Professional Documents
Culture Documents
والعلوم الشرعية
الـمستوى الـرابع
مقدمـة
اغبمد للّو رب العاؼبني ،والصالة والسالـ على نبينا ؿبمد خامت األنبياء واؼبرسلني ،وعلى آلو وصحابتو
أصبعني ،ومن اىتدى ّٔديو إىل يوـ الدين.
أما بعد :فهذه ـبتارات من تفسري القرآف الكرًن صبعناىا لطالب شعبة اللغة العربية لغري الناطقني ّٔا،
راعينا فيها سهولة العبارة ووضوح اؼبعىن لتناسب مستوى الطالب يف ىذه اؼبرحلة ،كػما راعينا فيها أف ذبمع
عدداً من الدروس ربوي االىتماـ بغرس عقيدة التوحيد ومعرفة صبلة من األحكاـ واآلداب والعبادات
وحث اؼبسلمني على تعلمو والعمل بو وتعليمو.
واؼبعامالت فبا نزؿ بو القرآف الكرًن َّ
ومن أىم أىداؼ تدريس التفسري ما يلي:
أوال :أف يدرؾ الطالب من خالؿ دراستو للقرآف الكرًن وتفسريه أف لغة القرآف الكرًن ىي أفصح العربية
وأعالىا.
ثانيًا :أف يدرس الطالب مباذج من تفسري القرآف تكوف لو عوناً يف دراستو للتفسري يف حياتو الدراسية
فيما بعد الشعبة.
ثالثًا :أف يعيش الطالب مع كتاب اللّو تعلماً وتعليماً فينتفع ىو بو وينفع اؼبسلمني يف بلده إذا رجع
إليهم ليكونوا على بصرية من أمر دينهم.
ونسأؿ اهلل تعاىل أف ينفع الطالب ّٔذه الدروس ،وأف هبعل عملنا ىذا وسائر أعمالنا خالصة لوجهو ،إنو
ظبيع ؾبيب.
وصلى اللّو وسلم وبارؾ على نبينا ؿبمد وعلى آلو وصحبو أصبعني
مدخل
معنى التفسير -حكم تَـ َعلُّ ِمو -أشهر المفسرين -أشهر ُكتُ ِ
ب التفسير.
أ -معنَى التفسير:
ِ ِ
لم يػَُر ُاد بو فَػ ْه ُم كتاب االصطالَح :ع ٌ
ض َحػو وبَػيَّػنَو .وىف ْف .فَ َّسَر الشيء إذا َو َّ التفسـير لُغَـةً :البَػيَا ُف وال َك ْش ُ
أحكامو َو ِح َك ِم ِو.
ِ اج ؿبمد صلى اللّو عليو وسلم وبيا ُف معانِيو و ِ اؼبنزِؿ على نَبِيّْو ٍ
است ْخَر ُ
ْ ََ اللّو تعاىل َّ
ب -حكم تعلمو:
اية" على اؼبسلمني وانّو من أَى ّْم ِ الكرًن "فَػرض كِ َف ٍ ِ
العلوـ َ َصبَ َع العُلَ َماء على أ ّف تَػ َعلُّ َم تفس ِري القرآف ِ ْ ُ أْ
الشرعية.
س ِرين: أشهر الم َف ِّ
جـ – ُ
النيب صلى اهلل عليو ِ ِ ِ ِ
ا ْعتَػ َىن الصحابةُ رضواف اللّو تعاىل عليهم بتعليم القرآف الكرًن وفَػ ْهم معانيو عن ّ
مسعود رضي اللّو تعاىل عنو" :كاف الرجل منا إذا تَػعلَّم ع ْشر ٍ
آيات مل ُهبَا ِوْزُى َّن ٍ الع َم ِل بو .قاؿ ابْ ُن
ََ َ َ ُ وسلم و َ
الع َم َل ِّٔ َّن "َ .وا ْشتُ ِهَر كثريٌ منهم بتفسػري القرآف الكرًن ،مثل :اػبلفاء الراشدين :أبِػي حّت يػع ِر َ ِ
ؼ معانيَػ ُه َّن و َ َّ َ ْ
وعلي رضي اللّو تعاىل عنهم أصبعني .وكذلك :عبد اللّو بن عبّاس رضي اللّو عنهما وعمر وعثما َف ٍّ ٍ
بكر َ
ؼ عنو من الفهم والعِلم الصحيح دبعاين القرآف وقد دعا لو النيب وكػاف يُ َس َّمى" تَػ ْر ُصبا َف القرآف " لِ َما عُ ِر َ
وعلّْمو و التأويل" اؼبر ُاد بو ىنا (التفسري) .وفبن آ ْشتُ ِهَر ّْهو يف الدينَ ، صلى اللّو عليو وسلم فقاؿ "اللهم فَػق ْ
مسعود" رضي اللّو عنو ،وكاف رضي اللّو تعاىل عنو يقوؿ ٍ "عبد اللَّ ِو بْ ُن
بتفسري القرآف من الصحابة كذلك ُ
ت ،وأين نزلت ،ولو أَعلَ ُم أحداً أ َْعلَ َم بكتاب اللّو ِم ِّّْن ت آيةٌ من كتاب اللّو إال وأنا اعلَ ُم فيمن نَػَزلَ ْ "ما نَػَزلَ ْ
الصحابة رضواف اللّو عليهم صباعةٌ من التابعني منهم :اغبَ َس ُن ِ التفسري عن ىؤالء تَػنَالُو اؼبطَايَا ألَتَػْيتُو" .وأخذ
َ
يد بن جبػ ٍريِ ،
وع ْك ِرَمةٌ َم َ يِ ،
بعدىم ،فأخذه عنهم العلماءُ، اس وغريُىم .ونقلوه إىل من َ وىل ابن َعبَّ ٍ وسع ُ ْ ُ ُ َ ْ ص ِر ُّ َ البَ ْ
ات الكبريَة اليت وصل إلينا التفسريُ عن طريقها. وأئمػةُ اؼبفسرين ،فدونوه يف الكتب وأَلَُّفوا فيو اؼبؤلََّف ِ
َ ّ
ـهر كـتب التفسـير: د -أش ُ
دوف ِع ْل َم ِ ِ ِ
"جامع البياف عن تَأْ ِو ِيل آ ِي القرآف " ِإلماـ اؼبفسرين ،أوؿ َم ْن ّ ُ ي :و ْ
اظبُو تفسير الطِّبَ ِر ِّ
ُ )(1
اؼبتو َّىف سنةَ ٖٓٔ ىػ .صبع فيو أقو َاؿ الصحابة والتابعني وتابِعِيهمُ .و َيع ُّد ي" َ التفسػري "ؿبم ِػد بْ ِن جري ٍر الطَََِّب ّْ
بعده فبن ألَّف يف تفسري كل من جاء َ األوؿ يف تفسػري القرآف الكرًنْ .اعتَ َم َده َم ْرِجعاً ُّ اؼبرج َع َ ىذا الكتاب ِ
ُ
القرآف.
ألحكاـ القرآف )ل ِإلماـ أيب ِ ِ
عبد اللّو ؿبمد بْ ِن َ
أضبد األنصاري (اعبامع
ُ ) (2تفسير ال ُق ْرطُبي :اظبو
اؼبتو َّىف سنةَ 671ىػ. يب َ ال ُق ْرطُِ ّْ
األحكاـ الفقهيةَ تفسريىا من اؼبأْثور واؼبعقوؿ ويذكر ِ
َ يذكر اآلَيات مث يذكر َ وطريقتُو قي التفسري :أ ْف َ
بالقَراءَات وأ َْو ُج ِو ا ِإل ْعراب .وىو من التفاسري عند التػعُّرض آليات األحكاـ ،كػما يػهتم ِ ِ
ََْ ّ ومذاىب الفقهاء َ َ َ َ
ِ
اؼبفصلة. اؼبطو ِلة
َّ
اؼبتوىف سنةَ ٗٚٚىػ الد َم ْش ِق ّْي " َّ
اؼبؤرخ "إِظباعيل ب ِن كث ٍري ِ
َْ العظيم :للحافظ احملدّْث ّْ ِ ِ
القرآن ) (3تفسير
بعد تفسري اؼبرِج َع الثاينَ َ
ف يف التفسري باؼبأْثورُ ،و َيع ُّد ْ ؼ بػ "تفس ِري ابْ ِن كث ٍري" .وىذا الكتاب أشهر ما أُلَّ َ ُو ْيعَر ُ
فالسلَ ِ
تفسري القػرآف بالقرآف ،مث باغبديث ،وما ورد عن الصحابة رضي اللّو عنهم ،و َّ الطَََِّب ّْ
يْ .اعتَ َم َد فيو َ
الصاحل ،وال ِغ ًىن لطالب العلم عنو.
ِ ) (4تفسير البح ِر ِ ِ
لي ب ِن َحيّاف األنْ َدلُ ّْ
سي) ف بْ ِن َع ٍّ اؼبفس ِر (ؿبمد بْ ِن يُ ُ
وس َ ويّْ ، المحيط :ل ِإلماـ الن ْ
َّح ّْ ُ
القرآف الكرًن ،و ِ
اؼبسائل ألفاظ ِ األوؿ يف وجوهِ إِعراب ِ ِ اؼبتوىف سنةَ ٘ٗٚىػُ .و َيع ُّد ىذا َّ
الكتاب اؼبرج َع َ ُ ُ ُ
وؿ. القراءات و ِ
أسباب النػ ُُّز َ ومعرفة وجوه ِ ِ َّح ِويَِّة،
ُُ الن ْ
ِ ِ ِِ ِ
اؼبتوىف سنة ٕٓ٘ٔىػ ُو َيع ُّػد ىذا ) (5فَـ ْت ُح ال َقدي ِر :ل ِإلماـ احملدّْث ال َفقيو( ؿبمد بْ ِن َع ٍّ
لي الش َّْوَكاينّْ) َّ
استَػ َف َاد من كتب السابقني وزاد عليها .وطريقتُو يف التفسري :أف يذكر التفسريْ .
َ ُصوؿ
أصالً من أ ُ
الكتاب ْ
ُ
مذاىب الفقهاء اآليات مث يػبػني معناىا ،ويوِرد القر ِ
اءات اؼبتعدّْد َة ،وقُػَّراءىاُ ،و ْيع ِرب كثرياً من األلفاظ ،ويذكر ِ
َ ُ َُ َّ
يف آيات األحكاـ.
وج ٍز من التفسري. ٍ ِ
وىناؾ كثري من التفاسري اؼبختصرة اليت تَػ ْقتَصر على شرح معاين األلفاظ ،وبَػيَاف ُم َ
االسـتِ َعا َذة
تفسير ْ
يم. ان ِ آستَ ِع ْذ بِاللَّ ِو ِمن َّ ِ قاؿ اللّو تعاىل :فَِإذَا قَـ َرأْ َ
الرج َ
الش ْيطَ َ َ ت آل ُق ْرآ َن فَ ْ
قبل
للعْبد إذا أراد أف يقرأ القرآف أف يستعيذ باللّو من الشيطاف الرجيم َ ىذا أمر من اللّو سبحانو وتعاىل َ
البَ ْد ِء يف القراءة.
ضَّرين يف ديِّن استَ ِجري وأ ََربَ َّ
ص ُن باهلل من الشيطاف أف يَ ُ ومعىن "أَعوذ باللّو من الشيطاف الرجيم " أي ْ
ِ ِ
ت بو ،أووبثِّن على فعل َما هنيت عنو. صدَّين عن ف ْع ِل ما أُم ْر ُ
ودنياي أويَ ُ
اال ْستِ َعاذَةُ ىي االلْتِ َجاء إىل اللّو من َشّْر كل ذي َشٍّر .والشيطاف ىو البعيد ِبف ْس ِقػو عن كل خري، وِ
والرجيم :فعيل دبعىن مفعػوؿ أي أنو َم ْر ُجوـ َمطرود عن اػبري.
المفـردات:
معناىا الكلمة
ئ وظبّْيَت ىذه السورةُ بذلك ألهنا تُػ ْفتَتح اسم فاعل من فَػتَ َح يَػ ْفتَ ُح :أي آبْػتَ َدأَ يَػْبتَ ِد ُ ُ ال َفاتِ َحة :
ف. ِ
اؼبص َح ُ تح ّٔا ْ ّٔا القراءةُ يف الصلوات وآفْػتُ َ
االسم َاأل ْعظَم .وَملْ يُ َس َّم بو غريُ اللّو تبارؾ ِ
ب تبارؾ وتعاىل .ويقاؿ إنَّوُ ُ َعلَ ٌم لِ َّلر ّْ اللَّو :
وتعاىل.
الر ْضبَن أبلغ من الر ْضبَة يدالف على سعة رضبتو سبحانو وُشوؽبا .و َّ َّاف من َّ اف م ْشتَػق ِ
اظبَ ُ
ْ ِ الرِحيم:
الر ْح َمن َّ
َّ
ض ِ
ف بو بَػ ْع ُ الرحيم فقد ُوص َ الرحيم ومل يُ َس َّم بو غريُ اللّو سبحانو وتعاىل خبالؼ َّ َّ
َخ ْل ِقو.
الشكر ،وضده َّ
الذ ُّـ. َع ُّم من ُ الثػَّنَاء ْ ِ الح ْمـد :
باعبَميل ،وىو أ َ َ
وم َدبّْػ ُر شئُوهنِم .والعاؼبني صبع َعا َمل وىو اػبَْلق. َخال ُقهم َورا ِزقُهم ُ
ِ ب العالمين : َر ّ
ؼ فيو. اؼبتصّْر ُ ِ
صاحب اؼبُْلك َ ُ اؼبالِك واؼبلِك واؼبلِيك: َمالِك :
َ َ
يوـ القيامةَ .دا َف فُال ٌف فُالناً يَ ِدينُو ِدبَْع َىن َج َازاه. ُ وىو يَػ ْوُـ اعبَػزاء يَـ ْوم الـدِّين :
ُدلَّنا َوَوفّْػ ْقنا. اِ ْى ِدنَا :
الصراط المست ِقيم :الطَّريق الو ِ
آع ِو َج َ
اج فيو. اضح الذي ال ْ َْ ِّ
ِ
اغبق وتَػَرَكو.
ؼ َّ ب اللّو عليهم وىم اليهود وأمثا ُؽبم فبن َعَر َ ضوب َعلَْيهم :أي الذين َغض َ الم ْغ ُ
ض َّل عن
أشباىهم فبن َ َّص َارى و ُ الضالُّو َف ىم الذين مل يَػ ْهتَ ُدوا إىل ّْ
اغبق وىم الن َ َ ضالِّين :
وال ال ّ
الصراط اؼبستقي ِم. ّْ
ا ِإلعـراب:
جر ،اسم :ؾبرور بالباء ونبا متعلقاف دبحذوؼ وىذا احملذوؼ إما أف يكوف فعال حرؼ ٍّبِ ْسم :الباء ُ
دائي باْسم اللّو ِِ فالتقدير ِحينَئِ ٍذ :أَبْػتَ ِد ُ
ئ باسم اللّو أو أقرأ باسم اللّو ،وإما أف يكوف اظباً فالتقدير حينئذ :ابْت َ
يف البسملة فقط. ِ
أو قراءَ َيت باَسم اللّو .وربذؼ نبزة الوصل من "اسم " وتوصل اَلباء بالسني َخطّاً َ
وهبَُّر بالياء. ب ُ صُ ب إعرابَو فيُػ ْرفَ ُع بالواو ُويْن َ العاؼبنيُ :م ْل َح ٌق جبَ ْمع َّ
اؼبذكر السامل يػُ ْعَر ُ
هبب ِِ اؾ نَػ ْعبُ ُد :إياؾ ضمري ٍ إِيّ َ
منفصل وقع مفعوال بو تَػ َقدَّـ على ف ْعلو ،وىذا من اؼبػواضػع اليت َ ٌ نصب ُ
غريؾ ،ومثلو يف ذلك إِياؾ أي نَػ ْعبُ ُدؾ وال نعبد َ أف يؤتَى فيهػا بضمري النصب منفصال .وتقديبو يفيد القصر ْ
ني. ِ
نَ ْستَع ُ
يائي فهو َمْبِّنّّ على حذؼ الياء .واؼبراد بو ىنا الدعاء بطلب اؽبِداية وىذا ِ ِ ِ ِ
فعل أمر ناقص ٍّ ا ْىدنَا :ا ْىد ُ
ك ؿ ََتَـ ْه ِدي قد يَػتَػ َعدَّى بنفسو كػما يف ىذا اؼبػوضع ،وقد يتعدى بػ "إىل" كػما يف قولو تعاىل :وإِنّ َ الفعل َ
يم وقد يَػتًػ َعدَّى بالالَّـ كػما يف قولو تعاىل :أ ََولَ ْـم يَـ ْه ِد لَ ُه ْم َك ْـم أ ْىلَ ْكنَا ِم ْن قَـ ْبلِ ِهم ِم َن اط ُم ْستَ ِق ٍ صر ٍ ِ ِ
إلَى َ
ال ُقر ِ
ون ُ
صراط الػذين أَنْػعمت عليهم :ب َد ٌؿ من الصراط اؼبستقيم ،أو عطْف بػي ٍ
اف يػُ َف ّْس ُره.َ ُ ََ َ َْ َ
َغ ْري َِ :بَ َد ٌؿ من الَّذين.
وجيءَ ّٔا لتأكيد النَّػ ْف ِي. وال :ال ىنا دبعىن َغري ِ
ْ
ض ِل سورة الفاتحة وأسمائها: ما ورد في فَ ْ
السْبػع اؼبثَانِػي -واغبمد والشّْفاء -والواقية -والكافية -وأساس ومن أسػمائهػا :أـ القرآف -و َّ
القرآف.
أحاديث منها:
ُ وقد ورد يف فضل سورة الفاربة
1-عن أيب سعيد بن اؼبعلَّى رضي اللّو عنو أف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم قاؿ لو :أل َ
ُعلّْ َمن َ
َّك
قبل أف زبر َج من اؼبسجد .قاؿ :فأخذ بيدي فلما أراد أف ىبرج من اؼبسجد قلت :يا ٍ
أعظم سورة يف القرآف َ َ
أعظم سورةٍ يف القػرآف .قاؿ" :نعم .الحمد للّو رب العالمين ىي ػك َ ُعلّْ َمنَّ َ
رسوؿ اللّو إنك قلت أل َ
َّسائِ ّي.
داود والن َ
البخاري وأضبد وأبو َ
ّ السب ُػع اؼبثَػاين والقرآف العظيم الذي أُوتِيتُو " أخرجو
ِ َ
ب أف أ َُعلّْ َمكُّ "أرب
ُ لو: قاؿ سلم و عليو اهلل صلى النيب
ّ أف عنو وّلال رضي كعب بن ُيب
َّ أ وعن 2-
الزبُور وال يف الفرقاف مثلها؟" مث وأخَبه أهنا الفاربة .أخرجو سورًة مل يَػْن ِزْؿ يف التوراة وال يف ا ِإلقبيل وال يف َّ
أضبد والنسائي والرتمذي وصححو.
مسلم والنسػائي والرتمذي وصححو من حديث أيب ىريرة رضي اللّو عنو عن النيب صلى 3-وأخرج ٌ
تامة" .فقيل أليب اخ – ثالثا – غريُ ّ اهلل عليو وسلم قاؿ" :من صلّى صال ًة مل يقرأ فيها بأـ القرآف فهي ِخ َد ٌ
ىريرة :إِنا نكوف َوراء ا ِإلماـ .فقاؿ :اقرأ ّٔا يف نفسك ،فإين ظبعت رسولو اللّو صلى اهلل عليو وسلم يقوؿ:
ني ولِ َعْب ِدي ما َسأ ََؿ ،فإذا قاؿ العبد الحمد للّو ص َف ْ ِ ِ
قاؿ اللّو عز وجل" :قسمت الصالةَ بيِّن وبني عبدي ن ْ
ِ ِ
علي عبدي ،فإذَا رب العالمين قاؿ اللّوَ :ضب َدين َعْبدي وإذا قاؿ :الرحمن الرحي ِم قاؿ اللّو ٜ*-:أَثْػ َىن َّ
قاؿ :مالك يوم الدين قاؿ :ؾبَّ َدين عبدي ،فإذا قاؿ :إِياك نعبد وإِياك نستعين }قاؿ :ىذا بيِّن وبػني
عبػدي ولِ َعْب ِدي ما سأؿ فإذا قاؿ :اىدنا الصراط المستقيم صراط الذين أَنعمت عليهم غير
المغضوب عليهم وال الضالين قاؿ ىذا لِ َعْب ِدي ولعبدي ما سأؿ".
اليت اختارىا اللّو سبحانو إِىل غري ىذا من األحػاديث الكثػرية الواردة يف فضل ىذه السورة العظيمة و َ
كل صالة بل يف كل ركعة من ركعات الصلوات .واللّو اؽبادي إىل سواء السبيل. ِ
لتُ َكَّرَر يف ّْ
تفسير السـورة:
قوؿ اللّو تعاىل :الحمد للّو رب العالمين:
اغبمد للّو ،ثػَنَاء أَثْػ َىن اللّو بو على نفسو ،ويف ضمنو أ ََمَر عباده أف يػُثْػنُوا عليو فكأَنَّو قاؿ :قُولُوا اغبمد
الع َد ُد وال ُِوبيط ِ ِ ِ
ّْعم اليت ال ُْوبصيها َ للّو .واغبمد للّو :أي الشكر للّو خالصا دبا أنعم على عبَاده من النػ َ
وحده فاغبمد للّو وحده. بِ َع َد ِدىا إالَّ اهلل َ
رب العالمين الرب ىو اؼبالك اؼبتصرؼ ،وال يُ ْستَػ ْع َمل لغري اللّو إِال با ِإلضافة فإذا أطلق فال يقاؿ
إال لِلّو عز وجل .والعاؼبني صبع عا َمل وىو كل ما ِس َوى اللّو عز وجل.
الرحمن الرحيم قد سبق تفسري ىذا ،وقاؿ القرطيب :وصف نفسو بأنو الرحمن الرحيم بعد
الرتغيب
ض َّمن من َّ رب العالمين ألنو ؼبا كاف يف اتصافو برب العاؼبني تَػ ْر ُ
ىيب قَػَرنَو بالرضبن الرحيم ؼبا تَ َ
معصيتو ،كما قاؿ الرىب ِة منو و َّ ِ
الر ْغبَة إليو فيكوف أعو َف على طاعتو وأمنع من ْ ْلي َج َم َع يف صفاتو سبحانو بني َّ ْ َ
وأن عذابي ىو العذاب األليم 49-50من سورة اغبجر. تعاىل :نَبِ ْئ عبادي أنِّني أنا الغفور الرحيمَّ ،
وقد أخرج مسلم عن أيب ىريرة رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم قاؿ" :لو يعلم
اؼبؤمن ما عند اهلل من العقوبة ما طمع يف جنتو أحد ،ولو يعلم الكافر ما عند اهلل من الرضبة ما قنط من
جنتو أح ٌد".
قولو تعاىل :مالك يوم الدين.
أي مالك يوـ اعبزاء وىو يوـ القيامة ،وىو سبحانو لو اؼبلك كلو يف الدنيا واآلخرة وحده ال شريك لو
خص يوـ الدين باؼبلك ألف ملوؾ الدنيا ال يدعوف يومئذ ملك شيء وال يتكلم أح ٌد إال بإذنو كما وإمبا َّ
:ال يَـتَ َكلَمون إال من أ َِذ َن لو الرحمن وقال صوابا اآلية ٖٛمن سورة النَّبأ. قاؿ تعاىل
قولو تعاىل :إِياك نعبد وإِياك نستعين.
صػك َو ْح َػدؾ بالعبادة ولبصك باالستعانة ال نعبد غريؾ وال نستعني إال بك .والعِبادة :اسم أي َلبُ ُّ
الرجاء.
ضوع واػبَوؼ و َّ ػماؿ احملبة واػبُ ُ
جامع لكل ما وببو اللّو ويرضاه من قوؿ أو فعل .وىي :ما هبمع ك َ
يرجع كلو إىل ىذين اؼبعنيني ،فاألوؿ{ إياك ػماؿ الطاعة ،والدّْين ِ
واالستعانة ىي :التػ ََّوُّكل ،وىذا ىو ك ُ
نعبد تَبؤه من الشرؾ .والثاين إياك نستعين تَبؤ من اغبوؿ والقوة إال باهلل رب العاؼبني .وربوؿ الكالـ
من الغيبة إىل اػبطاب لقصد االلتفات ،وفيو فائدة أنو ؼبا أثىن اؼبؤمن على اهلل فكأنو اقرتب وحضر بني
يدي اهلل فخاطبو حينئذ عن قرب.
قولو تعاىل :اىدنا الصراط المستقيم.
ؼبا تقػدـ الثناء على اهلل تبارؾ وتعاىل مث إخالص العبادة لو وسباـ التفويض إليو نَاسب أف يعقّْب
أكمل أحو ِاؿ السائل أف يبدح مسئولػو بػما ىو أىلُو مث يسأؿ حاجتو وؽبذا أرشد اللّو إليو
بالسؤاؿ ،وىذا ُ
ألنو األكمل .واؽبِداية :كػما وردت يف القرآف الكرًن ىدايتاف :ىدايةُ إِ ٍ
رشاد وداللة كػما يف قولو تعاىل :
وإنك لتهدي :إلى صراط مستقيم وىداية توفيق كػما يف قولػو تعاىل لنَبيّْو صلى اهلل عليو وسلم أيضا :
ت ولكن اللّو يهدي من يشاء .واؼبراد ىنا اؽبداية الشاملة لألمرين صبيعا أي يا َحبَْب َ ِ
إنك ال تَـ ْهدي من أ ْ
ووفّْػ ْقنا لِ ُسلوكو لنَػْن ُج َو من عذابك ونفوز برضاؾ .واؼبراد بالصراط َّ
رب ُدلنػا على طريق اغبق الطريق اؼبستقيم َ
اؼبستقيم ىو دين ا ِإلسالـ وىو اغبق الذي ال يقبل اللّو من عبادهِ غريه .والدعاء ىنا اؼبقصود بو الثَّبات
واؼب َد َاوَمة على اغبق من اؼبؤمنني اؼبهتدين.
ُ
قولو تعاىل :صراط الذين أَنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضآلين.
ف للصراط اؼبطلوب اؽبداية إليو يف الػدعاء السابق ،وىو الصراط الذي ال ِع َو َج فيو ،الصراط صٌ َو ْ
وم ْن الذي سلكو من أَنْػ َع َم اللّو عليهم وىم :النبيوف والصديقوف والش َ
ُّه َداء والصاغبوف .كما يف قولو تعاىل َ :
ول فأولئك مع الذين أَنْـ َع َم اللّو عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يُ ِط ِع اللَّوَ َّ
والر ُس َ
س َن أولئك َرفِي ًقا وح َُ
وعن ابن عباس رضي اللّو عنهػما :صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من مالئكتك
وأنبيائك والصديقني والشهداء والصاغبني.
وىو غري صراط اؼبغضوب عليهم وىم الذين علموا اغبق وعدلوا عنو وىم اليهود كػما جاء يف اغبػديث
ودلت عليو آيات القرآف ،وال صراط الضالني الذين فقدوا العِْلم فهم ال يهتدوف إىل اغبق بسبب جهلهم
وىم النصارى .روى عن َع ِد ّْ
ي بن حامت رضي اللّو عنػو أنو قاؿ :سألت رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم عن
قولو تعاىل :غير المغضوب عليهم فقاؿ" :ىم اليهود" ،وال الضالين قاؿ" :النصارى" .رواه أضبد
والرتمذي من طرؽ .و"ال" يف قولو :وال الضالين تأكيد للنفي اؼبفهوـ من( غري
فـائدة:
يستحب ؼبن يقرأ الفاربة أف يقوؿ بعدىا ِ
(آمني) وىو اسم فعل دبعىن (استجب يا رب) ؼبا روي عن
أيب ىريرة رضي اللّو عنو أنو قاؿ" :كاف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم إذا تال غير المغضوب عليهم
وال الضالين قاؿ :آمني حّت يسمع من يليو من الصف األوؿ" رواه أبو داود وابن ماجة.
ما يستفاد من السورة:
اشتملت ىذه السورة على:
1-ضبد اللّو وسبجيده والثناء عليو بذكر أظبائو اغبسىن اؼبستلزمة لصفاتو العليا.
2-ذكر اؼبعاد وىو (يوـ الدين) (يوـ القيامة واعبزاء
3-إرشاد عباد اللّو إىل سؤالو والتضرع إليو والتَبؤ من حوؽبم وقوهتم.
4-إخالص العبادة للّو وتوحيده باأللوىية وتنزيهو عن الشريك.
5-سؤاؿ اللّو اؽبداية إىل الصراط اؼبستقيم والتثبيت عليو حّت ينالوا رضواف اهلل مع النبيني والصديقني
والشهداء والصاغبني.
َّع ُّوذ باللّو من سلوؾ سبيل من غضب عليهم ولعنهم ومن ضلوا عن اغبق ومل يهتدوا إليو.
6-التػ َ
المناقشـة:
1-اذكر أسماء سورة الفاتحة .ثم اذكر حديثين مما ورد في فضلها.
2-اشرح معنى االستعاذة والبسـملة.
3-بين معنى قول اهلل تعـالى{ :مالك يوم الـدين} وقولو تعالى{ :اىدنا الصراط المستقيم
4-لم قدم المفعول على الفعل في قولو تعالى{ :إِياك نعبد وإِياك نستعين}؟
5-اذكر ما يستفاد من السورة.
6-اشرح المفردات اآلتية:
اغبمد – العاؼبني -يوـ الدين – اىدنا -اؼبستقيم.
كر ساؼبا :إف كاف جامدا :أف يكوف علما ؼبذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث و من الرتكيب و إف كاف صفة :أف تكوف صفة ؼبذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث ليست من باب أفعل
الـدرس الثاني
معـاني الكلمـات:
معناىا الكلمة
:صبع "اؼبت َِّقي " اسم فاعل من "اِتَّػ َقى ،يَػت َِّقي" اتقى اهلل :أي خاؼ ِعقابَو .فاؼبتقي ىو من المت َِّقين
اىي.
خاؼ عذاب اهلل فَػ َف َع َل األوامر واجتنب النو َ
ضوءُ شعػاع الشمس إذا استرتت عنك حباجز واؼبراد بو ضالؿ أشجار ظل ،وىو َ
:صبع َّ ضـالل ِ
اعبنة.
وهبري.
:صبع عني ،ينبوع اؼباء الذي يَػْنبُع من األرض َْ عيون
شبار األشجار اللذيذةٌ. :صبع ٍ
فاكهةٌ .
َ فَـ َواكِو
:أصلها (من) و(ما )اؼبوصولة أي ِ
"م َن الذي". مماَّ
ْ
ب فيو .اؼبضارع :يَ ْشتَهي. ِ يَ ْشتَهو َن
:ا ْشتَهى الشيء :أراده َورغ َ
وش ْربِِو. ِ
َ :س ْهالً َسائِغاً لذيذاً يف أَ ْكل ِو ُ ىنيئاً
:نػُ ْعطي .نُكافِ ْئ. نَ ْجزي
َح َس َنُْ ،وب ِس ُن" :فَػ َعل ما ىو َح َس ٌن. ِ ِ
المحسنين :مفرده ُْؿبسن .م ْن" أ ْ
وحلُوؿ الشَّّْر .وقيل :ىو َو ٍاد يف َج َهنَّم. الع َذاب ُ الويْ ُل – اؽبالؾ و َ َ: َويْ ٌل
أي" يف ذلك اليوـ" ٍِ يَـ ْوَمئِ ِذ
:أصلها (يَػ ْوـ إذ) ْ
ْذيبًا .واؼبراد :الذين ال يؤمنوف باللّو ورسولو وال :مفرده اؼب َك ّْذبِ .من َ :ك َّذب ،ي َك ّْذب ،تَك ِ للم َك ٍّذبِين
َ ُ ُ ْ ُ
ص ّْدقُو َف باليوـ اآلخر. يُ َ
َ:سبَتَّع بالشيء :انْػتَػ َف َع بو. تمتـَّعُواْ
َ
:مدة قصرية ،زمناً قصرياً قليال
ِ ِ ِ
َجَرَـُْ ،هب ِرُـ ،إ ْجَراماً ،أج َػرَـ :ا ْرتَ َك َ
ػب ُج ْرمػاً .واعبُ ْػرُـ - :مفرده ُْؾب ِرـ -اسم فاعل م ْن أ ْ ُم ْج ِرُمو َن
ػقبيح العػظيم اؼب ْج ِرموف :اؼب ْذنِبُوف ُ ػب ال
ُ ال َّػذنْ
ُ ُ
صلُّوا فهو من إطالؽ اعبزء وإرادة َّ ىنا اد ر اؼب
و الصالة يف اؼبعروفة اؽبيئة :ركعْ :اكبَ َىن على اِ ْرَكعُوا
ال ُك ّْل.
َ :كالَـ َح ِديث
بعد القرآف.
:أي َ بَـ ْع َده
ص َّدقُو َف.
:يُ َ يؤمنون
ا ِإلعـراب:
تأمل يف اآليات الكريبة ما يأيت:
)َ (1ويْ ٌل يَـ ْوَمئِ ٍذ للمكذبين.
(ساعتَئِ ٍذ) :يف تلك الساعة. ِ ٍِ
ظرؼ زماف ومثلها (حينَئذ ) :يف ذلك الوقتَ ،
يومئذٍ ُ :
ب -تكذيبا .تقوؿَ :ك َّذبت فالناً ،أي جعلتو كاذباً ،مل تصدقو .
ب – يُ َك ّْذ ُ اؼبكذب :اسم فاعل من َّ
كذ َ ّْ
وَك َّذب فالف بِكذا :مل يُ َ
صدّْؽ بو.
) (2وإذا قيل لهم.
يم ، ِ ِ
ػاـ – ص َ
(ص َمعتل العني ثالثي .ومثلوَ :
مبِّن للمجهوؿ .اؼببِّن للمعلوـ منو (قاؿ) ٌ يل – فعل ماض ٌ ق َ
يع) .ونائب الفاعل ىو مقوؿ القوؿ ،صبلة( اركعوا ػاـ – قِيم)( ،ب َ ِ
اع – ب ََ َ قَ َ
) (3يؤمنون.
من) اؼبضارع :يػُ ْؤِمن .األمر منوِ :آمن أصلو أَأِْم ْن
الفعل -آمن أصلو أَأْ َ
التفسير:
قوؿ اهلل تعاىل :إن المتقين في ضالل وعيون .وفواكو مما يشتهون ىبَب اللّو تعاىل عن عباده
اؼبؤمنني الصاغبني أهنم يَ ْدخلوف اعبنة ويتمتعوف بظالؿ أشجارىا ويأكلوف من شبارىا ويشربوف من ماء
عُيوهنا.
قولو تعاىل :كلوا واشربوا ىنيئا بما كنتم تعملون يقاؿ ؽبم يف ذلك اليوـ :كلوا واشربوا ىنيئا مريئاً دبا
َعملتم من الصاغبات يف الدنيا.
إناَّ كذلك نجزي المحسنين :ومثل ذلك اعبزاء يكو ُف جزاءَ احملسنني.
قولو تعاىل :ويل يومئذ للمكذبين .كلوا وتمتعوا قليال إنكم مجرمون .مث ىبَبنا اهلل تعاىل عن أحواؿ
اؼبكذبني الذين ال يؤمنوف باهلل ورسولو وال يصدقوف بيوـ القيامة أف ؽبم العذاب واؽبالؾ يف ذلك اليوـ.
ويقاؿ ؽبم :كلوا وسبتعوا قليال يف الدنيا فإهنا قصرية األجل ومتاعها قليل ألنكم ؾبرموف.
قولو تعاىل :وإذا قيل لهم اركعوا ال يركعون .من صفات ىؤالء اؼبكذبني أهنم إذا أمروا بالصالة ال
يصلوف.
قولػو تعاىل :فبأي حديث بعده يؤمنون :وإذا مل يؤمنوا ّٔذا القرآف ّْ
فبأي كالـ غريه يؤمنوف؟
ما ترشد إليو اآليات:
ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل ما يلي:
أف اؼبتقني الصاغبني يكونوف يوـ القيامة يف اعبنة يتمتعوف بظالؿ أشجارىا ويأكلوف من شبارىا ويشربوف َّ 1-
من ماء عُيُوهنا.
أف اللّو كرًن سبحانو هبازي احملسن على إحسانو ويُضاعف لو اغبسنات. َّ 2-
أف اؼبكذبني للرسل وما جاءىم من عند اهلل ؽبم الويل والعذاب الشديد. َّ 3-
دار قرا ٍر وأف نعيمها زائل.
أف متاع الدنيا قليل ألهنا ليست َ َّ 4-
لن يؤمنوا باآليات واؼبعجزات و الدعوات ألهنم مل يؤمنوا بالقرآف الكرًن. أف آّرمني اؼبكذبني ْ َّ 5-
المناقشة:
معـاني الكلمـات:
معناىا الكلمة
كي َد.:حرؼ استفهاـ وىي ُىنا تفيد التأْ ْ ىل
:أ ِ
ُرش ُدكػم وأخَبكم َد َّؿ -يَ ُد ُّؿ ُ -د َّؿ َدلُّكم
أُ
:تُػْن ِق ُذ ُكم َوتُػْبعِ ُدكػم – ْأقبَى – يػُْن ِجي. تُـ ْن ِج ْيكم
:فعيل دبعىن اسم الفاعل أي شديد ُم ْؤمل يقاؿ :آ َملَ – يُ ْػؤلِ ُػم فهو ُم ْؤلِ ٌػم .أليم دبعىن أليم
مِ
وجع. ُ
مكاف ِمن َس َك َن -يَ ْس ُكن. :صبع مس َكن وىو ؿبل السكن وا ِإلقامة .اسم ٍ
َْ مساكن
َ :جنَّات .اؼبفرد جنة :دبعىن اغبديقة ذات الشجرَ .و َع ْدف أي إقامة ِم ْن َع َد َف باؼبكاف َجنَّات َع ْد ٍن
أي أَقَ َاـ فيو.
َ
ص ْر.
صر -انْ ُصر -أي أعاف – يَػْن ُ :عوف ومساعدة وإمداد .نَ َ نَصر
ص َدٌر فِ ْعلُوُ فَػتَ َح ِ ِ ِ ِ
ػح البػالد والغَلَبَة عليها عن طريق اعبهاد يف َسبِ ِيل اهلل تعاىل .وىو َم ْ :فَػْت ُ فَـ ْت ٌح
يَػ ْفتَح.
العاجل واآلجل .بَشََّر – يػُبَ ّْش ُر – بَش ّْْر ،اؼبصدر تبشري.َخ ِػَبىم باػبري َ
:أ ْ ش ِر
َوبَ ِّ
المؤمنين
ا ِإلعـراب:
تأمل يف اآليات الكريبة ما يلي:
ا -قولػو تعػاىل :تجـارة تنجيكم من عذاب أليم .صبلة تنجيكم من عذاب أليم صفة لتجارة
فاعبملة بعد النكرة تكوف صفة وبعد اؼبعرفة تكوف حاال .ومثلها :جنات تجري من تحتها األنهار صبلة
ذبري من ربتها األهنار صفة عبنات .ومثلها أيضاً قولو تعاىل :وأخرى تُحبّونَها ُصبلة ُِرببُّ َ
وهنا ِص َفةٌ
ألخرى.
َ
مثاؿ اعبملة اغبالية :يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورىم بين أيديهم وبأيمانهم وصبلة
يسعى نورىم حاؿ من اؼبؤمنني.
2-يغفر لكم ذنوبكم .ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار الفعل :يغفر :ؾبزوـ لوقوعو
جواب الطلب والفعل اؼبضارع إذا وقع جوابا للطلب هبزـ والطلب ىنا متضمن يف قولو تعاىل :تؤمنون
وتجاىدون }فإنو دبعىن آمنوا ،وجاىدوا ،و يدخلكم معطوؼ على يغفر.
3-ومساكن معطوؼ على جنات أي (ويدخلكم مساكن) وىو فبنوع من الصرؼ.
4-وأخرى أي :ونتيجة أخرى فهي صفة ؼبوصوؼ ؿبذوؼ.
التفسير:
قولو تعاىل :يا أيها الذين آمنوا ىل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم .أي أيها اؼبؤمنوف
ىل أرشدكم إىل ذبارة راحبة يف الدنيا واآلخرة فيها قباتكم .مث فسر ىذه التجارة العظيمة اليت ال تبور بقولو
تعاىل :تؤمنون باهلل ورسولو وتجاىدون في سبيل اهلل بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم
تعلمون أي أف اإليباف باهلل ورسولو واعبهاد يف سبيل اهلل باؼباؿ والنفس خري من ذبارة الدنيا وأربح.
قولو تعاىل :يغفر لكم ذنوبكم }أي إف فعلتم ما أمرتكم بو .ودللتكم عليو غفرت لكم الزالت
وأدخلتم اعبنات واؼبساكن الطيبات والدرجات العاليات.
وؽبذا قاؿ تعاىل :ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك
الفوز العظيم
قولو تعاىل :وأخرى تحبونها نصر من اهلل وفتح قريب وبشر المؤمنين أي ولكم على ذلك زيادة
رببوهنا إذا قاتلتم يف سبيلي ونصرمت ديِّن أتكفل بنصركم وأفتح عليكم فتحا عاجال فهذه الزيادة ىي خري
الدنيا موصوؿ بنعيم اآلخرة ؼبن أطاع اهلل ورسولو ونصر اهلل ودينو وؽبذا قاؿ تعاىل :وبشر المؤمنين
ما ترشد إليو اآليات:
ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل:
أف أربح التجارة وأعظمها ىي اعبهاد يف سبيل اهلل باؼباؿ والنفس . 1-
أف اإليباف باهلل ورسولو أساس قبوؿ األعماؿ عند اهلل . 2-
أف اعبهاد يف سبيل اهلل يرتتب عليو نتائج عظيمة يف الدنيا واآلخرة . 3-
أ -ففي اآلخرة:
1-النجاة من العذاب األليم .
2-مغفرة الذنوب .
3-دخوؿ جنات ذبري من ربتها األهنار .
جنات ٍ
إقامة دائمة. طيبة يف ِ دخوؿ مساكن ٍ ُ 4-
َ
ب -وأما يف الدنيا فالنصر من اهلل الفتح العاجل {وأخرى رببوهنا}.
المناقشة:
اإلعـراب:
تأمل يف اآلَيات الكريبة ما يلي:
ِّن :منادى وىو تصغري (ابن) أضيف إىل ياء { 1-بابني ياُ :
حرؼ نداء يستعمل يف اؼبنادى البعيد ،وبػُ َّْ
اؼبتكلم فحكمو النصب وعالمة نصبو فتحة مقدرة على ما قبل ياء اؼبتكلم.
2-قولػو تعػاىل :ال تُ ْش ِرك باللّو ال الناىية من جوازـ الفعل اؼبضارع .تُ ْش ِرْؾ :فعل مضارع ؾبزوـ بال
ص ِّع ْر ،وال تمش. ِ
الناىية .ومثلو قولو تعاىل{ :فال تُط ْعهما ،وال تُ َ
3-قولو تعاىل :وإن الشرك لظلم عظيم.
إف ،وفائدهتا :توكيد مضموف اعبملة، ت من اؼببتدأ إىل خَب َّ ِ
الالـ اؼبزحلقةَ ُز ْحل َق ْ
لَظُلم :ىذه الالـ تسمى َ
ت الحمير .ويف القرآف الكرًن ومن شواىدىا أيضاً يف اآليات :قولو تعاىل :إِ َّن أنكر األصوات لَ َ
ص ْو ُ
شواىد كثرية ؽبا منها :قولو تعاىل :أو إِ َّن األبرار لَِفي نعيم وإِن الفجار لَِفي جحيم.
4-قولو تعاىل :إنها إِ ْن تَ ُ
ك.
ع كاف ِ
أصل الفعل (تَ ُك ْن) وحذفت النوف للتخفيف .وهبوز حذفها بشرط أف يكوف ىذا الفعل مضار َ
وؾبزوماً وأف ال يَلِيَها َساكِ ٌن .فال ربذؼ يف مثل قولو تعاىل :لم يَ ُك ِن الذين كفروا من أىل
ص ِة َْ
ِ
النَّاق َ
الكتاب والمشركين ِّ
منفكين حتى تأتيهم البينة.
التفسـير:
إن الشرك لظلم عظيم. قولو تعاىل :وإذ قال لقمان البنو وىو يعظو يابني ال تشرك باللّو َّ
وصيو بأفضلُىبَِْب اللّو تعاىل عن و ِصيَّة لقما َف لولده وىو يعِظُو فهو أَ ْش َفق الناس عليو وأحبهم لو ،فهو ي ِ
ُ ُ َ َ
ما يَػ ْع ِرؼ .فأوصاه أوال بِأ ْف يعبد اللّو وحده وال يشرؾ بو شيئا .مث قاؿ ُؿبَ ّْذرا لو :إن الشرك لظلم عظيم
ين َّ ِ
أي ىو أعظم الظلم .أخرج البخاري ومسلم عن عبد اللّو بن مسعود رضي اللّو عنػو قاؿ :ؼبا نزلت الـذ َ
َش َّق ذلك على أصحػاب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وقالوا: ْبسوا إيـمانَهم بظُْل ٍم
آمنـوا ولم يَـل ُ
أيُّنا ال يلبس إيبانو بظلم؟ فقاؿ رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم " :إنو ليس بذلك .أال تسمع إىل قوؿ
لقماف بابني ال تشرك باللّو إن الشرك لظلم عظيم" ؟.
قولػو تعػاىل :ووصينا اإلنسان بوالديو حملتو أمو َو ْىنا على َو ْىن .قَػَر َف اهلل عز وجل وصيتو إِياه بأف
يعبد اللّو وحده ال شريك لو بالَب بالوالدين وذلك كثري يف القرآف الكرًن كقولو تعاىل :واعبدوا اللّو وال
ِ
اؼبشقَّة وقيل الضعف. َّعب و َ الوْىن التػ َتشركوا بو شيئا وبالوالدين إحسانا .و َ
ضعو يف عامني ،واهلل عز وجل يذكر الوالدة قولو تعاىل :وفصالو في عامين أي وتَػ ْربيَتُو وإرضاعو بعد َو ْ
إلي
كرا الولد إحسػاهنا اؼبتقػدـ إليو .وؽبػذا قاؿ :أن أ ْش ُكر لي ولوالديك َّ وس ْهَرىا لي َذ ِّ
وضبَْلَها وتربيتها َ
المصير .أي :إف فعلت ذلك فإين سأجزيك على ذلك أوفر اعبزاء.
قولو تعاىل :وإن جاىداك على أن تشرك بي ما ليس لك بو علم فال تطعهما .أي إف حرصا عليك
كل اغبِْرص على أف تتابعهما على دينهما فال تقبل منهما ذلك ،وال يبنعك ذلك أف تصاحبهما يف َ
الدنيا َّ
معروفاً وأف ُْرب ِسن إليهما.
قولو تعاىل :واتَّبِع سبيل من أناب إلي أي .اتبع سبيل اؼبؤمنني الذين ،أنابوا إىل اهلل ثم إِ َّ
لى
َم ْرِجعكم فأئبئكم بما كنتم تعملون أي مث ترجعوف َّ
إيل فأعلمكم بأعمالكم اليت َع ِم ْلتموىا يف الدنيا
ُجا ِزيكم عليها.
وأ َ
قولو تعاىل :يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في
مثقاؿ َحبَّ ِة َخ ْرَد ٍؿ وكانت ـبَْ ِفيَّةً يف صخرة
األرض يأت بها اللّو أي أف اؼبظْلَ َمة أو اػبطيئة وإن كانت َ
ضع اؼبوازين القسط وهبازي عليها -فال كبرية أو يف السموات أو يف األرض ُوبضرىا اهلل عز وجل حني يَ َ
تَغِيب عنو وال زبفى عليو إن اللّو لطيف خبير أي عليم خبََفػايا األمػور لطيف العلم فال زب َفى عليو
األشياء وإف َدقَّت ولَطَُفت خبير بِ َدبِيب الن َّْم ِل يف الليل اؼبظلم .فما بالك بغريه؟
أمر ِم ْن لقماف اغبكيم البنو بإقػامة الصالة وأدائها على الوجوقولػو تعػاىل :يا بُـنَ َّى أقم الصالة ٌ
األكمل وأْمر بالمعروف واْنو عن المنكر أي افعل ذلك حسب طاقتك وجهدؾ وأنت مكلَّف بذلك .
واصبر على ما أصابك ألف اآلمر باؼبعروؼ والناىي عن اؼبنكر َّ
البد أف يَػنَالَو من الناس أذى فأمره
بالصَب ،إن ذلك من عزم األمور أي إف الصَب على أَذَى الناس لَ ِمن األمور اليت ال تأيت إال بالعزـ وقوة
التحمل.
تص ِّع ْر خدك للناس وىو أي ال تُػ ْع ِرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو َكلَّ ُموؾ
قولو تعاىل :وال َ
استكبارا عليهم ولكن ُك ْن لَيّْػنًا معهم مبسوط الوجو.
ً احتقارا منك ؽبم و
ً
سبش متكَبا جبارا عنيدا ألنك إف فعلت ذلك تمش في األرض َم َرحاً أي ال ِ قولو تعاىل :وال ِ
ضك اللّو .إِن اللّو ال يحب كل مختال فخور إِف اللّو ال وبب كل ـبُْتاؿ ُم ْع َجب بنفسو فَ ُخور على يػُْبغِ ْ
متكَب.
غريه ّْ
قولو تعاىل :واقصد في مشيك أي امش مقتصدا مشياً ليس بالبطيء اؼبتثبّْط وال بالسريع اؼب ْف ِرط،
ُ
بل عدال وسطا .قولو تعاىل :واغضض من صوتك أي ال تبالغ يف الكالـ وال ترفع صوتك إن أنكر
األصوات لصوت الحمير فهو َ
أقبح األصوات.
فهذه وصايا نافعةٌ جدا ،وىي من قصص القرآف العظيم عن لقما َف اغبكي ِم يف تربية األبناء وإرشاد اآلباء
إىل ما فيو صالح الدنيا واآلخرة.
ما ترشد إليو اآلَيات:
ترشدنا ىذه اآلَيات إىل ما يأيت:
1-عدـ اإلشراؾ باللّو وإخالص العبادة لو وىي أعظم الوصايا.
2-ال َِب بالوالدين والتذكري بفضلهما السابق.
التمسك بالدين واالستقامة عليو مهما كانت دواعي اؽبدـ ولو أمره والداه بالشرؾ. ِ 3-
4-األم ِر باتباع طريق اؼبنِيبني إىل رّٔم التائبني إليو.
ُ
مثقاؿ َحبٍَّة من َخ ْرَدؿ.
5-التَّذك ِري بأف اللّو ال ىب َفى عليو خافية وال يغيب عنو شيء ولو كاف َ
6-األم ِر بإقامة الصالة والقياـ باألمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر.
7-النهي عن التكَب واالختياؿ.
8-األم ِر باالعتداؿ يف اؼبشي وخفض الصوت.
المناقشـة:
معـاني الكلمـات:
معناىا الكلمة
اضع. ٍ :اؽبوف ِ َّ : َى ْونًا
الوقَار -فُالف َيبشي َى ْونًا -أي يبش ِي َبوقَار وتَػ َو ُ السكينَة و َ َْ
ب فُالنًا َ -و َّجوَ إليو َكالماً. اط ِ ِ خاطبهم
ابَ .خاطَ َ ب ،خطَ ٌ بُ ،ىبَ ُ َ :خاطً َ
اى ٌػل -اسم فاعػل من -ج ِهػلَْ .هب َهل واؼبصدر َج ْه ٌل .ولو معنياف : :صبع مفػرده ج ِ الجاىلون
َ ٌ
ِ 1-ض ُّد العِْلم .تقوؿ -فالف َْهب َهل كذا أي ال يػَ ْع ِرفُو.
أساءَ إِليو واؼبراد ٍ ِ
2-ضد اغب ْلم .تقػوؿ – َج ِه َل فال ٌف َعلَى فُالف أي تَ َسافَوَ عليو و َ
اؼبعىن الثاين. يف اآلَية َ
الس َف ِو.
ب ُم َقابِ َل َّني وبأ ََد ٍ وهنم بو ب ِرفْ ٍق ولِ ٍ
:يقولوف للجهاؿ كالما يَ ْدفَػعُ ً قالوا سالًَما
ات يفعل الشيءَ :فَػ َعلَوُ لَيالً .وبات يف مكاف كذا :قضى فيو الليل .واؼبراد اؼبعىن :بَ َ يَبِيتُون
األوؿ.
:مفرده ساجد ،ومثلو ُرَّك ٌع صبع راكعَّ .نوـ صبع نائِم. ُس ِّجداً
:صبع قَائِم -مثل ِصيَاـ :صبع صائم. وقِياما
ؼ الشيء :رَّده من وج ِ
هو وأَبْػ َع َده عنو. ص ِر ُ ٍ ِ ص ِرف ِ
َْ َ َ صَر َ ؼَ . ؼ يَ ْ صَر َ
:ف ْع ُل ُد َعاء من َ - اْ
:الغََراـ اؼبالزـ الدائم. غَ َر ًاما
ِ ِ َّ ِ ِ ت
اء ْ
س) .يقاؿَ :ساءَ ما فعلت( .ساء ضده َ :ساءَ :ف ْع ٌل يُ ْستَػ ْع َم ُل إلنْ َشاء الذ ّْـ كػ(بْئ َ َس َ
َح ُس َن).
استقر.
اؼبستقر :اؼبنزؿ ،وىو اسم مكاف منَّ :
ّ : مستقرا
ِّ
الس َكن واإلقامة.
:أقاـ يف اؼبكاف :سكن فيو .اؼبقاـَ :ؿبَ ُّل َّ وم َقاما
ُ
وصَرفَوُ.
اؼباؿ :بَ َذلَو َ
:أنفق َ أَنْـ َف ُقوا
اعػوُ فيما ال
َض َؼ يف إِنفاؽ اؼباؿ :بَ َّذ َره وأ َ َسَر َ
:أ ْ يُ ْس ِرفُوا
فائد َة فيو .مصدره إِ ْسَر ٌ
اؼ
:قِّ َرت -يػُ ٍّقػرت – تَػ ْقتِريا ،و قً َرت – يَػ ْقرت – قَػ ْرتاً – يَقتروا
َوقُػتُورا ،وأقْرت -يػُ ْقرت -إِقْػتَارا دبعىن واحد .وىو البُ ْخ ُل
والتضيِيق يف النَّػ َف َق ِة.
َ :ع ْدال َ .و َسطا. واما
قَ ً
:األثاـَ :جَزاءُ اآلَمثِ ،عقابو. أَثاما
الع َػد ِد ِمثْػلُو – ضعف الواحػد ِ ِ ف
اع ْ
ف الشيء أو َ :ض ْع ُ ضَ يُ َ
( -اثناف) ضػعػف الػعشرة (عشروف) صبعػو أضعػاؼ -
ف الشيءَ :ج َعلَو أضعافاً. ػاع َ
وض ََ
(أىا َف -يُِه ُ
ني) .واؼبعىنُْ :ؿبتَػ َقرا :اسم مفعوؿ من َ ُم َهانًا
ذليالً.
السيّْئَة.
َ :ر َج َع إىل اللّو تعاىل وتَػَرَؾ ىذه األعماؿ َّ ـاب
تَ َ
آخَرَ :ج َعلَوُ َم َكانَوُ.
َّؿ الشيء َشْيئاً َ :بَد َ يُـبَدِّل
فاعلُو،:مفرده سيّْئَة -وىي :العمل الذي ي َذ ُّـ ِ السيِّئات
ُ َ َ
وضد السيئة اغبَ َسنَة.
صوحاً صادقةً. ميمي من تاب أي تَػ ْوبَة نَ ُ :مصدر ّ َمتَابَا
:الكذب والبُػ ْهتاف. الزور
ُّ
:الباطل الساقط من القوؿ أو الفعل. اللَّغْو
أنفسهم باَبْتِعادىم عن اللغو ،وىو ِ
:أي يُ ْكرموف َ كِراماً
صبع ٍ
كرًن.
ص ِّما وعُ ْميَانًا : ِ
ص َّم آذا ُهنم ومل تَػ ْع َم أبصارىم عند :أي مل تَ َ لم يَخ ُّروا عليها ُ
التذكري بآيات اللّو بل َىبُّروف ُس َّجداً وبُ ِكيِّا. َ َظبَاعهم
َص ّم وىػو من ال يسمػع ،و عُ ْميَاف ص ّم صبع أ َ وكلمػة ُ
أع َمى وىػو من ال يبصر. صبع ْ
أع ِطنَا ،اِْمنَ ْحنَا.
ب أي َمنَ َح وأعطى .ىب لناْ : ْ :أمٌر من َوَى َ ب َى ْ
الرضا وما يَ ُسُّر الناظرين. صوؿ ّْ ُ :ح ُ قُـ َّرة أَ ْع ُ
ين
ِ
ضلُها.َّر َجةُ الرفيعة وىي أ َْعلَى َمنَا ِزِؿ اعبنة وأَفْ َ :الد َ الغُ ْرفة
:مصدر َح َّى ُ -وبَ ّْي أي َسلَّم -يُ َسلّْ ُم. تَ ِحيَّة
بءُ :الثّْػ ْقل. ِ ما يَـ ْعبَأ
:ما يػُبَايل – والع ْ
ِ ِ
وع.
الوقُ ِ
ت ُ :ال ِزماُ ،مالزما جدِّا ،ثَابِ َ زاما
ل ً
ا ِإلعـراب:
تأمل يف اآليات الكريبة ما يأيت:
بات
صب اػبَب كبو :ؿبمد قائم َ - َخ َوات (كاف) .ترفع اؼببتدأ وتَػْن ُ ات -يَبِيت .من أ َ 1-يَبيتُون بَ َ
ؿبم ٌد قائماً.
2-مستقرا ومقاما.
(استَػ َقَّر ،يَ ْستَ ِقُّر
اؼبستَػ َقّر -اسم مكاف من ْ ْ
يم ِ
اؼبُقاـ -اسم مكاف من (أقَ َاـ ،يُق ُ
ِ ِ
يكػوف اسم اؼبكاف من الفعل غ ِري الثُّالث ّْي آّرد َعلَى َوْزف ْ
اس ِم اؼبفعوؿ كبوُْ :ؾبتَ َمعُ ،م ْستَ ْش ًفىُ ،م ْستَػ َقّّر ،
ُم َقاـ.
وم ْفعِل
(م ْف َعلَ ،
ويكوف من الفعل الثالثي آّرد على وزفَ :
ِ ِ
(م ْل َعبَ ،مكْتَبَ ،م ْس َكن (م ْسجدَ ،مْن ِزؿَْ ،ؾبلس)َ .
كبوَ :
3-ومن يفعل ذلك يلق أثاما.
شرط هبزـ فعلني .األوؿ فعل الشَّرط والثاين جوابو. من :اسم ٍ
َْ
يَػ ْف َع ْل :فعل الشرط.
الم ِو ألنو (معتل ِ
الالـ) وأصلو يَػ ْل َقى. يػ ْلق :جواب الشرط ؾبزوـ حبذؼ ِ
ٌ
ّ ُ ََ
قولو تعاىل :ومن تاب وعمل صالحا فِإنَّو يتوب إِلى اهلل َمتابا.
َم ْن :شرطية ،تاب فعػل الشرط ،فِإنػو يتوب اعبواب وىو صبلة اظبية ولذلك اقرتف بالفاء.
أولئك يجزون الغرفة بما صبروا
أولئك مبتػدأ ،وصبلة هبزوف الغرفػة خَب اؼببتدأ .و"ما" يف بما صبروا مصدرية أي بصَبىم.
مستقرىم فيها.
ُ ت مستقراً مستقرا سبييز نسبة ،وىو ّ
ؿبوؿ عن الفاعل أي َح ُس َن سنَ ْ
َح ُ
لوال حرؼ امتناع لوجود .دعاؤكم مبتدأ خَبه ؿبذوؼ تقديره :لوال دعاؤكم كائِ ٌن أو موجود.
لزاما خَب "يكوف " منصوب واظبها ؿبذوؼ تقديره :فسوؼ يكوف جزاء التكذيب لزاما.
التفسير:
الر ْح َم ِن الذين يمشون على األرض ىونا اد َّ ِ
اآليات .ىذه صفات عباد اللّو قوؿ اللّو تعػاىل :وعبَ ُ
استِكْبا ٍر وليس اؼبراد أهنم يبشػوف
ووقار من غري ْ
اؼبؤمنني الذين يمشون على األرض ىونا أي ِ ٍ
بسكينَة َ
َ
ِ بض ْع ٍ
آدـ عليو الصالة والسالـ إذا مشى كأمبا تُطْ َوى لو صنُّعػاً وِرياء فقد كاف َسيّْ ُد َولَد َكاؼبرضى تَ َ
َ ف َ
األرض .وىذه الصفة األوىل ؽبم.
قولو تعاىل :وإذا خاطبهم الجاىلون قالوا سالما أي إذا َس ِفوَ عليهم اعبُ َّهاؿ بالقوؿ السيئ مل
ص َف ُحوف ويقولوف خريا .وىذه الصفة الثانية. يقابلوىم عليو دبثلو بل يَػ ْع ُفوف ويَ ْ
ضوف الليل ساجدين وقائمني يف طاعتو قولو تعاىل :والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما أي :يَػ ْق ُ
وعبادتو ويف آية أخرى قاؿ اللّو تعاىل :كانوا قليالً من الليل ما يَـ ْه َجعُون وباألسحار ىم يستغفرون
(17-18من الذاريات) .وىذه ىي الصفة الثالثة.
قولػو تعاىل :والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إِن عذابها كان غراما إف عباد الرضبن
أىل دعاء ،والدعاء ىو العبادة ،فهم يدعوف اهلل رَّّٔم أف يباعد بينهم وبني عذاب النار ألنو يالزـ أصحاب
ينفك عنهم .وجهنم أسوأ مكاف يستقر فيو ويقاـ فيو ،وىذه ىي الصفة الرابعة.
النار وال ُّ
قولو تعاىل :والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما .أي إهنم ليسوا ِّمبَ ّْذرين
ص ِرفػوف فوؽ اغبػاجػة وال ُخبَالءَ مقصرين بل ىم معتدلوف يف اإلنفاؽ .وىذه صفتهم اػبامسة.
يَ ْ
قولػو تعػاىل :والذين ال يدعون مع اهلل إلها آخر وال يقتلون النفس التي حرم اللّو إال بالحق وال
يزنون أي إهنم ال يُش ِركوف بعبادة اللّو إلػها آخر .ويبتعػدوف كذلك عن قتل النفس بغػري اغبق .أما
حق .كذلػك يبتعػدوف كل ورج ِّم الزاين الثَّػيّْ ِ
ب وقَػْت ُل اؼبرتد َحدِّا فهذا قتل حبق .وما عداه فهو بغري ٍّ ِ
القصاص ْ
فاحشة الزىن وسائِر الفواحش ،وىذه صفتهم السادسة. البُػ ْعد عن َ
قولو تعاىل :ومن يفعل ذلك يلق أثاما أي أف من أشرؾ باللّو يف عبادتػو أو قتل نفسا بغري حق أو
العذاب ويبقى فيو ُم َهانا َذلِيال َح ِقريا وذلك قولو تعاىل :
ُ ف لو
اع ُ
فيض َ
زىن فَ َسيَلقى عذابا شديدا ونَكاالَ ،
يوم القيامة ويَ ْخل ْد فيو مهانا
العذاب َ
ُ ف لو
اع ُ
ضَ يُ َ
قولو تعاىل :إال من تاب وآمن وعمل عمال صالحا فأولئك يبدل اللّو سيئاتهم حسنات وكان اللّو
غفورا رحيما ْ
استَثْػ َىن اللّو تعاىل من ىذا العذاب التائبني فإف التوبةَ سبحو ما قبلَها من ذُنُوب ،والتوبةُ ىنا
ب بل ُّ
البد من بػُْرىاف عليها وىو الع َم ِل الصاحل .فليست التوبة كالما يقولو اإلنساف فَ َح ْس ُمقرونةٌ باإليباف و َ
الع ْزـ على أف ال يعود للذنب اإليباف واألعماؿ الصاغبة اؼبقرونة با ِإلقْالَع عن َّ
الذنْب والن ََّدـ على ما فات و َ
أبداًَ ،ورّد اؼبظامل إىل أىلها .وما ذكر فهو شروط التوبة النصوح .فمن تاب فإف اللّو يػُغَّْري السيئات اليت
اقرتفَها إىل حسنات وكاف اللّو غفورا رحيما يغفر لعباده اؼبستغفرين ويرضبهم.
َ
قولو تعاىل :ومن تاب وعمل صالحا فإنو يتوب إلى اللّو متابا أي من تاب وعمل صاغبا فإف اهلل
ب إىل اللّو توبةً نصوحاً. يقبل توبتَو ويعفو عنو ،أو من أراد أف يتوب إىل اللّو ويعمل صاغبا فَػ ْليَتُ ْ
قولػو تعاىل :والذين ال يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما قيل الزور ىوِ :
الش ْرؾ وعبادة ً ّ ّ
األصناـ ،وقيل ال َك ِذب و ِ
الف ْسق واللَّ ْغو والباطل ،وقيل ىو :اللغو والغِناء ،وقيل اؼبراد َ :ش َهادة الزور وىو
ال َك ِػذب اؼب َتع َّمد كػما جاء اغبػديث الصحيح" :أال أنبئكم بأكػَب الكبائر"؟ ثالثػا ،قلنا :بلى يا رسوؿ اللّو
ِ ُ
قاؿ" :الشرؾ باللّو وعُ ُقوؽ الوالدين " وكاف ُمتَّكئا فجلس فقاؿ" :أال وقوؿ الزور أال وشهادة الزور" فمازاؿ
يُ َكّْررىا حّت قلنا :لَْيتَو سكت .أخرجو الشيخاف عن أيب بكر رضي اللّو عنو مرفوعاً .فعباد الرضبن ال
يشهدوف الزور وىذه صفتهم السابعة.
قولػو تعاىل :والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا أي أهنم إذا ذكروا باللّو
ص ُّم آذاهنم ِ ِ
وآياتو َخُّروا ُس َّج ًدا وبُكيِّا ألهنم يعقلوهنا ويفقهوف معانيَها ،فليسوا يف ذلك مثل الكفار الذين تَ َ
وتَػ ْع َمى أبصارىم عن آيات اللّو فيُػ َولُّوف مستكػَبين كأف مل يسمعػوىا .وىذه صفتهم الثامنة.
قولو تعاىل :والذين يقولون ربنا ىب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }أي
فتقر ّٔم أعينهم يف
أهنم يسألوف اللّو تعاىل أف يرزقهم الذريَّة الصاغبة اليت تعبده وتوحده وال تشرؾ بو شيئاُّ ،
تقر ٍ
صاغبات وذريةً صاغبةً ُّ ٍ
زوجات الػدنيا واآلخرة .فهم ال يريدوف ؾبرد الزوجػات وال ؾبرد الذرية بل يريدوف
ني يف الدنيا واآلخرة .كػما يسألوف اللّو تعاىل أف هبعلهم أَئِ َّمةً يقتدى ّٔم يف اػبري ،وىداة دعاة إىل
األع ُُ
ّٔا ْ
اػبري .وىذه صفتهم التاسعة.
ويلقون فيها تحية وسالما خالدين فيها حسنت قولو تعاىل :وأولئك يجزون الغرفة بما صبروا َّ
مستقرا ومقاما .ؼبا ذكر تعاىل من أوصاؼ عباده اؼبؤمنني ما ذكر من الصفات اعبميلة واألقواؿ واألفعاؿ
اعبليلة قاؿ بعػد ذلك كلو :أولئك اؼبتصفوف ّٔذه الصفات هبزوف اعبنة بسبب صَبىم على ذلك ُويلَقَّوف
فيها التحية وا ِإلكراـ والتوقري واالحرتاـ فلهم السػالـ وعليهم السػالـ .خالػدين فيها أي مقيمني ال ُوبَ َّولُوف
ت منزال.
ومقاما أي حسنت منظرا وطابَ ْ
ت مستقرا ُ
عنها وال يَظْ َعنُوف وال يبوتوفَ .ح ُسنَ ْ
قولو تعاىل :قل ما يعبؤا بكم ربى لوال دعاؤكم أي ال يبايل وال يكرتث بكم ،وما يصنػع بعػذابكم؟
لوال دعاؤه إياكم إىل اإليباف بو وتوحيده وعبادتو على ألسنة رسلو.
قولو تعاىل :فقد كذبتم فسوف يكون لزاما فقد كذبتم بآيايت وكذبتم ُر ُسلي أيها الكافروف فسوؼ
يكوف تكذيبُكم َسبَبا يف لزوـ عذابكم واستمراره .واللّو تعاىل أعلم.
ما ترشد إليو اآليات:
ترشدنا اآليات الكريبات إىل ما يأيت:
أ -صفات عباد اللّو اؼبؤمنني وىي:
1-أهنم يبشوف بسكينة ووقار.
2-أهنم إذا َس ِفػوَ عليهم اعباىلوف مل يقابلوا س َف َه ُهم بِ َس َف ٍو بل ال يقولوف إال خريا.
3-أهنم قليال ما يناموف من الليل بل هبتهدوف يف قياـ الليل.
4-أهنم يتضرعوف بالدعاء إىل اللّو أف ينجيهم من عذاب النار.
يبخلوف.
5-أهنم معتدلوف يف إنفاقهم فال يسرفوف وال َ
6-أهنم ال يشركوف باللّو شيئا يف عبادهتم ،وال يقتلوف نفسا بغري حق وال يقرتبوف من الفواحش.
7-أهنم ال يشهدوف الزور وال هبلسوف ؾبالس اللغو والباطل.
8-أهنم إذا ذكروا بآيات اللّو َوِجلَت قلؤّم وزادهتم إيبانا.
9-أهنم يدعػوف اللّو تعاىل أف يرزقهم الزوجػات الصاغبات والذرية الصاغبة.
10-أهنم يسألوف اللّو أف هبعلهم ُى َداةً ُم ْهتَ ِدين ُدعاةً إىل اػبري.
ب -أف اللّو تعاىل يقبل توبة عباده إذا ىم تابوا إليو ويرضبهم ويغفر ؽبم إف استغفروه.
جػ -أف عباد اللّو اؼبؤمنني جزاؤىم أعلى درجات اعبنة.
د -أف الكافر ال َوْز َف لو عند اللّو تعاىل وأف اإلنساف يقدَّر بإيبانو عند اللّو سبحانو وتعاىل.
المناقشـة:
فريضـة الصـيام
قال اللّو تعالى:
اإلعـراب:
الحظ يف اآليات ما يأيت:
1-يف قولو تعاىل :ولَ َعلَّكم تَـتَّـ ُقو َن ،ولعلهم يرشدون.
مشبَّو بالفعل يػْن ِ
صب َ ب األم ِر احملبوب ،تكوف لإلش َفاؽ يف احملذوِر .وىي حرؼ َ ٌ لَ َع ِّلَ :حرؼ َتر ٍّج وىو طَلَ ِّ
اؼببتدأ َويرفَع اػبَبَػَر.
واظبُها ىنا الضمري اؼبتصل (كم) وخَبُىا صبلة الفعل والفاعل يف (تتقوف
فسك أال يكونوا مؤمنين. اإلشفاؽ ومن شو ِاى ِدىا قولُو تعاىل :لَعلَّ َ ِِ
ك باخ ٌع نَ َ َ وتػأيت دبعىن
الس َح َرَة إن كانوا ىم الغالبين. اب{ لَ َعلَّنَا نَـت ُ
َّبع َّ كػما تأيت دبعىن( َك ْي) للتعليل ومن شواىػدىػا لَ َعـلِّى أبْـلُ ُغ ْ
األسبَ َ
2-يف قولو تعاىل ِ :
فع َّدةٌ من أيام أ َ
ُخ َر.
عدة :مبتدأ خَبه ؿبذوؼ والتقدير فَػ َعلَ ِيو ِع َّدةٌ
3-يف قولو تعاىل :فدية طعام مسكين.
طعاـ بَ َد ٌؿ من فِ ْديٍَة.
ص ْموُ. 4-يف قولو تعاىل :فَ َم ْن َش ِه َد منكم َّ
الش ْه َر فَـلْيَ ُ
يس َّك ُن بعد الواو
ص ْمو :الالـ لألمر .والـ األمر حرؼ جزـ طليب هبزـ اؼبضارع وىو مبِّن على الكسر ُو َ فَػ ْليَ ُ
والفاء ومث.
التفسـير:
ِ ِ
ام.
الصيَ ُكم ِّ ب َعلَْي ُ آمنوا كت َ قولو تعاىل :أيها الَّذين َ
ين ِم ْن قَـ ْبلِ ًك ْم َّ ِ
تب َعلَى الذ َ
الص ْوَـ فريضة عليهم َ .ك ًما ُك َ
خطاب من اهلل تعاىل ِ
لعبادهِ اؼبؤمنني بِأَ َف َّ ٌ
ْمة منو وىو أنو السبيل إىل تَػ ْقوى ض الصوـ واغبِك ٍ ِ
السابقة .لَ َعلّ ُك ْم تًـتَّـ ُقو َن بياف لعلة فَػ ْر ِ وىم أىل ِ
اؼبلل
ِ ِ ِ
الصَب على
يضا للنفوس وتعويدىا َك ْسَر الشهوات و َ اؼبباحة ْامتثاالً أل َْمره ،وتَػ ْرِو ً
ِّه َوات َ عز وج ّػل بِ ْرتؾ الش َ
اللّو ّ
فرض الصوـ يف السنة الثانية للهجرة. اجتناب اؼبعاصي .وقد كاف ُ الطاعات و َ
ٍ ٍ قولو تعاىل :أياماً م ْع ُد َ ٍ
ضا َف ،زبفيفا ورضبة -ؽبذه ودات أياما معينة بِ َع َدد معلوـ وىي ُ
أياـ شه ِر َرَم َ َ
األمة.
قولو تعاىل :فَمن كان ِم ْن ُكم م ِريضاً أو َعلَى س َف ٍر من كاف مريضاً أو مسافراً س َفر ٍ
إباحة فأَفْطََر ََ َ َ َْ
ضيَا أياماً بعدد اليت أفطرىا تَػْي ِسرياً منو تعاىل ورضبة فعدةٌ من أيام أخر َشرع سبحانو ؽبما أف يػ ْف ِطرا ويػ ْق ِ
ُ َ َ ََ
بعباده اؼبؤمنني.
طعام مسكي ٍن. ِ ِ
قولو تعاىل :وعلى الذين يُطي ُقونَوُ ف ْديَةٌ ُ
أخرج البخاري ومسلم من حديث سلمة بن األكوع قاؿ :ؼبا نزلت ىذه اآلية وعلى الذين يطيقونو
فدية طعام مسكين كاف من شاء صاـ ومن شاء أفطر ويَػ ْفتَ ِدي ،حّت نزلت ىذه اآلية بعدىا فنسختها
شق عليهم،
ض الصػوـ ألنو ّصوِّ عند ابتداء فَػ ْر ِ
ص ْمو .فهذه اآلية كانت ُر ْخ َ هر فَـلْيَ ُ
الش َفَ َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُكم َّ
فكاف من أطعم كل يوـ مسكيناً ترؾ الصوـ وىو يُ ِطي ُقو مث نُ ِس َخ ذلك.
ع َخ ْيراً فهو َخ ْيـ ٌر لَوُ .من زاد يف ا ِإلطعاـ وأطعم أكثر من مسكني فهو خري لو قولو تعاىل :فَ َم ْن تَطََّو َ
خير لكم إن كنتم تعلمون .أي أف الصياـ وموا ٌصُ مث بني سبحانو أف الصياـ خري من ىذا كلو وأ ْن تَ ُ
خري لكم وأفضل من ا ِإلفطار مع ِ
الف ْديَة.
َّاس وبـيِّنات ِمن ال ُْه َدى وال ُفر ِ ِ قولو تعاىل َ :ش ْهر رم َ ِ ِ ِ ِ
قان بَيا ٌف ْ َ ضا َن الَّذي أن ْز َل فيو الْ ُق ْرآ ُن َى ًدى للن ِ َ َ ُ ََ
القرآف العظي ِم الذي أكرـ اللّو بو ىذه األمةَ وجعلو ىدايةً ونوراً نزوؿ ٍ لفضل شه ِر رمضا َف الذي بدأ فيو ُ
ِ
الباطل وسبيالً إىل السعادة يف الدنيا واآلخرة. وفرقاناً بني اغبق و ِ
غري مساف ٍر مكلَّفاً قادراً فقد
ص ْموُ من حضر ىذا الشهر وكاف مقيماً َ فَ َم ْن َش ِه َد ِم ْن ُك ُم َّ
الش ْه َر فَـلْيَ ُ
الصوـ.
ُ وجب عليو
ُخر زبفيفاً منو تعاىل عن اؼبريض واؼبسافر س َفر ٍ ِ ِ
إباحة ََ وم ْن َكا َن َم ِريضاً أو َعلَى َس َف ٍر فَع َدةٌ من أيام أ َ َ َ
قضيا أياما أخرى مكا َف األياـ اليت أفطرىا بعددىا. أف يػ ْف ِطرا على أف ي ِ
َ ُ َ
قولو تعاىل :يُ ِري ُد اللَّوُ بِ ُك ُم الْيُ ْس َر وال يُ ِري ُد بِ ُك ُم الْعُ ْس َر .أي فيما فرض عليكم من صياـ األياـ
اليسر ،وال يريد ِ
اؼبعػدودات ،والتخفيف عن اؼبػريض واؼبسافر يريد بكم يف ىذا التخفيف والرضبةَ والسهولةَ و َ
ت.العنَ َ بكػم َّ
اؼبشقةَ و َ
الع َّدةَ وعدد أياـ الشهر كما ورد يف اغبديث الصحيح " :صوموا لرؤيتو وأَفْ ِطروا قولػو تعاىل :ولِتُ ْك ِملُوا ِ
َ
لرؤيتو فإف غم عليكم فاقدروا لو".
ْ
العيد إىل أف يصلي ا ِإلماـ صال َة ِ
العيد .ولَ َعلَّ ُكم ولت َّكبروا اهلل على ما ىداكم .وىذا التكبري ليلةَ ِ
َ ُ
تَ ْش ُك ُرو َن ىذه النعمةَ و َ
التيسري.
ما ترشد إليو اآلَيات:
ترشدنا ىذه اآليات إىل ما يأيت:
رض وسيلةً إىل تَػ ْقوى اللّو تعاىل وتربيةً للنفس على الطاعة.1-أف الصياـ فُ َ
ض على ىذه األمة ،كػما أنو كاف مفروضاً على األمم السابقة. 2-أف الصوـ فُ ِر َ
3-يف اآليات دليل على إبػاحػة الفطر للمريض واؼبسافر سفر ٍ
طاعة و إِباحة وعليهما قضاءُ األياـ اليت َ
أفطراىا.
ص ْمو دليل على وجوب صوـ رمضاف على كل مسلم 4-يف قولػو تعاىل :فَ ًم ْن َش ِهد منكم َّ
الش ْه َر فَـلْيَ ُ
مكلَّف قادر مقيم.
5-ظباحػةُ التشري ِع ويسره ؽبذه األمة عن األمم السابقة كػما جاء يف اغبػديث عنو صلى اهلل عليو و سلم
"إف ىذا الدين يُ ْسٌر ولن يشاد الدين أح ٌد إالّ غلبو " .رواه البخاري.
عيد الفطر إىل أف يصلّْي ا ِإلماـ صالةَ ِ
العيد روي ذلك عن عبد اللّو بن عباس 6-اِستِحباب التكبري ليلةَ ِ
ُ َ ْ َْ ُ
وابن مسعود رضي اللّو عنهم أهنما كانا يفعالف ذلك.
المناقشـة:
معناىا الكلمة
استَصغََر شأْنَو. ٍ ِ ِ يسخر
احتَػ َقَرهُ و ْ
سخًر فال ٌف من فُالف ْ َ
الر ِ
جاء ويكوف دبعىن ا ِإلشفاؽ وىو ىنافِ ْعػل ًج ِامد ال مضارع لو وال أمر ،ويكوف دبعىن َّ سى
َع َ
باؼبعىن الثاين.
مز فالف فالنا َعابَوُ وقاؿ فيو ُسوءاً. لَ َ تَـ ْل ِمزوا
تَػتَنابَػ ُزوا -تَػنَابَػَز يَػتَػنَابَػ ُز -تَػنَابػٌُز -تنابز القوـ دعا بعضهم بَػ ْعضاً باسم أو لقب يكرىو- تَنابَزوا
عابو – يَػْنبُِزه :يعيبو. نَـبَـ َزه
إلنشاء َّ ِ بِئس :فعل س االسم ِ
الذ ّْـ .واالسم ىنا اؼبقصود بو الصفة اليت يتصفوف ّٔا. ب ْئ َ
فس ُق ،أي خرج عن طاعة اللّو.
مصدر من فَ َس َق يَ ُ
ٌ ال ُفسوق
تاب يتوب َر َج َع إىل ربو وأقلع عن ذنبو. يَـتُب
صبع الظامل وىو اسم فاعل من ظلم إذا تَعدَّى حدود اللّو وذباوز أو ِامر اللّو ونَو ِاىيَو. الظالمون
ب الش ْيءَ :ابتعد عنو.
اتركوا -اجتَػنَ َ اجتَنِبوا
َّخ ُّوف يف غري َؿبَلّْو.
القوؿ بدوف علم والتُّهمة والت َ الظن
ّ
ذنبَ ،و َخ ِطْيئَةٌ. إثْـم
التجسس يطلق غالباً يف
سراً و ُّ
ذبسس :تتبػع أحػواؿ الناس وحبث عن عوراهتم ّ تَػتَ َج َّس ُسػواَّ : سوا
سُتَ َج َّ
س يكوف يف اػبري غالباً. َّح ُّس ُ
الشر ومنو اعباسوس والت َ
اغتاب يغتاب :ذكر أخاه دبا يكره. وال يغتب
شعوبا وقبائل شعػوبا صبع َش ْعب والشعب ىو اعبمع من الناس من جنس واحد .وىو أعم من القبيلة
:والقبيلة واحدة من قبائل الشعب.
ا ِإلعـراب:
ِ
الحظ يف ىذه اآليات الكريبات ما يلي:
يسخر ؾبزوـ بال النػاىية :ومثلو وال ْ قوم ال الناىية وىي ذبزـ اؼبضارع ،فالفعل
يسخر ٌ
ْ 1 -وال
ب بعضكم بعضا تجسسوا ،وال يَـ ْغتَ ْ
تلمـزوا أنفسكم ،وال تنابزوا باأللقاب ،وال َّ
2-ومن لم يتب فأولئك ىم الظالمون ىو َمن شرطية وصبلة أولئك ىم الظاؼبوف صبلة اعبواب.
واقرتنت بالفاء ألهنا اظبية.
3-األفعاؿ :تَنابزوا تَجسسوا ،تَعارفوا أصلها :تَػتَنابزوا ،تَػتَجسسوا ،تَػتَعارفوا .فالفعل إِذا كاف
اع َل َوتَػ َف َّعل وكاف مضارعو مبدوءًا بالتاء جاز حذؼ إحدى التاءَيْن منو زبفيفاً.
من بايب تَػ َف َ
جعلْناكم شعوباً :الفعل َج َعل من األفعاؿ اليت تنصب مفعولني فالكاؼ اؼبفعوؿ األوؿ وشعوباً
{ َ 4-و َ
اؼبفعوؿ الثاين.
التفسـير:
يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم وال نِساءٌ من ْ قوؿ اللّو تعاىل :يأيها الذين آمنوا ال
منهن .ينهى اللّو تعاىل اؼبؤمنني عن السخرية من الناس واالستهزاء ّٔم
كن َخيراً َّ ساء عسى أن يَ َّ نِ ٍ
وخص أحب إِليو من الساخر منو ِ
احملتق ِر لو. أعظم قدرا عند اللّو تعاىل و َّ ِ
َّ واحتقارىم فإنو قد يكوف احملت َق ُر َ
النساء مع أهنن داخالت يف هني القوـ ألهنن يشيع بينهن ىذا األمر أكثر من الرجاؿ.
اللماز ِمن الناس َم ْذموـ كػما قاؿ قولو تعاىل :وال تَـل ِْم ُزوا أنفسكم أي ال تذكروا عيوب الناس ّْ
فاؽبماز َّ
مزةٍ. ٍ ِ
تعاىل َ :ويْل ل ُك ِّل ُى َم َزة لُ َ
الشخص
َ وقػولػو تعاىل :وال تنابزوا باأللقاب :أي ال ينادي بعضكم بعضا باأللقاب اليت يسوء
َظبَاعُها .روي أهنا نزلت يف بِّن َسلَ َمة.
ب ِ ِ ِِ
قَدـ النيب صلى اهلل عليو وسلم وليس فيهم رجل إالّ ولو اظباف أو ثالثة فإذا ُدع َي بأحدىا غض َ
فنزلت اآلية.
اإليمان .أي ىذه الصفة وىي الفسوؽ واػبروج بعد ا ِإليبافِ سو ُق بَـ ْعد ِ
االسم ال ُف ُ
ُ سوقولػو تعاىل :وب ْئ َ
صفة ألهنا من عادات اعباىلية. أسوأ ِ
قولو تعاىل :ومن لم يتب فأولئك ىم الظالمون .أي ومن مل يتب من ىذه الذنوب وضل على
عصيانو فقد ظلم نفسو ظلماً كبرياً وظلم غريه فسيحاسب على ظلمو ويقتص منو.
الظن إثم .ينهى سبحانو عباده
إن بعض ِّوقولو تعاىل :يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن َّ
اؼبؤمنني عن كثري من الظن وىو التهمة والتَ َخ ّو ُف للناس يف غري ؿبلو ألف بعض ذلك يكوف إشباً خالصاً وذنبا
عظيما.
قولو تعاىل :وال تجسسوا أي ال يتتبع أحدكم عورات اآلخرين وال يبحث عن عيؤّم.
قولو تعاىل :وال يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيو ميتا فكرىتموه }.ينهى اهلل
تعاىل عن الغيبة وقد فسرىا النيب صلى اهلل عليو وسلم عندما سئل" :ما الغيبة"؟ قاؿ صلى اهلل عليو وسلم
" :ذكرؾ أخاؾ دبا يكره" .قيل أفرأيت إف كاف يف أخي ما أقوؿ؟ قاؿ صلى اهلل عليو وسلم" :إف كاف
،والغِيبة ؿبرمة باإلصباع وال يستثىن من ذلك إال ما فيو ما تقوؿ فقد اغتبتو ،وإف مل يكن فقد ّٔتو
رجعت مصلحتو كاعبرح والتعديل والنصيحة .وقد ورد فيها الزجر الشديد وؽبذا شبهها تبارؾ وتعاىل بأكل
اللحم من األخ اؼبيت كما قاؿ تعاىل :أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيو ميتا فكرىتموه أي كما
تكرىوف ىذا الفعل بطبعكم فاكرىوا ذلك احملرـ شرعا.
قولو تعاىل :واتقوا اهلل إن اهلل تواب رحيم أي اخشوا اهلل ربكم وراقبوه فيما أمركم بو وهناكم عنو إف
اهلل تواب على من تاب إليو رحيم دبن رجع إليو واعتمد عليو والتوبة من الغيبة اإلقالع عنها والعزـ على
عدـ العودة إليها ،والندـ على الوقوع فيها ،مع االستغفار ؼبن وقعت فيو الغيبة ،واهلل تعاىل أعلم.
قولو تعاىل :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير .ىبَب اهلل تعاىل الناس صبيعا بأنو خلقهم من نفس واحدة وجعل منها
زوجها ونبا :آدـ وحواء .وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ،فالناس صبيعا بالنسبة الطينية إىل آدـ وحواء سواء
وإمبا التفاضل يكوف بالتقوى .وىي طاعة اهلل تعاىل و اتباع الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم فال ينبغي أف
يسخر أحد من أحد أو يلمزه أو ينابزه أو يظن بو غري اػبري أو يغتابو فأنو أخوه .واؼبؤمنوف إخوة ،فأفضلهم
عند اهلل منزلة أتقاىم .إف اهلل عليم بكم خبري بأعمالكم وسيجازيكم عليها.
ما ترشد إليو اآليات:
ترشدنا ىذه اآليات الكريبة إىل ما يلي:
1-النهي عن السخرية واالستهزاء بالناس واحتقارىم.
2-النهي عن اللمز واإلفساد بالقوؿ السيء.
3-النهي عن التنابز باأللقاب وااللتزاـ باإليباف وعدـ اػبروج على طاعة اهلل.
4-النهي عن الظن السيء بالناس ألنو إمث عظيم.
5-النهي عن التجسس.
6-النهي عن الغيبة وتشديد الزجر عليها فقد شبهت بأكل غبم األخ ميتاً.
7-األمر بتقوى اهلل عز وجل وسباـ طاعتو.
أب واحد وأـ واحدة وال فضل ألحد على8-بياف أف منشأ الناس صبيعا واحد وأهنم ـبلقوف من ٍ
أحد إال بتقوى اهلل عز وجل.
المناقشـة:
معناىا الكلمة
كل ما عبد. اإللو
وصف على وزف فعالف معناه كثري الرضبة وىو خاص باهلل تعاىل. الرحمن
وصف على وزف فعيل معناه كثري الرضبة. الرحيم
السفينة (ويطلق على اؼبفرد واعبمع ويذكر ويؤنث الفلك
ث واؼبصدر بث.
ث يَػبُ ُّ
نَ َشَر وفَػَّر َؽ .بَ َّ ثبَ َّ
كل حيواف يف األرض وصبعها :دواب.
ُ ال َدابَّةُ
وتصريف الرياح توجيهها وتدبري أمرىا ،والرياح صبع ريح وىو اؽبواء إذا ربرؾ.
الغيم وصبعو سحب ،والقطعة منو سحابة. والسحاب
اؼبذلل ،اؼبقهور. المسخر
صبع ند دبعىن مثل. أنداد
رجعة ،وعودة ،مرة أخرى. كرة
صبع سبب وىو الصلة والعالقة. األسباب
صبع حسرة وىي شدة اغبزف. حسرات
اإلعراب:
تأمل ما يلي:
1-ال إلو إال ىو :ال نافية للجنس وإلو اظبها و إال أداة استثناء "ىو" بدؿ من ؿبل ال النافية
للجنس واظبها.
2-إن في خلق السماوات واألرض…………آليات لقوم يعقلون الالـ اؼبزحلقة دخلت على
اسم إف اؼبتأخر عن خَبىا الذي ىو شبو صبلة (يف خلق السموات) ،آيات اسم إف منصوب بالكسرة ألنو
صبع باأللف والتاء.
3-بما ينفع الناس :ما ىنا إما مصدرية وإما موصولة.
4-ومن الناس من يتخذ ………… ىذه من التبعيضية.
5-كحب اهلل :مصدر مضاؼ إىل اؼبفعوؿ والفاعل ؿبذوؼ أي اؼبؤمنني.
6-والذين َءامنوا أشد حبا هلل حبا سبييز النسبة منصوب ّ
ؿبوؿ عن الفاعل.
7-وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم لو ىنا للتمِّن والفاء فاء السببية والفعل منصوب
بأف مضمرة وجوبا.
8-كذلك يريهم اهلل أعمالهم حسرات عليهم.
يُري إما أف تكوف بصرية فتكوف حسرات حاالً .وإما أف تكوف قلبية فتكوف حسرات اؼبفعوؿ الثالث.
9-وما ىم بخارجين من النار.
ما اغبجازية العاملة عمل ليس ،و زيدت الباء يف خَبىا.
التفسير:
قولو تعاىل :وإلهكم إلو واحد ال إلو إال ىو الرحمن الرحيم.
ىبَب اهلل تعاىل عن تفرده باأللوىية وأنو ال شريك لو وال عديل .بل ىو اهلل الواحد األحد الفرد الصمد
الذي وسعت رضبتو كل شيء يف الدنيا وخص ّٔا يف اآلخرة اؼبؤمنني بو .وقد جاء يف اغبديث عن رسوؿ
اهلل صلى اهلل عليو وسلم " :اسم اهلل األعظم يف ىاتني اآليتني وإلهكم إلو واحد ال إلو إال ىو الرحمن الرحيم
الم .اهلل ال إلو إال ىو الحي القيوم " أخرجو أضبد وأبو داود والرتمذي وصححو.
اآلية .ؼبا بني سبحانو تعاىل أمر التوحيد وأشار إىل قولو تعاىل :إن في خلق السماوات واألرض
أنو أوؿ ما هبب بيانو ووبرـ كتمانو يف اآليات السابقة عقب ذلك بالدليل الداؿ عليو ،وىو ىذه األمور
اليت ىي من أعظم صنعة الصانع اغبكيم سبحانو واليت ال يتأتى من اآلؽبة اليت أثبتها اؼبشركوف أف تقدر على
ك يف شيء منها .وىي :خلق السموات واألرض ،وتعاقب الليل والنهار واختالفها ظلمة ونوراً ،وجري ال ُف ْل ِ
َْ ُ
البحر ،وإنزاؿ اؼبطر من السماء وإحياء األرض بو وبث الدواب فيها بسببو وتصريف الرياح ُشاال وجنوباً
وملقحة وعقيما .فإف من فكر فيها بل يف واحدة منها كاف لزاماً عليو التصديق وشرقاً وغربا ورضبة وعذابا ُ
بأف صانعها ىو اهلل سبحانو وتعاىل.
قاؿ اؼبشركوف إف كاف ىكذا فَػ ْليَأْتِنا روي عن أيب الضحى قاؿ :ؼبا نزلت ،وإلهكم إلـو واحد
اآلية .رواه ابن جرير وابن اؼبنذر وابن إن في خلق السموات واألرض بآية ،فأنزؿ اللّو عز وجل َّ :
أيب حامت و البيهقي يف الشعب وغريىم.
قولو تعاىل :ومن الناس من يتخذ من دون اهلل أنداداً يحبونهم كحب اهلل والذين ءامنوا أشد حبا
هلل
وبعد أف ذكر سبحانو وتعاىل الدليل على وحدانيتو ،أخَب أنو مع ىذا الدليل الظاىر اؼبفيد لعظيم
سلطانو وجليل قدرتو وتفرده باػبلق قد وجد يف الناس من يتخذ معو سبحانو نداً يعبده من األصناـ
واألشخاص واؼبالئكة واعبن واألموات من الصاغبني والرؤساء وعلماء السوء يف طاعتهم إياىم يف معصية
اهلل تعاىل مع أف ىؤالء اؼبشركني مل يقتصروا على ؾبرد عبادة األنداد بل أحبوىا حبا عظيما وبالغوا يف ذلك
حّت صار حبهم إياىا متمكنا يف صدورىم كتمكن حب اؼبؤمنني هلل سبحانو وتعاىل.
أي الذنب أعظم؟ قاؿ" :أف ويف الصحيحني عن ابن مسعود رضي اهلل عنو قاؿ :قلت يا رسوؿ اهللُّ :
ذبعل هلل نداً وىو خلقك" اغبديث.
ويف قولو تعاىل :والذين ءامنوا أشد حبا هلل.
أخَب سبحانو وتعاىل أف اؼبؤمنني وببوف اهلل عز وجل حبا ال يعدلُو حب ىؤالء آلؽبتهم مهما بالغوا يف
حبها ،وذلك ألف حب اؼبؤمنني رّٔم خالص ال ىبالطو شيء آخر .أما ىؤالء اؼبشركوف فأهنم إمبا يعبدوهنا
لتقرّٔم إىل اهلل زلفى كما يزعموف.
قولو تعاىل :ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة هلل جميعا وأن اهلل شديد العذاب.
أي :ولػو يرى الػذين ظلموا أنفسهم بشركهم باهلل حني يروف العذاب يف اآلخرة بسبب شركهم أَ ْف ال قوة
ضَرَر اْ ّْزب ِاذىم اآلؽبةَ اليت يعبدوهنا من دوف اللّو .فعلى ِ
آلؽبتهم بل القوة هلل صبيعا وأنو شديد العقاب ،لَ َعلموا َ
ذلك يكوف جواب "لو "ؿبذوفاً.
قولو تعاىل :إِ ْذ تَـبَـ َّرأَ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم األسباب.
حينئذ تتَبأ اآلؽبة اليت عبدت من دوف اهلل من عابديها الذين أشركوىا مع اهلل فتَبأ اؼبالئكة واعبن
والرؤساء والعلماء واألصناـ واألشجار واألحجار والنجوـ والكواكب فبن عبدوىا من دوف اهلل .عند ذلك
يتمىن اؼبشركوف أف يعودوا إىل الدنيا ليتَبءوا من عبادهتم آلؽبتهم ويوحدوف اهلل التوحيد الكامل وىو يف ذلك
كاذبوف ألف اهلل تعاىل يقوؿ فيهم ويف أمثاؽبم ولو ردُّوا لعادوا لما نهوا عنو.
وذلك قولو تعاىل :وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كـما تبرءوا منا.
حسرات عليهم وما ىم بخرجين من النار. ٍ قولو تعاىل :كذلك يريهم اللّو أعمالَهم
ورباجوا يف النار فِإف اللّو يريهم األعماؿ
أي أهنم مثل ما رأوا شركاءىم وكَباءىم وزباصموا فيما بينهم ُّ
تقرّٔم من اعبنة وال زبفف عنهم من العذاب اليت عملوىا يف الدنيا فيتحسروف عندما هبدوهنا َىباء منثوراً ال ّْ
شيئاً بل هبدوف أنفسهم ماكثني يف النار خالدين فيها أبدا و بئس اؼبصري.
ما ترشد إليو اآليات:
1-وجوب توحيد اهلل سبحانو وإفراده بالعبودية.
التفكر يف عظيم خلق اللّو واْتّساع َملَ ُكوتِو تَػ ُف َّكرا سليما يؤدي إىل توحيده سبحانو. 2-أف ُّ
قلؤّم فال ينتفعوف بآيات اهلل الدالة على توحيده تعاىل ِ 3-أف من الناس من ع ِميت ب ِ
ت ُ صائ ُرىم وأ ْغل َق ْ
َ َ ََ
طاعتِ ِو.
ولُزوـ َ
يوـ القيامة على ِشرَكهم حي ُ
ث يػُ َعانُو َف عذاب اهلل الشديد. 4-أف اؼبشركني يَػتَ َح َّس ُروف َ
5-أف اآلؽبة اليت تعبد من دوف اللّو تَبأ إىل اللّو يوـ القيامة من عابديها وتبتعد عنهم ،وتتقطع أحباؿ اؼبودة
والصلة اليت كانت بينهم يف الدنيا.
6-أف اؼبشركني َىبْلُ ُدوف يف النار وال ىبرجوف منها أبدا.
المناقشـة:
المناقشـة:
ا ِإلعـراب:
تأمل يف اآليػات ما يأيت:
ِ
1-وع ْن َدهُ َم َفاتح الغيب عنده َخبَػٌر مقدَّـ َ
وم َفاتح مبتدأ مؤخر.
2-ال يعلمها إال ىو :استثناء مفرغ والضمري فاعل واعبملة مؤكدة ؼبضموف اعبملة األوىل وىي
وعنده مفاتح الغيب
التفسير:
ـح الغَْيب ال يَـ ْعلَ ُمها إالَّ ُى َو.ِ ِ
قػولػو تعػاىل :وع ْنـ َدهُ َم َفـات ُ
البخاري عن عبد اللّو بن عمر رضي اللّو عنهما أف رسوؿ اللّو صلى اهلل عليو وسلم قاؿ" :مفاتح ّ أخرج
اع ِة ويُـنَـ ِّز ُل ألْغَْي َ ِ َّ ِ ِ
األر َحام
ث ويَـ ْعلَم ما في ْ الس َ طبس ال يَػ ْعلَ ُم ُه َّن إال اللَّوُ" مث قرأ :إ َّن اللوَ ع ْن َدهُ عل ُ
ْم َّ الغيب ٌ
يم َخبِير . ِ س بِأ ِّ ِ
إن اللَّوَ َعل ٌ
وت َّ
ض تَ ُم ُ َي ْأر ٍ ب غَداً وما تَ ْد ِري نَـ ْف ٌ س ماذا تَ ْكس ُ وما تَ ْد ِري نَـ ْف ٌ
اآلية ٖٗ من سورة لُْق َما َف.
س ال يعلمها إال اللّو ،ال البخاري أيضاً وغريه عن ابن عمر أف رسوؿ اهلل قاؿِ :
يح الْغَْيب طبَْ ٌ
"م َفات ُ
َ ُ ُّ وأخرج
األرحاـ إال اللّو ،وال يعلم مّت يأيت اؼبطَُر إال اللّو ،وال تَ ْد ِري يض غد إال اللَّو ،وال يعلم ما تَغِ يعلم ما يف ٍ
َ ُ َ ُ
سبوت إال اللَّوُ ،وال يعلم أح ٌد مّت الساعةُ إال اللّو" .فمن ىذا يػُ ْعلَم أف ما يَ ِشيع بني الناس نفس بأي أرض ُ ٌ
ِ ٍ
الح وأَهنم يعلموف شيئا من الغيب إمبا ذلك الص َ يدعوف َّ ني فبن َّوعَّرافني أو َد َّجال َوس َحَرةٍ َ اليوـ من ُك َّهاف َ
ب واْفْ َرتاء على ِدين اللّو تعاىل .ويكفي قوؿ الصادؽ اؼبصدوؽ صلى اهلل عليو وسلم يف حديث أًيب ِ
َكذ ٌ
صدَّقو دبا يقوؿ فقد كفر دبا أنْ ِزَؿ على ؿبمد صلى اهلل عليو وسلم عرافا فَ َىريرة وغريه " :من أَتَى كاىنا أ َْو ّ
" .رواه األربعة واغباكػم وقاؿ صحيح على شرط الشيخني.
ض األر ِ ِ ٍ ٍ قولو تعاىل ويـعلَم ما في البـ ِّر والبحر وما تَس ُق ُ ِ
ط م ْن َوَرقَة إال يَـ ْعلَ ُمها وال َحبَّة في ظُلُمات ْ ْ َ َْ َْ ُ
كتاب ُمبِي ِن ُىبَِْب سبحػانو وتعاىل عن إِحاطة ِع ْل ِم ِو ِجبً ِميع الَموجودات بَػّْريّْها ابس إال في ٍ ْب وال يَ ٍ وال َرط ِ
وحبَريّْها فهو خالقهػا وال ىب َفى عليو منها شيء وال ِمثقاؿ َذ َّرٍة ال يف األرض وال يف السػماء .قاؿ ابن عباس َْ
ك ُم َوَّكل ّٔا يكتب يف قولػو تعاىل :وما تسقط من ورقة إال يعلمها ما من شجرة يف بر وال حبر إال َ
وملَ ٌ
ِ ٍ
األرض أي اغبَبَّة اؼبستورة يف باطن األرض سواء ما يسقط منها قولو تعاىل :وال حبة في ظلمت ْ
بضار .كذلك ت ،خبػري أـ بشر ،بنافع أـ ٍّ ت أـ ال تَػْنبُ ُ شأهنا تَػْنبُ ُ
ض ْعها فإف اللّو يعلم َ وضعها اإلنساف أـ مل يَ َ
كل َرطْب ويابس عنده علمو يف اللَّ ْوح احملفوظ.
قولو تعاىل ِ ُ :
وى َو الَّذي يَـتَـ َوفَّ ُك ْم بِاللَّْي ِل ويَـ ْعلَ ُم ما َج َر ْحتُم بِاْلنـ َ
َّهار.
ظ من النوـ األصغر الذي بعده استِي َقا ٌُ عباده يف َمنَ ِامهم بالليل ،وىذا التػ ََّو ّْيف يقوؿ تعاىل :إنػو يَػتَػ َو َّىف َ
ويعلم ما َج َر ْحتُم بالنهار أي ويعلم ما كسبتم من األعماؿ بالنهار .وىذه صبلة معرتضة دلّت على
إِحاطة ِع ْل ِمو تعاىل خبَْل ِقو يف ليلهم وهنارىم يف حاؿ سكوهنم وحاؿ حركتهم.
وحوأف من ناـ تُػَرُّد إليو ُر ُ الص ْغَرى يف النهار أي َّ قولو تعاىل :ثُ َّم يَـ ْبـ َعثُكم فيو أي ُْوبييكم من اؼب ْوتَِة ُّ
َ
يف النهار بإذف اللّو تعاىل.
األج ُل الذي ق ّدره اللّو عز وجل. ِ ِ
س ِّمى أي ليُ ْستَكْم َل َ َج ٌل ُم َ
ضى أ َ قولو تعاىل :لِيُـ ْق َ
قولو تعاىل :ثُ َّم إِلَْي ِو َم ْرِجعُكم ثم يُـنَبِئُ ُك ْم بما كنتم تَـ ْع َملون.
وجل يف يوـ اغبساب فيُ ْخَِبكم بأعمالكم ُويطْلِعُكم عليها مث ُهبَا ِزيكم ّٔا إ ْف عز ّ أي مث تُػ ْر َجعُوف إىل اللّو ّ
فخري وإِ ْف ِّ
شرا فَ َشّر. َخْيػًرا َ
وعظَ َمتِو وكِ َِْبيَائِِو ادهِ .أي ىو الذي قَػ َهَر َّ اىر فَـو َق ِعب ِ ِ قولو ِ
ضع عباللو َ كل شيء فَ َخ َ تعاىل َ :و ُى َو ال َق ُ ْ َ
كل شيء. ّ
ِ
وح َفػظَةً وبفظوف َع َملَو قولو تعاىل :ويُـ ْرس ُل َعلَْي ُك ْم َح َفظَ ًة .أي من اؼبالئكة وب َفظوف بَ َد َف ا ِإلنسػافَ ،
صونَو عليو بالليل والنهار. ووب ُ
ُْ
الموت تَـ َوفَّـ ْتوُ ُر ُسلُنا وىم ال يُـ َف ِّرطُو َن.
ُ َح َد ُكم قولو تعاىل َ :حتَّى إِذا َ
جاء أ َ
ك اؼب ِ
ػوت. ضر أَحػ ُدكم وحػاف أَجلُو تَػوفَّػْتػو اؼبالئكةُ اؼبػ ِوَّكػلُوف ب َقبض األرواح وى ِم أعػوا ُف ملَ ِ أي حّت إذا ِ
َ ْ َ َ احتُ َ َ ْ
وهنا حيث شاء عز وجل إِف كاف من األبرار ففي ِعلّْيّْني وإف كاف من ينزلُ َ
فرطُوف أَي َْوب َفظوف الروح ُو ّْ وىم ال يُ ّْ
ال ُف َّجار ففي ِس ّْجني ،نعوذ باللّو من ال ُف ُجور وعاقِبَتِو.
قولو تعاىل :ثُ َّم ُر ُّدوا إِلَى اللّو َم ْولَ ُهم َ
الح ِّق.
اى ُدوف ما أي مث يػرُّد صبيع اػبلق إىل اللّو عز وجل فهو اغبق الذي يعرفوف أنو اغبق عند البعث ويش ِ
ُ َ َُ ُ
أنكروا يف الدنيا من أنو ا ِإللو اغبق الذي كاف ينبغي ؽبم أال يعبدوا غريه.
بين أي لو اغبُكْم َو ْح َده يومئذ فال ر َّاد غبكمو وال ِ
الحاس َ َس َرعُ َ ْح ْك ُم َو ُى َو أ ْ
قولو تعاىل :أالَ لَوُ ال ُ
َح ٍد
ساب أ َ
ِ
صبيع اػبالئق يف ذلك اليوـ .وىو أسرع اغباسبني سبحانو فال يَ ْشغَلُو ح ُ
ِ
ّْب ،وىو ُوبًاسب َ ُم َعق َ
أح ٍد.
َع ْن َ
ما ترشد إليو اآليات:
استَأْثػََر بعلم الغيب ،فلم يػُ ْع ِط ِو أَحداً من َخ ْل ِقو ،ال نبيِّا مرسالً وال ملكاً مقرباً. 1-أف اللّو تعاىل ْ
الرطْب واليابس. شام ٌل ُِؿبيط بِ ُك ّْل َش ْي ٍء يف السموات واألرض يف البحر والَب و َّ 2-أف ِع ْلم اللّو تعاىل ِ
َ
الص ْغَرى وىي النوـ بالليل ويَػْبػ َعثُهم أعمارىم ،وىو يَػتَػ َوفَّاىم الوفا َة ُّ آجاؿ الناس و َ 3-أف اللّو عز وجػل قدَّر َ
ت َم ْوِهتم.بالنهار حّت تَػْنػ َقضي آجا ُؽبم ووبني َوقْ ُ
وقاىٌر ،وأنو كلّف اؼبالئكة ِِحب ْف ِظهم حّت ربني آجاؽبم. ظاىر ِ ِ
4-أف اللّو عز وجل فوؽ عباده ٌ
وهبَا ِزيَهم على أعماؽبم وىو أسرع اغباسبني. الناس لِيَ ْح ُك َم بينهم ُ5-أف اللّو يبعث َ
المناقشـة: