ل بد األربع وعحرين ل تعول إل ً‬


‫عول واحدً ا؛ إلى سبعة وعحرين‪ ،‬الثمن ل بد أن تكلون فيله زوجلة‪،‬‬
‫أربعة وعحرين ل بد أن يكون فيه ثمن‪ ،‬وهو خاص باللوجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن ضٍ عن القرض َ ن وَّل عصبة؛ ُر َّد على ٍّ‬


‫كٍ بهدْ ر رض ما عدا الزوجين»‪.‬‬

‫هذه مسألة الرد عكس العول‪ ،‬هلك هالك عن‪ :‬بنت‪ ،‬وبنت ابن‪ ،‬فنقول‪ :‬إن البنت لها النصف‪ ،‬وبنلت‬
‫كلم؟ ث ثلة‪ ،‬والسلدس كلم؟‬ ‫البن لها السدس‪ .‬سدس‪ ،‬وبصف‪ ،‬فأص المسألة من كم؟ من سلتة‪ ،‬اللن‬
‫معصل ًبا‪ ،‬فنقلول‪ :‬بلرد عليهملا‪ ،‬أصل‬
‫معصع‪ ،‬للم بًلد لهلؤلء ِّ‬
‫واحد‪ ،‬فيكون المًموأ أربعة‪ ،‬ابحث عن ِّ‬
‫المسألة من ستة‪ ،‬ثم تكون ر ًّدا من أربعة‪ ،‬فتأا ألص المسألة‪ ،‬تحلطع عللى سلتة‪ ،‬وتكتلع أربعلة‪ ،‬فتحل‬
‫المسألة‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬معرفة أص المسألة مهم‪ ،‬وخاصة يف العول ويف الرد‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪735‬‬

‫قال‪« :‬ما عدا الزوجين»؛ ل ُيرد عليهما‪ ،‬اللوج واللوجة ل يرد عليهما‪ ،‬بل ُيعطلى فرضله‪ ،‬وملا فلل‬
‫ولم يكن له وارث إل واحد من أصحاب الفرائه‪ ،‬ف ُير ُّد إليه‪.‬‬

‫معصلع‪،‬‬
‫هلب هالب عن‪ :‬زوجة وبنت‪ ،‬فلللوجة فرضها‪ ،‬وهو اللثمن‪ ،‬وللبنلت النصلف‪ ،‬ول يوجلد ِّ‬
‫فيرد لها الباقر؛ أي يرد للبنت دون اللوجة‪.‬‬

‫هلب هالب عن‪ :‬زوج فقط‪ ،‬أو زوجة فقط‪ .‬فاللوج أو اللوجة يأخذ بصيبه‪ ،‬ول يرد لله البلاقر‪ ،‬وإبملا‬
‫يؤخذ الباقر‪ ،‬ويوضع يف بيت المال‪ ،‬ليس إر ًثا‪ ،‬وإبما حف ًظا‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ذا كانت التركة معلامة‪ ،‬وأم ن نسبة سهام كٍ وارث من المسألة‪ ،‬ل مـن التركـة‬
‫مثٍ نسبت »‪.‬‬

‫هذه مسألة قسمة الةكات‪ ،‬قسمة الةكات هذه تستطيع أن تستغنر عنها اآلن بسهولة جلدًّ ا علن بريل‬
‫اآللة الحاسبة‪ ،‬اآلن تستغنر عنها بسهولة‪ ،‬لكن المصنف أشار إلى أن برق الحساب كثيلر جلدًّ ا يف قسلمة‬
‫الةكات‪.‬‬

‫المورث‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وأعطابا أسه بريقة‪ ،‬يقول‪ :‬إاا كابت المسألة بعد التصحي يمكن بسبتها إلى مال‬

‫بًن قلنا قب قلي ‪ :‬آخر مسألة من أربعة‪ ،‬لللوجة واحد‪ ،‬والبنت كم؟ ث ثة‪ ،‬كلم ملال الميلت؟ أربعلة‬
‫آلف ريال‪ ،‬هنا بنسبها‪ ،‬فيكون لللوجة ألف‪ ،‬وللبنات ث ثة‪ ،‬هذه بريقة سهلة يف النسبة‪ ،‬وهذا معنى قلال‪:‬‬
‫«وأم ن نسبة سهام كٍ وارث من المسألة‪ ،‬ل من التركة مثٍ نسبت »‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن َئت ضـربت سـهام يف التركـة‪ ،‬وقسـمت الحاصـٍ علـى المسـألة‪ ،‬مـا هـرج‬
‫نصيب ‪ ،‬وإن َئت قسمت على»‪.‬‬

‫تقسم على المقام‪ ،‬المقام هلو‬


‫هذا حساب اللرب؛ أن تلرب الكسور العحرية‪ ،‬فتلرب بالبسط‪ ،‬ثم ِّ‬
‫أص المسألة‪ ،‬والبسط هو بصيع ك وارث‪ ،‬بفس الفكر تما ًما‪ ،‬هر بفس الفكر ‪ ،‬قال‪( :‬وإن َئت»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن َئت قسمت على بير ذلب من الطرق»‪.‬‬

‫القسمة كثير بالنسلع الممويلة علن بريل اآللت الحاسلبة‪ ،‬الطلرق كثيلر يف القسلمة‪ ،‬وللذلك بلرق‬
‫قلديما تلذكرون‪،‬‬
‫ً‬ ‫القسمة سهلة جدًّ ا‪ ،‬ول حاجة له‪ ،‬مع وجود اآللة الحاسبة شبه ل حاجة له؛ ألن المحايخ‬
‫‪736‬‬

‫كابوا يعلموبنا القراريط‪ ،‬أغلع الكتع الفقهية‪ ،‬اقسم على أربع وعحرين‪ ،‬بعدما تنتهلر ملن تقسليم المأللة‬
‫أقسم على قراريط؛ على أربع وعحرين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ل نصف قيراط»‪.‬‬

‫لمااا قسموا على القراريط؟ ألن القلرايط فيهلا ثملن‪ ،‬وفيهلا سلدس‪ ،‬وفيهلا ثلثلان‪ ،‬وفيهلا ثللث‪ ،‬وفيهلا‬
‫سللدس‪ ،‬وأغلللع العللوام إاا حكيللت لهللم عللن القللراريط ل يفهمو للا‪ ،‬ول لذلك مسللألة القسللمة بللالقراريط‬
‫المحهور يف كتع الفقهاء ربما اآلن بعه المدرسين يحرال ا؛ هذه الحاجة لها أصبحت قليلة‪.‬‬

‫ولذلك عبار المصنف دقيقة‪« :‬وإن َئت قسمت على بير ذلب من الطرق»؛ فللك‪ ،‬كل بريل يلؤدي‬
‫الغرض إلى القسمة‪ ،‬أهم شرء معرفة أص المسألة‪ ،‬وتصحي المسلألة‪ ،‬هلذا أهلم شلرء‪ ،‬أصل المسلألة‬
‫والتصحي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬يف ذوي اْلرحام»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن اوي األرحام‪ ،‬وهو الذين ليس لهم فرض‪ ،‬وليسوا من أه التعصيع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وهم أحد عير صنقا»‪.‬‬

‫من «دليٍ الطالب»‪ ،‬ولكنله‬ ‫كما هو من «دليٍ الطالب»‪ ،‬بق هذه العبار بالن‬ ‫والمصنف اكر الن‬
‫عحلرا فقلط‪،‬‬
‫ً‬ ‫شخصا‪ ،‬وهم العمات‪ ،‬فلم يورد العمة‪ ،‬والعمة من اوي األرحام‪ ،‬فإبما أورد‬
‫ً‬ ‫أخطلأ‪ ،‬فأسقط‬
‫على السم يف البتداء‪.‬‬ ‫وبسر بو ًعا حاد ًيا عحر؛ النوأ الحادي عحر مع أبه ب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وهم أحد عير صنقا‪ :‬ولد البنات»‪.‬‬

‫اكورا أو إبا ًثا‪.‬‬


‫ً‬ ‫قال‪« :‬ولد البنات»‪:‬‬

‫لص ْلب أو َّلبن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬

‫لص ْلع؛ ابن بنت‪ ،‬أو ابن بنت ابن‪ ،‬وهكذا‪.‬‬


‫قال‪« :‬أو َّلبن»‪ :‬أي‪ :‬ولد البنات ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وولد اْلهاات»‪.‬‬

‫ابن األخت‪ ،‬أو بنت األخت‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪737‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبنات اْلهاة»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبنات اْلهاة»‪ :‬من اوي األرحام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبنات اْلعمام»‪.‬‬

‫بنت العم ليست وارثة بالفرض‪ ،‬وإبما من اوي األرحام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وولد ولد اْلم»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولد ولد اْلم»؛ أي‪ :‬أبناء ا خو ألم‪ ،‬واألخوات ألم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والعم ْلم»‪.‬‬

‫ألبه ليس من اوي العصبات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬اْلهاال والخاَّلت»‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع أن لهم ح ًّقا‪ ،‬فالنبر ‪ ‬قال‪« :‬ا ْب ُن ُأ ْهت ال َه ْا ِم م ْن ُه ْم»‪ ،‬وقال‪« :‬الخَ ا َلـ ُة َوالـدَ ة»‪ُ ،‬‬
‫وجعللت‬
‫الخالة مقدَّ مة يف باب الحلابة‪ ،‬لكنها يف باب ا رث ل ترث‪ ،‬وإبما من اوي األرحام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأبا اْلم»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأبا اْلم»؛ أي‪ :‬الًد‪ ،‬وهو أبو أم الهالك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكٍ جدة أدلت بأب بين أمين‪ ،‬أو أب أعلى من الُد»‪.‬‬

‫هذه اكرباها قب قلي ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫قال‪« :‬أدلت بأب بين أمين»؛ أي‪ :‬لسن بإباث ُخ َّل‬

‫قال‪« :‬أو»‪ :‬أدلت‪.‬‬

‫قال‪« :‬أب أعلى من الُد»؛ ألن المذهع إبما يرث ث ث جدات‪ ،‬وهذه هر استثناهها‪.‬‬

‫قال‪« :‬أب أعلى من الُد»‪ ،‬ما معنى الك؟ أم أدلت باألب؛ من هر؟ أم األب‪ ،‬وارثة‪ ،‬سبقت معنلا‪ .‬أم‬
‫أدلت بالًد؛ من هر؟ أم أب األب‪ ،‬واكربا قب قلي ‪ .‬أم أدلت بأعلى من الًد؛ ملن هلر؟ أم أب أب أب‬
‫األب‪ ،‬ل ترث على المذهع؛ ألثر إبراهيم النخعر –رحمة اهلل عليه‪.-‬‬
‫‪738‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن أدلى بهم‪ ،‬وإنما يرثان إذا لم ي ن صاحب رض‪ ،‬وَّل عصبة بتنزيل منزلة»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإنما يرثان إذا لم ي ن صاحب رض»؛ لمااا قلنا‪« :‬إذا لم ي ن صاحب رض»؟ ألبه إاا وجد‬
‫صاحع فرض فإبه وإن بقر شرء بعد فرضه ُر َّد إليه‪.‬‬

‫المعصع ُيرد إليه المال كام ً ‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫قال‪« :‬وَّل عصبة»؛ ألن‬

‫هنا بحتاج عبار لتقييد ك م المصنف‪ ،‬قال‪« :‬إذا لم ي ـن صـاحب ـرض»‪ :‬غيلر الللوجين؛ ألن اوي‬
‫األرحام يرثون مع اللوجين؛ ألن اللوجين ل ُيرد إليهما‪ ،‬اكرباها قب قلي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬بتنزيلهم»؛ هذه أهلم مسلألة يف اوي األرحلام‪ ،‬اوو األرحلام يرثلون بالتنليل ؛ ألن العلملاء لهلم‬
‫بريقان يف توريث اوي األرحام‪ ،‬والمعتمد عند فقهائنا أ م يرثون بالتنلي ‪ ،‬كيف؟ بنظلر لكل واحلد ملن‬
‫اوي األرحام بلل أو أدلى بمن؟ فيرث ميراثه‪ ،‬فمن أدلى باألم يرث ميراث األم‪ ،‬ومن أدللى بلاألب ورث‬
‫ميراثه‪ ،‬ومن أدلى بالبن ورث ميراثه‪ ،‬والبنت كذلك‪ ،‬فحينمذ بنظر من الذي أدلى لم‪ ،‬فيلرث لم‪ ،‬وهلذا‬
‫معنى قال‪« :‬بتنزيلهم منزلة من أدلاا ب »‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وذكرهم كأنثاهم»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وذكرهم كأنثاهم»؛ مح الك إاا كابوا مستوين يف الدرجة‪ ،‬وأما إاا لم يستووا؛ فإبه ُيع َطلى ملن‬
‫أدلى به الميراث‪ ،‬ويقسم بينهم‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فقال‪« :‬وذكرهم كأنثاهم»‪ :‬ليس على سلبي ا بل ق‪ ،‬وإبملا يف حلال اسلتوائهم لملن أدللوا إليله؛‬
‫أيللا‬
‫ً‬ ‫كابن بنت‪ ،‬وبنت بنت‪ ،‬فإ م يرثون ميراث أمهم على السواء‪ ،‬الذكر واألبثى سلواء‪ ،‬وهلذه المسلائ‬
‫التر يستوي فيها ميراث الذكر واألبثى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولزوج أو زوجة معهم رض بال َحُب وَّل عال‪ ،‬والباق لهم»‪.‬‬

‫هذا الستثناء اكرباه قب قلي يف مسألة الفرق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن ميراث الحم ‪ ،‬وبحوه‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪739‬‬

‫َّ‬
‫استهٍ صارها»‪.‬‬ ‫ويارث إن‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والحمٍ يرث َ‬
‫للحديث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو وجد دليٍ حيات ساى حركة أو تنقس يسيرين‪ ،‬أو اهتالج»‪.‬‬

‫ابظللر معللر‪ ،‬هللذه مسللألة مهمللة‪ ،‬هللذه المسللألة هللر المعيللار يف التفري ل بللين الحيللا المسللتقر وعللدم‬
‫المستقر ‪ ،‬هذا المعيار يةتع عليه أملور كثيلر ‪ :‬ميلراث‪ ،‬يةتلع عليله ثبلوت وصلية‪ ،‬يةتلع عليله َحًلع‬
‫كثيلرا ملا َتلرد أملام‬
‫لغيره‪ ،‬يةتع عليه مسائ كثير جدًّ ا‪ ،‬ومن بظر يف األقلية الموجود ؛ فإن هذه المسألة ً‬
‫القاضر‪.‬‬

‫ويارث»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الحمٍ يرث َ‬
‫ارها َ َهدْ َو ِر َ‬
‫ث»‪ ،‬فإاا ورث‪،‬‬ ‫استهٍ صارها»؛ للحديث الذي ورد‪« :‬إِ َذا ْاس َت َه ٍَّ َص ِ‬
‫َّ‬ ‫أيلا «إن‬
‫و َيحًع ً‬
‫يورث إاا مات بعد الك‪.‬‬
‫أيلا فإبه َ‬
‫ً‬

‫َّ‬
‫استهٍ صارها»‪ :‬ترتع من األحكام عليه أبه تثبت فيه دية كاملة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫أيلا «إذا‬
‫ً‬

‫قال‪« :‬أو ُوجد دليٍ حيات »؛ دلي الحيا أي الحيا المستقر التامة‪.‬‬

‫قال‪« :‬ساى حركة أو تنقس يسـيرين»؛ الحركلة اليسلير هلذه يقوللون‪ :‬إ لا ليسلت دللي ً عللى الحيلا‬
‫التامة؛ ألن المذبوال قد ُتقطع رأسه كاملة ويتحرك‪ ،‬مر على بعلنا شا ُتقطع رأسها‪ ،‬وتمحر‪ ،‬تلرون هلذا‪،‬‬
‫مع أ ا ميتة قط ًعا‪.‬‬

‫فمث الحركة اليسير هذه تسمى حركة المذبوال‪ ،‬ل أثر لها‪ ،‬تظنها تمحر‪ ،‬لكنها ل تمحر‪ ،‬وإبملا هلر‬
‫حركة ل إرادية‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو اهتالج»؛ الخت ج يكون يف اللحم‪ ،‬والتحرك الذي يكون حركة المذبوال‪ ،‬هذه ل أثلر لهلا‪،‬‬
‫ف تدل على الحيا المستقر ‪.‬‬

‫بقر عندبا مسألة أوردها المصنف‪:‬‬

‫قال‪« :‬أو تنقس يسير»؛ التنفس اليسير عند متأخري أصحابنا لهلم بريقلان‪ ،‬أو وجهلان‪ ،‬المصلنف هنلا‬
‫تبع صاحع «ْلقناع» بأن التنفس اليسير ليس دلي ً على الحيا المستقر التامة‪.‬‬
‫‪740‬‬

‫يسيرا فإبه دال على تمام الحيا ‪ ،‬والذي يقلرره‬


‫والذي اهع له صاحع «المنتهى» أن التنفس ولو كان ً‬
‫األبباء فيما سمعت‪ ،‬ولست ببي ًبا؛ لكي ينسع لر الك العلم أن الثلاين هلو األنهلر يف كثيلر ملن الصلور؛‬
‫ألن التنفس الطبيعر من غير آلة ل يكون إل لمن كان فيه حيا مستقر ‪.‬‬

‫وعلى العموم؛ المسألة تحتاج إلى الرجوأ إلى أه الطع أكثر‪ ،‬لكن المتأخرون لهم بريقتان‪ ،‬وهلذا‬
‫ما اختلف فيه «ْلقناع»‪ ،‬و«المنتهى»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن طالب الارثة الهسمة؛ وقف ل اْلكثر من إرث ذكرين أو أنثيين»‪.‬‬

‫ألن الذكرين واألبثيين إاا كابوا جم ًعا يؤثر فيما للو كلابوا جم ًعلا ملن ا خلو ‪ ،‬كلأن يكوبلوا إخلو ألم‪،‬‬
‫فقد يحًبون غيرهم‪ ،‬فحينمذ إاا بلع الورثة القسمة أو بعلهم؛ فإبه يوقف له؛ أي‪ :‬للحمل «اْلكثـر مـن‬
‫إرث ذكرين أو أنثيين»‪ ،‬ثم ُيعطى من بلع القسمة بصيبه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويد ع لمن َّل يحُب إرث كامال»‪.‬‬

‫يدفع إرثه‪.‬‬

‫قال‪« :‬يد ع لمن َّل يحُب »؛ الحم ‪.‬‬

‫قال‪« :‬كامال»؛ ألبه سوا ًء كابوا اكرين أو أبثيين ل أثر عليه‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولمن ينهص »؛ أي‪ :‬ينقصه الحم ‪.‬‬

‫قال‪« :‬يعطى اليهين»؛ أي‪ :‬األق ‪.‬‬

‫قال‪« :‬من ذكرين أو أنثيين»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ذا ُولد أهذ نصيب ‪ ،‬ورد ما»‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬ذا ولد»؛ أي‪ُ :‬ولد الحم حيا مستقر ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أهذ نصيب ‪ ،‬ورد‪ ،‬ورد ما به »‪.‬‬

‫أي‪ :‬عن بصيبه وزاد‪ ،‬فيرجعه إلى غيره‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪741‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أعاز َيئا رجع علي »‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن أعاز َيئا»؛ أي‪ :‬احتاج شي ًما مما صرف لغيره‪.‬‬

‫مار َث ولا بمياركة أو سبب لم يرث إن لزم قاد أو دية أو كقارة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن قتٍ ِ‬
‫مار َث »؛ هذه من موابع ا رث‪.‬‬
‫قال‪« :‬ومن قتٍ ِ‬
‫قال‪« :‬ولا بمياركة أو سبب»‪« ،‬بمياركة»‪ :‬بأن يحةك مع غيره‪ ،‬سلنذكرها يف الًنايلات‪ ،‬سأشلير لهلا‬
‫بسرعة‪.‬‬

‫عنللدبا بوعللان يف المحللاركة‪ :‬محللاركة بل ممللاأل ‪ ،‬ومحللار مللع ممللاأل ‪ ،‬مللا الفللرق بينهمللا؟ المحللاركة‬
‫بالمماأل أن يحةكا يف الفع بقصد العلدوان‪ ،‬فلإاا اشلةكا يف الفعل بقصلد العلدوان فهلر مملاأل ‪ ،‬فلإ م‬
‫ُيقتَلون به جمي ًعا ولو كان فع بعلهم ل يصل أن يكون قات ً ‪ .‬هذه المماأل ‪.‬‬

‫أما الشلةاك وحلده فهلو‪ :‬أن يحلةك يف فعل أن يكلون قلات ً ملن غيلر قصلد التفلاق عللى قتلله‪ ،‬فللم‬

‫صالحا للقت فقط‪ ،‬إ ًاا ِّ‬


‫فلرق بلين الشلةاك‬ ‫ً‬ ‫يتمالموا‪ ،‬ويتفقوا على الك‪ .‬فنقول‪ :‬ل ُيقاد به إل من كان فعله‬
‫المحه‪ ،‬والشةاك مع المماأل ‪ ،‬وسيأتينا إن شاء اهلل بالتفصي يف كتاب الًنايات‪.‬‬

‫إذا هال‪« :‬بمياركة»؛ أي بمماأل ؛ حيث أثبتنا عليه القود‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو سبب»‪ :‬مث ‪َ :‬م ْن يحفر حفر ‪ ،‬فيسقط فيها غيره‪ ،‬هذا يسلمى سلبع‪ ،‬المتسل ِّبع إاا وجلد معله‬
‫شخصلا فملات‪،‬‬ ‫حفر ‪ ،‬فًلاء ثاللث‪ ،‬فلدفع فيهلا‬ ‫ِ‬
‫مباشر؛ فالقود على المباشر دون المتس ِّبع‪ ،‬حفر شخ‬
‫ً‬
‫علر‪.‬‬
‫فالقود على المباشر‪ ،‬والمتس ِّبع ل شرء عليه‪ ،‬وقد ُي َّ‬

‫إاا لم يكن هناك مباشر؛ فينسع الفع للمتسل ِّبع‪ ،‬إ ًاا المتسل ِّبع بالقتل لليس ً‬
‫دائملا عليله قلود أو ديلة‪،‬‬
‫مار َثـ ولـا بميـاركة أو سـبب؛ لـم يرثـ إن لزمـ‬
‫وم ْن قتٍ ِ‬
‫وإبما يكون حيث ل مباشر‪ ،‬وهذا معنى قال‪َ « :‬‬
‫قاد»‪.‬‬

‫‪0‬متى المحارك ل يللمه قود؟ إاا كان من غير مماأل ‪ ،‬وفعله ل يصل على سبي البفراد بالقت ‪.‬‬

‫ومتى إاا كان بسبع ل يللمه القود؟ إاا ُوجد مباشر ُينسع الفع إليه‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو دية أو كقارة»‪ ،‬وإاا لم ينسع له شرء من هذه األمور الث ثة ف يحًع حينذاك‪.‬‬
‫‪742‬‬

‫يارث»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يرث رقيق وَّل َ‬
‫يارث»‪ :‬تقدم معنا‪.‬‬
‫قال‪« :‬وَّل يرث رقيق وَّل َ‬
‫ويحُب بهدر حريت »‪.‬‬
‫ويارث‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويرث مب َّع‬

‫ويلورث بصلف تركتله‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫حرا‪ ،‬وبصفه قِن؛ فإبما يرث بصف ميلراث الحلر‪،‬‬
‫أي‪ :‬بالنسبة‪ ،‬فلو كان بصفة ًّ‬
‫بأخذه بسرعة‪ ،‬باب العت سه ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كتاب العتق»‪.‬‬

‫بدأ المصنف «كتاب العتق»‪ ،‬وجع العت بعد الفرائه‪ ،‬وقب النكاال‪ ،‬أما جعله بعد الفرائه؛ فلألن‬
‫الفرائه؛ من أسباب ا رث‪ :‬الولء‪ ،‬والولء سببه العت ‪ ،‬وجعله قبل النكلاال؛ ألن أسلباب إباحلة البللع‬
‫أمران‪ :‬إما ملك اليمين‪ ،‬وهو الذي يكون العت تاب ًعا له‪ ،‬أو عقد النكاال‪.‬‬

‫سن عتق من ل كسب‪ ،‬وي ره لمن َّل قاة ل وَّل كسب»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي ُّ‬
‫َّ‬
‫وحلث عللى إعتلاق‬ ‫توسلع‬ ‫ِ‬
‫سن عتق من ل كسب»؛ ألن من أفل القربات عت القن‪ ،‬والحرأ َّ‬
‫قال‪ُ « :‬ي ُّ‬
‫المماليك‪.‬‬

‫كبيلرا يف‬ ‫ِ‬


‫عاجلا علن الكسلع؛ لكوبله زمنًلا‪ ،‬أو ً‬
‫ً‬ ‫قال‪« :‬من ل كسب»؛ أي‪ :‬أن من ليس له كسع بأن كان‬
‫السن‪ ،‬أو ل صنعة له؛ فاألفل أل ُيع َت ؛ ألبه إاا بقر يف مِلك مالكه أبف عليه وجو ًبلا‪ ،‬فحينملذ أفلل أل‬
‫يعت عليه‪.‬‬

‫قال‪« :‬وي ره لمن َّل قاة ل »؛ ببدبه على الكسع‪.‬‬

‫قال‪« :‬وَّل كسب»؛ ل يستطيع أن يكتسع ألي سبع من األسباب باخت ف األعراف‪.‬‬

‫ويعتبر من الثلث»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل تصح الاصية ب ‪ ،‬بٍ تعليه بالمات‪ ،‬وها التدبير‪ُ ،‬‬
‫هذه المسألة محكِلة‪ ،‬ابتبهوا معر يف هذه المسلألة‪ ،‬هلذه المسلألة قيل ‪ :‬إن المصلنف أخطلأ فيهلا‪ .‬هلذه‬
‫المسألة فيها تقديم وتأخير‪ ،‬ابظر معر‪ ،‬ركلوا معر‪ ،‬قلت لكم‪ :‬من األمور المهمة يف المختصلرات معرفلة‬
‫عود اللمائر‪.‬‬

‫قـال‪« :‬وَّل تصـح الاصــية بـ »؛ اللللمير بقلال‪« :‬بـ » يعلود لمللااا؟ قلد ُي َظللن أبله يعللود للعتل ‪ ،‬ل‪ ،‬للليس‬
‫‪٦‬‬
‫‪743‬‬

‫بصحي ؛ ألن ا جماأ منعقد على أن العت يًوز الوصية به‪ ،‬قد يقول امره‪ :‬إن اللمير يعلود للمعتَل إاا‬
‫يوصى به‪ ،‬هذا ل يقوله مبتد ‪ ،‬باهيلك أن ُيقلال‬
‫َ‬ ‫حرا‪ ،‬ف‬
‫ًّ‬ ‫اع ُت ‪ ،‬فنقول‪ :‬إ ًاا‪ ،‬ل فائد به؛ ألن المع َت أصب‬
‫يف كتع الفقه‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬اللمير يعود لمااا؟ يعود لكلمة متأخر ‪« :‬وها التدبير»‪ ،‬فالًملة فيها تأخير وتقديم‪ ،‬والصلواب‬
‫أن ُتقدَّ م كلمة «التدبير»‪ ،‬فيقول‪ :‬والتدبير ل تص الوصية به‪ .‬هكذا يح ا شكال؛ ألن اللسلان العربلر أن‬
‫اللمير يعود للمتقدِّ م‪ ،‬هناك ُل َغ َّية ضلعيفة جلدًّ ا يف ِّ‬
‫الحلعر أن الللمير يعلود إللى لمتلأخر‪ ،‬ويسلموبه ضلمير‬
‫الغائع‪ ،‬وغير الك‪.‬‬

‫لكن األفل واألفص أن يكلون للملذكور المتقلدم‪ ،‬كيلف التلدبير ل يصل الوصلية بله؟ التلدبير هلو‬
‫تلدبيرا‪ ،‬واضل ؟‬ ‫ملت‪ .‬هلذا يسلمى‬
‫حلر إاا ُّ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫تعلي العت على آخر الحيا ‪ ،‬إاا قال الحخ ‪ :‬أبت أيها القلن ٌّ‬
‫تدبيرا‪.‬‬
‫هذا يسمى ً‬
‫كيف يع َّل الوصية به؟ إاا قال شخ ‪ :‬أوصر أن ُيلدَ َّبر عبلدي فل ن‪ .‬بقلول‪ :‬ل يصل ؛ ألبله إاا ملات‬
‫باقصا‪ ،‬ثم بعد الك ع َّل ِعت هذه الوصية على شرء متقدِّ م‪ ،‬فللم يتح َّقل ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ابتق ملك ماله لورثته وإن كان ً‬
‫يعنر ع َّل المتأخر على المتقدِّ م‪ ،‬مات‪ ،‬فبعد وفاته تلفت الوصية‪ ،‬الوصية بعتقه‪ ،‬عت القلن متع ِّلل بملااا؟‬
‫بموته‪ ،‬فع َّلقها بحرء متقدِّ م غير موجود‪ ،‬فحينمذ ل تص الوصية به‪ ،‬لكن يص تعليقه بالموت؛ أي يصل‬
‫أن يع َّل العت بالموت‪ ،‬فيقول‪ :‬إاا ُّ‬
‫مت فعبدي ف ن حر‪ .‬هذا يسمى تدبير‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويعتبر من الثلث»؛ كالوصية‪.‬‬

‫ُسن كتابة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وت ُّ‬
‫هذه الكتابة‪ ،‬وهر أن يحةي ِ‬
‫الق ُّن بفسه‪ { ،‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ} [النور‪.]33:‬‬

‫ُسن كتابة من علم يهم هيرا‪ ،‬وها ال سب وَّل أمانة‪ ،‬وت ره لمن َّل كسب ل »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وت ُّ‬

‫ألن األمابة؛ قد يسرق لسداد النًوم التر عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُاز بيع الم اتَب‪ ،‬وميتري يهام مهام م اتبِ ‪ِ ،‬ن أ َّدى»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويُاز بيع الم اتَب»؛ ألبه داخ يف كوبه قنًّا‪.‬‬


‫‪744‬‬

‫قال‪« :‬وميتري »؛ أي‪ :‬محةي المكا َتع‪.‬‬

‫قال‪« :‬يهام مهام م ا َتبِ »؛ لحديث برير ‪ ‬وهو صري ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ن أدى عتق‪ ،‬ووَّلؤه منتهٍ إلي »‪.‬‬


‫قال‪ِ « :‬ن أدى عتق»؛ أي‪ :‬عت ِ‬
‫الق ِّن‪.‬‬

‫الا ََّل ُن لِ َم ْن َأ ْعت ََق»‪.‬‬


‫قال‪« :‬ووَّلؤه منتهٍ إلي »؛ لقول النبر ‪« :‬إِ َّن َما َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأم الالد تعتق بمات سيدها من كٍ مال »‪.‬‬

‫قال‪« :‬من كٍ مال »؛ أي‪ :‬ليس من الثلث؛ من أص المال‪.‬‬

‫محرمـة عليـ ‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وه من َولدت من ي صارة ولا هقية من مالب ولـا بعضـها‪ ،‬أو َّ‬
‫من أبي إن لم ي ن»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وه من َولدت»؛ أي‪ :‬األمة إاا ولدت من المالك بلأن جعلهلا ً‬
‫فراشلا لله‪ ،‬وبمهلا‪ ،‬لكلن وللدت‬
‫مااا؟ من استبابت فيه ِخلقة آدمر‪.‬‬
‫قال‪« :‬ولا هقية»‪ ،‬ويكون معرفة ِ‬
‫الخلقة بعرضه على القواب ولو كابت خفية‪.‬‬

‫والستبابة بقول‪ :‬لها ث ث حالت‪ ،‬اكرباها يف باب النفاس‪ ،‬تذكرون‪:‬‬

‫إما أن يو َلد دون األربعين‪ ،‬أو دون الثمابين‪ ،‬أو فوق الثمابين‪.‬‬

‫إن ُولد دون األربعين؛ فًل ًما أبه لم تستبن فيه ِخلقة آدمر‪ ،‬جل ًما‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا ولد بعد الثمابين‪ ،‬فاألص أبه قد استبابت خلقته إل أن ُتنفلى‪ ،‬كيلف؟ بقلول‪ :‬إن‬
‫بظر إليه القواب ‪ ،‬فقلن‪ :‬إن فيه بدء ِخلقة آدمر؛ عتقت أمه‪ ،‬واللدم دم بفلاس‪ ،‬وإن قللن‪ :‬إبملا ألقلت مللغة‬
‫لحم؛ فنقول‪ :‬ل شرء‪.‬‬

‫‪ ‬مــا ائــدة قالنــا‪ :‬األص ل ؟ أبلله إاا خللرج متمل ًقللا‪ ،‬األببللاء اآلن يعملللون تنظي ًف لا‪ ،‬فنقللول‪ :‬إاا خللرج‬
‫متمل ًقا‪ ،‬فلم يكن النظر إليه‪ ،‬فنقول‪ :‬األص أبه قد استبابت ِخلقته؛ ألبه ابن ثمابين‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬إاا كان بين األربعين والثمابين‪ ،‬فنقول –على الصحي ‪ :-‬إن األص أبله للم تسلتبن‬
‫‪٦‬‬
‫‪745‬‬

‫ِخلقته إل أن يثبت بالقواب ‪ .‬هذا الفرق ما بين األربعين إلى الثمابين وما زاد على الثمابين‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولا بعضها»؛ أي‪ :‬الذي وبمها كلن يملك بعلها‪ ،‬فحينمذ تعت عليه‪ ،‬فتكون أم ولد‪.‬‬

‫يحرم عليه‪ ،‬أو من أبيه‪.‬‬


‫محرمة علي »؛ أي‪ :‬أ ا ولدت من ُ‬
‫قال‪« :‬أو َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأح امها كأمة إَّل يما ينهٍ الملب يف رقبتها أو ُيراد ل »‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأح امها كأمة»؛ أم الولد يف حيا مالكها كاألملة‪ ،‬اسلتثنر المصلنف ملن اللك صلور واحلد ‪،‬‬
‫قال‪« :‬إَّل يما ينهٍ الملب يف رقبتها»؛ مث ‪ :‬البيع والحراء‪ ،‬والهبة وبحوها‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو يراد ل »؛ كالمعاوضة وبحوها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن أعتق رقبة‪ ،‬أو عتهت علي ل عليها الـاَّلن‪ ،‬وهـا أنـ يصـير عصـبة لهـا مطلهـا‬
‫عند عدم عصبة النسب»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومن أعتق رقبة‪ ،‬أو عتهت علي »؛ «عتهت علي » أي‪ :‬ملن غيلر فِعلله‪ ،‬ملا يسلمى‪ :‬العتل القهلري‪،‬‬
‫معسلرا؛‬ ‫موسرا‪ ،‬وأما إاا كلان‬ ‫ومثال الك‪ :‬لو أن رج ً أعت جلءا من قِن‪ ،‬فإبه يسري إلى باقر ِ‬
‫القن ما دام‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫فقد عت منه ما عت ‪ ،‬هذا أص اللفظين‪.‬‬

‫وأما لفظ‪ :‬و ُأمر العبلد بالستسلعاء؛ فقلد أع َّلهلا جملع ملن أهل العللم كا ملام أحملد‪ ،‬وابلن الملدينر‬
‫وغيرهم‪ ،‬ولذلك الصحي أبه ل استسعاء‪ ،‬ل يؤ َمر العبد بالستسلعاء‪ ،‬وإبملا يعتُل عليله إاا أعتل الًللء‪،‬‬
‫هذا من جابع‪.‬‬

‫حلرم‪ ،‬يصل أن تعلا بلاللفظين؛ فإبله حينملذ‬


‫حلرم‪ ،‬أو َم َ‬
‫اا رحلم ُم َّ‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا ملك الحخ‬
‫يعت عليه من حين المللك‪ ،‬فملن اشلةى أبلاه‪ ،‬أو أمله‪ ،‬أو أخلاه‪ ،‬أو أختله‪ ،‬أو ابلن أخيله‪ ،‬أو بنلت أخيله‪ ،‬أو‬
‫خاله‪ ،‬أو خالته‪ ،‬فما دام إاا ُفرض أن أحدهما ً‬
‫اكرا‪ ،‬واآلخر أبثى؛ صار محر ًملا لله‪ ،‬فإبله حينملذ يعتل عليله‬
‫اكرا أو أبثى‪.‬‬
‫بمًرد الملك‪ ،‬وهذا معنى قال‪« :‬أو عتهت علي »؛ أي‪ :‬الرقبة سواء كابت ً‬
‫قال‪ « :‬ل عليها الاَّلن»؛ قد يكون الولء له على أبيه أو ابنه‪.‬‬

‫قال‪« :‬وها أن يصير عصبة لها مطلها»؛ أي‪ :‬مطل ًقا سوا ًء كان ً‬
‫اكرا أو أبثى‪.‬‬

‫قال‪« :‬عند عدم عصبة النسب»‪ ،‬وهذه تقدَّ مت معنا يف الميراث‪.‬‬


‫‪746‬‬

‫بكون بذلك بحمد اهلل أ ينا كتاب العت ‪ ،‬بكم كتاب النكاال بعد الص ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)26‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )26‬اية المًلس السادس والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪747‬‬

‫﷽‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫َاب َالنِ َاحِ »‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬

‫شرأ المصنف ‪ ‬بذكر أحكام النكاال‪ ،‬فعقد لها كتا ًبا‪ ،‬ووجله كوبله كتا ًبلا ألن هلذا الفصل أو أن‬
‫هذا المبحث ل تعل له بما قبله‪ ،‬والعلماء يعقدون الكتاب والفص والباب‪.‬‬

‫فالكتاب‪ :‬هو الذى يكون ل تعل له بما قبله وليس منبن ًيلا عليله‪ ،‬فلإن اببنلى عليله؛ ُجعل فصل ً أو با ًبلا‬
‫تحته‪.‬‬

‫ب َع َلى َم ْن َيخَ ا ُ ُ»‪.‬‬


‫ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َس ُّن َم َع ََ ْه َا ٍة لِ َمن ْ َل ْم َي َخ ْ‬
‫ف َال ِزنَا‪َ ،‬و َي ِ‬

‫قال ‪ُ « :‬ي َس ُّن»؛ أي‪ :‬يس ُن النكاال مع شهو ٍ لمن لم يخاف اللبا‪ ،‬أما كوبُه سن ًة فألن النبلر ‪‬‬
‫ـن لِ ْل َق ْـرجِ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اب‪ ،‬م ِن اس َت َط ِ‬
‫اع منْ ُُم ا ْل َبـا َن َة َ ْل َيتَـز ََّو ْج‪ِِ َ ،‬نَّـ ُ َأبَـ ُّ ل ْل َب َصـرِ‪َ ،‬و َأ ْح َص ُ‬
‫َ‬ ‫الي َب ِ َ ْ‬ ‫أمر به‪ ،‬فقال‪َ « :‬يا َم ْع َي َر َّ‬
‫الص ْامِ؛ َ ِِ َّن ُ َل ُ ِو َجان»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َم ْن َل ْم َي ْستَط ْع َ َع َل ْي بِ َّ‬

‫السلنية هلر لملن كلان عنلده حاجل ٌة إليله‬ ‫الي َب ِ‬


‫اب»‪ :‬يلدل عللى أن هلذه ُ‬ ‫وقوله ‪َ « :‬يا َم ْع َي َر َّ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫بالوصف الغالع المقارب له هو الحباب؛ ولذلك قال المصنف‪ُ « :‬يس ُّن ملع‬ ‫وباعث ير ِّغ ُ‬
‫ع به‪ ،‬والك قربه‬
‫أى‪ :‬لمن كابت له شهو ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شهو » ّ‬
‫والنبر ‪ ‬ب َّين َّ‬
‫أن الللواج هلى سلن ُة المرسللين‪ ،‬وأن ملن تبتَّل لليس منله ‪ ،‬يف‬
‫النفللر الث ثللة الللذين سللمعهم النبللر ‪ ‬وقللد تقللا َّلوا عمللله‪ ،‬فقللال بعلللهم‪« :‬أ َّملا أبللا فل أتلللوج‬
‫النسللاء»‪ ،‬فخللرج النبللر ‪ ‬فقللال‪َ « :‬أنَــا َأ ْع َل ُم ُــ ْم بِــاهَّلل ِ‪َ ،‬و َأ ْت َهــا ُك ْم َلــ ُ»‪ ،‬ثللم اكللر مللن وصللفه‬
‫‪ ‬أبه يتلوج النساء‪ ،‬ومن رغع عن سنته ‪ ‬فليس منه‪.‬‬

‫ــن»‪ :‬ع َّبلللر المصلللنِّف بالسلللن َّية؛ ألن أعللللى درجلللات النلللدب السلللن َّية‪ ،‬بثبوتللله علللن النبلللر‬
‫قالـــ ‪َ « :‬ي ُسـ ُّ‬
‫‪748‬‬

‫قول وفع ً وح ًّثا‪.‬‬


‫‪ً ‬‬

‫ف َال ِزنَا»‪ :‬هذا القيد بإخراج الوجوب كما سيأتى يف ك م المصنِّف‪ ،‬وأما من خاف‬ ‫قال ‪« :‬لِ َمن ْ َل ْم َيخَ ْ‬
‫ثم اكر مفهوملة بعلد‬ ‫عف بفسه‪ ،‬فذكر المصنِّف أو ً‬ ‫اللبا على بفسه؛ فإبه يًع ِ‬
‫ل الستثنا َء َّ‬ ‫عليه أن يتلوج ل َي َّ‬
‫ب َع َلى َم ْن َيخَ ا ُ ُ»‪.‬‬ ‫يف قوله‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫احدَ ٍة ح ِسيب ٍة دين ٍَة َأجنَبِي ٍة ب ْ رٍ و ُل ٍ‬
‫اد»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويسن نِ َاح و ِ‬
‫َ َ َ ِ ْ َّ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُّ‬

‫جلائل‪ ،‬وهلذا الًلواز‬


‫ٌ‬ ‫اكر العلماء‪َّ :‬‬
‫أن السنَّة أن ل يتلوج المرء إل واحد ً فقط‪ ،‬وأما اللياد عليها فإبله‬
‫قد يرقى للندب عند الحاجة إليه‪ ،‬وقد ب َّ أحمدُ والحافعر وأبو حنيف َة وغيلرهم ملن أهل العللم عللى َّ‬
‫أن‬ ‫ُّ‬
‫أل يتلوج إل واحلد ‪ ،‬وع َّبلر الفقهلاء بالسلنَّة؛ ألن فعل النبلر ‪ ‬هلو‬ ‫السنَّة واألفل للحخ‬
‫من خصائصة‪ ،‬ولذا َّ‬
‫فإن العلماء يعقدون با ًبا ىف كتاب النكاال‪ ،‬با ًبا بوي ً جدًّ ا يف خصائصة ‪،‬‬
‫وج ُّ خصائصه إ َّبما هر يف النكلاال‪ ،‬يف عقلده ويف صلفته‪ ،‬فإبله يًلوز أن يعقلد ُه بلة‪ ،‬وملن غيلر ٍ‬
‫مهلر‪ ،‬وأن‬ ‫ُ‬
‫ولر‪ ،‬وغير الك من المسائ ‪.‬‬
‫ا‬ ‫يلوج غيره ب‬

‫النبللر ‪ ‬يف بللاب النكللاال‪ ،‬ولللذا فللإن تلوج له بتس ل ٍع هللو مللن‬ ‫أن ُج ل َّ خصللائ‬
‫فاألص ل َّ‬
‫خصائصة‪ ،‬وليس غيره مواف ًقا له يف هذه الخصيصة‪.‬‬

‫أن السنَّة أن تكون زوجة واحد ‪ :‬ما ُروي عنلد باصلر اللدين ملن حلديث أبلر ار ‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫والدلي على َّ‬
‫اك رجـٍ َضـ ِعيف َ ـ َال َتتَـ َزوجن إِ ََّّل و ِ‬
‫الحلافعر‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫سلتدل‬‫ا‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫»‬‫ة‬ ‫دَ‬ ‫ـ‬ ‫اح‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫النبر ‪ ‬قال‪َ « :‬يا َأ َبا َذ ٍّر إِنِـ َأ َر َ َ ُ‬
‫على الك بقول اهلل ‪ { :‬ﭭ ﭮ ﭯ} [التوبة‪.]28:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فكثر الولد وهم ال َع ْي َل ُة‪ ،‬والع َي ُال تكون سب ًبا يف البحغال عن العلم والبقطاأ عن العبلاد ‪ ،‬وللذا بل َّ‬
‫والحافعر وأبو حنيفة وغيرهم ملن أهل العللم عللى اللك‪ ،‬وهلذه السلن َّية كملا تقلدم قلد ترتفلع عنلد‬
‫ُّ‬ ‫أحمد‬
‫الحاجة لما يخالفه‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬ح ِسـي َب ٍة»؛ أي‪َّ :‬‬


‫أن الملرء إاا أراد أن يتللوج فليبحلث علن الملرأ الحسليبة‪ ،‬والحسلع والنسلع‬
‫ٍ‬
‫بلأمور ُأ َخلر‬ ‫أعلم ملن النسلع‪ ،‬فلإن ملن الحسلع النسلع‪ ،‬ويليلد عليله‬
‫بينهما عمو ٌم وخصوص‪ ،‬فالحسع ُّ‬
‫ِ‬
‫والرياسة وبحوها‪.‬‬ ‫كالحرف‬
‫‪٦‬‬
‫‪749‬‬

‫والمظنة أن من تلوج حسيبة فإن أبنه منها يكون شبيها بخمولتة وأجداده‪ ،‬وقد اكر ال ُّلبير ابن ب َّكلار‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫فلإن أشلبه النلاس بلالنبر ‪ِ ‬سلب َطا ُه‪ :‬الحسلن‪ ،‬والحسلين‬ ‫أشبه النلاس بالرجل ِ أبنلاء بنتله؛ وللذا َّ‬
‫أن الحلخ يبحلث ويتخيلر ب َط ِ‬
‫فله‬ ‫وغيرهم أي‪ ..‬ابن جعفر‪ ،‬لكن من أشبه بالحسن والحسين‪ ،‬فالمقصود َّ‬
‫َّ‬
‫الحسيبة اات المكابة ومن المكابة النسع‪.‬‬

‫ين َترِ َب ْ‬
‫ت َيدَ َ‬
‫اك»‪ ،‬إا الدين هلو األصل وللذا‬ ‫قال ‪« :‬دين ٍَة»؛ لقول النبر ‪ َ « :‬ا ْظ َقر بِ َذ ِ‬
‫ات الدِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َِ‬
‫ُقدِّ م على غيره‪.‬‬

‫َّ‬
‫أمربأن الناس يغةبوا وأل يأخذوا ملن القرابلات لكلر‬ ‫قال ‪َ « :‬أ ْجنَبِ َّي ٍة»؛ أي ليست قريبةً‪ ،‬لعمر ‪ ‬فإبه‬
‫يكون أبنائهم أبًع وأقوى بدبًا ول‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬ب ْ رٍ»؛ لقول النبر ‪ ‬يف حديث جابر‪َ َ « :‬ه َّال ب ْرا ت َُال ِع ُب َها وت َُال ِع ُب َ‬
‫ب»‪.‬‬

‫الا ُلـاد»‪ ،‬أي أبَّهلا‬ ‫قال ‪« :‬و ُل ٍ‬


‫اد»؛ أي َّ‬
‫الـا ُدو ُد َ‬
‫هيرهـا َ‬
‫أن أهلها ينًبون؛ ألن النبر ‪ ‬قلال‪ُ « :‬‬ ‫َ‬
‫تنًع‪ ،‬فالمرأ إاا كابت تنًع هذا من صفات الخيرية‪.‬‬

‫يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة ‪َ -‬م َع َظ ِن إِ َجا َب ٍة‪َ -‬ن َظر إِ َلى َما َي ْظ َه ُر ِمن َْها»‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِمرِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫أن النظلر إللى الملرأ‬ ‫ِ‬
‫النظلر إللى الملرأ ‪ ،‬األصل ُ َّ‬ ‫قال ‪َ « :‬ول ُمرِيد ه ْط َبة ا ْم َر َأة»؛ بدأ يتكلم َ‬
‫المصنِّف عن‬
‫محرم إل عند الحاجة‪ ،‬ومن الحاجة الحهاد والع ج وغيره من األمور ومنها لمن أراد ِخ ْطبة املرأ ٍ‪ ،‬وقلد‬
‫لابرا أن ينظل َلر إلللى امللرأ ٍ فقللال‪« :‬ا ْن ُظ ـ ْر إِ َل ْي َه ـا؛ َ ـِِ َّن ِ ـ َأ ْع ـ ُي ِن اْلَ ْن َص ـ ِ‬
‫ار ََ ـ ْيئا»‪،‬‬ ‫أمللر النبللر ‪ ‬جل ً‬
‫فإ َّن المقصود‪ :‬أعين األبصار من الرجال‪ ،‬أو أعين األبصار من النساء‪.‬‬
‫ِ‬
‫المخطوبة جائل‪ ،‬وهلذا اللذى محلى عليله‬ ‫يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة»؛ ناهر هذه العبار َّ‬
‫أن النظر إلى‬ ‫قال ‪« :‬ولِمرِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫يف المنتهى‪ ،‬بينما الذى محى عليه يف «اْلقناع»‪ ،‬وهو ناهر ب ُّ حديث النبر ‪ ‬أبَّله ُسلنَّة‪ ،‬وإاا‬
‫النظر إلى المخطابة»‪ ،‬وهذا هلو األنهلر‪ ،‬وهلو اللذى محلى عليله موسلى يف «اْلقنـاع»‪ ،‬وهلو‬
‫ُ‬ ‫ويس ُّن‬
‫قال‪َ « :‬‬
‫أح َرى َأ ْن ُي ْؤ َد َم َب ْينَ َُما»‪.‬‬ ‫ناهر الحديث‪َّ :‬‬
‫أن النظر إلى المخطوبة سنَّة‪َّ ِ « ،‬ن ُ ْ‬
‫ٍ‬
‫حظلر‪ ،‬واألملر بعلد الحظلر يعيلد ُه‬ ‫أمر بعلد‬ ‫أجاب من ابتصر لقول «المنتهى» والمصنِّف َّ‬
‫أن هذا ٌ‬ ‫َ‬ ‫ولكن‬

‫أن األمللر يف قللول اهلل ‪ { :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬


‫إلللى حاللله األول وهللو ا باحللة‪ ،‬كمللا َّ‬
‫‪750‬‬

‫أمر بعد ٍ‬
‫حظر فأرجعه إلى األمر األول وهو ا باحة‪.‬‬ ‫ﮒﮓ} [النساء‪ٌ ،]3:‬‬
‫يد ِه ْط َب ِة اِ ْم َر َأ ٍة»؛ يدل على أبَّله ل يًلوز النظلر لملرأ ٍ إل إاا أراد خطبتهلا‪ ،‬هلذا هلو القيلد‬
‫قال ‪« :‬ولِمرِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫األول أن يكون ُمريدً ا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينملذ يًلوز لله النظلر‪،‬‬ ‫القيد الثابى اكره المصنِّف يف قال ‪َ « :‬م َع َظ ِن إِ َجا َب ٍـة»؛ فلإاا نلن ا جابلة‪ ،‬فإبَّله‬
‫لع ملن أراد ِخط َبتهلا يف األسلواق‪ ،‬أو‬ ‫جلابرا كلان يتَت َّب ُ‬
‫ً‬ ‫أا َن أه ُلها بالنظر إليها‪ ،‬أو لم يأابوا‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫أابت أو ِ‬ ‫سواء ِ‬
‫ً‬
‫يف ِ‬
‫األز َّقة فين ُظ ُر إليها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أربعلة‬ ‫يظهلر منهلا غال ًبلا‪ ،‬بل ين ُُّصلون عللى أ لا‬
‫ُ‬ ‫قال ‪« :‬إِ َلى َما َي ْظ َه ُر ِمن َْها» غالبا‪ ،‬العلماء يقصلدون بملا‬
‫وبصلوا علليهم‪،‬‬
‫أربلع ُّ‬
‫ٌ‬ ‫أشياء فقط وهو الوج ُه واليدان والرقب ُة والقد َم‪ُّ ،‬‬
‫بصوا على هلذه األربلع‪ ،‬وقلالوا هلى‬
‫أربع ذا العدد‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬هر ٌ‬
‫وإن كان بعه المحايخ يقول‪َّ :‬‬
‫ألن قيدهم هذا يختلف بإخت ف األوقات؛ ولكن ناهر ك م الفقهلاء‬
‫ذه األربع‪.‬‬ ‫التخصي‬

‫معروف حدُّ ه‪ ،‬أما اليدان فقد اكر القاضر َّ‬


‫أن اليدان يكوبان إلى المرفقين يًوز النظر إليهملا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫والوجه‬
‫معروف والقدم كذلك‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كما اكر القاضر‪ ،‬والرقب ُة‬

‫فإن الحهو يف القلع وتختلف ملن شلخ‬ ‫أمر يف القلع‪َّ ،‬‬ ‫قال ‪« :‬إِ ْن َأ ِم ْن َا َّ‬
‫لي ْه َا َة» هنا كلمة « َا َّ‬
‫لي ْه َا َة» ٌ‬
‫أن الرج ااا بظر لمرأ ٍ فلربما كان بظر الى شلهو ‪ ،‬فلليس الملراد هنلا إاا أمِل َن مطلل‬ ‫إلى آخر‪ ،‬ول شك َّ‬
‫أن المقصلود بالحلهو هنلا‬ ‫الحهو وإبما المقصو ُد هنا إاا أمِ َن فوران الحلهو ‪ ،‬وهكلذا بل َّ عليله صلراح ًة َّ‬
‫فيه يكون سب ًبا ربما بحهو ٍ وبحو الك‪.‬‬ ‫فورابُها ل مطلقها؛ ألن ك بظر ٍ التعمد ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ار ِم ِ َو ِم ْن‬ ‫اق ِمن َذو ِ‬


‫ات َم َح ِ‬ ‫س َو َس ٍ ْ َ‬ ‫لي ْه َاةَ‪َ ،‬و َل ُ َن َظ ُر َذلِ َ‬
‫ب َو َر ْأ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بَ الِبا بِ َال ُه ْل َا ٍة إِ ْن َأ ِم ْن َا َّ‬
‫ُأ ِم ِة»‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬و َل ُ َن َظ ُر َذلِ َ‬


‫ب»؛ أي‪ :‬يًوز للرج أن ينظر إلى ما نهر غالبا وهر أربع‪ ،‬قال‪ :‬هر األربعلة أملور‬
‫التر سب اكرها قب قلي ‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬و َر ْأ ٍ‬
‫س»؛ أي‪ :‬وكمال الرأس بحعره‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪751‬‬

‫ار ِم ـ ِ »؛ أي‪ :‬مللن النسللاء التللر يحللرم عليلله أن يتلللوج ل َّن مللن قرابللة‪ ،‬أو‬ ‫ـاق ِمــن َذو ِ‬
‫ات َم َح ِ‬ ‫قال ـ ‪َ « :‬و َسـ ٍ ْ َ‬
‫الرضاعة‪ ،‬وهر ك ُ امرأ ٍ محرمة عليه بالنكاال وهو محرم لها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مستامة‪ ،‬أو غير مستامة‪ ،‬كما يطل المصنف ووافقه عليه صاحع‬ ‫قال ‪َ « :‬و ِم ْن ُأ ِم ِة»؛ سوا ًء كابت األمة‬
‫«اْلقناع»‪ ،‬وهذا وفا ًقا لصاحع «اْلقناع»‪ ،‬وأما «المنتهى» فقد َّفرق بينهما‪.‬‬

‫خ ْط َب ِة َر ْج ِع َّي ٍة‪،‬‬
‫ِب ِ‬ ‫خ ْطب ِة معتَدَّ ٍة ع َلى َبي ِر َزوجٍ ت ِ‬
‫َح ٍُّ َل ُ َو َت ْعرِي‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َح ُر َم ت َْصرِيح بِ َ ُ ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب»‬ ‫َوه ْط َبة َع َلى ه ْط َبة ُم ْسل ٍم ُأ ِج َ‬

‫لفظ فيه تعلريه ولليس بالصلري ‪،‬‬ ‫لفظ صري ولها ٌ‬ ‫خ ْط َب ِة ُم ْعتَدَّ ٍة»؛ الخطبة لها ٌ‬
‫قال ‪« :‬وحرم تَصرِيح بِ ِ‬
‫َ ُ َ ْ‬
‫منك‪ ،‬أوبحو الك من العبارات‪ ،‬وأ َّما التعريه بالخطبلة‪ :‬بلأن يلأا باأللفلاظ‬ ‫فالصري يقول‪ :‬أريد اللواج ِ‬

‫أن عملر بلن عبلد العليلل ‪ ‬ورحمله حينملا‬ ‫إن لر رغبة ِ‬


‫بك‪ ،‬وقد جاء‪َّ :‬‬ ‫التر تدل على الك مث أن يقول‪ِّ :‬‬

‫كان وال ًيا يف مدينة النبر ‪ ‬مات رج ٌ من أه المدينة‪َّ ،‬‬


‫فمر بلوجته وهر تلطم وجههلا؛ فقلال‬
‫ِن لنا ي نظرة»‪ ،‬وهذا من باب التعريه بالخطبة‪.‬‬
‫لها عمر ‪َّ« :‬ل تلطمى؛ َّ‬

‫تصريحا به‪.‬‬
‫ً‬ ‫إ ًاا فالتعريه بالخطبة يختلف بالصيغ المختلفة لكن ل يكون‬

‫من الناس من يقول ه المعتدَّ منط ٍق بائن (هل يًلوز لهلا أن ينظلر لهلا الخابلع؟)‪ ،‬بقلول أل‪ ،‬إاا‬
‫غيلر علمهلا‪ ،‬فهلذا أملر آخلر يتعلل ِ‬
‫بله‬ ‫تعرضت له معناها أبَّها خطبة؛ ولكن إن بظر إليها من غير إابِها ومن ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫هللو‪ ،‬وأ َّمللا يف عرفنللا اآلن فهللر تخل ُلر ُج للله فمعناهللا أبَّهللا بللوأ خطبللة وإن لللم يسل ِّلمها خطبل ٍلة‪ ،‬لكنَّهللا مقللدِّ مات‬
‫النكاال‪.‬‬
‫خ ْطب ِة معتَدَّ ٍة ع َلى َبيرِ زَوجٍ ت ِ‬
‫َح ٍُّ َل »؛ المعتدَّ قد يكلون علدَّ ملن ِ‬ ‫ِ‬
‫أربعلة أشلياء‪،‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫قال ‪« :‬و َح ُر َم ت َْصرِيح بِ َ ُ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫رجع ًّيا‪ ،‬أو أن يكون من وفا ‪ ،‬أو أن يكون من ب ٍق ٍ‬
‫بينوبة كاى‪ ،‬أو أن يكلون ملن‬ ‫بائن‬ ‫إ َّما أن يكون ب ًقا ْ‬
‫فسخ‪ ،‬خمسة أمور‪.‬‬ ‫بينوبة صغرى‪ ،‬أو مِن ْ‬
‫ٍ‬ ‫ب ٍق ٍ‬
‫بائن‬

‫علر‪ :‬بلأن يكلون قلد بلقهلا‬


‫رج ا‬
‫لكر بفهم هذه الخمس‪ ،‬النوأ األول قلنا‪ :‬أن تكلون معتلد ملن بل ق ْ‬
‫ِ‬
‫بقولله‪ ،‬أو‬ ‫الطلقة األولى‪ ،‬أو الثابية‪ ،‬فهر زوجة‪ ،‬هنلا زوجل ٌة للوجهلا اللذي بلقهلا إا يحل لله أن يراجعهلا‬
‫يحرم التصري والتعريه بخطبتها‪ ،‬ملن غيلر زوجهلا ألن زوجهلا‬
‫عر‪ُ ،‬‬
‫رج ا‬
‫بفعله‪ ،‬والمعتد ُ من عد ب ق ْ‬
‫يًوز له المراجعة فمن باب أولى أبه يًوز له التعريه والتصلري بالخطبلة‪ ،‬أ َّملا غيلر زوجهلا فل يصل‬
‫‪752‬‬

‫التصري ول التعريه مطل ًقا‪.‬‬


‫بينوبلة صلغرى وهلر المطلقلة ِ‬
‫بع َلو ٍ‬
‫ض بلفلظ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بينوبلة كلاى وهلر ثل ً‬
‫ث‪ ،‬أو‬ ‫ثانيا‪ :‬المطلقة ب ًق ٍ‬
‫بلائن‬
‫الخ ْلع ل بلفظ الط ق‪ ،‬أو بالفسلوخات األخلرى‬
‫فظ بلفظ ُ‬‫عوضا ف َت َل َ‬
‫بفسخٍ ‪ ،‬كأن تكون بذلت ً‬
‫الط ق‪ ،‬أو ْ‬
‫التر يفس ُخها الحاكم‪ ،‬فهؤلء الث ث عد ُتهن ث ث ِحي ْه إن كابت من اوات ِ‬
‫الح َي ْه‪ ،‬أو ث ث ُة أشهر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫يًوز للوجها أن يراجعها‪ ،‬لكن يًوز لله يف الحاللة الثابيلة والثالثلة أن يعقلد عليهلا عقلدً ا جديلدً ا؛‬
‫ُ‬ ‫ول‬
‫أل ا بينوبة صغرى‪ ،‬أو مفسوخة‪ ،‬ول تحسع من الط ق‪.‬‬
‫هذه المرأ المبابة ل يًوز ألي رج ٍ غير زوجها ببعا أن يصرال بخطبتهلا؛ ألن هلذه ِ‬
‫العلدَ فيهلا ُ‬
‫حلظ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اللوج فيها معنى ُ‬
‫حظ اللوج الحةام وغيره وان كلان‪ ،‬بب ًعلا التعلريه هلذا فيله إشلكال عنلد بعله أهل‬
‫العلم كالحيخ ‪ ،‬لكن يًوز التعريه لها من غير زوجها‪ ،‬فيأا رج لملرأ معتلد ملن بل ق بلائن بينوبلة‬
‫يعر َض لها‪.‬‬
‫كاى أو بينوبة صغرى أو فسخت بكاال زوجها أن ِّ‬
‫يصرال بالخطبة إاا كابت بينوبة صغرى أو من فسخ‪ ،‬أ َّملا البينوبلة الكلاى‬
‫أ َّما زوجها فإبه يًوز لها أن ِّ‬
‫زوجا غيره‪.‬‬
‫ً‬ ‫أص ل يًوز له أن يتلوجها حتى تنك‬

‫أما الناع الخامس‪ :‬المتوىف عنها زوجها‪ ،‬أفردت هذه ألبه ل زوج لها لكر بقول هل يخطبهلا زوجهلا‬
‫أم ل‪ ،‬فهذه المرأ يًوز التعريه ول يًوز التصري‬

‫خ ْط َب ِة ُم ْعتَدَّ ٍة» م ْط َل َقة باألبواأ الخمس التر اكرباها قبل قليل‬


‫إ ًاا هذا قول المصنِّف‪« :‬وحرم تَصرِيح بِ ِ‬
‫َُ َ ْ‬
‫تح ُّ لللوج؟‪ ..‬يف ث ث حالت فقط‪:‬‬ ‫تح ُّ له‪ ،‬متى تكون ِ‬
‫على غير زوجٍ ِ‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬إاا كان ب ًقا رجع ًّيا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إاا كان ب ًقا بائنًا بينوبة صغرى‪.‬‬

‫ْ‬
‫بالفسخ‪.‬‬ ‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬إاا كان‬

‫يعلرض ول يحل ُّ لله يف الطل ق‬


‫وأما إاا كابت ببينوبة كاى أو بوفلا ‪ ،‬فلإن الللوج يمكنله يف الوفلا أن ِّ‬
‫البينوبة الكاى‪.‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يعرض بذلك‪.‬‬ ‫بِخ ْط َبة َر ْجع َّية»؛ ُ‬
‫يحرم على الك إل زوجها أن ِّ‬ ‫قال ‪َ « :‬و َت ْعرِي‬
‫‪٦‬‬
‫‪753‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ « :‬وه ْط َبة َع َلى ه ْط َبة ُم ْسل ٍم ُأ ِج َ‬
‫يب»‪ ،‬ماثبت يف الصحي ‪ :‬أن النبر ‪ ‬لى أن يخطلع‬
‫المسلم على خطبة أخيه‪ ،‬والخطبة على خطبة المسلم لها شروط أورد المصنف بعلها‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أبه ل ُبلد أن يكلون قلد ُأجيلع ‪ ،‬فلإن للم يكلن قلد ُأجيلع فإبله يف هلذه الحلال يًلوز‬
‫يًع؟ يف أحلد أملرين‪ :‬إملا أ لم َر ُّدوه‪ ،‬أو سلكتوا وللم يلر ُّدوا عليله‪،‬‬
‫الخطبة على خطبته‪ ،‬وكيف يكون لم َ‬
‫بالولر أم بالمرأ بفسها؟ قالوا‪ :‬العا بالمرأ بإجابتهلا هلر ل بإجابلة‬
‫ِّ‬ ‫وكيف تكون ا جابة؟‪ ،..‬ه العا‬
‫ول ِّيها‪ ،‬فلو علم َّ‬
‫أن ول َّيها راكن لهذه الخطبة‪ ،‬ولكن المرأ ليست راكن ًة؛ جاز له الخطب ُة على الخطبة‪.‬‬

‫هناك قيد ثاين يذكر ُه القههان هنا‪ ،‬واهتصره المصنِف ر َّبمـا لدَّللـة اْلول عليـ ‪ :‬وهلو العللم بالخطبلة‪،‬‬
‫فإ َّبما خطع على خطبة أخيه وهو جاه ٌ بخطبة األول فإبَّه ل أثم عليه‪.‬‬

‫آثلم‪ ،‬والللواج صلحي ؛‬


‫تللوج‪ ،‬فنقلول‪ :‬هلو ٌ‬
‫‪ ‬المسألة اْلهيرة عندنا‪ :‬من خطع على خطبة أخيه ثم َّ‬
‫ِ‬
‫صلفاته‬ ‫ألن هذا النهر ليس متع ال ًقا بذات العقد‪ ،‬وإ َّبما هو متقدِّ ٌم عليه‪ ،‬وليس متعل ًقا بحربه‪ ،‬ول صلفة ملن‬
‫التر ل توجد إل به‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن ع ْهدُ ه يام َا ْلُمع ِة مسان بعدَ ُه ْطب ِة اِب ِن مسع ٍ‬
‫اد»‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ َّ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ‬

‫قال ‪َ « :‬و ُس َّن َع ْهدُ ُه َي ْا َم َا ْل ُُ ْم َع ِة»؛ أي‪ :‬عقلد النكلاال يلوم الًمعلة؛ ألن يلوم الًمعلة فيله سلاعة إجابلة‪،‬‬
‫أيلا اللوج والمرأ وول ُّيها والحهود وغيرهم ممن‬
‫إاا عقد النِّكاال يدعو له الحاضرون ويدعو ً‬ ‫والحخ‬
‫حلر فهو مظنة لجابة الدعاء بإان هلل ‪ ،‬وهذه من الموابن التى يف الغاللع لملن يعللم أبَّهلا ملوابن‬
‫َ‬

‫تلرأ يف الدعاء‪ ،‬فاألم تدعو لبنتها واألب يدعو لبنه يف وقت العقلد ملن القللع‪ { ،‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ُّ‬
‫ﯜ} [النم ‪ ،]62:‬فمث هذه ُيرجى ا ا جابة‪ ،‬فالع َّلة يف استحباب أن يكون يوم الًمعة هوالك‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬م َسان»؛ المراد بالمساء ليس اللي ‪ ،‬وإ َّبما ملا كلان بعلد الللوال ألن سلاعة ا جابلة يلوم الًمعلة‬
‫يستحع أن تكون يف المساء‪ ،‬وقد جلاء يف أحاديلث ولكنَّهلا فيهلا مقلال يلدعو الفقهلاء يف كتلبهم أن الللواج‬
‫سبع لاكته‪.‬‬
‫مسا ًء سببا لاكته‪ ،‬أي عقد النكاال يف المساء أي‪ :‬يف العصر مث أو يف آخره ٌ‬

‫إن الحمد هَّلل نحمده ونستعين ونسـتغقره‪ ،‬ونعـاذ‬ ‫قال ‪« :‬بعدَ ُه ْطب ِة اِب ِن مسع ٍ‬
‫اد»؛ المراد به‪ :‬أن يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫مض ٍَّ ل من ْ‬
‫يضلٍ ال هـادي لـ ‪ ،‬وأَـهد أن َّل الـ‬ ‫باهَّلل من َرور أنقسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهَّلل ال ِ‬
‫‪754‬‬

‫اَّل اهَّلل وأَهد أن محمد عبده ورسال »‪.‬‬

‫إلى هنا هذا الذي جلاءت يف خطبلة ابلن مسلعود ‪ ،‬وقلد كلان ا ملام أحملد ‪ ‬إاا حللر عقلد‬
‫الخ ْط َبلة عنلد عقلد‬
‫مملا يلدل عللى تأكيلد اسلتحباب هلذه ُ‬ ‫بكاالٍ ولم ُيخ َطع فيه لذه ُ‬
‫الخط َبلة يخلرج منهلا‪َّ ،‬‬
‫النكاال فهر ُخطبته‪.‬‬

‫اللياد ُ عليها أمران‪ ،‬اللياد األولى بذكر اآليات الث ث أوردها بعه أه العلم فقهائنا وبعللهم للم‬
‫عللى النبلر ‪‬؛ ألن اآليلات اللث ث إبملا فسلرها لا‬ ‫يورده وأقتصلر عللى الحملد هلل والصل‬
‫سفيان عندما روى الحديث‪ ،‬وهناك زياد ٌ أخرى مباح ٌة وليست مندوبة وهو المحهور يف كتلع الفقهلاء أن‬
‫يقولللوا‪ :‬أمللا بعللد‪ :‬فقللد أمربللا اهلل بالنكللاال‪ ،‬و للى عللن السللفاال‪ ،‬فقللال وهللو أصللدق القللائلين آمل ًلرا ومخلاًا‪:‬‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ}‬
‫[النور‪.]32:‬‬

‫طع ابن بباتلة المحلهور هلذا‬ ‫إخوابى ل أدري ما أصلها لكنها موجود يف كتع الفقهاء وموجود يف ُخ ِ‬
‫البليغ‪ ،‬فإ ا موجود ٍ فيها ول أدري ما أص ُلها والغالع والظن يف أه العلم أبَّهم ل ُي ِر ُدون شي ًما عبثا وإبملا‬
‫يردوبه ألن له مسندً ا لكن ربما لم يصلنا بعد‪.‬‬
‫ان عن َا ْلماانِع‪ ِ ،‬وإِيُاب بِ َل ْق ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت»‪َ ،‬أ ْو «زَ َّو ْج ُ‬
‫ت»‪َ « ،‬و َق ُبال‬ ‫إ‪َ « :‬أ َن َْح ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َا ْلخَ ال َي ِ َ ْ َ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّز ْو َج ِ‬

‫يت»‪َ َ ،‬هط‪َ ْ،‬أ ْو َم َع َه َذا َالنِ َاحِ َأ ْو َتز ََّو ْجت َُها»‪.‬‬‫ت»‪َ ،‬أ ْو « َر ِض ُ‬ ‫بِ َل ْق ٍ‬
‫إ ‪َ « :‬قبِ ْل ُ‬
‫بدأ المصنف ِ‬
‫بذكر أركان النكاال والعلماء لهم بريقتان‪ ،‬بعلهم يذكر ركنًا واحدً ا وهلو الصليغة وهلو‬
‫ا يًللاب والقبللول‪ ،‬وبعلللهم ي ُعللدُّ اللوجللان أركا ًبللا والنتيًللة ُواحللد ‪ ،‬لللم؟ ألبَّنللا ااا قلنللا إن الللركن هللو‬
‫اليًاب والقبول ف إيًاب ولقبول إل من اللوجين‪َّ ،‬‬
‫فدل على أ ما ركنان فيه‪.‬‬

‫ان َع ْن َا ْل َم َاانِع»‪ ،‬وسيأتى المصنِّف بذكر موابع بعلد اللك‬


‫ان َا ْلخَ الِ َي ِ‬
‫بدأ المصنِّف بأركابه فقال‪َ « :‬الز َّْو َج ِ‬

‫يف ك مه الذى سيأتى بعد الك‪.‬‬

‫الولر‪ ،‬والقبلول يكلون ملن‬


‫ِّ‬ ‫يًاب يكون من‬
‫ُ‬ ‫قال ‪َ « :‬وإِ َ‬
‫يُاب»‪ ،‬الركن الثالث‪ :‬ا يًاب والقبول‪ ،‬وا‬
‫بائلع عنهملا كوكيل ٍ وبحلوه وسليأا تفصلي اللك يف‬
‫ٌ‬ ‫اللوج‪ ،‬هذا هو األص ؛ ألبه أحيابا قد يكلون هنلاك‬
‫محله‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪755‬‬

‫ِ‬ ‫عقد النكاال عقد خطير جدًّ ا‪ ،‬ولذا َّ‬


‫اليـروط مـا‬ ‫أحـق مـا ْأو َ ْيـتُم م َ‬
‫ـن ُ‬ ‫إن َّ‬
‫فإن النبر ‪ ‬قال‪َّ « :‬‬
‫أست َْح َل ْلت ُْم بِ ِ ال ُقروج»‪ ،‬فعقد النكاال هو من أح ُّ العقود بالوفاء به‪ ،‬وقد اكر النبر ‪« ‬إ َّن ُ ْم َقدْ‬ ‫ْ‬
‫اب اهَّلل ِ»‪ .‬ولذلك َّ‬
‫فإن الحارأ أحتاط لهذا العقد إحتيا ًبلا لليس لغيلره ملن العقلود‪ ،‬وفقهائنلا‬ ‫اهن بِ ِ َت ِ‬
‫َأ َه ْذت ُُم ُ‬
‫بظروا لمقاصد الحريعة حينما جع الحلارأ فر ًقلا بلين النكلاال والسلفاال فلأمر بلالتفري بينهملا‪ ،‬وللذا فقلد‬
‫أحتابوا له يف شروط النكاال ويف أركابه‪.‬‬

‫وبنللا ًء عليلله فمللن احتيللابهم‪ :‬النظللر لمقاصللد الحللريعة‪ ،‬والنظللر يف عمومللات األدلللة‪ ،‬وبظللرهم متً ل ٌه‬
‫ٌ‬
‫ومستدل له َّ‬
‫أن عقد النكاال ل ينعقد إل بحروط‪:‬‬
‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أبَّه لينعقدُ إل بلاللفظ‪ ،‬وهلذا معنلى قولله‪« :‬بِ َل ْق ٍ‬
‫ـإ»‪ ،‬فل ينعقلدُ بالكتابلة‪ ،‬ول ينعقلد‬
‫با شار ‪ ،‬ولبغير الك؛ إل لمن ل يسلتطيع الكل م كاألصلم‪ ،‬فهلذا معلذور‪ ،‬إ ًاا فالكتابلة أن يكتلع رجل‬
‫زوجتك ويقول اآلخر قبلت ل ينعقد به‪ ،‬هذا األمر األول‪.‬‬
‫آلخر َّ‬
‫ٌ‬
‫ألفلاظ كنائيلة‪ ،‬ولفظله الصلري يف‬ ‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أبه ل ينعقلد إل بلاللفظ الصلري فقلط‪ ،‬ولليس لله‬
‫جـت»‪ ،‬ولفظله الصلري ىف القبلول لفظلان كلذلك وهملا‪:‬‬
‫زو ُ‬ ‫حـت»‪ ،‬و « َّ‬
‫ُ‬ ‫ا يًاب لفظان فقلط وهملا‪« :‬أن‬
‫ِ‬
‫كقول‪« :‬نعم»‪ ،‬وسيأا بعد قلي ‪.‬‬ ‫ضيت»‪ ،‬أو ما يقوم مقامهما‬
‫لت»‪ ،‬و « َر ُ‬
‫«ق َب ُ‬

‫جـت»‪ ،‬و« َم َّل ُ‬


‫ْـت»‬ ‫زو ُ‬‫حت»‪ ،‬و « َّ‬
‫ُ‬ ‫إ ًاا األمر الثاين أبه ل ينعقد إل باللفظ الصري وهما لفظان فقط «أن‬
‫أعطيت»‪« ،‬ه لب»‪ ،‬ل ينعقد به ل ُبد من أحد هذين اللفظين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ل ينعقدُ به‪« ،‬‬

‫‪ ‬اليرط الثالث‪ :‬أبَّه ل ُبلد أن يكلون ا يًلاب والقبلول بالعربيلة لملن يحسلنها فملن أحسلن العربيلة‬
‫وتلفظ بغيرها لم ينعقد النكاال بل ل ُبلد أن يلأا لا‪ ،‬وملن للم يحسلن العربيلة فيًلوز لله أن يعقلد النكلاال‬
‫بلسابه ول يللم تعلم العربية ألن هذا ليس لفظ عباد ‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الرابع‪ :‬أبَّه ل ُبد من الةتيع بين اللفظين ف بد أن يتقدم ا يًاب عللى القبلول‪ ،‬فللو تقلدم‬
‫زوجتب»‪ ،‬لم ينعقد‪ ،‬بل ل ُبلد أن يتقلدم ا يًلاب‬ ‫القبول على ا يًاب فقال‪ِ « :‬‬
‫زوجن ابنتب»‪ ، ،‬فقال‪َّ « :‬‬
‫على القبول‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الخامس‪ :‬أبَّه ل ُبد أن يكون بينهما موال ‪ ،‬والمراد بالموال ‪ :‬أن يكلون ا يًلاب والقبلول‬
‫وأل يفص بينهما فاص ٌ بوي ٌ ُع ْر ًفا‪ ،‬إ َّما بسكوت بوي ‪ ،‬أو بك ٍم من ِ‬
‫غير جنسه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫مًلس‬ ‫يف‬
‫‪756‬‬

‫‪ ‬اليرط السادس‪ :‬ل بد من ا ِّتحاد المًلس‪ ،‬فلو اختلف المًلس يقول‪ :‬ل يص ‪ ،‬فللو كلان يف ٍ‬
‫بللد‬ ‫ُ‬
‫واآلخر يف ٍ‬
‫بلد آخر وتكلم بالهاتف لم ينعقد‪ ،‬على ناهر ك مله وهلذا اللذي صلدر بله قلرار مًملع الفقله؛‬
‫ألبه ل ُبد من اتحاد المًلس بينهما‪.‬‬

‫السفاال قلد يكلون شلكله شلك‬ ‫ه القيود الخمس يف الصيغة لم يذكرها العلماء عب ًثا؟! ألن ً‬
‫كثيرا من ِّ‬
‫بعلا من أه العلم أخطأ ‪ ،‬فقال أن من علاهر بلامرأ عللى ِع َلو ٍ‬
‫ض فإبَّله ُيلدْ َرأ‬ ‫النكاال‪ ،‬وتعلمون َّ‬
‫أن ً‬
‫عنه الحج لحبهه بعقد النكاال‪ ،‬إ َاا هناك شبه ف بد من التفري بين عقد النكاال وبين غيلره‪ ،‬وللذلك ُا ْح َ‬
‫تليط‬
‫إليه بأشياء‪.‬‬

‫الضـ ْر ُب بِالـدُّ ِ‬
‫ف»‪ ،‬واأللفلاظ‬ ‫والسـ َقاحِ َّ‬
‫ِ‬ ‫والسـ َقاحِ إِ ْع َالنُـ ُ»‪ َ « ،‬ـ ْر ُق َمـا َبـ ْي َن النِ َـاحِ‬
‫ِ‬ ‫« َ ْر ُق َما َب ْي َن النِ َـاحِ‬
‫األخرى المختلفة يف هذا الحديث‪.‬‬

‫ت»‪َ ،‬أ ْو «ز ََّو ْج ُ‬


‫ت»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬بِ َل ْق ٍ‬
‫إ‪َ « :‬أ َن َْح ُ‬

‫غيرها مقامها‪.‬‬
‫فقط دون ما عداها من ألفاظ‪ ،‬ف يقو ُم ُ‬

‫ت»‪َ ،‬أ ْو «ز ََّو ْج ُ‬


‫ت»‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬بِ َل ْق ٍ‬
‫إ‪َ « :‬أ َن َْح ُ‬

‫ت»‪َ ،‬أ ْو « َر ِض ُ‬
‫يت»‪.‬‬ ‫قال ‪َ « :‬قبِ ْل ُ‬

‫دون غيرهمللا مللن األلفللاظ َف َقللط‪ ،‬أي‪َ :‬ف َقللط هللذه تحتمل إحتمللالين‪ ،‬إمللا تعللود إلللى ا يًللاب بلفظيلله‬
‫والقبول بلفظيه‪ ،‬أو تعود إلى القبول فقط‪ ،‬كِ األمرين محتم ‪.‬‬

‫قالـ ‪َ « :‬أ ْو َمـ َـع َهـ َـذا َالنِ َ ــاحِ ‪َ ،‬أ ْو َتز ََّو ْجت َُهــا»؛ أو يقللول القائل ُ ‪َ « :‬قبِ ْلـ ُ‬
‫ـت هــذا الن ــاح»‪ ،‬فيليللدُ لفللظ «هللذا‬
‫تلوجتُها»‪ ،‬فيكون من بلاب ا خبلار‪ ،‬هلذا هلو األصل أبَّله ل ُبلد ملن ا تيلان بالصليغة‬
‫النكاال»‪ ،‬أو يقول‪ْ « :‬‬
‫الصريحة‪.‬‬

‫ً‬
‫سؤال فأجلاب بللل «نعـم»‬ ‫هناك أمر واحد عند العلماء يقولون‪َّ :‬‬
‫إن السؤال ُمعاد يف الًواب‪ ،‬فمن ُسم‬
‫زوجن ابنتـب»‪ ،‬فقلال‪ :‬بعلم‪ ،‬ثلم قلال‪َ « :‬قبِ ْل ُ‬
‫لت»؛ ابعقلد النكلاال‪،‬‬ ‫فكأبَّه أعاد ُه‪ ،‬فلو َّ‬
‫أن أ ًبا جاء ُه رج فقال‪ِ « :‬‬
‫زوجتـب ابنتـ »‪ ،‬أقبِ ْلتهلا؟ فقلال‪« :‬نعـم»‪ ،‬فقولله‪ :‬أقبِ ْلتهلا؟ بعلم؛ أي‪ :‬بعلم قبِ ُ‬
‫للت‪،‬‬ ‫أيلا الثاين فقال‪َّ « :‬‬
‫ومثله ً‬
‫َ‬
‫السؤال يف الًواب‪.‬‬ ‫فأعاد‬
‫‪٦‬‬
‫‪757‬‬

‫اص بِ ٍُِ لِ َس ٍ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ« :‬م ْن َج ِه َل ُه َما َل ْم َي ْلز َْم ُ َت َع ُّلم ‪َ ،‬و َك َّقا ُه َم ْعن ُ‬
‫َاه َما َا ْلخَ ُّ‬

‫قال ‪َ « :‬و َم ْن َج ِه َل ُه َما َل ْم َي ْلز َْم ُ َت َع ُّلم»‪ ،‬أي‪ :‬تع َّلم العربية واللفظين‪.‬‬

‫لغة من لغلات العلالم يلتل َّف ُظ بله ليللمله اللتَّعلم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫اص بِ ٍُِ لِ َس ٍ‬
‫ان»؛ أي‪ :‬بأي ٍ‬
‫َاه َما َا ْلخَ ُّ‬
‫قال ‪َ « :‬و َك َّقا ُه َم ْعن ُ‬
‫لكن من كان عالمًا بلسان العرب وجع عليه أن يأا بله‪ ،‬هلذا ملن بلاب ا حتيلاط لعقلد النكلاال ألن عقلد‬
‫أن بعله النلاس يت علع يف عقلود‬ ‫اكرت لكم كيلف َّ‬
‫ُ‬ ‫النكاال خطير‪ ،‬ولول المقام ليس مقام ِ‬
‫لذكر األخبار‬
‫ٍ‬
‫بأمور عًيبة جدً ا‪ ،‬فا حتياط لله بعلدم إسلرار النكلاال والتحلديد يف بكلاال السلر‬ ‫النكاال ويدخ على بسو‬
‫والتحديد يف بكاال الرغبة والتحديد يف الصيغة كملا قلال ابلن عملر ‪« :‬إنَّمـا الن ـاح الرببـة»‪ ،‬فمثل هلذه‬
‫األمور تًع فر ًقا بين النكاال والسفاال‪.‬‬
‫ب وو ِصي ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يِ‬‫ن َاحٍ َتز ِْو ُ‬ ‫اه َما ‪َ ،‬ل َُّن ْلَ ٍ َ َ ِ‬ ‫ين َالز َّْو َج ْين ِ َو ِر َض ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ُرو ُط ُ َأ ْر َب َعة‪َ :‬ت ْعيِ ُ‬
‫لص ِغيرِ‪َ َ ،‬ال ُيز َِو ُج‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب َلها د َ ِ‬
‫ون ت ْسعٍ‪َ ،‬وبِ ْ رٍ ُم ْط َلها‪ ،‬ك ََس ِيد َم َع إِ َمائ َو َع ْبده َا َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َصغيرٍ َو َبال ٍَ َم ْعتُاه‪َ ٍ،‬و َم ُْنُانَة‪َ ،‬و َث ِي ٍ َ ُ‬
‫نت تس ٍع إِ ََّّل بِِِ ْذنِ َها‪َ ،‬و ُه َا ُص َم ُ‬
‫ات ِب ْ رٍ‪َ ،‬و ُن ْط ُق َث ِي ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫ان َص ِغ َيرة بِ َحال‪َ ،‬و ََّل بِ َ‬
‫اق َا ْْلَولِي ِ‬
‫ْ َ‬
‫ب ِ‬
‫َ‬

‫قال ‪َ « :‬و َُ ُرو ُط ُ»‪ ،‬بعلهم ي ُعدُّ الحروط يف النكاال أربعة وبعلهم ي ُعلدُّ ها خمسلة‪ ،‬الفلرق بينهملا فلرق‬
‫ِ‬
‫الصلحة وشلروط‬ ‫لحة‪ ،‬وملن علدَّ ها خمسلة علدَّ شلروط‬ ‫ِ‬
‫لفظر؛ ألن من علدَّ ها أربعلة فإبَّله يعلدُّ شلروط الص َّ‬
‫خامسا هو شرط الللوم‪.‬‬ ‫الص َّحة ثم سيورد بعده شر ًبا‬ ‫الللوم‪ ،‬والمصنِّف أورد الحروط األربعة شروط ِ‬
‫ً‬

‫قال ‪َ « :‬ت ْعيِ ُ‬


‫ين َالز َّْو َج ْين»‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن ُي َع َّي َن ف ُبد أن يكون اللوج واللوجة ُم َع َين ْي ِن إما بالسم أو بالشار أو بالصلفة؛‬
‫زو ْجتب ابنت هذه»‪ ،‬أو أن يكون الملرء لله ابنتلان كلاى وصلغرى‬
‫اطمة»‪ ،‬أو « َّ‬ ‫زو ْجتب ابنت‬
‫كأن يقول‪َّ « :‬‬
‫زو ْجتب ابنت ال برى أو الطايلـة»‪ ،‬أو غيلر اللك ملن الع ملات التلر يكلون فيهلا تعيلين ُم َم ِّيلل ل‬
‫فيقول‪َّ « :‬‬
‫م ْط َل الوصف‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪َ « :‬و ِر َض ُ‬


‫اه َما»‪ ،‬أي‪َّ :‬ل ُبدّ من رضا اللوجِ ‪ ،‬و رضا اللوجلة‪ ،‬وهنلا مسلألة أريلد أن بنتبله‬
‫شرط دائم يف صحة عقد النكاال‪ ،‬لم الولر إ ًاا؟‪ ،..‬ب ُقو ْل‪ :‬الولر ي ِ‬
‫لع يف العقلد‬‫وج ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫لها بالرضا‪ ،‬رضا اللوجة‬
‫اللولر‪ ،‬وملن للم يحلةط‬ ‫موجع يف العقلد‪ ،‬اللذي ُيحلةط رضلاه‪ :‬اللوجلة‪ ،‬ملا الفلرق بلين ملن اشلةط‬ ‫هو ِ‬
‫َّ‬
‫اللولر‬ ‫‪:‬‬‫يقلول‬ ‫اللولر‬ ‫شةط‬ ‫ا‬ ‫فمن‬ ‫ع‪،‬‬ ‫الولر؟ فك ُهما يحةط رضا اللوجة‪ ،‬بقول‪ :‬الفرق بينهما فيمن ِ‬
‫يوج‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪758‬‬

‫ي ِ‬
‫وجع وإاا كابت المرأ غير راضية وعليهلا وليلة إجبلار جلاز لهلا فسلخ النكلاال‪ ،‬وإن كابلت غيلر راضلية‬ ‫ُ‬
‫وعليها ولية إختيار لم ينعقد)‪.‬‬

‫وأو َجبلت العقلد ب َلفظِهلا َّ‬


‫فلإن لول ِّيهلا أن يفسلخ‬ ‫تلوجلت ْ‬ ‫أما من لم يحةط اللولر يقلول‪َّ :‬‬
‫إن الملرأ إاا َّ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫المتلأخرين‪:‬‬ ‫النكاال إاا لم يرضى‪ ،‬وهذا هو تحقي كما اكر بعه متَّأخري مذهع أبر حنيفة‪ ،‬فقال بعه‬
‫اللولر لليس منف ًيلا عللى ا بل ق بل هلو لزم‬
‫ُّ‬ ‫هو تحقيقه‪ ،‬فإبَّه يكون معل ًقا على إ ْابله‪ ،‬إ ًاا العكلس بينهملا‬
‫سنحير له بمحله‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬ل َُّن ِْلَ ٍ‬
‫ب َو َوص ِي ن َاحٍ َتز ِْو ُ‬
‫يِ َصغيرٍ َو َبال ٍَ َم ْعتُاه»‪ ،‬هذه ُي ُّ‬
‫سلمو ا‪« :‬وَّليـة اْلجبـار»‪ ،‬ابْظلر‬
‫والم َو َّلى عليه هر اللوجة هذه الولية بوعان‪:‬‬
‫الولر هو الذي ُيوجع يف عقد النكاال‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫معر‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬ولية إجبار‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬ولية اختيار‪.‬‬

‫الولر لمول ِ َّيته إل أن تكون راضية‪ ،‬فإن لم ُ‬


‫تك راضلية؛ للم َي ِصل َّ عقلد‬ ‫ِّ‬ ‫تلويج‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫فولية الختيار ل يص ُّ‬
‫شربه‪ ،‬ألبه ولية تخيير أو اختيار‪.‬‬
‫النكاال لفوات ْ‬
‫للولر أن يلوج مول ِ َّيتله ملن غيلر رضلاها‪ ،‬لكلن إاا كابلت ملن أهل‬
‫ِّ‬ ‫النوأ الثاين‪ :‬ولية ا جبار‪ ،‬فيًوز‬
‫الرضا‪َ ،‬من هر؟ َمن أه الرضا؟ البالغ‪ ،‬العاق ‪ ،‬إن كابت من أه الرضلا أو صلارت بعلد اللك فلهلا حل ُّ‬
‫تفس ُخ ُه بعد الك‪.‬‬
‫ثم َ‬‫صحيحا َّ‬
‫ً‬ ‫ا ختيار فتقول‪ :‬ل أريده‪ ،‬فينعقد‬

‫ليرفلع بلر خسيسلته‪،‬‬


‫زوجنلر ملن ابلن أخيله ْ‬
‫ألم تأا تلك المرأ للنبر ‪ ‬فقاللت‪ :‬أبلر قلد َّ‬
‫إللر فقلد أ ْم َلل ْيت ملا‬ ‫َ‬
‫بكاال ولية اجبار‪ ،‬ف َر َّد النبر ‪ ‬بكاحها لها‪ ،‬فقالت‪ :‬أ َملا وقلد ُر َّد النكلاال َّ‬
‫له ل َّن مِللن أمل ِلر ِه َّن ِخ َيل َلر ‪ ،‬إ ًاا فهنللاك فللرق بللين الختيللار‬
‫أ ْملللى أبللر‪ ،‬ولكنِّللر َأر ْد ُت أن ي ْعل ِلرف النِّسللاء أن ُ‬
‫وا جبار‪ ،‬الختيار ل ينعقد إل برضاها‪ ،‬وا جبار ينعقد ولو لم ترض‪ ،‬لكن لها ح ُّ الفسخ إن كابلت ملن‬
‫أه الرضا‪ ،‬ف رضا َّإل ٍ‬
‫بعلم وكمال إراد ‪.‬‬

‫اب ُظر معر‪َ :‬من التر عليها ولية إجبار؟‬

‫نهال‪ :‬إن المرأة الت عليها وَّلية إجبار ثنتان‪:‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪759‬‬

‫‪ ‬المرأة اْلولى‪ :‬ك ِّ امرأ ٍ بِ ْك ٍر سوا ًء كابت صغير ً أو كبير ‪.‬‬


‫ٍ‬
‫تس ٍع فأكثر‪ ،‬وس َأ ْا ُ‬
‫كر دليلها بعد قلي ‪.‬‬ ‫‪ ‬الثانية‪ :‬ك ُّ امرأ مًنوبة ب َل َغ ْت ْ‬
‫تس ٍع‪ ،‬وسيأا بالدلي على هذه الث ث بعد قلي ‪.‬‬ ‫‪ ‬الثالثة‪ُ :‬ك ُّ َث ِّي ٍ‬
‫ع دون ْ‬
‫هؤلء الث ثة يًوز لألب أن ُي َل ِو َج ُه َّن بدون رضاهم‪.‬‬

‫لو َجهلا بلدون‬ ‫‪ ‬نبدأ باْلولى‪ :‬ك ُّ امرأ ٍ بِ ْك ٍر مهما كان ُع ْم ُرهلا في ُ‬
‫ًلوز للألب فقلط دون ملا علاداه أن ُي ِّ‬
‫رضاها‪ ،‬ما الدلي عليه؟ بقول‪ :‬دلي ن‪:‬‬

‫تلويً ُه لهذه المرأ ‪.‬‬


‫َ‬ ‫صح َ‬ ‫َّ‬
‫فإن النبر ‪َّ ‬‬ ‫الدليٍ اْلول‪ :‬تم ِاكْره قب قلي‬
‫ـم أحـ ُّـق بن ْق ِســها‪ ،‬والبِ ْ ـ ُـر تُسـ ْ‬
‫ـتأ َمر» قللالوا‪ :‬والع ْطللف‬ ‫اْليـ ُ‬
‫الــدليٍ الثــاين‪ :‬أن النبللر ‪ ‬قللال‪ِ « :‬‬
‫أحـق بن ْق ِسـها»‪ ،‬مفهومله َّ‬
‫أن البِ ْكلر ليسلت أحل ُّ‬ ‫ـم ُّ‬ ‫اْلي ُ‬
‫يقتلر المغاير ‪ ،‬فحينما قال النبلر ‪ِ « :‬‬
‫يكون عليها ولية إجبار‪ ،‬ما الحكمة؟ فالمرأ عاقل معهلا كامل إراد ! بعلم هنلاك حكملة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بن ْف ِسها فحين ِ ٍ‬
‫مذ‬
‫من أصعع األمور على النساء أو على ٍ‬
‫كثير من النساء الللواج‪ ،‬وخاصل ًة إاا باللت أ ْي َمتُهلا‪ ،‬فربملا َ‬
‫تتخ َّلوف‬
‫ستخ ُرج من بيت أبيها وهر املرأ ُم َخلدَّ ر إللى بيلت زوجهلا‪ ،‬وللذا َّ‬
‫فلإن‬ ‫النكاال وتته َّيع الك الفع ‪ ،‬ألبَّها ْ‬
‫يًبِ َرهلا عللى أن تلذهع‬ ‫وحسلن الختيلار ملا لليس لغ ْيلره أن ْ‬
‫ْ‬ ‫ألبيها خاصة وأبوها عنْدَ ُه ملن كملال الحلفقة‬
‫األمر سه ‪ ،‬اللواج أمر من سنن المرسلين‪ ،‬ومن فِ ْط َر اهلل التى َف َطرهلا‬ ‫َ‬ ‫أت َّ‬
‫أن‬ ‫لبيت ِ‬
‫زوجها‪ ،‬فإاا اهبت َف َر ْ‬
‫الفسخ ابتِدا ًء‪ ،‬ولهلا‬
‫ْ‬ ‫ترض؛ فلها ح ُّ‬ ‫يت‪ ،‬لكن إن لم َ‬ ‫ٍ‬
‫فحينمذ َر ِض ْ‬ ‫بفسها‪،‬‬
‫فلر َّبما ا ْستَكابت ُ‬ ‫ِ‬
‫قلوب الناس‪ُ ،‬‬ ‫يف‬
‫الفسخ أ ْيلا ب ْعدَ الك بأ ْم ٍر آخر بسبع العوائ ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ح ُّ‬

‫ُ‬
‫تكون صغير ‪.‬‬ ‫‪ ‬الثانية‪ :‬ال َث ِّيع التى دون تِ ْسع‪ ،‬أل َّبه جاء يف بعه األلفاظ اليتيمة‪ ،‬واليتيمة هر التر‬

‫أهلية لها‪ ،‬المرأ إبَّملا ُت َلل َّوج إاا كابلت عل ْيهلا وليلة إجبلار إاا‬
‫‪ ‬الثالثة‪ :‬المًنوبة فاقد العق ألبَّه ل ْ‬
‫ب َو َو ِصـ ِي ِ » دون مللا عللداهم مللن أوليللاء يف بكللاالٍ فقللط‪ ،‬دون مللا عللدا مللن‬
‫كابللت لللألب‪ ،‬ولللذلك قللال‪ِْ « :‬لَ ٍ‬
‫تصرفات‪.‬‬

‫يِ َص ِغيرٍ»؛ وهو الذكر‪.‬‬


‫قال ‪َ « :‬تز ِْو ُ‬

‫قال ‪َ « :‬و َبالِ ٍَ َم ْعتُاه»؛ أي‪ :‬فاقد األهلية‪.‬‬


‫‪760‬‬

‫قال ‪َ « :‬و َم ُْنُان ٍَة»؛ وهو النوأ األول من النساء وهر فاقد األهلية بذهاب عقلها‪.‬‬
‫ب َلها د َ ِ‬
‫تسع فإبَّها ل ُت َل َّوج إل بأمرهلا وللو‬ ‫ون ت ْس ٍع»؛ أي ْ‬
‫تسع سنين وأ َّما إاا كابت ث ِّي ًبا فوق ْ‬ ‫قال ‪َ « :‬و َث ِي ٍ َ ُ‬
‫كابت غير بالغة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إان‪،‬‬ ‫قالـ ‪َ « :‬وبِ ْـرٍ ُم ْط َلهـا»؛ أي‪ :‬كابلت بال ًغلا‪ ،‬أو ليسللت ببلالغ دون ْ‬
‫التسلع‪ ،‬أو فلوق؛ فإبَّهلا ُت َلل َّوج بل‬
‫باق ورضاها‪.‬‬ ‫وعل ْيها ولية إجبار‪ ،‬لكن إ ْابُها ٍ‬

‫لص ِغيرِ»‪ ،‬هذا من باب ا شار إلى أن السيد ُي َل ِّوج إمائه وعبده الصلغير‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫قال ‪« :‬ك ََس ِيد َم َع إِ َمائ ‪َ ،‬و َع ْبده َا َّ‬
‫ولو لم ْير َض‪.‬‬

‫واألخلو وغ ْي ُلرهم ل ُي َل ِّوجلون الصلغير ِ بحلال‪،‬‬


‫ْ‬ ‫اق َا ْْلَولِي ِ‬
‫ان»‪ ،‬غ ْير األب ووص ِّي ُه كالًد مث ً‬ ‫قال ‪« :‬ب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫تسع َّإل بإ ْا ا‪ ،‬ف بد أن يكون لها إان‪.‬‬
‫ول بنت ْ‬
‫تسلع ل ُت َلل َّوج سلواء كابلت بِ ْك ًلرا أو ث ِّي ًبلا‪ ،‬هلذا معنلى قولل ُه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ « :‬صغ َيرة بِ َحال»؛ أي‪ :‬من كابت دون ْ‬
‫«بِ َح ٍ‬
‫ال»‪.‬‬

‫نت»؛ هنا المراد ا‪ :‬البِ ْكلر‪ ،‬وأ َّملا ال َث ِّيلع‬


‫تسعٍ‪ِ « ،‬ب َ‬ ‫نت تس ٍع»؛ ُمراد ُه‪ :‬ول ُي َل ِّوجون بِ ْك ًرا بن َْت ْ‬
‫قال ‪َ « :‬و ََّل بِ َ‬
‫بنت تسعٍ‪.‬‬ ‫نت تس ٍع»؛ أي‪ :‬ول ثيبا ِ‬ ‫لو ْجها ل األب ول غ ْير ُه َّإل بإا ا‪ ،‬إ ًاا فقوله‪َ « :‬و ََّل بِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ِّ ً‬ ‫التسع ف ُي ِّ‬ ‫نت ْ‬
‫ات بِ ْ رٍ‪َ ،‬و ُن ْط ُق َث ِي ٍ‬
‫ب»؛ أي‪ :‬إ ْان البكلر وبطل ُ الث ِّيلع َّإل المًنوبلة‪ ،‬فالمًنوبلة مطل ًقلا‬ ‫قال ‪َ « :‬و ُه َا ُص َم ُ‬
‫ُيلوجها ُغير األب‪.‬‬

‫اق ِد ٍ‬
‫يـن َو َعدَ ا َلـة ‪َ -‬و َل ْـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َال ُّ ‪َ ،‬و َُ ُرو ُط ُ ‪َ :‬ت ْليف ‪َ ،‬و ُذك َ‬
‫ُارة ‪َ ،‬و ُح ِر َّية ‪َ ،‬و ُر َْد‪َ ،‬وا ِت َق ُ‬
‫ان َو َس ِي ٍد»‪.‬‬‫اهرا ‪ -‬إِ ََّّل ِ ُس ْل َط ٍ‬
‫َظ ِ‬

‫اح َّإَّل بال ٍّ »‪ ،‬وهلذا‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬وا ْل َالِ ُّ »؛ وهذا هو الحرط الثالث‬
‫الولر‪ ،‬بقول النبر ‪َّ« :‬لن َ‬ ‫ُّ‬
‫للم يكلن أحلدٌ هلون بعلدم‬ ‫ِ‬
‫لحة الحلديث‪ ،‬وإل ْ‬
‫الحديث الظن ببعه أه العلم الذين لم يعملوا به عدم ص َّ‬
‫ٌ‬
‫حلديث يف أبَّله‬ ‫يصححوه‪ ،‬ويدل على الك ا مام أحمد يف َّأول أمره كان يقول‪ :‬ل يص ُّ‬
‫ِّ‬ ‫العم به وإبما لم‬
‫وقلوف‬‫صلح األحاديلث‪ ،‬كحلديث ابلن ع َّبلاس م‬ ‫لما بظلر يف األسلابيد و ُحلدِّ َ‬
‫ث لا‬ ‫ثم َّ‬
‫لولر‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ل بكاال إل ا‬
‫عليه‪ ،‬وحديث أبر موسى‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪761‬‬

‫فأقره‪ ،‬وهذا من الواجع عللى باللع‬ ‫ِ‬


‫ثم ُرج َع َّ‬
‫وهذه من المسائ التر ُب ِّي َن أحمد قال فيها ل يص ُّ لر َّ‬
‫العلم أبَّه إاا ُر ِج َع يف العلم أن ْير ِجع‪ ،‬وأ َّما الستمساك بالباب والخطأ فليس هلذا ع ملة أهل العللم‪ ،‬بل‬
‫ٍ‬
‫مسلاو‬ ‫يًع على المرء أن يرجع ول يكون المرء بالع ٍ‬
‫علم إل إاا أسلتفاد مملن هلو أعللى منله وملن هلو‬
‫ومللن هللو دوبِلله‪ ،‬ألللم ي ُقلل ْ عمللر ‪ ‬فيمللا بُقلل عنلله إن صلل َّ ا سللناد يف هللذا المسللًد مسللًد النبللر‬
‫أن البسان يًع عليله أن ْير ِجلع‪ ،‬وقلد جعل‬ ‫فدل الك على َّ‬‫ت امرأة»‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫أهطأ عمر وأصا َب ْ‬ ‫‪« :‬‬
‫رحمل ُة اهلل عللى‬ ‫كما ق ْل ُت هنا األمام أحمد له ً‬
‫أيلا مظاهر فيها قال ل يص ثم ُب ِّبه مث مسألة القا وغ ْيرهلا ْ‬
‫الًميع‪.‬‬

‫وصح أحمد حديث أبر موسى على سبي‬


‫َّ‬ ‫إ ًاا الحديث ثابت ْ‬
‫بمًموأ برقه وبمتا َبعاته وبحواهده‪،‬‬
‫البفراد‪.‬‬

‫الولر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قال ‪َ « :‬و َُ ُرو ُط ُ»؛ أي‪ :‬وشروط‬

‫عللى‬ ‫تصلرفه بلاق‬ ‫قال ‪َ « :‬ت ِْليف»؛ المراد بالتكليف‪ :‬هو البلوغ والعق ‪ ،‬ألبَّه من لليس كلذلك َّ‬
‫فلإن ُّ‬
‫ِ‬
‫ب ْفسه‪ ،‬من باب ْأولى ُّ‬
‫تصرفه على غيره‪.‬‬
‫يص أن ُتللوج ب ْفسلها‪ ،‬فملن ل يصل فعل ُ الفعل ِ ب ْف ِ‬‫ِ‬
‫سله ل يصل أن‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ألن األبثى ل ُّ‬ ‫قال ‪َ « :‬و ُذك َ‬
‫ُارة» ؛ َّ‬
‫يتولى على غيره فيه‪.‬‬

‫ُ‬
‫يكلون ول َّيلا يف‬ ‫بالحر َّية‪ :‬أي‪ :‬كمال الحر َّي ِة‪ ،‬وبنا ًء عليه‪ :‬فإن المب َّع َلة وبحلو ُه ل‬
‫قال ‪َ « :‬و ُح ِر َّية»؛ المراد ُ‬
‫تص ُّرفه‪.‬‬
‫ًور عليه يف َ‬
‫مح ٌ‬‫النكاال؛ ألبَّه ْ‬

‫بالر ْش ِلد هنلا‪ :‬م ْع ِر َفلة‬ ‫الحًر الذي تقدم‪َّ ،‬‬


‫فإن المراد ُ‬ ‫ْ‬ ‫قال ‪َ « :‬و ُر َْد»؛ المراد ُ‬
‫بالر ْشد هنا غير الرشد باب‬
‫اللولر يف النكلاال لليس‬ ‫ِّ‬ ‫إن المقصود من‬ ‫ِ‬
‫مقاصد النكاال‪ ،‬ولذلك يقول العلماء‪َّ :‬‬ ‫ف ِء يف النكاال‪ ،‬ومعرف ُة‬
‫ال ُك ْ‬
‫اللولر أن‬ ‫إن المقصلود ملن‬‫زو ْجتُك‪ ،‬وابْتهلت المحلكلة‪ ،‬ل‪ ،‬بل َّ‬
‫مًرد أن يحلر يف مًلس العقد فيقول‪َّ :‬‬
‫ِّ‬
‫يبحث يف حال اللوج المتقدِّ م‪ ،‬ه ْ هو ك ْ‬
‫ُف ٌء لمول َّيته أم ل‪.‬‬ ‫ْ‬

‫ت لها ُك ْف ُمها‪ ،‬بحث لها َول ِ ُّيها عن ُك ْفمِها‪ ،‬كما فعل عملر‬ ‫أن المرأ ‪-‬أي‪ :‬موليته‪ -‬إاا لم ي ْأ ِ‬
‫َّ‬ ‫واْلمر الثاين‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫لمقاصد النكاال؛ فإبَّه يف هلذه الحلال يكلون رشليدً ا‬ ‫الولر إاا كان عار ًفا‬ ‫مت بنته ح ْف َصة‪ ،‬فلذلك َّ‬
‫فإن‬ ‫لما تأ َّي ْ‬
‫َّ‬
‫يكلون سل َق َطت عنله الوليلة‪ ،‬وللذلك يقوللون‪:‬ملن يت َك َّب ُلر عللى‬ ‫ُ‬ ‫فيه‪ ،‬واللدُّ باللدْ فمن لم يكن رشيدً ا فيله‬
‫‪762‬‬

‫ِ‬
‫العاض ْ ‪ ،‬فتس ُقط ول َيتْه على مول َّيته‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يكون بمثابة‬ ‫ويمتِنع عن مقا َب َلتِ ِهم؛‬
‫األزواج ْ‬
‫اق ِد ٍ‬
‫ين»؛ بعم؛ ألن هذه هر معنى الولية ف بد أن يكون الدي ُن متفقا‪.‬‬ ‫قال ‪َ « :‬وا ِت َق ُ‬

‫قال ‪َ « :‬و َعدَ ا َلة»؛ َّل ُبدّ أن يكون الولر ً‬


‫عدل؛ بمعنى‪ :‬أن يًتنع ما يكلون سلب ًبا للفسل ‪ ،‬وهلو األفعلال‬ ‫ُّ‬
‫والعتقادات م ًعا‪.‬‬

‫ناهرا وبابنًا‪ ،‬إل يف اللولر‬ ‫قال ‪« :‬وا ْلالِ »؛ (و َلو َن ِ‬


‫اه ًرا)‪ ،‬أشةط العلماء األص يف العدالة أن تكون‬
‫ً‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫يف النكاال والحهود يف النكاال فيكتفون بالظاهر‪.‬‬

‫أصـح َـ ْ ٍن يـ ‪ :‬مـا‬
‫ُّ‬ ‫عدل‪ :‬ما جاء عن ا ملام أحملد أبَّله قلال‪« :‬‬‫أن الولر ل ُبد أن يكون ً‬
‫َّ‬
‫والدلي على َّ‬
‫ِن نِ َاحها باطٍ»‪ ،‬فقال أحملد‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫امرأة ن حها ول ُّيها المسخاط علي ؛ َّ‬ ‫جان عن ابن ع َّباس ‪ ‬أ َّن قال‪ُّ :‬أيما‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أصح َـ ن»؛ فإبَّله يلدُ ُّل عللى أبَّله يصل ُّ‬
‫أصح َ ن يف الباب»‪ ،‬والعلماء يقولون‪ :‬إن أحمد إاا قال‪ُّ « :‬‬ ‫ُّ‬ ‫«هذا‬
‫يصل ُّ الحتًِلاج بله‪ ،‬لكنَّله لليس‬ ‫الحتًاج ذا الحديث ول ي ْللم صحتُه‪ ،‬هكذا بصله‪ ،‬فلإاا قلال‪ :‬أصل ‪ِ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫بالصحي ‪ ،‬أي‪ :‬هناك فرق بين ما ُي ْحتَج بِه‪ ،‬وبين الصحي ‪.‬‬
‫قال ‪« :‬إِ ََّّل ِ ُس ْل َط ٍ‬
‫ان»؛ ف ي ْل َلم عدالة السلطان‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬و َس ِي ٍد»؛ كذلك َّ‬


‫ألن الملك أقوى من‪ ...‬ولية‪.‬‬

‫ب َوإِ ْن َع َال‪ُ ،‬ث َّم اِ ْبن‪َ ،‬وإِ ْن َنزَ َل‪َ ،‬و َه ََذا‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َهدَّ ُم ُو ُجابا َأب ُث َّم َو ِص ُّي ُ ِي ِ ‪ُ ،‬ث َّم َجدٌّ ِْلَ ٍ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ع َلى َترتِ ِ ِ‬
‫يب َا ْلم َيراث ِ ُث َّم َا ْل َم ْا َلى َا ْل ُمنْع ُم ُث َّم َأ ْق َر ُب َع َص َبت ن ََسبا‪ُ ،‬ث َّم َو ََّلن ‪ُ ،‬ث َّم َا ُّ‬
‫لس ْل َطان ُ َ ِِ ْن َع َض ٍَ َا ْْلَ ْق َر ُب‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َأ ْو َل ْم َي ُْن أهال»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنِّف بعد الك عن ترتيع الولية فقال‪َ « :‬و ُي َهدَّ ُم ُو ُجابـا َأب ُثـ َّم َو ِصـ ُّي ُ ِيـ ِ »‪ُ « ،‬و ُجابـا»؛‬
‫اختيارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أي‪ :‬ليس‬

‫مر معنا يف كتاب الوصايا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪ُ « :‬ثم و ِصي »؛ ِ‬


‫الوص ُّر هو الذي يوصر إل ْيه بعدَ وفاته كما َّ‬
‫َ‬ ‫َّ َ ُّ ُ‬
‫قال ‪ُ « :‬ث َّم َجدٌّ ِْلَ ٍ‬
‫ب َوإِ ْن َع َال»؛ َّ‬
‫ألن الًدو َد فيها معنى األبو ‪.‬‬
‫ِ‬
‫زو َجها ابنُها‪.‬‬ ‫قال ‪ُ « :‬ث َّم ا ْبن‪َ ،‬وإِ ْن َن َز َل»؛ بعم لحديث أ ِّم َس َلمة ‪َّ ‬‬
‫لما َّ‬

‫يب َا ْل ِم َيراث»؛ فير َّتبون ترتيع الميراث من حيث القو والدرجة والًهة‪.‬‬
‫قال ‪َ « :‬و َه ََذا َع َلى ت َْرتِ ِ‬
‫‪٦‬‬
‫‪763‬‬

‫قال ‪ُ « :‬ث َّم َا ْل َم ْا َلى َا ْل ُمن ِْع ُم ُث َّم َأ ْق َر ُب َع َص َبتِ ِ ن ََسبا»‪ ،‬بعم م ْث ِ ما ت َقدَّ م يف الميراث‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْعت ِ فإبَّه حينمذ ِّ‬
‫يلوج‪.‬‬ ‫قال ‪ُ « :‬ث َّم َو ََّلن»؛أي‪ُ :‬م ْعت ُ ُ‬
‫الس ْلطان العلماء يقصدون به درجتين ل درجة واحد ‪:‬‬ ‫لس ْل َط ُ‬
‫ان»؛ ُ‬ ‫قال ‪ُ « :‬ث َّم َا ُّ‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ ِ ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬الدرج ُة اْلولى‪ :‬من كان سلطابًا بمعنى‪ :‬أبَّه له ولي ٌة شرع َّية إ َّما بنَفسه أو بنيا َبتله‪ ،‬فبنَفسله وهلو ُّ‬
‫وللر‬
‫األمر األعظم‪ ،‬وبنِيا َبته؛ كالقاضر‪ ،‬وب َْح ِو ِه‪ ،‬فهذا ُي َس َّمى س ْلطابًا‪.‬‬
‫طان ِ‬
‫فيله ‪-‬أي‪ :‬ل حلاكم‪-‬‬ ‫بلد ل سل ْل َ‬ ‫ِ‬
‫يهصدُ ها العلمان‪ ،‬قالاا‪ :‬إاا كابت المرأ ُ يف ٍ‬ ‫‪ ‬الدرج ُة الثانية الت‬
‫ُ‬
‫إسل مية ف ُي َل ِّو ُجهلا او سل ْلطان‪،‬‬
‫لث ل حكوملة ْ‬ ‫َز َّو َجها او ُس ْلطان‪ ،‬كالنساء ال ا ي ُك َّن يف ب د األ َق ِّل َّيلات ح ْي ُ‬
‫تصلدَّ َر بِع ْل ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫لم‬ ‫والمراد بذو الس ْلطان ك ُّ من له ُس ْلطان‪ ،‬أي‪ :‬رئيسلها‪ ،‬وإملام المسلًد ورئليس المركلل ومل ْن َ‬
‫لوج المرأ ‪ ،‬فلإن ُف ِقلدَ السل ْلطان واو‬ ‫أن له مكابة يف المًتمع كرئيس الًالية وغيرها‪ ،‬يًوز له أن ُي ِّ‬ ‫و ُع ِر َ‬
‫ف َّ‬
‫فلإن ُف ِقلدَ‬
‫تختار علدْ ًل و ُي َل ِّوجهلا علدْ ٌل ملن المسللمين‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫زوجها عدْ ٌل من المسلمين تختاره بإابِها‪،‬‬ ‫الس ْلطان َّ‬ ‫ُ‬
‫أن ُت َلوج بفسها‪ ،‬إاا لم يكن بينها وبين عدل المسللمين َّإل مسلاف ًة بويللة فإبَّله‬
‫جاز لها ْ‬
‫المسلمين َ‬ ‫عدْ ٌل من ْ‬
‫الفلرض بل أبلا ُسلم ْل ُت فيهلا‪ ،‬وللذلك‬ ‫ٍ‬
‫للو َج بفسلها‪ ،‬وهلذه موجلود ول بقو ُلهلا ملن بلاب ْ‬‫يًوز أن ُت ِّ‬
‫ُ‬ ‫حينمذ‬
‫الفقهاء عندما يريدون المسائ ؛ األص أبَّها و َقعت ولو ِ‬
‫باد ًرا‪.‬‬ ‫َ‬

‫لفء ملع َبلبِهلا‪َ ،‬ع َلل َ إاا كابلت‬


‫قال ‪ْ ِِ َ « :‬ن َع َض ٍَ َا ْْلَ ْق َـر ُب»‪َ ،‬ع َلل َ أي‪ :‬ا ْمتنلع ملن التللويج ملن ال ُك ْ‬
‫َبال ِ َبة وا ْمتَنع هو‪ ،‬أ َّما إاا ا ْمتنعت هر وا ْمتنع هو؛ فليس َع ْل ً ‪.‬‬

‫قال ‪َ « :‬أ ْو َل ْم َي ُْن أهال»؛ بأن ُف ِقد أحد شروط الولر الستَّة التر تقدَّ م ِاك ُْرها‪.‬‬

‫َان ُمسا ِرا َ ْا َق َمسا َ ِة َق ْصرٍ»‪ ،‬ما تقدَّ م مسافة ال َق ْصر على ِخ ف بين أه العلم‪ ،‬ملا مقلدار‬
‫قال ‪ْ « :‬أو ك َ‬
‫ٍ‬ ‫قصر‪ ،‬وقي ‪ :‬الغ ْي َبة التر ل ُت ْق َطع إل‬
‫بمسافة بويلة‪.‬‬ ‫المسافة التر تس ُق ُط الولية؟ قي ‪ :‬مسافة ْ‬

‫وو ِّصل ُي ُه‬


‫األب َ‬
‫ُّ‬ ‫أن األبعد ملن األوليلاء بحسلع الةتيلع ُي َلل ِّوج‪ ،‬فلإاا ُف ِقلدَ‬ ‫قال ‪« :‬ز ََّو َج ُح َّرة أ ْب َعدْ »‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم هكلذا سلائر الورثلة‪ ،‬والمحلهور عنلد‬ ‫تنتق بعد الك إلى الًد‪ ،‬إن كلان الًلدُّ غائ ًبلا تنتقل إللى البلن‪ُ ،‬ث َّ‬
‫لم حلاكم ف ُي َلل ِّو ُج مباشلر ً؛ ولكلن اللذي عليله العمل‬ ‫بالعل ِ وبالف ْق ِد من غ ْي ِلر ُح ْك ِ‬
‫ْ‬ ‫أن الولية تنتق ُ‬ ‫ُف َقهائنا َّ‬
‫بح ِ‬
‫كم الحاكم‪ ،‬فتنتقل للحلاكم يف روايلة‬ ‫العل َ ف تنتق الولية إل ُ‬
‫عندبا يف المحاكم أبَّه إاا كان بسبع ْ‬
‫أص َل َ للناس‪.‬‬ ‫ا مام أحمد والحاكم ُي َل ِّو ُجها هو أو ين ُقلها ألحد ْ‬
‫األولياء‪ ،‬والقلاء أخذوا ذه الرواية ْ‬
‫‪764‬‬

‫ألن الولية عليها ولية مِ ْللك‪ ،‬فل ُبلد أن َيل ِّوجهلا‬


‫األولِياء َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬‬
‫وأ َمة حاك ْم»‪ ،‬األَمة ل ُي َل ِّو ْجها سائ ُر ْ‬
‫الحاكم‪.‬‬

‫اهرا َس ِمي َع ْي ِن نَاطِ َه ْي َن‪َ ،‬وا ْل َ َقا َنة ُ ََ ْرط‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََهاد ُة رج َلي ِن م َ َّل َقي ِن عدْ َلي ِن‪ ،‬و َلا َظ ِ‬
‫َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ل ُلزُوم ‪َ َ ،‬ي ْح ُر ُم َتز ِْو ُ‬
‫يُ َها بِ َغ ْيرِه إِ ََّّل بِرِ َض َ‬
‫اها»‪.‬‬

‫اليرط الرابع قال‪َ « :‬و ََ َها َد ُة َر ُج َل ْي ِن»؛ ألبه ل َت ِص الحهاد إل بالرجال فيما يكون يف باب‬
‫اح إِ ََّّل بِ َالِ ٍّ ‪َ ،‬و ََا ِهدَ ي َعدْ ٍل»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األبكحة‪ ،‬وقد جاء يف بعه األلفاظ‪َ « :‬و ََ َها َد ُة َعدْ ل ْي ِن‪ََّ ،‬ل ن َ َ‬
‫قال ‪« :‬م َ َّل َقي ِن عدْ َلي ِن‪ ،‬و َلا َظ ِ‬
‫اهرا»‪َ ،‬ع َر ْفنا ما معنى الظاهر‪.‬‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ْ‬

‫يًاب وال َقبول‪.‬‬


‫َ‬ ‫يسمع ا‬
‫َ‬ ‫قال ‪َ « :‬س ِمي َع ْي ِن»‪ ،‬لكر‬

‫قال ‪« :‬نَاطِ َه ْي َن»‪ ،‬أي‪ :‬يتكلمان بما َس ِمعا ِعند الخصومة وبلع الحهاد ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫قال ‪َ « :‬وا ْل َ َقا َنة ََ ْرط ل ُلزُوم ‪َ َ ،‬ي ْح ُر ُم َتز ِْو ُ‬
‫يُ َها بِ َغ ْيرِه إِ ََّّل بِرِ َض َ‬
‫ـاها»‪ ،‬العلملاء قلالوا‪ :‬إ َّن ا ْل َك َفلا َء هلر أن‬
‫سة أمور‪:‬‬ ‫تكون يف خم ِ‬ ‫ُ‬ ‫تكون كُف ًما له من حيث ال ُعموم‪ ،‬وا ْل َك َفا َء‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ تكلون ا ْل َك َفلا َء‬ ‫ِ‬
‫المسللم لليس ُك ْف ًملا للمسللمة مطل ًقلا‪،‬‬ ‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬ا ْل َك َفا َء يف اللدين‪ ،‬فغ ْيلر‬
‫للصحة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫للصحة‪ ،‬إ ًاا ا ْل َك َفا َء إاا كابت للدين فإبَّها ْ‬
‫شر ٌط‬ ‫َّ‬ ‫شر ًبا‬
‫ْ‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ا ْل َك َفا َء يف َ‬


‫النسع‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬ا ْل َك َفا َء يف الصنْ َع ِة‪.‬‬

‫بمثل ِ ملا ُين ِْفل ُ عليهلا‬


‫النفقة عليها ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫قادرا لى‬
‫اللوج ً‬
‫ُ‬ ‫الرابع‪ :‬ا ْل َك َفا َء ُ يف اليسار؛ بمعنى‪ :‬أن يكون‬
‫َ‬ ‫‪ ‬اْلمر‬
‫فغاللع النلاس يف‬
‫ُ‬ ‫أه ُلها عاد ً‪ ،‬قد يكون أه ُلها أغنياء جدًّ ا وهو أق ِغنًا منهم لكلن بفقلة البيلت مثل ُ النفقلة‪،‬‬
‫فحينمذ يكون كُف ًما لها من باب اليسلار‪ ،‬لليس معنلى المسلاوا أن يكلون ك هملا‬ ‫ٍ‬ ‫بفقاهتم المعتاده متساوية‪،‬‬
‫ِ‬
‫بعه الناس ‪-‬وهم ق َّلة‪ -‬من يليدُ عن الم يين‪ ،‬لكن المقصود‪ :‬أبَّه يكون ً‬
‫قادرا‬ ‫من أصحاب الم يين‪ ،‬أو ُ‬
‫بفاق عليها مث ُ ما ِ‬
‫ينف ُ عليها أه ُلها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫على ا‬

‫شلر ًبا‬ ‫ِ‬ ‫شلر ًبا‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬اْلمر الخامس‪ :‬الحر َّية‪ ،‬وهذه قللية الحر َّيلة و ِ‬
‫اللر ْق فقلد‬
‫للصلحة وقلد يكلون ْ‬
‫َّ‬ ‫يكلون ْ‬
‫للصحة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫شر ٌط‬
‫واألص أبَّه ْ‬
‫ْ‬ ‫لللوم يف قلية ال ُطروء عليها‬
‫‪٦‬‬
‫‪765‬‬

‫صحيحا ولو‬ ‫قال ‪« :‬وا ْل َ َقانة ُ ََرط لِ ُلزُ ِ‬


‫وم »‪ ،‬بغ ْير الحر َّية‪ ،‬وبغ ْير الس م بمعنى‪ :‬أبَّه ينْ َع ِقد النكاال‬
‫ً‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫رضر األ ْق َرب أن ي ْف َسخ النكاال ِبه‪ ،‬قالوا‪َّ :‬‬
‫ألن‬ ‫واحد من األولياء ولو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يًوز لك‬
‫ُ‬ ‫لم تكن هناك َك َفا َء ‪ ،‬لكن‬
‫َ‬
‫تنتق ُ للًميع‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬ ‫المعر ِ‬
‫َّ‬
‫ثلم بلر َأ‬
‫ُلف ٌء لهلا َّ‬ ‫الرجل ُ وهلو ك ْ‬
‫أن هناك ْفر ًقا بين الستدامة والبتداء‪ ،‬إاا َتل َّوجها ُ‬ ‫ثانيا‪ :‬عندبا قاعد ‪َّ :‬‬
‫وبح ِلوه ملث ً ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وضليعة كل َّب ٍ‬ ‫بم ْهن ٍَلة‬
‫عمل َ ِ‬
‫عليه ما يقلدال يف السلتدامة ملث ً يكلون قلد افتقلر‪ ،‬أو أن يكلون ِ‬
‫لال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الفسخ وإبَّما لها هر لللوجة‪ ،‬إ ًاا فطرو ُء عدم الكفاء بعد عقد النكلاال‬ ‫ٍ‬
‫لألولياء ْ‬
‫وهكذا‪ ،‬فحينَمذ بقول ليس ْ‬
‫يار لها‪ ،‬وأ َّما ثبوته قب عقد النكاال فالخيار لألولياء ُك ُّلهم سوا ًء كابوا قريبين أو ُب َعدَ اء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يًع ُ الخ َ‬

‫ْت َو َل ٍد َوإِ ْن‬‫ت‪َ ،‬وبِنْت‪َ ،‬وبِن ُ‬ ‫ات ِ َالنِ َاحِ ‪َ :‬و َي ْح ُر ُم َأ َبدا أم َو َجدَّ ة َوإِ ْن َع َل ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُم َح َّر َم ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ْت َو َل ِد َها َوإِ ْن َس َق َل ْ‬
‫ْت ك ٍُِ َأخٍ ‪َ ،‬وبِنْت َُها‪َ ،‬وبِن ُ‬
‫ت‪َ ،‬وبِن ُ‬ ‫ْت َو َل ِد َها َوإِ ْن َس َق َل ْ‬
‫ت‪َ ،‬و ُأ ْهت ُم ْط َلها‪َ ،‬وبِ ْنت َُها‪َ ،‬وبِن ُ‬
‫َس َق َل ْ‬
‫َو َع َّمة َو َها َلة ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫محرمات بالنسع‪ ،‬وهر يف اآلية‪ ،‬األم و ُأ ُّمها‪ ،‬والبنت‪ ،‬وأبناء وبنات البنات ْ‬
‫وإن َس َف ْلن‪ ،‬واألخلت‬ ‫هذه َّ‬
‫األخللوات جمي ًعللا‪ ،‬وبنللات َو َلل ِلدها؛ أي‪ :‬وبنللات ولللد‬ ‫ألب أو ألُم‪ ،‬وبناهتللا؛ أي‪ :‬وبنللات َ‬
‫مطل ًقللا شللقيقة أو ٍ‬
‫ابنله وبنلات بنْتِ ِله كلذلك‪ ،‬والعمل ُة‬
‫وبنلات ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وبنات ك ِّ أذٍ شلقي ٍ أو ٍ‬
‫ألب أو ألُم‪ ،‬وبنا ُتله‬ ‫األخت وإن َس َف َل ْت‪،‬‬
‫ألب أو ألم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫شقيقات أو ٍ‬ ‫والخال ُة م ْط َل ًقا؛ أي‪ :‬سوا ًء كن‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم ِب َر َضا ٍع َما َي ْح ُر ُم بِن ََس ٍ‬


‫ب»‪.‬‬

‫الً ْمللة‪ ،‬اسلتة‬


‫ُ‬ ‫هذا لحديث النبلر ‪َ « :‬ي ْح ُر ُم بِ َر َضا ٍع َما َي ْح ُر ُم بِالن ََس ٍ‬
‫ب»‪ ،‬هلذا عللى سلبي‬
‫أربع صور بأخذها على سبي السرعة‪.‬‬ ‫العلماء جم َلت ْي ِن ِ‬
‫فيهما ُ‬

‫وأهت ابن ِ »‪.‬‬


‫َ‬ ‫ب‪ّ ،‬إَّل ُأ َّم أهي ‪،‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم ِب َر َضا ٍع َما َي ْح ُر ُم بِن ََس ٍ‬
‫ِ‬
‫لع معله ٌ‬
‫أذ آخلر ملن‬ ‫أ َّما ُأم أخيه‪ ،‬أو ُأم أخته سواء فتحتم صورتين‪ُ :‬أم أخيه من الرضاعة‪ُ :‬‬
‫رجل ٌ ار َت َل َ‬
‫ُأ ِّمه هو‪ ،‬فنقول‪ُ :‬أم أخيه من الرضاأ ل ْيست حرا ًما عليه‪ُ ،‬أم أخيه ً‬
‫أيلا تحتم شي ًما آخر‪ :‬أن يكون أخوه ملن‬
‫النسع ُأم ُه من الرضاعة‪ ،‬فليست حرا ًما عليه كذلك‪ ،‬هاتان صورتان أخذباها من قوله‪« :‬إ َّّل ُأ َّم أهيـ »؛أي‪:‬‬
‫ِ‬
‫الرضاعة‪ ،‬وهر ُأم من النسلع‪ ،‬أو ُأم أخيله ملن النسلع‪ ،‬وهلى ُأم ملن الرضلاعة‪ ،‬ليسلت حرا ًملا‬ ‫ُأم أخيه من‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪766‬‬

‫أخت ِ‬
‫ابنه‪ ،‬فابنُ ُه من الرضاعة ُأختله ملن النسلع ليسلت حرا ًملا عليله‪ ،‬وكلذلك العكلس‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ُ :‬‬
‫ابنه من الرضاعة ليست حرا ًما عليه‪.‬‬ ‫النسع ُأخت ِ‬
‫ِ‬ ‫فابنُ ُه من‬

‫ِّ‬
‫المتلأخرين‪ ،‬وهلر ملن حيلث المعنلى صلحيحة؛ لكلن‬ ‫بعه‬ ‫صو ٍر أربع ُج ِم َعت يف مثال ْين جمعها ُ‬
‫هذه َ‬
‫يمكن بقول‪ :‬أ ا ليست ِ‬
‫داخ َلة يف القاعد ؛ ألبَّها ُم ْس َت ْثنا يف معنًى آخر‪.‬‬

‫المتلأخرين ملن فقهائنلا أ َّللف رسلال ًة كامللة مطبوعلة يف‬


‫ِّ‬ ‫لمااا أور ْد ُّت هذه؟ للفائد ‪َّ ،‬‬
‫ألن أحلد العلملاء‬
‫شرال هذه المسألة‪ ،‬ألبَّها أشكلت على الطلبة‪.‬‬
‫ْ‬
‫اكرهتا لكم؟ ُأ ِّل َف ْت فيها رسلالة كامللة‪ ،‬وهلو‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ما معنى‪ُ :‬أ ُّم أخيه‪ ،‬و ُأ ْخ ُت ابنه؟ كيف فهمها بالطريقة التر ْ‬
‫ف فيها رسال ًة كاملة‪.‬‬‫الحيخ ابن ِح ًِّر‪ ،‬وهو من علماء القرن قب الماضر‪ ،‬أ َّل َ‬

‫ات ز َْو َجتِ ِ ‪َ ،‬وإِ ْن َع َل ْا َن»‪.‬‬


‫ي ن ََسبِ ِ ‪َ ،‬و ُأ َّم َه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم ِب َع ْهد َح َالئٍ ُ َع ُما َد ْ‬
‫ِ‬
‫يًاب وال َقبول‪.‬‬ ‫بمًرد ا‬
‫َّ‬ ‫قال ‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم بِ َع ْه ٍد»؛ أي‪:‬‬

‫لات َز ْو َجاتِل ِله‪َ ،‬وإِ ْن‬


‫ـب»؛ أي‪ :‬اللوجللات‪ ،‬اآلبللاء‪ ،‬زوجللات األبنللاء‪َ ،‬و ُأ َّم َهل ُ‬ ‫ِ‬
‫ي الن ََسـ ْ‬
‫قال ـ ‪َ « :‬ح َالئــٍ َع ُمــا َد ْ‬
‫َع َل ْو َن‪.‬‬
‫ِ‬
‫محرملات بالعقلد وباللدخول هلذه‬
‫الربي َبلة‪ ،‬وهلذه َّ‬ ‫قال ‪« :‬وبدُ ُهالـ »؛ أي‪ :‬بالع ْقلد ملع اللدخول ُ‬
‫تحلر ُم َ‬
‫المحرمات بالمصاهر ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تسمى‬
‫ٍ‬
‫بعقلد‬ ‫وط ٍء سلوا ًء كلان‬
‫مخلر َج الغاللع لملااا؟ ألن العلملاء يقوللون‪ :‬كل ُّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬و َي ْح ُر ُم بِ َع ْه ٍد»؛ َخ َلر َج‬
‫تحر ُم بِ ِه ح ئِ ْ عمودي النسلع‪،‬‬
‫كاللبا؛ فإبَّه ُ‬
‫الوطء محر ًما ِّ‬ ‫ْ‬ ‫فاسد‪ ،‬أو بع ْق ٍد باب ‪ ،‬أو كان‬ ‫قد ِ‬ ‫صحي ‪ ،‬أو بع ٍ‬

‫قول الفقهاء م ْط َل ًقا ُك ُّ ع ْق ٍد‪.‬‬


‫و ُأ َّمهات اللوجة والربيبة‪ ،‬هذا ْ‬

‫ْت َو َل ِد َها‪َ ،‬وإِ ْن َس َق َل ْ‬


‫ت»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِدُ ُه ٍ‬
‫ال َربِي َبة َوبِنْت َُها َوبِن ُ‬
‫تكون يف ِ‬
‫الحًر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بنت اللوجة‪ُ ،‬س ِّم َيت َربِي َبة من باب غالع الحال‪ ،‬ول يللم أن‬
‫قال ‪َ « :‬ربِي َبة»؛ هر ُ‬

‫ْت َو َل ِد َها‪َ ،‬وإِ ْن َس َق َل ْ‬


‫ت»؛ ألبَّها تابع ٌة َل ُه‪.‬‬ ‫قال ‪« :‬بِنْت َُها َوبِن ُ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪767‬‬

‫ت ُم ْعتَدَّ تِ ِ َأ ْو ز َْو َجتِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َلى َأ َم ٍد ُأ ْه ُ‬

‫حرمات ِألَ َمدْ ‪َّ ،‬أو ُلها‪ُ « :‬أ ْه ُ‬


‫ت ُم ْعتَدَّ تِ ِ »‪ ،‬من ب َّل َ امرأ ً ‪ ،‬وما زالت يف‬ ‫الم َّ‬
‫حرمات‪ُ :‬‬
‫الم َّ‬
‫النا ُع الثاين من ُ‬
‫ْ‬
‫يتلوج ُأختها‪.‬‬ ‫ِعدَّ تِها؛ َّ‬
‫فإن ُأ ْختَها ُم َح َّر َم ٌة عليه‪ ،‬ل يًوز أن َّ‬

‫وزوج ُت ُه ُأختُها ْ‬
‫تح ُر ُم عليه‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ} [النساء‪.]23:‬‬ ‫َ‬

‫ُاب َو َتنْ َه ِض َ ِعدَّ ت َُها»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وزَان َية َحتَّى َتت َ‬

‫الزانية لها حالتان‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬ابتداء العقد‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬استدامته معها‪.‬‬

‫قلول اهلل ‪ { :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬


‫ابتداء العقد على اللابية حرام َّإل أن تتوب‪ ،‬يف ْ‬
‫ِ‬
‫ابتداء العقد‪.‬‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ} [النور‪ ،.]3:‬مح ٌ‬
‫مول على‬

‫لع عليلله فِرا ُقهللا أم ل؟ المحللهور عنللد‬ ‫اللبللا‪ ،‬ه ل ِ‬


‫يًل ُ‬ ‫للو َج امللرأ ً فو َق َعللت يف ِّ‬
‫اســتدامة العهــد‪ :‬مللن تل َّ‬
‫المتأخرين‪ :‬أبَّه ل ي ْللم‪ ،‬لكن يًع عل ْي ِه بفر الولد إن كان هناك ولد‪ ،‬واختار بعه أه العلم وهو اختيار‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫لظاهر اآلية‪.‬‬ ‫يًع عل ْيه ُم ِف َر َقتُها‬
‫ُ‬ ‫الحيخ أبَّه‬

‫إ ًاا عندبا فرق دائِ ًما بين الستدامة والبتداء ومنها هذه الصور ‪.‬‬

‫يتلوج ا ما دا َم يف ِعدَّ تِها؛ َّ‬


‫ألن‬ ‫يًوز له أن َّ‬
‫ُ‬ ‫قوله‪َ « :‬و َتنْ َه ِض َ ِعدَّ ت َُها»‪ ،‬حتى وإن كان اللبا منه‪ ،‬ف‬
‫ْ‬
‫تلوج من هذه المرأ ‪.‬‬ ‫الولد والن ْطفة التر َح َم َل ْت ا من اللبا بطف ٌة حرام‪ ،‬ف ُينْ ُ‬
‫سع له الولد وإن َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َط َّل َه ُت ُ َث َالثا َحتَّى َي َط َأ َها ز َْوج َب ْي ُر ُه بِ َي ْرطِ ِ »‪.‬‬
‫ذوق عسي َلت ِ‬ ‫ِ‬
‫َب»‪ ،‬ف ُبد أن يكلون و ْب ًملا‬ ‫يف حديث النبر ‪ ‬قال‪ََّ « :‬ل َحتَّى تَذوق ُع َس ْي َل َت ُ َ‬
‫وي ُ ُ َ ْ‬
‫تا ًّما‪.‬‬
‫قالِ ِ ‪« :‬بِ َيرطِ »؛ أي‪ٍ :‬‬
‫بعقد صحي ‪ ،‬وأن يكون النكاال بكاال رغبة‪ ،‬وأن يكون وب ًما كام ً ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪768‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْس ِل َمة َع َلى كَا ِرٍ‪َ ،‬وكَا ِ َرة َع َلى ُم ْس ِل ٍم إِ ََّّل ُح َّرة كِتَابِ َّية»‪.‬‬

‫ل يًوز زواج الكافر للمسلم والعكس؛ َّإل ُ‬


‫الح َّر الكتابية فيًوز‪.‬‬

‫اج ِة ُم ْت َع ٍة‪َ ،‬أ ْو ِهدْ َم ٍة»‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى ُح ٍّر ُم ْس ِل ٍم َأ َمة ُم ْس ِل َمة‪َ ،‬ما َل ْم َيخَ ْ‬
‫ف َعنَتا؛ ُع ُزو َبة ل َح َ‬

‫فإن هذا الولد يكون قِنًّا‪ ،‬وللذلك‬


‫تلوجها فأب ًَْ َبت ولدً ا َّ‬
‫َلوج أم ًة مسلمة؛ ألبه إن َّ‬ ‫الحر أن يت َّ‬
‫يح ُر ُم على ُ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وحينملذ‬ ‫والتللوج‪ ،‬الت ََس ِّلري‪ :‬هلو أن يملِلك األملة‪،‬‬ ‫يتلوج أملةً‪ ،‬هنلاك فلرق بلين الت ََس ِّلري‬
‫ُّ‬ ‫يًوز للمرء أن َّ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫يًوز الك‪ ،‬أ َّما اللواج‪ :‬فهو أن ي ْعقد عليها‪ ،‬وليست يف مِ ْلكِه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ي َط ُمها‪،‬‬

‫لك أقلوى‪،‬‬ ‫يدخ ُ يف األقوى‪ِ ،‬‬


‫والم ْل ُ‬ ‫األضعف ُ‬
‫ألن ْ‬‫ويتلوج؟ ما يمكن أبدً ا؛ َّ‬ ‫ه يمكن للمرء أن يت ََس َّرى‬
‫َّ‬
‫متلو ًجا أم ًة ثم م َل َكها؛ أصب َ و ْب ُمه لها بالت ََس ِّري ل بالع ْقد‪ ،‬إن أ ْعتَقها مسألة أخرى‪.‬‬
‫ب لو كان ِّ‬
‫ِ‬
‫باألمة ل يًوز َّإل يف حالة واحد ‪ :‬إاا لم ِ‬
‫بلو ًل‪ ،‬وللذلك قلال‪َ « :‬مـا َل ْ‬
‫ـم َيخَ ْ‬
‫ـف َعنَتـا»‪،‬‬ ‫يًد ْ‬ ‫الحر‬
‫زواج ِّ‬
‫ف َعنَتا»‪ ،‬أي‪َ :‬عنَت العلوبة‪ْ ،‬‬
‫يخحى الوقوأ يف اللبا‪.‬‬ ‫هذا ف ْقدُ ْ‬
‫الطول‪َ « :‬يخَ ْ‬
‫قالِ ِ ‪« :‬لِحاج ِة م ْتع ٍة َأو ِهدْ م ٍة»‪ ،‬إما الوقوأ يف اللبا أو محتلاج إللى ملن ِ‬
‫يخد ُمل ُه لمتعلة ْ‬
‫خحل َية الوقلوأ يف‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫زوجة‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫يحتاج لمرأ تخد ُم ُه ولو كابت ْ‬
‫ُ‬ ‫اللبا والخدْ مة هو حالة خدمة يف بيته‬

‫يكلون قِل ًّن إل‬


‫ُ‬ ‫ع إليه فيكون ف ن ابن ف ن‪ ،‬لكنَّله‬ ‫ع ولدً ا أو بِنْتًا َّ‬
‫فإن الولدَ ُين َْس ُ‬ ‫الحر أم ًة فأب ًَْ َ‬
‫تلوج ُ‬
‫إاا َّ‬
‫حرا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األمة َّ‬ ‫يف حال ًة واحد إاا ْأش َ‬
‫فيكون حينمذ َّ‬ ‫أن ولدَ ُه منها ُحر‬ ‫ةط اللوج على الك‬

‫المحهورين لله كتلاب مطبلوأ يف مً َّللدين‬ ‫بس ُبه‪ ،‬أحد ُفقهاء الحنف َّية ْ‬ ‫بكون بعه األقِ َّن م ْع ُر ٌ‬
‫ف َ‬ ‫ُ‬ ‫ولذا قد‬
‫عربر صري ُ النسع لكنَّه قِ ْن ُأ ْعتِ سببه ربما هذا أو غ ْي ُلر ُه إن صل َّ ملا‬
‫ٌ‬ ‫اكر أبَّه‬
‫السماين‪ ،‬هو َ‬‫ضخم ْين باسم َّ‬ ‫ْ‬
‫ب ُِق َ عنْ ُه‪.‬‬

‫ُزُ َع ْن َط ْا ِل ُح َّر ٍة َأ ْو َث َم ِن َأ َم ٍة‪َ ،‬و َع َلى َع ْب ٍد َس ِيدَ ُت ُ َو َع َلى َس ِي ٍد َأ َم ُت ُ َو َأ َم ُة َو َل ِد ِه‪،‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْع ِ‬

‫َو َع َلى ُح َّر ٍة ِق ُّن َو َل ِد َها»‪.‬‬

‫يستطيع المهر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُز َع ْن َط ْا ِل ُح َّر ٍة»‪ ،‬أي‪ :‬ل‬
‫قالِ ِ ‪َ « :‬و َي ْع ِ‬
‫ْ‬

‫قالِ ِ ‪َ « :‬ث َم ِن اْلَ َم ٍة»؛ أن يتم َّلكها‪.‬‬


‫ْ‬
‫ألن ِ‬
‫الم ْل َك أقوى‪.‬‬ ‫يتلوج سيدت ُه َّ‬
‫يًوز للعبد أن َّ‬
‫ُ‬ ‫قالِ ِ ‪َ « :‬و َع َلى َع ْب ٍد َس ِيدَ ُت ُ»‪ ،‬ل‬
‫ْ‬
‫‪٦‬‬
‫‪769‬‬

‫يًوز له الك‪ ،‬أص ً حتى للو أراد أن يعقلد عل ْيهلا ل ينْ َع ِقلد َّ‬
‫ألن وب ْمل ُه لهلا‬ ‫ُ‬ ‫قالِ ِ ‪َ « :‬و َع َلى َس ِي ٍد َأ َم ُت ُ»‪ ،‬ل‬
‫ْ‬
‫وطء ِ‬
‫بالم ْلك‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫قالِ ِ ‪َ « :‬و َأ َم ُة َو َل ِد ِه»‪ ،‬كذلك أل ا يف مِ ْلكِه‪.‬‬
‫ْ‬

‫قالِ ِ ‪َ « :‬و َع َلى ُح َّر ٍة ِق ُّن َو َل ِد َها»‪ ،‬بفس الحرء‪.‬‬


‫ْ‬

‫ين إِ ََّّل َأ َمة كِتَابِ َّية»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َح ُر َم َو ْط ُؤ َها بِ َع ْهد؛ َح ُر َم بِ ِم ْل ِب َي ِم ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْر َمة هذه قد تكون ألج ِ النسع‪ ،‬وقد تكون ألج ِ السبع‪ ،‬فمن كابت عنْدَ ُه َأ َمتَان فوط َء ْ‬
‫إحلداهما‬ ‫ُ‬
‫ويس َت ْب ِرئَها‪.‬‬ ‫األخرى حتَّى ُي ْخ ِر َج األولى عن مِ ْلكِه‪ ،‬أو ُ‬
‫يةك وب َمها ْ‬ ‫ليس له أن ي َط َأ ْ‬

‫الحلر‪ ،‬لكلن يًلوز وب ُمهلا ملن مالِكِهلا‬ ‫ِ‬


‫زواجهلا ملن ُ‬
‫ُ‬ ‫قالِ ِ ‪« :‬إِ ََّّل َأ َمة كِتَابِ َّية»‪َّ ،‬‬
‫فإن األَم َة الكِتَابِ َّية ل يًلوز‬ ‫ْ‬
‫المسلم‪.‬‬

‫ط ِز َيا َد ٍة ِ َم ْهرِ َها‪ْ ِِ َ ،‬ن‬


‫حيح‪ ،‬ك ََير ِ‬
‫ْ‬
‫ان‪ :‬ص ِ‬ ‫الير ُ ِ‬
‫وط َالنِ َاحِ ن َْا َع ِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َُ « :‬ر ُ‬
‫وط َالنِ َاحِ ‪َ :‬و ُّ ُ‬
‫ف بِ َذلِ َب َ َل َها َا ْل َق ْس َُ»‪.‬‬
‫َلم ي ِ‬
‫ْ َ‬
‫هذا الفص من أهم الفصول وهو متعل بحروط النكاال‪.‬‬
‫حيح‪ ...‬و َ ِ‬
‫ان‪ ،‬ص ِ‬ ‫ِِ‬
‫اسد»‪ ،‬بدأ بالصحي ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قال ‪« :‬ها ن َْا َع ِ َ‬
‫ْ‬

‫وبعللها متعلقل ٌة باللوجلة‪ ،‬والمتعلقلة باللوجلة‬ ‫ُ‬ ‫بعلها متعل بلاللوج‬‫الحروط الصحيحة كثير ٌ جدًّ ا‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬
‫وشلرط متعلل‬ ‫ط ِز َيـا َد ٍة ِـ َم ْهرِ َهـا»‪،‬‬
‫مثلال قلال‪« :‬ك ََيـر ِ‬
‫ْ‬ ‫ِّف ً‬‫بوعان‪ ،‬شر ٌء يتعل بالملال‪َ ،‬ض َلرب لله المصلن ُ‬
‫ِ‬
‫يتلوج عليها وبحو الك‪.‬‬ ‫بمص َلحتها كأن ل َّ‬
‫ْ‬

‫أن تخ ُّلف الحرط يًع للمرأ الخيار بلين أملرين‪ :‬إ َّملا أن‬ ‫ف بِ َذلِ َ‬
‫ب َ َل َها َا ْل َق ْس َُ» ؛أي‪َّ :‬‬ ‫قالِ ِ ‪ْ ِِ َ « :‬ن َلم ي ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫الحلرط‪ ،‬إل شل ْي ًما واحلدً ا‪ :‬وهلو الحلروط‬ ‫ْ‬ ‫تفسخ النكاال‪ ،‬وإ َّما أن ْترضى بإ ْمللائِ ِه‪ ،‬و ُت ْس ِلقط ح َّقهلا ملن هلذا‬
‫لخ النكللاال بقللر يف ا َّمل ِلة‬
‫المتعلقللة بصللفة المللال وقللدْ ِره‪ ،‬فللإن الحللروط المتعلقللة بصللفة المللال وقللدْ ِره إاا ُف ِسل َ‬
‫اللوج‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪770‬‬

‫َار‪َ ،‬وا ْل ُم َح ِل ٍِ‪َ ،‬وا ْل ُم ْت َع ِة‪َ ،‬وا ْل ُم َع َّل ِق‬


‫ليغ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َ اسد ُي ْبط ٍُ َا ْل َع ْهدَ ‪َ ،‬و ُه َا َأ ْر َب َع ُة َأ َْ َيان‪ :‬ن ُ‬
‫َاح َا ِ‬
‫ع َلى ََر ٍ‬
‫ط َب ْي َر»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫القاسد من َروط الن اج ناعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬فاسد ُيبطِ ‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬فاسد ل ُيبطِ ‪.‬‬

‫فأما الفاسد الذي ُيبطِ فهو أحدُ أمرين‪ :‬إ َّما الذى ورد الن ُّ بالنهر عنله والتحلريم‪ ،‬أو اللذي يخلالف‬
‫أصلِه‪.‬‬
‫حقيقة العقد وينْ ُق ُل ُه عن ْ‬

‫لع ِر ْج َللله‪،‬‬ ‫ـاح َا ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ألن الكلللع إاا أراد أن يبللول َر َفل َ‬
‫لبيها للله بالكلللع‪َّ ،‬‬ ‫لمر بللذلك‪ :‬تحل ً‬
‫ليـغَار»‪ُ ،‬سل َ‬ ‫قالـ ‪« :‬ن َ ـ ُ‬
‫ْ‬
‫فخ ِّل َلر علن‬‫بينهما ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مهر ُ‬ ‫فقالوا‪َ :‬ش َغ َر الكلع‪ ،‬وهو أن ُي َل ِّوج الرج مول َّيته على أن ُي َل ِّو َج ُه األخر مول َّيته‪ ،‬ول ْ‬
‫ع عل ْيه التلويج م ًعا‪.‬‬ ‫المه ِر‪ِ ،‬‬
‫ورت َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫بنية اللوج ل بن ِ َّي ِة اللوجة ول ول ِّيها‪.‬‬


‫قال ‪« :‬وا ْلمح ِل ٍِ»‪ ،‬وهو الذي تلوج امرأ ٍ ليحلها لألول‪ ،‬والعا ُ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬

‫قال ‪َ « :‬وا ْل ُم ْت َع ِة»‪ ،‬هو بكاال المتْعة وهو أبْواأ‪:‬‬


‫ْ‬
‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬أن يتلوجها وينُ على أبَّه متع ًة‪ :‬تلوجت ِ‬
‫ُك متْعةً‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ‬

‫شهرا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تلوجتُك ْ‬
‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬أن يكون مؤقتًا‪َّ :‬‬

‫شه ٍر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫يتلو ُجها وأن ُي َع ِّل يف اللواج الط ق فيقول‪َّ :‬‬
‫تلوجتُك أبت بال ٌ بعد ْ‬ ‫‪ ‬الناع الثالث‪ :‬أن َّ‬

‫فيتلوجها ويتم العقلد‪ ،‬وقبل‬ ‫ِ‬


‫مًلس العقد‪،‬‬ ‫‪ ‬الناع الرابع‪ :‬أن يتلوجها ثم يعل الط ق على ٍ‬
‫أمد يف‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫يتفرقا يقول‪ :‬هر بال ٌ بعدَ ٍ‬
‫شهر‪ ،‬هو ُمتْعة‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫كالمحروط شر ًبا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬الناع الخامس‪ :‬أن ِ‬
‫يتفقا ويتوابما على الط ق وإن لم يذكرا‪ ،‬فالمعروف ُع ْر ًفا‬
‫ط َبيـر م ِيـيئ َِة اهَّلل َتعـا َلى»‪ ،‬قلول المصلنِّف‪« :‬وا ْلمع َّل ِـق ع َلـى ََـر ٍ‬
‫ٍ‬
‫ط»‪ ،‬أي‪ :‬أن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫قال ‪َ « :‬وا ْل ُم َع َّل ِق َع َلى ََ ْـر ْ َ َ‬
‫ْ‬
‫ُلك ف بلة إن َر ِضل َي ْت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫زوجت َ‬ ‫النكاال إاا ُع ِّل َ على شرط َغ ْي َر َمحي َمة اهلل ‪‬؛ فإبَّه ل ينْ َعقد‪ ،‬مث ِ ‪ :‬أن يقلول‪َّ :‬‬
‫يص ‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون العقلد ُمن ًََّ ًللا لخطلور ِ هلذا العقلد‪ ،‬فإبَّله ل يقبل ُ التعليل ؛‬ ‫فحينمذ بقول‪ :‬ل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُأ ُّمها‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪771‬‬

‫ألن العقود بوعان‪:‬‬

‫‪ ‬الناع اْلول‪ :‬عقود تقب التعلي ‪.‬‬

‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬عقود ل تقب التعلي ‪.‬‬

‫بعلها كذلك‪.‬‬
‫أيلا الفسخ ُ‬ ‫كما َّ‬
‫أن العقود ً‬

‫يم ِعنْدَ َها َأ ْك َث َر ِم ْن َض َّرتِ َها َأ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َ اسد ََّل ُي ْبط ُل ُ ك ََي ْرط َأ ََّّل َم ْه َر‪َ ،‬أ ْو ََّل َن َق َهةَ‪َ ،‬أ ْو َأ ْن ُيه َ‬
‫َاح َ ُا ِجدَ ِب َها َ َل ُ َا ْل َق ْس َُ»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َأ َق ٍَّ ‪َ ،‬وإِ ْن ََرِ َط َن ْق َ َع ْي ٍ‬
‫ب ََّل ُي ْق َس َُ بِ َالنِ ُ‬
‫ٍ‬
‫شلرط‬ ‫بدأ يتكلم عن النوأ الثاين من الحروط وهو الحروط التر ل تبط عقد النكاال‪ ،‬وضابِ ُط ُه أن ك‬
‫فسدُ العقد‪ ،‬ولذلك األمثللة‬ ‫خالف حقيقة العقد؛ أبط َ العقد‪ ،‬وك شرط خا َلف مقتلى العقد؛ فسدَ ولم ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫حقيقته‪.‬‬ ‫يور ُدها المصنِّف هر يف الحقيقة من مقتل َيات العقد وليست من‬ ‫التى َس ِ‬

‫قللت‪:‬‬
‫المهر من ُمقت ََليات العقد‪ ،‬وليس ملن أركابله‪ُ ،‬‬ ‫قال ‪« :‬ك ََير ِ‬
‫ط َأ ََّّل َم ْه َر»‪ ،‬المذهع المحهور‪َّ :‬‬
‫أن ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫رج تللوج املرأ واشلةط عليهلا أن ل‬ ‫المهر ُرك ٌن فيه‪ ،‬فلو َّ‬
‫أن ُ‬ ‫يرون أن ْ‬
‫المذهع؛ ألن الرواية الثابية أبَّهم ْ‬
‫مهر المث ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مهر بينهما؛ فنقول أن العقد صحي لكن هذا الحرط باب ‪ ،‬فيكون حكمها حكم ‪ 1:1‬فلها ْ‬ ‫َ‬
‫زوجتِ ِله فللو اشلةط عليهلا‬
‫قال ‪َ « :‬أ ْو ََّل َن َق َه َة»‪ ،‬من ُم ْقتَليات العقد الن َف َقة بمعنى أن ُينف الللوج عللى َ‬
‫ْ‬
‫َّأل ب َف َقة ص َّ العقد و َل ِل َمت ُه بف َقتُها‪.‬‬

‫للرجل ِ بسلاء‬
‫القسلم إاا كلان ُ‬
‫قتلليات العقلد ْ‬ ‫يم ِعنْدَ َها َأ ْك َث َر ِم ْن َض َّرتِ َها َأ ْو َأ َق ٍَّ»‪ ،‬ملن ُم َ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ « :‬أ ْو َأ ْن ُيه َ‬
‫ْ‬
‫قس ًلما أقل ً ملن ضلرائِ ِرها َّ‬
‫فلإن هلذا‬ ‫َ‬
‫اشةط هو أن ُيعطيها ْ‬ ‫أن َيليدَ يف َق ْس ِمها أو‬ ‫فحينمذ لو ْاشت ََربت هر ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِعدَّ‬
‫أيلا ُ‬ ‫القسم‪ ،‬وم ْث ُل ُه ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كر المصلنِّف اللك‪،‬‬ ‫بقول يف المبيت وللم ْ‬
‫يلذ ُ‬ ‫بينه َّن يف ْ‬ ‫ع عليه العدْ ُل ُ‬ ‫ويً ُ‬ ‫الحرط باب‬
‫الح َّر ولو كان ليس له إل زوجلة واحلد وجو ًبلا كل َّ‬
‫تليات العقد‪ :‬المبيت‪ ،‬وهو أن يبيت عند ُ‬ ‫فإن من ُم ْق َ‬
‫َّ‬
‫أشهر وهو بِ ُ‬
‫صف العام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يك غائِبا‪ ،‬وان كان مسافِرا ل يغيع عنها أكثر من ِ‬
‫ستة‬ ‫ُ ً‬ ‫ً‬ ‫أربع ٍ‬
‫ليال ليل ًة ما لم َ‬ ‫ْ‬
‫قتللليات العقللد «الولللد» فلللو اشللةط أو‬
‫قتللليات العقللد الللوطء ومللن ُم َ‬
‫أيل لا‪ -‬مللن ُم َ‬
‫وكللذلك مثل ل ُه ً‬
‫فالحرط بابِ ٌ والعقد صحي ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اشةبت عليه أن ل ولد بينهما‬

‫َاح‪ُ َ ،‬ا ِجـدَ بِ َهـا َ َلـ ُ َا ْل َق ْس ُ‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬وإِ ْن ََرِ َط َن ْق َ َع ْي ٍ‬


‫الًمللة‬
‫ـَ»‪ ،‬أتلى المصلنِّف لذه ُ‬ ‫ب ََّل ُي ْق َس َُ بِ َالنِ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪772‬‬

‫أل ا فاص بين عيوب النكاال والحروط‪ ،‬فمن اشةط صف ًة معينل ًة يف الملرأ فبلان خل ف اللك فلله فسلخ‬
‫ٍ‬
‫فس ُخ النكاال‪.‬‬ ‫النكاال به‪ ،‬كان يحةِبها بِ ْك ًرا أو بويل ًة أو َسمي َع ًة فبابت ل ْ‬
‫تسمع فإبَّه حينمذ له ْ‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)27‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )27‬اية المًلس السابع والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪773‬‬

‫﷽‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ب نِ َاحٍ َث َال َث ُة َأن َْاا ٍع»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ َو َع ْي ُ‬

‫أورد يف هذا الفص أحكام عيوب النكاال ولنعلم أن عيوب النكاال تنقسم إلى بوعين‪:‬‬

‫عيوب يثبت الخيار عند العلم ا مطل ًقا‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫الناع اْلول‪:‬‬

‫عيوب ل يثبت الخيار عند العلم ا إل إاا ُش ِر َب ْت‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫الناع الثاين‪:‬‬

‫لم لا فإبله يثبلت للطلرف اآلخلر ملن الللوجين‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ ًاا العيوب بوعان‪:‬‬
‫عيوب إاا ُوجدَ ت بعد اللواج و ُعل َ‬
‫ٌ‬
‫بوأ آخر ملن العيلوب‪ ،‬العيلوب التلر‬
‫الخيار بين أن يفسخ وبين أن يسقط حقه ويبقر العقد ماض ًيا‪ ،‬وهناك ٌ‬
‫هر عيوب بكلاالٍ لكنهلا ل تلؤثر يف فسلخ العقلد إل أن تكلون محلروبةً‪ ،‬وسليتكلم المصلنف ‪ ‬علن‬
‫هذين النوعين م ًعا يف هذا الفص وإن كان أشار للنوأ الثاين يف آخر الفص الساب ألن لها حكلم الحلروط‬
‫ع بِ َكاالٍ َث َ َث ُة َأب َْواأٍ‪ ،‬قوله عيع بكاالٍ هنا تكلم علن النلوأ األول وللذا فإبنلا بقلول عيلع‬
‫يقول الحيخ‪َ :‬و َع ْي ُ‬
‫النكاال الذي يثبت به الخيار عند العلم به سوا ٌء ُش ِر َط أو لم ُي َ‬
‫حرط‪ ،‬وللذا فلإن الصلواب أن ُيللاد هلذا القيلد‬
‫لكر بعلم أن المصنف إبما تكلم عن النوأ األول من أبواأ عيوب النكاال ل عن جميع عيوب النكاال‪.‬‬

‫ع بِ َكاالٍ َث َ َث ُة َأب َْواأٍ‪ ،‬هذا التقسيم أي كوبله ث ثلة أبلواأ اللك بلالنظر لملن يوجلد فيله العيلع‬
‫قال‪َ :‬و َع ْي ُ‬
‫فتار ً يوجد العيع يف الرجل وتلار ً يوجلد يف الملرأ ِ وتلار ً يوجلد فيهملا م ًعلا‪ ،‬أي جنسله يوجلد يف الرجل‬
‫وجنسه يوجد يف النساء‪ ،‬هذا الذي بنى عليه هذا التقسيم‪ ،‬ويمكننا أن بقسم العيوب التر يثبلت لا الفسلخ‬
‫وعيلوب يمكلن أن تكلون سلابق ًة ويمكلن أن تكلون‬
‫ٌ‬ ‫تقسيما آخر‪ ،‬فنقول عيوب تكلون سلابق ًة لعقلد النكلاال‬
‫ً‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بارئة وهذا التقسيم باعتبار الطريان وعدمه مؤثر يف الحكم كما سيأا إن شاء اهلل‪.‬‬
‫‪774‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ن َْاع ُم ْخت ٌَّص بِ َّ‬


‫الر ُج ٍِ ك ََُ ٍّ‬
‫ب َو ُعنَّة»‪.‬‬

‫بوأ مخلت ٌّ بالرجل فل يوجلد هلذا العيلع عنلد النسلاء وإبملا عنلد الرجلال‪ ،‬وهلذا‬ ‫قال النوأ األول ٌ‬
‫لع هلو قطلع المللذاكير‪ ،‬سلوا ًء كابلت ِخلقل ًة ل‬
‫لع َو ُعنَّلة‪ ،‬الًل ُّ‬
‫ًَ ا‬
‫العيلع متعلل ٌ بآلللة الرجل ‪ ،‬قلال الحلليخ‪ :‬ك َ‬
‫مقطوع ًة أو بفع ٍ فإبه يعتا عي ًبا من عيوب النكاال؛ ألن الغرض من عقد النكلاال والمقصلد هلو السلتمتاأ‬
‫وهذا ل يمكن أن يتحق مع وجود الًع‪ ،‬والعنَّة هر وجود المذاكير لكن عدم القدر عللى اللوطء‪ ،‬وإن‬
‫كان الرج يحتهيه‪ ،‬ليس العا بما يف القلع وإبملا العلا بالحلرء الململوس‪ ،‬فملن كلان غيلر ٍ‬
‫قلادر عللى‬
‫خاص بالرج ألبه متعل ٌ بآلته‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫مصاب بالعنَّة وهذا‬
‫ٌ‬ ‫الوطء فإبه يسمى عنينًّا‪ ،‬فهو‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َْاع ُمخْ ت ٌَّص بِا ْل َم ْر َأ ِة ك ََسدِ َ ْرجٍ َو َرت ٍَق»‪.‬‬

‫قال الحيخ‪َ :‬وب َْو ٌأ ُم ْخل َت ٌّ بِلا ْل َم ْر َأ ِ‪ ،‬أي ل يوجلد يف الرجل وهلذه العيلوب متعلل ٌ بآللة الملرأ ‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫ك ََسدِّ َف ْرجٍ َو َر َت ٍ ‪ ،‬الكاف هنا للتحبيه تدلنا على أن العيوب متعدد وليسلت خاصل ًة لذين النلوعين بل لهلا‬
‫ٍ‬
‫استدراك عللى المصلنف‪ ،‬فقولله‪ :‬ك ََسلدِّ َف ْلرجٍ ‪ ،‬أي ل يمكلن‬ ‫غيرها من هذه األبواأ‪ ،‬ببدأ ذين النوعين مع‬
‫معه الوطء‪ ،‬والسدُّ يكون بأشياء كثير ‪ ،‬والمصنف أبل الوصف العام وهلو السلد وهلذا جيلد فقلد يكلون‬
‫بأمر آخر األمور كثير التر يكون ا السد‪ ،‬قال‪َ :‬و َر َت ٍ ‪ ،‬أبتم تعلمون أن ملن‬
‫بعظم قد يكون ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بلحم قد يكون‬
‫معاين الحروف يف الل «واو» المغاير فإن العطف يقتللر المغلاير فمفهلوم كل م المصلنف أن الرتل غيلر‬
‫صور سد الفلرج‪ ،‬بل َّ عللى اللك‬ ‫ِ‬ ‫سد الفرج‪ ،‬وليس الك عند فقهائنا‪ ،‬فإن المعتمد عندهم أن الرت أحد‬
‫ِ‬
‫يف المنتهى‪ ،‬فقال‪ :‬إن سد الفرج إن كان بابتداء الخل َقة ً‬
‫أساسلا فهلو رتل ٌ ‪ ،‬وإن كلان بارئًلا فإبله يكلون قربلا‪،‬‬
‫فتكون المرأ قرباء‪ ،‬ويف ك الحالتين يسمى سدً ا بالفرج‪ ،‬إ ًاا فقول المصنف‪َ :‬و َر َت ٍ ‪ ،‬قد بقول إبه من بلاب‬
‫دائما للمغاير ‪.‬‬
‫عطف الخاص على العام‪ ،‬ممكن وهذا متًه ولكن العاد أن الل «واو» تكون ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َْاع ُم ْيت ََرك َب ْين َُه َما»‪.‬‬

‫محةك يعنر يمكن يوجد جنسه يف الرج وجنسه يف المرأ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك َُُن ٍ‬


‫ُان َو ُج َذا ٍم»‪.‬‬

‫جنلون هللو فقللد العقل ‪ ،‬والًلذام هللو المللرض الللذي يكللون يف الًللد ويمنللع مللن المقاربللة للمصللاب‬
‫أملراض كثيلر والعلملاء يقوللون إن الًنلون هنلا يف‬
‫ٌ‬ ‫أمراض كثير ‪ ،‬الًنون والًذام كذلك‬
‫ٌ‬ ‫بالًذام‪ ،‬وهو‬
‫‪٦‬‬
‫‪775‬‬

‫هذا الباب ليس المقصود به المطب فقط ب حتى ولو كان متقط ًعا ألن الرج إاا تلوج امرأ ً تًلن أحيابًّلا‬
‫أو المرأ إاا تلوجت رج ً يًن أحيابًّا فإن هذا الوصف يف الرج أو يف المرأ ين ِّفر صاحبه منله‪ ،‬ويًعلله‬
‫يمتنع منه‪ ،‬فلذلك فإن الًنون هنا يحم المطب والمتقطع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ْق َس َُ ِب ٍُِ ِم ْن َذلِ َ‬


‫ب»‪.‬‬

‫قوله‪َ « :‬ف ُي ْف َس ُخ بِ ُك ِّ مِ ْن َال ِ َك»‪ ،‬أي‪ :‬بك العيوب السابقة ومعنى قولنا أبه يفسخ به أي‪ :‬أن ملن كلان لله‬
‫الح فيًوز له أن يطلع الفسخ فيفسخ بلذلك‪ ،‬هلذا معنلى قلولهم إبله يفسلخ‪ ،‬أي‪ :‬يطللع الفسلخ‪ ،‬بيلع‬
‫عندبا مسلائ ملن اللذي لله الحل ؟ إاا كلان العيلع يف الرجل فللملرأ ‪ ،‬وإن كلان يف الملرأ العيلع فلالح‬
‫ٍ‬
‫بطلع ممن له الح ‪ ،‬فلو لم يطلع ف يفسخ‪ ،‬فلو جلاء وللر الملرأ أبوهلا‬ ‫للرج ‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ول يفسخ إل‬
‫أو أقرباهها أو أمها فليس لهم بلع الفسخ‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون بطلع صاحع الح ألبه متعل ٌ ا‪ ،‬األملر‬
‫الثالث وهذا سيأا اكره من المصنف لكنر أقدمه للفائد ‪ ،‬أن الفسوخات تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫فسوخات يمكن أن تكون بدون حكم الحاكم‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬الهسم اْلول‪:‬‬

‫فسوخات ل تكون إل بحكم الحاكم وهو القاضر‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ ‬الهسم الثاين‪:‬‬

‫واللابط عند فقهائنا يف التفريل بلين الفسلخ اللذي يكلون بحكلم الحلاكم والفسلخ اللذي يًلوز بغيلر‬
‫حكم حاكم وجود قاعدتين‪:‬‬

‫‪ ‬الهاعدة اْلولى‪ :‬أن يكون هذا الفسخ مختل ًفا فيه ملن حيلث الحكلم‪ ،‬فلبعه العلملاء أثبتله وبعله‬
‫العلماء لم يثبته‪ ،‬فعندهم إن ك فسخٍ اختلف العلماء فيه ف يفسخ النكاال ِبه إل بحكم الحاكم ألن حكلم‬
‫الحاكم يرفع الخ ف‪ ،‬فقد يقول اللوج أبلا أرى اجتهلا ًدا أو تقليلدً ا القلول بعلدم الفسلخ أو العكلس تقولله‬
‫فحينمذ لما كابت المسألة محتمل ًة من حيث الجتهاد بقول القاضر وأبا أشلير اآلن إللى المحكملة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫المرأ‬
‫القاضر هو الذي يفسخ‪.‬‬

‫‪ ‬الهاعدة الثانية‪ :‬عندا إاا كان مما يختلف يف وجوده وعدمه‪ ،‬فبعه األوصاف تةدد ومنها العيلوب‬
‫فإن بعه العيوب خفية فقد يقول الرج إين لست عنينًّا وتقول زوجه بلى إبه عنين‪ ،‬فحين اللك بقلول إن‬
‫ما تردد يف وجوده وعدمه ف بد من الثبات أمام القاضر ف فسخ إل أمام القاضر‪.‬‬
‫‪776‬‬

‫لخ‪ ،‬أي ل ابتلدا ًء بل بطللع‬ ‫إاا عرفنا هذا القيد المهم وسنرجع له من كل م المصلنف‪ ،‬إ ًاا قولله‪َ :‬ف ُي ْف َس ُ‬
‫لخ بِ ُكل ِّ مِل ْن َال ِ َ‬
‫لك‪ ،‬أي بكل ٍ‬ ‫من له الح وبحكم قاضر حينما يحكم به يف العيوب‪ ،‬هذا معنى قولله‪َ :‬ف ُي ْف َس ُ‬
‫من العيوب السابقة التر أوردها المصنف‪ ،‬ثم قال الحيخ وابتبه لهذه المسألة فإ ا مهمة‪.‬‬
‫ث ب ْعدَ ُد ُه ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا َحدَ َ َ‬
‫ٍ‬
‫عيلع ملن عيلوب النكلاال‬ ‫هذه المسألة مهمة ابتبهوا لها‪ ،‬معنى الكلملة أو هلذه الًمللة معناهلا أن كل‬
‫التر يثبت ا الخيار لو ُو ِجلدَ ْت بعلد اللدخول جلاز للللوج اآلخلر الفسلخ‪ ،‬فللو ُجل َّن أحلد الللوجين جلاز‬
‫لصاحبه أن يفسخ‪ ،‬لو ملث ً أصليع بًلذامٍ‪ ،‬أصليع بلا ٍ‬
‫ص‪ ،‬وغيلر اللك ملن العيلوب التلر تكلون يف أحلد‬
‫اللوجين يًوز لصاحبه أن يفسخ‪ ،‬عندبا يف هذه الًمللة مسلألتان لفهلم هلذه المسلألة ً‬
‫أول بقلول قط ًعلا إن‬
‫هذه الًملة ليست على إب قها‪ ،‬كيف الك؟‬

‫ابظروا معر من الك م الذي اكرتله لكلم قبل قليل أن هنلاك عيلوب ل يمكلن أن تطلرأ كلأن بقلول إن‬
‫أساسلا كلهلا موجلود قبل ُ ‪ ،‬هلذا‬ ‫ِ‬
‫الخل َقة إ ًاا فهناك‬
‫عيوب ل يمكن أن تطرأ ب هلر ً‬
‫ٌ‬ ‫الرت هو ما كان بأص‬
‫واحد‪ ،‬ثاب ًيا أن هناك عيو ًبا شبه اتف العلماء على أن بريا ا ل يفسخ به وهو العنَّة‪ ،‬كثير من النلاس يتللوج‬
‫ٍ‬
‫لسن معين ثم بعد الك ل يستطيع أن يطأ زوجه‪ ،‬بقول هذه عنَّ ٌة بارئة ل يفسلخ لا ألجل العنَّلة‪،‬‬ ‫ثم يص‬
‫بعم قد تتلرر المرأ من ترك الوطء هذه مسألة أخرى‪ ،‬إا الفسوخات كثير جدًّ ا‪ ،‬ابلن القليم أوصللها إللى‬
‫عحرين بوأ من الفسوخات بين اللوجين‪.‬‬

‫فس ُخ ا إاا برأت بعد العقد‪ ،‬ولذلك لو وبرء الرج زوجته مر ً واحلد بعلد العقلد لليس‬ ‫فالعنَّة ل ُي َ‬
‫ث َب ْعلدَ ُد ُخ ٍ‬
‫لول‪ ،‬هلذا لليس شلام ً فلإن ملن‬ ‫لها أن تفسخ بالعنَّة‪ ،‬إ ًاا بحن بقول إبه قول المصنف‪َ :‬و َل ْلو َحلدَ َ‬
‫فس ُ‬
‫لخ بله وللو بلرأ‪ ،‬وللذلك فلإن علماءبلا المتلأخرين لهلم‬ ‫العيوب ما ل يمكن بريابه ومن العيوب ملا ل ُي َ‬
‫بريقتان فمنهم وهذا الذي محى عليه بعه المتأخرين كصاحع العنقري يف حاشلية علروب فإبله اكلر أن‬
‫العيوب إاا كابت من العيوب المحةكة ُف ِس َخ ا العقد إاا بلرأت‪ ،‬العيلوب المحلةكة كلالًنون والًلذام‬
‫كالًلع والعنَّلة‬
‫ِّ‬ ‫واللاص‪ ،‬وأملا إاا كابلت العيلوب ملن العيلوب الخاصلة بأحلد الللوجين فل يفسلخ لا‪،‬‬
‫ِ‬
‫والقرن مث ً وغير الك والبخر إاا برأ‪ ،‬وهكذا‪ ،‬هذا ما يتعلل بالطريقلة األوللى‪ ،‬بعله العلملاء يقلول‪ :‬ل‬
‫وإبما بذكر بعلها دون بعلها‪ ،‬ولذلك يقولون‪ :‬وملن بلرأ عليله الًلع جلاز للوجله أن تفسلخ وللو كلان‬
‫‪٦‬‬
‫‪777‬‬

‫بفعلها‪ ،‬لكن على العموم هناك بريقتان اكرت لكم الطريقة األولر‪.‬‬

‫المسألة الثابية عنده واألخير ‪ :‬أن هناك فر ًقا بين الفسخ بالعيع الذي يكون قب النكاال‬

‫ٍ‬
‫بعيلع‬ ‫والفسخ بالعيع الذي يكون بارئًا بعد الدخول‪ ،‬ووجه الفرق بينهما أن من فسخ من الللوجين‬
‫ِ‬
‫بلالمهر‪ ،‬هلذا القيلد‬ ‫ساب ٍ فإبه يرجع بالمهر إاا كان الفاسخ اللوج‪ ،‬وأما إاا كان العيع بارئًا فإبه ل يرجلع‬
‫ث َب ْعلدَ ُد ُخ ٍ‬
‫لول‪ ،‬فلإن ملا‬ ‫لخ بِ ُكل ِّ مِل ْن َال ِ َ‬
‫لك َو َل ْلو َحلدَ َ‬ ‫مهم جدًّ ا لكر بعرف الفرق بين قلول المصلنف‪َ :‬ف ُي ْف َس ُ‬
‫حدث بعد الدخول بعم يفسخ به لكن ل يرجع فيه بالمهر‪ ،‬وأما ما كان قب الك فيرجع فيه بالمهر‪.‬‬

‫ش َو َق ْط ِع َي ٍد َأ ْو ِر ْج ٍٍ إِ ََّّل بِ َي ْرط»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل بِن َْح ِا َعمى َو َط َر ٍ‬

‫هذا النوأ الثاين ملن العيلوب وهلر العيلوب التلر ل يفسلخ لا العقلد ابتلدا ًء‪ ،‬إل إاا كابلت محلروبة‪،‬‬
‫الحرأ أو الفقهاء لمااا فرقوا بين بوعر العيوب؟ ألبنلا للو أبلقنلا أيهلا األفاضل قاعلد بعله أهل العللم‬
‫وهر قاعد مقاصدية وليست علة‪ ،‬هناك فرق بين القاعلد المقاصلدية هلر الحكملة وقلد تكلون منللبطة‬
‫وقد تكون غير منلبطة‪ ،‬والك يقول ا المقاصدية لكن قد ل يناط ا الحكم وجو ًدا وعد ًما‪ ،‬عندما قلال‬
‫ٍ‬
‫عيع يمنع من كمال الستمتاأ فإبه يًوز فسخ العقد به ولو للم يحلرط‪ ،‬كطريقلة‬ ‫بعه أه العلم‪ :‬إن ك‬
‫الحيخ تقر الدين وتلميذه‪ ،‬لو قلنا ذا لما تصورت عدد القلايا التر يرفلع الللوج عللى زوجله واللوجلة‬
‫كثيلرا ملا يرفلع‬
‫قلاض تعرفله‪ً ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫على زوجها يف بللع الفسلخ بلذلك‪ ،‬ولليس ملن رأى كملن سلمع اسلأل أي‬
‫الرجال على النساء وجدت فيها العيع الف ين‪ ،‬هناك رج رفع عللى املرأ ٍ دعلوى أن فيهلا عي ًبلا‪ ،‬وملا هلو‬
‫العيع الذي رأيته؟ قال‪ :‬إن شعر جسدها كثيف‪ ،‬فيداها وقدماها فيها شعر وهذا يمنع كمال الستمتاأ‪.‬‬

‫لو فتحنا الباب لرأيت عًائع‪ ،‬واسأل ملن شلمت ملن زم ئلك ملن القللا ‪ ،‬وللذلك تلليي العلملاء‬
‫قللاء الصلحابة فلإن أغللع هلذه‬ ‫وأعنر بالن‬ ‫بطاق العيوب التر يفسخ ا بدون شرط بما ورد به الن‬
‫‪ ،‬وملا شلا ه دوبملا غلايره‪،‬‬ ‫فخصوا الحكم بملورد اللن‬
‫ُّ‬ ‫العيوب إبما وردت عن عمر وغيره من الصحابة‬
‫فيدلنا الك على أن تليي العيوب مناسع جدًّ ا يف تصحي العقود‪ ،‬وأبفع لبقاء اللوجية‪.‬‬

‫إاا هذه األمور الثابية مث العملى والطلرش وغيلره ل يفسلخ لا العقلد إل إاا كلان قلد اشلةط‪ ،‬بيلع‬
‫تقول هذه عمياء صماء‪ ،‬بقول أبت المقصر؛ ألن العمى والطرش والصمم وقطع اليد والرج لو أرسللت‬
‫صغيرا ينظر لهذه الملرأ لعرفلت أن هلذه العيلوب نلاهر فيهلا‪ ،‬بخل ف العيلوب الثابيلة فإ لا تحلت‬
‫ً‬ ‫صب ًّيا‬
‫‪778‬‬

‫ملن الظهلور‬ ‫الثياب غالبها حتى البياض يكون تحت الثياب حتى الًنون قد يستطيع الناس يمنع الحخ‬
‫يف وقت اهاب عقله‪ ،‬ب إن المًنون أحيابًا وخاص ًة المعتوه ربما يًللس يف بعله المًلالس ل تسلتطيع‬
‫معرفته إل بالك م‪ ،‬ولذلك هذه العيوب ناهر فهو مقصر اللوج يف عدم السؤال والنظر ابتدا ًء‪.‬‬

‫ين ت َْر َ ُع ُ إِ َلى َا ْل َحاكِ ِم»‪.‬‬


‫َت ُعنَّ ُت ُ ُأ ِج ٍَ َسنَة ِم ْن ِح ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ْن َث َبت ْ‬

‫يقول‪َ « :‬م ْن َث َبت َْت ُعنَّ ُت ُه»‪ ،‬قوله‪ :‬ومن ثبتلت أي‪ :‬لليس المقصلود الثبلوت بمعنلى وجلود البينلة‪ ،‬ل وإبملا‬
‫ِ‬
‫وبمه فلو ثبت وبؤه للوجته ولو مر ً فليس بعنلين‪ ،‬فقلول الحليخ‪َ :‬مل ْن َث َبت ْ‬
‫َلت‬ ‫المقصود بالعن َِّة إاا ثبت عدم‬
‫ُعنَّ ُت ُه ُأ ِّج َ َسنَةً‪ ،‬وهذه السنة قمرية عندهم وليست شمسية والفرق بينهملا أحلد عحلر يو ًملا تبلدأ هلذه السلنة‬
‫يبدأ ضر ا من حين ترفعه إللى القاضلر أو الحلاكم‪ ،‬فملن حلين حكلم الحلاكم لا أو الةافلع تبلدأ الملد ‪،‬‬
‫بكلرا‬
‫بيع إن ادعى اللوج أبه قد وبرء وهر لم تقره على الك فتعرض عللى النسلاء الثقلات فلإن كابلت ً‬
‫ٍ‬
‫بأمور أخرى‪.‬‬ ‫ُع ِر َ‬
‫ف الك بذهاب بكارهتا وإن كابت ثي ًبا فتعرفه النساء‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم َي َط ْأ ِ َيها َ َل َها َا ْل َق ْس َُ»‪.‬‬

‫فإن لم يطأ يف خ ل هذه السنة ولم يستطع أن يثبت أبه قد وبرء زوجته قبلها‪ ،‬قلد يًللس الللوج ملع‬
‫زوجته سنتين أو ث ثة ثم ترفعله إللى القاضلر فنقلول إن أثبلت الللوج أبله قلد وبمهلا وللو ملر بلإقراره فل‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يفسخ القاضر‪.‬‬ ‫يحكم بالفسخ للعنَّة؛ ولكن إن لم يثبت الك وأج سن ًة فلم يطأها فإبه‬
‫ب ع َلى َالتَّر ِ‬ ‫ِ‬
‫اه »‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وه َي ُار َع ْي ٍ َ‬
‫ِ‬ ‫قول المصنف‪َ :‬و ِخ َي ُار َع ْي ٍ‬
‫ع َع َلى َالت ََّراخر‪ ،‬هذا ليس ًّ‬
‫خاصا بالنكاال ب حتى يف البيوعلات‪ ،‬عنلدبا هنلا‬
‫قاعد ما الخيار الذي يكون على الةاخر وما الخيار الذي يكلون عللى الفلور‪ ،‬كل خيلار فسلخٍ فهلو عللى‬
‫ٍ‬
‫تمليك فهو على الفور‪ ،‬هذه قاعد ملطرد ‪ ،‬خيار التمليك مث الحفعة‪ ،‬فإن الحلفعة‬ ‫الةاخر‪ ،‬وك خيار‬
‫خيار تمليك‪ ،‬فهر كح عقال‪ ،‬كما جاء عند ابن ماجه‪ ،‬وأما خيار الفسخ كخيلارات العيلوب وغيرهلا ملن‬
‫لار فسللخٍ فيكللون علللى‬
‫الخيللارات وخيللار الحللرط فللإن خيللار الحللرط أيلللا علللى الفسللخ‪ ،‬علللى التخييللر خيل ُ‬
‫الةاخللر‪ ،‬بيللع إ ًاا عرفنللا متللى يكللون الخيللار علللى الةاخللر ومتللى يكللون علللى الفللور‪ ،‬وعرفنللا القاعللد ‪،‬‬
‫إاا‬ ‫المسألة الثابية ما معنى قولنا إبه على الةاخر؟ معنى قولنلا إن الخيلار عللى الةاخلر أي‪ :‬أن الحلخ‬
‫َعلِ َم بالعيع ولم يطالع مباشر ً بالفسخ وإبما تأخر فيًوز له المطالبة به بعد اللك‪ ،‬أملا خيلار الفلور فملن‬
‫‪٦‬‬
‫‪779‬‬

‫حين يعلم يًع عليه أن يطالع به‪.‬‬

‫ً‬
‫فسلخا للعقلد‪ ،‬وإبملا هلو يف الحقيقلة‬ ‫عندبا يف النكاال شر ٌء على الفور وهو بفر الولد‪ ،‬بفر الولد ليس‬
‫ليس إثبا ًتا له ابتدا ًء‪ ،‬ولذلك يقولون إن الرج إاا ولدت امرأته التلر عللى الفلراش سلواء إن كابلت أمل ًة أو‬
‫زوجة وأقر به أو بال األمدُ ولم ينكره ليس له إبكاره سيأتينا يف اللعان‪ ،‬بيع إ ًاا عرفنا هذه المسلألة بيلع‬
‫خيار الحرط مث خيار العيع فلو أن زوج ًة اشةبت على زوجها شلر ًبا وللم يفلر ِ‬
‫بله فبقلر خيارهلا عللى‬
‫حاللة واحلد ٍ سليوردها المصلنف وهلر‬
‫ٍ‬ ‫الةاخر‪ ،‬وقت ما تحاء ترفع إلى المحكمة وتطلع الفسخ‪ ،‬إل يف‬
‫ٍ‬
‫بحرء سيورده بعد قلي ‪.‬‬ ‫إسقاط خيار العيع والحرط‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِ ْن َي ْس ُه ُط بِ َما َيدُ ُّل َع َلى َا ِلر َضا»‪.‬‬

‫قللال‪َ « :‬لكِل ْن َي ْسل ُق ُط بِ َمللا َيللدُ ُّل َع َلللى َا ِّلر َضللا»‪ ،‬هللذه مسللألة سللأرجع إلللى الرضللا قلللي ً ألعطلليكم بعلله‬
‫المسائ العامة يف الرضا التر قلتها يف كتاب البيع وأكررها هنا ألن الرضا واحد‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن خيار العيع ومثله خيار الحرط يسقط بما يدل على الرضا والذي يدل على الرضا أمران إما‬
‫رضليت لا مًنوبل ًة أو تقلول الملرأ رضليت بله‬
‫ُ‬ ‫رضليت أو يقلول الرجل‬
‫ُ‬ ‫القول الصري بأن تقول الملرأ‬
‫مًنوبًلا أو كلذا واللفلظ أدل شلرء عللى الرضلا لشللك؛ ألن اللفلظ كاشلف والرضلا محلله القللع‪ ،‬وإبمللا‬
‫الكاشف له القول‪ ،‬النوأ الثاين الحرء الثاين الذي يكون كاش ًفا للرضلا ويلدل عليله هلو الفعل ‪ ،‬بيلع هلذا‬
‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفع يف باب النكاال ما هو؟ قالوا‪ :‬من ق َب اللوج هو اللوطء‪ ،‬وملن ق َبل اللوجلة هلو التمكلين‪ ،‬فلإاا َعل َ‬
‫اللوج بالعيع ثم وبرء زوجته سقط حقه بالفسخ‪ ،‬وإاا علمت به ومكنته من بفسلها سلقط حقهلا وإن للم‬
‫يطأها‪ ،‬قلت لك قب قلي ل ُبد أن يكون بعد العلم‪ ،‬لم؟ ألن هناك قاعلد محلهور قالهلا الحلافعر وقالهلا‬
‫أحمد بعده أو بعه أصحاب أحمد بعده‪ ،‬وهر قاعد متف ٌ عليها وهر أبه ل رضا إل بعد العلم‪ ،‬للو قلال‬
‫رضيت‪ ،‬بقول رضاك هذا غير معتا ألن من شرط الرضلا‬
‫ُ‬ ‫رج ٌ يف البيع مث ً بعتك ما يف هذا الكيس فقلت‬
‫العلم ل ُبد أن يكون المبيع معلو ًما فعند تحق العلم تحق الرضا‪ ،‬يتحقل بلالعلم ويتحقل بعلدم ا كلراه‬
‫أيلا بمًموأ األمرين‪ ،‬بيع إ ًاا عرفنا اآلن الذي يسلقط خيلار الفسلخ خيلار العيلع وخيلار الحلرط وهلو‬
‫ً‬
‫الرضا إما بالقول أو بالفع وعرفنا الفع من الرج ما هلو وملن الملرأ بملا يكلون رضلاها بالفعل ‪ ،‬ابظلر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الستثناء من الستثناء‪.‬‬
‫‪780‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ِ ُعنَّة إِ ََّّل بِ َه ْا ٍل»‪.‬‬

‫عيلع يف الرجل أم يف الملرأ ؟ يف الرجل ‪ ،‬إ ًاا الخيلار يثبلت لملن؟‬


‫ٌ‬ ‫قال‪َ :‬ل فِر ُعنَّة‪ ،‬أبظروا معلر العنلة‬
‫للمللرأ ‪ ،‬والمللرأ خيارهللا تنفيلله بللالقول أو بالفعلل ‪ ،‬وفعلهللا التمكللين‪ ،‬بيللع إ ًاا المللرأ هنللا أصلل ً هللر‬
‫مأمور ٌبالتمكين يف العنة أل ا سنة كاملة يًع أن تمكنه من بفسها‪ ،‬فالتمكين منها هنلا ل يسلقط خيارهلا‪،‬‬
‫بيع سؤال‪ ،‬بحن ألم بق إن الرضا بالفع هو التمكين أو الوطء‪ ،‬للو وبمهلا زوجهلا بحلن قلنلا ل يسلقط‬
‫إل بالقول ه يسقط أم ل ما رأيكم؟‬
‫هو يقول‪ :‬ل يسقط خيار ِ‬
‫العنة إل بالقول‪ ،‬كيف تقول يسقط؟ ألبه إاا وبمها ابتفى عيع العنلة‪ ،‬ملا فيله‬
‫عنة ولو وبمها مر ً واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َ ْس ََ إِ ََّّل بِ َحاكِم»‪.‬‬

‫َو َل َف ْس َخ إِ َّل بِ َحاكِم‪ ،‬هذه الًمللة تحتمل ا بل ق وهلو لليس ملراد المصلنف وتحتمل التقييلد ألن‬
‫ٌ‬
‫فسوذ بحكم حاكم يحةط له حكلم الحلاكم‪ ،‬وفسلوذ ل يحلةط لله‬ ‫الفسوذ كما اكرت لكم قب بوعان‪:‬‬
‫ف يف الوجود والعدم ف يحةط لله حكلم‬‫ف بين أه العلم وليس فيه خ ٌ‬
‫حكم الحاكم فما ليس فيه خ ٌ‬
‫ٍ‬
‫مغيث زوجها‪ ،‬فإ ا اختارت هر من غيلر حكلم‬ ‫ِ‬
‫عتاق اللوج مث برير ‪ ‬مع‬ ‫حاكم‪ ،‬مث فسخ النكاال‬
‫ِ‬
‫العيلع‬ ‫حاكم وهر النبر ‪ ‬ففسلخت بكاحهلا‪ ،‬إ ًاا فقلول المصلنف‪ :‬ول فسلخ أي ل فسلخ يف‬
‫ِ‬
‫الحرط إل بحكم حاكم‪ ،‬فيًع أن بقول الك‪.‬‬ ‫ول يف‬

‫بيللع قللول المصللنف إل بحكللم حللاكم ألن حكللم الحللاكم شللرط‪ ،‬لكللن يسللتحع مللع حكللم الحللاكم‬
‫حلور اللوج إاا كان الفسخ من اللوج‪ ،‬وحلور اللوجلة إاا كلان الفسلخ ملن اللوجلة‪ ،‬فالحللور لليس‬
‫مستحع‪ ،‬مراعا ً للخ ف‪ ،‬وفقهاهبا لهلم بريقلة خاصلة لم يف مراعلا الخل ف‪ ،‬زهلم‬
‫ٌ‬ ‫بواجع وإبما هو‬
‫يكثرون من مراعا الخ ف وهذا من الورأ‪ ،‬ولهلم بريقلة قريبلة ملن بريقلة المالكيلة لكنهلا تفلرق بينهملا‬

‫فر ًقا ً‬
‫يسيرا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن ُ ِس ََ َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ‬
‫ال َ َال َم ْه َر»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بطللع ملن‬ ‫ٍ‬
‫بطلع ملن اللوجلة أو‬ ‫قال‪َ « :‬فإِ ْن ُف ِس َخ» أي النكاال قب الدخول وقوله فإن ُف ِس َخ سوا ٌء كان‬
‫ٍ‬
‫لعيع يف اللوج أو يف اللوجة ل فرق‪ ،‬ف مهر مطل ًقلا ألبله الفسلخ إن كلان ملن قبل الللوج‬ ‫اللوج ل فرق‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪781‬‬

‫ٍ‬
‫بطللع منهلا ويف الحلالتين إن كل فسلخٍ يكلون ملن جهلة‬ ‫ٍ‬
‫عيع فيها‪ ،‬وإن كلان ملن اللوجلة فإبله‬ ‫فإبه ألج‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل مهر‪ ،‬بيلع هل تثبلت فيله المتعلة؟ بقلول‪ :‬ل‪ ،‬ليسلت بواجبلة‬ ‫اللوجة فإبه ل يثبت لها المهر فيه‬
‫المتعة وإبما هر مستحبة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ ُه َل َها َا ْل ُم َس َّمى»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬وبعده» اللمير يعود إلى الدخول‪ ،‬أو ما يف حكم الدخول وهو الخلو ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ ُه َل َها َا ْل ُم َس َّمى ُي ْر َج ُع بِ ِ َع َلى ُم ِغ ٍّر»‪.‬‬

‫وبعدها أي‪ :‬بعد الدخول لها المسمى بما اسلتح ملن فرجهلا‪ ،‬قلال يرجلع أي يرجلع بله الللوج عللى‬
‫غلر ُه‬ ‫ِ‬
‫غلر ُه الوكيل ‪ ،‬وقلد يكلون اللذي َّ‬
‫غر ُه وليها‪ ،‬وقد يكون الذي َّ‬
‫غر ُه فقد يكون الذي َّ‬
‫ُمغ ار‪ ،‬أي على الذي َّ‬
‫غير الك‪ ،‬ولذلك فإن هذه العيوب كام المهر يذهع لللوجة‪ ،‬ك المهر‪ ،‬من تلوج امرأ وفيها مث ٌ رت ٌ‬
‫عالملا بعيبهلا أن يبلذل‬
‫برص ثم فسخ العقد فك المهر لها كام ً ولكلن يًلع عللى وليهلا إاا كلان ً‬
‫أو فيها ٌ‬
‫المهر لللوج‪ ،‬ولذلك بقول إن الولر ليس دوره فقط صور إيًاب يف العقد ويقب اللوج‪ ،‬ب له مسلمولية‬
‫غر ليس اللوج وإبملا خابلع‬
‫وعليه مسمولية فهو بمثابة حلقة الوص بين اللوج واللوجة قد يكون الذي َّ‬
‫الخ َّطابة والخ َّطلاب هلذا اللذي يصلف النلاس قلال إ لا املرأ ٌ جميلل ٌة ل عيلع فيهلا‪ ،‬ففلوجئ بوجلود أحلد‬
‫العيوب أو فوجمت المرأ بأن يف اللوج بعه العيوب فنقول إن هذا الوسيط أو الوكي هو اللذي عليله رد‬
‫الغار ضامن‪ ،‬الغار ولليس المغلرور‬
‫غارا وتعرفون القاعد المحهور من القواعد الكلية‪ ،‬أن َّ‬
‫المهر ويكون ًّ‬
‫غر غيره‪.‬‬
‫وإبما الغار الذي َّ‬

‫اس ٍد إِ ْن اِ ْع َت َهدُ وا ِص َّح َت ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي َهر َا ْل ُ َّقار ع َلى نِ َاحٍ َ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ ُّ‬
‫هذه الًملة وهر أن الكفار يقرون على أبكحتهم وأبكحة الكفار بوعلان‪ :‬أبكحلة صلحيح ٌة يف شلرعنا‬
‫ويف شرعهم أو يف دينهم فيقرون عليها‪ ،‬بب ًعا بحن بتكلم عن الكفار الذين للم يسللموا‪ ،‬وهلذا لشلك فيله‪،‬‬
‫النللوأ الثللاين أن تكللون عقللودهم التللر تلوجللوا للا صللحيح ًة يف ديللنهم بابلل ًة عنللدبا‪ ،‬مثل المًللوس‪ ،‬فللإن‬
‫المًوسر يف دينه يًيل له أن يتلوج بابنته‪ ،‬وبأخته‪ ،‬ولذلك معروف وما زالت بقايلا المًلوس موجلودون‬
‫إلى اآلن فنقول إبه ل يفرق بينهما‪.‬‬

‫النوأ الثالث من أبكحة الكفار على كفرهم ما هو باب ٌ يف دينهم ويف ديننا مث أن يتللوج الكتلابر أمله‬
‫‪782‬‬

‫أو ابنته أو أخته أو أحد من محارمه هذا يف ِ‬


‫دينه باب ‪ ،‬ويف ديننا بابل ‪ ،‬فنفلرق بينهملا‪ ،‬إاا كابلت لنلا وليل ٌة‬
‫عليهم‪ ،‬إ ًاا فقول المصنف‪ :‬ويقر الكفار على أبكحتهم إن اعتقلدوا صلحتها‪ ،‬هلذا صلحي ‪ ،‬يعنلر هنلا ملن‬
‫إاا قلرأ متنًّلا يًتهلد يف‬ ‫باب أي‪ :‬ليس من بلاب تتبلع العلملاء ولكلن ملن بلاب تنحليط اللذهن‪ ،‬أن الحلخ‬
‫تحلي ألفانه وهذا جيد‪ ،‬قول المصنف‪ :‬على بكاالٍ فاسد‪ ،‬ل أدري ه قلت لكلم قبل أم ل‪ ،‬تعلملون أن‬
‫علماءبا يفرقون بين النكاال الفاسد والباب ‪ ،‬أليس كلذلك؟ فالبابل عنلدهم هلو المًملع عليله والفاسلد‬
‫المختلف فيه‪ ،‬ه قول المصنف‪ :‬ويقر الكفار على بكاالٍ فاسد‪ ،‬مراده بالفاسد هنا الذي يقابل البابل أم‬
‫مراده بالفاسد مطل ما ليس بصحي ‪ ،‬بقول الثاين وهو مطل ما ليس بصحي ‪ ،‬سوا ًء كان فاسلدً ا أو بلاب ً‬
‫ولذلك لو عا المصنف بالباب لما احتًنا إلى أن بقول إن الفاسد له استخدامان‪ ،‬وهذا أدق يف التعبير‪.‬‬

‫اح إِ َذ ْن ‪ُ -‬أ ِق َّرا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْس َل ُم َالز َّْو َج ِ‬


‫ان ‪َ -‬وا ْل َم ْر َأ ُة ُت َب ُ‬
‫ِ‬
‫لافرين تلوجللا رجل ٌوامللرأ بكفللرهم ثللم بعللد الللك أسلللما‪ ،‬بقللول لهللا حللالت‪:‬‬
‫هللذه المسللألة يف أن كل‬
‫المصللنف اختصللر فيهللا جللدًّ ا واكللر صللور ً واحللد علللى سللبي ا يًللاز بقللول الحالللة األولللى‪ :‬أن يكللون‬
‫بكاحهما باب ٌ يف شرعنا فنقول بفرق بينهما مطل ًقا سوا ًء كابلا أسللما م ًعلا أو أسللما ملن غيلر معيلة‪ ،‬الحاللة‬
‫صلحيحا يف شلرعنا فلله حالتلان‪ :‬إملا أن‬
‫ً‬ ‫الثابية‪ :‬أن يكون بكاحهم صحي ٌ يف شرعنا فنقول إن كان بكاحهم‬
‫يسلللما م ًعللا فحينمل ٍلذ بقللول إن بكللاحهم صللحي ويقللرا علللى بكللاحهم األول ول يللمللون بتًديللد النكللاال‪،‬‬
‫والصللحابة رضللوان اهلل عليلله أسلللموا وهللم متلوجللون يف الًاهليللة ولللم يثبللت يف حالل ٍلة واحللد أن النبللر‬
‫وإجماأ فعلر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬أمر بالتفري بينهما‪ ،‬أو تًديد عقد النكاال‪ ،‬فدل على أبه سنة تقريرية‬

‫أيلا‪ :‬تنفص ‪ ،‬فإاا كان اللوج هلو اللذي أسللم‬


‫الحالة الثابية‪ :‬وهو إاا أسلم أحدهم قب اآلخر فنقول ً‬
‫وكابت اللوجة اميه يهودية أو بصرابية أي كتابية بقول‪ :‬يقر مطلل ل يللر؛ ألبله يًلوز الللواج بالكتابيلة‪،‬‬
‫وإن كان اللوج هو الذي لم يسلم أو كابت اللوجة غير امي ًة بقول‪ :‬يفرق بينهما إاا ابقلت العد ‪ ،‬فيصب‬
‫عقد النكاال بينهما موقو ًفا إلى حين ابقلاء العد ‪ ،‬فإاا ابقللت علدهتا سلواء كلان هلو اللذي أسللم أو هلر‬
‫التر أسلمت ولم يسلم اللوج اآلخر حكمنا بالتفري بينهما من حلين ا سل م‪ ،‬واضل المسلألة‪ ،‬أعيلدها‬
‫باختصار‪.‬‬

‫إن أسلم م ًعا ‪-‬وسنرجع لها بعد قلي ‪ -‬إن لم يسلما م ًعا ب أسلم أحدهما دون اآلخر‪ ،‬أو تأخر إسل م‬
‫‪٦‬‬
‫‪783‬‬

‫أحدهما على الثاين بقول‪ :‬يوقف عقد النكاال إلى حين ابتهاء عدهتا ث ث حيه كاملة‪ ،‬لمااا قلنلا كامللة؟‬
‫سيأتينا إاا أسلمت يف أثناء حيلتها لم تحسع حيلتها‪ ،‬بيلع هلذه العلد بعلد الحليه اللث ث وتغتسل‬
‫بعدها خ ل هذه المد إاا أسلم اللوج أو اللوجة الذي لم يسلم منهما يف أثنلاء العقلد بقلول‪ :‬أقلر‪ ،‬فيأخلذ‬
‫حكم المعية فيما للو أسللم م ًعلا‪ ،‬وإن للم يسللم حكمنلا أن العقلد ابفسلخ متلى؟ ملن حلين إسل م أحلدهما‬
‫فتنقلر عدهتا مباشر بيع هذه المسألة التر بعرفها‪.‬‬

‫برجع للمسألة التر أوردها المصنف وسأزيد فيها قيو ًدا‪ ،‬قول المصنف‪ :‬وإن أسلم اللوجلان والملرأ‬
‫تباال إ ًاا‪ ،‬قوله‪ :‬وإن أسلم اللوجان م ًعا؛ ألبه إاا أسلم أحدهما دون اآلخر فهر التلر اكلرت لكلم حكمهلا‬
‫قب قلي ‪ ،‬والمرأ تباال إ ًاا ملا معنلاه؟ معنلاه أن العقلد بينهملا عقلدٌ يًيلله الحلرأ‪ ،‬لليس بملن تحلرم عليله‪،‬‬
‫فليست أختًا‪ ،‬ول أ ًما‪ ،‬ول بنتًا‪ ،‬أقر‪ ،‬أي أقر على زواجهما‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وقلت واحلد يقلول‬ ‫عندبا هنا مسألة أخير ‪ ،‬ما معنى أن يسلم م ًعا؟ ه معنى هذا أن ينط بالحلهاد يف‬
‫م ًعا‪ :‬ل إله إل اهلل‪ ،‬وقد رأت الك يف بعله البللدان لملا أرى للم أاهلع إبملا سلمعت ملن بعله ا خلو ‪،‬‬
‫يقول‪ :‬إن بعه المراكل ا س مية إاا جاءه اللوجان يريدان ا سل م يقلول‪ :‬قلول م ًعلا ل إلله إل اهلل لكلر‬
‫يكون أسلم معنا‪ ،‬بقول‪ :‬ليس كذلك‪ ،‬وإبما يكوبان قد أسلم م ًعا فيما إاا تلفظ أحدهما بلفظ التوحيد قبل‬
‫ابقلاء الثاين من كلمته فيكوبان قد أسلم م ًعا هذه صور‪.‬‬

‫الصور الثابية‪ :‬إاا كان أتى بلفظة التوحيد قب التفرق من المًلس اللذي هلم فيله فيكوبلان قلد أسللم‬
‫ٍ‬
‫حينمذ‪.‬‬ ‫م ًعا‬

‫لصدَ ِاق»‪.‬‬
‫اب َا َّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ُ‬

‫الصداق هو المهر والنحلة‪ ،‬وهو واجع عللى المحلهور ملن الملذهع‪ ،‬لملااا قللت هلو واجلع عللى‬
‫المحهور؟ ألن الرواية الثابية أبه رك ٌن يف العقد رك ٌن فيه يةتع عليه مسائ سنوردها يف محلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َس ُّن ت َْس ِم َي ُت ُ ِ َا ْل ُع َه ِد َوتَخْ ِقي ُق ُ»‪.‬‬

‫قوله‪ :‬يسن تسنيته يف العقد أي اكلر مقلداره‪ ،‬وتخفيفله بلأن يكلون قللي ً ‪ ،‬واللدلر عللى اللك أن النبلر‬
‫‪ ‬سن مهلر بناتله وبسلائه ♥ وكلان مهلر بناتله أخلف‪ ،‬واللك ملن نلن أن بنتله أو‬
‫مولته أكرم من بنات ‪ ‬وأزواجه فقد نلم بفسه بليادته على مهرهم‪ ،‬وعندبا مسألتان يف هلذه‬
‫‪784‬‬

‫الًملة‪ ،‬المسألة األولى‪ :‬أن التخفيف ما المراد به؟ قلالوا‪ :‬كل ملا كلان فيله تخفيلف مؤبفله أيسلر‪ ،‬يف قلول‬
‫الرسول ‪« ‬هيركن أيسركن مؤنة»‪.‬‬

‫علن عحلر دراهلم‪ ،‬أقل ملن عحلر دراهلم أي‪ :‬هلو خل ف السلنة‪ ،‬وخل ف‬ ‫لكن األفل أل يلنق‬
‫األولى‪ ،‬وكام عحر دراهلم؟ اللدرهم يعلادل جراملان وسلبعة وتسلعون يف أحلد القلولين‪ ،‬جراملان وسلبعة‬
‫وتسعون واضرب يف عحر يكوبوا تسعة وعحرين جرام فاصل سلبعة‪ ،‬خلينلا بقلول‪ :‬ث ثلين جلرام‪ ،‬جلرام‬
‫اللذهع والفللة بلللت ملر بريلالين‪ ،‬إ ًاا أقل ملا يتللوج أي‪ :‬ملا دوبله‬ ‫الفلة يف هذه األيام ريالين رخي‬
‫خ ف المستحع عند فقهائنا أق من ستين ريال ل تًعله صدا ًقا‪ ،‬هذا الذي منهر عنله‪ ،‬وأملا أكثلر أعللى‬
‫المستحع ما كان النبر ‪ ‬يلوج به وهو بحو من خمسمائة درهم‪.‬‬

‫مكروهلا‪،‬‬
‫ً‬ ‫بب ًعا مفهوم هذه الًملة يف قوله‪ :‬يسن خ ف السنة تار ً يكون خل ف أوللى‪ ،‬وتلار يكلون‬
‫‪ ،‬والعلماء يقولون‪ :‬إن ترك التسمية وترك التخفيف والمغال فيه مكلروه‪ ،‬هنلا‬ ‫واللابط فيه الناق والن‬
‫مكروه؛ ألن الرسول ‪ ‬قال‪ :‬ل تغالوا‪ ،‬والنهر هنا بحمله على أق أحواله وهو الكراهة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ َما َص َّح َث َمنا َأ ْو ُأ ْج َرة َص َّح َم ْهرا»‪.‬‬

‫هذه قاعد الفقهاء أن ك ما ص ثمنًا أو أجر ‪ ،‬سواء كان دينًا أو عينًلا‪ ،‬سلواء كلان معًل ً أو ملؤج ً ‪،‬‬
‫سواء كان منفع ًة أو عينًا‪ ،‬فك هذه تص أن تكون أجر ً أو ثمنًا‪.‬‬

‫ب َم ْه ُر ِم ْث ٍٍ بِ َع ْه ٍد»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َل ْم ُي َس َّم َأ ْو َب َط َلت َالت َّْسم َي ُة َو َج َ‬

‫هنا بس فائد ما الفرق بين قولهم‪ :‬ك ما ص ثمنًا وبين قولهم ما ص مثمنا؟ لمااا لم يعلا بلالمثمن‬
‫ٍ‬
‫بحلرف‬ ‫وإبما عا بالثمن‪ ،‬أو ما الفرق بين الثمن والمثمن؟ عندبا قاعد واحد وهر سهلة جلدًّ ا جلدًّ ا‪ ،‬بل‬
‫واحد‪ ،‬من يذكرها من إخوابنا؟ كما تفل أخوبا جلاه اهلل خير الحليخ هلو أن الفلرق بلين اللثمن والملثمن‬
‫كام قاعد عندبا دخول الباب فما دخلت عليه الباء فهو ثمن‪ ،‬وما لم تدخ عليه الباء فهو مثمن‪ ،‬هذه أهلم‬
‫قاعد للتفري بينهما‪ ،‬بحتاجها يف السلم وبحتاجها يف غيره‪ ،‬الثمن لمااا علاوا لم بقلول‪ :‬ألن اللثمن هلو‬
‫الذي يكثر فيه النقد‪ ،‬وأما المثمن فليس ٍ‬
‫بنقد إل يف الصرف‪ ،‬وحينما كلان أغللع المهلر بقلدً ا فاألفلل أن‬
‫يمث بالثمن ل بالمثمر‪ ،‬قال الحيخ‪ :‬فإن لم يسمى أي لم يسمى المهر وهلر المفوضلة سلتأتينا إن شلاء اهلل‬
‫حديث فيها أو بطلت التسمية‪ ،‬بطلت التسمية لغاء الحارأ له لكوبه محر ًما‪ ،‬أو لثبوت أبه ٌ‬
‫ملال مسلتح ‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪785‬‬

‫ً‬
‫مًهول فيه غرر‪ ،‬أو معلدو ًما‪ ،‬أو غيلر اللك ملن األسلباب‪ ،‬كلهلا سلتكون بطل ن التسلمية‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫أو لكوبه‬
‫ا‪.‬‬ ‫وجع مهر المث ‪ ،‬وسيأا بالعقد إي من حين التعاقد وإن لم يدخ‬

‫ف ِْلَبِ َيها َص َّح»‪.‬‬


‫ف َلها و َأ ْل ٍ‬
‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َت َز َّو َج َها َع َلى َأ ْل َ َ‬

‫وإن تلوجها الرج تلوج امرأ ً بقول‪ :‬قال وليها هذه هو األب‪ ،‬جاء وليها فقال‪ :‬زوجتلك عللى ألفلين‬
‫وألف لر بقول‪ :‬ص ‪ ،‬ما الذي ص ؟ ص العقد وص المهر‪ ،‬وكان األلفلان جمي ًعلا مهلرا وهلذا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ألف لها‬
‫معنى قوله ص ‪ ،‬أي ص العقد وصل المهلر‪ ،‬أي التسلمية فيله‪ ،‬فكابلت األلفلان جمي ًعلا مهلر‪ ،‬بيلع ملااا‬
‫بفع باأللف الثابية؟ ألف تأخذها هر‪ ،‬واأللف الثابية يأخلذها أبوهلا؛ ألن األب يًلوز لله أن يتمللك ملن‬
‫مال بنته من غير إا ا لكن بحرط ل يثبت ملكه على هذه األلف إل بحرط اكرباه يف الهبلة وهلو أن يقلبه‬
‫المال بنية التملك‪ ،‬تذكرون اكربا يف قلية أبلت وماللك ألبيلك‪ ،‬فلإاا قلبه األب الملال الللر هلو األللف‬
‫الثابية بنية التملك ل بنية أن يعطيها إياه أصب مل ًكا له‪ ،‬واأللف األخرى قبلها فيكون مل ًكا لبنته‪.‬‬

‫ال َر َج َع بِ َأ ْل ِق َها َ‬
‫وَّل ََ ْ َن َع َلى َا ْْلَ ِ‬
‫ب َل ُه َما»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ل ْا َط َّل َق َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ‬

‫ا سوا ًء قبه األب األلفين‪ ،‬أو ألفه هو‪ ،‬أو لم يقلبه شلي ًما‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫دخول قب أن يدخ‬ ‫قال‪ :‬ولو بل قب‬
‫رجع بألفها‪ ،‬قوله رجع أي رجع اللوج بألفها أي باأللف التر تحت يلديها التلر قبللتها وللم يرجلع عللى‬
‫األب‪ ،‬لمااا؟ ابتبهوا معر هذه مسألة تحتاج فقط هر سهلة جدًّ ا جدًّ ا لكن تحتاج إلى تركيلل‪ ،‬المهلر كلام؟‬
‫ألفان‪ ،‬إاا بل الرج زوجته قب الدخول وكان الط ق ملن جهتله هلو فملا اللذي يًلع؟ بصلف المهلر‪،‬‬
‫وأللف لهلا‪ ،‬بيلع المهلر يف‬
‫ٌ‬ ‫بيع هلر قبللت األلفلين يرجلع عليهلا بكلم؟ بلألف‪ ،‬هلذه الصلور العاديلة‪،‬‬
‫الصور اكرباها قب قلي ألفان‪ ،‬ألف قبلتها هر وألف قبلها أبوها فكابت يف حياز أبيها وملك ألبيهلا‪،‬‬
‫ه بقول‪ :‬يرجع اللوج عليها فقط باأللف‪ ،‬أما يرجع عليها بخمسمائة وعلى األب خمسلمائة‪ ،‬بقلول‪ :‬ل‪،‬‬
‫يرجع عليها فقط؛ ألن حقيقة األلف الثابية أ لا لهلا ثلم ملكهلا أبوهلا منهلا‪ ،‬فهلر ليسلت ابتلدا ًء ملكهلا ملن‬
‫اللوج وإبما ملكها أبوها منهلا‪ ،‬وسليأا فلرق هلذه المسلألة يف المسلألة التلر بعلدها‪ ،‬قلال‪ :‬ول شلرء عللى‬
‫األب لهما‪ ،‬أي‪ :‬ل يرجع على اللوج‪ ،‬يعطر اللوج خمسمائة ويعطر بنته خمسمائة‪ ،‬ب األلف له إن شاء‬
‫يكرمها فحسن‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪786‬‬

‫ب ََ ْ ن َ ا ْل ٍُُّ َل َها َو َي ِص ُّح ت َْأ ِجي ُل ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َُ ِر َط لِ َغ ْيرِ َا ْْلَ ِ‬

‫وأللف للر‪ ،‬بقلول‪ :‬صل‬


‫ٌ‬ ‫أللف لهلا‬
‫وإن شرط لغير األب‪ ،‬جاء أخوها قال‪ :‬زوجتك أختر على ألفلين‪ٌ ،‬‬
‫العقد‪ ،‬ص المهر‪ ،‬لكن لم يص الحرط‪ ،‬فالحرط باب ‪ ،‬فتكلون األلفلان كلهلا لهلا‪ ،‬لملااا؟ ألن المهلر ل‬
‫يثبت إل بالعقد‪ ،‬فإاا ثبت بالعقد فلها األلفان‪ ،‬ول يًوز لغير األب أن يأخذ من مالها شرء‪ ،‬فيًلع عللى‬
‫وليها كائنًا من كان أن يرد لها األلفين كاملة‪ ،‬وهلذا معنلى وإن شلرط لغيلر األب شلر ٌء فالكل لهلا‪ ،‬فيصل‬
‫التسمية للمهر ويبط الحرط‪ ،‬فليس له أي استطاأ للحرط‪ ،‬لكن إن بابت بفسها وأعطلت أخاهلا‪ ،‬عمهلا‪،‬‬
‫جارها‪ ،‬إن شاءت أمها‪ ،‬فهذا جلائل‪ ،‬قلالوا‪ :‬ويصل تأجيلله‪ ،‬أي يصل تأجيل المهلر‪ ،‬هلذه مسلألة جديلد ‪،‬‬
‫المهر يص أن يكون ً‬
‫حال ويص مؤج ً ‪ ،‬قلنا ك ما صل ثمنًلا‪ ،‬اللثمن يصل مؤجل ‪ ،‬بيلع التقسليط هلذا‬
‫مؤج فيص كذلك أن يكون مؤج ‪ ،‬متر يكون التأجي ؟ المؤجر يقول‪ :‬أعطيلك المهلر بعلد شلهر‪ ،‬بعلد‬
‫أسبوعين‪ ،‬بعد سنة‪ ،‬بعد سنتين‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُأ ْط ِل َق َا ْْلَ َج ٍُ َ َم َح ُّل ُ َا ْل ُق ْر َق ُة»‪.‬‬

‫وأللف ملؤخر يسلموبه ملؤخر الصلداق‪ ،‬وأبلل ‪ ،‬محلمعنا‬


‫ٌ‬ ‫أللف مؤجللة‬
‫قال‪ :‬وإن أبل األج ‪ ،‬قال‪ٌ :‬‬
‫أبل لم يقيده ل بصفة ول بأمد‪ ،‬لم يق ‪ :‬لحين تريدين‪ ،‬أو لحين يأا شهر رمللان‪ ،‬أو كلذا‪ ،‬وإبملا قلال‪:‬‬
‫مؤخر الصداق وسكت‪ ،‬قال‪ :‬فمحلله‪ ،‬ملا معنلى قولله فمحلله؟ أي حللول األجل الفرقلة‪ ،‬أي الفرقلة بلين‬
‫اللوجين‪ ،‬المراد بذلك أي حيث فارق اللوج زوجته‪ ،‬وإن أردت أن تكون العبار أدق فق الفرقة البائنلة‪،‬‬
‫لمااا بقول هذا؟ لبأن الرج إاا بل امرأته ب ًقا رجع ًّيا ف تثبلت ملؤخر الصلداق إل إاا ابقللت علدهتا‬
‫فتكون بائنة حينذاك بائنة صغرى‪ ،‬واض المسألة‪.‬‬

‫إ ًاا مراد المصنف بالفرقة‪ ،‬أي الفرقة التر تكون قد بابت فيها‪ ،‬ل مطل الفرقة بلالط ق‪ ،‬ملا هلر التلر‬
‫تكون ا الفرقة؟‬

‫‪ ‬الصارة اْلولى البينوبة الكاى‪ :‬رج تلوج امرأ عللى ألفلين‪ ،‬أللف حلال وأللف مؤجللة وسلكت‬
‫فطلقها بينوبة كاى‪ ،‬ما معنى بينوبة كاى‪ ،‬ث ث من حين تلفظ بالط ق وجبت لها مؤخر الصداق‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬الفرقة بالوفا من حين مات وجبت لها مؤخر الصداق‪ ،‬كيف تأخلذ ملؤخر الصلداق‬
‫إاا مات؟ من الةكة‪ ،‬يعتا دين يف امته قب الوصية وقب القسمة تأخذ مؤخر الصداق‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪787‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬إاا فسخت النكاال هر بطلع منها أو فسخ من الحاكم‪ ،‬فمن حلين الفسلخ حل وللو‬
‫لم تنقلر العد ‪.‬‬

‫‪ ‬الرابعة‪ :‬يف الخلع وسيأتينا‪.‬‬

‫‪ ‬الخامسة‪ :‬إاا كان ب ًقا رجع ًّيا ف تح إل بعد ابقطاأ العلد ‪ ،‬أبلا أتيلت بالصلور كلهلا لكلر بفهلم‬
‫الخامسة فقط‪.‬‬

‫بيع هنا فائد بحن قلنا إاا أبل األج فمحله الفرقة‪ ،‬هذا يًع أن بقيده‪ ،‬هذا حيث لم يكلن هنلاك‬
‫قلديما‬
‫ً‬ ‫وقلديما أو يف بعله البللدان‬
‫ً‬ ‫عرف؛ ألن عرف بعه البلدان كلبعه البللدان الحلامية اآلن يف زمننلا‬
‫ٌ‬
‫قائما هذا العرف يف بعه الب ن الحامية أبله إاا قلال الللوج يف عقلد النكلاال‪:‬‬
‫قب قربين وبحوها‪ ،‬وما زال ً‬
‫تلوجت المراء على ألف حال وألف مؤجلة‪ ،‬أن المراد بالمؤج إلى حين الدخول‪ ،‬ولذا فإن المفتلر ل‬
‫يًوز له أن يفتر أحدً ا وقد عرف عرفه‪ ،‬عرف أي علم‪ ،‬عرفه من العلرف‪ ،‬قلال ابلن عابلد يف رأس المفتلر‪:‬‬
‫ولربما كان المرء عالم بكتع وهر رواية أو بق عن غيره‪ ،‬فإاا دخ بللدً ا ل يًلوز لله أن يفتلر فيهلا حتلى‬
‫خلاص لم‪،‬‬ ‫علرف‬
‫ٌ‬ ‫يعرف عرفها‪ ،‬فملن ل يعلرف علرف ٍ‬
‫بللد أخطلأ يف هلذه المسلألة‪ ،‬فلبعه البللدان لهلم‬
‫ٌ‬
‫والمعروف عر ًفا كالمحروط شر ًبا‪.‬‬

‫وي ِص ُّح َت ْق ِاي ُ ُب ْض ٍع بِ َأ ْن ُيز َِو َج َأب اِ ْبنَ َت ُ َا ْل ُم ُْ َب َر َة ‪َ ،‬أ ْو َولِ ُّ َب ْيرِ َها بِِِ ْذنِ َها بِ َال َم ْهرٍ‪،‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫َك َع َلى َما ََا َن ْت َأ ْو ََا َن ُ َالن»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن التفويه‪ ،‬والتفويه يف المهر هلو الللر يسلمى ا هملال‪ ،‬إهملال اكلره؛ ألن‬
‫التفويه ملأخوا ملن ا هملال فمهمل اكلره أي للم يلذكر إملا عملدً ا أو بسليان‪ ،‬هلذا التفلويه الملرأ إاا‬
‫مفوضللة‪ ،‬اسلم فاعل أو اسللم مفعللول وك همللا صللحي ‪ ،‬هللذا‬ ‫ِ‬ ‫فوضلت يف المهللر فإ للا تسللمى ُمفوضلةً‪ ،‬أو‬
‫التفويه ينقسم إلى قسمين‪ ،‬تفويه بلعٍ‪ ،‬والنوأ الثاين‪ :‬تفويه ٍ‬
‫مهر وقد أورد المصنف النلوعين م ًعلا‪،‬‬
‫بدأ باألول وقال‪ :‬ويص التفويه بل ٍع هو النوأ األول وهو األغلع‪ ،‬الذي إاا أبل على التفويه فإبله‬
‫أب بنتله المًلا ؛ ألن وليلة ا جبلار خاصلة للألب‪ ،‬وعرفنلا أن المًلا هلر‬
‫يقصد به‪ ،‬قلال‪ :‬بلأن يللوج ٌ‬
‫البكر‪ ،‬والصغير دون تس ٍع ل مطل الصلغير ‪ ،‬بل الصلغير دون تسلعٍ‪ ،‬فلإن ملن كابلت يف الصلغر يف بلاب‬
‫دائملا إاا قلنلا الصلغر يلراد لا بنلت تسلع‪ ،‬وعنلد‬
‫والعبلادات‪ً ،‬‬ ‫النكاال تختلف علن الصلغر يف بلاب الصل‬
‫‪788‬‬

‫الرج على المذهع عحر ‪ ،‬الرج الصغير دون عحر والمرأ بنت تسع‪ ،‬وأما الحافعر فالرج والملرأ‬
‫دون سواء تسع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مهلر‪،‬‬ ‫أب بنته المًا أو ولر غيرهلا بإا لا ألبله ليسلت مًلا إاا تلوجهلا بإا لا بل‬
‫قال‪ :‬بأن يلوج ٌ‬
‫ٍ‬
‫ملذكور‬ ‫ٍ‬
‫مهر‬ ‫مهر تحتم أمرين‪ ،‬األمر األول‪ :‬ب‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مهر هر مهمة‪ ،‬ما معنى بقول ب‬ ‫ابتبهوا معر يف كلمة ب‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقلول‪ :‬هلذا للم يلذكر‬ ‫فيسكت عن التسمية‪ ،‬زوجتك ابنتر قبلت سكت‪ ،‬لم يذكر كام مقدار المهر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مهر مذكور‪.‬‬ ‫فيه مفوض ًة ب‬
‫ٍ‬
‫مهلر‪ ،‬ل‬ ‫ٍ‬
‫مهر بمعنى النفر‪ ،‬بأن كان منف ًّيا المهلر فيله فيقلول‪ :‬زوجتلك ابنتلر بل‬ ‫‪ ‬الصارة الثانية‪ :‬ب‬
‫ٍ‬
‫ملذكور‪ ،‬والحاللة الثابيلة‬ ‫ٍ‬
‫مهلر‬ ‫ٍ‬
‫مهر أي ين ُ على بفر المهر‪ ،‬الحاللة األوللى بل‬ ‫مهرا‪ ،‬فقوله ب‬
‫أريد منك ً‬
‫ٍ‬
‫مهر أي اللن عللى النفلر‪ ،‬بفلر بل مهلر بيننلا‪ ،‬فعللى المحلهور أن قولله‪ :‬أن‬ ‫بنفر المهر‪ ،‬فيكون قوله ب‬
‫المهلر المنفللر حكملله حكلم المسللكوت‪ ،‬فيكللون ملن بللاب التفللويه يف البللع‪ ،‬تفللويه البلللع‪ ،‬وقلللت‬
‫بعللا ملن فقهائنلا‬
‫المحهور لمااا؟ لنكتة لنعرف هذه النكتلة‪ ،‬تطلل يف أول هلذا البلاب بلاب الصلداق‪ ،‬أن ً‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫وهو الرواية الثابية يقولون أن الصداق رك ٌن‪ ،‬الركن هو جلء من الماهية إاا ابتفلى ابتفلت الماهيلة‪،‬‬
‫على الرواية الثابية إن اتف على أل مهر بينهما فالعقد باب وحملوا الحغار على اللك‪ ،‬فقلالوا إن حلديث‬
‫الحغار محمول على بفر المهر‪ ،‬إ ًاا فيكون المهر رك ٌن وهذه الرواية الثابية ملذهع أحملد واختيلار الحليخ‬
‫تقر الدين‪ ،‬فقط الفائد قلتها وإن كابت على غير بريقة الحرال‪ ،‬لكر يعرف بالع العلم أن عندما بقلول‪:‬‬
‫عبسا‪ ،‬وإبما على أص شرعر ودلي وينبنر عليها حكم فعبارات الفقله‬
‫هذا واجع بقول هذا ركن ليست ً‬
‫يف الغالع دقيقة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ك َع َلى َما ََا َن ْت َأ ْو ََا َن ُ َالن»‪.‬‬

‫قوله كعلى هنا الكاف هذه ليست للتمثي وإبما للتحلبيه‪ ،‬ليسلت للتمثيل وإبملا للتحلبيه‪ ،‬للو قلنلا إ لا‬
‫للتمثي لكان قول المصنف على ما شاءت أو شاء ف ن هلر ملن صلور تفلويه البللع ولليس هلذا ملراد‬
‫تفويللا للبللع‪،‬‬
‫ً‬ ‫المصنف‪ ،‬وإبما إاا قال‪ :‬ولر المهر على ما شاءت أو على ملا شلاء فل ن فلإن هلذا لليس‬
‫تفويه للمهر‪ ،‬فهو تفويه ٍ‬
‫مهر ولكن بقول‪ :‬إن الكاف هنلا كلاف تحلبيه ل كلاف تمثيل ‪ ،‬فكلأن‬ ‫ٌ‬ ‫وإبما هو‬
‫يقول‪ :‬إن تفويه البلع حكمه حكم تفلويه المهلر‪ ،‬بب ًعلا عبلار المصلنف بحلن بحلاول أن بلتلمس لله‬
‫‪٦‬‬
‫‪789‬‬

‫عذرا ذا التوجيه‪ ،‬وإل األصرال أن يقول‪ :‬التفويه بوعان تفويه بلل ٍع وتفلويه ٍ‬
‫مهلر‪ ،‬وهلذه صلورهتا‬ ‫ً‬
‫كذا وهذه كذا وابتهينا لكن يعنر من باب تنحيط الذهن‪.‬‬

‫قوله ما شاءت بأن يقول‪ :‬على ما شاءت اللوجة‪ ،‬أو شاء ف ن‪ ،‬قد يكون ف ن هلذا هلو الللوج‪ ،‬أو قلد‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ بقول إن هذه المحيمة مًهولة قدر عرف المهر ومن عل به لكلن‬ ‫يكون الولر‪ ،‬أو قد يكون أجنب ًّيا‪،‬‬
‫مًهول والمًهول كالمعدوم‪ ،‬فحكمه حكم تفويه المهلر أي للم يسلمى‪ ،‬فهلذه المحليمة المعلقلة عللى‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يفوت لها مهر مثلها‪ ،‬بب ًعا التسمية للفائد متى تكون؟ قد تكون تسلمية المهلر قبل‬ ‫المحيمة ملغية‪،‬‬
‫العقد ول يوجد ما يدل عللى ابتفلاءه‪ ،‬أو يكلون يف أثنلاء العقلد‪ ،‬أو يكلون يف مًللس التعاقلد‪ ،‬هلذه أوقلات‬
‫التسمية الث ثة‪.‬‬
‫ب َل َها بِ َع ْه ٍد م ْهر ِم ْث ٍٍ َويست َِهر ِبدُ ُه ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫َ ْ ُّ‬ ‫َ ُ‬
‫ع َل َهلا بِ َع ْق ٍلد َم ْه ُلر مِ ْثل ٍ‪ ،‬أي يف المفوضلة يًلع لهلا مهلر المثل ‪،‬‬ ‫هذه كررها المصنف وهو قوله‪َ :‬وي ِ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫وسيأا إن شاء اهلل ما معنى‪ ،‬قوله‪َ :‬و َي ْست َِق ُّر بِدُ ُخول‪ ،‬هكذا ك مهر‪ ،‬فإن المهر يثبت للمرأ ملك المهلر ملن‬
‫حين العقد ول يستقر إل بالدخول‪ ،‬سؤال‪ :‬المحروط يف اللكا تمام الملك ول استقرار الملك؟ اسلتقرار‬
‫الملك‪ ،‬ل تمام الملك‪ ،‬المحروط تمام الملك‪ ،‬الملك وتمامه‪.‬‬

‫الفقهاء هناك اكروا أن المهر المؤج يًع على اللوجة زكاته ولو لم يح األجل ‪ ،‬وبحلن هنلا قلنلا‬
‫أبه لم يسلتقر إل باللدخول المهلر كلله‪ ،‬فكيلف يكلون اللك؟ بقلول‪ :‬أبله وجلع بالعقلد واسلتقر باللدخول‬
‫واللكاء متعلقة بالتمام‪.‬‬

‫ض َو ِر َث ُ َا ْْل َه ُر»‪.‬‬ ‫ات َأ َحدُ ُهما َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ‬


‫ال َو َ ْر ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َم َ‬
‫َ‬
‫زوج لها‪.‬‬
‫ألبه ٌ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل َها َم ْه ُر نِ َسائِ َها ك َُأ ِم َها َو َع َّمتِ َها َو َها َلتِ َها»‪.‬‬

‫قوله‪َ « :‬م ْه ُر بِ َسائِ َها» أي‪ :‬أمران بسائها من القرابة من الًهتين‪ ،‬من جهة أبيها وأمها‪ ،‬واألمر الثاين قولله‬
‫بسائها النساء التر تساويها يف السن‪ ،‬ويف الًملال‪ ،‬ويف البكلار أو الثيوبلة‪ ،‬وبحلو اللك‪ ،‬والتعلليم‪ ،‬وغيلره‬
‫وبحو الك‪.‬‬
‫‪790‬‬

‫ت َق ْب َل ُه َما َل ْم َي ُْن َل َها َع َل ْي ِ إِ ََّّل َا ْل ُم ْت َع ُة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ُط ِل َه ْ‬

‫َوإِ ْن ُب ِّل َق ْت‪ ،‬أي إن بلقت اللوجة َق ْب َل ُه َما‪ ،‬أي قب الدخول وقب الفرض وهو التسمية‪َ ،‬ل ْ‬
‫لم َي ُكل ْن لهلا‪،‬‬
‫أي لللوجة َع َل ْيه أي على اللوج المطل إِ َّل َا ْل ُم ْت َعة؛ ألبه ل يوجد هناك ٌ‬
‫مهر مسمى فيتنصلف وقلد قلال اهلل‬

‫‪ { :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬

‫ﯖ } [البقر ‪ ]236:‬فمتعوهن أي المتعة الواجبة‪ ،‬المتعة تار تكون واجبة وتلار تكلون مندوبلة‪ ،‬المتعلة‬
‫تكون واجب ًة بوجود شربين‪ ،‬أن تكون المرأ لك يفرض لها بمعنى أ ا تكون مفوضة‪ ،‬والحرط الثلاين‪ :‬أن‬
‫يطلقها زوجها قب الدخول فهذه تًع لها المتعة متعة الط ق‪ ،‬وما علدا هلذه الحاللة فلإن المتعلة مندوبلة‬
‫وليست واجبة‪ ،‬هر سنة وليست واجبة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َ ِب َهدْ ِر ُي ْسرِ ِه َو ُع ْسرِه»‪.‬‬

‫قلديما أن‬
‫ً‬ ‫بقدر يسر اللوج وحده ل بيسر اللوجة‪ ،‬إبما بقدر يسر اللوج وحلده‪ ،‬أعل ه للميسلر اكلروا‬
‫ا‪ ،‬بأن تكون ساتر لما يًع سةه من الملرأ‬ ‫يعطر لللوجة خاد ًما‪ ،‬وأقله أن يعطيه كسو ً تصل الص‬
‫يف الص ‪ ،‬وإن زاد فهو حسن ول شك‪.‬‬

‫َت ِب ُي ْب َه ٍة َأ ْو ِزنا ك َْر َها»‪.‬‬


‫ب َم ْه ُر ِم ْث ٍٍ لِ َم ْن ُوطِئ ْ‬ ‫وي ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫يقول الحيخ‪ :‬إن المرأ إاا وبأ بحبه‪ ،‬ننها زوجتًا له‪ ،‬والحبه بوعان عندهم‪ ،‬شبهة ٍ‬
‫عقد وشلبهة فعل ‪،‬‬
‫عقد بأن عقد يظن أن هذا العقد صحي ‪ ،‬وشبه فع ‪ ،‬دخ يف بيته فوجد عللى فراشله املرأ ً ونلن أن‬‫شبهة ٍ‬

‫زوجا له هذا شبة فع ‪.‬‬


‫هذه المرأ هر زوجته فوبأها فبابت ليست ً‬

‫كرها أي من غير رضاها فإبه يًلع لهلا مهلر مثلهلا‪،‬‬


‫قال‪ :‬وجع لهذه المرأ المهر‪ ،‬وكذلك إاا زبا ا ً‬
‫قلى به الصحابة‪.‬‬

‫َار ٍة َم َع ُ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َأ ْر ُش َب َ‬
‫قال‪َ :‬ل َأ ْر ُش َب َك َار ٍ‪ ،‬أرش بكار هو فرق المهر بين البكر والثيع‪ ،‬فكم مهر البكر؟ بقول‪ :‬مائة‪ ،‬ومهلر‬
‫الثيع لنق ‪ :‬مث ً خمسين مث ً ‪ ،‬ل ما يكون‪ ،‬بق ‪ :‬ستين‪ ،‬فالفرق بينهملا كلم؟ أربعلين‪ ،‬هلذا أرش البكلار ‪،‬‬
‫أرش البكار ل يثبت يف وبأ الحبه ووبأ اللبا‪ ،‬وإبما يثبت يف وبأ األئمة‪ ،‬فمن وبأ األئمة ثبلت لهلا أرش‬
‫‪٦‬‬
‫‪791‬‬

‫لبكار ‪ ،‬وأما الحر فإن وبأ بحبه أو بلبا مكره فإبما يثبلت لهلا المهلر‪ ،‬وأملا إن وبلأ بمطاوعلة فل شلرء‬
‫لها‪ ،‬يثبت أرش البكار للحر يف حاللة واحلد وهلو إاا أزيللت البكلار بغيلر وبلأ‪ ،‬بلأن يليلله بلأن يللر ا‬
‫مهر‪.‬‬
‫بحرء فيلول بكارهتا به‪ ،‬أو بعصا أو بحو الك يثبت لها أرش البكار ول يثبت لها ٌ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل َها َمن ُْع َن ْق ِس َها َحتَّى َت ْهبِ َ َم ْهرا َحاَّلًّ»‪.‬‬

‫مهلر حلال فيًلوز لهلا أن تمتنلع ملن زوجهلا‪،‬‬


‫با جماأ‪ ،‬أجمع أه العلم على أن الملرأ إاا كلان لهلا ٌ‬
‫وسيأا إن شاء اهلل يف العحر ما معنى المتناأ‪ ،‬بإجماأ حتى تقبه مهرها الحال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل إِ َذا َح ٍَّ َق ْب ٍَ ت َْس ِليمٍ‪ ،‬أو تبرعت بتسليم نقسها ولا مرة واحدة»‪.‬‬

‫قال‪َ :‬ل إِ َاا َح َّ ‪ ،‬أي‪ :‬ل إاا ح المهر المؤج قب التسليم‪ ،‬رجل تللوج امرأتله عللى أن يعطيهلا أل ًفلا‬
‫لا إل بعلد حللول األجل ‪ ،‬أي بعلد الحلهر جلاء ملن سلفره‪ ،‬فقلال‪ :‬أريلدك أي‪:‬‬ ‫بعد شهر؛ ولكن لم يدخ‬
‫التمكين فامتنعت قالت‪ :‬ل حتى تعطينر المهر‪ ،‬قال‪ :‬المهر مؤج ‪ ،‬قاللت‪ :‬لقلد حل قبل أسلبوأ‪ ،‬بقلول‪:‬‬
‫ليس لها الك‪ ،‬فيًع لها أن تبذل بفسها‪ ،‬قال‪ :‬أو تاعت بتسليم بفسها ولو مر واحد ‪ ،‬فإبله لليس لهلا أن‬
‫تمتنع بعد الك أل ا أسقطت حقها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أعسر بحال لها القسَ بحاكم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬هذا هو ا عسار بالمهر وهو أحد أبواأ الفسخ‪ ،‬ول فسخ فيله إل بحلاكم لسلببين‪ ،‬السلبع األول‪:‬‬
‫أبه معسر وهذا مختلف يف وجوده‪ ،‬األمر الثاين أن الفسخ با عصار فيه خ ف من أه العلم على قولين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َه ِر ُر َا ْل ُم َس َّمى ُك َّل ُ َم ْات‪َ ،‬و َقتٍْ ‪َ ،‬و َو ْطن ِ َ ْرجٍ َو َل ْا ُد ُبرا»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬أن َا ْل ُم َس َّمى‪ ،‬المهر المسمى يثبت كله بموت أحلد الللوجين‪ ،‬أو قتل أحلدهما اآلخلر‪ ،‬أو وبلأ‬
‫اللوج زوجه يف فرجٍ ‪ ،‬ولو وبها الوطء المحرم وهو الدبر‪ ،‬فإن قال‪ :‬إن القاعد عند العلماء أن المحرم ل‬
‫يةتع عليه أثره‪ ،‬لمااا قلنا هنا إن الوطء يف الدبر يثبت به المهلر‪ ،‬بقلول‪ :‬ألن هلذا لليس ملن بلاب الحكلم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يكون ملن األحكلام الوضلعية‪ ،‬واألحكلام الوضلعية هلر ملن‬ ‫وإبما من باب التعلي على الوصف‪،‬‬
‫األمور التر ل تتعل با باحة والحرمة كا ت فات‪ ،‬فا ت فات سبع وكلذلك اللوطء سلبع‪ ،‬فكل وطء‬
‫مباحا وهو يف الفرج يف القب ‪ ،‬أو محر ًما يف الدبر فإبه يستقر به المهر؛ ألن هذا ملن بلاب‬
‫لللوجة سواء كان ً‬
‫‪792‬‬

‫تعلي األسباب باألسباب‪ ،‬وهر األحكام الوضعية وهذه ل يحةط لها النية ول يحةط فيها ا باحة‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و َخ ْل َو ٌ‪ ،‬أي أن الخلو تثبت ا المهر؛ ألن قلى الخلفاء األربعة أبله إاا أرخيلت السلة وغلقلت‬
‫األبواب فقد ثبتت العد واسلتقر المهلر‪ ،‬وهلذا عليله قللاء الصلحابة رضلوان اهلل علليهم إاا كلان إجما ًعلا‬
‫منهم‪ ،‬ابظر معر هذه مسألة مهمة‪ :‬الخلو بحتاجها يف باب الطهار ‪ ،‬وبحتاجها يف باب النكاال‪ ،‬وبحتاجهلا‬
‫يف باب الصداق‪ ،‬وبحتاجها يف باب العدد‪ ،‬وبحتاجهلا يف غيلر اللك ملن األبلواب‪ ،‬بقلول‪ :‬يف بلاب الطهلار‬
‫لمااا؟ الخلو ‪ ،‬ما معنى الخلو ‪ ،‬قالوا‪ :‬الخلو هو وجود قيدين‪ ،‬اجتماأ الرج بالمرأ ملن غيلر محلارك‪،‬‬
‫ومن غير بانر أي‪ :‬رائ ًيا‪ ،‬فإاا وجد هذان القيدان عدم وجود المحلارك‪ ،‬وعلدم وجلود الرائلر فهلر خللو ‪،‬‬
‫مفتوحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫سواء كان المكان مغل ًقا أم‬

‫إ ًاا هذان شليميان فهلو خللو ‪ ،‬ببلدأ بلاألول‪ :‬علدم وجلود المحلارك أل يكلون معهلم أحلد‪ ،‬قلالوا وهلذا‬
‫ٍ‬
‫مميلل‪ ،‬إ ًاا‬ ‫مميلا وأما إن كان دون التمييل ف عا به‪ ،‬وهذا معنلى قولله‪ :‬وخللو علن‬
‫األحد ل ُبد أن يكون ً‬
‫مميلا فما فوق اكلر أو أبثلى‪ ،‬وأملا ملن كلان دون سلن‬
‫ما معنى قوله‪ :‬عن مميل؟ أن أل يكون معهم محارك ً‬
‫التمييل فوجوده كعدمه ألبه ل بية له ول يفقه‪.‬‬

‫دائمللا بالسللت أو السللبع فللإن التمييللل يف بللاب‬


‫واألصل عنللدبا يف التمييللل أبلله يختلللف بللاألبواب فللليس ً‬
‫مميلا‪ ،‬فلو أن رج ً خ بامرأ ومعهملا رضليع‪ ،‬فنقلول يعتلا‬
‫النكاال يكون يعرف مث هذه األمور فيكون ً‬
‫خلو ‪.‬‬

‫القيد الثاين‪ :‬هو عدم الرائر‪ ،‬فلو أن رج ً كان مع امرأ وحدهما ويمحيان يف سلاحة الحلرم وقلد عقلد‬
‫عليها‪ ،‬ه يكون الك خلو ؟ ل‪ ،‬أو كان يف مكان والباب مفتوال والناس ينظرون لهم‪ ،‬هل يكلون خللو ؟‬
‫ل‪ ،‬ف يكون خلو مع وجود الرائلر كلأن يكلون زجلاج أو بلاب مفتلوال‪ ،‬وللذلك قلال‪ :‬إاا ُأرخيلت ُ‬
‫السلة‬
‫و ُأغلقت األبواب‪.‬‬

‫لر ا أن يكون ممن يوبأ مثله‪ ،‬بمعنلى أل‬ ‫ُ‬


‫قوله‪ :‬ممن يطأ مثله‪ ،‬أي اللوج الذي خ واللوجة التر خ َّ‬
‫صغيرا‪ ،‬سؤال أجبته قب قلي ‪ :‬من الذي يطأ مثله؟ الذكر ابن عحر واألبثى بنت تسلعٍ‪ ،‬اكرباهلا قبل‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫قلي ولذلك باب الصغر عندبا واحد‪ ،‬الفقهاء قاعدهتم ملطرد ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪793‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م َع ِع ْل ِم ِ »‪.‬‬

‫علمه بمااا؟ بالحكم أم بالحلال؟ علمله بالحلال ل علمله بلالحكم‪ ،‬العلا بلالعلم بالحلال‪ ،‬بمعنلى أن‬
‫مكان أي يف خلو ويعلم أن اللوجة فيه حاضر أو هر تعلم بحلوره‪ ،‬هذا معنى العلم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يكون الرج يف‬

‫إِ ْن َل ْم َت ْمنَ ْع ُه أي إن لم تمنعه من الك فيكون من باب المتناأ الفعلر منها‪ ،‬أي من الوطء هنا‪.‬‬

‫ت َأ َح ِد ِه َما»‪.‬‬
‫ض ما ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َط َالق َم َر ِ َ ْ‬

‫هذه مسألة سنرجع لها إن شاء اهلل يف اية الدرس‪ ،‬الرج إاا بل امرأته يف مرضه المخوف‪.‬‬

‫ابظر معر الرج إاا بل امرأته يف مرضه المخوف فإبه يثبت لها المهر كام أل ا فرقة‪ ،‬قلى بلذلك‬
‫عثمان بن عفان ‪ ‬حينما بل عبد الرحمن بن علوف زوجتله تماضلر‪ ،‬وهلذا اللذي يسلمى عنلد العلملاء‬
‫فارا من توريثهلا‪ ،‬الظلن بالصلحابة‬
‫بط ق الفار من غير همل‪ ،‬ليس الفأر وإبما الفار‪ ،‬أي الذي بل زوجته ً‬
‫أ م لم يقصدوا الك وإبما ِّبلل األكثر منللة الك ‪ ،‬فأكثر الناس إبملا يطلل يف مرضله ألجل حرما لا ملن‬
‫ا رث‪ ،‬وهذا كثير جدًّ ا جدًّ ا يعنر ل تتصور عدد القلايا فيله‪ ،‬وللم أكلن معلا بالمظنلة ألن الظلن بالعحلر‬
‫رضوان اهلل عليهم أل يكون هذا قصدهم وللذك بعلا بالقاعلد الثابيلة تنليل األكثلر منلللة الكل ‪ ،‬احةا ًملا‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫للصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬واحةام الصحابة واجع على بالع العلم‬

‫هذه القاعد بقول إن الطل ق يقلع ويثبلت للملرأ مهرهلا كلام ً أل لا فرقلة وهل ترثله أم ل؟ العلملاء‬
‫ً‬
‫سلؤال وللم يًيبنلر أحلد‪ ،‬أرسللنر‬ ‫يقولون ترثه وإن مات‪ ،‬وإن ابقللت علدهتا ملالم تتللوج‪ ،‬أبلا سلألتكم‬
‫صحيحا‪ :‬متى يرث الرج ثماين بسو ؟ هنا جوا لا‪ ،‬الصلور الوحيلد التلر يلرث‬
‫ً‬ ‫أحدهم جوا ًبا ولم يكن‬
‫خيرا وغفر اهلل اببك وفقهنا وإياك يف شرعه‪.‬‬
‫الرج أكثر من أربعة بسو ‪ ،‬هذه الصور ‪ ،‬الًائل ‪ :‬جلاك اهلل ً‬
‫الصور هر أن يكون للرج أربعة بسو ثم يف مرضه المخوف بلقهن ب ًقا با ًتلا‪ ،‬الطلقلة الثالثلة‪ ،‬ثلم‬
‫بعد الك تلوج أرب ًعا‪ ،‬الط ق البلات صلحي ول لليس بصلحي ؟ صلحي ‪ ،‬وهلو بلات ألبله ل رجعلة فيله‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تلوج أرب ًعا‪ ،‬ه بكاال الثابية صحي ؟ صحي ‪ ،‬ثم ملات‬ ‫فيًوز له أن يتلوج وإن لم تنقلر العد ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُيقسم الثمن على ثملاين‬ ‫كثيرا‬ ‫ولم يتلوج النسو األربع‪ ،‬لم يتلوجن‪ ،‬ب بقين‪ ،‬يعلمن أن عنده ً‬
‫مال ً‬
‫بسو ‪.‬‬
‫‪794‬‬

‫هذه هر المسألة الوحيد لقلاء الصحابة أبه يرث الرج أكثر من أربعة بسو تصل إللى ثمابيلة‪ ،‬هل‬
‫يمكللن أن يرثلله عحللر؟ ممكللن‪ ،‬يطلل األربللع ويتلللوج‪ ،‬هللذا فرضللر‪ ،‬العلمللاء قللالوا ثمللاين‪ ،‬واآلن بللرأ يف‬
‫ا مكان هذا الحرء‪ ،‬ممكن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْمس َأ ْو َن َظر إِ َلى َ ْر ِج َها بِ َي ْه َا ٍة ِ ِ‬


‫يه َما َو َت ْهبِي ُل َها»‪.‬‬

‫َو َل ْم ٌس أي لم من غير حائل وبظلر إللى الفلرج ألن هلذين األملرين ل ُيباحلان ملن األجنبيلة إللى بعقلد‬
‫فحينمذ إاا لمس الرج من عقد عليهلا أو بظلر إللى فرجهلا بحلهو ٍ‪ ،‬فإبله يف هلذه الحلال وجلع لهلا المهلر‬
‫ٍ‬

‫كام ً وهذا من باب يعنر القياس األولوي‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و َت ْقبِي ُل َها؛ ألن هذا ل ُيستباال إل بعقد النكاال وإل فإبه حرام‪.‬‬

‫ال‪َ .‬و ِم ْن ِق َب ِل َها َق ْب َل ُ ت ُْس ِه ُط ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وين َِص ُق ك ٍُُّ ُ ر َق ٍة ِم ْن ِق َب ِل ِ َق ْب ٍَ ُد ُه ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لول‪ ،‬إاا كلان ملن جهتله‪َ ،‬ومِل ْن‬
‫قال‪َ :‬و ُين َِّص ُف ُه‪ :‬أي المهر‪ُ ،‬ك ُّ ُفر َق ٍة مِ ْن قِ َبلِ ِه‪ :‬أي من قِب اللوج‪َ ،‬ق ْب َ ُد ُخ ٍ‬
‫ْ‬
‫قِ َبلِ َها إاا كان بطلع منها ُيسقطه‪ ،‬ومر معنلا أن الفرقلة بلالعيوب سلواء كلان العيلع يف الللوج أو يف اللوجلة‬
‫ففقهاهبا يعملوبه على أبه من قِبلها؛ ألبه إن كان العيع يف اللوجة فإبه من قِبلها‪ ،‬وإن كان العيع يف الللوج‬
‫فإبه بطلبها‪ ،‬فحملوه على الحالتين أبه من قِبلها‪.‬‬

‫ولذلك ع َّبر هنا ِبقبلها ولم ُيع ِّبر بطلبها‪ ،‬فقد يكون بطلع اللوج لكنه من قِبلها لوجود العيع فيها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ َ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫هذا الفص سله جلدًّ ا بقلرأه بسلرعة‪ ،‬هلو متعلل بوليملة النكلاال أورد المصلنف فيله أحكلام الوليملة‬
‫و ُيللورد العلمللاء فيلله عللاد ً كام ل األبعمللة والحللرب واألك ل واآلداب ولللذلك الفقهللاء يبثللون اآلداب يف‬
‫األبواب‪ ،‬وقد ُعنر بعه العلملاء بلإفراد اآلداب كًماعلة ملنهم القاضلر الحليخ‪ :‬عبلد القاضلر الًلي ين‬
‫عليله رحملة اهلل‪ ،‬ومللنهم ابلن أبلر موسللى وملنهم ابلن أبللر حملدان وغيلرهم‪ ،‬وبعلله العلملاء ُعنلر بللإبراز‬
‫اآلداب كالحلليخ محمللد بللن عبللد الوهللاب يف اختصللاره للقنللاأ الللذي لللم ُيتملله وهللو كتللاب آداب المحللر‬
‫بصا إل زيلادات أتلى لا ملن الكحلاف ُعنلر بلذكر اآلداب فنصلف اختصلاره‬
‫للص ‪ ،‬هو اختصار إقناعر ًّ‬
‫للقناأ هر آداب ألبه جعله للمبتد والمبتد محتاج لرداب وقد أحسلن ‪ ‬وللو أتلم كتابله لكلان‬
‫‪٦‬‬
‫‪795‬‬

‫كثيرا لرداب‪ ،‬ولذلك فإن بعه المتأخرين أ َّلف كتلابين‪ ،‬ا فلادات يف‬
‫باف ًعا للمبتد ألن المبتد محتاج ً‬
‫العبادات واآلداب‪ ،‬فيًمعون بين اآلداب والعبادات‪.‬‬

‫يم ُة لِ ُع ْر ٍ‬
‫س»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن َا ْل َال َ‬
‫وقوله الوليمة هنا للعهد‪ ،‬وقي إن الوليمة إبما هر خاصة بال ُعرس‪ ،‬فلهلا اسلتخدامها‪ ،‬ال ُعلرس الملراد‬
‫به اللواج‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْا بِ َي ٍاة َ َأ َق ٍَّ»‪.‬‬

‫قوللله‪َ :‬و َلل ْلو‪ ،‬هللذا للتقلي ل أي لتقلي ل المنللدوب‪ ،‬فللإن أقللال المنللدوب أن يكللون شللا ً‪ ،‬لقللول النبللر‬
‫‪ ‬لعبد اللرحمن بلن علوف‪« :‬أولـم ولـا بيـاة» وقولله‪َ :‬ف َأ َقل َّ ‪ ،‬هلذا لتقليل المطلل ‪ ،‬إ ًاا عنلدبا‬
‫التقلي بوعان‪ ،‬ألق الكملال وهلو الحلا لحلديث‪ ،‬وللتقليل المطلل يًلوز بأقل ملن شلا ول بقلول أبله‬
‫مكروه؛ ألن النبر ‪ ‬كما قال أبس‪ :‬ما أولم على ٍ‬
‫أحد من بسائه ما أولم على زينع‪ ،‬فقلد أوللم‬
‫عليها بحيث‪ ،‬والحيث مااا بعرفه بسميه حي ًثا وهو ٌ‬
‫أقط مع سم ٌن بسميه إن وجد السمن ليس عند ك أحلد‬
‫يطبخ بالسمن مع ٍ‬
‫تمر مع شرء من الدقي ‪.‬‬

‫ْل َجا َب ُة إِ َل ْي َها بِ َي ْرطِ »‪.‬‬


‫ب َا ْ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬
‫َُ ُ‬

‫أي‪ :‬تًع ا جابة لقول‪ :‬النبر ‪« ‬من دع إلى وليمة ليُبها» قال أبر هريلر ‪ :‬وملن للم‬
‫يًبها فقد عصى أبا القاسم‪ ،‬بحربه‪ ،‬أي بحروبه وهر كثير ‪ ،‬والعلماء يريدون شرو ًبا وموابع‪.‬‬

‫اح ٍة»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُس ُّن ل ٍُِ َد ْع َاة ُم َب َ‬

‫ك دعو غير العرس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُت َْر ُه لِ َم ْن ِ َمالِ ِ َح َرام ك ََأك ٍٍْ ِمنْ ُ»‪.‬‬

‫ما لم يكن المال المقدم عينه محرم‪ ،‬فإن علم أن عين المال المقدم محرم فحرام‪ ،‬وللذلك قلال‪ :‬لملن‬
‫فيه‪ ،‬ويف نرفية فدل على أن ماله مختلط بلين الحل ل والحلرام‪ ،‬إ ًاا عنلدبا ثل ث صلور‪ ،‬صلورتان ممنلوأ‬
‫وصور مباحة‪:‬‬

‫‪ ‬الصــارة اْلولــى‪ :‬إاا كللان عللين المللال المقللدم يف الوليمللة محر ًمللا فيحللرم أن يأكل منهللا؛ ألبلله مل ٌ‬
‫لال‬
‫‪796‬‬

‫مستح ‪ ،‬وخاصة إن كان محر ًما ل ستحقاق ل للوصف كأن يكون مكتسع من حرام‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون ماله مختل ًطا‪ ،‬فقد اكلر العلملاء فيهلا عحلر أقلوال يف حلد الخلت ط اللذي‬
‫يمنع من إجابة الوليمة‪ ،‬اكر هذا العحر صلاحع ا بصلاف‪ ،‬فقيل ‪ :‬النصلف وقيل الربلع‪ ،‬وقيل ‪ :‬األكثلر‪،‬‬
‫وقي ‪ :‬تسعة األعحار إلى آخره‪ ،‬دلي على أبه ليس محر ًما ملا جلاء علن ابلن مسلعود أبله دعلاه جلاره وكلان‬
‫يأك الربا‪ ،‬فقي إبه يأك الربا‪ ،‬فقال‪ :‬عليه غرمه ولنا غنمه‪.‬‬

‫ال َه ِد َّيتِ ِ ‪َ ،‬و ِه َبتِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ََأك ٍٍْ ِم ْن َوم َعام َلتِ ِ َو َق ُب ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫قال‪ :‬ل فرق بين إجابة الدعو واألكل ملن الطعلام‪ ،‬بحلرط أل يكلون علين الطعلام ممنو ًعلا‪ ،‬أو يكلون‬
‫أكثر كسبه ممنو ًعا على أحد الروايات‪.‬‬

‫لول َه ِد َّيتِ ِله‪،‬‬


‫قال‪َ :‬وم َعام َلتِ ِه بالبيع والحراء‪ ،‬دليله أن النبر ‪ ‬بلاأ واشلةى ملن اليهلود‪َ ،‬و َق ُب ِ‬
‫ُ َ‬
‫يقب هديته يف الًملة َو ِه َبتِ ِه كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ُّن َا ْْلَك ٍُْ»‪.‬‬

‫يف قللول اهلل ‪ { :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ } [التغللابن‪ ]9:‬أنللن قللال قتللاد ‪ :‬أشللد النللاس‬
‫غبنًا ث ثة منهم‪ :‬رج جمع المال من ِحله ومن غير ِحله‪ ،‬ومنع ح اهلل فيه‪ ،‬ثم ورثه وارثله فلأدى حل اهلل‬
‫أيلا من كسع المال من حرام ثم وهبه لحخ ٍ فتصدق به أو ابتفلع‬
‫فيه‪ ،‬فمن أشد الناس غبنًا األب‪ ،‬مثله ً‬
‫به يف أجر فيكون مغبوبًا يوم القيامة‪ ،‬هلو اللذي تعلع يف تحصليله بلالحرام وأثلم عليله‪ ،‬والموهلوب لله هلو‬
‫الذي ابتفع به يف األجر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ُّن َا ْْلَك ٍُْ»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ُي َس ُّن َا ْألَ ْك ُ » أي‪ :‬من وليمة النكاال مراعا للخ ف‪ ،‬فإن من أه العلم من أوجبه‪ ،‬وللحلديث‬
‫فللإن النبللر ‪ ‬قللال‪« :‬إاا ُدعللر أحللدكم إلللى وليمللة فللليطعم» أي‪ :‬فليأك ل ‪ ،‬ومللا أق ل ملا ُيسللمى‬
‫بعا ًما؟ قالوا ولو شربةً‪ ،‬ولو أن يحرب شربة‪ ،‬فمن حلر وليمة بكاال وشرب عندهم كلأس ملاء أو شلرب‬
‫فنًان قهو ‪ ،‬كفاه الك عن حلور الطعام حتى ولو أق ‪ ،‬حتى إن صاحبنا ابن عقي يقول‪ :‬وللو غملل يلده‬
‫يف الماء ثم وضع يده يف فيه كفاه؛ ألبه أق ؛ ألبه بظر يف مطل األق ‪ ،‬لكن بقول شربة‪ ،‬يحرب شلي ًما قللي ً ‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪797‬‬

‫لكن األكم أن يحلر الطعام جاًا لخابر المسلم إن علم أن الك يًا بخابره‪.‬‬

‫ألن اآلن أصب من ببع بعه النلاس يف أبله ُيسللم ويخلرج‪ ،‬يلرى أن يف اللك أبفلة وكراملة‪ ،‬وتحقيل‬
‫السنة أن تًلس على األق أن تحرب ولو فنًان قهو ‪ ،‬ولذلك قلال البيًلوري ملن فقهلاء الحلافعية قلال‪:‬‬
‫ومن ُأحلرت له الحربات‪ ،‬بب ًعا البيًوري يقول ل أعرف األقلط‪ ،‬وبحلن كنلا بقلول ل بعلرف الحلربات‪،‬‬
‫اآلن ك الناس يعرفوبه عندبا وعندهم البيًوري ومسلم‪ ،‬فكان يقول ل أعرف األقلط‪ ،‬لكلن قيل للر إبله‬
‫مث الًبن‪ ،‬يقول‪ :‬ومن حلر يف ُعرفنا وهو يف القرن الثالث عحر‪ُ ،‬قدم الحربات كفى عن وليملة النكلاال؛‬
‫ألبه بعام‪.‬‬

‫ف َع َلى َصرِيحِ إِ َذ ٍن َأ ْو َقرِين ٍَة ُم ْط َلها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َب َ‬


‫اح ُت ُ َتت ََا َّق ُ‬

‫َوإِ َب َ‬
‫اح ُت ُه‪ :‬أي وإباحة األك من الطعام للولئم جمي ًعا تتوقف عللى صلري إان‪ ،‬بلأن يقلول تفلللوا أو‬

‫سموا اهلل ‪‬؛ ألن ا باحة ل ُبد فيها من صري إان أو قرينة كتقلديم الطعلام { ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫كلوا أو َّ‬
‫ﯵ ﯶ} [الذاريات‪ ]27:‬فتقديم الطعام إان بتناوله هذه قاعد ‪ ،‬اكرها محهور جلدًّ ا عنلد ابلن العملاد‬
‫يف شرحة على الغاية محهور ‪ :‬تقديم الطعام إان بتناوله‪ ،‬بظمهلا بعله النُ َّظلام فقلال‪ :‬وملا ُقلدِّ م الطعلام إل‬
‫ل لتقام‪ ،‬بظمها أحد علماء ا حساء‪.‬‬

‫الص ِائ ُم َ ْرضا َيدْ ُعا‪َ ،‬و َن ْقال ُي َس ُّن َأ ْك ُل ُ َم َع َج ْبرِ َهاطِرٍ»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬

‫لحديث النبر ‪« :‬إن كان صائما ليـدعا»‪ ،‬والنفل ُيسلن لله األكل إاا كلان يًلا خلابر‬
‫الداعر للحديث‪.‬‬

‫َان َون َْح ِا ِه»‪.‬‬


‫ف ُم َباحٍ ‪ِ ،‬ي ِ َو ِ ِهت ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن إِ ْع َال ُن نِ َاحٍ َو َض ْرب ِبدُ ّ‬

‫قول المصنف‪َ :‬و َض ْر ٌب بِدُ ف‪ ،‬هنا المصنف تبع صاحع المنتهى فأبلقوا فدل الك عللى أن الللرب‬
‫بالدف سنة للرجال والنساء م ًعا‪ ،‬وهذا هو اللذي محلى عليله صلاحع المنتهلى والمصلنف‪ ،‬واللذي محلى‬
‫عليه يف ا قناأ أن اللرب بالدف سنة للنساء دون الرجلال؛ ولكلن إاا تعلارض ا قنلاأ والمنتهلى‪ ،‬بريقلة‬
‫المتللأخرين أ للم ينظللرون بتقللديم المنتهللى فيقولللون بللأن المنتهللى مقللدم واألنهللر بعللم الللك‪ ،‬فللإن النبللر‬
‫‪ ‬استمع للدف لما جاءت المرأ وبذرت‪َّ ،‬‬
‫فدل عللى أن السلتمتاأ مثل الفعل وللذلك فلإن‬
‫‪798‬‬

‫وأيلا باعتبار الةجي باألشخاص‪.‬‬


‫ً‬ ‫ك م صاحع المنتهى والمؤلف هو األقرب دلي ً بالنظر للقاعد‬

‫وقوله‪ُ :‬م َباالٍ أي بدف مباال بمعنى المأاون به؛ ألن األص يف آلت اللهو التحلريم‪ ،‬وإبملا ورد اللن‬
‫ول بقيس عليله غيلره‪ ،‬والملراد‬ ‫بإباحة الدف «أعلناا الن اح واضرباا علي بالدف» فنقف عند مورد الن‬
‫بالدف هو الذي ل سنج فيله أو سلنُّوج فيله وهلو الحدائلد والنحلاس اللذي يكلون فيله أو يكلون مغلل ملن‬
‫الًهتللين بل يكللون مفتللوال مللن أحللدهما‪ ،‬فللالمحرم مللا ُأغلل مللن الًهتللين‪ ،‬والمبللاال مللا كللان مغل ًقللا مللن‬
‫أحدهما‪.‬‬

‫َان َوب َْح ِو ِه ألن النبر ‪ ‬أان للمرأ أن تلرب باللدف عللى‬
‫يه أي يف النكاال‪ ،‬وفِر ِخت ٍ‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬فِ ِ‬

‫ساللما َّ‬
‫فدل على أن ك فرالٍ يًلوز الللرب باللدف فيله وللو كلان اللك محر ًملا لملا أان‬ ‫ً‬ ‫رأسه لما رده اهلل‬
‫النبر ‪ ،‬من بذر أن يعصر اهلل ف يعصه‪ ،‬فالنذر المكروه والمحرم ل ُيفع ‪َّ ،‬‬
‫فلدل اللك عللى‬
‫أن ك موضع فرالٍ يًوز اللرب بالدف فيه‪ ،‬كاألعياد وبحوها‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قال المصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬


‫هذا باب ِ‬
‫العحر ‪.‬‬
‫اَر ُة َا ْْل َهرِ بِا ْلمعر ِ‬ ‫ِ‬
‫وف»‪.‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْل َز ُم ك ََّال م ْن َالز َّْو َج ْي ِن ُم َع َ َ‬

‫{ ﯢ ﯣﯤ} [النساء‪ { ،]19:‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ} [البقر ‪ ]228:‬فدل على أبله‬


‫تًع العحر بالمعروف‪ ،‬قلال بلالمعروف أملران أي بملا جلرى بله العلرف‪ ،‬واألملر الثلاين بلالمعروف أي‬
‫حمال أوجه كما قال ابن عباس وأبو الدرداء‪ ،‬وك المعنين صحي ‪.‬‬
‫با حسان‪ ،‬والقرآن َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ََّّل َي ْمطِ َل ُ بِ َما َي ْلز َُم ُ»‪.‬‬


‫يمطله بمعنى أن يؤج الح فمن باب أولى أل يًحده فيكون تاركًا ِ‬
‫للعحر ‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي َت ََّر ُه لِ َب ْذلِ ِ »‪.‬‬

‫أل يعطيه بتكره وإبما يعطيه حقه مكن غير تكره‪.‬‬


‫العحر ‪ِ ،‬‬
‫العحر بين اللوجين بوعلان‪:‬‬ ‫بيع قب أن ببدأ بك م المصنف أريد أن اختصر عليكم ما هر ِ‬

‫ِعحر واجبة يًع بذلها ويةتع عليها أحكام وهو أن ك واحلد ملن الللوجين إاا أخل َّ بملا وجلع عليله‬
‫‪٦‬‬
‫‪799‬‬

‫جاز للمقاب أن يمتنع بما وجع عليه‪ ،‬وهذا سيطي المصنف يف شرحها‪ ،‬والنوأ الثاين من ِ‬
‫العحلر ‪ :‬وهلر‬
‫العحلر المندوبلة ول حلد ألع هلا‪ ،‬وللذلك أكمل النلاس ِعحلر محملد ‪‬فهلو أحسللن‬ ‫ِ‬

‫الناس يف تعامله مع زوجه كان خلقه القرآن ♥‪.‬‬

‫فالمقصود من هذا أن العحلر بوعلان وبحلن ل بلتكلم يف بلاب العحلر علن النلوأ الثلاين‪ ،‬فلإن مكلارم‬
‫األخ ق ل يص مداها أحد بعد النبر ‪ ،‬وكلما كان المرء أكم بالقتلداء بله ‪‬‬
‫كلما كان أقرب إلى الكمال‪ ،‬لشك‪ ،‬بحن بتكلم عن الواجع فقط ولذلك حديثنا كلله علن الواجلع دون‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫ببلدأ بالواجللع‪ ،‬يًلع علللى الملرأ شلليمان فقلط ويًللع عللى الرجل أنلن ث ثللة أو أربعلة أو خمسللة‬
‫بسيت‪ ،‬على حسع ما يأا به الذهن‪ ،‬يًع على المرأ ‪ :‬الحتباس والتمكين‪ ،‬ويًع على اللوج‪ :‬النفقلة‬
‫والوطء والمبيت والقسم‪ ،‬هذه أربعة أمور كلها واجبة على اللوج‪ ،‬أننها أربعة‪ ،‬سليأا يف كل م المصلنف‬
‫وبوردها منه‪ ،‬بمر عليها بسرعة قب ك م المصنف‪.‬‬

‫المرأ يًع على‪ :‬الحتباس والتمكين‪ ،‬الحتباس بمعنى أل تخرج من بيلت اللوجيلة ملا دام الللوج‬
‫حاضرا وقد و َّفى بما عليه من الواجبات األربع إل بإابه‪ ،‬والتمكين أن ُتم ِّكنه من الوطء والمقدمات‪ ،‬هلذا‬
‫ً‬
‫هو الواجع على المرأ ‪ ،‬ما زاد مندوب‪.‬‬

‫األمر الثاين أن الرج يًع عليه أربعة أشياء‪ :‬األمر األول النفقة الواجبلة وسليأا لهلا بلاب‪ ،‬إن أمكنلا‬
‫اليوم عليها فالحمد هلل‪ ،‬األمر الثاين أبه يًع عليه القسم‪ ،‬والقسم فيما إاا كان له أكثلر ملن املرأ ‪ ،‬وأملا إاا‬
‫كان له امرأ واحد ف قسم لها‪ ،‬وإبما يًع لهلا المبيلت فقلط؛ ألبله القسلم لملن كلان لله بسلاء العلدل يف‬
‫القسم‪ ،‬األمر الثالث المبيت‪ ،‬فيًع على الرج أن يبيت عند امرأته بطلبها إاا بلبت ك أربع ليلالر ملر‬
‫حاضرا غير مسافر‪ ،‬وسيأا ك م المصنف‪ ،‬األمر الرابع الوطء فيًع عللى الرجل أن يطلأ‬
‫ً‬ ‫وجو ًبا إن كان‬
‫ٍ‬
‫أشلهر ملر آليلة ا يل ء وسلتأتينا إن شلاء اهلل { ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫امرأته وجو ًبا إاا بلبت مر كل أربعلة‬

‫ﭥ ﭦ ﭧﭨ } [البقر ‪.]226 :‬‬

‫هذه القاعد إاا عرفت هذا التفصي ‪ ،‬اكرت لك قب قليل تعللم أن الكل م اللذي سليورده المصلنف‬
‫وغيره يف هذا الباب هو تفصي لهذه األمور التر اكرباها قب قلي ‪ ،‬تفل ‪.‬‬
‫‪800‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ُِب بِع ْه ٍد تَس ِليم حر ٍة يا َط ُأ ِم ْث ُلها ِ بي ِ‬


‫ت ز َْوجٍ إِ ْن َط َل َب َها‪َ ،‬و َل ْم َت ُْن ََ َر َط ْ‬
‫ت‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ُ َّ ُ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫َد َار َها»‪.‬‬

‫بللدأ يللتكلم المصللنف فيمللا يًللع علللى المللرأ وهللو التسللليم والتسللليم يقتلللر أمللرين‪ :‬التمكللين مللن‬
‫يم ُح َّلر ٍ ألن‬‫ِ‬
‫الستمتاأ والوطء والحتباس يف البيت‪ ،‬فيقلول الحليخ يًلع عللى الملرأ اللك بالعقلد َت ْسلل ُ‬
‫األمة ل يًع فيها التسليم وإبما القسم يكون يف اللي فقط‪ُ ،‬يو َب ُأ مِ ْث ُل َها ألن ملن كلان دون سلن اللوطء أي‬
‫أق من تسع ف يللم تسليمها ب تبقى يف بيت أبيها أو بيت وليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فر َب ْيت َز ْوجٍ إاا كان اللوج قلد و َّفلر البيلت‪ ،‬إِ ْن َب َل َب َهلا أي إاا بللع الللوج اللك التسلليم‪َ ،‬و َل ْ‬
‫لم َت ُكل ْن‬
‫َش َر َب ْت َد َار َها إن كابت قد شربت دارها فإن تمكينها يكون يف دارها ول يللمهلا البتقلال إللى داره‪ ،‬أل لا‬
‫شربت دارها فيكون بيت اللوجية هر دارها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن اِ ْست ُْم ِه ٍَ َأ ْم َه ٍَ َا ْل َي ْا َم ْي ِن َوال َّث َال َث َة»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َم ْن اِ ْست ُْم ِه َ »‪ ،‬أي‪ :‬بلبت المرأ أو وليها المهلة يف عدم التمكين قال أمهلت اليومين والث ثلة‬
‫أي بما جرت به العاد ‪ ،‬وقوله َا ْل َي ْو َم ْي ِن َوال َّث َ َث َة على سبي المثال‪ ،‬هلذا هلو األصل ألن صلاحع المنتهلى‬
‫أبل ‪ ،‬وهنا اكر اليومين والث ثة يكون من باب التمثي ‪.‬‬
‫قال‪َ :‬ل ل ِ َع َم ِ ِج َه ٍ‬
‫از‪ ،‬فلو قالت المرأ أريلد أن أعمل جهلازي فل يلللم وجو ًبلا ا مهلال وإبملا ُينلدب‬
‫وقلديما كلابوا يعرضلوبه‬
‫ً‬ ‫لللوج أن يمهلها‪ُ ،‬يندب بد ًبا له أن يمهلها لعمل الًهلاز‪ ،‬الًهلاز معلروف مؤبلة‬
‫أمام الناس ويدورون به يف األا َّقة وموجود يف كثير من البلدان‪.‬‬

‫يم َأ َم ٍة َل ْيال َ َه ْط»‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْسل ُ‬
‫أما األمة فإ ا ُتسلم لي ً أل ا يف النهار تكون يف خدمة سيدها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِزَوجٍ استِمتَاع بِزَوج ٍة ك ٍَُّ و ْق ٍ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬
‫بدأ يتكلم يف حقوق اللوج على زوجته‪ ،‬فأوله الستمتاأ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِزَوجٍ استِمتَاع بِزَوج ٍة ك ٍَُّ و ْق ٍ‬
‫ت َما َل ْم َي ُض َّر َها‪َ ،‬أ ْو َي ْي َغ ْل َها َع ْن َ ْر ٍ‬
‫ض»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬
‫هذا واض وهو جائل‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪801‬‬

‫الس َق ُر بِ ُح َّر ٍة َما َل ْم َت ُْن ََ َر َط ْ‬


‫ت َب َلدَ َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬
‫هذا هو الحتباس‪ ،‬األول الستمتاأ وهو التمكين والثاين الحتباس فإ لا محتبسلة لله‪ ،‬ل تخلرج ملن‬
‫بيته إل بإابه ويًوز له أن يسافر ا ما لم تكن شربت بلدها‪.‬‬

‫اس ٍة»‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ إِ ْج َب ُار َها َع َلى ُب ْس ٍِ َح ْي ٍ َو َجنَا َبة َون ََُ َ‬
‫أيلا يتبع التمكين والستمتاأ فإبه ل يكلون لله اللك إل إاا اغتسللت ملن الحليه؛ ألبله يحلرم‬
‫وهذا ً‬
‫عليه وبؤها إل بعد غسلها وللو كابلت اميلة‪ ،‬فإبله يًلع عليله أن يًاهلا عللى الغسل ‪ ،‬وكلذلك الًنابلة‬
‫وغس الًناز أل ا تتقذر النفس منها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْه ِذ َما َت َعا ُ ُ َالنَّ ْق ُس ِم ْن ََ َعرٍ َو َب ْيرِ ِه»‪.‬‬

‫قال‪َ :‬و َأ ْخ ِذ َما َت َعا ُف ُه َالنَّ ْف ُس مِ ْن َش َع ٍر َو َغ ْي ِر ِه‪ ،‬المقصود بالحعر‪ ،‬بعه ُ‬


‫الح َّلراال خصله بحلعر العابلة ألبله‬
‫هو اللذي تعافله اللنفس ل مطلل الحلعر‪ ،‬وبعله العلملاء أبلل ك مله والمسلألة تحتلاج إللى تحريلر‪ ،‬ملا‬
‫مرادهم ذه المسألة‪.‬‬

‫وقوله‪َ :‬و َغ ْي ِر ِه مراده بالغير إبما هو األنفار فإين لم أقف يف ك م الفقهاء عللى شلرء يليلد عللى الحلعر‬
‫والظفر مما ُيلال ولم ينصوا على غيرها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْلز َُم ُ َا ْل َا ْط ُن ِ ك ٍُِ َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ َم َّرة ‪-‬إِ ْن َقدَ َر‪.»-‬‬

‫هذه مسألة ح اللوجة األولى وهو الوطء فإبه يًع لللوج أن يطأ زوجته يف ك أربعة أشلهر ملر إن‬
‫قدر إلحا ًقا با ي ء وإن لم يكن قا ً‬
‫درا فإبه إما أن يكون عنينًا إاا لم يطأ وإل فلها ح الفسخ بغير اللك ملن‬
‫األسباب‪.‬‬

‫ب ِعنْدَ ُح َّر ٍة َل ْي َلة ِم ْن ك ٍُِ َأ ْر َبعٍ‪َ ،‬و َأ َم ٍة ِم ْن ك ٍُِ َس ْب ٍع »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َمبِيت ِب َط َل ٍ‬

‫ٍ‬
‫بطلع أي بطلع‬ ‫هذا الح الثاين لللوجة على اللوج وهو المبيت‪ ،‬فيًع أن يبيت يف بيتها ويف دارها‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يللمه الك‪ ،‬ويًوز لله أن يبيلت ثل ث ليلال يف‬ ‫منها َل ْي َل ًة مِ ْن ُك ِّ َأ ْر َب ٍع وجو ًبا إل أن ُتسقط حقها‪،‬‬
‫غير بيتها‪ ،‬يذهع إلى أمه إن كابت مريلة فينام عندها‪ ،‬يذهع يف تًارته ينام وحلده‪ ،‬بعله النلاس يحلع‬
‫أن ينام وحده‪ ،‬فله أن يفع ما يحاء‪ ،‬لكن يًع عليله أن يبيلت عنلدها ليللة كل أربلع وللو للم يكلن لبله إل‬
‫‪802‬‬

‫زوجة واحد ‪َ ،‬و َأ َم ٍة مِ ْن ُك ِّ َس ْب ٍع ألن األمة تتنصف‪.‬‬

‫وم ُ َر َاس َل ُ َحاكِم»‪.‬‬ ‫ف َسن ٍَة َو َط َل َب ْ‬


‫ت ُقدُ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن سا َ ر َ ا َق نِص ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬

‫المسافر لقلاء الصحابة ‪ ،‬أن الرج إاا غاب عن زوجته فلله حالتلان إملا أن يكلون بإا لا أو ملن‬
‫غير إا ا‪ ،‬فإن كان بإا ا ولو بال وأما إن كان من غير إا ا فإبه ُينتظلر بصلف سلنة ‪-‬سلتة أشلهر‪ -‬فلإن للم‬
‫يقدم وبلبت قدومه هر‪ ،‬قال المصنف‪ :‬راسله حاكم‪ ،‬وقلت قال المصنف هذا ألبه تبلع فيله ا قنلاأ وللم‬
‫يذكره يف المنتهى‪ ،‬وقول صاحع ا قناأ أقرب ألبه قد يكلون لله علذر فل ُيفسلخ بلدون المراسللة‪ ،‬فقلول‬
‫صاحع ا قناأ والمراسلة أقرب‪ ،‬ف بد من المراسلة‪ ،‬قال‪ :‬راسله حاكم فإن أبى‪ ،‬أي فإن أبى القدوم بل‬
‫ٍ‬
‫عذر وهذا فائد المراسلة ُف ِّرق بينهما أي بفع الحاكم لطلبها‪ ،‬ل ُبد أن تطلع ويفرق بينهما الحاكم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأ َبى بِ َال ُع ْذ ٍر َ َّر َق َب ْين َُه َما بِ َط َلبِ َها‪َ ،‬وإِ ْن َل ْم َي ْع َل ْم َه َب َر ُه َ َال َ ْس ََ لِ َذلِ َ‬
‫ب ِب َح ٍ‬
‫ال»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يكون يف حكم المفقود‪ ،‬وملر معنلا أن‬ ‫قال‪ :‬وإن لم يعلم خاه ف يفسخ بملر ستة أشهر؛ ألبه‬
‫المفقود أو سيأا إن شاء اهلل المفقود له حالتان‪.‬‬

‫اح ٍد َما َل ْم َي ْر َض َيا»‪.‬‬


‫َن و ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َج ْم ُع ز َْو َج َت ْي بِ َم ْس ٍ َ‬

‫هذا من حقوق اللوجة وهو السكن والنفقة‪ ،‬فإبه يًع له أن يوفر لها سكن‪ ،‬واكر المصلنف ‪‬‬
‫أبه يحرم أن يًمع بين المرأتين يف مسكن واحد ما لم يرضيا‪ ،‬المسكن الواحد إاا كلان غرفلة واحلد فهلو‬
‫محرم مطل ًقا وإن أابتا؛ ألبه قد يكون يف ابكحاف عور عند الوطء‪ ،‬وأما إن كان المراد بالمسكن حيلث ل‬
‫يرى أحدهما اآلخر ف يًوز إل بإان اللوجة األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ َمنْ ُع َها ِم ْن َا ْلخُ ُروجِ »‪.‬‬

‫أيلا بالحتباس اللذي اكربلاه‪ ،‬فلله أن يمنعهلا ملن الخلروج ملن البيلت بحلربين‪ ،‬الحلرط‬
‫ً‬ ‫هذا متعل‬
‫حاضرا ليس بغائع‪ ،‬فالذي يسافر عن البلد يًوز للمرأ أن تخرج‪ ،‬األملر الثلاين أن يكلون‬
‫ً‬ ‫األول أن يكون‬
‫قد وىف بحقوقها األربعة اللر اكرباها قب قلي ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪803‬‬

‫ات ِ َا ْل َه ْس ِم ََّل ِ َو ْط ٍن َوكِ ْس َا ٍة َون َْح ِا ِه َما إِ َذا‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وع َلى َبيرِ طِ ْق ٍٍ َالتَّس ِاي ُة بين زَ وج ٍ‬
‫ْ َ َْ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫َقا َم بِا ْل َا ِ‬
‫اج ِ‬
‫ب»‪.‬‬

‫يقول المصنف‪ :‬أن القسم واجع بين اللوجلات يف التسلوية فيًعل لكل واحلد ليللة أو بحلو اللك‪،‬‬
‫قال‪ :‬ل يف وطء ول كسو ‪ ،‬يعنر هنا قوله‪ :‬ول يف وطء لقول الرسلول ‪« :‬اللهلم قسلمر فيملا‬
‫أملك فاغفر لر ما ل أملك»؛ فهذا يسمى العدل يف الوطء‪ ،‬قول المصنف‪ :‬ول كسلو ملراده‪ :‬ول يف بفقلة‪،‬‬
‫فأتى بالكسو ومراده مطل النفقة؛ ألن النفقة الواجبة يًع أن يبلذلها لًميلع النسلو ‪ ،‬وملا زاد علن اللك‬
‫فليس بواجع‪ ،‬العدل فيه بين النساء وإبما مندوب‪ ،‬دلي اللك أن النِحللة وهلو الصلداق يًلوز أن تفلل‬
‫أحدى النساء على بعلها‪ ،‬أليس كلذلك؟!‪ ،‬يًلوز أن يعطلر زوجلة يف الصلداق أل ًفلا‪ ،‬والثابيلة مائلة ٍ‬
‫أللف‪،‬‬
‫أيلا ما يدل عليه أن النبر صللى اهلل‬
‫فيًوز تفلي بعه النساء يف الصداق‪ ،‬فكذلك يف النفقة‪ ،‬ومن الك ً‬
‫عليلله سلللم كللان الصللحابة رضللوان اهلل عللليهم يتحينللون لداياهم للله ♥ قسللم عائحللة؛ ألن‬
‫الرسول ‪ ‬كان إاا أهديت له هدية يف بيت إحدى زوجاته جعله لها‪َّ ،‬‬
‫فدل الك على أبه ُيهلدى‬
‫للنبر ‪ ‬والنبر يًعله للوجته‪ ،‬فيهبله لهلا ♥؛ ألبله للم يكلن ملن اللدبيا شلرء يف‬
‫قلبه صلى اهلل عليه وآله وسلم؛ َّ‬
‫فدل الك على أن النفقة وزياد النفقة لبعه اللوجلات أكثلر ملن بعللهم‬
‫جائل لكن األفل واألتم أن يحلرص عللى العلدل بيلنهم لكلر ل يكلون فيله محلقة‪ ،‬لكلر ل يكلون هنلاك‬
‫منازعة‪.‬‬

‫{ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ} [النسلللاء‪ ]20:‬يحلللم الصلللداق ويحلللم النفقلللة‬


‫بعدها‪.‬‬

‫س َون َْح ِا ِه َ الن ََّها ُر»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِع َما ُد ُه َال َّل ْي ٍُ إِ ََّّل ِ َح ِ‬
‫ار ٍ‬

‫قال‪ :‬وعماد القسم الليل ‪ ،‬هلذه مسلألة مفيلد يف القسلم‪ ،‬بحلن قلنلا القسلم متلى يكلون؟ حينملا يكلون‬
‫حارسلا فعملاده النهلار‪ ،‬معنلى اللك أبله‬
‫ً‬ ‫للرج زوجات أي‪ :‬حينما يكون ُمعدِّ ًدا عماده اللي إل أن يكلون‬
‫يحرم عللى الللوج يف ليللة التلر يكلون فيهلا القسلم حلدى زوجاتله أن يلدخ عللى اللوجلة األخلرى إل‬
‫للرور ‪ ،‬فلو دخ عليها لغير ضرور بط قسمه‪ ،‬ويقسم لها ليلة أخرى‪ ،‬واض العماد؟!‪ ،‬يقول العلماء‬
‫والنهار تبع للي ‪ ،‬بيع ما معنى هذا الحرء؟ بقول النهار يًوز له‪ ،‬ليس هو العملاد لكنله تلابع‪ ،‬فيًلوز لله‬
‫‪804‬‬

‫أن يذهع إلى معاشه‪ ،‬ويًوز له أن يدخ على النسو األخريات للحاجة‪ ،‬والحاجة أخف من اللرور ‪.‬‬

‫مثال الحاجة‪ :‬شرء فسد يف البيلت يريلد أن يلدرس أبنائله‪ ،‬بعله النلاس هلم اللذين يدرسلون ألبنائله‪،‬‬
‫فيدخ على بيت زوجته يف النهار للحاجلة‪ ،‬بيلع إن دخل يف النهلار أو يف الليل فلوطء اللوجلة األخلرى‬
‫قسما آخر‪ ،‬وضحت القسم؟‬ ‫ٍ‬
‫بط القسم‪ ،‬وحينمذ يًع أن يقسم لألخرى ً‬
‫إ ًاا يحللرم عليلله يف الليل أن يللدخ علللى غيرهللا إل للللرور ‪ ،‬ويف النهللار إل لحاجللة ومللن بللاب أولللى‬
‫ضرور ‪ ،‬ويحرم عليها أن يطأ يف اللي أو يف النهار غير المرأ التر لها قسم‪ ،‬ما يحرم‪ ،‬يمنع‪ ،‬ل بقول يحرم‬
‫ب هو جائل ‪-‬أبا خابنر التعبير استغفر اهلل‪ -‬يًوز له الك لكنه يمنع منله‪ ،‬فلإن وبأهلا بطل القسلم‪ ،‬معنلى‬
‫قسما آخر‪.‬‬
‫بط القسم أي‪ :‬اخلف على هذه اللوجة التر لها القسم ليلة أخرى‪ ،‬الليلة الثابية تًع لها ً‬
‫بلللع أخوبلللا يقلللول‪ :‬الرسلللول ‪ ‬بلللاف عللللى بسلللائه يف ليللللة واحلللد ‪ ،‬بقلللول صلللحي‬
‫قسما‪ ،‬لذلك قلت لك أبه ح ل اسلتغفرت اهلل عنلدما قللت أبله حلرام‪،‬‬
‫♥ وهو أعدل الناس ً‬
‫هللو حل ل أن يطللأ أكثللر مللن امللرأ يف الليلللة لكللن بطل القسللم‪ ،‬هللذا اليللوم ل ُيحسللع مللن القسللم‪ ،‬فللالنبر‬
‫‪ ‬يقسم من الغد‪ ،‬يعتا الثاين يوم هو القسم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل ِ َح ِ‬


‫ار ٍ‬
‫س»‪.‬‬

‫عفلوا‬
‫الحارس ألبه يسهر يف اللي ‪ ،‬وينام يف النهار‪ ،‬فنقول عماد القسم النهار فيحرم عليه أو يمنع عليه ً‬
‫لساين قال يحرم‪ ،‬فيمنع يف قسم امرأ أن يدخ على أخرى يف النهار إل للرور ‪.‬‬
‫النصف من حرة‪ ،‬ومبع َضة بِا ْل ِ‬
‫ح َس ِ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وزوجة أمة على‬
‫َ ُ َ َّ‬ ‫ُ‬

‫ألن هذا مما يتبعه فتأخذ النصف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أبت المبيت مع أو السقر‪ ،‬أو سا رت يف حاجتها‪ ،‬سهط قسمها ونقهتها»‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإن أبت المبيت معه‪ ،‬منعت حقه من السلتمتاأ‪ ،‬والتمكلين‪ ،‬أو أبلت السلفر معله وللم تكلن قلد‬
‫اشةبت‪ ،‬أو خرجت من البيلت فسلافرت لحاجتهلا وللو لحاجتهلا وللو بإابله‪ ،‬فقلال العلملاء سلقط حقهلا‬
‫الواجع عليه من القسم والمبيت والنفقلة واللوطء ملن بلاب أوللى أل لا أصل ً غائبلة؛ ألبله إاا أخل أحلد‬
‫اللوجين بما وجلع عليله جلاز لرخلر أن يسلقط حقله‪ ،‬إاا أخللت بالقسلم أخل بالنفقلة‪ ،‬إاا أخل بالنفقلة‬
‫‪٦‬‬
‫‪805‬‬

‫أخلت هر بالقسم‪ ،‬إاا أخلت بالحتباس أو التمكين جاز له أن يخ بالنفقة والعكس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن تزوج ب را أقام عندها سبعا‪ ،‬أو سيبا أقام ثالثة مدار»‪.‬‬

‫هذا الذي يسمى بقسم البتداء بحديث أم سلمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والن ُُّيا ُز َح َرام»‪.‬‬

‫النحوز هو منع المرأ زوجهلا ملن حقله بلأن تمتنلع ملن الحتبلاس أو التمكلين بلس باختصلار شلديد‪،‬‬
‫للنهر عنه‪.‬‬

‫ب َع َل ْي َها‪َ َ ،‬متَى َظ َه َر ْت َأ َم َار ُت ُ»‪.‬‬ ‫يما َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا‪َ :‬م ْعص َيت َُها إِ َّيا ُه َ‬
‫أمرا اكرباه قب قلي ‪.‬‬
‫والذي يًع عليه ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬متَى َظ َه َر ْت َأ َم َار ُت ُ َو َع َظ َها‪ْ ِِ َ ،‬ن َأ َص َّر ْت َه َُ َر َها ِ َا ْل َم ْض َُ ِع َما ََا َن»‪.‬‬

‫كيف تظهر أمارات النحوز بأن تمطله حقه‪ ،‬ويقول أبه يكره‪ ،‬أو تأتيه بحقه متكارهة‪ ،‬فهذه من أملارات‬
‫مستمرا‪ ،‬فلإاا رأى هلذه األملارات وعظهلا خوفهلا بلاهلل وخوفهلا بحل اللوجيلة‬
‫ً‬ ‫النحوز‪ ،‬ليس بار وإبما‬
‫بينهما‪ ،‬فإن أصرت هًرهلا‪ ،‬والهًلر بوعلان يف الكل م ويف المللًع‪ ،‬يف المللًع ملا شلاء وللو زاد علن‬
‫ترك للفراش أو ٌ‬
‫ترك للغرفة لكن ليس تركًا للبيلت؛ ألن تلرك‬ ‫ث ثة أيام‪ ،‬والهًر يف الملًع‪ ،‬إما أن يكون ٌ‬
‫البيت ترك من المبيت وهو واجع عليه أن يبيت يف ك أرب ٍع ليللة‪ ،‬ولليس تركله للقسلم بل يًلع عليله أن‬
‫يقسم لها‪ ،‬لكن يهًر الفراش إما يتنحى يف بفس الغرفة أو يذهع إلى غرفة أخرى لكن يف البيت‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويف الك م ث ًثا فيحرم على الرج أن يهًر أخاه المسلم وزوجله ملن بلاب أوللى فلوق ثل ث‪،‬‬
‫ث ثة أيام بلياليهم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأصر ْت َضربها َبير ََ ِد ٍ‬
‫يد»‪.‬‬ ‫َ ََ َْ‬ ‫َ َّ‬
‫ضر ا ضر ًبا غير شديد‪ ،‬أما اللرب الحديد فهو محرم ل يًد أحدكم زوجه ضرب العبد‪ ،‬والللرب‬
‫الغير شديد يكون واق ًعا وقعه يف النفس شديد وخاصلة لملن للم يللرب‪ ،‬واألكلرم أن ل يللرب كملا قلال‬
‫أبس ‪ ‬خدمت النبر بلعة عحلر سلنة فملا رأيتله ضلرب خاد ًملا ول غيلره؛ ولكلن الللرب غيلر الحلديد‬
‫أحيابًا يكون لك ابن وأبت لم تعتد على ضربه‪ ،‬فإاا أخطأ خ ًطأ رته أو دفعته فةى أن هلذا اللدفع أو يلرى‬
‫‪806‬‬

‫هو أن هذا الدفع بيدك شديد على بفسه‪ ،‬وهكذا قد يفع بالمرأ دفلع‪ ،‬أو هكلذا فيكلون ملن الللرب غيلر‬
‫الحديد‪ ،‬أما اللرب الحديد فهو حرام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ َض ْر ُب َها َع َلى ت َْر ِك َ َرائِ ِ َاهَّلل ِ َت َعا َلى»‪.‬‬

‫تعليرا وإبما هو ملن بلاب التأديلع‪ ،‬التعليلر للولر األملر‪،‬‬


‫ً‬ ‫ألن هذا من باب التعلير والتأديع هذا ليس‬
‫والتأديع لغيره‪.‬‬

‫اب الخُ ْل ُع َو َأ ْح ُ‬
‫َام ُ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ُ‬

‫الخلع هو من فلرق النكلاال‪ ،‬وخلذ فائلد ‪ ،‬جعل المصلنف الخللع با ًبلا وللم يًعلله كتا ًبلا‪ ،‬لملااا؟ ألن‬
‫الخلع فسخ للنكاال وليس عقدً ا يف بعه صوره‪ ،‬فلما كان ً‬
‫فسخا فهو كا قالة إا ا قالة فسخ وليس عقلدً ا‬
‫ً‬
‫فسلخا اكلر يف النكلاال‪ ،‬بعله صلوره يكلون‬ ‫مبتدً أ‪ ،‬وا قالة تذكر يف كتاب البيع‪ ،‬فكلذلك الخللع لملا كلان‬
‫ب ًقا‪ ،‬لكن األص فيه أبه فسخ‪ ،‬ولذا جعلناه با ًبا ولم بًعله كتا ًبا وقلدمناه عللى بلاب الطل ق ألبله فسلخ‬
‫للنكاال وليس عقدً ا جديدً ا كالط ق يح إثر النكاال‪.‬‬

‫ان ِع ْي َر ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يباح لِس ِ‬
‫َُ ُ ُ‬
‫مكروهلا‪ ،‬وتلار يكلون محر ًملا‪ ،‬والمصلنف اكلر المبلاال‬
‫ً‬ ‫مباحلا‪ ،‬وتلار يكلون‬
‫الخلع يكون تار يكون ً‬
‫والمةوك فبدأ بالمحرم‪ ،‬قال‪ :‬يباال للسوء ِعحر أي ِعحر أحلد الللوجين لرخلر فلإاا كلان الللوج يسلرء‬
‫للمرأ يف خلقه ويف تعامله جاز لها أن تختلع كما فع جمع من الصحابيات كًميلة وخولة إن قيل أ ملا‬
‫امرأتان وغيرهما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُبغ َْض ٍة َوكِ َبرٍ‪َ ،‬و ِق َّل ِة ِد ْي ٍن»‪.‬‬

‫أي أن تبغه المرأ زوجها‪ ،‬كما جاء يف قصة خولة ‪ ،‬وكا أي أن يكون اللوج كبير السن فتختللع‬
‫المرأ منه ألن الكبير تكون أمراضه كثير ويحتاج إلى خدمة والمرأ تكون كارهة له‪ ،‬ولذلك قال العلملاء‬
‫وهذا موجود يف ا قناأ‪ :‬إن زواج كبير السن من الصغير من خفة العق ؛ ألن الصغير قد تكره الكبير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِق َّل ِة ِد ْي ٍن»‪.‬‬

‫وقلة الدين أن يكون الرج قلي الدين‪ ،‬وأما إن كان تاركًا للدين بالكلية فإبله يًلع عليهلا أن تختللع‬
‫‪٦‬‬
‫‪807‬‬

‫منه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َْر ُه َم َع ْاستِ َه َامة»‪.‬‬

‫ـن‬ ‫ِ ِ‬
‫المختلعـات ُه َّ‬
‫ويكره مع استقامة الحال ألبه قد جلاء يف حلديث أن النبلر ‪ ‬قلال فيله‪ُ « :‬‬
‫المنا ِ ُ‬
‫هات» أو بحو ما قال‪ ،‬وجاء عند أبر داود من حديث محارب بن دثار على ك م فيه عن ابن عملر أن‬
‫الل إلى اهَّلل ِ ال َّط ُ‬
‫الق» والخلع قد يكون ب ًقا‪.‬‬ ‫الح ِ‬
‫َ‬ ‫النبر ‪ ‬قال‪ « :‬إِ َّن أبغ َ‬

‫إ َط َال ٍق‪َ ،‬أ ْو نِ َّيتِ ِ ‪َ ،‬أ ْو كِن ََايتِ ِ َط ْل َهة‬


‫إ ُه ْلعٍ‪َ ،‬أو َ سٍَ ‪َ ،‬أو م َقاد ٍاة‪ َ ،‬سَ وبِ َل ْق ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها بِ َل ْق ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫َبائِنَة»‪.‬‬

‫ابظر معر هنا مسألة مهمة‪ ،‬هذا الخلع تار يكون ً‬


‫فسخا‪ ،‬هذه أهم مسألة عندبا يف باب الخللع‪ ،‬الخللع‬
‫ً‬
‫فسلخا‬ ‫فسخا وبين كوبه ب ًقلا؟ أبله إن كلان‬
‫فسخا وتار يكون ب ًقا‪ ،‬ما ثمر التفري بين كوبه ً‬
‫تار يكون ً‬
‫لما يحسع من الطلقات الث ث‪ ،‬وإن كان ب ًقا حسع بلقلة ملن الطلقلات اللث ث‪ ،‬هلذا الفلرق األهلم‪،‬‬
‫فسلخا أو جعلنلاه ب ًقلا فيلللم المختلعلة أن تعتلد‬
‫ً‬ ‫ه بينهما فرق من حيث العد ؟ بقول ل‪ ،‬سواء جعلنلاه‬
‫بعد المطلقة وهر ث ث حيه‪ ،‬أو غير الك كث ثة شهور وبحوه‪.‬‬

‫إ ًاا عرفنا أهم فرق بين التفري بين كوبه فسلخ وبلين كوبله بل ق فقلط يف مسلألة العتلداد بله كتطليقلة‬
‫لرية‪.‬‬

‫ً‬
‫فسخا بحروط‪:‬‬ ‫فسخا ومتى يكون ب ًقا؟ يكون‬
‫ببدأ يف الحكم‪ ،‬متى يكون ً‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يبذل عوض إما من المرأ أو من أجنبر‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أن يتلفظ اللوج بصري الخلع أو كنايته‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثالث‪ :‬أن ينوي اللوج الخلع أو أل ينوي الط ق‪.‬‬

‫ث ثة شلروط‪ ،‬بلأا بكل شلرط وبخل بله‪ ،‬الحلرط األول قلنلا أن يكلون بلدون علوض‪ ،‬أن يلأا رجل‬
‫ويقول خالعتُك‪ ،‬بقول هذا ل يقع به ل ب ق ول يقع به خلع أل ا لم تبذل عوض‪ ،‬األمر الثاين‪ :‬أن يكلون‬
‫يصرال أن يأا باللفظ الصري يف الخلع أو الكناية‪ ،‬وسيأا يف ك م المصنف‪ ،‬فإن لم يأا ما وإبملا جلاء‬
‫فسخا لكنه ليس ب ًقا رجع ًّيا وإبملا هلو بل ق‬
‫بلفظ الط ق أو كناية الط ق فإبه يكون ب ًقا‪ ،‬ول يكون ً‬
‫‪808‬‬

‫بائن‪ ،‬فيكون ب ًقا بائنًا من حين التلفظ‪ ،‬بمعنى أبه تمكث الملرأ علدهتا ث ثلة حليه؛ ولكلن لليس لله أن‬
‫يراجعها إل بعقد‪ ،‬ليس فيها رجعة لكلن فيهلا عقلد جديلد‪ ،‬الحلرط الثاللث قلنلا النيلة‪ ،‬فللو أن رجل ً خلالع‬
‫امرأته بعوض وبوى وأتى بلفظ الخلع أو كنايته لكنه بوى به الط ق‪ ،‬فنقول يقع ب قه‪.‬‬

‫‪ ‬الحالــة الثانيــة‪ :‬أن يكللون الخلللع قللد وقللع بلله الط ل ق وهللو يف حللالتين‪ :‬إاا اخت ل الحللرط الثللاين أو‬
‫الثالث‪ ،‬فإما أن يأا بلفظ الط ق أو كنايته أو يأا بلفظ الخلع أو كنايته لكن بنية الط ق‪.‬‬

‫عوضا فقبلله وأت بلفلظ الخللع لكنله للم ينلوي الخللع‬


‫بيع سؤال‪ :‬لو أن رج ً عرضت عليه زوجته ً‬
‫ولم ينوي الط ق وإبما بوى المفارقلة هل يكلون خل ًعلا أم ب ًقلا؟ يكلون خل ًعلا‪ ،‬لملا؟ ألبنلا قلنلا الحلرط‬
‫الثالث أل ينوي الط ق ليس لز ًما أن ينوي الخلع وإبما أل ينوي الط ق‪.‬‬

‫بأا لك م المصنف يقول‪ :‬وهو بلفظ‪ ،‬بدأ يتكلم باأللفاظ الصريحة للخلع‪ ،‬خلع وفسخ ومفلاداه ألن‬

‫هلللر التلللر وردت لللا السلللنة والكتلللاب‪ ،‬يف الكتلللاب يف قلللول اهلل ‪ { :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ}‬
‫[البقر ‪ ]229:‬فدل على أبه كذلك‪ ،‬بب ًعا اكر هنا من األلفاظ الصلريحة وللم يلذكر ملن األلفلاظ الكنائيلة‪،‬‬
‫والكنائية متعدد منها اكروا أن يقول‪ :‬أبرأتك‪ ،‬أبابتك‪ ،‬باريتك‪ ،‬ث ثة ألفلاظ‪ ،‬قلال‪ :‬فهلو فسلخ‪ ،‬أي إاا أتلى‬
‫ذه األلفاظ مع الحرط الثالث ما هو من غير بية الط ق ما لم ينوي الط ق ‪-‬هذا شلرط مهلم جلدًّ ا‪ -‬فإبله‬
‫ً‬
‫فسخا‪.‬‬ ‫يكون‬

‫قال‪ :‬وبلفظ ب ق أو بيته‪ ،‬بلفظ الط ق الصري أو بيته‪ ،‬أي بلفظ الخلع مع بية الط ق أو كنايته‪ ،‬أي‬
‫كناية الط ق‪ ،‬وسيأا إن شاء اهلل يف باب الط ق‪ ،‬فهو بلق ٌة بلائن‪ ،‬أي محسلوبة ملن الطل ق ألبله بصلري‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يكون ب ًقا بائنًا‪.‬‬ ‫الط ق أو بينة الط ق‪،‬‬

‫قال‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح إِ ََّّل بِ َع َا ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫فلو أن رج ً خالع امرأته ب عوض‪ ،‬فإبه يكون ل أثر له‪ ،‬وللو أتلى بكنايلة الطل ق وبلوى بله العلوض‬
‫ولم تعطه العوض فيكون ب ًقا؛ ألبه أتى بصري الط ق أو كنايته‪.‬‬
‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬و ُي َْر ُه بِ َأ ْك َث َر م َّما َأ ْع َط َ‬
‫اها»‪.‬‬

‫ألبه جاء يف بعه ألفاظ الحديث أما اللياد ف ‪ ،‬ولكنه جائل ألن بعه األحاديلث جلاء فيله أن خوللة‬
‫المختلعة ‪ ‬قالت‪ :‬أعطيه‪ ،‬خالعته بما دون عقاص رأسر‪ ،‬أي من جميع ملا أمللك‪ ،‬فلدل اللك عللى أبله‬
‫‪٦‬‬
‫‪809‬‬

‫جائل‪ ،‬ولعموم اآلية‪ { :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ} [البقر ‪ ]229:‬افتدت فهو عام‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َي ِص ُّح َب ْذ ُل ُ ِم َّم ْن َي ِص ُّح َت َب ُّر ُع ُ»‪.‬‬

‫أي مما يكون بال ًغا عاق ً غير محًور عليه يف عين ماله‪ ،‬وأما يف الذمة فهذه مسألة أخرى‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬م ْن ز َْو َج ٍة»‪.‬‬

‫فهر التر تبذله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ ْجنَبِ ٍّ »‪.‬‬

‫أي من غير اللوجة كأبيها أو رج أجنبر‪ ،‬لكن بحلرط واحلد‪ ،‬إاا كلان ملن بلاب التخبيلع فل يًلوز‬
‫حينمذ ول يحسع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ألبه يكون حرا ًما‬
‫ثم قال‪َ « :‬وي ِص ُّح بِم ُْ ُه ٍ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مث أن تقول‪ :‬خالعتك بما يف يدي فيص ؛ ألبه فسخ فتعطيه بما يف يده إن بان‪ ،‬فإن لم يلبن شلرء فإ لا‬
‫تعطيه ما يصدق عليه الوصف كما لو قال بما يف يدي من الدراهم فتعطيه أق الًمع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْعدُ و ٍم»‪.‬‬

‫كما ستحم به الحًر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل بِ َال ِع َا ٍ‬


‫ض»‪.‬‬

‫أي ل يص الخلع ب عوض‪ ،‬فلو قال‪ :‬خالعتك من غيلر علوض ل يقلع بله ل بل ق ول علوض ول‬
‫خلع‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ََّل بِ ُم َح َّر ٍم»‪.‬‬

‫بب ًعا يعلمان تحريمه ف يقع منه شرء‪.‬‬


‫ْلس َه ِ‬
‫اط َط َال ٍق»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل حي َلة ِ ْ‬
‫صور الك أن يعل الرج ب ق امرأته على شرط‪ ،‬يقول‪ :‬إاا جاءت الًمعة فأبت بال ‪ ،‬فيأا قبل‬
‫الًمعة بيوم فيخالعها على عوض فتكون بائنًا من يوم الخميس‪ ،‬فإاا جاء الًمعة ف يصلادف محل ً فل‬
‫يقع ا الط ق‪ ،‬فإاا جاء يوم السبت عقد عليها عقدً ا جديدً ا‪ ،‬بقول هذا يسمى الخللع الحيللة‪ ،‬هلذا ل يقلع‬
‫‪810‬‬

‫على الصحي وإن كان صاحع المرداوي قلال‪ :‬إن فيله تسليير عللى النلاس‪ ،‬لكلن الصلحي أبله ل يقلع بله‬
‫عفوا ل يقع الخلع ويقع به الط ق‪.‬‬
‫شرء‪ً ،‬‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ت بِ َعطِ َّيتِ ِ َو َل ْا ت ََر َ‬
‫اه ْ‬ ‫ْت َطالِق‪َ ،‬ط ُل َه ْ‬
‫قال‪« :‬وإِ َذا َق َال‪ :‬متَى َأو إِ َذا َأو إِ ْن َأع َطيتِن ِ َأ ْلقا َ َأن ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ألن هذا من باب تعلي الط ق على شرط‪ ،‬أورده المصنف هنا لمااا؟ ألن العلماء يقوللون‪ :‬ل يًلوز‬
‫تعلي الخلع على شرط‪ ،‬لكن تعلي الط ق على شرط يص ‪ ،‬فذكر اآلخر ولم يذكر األول‪.‬‬
‫ف َأو ع َلى َأ ْل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ت‪ِ ْ :‬‬
‫ف َ َق َع ٍَ‪َ ،‬بان ْ‬
‫َت َو ْاست ََح َّه َها»‪.‬‬ ‫اه َل ْعن بِ َأ ْل ْ َ‬ ‫قال‪َ « :‬وإِ ْن َقا َل ْ‬

‫أي بابت بظفره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاست ََح َّه َها»‪.‬‬

‫أي استح األلف؛ ألبه يكون دينًا يف امتها‪.‬‬

‫الص ِغيرِ َو ََّل َط َال ُق َها»‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬


‫ثم قال‪َ « :‬و َل ْي َس َل ُ َه ْل ُع ز َْو َجة ا ْبن َّ‬
‫ألن فيه بذل مال وقبول‪ ،‬وليس هذا أحظ له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ا ْبنَتِ ِ َال َّص ِغ ْي َر ِة بِ َي ْ ٍن ِم ْن َمالِ َها»‪.‬‬

‫ألن فيه بذل مال لها‪.‬‬

‫ت‪َ ،‬وك ََذا ِعتْق»‪.‬‬


‫قال‪َ « :‬وإِ ْن َع َّل َق َط َال َق َها َع َلى ِص َقة ُث َّم َأ َبان ََها َ ُا ِجدَ ْت َأ َّوَّل ُث َّم َن ََح َها َ ُا ِجدَ ْت َط ُل َه ْ‬

‫القاعلد ؟ يقوللون‪ :‬اللائل العائلد‪،‬‬ ‫هذه المسألة محهور جدًّ ا جدًّ ا وهر مسألة الوصف‪ ،‬ملا هلر بل‬
‫ه حكمه حكم ما للم يللل أم حكمله حكلم اللائل ؟ هلذه القاعلد فيهلا وجهلان ويف هلذه المسلألة قلالوا‪:‬‬
‫حكمه حكم ما لم يلل‪ ،‬صور الك رج عل ب ق امرأته على قدوم شهر رملان ثم خالعهلا أو بلقهلا‬
‫قب رملان‪ ،‬ثم رجاعها قب رملان‪ ،‬فوجد الوصف حال اللوجية الثابية بقول‪ :‬وقع به الط ق‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)28‬‬

‫(‪ )28‬اية المًلس الثامن والعحرين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪811‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫َاب ال َّط َال ُق»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬

‫بدأ المصنِّف بالط ق يف ُفرق النكلاال وجعلله كتا ًبلا مسلتق ً ؛ ألن الطل ق عنلد علمائنلا عقلدٌ مسلتق ٌ ‪،‬‬
‫ح عقد النكاال‪ ،‬فهو ح ٌ لعقد النكاال ٍ‬
‫بعقد آخر وهو عقد الط ق‪.‬‬ ‫و ذا العقد ي ِ‬
‫ُ‬

‫اج ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ي َْر ُه بِ َال َح َ‬

‫الحالل إلى اهَّلل الطالق»‪.‬‬ ‫أي‪ :‬يكره الط ق ب حاجة لعموم حديث النبر ‪« ‬أبغ‬

‫اح َل َها»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َب ُ‬

‫ويباح للحاجة لسببين‪:‬‬


‫أي‪ُ :‬‬
‫ٍ‬
‫مكروه ترتفع كراهته عند وجود الحاجة‪.‬‬ ‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬أن عندبا قاعد كلية وهر أن ك‬

‫مكروهلا البتلة‪ ،‬فكل‬


‫ً‬ ‫‪ ‬السبب الثـاين‪ :‬أن النبلر ‪ ‬بلل ‪ ،‬والنبلر ‪ ‬ل يفعل‬
‫ب ٍق حدث منه ‪ ‬إبَّما هو لحاجة ل للرور ‪ ،‬والحاجة أقل بكثيلر ملن الللرور ‪ ،‬والفقهلاء‬
‫يفرقون بين الحاجة واللرور بخل ف تفريل األصلوليين‪ ،‬فالفقهلاء يقوللون‪ :‬إن الللرور هلر الحاجلة‬
‫َّ‬
‫للعين‪ ،‬والحاجة هر الحاجة للوصف‪.‬‬

‫اح َل َها‪َ ،‬و ُي َس ُّن لِت ََض ُّر ِر َها بِا ْل َا ْط ِن َوت َْركِ َها َص َالة َو ِع َّقة‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ْره ِب َال ح ٍ‬
‫اجة‪َ ،‬و ُي َب ُ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َُ‬
‫َون َْح ِا ِه َما»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ُي َس ُّن» أي‪ :‬الط ق‪.‬‬

‫قال‪« :‬لِت ََض ُّر ِر َها بِا ْل َا ْط ِن»؛ ألن هذا من بفر الللرر علن أخيلك المسللم وهلر الملرأ ‪ ،‬قلال‪َ « :‬وت َْركِ َهـا‬
‫كفلر «العهـد الـذي بيننـا وبيـنهم‬ ‫ِ‬
‫َص َالة»‪ ،‬قول المصنِّف‪َ « :‬وت َْرك َها َص َالة» محلك ؛ ألن تلرك الصل عنلدبا ٌ‬
‫‪812‬‬

‫الط ق؟‬ ‫الصالة‪َ ،‬من تركها هد كقر»‪ ،‬فكيف بقول‪ :‬إبه يسن لةك الص‬

‫ولذا قال بعله المححلين يف حاشلية [المنتهلى] وهلو الحليخ عثملان قلال إن الملراد بقولله‪َ « :‬وت َْركِ َهـا‬
‫يف‬ ‫عن وقتها يسن له الط ق‪ ،‬كالتر تصلر الصل‬ ‫عن وقتها‪ ،‬فإن تأخير الص‬ ‫َص َالة» أي‪ :‬تأخير الص‬
‫وقت الضطرار يف آخر العصر‪ ،‬أو تصليه يف آخر اللي بعد ثلث اللي ‪ ،‬أو بعد بصفه على القول بأن وقلت‬
‫العحاء ممتدٌ إلى بصفه‪ ،‬ولذلك ك م المصنِّف هنا محك إل ْ‬
‫أن تقيده بما اكره المححر‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ِع َّقة»‪ ،‬ترك العقة تيمٍ أمرين‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬الوقوأ يف الفاححة الكاى وهر اللبا‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمــر الثــاين‪ :‬مللا دون الللك كللالتاج وغيللره‪ ،‬وقللد ام النبللر ‪ ‬المللرأ ْ‬
‫أن تتللاج بعللد‬
‫زواجها‪ ،‬فقد جاء عند الطااين أن النبر ‪ ‬خطع النساء يف يوم ٍ‬
‫عيد‪ ،‬ثم َاكَلر فلل أزواجهلن‬
‫ٍ‬
‫عفة‪.‬‬ ‫عليهن‪ ،‬قال‪« :‬ثم تأت أحدكما تتبرج» هكذا ذا اللفظ‪ ،‬فالمقصود من هذا أن التاج بق‬

‫العلمان يهالان‪ :‬يف الحالتين ل يًع ب قها‪ ،‬حتى ْ‬


‫وإن وقعت يف اللبا ل يًع ب قهلا‪ ،‬وإنَّما يُـب‬
‫علي أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬إاا وقعت يف اللبا ْ‬


‫أن يعتللها وأل يطأها‪ ،‬لكي يختلط الماءان‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أ ا إاا حملت من اللبا وجع عليه قذفها؛ ألبه ل لعان إل بعد قلذف‪ ،‬فيقلذفها باللبلا‪،‬‬
‫ثم ي عنها بعد الك لنفر الوللد وجو ًبلا‪ ،‬وهلذا اللعلان الواجلع وسليأتينا ْ‬
‫إن شلاء اهلل يف اللدرس القلادم ل‬
‫أننه اليوم‪ ،‬إ ًاا هذا على المحهور‪.‬‬

‫دائما إاا قلت لكم على المحهور فالغالع أن الروايلة الثابيلة التلر ينتصلر لهلا‬
‫قلت على المحهور ألن ً‬
‫دائما الحيخ تقر الدين تكون عللى خل ف اللك‪ ،‬ونلاهر القلرآن عليله‪ ،‬فلإن قلول اهلل ‪:‬‬
‫كث ًيرا وليس ً‬
‫{ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ} [النللور‪ ،]3:‬يحللم‬
‫ابتداء العقد واستدامته‪.‬‬

‫والفقهاء إبَّما حملوه على البتداء ل الستدامة‪ ،‬أو حملوا الك على الوطء‪ ،‬وهذه اآلية قال عنها ابلن‬
‫عربر يف «أحكام القرآن» ‪-‬وأننه ينقلها عن القحيري‪ ،-‬فإبه لما ببع كتلاب «أحكلام القلرآن» ألبلر الفلت‬
‫‪٦‬‬
‫‪813‬‬

‫القحيري وجد أن أغلع ك م أبر البكر بن عربر مأخو ٌا من أبر الفت القحليري ملن مالكيلة العلراق وهلو‬
‫بصري‪ ،‬فذكَر ابن عربر أن العلماء يقولون‪ :‬إن هذه اآلية ‪-‬التر قرأهتلا علليكم قبل قليل يف سلور النلور‪-‬‬
‫ٌ‬
‫فقها‪ ،‬ففقهه محك محك جدًّ ا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫هر أشك آية يف القرآن ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َي ِص ُّح إِ ََّّل ِم ْن ز َْوجٍ َو َل ْا ُم َم ِيزا َي ْع ِه ُل ُ»‪.‬‬

‫صور بلادر عنلدهم‪ ،‬قلال‪َ « :‬و َل ْـا ُم َم ِيـزا َي ْع ِه ُلـ ُ»؛‬


‫ٍ‬ ‫ل يص الط ق إل من اللوج‪ ،‬وقد يطل القاضر يف‬
‫لمـن أهـذ بالسـاق»‪ ،‬والمميلل إاا كلان يعقل النكلاال ويعقل‬‫ألن النبر ‪ ‬قلال‪« :‬إنمـا الطـالق َ‬
‫آخذ بالساق ْ‬
‫وإن لم يأخذه فع ً ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ يص ؛ ألبه ٌ‬ ‫الط ق‪ ،‬فإبه‬

‫وهذا يؤيد الكلمة التر قلتها لكم قب قلي يف الدرس الساب أن التمييلل يختللف ملن ٍ‬
‫بلاب إللى بلاب‪،‬‬
‫فالتمييل هنا يف باب الط ق هو اللذي يعقل الطل ق‪ ،‬ويف النكلاال شلرء آخلر‪ ،‬ويف البيلوأ شلرء آخلر‪ ،‬ويف‬
‫العبادات شر ٌء ثالث‪.‬‬

‫اد ٍر َ َط َّل َق لِ َذلِ َ‬


‫ب‪َ :‬ل ْم َي َه ْع»‪.‬‬ ‫ال ع ْه ِل ِ ‪َ ،‬أو ُأ ْكرِه َأو هدِ د ِمن َق ِ‬
‫َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُعذ َر بِز ََو ِ َ‬

‫ال َع ْه ِل ِ »‪ ،‬زائ العق قد يكون بًنون‪ ،‬وقد يكون بنوم‪ ،‬وقد يكون بإغماء‪ ،‬وكل‬
‫قال‪َ « :‬وم ْن ُع ِذر بِ َز َو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معذور بلوال العق فيها‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫هذه‬

‫ٍ‬
‫ومغيع للعق ‪ ،‬وهو الذي ُيسلمى‬ ‫ٍ‬
‫كمسكر‬ ‫ٍ‬
‫شرء‬ ‫اْلمر الرابع الذي ي ان ي زوال العهٍ‪ :‬وهو بتناول‬
‫عند الفقهاء بالمخدر‪ ،‬وسيأتينا ْ‬
‫إن شاء اهلل يف الًنايات ما الفرق بلين المغيلع للعقل وهلو المخلدر وبلين‬
‫برب وبحو ‪ ،‬والثاين ل برب ول بحو فيه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المسكِر‪ ،‬الفرق بينهما من حيث الحقيقة أن األول فيه‬ ‫ُ‬
‫أن يكلون مائ ًعلا كملا يف اللدلي كملا تعلملون‪ْ ،‬‬
‫وإن كلان‬ ‫وقيٍ أيضا من القروقات‪ :‬أن من شلرط األول ْ‬
‫صاحع «ا قناأ» محى على أبه ولو كان جامدً ا كاختيار الحيخ تقر الدين‪ ،‬ومن حيث الحكم ‪-‬أبا فرقلت‬
‫بينهما ألين سأاكر الحكم هنا يف باب الط ق‪ ،-‬ومن حيث الحكم أن المسكر فيله حلدٌ ‪ ،‬بينملا المغيلع ل‬
‫حد فيه وإبَّما فيه التعلير وهذا يذكروبه هناك‪ ،‬وهناك فرق سنذكره بعد قلي ‪.‬‬
‫إن كابلت مملن ِ‬
‫علذر بالتنلاول‪،‬‬ ‫مسكرا أو مغي ًبا للعق وعند تناوله له غاب عقلله‪ ،‬بقلول‪ْ :‬‬ ‫إ ًاا َمن تناول‬
‫ً‬
‫كأن تناولته خط ًأ أو بحو الك‪ ،‬فإبه ل أثر لتصرفاته ملن بل ٍق وبحلوه وعبلادات‪ ،‬بب ًعلا العتلداءات عللى‬‫ْ‬
‫‪814‬‬

‫ٌ‬
‫مؤاخذ بط ق‪.‬‬ ‫النَّاس ملموب ٌة يف الك ‪ ،‬و َمن لم يعذر فإبه‬

‫ال َع ْه ِل ِ »‪ ،‬يحلم أربعلة أشلخاص‪ :‬المًنلون والمغملى عليله والنلائم‪،‬‬


‫قول المصنِّف‪َ « :‬وم ْن ُع ِذر بِز ََو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫بعلذر كالًهل وبحلوه‪ ،‬إملا بلالحكم أو الًهل بالحلال‪ ،‬اللذي ل يعلذر‬ ‫مسلكرا‬
‫ً‬ ‫ويحم كذلك َمن شرب‬
‫تعملد شلرب المسلكر وقتل يؤاخلذ‬
‫تعملد شلرب المسلكر‪ ،‬فإبله إاا َّ‬
‫بلوال عقله َمن هو؟ قلالوا‪ :‬هلو اللذي َّ‬
‫تعمد شرب المسكر فطل زوجه وقع الط ق‪ ،‬هذه مسألة‪.‬‬ ‫بًنايته عمدً ا‪ْ ،‬‬
‫وإن َّ‬
‫عندبا من الفروقات بين المغيع وبين المسكر يف باب الط ق أبله عللى المحلهور عنلد المتلأخرين أن‬
‫َمن لم يعذر بلوال عقله بالمسكر وقع ب قه‪ ،‬و َمن لم يعذر بلوال عقله بالمغيلع للم يقلع ب قله‪ ،‬فللو أن‬
‫امر ًأ أخذ شي ًما من مغيبات العق هذه الحبوب المهلوسة ملث ً وتناولهلا‪ ،‬وبلل زوجتله عللى الملذهع ل‬
‫يقع‪ ،‬وأما ْ‬
‫إن تعمد شرب الخمر وقع‪.‬‬

‫فقط عندهم شرب الخمر؛ قالوا‪ :‬ألن األص القاعد أن َملن اهلع عقلله ل يؤاخلذ بلفظله يف الطل ق‬
‫من جهة إل الخمر؛ ألن الخمر داعر النفس لحر ا قوي؛ ألن فيها بحلو ً وبر ًبلا‪ ،‬بخل ف هلذه المغيبلات‬
‫ليس فيها داعر‪ ،‬وإبَّما هو شر ٌء يًع بعه النَّاس يذهع إليه‪ ،‬بب ًعا هذا على المحهور‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو ُأ ْكرِ َه»‪ ،‬والمراد باْلكراه‪ :‬ا كراه الملًئ أي التام‪َ « ،‬أ ْو ُهدِ َد»‪ ،‬هلذا ملن بلاب عطلف الخلاص‬
‫على العام؛ ألن التهديد يقع به ا كراه بصوا عليه هناك يف باب الًنايات‪ ،‬فيقع ا كراه بالتهديلد‪ ،‬فالتهديلد‬
‫هو من بوأ ا كراه‪.‬‬

‫قلادرا‪ ،‬ول ُبلدَّ ْ‬


‫أن يكلون ا كلراه ً‬
‫حلال ل ملؤج ً ‪،‬‬ ‫قال‪ِ « :‬من َق ِ‬
‫اد ٍر»‪ ،‬هذا شرط ا كراه ف ُبدَّ ْ‬
‫أن يكلون ً‬ ‫ْ‬
‫فك هذه من شروط ا كراه‪.‬‬

‫قال‪َ َ « :‬ط َّل َق لِ َذلِ َ‬


‫ب» أي‪ :‬لذلك ا كراه والتهديد‪َ « ،‬ل ْم َي َه ْع» أي‪ :‬ب قه‪.‬‬

‫ومن َصح طالق َصح تاكيل ي ِ وتاكل »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫يوك َملن شلاء‪ « ،‬يـ ِ »‪،‬‬
‫أن ِ‬
‫أن يوك غيره‪ ،‬فاللوج يًوز له ْ‬
‫ومن َصح طالق َصح تاكيل » أي‪ْ :‬‬
‫يقول‪َ « :‬‬
‫وهذه قاعد ٌ ملطرد ‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتاكل » يعنر‪ْ :‬‬


‫بأن يتوك عن غيره يف التطلي ‪ ،‬هذه القاعد لها بر ٌد وليس لها مفهوم العكلس‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪815‬‬

‫يصل ب قهلم ويصل لهلم ْ‬


‫أن‬ ‫أشلخاص ل َ‬
‫ٌ‬ ‫بمعنى أن ك َمن ص ب قه صل لله ْ‬
‫أن يتوكل فيله‪ ،‬وهنلاك‬
‫يتوكلوا فيه واكرها المصنِّف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫امرأة يف طالق نقسها وبيرها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويصح تاكيٍ‬

‫أن تطلل بنفسلها‪ ،‬لكلن يصل لهلا ْ‬


‫أن‬ ‫هذا عكس المسألة وهو المفهوم السلاب ‪ ،‬فلالمرأ ل يصل لهلا ْ‬
‫تتوك فيه‪ ،‬ولذلك ألن باب التوك أوسع من باب التوكي ‪.‬‬
‫ِ‬
‫بيدك»‪.‬‬ ‫ببعا والدلي قول النبر ‪ ‬يف الحديث الذي ثبت أبه قال‪ِ « :‬‬
‫أمرك‬ ‫ً‬

‫احدَ ة ِ ُط ْهرٍ َل ْم ُي َُ ِام ْع ِي ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والسنَّ ُة َأ ْن ي َط ِل َهها و ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ ُّ‬
‫السنَّة تحم ث ثة أوصاف‪ ،‬وهذه الث ثة األوصاف هر السنَّة يف العدد والسنَّة يف الللمن‪ ،‬أملا السلنَّة يف‬
‫العدد فهو ْ‬
‫أن يطلقها بلق ًة واحد ً وأل يطلقها الطلقة الثابية حتى يراجعها بعد الك‪.‬‬

‫لس واحلد‪ ،‬أو قبل ابقللاء العلد ‪ ،‬فإبله‬ ‫ٍ‬


‫بلفظ واحد أو يف مً ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بلقة ثابية سوا ًء كابت مًمو ًعا‬ ‫إ ًاا فك‬
‫يعتا ب ق بدعة لكنه يقع‪.‬‬

‫إ ًاا ب ق البدعة من حيث العدد له ث ث صلور‪ ،‬مهلم جلدًّ ا ْ‬


‫أن تعلرف هلذه الصلور اللث ث؛ ألن فيهلا‬
‫ٍ‬
‫وكثير من الخاصة ل يحسن فهم الخ ف يف هذه المسألة باهيك عن العامة‪.‬‬ ‫خ ًفا سأشرحه لك مهم‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بلفلظ‬ ‫أن تليلد أكثلر‪ ،‬ثل ٌ‬
‫ث‬ ‫‪ -‬الط ق الذي هو بدع ٌة يف العدد له ث ث صور‪ ،‬يف الًملة بب ًعا تستطيع ْ‬
‫أبلت بلال ٌ ‪ِ ،‬‬
‫أبلت بلال ٌ ‪ ،‬أبلت بلال ٌ ‪،‬‬ ‫مًلس واحلد‪ِ :‬‬‫ٍ‬ ‫أبت ب ٌق ث ًثا‪ ،‬وث ٌ‬
‫ث يف‬ ‫أبت بال ٌ البتة‪ِ ،‬‬
‫واحد‪ِ :‬‬

‫وث ٌ‬
‫ث أو أكثر من واحد قب ابقلاء العد ‪ ،‬يطلقها اليوم وغدً ا الثابية وغدً ا الثالثلة وبعلده الثالثلة وهكلذا‪،‬‬
‫أن يراجعها‪ ،‬ثم ينحئ لها ب ًقلا ثاب ًيلا بعلد اللك ليكلون بل ق‬
‫ك هذا عندهم هو من ب ق البدعة ف ُبدَّ ْ‬
‫سنَّة‪ ،‬سأرجع له بعد قلي ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حلائه‪ ،‬بمعنلى أ لا تكلون إملا‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬ب ق البدعة من حيلث الللمن‪ ،‬وهلو ْ‬
‫أن يطلقهلا غيلر‬
‫هرا‪.‬‬
‫حام ً أو با ً‬
‫أن تكون ممن ل اسنَّة لها ول بدعة‪.‬‬ ‫أن يطلقها يف ٍ‬
‫بهر لم يًامعها فيه إل ْ‬ ‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ْ :‬‬

‫الدليٍ على هذه‪ :‬قول اهلل ‪ { :‬ﭖ ﭗ} [الطل ق‪ ،]1:‬قرأهلا بعله الصلحابة أننله‬
‫‪816‬‬

‫عبد اهلل بن عمرو بن العاص فطلقوهن ل ُقبِ عدهتن‪ ،‬وقب العد يكون يف الطهر؛ ألن َمن بل يف الحيللة‬
‫فملن بلل يف ٍ‬
‫بهلر جلامع فيله‪ ،‬فكأبله ألحل‬ ‫تلابع للحلليه َ‬
‫أبلال عللى الملرأ أملد حيللتها؛ وألن الطهلر ٌ‬
‫بالًماأ يف الحيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َط َّل َق َمدْ ُهاَّل بِ َها ِ َح ْي ٍ َأ ْو ُط ْهرٍ َج َام َع ِي ِ َ بِدْ َعة ُم َح َّرم َو َي َه ُع»‪.‬‬

‫وهذا البدعة يف اللمن قال‪َ « :‬وإِ ْن َط َّل َق َمدْ ُهاَّل»‪ ،‬يدلنا على أن غير المدخول ا ل سلنَّة لهلا ول بدعلة‬
‫للسنة‪ ،‬وقد أ َمر النبر‬
‫مخالف ُ‬
‫ٌ‬ ‫من حيث اللمن‪َ ِ « ،‬ح ْي ٍ َأ ْو ُط ْهرٍ َج َام َع ِي ِ َ بِدْ َعة ُم َح َّرم»‪ ،‬بدع ٌة أي ليس‬
‫‪ ‬ابن عمر لما بل زوجته يف الحيه والحديث يف الصحيحين أ ْن يراجعها‪.‬‬

‫وقوله‪ُ « :‬م َح َّرم» أي‪ :‬أبه حرا ٌم يلأثم‪ ،‬وقولله‪َ « :‬ي َه ُـع» للجملاأ اللذي َو َر َد يف هلذه المسلألة‪ ،‬فقلد ابعقلد‬
‫ا جماأ حكى ا جماأ ا مام أحمد‪ ،‬وا مام أحمد من أعلم النَّاس بخ ف السلف رضلوان اهلل علليهم‪،‬‬
‫حكى ا جماأ على أن الط ق يف الحيه واقع‪ ،‬ب إن السنَّة تدل على اللك‪ ،‬فلإن حلديث ابلن عملر ‪‬‬
‫رواه عنه بلعة عحر راو ًيا‪ ،‬وج هؤلء اللروا يقوللون إن ابلن عملر أو أن باف ًعلا اللراوي عنله ملوله أو أن‬
‫سالما أو أن أيو ًبا السختياين كلهم يقولون أن هذه الطلقة حسبت عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫قال‪« :‬فحسبت عليله؟ قلال‪ :‬بعلم‪ ،‬قلال‪ :‬أرأيلت ْ‬
‫إن عًلل واسلتحم »‪ ،‬وغيلر اللك ملن األلفلاظ‪ ،‬وللم‬
‫يخالف إل شخ ٌ واحد وهو أبو اللبير محمد بن مسلم المكر‪ ،‬فقلال‪ :‬إ لا للم ُتحسلع عليله‪ ،‬وقلد َاكَلر‬
‫مسلم يف الصحي لما روى إسناد حديث أبر اللبير المكر أبه قد أغرب يف ٍ‬
‫لفظ منه ولم يلرد لفظله‪ ،‬وإبَّملا‬ ‫ٌ‬
‫جملع‬
‫ٌ‬ ‫أورد لفظه أبو ُبعيم يف «المستخرج»‪ ،‬وقد أع هذا الحديث كثير من أه العلم‪ ،‬بقل ابلن عبلد اللا‬
‫من أه العلم لعله هذا الحديث‪.‬‬

‫وهذا يدلنا على أن الط ق يف الحيه واقع ل شك فيه‪ ،‬ويف الطهر الذي جامعها فيه‪ ،‬الط ق اللث ث‬
‫واقع أم ليس بواقع؟ حكر يف بعله صلوره ا جملاأ‪ ،‬بحلن قلنلا إن صلوره ثل ث‪ ،‬بعله الصلور‬
‫ه هو ٌ‬
‫الث ث حكر ا جماأ عليها‪ ،‬ولذا فإن المفتى به عند الحيخ ابن بلاز عليله رحملة اهلل والمحلايخ ملن بعلده‬
‫أ م يقولون‪ :‬إن الط ق الث ث لليس كلله يقلع واحلد ً‪ ،‬وإبَّملا الصلور األوللى فقلط دون الصلور الثابيلة‬
‫والثالثة‪.‬‬

‫المفتى به عندبا أن الصور األولى فقط هر التر تقع واحد ً‪ ،‬لحديث ابن عباس يف الصلحي حلديث‬
‫‪٦‬‬
‫‪817‬‬

‫باووس عن ابن عباس‪ ،‬وأما الثابية والثالثلة فقلد حكلر ا جملاأ عللى أ لا تقلع ث ًثلا‪ ،‬بب ًعلا الحليخ تقلر‬
‫الدين يرى أن الصور الث ث كلها تقع بلق ًة واحد ‪ ،‬فقط من باب الفائد لمعرفة الخ ف يف المسألة‪.‬‬

‫بعللا ملن خاصلة بلبلة العللم يظلن أن المفتلى بله أن المًملوأ بصلوره اللث ث أو‬
‫أبا أقلول هلذا ألن ً‬
‫الث ث أن الط ق البدعر بصوره الث ث أ ا كلها ل تقع هذا غير صحي ‪ ،‬المفتى به خ ف اللك‪ ،‬وكلان‬
‫مًمع عليه‪ ،‬و َمن قال بخ فه فقد أخطأ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الحيخ يف الدرس يحدد يقول‪ :‬هذا القول‬

‫الصور األولى بعم ناهر الحلديث يلدل عليهلا‪ ،‬فقلط أريلد ْ‬


‫أن ببلين هلذه المسلألة‪...‬المعرفلة؛ ولكلن‬
‫األحوط وقول عامة أه العلم أبه يقع يف جميع الصور الث ث‪.‬‬

‫قال‪« :‬ت َُس ُّن َر ْج َعتُها»‪ ،‬لحديث ابن عمر ‪ ‬حينما أمره النبر ‪ْ ‬‬
‫أن يراجعها‪.‬‬
‫ين َحم ُل َها َأ ْو َص ِغير ٍة‪َ ،‬وآيِس ٍة َو َبيرِ مدْ ُه ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال بِ َها»‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة ل ُم ْس َتبِ ٍ ْ‬

‫قوله‪َ « :‬و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة» أي‪ :‬أبه ل يوصلف بالسلنَّة؛ ألبله ل يوصلف بالسلنَّة إل إاا كابلت لله صلور ٌ‬
‫تقابله وهر البدعة‪ ،‬فحيث ل بدعة فابتفى الصور المقابلة‪.‬‬

‫قللال‪« :‬لِ ُم ْس ـ َتبِ ٍ‬


‫ين َح ْم ُل َه ـا» أي‪ :‬التللر تكللون حللام ً لحللديث ابللن عمللر «وليطلههــا طــاهرا أو حــامال»‪،‬‬
‫فالحام هذه قد استبان حملها‪.‬‬

‫مستمر فيه الطهر‪ ،‬ولذلك فإبله ل سلنَّة‬


‫ٌ‬ ‫وص ِغ َير ٍة‪َ ،‬وآيِ َس ٍة»؛ أل ا ل حيه لها ول بهر‪ ،‬ب حالها‬
‫قال‪َ « :‬‬
‫لها ول بدعة‪.‬‬
‫قال‪َ « :‬و َبيرِ مدْ ُه ٍ‬
‫ال بِ َها»؛ ألن المقصد األسلمى أو العللة األنهلر ملن النهلر علن التطليل يف الحليه‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫يطول العد على المرأ ‪ ،‬فإن َمن بل امرأ ً يف حيلها فإن هذه الحيلة ل ُتحسع من العلد ؛‬ ‫قالوا‪ :‬لكي‬
‫ألن المأمور ْ‬
‫أن تمكث ث ث حيه‪ ،‬والحيه ل يتلب َعه فل بقلول‪ :‬تأخلذ يلومين ملن الحيللة األوللى‪،‬‬
‫والثابية والثالثة وث ثة أيام من الرابعة‪ ،‬الحيه ل يقب التبعيه‪ ،‬فلذلك لم تحسع الحيلة األولى‪.‬‬

‫فلما كان الحيه ل يتبعه لم بقب الحيلة األوللى‪ ،‬فطاللت العلد عليهلا‪ ،‬وحيلث أن المدخوللة ل‬

‫عد عليها { ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ} [األحلاب‪ ،]49:‬فإبه ل سنَّة لها ول بدعة‪.‬‬

‫هنا مسألة مهمة جدًّ ا‪ :‬قول المصنِّف‪َ « :‬و ََّل ُسنَّ َة َو ََّل بِدْ َع َة»‪ ،‬هٍ المهصاد من حيث الزمن أم من حيـث‬
‫‪818‬‬

‫العدد؟‬

‫خلاص‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬ناهر ك مه ً‬
‫أول‪ :‬ناهر الك م يف الللمن ويف العلدد؛ ولكلن بعله المحققلين يقوللون‪ :‬إبله‬
‫باللمن دون العدد‪ ،‬أشار إلى هذا الخ ف الحيخ منصور وغيلره؛ ولكلن نلاهر ك مهلم أن هلؤلء ل سلنَّة‬
‫لها ول بدعة‪ ،‬والظاهر هو التعليل أن العللة إبَّملا هلو لتطويل العلد يف هلؤلء‪ ،‬فالستحلكال اللذي أورده‬
‫خلاص بلاللمن دون العلدد قلوي جلدًّ ا‬
‫ٌ‬ ‫منصور متًه جدًّ ا‪ ،‬وما مال له الحيخ منصور بلأن ل سلنَّة ول بدعلة‬
‫خ ًفا لظاهر ك مه‪.‬‬

‫ولذلب عندهم قاعدة‪ :‬إاا تعلارض الظلاهر ملع المنطلوق ُق ِلدم المنطلوق‪ ،‬والمنطلوق هنلا مقلد ٌم عللى‬
‫الظاهر‪ ،‬الظاهر بمعنى عدم اكر القيلد‪ ،‬القيلود هلذه مهملة ل تتصلور كيلف‪ ،‬وللذلك يقوللون‪ :‬تقييلد كل م‬
‫لمن هو يف درجتهم‪ ،‬هذه المسألة اكرها القرايف‪ ،‬ابظر من أيام القرايف؛ ألبه عاب عللى‬
‫الفقهاء ل يكون إل َ‬
‫ابن رشد أبه يقيد ك م أصحابه من المالكية‪.‬‬

‫فالتقييد َاكر القيد والستثناء ليس آلحاد النَّاس وإبَّما َ‬


‫لملن كلان يف درجلة أولملك‪ ،‬فلةك القيلد نلاهره‬
‫ا ب ق‪.‬‬

‫ح ِ ُم ْط َلها‪َ ،‬وبِ ِن ََايتِ ِ َم َع َالنِ َّي ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي َهع ِبصرِي ِ‬
‫ََ ُ َ ْ‬
‫ح ِ » أي‪ :‬يقع الط ق بالصري مطل ًقا‪ُ « ،‬م ْط َلها» أي‪ :‬سوا ًء بواه أو لم ينوه‪ ،‬مـا المـراد‬
‫قال‪« :‬وي َهع بِصرِي ِ‬
‫ََ ُ َ ْ‬
‫ينا؟ النية بوعان يف باب الطل ق ويف غيلره‪ ،‬لكنهلا يف بلاب الطل ق أهلم؛ ألبنلا ِ‬
‫بفلرق بلين‬ ‫ب ان نااه أو لم ِ‬
‫بوعر النية‪ ،‬هناك بي ٌة للحكم وهناك بي ٌة للفظ‪.‬‬

‫لملن‬
‫الذي يفقد بية اللفظ هو المخطئ والنائم‪ ،‬فهذا النائم والمخطئ قال للوجتله‪ :‬هلر بلال ٌ ‪ ،‬وقلال َ‬
‫أن يقلول‪ :‬قلومر فقلال‪ :‬أبلقلر أو ِ‬
‫أبلت‬ ‫مخطئ‪ ،‬أراد ْ‬ ‫بًاببه‪ :‬بعتك يف البيع بعتك‪ ،‬فهذا لم ِ‬
‫ينو اللفظ؛ ألبه‬
‫ٌ‬
‫بال ٌ ‪ ،‬ومثله يف النائم‪ ،‬هذا لم ِ‬
‫ينو اللفظة‪.‬‬

‫ينو الحكم لكنه بوى اللفظ‪ ،‬هلذا يتحقل يف صلور ٍ واحلد فقلط وهلو الهلازل و‬
‫‪ -‬الناع الثاين‪َ :‬من لم ِ‬

‫إن جعلت أن الهلل خ ف اللعع‪ ،‬إا الهازل قد يتكلم وصلاحبه ل يعللم أبله‬‫صور ٍ أخرى وهو ال عع‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬
‫هازل فيه‪ ،‬وأما ال عع فهو وصاحبه الذي يقابله يعلمان أ ما يكذبان‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪819‬‬

‫الهازل هذا لفظه بالط ق أو بالبيع غير مقصود الحكم‪َ ،‬من لم يقصلد اللفلظ والحكلم للم تقلع جميلع‬
‫عقوده إل ث ثة تصرفات ثبتلت علن النبلر ‪ ‬عنلد أهل السلنن أبله قالهلا‪« :‬ثـالث جـدهن جـد‬
‫وهزلهن جد‪ :‬الن اح والطالق والرجعة»‪ ،‬هلذه العقلود الث ثلة يحلةط فيهلا بيلة اللفلظ‪ ،‬ول يلللم فيهلا بيلة‬
‫الحكم‪ ،‬هذا معنى ك م المصنِّف‪.‬‬

‫ح ِ ُم ْط َلهــا» أي‪ :‬سللوا ًء بللوى أو لللم ينل ِلو‪ ،‬بللوى الحكللم وأمللا ْ‬
‫إن لللم ينل ِلو اللفللظ‬ ‫إ ًاا فقوللله‪« :‬وي َهــع بِصـرِي ِ‬
‫ََ ُ َ ْ‬
‫فبإجما ٍأ ل يقع كالمخطئ والنائم‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ِب ِن ََايتِ ِ » أي‪ :‬وبكناية الط ق « َم َع َالنِ َّي ِة»‪ ،‬ف ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون قد بوى الحكم وهو الفرقة‪.‬‬

‫ار ٍع َو( ُم َط ِل َه ٍة) بِ َْسرِ َا َّلال ِم»‪.‬‬


‫ف ِم ْن ُ َب ْي َر َأ ْمرٍ َو ُم َض ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َصرِ ْي ُح ُ َل ْق ُإ َط َال ٍق َو َما ت َْص َّر َ‬
‫أبلت مطلقلةٌ‪ِ ،‬‬ ‫ف ِمنْـ »‪ِ ،‬‬
‫أبلت بلال ٌ ‪ِ ،‬‬
‫أبلت‬ ‫قال‪َ « :‬و َصرِ ْي ُح ُ» أي‪ :‬صري الط ق « َل ْق ُإ َط َـال ٍق َو َمـا ت َْص َّـر َ ُ‬
‫أمرا؛ ألن األمر ل يفيد عللى الفعل الحلال وإبَّملا‬ ‫الط ق وغير الك‪َ « ،‬ب ْي َر َأ ْمرٍ» ْ‬
‫بأن يقول‪ :‬أبلقر‪ ،‬فيكون ً‬
‫يف ٍ‬
‫أمر قد يتحق أو ل‪.‬‬

‫ار ٍع»‪ ،‬قال‪ :‬تطلقين‪ ،‬والملارأ ل يدل على هلذا اللملان‪ ،‬بل ربملا يكلون يف المسلتقب ‪ ،‬واسلم‬ ‫« َو ُم َض ِ‬
‫ٍ‬
‫مفعلول مطلقلة وقلع الطل ق‪ ،‬وللذلك‬ ‫فاع ٍ «كـ( ُم َط ِل َه ٍة)» ل ُبد بكسر ما قب األخير‪ ،‬وأملا إاا جعلله اسلم‬
‫قال‪« :‬بِ َْسرِ َا َّلال ِم»؛ ألبه يكون اسم فاع ٍ‪ ،‬فليست هر التر تطل وإبَّما هر المطلقة‪.‬‬

‫ْت َع َل َّ َح َرام‪َ ،‬أ ْو َك َظ ْهرِ ُأ ِم ‪َ ،‬و َما َأ َح َّـٍ َاهَّللُ َع َلـ َّ َح َـرام‪ُ َ ،‬ه َـا ظِ َهـار َو َلـا‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬أن ِ‬
‫َ‬
‫ن ََاى َط َالقا»‪.‬‬

‫صريحا ول كنائ ًيا‪ ،‬بب ًعا الكنائر بوعلان‪ :‬نلاهر وخفلر‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بلفظ ليس‬ ‫هذه المسألة يقول لو أن رج ً أتى‬
‫ً‬
‫وه هو محصور األلفاظ الكنائية أم ليست بمحصور ؟ المصنِّف ما تكللم علن شلرء للم يلذكر الكنلائر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بلفظلة‪ ،‬هلذه اللفظلة ليسلت ملن صلري الطل ق ول ملن كنايتله‪ ،‬فل يقلع بله‬ ‫لكن عمو ًما لو أن رج ً أتلى‬
‫الط ق ولو بوى‪.‬‬

‫بعه النَّاس يقول‪ :‬افتحر الباب وقصده الط ق‪ ،‬بقول‪ :‬ل يقع‪ ،‬إذ الطالق ييترط ل أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬اللفظ به‪ ،‬فبمًرد النية ل يقع‪.‬‬


‫‪820‬‬

‫ٍ‬
‫كنائر به أي بالط ق‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بلفظ صري ٍ أو‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ْ :‬‬
‫أن يكون قد تلفظ‬
‫ٍ‬
‫كلملة ل تلدل عللى الطل ق‪ ،‬فل‬ ‫فإاا ابتفى واحدٌ من هذين الحربين لم يقع‪ ،‬فلو أن رج ً تكلم بلأي‬
‫يكون ب ًقا ولو بواه‪ ،‬م َّث المصنِّف هنا بمثال فيه احتمال ْ‬
‫أن يكون كناي ًة يف الط ق لكنه ليس من كنايلات‬
‫صلريحا يف بلو ٍأ ملن‬
‫ً‬ ‫الط ق؛ ألن هذه األلفاظ التلر أوردهلا المصلنِّف هلر صلريح ٌة يف الظهلار‪ ،‬وملا كلان‬
‫األحكام ل يكون كناي ًة يف غيره يف الًملة إل يف بعه المسائ يف الخلع‪ ،‬فإن الخلع بعله ألفانله تكلون‬
‫كناي ًة يف الط ق‪.‬‬

‫ْـت َع َلـ َّ َح َـرام‪َ ،‬أ ْو َك َظ ْهـرِ ُأ ِمـ ‪َ ،‬و َمـا َأ َح َّـٍ َاهَّللُ َع َلـ َّ َح َـرام‪ُ َ ،‬ه َـا ظِ َهـار» ول يقلع بله‬
‫قال‪« :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬أن ِ‬
‫َ‬
‫وزورا‪ ،‬وقلد كلان أهل‬
‫ً‬ ‫منكلرا ملن القلول‬ ‫ً‬ ‫الط ق ولو بلوى بله الطل ق؛ ألن اهلل ‪ ‬سلمى هلذا الظهلار‬
‫وزورا ف يقع به ب ق‪ ،‬ف بقول‪ :‬إبله يقلع بله‬
‫ً‬ ‫منكرا‬
‫الًاهلية يعدون الظهار فرقةً‪ ،‬فأبط اهلل الك وسماه ً‬
‫إن بواه؛ ألن هذا يخالف ناهر القرآن‪ ،‬ولذا فإبنا ل بوقع به الط ق مطل ًقا‪.‬‬
‫ب ق ْ‬
‫هنا ائدة يف قال ‪َ « :‬أن ِ‬
‫ْت َع َل َّ َح َرام»‪ ،‬التحريم ل ثالثة أنااع‪:‬‬

‫‪ -‬إما ْ‬
‫أن يليفه إلى أعيان‪.‬‬

‫‪ -‬وإما ْ‬
‫أن يليفه إلى أبلاأ‪.‬‬

‫‪ -‬أو ُيطلِ ‪.‬‬

‫وإن أضلافه‬ ‫ٍ‬


‫يمين مطل ًقا‪ ،‬البيت عللر حلرام‪ ،‬السليار عليله حلرام‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫فإن أضافه إلى أعيان فكفارته كفار‬
‫نهار مطل ًقا ولو بوى به غير الك كالط ق‪ْ ،‬‬
‫وإن س ت نهال ل ثالث حاَّلت‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫إلى أبلاأ فهو‬

‫‪ْ -‬‬
‫إن بوى به تحريم بل ٍع فظهار‪.‬‬
‫وإن بوى به تحريم ٍ‬
‫عين فيمين‪.‬‬ ‫‪ْ -‬‬

‫وإن لم ِ‬
‫ينو شي ًما‪ ،‬بعه النَّاس على لسابه علر الحلرام‪،‬‬ ‫وإن سكت أي‪ْ :‬‬
‫وإن سكت ففيه أقوال‪ ،‬أي‪ْ :‬‬
‫‪ْ -‬‬
‫علر الحرام‪.‬‬

‫وإن كلان األحلوط ْ‬


‫أن تكلون عليله كفلار‬ ‫لغلوا‪ْ ،‬‬
‫الذي مال له الحليخ موسلى أبله ل شلرء عليله فيكلون ً‬
‫يمين‪ ،‬هذه المسألة َاكَر ابن القيم أ ا من أشك المسائ ‪ ،‬أنن أبله قلال فيهلا عحلرين قلول أو قلال أربعلين‬
‫‪٦‬‬
‫‪821‬‬

‫قول‪ ،‬لذلك العلم ‪-‬أيها ا خلو ‪ -‬كثيلر‪ْ ،‬‬


‫فلأن تأخلذ ً‬
‫قلول أو قلولين‪ ،‬ثلم تبنلر عليله ملا بعلده يسله عليلك‬
‫معرفته‪.‬‬

‫َالم َّيت َِة َأ ْو َالدَّ مِ‪َ ،‬و َق َع َما ن ََاا ُه»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َق َال ك َ‬
‫ألن هذه األلفاظ تص ْ‬
‫أن تكون كناي ًة يف الط ق‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم َع َعدَ ِم نِ َّي ٍة ظِ َهار»‪.‬‬

‫أل ا كناي ٌة يف الظهار‪ ،‬فهر كناي ٌة يف الط ق وكناي ٌة يف الظهار‪.‬‬

‫ت بِال َّط َال ِق َوك َِذ َب ُد ِي َن َو َل ِز َم ُ َح ْما»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬ح َل ْق ُ‬

‫إاا قال الرج ‪ :‬حلفلت بلالط ق ألفعللن كلذا‪ ،‬إ ًاا فقولله‪ :‬حلفلت بلالط ق الًمللة تحتلاج إللى اكلر‬
‫الحرط‪ْ ،‬‬
‫بأن يقلول‪ :‬حلفلت بلالط ق أل أدخل بيتلك‪ ،‬أو أل أشلرب أو أءكل ملن بعاملك أو أشلرب ملن‬
‫محروبك‪.‬‬

‫إ ًاا فقوللله‪ :‬حلفللت بللالط ق ليسللت حلفللت وسللكت‪ ،‬بل ل ُبللد ْ‬


‫أن يللذكر المحللروط الللذي علل عليلله‬
‫الحلف‪ ،‬وسيأتينا ْ‬
‫إن شاء اهلل مسألة الحلف بالط ق بعد قلي ‪.‬‬

‫ثم وجلد المحلروط وهلو دخلول البيلت أو أكل الطعلام‪ ،‬فنقلول‪ْ :‬‬
‫إن كلان قلد حللف حقيقل ًة فقلد وقلع‬
‫وإن لم يكن قد حلف وإبَّما هو كااب‪ ،‬ولذلك قلال‪َ « :‬وإِ ْن َق َ‬
‫ـال‪:‬‬ ‫الط ق‪ ،‬وسنتكلم عن الحلف بعد قلي ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بِال َّط َال ِق َوكَذ َب»‪ ،‬ومعنى قوله‪َ « :‬وكَذ َب» أي‪ :‬لم يكن قد حلف‪ ،‬فإبله يف هلذه الحاللة قلال‪ُ « :‬د ِي َ‬
‫ـن»‬ ‫َح َل ْق ُ‬
‫بمعنى‪ :‬أن الط ق ل يقع فيما بينه وبين اهلل ‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل ِز َم ُ َح ْما» فيما فيه ح آدمر‪ ،‬وما هو الذي يللمه؟ يلزم أمران‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬الط ق ْ‬


‫إن ادعت المرأ أمام القلاء أو أولياهها قالوا‪ :‬إ ا قد بلقها‪ ،‬سلمعناه يقلول‪:‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ تثبت‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫آدمر‪ ،‬فإبه‬ ‫حلفت‪ ،‬فنقول‪ :‬ما دام فيه ح‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬إاا كان قد حلف ذه الصيغة أو قال هذه الصيغة لقتطاأ مال امر ٍ مسللم فإبله يقبل‬
‫حكما‪ْ ،‬‬
‫إن رضر بب ًعا المحلوف له‪ ،‬بب ًعا الحلف بالط ق ليس هو من الحلف المنهلر عنله شلر ًعا‪َ « ،‬مـن‬ ‫ً‬
‫أن‬
‫حلف بغير اهَّلل هد كقر أو أَرك» الحديث عند الةمذي‪ ،‬ل يختلف؛ ألن سلنتكلم علن صليغة الحللف ّ‬
‫‪822‬‬

‫الحلف بالطالق ل صيغتان‪:‬‬

‫‪ ‬الصيغة اْلولى‪ :‬صيغة التعلي ْ‬


‫إن فعلت كذا فامرأته ب ق‪ ،‬صيغة تعلي محه‪.‬‬

‫بلأن يقلول‪ :‬عليله الطل ق أو الطل ق يللمله ْ‬


‫إن فعل كلذا‪،‬‬ ‫‪ ‬الصيغة الثانية‪ :‬صيغة الحلف المحله‪ْ ،‬‬
‫وفرق بين الحكم بين الصيغتين‪ ،‬سيأا ْ‬
‫إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ث َت ْط ِلي َه ٍ‬
‫ات‪َ ،‬و َع ْبد ا ْثنَ َت ْي ِن»‪.‬‬ ‫َث َال َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْم ِل ُ‬
‫ب ُح ٌّر َو ُم َب َّع‬

‫لرية « َو َع ْبد ا ْثنَ َت ْي ِن»؛ ألن العبد على بصف الحر والطلقة ل ُتبعه‪ ،‬فنعطيه بلق ًة كاملة‪.‬‬
‫ات وم ْط ِل َه ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َيص ُّح ْاست ْثنَا ُن الن ِْصف َ َأ َق ٍُّ م ْن َط َل َه َ ُ‬
‫ـات وم ْط ِل َه ٍ‬
‫ـات»‪ ،‬السلتثناء هنلا اللفظلر؛ ْلن اَّلسـتثنان‬ ‫ـف َ َأ َق ُّـٍ ِمـن َط َل َه ٍ‬
‫قال‪« :‬وي ِصـح اسـتِ ْثنَان النِص ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ُّ ْ‬
‫ناعان‪:‬‬

‫لفظر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬استثنا ٌء‬

‫‪ -‬واستثنا ٌء بالنية‪.‬‬

‫هنا يتكلم المصنِّف بالستثناء باللفظ‪ ،‬وسيذكر شروبه بعد قلي ‪ ،‬استثناء النصلف جلائل فأقل ‪ ،‬وهلذا‬
‫مبنر على القاعد اللغوية واألصولية‪ ،‬وعندبا من القواعد األصولية أبه يًوز استثناء النصلف فأقل ‪ ،‬وأملا‬
‫ٌ‬
‫أكثر من النصف ف يص فيلغو‪.‬‬

‫وبنا ًء على الك فلو أن رج ً قال لمرأته‪ :‬هر بال ٌ ث ًثا إل واحلد ‪ ،‬فنقلول‪ :‬وقعلت اثنتلان؛ ألن هلذه‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫اللياد المتصلة ‪-‬وهر الستثناء‪ -‬تًع اللياد يف حكم المليد عليه‪ ،‬فتكون كالًمللة الواحلد ‪،‬‬
‫تكون قال‪ :‬هر بال ٌ اثنتين‪ ،‬هذا استثنا ٌء ألق من النصف‪.‬‬

‫أن يقول‪ :‬هر بال ٌ إل اثنتين‪ ،‬أو هر بال ٌ ث ًثا إل اثنتين أو هر بال ٌ ث ًثلا‬
‫استثنا ٌء ألكثر من النصف ْ‬
‫إل ث ًثا‪ ،‬بقول‪ :‬لغى الستثناء فتقع ث ث بلقات‪ ،‬تقع الطلقات الث ث‪ ،‬استثناء النصف مثاله‪ْ :‬‬
‫أن يقلول‪:‬‬
‫هر بال ٌ اثنتين إل واحد ً‪ ،‬بقول‪ :‬يص ‪ ،‬فتكون قد بلقت بلق ًة واحد ً فقط‪ ،‬هذا استثناء الطلقات‪.‬‬

‫استثناء المطلقات ْ‬
‫أن يقول‪ :‬زوجاته بوالل ٌ إل واحلد ً‪ ،‬أو زوجاتله بوالل ٌ إل اثنتلين‪ ،‬فهلذا ملن بلاب‬
‫الستثناء يف المطلقات‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪823‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط َت َل ُّقإ َوات َِصال ُم ْعتَاد َونِ َّي ُت ُ َق ْب ٍَ ت ََما ِم ُم ْس َت ْثنى ِمنْ ُ»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬من شرط الستثناء ً‬


‫أول‪ :‬التلفظ‪ ،‬ف يقبل السلتثناء بغيلر اللفلظ بالقللع إل يف صلور واحلد‬
‫سيوردها المصنِّف بعد قلي وهو النوأ الثاين من الستثناء وهو الستثناء بالقلع‪.‬‬

‫قللال‪َ « :‬وات َِصــال ُم ْع َتــاد» أي‪ :‬اتصل ٌ‬


‫لال معتللا ٌد بللين السللتثناء والمسللتثنى منلله‪ ،‬بللين أدا السللتثناء وبللين‬
‫المستثنى منه‪ ،‬وهذا الستثناء المعتاد بمعنى أل يكون هناك فصل ٌ بويل ٌ بينهملا أو كل ٌم ملن غيلر جلنس‪،‬‬
‫وبنا ًء على الك فلو كان الفص قلي مث السعال أو عطاس فل ضلرر بله‪ ،‬أو بفلس ملث ً ‪ ،‬أو كلان الكل م‬
‫بين المستثنى منه وأدا الستثناء صف ٌة للمستثنى منه‪.‬‬

‫فيقول‪ :‬إن زوجته ‪-‬لنقول مث ً اسمها رقية‪ -‬إن زوجته رقية الطويللة المتينلة البيللاء التلر تللبس كلذا‬
‫كذا‪ ،‬يذكر أوصا ًفا بال ٌ إل واحد ‪ ،‬ل‪ ،‬بريد ْ‬
‫أن جع األوصاف بعد اللث ث هلر بلقلت بلالث ث زوجتله‬
‫الطويلة يعد جميع أوصافها‪ ،‬ثم قال‪ :‬إل واحد ً‪ ،‬فهذه الفص الطوي هلو ملن جلنس المسلتثنى منله؛ ألبله‬
‫صف ٌة له‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ونِ َّي ُت ُ َق ْب ٍَ ت ََما ِم المستثنى ِمنْ ُ»‪ ،‬فالعا بالمستثنى منله ل بمطلل الكل م‪ ،‬وقلد اكلرت لكلم قبل‬
‫قلي ِاكر المستثنى منه وبعده صفات‪ ،‬فلو لم ِ‬
‫ينو الستثناء إل يف الصفات لما ص اسلتثناهه‪ ،‬بل ل ُبلد ْ‬
‫أن‬
‫يكون عند تمام المستثنى منه‪ ،‬وأما الرواية الثابية اختيار الحيخ تقر اللدين ْ‬
‫فلأن ينلوي قبل ابقللاء الكل م‬
‫األول‪.‬‬
‫ات ََّل َط َل َه ٍ‬
‫ات»‪ ،‬صارة ذلـب‪ْ :‬‬
‫أن يقلول‪ :‬زوجاتله‬ ‫ب» أي‪ :‬من غير تلفظ «من م َط َّل َه ٍ‬
‫ثم قال‪َ « :‬و َي ِص ُّح بِ َه ْل ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ بقلول‪ :‬يصل السلتثناء بالقللع؛‬ ‫بوال ٌ ‪ ،‬وينوي يف بفسه إل رقية مث ً يقول‪ :‬رقية ل ليست بال ‪،‬‬
‫ألن اللفظ يحتمله‪ ،‬وأما إاا للم يحتملله اللفلظ فل ‪ ،‬وصلور علدم احتملال اللفلظ ْ‬
‫أن يلذكر العلدد فيقلول‪:‬‬
‫أن‬ ‫ٍ‬
‫بلفلظ ل ُبلد ْ‬ ‫زوجاته األربع بوال ٌ ‪ ،‬ثم ينوي يف قلبه إل رقية‪ ،‬بقول‪ :‬ل يعتا هذا الستثناء؛ ألبه هنا أتلى‬
‫يكون الستثناء لفظ ًيا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ْت َطالِق َق ْب ٍَ م ْاتِ ُت َط َّل ُق ِ ا ْل َح ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأن ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْت َطالِق َق ْب ٍَ َم ْاتِ »‪ ،‬فإ ا تطل يف الحال؛ ألن قب الموت يصدق عللى قبل‬
‫قوله‪ :‬إاا قال الرج ‪َ « :‬أن ِ‬
‫فحينمذ أول ٍ‬
‫وقت يصدق عليه أبه قب موت هو وقت لفظله بلالط ق‬ ‫ٍ‬ ‫الموت بلحظة وبسنة وبعحرين سنة‪،‬‬
‫‪824‬‬

‫هذه بال ٌ قب موا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْعدَ ُه َأ ْو َم َع ُ ََّل ُت َط َّل ُق»‪.‬‬

‫أبت بال ٌ بعد موا أو مع موا‪ ،‬قالوا‪ :‬ل يقع الط ق؛ ألبه يصادف غير محل‬ ‫لو قال الرج للوجه‪ِ :‬‬
‫أو مح ً غير مناسع؛ ألن الفرقة بينهما والفرقة بالوفا أقلوى تحصل بالوفلا ‪ ،‬فلإاا قلال‪ِ :‬‬
‫أبلت بلال ٌ بعلد‬
‫وفاا‪ ،‬هر ليست زوجة فارقها ومثله مع‪ ،‬وقلنا إن مع غلبنا فيها فرقة الوفا ؛ أل ا أقوى‪.‬‬
‫الح ِ‬ ‫اليهرِ َأو اليا ِم َأو السن َِة ُت َط َّل ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َه َذا َّ ْ ْ َ ْ ْ َّ‬
‫وشلهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يف هذا ألبه يصدق على هذا الوقت‪ ،‬وهذا اللحظة التر تكلم فيها تصدق عليها أ ا يو ٌم وسلن ٌة‬
‫فهر جل ٌء من السنة والحهر واليوم هذه اللحظة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َق َال‪َ :‬أرد ُت ِ‬
‫آه َر ال ٍُِ‪ُ ،‬قبِ ٍَ ُح ْما»‪.‬‬ ‫َ ْ‬

‫قال ‪ُ « :‬قبِ ٍَ ُح ْما»؛ ألن اللفظ يحتمله فإن يف نرفية‪ ،‬والظرفية تحتم األول واألخير؛ ولكن الظلاهر‬
‫أبه يقصد به األول‪ ،‬ف ُيغ َّللع الظلاهر؛ ولكلن لملا كلان لله محتمل ٌ خل ف الظلاهر‪ ،‬ولملا كلان اللفلظ معنًلى‬
‫حكما وقب ديابةً‪.‬‬
‫ً‬ ‫محتم خ ف الظاهر قب‬

‫ت َون َْح ِا ِه ُت َط َّل ُق ِب َأ َّولِ ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وبَدا َأو يام َالسب ِ‬
‫ْ َ ْ َ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫قللال‪ :‬وإاا قللال‪ :‬أبل ِ‬
‫لت بللال ٌ غللدً ا أو يللوم السللبت‪ ،‬فإ للا تطلل بللأول اليللوم‪ ،‬وهللذه مسللألة عنللدبا مهمللة‬
‫محهور جدًّ ا هذه أتت حتى يف الحج وتأتينا حتى يف الصلوات‪ ،‬وهلو متلى يبلدأ أول اليلوم؟ المعتملد عنلد‬
‫فقهائنا أن اليوم يبدأ بطلوأ الفًر الصادق هلذا هلو أول اليلوم؛ وقللت إبله المعتملد ألن الروايلة الثابيلة أن‬
‫اليوم يبدأ بطلوأ الحمس‪.‬‬

‫أبللا أسللأل سللؤال‪ :‬الصللحابة لمللا بلللل جاائيل ‪ ،‬فصلللى بللالنبر ‪ ‬الصلللوات الخمللس بللدأ‬
‫األوللى وللم يًعللوا‬ ‫الظهر‪ ،‬قلالوا‪ :‬وهلر التلر بسلميها األوللى‪ ،‬لملااا جعللت الظهلر هلر الصل‬ ‫بص‬
‫يبلدهون بلالظهر موافقل ًة للحلديث‬ ‫الفًر؟ قالوا‪ :‬موافق ًة للحلديث‪ ،‬وللذا فلإ م يف كتلاب مواقيلت الصل‬
‫فقط‪.‬‬

‫ولذا قال بعه أه العلم وهو الحيخ تقر الدين يف شرال [العملد ] إن األوللى ْ‬
‫أن ُيبلدأ بلالفًر؛ أل لا‬
‫‪٦‬‬
‫‪825‬‬

‫أول النهار‪ ،‬بب ًعا الحيخ تقر الدين له رأي يرى أن النهار يبدأ بطلوأ الحمس واللي ينتهر بطللوأ الفًلر‪،‬‬
‫برزال بين اللي والنهار‪ ،‬فيأخذ بعه أحكام اللي وبعه أحكام‬
‫وأن من بلوأ الفًر إلى بلوأ الحمس ٌ‬
‫النهار‪ ،‬وهذا من فقهه الدقي فإن له تفريعات كثير جدًّ ا حتى تتعل يف الحج وهو متى يكون بصلف الليل‬
‫األخير يف حديث أسماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ل ْا َق َال‪َ :‬أ َر ْد ُت َا ْْل ِه َر َل ْم َي ْه َب ٍْ»‪.‬‬


‫ببعا إاا قال‪ :‬غدً ا لم يقب آخره؛ ألبه ليس فيه يف الظرفية‪ ،‬لم ِ‬
‫يأت بفر الظرفية‪.‬‬ ‫ً‬

‫ْت َطالِق‪ُ ،‬ت َط َّل ُق بِ ُم ِض ِ اِ ْثنَ ْ َع َي َر ََ ْهرا»‪.‬‬


‫ت سنَة َ َأن ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َم َض ْ َ‬
‫علرف‬ ‫شلهرا قمر ًيلا إل ْ‬
‫أن يكلون لهلم‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫قال‪ :‬إاا ملت سنة فأبت بال ٌ ‪ ،‬فإ لا تطلل بمللر اثنلر عحلر ً‬
‫بخ ف الك كاألشهر الحمسية‪.‬‬

‫لسنَةَ‪ َ ،‬بِان ِْس َالخِ ِذي َا ْل ِح َُّ ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬ا َّ‬
‫ألن (ال) هنا عهدية فيقصد بالسنة أي السنة المعهود التر بحن فيها اآلن‪.‬‬

‫اجدَ ‪َ َ ،‬ل ْا َل ْم َي ْل ِق ْإ بِ ِ َوا َّد َعا ُه َل ْم‬ ‫ٍ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬و َم ْن َع َّل َق َط َالقا َون َْح َا ُه بِ َي ْرط ْ‬
‫َلم َي َه ْع َحتَّى ُي َ‬
‫ُي ْه َب ٍْ ُح ْما»‪.‬‬

‫هللذه مسللألة وهللر مسللألة تعليل الطل ق بالحللرط‪ ،‬ابعقللد إجمللاأ المسلللمين علللى أن تعليل الط ل ق‬
‫بالحرط صحي ‪ ،‬وما جاء علن خل ف بعله العلملاء المتلأخرين يف القلرن الخلامس فهلذا متلأخر جلدًّ ا يف‬
‫إلغاء تعلي العقود على الحروط‪ْ ،‬‬
‫وإن كان بعلهم يقول‪ :‬يلغو الحرط ويقع الط ق‪ ،‬لكنله فيكلون داخل ً‬
‫يف عموم ا جماأ عمو ًما‪.‬‬

‫فتعليلل الطلل ق علللى شللرط صللحي ‪ ،‬إاا عللل الطلل ق علللى شللرط ل يقللع الطلل ق إل إاا وجللد‬
‫ـن َع َّلـ َـق َط َالقــا َون َْح َـا ُه» أي‪ :‬مللن العقلود التللر تقبل التعليل كلالط ق مللث ً‬
‫المحلروط‪ ،‬وللذلك قللال‪َ « :‬و َم ْ‬
‫والعتاق‪ ،‬فإن العتاق يقب التعلي ‪ ،‬وأما غيره مملا ل يقبل التعليل فل يصل ‪ ،‬البيلع ل يقبل التعليل عللى‬
‫إرجاأ لألمر األول وفيها معنلى تغليلع النكلاال ل‬
‫ٌ‬ ‫المحهور‪ ،‬النكاال ل يقب التعلي ‪ ،‬الرجعة عندهم أل ا‬
‫يقب التعلي ‪ ،‬ف ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون مما يقب التعلي وهذه مذكور يف أوائ العقود‪.‬‬
‫‪826‬‬

‫قال‪« :‬بِ َير ٍ‬


‫ط»‪ ،‬الحرط قد يكون زماين وقد يكون وصفر‪ ،‬فاللماين إاا جاء الًمعلة أو يلوم أو يلومين‪،‬‬ ‫ْ‬
‫فعلت أو فع ف ٌن كذا أو جاء الغائع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والوصفر إاا فعلتر كذا أو‬

‫اجدَ »‪ ،‬يف قول كافة أهل العللم إل الخل ف الحلاا اللذي اكرتله لكلم قبل قليل ‪،‬‬ ‫لم َي َه ْع َحتَّى ُي َ‬
‫قال‪ْ « :‬‬
‫الذين قالوا يلغو الحرط ويقع الط ق‪َ َ « ،‬ل ْا َل ْم َي ْل ِق ْإ بِ ِ َوا َّد َعا ُه َل ْم ُي ْه َب ٍْ ُح ْما»‪ ،‬قال‪ :‬لو لم يتلفظ بالحلرط‬
‫حكما وإبَّما يدين به‪ ،‬بخ ف الستثناء فإبله ل ُبلد ملن اللتلفظ؛ ألن السلتثناء‬
‫ً‬ ‫وإ َّبما بواه فقط‪ ،‬فإبه ل يقب‬
‫ل ُبد ْ‬
‫أن يتلفظ به‪ ،‬وأما الحرط فهو تعلي ‪.‬‬ ‫تخصيصا‪ ،‬والتخصي‬
‫ً‬ ‫وأما الحرط فليس‬ ‫تخصي‬
‫وكثير من النَّاس قد يعلل الطل ق وللم ِ‬
‫يلأت بصليغته‪ ،‬وهلذا كثيلر جلدًّ ا يلرى شلي ًما فليظن أبله سلتفع ‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫فيتلفظ بلفظ الط ق ودللة الحال تدل على أبه قد قصد به التعلي لكي تفع زوجه شلي ًما معينًلا‪ ،‬أو يلأا‬
‫ٍ‬
‫شرء معين‪.‬‬ ‫هو بصيغة الط ق الصري ‪ ،‬ودللة الحال لكر يمنع بفسه من‬

‫مث عند المحاسبة‪ ،‬امرأته بلال أو يقلول‪ :‬زوجتلر بلال ‪ ،‬دلللة الحلال أبله علقله عللى ْ‬
‫أن يلدفع هلو‬
‫حكملا للو أشلهدت الملرأ‬
‫ً‬ ‫المال‪ ،‬فدللة الحال هر الحربية‪ ،‬ولذلك قب يف الحربية علدم اللتلفظ‪ ،‬لكلن‬
‫أيلا وهو صيغة التنًيل للط ق من غيلر تعليل ‪ ،‬ثلم‬
‫عليه شهو ًدا أبه قال ذه الصيغة وهر صيغة التعلي ‪ً ،‬‬
‫أملر بابل ‪ ،‬فل ُبلدَّ ملن اللتلفظ‬
‫رفعت القلاء قالت‪ :‬قصدي كذا كذا‪ ،‬لقلنلا‪ :‬ل بقبل القصلد؛ ألن القصلد ٌ‬
‫الكاشف له‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ي ِصح إِ ََّّل ِمن زَوجٍ بِصرِيحٍ وكِنَاي ٍة مع َقص ٍد‪ ،‬وي ْه َطع َ صٍ بِتَسبِيحٍ وس ٍ‬
‫ُات‪ََّ ،‬ل‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ََ ُُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫ت»‪.‬‬‫ْت َطالِق يا زَانِي ُة إِ ْن ُقم ِ‬
‫ك ََالم م ْنتَظِم‪ ،‬ك ََأن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بلفظ كنائر مع قصلد التعليل ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بلفظ صري أو‬ ‫هذا يف التعلي يقول إن التعلي ل يص إل من اللوج‪،‬‬
‫ل ُبد من القصد وهذا واض ‪.‬‬
‫قال‪« :‬وي ْه َطع َ صٍ بِتَسبِيحٍ وس ٍ‬
‫ُات»‪ ،‬لو أبه فص بين التعلي وبين الط ق سكوت أو تسبي ‪ ،‬فإبله‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُُ ْ‬
‫ل أثر لهذا التعلي فيه‪.‬‬

‫قال‪ََّ « :‬ل ك ََالم ُمنْتَظِم»‪ ،‬مث ما اكرت لكم ْ‬


‫أن يقول‪ِ :‬‬
‫أبت بالق ٌة يا كذا كذا كذا من أوصاف إملا الملدال‬
‫أيللا التعليل ‪ ،‬بل يكلون كالًمللة‬ ‫أو الذم‪ْ ،‬‬
‫إن فعلتر كذا‪ ،‬فهذه األوصلاف ل تقطلع السلتثناء ول تقطلع ً‬
‫الواحد حينذاك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪827‬‬

‫الير ِ‬
‫ط ن َْح َا (إِ ْن) و ( َمتَى) و(إِ َذا)»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َأ َد َو ُ‬
‫ات َّ ْ‬
‫قوله‪« :‬ن َْح َا»؛ ألن أدوات الحرط متعدد وأورد المصنِّف بعلها‪.‬‬

‫ْت َطالِق َ ت ََح ِه ِه َأ ْو َتن ََّحى َون َْح ُا ُه‬


‫ْب َ َأن ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬نَحا (إِ ْن) و (متَى) و(إِ َذا)‪ ،‬وإِ ْن َك َّلمت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ُت َط َّل ُق»‪.‬‬

‫أن يقول الرج للوجته وهذه األمثلة تنحلط اللذهن وتفيلد المفتلر إاا أراد ْ‬
‫أن‬ ‫يقول‪ :‬من أمثلة التعلي ْ‬
‫يفتر لغيره‪ ،‬ولنعلم أن أغلع هذه المسائ وردت إما علن الصلحابة أو علن التلابعين أو ُسلم عنهلا ا ملام‬
‫أحمد‪ ،‬فلو بظرت يف بعه فتاويه ككتاب [زاد المسافر] وغيره ستًد أن أغللع هلذه المسلائ موجلود ‪،‬‬
‫فرضا‪.‬‬
‫ولم يفرضها العلماء ً‬

‫والعلماء يرون أن مسائ الفرض ليست مذموم ًة مطل ًقا‪ ،‬وليست ممدوح ًة مطل ًقا‪ ،‬وإبَّما هر ممدوحل ٌة‬
‫يف أحوال كالتعليم ولزم القول للثبات أو بطل ن القلول وغيلر اللك مملا اكلره أبلال عليله ابلن القليم يف‬
‫«ا ع م»‪.‬‬

‫ـت َطــالِق»‪ ،‬ثللم يقللول‪َ « :‬تن ََّح ـ »‪ ،‬سللوا ًء وص ل‬


‫ـب َ َأ ْنـ ِ‬
‫أن يقللول‪« :‬إِ ْن َك َّلم ْتـ ِ‬
‫َ‬ ‫قللال ومللن أمثلللة التعلي ل ‪ْ :‬‬
‫ِ‬
‫فأبلت‬ ‫ِ‬
‫كلمتلك يلا رقيلة‬ ‫وبفس واحد أو فص بينهما‪ ،‬يعنر قال‪ْ :‬‬
‫إن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫واحد‬ ‫ٍ‬
‫وسياق‬ ‫جملة واحد‬‫ٍ‬ ‫الكلمتين يف‬
‫فحينمذ كلمها ولذلك قال‪ :‬فتطل ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بال ٌ ‪ ،‬ثم قال‪ :‬ابعدي عن بريقر فتنحر‪ ،‬قوله‪« :‬فتنحر» هذا ك م‪،‬‬

‫قال‪ َ « :‬ت ََح ِه ِه » أي‪ :‬من ك مر‪َ « ،‬أ ْو َتن ََّحى َون َْح ُا ُه» من الك م فتطل بذلك‪.‬‬
‫ُب بِ ِ َ عب ِدي حر‪ ،‬انْح َّل ْ ِ‬ ‫ْت َطالِق َ َها َل ْ‬
‫ت‪ :‬إِ ْن َبدَ ْأت َ‬ ‫ُب بِا ْل ََال ِم َ َأن ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن بدَ ْأت ِ‬
‫ت َيمينُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌّ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫َو َت ْب َهى َي ِمين َُها»‪.‬‬

‫حلر‪َ ،‬ملن‬ ‫فأبت بال ٌ ‪ ،‬فردت عليه قالت‪ْ :‬‬ ‫دأتك بالك م ِ‬‫إن ب ِ‬ ‫إاا قال للوجته‪ْ :‬‬
‫إن بدأتك بالك م فعبدي ٌ‬
‫ـت َي ِمينُـ ُ»‪ ،‬فبدأتله هلر بلالك م فل يقلع الطل ق‬ ‫الذي بدأ بعد ك مه؟ هر التر بدأت‪ ،‬لذلك قلال‪« :‬ان َْح َّل ْ‬
‫ُب بِ ِ َ َع ْب ِدي ُح ٌّر» أبه يعت عبدها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حينمذ أن قولها‪« :‬إِ ْن َبدَ ْأت َ‬ ‫مطل ًقا‪َ « ،‬و َت ْب َهى َي ِمين َُها»؛ ألن المراد‬

‫حلف بالط ق وعندبا تعلي الط ق‪ ،‬التعلي قد يكون حل ًفلا وقلد ل يكلون كلذلك‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫هنا مسألة‪ :‬عندبا‬
‫ي ان حلقا إذا قصد ب واحد من ٍ‬
‫أمار أربع‪:‬‬
‫‪828‬‬

‫‪ -‬الحس‪.‬‬

‫‪ -‬أو المنع‪.‬‬

‫‪ -‬أو التصدي ‪.‬‬

‫‪ -‬أو التكذيع‪.‬‬

‫هذه التر يسميها العلماء الحلف بلالط ق‪ْ ،‬‬


‫وإن للم يقصلد شلي ًما ملن هلذه األملور األربلع‪ ،‬فإبله يكلون‬
‫يتًوز العلماء أحيابًا بتسمية التعلي المحله حل ًفلا‪ ،‬ويتًلوزون أكثلر فيسلموبه يمينًلا‪ ،‬وإل‬
‫محلا َ‬
‫ً‬ ‫تعلي ًقا‬
‫األص أن اليمين ل تكون إل باهلل أو بوصف من صفاته‪ ،‬وأما الحلف فهو أوسع‪.‬‬

‫إن الحلف بالطالق ل صيغتان‪:‬‬


‫العلمان يهالان‪ّ :‬‬
‫إن فعلت أو فعلتر كذا ِ‬
‫فأبت بال ٌ ‪.‬‬ ‫‪ -‬صيغة التعلي المحه ْ‬

‫‪ -‬والصيغة الثانية‪ :‬يسمو ا صيغة الحللف بلالط ق‪ ،‬فيقلول‪ :‬الطل ق يللمنلر أو ْ‬


‫أن يلليفه لمسلتقب‬
‫إن فعلتر كذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سأبلقك ْ‬

‫فعلى المحهور أن الصيغة األولى يقع مطل ًقا من صيغة الحلف‪ ،‬والصليغة الثابيلة ل يقلع لا الطل ق؛‬
‫ِ‬
‫فعللت كلذا‪ ،‬فأضلافه لمسلتقب ‪ ،‬فل يقلع بله‬ ‫ألبه للم ينحلئ الطل ق‪ ،‬وإبَّملا قلال‪ :‬سلوف أفعل الطل ق ْ‬
‫إن‬
‫الط ق‪ ،‬الصيغة الثابية ل يقع به الط ق‪ ،‬وأما األولى فيقع به الط ق؛ أل ا منًل ٌ يف التعلي ‪.‬‬

‫أن أشللرال لكللن أريللدك ْ‬


‫أن تعللرف شللي ًما لألسللف سللمعت يف وسللائ ا عل م ول يتقللدم يف‬ ‫أبللا ل أريللد ْ‬
‫ٍ‬
‫بقلول للم‬ ‫وسائ ا ع م إل َمن ُيحار له بالبنان َملن يفتلر يف مسلائ الطل ق‪ ،‬وخاصل ًة يف مسلائ التعليل‬
‫يسب إليه مطل ًقا‪ ،‬فتًده يقول‪ :‬ه تقصد الحث أو المنع أو التصدي أو التكذيع؟ ْ‬
‫إن قال‪ :‬بعلم‪ ،‬قلال‪ :‬ل‬
‫يقع ب قك؛ ألبه يكون يمينًا وإبَّما عليك كفار يمين‪ ،‬وينسع هذا القول للحيخ تقر الدين ابن تيمية‪.‬‬

‫وقد َاكر الحيخ تقر الدين يف كتابه يف الرد على السبكر يف مسألة تعلي الطل ق‪ ،‬قلال‪َ :‬ملن بسلع للر‬
‫أين أقول إن ك تعلي ٍ قصد به الحث أو المنلع أو التصلدي أو التكلذيع‪ ،‬فإبله ل يكلون ب ًقلا فقلد كلذب‬
‫ٌ‬
‫شروط أخرى غير هذا الحرط أوردها يف هذا الكتاب‪.‬‬ ‫علر‪ ،‬لم يق الحيخ هذا الك م وإبَّما له‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪829‬‬

‫‪ ‬قلت هذا ْلن يهلب النَّاس ثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬بصف ٍ‬
‫عالم يهلك دينه‪.‬‬

‫ٍ‬
‫لغوي يهلك لسابه‪.‬‬ ‫‪ -‬وبصف‬

‫‪ -‬وبصفه ببي ًبا يهلك أبدابه‪.‬‬

‫فبعه النَّاس يف مسائ الط ق ل يكون قد ضبط المسألة فيفتر لا‪ ،‬وقللت يف بلاب الطل ق؛ ألن يف‬
‫متوافر فيها العلماء يف عهد التابعين‪َ ،‬اكر اللك ابلن أبلر خيثملة‬
‫ٌ‬ ‫مدينة رسول اهلل ‪ ‬وهر مدين ٌة‬
‫يف تاريخه اكر أن يف عهد النبر ‪ ‬أو يف عهد التابعين ل يفتر يف المدينلة كلهلا أحلدٌ يف الطل ق‬
‫إل سعيد بن المسيع‪ ،‬ابظر! مدينة ب هر أكا حواضر العلم يف العلم‪ ،‬بل هلر أكلا حواضلر ا سل م يف‬
‫العلم ل يفتر فيها إل رج واحد‪.‬‬

‫واآلن كل شللخ ٍ يفتللر يف الط ل ق وخاص ل ًة يف المسللائ المحللكلة‪ ،‬هللذه مسللألة محللكلة ل الط ل ق‬
‫الث ث؛ ألن اكرت لكم التفصي فيها قبل قليل وكثيلر ملن النَّلاس يخطلئ فيهلا‪ ،‬ول مسلألة التعليل ‪ ،‬أملا‬
‫الط ق يف الحيه هذه فمث الحمس أبه يقع مث الحمس‪ ،‬مث هلذا الحلمس يف رابعلة النهلار أن الطل ق‬
‫وقع‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مفلت‬ ‫ٍ‬
‫قلاض أو‬ ‫وإن كان يتبين برأي ْ‬
‫أن يتحرز‪ ،‬واجعلها يف امة غيرك من‬ ‫ْ‬ ‫ولذلك يًع على الحخ‬
‫رسمر‪ ،‬فابتبه ليس ك ما تتعلمه تفتر به‪ ،‬الط ق العلملاء يعلملون أحكامله ول يفتلون بله‪ ،‬فلالط ق أملره‬
‫ٍ‬
‫إثبات ول بف ًيا‪.‬‬ ‫خطير جدًّ ا جدًّ ا‪ ،‬أبت تبيحها لرج وتحرمها على آخر ل‬

‫ْت َطالِق»‪.‬‬
‫ت بِ َغيرِ إِ ْذنِ ونَحاه َ َأن ِ‬
‫َ ْ ُُ‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َهرج ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫أن أءان ِ‬
‫للك‬ ‫ت بِ َغ ْيـرِ إِ ْذنِـ »‪ ،‬قلال‪َ « :‬ون َْح ُـا ُه» ملن األلفلاظ‪ ،‬أي ْ‬
‫إن خرجتلر ملن غيلر ْ‬ ‫قوله‪« :‬وإِ ْن َهرج ِ‬
‫َ ْ‬
‫وبحو الك من األشياء المعلقة على ا ان؛ ألبه « َون َْح ُا ُه» عائد لللان ملن األلفلاظ العائلد لللان‪ ،‬وهلذه‬
‫ْت َطالِق»‪ ،‬ثم أان لها‪ ،‬فخرجت‪.‬‬ ‫العبار فيها إشكال‪ ،‬قال‪َ َ « :‬أن ِ‬

‫ِ‬
‫فأبلت بلال ٌ ‪ ،‬ـأذن‬ ‫المصنِّف اكر صور وهر صورتان‪ ،‬إاا قال الرج للوجه‪ْ :‬‬
‫إن خرجتلر بغيلر إاين‬
‫ِن إذن ناعان‪:‬‬
‫لها ّ‬
‫‪830‬‬

‫إن أان لها مطل ًقا قال‪ :‬قلد أابلت ِ‬


‫للك يف كل حلال‪ ،‬فكل خلروجٍ منهلا للبيلت ل يقلع بله‬ ‫الناع اْلول‪ْ :‬‬
‫الط ق‪.‬‬

‫الحالة الثانية ه الت قصدها المصـنِف‪ :‬إاا أان لهلا ملر ً واحلد ‪ ،‬وأبلا أاكلر للك هلذا الكل م لكلي‬
‫متوهم أن قصد المصنِّف مطل ا ان ل‪ ،‬وإبَّملا قصلده ا ان لملر ٍ واحلد ‪ ،‬فيًلع ْ‬
‫أن يقيلد ك مله‬ ‫ٌ‬ ‫يتوهم‬
‫به‪.‬‬
‫ـت»‪ ،‬ثللم خرجللت مللر ً أخللرى بغيللر ٍ‬
‫ـم َأ ِذ َن َل َهــا َ خَ َر َجـ ْ‬
‫إان‪ ،‬أي أان لهللا مللر ً واحللد فخرجللت‬ ‫قللال‪ُ « :‬ثـ َّ‬
‫مرتين‪ ،‬أو أان لها ولم تعلم بلقت‪ ،‬األوللى عرفنلا ألبله أان لهلا ملر ً واحلد ‪ ،‬فعلاد الحكلم لحالله األول‪،‬‬
‫مبنر على علمهلا‪ ،‬وعلمهلا أبله‬
‫والحالة الثابية هنا ألن الحكم معل ٌ بفعلها‪ ،‬وفعلها ينبنر على ننها وننها ٌ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تطل ‪.‬‬ ‫لم يأان لها‬

‫ت بِ َغ ْيرِ إِ َذ ٍن‪َ ،‬أ ْو َأ ِذ َن َل َها َو َل ْم َت ْع َل ْم َط ُل َه ْ‬


‫ت‪ ،‬وإن عله على مييئتها تطلق‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َه َر َج ْ‬
‫بمييئتها بير م رهة أو بمييئة اثنين‪ ،‬بمييئتهما كذلب»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫أجنبر قلالوا‪ :‬وقلع الطل ق بحلرط المحليمة‪ ،‬وكيلف‬ ‫يقول‪ :‬لو عل ب ق امرأ ٍ على محيمتها أو محيمة‬
‫بأن يتلفظ يقول‪ :‬قد شمت أو تقول هر‪ :‬قد شلمت‪ْ ،‬‬
‫فلإن للم تلتلفظ فل بلدري ملا اللذي يف‬ ‫تعرف المحيمة؟ ْ‬
‫القلع‪ ،‬ل ُبد من أمر الكاشف على ما يف القللع‪ ،‬أو تلأا بملا يلدل عليله ملا يلللم ْ‬
‫أن تقلول‪ :‬قلد شلمت‪ ،‬قلد‬
‫تقول‪ :‬أبا بال ٌ أو بحو الك من األلفاظ التر تدل على أ لا أرادت أو أبلا مطلقل ٌة ليسلت أبلا بلال ٌ ‪ ،‬أبلا قلد‬
‫بلقت أو بحو الك من األلفاظ‪.‬‬

‫أن يحلاءا ْ‬
‫وأن يكحلفا علن محليمتهما بلاللفظ‬ ‫وإن علقه على محيمة اثنين‪ ،‬فبمحيمتهما» م ًعا‪ ،‬ل ُبد ْ‬
‫قال‪ْ « :‬‬
‫م ًعا‪.‬‬

‫وإن عله على مييئة اهَّلل تعالى تطلق يف الحال‪ ،‬وكذا عتق»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ْ « :‬‬

‫أن يقول‪ :‬هر بال ٌ ْ‬


‫إن شلاء‪ ،‬المحلهور عنلد فقهائنلا أن التعليل‬ ‫التعلي على محيمة اهلل ‪ ‬صورته‪ْ :‬‬
‫على المحيمة يلغو التعلي ويقع الط ق والعت ‪ ،‬وأما التعلي على المحليمة يف األيملان فإبله ل يحنلث لا‪،‬‬
‫ففرقوا بين الط ق والعت من جهة وبين األيمان‪ ،‬دليلهم على ذلب‪ :‬ما جاء علن ابلن عملر ‪ ‬أننله روي‬
‫مرفو ًعا من تفري الصحابة ‪-‬رضوان اهلل عليهم‪ -‬بينهما‪ ،‬وألن العت والط ق فيه معنى حقوق اآلدميلين‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪831‬‬

‫ٍ‬
‫حينمذ ُيغ َّلع اللفظ‪.‬‬ ‫ف‬

‫إن شاء اهلل يف كتاب األيمان أبه يلغو‪ ،‬فلو قلال رجل ٌ ‪ :‬واهلل ألفعل كلذا ْ‬
‫إن‬ ‫التعلي على المحيمة سيأتينا ْ‬
‫شاء اهلل‪ ،‬بقول‪ :‬لو فعلت أو لم تفع ل تحنث؛ ألن اهلل ‪ ‬لم يحأ أو شاء الفعل ‪ ،--‬فهلر‬
‫محيم ٌة كوبية له ‪ ،--‬أما الط ق والعتاق فتلغو المحيمة لألثر الذي بقلت لكم إياه قب قلي ‪.‬‬

‫ف ََّل َيدْ ُه ٍُ َدارا‪َ ،‬أ ْو ََّل َي ْخ ُر ُج ِمن َْها‪َ َ ،‬أ ْد َه ٍَ َأ ْو َأ ْه َر َج َب ْع َ َج َس ِد ِه َأ ْو َد َه ٍَ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َح ِل َ‬
‫ْلن ِ‬
‫َان َ َيرِ َب َب ْع َض ُ َل ْم‬ ‫اب َأ ْو ََّل ي ْلبِ ُس َث ْابا ِم ْن َبزْلِ َها َ َلبِ َس َث ْابا ِي ِ ِمنْ ُ ‪َ ،‬أ ْو ََّل ي ْي َر ُب َما َن َه َذا َا ْ ِ‬
‫اق َا ْل َب ِ‬
‫َط َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْحن ْ‬
‫َث»‪.‬‬

‫دارا أو ل يخرج من هذه الدار‪َ َ « ،‬أ ْد َه َـٍ َأ ْو َأ ْه َـر َج َب ْعـ َ‬ ‫ً‬ ‫هذه الصور سهلة يقول‪ :‬لو حلف أل يدخ‬
‫ـاق» الطـاق‪ :‬هلو اللاواز‬ ‫َج َس ِد ِه»‪ ،‬سوا ًء كان مما ينفص أو ل ينفص تبقلى معله الحيلا أو ل‪َ « ،‬أ ْو َد َهـ ٍَ َط َ‬
‫ف ُيسمى با ًقا‪ ،‬وقد يكلون الطلاق يف المحلراب اللذي كلان بعلد عهلد الصلحابة الطلاق المحاريلع‪ ،‬بعللها‬
‫يكون على هيمة باق يكون بمثابة الاواز‪.‬‬

‫قال‪ :‬أو أدخ باق الباب فإ ا ل يحنث؛ ألبه لم يخرج جميعه وإبَّما خلرج بعلله‪ ،‬والحلد يلدخ يف‬
‫إخراجا للًميع‪ ،‬وهو عنلدما قلال‪ :‬ل أخلرج‬
‫ً‬ ‫المحدود يف بعه األجلاء‪ ،‬فالطاق حدٌ وإخراج بعله ليس‬
‫أو ل أدخ أي جميع جسده‪.‬‬

‫ـن َبزْلِ َهـا» ملن‬ ‫ِ‬


‫وإن حلف ل يلبس ثو ًبا من غللها‪ ،‬فلبس ثو ًبا فيه منه للم يقلع؛ ألن قولله‪َ « :‬ث ْابـا م ْ‬
‫قال‪ْ :‬‬
‫ابتدائية‪ ،‬فدل على أبه ل ُبد ْ‬
‫أن يكون كام الثوب من غللها‪ ،‬فلو لبس ثو ًبا بعله ملن غللهلا وبعلله لليس‬
‫من غللها فإبه ل يحنث؛ ألن ناهر اللفظ يدل على خ فه؛ ولكلن للو قلال‪ :‬ل أللبس ثو ًبلا فيله ملن غللهلا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ فيقع الط ق‪.‬‬ ‫فتكون المن هنا تبعيلية‪ ،‬فيه من فتكون تبعيلي ًة‬

‫ْ‬
‫وإن حلف ل يحرب ماء هذا ا باء فحرب بعله‪ ،‬قالوا‪ :‬ل يحنلث إل بحلرب الًميلع؛ ألن النكلر يف‬
‫أن يحلرب جميلع الملاء‪ ،‬تعلم عملوم أشلخاص‪ ،‬فل ُبلدَّ ْ‬
‫أن يحلرب جميلع‬ ‫سياق النفر والنهر تعم‪ ،‬ف ُبدَّ ْ‬
‫الماء‪ ،‬فلذلك لم يحنث‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪832‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ولِ َي ْق َع ْل َّن ََ ْيئا ََّل َي َب ُّر إِ ََّّل بِ ِق ْع ِل ِ ُك ِل ِ َما َل ْم َي ُْن َل ُ نِ َّية»‪.‬‬

‫العملوم‪ ،‬وهلذا هلو‬ ‫ْ‬


‫إن لم تكن له النية؛ ألن النيلة عللى الصلحي ملن كل م األصلوليين أ لا تخصل‬
‫الصللحي حتللى عنللدبا يف المللذهع‪ْ ،‬‬
‫وإن كللان بعلله األصللوليين مللن الحنابلللة يقولللون‪ :‬إ للا ل تخص ل‬
‫العموم؛ ولكن الصحي يف األحكام‪ ،‬وهناك قاعد لبن رجلع فيهلا يف األحكلام ويف األدللة الحلرعية أ لا‬
‫‪.‬‬ ‫تخص‬
‫ث ِ َط َال ٍق َو ِعت ٍ‬
‫َاق»‪.‬‬ ‫اهال َحن ِ َ‬
‫َاسيا َأو ج ِ‬
‫ْ َ‬
‫اف ع َلي ِ ن ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َ َع ٍَ َ‬
‫الم ْح ُل ُ َ ْ‬
‫دون األيمان؛ ألن فيها حقوق اآلدميين فيغلع؛ ألن حقلوق اآلدميلين ل ُيعفلى فيهلا علن فعل الناسلر‬
‫والًاه ‪ ،‬فلو بسر امر ٌأ أو جه وأتلف مال غيره يلمن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َينْ َق ُع َب ْي َر َظالِ ٍم ت ََأ ُّول بِ َي ِمين ِ ِ »‪.‬‬

‫غير الظالم وهو المظلوم ينفعله تأولله بيمينله ْ‬


‫إن كلان فيهلا مصللحة‪ ،‬فيتلأول بلذلك ول إثلم عليله فيله‪،‬‬
‫وبعه العلماء يقول على غير اقتطاأ ح ٍ ‪.‬‬

‫ب ِ َط َال ٍق َأ ْو َما ُع ِل َق َع َل ْي ِ َل ْم َي ْلز َْم ُ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن ََ َّ‬

‫ألن األص اليقين وهو عدم الوجود‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ِ َعدَ ِد ِه َر َج َع إِ َلى ال َي ِه ِ‬


‫ين»‪.‬‬

‫رج ٌ شك ه بل واحد ً أم ث ًثا فاليقين األق وهو واحد ‪.‬‬

‫ْت َطالِق َط ُل َه ْ‬
‫ت زَ ْو َج ُت ُ ‪ََّ ،‬ل َع ُْس َها»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َق َال لِمن َظنَّها زَوج َت ‪َ :‬أن ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬

‫قوله‪َ « :‬ط ُل َه ْ‬
‫ت ز َْو َج ُت ُ»؛ ألبه قصدها‪.‬‬
‫قوله‪ََّ « :‬ل ع ْس َها»؛ ل المرأ األخرى التر قال لها ِ‬
‫أبت هلذه الكلملة‪ ،‬أي‪ :‬عكسلها صلور عكسلها ْ‬
‫أن‬ ‫َ ُ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ل يقع الط ق ل بلوجته ول باألجنبية قط ًعا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ألجنبية هر بال ٌ فبابت زوج ًة له‪،‬‬ ‫يقول‬

‫ب َه ٍْ ِه َ َط َالق َأ ْو ظِ َهار َل ْم َي ْل َز ْم ُ ََ ْ ن»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْو َق َع بِز َْو َجتِ ِ ك َِل َمة َو ََ َّ‬

‫ألبه ل يقين يرجع إليه‪ ،‬وهما متغايران ليس بينهما معنًى محةك‪ ،‬لكر يكون يقينًا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪833‬‬

‫احدَ ة ََّل ِع َا َض‬


‫ث‪َ ،‬أو عبد و ِ‬
‫ْ َْ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وإِ َذا َط َّل َق حر من د َه ٍَ َأو َه َال بِها َأ َق ٍَّ ِمن َث َال ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٌّ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ُان َر ْج َعت َُها ِ ِعدَّ تِ َها ُم ْط َلها»‪.‬‬
‫يه َما َ َل ُ َولِ َالِ َم ُْن ٍ‬
‫ٍّ‬
‫ِ ِ‬

‫ا أو خ ؛ ألن َمن للم يلدخ‬ ‫ا يقول الحيخ‪ْ :‬‬


‫وإن بل الحر من دخ‬ ‫هذه مسألة الرجعة وما يتعل‬
‫ا ولم يخ ُ ا فليس عليها عد ‪ ،‬وحيث ل عد لها ف تكون رجعية وإبَّما تكون بائنة‪.‬‬
‫قال‪َ « :‬أ َق ٍَّ ِمن َث َال ٍ‬
‫ث»؛ ألن الث ث تكون بائنًا بينوب ًة كاى‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ض»‪ ،‬وعرفنا لما الواحد ‪ ،‬قال‪َ « :‬بال ِع َا ٍ‬
‫ض»؛ ألن الثنتين تبين ا بلقلت‪،‬‬ ‫احدَ ة َبال ِع َا ٍ‬
‫قال‪َ « :‬أو عبد و ِ‬
‫ْ َْ َ‬
‫فالعبد إاا بل زوجه ولو كابت حر ً ثنتين بابت‪ ،‬فالعا باللوج يف الط ق‪.‬‬
‫بـال ِع َـا ٍ‬
‫ض»؛ ألن الطل ق بلالعوض إاا كلان بلفلظ الطل ق فهلو بل ٌق لكنله بلائن‪ ،‬اكرباهلا يف‬ ‫قال‪َ « :‬‬
‫الدرس العصر‪.‬‬
‫يه َما» أي‪ :‬يف ب ق العبد ويف ب ق الحلر‪َ َ « ،‬لـ ُ» أي‪ :‬للللوج‪َ « ،‬ولِ َـالِ َم ُْن ٍ‬
‫ُـان»؛ ألبله يقلوم‬ ‫قال‪ِ ِ « :‬‬
‫ٍّ‬
‫مقامه يف المصللحة‪َ « ،‬ر ْج َعت َُهـا» أي‪ :‬مراجعلة اللوجلة‪ِ « ،‬ـ ِعـدَّ تِ َها» أي‪ :‬قبل ابقللاء العلد وسليأا بيلان‬
‫العدد يف محلها‪ُ « ،‬م ْط َلها»‪ ،‬قوله هنا‪ُ « :‬م ْط َلها» أي‪ :‬سوا ًء رضيت اللوجة أو لم َ‬
‫ترض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َل َها إِ َْ َهاد»‪.‬‬

‫وسن إشهاد أي وسن للرجعة ا شهاد؛ ألن علماء يقولون‪ :‬إن الرجعلة قلد تكلون بالفعل ‪ ،‬والفعل ل‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ دلنا على أبه ل يللم ا شهاد على الرجعة‪ ،‬وقد قال يليلد بلن هلارون شليخ ا ملام‬ ‫يط َّلع عليه أحد‪،‬‬
‫أحمد‪« :‬عُبا للقههان ياجبان اليهادة على الن اح‪ ،‬وَّل ياجبان على الرجعة‪ ،‬وكتاب اهَّلل نـاطق بخـالف‬
‫ذلب»‪ ،‬تأم هذه الكلمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْح ُص ٍُ بِ َا ْطئِ َها ُم ْط َلها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬أن الوطء وهو الفع يحص به‪ ،‬وقولله‪ُ « :‬م ْط َلهـا» إشلار ً للخل ف يف الروايلة الثابيلة ملن ملذهع‬
‫أحملد أبله يقوللون‪ :‬ل يحصل الرجعلة إل بلالوطء ملع بيتلله‪ ،‬فقولله‪ُ « :‬م ْط َلهـا» أي‪ :‬سللوا ًء بلواه أو للو ينللوه‪،‬‬
‫ٌ‬
‫إشلكال وإشلار ‪ ،‬هلر إشلار ٌ لخل ف يف كثيلر ملن األحيلان ولليس‬ ‫دائما أن كلمة مطل ًقا فيهلا‬
‫واكرت لكم ً‬
‫أن تتحقل ‪ ،‬أشلار إللى هلذا ا شلكال‬ ‫ٌ‬
‫إشكال أن كلمة ا ب ق على سبي ا بل ق ل يمكلن ْ‬ ‫دائما‪ ،‬وفيها‬
‫ً‬
‫الحيخ موسى يف حواشر «التنقي »‪.‬‬
‫‪834‬‬

‫الر ْج ِع َّي ُة ز َْو َجة ِ َب ْيرِ َق ْس ٍم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َّ‬
‫أيلا ملا يتبلع‬
‫القسم‪ ،‬وكذلك ً‬
‫المرأ الرجعية زوجة ترث وتورث ولها بفقة‪ ،‬ويسقط من حقوقها فقط ْ‬
‫القسم كالمبيت‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َِص ُّح َب ْعدَ ُط ْهرٍ ِم ْن َح ْي َض ٍة َثالِ َث ٍة َق ْب ٍَ ب ُْس ٍٍ»‪.‬‬

‫ـن َح ْي َض ٍـة َثالِ َث ٍـة»‪ ،‬فالعلد تنقللر بابقللاء الحيللة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ « :‬وتَص ُّح» أي‪ :‬الرجعة‪ ،‬وقولله‪َ « :‬ب ْعدَ ُط ْهـرٍ م ْ‬
‫الثالثة والغتسال بعدها ولو بالت‪ ،‬اكر فقهاهبا قالوا‪ :‬لو تعملدت إباللة الغتسلال يلوم ويلومين وث ثلة‪،‬‬
‫فه يًوز رجعتها بب ًعا إاا عذرباها بعدم الخروج من الدين‪ ،‬فه تعذر؟ بقول‪ :‬بعم‪ ،‬يًلوز رجعتهلا بعلد‬
‫الك؛ ألن تركها الغتسال يلرها هر وليس من مصلحتها؛ أل ا إاا اغتسلت فلليس للوجهلا ْ‬
‫أن يراجعهلا‬
‫إل بمهر‪ ،‬وقب الغتسال له ْ‬
‫أن يراجعها ب مهر‪ ،‬فهر المتللرر وللذا فلإن فعلهلا هلذا للم تًللع لنفسلها‬
‫ضررا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بف ًعا‪ ،‬وإبَّما جلبت لنفسها‬

‫يد َع َلى َما َب ِه َ ِم ْن َط َال ِق َها»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َتعاد بعدَ ِعدَّ ٍة بِع ْه ٍد ج ِد ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ُ َْ‬
‫زوجا آخر بعده‪.‬‬
‫ولو كابت قد تلوجت ً‬

‫ت اِن ِْه َضا َن ِعدَّ تِ َها‪َ ،‬و َأ ْم ََن ُقبِ ٍَ ََّل ِ ََ ْهرٍ ِب َح ْي ٍ إِ ََّّل بِ َب ِين ٍَة»‪.‬‬
‫ومن ا َّد َع ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫ت اِن ِْه َضا َن ِعدَّ تِ َها‪َ ،‬و َأ ْم ََن» الك « ُقبِ ٍَ»‪ ،‬لقلاء شري مع علر وصلدقه عللر ‪ ‬هلذا‬ ‫ومن ا َّد َع ْ‬
‫قال‪َ « :‬‬
‫من جهة‪.‬‬

‫‪ -‬الُهة الثانية‪ :‬أن هذا أمر ل يعلم إل من جهتها فيقب قولها‪.‬‬


‫ٍ‬
‫شلهر يف حليه إل ببينلة؛ ألن‬ ‫قال‪ُ « :‬قبِ ٍَ ََّل ِ ََ ْهرٍ بِ َح ْي ٍ إِ ََّّل بِ َب ِين ٍَـة» أي‪ :‬ل يقبل قولهلا بابقللائه يف‬
‫ٍ‬
‫بتسعة وعحرين يو ًما لقلاء شري ‪.‬‬ ‫أق الحيه وأق الطهر إبَّما يتحق‬

‫َح ٍَّ َل ُ َحتَّى َي َط َأ َها ز َْوج َب ْي ُر ُه ِ ُق ُب ٍٍ بِن ِ َاحٍ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ ْن َط َّل َق حر َث َالثا َأو عبد ا ْثنَ َتي ِن لَم ت ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ ٌّ‬ ‫َ‬
‫يب َح َي َق ٍة‪َ ،‬و َل ْا َل ْم ُين ِْز ْل َأ ْو َي ْب ُلَْ َع ْيرا‪ََّ ،‬ل ِ َح ْي ٍ َأ ْو نِ َق ٍ‬
‫اس َأ ْو إِ ْح َرا ٍم َأ ْو‬ ‫ِ‬ ‫حيحٍ َم َع اِنْتِ َي ٍ‬
‫ار‪َ ،‬و َي ْق َتغْيِ ُ‬
‫ص ِ‬
‫َ‬
‫ض َأ ْو َر َّد ٍة»‪.‬‬
‫َص ْا ِم َ ْر ٍ‬

‫هذه المسألة وهلر قللية أ لا المطلقلة البائنلة البينوبلة الكلاى ل تحل للوجهلا األول حتلى ينكحهلا‬
‫وأن يفع فيه وطء‪ ،‬ف ُبدَّ إ ًاا من شربين‪:‬‬
‫اللوج الثاين بكاال رغبة‪ْ ،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪835‬‬

‫اليرط اْلول‪ :‬بكاال الرغبة بأل يكون بكاال تحلي ؛ ألن بكاال التحلي ل يبي ‪.‬‬

‫ــذوق‬ ‫َــذ ِ‬
‫وق ُع َســ ْي َلت َو َي ُ‬ ‫أن يكللون فيلله وطء لقللول النبللر ‪ََّ « :‬ل َحتَّــى ت ُ‬
‫اليــرط الثــاين‪ْ :‬‬
‫ُع َس ْي َلتب»‪ ،‬ف ُبدَّ ْ‬
‫أن يكون وطء واكر صفته‪.‬‬

‫ض َأ ْو َر َّد ٍة»؛ هنا ألن هذه األملور محرملة والمحلرم‬ ‫قوله‪َّ« :‬ل ِ َح ْي ٍ َأ ْو نِ َق ٍ‬
‫اس َأ ْو إِ ْح َرا ٍم َأ ْو َص ْا ِم َ ْر ٍ‬
‫ل يبي ‪ ،‬هناك اكربا أبه مؤثر‪ ،‬وهنا بقول‪ :‬إبه غيلر ملؤثر؛ ألن ااك ملن بلاب األحكلام الوضلعية‪ ،‬وأملا هلذا‬
‫حكم تكليفر لصحة الوطء الذي ينبنر عليه صحة العقد التالر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حكما وضع ًيا وإبَّما هو‬
‫ً‬ ‫فليس‬

‫فحينمل ٍلذ ل يكللون معتلاًا هللذا الللوطء وهللو يف الحلليه أو يف النفللاس أو يف ا حللرام‪ ،‬اكللر هللذا الفللرق‬
‫الخلوا فيما أاكر‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬و ِ‬
‫اْل َيال ُن َح َرام»‪.‬‬

‫بدأ المصنِّف بذكر ا ي ء‪ ،‬المصنِّف ‪ ‬بعد اكره للط ق بدأ يلذكر بعلد الفلرق التلر تكلون ملن‬
‫قب اللوج‪ ،‬فذكر ً‬
‫أول ا ي ء‪ ،‬ثم بعده الظهار‪ ،‬بب ًعا الظهار ليس فرق ًة ولكنه يلؤدي إللى الفرقلة كلا ي ء‪،‬‬
‫ا ي ء ليس فرق ًة بنفسه ولكن إاا لم يفئ فإن المرء وهو اللوج الذي مولر يؤمر بالتطلي ‪ ،‬وا ي ء أصلله‬
‫الحلف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ حرا ًما‪.‬‬ ‫إضرارا باللوجة‪ ،‬فيكون‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬‬
‫اْل َيال ُن َح َرام»؛ ألن فيه‬
‫ً‬
‫اق ٍٍ يم ِنُ الا ْطن‪ ،‬بِاهَّللِ َأو ِص َق ٍة ِمن ِص َقاتِ ِ ع َلى تَر ِك و ْط ِن زَوجتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َح ِل ُ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ف ز َْو ٍج َع ُ ْ ُ َ ُ‬
‫َا ْل ُم ْم ِ ِن ِ ُق ُب ٍٍ َأ َبدا َأ ْو ُم ْط َلها َأ ْو َ ْا َق َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ»‪.‬‬

‫هذا هو صفة ا ي ء المحرم‪ ،‬وما عداه قلد يكلون إيل ًء لكنله لليس بمحلرم؛ ألن النبلر ‪‬‬
‫شهرا‪ ،‬فليس ك إي ٍء محرم إل ما كابت هذا صفته‪:‬‬ ‫ثبت عنه أبه آل من بسائه ً‬
‫‪ -‬اْلول‪ :‬قال‪َ « :‬ح ِل ُ‬
‫ف ز َْوجٍ »‪ ،‬فغيلر الللوج إاا حللف أل يطلأ امرأتله فل يكلون إيل ًء‪ ،‬ل يةتلع عليله‬
‫حكم‪.‬‬
‫‪« -‬ع ِ‬
‫اق ٍٍ»؛ ألن غير العاق يمينه ل أثر لها‪ ،‬إا ل بية له‪.‬‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ فإن يمينه ل أثر لها‪.‬‬ ‫الا ْط ُن»؛ ألن الذي ل يمكنه الوطء ل يمكنه الفرء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قال‪ُ « :‬ي ْم نُ ُ َ‬
‫‪836‬‬

‫قال‪« :‬بِاهَّلل ِ َأ ْو ِص َق ٍة ِم ْن ِص َقاتِ ِ »‪ ،‬يدلنا عللى أبله ل يملين إل بلاهلل‪ ،‬وقلد قلال النبلر ‪َ « :‬مـن‬
‫ألن أحللف بلاهلل كاا ًبلا أحلع إللر ملن أحللف‬‫حلف بغير اهَّلل هد كقر أو أَرك»‪ ،‬وقال ابن مسلعود ‪ْ ( :‬‬
‫ٍ‬
‫بحللف‬ ‫بغيره صاد ًقا)‪ ،‬فالحلف بغير اهلل ‪ ‬ل يًلوز وحلرام‪ ،‬لكلن للو علقله بغيلر الحللف بلاهلل وإبَّملا‬
‫بآخر‪ْ ،‬‬
‫كأن يقول‪ :‬عليه الط ق أل يطأها كذا‪ ،‬فعلقه على الط ق‪ ،‬فالمذهع أبله تعليل ٌ محله ول يكلون‬
‫إي ًء‪.‬‬

‫وعلى الرواية الثابية الذين يتوسعون فيرون أبه من باب ا ي ء‪.‬‬

‫بأن تكون ممن يمكن وبؤها لسنها‪ِ « ،‬ـ‬


‫قال‪َ « :‬ع َلى ت َْر ِك َو ْط ِن ز َْو َجتِ ِ َا ْل ُم ْم ِ ِن» أي‪ :‬الممكن وبؤها ْ‬
‫واجع شرعر‪ ،‬فإن الوطء يف الدبر محر ٌم ب من الكبلائر عنلد فقهائنلا‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُق ُب ٍٍ»؛ ألبه لو حلف على الدبر هذا‬
‫الوطء يف الدبر من كبلائر اللذبوب عنلدبا‪ ،‬واللوطء يف الحليه لليس ملن الكبلائر ملن الصلغائر؛ ألن األول‬
‫األدلة فيه صريحة وشديد ‪ ،‬والثاين الدلي فيه دون الك‪ ،‬والثاين بب ًعا اللنفس تكرهله وللذلك للم يعلد ملن‬
‫الكبائر‪.‬‬

‫بأن يسلكت بلأن يقلول‪ :‬ل أبلأ فيسلكت‪ ،‬وهلذا‬ ‫قال‪َ « :‬أ ْو ُم ْط َلها» أبدً ا يقول‪ :‬ل أبؤها أبدً ا‪َ « ،‬أ ْو ُم ْط َلها» ْ‬
‫معنى قوله‪ُ « :‬م ْط َلها» يعنر‪ :‬ل يذكر كلمة أبدً ا‪ ،‬قال‪َ « :‬أ ْو َ ْا َق َأ ْر َب َع ِة َأ َْ ُهرٍ»‪ ،‬إما ْ‬
‫بأن يصلرال بلأن فلوق أربعلة‬
‫أشهر‪ ،‬أو يقول‪ :‬إلى رملان وبقر على رملان مث اآلن تقري ًبا ثمابية أشهر‪ ،‬فك هما ُيسلمى فلوق أربعلة‬
‫أشهر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬متَى َم َضى َأ ْر َب َع ُة َأ َْ ُهرٍ ِم ْن َي ِمين ِ ِ َل ْم ُي َُ ِام ْع ِ َيها ِب َال ُع ْذ ٍر ُأ ِم َر بِ ِ »‪.‬‬

‫إاا ملت أربعة أشهر من اليمين ولم يًامع فيها وهو الفرء‪« ،‬بِ َال ُع ْذ ٍر» لم يكن له ٌ‬
‫عذر قد بلرأ عليله‬
‫سفر وبحو الك‪ُ « ،‬أ ِم َر بِ ِ » أي‪ :‬أمر بالفرء وأمر بالًماأ‪.‬‬
‫كمرض أو ٍ‬
‫ٍ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأ َبى ُأ ِم َر بِال َّط َال ِق» أي‪ْ :‬‬
‫أن يؤمر بأن يطل ‪ ،‬فإن أبى أو امتنع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن اِ ْم َتن ََع َط َّل َق َع َل ْي ِ َحاكِم»‪.‬‬

‫حاكم‪ ،‬ثم بعد الك بل عليه إن أبلى مطل ًقلا‪ ،‬وأملا الحللف فيملا‬
‫ٌ‬ ‫بعه العلماء يقول‪ :‬فإن امتنع حدثه‬
‫لائلا لحاجللة‪ ،‬مثل مللا فعل النبللر‬ ‫دون أربعللة أشللهر فإبلله للليس حرا ًمللا‪ ،‬وخاصل ًة ْ‬
‫إن كللان لحاجللة فيكللون جل ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪837‬‬

‫‪ ‬فإبلله كللان لحاجللة؛ أل للن غاضللبنه ♥ ومغاضللبة النبللر ‪ ‬محرمللة‬


‫بخصوصه ‪.‬‬

‫ولذلك عمر بعد إي ء دخ على زوجه على بنته حفصة ‪ ،‬وعنفها أشد التعنيف مما حدث منهن‪.‬‬

‫ب بِ َا ْطئِ ِ َك َّق َار ُة َي ِم ٍ‬


‫ين»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ألج يمينه؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إين ْلحلف على ٍ‬
‫يمين أرى بيرهـا هيـرا منهـا إَّل علـت‬
‫الذي ها هير‪ ،‬وكقرت عـن يمينـ »‪ ،‬ويف ٍ‬
‫لفلظ «كقـرت عـن يمينـ و علـت الـذي هـا هيـر» حلديث أبلر‬
‫موسى يف الصحي ‪.‬‬

‫الا ْط ِن ِض َرارا ِب َال ُع ْذ ٍر ك َُم ْا ٍل»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬


‫َار ُك َ‬
‫ٍ‬
‫وسلفر وبحلو‬ ‫ٍ‬
‫كملرض‬ ‫ٍ‬
‫علذر‬ ‫ضرارا ل ُيلار امرأتله بل‬
‫ً‬ ‫يقول‪ :‬إن الذي يةك الوطء من غير يمين‪ ،‬وإبَّما‬
‫كمول من حيث أن القاضر يلرب له أربعة أشهر‪ ،‬فإن فاء وإل أمره بالط ق‪ ،‬فإن امتنلع‬ ‫ٍ‬ ‫الك‪ ،‬فإبه يكون‬
‫حبسه أو بل عليه‪ ،‬ولم بق إبه إي ء؛ ألبه ليست عليه كفار إاا فاء ف يكون إي ًء ف يكون يمينًا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ بقلول‪ :‬إبله يًلع عليله أن‬ ‫أيلا على المحهور َمن عل شي ًما على الوطء كالظهار ملث ً ‪،‬‬
‫ومثله ً‬
‫يك ِّفر كفار الظهار‪ ،‬أو أن يطل ‪ ،‬وسيأتينا ْ‬
‫إن شاء اهلل يف الظهار‪.‬‬

‫إ ًاا بقف هنا أحسن لكر بأخذ الظهلار‪ ،‬أسلأل اهلل ‪ ‬للًميلع التوفيل والسلداد ْ‬
‫وأن يرزقنلا العللم‬
‫النافع والعم الصال ‪ ،‬وأن يتولبا داه‪ ،‬وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات‪ ،‬وأسلأله ‪ْ ‬‬
‫أن‬
‫يرزقنا الفقه يف الدين‪ ،‬ومتابعة سنَّة سيد المرسلين ‪‬وأن يغفر لنلا ولواللدينا والمسللمين‬
‫والمسلمات‪ ،‬وأن يحفر مرضابا ومرضى المسلمين‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على ببينا محمد‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)29‬‬

‫‪h‬‬
‫(‪ )29‬اية المًلس التاسع والعحرين‪.‬‬
‫‪838‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫محرم»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬والظهار َّ‬
‫يقول‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫يف هذا الفص تكلم المصنف ‪ ‬عن أحكام الظهار‪.‬‬

‫وسبع إيراد العلماء للظهار بعد فرق النكاال كالط ق وبحوه‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن الظهلار يتعلل بلالط ق ملن‬
‫جهتين‪:‬‬

‫‪ ‬الُهة اْلولى‪ :‬أن أه الًاهلية قبل مبعلث ببينلا محملد ‪‬كلابوا يعلدُّ ون الظهلار‬
‫ب ًقا‪ ،‬فأبط اهلل ‪ ‬الك‪ ،‬وب َّين أن الظهلار منكلر ملن القلول وزور‪ ،‬وأبله لليس بطل ق‪ ،‬وأبله ل ِّ‬
‫يحلرم‬
‫المرأ على زوجها‪ ،‬ل ُحرمة دائمة‪ ،‬ول مؤقتة‪َّ ،‬‬
‫فدل الك على بسخ حكم تحريم الظهلار بلالط ق‪ ،‬وبقلر‬
‫بعه آثاره كالكفار ‪ .‬هذا السبع األول يراده يف فرق النكاال‪ ،‬وإل فليس هو فرقة‪ ،‬الظهار ليس فرقة‪.‬‬

‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬أن الظهار قد يكون سبع لتطلع المرأ به فرقة النكلاال‪ ،‬فإبنلا يف الفصل اللذي قبلله‬
‫تكلمنا عن ا ي ء‪ ،‬وهو أن يحلف اللوج باهلل ‪ ،-‬أو باسم من أسمائه‪ ،‬أو صفة من صفاته على تلرك‬
‫أربعلة أشلهر‪ ،‬فلإن فلاء‬ ‫الوطء أكثر ملن أربعلة أشلهر‪ ،‬فلإن امتنلع بسلبع اليملين فإبله ا يل ء‪ ،‬فإ لا تلةب‬
‫زوجها‪ ،‬وإل ح لهلا أن تطللع الفسلخ‪ ،‬والقاضلر أو الحلاكم مخ َّيلر بلين أن يط ِّلل أو يفسلخ بل بل ق‪،‬‬
‫وهذه مرت معنا‪.‬‬

‫بقول‪ :‬ومث ا ي ء الظهار‪ ،‬فإن المرء إاا ناهر من زوجته‪ ،‬وامتنع من وبمها‪ ،‬ومن فع الكفار م ًعلا؛‬
‫فإبه يًوز لها أن تطلع الفسخ لمتناعه من الوطء بحًة الظهار وكفارته‪.‬‬

‫فحينمذ بقول‪ :‬إما أن تك ِّفر‪ ،‬وإما أن تطأ‪ ،‬وإل فإن للمرأ أن تفسلخ النكلاال بحكلم حلاكم؛ ألن الرجل‬
‫‪٦‬‬
‫‪839‬‬

‫امتنع من وبمها بعلة الظهار‪.‬‬

‫محرم»؛ الظهار محت من ال َّظ ْهر؛ ألبكم كما تعلمون أن الشتقاق يكون ملن األسلماء‬
‫وقوله‪« :‬الظهار َّ‬
‫يف قول أكثر العلماء‪ ،‬وهر بريقة البصريين من اللغويين‪.‬‬

‫وأما الكوفيون فيرون أن الشتقاق يكون من األفعلال؛ ملن َن َه َلر‪ .‬ولكلن‪ ،‬األغللع عللى أن الشلتقاق‬
‫يكون من األسماء‪ ،‬وهو ال َّظ ْهر‪.‬‬

‫وألن أعلى وأكا ما يف الًسم هو الظهلر‪ ،‬فناسلع أن يكلون التوصليف بله‪ ،‬للذا‪ ،‬فلإن المظلاهر يقلول‬
‫للوجته‪ :‬هر عليه كظهر أمه‪ ،‬أو كظهر أخته‪ .‬فهو أحد أجلاء الًسد‪ ،‬لكنه أكاها وأنهرها‪ .‬وللذا‪ ،‬ضلرب‬
‫المث به‪.‬‬

‫وقللول المصللنف‪« :‬الظهــار محــرم»‪ ،‬وهللذا بإجمللاأ أهلل العلللم أبلله محللرم؛ ألن اهلل ‪ ‬سللماه‬

‫{ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ} [المًادلة‪.]2:‬‬

‫ولذا‪ ،‬عدَّ بعه فقهائنا أن مظاهر الرج من امرأته من كبائر الذبوب؛ ألن المنكر يف كل م اهلل ‪‬‬
‫واللور ل يصدقان إل على الكبائر دون الصغائر‪.‬‬

‫وزورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إ ًاا‪ ،‬فالظهار معصية باتفاق‪ ،‬وعدها بعه فقهائنا من كبائر الذبوب؛ لكو ا ً‬
‫منكرا من القول‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها أن يي ِب زوجت أو بعضها بمن تحرم علي أو بعضها‪ ،‬أو برجٍ مطلها‪َّ ،‬ل بيعر‬
‫وسن وظقر‪ ،‬وريق ونحاها»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وها أن يي ِب زوجت »؛ بأن يقول‪ :‬هر؛ أي‪ :‬زوجته مث ‪ ،‬أو كللل‪ .‬وغيرها‬
‫من الحروف التر تدل على التحبيه‪ ،‬فيحبه زوجته بحرء آخر ممنوأ من وبمه‪.‬‬

‫حلال أو ً‬
‫ملآل‪ ،‬واللك أن‬ ‫وقول الحيخ قـال المصـنف‪« :‬أن ييـ ِب زوجتـ »؛ الملراد باللوجلة‪ :‬اللوجلة ً‬
‫الرج إاا تلفظ ذه الكلمة‪ ،‬فقال لمرأ ‪ :‬هر عليه كظهر أمه؛ ف يخلو من ث ث حالت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن تكون تلك المرأ زوجة له‪ ،‬فهذا نهار‪.‬‬

‫‪ ‬والحالة الثانية‪ :‬أن تكلون تللك الملرأ ليسلت زوجلة لله‪ ،‬وللن تصلب زوجلة لله بعلد اللك‪ ،‬فلليس‬
‫بظهار‪.‬‬
‫‪840‬‬

‫‪ ‬والحالة الثالثة‪ :‬أن يتلفظ وهر ليست زوجة له‪ ،‬ثم يتلوجها بعد الك؛ فإبه على قول فقهائنا يكلون‬
‫نهارا‪.‬‬
‫ً‬

‫إ ًاا‪ ،‬فقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬أن ييـ ِب زوجتـ »؛ أي زوجتله حلال تلفظله‪ ،‬أو بعلد تلفظله صلارت‬
‫نهارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫زوجة له؛ فإبه يف ك الحالتين يكون الحكم‬

‫قال‪« :‬أو بعضها»؛ أو بعه زوجتله‪ ،‬قولله‪« :‬أو بعضـها»؛ أي بعله زوجتله‪ ،‬والملراد بلالبعه هنلا ل‬
‫مطل البعه‪ ،‬وإبملا الملراد بلالبعه هنلا‪ :‬اللبعه اللذي ل ينفصل ؛ بمعنلى إملا أن يكلون جلل ًءا محلا ًعا‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬بصفك‪ ،‬ربعك‪ ،‬ثلثك‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫أو يسمر الًلء الذي ل ينفص منها عاد كالرأس واليد‪ ،‬والرج ‪ ،‬والظهر والبطن‪ ،‬وبحلو اللك ملن‬
‫األمور التر ل تنفص ‪.‬‬

‫نهارا؛ كما لو شلبه شلعر‬


‫ً‬ ‫وإما إاا كان الحرء ينفص عاد ؛ فإن تحبيه بعه المرأ بمن يحرم ل يكون‬
‫زوجته بأمه‪ ،‬أو نفرها‪ ،‬أو بحو الك مما ينفص ‪ ،‬وسيأا يف ك م المصنف إشار لذلك بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬بمن تحرم علي »‪ .‬قول المصنف‪« :‬بمن تحرم علي »؛‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬من» اسم موصول بمعنى الذي‪ ،‬وهو من صيغ العموم كملا تعلملون‪ ،‬فيحلم اللك‬
‫ك من تحرم عليه من النساء؛ سوا ًء كابت تحرم عليه إلى األبد‪ ،‬أو كابت تحرم عليله إللى أملد؛ كملن شلبه‬
‫نهلارا‪،‬‬
‫ً‬ ‫زوجته بًارته يف السكنى؛ فإ ا محرمة عليه إلى أمد‪ ،‬أو شبهها بأختها؛ فإبه يف ك الحالتين يكون‬
‫والعا بالمحبه به وقت التلفظ‪.‬‬

‫وأما المحبه‪ ،‬وهر اللوجة؛ فإبه ل عا بوقت التلفظ‪ ،‬وإبملا ينظلر لوقلت اللتلفظ‪ ،‬والملآل بعلد اللك‬
‫كما اكرت لكم قب قلي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو بعضـها»‪ .‬قولله‪« :‬أو بعضـها»؛ أي‪ :‬يحلبه زوجتله بلبعه ملن تحلرم عليله‪ ،‬وهلذا الحلرط فيله‬
‫نهلارا؛ كلأن‬
‫ً‬ ‫كالحرط الساب ؛ بحرط أن يكون الك البعه مما ل ينفص ‪ ،‬فلو شبهه بمنفصل فل يكلون‬
‫نهارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقول‪ :‬هر عليه كحعر أمه‪ .‬ف يكون الك‬

‫برجٍ مطلها»‪ .‬قول المصنف‪« :‬أو برجٍ مطلها»؛ أي‪ :‬بك الرجال‪ ،‬وكلمة‪.‬‬
‫قال‪« :‬أو ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪841‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مطلها» هذه الحقيقة أن عليها تتب ًعا‪ ،‬فلإن علاد العلملاء إاا أوردوا يف المختصلرات‪:‬‬
‫مطل ًقا؛ فإ م يقصدون به التنبيه إلى أن أقسام هلذا المطلل كلله داخل يف الحكلم‪ ،‬ويكلون فيله إشلار إللى‬
‫كبيلرا‪،‬‬
‫صغيرا أو ً‬
‫ً‬ ‫خ ف يف بعه أقسامه‪ ،‬وأما الرج ف خ ف يف أقسامه مطل ًقا‪ ،‬سوا ًء كان الك الرج‬
‫قري ًبا أو بعيدً ا‪ ،‬ولذلك فإن األولى أن يقول‪ :‬أو برج من غير زياد مطل ًقا‪.‬‬

‫ولذا‪ ،‬فإن بعه الحراال أراد أن يتكلف‪ ،‬فقال‪ :‬قوله «مطلها» يقصد لا القريلع أو البعيلد‪ .‬وهلذا غيلر‬
‫ملؤثرا‬
‫ً‬ ‫مراد‪ ،‬فاألص عند العلملاء وخاصلة يف المختصلرات‪ -‬أ لم ل يلوردون ملن األوصلاف إل ملا كلان‬
‫بنفسه‪ ،‬أو يحار به إلى تأثير عند غيره؛ أي‪ :‬عند العلماء الذين يقوللون بله يف الملذهع‪ ،‬أو المصلنف اللذي‬
‫صنف به هذا الكتاب‪ ،‬أو عند غيره؛ ليحير إلى عدم تأثير هذا الوصف‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فقوله‪« :‬أو ُ‬


‫برجٍ مطلها»؛ أي جميع الرجال‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬قال‪َّ« :‬ل بيعر»‪ .‬قوله‪َّ« :‬ل بيعر»؛ أي إن كان التحبيه بحعر رج ‪ ،‬أو بحعر امرأ ؛ فإبه ل يكلون‬
‫نهارا؛ ألبه مما ينفص ‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن»؛ ألبه ينفص وينكسر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وظقر»؛ أنفار اليدين والقدمين كذلك‪.‬‬

‫أيلا الدمع والعرق‪ ،‬وغير الك‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وريق»؛ ومث الري‬

‫قال‪« :‬ونحاها»؛ أي وبحوها مما ينفص ‪ .‬وبعلهم يقول‪ :‬مما ليس بثابت‪ ،‬فبعللهم يًعل الللابط‬
‫البفصال‪ ،‬وبعلهم يًعله ما ليس ثابتًا‪.‬‬

‫من األشياء التر تنفص غير التر اكرها المصنف ‪‬؛ قالوا‪ :‬الروال‪ ،‬فإن اللروال تخلرج ملن بلدن‬

‫اآلدمللر حللال بوملله‪ { ،‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ} [اللمللر‪ ،]42:‬فللدل الللك‬


‫نهلارا؛ أل لا ليسلت بثابتلة‪ ،‬أو لكو لا‬
‫ً‬ ‫على أ ا تنفص ‪ ،‬فلو شبه رج زوجته بروال أمه؛ فل يكلون اللك‬
‫منفصلة؛ ليست دائمة التصال‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن قالت لزوجها؛ ليس بظهار‪ ،‬وعلي كقارت باطئها مطاوعة»‪.‬‬

‫قول المصنف‪« :‬وإن قالت »؛ أي لو أن زوجة امرأ ‪ -‬قالت‪« :‬لزوجهـا»‪ :‬هلو عليهلا كظهلر أمهلا؛ فقلال‪:‬‬
‫‪842‬‬

‫اللللللك بلللللالقول للنسلللللاء‪ { ،‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ}‬ ‫« لـــــيس بظهـــــار»؛ ألن اهلل ‪ ‬خللللل‬
‫[المًادلة‪ ،]2:‬ولم يق ‪ :‬من اللوج واللوجة‪ .‬فدل على أن حكم الظهار إبما يكون بلفظ الرجل إاا ألقلاه‬
‫على زوجته‪.‬‬

‫قال‪ « :‬ليس بظهار»؛ ف يأخذ حكم الظهار‪.‬‬

‫قال‪« :‬ل ن عليها كقارت »؛ تًع الكفار ؛ ألن هذا اللفظ منكر من القول وزور‪ ،‬وقلد رتلع اهلل ‪‬‬
‫على هذا اللفظ يف ح الرج هذه الكفار ‪ ،‬فيًع عليها كذلك‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فقول المصنف‪ « :‬ليس بظهار»؛ هذا قول جمهلور العلملاء‪ ،‬وأملا أبله يًلع عللى اللوجلة كفلار‬
‫الظهار؛ فإبما هذا من المفردات‪ ،‬فيًع عليها كفار ؛ أي كفار الظهار الذي سيأا اكره‪ ‬قوال املصونف‪:‬‬
‫«باطئهـا مطاوعــة»؛ أي إاا وبمهللا زوجهلا‪ ‬قووال املصونف‪« :‬مطاوعــة»؛ بللأن مكنلت مللن بفسللها؛ ألن هللذا‬
‫بمثابة العود‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويصح ممن يصح طالق »‪.‬‬

‫مر معنا أن ك من ص بكاحله صل ب قله‪ ،‬واللذي يصل بكاحله هلو العاقل البلالغ‪ ،‬وهلذا باتفلاق‪،‬‬
‫ويليد عليه العلماء أبه يص بكاال وب ق المميل الذي يسلتطيع أن يميلل النكلاال والطل ق وللو كلان دون‬
‫البلوغ‪.‬‬

‫أيلللا نهللاره إاا نللاهر‪ ،‬والمللراد بللالتمييل يف بللاب‬


‫ً‬ ‫إ ًاا‪ ،‬المميللل يصل بكاحلله وب قلله‪ ،‬بقللول‪ :‬ويصل‬
‫النكاال غير التمييل يف باب الص ‪ ،‬فإن التمييل يف باب النكاال هو معرفة النكاال وآثاره‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬ممن يصل ب قله‪ ،‬وحينملذ يصل نهلاره وإن للم يلك علاق ً ؛ قلالوا‪ :‬السلكران إاا كلان سلكره‬
‫‪ ،‬ف تص عقلوده إل ب قله ونهلاره؛ فإبله‬ ‫خمرا‪ ،‬فإبه يف هذه الحال عقله باق‬
‫بطري محرم؛ بأن شرب ً‬
‫مسلما‪.‬‬
‫ً‬ ‫يأخذ حكم الك‪ ،‬ول يحةط يف الط ق أن يكون‬

‫وعلى الك؛ فإن المسلم وغير المسلم كالذمر يص نهاره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم عليهما وطن ودواعي قبٍ كقارت ‪ ،‬وه عتق رقبة»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬ويحرم عليهما»؛ أي على المظاهر‪ ،‬وهو الرج ‪ ،‬والمظاهر منها‪ ،‬وهلر‬
‫‪٦‬‬
‫‪843‬‬

‫المرأ قال المصنف‪« :‬وطن»‪ ،‬وهو الًماأ‪ ،‬قوله‪« :‬ودواعي »‪ ،‬وهر المباشر‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬قبٍ كقارت »؛ أي قب أن يكفر كفار الظهار؛ لقول اهلل ‪ { :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ}‬
‫[المًادلة‪ ،]3:‬والمساس هنا يحم الوطء‪ ،‬ويحم دواعيه‪.‬‬

‫ثلم فصل الكفلار ‪ ،‬فقلال‪« :‬وهـ عتـق رقبـة‪ ،‬ــِن لـم يُـد»‪ ،‬فلدل اللك عللى أن كفلار الظهلار علللى‬
‫الةتيع‪ ،‬فهر على الةتيع‪ ،‬وهو الذي يدل عليه ك م اهلل ‪.‬‬

‫ثم بدأ ً‬
‫أول‪ ،‬فقال‪« :‬وه عتق رقبة»‪ ،‬عت الرقبة يف بلاب الظهلار يطيل العلملاء يف تفصليله‪ ،‬ويحيللون‬
‫عليه ك كفار يًلع عتقهلا عللى هلذا البلاب‪ ،‬وللذلك إاا أردت أن تعلرف أحكلام الرقبلة المعتقلة؛ فلإ م‬
‫يوردون حكمها يف باب الظهار‪ ،‬ويحيلون عليها كل كفلار أخلرى سلوا ًء كلان يف بلاب الصليام‪ ،‬أو كلان يف‬
‫باب القت أو األيمان‪ ،‬أو غير الك من األبواب‪ ،‬ولذلك‪ ،‬سيحير المصنف يف بعه أوصافها‪.‬‬

‫قال‪« :‬وه عتق رقبة‪ِ ،‬ن لم»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ن لم يُد صيام َهرين متتابعين‪ِ ،‬ن لم يستطع ِطعام ستين مس ينا»‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬ن لم يُد»؛ أي لم يًد عت الرقبة؛ فإبه يصوم‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ« :‬هرين متتابعين»‪ .‬إ ًاا‪ ،‬هنا مسألة‪:‬‬

‫ما هر العا بعدم الوجود؟ عندبا ث ثة أوقات‪ ،‬فأي هذه األوقات الث ث هو العا به إاا كان يتعلل‬
‫به الحكم‪ ،‬والبتقال إلى البدل؟ ه العا بوقت تلفظه؟ أم العا بوقت عوده وعلمله عللى العلود‪ ،‬وهلو‬
‫الوطء؟ أو العا باألداء والفع ؟‬

‫بقللول‪ :‬فقهاهبللا يقولللون‪ :‬إن العللا بوقللت السللتطاعة هللو وقللت الوجللوب؛ وجللوب الكفللار عليلله‪،‬‬
‫والكفار سببها التلفظ بالظهار‪ ،‬ول تًع إل بلالعود‪ ،‬وهلو اللوطء‪ ،‬فلالعا بوقلت اللوطء‪ ،‬فيكلون وبمله‬
‫للوجته هو وقت الوجوب‪.‬‬

‫وحينمذ بقول‪ :‬بنظر لحاله يف وقت الوطء‪ ،‬فإن كان عاج ًلا علن العتل ابتقل لبدلله‪ ،‬وهلو الصلوم‪ ،‬فلإن‬
‫عاجلا عنهما ابتق إلى بدله الثالث‪ ،‬وهو ا بعام‪.‬‬
‫ً‬ ‫كان‬

‫قادرا على العتل ؛ فإبله يبقلى يف امتله إللى حلين القلدر ‪ ،‬ول ينتقل إللى بدلله إل إاا عًلل‬
‫وأما إن كان ً‬
‫‪844‬‬

‫دائما‪ ،‬فحينمذ بقول‪ :‬إبه ل يستطيع فعله على سبي الديمومة‪ ،‬وهذا يتحق يف الصوم‪.‬‬
‫مستمرا ً‬
‫ًّ‬ ‫عًلا‬
‫ً‬

‫إ ًاا‪ ،‬هذا معنى‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ن لم يُـد»؛ عرفنلا متلى العلا بالبتقلال للبلدل‪ ،‬قلال‪ « :‬صـيام َـهر متتـابعين»‪،‬‬
‫وسيأتينا كيف يكون تقدير الحهرين إن شاء اهلل يف كتاب العدد‪.‬‬

‫ول بد أن يكون الحهران متتابعين أي متواليين‪ ،‬ف يًوز الفص بينهما إل بأحد ث ثة أمور‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬ما وجع ا فطار فيه مث ‪ :‬أيام العيدين‪ ،‬وأيام التحري ‪.‬‬

‫أو أن يفص بين الحهرين المتتابعين بما وجع الصوم فيه كرملان‪.‬‬

‫أو األمر الثالث‪ :‬أن يفص بين صيام الحهرين المتتابعين بما يًلوز ا فطلار فيله مثل ‪ :‬السلفر‪ ،‬ومثل ‪:‬‬
‫المرض‪ ،‬وبحو الك‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬ن لم يستطع»؛ أي صيام الحهرين المتتابعين‪ ،‬وعرفنا متى وقت عدم الستطاعة‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬طعام ستين مس ينا»‪ ،‬وسيأا تفصيله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ِقر كا ر بمال‪ ،‬وعبد بالصام»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن الكافر كالذمر إاا ناهر من زوجته فإبه ل يًوز له أن يكفر بالعت ‪ ،‬ول يكفلر بالصلوم؛ ألن‬
‫الصوم منه ل يص ؛ ألبه تحةط له النية‪ ،‬قلال‪« :‬وعبد بالصـام»؛ ألن العبلد ل يمللك ً‬
‫ملال‪ ،‬فل يصل منله‬
‫العت ‪ ،‬ول يص منه كذلك ا بعام‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬الكافر إبما يكفر بالملال‪ ،‬والملال يكلون أحلد أملرين‪ :‬إملا العتل ‪ ،‬أو با بعلام‪ ،‬ولليس للكلافر أن‬
‫يكفر بالصيام‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬قوله‪« :‬وي ِقر كا ر بمال»؛ المال يحم أمرين‪ ،‬يحم العت ‪ ،‬ويحم ا بعام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَرط يف رقبة كقارة ونذر عتق مطلق إسالم‪ ،‬وسالمة من عيب مضر بالعمٍ ضررا‬
‫بينا»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم يف شرط الكفار التر تعت ‪ ،‬وقال‪« :‬وَرط يف رقبة كقـارة»؛ أي يف جميلع الكفلارات‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪845‬‬

‫«ونذر عتق مطلق»؛ بمعنى أن ينذر الرج أن يعت عبدً ا ويسكت‪ .‬هذا معنى بذر عت المطل ‪.‬‬

‫هناك بذر عت مق َّيد؛ كأن يكون عنده عبد أو أمة‪ ،‬ثلم ينلذر هلل ‪ ‬أن يعتل هلذا العبلد أو األملة غيلر‬
‫المسلم‪ ،‬فحينمذ يًوز إعتاق غير المسلم؛ ألبه معين ومحدد‪ ،‬وأما المطل ف يًوز صرفه إل لمؤمن‪.‬‬

‫مسللما‪ ،‬وهلذا ملن بلاب إاا اتحلد الحكلم‪ ،‬واختللف السلبع؛ فهل‬
‫ً‬ ‫قال‪« :‬إسالم»؛ أي ل ُبد أن يكلون‬
‫يحم المطل على المقيد أم ل؟ المعتمد عند كثيلر ملن الفقهلاء أبله يحمل المطلل عللى المقيلد يف هلذا‬
‫النوأ‪.‬‬

‫مضر بالعمٍ»؛ العيوب التلر تكلون مللر بالعمل يف القلن كثيلر جلدًّ ا مثل ‪:‬‬
‫قال‪« :‬وسالمة من عيب ٍّ‬
‫قطع جميع األصابع‪ ،‬أو األصابع التر تكون مؤثر يف العم ‪ ،‬ومث ‪ :‬قطلع اليلد والرجل ‪ ،‬واهلاب السلمع‬
‫والبصر؛ فإن هذه ل تًل يف الكفارات وبحوها؛ ألن هذا العيع يمنعها من الكسع‪ ،‬ف تكون كاملة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يُزئ الت قير إَّل بما يُزئ طرة‪ ،‬ويُزئ من البر مد ل ٍ مس ين‪ ،‬ومن‬
‫بيره مدان»‪.‬‬

‫فقهاهبا يقولون‪ :‬إن الكفارات ل تًوز إل بما يًوز إخراجه يف الفطر ‪ ،‬وهر التلر جلاءت يف حلديث‬
‫أبر سعيد وغيره‪ ،‬وهو الا‪ ،‬والحعير‪ ،‬والمل ‪ ،‬والتمر‪ ،‬واللبيع‪ ،‬واألقط‪ .‬هر خمسة أشلياء‪ ،‬هلذه األملور‬
‫‪ ،‬فحينملذ هلر التلر يًلوز إخراجهلا‪ ،‬وغيلر هلذه‬ ‫‪ ،‬وغيرها لم يرد بله اللن‬ ‫الخمسة هر التر ورد ا الن‬
‫األمور ل يًوز ا خراج‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويُزئ من البر مد ل ٍ مس ين»؛ فك واحد من المساكين الستين يعطيه مدًّ ا‪ ،‬والملد هلو ربلع‬
‫صاأ؛ م ء الكفين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن بيره»؛ أي ومن غير الا من األصناف األربعة الباقية؛ فإبه يعطيه مدين؛ أي‬
‫بصف صاأ‪.‬‬

‫ودلي الك قلاء الصحابة‪ ،‬ففر حديث معاوية أبه قال‪ :‬فإبنلا بلرى ملدًّ ا ملن هلذه السلمراء أي‪ :‬اللا‪-‬‬
‫يعدل مدين من غيرها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪846‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يف هذا الفص بذكر اللعان‪ ،‬واللعان هلو أحلد فلرق النكلاال‪ ،‬بل إن هلذه الفرقلة تخلت‬
‫بأمر‪ ،‬وهو أن الفرقة فيه على سبي التأبيلد‪ ،‬فإ لا بينوبلة مؤبلد ‪ ،‬وأملا الطل ق الث ثلة؛ فإ لا بينوبلة كلاى‪،‬‬
‫زوجا غيره‪ ،‬وأما اللعان فإبه بينوبة مؤبد ولو أكلذب الملرء‪ ،‬أو أكلذبت الملرأ‬
‫ً‬ ‫لكنها مؤقتة لحين أن تنك‬
‫بفسها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُاز اللعان بين زوجين بالغين عاقلين ْلسهاط الحد»‪.‬‬

‫بدأ المصنف ً‬
‫أول بقوله‪« :‬ويُاز اللعان»؛ اللعان جائل‪ ،‬ولليس بل زم إل يف موضلع قلد يحلير لله بعلد‬
‫قلي ؛ يف مسألة بفر الولد‪ ،‬وسيأا بعد قلي ما يتعل به‪.‬‬

‫وإبما قال المصنف‪« :‬يُاز»؛ فألج إسقاط الحد؛ ألن موجع اللعان أمران‪ ،‬وهذه مسلألة ملن أهلم‬
‫المسائ ‪.‬‬

‫اللعان ل يحرأ إل ألحد موجبين‪ ،‬إن لم يوجد واحد من هذين الموجبين؛ فحينمذ بقلول‪ :‬ل لعلان‪ ،‬ل‬
‫يحرأ اللعان مطل ًقا‪.‬‬

‫أول هذين الموجبين‪ :‬إسقاط الحد‪ ،‬واللعان سقاط الحد جائل‪ ،‬وأما النوأ الثاين؛ فإن اللعان ألجلله‬
‫واجع‪ ،‬وسأاكره بعد قلي ‪.‬‬

‫ما معنى إسقاط الحد؟ بمعنى أن الرج يقذف زوجته باللبا‪ ،‬ثم بعلد اللك تطللع اللوجلة إقاملة حلد‬
‫اللوج بأن يخير بين واحد من ث ثة أمور‪:‬‬ ‫القذف على زوجها؛ فإن اهلل ‪ ‬خ‬

‫إما أن يأا بالحهداء األربعة على أن زوجته قد زبت‪.‬‬

‫وإما أن يًلد ثمابين جلد ‪.‬‬

‫وإما أن ي عن زوجته‪.‬‬

‫جائلا له فع أي واحلد ملن هلذه الث ثلة‪ ،‬وللذلك‬


‫فإاا فع واحد من هذه األمور؛ فإبه مخير‪ ،‬فيكون ً‬
‫عا المصنف بأبه‪ ‬قال املصنف‪« :‬يُاز» يف هذه الحالة‪ ،‬واللوج مخير أن يأا بأي أمر ملن هلذه األملور‬
‫الث ث‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪847‬‬

‫الموجع الثاين للعان هو‪ :‬بفر الولد‪ ،‬فإاا تيقن اللوج أن امرأته قلد حمللت ملن غيلره‪ ،‬وأن حملهلا أو‬
‫ولدها ليس منه‪ ،‬ويًع أن يكون الك بيقين‪ ،‬وكان الك اللواد مملا يمكلن بسلبته إليله‪ ،‬وهلذا القيلد مهلم؛‬
‫ألبه إن لم يمكن بسبة اللواد إليله بلأن يكلون وللد ألقل ملن سلتة أشلهر ملث ً ‪ ،‬أو بحلو اللك‪ ،‬أو للم يمكلن‬
‫اجتماعها؛ فإن الولد ينتفر من غير لعان‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬برجع لمسألتنا‪ ،‬بقلول‪ :‬إ ًاا‪ ،‬إاا تليقن أن امرأتله حمللت أو أبًبلت ملن غيلره؛ أي ملن زبلا‪ ،‬فإبله‬
‫يًع عليه أن ينفر الولد عن بفسه‪.‬‬

‫وحينمذ قال العلماء‪ :‬يًع عليه ً‬


‫أول أن يقذفها باللبا وجو ًبا‪ ،‬ثم إاا قذفها باللبا لعن وللو للم تطللع‬
‫هر بغقامة حد القذف؛ ألن اللعان هنا لمصلحة اللوج‪ ،‬وهر بفر الولد‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فقول المصنف‪« :‬ويُاز»؛ إ ًاا ويًوز للحالة األوللى يف قللية اللعلان أو سلببه‪ ،‬ويًلوز اللعلان‪،‬‬
‫وسيأا صفته‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بين زوجين»‪ ،‬قوله‪« :‬بين زوجين» يدلنا على أل لعان بين غير اللوجين‪.‬‬

‫قوله‪« :‬بالغين»؛ ألن اللعان أيمان‪ ،‬ف بد أن يكون اللوجان بالغين‪ ،‬ولو كان الحم قبل البللوغ عنلد‬
‫بعلهم؛ الذين يًيلوبه‪ ،‬هذه مسألة أخرى‪ ،‬ل أريد أن أاكرها‪.‬‬

‫قال‪« :‬عاقلين»‪ ،‬فلو كابت اللوجة‪ ،‬أو اللوج ليس بعاق ف لعان بينهما‪.‬‬

‫قال‪ْ« :‬لسهاط الحد»‪ ،‬هذا هو الموجع األول للعان الذي اكرته قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬من قذف زوجت لقظا‪ ،‬وكذبت ل لعانها بأن يهال أربعا»‪.‬‬

‫قال‪ « :‬من قذف زوجت »‪ ،‬هذا الحرط الثاين‪ ،‬فإن الحرط األول‪ :‬أن يكون اللعلان بلين زوجلين بلالغين‬
‫عاقلين‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أن يكون قد قذف زوجته باللبا‪ ،‬وإاا عرفت أن موجع اللعلان أحلد أملرين‪ :‬إملا درء‬
‫الحد‪ ،‬أو بفر الولد؛ فإن اللوج يف قذفه زوجته يف الحالة األولى لليس مصلي ًبا‪ ،‬ويف الحاللة الثابيلة‪ :‬واجلع‬
‫عليه قذفها؛ لنفر الولد‪.‬‬

‫جائلا‪ ،‬وتار يكون واج ًبا إن كان فيه بفر الولد‪.‬‬


‫فتار قد يكون القذف محر ًما‪ ،‬وتار يكون ً‬
‫‪848‬‬

‫قال‪ « :‬من قذف زوجت » باللبا‪ ،‬أو فيما معنى اللبا مثل ‪ :‬ا تيلان يف اللدبر‪ ،‬فإبله ملحل باللبلا‪ ،‬ويأخلذ‬
‫حكمه‪ ،‬بب ًعا من أجنبر‪.‬‬

‫قال‪« :‬لقظا»‪ ،‬هنا قول المصنف‪« :‬لقظا» محك ً ؛ ألن العلماء يقولون‪ :‬إن القذف بالكتابة معتا‪ ،‬وكلذا‬
‫القللذف با شللار مللن األخللرس معتللا‪ ،‬فقوللله‪« :‬لقظــا» محللك مللا المللراد منلله‪ ،‬وأنللن أن الصللواب عللدم‬
‫وجودها‪ ،‬وإبما لو أبل المصنف‪ ،‬وقال‪ :‬ومن قذف زوجته باللبا؛ لكان أولى‪.‬‬

‫قال‪« :‬وكذبت »؛ إما إن صدقته فإبه يقام عليها الحد‪ ،‬قال‪ « :‬لـ لعانهـا بـأن يهـال أربعـا» كملا يف سلور‬
‫النور‪ ،‬وبينه اهلل ‪ ،‬وهذا القول أرب ًعا له شرط‪:‬‬

‫أبه ل ُبد أن يكون بحلر إمام أو بائبه‪ ،‬وك لعان ليس بحلر ا مام أو بائبه؛ فل علا بله‪ ،‬ل ُبلد أن‬
‫يكون بحلر ا مام أو بائبه‪.‬‬

‫وأما حلور اللوج اآلخر فليس ب زم‪ ،‬فقد ي عن اللوج‪ ،‬ثم بعد قلي تحلر اللوجلة وت علن‪ ،‬فل‬
‫يللم اجتماعهما يف مًلس الت عن‪ ،‬وإبما ل ُبد من حلور الحاكم؛ أل لا ملن المسلائ التلر تحتلاج إللى‬
‫حكم حاكم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بأن يهال أربعا‪ :‬أَهد باهَّلل إين لصادق يما رميتها ب من الزنا‪ .‬ويف الخامسة‪ :‬وأن‬
‫لعنة اهَّلل علي إن كان من ال اذبين»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بأن يهال»؛ أربع مرات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أَهد باهَّلل إين لصادق يما رميتها ب من الزنا»؛ هذا هو قذفه لها‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويف الخامسة»؛ أي يف الحهاد الخامسة قوله‪« :‬وأن لعنة اهَّلل علي إن كان من ال اذبين»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم تهال ه أربعا‪ :‬أَهد باهَّلل إن ل اذب يما رماين ب من الزنا‪ .‬ويف الخامسة‪ :‬وأن‬
‫بضب اهَّلل عليها إن كان من الصادقين‪.‬‬

‫ِذا تم سهط الحد‪ ،‬وثبتت القرقة المؤبدة‪ ،‬وينتق الالد بنقي »‪.‬‬

‫ذه األيمان األربع والحهادات؛ ألن األيمان شهادات موثقة بأيملان‪،‬‬ ‫قال‪« :‬إذا تم»؛ هذا اللعان كام ً‬
‫فإاا ابتهت هلذه الحلهادات األربلع‪ ،‬والخامسلة التلر فيهلا اللعلن أو الغللع؛ فإبله بعلد اللك تثبلت أربعلة‬
‫‪٦‬‬
‫‪849‬‬

‫أحكام اكره المصنف‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬قوله‪ِ « :‬ذا تم»؛ أي تم اللعان بصيغه التر تقدم اكرها ترتع عليه أثر‪ ،‬وهر أربعة أشياء‪:‬‬

‫‪ ‬أولها‪ :‬قال‪« :‬سهط الحد»؛ فالحد حينمذ يسقط؛ أي على اللوج حد القذف‪ ،‬وهو ثمابون جلد ‪.‬‬

‫‪ ‬الثاين‪ :‬قال‪« :‬وثبتت القرقة»؛ أي بين اللوجين‪ ،‬وهذه الفرقة ل يحةط لهلا حكلم حلاكم‪ ،‬فل يلللم‬
‫أن الحاكم يقول‪ :‬فرقت بينهما‪ ،‬ب إن حلور الحاكم وإابه باللعان يثبت الفرقة كما جاء عن ابن شلهاب‪،‬‬
‫قال‪( :‬ثم ملت السنة يف التفري بينهما)‪.‬‬

‫‪ ‬الح م الثالث‪ :‬أن الفرقة مؤبد ‪ ،‬ومعنى كو ا مؤبد ؛ أي ل تح هذه المرأ لمن لعنها أبدً ا حتلى‬
‫الموت وإن أكذب هو بفسه‪ ،‬أو أكذبت هر بفسها‪.‬‬

‫‪ ‬اْلثر الرابع‪ :‬قال‪« :‬وينتق الالد بنقي »؛ أي إاا زاد يف اللعان بفر الولد‪ ،‬وقلال‪ :‬إن هلذا الوللد لليس‬
‫ابنًا له؛ فإبه حينمذ ينتفر الولد‪.‬‬

‫عندبا هنا شروط يف اللعان تتعل بالصيغة‪ ،‬بمر على بعللها‪ ،‬ملن الحلروط التلر أوردهلا العلملاء‪ :‬أبله‬
‫يًع ا تيان باأللفاظ الحرعية كما جلاءت يف كتلاب اهلل ‪ ،‬وبنلاء عللى اللك؛ فللو أبله غيلر يف اللعنلة‬
‫بالسخط‪ ،‬أو بحو الك؛ لم يةتع عليه أثر‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر الثاين‪ :‬أبه ل ُبد من الةتيع بين األلفاظ‪ ،‬فحينمذ يبدأ بالحهادات األربلع‪ ،‬ثلم باللعنلة‪ ،‬وهلر‬
‫بالحهادات األربع‪ ،‬ثم بالغلع‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه ل ُبد من الموال بين الًم ‪ ،‬وعدم الفص بينها بفص بوي‬

‫وأما بفر الولد فإن لها شر ًبا‪ ،‬وهو‪ :‬أل يتقدمه إقرار به‪ ،‬فمن أقر بولده‪ ،‬ثم أراد بفيه؛ فلليس لله اللك‪،‬‬
‫حتى إ م قالو‪ :‬لو هنئ بالولد‪ ،‬فقب التهنمة فهو إقرار‪ ،‬فحينمذ ليس له أن ينفر الولد بعد الك‪ ،‬وإبما ينفيله‬
‫حال كوبه حم ً ‪ ،‬أو بعد ولدته‪ ،‬وقب إقراره له‪ ،‬ول بقول‪ :‬بعد الولد مباشر ‪ ،‬فقلد يكلون الللوج غائ ًبلا‪،‬‬
‫ولم يعلم بالولد إل بعد سنة أو سنتين‪ ،‬أو ث ث أو أربع‪ ،‬ف بد أن يكون قب ا قرار به‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪850‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ومن أتت زوجت بالد بعد نصف سنة منذ أم ن اجتماع بها‪ ،‬أو لدون أربع سنين‬
‫منذ أبانها ولا ابن عير لحه نسب ‪ ،‬وَّل يح م ببلاب مع َب ي »‪.‬‬

‫هذه مسألة‪ ،‬وهر تتعل بمتى يلح بسع الولد ألبيه‪ ،‬لملااا أورد المصلنف هلذه المسلألة هنلا؟ قللت‬
‫لكم‪ :‬إن سبع اللعان الثاين هو بفر الولد‪ ،‬ومتى يكون بفر الولد؟ إاا كابلت الملرأ أبًبلت وللدً ا‪ ،‬يمكلن‬
‫أن يكون الك الولد منسو ًبا إليه؛ ألن المرأ قد تكون ً‬
‫فراشا متلوجة أو أمة‪ ،‬ومع اللك وهلر كو لا فلراش‬
‫للوجها تنًع ولدً ا؛ ولكن ل ينسع ألبيه‪ ،‬ل يمكن أن ينسع لهذا الرج ‪ ،‬مث ‪ :‬رج تلوج امرأ اليلوم‪،‬‬
‫ويف ثاين يوم ولدت‪ ،‬فهذا الولد ل ينسع ألبيه أبدً ا حتى لو استلحقه يف قول عامة أه العلم إل خ ًفلا قلد‬
‫أشير له بعد الك‪.‬‬

‫فالمقصود أن عندهم أبه ل ُبد من معرفة الوقت الذي يمكن بسبة الولد لصاحع الفراش لسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬أبه إن كات خارج هذا اللمن ف ينسع له ابتدا ًء‪.‬‬

‫محتاجا لنفر بلعان‪ ،‬وإبما ينتفر وحده‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه ل يكون‬

‫بيع‪ ،‬بدأ المصنف يتكلم متى ينسع الولد ألبيه‪ ،‬فقال‪« :‬ومن أتت زوجت »؛ قوله‪« :‬زوجتـ »؛ بمعنلى‬
‫أ ا اات فراش؛ أي بالعقد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بالد»؛ يحم الذكر واألبثى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بعد نصف سنة»؛ أي‪ :‬ستة أشهر؛ ألن أق مد الحم ستة أشهر‪ ،‬قلى به‬
‫أيلا ابن عباس‪ ،‬واستنبطه من كتاب اهلل ‪ ،‬ومرت معنا‪.‬‬
‫الصحابة كعمر وعلر ‪ ،‬وقلى به ً‬

‫قال‪« :‬منذ أم ن اجتماع بها»؛ العا با مكان‪ ،‬وليس بالعقد‪ ،‬عندبا ث ثة أشياء‪:‬‬

‫عندن العقد‪ ،‬وعندبا ا مكان‪ ،‬وعندبا تيقن الجتماأ‪ .‬ث ثة أشياء‪.‬‬

‫العقد واض ‪ ،‬وهو ا يًاب والقبول‪.‬‬

‫وتيقن الجتماأ‪ ،‬وهو واض كذلك‪.‬‬

‫بقيت معنا مرحلة بينهما‪ ،‬وهر إمكان الجتماأ‪ ،‬متى يتصور عدم إمكان الجتملاأ؟ قلالوا‪ :‬إاا كابلت‬
‫العاد تحي اجتماعه ا‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪851‬‬

‫قديما قب وجود الطائرات لو تلوج محلرقر بمغربيلة؛ فل يمكلن اجتماعله لا إل بعلد مسلافة بويللة‬
‫ً‬
‫جدًّ ا من السير‪ ،‬فالعاد تمنع إمكان اجتماعه ا‪ ،‬وكيف يتلوجها؟ يتلوجها بالوكالة‪ ،‬يوكل ااك المحلرقر‬
‫شخصا يلوجها يف المغرب‪ ،‬المحرقر يحم مطل المحلرق ملن الصلين‪ ،‬والمغلرب ينتهلر إللى أمريكلا‪،‬‬
‫ً‬
‫أنن أمريكا تتبع المغرب باعتبارها أ ا مغرب األرض‪ ،‬فك هذا يسمى محر ًقا ومغر ًبا‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬إ ًاا‪ ،‬هذا معنى ا مكان‪ ،‬فهم يليدون على العقد با مكان العادي‪.‬‬

‫عنله فل ينسلع لله الوللد‪،‬‬ ‫بيع‪ ،‬قوله‪« :‬منذ أم ن اجتماع بهـا»؛ هلذا هلو الحلد األدبلى‪ ،‬فلإن بقل‬
‫وسأاكر مسألة مهمة بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو لدون أربع سنين منذ أبانها»؛ أي‪ :‬من حلين بلقهلا ب ًقلا بائنًلا سلوا ًء كلان بينوبلة صلغرى‪ ،‬أو‬
‫بينوبة كاى‪ ،‬فمن حين الط ق وا بابة؛ إاا مرت أربع سنوات‪ ،‬ثم ولدت بعد األربع سلنوات؛ فلإن اللواد‬
‫ل ينسع إليه؛ ألن أكثر مد الحم هر أربع سنين؛ لقول ا مام مالك ‪ :‬إبه جلاء أن بسلاء بنلر عًل ن‬
‫يف المدينة كن يحملن أربع سنين‪ .‬قالوا‪ :‬وهذا أكثر ما ثبت‪ ،‬هذا ك مهم بب ًعا يف هذه المسألة‪.‬‬

‫فقط من باب الفقه قول المصنف‪« :‬أو لدون أربع سنين منذ أبانهـا»؛ لليس اللك مطل ًقلا‪ ،‬وإبملا لحلرط‬
‫مهم‪ ،‬بحرط أل تكون المرأ قد أقرت على بفسها بابقلاء العلد ‪ ،‬فأملا إن أقلرت‪ ،‬أو ثبتلت البينلة بابقللاء‬
‫عدهتا فإن ك ولد بعد ابقلاء العد ل ينسع لمبينها سوا ًء كان بوفا ‪ ،‬أو بغيره‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولا ابن عير»؛ أي ولو كان اللوج ابن عحر‪ ،‬وهو الذي يسميه العلماء‪ :‬يولد لمثله‪.‬‬

‫قال‪« :‬لحه نسب »؛ من حين الولد يلحقه النسع‪ ،‬ول ينتفر عنه إل باللعان‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬إاا كان يف هذه المد ‪ ،‬ولدته بعد اللواج بسلتة أشلهر فلأكثر ملع إمكلان الجتملاأ‪ ،‬أو بعلد البينوبلة‬
‫بط ق أو وفا ألق من أربع سنين‪ ،‬ولم تثبت ابقلاء عدهتا؛ فإن الولد ينسع للوجها التر هلر فلراش لله‬
‫إل إاا بفاه بلعان‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬قال‪« :‬وَّل يح م ببلاب »؛ أي ببلوغ ابن عحر بوجود هذا الولد المنسوب إليه‪ ،‬قال‪« :‬مـع َـب‬
‫ي »؛ ألن هذا محتم ‪ ،‬وهر ليست من ع مات البلوغ عندهم‪ ،‬وإبما هو محتم ‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬إاا كان هذا الذي كان ابن عحر وبئ امرأ ‪ ،‬ثم بسع له الولد بعد الك‪ ،‬ثم جنى جنايلة‪ ،‬وللم‬
‫‪852‬‬

‫يتيقن بلوغه؛ ف بقيم عليه القصاص‪ ،‬ول بقيم عليه الحدود؛ ألبه محكوك يف بلوغله‪ ،‬وملع الحلك فإبله ل‬
‫يصار إلى الحكم‪ ،‬وهلذا معنلى الكل م اللذي أشلرت إليله يف أول هلذا البلاب يف قلول المصلنف‪« :‬ويُـاز‬
‫اللعان بين زوجين بالغين»؛ ألبه قد ينسع له الولد وهو ابن عحلر‪ ،‬لكلن يلؤخر اللعلان إاا أراد بفيله لحلين‬
‫بلوغه؛ أي بعد بلوغه‪.‬‬

‫كثيرا ملن النلاس يطلأ املرأ بلالحرام؛ باللبلا‪ ،‬ثلم تنًلع‬


‫بيع‪ ،‬عندي مسألة هنا أعطيكم منها الفائد ‪ً ،‬‬
‫هذه المرأ ‪ ،‬فيريد أن ينسع هذا الولد له‪ ،‬فنقول‪ :‬إن له أربع حالت‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يطأ هذه المرأ ‪ ،‬ولم يثبت حملها بأن كلان قلد اسلتاأها إملا بحيللة عنلد بعله‬
‫أه العلم‪ ،‬وعند بعلهم بث ث حيه‪ ،‬ثم تلوجها بعد اللك بعلد توبتهلا‪ ،‬فهلذا هلو األصل ‪ ،‬األصل أل‬
‫يتلوج المرء امرأ وبمهلا يف اللبلا إل بعلد اسلتاائها‪ ،‬وهل تسلتاأ بحيللة أو بلث ث؟ خل ف‪ ،‬الملذهع‬
‫ث ث‪ ،‬والرواية الثابية‪ :‬حيلة واحد ‪ .‬هذا هو األص ‪ ،‬هذه الحالة األولى‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يطأ رج امرأ باللبا‪ ،‬ثم تحمل وتللد‪ ،‬ثلم يتلوجهلا بعلد اللولد ‪ ،‬هنلا اسلتاأت‬
‫بالولد ‪ ،‬فه يًوز أن يستلح هذا الولد‪ ،‬ويقول‪ :‬إن الولد هو ابن لر؟ بقول‪ :‬ابعقد إجماأ متلأخر؛ ألن‬
‫هناك خ ًفا عند بعه التابعين يف هذه المسلألة؛ أبله ل يًلوز اسلتلحاق هلذا الوللد‪ ،‬فل يًلوز أن ينسلع‬
‫إليه‪ ،‬ول يستثنى من الك عند أكثر أه العلم‪ ،‬وهم المذاهع األربعة جمي ًعا إل ما كلان يف الًاهليلة؛ لملا‬
‫جاء أن عمر ‪ ‬كان يليط أبناء الًاهلية يمن استلحقهم‪ ،‬فالعا بمن كان يف الًاهلية‪.‬‬

‫ويلح بالًاهلية األولى الًاهلية الثابية؛ بأن كان المرء جاه ً الحكم‪ ،‬فلبعه النلاس يًهل حكلم‬
‫اللبا بالكلية‪ ،‬أو كان جاهلية بأن كان حديث عهد بإس م‪ ،‬وهذه الًاهلية الثابية‪ ،‬فالًاهلية األوللى زملن‪،‬‬
‫مث ‪ :‬أن يلين كافر بكلافر ‪ ،‬وينًبلان وللدً ا‪ ،‬ثلم يسللم بعلد اللك‪ ،‬ويريلد‬ ‫والًاهلية الثابية باعتبار الحخ‬
‫استلحاقه‪ ،‬بقول‪ :‬يًوز؛ ألن عمر كان يلليط أبنلاء الًاهليلة بملن اسلتلحقهم يف ا سل م‪ ،‬فهلذه الًاهليلة‬
‫كلافرا‪ ،‬ثلم أسللم‪ ،‬والًاهليلة األوللى حيلث كلان‬
‫األولى‪ ،‬وهذه الًاهلية الثابية‪ ،‬الًاهلية الثابية لمن كان ً‬
‫الناس كلهم ليسوا بمسلمين‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يلين الرج بامرأ ‪ ،‬وتحم منه‪ ،‬ثم يتلوجها قب الستااء‪ ،‬وتلد ألكثلر ملن سلتة‬
‫أشهر‪ ،‬فإاا ولذت ألكثر من ستة أشهر؛ فه ُينسع الولد إليه أم ل؟ بعه أه العلم يقول‪ :‬أصل ً النكلاال‬
‫‪٦‬‬
‫‪853‬‬

‫غير صحي ؛ ألبه ل يص إل بالستااء‪.‬‬

‫ومن تًوز قال‪ :‬يص بسبة الولد إليه؛ أل ا أبًبته بعد أق مد الحم ‪ ،‬وهو ستة أشهر‪.‬‬

‫‪ ‬الرابعة واْلهيرة‪ ،‬وأطلت يف هذه المسألة‪ :‬إاا زبى رج بامرأ ‪ ،‬ثلم تلوجهلا قبل أن تللد‪ ،‬ووللدت‬
‫ألق من ستة أشهر‪ ،‬فإن المذاهع األربعلة جمي ًعلا يف المحلهور يلرون أبله ل ينسلع إليله‪ ،‬وللم يخلالف يف‬
‫الك إل أبو حنيفة يف رواية عنه‪ ،‬ورج هذا القول أبو الخطاب‪ ،‬وحكاه رواية عن ا مام أحمد‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬أصب عندبا أربع حالت‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن أعتق أو باع من أقر باطئها‪ ،‬الدت لدون نصف سنة لحه ‪ ،‬والبيع باطٍ»‪.‬‬

‫يقللول الحلليخ‪ :‬قــال المصــنف‪« :‬ومــن أعتــق أو بــاع» تلللك األمللة‪ ،‬وقللد قــال المصــنف‪« :‬أقــر باطئهــا‪،‬‬
‫الدت» عند من باعها‪ ،‬أو ولدت بعد إعتاقها‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لدون نصف سنة» من حين العت أو بيعها‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لحه »؛ اي أن الولد لحقه؛ ألبه قد أقلر بوبمهلا‪ ،‬قلال‪« :‬والبيـع باطـٍ»؛ أل لا حينملذ‬
‫تكون أم ولد‪ ،‬وأم الولد ل يًوز بيعها؛ ولكن يًوز عتقها‪ ،‬فالعت يص ؛ ولكن البيع يكون باب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باب العدد»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬العدد» جمع عد ‪ ،‬وسيأا أن المصنف قسمها إلى ستة أبواأ‪ ،‬وبعلهم يًعلها‬
‫سبعة‪.‬‬

‫من المرأ ‪ ،‬والمتناأ عن التلوج‪.‬‬ ‫والعد هر الةب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل عدة يف رقة ح قبٍ وطن وهلاة»‪.‬‬

‫قول المصنف‪َّ« :‬ل عدة يف رقة ح »؛ قوله‪ « :‬رقة» يدل على أبه ل موجع للعلد إل يف الفرقلة‪ ،‬وأملا‬
‫إن لم تكن هناك فرقة؛ ف عد ‪.‬‬

‫وقوله‪« :‬ح » يدل على أن العد قد تكون يف الفرقة بسبع الحيا ‪ ،‬والفرقة بسلبع الوفلا ‪ ،‬فلإن الفرقلة‬
‫بسبع الوفا توجع العد ؛ عد الوفا ‪.‬‬
‫‪854‬‬

‫قال‪« :‬قبٍ وطن وهلاة»؛ ألن اهلل ‪ ‬بين أن الرج إاا بل زوجته من قب أن يمسلها فإبله ل علد‬

‫عليها‪ { ،‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ} [األحلاب‪.]49:‬‬

‫وقللول المصللنف‪« :‬قبــٍ وطن وهلــاة»‪ ،‬هللذه العبللار فيهللا بظللر؛ ألن عطفلله بللالواو يقتلللر أن الللوطء‬
‫والخلو ك هما محةَط للعد ‪ ،‬وليس الك كذلك‪ ،‬ب إن وجود واحد منهما؛ أي الوطء‪ ،‬أو الخلو فقلط‬
‫يكون موج ًبا للعد ‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن األولى أن يقول‪ :‬قب وطء أو خلو ؛ إا الخلو موجبة للعلد يف قللاء الخلفلاء األربعلة‪،‬‬
‫فقد ثبت أن أبا بكر وعمر‪ ،‬وعثمان وعلر ‪ ‬كابوا قلد قللوا أبله إاا أرخيلت السلة‪ ،‬وأغلقلت األبلواب‬
‫فقد ثبت المهر‪ ،‬ووجبت العد ‪ ،‬فدل الك على أن العا بوجود واحد منهما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬وَرط لاطن كانها ياطأ مثلها‪ ،‬وكان يلحق ب الالد‪ ،‬ولخلاة مطاوعت ‪ ،‬وعلم‬
‫بها ولا مع مانع»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم عن الوطء المؤثر يف العد ‪ ،‬قال‪« :‬وَرط لاطن» يؤثر يف وجوب العد‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كانها ياطأ مثلها» بأن تكون بنت تسع‪ ،‬فأما من كابت دون تسع فإن مثلها ل يوبأ‪.‬‬

‫قال‪« :‬وكان يلحق ب الالد» وبعلهم يعا بللل قال المصنف‪« :‬أن يطـأ مثلـ »‪ ،‬وهلر أدق يف الحقيقلة‪،‬‬
‫والذي يطأ مثله هو ابن عحر‪.‬‬

‫ولما قلنا‪ :‬إن بعه الفقهاء‪ :‬يطأ مثلله أدق ملن كوبله يلحل بله الوللد؟ ألن ملراد المصلنف ابلن عحلر‪،‬‬
‫والمًبوب ل يلح به الولد؛ ألبه ل يمكن أن يخرج منه الولد‪ ،‬ومع الك فإبله تًلع العلد بلالخلو بله‪،‬‬
‫فالمًبوب تًع العد بالخلو به مع أبه ل يلحقه الوللد‪ ،‬وللذلك علا بعللهم بلللل قـال المصـنف‪« :‬يطـأ‬
‫مثل »‪ ،‬وهو أدق‪.‬‬

‫بائملا يف‬
‫قال‪« :‬ولخلاة»؛ هذا هو القيد الثاين‪ ،‬ل ُبد من مطاوعتها هر‪ ،‬قوله‪« :‬وعلم بها»؛ بلأل يكلون ً‬
‫غرفة‪ ،‬ودخلت عليه‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولا مع مانع»؛ أي ولو كان المابع حس ًّيا أو شرع ًّيا‪ ،‬فالملابع الحسلر مثل ‪ :‬الًلع وال ُعنَّلة‪ ،‬فإ لا‬
‫موابع حسية‪ ،‬والموابع الحرعية مث ‪ :‬ا حرام‪ ،‬ومث ‪ :‬الحيه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪855‬‬

‫أختم بمسألة‪ ،‬وهر الخلو ‪ ،‬عنلدبا مسلألة الخللو يةتلع علهلا أحكلام كثيلر ‪ ،‬عنلدبا الخللو يف بلاب‬
‫الطهار يةتع عليها سلع بهورية الماء‪.‬‬

‫وعندبا الخلو يف باب النكاال يةتلع عليهلا حرملة الخللو باألجنبيلة‪ ،‬ومنهلا‪ :‬وجلوب المهلر يف بلاب‬
‫الصداق‪ ،‬ومنها ثبوت العد ‪ ،‬وغير الك من األحكام‪.‬‬

‫فما معنى الخلو ؟ العلماء يقولون‪ :‬إن الخلو هر وجود قيدين‪:‬‬

‫القيد األول‪ :‬عدم المحارك‪.‬‬

‫والقيد الثاين‪ :‬عدم النانر‪.‬‬

‫فإاا كان رج مع املرأ يف مكلان‪ ،‬ول محلارك لهملا‪ ،‬وللو كلان اللك المحلارك مم ِّي ًللا‪ ،‬أو املرأ ؛ فإبله‬
‫مميللا‪ ،‬أو رجل ً أجنب ًّيلا‪ ،‬أو غيلره؛ فل خللو ‪ .‬هلذا القيلد‬
‫ً‬ ‫حينمذ يكون خللو ‪ ،‬فلإن كلان المحلارك املرأ أو‬
‫األول‪.‬‬

‫القيد الثاين‪ :‬إاا لم يكن هناك أحد ينظر إليهما‪ ،‬فلو أن رج ً جلس ملع ملن عقلد عليهلا يف مكلان علام؛‬
‫فليس الك خلو ؛ كساحات الحرم مث ً ولو كان الذي ينظر إليه غاف ؛ ف يسمى هذا الفع خلو ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتلزم لا اة مطلها»‪.‬‬

‫صغيرا كان أو ل‪.‬‬


‫ً‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ا‪ ،‬أو لم يخ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتلزم لا اة مطلها»؛ أي سوا ًء خ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والمعتدات ست»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن المعتدات‪ ،‬ولذلك سمى الكتاب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باب العدد»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الحامٍ‪ ،‬وعدتها مطلها إلى وضع كٍ حمٍ تصير ب أمة أم ولد»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬الحامٍ»؛ هذه المعتد األولى‪ ،‬قوله‪« :‬وعدتها مطلها»؛ أي سوا ًء كابلت الفرقلة بسلبع بل ق‪،‬‬
‫أو بسبع فسخ‪ ،‬أو كابت بسبع وفا ‪ ،‬هذا معنى قوله‪« :‬مطلها»‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إلى وضع كٍ حمٍ»؛ فإن العد ل تنقلر إل بك الحم ‪ ،‬ل ببعله‪ ،‬والك أن‬
‫‪856‬‬

‫المرأ إاا وضعت حملها؛ فإن بعه األحكام تتعل بأول الحم ‪ ،‬وبعلها تتعل بآخر الحم‬

‫ومن أجلى صور معرفة أول الحم وآخره‪ :‬إاا كابت المرأ حام ً بتوأمين‪ ،‬فإبه قد يكلون بلين األول‬
‫والثاين ساعات‪ ،‬وربما يوم كام ‪ ،‬فنقول‪ :‬إن النفاس يبلدأ بخلروج األول‪ ،‬وأملا ابقللاء العلد فإبله يتعلل‬
‫بخروج كام الثاين‪ ،‬ل ُبد أن يخرج جميعه‪ ،‬وهذا معنى قوله‪« :‬كٍ حمٍ»‬

‫وقول المصنف‪« :‬إلى وضع كٍ حمٍ» يدلنا عللى أ لا تخلرج ملن العلد بوضلع كامل الحمل سلوا ًء‬
‫بفست أو لم تنفس‪ ،‬وسواء تطهرت أو لم تطهر‪.‬‬

‫قال‪« :‬كٍ حمٍ تصير ب أمة أم ولد»‪ ،‬ومر معنا أن المرأ تصير أم ولد إاا كان الموللود قلد اسلتبان فيله‬
‫خلقة آدمر كرأس أو رجل ‪ ،‬أو يلد‪ ،‬وبحلو اللك‪ ،‬ول يمكلن فيله اسلتبابة خلل آدملر إل إاا بللغ أكثلر ملن‬
‫ثمابين يو ًما؛ لما ثبت من حديث ابن مسعود أبه قال‪« :‬حدثن الصادق المصدوق أن أحدكم يُمـع هلهـ‬
‫يف بطن أم أربعين ياما نطقة‪ ،‬ثم ي ان أربعين ليلة علهة‪ ،‬ثم ي ان أربعين ليلة مضغة»‪.‬‬

‫والملغة هر التر يكون فيها التخل ‪ ،‬ف تخل إل إاا دخ يف واحد وثمابين‪ ،‬وبنا ًء على اللك؛ فإبلا‬
‫ِ‬
‫أول‪ ،‬هل يلرى فيله اسلتبابة خلل آدملر أم‬ ‫بقول‪ :‬إن المرأ إاا أسقطت سق ًطا‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا ِّ‬
‫السقط بنظر لله ً‬
‫ل؟ فغن استبان فيه رأس أو يد‪ ،‬أو رج ؛ فنقول‪ :‬إن هذا الدم الذي يخلرج ملن الملرأ دم بفلاس‪ ،‬والملرأ‬
‫إن كابت مطلقة‪ ،‬أو إن كان متوىف عنها زوجها قد خرجت من عدهتا ولو كابت اللولد بعلد يلوم ملن حلين‬
‫الوفا أو الط ق‪.‬‬

‫الحالة الثابية‪ :‬إاا كان هذا السقط الذي خرج منها لم يستبن فيه خلقة اآلدمر؛ لم بلر فيله خلقلة آدملر‪،‬‬
‫وكثير من األحيان إاا كان ِسق ًطا فإن الطبيع ينظف رحم المرأ ‪ ،‬فيق ِّطع الًنين تقطي ًعلا‪ ،‬هلذا اللذي ملات‪،‬‬
‫فنقول‪ :‬إن كان للم يسلتبن خلقله‪ ،‬وللم يكلن النظلر إليله‪ ،‬فنقلول‪ :‬بنظلر كلم عملر اللك الًنلين‪ ،‬فلإن جلاوز‬
‫الثمابين يو ًما بأن كان واحدً ا وثمابين يو ًما فأكثر فحينمذ بقول‪ :‬قد خرجت ملن علدهتا‪ ،‬واللدم اللذي خلرج‬
‫منها يحكم بأبه بفاس‪ ،‬وإن كان دون الك فنقول‪ :‬ل عا به مطل ًقا‪.‬‬

‫ثم قال‪« :‬وَرط لحاق للزوج»‪ ،‬فإن كان الوللد اللذي أبًبتله ل يلحل بلاللوج بلأن كلان الللوج دون‬
‫عحر سنين مث ً ‪ ،‬أو كان اللوج مًبو ًبا؛ ل يمكنه أن يطأ‪ ،‬ومن جبت مذاكيره فإبه ل ينسع له الوللد‪ ،‬أو أن‬
‫ا‪ ،‬ومع الك أبًبت‪ ،‬فنقول‪ :‬إن هلذا‬ ‫المرأ تلوجها زوجها‪ ،‬ثم بلقها يف مًلس العقد‪ ،‬وحينمذ لم يخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪857‬‬

‫الولد ل ينسع إليه؛ أل ا أبًيته ألق من سنة أشهر كما تقدم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأقٍ مدت ستة أَهر‪ ،‬وبالبها تسعة‪ ،‬وأكثرها أربع سنين»‪.‬‬

‫أق مد الحم قال المصنف‪« :‬ستة أَهر» تقدم معنا‪ ،‬دليله قول الصحابة رضوان اهلل علليهم‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫«وبالبها تسعة»‪ ،‬وهذا هو المعروف عند جميع الناس يف كل البللدان‪ ،‬قلال‪« :‬وأكثرهـا أربـع سـنين»؛ لملا‬
‫بقله ا مام مالك عن بساء بنر عً ن‪ ،‬وهو أكثر ما ورد‪ ،‬وعنلدبا قاعلد يف السلتدلل‪ ،‬وهلر ملن األدللة‬
‫الستمناسللية‪ ،‬وليسللت مللن األدلللة القويللة‪ ،‬وهللر السللتدلل بللأكثر مللا ورد إاا كللان استمسللاكًا بأص ل ‪ ،‬أو‬
‫الستدلل بأق ما ورد إاا كان على خ ف األص ‪.‬‬

‫والستمساك ذين الدليلين معتا عند كثير من فقهاء الحديث‪ ،‬ويستدلون به‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويباح إلهان نطقة قبٍ أربعين ياما بدوان مباح»‪.‬‬

‫هذا عندهم أبه يًوز إلقاء النطفلة؛ أل لا ملا زاللت تسلمى بطفلة‪ ،‬وقلد جلاء النبلر ‪ ‬أبلاال‬
‫العلل‪ ،‬ومن صور العلل‪ :‬إلقاء النطفة بعد الوطء‪ ،‬وقد سمى النبر ‪ ‬الحم من حلين اللوطء‬
‫ٍ‬
‫متسلاو‪ ،‬فحينملذ يًلوز إلقلاء النطفلة‪،‬‬ ‫إلى أن يبلغ أربعين‪ ،‬سماء بطفة يف الًميع‪ ،‬فدل على أن الحكلم فيله‬
‫لكن بحروط‪:‬‬

‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكون قال المصنف‪« :‬بدوان مباح»؛ ليس بدواء محرم‪.‬‬

‫‪ ‬واليرط الثاين‪ :‬أل يلر المرأ ‪.‬‬

‫‪ ‬واليرط الثالث‪ :‬أن يكون بإان اللوج؛ ألبه روي يف الحديث‪َّ« :‬ل يعزل عن الحرة إَّل بِذنها»‪.‬‬

‫فكذلك ما يف معنى العلل‪ ،‬وهو إسقاط النطفة وإلقاهها هذا ما عليه فقهاهبا؛ ولكن الذي عليه العمل‬
‫القلائر‪ ،‬واألبظمة يف وزار العدل أبه يمنع ا لقاء ولو كان دون األربعين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬الثانية‪ :‬المتاىف عنها بال حمٍ‪ ،‬تعتد حرة أربعة أَهر وعير ليال بعيرة أيام‪ ،‬وأمة‬
‫نصقها‪ ،‬مباعضة بالحساب»‪.‬‬

‫قال‪« :‬المتاىف عنها بال حمٍ»؛ أي ليست حام ً ‪ ،‬تعتد الحر أربعلة أشلهر كامللة‪ ،‬قولله‪« :‬وعيـر ليـال‬
‫بعيرة أيام»؛ ألن اليوم يتبع الليلة‪ ،‬وحينمذ بقول‪ :‬إن اليوم والليلة هنا معناه أربع وعحرن ساعة‪.‬‬
‫‪858‬‬

‫عندبا هنا مسألتان‪:‬‬

‫كيف بعرف ابتداء العد ؟ وكيف بعرف ابتهاءها؟‬

‫تبتد العد ؛ عد المتوىف عنهلا‪ ،‬أو علد المطلقلة إاا كابلت باألشلهر‪ ،‬تبتلد العلد ملن حلين الوفلا ‪،‬‬
‫فمن الساعة التر مات فيها اللوج تبتد العد ‪ ،‬سوا ًء كابت قد علمت‪ ،‬أو لم تعللم‪ ،‬ل علا بعلمهلا‪ ،‬إبملا‬
‫العا بساعة وفا اللوج‪ ،‬احتدت أو لم تحتد‪ ،‬ل فرق‪.‬‬

‫ابتهاء المد كم؟ بقول‪ :‬إن ابتهاء المد له حالتان‪:‬‬

‫الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون ابتداء العد يف رأس شهر قمري‪ ،‬فحينملذ تمكلث أربعلة أشلهر قمريلة‪ ،‬وتليلد‬
‫عليها بعحر أيام‪ ،‬وبنا ًء عليه؛ ففر الساعة التر ملات زوجهلا فيله تخلرج ملن العلد فيملا يقابلله بعلد أربعلة‬
‫أشهر وعحر أيام‪.‬‬

‫وأما إن كان اللوج مات يف غير رأس الحهر كلاليوم الثلاين إللى آخلر يلوم ملن الحلهر؛ فإ لا تعتلد ث ثلة‬
‫أشهر قمرية كاملة‪ ،‬والحهر الرابع تعتدُّ فيه ث ثين يو ًما كاملة‪ ،‬فقد تليد عمن اعتد أربعة أشهر قمرية كامللة‬
‫يو ًما‪ ،‬وقد تكون مثله تما ًما‪ .‬عرفنلا الفلرق لملااا؟ ألن هلذا الحلهر اللذي ملات زوجهلا فيله هلو داخل بلين‬
‫شهرين‪ ،‬أخذت جل ًءا من الحهر الساب ‪ ،‬وجل ًءا من الحهر األخير‪ ،‬فهو جلء من شهرين‪ ،‬فقلد يكلون أحلد‬
‫الحهرين ث ثين‪ ،‬وقد يكوبان م ًعا ث ثين‪ ،‬وحينمذ بقلول‪ :‬لملا وجلد الحتملال فنًعل هلذا الحلهر ث ثلين‬
‫كام ً ‪ ،‬وتليد عحر أيام عليه بعد الك‪.‬‬

‫وبعلهم يقول‪ :‬احتيا ًبا؛ تمكث مائة وعحرين‪ ،‬وعحر أيام؛ مائة وث ثين يو ًما‪.‬‬

‫قال‪« :‬وأمة نصقها»؛ أي بصف الك‪ ،‬قوله‪« :‬ومباعضة بالحساب»؛ تليد على النصف بالحساب‪ ،‬فللو‬
‫كابت معت بصفها‪ ،‬فتأخذ بصف الذي تمكثه األمه‪ ،‬وتليد النصف الباقر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتعتد من أبانه ا يف مرض مات اْلطال من عدة و اة أو طالق إن ورثت‪ ،‬وإَّل عدة‬
‫طالق»‪.‬‬

‫من يطلل زوجتله يف مرضله؛ أي ملرض موتله سلوا ًء كلان مخو ًفلا‪ ،‬أو غيلر مخلوف‪ ،‬فلإن بلقهلا ب ًقلا‬
‫رجع ًّيا‪ ،‬ومات أثناء العد ؛ فإ ا ترثه وتعتد بعد الك عد جديد ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪859‬‬

‫وأما إن كان قد أبا ا‪ ،‬وليس الط ق ب ًقا رجع ًّيا‪ ،‬معنى أبا ا أبه بلقها ث ًثا‪ ،‬أو بلقها على علوض‪،‬‬
‫ً‬
‫فسخا‪.‬‬ ‫أو خالعها‪ ،‬فيكون‬

‫ً‬
‫فسلخا‪ ،‬فكل يسلمى إبابلة‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫إ ًاا‪ ،‬سوا ًء كان الط ق بينوبة كاى‪ ،‬أو ب ق بينوبة صغرى‪ ،‬أو كلان‬
‫«وتعتد من أبانها يف مرض مات اْلطال من عدة و اة أو طالق»‪ ،‬فتأخذ األبول منهما‬

‫متهما حال تطليقهلا بحرما لا ملن ا رث بلأن‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إن ورثت»؛ إن حكمنا بإرثها بأن كان ً‬
‫مرضا مخو ًفا‪.‬‬
‫كان مرضه ً‬

‫وأما إن كان غير متهم بأن كان مرضه غير مخوف؛ فإ ا ل ترث‪ ،‬قال‪« :‬وإَّل عدة طالق»‪.‬‬

‫مر معنا يف ا رث إن كنتم تتذكرون قب ‪ ،‬أو يف المواريث أن المرأ ترث من زوجها إن أبا ا يف مرضله‬
‫المخوف ولو خرجت من عدهتا‪ ،‬فإ لا تلرث منله‪ ،‬لكلن للو كلان قلد تلويف قبل خروجهلا ملن علدهتا؛ فإ لا‬
‫تمكث األبول من العدتين‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإَّل عدة طالق»؛ أي وإن لم تكن ترث فتمكث عد ب ق‪.‬‬

‫المقارقة يف الحياة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الثالثة‪ :‬ذات الحي‬

‫»؛ أي‪ :‬التر تحيه‪ ،‬قوله‪« :‬المقارقة يف الحياة»؛ أي بغير وفا ‪ ،‬وإبما‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ذات الحي‬
‫بط ق‪ ،‬أو بفسخ‪ ،‬أو بحو الك‪ ،‬فإن المذهع أن جميع الفرق بين اللوجين؛ فإ ا ل ُبد أن تعتد بث ث‬
‫حيه‪ ،‬سوا ًء حكمنا أبه ب ق‪ ،‬أو حكمنا بأبه فس ‪ ،‬وسوا ًء حكمنا بأبه رجعر أو مبان؛ ل ُبد أن تعتد‬
‫بث ث حيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تعتد حرة مبعضة بثالث حيضات‪ ،‬وأمة بحيضتين»‪.‬‬

‫أما الحر فواض ‪ ،‬وأما األمة فإ ا على بصف الحلر ‪ ،‬وهلر حيللة وبصلف‪ ،‬والحيللة والنصلف ل‬
‫يمكن؛ ألن الحيلة الواحد ل تتبعه‪ ،‬فتكون األمة تعيد بحيلتين‪.‬‬

‫وبنلا ًء عليلله؛ فلإن المبعلللة تليلد علن األملة ولللو بًللء‪ ،‬والليللاد بًللء ل يقبل التبعليه يف الحيلللة‬
‫الواحد ‪ ،‬فتعتد المبعلة بث ث‪.‬‬

‫لصغر‪ ،‬أو إياس‪ ،‬تعتد حرة بثالثة أَهر‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬الرابعة‪ :‬المقارقة يف الحياة‪ ،‬ولم تح‬
‫‪860‬‬

‫وأمة بيهرين‪ ،‬ومبعضة بالحساب»‪.‬‬

‫لصـغر»؛ لقلول اهلل‬ ‫قوله‪« :‬المقارقـة يف الحيـاة»؛ أي‪ :‬بطل ق‪ ،‬أو فسلخ‪ ،‬أو بحلوه‪ ،‬قولله‪« :‬ولـم تحـ‬

‫‪ { :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ} [الط ق‪.]4:‬‬

‫»؛ يعنر ولم تحه تلك المرأ لصغرها‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولم تح‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬أو إياس»‪ ،‬وسليأا أن ا يلاس ببلوغهلا خمسلين عا ًملا‪ ،‬وسليأا إن شلاء اهلل الكل م‬
‫عنه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تعتد حرة بثالثة أَهر»‪ ،‬عرفنا أن ابتداء المد هنا من حين المفارقة بالط ق‪،‬‬
‫والتلفظ به‪ ،‬أو الحكم به من القاضر‪.‬‬

‫والث ثة أشهر من بدء الساعة إلى ما يقابلها بعد ث ثة أشهر‪ ،‬وعرفنا كيف يكون حسا ا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأمة بيهرين‪ ،‬ومبعضة بالحساب»‪.‬‬

‫المبعلة هنا جعلناها بالحساب؛ ألن الحهر يقب التبعيه؛ بخ ف الحيلة‪ ،‬فإ ا ل تقب التبعيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬الخامسة‪ :‬من ارتقع حيضها‪ ،‬ولم تعلم ما ر ع ‪ ،‬تعتد للحمٍ بالب مدت ‪ ،‬ثم تعتد‬
‫كآيسة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬من ارتقع حيضها‪ ،‬ولم تعلم ما ر ع »؛ قد يكون ما رفعه حم ‪ ،‬قد يكون قد رفعه‬
‫الرضاأ‪ ،‬فإن المرأ إاا كابت ترضع فإ ا قد ل تحيه‪ ،‬قد يكون رفعه مرض‪ ،‬قد يكون رفعه بعام‪ ،‬قد‬
‫يكون رفعه خوف‪ ،‬بعه النساء إاا خافت من شرء معين‪ ،‬أو ساءت بفسيتها فإبه يرتفع حيلها‪ .‬فإبه‬
‫حينمذ قال‪ « :‬تعتد للحمٍ بالب مدت »؛ ألبه يف الغالع أن األسباب تستبين‪ ،‬وأبول األسباب هو‬
‫الحم ‪ ،‬فتمكث غالع مد الحم ‪ ،‬ول بقول‪ :‬أقله‪ ،‬وإبما تمكث غالع مد الحم ‪ ،‬وهو تسعة أشهر‪،‬‬
‫ثم بعد الك تعتد عد اآليسة‪ ،‬وما هر عد اآليسة؟ إن كابت حر ث ثة أشهر‪ ،‬وإن كابت أمة شهران‪.‬‬

‫فحينمذ؛ التر ارتفع حيلها‪ ،‬ولم تعرف ما رفعه فإ ا حينمذ تعتلد إن كابلت حلر سلنة‪ ،‬وإن كابلت أملة‬
‫شهرا‪.‬‬
‫أحد عحر ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪861‬‬

‫إياسا‪ ،‬فتعتد عد اآليلس؛ ث ثلة‬


‫إن كابت قد عرفت السبع‪ ،‬فنقول‪ :‬إن كابت قد عرفت السبع‪ ،‬وكان ً‬
‫أشهر‪ ،‬وإن كان غير ا ياس‪ ،‬فإ ا تنتظر حتى يرتفع سببه‪ ،‬عرفلت أبله حمل ؛ تنتظلر حتلى تللد‪ ،‬عرفلت أبله‬
‫رضاأ؛ تنتظر حتى تنتهر من الرضاأ‪ ،‬ربما تمتد إلى سنتين‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن علمت ما ر ع ‪ ،‬ال تزال حتى تعاد‪ ،‬تعتد ب ‪ ،‬أو تصير آيسة‪ ،‬تعتد عدتها»‪.‬‬

‫هذه تقدمت‪ .‬وهنا يبدو أن المصنف ما اكر سن ا ياس‪ ،‬المعتمد عنلد الفقهلاء رحمهلم اهلل تعلالى أن‬
‫حول قمر ًّيا؛ فإبه يحكم بإياسها ولو كان يخلرج منهلا دم؛ لقلول عائحلة ‪« :‬إن‬
‫المرأ إاا بلغت خمسين ً‬
‫المرأ إاا بلغت الخمسين لم تلد»‪ .‬هذا هو المحهور عند فقهائنا‪.‬‬

‫وبنا ًء عليه؛ فإن ك امرأ بلغت خمسين عا ًما قمر ًّيا؛ فإ ا تعتد عد اآليس ولو كان يخرج منها دم‪.‬‬

‫وأغلللع النسللاء التللر يخللرج منهللا بعللد الخمسللين للليس دم جبلللة وببيعللة‪ ،‬وإبمللا دم مللرض كللأمراض‬
‫وتليفات تكون يف رحمها‪.‬‬

‫‪ ،‬ومستحاضة مبتدأة أو ناسية كآيسة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعدة بالغة لم تح‬

‫»؛ بلغلت بلأن رأت ع ملات البللوغ غيلر الحليه‪ ،‬فإ لا تعتلد كاآليسلة؛‬ ‫يقول‪« :‬وعدة بالغة لم تح‬
‫ث ثة أشهر‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومستحاضة مبتدأة»؛ ألن المستحاضة أبواأ‪:‬‬

‫مستحاضة مبتدأ ‪ ،‬ومستحاضة مميل ‪ ،‬ومستحاضة معتاد ‪ ،‬والرابعة‪ :‬مستحلا متحير ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلولى‪ ،‬وه المستحاضة المبتدأة‪ :‬التر من حين بدء حيلها وهر مسلتمر لا اللدم‪ ،‬فللم تسلتطع‬
‫التمييل‪ ،‬فهذه تعتد ث ثة أشهر‪.‬‬

‫‪ ‬الثانية‪ :‬المستحاضة المميل ‪ :‬التر تستطيع أن تميل دم الحيه ملن غيلره؛ فإ لا تمكلث دم التمييلل؛‬
‫ث ث حيه؛ فإ ا تعرف الدم بلوبه‪ ،‬وقد جاء يف الحديث المروي عن النبلر ‪ ‬أبله قلال‪« :‬إن‬
‫دم الحيه دم أسود يعلرف»‪ ،‬ويف لفلظ «يعلرف»‪ ،‬فلدل عللى األوصلاف الث ثلة التلر يعلرف لا الحليه‬
‫ويميل‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن تكون المرأ معتاد بأن تكون لهلا علاد ‪ ،‬فنقلول‪ :‬تمكلث عادهتلا‪ ،‬وقلد قلال النبلر‬
‫‪862‬‬

‫‪« :‬امكثر قدر حيلتك»؛ أي العلاد ‪« ،‬امكثلر قلدر حيللتك»؛ هلذه هلر العلاد ‪ ،‬فللو كابلت‬
‫حيلا‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫عادهتا أ ا تحيه خمسة عحر يو ًما مث ً ‪ ،‬وتطهر أكثر من الك؛ فإ ا تعتا هذا ً‬

‫قال‪« :‬أو ناسية»؛ هذا المبتلدأ المتحيلر ‪ ،‬المبتلدأ المتحيلر ‪ :‬التلر بسلت التمييلل‪ ،‬وبسلت عادهتلا‪ ،‬أو‬
‫فقدت عادهتا بكثر استحاضتها؛ ألن العاد تثبت بث ث‪ ،‬وتفقد بث ثلة أشلهر متواليلة؛ فإ لا حينملذ تكلون‬
‫معتد بث ثة أشهر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬السادسة‪ :‬امرأة المقهاد‪ ،‬تتربص»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬امرأة المقهاد»؛ أي التر فقد زوجها‪ ،‬ولها حالتان‪ :‬إما أن يكون فقد يف ه ك‪،‬‬
‫وغالبه اله ك‪.‬‬

‫أو فقد يف أمر غالبه الس مة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تتربص ولا أمة أربع سنين إن انهطع هبره لغيبة ظاهرها الهالك‪ ،‬وتسعين منذ ولد‬
‫إن كان ظاهره السالمة‪ ،‬ثم تعتد للا اة»‪.‬‬

‫ابظر معر!! قب أن أبدأ ذه المسألة‪ ،‬الملرأ إاا غلاب عنهلا زوجهلا وفقلد؛ للم تعلرف أيلن هلو‪ ،‬فلهلا‬
‫حالتان‪ ،‬هر مخير ‪:‬‬

‫إما أن تطلع الط ق والفسخ‪ ،‬فيفسخ القاضر ألج الغيبة‪ ،‬فمن حين غاب اللوج عنهلا سلتة أشلهر‪،‬‬
‫ول تعلم مكابه؛ يًوز أن ترفع للقاضر‪ ،‬فيفرق القاضر بينهما للغيبة‪ ،‬وحينمذ فإ ا ل ترث من ماله شلي ًما‪،‬‬
‫ول تأخذ من النفقة شي ًما بعد الستة أشهر‪.‬‬

‫الحالة الثابية‪ :‬أن تقول‪ :‬ل‪ ،‬أريد أن أبقى يف امة هذا اللوج‪ ،‬فتأخذ من ماله الذي تركله وهلر يف امتله‪،‬‬
‫يعنر تركه عندها‪ ،‬فتنف من هذا المال عليها‪ ،‬وعلى أبنائها‪ ،‬وتنتظلر حتلى يحكلم القاضلر بوفاتله‪ ،‬فلةث‪.‬‬
‫هذه التر يتكلم عنها‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬هذه المد الطويلة ليس فيه إضرار عللى الملرأ ؛ ألن الملرأ مسلتفيد ‪ ،‬تقلول‪ :‬أريلد أن أرث بالله‪،‬‬
‫وأريد كذلك أن أستمر‪ ،‬وآخذ من ماله النفقة‪ .‬فهذه بلرب لها المد الطويلة‪.‬‬

‫وأما إن أرادت الفرقة؛ فإبه لها الح بعد ستة أشهر‪ ،‬وللذلك‪ ،‬بعله النلاس قلد يسلتطي هلذه الملدد‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪863‬‬

‫إضرارا بالغائع وبورثته؛ فلذلك هر التر تصا ألج الك‪.‬‬


‫ً‬ ‫بقول‪ :‬ألن فيه‬

‫ليس متعل ًقا ا‪ ،‬وإبما متعل بالغائع‪.‬‬ ‫قال‪« :‬تتربص ولا أمة أربع سنين»؛ ألن هذا الةب‬

‫بحرا‪ ،‬وغرقت السفينة‪،‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إن انهطع هبره لغيبة ظاهرها الهالك»؛ كأن يكون ركع ً‬
‫قديما اله ك‪ .‬أو كان يف حرب‬
‫ً‬ ‫بحرا‪ ،‬وجه أمره‪ .‬ألن األص يف ركوب البحر‬
‫وقديما يقولون‪ :‬ركع ً‬
‫ً‬
‫وبحو الك‪ ،‬وهذه قلى ا عمر أ ا تمكث أربع سنين‪.‬‬

‫عندنا هنا مسألتان‪:‬‬

‫‪ ‬المسألة اْلولى‪ :‬األربع سنين؛ متى بحكم بابتدائها؟ بقلول‪ :‬يحكلم بابتلدائها ملن حلين الغيبلة؛ ملن‬
‫ابتداء غيبته‪.‬‬

‫‪ ‬المسألة الثانية‪ :‬أبه ل يحةط للرب هذه المد حكم حاكم‪ ،‬ب تبدأ المد من حين الغيبة وللو للم‬
‫يحكم الحاكم ا‪ ،‬ثم قال‪« :‬وتسعين» سنة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬منذ ولد إن كان ظاهرها»؛ أي ناهر غيبته‬

‫شخصا يعيش‬
‫ً‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬السالمة»؛ كأن يكون اهع لتًار وبحو الك‪ ،‬والسبع أبه يندر أن‬
‫بعد التسعين‪.‬‬

‫وقلت‪ :‬يندر؛ ألن غالع الناس ل يًاوزون السبعين‪ ،‬هذا هو األغلع‪ ،‬وأما مًلاوز التسلعين فنلادر‪،‬‬
‫وأما مًاوز مائة وعحرين فقد حكى بعه أه العلم الثقات كالحيخ تقر الدين أبه للم يثبلت أحلد عللى‬
‫مر التاريخ بإسناد صحي أبه قد جاوز المائة والعحرين‪.‬‬

‫مائة وعحرين بلغوها‪ ،‬وقد جمع الذهبر جل ًءا مطبو ًعا‪ ،‬وأنن قبلله ابلن منلده رحملة اهلل عليله؛ محملد‬
‫بن إسحاق‪ ،‬أو ابنه‪ ،‬بسيت اآلن‪ ،‬جل ًءا فيمن بلغ مائة وعحرين من الصحابة‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬جاوز مائة وعحرين؛ اكر تقر الدين أبه لم يثبت أن أحدً ا جاوزها‪ ،‬فلذلك العلماء عنلدما قلالوا‪:‬‬
‫التسعين؛ ألبه بادر‪ ،‬والنادر ل حكم له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن طلق بائب أو مات؛ ِن ابتدان العدة من القرقة»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن طلق بائب»؛ حال غيبته؛ فإن العد تبتد من حين الفرقة‪ ،‬سوا ًء علمت أو لم تعلم‪ ،‬قللى‬
‫‪864‬‬

‫به الصحابة‪ ،‬ومنهم العبادلة؛ كابن عمر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعدة من وطأت بيبهة أو زنا كمطلهة إَّل أمة بير مزوجة‪ ،‬تستبرأ بحيضة»‪.‬‬

‫هذه المسألة؛ اكرت لكم قب قلي ‪ :‬القاعد عنلد فقهائنلا أن كل املرأ حلر ؛ فإ لا إبمل تعتلد بلث ث‬
‫حيه سوا ًء كابت مفارقة بط ق‪ ،‬أو مفارقة بفسخ‪ ،‬أو موبوء بسبع بكل فاسد‪ ،‬أو موبوء بحلبهة ملن‬
‫غير عقد؛ إما شبهة عقد‪ ،‬أو شبهة فع ‪ ،‬واكرهتا قب ‪ ،‬أو كابت موبوء بلبا‪.‬‬

‫فمن وبئ امرأ بلبا ف بد أن تمكث ث ث حيلها؛ حتى تح للوجها التلر هلر يف امتله‪ ،‬أو تتللوج‬
‫إن لم تكن غير متلوجة‪ ،‬ل ُبد من الستااء‪ ،‬والحر ل تستاأ إل بالعدد‪.‬‬

‫أما استااء الحيلة؛ فعند فقهائنلا خلاص با ملاء‪ ،‬وللذلك اكلر‪ ،‬قلال‪« :‬إَّل أمـة بيـر مزوجـة‪ ،‬تسـتبرأ‬
‫بحيضة»‪ ،‬أو عند البيع؛ ف بد من استاائها‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬العلماء يقولون‪ :‬إن العدد أربعة أبواأ‪:‬‬

‫عد المعنى فيها واض مث ‪ :‬علد الحامل ؛ واضل فيهلا المعنلى المعلل ؛ أي الحكملة‪ ،‬هنلا المعنلى‬
‫بمعنى الحكمة؛ ألج استااء الرحم‪.‬‬

‫وعد التعبد فيها متمحه؛ يعنر العلة فيها التعبد فقط مث ‪ :‬مكث التر تحيه ث ث حيه‪.‬‬

‫وعد يوجد فيها التعبد‪ ،‬والمعنى؛ أي التعلي ؛ ولكن التعبد أغلع‪.‬‬

‫وعد العكس؛ المعنى فيها أغلع‪ ،‬وهر التر اكرباها قب قلي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن وطأت معتدة بيبهة أو زنا‪ ،‬أو ن اح اسد أتمت عدة اْلول‪ ،‬وَّل يحتسب منها‬
‫مهامها عند ثان‪ ،‬ثم اعتدت لثان»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬لو أن امرأ معتد وبأت بحبهة؛ أي‪ :‬أخطلأ رجل ‪ ،‬وبأهلا نلن أ لا زوجتله ملث ً ‪ ،‬وهلذه شلبهة‬
‫الفع ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو زنا»؛ أي‪ :‬زبى ا رج ‪ ،‬قال‪« :‬أو ن اح اسد»‪ .‬قول المصنف‪« :‬ن اح اسد»‬
‫تبع فيها صاحع‬
‫‪٦‬‬
‫‪865‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬المنتهى»‪ ،‬وهذا خطأ؛ ألن النكاال يف العد باب بإجماأ أه العلم‪.‬‬

‫وفقهاهبللا وإن كللابوا ل يفرقللون بللين الفاسللد والبابل إل أ للم يفرقللون بينهمللا يف بللابين‪ ،‬وأحللد هللذين‬
‫البابين‪ :‬النكاال‪ ،‬فيًعلون المًمع عليه باب ً ‪ ،‬والمختلف فيه فاسد‪ .‬وللذا‪ ،‬الصلواب أن يقلول‪ :‬أو بكلاال‬
‫باب ‪.‬‬

‫حيلا‪ ،‬أو كابت مد ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أتمت عدة اْلول»؛ حسبما هر العد سوا ًء كابت ً‬

‫بكاحا أو فع ً ‪ ،‬ثم اعتدت للثاين‪ ،‬فتمكث بعلده علد‬


‫قال‪« :‬وَّل يحتسب منها مهامها عند ثان»؛ إن كان ً‬
‫ثابية؛ ألن القاعد عندبا أن العدد ل تتداخ ‪ ،‬هناك أمور تتداخ ‪ ،‬وهناك أمور ل تتداخ ‪ ،‬هذه من األملور‬
‫التر ل تتداخ ؛ ألن الح يف العدد ح يغلع فيه ح اآلدمر‪ ،‬ولذا‪ ،‬فإ م قالوا‪ :‬ل تتداخ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم إحداد على ميت بير زوج اق ثالث»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬لحديث أم حبيبة ‪َّ« :‬ل يحٍ َّلمرأة تؤمن باهَّلل واليام اْلهر أن تحد على بير زوج اق ثالث‬
‫إَّل من مات زوجها‪ ،‬تحد أربعة أَهر وعيرا»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُب على زوجة ميت‪ ،‬ويباح لبائن»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن ا حداد‪ ،‬ا حداد هو المتناأ من بعه المباحات التر فيها اللينة‪ ،‬وسليتكلم‬
‫عنه المصنف‪ ،‬وهو واجع تار ‪ ،‬ومحرم تار ‪ ،‬ومباال تار ‪.‬‬

‫فهو واجلع عللى المتلوىف عنهلا زوجهلا‪ ،‬وللذلك قلال‪« :‬ويُـب علـى زوجـة ميـت»‪ ،‬وقلد قلال النبلر‬
‫‪ ‬لفريعة‪« :‬ام ث حتى يبلَ ال تـاب أجلـ »‪ ،‬وكلذلك يف حلديث أم سللمة حينملا حلرم النبلر‬
‫‪ ،‬ومنع من بعه أبواأ اللينة‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويباح لبائن»؛ أي أن الملرأ إاا بلقلت ب ًقلا بائنًلا جلاز لهلا أن تحلد عللى زوجهلا؛ كلأن يكلون‬
‫بلقها ث ث بلقات‪ ،‬فيًوز لها أن تحد لمحبتها زوجها‪ ،‬وحيث ل رجعة لها‪ ،‬فمن باب إنهار الك جاز‬
‫لها ا حداد عليه‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬الفرق بين ا حداد ألج الوفا ‪ ،‬واألحداد ألج الط ق البائن من جهتين‪:‬‬

‫الًهة األولى‪ :‬أن ا حداد ألج الوفا واجع‪ .‬وهذا مباال‪.‬‬


‫‪866‬‬

‫الفرق الثاين‪ :‬أن ا حداد ألج الوفا يحرم فيه الخروج من البيت‪ ،‬وأما ا حلداد ألجل الطل ق فل‬
‫يتعل به الخروج من البيت‪ ،‬وإبما يكون متعل ًقا باللينة فقط‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها ترك زينة وطِيب‪ ،‬وكٍ ما يدعا إلى جماعها‪ ،‬ويربب يف النظر إليها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وها ترك زينة»؛ ا حداد يتعل به أحكام‪ ،‬األول‪ :‬ترك اللينة‪ ،‬والمراد باللينة زينتان‪ ،‬وإن شلمت‬
‫ق ‪ :‬ث ًثا من باب التفصي ‪ ،‬فتليد‪ ،‬ول يلر‪.‬‬

‫اللينة األولى‪ :‬زينة الًيد‪ ،‬وزينة الًيد تكون إما بالحناء؛ وضع الحنلاء؛ تمنلع منله‪ ،‬والكحل ‪ ،‬وملا يف‬
‫معناهما كأدوات المكياج‪.‬‬

‫أيلا بلينة البدن‪ ،‬لكن فصلناه من باب التفصي ‪ :‬زينة البدن بلالحلر‪ .‬األول‪:‬‬
‫ً‬ ‫النوأ الثاين‪ ،‬وهو متعل‬
‫ينة البدن بغير الحلر كالكح والحناء‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬زينته بالحلر الذي ينفص ‪ ،‬فيحرم عللى الملرأ أن تللبس حل ًّيلا ملن اهلع أو فللة وبحوهلا‪،‬‬
‫ويًع عليها فصله ولو بإت فه‪ ،‬فلو كان عليها خاتم وجع عليه أن تقطعه قط ًعا ولو بقصه وجو ًبا‪.‬‬

‫الحلر التر ل تكون من اهع أو فلة؛ هل يًلوز للمحلد لبسله؟ نلاهر كلام فقهائنلا أبله يمنلع؛ ألن‬
‫المقصود منه اللينة‪ ،‬فيمنع‪ ،‬وأما ما يًع على الًسد لغير اللينة كالساعات المعتلاد ‪ ،‬فإبله يكلون حينملذ‬
‫جائلا‪ ،‬فليس المقصود ما يلبس‪ ،‬وإبما ما يلبس لللينلة‪ ،‬وإن كلان بعللهم خصله باللذهع والفللة‪ ،‬لكلن‬
‫ً‬
‫ناهر تعليلهم أبه ك ما يلبس لللينة‪ ،‬فا كسسوارات هذه داخلة فيه‪.‬‬

‫األمر الثالث من اللينة‪ :‬قالوا‪ :‬ما يكون من الثياب؛ زينة الثياب‪ ،‬ف تلبس من الثياب ما وجد فيله أحلد‬
‫وصفين‪:‬‬

‫إما أن يكون ثوب زينة ينظر إليه بغه النظر عن لوبه‪.‬‬

‫أو أن يكون لوبه من األلوان الفاتحة جدًّ ا غير األبيه؛ ألن النبر ‪ ‬لى أن تللبس الملرأ‬
‫الثوب المصبوغ‪ ،‬والمقصود بالمصبوغ أي المصبوغ صب ًغا يكون ً‬
‫فاتحا‪ ،‬هذا مرادهم‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬قال المصنف‪« :‬وها ترك زينة»‪ ،‬فيحم اللينات الث ث‪ :‬زينلة البلدن‪ ،‬وزينلة الثيلاب‪ ،‬وزينلة‬
‫الحلر‪ ،‬يحم اللينات الث ث‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪867‬‬

‫قال‪« :‬وطِيب»؛ هذا األمر الثاين مما تًتنبه المرأ ‪ ،‬فإ ا تًتنلع بعلد اللينلة الطيلع‪ ،‬والملراد بالطيلع‬
‫التطيع‪ ،‬ل الحم‪ ،‬والتطيع يحم ث ثة أشياء‪:‬‬

‫التطيع بوضعه على البدن‪.‬‬

‫أو بالدهان به؛ جعله على هيمة الدهن‪.‬‬

‫والثالثة‪ :‬بأكله‪.‬‬

‫والفقهاء يقولون‪ :‬إن األبياب ل يًوز أكلها كاللعفران‪ ،‬فالمحد ل تأكل بعا ًملا فيهلا زعفلران؛ ألن‬
‫اللعفران يستخدم بي ًبا وبعا ًما‪ ،‬ويستخدم صب ًغا‪ ،‬ف تصبغ به ثو ًبا‪ ،‬ول تتطيع به‪ ،‬ول تأكله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكٍ ما يدعا إلى جماعهـا»‪ ،‬قلول المصلنف‪« :‬وكـٍ»؛ هلذه يف الحقيقلة فيهلا بظلر‪،‬‬
‫والصواب أن يقول‪ :‬وهو ك ‪ .‬فإن الفقهاء يًعللون جمللة قـال المصـنف‪« :‬كـٍ مـا يـدعا إلـى جماعهـا»‬
‫تبيين لللينة التر فصلت لك أبا أ ا ث ثة أبواأ‪ ،‬فقوله‪« :‬وكٍ»؛ الواو هنا تفيد المغاير ‪ ،‬واألقرب أ لا ملن‬
‫باب التفسير‪ ،‬وهر ناهر ك م المحققين كصاحع‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬اْلقناع»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وكٍ»؛ أي وهو ك‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ما يدعا إلى جماعها‪ ،‬ويربب يف النظر إليها»؛ أي‪ :‬المراد باللينة ما سب ‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬قوله‪« :‬وكٍ»؛ تفصي لللينة‪ ،‬أو مناط اللينة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويحرم بال حاجة تحالها من مس ن وجبت ي ‪ ،‬ولها الخروج لحاجتها نهارا»‪.‬‬

‫هذا األمر الثالث الذي يحرم على المرأ المحد فعلله‪ ،‬وهلو الخلروج ملن المسلكن؛ لحلديث فريعلة‬
‫‪ ‬أن النبر ‪ ‬قال لها‪« :‬ام ث حتى يبلَ ال تاب أجل »‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويحرم بال حاجة تحالها من مس ن وجبت ي »؛ أي وجبت فيه العد عليهلا بلأن ملات زوجهلا‬
‫عنها وهر فيه‪ ،‬وكان ااك البيت بيلت اللوجيلة‪ ،‬ل كلان البيلت بيتًلا ألبيهلا وأمهلا‪ ،‬فلإن هلذا ل يسلمى بيلت‬
‫اللوجية‪ ،‬وإبما العا ببيت اللوجية‪.‬‬
‫‪868‬‬

‫إاا مات زوجها وهر يف بيت فيحرم عليها الخروج فيه‪ ،‬الخروج؛ يقول العلماء‪ :‬يًلوز لهلا أن تخلرج‬
‫من هذا البيت يف النهار‬

‫‪ ‬قووال املصوونف‪« :‬لحاجتهــا»؛ ألن فريعللة خرجللت مللن بيتهللا تسللأل النبللر ‪ ،‬فالسللؤال‬
‫لحاجة‪ ،‬فيًوز أن تخرج لحاجة‪.‬‬

‫من الحاجة‪ :‬العم ‪ ،‬الكتساب‪ ،‬الذهاب للتسلوق اللذي تحتاجله‪ .‬وأملا يف الليل ؛ فيقوللون‪ :‬ل يًلوز‬
‫لها أن تخرج من البيت إل للرور كع ج وبحوه‪ ،‬أو خوف‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬يقول المصنف‪« :‬ويحرم بال حاجة»؛ هنا قوله‪« :‬بال حاجة»؛ أي ب حاجة شديد‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬تحالها من مس ن وجبت ي »؛ هذا يتكلم عن مطل البتقال من المسكن‪ ،‬فإن لم‬
‫توجد الحاجة الحديد كعدم القدر على سداد ا يًار وبحوه؛ وجع عليها المكث يف الك المنللل‪ ،‬ول‬
‫تخرج منه لي ً إل للرور ‪ ،‬ول ًارا إل لحاجة‪ ،‬وهذا معنى قوله‪« :‬ولها الخروج لحاجتها نهارا»‪.‬‬

‫بعه الفقهاء أن المرأ المحد يًوز لها الخروج ًارا لغيلر حاجلة‪ ،‬قلال‪( :‬ألن األصل أن الملرأ ل‬
‫تخرج من بيتها إل لحاجة)‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن ملب أمة ياطأ مثلها من أي َخص كان حرم علي وطن ومهدمات قبٍ استبران‬
‫بحيضة‪ ،‬وآيسة وصغيرة بيهر»‪.‬‬ ‫حامٍ باضع‪ ،‬ومن تحي‬

‫هذا يسمى الستااء‪ ،‬فإن قال المصنف‪« :‬من ملب أمة ياطأ مثلها»؛ بأن كابت بنت تسع‬

‫مسللما‪ ،‬أو غيلر مسللم واب ًملا لهلا‪ ،‬أو غيلر وابلئ‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬من أي َخص كان»؛ سواء كلان‬
‫اكرا أو أبثى‪ ،‬ل فرق‪.‬‬
‫سوا ًء كان ااك الذي تملكها منه ً‬
‫قال‪« :‬حرم علي وطن ومهدمات »؛ أي ومقدمات اللوطء قبل السلتااء‪ ،‬وكيلف يكلون السلتااء؟ إاا‬
‫كابت حام ً فبالوضع‪ ،‬وإاا كابت تحليه فبحيللة‪ ،‬وإن كابلت آيسلة أو صلغير؛ بحلهر‪ ،‬وهلذا لملا قللى‬
‫النبر ‪ ‬أن أمر أل يوبأ سبر أوباس إل بعد أن يستاأن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ .‬ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب على رضيع و رع ‪ ،‬وإن نزل هط»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»؛ الواو هنا عطف على ما سلب ملن األحكلام السلابقة‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪869‬‬

‫فإن الرضاأ يتعل به أحكام‪ ،‬منها الفرقلة‪ ،‬وغيرهلا‪ ،‬والنكلاال‪ ،‬وللذلك‪ ،‬أورده بعلد الفرقلة والنكلاال‪ ،‬وهلو‬
‫ما م ًعا‪.‬‬ ‫متعل‬

‫قال‪« :‬ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسـب»؛ هلذا بصلف حلديث ورد علن النبلر ‪ ‬يف‬
‫الصحيحين‪ ،‬قال‪« :‬على رضيع و رع »؛ أي أبناء الرضيع؛ المرتلع يعنر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن نزل»؛ أي وإن بلل فرعه سوا ًء كان وار ًثا‪ ،‬أو غير وارث‪ً ،‬‬
‫اكرا أو أبثى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬هط»‪ ،‬وهذا يدلنا على أن أصول الرضيع وحواشر الرضيع ‪-‬وهم أبناء األصلول‪-‬‬
‫اكلورا وإبا ًثلا‪ ،‬وارثلين أو غيلر‬
‫ً‬ ‫ل تنتحر إليهم الحرمة بالرضاأ‪ ،‬وإبملا الرضلاعة خاصلة بالرضليع وفروعله‬
‫وارثين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬وَّل حرمة إَّل بخمس رضعات يف الحالين‪ ،‬وتثبت بسعاط ووجار‪ ،‬ولبن ميتة‪،‬‬
‫ماطانة بيبهة‪ ،‬ومياب»‪.‬‬

‫يقللول الحلليخ‪ :‬قــال المصــنف‪« :‬وَّل حرمــة إَّل بخمــس رضــعات»؛ لحللديث عائحللة ‪« :‬بس لخت‬
‫بخمس رضعات محرمات»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬يف الحالين»؛ لما جاء عن النبر ‪ ‬أبه قال‪« :‬إبما الرضاعة من المًاعة»‪ ،‬وقد جاء‬

‫فيمللا يللدل عللن الصللحابة أن التقللدير بللالحولين‪ ،‬بلل ألن اهلل ‪ ‬قللال‪ { :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ}‬
‫[األحقاف‪ ،]15:‬فلما كان الحم ستة أشهر؛ فإن الفصال والرضلاأ يكلون سلنتين‪ ،‬وألن اهلل ‪ ‬قلال‪:‬‬

‫{ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ} [البقلللر ‪ ،]233:‬فًعللل العلللا بلللالحولين يف الرضلللاعة‪ .‬هلللذا‬


‫التقييد بالحولين‪.‬‬

‫وعندهم أن التقييد بالحولين على سلبي التحديلد‪ ،‬ولليس عللى سلبي التقريلع؛ ألن المقلدَّ رات عنلد‬
‫الفقهاء تار تحديد‪ ،‬وتار تقريع‪ ،‬فالقلتان ومسافة السفر تقريع‪ ،‬وهنا على سلبي التحديلد‪ ،‬وبنلا ًء عليله‪،‬‬
‫فلو زاد على الحولين ولو بلحظة لم ينحر الرحمة‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتثبت بسعاط»؛ وهو الذي يقطر يف األبف‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ووجار»؛ وهو الذي يوضع يف الفم من غير م‬


‫‪870‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولبن ميتة» ؛ بأن تكون األم قد ماتت‪ ،‬ثم ارتلع منها الولد الرضعة الخامسة مث ً ‪،‬‬
‫فحينمذ تنحر الحرمة‪.‬‬

‫قال‪« :‬وماطانة بيبهة»؛ فإن لبنها ينحر الحرمة‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومياب»؛ كأن تسحع المرأ لبنًا يف كأس‪ ،‬وتليده بماء مث ً ‪ ،‬فيكون محو ًبا بماء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكٍ امرأة تحرم علي بنتها كأم وجدت وربيبت إذا أرضعت طقلة حرمتها علي »‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصـنف‪« :‬وكـٍ امـرأة تحـرم عليـ بنتهـا كأمـ وجدتـ وربيبتـ »؛ ربيبتله هلر بنلت‬
‫زوجته‪ ،‬وبعلهم يقول‪ :‬ابنته‪ ،‬والبنة أوض من الربيبة‪.‬‬

‫قال‪« :‬إذا أرضعت طقلة حرمتها علي »؛ إ ًاا‪ ،‬الرضاعة تحرم اثنتين‪ ،‬تحرم على الرضيع وعلى فروعله‪،‬‬
‫وسبقت‪.‬‬

‫والثابية‪ :‬تحرم على من حرمت عليه بنت امرأ ‪ ،‬فإ ا إاا أرضعته تكون محرمة عليه كذلك؛ ألن النبلر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬إنما ها عمب من الرضاعة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬وكٍ رجٍ تحرم علي بنت كأهي وأبي وربيب إذا أرضعت امرأت بلبن طقلة حرمتها‬
‫علي »‪.‬‬

‫هذه مث السابقة؛ ألن هذه المسألة يسمو ا‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لبن القحٍ»‪ ،‬فإن الرضاأ ينحر الحرمن للبن الفح ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن قال‪ :‬إن زوجت أهت من الرضاع بطٍ ن اح »‪.‬‬

‫ألبه أقر على بفسه بما يفسد النكاال وإن لم يأت ببينة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل مهر قبٍ دهال إن صدقت »‪.‬‬

‫ل مهر لها؛ ألبه كان بإقرار منه‪ ،‬وتصدي لها فكأن الفرقة جاءت من جهتها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُب نصق إن كذبت »‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويًع بصف المهر إاا كان قد أقر على بفسه بأ ا أخته من الرضاأ‬
‫‪٦‬‬
‫‪871‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إن كذبت »؛ ألن الفرقة جاءت من جهته هو‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكل بعد دهال مطلها»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وكل »؛ أي يًع لها المهار كام ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بعد دهال مطلها» سوا ًء صدقته أو كذبته؛ ألن المهر بما استح من فرجها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن قالت ه ذلب‪ ،‬وكذبها؛ ه زوجت ح ما»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن قالت ه ذلب‪ ،‬وكذبها»؛ قال‪ :‬لست أختًا لر من الرضاعة‪ ،‬ول بينة؛‬

‫‪ ‬قال املصونف‪ « :‬ه زوجت ح ما»؛ أي ل ديابة؛ بمعنى أبه يًع على المرأ أن تمتنلع ملن وبمله‪،‬‬
‫ول تمكنه من بفسها‪ ،‬ويًع عليها كذلك أن تفارقه ولو بعوض‪ ،‬وجو ًبا عليها؛ أل لا ديابلة هلر تلرى أ لا‬
‫ليست زوجة له‪ ،‬وهذا معنى قوله‪« :‬ح ما»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن َب يف رضاع أو عدد بنى على اليهين»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ومن َب يف رضاع» أهو موجود أم ليس موجو ًدا؛ فإن ل عا بالحك هنا‪ ،‬فل تحلريم‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫«أو عدد»؛ ل يدري أهو بلغ الخمسة أم ل؛‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بنى على اليهين»‪ ،‬وهو األق ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويثبت بِهبار مرضعة مرضية‪ ،‬وبيهادة عدل مطلها»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قب شهاد امرأ يف إثبات الرضاعة‪ ،‬وقوله‪« :‬وبيهادة عدل»؛ أي‪ :‬سواء كلان‬
‫ناهرا وبابنًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫العدل رج ً ‪ ،‬أو كان امرأ ‪ ،‬ل فرق‪ ،‬بيد أن هذا العدل من شربه أن يكون ً‬
‫عدل‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باب النقهات»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن النفقات‪ ،‬وهر من توابع عقد النكاال‪.‬‬

‫قال‪« :‬وعلى زوج نقهة زوجت من مأكال وميروب‪ ،‬كساة وس نى بالمعروف»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن بفقة اللوجة‪ ،‬وهر أهم النفقات‪ ،‬وقد أجمع عليها‪ ،‬وقلد جلاءت يف كتلاب اهلل‬
‫‪872‬‬

‫‪ ‬يف قوله ‪ { :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ} [الط ق‪.]7:‬‬

‫قال‪« :‬وعلى زوج نقهة زوجت »؛ والنفقة واجبة ألحد أمرين لكر بفهم مقدار النفقة‪:‬‬

‫أمر يًع بالعقد والتسليم‪ ،‬وعقد يًع ألج الستمتاأ‪.‬‬

‫فأما الذي يًع بالنفقة والتسليم؛ فإبه ث ثة أشياء‪ :‬الطعام والحراب‪ ،‬والسكنى‪ ،‬واللباس‪.‬‬

‫وأما النفقة التر تًع ألج الستمتاأ فهو الملاء ل غتسلال ملن الحليه‪ ،‬وبحلو اللك‪ ،‬وال ِّطيلع إاا‬
‫بلبه‪ ،‬وغير الك مما يتعل بمصلحة اللوج‪ ،‬فحيث بلبه وجع‪ ،‬وإل فليس ب زم‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬ببدأ باألول‪ ،‬وهر النفقلة التلر تًلع بالعقلد وبالتسلليم‪ ،‬فقلال‪« :‬وعلـى زوج نقهـة زوجتـ مـن‬
‫مأكال وميروب»؛ وهذه هر النفقة التر يسميها بعلهم‪ ،‬بعلهم يختصر‪ ،‬فيقول‪ :‬هلر النفقلة‪ ،‬فيقوللون‪:‬‬
‫النفقة بالمأكول والمحروب؛ أل ا األص ‪.‬‬ ‫يًع بفقة زوجته‪ ،‬وكسو ‪ ،‬وسكنى‪ .‬فبعلهم يخ‬

‫قللال‪« :‬مــن مــأكال وميــروب وكســاة»؛ أي لبللاس‪ ،‬قوللله‪« :‬وس ـ نى بــالمعروف»؛ أي بمللا جللرى بلله‬
‫العرف‪ ،‬قوله‪ « :‬يقرض لماسرة مع ماسر عند تنازع»‪ ،‬عا المصنف بقوله‪« :‬عند تنـازع»؛ ألن األصل يف‬
‫العحر بين اللوجين المعروف وا حسان‪.‬‬

‫قال‪« :‬من أر ع هبـز البلـد وأدمـ »؛ ألن األصل يف ا بعلام الخبلل‪ ،‬واألدم لليس الملراد بله ملا جلرت‬
‫عادتنا بتسميته أد ًما‪ ،‬وهو المرق‪ ،‬وإبما المراد باألدم‪ :‬ك ما يؤك ملع الخبلل؛ فلإن مملا يؤكل ملع الخبلل‪:‬‬
‫اللحم‪ ،‬فيسمى أد ًما‪ ،‬وغير الك مما يؤك مع الخبل‪.‬‬

‫فإن جرت عاد بغير الخبل واألدم؛ فإبه يحكم به كما هو ناهر ك مهم‪.‬‬

‫أيللا‪:‬‬
‫حريلرا‪ ،‬قولله‪« :‬وينـام عليـ »‪ ،‬وبليلد ً‬
‫ً‬ ‫قال‪« :‬عادة الماسرين يف ذلب‪ ،‬وما يلبس مثلها»؛ ولو كان‬
‫و ُيً َلس عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ولقهير مع هير كقايتها من أدنى هبز البلد‪ ،‬وأدم ‪ ،‬وما يلبس مثلها‪ ،‬ويُلس‪ ،‬وينام‬
‫علي »‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولقهير مع هير كقايتها»؛ أي‪ :‬أق ما يًلل ملا يكفيهلا ملن أقل خبلل يف البللد‪ ،‬ويمثل العلملاء‬
‫بأق خبل يف البلد بللل قال المصنف‪« :‬الخي ار»‪ ،‬وقد اكر ابن الًوزي يف كتابه «الطب النباي»‪ ،‬ويسلمى‬
‫‪٦‬‬
‫‪873‬‬

‫بللل قال المصنف‪« :‬لهط المنا ع» كيف يكون صنع خبل الخحكار‪.‬‬

‫قللال‪« :‬وأدمـ »؛ أي وأقل األدم‪ ،‬قوللله‪« :‬ومــا يلــبس مثلهــا»؛ أي مللن الفقللراء‪ ،‬قوللله‪« :‬وينــام‪ ،‬ويُلـس‬
‫علي »‪.‬‬

‫قلال‪« :‬ولمتاسطة مع متاسط المتاسط بين ذلـب‪ ،‬وماسـرة مـع هيـر المتاسـط مـع ذلـب‪ ،‬وع سـها‪،‬‬
‫وه القهيرة مع الماسر‪ :‬ما بين ذلب»؛ أي المتوسط بين بفقة الموسر وبفقة المعسر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل الهيمة إَّل برضاهما»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬إبه ل يًوز إخراج النفقة بالقيمة؛ بأن تع َطى ً‬


‫مال إل إاا رضر هلو‪ ،‬ورضليت هلر‪ ،‬هلذا‬
‫هو المذهع‪ ،‬ف بد أن يكون بعا ًما وكسو وسكنى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعلي مؤنة نظا تها»‪.‬‬

‫هذا النوأ الثاين من النفقة التر تكون ألج الستمتاأ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل دوان‪ ،‬وأجرة طيبب‪ ،‬وثمن طيب»؛ ألن هذه ليست من الستمتاأ إل إاا بلبها‬
‫اللوج‪ ،‬فطلع منه بي ًبا‪ ،‬فيللمه أن يعطيها قيمته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتُب لرجعية وبائن حامٍ‪َّ ،‬ل لمتاىف عنها»‪.‬‬

‫وتًع النفقة للرجعية؛ أي جميع النفقة السابقة إل النفقلة التلر تكلون ألجل السلتمتاأ‪ ،‬وهلر مؤبلة‬
‫النظافة‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبائن حامٍ»؛ شربها أن يكون الك الحم يص إلحاق بسبه به بأن كان لم ينفه‪ ،‬ودلي اللك‬

‫قول اهلل ‪ { :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ} [الط ق‪.]6:‬‬

‫وقول المصنف‪« :‬وبائن حامـٍ»؛ المعتملد عنلد فقهائنلا أن النفقلة ليسلت ألجل الملرأ ‪ ،‬وإبملا النفقلة‬
‫ألج الحم ‪ ،‬وبنوا على الك مسائ ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫أن المرأ ل يص لها أن تخالع زوجها على بفقة الحم ؛ أي على إسقاط بفقة الحم ‪.‬‬

‫قال‪َّ« :‬ل لمتاىف عنها»؛ فإن المتوىف عنها ل بفقة لها وللو كابلت حلام ً ‪ ،‬وإبملا ينفل عللى الحمل ملن‬
‫‪874‬‬

‫تركته وبصيبه‪ ،‬فإن لم تكن له تركة؛ فتكون بفقته على من وجبت عليه من قرابته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬من حبست أو نيزت‪ ،‬أو صامت نقال‪ ،‬أو ل قارة‪ ،‬أو قضان رمضان ووقت متسع‪،‬‬
‫أو حُت نقال بال إذن ‪ ،‬أو سا رت لحاجتها بِذن سهطت»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬من مسقطات بفقة اللوجة‪:‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬إاا‪ ‬قووال املصوونف‪« :‬حبســت» يف مكللان ألي سللبع‪ ،‬فإ للا حينمللذ سللقط أحللد الللواجبين عليهللا‪،‬‬
‫والواجبان عليها‪ :‬الحتباس والتمكين‪ ،‬وهنا لم تحتبس له‪ ،‬ول يمكن أن تمكنه؛ فحينمذ ل بفقة لها‪.‬‬

‫قلال‪« :‬أو نيــزت»؛ والنحللوز إمللا بخروجهلا مللن البيللت‪ ،‬أو بامتناعهلا مللن التمكللين‪ ،‬قللال‪« :‬أو صــامت‬
‫نقال»؛ فإ ا إن صامت بف ً وزوجها حاضر؛ تسقط بفقتهلا‪ ،‬وقيلده بعللهم‪ ،‬وهلذا التقييلد حسلن‪ ،‬وقيلدها‬
‫بعلهم أ ا ل تسقط بفقتها إل إاا بلبها‪ ،‬فامتنعت‪ ،‬وأما إاا لم يطلبها بأن كان خلارج البيلت ملث ً ؛ فإبله ل‬
‫تسقط بفقتها‪.‬‬

‫وهنا عندما بقول‪ :‬إ ا سقطت بفقتها ل بقلول‪ :‬إ لا سلقطت مطل ًقلا‪ ،‬وإبملا سلقطت بفقلة النهلار فقلط‪،‬‬
‫ووجبت لها بفقة اللي ‪ ،‬وبفقة باقر األيام؛ ألن المذهع عندبا أن النفقلة تًلع يف اليلوم ملرتين‪ ،‬تًللأ؛ يف‬
‫النهار له بفقة‪ ،‬ويف اللي له بفقة‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو ل قارة»؛ بأن صامت لكفار ‪ ،‬وقد منعته بفسها‪ ،‬قوله‪« :‬أو قضان رمضان ووقت متسـع»؛ فإ لا‬
‫كذلك تسقط بفقتها يف النهار‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو حُت نقال بال إذن »؛ أي يف الحج‪ ،‬وفيما سب كالصلوم للنفل والكفلار والقللاء‪ ،‬وأملا إن‬
‫كان بإابه؛ فإن لها النفقة‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو سا رت لحاجتها بِذن »؛ إاا سافرت لحاجتها بإابه كأن تكون زيار قريع لهلا‪ ،‬أو لنلهلة‪ ،‬أو‬
‫مسلافرا معهلا؛ أل لا هلر التلر منعتله حقله‬
‫ً‬ ‫لتًار ولو كان بإابه؛ فإبه ل بفقة لها إل أن يتاأ هو‪ ،‬أو يكون‬
‫من التمكين‪.‬‬

‫قال‪« :‬سهطت»؛ أي سقطت بفقتها حال سفرها‪ ،‬أو يف ار صومها‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪875‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولها ال ساة كٍ عام‪ ،‬مرة يف أول »‪.‬‬

‫السنة مر ‪ ،‬وأما بفقة المأك والمحرب؛ فإ ا تًع يف ك يوم‪ ،‬فيعطيها إياهلا يف أول‬
‫الكسو تًع يف َّ‬
‫السنَة‪.‬‬
‫اليوم‪ ،‬وأما اللباس فبما جرت به العاد ؛ مرتان‪ ،‬أو ث ث‪ ،‬أو أربع يف َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومتى لم ينقق تبهى يف ذمت »‪.‬‬

‫وإاا لم ينفل عليهلا بقيلت يف امتله‪ ،‬وللم تسلقط بطلول الملد ‪ ،‬وهلذه إشلار للخل ف ملع أبلر حنيفلة‬
‫وأصحابه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أنقهت من مال يف بيبت ‪ ،‬بان ميتا رجع عليها وارث»‪.‬‬

‫إاا أبفقت من ماله تظنه ح ًّيا يف قصة المفقود‪ ،‬قولله‪ « :‬بـان ميتـا»؛ فإبله يرجلع عليهلا اللوارث يف الملد‬
‫السابقة؛ أل ا أخذت من ماله وهر ليست زوجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ومن تسلم من يلزم تسلمها‪ ،‬أو بذلت ه أو وليها؛ وجبت نقهتها ولا مع صغره‬
‫ومرض ‪ ،‬وعنت وجب »‪.‬‬

‫هذه مسألة سهلة جدًّ ا‪ ،‬لكن تحتاج إلى ح اللمائر فيها‪ ،‬وح األسلماء الموصلولة‪ ،‬قولله‪« :‬ومـن»؛‬
‫هنا المقصود به اللوج؛ من من األزواج‪ ،‬قوله‪« :‬ومن تسلم»؛ أي من األزواج‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬من يلزم »؛‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬من» الثابية من اللوجات؛ أي قال المصنف‪« :‬من يلزم تسلمها»؛ أي من‬
‫اللوجات‪ ،‬ويللمه تسلمها هر من؟ هر التر يوبأ مثلها بأن تكون بنت تسع فأكثر‪ ،‬وأما إن تسلمها قب‬
‫بنت تسع؛ فهذه مسألة أخرى‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو بذلت »؛ أي بذلت التسليم‪ ،‬فبذلت التسليم‪ ،‬فاللمير هنا عائد لنفسها‪ ،‬أو تسليم بفسها‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو بذلت ه »؛ أي بذلته اللوجة للوجها‪ ،‬ولم يللمها أن تسلم بفسها بأن كابت لم تقبه مهرهلا‬
‫الحال‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو وليها»؛ فسلمها إياه‬


‫‪876‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وجبت نقهتها»؛ كاملة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولا مع صغره»؛ بأن كان دون عحر سنين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومرض »؛ ومرض اللوج‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعنت »؛ بأن كان عنينًا‪.‬‬

‫أيلا ل يمكن وبؤها إما لمابع‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وجب »؛ بأن كان مقطوأ المذاكير‪ ،‬أو كابت هر ً‬
‫شرعر أو حسر‪.‬‬

‫مهر حال‪ ،‬ولها النقهة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولها منع نقسها قبٍ دهال لهب‬

‫قال‪« :‬لها منع نقسها» قب التسليم‪ ،‬وعدم الدخول‪ ،‬وأما بعد الدخول ف ‪ ،‬ليس لها منع بفسها‬

‫مهر حال»؛ ألج هذه العلة‪ ،‬وهو قبه المهلر الحلال‪ ،‬وأملا إاا كلان المهلر‬ ‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬لهب‬
‫مؤج ً بأن أمهرها عحر حالة‪ ،‬ومائة مؤجلة‪ ،‬فقبلت الحال‪ ،‬فليس لها أن تمنع بفسها‬

‫فقط الفقهاء أجازوا لها المهلة ألج التًهيل‪ ،‬يًوز لها أن تطلع المهللة ألجل التًهيلل‪ ،‬وملر معنلا‬
‫كم مقدار المهلة‬

‫قال‪« :‬ولها النقهة»؛ أي ولها النفقة مع امتناعها بتسليم بفسها‪ ،‬بعم‪ ،‬آخر جملة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬وإن أعسر بنقهة معسر‪ ،‬أو بعضها‪َّ ،‬ل بما يف ذمت ‪ ،‬أو باب‪ ،‬وتعذرت باستدانة أو‬
‫نحاها لها القسَ بحاكم‪ ،‬وترجع بما استدانت لها‪ ،‬أو لالدها الصغير مطلها»‪.‬‬

‫هذه آخر مسألة بقف عندها‪ ،‬يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وإن أعسر» الللوج قـال المصـنف‪« :‬بنقهـة‬
‫معسر»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬بنقهة معسر»؛ أي‪ :‬ولو كان المرأ قد ُفرض لها بفقلة متوسلط بلأن كابلت اللوجلة موسلر وهلو‬
‫معسر‪ ،‬ولكنه عًل عن بفقة المتوسط‪ ،‬وبلل عًله حتى عًل علن بفقلة المعسلر؛ فحينملذ يثبلت الحكلم‪،‬‬
‫وأما إن وجبت لها بفقة المتوسطة مع المتوسط‪ ،‬وعًل عنها‪ ،‬وقدر على بفقة المعسر؛ فليس لها الفرقة‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن أعسر»؛ أي اللوج قال المصنف‪« :‬بنقهة معسر»‪ ،‬ولو كان قد ُحكم لها بنفقة متوسط‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪877‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو بعضها»؛ أي بعه النفقة؛ أي بفقة المعسر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل بما يف ذمت »؛ أي الماضر قب المد السابقة؛ أي‪ :‬أعسر بما ثبت يف الذمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو باب»؛ هنا‬


‫‪‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باب» معطوفة على قال المصنف‪« :‬وإن أعسر» أو غاب‪ ،‬وليست معطوفة على‬
‫قوله‪َّ« :‬ل بما يف ذمت »‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو باب»؛ أي اللوج‪ ،‬قوله‪« :‬وتعذرت»؛ أي وتعذرت النفقة‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باستدانة»؛ لم تًد أحدً ا يستدين يف امته هو‪ ،‬فتقول‪ :‬أستدين على زوجلر‪ .‬فيقلول‪:‬‬
‫ل أريد أن أقرض زوجك؛ ألبه غائع‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو نحاها»؛ بأن لم يكن له مال يمكن أن تأخذ منه‪.‬‬

‫قال‪ « :‬لها»؛ أي لللوجة‪ ‬قال املصنف‪« :‬القسَ»؛ أي الفسخ والفرقة عن زوجها‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬بحاكم»؛ ل ُبد من حكم حاكم‪ ،‬والقاعد عند العلماء أن ك فرقة فيها خل ف بلين‬
‫العلماء‪ ،‬أو فيها اخت ف يف الوجود والعدم؛ ف تص إل بحكم الحاكم‪.‬‬

‫قال‪« :‬وترجع»؛ أي اللوجة‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بما استدانت لها»؛ أي لمصلحتها هر‪ ،‬قولله‪« :‬أو لالدها الصغير مطلها»؛ أي ترجلع‬
‫مطل ًقا على اللوج سوا ًء فسخت بعد الك‪ ،‬أو لم تفسخ‪ ،‬وسوا ًء مات‪ ،‬فتأخذه من تركته‪ ،‬أو رجع ح ًّيا‪.‬‬

‫بقف عند هذا الموضع‪ ،‬وبكم إن شاء اهلل بعد الص ‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)30‬‬

‫‪h‬‬
‫(‪ )30‬اية المًلس الث ثين‪.‬‬
‫‪878‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وتُب علي بمعروف ل ٍٍّ من أباي وإن علاا‪ ،‬وولده وإن سقٍ»‪.‬‬

‫قوله‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫يف هذا الفص أورد المصنف ‪ ‬أحكام النفقلة عللى غيلر اللوجلة كالواللدين‪ ،‬وبلاقر األقلارب‪،‬‬
‫والرقي والبهائم وغيرها‪.‬‬

‫فبدأ بالنفقة على الوالدين‪ ،‬والنفقة عليهما من آكد النفقات على األقارب‪ ،‬ب ُحكر ا جماأ عليها‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتُب علي »؛ أي‪ :‬وجو ًبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بمعروف»؛ أي‪ :‬بمقدار المعروف؛ بما جرى به ال ُعرف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ل ٍٍّ من أباي »؛ سوا ًء كان أ ًبا أو أ ًّما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن علاا»‪ ،‬سواء كابوا وارثين أو غير وارثين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وولده»؛ أي‪ :‬فروعه‪.‬‬

‫‪ ‬قووال املصوونف‪« :‬وإن ســقٍ»؛ أي‪ :‬وإن بلللل س لوا ًء كللان وار ًثللا أو غيللر وارث‪ ،‬ولللو كللابوا مللن اوي‬
‫األرحام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولا حُبهم معسر»؛ أي‪ :‬ولو حًع األبوين أو الولد معسر‪.‬‬

‫وبنا ًء عللى اللك؛ فإبنلا بقلول‪ :‬إن األبلوين وإن عللوا‪ ،‬واألبنلاء وإن سلفلوا فلإ م تًلع النفقلة علليهم‬
‫جنسا‪ ،‬ومحًوبين بغيره؛ بمعنلى أ لم ل يرثلون‪ ،‬أو كلابوا‬
‫بالمعروف سوا ًء كابوا وارثين‪ ،‬أو كابوا وارثين ً‬
‫غير وارثين بأن كابوا من اوي األرحام‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪879‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ول ٍ من يرث بقرض أو تعصيب‪َّ ،‬ل برحم ساى عما َدي نسب »‪.‬‬

‫هذا النوأ الثاين من بفقة اوي األقارب‪ ،‬وهر النفقة لألقارب غير الفروأ واألصول‪ ،‬وهر تًع لمن‬
‫يرثه؛ إا الغرم بال ُغنْم‪.‬‬

‫قال‪« :‬ول ٍ من يرث بقرض أو بتعصيب‪َّ ،‬ل برحم»؛ فيحلم الفلرض جميلع ملن يرثوبله بلالفرض إل‬
‫سبقت بفقتهم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫اللوجين‪ ،‬فإن اللوجين‬

‫والتعصيع يحم العصبة بالنفس‪ ،‬وبلالغير‪ ،‬وملع الغيلر‪ ،‬ويحلم العصلبة بالنسلع‪ ،‬ويحلم العصلبة‬
‫بالولء‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل برحم»‪.‬‬

‫فقهاهبا يرون توريث اوي األرحام إاا ُفقدت اوي الفروض والتعصليع‪ .‬وبنلا ًء عليله؛ فلإن ملن يلرث‬
‫بالرحم ل تًع بفقته وإن ورث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مع ْهر من تُب ل ‪ ،‬وعُزه عن كسب إذا كانت اضلة عن قات نقس وزوجت‬
‫ورقيه يام وليلت كقطرة‪َّ ،‬ل من رأس مال‪ ،‬وثمن ِم ْلب‪ ،‬وآل صنعة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ساى عما َدي نسب » ؛ أي أن عمودي النسع تًع النفقة لهم ولو كابوا غير‬
‫وارثين‪.‬‬

‫ثم شرأ المصنف يف شروط من تًع له النفقة من القرابات‪ ،‬فأول الحروط‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مع ْهر من تُب ل ‪ ،‬وعُزه عن كسب»‪.‬‬


‫الم ْلك‪ ،‬والعًلل علن الكسلع يف ِ‬
‫الفعل ‪ ،‬فلإن بعله‬ ‫الفرق بين الفقر والعًل عن الكسع أن الفقر يف ِ‬

‫فقيرا‪ ،‬لكنه قادر على الكسع‪ ،‬ف مال عنده‪ ،‬لكنه قادر على الكتساب بيده‪.‬‬
‫الناس قد يكون ً‬
‫علاجلا علن الكسلع‪ ،‬لكنله اا ملال‪ ،‬وحينملذ ل ُبلد ملن اجتملاأ‬
‫ً‬ ‫والعكس؛ فإن بعه الناس قلد يكلون‬
‫هذين الوص َفين‪ ،‬وهما الفقر مع العًل عن الكسع‪.‬‬

‫الحرط الثاين‪:‬‬
‫‪880‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إذا كانت اضلة عن قات نقس وزوجت ورقيه يام وليلت كقطرة»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬إذا كانت»؛ أي‪ :‬إاا كابت النفقة لذوي األقارب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصونف‪ « :‬اضلة عن قات نقس »؛ ألن النبر ‪ ‬لما سأله رج عن درهم زاد علن‬
‫حاجة بفسه قال‪« :‬اجعل يف أهلب»‪ ،‬فدل على أن اللوجة ُمقدَّ مة على سائر القرابات‪.‬‬

‫ولذلك قال‪ « :‬اضلة عن قات نقس وزوجت »‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ورقيه »؛ ألن رقيقه ل ينف عليه أحد غيره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يام وليلت » ؛ ألن النفقة إبما تًع يف ك يوم وليلة على سبي البفصال‪ ،‬فك‬
‫يوم وليلة منفصلة كما مر معنا يف الدرس قب الص ؛ أ ا ُت َ‬
‫بذل يف أول النهار‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كقطرة»؛ أي كحكم الفطر تما ًما‪.‬‬

‫هنا قول المصنف‪« :‬عن قات نقس »؛ المراد باللللل«قـات» لليس الطعلام والحلراب فقلط‪ ،‬بل ويحلم‬
‫أيلا الكسو والمسكن‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل من رأس مال»‪ ،‬هذا هو الحرط الثالث؛ أبه ل ُبد أن تكون النفقة ليست من رأس‬
‫ماله‪ ،‬فلو كان المرء عنده رأس مال يتاجر به؛ ف يللمه أن يأخذ من رأس مال التًار لينف على قرابته‪.‬‬

‫ا ويكتسع‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وثمن ِم ْلب»؛ يسكنه أو بحو الك‪ ،‬قوله‪« :‬وآل َصنعة»؛ يحتغ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتسهط بمض زمن ما لم يقرضها حاكم‪ ،‬أو تُستَدَ ن بِذن »‪.‬‬

‫من الفروقات بين بفقة األقارب وبفقة اللوجة أن‪ :‬بفقة اللوجة ل تسقط بمللر الللمن؛ أي بالتقلادم‪،‬‬
‫وأما بفقة األقارب فإ ا تسقط‪ ،‬وهذا معنى قوله‪« :‬وتسهط»؛ أي بفقة األقارب‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬بمضـ زمـن»؛ أي بويل ‪ ،‬للم يطالِلع لا القريلع أملام القاضلر‪ ،‬وللم يبلذل فيهلا‬
‫النفقة الواجبة عليه‪.‬‬ ‫الحخ‬

‫‪ ،‬فأوجع عليه‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ما لم يقرضها حاكم» ؛ ما لم يكن الحاكم قد فرضها على الحخ‬
‫أن ينف على قرابته‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪881‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو تُستَدَ ن بِذن »؛ أي ُتستدَ ن بإان الحاكم بأن يكون القريع الفقير قد استدان بإان‬
‫الحاكم على الغنر القريع‪.‬‬

‫وجبت علي رجع علي منقق بنية الرجاع‪ ،‬وه على كٍ بهدر إرث ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن امتنع من‬
‫وإن كان أب انقرد بها»‪.‬‬

‫وجبت علي » النفقة‬


‫ْ‬ ‫يقول‪« :‬وإن امتنع من‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬رجع علي منقق» سوا ًء كان قري ًبا أو بعيدً ا‬

‫وجبت عليه النفقة‪ ،‬فهلذا ملن بلاب‬


‫ْ‬ ‫وجبت يف امة القريع الذي‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بنية الرجاع»؛ أل ا‬
‫البذل عن الغير من غير إابه‪.‬‬

‫ومر معنا يف قلية أن من تصرف بغير إان غيره؛ ه يكون تصرفه لز ًما؟ لها حالتان‪:‬‬
‫َّ‬
‫األص عدم للوم التصرف إل يف أحوال‪ ،‬منها هذه‪.‬‬

‫قيرا له أذ وأخت‪ ،‬فإن األذ عليه ثلثا‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وه على ٍّ‬
‫كٍ بهدر إرث »؛ فلو أن رج ً ف ً‬
‫النفقة‪ ،‬واألخت عليها الثلث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن كان أب»؛ أي أن قريبه أب وحده‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬انقرد بها»؛ ألن األص يف النفقة أ ا واجبة على األب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتُب علي لرقيه ولا آبها وناَزا‪ ،‬وَّل ي ِلق مي ًّها كثيرا»‪.‬‬

‫يقول‪« :‬وتُب علي »؛ أي على المالِك‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬لرقيه »؛ أي عبده الذي يملكه‪ ،‬قوله‪« :‬ولا آبها»؛ أي كان هار ًبا‪ ،‬وكيف تًع عليله‬
‫لو كان هار ًبا؟ بمعنى لو أن هلذا العبلد إاا هلرب‪ ،‬وكلان آب ًقلا‪ ،‬جلاء رجل أبفل عليله بنيلة الرجلوأ؛ فنقلول‬
‫حينمذ‪ :‬له أن يرجع على سيده؛ ألن األص أن الرقي بفقته على سيده‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وناَزا»؛ أي ولو كابت َأ َمة باشل ممتنعة من الوطء‪.‬‬

‫ثم بدأ يتكلم عن األدب مع الرقيل ‪ ،‬قلال‪« :‬وَّل ي لقـ ميـ ًّها كثيـرا»؛ أي الخلارج علن العلاد ‪ ،‬و ُقلدر‬
‫‪882‬‬

‫الك ِ‬
‫القن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويريح وقت قائلة ونام‪ ،‬ولصالة رض»‪.‬‬

‫الفريلة؛ يللمه أن يريحه‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬قائلة» ؛ أي بوم القائلة‪ .‬والنوم يف اللي ‪ ،‬ووقت ص‬
‫ألجلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعلي َعلف بهائم وسهيها»‪.‬‬

‫أل ا أمابة تحت يده‪ ،‬فإن عًل عنها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن عُز ُأجبر على»‪.‬‬

‫أي‪ :‬وإن عًل عن علف ائمه وسقيها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬أجبر على بيع أو إجارة‪ ،‬أو ذبح مأكال»‪.‬‬

‫قال‪ُ « :‬أجبر على بيع»؛ أي أن يبيع البهيمة‪ ،‬أو أن ِّ‬


‫يؤجرها لغيره‪ ،‬فيأخذ ال َغ َّلة‪ ،‬والمستأجر يقوم بعلفهلا‬
‫وسقيها‪ ،‬أو يذب المأكول‪ ،‬ويأك لحمه‪.‬‬
‫َ‬

‫وح ُرم تحميلها مي ًّها‪ ،‬ولعنها‪ ،‬وحلبها ما يضر بالدها‪ ،‬وضرب وج ‪ْ ،‬‬
‫ووسم ي ‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬‬
‫ويُاز يف بيره لغرض صحيح»‪.‬‬

‫يقللول‪ :‬ويحللرم تحمي ل البهللائم « ُمي ـ ًّها»؛ أي شللي ًما يح ل ُّ عليهللا‪ ،‬وحم ل ً ثقللي ً ‪ ،‬وقللد جللاء أن النبللر‬
‫‪ ‬اكر أن بقر قالت‪ :‬إ َّبا لم بُخ َل لذلك‪ .‬فلدل عللى أن تحميلهلا المحل يكلون ممنو ًعلا‪ ،‬وإن‬
‫ويحلرم هلو‬
‫ُ‬ ‫كان فقهاهبا يف شرال هذا الحديث يقولون‪ :‬ل يحرم ركوب البقر ول الغنم‪ ،‬وإبما اللذي ُيمنَلع‬
‫تحميلها المح ‪.‬‬

‫لعنت امرأة دابـة نهـى عـن لعنهـا‪ ،‬وأمـر‬


‫ْ‬ ‫قال‪« :‬ولعنها»؛ ألن النبر ‪ ‬كما يف الصحي «لما‬
‫بأَّل تَصحب »‪.‬‬

‫قال‪« :‬وحلبها ما يضر بالدها»؛ ب ل ُبد أن يبقر من لبنها ما يرتلعه ولدها؛ ألن النبلر ‪‬‬
‫ى ولعن من َّفر ق بين األم وبين وليدها‪ ،‬ويحم الك البهائم‪ ،‬ومما يحصل بله التفريل أن يحللع لبنهلا‬
‫‪٦‬‬
‫‪883‬‬

‫ك َّله‪.‬‬

‫ووسـم يـ »؛ ألن النبلر ‪ ‬لعلن كملا يف حلديث‬


‫قال‪ :‬وحرم قال المصنف‪« :‬ضرب وج ‪ْ ،‬‬
‫ووسم وج البهيمة»‪.‬‬
‫ابن عباس‪« :‬لعن من ضرب ْ‬
‫قال‪« :‬ويُاز يف بيره»؛ أي يف غير الوجه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لغرض صحيح»؛ كالع مات التر ُتً َع يف ا ب ويف الغنم ولو كان بنار وبحوه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ»‪.‬‬

‫بدأ ذا الفص يتكلم المصنف ‪ ‬عن الحلابة‪ ،‬وقد ختم ا ما يتعل بالمعام ت كلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتُب الحضانة لحقإ صغير ومُنان ومعتاه»‪.‬‬

‫الحلابة بوعان‪:‬‬

‫الحر كالوقوأ يف بار وبحوه‪.‬‬ ‫ِ‬


‫حلابة حفظ‪ ،‬وتكون للحفظ عن ِّ‬
‫واألمر الثاين‪ :‬حلابة تربية‪.‬‬

‫وهذا األمران يًبان أو بعلها أو أحدها‪ ،‬واألول يًع لبعه األشخاص‪ ،‬فبدأ ً‬
‫أول‪ ،‬قلال‪« :‬وتُـب‬
‫الحضانة لحقإ صغير»؛ الصغير يحتاج بو َعر الحلابة؛ الحفظ من المكروه‪ ،‬وحفظ الةبية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومُنان»؛ وهو فاقد العق ‪ ،‬قوله‪« :‬ومعتاه»؛ الذي يكون فقده للعق أق من‬
‫األول‪ ،‬والمًنون إبما يحتاج للنوأ األول من الحلابة‪ ،‬وهر حلابة الحفظ؛ ألبه ل يحتاج إلى تربية‪.‬‬

‫ثم بدأ يتكلم المصنف عن من األولى ا‪ ،‬واألح عند التنازأ؟‬

‫ومسألة الةتيع بين األح يف الحلابة من المسائ المحكلة؛ حتى إن إملام الحلرمين الًلوينر قلال‪:‬‬
‫(إن ليس لها قاعد منلبطة‪ ،‬وإبما ُتح َفظ كما جاءت)‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬اكر ابن القيم بق ً عن شيخه تقر الدين أن لهم قواعد فيها‪ ،‬وعللى العملوم؛ اللذي محلى عليله‬
‫فقهاهبا قاعدتان‪:‬‬

‫القاعد األولى‪ :‬أبه ُيقدَّ م النساء‪.‬‬


‫‪884‬‬

‫والقاعد الثابية‪ :‬أبه ُيقدَّ م ما كان من جهة النساء‪.‬‬

‫وفرق بين القاعدتين‪ ،‬الحيخ يقول‪ُ :‬يقدَّ م النساء‪ ،‬لكن ل ُيقدَّ م ما كان من جهة النسلاء‪ .‬وسليظهر اللك‬
‫ْ‬
‫من ترتيبهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واْلحق بها أم»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أم»؛ أي أم المحلون‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أمهاتها؛ الهربى الهربى»‪ .‬أي‪ :‬أم األم‪ ،‬ثم أم أم األم‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أب»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أب»؛ أي أبو المحلون‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أمهات كذلب»‪ .‬أي القربى فالقربى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم جد»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم جد»‪ ،‬وهو أبو األب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أمهات كذلب»‪ .‬أي أمهات أبر األب كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم أهت ْلباين»‪ .‬وهر الحقيقة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم ْلم»‪.‬‬

‫ألن هذه القاعد التر اكرباها قب قلي أن فقاءبا يرون تقديم ملن أدللى ملن جهلة األم عللى ملن أدللى‬
‫من جهة األب‪ ،‬وهر القاعد الثابية‪ ،‬قلت لكم يف الةتيع‪.‬‬

‫ولذلك فإن الحيخ تقر الدين لما جاءتله هلذه المسلألة قلال‪ :‬ل‪ ،‬بل ُتقلدَّ م األخلت ألب عللى األخلت‬
‫ألم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم ْلم‪ ،‬ثم ْلب»‪ .‬أل ا أخت‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪885‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم هالة»‪.‬‬

‫ثم الخالة‪ ،‬فإ ا ُمقدَّ مة على العمة؛ ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬الخالة أم»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم عمة»‪ .‬ثم العمة تكون كذلك‪ ،‬وهر أخت األب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم بنت أخ وأهت»‪ .‬بنت األذ واألخت‪ ،‬ول ُتقدَّ م بنت األخت على بنت األذ‪،‬‬
‫وإبما هما سواء يف درجة واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم بنت عم وعمة»‪ .‬يف درجة واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم بنت عم أب وعمت على ما ُ ِصٍ»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬على ما ُ ِصٍ» بأن ُتقدَّ م الحقي ‪ ،‬ثم ألب‪ ،‬ثم ألم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم لباق العصبة اْلقرب اْلقرب‪ُ ،‬‬


‫وَرط كان َمحرما ْلنثى»‪.‬‬

‫وشرط إاا كان متو ِّلر الحلابة ً‬


‫اكرا أن يكون َمحر ًما للمحلون إاا‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫وَرط»؛ أي ُ‬
‫كان أبثى‪ ،‬وأما إاا كان المحلون أبثى ف يحةط أن يكون َمحر ًما له الذكر‪ ،‬وإاا كان الحاضن أبثى؛ ف‬
‫يحةط أن يكون كذلك َمحر ًما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم لذي رحم»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ذي رحم»؛ أي من القرابات غير العصبات‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثم لحاكم»‪.‬‬

‫فالحاكم إما أن يتوله‪ ،‬أو أن يو ِّلر غيره من باب النيابة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل تثبت لمن ي ِرق»‪.‬‬

‫ألبه ممنوأ من التصرف يف وقته‪ ،‬ومحبوس لسيده‪ ،‬فحينمذ ل يص أن تكون له ولية على غيره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل ل ا ر على مسلم»‪.‬‬

‫ألن الحلابة فيها علو‪ ،‬وليس لكافر علو على مسلم‪.‬‬


‫‪886‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل لقاسق»‪.‬‬

‫ألبه مت ََّهم‪.‬‬

‫لمزوجة بأجنب من محضان من حين َعهد»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل َّ‬

‫الملوجة بأجنبر؛ أي‪ :‬لمن ليس َمحر ًما‪ ،‬هذا معنى األجنبر‪ :‬أبه ليس محر ًما للمحلون‪ ،‬قولله‪« :‬مـن‬
‫ا‪ ،‬فمن حين العقد تسقط أولويتها‪ ،‬فإن بالع من بعدها بح الحلابة ابتقلت‬ ‫حين عهد» ولو لم يدخ‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أراد أحد أباي نهلة إلى بلد آمن‪ ،‬وطريه مسا ة قصر أكثر ليس ن ؛ أب‬
‫أحق»‪.‬‬

‫ً‬
‫ابتقال‪.‬‬ ‫ً‬
‫ابتقال‪ ،‬قوله‪« :‬نهلة» هنا بمعنى‬ ‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وإن أراد أحد أباي نهلة»؛ أي‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إلى بلد آمن»؛ بمعنى أن البلد المنقول إليه آمن‪ ،‬والنقلة آمنة‪ ،‬ف بد أن يكون‬
‫الطري آمنًا كذلك‪ ،‬فقوله‪« :‬آمن» يعود للبلد‪ ،‬والبتقال كذلك‪.‬‬

‫قال‪« :‬وطريه »؛ أي والطري إلى البلد الذي يريد أن ينتق إليه أحد األبوين‬

‫ً‬
‫فرسخا‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مسا ة قصر أكثر»؛ ومسافة القصر عندهم ستة عحر‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ليس ن »؛ أي ليسكنه أحد األبوين‪ ،‬فحينمذ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬أب أحق»؛ سوا ًء كان األب هو الذي ابتق ‪ ،‬أو األم هر التر ابتقلت‪ ،‬ففر‬
‫عرف به‪.‬‬
‫الحالتين يبقى المحلون عند األب؛ ألبه هو الذي ُينسع إليه‪ ،‬و ُي َ‬
‫قال‪« :‬أو إلى قريب»‪.‬‬

‫أي إاا كان أحد األبوين سينتق إلى بلد آمن‪ ،‬السلفر إليله سلفر قريلع‪ ،‬واللك أن السلفر عنلد العلملاء‬
‫بوعان‪ :‬سفر قريع‪ ،‬وسفر بوي ‪.‬‬

‫ً‬
‫فرسلخا‪ ،‬والسلفر القريلع فرسلخ واحلد‪ ،‬فللو كلان البتقلال لمسلافة فرسلخ‬ ‫فالسفر الطوي ستة عحر‬
‫واحد‪ ،‬وهو السفر القريع أو القصير؛ فإن األم تكون أح ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪887‬‬

‫قال‪« :‬ولحاجة مع ُبعد أولى مهيم»‪.‬‬

‫أي‪ :‬أو كان السفر لحاجة مع البعد؛ فإن المقيم هو الذي يكون عنده‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أولى» أمن يف الطري ؛ فإن المقيم هو الذي يكون المحلون عنده‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإذا بلَ صب سبع سنين عاقال ُه ِير بين أباي »‪.‬‬

‫روي فيه حديث يف إسناده مقال‪ ،‬لكنه جاء عن بعه الصلحابة رضلوان اهلل علليهم‪ ،‬وأملا األبثلى فإ لا‬
‫دائما كما سيأا يف ك م المصنف عند أبيها‪.‬‬
‫تكون ً‬

‫هر محضان بيد من َّل يصان ويصلح »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل ُي ُّ‬
‫ألن المقصود يف الحلابة كما تقدَّ م يف أول هذا الفص هو الحفظ مما يلره‪ .‬هذا معنى‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل يصان »‪ ،‬قوله‪« :‬ويصـلح »؛ المقصلد الثلاين ملن الحللابة هلو تربيتله‪ ،‬وإصل ال‬
‫شأبه‪.‬‬

‫وبنا ًء على الك؛ بعرف أن مسقطات الحلابة متعلدد ‪ ،‬مملا اكلره المصلنف‪ :‬ف ْقلد األهليلة بلأن يكلون‬
‫فس ‪.‬‬
‫كافرا‪ ،‬أو يطرأ عليه ْ‬
‫ً‬
‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن تتلوج المرأ بأجنبر من المحلون‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬السفر إلى مسافة قصر‪ ،‬أو لمكان ل أمن فيه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬أن يكون الحاضن ل يصون المحلون‪ ،‬ول ُيصلحه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وت ان بنت سبع عند أب‪ ،‬أو من يهام مهام إلى ز اف»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬إن بنت السبع تبقى عنلد أبيهلا‪ ،‬قولله‪« :‬أو مـن يهـام مهامـ » ملن بوابله‪ ،‬فقلد يكلون األب‬
‫بعيدً ا‪ ،‬فيًعلها عند جده‪ ،‬وبحو الك‪ ،‬قال‪« :‬إلى ز اف»؛ أي إلى حين أن تتلوج‪.‬‬

‫ولذلك العلماء يف هذه المسألة أوردوا أن المرأ ُتمنلع ملن أن تسلكن وحلدها ملا للم تتللوج‪ ،‬وأملا إن‬
‫تلوجت وتطلقت فتسكن وحدها؛ فعندهم األمر سه ‪ ،‬وأما قب اللواج فإ ا ل تسكن وحدها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪888‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كتاب الُنايات»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن كتاب الًنايات‪ ،‬وهو الذي يلورده العلملاء بعلد المعلام ت واألبكحلة؛ ألبله‬
‫بتيًة تصرف‪ ،‬وليس بتيًة َعقد‪.‬‬

‫المحرملات الحلرعية فلإن‬


‫َّ‬ ‫والمقصود بالًناية هو العتداء على النفس أو ما دو ا‪ ،‬هر الًناية‪ .‬وأملا‬
‫عقوباهتا الحرعية تكون إما حدو ًدا أو تعازير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الهتٍ عمد‪ ،‬وَب عمد‪ ،‬وهطأ»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف علن النلوأ األول ملن الًنايلات‪ ،‬وهلر الًنايلة عللى اللنفس با زهلاق‪ ،‬وإزهلاق‬
‫النفس يكون بالقت ‪،‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الهتٍ عمد‪ ،‬وَب عمد‪ ،‬وهطأ»‪ .‬هذه أبواأ القت الث ثة‪ ،‬فبدأ بالعمد‪ ،‬فقال‪.‬‬

‫يختص ال َه َاد ب »‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬العمد‬

‫يعرفه اكر أهم ما يخت ُّ به‪ ،‬فإن قت العمد هو الوحيد الذي‬


‫بدأ المصنف يتكلم عن العمد‪ ،‬وقب أن ِّ‬
‫فيه ال َق َود‪ ،‬ومعنى ال َق َود أي القصاص‪ ،‬ف ُيقتاد ممن قت شبه عمد‪ ،‬ول خطأ‪ ،‬وإبما ُيقتلاد مملن َقتل غيلره‬
‫عمدً ا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما‪ ،‬يهتل بما يغلب على الظن مات ب‬
‫كُرح بما ل نقاذ يف البدن‪ ،‬وضرب بحُر كبير»‪.‬‬

‫قب أن آا لهذه الًملة‪ ،‬وأشرال ك مها أريدك أن تعلم أن العلماء يقولون‪ :‬إن القتل يكلون عملدً ا إاا‬
‫ُوجد فيه قيدان‪:‬‬

‫باتًا عن فِ ْع عدوان مقصود‪ ،‬ومعنى قولنا‪ :‬إبه‬


‫القيد األول‪ :‬أن يكون ً‬

‫‪ ،‬وعندما بقول‪:‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِ « :‬عٍ»؛ أي فعله الحخ‬

‫مباحلا لله‪ ،‬ول مأاوبًلا لله بفعلله‪ ،‬فاللذي‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬عدوان»؛ أي فيه اعتداء على غيلره‪ ،‬ولليس ً‬
‫يطل على صيد؛ هذا مأاون له فِعله‪ ،‬والذي يقتاد من غيره مأاون له يف فِعله يف الًملة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪889‬‬

‫وعندما بقول‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مهصاد»؛ أي أبه َفع هذا الفع العدوان قصدً ا‪ ،‬فلو صدر منه هلذا الفعل ملن غيلر‬
‫قصد كالنائم ينقلع‪ ،‬ف يكون قد قصد الفع العدوان‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬هذا هو القيد األول‪ ،‬فإاا اخت أي واحد من أجلائه الث ثة؛ ف يكلون عملدً ا‪ ،‬وإبملا يكلون خط ًملا‬
‫مباشر ‪.‬‬

‫الحرط الثاين‪ ،‬وابتبه لهذا الحرط الثاين‪ :‬أن يكون القت بما يق ُت غال ًبا‪ ،‬والذي يق ُت غال ًبلا تسلعة أشلياء‬
‫أوردها الفقهاء يف محلها‪ ،‬وسيحير المصنف لبعلها‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬إن اخت َّ الحرط األول بفوات واحد من قيوده الث ثة؛ فالقت خطأ‪.‬‬

‫ووجد الحرط األول؛ فالقت حينمذ يكون شبه عمد‪.‬‬


‫وإن اخت الحرط الثاين‪ُ ،‬‬

‫ا‪ ،‬فلإن كابلت‬ ‫إ ًاا‪ ،‬إاا أردت أن تعرف ما الفرق بين العمد وشبه العمد هو أن تنظر إلى اآللة التر ُقت‬
‫مما يق ُت غال ًبا فهو عمد‪ ،‬وإن كابت مما ل يق ُت غال ًبا فهو شبه عمد بحلرط أن يوجلد الحلرط األول‪ ،‬وهلو‬
‫أن يكون قد قصد فِع ً عدوابًا بتج عنه القت ‪ ،‬فإن اخت الحرط األول فهو خطأ مطل ًقا سلوا ًء ُوجلد الحلرط‬
‫الثاين أو لم يوجد‪.‬‬

‫بأا إلى ك م المصنف‪ ،‬قوله‪« :‬وها أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما‪ ،‬يهتل »‪.‬‬

‫قوله‪« :‬يهصد»؛ ل ُبد من القصد؛ أي إراد الفع ‪ ،‬فقولنا‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يهصـد»؛ أي يقصلد الفعل العلدوان‪ ،‬ل أن يقصلد القتل ‪ ،‬ل يلللم أن يقصلد القتل ‪،‬‬
‫فقتله فهو عمد‪.‬‬ ‫فقتله فهو عمد‪ ،‬ومن قصد أن يخيف شخ‬ ‫فمن قصد ضرب شخ‬

‫كثيرا من الخاصة قلد‬


‫متًها للقت ‪ ،‬وهذا ابتبه له‪ ،‬فإن ً‬
‫ً‬ ‫إ ًاا‪ ،‬القصد متًه لمااا؟ للفع العدوان‪ ،‬وليس‬
‫ُيخطئ فيه‪.‬‬

‫قال‪« :‬أن يهصد من يعلم آدم ًّيا معصاما»؛ هذا هلو العلداون بلأن اعتلدى بلأمر منهلر عنله شلر ًعا‪ ،‬ر َفلع‬
‫مسلما بمث َّق وبحو الك‪.‬‬
‫ً‬ ‫س ًحا على مسلم‪ ،‬ر َمى‬

‫قال‪ « :‬يهتل »؛ أي فتكون بتيًة فِعله القت ‪ .‬هذا هو الحرط األول‪.‬‬


‫‪890‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بما يغلب على الظن مات ب »؛ هذا هو الحرط الثاين الذي يسميه بعلهم بلل قال‬
‫المصنف‪« :‬اْللة الهاتلة»‪ ،‬والذي يغلع على الظن القت به تسعة أشياء‪ ،‬أورد المصنف منها اثنين‪.‬‬

‫يسليرا‪ ،‬ل‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬قال‪« :‬كُرح بما ل نقاذ يف البدن»؛ بمعنى أن له َم ْو ًرا‪ ،‬فيح البدن ولو كلان الحل‬
‫كبيرا؛ فإبه حينمذ يسمى بما يق ُت غال ًبا‪.‬‬
‫يللم أن يكون ً‬
‫بب ًعا هنا اعةض العلماء‪ ،‬قالوا‪ :‬إن بعه ما يح ل يقت غال ًبا‪ ،‬ومع الك جعلناه قتل عملد كلا بر ‪،‬‬
‫ا بر ل تقت غال ًبا‪.‬‬

‫ولذلك يقولون‪ :‬إن قول المصنف‪ :‬بما يق ُت غال ًبا‪ .‬هذا على سلبي الًمللة‪ ،‬ل عللى سلبي ا بل ق؛‬
‫يورد عليه المحدَّ د‪ ،‬وهذا الذي بسميه المحدَّ د‪.‬‬
‫ألبه َ‬
‫اآللة الثابية‪ ،‬أو ما يق ُت غال ًبا الثاين؛ قال عنه المصنف‪« :‬وضرب بحُر كبير»؛‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬بحُر كبير»؛ هذا على سبي المثال‪ ،‬والمراد ضربه بك شلرء ثقيل ؛ مث َّقل ‪ ،‬يقتل‬
‫غال ًبا؛ حًر‪ ،‬خحع‪ ،‬حديد‪ ،‬ك ما كان ثقي ً يق ُت مثله؛ فإبه يكون آلة قاتلة‪ ،‬فيكون القت به عمدً ا إاا كلان‬
‫مقصو ًدا‪.‬‬

‫سلما‪ ،‬وهكلذا ملن األملور‬


‫دس لغيره ًّ‬
‫سحر‪ ،‬من َّ‬
‫حرق‪ ،‬من َ‬
‫غرق‪ ،‬من َّ‬
‫من اآللت؛ قالوا‪ :‬من خن ‪ ،‬من َّ‬
‫التر أوردها العلماء يف محلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَب العمد أن يهصد جناية َّل تهتٍ بالبا‪ ،‬ولم يُرح بها؛ كضرب بساط أو‬
‫عصا»‪.‬‬

‫ابظر معر‪ ،‬لنح ِّل ك م المصنف‪ ،‬قوله‪« :‬وَب العمد»؛ أي النوأ الثاين من القت ‪ :‬شبه العمد الذي ل‬
‫َق َود فيه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أن يهصد جناية»‪ ،‬ما المقصود بقصد جناية؟ معناها أن يقصد من يعلمه آدم ًّيا‬
‫معصو ًما‪ ،‬فيقتله‪ ،‬أو بمعنى آخر أن بقول‪ :‬أن يقصد الفع العداون الممنوأ شر ًعا‪ ،‬فيؤدي إلى القت ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أن يهصد جناية َّل تهتٍ بالبا»؛ معنى قوله‪َّ« :‬ل تهتٍ بالبا»؛ أي ليست بأحد الصور التسلع التلر‬
‫اكرها العلماء‪ ،‬وهر محصلور عنلدهم‪ ،‬وإن كلان بعله المتلأخرين يقلول‪ :‬إ لا ليسلت محصلور ‪ .‬لكلن‬
‫‪٦‬‬
‫‪891‬‬

‫ناهر ك م كثير من المتأخرين أ ا محصور يف التسع؛ ألن عندبا قاعد يف صياغة الفقهلاء أ لم إاا اكلروا‬
‫عد ًدا فالدللة على العدد‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولم يُرح بها»؛ لمااا قال‪« :‬ولم يُرح بها»؟ ألبله إن جرحله لا فإبله يكلون لله َم ْلور؛ أي لله‬
‫بفوا‪ ،‬فيكون داخ ً يف المحدَّ د‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬لمااا اكر المصنف‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولم يُرح بها»‪ ،‬وعطفه على‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل تهتٍ بالبا»؟ لما اكرت لك قب قلي أن المحدَّ د أحيابًا ل يكون يقت غال ًبا‪ ،‬فللو‬
‫أن امر ًءا بعن آخر بإبر ‪ ،‬فأدى الك إلى وفاته؛ فإبه عمد؛ أل ا َتًرال‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولم يُرح بها؛ كضرب بساط أو عصـا»‪ .‬السلوط معلروف‪ ،‬والعصلا معروفلة‪ ،‬والللابط عنلد‬
‫أه العلم بين العصا التر تكون مثقلة والعصا التر ل تكون غير مثقلة‪ ،‬فيصب ل قود فيهلا‪ ،‬قلالوا‪ :‬العلا‬
‫بذلك عمود فسطاط الخيمة‪ ،‬فما كان يف حًم فسطاط الخيمة فأكثر فإبه عمد‪ ،‬وما كلان دوبله فإبله يكلون‬
‫شبه عمد‪.‬‬

‫وعمود فسطاط الخيمة معروف؛ الذي يكون يف وسطها‪ ،‬قالوا‪ :‬والمقصود بالخيملة خيلام العلرب‪ ،‬ل‬
‫العًم‪ .‬وأغللع الخيلام الًيلد التلر عنلدبا اآلن؛ عملدا ا اآلن الصلناعية هلذه ملن عملدان خيلام العًلم‬
‫العريلة‪.‬‬

‫وأما خيام العرب القديمة‪ ،‬وهر موجود ‪ ،‬لكنها قلت اآلن؛ ألن العرب يحدون ويرتحلون؛ كل يلوم‪،‬‬
‫أو ك أسبوأ‪ ،‬أو ك ث ثة أيام ينتق ‪ ،‬فل يحتلاج شلي ًما ثقلي ً ؛ فلإن عمودهلا لليس بلالعريه‪ ،‬يف الغاللع‪،‬‬
‫يكون‪ ،‬ل أدري كيف أقدره لك‪ ،‬لكنه مقدَّ ر بحًم يسير‪ ،‬أوسلع بقليل ملن التحليل ‪ ،‬أوسلع ملن التحليل‬
‫بيسير‪.‬‬

‫بب ًعا‪ ،‬دلي شبه العمد قول النبر ‪« :‬أَّل إن قتيٍ َـب العمـد قتيـٍ السـاط والعصـا»‪ .‬ثلم‬
‫عدها كما سيأا كيف تكون ديته‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪892‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والخطأ أن يقعٍ ما ل عل كرم صيد ونحاه‪ ،‬يصيب آدم ًّيا»‪.‬‬

‫هنا المصنف اكر يف الحقيقة صلور ملن صلور الخطللأ‪ ،‬ل جميلع صلور الخطلأ‪ ،‬وللو قلال المصلنف‪:‬‬
‫والخطأ كأن؛ لكن أولى؛ ألن صور الخطأ أبواأ‪:‬‬

‫مر معنا‪.‬‬
‫خطأ يف القصد كما َّ‬
‫وخطأ يف الفع ‪ ،‬وبعله له أبواأ‪.‬‬

‫وهنا اكر المصنف الخطأ يف الفع ‪ ،‬ل الخطأ يف القصد‪ ،‬فقال المصنف‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والخطأ أن يقعٍ ما ل عل »؛ أي‪ :‬قصد الفع ‪ ،‬لكنه أخطأ فيه‪.‬‬

‫قال‪« :‬كرم صيد ونحاه»‪ ،‬فيخطلئ‪ ،‬قولله‪ « :‬يصـيب آدم ًّيـا»؛ رأى شلًر خلفهلا سلواد‪ ،‬ننله صليدً ا‪،‬‬
‫فرماه‪ ،‬فإاا به آدمر‪ ،‬بقول‪ :‬هذا خطأ‪ .‬مع أن اآللة آلة قاتلة‪ ،‬لكنه يعد خط ًما‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعمد صب ومُنان هطأ»‪.‬‬

‫ألن الصبر والمًنون ل بية له كاملة‪ ،‬فكأبه لم يقصد‪ ،‬فيكون خطأ يف القصد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويهتٍ عدد بااحد‪ ،‬ومع عقا تُب دية واحدة»‪.‬‬

‫بيع‪ ،‬أبا أريدك أن تفهم هذه المسألة؛ فإ ا تحتاج إلى تدقي ‪ .‬قول المصنف‪« :‬ويهتٍ عـدد بااحـد»؛‬
‫ً‬
‫أحوال‪:‬‬ ‫واحد‪ ،‬فنقول‪ :‬إن له‬ ‫لو أن جماعة اجتمعوا على قت شخ‬

‫مباشرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون بعلهم متس ِّب ًبا‪ ،‬وبعلهم‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون جميعهم مباشرون‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكوبوا متوابمين‪.‬‬

‫‪ ‬نبدأ بالحالة اْلولى‪:‬‬

‫إاا كان بعلهم متسب ًبا‪ ،‬وبعللهم مباشلر‪ ،‬ول توابلؤ بيلنهم؛ فلال َق َود أو بدلله‪ ،‬وهلو الديلة تكلون عللى‬
‫المباشر وحده‪.‬‬

‫شخصلا فيهلا‪ ،‬ورداه فيهلا‪ ،‬ول توابلؤ بينهملا‪ ،‬فنقلول‪ :‬إن‬


‫ً‬ ‫حفر حفر ‪ ،‬فًاء آخر‪ ،‬فرمى‬ ‫مثال‪ :‬شخ‬
‫‪٦‬‬
‫‪893‬‬

‫ال َق َود أو الدية على المباشر؛ ألبه لو اجتمع المباشر والمتسبع فاللمان على المباشر‪.‬‬

‫كلهم قلد باشلروا قتلله‪ ،‬فكلهلم قلد‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون هؤلء الذين اجتمعوا على قت شخ‬
‫ملنهم بحلرط أن يكلون‬ ‫ضربون بعصا كابت معهم‪ ،‬فكلهم مباشرون‪ ،‬فنقلول‪ :‬إن ال َق َلود عللى كل شلخ‬
‫شخصلا ضلرب رجلله‪ ،‬وآخلر ضلرب رأسله‪ ،‬فاللذي يقتل ملن؟ اللذي يللرب‬ ‫ً‬ ‫صالحا لقتله‪ ،‬فللو أن‬
‫ً‬ ‫فِعله‬
‫الرأس‪ ،‬فال َق َود على ضلارب اللرأس‪ ،‬ول ملابع ملن تعليلر الثلاين بحلرط أن يكوبلوا غيلر متلوابمين؛ ضلربه‬
‫األول‪ ،‬ثم اهع‪ ،‬ثم جاء الثاين وضربه‪ ،‬أو قطع رجله إصبعه‪ ،‬والثاين قطلع رأسله‪ ،‬وهكلذا‪ ،‬األمثللة‪ ،‬وهلر‬
‫بالعحرات‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يكوبوا متوابمين؛ أي‪ :‬متفقين على قتله‪ ،‬فنقول‪ :‬إ م يقادون به جمي ًعلا وللو كلان‬
‫بعلهم مباشر‪ ،‬وبعلهم متس ِّبع‪ ،‬أو كان بعلهم مباشلر‪ ،‬واآلخلر مباشلر‪ ،‬وبعللهم يصلل فعلله للقتل ‪،‬‬
‫وبعلهم ل يصل ‪ ،‬فما داموا قد توابموا على قتله؛ فإ م ُيقادون به‪.‬‬

‫لذا قال عمر ‪( :‬لو توابأ عليه أه صنعاء لقتلتهم بله)‪ ،‬وجلاءت‪( :‬للو تملاأل)‪ ،‬والتملالؤ والتوابلؤ‬
‫سواء‪.‬‬

‫إ ًاا‪ ،‬فرق بين أن يحةك أقلوام ملع توابلؤ‪ ،‬وأن يحلةكوا ملن غيلر توابلؤ‪ .‬ملع التوابلؤ يقلادون جمي ًعلا‬
‫بغه النظر عن فعلهم‪.‬‬

‫وإن كابوا غير متوابمين فلها حالتان‪ :‬مباشر مع متسع‪ ،‬ومباشر مع مباشر‪.‬‬

‫ولذلك يقول المصنف‪« :‬ويهتـٍ عـدد بااحـد»؛ ملراده بلذلك إاا كلابوا متلوابمين‪ ،‬وأملا إن كلابوا غيلر‬
‫متوابمين فإبما يقادون به إاا كان فع ك واحد يصل أن يكون قات على سبي ابفراده‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومع عقا»؛ أي‪ :‬إاا عفا أولياء الدم‪« ،‬يُب دية واحدة»؛ ألن الدية متعلقة بلالمًنر عليله‪ ،‬وهلو‬
‫واحد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن أكره م َّلقا على قتٍ معين‪ ،‬أو على أن ي ره علي قعٍ‪ ،‬على كٍ ال َه َاد أو‬
‫الدية»‪.‬‬

‫شخصلا بعينله‪« ،‬أو علـى أن ي ـره‬


‫ً‬ ‫يقول‪« :‬ومن أكره م َّلقا»؛ عاق ً بال ًغا‪« ،‬على قتـٍ معـين»؛ حلدد لله‬
‫‪894‬‬

‫إكراها ملً ًما‪ ،‬وا كراه الملًئ مث أن يرميه‪ ،‬فقال‪ :‬ارم ثال ًثا حتى يقلع عللى فل ن‪،‬‬
‫ً‬ ‫علي »؛ قال‪ :‬أكره آخر‬
‫فيقتله‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو على أن ي ره علي قعٍ»؛ أي‪ :‬ففع الك المك َّلف الذي ُأكره‪.‬‬

‫والمكلره سلواء‪ ،‬كلهلم علليهم ال َق َلود؛ ألن ا كلراه ل ُيبلي‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫المكلره‬ ‫قال‪ « :‬على كٍ ال َه َاد»؛ أي‪ :‬فعلى‬
‫أفعال‪ ،‬منها‪ :‬القت ‪ ،‬فمن األفعال التر ل يبيحها ا كراه‪ :‬القت ‪ ،‬فعليه ال َق َود‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو الدية»‪ .‬قول المصنف على الدية‪« :‬أو الدية» ليست على ا ب ق‪ ،‬وإبما المراد‬
‫بالدية إاا سقط ال َق َود‪ ،‬فيكون عليهم على سبي الشةاك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أمر ب بير م َّلف‪ ،‬أو من يُهٍ تحريم ‪ ،‬أو سلطان ظلما من جهٍ ظلم ي‬
‫لزم اْلمر»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أمر ب بير م َّلف قال المصنف‪ ،« :‬هتٍ؛ ِن بير الم َّلف ي ان سببا؛ ْلن‬
‫كاْللة‪ ،‬حينئذ الم رِه وإن كان ظاهره متس ِبب إَّل أن ُيُعٍ كالمباَر‪ ،‬ي ان الم َره بير الم َّلف‬
‫ان بير ماجاد‪ ،‬ي ان ال َه َاد‬ ‫كاْللة يف يده‪ ،‬أو أن نهال‪ :‬إن المباَر سهط ال َه َاد عن بمعنى َرع ‪،‬‬
‫حينئذ على المتس ِبب‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو من يُهٍ تحريم »؛ أي تحريم القت بأن ننه مباال الدم‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو أمر سلطان ظلما من جهٍ ظلم ي »؛ فإن ال َق َود يللم اآلمر فقط دون المباشر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ .‬وللهصاص أربعة َروط»‪.‬‬

‫بدأ المصنف يتكلم عن شروط القصاص‪ ،‬وهر أربعة‪ ،‬أولها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت ليف قاتٍ»‪.‬‬

‫ألن غير المك َّلف وهو المًنون والصبر؛ فإن عمده يكون خط ًما‪ ،‬ف قصاص‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعصمة مهتال»‪.‬‬

‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬فإاا قالوها فقد عصموا منر دماءهم وأموالهم إل بحقهلا»‪ ،‬والحلديث‬
‫‪٦‬‬
‫‪895‬‬

‫يف الصحيحين‪« :‬أمرت أن أقات الناس»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وم ا أت لهاتٍ بدين وحرية»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬وم ا أت »؛ بمعنى أن يكون مثله‪ ،‬أو أن يكون المقتول أعللى منله‪ ،‬فقلد يكلون المقتلول أعللى‪،‬‬
‫مسلما؛ فإبه ُيقاد به‪.‬‬
‫ً‬ ‫فحينمذ يقاد به‪ ،‬فلو أن ام ًّيا قت‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعدم الاَّلدة»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وعدم الاَّلدة»؛ بمعنى أل يكون القات أ ًبا‪ ،‬أو أ ًّما للمقتول‪ ،‬ل العكس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّلستيقائ ثالثة»‪.‬‬

‫ولستيفاء القصاص ث ثة شروط‪ ،‬أولها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت ليف مستحق ل »‪.‬‬

‫قال‪« :‬ت ليف مستحق ل »؛ أي‪ :‬مستح لل َق َلود‪ ،‬وهلم أوليلاء اللدم‪ ،‬فكل ملن كلان وار ًثلا للملال؛ فإبله‬
‫يكون وار ًثا للدم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واتقاقهم علي »‪.‬‬

‫ويًع أن يتفقوا عليه‪ ،‬فلو عفا أحدهم لو كان من غير العصبات كلاللوج أو اللوجلة؛ فإبله ل ُيسلتوىف‬
‫القصاص‪.‬‬

‫يؤمن يف استيقائ تعدي إلى بير ٍ‬


‫جان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأن َ‬
‫مث ‪ :‬أن تكون المرأ الًابية حام ً ‪ ،‬فلو اق ُت َّ منها لمات جنينها‪ ،‬فحينمذ تنظر إللى أن تللع وللدها‪،‬‬
‫وتسقيه اللبن‪.‬‬

‫ويحبس لهدوم بائب وبلاغ وإ اقة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫أي‪ :‬لو أن مستح القصاص كان غائ ًبا عن البلد؛ فإبه ُينتظر‪ ،‬أو كلان دون سلن البللوغ؛ فإبله ُينتظلر‪ ،‬أو‬

‫كان مًنوبًا ولو كان جنوبه مط َب ًقا؛ فإبه ُينتظر‪ ،‬قوله‪ُ « :‬‬
‫ويحـبس»؛ أي الًلاين ألن يقلدم مسلتح القصلاص‬
‫صغيرا‪ ،‬ويفي إاا كان مًنوبًا‪ ،‬وهذا يسمى «حبس اَّلحتياط»؛ لكر ل يهرب‪.‬‬
‫ً‬ ‫الغائع‪ ،‬ويبلغ إاا كان‬
‫‪896‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُب استيقاؤه بحضرة سلطان‪ ،‬أو نائب ‪ ،‬وبآلة ماضية‪ ،‬ويف الن ْقس بضرب العنق‬
‫بسيف»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويُب استيقاؤه»؛ استيفاء القصاص على النفس وما دو ا‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بحضرة سلطان‪ ،‬أو نائب »‪ ،‬والتعدي عليه يسمى افتيا ًتا على السلطان‪ ،‬ول يًوز‪.‬‬

‫قال‪« :‬وبآلة ماضية»؛ بأي آلة فيما دون النفس‪ ،‬وأما يف النفس ف بد أن يكون بالسليف‪ ،‬وقلد روي فيله‬
‫حللديث عنللد ابللن ماجلله‪ ،‬وقللد ُتك ِّلللم يف إسللناده‪ ،‬وهللذا معنللى قللول المصللنف‪« :‬ويف الــنقس بضــرب العنــق‬
‫بسيف»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ .‬ويُب بعمد ال َه َاد‪ ،‬أو الدية‪ ،‬يخير ول ‪ ،‬والعقا مُانا أ ضٍ»‪.‬‬

‫يقول‪« :‬ويُب بعمد ال َه َاد‪ ،‬أو الدية»؛ أي‪ :‬الًناية العمد سوا ًء كابلت عللى اللنفس‪ ،‬فيخ َّيلر اللولر‪ ،‬أو‬
‫كابت الًناية على ملا دون اللنفس‪ ،‬فيخ َّيلر المًنلر عليله‪ ،‬فيخ َّيلر بلين ال َق َلود أو الديلة‪ ،‬وهلذا معنلى قولله‪:‬‬
‫« يخ َّير ول »؛ فيخير بين ال َق َود‪ ،‬وهو القصاص‪ ،‬أو يسلقط القصلاص عللى ملال؛ ولكلن األفلل أن يعفلو‬
‫مًابًا‪ ،‬وهذا معنى قوله‪« :‬والعقا مُانا أ ضٍ»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومتى ما اهتار الدية أو عقا مطلها‪ ،‬أو هلب ٍ‬


‫جان تعينت الدية»‪.‬‬

‫عللى الديلة‪،‬‬ ‫إاا «اهتار الدية» ليس له الرجوأ فيها؛ ألبه أسقط حقه‪ ،‬أو إاا «عقا مطلها» من غيلر بل‬
‫ٍ‬
‫جـان»‪،‬‬ ‫عليها؛ فإ ا تثبت الدية بخ ف إاا عفا مًابًا؛ فإبه ل تتعين الدية‪ ،‬وإبما تسقط‪« ،‬أو هلـب‬ ‫لو ين‬
‫فقد فات المح ؛ فإبه تتعين الدية‪.‬‬

‫معنى قوله‪« :‬اهتار الدية» أن يقول‪ :‬اخةت الدية‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن وكٍَّ‪ ،‬ثم عقا‪ ،‬ولم يعلم وكيٍ حتى اقتص ال َ ن عليهما»‪.‬‬

‫واضحة هذه‪ .‬المسألة‪ :‬أن و َّك غيره بالقصاص‪ ،‬ثم عفا صلاحع الحل ‪ ،‬وللم يعللم الوكيل باسلتيفاء‬
‫القصاص‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬حتى اقتص» منه‬


‫‪٦‬‬
‫‪897‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ال َ ن عليهما»؛ ألن هذا بنى على ننه‪ ،‬واألول عفا بعد أمر‪ ،‬وهو وقت التوكيل‬
‫كان مستح ًقا‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن وجب ِ‬
‫له ٍّن قاد أو تعزير قذف‪ ،‬طلب وإسهاط ل ‪ ،‬وإن مات لسيده»‪.‬‬

‫إاا كان مستح ال َق َود قِن فإن الطلع له‪ ،‬وليس لسليده‪ ،‬لكلن إن ملات؛ فلإن سليده يلرث مالله‪ ،‬ويلرث‬
‫حقوقه‪.‬‬

‫بب ًعا‪ ،‬قول المصنف‪« :‬أو تعزير قذف»؛ ألبه سيأتينا إن شاء اهلل يف الدرس القادم أن القذف إبما يًلع‬
‫القن فإبما يًع فيه التعلير‪.‬‬ ‫فيه الحد إاا كان على حر‪ ،‬وأما إاا قذف ِ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وال َه َاد يما دون النقس كال َه َاد يها‪ ،‬وها ناعان»‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن ال َق َود فيما دون النفس‪ ،‬وهو إملا أن يكلون عللى بلرف‪ ،‬أو عللى منفعلة‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫«وال َه َاد يما»؛ أي يف شروط استيفاء القصاص‪ ،‬وشروط القصاص التر تقدَّ م اكرها‪ .‬قال‪« :‬وها ناعان»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أحدهما يف الطرف»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يف الطرف»؛ أي يف أبراف أجلاء البدن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬يؤهذ كٍ من عين وأنف‪ ،‬وأذن وسن‪ ،‬ونحاها بمثل »‪.‬‬

‫وهذه من األبراف التر يمكن استيفاء القصاص فيها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بيرط مماثلة»‪.‬‬

‫قوله‪« :‬بيرط مماثلة»؛ أي‪ :‬يًع أن يماثله يف السم والموضع‪ ،‬ل من مطل المماثلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وأمن من حيف»‪.‬‬

‫قول المصنف هنا‪« :‬وأمن من حيف»؛ هلذه ملن المسلائ الدقيقلة‪ ،‬يقلول العلملاء‪ :‬إن هنلاك فر ًقلا بلين‬
‫أمرين‪ ،‬هناك فرق بين األمن من الحيف‪ ،‬وهناك فرق بين إمكان الستيفاء ب حيف‪.‬‬

‫فيقولون‪ :‬إن أمن الحيف هو شرط جواز‪ ،‬وأملا اللذي هلو شلرط ل سلتيفاء فهلو إمكلان السلتيفاء بل‬
‫حيف‪ .‬وقد أبالوا يف التفري بين الثنتين‪ ،‬ولو قال المصنف‪ :‬وأمن الستيفاء بل حيلف؛ لكلان أدق‪ ،‬بب ًعلا‬
‫‪898‬‬

‫اكر الفرق بينهما يف «المنتهى»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واستاان يف صحة وكمال»‪.‬‬

‫قول المصنف‪« :‬واستاان يف صحة وكمال»؛ أي ليس اسلتواء مطل ًقلا‪ ،‬بل ل ُبلد أن يكوبلا مسلتووين يف‬
‫الصلحة والكملال‪ ،‬وهللذا السلتواء يف الحقيقللة لليس لز ًمللا بينهملا‪ ،‬وإبمللا يًلع أن يكللون السلتواء علللى‬
‫الطرف المق َت ِّ منه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الثاين‪ :‬يف الُروح»‪.‬‬

‫وهذا ال َق َود قال المصنف‪« :‬يف الُروح»‪.‬‬


‫ِ‬
‫كماضحة‪ ،‬وجرح عضد وساق‪ ،‬ونحاهما»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بيرط انتهائها إلى عظم‬

‫جرحا‪ ،‬ولم يص إلى عظم؛ ف قود فيها‪ ،‬وإبما فيه األرش‪ ،‬أو كلان الًلرال‬
‫ً‬ ‫شخصا جرال آخر‬
‫ً‬ ‫فلو أن‬
‫يف مكان ل عظم فيه كالًائفة التر تكلون يف اللبطن‪ ،‬فهلذه ل َق َلود فيهلا‪ ،‬وإبملا فيهلا األرش‪ ،‬أو الديلة التلر‬
‫سيأا اكرها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتضمن سراية جناية‪َّ ،‬ل قاد»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتضمن سراية جناية»‪ ،‬ما معنى السراية؟ السراية هو أن يكون هنلاك ُجلرال‪ ،‬ثلم إن هلذا الًلرال‬
‫قب الاء يسري‪ ،‬فيمتد على جلء من اليد‪ ،‬أو البدن‪ ،‬فيتلفه‪.‬‬

‫سلكرا؛ أي ملرض السلكري‪ ،‬جاءتله الغرغرينلا‪ ،‬فأتلفلت‬


‫ً‬ ‫بظرا ألن فيله‬
‫رج قطع إصبعه‪ ،‬ثم بعد الك ً‬
‫يده كلها‪ ،‬أو ربما أتلفت جسده كله‪ ،‬هذه تسمى السراية‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وتضمن سراية جناية»‪ ،‬فلو أن امر ًءا جنى على آخلر‪ ،‬ثلم سلرت الًنايلة‬
‫علوا أكا‪ ،‬أو أتلفلت الًسلد كلله؛ فإ لا ُتللمن‪ ،‬فقلد يكلون اللك سلب ًبا للقلود‪ ،‬وقلد يكلون‬
‫ً‬ ‫حتى أتلفت‬
‫بالدية‪ ،‬فلو أن رج ً قطع إصبع رج ‪ ،‬أو جرحه بسلكينة صلغير ‪ ،‬ثلم سلرت بغرغرينلا حتلى هللك بسلبع‬
‫هذه السراية‪ ،‬بقول‪ُ :‬يقاد به و ُيقت ؛ ألبه جرحه بمحدَّ د له َمور‪ ،‬ثم سرت‪ ،‬فحينمذ تلمن‪.‬‬

‫شخصا اقتيد منه بقطع إصبع أو يد‪ ،‬فسرى ال َق َود إلى بفسله‪ ،‬فقتلله؛ فل ُتللمن؛‬
‫ً‬ ‫قال‪َّ« :‬ل قاد»؛ لو أن‬
‫لقول علر ‪( :‬إبما الح قتله) لما اقتاد من آخر فسرى إلى جسده‪ ،‬فأهلكه‪ .‬ثم قال‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪899‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يهتص عن طرف وجرح‪ ،‬وَّل يطلب لهما دية قبٍ البرن»‪.‬‬

‫من األبراف والًروال قبل اللاء‪ ،‬ول يطللع لهملا الديلة قبل اللاء؛ أل ملا‬ ‫هذه قاعد أبه ل يقت‬
‫ً‬
‫معتدل‪ ،‬ويختلف فيها الدية‪.‬‬ ‫ُينظر كيف بر ‪ ،‬قد ياأ العظم‪ ،‬أو يًا العظم مائ ً ‪ ،‬وقد يكون‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ .‬ودية العمد على الُاين‪ ،‬وبيرها على عاقلت »‪.‬‬

‫يقول‪« :‬ودية العمد على الُاين»‪« ،‬وبيرها»؛ أي وغير ديلة العملد‪« ،‬علـى عاقلتـ »؛ أي عاقللة الًلاين‪،‬‬
‫بب ًعا على سلبي العملوم‪ ،‬وإل فلإن العاقللة ل تللمن ملا ثبلت بلإقرار‪ ،‬أو ملا كلان دون الثللث‪ ،‬أو ملا كلان‬
‫لحا‪.‬‬
‫ُص ً‬

‫فقوله‪« :‬وبيرها»؛ أي على سبي العموم أو يف الًملة‪.‬‬

‫حرا م لقا‪ ،‬أو ب َّل ‪ ،‬أو بصب صغيرا‪ ،‬تلف بحية أو صاعهة؛ الدية‪َّ ،‬ل‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن ق َّيد ًّ‬
‫إن مات بمرض أو ُأة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬مسألة التقييد‪ ،‬العلماء يقولون‪( :‬إن التقييد سبع‪ ،‬وليس مباشر )‪ .‬ابظروا معر‪ ،‬فلو أن رج ً ق َّيلد‬
‫آخللر بقيللد‪ ،‬ثللم جللاء ثالللث‪ ،‬فقتل هللذا المق َّيللد‪ ،‬فللال َق َود علللى المباشللر‪ ،‬ومللن هللو؟ الللذي قتللله بالسلليف أو‬
‫بالمسدس‪.‬‬

‫والمق ِّيد؟ بقول‪ :‬إن المق ِّيد هلذا إن كلان متواب ًملا معله ُقتل ؛ ألبله ملن بلاب التوابلؤ‪ ،‬وإن كلان ملن غيلر‬
‫‪ ،‬فيقتلله ثلاين يحلبس‬ ‫توابؤ فإبه متس ِّبع‪ ،‬فيعاقع‪ ،‬والعلماء يقولون يف هذا الموضع‪) :‬إن المق ِّيلد لحلخ‬
‫حتى يموت‪ ،‬فيكون جلاهه من جنس عقوبته التر عاقع ا غيره‪ ،‬أو أايته لغيره(‪.‬‬

‫ابظروا هذه الصور الثابية‪ ،‬الصلور الثابيلة‪ :‬رجل ق َّيلد آخلر‪ ،‬ثلم جاءتله حيلة أو صلاعقة؛ فإبله يف هلذه‬
‫الحالة‪ :‬القتل بالحيلة أو الصلاعقة‪ ،‬وهلذه الحيلة أو الصلاعقة يمكلن الحلةاز منهلا‪ ،‬فحينملذ جعلنلا ال َق َلود‬
‫واللمان على المق ِّيد؛ ألبه يمكن الحةاز منها لو لم يق ِّيده‪ ،‬واض معر؟‬

‫حرا م لقا‪ ،‬أو ب َّل »؛ دلنا الك على وجود ث ثة شروط‪:‬‬


‫لكن‪ ،‬ابظر مااا قال العلماء؟ قال‪« :‬ومن ق َّيد ًّ‬
‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يق ِّيده‪ ،‬وأن يغ َّله م ًعا‪ ،‬ف بد من اجتماأ القيد والغ ‪ ،‬فالقيد لليلدين أو اللرجلين‪،‬‬
‫والغ أن يربطه إلى رقبته أو إلى صدره؛ ألن إاا ق َّيلده ملن غيلر غل أو العكلس؛ فإبله قلد يسلتطيع الهلرب‪،‬‬
‫‪900‬‬

‫والحتماء من الحية والصاعقة‪.‬‬

‫الفقهاء أبه ل ُبد من وجود هذين القيدين م ًعا يف صفة التقييد‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬ب‬

‫صغيرا فمن باب أولى‪.‬‬


‫ً‬ ‫حرا مك َّل ًفا‪ ،‬فلو كان مختل ًفا؛ يعنر‬
‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أن يكون ًّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو بصب صغيرا»؛ من باب األولى ولو لم يق ِّيده‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬تلف بحية أو صاعهة»؛ وهر من اهلل ‪‬؛ لكن يمكن التحرز منها عاد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬الدية» عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل إن مات بمرض أو ُأة»‪ ،‬ف شرء عليه؛ ألن الموت إبما هو بلار ‪ ،‬ولليس لله‬
‫تعل بالقيد وال َغ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن أدب امرات بنياز‪ ،‬أو مع ِلم صبي ‪ ،‬أو سلطان رعيت بال إسراف؛ ال ضمان‬
‫بتلف من ذلب»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬وإن أدب الرج زوجته إاا بحللت‪ ،‬وقلد أان اهلل ‪ ‬بللر ا الللرب غيلر الملؤلم‪ ،‬ولكنله‬
‫هلكت بذلك‪ ،‬ف ضمان عليه؛ ألبله ملأاون لله يف التصلرف فيله‪ ،‬ومثلله المع ِّللم ملع صلبيابه؛ فلإن المع ِّللم‬
‫يًوز له أن يؤدب بعحر جلدات‪ ،‬فما دون‪ ،‬قال‪ :‬أو أن سلطابًا أدب رعيته‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بال إسراف» يف الًميع‪ ،‬ومن ا سراف قو اللرب‪ ،‬أو اللياد على عحر أسواط‪،‬‬
‫قال‪ « :‬ال ضمان بتلف من ذلب»؛ ألبه مأاون له به‪ ،‬وما بتج عن المأاون ف ضمان عليه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن أمر م َّلقا أن ينزل بئرا‪ ،‬أو يصعد َُرة‪ ،‬هلب ب لم يضمن»‪.‬‬

‫ألبه مك َّلف‪ ،‬وله إراد ‪ ،‬وه كه بسبع فعله هو‪ ،‬ل بفع آمره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولا ماتت حامٍ‪ ،‬أو حملها من ريح طعام ونحاه ضمن رب إن علم ذلب عادة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬من كان صاحع بعام‪ ،‬وله ري بافذ مث ‪ :‬بعه أبواأ األبعملة ملن األسلماك وغيرهلا‪ ،‬أو كلان‬
‫صاحع كير ينفخ يف كيره‪ ،‬وشمت امرأ هلذه الرائحلة فماتلت‪ ،‬فنقلول‪ :‬إن ملن كلان سلب ًبا يف هلذه الرائحلة‬
‫يلمن‪ ،‬لكن بحرط‪ ،‬ما هو الحرط؟‬
‫‪٦‬‬
‫‪901‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إن علم ذلب عادة»‪.‬‬

‫ما هو الذي ُيع َلم؟ عند المتأخرين بريقتان‪:‬‬

‫ناهر ك م المصنف‪ ،‬ونلاه ر كل م غيلره أي إن عللم صلاحع الطعلام‪ ،‬أو اللذي خرجلت منله اللري‬
‫التلرر من هذه الري ‪ ،‬وقي ‪ :‬إن المراد بلل قال المصنف‪« :‬علـم» أي عللم التللرر‪ ،‬وعللم حمل الملرأ ‪،‬‬
‫عالما باألمرين‪.‬‬
‫فيكون ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪.‬‬

‫ودية الحر المسلم مائة بعير‪ ،‬أو ألف مثهال ذهبا‪ ،‬أو اثنا عير ألف درهـم ضـة‪ ،‬أو مائتـا بهـرة‪ ،‬أو ألقـا‬
‫َاة‪ ،‬يخ َّير من علي دية بينها»‪.‬‬

‫أي‪ :‬هلللذا مقلللدار اللللديات‪ ،‬يهمنلللا يف هلللذه المسلللألة أملللر‪ ،‬وهلللو أن الحلللديث اللللذي ورد علللن النبلللر‬
‫الحل ؛ فإ م يقولون‪ :‬هلذه إبملا جلاءت ملن بلاب‬
‫‪ ‬ورد ذه الديات؛ األبواأ الخمس‪ ،‬وأما ُ‬
‫التقويم‪ ،‬وليست من باب الدية‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن األص يف الدية عندبا هذه األصناف الخمسة‪.‬‬

‫ولــذا‪ :‬ينبنللر علللى الللك مسللائ ‪ ،‬منهللا مللا اكللره المصللنف أن مللن عليلله الديللة يخ َّيللر بللين هللذه األمللور‬
‫لم؟ ألن الرواية الثابية‪ ،‬وهر التر عليها العمل القللائر عنلدبا أن األصل يف اللديات‬
‫الخمس‪ ،‬أقول هذا َ‬
‫إبما هو ا ب فقط؛ كما أ م أخذوا أن األص يف النصاب الذي تقطع فيه السلارق‪ ،‬وسلنتكلم عنله غلدً ا إن‬
‫شاء اهلل إبما هو الذهع فقط‪ ،‬وأن الفلة إبما هر من باب التقويم‪ ،‬وكذلك عروض التًار ‪.‬‬

‫أيللا يف اللديات‪ ،‬التقلويم فيملا علداها‪ ،‬فقلول النبلر ‪‬‬


‫وبنا ًء على الك‪ ،‬بقول هذا الك م ً‬
‫أ ا «ألف مثقال‪ ،‬أو اثنا عحر ألف درهم من الفلة»‪ ،‬هذا من باب التقويم يف عهده ‪.‬‬

‫قال‪« :‬ألف مثهال»‪ ،‬المراد بالمثقال هو الدينار‪ ،‬وهو أربعة دراهم وربع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو اثنا عير ألف درهم»‪ ،‬الدرهم يعادل ث ثة جرامات‪ ،‬وتقري ًبا ‪ 0.97‬أو أق ‪،‬‬
‫والباقر واض ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪902‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُب يف عمد وَبه من إبٍ ربع بنت مخاض‪ ،‬وربع بنت لبان‪ ،‬وربع ح َّهة‪،‬‬
‫وربع جذعة»‪.‬‬

‫هذا هو التغليظ يف الدية‪ ،‬فإن التغليظ يف الدية يكون يف العمد‪ ،‬وشبهها‪ ،‬فتكون أربا ًعا باعتبار السن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف هطأ أهماسا؛ ثمانان من المذكارة‪ ،‬وعيرون ابن مخاض»‪.‬‬

‫أخماسا؛ خمس بنت مخاض؛ أي‪ :‬عحرون‪ ،‬وعحرون بنت لبلون‪ ،‬وعحلرون ح َّقلة‪ ،‬وعحلرون‬
‫ً‬ ‫فتكون‬
‫جذعة‪ ،‬وعحرون ابن مخاض‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن بهر نصف مسنات‪ ،‬ونصف أتبعة‪ ،‬ومن بنم نصف ثنايا‪ ،‬ونصف أجذعة»‪.‬‬

‫كلها باعتبار السن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتعتبر السالمة‪َّ ،‬ل الهيمة»‪.‬‬

‫أي‪ :‬س متها من العيوب‪ ،‬ل قيمتها‪ ،‬ولذلك لما قدرت عندبا قدروا المتوسط يف األقيام‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ودية أنثى نصف دية رجٍ من أهٍ ديتها‪ ،‬وجراحها تساوي جراح يما دون ثلث‬
‫ديت »‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ودية أنثى نصف دية رجٍ من أهـٍ ديتهـا»؛ فلإن كابلت مسللمة فنصلف ديلة مسللم‪ ،‬وإن كابلت‬
‫كتابية فنصف دية كتابر‪ ،‬وإن كابت مًوسية فنصف دية مًوسر‪ ،‬وإن كابت وثنية فنصف ديته‪.‬‬

‫قال‪« :‬وجراحها تساوي جراح يما دون ثلث ديت »؛ ألن الثلث فما زاد تكون المرأ على بصلف ديلة‬
‫الرج ‪ ،‬وما دون فالمرأ مث الرج ‪.‬‬

‫وقد جاء أن سعيد بن المسليع ‪ ‬جلاءه رجل فسلأله‪ ،‬فقلال‪ :‬يلا سلعيد‪ ،‬ملااا يًلع يف الًنايلة عللى‬
‫إصبع املرأ ؟ فقلال‪ :‬يًلع فيله عحلر ملن ا بل ‪ .‬قلال‪ :‬فملااا يًلع يف إصلبعين؟ قلال‪ :‬يًلع يف إصلبعين‬
‫عحرون من ا ب ‪ .‬قال‪ :‬فمااا يًع يف ث ثة من أصابعها؟ قال‪ :‬يًع فيله ث ثلون ملن ا بل ‪ .‬قلال‪ :‬فملااا‬
‫يًللع يف أربعللة؟ قللال‪ :‬يًللع عحللرون‪ .‬فقللال للله الرج ل هنللا يف مسللًد النبللر ‪ :‬لمللا زادت‬
‫مصيبتها ق َّ عقلها؟! بمااا أجابه سعيد؟ قال‪ :‬يا ابن أخر‪ ،‬هر ُّ‬
‫السنَّة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪903‬‬

‫ولذلك‪ ،‬أيها المو َّف ‪ً ،‬‬


‫كثيرا من األملور هلر أملور تعبديلة‪ ،‬تعبلدبا اهلل ‪ ‬لا مثلملا اكلرت لكلم يف‬
‫العدد أن بعلها تعبدي‪ ،‬وبعلها له معنى وحكمة‪ ،‬وبعلها يغلع فيه أحدها‪ ،‬وهذه الديات؛ األص فيهلا‬
‫التعبد‪ ،‬ولذلك فإبنا بس ِّلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ودية كتاب حر نصف دية مسلم‪ ،‬ومُاس ووثن ثمانمائة درهم»‪.‬‬

‫واضحة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ودية رقيق قيمت ‪ ،‬وجرح إن كان مهدَّ را من الحر ها مهدر من منسابا إلى قيمت ‪،‬‬
‫وإَّل ما نهص بعد برن»‪.‬‬

‫يقللول‪« :‬وديــة رقيــق قيمتـ »؛ أي‪ :‬قيمللة الحللر مهمللا كابللت؛ ق َّلللت أو كثللرت‪ ،‬وأمللا جرحلله بللأن جللرال؛‬
‫فالمصنف يقول‪ :‬إن له حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون جرحه له قدر ملن الديلة يف الحلرأ مثل ‪ :‬الموضلحة وغيرهلا مملا سليأا بعلد‬
‫قلي ‪.‬‬

‫قال‪ « :‬ها مهدر من منسابا إلى قيمت »؛ فنقول‪ :‬كم بسبة الموضحة إلى بسبة ديلة الحلر؟ فننسلبها إللى‬
‫قيمة ِ‬
‫القلن‪ ،‬قلال‪« :‬وإَّل»؛ وإن للم يكلن جرحله مقلدر الديلة يف الحلر؛ « مـا نهصـ بعـد برئـ »‪ .‬هلذه إحلدى‬
‫الروايتين التر قدمها المقنع‪ ،‬وأما أغلع المتأخرين فعلى خ فها‪.‬‬

‫حر برة ماروثة عن قيمتها ُعير دين ِأم ‪ ،‬وقن ُعير قيمتها‪ ،‬وتهدر حرة‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ودية جنين ٍّ‬
‫أمة»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬دية الًنين مهما كان عمره ولو لم ُينفخ فيه الروال‪ ،‬ولو كان دون الثملابين؛ فلإن ديتله إاا‬
‫حلرا‪« ،‬بـرة»؛ عبلد أو أملة كملا يف حلديث الهذليلة وغيلرهم‪ ،‬والنبلر ‪ ‬قللى بلالًنين يف‬
‫كان ًّ‬
‫الحديثين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬برة ماروثة عن »؛ أي تورث عن الًنين‪ ،‬من هم ورثة الًنين يرثون هذا الغر ‪،‬‬
‫قوله‪« :‬قيمتها»؛ أي قيمة هذه الغر ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪904‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬عير دين ِأم »؛ فإن كابت مسلمة فإبه يعطى عحلر ديلة المسللمة‪ ،‬وإن كابلت كتابيلة‬
‫فعحر ديتها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫قال‪ِ « :‬‬
‫وقن»؛ إاا كان الًنين قنًّا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬عير قيمتها»؛ أي قيمة أمه‪.‬‬

‫قال‪« :‬وتهدَّ ر حرة أمة»؛ يف هذه الحالة إاا كان الموللود قنًّلا‪ ،‬وقلد سلب قبل تكلملت لكلم متلى تكلون‬
‫بحر؟ ومتى تكون الحر حام ً ِبقن؟‬ ‫ا‬ ‫األمة حام ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن جنى رقيق هطئا أو عمدا‪ ،‬واهتير المال‪ ،‬أو أتلف ماَّل بغير إذن سيده ه ِير بين‬
‫دائ بأرش الُناية أو تسليم لاليها»‪.‬‬

‫يقول‪« :‬إذا جنى الرقيق هطئا أو عمـدا»؛ سلوا ًء كابلت الًنايلة عللى بفلس أو ملا دوبله‪ ،‬قلال‪« :‬واهتيـر‬
‫المال»؛ أي يف جناية العمد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو أتلف ماَّل بغير إذن سيده»؛ ألبه لو أتلفه بإان سيده؛ فاللمان على سيده‪.‬‬

‫قال‪« :‬ه ِير»؛ أي خ ِّير سيده‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بين دائ »؛ أي‪ :‬يدفع هلو الفلداء ملن مالله هلو‪ ،‬قلال‪« :‬بـأرش الُنايـة»؛ أي‪ :‬بقيملة‬
‫الًناية التر جناها‪ ،‬قوله‪« :‬أو تسليم لاليها»؛ أي لولر الًناية التر جنى عليها‪ ،‬سواء كان أتلف ً‬
‫ملال‪ ،‬أو‬
‫جنى على آدمر‪ ،‬أو أن يبيع هذا ِ‬
‫الق َّن‪ ،‬ويدفع ثمنه لولر الًناية‪.‬‬

‫الحيخ‪ :‬كم بقر؟‬

‫الطالع‪ :‬اثنتا عحر دقيقة‪.‬‬

‫الحيخ‪ :‬بيع‪ ،‬بمر بسرعة على هذا الباب‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪.‬‬

‫ومن أتلف ما لْلنسان من واحد كأنق قي دية نقس ‪ ،‬أو اثنان أكثر قي ذلب»‪.‬‬

‫هذا واض ‪ ،‬أن ما كان منه شرء واحد فيه دية كاملة‪ ،‬وما كلان فيله اثنلان كاليلدان ففيله بصلف الديلة يف‬
‫‪٦‬‬
‫‪905‬‬

‫ك واحد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف أحد ذلب نسبت منها»‪.‬‬

‫واض ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف الظقر بعيران»‪.‬‬

‫أي نفر أصابع اليد أو الرج ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتُب كاملة يف كٍ حاسة»‪.‬‬

‫أي المنافع مث ‪ :‬السمع والبصر‪ ،‬والمنافع عددوها‪ ،‬ومن المنافع استقامة الظهر‪ ،‬فلو جنى عللى غيلره‬
‫فاحدودب؛ فإ ا منفعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكذا كالم وعهٍ‪ ،‬ومنقعة أكٍ ومي ون اح»‪.‬‬

‫هذه من المنافع‪ ،‬وهر معطوفة على الحواس؛ أن الحواس هر السمع والبصر والحلم واللذوق‪ ،‬وأملا‬
‫الك م وما بعده فهر منافع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ومن وطأ زوجة ياطأ مثلها لمثل خرق ما بين مخرج بال ومن ‪ ،‬أو ما بين‬
‫السبيلين هدر»‪.‬‬

‫واض ‪ ،‬بب ًعا هناك جنايات هدر‪ ،‬غالبها ليس لها قاعد ‪ ،‬وإبما لها أمثلة‪ ،‬سيأا إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإَّل ُائقة إن استمسب بال‪ ،‬وإَّل الدية»‪.‬‬

‫واض ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف كٍ من َعر رأس وحاجبين‪ ،‬وأهداب عينين‪ ،‬ولحية الدية»‪.‬‬

‫إاا اهبت كلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وحاجب نصقها»‪.‬‬

‫أي حاجع واحد‪ ،‬وأما الحاجبان ففيهما الدية كاملة‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪906‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وهدب ربعها‪ ،‬وَارب ح امة»‪.‬‬

‫السنَّة حفه‪.‬‬
‫أي‪ :‬هدب واحد‪ ،‬وأما الحارب ففيه الحكومة؛ ألن من ُّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وما عاد سهط ما ي »‪.‬‬

‫أي‪ :‬لو أبه حلقه‪ ،‬ثم عاد سقط ما فيه‪ ،‬ويبقى فيه التأديع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف عين اْلعار دية كاملة‪ ،‬وإن قلعها صحيح أقيد بيرط ‪ ،‬وعلي أيضا نصف‬
‫الدية»‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ومن أتلف عين أعور؛ فإن عليه الدية كاملة؛ ألن فيها منفعة البصر‪ ،‬قال‪« :‬وإن قلعها صـحيح»؛‬
‫أي‪ :‬الصحي قلع عين األعور‪ ،‬فذهبت عينه‪ ،‬واهع بصره‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أقيد»؛ أي‪ :‬جاز أن ُتقاد منه‪ ،‬وتذهع عينه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بيرط »‪ ،‬وهو المساوا يف السم والموضع‪ ،‬قال‪« :‬وعلي أيضا نصف الدية»؛ ألبله‬
‫لما جنى أاهع البصر مع العين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن قلع ما يماثٍ صحيحت من صحيح عمدا؛ دية كاملة‪ ،‬واْلقطع كغيره»‪.‬‬

‫قال‪« :‬وإن قلع ما يماثٍ صحيحت من صحيح»؛ أي‪ :‬لو أن األعور لله علين يمنلى‪ ،‬أو أن األشل لله يلد‬
‫يمنى‪ ،‬فقطع الصحيحة من العين من غيره‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬عمدا؛ ديـة كاملـة»؛ أي تًلع عليله الديلة الكامللة‪ ،‬وأملا المًلرء عليله إن بللع‬
‫ال َق َود؛ فإبه يقتاد من عينه‪ ،‬وعليه بصف الدية اهابه منفعة العين‪.‬‬

‫قال‪« :‬واْلقطع كغيره»‪ ،‬واألقطع الذي ليس له إل يد واحد ‪ ،‬أو رج واحد ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويف الماضحة همس من اْلبٍ‪ ،‬والهاَمة عير‪ ،‬والمن ِه َلة همسة عير‪ ،‬والمأمامة‬
‫والسمحاق ح امة»‪.‬‬
‫ثلث الدية كالُائقة والدامغة‪ ،‬ويف الخارسة والبازلة والباضعة والمتالحمة ِ‬
‫هذه أبواأ من ا لًوائف والًروحلات‪ ،‬فالًروحلات تكلون يف اللرأس والوجله‪ ،‬فالوجله غيلر اللرأس‬
‫شخصا يف رأسله‪ ،‬ثلم بللل الًلرال إللى وجهله؛ فإ لا تعتلا جرحلان‪ ،‬وللو أتلى‬
‫ً‬ ‫عندبا‪ ،‬وبنا ًء عليه فلو جرال‬
‫‪٦‬‬
‫‪907‬‬

‫جرحلا واحلدً ا؛‬


‫ً‬ ‫جرحا ثال ًثا فاتص ‪ ،‬فأصب‬
‫ً‬ ‫بًرال‪ ،‬ثم جاء بًاببه بًرال آخر؛ فإ ا فيها ديتان‪ ،‬ولو جرحه‬
‫فهر دية واحد ‪ ،‬فالعا بالًرال‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ويف الماضحة»؛ التر توض العظم‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬همس من اْلبٍ»‪ ،‬قوله‪« :‬والهاَمة»؛ التر توض العظم وهتحمه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬عير»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والمن ِهلة»؛ التر توضحه وهتحمه‪ ،‬وتنقله عن محله‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬همسة عير»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والمأمامة» ؛ هر التر تص إلى أم الدماغ‪ ،‬وهر جلد تكون بين الدماغ وبين‬
‫العظم؛ ففيها‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ثلث الدية كالُائقة»‪ ،‬والًائفة التر تكون يف البطن‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬والدامغة» التر تتًاوز المأمومة‪ ،‬وتص إلى الدماغ بفسه‪.‬‬

‫والسمحاق ح امة»؛ ألبه ل قصاص فيهلا‪ ،‬ول‬


‫ثم قال‪« :‬ويف الخارسة والبازلة والباضعة والمتالحمة ِ‬
‫دية‪ ،‬والقصاص إبما يكون فيما يص إلى العظم‪.‬‬

‫وبنللا ًء علللى مللا سللب ؛ فللإن الموضللحة والهاشللمة والمن ِّقلللة والمأمومللة والدامغللة؛ كلهللا فيهللا قصللاص‬
‫موضحة فقط‪ ،‬وما زاد فإبه يأخذ أرشه‪.‬‬

‫بقف عند هذا الموضلع‪ ،‬يعنلر اختصلرت يف األخيلر؛ لكلن لعلنلا بقلف عنلده‪ ،‬بكمل غلدً ا بمحليمة اهلل‬
‫‪ ،‬وبنهر الكتاب كله‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد)‪.)31‬‬

‫(‪ )31‬اية المًلس الحادي والث ثين‪.‬‬


‫‪908‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ُار ُع ْص َبتِ ِ ن ََسبا َو َو ََّلن»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وع ِ‬
‫اق َل ُة َج ٍ‬
‫ان ُذك ُ‬ ‫َ َ‬

‫بعلا من أحكام العاقلة والكفار‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ» يف هذا الفص أورد المصنف ‪ً ‬‬
‫والقسامة‪.‬‬
‫َّ‬
‫أول‪ :‬بأحكام العاقلة‪ ،‬والعاقلة أو والعاق اسلم فاعل ٍ محلت ٌ ملن العقل ‪ ،‬والعقل ُ هلو الدِّ يلة‪،‬‬
‫‪-1‬فبدأ ً‬
‫وليس المصدر؛ ألن الشتقاق إبما يكون من األسماء ل المصادر‪.‬‬

‫لمر‬ ‫وسميت الدِّ ية عق ً ؛ ألن الغالع فيها أو األص على الرواية الثابية‪ ،‬هو‪ :‬ا ب ‪ ،‬وا بل ُتعقل ُ‬
‫فس َّ‬ ‫ُ‬
‫الحرء بما كان م ز ًما له‪.‬‬

‫والمراد بالعاقلة‪ :‬هم القرابة الذين يدفعون دية الخطأ وشبه العمد عن الًاين‪ ،‬ولذلك قال المصلنف‪:‬‬
‫جان يحم ك جناية‪ ،‬سوا ًء كابت على النفس أو ما دون النفس‪.‬‬ ‫جان‪ ،‬فقوله‪ٍ :‬‬ ‫عاقلة ٍ‬

‫ثم ب َّين من هم العاقلة والقرابات الذين يقومون بدفع هذه الدِّ ية عن الًاين‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫اكورا‪ ،‬وبنا ًء عليه‪ :‬ف تعق‬


‫ً‬ ‫ُار ُع ْص َبتِ ِ » إ ًاا القيد األول‪ :‬أ م ل ُبد أن يكوبوا‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ذك ُ‬
‫النساء مطل ً ‪.‬‬

‫وقوله‪« :‬عصبت » يدلنا على أن العق إبما يكون للقرابلات ملن العصلابات‪ ،‬دون القرابلات اللذين لهلم‬
‫ٌ‬
‫ميراث بالفرض أو القرابات الذين يكوبون من اوي األرحام‪ ،‬فالقرابات الذين يرثون بلالفرض‪ :‬كلا خو‬
‫ٍ‬
‫لسبع كاللوج‪.‬‬ ‫ألم مث ً ‪ ،‬أو‬

‫ومر معنا يف باب الفرائه‪.‬‬


‫وأما القرابات من اوي األرحام‪ :‬فهم كثير َّ‬
‫قوله‬
‫‪٦‬‬
‫‪909‬‬

‫ٍ‬
‫وارث‪ ،‬فإبه‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ن ََسبا َو َو ََّلن» أي أن ك من كان معص ًبا للًاين سوا ًء كان ورا ًثا أو غير‬
‫يدخ فيه‪.‬‬
‫ين َج ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َع ْه ٍَ َع َلى َ هيرٍ َو َب ْيرِ ُم َ َّلف َو ُمخَ الف د َ‬
‫قوله‪َ « :‬و ََّل َع ْه ٍَ» أي ول يدفع الدِّ ية علن الًلاين الفقيلر؛ ألن الفقيلر ل يمللك ً‬
‫ملال يليلد علن حاجتله‪،‬‬
‫المك َّلف‪ :‬وهو المًنون والصبر دون سن البلوغ‪ ،‬ف عق عليهما‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ول غير ُ‬
‫ين َج ٍ‬
‫ان» ف يعق الذمر عن المسلم ول المسلم عن الذمر؛ ألن العق فيله معنلى‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫قوله‪َ « :‬و ُمخَ الف د َ‬
‫ٍ‬
‫موجود لمن خالف الدين‪.‬‬ ‫النصر ‪ ،‬وهذا غير‬
‫ون ُث ُل ِ‬
‫ث َالدِ َي َة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت َْح ِم ٍُ َع ْمدا َو ََّل َع ْبدا‪َ ،‬و ََّل ُص ْلحا َو ََّل اِ ْعتِ َرا ا‪َ ،‬و ََّل َما ُد َ‬

‫أثلر علن ابلن‬


‫بعم‪ ،‬هذه األمور ل تحملها العاقللة‪ ،‬وإن ُوجلدت فيهلا الحلروط السلابقة؛ ألبله جلاء فيله ٌ‬
‫وروي مرفو ًعا ول يثبت‪ ،‬أولها قال‪:‬‬
‫َ‬ ‫عباس ‪ ‬أبه ب َّ على هذه األمور المذكور يف هذه الًملة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫جناية يكون الًاين فيها متعمدً ا الًناية أو يحكم‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ت َْح ِم ٍُ َع ْمدا» أي أن ك‬
‫القاضر بأ ا عمد‪ ،‬فإن العاق ل تحمله؛ ألن األص واألبسع يف جناية العمد أن يكون الًاين هو الذي‬
‫يتحم األثر واللمان‪.‬‬

‫وقوله‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َع ْبدا» بمعنى أن جناية العبد ل تحملها عاقلته؛ ألن الك العبد ضمابه يف رقبته‪،‬‬
‫مر معنا يف الدرس الماضر فتُباأ رقبته أو أن يفديه سيدُّ ه ويبقى يف ملكه‪.‬‬
‫كما َّ‬
‫قال‪:‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ص ْلحا» بمعنى لو أن الًناية كابت جناية ٍ‬
‫عمد‪ ،‬ثم اصطلحوا بعد الك‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫ٍ‬
‫شلرط ملن شلروط السلتيفاء‪ ،‬فإبله تًلع‬ ‫ببعا لو كابت عمدً ا‪ ،‬ولم يستوف ِ‬
‫القصاص ٍ‬
‫لعفو أو لفوات‬ ‫ُ‬
‫الدِّ ية لكن ل يتحملها العاقلة‪.‬‬

‫وكذلك إاا اصطلحوا على الدِّ ية يف العمد أو يف غيره فإبه ل تتحمله العاقلة‪.‬‬
‫‪910‬‬

‫قال‪َ « :‬و ََّل اِ ْعتِ َرا ا» أي‪ :‬إاا كابت الًناية البينة يف إثباهتا اعةاف الًاين‪ ،‬فإبله يف هلذه الحلال ل تحملله‬
‫ٍ‬
‫كحلهود ملث ً ‪ ،‬أو كلان بلاعةاف الًلاين وصلدقته العاقللة‪ ،‬فلإن‬ ‫العاقلة‪ ،‬وإبما تحمل العاقللة ملا كلان ٍ‬
‫ببينلة‬
‫صدقته العاقلة فإ ا تعق عنه وتلمن‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫اكر مسلم‪ ،‬وليس المقصود ما دون ثلث‬ ‫ون ُث ُل ِ‬


‫ث َالدِ َي َة» أي دون ثلث دية ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َما ُد َ‬
‫ِ‬
‫دية المًنر عليه‪ ،‬وإبما المقصود بالدية هنا‪ :‬العهدية‪ ،‬يف قوله‪« :‬الدِ ية» عهدية بمعنى دية الذكر المسلم؛‬
‫ألبنا لو قلنا إ ا مطل الدِّ ية فكابت للًنس فقد بقول‪ :‬ل تحم العاقلة ما كان دون ثلث دية المرأ ‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬وإبما ك ما كابت قيمته أق من ثلث دية الذكر المسلم فإبه ل تحمله العاقلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َقت ٍََ َن ْقسا ُم َح َّر َمة َب ْي َر َع ْم ٍد‪َ ،‬أ ْو ََ َار َك ِي ِ َ َع َل ْي ِ َا ْل َ َّق َارةُ‪َ ،‬و ِه َك َ َّق َار ِة ظِ َه ٍ‬
‫ار إِ ََّّل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َأن ََّها ََّل إِ ْط َعا َم َيها‪َ ،‬و ُي َ ِق ُر َع ْبد بِ َّ‬
‫الص ْا ِم»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬هذه ك َّفار القت فقال المصنف‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َقت ٍََ َن ْقسا ُم َح َّر َمة» وقوله‪« :‬نقسا» يدلنا على أن الكفار إبما تكون يف الًناية‬
‫على النفس ل ما دو ا‪.‬‬

‫حرمة» لتحم الًناية على المسلم وعلى الذمر‪.‬‬


‫وقوله‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م َّ‬
‫وقوله‪َ « :‬ب ْي َر َع ْم ٍد» ليخرج العمد‪ ،‬ويدخ يف هذه الًملة شبه العمد والخطأ‪ ،‬فإن شبه العمد والخطلأ‬
‫فيها كفار ‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ََ َار َك ِي ِ » أي أو شارك يف القت ‪ ،‬فإبه تًع عليه الكفار‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ي » أي يف القت ؛ حيث أوجبنا عليه القود‪ ،‬عف ًوا‪ :‬حيث أوجبنا عليه الدِّ ية‪ ،‬حيث‬
‫أوجبنا أو شارك فيه‪...‬حيث أوجبنا عليه الدِّ ية‪.‬‬

‫قال‪َ َ :‬ع َل ْي ِ َا ْل َ َّق َار ُة» لقلول اهلل ‪ { :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ} [النسلاء‪ ]92:‬إللى‬
‫‪٦‬‬
‫‪911‬‬

‫آخر اآلية‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َ » أي الكفار ‪.‬‬


‫ار» من حيث صفة الواجع فيها‪ ،‬والةتيع بمعنى أبه يًع اعتاق ٍ‬
‫رقبة‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ك َ َّق َار ِة ظِ َه ٍ‬

‫سالمة من العيوب التر تمنع من الكسع‪ ،‬فإن لم يًد ابتق بعد الك إلى صيام شهرين متتابعين‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مؤمنة‬
‫وعرفنا مقدارهما‪.‬‬

‫لكنها تخالف كفار الظهار من جهة المصنف‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل َأن ََّها» أي كفار القت‬


‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل إِ ْط َعا َم َيها» فليس فيها إبعام لعدم وروده يف اآلية‪ ،‬قال‪َ « :‬و ُي َ ِق ُر َع ْبد بِ َّ‬
‫الص ْا ِم»‬
‫مال يعت به ولو قلنا بأن العبد يملك بتمليك سيده له‪ ،‬فإبه ل يص إعتاقه؛‬ ‫ول ُيك ِّفر بإعتاق؛ ألبه ليس له ٌ‬
‫عقوبات وفيها معنى اللواجر‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حينمذ يكون غرام ًة يف مال سيده‪ ،‬واألص يف الكفارات أ ا‬ ‫ٍ‬ ‫ألن ا عتاق‬
‫أيلا‪ ،‬فتكون فيها معنى الًوابر للًاين ل على سيده‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫فيها معنى اللواجر ومكفرات للذبوب ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َه َس َام ُة َأ ْي َمان ُم ََّر َرة ِ َد ْع َاى َقت ٍِْ َم ْع ُصا ٍم»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬يقول المصنف‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َه َس َام ُة» ابظر معر‪ :‬الًنايات تثبت يف األص سوا ًء كابت على النفس أو ما‬
‫دو ا‪ ،‬األص عندهم؛ أعا (باألص ) ألن هناك استثناءات قليلة‪ ،‬األص عندهم‪ :‬أبه ل تثبت يف‬
‫ٍ‬
‫رجال وأن يكوبوا عدول‪ ،‬ف ُتقب فيه شهاد النساء‪ ،‬ول ُيقب فيه شهاد غير‬ ‫الًنايات إل بحهاد اثنين‪،‬‬
‫العدل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بإقرار‪ ،‬ف تثبت الًنايات إل ذين الثنين‪.‬‬ ‫أو أن يكون‬

‫هنللاك أمل ٌلر ثالللث وهللو أورده العلمللاء وهللو‪ :‬القسللامة‪ ،‬فالقسللامة مللن بللاب إثبللات الًنايللة وهللذا معنللى‬
‫القسامة‪ ،‬فيحلف أولياء المًنر عليه خمسين يمينًا وسنتكلم عن شلروبها بعلد قليل أن هلذا المعلين هلو‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُيؤخذ بالًناية التر ادعوها‪ ،‬ويقاد منها و ُيقت كما يف حلديث حلوي ومحلي‬ ‫الذي قت موليهم‬
‫‪.‬‬
‫‪912‬‬

‫بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َه َس َام ُة َأ ْي َمان ُم ََّر َرة» أي‪ :‬يحلف هذه األيمان أولياء المًنر عليه وسيأا‬
‫صفتها‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِ « :‬د ْع َاى َقت ٍِْ» وهذا يدلنا على أن القسامة إبما تثبت يف الًناية على النفس فقط‪،‬‬
‫ل على ما دون النفس‪.‬‬

‫وقوله‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ْع ُصا ٍم» يدلنا على أن غير المعصوم وهو مباال الدم‪ ،‬فإبه ل يًع فيه القود‬
‫وحيث ل يًع فيه القود ف قسامة‪.‬‬

‫ُار»‪.‬‬ ‫ت َُ ُرو َط َها ُب ِدئَ بِ َأي َم ِ‬


‫ان ُذك ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َأت ََّم ْ‬
‫ْ‬
‫بيع‪ ،‬يقول المصنف‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َأت ََّم ْ‬


‫ت َُ ُرو َط َها» واختصر‪ ،‬ولذلك سأورد الحروط التر أوردها العلماء على‬
‫سبي السرعة‪.‬‬

‫العلمللاء يمكللن أن يًعلللوا إن لللم يختلفللون يف عللد الحللروط؛ ولكللن كثيللر مللنهم يعللد شللروط القسللامة‬
‫عحر ‪:‬‬

‫‪ ‬اْلمر اْلول‪ :‬فأول هذه الحروط‪:‬‬

‫وجاد اللاث‪ :‬واللوث عند المحهور على فقهائنا هو العداو الظاهر ‪ ،‬فلاللوث هلو العلداو الظلاهر‬
‫مث ما كان بين اليهود وبين من قتلوه من األبصار‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه بالقت مكل ًفا‪ ،‬فلو كان الملدعى عليله صلب ًّيا أو مًنوبًلا‬
‫ف قسامة عليه‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثالث‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه يمكن القت منه‪ ،‬يمكنه أن يقتل ‪ ،‬فللو كلان ل يمكلن‬
‫قتله‪ ،‬ل يمكن صدور القت منه ٍ‬
‫لبعد وبحوه ف قسامة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪913‬‬

‫بسلم‬ ‫ٍ‬
‫بسلكين أو بالصلفة الف بيلة أو ٍ‬ ‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬أبه ل ُبد أن يصف المدعين القت ‪ ،‬فيقولون‪ :‬قتله‬
‫أو بنحو الك‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الخامس‪ :‬أبه ل ُبد أن يطلع جميع الورثة‪ ،‬أي ورثة المال‪ ،‬أن يطلبوا القود‪ ،‬ويدعوا به‪.‬‬

‫‪ ،‬فيقلول جميلع‬ ‫‪ ‬اْلمر السادس‪ :‬أ م إن بالبوا القود ف بد أن يتفقوا على اللدعوى عللى الحلخ‬
‫ورثته‪ :‬إن الًاين هو ف ن‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر السابع‪ :‬أبه ل ُبد أن يتفقوا كذلك عللى أبله قلد قتلله‪ ،‬فلإن اختلفلوا فقلال بعللهم قتلله‪ ،‬وقلال‬
‫بعلهم‪ :‬عاون على قتله ولم يقتله‪ ،‬ف تص القسامة‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثامن‪ :‬أ م ل ُبد أن يتف جميع الورثة على عين القات من غير تردد‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر التاسع‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون المدعى عليه واحدً ا‪ ،‬ل أكثر ل جماعة‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر العاَر‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون يف المدعين اكور‪.‬‬

‫هذه الحروط العحر ُأخذت من األحاديث التر ورد عن النبلر ‪ ‬يف بعله ُجملله ولملااا‬
‫زود فقهائنا يف القسامة أو يف شلروط القسلامة؟ قلالوا‪ :‬ألن القسلامة عللى خل ف القيلاس؛ فلإن القيلاس أن‬
‫األيمان ل تدخ يف الًنايات؛ ولكن هنا دخلت يف الًنايات على خل ف القيلاس‪ ،‬فنلورد الحكلم ملورد‬
‫َ‬
‫ول بليد عليه‪ ،‬ولذلك ضيقوه فًعلوا له هذه الحروط العحر ‪.‬‬ ‫الن‬

‫وما زال ُيحكم بالقسامة إلى اآلن‪ ،‬إلى شهرين أو ث ثة ُحكلم بالقسلامة يف بعله المحلاكم‪ ،‬فالقسلامة‬
‫ناهر وحكمها ناهر وموجود‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬يقول الحيخ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ت َُ ُرو َط َها العيرة ُب ِدئَ ِب َأي َم ِ‬
‫ُار ُع ْص َبت َا ْل َا ِارث َ‬
‫ين» أي‪ :‬عصبة الميت‪،‬‬ ‫ان ُذك ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ َذا َأت ََّم ْ‬
‫ف ُيبد بأيمان الذكور‪ ،‬فا باث ل يحلفن‪ ،‬ل يحلف فننظر ً‬
‫أول من هم ورثة الميت‪ ،‬فيأا القاضر‬
‫اكورا وإباثا ل ُبد أن يطلع‬
‫ً‬ ‫اكورا وإباثا‪ ،‬ثم بعد الك إاا عدهم‬
‫ً‬ ‫فيقول‪ :‬من ورثة الميت؟ فيعد ورثته‬
‫جميع الورثة بالدم‪ ،‬وأن يتفقوا به‪ ،‬وأن يتفقوا على دعوى القت ‪ ،‬وعلى عين القات ‪ ،‬وعلى صفة القت ‪.‬‬

‫ثم بعد اتفاق جميع الورثة على الك‪ ،‬ل يحلف من الورثة إل الذكور فقط‪ ،‬وأملا ا بلاث فل يحلفلن‬
‫‪914‬‬

‫ويكون الحلف بينهم بحسع إرثهم‪ ،‬ف ُيقسلم الملال علليهم و ُينظلر بسلبة كل واحلد‪ ،‬وبنسلبته ملن األيملان‬
‫الخمسين ُتقسم عليهم األيمان‪ ،‬و ُيًا الكسر‪.‬‬
‫ـار عصـبتِ ِ‬ ‫عنلدبا هنللا مسللألة يف كل م المصللنف يحتللاج إلللى تتبللع‪ ،‬وهللر قللول المصللنف‪« :‬بِ َأي َمـ ِ‬
‫ـان ُذ ُكـ ِ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ين» قوله‪« :‬عصبت » اللمير هنا يعود للقتيل ‪ ،‬أي عصلبة القتيل ‪ ،‬وهلذه الًمللة فيهلا إشلكال ووجله‬ ‫َا ْل َا ِارث َ‬
‫الك‪:‬‬

‫أن القسامة تكون للذكور الوارثين مطل ًقا‪ ،‬وليست خاص ًة بالعصبة‪ ،‬فلو أن المًنلر عليهلا املرأ ٌ ولهلا‬
‫زوج فإن زوجها كذلك يقسم ويحلف‪ ،‬ب قد يكلون بصلف األيملان لله‪ ،‬فيقسلم بلاقر ورثتهلا؛ ألبله يلرث‬
‫النصف‪.‬‬

‫وصف أغلبر‪ ،‬وليس وص ًفا برد ًّيا ينعكس‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫وبنا ًء على الك‪ :‬فإن قوله‪« :‬عصبت » هذا‬

‫ولذلك قال بعه العلماء‪ :‬إن العا بقوله‪« :‬الاارثين» فيكون صحة الًملة بأيمان اكور الوارثين‪.‬‬

‫ثم وجهوها من حيث اللغة فقالوا‪ :‬إن الوارثين هر ٌ‬


‫بدل للعصبة‪ ،‬هر بدل العصلبة‪ ،‬فيكلون كأبله قلال‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فرض أو ل‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫عصبته أعنر بالعصبة الوارثين‪ ،‬سوا ًء كابوا معهم او‬

‫ين َي ِمينا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ي ْح ِل ُق َ‬


‫ان َه ْمس َ‬

‫حديث النبر ‪ ‬يف الصحي أبه قال‪« :‬يهسمان همسين يمينا»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ٌٍُّ بِ َهدْ ِر إِ ْرثِ ِ َو ُي ُْ َب ُر ك َْسر»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬بالنسبة والتناسع‪ ،‬قوله‪َ « :‬و ُي ُْ َب ُر ك َْسر» لو كابت بسبته أق من واحد فيحلف يمينًا كاملة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َن َ ُلاا»‪.‬‬

‫قوله‪ْ ِِ َ « :‬ن َن َ ُلاا» أي بك أولياء الدم عن القسامة واليمين‪.‬‬

‫َان َا ْل ٍُُّ نِ َسان» هذا فلوات الحلرط العاشلر‪ ،‬ملن شلروط القسلامة‪ ،‬بب ًعلا هلذا ل‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ك َ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ تغنر عن تلك عن هلذه‪،‬‬ ‫حاجة له؛ ألبه لما عددوا شروط القسامة اشةبوا فيه أن يكون فيهم َاكر‪،‬‬
‫ولكنها من باب التأكيد‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪915‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ح َّل َق َها ُمدَّ عى َع َل ْي ِ َو َبرِئَ »‪.‬‬


‫ٍ‬
‫فحينمذ إاا حلف فإبه يلا فل يللمله قلو ٌد‪،‬‬ ‫بعم‪ ،‬معنى الك أن بنق اليمين إلى المدعى عليه بالقت ‪،‬‬
‫أيلا فإن الدِّ ية تكون واجب ًة عليه‪ ،‬فتًع عليه الدِّ ية‪.‬‬
‫ول دي ٌة ول كفار ٌ يف الظاهر‪ ،‬وإن بك هو ً‬

‫إ ًاا عندبا ث ثة أحوال‪:‬‬

‫‪-1‬إاا ُو ِّجد شروط القسامة‪ ،‬فيأا القاضر فيوجه األيمان إلى أولياء الدم فإن حلفوا فإبه أي الملدعى‬
‫عليه‪ -‬يقاد و ُيقت ‪ ،‬فلإن بكللوا أو بكل بعللهم وللم يحللف البلاقر فإبله يف هلذه الحاللة ُتنقل اليملين إللى‬
‫المدعى عليه‪ ،‬فإن حلف فليس لهم شرء‪ ،‬وإن لم يحلف وأبى اليمين فإبه تًع عليه الدِّ يلة‪ ،‬ول قصلاص‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كِتَاب َا ْلحـدُ ِ‬
‫ود»‪.‬‬ ‫ُ ُ‬

‫شرأ المصنف بعد الك يف الحدود والمراد بالحدود هلر‪ :‬العقوبلات المقلدر شلر ًعا‪ ،‬والحلدود ملن‬
‫المصطلحات التر تواضع عليله الفقهلاء وليسلت موجلود ً علن الحلديث علن النبلر ‪ ‬ول يف‬
‫ٍ‬
‫أمر محرم‪ { ،‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ} [البقلر ‪ ]229:‬أو كل‬ ‫الكتاب‪ ،‬فإن الحدود يف الكتاب إبما هو ك‬
‫قدره اهلل كالفرائه‪ ،‬وأما جع العقوبات المقدر باسم الحدود‪ ،‬فإبه من اصط ال وتواضع الفقهاء‪.‬‬
‫أمر َّ‬

‫ف ُم ْلت َِز ٍم َعالِ ٍم بِالت َّْحرِي ِم»‪.‬‬


‫َُب إِ ََّّل ع َلى م َ َّل ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ت ِ ُ‬

‫ب» أي الحدود‪.‬‬ ‫قول المصنف « ََّل ت ِ‬


‫َُ ُ‬
‫قال ‪« :‬إِ ََّّل ع َلى م َ َّل ٍ‬
‫ف» فالصبر والمًنون ل يقام عليهم الحد‪ ،‬لكن قد يقام عليهم التأديع‪.‬‬ ‫َ ُ‬
‫قالـ ‪ُ « :‬م ْل َتـ ِـز ٍم» أي ملتللل ٌم أحكامنللا وهللو المسلللم أو الللذمر قللال‪َ « :‬عــالِ ٍم بِــالت َّْحرِي ِم» ألن مللن ل يعلللم‬
‫جيحلا إللى الحلام وقلد أورد اللك ابلن‬ ‫ً‬ ‫حينمذ يسقط عنه الحد‪ ،‬وقد ثبلت أن عملر ‪ ‬أرسل‬ ‫ٍ‬ ‫التحريم فإبه‬
‫عساكر يف [تاريخ دمح ] ثم إن رج ً منهم جلس مع أقلوام فتلذاكروا اللبلا‪ ،‬فقلال رجل ٌ ملن الحاضلرين‪:‬‬
‫باألمس زبيت‪ ،‬فقالوا‪ :‬مااا تقول؟ قال‪ :‬باألمس زبيت‪ ،‬فرفعوه إلى أمير الًندي‪ ،‬والًيش يف الحام فلأراد‬
‫أن يقيم عليه الحد‪ ،‬فقال‪ :‬ما علمت أن اللبا محرم إل البارحة‪ ،‬فأرس إلى عمر ‪ ‬فلر َّد عليله عملر قلال‪:‬‬
‫أبلقه فإن عاد فأقم الحد عليه‪.‬‬
‫‪916‬‬

‫وهذا يدلنا على أبه قد نهر عند الصحابة وابتحر أن الًاه بتحريم الفع فإبه يسقط عنه الحد‪.‬‬
‫والعلماء يقولون علماءبا يقولون‪ :‬إن الًه إبملا يقبل مملن كلان حلديث ٍ‬
‫عهلد بإسل م‪ ،‬أو مملن للم‬ ‫ُ‬
‫ينحأ بين المسلمين‪ ،‬فإن كان قد بحأ بين المسلمين فإبه ل ُيقب دعلواه الًهل بلالحكم اللذي هلو الًهل‬
‫بالتحريم‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َع َلى إِ َما ٍم َأ ْو نَائِبِ ِ إِ َق َامت َُها» هذه تفيدبا أمرين‪:‬‬

‫خيلر ملن أن ُيمطللر‬


‫اْلمـر اْلول‪ :‬وجلوب إقاملة الحلدود‪ ،‬وقلد جللاء يف الخلا أن إقاملة حلد يف األرض ٌ‬
‫صباحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أربعين‬

‫اْلمر الثاين‪ :‬أن إقامة الحدود إبملا هلر ل ئملة‪ ،‬ولليس ألحلد أن يقليم هلذه الحلدود إل ملا اسلتُثنر أن‬
‫السيد يقيم بعه الحدود على مواليه كاللبا‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫يص ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد‪ ،‬وي ُ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ََّل‬ ‫ُان َع َل ْي َقميص َو َقم َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ َقائما بِ َس ْاط ََّل َه َل ٍق َو ََّل َجد َ َ‬
‫ُي ْب ِدي َض ِ‬
‫ارب إِ ْب َط ُ»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ» قوله‪« :‬ر ُجٍ» ليست عائد لًميع األوصاف التر ستأا‪ ،‬وإبما‬
‫ٍ‬
‫وصف فقط‪ ،‬وما عدا الوصف األول فإن الرج والمرأ سواء‪ ،‬يقول‪َ « :‬و ُي ْض َر ُب َر ُجٍ‬ ‫هر متعلق ٌة بأول‬
‫ِ‬
‫قائما لكر يص‬ ‫َقائما» مفهومه‪ :‬أن المرأ ُتلرب جالس ًة وهذا أكم يف سةها‪ ،‬وأما الرج ف ُيلرب ً‬
‫السوط أو الًلد إلى جميع أبراف جسده‪ ،‬وأما الًالس فإبه ل تص إلى شحمة ساقه وفخذه يف ٍ‬
‫كثير‬
‫من األحيان‪.‬‬

‫قال‪:‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َه َل ٍق و ََّل ج ِد ٍ‬
‫الخ َل هو القديم‪ ،‬فإبه ل يؤلم والًديد يؤلم ً‬
‫ألما شديدً ا ب‬ ‫يد» َ‬ ‫َ َ‬
‫ربما خرق الًلد‪ ،‬وإبما يكون وس ًطا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان» الواو هنا بمعنى (أو)‬ ‫ان» قوله‪َ « :‬قميص َو َقم َ‬ ‫ُان َع َل ْي َقميص َو َقم َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ُ‬
‫وليس كذلك‪ ،‬وإبما هنا‬ ‫وليست بمعنى مطل الًمع؛ ألن قلنا إن بمطل الًمع لكان عليه ث ثة ُقم‬
‫‪٦‬‬
‫‪917‬‬

‫بمعنى (أو)‪.‬‬

‫ف ُيًرد كما جاء من حديث ابن مسعود أبه ل ُيًرد المًلود‪ ،‬وإبما يكون عليه قمي ٌ أو قميصلان‪،‬‬
‫لكن ل تكون من ٍ‬
‫جلد فيمنع ألم السوط‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي ْب ِدي َض ِ‬


‫ارب إِ ْب َط ُ» وهذا يدل على أن الًلد بأبواعه الث ثة فإن أشد أبواأ‬

‫الًلد هو الًلد يف اللبا‪ { ،‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ} [النور‪.]2:‬‬

‫ثم يليه باقر الحدود ُ‬


‫كالحرب وبحوه‪.‬‬

‫ثم يليه التعلير‪:‬‬

‫يقول‪ :‬إن أشد أبواأ الًلد وهو الًلد يف اللبا‪ ،‬ل يبدي فيه الًالد أو اللارب بياض إبطه‪.‬‬

‫لبسا ردا ًء من غير قمي ٍ تحته‪ ،‬فإبه إاا رفعه وأبت تلرى اللك‬
‫ويظهر بياض ا بط فيما لو كان المرء ً‬
‫حللال إحرامللك إاا رفللع المللرء يللده رف ًعللا شللديدً ا نهللر بيللاض إبطلله إاا سللقط رداءه‪ ،‬وهللذا يللدلنا علللى أن‬
‫المقصود ليس األلم الحديد‪ ،‬وإبما المقصود التأليم لكنه ليس الحديد‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويسن َت ْقرِي ُه ع َلى َا ْْلَع َض ِ‬
‫ان»‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ َ ُّ‬

‫بعم‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ع َلى َا ْْلَع َض ِ‬
‫ان» أي أعلاء الًسد‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب اِ ِت َها ُن َو ْج ٍ َو َر ْأ ٍ‬
‫س َو َ ْرجٍ َو َم ْهت ٍٍَ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫بعم أل ا ى النبر ‪ ‬عن ضرب الوجه والرأس‪ ،‬وأما الفرج والمقت فألبه قد يؤدي إللى‬
‫التلف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬واِ ْم َر َأة ك ََر ُج ٍٍ‪َ ،‬ل ِ ْن ت ُْض َر ُب َجالِ َسة‪َ ،‬وت َُيدُّ َع َل ْي َها ثِ َيا ُب َها» بعم هذا تقدمت فيما‬
‫سب ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُيدُّ َع َل ْي َها ثِ َيا ُب َها َوت ُْم َس ُ‬


‫ب َيدَ َاها» بعم قوله‪:‬‬
‫‪918‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َُيدُّ َع َل ْي َها ثِ َيا ُب َها» لكر ل تتكحف‪.‬‬

‫أيلا ل تتكحف ألن المرأ ربما حركت يديها فحقت ثو ًبا أو بحو الك‪.‬‬ ‫قوله‪َ « :‬وت ُْم َس ُ‬
‫ب َيدَ َاها» لكر ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُي ْح َق ُر لِ َم ْر ُجا ٍم»‪.‬‬


‫قوله‪« :‬و ََّل يح َقر لِمرجا ٍم» أي يف اللبا للمرجوم يف حد اللبا‪ ،‬وهذا يحم من ثبت عليه الحلد ٍ‬
‫ببينلة أو‬ ‫َ ُ ْ ُ َْ ُ‬
‫بإقرار ل فرق؛ ألن النبر ‪ ‬لم يحفر كما جاء من حديث ابن مسعود‪.‬‬
‫ات وع َلي ِ حدٌّ س َه َط» بعم‪ ،‬إان م ِ‬
‫سقط الحد إبما هو الموت‪ ،‬ول م ِ‬
‫سقط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َم َ َ َ ْ َ َ‬
‫للحد غير الموت الفاع له‪ ،‬وأما ولر األمر فليس له العفو فيه ول لغيره‪.‬‬

‫ات» بعم‪ ،‬وقد رجم النبر ‪ ‬ث ث ًة وقي‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ْر َج ُم ز ٍ‬
‫َان ُم ْح َصن َحتَّى َي ُم َ‬
‫أربعة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َب ْي ُر ُه ُي ُْ َلدُ ِمائَة َو ُيغ ََّر ُب عاما» بعم وقد ثبت يف حديث أنن من عباد أن النبر‬
‫‪ ‬قال‪« :‬هذوا عن هذوا عن ‪ :‬الب ر بالب ر‪ ،‬جلد مائة وتغريب عام‪ ،‬والثيب بالثيب الرجم»‪.‬‬

‫ين‪َ ،‬و ََّل ُيغ ََّر ُب»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َرقيق َه ْمس َ‬
‫مكان آخر هو ا مام‪ ،‬وليس يراه اللاين‪ ،‬وهنلاك ٌ‬
‫فلرق‬ ‫ٍ‬ ‫بعم معنى التغريع معناه‪ :‬هو النق من البلد إلى‬
‫بين النفر وبين التغريع فإن التغريع هو بق ٌ إلى ٍ‬
‫بلد واحد‪ ،‬وأملا النفلر فهلو النقل إللى البللدان‪ ،‬فإبله إاا‬
‫بلد واستقر لم يقر على الك الستقرار ب ينق إلى ٍ‬
‫بلد أخرى والنفر يكون يف الحرابة‪.‬‬ ‫بُق إلى ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫وأما التغريع‪ :‬فإبه ينق إلى ٍ‬
‫بلد واحد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫بيع قال‪:‬‬

‫ضررا على سيده‪.‬‬


‫ً‬ ‫وأما الرقي فإبه ُيًلد خمسين ألبه بصف حد الحر ول ُيغرب؛ ألن يف التغريع‬

‫بِ ِح َسا ِب ِ ِ ِ‬
‫يه َما»‪:‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َب َّع‬

‫حر وبعله قِ ٌن فبحسابه فيهما أي يف الًلد والتغريع‪.‬‬


‫» أي الذي بعله ٌ‬ ‫ومب َّع‬
‫قال‪ُ « :‬‬
‫فلو كان بصلفه حلر وبصلفه عبلد‪ ،‬فيًللد خمسلا وسلبعين‪ :‬الخمسلون حلد العبلد أو ِ‬
‫القلن‪ ،‬والخمسلة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪٦‬‬
‫‪919‬‬

‫والعحرون هر بصف الحر فيما زاد‪.‬‬

‫و ُيغرب بصف تغريع الحر من حيث اللمن‪ ،‬ف ُيغرب بصف َسنَة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪920‬‬

‫حيحٍ ِ ُق ُب ِل َها َو َل ْا َم َّرة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وا ْلمحصن من وطِئ زَ وج َت بِن ِ َاحٍ ص ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫بعم‪ ،‬بدأ يتكلم المصنف عن المحصن يف باب اللبا؛ ألن المحصن عندبا يف باب اللبا يختلف عنله يف‬
‫باب القذف وسيأا‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫حص ْن» أي الذي ُيرجم أول قيد فيه قال‪:‬‬


‫والم َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ْن َوطِ َئ ز َْو َج َت ُ» قوله‪َ « :‬م ْن َوطِ َئ» يدلنا على أبه الًماأ‪ ،‬وسيأا صفته بعد قلي ‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫وطء لغير اللوجة ف يحص به ا حصان‪ ،‬فمن زبا‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬زوجت ُ» فيدلنا على أن ك‬
‫مرات فليس بمحصن‪ ،‬ومن وبئ امرأ ً مملوكة له (أي ُسري ًة) فإ ا ل تكون محصن ًة له‪ ،‬ف بد أن يكون‬ ‫ٍ‬

‫زواجا‪ ،‬إ ًاا هذا القيد األول‪.‬‬


‫ً‬

‫القيد الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون يف بكاالٍ صحي ‪:‬‬

‫‪-1‬األول القيد األول‪ :‬الوطء فإن المباشر والتقبي ل يحص به ا حصان‪.‬‬

‫‪-2‬الثاين‪ :‬ل ُبد أن يكون الوطء للوجه‪.‬‬

‫‪-3‬الثالث‪ :‬ل ُبد أن يكون اللواج بنكاالٍ صحي ‪ ،‬وبنا ًء عليه فللو كلان النكلاال بلاب ً أي مًم ًعلا عللى‬
‫ٍ‬
‫مهلر‪ ،‬فإبله لذه‬ ‫شهود أو على قول بعه أه العلم‪ :‬بل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ولر‪ ،‬أو ب‬ ‫بط به وفساده أو فاسدً ا بأن كان ب‬
‫الحالة ل يكون على المحهور سب ًبا للحصان‪ ،‬فيكون الك شبه ًة يف درء الحد عنه‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ ِ « :‬ق ُب ِل َها» أي‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون الوطء يف ال ُقب ‪ ،‬وإبما إن وبمها يف الدُ بر وهو‬
‫ُمحرم ف يحص به ا حصان‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل ْا َم َّرة» وهذا واض ‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪921‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ُرو ُط ُ َث َال َثة‪.»:‬‬

‫بعم‪ ،‬وشروط اللبا ث ثةٌ‪:‬‬

‫يب َح َي َق ٍة َأ ْص ِل َّي ٍة ِ َ ْرجٍ َأ ْص ِل ٍّ ِْل َد ِم ٍّ َو َل ْا ُد ُبرا» بعم‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬تغْيِ ُ‬

‫يب َح َي َق ٍة» والححفة معروفة من الذكر‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬تغْيِ ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أص ِلي ٍة» يأا الفقهاء بعبار )األصلية( ليخرجوا الخنثى‪ ،‬فإن الخنثى المحكِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َّ‬
‫تكون له اآللتان‪ :‬آلة رج وآلة امرأ ‪ ،‬فلو كان محك ً ل ُيعرف أهو رج ً أم أبثى فإن آلة الذكر ل تسمى‬
‫ٌ‬
‫ومحكوك فيه والمحكوك ل حكم له‪.‬‬ ‫ُقب ً أصل ًّيا‪ ،‬فلو غ َّيب ُه يف فرجٍ ل يسمى الك زبا؛ ألبه مةدد‬

‫وهذا معنى قوله (أصلر)‪.‬‬

‫قال‪ْ َ ِ « :‬ـرجٍ َأ ْص ِـل ٍّ » ً‬


‫أيللا كلذلك عرفنلا الفلرج أن الفلرج األصللر ليخلرج الخنثلى والخنثلى اآلن‬
‫بادرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أصب‬

‫قال‪ِْ « :‬ل َد ِم ٍّ » يدلنا على وطء البهيمة ل يثبت فيه حكم اللبا‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َل ْا ُد ُبرا»‪.‬‬

‫قوله‪ِْ « :‬ل َد ِم ٍّ » ليحم الذكر واألبثى؛ ألن المعتمد عند فقهاءبا أن اللواط يأخذ حكم اللبلا‪ ،‬فلإن كلان‬
‫ٍ‬
‫محصن ُجلد مائة و ُغرب َسنَةً؟‬ ‫محصنًا ُرجم وإن كان غير‬
‫قوله‪َ « :‬و َل ْا ُد ُبرا» أي ولو كان الوطء يف الدُ بر من امرأ أو كان الوطء يف الدبر من ٍ‬
‫اكر‪ ،‬فإبه يأخذ حكم‬
‫اللبا‪.‬‬

‫لي ْب َه ِة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وانْتِ َقا ُن َا ُّ‬

‫أي وابتفاء الحبهة يف الوطء‪ ،‬وابتفاء الحبهة من جهتين‪:‬‬

‫‪-1‬الًهة األولى‪ :‬يف الفع بأن رأى امرأ فظنها زوجتله؛ أل لا بائمل ٌة عللى فراشله‪ ،‬فوبمهلا فهلو ٌ‬
‫نلان‬
‫إباحتها ف حد‪.‬‬

‫مًملع عليله‪ ،‬فملن دخل يف‬


‫ٌ‬ ‫‪-2‬أو شبهة يف العقد‪ :‬بأن تللوج رجل ٌ يف بكلاالٍ بابل ‪ ،‬والنكلاال البابل‬
‫‪922‬‬

‫النكاال الباب فإبه ُيقام عليه الحد ألبه زبا‪.‬‬

‫ومن أمثلة النكاال الباب عند فقهاءبا‪ :‬من تلوج ألج التحليل ؛ وقلد لى النبلر ‪ ‬عنله‪،‬‬
‫والمح َّلٍ ل » وفقهاءبا يقولون على هذا اللعن يدل عللى أن النكلاال بابل ‪ ،‬فملن تللوج‬
‫المح ِلٍ ُ‬
‫« لعن اهَّلل ُ‬
‫عالم بالتحريم فإبه يقام عليه حد اللاين وإن بلتج وللدٌ ل ُينسلع إليله‪ ،‬وإبملا يكلون‬
‫امرأ ليحلها لغيره وهو ٌ‬
‫مقطوأ النسع غير مستحل بأحد‪.‬‬

‫لكن لو كان دخ يف هذا العقلد جلاه ً بلالحكم أو اسلتفتى ملن أفتلاه ملن بعله الفقهلاء اللذين يلرون‬
‫جواز الك‪ ،‬فنقول‪ :‬هذه شبه ٌة يف العقد؛ أل ا شبهة والحدود تطرأ ُ‬
‫بالحبه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحد مع وصق »‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫واحد بزنا‬ ‫ٍ‬
‫مُلس‬ ‫ٍ‬
‫عدول يف‬ ‫ٍ‬
‫رجال‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وثبات بيهادة أربعة‬

‫بعم‪ ،‬اللبا ل يثبت إل بأحد أمرين‪:‬‬


‫ٍ‬
‫واحد منها قيود‪.‬‬ ‫إما بالحهاد أو با قرار‪ ،‬ولك‬

‫فأما الحهاد فقال‪ :‬ل ُبد من شهاد أربعة أي أربعة رجال‪ ،‬ومفهومه أن النساء ل ُيقبلن‪.‬‬

‫قال‪« :‬عدول» والمراد بالعدالة الظاهر والبابنة م ًعا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مًلس واحلد‪ ،‬فللو أن القاضلر دخل عليله الحلهود‬ ‫ٍ‬
‫واحد» أي أن يأتوا بالحهاد يف‬ ‫ٍ‬
‫مُلس‬ ‫قوله‪« :‬يف‬
‫حكملا‬
‫ً‬ ‫حكملا؛‬
‫ً‬ ‫الث ثة األول فحهدوا وتأخر الرابع عن الحلور حتى قام القاضر من جلسته إما حقيق ًة أو‬
‫حسع القلاء الحالر بأن يقول‪ُ :‬رفعت الًلسة‪ ،‬فإبه وإن حللر بعلد ابتهلاء مًللس الحكلم فإبله ل ُيقلام‬
‫ٍ‬
‫مًلس واحد‪.‬‬ ‫الحد على اللاين ب يدر عنه الحد ألن الحهود لم يحهدوا يف‬

‫قوله‪« :‬بزنا واحد» بمعنى أبه لو كان اللاين قد زبلا يف يلومين‪ :‬السلبت واألحلد‪ ،‬فحلهد ث ثل ٌة عللى زبلاه‬
‫ٍ‬
‫واحلد يف‬ ‫يوم السبت‪ ،‬وشهد واحدٌ على زباه يوم األحد ف يقام عليه الحد‪ ،‬ب ل ُبد أن يحلهدوا عللى زبلا‬
‫ومكان واحد‪ ،‬وبامرأ واحد ‪ ،‬وهذه التر يقول عنها الفقهاء‪ :‬أين ومتى وم ْن؟ هذه الث ث‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقت واحد‬‫ٍ‬

‫أما (كيف؟) فستأا بعد قلي ‪ ،‬فاألسملة أربعة‪.‬‬

‫قال‪« :‬مع وصق » هذا هو كيف‪ ،‬فيسأل القاضر األسملة األربعة‪ :‬من؟ كيف؟ متى؟ أين؟‬

‫قال‪« :‬مع وصق » هذه هر كيف ف بد أن يصفه‪ ،‬يصلف اللبلا‪ ،‬بل ل ُبلد أن يصلف الوصلف الصلري‬
‫‪٦‬‬
‫‪923‬‬

‫كالرشا يف البمر أو المي يف المكحلة‪.‬‬

‫بفسلا وارتفا ًعلا‬


‫ولذلك جاء أن بعه الناس شهد عند عمر ‪ ‬فسأله عمر‪ :‬ملااا رأيلت؟ قلال‪ :‬رأيلت ً‬
‫ً‬
‫وبلول‪ ،‬فلم يقب عمر هذه الحهاد ‪.‬‬

‫صريحا باللبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ف بد أن يكون وص ًفا‬

‫بعم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مرات مع ذكر حهيهة الاطن بال رجاع»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو إقراره أربع‬

‫األمر الثاين الذي يثبت به‪ :‬ا قرار‪ ،‬ف بد أن يقر أربلع ملرات؛ ألن النبلر ‪ ‬لملا أقلر عنلده‬
‫صريحا يف بعه األلفاظ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ماعل ‪ ‬أعرض عنه حتى أقر أرب ًعا‪ ،‬وجاء الك‬
‫ٌ‬

‫فيقر على بفسه أربلع ملرات ملع اكلر حقيقلة اللوطء‪ ،‬فل بلد أن يصلرال بأبله قلد وطء‪ ،‬أو وطء الملرأ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يقلام‬ ‫ولذلك كان النبر ‪ ‬يطلع منه التصري فيقول‪« :‬أن تها؟» فلملا أقلر بالتصلري ‪،‬‬
‫عليه الحد‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بال رجاع» أي ب رجو ٍأ عن ا قرار إلى حين إقامة الحد‪ ،‬ولذلك فإن ماعل لما‬
‫ٍ‬
‫بعظم فسقط فقال لهم النبر ‪:‬‬ ‫ثبت عليه الحد با قرار أراد أن يهرب فرماه بعه الصحابة‬
‫«هال تركتماه»‪.‬‬

‫بِ ِح َسابِ ِ »‪.‬‬ ‫ين‪َ ،‬و َر ِقيق نِ ْص َق َها‪َ ،‬و ُم َب َّع‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َها ِذ ُ‬
‫ف ُم ْح َصنا ُي ُْ َلدُ ‪ُ ،‬ح ٌّر َث َمان َ‬

‫والهاذف» وهلو اللذي يرملر غيلره باللبلا‬


‫ُ‬ ‫بعم بدأ المصنف يتكلم عن الحد الثاين وهو القذف‪ ،‬فقال‪« :‬‬
‫أو باللواط أو يرمر أحد أبويه‪.‬‬

‫قال‪ُ « :‬م ْح َصنا» أي أن القااف إاا رمى محصنًا‪ ،‬والقااف إاا قذف محصنًا‪ ،‬والمحصلن سليأا تعريفله‬
‫بعد قلي ؛ ألبه يختلف عن ا حصان يف باب اللبا‪ ،‬قال‪ُ « :‬ي ُْ َلدُ ‪ُ ،‬ح ٌّر» أي يًلد الحر القااف‬

‫ين» أي ثمابين جلد ‪ ،‬قوله‪َ « :‬و َر ِقيـق نِ ْصـ َق َها» أي أربعلين ُيًللد أربعلين جللد ‪،‬‬‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ث َمان َ‬
‫ح َسابِ ِ » بحسع ما فيه من الحرية‪ ،‬ف ُينذر له بنسبة اللك عملا زاد علن األربعلين‪ ،‬لقلول اهلل‬ ‫قوله‪« :‬ومبع بِ ِ‬
‫َ ُ َ َّ‬
‫‪924‬‬

‫‪ { :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ} [النور‪.]4:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُم ْح َص ُن ُهنَا‪ »:‬هنا أي يف باب القذف‪ ،‬والمقصود به أي المقذوف‪ ،‬المحصن‬
‫المقذوف‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُح ُّر»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْلحر» الحر ألن ِ‬
‫القن إاا ُقذف ل يقام عليه الحد وإبما التعلير‪.‬‬ ‫ُ ُّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُم ْس ِل ُم»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل ُم ْس ِل ُم» ألن الكافر إاا ُقذف باللبا فإبه ل يقام على قاافه الحد وإبما يقام عليه‬
‫التعلير‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينمذ إاا ُقذف باللبا ف يقام عليه الحد‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْلع ِ‬
‫اق ٍُ» ألن المًنون ل بية له فإبه‬ ‫َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل َع ِقي ُ‬


‫ف»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بفًور‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْل َع ِق ُ‬
‫يف» ويقاب عفيف‪ :‬من ُعرف‬

‫ببعا والعفيف المقصود به الفًور هنا‪ ،‬ليس مطل ا ثم‪ ،‬وإبما الفًور أي اللبا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط ك َْا ُن ِم ْث ِل ِ َي َط ُأ َأ ْو ُيا َط ُأ ََّل ُب ُلا ُب ُ»‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َُرِ َط ك َْا ُن ِم ْث ِل ِ » أي مث المقذوف باللبا‪ ،‬يطأ أو يوبئ مثلله ل بلوغله‪ ،‬فملن رملى بنلت تسل ٍع‬
‫فأكثر باللبا فهو قذف‪ ،‬أو رمى ابن ٍ‬
‫عحر فأكثر باللبا فهلو قلذف‪ ،‬وأملا إن رملى بنتًلا عمرهلا دون التسلع‪ ،‬أو‬
‫ولدً ا عمره دون العحر ف يقام عليه حد القذف‪.‬‬

‫حيث قلنا ابه قذف‪ ،‬ف يقام الحد على قااف بنلت التسلع وابلن العحلر إل بعلد أن يطاللع المقلذوف‬
‫بالحد‪ ،‬وليس له أن يطاللع إل بعلد البللوغ‪ ،‬فنقلول‪ :‬ابله ُيقلاد لكلن ُينتظلر المقلذوف حتلى يبللغ‪ ،‬فلإاا بللغ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يقام الحد على القااف‪.‬‬ ‫وبالع بحد القذف‪ ،‬فإبه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َعز َُّر بِن َْح ِا‪َ :‬يا كَا ِر‪َ ،‬يا َم ْل ُعان‪َ ،‬يا َأ ْع َا ُر‪َ ،‬يا َأ ْع َر ُج»‪.‬‬

‫بعم قال‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪925‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َعز َُّر» أي و ُيعلر المتلفظ بك من ليس من باب القذف‪ ،‬كقوله‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬يا كَا ِر‪َ ،‬يا َم ْل ُعان‪َ ،‬يا َأ ْع َا ُر‪َ ،‬يا َأ ْع َر ُج» فك هذه تكون من باب التعلير‪ ،‬بب ًعا إل يف‬
‫المواضع التر أجاز الحرأ فيها الوصف بالعرج والعور‪ ،‬وهر يعنر ستة مواضع اكرها العلماء منها‬
‫التعريف‪ ،‬يعنر مث ً بظمها الحاعر وهو الغلي‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫حلللللذ ِر‬
‫ِّ‬ ‫مللللتظ ِّل ٍم ومعلللللر ٍ‬
‫ف و ُم‬ ‫للللة يف ِسللللت ٍَّة‬
‫الللللذم للللليس بِغيبل ٍ‬
‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫إزالللة ُم ِ‬
‫نكللر‬ ‫بلللع ا عابلل َة يف‬ ‫ظه ٍر فِسل ًقا ومسلت ٍ‬
‫َفت و َملن‬ ‫ول ِ ُم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫هذه اكرها قبل الغلاللر يف [إحيلاء عللوم اللدين] واكرهلا كثيلر ملن علماءبلا كلذلك أنلن الحًلاوي‬
‫وكثير اكروها‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وغيره‬

‫فمن أراد أن يعرف فقال‪ :‬أعرج أو يا أعرج تعال من باب التعريف‪ ،‬فليس هذا داخ ً يف التعلير‪.‬‬
‫ُب َال َّتع ِزير ِ ك ٍُِ مع ِصي ٍة ََّل حدَّ ِيها و ََّل َك َّقارةَ‪ ،‬ومر ِجع إِ َلى اِجتِه ِ‬
‫اد َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم»‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََْ ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ ُ ْ ُ‬
‫يـر» لليس معنلى وجلوب التعليلر أي وجلوب فعل التعليلر‪ ،‬وإبملا المقصلود‬ ‫ب َال َّت ْع ِز ُ‬ ‫بعم قوله‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ أن يفعله وأن يةكه‪.‬‬ ‫بوجوب التعلير أي أن التعلير مر ُّده إلى ا مام‪ ،‬فيًوز له‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ب َال َّت ْع ِز ُير ِـ ك ِ‬ ‫إ ًاا فقول المصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُـٍ َم ْعصـ َية ََّل َحـدَّ َيهـا َو ََّل َك َّق َ‬
‫ـار َة» فلليس لز ًملا للملام أن‬ ‫ُ ُ‬
‫يفع الك‪.‬‬

‫بيع فإن قلت‪ :‬لما ع َّبر العلماء بيًلع؟ فنقلول‪ :‬إبله يًلع إاا حكلم بله الحلاكم‪ ،‬فيكلون واج ًبلا (أي‬
‫لز ًما) إاا حكم بله الحلاكم‪ ،‬إ ًاا فلالوجوب هنلا بمعنلى اللللوم‪ ،‬ولليس بمعنلى الحكلم الحلرعر التكليفلر‬
‫الذي ُيرتع عليه ا ثم عند الةك‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َم ْر ِج ُع ُ» أي ومرجع الوجوب‪ ،‬ومرجع كذلك التقدير‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َلى اِجتِه ِ‬
‫اد َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم» يف الًملة‪ ،‬وقلت يف الًملة ألن الفقهاء يمنعون التعلير أكثر‬ ‫ْ َ‬
‫ٍ‬
‫جلدات‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫من عحر‬
‫‪926‬‬

‫فص ٌ ‪:‬‬
‫ف َت َل ٍ‬
‫اب مس ِ ٍر يحرم م ْط َلها إِ ََّّل لِدَ ْ ِع ُل ْهم ٍة ُبص بِها مع َها ِ‬
‫ف‪َ ،‬و ُي َهدَّ ُم‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ ََ َر ٍ ُ ْ‬
‫َع َل ْي ِ َب ْا ٍل»‪.‬‬

‫اب ُم ْسـ ِرٍ َي ْح ُـر ُم» ألن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬مـا أسـ ر كثيـر ُه‪،‬‬
‫ُـٍ ََ َـر ٍ‬
‫بعم يقول المصلنف‪َ « :‬وك ُّ‬
‫هليل ُ حرام»‪ .‬بيع‪.‬‬
‫عنع أو من ٍ‬
‫تمر أو ملن غيلره‪ ،‬وسلوا ًء‬ ‫ٍ‬
‫وسواء كان من ٍ‬ ‫مسكر سواء كان من ٍ‬
‫ببيذ‬ ‫ٍ‬ ‫قوله‪ُّ « :‬‬
‫كٍ» يحم ك‬
‫ً‬
‫كان ببي ًعيا أو مصن ًعا‪ ،‬فقد استخرج بعه األملور المذهبلة للعقل المصلنعة‪ ،‬وقلول المصلنف‪ََ « :‬ـراب»‬
‫هذا يورده بعه الفقهاء من المتأخرين عندبا وغيلرهم‪ ،‬فلإ م يًعللون ملن قيلد ملا يثبلت بحلربه الحلد أن‬
‫يكون مائ ًعا‪ ،‬وأما الًامد عندهم ف يثبت به الحد‪.‬‬

‫بعلا من المتلأخرين يلرى أن تنلاول الححليش اللذي هلو‬ ‫ٍ‬


‫شرء واحد‪ :‬وهو الححيحة‪ ،‬فإن ً‬ ‫والثمر يف‬
‫يسمى (شًر ال ُقنَّع) أو ما يقلوم مقامله حكمله حكلم المسلكر‪ ،‬ف ُيًللد ثملابين وهلو اللذي محلى عليله يف‬
‫[ا قناأ] وفاق للحيخ‪ /‬تقر الدين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تقييلد بكوبله شلرا ًبا أو بكلون مائ ًعلا؛ لكلر‬ ‫ٍ‬
‫مسلكر ملن غيلر‬ ‫بعلا من المتأخرين يقول‪ :‬ك‬
‫ولذلك فإن ً‬
‫يحم المحروب والمأكول والمائع والًامد‪.‬‬

‫بيع‪.‬‬

‫مسكرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اب ُم ْس ِ ٍر» وسيأا كيف بعرف كوبه‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك ٍُُّ ََ َر ٍ‬
‫ٍ‬
‫شرء كان‪.‬‬ ‫قال‪َ « :‬ي ْح ُر ُم ُم ْط َلها» أي قليله وكثيره ويحرم من أي‬

‫ف‪َ ،‬و ُي َهدَّ ُم َع َل ْي ِ َب ْا ٍل»‪.‬‬


‫ف َت َل ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ ََّّل لِدَ ْ ِع ُل ْهم ٍة بُص بِها مع َها ِ‬
‫َ َّ َ َ َ ْ‬

‫لا‪ ،‬بقيلدين ل ُبلد أن يكلون‬ ‫بعم ل يًوز ُشرب المسكر إل ألج الك؛ ألج دفع اللقمة التر ُغ‬
‫ا ل لعطش؛ ألن الخمر يليد العطش‪.‬‬ ‫غ‬

‫القيد الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون من خوف تلف‪.‬‬

‫عندبا هنا فقط مسألة واحد وهر مسألة قول المصنف‪« :‬يحرم مطلها» قلنا‬
‫‪٦‬‬
‫‪927‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مطلها» من جهة القلي والكثير‪ ،‬ومطل ًقا من جهة ما ُصنِّع منه أو ما استُخرج منه‪.‬‬

‫ُيحكِ على الك مسألة يف قوله‪« :‬مطلها» وهلر مسلألة أن الخملر يًلوز اسلتعماله يف غيلر األكل عنلد‬
‫بعه أه العلم وهر رواية‪.‬‬

‫حرم علي م» لكن يف رواية ومال لها‬


‫وأما يف األك ‪ :‬فحرا ٌم لقول النبر‪« :‬إن اهَّلل لم يُعٍ دواؤكم يما َّ‬
‫الحيخ تقر الدين‪ :‬أبه يًوز جعله على الًلد مث هذه المعقمات من بلاب التعقليم للًللد فيلرى جلوازه‪،‬‬
‫والمسألة يعنر قد تكون استدراكًا على المطل ‪.‬‬

‫قوله‪َ « :‬و ُي َهدَّ ُم َع َل ْي ِ َب ْا ٍل» فإن البلول مقلد ٌم عللى الخملر؛ ألن البلول يًلوز للحاجلة شلربه كملا يف بلول‬
‫ا ب ‪ ،‬فإن بول ا ب يحرم شر ا‪ ،‬وإن كابت باهر فإ ا حرام‪ ،‬لكن تًوز للحاجة‪.‬‬

‫وغير ا ب ومأكول اللحم ل يًوز شربه إل لللرور ‪ ،‬بعم‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا ََ ِر َب ُ َأ ْو ا ْح َت َه َن بِ ُم ْسلم ُم َ َّلف ُمخْ تَارا َعالما َأ َّن كَث َير ُه ُي ْس ُر ُحدَّ ُح ٌّر َث َمان َ‬
‫ين‬
‫َو ِق ٌّن نِ ْص َق َها»‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا ََ ِر َب ُ» ويدخ يف حكم الحرب األك كما تقدم معنا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو اِ ْح َت َه َن بِ ِ » معنى الحتقان هو أن يدخله من ُدبره‪ ،‬وأما لو قطره يف إحليله ف‬
‫يدخ يف الحكم‪.‬‬

‫قال‪ُ « :‬م ْس ِلم» ألن الكافر قد يكون ً‬


‫جائلا يف ملته كالنصراين‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م َ َّلف» أي عاق ٌ بالغ‬


‫ٍ‬
‫مكره‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬مخْ تَارا» أي غير‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬عالما َأ َّن كَث َير ُه ُي ْس ُر» أما كوبه ً‬
‫عالما أن المسكر محرم‪ ،‬فقد تقدم ا شار له‪.‬‬

‫عالملا بالحلال‪ ،‬والعللم‬


‫عالما أن هذا العين مسلكر أو أن كثيرهلا مسلكر‪ ،‬فل بلد أن يكلون ً‬
‫فهنا يكون ً‬
‫بالحكم تقدم يف أول الكتاب‪.‬‬
‫‪928‬‬

‫قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬حدَّ ُح ٌّر َث َمان َ‬
‫ين» لقلاء الصحابة به‪ ،‬وأما ما جاء النبر ‪ ‬جلد أربعين‬
‫فمعناه أبه جلد ثمابين؛ ألن النبر ‪ ‬جلد بالنع ‪ ،‬فك جلد ٍ عن جلدتين فصارت ثمابين‪،‬‬
‫السكر فقط بالنع ‪ ،‬فتكون الًلد عن‬
‫جائل ولذلك يقول العلماء‪ :‬يًوز للمام أن يًلد يف حد ُ‬
‫وهذا ٌ‬
‫جلدتين أل ا بع ن يلرب ما‪ ،‬والظن يف الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ :‬كعمر وعلر وكبار الصحابة أ م‬
‫لم يخالفوا ما رأوا وعلموا من خا النبر ‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و ِق ٌّن نِ ْص َق َها» أي بصف ثمنها وهر أربعون‪.‬‬

‫ف َأ ْو ََ َها َد ِة ِعدْ َل ْي ِن»‪.‬‬


‫ت بِِِ ْقر ِار ِه مرة َك َه ْذ ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْث ُب ُ َ َ َّ‬
‫بعم‬

‫ت» ُ‬
‫الحرب‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْث ُب ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِِِ ْق َر ِار ِه» بأن يقر على بفسه مر ً واحد كالقذف‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو ََ َها َد ِة ِعدْ َل ْي ِن» أي بحهاد رجلين‪.‬‬

‫بيع عندبا فائد يف شهاد العدلين على حد المسكر‪ ،‬ما الذي يحهد عليه العدلن؟‬
‫ٍ‬
‫واحد من أمور ث ثة‪:‬‬ ‫بقول‪ :‬يثبت بالحهاد على‬

‫مسكرا‪ ،‬وسيأا يف الًملة التر بعدها كيف بعلم أن المحلروب‬


‫ً‬ ‫‪ -1‬إما أن يحهد على أ م رأوه شرب‬
‫مسكرا ولو لم يذهع عقله ُحدَّ ‪.‬‬
‫ً‬ ‫مسكر‪ ،‬فلو شهدوا أ م رأوه يحرب‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ‬ ‫‪-2‬األمر الثاين‪ :‬أن يحهد الحاهدان أبه قد سكر‪ ،‬وإن لم يروه قد شرب‪ ،‬قالوا‪ :‬رأيناه قد َسكِر‪،‬‬
‫بقول‪ :‬يثبت به الحد‪ ،‬وقد أبال العلماء كيف ُيعرف السكران‪ ،‬فقي ‪:‬‬

‫‪-‬هو الذي ل يعرف السماء من األرض‪.‬‬

‫‪-‬وقي هو الذي يتخبط يف محه‪.‬‬

‫‪-‬وقي هو الذي يبوال بمكنون صدره وقي غير الك‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪929‬‬

‫مسلكرا‪ ،‬وقلد‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬األمر الثالث‪ :‬أن يحهد العدلن عللى قيمله المسلكر‪ ،‬فيقلول‪ :‬قلد شلهدبا أبله قلد قلاء‬
‫قلى الصحابة كعثمان وغيره بثبوت الحد لذلك؛ ألن الحرء إاا خرج ل ُبد أن يكون قد دخل ‪ ،‬فملن قلاء‬
‫المسكر ل ُبد أن يكون قد شربه‪ ،‬ف ُيحهد إل على هذه الث ث‪ ،‬ل ِ َم؟‬

‫ألن القاضر إاا جاءه الحهود يقول‪ :‬مااا رأيتم؟ فإن شهدوا على غير هذه الث ث ل يقام الحد‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫يأا شخ ٌ فيقول‪ :‬أشهد أن رائحته رائحة فيه رائحة شارب ٍ‬
‫خمر‪ ،‬بقول‪ :‬ل يقام عليه الحد‪.‬‬

‫مسكر‪ ،‬بقلول‪ :‬ل يقلام عليله الحلد‪ ،‬بل ل ُبلد أن‬


‫ٌ‬ ‫أو يقول‪ :‬أشهد أن تحلي هواء فمه أو تحلي دمه فيه‬
‫ٍ‬
‫واحد من الث ثة‪.‬‬ ‫تكون الحهاد على‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َع ِصير» بدأ يتكلم المصنف كيف بعرف أن هذا المحهود عليه الذي شربه‬
‫أبه مسكر‪ ،‬أورد المصنف أمرين‪ ،‬بعم‪:‬‬ ‫الحخ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َع ِصير َون َْح ُا ُه إِ َذا بَ َال»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َذا َب َال» بمعنى أبه قذف باللبد بغه النظر عن المد التر مكثها‪ ،‬فمن حين يبدأ‬
‫حينمذ يكون محر ًما‪.‬‬‫ٍ‬ ‫يقذف باللبد‪ ،‬فإبه‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َأتَى َع َل ْي َث َال َث ُة َأ َّيا ٍم» أي َّ‬
‫مر عليه من حين التصنيع ث ثة أيام‪.‬‬

‫العصير هو مااا؟ أقرب مثال للعصلير مملا يوجلد عنلدبا هنلا‪ :‬هلو السلوبيا‪ ،‬السلوبيا كثيلر هنلا بًابلع‬
‫الحرم ُتباأ‪.‬‬

‫عصليرا‪ ،‬أو إاا رايتهلا قلد قلذفت باللبلد وبلدأت‬


‫ً‬ ‫السوبيا حرام ُشر ا بعد ث ثة أيام وهلو اللذي يسلمى‬
‫عالملا بأ لا توجلد فيهلا هلذه‬
‫تغلر‪ ،‬فإبه يف الحالتين يكون محر ًما‪ ،‬وعليه‪ :‬فلإن قاعلد الفقهلاء‪ :‬ملن شلر ا ً‬
‫الصفة فإبه يقام عليه الحد‪.‬‬

‫وصف ثالث‪ :‬يقولون إن العصير إاا ُب ِّبخ ولو قبل ث ثلة أيلام‪ ،‬إاا ُبلبخ فلذهع ُثلثله َح ُلرم‪ ،‬فلإن‬
‫ٌ‬ ‫هناك‬
‫استمر ببخه حتى يذهع ثلثاه ُأبي ‪ ،‬قلى بذلك الصحابة كعمر وغيرهم‪.‬‬

‫فص ٌ ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪930‬‬

‫ار ُق بِ َثمانِي ِة َُر ٍ‬


‫لس ِ‬
‫وط»‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْه َط ُع َا َّ‬
‫بدأ يتكلم المصنف عن السرقة وشروط القطع‪ ،‬فأولها‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬السرقة»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬السرقة» وبدأ يذكر حدها‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َأ ْه ُذ م ِ‬
‫ال َم ْع ُصا ٍم ُه ْق َية» بعم قوله أخذ مال معصو ٍم يدلنا على أن المال إاا لم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يكن لمعصوم‪ ،‬وإبما لمباال الدم فليست بسرقة‪ ،‬وقوله‪ِ « :‬هقية» ليخرج ما كان مأخو ًاا على وجه‬
‫المغالبة والقهر‪ ،‬فقد تكون على وجه القو واألخذ بالقو أو بنا ًء على يعنر الخديعة ويف ك الحالتين ل‬
‫يسمى سرقةً‪.‬‬

‫يم ِ »‪.‬‬
‫وق وتَحرِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ٍق ُم َ َّلقا ُمخْ تَارا َعالما بِ َم ْس ُر ٍ َ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َس ِ‬

‫بعم‪ ،‬قوله‪:‬‬

‫ار ٍق ُم َ َّلقا» واضحة‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َس ِ‬

‫ٍ‬
‫مكره‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬مخْ تَارا» أي غير‬

‫يم ِ » وهذه سب ِاكرها يف أول الكتاب‪.‬‬


‫وق وتَحرِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬عالما ِب َم ْس ُر ٍ َ ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن َم ْس ُر ٍ‬
‫وق َماَّل ُم ْحت ََرما» بعم‪ ،‬وهذا يدلنا على أن المال غير المحةم ل قطع‬
‫ٍ‬
‫مسلم ف‬ ‫فيه‪ ،‬وبنا ًء عليه فإن ك ما ألغى الحرأ ماليته مث الخمر ولو كان محة ًما‪ ،‬ولو كان عند غير‬
‫قطع فيه‪.‬‬

‫أو كان فيه ححرات مث ً ‪ ،‬فإبه ل قطع فيه‪ ،‬وبحو الك‪ ،‬الكلع مث ً ل قطع فيه‪.‬‬

‫يم ُت ُ َأ َحدُ ُه َما»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْا ُن ُ ن َصابا َو ُه َا َث َال َث ُة َد َراه َم َّضة َأ ْو ُر ْب ِع م ْث َهال َذ َهبا َأ ْو َما ق َ‬

‫بعم؛ لما ثبت من حديث عائحة ‪ ‬أ ا قالت أن النبلر ‪ ‬قلال‪َّ« :‬ل تُهطـع اليـد يمـا دون‬
‫دينار» فهذا يدلنا على أبه ل ُبد من النِصاب وهو ربع دينار‪.‬‬
‫ربع ٍ‬

‫ٍ‬
‫دينلار أو ث ثلة‬ ‫وقد جاء يف حديث ابن عمر‪« :‬أو ثالثة دراهم» وأخذ من الك فقهاءبا أن النصاب‪ :‬ربع‬
‫‪٦‬‬
‫‪931‬‬

‫دراهم؛ ألبه جاء يف الحديث ما يدل على الك أن النبر ‪ ‬خ َّير بينهما‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دينلار فقلط؛ ألبله جلاء يف‬ ‫والرواية الثابية التر عليها العم عندبا يف المحاكم‪ :‬أن النِصاب إبما هو ربع‬
‫بعه ألفاظ حديث عائحة أ ا قالت‪« :‬وكانت تعدل ثالثة دراهـم» وبنلا ًء عليله فالتقلدير بث ثلة دراهلم هلو‬
‫درهملا‪،‬‬
‫ً‬ ‫من باب التقدير يف عهد النبر ‪ ‬ولذلك تًد العلماء تار ً يقدرون الدينار باثنر عحر‬
‫وتللار ً يقللدرون الللدينار بعحللر دراهللم‪ ،‬وبنللا ًء عليلله‪ :‬فإبلله إاا ارتفللع سللعر الللذهع أو ابخفلله فللالعا بلله‪،‬‬
‫وليست العا بالفلة‪.‬‬

‫يم ُت ُ َأ َحدُ ُه َما» أي‪ :‬أن العلروض إاا كلان مقو ًملا باللذهع أو بالفللة فننظلر ملا هلو األقل‬ ‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬أ ْو َما ق َ‬
‫منهما فتُقطع اليد به على المحهور‪.‬‬
‫ِ‬
‫فقوله‪َ « :‬أ ْو َما ق َ‬
‫يم ُت ُ» (ما) اسم موصول واألص فيه العموم؛ ولكن ليس المقصلود بله العملوم‪ ،‬وإبملا‬
‫قلوم ملا‬ ‫قوم بالفلة‪ ،‬والفلة ل ُت َّ‬
‫قوم بالذهع وإبملا ُي َّ‬ ‫المقصود به ما عدا الذهع والفلة؛ ألن الذهع ل ُي َّ‬
‫عداهما‪.‬‬

‫ال َما ُح ِق َإ بِ ِ َعا َدة»‪.‬‬


‫اج ِم ْن ِحر ِز ِم ْث ِل ِ ‪َ ،‬و ِحر ُز ك ٍُِ م ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْه َر ُ ُ‬

‫ـن ِح ْـر ِز ِم ْث ِلـ ِ »‬ ‫ِ‬


‫اجـ ُ م ْ‬ ‫بدأ يتكلم عن الحرط الذي بعده وهلو‪ :‬إخلراج الملال ملن الحلرز‪ ،‬فقلال‪َ « :‬وإِ ْه َر ُ‬
‫فص يف األحراز‪.‬‬ ‫مال ما ُحفظ به عاد ً‪ ،‬فمر ُّده للعاد ولم ُي ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫الحرز تكلم عنه المصنف‪ ،‬فقال‪ :‬هو حرز ك‬

‫ـن ِح ْـر ِز ِم ْث ِلـ ِ » ل ُبلد يف القطلع يف الحكلم بلأن‬ ‫ِ‬


‫لكن يهمنا هنا مسألة وهر قول المصنف‪َ « :‬وإِ ْه َر ُ‬
‫اجـ ُ م ْ‬
‫الفع سرقة من أمرين‪:‬‬

‫‪-‬من هتك الحرز‪.‬‬

‫‪-‬ومن إخراج المال من الحرز‪.‬‬


‫ف بد من مًموأ األمرين‪ ،‬فلو ُهتِك الحرز فًاء آخر فأخرج المال منه من غير ٍ‬
‫هتك‪ ،‬ف قطع عللى‬
‫المخرج‪ ،‬إ ًاا فقوله‪« :‬إهراج » من الثنين‪ :‬هتك الحرز‪ ،‬وإخراجه منه‪.‬‬

‫وبنا ًء عليه‪ :‬فلو أن الحهود أو صاحع المال قبه على السارق قب إخراجه المال من الحرز‪ ،‬قبل أن‬
‫يخرجه من الغرفة التر فيها المال‪ ،‬وكان الحرز غرف ًة ف قطع عليه؛ ألبله هتلك الحلرز وللم يخلرج الملال‬
‫‪932‬‬

‫المسروق‪.‬‬

‫ثلان ودخل أو بظلر يف‬‫وعكسه اكربا قب قلي لو هتك أملره الحلرز كسلر القفل وفلت البلاب‪ ،‬فًلاء ٍ‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ يقادون به م ًعا‪.‬‬ ‫الصندوق فوجد فيه ً‬
‫مال فأخذه ف قطع على الثاين إل أن يكون بينهما توابئ‬
‫ليب َه ِة» بعم وابتفاء الحبهة والمراد بالحبهة‪ :‬شبهة ِ‬ ‫ِ‬
‫الملك؛ بأن يكون له‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وانْت َقا ُن َا ُّ ْ‬
‫ملك يف المال‪ ،‬ف قطع فيمن سرق من مال أبيه مث ً ‪ ،‬أو من سرق من ٍ‬
‫مال عام‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫شبهة ٍ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُث ُبات َُها بِ َي َها َد ِة َعدْ َل ْي ِن َي ِص َقانِ َها» يصفا ا أي يصفان السرقة‪ ،‬فيصفان الحرز‬
‫والمال المسروق‪ ،‬يصفان هتك الحرز والمال المسروق وأبه خرج من الحرز‪.‬‬

‫ف َو َد َوا ٍم َع َل ْي ِ ‪.»،‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أو إِ ْقر ٍار مر َتي ِن مع وص ٍ‬
‫ْ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ‬

‫بعم قال‪َ « :‬أ ْو إِ ْق َر ٍار َم َّر َت ْي ِن» بأن يقر على بفسه مرتين‪ ،‬عندبا قاعد ‪ :‬ما الذي يحةط فيه تكلرار ا قلرار‪:‬‬
‫حدية ترتع عليها إت ف ف بد من تكرار ا قرار‪ ،‬والعقوبات الحدية يةتع عليها إت ف هلر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ك عقوب ٍة‬
‫والحرابة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اللبا‪ ،‬والسرقة‪،‬‬

‫ف بد فيها من تكرار ا قرار‪.‬‬


‫ٍ‬
‫وصف للفع‬ ‫قال‪« :‬مع وص ٍ‬
‫ف» أي‬ ‫َ َ َ ْ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َد َوا ٍم َع َل ْي ِ » أي دوام على ا قرار ودوام على عدم رجو ٍأ عنه‪ ،‬فإن رجع عنه سلقط‬
‫وبقر عليه ح اآلدمر وهو اللمان‪.‬‬
‫عنه الحد َّ‬
‫وق ِم ْن ُ ‪َ ،‬أ ْو َوكِ ِيل ِ َأ ْو َولِ ِي ِ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم َطا َل َب ُة َم ْس ُر ٍ‬

‫بعم ألبه إاا لم يطالع صاحع المال فقد تكون فيه شبهة‪ ،‬والحبهة هلر أبله ربملا أباحله لله‪ ،‬أو أان لله‬
‫تك الحرز‪ ،‬ف بد من أن يطالع بالمال‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫ت َيدُ ُه ا ْل ُي ْمنَى ِم ْن َم ْق ِص ٍِ َك ِق ِ َو ُح ِس َم ْ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ب ُقطِ َع ْ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِِ َ « :‬ذا َو َج َ‬

‫ب» أي وجع الحد‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َج َ‬

‫ت َيدُ ُه ا ْل ُي ْمنَى ِم ْن َم ْق ِص ٍِ َك ِق ِ » أي‪ :‬من منطقة الرسغ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬قطِ َع ْ‬
‫‪٦‬‬
‫‪933‬‬

‫زيت لكر تقطع الدم عن السي ن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُح ِس َم ْ‬
‫ت» أي وضعت يف ٍ‬

‫ت ِر ْج ُل ُ َا ْل ُي ْس َرى ِم ْن َم ْق ِص ٍِ َك ْعبِ ِ َو ُح ِس َم ْ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َعا َد ُقطِ َع ْ‬

‫بعم‪ُ ،‬تقطع رجله اليسرى وقد جاء يف الك خا‪ ،‬مع بقاء الكعع؛ لكر ل يكون أعرج يف المحر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َعا َد ُحبِ َس َحتَّى َيت َ‬


‫ُاب» بعم ول قطع عليه حينذاك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َس َر َق ت َْمرا َأ ْو َماَ َية م ْن َب ْيرِ ح ْر ٍز ب ُِر َم ق َ‬
‫يم َت ُ َم َّر َت ْي ِن َو ََّل َق ْطع»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬هذا ورد فيه حديث‪ ،‬حديث عمر بن الحعيع عن أبيله علن جلده‪« :‬أن مـن سـرق تمـرا أو كسـرا»‬
‫ويف معناه الماشية « ِن يغرم ومثل » ألن هذا ل قطع فيه لعدم وجود الحرز‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫خاص بما ورد به الن‬


‫ٌ‬ ‫والمحهور من المذهع‪ :‬أبه‬
‫ٍ‬
‫سلرقة اختل فيهلا الحلرز فإبله ُيللمن الغراملة ملرتين‪ ،‬والفقهلاء إبملا جعللوه‬ ‫والرواية الثابية‪ :‬أن كل‬
‫خاصا به قالوا‪ :‬ألبه لم يروبه التعلير بالمال‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫ً‬

‫ُدْ َما َي ْي َترِي ِ َأ ْو ُي ْيت ََرى ِب ِ ز ََم َن َم َُا َع ٍة َب َال ٍن َل ْم ُي ْه َط ْع بِ َسرِ َق ٍة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َل ْم َي ِ‬

‫بعم‪ ،‬مث ما فع عمر ‪ ‬ولذلك فإن عمر يف عام المًاعة لم يقطع؛ ألج الضلطرار‪ ،‬فالضلطرار‬
‫مختلارا‪ ،‬وضلده‬
‫ً‬ ‫أشد من ا كراه‪ ،‬وحيث قلنا أن ا كلراه اللذي هلو المختلار‪ ،‬أي‪ :‬بحلرط القطلع أن يكلون‬
‫المكره‪ ،‬فإن المكره ل ُيقطع‪ ،‬فمن باب أولى الملطر؛ ألن ا كراه بفعل آدملر وأملا الضلطرار فإبله ملن‬
‫غير فع آدمر‪ ،‬وإبما بقلاء اهلل ‪.‬‬

‫ولذلك عمر لفقهه ‪ ‬لم يقطع يف علام المًاعلة‪ ،‬ل كملا يظلن بعله اللذين يقلرأون ول ينظلرون يف‬
‫ك م الفقهاء يقولون‪ :‬إن عمر ع َّط الحدود‪ ،‬كذبوا واهلل على عمر‪ ،‬فإن عمر لم يعطل حلدًّ ا قلط وللم يللغ‬
‫ٍ‬
‫شلرعر يعللم أن ملن‬ ‫حدٌ قط‪ ،‬وإبما شرط إقامة الحد قد سقط‪ ،‬وك من يعرف يف الًنايات ولو كلان غيلر‬
‫الختيار الذي يقابله ا كراه والضطرار‪.‬‬ ‫شروط ثبوت المساءلة الًنائية على الحخ‬

‫ولكن بعه الناس قد يكون له هلوى أو رغبلة يف تعطيل بعله األحكلام الحلرعية‪ ،‬فيسلتدلوا بلبعه‬
‫األخبار‪.‬‬
‫‪934‬‬

‫فص ٌ ‪:‬‬

‫يق َأن َْااع‪.»:‬‬


‫اع َال َّطرِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُق َّط ُ‬

‫بعم‪ُ ،‬ق َّطاأ الطري هم المحاربون؛ ولكن عاوا بقابع الطريل ملن بلاب وصلف األغللع؛ ألبله عللى‬
‫المعتمللد أن المحللاربين ل ُيحللةط أن يكوبللوا يف الصللحراء‪ ،‬ب ل قللد يكللون المحللاربون يف المللدن‪ ،‬فقللول‬
‫اع َال َّطرِ ِ‬
‫يق» على الوصف األغلع وليس الوصف الكلر‪.‬‬ ‫المصنف‪َ « :‬و ُق َّط ُ‬

‫ب ُم َا ِئ َحتَّى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬م ْن من ُْه ْم َقت ٍََ ُم َا ئا َأ ْو َب ْي َر ُه ك ََا َلد َو َأ َه َذ َا ْل َم َال‪ُ ،‬قت ٍَ ُث َّم ُصل َ‬
‫َي ْيت َِه َر‪.‬‬
‫ِ‬
‫َو َم ْن َقت ٍََ َ َه ْط ُقت ٍَ َحتْما َو ََّل َص ْل َ‬
‫ب‪.‬‬

‫اح ٍد َو ُح ِس َمتَا َو ُه ِل َ »‪.‬‬


‫ت يدُ ه َا ْليمنَى ُثم ِرج ُل َا ْليسرى ِ م َها ٍم و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َو َم ْن َأ َه َذ َا ْل َم َال َ َه ْط ُقط َع ْ َ ُ ُ ْ‬
‫بعم‪ ،‬عقوبة المحارب ً‬
‫أول ببدأ بالمحارب‪:‬‬
‫المحارب‪ :‬هو الذي يظهر على الناس بس الٍ فيخوفه‪ ،‬وهلذه الًريملة أعنلر المحاربلة‪ -‬أو ِ‬
‫الحرابلة‪،‬‬
‫هذه الًريمة على الحخصين‪:‬‬

‫نر عليه وهو ح اآلدمر‪.‬‬


‫‪-1‬على من ُج َّ‬
‫‪-2‬وعلللى المًتمللع كللله؛ ألبلله أخللافهم‪ ،‬ولللذلك ل ُبللد مللن قيللد ا خافللة‪ ،‬وهللذا المعنللى موجللو ٌد يف‬
‫الصحراء أي ويف المدن‪.‬‬

‫بيع هذه المساءلة األولى‪ ،‬المسألة الثابية عندبا‪:‬‬

‫أن هذا المحارب قد ب َّ اهلل عللى عقوبتله‪ ،‬فقلال اهلل ‪ { :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬

‫ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬
‫ﮒﮓ} [المائد ‪.]33:‬‬

‫هذه عقوبات مختلفة‪ ،‬و { ﭳ} هنا تدل على الخت ف‪.‬‬

‫على المحهور عندبا أخذوا بقول ابن عباس ‪ ‬أن (أو) هنا لخت ف الحال‪ ،‬ثم ب َّين المصنف كيلف‬
‫‪٦‬‬
‫‪935‬‬

‫تكون العقوبات باخت ف الحال‪ ،‬فقال‪ :‬من قت وأخذ ً‬


‫مال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬قتٍ» أي قت مكاف ًما له يقاد به‪ ،‬ويخرج بذلك من قت ولده أو قت غير معصوم‬
‫الدم‪ ،‬أو قت مخال ًفا له يف الدين‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َب ْي َر ُه» غير المكافئ الذي هو الولد أو المخالف يف الدين‪.‬‬

‫قال‪ « :‬ك ََا َل ٍد َو َأ َه َذ َا ْل َم َال» أي جمع بين هذين القيدين‬

‫ب» والصلع يكون بعد القت كما هلو نلاهر كل م‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬قتِ ٍَ» عقوبته القت ‪ ،‬قوله‪ِ « :‬‬
‫وصل َ‬
‫ُ‬
‫المصنف هنا‪ ،‬وقي ‪ :‬يًوز قبله‪.‬‬

‫ب ُم َا ِئ» فالمكافئ هو الذي ُيصلع‪ ،‬وأما غيره ف ‪ ،‬قال‪َ « :‬حتَّى َي ْيت َِه َر» أي حتى يحلتهر‬ ‫قال‪ِ « :‬‬
‫وصل َ‬
‫ُ‬
‫أمره ثم ُينلل بعد الك‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬قال‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َقت ٍََ َ َه ْط» من غير أخذ مال‪ ،‬قال‪ُ « :‬قت ٍَ َحتْما» عبار ( ً‬
‫حتما) تفيدبا أبه ليس‬
‫ح ًقا ً‬
‫خاصا يسقط بعفو صاحع الح ‪ ،‬وإبما هو حدٌّ ل يسقط بالعفو‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َص ْل َ‬


‫ب»‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ َه َذ َا ْل َم َال َ َه ْط» أي من غير قت ٍ‪ ،‬قوله‪ُ « :‬قطِ َع ْ‬


‫ت َيدُ ُه َا ْل ُي ْمنَى ُث َّم ِر ْج ُل ُ َا ْل ُي ْس َرى‬
‫سًن؛‬
‫ٌ‬ ‫وقت واحد‪ ،‬قوله‪َ « :‬و ُح ِس َمتَا َو ُه ِل َ » أي ل ُيًمع له مع هذا الحد‬ ‫اح ٍد» أي‪ُ :‬قطعتا يف ٍ‬ ‫ِ م َها ٍم و ِ‬
‫َ َ‬
‫ألن المذهع يرى أبه ل يًوز الًمع بين الحدود والتعازير‪.‬‬

‫ف يًوز الًمع مع الحد بتعلير عندهم‪ ،‬وإبما يًوز الحبس استظهارا واحتيا ًبا قب العقوبة‪.‬‬

‫وأما بعد العقوبة فليس للقاضر أن يحبس على المحهور‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫يٍ َ َه ْط ن ُِق َ َو َُ ِر َد»‪.‬‬


‫لسبِ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ َه َ‬
‫اف َا َّ‬
‫بعم‬
‫‪936‬‬

‫لسبِ َ‬
‫يٍ» من غير قت ٍ ول أخذ مال‪ ،‬فإبه ُينفلى و ُيحلرد‪َّ ،‬‬
‫وملر معنلى معنلى‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ َه َ‬
‫اف َا َّ‬
‫النفر بأن ل يةك يأوي إلى ٍ‬
‫بلد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ب بِ َب ِين ٍَة َأ ْو إِ ْق َر ٍار َم َّر َت ْي ِن‪َ ،‬و ِح ْر ٍز َونِ َص ٍ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫ات َذلِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط ُث ُب ُ‬

‫بعم‪ُ ،‬يحةط‬

‫ب بِ َب ِين ٍَة» كلمة (البينة) ُتطل عند العلماء بمعنيين‪:‬‬


‫ات َذلِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث ُب ُ‬

‫كثيلرا ملا ُيطلل البينلة‬


‫المعنى اْلول‪ :‬يقصدون البينة بمعنى الحهاد ‪ ،‬شهاد يف العدلين قال ًبلا ُيقصلد أو ً‬
‫بمعنى هذا‪.‬‬

‫المعنى الثاين‪ُ :‬تطل عند الفقهاء البينة بمعنى‪ :‬ك ما أبان الح وأنهلره‪ ،‬وللذلك قلد يسلتغرب بعله‬
‫ا خوان لما يرى يف الكتاب الواحد يعا بالعبارتين أو يذكر التعريف هنا ويستخدمه يف غيلره‪ ،‬بقلول‪ :‬هلذا‬
‫من باب اشةاك األلفاظ‪ ،‬وأكثر ما يستصعع الناس اشةاك األلفاظ كما قيل ‪ :‬أكثلر خطلأ اآلدميلين بسلبع‬
‫الشةاك يف األلفاظ‪.‬‬

‫قال‪:‬‬

‫ب بِ َب ِين ٍَة َأ ْو إِ ْق َر ٍار» أي إقرار من الًاين مرتين ألن فيه إت ف‪ ،‬قوله‪:‬‬


‫ات َذلِ َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُرِ َط ُث ُب ُ‬
‫صلع أو قطع‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اب» فيما إاا كان فيه‬ ‫« َو ِح ْر ٍز َونِ َص ٍ‬

‫َاب ِمن ُْه ْم َق ْب ٍَ َا ْل ُهدْ َر ِة َع َل ْي ِ َس َه َط َعنْ ُ َح ٌّق َاهَّلل ِ ‪َ -‬ت َعا َلى‪َ -‬و ُأ ِه َذ ِب َح ِق آ َد ِم ٍّ »‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ت َ‬

‫بعم لرية‪ ،‬والعا ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مقبوض عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بالهدرة» هنا أي العا بالقدر على المحارب؛ بأن كان غير‬

‫َاب َق ْب ٍَ ُث ُباتِ ِ َس َه َط»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ب َع َل ْي َحدٌّ ل َّل َ ت َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َو َج َ‬

‫الحلرب‪ ،‬قلال‪:‬‬‫ب َع َل ْي ِ َحدٌّ لِ َّل ِ » يحم الك اللبا ويحم الك السرقة‪ ،‬ويحلم اللك ُ‬
‫قوله‪َ « :‬و َم ْن َو َج َ‬
‫َاب َق ْب ٍَ ُث ُباتِ ِ » الحرابة مؤثر التوبة قب القدر ‪ ،‬وأما سائر الحدود التر هلل ‪ ‬فهر ملؤثر ٌ إاا كابلت‬ ‫« َت َ‬
‫التوبة قب ثبوهتا عند القاضر‪ ،‬فإن ثبتت ولو قب القدر ف يسقط العقوبة عليه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪937‬‬

‫وكلذلك للو ُقلدِّ ر عليله وللم تثبلت عنلد القاضلر ثلم تلاب‪ ،‬فيقلال ً‬
‫أيللا سلقط كلذلك‪ ،‬فًعللوه العلا‬
‫بالثبوت‪.‬‬

‫ومفهوم الك‪ :‬أن من كان حدًّ ا لردمر ل يسقط كالقذف مث ً ‪.‬‬


‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُأ ِريدَ َما ُل ُ َأ ْو َن ْق ُس ُ َأ ْو ُح ْر َم ُت ُ ‪َ ،‬و َل ْم َينْدَ ْع َا ْل ُمرِيدُ إِ ََّّل بِا ْل َهت ٍِْ ُأبِ َ‬
‫يح‪َ ،‬و ََّل َض َم َ‬
‫ان»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬هذا اللذي يسلمى عنلد العلملاء‪ :‬بلدفع الصلائ ‪ ،‬فلإن الملرء ُيحلرأ لله أن يلدافع علن مالله وبفسله‬
‫فواجع عليه الدفع عليهما‪ ،‬وقد جاء النبر ‪ ‬قال‪« :‬من ُقتِـٍ دون‬‫ٌ‬ ‫وعرضه‪ ،‬فأما بفسه وعرضه‬
‫مال ها َهيد» ويف ٍ‬
‫لفظ‪« :‬من قاتٍ ُهتٍِ» َّ‬
‫فدل على أن المقاتلة مباح ًة له‪.‬‬

‫فالدفع عن النفس وعن العرض واجع‪.‬‬

‫وأما الدفع عن المال فًائل‪ ،‬ولليس بواجلع‪ ،‬لقلول النبلر ‪« :‬كـن عبـد اهَّلل المهتـال وَّل‬
‫ت ن عبد اهَّلل الهاتٍ» إ ًاا قوله‪« :‬ومن ُأريد» هذا هو الصائ من شرط الصائ ‪:‬‬

‫الحرملة‬
‫‪ ‬اليرط اْلول‪ :‬أن يكلون يغللع عللى الظلن األايلة منله عللى اللنفس أو الملال أو الوللد أو ُ‬
‫يعنر‪.‬‬

‫‪ ‬اليرط الثاين‪ :‬أبه ل ُبد أن يكون الك الصائ ل يمكن دفعه إل بالقت ‪.‬‬

‫مؤج ‪.‬‬ ‫‪ ‬اليرط الثالث‪ :‬أن يكون ًّ‬


‫حال ليس مؤج ً فالصائ ل ُيدفع إاا كان صولبه َّ‬

‫يهًلم عليله‬ ‫وقوله‪« :‬من أريد» يحم العاق ‪ ،‬وغير العاق ‪ ،‬فقد يكون الصلائ حيوابًلا مثل ‪ :‬شلخ‬
‫شرء من الحيوابات المملوكة لردميين تريد العتداء عليه‪ ،‬ف يندفع شره إل بقتله فإبَّه يكون هدر‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولم يند ع المريد حياانا أو إنسانا إَّل بالهتٍ أبيح» أي‪ :‬فع القت ‪.‬‬

‫ْلن ما أبـيح علـ ـال ضـمان يـ » يف الًمللة‪ ،‬وقللت‪ :‬يف الًمللة لكلر‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل ضمان َّ‬
‫بخرج العارية‪.‬‬

‫يٍ َسائِ ٍَ َ َي ْلز َُم ُ مراسلتهم‪ ،‬وإزالة ما‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُبغَا ُة ُذو ََ ْاك ٍَة َيخْ ُر ُج َ‬
‫ان َع َلى َا ْ ِ‬
‫ْل َما ِم بِت َْأ ِو ٍ‬
‫يدعان من َبهة ومظلمة‪ِ ،‬ن انوا وإَّل قاتلهم قادر»‬
‫‪938‬‬

‫هذا أحد الحدود عند بعه أه العلم وهو البغر‪ ،‬قال‪« :‬والبغاة هم ذوو َاكة» أي‪ :‬قلو ‪ ،‬وهلذا هلو‬
‫الفرق بين البغا وبين المحاربين‪.‬‬

‫قال‪« :‬ذوو َاكة يخرجان على اْلمام» أي‪ :‬ولر األمر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بتأويٍ سائَ» وأ َّما الذين يخرجلون بغيلر تأويل سلائغ فهلم المحلاربون أل َّبهلم إبملا‬
‫خرجوا ألج السرقة‪.‬‬

‫قال‪ « :‬يلزم مراسلتهم» من باب دفع اللرر واللر كذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإزالـة مـا يدعانـ مـن َـبهة» كملا فعل عللر ‪ ‬حينملا أرسل ابلن عبلاس‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫«ومظلمة» التر تكون من ا مام أو بوابه َّ‬
‫ألن يف هذا إص ال لحال المسلمين‪.‬‬

‫قال‪ِ « :‬ن انوا» أي‪ :‬رجعوا‪ ،‬قوله‪« :‬وإَّل قاتلهم قادر» أي‪ :‬ا مام القادر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪َ :‬وا ْل ُم ْرتَدُّ ‪َ :‬م ْن َك َق َر َط ْاعا َو َل ْا ُم َم ِيزا َب ْعدَ إِ ْس َال ِم ِ »‬

‫قول المصنف‪ « :‬صٍ» أورد المصنف يف هذا أحكام المرتد‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫إن المرتد هو من كفلر بو ًعلا ملن‬

‫غير إكلراه لقلول اهلل ‪ { ‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ} [النحل ‪ ]106:‬قلال‪« :‬ولـا مميـزا»‬


‫أي‪َّ :‬‬
‫أن المميل إاا كفر حكم بكفره‪ ،‬لكن ل يقام عليه الحد ول يستتاب إل بعد بلوغه‪.‬‬

‫قال‪« :‬بعد إسالم » ف بد أن يكون قد حكم بإس مه‪ ،‬وعلات الحكلم َّ‬
‫ألن أحيابًلا قلد يحكلم بإسل م‬
‫للبعه التصلرفات كلالولد ‪ ،‬أو ملوت الواللدين‪ ،‬وهلذه ملن مفلردات الملذهع اكرهلا يف بلاب‬ ‫الحخ‬
‫الًهاد‪ ،‬أو الص ‪ ،‬أو األاان عندهم‪.‬‬

‫ب َاهَّللَ َأ ْو َر ُسا َل ُ َأ ْو َج َحدَ ُه َأ ْو ِص َقة ِم ْن ِص َقاتِ ِ ‪َ ،‬أ ْو كِتَابا َأ ْو‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬متَى ا َّد َعى َالنُّ ُب َّا َة َأ ْو َس َّ‬
‫اهرا ُم ُْ َمعا َع َل ْي ِ َك َق َر»‬
‫س‪َ ،‬أو ح ْما َظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ُساَّل َأ ْو َم َل ا‪َ ،‬أ ْو إِ ْحدَ ى َا ْلع َبا َدات َا ْلخَ ْم ِ ْ ُ‬
‫دائما يذكر المحلايخ علليهم رحملة اهلل َّ‬
‫أن مسلائ الخلروج‬ ‫بدأ يذكر المصنف بعه المكفرات‪ ،‬وهنا ً‬
‫دائملا علللى هلذه المسللألة‪ ،‬مسلألة بللواقه‬
‫ملن الللدين والنلواقه تفصلليلها يف كتلع الفقلله‪ ،‬وكلابوا ينبهللون ً‬
‫ا س م وكيف يحكم بالخروج محلها كتع الفقه‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪:‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪939‬‬

‫قال املصنف‪ « :‬من ادعى النباة» فإبَّه يحكم بكفره‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو سب اهَّلل» فكذلك‪ ،‬قوله‪« :‬أو سـب رسـال » كلذلك‪ ،‬قولله‪« :‬أو جحـده» الللمير‬
‫عائد إلى اهلل ‪َّ ‬‬
‫ألن جحد الرسول سيأا بعد قلي ‪ ،‬قوله‪« :‬أو جحد صقة من صقات » أي‪ :‬جحد صفة من‬
‫صفات اهلل ‪ ‬الثابتة‪ ،‬قولله‪« :‬أو جحـد كتابـا» ملن الكتلع التلر سلماها اهلل يف كتابله‪ ،‬وقلد سلمى اهلل يف‬
‫مسمى لنلا‪ ،‬وقلد سلمى اهلل يف كتابله‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رسول‬ ‫كتابه التورا وا بًي واللبور والقرآن‪ ،‬قال‪« :‬أو رساَّل» أي‪:‬‬
‫ً‬
‫ورسول‪ ،‬قال‪« :‬أو مل ا» أي‪ :‬من الم ئكة اللذين سلماهم اهلل إ َّملا باسلمهم أو بوصلفهم‬ ‫أربع وعحرين بب ًّيا‬
‫كملك الًبال‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو إحدى العبادات الخمس» أي‪ :‬المبلاين الخملس‪ ،‬وهنلا الخملس أي‪ :‬ملن بلاب المقاربلة وإل‬
‫فاألص أ ا أربع َّ‬
‫ألن الحهادتين متقدمه يف ا قرار باهلل وهر ا س م‪ ،‬لكن المقصود بالعبادات الخمس‪،‬‬
‫أي‪ :‬ما تممت األركان الخمس‪ ،‬ولذلك َّ‬
‫فإن أبا الخطاب ألف كتا ًبا سماه العبادات الخملس‪ ،‬وشلرال فيهلا‬
‫والصيام‪ ،‬واللكا ‪ ،‬والحج‪ ،‬إل إاا قلت‪ :‬الطهار هر العباد الخامسة هذه محتملة‪.‬‬ ‫الص‬

‫قال‪« :‬أو ح ما ظاهرا مُمعا علي » مث تحريم اللبا‪ ،‬أو وجوب شلرء معلين‪ ،‬أو إباحلة شلرء معلين‪،‬‬
‫فمن حرم شي ًما قد أجمع العلماء على إباحته كاللحم مث ً فإبَّه يكفر‪.‬‬

‫قال‪ « :‬يستتاب ثالثة أيام ‪-‬وجابا‪ِ -‬ن لم يتب قتٍ»‪.‬‬


‫اهرا ِممن سب َاهَّلل َأو رسا َل ‪َ ،‬أو َت َرر ْت ِرد ُت ‪ ،‬و ََّل ِمن منَا ِ ٍق وس ِ‬
‫احرٍ»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ََّل ُت ْهب ٍُ َظ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫َّ ْ َ َّ َ ْ َ ُ ُ ْ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫لاهرا‪ ،‬وأ َّمللا بابنًللا فللأمره إلللى اهلل ‪ ‬ممللن سللع اهلل‬
‫هللذه مسللألة مللن ل يسللتتاب‪ ،‬ل تقب ل التوبللة نل ً‬
‫ورسوله { ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ} [التوبة‪.]66:‬‬

‫ألن من تكررت ردته َّ‬


‫فإن هذا ع مة عدم يقينه وصدقه‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو ت ررت ردت » َّ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل من منا ق» والمنا ف هو‪ :‬الذي يظهر ا س م ويبطن الكفر‪ ،‬ويعرف النفاق‬
‫بإضراره با س م وسعيه يف إفساده‪ ،‬وهو الذي يسميه العلماء باللبدي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وساحر» َّ‬


‫ألن الصحابة قتلوا الساحر من غير استتابة‪.‬‬

‫ْب‪َ ،‬و ِه َ ‪ :‬إِ ْق َالع َو َندَ م َو َعزْم َأ ْن ََّل َي ُعا َد َم َع َر ِد َم ْظ َل َم ٍة ََّل‬


‫ب َالت َّْا َب ُة ِم ْن ك ٍُِ َذن ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬
‫َُ ُ‬
‫‪940‬‬

‫اِستِح َالل ِمن نَح ِا َبيب ٍة و َق ْذ ٍ‬


‫ف»‬ ‫ْ ْ َْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫قول المصنف‪« :‬وتُب التابة من كٍ ذنب» قرر العلماء َّ‬
‫أن المراد من ك ابع على سبي الًمللة ل‬
‫‪ :‬أستغفر اهلل‪ .‬ويقصد ابوبه‪ ،‬من ابوبه كلها‪ ،‬وأ َّما الذي لليس بل زم‬ ‫على سبي ا فراد‪ ،‬بأن يقول الحخ‬
‫أن يقول‪ :‬أتوب من ابع كذا‪ ،‬وكذا فيًلس العصر كله يعدد الذبوب التر فعلها هذا األسبوأ وهلذا لليس‬
‫ب زم‪ ،‬ال زم هو التوبة من جميع الذبوب على سبي ا ب ق والعموم‪.‬‬

‫قال‪« :‬وه » أي‪ :‬التوبة لها قيود أربعة‪ ،‬أولها‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إقالع» أي‪ :‬إق أ عن الذبع وترك له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وندم» أي‪ :‬على ما ملى‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعزم على أَّل يعاد» إلى الذبع مر أخرى‪،‬‬

‫مال مستح ًقا لغيره ف بد أن يرده إليه‪.‬‬


‫والحرط الرابع قال‪« :‬مع رد مظلمة» أي‪ :‬إاا كان قد أخذ ً‬

‫وهناك صور يظن أبَّه رد مظلمة وليست كذلك أوردها المصنف‪ ،‬فقال‪َّ« :‬ل استحالل مـن نحـا بيبـة‬
‫وقذف» فمن اغتاب غيره أو قذفه ل يللمه أن يستحله فليس هذا من رد المظلملة وإبملا يلدعو لملن اغتابله‬
‫أو قذفه‪ ،‬وحينمذ تقب توبته بإان اهلل‪.‬‬

‫خاصا فقط بالذبوب المتعلقة بالك م فقد تتعدى إللى غيلره‬ ‫وقوله‪« :‬من نحا» يدل على َّ‬
‫أن الك ليس ً‬
‫مث من زبا بحليلة رج ف يللمه أن يستحله‪.‬‬

‫اه ٍر ََّل َم َض َّر َة ِي ِ َح َالل‪َ ،‬و َأ ْص ُل ُ ا ْل ِح ٍُّ»‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪ :‬وك ٍُُّ َطعا ٍم َط ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بدأ المصنف يتكلم عن باب األبعمة فقال‪ً :‬‬
‫أول‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كٍ طعام طاهر َّل مضرة ي » هنا قوله‪« :‬طاهر» أي‪ :‬باهر أصل ً ‪ ،‬ووصل ًفا فالطلاهر‬
‫أص ً يقابله النًس‪ ،‬بًس العين‪ ،‬والطاهر وص ًفا يقابله المتنًس َّ‬
‫فإن المتنًس ليس ح ًل‪.‬‬

‫قال‪« :‬وكٍ طعام طاهر َّل مضرة ي » أي‪ :‬ليس فيه ضلرر فإبَّله حل ل وهلذا هلو األصل َّ‬
‫أن األصل يف‬
‫األبعمة وغيره الح ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪941‬‬

‫قال‪« :‬وأصلها الحٍ» فاألص يف ك األبعمة‪ ،‬قول المصنف‪« :‬كـٍ» يحلم كل المطعوملات سلواء‬
‫لحمللا‪ ،‬وللذلك قللرر العلملاء َّ‬
‫أن األصل يف اللحللوم‬ ‫كابلت محللروبة أو مطعوملة‪ ،‬وسللواء كلان ببا ًتللا أو كلان ً‬
‫ا باحة فمن رأى حيوابًا ل يعرف ه هو ح ل أو حلرام أكل جنسله فنقلول‪ :‬األصل الحل ملا للم يثبلت‬
‫عندك التحريم بكوبه اا باب أو غير الك‪.‬‬

‫وأما قول بعه العلماء َّ‬


‫إن األص يف اللحوم الحرمة‪ ،‬فمراده لمن شك يف شرط ا باحة وهو التذكيلة‬
‫لحما ولم يعللم أاكلر أم للم يلذكى ول يوجلد نلاهر يعمل بله‪ ،‬كلأن يكلون يف بل د المسللمين‬
‫كمن وجد ً‬
‫فنقول‪ :‬األص الحرمة‪.‬‬

‫إ ًاا متى يكون األص ا باحة فالعا بنوأ اللحم‪ ،‬وأ َّما اللحم متى يكون األص فيله الحرملة فباعتبلار‬
‫تحق شربة كالتذكية‪.‬‬

‫َُس كَدَ مٍ‪َ ،‬و َم ْيت ٍَة‪َ ،‬و ُم ِض ٌّر ك َُس ٍّم»‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم ن ِ‬

‫قوله‪« :‬وحرم نُس»؛ َّ‬


‫فإن اللدم بًلس بإجملاأ أهل العللم‪ ،‬حكلاه ا ملام أحملد‪ ،‬وبلن المنلذر‪ ،‬وبلن‬
‫حلم‪ ،‬والميتة كذلك بًسة‪ ،‬واختلف يف سبع الحكم بنًاستها لكنها بًسة با جماأ‪ ،‬الميتلة يف الًمللة‬
‫إل ما أان اهلل ‪ ‬به «أح لنا ميتتان الحوت والًراد»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ومضر» ك ما كان يلر البدن فإبه محرم كالسم وسيأا تفصيله‪.‬‬

‫ان َب ٍّر َما َي ْق َترِ ُس بِنَابِ ِ ك ََأ َس ٍد‪َ ،‬ون َِمرٍ‪َ ،‬و َ ْه ٍد‪َ ،‬و َث ْع َل ٍ‬
‫ب َوا ْب ِن َآوى ََّل َض ُبع»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن َح َي َا ِ‬

‫ك هذه لها باب يفةس به فإبَّه محرم‪ ،‬إل اللبع َّ‬


‫فإن لله بلاب يفلةس بله ويًلوز أكلله وقلد جلاء عنلد‬
‫أن النبلر ‪ ‬أان يف أكل الللبع وقلال‪« :‬إنَّـ صـيد» َّ‬
‫فلدل عللى أبَّله‬ ‫أحمد من حديث جلابر ‪َّ ‬‬
‫قديما وإلى عهد قريع يلأكلون الللبع ملن بلاب‬
‫يًوز أكله‪ ،‬وإن كان كثير من الناس يستقذره لمن العرب ً‬
‫التداوي‪ ،‬وأ َّما غيره من الحيوابلات فإبَّله ل يًلوز أكلله حتلى ملن بلاب التلداوي أي‪ :‬الحيوابلات المحرملة‬
‫اات الناب‪ ،‬وإلى عهد قريع يف بعه البلدان بًابع مكة ببعه القرى شرقر مكة بعه النلاس يأكلوبله‬
‫من باب التداوي‪ ،‬وكذلك يف بعه جنوب جلير العرب يف حلرموت وغيرها‪.‬‬

‫اب َو َص ْه ٍر»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم ْن َط ْيرٍ َما َي ِصيدُ ِب ِمخْ َل ٍ‬


‫ب َك ُع َه ٍ‬
‫‪942‬‬

‫قوله‪« :‬ما يصيد بمخلب» وهذا ل استثناء له‪ ،‬ثم األمر المحرم الثالث‪:‬‬

‫ف َكن َْسرٍ َو َر ْه ٍم»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما َي ْأك ٍُُ َا ْل ِ‬


‫ُ َي َ‬

‫هذا القيد الثالث‪ :‬ك ما يك الًيف فهو محرم‪ ،‬بب ًعا إاا كان أص جنسه يأك الًيفل وأ َّما إاا جنسله‬
‫ل يأك الًيف ثم أكلها فإبَّه يكون ج َّ لة فتحريمه يكون واق ًفا على إبعلاده علن الًيلف فيلةك ث ثلة أيلام‬
‫ثم بعد الك يح ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ت َْستَخْ بِ ُث ُ َا ْل َع َر ُب ُذو َا ْل َي َس ِ‬


‫ار»‬

‫المراد بالعرب عرب الحًاز‪.‬‬

‫دب ودرج‪.‬‬
‫قال ‪« :‬وذو اليسار» أي‪ :‬غير البوادي؛ ألن بعه سم مااا تأكلون؟ قالوا‪ :‬بأك ك ما َّ‬

‫اط َو ُقنْ ُق ٍذ ونِ ٍ‬


‫يص»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كَا ْطا ٍ‬
‫َ َ‬

‫‪ :‬يحلبه القنفلذ لكنله بويل ‪ ،‬وهلذا يلذكره فقهاءبلا ويف بفسلر‬ ‫الوبواط‪ ،‬والقنفذ معلروفين‪ ،‬أ َّملا النلي‬
‫شرء منه‪ ،‬فإبَّه معروف إللى اآلن بًابلع مكلة يف بعله القلرى‪ ،‬ويأكلله العلرب ويحكوبله منلذ القلدم أبَّله‬
‫قياسا على الحبه فهو قيلاس شلبه ولليس‬
‫وغالع أكله النبات‪ ،‬وأنن العلماء ألحقوه بالقنفذ ً‬ ‫يأكلون الني‬
‫ألن له شبيه الحوك‪ ،‬وأ َّما قياس العلة فألبَّه تستخبثه العرب‪ ،‬وأشك َّ‬
‫أن العلرب‬ ‫قياس علة‪ ،‬فهو يحبه القنفذ َّ‬
‫تستخبث الك الني فهم يأكلوبه وما زال يؤك إلى اآلن ب ثمنه ٍ‬
‫غال جدًّ ا‪.‬‬

‫ُال َو َب ْيرِ ِه َك َبغ ٍٍْ»‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وما ت َا َّلدَ ِم ْن م ْأك ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬غير المأكول‪ ،‬فإبَّه يكون محر ًما كالبغ ‪ ،‬وهذا من باب تغليع المحرم على المباال‪.‬‬

‫ان َب ْحرٍ ُك ُّل ُ ِس َاى ِض ْقدَ ٍع َوتِ ْم َساحٍ َو َح َّي ٍة»‬


‫اح َح َي َا ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َب ُ‬
‫ألن اللفدأ ورد فيه النهر عن قتله‪ ،‬والقاعلد ‪َّ :‬‬
‫أن كل ملا لر علن قتلله حلرم أكلله‪ ،‬والتمسلاال ألبَّله‬ ‫َّ‬
‫مغلع فيه وصف أبَّه او باب‪ ،‬وألبَّه قد يفةس فيه يف الا‪ ،‬وأ َّما او الناب اللذي ل يفلةس يف اللا كسلمك‬
‫مباحا‪ ،‬وأ َّما الحية فألج الستقذار‪.‬‬
‫القرش وغيره فإبَّه يكون ً‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪943‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ُا ْض ُط َّر َأك ٍََ ُو ُجابا ِم ْن ُم َح َّر ٍم»‬

‫بًسا أو غير‬ ‫قال‪« :‬ومن اضطر» َّ‬


‫بأن خاف المهلكة فإبَّه يًع عليه أن يأك من محرم العين إ َّما لكون ً‬
‫الك وجو ًبا بما يدفع ويسد به رمقه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ْيرِ ُس ٍّم»‬

‫السم ليس محر ًملا لذاتله‪ ،‬وإبملا للللرر المتعلل بله‪ ،‬السلم ل يًلوز أكلله ل ضلطرار َّ‬
‫ألن الضلطرار‬
‫خوف المهلكة ألبَّه يليد المهلكة ه كًا ف يًوز أكله‪ ،‬لكن يًوز أكله للحاجة‪ ،‬اللرور ل يًلوز أكلله‬
‫لها ويًوز أكله للحاجة‪ ،‬لمااا؟ ل يًوز أكله لللرور ألبَّه ل يدفع ما اضطر إليه ألبَّه يسرأ الهل ك‪ ،‬ول‬
‫ينقذ من اله ك فحينمذ ل يًوز‪ ،‬ويًوز أكله عند الحاجة لكن بقدر يسير مث بعله النلاس قلد يكلون يف‬
‫بطنه دود فيأك بعه السم ع ًجا والك ب َّ يف التبصلر وبقلهلا يف الكحلاف‪َّ :‬‬
‫أن ملا ُحلرم ألجل ضلرره‬
‫جاز قليله للحاجة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْل َز ُم ُم ْس ِلما ِض َيا َ ُة ُم ْس ِل ٍم ُم َسا ِرٍ ِ َق ْر َي ٍة ََّل ِم ْصرٍ َي ْاما َو َل ْي َل ٍة َقدْ َر كِ َق َايتِ ِ َوت َُس ُّن‬
‫َث َال َث َة َأ َّيا ٍم»‬

‫هذا ما يًع على المسللم للمسللم اللليافة‪ ،‬قلال‪« :‬ويلـزم مسـلما ضـيا ة مسـلم» وأ َّملا غيلر المسللم‬
‫فليست لزمة‪.‬‬

‫مسافرا قاد ًما من مسافة قصر‪.‬‬


‫ً‬ ‫مقيما‪ ،‬ب ل ُبد أن يكون‬
‫قوله‪« :‬مسا را» أي‪ :‬ليس من أه البلد ً‬
‫قوله‪« :‬يف قرية َّل مصر» وأ َّما إن كان يف األمصار ف تللم الليافة َّ‬
‫ألن هناك الفنادق وما يقوم مقامها‪.‬‬

‫قال‪« :‬ياما وليلة» وهو قد الوجوب‪ ،‬ويعطيه قد كفايته من بعام وشراب وبحلوه‪ ،‬قلال‪« :‬وتسـن ثالثـة‬
‫أيام» وما زاد فهو فل ‪.‬‬
‫يت ِ َا ْلبر َبير جر ٍاد ونَح ِا ِه إِ ََّّل بِ َذك ٍ‬
‫َاة»‬ ‫اح َح َي َاان َي ِع ُ‬
‫َِ ُْ َ َ َ ْ‬ ‫فص ‪ :‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ُي َب ُ‬

‫بدأ يتكلم المصنف يف هذا المصنف عن أحكام اللكا ‪ ،‬فبين أبَّه ل يباال الحيوان اللاي إل باللذكا إل‬
‫الًراد‪ ،‬يف قول النبر ‪« :‬أح لنا ميتتان‪ :‬الحوت والًراد» ثم شلرأ المصلنف يف بيلان صلفة‬
‫الذكا ‪.‬‬
‫‪944‬‬

‫اقال‪ُ ،‬م َم ِيزا َو َل ْا كِتَابِ ًّيا»‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُرو ُطها َأربعة‪ :‬كَا ُن َذابِحٍ ‪ ،‬ع ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ ََْ‬

‫قوله‪« :‬كان ذابح» أي‪ :‬فاع الذب ‪.‬‬

‫َّ‬
‫فإن ابحه‬ ‫قوله‪« :‬عاقال» يخرج المًنون َّ‬
‫فإن المًنون ل تح ابيحته إل أن يكون جنوبه غير مطب‬
‫مميلا أي‪ :‬يميل‬ ‫صحيحا‪ ،‬قوله‪« :‬مميزا» يدلنا على َّ‬
‫أن غير البالغ تص ابيحته بحرط أن يكون ً‬ ‫ً‬ ‫حال إفاقته‬
‫مميلا‪.‬‬
‫صفة الذب ‪ ،‬هذا معنى قوله‪ً :‬‬

‫ألن اللذب فيله معنلى العبلاد { ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬


‫والسبع يف اشةاط العق والتمييل‪ ،‬قلالوا‪َّ :‬‬

‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ} [األبعام‪ ]162:‬فالنسك عباد فلما كان فيه معنى العبلاد فإبَّله يحلةط فيله النيلة إا‬
‫لسلبع واضلربوهم عليهلا لعحلر»‬ ‫ل عباد إل بنية والمميل تص منه بعه العبادات «مروا أبناءكم للصل‬
‫حديث عمرو بن شعيع‪َّ ،‬‬
‫فدل الك على َّ‬
‫أن المميل تص بعه عبادته فتص اكاته حيث أحسنها‪.‬‬

‫قال‪« :‬ولا كتاب ًّيا» { ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ} [المائد ‪ ]5:‬المراد بطعامهم ابيحتهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاْل َلةُ‪َ ،‬و ِه َ ك ٍُُّ ُم َحدَّ ٍد َب ْي ُر ِس ِن َو ُظ ُقرٍ»‬

‫للا‪ ،‬ثللم بللين هللذه اآللللة فقللال‪« :‬وه ـ كــٍ محــدد» لقللول النبللر‬ ‫أي‪ :‬ل ُبللد أن تكللون هنللاك آلللة يللذب‬
‫‪« :‬ما أ ر الدم فك » ف بد أن ينهر بًنسه وهو المحدد‪.‬‬

‫قوله‪« :‬بير سن وظقر» وقد ى النبر ‪ ‬عن الذب بالسن والظفر‪ ،‬فقال‪« :‬أ َّما السلن فإ لا‬
‫عظم‪ ،‬وأما الظفر فإ ا مداء أه الحبحة»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َق ْطع ح ْل ُها ٍم ومرِ ٍ‬
‫ين»‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ ُ‬

‫اللذب أو اللذكا تكلون يف الرقبلة‪ ،‬والرقبلة فيهلا أربعلة أشلياء‪ :‬حلقلوم‪ ،‬وملريء‪ ،‬وودجلان‪ ،‬فلالحلقوم‬
‫مًرى الهواء‪ ،‬والمريء مًرى الطعام‪ ،‬والودجان مًلرى اللدم المحلهور عنلد فقهاءبلا َّ‬
‫أن التلكيلة تًلع‬
‫بقطلللع الحلقلللوم والملللريء وأ َّملللا الودجلللان فلللليس لزم قطعهملللا وإبملللا مسلللتحع فيكلللون قلللول النبلللر‬
‫‪« :‬ما أنهر الدم» ليس لز ًما إ ار دم الودجين أو أحدهما‪ ،‬وإبملا مطلل اللدم َّ‬
‫فلإن اللدم ينهلر‬
‫بك ما جرال الًلد فحينمذ قد أ ر الدم ولكن ل ُبد ملن قطلع الحلقلوم والملريء‪ ،‬لملااا خصصلنا هلذين‬
‫الثنين؟ ألبَّه إاا قطعا جلمنا بالوفا ‪ ،‬ومعنى قولنا‪ :‬قطلع لليس إبابلة وإبملا قطلع وللو جللء ول أقلول يسلير‬
‫‪٦‬‬
‫‪945‬‬

‫منهما‪ ،‬وأ َّما ا بابة فهو أكم بأن يكم قطع الحلقوم كله والمريء كله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن قطع الادجين»‬

‫وهر معروفة‪ ،‬وهما العرقان الذي يًري فيهما الدم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وما عُز عن كااقع يف بئر ومتاحت»‬

‫بحلرا‪ ،‬وأحيابًلا يكلون‬


‫قب أن بنتق إلى ما عًل عنله‪ ،‬ابظلر معلر أحيابًلا يكلون تذكيلةً‪ ،‬وأحيابًلا يكلون ً‬
‫عقرا‪ ،‬فالتذكية تكلون يف أول الحلل بقطلع الحلقلوم والملريء ويسلن لللودجين‪ ،‬والنحلر يكلون يف أسلف‬
‫ً‬
‫الحل يف اللبمة وتكون يف ا ب ‪ ،‬وتكون لقطع الحلقوم والمريء‪ ،‬وأما العقر فهو الًرال يف أي موضلع يف‬
‫لا التذكيلة‪ ،‬فلاألول والثلاين لًميلع الملأكولت الايلة‪ ،‬والثاللث‬ ‫البدن‪ ،‬وك هذه األمور الث ث يحص‬
‫ألشياء مخصوصة فقط‪ ،‬واألشياء التر تعقر ث ثة أمور‪:‬‬

‫الناد‪ ،‬وما عًل عن تلكيته‪ ،‬وعلى المحهور السلربان‪ ،‬وهلو حيلوان السلربان اللذي يوجلد يف البحلر‪،‬‬
‫فعلى المذهع َّ‬
‫أن السربان ل ُبد من عقره ول يأخذ حكم ميتة البحر ب ل ُبد ملن العقلر بلأن يطعلن يف أي‬
‫موضع يف جسده ولو بأي شرء يطعن به ولو بحوكة‪.‬‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن العقر فقال‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وما عُز عن كااقع يف بئر»‬


‫ٍ‬
‫متدل ل يمكن تذكية‪.‬‬ ‫ورأسه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومتاحت»‬

‫أي‪ :‬هرب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومترد»‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬‬

‫أي‪ :‬يف حفر وبحوها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ق جرح حيث كان»‬

‫حيث كان أي‪ :‬حيث كان جرحه ولو يف قدمه‪ ،‬ولو كان يف فخذه أو يده‪« ،‬ما أنهر الدم ٍ»‬
‫‪946‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬ن أعان بيره ك ان رأس »‬

‫أي‪ :‬فإن أعان على قتله غيره‪ ،‬أي‪ :‬غير الطعن والًرال التلر علا لا المصلنف ‪ ،‬فلإن أعلان عللى قتلله‬
‫غير الًرال مثاله‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ان رأس يف المان ونحاه»‬

‫مث ً تردى يف بمر ورأسه يف ماء فحينمذ بقول‪ :‬احتم أبَّه مات بسبع الغلرق واحتمل أبَّله ملات بسلبع‬
‫الًرال فلما اجتمع عنلدبا سلببان فهنلا شلككنا يف سلبع ا باحلة وقلنلا‪َّ :‬‬
‫إن األصل يف اللحلوم إاا شلك يف‬
‫سبع ا باحة الحرمة ل ا باحة فحينمذ دخلت يف َّ‬
‫أن األص يف اللحوم الحرمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وقال‪ :‬بسم اهَّلل عند تحريب يده‪ ،‬وتسهط سهاا َّل جهال»‬

‫الحرط الرابع‪ :‬قول‪ :‬بسم اهلل هر واجبة البسملة عند تحريكه‪ ،‬أي‪ :‬عنلد التحريلك أو قبلهلا فيًلوز أن‬
‫سهوا‪ ،‬قوله‪« :‬وَّل تسهط جهال»‪.‬‬
‫تكون قبلها بيسير‪ ،‬قوله‪« :‬وتسهط سهاا» أي‪ :‬تسقط التسمية ً‬
‫قوله‪« :‬وقال‪ :‬بسـم اهَّلل» هلذا ملن الحلروط وهلو الحلرط الرابلع‪ ،‬فل تظلن َّ‬
‫أن قولله‪« :‬قـال‪ :‬بسـم اهَّلل»‬
‫معطوف على قوله‪« :‬وسن قطع الادجين»‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وذكاة جنين هرج ميتا ونحاه بذكاة أم »‬

‫لقول النبر ‪« :‬ذكاة الُنين ذكاة أم » بمعنى َّ‬


‫أن من اكا شا ً ثم خرج الًنين ميتًا أو بحلو‬
‫الميت بأن كابت فيه حركة ليسلت مسلتقر فإبَّنلا بحكلم بًلواز أكلله وإن للم يلذكى وإن اسلتحع العلملاء‬
‫تذكية‪ ،‬لكن يًوز أكله‪ ،‬وأ َّما إن خرج ح ًّيا أي‪ :‬ليس ميتًا أو بحو الميت فإبَّه ل يح إل بالتذكية‪.‬‬

‫ت بِآ َل ٍة كَا َّل ٍة»‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُكرِ َه ْ‬

‫كرهت التذكية بآلة كالة‪ ،‬أي‪ :‬ليس محدد ول تقطع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َحدُّ َها بِ َح ْض َر ِة ُم َذ ٍّك»‬

‫أي‪ :‬وكره حدُّ اآللة بحلر الحيوان المذكى‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪947‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َس ْلَ»‬

‫ويكره السلخ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْس ُر ُعن ٍُق َق ْب ٍَ ز ُُه ٍ‬
‫اق»‬

‫أي‪ :‬قب زهوق روحها‪ ،‬وعا بعه الفقهاء بعبار أشم فقال‪ :‬قب أن تاد‪ .‬والاود زهوق وزياد ‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬و َن ْق َُ َل ْح ٍم لِ َب ْي ٍع»‬

‫العلماء اكروا َّ‬


‫أن هذا النفخ بوأ من أبواأ الغش لكر يكون شلك اللحلم كثيلر‪ ،‬فلبعه النلاس يأخلذ‬
‫اللحم بوزبه‪ ،‬وبعه الناس يأخذه بالنظر بعينه من غير النظر لوزبله‪ ،‬والحيلوان أول ملا يلذب يكلون رب ًبلا‬
‫ً‬
‫منتفخلا‪ ،‬فهلذا مكلروه ل ألجل الللرر يف اللحلم‬ ‫لينًا فينفخ أحيابًا لكر يمتأل هوا ًء فإاا بلرد أصلب شلكله‬
‫قلديما‪،‬‬
‫ً‬ ‫وإبما على الفقهاء ألج الغش ألبَّه يغش المحةي فيظن َّ‬
‫أن اللحم كثير‪ ،‬هكذا ربما كابوا يفعلون‬
‫قديما يف اللحم ويف الطعام ويف غيره‪.‬‬
‫وهناك كتع مؤلفة يف كيفية الغش ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن ت َْا ِج ُيه ُ إِ َلى َا ْل ِه ْب َل ِة َع َلى َِ ِه ِ ْاْلَ ْي َسرِ»‬

‫أي‪ :‬توجيه المذكى‪ ،‬إلى القبلة بوجهه‪.‬‬

‫قوله‪« :‬على َه اْليسر» أي‪ :‬على ش المذكى‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ور ق ب » أي‪ :‬حال الذب ‪.‬‬

‫قوله‪« :‬وت بير» بعد التسمية‪.‬‬

‫لص ْيدُ ُم َباح‪َ ،‬و َُ ُرو ُط ُ َأ ْر َب َعة»‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا َّ‬

‫بدأ يتكلم المصنف عن أحكام الصيد‪ ،‬وقال‪ :‬إبَّه مباال ب هو من الرزق الطيلع‪ ،‬قلال‪ :‬ولكلن شلروط‬
‫إباحة الك الصيد أربعة‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كَا ُن صائِ ٍد ِمن َأه ٍِ َذك ٍ‬
‫َاة»‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫أي‪ :‬فاع الصيد من أه الذكا ‪ ،‬وتقدم معنى َّ‬
‫أن أه الذكا هو العاق المميل ولو كان كتاب ًّيا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪948‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ْاْل َلةُ‪ ،‬و ِه آ َل ُة َذك ٍ‬


‫َاة‪َ ،‬أ ْو َج ِ‬
‫ارح ُم َع َّلم »‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫واآللة يف الصيد أمران‪ :‬إ َّما أن تكون آلة اكا وهو ما كان محد ًدا ينهر الدم «مـا أنهـر الـدم ـٍ»‪ ،‬وأ َّملا‬
‫عصلفورا‬
‫ً‬ ‫إن لم يكن محد ًدا بأن كان مثق ً َّ‬
‫فإن ملا صليد بله وللم يلذكى بعلده فلليس بًلائل مثل ملن يرملر‬
‫بحًار فمن رماه بحًار وماتت ولم يذكها ف تح أكلها‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أو جارح معلم» هذه اآللة الثابية‪.‬‬

‫ب َل ْم َي ْأك ٍُْ»‬
‫وينْ َز ِج َز إِ َذا زُ ِج َر‪َ ،‬وإِ َذا َأ ْم َس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َأ ْن َي ْست َْرس ٍَ إِ َذا ُأ ْرس ٍَ‪َ ،‬‬
‫الًارال يحم الكلع‪ ،‬ويحم الطيور كالصقر وغيره والباز‪.‬‬

‫قوله‪« :‬معلم» لقول اهلل ‪ { :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ} [المائد ‪ ]4:‬معنى المعلم ث ثة أشياء‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬أن يسترسٍ إذا أرسٍ» بمعنى أبَّه ل يذهع وحده إل با رسال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وينزجر إذا زجر» إاا بودي رجع؛ ألبه إاا بودي ولم يرجع معناه أبَّه صاد لنفسه‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإذا أمسب لم يأكٍ» أي‪ :‬لم يأك من الصيد‪ ،‬وبعلهم يقول علن الحلرط الثاللث‪:‬‬
‫َّ‬
‫أن هذا خاص بالكلع‪ ،‬وأ َّما الطير فقد يأك ‪.‬‬
‫ارح بِ َن ْق ِس ِ َ َهت ٍََ صيدا َلم ي ِ‬
‫ح ٍَّ»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِرسا ُلها َق ِ‬
‫اصدا‪َ َ ،‬ل ِا ْاست َْر َس ٍَ َج ِ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬

‫هلذا هللو الفعل ملن شللربها أن يكللون الصللائد قلد أرسل اآللللة‪ ،‬أو أرسل الًلارال بقصللد فلللو ابطلل‬
‫ارح بِنَ ْق ِس ِ َ َهت ٍََ صيدا َلم ي ِ‬
‫ح َّـٍ» أي‪ :‬للم يحل‬ ‫المسدس بغير قصد منه فإبَّه ل يح ‪ ،‬قال‪َ َ « :‬ل ِا ْاست َْر َس ٍَ َج ِ‬
‫َ ْ ْ َ‬
‫الصيد به‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬والتَّس ِمي ُة ِعنْدَ رم ٍ َأ ْو إِرس ِ‬
‫ال َو ََّل تَس ُه ُط بِ َح ٍ‬
‫ال‪َ ،‬و ُس َّن َت ْ بِير َم َع َها»‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬
‫أي‪ :‬ويًع التسمية عند الرمر وا رسال‪ ،‬الرمر لرلة‪ ،‬وا رسال للًارال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل تسهط بحال» ل بنسيان ول بًه ‪.‬‬

‫والفرق بلين التسلمية يف الصليد والتسلمية يف اللذكا ‪َّ ،‬‬


‫أن التسلمية يف الصليد شلرط‪ ،‬والحلرط ل يسلقط‬
‫بالنسيان ول بالًه ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪949‬‬

‫بينما التسمية يف الذكا واجع والواجع يسقط بالنسيان‪ ،‬وأخذبا اللك ملن حلديث أبلر ثعلبلة َّ‬
‫فلإن يف‬
‫حديثلله مللا يللدل علللى َّ‬
‫أن التسللمية شللرط‪ ،‬ومل َّلر معنللا يف غيللر هللذا المكللان كيللف بعللرف مللن حللديث النبللر‬
‫‪ ‬ه الواجع ركن‪ ،‬أم شرط‪ ،‬أم واجع‪.‬‬

‫مثال‪ :‬لو َّ‬


‫أن رج ً جع شبكة وسقطت فيها بيور‪ ،‬ثم جاء من الغلد فوجلد الطيلور قلد ماتلت‬ ‫أضرب ً‬
‫ه يًوز أكله أم ل؟‬

‫بقول‪ :‬ل يًوز‪.‬‬

‫لو َّ‬
‫أن امر جع يف الصيد كماشة‪ ،‬ثم جاء من الغد فوجلدها قلد اصلطادت صليدً ا هل يًلوز أكلله أم‬
‫ل؟‬

‫بقول‪ :‬ينظر إن كابت قد أ رت الدم جاز أكله ولو كان الدم يف قدمه‪ ،‬وإن لم تنهر اللدم فل يًلوز «مـا‬
‫أنهر الدم ٍ» ومثله كثير من األمثلة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ ْعت ََق َص ْيدا‪َ ،‬أ ْو َأ ْر َس ٍَ َب ِعيرا َأ ْو َب ْي َر ُه َل ْم َيز ُْل ِم ْل ُ ُ َعنْ ُ»‬

‫هذه المسألة تحتاج إلى ابتباه يقول الحيخ‪« :‬من أعتق صيدا» معنى قوله‪ :‬أي‪ :‬اصطاد صيدً ا ثلم أرسل‬
‫هذا الصيد فقال‪ :‬أعتقتك‪ ،‬ورماه‪ ،‬هذا معنى أعت صيدً ا‪ ،‬قال‪« :‬أو أرسٍ بعيرا يمل ـ » أي‪ :‬سل َّيبه وأبلقله‪،‬‬
‫قوله‪« :‬أو بيره» من البهائم التر يملكها‪ ،‬قال‪« :‬لـم يـزل مل ـ عنـ » بل يبقلى ملكله عليهلا؛ ألن اهلل ‪‬‬
‫أبط السائبة وهو الذي سيبوه الناس‪ ،‬فيبقى ملكهم عليها‪ ،‬وبنلاء عللى اللك قلال العلملاء‪َّ :‬‬
‫إن ملن اصلطاد‬
‫كسرا يف جناال‪ -‬بعه النلاس يصلطاد الصليد يكسلر‬
‫صيدً ا فوجد يف هذا الصيد ع مة كطوق‪ ،‬أو وجد فيه ً‬
‫كسرا بفع آدمر بما جرت بله العلاد َّ‬
‫أن الملرء‬ ‫جناحه كر ل يطير ثم يرجع له بعد قلي ‪ -‬فوجد يف جناحه ً‬
‫يرجع إليه‪ ،‬فيقولون يف هلذه الحاللة‪ :‬ل يًلوز للصلائد أن يأكلله‪ ،‬فلإن علرف صلاحبه أعطلاه إيلاه وإل كلان‬
‫أيلا يقال يف البعير‪.‬‬
‫حكمه حكم اللقطة‪ ،‬ومثله ً‬

‫ف َو َحن ِ َ‬
‫ث‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬باب اْليمان‪ .‬ت َْح ُر ُم بِ َغ ْيرِ اهَّللِ‪َ ،‬أ ْو ِص َق ٍة ِم ْن ِص َقاتِ ِ ‪َ ،‬أ ْو َا ْل ُه ْر ِ‬
‫آن‪َ َ ،‬م ْن َح َل َ‬
‫ت َع َل ْي ِ ا ْل َ َّق َار ُة»‬
‫َو َج َب ْ‬

‫بدأ يتكلم عن األيمان وهر تذكر يف أخر األبواب لحبهها بباب القللاء‪ ،‬ولهلا تعلل بالمعلام ت َّ‬
‫فلإن‬
‫‪950‬‬

‫األموال تدخ فيها األموال‪ ،‬ول تلدخ يف األبكحلة‪ ،‬وتلدخ يف الًنايلات يف القسلامة‪ ،‬والقللاء يحكلم‬
‫باليمين أو بالنكور فيه‪ ،‬ولذلك أخرها المصنف‪.‬‬

‫قال‪« :‬اْليمان» وهر جمع يمين‪.‬‬

‫قوله‪« :‬تحرم بغير اهَّلل» لقول النبر ‪« :‬من حلف بغير اهَّلل هد كقـر أو أَـرك»‪ ،‬وقلال ابلن‬
‫مسعود‪ْ« :‬لن أحلف باهَّلل كاذبا أحب إل ّ أن أحلف بغيره صادقا»‬

‫قال‪« :‬أو صقة من صقات » َّ‬


‫فإن صفات اهلل ‪ ‬يًوز الحلف ا با جماأ‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو الهرآن» والقرآن ك م اهلل ‪ ،‬وقد قال ابن مسعود ‪« :‬من حلـف بـالهرآن وجـب عليـ‬
‫ب ٍ آية كقارة» وبقول‪ :‬هذا صحي ‪ ،‬لكن القاعد الفقهية‪َّ :‬‬
‫أن الكفارات تتداخ ‪ ،‬فبدل من أن يًع عليله‬
‫ستة آللف وست مائة كفار تداخلت فوجبت عليه كفار واحد ‪.‬‬

‫قال‪ « :‬من حلف وحنث» أي‪ :‬فع المحلوف عليه‪.‬‬

‫قوله‪« :‬وجبت عليـ ال قـارة» لقلول اهلل تعلالى‪ { :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬

‫ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ} [المائد ‪.]89:‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولِاجا ِبها َأربع ُة َُر ٍ‬
‫وط»‬ ‫َ ُ ُ َ ََْ ُ‬
‫أي‪ :‬وجوب الكفار على الحابث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ق ْصدُ َع ْه ِد ا ْل َي ِم ِ‬


‫ين»‬

‫ويخرج به اللغو لقول اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ}‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وك َْان َُها َع َلى ُم ْس َت ْه َب ٍٍ»‬

‫َّ‬
‫ألن ما لم يكن على مستقب ل يسمى يمين مكفر ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ َ « :‬ال َتنْ َع ِهدُ َع َلى َم ٍ‬
‫اس‪َ ،‬و ََّل َظانًّا صدْ َق َن ْقس َ َيبِ ُ‬
‫ين‬ ‫اض كَا ِذبا َعالما بِ َوه َ َا ْلغ َُم ُ‬
‫يٍ»‬‫َح ٍ‬ ‫خ َال ِ ِ ‪ ،‬و ََّل ع َلى ِع ٍِ مست ِ‬
‫بِ ِ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫َ َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪951‬‬

‫ٍ‬
‫ماض فإبَّله ل كفلار عليله؛ ألن لله إن بلان عللى‬ ‫ٍ‬
‫ماض» ك من حلف على شرء‬ ‫قوله‪ « :‬ال تنعهد على‬
‫خ ف ما حلف عليه له حالتان‪:‬‬

‫عالما كذب بفسه‪ ،‬فإبَّه يف هذه الحلال يسلمى غملوس وهلر ملن كبلائر اللذبوب‪،‬‬
‫‪ ‬اْلولى‪ :‬أن يكون ً‬
‫وسميت غموس ألبَّها تغمس صاحبها يف النار‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يكون نابًا صدق بفسه ثم بان أبَّه مخطئ ف كفار عليله؛ ألن العلا يف الماضلر‬
‫بالظن ول إثم عليه كذلك‪ ،‬وقد أقسم عمر ‪ ‬أمام النبر ‪ ‬يف مسًد رسول اهلل حينملا قلال‪:‬‬
‫واهلل لقد باف ‪ .‬نابًا صدق بفسه‪ ،‬فبين النبر ‪ ‬خطأ نن عمر ولم يأمره بالكفار ‪.‬‬

‫قال‪« :‬وَّل على عٍ مستحيٍ» أي‪ :‬من حلف على فع ٍ مستحي من فعلله هلو أو ملن فعل غيلره‪ ،‬فل‬
‫كفللار َّ‬
‫ألن هللذا الفع ل مسللتحي وإن كللان يف المسللتقب إل أ َّبلله ل يمكللن أن يتحق ل مث ل مللن قللال‪ :‬واهلل‬
‫ألبيرن‪ .‬فهذا ل يمكن فعله‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وكَا ُن حالِ ٍ‬
‫ف ُمخْ تَارا»‬ ‫َ ْ َ‬

‫مختارا غير مكره‪.‬‬


‫ً‬ ‫ل بد أن يكون‬
‫ف ع َلى ِع ِل ِ َبير م ْر ٍه َأو ج ِ‬
‫اه ٍٍ َأ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِحنْثِ ِ ِب ِق ْعٍ َما َح َل َ‬
‫ْ َْ ُ َ ْ َ‬ ‫ف َع َلى ت َْرك ‪َ ،‬أ ْو ت َْرك َما َح َل َ َ‬
‫ن ٍ‬
‫َاس»‬
‫ٍ‬
‫معلين‬ ‫قال‪« :‬وحنث » ومعنى الحنث هلو‪ :‬أن يفعل ملا حللف عللى تركله‪ ،‬فلإاا حللف عللى تلرك شلرء‬
‫فحلف على تركه ففعله‪ ،‬أو ترك ملا حللف عللى فعلله‪ ،‬قلال‪ :‬واهلل ألفعللن كلذا‪ ،‬وللم يفعلله‪ ،‬ومللى زملن‬
‫ا مكان فإبه حينمذ يكون حاب ًثا‪ ،‬قوله‪« :‬بير م ره» َّ‬
‫ألن المكره ل حنث يف حقه أو ل كفار يف حقه‪ ،‬قولله‪:‬‬
‫ـاس» إ َّمللا جاهل بللالحكم أو بالحللال‪ ،‬أو بل ٍ‬
‫لاس الحللال فل كفللار عليلله علللى المعتمللد عنللد‬ ‫ـٍ أو نـ ٍ‬
‫«أو جاهـ ٍ‬
‫المتأخرين‪.‬‬

‫وب‪َ ،‬و َع ُْس ُ بِ َع ِْس ِ »‬


‫وه َأ ْو ت َْر ِك َمنْدُ ٍ‬
‫َت ع َلى ِع ٍِ م ْر ٍ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي َس ُّن حنْث َو ُي َْر ُه بِ ٌّر إِ َذا كَان ْ َ‬

‫الحنث أحيابًا يكون مسنوبًا كما قال المصنف‪« :‬ويسن حنث» لقول النبر ‪ ‬كما ثبلت يف‬
‫الصحي ‪« :‬إين إن َان اهَّلل‪َّ -‬ل أحلف على يمين أرى بيرها هيرا منها إَّل علت الـذي هـا هيـر وكقـرت‬
‫‪952‬‬

‫عن يمين » ولذلك قال العلماء‪ :‬يسن الحنث‪ ،‬والمصنف أبل وهذا غير صحي ‪ ،‬وإبما يسلن الحنلث إاا‬
‫رأى َّ‬
‫أن غير ما حلف عليه خير مما حلف عليه‪ ،‬هذا الوقت الذي يسن فيه الحنث‪.‬‬

‫قال‪« :‬وي ره بر» أي‪ :‬ويكره الا باليمين‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬إذا كانت على عٍ م روه» أي‪ :‬إاا حلف على فعل شلرء مكلروه‪ ،‬والمكروهلات‬
‫كثير ‪ ،‬قوله‪« :‬أو على ترك كمندوب» ل يصللر السلنن ملث ً فإبَّله يكلره يف حقله اللا‪ ،‬والفلرق بلين األوللى‬
‫مكروها‪ ،‬وتار يكون خ ف األولى فإاا كلان غيلره خيلر منله َّ‬
‫فلإن اللا‬ ‫ً‬ ‫والثاين َّ‬
‫أن ترك المسنون تار يكون‬
‫مكروها َّ‬
‫ألن النبر ‪ ‬قال‪« :‬إين إن َان اهَّلل‪.»-‬‬ ‫ً‬ ‫خ ف األولى وليس‬

‫قال‪« :‬وع س بع س » أي‪ :‬يكره الحنث هلذا هلو عكلس السلاب ‪ ،‬يكلره الحنلث إاا كابلت عللى تلرك‬
‫مكروه‪ ،‬أو فع مندوب‪.‬‬

‫ب‪َ ،‬و َع ُْس ُ بِ َع ِْس ِ »‬ ‫َت َع َلى ِ ْع ٍِ ُم َح َّرمٍ‪َ ،‬أ ْو ت َْر ِك َو ِ‬


‫اج ٍ‬ ‫ب إِ ْن كَان ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬

‫قال‪« :‬ويُب» أي‪ :‬ويًع الحنث إن كابت على فع محرم أو ترك واجع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وع س بع س» أي‪ :‬يحرم‪.‬‬

‫مباحلا إاا كلان ل خيلر‬ ‫وبناء على الك َّ‬


‫فإن الحنث يف اليمين تًري عليه األحكام الخمسة‪ ،‬قلد يكلون ً‬
‫فيها وإبما مستوي فيها الطرفان‪ ،‬يكون واج ًبا‪ ،‬يكون محر ًملا‪ ،‬يكلون منلدو ًبا‪ ،‬والمنلدوب بوعلان‪ :‬منلدوب‬
‫يكره الا فيه‪ ،‬ومندوب يًوز الا فيه لكنه خ ف األولى‪ ،‬واألمر الخامس‪ ،‬يكره الحنث‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬صٍ‪.‬‬

‫َوإِ ْن َح َّر َم َأ َم َت ُ َأ ْو َح َالَّل َب ْي َر ز َْو َج ٍة َل ْم َي ْح ُر ْم‪َ ،‬و َع َل ْي ِ َك َّق َار ُة َي ِم ٍ‬


‫ين إِ ْن َ َع َل ُ»‬

‫هذه مسألة متعلقة باأليمان وهو التحريم‪ ،‬هذه المسألة من أصعع المسائ وأشكلها‪ ،‬حتلى اكلر ابلن‬
‫أن مسألة التحريم قي َّ‬
‫إن فيها أكثر من خمسة وعحرين ً‬
‫قول‪.‬‬ ‫القيم ‪َّ :‬‬

‫ألن فيها تفصي ً ‪ ،‬العلماء يقولون‪َّ :‬‬


‫إن من حلرم شلي ًما هلو حل ل‬ ‫َّ‬ ‫ولكن على العموم أاكر لك التفصي‬
‫عليه ف يخلو من ث ثة أحوال‪:‬‬

‫إما أن يحرم عينًا‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪953‬‬

‫وإما أن يحرم بلع كلوجة وأمة‪.‬‬

‫ل على عين ول على بلع‪.‬‬ ‫وإما أن يطل ‪ ،‬ف ين‬

‫‪ ‬نبدأ باْلول‪ :‬فلإن كلان قلد حلرم عينًلا فهلر يملين‪ ،‬قلال اهلل ‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ}‬

‫[التحريم‪ ]1:‬لما حرم النبر ‪ ‬العس على بفسه‪ ،‬ثم قال اهلل بعلد اللك‪ { :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﭨ} [التحريم‪ ]2:‬فدل الك على َّ‬
‫أن من حرم عينًا أي عين قلم كتاب ك عين حرمها على بفسه وللو‬
‫كابت فع ً فإبَّها يمين‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬من حرم بل ًعا كلوجته‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬


‫إن زوجته حرام عليه‪ .‬فقال‪ :‬هر حرام عليه‪ ،‬أو أبت‪،‬‬
‫إن له ث ث حالت‪ :‬سأاكر الحالت وإن كان حكمها قد يتحلابه؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫أو زوجته ف بة حرام عليه‪ ،‬فنقول‪َّ :‬‬
‫يف ك حالة فيها أقوال ولذلك األقوال كثير جدًّ ا يف المسألة‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يحرم زوجته وينوي بالتحريم الظهار‪ ،‬فهنا هو نهار‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يحرم زوجته ويقصد بالتحريم الط ق‪ ،‬يسأل المفتر يقول‪ :‬ملااا قصلدت عنلدما‬
‫قلت‪ :‬زوجتك حرام عليك؟ قال‪ :‬أقصد الط ق‪ .‬فالمذهع أبَّه نهار كذلك‪ ،‬واكلر القاضلر عل ء اللدين‬
‫يف التصحي أو مال إلى أبَّه تكون من كنايات الط ق فتكون ب ًقا‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن ينوي به اليمين‪ .‬فالمذهع أبَّه نهار كذلك وأراحوا بفسهم‪ ،‬والرواية الثابيلة التلر‬
‫مالت عليه الحيخ تقر الدين‪ :‬أ ا تكون يمين مكفر ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الرابعة يف من حرم زوجت ‪ :‬أل تكون له بية‪ ،‬يقول‪ :‬هر عليه حلرام‪ .‬ويسلكت فلن َّ فقهاهبلا‬
‫ألن األص يف التحريم الظهار‪ ،‬إ ًاا ابتهينا ممن حرم عينًا أو حرم بل ًعا‪.‬‬
‫على أبَّها نهار َّ‬

‫عللر الحلرام‪ .‬أو الحلرام يللمنلر‪ .‬وبحلو‬


‫‪ ‬الحالة الثالثة من التهسيم اْلول يمن حرم وأطلق‪ :‬قلال‪َّ :‬‬
‫الك‪ .‬فنقول‪ :‬بنظر يف بيتك‪ ،‬ولك ث ثة أحوال‪:‬‬

‫عللر الحلرام؟‬
‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن ينوي ا اليمين‪ ،‬أو يقصد ا العلين‪ ،‬ملااا قصلدت عنلدما قللت‪َّ :‬‬
‫قال‪ :‬واهلل ما قصدت إل اليملين‪ ،‬أو قصلدي لا سليارته‪ .‬فنقلول‪ :‬ملن قصلد لا اليملين فإ لا يملين فتكلون‬
‫مكفر ‪ ،‬كفارهتا كفار يمين‪.‬‬
‫‪954‬‬

‫نهارا ولو بوى به الطل ق‬


‫ً‬ ‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬أن يقصد ا زوجته أي‪ :‬البلع‪ .‬فإبَّه يف هذه الحالة يكون‬
‫أو غيره‪ ،‬على المحهور‪.‬‬

‫علر الحرام فقط‪ ،‬مث كثيلر‬


‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يقول‪ :‬لم أقصد العين ولم أقصد زوجة‪ ،‬وإبما قلت‪َّ :‬‬
‫من الناس تكون على لسابه‪ ،‬فنقول‪ :‬هر لغو ل كفلار فيهلا‪ ،‬هلذا التقسليم ملوزأ عنلد الفقهلاء عللى أربعلة‬
‫أبواب‪ ،‬جمعته لك يف موضع واحد‪.‬‬

‫إذا يهال الييَ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وإن حرم أمت ‪ ،‬أو حالَّل» أي‪ :‬عينًا من األعيان‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بير زوجة» وهر البلع‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لم يحرم علي ‪ ،‬وعلي كقارة يمـين إن علـ » أي‪ :‬هلذا يسلمى تحلريم األعيلان اللذي‬
‫اكرباه قب قلي ‪.‬‬

‫ين َأ ْو كِ ْس َاتِ ِه ْم ك ُْس َاة ت َِص ُّح‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬


‫ب َ ْارا بِحنْث‪َ ،‬و ُيخَ َّي ُر َيها َب ْي َن إِ ْط َعا ِم َع ْي َرة َم َساك َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ِ‬

‫ض‪َ ،‬أ ْو ِعت ُْق َر َق َب ٍة ُم ْؤ ِمن ٍَة‪ْ ِِ َ ،‬ن َع َُ َز ك َِق ْط َر ٍة َصا َم َث َال َث َة َأ َّيا ٍم ُم َتتَابِ َع ٍة»‬
‫بِ َها َص َال ُة َ ْر ٍ‬

‫فلورا إاا حنلث‪ ،‬وعرفنلا معنلى‬


‫ً‬ ‫ارا بحنث» أي‪ :‬تًع الكفلار‬
‫يقول الحيخ‪ :‬قال المصنف‪« :‬وتُب ُ‬
‫الحنث‪ ،‬وهو‪ :‬فع ما حلف على تركه‪ ،‬أو ترك ما حلف على فعله‪.‬‬

‫قال‪« :‬ويخير يها» أي‪ :‬يف الكفار‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بين إطعـام عيـرة مسـاكين» فهلو كفلار تخييلر‪ ،‬والتخييلر يف الحلرأ بوعلان‪ :‬تخييلر‬
‫مصلحة‪ ،‬وتخيير تحهر‪.‬‬

‫وهنللا تخييللر تحللهر فللاخة مللا شللمت منهللا‪ ،‬وأ َّم تخييللر المصلللحة فلمللن كابللت للله وليللة كا مللام‪ ،‬أو‬
‫الوصر‪ ،‬أو الولر على الصغير َّ‬
‫فإن التخيير يف حقه تخيير مصلحة‪.‬‬

‫قال‪« :‬يخير بين إطعام عيرة مسـاكين» وعنلد فقهائنلا ل يًلوز ا بعلام إل مملا يًلوز يف زكلا الفطلر‬
‫وهر خمسة أشياء‪ :‬الا‪ ،‬والحعير‪ ،‬والتملر‪ ،‬واللبيلع‪ ،‬واألقلط‪ .‬هلذه خمسلة أشلياء غيرهلا ل يًلوز إل أن‬
‫يكون دقي ًقا أو سوي ًقا للا أو للحعير فإبَّه جائل‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو كساتهم» كسو العحر مساكين‬


‫‪٦‬‬
‫‪955‬‬

‫‪ ‬قوال املصونف‪« :‬كسـاة تصـح بهـا صـالة ـرض» فيختللف اللذكر علن األبثلى‪ ،‬قلال‪« :‬أو عتـق رقبـة‬
‫مؤمنة» وتقدم يف كفار الظهار‪ ،‬قوله‪ِ « :‬ن عُز» فإن عًل عن هذه الخصال الث ث‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كقطرة» أي‪َّ :‬‬


‫أن عًل كحال عًله يف الفطر فالتحبيه يف صفة العًلل ل يف الحكلم‪،‬‬
‫قال‪« :‬صام ثالثة أيام متتابعة» ألن قراء ابن مسعود‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬من لم يستطع صيام ثالثة أيام متتابعات»‪.‬‬


‫ين ع َلى ا ْلعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ف»‬ ‫ُْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْبنَى َيم ٍ َ‬

‫فإن عارضت الحقيقة اللغوية قد العرف عليها‪ ،‬مثال الك‪ :‬لفظ اللوطء فإبَّله يف الحقيقلة اللغويلة عللى‬
‫الوطء بالقدم ويف العرف على اللوطء بمعنلى الًملاأ فملن أقسلم بلاهلل أو حللف عللى أل يطلأ زوجتله ثلم‬
‫وبمها يقدمه ف حنث عليه‪ ،‬وإبما يكون مول ًيا ويأخذ حكم ا ي ء‪ ،‬ومثله السماء واألرض‪.‬‬

‫ف َل ْي َس َظالِما‪ ،‬إِ ْن اِ ْحت ََم َل َها َل ْق ُظ ُ »‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويرجع ِيها إِ َلى نِي ِة حا َل ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ُْ َ ُ َ‬

‫أي‪ :‬يف تفسير المعنى والنية إلى‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬نية حالف» أي‪ :‬المتلفظ ا‬

‫نالملا بلاليمين‪ ،‬ولليس المقصلود لليس‬


‫نالملا أي‪ :‬لليس ً‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لـيس ظالمـا» قولله‪ :‬لليس ً‬
‫نلملا‪ ،‬بقلول‪ :‬ليسلت العلا بنيتله‪ ،‬قلال‪« :‬إن‬ ‫نالما مطل ًقلا َّ‬
‫ألن الحلالف قلد يكلون مظلو ًملا ولكنله يحللف ً‬ ‫ً‬
‫احتملها» أي‪ :‬إن احتم النية‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لقظ » أي‪ :‬لفظ الحالف‪ ،‬ف بد من وجود التورية‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫ِ ِِ ٍ‬
‫قال‪ « :‬كَن َّيت بِبِنَان َو َس ْهف َا َّ‬
‫لس َما َن»‬

‫مث رج قال آلخر‪ :‬تعال عندي يف البيت‪ .‬فقال‪ :‬ألك بيت؟ قلال‪ :‬بعلم عنلدي بنلاء وسلقف آوي إليله‬
‫واهلل‪ ،‬وحلف على الك‪ ،‬وقصد بالبناء الذي عنده والسقف‪ :‬السماء الذي يكون فوقه‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)32‬‬

‫(‪ )32‬اية المًلس الثاين والث ثين‪.‬‬


‫‪956‬‬

‫﷽‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه َل َش ِري َك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ ُه‬ ‫ا ْل َح ْمدُ ل َّله َر ِّب ا ْل َعا َلمي َن‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأن َل إِ َل َه إِ َّل ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َع َلى آل ِ ِه َو َص ْحبِ ِه َو َس َّل َم َت ْسلِي ًما كَثِي ًرا إِ َلى َي ْو ِم الدِّ ي ِن‪.‬‬
‫َو َر ُسو ُل ُه َص َّلى ُ‬

‫ُث َّم َّأما َب ْعدُ ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الن َّْذر م ْروه و ََّل ي ِصح إِ ََّّل ِمن م َ َّل ٍ‬
‫ف»‪.‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُّ‬

‫المصللنف ‪ ‬عللن النللذر فقلال‪« :‬النَّـ ْـذ ُر َم ْ ـ ُـروه»‪ ،‬ووجلله كراهتلله أن النبللر‬
‫يف هللذا الفصل يللتكلم ُ‬
‫يةتلع عللى النلذر‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬قال‪« :‬إنما ُيستخرج من مال البخيٍ»؛ فدل الك على أبه مكروه؛ ولكلن‬
‫آثار ُه كاملة‪ ،‬وهذه من المسائ التر قي ‪ :‬أ ا استثنا ٌء لقاعد أن الممنوأ ل يةتع عليه أثره‪.‬‬
‫ِ‬
‫األهلية‪ ،‬أي فاقد كمال األهليلة لكوبله مًنوبًلا أو غيلر‬ ‫قال‪« :‬و ََّل ي ِصح إِ ََّّل ِمن م َ َّل ٍ‬
‫ف»‪ ،‬فمن كان فاقد‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫بال ٍغ فإن بذره ليس ب زم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ُمنْ َع ِهدُ ِس َّت ُة َأن َْااعٍ‪.»:‬‬

‫بعم قال‪َ « :‬وا ْل ُمنْ َع ِهدُ ِس َّت ُة َأن َْااعٍ‪ ،»:‬وقوله‪« :‬منعهد»‪ :‬أي يةتع عليه أثر إما كفار أو للوم‪.‬‬

‫ت ك ََذا َو ََّل نِ َّيةَ‪َّ َ َ ،‬ق َار ُة َي ِم ٍ‬


‫ين إِ ْن َ َع َل ُ)»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ا ْل ُم ْط َل ُق‪ :‬كـَ‪( :‬لِ َّل ِ َع ِل َّ ن ُُذر إِ ْن َ َع ْل ُ‬

‫علر بذر) ويسلكت‪ ،‬أو يقلول‪( :‬هلل‬ ‫هلل‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬‫)‬ ‫ر‬ ‫بعم‪ ،‬قال‪« :‬ا ْل ُم ْط َل ُق‪ »:‬أن قوله‪(« :‬لِ َّل ِ َع ِل َّ ن ُ‬
‫ُذ‬
‫َّ‬
‫بلذرا ُمطل ًقلا‪ ،‬قلال‪َ « :‬و ََّل نِ َّيـ َة»‪ :‬أي ول بيلة يف ُم ٍ‬
‫علين بلذره‪ ،‬ل‬ ‫لت كذا‪ ،‬ففر الحلالتين ُيسلمى ً‬ ‫بذر إن فع ُ‬
‫علر ٌ‬
‫َّ‬
‫محدد ف ُيرجع فيه إلى كفار اليمين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ين»؛ ألبه ُ‬ ‫ص ً ول صيا ًما‪ ،‬قال‪َّ َ َ « :‬ق َار ُة َي ِم ٍ‬

‫ط َي ْه ِصدُ ا ْل َمن َْع ِمنْ ُ َأ ْو ا ْل َح ْم ٍَ َع َل ْي ِ ‪،‬‬


‫ب‪ ،‬وها َتع ِلي ُه بِ َير ٍ‬
‫اج َو َب َض ٍ َ ُ َ ْ ُ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ال َّثانِ ‪ :‬ن ََذ ُر لِ َُ ٍ‬
‫ُب َ َع ِل َّ ك ََذا‪ُ َ ،‬يخَ َّي ُر َب ْي َن ِ ْع ِل ِ َو َك َّق َار ِة َي ِم ٍ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫كِن َك َّل َمت َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫والتلار لكنله يف الحقيقلة إبملا قصلد‬ ‫ـب»‪ ،‬أي‪ :‬أن ُ‬
‫ينلذر نلاهره صليغ ُة النلذر‪،‬‬ ‫قوله‪« :‬ن ََذ ُر لِ َُـاجٍ َوب َ‬
‫َض ٍ‬
‫الحلف‪ :‬وهو أن ُيعل له شربان‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وصف‪.‬‬ ‫اليرط اْلول‪ :‬أن ُيعلقه على‬
‫‪٦‬‬
‫‪957‬‬

‫لع‪ ،‬أو‬ ‫لرض منلله واحللدٌ مللن أربعللة أشللياء‪ :‬إمللا الحل ُ‬
‫لث أو المنل ُ‬ ‫اليــرط الثــاين‪ :‬أن يكللون هللذا التعليل الغل ُ‬
‫التصدي ‪ ،‬أو التكذيع؛ إ ًاا ل بحكم بأن النذر بذر لًجٍ وغلع إل بقيدين‪:‬‬

‫لبد من وجود التعلي ‪.‬‬

‫المصنف‪:‬‬ ‫واألمر الثاين‪ :‬أن يكون القصد منه أحد ٍ‬


‫أمور أربعة‪ :‬والك قال ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وها َتع ِلي ُه بِ َير ٍ‬
‫ط»‪ ،‬هذا هو القيد األول الذي ل ُبد من وجوده‪.‬‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ْ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْه ِصدُ ا ْل َمن َْع ِمنْ ُ»‪ ،‬هذا هو القيد الثاين الذي اكرت لكم قب قلي ‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ي ْه ِصدُ ا ْل َمن َْع ِمنْ ُ َأ ْو ا ْل َح ْم ٍَ َع َل ْي ِ »‪ ،‬هذا هو الحث أو المنع‪.‬‬

‫ومثللله التصللدي أو التكللذيع؛ فللإن التصللدي أو التكللذيع بمعنللى المنللع والحم ل ‪ ،‬يعنللر المنللع مللن‬
‫حينمذ يكون تكذي ًبا‪ ،‬أو الحم على التصدي فيكون تصدي ًقا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫التصدي‬

‫ث‪ :‬ن َْذ ُر ُم َباحٍ ‪َ ،‬ك‪ :‬لِ َّل ِ َع ِل َّ َأ ْن َأ ْلبِ ُس َث ْابِ ‪ُ َ ،‬يخَ َّي ُر َأ ْيضا»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثالِ ُ‬

‫المباال هو أن ينذر و ُيعين المنذور ولكن إبما يكون الك المنذور ليس من الطاعلات وإبملا‬
‫النذر ُ‬
‫بعم ُ‬
‫علر أن أفع كذا يف لبسر‪ ،‬أفع كذا يف سيارا)؛ فك هذا ملن بلاب التخييلر‪،‬‬
‫المباحة‪ ،‬كل‪( :‬هلل َّ‬
‫من األمور ُ‬
‫ف ُيخير بين فع المنذور‪ ،‬وبين كفار اليمين‪ ،‬فقوله‪ُ َ « :‬يخَ َّي ُر»‪ ،‬أي بين فع المنذور وكفار اليمين‪.‬‬

‫وه َك َط َال ٍق َون َْح ِا ِه َ ال َّت ِْق ُير َأ ْو َلى»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬الرابِع‪ :‬ن َْذر م ْر ٍ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫قال‪« :‬ن َْذر م ْر ٍ‬
‫وه»‪ ،‬أي أن األولى‪ :‬التكفير كفار اليمين دون فع المنذور‪.‬‬ ‫ُ َ ُ‬
‫مكروها‪ ،‬ولم يك ُمستح ًبا أو وج ًبا؛ فأما الكراهة فقد ملر معنلا‬
‫ً‬ ‫قوله‪َ « :‬ك َط َال ٍق»‪ :‬أي حيث كان الط ُق‬
‫الحـالل إلـى اهَّلل الطـالق»‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫محارب عن دثلار علن ابلن ُعملر أن النبلر ‪ ‬قلال‪« :‬أبغـ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬
‫ويكون مندو ًبا عند عدم استقامة الحال‪ ،‬ويكون واج ًبا إاا ُفقدت الكفاء لكون الملرأ قلد يعنلر وقعلت يف‬
‫اللبا على الرواية الثابية‪ ،‬وأما على الرواية األولى فإبه يكون ب ُقها أولى‪ ،‬بعم‬

‫ب ال َّت ِْق ُير»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْلخَ ِام ُس‪ :‬ن ََذ ُر َم ْع ِص َي ٍة‪ ،‬ك َُي ْر ِ‬
‫ب َه ْمرٍ‪َ َ ،‬ي ْح ُر ُم َا ْل َا َ ا ُن َو َي ُِ ُ‬

‫بعم لقول النبر ‪« :‬من نذر أن ُيطيع اهَّلل ل ُيطعـ ‪ ،‬ومـن نـذر أن يعصـي ـال يعصـ »‪ ،‬فلأمر‬
‫‪958‬‬

‫النبر ‪ ‬بعدم المعصية وسكت عن الكفار فدل عللى أبله ُيكفلر‪ ،‬فهلو إلغلا ٌء للصلفة ملع إبقلاء‬
‫الحكم األصلر وهو التكفير‪.‬‬
‫ُ‬
‫َاف بِ َه ْص ِد ال َّت َه ُّر ِ‬
‫ب ُم ْط َلها‪َ ،‬أ ْو ُم َع َّلها‬ ‫ادس‪ :‬ن ََذر َتبر ٍر‪ ،‬كَص َال ٍة و ِصيا ٍم واعتِ ٍ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫لس ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ِ‬
‫َّ‬
‫يض َ ِل َّل ِ َع ِل َّ ك ََذا َ َي ْل َز ُم َا ْل َا َ ا ُن بِ ِ »‪.‬‬ ‫َِن ََ َقا اهَّلل مرِ ِ‬
‫َُ‬
‫بِ َير ٍ‬
‫ط‪ ،‬ك ْ‬ ‫ْ‬
‫‪-‬بعم بذر التار‪ :‬هو أن ُيعين المنذور‪ ،‬ويكون ًّبرا؛ فالمنذور‪ :‬بر‪ ،‬هذا واحد‪.‬‬

‫‪-‬ثاب ًيا أن هذا الا المنذور قد يكلون ُمطل ًقلا ملن غيلر قيلد‪ ،‬فيقلول‪( :‬هلل علل َّر أن ُأصللر ركعتلين يف كل‬
‫يلوم)‪ ،‬وقلد يكلون ُمعل ًقلا؛ ولكلن هلذا التعليل لليس المقصلود منله ل الحلث ول المنلع ول التصلدي ول‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ففر الحالتين ُيسمى تار‪.‬‬ ‫التكذيع‪ ،‬ليس مقصود منه واحد من هذه األمور األربعة؛‬

‫علر أن أصوم أو ُأصلر كذا)‪ ،‬فهنا قوله‪( :‬إن شفا اهلل مريلر)؛ هلذا‬
‫ومثال ُه‪( :‬إن شفا اهلل مريلر فلله َّ‬
‫تعلي ‪ ،‬وهذا التعلي ل ُيقصد منه الحث أو المنع؛ ألن اهلل ‪ ‬هو الحايف‪ ،‬فليس ح ًثا ول من ًعلا ُ‬
‫للمقسلم‬
‫عليه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عًلل؛ فلإن عليله‬ ‫قال‪َ َ « :‬ي ْل َز ُم َا ْل َا َ ا ُن»‪ ،‬بالنذر؛ فإن عًل عنه للمت ُه كفار ٌ واحد ‪ ،‬وأما إن ترك ُه ملن غيلر‬
‫ترك ويتداخ الكفارات‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الكفار إاا كان يفوت‪ ،‬وإاا كان ل يفوت فإن عليه الكفار على ُك‬

‫الصدَ َق َة بِ ٍُِ َمالِ ِ َأ ْج َز ُه ُث ُل ُث ُ ‪َ ،‬أ ْو َص ْا َم ََ ْهرٍ َون َْح َا ُه‪َ :‬ل ِز َم ُ ال َّتتَا ُب ُع‪ََّ ،‬ل إِ ْن َن َذ َر‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ن ََذ َر َّ‬
‫َأ َّياما َم ْعدُ و َدة»‪.‬‬

‫الصدَ َق َة بِ ٍُِ َمالِ ِ »‪ ،‬فإبه يكفيه أن يتصدق بثلثه قلى به الصحابة رضوان اهلل علليهم‪،‬‬
‫يقول‪َ « :‬و َم ْن ن ََذ َر َّ‬
‫أو بذر‪ ،‬قال‪َ « :‬ص ْـا َم ََ ْـهرٍ َون َْح َـا ُه» كأسلبوأٍ؛ للمله أن ُيتلابع بلين صلوم الحلهر كامل فيًعلله ث ثلين يو ًملا‬
‫ٍ‬
‫تسعة وعحرين‪ ،‬أو سبعة أيام متوالية‪ ،‬أو بذر سن ًة فيصوم السنة متواليةً؛ قال‪َ « :‬ل ِز َمـ ُ ال َّتتَـا ُبع» ألن‬ ‫متوالر أو‬
‫اللفظ يقتليه‪.‬‬

‫قلال‪ََّ « :‬ل إِ ْن َنـ َـذ َر َأ َّيامـا َم ْعــدُ و َدة»‪ ،‬كللأن قلال‪( :‬هلل علل َّلر أن أصللوم سلبعة أيللام)‪ ،‬سللبعة أيلام ل يللللم فيهللا‬
‫علر أن أصوم ث ثين يو ًما‪ ،‬ف يللم فيها التتابع إا اللفظ ل يدل عليه‪.‬‬
‫التتابع‪ ،‬أو قال‪ :‬هلل َّ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪959‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن َا ْلا َ ان بِا ْلاع ِد‪ ،‬وحرم ِب َال استِ ْثن ٍ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َّ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُس َّن َا ْل َا َ ا ُن بِا ْل َا ْع ِد»‪ ،‬من وعد غيره وعدً ا فإبه ُيسن له الوفاء به‪ ،‬يف قول عامة أه‬
‫وحكر إجما ًعا؛ وإن ُحكر عن بعه المالكية خ ًفا‪ ،‬فإن الوعد ليس ُ‬
‫بمللم‪ ،‬وليس بواجع‪.‬‬ ‫العلم ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وحرم بِ َال استِ ْثن ٍ‬
‫َان»‪ ،‬هذه المسألة ُمحكلة‪ ،‬كيف يكون الوفا ُء مسنوبًا الوفاء به‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ويحر ُم فعله ب استثناء؟!‬
‫ُ‬ ‫الوعد كيف يكون الوعدُ مسنوبًا الوفاء به‬
‫ولذلك هذه المسألة محكلة؛ وقد قرر بعه المحققين أن قلول المصلنف‪« :‬وحـرم بِ َـال اسـتِ ْثن ٍ‬
‫َان»‪ ،‬أبله‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫محمول على ما‪:‬‬
‫ٍ‬
‫يك جاز ًما بفعله أو غال ًبا على ننه أبه سيفع ُله؛ فحينمذ ُ‬
‫يحرم عليه الفع ‪.‬‬ ‫‪-‬إاا وعد وعدً ا ولم ُ‬

‫غالع على ننه أبه سليفع ُ ؛ فإبله يف هلذه الحاللة لليس الوعلدُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬وأما إن وعد وعدً ا وهو جاز ٌم بفعله أو‬
‫حرا ًما ب استثناء‪.‬‬

‫وهذا التوجيه مما هو من منصور يف الحواشر على ا قناأ‪ ،‬ويف النفس منه شرء‪ ،‬ولعل األقلرب واهلل‬
‫يحرم بل اسلتثناء(‪ ،‬لعل هلذا‬
‫أعلم‪ :‬أن هذه الكلمة تتابع العلماء على تصحيفها‪ ،‬وأن الصواب فيها‪( :‬ول ُ‬
‫الصواب فيها‪( :‬ول يحرم بِ َ استِ ْثن ٍ‬
‫َاء(‪ ،‬بعم‪ ،‬وإل فهر موجود يف [المنتهى] وغيره‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كِتَاب ا ْل َه َض ِ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫ُ‬

‫الكتاب األخيلر‪ ،‬بخلتم بله شلرال الكتلاب بلإان اهلل ‪ ،‬و ُأور َد يف األخيلر؛ ألن‬
‫ُ‬ ‫بعم هذا الكتاب هو‬
‫أيللا يف الًنايلات حينملا يكلون‬
‫والمعاقلدات يف األبكحلة‪ ،‬وقلد تقلع ً‬
‫المعلام ت‪ُ ،‬‬
‫الخصومات قد ترد يف ُ‬
‫يًع عليه أثر من ٍ‬
‫قود أو ضمان‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫َاْل َم َام ِة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُه َا َ ْر ُض كِ َقاي ٍة ك ْ ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫المسلمين ك (ا مامة) فيًع عليهم أن ُينصلبوا أحلدً ا‪ ،‬فلإن بُصلع شلخ ٌ‬ ‫فرض كفاية على ُ‬ ‫أي‪ :‬هو ُ‬
‫ٍ‬
‫حينمذ أن ينصع قاض ًيا ما لم يتولى بنفسه‪.‬‬ ‫إما ًما فيًع على ا مام‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪960‬‬

‫ُـدُ ِع ْلمـا َو َو َرعـا‪َ ،‬و َي ْـأ ُم ُر ُه‬


‫ـن َي ِ‬
‫َـار َأ ْ َض َـٍ َم ْ‬
‫ِ‬ ‫اْلمام بِ ِ ِ‬
‫ُـٍ إِ ْقلـي ٍم َقاضـيا‪َ ،‬و َيخْ ت ُ‬ ‫ب َِْ ُ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصونف‪ُ َ « :‬ينْص ُ‬
‫بِال َّت ْه َاى َوت ََح ِري ا ْل َعدْ ِل»‪.‬‬

‫علما وور ًعا‪ ،‬إا قد يكون األفل ُ ممتن ًعا أو منحغ ً بملا هلو‬
‫قوله‪َ « :‬يخْ ت َُار»‪ :‬أي بد ًبا‪ ،‬أفل من يًد ُه ً‬
‫أبفع للناس‪.‬‬

‫قلال‪َ « :‬و َي ْـأ ُم ُر ُه بِـال َّت ْه َاى َوت ََحـ ِـري ا ْل َعـدْ ِل»‪ ،‬وهلذا واضل ؛ ألن الصللحابة عنلدما كلابوا ينصلبون قاضل ًيا‪،‬‬
‫والنبر ‪ ‬حينما كان ينصع عام ً ‪ ،‬والعام يف عهد النبلر ‪ ‬يقلوم بالقللاء؛ كلان‬
‫يأمرهم بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت ُِقيدُ ِو ََّلي ُة َح َ ٍم َعامة َ ْص ٍَ ا ْل ُح ُام ِة‪َ ،‬و َأ ْه َذ ا ْل َح ِق َو َد َ َع إِ َلى رب ِ ‪َ ،‬وال َّن َظر ِ م ِ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫ي َع َلى ََ ْرطِ ِ َو َب ْيرِ َذلِ َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو َو ْقف َع َمل ل ُي ُْرِ َ‬ ‫ُان َو َس ِقي ٍ َوبَائِ ٍ‬
‫يتِي ٍم َو َم ُْن ٍ‬
‫َ‬
‫بعللها عقلود إبل ٍق كالقللاء والوكاللة‪،‬‬
‫بيع‪ ،‬هذه مسلألة‪ :‬ملا اللذي ُيفيلده وليلة القللاء‪ ،‬العقلود ُ‬
‫تقييد كالحًر‪ ،‬وعقود ا ب ِق إما أن تكون ولي ًة عامة أو خاصة‪:‬‬ ‫وبعلها عقود ٍ‬

‫‪-‬فالولية الخاصة هر الوكالة‪ ،‬والولر‪ ،‬والوصر؛ فهؤلء الث ثة عقد ا ب ق يف حقهم إبملا ُيسلتفاد‬
‫بما وكلهم أو أوصى إليهم وبحو الك‪.‬‬

‫‪-‬أما الولية العامة كالقلاء‪ :‬فإن ما ُتفيده الولية هو ما اكره ال ُعلماء هنا‪ ،‬فقلال‪َ « :‬وت ُِقيـدُ ِو ََّل َيـ ُة َح َـ ٍم‬
‫ُامـ ِـة»‪ ،‬المللراد بالحكومللة الخصللومة‪ ،‬والتعبيللر‬ ‫الحكللم‪ ،‬قوللله‪ْ َ « :‬صـ َـٍ ا ْل ُح َ‬
‫َع َّامــة»‪ :‬أي الولي ل ُة العامللة يف ُ‬
‫بالخصومة أدق؛ ألن الحكومة هر التر ُحكم فيها‪ ،‬وأما الخصومة فتكون متقدمة‪.‬‬
‫ـال يتِــي ٍم َو َم ُْنُـ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـان‬ ‫قللال‪َ « :‬و َأ ْهـ َـذ ا ْل َحـ ِـق َو َد َ َعـ ُ إِ َلــى َر ِبـ »‪ ،‬وهللذا ُيسللمى التمثيل ‪ ،‬قوللله‪َ « :‬والنَّ َظـ َـر ـ َمـ َ‬
‫ـف َع َم ِلـ ِ »‪ ،‬أي لله النظلر عللى‬ ‫ـب»‪ ،‬إاا للم يوكل ‪ ،‬قولله‪« :‬وو ْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫حيث ل ولر علليهم‪ ،‬قلال‪َ « :‬وبَائِ ٍ‬ ‫َو َس ِقي ٍ »‪ُ ،‬‬
‫بانر يف مح عمله ل ُمطل األوقاف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األوقاف إاا لم يكن عليها ٌ‬
‫ي َع َلـى ََ ْـرطِ ِ »‪ ،‬أي عللى شلرط الواقلف‪ ،‬قلال‪َ « :‬و َب ْيـرِ َذلِ َ‬
‫ـب» مملا يقتلليه‪ ،‬وجعللوا لله‬ ‫ِ‬
‫قال‪« :‬ل ُي ُْـرِ َ‬
‫عليه يف بيابة ولر األمر‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اللابط ما ُب‬ ‫ضاب ًطا‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪961‬‬

‫اصا ِ َأ َح ِد ِه َما َأ ْو ِ ِ‬
‫يه َما»‪.‬‬ ‫ُع ُما ِم َا ْل َع َم ٍِ‪َ ،‬و َه ًّ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويُا ُز َأ ْن يا ِلي عمام َالنَّ َظرِ ِ‬
‫َُ َُ ُ ُ َ‬ ‫ََ ُ‬

‫اصـا ِـ‬
‫ـٍ»‪ ،‬ابظلر جميلع القللايا يف جميلع البللدان‪ ،‬قولله‪َ « :‬و َه ًّ‬‫قوله‪ُ « :‬ع ُما َم َالنَّ َظـ ِر ِـ ُع ُمـا ِم َا ْل َع َم ِ‬
‫ٍ‬
‫الماليلة‪ ،‬أو يف‬ ‫ِ‬
‫والًللاءت‪ ،‬أو للك النظلر يف ال ُمعلام ت‬ ‫ِ‬
‫الًنايلات ملث ً‬ ‫النظلر يف‬
‫ُ‬ ‫َأ َح ِد ِه َما»‪ ،‬أن يقول للك‬
‫شرء يف البللد الفل ين‬‫ٍ‬ ‫وخاصا يف عموم أو خصوص ال ُبلدان أن يقول‪ :‬ابظر ك‬ ‫األبكحة يف عموم البلدان‪،‬‬
‫ً‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِ ِ‬


‫يه َما» ‪ ،‬أي خصوص النظر يف خصوص العم ‪ ،‬ابظر يف قلاء األحوال‬
‫الحخصية يف البلد الف ين فقط‪ ،‬والغالع اآلن عندبا هو خصوص بظر يف خصوص عم ‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫اض َبالِغا»‪ ،‬بعم ألن غير البالغ ل يص تصرفه لنفسه فلغيره أولى‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط ك َْا ُن َق ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ع ِ‬
‫اقال»؛ ألن العاق كذلك مث ُله‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ذكَرا»‪ ،‬بعم؛ ألن الرسول ‪ ‬قال‪« :‬ما أ لح قاما ولاا أمرهم َّلمرأة»‪،‬‬
‫والقلاء يف معنى الولية العامة‪.‬‬
‫ِ‬
‫لسيده‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫مملوك‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ح ًّرا»‪ ،‬بعم ألن القن ل يملك وقته‪ ،‬وقته‬

‫والكافر ل ولية له على ُمسلم‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م ْس ِلما»؛ ألن القلاء فيه ولية‬

‫عدل ألبه ل ُتقب شهاد غير العدل؛ فمن باب أولى قلاهه‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬عدْ َّل»‪ً ،‬‬

‫يحتاج إلى سماأ الدعو‬


‫ُ‬ ‫تحتاج إلى سماأ؛ ألن القلاء‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬س ِميعا»‪ ،‬بعم؛ ألن الدعو‬
‫ف بد أن يكون سمي ًعا‪ ،‬واألصم ل ُيقب منه الك‪.‬‬

‫المدعى عليه‬ ‫ٌ‬


‫شرط يف القاضر؛ ألن البصر يحتاج إلى معرفة مح ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ب ِصيرا»‪ ،‬البصر‬
‫بصيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وعينه؛ فقد يختلفون يف الصفة‪ ،‬ف بد أن يكون القاضر‬

‫المتكلم ل يستطيع الك‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م َت َ ِلما»‪ ،‬بعم ألن ُ‬


‫الحكم ل ُبد أن ينط به‪ ،‬وغير ُ‬

‫ب إِ َم ِام ِ »‪ ،‬بعم اشةط ال ُعلما ُء أن يكون ُمًتهدً ا ولو يف‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬م ُْت َِهدا َو َل ْا ِ َم ْذ َه ِ‬
‫المسلمين؛‬
‫مذهع ا مام؛ هذا قوله ولو يف مذهع ا مام‪ ،‬قال‪ :‬صاحع [ا بصاف] وعليها العم بين ُ‬
‫‪962‬‬

‫المطل ‪.‬‬
‫المًتهد ُ‬
‫ألبه ل ُيمكن أن يوجد ُ‬
‫ومعنللى قوللله‪ُ « :‬مُتهــد»‪ :‬أي ُمًتهللدٌ يف تنليل ِ المسللائ علللى الصللور‪ ،‬للليس مًتهللدً ا بمعنللى أبلله مللن‬
‫المًتهدين يف المذهع درجات اكرها ابن حمدان وبقل عنله الملرداوي‬
‫أصحاب الوجوب؛ ألن ببقات ُ‬
‫يف أخر [ا بصاف]‪.‬‬

‫يصلح للهضان نقذ ُح م يف كٍ ما ينقذ ي ُح م من‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإن ح م اثنان بينهما رجال‬
‫وَّله إماما أو نائب »‪.‬‬

‫شخصلا ُمعينًلا بحلرط أن يكلون‬


‫ً‬ ‫بعم هذه مسألة التحكيم؛ فإن من حكم اثنين فإن الخصمان إاا حكملا‬
‫رج ً يصل للقلاء‪ ،‬رج ألن القلاء ل يليه إل الرجال دون النساء‪ ،‬ويصل للقلاء للحروط السابقة‪.‬‬

‫قال‪« :‬نقذ ُح م »‪ ،‬كالقاضر‪ ،‬يف ك ما ينفذ يف حكمه وله إما ٌم أو بائ ُبه ل فيما عاداه‪.‬‬

‫المستحبات أن تكون شخصيته قوية ب‬ ‫ٍ‬


‫قايا بال ُعنف»‪ ،‬أي‪ :‬هذه من ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وسن كان ًّ‬
‫ُعنف لكر ل يهابه الخصوم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لينا بال ضعف»؛ ألبه لو كان ضعي ًفا‪ ،‬لو كان ضعي ًفا ُغلع أمره وإن كان ليس ٍ‬
‫بلين‪،‬‬
‫المصنف بين القوي واللين‪.‬‬
‫وإبما كان قاس ًيا‪ ،‬هابه الناس‪ ،‬ولذلك عا ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬حليما»‪ ،‬ليصا على حًج الناس وألفانهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬متأنيا»‪ ،‬بعم؛ ألن الحلم واألبا من أحع الصفات إلى اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬طنا»‪ ،‬بأن يكون فيه فراسة ينتبه للفظ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬عقيقا»‪ ،‬عن أموال الناس وأعراضهم‪.‬‬

‫حكما‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وعلي العدل بين ُمتحاكمين»‪ ،‬سوا ًء كان قاض ًيا أو‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬يف لقظ »‪ ،‬يف لفظه إاا تكلم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولحظ »‪ ،‬أي بظره‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومُلس »‪ ،‬مًلسه أي ل يلتفت ألحدهما دون الثاين‪ ،‬أو أن ُيقدم أحدهما دون‬
‫‪٦‬‬
‫‪963‬‬

‫الثاين من مًلسه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بدخول عليه بأن يدخ ن عليه م ًعا‪ ،‬أو إن كان المح ضي ًقا أن‬ ‫ٍ‬
‫ودهال علي »‪ ،‬بعم‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬‬
‫المدعر ف ُيقرأ بينهما‪.‬‬
‫يصطلحا يف الدخول فإن اختلفا أيهما ُ‬

‫ان كَثِيرا»‪ ،‬ل يقلر القاضر وهو غلبان‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم ا ْل َه َضا ُن َو ُه َا ب ْ‬
‫َض َب ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أو ح ِ‬
‫اقن»‪ ،‬بعم الحاقن والحاقع يف معناه أو وهما يف معنى الغلبان‪.‬‬ ‫ْ َ‬

‫يستطيع الفكر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ « :‬أو ِ َِدَّ ِة ُجا ٍع َأ ْو َع َط ٍ‬
‫ت»‪ ،‬أي‪ :‬أبه ل‬

‫اس‪َ ،‬أ ْو َب ْر ٍد ُم ْؤلِمٍ‪َ ،‬أ ْو َحرٍ ُمز ِْع ِِ»‪ ،‬بعم‬


‫ت‪َ ،‬أ ْو َه ٍّم‪َ ،‬أ ْو َم َل ٍٍ‪َ ،‬أ ْو ك ََس ٍٍ‪َ ،‬أ ْو ُن َع ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َع َط ٍ‬
‫ك هذه أل ا تحتت الذهن ول يستطيع معها القلاء‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ال ِر َْا ٍة وه ِدي ٍة ِمن َبيرِ من ك َ ِ‬
‫َان ُي َهادي َق ْب ٍَ ِو ََّل َيت َو ََّل ُح َ‬
‫ُام َة َل ُ»‪ ،‬هناك ٌ‬
‫فرق‬ ‫َ َ َ َّ ْ ْ َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َق ُب ُ‬
‫بين الهدية والرشو ‪ ،‬والهدية قد تحرم مع أ ا ليست برشو ‪ ،‬الرشو هر أمران وأحدهما أشد من اآلخر‪:‬‬

‫‪- ‬اْلمر اْلول‪ :‬من ُأعطر شي ًما من المال ليعم العم الذي كُلف به‪ ،‬فهر رشو وإن لم يغش‪.‬‬

‫‪- ‬وأما الثانية وه أَد ُحرمة‪ :‬فإبه من ُأعطر ً‬


‫مال؛ ليظلم ويغش يف عمله‪ ،‬ولذلك لما ُاكر عن ابلن‬
‫مسعود ‪ ‬الك قال‪ :‬لما ُمنع أبو عبد الرحمن‪ ،‬لملا ُمنلع أبلو سللمة بلن عبلد اللرحمن ملن اللدخول عللى‬
‫ٍ‬
‫والر قي له أعطه المال؛ قال‪ :‬إ ا رشو ‪ ،‬قال‪( :‬إبك لم تظلم أحدً ا ولكن العام لن ُيدخلك إل بالملال)‪،‬‬
‫ُفرا)‪ ،‬أي ُن ً‬
‫لما‪.‬‬ ‫قال‪( :‬لو نلم لكان ك ً‬

‫{ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ} [المائلللللللللللللللللللللد ‪ { ،]44:‬ﯷ ﯸ ﯹ}‬


‫[المائد ‪ ،]45:‬سمعت ابن أبر مسعود ‪ ‬يقول الك‪ ،‬إ ًاا الرشو أمران ك هما يدخ يف اللعن‪:‬‬

‫‪-‬من أدى عمله على وجهه ولكنه أخذ عليه ملا ًل فهلو رشلو ‪ ،‬ويللداد ُن ً‬
‫لملا ويلدخ يف عملوم قلول اهلل‬

‫‪ { :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ} [المائد ‪ ،]45:‬الكافرون‪ ،‬الفاسلقون؛ فيملا‬


‫إاا غش أو نلم‪ ،‬هذه بسمى الرشو ‪.‬‬

‫مال يف غير عمله‪ُ ،‬تهدى له الهدية ل ألج العم وإبما ُمطل ًقا‪.‬‬
‫‪-‬الهدية هو أن يأخذ ً‬
‫‪964‬‬

‫والقاضر حرا ٌم عليه الهدية؛ إل إاا كان الرج الذي أهداه جرت بينهم علاد ٌ أبله ُيهديله قبل اللك كلأن‬
‫للمهدي حكوم ًة عنده أي خصومة‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫جارا‪ ،‬وليس ُ‬
‫يكون قري ًبا أو ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َينْ ُق ُذ ُح ُْم ُ َع َلى َعدُ ِو ِه‪َ ،‬و ََّل لِنَ ْق ِس ِ ‪َ ،‬و ََّل لِ َم ْن ََّل ُت ْه َب ٍُ ََ َها َد ُت ُ َل ُ»‪.‬‬

‫ينفذ حكمل ُه لله‪ ،‬ول لنفسله ُمطل ًقلا‪ ،‬ول لملن ُتقبل‬
‫تهم فيه ولكن ُ‬
‫بعم‪ ،‬ل ينفذ حكمه على عدوه ألبه ُم ٌ‬
‫شهادته له؛ ألبه متهم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن اِ ْس َت ْعدَ ا ُه َع َلى َه ْص ٍم ِ َا ْل َب َل ِد بِ َما َت ْت َب ُع ُ َا ْل ِه َّم ُة َل ِز َم ُ إِ ْح َض ُار ُه إِ ََّّل َب ْي َر َب ْر َز ٍة‬
‫ب َي ِمين َأ ْر َس ٍَ َم ْن ُي َح ِل ُق ُه َما»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ ت َُاك ٍُِ‪ ،‬ك ََمرِي ٍ َون َْح ِاه‪َ ،‬وإِ ْن َو َج َ‬

‫أي‪ :‬هذه مسألة‪ ،‬مسألتان‪:‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬يف قلية الستعداء وا حلار‪ ،‬يقول‪َ « :‬و َم ْن اِ ْس َت ْعدَ ا ُه َع َلى َه ْص ٍم ِ َا ْل َب َلـد»‪ ،‬أي‪ :‬أبله‬
‫المصنف‪:‬‬
‫قال‪( :‬إن ف ن عدو لر) بما تتبع ُه الهمةُ‪ ،‬ابظر معر عندبا مسألتان لكر بعرف ك م ُ‬
‫‪ -‬عندبا الدعو ‪.‬‬

‫‪ -‬عندبا الستعداء‪.‬‬

‫فأما الدعو فإ ا تًوز بالقليل وبلالكثير‪ ،‬وأملا السلتعداء اللذي يللل ُم إحللار ُه فإبله ل يكلون إل بملا‬
‫تتبعه الهمة‪ ،‬بيع قال‪َ « :‬ل ِز َم ُ إِ ْح َض ُار ُه»‪ ،‬ف يللم ا حلار إل بما تتبعه الهمة‪ ،‬وأما ما كان دون الك كلان‬
‫ٍ‬
‫كغائع‪.‬‬ ‫قلي ً ف يلل ُم ا حلار‪ ،‬وإبما ُترفع الدعو عليه وله ح ُ التقاضر‪ ،‬فإن حلر بإرادته وإل حكم‬
‫ٍ‬
‫قال‪« :‬إِ ََّّل َب ْي َر َب ْر َزة َ ت َُاك ٍُِ»‪ ،‬الاز هر المرأ التلر تخلرج؛ ُ‬
‫فغيلر اللاز هلر تم ُكلث يف بيتهلا وتسلمى‬
‫المخدر ل يلل ُمها الحلور للقاضر فتوك غيرها‪.‬‬
‫( ُمخدر ً )‪ ،‬فإن غير الاز ‪ :‬وهر ُ‬

‫السلطان‪ ،‬قي‬ ‫ُ‬


‫يأخذ حكمها وبحوه من أصحاب ُ‬ ‫المريه مث ُلها‬
‫َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ك ََمرِي ٍ »‪ ،‬أي أن‬
‫السلطان الكبير ف يللمه الحلور‪.‬‬
‫إن صاحع ُ‬
‫ِ‬
‫ب»‪ ،‬أي وجبلت عللى اللاز والملريه‪ ،‬قولله‪َ « :‬يمـين َأ ْر َس َـٍ َم ْ‬
‫ـن ُي َح ِل ُق ُه َمـا»‪ :‬أي ملن‬ ‫قال‪َ « :‬وإِ ْن َو َج َ‬
‫ُيلحف الاز والمريه وبحوها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪965‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُ ِر َط كَا ُن مدَّ ٍع ومنْ ِرٍ جائِزَي َالتَّصر ِ‬


‫ف»‪.‬‬ ‫ْ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َُ‬ ‫َ‬

‫والملدعى عليله اللذي‬


‫الملدعر‪ُ ،‬‬
‫المصنف عن صفة الدعو قلال‪ :‬إبله يحلةط أن يكلون ُ‬
‫بعم بدأ يتكلم ُ‬
‫المدعى عليه ُمطل ًقا ف ُيحةط فيه هذا الحرط أن يكلون جلائل التصلرف‪ ،‬إملا بنفسله أو بتوكيل‬
‫ُينكر‪ ،‬وأما ُ‬
‫غيره له‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْحرِ ُير َالدَّ ْع َاى»‪ ،‬أي‪ :‬ل ُبد أن تكون محرر ً بأن ُيعرف ما الذي يطلبه؛ ألن بعه‬
‫ٍ‬
‫مسألة فأثبتها‬ ‫الخصوم يأا أمام القاضر ويتكلم بقصة حياته‪ ،‬فكأبه يقول‪ :‬يا أيها القاضر ابحث لر عن‬
‫يصرف الدعو لعدم تحرير الدعو له‪ ،‬فيقول‪ :‬مااا تطلع؟‬
‫ُ‬ ‫له؛ فالقاضر حينمذ‬

‫المسلتفتر ويطللع منله تحريلر اللدعو ‪ ،‬تحريلر‬


‫المفتلر ل ُبلد أن يسلأل ُ‬
‫ولذلك بعه العلماء يقول‪ُ ( :‬‬
‫علت وفعلت وفعلت ويأا لك‬
‫المستفتيين يعطيك قصة حياته‪ ،‬جمت وف ُ‬
‫الفتوى بد ًبا ل وجو ًبا؛ ألن بعه ُ‬
‫عمرا صحيحة أم ل؛ يبلدأ ملن أول ملا أخلذ ال ُعملر إللى أن تحلل ‪ ،‬فنقلول‪:‬‬
‫علر شرء ُ‬
‫َّ‬ ‫ما الذي فعله‪ ،‬ه‬
‫اسأل حرر الفتوى‪ ،‬لكنه ليس واج ًبا‪ ،‬الواجع‪ :‬تحرير الدعو يف القلاء وأما تحريلر الفتلوى أو السلتفتاء‬
‫فإبه مندوب‪.‬‬

‫يما ن َُص ِح ُح ُ َم ُْ ُهاَّل ك ََا ِص َّي ٍة»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وع ْل ُم ُمدَّ عى بِ إِ ََّّل َ‬
‫ً‬
‫مًهلول كالوصلية فإ لا تصل كملا تقلدم‬ ‫المدعى به ل ُبد أن يكون معلو ًما إل ملا يًلوز اللدعوى بله‬
‫ُ‬
‫مًهولةً‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ِ ِِ َ « :‬ن ا َّد َعى َع ْهدا َذك ََر َُ ُرو َط ُ ‪َ ،‬أ ْو َو ِارثا َذك ََر َس َب َب ُ ‪َ ،‬أ ْو ُم َح ًّال بِ َأ َحد َالنَّ ْهدَ ْي ِن َق َّا َم ُ‬
‫بِ ْاْل َهرِ‪َ ،‬أ ْو بِ ِه َما َ بِ َأ ّي ِه َما ََا َن»‪.‬‬

‫خالف حقيقته فتفسلد العقلد فيكلون‬


‫ُ‬ ‫المدعر عقدً ا ل ُبد أن يذكر شروبه؛ ألن شروبه ربما ُت‬ ‫إن ادعى ُ‬
‫حينمل ٍلذ عقللدً ا فاسللدً ا أو بللاب ً ‪ ،‬قللال‪ :‬أو اكللر إر ًثللا ل ُبللد أن يللذكر سللببه‪ ،‬أه لر قرابللة أم سللبع؟ كاألبسللاب‬
‫وبحوها‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو ُم َح ًّال بِ َأ َح ِد َالنَّ ْهدَ ْي ِن َق َّا َم ُ بِ ْاْل َهرِ»‪ ،‬من ادعى شي ًما وفيه شر ٌء من اهع مث ادعى عليله ملث ً ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫خحع فيها اهع مث ً ‪ ،‬أو إبا ًء فيه اهع يف غير شرب؛ ف بد أن يذكر قيمة الذهع الذي فيه‪ ،‬و ُيقيمله‬ ‫قطع َة‬
‫‪966‬‬

‫بمااا؟ يقو ُمه بالفلة‪ ،‬وإن كان فيه فلة قوم ُه بالذهع لمااا؟ لكر ل يلؤدي اللك إللى الربلا؛ ألبله للو قلو َّم‬
‫الذهع بالذهع ألدى إلى الربا‪.‬‬

‫قلال‪َ « :‬أ ْو بِ ِه َمـا َ بِ َأ ّي ِه َمـا ََـا َن»‪ ،‬أي للو كلان ُمحل ً ملا باللذهع والفللة؛ فإبله يقلوم ا بلاء اللذي مللن‬
‫ٍ‬
‫حينملذ ل ُيمكلن أن يقلوم إل بأحلد‬ ‫ٍ‬
‫بلذهع أو فللة؛ ألبله‬ ‫الخحع مث ً ‪ ،‬وملا فيله ملن اللذهع والفللة إملا‬
‫الثمنين ول غيره على المحهور‪ ،‬بعم‪ ،‬لو أمكن التقويم بغيرهما كما يف زمابنا يقلوم بلاألوراق النقديلة فإبله‬
‫ٍ‬
‫حينمذ يًل ‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِ َذا حررها‪ْ ِِ َ ،‬ن َأ َقر َا ْلخَ صم ح ِم ع َلي ِ‬
‫بِ ُس َؤال ُمدَّ عٍ‪َ ،‬وإِ ْن َأ ْن ََر َو ََّل َب ِينَ َة َ َه ْا ُل ُ‬ ‫ْ ُ ُ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ال َو َما ُي ْه َصدُ بِ ِ »‪.‬‬
‫ال مدَّ ٍع ِ م ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫بِ َيمين ‪ْ ِِ َ ،‬ن َن ٍََ ُح َم َع َل ْي بِ ُس َؤ ُ‬
‫ٍ‬
‫فحينملذ يلأا‬ ‫الملدعى بله‪ ،‬واكلر أوصلافه الملؤثر فيله؛‬
‫المدعر‪ ،‬واكر ُ‬
‫بعم‪ ،‬يقول‪ :‬وإن حرر الدعوى ُ‬
‫للملدعر‬
‫الملدعى عليله ُ‬
‫يحكلم عللى ُ‬
‫ُ‬ ‫المدعى عليه؛ فإن أقر قال‪ :‬بعم ٌأقر فإبه‬
‫القاضر فيسأل الخصم وهو ُ‬
‫الحكم له‪.‬‬
‫المدعر فاحكم لر‪ ،‬أدعر بكذا فاحكم لر‪ ،‬ف بد أن يكون قد بلع ُ‬
‫لكن بحرط‪ :‬أن يقول ُ‬
‫ـم َع َل ْي ـ ِ »‪ ،‬أي علللى الخصل ِ‬
‫لم‬ ‫ِ‬
‫المللدعى عليلله‪ ،‬قوللله‪ُ « :‬ح ـ َ‬
‫ـم»‪ ،‬أي ُ‬‫وهللذا معنللى قوللله‪ َ « :‬ـِِ ْن َأ َقـ َّـر َا ْلخَ ْصـ ُ‬
‫ِ‬
‫المدعى عليه‬ ‫المدعى عليه‪ ،‬قوله‪« :‬بِ ُس َؤال ُمدَّ عٍ‪َ ،‬وإِ ْن َأ ْن ََر»‪ ،‬أي وإن أبكر ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫‪ ‬قال املصونف‪َ « :‬و ََّل َب ِينَ َة» وهر الحهاد وبحوها‪ ،‬قوله‪َ َ « :‬ه ْا ُلـ ُ بِ َيمينـ »‪ ،‬أي فقلول ُ‬
‫الملدعر بيمينله‪،‬‬
‫المدعى عليه بيمينه سوا ًء با بكار للك أو لبعه الحرء‪.‬‬
‫با بكار أو ا قرار ببعلهم‪ ،‬فقول ُ‬

‫المدع ‪ ،‬واليمين‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بيمين »‪ ،‬ف بد أن يحلف لقول النبر ‪« :‬البينة على ُ‬
‫على من أن ر»‪ ،‬فإن كابت بينة حكم بالبينة القاضر‪ ،‬قال‪ :‬قال المصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َن ٍََ»‪ ،‬أي ُ‬
‫المدعى عليه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قوله‪ُ « :‬ح َم َع َل ْي » أو حكم عليه‪ ،‬أي حكم عليه القاضر‪ ،‬فحكم على ُ‬
‫المدعى عليه بالنكول‪ ،‬لقلاء‬
‫المدعر)‪.‬‬
‫ُعثمان ‪( :‬ول ترد اليمين إلى ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِس َؤ ِ‬
‫ال ُمدَّ ٍع»‪ ،‬أي ل ُبد أن يسأل الحكم عليه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ال وما ي ْهصدُ بِ ِ »‪ :‬أي ما يقصد به المال وأما غير الك كاألبك ِ‬ ‫ِ‬
‫والًنايات‬ ‫حة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬م ٍ َ َ ُ َ‬
‫فإ ما ل ُيقلى فيهما بالنكول‪ ،‬وإبما ا بكار وحده ينفر ثبوهتا عليه‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪967‬‬

‫ب ونَح ِاها ََّل ِ ح ِق َاهَّللِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ويستَح َل ُ ِ‬


‫َ‬ ‫ف ك ٍُِ َح ِق آ َدم ٍّ س َاى ن َاحٍ َو َر ْج َعة َون ََس ٍ َ ْ َ‬ ‫َُْ ْ‬
‫ك ََحدٍّ َو ُع َبا َد ٍة»‪.‬‬

‫بعم‪ ،‬عندبا مسألتان بعه ا خوان يلبس بينهما‪:‬‬

‫‪ٌ -‬‬
‫فرق بين الستح ف وبين القلاء بالنكول‪ ،‬القلاء بالنكول‪ :‬يكون فقط يف األملوال وملا ُيقصلد بله‬
‫للمنكر الذي توجهت عليه اليمين؛ فيكون‬
‫المال‪ ،‬وأما الستح ف‪ :‬الذي يكون ُ‬

‫ب»‪ ،‬الرجعلة‪ :‬معروفلة‪ ،‬والنسلع‪ :‬إملا يف‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ ِ « :‬ك ٍُِ َح ِق آ َد ِم ٍّ ِس َاى نِ َاحٍ َو َر ْج َع ٍة َون ََس ٍ‬
‫إثبلات كوبله لقي ًطلا‪ ،‬فملن‬
‫ُ‬ ‫إثبات النسع‪ ،‬أو يف إثبات مًهولر النسع‪ ،‬إثبلات بسلع مًهلولر النسلع‪ ،‬أو‬
‫ادعى على مًهول النسع أبه لقيط‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ون َْح ِا َها»‪ ،‬مما ُيلح بالنكاال كا لء وغيره‪.‬‬

‫والنذر‬ ‫ستحلف فيه‪ ،‬والعبادات مث ‪ :‬الص‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ِ َح ِق َاهَّلل ِ ك ََحدٍّ َو ُع َبا َد ٍة»‪ ،‬فإبه ل ُي‬
‫واللكا ‪ ،‬إاا ادعى أبه قد أدى اللكا وأبكر الساعر‪.‬‬

‫ين َا ْل َم ْي ُرو َع ُة بِ َاهَّللِ َو ْحدَ ُه َأ ْو ِب ِص َقتِ ِ »‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل َيم ُ‬

‫بعم‪ ،‬وتقدم لهذا يف أول األيمان‪.‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْح َُم بِا ْل َب ِينَة َب ْعدَ َالت َّْحليف»‪ ،‬بعم‪ ،‬لو أبه حلف با بكار ثم جاء ُ‬
‫المدعر بالبينة؛‬
‫ٍ‬
‫حينمذ قد شهد أن بينته‬ ‫حالة واحد إاا قال‪( :‬ل بينة لر)‪ ،‬ثم بعد الك أتى ا؛ فإبه‬ ‫ٍ‬ ‫فإبه ُيحكم ا إل يف‬
‫كاابة‪.‬‬

‫اهرا‪َ ،‬و ِ َب ْيرِ [ َع َه ِد] نِ َاحٍ َباطِنا َأ ْيضا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُ ِر َط ِ بنَي ٍة عدَ ا َلة َظ ِ‬
‫ُ َّ َ‬ ‫َ‬

‫فالنكلاال يكتفلى فيله بالعداللة‬ ‫ٍ‬


‫عداللة نلاهر ‪ ،‬الظلاهر هلو أملام النلاس‪ ،‬إل النكلاال‬ ‫بعم‪ ،‬وشرط يف ٍ‬
‫بينة‬
‫ُ‬
‫الظاهر ‪ ،‬وما عدا النكاال فإبه ل ُبد أن يكون ناهر ً وبابنة‪ :‬أي خفية‪ ،‬و ُتعرف البابنة ُ‬
‫بالملكر‪.‬‬

‫الملكر ُيحةط فيه العدالة‪ ،‬وإضافة العدالة‬


‫يٍ»‪ ،‬بعم ُ‬‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ ُمزَ ٍّك َم ْعرِ َ ُة َج ْرحٍ َو َت ْع ِد ٍ‬
‫ٍ‬
‫العدالة‪ ،‬وما الذي ل يقدال فيها وسيذكرها‬ ‫ل ُبد أن يكون عار ًفا بالًرال والتعدي ‪ ،‬ما الذي يقدال يف‬
‫المصنف‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪968‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومعر ة حاكم»‪ ،‬أي و ُيحةط يف الملكر إضاف ًة لعدالته ومعرفته الًرال والتعدي ‪:‬‬
‫أن يكون الحاكم عار ًفا خاته البابنة‪ ،‬أي خا ُ‬
‫الملكر البابنة‪ ،‬خاته بمااا؟ خاته بحيمين‪:‬‬

‫‪ -‬خاته بالبينة وهم الحهود‪.‬‬

‫‪ -‬وخاته بالتعدي والًرال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وتهد ُم بينة جرحٍ »‪ ،‬بعم على بينة التعدي ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬متى جهٍ حاكم حال »‪ ،‬كيف بينة الًرال والتعدي ؟ شاهدٌ حلر أمام القاضر‪،‬‬
‫مًروال؛ فتُقدم بينة الًرال على بينة‬
‫ٌ‬ ‫المدعى عليه اثنان يحهدان أبه‬
‫وأتى باثنين يحهدان أبه عدل‪ ،‬وقدم ُ‬
‫مذكور يف محله‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫التعدي ‪ ،‬بب ًعا ليس ُمطل ًقا‪ ،‬وبعلهم يًع التفسير يف‪ ،...‬ولهم تفصي فيها بعم‪،‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬متى جهٍ حاكم حال ٍ‬
‫بينة طلب التزكية ُمطلها»‪.‬‬

‫ألبه ل يًوز الحكم على مًهول الحال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل ُيهبٍ الح م يها»‪ ،‬هذا ل يسير الحكم عليه بالتعدي ل يًوز الحكم عليه‬
‫بالتعدي ‪.‬‬

‫جرح ونحاهما إَّل رجالن»‪ ،‬بعم ألن هذا هو األص ‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وَّل يبٍ يها ويف ٍ‬
‫عائب مسا ة قصرٍ أو مستتر يف البلد أو ميت‪ ،‬أو بير م ٍ‬
‫لف ول‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن ادعى على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُسمع على بيرهم حتى يحضر أو يمتنع»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وح م بها يف بير حق اهَّلل تعالى وَّل ت ُ‬
‫بينة ُسمعت ُ‬
‫ٍ‬
‫قصلر‪ ،‬وتقلدم يف‬ ‫الحكم على الغائع يقول‪( :‬إن الغائع ضاب ُطه عند الفقهاء من سافر مسافة‬
‫بعم‪ ،‬هذا ُ‬
‫ً‬
‫فرسخا‪ ،‬أو‬ ‫درس األمس أبه ستة عحر‬
‫‪ ‬قووال املصوونف‪« :‬مســتترٍ يف البلــد»‪ ،‬أي‪ :‬مختل ٍ‬
‫لف قصللدً ا‪ ،‬قللال‪« :‬أو ميــت»‪ ،‬مللات ل ُيمكللن إحلللاره‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مًلس القلاء‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫المدعى عليه ليس ُمكل ًفا‪ ،‬قوله‪« :‬ول بينة»‪ ،‬أي ُ‬
‫للمدعر لله عائلل ٌة‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بير ُم لف»‪ ،‬أي ُ‬
‫للمدعر‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪969‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬سمعت»‪ ،‬أي سمع القاضر البينة‪ ،‬و قال المصنف‪« :‬وح م بها»‪ ،‬ما لم يدل على‬
‫تأا ٍ‬
‫بينة ُتبطلها‪ ،‬قوله‪« :‬يف بير حق اهَّلل ‪ ،»‬فإن حقوق اهلل ‪ ‬كالحدود والتعااير ل ُيحكم ا إل‬
‫بحلور‪ ،‬والك القلاء عندبا أن ‪-‬على المذهع‪ :-‬أبه ل يًوز القلاء يف الًنايات ول يف الحدود على‬
‫الغائع‪ ،‬ل ُيقلى على الغائع‪ ،‬ب ل ُبد أن يحلر مًلس القلاء هذا على المذهع‪ ،‬ويف رواية أبه‬
‫يًوز القلاء عليه؛ ولكن يبقى التمديد لحين حلوره‪.‬‬

‫قال‪ :‬ول ُت ُ‬
‫سمع على غيرهم»‪ ،‬أي على غير من تقدم‬

‫المكللف‪،‬‬
‫المسلافر أو المسلتة أو الميلت أو غيلر ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬حتى يحضر أو يمتنع»‪ ،‬على غيلر ُ‬
‫الممتنع والغائع‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ممتن ًعا‪ ،‬هناك ٌ‬ ‫ٍ‬
‫فرق بين ُ‬ ‫قوله‪« :‬أو يمتنع»‪ ،‬أي يمتنع من الحلور فيكون حينمذ ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولا ُر ع إلي ُح م َّل يلزم ُ نهض ل ُينقذه لزم ُ تنقيذه»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ولا ُر ع إلي »‪ ،‬أي إلى القاضر‬

‫بقله لظهور الدلي على خ فه‬


‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ح م َّل يلزم ُ نهض »‪ ،‬أي‪ :‬ل يًع عليه ُ‬

‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬ل ُينقذه»‪ ،‬أي ُرفع إليه حكم ل ُينفذه‪ ،‬وجه إليه حكم لينفلذ مللموبه‪ ،‬وسليأا إن شلاء‬
‫اهلل كتاب القاضر إلى القاضر‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬لزم ُ تنقيذه»‪ ،‬أي تنف ُ‬


‫يذ حكم القاضر األول‪.‬‬

‫ٍ‬
‫قاض إلى قاض ٍ يف كٍ حق آدم ٍ و يما ح م ب ل ُينقذه»‪.‬‬ ‫ويهبٍ كتاب‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫يقول الحيخ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫قاضلر يف ٍ‬
‫بللد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قاضر يف بلد يحكم يرس كتا ًبا إللى‬ ‫ٍ‬
‫قاض إلى قاض ٍ »‪،‬‬ ‫ويهبٍ كتاب‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫آخر‪ ،‬ويسميه الفقهاء بالستخ ف‪.‬‬

‫‪ ‬قوال املصوونف‪« :‬يف كــٍ حــق آدمـ ٍ »‪ ،‬يف حقللوق اآلدميللين دون حقللوق اهلل ‪ ‬فإبلله ل ُيقبل فيهللا‬
‫كتاب القاضر إلى القاضر‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪970‬‬

‫قال‪« :‬و يما ح م ب »‪ ،‬أي‪ :‬فيما بعد سماأ البينة فيحكم‪ ،‬و ُيرسل ُه إلى القاضر الثاين‬

‫الحكم‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ل ُينقذه»‪ ،‬أي لينفذ ملمون ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َّ« :‬ل يما ثبت عنده ليح م ب »‪ ،‬ل فيما ثبت عنده بأن ثبت عنده البينة فقال للقاضر‬
‫الثاين‪ :‬احكم ا؛ ل يص ‪ ،‬ب ل ُبد أن تكون البينة قد ثبتت عند القاضر الثاين‪ ،‬عند القاضر الذي يحكم‬
‫يعنر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إَّل يف مسا ة قصرٍ»‪ ،‬بعم ألن المكان دون مسافة القصر كأ ا بلدٌ واحد فيكون‬
‫بمسابة التوكي ‪ ،‬التوكي ‪.‬‬
‫فص ٌ ‪ :‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْل ِه ْس َم ُة ن َْا َع ِ‬
‫ان‪.»:‬‬

‫يتكلم ا ُلصنف ‪ ‬عن قسمة األموال وهر بوعان‪:‬‬


‫ُ‬ ‫بدأ‬

‫ٍ‬
‫تراض‪.‬‬ ‫‪-‬قسم ُة‬
‫ٍ‬
‫إجبار‪.‬‬ ‫‪-‬وقسم ُة‬

‫ور ِصغ ٍ‬
‫َار»‪.‬‬ ‫يما ََّل َينْ َه ِس ُم إِ ََّّل بِ َض َر ٍر َأ ْو َر ِد ِع َا ٍ‬
‫ض ك ََح َّما ٍم َو ُد ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ِ « :‬قسم ُة تَر ٍ ِ ِ‬
‫اض‪َ :‬وه َ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫المصلنف؛ هلذا البلاب ملا معنلاه؟ اثنلان أو أكثلر‬
‫اختصر لكم الك الباب يف ُجملتين ثم برجلع لتفسلير ُ‬
‫عقلارا‪ ،‬أو كابلت لائم‪ ،‬أو كابلت سليارات‪ ،‬أو غيلر اللك ملن‬
‫ً‬ ‫يحةكون شركة أم ك يف أموال سوا ًء كابت‬
‫األمور‪ ،‬ثم أرادوا قسمة هذه األموال بينهم‪ ،‬فنقول إن قسمة هذه األموال لها حالتان‪:‬‬

‫ٍ‬
‫تراض‪.‬‬ ‫‪ -‬إما أن تكون قسمة‬

‫‪ -‬أو قسمة إجبار‪.‬‬

‫ٍ‬
‫الةاض‪ :‬معناها أبه ليس للقاضلر أن يقسلم الملال بينهملا إل بةاضليهما‪ ،‬فلإن للم يةاضليا للم‬ ‫فقسمة‬
‫يقسم المال بينهما‪ ،‬وإبما باأ المال وقسم بينهم الثمن‪.‬‬

‫وأما قسمة ا جبار‪ :‬فهلر التلر إاا بللع أحلد الخصلمين القسلمة وامتنلع الثلاين؛ فللقاضلر أن يقسلم‬
‫قسما‪ ،‬ول يبيع العين‪ ،‬إ ًاا الفرق بينهما ما الذي يفعلل ُه القاضلر‬ ‫ٍ‬ ‫العين بينهما قسم ًة‬
‫إجبارا ف ُيعطر ك واحد ً‬
‫ً‬
‫‪٦‬‬
‫‪971‬‬

‫ٍ‬
‫تلراض‪ ،‬وملا ُيقسلم قسلمة‬ ‫ولذلك ُتذكر يف باب القلاء‪ ،‬ما الللابط؟ اكلر الللابط هنلا فيملا ُيقسلم قسلمة‬
‫إجبار‪.‬‬

‫ـم إِ ََّّل بِ َض َـر ٍر َأ ْو َر ِد ِع َـا ٍ‬


‫ض»‪ ،‬إاا كابلت العلين أو‬ ‫ِ‬
‫يمـا ََّل َينْ َهس ُ‬
‫وقسـم ُة تَـر ٍ ِ ِ‬
‫اض‪َ :‬وهـ َ َ‬
‫ِ‬
‫يقول المصنف‪َ َ ْ « :‬‬
‫األعيان المملوكة بينهم شركة أم ك يوجد فيها واحدٌ من وصفين فإبه ل يًوز قسمتها قسمة إجبار وإبملا‬
‫ٍ‬
‫جللء‬ ‫تراض؛ وهر إاا وجد ضرر على أحد الحريكين‪ ،‬أو للم يمكلن التعلدي بلين القسلمين إل ِ‬
‫بلرد‬ ‫ٍ‬ ‫قسمة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫للثاين‪.‬‬

‫أرضا صغير ً‪ ،‬وهذه األرض ث ثمائة مة مث ً ؛ ل ُيمكلن أن تقسلم‬ ‫مث ‪ :‬الدور الصغير ‪ ،‬اثنان يملكان ً‬
‫ببيلت مسلاحت ُه خمسلين خمسلين عنلدبا يف هلذه المنلاب ؛ وللذلك‬‫خمسين خمسين‪ ،‬أو ل يمكن أن ينتفع ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫تراض‪ ،‬إاا اتفقلا فالحملد هلل وإل باعهلا‬ ‫فإبه يف هذه الحال ل ُيمكن قسمته قسمة إجبار؛ وإبما ُتقسم قسمة‬
‫القاضر وقسمها بينهما إن بلع أحدهما‪ُ ،‬‬
‫وشربا‪.‬‬
‫ليرك ِ‬
‫َان َو ُح ُْم َها َك َب ْي ٍع»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط َل َها ِر َضا ك ٍُِ َا ُّ َ‬
‫بعم‪ ،‬ك الحلركاء إاا كلابوا أكثلر ملن اثنلان ملن شلخ ٍ ملن شخصلين وإن كابلا شخصلين ف بلد ملن‬
‫الحللريكين‪ ،‬وقللال المصللنف‪« :‬ح مهــا كبيـ ٍع»‪ ،‬أي إاا تراضلليا علللى القسللمة فإبلله حكللم البيللع؛ ففيلله خيللار‬
‫المتعلقة بالعيع والحلرط‪ :‬يًلوز اشلةاط‬
‫المًلس‪ ،‬وفيه خيار العيع‪ ،‬وفيه اللمان‪ ،‬وفيه سائر األحكام ُ‬
‫ٍ‬
‫شرط كخيار الحرط هنا‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ومن دعا ََرِي َ ِيها»‪- ،‬أي يف القسمة‪ ،-‬قوله‪« :‬و ِ ََرِك َِة نَح ِا عب ٍد وسي ٍ‬
‫ف‬ ‫ْ َْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫س إِ َلى َب ْي ٍع»‪.‬‬
‫َو َ َر ٍ‬

‫هذا ما ل ُيمكن قسمت ُه ُمطل ًقا وهو العبد والسيف والفرس‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬إِ َلى َب ْي ٍع َأ ْو إِ َج َار ٍة ُأ ْجبِ َر»‪.‬‬

‫أجا على البيع أو ا جار ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ ِِ َ « :‬ن َأ َبى»‪ ،‬فإن أبى الحريك الممتنع؛‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬بِ َ‬


‫يع»‪ ،‬أي باأ القاضر العين إن كان ااك قد بلع البيع‪.‬‬
‫‪972‬‬

‫َأ ْو ُأ ِ‬
‫وج َر َع َل ْي ِه َما»‪ ،‬أي ُأوجر على العين مح الحراكة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُق ِس َم َث َمن َأ ْو ُأ ْج َرة»‪ ،‬بعم‪ ،‬بينهما على حسع بسبة ملك ك واحد‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ال َّثانِ ‪ِ :‬ق ْس َم ُة إِ ْج َب ٍ‬


‫ار‪ ،»:‬بعم قسمة ا جبار هر التر ُيًا فيها القاضر‪ ،‬وضابطها‪:‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِه َ َما ََّل َض َر َر ِ َيها»‪ :‬على الحريكين‪.‬‬

‫ض ك َُم َ َّي ٍٍ»‪ ،‬ول رد عوض ب ُيمكن أن تكون القسمة من غير ‪ ،...‬أن‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل َر َّد َع َا ٍ‬
‫تكون القسمة بين العينين متساوية القيمة؛ ف تحتاج إلى رد عوض؛ وسيرد بعد قلي أمثل ٌة لرد العوض‪،‬‬
‫قال‪« :‬كم ٍ‬
‫يٍ ومازون»‪ ،‬أي المكي ت والموزوبات كُلها يمكن قسمتها قسمة إجبار‪ ،‬أبا وأبت شريكان‬
‫آصعٍ‪ ،‬فلر صاعان وبصف‪ ،‬ولك صاعان وبصف‪.‬‬
‫يف كيس رز‪ ،‬وكيس الرز يحوي خمسة ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬مازون» ‪ ،‬أبا وأبت شريكان يف بن من الحديد‪ ،‬فلر بصفه ولك بصفه‪ ،‬القاضر‬
‫واحد منها بصفان‪ ،‬ول ضرر‪ ،‬وليس فيه رد ِعوض أل ا متساوية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُيًا ُيعطر ك‬

‫ور كِ َب ٍ‬
‫ار»‪-‬مث أراضر الكبار‪.-‬‬ ‫اح ٍد َو ُد ٍ‬
‫ْس و ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬كَم َ ي ٍٍ وماز ٍ ِ‬
‫ُون م ْن ِجن ٍ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ َ « :‬ي ُْ َب ُر ََرِيب َأ ْو َول ُّي ُ َع َل ْي َها»‪ ،‬وليه‪ :‬أي ولر الحريك ولو كان ُ‬
‫غير مكلف‪.‬‬

‫يب َأ ْو َولِ ِي ِ ‪َ ،‬و َه ِذ ِه إِ ْ َراز»‪.‬‬


‫ب ََرِ ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َي ْه ِس ُم َحاكِم َع َلى بَائِ ٍ‬
‫ب بِ َط َل ِ‬

‫ٍ‬
‫تراض كذلك من غير إان الغائع‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إجبار أو قسمة اختيار‬ ‫الحاكِم»‪ ،‬قسمة‬ ‫ِ‬
‫قال‪َ « :‬و َي ْهس ُم َ‬

‫يب َأ ْو َولِ ِي ِ »‪ ،‬أي ولر الحريك‪.‬‬


‫ب ََرِ ٍ‬
‫ب بِ َط َل ِ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ع َلى ب ِ‬
‫َائ ٍ‬ ‫َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َه ِذ ِه إِ ْ َراز»‪ ،‬أي أن قسمة ا جبار إفراز وليست بي ًعا‪ ،‬وليست بي ًعا وينبنر عليها أبله‬
‫ل خيار فيها‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُ ِر َط كَا ُن َق ِ‬
‫اس ٍم ُم ْس ِلما»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫بب ًعا قول‪« :‬وَرط»‪ ،‬مح هذا الحرط إاا كابت القسمة من ا مام‪ ،‬وأملا إاا للم تكلن ملن ا ملام فل‬
‫ُتحرط هذا الحرط‪.‬‬

‫ار ا بِا ْل ِه ْس َم ِة»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُرِ َط كَا ُن َق ِ‬


‫اس ٍم ُم ْس ِلما‪َ ،‬عدْ َّل‪َ ،‬ع ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪٦‬‬
‫‪973‬‬

‫عدل عار ًفا بالقسمة‪.‬‬


‫سلما ً‬
‫ألن فيها معنى الولية والنيابة ف بد أن يكون ُم ً‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ما َل ْم َي ْر َض ْاا بِ َغ ْيرِ ِه»‪.‬‬

‫المنصع ملن ا ملام‪ ،‬وإن رضلوا‬


‫هذا معنى اللر اكرت لكم قب قلي ‪ :‬إاا كابت القسمة من ا مام أو ُ‬
‫بغيره ف ُتحرط هذه الحروط‪ ،‬فمهما رضوا غيره؛ فإبه مقبول‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ِْق و ِ‬
‫احد َو َم َع َت ْه ِاي ٍم ا ْثن ِ‬
‫َان»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫يكفر واحد؛ أل ا إخبار وفع ‪ ،‬وأما التقويم ف بد من الثنان‪.‬‬

‫يم ِة َأ ْو َا َّلر ِد إِ ِن اِ ْقت ََض ْت ُ ‪ُ ،‬ث َّم ُي ْه َر ُع َو َت ْل َز ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫لس َها ُم بِ ْاْلَ ْجزَان إِ ْن ت ََس َاو ْت‪َ ،‬وإِ ََّّل بِا ْله َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُت َعدَّ ُل َا ِ‬
‫اه َما َو َت َق ُّر ِق ِه َما»‪.‬‬
‫ت بِرِ َض ُ‬ ‫َا ْل ِه ْس َم ُة بِ َها‪َ ،‬وإِ ْن َه َّي َر َأ َحدُ ُه َما َا ْْل َه َر َص َّح ْ‬
‫ت َو َل ِز َم ْ‬
‫ٍ‬ ‫لةاض ولهللا تعل ل ٍ بقسللمة ا جبللار‪ ،‬ففللر قسللمة الل‬
‫لةاض؛ إاا ُعللدت‬ ‫ٍ‬ ‫هللذه المسللألة ُمتعلقللة بقسللمة الل‬
‫األسهام‪ ،....‬ففر قسمة ا جبار‪ُ :‬تعلدل السلهام بلاألجلاء مثل مكلي ت‪ ،‬للر كلي ن‪ ،‬وللر صلاعان وللك‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُتعدل هذا هو األص ‪.‬‬ ‫صاعان؛ هذه تساوت باألجلاء‬

‫أرض مسلاحتها‬ ‫ِ‬


‫اللةاض؛ فبالقيملة‪ ،‬ملث ً ٌ‬ ‫قال‪َ « :‬وإِ ََّّل»‪ ،‬وإن لم يمكن تعدي ًلها بلاألجلاء‪ ،‬وهلذه قسلمة‬
‫ألف‪ :‬الحمالية منها أغلى من الًنوبية فنقول‪( :‬إن سلتمائة ملن الحلمالية؛ ُتعلادل أربعمائلة ملن الًنوبيلة)‪،‬‬
‫وأمكن فرزها فهذه بالقيمة مث ً ‪ ،‬قوله‪َ « :‬أ ْو َا َّلر ِد»‪ ،‬إيش معنى بالرد؟‬

‫أو الرديء ٌ‬
‫مبلغ من المال كالدراهم‪ ،‬قال‪( :‬أو اللرد)‪ ،‬أي بلرد‬ ‫بأن ُيًع لمن أخذ األق أو األرخ‬
‫ٍ‬
‫دراهم له‪ ،‬إن اقتلته‪ :‬أي إن اقتلت الك‪.‬‬

‫ٍ‬
‫الةاض‪ ،‬واألولى متعلقلة بقسلمة ا جبلار‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫يم ِة أو الرد»‪ ،‬هذه ُمتعلقة بقسمة‬ ‫ِ‬
‫إ ًاا فقوله‪« :‬وإَّل بِا ْله َ‬
‫ٍ‬
‫بالقرعة‪.‬‬ ‫« ُث َّم ُي ْه َر ُع»‪ ،‬أي بين الحريكين‪ ،‬قوله‪َ « :‬و َت ْل َز ُم َا ْل ِه ْس َم ُة بِ َها»‪ ،‬أي‬

‫اه َما َو َت َق ُّر ِق ِه َما»‪.‬‬


‫ت بِرِ َض ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َه َّي َر َأ َحدُ ُه َما َا ْْل َه َر َص َّح ْ‬
‫ت َو َل ِز َم ْ‬

‫إفرازا‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬أ ا كما سب معنا إما أن تكون بي ًعا‪ ،‬وإما أن تكون ً‬
‫ليهاد ِ‬ ‫ِ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫َاب َا َّ َ َ‬
‫قال ‪ :‬قال املصنف‪« :‬كت ُ‬
‫‪974‬‬

‫المصنف بعد الك بكتاب الحهادات‪ ،‬وبدأ يتكلم فيها عن بعه أحكامها‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫بعم بدأ ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ت ََح ُّم ُل َها ِ َب ْيرِ َح ِق َاهَّلل ِ َ ْر ُض كَا ِ َي ٍة‪َ ،‬و َأ َداؤُ َها َ ْر ُض َع ْي ٍن َم َع َا ْل ُهدْ َر ِة‪ ،‬بِ َال َض َر ٍر»‪.‬‬

‫يقول الحيخ‪ :‬قال املصنف‪« :‬ت ََح ُّم ُل َهـا»‪ ،‬أي تحمل الحلهاد بمعنلى سلماأ الحلهاد ‪ ،‬والنظلر للعلين‬
‫المحهود عليها إن احتاج إلى بظر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ ِ « :‬ب ْيرِ َح ِق َاهَّلل ِ َ ْر ُض كَا ِ َي ٍة»‪ ،‬يف قول اهلل ‪ { :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ}‬
‫[البقر ‪ ،]282:‬قي ‪ :‬إن هذا يف األداء‪ ،‬وقي ‪ :‬إبه متعل ٌ بالكفاية‪ ،‬لكن بالتحم ‪ ،‬فعند التحم يكون بد ًبا‪،‬‬
‫وعند األداء قد يكون واج ًبا يف بعه األحيان كما سيأا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كفايلة‪،‬‬ ‫وأما حل اهلل ‪ ‬فاألصل فيهلا السلة؛ فلإن تحمل الحلهاد يف حل اهلل ‪ ‬لليس فلرض‬
‫وإبما يكون مندو ًبا؛ فالسة فيها أولى‪ ،‬إ ًاا فقول‬

‫‪ ‬قوال املصوونف‪« :‬ت ََح ُّم ُل َهـا ِـ َب ْيـرِ َحـ ِـق َاهَّلل ِ َ ْـر ُض كَا ِ َيـ ٍـة»‪ ،‬أي أ للا واجبل ٌة عللى غيللر األعيللان‪ ،‬وأمللا‬
‫األعيان فيكون يف حقهم فإن فع البعه ما يس ُقط به فرض الكفاية سلقط علن البلاقر‪ ،‬يف قلول اهلل ‪:‬‬

‫{ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ} [البقر ‪.]282:‬‬

‫قال‪َ « :‬و َأ َداؤُ َها َ ْر ُض َع ْي ٍن َم َـع َا ْل ُهـدْ َر ِة»‪ُ ،‬‬


‫فلرض علين لملن ُدعلر وتعلذر الوصلول للحل ملن غيلره ملع‬
‫القدر ‪ ،‬أي مع القدر للوصول ب ضرر‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َح ُر َم َأ ْه ُذ ُأ ْج َر ٍة َو ُج ْع ٍٍ َع َل ْي َها»‪ ،‬أل ا من ال ُقرب الواجبة والواجبات ل يًوز أخذ‬
‫وج ٍ‬
‫عٍ»؛ ألبه يف معنى األجر ‪.‬‬ ‫األجر عليها‪ ،‬قوله‪ُ « :‬‬

‫لمتَأ ٍذ ِب َم ْي ٍ »‪ ،‬بعم أل ا هر ليس الواجع‪ ،‬الواجع هو األداء‪،‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ُأ ْج َر ُة َم ْرك ٍ‬
‫ُاب ُ‬
‫وأما المتأا بمحر فيًوز له أخذ األجر ‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َأ ْن ي ْيهدَ إِ ََّّل بِما يع َلم بِرؤْ ي ٍة‪َ ،‬أو سماعٍ‪َ ،‬أو اِستِ َق َ ٍ‬
‫اضة َع ْن َعدَ د َي َه ُع بِ َا ْلع ْل ُم َ‬
‫يما‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ف‪َ ،‬و َم ْصرِ ِ ِ »‪.‬‬
‫ت‪ ،‬ونِ َاحٍ ‪ ،‬و َط َال ٍق‪ ،‬وو ْق ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ب‪َ ،‬و َم ْا َ‬ ‫َي َت َع َّذ ُر ِع ْل ُم ُ بَالِبا بِ َغ ْيرِ َها‪َ ،‬كن ََس ٍ‬

‫بعم‪ ،‬ل يًوز للمرء أن يحهد إل بملا يعلمله‪ ،‬لملا روينلا عنلد ابلن علد ٍي أن النبلر ‪ ‬قلال‪:‬‬
‫«على مثٍ هذه اَهد»‪ ،‬وأشار إلى الحمس؛ وهذا المعنى محهور عند أه العلم ُمتقب ‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪975‬‬

‫قال‪ :‬قال المصنف‪َ « :‬و َأ ْن َي ْي َهدَ »‪ ،‬وأن يحهد أن يحرم أن يحهد‬


‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬إَّل بما يعلم برؤيـة أو سـما ٍع»‪ ،‬أو استفاضلة‪ ،‬غيلر هلذه الث ثلة ُ‬
‫يحلرم الحلهاد بله‪،‬‬

‫المداينللة‪ { :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫أيلللا آليللة ُ‬
‫ً‬ ‫الحللهاد بالرهيللة واضللحة‪ ،‬والسللماأ واضل‬

‫ﭘ ﭙ ﭚﭛ} [البقر ‪ ،]282:‬والكتاب ُة إبما هر بنا ًء على السماأ‪ ،‬والحهاد عليه كذلك‪.‬‬

‫يغللع عللى الظلن علدم توابلؤهم‬


‫ُ‬ ‫اض ٍة»‪ ،‬الستفاضة هو السماأ من العدد الكبير الذين‬
‫قال‪َ « :‬أ ْو اِ ْستِ َق َ‬
‫ٍ‬
‫أشياء دون أشياء‪.‬‬ ‫على الكذب‪ ،‬وقبول شهاد الستفاضة ليس يف ك شرء وإبما يف‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ولذلك قال املصونف‪َ « :‬أ ْو اِ ْستِ َق َ‬
‫اضة َع ْن َعدَ د َي َه ُع بِ ِهم َا ْلع ْل ُ‬
‫ـم»؛ ألبله يغللع عللى الظلن علدم توابلؤهم‬
‫يتعـذر علمـ بالبـا بغيـره» هلذا هلو الللابط‪ ،‬ومثل لله أمثلل ًة قلال‪( :‬كالنسلع)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫على الكذب‪ ،‬قوله‪ « :‬يما‬
‫والمراد بالنسع‪ :‬النسع القريع‪ ،‬كأن يقال‪( :‬إن ف ن هو ابلن فل ن)‪ ،‬و قـال المصـنف‪ٍ « :‬‬
‫مـات»‪ :‬أي أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫منذ ٍ‬
‫زمن بعيد‪.‬‬ ‫ف ًن يحهد أن ف ن قد مات ُ‬
‫(وبكاالٍ )‪ ،‬بأن ف بة زوج ٌة لف ن وإن لم يكن قد حللر بكاحهلا‪ ،‬قولله‪« :‬و َط َـال ٍق‪-‬مثلـ ‪ ،-‬وو ْق ٍ‬
‫ـف»‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫عين موقف ٍة ول يوجد ب الوقفية أو من شهدها‪ ،‬قوله‪َ « :‬و َم ْصرِ ِ ِ »‪ ،‬ومصرف الوقف كذلك‪.‬‬ ‫بأن ُترى ٍ‬

‫ب إِ َْ َهاد ِ نِ َاحٍ َو ُي َس ُّن ِ َب ْيرِ ِه»‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وا ْع ُتبِ َر ِذك ُْر َُ ُروط َم ُي ُهاد بِ َو َي ُِ ُ‬

‫اد بِ ِ »‪ ،‬أي عند تحم الحهاد ؛ ألن ربما قد يتحم الحهاد عللى‬
‫وط م ُيه ٍ‬
‫ِ‬
‫بعم‪ ،‬قال‪َ « :‬وا ْع ُتبِ َر ِذك ُْر َُ ُر َ ُ‬
‫بطلة له‪ ،‬وعند األداء كذلك‪.‬‬ ‫عقد تكون الحروط م ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ب إِ َْ َهاد ِ نِ َاحٍ »‪ ،‬فقط دون سلائر العقلود‪ ،‬لملا سلب معنلا الحلديث الملروي علن النبلر‬ ‫قال‪َ « :‬و َي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫كثير من أه العلم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬أبه قال‪َّ« :‬ل ن اح إَّل بال ‪ ،‬وَاهدي عدل»‪ ،‬قال اللياد تكلم فيها ٌ‬
‫قال‪َ « :‬و ُي َس ُّن ِ َب ْيرِ ِه»‪ ،‬ومن غيره الرجعة؛ فإبه مسنون وليس بواجع‪.‬‬

‫اه ٍد إِ ْس َالم‪َ ،‬و ُب ُلاغ‪َ ،‬و َع ْهٍ‪َ ،‬و ُن ْطق»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و َُ ِر َط ِ ََ ِ‬
‫َ‬

‫بعم النُط ُ ؛ ألبه ل ُبد من األداء باللفظ‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪976‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ل ِ ْن ُت ْه َب ٍُ ِم ْن َأ ْه َر َس بِخَ ِط ِ »؛ ألبه عاجل عن النط لكن بحرط أن يكون خط ُه‬
‫وواضحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مستبينًا‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِم َّم ْن ُي ِق ُيق َح َال إِ َ ا َقتِ ِ »‪ ،‬وهو المًنون المتقطع‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َعدَ ا َلة»‪ ،‬بعم ل ُبد من وجود العدالة الظاهر والبابنة إل يف النكاال‪ ،‬وما ُيلحل بله‬
‫فإبه ُيكتفى بالعدالة الظاهر ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وي ْع َت َب ُر َل َها ََ ْيئ ِ‬
‫َان‪ ،»:‬أي العدالة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ين‪ ،‬وها َأدان َا ْل َقرائِ ِ بِرواتِبِها‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ِم بِ َأ ْن ََّل‬
‫َاب َا ْل َم َح ِ‬
‫اجتن ُ‬
‫َ َ َ َ ْ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ا ْْلَ َّو ِل‪َ :‬ا َّ‬
‫لص َال ُح َالدِ ِ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫َي ْأتِ َ َكبِ َيرة‪َ ،‬و ََّل ُيدْ ِم َن َع َلى َص ِغ َير ٍة»‪.‬‬

‫بعللم قللال‪ :‬الصلل ال يف الللدين أولهللا هللو أداء الفللرائه‪ :‬أي الصلللوات الخمللس والصللوم‪ ،‬قوللله‪:‬‬
‫عحر‪ :‬ثنتان قب الفًر‪ ،‬وثنتان قب ال ُظهر‪ ،‬وثنتان بعدها‪ ،‬وثنتلان بعلد المغلرب‪،‬‬
‫«برواتبها»‪ ،‬والرواتع هر ٌ‬
‫وثنتان بعد العحاء؛ ألن هذا جاء يف حديث ابن ُعمر‪ ،‬وجاء أ ا اثنر عحلر ؛ فثنتلان اللائلد ؛ محمولل ٌة عللى‬
‫أ ا ليست من الرواتع‪.‬‬

‫أن ملن تلرك الرواتلع‬ ‫ولمااا قالوا‪ :‬إن الرواتع من تركها ل ُتقب شهادته؟ قالوا‪ :‬ألن أحملد قلد بل‬
‫ٍ‬
‫سوء ل ُتقب شهادته كذا قال أحمد؛ والسبع يف الك قالوا‪ :‬أمران‪:‬‬ ‫فهو رج ُ‬

‫‪ -‬إما ألبه قد استمر على تركها على سبي الديمومة‪.‬‬


‫‪ -‬أو ألبه قد امتنع؛ بصوا على هذا المعنى‪ ،‬فمن تعمد تركها على سبي الديمومة من غير ُع ٍ‬
‫ذر ممتن ًعلا‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ُتر ُد شهادته‪ ،‬أما الحكمة فيها فألن‪ :‬الرواتع حمى الفرائه‪ ،‬ومن حافظ على الرواتع فإبله يف‬ ‫فإبه‬
‫حال فةته س ُيحافظ على الفرائه؛ ومن كان يف حال قوته وبحابه ل ُيصلر إل الفرائه فقط؛ فإن غالع‬
‫الظن فإبه يف حال فةته وضعفه سيةك الفرائه؛ هذه هر الحكمة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬واجتناب المحارم واضح»‪ ،‬بأن ل يأا كبير ٍ ول ُيدمن على صغير ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬الثاين‪ْ :‬استِ ْع َم ُال َا ْل ُم ُرو َن ِة بِ ِق ْع ٍِ َما ُي َز ِينُ ُ َو ُي َُ ِم ُل ُ َوت َْر ِك َما ُيدَ ن ُِس ُ َو َي ِيينُ ُ»‪ ،‬بعم هذه‬
‫واضحة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪977‬‬

‫ي ن ََسبِ ِ لِ َب ْع ٍ َو ََّل َأ َح ِد َالز َّْو َج ْي ِن لِ ْْل َهرِ‪َ ،‬و ََّل َم ْن َي ُُ ُّر‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ُت ْه َب ٍُ ََ َها َد ُة َب ْع ِ َع ُما َد ْ‬
‫بِ َها إِ َلى َن ْق ِس ِ َن ْقعا‪َ ،‬أ ْو َيدْ َ ُع بِ َها َعن َْها َض َررا‪َ ،‬و ََّل َعدُ ٍّو َع َلى َعدُ ِو ِه ِ َب ْيرِ نِ َاحٍ »‪.‬‬

‫المصلنف‬
‫بالنسبة للمروء ضابطها األعراف؛ فتختلف بأعراف ال ًبلدان‪ ،‬واألزمان‪ ،‬والمكنة‪ ،‬ثلم اكلر ُ‬
‫موابع الحهاد فقال‪ :‬إن موابع الحهاد أولها‪:‬‬
‫ِ‬
‫عمود بسبه أصوله أو فروعه‪ ،‬وسواء كابوا وارثين أو غير وارثين‪.‬‬ ‫‪-‬أل يكون من‬

‫زوجا ف ُيقب شهاد اللوجِ لرخر‪.‬‬


‫‪-‬والثاين‪ :‬أل يكون ً‬

‫قال‪َ « :‬و ََّل َم ْن َي ُُ ُّر بِ َها إِ َلى َن ْق ِس ِ َن ْقعا‪َ ،‬أ ْو َيدْ َ ُع بِ َها َعن َْها َض َررا‪َ ،‬و ََّل َعدُ ٍّو َع َلى َعدُ ِو ِه وهـا ذو الضـغينة‪-‬‬
‫حيث ُألزم المهر‪ ،‬أو النقهة‪ ،‬إَّل أن يها معنى اليهادة لـ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ َب ْيرِ نِ َاحٍ ؛ ْلن الن اح وإن كانت َهادة علي‬
‫نعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َس َّر ُه َم َسا َن ُة َأ َح ٍد َأ ْو ب ََّم ُ َ َر ُح ُ َ ُه َا ُعدُ ُّو ُه»‪ ،‬بعم‪ ،‬هذا ضابط العداو ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن ََّل ُت ْه َب ٍُ َل ُ ُت ْه َب ٍُ َع َل ْي ِ »‪ ،‬بعم هذا اللابط‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫ون بِ ِ َأ ْو َأ َّن ُ َأ َق َّر بِ ِ َأ ْر َبعا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ْ َ « :‬صٍ‪َ :‬و َُرِ َط ِ َال ِزنَا َأرب َع ُة ِر َج ٍ‬
‫ال َي ْي َهدُ َ‬ ‫َْ‬

‫بعم‪ ،‬هلذه تقلدمت‪ ،‬أبصلبة شلهاد تلار ً يكلون أربعلة رجلال‪ ،‬وتلار ً يكلون ث ثلة رجلال‪ ،‬وتلار ً يكلون‬
‫رج ن‪ ،‬وتار ً يكون رج ً وامرأتان‪ ،‬وتار ً يكون رج ً واحدً ا فقط؛ هذه أبصلبة الحلهاد عللى المحلهور‪،‬‬
‫وبعلهم يليد امرأتان‪ ،‬وتار ً يكون امرأ ً فيما ل يلطلع عليه إل النساء‪.‬‬
‫أول بالنصاب األول وهو األربعة‪ ،‬فقال‪َ « :‬و َُـرِ َط ِـ َال ِزنَـا َأرب َعـ ُة ِر َج ٍ‬
‫ـال»‪ ،‬أو ملا يف ُحكلم اللبلا‬ ‫فنبدأ ً‬
‫َْ‬
‫ون بِ ِ » وتقدم‪.‬‬
‫كاللواط‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ي ْي َهدُ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو َأ َّن ُ َأ َق َّر بِ ِ َأ ْر َبعا»‪ ،‬بعم مثلها تقدم‪.‬‬

‫ف بِ ِغنى‪َ :‬ث َال َثة»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َد ْع َاى َ ْهرٍ ِم َّم ْن ُعرِ َ‬

‫ف بِ ِغنى‪َ :‬ث َال َثـة»‪ ،‬للو أن رجل ً كلان‬


‫بعم هذه المسألة ُمهمة‪ ،‬قول المصنف‪َ « :‬و ِ َد ْع َاى َ ْهرٍ ِم َّم ْن ُعرِ َ‬
‫غن ًّيا و ُعرف بالغنى ُثم ادعى الفقر‪ ،‬فننظر لمااا ادعيت الك؟ فإن ادعى الك ألج إثبات ا عسار فيكفلر‬
‫‪978‬‬

‫اثنان‪ ،‬وإن ادعى الك؛ ألج أن يأخذ مال اللكا ف بد من ث ثة؛ لقول النبر ‪« :‬حتى ييـهد‬
‫لب ثالثة من أول الحُا من قامب»‪.‬‬
‫إ ًاا قول المصنف‪« :‬و ِ دعاى َ ْهرٍ ِممن عـرِ َ ِ‬
‫ف بِغنـى»‪ُ ،‬ملراد ُ‬
‫المصلنف إاا كلان ُملرا ُده لذه اللدعوى‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َ ََْ‬
‫أخذ اللكا ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ َق َا ٍد»‪ ،‬أي‪ :‬فيما يثبت به القود وهو الًنايات وتقدم‪،‬‬

‫المطالبة‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْع َس ٍ‬


‫ار»‪ ،‬أي أبه كان غن ًّيا ثم ادعى ا عسار‪ ،‬لكر ل تتًه إليه ُ‬

‫ب َت ْع ِز ٍيز»‪ ،‬بعم‪ ،‬واضحة‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُم ِ‬


‫اج ِ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أو حدٍّ ونِ َاحٍ ونَح ِا ِه»‪ٍ ،‬‬


‫حد أي غير اللبا‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ونِ َاحٍ َون َْح ِا ِه»‪ ،‬أي بحو النكاال مث الط ق‪.‬‬

‫َا ِلر َج ُال بَالِبا َر ُج َال ِن»‪ ،‬بعم‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬و ِمما َليس ماَّل‪ ،‬و ََّل ي ْهصدُ بِ ِ َا ْلم ُال‪َ ،‬أو ي َّط ِلع ع َلي ِ‬
‫ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬
‫يكفر فيه رج ن ول يًل به شهاد رج أو امرأتان‪.‬‬

‫ين َا ْل ُمدَّ ِع »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‪َ ،‬و َما ي ْه َصدُ بِ ِ ‪َ :‬ر ُج َال ِن‪َ ،‬أ ْو َر ُجٍ َواِ ْم َر َأت ِ‬
‫َان‪َ ،‬أ ْو َر ُجٍ َو َيم ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِ م ٍ‬
‫َ‬
‫مال أو ما يقصد به المال مث المهر‪ ،‬ومث عوض ُ‬
‫الخللع ملث ً ‪ ،‬ومثل ا ت فلات‪ ،‬إاا شلهد‬ ‫بعم‪ ،‬ويف ٍ‬

‫أقوا ٌم أن ف بًا أتلف سيار ف ٍن‪ ،‬هذا ُيقصد به المال؛ ألن بتيًة التصرف هلو الللمان وهلو ملال‪ ،‬فيكفلر‬

‫رج ٍن أو رج ٌ وامرأتان‪ { ،‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬

‫ﮝﮞ} [البقر ‪ ،]282:‬قال‪« :‬أو رجٍ ويمين ُ‬


‫المدع »؛ لحديث ابن عباس ‪ ‬أن النبلر ‪‬‬
‫المدعر‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫قلى بحاهد ويمين ُ‬
‫ان وداب ٍة وما ِضح ٍة ونَح ِا ِهما َقا ُل اِ ْث َني ِن‪ ،‬ومع ع ْذ ٍر و ِ‬
‫احد»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ ََ َ ُ َ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َد َ َ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ‬

‫بعللم هللذه النصللاب الللذي ُيقب ل فيلله شللهاد رج ل ٍ واحللد‪ ،‬وهللو إاا تعللذر وجللود اثنللين يف مسللألة دابل ٍلة‬
‫احـد»‪ ،‬أي وملع‬ ‫وموضحة وبحوه مما يحتاج إلى خا‪ ،‬أو إخبار بحال ف بد من اثنين‪ ،‬فقوله‪« :‬ومع ع ْذ ٍر و ِ‬ ‫ٍ‬
‫ََ َ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫تعذر يكفر واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪٦‬‬
‫‪979‬‬

‫ت ثِ َي ٍ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫اب نِس ٍ‬
‫ان ت َْح َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َما ََّل َي َّطل ُع َع َل ْي َا ِلر َج ُال بَالبا َك ُع ُي ِ َ‬
‫أي‪ :‬العيوب التر ُيفسخ ا النكاال‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َر َضا ٍع»‪ ،‬ورضاأ مث المرأ التر شهدت للنبر ‪ ‬بالرضاأ‪.‬‬

‫ً‬
‫صلارخا أو‬ ‫‪ ‬قال املصونف‪َ « :‬و ْاستِ ْه َال ٍل»‪ ،‬استه ل معنلاه أن الوللد خلرج ملن بطلن أمله مسلته ًّ ‪ ،‬إملا‬
‫المتأخرين‪ :‬أو تحرك حرك ًة كثير ً‪ ،‬بعم‪،‬‬
‫عابسا‪ ،‬أو على تحقي كثير من ُ‬
‫ً‬ ‫باك ًيا أو‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ »47:09« :‬ف عا ا‪.‬‬

‫اح ٍة َون َْح ِا َها ِ َح َّما ٍم»‪ ،‬السته ل يةتع عليه ا رث‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ِج َر َ‬
‫اح ٍة َون َْح ِا َها ِ َح َّما ٍم َو ُع ْر ٍ‬
‫س»‪ ،‬أي بحلو الًراحلات مثل ا ت فلات وبحوهلا يف حملا ٍم‬ ‫وقال‪َ « :‬و ِج َر َ‬
‫ٍ‬
‫وعرس؛ ألن الحمام إبما يكون للنساء‪ ،‬والعرس إبما فيه بسا ٌء ل يختلط فيه رج ‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ْ « :‬ام َر َأة َعدْ ل َأ ْو َر ُجٍ َعدْ ل»‪ ،‬بعم‪ ،‬لتعذر وجود ا تيان يف هذه المواضع‪ ،‬ومع الك‬
‫المصنف أربعة رجال‪ ،‬ثم اكر ث ثة رجال‪ ،‬ثم اكر رجلين‪ ،‬ثم اكر رج ن أو رج ٌ‬
‫فاألبصبة التر اكرها ُ‬
‫وامرأتان‪ ،‬أو رج ٌ مع يمين ُ‬
‫المدعر‪ ،‬ثم اكر رج ً فقط واحد؛ إاا تعذر الرج ن‪ ،‬ثم اكر بعد الك امرأ ً‬
‫سبع كما اكرها هنا‪.‬‬
‫واحد ؛ فالمراتع ٌ‬
‫ليــهاد ِة ِ ـ ُكـ ِـٍ مــا ي ْهبـ ُـٍ ِي ـ ِ كِ َتــاب َا ْل َه ِ‬
‫اض ـ إِ َلــى‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ليـ َـها َد ُة َع َلــى َا َّ َ َ‬
‫فص ل ٌ ‪ :‬قووال املصوونف‪َ « :‬و ُت ْه َبـ ُـٍ َا َّ‬
‫اض »‪.‬‬ ‫َا ْل َه ِ‬

‫ٍ‬
‫بحلرء؛ فيسلتدعر آلخلر ويسلمى فر ًعلا؛ فيقلول‪:‬‬ ‫الحهاد على الحهاد ‪ :‬هو أن يلأا شلخ ٌ قلد شلهد‬
‫(اشهد أين شهدت بكذا)؛ فيكون الفرأ هو الذي ينق الحهاد ‪.‬‬
‫اض إِ َلى َا ْل َه ِ‬
‫ليهاد ِة ِ ك ٍُِ ما ي ْهب ٍُ ِي ِ كِتَاب َا ْل َه ِ‬
‫اض »‪ ،‬وهلر‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫لي َها َد ُة َع َلى َا َّ َ َ‬
‫وهذا معنى قوله‪َ « :‬و ُت ْه َب ٍُ َا َّ‬
‫حقوق اآلدميين؛ وأما حقوق اهلل ‪ ‬ف ُتقب فيه الحهاد على الحهاد ؛ فللو قلال‪( :‬أشلهد أن فل ن قلد‬
‫رأيت ف بًا يحرب الخمر)؛ فإن هذه شهاد ٌ غير مقبولة‪ ،‬شهاد الفرأ‪.‬‬
‫شرب الخمر‪ ،‬أو أين ُ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َُ ِر َط»‪ ،‬يف قبول شهاد الفرأ‪.‬‬


‫‪980‬‬

‫ـن ُسـ ْل َط ٍ‬
‫ان َأ ْو‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اد َأص ٍٍ بِما ٍ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬تع َذر َُه ِ‬
‫ض‪َ ،‬أ ْو َب ْي َبة َم َسا َ َة َق ْصـرٍ‪َ ،‬أ ْو َه ْـاف م ْ‬
‫ت‪َ ،‬أ ْو َم َر ٍ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ ُ‬
‫َب ْيرِ ِه»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بعلم‪ ،‬الحلرط األول‪ :‬أن شلاهد األصل ِ اللذي باشللر الحلهاد بسلما ٍأ أو برهيلة ل ُبلد أن يكلون متعل ً‬
‫لذرا‬
‫حلوره مًلس القلاء‪ ،‬إما بسبع‬

‫ان َأ ْو َب ْيـرِ ِه» كلأن يكلون‬


‫ـن ُسـ ْل َط ٍ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬بِ َم ْات ‪َ ،‬أ ْو َم َرض ‪َ ،‬أ ْو َب ْي َبت َم َسا َ َة َق ْصرٍ‪َ ،‬أ ْو َه ْاف م ْ‬
‫ٍ‬
‫غريم م ز ٍم له‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫غريم ومن ُم زم‪،‬‬ ‫خائ ًفا من م زمٍ‪ :‬أي‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َد َوا ُم َعدَ ا َلتِ ِه َما»‪ ،‬أي عدالة شاهد األص ‪ ،‬وشاهد الفرأ الذي استُدعر له‪.‬‬

‫ال‪ْ :‬اَ َهدْ َأ ِن َأ َْ َهدُ َأ َّن ُ َال َن ْب َن‬‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ْاستِ ْر َعا ُن َأ ْص ٍٍ لِ َق ْر ٍع َأ ْو لِ َغ ْيرِ ِه‪َ ،‬و ُه َا َي ْس َم ُع َ َي ُه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َال ٍن َأ َْ َهدَ ن َع َلى َن ْقس َأ ْو َأ َق َّر عنْدي بِ ََذا َون َْح ِاه‪َ ،‬أ ْو َي ْس َم ُع ُ َي ْي َهدُ عنْدَ َحاكمٍ‪َ ،‬أ ْو َي ْعز َ‬
‫ُوها إِ َلى َس َب ٍ‬
‫ب َك َب ْي ٍع‬
‫َو َق ْرض»‪.‬‬

‫هذا الحرط ُمهم سنقف معه قلي ً ‪ ،‬الحرط الثالث‪ :‬هو السلةعاء‪ ،‬ملأخوا ملن قلول الحلاهد األصللر‬
‫لحاهد الفرأ‪( :‬أرعنر سمعك)؛ فكأبه يقول‪( :‬اسمع منر)‪ ،‬ف بلد أن يكلون شلاهد األصل قلد بللع ملن‬
‫استِ ْر َعا ُء َأ ْص ٍ ل ِ َف ْر ٍأ َأ ْو ل ِ َغ ْي ِر ِه)؛ هذه الحالة الثابية‪.‬‬
‫شاهد الفرأ أن يسمع شهادته‪ ،‬قال‪َ ( :‬و ْ‬
‫‪ ‬الحالة اْلولى‪ :‬أن يكون شاهد األص يقلول لحلاهد الفلرأ‪( :‬اسلمع منلر الحلهاد ويلأا لا عللى‬
‫وجهها)‪.‬‬

‫شخصلا آخلر‪ ،‬ويف هلذا المًللس سلمعها شلخ ٌ‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬الناع الثاين‪ :‬أن يكلون شلاهد األصل اسلةعى‬
‫ٍ‬
‫وبناء عليه فإاا لم يسةأ أحدً ا‪ ،‬وإبما تكللم ملن غيلر أن‬ ‫ثالث‪ ،‬فالحخ الثالث يسمى شاهد فر ٍأ كذلك؛‬
‫يقول‪( :‬اسمع عنر أو اشهد أين أشهد)؛ فإن شاهد الفرأ ل ُتقب شهادته‪ ،‬أل ا يف معنلى النيابلة‪ ،‬والنيابلة ل‬
‫ُبد فيها من التوكي ‪.‬‬

‫إ ًاا هذا قول الحاهد من فر ٍأ أو غيره‪ ،‬وهو يسمع‪ ،‬أي أن غيره يسمع؛ فيقول‪ :‬أن يقول شلاهد األصل ‪:‬‬
‫(أشهد)‪ ،‬هذا هو السةعاء‪ ،‬أين اشهد أن ف ن ابن ف ن أشهدين على بفسه‪ ،‬أو أقر عنلدي بكلذا وبحلوه)‪،‬‬
‫أي وبحو الك من أن يقول‪ :‬أشهد أين رأيت كذا وبحو الك‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪981‬‬

‫ثاب ًيا‪ :‬أو يسمعه يحهد عند حاكم؛ هذا األمر الثالث‪.‬‬

‫‪ ‬واْلمر اْلول‪ :‬أن يستا الفرأ بحاكم‪.‬‬

‫‪ ‬اْلمر الثاين‪ :‬أن يسةعر غيره وهو يسمع‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث‪ :‬أن يسمع شاهد الفرأ الحهاد وقد أدى ا الحاهد عند الحاكم‪.‬‬

‫سلبع كبيل ٍع وقلرض بلأن يقلول‪( :‬أشلهد أين أن لفل ٍن عللى فل ن أل ًفلا‬
‫ٍ‬ ‫‪ ‬اْلمر الرابع‪ :‬أن يعلوها إلى‬
‫ٍ‬
‫فحينمذ ُتقبل الحلهاد بالملال‪ ،‬إاا اكرهلا لسلبع ألن هلذا السلبع اللذي يلذكره شلاهد‬ ‫بسبع بيعه الف ن؛‬
‫األص ُيلي الحتمال‪.‬‬

‫ً‬
‫احتملال‬ ‫إ ًاا هذا الحرط وهو السةعاء إبما ُشرط؛ ألبه بمعنى النيابة؛ وألن عدم السةعاء قد ُيوجلد‬
‫ٍ‬
‫بتتمة للحهاد غير‪ُ ،...‬تسقط الح ‪ ،‬فإاا وجد شر ٌء ملن األملور السلابقة فإبله يصل تحمل الفلرأ لحلهاد‬
‫األص ‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وت َْأ ِد َي ُة َ َر ٍع بِ ِص َق ِة ت ََح ُّم ِل ِ »‪- ،‬أي من غير تغيير‪ ،-‬قوله‪َ « :‬و َت ْعيِيِنُ ُ ِْلَ ْص ٍٍ»‪ ،‬يقول‪ :‬إين‬
‫أشهد أن ف بًا‪.‬‬

‫ات َعدَ ا َل ِة َا ْل َُ ِمي ِع»‪ ،‬ثبوت عدالة الًميع عند أداء الحهاد الثابية شهاد الفرأ‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُث ُب ُ‬

‫ال َق ْب ٍَ َح َ مٍ‪َ ،‬ل ْم ُي ْح َْم َو َب ْعدَ ُه َل ْم ُينْ َه ْ َو َض ِمنُاا»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن ر َج َع َُ ُها ُد م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‪( :‬إاا رجعوا الحهود)‪ ،‬بب ًعا هذا لليس متعل ًقلا بالحلهاد عللى الحلهاد ‪ ،‬وإبملا ُمطلل الحلهاد ‪ ،‬إاا‬
‫الحكم؛ فإبه ل ُيحكم به؛ ف بد أن يكوبوا مسلتمرين عللى شلهادهتم إللى حلين الحكلم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رجع الحهو ُد قب‬
‫الحكللم؛ ألبلله ثبللت ببينللة‪ ،‬لكللنهم يكوبللوا ضللامنين ألن رجللوعهم بعللد‬
‫وبعللده‪ :‬أي بعللد الحكللم لللم ُيللنقه ُ‬
‫الحكم‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫ف لِ ُمخَ الِ َق ِة َقاطِ ٍع َض ِمنَا»‪.‬‬


‫اض ِ إِت َْال ِ‬ ‫ان َه َطأ م ْق ٍ‬
‫ت َأ ْو َق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َب َ‬
‫لو بان خطأ المفتر الذي يفتر أو القاضر يف إتل ٍ‬
‫ف‪ :‬أي إتل ف ملال‪ ،‬أو إتل ف عللو؛ فإبله يللمن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫اسلتعًال يف سلماأ‬ ‫مثال الك‪ :‬لو أن مفت ًيا أفتى جه ً منه كما يفع بعه النلاس‪ ،‬إملا جهل ً بلالحكم‪ ،‬أو‬
‫‪ :‬عليك د ٌم؛ فذب شا ً قيمتها خمسمائة‪.‬‬ ‫الفتوى؛ وهو ليس أه ً للفتوى فقال لحخ‬
‫‪982‬‬

‫المفتر يًع عليه أن ُيرجع‪ ،‬قال‪« :‬اْلُربعمائـة‬


‫‪ ‬قال املصونف‪« :‬أربعمائة وهمسين هذه السنة»‪ ،‬فإن ُ‬
‫بالحكم‪ ،‬أو بسبع جهله وعلدم سلماعه‬
‫للمستفتر؛ ألبه خالف قاب ًعا دلي ً قاب ًعا بسبع جهله ُ‬
‫وهمسين» ُ‬
‫للفتوى سما ًعا دقي ًقا‪.‬‬

‫كتاب اْلقرار»‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬‬
‫ٍ‬
‫كتاب يف كُتع الفقه‪ ،‬وفقهائنلا يًعللون كتلاب ا قلرار أخلر‬ ‫المصنف هو آخر‬
‫هذا الكتاب الذي اكره ُ‬
‫ً‬
‫تفاهل‪ ،‬بأن يكون المرء أخر ك مه يف الدُ بيا النُط بالحهادتين‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ال ُكتع؛‬

‫إ َأ ْو كِتَا َب ٍة‪َ ،‬أ ْو إِ ََ َار ٍة»‪.‬‬


‫َار بِ َل ْق ٍ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ي ِصح ِمن م َ َّل ٍ‬
‫ف ُمخْ ت ٍ‬ ‫َ ُّ ْ ُ‬
‫المكلللف بيتلله باقصللة أو معدومللة‬ ‫ٍ‬
‫لاج إلللى بيللة فغيللر ُ‬
‫المصللنف‪« :‬يص ل ُ مللن ُمكلللف»؛ ألبلله يحتل ُ‬
‫قللول ُ‬
‫المميلل فلإن بيتله باقصلة‪ ،‬فل يصل ُ لف ُظله‪ ،‬قولله‪ُ « :‬مختـار»‪،‬‬
‫كالمًنون وغيره من دون سلن التمييلل‪ ،‬وأملا ُ‬
‫والمكره‪.‬‬
‫الملطر ُ‬
‫خرج ُ‬
‫ُي ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪ٍ « :‬‬
‫بلقإ أو كتابة»‪ ،‬فا قرار ل يلل ُم فيه اللفظ ب يص ُ حتى بالكتابة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬أ ْو إِ ََ َار ٍة ِم ْن َأ ْه َر َس»‪.‬‬

‫قديما يقولون‪ :‬إن ا شلار غيلر مفهوملة علاد ً‬


‫بعم ا شار ل تص ا قرار به إل من األخرس؛ أل م ً‬
‫إل يف أشياء ُمعينة‪ ،‬مث األرقام عنلد بعله العلرب‪ ،‬وبنلا ًء عللة قلولهم السلاب ‪ ،‬ل يقبللون ا شلار إل ملن‬
‫األخرس فقط بحرط أن تكون إشار مفهومة‪.‬‬
‫يٍ وولِ وو ِار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل َع َلى َا ْلغ َيرِ إِ ََّّل م ْن َوك ٍ َ َ ٍّ َ َ‬

‫بعم‪ ،‬ا قرار األص فيه أبه ُحً ٌة قاصر على ُ‬


‫المقر‪ ،‬ول يتعدى إلى غيره؛ إل يف أحوال‪ ،‬وهلو ملن لله‬
‫ولية‪ ،‬وهو الوكي والولر والوارث؛ فإبه يص أن ُيقر على غيره‪ ،‬فالوكيل واللولر واضل أبله ُيقلر عللى‬
‫الموك عليه والمولى عليه بحرط أن يكون الوكي قد ُأان له با قرار‪.‬‬

‫شخصلا‬
‫ً‬ ‫وأما الوارث فقد ُيقر على غيره فيكون شاهدً ا‪ ،‬قد ُيقر على بفسه فيكون شاهدً ا‪ ،‬مثال‪( :‬للو أن‬
‫ثاللث لهملا؛ فنقلول‪ :‬أقلر لله أحلد البنلين؛ فلا قرار‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ثالث بعد وفلا األب أبله ابل ٌن‬ ‫له ابنان؛ فادعى شخ ٌ‬
‫قاصل ٌلر عليلله يف بصلليبه دون بصلليع صللاحبه إل إاا جللاء شللاهدٌ آخللر فحينمل ٍلذ يكللون إقللرار البللن األول مللع‬
‫‪٦‬‬
‫‪983‬‬

‫الحاهد الثاين داخ ً على باقر الورثة‪ ،‬ولها صور أخرى‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ِصح ِمن مرِي ٍ مر َض َا ْلما ِ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ‬
‫قوله‪« :‬ويص » أي‪ :‬ويص ا قرار من مريه‪ ،‬مفهلوم اللك أبله ملن الصلحي ملن بلاب أوللى قولله‪:‬‬
‫أملورا‪،‬‬
‫ً‬ ‫المراد ليس ُمطل مرض الموت وإبما مرض الملوت المخلوف؛ ألبله سيسلتثنر‬
‫«مرض المات»‪ُ ،‬‬
‫فإن مرض الموت قد يكون مخو ًفا‪ ،‬وقد يكون غير مخوف كما مر يف الوصايا‪.‬‬
‫ث إِ ََّّل بِبين ٍَة َأو إِجا َز ٍة‪ ،‬و َلا صار ِعنْدَ َا ْلما ِ‬
‫ت َأ ْج َنبِ ًّيا»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل لِا ِار ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َِ ْ َ‬ ‫َ‬

‫يصـح»‪ ،‬وللو عابلا بأبله ل‬ ‫المصلنف قولله‪َّ« :‬ل‬ ‫ٍ‬


‫ُ‬ ‫إاا أقر للمريه يف مرض الموت للوارث فلإن إقلراره ُ‬
‫ينفذ لكان أدق؛ ألبه قال‪( :‬يص ُ با جاز )‪ ،‬فدل على أبه صحي ٌ عند ا جاز ‪ ،‬ولو عا بأبه ل ين ُفلذ لكلان‬
‫ُ‬
‫أولى‪.‬‬

‫ببينلة أي بحلاهدين‪ ،‬أو إجلاز ٍ أي لبلاقر‬


‫الملريه كالوصلية لله إل ٍ‬
‫ِ‬ ‫ث»؛ ألن إقلرار‬ ‫قال‪َّ« :‬ل ين ُق ُـذ لِـا ِار ٍ‬
‫َ‬
‫الورثة‪ ،‬قوله‪« :‬و َلا صار ِعنْدَ َا ْلما ِ‬
‫ت َأ ْج َنبِ ًّيا»؛ ألن عندبا قاعد ُمهمة جدًّ ا وابتبهوا لهذه القاعلد سلنأا لهلا‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫بعد قلي ‪( ،‬أن العلا يف ا قلرار بوقتله)‪ ،‬أي بوقلت ا قلرار‪ ،‬العلا بلا قرار يف الملرض المخلوف بوقتله‪،‬‬
‫بينما العا يف العطية‪ ،‬والوصية بحال الوفا ‪.‬‬

‫‪ ‬إذا عندنا ثالثة أَيان‪- ،‬انتبهاا لهذه الثالثة‪:-‬‬

‫المصنف هنا وهر ا قرار‪ ،‬والعا ُ يف ا قرار بوقت الوصية‪.‬‬


‫‪ -‬عندبا األولى‪ :‬التر اكرها ُ‬
‫‪ -‬عندبا ثاين‪ :‬الوصية‪ ،‬وسلب معنلا يف بلاب الوصلايا أن العلا يف الوصلية بحلال الوفلا ‪ ،‬ولليس بحلال‬
‫كتابة الوصية‪.‬‬

‫المصنف للعطية بعد قلي سأاكرها بعد قليل ‪ ،‬إ ًاا اعرفلوا عنلدبا‬
‫‪ -‬عندبا ثالثة‪ :‬وهر العطية واستحهد ُ‬
‫الوصية‪ ،‬وعندبا ا قرار‪ ،‬وسيأا العطية يف محلها‪ ،‬بعم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وي ِصح ِْلَجنَبِ و َلا صار ِعنْدَ َا ْلما ِ‬
‫ت َو ِارثا»‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُّ ْ ٍّ َ ْ َ َ‬
‫ٍ‬
‫ألجنبلر وهلو‬ ‫بعم؛ ألن العا با قرار بوقت الوصية‪ ،‬بوقلت ا قلرار‪ ،‬بعلم‪ ،‬بوقلت ا قلرار؛ فللو أقلر‬
‫فاقلد لعقلله؛ ثلم صلار عنلد الملوت وار ًثلا صل اللك ألبله غيلر‬ ‫ٍ‬
‫بحرء‪ ،‬وكان كام األهلية غيلر ٍ‬ ‫أجنبر عنه‬
‫ٌ‬
‫‪984‬‬

‫ُمتهم‪.‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬وإِع َط ٍ‬
‫ان َكِِ ْق َر ٍار»‪.‬‬ ‫َ ْ‬

‫بعم‪ ،‬هذه المسألة الثالثة‪ُ ،‬أعيدُ المسألة ملر ً أخلرى إن كنلت قلد يعنلر للم تفهموهلا قبل قليل ‪ ،‬عنلدبا‬
‫ث ثة أشياء؛ كُلها تؤخذ من مال الميت‪:‬‬

‫‪-‬وصيةٌ‪.‬‬

‫وإقرار‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬

‫‪-‬وعطية‪.‬‬

‫‪-‬أما الوصية فقد سب معنا يف باب الوصية أن العا فيها بحال الوفا ‪.‬‬

‫والملراد بلالعا ‪ :‬أي‬


‫‪-‬وأما ا قرار يف المرض المخوف؛ فالعا ُ فيها بوقت ا قلرار ل بوقلت الوفلا ‪ُ ،‬‬
‫بالعا بكوبه وار ًثا أو غير وارث‪.‬‬

‫المراد ا هنا‪ :‬أي الهبة‪ :‬التر يه ُبها المرء يف مرضه المخوف؛ ألن‬
‫الثالث‪ :‬العطية‪ ،‬ومر معنا أن العطية ُ‬
‫العطية عند العلماء ُتطل على معنيين‪ ،‬العطية لألبناء‪ ،‬والعطيلة يف الملرض المخلوف‪ ،‬العطيلة يف الملرض‬
‫المتأخرين‪:‬‬
‫المخوف فيها قولن عند ُ‬
‫والمصنف جعلوا حكمها حكم ا قرار‪ ،‬بمعنلى أن العلا فيهلا بوقلت اللتلفظ لا‪،‬‬
‫‪-‬فصاحع ا قناأ ُ‬
‫[المنتهللى]‪ :‬أن العطيللة ُحكمهللا كحكللم‬
‫المتللأخرين وه لو الصللحي ‪ ،‬وهللو قللول صللاحع ُ‬
‫والمعتمللد عنللد ُ‬
‫ُ‬
‫الوصية‪ ،‬فيكون العا فيها بوقت الوفا ‪ ،‬وقال‪ :‬إ ا أربعة فروقات‪ ،‬واكر هناك عللى خل ف ملا اكلر هنلا‪،‬‬
‫جلالك اهلل خير‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ َق َّر ْت َأ ْو َولِ ُّي َها بِن ِ َاحٍ َل ْم يدَ ِع ِ ا ْثن ِ‬
‫َان ُقبِ ٍَ»‪.‬‬ ‫َ‬
‫قوله‪« :‬وإن أقرت»‪ ،‬أي وإن أقرت الملرأ ‪ ،‬أو وليهلا؛ ألبله هلو اللذي يوجلع ويكلون موج ًبلا يف العقلد‬
‫بنكاالٍ ‪ :‬أي بلواجٍ ادعاه رج ل ُبد أن يكون بلواجٍ ادعاه شخ ٌ لكن لم يدعه اثنان‪ ،‬أملا للو ادعاهلا اثنلان‬
‫ف ‪ ،‬ف بد من بينة‪ُ ،‬قب َ ‪ :‬أي ُقب قولها أو قول وليها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪985‬‬

‫احتِ َال ٍم»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ُي ْه َب ٍُ إِ ْق َر ُار َصبِ ٍّ َل ُ َع َير َأ َّن ُ َب َلََ ِب ْ‬

‫بعم؛ ألن هذا مظن ُة بلوغه‪ ،‬وهذا األمر ل يعلم ُه إل هو‪ ،‬وهلو الحلت م‪ ،‬وأملا ُ‬
‫غيلره ف بلد ملن أن يلأا‬
‫بالبينة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ِن ا ُّد ِع َ َع َل ْي ِ بِ َي ْ ٍن َ َه َال‪َ ( :‬ن َع ْم) َأ ْو ( َب َلى) َون َْح َا ُه َما َأ ِو (ات َِّز ْن ُ) َأ ْو( ُه ْذ) َ َهدْ‬
‫َأ َق ّر»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بملال قلال‪( :‬للر عليلك عحلر )‪ ،‬قلال‪:‬‬ ‫ألن عندبا قاعد أن السؤال ُمعا ٌد يف الًواب؛ فمن ادعلى عليله‬
‫بعم‪ ،‬فمعنى الك أبه قال‪ :‬بعم‪ ،‬لك عللر عحلر ‪ ،‬ومثلله للو قلال‪ :‬بللى؛ ألن بللى بمعنلى‪ :‬بعلم يف ٍ‬
‫كثيلر ملن‬ ‫َّ‬
‫المواضع‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ون َْح َا ُه َما»‪ ،‬من الك م الذي يدُ ل على الك‪ ،‬لو قال له‪( :‬اتلبه) فإن اللمير عائلدٌ لملا ادعلى بله‬
‫بالمدعى به ل ‪....‬‬
‫خذه‪ ،‬فقد أقر ُ‬ ‫ٍ‬
‫مذكور هو ما ادعى به أو ُ‬ ‫ٍ‬
‫مذكور‪ ،‬وأول‬ ‫مث إا اللمير يعو ُد ألقرب‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ََّ « :‬ل ( ُه ْذ) َأ ِو (ات َِّز ْن) َون َْح ِا ِه»‪.‬‬

‫إبكلارا أو (اتللن)‪ :‬أي زن قوللك‪،‬‬


‫ً‬ ‫بعم؛ ألن هذه ُمحتملة ألن قوله ُخذ تحتم أي‪ُ ( :‬خلذ) بينل ًة أو خلذ‬
‫ومث الك من المعاين فهر ُمحتملة‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬ون َْح ِا ِه»‪ ،‬أو وبحوه من الك م‪.‬‬

‫ْلن َْيا ُن ِي ِ »‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و ََّل ي ُض ُّر َا ْ ِ‬
‫َ‬
‫المصلنف ا بحلاء‪ :‬هلذه لفظل ٌة منحوتلة‪ ،‬وقصلدُ ه‬
‫يضر اْلنيان ي »‪ ،‬أي‪ :‬يف ا قرار‪ ،‬وقول ُ‬
‫قوله‪« :‬وَّل ُ‬
‫با بحاء هنا‪ :‬ل ما ُيقاب ا خبار‪.‬‬

‫وإبما ُمرا ُده با بحاء أن يقول‪( :‬إن شاء اهلل)؛ وهذا للنحت غريع عند لفقهاء ل يسلتخدموبه؛ فقولله‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫عللر مائل ٌة إن شلاء اهلل‪ ،‬أو إن شلاء اهلل لله َّ‬
‫عللر‬ ‫« َو ََّل َي ُض ُّر ا ْْلن َْيا ُن ي »‪ :‬أي قوله‪ :‬إن شاء اهلل؛ فلو قلال لله‪َّ ( :‬‬
‫مؤثر يف بعه العقود دون بعلها‪ ،‬بعم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫مائة‪ ،‬فنقول إن هذا التعلي غير مؤثر‪ ،‬وأبتم تعلمون أن التعلي‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ َع ِل َّ َأ ْلف ََّل َي ْلز َُمن ِ ‪َ ،‬أ ْو َث َم ُن َه ْمرٍ َون َْح ِا ِه َي ْلز َُم ُ َا ْْلَ ْل ُ‬
‫ف»‪.‬‬
‫‪986‬‬

‫عللر أللف ل‬
‫يرفلع جميعل ُه ( َّ‬
‫ُ‬ ‫بلأمر آخلر‬ ‫ٍ‬
‫بلفلظ ثلم أتبعل ُه ٍ‬ ‫وإن قال‪َ « :‬و َل ُ َع ِل َّ َأ ْلف ََّل َي ْلز َُمنِـ »‪ ،‬بلأن أتلى‬
‫يللمنر)‪ ،‬أو قال‪« :‬من َث َم ُن َه ْم ٍر»‪ ،‬وهذا ثمن الخمر يدل عللى أن األللف التلر أقلر لا عللى بفسله ليسلت‬
‫لزمة ألن ثمن الخمر باب ‪ ،‬محرم‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ي ْلز َُم ُ َا ْْلَ ْل ُ‬


‫ف هط»‪ ،‬وا قلرار لغٍ‪ ،‬وملا وصلف بله وأتبعله لغٍ؛ ألبله يكلون لله ُحكلم السلتثناء‪،‬‬
‫والستثناء‪ :‬إاا رفع الك سقط والتغى‪.‬‬

‫ْت ِمنْ ُ َ َه ْا ُل ُ»‪.‬‬


‫َان َع ِل َّ َأ ْلف َق َض ْي ُت ُ َأ ْو َبرِئ ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ُ َأ ْو ك َ‬

‫لف قللليتُه)‪ ،‬أو أن يقللول‪( :‬كللان للله) فأضللاف‬


‫المللدعى عليلله‪( :‬للله علل َّلر ألل ٌ‬
‫قوللله‪« :‬ولـ »‪ ،‬أي أن يقللول ُ‬
‫ثمن ساب ٍ ‪ ،‬والفرق بين األولى والثابية؟ الثابيلة فيهلا تحقيل الحاليلة‪ ،‬والثابيلة فيهلا إضلاف ٌة للللمن‬
‫لماضر ٍ‬
‫الساب ‪.‬‬
‫َان ع ِل َأ ْلف َق َضي ُت َأو ب ِرئ ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ْت منْ ُ َ َه ْا ُل ُ»‪ :‬أي قول‪ُ :‬‬
‫المدعى عليه أبه قد أبرأه ول يكلون‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫قال‪َ « :‬و َل ُ أ ْو ك َ َ َّ‬
‫ٍ‬
‫صلفة للملال‪ ،‬وإبملا‬ ‫إقرارا؛ قالوا‪ :‬ألن قوله‪( :‬قليتُه أو برأت منله)‪ ،‬هلذا صلل ٌة مقبوللة‪ ،‬وهلر ليسلت‬ ‫الك ً‬
‫صف ٌة لفعله‪ ،‬فيكون ُ‬
‫كالمنكر‪.‬‬

‫كثير من فقهاء الحنابلة يقول‪ :‬ليس عليه العم ‪ ،‬ب قال ابن هبير ‪ :‬ويًلع عللى القاضلر‬
‫وهذا القول ٌ‬
‫الحنبلر أن ل يقلر ذه المسألة؛ لنها وسيل ٌة سقاط الحقوق‪ ،‬ب تكون ً‬
‫إقرارا‪ ،‬بعم‪ ،‬فتكون كالسابقة‪.‬‬

‫ت بِ َب ِين ٍَة َأ ْو َعزَا ُه لِ َس َب ٍ‬


‫ب َ َال»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َث َب َ‬
‫ٍ‬
‫لسبع‬ ‫قوله‪« :‬وإن ثبت»‪ :‬أي وإن ثبت ما أقر به ٍ‬
‫ببينة أو علاه‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ « :‬ال»‪ :‬أي ف ُيقب قوله‪ :‬إين قليتُه أو برئت منه‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫ب َا ْل َح ِق‪ُ ،‬ث َّم ا َّد َعى َالدَّ ْ َع بِ َب ِين ٍَة َل ْم ُي ْه َب ٍْ»‪.‬‬


‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْن ََر َس َب َ‬
‫ِ‬
‫بالمال لكن أبكر سبع الح ‪ ،‬وهلو البيلع والقلرض؛ ثلم ادعلى بعلد اللك اللدفع؛ للم ُيقبل‬ ‫أي إاا أقر‬
‫ادعاهه الدفع إل إاا جاء ب‪ ،...‬إل إاا ببعا إاا ادعى الدفع ٍ‬
‫ببينلة للم ُيقبل ؛ ألبله لملا ادعلى اللدفع فهلو قلد‬ ‫ً‬
‫يكون قد دفع له ً‬
‫مال غير الذي ثبت ذا السبع لم ُيقب ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪٦‬‬
‫‪987‬‬

‫اض َأ ْو ِه َب ٍة َون َْح ِا ِه َّن‪ُ ،‬ث َّم َأ ْن ََر‪َ ،‬و َل ْم َي ُْ َحدْ إِ ْق َر َار ُه َو ََّل َب ِينَةَ‪،‬‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ َق َّر بِ َه ْب ٍ َأ ْو إِ ْق َب ٍ‬
‫ف َه ْص ِم ِ َل ِز َم ُ»‪.‬‬
‫َو َس َأ َل َأ ْح َال َ‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َأ َق َّر بِ َه ْب ٍ »‪ ،‬أي‪ :‬أقر على بفسه بقبه ٍ‬


‫عين‪.‬‬
‫ـاض»‪ ،‬أي‪ٍ :‬‬
‫إان بلالقبه؛ ألن الهبلة ملن شلربها ا ان بلالقبه‪ ،‬بلأن ُيقلبه‬ ‫‪ ‬قال املصونف‪َ « :‬أ ْو إِ ْق َب ٍ‬
‫غيره‪ ،....‬بان يأان لغيره أن يقبه العين الموهوبة‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬أ ْو ِه َب ٍة»‪ ،‬أي‪ :‬أقر على بفسله بلالتلفظ بالهبلة‪ ،‬وإاا أردبلا أن بللرب ً‬
‫مثلال لذه اللث ث‪ ،‬فللو أن‬
‫رج ً وهع غيره عينًا‪ ،‬فنقول إن تلفظه بالهبلة هلذا هلو الهبلة‪ ،‬وهلذه الهبلة ُتصلب جلائل ً غيلر لزملة حتلى‬
‫ُتقبه العي ُن‪ ،‬ومن شرط صحة قبه العين‪ :‬ا ان بالقبه؛ وهذه هر األمور الث ثة‪:‬‬

‫‪-‬قبه‪ :‬أقر على بفسه بأن العين الموهوبة مث ً مقبوضة‪.‬‬


‫ٍ‬
‫وإقباض‪ :‬أي أان بقبلها‪.‬‬‫‪-‬‬

‫‪-‬أو هبة‪ :‬بأن تلفظ ا‪.‬‬

‫قال‪َ « :‬ون َْح ِا ِها»‪ ،‬أي وبحوها من المسائ ‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪ُ « :‬ث َّم َأ ْن ََر»‪ ،‬أي أبكر ُ‬


‫المقر الذي أقر على بفسه بذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َل ْم َي ُْ َحدْ إِ ْق َر َار ُه»‪ ،‬أبكر الك‪ ،‬لكنه لم يًحد إقراره ويقول‪ :‬إبه خطأ أو بحو‬
‫الك‪ ،‬أو أبنر لم ًأقر الك‪ ،‬لم ُأقر بذلك‪.‬‬

‫إقباضا‪.‬‬
‫قبلا أو ً‬ ‫قال‪َ « :‬و ََّل َب ِينَ َة»‪ُ ،‬ت ُ‬
‫ثبت الح سوا ًء كان هب ًة أو ً‬

‫ف َه ْص ِم ِ َل ِز َم ُ»‪ ،‬أي للمه اليمين‪.‬‬


‫قال‪« :‬ثم َس َأ َل َأ ْح َال َ‬

‫ب لِ َغ ْيرِ ِه َل ْم ُي ْه َب ٍْ‪َ ،‬و َيغ َْر ُم ُ لِ ُم َه ٍّر َل ُ»‪.‬‬


‫ب َأ ْو َأ ْعت ََق‪ُ ،‬ث َّم َأ َق َّر ِب َذلِ َ‬
‫اع َأ ْو َو َه َ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬و َم ْن َب َ‬

‫ـب َأ ْو َأ ْعت ََـق»‪ ،‬هلذه عقلو ٌد ُمختلفلة؛ فلالبيع ملن عقلود المعاوضلات‪،‬‬
‫ـاع َأ ْو َو َه َ‬
‫ـن َب َ‬
‫قول المصنف‪َ « :‬و َم ْ‬
‫والهبة من عقود التاعات والعت ُ من العقود التر فيها التاأ واألجر والمثوبة عند اهلل ‪.‬‬
‫قال‪ُ « :‬ثم َأ َقر بِ َذلِ َ ِ ِ‬
‫المعت ‪ ،‬قولله‪َ « :‬ل ْم ُي ْه َب ْـٍ»‪ ،‬أي‬ ‫ب ل َغ ْيرِه»‪ :‬أي أقر بالعين ُ‬
‫المباعة أو الموهوبة‪ ،‬أو القن ُ‬ ‫َّ َّ‬
‫‪988‬‬

‫لم ُيقب إقرار ُه بغيره؛ ألن إقراره هنا يكون متعل ًقلا بلالغير‪ ،‬وقلد تقلدم معنلا يف أول هلذا الكتلاب أن ا قلرار‬
‫ُحً ٌة قاصر ‪.‬‬

‫المباعة لف ٍن فيغرم قيمتله‪ ،‬أو أ لا موهوبل ٌة لفل ٍن هبل ًة‬ ‫ِ‬


‫قال‪َ « :‬و َيغ َْر ُم ُ ل ُم َه ٍّر َل ُ»‪ ،‬بأن أقر أن هذه العين ُ‬
‫لزم ًة فيغر ُم قيمتها وهكذا‪.‬‬

‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬ل ْم َي ُْن ِم ْل ِ ‪ُ ،‬ث َّم َم َل ْ ُت ُ َب ْعدُ ‪ُ ،‬قبِ ٍَ بِ َب ِين ٍَة َما َل ْم ُي َِذ ْب َها بِن َْح ِا َق َب ْض ُ‬
‫ت َث َم َن‬
‫ِم ْل ِ »‪.‬‬
‫يقول وإن قال شخ لم يكن ملكر ثم ملكته بعد‪ ،‬قال‪ُ « :‬قبٍ ٍ‬
‫ببينة» أي ُقب قوله بالبينة‬ ‫ٌ‬

‫قبللت ثملن ملكلر‪ ،‬فغلن‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪« :‬ما لم ُي ذبها» بأن يأت بك ٍم يكلذب هلذه البينلة‪ ،‬بحلو‪:‬‬
‫قوله‪( :‬قبلت ثمن ملكر يدل على أبه كان مال ًكا‪ ،‬بعم‪.‬‬

‫اع ُم ِه ٍّر إِ ََّّل ِ َحدٍّ لِ َّل ِ »‪.‬‬


‫قال‪َ « :‬و ََّل ُي ْه َب ٍُ ُر ُج ُ‬

‫ا ح ُ الغير‪ ،‬ف ُيقبل رجوعله فيهلا‪ ،‬وأملا حلد‬ ‫ألن حقوق اآلدميين ل ُيقب فيها الرجوأ؛ أل ا تعل‬
‫اهلل ‪ ‬ف ُيقب الرجوأ فقد‪« :‬أمر النب ‪ ‬الصحابة أن ُيطلهاا ماعزا حينما رجـع عـن إقـراره‬
‫يف الزنا»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْن َق َال‪َ :‬ل ُ َعل َّ ََ ْ ن‪َ ،‬أ ْو ك ََذا‪َ ،‬أ ْو َمـال َعظـيم َون َْح ُـا ُه‪َ ،‬و َأ َبـى َت ْقس َ‬
‫ـير ُه‪ُ ،‬حـبِ َس َحتَّـى‬
‫ُي َق ِس َره»‪.‬‬

‫ملال‬ ‫ٍ‬
‫بحرء ُمبهم‪ ،‬فقلال‪ :‬لله عللر شلر ٌء وللم ُيبينله‪ ،‬أو كلذا أي أتلى بلفلظ كلذا‪ ،‬أو لله عللر ٌ‬ ‫هذا إاا أقر‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫عظيم‪ ،‬ولم ُيبين مقدار هذا المال العظيم‪ ،‬وبحوه من األلفاظ‪ ،‬وأبلى أن ُيفسلره لملا أملره القاضلر أو غيلره‬
‫فإبه ُيحبس حتى ُيفسره ل ُبد أن يفسره‪ ،‬ول بُعطيه‪.‬‬

‫المقلر‪،‬‬
‫الملتكلم ُ‬
‫الملبهم ملن لفلظ ُ‬
‫ول بقول إبه ُيحكم عليه بأق شلرء؛ مكلان معرفلة هلذا المقلدار ُ‬
‫المسمى؛ ألبه ل ُيمكن الرجوأ يف تفسيرها إليه يف‬ ‫ٍ‬
‫بخ ف الوصية له بحرء فإبه ُيعطى أق ما يصدُ ق عليه ُ‬
‫ٍ‬
‫مال‪ُ ،‬يقب تفسيره بأق مال‪ ،‬لكن ل ُبد أن ُيفسرها‪ ،‬كذلك ُيقب ‪.‬‬ ‫كوبه قد مات‪ ،‬ولذلك ُيقال ُيقب بأق‬
‫ٍ‬
‫بميتة‪.‬‬ ‫المباال ُيسمى شي ًما‪ ،‬ل‬ ‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وبِ َ ْل ٍ‬
‫ب ُم َباحٍ »؛ ألن الكلع ُ‬
‫‪٦‬‬
‫‪989‬‬

‫‪ ‬قال املصونف‪َ « :‬أ ْو َه ْمرٍ َأ ْو ِق ْيرِ َج ْا َز ٍة َون َْح ِا ِه»؛ ألبه قد ُألغيت ماليته شر ًعا‪ ،‬إملا لنًاسلته‪ ،‬أو لعلدم‬
‫مال لكوبه قحر جوز ٍ‪.‬‬ ‫كالخمر‪ ،‬أو لكون ليس ً‬ ‫ِ‬ ‫للمسلم‬‫احةامه ُ‬

‫ـص ِـ َهـا َتمٍ‪َ ،‬ون َْح ُـا َذلِ َ‬


‫ـب َي ْلز َُمـ ُ‬ ‫اب َأ ْو ِسـ ِين ِـ ِق َـر ٍ‬
‫اب‪َ ،‬أ ْو َ ٌّ‬ ‫‪ ‬قال املصونف‪َ « :‬و َلـ ُ ت َْمـر ِـ ِج َـر ٍ‬
‫َا ْْلَ َّو ُل»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بسلكين يف قلراب‪،‬‬ ‫بتمر يف جراب‪ ،‬قال‪( :‬أقر له ٍ‬
‫بتمر يف جراب)‪ ،‬أو أقلر لله‬ ‫يقول لو أن رج ً أقر آلخر ٍ‬

‫والقراب هو الحرء الذي يوضع فيه السكين‪.‬‬

‫قال‪« :‬أو أقر ل يف َ ٌّص ِ َها َت ٍم»‪ ،‬فأتى بحرف الفلر يف اللث ث؛ فإبله يللمله األول فقلط؛ ألن ا قلرار‬
‫كان على األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬الذي هو الًراب والقراب والخاتم‪ ،‬أتى به بلفظ الظرفية يف‪ ،‬وهذا يدل على أبله‬
‫إخبار عنه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المقر فيه وإبما هو‬
‫ليس هو ُ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ْق َرار بِ َي َُرٍ َل ْي َس إِ ْق َرارا بِ َأ ْر ِض ِ ‪َ ،‬وبِ َأ َم ٍة َل ْي َس إِ ْق َرارا بِ َح ْم ِل َها‪َ ،‬وبِ ُب ْست ٍ‬
‫َان َي ْي َم ٍُ‬
‫َأ َْ َُ َار ُه»‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحًر فإن هذا ليس لز ًما منه أن يكون قلد أقلر بلأن األرض مل ًكلا‬ ‫إاا أقر‬ ‫المصنف‪ :‬إن الحخ‬
‫يقول ُ‬
‫قديما وحدي ًثا مازاللت باقيلة أن تكلون األشلًار والنخل ُ‬
‫ً‬ ‫لمن أقر له بالحًر‪ ،‬والسبع أبه قد جرت العاد‬
‫مل ًكا لحخ ٍ والقرار وهر األرض مل ًكا آلخر‪ ،‬فلليس ملن لزم مللك الحلًر‪ ،‬مللك األصل إاا األصل‬
‫يتب ُعه الفرأ للعكس‪.‬‬

‫حلرا‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫إقرارا بحملها؛ لحتمال أن يكون الحم منله فيكلون ً‬
‫قال‪« :‬وبأمة»‪ ،‬أي إاا أقر بأمة فإبه ليس ً‬
‫ٍ‬
‫حينمذ ُمختلف الحال‪.‬‬ ‫حرا؛ فيكون‬
‫شخصا تلوجته إما قنًا أو ً‬
‫ً‬ ‫أن يكون‬
‫ٍ‬
‫وببستان ييمٍ أَُاره»‪ ،‬لو أقر بالبستان يحم األرض القرار‪ ،‬ويحم كلذلك الحلًر النابلت‬ ‫قال‪« :‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫لص َّح ِة‪َ ،‬و َاهَّللُ ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬قال املصنف‪َ « :‬وإِ ِن ا َّد َعى َأ َحدُ ُه َما ص َّح َة َا ْل َع ْهد‪َ ،‬و ْاْل َه ُر َ َسا َد ُه َ َه ْا ُل ُمدَّ ع َا ِ‬
‫اب»‪.‬‬ ‫الص َا ِ‬ ‫‪َ -‬أ ْع َل ُم بِ َّ‬

‫المتداعين صحة العقد‪ ،‬وأما الثاين فقد ادعى فساده؛ ولم تكن هناك بينة فإن القول قلول‬
‫إاا ادعى أحد ُ‬
‫‪990‬‬

‫مدعر الصحة لسببين‪:‬‬

‫‪ ‬السبب اْلول‪ :‬أن األص يف عقود العقود الصحة‪ ،‬وهذه قاعد كلية استصحابيه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صحيحة وسليمة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بريقة‬ ‫‪ ‬السبب الثاين‪ :‬أن األص أن ال ُمسلم ُينحأ عقده على‬

‫واهلل أعلللم‪ ،‬اهلل ‪ ‬أعلللم بالصللواب وإليلله المرجللع والمللآب؛ بكللون بللذلك بحمللد اهلل ‪‬‬
‫أ ينا قراء هذا الكتاب‪ ،‬أخصر المختصرات‪ ،‬مع التعلي عليله بملا تيسلر‪ ،‬يف ٍ‬
‫بحلو ملن خمسلة عحلر يو ًملا‬
‫درسلا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُمفرق ًة أو تليد ربما يوم‪ ،‬أو بحو الك‬
‫أشهر متعدد ؛ ولكن يعنر ابتهت يف خمسلة عحلر ً‬ ‫مفرقة على‬
‫أسأل اهلل العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا جمي ًعا العلم النافع والعم الصال ‪ ،‬وأن يتولبا داه‪.‬‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للًميع التوفي والسداد‪ ،‬وصلى اهلل وسلم وبارك على بب ِّينا محمد(‪.)33‬‬

‫ألقيت هذه المجالس من سنة سبع وثالثين وأربع مئة وألف‬


‫إلى سنة أربعين وأربع مائة من الهجرة النبوية‬
‫بالمسجد النبوي‪ ،‬المدينة المنورة‬
‫حرسها اهلل دا ًرا لإلسالم والسنة‪.‬‬

‫‪h‬‬

‫(‪ )33‬اية المًلس الثالث والث ثين‪.‬‬


‫‪٦‬‬
‫‪991‬‬

‫‪o‬‬

‫المُلس اْلول ‪6...................... ................................ ................................‬‬


‫المُلس الثالث ‪36 ................... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الثالث ‪62 ................... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الرابع ‪81 ................... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الخامس ‪106 ............... ................................ ................................‬‬
‫المُلس السادس ‪141 ............... ................................ ................................‬‬
‫المُلس السابع ‪172 ................. ................................ ................................‬‬
‫المُلس الثامن ‪208 ................. ................................ ................................‬‬
‫المُلس التاسع ‪236 ................. ................................ ................................‬‬
‫المُلس العاَر ‪264 ................ ................................ ................................‬‬
‫المُلس الحادي عير ‪292 .......... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الثاين عير ‪316 ............. ................................ ................................‬‬
‫المُلس الثالث عير ‪344 ........... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الرابع عير ‪368 ............ ................................ ................................‬‬
‫المُلس الخامس عير ‪395 ......................................... ................................‬‬
‫المُلس السادس عير ‪427 ......................................... ................................‬‬
‫المُلس السابع عير ‪465 ........... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الثامن عير ‪494 ............ ................................ ................................‬‬
‫المُلس التاسع عير ‪514 ........... ................................ ................................‬‬
‫المُلس العيرون ‪538 .............. ................................ ................................‬‬
‫المُلس الحادي والعيرون ‪562 ..................................... ................................‬‬
‫‪992‬‬

‫المُلس الثاين والعيرون ‪591 ....................................... ................................‬‬


‫المُلس الثالث والعيرون ‪616 ...................................... ................................‬‬
‫المُلس الرابع والعيرون ‪649 ....................................... ................................‬‬
‫المُلس الخامس والعيرون ‪672 .................................... ................................‬‬
‫المُلس السادس والعيرون ‪705 .................................... ................................‬‬
‫المُلس السابع والعيرون ‪747 ...................................... ................................‬‬
‫المُلس الثامن والعيرون ‪773 ...................................... ................................‬‬
‫المُلس التاسع والعيرون ‪811 ...................................... ................................‬‬
‫المُلس الثالثان ‪838 ............... ................................ ................................‬‬
‫المُلس الحادي والثالثان ‪878 ...................................... ................................‬‬
‫المُلس الثاين والثالثان ‪908 ........................................ ................................‬‬
‫المُلس الثالث والثالثان ‪956 ....................................... ................................‬‬

‫‪h‬‬

You might also like