You are on page 1of 46

‫المـقـدمـة‬

‫اضتمد للّو رب العاظتٌن‪ ،‬والصالة والسالـ على الرسوؿ ػتمد ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬خًن من دعا إىل‬
‫ىذا الدين‪ ،‬وعلى آلو وصحبو أرتعٌن‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فإف اظتصطفى صلوات اللّو وسالمو عليو بٌن عتذه األمة أمور دينها وأرشدىا إىل ما يُصلح دنياىا‬
‫وآخرهتا‪.‬‬
‫وإ ّف ّأوؿ ما بدأَ بو‪ -‬صلوات اللّو وسالمو عليو‪ -‬الدعوةُ إىل شهادة أف ال إلو إال اللّو وأ ّف ػتمداً‪ -‬صلى‬
‫اهلل عليو وسلم‪ -‬رسوؿ اللّو‪ .‬وىتاف الشهادتاف قتا أساس التوحيد‪ ،‬مث قاـ باحملافظة على جناب التوحيد‪،‬‬
‫وإبعاد الناس عن كل ما ىو موصل إىل الشرؾ‪ ،‬فنراه ينهى عن االستعاذة بغًن اللّو تعاىل وعن السحر‬
‫والرياء‪ ،‬وأرشد إىل التوكل على اهلل‪ ،‬ووضح كيف تكوف طاعة ِ‬
‫العاِل واألَمًن يف ِاِلسالـ‪ ،‬مث أمرنا باالقتداء‬
‫بو وطاعتو واالبتعاد عن كل فتنة بالتزاـ تقوى اللّو يف كل أحوالنا لنفوز بسعادة الدارين { ‪:‬ذلك فضل اللّو‬
‫يؤتيو من يشاء واللّو ذو الفضل العظيم( } اآلية ٗ من سورة اصتمعة‪).‬‬
‫إف طالب اللغة العربية‪ -‬وقد وصل إىل ىذا اظتستوى الدراسي‪ -‬من حقو علينا أف نقدـ لو دروساً يف‬
‫العقيدة اِلسالمية‪ ،‬وفقا ظتا لتتاجو منها يف شؤوف حياتو وآخرتو ومبا يتناسب مع مستواه الدراسي‪.‬‬
‫ولقد مت‪ -‬على ىذا األساس‪ -‬اختيار عشرة دروس جامعة تكوف لو زادا يف طريقو لتحصيل العلم بإذف‬
‫اللّو تعاىل‪ .‬وقد ُختم كل درس مبفردات وتدريب ومناقشة تساعد الطالب على فهم اظتوضوع وتزيد يف ثروتو‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫وىذه الدروس‪ ،‬مت انتقاؤىا من كتاب التوحيد للشيخ ػتمد بن عبد الوىاب ‪ -‬رزتو اللّو تعاىل‪ -‬وبسطها‬
‫بأسلوب احملادثة‪ ،‬وذلك تقريبا ألذىاف الطالب‪ ،‬واللّو من وراء القصد‪ .‬وىو يهدى السبيل ‪.‬‬

‫اظتدينة‬ ‫نزار المبيض‬


‫‪1408‬ىػ‬
‫الدرس األول‬

‫(الدعاء إلى شهادة أن ال إلو إال اللّو وأن محمداً رسول اللّو)‬

‫المدرس‪ :‬السالـ عليكم ورزتة اللّو وبركاتو‪.‬‬


‫الطالب‪ :‬وعليكم السالـ ورزتة اللّو وبركاتو‪.‬‬
‫المدرس‪ :‬لقد عرفنا‪ -‬فيما مضى ‪-‬الشهادتٌن‪ ،‬فمن يذكرقتا؟‬
‫ياسـر‪ :‬الشهادتاف قتا قوؿ اظتسلم" ‪:‬أشهد أف ال إلو َإال اللّو‪ ،‬وأشهد أف ػتمداً رسوؿ اللّو‪".‬‬
‫المدرس‪ :‬إف اللّو تعاىل أمر نبيو ػتمداً صلى اهلل عليو وسلم بأف يدعو الناس إىل ا ِِلسالـ دعوة واضحة‪،‬‬
‫ومن اتَبعو‪ -‬الدعوة إىل اللّو وحده ال شريك لو‪ ،‬وأنو يف ذلك‬ ‫ويبٌن عتم أف طريقو وسنتو‪ -‬ىو َ‬
‫على علم وبرىاف‪ ،‬وأنو يػُنَػِّزهُ اللّو ويػُ َعظِّ ُموُ عن أف يكوف لو شريك يف ألوىيتو وربوبيتو وأشتائو‬
‫وصفاتو‪ ،‬وأنو بريء من اظتشركٌن وشركهم‪.‬‬
‫مبـارك‪ :‬نريد آيةً فيها اظتعاين اليت قلت لنا اآلف يف شأف الدعاء إىل اللّو تعاىل‪.‬‬
‫ص ْيـ َرةٍ أنَاْ َوَمن‬
‫المدرس‪ :‬يف الدعوة إىل اللّو‪ ،‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬قُل َىذهِ سبِْيلي ا ْدعُوا إلى اللّو َعلَى ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اتَّ َبعنَي َو ُس ْب َحن اللّو وما أنَاْ ِم ْن ال ُْم ْش ِركِ ْي َن( ‪ }.‬األية ‪ ٔ٘ٛ‬من سورة يوسف)‬
‫ما معىن سبيلي؟ وما معىن على بَصًنة؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬معىن سبيلي‪ :‬طريقي‪ ،‬وسنيت‪ ،‬ومعىن على بصًنة‪ :‬على بَػيِّنة من األمر وعلى علم‪.‬‬
‫محمـد‪ :‬يقوؿ اظتسلم‪ُ ( :‬سْب َحا َف اللّو ) يف أوقات كثًنة‪ .‬فما اظتراد هبذا القوؿ؟‬
‫المدرس‪ :‬إف قوؿ اظتسلم‪ُ ( :‬سبحاف اللّو ) تعبًن فيو تعظيم للّو تعاىل‪ .‬فكلمة ( ُسْب َحا َف )‪ :‬اسم مصدر‪،‬‬
‫ِّسوُ عن أف يكوف لو شريك‪.‬‬ ‫ُسبِّ ُح اللّو تَسبيحاً‪ .‬فأُنػَِّزهُ اللّو و أقَد ُ‬
‫ومعناىا ‪:‬أ َ‬
‫لى عملو؟‬ ‫أدعو الناس إىل اللّو‪ .‬فما الذي َع َ‬ ‫يونس‪ :‬أريد أف َ‬
‫المدرس‪ :‬جزاؾ اللّو خًنا‪ .‬ىذا شعور ؽتتاز ؿتو الدعوة إىل اللّو‪ .‬عليك يا يونس‪ ،‬بل علينا رتيعا أف‬
‫الناس إليو‪،‬‬
‫نكوف‪ -‬أوال وقبل كل شيء‪ -‬على بصًنة‪ ،‬أي‪ :‬على بيّنة من األمر الذي ندعو َ‬
‫كل ِمنَا أركا َف اِلسالـ اطتمسة‪ ،‬وكيف يطبقها بإحساف‪ ،‬باِلضافة إىل أركاف اِلنتاف الستة‬
‫فيعرؼ ٌ‬
‫الناس باضتكمة واظتوعظة اضتسنة للدخوؿ يف دين‬
‫اليت درستهػا سابقاً‪ ،‬مث تستعٌن باللّو وتدعو َ‬
‫اللّو‪.‬‬
‫فيصل‪ :‬رأيت رجال على غًن دين اِلسالـ‪ .‬فبأي شيء أبدأ معو دعويت؟‬
‫المدرس‪ :‬تبدأ دعوتك لو بالشهادتٌن‪ ،‬مث تبٌن لو معىن‪( :‬أشهد أف ال إلو إال اللّو‪ ،‬وأشهد أف ػتمداً‬
‫رسوؿ اللّو‪).‬‬
‫أحمـد‪ :‬ىل بَػ ٌَن الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم للمسلمٌن طريقة دعوهتم إىل اللّو سبحانو وتعاىل؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬لقد بَػ ٌَن لنا الرسوؿ ػتمد صلى اهلل عليو وسلم كيف ندعو الناس إىل ا ِِلسالـ‪ .‬وإليكم‬
‫اضتديث اآلَيت‪ :‬عن ابن عباس‪ -‬رضي اللّو عنهما‪ -‬أف معاذا رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ‪ :‬بعثين رسوؿ‬
‫شهادةِ أ ْف ال إلو‬
‫عه ْم إىل َ‬ ‫فاد ُ‬
‫أىل الكتاب ْ‬ ‫يت ْقوماً ِم ْن ِ‬ ‫َك تَأْ ْ‬
‫اللّو صلى اهلل عليو وسلم قاؿ " ‪:‬إن َ‬
‫ك‪ ،‬فأ َْعلِمهم أ َف اللّو افْرتض عليهم ستَْس صلو ٍ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ ََ‬ ‫ُْ‬ ‫سوؿ اللّ َو‪ .‬فإ ْف ُىم أطَاعُوا ل َذل َ‬
‫أين َر ُ‬
‫إالّ اللّو و ّ‬
‫صدقَةً تُؤخ ُذ ِم ْن‬ ‫ليلة ‪ ،‬فإف ىم أطاعوا لِ َذلِك ِ‬ ‫يف ُك ِّل يػوٍـ و ٍ‬
‫هم َ‬ ‫فأعل ْم ُهم أ َف اللّو افْ َرت َ‬
‫ض َعلَْي ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫أغنِيائِهم فَػرتُّد يف فُقرائِهم ‪.‬فإ ْف ىم أطاعوا ل َذلِك فِإيَاؾ و َكرائِم أمو ِاعتم‪ .‬واتَق دعوة الْمظْلُوـِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫فإنَوُ ْليس بْيػنَها وبَػ ٌْن اللّو ِحجاب( ‪ ".‬متفق عليو‪).‬‬
‫محمـد‪ :‬ىل ىناؾ دليل على أف ا ِِلسالـ واجب على الناس رتيعاً؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬إف الدليل على وجوب اِلسالـ على الناس أرتعٌن ىو قوؿ اللّو تعاىل { ‪:‬قُ ْل يَأَيُّـ َها‬
‫ول اللّو إلَْي ُك ْم َج ِميعاً( } ‪..‬اآلية ‪ ٔ٘ٛ‬من سورة األعراؼ)‬
‫َّاس إِنّي َر ُس ُ‬
‫الن ُ‬
‫إىل أين ذىب معاذ بن جبل ‪-‬رضي اللّو عنو‪ -‬بالدعوة إىل اللّو؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫النب‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬معاذَ بن ٍ‬
‫جبل‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬إىل اليمن يدعو إىل‬ ‫المدرس‪ :‬لقد أرسل ُّ‬
‫اللّو سنة عش ٍر من اعتجرة‪.‬‬
‫مسـعود‪ :‬جاء يف اضتديث ِذكر أىل الكتاب‪ .‬فمن ىم أىل الكتاب؟‬
‫المدرس‪ :‬أىل الكتاب‪ :‬اليهود والنصارى‪ ،‬الذين آتاىم اللّو تعاىل التوراة واِلؾتيل‪ ،‬مث أخذ عليها العهد‬
‫بالدخوؿ يف ا ِِلسالـ‪ ،‬إذا جاءىم الرسوؿ ػتمد صلى اهلل عليو وسلم‪َ ،‬وتَػ ْرِؾ ما ىم عليو من‬
‫األدياف اليت حصل فيها التَحريف بالزيادة والنقص‪ ،‬فأسلم بعض أىل الكتاب وكفر كثًن‬
‫التبليغ باِلسالـ حصل وما بقى عتم إال أف‬ ‫منهم‪ ،‬فال ُح َجة عتا إذ ذاؾ ألف النداء وصلهم‪ ،‬و ُ‬
‫يطيعوا من دعاىم إىل اِلسالـ استجابةً ألمر اللّو تعاىل قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬قُل يأ َْىل ِ‬
‫الكتَاب‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضنَا‬ ‫تَـعالَوا إلَى َكلِم ٍة سواء بـيـنَـنَا وبـيـنَ ُكم أَالّ نَـ ْعب َد إِالّ اللّو والَ نُ ْش ِر َك ِبو َشيئاً والَ يـت ِ‬
‫َّخ َذ بَـ ْع ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ون اللّو فَِإن تَـ َولَّْوا فًـ ُقولُوا ا ْش َه ُدوا بِأَنَّا ُم ْسلِ ُمو َن(‪ }.‬اآلية ٗ‪ ٙ‬من سورة آؿ‬ ‫بـ ْعضاَ أَرباباً ِمن ُد ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫عمراف‪).‬‬
‫أحد الناس بالشهادتٌن‪ .‬فبماذا نأمره؟‬ ‫سليمان‪ :‬إذا أقَر ُ‬
‫المدرس‪ :‬كما تقدـ يف حديث معاذ ‪-‬رضي اللّو عنو‪ :-‬ـتربه بأف اللّو كتب على اظتسلمٌن ستس صلو ٍ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫يوـ وليلة‪ ،‬وزكػاةً تُؤخذ من أغنيائهم فَػتُػَرُّد يف فُقرائهم‪ ،‬و باِلضافة إىل ىذه األركػاف‬ ‫يف ُكل ِ‬
‫الثالثة اليت جاءت يف حديث معاذ ‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬نأمره بالصياـ واضتج الل َذيْ ِن ذُكِرا يف‬
‫نصوص أخرى من الكتاب والسنة‪ ،‬ألف اِلسالـ بُين على ستسة أركاف‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ائم ْأم َواعتم ‪ ".‬فما معىن ىذه العبارة؟‬
‫اؾ َوَكَر َ‬
‫قاؿ الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪ -:‬فإيّ َ‬ ‫فيصل‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬ىذه وصية من اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ظتعاذ‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬وىي عامة‬
‫اؾ و الشيء " تعين‪ :‬احذره‪.‬‬ ‫توىل أمر األمواؿ‪ .‬ورتلةُ‪ " :‬إيّ َ‬ ‫للمسلمٌن رتيعا‪ ،‬وخصوصا من َ‬
‫فهذا أسلوب حتذير‪ .‬وكرائم األمو ِاؿ‪ :‬اصتيِّدةُ منها‪ ،‬بل أفضلها‪ .‬وىذا رتع لكلمة " كر ٍ‬
‫نتة "‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لكن إ ْف‬ ‫ونفهم من ىذا التحذير‪ ،‬أف جامع الزكاة ال يبتدئ بأخذ أجود األمواؿ عند رتع الزكاة ْ‬
‫تطوع أحد الناس بذلك فال بأس عليو حينئذ بأخذىا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عيسـى‪ :‬كم مرة يف السنة جتب الزكاة يف عامة األمواؿ؟‬
‫صاباً‪.‬‬ ‫المدرس‪ :‬جتب الزكاة يف عامة األمواؿ‪ :‬إذا حاؿ عليها اضتو ُؿ‪ .‬أي‪ :‬مَرًة واحدةً يف ال َسنَة‪ ،‬وبلغَ ِ‬
‫تن َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫أي‪ :‬مقداراً معلوماً‪ .‬وبيانو يف كتب الفقو‪.‬‬
‫دع َوةَ الْ َمظْلُ ْوـ "؟‬
‫ما اظتراد بقوؿ النب صلى اهلل عليو وسلم‪َ " :‬و اتّق ْ‬ ‫عمـر‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬اظتراد هبذا القوؿ ‪:‬التحذير من الظلم‪ .‬فكلمةَ (ات َِق) فعل أمر‪ ،‬وماضيو (اتّقى) واظتعىن‪ :‬احذر‬
‫حاجز لتُ ْو ُؿ‬
‫عاقبة الظلم‪ ،‬ألف اظتظلوـ سوؼ يدعو اللّو على الظاِل فيجيبو اللّو‪ ،‬إ ْذ ال مان َػع وال َ‬
‫بٌن دعوة اظتظلوـ وبٌن اللّو رب العاظتٌن سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫واآلف أريد أف تذكروا يل بعض فوائد ىذا الدرس‪.‬‬
‫مصطفى‪ :‬لقد استفدنا‪ -‬بفضل اللّو تعاىل‪ -‬من ىذا الدرس ع ّدة فوائد منها‪:‬‬
‫يدعو الناس إىل توحيد اللّو على بصًنةٍ‪.‬‬
‫‪1-‬كتب على اظتسلم أف َ‬
‫‪2-‬تكوف الدعوة اِلسالمية على مراحل‪ ،‬ابتداء بشهادة أف ال إلو إال اللّو وأف ػتمداً رسوؿ‬
‫اللّو‪.‬‬
‫‪3-‬اِلسالـ دين لتذر من الظلم‪.‬‬
‫‪4-‬أف أىػل الكتاب عليهم أف يدخلوا يف اِلسالـ‪ ،‬ويؤمنوا بو قوالً واعتقاداً وعمالً‪ .‬فهو دين‬
‫اللّو إىل الناس رتيعاً‪.‬‬
‫‪5-‬وعلى الداعي أف يبتعد عن الشرؾ‪ ،‬وأف يَػتَبَػَرأ من اظتشركٌن ألهنم أعداء اللّو سبحانو‬
‫وتعاىل‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫النداء‪ ،‬وىو الدعوة أيضاً‪ .‬ومنو الفعل‪ :‬دعا يدعو‪.‬‬ ‫الدعاء‪:‬‬
‫دليل يؤكد ويشهد لِما يقولو القائل من خرب‪.‬‬ ‫بُرىان‪:‬‬
‫كتب‪ /‬أمر‪ /‬أوجب‪ .‬كقولك( ‪:‬افرتض اللّو الزكاة على األغنياء‪).‬‬ ‫افتَـ َرض‪:‬‬
‫جاب بٌن اللّو ودعوة اظتظلوـ)‪ .‬أي‪ :‬ال شيء نتنعها من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مانع‪ /‬حاجز‪ /‬ساتر ‪.‬كقولك‪( :‬ال ح َ‬
‫ِ‬ ‫ِحجاب‪:‬‬
‫الوصوؿ إىل اللّو‪.‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫ا لدعػاء ‪ -‬برىػاف ‪-‬حجػاب‪).‬‬ ‫(‬

‫(المناقشة)‬
‫س‪ 1:‬قال اللّو تعالى { ‪:‬قُل َى ِذهِ سبيلِي أَ ْدعُواْ إِلَى اللّو َعلَى ب ِ‬
‫ص َيرةٍ أَنَاْ َوَم ِن اتَّـبَـ َعنِي َو ُس ْب َحا َن اللّو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين( } اآلية ‪ ٔٓٛ‬من سوره يوسف‪).‬‬ ‫َوَما أَنَاْ م َن اَل ُْم ْش ِرك َ‬
‫أ‪َ -‬من اظتخاطب هبذه اآلية؟‬
‫(سبيلي‪ /‬على بَصًنة‪ /‬اتَبعين‪ُ /‬سبحاف اللّو)‬ ‫ب‪ -‬بٌن معىن‪َ :‬‬
‫جػ‪ -‬ما الذي يفيده قوؿ اللّو تعاىل{ ‪َ :‬وَما أَنَاْ ِم َن ال ُْم ْش ِركِ ْي َن} ؟‬
‫إليو الناس من غير المسلمين ليدخلوا في اإلسالم؟‬ ‫س‪ 2:‬ما أول أمر ندعو ْ‬
‫س‪ 3:‬إلى أين ذىب معاذ بو جبل‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬للدعوة إلى اللّو؟ ومن أمره بذلك؟ ومتى‬
‫ذىب؟‬
‫س‪َ 4:‬من أىل الكتاب؟ وىل يجب عليهم الدخول في ا ِإلسالم؟ اذكر الدليل على قولك‪.‬‬
‫الدرس الثاني‬

‫(من الشرك‪ :‬االستعاذة بغير اللّو تعالى)‬

‫ـاس‪ .‬ملِ ِ‬
‫ك النَّ ِ‬ ‫المدرس‪ :‬أعوذ باللّو من الشيطاف الرجيم‪ .‬بسم اللّو الرزتن الرحيم { قُ ْل أَعُ ْـوذُ بَِر ِّ‬
‫ـاس‪.‬‬ ‫ب النَّ ِ َ‬
‫َّاس‪ِ .‬م َن الْجن ِِّة والْن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ص ُد ْوِر اْلن ِ‬ ‫َّاس‪ .‬ال ِْذي يـوس ِو ِ‬
‫س ف ْي ُ‬ ‫ْ َُ ْ ُ‬ ‫ْخن ِ‬
‫الو ْس َواس ال َ‬ ‫إِلو الن ِ ِ‬
‫َّاس‪ .‬م ْن َش ِّر َ‬
‫‪}.‬‬
‫ىذه السورة ىي سورة اَلناس‪ ،‬ويف أوؿ آية منها ِذ ْكٌر لالستعاذة باللّو تعاىل‪.‬‬
‫يـونس‪ :‬ما معىن االستعاذة؟‬
‫المدرس‪ :‬االستعػاذة‪ :‬ىي االعتصػاـ وااللتجاء وطلب النصر واضتماية‪ .‬وحقيقتها‪ :‬البعد َع ّما يؤذيك إىل‬
‫ص ُمك ولتفظك ‪.‬‬ ‫من يػع ِ‬
‫َ َْ‬
‫ومنها الفعل‪َ :‬عاذ يَعوذ‪ .‬وال يستعيذ اظتسلم إال باللّو تعاىل‪ .‬لك َن أىل اصتاىلية استعاذوا بغًن‬
‫اللّو فوقعوا يف ا لشرؾ‪.‬‬

‫ال ِمن ال ِ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ال ِم َن ا ِإلنْ ِ‬
‫قاؿ اللّو تعاىل { ‪َ :‬وأنَّوُ َكا َن ِر َج ٌ‬
‫اد ْو ُى ْم َرَى َقاً }‬
‫ْج ّن فَـ َز ُ‬ ‫س يَـعُ ْوذُ ْو َن ب ِر َج َ‬
‫(اآلية ‪ ٙ‬من سورة اصتن)‪ُ .‬متربنا اللّو سبحانو وتعاىل‪ -‬يف ىذه اآلية الكرنتة ‪-‬أنو كاف رجاؿ من‬
‫بىن آدـ يلجأوف (يعتصموف) إذا خافوا إىل رجاؿ من اصتن طلبا ضتمايتهم من األخطار‪ ،‬فزاد‬
‫األنس باستعاذهتم هبم خوفاَ وضالال‬
‫اصتن َ‬ ‫اِلنس اصت َن باستعاذهتم هب ِم طُغياناً ُّ‬
‫وتكرباً‪ ،‬أو زاد ُّ‬ ‫ُ‬
‫وش ّدة وسوءاً‪.‬‬
‫محمـد‪ :‬كيف كانت االستعاذة اصتاىلية؟‬
‫المدرس‪ :‬لقد كاف بعض الناس يف اصتاىلية يقولوف‪ -‬إذا نزلوا مكاناً‪( :-‬نعوذ ِّ‬
‫بسيد ىذا الوادي) ‪.‬‬
‫يقصدوف رئيس جن الوادي فتلك استعاذة جاىلية ألف الوادي ال نتلكو كبًن اصتن أو صغًنىم‬
‫فال كتوز للمسلم أف يستعيذ بغًن اللّو كاصتن أو اظتالئكة أو األنبياء‪ ،‬أو الرجاؿ الصاضتٌن من‬
‫أصحاب القبور وغًنىم‪ .‬فَ َمن فعل ذلك ِل يزد إالّ ْإذتاً‪ ،‬وكتب على اظتسلم أف يفهم جيدا أف‬
‫االستعاذة نوع من أنواع العبادة‪ .‬وصرؼ العبادة لغًن اللّو تعاىل شرؾ وضالؿ مبٌن‪.‬‬
‫حديث عن الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪-‬؟‬ ‫ٍ‬ ‫يحيى‪ :‬ىل وردت االستعاذة يف‬
‫وؿ اللّو‪-‬‬
‫رس َ‬
‫عت ُ‬ ‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬إليكم اضتديث اآليت عن خولة بنت حكي ٍم‪ -‬رضي اللّو عنها‪ -‬قالت‪َ :‬شت ُ‬
‫وؿ " ‪:‬من نَ َزؿ من ِزال فقاؿ‪ :‬أعوذُ بِ َك ِ‬
‫لمات اللّو التَا َمات ِم ْن ِّ‬
‫شر ما‬ ‫ُ‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬يَػ ُق َ َ ْ َ‬
‫يرحت َل ِم ْن ِمْن ِز ِلو َذلِك( ‪ ".‬رواه اِلماـ مسلم‪).‬‬ ‫حَّت َِ‬
‫يضُّره شيء َ‬ ‫خلق‪َِ ،‬لْ ُ‬
‫أُسـامة‪ :‬ما معىن يَػ ْرَِحت ُل؟‬
‫المدرس‪ :‬يرحتل‪ .‬أي‪ :‬يػُغَ ِادر اظتكاف‪ /‬يُسافر‪ .‬كقولك ْارَحت ْلنا لِْل ُع ْمَرةِ‪.‬‬
‫واآلف نريد بعض فوائد ىذا الدرس‪ .‬فمن يذكرىا؟‬
‫درس االستعاذةِ حصلنا على كثًن من الفوائد‪ ،‬وأقتها‪:‬‬ ‫ِمن ِ‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫‪1-‬إف االستعاذة عبادةٌ وال كتوز صرفها لغًن اللّو‬
‫وسوءاً‪.‬‬ ‫‪2-‬إف من استعاذ بغًن اللّو ِل يزده إال رىقا ُ‬
‫‪3-‬إف اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬علَمنا االستعاذة الشرعية‪ ،‬وىي أف يقوؿ اظتسلم ‪:‬‬
‫لق"‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شرِ َما َخ َ‬‫"أعُوذُ ب َكلمات اللّو التَا َمات م ْن ّ‬
‫‪4-‬إ ّف اللّو لتفظ عباده الصاضتٌن ويُعِْي ُذ ُىم من الشر‪.‬‬
‫ياسر‪ :‬عرفنا معىن االستعاذة بغًن اللّو‪ ،‬لكن ما معىن االستغاثة بغًن اللّو؟‬
‫طلب اِلغاثة واِِلعانة‪ ،‬فإذا كاف الطلب ُمو َجها للّو تعاىل‪ ،‬فهذه استغاثة عبادةٍ للّو‪.‬‬ ‫المدرس‪ :‬االستغاثة‪ُ :‬‬
‫شركِيَػة‪ ،‬كالذي يفعلو‬ ‫استغاثة ْ‬
‫وإف كاف الطلب موجها لغًن اللّو‪ ،‬ؽتا ال يقدر عليو إال اللّو‪ ،‬فهذه ِ‬
‫ْ‬
‫بعض أىل اصتَهل ِمن ُدعاء أصحاب القبور واالستغاثة هبم‪ ،‬وطلب اضتَوائج منهم‪ ،‬مع تقريب‬
‫الذبائح واعتدايا للقبور ظنّا منهم أف ىذا العمل فيو شفاء للمريض أو عفو عن السيئات‪ .‬ولكنو‬
‫ال يزيدىم إالّ بعداً عن التوحيد ‪.‬وأما إذا كاف طلب ا ِِلغاثة موجها للناس فيما يقدروف عليو‬
‫فهذا جائز ومن باب التعاوف على اطتًن‪.‬‬
‫أحمـد‪ :‬إذا حصلت يل ضرورة‪ ،‬أو كنت يف شدةٍ ‪ .‬أفال أستغيث بالرسوؿ خًن وأطلب منو اظتدد؟‬
‫َ‬
‫المدرس‪ :‬أِل أقل لك‪ :‬إف االستغاثة باألموات شرؾ؟ بل عليك أف تتو َجو إىل اللّو وحده بالدعاء ليكشف‬
‫ْسوء َويَ ْج َعلُ ُك ْم ُخلَ َفاء‬‫ف ال ُّ‬‫ضطََّر إذَا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬‫ب ال ُْم ْ‬
‫جي ُ‬
‫السوء‪ .‬قاؿ تعاىل { ‪:‬أ ََّم ْن يُ ْ‬
‫اْأل ََرض‪ .‬أءلَوٌ َم َع اْللّو‪ .‬قَلِ ْيالً َّما تَ َذ َّك ُرْو َن( ‪ }.‬اآلية ٕ‪ ٙ‬من سورة النمل)‬
‫مسـعود‪ :‬ما معىن اظت ْ‬
‫ضطَّر؟‬
‫ُ‬
‫المدرس‪ :‬اظتضطر من وقع يف ضرورة‪ ،‬أي الذي أصابو ُّ‬
‫الضُّر والسوء واللّو يكشف السوء إذا استغاث بو‬
‫اظتؤمن وسألو ودعاه دعاء اظتسألة بإخالص‪.‬‬
‫ومن األمثلة‪ (( :‬اللهم اكشف َعنّا البالء (( ‪ )).‬اللهم ؾتِّنا من األعداء‪)).‬‬

‫(اللغـة)‬
‫يعوذون‪ :‬فعل مضارع للجماعة الغائبٌن‪ .‬ويقاؿ‪ :‬عاذ يعوذ‪ ،‬أي‪ :‬اعتصم والتجأ وطلب النصر واضتماية‪.‬‬
‫بيل اِلسالـ‪ ،‬وكل أم ٍر ُمتالف ا ِِلسالـ يُس َمى جاىليةً أيضاً‪ ،‬أي‪ :‬من عادات‬
‫الجاىلية‪ :‬الزمن الذي كاف قُ َ‬
‫أىل اصتاىلية وأفعاعتم‪.‬‬
‫الـوادي‪ :‬اظتكػاف اظتنخفض من األرض بٌن اظترتفعػات‪ ،‬ومثالو‪ :‬وادي العقيق باظتدينة‪.‬‬
‫التَّامات‪ :‬الكامالت‪ ،‬الاليت ال نقص ّ‬
‫فيهن وال عيب‪.‬‬
‫لف السابقٌن لو يف م ٍ‬
‫لك وؿتوه‬ ‫ُخـلفاء‪ :‬رتع خليفة‪ ،‬وىو من َخ َ‬
‫ُ‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫يعوذ‪ -‬الػوادي‪ -‬ا لتامػات‪).‬‬ ‫(‬

‫(المناقشة)‬

‫س‪ 1:‬بين معنى االستعاذة واكتب آية تدل عليها‪.‬‬


‫س‪ 2:‬ما الذي كان يقولو أىل الجاىلية إذا نزلوا مكانا؟‬
‫س‪ 3:‬ماذا حصل لرجال من اإلنس لما استعاذوا بغير اللّو تعالى؟‬
‫س‪ 4:‬ما الدعاء الذي يقولو المسلم إذا نزل مكاناً؟‬
‫س‪ 5:‬استعاذ أح ُد الناس بصاحب قبر‪ .‬فهل ىذا العمل جائز؟ وما دليلك؟‬
‫الذي قرأتو في موضوع االستعاذة‪.‬‬
‫س‪ 6:‬اكتب حديث خولة بنت حكيم‪ -‬رضي أدلّو عنها‪َ -‬‬
‫أخرى؟‬
‫س‪ 7:‬بين معنى االستغاثة‪ ،‬وكيف تكون شركـية مرة‪ ،‬ومشروعة مرة َ‬
‫س‪ 8:‬إذا استغاث رجل بقبر النبي‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬أو طلب منو المدد‪ .‬فما الواجب‬
‫عليك أن تقولو لو؟ وما دليلك؟‬
‫الدرس الثالث‬

‫(حماية المصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬جناب التوحيد)‬

‫المدرس‪ :‬أخ ْذنا‪ -‬يف درس مضى ‪-‬التوحيد وأنواعو الثالثة‪ .‬ويف ىذا الدرس نريد معرفة احملافظة على‬
‫جناب التوحيد‪.‬‬
‫ما معىن جناب التوحيد‪ ،‬وزتايتو؟‬ ‫ياسـر‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬جناب التوحيد‪ :‬مقاـ التوحيد ومنزلتو‪ ،‬ومعىن زتايتو‪ :‬احملافظة عليو وحراستو والعناية بو ودفع‬
‫كل قوؿ أو فعل متالف التوحيد‪.‬‬
‫مبـارك‪ :‬كيف حافظ الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬على جناب التوحيد؟‬
‫المدرس‪ :‬حافظ الرسوؿ اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬على جناب التوحيد بأفعالو وأقوالو‪ ،‬وكاف‬
‫حق التوحيد نراه يغضب للّو‬ ‫حريصا على اظتؤمنٌن‪ ،‬فإذا حصلت أخطاء من بعض الناس يف ِّ‬
‫تعاىل وال يرضى لعباد اللّو الوقوع يف الشرؾ مهما كاف صغًناً أو كبًناً‪ ،‬وذلك رزتة باظتؤمنٌن‬
‫حَّت يستقيموا يف توحيدىم للّو رب العاظتٌن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّم َح ِريْ ٌ‬
‫ص َعلَْي ُك ْم‬ ‫قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬لََق ْد َجاَء ُك ْم َر ُس ْو ٌل م ْن أَنْـ ُفس ُك ْم َع ِزيْز َعلَْيو َما َعنت ْ‬
‫ف َرِح ْي ٌم ْْ( ‪}.‬اآلية ‪ ٕٔٛ‬من سورة التوبة‪).‬‬ ‫ِ‬
‫بِال ُْم ِؤْمن ْي َن َر ْ‬
‫ؤو ٌ‬
‫أحمـد‪ :‬ظتن اطتطاب يف قوؿ اللّو تعاىل { ‪:‬من أنْـ ُف ِس ُكم} ؟‬
‫المدرس‪ :‬اطتطاب يف اآلية للمؤمنٌن اظتتبعٌن للرسوؿ ػتمد ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬بدليػل قوؿ اللّو‬
‫هم َر ُس ْوالً ِم ْن أنْـ ُف ِس ِه ْم يَـ ْتـلُواْ َعلَْي ِه ْم آيَاتِِو‬ ‫ؤمنِين إ ْذ بـع َ ِ‬
‫ث ف ْي ْ‬
‫ِ‬
‫تعػاىل{ ‪:‬لََقـ ْد َم َّن اْللّو َعلَى ال ُْم ْ َ َ َ‬
‫الل ُم ْبي ٍن( ‪ }.‬اآلية ٗ‪ٔٙ‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫ْح ْك َمةَ وإ ْن َكانُوا ِم ْن قَـ ْب ُل لَِف ْي َ‬
‫ْكتَاب وال ِ‬
‫ِ‬
‫َويُـ َزِّك ْي ِه ْم َويُـ َعلِّ ُم ُه ْم ال َ‬
‫من سورة آؿ عمراف‪).‬‬
‫مسـعود‪ :‬ما معىن قوؿ اللّو َتعاىل{ ‪:‬عزيز عليو ما عنتم} ؟‬
‫المدرس‪ :‬إف من معاين كلمة (عزيز ‪):‬شديد‪ .‬ومعىن (ما َعنِتُّم)‪ :‬ما أصابكم من شدة‪ ،‬فيكوف اظتعىن‬
‫اضترج واظتشقَة‪ ،‬وذلك‬‫ولتزنو ُوقوعُكم يف َ‬ ‫العاـ‪ :‬شديد على الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ُ -‬‬
‫بسبب ؼتالفة بعضكم لشرع اللّو‪.‬‬
‫سليمان‪ :‬لو هناين أحد عن اعتياد زيارة قرب صديقي قائالً‪ :‬إ َف اعتياد القرب متالف جناب التوحيد‪ .‬فهل‬
‫ىو على صواب؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬إنو على صواب يف ىذه اظتسألة‪ ،‬ودليلو اضتديث اآليت‪ :‬عن أيب ىريرة‪ -‬رضي اللّو عنو‪-‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪ -:‬ال جتعلُوا بُيوت ُك ْم قُبوراً وال َجتعلُوا ق ِربي ْ‬
‫عيداً‬
‫حيث ُكنتُم( ‪ ".‬رواه اِلماـ أبو داود بإسناد حسن)‪ .‬فإذا‬ ‫صالتكم تَبلُغين ُ‬
‫ُ‬ ‫علي فَإ َف‬
‫وصلُوا َ‬
‫كاف النهي عن جعل قرب النب ػتمد‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬عيداً‪ ،‬فكذلك القبور بصفة‬
‫عامة يشملها اضتكم‪.‬‬
‫محمـد‪ :‬كيف تكوف البيوت قُبوراً؟‬
‫المدرس‪ :‬ىذا تشبيو ضتاؿ البيوت بالقبور‪ .‬فإف القبور ال يصلي الناس فيها‪ ،‬بل يصلوف يف اظتساجد‬
‫رتاعة‪ .‬فإذا ُىجرت البيوت بدوف صالة فيها‪ -‬أي‪ :‬صالة النافلة‪ :-‬تكوف حاعتا كحاؿ‬
‫صًن بُيوتنا مثل القبور بغًن صالةٍ فيها‪.‬‬
‫القبور‪ .‬إذف‪ ،‬فعلينا أف ال نُ ِّ‬
‫فيصل‪ :‬ما معىن َج ْع ِل الق ِرب عيداً؟‬
‫وقت ؼتصوص‬ ‫عيد )‪ .‬إهنا مأْخوذة من االعتياد واظتعاودة للشيء يف ٍ‬ ‫المدرس‪ :‬أُبٌن لك أوال معىن كلمة( ٍ‬
‫ّ‬
‫يتكرر كل أسبوع أو كل شهر أوكل سنة مثال‪ .‬ويُطلق لفظ العيد على الزماف واظتكاف‪.‬‬
‫واالحتفاؿ مبناسبة معينة مثل عيد الفطر وعيد األضحى‪.‬‬
‫لدهِ‪ ،‬ويسموف ىذا االحتفاؿ‬ ‫شيخ عند قربه أو مبناسبة مو ِ‬
‫ولتتفل بعض الناس مبناسبة وفاة ٍ‬
‫ذكرى أو مولداً ‪.‬‬
‫فال كتوز مثل ىذا االحتفاؿ‪ ،‬ويدخل حتت النهي يف قوؿ النب ػتمد‪ -‬صلى اهلل عليو‬
‫وسلم " ‪-:‬ال جتعلُوا قَػ ْربي ِعيداً ‪ ".‬من البدع اليت اتبعها اصتاىلوف عند القبور‪.‬‬
‫قاؿ اِلماـ ابن القيم ‪-‬رزتو اللّو تعاىل‪ " :‬العيد ما يُعتاد غتيئو وقصده من زماف ومكاف‪.‬‬
‫صد فيو االجتماع‬ ‫مأخوذ من اظتعاودة واالعتياد‪ .‬فإ ْف كاف اشتاً للمكػاف‪ ،‬فهو اظتكاف الذي يػُ ْق َ‬
‫للعبادة أو غًنىا‪ .‬كما أف اظتسجد اضتراـ ومىن واظتزدلفة وعرفة واظتشاعر جعلها اللّو عيدا‬
‫للحنفاء (اظتسلمٌن) ومثابةً (معاداً)‪ .‬كما جعل أياـ العيد فيها عيداً‪ .‬وكاف للمشركٌن أعياد‬
‫عيد الفطر‬‫زمانية ومكانية‪ ،‬فلما فرض اللّو دين اِلسالـ أبطلها وع َوض اضتنفاء بدال منها َ‬
‫أعياد اظتشركٌن اظتكانية بالكعبة ومىن واظتزدلفة واظتشاعر‬ ‫أياـ مىن‪ .‬كما ع َوض َ‬ ‫وعيد األضحى و َ‬‫َ‬
‫( ‪".‬انتهى ؼتتصرا عن كتاب عوف اظتعبود ‪)ٖٕ /ٙ‬‬
‫وج ٍو ؼتصوص يف زمن‬ ‫إذف‪ :‬فال كتوز أف يتخذ الناس القرب عيداً‪ ،‬أي‪ :‬مكانا يُزار على ْ‬
‫ص ًِّنوا‬ ‫ِ‬
‫ؼتصوص‪ .‬وإف معىن قوؿ الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم" ‪-‬ال َْجتعلُوا قَػ ْرب ْي عيداً "ال تُ َ‬
‫الناس من زيارة‬
‫قربي مثل العيد اظتكاين‪ .‬وىذا النهي عن َج ْعل القرب عيدا ال يعىن أف ُنتنع ُ‬
‫لكن ال ؾتعل لزيارهتا أوقاتا ؼتصوصة من ال َسنة أو الشَهر أو‬ ‫القرب‪ ،‬فإف زيارة القبور جائزة‪ْ ،‬‬
‫األسبوع مثال كي ال تكوف عيداً‪.‬‬
‫علي ‪ ".‬فما معىن ىذا‬ ‫أمرنا الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬يف ىذا اضتديث قائال " ‪:‬وصلُّوا َ‬ ‫أسامة‪:‬‬
‫القوؿ؟‬
‫صل على ُػت َم ٍد ) وىذا دعاء معروؼ عند رتيع اظتسلمٌن‪.‬‬ ‫المدرس‪ :‬معىن ىذا األمر‪ :‬قولوا ( ‪:‬اللَ ُه َم ِّ‬
‫وإليكم اآلف خالصة اضتُكم يف زيارة القبور‪:‬‬
‫لقد ّبٌن لنا اظتصطفى ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬كيف َْؿت َذ ُر عندما نزور القبور بقولو " ‪:‬ال‬
‫تصلوا إىل القبور وال جتلسوا عليها( ‪ ".‬رواه ِاِلماـ مسلم‪).‬‬
‫ولقد كانت الزيارة للقبور ؽتنوعة‪ ،‬مث جاءت الرخصة بزيارهتا فقاؿ اظتصطفػػى ‪ -‬صلى اهلل‬
‫ذك ُر اآلخرة( ‪".‬اضتديث عند‬ ‫نت هنيتُكم عن ِزيارةِ ال ُقبُوِر فزوروىا فإ َهنا تُ ِّ‬ ‫عليو وسلم" ‪ُ -:‬ك ُ‬
‫ا ِِلماـ مسلم واضتاكم وابن ماجو‪).‬‬
‫لكن من غًن أف ؾتعلها عيدا‪-‬‬ ‫السنَة‪ْ ،‬‬ ‫وعلى ىذا األساس فإف زيارة القبور جتوز‪ .‬وىي من ُّ‬
‫للسنَة‪ .‬وندعو اللّو ألىلها‬ ‫كما تقدـ‪ -‬وعند وصولنا إىل القبور نُسلِّم على أىلها اتباعا ُّ‬
‫ونطلب عتم من اللّو الرزتة واظتغفرة‪ .‬وقد َعلَمنا الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬صيغةً للسالـ‬
‫الـ علي ُك ْم أىل الدِّيا ِر من اظتؤمنٌن واظتسلمٌن‬ ‫والدعاء يف أثناء زيارتنا للقبور‪ ،‬فنقوؿ‪ (( :‬ال َس ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسأؿ اللّو لنا ول ُك ْم العافِية )) (رواه اِلماـ مسلم)‪ .‬وبعد الدعاء‬ ‫لالح ُقوف‪ُ ،‬‬‫وإنَا إ ْف شاء اللّو ِ‬
‫ـترج من اظتكاف وال نبقى وقتا طويال فيو‪ .‬وىذه الزيارة تُ َذ ِّكرنا اآلخرة واظتوت‪ .‬وىي زيارة‬
‫مشروعة ُمباحة‪.‬‬
‫أما الزيارة اظتمنوعة ‪:‬فهي ما يفعلو كثًن من اصتاىلٌن من أمور ؼتالفة للسنة‪ .‬مثل‪ :‬الصالة‬
‫إىل القبور أو اصتلوس عليها‪ ،‬أو االستعانة بأصحاب القبور أو وضع األزىار والسراج عليها‪،‬‬
‫وكذلك السفر من أجل القبور فهذا كلو ؼتالف ِلِلسالـ‪.‬‬
‫علي )) أكتب علينا أف نقوؿ ىذا الدعاء‬‫عيسـى‪ :‬قاؿ اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ (( :-‬وصلُّوا َ‬
‫عند القرب فقط؟‬
‫المدرس‪ :‬كالَ‪ .‬أِل تقػرأ يف ىذا اضتػديث قوؿ النب‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪ -:‬وصلُّوا َ‬
‫علي فإ َف‬
‫حيث ُكْنتُ ْم ‪ ".‬أي سواء أ كنا قريبٌن من القرب أـ بعيدين جداً‪ ،‬فإف ىذا‬
‫صالت ُك ْم تبلُغين ُ‬
‫التسليم وىذه الصالة سيبلغاف النب اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬بأمر اللّو تعاىل وعلمو‬
‫وىذا فضل ِمن اللّو على نبيو وعلى اظتؤمنٌن‪.‬‬
‫معىن احملافظة على جناب التوحيد‪ -‬نذكر بعض الفوائد من ىذا واآلف‪ -‬بعد أف عرفنا‬
‫‪:‬يلي الدرس وىي كما‬
‫‪1-‬إ َف الرسوؿ ػتمداً‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬بشر‪ .‬أي إنساف من بين آدـ‪ ،‬فضلو اللّو تعاىل‬
‫ولتزنو وقوعُ اظتؤمنٌن يف ؼتالفة جناب‬
‫بالرسالة‪ ،‬وقد حافظ على جناب التوحيد بقولو وفعلو‪ُ .‬‬
‫التوحيد ‪.‬‬

‫‪2-‬ال ينبغي لنا أف نُعطِّل بيوتنا من صالة النافلة‪ ،‬حَّت ال تكوف كالقبور‪.‬‬
‫‪3-‬وأيضا تعلّمنا كيف نزور القبور‪ .‬وماذا نقوؿ عند الزيارة‪.‬‬
‫‪4-‬مث إ َف علينػا أف ؿتػذر ؽتػا يفعلو بعضا الناس اظتخالفٌن للسنة عند زيارهتم للقبور‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫ػتافظ‪ /‬كثًن الرعاية‪ .‬وضد كلمة (حريص)‪ُ :‬م ْه ِمل‪ .‬ومثاؿ عتا‪ :‬ػتمد حريص على دروسو‬ ‫َح ِريْ ٌ‬
‫ص‪:‬‬
‫وأخوه مهمل عتا‪.‬‬
‫الع ِطيَة عن ٍ‬
‫يد ‪ ،‬والنافلة ما يفعلو اِلنساف ؽتا ال كتب عليو‪ .‬ومن ذلك نافلة الصالة‪.‬‬ ‫النَّافلة‪:‬‬
‫َ َْ‬
‫لم للعبادة‬
‫مع ٌ‬ ‫شاعر‪ :‬اظتعاِل اليت نَ َد َ‬
‫ب اللّو إليها وأمر بالقياـ عليها‪ ،‬ومنو ُشتِّي اظتَ ْش َع ُر اضتراـ‪ ،‬ألنو ْ‬ ‫الم َ‬
‫َ‬
‫وموضع‪ .‬واظتشاعر‪ :‬مواضع اظتناسك‪.‬‬
‫وشتِّي اظتسلموؿتُنفاء‪ ،‬ألهنم مالوا عن الشرؾ إىل‬ ‫الحنَفاء‪ :‬رتع َحنيف‪ -‬وىو اظتائل إىل جهة دوف غًنىا‪ُ .‬‬ ‫ُ‬
‫جهة توحيد اللّو سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫اظتصباح اظتضيء‪ ،‬ورتعو ‪ُ :‬س ُرج‪.‬‬ ‫السراج‪:‬‬
‫ِّ‬
‫وص ًّن‪ .‬كقولك‪ :‬ال تتخذ القرب عيداً‪.‬‬ ‫فعل ٍ‬
‫ماض متعد ظتفعولٌن‪ ،‬وىو مبعىن‪َ :‬ج َعل َ‬ ‫اتَّ ْخـذ‪:‬‬
‫رتع بدعة‪ .‬وىي ما جاء على غًن ٍ‬
‫مثاؿ سابق‪ .‬والزيادة على الدين ؽتا ليس منو يقاؿ عتا‬ ‫البـدع‪:‬‬
‫بدعة‪.‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫( حػريػص‪ -‬حػنفاء‪ -‬اختػذ‪).‬‬

‫(المناقشة)‬

‫س‪ 1:‬قال الـنـبي‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪ -:‬ال جتػعلُوا بُيوت ُك ْم فبػوراً " ‪......‬أكـمـل الحديث‪ .‬مع‬
‫الضبط بالشكل‪.‬‬
‫س‪ 2:‬رجل يصلّى إلى القبور‪ .‬فما حكـم صالتو؟ اذكر الدليل على قولك‪.‬‬
‫س‪ 3:‬بين معنى ِ‬
‫(حماية‪ .‬المصطفى‪ .‬جناب التوحيد‪ .‬عيد‪ .‬تبلغني‪ .‬من أنفسكـم‪ .‬حيث كنتم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عزيز ‪.‬حريص‪).‬‬
‫س‪ 4:‬كيف حافظ النبي‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬على جناب التوحيد؟‬
‫حتدث يف ىذا اظتوضوع مبا ال يقل عن الصفحة‪.‬‬
‫الدرس الرابع‬

‫ـحر)‬
‫(الس ِّ‬

‫المدرس‪ :‬نريد‪ -‬يف ىذا الدرس‪ -‬أف نعرؼ أمراً من األمور اليت ُختالف جناب التوحيد‪ ،‬وتُػ ْوصل صاحبها‬
‫حر‪.‬‬‫الس ُ‬ ‫ب منها‪ .‬حَّت ؿتذر منو‪ ،‬ونعرؼ حقيقتو وخطره على الناس‪ .‬إنو ِّ‬ ‫إىل الشرؾ إذا ِل يَػتُ ْ‬
‫ما معىن السحر؟‬ ‫عمـر‪:‬‬
‫ودؽ فهو ِسحر‪ .‬واصتمع‪ :‬أسحار‬ ‫ْخ َذةُ‪ .‬وكل ما لطُف مأْخ ُذه (سببو) َ‬ ‫حر لغ ًة ‪:‬األ ْ‬ ‫المدرس‪ِّ :‬‬
‫الس ُ‬
‫السحر شرعاً‪ :‬صرؼ الشيء عن حقيقتو‬ ‫وسحور‪ ،‬والفاعل‪ :‬ساحر‪ ،‬ورتعو‪ :‬سحرةٌ ‪ .‬ومعىن ِّ‬ ‫ُ‬
‫وص َور الشيء على غًن حقيقتو قد سحر‬ ‫إىل غًنه يف الظاىر‪ ،‬فكأف الساحر ظتا جاء بالباطل َ‬
‫الشيء عن وجهو‪ ،‬أي‪ :‬قلبو بسحره‪.‬‬
‫أحمـد‪ :‬عرفنا أف الفاعل للسحر يقاؿ لو ساحر‪ .‬فمن الذي يأمره هبذا العمل الباطل؟ وكيف يأيت‬
‫بالسحر؟‬
‫المدرس‪ :‬إف السحر فِ ْعل خفي ال َسبب‪ ،‬ظاىر األثر‪ ،‬يفعلو من أطاع الشيطاف وأشرؾ باللّو تعاىل‪ .‬وإف‬
‫الشيطاف ىو الذي يأمر الساحر بعمل السحر الذي يضر الساحرين وال ينفعهم‪.‬‬
‫الس ْح َر } ‪...‬‬ ‫قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬وما َك َفر سلَيما ُن ولَ ِك َّن َّ ِ‬
‫َّاس ّ‬ ‫ين َك َف ُرواْ يُـ َعلّ ُمو َن الن َ‬ ‫الشيَاط َ‬ ‫ََ َ ُ ْ َ َ‬
‫ض ُّرُى ْم َوالَ يَـ ْنـ َفعُ ُه ْم َولََق ْد َعلِ ُموا لَ َمن ا ْشتَـ َراهُ‬
‫اآلية‪ .‬إىل أف قاؿ اللّو تعاىل { ‪َ :‬ويَـتَـ َعلَّ ُمو َن َما يَ ُ‬
‫س ُه ْم لَ ْو َكانُوا يَـ ْعلَ ُمون‪}.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫س َما َش َروا بو أن ُف َ‬ ‫َما لَوُ في اآلخ َرة م ْن َخالَق َولَب ْئ َ‬
‫(اآلية ٕ٘ٔ من سورة البقرة‪).‬‬
‫ضُّره‪ ،‬مث إف الفاعلٌن‬ ‫ومن خالؿ ىذا النص يتبٌن لنا أف السحر ال ينفع من يفعلو‪ ،‬بل يَ ُ‬
‫للسحر انصرفوا عن كتاب اللّو تعاىل‪ ،‬وأخذوا السحر الذي تَػ َق َولتوُ الشياطٌن‪.‬‬
‫وشَرى) من جهة اظتعىن؟‬ ‫مسـعود‪ :‬ما الفرؽ بٌن الفعلٌن( ‪:‬ا ْش َرتى َ‬
‫المدرس‪ :‬إف الفعل‪( :‬اشرتى) يعىن ‪:‬دفع ذتنا لشيء يأخذه من البائع‪ ،‬كقولك‪ :‬اشرتيت ثالثة أقالـ‬
‫ودفعت الثَمن ريالٌن ‪.‬واظتضارع من الفعل (ا ْش َرتى( ‪):‬يَ ْشرتي‪).‬‬
‫(شرى) فهي ضد اشرتى‪ .‬أي‪ :‬باع ما عنده من شيء وأخذ ذتنو‪ ،‬كقوؿ اللّو‬ ‫وأما كلمة‪َ :‬‬
‫ودةٍ ‪ }.‬أي باعػوه وأخذوا ذتنو‬‫س َد َر ِاى َم َم ْع ُد َ‬
‫تعاىل‪ -‬يف سورة يوسف { ‪-:‬و شروه بِثَ َم ٍن بَ ْخ ٍ‬
‫(شر ى( ‪):‬يَ ْشرى‪).‬‬ ‫دراىم معدودة‪ .‬واظتضارع من الفعل‪َ :‬‬
‫اِلخبار عن حاؿ الذين اشرتوا السحر واستبدلوه بأنفسهم‬ ‫ُ‬ ‫وعلى ىذا اظتعىن‪ ،‬يكوف يف اآلية‬
‫اليت جعلوىا ذتناً للسحر‪ ،‬فأوقعوىا يف العذاب الشديد وذلك اطتسراف اظتبٌن‪.‬‬
‫سليمان‪ :‬ما معىن قوؿ اللّو تعاىل { ‪:‬ما لو في اآلخرة من خالق} ؟‬
‫(خالؽ) مبعىن‪( :‬حظ‪ .‬أو دين‪ .‬أو نصيب)‪ .‬فمعىن اآليػة‪ :‬أنو‬ ‫المدرس‪ :‬ىذه رتلة مسبوقة بنفي ‪.‬وكلمة َ‬
‫من اشرتى السحر‪ ،‬أي تعلَمو أو عمل بو ليس لو من حظ وال دين وال نصيب يوـ القيامة‪ ،‬إ ْذ‬
‫الناس حبسنات وىو ال شيء لو منها‪ ،‬وذلك بسبب شركو باللّو تعاىل وطاعتو للشياطٌن‬ ‫يأيت ُ‬
‫يف عملو بالسحر‪.‬‬
‫فيصل‪ :‬ىل السحر من كبائر الذنوب أو من صغائرىا؟‬
‫بالشرؾ‪ ،‬وفاعلو مشرؾ إالّ من تاب إىل اللّو‬ ‫ِ‬ ‫السحر من كبائر الذنوب‪ ،‬فإنو ال يأيت إالّ‬ ‫المدرس‪ :‬إف‬
‫َ‬
‫العداوَة بٌن الناس‪ .‬وال يقع‬ ‫ث َ‬‫تعاىل‪ .‬وإف من آثار السحر أنو يفرؽ بٌن اظترء وزوجو‪ ،‬ويػُ ْوِر ُ‬
‫َح ٍـد إِالّ بِِإ ْذ ِن‬ ‫ضـار ِ ِ‬
‫ين بِو م ْن أ َ‬ ‫ِ‬
‫السحر إال بإذف اللّو تعاىل‪ .‬قاؿ اللّو تعػاىل { ‪َ :‬وَمـا ُىم ب َ ّ َ‬
‫اللّو( } ‪….‬اآلية ٕٓٔ من سورة البقرة‪).‬‬
‫ؼ حبديث (ال َسب ِع‬ ‫عر ُ‬
‫وإليكم الدليل من السنة النبوية على حترمي السحر يف حديث يُ َ‬
‫قات)‪ .‬فعن أيب ىريرة‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪-:‬‬ ‫اظتوبِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حر‪ ،‬وقْت ُل‬ ‫الس‬
‫َ ِّ ُ‬‫و‬ ‫و‪،‬‬‫ّ‬‫ل‬‫بال‬ ‫ِّرؾ‬
‫ُ‬ ‫الش‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫؟‬ ‫ن‬
‫َُ‬‫ى‬ ‫وما‬ ‫و‪.‬‬‫ّ‬‫ل‬‫ال‬ ‫وؿ‬
‫َ‬ ‫رس‬
‫ُ‬ ‫يا‬ ‫ا‪:‬‬‫و‬‫ُ‬‫ل‬‫قا‬ ‫‪.‬‬ ‫وبقات‬ ‫اظت‬ ‫بع‬ ‫س‬
‫ُ ََ‬‫ال‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫اجتنب‬
‫ُ‬
‫ؼ‬
‫حف‪ ،‬وق ْذ ُ‬ ‫َويل يوـ الَز ِ‬‫ماؿ اليتِي ِم‪ ،‬والت ِّ‬
‫الربا‪ ،‬وأكل ِ‬ ‫أكل ِّ‬ ‫َفس الَيت حَرـ اللّو إالّ ِّ‬ ‫الن ِ‬
‫ُ‬ ‫باضتق‪ ،‬و ُ‬
‫ات( ‪ ".‬متفق عليو‪).‬‬ ‫ؤمنَ ِ‬ ‫ات الغافِ ِ‬
‫الت اظت ِ‬ ‫اظتحصنَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسامة‪ :‬ما اظتعىن الذي تفيده عبارة" ‪:‬اجتنبوا السبع ا ظتوبقات" ؟‬
‫وصفهن رسوؿ اللّو‪ -‬صلى‬ ‫ّ‬ ‫سيئات كبًنةٍ ‪ ،‬ولقد‬‫ٍ‬ ‫المدرس‪ :‬ىذه اصتملة تفيد النهي عن االقرتاب من سبع‬
‫صاحبه َن يف العذاب بسبب ما اقرتفو من‬ ‫ُ‬ ‫اهلل عليو وسلم ‪-‬باظتوبقات‪ ،‬أي اظت ْهلِكات‪ ،‬واظتوقعات‬
‫ُ‬
‫اِلمث‪.‬‬
‫إف كلمة اجتنبوا‪ ،‬تُفيد النهي عن االقرتاب‪ ،‬وىي أشد داللةً يف النهي من كلمة (ال تفعلوا)‪.‬‬
‫ومثاعتا قولك‪ " :‬اجتنب النار‪".‬‬
‫أعظم ذنب يف ىذه اظتوبقات؟‬‫ما ُ‬ ‫فيصل‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬ابتدأ النص بذكر أكرب الكبائر‪ .‬أعين‪ :‬الشرؾ باللّو‪ ،‬والسحر‪ -،‬وىو ػتل الشاىد يف ىذا‬
‫ذكر القتل بغًن اضتق‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل ماؿ اليتيم‪ ،‬والتويل يوـ الزحف‪،‬‬
‫اضتديث‪ -‬مث جاء ُ‬
‫والقذؼ بالزنا ظلماً وعُدواناً‪.‬‬
‫الربا الذي ذُكر يف السبع اظتوبقات؟‬
‫ما ِّ‬ ‫عيسـى‪:‬‬
‫الربا زيادة غًن مشروعة يف اظتاؿ من طُرؽ ػترمة‪،‬‬ ‫المدرس‪:‬‬
‫وىو أنواع‪ ،‬فمنو‪ :‬ربا الفضل‪ :‬أي الزيادة يف الكيل‬
‫والوزف‪ ،‬كقوؿ أحدىم‪ :‬أعطين صاعاً من شع ًٍن ُّ‬
‫أرده‬
‫أي الزيادة يف‬ ‫إليك صاعاً ونصفاً‪ .‬ومنو ربا النسيئة‪ْ .‬‬
‫اظتاؿ مقابل األجل يف الدَين بٌن احملتاج وصاحب‬
‫لاير أردىا إليك‬ ‫اظتاؿ‪ .‬كقوؿ أحدىم ‪:‬أعطين ألف ٍ‬
‫أجل نسيئةً ألف لاير ومائة‪ .‬وىناؾ أنواع كثًنة‬ ‫بعد ٍ‬
‫من الربا‪ .‬نسأؿ اللّو تعاىل أف لتفظ أموالنا منها‪.‬‬
‫ولقد حرـ اللّو ىذه األنواع من اظتعامالت يف‬
‫ِ‬
‫اظتاؿ‪ .‬قاؿ تعاىل { ‪:‬يَأَيُّها الَّذيْ َن َ‬
‫آمنُوا اتَّـ ُق ْوا اللّو‬
‫مؤِم ْني َن}‬ ‫قى ِم َن ِّ‬
‫الربَا إ ْن ُك ْنتُم ْ‬ ‫َوذَ ُروا َما بَ َ‬
‫(اآلية ‪ ٕٚٛ‬من سورة البقرة‪).‬‬
‫من اليت ْػي ُم؟‬ ‫عمـر‪:‬‬
‫اليتي ُم من الناس‪ :‬من مات أبوه‪ ،‬وىو صغًن دوف‬
‫ْ‬ ‫المدرس‪:‬‬
‫البُلوغ‪.‬‬
‫وما اظتراد بيوـ الزحف‪ ،‬والتويل فيو؟‬ ‫مصطـفى‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬إف يوـ الزحف‪ ،‬ىو يوـ القتاؿ بٌن اظتسلمٌن وأعدائهم‪ ،‬وال كتوز للمسلمٌن التويل‪ ،‬أي الفرار‬
‫يف ذلك اليوـ ‪.‬أعين‪ :‬يوـ القتاؿ أماـ أعداء اِلسالـ‪ ،‬بل كتب على اظتسلمٌن الثبات وعدـ‬
‫الذيْ َن أ ََمنُوا إ َذا لَِق ْيتُ ْم‬
‫الفرار‪ ،‬فإما النصر أو الشهادة يف سبيل اللّو‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬يَأَيُّـ َها َّ‬ ‫ِ‬
‫فِئةً فَاْثْـبُتُوا َواْذْ ُك ُروا اللّو َكثِْيراً لَ َعلَّ ُك ْم تُـ ْفلِ ُحو َن(‪ }.‬اآلية ٘ٗ من سورة األنفاؿ‪).‬‬

‫طـارق‪ :‬إ ّف من السبع اظتوبقات( ‪:‬قذؼ اظت ْحصنات اظتؤمنات الغافالت)‪ .‬نريد بيانا حوؿ ىذه العبارة‪.‬‬
‫ُ‬
‫المدرس‪ :‬إليك معىن ىذه العبارة على النحو التايل‪:‬‬
‫ؼ‪ ،‬أي َرَمى يَػ ْرمي‪ ،‬كقولك‪ :‬قذؼ الولد حجارًة يف‬ ‫ؼ يَػ ْق ِذ ُ‬‫إف كلمة (ق ْذؼ)‪ :‬مصدر‪ :‬قَ َذ َ‬
‫اظتاء‪ .‬أما معناىا يف ىذا النص‪ ،‬فإنػو ‪:‬الػرمي بلفظ يكوف أش َد ِمن اضتجارة‪ .‬إنو الرمي بالزنا‪،‬‬
‫أنت زانيةُ‪" .‬‬ ‫كأ ْف يقوؿ أحد الناس المرأةٍ ‪ِ " :‬‬
‫صنة ‪ ،‬وىي اضترة العفيفة‪ ،‬وىذا وصف للنساء الاليت أحصنهن اللّو‬ ‫واظتحصنات‪ :‬رتع ُْػت ٍ‬
‫ُْ‬
‫تعاىل‪ ،‬أي‪ :‬حفظهن من الوقوع يف ما حرـ‪ .‬وسواء كن متزوجات أو غًن متزوجات‪.‬‬
‫ومفردىن‪َ :‬غافِلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قوؿ أو ٍ‬
‫فعل‪،‬‬ ‫والغَافِالت‪ :‬البعيدات عن الباطل من ٍ‬
‫ب إىل اللّو؟‬ ‫محمـد‪ :‬ما حكم الرجل الساحر إذا ِل يتُ ْ‬
‫ب إىل اللّو‪ ،‬حكمو أنو كافر ومشرؾ باللّو تعاىل‪ ،‬ويػُ ْقتل‪ .‬قاؿ ُجْندب‪-‬‬ ‫المدرس‪ :‬إف الساحر إذا ِل يتُ ْ‬
‫ف( ‪ ".‬رواه الرتمذي‪).‬‬ ‫حد ال َساحر ضربوُ بال َسْي ِ‬ ‫رضي اللّو عنو‪ُّ " :-‬‬
‫ُْ‬
‫واآلف من يذكر لنا بعض فوائد ىذا الدرس؟‬
‫يونـس‪ :‬عرفت ِع َدةَ فوائد من دراستنا ظتوضوع السحر والسبع ا ظتوبقات‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫سبب يف وقوع صاحبها يف ا ِِلمث والعذاب األليم‪.‬‬ ‫‪1-‬إف اظتعاصي والذنوب ٌ‬
‫‪2-‬إف السحر من عمل الشيطاف‪ ،‬وفاعلو كافر إالّ من تاب‪.‬‬
‫‪3-‬لقد ح َذرنا الرسوؿ ػتمد‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬من الوقوع يف ما حرـ اللّو من ٍ‬
‫أفعاؿ أو‬ ‫َ‬
‫أقو ٍاؿ كثًنة‪ ،‬ومنها‪ :‬السبع اظتوبقات اليت ىي‪( :‬الشرؾ باللّو‪ ،‬والسحر‪ ،‬والقتل بغًن اضتق‪ ،‬وأكل‬
‫التويل يوـ الزحف‪ ،‬وقذؼ احملصنات الغافالت اظتؤمنات‪).‬‬
‫الربا‪ ،‬وأكل ماؿ اليتيم‪ ،‬و ّ‬
‫‪4-‬إف السحر سبب يف وقوع العداوة بٌن الناس‪.‬‬
‫‪5-‬إف السحر ليس من كرامات أولياء اللّو تعاىل‪ ،‬بل ىو من عمل الشيطاف‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫يأيت بالسوء واطتسارة‪ ،‬ويؤذي‪ .‬وعكس (يضر)‪ :‬يَػْنفع أي‪ :‬يأيت باطتًن والفائدة‪.‬‬ ‫ضـر‪:‬‬
‫يَ ُ‬
‫تقول‪ :‬إ َف الكفر يضر صاحبو‪ ،‬وإف العلم ينفع طالِبو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َساء‪ ،‬وىػذا اللفظ يأْيت يف أسلوب الػذ َـ‪ ،‬وضػده‪ :‬ن ْع َم‪ ،‬أي‪َ :‬ح ُس َن‪ .‬يقاؿ‪ :‬بْئس ُ‬
‫الرجل ىذا إف‬ ‫ب ْئس‪:‬‬
‫دؽ‪.‬‬
‫الرجل أخوؾ ا لصا ُ‬
‫ونع َم ُ‬
‫كاف كاذباً‪ْ ،‬‬
‫ئات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فئَـة‪:‬‬
‫رتاعة من الناس‪ ،‬واظتثىن فئتاف‪ ،‬واصتمع ف ٌ‬
‫صية ‪ ،‬وىي ُؼتالفة األمر‪ ،‬وضدىا‪ :‬الطاعة‪.‬‬ ‫المعاصي‪ :‬رتع مع ٍ‬
‫ْ‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫( يضر‪ -‬فػئػة‪ -‬اظتعػاصي‪).‬‬

‫(المناقشة)‬

‫بيّن معنى السحر‪ ،‬ثم اذكر حكم العمل بو مع ذكر الدليل‪.‬‬ ‫س‪1:‬‬
‫يوصف الساحر بأنو مشرك‪ .‬فما سبب ىذا الوصف؟‬ ‫س‪2:‬‬
‫اذكر حديث السبع الموبقات‪ .‬مع الضبط بالشكل‪.‬‬ ‫س‪3:‬‬
‫اذكر المفرد للكلمات اآلتية‪( :‬الموبقات‪ .‬المحصنات‪ .‬الغافالت‪ .‬المؤمنات ‪.‬الفئات‪).‬‬ ‫س‪4:‬‬
‫ىات عكس الكلمات آالتية‪( :‬بئْس ‪.‬شرى‪ .‬يضر‪ .‬معصية‪).‬‬ ‫س‪5:‬‬
‫موضوع مختصر تحدث عن السحر من جهة المعنى‪ ،‬والحكم واآلثار الواقعة على‬
‫ٍ‬ ‫في‬ ‫س‪6:‬‬
‫الناس بسببو‪.‬‬

‫الدرس الخامس‬
‫(االستسقاء باألنـواء)‬

‫المدرس‪ :‬يصلى اظتسلمػوف‪ -‬يف بعض األوقػات‪ -‬صالة غيػر الفريضة تسمى (صالة االستسقاء)‪.‬‬
‫ومناسبتها‪ :‬أهنا يسألوف اللّو تعاىل أف يػُْنزؿ إليهم اظتطر ليسقى العباد والبالد‪ ،‬وكتددوف التوبة إىل‬
‫اللّو تعاىل‪ .‬وىذا عمل مشروع وفيو طلب للحاجة‪ ،‬واظتطر من اللّو تعاىل دوف غًنه‪ .‬لكن ىناؾ‬
‫تسقوف باألنواء‪.‬‬‫يس ْ‬
‫قوماً من بين آدـ ْ‬
‫محمـد‪ :‬ما اظتراد باالستسقاء باألنواء؟‬
‫المدرس‪ :‬إف كلمة (استسقاء)‪ :‬مصدر دخلت عليو اعتمزة والسٌن والتاء للطلب‪ ،‬فأصل الكلمة‪َ :‬س ْق ٌي ‪.‬‬
‫الطفل‪ ،‬أي‪ :‬طلب منا أف نسقيو ماءاً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الس َقايَة موضع الس ْقي‪ .‬فإذا قلت‪ :‬استسقى‬ ‫و ِّ‬
‫واألنواء‪ :‬رتع ْنوء‪ ،‬وىي منازؿ النجوـ اليت تُػ ْعرؼ عن طريق النظر يف سًنىا‪ ،‬واضتساب عند‬
‫جرياهنا يف السماء بأمر اللّو تعاىل‪.‬‬
‫وأصل االستسقاء باألنواء حاصل من عادات اصتاىلية األوىل‪ .‬ألف اظتشركٌن كانوا ينسبوف‬
‫نزوؿ اظتطر إىل األنػواء‪ .‬أي‪ :‬إىل منازؿ النجوـ أو القمر‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪َ :‬وتَ ْج َعلُو َن ِرْزقَ ُك ْم‬
‫أَنَّ ُك ْم تُ َك ِذبُو َن(} اآلية ٕ‪ ٛ‬من سورة الواقعة‪).‬‬
‫روى ا ِِلماـ أزتد وغًنه عن ابن عباس‪ -‬رضي اللّو عنهمػا‪ -‬أنػو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو صلى‬
‫طرنا بنوء كذا وكذا‬ ‫وتجعلُ ْون رْزق ُك ْم } ُشكْرُك ْم أنَ ُك ْم تُ ِّ‬
‫كذبُوف وت ُق ْولُْوف‪ُ :‬م ْ‬ ‫اهلل عليو وسلم {" ‪ْ :‬‬
‫وبنجم كذا وكذا‪...‬‬
‫ْ‬
‫كذبوف‪:‬‬‫فاظتعىن على ىذا‪ :‬وجتعلوف شكركم للّو على ما أنزؿ إليكم من الغيث والرزتة أنكم تُ ِّ‬
‫أي تنسبونو لغًن اللّو سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫يحيـى‪ :‬ؿتمد اللّو الذي جعلنا مسلمٌن وأمرنا بدعائو‪ ،‬وأخربنا بأنو يستجيب لنا إ ْف َ‬
‫ص َدقْنا مع اللّو يف‬
‫حياتنا كلِّها‪ .‬لكن ىل نتصور اليوـ أ َف ىناؾ من ْ‬
‫ينسب نزوؿ اظتطر لغًن اللّو؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬ىناؾ الكثًنوف ؽتن ينسبوف نزوؿ اظتطر لغًن اللّو تعػاىل‪ .‬وبسبب ىذا‪ ،‬انْػ َق َسم الناس‪ٌ .‬‬
‫فقوـ‬
‫مؤمنوف يقولوف‪ :‬إ َف الفضل من اللّو‪ ،‬وقوـ كافروف ينسبوف نزوؿ اظتطر لغًن اللّو تعاىل ‪.‬وذلك‬
‫وؿ‬
‫رس ُ‬‫اصته َين‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ " ‪:‬صلَى لنا ُ‬ ‫صتهلهم بتوحيد الربوبية‪ .‬وعن زيد بن خالد ُ‬
‫الليل‪ .‬فل َما انْصرؼ‬
‫كانت من ْ‬ ‫الصْبح باضتُديْبية على إثر شتاء ْ‬ ‫اللّو صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬صالة ُّ‬
‫أصبح‬
‫لم‪ .‬قاؿ‪ :‬قاؿ‪ْ :‬‬ ‫أع ُ‬
‫ورسولُوُ ْ‬
‫ىل ت ْد ُروف ماذا قاؿ ربُّ ُك ْم؟ قالُوا‪ :‬اللّو ُ‬
‫أقْبل على الْنَاس فقاؿ‪ْ :‬‬
‫كافر‬
‫من يب و ٌ‬‫ورزتتو فذلك ُم ْؤ ٌ‬
‫بفضل اللّو ْ‬
‫طرنا ْ‬ ‫من قاؿ‪ُ :‬م ْ‬ ‫كافر ‪ .‬فأ َما ْ‬
‫من يب و ٌ‬
‫عبادي ُم ْؤ ٌ‬
‫ْ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫كوكب(‪ " .‬متفق عليو)‬ ‫ؤمن بالْ ْ‬
‫وم ٌ‬‫كافر ْيب ُ‬
‫بنوء كذا وكذا فذلك ٌ‬ ‫طرنا ْ‬‫من قاؿ‪ُ :‬م ْ‬
‫كوكب‪ .‬وأ َما ْ‬
‫بالْ ْ‬
‫جاء يف أوؿ اضتَػديث رتلة‪ (( :‬صلَى لنػا ))‪ .‬أليست الصالة للّو تعاىل؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬بلى‪ .‬إف الصالة ال تكوف إال للّو تعاىل‪ .‬لكن ىنا جاز إطالؽ الالـ لتقوـ مقاـ الباء‪ .‬فيكوف‬
‫اظتعىن‪( :‬صلَى بنا إماماً)‪ .‬وكانت تلك الصالة ىي صالة الفجر‪ ،‬يف ٍ‬
‫مكاف يُقاؿ لو (اضتُديْبيةُ)‪،‬‬
‫وىذا موضع قُرب مكة‪ ،‬ويف تلك الليلة أنزؿ اللّو إليهم مطراً‪.‬‬
‫أحمـد‪ :‬ما معىن (على إثْر شتاء)؟‬
‫المدرس‪ :‬كانت صالة الفجر على إثْر شتاء‪ ،‬أي‪ :‬بعد نزوؿ مطر من السماء بفضل اللّو ورزتتو‪.‬‬
‫كافر" ؟‬
‫من ْيب و ٌ‬
‫بادي ُم ْؤ ٌ‬
‫من َع ْ‬
‫بح ْ‬
‫أص َ‬
‫ما معىن قوؿ اللّو تعاىل ‪-‬يف اضتديث القدسي " ‪ْ -:‬‬ ‫بشـير‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬معىن ىذا القوؿ‪ :‬أنو انقسم الناس إىل فريقٌن (مؤمنوف وكافروف)‪ ،‬فاظتؤمنوف ّ‬
‫يردوف الفضل للّو‬
‫تعاىل يف نزوؿ اظتطر‪ ،‬وأما من قاؿ‪ :‬إ ّف األنواء أمطرهتم فهو كافر‪ ،‬ومكذب إذ ينسب نزوؿ‬
‫اظتطر لغًن اللّو تعاىل‪.‬‬
‫ياسر‪ :‬إذا كانت النجوـ أو األنواء ال تُػْنزؿ اظتطر‪ ،‬فما فائدهتا إذف؟‬
‫المدرس‪ :‬إنَنا آمنا بأف اللّو ىو الذي يػُْنزؿ الغيث‪ ،‬وأف اللّو ىو خالق النجوـ‪ ،‬وخالق كل شيء‪ .‬وأف‬
‫وسًنىا يف السماء‪ .‬قاؿ‬‫سخر النجوـ َ‬ ‫النجوـ ال أَثر عتا يف إنزاؿ اظتطر‪ ،‬بل إف اللّو ىو الذي ّ‬
‫ا ِِلماـ البخاري‪ -‬رزتو اللّو تعاىل‪ -‬يف صحيحو‪ :‬قاؿ قتادة " ‪:‬خلق اللّو ىذه النُّجوـ ٍ‬
‫لثالث ‪:‬‬ ‫ُْ‬
‫أخطأ‬ ‫ٍ‬ ‫زيْنةً لل َسماء ُّ‬
‫غًن ذلك‪ْ ،‬‬ ‫تأوؿ ْفيها ْ‬
‫فمن َ‬
‫َياطٌن‪ ،‬وعالمات يػُ ْهتدي هبا‪ْ ،‬‬‫ور ُجوماً للش ْ‬ ‫الدنْيا‪ُ ،‬‬
‫نصيبوُ وتكلَف ما ال ع ْلم لوُ بو ‪ "./‬اىػ‪.‬‬
‫وأضاع ْ‬
‫وـ‬
‫ور ُج ٌ‬
‫ومن ىذا النص نستفيد بأف النجوـ ال دخل عتا يف نزوؿ اظتطر‪ .‬إهنا‪( :‬زيْنة ُ‬
‫وعالمات‪).‬‬
‫ٌ‬
‫(رجوـ)؟ وما معىن (عالمات)؟‬ ‫فيصل‪ :‬ما معىن كلمة ُ‬
‫فيصيب بو الشيػاطٌن‪ ،‬فيقضى‬ ‫رج ٍم‪ ،‬وىو ما يرسلو اللّو تعاىل من السمػاء ُ‬ ‫الرجوـ‪ :‬رتع ْ‬ ‫المدرس‪ :‬معىن ُّ‬
‫يستدؿ هبا اظتسافر ليُحدد جهة سفره براً أو ْحبراً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عليهم ‪.‬وأما العالمات‪ :‬فهي الدالالت اليت‬
‫فمن تأ ََوؿ‪ ،‬أي‪ :‬ف َسر النجم بغًن ما ذُكر‪ ،‬فإنو قائل على اللّو ما ال ع ْلم لو بو‪ .‬وضاؿ عن سواء‬
‫السبيل‪.‬‬
‫مبـارك‪ :‬يقوؿ بعض الناس‪ :‬إنو من ُولد بنوء كذا أو يف بُرج كذا فحظو سعيد‪ .‬فهل ىذا صحيح؟‬
‫المدرس‪ :‬ال يعلم غيب السموات واألرض إالّ اللّو‪ .‬فاضتظ السعيد علمو عند اللّو‪ .‬مث إ َف الربوج‪ -‬كما‬
‫ضرا‪ .‬وال تُغًن يف حظوظ الناس‪ ،‬بل علينا أف ؾت َد ْ‬
‫وؾتتهد‬ ‫علمت سابقاً ‪-‬ال دتلك نفعاً وال ّ‬
‫ونسعى ؿتو اضتصوؿ على السعادة من فضل اللّو‪ ،‬ونعمل باألسباب اظتشروعة اليت نأمل أف‬
‫توصلنا لسعادة الدنيا واآلخرة‪ .‬وال ننظر إىل من يقرأ اضتظ ويتَبع الربوج ويعتمد عليها‪ .‬إف اظتؤمن‬
‫كل منَا أنو‪:‬‬‫القوي يبتعد عن مثل ىذه األكاذيب وأفكار السوء‪ ،‬ويلتزـ بالكتاب والسنة‪ ،‬وليعلم ّ‬
‫ما شاء اللّو كاف وما ِل يشأْ ِل يكن‪.‬‬
‫واآلف نريد من يذكر لنا بعض الفوائد من ىذا الدرس‪.‬‬
‫يونـس‪ :‬استفدنا من ىذا الدرس أموراً عظيمة منها‪:‬‬
‫‪1-‬إف اللّو ىو الذي يػْن ِزؿ الغيث‪ ،‬فال كتوز ٍ‬
‫ألحد أف يَػْن ِسب نزوؿ اظتطر إىل النجوـ وؿتوىا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪2-‬عرفنا الفرؽ بٌن قوؿ أىل اصتاىلية وقوؿ اظتسلمٌن عند نزوؿ اظتطر ‪.‬‬
‫ورجوماً للشياطٌن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪3-‬خلق اللّو النجوـ ‪:‬زينةً للسماء الدنيا‪ ،‬وعالمات يُهتدى هبا‪ُ ،‬‬
‫‪4-‬إف حظوظ الناس ال ترتبط بالربوج واألنواء‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫ُم ِط ْـرنا‪ :‬فعل ٍ‬
‫ماض مبين للمجهوؿ مبعىن‪ :‬أُنْزؿ إلينا اظتطَُر‪.‬‬
‫قوؿ إالّ بالتعب الشديد‪.‬‬ ‫فعل أو ٍ‬ ‫تَ َكلَّ َ‬
‫ف‪َ :‬حتَ َمل ما ال يستطيع أداءَهُ من ٍ‬
‫تأو ُؿ‪ :‬أي تفسًن‪.‬‬ ‫ماض مصدره‪ُّ :‬‬ ‫ـأول‪ :‬ف َسَر‪ ،‬وىذا فعل ٍ‬ ‫ت َّ‬
‫وقسمةٌ ‪ ،‬ورتعو ُحظوظ‪.‬‬
‫نصيب ْ‬
‫ٌ‬ ‫حـظ‪:‬‬
‫البروج‪ :‬رتع بػُْرج‪ :‬وىو منزؿ النجم أو القمر يف حساب األياـ واألشهر والسنٌن‪.‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬
‫استعمل ىذه الكلمات يف رتل مفيدة‪:‬‬
‫( ُمطرنا ‪-‬حػظ‪ -‬الػربوج ‪).‬‬

‫(المناقشة)‬

‫س‪ 1:‬اذكر معنى االستسقاء باألنواء‪ .‬ثم بين حكمو مع ذكر الدليل‪.‬‬
‫س‪ 2:‬ماذا يقول أىل الجاىلية عند نزول المطر؟ وما الواجب علينا أن نقول إذا نزل المطر؟ وأي‬
‫القولين فيو شرك؟ ولماذا؟‬
‫الحديْبية‪ .‬تكلَّف‪ .‬حـظ‪).‬‬ ‫ِ‬
‫س‪ 3:‬بيّن معنى (األنْواء‪ُ .‬مط ْرنا‪ُ .‬‬
‫الجهني‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬قال‪ :‬صلَّى لنا ْ‬
‫رسو ُل اللّو صلى اهلل عليو وسلم ‪-‬‬ ‫س‪ 4:‬عن زيد بن خالد ُ‬
‫الص ْبح… " أكمل النص‪ .‬مع الضبط بالشكل‪.‬‬
‫صالة ُّ‬
‫الدرس السادس‬

‫(التوُّكل على اللّو تعالى)‬

‫المدرس‪ :‬إذا خرج أحدنا من بيتو ذاىباً ألمر من األمور النافعة‪ ،‬فعليو أف يقوؿ‪( :‬تَوَك ْل ُ‬
‫ت َعلى اللّو)‪ .‬فإف‬
‫اللّو يُعينو ويُ َس ِّهل َمطْلَبو يف اطتًن‪.‬‬
‫ما معىن التوُّكل على اللّو؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬التوكػل‪ :‬االعتماد على اللّو تعاىل مع فعل األسباب واالجتهاد يف العمل الصاحل‪ .‬واالسم‬
‫اعتمدت عليو ُمفتقراً إليو‪ .‬والوكيل من أشتاء اللّو تعاىل ‪:‬ىو اظتقيم‬ ‫ُ‬ ‫لت على اللّو‪:‬‬‫التُّكْالف ‪.‬وتوَك ُ‬
‫ِ‬
‫الكفيل بأرزاؽ العباد‪ ،‬والوكيل اضتافظ وإذا قاؿ الناس‪َ " :‬ح ْسبُػنَا اللّو َون ْع َم الْ َوكيِ ُل " أي‪ْ :‬‬
‫كافينا‬
‫اللّو ونعم اظتوىل‪.‬‬
‫أحمـد‪ :‬ىل التوكل على اللّو عبادة؟‬
‫وص ْرفُو لغًن اللّو شرؾ‪ ،‬واعلموا أف‬ ‫المدرس‪ :‬أجل‪ .‬إف التوكل على اللّو عبادة‪ ،‬بل ىو فرض على اظتؤمنٌن‪َ .‬‬
‫التوكل كتب إخالصو للّو تعاىل‪ ،‬ألنو من أفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد‪ ،‬بل جعلو اهلل‬
‫شرطاً يف اِلنتاف‪ .‬قاؿ اللّو تعػالػى { ‪َ :‬و َعلَى اللّو فَـتَ َـوَّكـلُوا إ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤِمنِْي َن( ‪}.‬اآلية ٖٕ من‬
‫سورة اظتائدة)‪ .‬وكلما قوى إنتاف العبد كاف توكلو على اللّو أقوى‪ ،‬وثقتو باللّو أشد وحبو للّو‬
‫أصدؽ‪.‬‬
‫الوكِْي ُل)‪ .‬فما الذي يدعوه إىل ىذا القوؿ؟‬ ‫ِ‬
‫إذا قاؿ أحد الناس( ‪َ :‬ح ْسبُنا اللّو َون ْع َم َ‬ ‫ياسـر‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬تذكر يا ياسر‪ -‬أننا قلنا ‪:‬إف معىن " َح ْسبنا اللّو ونعم الوكيل "‪ :‬كافينا اللّو ونعم اظتوىل‪ .‬وإف‬
‫الذي يدعو اظتؤمن إىل ىذا القوؿ ثقتو باللّو تعاىل واعتماده عليو‪ ،‬وىذا القوؿ ينبغي أف ؾتعلو‬
‫حاضراً يف قلوبنا على كل حاؿ‪ ،‬ويكثر ذكره حٌن يُصيب اظتسلم َك ْرب أو يقع يف شدةٍ وبالء‪.‬‬
‫كي ُل " قاعتا‬
‫ونعم الْو ْ‬
‫حسبُػنَا اللّو ْ‬
‫وعن عبد اللّو بن عباس‪ -‬رضي اللّو عنهما‪ -‬قاؿ " ‪ْ :‬‬
‫حٌن أُلْقي يف النَار‪ ،‬وقاعتا ُػت َم ٌد ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪-‬‬ ‫اىي ُم‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ْ -‬‬ ‫إبْر ْ‬
‫اد ُى ْم إيْ َمانَاً َوقَالُوا َح ْسبُـنَا اللّو َونِ ْع َم‬
‫ش ْو ُى ْم فَـ َز َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َمعُوا لَ ُك ْم فَا ْخ َ‬ ‫حٌن قالُوا { ‪َّ :‬‬
‫إن الن َ‬ ‫ْ‬
‫ال َْوكِ ْيل(‪ }.‬اآلية ٖ‪ ٔٚ‬من سورة آؿ عمراف واضتديث الذي معها رواه اِلماـ البخاري‪).‬‬
‫ما مناسبة اآلية ظتوضوع التوكل؟‬ ‫مبـارك‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬إف مناسبة اآلية ىي أف أحد الناس قاؿ للمسلمٌن‪ -‬بعد غزوة أحد " ‪-:‬إ َف النَاس ق ْد رتعُوا‬
‫ؼ النب صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ل ُك ْم " يعىن‪ :‬أبا سفياف ومن معو من ُمشركي قريش ‪ُ -‬مت ِّو ُ‬
‫حسبُنا‬
‫وأصحابو‪ -‬رضي اللّو عنهم‪ -‬لكن اظتؤمنٌن ِل متافوا هبذا الوعيد وزادىم إنتاناً‪ .‬وقالوا " ‪ْ :‬‬
‫ونعم الْوكِْي ُل‪".‬‬
‫اللّو ْ‬
‫ُحد أننا‬ ‫ىل نفهم من ىذه القصة اليت حصلت بعد غزوة أ ُ‬ ‫مسـعود‪:‬‬
‫نعمل فيعطينا كل شيء وينصرنا على‬ ‫كل على اللّو وال ُ‬ ‫نتو ُ‬
‫أعدائنا؟‬
‫كال‪ .‬إف ىذه صفةُ العاجزين‪ ،‬والعجز ؼتالف للتوكل على‬ ‫المدرس‪:‬‬
‫اللّو‪ .‬بل علينا أف نعمل ونبذؿ األسباب اظتشروعة مع‬
‫ت فَـتَـ َوَّك ْل‬‫التوكل على اللّو‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬فَإذَا َع َزْم َ‬
‫ب اْل ُْمتَـ َوِّكلِ ْي َن(‪ }.‬اآلية ‪ 159‬من‬ ‫إن اهلل يُ ِح ُّ‬‫َعلَى اهلل َّ‬
‫سورة آؿ عمراف‪).‬‬
‫وعن أيب ىريرة‪-‬رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو‬
‫أحب‬
‫قوى خْيػٌر و ُّ‬ ‫من الْ ُّ‬ ‫‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪-:‬الْ ُم ْؤ ُ‬
‫رص على‬ ‫اح ْ‬ ‫ويف ُك ٍل خًنٌ ‪ْ .‬‬ ‫َعيف‪ْ .‬‬ ‫إىل اللّو من الْ ُم ْؤمن الض ْ‬
‫جز‪ .‬وإ ْف أصابك شيء فال‬ ‫تعن باللّو وال ْتع ْ‬ ‫اس ْ‬ ‫ما يْنفعُك و ْ‬
‫لكن‪ ،‬قُ ْل‪ :‬قدَر اللّو‬ ‫ت‪ ،‬كاف كذا وكذا‪ .‬و ْ‬ ‫أين فع ْل ُ‬
‫ت ُق ْل‪ْ :‬لو ِّ‬
‫تفتح عمل الشَْيطاف( ‪ ".‬رواه‬ ‫وما شاء فعل‪ .‬فإ َف ْلو ُ‬
‫اِلماـ مسلم‪).‬‬
‫وخالصة ىذا اظتقاـ‪ .‬أي‪ :‬مقاـ التَوُّكل‪ :‬أنو على العبد‬
‫اظتؤمن أف يتوكل على اللّو يف حياتو‪ ،‬مع االستمرار يف‬
‫لنعلم ع ْلم اليقٌن‪ ،‬أف اللّو ْنعم‬
‫العمل واصتد والنشاط‪ ،‬مث ْ‬
‫كيل فهو لتفظنا بالليل والنهار‪ ،‬وقد تكفَل‬ ‫ونعم الو ُ‬‫اظتوىل ْ‬
‫عدونا إبليس وجنوده‪ ،‬وهنانا عن القعود‬ ‫ونصرنا على ِّ‬ ‫برزقنا ْ‬
‫والكسل وأمرنا بالسعي اصتاد البناء‪ .‬و ْاعلَم أف اظتسلم إذا‬
‫اك نَـ ْعبد وإيَّ َ ِ‬
‫اك نَ ْستَع ْي ُن } وقاـ ْيع ُ‬
‫مل‬ ‫عرؼ معىن { ‪:‬إيَّ َ ُ‬
‫ومتوِّكل عليو ‪.‬والتَوُّكل ىو االستعانة باللّو‬
‫فإنو عاب ٌد للّو ُ‬
‫على العبادة وعلى األمور كلها‪ .‬وأىل اِلنتاف يتوكلوف على‬
‫اللّو يف ا ِِلنتاف بو ونُصرة دينو وإعالء كلمتو وجهاد أعدائو‬
‫وتنفيذ أوامره‪ ،‬واللّو تعاىل أعلم‪.‬‬
‫واآلف نريد بعض فوائد ىذا الدرس‪ .‬فمن يذكرىا؟‬
‫من فوائد ىذا الدرس‪:‬‬ ‫سليمان‪:‬‬
‫‪1-‬إف التوكل عبادة للّو تعاىل‪.‬‬
‫‪2-‬علينا أف نتوَكل على اللّو ونعمل صاضتاً وال نُفسر‬
‫التوُّكل بالكسل وال ُقعود عن العمل‪.‬‬
‫أحب إىل اللّو من اظتؤمن‬
‫‪3-‬اظتؤمن القوى‪ ،‬خًنٌ و ُّ‬
‫الضعيف‪.‬‬
‫‪4-‬إف من يتوكل على اللّو يُعينو ويكفيو‪.‬‬
‫‪5-‬عرفنا كيف كتب أف تكوف حاؿ اظتؤمنٌن يف التوكل‬
‫على اللّو سبحانو وتعاىل‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫القياـ باألمر وإصالح الشأْف‪ ،‬وتع َهد‪.‬‬
‫تك ّفل‪ :‬ضمن َ‬
‫الش َدةُ يف األمر واضتز ُف‪.‬‬
‫ب‪ّ :‬‬‫الكر ُ‬
‫ْ‬
‫اخشوىم‪ :‬خافوىم‪ ،‬واطتشية‪ :‬اطتوؼ ‪.‬واظتسند للغائب‪َ :‬خ ِش َي َمتْ َشى ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الوعـيد ‪ :‬التهديد بالعقوبة‪ ،‬والفعل ْ‬
‫(أو َع َد)‪ .‬وضده‪ :‬الوعد باطتًن والعطاء‪ ،‬والفعل( َو َع َد‪).‬‬
‫العزـ‪ .‬واسم الفاعل‪ :‬العاجز الذي ال يقدر على شيء ‪.‬‬ ‫العجـز‪ :‬خالؼ ْ‬ ‫ْ‬
‫العزُـ‪ :‬اصتِد وإرادة الفعل‪ .‬كقولك‪ :‬عزمت السفر إىل مكة‪.‬‬
‫َع َـزم ‪ :‬ج َد يف األمر‪ ،‬و ْ‬
‫ِ‬
‫ص ‪ -‬عليك‪ .‬أي‪ :‬يريد نفعك‪.‬‬ ‫ص‪ :‬ش ّدة إرادة اظتػطلوب‪ ،‬كقػولػك‪ :‬أبوؾ حرص‪ -‬أو َح ِريْ ٌ‬
‫ص‪ :‬اضت ْػر ُ‬
‫َح َر َ‬
‫ص على العِْلم‪.‬‬
‫والطالب اجملتهد حريْ ٌ‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫العجػز‪).‬‬
‫( الكػرب‪ -‬الوعيد ‪ْ -‬‬

‫(المناقشة)‬

‫اذكر معنى التوكل‪ .‬مع آية تدل عليو‪.‬‬ ‫س‪1:‬‬


‫ونعم الْـو ْ‬
‫كي ُل "‪ .‬ما معنى ىذه العبارة؟ ومتى قالها النبي إبراىيم‪ -‬عليو الصالة‬ ‫حسبُنا اللّو ْ‬
‫" ْ‬ ‫س‪2:‬‬
‫والسالم‪-‬؟ ومتى قالها النبي محمد‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪-‬؟‬
‫كي ُل "‪ .‬متذكرا معنى‪ " :‬إيَّاك ْنعبُ ُد‬
‫ونعم الْو ْ‬
‫حسبُنا اللّو ْ‬
‫تحدث باختصار في قول المسلم‪ْ " :‬‬ ‫س‪3:‬‬
‫تعي ُن‪".‬‬
‫نس ْ‬‫وإيَّاك ْ‬
‫عن أبي ىريرة‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ " :-‬ال ُْم ْؤِم ُن‬ ‫س‪4:‬‬
‫وأحب‪ " ...‬أكمل الحديث‪ .‬مع الضبط بالشكل‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ْقوى خ ْيـ ٌر‬
‫ال ُّ‬
‫(تكفل‪ .‬الكرب‪ .‬الوعي ُد‪َ .‬عزم‪ .‬حرص)‪ .‬مع ذكر ٍ‬
‫أمثلة لها‪.‬‬ ‫بيّن معنى‪َّ :‬‬ ‫س‪5:‬‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الدرس السابع‬
‫الريـاء)‬
‫( َ‬

‫ٍ‬
‫بإخالص للّو تعاىل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وعبادات للّو تعاىل ‪.‬فمنهم من يكوف عملو‬ ‫ٍ‬
‫بأعماؿ‬ ‫المدرس‪ :‬يقوـ بعض الناس‬
‫وحده ال شريك لو‪ ،‬وبعضهم يقوـ بالعبادة رياء‪ .‬أَو مع ٍ‬
‫شيء من الرياء‪.‬‬
‫فيصل‪ :‬ما معىن الرياء؟ وكيف يكوف يف العبادة؟‬
‫المدرس‪ :‬الرياء لغة‪ :‬معناه اِلظهار‪ .‬ومعناه شرعاً‪( :‬فعل اطتًن بقصد أف يراه الناس ولتمدوه عليو)‪ .‬فرتى‬
‫اظترائي ُلت ِّسن العمل أماـ اآلخرين‪ ،‬وال يقصد طاعة اللّو هبذا التحسٌن للعمل‪.‬‬
‫ُ‬
‫أسامة‪ :‬الصالة عبادة للّو تعاىل‪ .‬فهل لتصل فيها رياء؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬قد لتصل الرياء من بعض الناس يف أثناء الصالة‪ .‬كأ ْف ي ُق ْوُـ الَْر ُج ُل فيُصلِّي فيُزيِّ ُن صالتو‬
‫رج ٍل ‪.‬وقد يشتد خطر الرياء على أحدىم فيصل بو إىل حاؿ النفاؽ وىو‬ ‫من نظر ُ‬ ‫ظتا يرى ْ‬
‫يُرائي الناس بعملو‪.‬‬
‫أخطر نتائج الرياء‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ب الظهور والرئاسة وضعف اِلنتاف‪ .‬و ُ‬ ‫وإف من أىم أسباب الرياء‪ُ :‬ح ّ‬
‫وعدـ الثِّقة بٌن الناس‪ .‬وال تنسوا أف اللّو تعاىل جعل‬ ‫عدـ قبوؿ األعماؿ عند اللّو تعاىل‪ُ ،‬‬
‫لألعماؿ شرطٌن أساسيٌن ‪.‬قتا‪:‬‬
‫‪1-‬أف يكوف العمل صاضتاً صواباً مشروعاً موافقاً للكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪2-‬أف يكوف عمال خالصا للّو تعاىل بعيداً عن كل أنواع الشرؾ كبًنهِ وصغًنهِ‪ .‬ومن الشرؾ ‪:‬‬
‫الرياء‪.‬‬
‫عيسـى‪ :‬ىل ىناؾ دليل كتمع ىذين الشرطٌن للعمل اظتقبوؿ عند اللّو؟‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬إف الػدليػل على ىذين الشرطٌن‪ ،‬ىو قوؿ اللّو تعاىل {‪:‬قُ ْل إنَّ َما أنَاْ بَ َ‬
‫ش ٌر مثْـلُ ُك ْم يُـ ْو َحى‬
‫صالِحاَ َوال يُ ْش ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رك‬ ‫إلى أنَّما إلَ ُه ُكم إلَوٌ واح ٌد ‪ .‬فَ َم ْن َكا َن يَـ ْر ُجو ل َقاء َربِّو فَـلْيَـ ْع َم ْل َع َمالً َ‬
‫َّ‬
‫أح َداً( ‪ }.‬اآلية ٓٔٔ من سورة الكهف‪).‬‬ ‫بِ ِعب َ ِ‬
‫ادة ربِّو َ‬ ‫َ‬
‫ومن ىذا النص نرى أنو من أراد لقاء اللّو لقاء حسناً ورجى ثوابػو‪ ،‬فِإ َف عليػو أف ُمتلص‬
‫خل‬
‫العمل للّو وحده ال شريك لو‪ُ ،‬متَبعا فيو رسوؿ اللّو ػتمداً‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬فال يُ ْد ُ‬
‫فيو شركا أو رياء‪ ،‬وال متالف نصوص الكتاب و السنة‪.‬‬
‫غين ال لتتاج إىل أحد من خلقو‪ ،‬بل كل اطتلق حباجة إىل اللّو‬ ‫ولنعلم جيدا أ ّف اللّو تعاىل ّ‬
‫سبحانو وتعاىل‪ .‬فعن أيب ىريرة‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم "‪:‬‬
‫غًني‪،‬‬
‫عن الْشِّرؾ‪ .‬من عمل عمالً أ ْشرؾ ْفيو معي ْ‬ ‫قاؿ اهلل تبارؾ وتعاىل‪ :‬أناْ أ ْغىن الْشُّركاء ْ‬
‫وشركوُ( ‪ ".‬رواه اِلماـ مسلم‪).‬‬ ‫ترْكتُوُ ْ‬
‫ومن ىذا اضتديث القدسي الذي يرويو الرسوؿ ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬عن اللّو تعاىل‪،‬‬
‫نفهم أنو ال كتوز ألحد أف كتعل نصيباً من العبادة لغًن اللّو تعاىل‪ ،‬ومن جعل لغًن اللّو شيئا‬
‫وشركو‪ ،‬أي ال يُعطيو الثواب على تلك ا لعبادة‪.‬‬ ‫من العبادة تركو اللّو ْ‬
‫ىل للرياء اسم آخر؟‬ ‫عمـر‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬إف الرياء يُسمى الشرؾ اطتفي‪.‬‬
‫مصطـفى‪ِ :‬ل ُشتِّي الرياء الشرؾ َ‬
‫اطتفي؟‬
‫شتي الرياء هبذا االسم‪ ،‬ألنو َمتفى على كثًن من الناس أي‪ :‬أنو ال يظهر عتم قصد صاحبو‪.‬‬ ‫المدرس‪ّ :‬‬
‫قصد الشخص اظترائي يف عبادتو‪ ،‬ويظنوف‬ ‫وتعلموف أ ّف النية ػتلُّها القلب‪ ،‬فيخ َفى على الناس ُ‬
‫أنو ؼتلص للّو تعاىل يف عبادتو وسائر أعمالو‪ ،‬لكن اللّو سيُجازيو على ىذه السيئة العظيمة‬
‫ضحوُ‪ .‬إ َما عاجالَ يف الدنيا أو آجالً يف اآلخرة‪ .‬إِف ِل يتب إىل اللّو تعاىل ويرتؾ الرياء‪.‬‬
‫وي ْف ُ‬
‫وعن عبد اللّو بن عباس‪ -‬رضي اللّو عنهما ‪-‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪-:‬‬
‫ومن راءى راءى اللّو بو(‪ ".‬رواه اِلماـ مسلم‪).‬‬ ‫من شتَع َشتَ َع اللّو بو‪ْ .‬‬
‫" ْ‬
‫من شتَع شتَع اللّو بو؟‬‫طـارق‪ :‬ما معىن‪ْ :‬‬
‫قص ُد ا ِِلنساف بأقوالو وأعمالو أف يسمع هبا الناس ليكرموه‬ ‫الس ْمعة‪ ،‬وىي ْ‬
‫ماض من ُّ‬ ‫المدرس‪ :‬شتَع‪ْ :‬فعل ٍ‬
‫ويعظموه‪ ،‬وشتَع اللّو بو أي‪ :‬فضحو وكشف أمره بٌن الناس يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫(اللغـة)‬
‫ُلت ِّس ُن‪ ،‬كتعل الشيء حسناً‪ ،‬واظتصدر (زيْنةٌ‪).‬‬ ‫يُـ َزيِّ ُـن‪:‬‬
‫يُخادعون‪ :‬لتاولوف اطت ْدعة وىي الكذب‪ ،‬وق ْلب األمور‪.‬‬
‫قص ُر يف عملو‪ ،‬وضده‪ :‬النشيط‪.‬‬ ‫ُكسـالى‪ :‬رتع كسالف‪ ،‬وىو اظت ِّ‬
‫خوؼ من تقص ًٍن أو ٍ‬
‫نقص‪ .‬كقػولك‪( :‬الصائم يرجو من اللّو الثواب‪).‬‬ ‫يرجـو‪ :‬يريد ويطلب مع َ ٍ‬
‫اسم تفضيل على وزف( أفعل)‪ ،‬وىي تعىن‪ :‬أف اللّو ال لتتاج إىل أحد‪.‬‬ ‫أغنـى‪:‬‬
‫الشركاء‪ :‬رتػع شريك‪ .‬والشريك من يكوف لو نصيب مع غًنه يف أمر من األمور أو ٍ‬
‫ملك أو جتارة‪.‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫( يُزيّػن‪ُ -‬متادعػوف‪ -‬ا لرياء‪).‬‬

‫(المناقشة)‬

‫ٍ‬
‫ألعمال فيها رياء‪.‬‬ ‫بين معنى الرياء‪ ،‬ثم اذكر أمثلة‬ ‫س‪1:‬‬
‫اذكر شرطين لقبول األعمال عند اللّو سبحانو وتعالى‪.‬‬ ‫س‪2:‬‬
‫أكمل‪ ،‬مع الضبط بالشكل قال اللّو تعالى { ‪:‬قُ ْل إنَّما أنَا ٌ‬
‫بشر ‪.....‬‬ ‫س‪3:‬‬
‫أحداً‪}.‬‬
‫َ‬
‫الس ْمعةُ‪).‬‬ ‫بيّن معنى‪( :‬يُزيِّ ُن‪ .‬أ ْغنى‪ُّ .‬‬
‫الشركاء‪ُّ .‬‬ ‫س‪4:‬‬
‫موضوع مختص ٍر عن (الرياء)‪ .‬وأسبابو‪ ،‬ونتائجو‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تحدث في‬ ‫س‪5:‬‬
‫الدرس الثامن‬

‫(طاعة العلماء واألمراء)‬

‫المدرس‪ :‬اعلموا أَيها الطالب األعزاء أَنو من أطاع العلماء واألمراء يف حترمي ما َ‬
‫أحل اللّو أو حتليل ما‬
‫حرمو اللّو فقد َاختذىم أرباباً من دوف اللّو‪.‬‬
‫يحيـى‪َ :‬من العلماء واألمراء؟‬
‫المدرس‪ :‬العُلماء رتع عاِل‪ .‬وىو من تعلم أموراً من علوـ الدين كالفقيو‪ ،‬وعمل مبا يُصلح نفسو والناس‪،‬‬
‫واألمراء رتع أمًن‪ ،‬وىم اضتُ َكاـ الذين لتكموف البالد‪.‬‬
‫يونـس‪ :‬ما معىن كلمة (أرباب)؟ وكيف يكوف العلماء واألمراء أربابا؟‬
‫المدرس‪ :‬إف كلمة أرباب ىي رتع( رب)‪ .‬والرب ىو اظتالك واظتتصرؼ يف األمر والنهي ويف كل شيء‪.‬‬
‫وإذا أطلق اللفظ فهو للّو رب العاظتٌن‪ .‬ويكوف العلماء واألمراء أرباباً من دوف اللّو إ ْف أمروا‬
‫كجعل اضتالؿ حراماً واضتراـ حالالً‪ ،‬وؿتن نعلم أف‬ ‫الناس مبا متالف شريعة اللّو ُسْبحانوُ وتعاىل‪ْ .‬‬
‫شرع اللّو ال كتوز تغيًنه‪ ،‬فكأهنم جعلوا أنفسهم أربابا من دوف اللّو‪ ،‬وال كتوز عتم أف يكونوا‬
‫كذلك‪ ،‬ألهنم شرعوا للناس ما ِل يأذف بو اللّو تعاىل‪.‬‬
‫محمـد‪ :‬ىل حصل يف قوـ مثل ىذه اضتاؿ؟ أعىن‪ :‬الطاعة مبا متالف الدين؟‬
‫المدرس‪ :‬أجل‪ .‬لقد حصل يف بين إسرائيل مثل ذلك‪ .‬فاختذ بعضهم بعضا أربابا من دوف اللّو‪ .‬واضتديت‬
‫اآليت يذكر تلك اضتاؿ اليت كانوا عليها‪.‬‬
‫فعن عد ٍي بن حامت‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬أنَوُ شتع الَر ُسوؿ ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ي ْقرأ ىذه‬
‫ارُى ْم َوُرْىبَانَـ ُه ْم ْأربَاباً ِم ْن ُد ْون اللّو(‪... }.‬اآلية ٖٔ من سورة التوبة‪).‬‬ ‫اآلية{ ‪:‬اتَّ َخ ُذوا ْ‬
‫أحبَ َ‬
‫أحل‬
‫أليس ُلتِّرُموف ما َ‬ ‫لسنا ْنعبُ ُد ُى ْم! قاؿ " ‪ْ :‬‬
‫لت لوُ ‪:‬إنّا ْ‬ ‫عدى ‪ -‬رضي اللّو عنو‪ :-‬قُ ُ‬ ‫قاؿ ٌّ‬
‫ت‪ :‬بلى‪ .‬قاؿ ‪:‬فْتلك عبادتُػ ُه ْم(‪ ".‬رواه ا ِِلماـ‬ ‫ولتلُّ ْوف ما حَرـ اللّو فتُحلُّونوُ؟ قُػ ْل ُ‬
‫حرم ْونوُ ُ‬
‫اللّو فتُ ُ‬
‫أزتد والرتمذي‪).‬‬
‫ويف ىذا اضتديث متربنا عدي بن حامت‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬أنو ظتا شتع النب صلى اهلل عليو‬
‫وسلم يقرأ تلك اآلية من القرآف الكرمي‪ ،‬واليت فيها ذ ْكر اليهود والنصارى الذين اختذوا األحبار‬
‫والرىباف أربابا من دوف اللّو‪ -.‬واألحبار رتع ح ٍرب ‪ ،‬وىم علماء اليهود‪ ،‬والرىباف رتع ر ِ‬
‫اىب‪،‬‬
‫است ْفهم‪ -‬رضي اللّو عنو‪َ -‬من النب ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ُ -‬مْن ِكراً‬ ‫وىم علماء النصارى‪ْ -‬‬
‫عبادة اليهود والنصارى لألحبار والرىباف‪ ،‬ظنا منو أ ّف العبادة تكوف بالركوع والسجود والتقرب‬
‫عتم بالذبح وغًنه‪ .‬فأخرب النب‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪-‬أف طاعتهم عتم اليت كانت يف حترمي‬
‫اضتالؿ وحتليل اضتراـ ىي عبادهتم من دوف اللّو ‪.‬وذلك ألهنم جعلوىم ُشركاء مع اللّو يف الطاعة‬
‫والتشريع‪ .‬وتركوا ما أمرىم اللّو بو من التوراة واِلؾتيل‪.‬‬
‫أنفهم من ىذه القصة أننا ال نطيع أحدا يف كل شأف؟‬ ‫يحيـى‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬كال‪ .‬وإليك البياف اآليت ‪:‬قاؿ اِلماـ الشافعي‪ -‬رزتو اللّو تعاىل " ‪-:‬أرتع العلماء على أف من‬
‫استبانت (أي‪ :‬ظهرت) لو سنة رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ِ -‬ل يكن لو أ ْف يدعها( أي‪:‬‬
‫يرتكها) لقوؿ أحد ‪ "./‬أىػ‪ .‬إف طاعة العلماء واألمراء واجبة علينا فيما أباحو اللّو وأحلَو‪،‬‬
‫وؽتنوعة فيما حَرـ‪ .‬مث إف طاعتهم باظتعروؼ من طاعة اللّو تعاىل‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬يأيُّها الذين‬
‫األم ِر ِم ْن ُك ْم فإ ْن تَـنَ َ‬
‫از ْعتُ ْم ف ِي َشيء فردُّوهُ إلى اللّو‬ ‫ول وأ ُْول ِى ْ‬
‫أطيـعوا اللّو ِ‬
‫وأط ْيـعُوا ال َّْر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا ْ ُ‬ ‫َ‬
‫س ُن تَأ ِويْالً( }اآلية ‪ ٜ٘‬من‬ ‫واْ َّلرسول إ ْن ُك ْنتم ْتؤِمنو َن بِاللّو والْيـوِم ِ‬
‫اآلخ ِر ذَلِ َ‬
‫أح َ‬
‫ك َخ ْيـ ٌر َو ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُ‬
‫سورة النساء‪).‬‬
‫وعن عبد اللّو بن عمر ‪-‬رضي اللّو عنهما‪ -‬عن النب ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ألْو قاؿ " ‪:‬‬
‫مبعصية فال‬ ‫ٍ‬
‫مبعصية ‪ .‬فإ ْف أُمر ْ‬ ‫أحب وكره إالّ أ ْف يػُ ْؤمر ْ‬ ‫اظترء الْ ُم ْسلم الْ َس ْم ُع والْطَاعةُ فِْيما َ‬
‫على ْ‬
‫شتْع وال طاعة(‪ ".‬متفق عليو‪).‬‬
‫ت بفعل شيء أراه حسناً لكنو ؼتالف للسنة وعملت بو طاعةً لألمًن واحرتاماً لو‪ .‬فهل‬ ‫ُمر ُ‬
‫لو أ ْ‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪ :‬علي إمث؟‬
‫اِلمث يقع على كل من متالف اظتصطفى ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬وقصد طاعة غًنه‪.‬‬ ‫المدرس‪ :‬أجل‪ .‬إف ْ‬
‫مث إف طاعة الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ىي الدليل الواضح والربىاف األكيد على احملبة‬
‫الصادقة‪ ،‬ألف من شروط احملبة الصادقة للمرسلٌن‪ :‬طاعتهم واتباعهم بكل ما جاء يف رسالتهم‬
‫من عند اللّو تعاىل‪ .‬وتكوف طاعة العلماء واألمراء تبعاً لطاعة اظترسلٌن اليت ىي‪ -‬أ َوالً وآخراً ‪-‬‬
‫طاعة للّو سبحانو وتعاىل‪ .‬وعلى ىذا األساس‪ ،‬فإف ميزاف احملبَة يكوف عادال إذا حصل االتبِّاع‬
‫الصحيح‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬قُ ْل إ ْن ُك ْنتُ ْم تُ ِحبُّـ ْو َن اللّو فَاتَّبِعُونِي يُ ْحبِْب ُك ْم اللّو َويَـغْ ِف ْر لَ ُك ْم‬
‫رح ْي ٌم( ‪ }.‬اآلية ٖٔ من سورة آؿ عمراف)‬ ‫ذُنُـوب ُكم واللّو غَ ُفور ِ‬
‫ٌْ‬ ‫َ ْ‬
‫السن َِة حديث يتضمن معىن ىذه اآلية؟‬ ‫ياسـر‪ :‬ىل ورد يف ُّ‬
‫السن َِة أحاديث كثًنة حتمل معىن ىذه اآلية‪ .‬منها اضتديث اآليت‪ :‬عن أنس‪-‬‬ ‫المدرس‪ :‬نعم‪ .‬لقد ورد يف ُّ‬
‫من أح ُد ُك ْم حَّت أ ُك ْوف‬ ‫رضي اللّو عنو‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم " ‪:‬ال يػُ ْؤ ُ‬
‫عٌن(‪ ".‬متفق عليو)‬ ‫أرت ْ‬ ‫من ولده ووالده والنَاس ْ‬ ‫إليو ْ‬
‫أحب ْ‬
‫َ‬
‫ف على ػتبة اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬فإف احملبَة تتوقَف‪-‬‬ ‫وإذا كاف ِاِلنتاف يتوقَ ُ‬
‫كذلك‪ -‬على اتِّباعو واحملافظة على ما جاء بو من عند اللّو سبحانو وتعاىل‪ .‬فما من خًن إالّ‬
‫من شر إالّ هني عنو وح َذر منو قاؿ اللّو تعػاىل { ‪َ :‬وَمـا يَـ ْن ِط ُق َع ْن‬ ‫دؿ عليو وأمر بو‪ ،‬وما ْ‬
‫وى‪ .‬إ ْن ُى َو إالّ َو ْح ٌي يُـ ْو َحى( ‪}.‬اآليتػاف ٖ‪ ٗ-‬من سورة النجم)‪ .‬وبعػد ىذا البيػاف الواضح‬
‫ال َْه َ‬
‫يتبٌن لنا أنو ال كتوز للمسلمٌن طاعة‬
‫يف ػتبة اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ووجوب طاعتو ّ‬
‫أحد ُمتالف شرع اللّو وسواء أكاف من العلماء أـ من األمراء‪.‬‬
‫ألتق للعاِل واألمًن أف يضعا تشريعاً نعمل بو زيادة على ما جاء يف الكتاب والسنة؟‬ ‫مبـارك‪:‬‬
‫المدرس‪ :‬ال كتوز للعاِل واألمًن أف يضعا تشريعا زيادة على ما جاء يف الكتاب والسنة‪ .‬واعلم‪ -‬أيضاً‪-‬‬
‫أف العلماء واألمراء ىم قادة األمػة‪ ،‬وعليهم األمر باظتعروؼ والنهي عن اظتنكر ليستقيم أمر‬
‫البالد والعباد‪ ،‬وىنا جتب علينا طاعتهم كما ذكرت لكم سابقا‪ ،‬أي‪ :‬يف حدود الشرع ‪.‬أ َما إذا‬
‫أحدثُوا يف الدين ما ليس منو‪ ،‬فال نقبلو ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫من‬
‫رسو ُؿ اللّو ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم " ‪ْ -:‬‬‫وعن عائشة‪ -‬رضي اللّو عنها‪ -‬قالت‪ :‬قاؿ ْ‬
‫أحدث يف ْأمرنا ىذا ما ْليس مْنوُ‪ ،‬فَػ ُهو ردٌّ(‪ ".‬متفق عليو)‬
‫ْ‬
‫(أحدث)؟ وما معىن (فَػ ُهو ردٌّ )؟‬ ‫أحمـد‪ :‬ما معىن ْ‬
‫ث (جديْ ٍػد ) وأراد أف كتعلو يف‬
‫المدرس‪ :‬إليك شرحاً موجزاً ظتعىن ىذا اضتديث‪ .‬إنو من جاء بشيء ح َد ٍ‬
‫َ‬
‫ىذا الدين اِلسالمي‪ ،‬وىو ليس منو‪ ،‬وؼتالف لو‪ ،‬فهو مردود على صاحبو‪ ،‬غًن مقبوؿ‪ .‬نسأؿ‬
‫اللّو أف يُعيننا على اتباع اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬يف كل أمور ديننا‪ ،‬وأف نعمل على‬
‫طاعة العلماء واألمراء مبا يوافق اِلسالـ‪.‬‬
‫واآلف نذكر بعض ما يستفاد من ىذا الدرس‪:‬‬
‫‪1-‬إف بىن إسرائيل جعلوا األحبار والرىباف أرباباً من دوف اللّو‪ ،‬بسبب حترنتهم اضتالؿ وحتليلهم‬
‫اضتراـ‪ ،‬وطاعتهم يف ذلك‪.‬‬
‫‪2-‬إف اِلسالـ أمرنا بطاعة العاِل واألمًن يف اظتعروؼ‪.‬‬
‫‪3-‬إف اللّو ىو الذي يَ ْشَرعُ األحكاـ وال كتوز لنا تغيًنىا‪.‬‬
‫وترؾ الب ْدعة‪.‬‬
‫السنَة‪ْ ،‬‬
‫‪4-‬إف ػتبة اظتصطفى‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬تكوف باتباع ُّ‬

‫(اللغـة)‬
‫اختذت‬
‫ُ‬ ‫اتَّخـذوا‪ :‬جعلوا وىذا فعل ماض مسند لضمًن اصتماعة الغائبٌن‪ .‬وىو متعد ظتفعولٌن‪ .‬كقولك‪:‬‬
‫اِلسالـ ديناً‪ ،‬و َاختذت طلب العلم طريقاً‪.‬‬
‫أنْ َكـر ‪ :‬رفض‪ ،‬وِل يوافق‪ ،‬واظتصدر ‪:‬إنكار ‪.‬‬
‫الشريعة ‪ :‬ما سن اللّو من الدين وأمر بو‪ ،‬فهو شريعة وشرع‪.‬‬
‫أولو األمر أصحاب الشأف‪ .‬اآلمروف‪ ،‬وىم اضتكاـ أو األمراء‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫تنـازعتم ‪ :‬اختلفتم يف مسألة‪ ،‬واظتصدر‪ُ :‬‬
‫تنازعٌ‪.‬‬
‫أحسن أفضل مرجعاً وتفسًناً‪.‬‬
‫تأويال ‪:‬‬
‫المعصية ؼتالفة األمر وفعل اظتنهي عنو‪ .‬وضدىا‪ :‬الطاعة واتباع األمر وترؾ اظتنهي عنو‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل ىذه الكلمات في جمل مفيدة‪:‬‬


‫( أنكػر ‪-‬أولو األم ِر‪ -‬تنازعتم‪).‬‬
‫(المناقشة)‬

‫من العلماء واألمراء؟ تحدث باختصا ٍر عن طاعتهم في ا ِإلسالم على ى ْدي الكتاب‬ ‫س‪1:‬‬
‫والسنة‪.‬‬
‫س ٕ ‪ :‬اشـرح قول اللّو تعالى { ‪:‬اتخذوا أحبارىم ورىبانهم أرباباَ من دون اللّو ‪}.‬ذاكراً لقوم الذين‬
‫فعلوا ذلك‪.‬‬
‫س ٖ ‪ :‬وضح كيف تكون محبا للرسول محمد‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ ،-‬واذكر أدلةً على ما‬
‫تقول‪.‬‬
‫باب ‪ .‬تنازعتم ‪.‬الب ْدعة‪).‬‬
‫بار ‪ُ .‬رىبا ٌن ‪ .‬أُمراء‪ .‬عُلماء‪ْ .‬أر ٌ‬
‫أح ٌ‬‫س ٗ ‪ :‬بيّن معنى ما يلي‪( :‬اتَّخ ُذوا‪ْ .‬‬
‫الدرس التاسع‬

‫(احترام أسماء اللّو تعالى وتغيير االسم ألجل ذلك)‬

‫المدرس ‪ :‬وجب على اظتسلمٌن احرتاـ أشتاء اللّو تعاىل وتعظيمها وتكرنتها‪ ،‬ومعرفة معانيها الدالة على‬
‫عظمة اللّو سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫توحيد األشتاء والصفات‪ .‬فاللّو لو األشتاء اضتسىن‬ ‫ِ‬
‫التوحيد‪َ -‬‬ ‫ولقد سبق أف عرفتم‪ -‬يف أنواع‬
‫والصفات العليا‪ ،‬وىناؾ أشتاء خاصة باللّو تعاىل ال كتوز أف تكوف للناس‪ .‬مثػل‪ :‬الػرزتن‪.‬‬
‫ْح ْسنَى فا ْدعُوهُ بِ َها ‪.. }.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫االس ِم اظت ْفَرد‪ .‬قاؿ اللّو تعاىل ‪َ : {...‬وللَّو ْ‬
‫األس َماءُ اْل ُ‬ ‫واضتَ َك ُم بصيغة‬
‫ْ ُ‬
‫(اآلية ٓ‪ ٔٛ‬من سورة األعراؼ)‬
‫وىل يكوف يف اظتسلمٌن من متالف فال لترتـ أشتاء اللّو تعاىل؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن ‪:‬‬
‫المدرس ‪ :‬قد يقع من كثًن من اظتسلمٌن خطأ عظيم يف حق أشتاء اللّو تعاىل‪ :‬كأ ْف يُ ِّ‬
‫سمى أحدىم ولده‬
‫باسم خاص باللّو تعاىل‪ ،‬أو يناديو قومو بكنية ال يعرفوف خطرىا‪.‬‬
‫ياسـر ‪ :‬ما معىن ال ُكنية؟ وما مثاؿ تلك اظتخالفات يف حق أشتاء اللّو تعاىل؟‬
‫َب ْأو أ ُّـ)‪ .‬وقد تكوف باألوصاؼ‪ ،‬مثل‪ :‬أيب الفضائل‪ ،‬وقد‬ ‫المدرس ‪ :‬معىن الكنية‪ :‬كل اسم صدِّر (بِأ ٍ‬
‫ُ‬
‫تكوف بالنسبة إىل األوالد مثل‪ :‬أيب شريح‪ ،‬وأـ أزتد‪ .‬وتكوف مبا يالبسو أي‪( :‬يصاحبو) مثل‪:‬‬
‫أيب ىريرة‪ .‬وتكوف للعلميَة مثل‪ :‬أيب بكر‪.‬‬
‫أما مثاؿ اظتخالفات يف حق أشتاء اللّو تعاىل‪ ،‬فهو كما يلي‪:‬‬
‫لقد حصل موقف أماـ الرسوؿ ػتمد‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬فيو درس لكل اظتسلمٌن‪،‬‬
‫وىو يف اضتديث اآليت‪:‬‬
‫بن يزيْ ٍد ‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬أنو ظتا وفد إىل رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو‬‫عن أيب ُشريْ ٍح‪ -‬ىانئ ْ‬
‫َ‬
‫اضتكم‪ .‬فدعاه رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫شتعه ْم يُكنُّونوُ بأيب ْ‬
‫قومو ُ‬‫وسلم‪ -‬مع ْ‬
‫اختل ُفوا يف شيء‬‫قومي إذا ْ‬
‫اضتكم؟ فقاؿ‪ :‬إف ْ‬ ‫كىن أبا ْ‬‫ْم فلم تُ َ‬ ‫اضتُك ُ‬
‫وإليو ْ‬
‫كم ْ‬ ‫"إ َف اللّو ُىو ْ‬
‫اضت ُ‬
‫قٌن‪ .‬فقاؿ رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪-:‬ما‬ ‫ت بينهم فرضي كال الْفريْ ْ‬‫فحكم ُ‬
‫ْ‬ ‫أتوين‬
‫ْ‬
‫ربى ْم؟ قاؿ‪:‬‬
‫فمن أ ْك ُ‬
‫وعبد اللّو‪ .‬قاؿ‪ْ :‬‬
‫لم ُ‬ ‫وم ْس ٌ‬
‫أحسن ىذا! فما لك من الْولد؟ قاؿ‪ْ :‬يل ُشريْ ٌح ُ‬ ‫ْ‬
‫ت ُشريْ ٌح ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأنْت أبو ُشريْ ٍح(‪ ".‬رواه ا ِِلماـ أبو داود والنسائي‪).‬‬‫قُػ ْل ُ‬
‫ِل غًن الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ُكنية الرجل؟‬ ‫مبارك ‪:‬‬
‫الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ُ -‬كنية الرجل‪ ،‬احرتاما ألشتاء اللّو تعاىل‪ ،‬وألهنا كنية لو‬ ‫ُ‬ ‫المدرس ‪ :‬غًن‬
‫باسم خاص باللّو تعاىل وىو "اضتَ َك ُم‪".‬‬
‫ْم) تؤكػد اختصاص اللّو تعاىل هبذا االسم‪ ،‬فهو‬ ‫اضتُك ُ‬ ‫وجػملة (إ َف اللّو ُىو اضتَ َكم ْ‬
‫وإليػو ْ‬
‫اضتَ َك ُم يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬‫سبحانو وتعاىل ْ‬
‫أحمـد ‪ :‬ما معىن كلمة (اضتَ َك ِم)؟‬
‫ْمػوُ‪ ،‬وىذا اسم خاص باللّو تعاىل‪ -‬كما قلت لكن اآلف‪-‬‬ ‫المدرس ‪ :‬اضتَ َك ُم‪ :‬ىو من إذا َح َكم ال يُ ُّرد ُحك ُ‬
‫بوحيو وع ْلمو هبم‪ ،‬ويف اآلخرة‬
‫فاللّو ىو اضتَ َك ُم يف الدنيا واآلخرة‪َْ .‬لت ُكم بٌن خلقو يف الدنيا ْ‬
‫وفضلو‪.‬‬
‫لتكم بينهم باضتساب بع ْدلو ْ‬
‫اضتَ َكم) أكتوز ىذا؟‬
‫(عبد ْ‬‫أحد الناس ولده بػ ْ‬ ‫مسـعود ‪ :‬وإذا َشتى َ‬
‫المدرس ‪ :‬نعم ‪.‬كتوز أف نقوؿ (عبد اضتَ َكم)‪ ،‬فهو مثل قولنا (عبد اللّو وعبد الرزتن‪).‬‬
‫سمى أحد أبنائنا (عبد اضتَ َكم) و (عبد الرزتن)‪ .‬لكن كيف لو أراد‬ ‫قلت لنا قبل كتوز لنا أف نُ ِّ‬ ‫سليمان ‪:‬‬
‫أحد أف يسمى ابنو (عبد الرسوؿ)‪ ،‬أو (عبد النب)‪ ،‬أو (عبد الكعبة)‪ ،‬أكتوز إطالؽ ىذا‬
‫االسم على أبناء اظتسلمٌن؟‬
‫ٍ‬
‫مضاؼ لغًن اللّو تعاىل ‪.‬فإف ىذه‬ ‫كالّ‪ .‬ال كتوز ألحد اظتسلمٌن أف يتخذ لولده اسم ٍ‬
‫عبد‬ ‫المدرس ‪:‬‬
‫مثل ىذه ال ُكْنية‪ ،‬وجب عليو أف يُغًنىا يف‬
‫األشتاء حتمل معىن شركيَاً‪ .‬ولو حصل ألحدىم ُ‬
‫أقرب وقت ؽتكن احرتاما ألشتاء اللّو تعاىل‪.‬‬
‫فكيف مبن ُشت ِّي بػ (عبد اظتطلب) قدنتا؟ وقد قاؿ الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪" :-‬أنا ابن‬ ‫فيصل ‪:‬‬
‫عبد اظتطلب"؟‬
‫ال كتوز لنا إنشاء اسم جديد يكوف فيو العبد مضافاً لغًن اللّو تعاىل وقد كاف اسم (عبد‬ ‫المدرس ‪:‬‬
‫اظتطلب) يف اصتاىلية‪ .‬قاؿ العلماء‪ :‬إف قوؿ النب‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم" ‪-:‬أنا ابن عبد‬
‫اظتطلب ‪" -‬ىذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك‪ ،‬وإفتا من باب اِلخبػار باالسم الػذي‬
‫اظتسمى دوف غًنه‪ .‬واِلخبار مبثل ذلك على وجو تعريف اظتس َمى ال َْلت ُرـ‪ .‬وىذا ىو‬ ‫عُرؼ بو ّ‬
‫الفرؽ بٌن إنشاء التسمية وبٌن ا ِِلخبار بذلك عمن ىو اشتو (عبد اظتطلب)‪ .‬ومثلو‪ :‬عبد مشس‬
‫سمي بو أبناءنا‪.‬‬‫أو عبد مناؼ ـترب عنو وال نُ ِّ‬
‫نغًن‪ -‬يف ىذا‬‫فت‪ -‬بفضل اللّو تعاىل‪ -‬كيف يكوف احرتاـ أشتاء اللّو تعاىل‪ .‬لكن كيف ّ‬ ‫أسامة ‪ :‬لقد عر ُ‬
‫الزمن‪ -‬أشتاء بعضنا إف كانت ؼتالفة للدين ا ِِلسالمي؟‬
‫المدرس ‪ :‬من كاف اشتو ؼتالفا ل ِِلسالـ‪ -‬حقيقة‪ -‬فعليو أف متتار لنفسو اشتا موافقا للدين‪ ،‬ومترب اجملتمع‬
‫ويبٌن عتم سبب التغيًن‪ ،‬وال حرج عليو يف ىذا إف شاء‬ ‫الذي ىو فيو باالسم ا ِِلسالمي اصتديد‪ّ ،‬‬
‫اللّو تعاىل‪ ،‬ولو أجر عظيم‪ .‬وعن عبد اللّو بن عمر‪ -‬رضي اللّو عنهما‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اللّو‬
‫صلى اهلل عليو وسلم" ‪:‬إف أحػب أسػمػائكػم إىل اللّو عبػد اللّو عبد الرزتن(‪".‬رواه اِلماـ‬
‫مسلم‪).‬‬
‫وختاما عتذا الدرس أذكر لكم بعض فوائده‪ ،‬وىي كما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬كتب علينا احرتاـ أشتاء اللّو تعاىل‪.‬‬
‫السنَة تغيًن االسم أو ال ُكنية إف كاف ذلك خاصا باللّو تعاىل مثل( اضتَ َكم‪).‬‬ ‫‪2-‬من ُّ‬
‫عبد ‪ ،‬مضاؼ إىل غًن اللّو تعاىل) مثل‪( :‬عبد مشس)‪( .‬عبد‬ ‫‪3-‬ال كتوز لنا التسمي بػ( ٍ‬
‫الرسوؿ‪).‬‬
‫ٍ‬
‫مضاؼ إىل أكرب أبنائو كأيب ُشريح‪ .‬وأَيب عبد اللّو‪.‬‬ ‫أب )‬ ‫‪4-‬تكوف كنية الرجل بػ( ٍ‬

‫(اللغـة)‬
‫تكرمي وتعظيم‪ .‬وىو مصدر للفعل احرتـ‪.‬‬ ‫احـترام ‪:‬‬
‫فعل ماض مبعىن جاء‪ .‬قدـ مع وفْ ٍػد أي‪ :‬مع رتاعػة مثػال‪ .‬كقولك‪ :‬وفد اظتسلموف إىل مكة‪-‬‬ ‫وفـد ‪:‬‬
‫َوفَ َد الطالب إِىل اصتامعة‪.‬‬
‫ناداه‪ ،‬أو قاؿ لو‪ :‬أقبل‪ ،‬واظتضارع يدعو‪.‬‬ ‫دعـاه ‪:‬‬
‫أتـوني ‪ :‬جاءوا َ‬
‫إيل‪ .‬والفعل اظتسند إىل الغائب‪( :‬أتى‪ -‬يأيت‪).‬‬
‫صر الصالة وأنت‬ ‫ال حرج ال شدة‪ ،‬وال ضيق عليك‪ ،‬فال ُ‬
‫تقع باِلمث‪ .‬كقولك‪( :‬ال حرج عليك يف قَ ْ‬
‫عليك ‪ُ :‬مسافر‪).‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل الكلمات اآلتية في جمل مفيدة‪:‬‬


‫ت‪).‬‬
‫احرتاـ‪َ -‬وفَ َػد‪ -‬حكم ُ‬ ‫(‬

‫(المناقشة)‬

‫س ٔ ‪ :‬ما الواجب على المسلم نحو أسماء اللّو تعالى؟‬


‫س ٕ ‪ :‬الصحابي ىانئ بن يزيد‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬ما كنيتو األولى؟ وبأي كنية أبدلت؟ وما سبب‬
‫تغيير كنيتو األولى؟‬
‫س ٖ ‪ :‬أتحب أن تكون لك كنية؟ اذكرىا‪.‬‬
‫الح ْكم ‪ ".‬من قال ىذه العبارة؟ وما معناىا؟‬
‫س ٗ ‪" :‬إن اللّو ىو الحكم وإليو ُ‬
‫س ٘ ‪ :‬ماذا كان يفعل ىانئ بن يزيد‪ -‬رضي اللّو عنو‪ -‬مع قومو؟‬
‫ٍ‬
‫مضاف لغير اللّو تعالى‪ .‬مثل‪( :‬عبد النبي‪ ،‬عبد‬ ‫س ‪ : ٙ‬أيجوز أن نسمي أحد أبنائنا باسم ٍ‬
‫عبد‬
‫الرسول)؟ ولماذا؟‬
‫س ‪ : ٚ‬تحـدث باختصار عن‪:‬‬
‫‪1-‬احرتاـ أشتاء اللّو تعاىل‪ .‬وتغيًن االسم ألجل ذلك‪.‬‬
‫‪2-‬معىن الكنية وبعض أمثلتها‪.‬‬
‫الدرس العاشر‬

‫(من ىزل بشيء فيو ِذ ْكر للّو تعالى أو القرآن أو الرسول )‬

‫المدرس‪ :‬كثًن من الناس‪ -‬غًن اظتؤمنٌن‪ -‬إذا شتعوا شيئا فيو ِذكر اللّو تعاىل‪ ،‬أو القراف الكرمي‪ ،‬أو‬
‫(اعتزؿ) واللَعب‪ ،‬وعدـ االىتماـ‪ ،‬وعدـ التكرمي‪ ،‬وكل‬ ‫الرسوؿ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬قابلوه بػ ْ‬
‫ذلك فيو اتباع للشيطاف وػتاربة للحق‪ ،‬وال حوؿ وال قوة إالّ باللّو‪.‬‬
‫عيسـى‪ :‬ما معىن ْ‬
‫(اعتزؿ)؟‬
‫اعتزؿ‪ :‬ىو اللعب وعدـ اصتد‪ ،‬ومنو أيضا االستهزاء والسخرية وعدـ االىتماـ باألمر‪ .‬يقاؿ‪:‬‬ ‫المدرس‪ :‬إ ّف ْ‬
‫استَػ ْهزأ وِل لترتـ غًنه‪.‬‬
‫زؿ ‪:‬إذا لعب وِل يكن جادا يف األمر وسخر‪ .‬وإذا ْ‬ ‫ىزؿ ْيه ُ‬
‫اك ال ُْم ْستَـ ْه ِزئِْي َن(‪ }.‬اآلية ٘‪ ٜ‬من سورة اضتجر‪).‬‬
‫قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬إنَّا َك َف ْيـنَ َ‬
‫اس ْتهزأ با ِِلسالـ زمن النب ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪-‬؟‬ ‫عمـر‪ :‬وىل حصل من أحد أنو ْ‬
‫لمدرس‪ :‬نعم ‪.‬حصل االستهزاء با ِِلسالـ واظتسلمٌن كثًناً‪ ،‬ولكن اللّو نصر عباده اظتؤمنٌن‪ ،‬فلم يضرىم‬
‫َمن استهزأ هبم‪.‬‬
‫ليفضح شأف اظتنافقٌن الذين استهزأوا باللّو تعاىل وآياتو ورسولو‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ولقد أنزؿ اللّو تعاىل آيات‬
‫صلى اهلل عليو وسلم‪ .-‬قاؿ اللّو تعاىل { ‪:‬يَ ْح َذ ُر ال ُْمنَافِ ُقو ْن أ ْن تُـنَـ َّز َل َعلَْي ِه ْم ُس ْوَرةٌ تُـنَبِّئُـ ُه ْم بِ َما‬
‫ِ‬
‫رج ما تَ ْح َذ ُرو َن‪َ .‬ولَئِ ْن َسألْتَـ ُهم لَيَـ ُق ْولُ َّن إنَ َما ُكنَّا نَ ُخ ْو ُ‬
‫ض‬ ‫إن اللّو ُم ْخ ٌ‬ ‫زءوا َّ‬‫استَـ ْه ُ‬ ‫ف ْي قُـلُ ْوب ِه ْم قُ ْل ْ‬
‫زءو َن‪ .‬ال تَـ ْعتَ ِذ ُروا قَ ْد َك َفرتُ ْم بَـ ْع َد إيْ َمانِ ُك ْم إ ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ب قُ ْل أباللّو َوآيَاتو َوَر ُس ْولو ُك ْنتُ ْم تَ ْستَـ ْه ُ‬ ‫َونَـل َْع ُ‬
‫ب طَائَِفةً بأنَّـ ُه ْم َكانوا ُم ْج ِرم ْي َن(‪ }.‬اآليات ٗ‪ ٙٙ-ٙ‬من سورة‬ ‫ِ‬
‫ف َع ْن طائَِف ٍة م ْن ُك ْم نُـ َع ِّذ ْ‬ ‫نَـ ْع ُ‬
‫التوبة‪).‬‬
‫ويف نزوؿ ىذه اآليات قصة حصلت يف غزوة‬
‫تبوؾ‪.‬‬
‫َحبَذا لو ذكرت لنا ما حصل يف ذلك الوقت هبذا‬ ‫مصطـفى ‪:‬‬
‫الشأف‪.‬‬
‫أسلم أف رجالً من‬ ‫روى اِلماـ الطربي عن زيد بن ْ‬ ‫المدرس‪:‬‬
‫غزوة تبُوؾ‪ :‬ما‬ ‫نافقٌن قاؿ لعوؼ بن ٍ‬
‫مالك يف ْ‬ ‫َ‬ ‫اظت ْ‬
‫ُِ‬
‫أجبننا عْند‬ ‫ً ْ‬‫و‬ ‫ة‬ ‫سن‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ذبنا‬‫ك‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫و‬
‫ْ ُ ُْ ً ْ‬ ‫ط‬‫ب‬ ‫غبنا‬ ‫أر‬ ‫ىؤالء‬ ‫ائنا‬‫قر‬
‫لّ‬
‫نافق‬
‫ت ولكنَك ُم ٌ‬ ‫ؼ ‪ :‬ك ْذبَ َ‬ ‫اللِّقاء؟ فقاؿ لوُ ْ‬
‫عو ٌ‬
‫رسوؿ اللّو‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬فذىب‬ ‫ُخرب َف ُ‬ ‫أل ْ‬
‫رسوؿ اللّو‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬ليُ ْخربهُ‬ ‫ؼ إىل ُ‬ ‫عو ٌ‬‫ْ‬
‫عبد اللّو بن‬ ‫فوجد الْ ُق ْرآف ق ْد سبقوُ‪ .‬فقاؿ زيْ ٌد ‪ :‬قاؿ ْ‬
‫رسوؿ اللّو‪-‬‬ ‫تعلقاً حبَ َقب ناقة ُ‬ ‫إليو ُم ِّ‬
‫ت ْ‬ ‫فنظر ُ‬
‫عُمر‪ْ :‬‬
‫وؿ " ‪:‬إَفتا‬ ‫صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬تْن ُكبُوُ اضتجارةُ ي ُق ُ‬
‫عب"‬‫ض ون ْل ُ‬ ‫ُكنَا ـتُْو ُ‬
‫في ُق ْو ُؿ لوُ النَب صلى اهلل عليو وسلم " ‪:‬أباللّو‬
‫تهزءوف(‪ " .‬انظر تفسًن‬ ‫تس ُ‬ ‫ورسولو ُكنْتُ ْم ْ‬
‫وآياتو ُ‬
‫الطربي اصتزء العاشر عند سورة التوبة اآليات ٗ‪-ٙ‬‬
‫‪).ٙٙ‬‬
‫طـارق ‪ :‬ىل نفهم من ىذه القصة أف االستهزاء بالدين كفر؟‬
‫المدرس ‪ :‬أجل‪ .‬لقد كفر من استهزأ با ِِلسالـ واظتسلمٌن مبجرد الكالـ‪ ،‬فكيف مبن أساء إليهم بالقوؿ‬
‫والفعل‪ ،‬فهو أشد كفراً‪ .‬وجتب عليو التوبة‪.‬‬
‫يـونس‪ :‬ما الذي يدعو اظتنافقٌن إىل قوعتم السوء‪ ،‬وإىل الطَ ْعن يف اظتؤمنٌن؟‬
‫أىل النفاؽ‪ .‬وما ُختْفي‬ ‫المدرس ‪ :‬إهنا العداوة يف قلوب أعداء اللّو‪ ،‬وكثًناً ما تظهر كلمة السوء على ألْ ِسنَ ِة ِ‬
‫دورىم أكرب‪.‬‬
‫ص ُ‬ ‫ُ‬
‫أجبننا ِعْند اللِّقاء)؟‬ ‫ِ‬ ‫محمـد‪:‬‬
‫ما معىن قوؿ ذلك اظتنافق‪( :‬ما ل ُقَرائنا ىؤالء ْأرغبنا بُطُوناً‪ ،‬وأ ْكذبنا ألْسنةً‪ ،‬و ْ‬
‫المدرس‪ :‬ىذه مقالة استهزأ باظتسلمٌن‪ ،‬وإليك معاين مفرداهتا‪ :‬قُػَراء‪ :‬رتػع قارئ‪ ،‬وىػو من يتلو القرآف‪-‬‬
‫أجنب)‪ :‬ىذه كلمات على وزف أفْعل التفضيل أراد هبا قائلها شتم اظتؤمنٌن‪.‬‬ ‫(أرغب وأ ْكذب و ْ‬
‫ْ‬
‫وملء البُطوف‪ .‬وأراد بكلمة‬
‫وحباً لأل ْكل ْ‬
‫(أرغبنا بُطُْوناً)‪ :‬أي أكثرنا ر ْغبةً ُ‬
‫فأراد بكلمة ْ‬
‫(أجبننا عْند اللِّقاء ‪).‬أي ‪:‬ىم أكثرنا‬ ‫(أ ْكذبنا ألْسنةً)‪ :‬ىم أكثرنا كذبا يف الكالـ‪ .‬وأراد بكلمة ْ‬
‫وخوفاً عند اللقاء‪ -‬لقاء األعداء فالقتاؿ‪.‬‬‫ُجْبنا ْ‬
‫يحـيى‪ :‬ىل يوصف صحابة رسوؿ اللّو هبذا الوصف أو بعضو؟‬
‫ومت ْفي ال ُكفر يف قلبو؟ كيف يكوف‬ ‫هر ا ِِلسالـ ُ‬
‫المدرس‪ :‬كالّ‪ .‬أِل تعلم أف ىذه مقالة اظتنافق الذي يُظْ ُ‬
‫الصحابة أرغب بُطوناً وىم الذين صربوا على اصتوع وكانوا يَػ ْقتسموف القليل من التمر فيكفيهم؟‬
‫وكيف يكونوف كاذبٌن وىم الذين صدقوا ما عاىدوا اللّو عليو؟ وكيف يكونوف ُجبناء وىم الذين‬
‫ص‬
‫خرجوا من اظتدينة إىل تبوؾ للقاء األعداء وقتاعتم؟ فال كتوز ألحد أف يصف الصحابة مبا يػَْنػ ُق ُ‬
‫حقَهم‪ .‬إ َف ُحبهم رتيعاً عالمة من عالمات ا ِِلنتاف‪ ،‬وإف بغض أحدىم أو اِلساءة إليو عالمة‬
‫من عالمات النفاؽ‪.‬‬
‫تعلق اظتنافق حبَ َقب الناقة تْن ُكبوُ اضتجارةُ‪ .‬ما معىن (حقب الناقة) و (تْن ُكبُوُ اضتجارةُ)؟‬ ‫عبد‬
‫الرحمن‪:‬‬
‫المدرس ‪ :‬معىن حقب الناقة‪ :‬اضتزاـ‪ ،‬يُش ّد بو الَر ْح ُل يف بطن البعًن ومعىن (تْن ُكبُوُ اضتجارةُ) أي تُصيب‬
‫اضتجارةُ قدميو فتؤذيها فهو مْنكوب‪.‬‬
‫ياسـر‪ :‬كاف اظتنافق يقوؿ‪( :‬إفتا ُكنا ـتوض ونلعب)‪ .‬فما معىن ـتوض؟‬
‫المدرس ‪ :‬ىذا فعل مضارع مسند لضمًن اصتماعة اظتتكلمٌن‪ .‬واألصل فيو‪ :‬خاض متوض خوضا‪ .‬أي‪:‬‬
‫استهزاءىم باظتسلمٌن باطتوض يف اظتاء واللعب فيو‪ ،‬كحاؿ‬ ‫سار يف اظتاء‪ ،‬فشبَو حديثهم و ْ‬
‫األطفاؿ الالعبٌن‪.‬‬
‫اعتذارُىم بكلمة‪( :‬ـتوض ونلعب)؟‬ ‫ُ‬ ‫مبـارك ‪ :‬ىل قُبل‬
‫المدرس‪ :‬كالَ‪ِ .‬ل يقبل اللّو ىذه اظتقالة الكاذبة منهم‪ ،‬بل قاؿ عتم { ‪:‬ال تَـ ْعتَ ِذ ُروا قَ ْد َك َف ْرتُ ْم بَـ ْع َد‬
‫ب طَائَِفة بِأنَّـ ُه ْم كانُوا ُم ْج ِرِم ْي َن(‪ }.‬اآلية ‪ ٙٙ‬من سورة‬ ‫ف َع ْن طَائَِف ٍة م ْن ُك ْم نُـ َع ِّذ ْ‬‫إيْ َمانِ ُك ْم إ ْن نَـ ْع ُ‬
‫التوبة ‪).‬‬
‫وإليكم اآلف بعض ما يُستفاد من ىذا الدرس‪:‬‬
‫سب الدين وأىلو من عالمات النفاؽ‪.‬‬ ‫‪1-‬إف َ‬
‫‪2-‬وجوب اظتبادرة إىل إنكار اظتنكر وكشف أعداء الدين‪.‬‬
‫‪3-‬إثبات معجزة للنب ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬حٌن نزؿ عليو الوحي باطترب قبل وصوؿ عوؼ‬
‫بن ٍ‬
‫مالك ‪ -‬رضي اللّو عنو‪-.‬‬

‫(اللغة)‬
‫المستهزئون الساخروف‪ .‬والذين ال لترتموف غًنىم‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫اللّو يفضح أي يكشف أسرارىم وما يف قلوهبم‪.‬‬
‫المنافقين ‪:‬‬
‫ونعف‪ :‬فعل مضارع غتزوـ‪ .‬واظتسند للمفرد (عفى‪ْ -‬يعفو) ومصدره (ع ْف ٌو‪).‬‬ ‫إ ْن ْنعف ‪ :‬إف نُ ْ‬
‫سامح‪ُ .‬‬
‫اظتسػارعة واالبتداء بأقرب وقت‪ .‬والفعل‪ :‬بادر‪ .‬كقولك‪( :‬بادر اظتؤمنوف إىل اصتهاد) أي ‪:‬‬ ‫المبادرة‪:‬‬
‫سارعوا‪.‬‬
‫فأصلِ ُحوا‬ ‫ِ‬ ‫فرقة من الناس أو رتاعة ‪.‬قاؿ تعاىل{ ‪:‬وإ ْن طَائَِفت ِ ِ‬
‫ان م َن اْل ُْم ْؤمنِْي َن اقـْتَتَـلُوا ْ‬‫َ‬ ‫طائفة‪:‬‬
‫بَـ ْيـنَـ ُهما( ‪}.‬اآلية ‪ ٜ‬من سورة اضتُ ُجرات‪).‬‬

‫‪-‬التدريب‪-‬‬

‫استعمل الكلمات اآلتية في جمل مفيدة‪:‬‬


‫( اظتسػتهزئػوف‪ -‬يفضػح‪ -‬يعفػو‪).‬‬

‫(المناقشة)‬

‫سن ٔ ‪:‬ما حكم من استهزأ بشيء فيو ذ ْكر للّو تعالى‪ ،‬أو القرآن‪ ،‬أو الرسول ‪ -‬صلى اهلل عليو‬
‫وسلم‪-‬؟‬
‫س ٕ ‪ :‬ماذا قال المنافق في وصف المؤمنين؟ وىل ىو على حق؟ اذكر دليال على ما تقول‪.‬‬
‫ض‬‫س ٖ ‪ :‬استخرج ثالثا مما يستفاد من قول اللّو تعالى { ‪َ :‬ولَئِ ْن َسألْتَـ ُهم لَيَـ ُق ْولن إنَ َما ُكنَّا نَ ُخ ْو ُ‬
‫زءو َن ال تَـ ْعتَ ِذ ُروا قَ ْد َك َف ْرتُ ْم( ‪ }.‬اآلية ٘‪ ٙ‬من سورة‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب قُ ْل أباللّو َوآيَاتو َوَر ُس ْولو ُك ْنتُ ْم تَ ْستَـ ْه ُ‬‫َونَـ ْل َع ُ‬
‫التوبة‪).‬‬
‫س ٗ ‪ :‬ىل قبل اللّو تعالى اعتذار المنافقين؟ وما دليلك؟‬
‫بن‪).‬‬
‫أج َ‬
‫ذب ‪ْ .‬‬
‫(ى َز َل‪ .‬طائفة‪ْ .‬أرغب بُطُْوناً‪ .‬أ ْك َ‬
‫سر ٘ ‪ :‬بين معنى َ‬

‫(تم بعون اللّو تعالى مقرر القسم الثاني)‬


‫من دروس التوحيد‬
‫(وصية لطالب العلم)‬

‫ػتمد وعلى الو وصحبو أرتعٌن‪.‬‬ ‫اضتمد للّو الذي تتم بنعمتو الصاضتات‪ ،‬والصالة والسالـ على رسولو ٍ‬
‫أما بعد‪ :‬فعلى طالب العلم أف يهتم باألمور اآلتية‪:‬‬
‫‪1-‬أف لتفظ األدلة من الكتاب والسنة بعد أف يعرؼ معاين اظتفردات والشرح‪.‬‬
‫‪2-‬أف يعمل هبذه الدروس عمال صوابا وخالصا للّو تعاىل‪.‬‬
‫‪3-‬أف كتيب عن اظتناقشات الواردة فيها عند هناية كل درس‪.‬‬
‫‪4-‬أف يدعو الناس إىل اضتق أينما كاف‪ ،‬وتكوف دعوتو اِلسالمية على بصًنة‪.‬‬
‫‪5-‬أف لتتفظ هبذه الدروس أو يهديها ظتن أحب‪ ،‬وال يلقيها على األرض ظتا فيها من ذك ٍر للّو تعاىل‪.‬‬
‫وفق اللّو اصتميع ظتا لتبو ويرضاه‪ ،‬وآخر دعوانا أف اضتمد للّو رب العاظتٌن‪.‬‬

You might also like