You are on page 1of 59

‫مناهج معهد تعليم اللغة العربية‬

‫والعلوم الشرعية‬

‫الـمستوى الـرابع‬
‫مقدمـة‬

‫اغبمد للّو رب العاؼبني‪ ،‬والصالة والسالـ على نبينا ؿبمد خامت األنبياء واؼبرسلني‪ ،‬وعلى آلو وصحابتو‬
‫أصبعني‪ ،‬ومن اىتدى ّٔديو إىل يوـ الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فهذه ـبتارات من تفسري القرآف الكرًن صبعناىا لطالب شعبة اللغة العربية لغري الناطقني ّٔا‪،‬‬
‫راعينا فيها سهولة العبارة ووضوح اؼبعىن لتناسب مستوى الطالب يف ىذه اؼبرحلة‪ ،‬كػما راعينا فيها أف ذبمع‬
‫عدداً من الدروس ربوي االىتماـ بغرس عقيدة التوحيد ومعرفة صبلة من األحكاـ واآلداب والعبادات‬
‫وحث اؼبسلمني على تعلمو والعمل بو وتعليمو‪.‬‬
‫واؼبعامالت فبا نزؿ بو القرآف الكرًن َّ‬
‫ومن أىم أىداؼ تدريس التفسري ما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬أف يدرؾ الطالب من خالؿ دراستو للقرآف الكرًن وتفسريه أف لغة القرآف الكرًن ىي أفصح العربية‬
‫وأعالىا‪.‬‬
‫ثانيًا ‪:‬أف يدرس الطالب مباذج من تفسري القرآف تكوف لو عوناً يف دراستو للتفسري يف حياتو الدراسية‬
‫فيما بعد الشعبة‪.‬‬
‫ثالثًا ‪:‬أف يعيش الطالب مع كتاب اللّو تعلماً وتعليماً فينتفع ىو بو وينفع اؼبسلمني يف بلده إذا رجع‬
‫إليهم ليكونوا على بصرية من أمر دينهم‪.‬‬
‫ونسأؿ اهلل تعاىل أف ينفع الطالب ّٔذه الدروس‪ ،‬وأف هبعل عملنا ىذا وسائر أعمالنا خالصة لوجهو‪ ،‬إنو‬
‫ظبيع ؾبيب‪.‬‬
‫وصلى اللّو وسلم وبارؾ على نبينا ؿبمد وعلى آلو وصحبو أصبعني‬
‫مدخل‬

‫معنى التفسير‪ -‬حكم تَـ َعلُّ ِمو ‪ -‬أشهر المفسرين ‪ -‬أشهر ُكتُ ِ‬
‫ب التفسير‪.‬‬

‫أ ‪-‬معنَى التفسير‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لم يػَُر ُاد بو فَػ ْه ُم كتاب‬ ‫االصطالَح ‪:‬ع ٌ‬
‫ض َحػو وبَػيَّػنَو‪ .‬وىف ْ‬‫ف‪ .‬فَ َّسَر الشيء إذا َو َّ‬ ‫التفسـير لُغَـةً ‪:‬البَػيَا ُف وال َك ْش ُ‬
‫أحكامو َو ِح َك ِم ِو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اج‬ ‫ؿبمد صلى اللّو عليو وسلم وبيا ُف معانِيو و ِ‬ ‫اؼبنزِؿ على نَبِيّْو ٍ‬
‫است ْخَر ُ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫اللّو تعاىل َّ‬
‫ب‪ -‬حكم تعلمو‪:‬‬
‫اية" على اؼبسلمني وانّو من أَى ّْم ِ‬ ‫الكرًن "فَػرض كِ َف ٍ‬ ‫ِ‬
‫العلوـ‬ ‫َ‬ ‫َصبَ َع العُلَ َماء على أ ّف تَػ َعلُّ َم تفس ِري القرآف ِ ْ ُ‬ ‫أْ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫س ِرين‪:‬‬ ‫أشهر الم َف ِّ‬
‫جـ – ُ‬
‫النيب صلى اهلل عليو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْعتَػ َىن الصحابةُ رضواف اللّو تعاىل عليهم بتعليم القرآف الكرًن وفَػ ْهم معانيو عن ّ‬
‫مسعود رضي اللّو تعاىل عنو‪" :‬كاف الرجل منا إذا تَػعلَّم ع ْشر ٍ‬
‫آيات مل ُهبَا ِوْزُى َّن‬ ‫ٍ‬ ‫الع َم ِل بو‪ .‬قاؿ ابْ ُن‬
‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫وسلم و َ‬
‫الع َم َل ِّٔ َّن "‪َ .‬وا ْشتُ ِهَر كثريٌ منهم بتفسػري القرآف الكرًن‪ ،‬مثل‪ :‬اػبلفاء الراشدين‪ :‬أبِػي‬ ‫حّت يػع ِر َ ِ‬
‫ؼ معانيَػ ُه َّن و َ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫وعلي رضي اللّو تعاىل عنهم أصبعني‪ .‬وكذلك‪ :‬عبد اللّو بن عبّاس رضي اللّو عنهما‬ ‫وعمر وعثما َف ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫بكر َ‬
‫ؼ عنو من الفهم والعِلم الصحيح دبعاين القرآف وقد دعا لو النيب‬ ‫وكػاف يُ َس َّمى" تَػ ْر ُصبا َف القرآف " لِ َما عُ ِر َ‬
‫وعلّْمو و التأويل" اؼبر ُاد بو ىنا (التفسري)‪ .‬وفبن آ ْشتُ ِهَر‬ ‫ّْهو يف الدين‪َ ،‬‬ ‫صلى اللّو عليو وسلم فقاؿ "اللهم فَػق ْ‬
‫مسعود" رضي اللّو عنو‪ ،‬وكاف رضي اللّو تعاىل عنو يقوؿ‬ ‫ٍ‬ ‫"عبد اللَّ ِو بْ ُن‬
‫بتفسري القرآف من الصحابة كذلك ُ‬
‫ت‪ ،‬وأين نزلت‪ ،‬ولو أَعلَ ُم أحداً أ َْعلَ َم بكتاب اللّو ِم ِّّْن‬ ‫ت آيةٌ من كتاب اللّو إال وأنا اعلَ ُم فيمن نَػَزلَ ْ‬ ‫"ما نَػَزلَ ْ‬
‫الصحابة رضواف اللّو عليهم صباعةٌ من التابعني منهم‪ :‬اغبَ َس ُن‬ ‫ِ‬ ‫التفسري عن ىؤالء‬ ‫تَػنَالُو اؼبطَايَا ألَتَػْيتُو"‪ .‬وأخذ‬
‫َ‬
‫يد بن جبػ ٍري‪ِ ،‬‬
‫وع ْك ِرَمةٌ َم َ‬ ‫ي‪ِ ،‬‬
‫بعدىم‪ ،‬فأخذه عنهم العلماءُ‪،‬‬ ‫اس وغريُىم‪ .‬ونقلوه إىل من َ‬ ‫وىل ابن َعبَّ ٍ‬ ‫وسع ُ ْ ُ ُ َ ْ‬ ‫ص ِر ُّ َ‬ ‫البَ ْ‬
‫ات الكبريَة اليت وصل إلينا التفسريُ عن طريقها‪.‬‬ ‫وأئمػةُ اؼبفسرين‪ ،‬فدونوه يف الكتب وأَلَُّفوا فيو اؼبؤلََّف ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـهر كـتب التفسـير‪:‬‬ ‫د ‪-‬أش ُ‬
‫دوف ِع ْل َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫"جامع البياف عن تَأْ ِو ِيل آ ِي القرآف " ِإلماـ اؼبفسرين‪ ،‬أوؿ َم ْن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ي ‪:‬و ْ‬
‫اظبُو‬ ‫تفسير الطِّبَ ِر ِّ‬
‫ُ‬ ‫)‪(1‬‬
‫اؼبتو َّىف سنةَ ٖٓٔ ىػ‪ .‬صبع فيو أقو َاؿ الصحابة والتابعني وتابِعِيهم‪ُ .‬و َيع ُّد‬ ‫ي" َ‬ ‫التفسػري "ؿبم ِػد بْ ِن جري ٍر الطَََِّب ّْ‬
‫بعده فبن ألَّف يف تفسري‬ ‫كل من جاء َ‬ ‫األوؿ يف تفسػري القرآف الكرًن‪ْ .‬اعتَ َم َده َم ْرِجعاً ُّ‬ ‫اؼبرج َع َ‬ ‫ىذا الكتاب ِ‬
‫ُ‬
‫القرآف‪.‬‬
‫ألحكاـ القرآف )ل ِإلماـ أيب ِ‬ ‫ِ‬
‫عبد اللّو ؿبمد بْ ِن َ‬
‫أضبد األنصاري‬ ‫(اعبامع‬
‫ُ‬ ‫)‪ (2‬تفسير ال ُق ْرطُبي ‪:‬اظبو‬
‫اؼبتو َّىف سنةَ‪ 671‬ىػ‪.‬‬ ‫يب َ‬ ‫ال ُق ْرطُِ ّْ‬
‫األحكاـ الفقهيةَ‬ ‫تفسريىا من اؼبأْثور واؼبعقوؿ ويذكر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يذكر اآلَيات مث يذكر َ‬ ‫وطريقتُو قي التفسري‪ :‬أ ْف َ‬
‫بالقَراءَات وأ َْو ُج ِو ا ِإل ْعراب‪ .‬وىو من التفاسري‬ ‫عند التػعُّرض آليات األحكاـ‪ ،‬كػما يػهتم ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْ ّ‬ ‫ومذاىب الفقهاء َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اؼبفصلة‪.‬‬ ‫اؼبطو ِلة‬
‫َّ‬
‫اؼبتوىف سنةَ ٗ‪ٚٚ‬ىػ‬ ‫الد َم ْش ِق ّْي " َّ‬
‫اؼبؤرخ "إِظباعيل ب ِن كث ٍري ِ‬
‫َْ‬ ‫العظيم ‪:‬للحافظ احملدّْث ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫)‪ (3‬تفسير‬
‫بعد تفسري‬ ‫اؼبرِج َع الثاينَ َ‬
‫ف يف التفسري باؼبأْثور‪ُ ،‬و َيع ُّد ْ‬ ‫ؼ بػ "تفس ِري ابْ ِن كث ٍري"‪ .‬وىذا الكتاب أشهر ما أُلَّ َ‬ ‫ُو ْيعَر ُ‬
‫ف‬‫السلَ ِ‬
‫تفسري القػرآف بالقرآف‪ ،‬مث باغبديث‪ ،‬وما ورد عن الصحابة رضي اللّو عنهم‪ ،‬و َّ‬ ‫الطَََِّب ّْ‬
‫ي‪ْ .‬اعتَ َم َد فيو َ‬
‫الصاحل‪ ،‬وال ِغ ًىن لطالب العلم عنو‪.‬‬
‫ِ‬ ‫)‪ (4‬تفسير البح ِر ِ ِ‬
‫لي ب ِن َحيّاف األنْ َدلُ ّْ‬
‫سي)‬ ‫ف بْ ِن َع ٍّ‬ ‫اؼبفس ِر (ؿبمد بْ ِن يُ ُ‬
‫وس َ‬ ‫وي‪ّْ ،‬‬ ‫المحيط ‪:‬ل ِإلماـ الن ْ‬
‫َّح ّْ‬ ‫ُ‬
‫القرآف الكرًن‪ ،‬و ِ‬
‫اؼبسائل‬ ‫ألفاظ ِ‬ ‫األوؿ يف وجوهِ إِعراب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اؼبتوىف سنةَ ٘ٗ‪ٚ‬ىػ‪ُ .‬و َيع ُّد ىذا‬ ‫َّ‬
‫الكتاب اؼبرج َع َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫وؿ‪.‬‬ ‫القراءات و ِ‬
‫أسباب النػ ُُّز َ‬ ‫ومعرفة وجوه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّح ِويَِّة‪،‬‬
‫ُُ‬ ‫الن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫اؼبتوىف سنة ٕٓ٘ٔىػ ُو َيع ُّػد ىذا‬ ‫)‪ (5‬فَـ ْت ُح ال َقدي ِر ‪:‬ل ِإلماـ احملدّْث ال َفقيو( ؿبمد بْ ِن َع ٍّ‬
‫لي الش َّْوَكاينّْ) َّ‬
‫استَػ َف َاد من كتب السابقني وزاد عليها‪ .‬وطريقتُو يف التفسري‪ :‬أف يذكر‬ ‫التفسري‪ْ .‬‬
‫َ‬ ‫ُصوؿ‬
‫أصالً من أ ُ‬
‫الكتاب ْ‬
‫ُ‬
‫مذاىب الفقهاء‬ ‫اآليات مث يػبػني معناىا‪ ،‬ويوِرد القر ِ‬
‫اءات اؼبتعدّْد َة‪ ،‬وقُػَّراءىا‪ُ ،‬و ْيع ِرب كثرياً من األلفاظ‪ ،‬ويذكر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َّ‬
‫يف آيات األحكاـ‪.‬‬
‫وج ٍز من التفسري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وىناؾ كثري من التفاسري اؼبختصرة اليت تَػ ْقتَصر على شرح معاين األلفاظ‪ ،‬وبَػيَاف ُم َ‬
‫االسـتِ َعا َذة‬
‫تفسير ْ‬

‫يم‪.‬‬ ‫ان ِ‬ ‫آستَ ِع ْذ بِاللَّ ِو ِمن َّ ِ‬ ‫قاؿ اللّو تعاىل ‪:‬فَِإذَا قَـ َرأْ َ‬
‫الرج َ‬
‫الش ْيطَ َ‬ ‫َ‬ ‫ت آل ُق ْرآ َن فَ ْ‬
‫قبل‬
‫للعْبد إذا أراد أف يقرأ القرآف أف يستعيذ باللّو من الشيطاف الرجيم َ‬ ‫ىذا أمر من اللّو سبحانو وتعاىل َ‬
‫البَ ْد ِء يف القراءة‪.‬‬
‫ضَّرين يف ديِّن‬ ‫استَ ِجري وأ ََربَ َّ‬
‫ص ُن باهلل من الشيطاف أف يَ ُ‬ ‫ومعىن "أَعوذ باللّو من الشيطاف الرجيم " أي ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بو‪ ،‬أووبثِّن على فعل َما هنيت عنو‪.‬‬ ‫صدَّين عن ف ْع ِل ما أُم ْر ُ‬
‫ودنياي أويَ ُ‬
‫اال ْستِ َعاذَةُ ىي االلْتِ َجاء إىل اللّو من َشّْر كل ذي َشٍّر ‪ .‬والشيطاف ىو البعيد ِبف ْس ِقػو عن كل خري‪،‬‬ ‫وِ‬
‫والرجيم‪ :‬فعيل دبعىن مفعػوؿ أي أنو َم ْر ُجوـ َمطرود عن اػبري‪.‬‬

‫تفسير البَ ْس َملَة‬

‫ستحب البسملة يف أوؿ كل قوؿ وعمل‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫تُ‬
‫أحدىا‪ ،‬اللّو‪ :‬وىو علم لرب العاؼبني مل‬ ‫وقػد اشتملت البسملة على ثالثػة أظباء من أظباء اللّو اغبُ ْس َىن‪ُ :‬‬
‫مشتق من الرضبة‪ .‬يدؿ على ُُشُوؿ َر ْضبَتِو سبحانو‬ ‫يُ َس َّم بو غريُه سبحانو وتعاىل‪ .‬والثاين‪ ،‬الرضبن ‪:‬وىو اسم ّّ‬
‫وتعاىل يف الدنيا للخلق صبيعاً ويف اآلَخرة للمؤمنني خاصةً‪ .‬وىذا االسم من األظباء اليت مل يُ َس ّْم اللَّوُ ّٔا غريُه‬
‫مشتق من الرضبة أيضا‪ .‬وىو ُّ‬
‫يدؿ على‬ ‫ِ‬
‫الرزاؽ واللّو وكبو ذلك‪ .‬وأما ثالثُها فهو الرحيم‪ :‬وىو اسم ّ‬ ‫كاػبالق و ّ‬
‫الرضبة اػباصة باؼبؤمنني يف اآلخرة كػما يف قولو تعاىل ‪:‬وكان بالمؤمنين رحيما ‪ .‬وىذا من األظباء اليت‬
‫يم‪.‬‬ ‫الرسوؿ صلى اهلل عليو و سلم بو يف قولو تعاىل بالمؤمنين رء ٌ ِ‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫غريه‪ ،‬فوصف‬ ‫َظبَّى اللّو ّٔا َ‬
‫ومعنى البسملة‪:‬‬
‫أبتدئ قراءيت أو أفتتح قراءيت وشأين كلو متَبكا باسم اللّو الرضبن الذي وسعت رضبتو كل شيء‪ ،‬الرحيم‬
‫الذي خص اؼبؤمنني برضبتو يف اآلخرة‪.‬‬
‫الـدرس األول‬

‫تفسير سورة الفاتحة‬

‫المفـردات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫ئ وظبّْيَت ىذه السورةُ بذلك ألهنا تُػ ْفتَتح‬ ‫اسم فاعل من فَػتَ َح يَػ ْفتَ ُح‪ :‬أي آبْػتَ َدأَ يَػْبتَ ِد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال َفاتِ َحة ‪:‬‬
‫ف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اؼبص َح ُ‬ ‫تح ّٔا ْ‬ ‫ّٔا القراءةُ يف الصلوات وآفْػتُ َ‬
‫االسم َاأل ْعظَم‪ .‬وَملْ يُ َس َّم بو غريُ اللّو تبارؾ‬ ‫ِ‬
‫ب تبارؾ وتعاىل‪ .‬ويقاؿ إنَّوُ ُ‬ ‫َعلَ ٌم لِ َّلر ّْ‬ ‫اللَّو ‪:‬‬
‫وتعاىل‪.‬‬
‫الر ْضبَن أبلغ من‬ ‫الر ْضبَة يدالف على سعة رضبتو سبحانو وُشوؽبا‪ .‬و َّ‬ ‫َّاف من َّ‬ ‫اف م ْشتَػق ِ‬
‫اظبَ ُ‬
‫ْ ِ‬ ‫الرِحيم‪:‬‬
‫الر ْح َمن َّ‬
‫َّ‬
‫ض‬ ‫ِ‬
‫ف بو بَػ ْع ُ‬ ‫الرحيم فقد ُوص َ‬ ‫الرحيم ومل يُ َس َّم بو غريُ اللّو سبحانو وتعاىل خبالؼ َّ‬ ‫َّ‬
‫َخ ْل ِقو‪.‬‬
‫الشكر‪ ،‬وضده َّ‬
‫الذ ُّـ‪.‬‬ ‫َع ُّم من ُ‬ ‫الثػَّنَاء ْ ِ‬ ‫الح ْمـد ‪:‬‬
‫باعبَميل‪ ،‬وىو أ َ‬ ‫َ‬
‫وم َدبّْػ ُر شئُوهنِم ‪.‬والعاؼبني صبع َعا َمل وىو اػبَْلق‪.‬‬ ‫َخال ُقهم َورا ِزقُهم ُ‬
‫ِ‬ ‫ب العالمين ‪:‬‬ ‫َر ّ‬
‫ؼ فيو‪.‬‬ ‫اؼبتصّْر ُ‬ ‫ِ‬
‫صاحب اؼبُْلك َ‬ ‫ُ‬ ‫اؼبالِك واؼبلِك واؼبلِيك‪:‬‬ ‫َمالِك ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يوـ القيامة‪َ .‬دا َف فُال ٌف فُالناً يَ ِدينُو ِدبَْع َىن َج َازاه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وىو‬ ‫يَػ ْوُـ اعبَػزاء‬ ‫يَـ ْوم الـدِّين ‪:‬‬
‫ُدلَّنا َوَوفّْػ ْقنا‪.‬‬ ‫اِ ْى ِدنَا ‪:‬‬
‫الصراط المست ِقيم ‪ :‬الطَّريق الو ِ‬
‫آع ِو َج َ‬
‫اج فيو‪.‬‬ ‫اضح الذي ال ْ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫اغبق وتَػَرَكو‪.‬‬
‫ؼ َّ‬ ‫ب اللّو عليهم وىم اليهود وأمثا ُؽبم فبن َعَر َ‬ ‫ضوب َعلَْيهم ‪ :‬أي الذين َغض َ‬ ‫الم ْغ ُ‬
‫ض َّل عن‬
‫أشباىهم فبن َ‬ ‫َّص َارى و ُ‬ ‫الضالُّو َف ىم الذين مل يَػ ْهتَ ُدوا إىل ّْ‬
‫اغبق وىم الن َ‬ ‫َ‬ ‫ضالِّين ‪:‬‬
‫وال ال ّ‬
‫الصراط اؼبستقي ِم‪.‬‬ ‫ّْ‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫جر ‪ ،‬اسم‪ :‬ؾبرور بالباء ونبا متعلقاف دبحذوؼ وىذا احملذوؼ إما أف يكوف فعال‬ ‫حرؼ ٍّ‬‫بِ ْسم‪ :‬الباء ُ‬
‫دائي باْسم اللّو‬ ‫ِِ‬ ‫فالتقدير ِحينَئِ ٍذ ‪ :‬أَبْػتَ ِد ُ‬
‫ئ باسم اللّو أو أقرأ باسم اللّو‪ ،‬وإما أف يكوف اظباً فالتقدير حينئذ‪ :‬ابْت َ‬
‫يف البسملة فقط‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أو قراءَ َيت باَسم اللّو ‪.‬وربذؼ نبزة الوصل من "اسم " وتوصل اَلباء بالسني َخطّاً َ‬
‫وهبَُّر بالياء‪.‬‬ ‫ب ُ‬ ‫صُ‬ ‫ب إعرابَو فيُػ ْرفَ ُع بالواو ُويْن َ‬ ‫العاؼبني‪ُ :‬م ْل َح ٌق جبَ ْمع َّ‬
‫اؼبذكر السامل يػُ ْعَر ُ‬
‫هبب‬ ‫ِِ‬ ‫اؾ نَػ ْعبُ ُد‪ :‬إياؾ ضمري ٍ‬ ‫إِيّ َ‬
‫منفصل وقع مفعوال بو تَػ َقدَّـ على ف ْعلو‪ ،‬وىذا من اؼبػواضػع اليت َ‬ ‫ٌ‬ ‫نصب‬ ‫ُ‬
‫غريؾ‪ ،‬ومثلو يف ذلك إِياؾ‬ ‫أي نَػ ْعبُ ُدؾ وال نعبد َ‬ ‫أف يؤتَى فيهػا بضمري النصب منفصال‪ .‬وتقديبو يفيد القصر ْ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نَ ْستَع ُ‬
‫يائي فهو َمْبِّنّّ على حذؼ الياء‪ .‬واؼبراد بو ىنا الدعاء بطلب اؽبِداية وىذا‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫فعل أمر ناقص ٍّ‬ ‫ا ْىدنَا‪ :‬ا ْىد ُ‬
‫ك ؿ ََتَـ ْه ِدي‬ ‫قد يَػتَػ َعدَّى بنفسو كػما يف ىذا اؼبػوضع‪ ،‬وقد يتعدى بػ "إىل" كػما يف قولو تعاىل ‪:‬وإِنّ َ‬ ‫الفعل َ‬
‫يم وقد يَػتًػ َعدَّى بالالَّـ كػما يف قولو تعاىل ‪:‬أ ََولَ ْـم يَـ ْه ِد لَ ُه ْم َك ْـم أ ْىلَ ْكنَا ِم ْن قَـ ْبلِ ِهم ِم َن‬ ‫اط ُم ْستَ ِق ٍ‬ ‫صر ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫إلَى َ‬
‫ال ُقر ِ‬
‫ون‬ ‫ُ‬
‫صراط الػذين أَنْػعمت عليهم‪ :‬ب َد ٌؿ من الصراط اؼبستقيم‪ ،‬أو عطْف بػي ٍ‬
‫اف يػُ َف ّْس ُره‪.‬‬‫َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫َغ ْري َِ ‪:‬بَ َد ٌؿ من الَّذين‪.‬‬
‫وجيءَ ّٔا لتأكيد النَّػ ْف ِي‪.‬‬ ‫وال‪ :‬ال ىنا دبعىن َغري ِ‬
‫ْ‬
‫ض ِل سورة الفاتحة وأسمائها‪:‬‬ ‫ما ورد في فَ ْ‬
‫السْبػع اؼبثَانِػي ‪ -‬واغبمد والشّْفاء ‪ -‬والواقية‪ -‬والكافية‪ -‬وأساس‬ ‫ومن أسػمائهػا‪ :‬أـ القرآف ‪ -‬و َّ‬
‫القرآف‪.‬‬
‫أحاديث منها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقد ورد يف فضل سورة الفاربة‬
‫‪1-‬عن أيب سعيد بن اؼبعلَّى رضي اللّو عنو أف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم قاؿ لو‪ :‬أل َ‬
‫ُعلّْ َمن َ‬
‫َّك‬
‫قبل أف زبر َج من اؼبسجد‪ .‬قاؿ‪ :‬فأخذ بيدي فلما أراد أف ىبرج من اؼبسجد قلت‪ :‬يا‬ ‫ٍ‬
‫أعظم سورة يف القرآف َ‬ ‫َ‬
‫أعظم سورةٍ يف القػرآف‪ .‬قاؿ" ‪:‬نعم ‪.‬الحمد للّو رب العالمين ىي‬ ‫ػك َ‬ ‫ُعلّْ َمنَّ َ‬
‫رسوؿ اللّو إنك قلت أل َ‬
‫َّسائِ ّي‪.‬‬
‫داود والن َ‬
‫البخاري وأضبد وأبو َ‬
‫ّ‬ ‫السب ُػع اؼبثَػاين والقرآف العظيم الذي أُوتِيتُو " أخرجو‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ب أف أ َُعلّْ َمك‬‫ُّ‬ ‫"أرب‬
‫ُ‬ ‫لو‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫سلم‬ ‫و‬ ‫عليو‬ ‫اهلل‬ ‫صلى‬ ‫النيب‬
‫ّ‬ ‫أف‬ ‫عنو‬ ‫و‬‫ّ‬‫ل‬‫ال‬ ‫رضي‬ ‫كعب‬ ‫بن‬ ‫ُيب‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫وعن‬ ‫‪2-‬‬
‫الزبُور وال يف الفرقاف مثلها؟" مث وأخَبه أهنا الفاربة‪ .‬أخرجو‬ ‫سورًة مل يَػْن ِزْؿ يف التوراة وال يف ا ِإلقبيل وال يف َّ‬
‫أضبد والنسائي والرتمذي وصححو‪.‬‬
‫مسلم والنسػائي والرتمذي وصححو من حديث أيب ىريرة رضي اللّو عنو عن النيب صلى‬ ‫‪3-‬وأخرج ٌ‬
‫تامة"‪ .‬فقيل أليب‬ ‫اخ – ثالثا – غريُ ّ‬ ‫اهلل عليو وسلم قاؿ" ‪:‬من صلّى صال ًة مل يقرأ فيها بأـ القرآف فهي ِخ َد ٌ‬
‫ىريرة‪ :‬إِنا نكوف َوراء ا ِإلماـ‪ .‬فقاؿ‪ :‬اقرأ ّٔا يف نفسك‪ ،‬فإين ظبعت رسولو اللّو صلى اهلل عليو وسلم يقوؿ‪:‬‬
‫ني ولِ َعْب ِدي ما َسأ ََؿ‪ ،‬فإذا قاؿ العبد الحمد للّو‬ ‫ص َف ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫قاؿ اللّو عز وجل‪" :‬قسمت الصالةَ بيِّن وبني عبدي ن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علي عبدي‪ ،‬فإذَا‬ ‫رب العالمين قاؿ اللّو‪َ :‬ضب َدين َعْبدي وإذا قاؿ ‪:‬الرحمن الرحي ِم قاؿ اللّو‪ ٜ*-:‬أَثْػ َىن َّ‬
‫قاؿ ‪:‬مالك يوم الدين قاؿ‪ :‬ؾبَّ َدين عبدي‪ ،‬فإذا قاؿ ‪:‬إِياك نعبد وإِياك نستعين }قاؿ‪ :‬ىذا بيِّن وبػني‬
‫عبػدي ولِ َعْب ِدي ما سأؿ فإذا قاؿ ‪:‬اىدنا الصراط المستقيم صراط الذين أَنعمت عليهم غير‬
‫المغضوب عليهم وال الضالين قاؿ ىذا لِ َعْب ِدي ولعبدي ما سأؿ‪".‬‬
‫اليت اختارىا اللّو سبحانو‬ ‫إِىل غري ىذا من األحػاديث الكثػرية الواردة يف فضل ىذه السورة العظيمة و َ‬
‫كل صالة بل يف كل ركعة من ركعات الصلوات‪ .‬واللّو اؽبادي إىل سواء السبيل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لتُ َكَّرَر يف ّْ‬
‫تفسير السـورة‪:‬‬
‫قوؿ اللّو تعاىل ‪:‬الحمد للّو رب العالمين‪:‬‬
‫اغبمد للّو‪ ،‬ثػَنَاء أَثْػ َىن اللّو بو على نفسو‪ ،‬ويف ضمنو أ ََمَر عباده أف يػُثْػنُوا عليو فكأَنَّو قاؿ‪ :‬قُولُوا اغبمد‬
‫الع َد ُد وال ُِوبيط‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ّْعم اليت ال ُْوبصيها َ‬ ‫للّو‪ .‬واغبمد للّو‪ :‬أي الشكر للّو خالصا دبا أنعم على عبَاده من النػ َ‬
‫وحده فاغبمد للّو وحده‪.‬‬ ‫بِ َع َد ِدىا إالَّ اهلل َ‬
‫رب العالمين الرب ىو اؼبالك اؼبتصرؼ‪ ،‬وال يُ ْستَػ ْع َمل لغري اللّو إِال با ِإلضافة فإذا أطلق فال يقاؿ‬
‫إال لِلّو عز وجل‪ .‬والعاؼبني صبع عا َمل وىو كل ما ِس َوى اللّو عز وجل‪.‬‬
‫الرحمن الرحيم قد سبق تفسري ىذا‪ ،‬وقاؿ القرطيب‪ :‬وصف نفسو بأنو الرحمن الرحيم بعد‬
‫الرتغيب‬
‫ض َّمن من َّ‬ ‫رب العالمين ألنو ؼبا كاف يف اتصافو برب العاؼبني تَػ ْر ُ‬
‫ىيب قَػَرنَو بالرضبن الرحيم ؼبا تَ َ‬
‫معصيتو‪ ،‬كما قاؿ‬ ‫الرىب ِة منو و َّ ِ‬
‫الر ْغبَة إليو فيكوف أعو َف على طاعتو وأمنع من ْ‬ ‫ْلي َج َم َع يف صفاتو سبحانو بني َّ ْ َ‬
‫وأن عذابي ىو العذاب األليم ‪ 49-50‬من سورة اغبجر‪.‬‬ ‫تعاىل ‪:‬نَبِ ْئ عبادي أنِّني أنا الغفور الرحيم‪َّ ،‬‬
‫وقد أخرج مسلم عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم قاؿ‪" :‬لو يعلم‬
‫اؼبؤمن ما عند اهلل من العقوبة ما طمع يف جنتو أحد‪ ،‬ولو يعلم الكافر ما عند اهلل من الرضبة ما قنط من‬
‫جنتو أح ٌد‪".‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬مالك يوم الدين‪.‬‬
‫أي مالك يوـ اعبزاء وىو يوـ القيامة‪ ،‬وىو سبحانو لو اؼبلك كلو يف الدنيا واآلخرة وحده ال شريك لو‬
‫خص يوـ الدين باؼبلك ألف ملوؾ الدنيا ال يدعوف يومئذ ملك شيء وال يتكلم أح ٌد إال بإذنو كما‬ ‫وإمبا َّ‬
‫‪:‬ال يَـتَ َكلَمون إال من أ َِذ َن لو الرحمن وقال صوابا اآلية ‪ ٖٛ‬من سورة النَّبأ‪.‬‬ ‫قاؿ تعاىل‬
‫قولو تعاىل ‪:‬إِياك نعبد وإِياك نستعين‪.‬‬
‫صػك َو ْح َػدؾ بالعبادة ولبصك باالستعانة ال نعبد غريؾ وال نستعني إال بك‪ .‬والعِبادة‪ :‬اسم‬ ‫أي َلبُ ُّ‬
‫الرجاء‪.‬‬
‫ضوع واػبَوؼ و َّ‬ ‫ػماؿ احملبة واػبُ ُ‬
‫جامع لكل ما وببو اللّو ويرضاه من قوؿ أو فعل‪ .‬وىي‪ :‬ما هبمع ك َ‬
‫يرجع كلو إىل ىذين اؼبعنيني‪ ،‬فاألوؿ{ إياك‬ ‫ػماؿ الطاعة‪ ،‬والدّْين ِ‬
‫واالستعانة ىي‪ :‬التػ ََّوُّكل‪ ،‬وىذا ىو ك ُ‬
‫نعبد تَبؤه من الشرؾ ‪.‬والثاين إياك نستعين تَبؤ من اغبوؿ والقوة إال باهلل رب العاؼبني‪ .‬وربوؿ الكالـ‬
‫من الغيبة إىل اػبطاب لقصد االلتفات‪ ،‬وفيو فائدة أنو ؼبا أثىن اؼبؤمن على اهلل فكأنو اقرتب وحضر بني‬
‫يدي اهلل فخاطبو حينئذ عن قرب‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬اىدنا الصراط المستقيم‪.‬‬
‫ؼبا تقػدـ الثناء على اهلل تبارؾ وتعاىل مث إخالص العبادة لو وسباـ التفويض إليو نَاسب أف يعقّْب‬
‫أكمل أحو ِاؿ السائل أف يبدح مسئولػو بػما ىو أىلُو مث يسأؿ حاجتو وؽبذا أرشد اللّو إليو‬
‫بالسؤاؿ‪ ،‬وىذا ُ‬
‫ألنو األكمل‪ .‬واؽبِداية‪ :‬كػما وردت يف القرآف الكرًن ىدايتاف‪ :‬ىدايةُ إِ ٍ‬
‫رشاد وداللة كػما يف قولو تعاىل ‪:‬‬
‫وإنك لتهدي ‪:‬إلى صراط مستقيم وىداية توفيق كػما يف قولػو تعاىل لنَبيّْو صلى اهلل عليو وسلم أيضا ‪:‬‬
‫ت ولكن اللّو يهدي من يشاء ‪ .‬واؼبراد ىنا اؽبداية الشاملة لألمرين صبيعا أي يا‬ ‫َحبَْب َ‬ ‫ِ‬
‫إنك ال تَـ ْهدي من أ ْ‬
‫ووفّْػ ْقنا لِ ُسلوكو لنَػْن ُج َو من عذابك ونفوز برضاؾ‪ .‬واؼبراد بالصراط‬ ‫َّ‬
‫رب ُدلنػا على طريق اغبق الطريق اؼبستقيم َ‬
‫اؼبستقيم ىو دين ا ِإلسالـ وىو اغبق الذي ال يقبل اللّو من عبادهِ غريه‪ .‬والدعاء ىنا اؼبقصود بو الثَّبات‬
‫واؼب َد َاوَمة على اغبق من اؼبؤمنني اؼبهتدين‪.‬‬
‫ُ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬صراط الذين أَنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضآلين‪.‬‬
‫ف للصراط اؼبطلوب اؽبداية إليو يف الػدعاء السابق‪ ،‬وىو الصراط الذي ال ِع َو َج فيو‪ ،‬الصراط‬ ‫صٌ‬ ‫َو ْ‬
‫وم ْن‬ ‫الذي سلكو من أَنْػ َع َم اللّو عليهم وىم‪ :‬النبيوف والصديقوف والش َ‬
‫ُّه َداء والصاغبوف‪ .‬كما يف قولو تعاىل ‪َ :‬‬
‫ول فأولئك مع الذين أَنْـ َع َم اللّو عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‬ ‫يُ ِط ِع اللَّوَ َّ‬
‫والر ُس َ‬
‫س َن أولئك َرفِي ًقا‬ ‫وح ُ‬‫َ‬
‫وعن ابن عباس رضي اللّو عنهػما‪ :‬صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من مالئكتك‬
‫وأنبيائك والصديقني والشهداء والصاغبني‪.‬‬
‫وىو غري صراط اؼبغضوب عليهم وىم الذين علموا اغبق وعدلوا عنو وىم اليهود كػما جاء يف اغبػديث‬
‫ودلت عليو آيات القرآف‪ ،‬وال صراط الضالني الذين فقدوا العِْلم فهم ال يهتدوف إىل اغبق بسبب جهلهم‬
‫وىم النصارى‪ .‬روى عن َع ِد ّْ‬
‫ي بن حامت رضي اللّو عنػو أنو قاؿ‪ :‬سألت رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم عن‬
‫قولو تعاىل ‪:‬غير المغضوب عليهم فقاؿ‪" :‬ىم اليهود"‪ ،‬وال الضالين قاؿ‪" :‬النصارى"‪ .‬رواه أضبد‬
‫والرتمذي من طرؽ‪ .‬و"ال" يف قولو ‪:‬وال الضالين تأكيد للنفي اؼبفهوـ من( غري‬

‫فـائدة‪:‬‬
‫يستحب ؼبن يقرأ الفاربة أف يقوؿ بعدىا ِ‬
‫(آمني) وىو اسم فعل دبعىن (استجب يا رب) ؼبا روي عن‬
‫أيب ىريرة رضي اللّو عنو أنو قاؿ‪" :‬كاف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم إذا تال غير المغضوب عليهم‬
‫وال الضالين قاؿ‪ :‬آمني حّت يسمع من يليو من الصف األوؿ" رواه أبو داود وابن ماجة‪.‬‬
‫ما يستفاد من السورة‪:‬‬
‫اشتملت ىذه السورة على‪:‬‬
‫‪1-‬ضبد اللّو وسبجيده والثناء عليو بذكر أظبائو اغبسىن اؼبستلزمة لصفاتو العليا‪.‬‬
‫‪2-‬ذكر اؼبعاد وىو (يوـ الدين) (يوـ القيامة واعبزاء‬
‫‪3-‬إرشاد عباد اللّو إىل سؤالو والتضرع إليو والتَبؤ من حوؽبم وقوهتم‪.‬‬
‫‪4-‬إخالص العبادة للّو وتوحيده باأللوىية وتنزيهو عن الشريك‪.‬‬
‫‪5-‬سؤاؿ اللّو اؽبداية إىل الصراط اؼبستقيم والتثبيت عليو حّت ينالوا رضواف اهلل مع النبيني والصديقني‬
‫والشهداء والصاغبني‪.‬‬
‫َّع ُّوذ باللّو من سلوؾ سبيل من غضب عليهم ولعنهم ومن ضلوا عن اغبق ومل يهتدوا إليو‪.‬‬
‫‪6-‬التػ َ‬
‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪1-‬اذكر أسماء سورة الفاتحة‪ .‬ثم اذكر حديثين مما ورد في فضلها‪.‬‬
‫‪2-‬اشرح معنى االستعاذة والبسـملة‪.‬‬
‫‪3-‬بين معنى قول اهلل تعـالى‪{ :‬مالك يوم الـدين} وقولو تعالى‪{ :‬اىدنا الصراط المستقيم‬
‫‪4-‬لم قدم المفعول على الفعل في قولو تعالى‪{ :‬إِياك نعبد وإِياك نستعين}؟‬
‫‪5-‬اذكر ما يستفاد من السورة‪.‬‬
‫‪6-‬اشرح المفردات اآلتية‪:‬‬
‫اغبمد – العاؼبني ‪ -‬يوـ الدين – اىدنا ‪ -‬اؼبستقيم‪.‬‬

‫كر ساؼبا‪ :‬إف كاف جامدا‪ :‬أف يكوف علما ؼبذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث و من الرتكيب و إف كاف صفة‪ :‬أف تكوف صفة ؼبذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث ليست من باب أفعل‬
‫الـدرس الثاني‬

‫عاقبة المتقين وجزاء المكذبين‬

‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٔٗ إىل ٓ٘ من سورة اؼبرسالت‬

‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫‪:‬صبع "اؼبت َِّقي " اسم فاعل من "اِتَّػ َقى‪ ،‬يَػت َِّقي" اتقى اهلل ‪:‬أي خاؼ ِعقابَو ‪.‬فاؼبتقي ىو من‬ ‫المت َِّقين‬
‫اىي‪.‬‬
‫خاؼ عذاب اهلل فَػ َف َع َل األوامر واجتنب النو َ‬
‫ضوءُ شعػاع الشمس إذا استرتت عنك حباجز واؼبراد بو ضالؿ أشجار‬ ‫ظل‪ ،‬وىو َ‬
‫‪:‬صبع َّ‬ ‫ضـالل‬ ‫ِ‬
‫اعبنة‪.‬‬
‫وهبري‪.‬‬
‫‪:‬صبع عني‪ ،‬ينبوع اؼباء الذي يَػْنبُع من األرض َْ‬ ‫عيون‬
‫شبار األشجار اللذيذةٌ‪.‬‬ ‫‪:‬صبع ٍ‬
‫فاكهة‪ٌ .‬‬
‫َ‬ ‫فَـ َواكِو‬
‫‪:‬أصلها (من) و(ما )اؼبوصولة أي ِ‬
‫"م َن الذي‪".‬‬ ‫مماَّ‬
‫ْ‬
‫ب فيو‪ .‬اؼبضارع‪ :‬يَ ْشتَهي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يَ ْشتَهو َن‬
‫‪:‬ا ْشتَهى الشيء‪ :‬أراده َورغ َ‬
‫وش ْربِِو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ :‬س ْهالً َسائِغاً لذيذاً يف أَ ْكل ِو ُ‬ ‫ىنيئاً‬
‫‪:‬نػُ ْعطي ‪.‬نُكافِ ْئ‪.‬‬ ‫نَ ْجزي‬
‫َح َس َن‪ُْ ،‬وب ِس ُن"‪ :‬فَػ َعل ما ىو َح َس ٌن‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫المحسنين ‪:‬مفرده ُْؿبسن‪ .‬م ْن" أ ْ‬
‫وحلُوؿ الشَّّْر‪ .‬وقيل‪ :‬ىو َو ٍاد يف َج َهنَّم‪.‬‬ ‫الع َذاب ُ‬ ‫الويْ ُل – اؽبالؾ و َ‬ ‫‪َ:‬‬ ‫َويْ ٌل‬
‫أي" يف ذلك اليوـ"‬ ‫ٍِ‬ ‫يَـ ْوَمئِ ِذ‬
‫‪:‬أصلها (يَػ ْوـ إذ) ْ‬
‫ْذيبًا‪ .‬واؼبراد‪ :‬الذين ال يؤمنوف باللّو ورسولو وال‬ ‫‪:‬مفرده اؼب َك ّْذب‪ِ .‬من ‪َ :‬ك َّذب‪ ،‬ي َك ّْذب‪ ،‬تَك ِ‬ ‫للم َك ٍّذبِين‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ص ّْدقُو َف باليوـ اآلخر‪.‬‬ ‫يُ َ‬
‫‪َ:‬سبَتَّع بالشيء ‪:‬انْػتَػ َف َع بو‪.‬‬ ‫تمتـَّعُواْ‬
‫َ‬
‫‪:‬مدة قصرية‪ ،‬زمناً قصرياً‬ ‫قليال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َجَرَـ‪ُْ ،‬هب ِرُـ‪ ،‬إ ْجَراماً‪ ،‬أج َػرَـ ‪:‬ا ْرتَ َك َ‬
‫ػب ُج ْرمػاً‪ .‬واعبُ ْػرُـ ‪-‬‬ ‫‪:‬مفرده ُْؾب ِرـ ‪ -‬اسم فاعل م ْن أ ْ‬ ‫ُم ْج ِرُمو َن‬
‫ػقبيح العػظيم اؼب ْج ِرموف ‪ :‬اؼب ْذنِبُوف‬ ‫ُ‬ ‫ػب ال‬
‫ُ‬ ‫ال َّػذنْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صلُّوا فهو من إطالؽ اعبزء وإرادة‬ ‫َّ‬ ‫ىنا‬ ‫اد‬ ‫ر‬ ‫اؼب‬
‫و‬ ‫الصالة‬ ‫يف‬ ‫اؼبعروفة‬ ‫اؽبيئة‬ ‫‪:‬ركع‪ْ :‬اكبَ َىن على‬ ‫اِ ْرَكعُوا‬
‫ال ُك ّْل‪.‬‬
‫‪َ :‬كالَـ‬ ‫َح ِديث‬
‫بعد القرآف‪.‬‬
‫‪:‬أي َ‬ ‫بَـ ْع َده‬
‫ص َّدقُو َف‪.‬‬
‫‪:‬يُ َ‬ ‫يؤمنون‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآليات الكريبة ما يأيت‪:‬‬
‫)‪َ (1‬ويْ ٌل يَـ ْوَمئِ ٍذ للمكذبين‪.‬‬
‫(ساعتَئِ ٍذ)‪ :‬يف تلك الساعة‪.‬‬ ‫ِ ٍِ‬
‫ظرؼ زماف ومثلها (حينَئذ )‪ :‬يف ذلك الوقت‪َ ،‬‬
‫يومئذ‪ٍ ُ :‬‬
‫ب ‪ -‬تكذيبا‪ .‬تقوؿ‪َ :‬ك َّذبت فالناً‪ ،‬أي جعلتو كاذباً‪ ،‬مل تصدقو ‪.‬‬
‫ب – يُ َك ّْذ ُ‬ ‫اؼبكذب‪ :‬اسم فاعل من َّ‬
‫كذ َ‬ ‫ّْ‬
‫وَك َّذب فالف بِكذا‪ :‬مل يُ َ‬
‫صدّْؽ بو‪.‬‬
‫)‪ (2‬وإذا قيل لهم‪.‬‬
‫يم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ػاـ – ص َ‬
‫(ص َ‬‫معتل العني ثالثي‪ .‬ومثلو‪َ :‬‬
‫مبِّن للمجهوؿ‪ .‬اؼببِّن للمعلوـ منو (قاؿ) ٌ‬ ‫يل – فعل ماض ٌ‬ ‫ق َ‬
‫يع)‪ .‬ونائب الفاعل ىو مقوؿ القوؿ‪ ،‬صبلة( اركعوا‬ ‫ػاـ – قِيم)‪( ،‬ب َ ِ‬
‫اع – ب َ‬‫َ َ‬ ‫قَ َ‬
‫)‪ (3‬يؤمنون‪.‬‬
‫من) اؼبضارع‪ :‬يػُ ْؤِمن‪ .‬األمر منو‪ِ :‬آمن أصلو أَأِْم ْن‬
‫الفعل ‪ -‬آمن أصلو أَأْ َ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫قوؿ اهلل تعاىل ‪:‬إن المتقين في ضالل وعيون‪ .‬وفواكو مما يشتهون ىبَب اللّو تعاىل عن عباده‬
‫اؼبؤمنني الصاغبني أهنم يَ ْدخلوف اعبنة ويتمتعوف بظالؿ أشجارىا ويأكلوف من شبارىا ويشربوف من ماء‬
‫عُيوهنا‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬كلوا واشربوا ىنيئا بما كنتم تعملون يقاؿ ؽبم يف ذلك اليوـ‪ :‬كلوا واشربوا ىنيئا مريئاً دبا‬
‫َعملتم من الصاغبات يف الدنيا‪.‬‬
‫إناَّ كذلك نجزي المحسنين ‪ :‬ومثل ذلك اعبزاء يكو ُف جزاءَ احملسنني‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ويل يومئذ للمكذبين‪ .‬كلوا وتمتعوا قليال إنكم مجرمون ‪ .‬مث ىبَبنا اهلل تعاىل عن أحواؿ‬
‫اؼبكذبني الذين ال يؤمنوف باهلل ورسولو وال يصدقوف بيوـ القيامة أف ؽبم العذاب واؽبالؾ يف ذلك اليوـ‪.‬‬
‫ويقاؿ ؽبم ‪:‬كلوا وسبتعوا قليال يف الدنيا فإهنا قصرية األجل ومتاعها قليل ألنكم ؾبرموف‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وإذا قيل لهم اركعوا ال يركعون ‪ .‬من صفات ىؤالء اؼبكذبني أهنم إذا أمروا بالصالة ال‬
‫يصلوف‪.‬‬
‫قولػو تعاىل ‪:‬فبأي حديث بعده يؤمنون ‪ :‬وإذا مل يؤمنوا ّٔذا القرآف ّْ‬
‫فبأي كالـ غريه يؤمنوف؟‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل ما يلي‪:‬‬
‫أف اؼبتقني الصاغبني يكونوف يوـ القيامة يف اعبنة يتمتعوف بظالؿ أشجارىا ويأكلوف من شبارىا ويشربوف‬ ‫‪َّ 1-‬‬
‫من ماء عُيُوهنا‪.‬‬
‫أف اللّو كرًن سبحانو هبازي احملسن على إحسانو ويُضاعف لو اغبسنات‪.‬‬ ‫‪َّ 2-‬‬
‫أف اؼبكذبني للرسل وما جاءىم من عند اهلل ؽبم الويل والعذاب الشديد‪.‬‬ ‫‪َّ 3-‬‬
‫دار قرا ٍر وأف نعيمها زائل‪.‬‬
‫أف متاع الدنيا قليل ألهنا ليست َ‬ ‫‪َّ 4-‬‬
‫لن يؤمنوا باآليات واؼبعجزات و الدعوات ألهنم مل يؤمنوا بالقرآف الكرًن‪.‬‬ ‫أف آّرمني اؼبكذبني ْ‬ ‫‪َّ 5-‬‬
‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬يذكر اهلل تعاىل يف ىذه اآليات ثالث نِ َع ٍم تكوف للمتقني يوـ القيامة‪ .‬ما ىي؟‬
‫ب‪ -‬من اؼبخاطب يف اآليتني اآلتيتني‪:‬‬
‫كلوا واشربوا ىنيئا بما كنتم تعملون ؟‬
‫كلوا وتمتعوا قليال إنكم مجرمون ؟‬
‫جػ‪ -‬ما معىن وقولو تعاىل ‪:‬إنا كذلك نجزي المحسنين ؟‬
‫د‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬كلوا وتمتعوا قليال إنكم مجرمون ؟‬
‫ىػ‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬فبأي حديث بعده يؤمنون ؟‬
‫‪ 2-‬اذكر معاني الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫عُيُوف – ِضالؿ – فَواكِوُ – يشتهوف – َْقبزي – ويْل‪.‬‬
‫‪ 3-‬ىات مفرد األسماء اآلتية‪:‬‬
‫ِضالؿ – عُيُوف – فواكو – ُمتَّقوف – ؿبسنوف – ؾبرموف – مكذبوف‪.‬‬
‫‪ 4-‬ىات المضارع من األفعال اآلتية‪:‬‬
‫اشتهى – جزى – سبتع – قاؿ‪.‬‬
‫‪ 5-‬اذكر ما يستفاد من ىذه اآليات‪.‬‬
‫الـدرس الثالث‬

‫فضل الجهاد في سبيل اللّو‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٓٔ إىل ٖٔ من سورة الصف‬

‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫كي َد‪.‬‬‫‪:‬حرؼ استفهاـ وىي ُىنا تفيد التأْ ْ‬ ‫ىل‬
‫‪:‬أ ِ‬
‫ُرش ُدكػم وأخَبكم َد َّؿ‪ -‬يَ ُد ُّؿ ‪ُ -‬د َّؿ‬ ‫َدلُّكم‬
‫أُ‬
‫‪:‬تُػْن ِق ُذ ُكم َوتُػْبعِ ُدكػم – ْأقبَى – يػُْن ِجي‪.‬‬ ‫تُـ ْن ِج ْيكم‬
‫‪:‬فعيل دبعىن اسم الفاعل أي شديد ُم ْؤمل يقاؿ‪ :‬آ َملَ – يُ ْػؤلِ ُػم فهو ُم ْؤلِ ٌػم ‪ .‬أليم دبعىن‬ ‫أليم‬
‫مِ‬
‫وجع‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مكاف ِمن َس َك َن ‪ -‬يَ ْس ُكن‪.‬‬ ‫‪:‬صبع مس َكن وىو ؿبل السكن وا ِإلقامة‪ .‬اسم ٍ‬
‫َْ‬ ‫مساكن‬
‫‪َ :‬جنَّات‪ .‬اؼبفرد جنة ‪:‬دبعىن اغبديقة ذات الشجر‪َ .‬و َع ْدف أي إقامة ِم ْن َع َد َف باؼبكاف‬ ‫َجنَّات َع ْد ٍن‬
‫أي أَقَ َاـ فيو‪.‬‬
‫َ‬
‫ص ْر‪.‬‬
‫صر ‪ -‬انْ ُ‬‫صر ‪ -‬أي أعاف – يَػْن ُ‬ ‫‪:‬عوف ومساعدة وإمداد ‪.‬نَ َ‬ ‫نَصر‬
‫ص َدٌر فِ ْعلُوُ فَػتَ َح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ػح البػالد والغَلَبَة عليها عن طريق اعبهاد يف َسبِ ِيل اهلل تعاىل‪ .‬وىو َم ْ‬ ‫‪:‬فَػْت ُ‬ ‫فَـ ْت ٌح‬
‫يَػ ْفتَح‪.‬‬
‫العاجل واآلجل‪ .‬بَشََّر – يػُبَ ّْش ُر – بَش ّْْر‪ ،‬اؼبصدر تبشري‪.‬‬‫َخ ِػَبىم باػبري َ‬
‫‪:‬أ ْ‬ ‫ش ِر‬
‫َوبَ ِّ‬
‫المؤمنين‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآليات الكريبة ما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬قولػو تعػاىل ‪:‬تجـارة تنجيكم من عذاب أليم ‪ .‬صبلة تنجيكم من عذاب أليم صفة لتجارة‬
‫فاعبملة بعد النكرة تكوف صفة وبعد اؼبعرفة تكوف حاال‪ .‬ومثلها ‪:‬جنات تجري من تحتها األنهار صبلة‬
‫ذبري من ربتها األهنار صفة عبنات ‪.‬ومثلها أيضاً قولو تعاىل ‪:‬وأخرى تُحبّونَها ُصبلة ُِرببُّ َ‬
‫وهنا ِص َفةٌ‬
‫ألخرى‪.‬‬
‫َ‬
‫مثاؿ اعبملة اغبالية ‪:‬يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورىم بين أيديهم وبأيمانهم وصبلة‬
‫يسعى نورىم حاؿ من اؼبؤمنني‪.‬‬
‫‪ 2-‬يغفر لكم ذنوبكم‪ .‬ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار الفعل‪ :‬يغفر‪ :‬ؾبزوـ لوقوعو‬
‫جواب الطلب والفعل اؼبضارع إذا وقع جوابا للطلب هبزـ والطلب ىنا متضمن يف قولو تعاىل ‪:‬تؤمنون‬
‫وتجاىدون }فإنو دبعىن آمنوا‪ ،‬وجاىدوا‪ ،‬و يدخلكم معطوؼ على يغفر‪.‬‬
‫‪ 3-‬ومساكن معطوؼ على جنات أي (ويدخلكم مساكن) وىو فبنوع من الصرؼ‪.‬‬
‫‪ 4-‬وأخرى أي‪ :‬ونتيجة أخرى فهي صفة ؼبوصوؼ ؿبذوؼ‪.‬‬
‫التفسير‪:‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬يا أيها الذين آمنوا ىل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ‪ .‬أي أيها اؼبؤمنوف‬
‫ىل أرشدكم إىل ذبارة راحبة يف الدنيا واآلخرة فيها قباتكم‪ .‬مث فسر ىذه التجارة العظيمة اليت ال تبور بقولو‬
‫تعاىل ‪:‬تؤمنون باهلل ورسولو وتجاىدون في سبيل اهلل بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم‬
‫تعلمون أي أف اإليباف باهلل ورسولو واعبهاد يف سبيل اهلل باؼباؿ والنفس خري من ذبارة الدنيا وأربح‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬يغفر لكم ذنوبكم }أي إف فعلتم ما أمرتكم بو ‪.‬ودللتكم عليو غفرت لكم الزالت‬
‫وأدخلتم اعبنات واؼبساكن الطيبات والدرجات العاليات‪.‬‬
‫وؽبذا قاؿ تعاىل ‪:‬ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك‬
‫الفوز العظيم‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وأخرى تحبونها نصر من اهلل وفتح قريب وبشر المؤمنين أي ولكم على ذلك زيادة‬
‫رببوهنا إذا قاتلتم يف سبيلي ونصرمت ديِّن أتكفل بنصركم وأفتح عليكم فتحا عاجال فهذه الزيادة ىي خري‬
‫الدنيا موصوؿ بنعيم اآلخرة ؼبن أطاع اهلل ورسولو ونصر اهلل ودينو وؽبذا قاؿ تعاىل ‪:‬وبشر المؤمنين‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل‪:‬‬
‫أف أربح التجارة وأعظمها ىي اعبهاد يف سبيل اهلل باؼباؿ والنفس ‪.‬‬ ‫‪1-‬‬
‫أف اإليباف باهلل ورسولو أساس قبوؿ األعماؿ عند اهلل ‪.‬‬ ‫‪2-‬‬
‫أف اعبهاد يف سبيل اهلل يرتتب عليو نتائج عظيمة يف الدنيا واآلخرة ‪.‬‬ ‫‪3-‬‬
‫أ ‪ -‬ففي اآلخرة‪:‬‬
‫‪1-‬النجاة من العذاب األليم ‪.‬‬
‫‪2-‬مغفرة الذنوب ‪.‬‬
‫‪3-‬دخوؿ جنات ذبري من ربتها األهنار ‪.‬‬
‫جنات ٍ‬
‫إقامة دائمة‪.‬‬ ‫طيبة يف ِ‬ ‫دخوؿ مساكن ٍ‬ ‫‪ُ 4-‬‬
‫َ‬
‫ب ‪ -‬وأما يف الدنيا فالنصر من اهلل الفتح العاجل {وأخرى رببوهنا‪}.‬‬

‫المناقشة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫أ ‪-‬يذكر اهلل عز وجل يف ىذه اآليات ذبارة راحبة عظيمة‪ .‬ما ىي ىذه التجارة؟‬
‫ب ‪-‬مع من تكوف ذبارة اؼبؤمنني؟ وعلى أي شيء تقوـ؟‬
‫جػ ‪-‬ما األمر الذي ال تقبل األعماؿ إال بو؟‬
‫د ‪-‬ما نتيجة التجارة مع اهلل يف الدنيا واآلخرة؟‬
‫‪ 2-‬اذكر معاني الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫جنات َع ْد ٍف‬ ‫ِ‬
‫َى ْل – أ َُدلُّكم – تػُْنجيكم – أَليم – سبيل اهلل – ُ‬
‫‪ 3-‬ىـات مفرد الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫أمواؿ – أنفس – ذنوب – جنات ‪ -‬مساكن‪.‬‬
‫{يغفر لكم ُوي ْد ِخلْكم}؟‬
‫‪ 4-‬لماذا جزم الفالن ْ‬
‫‪ 5-‬اذكر ما يستفاد من ىذه اآلَيات‪.‬‬
‫الـدرس الرابع‬

‫وصـايا لقمان البنـو‬


‫قاؿ اللّو تعاىل‪:‬‬

‫اآلَيات من ٖٔ إىل ‪ ٜٔ‬من سورة لقماف‬


‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫ظ ِ‬
‫وعظَةٌ‪ .‬والوعظ‬ ‫ظ‪ِ ،‬ع ْظ‪ .‬واؼبصدر‪َ :‬و ْع ٌ‬ ‫ظ‪ ،‬يَعِ ُ‬ ‫‪:‬يػرشػده ويْنصحػو و ِ‬
‫يوصيو‪َ .‬و َع َ‬ ‫يَ ِعظُو‬
‫ُْ َ َ ُ ُ‬
‫ىو األمر والنهي مقرونػا بالػرتغيب والرتىيب‪.‬‬
‫ض ُع الشيء يف َغ ِْري َم ْو ِضعِو َ‬
‫وذبَ ُاوُز اغبَ ّْق‪.‬‬ ‫‪:‬مصدر ظَلَ َم‪ ،‬وىو َو ْ‬ ‫الظُّلْم‬
‫‪:‬مصدر‪َ :‬وَى َن‪ -‬يَ ِهن ‪.‬الوىن‪ :‬الض َّْعف و َ‬
‫اؼبشقَّة‬ ‫َو ْىناً‬
‫صالُو‬ ‫ِ‬
‫الرضاعة‪.‬‬ ‫‪:‬فطَ ُامو من ّ‬ ‫فَ‬
‫ضنَا على ا ِإلنساف طاعةَ َوالِ َديِْو‪.‬‬ ‫‪َ :‬ام ْرنا وفَػَر ْ‬ ‫صينا‬ ‫َو َّ‬
‫العاقِبَة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪:‬اؼبرجع‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫المصير‬
‫‪َ :‬عَزَما عليك أف تَػ ْف َع َل ما َأمَراؾ بِِو‪.‬‬ ‫اى َداك‬ ‫َج َ‬
‫ص ْحبَتِك إيانبا‪.‬‬ ‫‪ِ :‬‬ ‫صِ‬
‫اح ْبهما في الدنيا معروفاً‬
‫أحس ْن إليهما يف ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪:‬طريق‪.‬‬ ‫سبيل‬
‫اب‪.‬‬
‫‪َ :‬ر َج َع وتَ َ‬ ‫أَنَـاب‬
‫ُخَِبُكم وأحاسبكم‪.‬‬
‫‪:‬أ ْ‬ ‫فأنَـبِّئُكم‬
‫‪َ :‬وْز َف َحبَّة‪.‬‬ ‫ِمثْـ َق ً‬
‫ال َحبَّ ٍة‬
‫ِ‬
‫ورهُ يف العالج والطَّ َعاـ‪َ ،‬‬
‫وحبُّو‬ ‫عمل بُ ُذ ُ‬
‫ات تُ ْستَ ُ‬ ‫‪:‬نَػبَ ٌ‬ ‫َخ ْر َدل‬
‫َصغَُر اغبُبُوب‪.‬‬ ‫أْ‬
‫ات وىي اغبِ َجارة‪.‬‬ ‫ص َخَر ٌ‬‫اعبمع‪َ :‬‬‫‪َ :‬‬ ‫ص ْخرة‬
‫َ‬
‫‪:‬اسم من أسػماء اهلل تعػاىل‪ ،‬وىو ىنا دبعىن ‪:‬عليم‬ ‫لَ ِط ٌ‬
‫يف‬
‫ِخبََفايَا األمور فال َزبْ َفى عليو األشياءُ وإف كانت صغرية‪.‬‬
‫‪َ :‬أو ِام ُر الش َّْرِع وأ َْع َماؿ اػبري والَب‪.‬‬ ‫المعروف‬
‫وتعاليم الشرع‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪:‬األمور اليت ال تتفق‬ ‫المن َكر‬
‫بك من اؼبصائب‪.‬‬
‫‪:‬نَػَزَؿ َ‬ ‫ك‬‫َصابَ َ‬
‫أَ‬
‫ىي األمور اليت ال ربصل إال بالصَب والعزـ لِعِظَ ِمها‪.‬‬
‫‪َ :‬‬ ‫عزم األمور‬
‫‪:‬تُػ ْع ِرض بوجهك عن الناسك ُّ‬
‫تكَبا واحتقارا ؽبم‪.‬‬ ‫ص ِّع ْر‬
‫تُ َ‬
‫جانب الوجو‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪:‬اػبد ‪-‬‬ ‫َخ ّدك‬
‫االختِيَ ِاؿ‪.‬‬
‫بو ْ‬ ‫‪:‬يف حاؿ العُ ْج ِ‬ ‫َم َرحاً‬
‫ب بنَػ ْف ِس ِو‪.‬‬
‫‪ُ :‬م ْع َج ٌ‬ ‫ُم ْختَال‬
‫متكَب َعلى غريه‪ .‬على وزف فَػعُوؿ من ال َف ْخر وىذه‬ ‫‪ّْ :‬‬ ‫فَ ُخور‬
‫صيغة مبالغة‪.‬‬
‫بالسريع بل َو َسطا‪.‬‬ ‫‪:‬اِ ْم ِ‬
‫ش َم ْشياً مقتصداً ليس بالبَ ِطيء وال َّ‬ ‫اِق ِ‬
‫ْص ْد في َم ْشيِك‬
‫‪:‬اِ ْخ ِفض‪ :‬ال ترفع صوتك فيما ال فائدة فيو‪.‬‬ ‫ض‬
‫ض ْ‬
‫ا ْغ ُ‬
‫‪:‬أَقْػبَ ُح‪.‬‬ ‫أَنْ َك ُر‬
‫ص ْوت‪.‬‬
‫‪:‬صبع ‪ -‬مفرده ‪َ :‬‬ ‫األصوات‬
‫‪:‬صبع ‪ -‬مفرده ِضبَار‪.‬‬ ‫الحمير‬

‫اإلعـراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآلَيات الكريبة ما يلي‪:‬‬
‫ِّن‪ :‬منادى وىو تصغري (ابن) أضيف إىل ياء‬ ‫{ ‪ 1-‬بابني يا‪ُ :‬‬
‫حرؼ نداء يستعمل يف اؼبنادى البعيد‪ ،‬وبػُ َّْ‬
‫اؼبتكلم فحكمو النصب وعالمة نصبو فتحة مقدرة على ما قبل ياء اؼبتكلم‪.‬‬
‫‪ 2-‬قولػو تعػاىل ‪:‬ال تُ ْش ِرك باللّو ال الناىية من جوازـ الفعل اؼبضارع‪ .‬تُ ْش ِرْؾ‪ :‬فعل مضارع ؾبزوـ بال‬
‫ص ِّع ْر ‪ ،‬وال تمش‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الناىية‪ .‬ومثلو قولو تعاىل{ ‪:‬فال تُط ْعهما ‪ ،‬وال تُ َ‬
‫‪ 3-‬قولو تعاىل ‪:‬وإن الشرك لظلم عظيم‪.‬‬
‫إف‪ ،‬وفائدهتا‪ :‬توكيد مضموف اعبملة‪،‬‬ ‫ت من اؼببتدأ إىل خَب َّ‬ ‫ِ‬
‫الالـ اؼبزحلقةَ ُز ْحل َق ْ‬
‫لَظُلم‪ :‬ىذه الالـ تسمى َ‬
‫ت الحمير ‪ .‬ويف القرآف الكرًن‬ ‫ومن شواىدىا أيضاً يف اآليات‪ :‬قولو تعاىل ‪:‬إِ َّن أنكر األصوات لَ َ‬
‫ص ْو ُ‬
‫شواىد كثرية ؽبا منها‪ :‬قولو تعاىل ‪:‬أو إِ َّن األبرار لَِفي نعيم وإِن الفجار لَِفي جحيم‪.‬‬
‫‪ 4-‬قولو تعاىل ‪:‬إنها إِ ْن تَ ُ‬
‫ك‪.‬‬
‫ع كاف‬ ‫ِ‬
‫أصل الفعل (تَ ُك ْن) وحذفت النوف للتخفيف‪ .‬وهبوز حذفها بشرط أف يكوف ىذا الفعل مضار َ‬
‫وؾبزوماً وأف ال يَلِيَها َساكِ ٌن‪ .‬فال ربذؼ يف مثل قولو تعاىل ‪:‬لم يَ ُك ِن الذين كفروا من أىل‬
‫ص ِة َْ‬
‫ِ‬
‫النَّاق َ‬
‫الكتاب والمشركين ِّ‬
‫منفكين حتى تأتيهم البينة‪.‬‬
‫التفسـير‪:‬‬
‫إن الشرك لظلم عظيم‪.‬‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬وإذ قال لقمان البنو وىو يعظو يابني ال تشرك باللّو َّ‬
‫وصيو بأفضل‬‫ُىبَِْب اللّو تعاىل عن و ِصيَّة لقما َف لولده وىو يعِظُو فهو أَ ْش َفق الناس عليو وأحبهم لو‪ ،‬فهو ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما يَػ ْع ِرؼ‪ .‬فأوصاه أوال بِأ ْف يعبد اللّو وحده وال يشرؾ بو شيئا‪ .‬مث قاؿ ُؿبَ ّْذرا لو ‪:‬إن الشرك لظلم عظيم‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫أي ىو أعظم الظلم‪ .‬أخرج البخاري ومسلم عن عبد اللّو بن مسعود رضي اللّو عنػو قاؿ‪ :‬ؼبا نزلت الـذ َ‬
‫َش َّق ذلك على أصحػاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وقالوا‪:‬‬ ‫ْبسوا إيـمانَهم بظُْل ٍم‬
‫آمنـوا ولم يَـل ُ‬
‫أيُّنا ال يلبس إيبانو بظلم؟ فقاؿ رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم ‪" :‬إنو ليس بذلك‪ .‬أال تسمع إىل قوؿ‬
‫لقماف بابني ال تشرك باللّو إن الشرك لظلم عظيم" ؟‪.‬‬
‫قولػو تعػاىل ‪:‬ووصينا اإلنسان بوالديو حملتو أمو َو ْىنا على َو ْىن ‪ .‬قَػَر َف اهلل عز وجل وصيتو إِياه بأف‬
‫يعبد اللّو وحده ال شريك لو بالَب بالوالدين وذلك كثري يف القرآف الكرًن كقولو تعاىل ‪:‬واعبدوا اللّو وال‬
‫ِ‬
‫اؼبشقَّة وقيل الضعف‪.‬‬ ‫َّعب و َ‬ ‫الوْىن التػ َ‬‫تشركوا بو شيئا وبالوالدين إحسانا ‪ .‬و َ‬
‫ضعو يف عامني‪ ،‬واهلل عز وجل يذكر الوالدة‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬وفصالو في عامين أي وتَػ ْربيَتُو وإرضاعو بعد َو ْ‬
‫إلي‬
‫كرا الولد إحسػاهنا اؼبتقػدـ إليو‪ .‬وؽبػذا قاؿ ‪:‬أن أ ْش ُكر لي ولوالديك َّ‬ ‫وس ْهَرىا لي َذ ِّ‬
‫وضبَْلَها وتربيتها َ‬
‫المصير ‪ .‬أي‪ :‬إف فعلت ذلك فإين سأجزيك على ذلك أوفر اعبزاء‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وإن جاىداك على أن تشرك بي ما ليس لك بو علم فال تطعهما ‪ .‬أي إف حرصا عليك‬
‫كل اغبِْرص على أف تتابعهما على دينهما فال تقبل منهما ذلك‪ ،‬وال يبنعك ذلك أف تصاحبهما يف َ‬
‫الدنيا‬ ‫َّ‬
‫معروفاً وأف ُْرب ِسن إليهما‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬واتَّبِع سبيل من أناب إلي أي‪ .‬اتبع سبيل اؼبؤمنني الذين‪ ،‬أنابوا إىل اهلل ثم إِ َّ‬
‫لى‬
‫َم ْرِجعكم فأئبئكم بما كنتم تعملون أي مث ترجعوف َّ‬
‫إيل فأعلمكم بأعمالكم اليت َع ِم ْلتموىا يف الدنيا‬
‫ُجا ِزيكم عليها‪.‬‬
‫وأ َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في‬
‫مثقاؿ َحبَّ ِة َخ ْرَد ٍؿ وكانت ـبَْ ِفيَّةً يف صخرة‬
‫األرض يأت بها اللّو أي أف اؼبظْلَ َمة أو اػبطيئة وإن كانت َ‬
‫ضع اؼبوازين القسط وهبازي عليها ‪ -‬فال‬ ‫كبرية أو يف السموات أو يف األرض ُوبضرىا اهلل عز وجل حني يَ َ‬
‫تَغِيب عنو وال زبفى عليو إن اللّو لطيف خبير أي عليم خبََفػايا األمػور لطيف العلم فال زب َفى عليو‬
‫األشياء وإف َدقَّت ولَطَُفت خبير بِ َدبِيب الن َّْم ِل يف الليل اؼبظلم‪ .‬فما بالك بغريه؟‬
‫أمر ِم ْن لقماف اغبكيم البنو بإقػامة الصالة وأدائها على الوجو‬‫قولػو تعػاىل ‪:‬يا بُـنَ َّى أقم الصالة ٌ‬
‫األكمل وأْمر بالمعروف واْنو عن المنكر أي افعل ذلك حسب طاقتك وجهدؾ وأنت مكلَّف بذلك ‪.‬‬
‫واصبر على ما أصابك ألف اآلمر باؼبعروؼ والناىي عن اؼبنكر َّ‬
‫البد أف يَػنَالَو من الناس أذى فأمره‬
‫بالصَب‪ ،‬إن ذلك من عزم األمور أي إف الصَب على أَذَى الناس لَ ِمن األمور اليت ال تأيت إال بالعزـ وقوة‬
‫التحمل‪.‬‬
‫تص ِّع ْر خدك للناس وىو أي ال تُػ ْع ِرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو َكلَّ ُموؾ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وال َ‬
‫استكبارا عليهم ولكن ُك ْن لَيّْػنًا معهم مبسوط الوجو‪.‬‬
‫ً‬ ‫احتقارا منك ؽبم و‬
‫ً‬
‫سبش متكَبا جبارا عنيدا ألنك إف فعلت ذلك‬ ‫تمش في األرض َم َرحاً أي ال ِ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬وال ِ‬
‫ضك اللّو ‪.‬إِن اللّو ال يحب كل مختال فخور إِف اللّو ال وبب كل ـبُْتاؿ ُم ْع َجب بنفسو فَ ُخور على‬ ‫يػُْبغِ ْ‬
‫متكَب‪.‬‬
‫غريه ّْ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬واقصد في مشيك أي امش مقتصدا مشياً ليس بالبطيء اؼبتثبّْط وال بالسريع اؼب ْف ِرط‪،‬‬
‫ُ‬
‫بل عدال وسطا‪ .‬قولو تعاىل ‪:‬واغضض من صوتك أي ال تبالغ يف الكالـ وال ترفع صوتك إن أنكر‬
‫األصوات لصوت الحمير فهو َ‬
‫أقبح األصوات‪.‬‬
‫فهذه وصايا نافعةٌ جدا‪ ،‬وىي من قصص القرآف العظيم عن لقما َف اغبكي ِم يف تربية األبناء وإرشاد اآلباء‬
‫إىل ما فيو صالح الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآلَيات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآلَيات إىل ما يأيت‪:‬‬
‫‪1-‬عدـ اإلشراؾ باللّو وإخالص العبادة لو وىي أعظم الوصايا‪.‬‬
‫‪2-‬ال َِب بالوالدين والتذكري بفضلهما السابق‪.‬‬
‫التمسك بالدين واالستقامة عليو مهما كانت دواعي اؽبدـ ولو أمره والداه بالشرؾ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪3-‬‬
‫‪4-‬األم ِر باتباع طريق اؼبنِيبني إىل رّٔم التائبني إليو‪.‬‬
‫ُ‬
‫مثقاؿ َحبٍَّة من َخ ْرَدؿ‪.‬‬
‫‪5-‬التَّذك ِري بأف اللّو ال ىب َفى عليو خافية وال يغيب عنو شيء ولو كاف َ‬
‫‪6-‬األم ِر بإقامة الصالة والقياـ باألمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر‪.‬‬
‫‪7-‬النهي عن التكَب واالختياؿ‪.‬‬
‫‪8-‬األم ِر باالعتداؿ يف اؼبشي وخفض الصوت‪.‬‬

‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬اشتملت اآلَيات على وصايا نافعة فلمن ىذه الوصايا؟ وفبن ىي؟ اذكر ىذه الوصايا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما معىن قوؿ اللّو تعلى ‪:‬إن الشرك لظلم عظيم وما نوع الالـ يف لظلم ؟‬
‫جػ‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬إنها وإن جاىداك على أن تشرك بي ما ليس لك بو علم فال‬
‫تطعهما ؟‬
‫د‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬وإنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات‬
‫أو في األرض يأت بها اهلل ؟ وؼباذا حذفت النوف من تكن؟ وما حكم ىذا اغبذؼ؟ ومّت يكوف؟‬
‫‪ 2-‬ىـات جمع الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫ص ْخرة – ِضبار ‪ -‬صوت‪.‬‬‫َسبِيل – َ‬
‫‪ 3-‬ىات المضارع واألمر من األفعال اآلتية‪:‬‬
‫اب ‪َ -‬أمَر ‪ -‬نَػ َهى‪.‬‬
‫ض ‪ -‬أنَ َ‬ ‫صد – َغ ِّ‬
‫صبَػَر – قَ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ 4-‬لماذا جزمت األفعال‪( :‬تُ ْش ِر ْك – تُط ْع ُه َما – تُ َ‬
‫ص ِّعر ‪ -‬تَ ْم ِ‬
‫ش)؟ وما عالمة جزم كل منها؟‬
‫‪ 5-‬اذكر ما يستفاد من ىذه اآليات‪.‬‬
‫الـدرس الخامس‬

‫صـفات عـباد الرحمن‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬
‫اآليات من ٖ‪ ٙ‬إىل ‪ ٚٚ‬من سورة الفرقاف‬

‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫اضع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪:‬اؽبوف ‪ِ َّ :‬‬ ‫َى ْونًا‬
‫الوقَار ‪ -‬فُالف َيبشي َى ْونًا ‪ -‬أي يبش ِي َبوقَار وتَػ َو ُ‬ ‫السكينَة و َ‬ ‫َْ‬
‫ب فُالنًا ‪َ -‬و َّجوَ إليو َكالماً‪.‬‬ ‫اط ِ‬ ‫ِ‬ ‫خاطبهم‬
‫اب‪َ .‬خاطَ َ‬ ‫ب‪ ،‬خطَ ٌ‬ ‫ب‪ُ ،‬ىبَ ُ‬ ‫‪َ :‬خاطً َ‬
‫اى ٌػل ‪ -‬اسم فاعػل من ‪ -‬ج ِهػل‪َْ .‬هب َهل واؼبصدر َج ْه ٌل‪ .‬ولو معنياف ‪:‬‬ ‫‪:‬صبع مفػرده ج ِ‬ ‫الجاىلون‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫‪ِ 1-‬ض ُّد العِْلم ‪.‬تقوؿ ‪ -‬فالف َْهب َهل كذا أي ال يػَ ْع ِرفُو‪.‬‬
‫أساءَ إِليو واؼبراد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ 2-‬ضد اغب ْلم‪ .‬تقػوؿ – َج ِه َل فال ٌف َعلَى فُالف أي تَ َسافَوَ عليو و َ‬
‫اؼبعىن الثاين‪.‬‬ ‫يف اآلَية َ‬
‫الس َف ِو‪.‬‬
‫ب ُم َقابِ َل َّ‬‫ني وبأ ََد ٍ‬ ‫وهنم بو ب ِرفْ ٍق ولِ ٍ‬
‫‪:‬يقولوف للجهاؿ كالما يَ ْدفَػعُ ً‬ ‫قالوا سالًَما‬
‫ات يفعل الشيءَ ‪:‬فَػ َعلَوُ لَيالً‪ .‬وبات يف مكاف كذا‪ :‬قضى فيو الليل‪ .‬واؼبراد اؼبعىن‬ ‫‪:‬بَ َ‬ ‫يَبِيتُون‬
‫األوؿ‪.‬‬
‫‪:‬مفرده ساجد‪ ،‬ومثلو ُرَّك ٌع صبع راكع‪َّ .‬نوـ صبع نائِم‪.‬‬ ‫ُس ِّجداً‬
‫‪:‬صبع قَائِم ‪ -‬مثل ِصيَاـ‪ :‬صبع صائم‪.‬‬ ‫وقِياما‬
‫ؼ الشيء‪ :‬رَّده من وج ِ‬
‫هو وأَبْػ َع َده عنو‪.‬‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِرف‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫صَر َ‬ ‫ؼ‪َ .‬‬ ‫ؼ يَ ْ‬ ‫صَر َ‬
‫‪:‬ف ْع ُل ُد َعاء من ‪َ -‬‬ ‫اْ‬
‫‪:‬الغََراـ اؼبالزـ الدائم‪.‬‬ ‫غَ َر ًاما‬
‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫اء ْ‬
‫س)‪ .‬يقاؿ‪َ :‬ساءَ ما فعلت‪( .‬ساء ضده‬ ‫‪َ :‬ساءَ‪ :‬ف ْع ٌل يُ ْستَػ ْع َم ُل إلنْ َشاء الذ ّْـ كػ(بْئ َ‬ ‫َس َ‬
‫َح ُس َن‪).‬‬
‫استقر‪.‬‬
‫اؼبستقر‪ :‬اؼبنزؿ‪ ،‬وىو اسم مكاف من‪َّ :‬‬
‫‪ّ :‬‬ ‫مستقرا‬
‫ِّ‬
‫الس َكن واإلقامة‪.‬‬
‫‪:‬أقاـ يف اؼبكاف‪ :‬سكن فيو‪ .‬اؼبقاـ‪َ :‬ؿبَ ُّل َّ‬ ‫وم َقاما‬
‫ُ‬
‫وصَرفَوُ‪.‬‬
‫اؼباؿ‪ :‬بَ َذلَو َ‬
‫‪:‬أنفق َ‬ ‫أَنْـ َف ُقوا‬
‫اعػوُ فيما ال‬
‫َض َ‬‫ؼ يف إِنفاؽ اؼباؿ‪ :‬بَ َّذ َره وأ َ‬ ‫َسَر َ‬
‫‪:‬أ ْ‬ ‫يُ ْس ِرفُوا‬
‫فائد َة فيو‪ .‬مصدره إِ ْسَر ٌ‬
‫اؼ‬
‫‪:‬قِّ َرت ‪ -‬يػُ ٍّقػرت – تَػ ْقتِريا‪ ،‬و قً َرت – يَػ ْقرت – قَػ ْرتاً –‬ ‫يَقتروا‬
‫َوقُػتُورا‪ ،‬وأقْرت‪ -‬يػُ ْقرت ‪ -‬إِقْػتَارا دبعىن واحد‪ .‬وىو البُ ْخ ُل‬
‫والتضيِيق يف النَّػ َف َق ِة‪.‬‬
‫‪َ :‬ع ْدال ‪َ .‬و َسطا‪.‬‬ ‫واما‬
‫قَ ً‬
‫‪:‬األثاـ‪َ :‬جَزاءُ اآلَمث‪ِ ،‬عقابو‪.‬‬ ‫أَثاما‬
‫الع َػد ِد ِمثْػلُو – ضعف الواحػد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫اع ْ‬
‫ف الشيء أو َ‬ ‫‪:‬ض ْع ُ‬ ‫ضَ‬ ‫يُ َ‬
‫‪( -‬اثناف) ضػعػف الػعشرة (عشروف) صبعػو أضعػاؼ ‪-‬‬
‫ف الشيء‪َ :‬ج َعلَو أضعافاً‪.‬‬ ‫ػاع َ‬
‫وض َ‬‫َ‬
‫(أىا َف ‪-‬يُِه ُ‬
‫ني)‪ .‬واؼبعىن‪ُْ :‬ؿبتَػ َقرا‬ ‫‪:‬اسم مفعوؿ من َ‬ ‫ُم َهانًا‬
‫ذليالً‪.‬‬
‫السيّْئَة‪.‬‬
‫‪َ :‬ر َج َع إىل اللّو تعاىل وتَػَرَؾ ىذه األعماؿ َّ‬ ‫ـاب‬
‫تَ َ‬
‫آخَر‪َ :‬ج َعلَوُ َم َكانَوُ‪.‬‬
‫َّؿ الشيء َشْيئاً َ‬ ‫‪:‬بَد َ‬ ‫يُـبَدِّل‬
‫فاعلُو‪،‬‬‫‪:‬مفرده سيّْئَة ‪ -‬وىي ‪:‬العمل الذي ي َذ ُّـ ِ‬ ‫السيِّئات‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وضد السيئة اغبَ َسنَة‪.‬‬
‫صوحاً صادقةً‪.‬‬ ‫ميمي من تاب أي تَػ ْوبَة نَ ُ‬ ‫‪:‬مصدر ّ‬ ‫َمتَابَا‬
‫‪:‬الكذب والبُػ ْهتاف‪.‬‬ ‫الزور‬
‫ُّ‬
‫‪:‬الباطل الساقط من القوؿ أو الفعل‪.‬‬ ‫اللَّغْو‬
‫أنفسهم باَبْتِعادىم عن اللغو‪ ،‬وىو‬ ‫ِ‬
‫‪:‬أي يُ ْكرموف َ‬ ‫كِراماً‬
‫صبع ٍ‬
‫كرًن‪.‬‬
‫ص ِّما وعُ ْميَانًا ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ص َّم آذا ُهنم ومل تَػ ْع َم أبصارىم عند‬ ‫‪:‬أي مل تَ َ‬ ‫لم يَخ ُّروا عليها ُ‬
‫التذكري بآيات اللّو بل َىبُّروف ُس َّجداً وبُ ِكيِّا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َظبَاعهم‬
‫َص ّم وىػو من ال يسمػع‪ ،‬و عُ ْميَاف‬ ‫ص ّم صبع أ َ‬ ‫وكلمػة ُ‬
‫أع َمى وىػو من ال يبصر‪.‬‬ ‫صبع ْ‬
‫أع ِطنَا‪ ،‬اِْمنَ ْحنَا‪.‬‬
‫ب أي َمنَ َح وأعطى‪ .‬ىب لنا‪ْ :‬‬ ‫‪ْ :‬أمٌر من َوَى َ‬ ‫ب‬ ‫َى ْ‬
‫الرضا وما يَ ُسُّر الناظرين‪.‬‬ ‫صوؿ ّْ‬ ‫‪ُ :‬ح ُ‬ ‫قُـ َّرة أَ ْع ُ‬
‫ين‬
‫ِ‬
‫ضلُها‪.‬‬‫َّر َجةُ الرفيعة وىي أ َْعلَى َمنَا ِزِؿ اعبنة وأَفْ َ‬ ‫‪:‬الد َ‬ ‫الغُ ْرفة‬
‫‪:‬مصدر َح َّى ‪ُ -‬وبَ ّْي أي َسلَّم ‪ -‬يُ َسلّْ ُم‪.‬‬ ‫تَ ِحيَّة‬
‫بءُ ‪:‬الثّْػ ْقل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ما يَـ ْعبَأ‬
‫‪:‬ما يػُبَايل – والع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع‪.‬‬
‫الوقُ ِ‬
‫ت ُ‬ ‫‪:‬ال ِزما‪ُ ،‬مالزما جدِّا‪ ،‬ثَابِ َ‬ ‫زاما‬
‫ل ً‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآليات الكريبة ما يأيت‪:‬‬
‫بات‬
‫صب اػبَب كبو‪ :‬ؿبمد قائم ‪َ -‬‬ ‫َخ َوات (كاف)‪ .‬ترفع اؼببتدأ وتَػْن ُ‬ ‫ات ‪ -‬يَبِيت‪ .‬من أ َ‬ ‫‪ 1-‬يَبيتُون بَ َ‬
‫ؿبم ٌد قائماً‪.‬‬
‫‪ 2-‬مستقرا ومقاما‪.‬‬
‫(استَػ َقَّر‪ ،‬يَ ْستَ ِقُّر‬
‫اؼبستَػ َقّر ‪ -‬اسم مكاف من ْ‬ ‫ْ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫اؼبُقاـ ‪ -‬اسم مكاف من (أقَ َاـ‪ ،‬يُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يكػوف اسم اؼبكاف من الفعل غ ِري الثُّالث ّْي آّرد َعلَى َوْزف ْ‬
‫اس ِم اؼبفعوؿ كبو‪ُْ :‬ؾبتَ َمع‪ُ ،‬م ْستَ ْش ًفى‪ُ ،‬م ْستَػ َقّّر ‪،‬‬
‫ُم َقاـ‪.‬‬
‫وم ْفعِل‬
‫(م ْف َعل‪َ ،‬‬
‫ويكوف من الفعل الثالثي آّرد على وزف‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(م ْل َعب‪َ ،‬مكْتَب‪َ ،‬م ْس َكن‬ ‫(م ْسجد‪َ ،‬مْن ِزؿ‪َْ ،‬ؾبلس)‪َ .‬‬
‫كبو‪َ :‬‬
‫‪ 3-‬ومن يفعل ذلك يلق أثاما‪.‬‬
‫شرط هبزـ فعلني‪ .‬األوؿ فعل الشَّرط والثاين جوابو‪.‬‬ ‫من‪ :‬اسم ٍ‬
‫َْ‬
‫يَػ ْف َع ْل‪ :‬فعل الشرط‪.‬‬
‫الم ِو ألنو (معتل ِ‬
‫الالـ) وأصلو يَػ ْل َقى‪.‬‬ ‫يػ ْلق‪ :‬جواب الشرط ؾبزوـ حبذؼ ِ‬
‫ٌ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ومن تاب وعمل صالحا فِإنَّو يتوب إِلى اهلل َمتابا‪.‬‬
‫َم ْن‪ :‬شرطية‪ ،‬تاب فعػل الشرط‪ ،‬فِإنػو يتوب اعبواب وىو صبلة اظبية ولذلك اقرتف بالفاء‪.‬‬
‫أولئك يجزون الغرفة بما صبروا‬
‫أولئك مبتػدأ‪ ،‬وصبلة هبزوف الغرفػة خَب اؼببتدأ‪ .‬و"ما" يف بما صبروا مصدرية أي بصَبىم‪.‬‬
‫مستقرىم فيها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ت مستقراً مستقرا سبييز نسبة‪ ،‬وىو ّ‬
‫ؿبوؿ عن الفاعل أي َح ُس َن‬ ‫سنَ ْ‬
‫َح ُ‬
‫لوال حرؼ امتناع لوجود‪ .‬دعاؤكم مبتدأ خَبه ؿبذوؼ تقديره‪ :‬لوال دعاؤكم كائِ ٌن أو موجود‪.‬‬
‫لزاما خَب "يكوف " منصوب واظبها ؿبذوؼ تقديره‪ :‬فسوؼ يكوف جزاء التكذيب لزاما‪.‬‬
‫التفسير‪:‬‬
‫الر ْح َم ِن الذين يمشون على األرض ىونا‬ ‫اد َّ‬ ‫ِ‬
‫اآليات‪ .‬ىذه صفات عباد اللّو‬ ‫قوؿ اللّو تعػاىل ‪:‬وعبَ ُ‬
‫استِكْبا ٍر وليس اؼبراد أهنم يبشػوف‬
‫ووقار من غري ْ‬
‫اؼبؤمنني الذين يمشون على األرض ىونا أي ِ ٍ‬
‫بسكينَة َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫بض ْع ٍ‬
‫آدـ عليو الصالة والسالـ إذا مشى كأمبا تُطْ َوى لو‬ ‫صنُّعػاً وِرياء فقد كاف َسيّْ ُد َولَد َ‬‫كاؼبرضى تَ َ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫األرض‪ .‬وىذه الصفة األوىل ؽبم‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وإذا خاطبهم الجاىلون قالوا سالما أي إذا َس ِفوَ عليهم اعبُ َّهاؿ بالقوؿ السيئ مل‬
‫ص َف ُحوف ويقولوف خريا‪ .‬وىذه الصفة الثانية‪.‬‬ ‫يقابلوىم عليو دبثلو بل يَػ ْع ُفوف ويَ ْ‬
‫ضوف الليل ساجدين وقائمني يف طاعتو‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما أي‪ :‬يَػ ْق ُ‬
‫وعبادتو ويف آية أخرى قاؿ اللّو تعاىل ‪:‬كانوا قليالً من الليل ما يَـ ْه َجعُون وباألسحار ىم يستغفرون‬
‫‪(17-18‬من الذاريات)‪ .‬وىذه ىي الصفة الثالثة‪.‬‬
‫قولػو تعاىل ‪:‬والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إِن عذابها كان غراما إف عباد الرضبن‬
‫أىل دعاء‪ ،‬والدعاء ىو العبادة‪ ،‬فهم يدعوف اهلل رَّّٔم أف يباعد بينهم وبني عذاب النار ألنو يالزـ أصحاب‬
‫ينفك عنهم‪ .‬وجهنم أسوأ مكاف يستقر فيو ويقاـ فيو‪ ،‬وىذه ىي الصفة الرابعة‪.‬‬
‫النار وال ُّ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ‪ .‬أي إهنم ليسوا ِّمبَ ّْذرين‬
‫ص ِرفػوف فوؽ اغبػاجػة وال ُخبَالءَ مقصرين بل ىم معتدلوف يف اإلنفاؽ‪ .‬وىذه صفتهم اػبامسة‪.‬‬
‫يَ ْ‬
‫قولػو تعػاىل ‪:‬والذين ال يدعون مع اهلل إلها آخر وال يقتلون النفس التي حرم اللّو إال بالحق وال‬
‫يزنون أي إهنم ال يُش ِركوف بعبادة اللّو إلػها آخر‪ .‬ويبتعػدوف كذلك عن قتل النفس بغػري اغبق‪ .‬أما‬
‫حق‪ .‬كذلػك يبتعػدوف كل‬ ‫ورج ِّم الزاين الثَّػيّْ ِ‬
‫ب وقَػْت ُل اؼبرتد َحدِّا فهذا قتل حبق‪ .‬وما عداه فهو بغري ٍّ‬ ‫ِ‬
‫القصاص ْ‬
‫فاحشة الزىن وسائِر الفواحش‪ ،‬وىذه صفتهم السادسة‪.‬‬ ‫البُػ ْعد عن َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ومن يفعل ذلك يلق أثاما أي أف من أشرؾ باللّو يف عبادتػو أو قتل نفسا بغري حق أو‬
‫العذاب ويبقى فيو ُم َهانا َذلِيال َح ِقريا وذلك قولو تعاىل ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ف لو‬
‫اع ُ‬
‫فيض َ‬
‫زىن فَ َسيَلقى عذابا شديدا ونَكاال‪َ ،‬‬
‫يوم القيامة ويَ ْخل ْد فيو مهانا‬
‫العذاب َ‬
‫ُ‬ ‫ف لو‬
‫اع ُ‬
‫ضَ‬ ‫يُ َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬إال من تاب وآمن وعمل عمال صالحا فأولئك يبدل اللّو سيئاتهم حسنات وكان اللّو‬
‫غفورا رحيما ْ‬
‫استَثْػ َىن اللّو تعاىل من ىذا العذاب التائبني فإف التوبةَ سبحو ما قبلَها من ذُنُوب‪ ،‬والتوبةُ ىنا‬
‫ب بل ُّ‬
‫البد من بػُْرىاف عليها وىو‬ ‫الع َم ِل الصاحل‪ .‬فليست التوبة كالما يقولو اإلنساف فَ َح ْس ُ‬‫مقرونةٌ باإليباف و َ‬
‫الع ْزـ على أف ال يعود للذنب‬ ‫اإليباف واألعماؿ الصاغبة اؼبقرونة با ِإلقْالَع عن َّ‬
‫الذنْب والن ََّدـ على ما فات و َ‬
‫أبداً‪َ ،‬ورّد اؼبظامل إىل أىلها‪ .‬وما ذكر فهو شروط التوبة النصوح‪ .‬فمن تاب فإف اللّو يػُغَّْري السيئات اليت‬
‫اقرتفَها إىل حسنات وكاف اللّو غفورا رحيما يغفر لعباده اؼبستغفرين ويرضبهم‪.‬‬
‫َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ومن تاب وعمل صالحا فإنو يتوب إلى اللّو متابا أي من تاب وعمل صاغبا فإف اهلل‬
‫ب إىل اللّو توبةً نصوحاً‪.‬‬ ‫يقبل توبتَو ويعفو عنو‪ ،‬أو من أراد أف يتوب إىل اللّو ويعمل صاغبا فَػ ْليَتُ ْ‬
‫قولػو تعاىل ‪:‬والذين ال يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما قيل الزور ىو‪ِ :‬‬
‫الش ْرؾ وعبادة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األصناـ‪ ،‬وقيل ال َك ِذب و ِ‬
‫الف ْسق واللَّ ْغو والباطل‪ ،‬وقيل ىو‪ :‬اللغو والغِناء‪ ،‬وقيل اؼبراد ‪َ :‬ش َهادة الزور وىو‬
‫ال َك ِػذب اؼب َتع َّمد كػما جاء اغبػديث الصحيح‪" :‬أال أنبئكم بأكػَب الكبائر"؟ ثالثػا‪ ،‬قلنا‪ :‬بلى يا رسوؿ اللّو‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قاؿ‪" :‬الشرؾ باللّو وعُ ُقوؽ الوالدين " وكاف ُمتَّكئا فجلس فقاؿ‪" :‬أال وقوؿ الزور أال وشهادة الزور" فمازاؿ‬
‫يُ َكّْررىا حّت قلنا‪ :‬لَْيتَو سكت‪ .‬أخرجو الشيخاف عن أيب بكر رضي اللّو عنو مرفوعاً‪ .‬فعباد الرضبن ال‬
‫يشهدوف الزور وىذه صفتهم السابعة‪.‬‬
‫قولػو تعاىل ‪:‬والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا أي أهنم إذا ذكروا باللّو‬
‫ص ُّم آذاهنم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وآياتو َخُّروا ُس َّج ًدا وبُكيِّا ألهنم يعقلوهنا ويفقهوف معانيَها‪ ،‬فليسوا يف ذلك مثل الكفار الذين تَ َ‬
‫وتَػ ْع َمى أبصارىم عن آيات اللّو فيُػ َولُّوف مستكػَبين كأف مل يسمعػوىا‪ .‬وىذه صفتهم الثامنة‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬والذين يقولون ربنا ىب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }أي‬
‫فتقر ّٔم أعينهم يف‬
‫أهنم يسألوف اللّو تعاىل أف يرزقهم الذريَّة الصاغبة اليت تعبده وتوحده وال تشرؾ بو شيئا‪ُّ ،‬‬
‫تقر‬ ‫ٍ‬
‫صاغبات وذريةً صاغبةً ُّ‬ ‫ٍ‬
‫زوجات‬ ‫الػدنيا واآلخرة‪ .‬فهم ال يريدوف ؾبرد الزوجػات وال ؾبرد الذرية بل يريدوف‬
‫ني يف الدنيا واآلخرة‪ .‬كػما يسألوف اللّو تعاىل أف هبعلهم أَئِ َّمةً يقتدى ّٔم يف اػبري‪ ،‬وىداة دعاة إىل‬
‫األع ُُ‬
‫ّٔا ْ‬
‫اػبري‪ .‬وىذه صفتهم التاسعة‪.‬‬
‫ويلقون فيها تحية وسالما خالدين فيها حسنت‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬وأولئك يجزون الغرفة بما صبروا َّ‬
‫مستقرا ومقاما ‪ .‬ؼبا ذكر تعاىل من أوصاؼ عباده اؼبؤمنني ما ذكر من الصفات اعبميلة واألقواؿ واألفعاؿ‬
‫اعبليلة قاؿ بعػد ذلك كلو‪ :‬أولئك اؼبتصفوف ّٔذه الصفات هبزوف اعبنة بسبب صَبىم على ذلك ُويلَقَّوف‬
‫فيها التحية وا ِإلكراـ والتوقري واالحرتاـ فلهم السػالـ وعليهم السػالـ ‪.‬خالػدين فيها أي مقيمني ال ُوبَ َّولُوف‬
‫ت منزال‪.‬‬
‫ومقاما أي حسنت منظرا وطابَ ْ‬
‫ت مستقرا ُ‬
‫عنها وال يَظْ َعنُوف وال يبوتوف‪َ .‬ح ُسنَ ْ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬قل ما يعبؤا بكم ربى لوال دعاؤكم أي ال يبايل وال يكرتث بكم‪ ،‬وما يصنػع بعػذابكم؟‬
‫لوال دعاؤه إياكم إىل اإليباف بو وتوحيده وعبادتو على ألسنة رسلو‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬فقد كذبتم فسوف يكون لزاما فقد كذبتم بآيايت وكذبتم ُر ُسلي أيها الكافروف فسوؼ‬
‫يكوف تكذيبُكم َسبَبا يف لزوـ عذابكم واستمراره‪ .‬واللّو تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫ترشدنا اآليات الكريبات إىل ما يأيت‪:‬‬
‫أ ‪ -‬صفات عباد اللّو اؼبؤمنني وىي‪:‬‬
‫‪1-‬أهنم يبشوف بسكينة ووقار‪.‬‬
‫‪2-‬أهنم إذا َس ِفػوَ عليهم اعباىلوف مل يقابلوا س َف َه ُهم بِ َس َف ٍو بل ال يقولوف إال خريا‪.‬‬
‫‪3-‬أهنم قليال ما يناموف من الليل بل هبتهدوف يف قياـ الليل‪.‬‬
‫‪4-‬أهنم يتضرعوف بالدعاء إىل اللّو أف ينجيهم من عذاب النار‪.‬‬
‫يبخلوف‪.‬‬
‫‪5-‬أهنم معتدلوف يف إنفاقهم فال يسرفوف وال َ‬
‫‪6-‬أهنم ال يشركوف باللّو شيئا يف عبادهتم‪ ،‬وال يقتلوف نفسا بغري حق وال يقرتبوف من الفواحش‪.‬‬
‫‪7-‬أهنم ال يشهدوف الزور وال هبلسوف ؾبالس اللغو والباطل‪.‬‬
‫‪8-‬أهنم إذا ذكروا بآيات اللّو َوِجلَت قلؤّم وزادهتم إيبانا‪.‬‬
‫‪9-‬أهنم يدعػوف اللّو تعاىل أف يرزقهم الزوجػات الصاغبات والذرية الصاغبة‪.‬‬
‫‪10-‬أهنم يسألوف اللّو أف هبعلهم ُى َداةً ُم ْهتَ ِدين ُدعاةً إىل اػبري‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أف اللّو تعاىل يقبل توبة عباده إذا ىم تابوا إليو ويرضبهم ويغفر ؽبم إف استغفروه‪.‬‬
‫جػ ‪ -‬أف عباد اللّو اؼبؤمنني جزاؤىم أعلى درجات اعبنة‪.‬‬
‫د ‪ -‬أف الكافر ال َوْز َف لو عند اللّو تعاىل وأف اإلنساف يقدَّر بإيبانو عند اللّو سبحانو وتعاىل‪.‬‬

‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬جاء يف ىذه اآليات أوصاؼ عباد الرضبن‪ .‬اذكرىا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬يمشون على األرض ىونا ؟‬
‫جػ‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ؟‬
‫د‪ -‬ما معىن ‪:‬قالوا سالما ؟‬
‫ىػ‪ -‬ما معىن ‪:‬ال يشهدون الزور ؟‬
‫‪ 2-‬ىات مفرد الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫ص ّم – عُ ْميَاف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبَاد – جاىلوف ‪ُ -‬س َّج ٌد – قيَاـ – َسيّْئات – َح َسنَات – ُ‬
‫‪ 3-‬ىـات المضارع والمصدر من األفعال اآلتية‪:‬‬
‫مشى‪ -‬خاطب ‪-‬بات‪ -‬صرؼ‪ -‬أ نفق‪ -‬أصف‪ -‬قًرت‪ -‬دعا‪ -‬لَِق َي‪َّ -‬‬
‫خر‪.‬‬
‫‪ 4-‬استخرج من اآليات ما يأتي‪:‬‬
‫وبني اظبو وخَبه‪.‬‬
‫أ‪ -‬فعال من أخوات كاف َّ‬
‫ب‪ -‬اسم مكاف‪.‬‬
‫وبني جوابو‪.‬‬
‫جػ‪ -‬أسلوب شرط َّ‬
‫‪ 5-‬اذكر ما يستفاد من اآليات‪.‬‬
‫الـدرس السـادس‬

‫فريضـة الصـيام‬
‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٖ‪ ٔٛ‬إىل ٘‪ ٔٛ‬من سورة البقرة‬


‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬

‫ض عليكم‪ْ :‬أو َجبَوُ اللَّوُ تعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪:‬فُ ِر َ‬ ‫ب َعلَْي ُكم‬
‫ُكت َ‬
‫وشرعا‪ :‬ا ِإلمػساؾ عن اؼبػ ْف ِطر ِ‬ ‫وـ‪ .‬وىو لغةً‪ :‬ا ِإل ْم َس ُ‬ ‫يام‬
‫ات من‬‫َ‬ ‫ػاؾ َ ْ ً‬ ‫صُ‬‫صاـ يَ ُ‬
‫ص َػد ُر‪َ :‬‬
‫‪َ :‬م ْ‬ ‫الص ُ‬
‫ِّ‬
‫س مع النّْػيَّ ِة‪.‬‬
‫َّم ِ‬
‫وع الػفػجر إىل غُُروب الش ْ‬ ‫طُلُ ِ‬
‫األم ُم السابقةُ‪.‬‬ ‫‪َ :‬‬ ‫ين ِم ْن قَـ ْبلِكم‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫وـ‪.‬‬
‫‪:‬ؽبن َع َد ٌد َم ْعلُ ٌ‬ ‫َم ْع ُدودات‬
‫اؼبعدود‪ ،‬واؼبراد‪َ :‬ع َد ُد األياـ الَّيت أَفْطََرَىا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬العِ َّدةُ‪:‬‬ ‫فَ ِع َّدةٌ‬
‫الصرؼ‪.‬‬ ‫(أخَرى) وىو فبنوع من َ‬ ‫‪:‬صبع مفرده ْ‬ ‫أخر‬‫َ‬
‫‪:‬يَػ ْق ِد ُروف عليو دبَ َشق ٍَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يُطي ُقونَوُ‬
‫‪:‬ما يػُ ْفتَ َدى بو من اؼباؿ وغ ِريه وىي كالتػ َّْعويض بِسبَ ِ‬
‫ب التَّػ ْقصري يف ا لعبادة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فِ ْديَةٌ‬
‫االستِ َق َام ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُى ًدى‬
‫‪َ :‬ىاديًا إىل اػبري و ْ‬
‫يفرؽ بني اغبَ ّْق والباطل‪.‬‬
‫‪:‬الذي ُ‬ ‫ال ُف ْرقَان‬
‫غري مساف ٍر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ِه َد‬
‫ضَر وكاف ُمقيماً َ‬ ‫‪:‬أي َح َ‬
‫َّخ ِفيف‪.‬‬
‫الس ُهولَةُ والت ْ‬
‫‪ُّ :‬‬ ‫اليُ ْس ُر‬
‫الصعُوبة‪.‬‬
‫ت و ُّ‬ ‫اؼبش َّقةُ و َ‬
‫العنَ ُ‬ ‫‪َ :‬‬ ‫العُ ْسر‬
‫َّه ِر اؼبفروض عليكم صيامو‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ولِتُ ْك ِملُوا ِ‬
‫الع َّدةَ‬
‫أياـ الش ْ‬
‫‪:‬أي لتُت ُّموا َ‬ ‫َ‬

‫اإلعـراب‪:‬‬
‫الحظ يف اآليات ما يأيت‪:‬‬
‫‪ 1-‬يف قولو تعاىل ‪:‬ولَ َعلَّكم تَـتَّـ ُقو َن‪ ،‬ولعلهم يرشدون‪.‬‬
‫مشبَّو بالفعل يػْن ِ‬
‫صب‬ ‫َ‬ ‫ب األم ِر احملبوب‪ ،‬تكوف لإلش َفاؽ يف احملذوِر‪ .‬وىي حرؼ َ ٌ‬ ‫لَ َع ِّل‪َ :‬حرؼ َتر ٍّج وىو طَلَ ِّ‬
‫اؼببتدأ َويرفَع اػبَبَػَر‪.‬‬
‫واظبُها ىنا الضمري اؼبتصل (كم) وخَبُىا صبلة الفعل والفاعل يف (تتقوف‬
‫فسك أال يكونوا مؤمنين‪.‬‬ ‫اإلشفاؽ ومن شو ِاى ِدىا قولُو تعاىل ‪:‬لَعلَّ َ ِ‬‫ِ‬
‫ك باخ ٌع نَ َ‬ ‫َ‬ ‫وتػأيت دبعىن‬
‫الس َح َرَة إن كانوا ىم الغالبين‪.‬‬ ‫اب{ لَ َعلَّنَا نَـت ُ‬
‫َّبع َّ‬ ‫كػما تأيت دبعىن( َك ْي) للتعليل ومن شواىػدىػا لَ َعـلِّى أبْـلُ ُغ ْ‬
‫األسبَ َ‬
‫‪ 2-‬يف قولو تعاىل ‪ِ :‬‬
‫فع َّدةٌ من أيام أ َ‬
‫ُخ َر‪.‬‬
‫عدة‪ :‬مبتدأ خَبه ؿبذوؼ والتقدير فَػ َعلَ ِيو ِع َّدةٌ‬
‫‪ 3-‬يف قولو تعاىل ‪:‬فدية طعام مسكين‪.‬‬
‫طعاـ بَ َد ٌؿ من فِ ْديٍَة‪.‬‬
‫ص ْموُ‪.‬‬ ‫‪ 4-‬يف قولو تعاىل ‪:‬فَ َم ْن َش ِه َد منكم َّ‬
‫الش ْه َر فَـلْيَ ُ‬
‫يس َّك ُن بعد الواو‬
‫ص ْمو‪ :‬الالـ لألمر‪ .‬والـ األمر حرؼ جزـ طليب هبزـ اؼبضارع وىو مبِّن على الكسر ُو َ‬ ‫فَػ ْليَ ُ‬
‫والفاء ومث‪.‬‬
‫التفسـير‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ام‪.‬‬
‫الصيَ ُ‬‫كم ِّ‬ ‫ب َعلَْي ُ‬ ‫آمنوا كت َ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬أيها الَّذين َ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ًك ْم‬ ‫َّ ِ‬
‫تب َعلَى الذ َ‬
‫الص ْوَـ فريضة عليهم ‪َ .‬ك ًما ُك َ‬
‫خطاب من اهلل تعاىل ِ‬
‫لعبادهِ اؼبؤمنني بِأَ َف َّ‬ ‫ٌ‬
‫ْمة منو وىو أنو السبيل إىل تَػ ْقوى‬ ‫ض الصوـ واغبِك ٍ‬ ‫ِ‬
‫السابقة ‪.‬لَ َعلّ ُك ْم تًـتَّـ ُقو َن بياف لعلة فَػ ْر ِ‬ ‫وىم أىل ِ‬
‫اؼبلل‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصَب على‬
‫يضا للنفوس وتعويدىا َك ْسَر الشهوات و َ‬ ‫اؼبباحة ْامتثاالً أل َْمره‪ ،‬وتَػ ْرِو ً‬
‫ِّه َوات َ‬ ‫عز وج ّػل بِ ْرتؾ الش َ‬
‫اللّو ّ‬
‫فرض الصوـ يف السنة الثانية للهجرة‪.‬‬ ‫اجتناب اؼبعاصي‪ .‬وقد كاف ُ‬ ‫الطاعات و َ‬
‫ٍ ٍ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬أياماً م ْع ُد َ ٍ‬
‫ضا َف‪ ،‬زبفيفا ورضبة‪ -‬ؽبذه‬ ‫ودات أياما معينة بِ َع َدد معلوـ وىي ُ‬
‫أياـ شه ِر َرَم َ‬ ‫َ‬
‫األمة‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬فَمن كان ِم ْن ُكم م ِريضاً أو َعلَى س َف ٍر من كاف مريضاً أو مسافراً س َفر ٍ‬
‫إباحة فأَفْطََر‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ضيَا أياماً بعدد اليت أفطرىا تَػْي ِسرياً منو تعاىل ورضبة‬ ‫فعدةٌ من أيام أخر َشرع سبحانو ؽبما أف يػ ْف ِطرا ويػ ْق ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ََ‬
‫بعباده اؼبؤمنني‪.‬‬
‫طعام مسكي ٍن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وعلى الذين يُطي ُقونَوُ ف ْديَةٌ ُ‬
‫أخرج البخاري ومسلم من حديث سلمة بن األكوع قاؿ‪ :‬ؼبا نزلت ىذه اآلية وعلى الذين يطيقونو‬
‫فدية طعام مسكين كاف من شاء صاـ ومن شاء أفطر ويَػ ْفتَ ِدي‪ ،‬حّت نزلت ىذه اآلية بعدىا فنسختها‬
‫شق عليهم‪،‬‬
‫ض الصػوـ ألنو ّ‬‫صوِّ عند ابتداء فَػ ْر ِ‬
‫ص ْمو ‪ .‬فهذه اآلية كانت ُر ْخ َ‬ ‫هر فَـلْيَ ُ‬
‫الش َ‬‫فَ َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُكم َّ‬
‫فكاف من أطعم كل يوـ مسكيناً ترؾ الصوـ وىو يُ ِطي ُقو مث نُ ِس َخ ذلك‪.‬‬
‫ع َخ ْيراً فهو َخ ْيـ ٌر لَوُ ‪ .‬من زاد يف ا ِإلطعاـ وأطعم أكثر من مسكني فهو خري لو‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬فَ َم ْن تَطََّو َ‬
‫خير لكم إن كنتم تعلمون ‪ .‬أي أف الصياـ‬ ‫وموا ٌ‬‫صُ‬ ‫مث بني سبحانو أف الصياـ خري من ىذا كلو وأ ْن تَ ُ‬
‫خري لكم وأفضل من ا ِإلفطار مع ِ‬
‫الف ْديَة‪.‬‬
‫َّاس وبـيِّنات ِمن ال ُْه َدى وال ُفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫قولو تعاىل ‪َ :‬ش ْهر رم َ ِ ِ ِ ِ‬
‫قان بَيا ٌف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ضا َن الَّذي أن ْز َل فيو الْ ُق ْرآ ُن َى ًدى للن ِ َ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫القرآف العظي ِم الذي أكرـ اللّو بو ىذه األمةَ وجعلو ىدايةً ونوراً‬ ‫نزوؿ ٍ‬ ‫لفضل شه ِر رمضا َف الذي بدأ فيو ُ‬
‫ِ‬
‫الباطل وسبيالً إىل السعادة يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫وفرقاناً بني اغبق و ِ‬
‫غري مساف ٍر مكلَّفاً قادراً فقد‬
‫ص ْموُ من حضر ىذا الشهر وكاف مقيماً َ‬ ‫فَ َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُك ُم َّ‬
‫الش ْه َر فَـلْيَ ُ‬
‫الصوـ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وجب عليو‬
‫ُخر زبفيفاً منو تعاىل عن اؼبريض واؼبسافر س َفر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إباحة‬ ‫ََ‬ ‫وم ْن َكا َن َم ِريضاً أو َعلَى َس َف ٍر فَع َدةٌ من أيام أ َ َ‬ ‫َ‬
‫قضيا أياما أخرى مكا َف األياـ اليت أفطرىا بعددىا‪.‬‬ ‫أف يػ ْف ِطرا على أف ي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬يُ ِري ُد اللَّوُ بِ ُك ُم الْيُ ْس َر وال يُ ِري ُد بِ ُك ُم الْعُ ْس َر ‪ .‬أي فيما فرض عليكم من صياـ األياـ‬
‫اليسر‪ ،‬وال يريد‬ ‫ِ‬
‫اؼبعػدودات‪ ،‬والتخفيف عن اؼبػريض واؼبسافر يريد بكم يف ىذا التخفيف والرضبةَ والسهولةَ و َ‬
‫ت‪.‬‬‫العنَ َ‬ ‫بكػم َّ‬
‫اؼبشقةَ و َ‬
‫الع َّدةَ وعدد أياـ الشهر كما ورد يف اغبديث الصحيح‪ " :‬صوموا لرؤيتو وأَفْ ِطروا‬ ‫قولػو تعاىل ‪:‬ولِتُ ْك ِملُوا ِ‬
‫َ‬
‫لرؤيتو فإف غم عليكم فاقدروا لو‪".‬‬
‫ْ‬
‫العيد إىل أف يصلي ا ِإلماـ صال َة ِ‬
‫العيد ‪.‬ولَ َعلَّ ُكم‬ ‫ولت َّكبروا اهلل على ما ىداكم ‪ .‬وىذا التكبري ليلةَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تَ ْش ُك ُرو َن ىذه النعمةَ و َ‬
‫التيسري‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآلَيات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآليات إىل ما يأيت‪:‬‬
‫رض وسيلةً إىل تَػ ْقوى اللّو تعاىل وتربيةً للنفس على الطاعة‪.‬‬‫‪1-‬أف الصياـ فُ َ‬
‫ض على ىذه األمة‪ ،‬كػما أنو كاف مفروضاً على األمم السابقة‪.‬‬ ‫‪2-‬أف الصوـ فُ ِر َ‬
‫‪3-‬يف اآليات دليل على إبػاحػة الفطر للمريض واؼبسافر سفر ٍ‬
‫طاعة و إِباحة وعليهما قضاءُ األياـ اليت‬ ‫َ‬
‫أفطراىا‪.‬‬
‫ص ْمو دليل على وجوب صوـ رمضاف على كل مسلم‬ ‫‪4-‬يف قولػو تعاىل ‪:‬فَ ًم ْن َش ِهد منكم َّ‬
‫الش ْه َر فَـلْيَ ُ‬
‫مكلَّف قادر مقيم‪.‬‬
‫‪5-‬ظباحػةُ التشري ِع ويسره ؽبذه األمة عن األمم السابقة كػما جاء يف اغبػديث عنو صلى اهلل عليو و سلم‬
‫"إف ىذا الدين يُ ْسٌر ولن يشاد الدين أح ٌد إالّ غلبو "‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫عيد الفطر إىل أف يصلّْي ا ِإلماـ صالةَ ِ‬
‫العيد روي ذلك عن عبد اللّو بن عباس‬ ‫‪6-‬اِستِحباب التكبري ليلةَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ُ‬
‫وابن مسعود رضي اللّو عنهم أهنما كانا يفعالف ذلك‪.‬‬

‫المناقشـة‪:‬‬

‫أجـب عـن اآلتي‪:‬‬


‫‪ 1-‬ما الصوم لغةً وشرعاً؟ وما حكمو؟ ومتى فرض؟‬
‫يلزُمهما؟ اذكر الدليل من اآليات‪.‬‬
‫‪ 2-‬ما حكم الفطر للمريض والمسافر؟ وما الذي َ‬
‫شهر رمضا َن بأفضلية‪ .‬ما ىي؟‬
‫ص َ‬ ‫‪ 3-‬في اآليات بيان أن اللّو تعالى ا ْختَ َّ‬
‫‪ 4-‬بين معنى قولـو تعالى ‪:‬فمن شهد منكم الشهر فليصمو ‪ .‬وما الحكم الذي يؤخذ من اآلية؟‬
‫احتِو بين ذلك‪.‬‬
‫وس َم َ‬
‫اإلسالمي َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ 5-‬في اآليات دليل على يس ِر التشري ِع‬
‫‪ 6-‬اذكر معنى اآلتي‪:‬‬
‫ب ‪ -‬الذين من قبلكم ‪ -‬معدودات ‪ِ -‬عدَّة ‪ -‬اليُ ْسر ‪ -‬العُ ْسر ‪ُ -‬ى ًدى ‪ -‬الفرقاف‪َ -‬ش ِه َد ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ُكت َ‬
‫لِتُك ِ‬
‫ْملوا العِدَّة‪.‬‬
‫‪ 7-‬في اآليات دليل مشروعية التكبير ليلة العيد‪ .‬بين ذلك‪.‬‬
‫الـدرس السـابع‬

‫من اآلداب االجتماعية في ا ِإلسالم‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٔٔ إىل ٖٔ من سورة اغبجرات‬


‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫استَصغََر شأْنَو‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسخر‬
‫احتَػ َقَرهُ و ْ‬
‫سخًر فال ٌف من فُالف ْ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬
‫جاء ويكوف دبعىن ا ِإلشفاؽ وىو ىنا‬‫فِ ْعػل ًج ِامد ال مضارع لو وال أمر‪ ،‬ويكوف دبعىن َّ‬ ‫سى‬
‫َع َ‬
‫باؼبعىن الثاين‪.‬‬
‫مز فالف فالنا َعابَوُ وقاؿ فيو ُسوءاً‪.‬‬ ‫لَ َ‬ ‫تَـ ْل ِمزوا‬
‫تَػتَنابَػ ُزوا ‪ -‬تَػنَابَػَز يَػتَػنَابَػ ُز ‪ -‬تَػنَابػٌُز ‪ -‬تنابز القوـ دعا بعضهم بَػ ْعضاً باسم أو لقب يكرىو‪-‬‬ ‫تَنابَزوا‬
‫عابو – يَػْنبُِزه ‪ :‬يعيبو‪.‬‬ ‫نَـبَـ َزه‬
‫إلنشاء َّ‬ ‫ِ‬ ‫بِئس‪ :‬فعل‬ ‫س االسم‬ ‫ِ‬
‫الذ ّْـ ‪.‬واالسم ىنا اؼبقصود بو الصفة اليت يتصفوف ّٔا‪.‬‬ ‫ب ْئ َ‬
‫فس ُق‪ ،‬أي خرج عن طاعة اللّو‪.‬‬
‫مصدر من فَ َس َق يَ ُ‬
‫ٌ‬ ‫ال ُفسوق‬
‫تاب يتوب َر َج َع إىل ربو وأقلع عن ذنبو‪.‬‬ ‫يَـتُب‬
‫صبع الظامل وىو اسم فاعل من ظلم إذا تَعدَّى حدود اللّو وذباوز أو ِامر اللّو ونَو ِاىيَو‪.‬‬ ‫الظالمون‬
‫ب الش ْيءَ ‪:‬ابتعد عنو‪.‬‬
‫اتركوا ‪ -‬اجتَػنَ َ‬ ‫اجتَنِبوا‬
‫َّخ ُّوف يف غري َؿبَلّْو‪.‬‬
‫القوؿ بدوف علم والتُّهمة والت َ‬ ‫الظن‬
‫ّ‬
‫ذنب‪َ ،‬و َخ ِطْيئَةٌ‪.‬‬ ‫إثْـم‬
‫التجسس يطلق غالباً يف‬
‫سراً و ُّ‬
‫ذبسس ‪:‬تتبػع أحػواؿ الناس وحبث عن عوراهتم ّ‬ ‫تَػتَ َج َّس ُسػوا‪َّ :‬‬ ‫سوا‬
‫سُ‬‫تَ َج َّ‬
‫س يكوف يف اػبري غالباً‪.‬‬ ‫َّح ُّس ُ‬
‫الشر ومنو اعباسوس والت َ‬
‫اغتاب يغتاب‪ :‬ذكر أخاه دبا يكره‪.‬‬ ‫وال يغتب‬
‫شعوبا وقبائل شعػوبا صبع َش ْعب والشعب ىو اعبمع من الناس من جنس واحد‪ .‬وىو أعم من القبيلة‬
‫‪ :‬والقبيلة واحدة من قبائل الشعب‪.‬‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫ِ‬
‫الحظ يف ىذه اآليات الكريبات ما يلي‪:‬‬
‫يسخر ؾبزوـ بال النػاىية‪ :‬ومثلو وال‬ ‫ْ‬ ‫قوم ال الناىية وىي ذبزـ اؼبضارع‪ ،‬فالفعل‬
‫يسخر ٌ‬
‫ْ‬ ‫‪1 -‬وال‬
‫ب بعضكم بعضا‬ ‫تجسسوا ‪ ،‬وال يَـ ْغتَ ْ‬
‫تلمـزوا أنفسكم ‪ ،‬وال تنابزوا باأللقاب ‪ ،‬وال َّ‬
‫‪ 2-‬ومن لم يتب فأولئك ىم الظالمون ىو َمن شرطية وصبلة أولئك ىم الظاؼبوف صبلة اعبواب‪.‬‬
‫واقرتنت بالفاء ألهنا اظبية‪.‬‬
‫‪ 3-‬األفعاؿ ‪:‬تَنابزوا تَجسسوا ‪ ،‬تَعارفوا أصلها‪ :‬تَػتَنابزوا‪ ،‬تَػتَجسسوا‪ ،‬تَػتَعارفوا ‪.‬فالفعل إِذا كاف‬
‫اع َل َوتَػ َف َّعل وكاف مضارعو مبدوءًا بالتاء جاز حذؼ إحدى التاءَيْن منو زبفيفاً‪.‬‬
‫من بايب تَػ َف َ‬
‫جعلْناكم شعوباً ‪ :‬الفعل َج َعل من األفعاؿ اليت تنصب مفعولني فالكاؼ اؼبفعوؿ األوؿ وشعوباً‬
‫{ ‪َ 4-‬و َ‬
‫اؼبفعوؿ الثاين‪.‬‬
‫التفسـير‪:‬‬
‫يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم وال نِساءٌ من‬ ‫ْ‬ ‫قوؿ اللّو تعاىل ‪:‬يأيها الذين آمنوا ال‬
‫منهن ‪ .‬ينهى اللّو تعاىل اؼبؤمنني عن السخرية من الناس واالستهزاء ّٔم‬
‫كن َخيراً َّ‬ ‫ساء عسى أن يَ َّ‬ ‫نِ ٍ‬
‫وخص‬ ‫أحب إِليو من الساخر منو ِ‬
‫احملتق ِر لو‪.‬‬ ‫أعظم قدرا عند اللّو تعاىل و َّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫واحتقارىم فإنو قد يكوف احملت َق ُر َ‬
‫النساء مع أهنن داخالت يف هني القوـ ألهنن يشيع بينهن ىذا األمر أكثر من الرجاؿ‪.‬‬
‫اللماز ِمن الناس َم ْذموـ كػما قاؿ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬وال تَـل ِْم ُزوا أنفسكم أي ال تذكروا عيوب الناس ّْ‬
‫فاؽبماز َّ‬
‫مزةٍ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تعاىل ‪َ :‬ويْل ل ُك ِّل ُى َم َزة لُ َ‬
‫الشخص‬
‫َ‬ ‫وقػولػو تعاىل ‪:‬وال تنابزوا باأللقاب ‪ :‬أي ال ينادي بعضكم بعضا باأللقاب اليت يسوء‬
‫َظبَاعُها‪ .‬روي أهنا نزلت يف بِّن َسلَ َمة‪.‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫قَدـ النيب صلى اهلل عليو وسلم وليس فيهم رجل إالّ ولو اظباف أو ثالثة فإذا ُدع َي بأحدىا غض َ‬
‫فنزلت اآلية‪.‬‬
‫اإليمان ‪ .‬أي ىذه الصفة وىي الفسوؽ واػبروج بعد ا ِإليباف‬‫ِ‬ ‫سو ُق بَـ ْعد‬ ‫ِ‬
‫االسم ال ُف ُ‬
‫ُ‬ ‫س‬‫وقولػو تعاىل ‪:‬وب ْئ َ‬
‫صفة ألهنا من عادات اعباىلية‪.‬‬ ‫أسوأ ِ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ومن لم يتب فأولئك ىم الظالمون ‪ .‬أي ومن مل يتب من ىذه الذنوب وضل على‬
‫عصيانو فقد ظلم نفسو ظلماً كبرياً وظلم غريه فسيحاسب على ظلمو ويقتص منو‪.‬‬
‫الظن إثم ‪ .‬ينهى سبحانو عباده‬
‫إن بعض ِّ‬‫وقولو تعاىل ‪:‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن َّ‬
‫اؼبؤمنني عن كثري من الظن وىو التهمة والتَ َخ ّو ُف للناس يف غري ؿبلو ألف بعض ذلك يكوف إشباً خالصاً وذنبا‬
‫عظيما‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وال تجسسوا أي ال يتتبع أحدكم عورات اآلخرين وال يبحث عن عيؤّم‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وال يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيو ميتا فكرىتموه ‪}.‬ينهى اهلل‬
‫تعاىل عن الغيبة وقد فسرىا النيب صلى اهلل عليو وسلم عندما سئل‪" :‬ما الغيبة"؟ قاؿ صلى اهلل عليو وسلم‬
‫" ‪:‬ذكرؾ أخاؾ دبا يكره"‪ .‬قيل أفرأيت إف كاف يف أخي ما أقوؿ؟ قاؿ صلى اهلل عليو وسلم" ‪ :‬إف كاف‬
‫‪ ،‬والغِيبة ؿبرمة باإلصباع وال يستثىن من ذلك إال ما‬ ‫فيو ما تقوؿ فقد اغتبتو‪ ،‬وإف مل يكن فقد ّٔتو‬
‫رجعت مصلحتو كاعبرح والتعديل والنصيحة‪ .‬وقد ورد فيها الزجر الشديد وؽبذا شبهها تبارؾ وتعاىل بأكل‬
‫اللحم من األخ اؼبيت كما قاؿ تعاىل ‪:‬أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيو ميتا فكرىتموه أي كما‬
‫تكرىوف ىذا الفعل بطبعكم فاكرىوا ذلك احملرـ شرعا‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬واتقوا اهلل إن اهلل تواب رحيم أي اخشوا اهلل ربكم وراقبوه فيما أمركم بو وهناكم عنو إف‬
‫اهلل تواب على من تاب إليو رحيم دبن رجع إليو واعتمد عليو والتوبة من الغيبة اإلقالع عنها والعزـ على‬
‫عدـ العودة إليها‪ ،‬والندـ على الوقوع فيها‪ ،‬مع االستغفار ؼبن وقعت فيو الغيبة‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم‬
‫عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير ‪ .‬ىبَب اهلل تعاىل الناس صبيعا بأنو خلقهم من نفس واحدة وجعل منها‬
‫زوجها ونبا‪ :‬آدـ وحواء‪ .‬وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا‪ ،‬فالناس صبيعا بالنسبة الطينية إىل آدـ وحواء سواء‬
‫وإمبا التفاضل يكوف بالتقوى‪ .‬وىي طاعة اهلل تعاىل و اتباع الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم فال ينبغي أف‬
‫يسخر أحد من أحد أو يلمزه أو ينابزه أو يظن بو غري اػبري أو يغتابو فأنو أخوه‪ .‬واؼبؤمنوف إخوة‪ ،‬فأفضلهم‬
‫عند اهلل منزلة أتقاىم‪ .‬إف اهلل عليم بكم خبري بأعمالكم وسيجازيكم عليها‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬النهي عن السخرية واالستهزاء بالناس واحتقارىم‪.‬‬
‫‪2-‬النهي عن اللمز واإلفساد بالقوؿ السيء‪.‬‬
‫‪3-‬النهي عن التنابز باأللقاب وااللتزاـ باإليباف وعدـ اػبروج على طاعة اهلل‪.‬‬
‫‪4-‬النهي عن الظن السيء بالناس ألنو إمث عظيم‪.‬‬
‫‪5-‬النهي عن التجسس‪.‬‬
‫‪6-‬النهي عن الغيبة وتشديد الزجر عليها فقد شبهت بأكل غبم األخ ميتاً‪.‬‬
‫‪7-‬األمر بتقوى اهلل عز وجل وسباـ طاعتو‪.‬‬
‫أب واحد وأـ واحدة وال فضل ألحد على‬‫‪8-‬بياف أف منشأ الناس صبيعا واحد وأهنم ـبلقوف من ٍ‬
‫أحد إال بتقوى اهلل عز وجل‪.‬‬
‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬نَػ َهى اللّو اؼبؤمنني يف ىذه اآليات عن أمور‪ .‬اذكرىا‪.‬‬
‫بيح ٍة ‪ .‬اذكرىا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ -‬شبَّو اللّو تعاىل الغيبَةَ حباؿ قَ َ‬
‫جػ‪ّ -‬بني اللّو تعاىل للناس أهنم ـبلوقَوف من أصل واحد‪ .‬اذكر اآلية اليت تبني ذلك‪.‬‬
‫د‪ -‬ما معىن قولو تعاىل ‪:‬إن بعض الظن إثم ؟‬
‫َي شيء يكوف؟‬
‫اضل بني الناس؟ وبأ ّْ‬
‫ىػ‪ -‬ىل ىناؾ تَػ َف ُ‬
‫‪ 2-‬ىـات معاني الكلمات اآلتية‪:‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال تَػ ْلمزوا – ال تنَابَزوا – إثػم – ال يَػ ْغتَ ْ‬
‫‪ 3-‬اذكر ماضي األفعال اآلتية‪:‬‬
‫س ‪ -‬يَػتَػنَابَػ ُز – يَػ ْلمز ‪ -‬يَػ ْغتَاب‪.‬‬
‫يَػتَ َج َّس ُ‬
‫‪ 4-‬استخرج اآليات ما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مضارعا ؾبزوما بال الناىية و ّْبني عالمة جزمو‪.‬‬
‫وبني عالمة جزمو‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مضارعا ؾبزوما بِلم َ‬
‫وبني اؼبفعولني‪.‬‬
‫جػ‪ -‬فعال ينصب مفعولني ّْ‬
‫د‪ -‬جواب ٍ‬
‫شرط مقرتنا بالفاء‪.‬‬
‫‪ 5-‬بيِّن ما ترشد إليو اآليات‪.‬‬
‫الـدرس الثامن‬

‫وجوب توحيد اللّو تعالى‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٖ‪ ٔٙ‬إىل ‪ ٔٙٚ‬من سورة البقرة‬


‫معاني المفردات‪:‬‬

‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫كل ما عبد‪.‬‬ ‫اإللو‬
‫وصف على وزف فعالف معناه كثري الرضبة وىو خاص باهلل تعاىل‪.‬‬ ‫الرحمن‬
‫وصف على وزف فعيل معناه كثري الرضبة‪.‬‬ ‫الرحيم‬
‫السفينة (ويطلق على اؼبفرد واعبمع ويذكر ويؤنث‬ ‫الفلك‬
‫ث واؼبصدر بث‪.‬‬
‫ث يَػبُ ُّ‬
‫نَ َشَر وفَػَّر َؽ‪ .‬بَ َّ‬ ‫ث‬‫بَ َّ‬
‫كل حيواف يف األرض وصبعها ‪:‬دواب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ال َدابَّةُ‬
‫وتصريف الرياح توجيهها وتدبري أمرىا‪ ،‬والرياح صبع ريح وىو اؽبواء إذا ربرؾ‪.‬‬
‫الغيم وصبعو سحب‪ ،‬والقطعة منو سحابة‪.‬‬ ‫والسحاب‬
‫اؼبذلل‪ ،‬اؼبقهور‪.‬‬ ‫المسخر‬
‫صبع ند دبعىن مثل‪.‬‬ ‫أنداد‬
‫رجعة‪ ،‬وعودة‪ ،‬مرة أخرى‪.‬‬ ‫كرة‬
‫صبع سبب وىو الصلة والعالقة‪.‬‬ ‫األسباب‬
‫صبع حسرة وىي شدة اغبزف‪.‬‬ ‫حسرات‬

‫اإلعراب‪:‬‬
‫تأمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-‬ال إلو إال ىو ‪ :‬ال نافية للجنس وإلو اظبها و إال أداة استثناء "ىو" بدؿ من ؿبل ال النافية‬
‫للجنس واظبها‪.‬‬
‫‪ 2-‬إن في خلق السماوات واألرض…………آليات لقوم يعقلون الالـ اؼبزحلقة دخلت على‬
‫اسم إف اؼبتأخر عن خَبىا الذي ىو شبو صبلة (يف خلق السموات)‪ ،‬آيات اسم إف منصوب بالكسرة ألنو‬
‫صبع باأللف والتاء‪.‬‬
‫‪ 3-‬بما ينفع الناس ‪ :‬ما ىنا إما مصدرية وإما موصولة‪.‬‬
‫‪ 4-‬ومن الناس من يتخذ ………… ىذه من التبعيضية‪.‬‬
‫‪ 5-‬كحب اهلل ‪ :‬مصدر مضاؼ إىل اؼبفعوؿ والفاعل ؿبذوؼ أي اؼبؤمنني‪.‬‬
‫‪ 6-‬والذين َءامنوا أشد حبا هلل حبا سبييز النسبة منصوب ّ‬
‫ؿبوؿ عن الفاعل‪.‬‬
‫‪ 7-‬وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم لو ىنا للتمِّن والفاء فاء السببية والفعل منصوب‬
‫بأف مضمرة وجوبا‪.‬‬
‫‪ 8-‬كذلك يريهم اهلل أعمالهم حسرات عليهم‪.‬‬
‫يُري إما أف تكوف بصرية فتكوف حسرات حاالً‪ .‬وإما أف تكوف قلبية فتكوف حسرات اؼبفعوؿ الثالث‪.‬‬
‫‪ 9-‬وما ىم بخارجين من النار‪.‬‬
‫ما اغبجازية العاملة عمل ليس‪ ،‬و زيدت الباء يف خَبىا‪.‬‬
‫التفسير‪:‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وإلهكم إلو واحد ال إلو إال ىو الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫ىبَب اهلل تعاىل عن تفرده باأللوىية وأنو ال شريك لو وال عديل‪ .‬بل ىو اهلل الواحد األحد الفرد الصمد‬
‫الذي وسعت رضبتو كل شيء يف الدنيا وخص ّٔا يف اآلخرة اؼبؤمنني بو‪ .‬وقد جاء يف اغبديث عن رسوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪" :‬اسم اهلل األعظم يف ىاتني اآليتني وإلهكم إلو واحد ال إلو إال ىو الرحمن الرحيم‬
‫الم‪ .‬اهلل ال إلو إال ىو الحي القيوم " أخرجو أضبد وأبو داود والرتمذي وصححو‪.‬‬
‫اآلية‪ .‬ؼبا بني سبحانو تعاىل أمر التوحيد وأشار إىل‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬إن في خلق السماوات واألرض‬
‫أنو أوؿ ما هبب بيانو ووبرـ كتمانو يف اآليات السابقة عقب ذلك بالدليل الداؿ عليو‪ ،‬وىو ىذه األمور‬
‫اليت ىي من أعظم صنعة الصانع اغبكيم سبحانو واليت ال يتأتى من اآلؽبة اليت أثبتها اؼبشركوف أف تقدر على‬
‫ك يف‬ ‫شيء منها‪ .‬وىي ‪:‬خلق السموات واألرض‪ ،‬وتعاقب الليل والنهار واختالفها ظلمة ونوراً‪ ،‬وجري ال ُف ْل ِ‬
‫َْ ُ‬
‫البحر‪ ،‬وإنزاؿ اؼبطر من السماء وإحياء األرض بو وبث الدواب فيها بسببو وتصريف الرياح ُشاال وجنوباً‬
‫وملقحة وعقيما‪ .‬فإف من فكر فيها بل يف واحدة منها كاف لزاماً عليو التصديق‬ ‫وشرقاً وغربا ورضبة وعذابا ُ‬
‫بأف صانعها ىو اهلل سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫قاؿ اؼبشركوف إف كاف ىكذا فَػ ْليَأْتِنا‬ ‫روي عن أيب الضحى قاؿ ‪:‬ؼبا نزلت‪ ،‬وإلهكم إلـو واحد‬
‫اآلية‪ .‬رواه ابن جرير وابن اؼبنذر وابن‬ ‫إن في خلق السموات واألرض‬ ‫بآية‪ ،‬فأنزؿ اللّو عز وجل ‪َّ :‬‬
‫أيب حامت و البيهقي يف الشعب وغريىم‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ومن الناس من يتخذ من دون اهلل أنداداً يحبونهم كحب اهلل والذين ءامنوا أشد حبا‬
‫هلل‬
‫وبعد أف ذكر سبحانو وتعاىل الدليل على وحدانيتو‪ ،‬أخَب أنو مع ىذا الدليل الظاىر اؼبفيد لعظيم‬
‫سلطانو وجليل قدرتو وتفرده باػبلق قد وجد يف الناس من يتخذ معو سبحانو نداً يعبده من األصناـ‬
‫واألشخاص واؼبالئكة واعبن واألموات من الصاغبني والرؤساء وعلماء السوء يف طاعتهم إياىم يف معصية‬
‫اهلل تعاىل مع أف ىؤالء اؼبشركني مل يقتصروا على ؾبرد عبادة األنداد بل أحبوىا حبا عظيما وبالغوا يف ذلك‬
‫حّت صار حبهم إياىا متمكنا يف صدورىم كتمكن حب اؼبؤمنني هلل سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫أي الذنب أعظم؟ قاؿ‪" :‬أف‬ ‫ويف الصحيحني عن ابن مسعود رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قلت يا رسوؿ اهلل‪ُّ :‬‬
‫ذبعل هلل نداً وىو خلقك" اغبديث‪.‬‬
‫ويف قولو تعاىل ‪:‬والذين ءامنوا أشد حبا هلل‪.‬‬
‫أخَب سبحانو وتعاىل أف اؼبؤمنني وببوف اهلل عز وجل حبا ال يعدلُو حب ىؤالء آلؽبتهم مهما بالغوا يف‬
‫حبها‪ ،‬وذلك ألف حب اؼبؤمنني رّٔم خالص ال ىبالطو شيء آخر‪ .‬أما ىؤالء اؼبشركوف فأهنم إمبا يعبدوهنا‬
‫لتقرّٔم إىل اهلل زلفى كما يزعموف‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة هلل جميعا وأن اهلل شديد العذاب‪.‬‬
‫أي‪ :‬ولػو يرى الػذين ظلموا أنفسهم بشركهم باهلل حني يروف العذاب يف اآلخرة بسبب شركهم أَ ْف ال قوة‬
‫ضَرَر اْ ّْزب ِاذىم اآلؽبةَ اليت يعبدوهنا من دوف اللّو‪ .‬فعلى‬ ‫ِ‬
‫آلؽبتهم بل القوة هلل صبيعا وأنو شديد العقاب‪ ،‬لَ َعلموا َ‬
‫ذلك يكوف جواب "لو "ؿبذوفاً‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬إِ ْذ تَـبَـ َّرأَ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم األسباب‪.‬‬
‫حينئذ تتَبأ اآلؽبة اليت عبدت من دوف اهلل من عابديها الذين أشركوىا مع اهلل فتَبأ اؼبالئكة واعبن‬
‫والرؤساء والعلماء واألصناـ واألشجار واألحجار والنجوـ والكواكب فبن عبدوىا من دوف اهلل‪ .‬عند ذلك‬
‫يتمىن اؼبشركوف أف يعودوا إىل الدنيا ليتَبءوا من عبادهتم آلؽبتهم ويوحدوف اهلل التوحيد الكامل وىو يف ذلك‬
‫كاذبوف ألف اهلل تعاىل يقوؿ فيهم ويف أمثاؽبم ولو ردُّوا لعادوا لما نهوا عنو‪.‬‬
‫وذلك قولو تعاىل ‪:‬وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كـما تبرءوا منا‪.‬‬
‫حسرات عليهم وما ىم بخرجين من النار‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬كذلك يريهم اللّو أعمالَهم‬
‫ورباجوا يف النار فِإف اللّو يريهم األعماؿ‬
‫أي أهنم مثل ما رأوا شركاءىم وكَباءىم وزباصموا فيما بينهم ُّ‬
‫تقرّٔم من اعبنة وال زبفف عنهم من العذاب‬ ‫اليت عملوىا يف الدنيا فيتحسروف عندما هبدوهنا َىباء منثوراً ال ّْ‬
‫شيئاً بل هبدوف أنفسهم ماكثني يف النار خالدين فيها أبدا و بئس اؼبصري‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫‪1-‬وجوب توحيد اهلل سبحانو وإفراده بالعبودية‪.‬‬
‫التفكر يف عظيم خلق اللّو واْتّساع َملَ ُكوتِو تَػ ُف َّكرا سليما يؤدي إىل توحيده سبحانو‪.‬‬ ‫‪2-‬أف ُّ‬
‫قلؤّم فال ينتفعوف بآيات اهلل الدالة على توحيده تعاىل‬ ‫ِ‬ ‫‪3-‬أف من الناس من ع ِميت ب ِ‬
‫ت ُ‬ ‫صائ ُرىم وأ ْغل َق ْ‬
‫َ َ ََ‬
‫طاعتِ ِو‪.‬‬
‫ولُزوـ َ‬
‫يوـ القيامة على ِشرَكهم حي ُ‬
‫ث يػُ َعانُو َف عذاب اهلل الشديد‪.‬‬ ‫‪4-‬أف اؼبشركني يَػتَ َح َّس ُروف َ‬
‫‪5-‬أف اآلؽبة اليت تعبد من دوف اللّو تَبأ إىل اللّو يوـ القيامة من عابديها وتبتعد عنهم‪ ،‬وتتقطع أحباؿ اؼبودة‬
‫والصلة اليت كانت بينهم يف الدنيا‪.‬‬
‫‪6-‬أف اؼبشركني َىبْلُ ُدوف يف النار وال ىبرجوف منها أبدا‪.‬‬

‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪1-‬اشرح الكلمات اآلتية‪:‬‬


‫الكرة ‪ -‬النّْد‪.‬‬ ‫الدابَّة ‪ -‬ال ِريح ‪ -‬ا َّ‬
‫لسحاب – َّ‬ ‫ال ُف ْلك – َ‬
‫‪2-‬ىـات جمع الكلمات السابقة‪.‬‬
‫‪3-‬اشرح اآليات شرحا مختصرا‪.‬‬
‫‪4-‬بين مـا يستفاد من ىذه اآليات‪.‬‬
‫‪5-‬استخرج من اآليات دليالً على خلود الكفار في النار‪.‬‬
‫‪6-‬اذكر النص الذي يستفاد منو تخاصم العابدين مع المعبودين يوم القيامة‪.‬‬
‫‪7-‬اذكر اآلية التي تضمنت بيان قدرة اللّو وعظمتو وتدبيره الحكيم‪.‬‬
‫الـدرس التاسع‬

‫بطالن عقيدة النصارى‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ٕ‪ ٚ‬إىل ‪ ٚٙ‬من سورة اؼبائدة‬


‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬

‫أح َّل أي َج َعلَوُ حالالً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َح َّرَم‬


‫َحَّرَـ اهلل الشيء َج َعلَوُ َحَراماً وضدَّهُ ‪َ :‬‬
‫اؼبأوى‪ ،‬اؼبسكن‪ ،‬اؼبنزؿ‪.‬‬ ‫َمأْواهُ‬
‫صبع‪ :‬نصري أي ‪:‬أعواف‪.‬‬ ‫أنصار‬
‫واح ٌد من آؽبة ثالثة‪.‬‬ ‫ثالث‬
‫ثالثة‬
‫انتهى عن الشيء‪ :‬تركو ورجع عنو‪.‬‬ ‫ينتهوا‬
‫مسو العذاب‪ :‬أصابو‪ .‬ومس الشيء‪ :‬ؼبسو بيده‪ .‬من باب‪ :‬فعل – يفعل‪.‬‬ ‫ليمسن‬
‫يد األمل‪.‬‬ ‫دبعىن مؤمل‪ -‬أي ِ‬ ‫أَلِيم‬
‫شد ُ‬
‫ب‪.‬‬‫ضى وذَ َى َ‬ ‫َخال‪َ :‬م َ‬ ‫ت‬‫َخلَ ْ‬
‫ورسلِ ِو بِ ُك ّْل ما جاء من عنده تعاىل‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ّْدقَةٌ‪ ،‬مؤمنة باللّو تعاىل وَكل َماتو ُ‬ ‫ُم َ‬ ‫صدِّي َق ْة‬
‫ض َحو‪.‬‬
‫ني الشيء ‪:‬أ َْو َ‬ ‫بَ ِّ‬ ‫نُبيّ ُن‬
‫ف‪.‬‬‫َكْي َ‬ ‫أَنِّى‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬يَأْف ُ‬
‫ك‬ ‫صَرفوف عن قبوؿ اغبق‪ ،‬يقاؿ‪ :‬أَفَ َ‬
‫صَرفَوُ عنو‪ .‬يػُ ْؤفَ ُكو َف‪ :‬يُ ْ‬
‫ػك فالناً عن الشيء ‪َ :‬‬ ‫يُـ ْؤفَ ُكو َن أف ً‬
‫افرتى‪.‬‬
‫بو َ‬ ‫ك دبعىن‪َ :‬ك َذ َ‬ ‫ؼ‪ ،‬ويأيت أفَ َ‬ ‫ص ِر ُ‬
‫ؼ يَ ْ‬‫صَر َ‬ ‫َ‬
‫ضد النَّػ ْف ِع‪.‬‬ ‫الضر‬
‫لقب يعقوب عليو السالـ‪ .‬و بنو إسرائيل اؼبراد ّٔم (ىنا) اليهود الذين بعث فيهم عيسى‬ ‫إسرائيل‬
‫عليو السالـ‪.‬‬
‫اإلعراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآليات الكريبة ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-‬قوؿ اهلل تعاىل ‪:‬من يشرك باهلل فقد حرم اهلل عليو الجنة‪.‬‬
‫من‪ :‬اسم شرط جازـ هبزـ فعلني‪.‬‬
‫يشرؾ‪ :‬شرط ؾبزوـ بػ(من‬
‫فقد حرـ‪ :‬جواب الشرط‪.‬‬
‫إذا كاف جواب الشرط صبلة فعلية فعلها مقروف بػ (قد) هبب اقرتانو بالفاء‪.‬‬
‫ومن شواىدىا يف القرآف أيضاً‪.‬‬
‫فوْزا عظيما‬
‫فاز ْ‬
‫ورسولو فق ْد َ‬ ‫وم ْن يُطع اللّوَ َ‬ ‫قولو تعاىل ‪َ :‬‬
‫خ لو من قَـ ْب ُل‪.‬‬‫إِ ْن يَ ْس ِر ْق فَـ َق ْد َس َر َق أ ٌ‬
‫‪ 2-‬قولو تعاىل ‪:‬ثُ َّم أنْظُْر أَنَّى يُؤفَ ُكو َن‪.‬‬
‫ُخَرى‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫َىن‪ :‬كيف‪ .‬وؽبا معاف أ ْ‬ ‫أ َّ‬
‫ت؟‬ ‫فتأيت دبعىن (مّت)‪ .‬كبو‪ :‬أ َّ ِ‬
‫َىن جْئ َ‬ ‫ََ‬
‫(م ْن أَيْ َن)‪ .‬كػما يف قولو تعاىل ‪:‬يا مريم أنَّى لك ىذا‬ ‫وتأيت دبعىن ِ‬
‫س‪ .‬وىي ىنا دبعىن أين‬ ‫َىن َذبلِس أ ِ‬
‫َجل ْ‬
‫وقػد تتضمن معىن الشرط فتجػزـ فعلني‪ :‬كبػو‪ :‬أ َّ ْ ْ ْ‬
‫س َن الذين كفروا‪.‬‬
‫‪ 3-‬قولو تعاىل ‪:‬لَيَ َم َّ‬
‫فعل مضارع مؤكد بالنوف‪.‬‬ ‫س‪ٌ :‬‬ ‫يبََ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هبب توكيد الفعػل اؼبضػارع بالنػوف إذا كاف جوابػاً ل َق َس ٍم مثبتػاً مستقبػالً‪ .‬كبػو‪" :‬واللَّو أل ْ‬
‫َح َفظَ َّن القرآ َف"‪.‬‬
‫ُجاى َد َّف يف سبيل اللّو"‪ -‬وقولو تعاىل ‪َ :‬وتَاللَّ ِو ألَكِي َد َّن أ ْ‬
‫َصنَ َام ُك ْم‪.‬‬ ‫"واللّو أل ِ‬
‫َ‬
‫َّار ينشروف دينهم يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كيد اؼبضارع الواقع جوابا لقسم إذا كاف َمْنفيِّا‪ .‬كبو" ‪:‬واللّو ال نػرتُ ُؾ ال ُكف َ‬ ‫وال هبوز تو ُ‬
‫بالدنا‪".‬‬
‫ليمس َّن الذين كفروا‬ ‫‪ 4-‬قولو تعاىل ‪:‬وإِن لم ينتهوا عما يقولون َّ‬
‫يتكوف من‪:‬‬
‫أليم (شرط وجوابو‬ ‫عذاب ٌ‬ ‫س الذين كفروا منهم ٌ‬ ‫أ‪ -‬إف مل يَػْنتَػ ُهوا يبََ َّ‬
‫ب‪ -‬واللّو لَيَ َم َّس َّن الذين كفروا منهم عذاب أليم‪( .‬قسم وجوابو‬
‫إذا اجتمع شرط وقَ َس ٌم كاف اعبواب للسابق منهما وكاف جواب اؼبتأخر ؿبذوفا ‪.‬مثاؿ ذلك‪:‬‬
‫ُسافِْر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 1-‬إ ْف تُ َساف ْر أ َ‬
‫‪ 2-‬واللّو ألَسافَِر َّف‪.‬‬
‫إذا قدمنا القسم قلنا‪ :‬واللّو إف تسافِْر ألسافَِر َّف‪.‬‬
‫ُسافِْر‪ .‬ىنا اعبواب للشرط‪ .‬ويف اآلية الكريبة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ىنا اعبواب للقسم‪ .‬وإذا قدمنا الشرط قلنا‪ :‬إ ْف تُ َساف ْر واللَّو أ َ‬
‫اعبواب للقسم ألنو السابق‪ ،‬والقسم ؿبذوؼ تقػديره‪" :‬واللّو إف مل…" ويدؿ على وجػود القسم "الالـ "‬
‫ليمسن‪".‬‬
‫َّ‬ ‫الداخلة على الفعل"‬
‫التفسير‪:‬‬
‫إسرائيل‬ ‫المسيح يبنى‬ ‫ابن مريم وقال‬ ‫ذين قالوا إِ َّن اللَّوَ ىو‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المسيح ُ‬
‫ُ‬ ‫قوؿ اللّو تعاىل ‪:‬لََق ْد َك َف َر ال َ‬
‫للظالمين من‬
‫َ‬ ‫حرم اللَّوُ عليو الجنةَ ومأواه ُ‬
‫النار وما‬ ‫يشرك باللَّ ِو فَـ َق ْد َّ‬‫وربَّكم إنَّوُ من ْ‬ ‫اعبدوا اللَّوَ َربّى َ‬
‫أنصا ٍر‬
‫َّس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُىبَْبُ تعاىل حاكػما بتكفري النصارى الذين قالوا إف اؼبسيح ىو اللّو تعاىل اللّو عن قوؽبم وتَػنَػَّزه وتَػ َقد َ‬
‫إين أنا اللّو‪ .‬مث قاؿ ؽبم يف ُك ُهولَتِو ونبُػ َّوتو آمراً‬ ‫اؼبهد ‪:‬إني عبد اللّو ومل يقل‪ّ :‬‬ ‫وقد سبق أف قاؿ اؼبسيح يف ْ‬
‫وحده ال شريك لو اُ ْعبُدوا اللّو َربِّى وربَّكم ألف الذي يُش ِرُؾ بعبادة ربّْو أحداً‬ ‫ؽبم بعبادة اللّو ربو ورّّْٔم َ‬
‫ناصر وال مانِ ٌع فبا ىو فيو‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وحَّرـ عليو اعبنةَ‪ ،‬وليس للظامل أي اؼبشرؾ ٌ‬ ‫النار َ‬ ‫ب اللّو لو َ‬ ‫قد أ َْو َج َ‬
‫ث ثَالَثٍَة ‪َْ .‬وب ِكي اللّو ك ْفَر النصارى اؼبثَػلّْثِني َسواء منهم‬ ‫ين قَالُوا إِ َّن اللَّوَ ثَالِ ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬لََق ْد َك َف َر الذ َ‬
‫الروح ال ُق ُدس أو األب واالبن وال َكلِ َمةُ اؼبْنبَثِ َقةُ من األب إىل االبن أو‬ ‫االبن و ُ‬ ‫األب و ُ‬ ‫من قاؿ‪ :‬إف الثالثةَ ىي‪ُ :‬‬
‫ني من دوف اللّو فجعلوا اإللوَ ثالثةً فكل ذلك ُك ْفٌر ‪ .‬وال إلو إال اللّو الواحد‬ ‫الذين ازبذوا اؼبسيح وأ َُّمو إِؽبَْ ِ‬
‫َ‬
‫فرد ال شريك لو وىو إلو صبيع‬ ‫األحد وؽبذا قاؿ تعاىل ‪:‬وما من إلو إال إلو واحد ليس متعدداً بل ىو ٌ‬
‫الكائنات‪.‬‬
‫أليم أي لَئِ ْن مل يَػ ْرِجعػوا‬ ‫عذاب ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫س َّن الذين كفروا منهم‬ ‫عما يقولو َن لَيَ َم َّ‬ ‫وقولو تعاىل ‪:‬وإ ْن لَ ْم ينتهوا َّ‬
‫األليم يف اآلخرة‪.‬‬ ‫العذاب‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫عن ىذا االفػرتاء وال َك ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫رحيم‬
‫غفور ٌ‬‫قولو تعاىل ‪:‬أَفَال يَـتُوبُو َن إِلَى اللّو ويَ ْستَـغْف ُرونَو واللّو ٌ‬
‫وىذا من َكَرِمو تعاىل َور ْضبَتِو بعباده يدعوىم إىل التوبة من ىذا ا ِإل ِْمث العظيم وىذا االفرتاء الكبري ف ُك ُّل َم ْن‬
‫ت من قَـ ْبلِو ُّ‬
‫الر ُس ُل‬ ‫المسيح اْبْ ُن مريم إِال َر ُسول قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ُ‬ ‫اب عليو و َغ َفَر لو ‪.‬قولو تعاىل ‪:‬ما‬ ‫ِ‬
‫اب إِلَْيو تَ َ‬
‫تَ َ‬
‫ومبَػ ْرِىنًا على إِنسانيتو فهو رسوؿ مثل الرسل السابقني ال فَػ ْر َؽ بينَو‬ ‫ُىبَْب اللّو تعاىل ُمبَػيّْنا حقيقةَ عيسى ُ‬
‫ِ‬
‫وعدد كبري من الرسل وليسوا صبيعا ِآؽبَةً بل ىم بشر أرسلهم اللّو إىل‬ ‫وموسى ٌ‬ ‫اىيم ُ‬
‫وبينهم قد سبػ َقو ٌ ِ‬
‫نوح وإبر ُ‬ ‫ََ‬
‫عباده ليكونوا منهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ّْدقَةٌ برسالة عيسى ودبا يأيت من عند اهلل وليست إؽبة بل ىي‬ ‫وأمو صدِّي َقة أي ُّأمو ُم ْؤمنَة بَِرّّْٔا ُم َ‬
‫بشر أيضاً‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫عام ‪ .‬والذي يأكل‬ ‫مث يأيت سبحانو بالدليل على بَ َش ِريَّة عيسى و ّْأمو فيقوؿ تعاىل ‪:‬كانا يأكالن الطَّ َ‬
‫ف نُـبَـيّ ُن لهم‬ ‫الطعاـ ـبلوؽ وليس إ َؽبا فهو ؿبتاج إىل التَّػ ْغ ِذيَِة بالطعاـ وإخراجو‪ ،‬مث قاؿ تعاىل ‪:‬اْنْظُْر َك ْي َ‬
‫ضلُّوف ويَفرتُوف‬ ‫ضح ؽبم األ َِدلَّةَ والبػر ِاىني ومع ذلك ىم ي ِ‬ ‫اآليات ثم انظر أَنَّى يؤفكون أي انظر كيف نػُ َو ّْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ويَػتَ َم َّسكوف بالباطل‪.‬‬
‫العليم‬ ‫السميع‬ ‫ض ِّرا وال نَـ ْف ًعا واللَّوُ ىو‬
‫ك لكم َ‬ ‫وقػولو تعاىل ‪:‬قُل أَتَـ ْعب ُدون ِمن ُد ِ‬
‫ون اللّو ما ال يَ ْملِ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫اليهود وم ْش ِركِي العرب وغ ِريىم من عب َدةِ‬ ‫أي قل يا ؿبمد للذين يعبدوف ِآؽبةً غري اللّو من النَّصارى و ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ُّج ِوـ وال َك َواكِب واألشجار واألَحجار وغري ذلك قل لِ ُك ّْل ىؤالء‪ :‬أتعبدوف من دوف اللّو‬ ‫األصناـ و ِ‬
‫األوثَاف والن ُ‬‫ْ‬
‫العليم أي الػذي يسمػع‬ ‫السميع‬ ‫ضٍّر‪ .‬عنكم وال إِ ِ‬
‫يصاؿ نَػ ْف ٍع إليكم‪ ،‬واللّو ُى َو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َما ال يقد ُر على َدفْ ِع َ‬
‫تعدلوف عنو إىل ِعبادة غريه فبا ال يسمع وال يػب ِ‬
‫ص ُر وال يغِّن‬ ‫كل شيء عنهم فكيف ِ‬ ‫أقػو َاؿ ِعبَ ِادهِ ويَػ ْعلَ ُم َّ‬
‫ُ ُْ‬
‫عنكم شيئاً؟‪.‬‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫ترشدنا ىذه اآليات إىل ما يأيت‪:‬‬
‫اؼبسيح ىو اللّو وكذلك القائلني بالتِّثْلِيث‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّص َارى القائلني بأف‬ ‫ِِ‬
‫أ‪ُ -‬ك ْفر فَرؽ الن َ‬
‫الدليل على بَ َش ِريَّة ِعيسى وأ ُّْمو مثل سائر اؼبؤمنني من عباد اللّو فهو ٌ‬
‫رسوؿ مثل الرسل وىي‬ ‫‪2-‬إِقامة ِ‬
‫ِصدّْيقة‪.‬‬
‫النار ووبّْرـ عليو اعبنةَ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب لصاحبو َ‬ ‫‪3-‬أف الشرؾ يُوج ُ‬
‫الذنوب صبيعا َوي ْقبَ ُل توبةَ ِعبَ ِادهِ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪4-‬أف اللّو يغفر‬
‫يفكروف تفكرياً َجيّْدا ألهنم يشركوف مع بياف أ َِدلَّة التوحيد‪.‬‬ ‫‪5-‬أف اؼبشركني ال ّْ‬

‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪ 1-‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬


‫سبب ُك ْف ِرىم؟‬
‫أ‪ -‬لقد ّبني اهلل ُك ْفَر النصارى يف ىذه اآليات فػما ُ‬
‫ب‪ -‬جاء يف اآليات برىا ٌف على بَ َش ِريَّة عيسى و ّْأمو‪ ،‬ما ىذا الَبىاف؟‬
‫جػ‪ -‬ما جزاء من أشرؾ باللّو؟‬
‫‪ 2-‬ىـات مضارع األفعال اآلتية ومصادرىا‪:‬‬
‫استَػ ْغ َفَر ‪ -‬خالَ‪.‬‬
‫اب – ْ‬
‫َك َفَر – َعبَ َد – أ ْشَرَؾ – تَ َ‬
‫‪ 3-‬ما نوع الالم في (لقد)؟‬
‫‪ 4-‬استخرج من اآليات ما يأتي‪:‬‬
‫وخ ََبىا‪.‬‬
‫اظبَها َ‬ ‫أ‪َّ -‬‬
‫إف و ْ‬
‫اظبَها وخَبىا‪.‬‬
‫ب‪ -‬كاف و ْ‬
‫جػ‪ -‬اسم فاعل‪.‬‬
‫د‪ -‬صبَْ َعي تكسري‪.‬‬
‫اب الشرط‪.‬‬
‫وبني جو َ‬
‫ىػ‪ -‬شرطاً َ‬
‫‪ 5-‬اذكر ما يستفاد من اآليات‪.‬‬
‫الـدرس العاشر‬

‫علم الغيب هلل وحده‬


‫قال اللّو تعالى‪:‬‬

‫اآليات من ‪ ٜ٘‬إىل ٕ‪ ٙ‬من سورة األنعاـ‬


‫معـاني الكلمـات‪:‬‬
‫معناىا‬ ‫الكلمة‬
‫صبَْ ُع ِم ْفتَػح وىو اؼبِْفتَاح‪ .‬وصبػع اؼبفتػاح ‪َ :‬م َفاتِيح وىو آلة ال َفْت َح‪.‬‬ ‫َم َفاتح‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫وب‪.‬‬
‫كل ما غاب عنك ومل تُ َشاى ْده وصبعو غُيُ ٌ‬ ‫الغَْي ُ‬
‫َّجر‪.‬‬
‫اؼبراد َوَرقَة الش َ‬ ‫َوَرقَة‬
‫اطنُها ود ِ‬
‫اخلُها‪.‬‬ ‫ظُلُمات األرض ب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني َغْيػ ُر َج ٍّ‬
‫اؼ‪.‬‬ ‫لََّ‬ ‫َرطْب‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫ف‪.‬‬
‫س إذا َج َّ‬
‫بس يَػْيبَ ُ‬
‫اسم فاعل من يَ َ‬ ‫يَاب ٌ‬
‫يمكم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَـتَـ َوفَّاكم‬
‫ُيبيتُكم ُوين ُ‬
‫وع ِم ْلتم‪.‬‬
‫َك َسْبتُم َ‬ ‫َج َر ْحتُم‬
‫ت معلوـ‪.‬‬ ‫َوقْ ٌ‬ ‫س ِّمى‬
‫َجل ُم َ‬
‫أَ‬

‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َق ِ‬


‫اىر‬
‫ب فهو غال ٌ‬ ‫اسم فاعل من قَػ َهَر أي َغلَ َ‬
‫صبع َحافِ ٍظ أي كاتب‪ -‬وبفظوف بَ َد َف ا ِإلنساف ويكتبوف َع َملَو‪.‬‬ ‫َح َفظَة‬

‫أي اؼبالئكة اؼبوَّكلوف بَِقْب ِ‬


‫ض األرواح‪.‬‬ ‫ُر ُسلنا‬
‫َ‬
‫صروف‬
‫أي يػُ َق ّْ‬ ‫يُـ َف ِّرطُون‬
‫دىم‪.‬‬
‫أي َسيّْ ُ‬ ‫موالىم‬

‫ا ِإلعـراب‪:‬‬
‫تأمل يف اآليػات ما يأيت‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ 1-‬وع ْن َدهُ َم َفاتح الغيب عنده َخبَػٌر مقدَّـ َ‬
‫وم َفاتح مبتدأ مؤخر‪.‬‬
‫‪ 2-‬ال يعلمها إال ىو‪ :‬استثناء مفرغ والضمري فاعل واعبملة مؤكدة ؼبضموف اعبملة األوىل وىي‬
‫وعنده مفاتح الغيب‬
‫التفسير‪:‬‬
‫ـح الغَْيب ال يَـ ْعلَ ُمها إالَّ ُى َو‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قػولػو تعػاىل ‪:‬وع ْنـ َدهُ َم َفـات ُ‬
‫البخاري عن عبد اللّو بن عمر رضي اللّو عنهما أف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم قاؿ‪" :‬مفاتح‬ ‫ّ‬ ‫أخرج‬
‫اع ِة ويُـنَـ ِّز ُل ألْغَْي َ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬
‫األر َحام‬
‫ث ويَـ ْعلَم ما في ْ‬ ‫الس َ‬ ‫طبس ال يَػ ْعلَ ُم ُه َّن إال اللَّوُ" مث قرأ ‪:‬إ َّن اللوَ ع ْن َدهُ عل ُ‬
‫ْم َّ‬ ‫الغيب ٌ‬
‫يم َخبِير ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س بِأ ِّ‬ ‫ِ‬
‫إن اللَّوَ َعل ٌ‬
‫وت َّ‬
‫ض تَ ُم ُ‬ ‫َي ْأر ٍ‬ ‫ب غَداً وما تَ ْد ِري نَـ ْف ٌ‬ ‫س ماذا تَ ْكس ُ‬ ‫وما تَ ْد ِري نَـ ْف ٌ‬
‫اآلية ٖٗ من سورة لُْق َما َف‪.‬‬
‫س ال يعلمها إال اللّو‪ ،‬ال‬ ‫البخاري أيضاً وغريه عن ابن عمر أف رسوؿ اهلل قاؿ‪ِ :‬‬
‫يح الْغَْيب طبَْ ٌ‬
‫"م َفات ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وأخرج‬
‫األرحاـ إال اللّو‪ ،‬وال يعلم مّت يأيت اؼبطَُر إال اللّو‪ ،‬وال تَ ْد ِري‬ ‫يض‬ ‫غد إال اللَّو‪ ،‬وال يعلم ما تَغِ‬ ‫يعلم ما يف ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سبوت إال اللَّوُ‪ ،‬وال يعلم أح ٌد مّت الساعةُ إال اللّو"‪ .‬فمن ىذا يػُ ْعلَم أف ما يَ ِشيع بني الناس‬ ‫نفس بأي أرض ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الح وأَهنم يعلموف شيئا من الغيب إمبا ذلك‬ ‫الص َ‬ ‫يدعوف َّ‬ ‫ني فبن َّ‬‫وعَّرافني أو َد َّجال َ‬‫وس َحَرةٍ َ‬ ‫اليوـ من ُك َّهاف َ‬
‫ب واْفْ َرتاء على ِدين اللّو تعاىل‪ .‬ويكفي قوؿ الصادؽ اؼبصدوؽ صلى اهلل عليو وسلم يف حديث أًيب‬ ‫ِ‬
‫َكذ ٌ‬
‫صدَّقو دبا يقوؿ فقد كفر دبا أنْ ِزَؿ على ؿبمد صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫عرافا فَ َ‬‫ىريرة وغريه‪ " :‬من أَتَى كاىنا أ َْو ّ‬
‫"‪ .‬رواه األربعة واغباكػم وقاؿ صحيح على شرط الشيخني‪.‬‬
‫ض‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قولو تعاىل ويـعلَم ما في البـ ِّر والبحر وما تَس ُق ُ ِ‬
‫ط م ْن َوَرقَة إال يَـ ْعلَ ُمها وال َحبَّة في ظُلُمات ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ ُ‬
‫كتاب ُمبِي ِن ُىبَِْب سبحػانو وتعاىل عن إِحاطة ِع ْل ِم ِو ِجبً ِميع الَموجودات بَػّْريّْها‬ ‫ابس إال في ٍ‬ ‫ْب وال يَ ٍ‬ ‫وال َرط ِ‬
‫وحبَريّْها فهو خالقهػا وال ىب َفى عليو منها شيء وال ِمثقاؿ َذ َّرٍة ال يف األرض وال يف السػماء‪ .‬قاؿ ابن عباس‬ ‫َْ‬
‫ك ُم َوَّكل ّٔا يكتب‬ ‫يف قولػو تعاىل ‪:‬وما تسقط من ورقة إال يعلمها ما من شجرة يف بر وال حبر إال َ‬
‫وملَ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫األرض أي اغبَبَّة اؼبستورة يف باطن األرض سواء‬ ‫ما يسقط منها قولو تعاىل ‪:‬وال حبة في ظلمت ْ‬
‫بضار ‪ .‬كذلك‬ ‫ت‪ ،‬خبػري أـ بشر‪ ،‬بنافع أـ ٍّ‬ ‫ت أـ ال تَػْنبُ ُ‬ ‫شأهنا تَػْنبُ ُ‬
‫ض ْعها فإف اللّو يعلم َ‬ ‫وضعها اإلنساف أـ مل يَ َ‬
‫كل َرطْب ويابس عنده علمو يف اللَّ ْوح احملفوظ‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪ِ ُ :‬‬
‫وى َو الَّذي يَـتَـ َوفَّ ُك ْم بِاللَّْي ِل ويَـ ْعلَ ُم ما َج َر ْحتُم بِاْلنـ َ‬
‫َّهار‪.‬‬
‫ظ من النوـ‬ ‫األصغر الذي بعده استِي َقا ٌ‬‫ُ‬ ‫عباده يف َمنَ ِامهم بالليل‪ ،‬وىذا التػ ََّو ّْيف‬ ‫يقوؿ تعاىل‪ :‬إنػو يَػتَػ َو َّىف َ‬
‫ويعلم ما َج َر ْحتُم بالنهار أي ويعلم ما كسبتم من األعماؿ بالنهار‪ .‬وىذه صبلة معرتضة دلّت على‬
‫إِحاطة ِع ْل ِمو تعاىل خبَْل ِقو يف ليلهم وهنارىم يف حاؿ سكوهنم وحاؿ حركتهم‪.‬‬
‫وحو‬‫أف من ناـ تُػَرُّد إليو ُر ُ‬ ‫الص ْغَرى يف النهار أي َّ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬ثُ َّم يَـ ْبـ َعثُكم فيو أي ُْوبييكم من اؼب ْوتَِة ُّ‬
‫َ‬
‫يف النهار بإذف اللّو تعاىل‪.‬‬
‫األج ُل الذي ق ّدره اللّو عز وجل‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫س ِّمى أي ليُ ْستَكْم َل َ‬ ‫َج ٌل ُم َ‬
‫ضى أ َ‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬لِيُـ ْق َ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ثُ َّم إِلَْي ِو َم ْرِجعُكم ثم يُـنَبِئُ ُك ْم بما كنتم تَـ ْع َملون‪.‬‬
‫وجل يف يوـ اغبساب فيُ ْخَِبكم بأعمالكم ُويطْلِعُكم عليها مث ُهبَا ِزيكم ّٔا إ ْف‬ ‫عز ّ‬ ‫أي مث تُػ ْر َجعُوف إىل اللّو ّ‬
‫فخري وإِ ْف ِّ‬
‫شرا فَ َشّر‪.‬‬ ‫َخْيػًرا َ‬
‫وعظَ َمتِو وكِ َِْبيَائِِو‬ ‫ادهِ ‪ .‬أي ىو الذي قَػ َهَر َّ‬ ‫اىر فَـو َق ِعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫قولو ِ‬
‫ضع عباللو َ‬ ‫كل شيء فَ َخ َ‬ ‫تعاىل ‪َ :‬و ُى َو ال َق ُ ْ َ‬
‫كل شيء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫وح َفػظَةً وبفظوف َع َملَو‬ ‫قولو تعاىل ‪:‬ويُـ ْرس ُل َعلَْي ُك ْم َح َفظَ ًة ‪ .‬أي من اؼبالئكة وب َفظوف بَ َد َف ا ِإلنسػاف‪َ ،‬‬
‫صونَو عليو بالليل والنهار‪.‬‬ ‫ووب ُ‬
‫ُْ‬
‫الموت تَـ َوفَّـ ْتوُ ُر ُسلُنا وىم ال يُـ َف ِّرطُو َن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َح َد ُكم‬ ‫قولو تعاىل ‪َ :‬حتَّى إِذا َ‬
‫جاء أ َ‬
‫ك اؼب ِ‬
‫ػوت‪.‬‬ ‫ضر أَحػ ُدكم وحػاف أَجلُو تَػوفَّػْتػو اؼبالئكةُ اؼبػ ِوَّكػلُوف ب َقبض األرواح وى ِم أعػوا ُف ملَ ِ‬ ‫أي حّت إذا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫احتُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫وهنا حيث شاء عز وجل إِف كاف من األبرار ففي ِعلّْيّْني وإف كاف من‬ ‫ينزلُ َ‬
‫فرطُوف أَي َْوب َفظوف الروح ُو ّْ‬ ‫وىم ال يُ ّْ‬
‫ال ُف َّجار ففي ِس ّْجني‪ ،‬نعوذ باللّو من ال ُف ُجور وعاقِبَتِو‪.‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬ثُ َّم ُر ُّدوا إِلَى اللّو َم ْولَ ُهم َ‬
‫الح ِّق‪.‬‬
‫اى ُدوف ما‬ ‫أي مث يػرُّد صبيع اػبلق إىل اللّو عز وجل فهو اغبق الذي يعرفوف أنو اغبق عند البعث ويش ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َُ ُ‬
‫أنكروا يف الدنيا من أنو ا ِإللو اغبق الذي كاف ينبغي ؽبم أال يعبدوا غريه‪.‬‬
‫بين أي لو اغبُكْم َو ْح َده يومئذ فال ر َّاد غبكمو وال‬ ‫ِ‬
‫الحاس َ‬ ‫َس َرعُ َ‬ ‫ْح ْك ُم َو ُى َو أ ْ‬
‫قولو تعاىل ‪:‬أالَ لَوُ ال ُ‬
‫َح ٍد‬
‫ساب أ َ‬
‫ِ‬
‫صبيع اػبالئق يف ذلك اليوـ‪ .‬وىو أسرع اغباسبني سبحانو فال يَ ْشغَلُو ح ُ‬
‫ِ‬
‫ّْب‪ ،‬وىو ُوبًاسب َ‬ ‫ُم َعق َ‬
‫أح ٍد‪.‬‬
‫َع ْن َ‬
‫ما ترشد إليو اآليات‪:‬‬
‫استَأْثػََر بعلم الغيب‪ ،‬فلم يػُ ْع ِط ِو أَحداً من َخ ْل ِقو‪ ،‬ال نبيِّا مرسالً وال ملكاً مقرباً‪.‬‬ ‫‪1-‬أف اللّو تعاىل ْ‬
‫الرطْب واليابس‪.‬‬ ‫شام ٌل ُِؿبيط بِ ُك ّْل َش ْي ٍء يف السموات واألرض يف البحر والَب و َّ‬ ‫‪2-‬أف ِع ْلم اللّو تعاىل ِ‬
‫َ‬
‫الص ْغَرى وىي النوـ بالليل ويَػْبػ َعثُهم‬ ‫أعمارىم‪ ،‬وىو يَػتَػ َوفَّاىم الوفا َة ُّ‬ ‫آجاؿ الناس و َ‬ ‫‪3-‬أف اللّو عز وجػل قدَّر َ‬
‫ت َم ْوِهتم‪.‬‬‫بالنهار حّت تَػْنػ َقضي آجا ُؽبم ووبني َوقْ ُ‬
‫وقاىٌر‪ ،‬وأنو كلّف اؼبالئكة ِِحب ْف ِظهم حّت ربني آجاؽبم‪.‬‬ ‫ظاىر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪4-‬أف اللّو عز وجل فوؽ عباده ٌ‬
‫وهبَا ِزيَهم على أعماؽبم وىو أسرع اغباسبني‪.‬‬ ‫الناس لِيَ ْح ُك َم بينهم ُ‬‫‪5-‬أف اللّو يبعث َ‬
‫المناقشـة‪:‬‬

‫‪ 1-‬اشرح الكلمات اآلتية‪:‬‬


‫مفاتح ‪ -‬ظلمات األرض – يابس – يتوفاكم ‪ -‬يػُ َفّْرطوف‪.‬‬
‫‪ 2-‬بين معنى‪:‬‬
‫قولو تعاىل ‪:‬وما تسقط من ورقة إال يعلمها‪.‬‬
‫وقولو تعاىل ‪:‬وىو الذي يتوفـاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار‪.‬‬
‫وقولو تعاىل ‪:‬ثم ردوا إلى اللّو مولـهم الحق‪.‬‬
‫‪ 3-‬بين ما ترشد إليو اآليات‪.‬‬

‫تَ ّـم بعون اللّو تعالى‬

You might also like