You are on page 1of 207

‫جامعة ‪ 8‬مــــــــاي ‪ 1945‬قالمة‬

‫كـلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫تخصص قانون خاص ( قانون أعمال )‬ ‫قسم العلوم القانونية واإلدارية‬

‫مذكرة مكملة لمتطلبات نيل شهادة ماستر في القانون‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫األستاذ ‪ :‬د‪.‬عالل ياسين‬ ‫‪ -‬حصران نسرين ‪.‬‬
‫‪ -‬فاسي خديجة ‪.‬‬
‫تشكيل لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬ ‫الرقم‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬ ‫أ‪.‬د‪.‬نجاج عصام‬ ‫‪1‬‬
‫العالي‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬ ‫د‪.‬عالل ياسين‬ ‫‪2‬‬
‫محاضر"ب"‬
‫عضو مناقشا‬ ‫أستاذ‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬ ‫د‪.‬فنطازي خير‬ ‫‪3‬‬
‫محاضر"ب"‬ ‫الدين‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2018 :‬‬


‫‪.‬بســم اللـه الرحمــن الرحيـــم‬
‫قــال هللا تعالــى ‪:‬‬
‫"وقــل ربـي زدنــي علمـــــا "‬
‫صدق هللا العظيــم‬
‫قال رسول هللا صل هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫" اللهم أنفعني بما علمتني وعلمني ماينفعني وزدني علما‪".‬‬
‫صدق رسول هللا عليه الصالة والسالم‬
‫قال علي بن أبي طالب ‪ ..." :‬محبة العلم دين لي أنا به يكسب‬
‫االنسان الوالعة في حياته وجميل األحدوثة‪" ...‬‬
‫بعد وفاته و العلم حاكم و المال محكوم عليها‬
‫مات خزان المال رسم أحياء‪ ،‬و العلماء باقون مابقي الدســر‬
‫‪،‬أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة ‪.‬‬
‫من وصية االمام علــي بن أبي طالب‬
‫لكميل النفعي‬
‫الشكر هلل تعالى الذي أعاننا على إنجاز هذه المذكرة‬

‫الواجب يقضي الفضل ألهله و الجميل لذويه ‪ ،‬لذا نتقدم بالشكر و العرفان إلى كل من قدم‬
‫لنا العون و المشورة خالل فترة الدراسة ‪ ،‬وكل من له حق علينا ‪.‬‬

‫و نخص بالذكر و الشكر الجزيل و االمتنان الوفير و العرفان بالجميل إلى األستاذ الفاضل‬
‫" عالل ياسين " الذي تفضل علينا بقبول اإلشراف على هذه المذكرة فأمدنا بالتوجيه‬
‫و اإلرشاد و النصيحة و غمرنا بعلمه الواسع و صوبنا ما أخطأنا ‪ ،‬و أخذ بيدنا حتى إنهاء‬
‫هذا البحث ‪ ،‬فنسأل هللا تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء و أن يبارك له في عمره و علمه‬
‫و عمله و ختامة أعماله و أخرته ‪ ،‬إنه نعم المجيب‪.‬‬

‫وكل من األستاذة ‪ :‬مقالتي منى ‪ ،‬و األستاذة ‪ :‬خوادجية حنان ‪ ،‬و األستاذ شرايرية‬

‫لمدهم يد المساعدة قدر المستطاع ‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الجزيل لكل ‪ :‬مديرية الصناعة و المناجم ‪ ،‬و مديرية أمالك الدولة ‪،‬‬
‫والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪ ،‬و وكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضاريين‬
‫لوالية قالمة ‪.‬‬

‫إلى من كد وتعب بنية خالصة في كتابة و طباعة هذا العمل " لبيب "‬

‫‪ ،‬فجزاهم هللا تعالى خيرا‬

‫كما نتوجه كذلك بخالص الشكر و العرفان بصفة خاصة لكل اساتذة كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية بجامعة قالمة‪.‬‬
‫هذا العمل المتواضع‬
‫إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء ‪...‬‬
‫إلى ينبوع الصبر و التفاؤل و األمل ‪......‬‬
‫إلى من حاكت سعادتي بخيوط منسوجة من قلبها ‪....‬‬
‫إلى كل من في الوجود بعد هللا ورسوله داعية هللا أن يحفظها ويبارك في عمرها‬
‫أغلى الحبايب " أمي "‬
‫إلى من كان سندي و رفيق دربي إلى من علمني النجاح والصبر و مواجهة الصعاب‬
‫والذي تعب من أجلي إلى أبي رمز األماني‪.‬‬
‫إلى من حبهم يجري في عروقي وأيهج بذكرهم فؤادي …‬
‫إلى القلوب الطاهرة الرقيقة و النفوس البريئة ‪..‬‬
‫إلى رياحين حياتي أخواتي ‪ :‬رونق ‪ ،‬والكتكوتة هناء‬
‫أبعث أرقى تحية حب و أعذب سيمفونية سمعتها وأرددها لكي لعلني في هذه الكلمات البسيطة و‬
‫الحروف التي تتمايل أناملي العاجزة عن تكملة هذا اإلهداء إلى أختي و أعز صديقاتي ‪ :‬خديجة‬
‫إلى من ساعدني بتحفيز معنوي في إتمام هذا العمل النبيل " يوسف "‬
‫سيقف قلمي هنا برهة ليستقر بين أنظاركم ما كتب لكل من ترك بصمة في حياتي وغير مجراها‬
‫كل من صديقاتي ‪ :‬سهام ‪ ،‬عائشة ‪.‬‬
‫إلى من سرنا سويا ونحن نشق الطريق معا نحو النجاح و اإلبداع‬
‫إلى من تكاتفنا يدا بيد ونحن نقطف زهرة تعلمنا‬
‫إلى الزمالء والزميالت كل بدون استثناء ‪.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫حكِي ُ‬
‫م"‬ ‫يم ْ‬
‫ال َ‬ ‫علِ ُ‬
‫ال َ‬ ‫ك أَ َ‬
‫نت ْ‬ ‫علا ْ‬
‫م َت َنا ۖ إِنا َ‬ ‫م لَ َنا إِ اَل َ‬
‫ما َ‬ ‫ع ْل َ‬
‫ك ََل ِ‬
‫حانَ َ‬ ‫" ُ‬
‫س ْب َ‬

‫اللهم بنورك اهتدينا و بفضلك استع نا و في كنفك أصبحنا و أمسينا أنت األول فال شيء بعدك‬

‫لك الحمد و الشكر جل جاللك‪.‬‬

‫ي الكريمين‬
‫إلى من أمرت ببرهما والد ّ‬

‫إلى اخوتي‪ :‬نصر الدين‪ ،‬يوسف‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬مروان وابنته لجين وابنه تيم‪،‬‬
‫إلى أختي الوحيدة حنان وإلى زوجها وبنتيها ياسمين وتقوى وإبنيها عب الحي وامين‬

‫والى اختي وصديقتي نسرين‬

‫إلى كل من كان الحق هدفه والعدل غاية‬

‫أهدي هذا الجهد العلمي المتواضع‬


‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫مقدمة‬
‫تعمل جميع الدول السيما النامية منها على جذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية فيها‪ ،‬وتعد الجزائر إحدى هذه الدول وهذا راجع لما خلفه االحتالل على مدى‬
‫الحقبات الماضية من دمار للبنية التحتية واستنزاف للثروات الطبيعية‪ ،‬وعدم توفر الهياكل‬
‫القاعدية واإلطارات المسيرة لها‪.‬‬
‫فكانت الجزائر بحاجة إلى صياغة توجهاتها انطالقا من التنمية والتخطيط في إطار‬
‫تطوير الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬فاعتمدت على النفط الذي رأت فيه‬
‫القطاع االستراتيجي في جلب العملة الصعبة التي تؤدي بالنهوض بالقطاعات األخرى‪،‬لكن‬
‫مع تراجع أسعاره وقعت الجرائر في أزمة اقتصادية‪ ،‬لهذا قررت الحكومة التوجه إلى‬
‫االستثمار المحلي ومن ثمة محاولة جلب االستثمارات األجنبية في إطار مخططات التنمية‬
‫االقتصادية وتهيئة اإلقليم‪ ،‬وذلك من خالل توفير ضمانات وحوافز ومنح االمتيازات‬
‫المختلفة وتهيئة المناخ المناسب لها‪.‬‬
‫غير أن تحقيق هذه السياسة وتطوير االستثمار في الدولة ال يعتمد فقط على قرار منح‬
‫االستثمار الذي كرس مجموع المزايا واإلعفاءات التي تمنحها الدولة للمستثمرين‪ ،‬بل‬
‫تقتضي هذه السياسة أن يكون للدولة تنظيم قانوني متكامل ينظم االستثمار منذ بدايته إلى‬
‫نهايته والقضاء على العقبات التي تتصل باالستثمار وتأثر فيه بصفة مباشرة‪ ،‬وأهمها‬
‫إشكالية الحصول على الموقع االستثماري‪ ،‬أو األساس العقاري‪ ،‬أي تلك القطعة من‬
‫األرض التابع ألمالك الدول العامة والخاصة‪ ،‬والمهيأة الن تكون مشروعا استثماريا‬
‫لألنشطة الصناعية‪ ،‬والذي يسمى بالعقار الصناعي تمييزا له عن العقار الفالحي وكذا‬
‫السياحي‪.‬‬
‫من هذا المنطلق يمكن القول أن العقار الصناعي يتسم بالبساطة والوضوح في‬
‫ظاهره‪ ،‬إال أن له جانبا مستترا يتميز بالتعقيد واإلبهام وأحيانا بالتناقض من حيث القوانين‬
‫التي تنظم الهيئات المسير لحافظة العقار الصناعي‪ ،‬حيث أن أول إنشاء كان بداية في‬
‫المناطق الصناعية بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 45-73‬المتعلق بإنشاء لجنة استشارية‬
‫لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬وفي الثمانينات تم إصدار القرار الخاص بإنشاء مناطق الثانية‬
‫التي عرفت بالمناطق النشاطات‪.‬‬

‫وبعد صدور المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المتعلق باالستثمار جاء بمناطق جديدة‬
‫في إطار ترقية االستثمار منها المناطق الخاصة والحرة‪ ،‬إال أن هذه األخيرة لم تعرف‬
‫التجسيد على أرض الواقع اصدر قرارا بإلغائها في سنة ‪ 2005‬وهذا بعد تصريح الحكومة‬
‫أن الجزائر ليست بحاجة إلى مثل هذه المناطق‪.‬‬

‫~‪~ 1‬‬
‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫وبخصوص األجهزة المسيرة التي وضعت لتهيئة وتسيير حافظة العقار الصناعي‪،‬‬
‫طرأت عليها تغيرات‪ ،‬ففي بادئ األمر أوكلت المهمة إلى عدة لجان وهيئات مختلفة عن‬
‫هيئات الحالية منها ما عدل مهامها ومنها ما ظهر حديثا ومنها ما تم إلغائه‪.‬‬
‫أما من جانب طرق استغالل العقار الصناعي فتعاقبت عليه عدة عقود‪ ،‬أوال عقد‬
‫التنازل الذي انتهجه المشرع الجزائري في بداية تنظيمه للعقار الصناعي‪ ،‬إال أن هذا العقد‬
‫ترتب عليه عدة مشاكل في الميدان‪ ،‬نتيجة سوء التطبيق سواء من جانب اإلدارة أو من‬
‫جانب المستثمر نفسه في ظل المراقبة والمتابعة‪ ،‬مما أدى بالمشرع إلى إلغاء عقد التنازل‬
‫المباشر واستبداله بنوع جديد من العقود المتمثل في عقد االمتياز الذي كانت بوادر ظهوره‬
‫في شكل عقد امتياز قابل للتحويل إلى التنازل بعد االنجاز الفعلي للمشروع خالل الفترة‬
‫الممتدة من سنة ‪ 1993‬إلى ‪.2006‬‬
‫وفي إطار وضع حد للمضاربة على العقار سعت الحكومة في فترة مابين ‪2006‬‬
‫و‪ 2008‬إلى تعليق منح العقار الصناعي إلى غاية النظر في النصوص القانونية المتناثرة‬
‫التي كانت تنظمه‪ ،‬لوضع نظام االمتياز الغير قابل إلى التنازل دون غيره من األساليب‪،‬‬
‫بموجب األمر رقم ‪ 04-08‬المتعلق بشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪.‬‬
‫وتثير هذه العقود عدة نزاعات‪ ،‬ويتم الفصل فيها باللجوء إلى القضاء اإلداري الذي‬
‫يعتبر األصل كون عقد االمتياز عقد إداري‪ ،‬والقضاء العادي استثناءا‪ ،‬كما يمكن التوجه‬
‫إلى الطرق الرضائية المتمثلة في الصلح‪ ،‬الوساطة والتحكيم‪.‬‬
‫تتجلى أهمية الدراسة لموضوع النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أهميته في المجال االقتصادي خاصة في اإلنتاج‪ ،‬والمجال االستثماري من خالل‬
‫جذب االستثمار الوطني وكذا األجنبي‪.‬‬

‫العقار الصناعي مورد أساسي من موارد القطاع الصناعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫يعتبر العقار الصناعي من أكثر الموضوعات أهمية على الساحة الوطنية والعالمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساهمة العقار الصناعي في خلق ثروة بديلة فحظي بترسانة قانونية متشعبة من قبل‬ ‫‪-‬‬
‫المشرع‪.‬‬
‫تقليص االعتماد على ميزانية المحروقات من خالل تبني سياسة العقار الصناعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما أن هذه الدراسة تهدف أساسا إلى‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة معرفة اإلطار القانوني للعقار الصناعي‪.‬‬

‫~‪~ 2‬‬
‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫الوقوف على أهم المشاكل التي يواجهها العقار الصناعي ومحاولة إيجاد حلول‬ ‫‪-‬‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫إسقاط القواعد العامة في القانون الخاص والعام على العقار الصناعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع تقييم موضوعي للضمانات التي يمنحها كل من عقدي التنازل واالمتياز‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة للدولة والمستثمر‪.‬‬
‫محاولة اإلحاطة بمختلف المنازعات التي تثيرها مختلف العقود المتتالية على العقار‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي منذ االستقالل أو محتمل إثارتها‪ ،‬والجهة القضائية المختصة بالفصل فيها‪.‬‬
‫كذالك يهدف هذا البحث المتواضع إلى توضيح أهم الحافظات ونوعها واإلحصاءات‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلقة بالعقار الصناعي في والية قالمة‪.‬‬
‫ومن بين أهم الدوافع والمبررات التي أدت إلى اختيار موضوع بحثنا‪ ،‬يمكن تقسيمها‬
‫إلى دوافع ذاتية وأخرى موضوعية ‪.‬‬
‫فأما الدوافع الذاتية ‪:‬‬
‫نظرا لتخصصنا في قانون األعمال تناولنا ضمن البرنامج الدراسي مادة العقار‬ ‫‪-‬‬
‫االستثماري‪ ،‬الذي من ضمنه العقار الصناعي فأثار شغفنا البحث فيه‪.‬‬
‫كونه موضوعا صعبا وندرة الدراسات فيه مما زاد روح التحدي لدينا لمعالجته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وما زاد تشجيعنا من قبل األساتذة كونه جديد وجدير بالدراسة كموضوع يستحق‬
‫البحث حتى في مرحلة الدكتوراه‪.‬‬
‫الرغبة في البحث في المجال العقاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جعل موضوع العقار الصناعي عمال من طرفنا يعتمد عليه أي طالب علم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وأما الدوافع الموضوعية الختيار هذا الموضوع ترجع إلى ‪:‬‬


‫‪ -‬جمع النصوص القانونية في دراسة علمية ممنهجة‪ ،‬وربطها بالجانب العملي من‬
‫خالل تبسيط األحكام والتسهيل على الباحث اإللمام بالقوانين واألوامر والتنظيمات‬
‫والتعليمات الوزارية التي وضعها المشرع في إطار تنظيم العقار الصناعي‬
‫ودراستها‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام دراسات سابقة في هذا الموضوع على مستوى كليتنا‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود دراسات متخصصة وإحصاءات رسمية تبين حقيقة الموضوع بوالية‬
‫قالمة‪ ،‬وهو بذالك دافع إضافي للخوض في هذا الموضوع لفك الغموض‪ ،‬زيادة على‬
‫أن الدراسة ال تقتصر على الجانب النظري فقط بل على الجانب الميداني الذي يفيد‬
‫دراستنا ويثري محتواها‪ ،‬وبالتالي تقديم نتيجة جهد ميداني حقيقي‪.‬‬
‫ويثير هذا الموضوع إشكالية رئيسية مفادها‪:‬‬

‫~‪~ 3‬‬
‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫ما مدى فعالية النظام القانوني للعقار الصناعي في تحقيق التنمية االقتصادية؟‬
‫كما يطرح هذا الموضوع عدة إشكاالت فرعية أهمها‪:‬‬
‫ما هي أهم األوعية العقارية المكونة للعقار الصناعي ؟‬ ‫‪-‬‬
‫إلى أي مدى نجحت األجهزة المركزية والالمركزية في تنظيم وتسيير العقار‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي؟‬
‫هل وفق المشرع الجزائري في تكريس عقد االمتياز كآلية وحيدة الستغالل العقار‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي ؟‬
‫ما هي المنازعات المترتبة عن استغالل العقار الصناعي وأهم اإلجراءات التي‬ ‫‪-‬‬
‫تحكم تسويتها؟‬
‫اعتمدنا في دراستنا على العديد من المناهج العلمية حيث اتبعنا في ذالك‪ ،‬المنهج‬
‫التاريخي لتبيان وتوضيح مختلف المراحل التاريخية التي مر بها العقار الصناعي في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬
‫وكذالك المنهج الوصفي حيث يعتبر من المناهج التي ال يمكن أن تستغني عنه أي‬
‫دراسة والغرض منه هو وصف الظاهرة وصفا موضوعيا ونظريا من خالل جمع الحقائق‬
‫والمعلومات بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل‪ ،‬ولتحديد مفهوم العقار الصناعي‬
‫والحافظات العقارية واآلليات التي وضعت الستغالل العقار الصناعي‪.‬‬

‫كما استعنا بالمنهج التحليلي لتحليل واستقراء مختلف النصوص القانونية التي لها‬
‫عالقة بالموضوع بغرض استظهار النتائج التي من شأنها تقديم حلول إلشكاليات العقار‬
‫الصناعي‪ ،‬ومختلف الوثائق التي تحصلنا عليها من قبل اإلدارات التي قمنا بزيارتها‬
‫للحصول على المعلومات‪ ،‬ومن بينها مديرية أمالك الدولة‪ ،‬الوكالة الوالئية لتسيير وتنظيم‬
‫العقاريين الحضاريين‪ ،‬مديرية الصناعة والمناجم‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار لوالية‬
‫قالمة‪.‬‬
‫رغم أهمية العقار الصناعي إال أنه لم يحظى باهتمام الباحثين ونذكر في هذا السياق‬
‫الدراسات السابقة التي تطرق لها الباحثين في جامعات الوطن منها‪:‬‬
‫‪ -‬أطروحة الدكتوراه لألستاذ خوادجية سميحة حنان الموسومة بالنظام القانوني للعقار‬
‫الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬لسنة‬
‫‪ 2015/2014‬ولقد أعطت هذه الدراسة دافعا جديدا لنا وخاصة بعد توضيح‬
‫األستاذة خوادجية شخصيا لبعض المسائل التي لم تبخل بها علينا‪.‬‬
‫‪ -‬أطروحة الدكتوراه لألستاذ لكحل مخلوف‪ ،‬عقد االمتياز ودوره في تطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬تخصص قانون السوق‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬لسنة ‪.2018/2017‬‬
‫~‪~ 4‬‬
‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬أطروحة الدكتوراه لألستاذ بلكعيبات مراد‪ ،‬منح االمتياز لالستثمار الصناعي في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬لسنة‪.2012/2011‬‬
‫‪ -‬كذالك الكتاب الوحيد على مستوى التراب الوطني‪ ،‬المؤلف من قبل بوجردة‬
‫مخلوف المعنون بالعقار الصناعي لسنة‪ ،2006‬والذي لم يتناول آخر التعديالت‬
‫التي طرأت على الموضوع‪.‬‬
‫وحتى ال نقصر بحق الباحث ومجهداته تطرقنا إلى كتب عامة‪ ،‬مقاالت علمية‪،‬‬
‫محاضرات‪ ،‬ملتقيات‪.‬‬
‫في إطار البحث العلمي يواجه الباحث عدة صعوبات وتعثرات المرتبطة بجمع‬
‫المراجع والمعلومات ذات الصلة بموضوع البحث‪ ،‬وقبل ذالك إلى صعوبة الحصول على‬
‫المشرف‪.‬‬
‫ندرة المراجع المتخصصة التي تعالج العقار الصناعي بدقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إيجاد صعوبة في التنقل والحصول على المراجع وذالك من خالل األوضاع‬ ‫‪-‬‬
‫السياسة التي عرفتها البالد‪.‬‬
‫أمام نقص الكتب المتخصصة اعتمدنا بشكل أساسي على تحليل النصوص القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫من مقاالت وتعليمات وزارية‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة لم تكن متوفرة على مستوى‬
‫الجريدة الرسمية الجزائرية بل تحصلنا عليها من طرف اإلدارات على المستوى‬
‫المحلي‪.‬‬
‫ضيق الوقت إلعداد المذكرة حيث أنه تم تناول الموضوع من جميع الجوانب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إيجاد صعوبة في الحصول على نسخ من األحكام القضائية على مستوى المحاكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية قسمنا الموضوع إلى فصلين ‪ ،‬حيث تم التناول في ‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العقار الصناعي في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حافظة العقار الصناعي والمؤسسات المسيرة لها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أساليب استغالل العقار الصناعي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي في ظل التشريع الجزائري‪.‬‬
‫وفي األخير ننهي بحثنا بخاتمة تتضمن بعض النتائج التي توصلنا إليها وتقديم بعض‬
‫االقتراحات التي نراها ضرورية لخدمة هذا الموضوع‪.‬‬

‫~‪~ 5‬‬
‫مـقـدمـــــــــــــــــة‬

‫~‪~ 6‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في التشريع‬


‫الجزائري‬
‫يشكل االستثمار جزءاَ هاما ً من االقتصاد الوطني‪ ،‬سواء بالنسبة للدول النامية أو‬
‫المتقدمة‪ ،‬ومن أجل توفير مناخ مناسب يسمح بجلب المستثمرين الوطنيين واألجانب‬
‫على حد سواء‪ ،‬وجب توفير جملة من العوامل والتحفيزات من بينها الملكية العقارية‪،‬‬
‫حيث تعد مسألة العقار الصناعي الموجه لالستثمار مسألة هامة و حيوية الرتباطها‬
‫بالتنمية االقتصادية‪ ،‬ولقد مر تنظيم العقار الصناعي في الجزائر بمرحلتين ‪ :‬كان في‬
‫األول التعامل في العقار محصوراً على الدولة فقط في إطار األمر رقم ‪26 -74 :‬‬
‫المؤرخ في‪ ،1974/02/20 ،‬المتضمن االحتياطات العقارية للبلدية‪ ،‬حيث منح‬
‫االحتكار للبلديات على جميع األراضي العامة والخاصة وكان أول تنظيم قانوني للعقار‬
‫الصناعي في السبعينيات‪ ،‬من خالل األمر رقم‪ 45-73:‬المؤرخ في ‪،1973-02-18‬‬
‫وخالل هذه الفترة عرف ما يسمى بالمناطق الصناعية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمرحلة الثانية فقد تمت في إطار المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،1993/10/17‬المتضمن ترقية االستثمار‪ ،‬وفي ظل هذه الترسانة القانونية‬
‫المتباينة المنظمة للعقار الصناعي‪ ،‬لم يحدد تعريفا ً له‪ ،‬بل تم اإلشارة فقط إلى ميزات‬
‫يتميز بها عن مختلف العقارات‪ ،‬وخالل هذه الفترة عرفت السياسة العقارية بالجزائر‬
‫تبديداً واستنزافا لوعائها العقاري‪ ،‬مما أدى بالمشرع إلى أخذ تدابير بخصوص‬
‫مؤسسات تسير العقار الصناعي‪.‬‬

‫ومن خالل ما تم طرحه تتجلى لنا إشكالية هذا الفصل فيما يلي ‪:‬‬

‫فيما يتمثل اإلطار المفاهيمي الذي وضعه المشرع الجزائري لتنظيم العقار‬
‫الصناعي‪ ،‬من حيث تعريفه وتطوره التاريخي ومن ناحية تسييره ؟‬

‫وعليه سيتم دراسة هذا الفصل بتقسيمه إلى مبحثين ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬مفهوم العقار الصناعي‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬حافظة العقار الصناعي والمؤسسات المسيرة له‪.‬‬

‫~‪~8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العقار الصناعي‬


‫يعتبر العقار الصناعي عامال مهما في الحياة االقتصادية‪ ،‬و ذلك باعتباره آلية‬
‫تساهم في انتعاش االستثمار المحلي وجذب االستمارات األجنبية‪ ،‬و قد خصص له‬
‫المشرع مجموعة من الضوابط القانونية و اإلدارة تنظمه منذ ظهوره‪ ،‬تماشيا مع النظام‬
‫السياسي واالقتصادي‪ ،‬فتعددت تعريفاته في ظل االختصاصات المعرفية‪ ،‬وذلك عبر‬
‫تطوره التاريخي‪ ،‬الذي برزت فيه عدة حافظات تميزه عن بقية العقارات الموجودة في‬
‫الجزائر منها ‪ :‬العقار الفالحي و العقار السياحي‪ ،‬و كذلك العقار السكني‪.‬‬

‫ولتحديد مفهوم العقار الصناعي وجب وضع تعريف له‪ ،‬و تمييزه عن غيره من‬
‫األنظمة العقارية ‪ ،‬وكذلك التعرض إلى تطوره التاريخي‪ ،‬وعليه سوف نتطرق في هذا‬
‫المبحث إلى ‪:‬‬

‫تعريف العقار الصناعي في المطلب األول‪ ،‬أما المطلب الثاني فنتطرق فيه إلى‬
‫التطور التاريخي للعقار الصناعي‪ ،‬أما تمييز العقار الصناعي عن غيره من العقارات‬
‫المشابهة فيكون في المطلب الثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقار الصناعي‬

‫للتعريف بالعقار الصناعي وجب التطرق إلى التعريف اللغوي ثم االصطالحي‬


‫للعقار والصناعة كل منها على حدى‪ ،‬ثم توضيح مصطلح العقار الصناعي بالنسبة‬
‫للمشرع الجزائري‪ ،‬و بالنسبة للخبراء الجغرافيين واالقتصاديين‪.‬‬

‫وعليه سوف يتم تقسيم هذا المطلب إلى ثالثة فروع‪:‬‬

‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬التعريف اللغوي للعقار الصناعي‪.‬‬


‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬التعريف االصطالحي للعقار الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬تعريف العقار الصناعي عند الجغرافيين واالقتصاديين‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي للعقار الصناعي‬


‫أوال ‪ :‬العقار لغة ‪:‬‬
‫العقار (بالفتح مخففا) المنزل والضيعة‪ ،‬ولذا تقول العرب ماله من دار وال عقار‪.‬‬
‫العقار بالفتح الضيعة والنخيل و األرض معا ‪،1‬وجاء في المعجم الوسيط تعريف‬
‫‪2‬‬
‫العقار بأنه " كل ملك ثابت له أصل‪ ،‬كاألرض والدار‪ ،‬والجمع ‪ :‬عقارات "‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن قالت أ م سلمى لعائشة رضي هللا عنها عند خروجها البصرة "‬
‫سكن هللا (بفتح الكاف مشددة) عقيراك فال تصحريها " أي أسكنك هللا بيتك وعقارك‬
‫‪3‬‬
‫وسترك فيه فال تبرزينه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصناعة لغة ‪:‬‬
‫الصناعة جمع صناعات‪ ،‬وهي مجمل النشاطات واألعمال االقتصادية‪ ،‬صنع‬
‫‪4‬‬
‫تصنيعا‪ ،‬صنع الشيء أي زينه وحسنه بالصناعة‪.‬‬
‫هي صفة لما يتعلق بمجموع المهن المنتجة ألموال مادية من خالل العمل على‬
‫‪5‬‬
‫مواد أولية ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫َّللا الهذِي أَتْقَ َن ُك هل ش َْيء "‬
‫ص ْن َع ه ِ‬
‫وجاء في القران الكريم قوله تعالى " ُ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي للعقار الصناعي‬
‫العقار اصطالحا‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد دغيش‪ ،‬حق الشفعة في التشريع الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار همة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ 2‬المعجم الوسيط ‪ ، www.almoony.com‬تم االطالع عليه في يوم السبت ‪ 13‬أفريل ‪,2019‬‬
‫على الساعة ‪.15:00‬‬
‫‪ 3‬أحمد دغيش‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 4‬معجم مجاني الطالب‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار المجاني‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬
‫‪ 5‬جالجل عبد الحميد‪ ،‬التنظيم القانوني للعقار الصناعي ودوره في تشجيع االستثمار في الجزائر‪،‬‬
‫(مذكرة لنيل شهادة الماستر)‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬مسيلة كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬سنة ‪ ،2015 /2014‬ص ‪.2‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪ 88 ،‬سورة النمل (القرآن الكريم)‪.‬‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫إن العقار يشمل األراضي والثروات العقارية الغير مبنية التي تستغل أساسا بين‬
‫‪1‬‬
‫وظيفة السكن أو الفالحة أو الصناعة أو مواقع سياحية‪.‬‬
‫ولقد تم تعريفه أيضا على أنه " كل شيء مستقر بحيزه ‪ ،‬ثابت فيه ال يمكن نقله‬
‫منه دون تلف فهو عقار‪ ،‬وكل ما عدا ذلك من الشيء فهو منقول ‪ ،‬ومع ذلك يعتبر عقار‬
‫بالتخصيص المنقول‪ ،‬الذي صاحبه في عقار يملكه‪ ،‬رصدا على خدمة هذا العقار أو‬
‫‪2‬‬
‫استغالله " ‪.‬‬
‫ولقد نص المشرع الجزائري على العقار في القانون المدني في المادة رقم‪683‬‬
‫والتي جاء فيها‪:‬‬
‫" كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيه وال يمكن نقله من دون تلف فهو عقار‪،‬‬
‫وكل ماعدا ذلك من شيء فهو منقول‪.‬‬
‫غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه‪ ،‬رصدا على خدمة هذا‬
‫‪3‬‬
‫العقار أو استغالله يعتبر عقار بالتخصيص "‪.‬‬

‫ومن التعاريف السابقة‪ ،‬فإن العقارات هي األشياء الثابتة الحائزة لصفه‬


‫االستقرار‪ ،‬سواء كان ذلك من أصل خلقتها أو بصنع صانع‪ ،‬ال يمكن نقلها دون أن‬
‫يعتريها تلف أو خلل‪ ،‬واألرض هي المثال المناسب للعقار نظرا الستقرارها وثباتها‬
‫بحيزها‪ ،‬وإذا أجاز نقل أجزاء منها‪ ،‬فإنه يكون ذلك بتفتيت سطحها وانتزاع بعض‬
‫‪4‬‬
‫أتربتها أو صخورها‪.‬‬

‫أما بالنسبة للعقار بالتخصيص فهو منقول بطبيعته‪ ،‬غير أن القانون قرر اعتباره‬
‫عقار ألن مالكه قرر وضعه في عقار يملكه من أجل خدمته واستغالله على وجه معين‪.‬‬
‫إذن هو شيء منقول بطبيعته يمكن نقله أو انتقاله من مكان آلخر‪ ،‬غير أنه مرتبط‬
‫بعقار بطبيعته ويشكل معه مجموعة اقتصادية واحدة‪ ،‬فال ينفصل عنه ألن هذا‬
‫‪5‬‬
‫االنفصال يترتب عليه تعطيل استغالل العقار الذي خصص له‪.‬‬

‫‪ 1‬بن غشي حفصة‪ ،‬بن غشي حسين‪( ،‬مداخلة بعنوان بيئة االستثمار العقاري في الجزائر)‪ ،‬ملتقى‬
‫بعنوان االستثمار العقاري في الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2015 ،‬ص‬
‫‪.2‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬المجلد‬
‫األول‪ ،‬الطبعة الثالثة والجديدة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم‪ ،683‬من األمر رقم ‪، 85-75‬المؤرخ في‪26‬سبتمبر‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،58‬سنة ‪.1975‬‬
‫‪ 4‬محمد بوشوشة ‪،‬عيسى بولخوخ ‪ ( ،‬امتيازات العقار الصناعي الممنوحة لالستثمار في الجزائر)‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد الصناعي ‪،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬سنة ‪ ، 2017‬ص ‪.60‬‬
‫‪ 5‬خويرة محمد بن قادة‪( ،‬النظام القانوني في العقارات ذات الطبيعة الخاصة)‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية‪ ،‬وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2016‬ص ‪.25‬‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف العقار الصناعي عند الجغرافيين واالقتصاديين‬

‫سيتم التطرق في هذا الفرع إلى العقار الصناعي من وجهة نظر الخبراء‬
‫الجغرافيين أوال‪ ،‬ثم إلي العقار الصناعي من وجهة نظر الخبراء االقتصاديين‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬العقار الصناعي من وجهة نظرا الخبراء الجغرافيين‬

‫يعتقد الخبراء المختصون في مجال الجغرافيا‪ ،‬أن العقار الصناعي يمثل الرقعة‬
‫أو المساحة الجغرافية األرضية المحددة إلقامة المنشأة الصناعية‪ ،1‬ويتطلب اختيار‬
‫الموقع الجغرافي مرحلتين أساسيتين يمكن تلخيصهما في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬توطين عام‪:‬‬
‫يتمثل في تحديد أو اختيار المساحة الجغرافية (الجهة‪ ،‬البلدية) التي سينجز فيها‬
‫المشروع الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬توطين خاص‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫يتضمن تحديد الموقع بالضبط الذي سينجز فيه المنشاة الصناعية‪.‬‬

‫أما بالنسبة الختيار الموقع أو الرقعة الجغرافية لتوطين الصناعات يتطلب عدة‬
‫عوامل تسعي الدولة لتحقيقها منها‪:‬‬

‫‪ -‬العامل االقتصادي حيث تحرص الدولة على تحقيق أهداف تنموية‪.‬‬


‫‪ -‬العامل الثاني تنموي من خالل توجيه إنجاز االستثمارات الصناعية‪ ،‬نحو المناطق‬
‫الجغرافية الراكدة اقتصاديا‪.‬‬
‫‪ -‬العامل االجتماعي الذي يسعى إلى تحقيق استقرار السكان ورفع مستوى معيشتهم‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وتحقيق التوازن السكاني والعمراني بين مناطق البالد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقار الصناعي من وجهة نظر االقتصاديين‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفي ساللي‪ ،‬النظام القانوني لمنح االمتياز االستثماري على العقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري‪( ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة باتنة ‪ -1-‬الحاج لخضر‪،2018/2017،‬ص‪.8‬‬
‫‪ 2‬خوادجية سميحة حنان ‪ ،‬محا ضرات في مقياس العقار الصناعي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‬
‫‪،-1‬سنة‪ ،2016/2015‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم)‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬قسم القانون العقاري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪2014 ،-1-‬‬
‫‪ ،2015/‬ص ‪.16‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫عرف فقهاء االقتصاد العقار الصناعي بأنه ‪" :‬أصل إنتاجي ثابت يستثمر‬
‫‪1‬‬
‫وتوظف فيه األموال بقصد التنمية وزيادة رأس المال "‪.‬‬
‫كما أنهم اعتبروا أن العقار الصناعي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمال المخصص‬
‫لالستثمار‪ ،‬حيث يتم اإلنفاق على األصل (األراضي‪ .‬والمباني) خالل فترة زمنية‬
‫‪2‬‬
‫معينة‪ ،‬بقصد زيادة إنتاجها وإضافة جديدة في ثروة المجتمع‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلم يقم بتعريف العقار الصناعي رغم صدور عدة‬
‫مراسيم وقوانين‪ ،‬إال أنه قام بتحديد القطع األرضية التي تدخل في إطار العقار‬
‫الصناعي الموجهة لالستثمار‪ ،‬وذلك بعد صدور األمر رقم ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪01‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 2008‬الذي ألغى األمر رقم ‪ 11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ، 2006‬الذي‬
‫يحدد شروط و كيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة‬
‫للدولة والموجهة إلنجاز المشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫حيث جاء في المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 08-04‬بما يلي ‪:‬‬
‫" نستثني من مجال تطبيق أحكام هذا األمر أصناف األراضي اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬األراضي الفالحية‪.‬‬
‫‪ ‬القطع األرضية المتواجدة داخل المساحات المنجمية‪.‬‬
‫‪ ‬القطع األرضية المتواجدة داخل مساحات البحث عن المحروقات واستغاللها‬
‫ومساحات حماية المنشآت الكهربائية والغازية‪.‬‬
‫‪ ‬القطع األرضية الموجهة للترقية العقارية المستفيدة من إعانة الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬القطع األرضية المتواجدة داخل مساحات المواقع األثرية والثقافية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم "‪.‬‬
‫وحسب هذه المادة نستنتج بمفهوم المخالفة أن جميع العقارات غير التابعة‬
‫لألراضي سالفة الذكر تدخل ضمن تصنيف العقار الصناعي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي للعقار الصناعي‬

‫مر العقار الصناعي في الجزائر بمراحل متعددة شهدت تطورات وتقلبات سارت‬
‫جنبا إ لى جنب مع التطورات السياسية واالقتصادية التي شهدها المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪ 1‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ 2‬مصطفى ساللي‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.1‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬المؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2008‬المحدد لكيفيات وشروط منح‬
‫االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة و الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،46‬الصادرة في ‪ 03‬سبتمبر ‪.2008‬‬

‫~ ‪~ 13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وعليه سنتناول في هذا المطلب ‪ :‬نشأه وتطور العقار الصناعي في ظل التشريع‬


‫الجزائري ‪ ،‬من خالل الفرع األول ‪ :‬وضعية العقار الصناعي قبل االستقالل‪ ،‬أما الفرع‬
‫الثاني نتناول فيه ‪ :‬وضعية العقار الصناعي بعد االستقالل‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬وضعية العقار الصناعي قبل االستقالل‬

‫كانت الجزائر في تلك الفترة تحت الهيمنة العثمانية‪ ،‬حيث لم يكن وجود للملكية‬
‫الخاصة لدى السكان األصليين الجزائريين‪ ،‬وتنظيم هذه األراضي كان يتم بموجب‬
‫قواعد الشريعة اإلسالمية أكثر من التشريع الجزائري‪ ،‬وأقر البعض في هذه المرحلة‬
‫أنه ال وجود للملكية الفردية استنادا إلى عدة آيات قرآنية والتي تذكر أن هللا هو الملك‬
‫الحقيقي والوحيد لكل شيء واإلنسان مالكا مؤقتا ينتفع باألراضي ويستعملها‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬النظام العقاري في العهد العثماني‬


‫‪ .1‬األراضي الملك‪:‬‬
‫وسميت بهذه التسمية لطبيعتها‪ ،‬الملك هو‪ :‬الملكية العادية للقانون العام‪ ،‬يخول‬
‫لصاحبها حق التصرف بالشيء بصفة مطلقة‪ ،‬تتشكل فعال في جهة التل الجزائري وكل‬
‫المرتفعات الجبلية‪ ،‬ومناطق القبائل الكبرى لم تخضع إلى العثمانيين‪.‬‬
‫‪ .2‬الحبوس‪:‬‬
‫عبارة عن عقد قانوني معقد نوعا ما‪ ،‬تميز في ظل التشريع اإلسالمي‪،‬هو هبة بين‬
‫األحياء تمنح الملكية إلى أشخاص اعتبارية خيرية (مساجد‪ ،‬زوايا‪ )...‬ويتوقف خضوع‬
‫‪1‬‬
‫العقد لقانون الميراث كأن يستخدم لمنع النساء من الميراث‪.‬‬

‫‪ .3‬أرض العرش‪:‬‬
‫عرش كلمة تعني قبيلة أي أرض القبيلة أو أرض السبقة (أرض للذي سبق‬
‫اآلخرون)‪ ،‬حق ينجم عنه أسبقية الزرع تسمح ألفراد القبيلة باالنتفاع بها ونقلها إلى‬
‫الورثة‪.‬‬
‫‪ .4‬أرض المخزن‪:‬‬
‫هي أرض تمنح إلى الجالية العسكرية‪.‬‬
‫‪ .5‬أرض البايلك‪:‬‬

‫‪Ammar Aloui ,proprieté et regime Foncier en Algerie ,Editions Distribution Houma ,Alger 1‬‬
‫‪,2004,p27.‬‬

‫~ ‪~ 14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫من بين أراضي البايلك هي األراضي الميتة‪ ،‬أي ليست ملك ألحد غير‬
‫‪1‬‬
‫مزروعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظام العقاري في العهد االستعمار الفرنسي‪.‬‬

‫عقب االحتالل الفرنسي سنة ‪ ،1830‬قامت اإلدارة الفرنسية بإعالن دمج كل‬
‫أمالك البايلك والمخصصة للمدن المقدسة ‪ ،‬مساجد في أمالك الدولة العمومية وتنظمها‬
‫الدولة وتخضع كل المنازعات إلى المحاكم الفرنسية وهذا بقرار سنة ‪ 21‬جويلية‬
‫‪.1846‬‬

‫وبعد هذا قامت السلطات الفرنسية بإجراء‪ ،‬ثاني تفكيك للتراث العقاري بموجب‬
‫قرار المشيخي ‪ senatus cousult‬المؤرخ في ‪ ،1863-04-22‬هدفه تفكيك البنية‬
‫االقتصادية واالجتماعية للعقار‪ ،‬وتم إصدار قانون فارني بتاريخ ‪ 1873-07-26‬هدفه‬
‫القضاء على الملكية الجماعية للقبائل واألعراش ‪ ،‬من جانب آخر صدر مرسوم في‬
‫‪ 1934‬أقر بعدم تملك األهالي لألراضي التابعة إلى الدومين العام‪ ،‬وبالتزامن وضعت‬
‫جبهة التحرير (‪ )FLN‬جملة من المصالح اإلدارية لخدمة الشعب والفصل في قضايا‬
‫‪2‬‬
‫األراضي وتحرير عقود البيع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وضعية العقار الصناعي بعد االستقالل‬

‫بعد االستقالل ثم تمديد العمل بالقانون الفرنسي ماعدا يتنافى و السيادة الوطنية ‪،‬‬
‫وذلك بموجب القانون رقم ‪.157-62‬‬

‫أوال ‪ :‬النظام العقاري في العهد االشتراكي‬

‫تميزت هذه الفترة بوقائع وتدابير تعلقت أساسا باألمالك الفالحية والموضوعة‬
‫تحت حماية الدولة نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬أول نص رسمي هو األمر رقم ‪ 020-62‬مؤرخ في‪ 1962-08-24‬نص على‬


‫تدابير مناسبة لحفظ األمالك الشاغرة‪.‬‬

‫‪Ammar Aloui , op cit , p 28-42 .1‬‬


‫خوادجية سميحة حنان‪ ،‬محاضرات في مقياس العقار الصناعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪2‬‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 03-62‬مؤرخ في ‪ 1962-10-23‬يمنع كل البيوع لألمالك العقارية‬


‫‪1‬‬
‫الشاغرة‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة على قانون االستثمار رقم ‪ 277-63‬لتجسيد السياسة االستثمارية‬
‫‪2‬‬
‫الصناعية بالجزائر خالل الستينات‪.‬‬
‫‪ -‬صدور األمر رقم ‪ 73-71‬مؤرخ في ‪ ، 1971-11-08‬متضمن مشروع الثورة‬
‫الزراعية كطريق الستغالل األراضي الفالحية يكون بصفة مشتركة على الشيوع‬
‫‪3‬‬
‫وبشكل جماعي في نطاق تعاونية‪.‬‬
‫وظهرت أول عملية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر منذ بداية السبعينات‪،‬‬
‫حيث ظهرت فكرة تقسيمه إلى مناطق كالمناطق الصناعية عام ‪ 1973‬في إطار القانون‬
‫رقم ‪ 45-73‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ ،1973‬وكذا المراسيم التنفيذية الالحقة له والتي‬
‫صدرت بعد مرور ‪ 10‬سنوات أي في سنة ‪ ،1984‬والتي تضمنت تهيئة وإدارة وتسيير‬
‫‪4‬‬
‫المناطق الصناعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وضعية العقار الصناعي في ظل االقتصاد الحر‬

‫برز العقار االقتصادي في مرحلة الحقة من خالل القانون ‪ 01-88‬المتضمن‬


‫‪5‬‬
‫القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫بعد صدور دستور ‪ 61989‬كانت هناك قفزة نوعية وإعادة النظر في النصوص‬
‫‪7‬‬
‫القانونية ذات التوجه االشتراكي و در القانون رقم ‪ 25-90‬المتضمن التوجيه العقاري‪.‬‬

‫‪Ammar Aloui , op cit , p 75 .1‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ، 277-63‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ، 1963‬يتضمن قانون االستثمار‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،53‬صادرة في ‪ 02‬أوت ‪ ( 1963‬ملغى )‪.‬‬
‫‪ 3‬الوافي فيصل‪،‬النظام القانوني لألراضي الفالحية في ظل التشريع الجزائري ‪( ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه للعلوم القانونية)‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬باتنة ‪،‬‬
‫‪ ،2016/2015‬ص‪. 43‬‬
‫‪ 4‬أنظر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-73‬المؤرخ في ‪ 28‬فبراير سنة ‪ ،1973‬المتعلق بإنشاء لجنة‬
‫استشارية لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ، 20‬الصادرة سنة ‪.1973‬‬
‫‪ 5‬قانون رقم ‪ ،01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 02‬سنة ‪.1988‬‬
‫‪ 6‬دستور سنة ‪ 1989‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 23‬فيفري ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المؤرخة في‬
‫‪ 1‬مارس ‪.1989‬‬
‫‪ 7‬القانون رقم ‪ ،25-90‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم‬
‫من الجريدة الرسمية عدد‪.40‬‬

‫~ ‪~ 16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫و حسب المادة ‪ 161‬من قانون المالية لسنة ‪ 1 1992‬تم تطبيق تخفيضات على‬
‫القيمة التجارية لألراضي المتنازل عليها لفائدة االستثمارات تصل إلى حوالي ‪،%80‬‬
‫تاله بعد ذلك المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ 1993‬المتعلق‬
‫بترقية االستثمار ‪ ، 2‬ينص في المادة ‪ 23‬منه على إمكانية منع الدولة تنازالت عن‬
‫األراضي تابعة للدولة تصل إلى الدينار الرمزي في المناطق الخاصة‪ ،‬و تلته مجموعة‬
‫من النصوص التنظيمية لسنة ‪ 1994‬والتي رسمت حدود المناطق الصناعية‪ ،‬و استمر‬
‫الوضع إلى غاية صدور األمر ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعلق بتطوير‬
‫االستثمار ‪.3‬و المالحظ في هذه المرحلة عدم وجود استخدام مصطلح العقار االقتصادي‬
‫أو العقار الصناعي و ما كان يوصف أنه اقتصادي‪.‬‬

‫تصنيف األمالك الوطنية في ظل قانون ‪ 16-84‬حسب المادة ‪ " 17‬تعتبر من‬


‫األمالك االقتصادية التابعة للمجموعة الوطنية ‪ :‬الثروات الطبيعية ‪ ،‬مجموع الممتلكات‬
‫‪4‬‬
‫التي تملكها الدولة و المجموعات المحلية التابعة لها "‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن بعض العقارات المشابهة‬


‫اهتم العديد من الباحثين بموضوع العقار الصناعي ودوره في تشجيع االستثمار‪،‬‬
‫وبالتالي نميز العقار الصناعي عن ثالث (‪ )03‬أنظمة عقارية المتمثلة في كل من‬
‫العقار الفالحي و السياحي و السكني ‪ ،‬وذلك من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن العقار الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن عقار سياحي‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن عقار سكني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن العقار الفالحي‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 161‬من قانون ‪ ،25-91‬المتضمن قانون المالية المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪،1991‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،65‬الصادرة سنة ‪.1992‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التسريع رقم ‪ ،12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬الجريدة‬
‫رسمية عدد ‪64‬الصادرة في ‪.1993-10-10‬‬
‫‪ 3‬األمر رقم ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ،2001‬المتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم ‪،‬‬
‫جريدة رسمية عد‪47‬الصادرة في ‪. 2001-08-20‬‬
‫‪ 4‬لكحل مخلوف‪ ،‬مداخلة بعنوان (العقار الصناعي االقتصادي بين فن صياغة المصطلح القانوني‬
‫ومتطلبات واقع السوق العقارية في الجزائر) ‪ ،‬الملتقى الوطني حول االستثمار العقاري في الجزائر‬
‫ليوم ‪ ، 2014-02-24‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حمه لخضر‪ ،‬الوادي ص ‪.06‬‬

‫~ ‪~ 17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫يعد العقار الصناعي كمصطلح حديث عامال مهما في تحقيق سياسة الدولة في‬
‫جلب االستثمار‪ ،‬لذلك اهتم به المشرع في مختلف سياسات الدولة ‪ ،1‬فهو يخضع لعدة‬
‫قوانين تنظيمية منها األمر رقم ‪ 2 03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬والمتعلق بتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬وكذا األمر رقم ‪ 3 04-08‬المؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2008‬والذي يحدد‬
‫شروط و كيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة‬
‫إلنشاء مشاريع استثمارية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للعقار الفالحي فيرتبط مباشرة باألراضي الفالحية والتي تكون‬
‫مخصصة للزراعة ‪ ،‬فينظمه القانون رقم ‪ 4 03-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬الذي‬
‫يحدد شروط استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة ‪ ،‬والمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 326-10‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 2010‬و المحدد لكيفيات تطبيق حق‬
‫االمتياز الستغالل األراضي الفالحية ‪ ،‬وكذا القانون رقم ‪ 16-08‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت‬
‫‪ 2008‬المتضمن لتوجيه الفالحي‪ ،‬يستغل العقار الصناعي بموجب عقد امتياز لمدة ‪33‬‬
‫‪5‬‬
‫سنة قابلة للتجديد مرتين ‪.‬‬

‫أما العقار الفالحي كان في فترة االستغالل ‪ 1962‬إلى ‪ 1968‬عن طريق نظام‬
‫السير الذاتي‪ ،‬وبعد ذلك انتهج نظام الثورة الزراعية بموجب األمر رقم ‪73 -71‬‬
‫المتضمن الثورة الزراعية ‪ 6‬مرور إلى قانون التوجيه الفالحي رقم ‪ ،16-08‬وأخيرا‬
‫استقر الوضع بآلية عقد االمتياز الستغالل العقار الفالحي لمدة ‪ 20‬سنة قابلة للتجديد‬
‫مقابل إتاوة سنوية‪ ،‬وذلك حسب القانون ‪ 03-10‬المحدد لشروط وكيفيات استغالل‬
‫‪7‬‬
‫األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن العقار السياحي‬

‫‪ 1‬محمد بلفضل‪ (،‬طرق استغالل العقار الصناعي على ضوء تشريعات ترقية االستثمار)‪ ،‬مجلة‬
‫صوت القانون ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن بن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪ ، 2018 ،2‬ص‬
‫‪.116‬‬
‫‪ 2‬األمر رقم ‪ ،03-01‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬األمر رقم ‪ ،04-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬القانون ‪، 03-10‬المؤرخ في ‪ 15‬اوت ‪ ،2010‬المحدد لكيفيات وشروط استغالل األراضي‬
‫الفالحية التابعة ألمالك الدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪.46‬‬
‫‪ 5‬بودادة نورية‪( ،‬أنظمة استغالل العقار الصناعي في التشريع الجزائري)‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر)‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬سنة ‪ ،217‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 6‬األمر رقم ‪ ،73-71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪، 1973‬المتضمن للثورة الزراعية‪ ،‬الجريدة رسمية‪،‬‬
‫عدد ‪،97‬سنة ‪.1973‬‬
‫‪ 7‬بودادة نورية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫فيما يخص العقار الصناعي فقد تم ذكر معظم النصوص القانونية التي تنظمه‬
‫فيكفي اللجوء إلى تقديم أهم القوانين التي صدرت فيما يخص العقار السياحي‪ ،‬فالعقار‬
‫السياحي لم يعرفه‪ ،‬ولم يقدم المشرع الجزائري تعريفا له‪ ،‬أما بالنسبة للفقه يمكن إبراز‬
‫بعض التعاريف حيث عرف بأنه ‪ " :‬هو مجموع األراضي القابلة للبناء الموجودة‬
‫‪1‬‬
‫داخل مناطق التوسع السياحي والمحددة في مخطط التهيئة السياحية "‪.‬‬
‫بالنسبة لألنظمة القانونية نجد األمر رقم ‪ 01-03‬المتضمن التنمية المستدامة‬
‫للسياحة وكذا الألمر رقم ‪ 02-03‬الصادر في ‪ ، 2003‬الذي يحدد القواعد العامة‬
‫الستعمال واستغالل السياحيين للشواطئ ‪ ،‬وأيضا القانون رقم ‪ 03-03‬الذي يتضمن‬
‫مناطق التوسع والمواقع السياحية‪ ،‬وكل هذه القوانين ألغيت بموجب القانون ‪04-08‬‬
‫واعتبر هذا األمر مشترك بين العقاريين (الصناعي والسياحي) كون العقار السياحي‬
‫‪2‬‬
‫موجه لالستثمار في مجال العقار الصناعي ويهدف إلى الربح المالي‪.‬‬
‫فيما يخص استغالل العقار السياحي وفقا للمادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-07‬‬
‫‪ 23‬يمنح االمتياز عن طريق التراضي على أساس شروط خاصة يحددها قطاع‬
‫السياحة‪ ،‬وفي سنة ‪ 2015‬وبموجب قانون المالية حسب المادة ‪ 48‬منه أصبح يرخص‬
‫االمتياز بالتراضي بقرار من الوالي‪ ،‬بناء على اقتراح من المدير الوالئي لالستثمار‬
‫بالتنسيق مع المديرين الوالئيين للقطاعات المعنية‪ ،‬بعد موافقة الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫‪3‬‬
‫السياحة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز العقار الصناعي عن العقار السكني‬

‫لقد تم التطرق إلى كل القوانين األساسية المنظمة للعقار الصناعي بداية من األمر‬
‫‪ 03 -01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬واألمر ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪ 1‬سبتمبر ‪،2008‬‬
‫أما العقار السكني فيخضع إلى عدة أنظمة قانونية منها القانون رقم ‪ 4 03-87‬المتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمير‪ ،‬والقانون رقم ‪ 07-86‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 1986‬المتعلق بالترقية‬
‫العقارية وقد تم إلغاؤه بعد سبع سنوات‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى العقار السكني أو العمراني فيمكن توضيحه من خالل تعريف‬
‫كلمة العمارة‪ ،‬حيث يرجع أصلها إلى الفعل "عمر" وتشمل كل ما هو على وجه‬

‫‪ 1‬بن زيد فتحي‪( ،‬أهمية العقار السياحي واإلشكاالت المرتبطة به)‪ ،‬مجلة تشريعات التعمير والبناء‪،‬‬
‫جامعة سطيف ‪ ،2‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ 2‬بودادة نورية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 3‬بن زيد فتحي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪ 4‬قانون رقم ‪، 03-87‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،5‬لسنة ‪.1987‬‬

‫~ ‪~ 19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫األرض من مباني ومنشآت ومساكن سواء كانت من إنتاج متخصصين أو غيرهم ‪،‬‬
‫أما قانون العمران فرع من فروع القانون اإلداري يهتم بتنظيم التهيئة العمرانية ويمكن‬
‫‪2‬‬
‫تعريفه على أنه مجموع القواعد القانونية التي تهدف إلى تنظيم المجال العمراني‪.‬‬

‫ومن أجل المحافظة على الجانب الجمالي والحضاري للمدن وتوحيد النسق‬
‫العمراني على المحيط االجتماعي جاء قانون رقم ‪ 29-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر‬
‫‪ 1990‬المتعلق بالتهيئة والتعمير بالعديد من المخططات منها‪ :‬مخطط التوجيه والتعمير‬
‫‪3‬‬
‫– شهادة التعمير – رخصة البناء – شهادة التقسيم – رخصة الهدم – شهادة المطابقة‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 385-06‬المؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر ‪" : 2006‬‬


‫يكون التصرف في أمالك الدولة الواقعة داخل مناطق التوسع السياحي يكون محل‬
‫تصريح مسبق من الوزير المكلف بالسياحة ويتضمن التصريح ممارسة حق الشفعة أو‬
‫‪4‬‬
‫عدم ممارستها ال يتوفر في العقار الصناعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حافظة العقار الصناعي والمؤسسات المسيرة له‬


‫بادرت الجزائر في إطار مختلف سياستها لترقية االستثمار وتنظيم المواقع‬
‫العقارية المهيأة الستقبال النشاطات الصناعية بداية من التسعينات وهذا ما نتج عنه كم‬
‫هائل من األوعية العقارية في مجال العقار الصناعي وتعهد مهمة تسييرها غلى‬
‫مؤسسات متخصصة لتهيئة وتنظيم مناطق العقار الصناعي ‪.‬‬
‫وعلى هذا النحو سنتناول ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬حافظة العقار الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬المؤسسات المخصصة لتهيئة وتسيير مناطق العقار‬
‫الصناعي‪.‬‬

‫‪ 1‬تلمسان اإلسالمية بين التراث العمراني والمعياري والميراث الفني‪ ،‬ملتقى دولي‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫منشور وزارة الشؤون الدينية واألوقاف‪ 2011 ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ 2‬إقلول – ولد رابح صافية ‪ ،‬قانون العمران الجزائري ‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪.‬‬
‫حمدي باشا عمر‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪2003 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪. 98‬‬
‫‪ 4‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫المطلب األول‪ :‬حافظة العقار الصناعي‬

‫لقد تم تسخير حافظة عقارية مهمة الستيعاب مشاريع استثمارية وهو ما تناوله‬
‫في الفروع اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬األمالك العقارية للمناطق الصناعية ومناطق النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬األمالك العقارية التابعة للدولة الموجهة إلى إنجاز مشاريع‬
‫استثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬األصول الفائضة والمتبقية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األمالك العقارية في المناطق الصناعية ومناطق النشاطات‬

‫سوف نتطرق من خالل هذا الفرع إلى األمالك العقارية في المناطق الصناعية ‪،‬‬
‫و االمالك العقارية في مناطق النشاطات‪ ،‬ثم إلى معايير التمييز بين المناطق الصناعية‬
‫ومناطق النشاط و أخيرا المناطق الصناعية و مناطق النشاطات لوالية قالمة ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األمالك العقارية في المناطق الصناعية‪zone industrielle :‬‬

‫عرف خبراء منظمة األمم المتحدة للتنمية والصناعة‪ ،‬المناطق الصناعية بأنها‬
‫"عبارة عن مساحات أرضية مهيئة ومخصصة إلقامة مشاريع صناعية تنشأ عموما‬
‫بقرار من رئيس البلدية ويشترط أن تكون مدرجة ضمن مخطط التنمية العمرانية‬
‫ويتوقف نجاحها على الموقع الذي تحتله بالنسبة لشبكة الطرق‪ ،‬أو قنوات التوزيع‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى سعر األرض داخل المنطقة ذاتها"‪.‬‬

‫وقد عرفت المناطق الصناعية أيضا أنها ‪:‬‬

‫"عامل حقيقي من عوامل ترقية وعصرنة النسيج الصناعي" ‪ ،‬كما أنها تعد‬
‫وتعتبر "عامال هام جدا من عوامل الترسانة المحفزة لالستثمار"‪.‬‬

‫كما يمكن القول بأن المناطق الصناعية هي مساحات محددة بأدوات التهيئة‬
‫‪2‬‬
‫والتعمير مخصصة الستقبال نشاطات اقتصادية ذات مصلحة وطنية أو خاصة‪.‬‬

‫جالجل عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫خوادجية سميحة حنان‪ ،‬محاضرات في مقياس العقار الصناعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪2‬‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫أما بالنسبة للمناطق الصناعية في الجزائر فقد ظهرت ألول مرة سنة ‪،1973‬‬
‫وذلك بصدور المرسوم التشريعي رقم ‪ 45-73‬المؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1973‬المتعلق‬
‫‪1‬‬
‫بإنشاء لجنة استشارية لتهيئة المناطق الصناعية‪.‬‬

‫وظهرت هذه المناطق في إطار سعي الدولة إلى تنمية القطاع الصناعي‪ ،‬باعتباره‬
‫الطريق األمثل لتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬بادرت السلطات العمومية بمحاولة إيجاد‬
‫‪2‬‬
‫سبعة وسبعون (‪ )77‬منطقة صناعية على مستوى إقليم البلديات والواليات‪.‬‬

‫وعهدت مهمة تسييرها إلى أجهزة عديدة ومتخصصة نذكر منها‪:‬‬


‫‪ -‬المركز الوطني للدراسات واألبحاث العمرانية ‪.CNERU‬‬
‫‪ -‬مؤسسة تسيير المناطق الصناعية ‪.E.G.Z.I‬‬
‫تتمثل المهمة األساسية لهذه األجهزة والمؤسسات في تلقي العقارات واكتساب‬
‫الملكية بصفة قانونية لألراضي المكونة للمناطق الصناعية والتي قد تكون ضمن أمالك‬
‫الدولة أو تابعة للخواص‪ ،‬وبعد قيام األجهزة المهيئة بأعمال التجزئة للعقارات‬
‫والتهيئات‪ ،‬تقوم المؤسسات بإعادة التنازل عليها بواسطة عقود توثيقية ومشهرة لصالح‬
‫‪3‬‬
‫المستثمرين‪.‬‬
‫ب عد ذلك تم تحديد شروط إدارة هذه المناطق الصناعية عن طريق المرسوم رقم‬
‫‪ 55-84‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ 1984‬المتعلق بإدارة المناطق الصناعية‪ 4،‬أما بالنسبة‬
‫لتسييرها فكان حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-84‬المتعلق بتسيير المناطق الصناعية‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬
‫وبالرغم أن جميع القوانين والمراسيم المذكورة سابقا‪ ،‬قد نظمت إدارة هذه‬
‫المناطق من حيث اإلنشاء والتسيير‪ ،‬إال أن وضعية العقار الصناعي في هذه المناطق‬
‫بقيت تمتاز بالصعوبات والنقائص وخاصة تلك التي تتعلق بتسييرها‪ ،‬فتعدد وتنوع في‬
‫األجهزة ومؤسسات اإلدارة وعدم ضبط طبيعتها القانونية بدقة‪ ،‬وطبيعة المعامالت‬
‫واألعمال التي تقوم بها‪ ،‬أدى إلى تداخلها في الصالحيات والختصاصات‪ ،‬مما صعب‬
‫التعرف على األجهزة أو المؤسسة المهيئة‪ ،‬و كذا المؤسسة المسيرة و دورها‪ ،‬الشيء‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 1‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ ،45-73‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ 2‬شتوان حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.684‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 55-84‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،1984‬يتعلق بإدارة المناطق الصناعية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.1984‬‬
‫‪ 5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-84‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ ،1984‬يتضمن تنظيم مؤسسات تسيير‬
‫المناطق الصناعية وعملها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.1984‬‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫الذي نتج عنه عدة انشغاالت ميدانية ‪ ، 1‬ال سيما في عمليتي المتابعة والمراقبة‪ ،‬كما أن‬
‫عدم األخذ بعين االعتبار المعايير االقتصادية‪ ،‬وقوانين التعمير عند إنشاء هذه‬
‫المناطق‪ ،‬وعدم تحديد التجزئات بصفة واضحة وظاهرة ‪ ،‬مما أدى إلى ظهور توسعات‬
‫غير قانونية ‪ ،‬وكذلك عدم تحديد الطبقة القانونية ألجهزة إدارة المناطق الصناعية من‬
‫حيث اكتساب العقار والتسيير‪ ،‬وهل هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‬
‫‪2‬‬
‫أم مؤسسات عمومية اقتصادية ال تهدف إلى تحقيق الربح ؟‬

‫ولمواجهة هذه النقائص التي ال تخدم المستثمر اقتضت الضرورة ‪ ،‬إعادة مالئمة‬
‫اإلطار القانوني من خالل تعديل أحكام المرسوم التنفيذضي رقم ‪ 55- 84‬المتعلق‬
‫بإدارة المناطق الصناعية‪ ،‬وذلك بإعادة تنظيم القواعد التي تضبط شروط و كيفيات‬
‫تسيير هذه المناطق‪ ،‬وكذلك منح الهيئات المسيرة صالحيات الضبط اإلداري‪ ،‬وذلك‬
‫تحت تصرف الهيئات الرئيسة لها "الوالي" حتى تتمكن من القيام بمهمة المتابعة‬
‫‪3‬‬
‫والمراقبة‪.‬‬

‫كما أنه قصد إعادة مالئمة اإلطار القانوني وإزالة عوائق االستثمار ثم إصدار‬
‫األمر رقم ‪ 03/01‬المؤرخ في ‪ 2001/08/20‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،4‬حيث تم‬
‫إنشاء جهاز يسمي بالمجلس الوطني لالستثمار (‪ ،)C.N.I‬والذي من أبرز مهامه‬
‫االقتراح على الحكومة كل القرارات والتدابير الضرورية لتنفيذ إجراء رغم االستثمار‬
‫وتشجيعه والعمل على إنشاء مناطق صناعية جديدة والتي أصبحت تسمى حاليا‬
‫‪5‬‬
‫بالحظائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناطق النشاطات‬

‫لم تحظي مناطق النشاطات‪ ،‬بتعريف من طرف المشرع الجزائري ولكن يمكن‬
‫تعريفها تبعا لما جاء في تقرير وزارة المساهمات وترقية االستثمارات رقم ‪ 533‬مؤرخ‬
‫في ماي ‪ 2006‬كآلتي‪:‬‬

‫"مناطق النشاطات مساحات محددة بأدوات التهيئة والتعمير مخصصة الستقبال‬


‫نشاطات ذات طابع محلي أو نشاطات متعددة مخصصة الستقبال نشاطات ذات طابع‬

‫حساين سامية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 8‬‬ ‫‪1‬‬

‫بوجودة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫حساين سامية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪3‬‬

‫األمر رقم ‪ ،03-01‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫شتوان حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 684‬‬ ‫‪5‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫محلي أو نشاطات متعددة الخدمات‪ ،‬وهي مساحات تشترك في ملكيتها الجماعات‬


‫المحلية الوكاالت الوالئية للتسيير والتنظيم العقاريين والمالك الشاغلين "‪.‬‬
‫كما تم تعريفها في تقرير آخر لنفس الوزارة رقم ‪ 26-78‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي‬
‫‪ 2008‬بأنها ‪ " :‬مساحات لترقية وتنمية النشاطات االقتصادية بصفة عامة‪ ،‬بخالف‬
‫‪1‬‬
‫النشاطات الصناعات المنتجة التي تقع في المناطق الصناعية "‪.‬‬
‫ومناطق النشاطات هي تلك المناطق التي تم إنشاؤها بموجب قرارات اتخذت في‬
‫تطبيق األمر رقم ‪ 26-74‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 1974‬المتضمن االحتياطات العقارية‬
‫للبلدية‪ ،‬حيث تم إنشاء ‪ 449‬منطقة نشاط على مستوى ‪ 48‬والية مساحة إجمالية تقدر بـ‬
‫‪ 7500‬هكتار‪.‬‬
‫حيث بموجب األمر رقم ‪ 26-74‬كانت مهمة التسيير هذه المناطق مخولة‬
‫‪2‬‬
‫للبلديات ثم أحيلت إلى الوكالة العقارية الوطنية والوكاالت العقارية المحلية‪.‬‬

‫حيث تم إنشاء الوكالة العقارية الوطنية ‪ 3‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪03-86‬‬
‫سنة ‪ 4.1986‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 04-86‬المتضمن إنشاء وكالة عقارية محلية التي‬
‫‪5‬‬
‫تعتبر مؤسسة عمومية ‪.‬‬

‫ثم تم إنشاء صالحية تسيير الحافظة العقارية للبلديات إلى الوكاالت المحلية‬
‫للتنظيم والتسيير العقاريين‪ ،‬وذلك بموجب قانون التوجيه العقاري رقم ‪ ،6 25-90‬وتم‬
‫إنشاء هذه الوكاالت بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،7 405-90‬وتم تعديله بالمرسوم‬
‫‪8‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 408-03‬لسنة ‪.2008‬‬

‫‪ 1‬خوادجية سميحة حنان‪( ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر) ‪،‬المرجع السابق ص ‪21‬‬
‫و‪.22‬‬
‫‪ 2‬جالجل عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪" 3‬الوكالة العقارية الوطنية ‪ :‬مؤسسة عمومية ذات طابع اداري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي" المادة ‪ 02‬من مرسوم التنفيذي رقم ‪، 03-86‬مؤرخ في‪ 07‬يناير ‪،1986‬‬
‫يتضمن إنشاء وكالة عقارية وطنية ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد األول المؤرخة في ‪08‬يناير‪.1986‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة األولى ‪ ،‬من المرسوم رقم ‪ ،03-86‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ ، 04-86‬المؤرخ في ‪ 07‬يناير‪ ،1986‬يتعلق بالوكالة العقارية‬
‫المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد األول‪ ،‬مؤرخ في ‪ 08‬يناير سنة ‪.1986‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 73‬قانون رقم ‪ ،25-90‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 405-90‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1999‬المحدد لقواعد إحداث وكاالت‬
‫محلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 68‬سنة ‪.1986‬‬
‫‪ 8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 408-03‬المؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪، 2003‬المعدل والمتمم ألحكام‬
‫المرسوم التنفيذي رقم (‪ ، )405/90‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،1990‬المحدد لقوعد إحداث وكاالت‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وأمام الوضع المتدهور لمناطق النشاط‪ ،‬والذي يعود إلى عجز الوكاالت الوالئية‬
‫للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين في أداء مهمتها في مجال توفير المنشآت‬
‫والهياكل القاعدية والتهيئة الالزمة‪ ،‬لنقص الموارد المالية الالزمة‪ ،‬إضافة إلى ذلك‬
‫العديد من مناطق النشاط لم تكن محل الدراسات الجديدة من قبل الجماعات المحلية أو‬
‫الوكاالت العقارية‪ ،‬قررت الحكومة سنة ‪ 1998‬تجميد مناطق النشاط ريثما يتم‬
‫التسوية‪ ،‬حيث لم يتم ذكر اإلطار القانوني في إلنشاء مناطق نشاط جديدة‪ ،‬وعدم وجود‬
‫‪1‬‬
‫نص تشريعي أو تنظيم صريح يوضح اإلجراءات القانونية في ذلك‪.‬‬

‫عند صدور المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-10‬المتضمن تنظيم لجنة المساعدة على‬
‫تحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار وتشكيلها وسيرها‪ ،‬ينص على أنه‬
‫يمكن للجنة المساعدة‪ ،‬اقتراح إنشاء مناطق نشاط جديدة طبقا للتشريع والتنظيم المعمول‬
‫‪2‬‬
‫به‪.‬‬

‫كما جاء في نص المادة ‪ 109‬من القانون رقم ‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية على ما‬
‫يلى‪ " :‬يخضع إقامة أي مشروع استثمار و‪/‬أو تجهيز على إقليم البلدية ‪ ،‬أو أي مشروع‬
‫‪3‬‬
‫يندرج في إطار البرامج القطاعية للتنمية إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي"‪.‬‬

‫وبذلك فإن إنشاء هذه المناطق بقي بمبادرة محلية (مداولة من المجلس الشعبي‬
‫البلدي ) المصادق عليها بقرار من الوالي تحددها أدوات التهيئة والتعمير المنظمة‬
‫‪4‬‬
‫بموجب قانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معايير التمييز بين المناطق الصناعية ومناطق النشاط‪:‬‬

‫محلية للتسيير و التنظبم العقاريين الحضاريين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 68‬مؤرخة في ‪-11-09‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ 1‬خوادجية سميحة حنان‪( ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر)‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪64‬‬
‫‪.‬‬
‫انظر المادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-10‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير سنة ‪، 2010‬‬ ‫‪2‬‬

‫يتضمن تنظيم لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار وتشكيلتها‬
‫وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪.2010/01/17‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 109‬من القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في يوليو ‪ ،2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ،37‬المؤرخ في ‪.2011/07/03‬‬
‫‪ 4‬خواد جية سميحة حنان‪( ،‬النظام القانوني للعقار في الصناعي في الجزائر)‪ ،‬المرجع السابق ص‬
‫‪.65‬‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫يمكن تمييز المناطق الصناعية عن مناطق النشاط من خالل الفروقات التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬من حيث الجانب القانوني والتنظيم‪ :‬تنشأ المناطق الصناعية والمؤسسات القائمة‬
‫بتسييرها بمرسوم ‪ ،‬أما مناطق النشاطات فهي غالبا ما تكون ناتجة عن مبادرات‬
‫محلية‪ ،‬وتنشأ بقرار صادر من البلدية أو الوالية أو الوكالة العقارية‪.‬‬
‫‪ .2‬من حيث حجم المناطق‪ :‬مساحة المناطق الصناعية في العادة تكون أكبر من‬
‫مساحة مناطق النشاط ‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من وجود مناطق صناعية أقل مساحة من‬
‫‪1‬‬
‫مناطق النشاط‪.‬‬
‫‪ .3‬من حيث طبيعة النشاط‪:‬مناطق النشاط يتم إنشاؤها الستيعاب مشاريع المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وهي تحتوي على نشاطات صغيرة غالبا ما تكون تابعة‬
‫‪2‬‬
‫لقطاع الخدمات مثل نشاطات التوزيع‪ ،‬الفندقة ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬التخزين‪...‬‬
‫أما المناطق الصناعية فهي تأوي مركبات ووحدات صناعية كبيرة‪.‬‬
‫‪ .4‬من حيث التسيير‪ :‬مناطق النشاط ليست محددة بصفة دقيقة‪ ،‬وقد تكون مندمجة‬
‫في النسيج العمراني‪ ،‬كما أنه ال توجد مؤسسة مكلفة بتسييرها فهذه المهمة‬
‫موكلة مباشرة للجماعات المحلية أو عن طريق الوكاالت العقارية للتسيير‬
‫‪3‬‬
‫والتنظيم العقاريين ‪.‬‬
‫أما المناطق الصناعية فيتم تسييرها عن طريق اللجنة االستشارية لتهيئة المناطق‬
‫‪4‬‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المناطق الصناعية ومناطق النشاطات لوالية قالمة‬
‫تتوفر والية قالمة على قرابة ‪ 300‬هكتار كوعاء عقاري موجه لالستثمار عبر‬
‫مختلف المناطق الصناعية ومناطق النشاطات التجارية ‪.‬‬
‫‪ .1‬المناطق الصناعية بالوالية ‪:‬‬
‫الجدول األول ‪ :‬تقسيم المناطق الصناعية بوالية قالمة‬

‫‪ 1‬يرقى حسين‪ ،‬بن لكحل محمد أمين‪ ،‬دور العقار الصناعي في ترقية االستثمار في الجزائر‪ -‬دراسة‬
‫حالة والية المدية‪ -‬جامعة المدية‪ .‬موقع الكتروني ‪ http://www.asspp.cerist.dz‬يوم ‪-10‬افريل سنة‬
‫‪ ،2019‬على الساعة ‪ ،20:29‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 2‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المعالجة القانونية للعقار الصناعي في ضوء التشريع واالجتهاد القضائي‬
‫‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع القانون العقاري)‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2014 ،1‬‬
‫‪، 2015‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة حنان‪(،‬محاضرات في مقياس العقار الصناعي)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬مقالتي منى‪ ،‬محاضرات في النظام القانوني للعقار االستثماري‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية سنة ‪ 2019-2018‬بتاريخ األحد ‪ 11‬نوفمبر على الساعة ‪ 12:30‬إلى‬
‫‪.14:00‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫عدد‬ ‫المساحة‬ ‫تسمية‬


‫عدد القطع الممنوحة‬ ‫القطع‬ ‫االجمالية‬ ‫البلدية‬ ‫الترتيب المنطقة‬
‫المنشأة‬ ‫(هكتار)‬ ‫الصناعية‬
‫‪ 70‬قطعة منها ‪ 03‬في‬ ‫ذراع‬ ‫‪01‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪45‬‬ ‫قالمة‪/‬بلخير‬
‫إطار ‪CALPIREF‬‬ ‫لحرش‬
‫حجر‬ ‫‪02‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪140‬‬ ‫عين رقادة‬
‫مركب‬
‫‪70‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪185‬‬ ‫المجموع‬
‫من إعداد الباحث ‪ :‬مصدره مدرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة‬
‫تعتبر المنطقة الصناعية ذراع لحرش أول منطقة صناعية بالوالية وقد تم برمجة‬
‫عملية التهيئة في إطار البرنامج ‪ ، 2009/2005‬وقد تم إنشاؤها في ‪. 1990-12- 26‬‬

‫وتعد المنطقة الصناعية الجديدة حجر المركب مكسبا كبيرا لوالية قالمة منجزة‬
‫من طرف مكتب الدراسات واإلنجاز العمراني عنابة ‪ ،‬ولقد تم تحويل ملفها من الوكالة‬
‫الوطنية للوساطة والضبط العقاري (المديرية الجهوية عنابة) إلى والي والية قالمة‬
‫(مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء) بتاريخ ‪. 2017/12/10 :‬‬
‫مناطق النشاطات ‪:‬‬
‫تحتوي والية قالمة على عشر مناطق النشاطات تجارية ‪ ،‬منها منطقتي (‪)02‬‬
‫نشاطات منشأة حديثة‪ ،‬وثمانية (‪ )08‬مناطق قديمة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬مناطق النشطات الجديدة المنشأة حديثا ‪:‬‬
‫في إطار البحث عن األوعية العقارية بالوالية إلنشاء عشر مناطق تجارية جديدة‬
‫لتوطين مشاريع استثمارية ‪ ،‬وبعد إجراء التحقيقات المناسبة فقد تم إنشاء منطقتي‬
‫‪1‬‬
‫نشاطات تجارية فقط ( ببلدية مجاز الصفا) ‪ ،‬تحديدا بمنطقة باجي مختار ومقسمية‪.‬‬
‫الجدول الثاني ‪ :‬مناطق النشاطات الجديدة لوالية قالمة‬
‫التهيئة‬ ‫عدد‬
‫المسا عدد‬
‫القطع‬ ‫تاريخ‬ ‫الرق منطقة‬
‫مرحلة‬ ‫حة القطع‬
‫مرحلة الدراسة‬ ‫الممنوح‬ ‫اإلنشاء‬ ‫م النشاط‬
‫اإلنجاز‬ ‫هكتار المنشأة‬
‫ة‬
‫العمليات‬ ‫الدراسة منتهية على‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪/01/09‬‬ ‫باجي‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪01‬‬
‫غير‬ ‫عائق المستثمرين‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫مختار‬

‫‪ 1‬مقابلة ‪ ،‬مديرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة ‪ ،‬األحد ‪ 19‬ماي ‪ ، 2019‬على الساعة‪،11:00‬‬
‫مدير الصناعة والمناجم لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القنوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫مسجلة‬ ‫‪31.6 /01/09‬‬


‫العملية مسندة إلى مكتب‬ ‫‪00‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ 02‬مقسمية‬
‫ومسها‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2015‬‬
‫الدراسات على عاتق‬
‫التجميد‬ ‫‪52.4‬‬
‫المستفيدين‬ ‫‪15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1‬‬
‫من إعداد الباحث ‪ :‬مصدره مدرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة‬

‫ب‪-‬مناطق النشاطات التجارية القديمة‪:‬‬


‫تتوفر والية قالمة على ثمانية (‪ )08‬مناطق تجارية قديمة موزعة على مختلف بلديات‬
‫‪1‬‬
‫الوالية على مساحة تقدر بـ ‪ 62.54‬هكتار ‪.‬‬
‫الجدول الثالث ‪ :‬مناطق النشاطات التجارية القديمة لوالية قالمة ‪.‬‬
‫عملية التهيئة‬
‫عدد‬ ‫المساح‬
‫عدد‬ ‫تسمية‬
‫القطع‬ ‫ة‬ ‫الهيئة‬ ‫تاريخ‬ ‫الرق‬
‫مرحلة‬ ‫برنام مرحلة‬ ‫القطع‬ ‫منطقة‬
‫الممنوح‬ ‫المالكة (هكتا‬ ‫اإلنشاء‬ ‫م‬
‫ج الدراسات اإلنجاز‬ ‫المنشأة‬ ‫النشاط‬
‫ة‬ ‫ر)‬
‫الدراسات العملية‬
‫العـــقــــــــــــــــــــــاريــــــــ‬
‫‪/07/05‬‬ ‫النشما‬
‫‪2011‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪8.82‬‬ ‫‪01‬‬
‫مجمدة‬ ‫المنتهية‬ ‫‪1999‬‬ ‫ية‬
‫االوكـــــــــــــــــالة‬

‫نسبة تقدم‬ ‫وادي‬


‫الدراسات‬ ‫‪/05/18‬‬
‫األشغال‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪3.38‬‬ ‫الزنات‬ ‫‪02‬‬
‫ــــة‬

‫المنتهية‬ ‫‪1993‬‬
‫‪%95‬‬ ‫ي‬
‫قلعة‬
‫العملية‬ ‫الدراسات‬ ‫‪/04/30‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4.13‬‬ ‫بوصب‬ ‫‪03‬‬
‫مجمدة‬ ‫المنتهية‬ ‫‪2000‬‬
‫ع‬
‫نسبة تقدم‬ ‫عين‬
‫الدراسات‬ ‫‪24.1‬‬ ‫‪/10/10‬‬ ‫‪04‬‬
‫العـــقــــاريــــة‬

‫األشغال‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫بن‬


‫الوكـــــــالة‬

‫المنتهية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1984‬‬


‫‪%10‬‬ ‫بيضاء‬
‫وادي‬
‫‪/05/18‬‬
‫الدراسات‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪1.90‬‬ ‫الزنات‬ ‫‪05‬‬
‫البرنامـــج التكمـي‬

‫العملية غير‬ ‫‪1993‬‬


‫لسنـة ‪2013‬‬

‫متوقفــــــ‬ ‫ي‬
‫مسجلة‬
‫ة بسبـــب‬ ‫‪URB‬‬ ‫‪/07/09‬‬
‫ومسها‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪8.24‬‬ ‫‪ 06‬بلخير‬
‫التجميـــــ‬ ‫‪AN‬‬ ‫‪1995‬‬
‫التجميد‬
‫ــــــد‬ ‫الوكــالـ‬ ‫‪/08/18‬‬ ‫تاملوك‬
‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪8.24‬‬ ‫‪07‬‬
‫ـــــة‬ ‫‪1990‬‬ ‫ة‬

‫‪ 1‬مقابلة ‪ ،‬مديرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة ‪ ،‬األحد ‪ 19‬ماي ‪ ، 2019‬على الساعة‪،11:00‬‬
‫مدير الصناعة و المناجم لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القنوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫العقاريـ‬ ‫‪/04/01‬‬ ‫الفجو‬


‫‪06‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪3.71‬‬ ‫‪08‬‬
‫ــــــة‬ ‫‪2004‬‬ ‫ج‬
‫‪62.5‬‬
‫‪219‬‬ ‫‪220‬‬ ‫المجـــــــــــــــمــــــــــــــــوع‬
‫‪4‬‬
‫من إعداد الباحث ‪ :‬مصدره مدرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة‬
‫من خالل دراستنا وخرجاتنا الميدانية وطبقا لتصريحات مدير مديرية الصناعة‬
‫والمناجم لوالية قالمة تبين لنا أنه على غرار المناطق المكونة للعقار الصناعي‬
‫الموجودة في الجزائر فإن والية قالمة تحتوى على منطقتين فقط أال وهما ‪ :‬المنطقة‬
‫صناعية ومنطقة النشاطات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمالك العقارية التابعة ألمالك الخاصة الموجهة إلنجاز مشاريع‬
‫استثمارية‬

‫أوال‪ :‬المناطق الخاصة‪zones spécifiques :‬‬

‫إن أول ظهور لما يسمى بالمناطق الخاصة كان في إطار قانون االستثمار رقم‬
‫‪ ،1 12 -93‬حيث منحت امتيازات قانونية واقتصادية تحفيزية لالستثمار في هذه‬
‫المناطق‪ ،‬وهذا حرصا من الدولة الجزائرية على توفير المناخ األنسب لجلب‬
‫‪2‬‬
‫االستثمارات ‪.‬‬

‫ولقد نظمت قوانين االستثمار‪ ،‬وقوانين المالية المتعاقبة وكيفية استغالل األراضي‬
‫التابعة إلى المجموعة الوطنية الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية الواقعة خارج‬
‫المساحات المخصصة للتعمير ‪.‬‬
‫ونشير إلى أن المشرع الجزائري نظم العقار الصناعي في هذه المناطق على‬
‫‪3‬‬
‫شكل نوعين من المناطق وهما ‪:‬‬

‫‪ -1‬المناطق المطلوب ترقيتها ‪zone à promouvoir (z .A .P) :‬‬

‫استجابة لحاجيات االستثمار‪ ،‬في إطار المرسوم التشريعي السالف الذكر رقم‬
‫‪ 12-93‬الذي أحال تكوين مناطق مطلوب ترقيتها وضبط حدودها إلى المرسوم‬

‫‪ 1‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،1993‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ 2‬بوجردة مخلوف‪ ،‬العقار الصناعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬بوزريعة ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص‪18‬و‪.19‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة‪ ،‬حنان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫التنفيذي ‪ 1 321-91‬المؤرخ في ‪ 14‬سبتمبر لسنة ‪ 1991‬المتعلق بتحديد المناطق‬


‫الواجب ترقيتها‪ ،‬مع احترام شروط المادة ‪ 51‬من القانون رقم‪ 03-87‬المتعلق بالتهيئة‬
‫والتعمير‪ ،‬تبين أنها مناطق مكونة من البلديات التي يحدد قائمتها بقرار مشترك بين‬
‫السلطة المكلفة بالتهيئة والتعمير والسلطات المكلفة بالجمعات المحلية على أساس‬
‫مقاييس تعكس الضوابط االقتصادية والمالية واالجتماعية للبلدية‪ ،‬و عرفت هذه‬
‫المناطق بـ "المناطق المحرومة " لوجود تخلف واضح وانعدام مشاريع اقتصادية ذات‬
‫‪2‬‬
‫طابع صناعي وتجاري ‪...‬‬

‫و بهذه الصفة يمكن للدولة أن تقدم مساعدة للبلديات المطلوب ترقيتها عن طريق‬
‫إحداث أنشطة تتولد عنها مناصب شغل ‪ ،‬و من خالل ما يلي على الخصوص ‪:‬‬

‫تدعيم اقتناء األراضي لتتخذ كمواقع الستقبال االستثمارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪3‬‬
‫مساعدة البلديات في إنجاز منشآت أساسية لإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبموجب األمر رقم ‪ 03/01‬المؤرخ في ‪، 2001-08-20‬المتعلق بتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬أدخل تغيير على المنطقة المطلوب ترقيتها وأصبح يطلق عليها المناطق‬
‫المطلوب تنميتها مساهمة خاصة من الدولة وهذا حسب ما جاء في المادة رقم ‪ 10‬من‬
‫األمر ‪ ،03-01‬وأسند تحديد وتنظيم استغالل هذه المنطقة إلى هيئة عمومية تسمى‬
‫‪4‬‬
‫المجلس الوطني لالستثمار )‪.(CNL‬‬

‫‪ -2‬مناطق التوسع االقتصادي‪zone d’expansion économique :‬‬

‫هي تلك الفضاءات واألراضي الجيوإقتصادية التي تنطوي على خصائص‬


‫مشتركة من التجانس االقتصادي واالجتماعي متكاملة‪ ،‬وتزخر بطاقات من الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬البشرية أو الهياكل القاعدية والتي يجب تجميعها والرفع من قدرتها كي تكون‬
‫كيفية بتسهيل إقامة األنشطة االقتصادية إلنتاج السلع والخدمات وتطورها‪ ،‬ولقد نص‬
‫المشروع على كيفيات تحديد مناطق لتوسيع االقتصادي التي تكون على أساس نتائج‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 321-91‬المؤرخ في ‪،1991/09/14‬المتضمن المناطق الواجب ترقيتها‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪.67‬‬
‫‪ 2‬حساين سامية‪ (،‬مداخلة بعنوان التدخل التشريعي لحماية االستثمار العقاري)‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫حول االستثمار العقاري في الجزائر‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬يوم ‪ 24‬أفريل ‪ ،2014‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 3‬حساين سامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ،03-01‬المؤرخ في‪ ،2001/08/20 ،‬المتعلق بتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬الصادرة في ‪2001-08-22‬‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬
‫‪2‬‬
‫التحاليل التي تأخذ بعين االعتبار‪ ،1‬وهذا وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪321-94‬‬
‫المتعلق بتحديد شروط تعيين المناطق الخاصة و ضبط حدودها‪.‬‬

‫يالحظ أن هذه المفاهيم المذكورة أعاله أنها جاءت واسعة وغامضة في بعض‬
‫الحاالت إ لى حد يصعب معه صياغتها إلنشاء منطقة ما كمنطقة التوسع االقتصادي‪،‬‬
‫األمر الذي يصعب من مهمة اإلدارة في تكريس هذه المعايير إليجاد مثل هذه المناطق‪.‬‬

‫بالنسبة للمشرع الجزائري تحديد قائمة مناطق التوسع االقتصادي تكون على‬
‫أساس نتائج التحاليل التي تأخذ بعين االعتبار المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى المطلوب للتغطية في مجال المرافق الجماعية والمنشآت القاعدية‬


‫الالزمة إلقامة المستثمرات وذلك بتحليل المؤشرات المعتادة في مجال التخطيط‬
‫نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬الموارد المائية ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة التطهير‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة التزويد بالطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬ومما سبق يستثنى من المناطق التوسع االقتصادي في مجال التهيئة والتعمير‪:‬‬
‫‪ -‬المنطق المطلوب ترقيتها حسب المفهوم الواردة في المادة ‪ 51‬من قانون التهيئة‬
‫والتعمير‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مساحات االرتفاق والخدمة العمومية التي تشمل المطارات – الموانئ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنطقة الحرة‪zones franches :‬‬
‫‪4‬‬
‫عرفها المشرع الجزائري في المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪320-94‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1994-10-17‬المتعلق بالمناطق الحرة على أنها‪ " :‬هي عبارة عن‬
‫مساحات محددة تمارس بها أنشطة صناعية وخدمات تجارية " ‪،‬مكتفيا بذلك بتطابق‬
‫هذه النشاطات لما جاء في المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المتعلق بترقية االستثمار‬

‫‪ 1‬شتوان حنان‪( ،‬العقار الصناعي كآلية إلنعاش االستثمار المحلي ودعم االقتصاد)‪ ،‬مجلة دفاتر‬
‫السياسة والقانون ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬مستغانم‪ ،‬العدد ‪ ،15‬ص ‪. 685‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 321 -94‬المؤرخ في ‪ ،1994-01-17‬متعلق بتحديد شروط تعيين‬
‫المناطق الخاصة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،67‬سنة ‪. 1994‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 22‬و ‪.23‬‬
‫‪ 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 320 -94‬متعلق بتحديد شروط تعيين المناطق الخاصة ‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وال نجد في المواد ‪ 24-25‬من المرسوم التشريعي الخاصة بالمناطق الحرة وصف‬
‫آخر سوى أنها مناطق من التراب الوطني‪.‬‬
‫ويرى الدكتور طه بالي أن المناطق الحرة هي معالم ترتبط بالنظام القائم قد‬
‫تختلف من وسيلة تشجيع التنمية والمبادالت‪ ،‬وتسهيل حركة انتقال البضائع وإعادة‬
‫التصدير‪ ،‬أوتجمع مكاني محدود ومتكامل البناء والتجهيزات والمرافق ووسائل‬
‫التكنولوجيا أي وفقا للمبدأ االقتصادي (دعه يعمل دعه يمر)‪ ،‬وقد ورد في دراسات‬
‫فرنسية باللغة الفرنسية لمركز التنمية التابع لمنظمة التعاون‪ ،‬والتنمية االقتصادية هي‪:‬‬
‫" حيز محدد إداريا وجغرافيا يخضع لنظام جمركي يسمح باستيراد الحر للتجهيزات‬
‫‪1‬‬
‫والمواد األخرى من أجل إنتاج بضائع توجه إلى التصدير"‪.‬‬
‫وفي إطار التطورات المتسارعة على الصعيد العالمي على الجانب االستثماري‪،‬‬
‫عمدت الدولة الجزائرية إلى توجيه أجزاء من أراضيها إلنشاء منطقة حرة ووفرت لها‬
‫إطار قانوني‪ ،‬إلنشائها وإدارتها بل وجسدت هذا النظام في الميدان من خالل أول‬
‫منطقة في الجزائر والتي تعرف بـ " المنطقة الحرة بالرة " بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫‪2‬‬
‫رقم ‪ 06-97‬لسنة ‪ 1997‬والمتواجدة في والية جيجل‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2001‬تقرر إصدار قانون جديد لالستثمار هو األمر رقم ‪ 03-01‬الذي‬
‫نص في مادته ‪ 35‬على إلغاء المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬ولم يضع أحكام جديدة‬
‫للمناطق الحرة ‪ ،‬وفسرت آنذاك وزارة المساهمة وتنسيق اإلصالحات التي بادرت‬
‫بمشروع القانون أن األ حكام المتعلقة بالمناطق الحرة ستنظم في تشريع خاص تقترحه‬
‫‪3‬‬
‫وزارة التجارة‪.‬‬
‫وهو ما تم تفعيله من خالل األمر رقم ‪ 02-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪،2003‬‬
‫المتعلق بالمناطق الحرة الذي خصصت له ‪ 24‬مادة ‪ ،‬ولقد عرفت المناطق الحرة في‬
‫المادة ‪ 02‬منه بأنها ‪ " :‬المناطق الحرة هي فضاءات محددة ضمن اإلقليم الجمركي‬
‫حيث تمارس فيها نشاطات صناعية وتجارية أوتقديم خدمات وهي خاضعة لألحكام‬
‫‪4‬‬
‫المنصوص عليها في هذا األمر "‪.‬‬
‫وال يمكن الحكم على نجاح هذه المنطقة من عدمه‪ ،‬ألنه ببساطة تم الغاء منطقة‬
‫بالرة (‪ )zone franche de bellara‬وهذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪01-05‬‬

‫‪ 1‬صالح خميلي‪ ،‬االستثمار في المناطق الحرة‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار)‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬قسم قانون األعمال‪ ،‬عنابة‪ ،‬سنة ‪،2001-2000‬غير منشورة ‪ ،‬ص ‪.10-8‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ،06-97‬المؤرخ في ‪ ،1997-04-03‬المتضمن إنشاء المنطقة الحرة‬
‫بالرة‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.20‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 4‬المادة رقم ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة ‪ ،2003‬المتعلق‬
‫بالمناطق الحرة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 43‬مؤرخة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫المؤرخ في ‪ 1 2005/01/03‬وحولت إلى منطقة صناعية‪ ،‬وبعد ذلك تم إلغاء األمر‬


‫‪ 02-03‬بموجب القانون ‪ 10-06‬المؤرخ في ‪. 2 2006/06/24‬‬
‫وورد تصريح من قبل مجلس الوزراء الذي فسر فيها السبب الحقيقي لإللغاء‪،‬‬
‫هو أن الجزائر ليست راغبة في إنشاء مناطق حرة فوق اإلقليم الوطني ألنها غير‬
‫‪3‬‬
‫مقتنعة بأهميتها كآلية تساهم في التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األصول المتبقية واألصول الفائضة‬
‫جاء األمر رقم ‪ 04-08‬بالحافظة العقارية المتمثلة في األصول المتبقية والفائضة‬
‫من خالل المادة ‪ 03‬الفقرة الثانية‪ ،4‬وفي سنة ‪ ،2009‬تم تنظيم هذه الحافة بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 153-09‬لسنة ‪ 2009‬والذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على‬
‫األصول المتبقية التابعة للمؤسسات العمومية المستقلة وغير المستقلة المحلية واألصول‬
‫الفائضة التابعة للمؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‪ 5،‬ولدارسة هذه الحافظة‬
‫سوف يتم التطرق إلى األصول المتبقية أوال ثم إلى األصول الفائضة ثانيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األصول المتبقية‬
‫عرف المشرع الجزائري األصول المتبقية من خالل المرسوم التنفيذي رقم ‪-09‬‬
‫‪ 153‬لسنة ‪ ، 2009‬وذلك في مادته الثانية كما يلي ‪ " :‬تعتبر كأصول متبقية كل األمالك‬
‫‪6‬‬
‫العقارية التابعة للمؤسسات العمومية المستقلة و غير المستقلة المحلة المتوفرة "‪.‬‬
‫ولتحديد األصول المتبقية وجب اتباع إجراءات خاصة محددة من خالل المادة ‪6‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬حيث يتم إعداد الجرد لألصول المتبقية المنبثقة‬
‫عن التصفية‪ ،‬ويكون هذا الجرد مرفق ببطاقة تقنية لكل ملك متبقي ويتم إرفاقه بنسخة‬
‫من الجرد بالحصيلة الختامية للتصفية‪ ،‬ثم يتم إرساله إلى مديري أمالك الدولة‬
‫المختصين إقليميا وذلك في أجل ال يتجاوز ‪ 60‬يوما من تاريخ نشر المرسوم في‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-05‬المؤرخ في ‪ 03‬يناير ‪ ،2005‬المتضمن إلغاء المنطقة الحرة‬


‫بالرة والية جيجل‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،04‬مؤرخة في ‪.2005/01/05‬‬
‫‪ 2‬القانون ‪ ،10-06‬متضمن إلغاء األمر ‪ ،02-03‬المتعلق بالمناطق الحرة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،42‬مؤرخة في جوان‪.2006‬‬
‫‪ 3‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.106‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬مؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ ،2009‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز‬
‫على األصول المتبقية التابعة للمؤسسات العمومية المستقلة المحلية واألصول الفائضة التابعة‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،27‬مؤرخة في ‪ 06‬ماي‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫الجريدة الرسمية وبعد ذلك تقوم مصالح أمالك الدولة بتسجيل هذه األمالك في سجل‬
‫‪1‬‬
‫األمالك العقارية التابعة لألمالك الخاصة للدولة غير المخصصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األصول الفائضة‬


‫فبالنسبة لألصول الفائضة فقد عرفها المشرع الجزائري‪ ،‬في المادة ‪ 03‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-09‬لسنة ‪ ،2009‬حيث جاءت المادة في فقرتها األولى بما‬
‫يلي " يقصد باألصول الفائضة تلك األمالك العقارية غير الالزمة موضوعيا لنشاط‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة العمومية االقتصادية‪"...‬‬

‫كما أنه قد تم ذكر األمالك العقارية التي تعتبر منتمية لحافظة األصول الفائضة‪،‬‬
‫وذلك في الفقرات الموالية للفقرة األولى من نص المادة ‪ 03‬من نفس المرسوم‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه األمالك في‪:‬‬

‫األمالك العقارية غير المستغلة أو التي يتم تخصيصها لوجهة ما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمالك العقارية التي ال يتطابق استعمالها مع الغرض االجتماعي للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمالك العقارية المستقلة أو القابلة للفصل من مجمعات عقارية أوسع‪ ،‬التي‬ ‫‪-‬‬
‫قد تكون ملك للمؤسسات العمومية أو ملك للدولة وغير الزمة لنشاطها‪.‬‬
‫األمالك العقارية التي تغير طابعها القانوني بحكم قواعد التعمير والتي‬ ‫‪-‬‬
‫أصبحت ال تدخل في إطار النشاط الرئيسي للمؤسسة العمومية‪.‬‬
‫األمالك العقارية المتواجدة داخل المناطق الصناعية والمتوفرة عند تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫األمالك التي أعيد إدماجها ضمن األمالك الخاصة للدولة والخاضعة ألحكام‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المرسوم واألمالك العقارية المتمثلة في األراضي التابعة لمناطق‬
‫النشاطات التي تخضع ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-09‬وتكون‬
‫‪3‬‬
‫متوفرة عند تاريخ نشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لإلجراءات المتبعة لتحديد األصول الفائضة فيتم ذلك بناءا على الئحة‬
‫من مجلس مساهمات الدولة‪ 4‬وملف تقني مرسل من طرف شركة تسيير المساهمات‬

‫‪ 1‬انظر المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 03‬الفقرة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر للمادة ‪ 3‬فقرات ‪2‬و‪3‬و‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 153-09‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬مجلس مساهمات الدولة ‪:‬هو هيئة حكومية تم تأسيسها من خالل األمر رقم ‪ 04-01‬لسنة ‪2001‬‬
‫بشأن التنظيم و التسيير و خوصصة المؤسسات االقتصادية و العمومية ‪ ،‬وتمارس الدولة دورها‬

‫~ ‪~ 34‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫التابعة لها المؤسسة أو المؤسسة العمومية االقتصادية غير المنخرطة ‪ ،‬ويقوم مدير‬
‫أمالك الدولة المختص إقليميا ‪ ،‬بإعداد عقد إدماج الملك العقاري الفائض ضمن األمالك‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة للدولة عندما يكون هذا األخير ملك لمؤسسة معينة‪.‬‬

‫وقد تم تحديد الهيئة المسيرة للمحافظة العقارية المتكونة من األصول المتبقية‬


‫واألصول الفائضة ‪ ،‬والمتمثلة في الهيئة المحلية للوكالة الوطنية للوساطة والضبط‬
‫العقاري‪ ،‬وذلك بعد إبرام اتفاقية مع مديرية أمالك الدولة المختصة إقليميا‪.‬‬

‫حيث أكدت ذلك المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 153-09‬لسنة ‪ 2009‬التي‬
‫نصت على مايلي‪:‬‬
‫"يستند تسيير الحافظة العقارية المكونة من األصول المتبقية واألصول الفائضة‬
‫المسترجعة تدريجيا واألراضي المتواجدة في المناطق الصناعية إلى الوكالة الوطنية‬
‫للوساطة والضبط العقاري وذلك لحساب الدولة‪.‬‬
‫يتم هذا التسيير من طرف الهيئة المحلية للوكالة الوطنية للوساطة والضبط‬
‫العقاري وعلى مستوي الوالية المعنية على أساس اتفاقية تبرم بين مديرية أمالك‬
‫الدولة المختصة إقليميا‪ ،‬والهيئة المحلية المسيرة المعنية التي تعمل لحساب الوكالة‬
‫‪2‬‬
‫الوطنية السالفة الذكر "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات المسيرة للعقار الصناعي‬


‫كمالك لألصول التي قدمتها إلى مؤسسة تسيير المساهمات‪،‬الموقع االلكتروني لوزارة الصناعة‬
‫والمناجم ‪ ، www.mdipi.gov.dz :‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ ،2019-05-29‬على الساعة ‪.11:00‬‬
‫‪ 1‬لكحل مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 35‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫نظرا لدور العقار في التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وضعت الدولة الجزائرية‬


‫بناءا على قوانين تنظيمية في إطار االستثمار وتوفير المواقع العقارية المناسبة‬
‫لمجموعة من اآلليات اإلدارية‪ ،‬تتولى مهمة توفير و تسيير وتهيئة مناطق العقار‬
‫الصناعي‪ ،‬وهذا لعالج نقائص اإلدارة المشرقة على العقار الصناعي والتي تتمثل في‬
‫هيئات مركزية وأخرى ال مركزية ‪ ،‬وذلك ما سنتطرق إليه من خالل هذا المطلب‪،‬‬
‫حيث تتناول في الفرع األول الهيئات المركزية وفي الفرع الثاني الهيئات الالمركزية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الهيئات المركزية‬
‫قامت السلطات العمومية في الجزائر باتخاذ جملة من اإلجراءات بهدف حصول‬
‫المستثمرين على أوعية عقارية إلنجاز وتنفيذ استثماراتهم‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء عدة‬
‫هيئات تتولى استقبال المستثمرين وتوجيههم‪ ،‬وهذا في إطار مجموعة من النصوص‬
‫القانونية التي تنظم عملية األوعية العقارية‪ ،‬وتتمثل هذه المؤسسات المركزية فيما يلي‪:‬‬
‫الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجلس الوطني لالستثمار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة أمالك الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجلس الحكومة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوزارات المختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أوال‪ :‬الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪A.N.I.R.E.F .‬‬

‫تم إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري سنة ‪ 2007‬بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 119-07‬المؤرخ في ‪ 23‬أبريل ‪ ،1 2007‬المعدل المتمم بموجب المرسوم‬

‫‪ 1‬المركزية اإلدارية ‪ :‬هي جمع الوظيفة اإلدارية وحصرها بيد شخص معنوي عام واحد " الدولة "‬
‫‪ ،‬حيث يتولى و يهيمن على النشاط اإلداري ‪ ،‬وإن تعددت الهيئات و األفراد القائمين به وفق نظام‬
‫السلطة الرئاسية ‪ ،‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 2‬محمد بوشوشة وعيسى بولخوخ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫~ ‪~ 36‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫التنفيذي رقم ‪ 2 126-12‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ 2012‬الذي يتضمن إنشاء الوكالة‬


‫الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬ويحدد قانونها األساسي ‪ ،‬وقد عرفت المادة األولى‬
‫من المرسوم رقم ‪ 119-07‬الوكالة على أنها ‪ " :‬مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي‬
‫وتجاري ‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬تخضع الوكالة للقواعد‬
‫المطبقة على اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجر في عالقتها مع الغير‪ ،‬توضع‬
‫‪3‬‬
‫الوكالة تحت وصاية وزارة الصناعة‪ ،‬ومقرها مدينة الجزائر العاصمة "‬
‫‪ .1‬الهيكل المركزي للوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪:‬‬
‫يضم الهيكل المركزي للوكالة كل من مجلس اإلدارة ‪ ،‬إذ يعد أول جهاز نص‬
‫عليه المشرع الجزائري في الهيكل المركزي‪ ،‬ويقوم برئاسته الوزير المكلف بترقية‬
‫االستثمارات أو الممثل عنه‪ ،‬كما يضم المدير العام الذي تم اإلشارة إلى صالحياته‬
‫وطريقة تعيينه كجهاز للوكالة‪.‬‬
‫مجلس اإلدارة‪ :‬يتشكل المجلس من األعضاء اآلتية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالمالية (الخزينة ‪ /‬أمالك الدولة) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالعمران‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالصناعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالسياحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالنقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫ممثل الوزير المكلف بالطاقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ممثل الوزير المكلف بالتهيئة والبيئة‪.‬‬


‫‪ -‬ممثل الوزير المكلف بالمؤسسات الصغيرة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ممثل الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬المؤرخ في ‪ ،2007-04-23‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬


‫للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬الجريدة الرسميةالعدد‪ ،27‬لسنة ‪. 2007‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 126-12‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،2012‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬
‫للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ ،119-07‬الجريدة الرسمية العدد ‪17‬‬
‫لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،119-07‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬بن كرو يمين ة وبن مماس جميلة‪ ،‬الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ‪ :‬آلية لتفعيل‬
‫االستثمارات في الجزائر‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق)‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 5‬بن كرو يمينة وبن مماس جميلة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 37‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫هذه التشكيلة وردت في نص المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،119-07‬ولكن تم‬


‫تحديث في هذه التشكيلة من خالل المرسوم التنفيذي ‪ 126-12‬حسب المادة ‪ 7‬منه‪ ،‬فتم‬
‫إلحاق وزير التجارة والفالحة لما لهذين القطاعين دور حساس وكبير في تنمية‬
‫‪1‬‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫وبغيت تسيير الحسن للوكالة يعقد مجلس اإلدارة اجتماعيات سواء عادية أو‬
‫استثنائية‪ ،‬يجتمع المجلس في دورة عادية بناءا من طلب رئيس المجلس المتمثل في‬
‫وزير المكلف بترقية االستثمارات وذلك في ثالث (‪ )3‬مرات في السنة‪ ،‬وأما‬
‫االجتماعات االستثنائية تكون بناءا على طلب الوزير المكلف بترقية االستثمار أو ممثله‬
‫أو يطلب من المدير العام للوكالة ويمكن أن يكون الطلب من طرف ثلثي ( ‪)3/2‬‬
‫أعضاء مجلس اإلدارة ‪ ،‬ويمكن حصر مهمة مجلس اإلدارة في‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراح ودراسة مشاريع مخططات التنمية الخاصة بالوكالة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد وتنظيم البرنامج السنوي لنشاطات الوكالة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تحديد الميزانية المرتبطة بها ‪.‬‬
‫ب‪ .‬المدير العام‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي ‪ 119-07‬نصت على ما يلي‪ ":‬يعين‬
‫المدير العام للوكالة بمرسوم رئاسي وفقا للتنظيم المعمول به وتنتهي مهامه بنفس‬
‫‪3‬‬
‫الشكل"‬
‫يمارس المدير العام مهام إدارية تتمثل في سلطة التعيين و العزل لمستخدمي‬
‫الوكالة و يمارس السلطة السلبية على جمع مستخدمي الوكالة‪ ،‬يبرم الصفقات و العقود‬
‫و االتفاقيات و القروض التي تحتاجها الوكالة وفقا لإلجراءات اإلدارية و التنظيم‬
‫المعمول به ‪ ،‬كذلك يلتزم المدير العام بالنظام الداخلي الخاص بالوكالة الذي يعده‬
‫مجلس اإلدارة ‪.‬‬
‫و في نهاية السنة المالية يعد المدير العام تقرير سنويا عن النشطات التي قامت‬
‫بها الوكالة مرفقا بالحصائل و النتائج المحصل عليها و يرسل ذلك إلى السلطة الوصية‬
‫بعد مداولة المجلس اإلدارة ‪.‬‬
‫كما أنه بإمكانه التقاضي باسمها إضافة إلى ذلك يسهر على تنفيذ إجراءات الرقابة‬
‫الخارجية وإعداد البيانات التقديرية لنشاطات الوكالة‪.‬‬

‫‪ 1‬مريم بوشربي‪ (،‬اآلليات لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر )‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات‬
‫القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة عباس لغرو‪ ،‬خنشلة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬سبتمبر سنة ‪ ،2016‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 2‬بن كروية يمينة وبن مماس جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 20‬و ‪.23‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 119-07‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫كل هذه السلطات والصالحيات المخولة للمدير العام حددتها المادة ‪ 22‬من‬
‫‪1‬‬
‫المرسوم ‪.119-07‬‬
‫‪ .2‬مهام الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري‪D.G.D.N:‬‬
‫لقد حدد المرسوم التنفيذي ‪ 119-07‬السالف الذكر المعدل والمتمم المحدد لمهام‬
‫الوكالة الضبط والوساطة العقارية وفقا للمادة ‪ 3‬منه نصت على‪ " :‬يمكن للوكالة أن‬
‫تتولى مهمة التسيير والترقية والوساطة والضبط العقاري على مكونات حافظة العقار‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادي العمومي المذكورة في المادتين ‪ 5‬و‪ 6‬أدناه "‬
‫أ‪ -‬الوساطة العقارية‪:‬‬
‫في إطار مهمتها في الوساطة تربط الوكالة بين المالكين لألصول العقارية المبنية‬
‫أو الغير مبنية الموجهة إلى االستثمار والمتعاملين االقتصاديين الباحثين على وعاء‬
‫عقاري الحتضان مشاريعهم الصناعية وذلك بـالتسيير بموجب اتفاقية األمالك العقارية‬
‫المبنية والغير المبنية‪.‬‬
‫وهذا وفقا للمادة ‪ 5‬من المرسوم ‪ 119-07‬المعدلة بالمادة ‪ 3‬من المرسوم ‪-12‬‬
‫‪ " 126‬يمكن الوكالة أن تتولى الوساطة العقارية ‪ ...‬وفقا التفاقيات ولحساب المالكين‬
‫‪3‬‬
‫‪"...‬‬

‫ب‪ -‬الضبط العقاري‪:‬‬


‫تقوم الوكالة بمهمة الضبط من خالل إنشاء المرصد العقاري االقتصادي‪ ،‬والذي‬
‫عن طريقه يتم جدولة أسعار العقار االقتصادي‪ ،‬ويتم تحيينه كل ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وكذلك إعداد‬
‫تقارير للسوق العقارية كل ‪ 06‬أشهر‪ ،‬وهذا حسب ما جاءت به المادة ‪ 8‬من المرسوم‬
‫‪ ، 119-07‬وتقوم الوكالة بنشر المعلومات حول األصول العقارية ويضع لهذا الغرض‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬نصت ما يلي‪ " :‬ينفذ المدير العام للوكالة‬
‫توجيهات المجلس ويقوم بـ‪:‬‬
‫‪ -‬يعد التنظيم العام للوكالة‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم ويوقع الصفقات والعقود واالتفاقيات في إطار التشريع‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح مشاريع برامج النشاطات الوكالة‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم كل قرض في إطار التنظيم المعمول به‪.".....‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 119-07‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 60‬و‪.61‬‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫بنك معطيات يجمع العرض الوطني حول األصول العقارية ذات الطابع االقتصادي‬
‫‪1‬‬
‫حسب المادة ‪ 07‬من المرسوم ‪.119-07‬‬
‫ج‪ -‬الترقية العقارية‪:‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،119-07‬المعدل والمتمم للوكالة‬
‫صفة المتعهد بالترقية العقارية و مؤهلة الكتساب األمالك العقارية إلعادة بيعها ‪،‬يعد‬
‫تهيئتها و تجزئتها لوضعها في خدمة المشاريع الصناعية و لقد تم تعديل هذه المادة‬
‫بموجب المادة ‪ 4‬من المرسوم ‪ 126 -12‬و أصبح من مهام الوكالة تهيئة مناطق نشاط‬
‫‪2‬‬
‫و مناطق الصناعية جديدة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪A.N.D.I.‬‬

‫صدر المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬مكرسا إنشاء‬


‫مؤسسة جديدة سميت وكالة ترقية االستثمارات ودعمها ومتابعتها‪ ،‬وقد حددت‬
‫‪3‬‬
‫صالحياتها وتنظيمها وسيرها بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪. 319-94‬‬
‫ونظرا للحصيلة المتواضعة لهذه الوكالة صدر األمر رقم ‪ 03-01‬المتعلق‬
‫بتطوير االستثمار‪ ،‬بموجب المادة السادسة (‪ 4 )06‬ومنه إنشاء وكالة وطنية لتطوير‬
‫االستثمار محل وكالة ترقية االستثمار (‪ )apsi‬المنشأة في ظل المرسوم ‪.12-93‬‬
‫ولقد نظمها المشرع بمقتضى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬المؤرخ في ‪24‬‬
‫سبتمبر ‪ 2001‬المتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها‬
‫‪5‬‬
‫وسيرها‪.‬‬
‫كما احتفظ المشرع بطبيعتها القانونية من حيث كونها مؤسسة إدارية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬وهذا وفقا للمادة ‪ 21‬من المرسوم ‪، 03-01‬‬
‫الوكالة المذكورة في المادة ستة (‪" : )06‬مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي ‪"....‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 119-07‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،126-12‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10-17‬المتضمن صالحيات وتنظيم وسير‬
‫وكالة ترقية االستثمارات ودعمها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،67‬المؤرخة في ‪. 1994‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 03-01‬التي عدلت بموجب األمر رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪-07-15‬‬
‫‪ ، 2006‬متضمن تطوير االستثمار‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،47‬المؤرخة في ‪ ،2006-07-19‬المادة‬
‫‪ 04‬منه نصت على‪ " :‬نشأت وكالة وطنية لالستثمار‪ ،‬تدعى في صلب النص وكالة "‪.‬‬
‫‪ 5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬المؤرخ في ‪، 2001-09-24‬المتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لالستثمار وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 55‬‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وجاء هذا القانون باستثناء من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،319-94‬وهو تبعية‬


‫الوكالة إلى وزير المساهمات وهي المراقب األول ألعمال الوكالة‪ ،‬وحسب المادة ‪ 2‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ 09‬أكتوبر ‪ ،2006‬يكون مقر الوكالة في‬
‫‪1‬‬
‫مدينة الجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ -1‬تنظيم الوكالة وسيرها‪:‬‬
‫تتوفر الوكالة على مقر مركزي وهياكل غير مركزية على المستوى المحلي‪ ،‬كما‬
‫يديرها مجلس اإلدارة برئاسة ممثل السلطة الوصية وهي الوزارة المكلفة بترقية‬
‫االستثمارات‪ ،‬ويتكون مجلس اإلدارة من ‪ 16‬عضو حددت تشكيلة في نص المادة ‪ 6‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل السلطة الوصية رئيسا‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل وزير المكلف بالداخلية والجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ممثلين من الوزير المكلف بالمالية ‪"....‬‬
‫‪ -2‬صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫لقد زود المشرع الوكالة بصالحيات جديدة في تسيير العقار التابع للمؤسسات‬
‫العمومية المحلية‪ ،‬فجاء في المادة ‪ 26‬من األمر رقم ‪ 03-01‬ما يلي‪ " :‬تنشئ الدولة‬
‫انطالقا مما تبقى من أصول المؤسسات العمومية المحلية‪ ،‬قصد ضمان تمثيلها‬
‫لتطوير االستثمار حافظة عقارية يسند تسييرها إلى الوكالة المكلفة بتطوير االستثمار‬
‫‪3‬‬
‫المذكورة في المادة ‪"... 6‬‬
‫وقد أدمج هذه الصالحية في القانون األساسي للوكالة حيث جاء في المادة ‪ 3‬فقرة‬
‫‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 282-01‬المتضمن صالحيات الوكالة‪" :‬تسيير الحافظة‬
‫‪4‬‬
‫العقارية الموجهة إلى االستثمار بموجب أحكام المادة ‪ 26‬من األمر رقم ‪".... 03-01‬‬
‫وكذلك حددت المادة ‪ 25‬الفقرة ‪ 35‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،282-01‬المهام‬
‫‪5‬‬
‫المخولة لممثلي الهيئات المكلفة بالعقار الموجه إلى االستثمار‪.‬‬
‫فضال عن ذلك الطبيعة القانونية للوكالة وخضوعها لقواعد تتسم بالجمود‬
‫وارتباطها من الناحية المالية إلى الدولة‪ ،‬هذا ال يتناسب مع وظيفة الوكالة بشأن تسيير‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية‬


‫لتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪. 64‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 356– 06‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 26‬من األمر رقم ‪ ،03-01‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،282-01‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 25‬فقرة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،282 -01‬المرجع نفسه ‪,‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫العقار الصناعي الذي يتطلب المرونة ‪ ،‬وفي تطوير آخر أعاد المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 356-06‬تنظيم صالحيات الوكالة وبعنوان المساهمة في تسيير العقار االقتصادي ‪:‬‬
‫‪ -‬إعالم المستثمرين عن توفر األوعية العقارية ‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع كل المعلومات مفيدة لبنك المعطيات العقارية المؤسس على مستوى‬
‫‪1‬‬
‫وزارة ترقية االستثمار‪.‬‬
‫وكما وردت مهام أخرى في تعديل بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪100-17‬‬
‫المعدل والمتمم للمرسوم ‪ ،356-60‬متضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات المرتبطة بالمؤسسة االستثمارية ونشرها‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل االستثمارات ومتابعة تقدم المشاريع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ترقية الشراكة والفرص الجزائرية لالستثمار عبر اإلقليم الوطني في الخارج ‪.‬‬
‫وفي إطار التعديالت األخيرة التي مست األمر رقم ‪ 03-01‬المتعلق بتطوير‬
‫االستثمار ‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ 3 09-16‬المؤرخ في ‪ 2016-08-03‬يتعلق بترقية‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 12‬منه تحت عنوان المزايا المشتركة لكل االستثمارات القابلة‬
‫لالستفادة ‪ ،‬أي هي مجموع المزايا و التحفيزات التي تمنحها الوكالة الوطنية للتطوير و‬
‫االستثمار ‪ ،‬في إطار المشاريع االستثمارية وذلك وفق مرحلتين هما مرحلة اإلنجاز و‬
‫مرحلة االستغالل ‪.‬‬
‫‪ -1‬مرحلة اإلنجاز ‪:‬‬
‫بعد حصول المستثمر على العقار الصناعي إلنجاز مشروع استثماري ‪ ،‬يودع‬
‫طلب لدى الوكالة لالستفادة من المزايا المسطرة و المتمثلة في ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء من الحقوق الجمركية فيما يخص السلع و الخدمات المستوردة التي تدخل‬
‫مباشرة في إنجاز المشروع ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة فيما يخص السلع المستوردة ‪.‬‬

‫‪ 1‬خوادجية سميحة‪ ،‬حنان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 158‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم‪100–17‬المؤرخ في ‪ 05‬مارس‪ ،2017‬يعدل و يتمم‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬المؤرخ في‪،2006-10-09‬المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار وسيرها‪،‬الجريدة رسمية عدد‪.16‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ ،09-16‬المؤرخ في ‪ 2016-08-03‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،46‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪.2016‬‬

‫~ ‪~ 42‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫أما بالنسبة للعقار الصناعي يستفيد المستثمر من ‪:‬‬


‫أ‪ -‬اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية و الرسم على اإلشهار العقاري ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬اإلعفاء كذلك من حقوق التسجيل والرسم اإلشهار العقاري‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلعفاء من مبالغ األمالك الوطنية المتضمنة حق االمتياز على األمالك العقارية‬
‫المبنية و الغير المبنية الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية ‪.‬‬
‫وتطبق هذه المزايا على المدة الدنيا لحق االمتياز الممنوح ‪ ،‬أضف إلى ذلك‬
‫تخفيض في مبلغ اإلتاوة اإلجارية بنسبة ‪ % 90‬المحددة من قبل مصالح أمالك الدولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة االستغالل ‪:‬‬
‫يستفيد المستثمر من اإلعفاء من الضريبة على األرباح و اإلعفاء من الرسم على‬
‫النشاط المهني ‪ ،‬و ذلك بعد إعداد محضر معاينة تعده المصالح الجبائية بطلب من‬
‫‪3‬‬
‫المستثمر وتكون مدة اإلعفاء ثالث (‪ )03‬سنوات ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجلس الوطني لالستثمار‬


‫يعتبر إنشاء مجلس وطني لالستثمار خالصة لتفكير معمق حول كيفية توجيه‬
‫مركز القرار المتعلق باالستثمار‪ ،‬وتم إنشاؤه بمقتضى نص المادة ‪ 18‬من األمر رقم‬
‫‪، 03-01‬والتي تم تعديلها بموجب األمر رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪،4 2006-07-15‬‬
‫حيث أصبح المجلس ينشأ لدى الوزير المكلف بترقية االستثمارات ويدعى في صلب‬
‫النص " المجلس " كما تحدد التشكيلة والصالحيات من خالل المرسوم رقم ‪355-06‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬
‫أ‪ .‬تشكيلة المجلس وسيره ‪:‬‬

‫‪ 1‬راجع المادة رقم ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ، 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار ‪ ،‬المرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 2‬مقابلة ‪ ،‬مدير الوكالة الوطنية للتطوير واالستثمار ‪ ،‬الثالثاء ‪ 21‬ماي ‪ ، 2019‬على الساعة‬
‫‪ ،14:00‬مدير الوكالة الوط نية لالستثمار لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القنوني للعقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة رقم ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،100-17‬المؤرخ في ‪ ، 2017/03/5‬يعدل ويتمم‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006/10/9‬المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار وسيرها‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪.16‬‬
‫‪ 5‬األمر رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪، 2006-7-15‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫لقد حددت المادة الرابعة (‪ )04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 355-06‬المتعلق‬


‫بصالحيات المجلس وسيره تشكيلة أعضاء وهم كما يلي‪:‬‬
‫"‪ -‬الوزير المكلف بالجمعات المحلية‬
‫‪ -‬الوزير المكلف بالمالية‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الوزير المكلف بترقية االستثمارات ‪"......‬‬
‫يشارك وزراء القطاع بجدول أعمال في أعمال المجلس ويحضر رئيسي المجلس‬
‫والمدير العام للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار كمالحظين في اجتماعات المجلس‬
‫‪2‬‬
‫ويجتمع المجلس مرة كل ثالثة (‪ )3‬أشهر‪ ،‬وتتوج أعمال المجلس بقرارات‪.‬‬
‫ب‪ .‬مهام المجلس‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 355-06‬يكلف المجلس باقتراح‬
‫استراتيجية تطوير االستثمار وأولوياته ‪،‬والتي تتضمن السياسة العامة لالستثمار وهذا‬
‫‪3‬‬
‫كمهمة ذات طابع استراتيجي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمهام ذات الطابع االستشاري بحيث يقترح المجلس في هذا الشأن‬
‫التدابير التحفيزية لالستثمار وتنفيذه‪ ،‬أو ما يعرف بالمزايا الجديدة حسب مقتضيات‬
‫المادة ‪ 17‬و‪ 18‬و‪ 19‬من القانون رقم ‪09 – 16‬المتعلق بترقية االستثمار ‪ 4‬كما يقوم‬
‫المجلس بعملية المنح بالتراضي مهما كان موقع المشروع ويمنح تخفيضات على سعر‬
‫‪5‬‬
‫التنازل أو اإلتاوة على النحو الذي تحدد إدارة أمالك الدولة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إدارة أمالك الدولة‬
‫لقد نصت المادة (‪ )83‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 6 427-12‬المحدد لشروط و‬
‫كيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية والخاصة التابعة للدولة‪ ،‬أن الوزير المكلف‬
‫بالمالية في إطار تطبيق أحكام الفقرتين ‪ 2‬و‪ 3‬من المادة ‪ 120‬من القانون رقم ‪30-90‬‬
‫‪،‬أن الوزير المكلف بالمالية له صالحيات التصرف باسم الدولة في جميع عقود‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 355-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006-10-09‬متضمن صالحيات المجلس‬


‫الوطني لالستثمار وتشكيله وسيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪. 64‬‬
‫‪ 2‬مريم بوشربي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 355 – 06‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ ، 09-16‬المتعلق بتطوير االستثمار‪،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 5‬عجة الجي اللي‪ ،‬الكامل في القانون الجزائري لالستثمار‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2006‬ص‪.684‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة رقم ‪ 83‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪،427 -12‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،2012‬يحدد‬
‫شروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية و الخاصة التابعة للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد‬
‫‪69‬المؤرخة في ‪.2012-12-19‬‬

‫~ ‪~ 44‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫التسيير‪ ،‬والتصرفات الواردة على األمالك الوطنية الخاصة للدولة‪ ،‬حيث يقوم الوزير‬
‫بتعويض المدير الوالئي ألمالك الدولة على مستوى الوالية إلدارة وتسيير تلك األمالك‬
‫‪1‬‬
‫من أجل إعداد العقود الخاصة مع إضفاء صيغة الشكلية‪.‬‬
‫و فيما يخص العقار الصناعي بالرجوع إلى المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 04-08‬نجد‬
‫أنه يكرس عقد االمتياز المذكور في المادة ‪ ،04‬بعقد إداري تعده إدارة أمالك الدولة‪،‬‬
‫ويجدر اإلشارة أن مدير أمالك الدولة يعتبر موثق للدولة ‪.2‬‬
‫إلى جانب ذلك يكلف مدير أمالك الدولة المختص إقليميا باتخاذ اإلجراءات من‬
‫أجل إسقاط حق االمتياز لدى الجهات القضائية المختصة عند اإلخالل المستفيد‬
‫بااللتزامات وهو ما أكدته المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 04-08‬التي نصت على ما يلي ‪" :‬‬
‫يترتب على كل إخالل من المستفيد من االمتياز‪...‬اتخاذ إجراءات من أجل إسقاطه لدى‬
‫‪3‬‬
‫الجهات القضائية المختصة بمبادرة من مدير األمالك الدولة المختص إقليميا "‬

‫مهام إدارة أمالك الدولة‪:‬‬


‫تتولى مديرية أمالك الدولة بإعداد عقد منع االمتياز بالتراضي مرفقا بدفتر‬
‫الشروط ‪ ،‬ويتميز بحق الرقابة أيضا على أمالك وطنية باإلضافة إلى المهام التالية‪:‬‬
‫تنفيذ العمليات المتعلقة بجرد الممتلكات التابعة ألمالك الدولة وحمايتها وسيرها‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫القيام بتحرير العقود المتعلقة بالعمليات العقارية التابعة ألمالك الدولة ويحفظ‬ ‫‪-‬‬
‫النسخ األصلية وذات الصلة بها ‪.‬‬
‫السهر على السير المنتظم لمفتشيات أمالك الدولة في واليتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬‬
‫القيام بدراسة الطلبات المتعلقة بعمليات أمالك الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن مديرية أمالك الدولة تقوم في إطار اإلجراءات المتعلقة بحق منح االمتياز‬
‫على عقار صناعي بدور رقابي على المستثمر‪ ،‬ألن هذا األخير بعد حصوله على القار‬
‫الصناعي عليه بطلب رخصة البناء ومباشرة إنجاز المشروع وذلك خالل مدة ثالثة‬
‫(‪ ) 03‬أشهر من تسليمه رخصة البناء‪ ،‬و إذا لم ينجز المستثمر المشروع في اآلجال‬
‫المحددة‪ ،‬ترسل له مديرية أمالك الدولة إعذارين موصولين بإشعار االستالم في حالة‬

‫‪ 1‬بودادة نورية وعماري ابتسام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬سميحة حنان خوادجية‪،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.154‬‬
‫‪ 4‬بودادة نورية وعماري ابتسام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 37‬‬

‫~ ‪~ 45‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫عدم استجابة المعني لإلعذارين‪ ،‬تتخذ مديرية أمالك الدولة إجراءات فسخ العقد لكونها‬
‫ممثلة عن وزير المالية ‪ ،‬ويتولى هذه اإلجراءات المكتب الخاص بالمنازعات لدى‬
‫‪1‬‬
‫المديرية‪ ،‬حيث يودع الملف لدى المحكمة اإلدارية للفصل في القضية ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مجلس الحكومة‬
‫قامت الدولة الجزائرية بإعداد برامج مختلفة ومتنوعة‪ ،‬من أجل تأهيل المناطق‬
‫الصناعية ودعم اإلنعاش االقتصادي‪2،‬واستحدث منصب رئيس الحكومة في النظام‬
‫الدستوري الجزائري ألول مرة بمناسبة التعديل الدستوري لشهر نوفمبر ‪ ،1988‬وتم‬
‫تكريس المنصب في دستور ‪ ،1989‬ثم ثبت في دستور سنة ‪.3 1996‬‬
‫ويعين رئيس الحكومة بمقتضى مرسوم رئاسي وتنتهي مهامه بذات الشكل‪ ،‬لكن‬
‫وبحجة جعل السلطة التنفيذية أحادية ومنسجمة‪ ،‬ألغى منصب رئيس الحكومة واستبدل‬
‫بمنصب الوزير األول‪ ،‬ويظهر جليا سلطاته مقابل تعزيز سلطات رئيس الجمهورية‬
‫‪4‬‬
‫باعتباره رئيسا للسلطة التنفيذية دون منازع ‪.‬‬
‫أهم القرارات التي اتخذها مجلس الحكومة‬
‫أ‪ -‬قرارات مجلس الحكومة ما بين سنة ‪ 1990‬و‪2000‬‬
‫الطابع المعقد لملف العقار الصناعي‪ ،‬ألزم عقد ثالث مجالس للحكومة بتاريخ‬
‫‪ 1997-09-02‬و‪ 1999-02-07‬و‪ ، 2000-07-19‬لتتخذ الحكومة بشأنه القرارات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تجميد عمليات إنشاء مناطق جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تكييف نمط تسيير المناطق الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬منح ميزانية إلعادة تأهيل المناطق الصناعية‪.‬‬

‫‪ 1‬مقابلة مع السيد مدير مديرية أمالك الدولة‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ ،2019‬على الساعة ‪ ،11:00 :‬مدير‬
‫أمالك الدولة والية قالمة ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ 2‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.129‬‬
‫‪ 3‬دستور سنة ‪ ،1996‬بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 438-96‬المؤرخ في ‪1996 –12 –07‬‬
‫‪،‬المصادق عليه باستفتاء ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.76‬‬
‫‪ 4‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫~ ‪~ 46‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬وبداية عملية التأهيل المناطق الصناعية كانت في عام ‪ 1999‬في سبعة (‪)7‬‬
‫‪1‬‬
‫مناطق وفي سنة ‪ 2000‬شملت عملية التأهيل اثنى عشرة ‪ 12‬منطقة صناعية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قرارات مجلس الحكومة ما بين سنة ‪ 2000‬و‪2006‬‬
‫اعتبار من السداسي الثاني لسنة ‪ ،2001‬أقرت الحكومة إنشاء صندوق خاص‬
‫ممول في إطار البرنامج الوطني لدعم االنعاش االقتصادي وإعادة تأهيل المناطق‬
‫الصناعية ‪:‬‬
‫‪ -‬استفادة سنة ‪ 19 ، 2001‬منطقة من برامج التأهيل أنجزت في‪ :‬معسكر –‬
‫غرداية – االغواط – بجاية – سكيكدة – تلمسان – ميلة – عنابة ‪...‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2002‬استفادت ‪ 17‬منطقة تم انجازها في عنابة – سطيف – سوق اهراس‬
‫– قالمة – قسنطينة – الجزائر العاصمة – البويرة ‪...‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2003‬استفادة ‪ 13‬منطقة من برنامج التأهيل مرافق المناطق الصناعية‬
‫‪2‬‬
‫منها‪ :‬الجزائر العاصمة – الشلف – تيبازة – معسكر – وهران‪...‬‬
‫وفي إطار األمر ‪ 04-06‬المتضمن القانون التكميلي لسنة ‪ 2006‬تم تخصيص‬
‫حساب خاص رقم ‪ 302-102‬عنوانه صندوق ترقية التنافسية الصناعية‪ ،‬يقيد في باب‬
‫‪3‬‬
‫التدفقات‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬مجلس الوزراء‬
‫يتمثل دور مجلس الوزراء أساسا في مجال العقار الصناعي حسب نص المادة ‪6‬‬
‫من األمر‪ 04-08‬في منح االمتياز عن طريق التراضي‪ ،‬بعد أن يكون المجلس الوطني‬
‫لالستثمار قد قام باقتراحه وذلك فيما يخص المشاريع ذات القيمة الوطنية‪ ،‬والتي تساهم‬
‫في تطوير وتنمية االقتصاد الوطني بصفة عامة ‪ ،‬والمناطق المعزولة بصفة خاصة من‬
‫حيث جلب التكنولوجيا وتوفير مناصب شغل فإن لمجلس الوزراء صالحية تخفيض‬
‫‪4‬‬
‫مبلغ إتاوة االجارية السنوية بموجب قرار ‪.‬‬
‫صالحيات مجلس الوزراء‬
‫‪ 1‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫ص ‪. 130‬‬
‫‪ 2‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫ص ‪. 131‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 26‬من األمر ‪ 04 – 06‬المؤرخ في ‪، 2006 –07– 15‬المعدلة والمتمم لألحكام المادة ‪92‬‬
‫من القانون ‪ ،11-99‬المؤرخ في ‪ 1999-12-23‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2000‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪. 92‬‬
‫‪ 4‬بوادرية نورية ‪ ،‬وعماري ابتسام ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 37‬و ‪. 38‬‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫أ‪ -‬صالحيات مجلس الوزراء في الفترة ما بين ‪2010-2008‬‬


‫حسب المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 04-08‬يرخص مجلس الوزراء المتياز بالتراضي‬
‫باقتراح من المجلس الوطني لالستثمار‪ ،1‬و كذا اتخاذ قرار تخفيض مبلغ اإلتاوة‬
‫االجارية السنوية المحددة من إدارة األمالك الوطنية و ترخيص مجلس الوزراء‬
‫االمتياز بالتراضي يقوم على عدة معايير ‪:‬‬
‫أن يكون للمشاريع ذات طابع األولوية و األهمية الوطنية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشارك في تلبية الطلب الوطني على السكن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكون محدثة لمناصب شغل و تقليص البطالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشاريع تساهم في تنمية المناطق المحرومة أو المعزولة التي يحدد قائمتها‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫المجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬

‫ب‪ -‬صالحيات مجلس الوزراء في الفترة ما بين ‪ 2011‬إلى اليوم ‪.‬‬


‫بتاريخ ‪ 22‬فيفري لسنة ‪ 2011‬صادق مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية‬
‫على جملة من التدابير اقترحتها الحكومة من بينها تدابير تخص العقار الموجه‬
‫لالستثمار الصناعي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬تكريس االمتياز بالتراضي كصيغة وحيدة للحصول على العقار العمومي الموجه‬
‫لالستثمار ‪ ،‬ينفرد الوالي بترخيصه ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد ميزانية بقيمة ‪ 15‬مليار دج سنويا خالل ‪ 2011‬و ‪ 2012‬لفائدة الجهات‬
‫المحلية من أجل تأهيل و تطوير مناطق النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬رصد إسهام مالي و قرض مالي طويل األجل‪ ،‬بواسطة الصندوق الوطني‬
‫لالستثمار إلنجاز ‪ 36‬منطقة صناعية عبر كافة التراب الوطني ‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض سعر اإلتاوة االجارية بنسبة ‪ % 90‬أثناء فترة إنجاز المشاريع االستثمارية‬
‫(‪ 3‬سنوات كحد أقصى) و ‪ % 50‬في مرحلة انطالق نشاط االستثمار ( ‪ 3‬سنوات‬
‫‪3‬‬
‫كحد اقصى ) ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 04-08‬تنص على ما يلي ‪ " :‬يرخص منح االمتياز بالتراضي من مجلس‬
‫الوزراء و باقتراح من المجلس الوطني لالستثمار " ‪.‬‬
‫‪ 2‬سميحة حنان خوادجية ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪،‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 3‬سميحة حنان خوادجية ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪،‬مرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 134‬‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬زيادة على ذلك بموجب المادة ‪ 08‬من األمر ‪ ، 04-08‬المؤرخ في ‪2008-09-01‬‬


‫‪ ،‬المعدل والمتمم بقانون المالية لسنة ‪ ،2011‬يمكن أن تستفيد المشاريع االستثمارية‬
‫‪، 1‬من تخفيض إضافي على مبلغ اإلتاوة االجارية السنوية المحددة في المادة ‪09‬‬
‫من األمر ‪ 04-08‬يعد قرار مجلس الوزراء و بناء على اقتراح المجلس الوطني‬
‫‪2‬‬
‫لالستثمار‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬الوزارات المختلفة‬
‫تعددت واختلفت الوزارات التي تدخل ضمن اختصاصها تسير العقار الصناعي‪،‬‬
‫فنجد وزارة الصناعة التي تحتفظ بسجل يضم جميع المناطق الصناعية‪ ،‬وزارة‬
‫المساهمات و ترقية االستثمارات ‪ ،‬أما أهم وزارة فكانت وزارة المالية لكونها تمثل‬
‫مديرية أمالك الدولة ‪.‬‬

‫أ‪ .‬وزارة الصناعة ‪:‬‬


‫كلفت الحكومة وزارة الصناعة بدراسة ملف العقار الصناعي على المستوى‬
‫الداخلي من خالل ‪:‬‬
‫تكوين الملف األولي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل لجنة وزارية مكلفة بدراسة الملف ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع بنك معلومات حقيقي على الموجودات العقارية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫وضع بطاقة فنية خاصة بكل منطقة صناعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 8‬من األمر ‪ 04-08‬تنص على ما يلي ‪ " :‬يمكن أن تستفيد المشاريع االستثمارية بقرار من‬
‫مجلس الوزراء ‪" ...‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 9‬من األمر ‪ 04-08‬تنص على ما يلي ‪ " :‬يمنح االمتياز بالمزاد العلني مقابل تسديد اإلثارة‬
‫االجارية السنوية‬
‫ويمنع االمتياز بالتراضي في مقابل دفع إتاوة إجارية سنوية كما هي محددة في مصالح أمالك الدولة‬
‫المخصصة إقليميا‪"...‬‬
‫‪ 3‬سميحة حنان خوادجية ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪،‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫~ ‪~ 49‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫كما تكلف الوزارة مديرية الصناعة والمناجم على المستوى المحلي بدراسة ملف‬
‫طلب العقار الصناعي والذي يقدمه المستثمر‪ ،‬حيث يحتوي هذا الملف على الوثائق‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫طلب موجه إلى السيد الوالي الذي يبين فيه المشروع االستثماري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخطط كتلة موافق للمعايير المعمول بها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة تقنية اقتصادية التي يعده مكتب الدراسات وتشمل على ‪ ( :‬تكلفة المشروع –‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫طبيعته – عدد مناصب الشغل‪ -‬مدة إلنجاز )‪.‬‬
‫القدرات المالية ‪ :‬كشوف أو محاضر تثبت القدرة المالية للمستثمر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطاقة تقنية للمشروع و التي تتضمن على معلومات خاصة بصاحب المشروع سواء‬ ‫‪-‬‬
‫كان شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬باإلضافة إلى بطاقة خاصة بالمشروع ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة لوالية قالمة تم تقديم حوالي ‪ 98‬طلب على العقار الصناعي ‪.‬‬
‫ب‪ .‬وزارة المساهمات و ترقية االستثمارات‬
‫لإلشارة أن هذه الوزارة لم تكن موجودة سابقا‪ ،‬إال أن رغبة الدولة في ترقية‬
‫االستثمار يخضعها إلنشائها‪ ،‬فكلف وزير المساهمة وترقية االستثمار بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 43-03‬المحدد لصالحيات وزير المساهمات وترقية االستثمار‪ ،‬فيما‬
‫يخص اقتراح كل التدابير التي ترمي إلى تحسين طرق تسيير العقار الصناعي الموجه‬
‫لالستثمار‪ ،‬حيث نص المادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 03‬من المرسوم السابق الذكر على ما يلي‪:‬‬
‫" يتولى الوزير فيما يخص سياسة دعم االستثمار القيام بـ ‪.... :‬‬
‫‪ -‬يقترح كل تدبير يرمي إلى تحسين طرق تسيير العقار الموجه لالستثمار ‪"...‬‬
‫‪3‬‬

‫والمالحظ أن وزير المساهمات مهمته استشارية و ال تتجاوز االقتراح‪ ،‬المبادرة‪،‬‬


‫المساهمة أي ليست له مهمة تنفيذية ليستمر الوضع في المرسوم التنفيذي رقم ‪309-05‬‬
‫‪4‬‬
‫المتعلق بصالحيات وزير المساهمات وترقية االستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬مقابلة مع السيد مدير مديرية الصناعة و المناجم ‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪ ، 2019‬على الساعة ‪:‬‬
‫‪ ، 11:00‬مدير الصناعة والمناجم لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري ‪.‬‬
‫‪ 2‬مقابلة مع السيد مدير مديرية الصناعة و المناجم ‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪ ، 2019‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 43-03‬الذي يحدد صالحيات وزير المساهمات و ترقية‬
‫االستثمارات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 07‬المؤرخة في ‪.2003‬‬
‫‪ 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،309- 05‬المتعلق بتحديد صالحيات وزير المساهمات و ترقية‬
‫االستثمارات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 61‬صادرة في ‪.2005‬‬

‫~ ‪~ 50‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫ج‪ .‬وزارة المالية‬


‫قبل تنظيم استغالل العقار الصناعي في نصوص تنظيمية واضحة‪ ،‬انفردت‬
‫وزارة المالية بمركز اتخاذ القرار بشأن حافظة العقار الصناعي‪ ،‬ففي حالة فشل بيع‬
‫العقارات التابعة ألمالك الدولة الخاصة بما فيها الموجهة لالستثمار بعد عمليتي المزاد‬
‫العلني و التراضي‪ ،‬يرخص وزير المالية البيع بالتراضي و هذا حسب ما جاء في‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 120‬من القانون ‪ 30-90‬المتضمن قانون األمالك الوطنية ‪.‬‬
‫و في قانون المالية لسنة ‪ ،2 1989‬يرخص الوزير المكلف بالمالية استثناء بيع‬
‫بالتراضي األصول العقارية التابعة للمؤسسات العمومية غير المستقلة ذات الصبغة‬
‫الوطنية أو المحلية‪ ،‬و بترخيص من الوزير المكلف باألمالك الوطنية‪ ،‬يمكن التنازل أو‬
‫منع من االمتياز أو اإليجار بالتراضي لفائدة المستثمرين بالنسبة للعقارات المبنية و‬
‫الغير المبنية المكونة من األصول المتبعة للمؤسسات العمومية المحلة‪ ،‬التي أسند‬
‫تسييرها طبق ألحكام المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 03-01‬إلى الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫‪3‬‬
‫االستثمار ‪.‬‬

‫د‪ .‬وزارة الصناعة و ترقية االستثمارات ‪:‬‬


‫بشأن العقار الصناعي كلفت وزارة الصناعة بمهام وهذا بصدور المرسومان‬
‫التنفيذيان رقم ‪ 4100-08‬و‪ 5101-08‬المتعلقان بصالحيات وزير الصناعة وترقية‬
‫االستثمار وتنظيم اإلدارة المركزية لوزارة الصناعة‪ ،‬و حسب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 100-08‬يتكفل وزير الصناعة بمهمتين ‪:‬‬
‫‪ -‬المهمة االستشارية ‪ :‬يقترح الوزير في حدود صالحياته فتح رؤوس األموال‬
‫وخوصصة المؤسسات العمومية وترقية االستثمار ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 120‬من القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1990-12-01‬المتضمن األمالك الوطنية‬


‫المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،52‬نصت على ما يلي‪ " :‬يتصرف وزير المالية قاسم‬
‫الدولة في جميع عقود التسيير و التصرف في األمالك الوطنية الخاصة للدولة و كذا عقود‬
‫االستثمار و االقتناء‪"....‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،33-88‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،1988‬يتضمن قانون المالية سنة ‪.1989‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪100-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-03-25‬المتضمن صالحيات وزير‬
‫‪ 17‬الصادرة في ‪.2008-03-30‬‬ ‫الصناعة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-03-25‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية‬
‫لوزارة الصناعة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 17‬الصادرة في ‪.2008-03-30‬‬

‫~ ‪~ 51‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬المهمة التنفيذية ‪ :‬في مجال العقار الصناعي يشارك الوزير في تحسين شروط‬
‫‪1‬‬
‫الحصول عليه وكيفية تسييره والسهر على إنشاء مناطق ذات طابع صناعي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الهيئات الالمركزية‬
‫هناك ثالث هيئات المركزية تقوم بتسيير العقار الصناعي إلى جانب الوالي‪،‬‬
‫وذلك من أجل السير الحسن لإلجراءات اإلدارية وتسهيلها‪.‬‬
‫حيث تتمثل هذه الهيئات في ‪:‬‬
‫‪ -‬أوال ‪ :‬لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية االستثمارات و ضبط العقار‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬الشباك الوحيد الالمركزي ‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا ‪ :‬وكالة التسيير والتنظيم العقارين الحضرين ‪.‬‬
‫وسوف يتم دراسة هذه الهيئات بهذا الترتيب إلى جانب الوالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية االستثمارات و ضبط العقار‪:‬‬
‫‪CALPIREF‬‬

‫ألول مرة تم استحداث هذه اللجنة بموجب األمر رقم ‪ 11-06‬الذي يحدد شروط‬
‫و كيفيات منح االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة‬
‫والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية حيث جاءت المادة الخامسة (‪ )05‬بما يلي ‪" :‬‬
‫يرخص باالمتياز أو التنازل بالمزاد العلني أو بالتراضي بموجب‪:‬‬
‫‪ -‬قرار من الوالي بناء على اقتراح من لجنة يحدد تنظيمها وتشكيلها وسيرها‬
‫‪3‬‬
‫عن طريق التنظيم‪"..‬‬

‫‪ 1‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 143‬‬
‫‪ 2‬الالمركزية اإلدارية ‪ :‬هو النظام اإلداري الذي يقوم على توزيع السلطات و الوظائف اإلدارية بين‬
‫اإلدارة المركزية (الحكومة)‪ ،‬و الهيئات ووحدات إدارية أخرى إقليمية أو مصلحة مستقلة قانونا عن‬
‫اإلدارة المركزية بمقتضى اكتسابها للشخصية المعنوية‪ ،‬مع بقاءها خاضعة لقدر معين من رقابة‬
‫تلك اإلدارة ‪ ،‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عنابة ‪ ،2004 ،‬ص ‪. 09‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪ ،11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت سنة ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات منح‬
‫االمتياز والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع‬
‫استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪،53‬مؤرخة في‪.2006‬‬

‫~ ‪~ 52‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫ثم تم إنشاء هذه اللجنة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-07‬لسنة ‪،2007‬‬
‫حيث جاء في المادة األولى " تطبيقا ألحكام المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪ 11-06‬المؤرخ‬
‫في ‪ 30‬أوت سنة ‪ 2006‬والمذكور أعاله ‪ ،‬يهدف هذا المرسوم إلى تنظيم لجنة‬
‫المساعدة على تحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار وتشكيلتها وسيرها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و تدعى في صلب النص اللجنة "‪.‬‬
‫فالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-07‬لسنة ‪ 2007‬قد نظم لجنة المساعدة على تحديد‬
‫الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار‪ ،‬وحددت تشكيلتها في نص المادة الثالثة منه‪،‬‬
‫واعتبر الوالي رئيسا لهذه اللجنة‪ ،‬أما بالنسبة لمهامها فقد تم ذكرها في نص المادة‬
‫‪2‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫إال أنه وبعد إلغاء عملية التنازل بموجب صدور األمر رقم ‪ 04-08‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 2008-09-01‬المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك‬
‫الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع االستثمارية‪ ،‬تم تقليص عمل اللجنة للقيام‬
‫‪3‬‬
‫بعملية االمتياز فقط على العقار الموجه لالستثمار‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2010‬تم تعديل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-07‬بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 20-10‬المؤرخ في ‪، 2010-01-12‬المتضمن تنظيم لجنة المساعدة على تحديد الموقع‬
‫وترقية االستثمارات وضبط العقار حيث جاء هذا المرسوم بعدة تعديالت و إضافات‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪.04-08‬‬
‫فالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-10‬لسنة ‪ 2010‬حافظ على نفس تشكيلة اللجنة مع‬
‫توسيعها لتشمل كل من المدير المكلف بالطاقة والمناجم‪ ،‬ومدير شؤون الدينية و‬
‫األوقاف‪ ،‬مدير الثقافة‪ ،‬مدير الموارد المائية ومع إمكانية االستعانة بكل شخص يمكن‬
‫مساعدتها في أداء مهامها ‪ ، 5‬ومن المهام التي تكلف بها اللجنة على أساس بنك‬
‫معلومات الذي تمسكه والمتكون من مجموع المعلومات التي تقدمها مصالح أمالك‬
‫الدولة والصناعة واألجهزة المكلفة بالعقار هي ‪:‬‬
‫‪ -‬اقتراح منح االمتياز عن طريق المزاد العلني ‪ ،‬أو أي طلب امتياز محتمل يمنح‬
‫بالتراضي ‪.‬‬
‫‪ 1‬المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪،120-07‬المؤرخ في ‪ 2007/04/23‬يتضمن لجنة‬
‫المساعدة على تحديد الموقع وترقية االستثمارات‪ ،‬وضبط العقار وتشكيلتها وسيرها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،27‬المؤرخة في ‪.2007/04/25‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 02‬و المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 120-07‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 3‬مريم بوشربي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ ، 20-10‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 5‬مريم بوشربي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫~ ‪~ 53‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬مساعدة المستثمرين في تحديد موقع األراضي التي سيتم إقامة المشاريع‬


‫االستثمارية عليها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقييم شروط سير السوق العقارية المحلية‪.‬‬
‫كما خ ولت للوكالة اقتراح مناطق صناعية إلنشاء مشاريع استثمارية مع‬
‫‪2‬‬
‫مساهمتها في االستعمال العقالني للعقار الموجه لالستثمار‪.‬‬
‫كما أن اللجنة تجتمع مرة واحدة في الشهر‪ ،‬وكلما دعت الضرورة إلى ذلك‪،‬‬
‫وتفصل في الطلبات المقدمة من طرف طالب االمتياز‪ ،‬في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما‪3،‬و‬
‫على اللجنة أن ترسل كل ستة (‪ )6‬أشهر تقريرا عن نشاطها إلى الوزير المكلف‬
‫بالداخلية والجماعات المحلية مع نسخه إلى الوزيرين المكلفين باألمالك الوطنية و‬
‫ترقية االستثمارات‪.4‬‬

‫وبصدور قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2015‬ألغي دور لجنة المساعدة على‬
‫تحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار‪ ،‬وذلك بتعديل المادة ‪ 05‬من األمر رقم‬
‫‪ 04/08 :‬وحول سلطة االقتراح للمدير الوالئي المكلف باالستثمار الذي يتصرف كلما‬
‫تطلب األمر ذلك‪ ،‬بالتنسيق مع المديرين الوالئيين للقطاعات المعنية على األراضي‬
‫التابعة لألمالك الخاصة للدولة واألصول العقارية المتبقية للمؤسسات العمومية المنحلة‬
‫واألصول الفائضة للمؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬وكذا األراضي التابعة للمناطق‬
‫‪5‬‬
‫الصناعية ومناطق النشاطات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشباك الوحيد الالمركزي ‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،20-10‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬بن كرو يمينة‪ ،‬بن مماس جميلة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،20-10‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،20-10‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬األمر رقم ‪ 01/15‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو سنة ‪ ،2015‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2015‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 23‬يوليو ‪.2015‬‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫يقصد بالشباك الوحيد تجنيد طاقات اإلدارة في إطار توافقي يعتمد على التعاون‬
‫والتكامل‪ ،‬حيث يتم إصدار قرارات مالئمة في آجال معقولة ومبنية على دراسات‬
‫وتقارير وأساليب علمية‪.‬‬
‫وذلك عن طريق توحيد اإلدارات التي يتعامل معها المستثمرين من أجل إنجاز‬
‫مشروعه االستثماري في مكان واحد‪ ،‬عن طريق تجمع كل الخدمات اإلدارية المتعلقة‬
‫باالستثمار في جهاز واحد ‪ ،1‬وهو يعتبر ممثل عن الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫ومهمته إعالم‪ ،‬توجيه وتسليم شهادات وإيداع التصريح باالستثمار وطلب منح‬
‫‪2‬‬
‫االمتيازات والتعديالت‪.‬‬
‫وجاء نظام الشباك الوحيد بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 12-93‬المتعلق بترقية‬
‫االستثمار الملغى ‪ ،‬حيث نص على أن تؤسس الوكالة في شكل شباك وحيد يضم‬
‫اإلدارات و الهيئات المعنية باالستثمار ‪ 3‬وتم تنظيمه في المادة ‪ 22‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 319-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10-17‬المتضمن صالحيات و تنظيم و سير‬
‫‪4‬‬
‫وكالة ترقية االستثمارات و دعمها و متابعتها ‪.‬‬

‫ثم جاء الجديد في األمر ‪ 03 – 01‬المعدل و المتمم مقارنة مع المرسوم التنفيذي‬


‫‪ 12-93‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬أال وهو المركزية الشباك الوحيد‪ ،‬الذي أصبح ينشأ‬
‫على رأس كل والية هذا ما يفهم من رغبة المشرع الجزائري في تسهيل وتبسيط‬
‫اإلجراءات على المستثمر‪ ،5‬حيث أحدث هذا الشباك داخل الوكالة ويضم اإلدارات‬
‫‪7‬‬
‫والهيئات المعنية باالستثمار‪ ،6‬كما أنه ينشأ على مستوى الهيكل الالمركزية للوكالة‪.‬‬
‫ولقد جاءت المادة رقم ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 09-16‬لسنة ‪ 2016‬المتعلق بترقية‬
‫االستثمار بأنه ‪" :‬يتكفل الشباك الوحيد الالمركزية للوكالة المنشأة بموجب األمر رقم‬

‫‪ 1‬والي نادية ‪ ،‬النظام القانوني الجزائري لالستثمار و مدى فعالية استقطاب االستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫(أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص قانون أعمال )‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2015-2014‬ص ‪135‬و‪.136‬‬
‫‪ 2‬مقابلة ‪ ،‬مدير الوكالة الوطنية للتطوير و االستثمار لوالية قالمة‪،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التشريعي ‪ ،12-93‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬مريم بوشربي‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 58‬‬
‫‪ 5‬قبي طريق‪،‬بليلي رياض‪،‬األجهزة المكلفة بتنظيم عملية االستثمار في الجزائر‪(،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماستر في الحقوق)شعبة القانون االقتصادي‪،‬قانون األعمال‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة‬
‫عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪،‬سنة‪2012-2013‬ص‪.11‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 23‬من األمر رقم ‪،03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 7‬أنظر المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ ،03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 01‬جادى الثانية عام ‪ 1422‬ه الموافق لـ ‪ 20‬غشت سنة ‪2001‬‬


‫والمتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم بتطبيق احكام هذا القانون ‪ ،‬وكذا بال آثار‬
‫المترتبة على الفترة االنتقالية في انتظار تنصيب المراكز المذكورة في المادة ‪ 27‬أعاله‬
‫"‪ ، 1‬ونصت المادة ‪ 27‬من نفس القانون بأنه ‪ " :‬تنشأ لدى الوكالة أربعة (‪ )04‬مراكز‬
‫تضم مجموع المصالح المؤهلة لتقديم الخدمات الضرورية إلنشاء المؤسسات و دعمها‬
‫‪2‬‬
‫و تطويرها و كذا إلنجاز المشاريع ‪"...‬‬
‫ومن تحليل المادتين رقم ‪ 36‬و ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 09-16‬لسنة ‪ 2016‬نرى بأن‬
‫الشباك الوحيد الالمركزية للوكالة أصبح يتكفل بتطبيق أحكام القانون ‪ 09-16‬و كذا‬
‫باآلثار المترتبة على الفترة االنتقالية ‪ ،‬في انتظار تنصيب المراكز المذكورة في المادة‬
‫رقم ‪ ، 27‬وهي أربع مراكز أنشأت لتقديم الخدمات الضرورية إلنشاء المؤسسات‬
‫ودعمها و تطويرها ‪ ،‬وكذلك إلنجاز المشاريع ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضريين ‪A.G.R.F.U:‬‬

‫جاء بالوكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضريين في القانون التوجيه العقارية‬


‫‪ 25-90‬نص عليها في المادة ‪ 73‬كما يلي ‪ " :‬تسيير المحافظة العقارية التابعة‬
‫للجمعات المحلية‪ ،‬في إطار أحكام المادة ‪ 71‬السابقة ‪ ،‬هيئات التسيير والتنظيم‬
‫العقاريين المتمايزة والمستقلة الموجودة أو التي ينبغي إنشاؤها ‪ ، 3"...‬حيث حلت‬
‫هذه الوكالة محل الوكاالت العقارية المحلية المنشأة بموجب المرسوم ‪ 04-86‬المحدد‬
‫‪4‬‬
‫لشروط إنشاء الوكاالت المحلية‪.‬‬
‫وبعد ذلك جاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ 405-90‬من أجل تحديد قواعد أحداث‬
‫الهيئات المحلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين و تنظيم ذلك ‪ ،5‬وقد نصت المادة‬
‫‪ 2‬على أنه يتضمن على المجالس الشعبية البلدية والمجالس الشعبية الوالئية بإنشاء‬
‫مؤسسات تكلف بتسيير السندات العقارية الحضرية ‪ ،‬حيث تدعى هذه المؤسسة بـ ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫"الوكالة المحلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحظريين "‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 73‬من القانون ‪ ،25-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 150‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،405-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،405-90‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 56‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وفي سنة ‪ 2003‬صدر المرسوم التنفيذي ‪ 408-03‬الذي حدد قواعد إحداث‬


‫وكاالت محلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين وتنظيم ذلك‪ ،‬الذي عدل و تمم‬
‫‪1‬‬
‫بعض أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 405-90‬لسنة ‪. 1990‬‬
‫كما أنه تم تعديل المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،405 -90‬حيث أصبحت‬
‫المؤسسة المكلفة بتسيير السندات العقارية الحضرية للجماعات المحلية تدعى بالوكالة‬
‫الوالئية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين‪ ،2‬ويتم إدارة الوكالة من طرف مجلس‬
‫اإلدارة الذي يرأسه الوالي أو ممثله‪ ،‬ويمكن أن يستعين رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬عند‬
‫‪3‬‬
‫الحاجة بممثل أو ممثلين عن القطاعات األخرى لحضور أشغال مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫وبالنسبة إلنشاء وكالة التسيير والتنظيم العمرانيين الحضريين على مستوى كل‬
‫‪4‬‬
‫والية يكون بموجب قرار إداري مشترك ‪.‬‬

‫حيث تم إنشاء وكالة التسيير والتنظيم العقاريين الحضاريين بوالية قالمة سنة‬
‫‪ 2004‬وذلك بموجب قرار وزاري مشترك رقم ‪ 19 – 04‬المؤرخة في ‪ 17‬أفريل‬
‫‪ 2004‬المتضمن على المداولة رقم ‪ 2004-32‬المؤرخة في ‪ 25‬فيفري ‪2004‬‬
‫المتضمنة إنشاء وكالة والئية للتسيير و التنظيم العقاري الحضري المتخذة من طرف‬
‫المجلس الشعبي لوالية قالمة‪ ،5‬حيث تنشأ لمدة غير محدودة طبقا للقوانين والتنظيمات‬
‫‪6‬‬
‫السارية المفعول ويتم حل وتصفية الوكالة بنفس األشكال اتسمت بها‪.‬‬
‫وتتمتع هذه الوكالة بشخصية المعنوية والذمة المالية ‪ 7‬حيث تتكون ممتلكاتها من‬
‫األمالك المنقولة واألمالك غير منقولة وحقوق والتزامات الوكاالت البلدية ووكاالت ما‬
‫بين البلديات للتسيير والتنظيم العقاري الحضري المحلة ‪ ،‬كما يمكن تزويد الوكالة من‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،408 – 03‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،408- 03‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،408-03‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬قرار وزاري مشترك رقم ‪ ، 19-04‬المؤرخ في ‪ 17‬أفريل ‪ ،2004‬المتضمن المصادقة على‬
‫المداولة رقم ‪ ، 204-32‬المؤرخة في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2004‬المتضمنة إنشاء وكالة والئية للتسيير و‬
‫التنظيم العقاري الحضري المتخذة من طرف المجلس الشعبي لوالية قالمة‪( ،‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة رقم ‪ 29‬و المادة رقم ‪ 30‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،19-04‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة رقم ‪ 02‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،19-04‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 7‬أنظر المادة رقم ‪ 27‬و المادة رقم ‪ 28‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،19-04‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫طرف الوالية برصيد مالي أولي للتسيير والتجهيز بموجب مداولة للمجلس الشعبي‬
‫‪1‬‬
‫الوالئي‪.‬‬
‫كما أنه يتبع اختصاصها اإلقليمي على كل البلديات الوالئية ‪ ،‬فتقوم بتسيير‬
‫المحفظة العقارية الحضرية للجماعات المحلية ففي هذا الصدد تقوم بـ ‪:‬‬
‫ممارسة وظيفة المهيأ والمرقي العقاري لحساب الجماعات المحلية والدولة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقتناء لحساب الجماعات المحلية كل العقارات غير المنقولة‪ ،‬وكذا الحقوق‬ ‫‪-‬‬
‫الموجهة للتعمير وتملك هذه العقارات وهذه الحقوق حسب بنود محددة في دفتر‬
‫أعباء‪.‬‬
‫القيام بعملية التنظيم العقاري وذلك طبقا للتنظيم المعمول به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة وذلك في حدود إمكانياتها هيئات الجماعات المحلية في تحضير ووضع‬ ‫‪-‬‬
‫وتطبيق أدوات التعمير والتهيئة ‪.‬‬
‫المبادرة بعمليات اقتناء وامتالك العقارات والحقوق غير المنقولة لحسابها‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الخاص ‪.‬‬

‫ولقد جاء في المادة ‪ 08‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ 19-04‬لسنة ‪2004‬‬
‫بأنه ‪ ":‬يشرف على إدارة الوكالة وسيرها مجلس إدارة وتسيير ويديرها مدير‬
‫"‪3.‬ومن تحليل المادة نستخلص أن الوكالة يتم تنظيمها وتسييرها من طرف مجلس‬
‫اإلدارة والتسيير‪ 4‬ويديرها مدير‪ ،1‬ويتكون الهيكل التنظيمي للوكالة بوالية قالمة من‬
‫المديرية العامة ويتفرع إلى مقاطعات وفروع ويمكن التفصيل فيها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة رقم ‪ 03‬و المادة رقم ‪ 04‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،19-04‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 2‬مقابلة مع السيد مدير وكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضريين ‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪،2019‬‬
‫على الساعة ‪ ،14:00‬مدير وكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضريين لوالية قالمة ‪ ،‬النظام‬
‫القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪ 08‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،19-04‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬مجلس اإلدارة و التسيير ‪ " :‬يتشكل مجلس اإلدارة و التسيير من ‪:‬‬
‫‪ -‬الوالي أو ممثله ‪ ،‬رئيسا‪،‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي الوالئي أو ممثله‪،‬‬
‫‪ -‬المدير المكلف باإلدارة المحلية ‪،‬‬
‫‪ -‬المدير المكلف بأمالك الدولة ‪ ، " .... ،‬المادة ‪ 09‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪، 19-04‬‬
‫المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 58‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫‪ -1‬المدير ‪:‬‬
‫وتتمثل مهامه في اإلشراف على تسيير الوكالة‪ ،‬والسهر والتنسيق بين المصالح‪،‬‬
‫تمثيل الوكالة أمام الهيئات العمومية‪ ،‬إبرام العقود واالتفاقيات‪ ،‬التنسيق بين مختلف‬
‫المصالح‪ ،‬تحضير اجتماعات مجلس اإلدارة و التسيير‪ ،‬ومتابعة قرارات المجلس ‪.‬‬
‫أمانة المديرية ‪:‬‬
‫يقوم بالتنسيق مع كل المصالح اإلدارية‪ ،‬استقبال وتسجيل البريد الواردة‬
‫والصادرة في جميع المراسالت اإلدارية الخاصة بالوكالة‪ ،‬توجيه الزوار‪ ،‬استقبال‬
‫وتوجيه المكالمات الهاتفية‪.‬‬
‫‪ -2‬المقاطعات‬
‫وتتكون من المقاطعات العقارية التي تقوم باستقبال و إجراء عمليات االستثمار‪،‬‬
‫وضع مشاريع الترقية العقارية‪ ،...‬والمقاطعات التقنية وتتمثل وظيفتها األساسية في‬
‫مسك ومتابعة برامج الوكالة في ما يخص الدراسات واإلنجاز‪.‬‬
‫وأخيرا المقاطعة اإلدارية والمالية والتي تتألف من مصلحة التجارة والتغطية‬
‫والمصلحة القانونية والمنازعات ومصلحة الموارد البشرية ومصلحة الوسائل العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬الفروع ‪:‬‬
‫وتقوم الفروع بتمثيل الوكالة الوالئية في جميع مهامها محليا من حيث المتابعة‬
‫والتنسيق مع المديرية العامة ( الدراسات ‪ ،‬اإلنجاز ‪ ،‬العقود‪ ،‬المحاسبة والشؤون المالية‬
‫) وتتمثل هذه الفروع بوالية قالمة في ‪ :‬فرع بحمام دباغ ‪ ،‬وفرع بهيليوبوليس‪ ،‬وفرع‬
‫‪2‬‬
‫ببوشقو ‪ ،‬وأخيرا فرع بوادي الزناتي ‪.‬‬
‫كما أنه يجتمع مجلس اإلدارة و التسيير أربع (‪ )4‬مرات في السنة في دورات‬
‫عادية باستدعاء من رئيسه ‪ ،‬وتوجه االستدعاء مفروقة بجداول األعمال في مدة خمسة‬
‫عشر (‪ )15‬يوما على األقل قبل تاريخ االنعقاد ‪.‬‬

‫‪ 1‬مدير الوكالة " يتم تعيين مدير وكالة بموجب قرار الوزير المكلف بالداخلية و الجماعات المحلية‬
‫باقتراح من الوالي ‪ ،‬وتنهى مهامه في نفس األشكال "‪ .‬المادة ‪ 21‬من القرار الوزاري المشترك رقم‬
‫‪ ، 19-04‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 2‬مقابلة مع السيد مدير وكالة التسيير و التنظيم العقاريين الحضريين ‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪،2019‬‬
‫المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫باإلضافة إلى دورات غير عادية بطلب من رئيسه أو ثلث أعضائه أو بطلب من‬
‫مدير الوكال‪ ،‬حيث تم تقليص مدة توجيه االستدعاء إلى ثمانية (‪ )08‬أيام وذلك بسبب‬
‫الظروف االستثنائية التي أدت إلى االجتماع في هذه الدورات الغير عادية ‪.‬‬
‫كما ال يمكن لمجلس اإلدارة والتسيير التداول بصفة صحيحة إال بحضور ثلثي‬
‫أعضائه‪ ،‬وإذا لم يكتمل النصاب القانوني‪ ،‬ينظم اجتماع ثان في ظرف ثمانية (‪ )08‬أيام‬
‫وهنا تكون كل المداوالت صحيحة مهما كان عدد األعضاء الحاضرين‪ ،‬ويتم المصادقة‬
‫على قرارات المجلس باألغلبية وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ‪.‬‬
‫كما تدون مداوالت مجلس اإلدارة التسيير أثناء الجلسة في محاضرة مسجلة في‬
‫سجل خاص مؤشر وموقع عليه من طرف رئيس مجلس اإلدارة والتسيير‪ ،‬ويمضي‬
‫األعضاء الحاضرين في الجلسة على المحاضر‪.‬‬
‫وتصبح المداوالت قابلة للتنفيذ خالل خمسة عشر (‪ )15‬يوما بعد إيداعها في‬
‫الوالية‪ ،‬لكن واستثناءا المداوالت المتضمنة الميزانيات والحسابات والقروض وتحويل‬
‫أو توسيع النشاط بما فيه إنشاء الملحقات التنفذ إلى بعد المصادقة عليها من طرف‬
‫‪1‬‬
‫الوالي ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الوالي‬
‫يعتبر الوالي جهاز النظام عدم التركيز‪ 2‬والموظف السامي والوحيد على المستوى‬
‫المحلي وبالرغم من ذلك يخضع كغيره من الموظفين لنظام قانوني‪ ، 3‬خاصة الذي‬

‫‪ 1‬أنظر المواد من المادة رقم ‪ 14‬إلى المادة رقم ‪ 19‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪،19-04‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 2‬عدم التركيز اإلداري‪ :‬يتمثل في منح ممثل السلطة المركزية مجموعة من الصالحيات التخاذ‬
‫بعض القرارات دون الرجوع للسلطة المركزية األم‪ .‬لموقع اإللكتروني‪،https/modoo3.com :‬‬
‫أطلع عليه بتاريخ‪ ،2019-05-29 :‬على الساعة‪.11:00:‬‬
‫‪ 3‬حبارة توفيق‪ ،‬النظام القانوني للوالي في ظل قانون الوالية ‪( ، 07-12‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‬
‫للعلوم القانونية واإلدارية)‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي موباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬تاريخ‬
‫المناقشة ‪ ،2013-06-18‬السنة الجامعية ‪،2013-2012‬ص ‪.4‬‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫يحدد طريقة التعيين التي هي نفسها التي تنهي مهامه وذلك بمرسوم رئاسي‪ ،1‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫يعينه رئيس الجمهورية وهذا وفقا ما جاء في دستور ‪. 1996‬‬
‫‪3‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 92‬من قانون رقم ‪ 01-16‬الذي يتضمن تعديل الدستور‪.‬‬
‫ويعتبر الوالي ممثل للحكومة والوزراء على مستوى الوالية ويعتبر حلقة الوصل‬
‫‪4‬‬
‫بين السلطة المركزية والوالية أمام الفضاء لتمثلها بالشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫كما أن للوالي صالحيات في تسيير العقار الصناعي ‪ ،‬حيث أنه يرخص باالمتياز‬
‫أو التنازل بالمزاد العلني أو بالتراضي وذلك بموجب قرار ‪ ،5‬كما أنه في إطار برنامج‬
‫التنمية المحلية وتقدير السوق العقارية المحلية‪ ،‬للوالي صالحية تحديد سنويا لكل بلدية‬
‫قائمة األراضي التي يمكن أن تشكل العرض العقاري الموجع لتطوير االستثمار والتي‬
‫‪6‬‬
‫تتضمن خصائص كل قطعة أرضية ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2008‬وبصدور األمر رقم ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ 2008‬تم‬
‫حصر صالحيات الوالي‪ ،‬وذلك بمنحه حق الترخيص باالمتياز عن طريق المزاد‬
‫‪7‬‬
‫العلني‪ ،‬حيث أن الترخيص باالمتياز بالتراضي يكون من طرف مجلس الوزراء ‪.‬‬
‫وبصدور قانون المالية لسنة ‪ 2011‬و طبقا ألحكام المادة ‪ 15‬منه أصبح الوالي‬
‫هو الوحيد الذي ترخص بمنح االمتياز بالتراضي وذلك بموجب قرار‪ ،‬وبناءا على‬
‫اقتراح من لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية االستثمارات وضبط العقار‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫وذلك بعد إلغاء منح االمتياز عن طريق المزاد العلني ‪.‬‬

‫‪ 1‬بلعباس بلعباس‪ ،‬دور و صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في القانون الجزائري ‪( ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في الحقوق)‪ ،‬فرع اإلدارة و المالية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،‬سنة ‪ 2003 – 2002‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 78‬من دستور ‪ 1996‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 92‬من قانون ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس سنة ‪ ،2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬المؤرخ في ‪ 07‬مارس سنة ‪.2016‬‬
‫‪ 4‬بودادة نورية ‪ ،‬عمادي ابتسام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 05‬من األمر ‪ ،11-06‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121-07‬المؤرخ في ‪ 23‬أبريل سنة ‪ ،2007‬يتضمن‬
‫تطبيق أحكام األمر رقم ‪ 11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت سنة ‪ 2006‬الذي يحدد شروط و تبعيات منح‬
‫االمتياز و التنازل عن األراضي التابعة ألمالك الخاصة للدولة و الموجهة إلنجاز المشاريع‬
‫االستثمارية‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 7‬أنظر المادتين ‪ 05‬من األمر ‪ ،04-08‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 8‬أنظر المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 11-11‬المؤرخ في ‪ ،2011-07-18‬المتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 20‬يوليو ‪.2011‬‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫التشريع الجزائري‬

‫وبصدور قانون المالية لسنة ‪ 2013‬تم تعديل أحكام المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪-08‬‬
‫‪ 04‬الذي يحدد شروط و كيفيات منح األراضي التابعة ألمالك الدولة و الموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬التي عدلت وتممت بموجب المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪11-11‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2011‬حيث استفرد الوالي بمنح االمتياز‪ ،‬وذلك بناءا‬
‫على اقتراح لجنة المساعدة أو اقتراح الهيئة المكلفة بتسيير المدينة الجديدة أو بموافقة‬
‫‪1‬‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير والسياحة وذلك حسب نوع المنطقة الخاصة بكل مؤسسة ‪.‬‬

‫خاتمة الفصل األول‪:‬‬


‫من خالل هذا الفصل خلصنا إلى أن المشرع الجزائري لم يعطي تعريفا للعقار‬
‫الصناعي وإنما اكتفى فقط بذكر حافظاته‪ ،‬والمتمثلة في المناطق الصناعية ومناطق‬
‫النشاطات‪ ،‬واألمالك العقارية التابعة لألمالك الخاصة للدولة الموجهة النجاز مشاريع‬
‫استثمارية واألصول الفائضة والمتبقية‪.‬‬
‫وهذه الحافظات ميزته عن غيره من األنظمة العقارية منها العقار السكني و‬
‫الفالحي باإلضافة إلى أن هناك مؤسسات أو هيئات مخصصة لتسيير وتهيئة مناطق‬
‫العقار الصناعي‪ ،‬وتتمثل في الهيئات المركزية والهيئات الالمركزية أهمها مديرية‬
‫أمالك الدولة‪ ،‬مديرية الصناعة والمناجم والوالي‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ ،22‬المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪، 2012‬يتضمن قانون المالية‬
‫لسنة ‪ ،2013‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 72‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر سنة ‪.2012‬‬

‫~ ‪~ 62‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬


‫يعتبر العقار من أهم الثروات التي تمتلكها الدولة‪ ،‬وخاصة العقارات الموجهة‬
‫لالستثمار‪ ،‬سواء كانت في المجال السياحي أو الفالحي أو الصناعي‪ ،‬حيث نظم‬
‫المشرع َ هذا األخير بنصوص قانونية مختلفة‪ ،‬وعدد أساليب الحصول عليه‪ ،‬فقد تم‬
‫منحه في بادئ األمر على أساس عقد التنازل الذي يعتبره عقد بيع‪ ،‬لكن تم استغالله من‬
‫طرف المستثمرين على حساب أمالك الدولة‪ ،‬دون تحقيق المشاريع االستثمارية‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت سياسة المضاربة إالّ أن الدولة حاولت حماية العقار الصناعي وإيجاد حلول‪،‬‬
‫فتخلت عن نظام التنازل فقررت اللجوء إلى نظام االمتياز‪ ،‬فقد كان في البداية عبارة‬
‫عن عقد امتياز قابل للتنازل‪ ،‬وذلك عند تحقيق كامل الشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬ثم‬
‫أصبح عقد امتياز فقط لمدة ‪ 33‬سنة قابلة للتجديد مرتين قد تصل إلى ‪ 99‬سنة كحد‬
‫أقصى‪ ،‬وهذا المعمول به حاليا‪ ،‬ويتم منح االمتياز عن طريق التراضي‪.‬‬

‫كما أن استغالل العقار الصناعي من قبل المستثمرين ينتج عنه عدة منازعات‬
‫سواء كانت متعلقة باكتساب العقار أو بفسخه أو بالثمن‪ ،‬وذلك في إطار عقد التنازل أو‬
‫عقد االمتياز‪ ،‬حيث يتوجب على المتضرر طرحها أمام القضاء‪ ،‬ويعتبر القضاء‬
‫اإلداري هو األصل‪ ،‬بينما القضاء العادي هو االستثناء ويكون تحديد االختصاص‬
‫النوعي حسب طبيعة كل نزاع‪ ،‬كما أنه يمكن اللجوء إلى الطرق الودية والمتمثلة في‬
‫الصلح‪ ،‬الوساطة والتحكيم‪.‬‬

‫وعليه قسم هذا الفصل إلى مبحثين ‪ ،‬حيث تم تناول في ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أساليب استغالل العقار الصناعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي‪.‬‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬أساليب استغالل العقار الصناعي‬

‫تعددت آليات الحصول على العقار الصناعي منذ ظهور المناطق الصناعية‬
‫ألول مرة سنة ‪ ،1973‬وذلك بصدور المرسوم التشريعي رقم ‪ 45-73‬المتعلق بإنشاء‬
‫لجنة استشارية لتهيئة المناطق الصناعية‪ ،‬وتتمثل هذه اآلليات في عقود استغالل العقار‬
‫الصناعي‪ ،‬التي تم اعتمادها من طرف الجزائر منذ سنة ‪ 1973‬إلى سنة ‪ ،2019‬فكان‬
‫أول عقد معتمد هو عقد التنازل‪ ،‬والذي يعتبر اآللية الوحيدة للحصول على العقار‬
‫الصناعي وذلك قبل تبني نظام اقتصاد السوق‪ ،‬فبعدما اتبعت الجزائر سياسة االنفتاح‬
‫االقتصادي‪ ،‬قررت ابتداء من سنة ‪ 1993‬استغالل العقار الصناعي في شكل عقد‬
‫امتياز‪.‬‬

‫حيث أنه في البداية كان على شكل عقد امتياز قابل للتحويل إلى التنازل وذلك بعد‬
‫توفر كامل الشروط إلى جانب اإلنجاز الفعلي للمشروع‪ ،‬وفي سنة ‪،2008‬تم التراجع‬
‫عن صيغة االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل وذلك لمنع استنزاف العقار الصناعي‬
‫بفعل المضاربة‪ ،‬فبموجب األمر ‪ 04-08‬المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز عن‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز المشاريع االستثمارية‪،‬تبنى‬
‫المشرع الجزائري عقد االمتياز طويل المدى‪،‬وذلك لمدة ‪ 33‬سنة قابلة للتجديد‪ ،‬وهو‬
‫‪1‬‬
‫المعمول به إلى حد اآلن حسب المادة رقم ‪ 80‬من قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2017‬‬

‫وعليه سوف نتناول أساليب الحصول على العقار الصناعي في مطلبين كمايلي ‪:‬‬

‫‪ -‬المطلب األول ‪:‬عقد التنازل ‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب الثاني ‪:‬عقد االمتياز ‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة رقم ‪ 80‬من القانون رقم ‪ ،14-16‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪ ،2017‬الجريدة الرسمية عدد ‪،77‬المؤرخة في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬عقد التنازل‬

‫عقد التنازل هو أول العقود التي تم استعمالها الستغالل العقار الصناعي‪ ،‬ولدراسة‬
‫هذا العقد وجب التطرق إلى مفهومه في الفرع األول وإلى التنظيم القانوني لعقد‬
‫االمتياز في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم عقد التنازل‬

‫سيتم ضمن هذا الفرع تناول تعريف عقد التنازل أوال‪ ،‬ثم إلى خصائص عقد‬
‫التنازل ثانيا‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف عقد التنازل ‪:‬‬

‫عقد التنازل هو العقد الذي يتم بموجبه نقل ملكية عقار مبني أو غير مبني بمقابل‬
‫مالي (البيع)‪ 1‬كما َّ‬
‫أن عقد التنازل أو إعادة التنازل أو البيع كلها تسميات لعقد يصب في‬
‫نتيجة واحدة‪ ،‬وهي نقل الملكية للمشتري بصفة كلية و شاملة‪ ،2‬وهذا العقد ينصب على‬
‫األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة والموجهة إلنجاز المشاريع االستثمارية‪،‬‬
‫أن تكون هذه األمالك غير مخصصة‪ ،‬أي متوفرة وغير‬ ‫ويشترط في هذا التنازل ْ‬
‫‪3‬‬
‫ضرورية لعمل الهيئات اإلدارية العمومية‪.‬‬

‫ثانياً‪ .‬خصائص عقد التنازل ‪:‬‬

‫يتميز هذا العقد بالخصائص التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬الطابع اإلداري لعقد التنازل ‪:‬‬
‫عقد التنازل هو عقد إداري ذلك أنه يحتوي في أغلبه على شروط تنظيمية تقع‬
‫على المستفيد‪ ،‬وهي شروط غير مألوفة في العقود العادية‪ ،4‬والتي من شأنها أن تجعل‬
‫اإلدارة في مركز ممتاز في مواجهة الطرف المتعاقد معها وذلك لما يخوله عقد التنازل‬
‫من امتيازات كحق اإلدارة في توقيع جزاءات معينة ‪ 5‬في حالة إخالل المتعاقد‬

‫‪ 1‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪ 2‬أمال مشتي‪ ،‬العقار كآلية محفزة لالستثمار‪(،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة‪ ،2010‬غير منشورة‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ 3‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ 4‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 5‬خوادجة حنان سميحة‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪. 187‬‬

‫~ ‪~ 67‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلتزامات التعاقدية‪ ،‬وإرفاق هذا العقد بدفتر شروط‪ ،1‬فمثال كأن يمنع على المشتري‬
‫من أن يبيع القطعة األرضية المكتسبة إلنجاز المشروع المعتمد أو يؤجرها أو يقوم‬
‫بتقسيمها‪ ،‬وإال وقع تحت طائلة سقوط حقه‪ ،‬وهذا الشرط يتنافى وحقوق الملكية وهو‬
‫من الشروط الغير مألوفة التي تعطي الطابع اإلداري لعقد التنازل‪.2‬‬

‫ولقد أكد المشرع الجزائري على الطابع اإلداري لعقد التنازل من خالل القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ ،1992‬حيث نص في البند ‪ 18‬من دفتر‬
‫الشروط الملحق بالقرار " يتولى تحديد العقد اإلداري المتضمن نقل ملكية القطعة‬
‫‪3‬‬
‫األرضية لفائدة المشتري مدير أمالك الدولة المختص إقليميا"‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسمية كركن في عقد التنازل ‪:‬‬


‫جاء في نص المادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬الفقرة األولى من القانون المدني الجزائري ما‬
‫يلي " زيادة عن العقود التي يأمر القانون بإخضاعها إلى شكل رسمي يجب تحت‬
‫طائلة البطالن‪،‬تحرير العقود التي تتضمن نقل ملكية عقار أو حقوق عقارية أو‬
‫محالت تجارية أو صناعية‪،‬أو كل عنصر من عناصرها أو التنازل عن أسهم من‬
‫شركة أو حصص فيها أو عقود إيجار زراعية أو تجارية أو عقود تسيير محالت‬
‫تجارية أو مؤسسات صناعية في شكل رسمي‪،‬ويجب دفع الثمن لدى الضابط العمومي‬
‫الذي حرر العقد ‪.‬‬
‫كما يجب‪،‬تحت طائلة البطالن إثبات العقود المؤسسة أو المعدلة للشركة بعقد‬
‫رسمي‪،‬وتودع األموال الناتجة عن هذه العمليات لدى الضابط العمومي المحرر للعقد‬
‫"‪.4‬‬

‫ومن تحليل نص المادة نرى أن نقل ملكية عقار يجب إخضاعها بقوة القانون إلى‬
‫شكل رسمي‪ ،‬وبما أن عقد االمتياز محله نقل ملكية عقارية‪،‬وجب أن يكون النقل‬

‫‪ 1‬خوادجة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.187‬‬
‫‪ 2‬راضية بن مبارك‪،‬تنظيم وتسيير المناطق الصناعية في الجزائر‪(،‬أطروحة لنيل شهادة دكتراه في‬
‫الحقوق)‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪(1‬بن يوسف بن خدة)‪ ،‬سنة‪-2015‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.204‬‬
‫‪ 3‬تاتولت فاطمة مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬الفقرة األولى‪،‬من قانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ ،2007-05-03‬المتضمن‬
‫قانون المدني‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 31‬الصادرة في ‪ 13‬ماي ‪.2007‬‬

‫~ ‪~ 68‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بموجب عقد رسمي‪ ،‬والذي يشهر في المحافظة العقارية التي جاءت في نص المادة ‪61‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 63-76‬لسنة ‪ 1976‬المتضمن تأسيس السجل العقاري " كل عقد‬
‫يكون موضوع إشهار في محافظة عقارية يجب أن يقدم على شكل رسمي "‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم القانوني لعقد التنازل‬

‫سوف يتم التطرق في هذا الفرع إلى ‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال ‪:‬عقد التنازل في المناطق الصناعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ثانياً‪ :‬عقد التنازل في مناطق النشاطات ‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا ً عقد التنازل في المناطق المطلوب ترقيتها ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬عقد التنازل في المناطق الصناعية‬

‫أنشأت المناطق الصناعية بموجب المرسوم التشريعي رقم‪ 45-73‬المتعلق‬


‫بإحداث لجنة استشارية لتهيئة المناطق الصناعية‪،2‬ويتم تهيئة هذه المناطق بعد تحويل‬
‫ملكية العقارات التابعة إلدارة أمالك الدولة لفائدة مؤسسات التهيئة وذلك بموجب عقود‬
‫تنازل إدارية مشهرة‪ .3‬وقد نص المرسوم رقم ‪ 56-84‬في مادته الثانية على أنه يتم‬
‫إنشاء مؤس سة تسير المنطقة الصناعية بمرسوم يحدد الوصاية عليها ومقرها‪،4‬كما أنه‬
‫على الهيئة المكلفة بالتهيئة‪ ،‬أن تقوم بأشغال تجزئة الموقع‪ ،‬وتهيئته وفقا لألحكام‬
‫المنصوص عليها في ملف تجزئة األراضي‪ ،5‬وبعد إتمام عمليا التهيئة والتجزئة تقوم‬
‫هذه المؤسسات بإعادة التنازل عن القطع األرضية الناتجة لفائدة المستثمرين عن طريق‬
‫عقود موثقة ومشهرة‪ 6،‬وهذا ما أشارت إليه المادة ‪ 6‬من المرسوم رقم ‪ 55-84‬المتعلق‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 61‬من المرسوم رقم ‪ 63-76‬المؤرخ في مارس سنة‪ ،1976‬يتعلق بتأسيس السجل‬
‫العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،30‬المؤرخة في ‪13‬ابريل سنة‪.1976‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة األولى من المرسوم التشريعي رقم ‪ ،45-73‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ 4‬انظر المادة ‪ 02‬من المرسوم رقم ‪ ،56-84‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 04‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 5‬مارس سنة ‪ ،1984‬يضبط دفتر‬
‫الشروط النموذجي المتعلق بإدارة المناطق الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 10‬المؤرخة في ‪06‬‬
‫مارس سنة ‪.1984‬‬
‫‪ 6‬بليل سمير‪ ،‬النظام القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬مذكرة ماجيستار)‪،‬‬
‫التخصص قانون عقاري‪،‬جامعة سعد دحلب ‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة جوان ‪ ،2012‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫~ ‪~ 69‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بإدارة المناطق الصناعية ‪ "1‬يستمر صاحب المشروع في القيام بجميع المهام المنوط‬
‫به في إطار مخطط تهيئة المنطقة ‪، ...‬وبهذه الصفة يحتفظ صاحب المشروع على‬
‫الخصوص بواجباته و صالحياته في مجال ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ ‬تسيير االستثمار ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ ‬شراء األراضي الالزمة إلنجاز المشاريع التي تتكون منها المنطقة و بيعها "‪.‬‬

‫وقد تكون العقارات المراد اكتسابها ملكا للخواص‪ ،‬وواقعة ضمن مخطط المنطقة‬
‫الصناعية‪ ،‬فإن هذه األجهزة أو المؤسسات تقوم بشراء هذه العقارات من مالكيها‬
‫بواسطة عقود توثيقية عادية ومشهرة‪ ،‬ثم تقوم بإعادة بيعها بالطريقة التي سبق شرحها‬
‫‪3‬‬
‫أعاله‪.‬‬

‫كما يمكن للمستثمر داخل المنطقة الصناعية و المتحصل على عقد الملكية أن‬
‫يتنازل بدوره على الرأي المسبق للمؤسسة المسيرة للمنطقة الصناعية‪ ،‬والتي يجب‬
‫عليها التأكد من عدة شروط من بينها أن القطعة األرضية محل التنازل موجهة الستقبال‬
‫‪4‬‬
‫نشاط مالئم لطبيعة المنطقة الصناعية‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪:‬عقد التنازل في مناطق النشاطات ‪.‬‬

‫لقد ت َّم إنشاء مناطق النشاطات في إطار سياسة االحتياطات العقارية لصالح‬
‫البلديات بموجب األمر رقم ‪ 26-74‬المتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح‬
‫‪5‬‬
‫البلديات‪ ،‬حيث أن جزء من هذه المناطق‬

‫التي تم تهيئتها وتجزئتها من طرف البلدية ثم تقوم بالتنازل عنها للمستثمرين‪ ،‬لقاء‬
‫عوض على أساس تقدير أمالك الدولة‪.6‬‬

‫‪ 1‬المرسوم رقم ‪ 55-84‬المتعلق بإدارة المناطق الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 06‬من المرسوم رقم ‪ ،55- 84‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬بليل سمير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 5‬بليل سمير‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 6‬أنظر للمادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 26-74‬يتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح البلديات‪،‬المؤرخ‬
‫في ‪ 20‬فبراير سنة ‪ ،1974‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،19‬مؤرخة ‪ 5‬مارس ‪.1974‬‬

‫~ ‪~ 70‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتختلف إجراءات التنازل باختالف الطرف المتنازل له‪ ،‬سواء كان من الخواص‬
‫الطبيعيين أو المعنويين أو لصالح الدولة أو مؤسسة عمومية أو مؤسسة اشتراكية‪.‬‬

‫فإذا كان التنازل عن األراضي المتوفرة لصالح الدولة والجماعات المحلية‬


‫والمؤسسات العمومية والمؤسسات االشتراكية يكون هذا التنازل موضوع بيع‬
‫بالتراضي بين البلدية و المكتسبين الجدد‪.1‬‬

‫وذلك بعد األخذ برأي اللجنة المكلفة باختيار األراضي المنصوص عليها في‬
‫الفصل الخامس من المرسوم رقم ‪ 109-75‬لسنة ‪.21975‬‬

‫وهذا البيع يرخص به من قبل المجلس الشعبي البلدي الذي يتداول حول‬
‫االلتزامات و الحقوق الموجودة في دفتر الشروط‪ ،3‬حيث يحدد هذا الدفتر بموجب قرار‬
‫وزاري مشترك وتنص المادة ‪ 09‬من المرسوم ‪" 27-76‬يحدد دفتر الشروط‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 07‬أعاله‪،‬طبقا ً لدفتر الشروط النموذجي يحدد بموجب‬
‫‪4‬‬
‫قرار وزاري مشترك من وزير الداخلية والوزير المكلف بالتعمير الحضري "‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التداول حول مبلغ وشروط البيع‪ ،‬ثم تقدم المداولة المتمة لهذا‬
‫الغرض لموافقة الوالي طبقا ألحكام المادة ‪ 107‬من األمر رقم ‪ 24 -67‬المؤرخ في ‪18‬‬
‫يناير سنة ‪ 1967‬المتضمن القانون البلدي‪ ،5‬وفي األخير يوقع عقد تحويل ضمن الشكل‬
‫اإلداري بين األطراف المتعاقدين فور المصادقة على مداولة المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪6‬‬
‫المرخصة للبيع‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتنازل عن األراضي المتوفرة في مناطق النشاطات لصالح الخواص‬


‫الطبيعيين أو المعنويين‪ ،‬فيتوقف على إشهار منظم ضمن الشروط المحددة في المواد‬
‫‪ 13‬و ‪ 14‬و‪ 16‬من المرسوم رقم ‪ 27-76‬لسنة ‪.71976‬‬

‫‪ 1‬أنظر للمادة رقم ‪ 05‬من المرسوم رقم ‪ ،27- 76‬المتضمن تحديد الكيفيات المالية للبيع من قبل‬
‫البلديات لقطع األراضي التابعة لالحتياطات العقارية للبلدية‪،‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ ،1976‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد‪ ،17‬مؤرخة في‪ 27‬فيفري ‪.1976‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة رقم ‪ ، 06‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر المادة رقم ‪ ، 07‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ، 09‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر المادة رقم ‪ ، 07‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 6‬انظر المادة رقم ‪ 08‬من المرسوم رقم ‪76‬و‪ ،27‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 7‬انظر للمادة رقم ‪ ،10‬مرجع سابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبيع هذه األراضي يكون بعد مداولة من قبل المجلس الشعبي البلدي الذي يبدي‬
‫رأيه حول نقاط محددة ومهمة ويصادق عليها من طرف الوالي‪ ،‬ثم يتم إبرام عقود نقل‬
‫‪1‬‬
‫الملكية بين رئيس المجلس الشعبي البلدي والمالك الجدد‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا لم يتقدم عدد كافٍ من المترشحين لشراء مجموع األراضي التي‬
‫يمكن تخصيصها في اآلجال المحددة في اإلشهار‪ ،‬فيجوز الرجوع للمجلس الشعبي‬
‫البلدي لكي يعطي رأيا موافقا ببيع قطع األرض بالتراضي‪ ،‬وتخضع هذه المداولة‬
‫‪2‬‬
‫لموافقة الوالي‪.‬‬

‫وبصدور القانون رقم ‪ 25-90‬المتضمن التوجيه العقاري الذي ألغى األمر‬


‫المتعلق باالحتياطات العقارية‪ ،‬وأسند مهمة تسيير المحافظة العقارية للجماعات المحلية‬
‫إلى هيئات التسيير والتنظيم العقاريين ‪،‬وعليه أصبح ال يجوز للبلديات التصرف في‬
‫األراضي التابعة لها مباشرة لما نرى األشخاص الخاضعين للقانون الخاص‪ ،‬فتبقى‬
‫الجماعة المحلية مالكة و صاحبة القرار في التصرف‪ ،‬غير أن تنفيذ القرار ال يتم إال‬
‫‪3‬‬
‫عن طريق الوكالة المحلية للتسيير والتنظيم العقاريين التابعة لها البلدية‪.‬‬

‫وتتمثل المهمة العامة للوكالة في حيازة جميع العقارات أو الحقوق العينية العقارية‬
‫المخصصة للتعمير لحساب الجماعة المحلية وتقوم بنقل ملكية هذه العقارات أو الحقوق‬
‫العقارية‪ ،4‬كما أن التنازل عن العقارات التابعة للجماعات المحلية بما فيها األراضي‬
‫المتوفرة في مناطق النشاط لصالح أشخاص القانون الخاص يكون في األصل عن‬
‫‪5‬‬
‫طريق المزاد العلني واستثناءا بالتراضي ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬عقد التنازل في المناطق المطلوب ترقيتها‬


‫لقد سبق اإلشارة إلى َّ‬
‫أن المناطق المطلوب ترقيتها أنشِئت بموجب المادة رقم ‪51‬‬
‫من القانون رقم ‪ 03- 87‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ 1987‬المتضمن التهيئة والتعمير‪.6‬‬

‫‪ 1‬انظر للمادة ‪ 11‬و ‪ 17‬و ‪ ، 18‬نفس المرجع ‪.‬‬


‫‪ 2‬انظر للمادة رقم ‪ ، 21‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪ 3‬بليل سمير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬
‫‪ 4‬انظر للمادة رقم ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،405-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬خوادخية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ 6‬كريم حرز هللا‪(،‬اآلليات القانونية الستغالل العقار الصناعي وطرق تقييمه)‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،1‬سنة ‪ ،2015‬ص ‪.183‬‬

‫~ ‪~ 72‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعرفت هذه المناطق تطبيق عقد التنازل أو عقد البيع بموجب القانون ‪30-90‬‬
‫المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ 1990‬المتضمن األمالك الوطنية حيث تنص المادة ‪89‬‬
‫منه على مكايلي ‪ " :‬يمكن بيع األمالك العقارية التابعة ألمالك الوطنية الخاصة ‪...‬‬
‫ويكون ذلك بالشروط و األشكال و الكيفيات المحددة في القوانين و التنظيمات‬
‫‪1‬‬
‫المعمول بها "‪.‬‬
‫حيث يفهم من هذه المادة أن أمالك العقارية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة يتم‬
‫التنازل عنها لفائدة المستثمرين إلنجاز المشاريع والبرامج االستثمارية‪.‬‬
‫وتنفيذا لهذه المادة صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‬
‫‪ 1991‬لكي يحدد شروط إدارة األمالك الوطنية الخاصة والعمومية التابعة للدولة‬
‫وتسييرها وبضبط كيفيات ذلك‪ ،‬حيث أقر هذا المرسوم أن عملية التنازل عن األمالك‬
‫الوطنية الخاصة للدولة يكون كقاعدة عامة وأصليا عن طريق أسلوبين‪ ،2‬وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬األسلوب األول للتنازل " المزاد العلني "‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 10‬من المرسوم السابق ذكره على مايلي ‪" :‬يكون بيع‬
‫الممتلكات العقارية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والتي ألغي تخصيصها‪ ،‬وفيما لم‬
‫تعد صالحة للمصالح والمؤسسات العمومية عن طريق المزاد العلني وإالَّ إذا كانت‬
‫هناك قوانين خاصة تمنع ذلك حيث يأذن الوالي بالبيع بالمزاد العلني‪ ،‬بناءا ً على رأي‬
‫المدير الوالئي لألمالك الوطنية وتكون الزيادات العلنية على أساس دفتر الشروط تعد‬
‫مصالح األمالك الوطنية مطابق للنموذج الذي يقرره الوزير المكلف بالمالية‪،‬يعلق‬
‫‪3‬‬
‫عليها‬

‫بواسطة ملصقات وإعالنات في الصحافة‪ ،‬قبل ‪ 20‬يوم من تاريخ إجراء البيع‬


‫بالمزاد‪ ،‬وتحدد مصلحة األمالك الوطنية السعر األدنى لهذه العقارات وحسب القيمة‬
‫‪4‬‬
‫التجارية لها "‪.‬‬
‫نستنتج من المادة ‪ 10‬أن عقد التنازل عن الممتلكات العقارية التابعة لألمالك‬
‫الخاصة للدولة تكون عن طريق المزاد العلني بإذن من الوالي بناءا على رأي المدير‬
‫الوالئي لألمالك الوطنية‪ ،‬وهذا بإعداد دفتر شروط من طرف مصلحة األمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬ويكون هذا الدفتر مطابق للنموذج المحدد من قبل المدير المكلف بالمالية حيث‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪ ،30-90‬متضمن األمالك الوطنية ‪.‬‬


‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454- 91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‪،1991‬المحدد لشروط إدارة األمالك‬
‫الوطنية الخاصة و العمومية التابعة للدولة و تسييرها و بضبط كيفيات ذلك ‪،‬ج ر عدد ‪،69‬سنة‬
‫‪. 1991‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 454- 91‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة رقم ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 454- 91‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 73‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتم اإلعالن بواسطة إعالنات وهذا قبل مدة من تاريخ المزايدة المقدرة في المادة‬
‫ب(‪ 20‬يوم) كذلك يحدد السعر لألراضي كسعر أدنى حسب القيمة التجارية لها وهذا‬
‫من طرف مصلحة األمالك الوطنية‪. 1‬‬
‫‪ -2‬األسلوب الثاني للتنازل "التراضي"‪:‬‬
‫ورد استثناء على القاعدة األصل وهي "المزاد العلني " السابق طرحها‪ ،‬فإن نفس‬
‫أحكام المرسوم ‪ 454-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،1991‬قد أقر من جهة ثانية استثناء‬
‫‪2‬‬
‫في عملية التنازل على األمالك العقارية الخاصة للدولة والتي هي " التراضي"‪.‬‬
‫في إطار ترقية االستثمار في هذه المناطق صدر بخصوصها قانون المالية لسنة‬
‫‪ 1992‬رقم ‪ 253-91‬الذي أكد على إمكانية التنازل على األمالك الوطنية الخاصة‬
‫للدولة لفائدة الجماعات اإلقليمية و الجمعيات‪،‬الهيئات المؤسسات العمومية‪،‬والمتعاملين‬
‫العموميين الخواص أو التعاونيات العقارية وذلك عن طريق التراضي حسب المادة‬
‫‪ 161‬من قانون رقم ‪ ،25-91‬نصت على هذا االستثناء لفائدة المستثمرين في كل‬
‫‪4‬‬
‫المناطق التي تتعلق باالستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬يتم التنازل عن طريق دفتر الشروط النموذجي الملحق بالقرار المشترك ‪.‬‬
‫‪ ‬يتم التنازل بصفة رضائية لفائدة كل مستثمر جزائري بغض النظر عن صفته‬
‫سواء كان مقيما أو غير مقيم‪ ،‬كان شخص معنوي أو شخص طبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬يحدد ثمن التنازل على أساس سعر السوق‪،‬إالَّ أن هذا السعر يخفض بالنسبة‬
‫لالستثمارات ذات األولوية بالنسبة للمخطط الوطني السنوي بنسة ‪% 80‬عندما‬
‫يتعلق األمر باالستثمارات ذات األولوية وبنسبة ‪ % 80‬عندما يتعلق األمر‬
‫‪5‬‬
‫باستثمار يقع خارج هذه المناطق ‪.‬‬

‫‪ 1‬بوجردة مخلوف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 66‬‬


‫‪ 2‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ ،25-91‬المؤرخ في ‪ ، 1991-02-18‬والمتضمن قانون المالية لسنة ‪ 1992‬والتي‬
‫نصت على إنشاء التنازل ألول مرة ‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 161‬من القانون رقم ‪ 25-91‬نصت على مايلي ‪":‬مع مراعاة المخططات الرئيسية للتهيئة‬
‫والتعمير يمكن التنازل عن األراضي العارية المتوفرة التابعة ألمالك الدولة الخاصة التي تعتبر‬
‫ضرورية إلنجاز مشاريع استثمارية يقوم بها المقيمون أو غير المقيمون بالتراضي وبمقابل مالي‬
‫لفائدة المستثمرين المعنيين‪ ،‬وذ لك على أساس دفتر أعباء يحدد شروط إنجاز التنازل وكيفيات‬
‫اإللغاء في حالة عدم وفاء المتنازل له بالتزاماته ‪".‬‬
‫‪ 5‬آمال مشتي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 148‬و‪. 149‬‬

‫~ ‪~ 74‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حسب القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 1992‬المادة ‪ 06‬منه أقرت على ضرورة‬
‫إيداع طلب الحصول على القطعة األرضية في شكل نسخ وعددها ثمانية (‪ )8‬أمام‬
‫المدير الوالئي المكلف بالتعمير‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بإرسال طلب مع ملف‬
‫االستثمار إلى لجنة تقنية للوالية ويقوم البت في الطلب من قبل المدير الوالئي المكلف‬
‫‪1‬‬
‫بالصناعة وممثل الغرفة التجارية المختصة إقليميا ‪.‬‬

‫عند قبول المستثمر لسعر التنازل‪ ،‬تحرر مصالح األمالك الوطنية عقد التنازل‬
‫مرفق بدفتر شروط‪ ،‬وبالرغم األحكام التنظيمية السالفة الذكر‪ ،‬نتج عنها مشاكل ميدانية‬
‫لسوء التطبيق من جانب الستثمر وغياب الرقابة من قبل اإلدارة وكذلك سبب آخر وهو‬
‫هدر العقار الصناعي جراء هذا العقد حيث أنه نشأ في ظروف سياسية وأمنية وشيوع‬
‫‪2‬‬
‫الفساد اإلداري وتبديد األموال العمومية‪.‬‬

‫كل هذه المشاكل أثرت سلبا على األموال العمومية‪ ،‬مما أدى بالمشرع الجزائري‬
‫في تلك الفترة إلى اإلقدام على خطوة وهي إلغاء المادة ‪ 161‬من القانون ‪25-91‬‬
‫المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 1992‬بموجب المادة ‪ 118‬من المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 18-93‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 1993‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،31994‬حيث أنه‬
‫جاء في المادة ‪ 117‬من المرسوم السالف الذكر على إلغاء آلية "التنازل " لتستبدل فيما‬
‫بعد بعقد االمتياز مع إمكانية تحويله إلى تنازل وذلك بشروط وأبرزها أن يكون‬
‫المستثمر المستفيد من األرض قد أتم وأكمل المشروع االستثماري‪.4‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقد االمتياز‬

‫نص المشرع الجزائري على عقد االمتياز كآلية جديدة في مجال استغالل العقار‬
‫بصفة عامة والعقار الصناعي بصفة خاصة‪ ،‬حيث ظهر عقد االمتياز في المجال‬
‫االقتصادي أي المشاريع االستثمارية الواردة على العقار ألول مرة بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬ثم قانون رقم‪-01‬‬
‫‪ 03‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬والمتعلق بتطوير االستثمار ثم األمر رقم ‪11-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬أوت ‪ ،2006‬وبعد عامين ألغي هذا األخير بموجب رقم ‪04-08‬‬

‫‪ 1‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪ 2‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪. 206‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة رقم‪ 118‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ ،18-93‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪،1994‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،1994/12/18‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 88‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 117‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ ،18-93‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المؤرخ في سبتمبر ‪ 2008‬الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي‬
‫التابعة األمالك الخاصة للدولة و الموجهة إلى إنجاز مشاريع استثمارية ‪.‬‬

‫إن كثرة النصوص القانونية وديمومتها في مجال االستثمار أدى إلى اختالالت في‬
‫تحديد الصيغة المناسبة لمنح هذه المشاريع وان كان المشرع‪ ،‬قد اعتمد على آلية واحدة‬
‫لمنح العقار الصناعي وهي (عقد االمتياز) إال أن هذه الصيغة مرت بالعديد من‬
‫المراحل‪ ،‬فكانت البداية بصيغة االمتياز القابل للتنازل‪.‬‬

‫ثم االمتياز الغير قابل للتنازل وانتقل المشرع من االزدواجية في منح العقار في‬
‫طريق اللجوء إلى المنافسة (المزاد العلني ) أو عن طريق التراضي إلى تبني صيغة‬
‫واحدة هي التراضي‪ ،‬كل هذه األهداف حاول المشرع تجسيدها من خالل العديد من‬
‫النصوص التنظيمية و القانونية‪.‬‬

‫فهل وفق المشرع في وضع نظام قانوني لالستثمار في العقار الصناعي يتسم‬
‫باالستقرار والديمومة ؟‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد االمتياز قبل صدور االمر رقم ‪04_08‬‬

‫برزت فكرة عقد االمتياز بداية في مجال االستثمار في ظل المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬حيث تبنى المشرع‬
‫الجزائري آلية االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل في العقار االقتصادي بمجرد إتمام‬
‫المشروع وبطلب من المستفيد هذا كشرط أساسي ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف عقد اإلمتياز القابل للتحويل إلى تنازل‬

‫لقد ورد في المادة رقم ‪ 23‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬مايلي‪":‬يمكن‬


‫للدولة أن تمنح شروط امتيازيه قد تصل إلى الدينار الرمزي‪ ،‬تنازالت عن أراضي‬
‫تابعة ألمالك الدولة لصالح استثمارات التي تنجز في المناطق الخاصة‪.‬‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫تحدد كيفيات تطبق هذه المادة عن طريق التنظيم "‪.‬‬
‫لذلك في سنة ‪1994‬وتطبيقا لنص المادة ‪ 24‬من المرسوم التشريعي رقم ‪12-93‬‬
‫صدر مرسومين تنفيذيين رقم ‪ 2 320-94‬و‪ 3 322-94‬المؤرخين في ‪ 17‬أكتوبر سنة‬
‫‪ ،1994‬يتعلقان بتحديد عقد االمتياز وشروطه وكيفيات إبرامه بالنسبة للمناطق الخاصة‬
‫والحرة‪ ،‬حيث عرف هذا المرسوم عقد االمتياز بموجب المادة األولى هو"عقد تحول‬
‫بموجبه الدولة ممثلة في إدارة األمالك الوطنية‪،‬حق االنتفاع بقطعة أرضية غير‬
‫مخصصة أو محتملة التخصيص أي متوفرة الستعمالها كأساس إلنجاز مشروع‬
‫استثماري"‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 06‬منه فنصت ‪":‬يحق لصاحب االمتياز الحصول على ما يأتي‬
‫طبقا ً للتشريع و التنظيم المعمول بهما شريطة أن ينجز فعالً المشروع اإلستثماري‬
‫حسب الشروط واآلجال المقررة ‪:‬‬
‫‪ ‬إما تجديد االمتياز عند االنقضاء ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬التنازل بمقابل مالي بمجرد االنتهاء من المشروع بعد معاينته "‪.‬‬
‫يستنتج من هذه النصوص القانونية السالفة الذكر أن عقد االمتياز القابل للتحويل إلى‬
‫تنازل كآلية الستغالل العقار الصناعي في مجال االستثمار‪ ،‬وتقوم الدولة بما لها من‬
‫سلطات بعدما خولت لشخص طبيعي أو معنوي حق االنتفاع من استغالل واستعمال‬
‫عوض استرداد العنصر الذي نقلته من عناصر حق الملكية على أمالكها الخاصة إلى‬
‫المستثمر‪ ،‬عند انقضاء األجل تقوم بالتنازل عن ملكية الرقبة وذلك عند تحقق الشروط‬
‫‪5‬‬
‫المتمثلة في إنهاء المشروع االستثماري‪.‬‬

‫ولقد جاء هذا التحول إلى عقد امتياز‪ ،‬بالنظر إلى النتائج السلبية التي لوحظت من‬
‫جراء تمليك األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة لصالح المستثمرين قبل‬
‫انجازهم للمشاريع المقررة ومن أجل تفادي هذه النقائص تم تبني فكرة منح امتياز مع‬
‫إمكانية تحوله إلى تنازل فيما بعد‪،‬وعلى هذا األساس فإن القرار اإلداري المتعلق بمنح‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 23‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 93‬ـ‪ ،12‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320- 94‬المؤرخ في ‪ ،1994- 10 -17‬المتضمن المناطق الحرة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد‪.67‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322- 94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10- 17‬المتضمن المناطق الخاصة‪،‬‬
‫الجريدة الرسميةالعدد‪.67‬‬
‫‪ 4‬تاتولت فاطمة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 5‬بوجردة مخلوف ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫~ ‪~ 77‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حق االمتياز على أراضي األمالك الوطنية الخاصة والخاضع إلى اإلشهار لدى‬
‫‪1‬‬
‫المحافظة العقارية ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق صدر قانون رقم ‪ ،27-95‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪1996‬‬
‫الذي نص على عقد " المنح "‪ ،‬قاصدا االمتياز‪ ،2‬ويترتب على هذا العقد عدة آثار‬
‫نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬يخول للمستفيد حق الحصول على رخصة بناء طبقا للتشريع المعمول به ‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للمستفيد من هذا المنح أن يؤسس رهنا لصالح هيئات القرض على القطعة‬
‫الممنوحة له ‪.3‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬شروط ابرام عقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل ‪:‬‬

‫تم تفصيل الشروط التنظيمية في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-94‬ودفتر الشروط‬


‫الملحق به ‪:‬‬

‫‪ .1‬شروط تتعلق بتقديم الطلب و دراسته ‪:‬‬

‫يقدم طلب االمتياز إلى وكالة ترقية االستثمار ودعم متابعته أو إلى أحد فروعها‬
‫المتواجدة على مستوى مقر كل والية وتسمى اللجنة المحلية لترقية ودعم ومتابعة‬
‫االستثمار‪ ،‬والتي تعتبر مؤهلة لتسليم التصريح باالستثمار للمترشح المعني‪ ،‬ويجب أن‬
‫‪4‬‬
‫يبين في هذا الطلب مايلي‪:‬‬

‫_ حسب المادة ‪ 04‬من دفتر الشروط الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-94‬أن يلتزم‬
‫طالب االمتياز بدقة مساحة القطعة األرضية المطلوبة وموقعها بالضبط في الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬ويجب أن يرفق الطلب بتصريح شرفي يتعهد فيه من خالله أنه ال يحوز بصفته‬

‫‪ 1‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،27-95‬المتضمن قانون المالية لسن ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،82‬سنة‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ 4‬بوجردة مخلوف ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مالكا في المنطقة المقصودة قطعة أرض تسد حاجات مشروعه‪ ،‬لتعرض الوكالة فورا‬
‫الطلب على الوالي المختص إقليميا وأن يبّلغ هذا األخير (الوالي ) في أجل شهر واحد‬
‫(‪ )1‬في حالة القبول يبلغ قرار المنح إلى مدير أمالك الدولة في الوالية‪ ،1‬مع بيان األجل‬
‫المخ ول للمستثمر قصد إنجاز المشروع خاصة لما يكون المشروع مرتبط باالقتصاد‬
‫‪2‬‬
‫الوطني حسب المادة ‪ 15‬من المرسوم التشريعي رقم ‪. 12-93‬‬

‫‪ .2‬الشروع في االنتفاع "االمتياز" ومدته ‪:‬‬

‫ترخص إدارة أمالك الدولة بالشروع في االنتفاع بالقطعة األرضية بمجرد تبليغ‬
‫الوكالة المعنية مقرر المنح إلى المتعامل الذي يبدأ في اإلنجاز من تاريخ التبليغ ويمتد‬
‫قرار منح االمتياز مابين عشرين سنة (‪ )20‬سنة إلى أربعين (‪ )40‬سنة وهذا حسب‬
‫المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.322-94‬‬

‫ويقدم طلب التجديد إلى مدير األمالك الوطنية الوالئي قبل ستة (‪ )6‬أشهر على‬
‫األقل قبل انقضاء المدة األولى‪ ،‬ويبلغ المدير الوالئي لألمالك الوطنية إلى الوكالة‬
‫للموافقة عليه مع تضمينه شرط وفاء صاحب حق االمتياز بكل التزاماته و خصوصا‬
‫تلك المنطقة المتعلقة بإنجاز المشروع‪. 3‬‬

‫‪ .3‬ثمن عقد االمتياز ‪:‬‬

‫يمنح االمتياز بمقابل دينار رمزي طول المدة الستكمال المشروع مع دفع اإلتاوة‬
‫اإليجارية المتبقية إلنجاز المشروع ‪ ،‬في المدة المحددة في عقد االمتياز إذا تأخر بدفع‬
‫المبلغ السنوي يتابع تحصيله بكل الطرق القانونية‪ ،‬ويحق لصاحب االمتياز شريطة‬
‫إ نجاز المشروع الذي تعاينه الوكالة طلب التنازل عن األساس العقاري الذي يخضع‬
‫‪4‬‬
‫لموافقة الوكالة خالل مدة االمتياز أو عند انقضائه‪.‬‬

‫‪ 1‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪. 233‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 15‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 93‬ـ‪ 12‬تنص على مايلي ‪" :‬يمكن أن تستفيد االستثمارات‬
‫التي تمثل أهمية خاصة بالنسبة لإلقتصاد الوطني ‪...‬ويترتب عليها إبرام إتفاقية بين الوكالة لحساب‬
‫الدولة والمستثمر "‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،322-94‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬يقنيش عثمان ‪(،‬اإلطار التشريعي والتنظيمي لتسيير ومنح العقار الموجه لإلستثمار في المجال‬
‫الصناعي )‪ ،‬مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬جامعة مستغانم‪،2016 ،‬‬
‫ص ‪. 343‬‬

‫~ ‪~ 79‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا ً ‪ :‬التنظيم القانوني لعقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل ‪:‬‬
‫‪ .1‬تنظيم عقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل في إطار المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪: 12-93‬‬
‫حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-94‬السابق الذكر ألحكام‪ ،‬حق االمتياز ورد‬
‫في الفصل الثاني منه و متعلقة بالمنطقة الحرة ‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 34‬من المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 12-93‬والتي نصت على ما يلي ‪ ":‬تحدد شروط وكيفيات تعيين‬
‫المناطق الحرة وتسييرها وضبط حدودها وامتيازاتها بنصوص الحقة " ‪.‬‬
‫ويتم منح هذا الحق عن طريق مزايدة وطنية أو دولية مفتوحة أو محدودة أو‬
‫‪1‬‬
‫بالتراضي‪.‬‬
‫ويتم هذا اإلجراء عن طريق وكالة ترقية ودعم االستثمار وفقا للمواد ‪ 04‬و ‪05‬‬
‫‪2‬‬
‫من المرسوم التنفيذ رقم ‪.322-94‬‬

‫حق االمتياز يقع على أمالك وطنية عمومية بمفهوم المادة ‪ 16‬من القانون رقم‬
‫‪ 30-90‬المتضمن األمالك الوطنية ‪ ":‬األراضي المعزولة اصطناعيا والموانئ‬
‫‪3‬‬
‫والمطارات‪ ،‬والطرق العادية والسريعة ‪"...‬‬

‫وتنفيذا للمادة ‪ 23‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬صدر المرسوم التنفيذي‬


‫رقم ‪ 322-94‬ليحدد شروط امتياز أراضي األمالك الوطنية الخاصة بالدولة إلنجاز‬
‫مشاريع االستثمار في المناطق الخاصة ‪.‬‬

‫‪ .2‬تنظيم عقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل في إطار األمر ‪: 03 -01‬‬

‫لقد تم تعديل المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬بموجب األمر رقم ‪ 03-01‬المؤرخ‬


‫في ‪ 20‬أوت ‪2001‬م ‪ ،‬والمتضمن تطوير االستثمار ولقد جاء بنوع جديد السالف‬
‫الذكر من المناطق وهذا طبقا للمادة ‪ 10‬منه والتي نصت‪ " :‬تستفيد من مزايا خاصة‬
‫االستثمارات التي تنجز في المناطق التي تتطلب تنميتها مساهمة من الدولة "‪.4‬‬

‫‪ 1‬شايب باشا كريمة‪( ،‬عقد اإلمتياز و دوره كآلية إلستغالل العقار الموجه لإلستثمار الصناعي في‬
‫الجزائر )‪ ،‬مجلة دراسات قانونية ‪،‬العدد ‪ ، 17‬الجزائر‪ ،2013،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 2‬شايب باشا كريمة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ ،30- 90‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ،03 – 01‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتنص المادة ‪ 12‬من األمر ‪ 03-01‬على ما يلي ‪ ... " :‬يتم االتفاق على البنود‬
‫هذه االتفاقية و السيما عقد منح حق االمتياز أو الرخصة التي قد تتجسد في استثمار‬
‫‪1‬‬
‫مرشح لنيل هذه المزايا" ‪.‬‬

‫يستخلص من هذه المادة أن المناطق التي تتطلب تنميتها مساهمة الدولة قد ميّز‬
‫هذا األمر نوعين من التصرفات الممكن إبرامها في هذه المناطق في إطار ترقية‬
‫االستثمار وهما عقد االمتياز ‪ :‬الذي يتم إبرامه عن طريق عقد إداري طبقا للشروط‬
‫المستمدة من العقود في إطار القانون العام والقواعد العامة ‪ ،‬أما بالنسبة للرخصة تتم‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق قرار إداري ‪.‬‬

‫ال أنه وعلى الوقت‬ ‫إمكانية أن يتحول كل من التصرفين القانونيين إلى تنازل‪ ،‬إ َّ‬
‫الحالي لم يصدر أي تنظيم خاص بكيفيات و شروط إبرام عقد االمتياز أو الرخصة‪ ،‬و‬
‫كذلك لم يحدد بعد مجال تطبيقها إالَّ أنه فصل بين هذين التصرفين بالنظر إلى المكان أو‬
‫الحدود‪ ،‬فإذا تعلق األمر باألمالك الوطنية الخاصة يبرم عقد االمتياز ‪ ،‬والذي يعتبر‬
‫عقد إيجار من نوع خاص‪ ،‬أما إذا تعلق األمر باألمالك الوطنية العمومية فتبرم اإلدارة‬
‫‪3‬‬
‫ترخيص باالستغالل‪.‬‬

‫‪ .3‬تنظيم عقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل في إطار األمر ‪: 11-06‬‬

‫بصدور األمر ‪ 11-06‬الذي يحدد شروط و كيفيات منح االمتياز و التنازل عن‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ، 4‬جاء‬
‫بطريقتين يمكن منح لها االمتياز القابل للتحويل إلى التنازل وذلك إما بالمزاد العلني أو‬
‫التراضي لفائدة المؤسسات والهيئات العمومية واألشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫الخاضعين للقانون الخاص وذلك الحتياجات مشاريع استثمارية وبشرط احترام قواعد‬
‫‪5‬‬
‫التعمير المعمول بها ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ ،03 – 01‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة األولى من األمر رقم ‪ ،11- 06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر للمادة رقم ‪ 03‬من األمر رقم ‪ ،11- 06‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 81‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتطبيقا ألحكام األمر ‪ 11-06‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 121-07‬لسنة ‪2007‬‬


‫‪ ،‬حيث نص في المادة ‪ 5‬منه على أنه يتم منح االمتياز لألراضي التابعة ألمالك الدولة‬
‫الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية ذات الطابع الصناعي‬
‫‪ -‬عن طريق المزاد العلني المفتوح أو بالتعهدات المفتوحة‪ ،‬عندما تكون واقعة‬
‫على مستوى بلديات وواليات الجزائ‪ ،‬عنابة‪ ،‬قسنطينة ووهران‪ ،‬وكذلك بلديات مقر‬
‫الوالية ومقر الدائرة في واليات أخرى لشمال البالد‪ ،‬وبلديات مقر الوالية في الهضاب‬
‫العليا‪.‬‬
‫‪ -‬وعن طريق التراضي وعلى أساس إتاوة إيجارية سنوية تحددها إدارة أمالك‬
‫الدولة عندما تكون واقفة خارج البلديات المبينة أعاله‪ ،‬وفي بلديات واليات‬
‫‪1‬‬
‫جنوب البالد‪.‬‬
‫و يرخص باالمتياز أو التنازل بالمزاد العلني أو بالتراضي بموجب قرار من‬
‫‪2‬‬
‫الوالي بناءا على اقتراح لجنة يحدد تنظيمها و تشكيلها و سيرها عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫هذه اللجنة متمثلة في لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية االستثمارات‬
‫وضبط العقار وتشكيلتها وسيرها‪ 3،‬والتي تم النص عليها في المادة ‪ 03‬من المرسوم‬
‫‪4‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 121- 07‬لسنة ‪.2007‬‬
‫وبالنسبة للمشاريع االستثمارية التي تستفيد من نظام االتفاقية وفقا ألحكام األمر‬
‫رقم ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 03‬غشت سنة ‪ 2001‬يكون بالئحة من المجلس الوطني‬
‫‪5‬‬
‫لالستثمار‪.‬‬
‫كما يمكن للمجلس الوطني لالستثمار منح حق االمتياز بالتراضي على األراضي‬
‫‪6‬‬
‫التابعة ألمالك الدولة مهما كان موقعها ‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر للمادة رقم ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121 -07‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر للمادة رقم ‪ 05‬من األمر رقم ‪ ،11- 06‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120- 07‬يتضمن تنظيم لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية‬
‫االستثمارات وضبط العقار وتشكيلتها و سيرها‪ ،‬مؤرخ في ‪ 23‬ابريل سنة ‪ ،2007‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬المؤرخة في ‪ 25‬أبريل سنة ‪. 2007‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة رقم ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121- 07‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر للمادة رقم ‪ 05‬من األمر رقم ‪ ،11 -06‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر للمادة رقم ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،121- 07‬مرجع سابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 82‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمنح االمتياز القابل للتنازل بالمزاد العلني مقابل تسديد سعر التنازل أو اإلتاوة‬
‫اإلجبارية السنوية الناتجة عن المزاد‪ ،‬أما عندما يكون بالتراضي‪ ،‬فيكون مقابل دفع‬
‫القيمة التجارية أو إتاوة اجارية سنوية على النحو الذي تحدده مصالح األمالك الوطنية‬
‫المختصة إقليميا ‪1.‬ويكرس عقد االمتياز القابل للتنازل بعقد إداري تعده إدارة األمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬مرفقا بدفتر أعباء يحدد برامج االستثمار وكذا بنود وشروط االمتياز القابل‬
‫‪2‬‬
‫للتنازل ‪.‬‬

‫يتم منح االمتياز القابل للتنازل لمدة ‪ 20‬سنة قابلة للتجديد‪ ،3‬حيث يتم تحويل منح‬
‫االمتياز قانونا إلى تنازل بطلب من صاحب االمتياز بشرط االنجاز الفعلي لمشروع‬
‫االستثمار ووضعه في الخدمة وفقا لبنود و شروط دفتر األعباء المحدد عن طريق‬
‫التنظيم‪ ،‬وبعد أن تتأكد من ذلك قانونا اإلدارات و الهيئات المؤهلة‪ ،‬يستفيد صاحب‬
‫االمتياز إذا ما أنجز مشروعه في األجل المحدد في العقد وطلب تحويل منح االمتياز‬
‫إلى تنازل في ظرف سنتين اللتين تليان أجل انجاز المشروع من اإلبقاء على القيمة‬
‫التجارية على النحو الذي تحدده إدارة أمالك الدولة أثناء إعداد عقد االمتياز وخصم‬
‫األتاوى المدفوعة ‪.‬‬

‫وإذا ما أنجز صاحب االمتياز مشروعه في األجل المحدد في عقد االمتياز وطلب‬
‫تحويل منح االمتياز إلى تنازل بعد أجل السنتين اللتين تليان أجل إنجاز المشروع‪ ،‬فإن‬
‫هذا التحويل يمنح على أساس القيمة التجارية للقطعة األرضية على النحو الذي تحدده‬
‫مصالح األمالك الوطنية عند التحويل وبدون خصم‪ ،4‬تنص المادة ‪ 08‬من األمر رقم‬
‫‪ 11-06‬على " يخول االمتياز المستفيد من الحق في الحصول على رخصة بناء‬
‫ويسمح له زيادة على ذلك‪ ،‬بإنشاء رهن رسمي لصالح هيئات القرض يقع على الحق‬
‫العيني العقاري الناتج عن االمتياز وكذا على البنايات المقرر إقامتها على األرض‬
‫الممنوح امتيازها وذلك لضمان القروض الممنوحة لتمويل المشروع الذي تمت‬
‫مباشرته فقط "‪ ،‬ومن نص المادة نستنتج أن المستفيد من حق االمتياز الحصول على‬
‫‪5‬‬
‫رخصة بناء ورهن رسمي لصالح هيئات القرض‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر للمادة رقم ‪ 06‬من األمر رقم ‪ ،06-11‬مرجع السابق‬


‫‪ 2‬أنظر للمادة رقم ‪ 07‬من األمر رقم ‪ ،06 -11‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر للمادة رقم ‪ 04‬من األمر رقم ‪ ،06-11‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ،06 -11‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬المادة رقم ‪ 08‬من األمر رقم ‪ ، 11-06‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أنه إذا كان هناك أي تقصير من طرف المستفيد من االمتياز القابل للتنازل‪،‬‬
‫يفسخ عقد منح االمتياز القابل للتنازل بقوة القانون عن طريق الجهة القضائية‬
‫المختصة‪ ،‬بمبادرة من مدير األمالك الوطنية المختص إقليميا‪ ،‬ومقابل ذلك تدفع الدولة‬
‫تعويضا مستحقا بعنوان القيمة المضافة المحتملة التي أتى بها المستثمر على القطعة‬
‫األرضية من خالل األشغال المنجزة قانونا دون أن يتجاوز هذا المبلغ قيمة المواد‬
‫ولسعر اليد العاملة المستعملة‪ ،‬حيث تحدد هذه القيمة المضافة من طرف مصالح‬
‫األمالك الوطنية المختصة إقليميا‪ ،‬االمتيازات والرهون المحتملة التي أثقلت القطعة‬
‫‪1‬‬
‫األرضية بسبب صاحب االمتياز أوالتنازل المقصر إلى التعويض المتعلق بالفسخ ‪.‬‬
‫‪ -‬في إطار منح امتياز عن عقار مللك للدول من طرف مديرية أمالك الدولة لوالية‬
‫قالمة‪ ،‬ضمن سجل العقود اإلدارية لسنة ‪ 1998‬تحت رقم ‪ 98-11‬المؤرخ في‬
‫‪، 1998/1608‬حيث كانت مدته عشرون (‪ )20‬سنة ومتضمن شرطين ‪ -:‬إعادة‬
‫تجديد عقد االمتياز خالل سنة قبل نهاية الفترة المحددة ‪.‬‬
‫‪ -‬أو يتم تحويل هذا االمتياز إلى تنازل ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة رقم ‪ 267‬المؤرخة في ‪ 2006/03/4‬الصادرة من طرف مدير‬
‫التعمير والبناء‪ -‬قالمة‪.‬‬
‫‪ -‬العقد اإلداري رقم ‪ 98/11‬المؤرخ في ‪ 1998/08/16‬المشهر بالمحافظة العقارية‬
‫المتضمن منح االمتياز‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الطلب المقدم من طرف المستفيد بتاريخ ‪.2006/03/04‬‬
‫قبل التطرق إلى عقد االمتياز في إطار األمر رقم ‪ 04_08‬الذي يحدد شروط‬
‫وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬وجب توضيح نقطة مهمة أال وهي تراجع الدولة الجزائرية عن‬
‫منح العقار الصناعي بصيغة االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل والتعليق المؤقت للمنح‬
‫في الفترة ما بين سنة ‪ 2006‬إلى ‪ 2008‬والتي دامت سنتين‪ ،‬حيث كان للرئيس‬
‫الحكومة تبرير حول هذا الوضع بإصداره التعليمة رقم ‪ 07‬المؤرخة في ‪ 26‬جويلية‬
‫‪ 2008‬التي احتوت على أهم األسباب الخاصة بالتعليق منح العقار الصناعي المتمثلة‬
‫‪3‬‬
‫في ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 09‬من األمر رقم ‪ ،11- 06‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬عقد إداري مبرم بين مديرية أمالك الدولة لوالية قالمة مع (ن‪.‬م)‪ ،‬يتضمن تصريح بمنح تنازل‬
‫عن عقار ملك للدولة‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ 3‬التعليمة رقم‪07‬المؤرخة ‪ ، 2008‬المتضمنة التعليق المؤقت لمنح العقار الموجه النجاز مشاريع‬
‫استثمارية‪.‬‬

‫~ ‪~ 84‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن الحكومة كانت في تلك الفترة تراجعـت وأعادت النظر في األمر رقم‬
‫‪ 11_06‬المؤرخ في ‪ 2006/08/30‬المتعلق بمنح العقار الموجه لإلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية ‪،‬وهذا من أجل وضع نظام االمتياز لمنح العقار الصناعي‬
‫دون غيره من األساليب‪.‬‬
‫‪ -‬في هذا الصدد كلف وزير المالية بإصدار تعليمات في نفس االتجاه إلى المدرية‬
‫العامة ألمالك الدولة وفروعها‪ ،‬بغرض االمتناع عن إتمام أي ملف لالستثمار‬
‫‪1‬‬
‫قد يقدم بعد تاريخ ‪ 26‬جويلية ‪ 2008‬إلى غاية صدور التشريع الجديد ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عقد االمتياز بعد صدور األمر رقم ‪04-08‬‬

‫يعد عقد االمتياز من بين أهم وأقدم العقود اإلدارية وقد تناول الفقه تعريفه وب ّين‬
‫طبيعته‪ ،‬إال أنه في اآلونة األخيرة طرأت عليه العديد من التطورات‪ ،‬بحيث تخضع‬
‫عقود االمتياز للكثير من النصوص القانونية والتنظيمية األمر الذي أدى إلى حدوث‬
‫تطورات كبيرة على أحكام عقد االمتياز تاريخيا‪ ،‬فإن وجود عقد االمتياز في القانون‬
‫اإلداري له ارتباط وثيق بظهور المرفق العام‪ ،‬هذا المفهوم الذي ظل والزال غامض‬
‫وهو ما دفع البعض للقول أن عقد االمتياز لم يظهر في الجزائر إالّ في نهاية الثمانينيات‬
‫‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتبين مدى صعوبة تحديد الطبيعة القانونية لعقد االمتياز‬
‫وتزداد هذه الصعوبة إذا تعلق مجال البحث بعقد االمتياز العقار الصناعي‪ ،‬حيث‬
‫اعتمدت الدولة على عقد االمتياز كآلية الستغالله وذلك بعد تجارب عديدة سابقة متمثلة‬
‫في صيغتي التنازل وعقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل‪ ،‬والتي تسببت في العديد‬
‫من التجاوزات‪ ،‬ولتفادي الوضعيات السابقة كرس عقد االمتياز قابل للتنازل بموجب‬
‫األمر رقم ‪ ،04-08‬والقائم على مبدأ تجزئة حق الملكية‪ ،‬حيث تبقى الدولة مالكة للرقبة‬
‫على منح حق االنتفاع للمستثمر الوطني واألجنبي‪ ،‬ومن ثم المحافظة على الرصيد‬
‫العقاري الوطني‪.‬‬

‫وتقتضي الدراسة لعقد االمتياز في العقار الصناعي تحديد مفهومه من خالل‬


‫التعريف بهذا العقد وخصائصه وإجراءات الحصول عليه واآلثار المترتبة عنه ‪.‬‬

‫‪ 1‬التعليمة رقم‪07‬المؤرخة ‪ ، 2008‬المتضمنة التعليق المؤقت لمنح العقار الموجه النجاز مشاريع‬
‫استثمارية‪.‬‬
‫‪ 2‬األمر ‪ ، 04-08‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 85‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوالً ‪ :‬تعريف عقد اإلمتياز ‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريف الفقهي لعقد االمتياز ‪:‬‬

‫لقد اهتم مجموعة من الفقهاء بتحديد وتعريف عقد االمتياز اإلداري نظرا لدوره‬
‫الفعال في توفير الخدمات العامة للجمهور خاصة وأنه عقد غير مسمى في الجزائر‬
‫وغير ذلك في بعض الدول‪ ،1‬والعقد سواء كان مدنيا أم تجاريا أم إداريا ال يخرج عن‬
‫كونه توافق إرادتين على إنشاء التزام أو نقله‪. 2‬‬

‫عرفه األستاذ ناصر لباد على أنه " عقد أو اتفاق تكلف اإلدارة المانحة سواء‬
‫كانت الدولة أو الوالية أو البلدية بموجبه شخص طبيعيا ً أو معنويا ً من القانون العام‬
‫أو من القانون الخاص(الشركة ) يسمى صاحب االمتياز‪ ،‬بتسيير واستغالل مرفق‬
‫عمومي لمدة محددة وفي المقابل مبلغ يحدد في العقد يدفعه المنتفعين بخدمات‬
‫‪3‬‬
‫المرفق العام " ‪.‬‬

‫وكذلك عرفه األستاذ محمد بعلي الصغير‪" :‬عقد أو اتفاق تكلف اإلدارة المانحة‬
‫سواء كانت الدولة أو الوالية أو البلدية بموجب شخص طبيعي أو معنوي بتسيير‬
‫‪4‬‬
‫المرافق العمومية لمدة محددة بمقابل محدد يدفع من قبل المنتفعين"‪.‬‬

‫أما من الفقهاء األجانب فعلى سبيل المثال عرفه ‪( Mecheriakoff Alain serge‬‬
‫آالن سيرج مشرياكوف ) بأنه‪":‬امتياز المرافق العامة عن طريق التسيير التي من‬
‫خاللها يتعمد الشخص المعنوي عن طريق عقد تسيير مرفق عام لشخص آخر والذي‬
‫‪5‬‬
‫يتحمل مخاطره وفوائده مقابل إستثمار المرفق العام "‬

‫‪ 1‬خلفاوي محمد أمين وزرقون فؤاد‪ ،‬عقد االمتياز اإلداري في الجزائ‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في القانون )‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬قسنطينة‪ ،2015/2014 ،‬غير منشو‪ ،‬ص ‪07‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬عثمان ياسين علي‪ ،‬تسوية المنازعات الناشئة في مرحلة إبرام العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪،‬منشورات الحلبي للحقوقية ‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2015 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 3‬خلفاوي محمد أمين وزرقون فؤاد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫‪ 4‬محمد بعلي الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية ‪،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪ ،2005،‬ص ‪. 24‬‬
‫‪Mecheriakoff alain serge: droit des services publics, 1er édition ,paris, 1991, p 353 . 5‬‬

‫~ ‪~ 86‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬التعريف التشريعي ‪:‬‬

‫عرفه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-94‬المؤرخ في‪ ،1994 -10-17‬المتعلق بمنح‬


‫االمتياز على ألراضي األمالك الوطنية الواقعة في مناطق خاصة في إطار ترقية‬
‫عرف دفتر الشروط الملحق بهذا المرسوم عقد االمتياز بأنه ‪:‬‬
‫االستثمار‪ ،‬حيث ّ‬
‫" العقد الذي تخول بموجبه الدولة لمدة معينة حق االنتفاع بقطعة أرضية‬
‫متوفرة تابعة ألمالكها الخاصة لشخص طبيعي أو معنوي يخضع للقانون الخاص‬
‫مقيم أو غير مقيم يستعمل تلك األرض أساسا ً في مشروع استثمار في منطقة‬
‫‪1‬‬
‫خاصة"‪.‬‬

‫كما جاء في المادة رقم ‪ 64‬مكرر من قانون األمالك الوطنية منح االمتياز"هو‬
‫عقد الذي تقوم بموجبه الجماعة العمومية صاحبة حق االمتياز منح شخص طبيعي أو‬
‫معنوي صاحب االمتياز حق استغالل ملحق الملك العمومي أو تمويل أو بناء لغرض‬
‫خدمة منشأة عمومية لمدة معينة"‪ ،2‬وكذلك جاء في دفتر الشروط الملحق بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 152-09‬والمرسوم التنفيذي ‪" 153-09‬هو االتفاق الذي تخول من‬
‫خالله الدولة لمدة معينة حق االنتفاع من أرضية متوفرة تابعة ألمالكها الخاصة لفائدة‬
‫‪3‬‬
‫شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون الخاص‪ ،‬قصد انجاز مشروع استثماري" ‪.‬‬

‫من خالل استقراء هذه النصوص القانونية المذكورة أعاله يمكن تعريف عقد‬
‫االمتياز على أنه ‪ :‬ذاك العقد الذي ال ينقل ملكية العقار ودائما يسمح للشخص الطبيعي‬
‫أو المعنوي باستغالل العقار الصناعي إلنجاز مشروع استثماري عن طريق منحه حق‬
‫االمتياز لمدة معينة مقابل إتاوة إيجاريه سنوية يدفعها المستفيد على أن تبقى الدولة‬
‫‪4‬‬
‫مالكة للرقبة‪.‬‬

‫من المسلم به أن عقد االمتياز يعتبر أساسا من أسس تشجيع االستثمار في القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬وقد تجلى ذلك في العديد من األوعية العقارية الممنوحة في األراضي‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 322-94‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ 2‬لكحل مخلوف‪ ،‬عقد اإلمتياز ودوره في تطوير اإلستثمار (دراسة حالة العقار االقتصادي )‪،‬‬
‫(أطروحة دكتوراه)‪ ،‬جامعة باتنة‪ -1-‬الحاج لخضر ‪،‬كلية الحقوق ‪ ، 2018/2017،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد العمري‪( ،‬لنظام القانوني للعقار الصناعي و اآلليات المستحدثة لترقيته )‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪، 17‬سنة ‪ ،2018‬ص ‪. 315‬‬

‫~ ‪~ 87‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪ ،‬واألراضي المتواجدة بمناطق النشاطات والتي تشكل‬
‫األصول المتبقية للمؤسسات غير المحلة األصول الفائضة‪ ،1‬فإن منح االمتياز الوارد‬
‫على العقار الصناعي لم يتغير في مضمونه منذ اعتماده وتعاقب النصوص بداية من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-94‬إلى األمر رقم ‪ ،11-06‬الذي عرفه بأنه "حق االمتياز‬
‫هو العقد الذي تخول من خالله الدولة لمدة معينة االنتفاع من قطعة أرضية متوفرة‬
‫تابعة ألمالكها الخاصة لفائدة شخص طبيعي أو معنوي من القانون الخاص قصد‬
‫استخدامه إلنجاز مشروع استثماري " فإن منح االمتياز بموجب األمر رقم ‪11-06‬‬
‫يكون بالمزاد العلني كأصل عام واستثناء يكون بالتراضي لمدة أدناها ‪ 20‬سنة قابلة‬
‫للتجديد‪ ،‬ويكون قابال للفسخ إذا أخل المستفيد بااللتزامات وقابل للتحويل إلى تنازل‬
‫بشرط اإلنجاز الفعلي للمشروع ‪.2‬‬
‫أما األمر رقم ‪ 04-08‬لم يغير من هذا التعريف بل عدل بعض الخصائص فعرفه‬
‫بأنه ‪ ":‬العقد اإلداري الوارد على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة الموجهة‬
‫إلنجاز مشاريع استثمارية لمدة زمنية أدناها ‪ 33‬سنة قابلة للتجديد وأقصاها ‪ 99‬سنة‬
‫" ‪.3‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز ‪:‬‬
‫يرتب عقد االمتياز لصاحب االمتياز الحصول على حق عيني تبعي‪ ،‬وهو حق‬
‫االنتفاع طوال مدة اإلنجاز‪ ،‬وتكون هذه المدة مقدرة ب ‪ 33‬سنة قابلة للتجديد ويعد عقد‬
‫شكلي ويكون مكتوب ‪.‬‬
‫‪ -1‬عقد يرتب حق اإلنتفاع ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 14-08‬التي تعدّل المادة ‪ 65‬من القانون رقم‬
‫‪":30-90‬يستفيد مسير المرفق العمومي أو أصحاب االمتياز‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادة‬
‫‪ 64‬مكرر أعاله والمادة ‪ 69‬من حق استعمال الملك التابع لألمالك الوطنية الخاصة‬
‫المخصص وفق غرض تخصصه‪ ،‬ولفائدة المصلحة العمومية ويحق له االنتفاع به‬
‫‪4‬‬
‫بدون سواه "‪.‬‬
‫بعد قراءة نص المادة يتضح أن عقد االمتياز هو حق بعد قراءة نص المادة يتضح‬
‫أن عقد االمتياز هو حق االنتفاع لصاحب االمتياز على األمالك الوطنية التابعة‬
‫للدولة‪.‬من أجل إنجاز مشروعه االستثماري وعن هذا الحق فإنه تبعي لصاحبه الذي‬

‫‪ 1‬شتوان حنان المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 687‬‬


‫‪ 2‬بليل سمير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪04‬من االمر رقم ‪ ،04-08‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ 14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية سنة ‪ ،2008‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪،30- 90‬‬
‫يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪. 44‬‬

‫~ ‪~ 88‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ليس له الحق في التصرف في ملك بمعنى أنه ال يستطيع بيع الملك أو تأجيره أو حتى‬
‫‪1‬‬
‫التبرع به ألنه ليس له حق الملكية‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد االمتياز عقد شكلي ‪:‬‬
‫لعقد االمتياز شكلية محددة معينة يتبعها في تحريره وكذا إعداده بشكل نموذجي‬
‫ويتم هذا من قبل مدير أمالك الدولة‪ ،‬و لقد أعتبر المشرع الجزائري عقد االمتياز عقد‬
‫شكلي حيث نصت المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي السابق ذكره ‪ 152-09‬حيث جاء‬
‫فيها ‪ ... ":‬يكرس منح االمتياز الممنوح‪ ،‬بعقد إداري‪ 2‬تعقده إدارة أمالك الدولة مرفقا‬
‫بدفتر الشروط معد وفقا للنماذج الملحقة بهذا المرسوم وتحدد بدقة برنامج االستثمار‬
‫وكذلك شروط بنود منح االمتياز يجب أن يتضمن عقد االمتياز تحت طائلة البطالن "‪.‬‬

‫يتضح من المادة أن المشرع الجزائري جعل لعقد االمتياز على العقار الصناعي‬
‫التابع ألمالك الدولة شكلية نموذجية معينة متمثلة في ‪-‬عقد إداري‪ -‬ويرفق هذا العقد‬
‫‪3‬‬
‫بدفتر الشروط النموذجي‪.‬‬

‫‪ -3‬عقد االمتياز زمني طويل المدة ‪:‬‬

‫تعتبر المدة من أهم العناصر وهي من قبل شروط التعاقدية وتمتاز بالطول نسبيا‬
‫حيث نصت المادة ‪ 03‬من دفتر الشروط على أنه ‪ ":‬يمنح االمتياز لمدة أدناها ‪ 33‬سنة‬
‫قابلة للتجديد مرتين أقصاها تسع و تسعون (‪ )99‬سنة و غالبا ما تكون كافية لتغطية‬
‫‪4‬‬
‫نفقات المشروع والسماح للملتزم بقدر معقول من الربح" ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في القطعة األرضية ‪:‬‬

‫‪ 1‬بلكعيبات مراد‪ ،‬منح اإلمتياز اإلستثمار الصناعي في التشريع الجزائري‪( ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه علوم في الحقوق)‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية بسكرة‪- 2011،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪ 59‬و‪.60‬‬
‫‪ 2‬بلعور رقية‪ ،‬عقد اإلمتياز العقار الفالحي والعقار الصناعي‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في‬
‫القانون العام)‪ ،‬تخصص قانون التهيئة والتعمي‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪2015- 2014،‬‬
‫‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪ 3‬بلعور رقية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 4‬أكلي نعيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عقد االمتياز في الجزائر‪( ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه)‪ ،‬تخصص‬
‫علوم‪ ،‬جامعة ملود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬سنة‪ ،2018‬ص‪.48‬‬

‫~ ‪~ 89‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفقا للمادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152 -09‬التي جاء فيها مايلي‪" :‬يجب‬
‫أن تكون األوعية العقارية التي يمكن أن تكون محل حق امتياز في إطار هذا المرسوم‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬تابعة لألمالك الخاصة للدول‪.‬‬
‫‪ ‬غير مخصصة وليست في طور التخصيص لفائدة مصالح عمومية تابعة‬
‫للدولة لتلبية حاجياتها‪.‬‬
‫‪ ‬واقعة في قطاعات معمرة أو قابلة للتعمير كما هو محدد في أدوات التهيئة‬
‫والتعمير باستثناء المشاريع االستثمارية التي يستلزم تمركزها خارج هذه‬
‫‪1‬‬
‫القطاعات بسبب طبيعتها "‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬إجراءات الحصول على عقد االمتياز في إطار األمر ‪: 04/ 08‬‬
‫لقد نص األمر رقم ‪ 04-08‬على طريقة منح االمتياز‪ ،‬حيث يتم منحه بالمزاد‬
‫العلني واستثناءا عن طريق التراضي‪ ،‬نصت المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ 04- 08‬في‬
‫فقرتها األولى على " يمنح االمتياز على أساس دفتر أعباء‪ ،‬عن طريق المزاد العلني‬
‫‪2‬‬
‫المفتوح أو المقيد أو بالتراضي ‪."...‬‬
‫ويمنح االمتياز عن طريق المزاد العلني أو بالتراضي على األراضي التابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة المتوفرة لفائدة المؤسسات والهيئات العمومية واألشخاص‬
‫الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون الخاص وذلك الحتياجات مشاريع‬
‫استثمارية‪ ،‬وكذلك األمالك العقارية التي تشكل األصول المتبقية للمؤسسات العمومية‬
‫المحلة واألصول الفائضة للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ 3،‬وذلك لمدة ‪ 33‬سنة قابلة‬
‫‪4‬‬
‫للتجديد أقصاها تسع و تسعون (‪ )99‬سنة ‪.‬‬

‫‪ -1‬منح االمتياز بالمزاد العلني‬

‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152- 09‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 03‬الفقرة األولى‪ ،‬األمر رقم ‪ ،04-08‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة رقم ‪ 03‬من األمر رقم ‪ ، 04- 08‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 04‬من األمر رقم ‪ ، 04- 08‬مرجع نفسه ‪.‬‬

‫~ ‪~ 90‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تطبيقا ألحكام األمر رقم ‪ 04-08‬بسنة ‪ 2008‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪-09‬‬
‫‪152‬الذي يوضح شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة‬
‫للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬حيث حدد هذا المرسوم المزاد لعلني‬
‫كطريقة لمنح االمتياز‪ 1،‬ويكون المزاد العلني مفتوح وذلك بعرض االمتياز عن طريق‬
‫المنافسة لكل شخص طبيعي أو معنوي رغب في االستفادة من االمتياز على األرضية‬
‫المعنية وذلك إلنجاز مشروع استثماري وفقا لقواعد التهيئة والتعمير المطبقة‪ ،2‬وقد‬
‫يكون المزاد العلني محدود وذلك بعرض االمتياز عن طريق المنافسة على أرضية‬
‫موجهة لمشروع استثماري ذي طبيعة محددة مسبقا‪ ،‬والذي يشارك فيه المستثمرون‬
‫الذين تتوفر فيهم بعض شروط التأهيل فقط ‪ 3.‬ويقوم الوزراء المختصون قطاعيا أو‬
‫الوالي باختيار نمط االمتياز بالمزاد العلني المفتوح أو المحدود‪4 .‬ويرخص االمتياز‬
‫عن طريق المزاد العلني بـ ‪:‬‬

‫‪ ‬قرار من الوزير المكلف بتهيئة اإلقليم وباقتراح من الهيئة المكلفة بالتسيير‪،‬‬


‫‪5‬‬
‫عندما تكون القطعة األرضية المعينة تابعة لمحيط المدينة الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬قرار من الوالي المختص إقليميا وباقتراح من لجنة يحدد تنظيمها وتشكيلها‬
‫‪6‬‬
‫وتسييرها عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫وتتمثل إجراءات منح االمتياز بالمزاد العلن فيما يلي ‪:‬‬


‫‪ ‬اإلعالن عن المزاد العلني قبل ثالثين (‪ )30‬يوما على األقل عن طريق ملصقات‬
‫وإعالنات تنشر في يوميتين وطنيتين مرتين على األقل وعند االقتضاء‪ ،‬بأية وسيلة‬
‫اشهارية أخرى تتضمن على الخصوص مايلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر للمادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬مؤرخ في ‪2‬مايو سنة ‪ ،2009‬الذي يحدد‬
‫شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪، 27‬مؤرخة في ‪ 06‬مايو سنة ‪.2009‬‬
‫‪ 2‬أنظر لمادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152- 09‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر للمادة رقم‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة رقم ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة رقم‪ 05‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة رقم‪ 05‬من األمر رقم ‪ ، 04-08‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 91‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬التعيين الدقيق والمفصل للقطعة األرضية ومساحتها ونظام الشهير المطبق‬


‫والثمن األدنى المعروض‪ ،‬وكذا مدة االمتياز‪ ،‬ومكان إجراء المزاد وكذلك تحديد‬
‫‪1‬‬
‫تاريخ المزايدات الشفوية أو تاريخ فرز هذه التعهدات‪.‬‬
‫‪ -‬ويمكن أن يشارك في المزاد كل األشخاص الذين يثبتون موطنا أكيدا ويسرهم على‬
‫الوفاء ماليا ويتمتعون بحقوقهم المدنية‪ ،2‬وقد يتم المزاد العلني إما بمزايدات شفوية‬
‫أو بتعهدات مختومة‪ ،‬حيث يعلن الموظف الذي يرأس جلسة المزايدة الشفوية عن‬
‫الثمن األدنى المعروض المنشور في الملصقات ‪،‬وتكون المزايدة بمبلغ ال يقل عن‬
‫ألف (‪ )1000‬دينار جزائري دينار‪ ،‬إذا لم يتجاوز الثمن األدنى للعروض خمسمائة‬
‫ألف (‪ )500.000‬دينار جزائري‪ ،‬وبألفي (‪ )2000‬دينار جزائري عندما يفوق الثمن‬
‫األدنى المعروض خمسمائة ألف (‪ )500.000‬دينار جزائري فإذا قدم شخصان أو‬
‫عدة أشخاص في آن واحد مزايدات متساوية تخولهم حقوقا متساوية في رسو‬
‫المزاد‪،‬تجري مزايدات جديدة يشارك فيها هؤالء األشخاص دون سواهم‪ ،‬وإذا لم تقع‬
‫أية مزايدة جديدة تجرى القرعة بينهم حسب الكيفية التي يحددها رئيس مكتب المزاد‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫إذا لم تجر أية مزايدة‪ ،‬يؤخر منح االمتياز و يؤجل إلى جلسة يحدد تاريخها فيما‬
‫بعد‪ ،‬ويعلن عنها حسب نفس أشكال الجلسة األولى‪ ،‬وال يعلن عن المزاد حتى تتم‬
‫مزايدة واحدة على األقل بمبلغ الثمن األدنى المعروض وال يمكن تخفيض هذا السعر‬
‫‪4‬‬
‫في الجلسة نفسها ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتعهدات المختومة فيقدم المشارك عرض عن منح االمتياز عن‬
‫طريق تعهد عليه طابع ومصحوب باستمارة معلومات مطابقة للنموذج الذي تسلمه مع‬
‫إثبات دفع الكفالة‪ ،‬ويمكن أن يرسل عرض منح االمتياز عن طريق البريد أو يودع‬
‫مباشرة في مقر المديرية الوالئية ألمالك الدولة المعنية في اإلعالنات اإلشهارية في‬

‫‪ 1‬أنظر للمادة رقم‪ 03‬من نموذج دفتر الشروط الذي يحدد البنود و الشروط المطبقة على منح‬
‫االمتياز عن طريق المزاد العلني للقطع األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 27‬مؤرخة في ‪ 6‬مايو سنة ‪. 2009‬‬
‫‪ 2‬أنظر للمادة رقم‪ 04‬من نفس النموذج ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر للمادة رقم ‪ 03‬من نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة رقم‪ 03‬من نموذج دفتر الشروط الذي يحدده البنود والشروط المطبقة على منح‬
‫االمتياز عن طريق المزاد العلني للقطع األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫موعد أقصاه آخر يوم عمل يسبق اليوم الذي تجرى فيه عملية الفرز قبل إغالق‬
‫المكاتب ويترتب عن اإليداع المباشر تسليم المودع وصال‪ ،‬ويتم فرز التعهدات‬
‫المختومة في التاريخ المبين في الملصقات واإلعالنات الصحفية‪ ،‬ويحرر محضر‬
‫المزاد في الجلسة نفسها‪ ،‬ويوقعه أعضاء مكتب المزاد (لجنة فتح األظرفة ) والراسي‬
‫‪1‬‬
‫عليه أو عليهم المزاد ‪.‬‬

‫‪ -2‬منح اإلمتياز عن طريق التراضي ‪:‬‬

‫لقد حدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬المزاد العلني لمنح االمتياز وذلك‬
‫كأصل‪ ،‬باإلضافة إلى منح االمتياز بالتراضي كاستثناء ‪ ،2‬ويمكن أن تستفيد بعض‬
‫المشاريع االستثمارية من االمتياز بالتراضي ‪،‬ومنها التي يكون لها طابع األولوية‬
‫واألهمية الوطنية‪ ،‬والمشاريع المحدثة لمناصب شغل وتقليص البطالة ‪،‬المشاريع التي‬
‫تساهم في تنمية المناطق المحرومة أو المعزولة والتي يحدد قائمتها المجلس الوطني‬
‫‪3‬‬
‫لالستثمار ‪.‬‬

‫ويمكن أن يمنح االمتياز بالتراضي بعد ترخيص من مجلس الوزراء‪ ،‬وباقتراح‬


‫من المجلس الوطني لالستثمار‪ ،‬ويعرض الوزير المعني أو الوالي المختص إقليميا‬
‫‪4‬‬
‫المشاريع االستثمارية القابلة لمنح االمتياز بالتراضي على المجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬

‫ثم جاء المشرع بتعديل جوهري وذلك من خالل قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2011‬حيث عدلت المادة ‪ 15‬منه المواد ‪ 09 ، 08 ، 05 ، 03‬من األمر رقم ‪،04-08‬‬
‫حيث جعل قرار منح االمتياز يتم بطريقة واحدة و هي التراضي‪ ،‬وبقرار منح واحد‬
‫‪1‬‬
‫صادر من الوالي‪ ،5‬وأكدت ذلك المادة ‪ 48‬من قانون المالية التكميلي لسنة ‪. 2015‬‬

‫‪ 1‬أنظر للمادة رقم‪ 03‬من نموذج دفتر الشروط الذي يحدده البنود والشروط المطبقة على منح‬
‫االمتياز عن طريق المزاد العلني للقطع األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر للمادة رقم ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر للمادة رقم‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،152-09‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة رقم ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪، 152-09‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 5‬األمر رقم ‪ ، 11-11‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 93‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حسب اإلجراءات الجديدة المتعلقة بمنح حق االمتياز بالتراضي فقط‪ ،‬على‬


‫العقارات التابعة لألمالك الخاصة للدولة واألصول المتبقية التابعة للمؤسسات العمومية‬
‫المستقلة وغير المستقلة المحلة‪ ،‬واألصول الفائضة للمؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫الناشطة‪ ،‬وكذا األراضي التابعة للمناطق الصناعية ومناطق النشاطات‪ ،‬جاءت التعليمة‬
‫الوزارية المشتركة رقم ‪ 001‬المؤرخة في ‪ 6‬أوت ‪ 2015‬المتضمنة اإلجراءات الجديدة‬
‫لوضع حيز التنفيذ لألحكام المتعلقة بمنح حق االمتياز‪ ،‬حيث أن دراسة ملف طلب‬
‫االمتياز يتم وفقا لإلجراءات التالية‪:‬‬

‫يجب على شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص والذي يتقدم بطلب‬ ‫‪.1‬‬
‫لألجل أن يودع ملفا متضمنا طلب مرفقا بدراسة تقنية واقتصادية لدى مديرية الصناعة‬
‫والمناجم المؤهلة إقليما‬
‫توكل مهمة دراسة طلبات الحصول على حق االمتياز للمدير الوالئي المكلف‬ ‫‪.2‬‬
‫باالستثمار‪ ،‬يستشير في ذلك‪ ،‬كلما اقتضت الضرورة‪ ،‬مديريات الوالية المعنية بذات‬
‫المشروع ‪،‬وبعد استشارة المديريات الوالئية تلتزم هذه األخيرة بإيداع الرأي في أجل ال‬
‫يتعدى ‪8‬أيام‪ ،‬وفي غياب ذلك يعتبر الرأي إيجابي‪ ،‬وبعد تشكيل الملف وفقا لإلجراءات‬
‫المشار إليها‪،‬يرسل الملف إلى الوالي مرفقا بالتقرير تقييمي مبرر في أجل ال يتعدى‬
‫‪8‬أيام ابتداء من تاريخ الحصول على أراء المديريات المعنية‬
‫يبت الوالي في الطلب باتخاذ قرار منح االمتياز بالتراضي‪ ،‬ويبلغ الوالي دون أجل‬ ‫‪.3‬‬
‫لقرار منح حق االمتياز بالتراضي إلى المستثمر ‪،‬ويرسل ذات الملف إلى إدارة أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬قرار القبول المتخذ من قبل الوالي يحوز على قوة التنفيذ من قبل كل مصالح‬
‫‪2‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫تلتزم إدارة أمالك الدولة بإنهاء إجراءات اإلمضاء مع المستثمر لدفتر الشروط المحدد‬ ‫‪.4‬‬
‫لبرنامج مدقق لالستثمار‪ ،‬وكذا شروط وبنود منح حق االمتياز ‪،‬في أجل ‪ 8‬أيام المالية‬
‫لتاريخ الحصول على الملف‪ ،‬ومنه إعداد عقد حق االمتياز مسجال خالل ‪ 15‬يوما‬
‫الموالية ‪.‬‬
‫ومهما كان من أمر‪ ،‬فان اجل إعداد قرار حق االمتياز ال يمكن أن يتجاوز شهرا‬
‫ابتداء من تاريخ استقبال الملف المرسل من قبل الوالي‪ ،‬وفي حالة الرفض‪ ،‬يبلغ‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 48‬من األمر رقم ‪ 01-15‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬يتضمن قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ ،2015‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 40‬المؤرخة في ‪ 23‬يوليو ‪. 2015‬‬
‫‪ 2‬التعليمة الوزارية المشتركة رقم ‪ ،001‬المؤرخة في ‪ ،2015-08-06‬المتضمنة تطبيق األحكام‬
‫واإلجراءات الجدي دة لوضع حيز التنفيذ لألحكام المتعلقة بمنح االمتياز على العقارات التابعة‬
‫لألمالك الخاصة للدولة والموجهة لإلنجاز مشاريع استثمارية ص ‪. 01‬‬

‫~ ‪~ 94‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صاحب الطلب من طرف المدير الوالئي المكلف باالستثمار في أجل ‪ 15‬يوما بموجب‬
‫تبليغ مبرر‪.1‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬آثار عقد االمتياز ‪:‬‬
‫يرتب كل من صاحب االمتياز حقوق والتزامات من جهة ومن جهة أخرى‬
‫اإلدارة المانحة لالمتياز‬
‫‪ .1‬حقوق و التزامات صاحب االمتياز ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الحقوق ‪ :‬تختلف الحقوق المترتبة عن االمتياز في مجال العقار الصناعي عن تلك‬
‫المترتبة في القواعد العامة ‪.‬‬
‫أ‪ 1-‬الحق في الحصول على رخصة بناء ‪:‬‬
‫لصاحب االمتياز الحق في الحصول على رخصة بناء على القطعة األرضية‬
‫محل إنجاز المشروع االستثماري على أن تحترم قواعد التعمير والبيئة ‪ ،2‬والتي يمكن‬
‫تعريفها على أنها ‪ :‬قرار إداري تصدره جهات إدارية مختصة ومحددة قانونا في‬
‫شخص رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬الوالي أو الوزير المكلف بالتعمير كل في حدود‬
‫نطاقه وحدود نطاق اختصاصه وينبغي أن يتقدم بطلب رخصة البناء والتوقيع عليه من‬
‫قبل المالك أو موكله أو المستأجر لديه المرخص له قانونا ُ أو المصلحة المخصصة لها‬
‫القطعة ‪،‬وفي حالة إقامة بناء بدون ترخيص مكتوب فيحق لإلدارة اللجوء إلى الهدم‪.3‬‬
‫ويمكن كذلك طلب رخصة هدم‪ 4‬إذا كان المستفيد بحاجة إليها‪.‬‬

‫أ‪ 2-‬الحق في ترتيب رهن عقاري ‪:‬‬


‫لصاحب االمتياز حق إنشاء رهن رسمي‪ ،‬لصالح هيئات القرض على الحق‬
‫العيني العقاري الناتج عن االمتياز‪ ،‬وكذا على البنايات المقرر إقامتها على األرض‬
‫الممنو ح امتيازها وذلك لضمان القروض الممنوحة لتمويل المشروع وذلك حسب المادة‬

‫‪ 1‬التعليمة الوزارية رقم ‪ ،001‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫‪ 2‬جبوري أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ 3‬حمدي باشا عمر‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬دار هومة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬الجزائر‪،2013،‬ص‪109‬‬
‫‪ 4‬رخصة الهدم ‪ :‬تطبيقا ألحكام المادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 29- 90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪:‬ال‬
‫يمكن القيام بأي عملية هدم جزئية أو كلية لبناية دون الحصول على رخصة هدم وذلك لضمان‬
‫إنجازها في ظروف أمنية ويجوز لرئيس المجلس الشعبي البلدي حسب اإلجراءات ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 75‬من المرسوم ‪ 176- 91‬المؤرخ في ‪ ،1991/5/ 28‬بالنسبة للبنايات األصلة للسقوط إذ‬
‫يأمر بأمر بالهدم ألن البلدية مسئولة على ضمان أمن و سالمة األشخاص ‪،‬حمدي بشا عمر‪ ،‬حماية‬
‫الملكية العقاري ة الخاصة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013،‬ص ‪.103‬‬

‫~ ‪~ 95‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 11‬الفقرة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 04-08‬التي تنص "‪...‬بإنشاء رهن رسمي لصالح هيئات‬
‫‪1‬‬
‫القرض عل الحق العيني العقاري الناتج عن االمتياز ‪"...‬‬
‫ب‪ .‬االلتزامات ‪:‬‬
‫يخضع صاحب االمتياز إلى مجموع التزامات المنصوص عليها في دفتر الشروط ‪:‬‬
‫ب‪ 1-‬دفع اإلتاوة اإليجارية ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 09‬من األمر رقم ‪ 04- 08‬يتضح من نصها مايلي‬
‫‪":‬يمنح االمتياز بالتراضي مقابل دفع إتاوة أجارية إقليميا و التي تمثل ‪ 20/1‬من القيمة‬
‫التجارية للقطعة األرضية محل منح االمتياز‪ ،‬في حين اإلتاوة السنوية كما هي محددة‬
‫في الفقرتين بعد انقضاء كل فترة إحدى عشرة (‪ )11‬سنة "‪2‬وما هو محدد في المادة ‪15‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪.152- 09‬‬
‫ب‪ 2-‬إنجاز المشروع في مدة محددة ‪:‬‬
‫يجب على المستثمر المستفيد من منح االمتياز سواء عن طريق التراضي أو‬
‫المزاد العلني أن يبدأ في األشغال الخاصة بمشروعه وهذا من خالل المدة المحددة في‬
‫دفتر الشروط و يكون حساب هذه المدة من تاريخ تسليم رخصة البناء‪ ،‬إالّ أنه يمكن‬
‫تمديد آجال انطالق اإلنجاز الفعلي للمشروع إذا حال بسبب قاهر‪ 3‬والتي يمكن حصرها‬
‫في ثالث شروط ‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الحادث غير متوقع ليس من جانب المستثمر فقط بل من أي شخص‬
‫آخر ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون الحادث مستحيل الدفع ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬أن يكون السبب خارج بالنسبة للمستثمر أي منقطع الصلة به ‪.‬‬

‫حسب المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 03‬من دفتر الشروط الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم ‪- 09‬‬
‫‪ 152‬على المستثمر أن يثبت قيامه ببذل العناية الكافية وتوفر السبب للقوة القاهرة حتى‬
‫‪5‬‬
‫تنتفي عنه المسؤولية يستفيد ومن آجال التمديد‪.‬‬
‫‪ .2‬حقوق والتزامات مانح االمتياز‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحقوق ‪:‬‬

‫‪ 1‬تاتولة فاطمة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة رقم ‪09‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬تاتولة فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 143‬‬
‫‪ 4‬لكحل مخلوف‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 21‬الفقرة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬نصت‪ " :‬تمديد آجال انطالق وتنفيذ‬
‫األشغال المنصوص عليها في دفتر الشروط ‪...‬إذا حال سبب قاهر دون التقيد به ‪"...‬‬

‫~ ‪~ 96‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالرجوع إلى األحكام العامة نجد أن اإلدارة المانحة تتمتع بالحقوق المحددة والتي‬
‫يمكن أن نستنبطها من فحوى المواد الموجودة في األمر رقم ‪08‬ـ‪. 04-‬‬

‫أ‪ 1-‬االحتفاظ بملكية العقار‪ :‬إن األمر رقم ‪ 04-08‬فوق بين السلطات الثالث للملكية‬
‫كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬حق الملكية ‪ :‬أي ملكية األرض أو القطعة األرضية الصناعية هي تبقى ملكا للدولة‬
‫وغير قابلة للتحويل إلى تنازل‪ ،‬أما بالنسبة لحق االنتفاع وملكية البنايات‪ 1‬وفقا للمواد‬
‫‪ 14-13‬من األمر السابق الذكر والتي نصت على ما يلي ‪":‬عند إتمام مشروع‬
‫استثماري تكرس إجباريا ملكية لبنايات المنجزة من المستثمر على األرض الممنوح‬
‫امتيازها وجوبا بمبادرة من هذا األخير وبعقد موثق " ‪ ،2‬وكذلك جاء في نص اآلخر‬
‫مايلي ‪":‬تكون ملكية البنايات و الحق العيني العقاري النتائج عن حق االمتياز قابلة‬
‫للتنازل فور اإلنجاز الفعلي لمشروع استثماري بعد المعاينة الفعلية من طرف الهيئة‬
‫المؤهلة "‪ .3‬والذي أكد عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬المادة ‪ 18‬منه ‪ ،‬يكون هذا‬
‫بناءا على شهادة المطابقة‪.4‬‬

‫أ‪ 2-‬إسقاط حق االمتياز‪ :‬يجوز لإلدارة فسخ عقد االمتياز في حالة تخلف أو عدم‬
‫التزامه (المتعاقد) بتنفيذ ما ورد من بنود في دفتر الشروط هذا ما جاءت به المادة رقم‬
‫‪ 12‬من األمر ‪:04-08‬‬

‫"يترتب على كل إخالل من المستفيد من االمتياز للتشريع وااللتزامات الذي يتضمنها‬


‫دفتر األعباء اتخاذ إجراءات من أجل من أجل إسقاط حق لدى الجهات القضائية‬
‫‪5‬‬
‫المختصة‪ ،‬من مدير أمالك الدولة المختص إقليميا ‪."...‬‬

‫‪ 1‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬


‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 13‬من األمر رقم ‪ ، 04-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪ 14‬من األمر رقم ‪ ،04-08‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة رقم ‪ 18‬الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬نصت على ما يلي ‪":‬يمكن‬
‫التناززل عن ملكية البنايات بشرط‪ - :‬انجاز البنايات المقررة في المشروع االستثماري ‪.‬‬
‫‪ -‬المعاينة القانونية من طرف هيئة مؤهلة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب اعالم إدارة أمالك الدولة تحت طائل البطالن بأي معاملة يحتمل إجراؤها"‪.‬‬

‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 12‬من األمر ‪ ،04-08‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 97‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونتيجة اإلسقاط للحق االمتياز يترتب عليه نتائج والتي تكون على عاتق الدولة‬
‫وهي دفع التعويض مستحقا بعنوان فائض القيمة المحتملة‪ ،‬وتحدده مصالح أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬ويقع على عاتق المستثمر هدم البنايات وإعادة القطعة األرضية إلى حالتها‬
‫األصلية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬االلتزامات ‪:‬‬

‫يترتب عن إبرام عقد منح االمتياز في ظل االستثمار على عقار صناعي‬


‫التزامات‪ ،‬ينبغي التقيد بها فال يمكن أن تتملص اإلدارة المتعاقدة من التزاماتها التعاقدية‬
‫إلرساء مبدءا توازن العقد وتشمل التزامات إدارة أمالك الدولة تجاه المستفيد من منح‬
‫االمتيازات التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تلتزم اإلدارة بالعقد الذي أبرمته وال يجوز لها التحلل والتخلص من الرابطة‬
‫التعاقدية بالعدول كلية عن العقد الذي أبرمته‪ ،‬مثال عند إتمام المستفيد لمشروعه‬
‫االستثماري وتقديمه لإلدارة طلب تمليك البنايات المنجزة بعقد موثق تلتزم‬
‫اإلدارة بتكريس ملكية البنايات من طرف المستثمر على األرض محل االمتياز‪.‬‬
‫‪ -‬أن تلتزم اإلدارة بتنفيذ شروط العقد تنفيذا سليما وكامال‪.‬‬
‫‪ -‬تلتزم السلطة اإلدارية المتعاقدة باالمتناع عن قيام بأي عمل وإجراء يتعارض‬
‫‪1‬‬
‫مع التزاماتها التعاقدية إزاء الطرف المتعاقد معها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي في ظل التشريع‬


‫الجزائري‬
‫من بين أهم الضمانات التي يتمتع بها المستثمر هو ضمان تسوية المنازعات‬
‫المتعلقة بالعقار الصناعي‪ ،‬والمستثمر األجنبي عادة ما يحبذ اللجوء إلى الطرق البديلة‪،‬‬
‫عن طريق إبرام اتفاقية مع الدولة المستضيفة لالستثمار‪ ،‬وبذلك يستبعد اللجوء إلى‬
‫القضاء الوطني خاصة في ظل عدم وجود محاكم استثمارية متخصصة داخل الدولة‪،‬‬
‫أما الدول المستضيفة لالستثمارات فغالبا ما تحبذ اللجوء إلى القضاء الوطني لعرض‬
‫حقوقها‪ ،‬والمشرع الجزائري وضع قاعدة بموجب المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪09 – 16‬‬

‫‪ 1‬مصطفى ساللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫~ ‪~ 98‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتضمن قانون االستثمار‪ ،‬إذا ما تعلق خالف بين المستثمر والدولة الجزائرية يكون‬
‫القضاء الجزائري المختص إقليميا‪ ،‬واستثناء يمكن اللجوء إلى التحكيم في حالة وجود‬
‫أتفاق بين األطراف ‪.‬‬

‫ورغم جملة التحفيزات والتسهيالت الموجهة لدعم االستثمار للحصول على‬


‫العقار الصناعي إلنجاز استثماراتهم‪ ،‬إالَّ أن هذا العنصر الزال يعاني من عدة‬
‫صعوبات تقف في وجه تشجيع االستثمار منها المنازعات والفصل فيها‪.‬‬

‫ويرجع السبب في النزاعات إلى ‪ :‬التغيرات في النظام القانوني وانتهاج الجزائر‬


‫نظام السوق‪ ،‬هذا ما أدى بالدولة الجزائرية إلى تبني صيغ جديدة للتسيير واستغالل‬
‫العقار الصناعي ما برز منها التنازل وعقد االمتياز حيث رتب بذلك عالقة تعاقدية‪،‬‬
‫تثير نزاعات إما بين المستثمرين فيما بينهم‪ ،‬والمستثمرين والمؤسسات المسيرة للعقار‬
‫الصناعي أو المستثمرين وإدارة أمالك الدولة على أساس أنها مالكة للرقبة ‪.‬‬

‫وعليه سيتم دراسة هذا المبحث في مطلبين ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬طبيعة المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي‪.‬‬


‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الفصل في المنازعات الخاصة باستغالل العقار الصناعي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طبيعة المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي‬

‫يمكن تحديد طبيعة المنازعات باختالف وتنوع وتعدد العقود الواردة على‬
‫حافظة العقار الصناعي ‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى منازعات تتعلق بالملكية المتعاملين أو‬
‫المستثمرين للعقار‪ ،‬ومنازعات تتعلق بمدى تنفيذ اإلدارة أو المستثمر لعقود التنازل‬
‫واالمتياز ولدراسة طبيعة هذه المنازعات وجب اإلشارة إلى المنازعات المتعلقة بعقد‬
‫التنازل‪ ،‬رغم إلغاء العمل به كنمط الستغالل العقار الصناعي‪ ،‬وذلك لوجود نزاعات‬
‫تتطلب الفصل فيها وإيجاد حلول قانونية لها ‪ ،‬ثم التفصيل في المنازعات المتعلقة بعقد‬
‫االمتياز المعتمد كنمط واحد ووحيد الستغالل العقار الصناعي منذ صدور األمر ‪-08‬‬

‫~ ‪~ 99‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 04‬المتعلق بمنح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجبة‬
‫لالستثمار ‪ .‬وعليه هذا ما سنتطرق إليه عبر الفرعين التاليين ‪:‬‬

‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬منازعات متعلقة بعقد التنازل ‪.‬‬


‫‪ ‬الفرع الثاني ‪ :‬منازعات متعلقة بعقد االمتياز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬منازعات متعلقة بعقد التنازل‬

‫يمكن حصر المنازعات المتعلقة بعقد التنازل إلى المنازعات المتعلقة باكتساب‬
‫العقار الصناعي والمنازعات المتعلقة بتنفيذ عقود استغالل العقار الصناعي‪ ،‬سواء‬
‫كانت متعلقة بثمن عقد التنازل أو بفسخ عقد التنازل ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المنازعات المتعلقة باكتساب العقار الصناعي‬

‫توجد مؤسستين إلدارة وتسيير العقار الصناعي‪ ،‬تتكفل األولى بتهيئة العقار عن‬
‫طريق القيام بأعمال التجزئة‪ ،‬وذلك بعد القيام بإجراءات اكتساب العقار بصفة قانونية‪،‬‬
‫ثم تقوم بأشغال التهيئة ‪ ،‬وفي مرحلة ثانية تتدخل المؤسسة المهيأة لتقوم بإعادة التنازل‬
‫(البيع )عن هذه العقارات المجزأة والمهيأة لفائدة المتعاملين وذلك بواسطة عقود موثقة‬
‫ومشهرة ‪. 1‬‬

‫أن هذه المؤسسات على الصعيد العملي واجهت عدة مشاكل قانونية خاصة في‬ ‫إالَّ َّ‬
‫إطار معاملتها مع األشخاص المستغلين نشبت عنها عدة منازعات تمثلت فيما يلي ‪:‬‬

‫عدم االتفاق بين المستثمرين والمؤسسة المهيأة على سعر إعادة التنازل للتجزئات‬ ‫‪‬‬
‫العقارية ‪.‬‬
‫عدم قيام أجهزة التهيئة‪ ،‬باستخراج ونشر رخصة التجزئة‪ ،‬وعدم القيام بأشغال‬ ‫‪‬‬
‫التهيئة والتجهيز وغالبا ما يكون األمر كذلك ولعدة أسباب عملية وتقنية ‪.‬‬
‫عدم اكتساب أجهزة التهيئة أو المؤسسات التسيير لبعض العقارات وخاصة تلك‬ ‫‪‬‬
‫المملوكة للخواص‪.‬‬
‫المسؤولية المتعلقة بالتعامل أو المستثمر صناعيا عن األضرار التي يوقعها بسبب‬ ‫‪‬‬
‫أشغال التجزئة ‪.‬‬

‫بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 89‬‬ ‫‪1‬‬

‫~ ‪~ 100‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فبالنسبة للمنازعة األولى المتمثلة في عدم االتفاق بين المستثمرين والمؤسسة‬


‫المهيأة على سعر إعادة التنازل للتجزئات العقارية بحيث يطالب المستغل بإعادة‬
‫التنازل لفائدته على أساس سعر االقتناء أي الثمن الذي اشترت به المؤسسة العقار‪ ،‬في‬
‫حين تطالب المؤسسة بإعادة التنازل على أساس السعر الحقيقي للعقار وهو سعر‬
‫السوق ‪.‬‬

‫وأمام هذا اإلشكال تم التوصل إلى حل وسط يخدم الطرفين المهيأ و المتعامل‬
‫وهو أن تكون عملية إعادة التنازل لفائدة المتعامل على أساس سعر االقتناء الذي‬
‫‪1‬‬
‫اشترته المؤسسة أو المهيأ للعقار بإضافة تكاليف التهيئة وهامش ربح معقول‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمنازعات الثانية المتعلقة بعدم قيام أجهزة التهيئة باستخراج ونشر‬
‫رخصة التجزئة ‪،‬وعدم القيام بأشغال التهيئة والتجهيز‪ ،‬وغالبا ما يكون األمر كذلك‬
‫ولعدة أسباب عملية وتقنية‪ ،‬فيكون حل هذا النزاع على أساس خصم جميع نفقات‬
‫التجزئة والتهيئة من سعر إعادة التنازل الواجب دفعه والمقدر دائما على أساس سعر‬
‫‪2‬‬
‫السوق ‪.‬‬

‫وفيما يخص عدم اكتساب أجهزة التهيئة أو مؤسسات التسيير لبعض العقارات‬
‫وخاصة تلك المملوكة للخواص مما نتج عنه وضعيتان هما‪:‬‬

‫‪ -1‬أن مالكي هذه العقارات يرفضون بيعها بالتراضي لهذه األجهزة‪ ،‬هنا يتم اللجوء إلى‬
‫نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،3‬وذلك عن طريق الوالي المكلف بتطبيق‬
‫المخطط التوجيهي للتعمير‪ ،‬مع تعويض المالكين بتعويض عيني أو نقدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما بالنسبة لمؤسسات التي ال تستطيع شراء هذه العقارات المملوكة للخواص بالسعر‬
‫الحقيقي للسوق ‪،‬هنا تقوم بتخصيص اقتطاعات مالية من مزانية الدعم التي تقدمها‬

‫‪ 1‬مجدوب آسيا و مفتاح كريمة‪ ،‬حافظة العقار الصناعي ‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماستير)‪ ،‬تخصص‬
‫قانون عقاري‪ ،‬فرع تهيئة وتعمير‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ، 2016 -2015،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪ 2‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 90‬‬
‫‪ 3‬حميدة عقيلة‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر)‪،‬‬
‫اختصاص قانون التعمير‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،01‬قسنطينة سنة ‪ ،2013/2012‬غير‬
‫منشور‪،‬ص ‪. 115‬‬

‫~ ‪~ 101‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدولة لهذا النوع من المؤسسات ‪،‬أو من الظرف المالي المتكون من العمليات‬


‫التجارية و األرباح التي حققها لحسابه‪.‬‬

‫وأخيرا فيما يخص المسؤولية المتعلقة بالمتعامل أو المستثمر صناعيا عن‬


‫األضرار التي يوقعها بسبب األشغال التي يقوم في التجزئة الخاصة به‪ ،‬أو كل من كان‬
‫يعمل بإذنه‪ ،‬فطبقا للقواعد العامة للقانون وحسب المادة ‪ 124‬و ‪ 182‬من القانون‬
‫‪1‬‬
‫المدني‪ ،‬هنا التعويض يكون كامال وعلى عاتق المتعامل وحدهُ ‪.‬‬

‫جاء في المادة‪11‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪1984 -03-05‬‬


‫المتضمن دفتر الشروط النموذجي و المتعلق بإدارة المناطق الصناعية "يتحمل‬
‫المتعامل ترميم األضرار‪ ،‬التي يتسبب فيها هو نفسه أو أي مقاول يستعمله في الطرق‬
‫و الشبكات المختلفة أو أعمال التهيئة العامة الكبرى التي نفذتها الهيئة القائمة‬
‫بالتهيئة وفي حالة تعذر تحديد المسؤولية‪ ،‬تحسب تكاليف الترميم حسب أهمية‬
‫‪2‬‬
‫مساحة القطع األرضية التي كانت تنفذ فيها األشغال عند معاينة األضرار"‪.‬‬

‫ومن تحليل هذه المادة نستنتج أنه في حالة ما إذا كانت المسؤولية غير محدودة‪،‬‬
‫فإن التعويض يكون بالنظر إلى أهمية مساحة العقار الذي أقيم عليه اإلنجاز وقت وقوع‬
‫الضرر‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المنازعات المتعلقة بثمن عقد التنازل ‪:‬‬

‫صدرت التعليمة المشتركة بين وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة ووزارة المالية‬
‫تتعلق بكيفيات وشروط تطهير العقار الصناعي‪ ،‬بحيث جاءت بحلول بخصوص سعر‬
‫التنازل تمثلت فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لقطع األراضي المهيأة والممنوحة للمستفيدين دون عقد توثيقي‪ ،‬والذين يكونون‬
‫قد دفعوا سعر التنازل أو جزء منه هنا يقدر سعر التنازل على أساس قيمة قطعة‬
‫أرضية باإلضافة إلى قيمة أشغال التهيئة وفي هذه الحالة يجب تسوية وضعية هذه‬
‫القطعة األرضية مباشرة أو بعد تكملة الثمن وبعقد توثيقي ‪.‬‬

‫‪ 1‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 91‬و ‪. 92‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 11‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬مارس ‪ 1984‬المتضمن دفتر الشروط‬
‫النموذجي المتعلق بإدارة المناطق الصناعية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،10‬الصادرة في ‪06‬‬
‫مارس ‪.1984‬‬

‫~ ‪~ 102‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أما إذا قام المستفيد بأشغال التهيئة بنفسه‪ ،‬فيجب خصم المبالغ التي صرفها من مبلغ‬
‫‪1‬‬
‫التنازل الذي يدفعه‪.‬‬

‫وباعتبار سنة ‪ 1990‬هي سنة صدور قانون األمالك الوطنية ‪ 30-90‬الذي م ّيز‬
‫بين األمالك الوطنية الخاصة‪ ،‬والمرسوم التنفيذي ‪ 451 -91‬المتعلق بتسيير وإدارة‬
‫هذه األمالك ‪،‬فنجد أن مسألة دفع ثمن العقار المتنازل عنه محصورة في وضعيتين‪،‬‬
‫حيث ‪:‬‬

‫الوضعية األولى ‪ :‬بالنسبة للمستثمر الذي نفذ الشروط المنصوص عليها بموجب‬
‫التشريعات والتنظيمات المعمول بها قبل تاريخ ‪ ،1990‬أي انتهى من مشروعه‬
‫االستثماري‪ ،‬ولم تسوى وضعية عقاره بعد هنا ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان المستثمر قد دفع ثمن التنازل بناء على السعر الذي حددته إدارة أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬فإنه يعتبر مالكا وقت دفع الثمن‪ ،‬وعلى مصالح أمالك الدولة أن تنفذ‬
‫التزاماتها‪ ،‬بإعداد عقد الملكية الذي يكون رسمي ومشهر‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المستثمر لم يدفع ثمن التنازل بعد‪ ،‬في هذه الصورة على مصالح أمالك‬
‫الدولة أن تقوم بمتابعة المستثمر بكل الطرق القانونية و اإلدارية و القضائية‪،‬‬
‫وذلك إلجباره على تنفيذ التزاماته ودفع الثمن وعلى أساس القيمة التجارية‬
‫‪2‬‬
‫الحقيقية للعقار وقت إبرام العقد‪.‬‬

‫الوضعية الثانية ‪ :‬بالنسبة للمستثمر الذي لم ينفذ الشروط المنصوص عليها‬


‫بموجب التشريعات والتنظيمات المعمول بها قبل تاريخ ‪ 1990‬هنا يجب أن يتم في‬
‫إطار التشريع والتنظيم المعمول به ‪،‬والذي هو حيز التنفيذ وقت مباشرة إجراءات‬
‫التسوية ‪.‬‬

‫‪ -‬فإذا قام بإنجاز المشروع االستثماري هنا يتم التنازل أو البيع مباشرة لفائدة المستثمر‬
‫المعني‪ ،‬مع دفع الثمن الحقيقي للعقار في وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا المشروع لم ينته المستثمر من إنجازه‪ ،‬أي تنفيذ جزئي للمشروع‪ ،‬هنا يتم منح‬
‫المستثمر حق امتياز‪،‬عن طريق قرار والئي مع السماح له بالمطالبة بتحويله إلى‬
‫‪3‬‬
‫تنازل في حالة إتمام المشروع ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المنازعات المتعلقة بفسخ عقد التنازل ‪:‬‬

‫آسيا مجدوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪1‬‬

‫بوجردة مخلوف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 94‬‬ ‫‪2‬‬

‫بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪94‬و‪. 95‬‬ ‫‪3‬‬

‫~ ‪~ 103‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫َّ‬
‫إن عقد التنازل عن العقار الصناعي التابع لألمالك الخاصة للدولة وخارج‬
‫المناطق الصناعية بموجب المادة ‪ 161‬من قانون المالية لسنة ‪ ،1992‬كان مصحوبا‬
‫كأصل بشرط فاسخ ‪ ،‬وهذا الشرط الفاسخ له صورتان ‪:‬‬

‫‪ -1‬شرط عدم بيع و تأجير وتقسيم القطعة األرضية المتنازل عنها‪.‬‬


‫‪ -2‬شرط يتعلق بمدى انجاز المشروع وفق برنامج االستثمار المعتمد وفي اآلجال‬
‫المقررة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫في حالة عدم احترام هذين الشرطين يتم الفسخ عن طريق القضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة المنازعات المتعلقة بعقد االمتياز‬

‫يمكن تناول منازعات عقد االمتياز حسب مراحل العقد الثالث‪ ،‬منازعات رفض‬
‫قرار منح االمتياز ‪،‬منازعات ناتجة عن قرار سحب االمتياز و منازعات متعلقة بفسخ‬
‫عقد االمتياز ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬منازعات رفض قرار منح االمتياز ‪:‬‬


‫في إطار المرسوم التشريعي رقم ‪ 12 – 93‬المؤرخ في ‪ ،1993-10-05‬المتعلق‬
‫بترقية االستثمار يودع المستثمر طلب االمتياز أمام وكالة ترقية االستثمار ودعمه‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة تمنح له االمتياز عن طريق قرار إداري وقد ال ترد على طلب المعني في‬
‫اآلجال المحددة بستين (‪ )60‬يوما من تاريخ إيداع الطلب‪ ،‬أو قد ترد على الطلب‬
‫بالرفض‪ ،‬يمكن للمعني أن يرفع طعن في هذه الحالة للبت في قرار الوكالة أمام السلطة‬
‫الوصية متمثلة في رئيس الحكومة‪ ،‬هذا األخير عليه أن يفصل في الطعن في أجل يوم‬
‫أن حسب المرسوم التشريعي ‪ 12 -93‬القرار الصادر عن رئيس الحكومة يكون‬ ‫إالَّ َّ‬
‫‪2‬‬
‫غير قابل للطعن‪.‬‬
‫و بالنسبة للقانون تطوير االستثمار رقم ‪ 03 -01‬بموجب المادة رقم (‪ )07‬منه‪،‬‬
‫للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار مدة أقصاها ثالثون(‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ إيداع‬

‫‪ 1‬بليل سمير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪7‬و‪.80‬‬


‫‪ 2‬شايب باشا كريمة ‪ ،‬اآلليات القانونية والمؤسساتية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه)‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ ، 2013 ،‬ص ‪.180‬‬

‫~ ‪~ 104‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫طلب المزايا وتزويد المستثمرين بالوثائق الضرورية إلنجاز مشاريعهم وكذا تبليغ‬
‫المستثمر بقرار المنح أو الرفض‪ ،‬أما في حالة الرفض على المستثمر أن يقدم طعن‬
‫أمام السلطة الوصية والتي لها أجل خمسة عشر(‪ )15‬يوم للرد عليه ‪ 1‬والجدير بالذكر‬
‫أن المشرع الجزائري تدارك الخطأ الوارد في المرسوم التشريعي رقم ‪ 12 -93‬الذي‬ ‫َّ‬
‫أن القرار الصادر عن السلطة الوصية غير قابل للطعن عكس ما جاء به‬ ‫نص على َّ‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ 03 -01‬في الفقرة األخيرة للمادة رقم ‪.07‬‬

‫يمارس هذا الطعن لدى لجنة الطعن المختصة في مجال االستثمار المحدد تشكيلها‬
‫وسيرها بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 357-06‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر ‪،3 2006‬‬
‫ويكون أجل الطعن خالل خمسة عشرة يوما (‪ )15‬وهذا وفقا لما جاء في المادة رقم ‪57‬‬
‫التي عدلت المادة ‪ 07‬مكرر من األمر ‪ 01- 03‬بموجب القانون رقم ‪ 01- 09‬المؤرخ‬
‫‪4‬‬
‫في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية التكميلي‪.‬‬

‫لسنة ‪ 2009‬ونصت على مايلي "‪...‬ويجب أن يمارس هذا الطعن خالل( ‪15‬‬
‫)يوما التي تلي تاريخ التبليغ بالقرار محل االحتجاج‪ ،‬وفي حالة صمت اإلدارة المعنية‬
‫فإن هذا األجل ال يمكن أن يقل عن شهرين (‪ )02‬إبتداءا من تاريخ اإلخطار‪.‬‬

‫ويوقع الطعن المذكور في الفقرة أعاله آثار القرار المطعون فيه‪ ،‬غير أن اإلدارة‬
‫يمكنها اتخاذ تدابير تحفظية ‪ ،‬تفصل اللجنة في الطعن في أجل شهر (‪)1‬يكون لقرارها‬
‫‪5‬‬
‫الحجية أمام اإلدارة أو الهيئة المعنية بالطعن ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬منازعات ناتجة عن قرار سحب االمتياز ‪:‬‬

‫وفقا لما ورد في المرسوم التشريعي رقم ‪ 12 – 93‬في حالة إخالل المستفيد‬
‫بالتزامه والتي تتعلق بمدة اإلنجاز‪ ،‬فإنه يحق للوكالة ترقية االستثمار سحب قرار‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،03- 01‬المرجع السابق ‪.‬‬


‫‪ 2‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 03- 01‬نصت على مايلي‪..." :‬يمكن أن يكون قرار‬
‫الوكالة موضوع طعن أمام القضاء "‪.‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،357-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬يتضمن لجنة الطعن المختصة في‬
‫االستثمار تنظيمها وسيرها‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،64‬الصادرة في ‪.2006-10-11‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ 01 – 09‬المؤرخ في ‪ ،2009- 07 --22‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة‬
‫‪ ،2009‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ ‪. 2009-07- 26‬‬
‫‪ 5‬القانون رقم ‪،01 – 09‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 105‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االمتياز بنفس إجراءات منحه وذلك حسب المادة رقم ‪ 46‬منه‪ ،‬وفي حالة وجود قوة‬
‫‪1‬‬
‫قاهرة حالة دون إنجاز مشروع يحق للمستثمر الطعن في قرار السحب أمام القضاء‪.‬‬

‫ولكن بعد صدور األمر ‪ 04 -08‬الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على‬
‫األراضي التابعة ألمالك الدولة و الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬أصبح ال يمكن‬
‫سحب االمتياز عن طريق قرار‪ ،‬البد اللجوء إلى القضاء وتكون المنازعات تهدف إلى‬
‫الحصول على تعويض‪ ،‬غير أنه ال يمكن لإلدارة أن تسحب االمتيازات دون تعويض‬
‫‪2‬‬
‫في حالة عدم قيام المستثمر بإنجاز المشروع في مدة محددة ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬منازعات متعلقة بفسخ عقد االمتياز ‪:‬‬

‫كقاعدة عامة يجب أن نميز بين الفسخ لعقد االمتياز في األمالك الوطنية‬
‫العمومية‪ ،‬والذي يتم بدون اللجوء إلى القضاء‪ ،‬والفسخ في األمالك الوطنية الخاصة‬
‫‪3‬‬
‫الذي يكون بشرط اللجوء إلى القضاء‬
‫و بدعوى فسخ‪ ،4‬ويكون الفسخ في حالة إخالل صاحب االمتياز وعدم احترام‬
‫التزاماته‪ ،‬السيما في حالة وجود خطأ مزدوج إما في قوام القطعة األرضية أو األصل‬
‫العقاري يمكن حصر أهم حاالت المنازعات المترتبة عن الفسخ ‪:‬‬
‫‪ ‬فسخ االمتياز في المناطق الحرة ‪:‬‬
‫‪-‬حالة إفالس و تصفية قضائية أو حل المنطقة الحرة ‪.‬‬
‫‪-‬حالة تلف للمنطقة الحرة ‪.‬‬
‫‪ ‬فسخ االمتياز في إطار المناطق الخاصة ‪:‬‬
‫إن االمتياز في المناطق الخاصة هو عقد يقع على أمالك وطنية خاصة وهذا طبقا‬
‫ألحكام المرسوم رقم ‪ 322 – 94‬متضمن منح االمتياز واستغالل المناطق الخاصة‬
‫ويرد في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬باتفاق األطراف ألن العقد شريعة المتعاقدين‪.1‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 46‬من المرسوم التشريعي ‪ 12- 93‬نصت على مايلي ‪...":‬تسحب جزئيا أو كليا‬
‫اإلمتيازات الممنوحة وفقا نفس اإلجراءات منحها ‪...‬ماعدا القوة القاهرة"‪.‬‬
‫‪ 2‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪ 4‬دعوى الفسخ‪ ":‬يعرف الفسخ بحل الرابطة التعاقدية بناءا على طلب أحد أطراف العقد متى لم يقم‬
‫الطرف األخير بت نفيذ التزاماته التي يرتبها العقد "‪،‬حيمدي محمد أمين‪ ،‬نظام تورنس للشهر العقاري‬
‫و تطبيقاته في النظام العقاري الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2015،‬‬
‫ص ‪.399‬‬

‫~ ‪~ 106‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بمبادرة من صاحب االمتياز بعد توجيه اعتذار إلى اإلدارة المانحة قبل (‪ )06‬أشهر‪.‬‬
‫وفي كل هذه الحاالت يفسخ بقوة القانون‪ ،‬أما الحاالت األخرى ‪:‬‬
‫‪ ‬حالة التأجير الثانوي أو التنازل عن حق االمتياز دون موافقة الوكالة وإدارة أمالك‬
‫‪2‬‬
‫الدولة على ذلك‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 04 – 08‬المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز‬
‫على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪،‬‬
‫نصت على مايلي ‪":‬يترتب على كل إخالل من المستفيد من االمتياز للتشريع الساري‬
‫المفعول ولاللتزامات التي يتضمنا دفتر أعباء اتخاذ إجراءات من أجل إسقاط حق‬
‫االمتياز‪ ،‬لدى الجهات القضائية المختصة بمبادرة من مدير أمالك الدولة المختص‬
‫‪3‬‬
‫إقليميا"‪.‬‬
‫وتدفع الدولة تعويضا نتيجة اإلسقاط لحق االمتياز بعنوان فائض القيمة‬
‫المحتملة‪4،‬ويكون إجراء الفسخ مسبوقا باعذارين موصولين برسالة موصى عليها‬
‫‪5‬‬
‫بإشعار باالستالم ‪.‬‬

‫وأهم الحاالت التي تمثل إخالل لاللتزامات التي يتضمنها دفتر األعباء وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬حالة إنجاز البنايات المقررة في اآلجال المحددة لكنها غير مطابقة للبرنامج‬
‫المحدد أو لرخصة البناء‪ ،‬ويتم إسقاط حق االمتياز بدون تعويض وهذا ما جاء في‬
‫المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬المؤرخ في ‪2009-05-02‬‬
‫‪6‬‬
‫المشار إليها سابقا‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 106‬من القانون المدني نصت على مايلي‪ ":‬العقد شريعة المتعاقدين ‪،‬فال يجوز نقضه‬
‫وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون"‪.‬‬
‫‪ 2‬شايب باشا كريمة‪ ،‬اآلليات القانونية والمؤسساتية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪. 184‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 12‬من األمر ‪ ،04-08‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ ، 04-08‬المرجع نفسه‪ ،‬نصت على ‪":‬تدفع الدولة نتيجة‬
‫إسقاط حق االمتياز تعويضا مستحقا ‪"...‬‬
‫‪ 5‬المادة رقم ‪ 119‬من القانون المدني نصت على مايلي‪":‬في العقود الملزمة لجانبين ‪،‬إذا لم يوفي‬
‫أحد المتعاقدين بالتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد أعذاره المدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه ‪،‬مع‬
‫التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذالك"‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152- 09‬نصت على مايلي‪":‬عند انجاز البنايات وبدون‬
‫مطابقتها للبرنامج المحدد فإن إسقاط حق االمتياز يكون بدون تعويض وعند نطق الجهة القضائية‬
‫المختصة بهدم البنايات يتعين على صاحب االمتياز إعادة القطعة األرضية محل االمتياز في حالتها‬
‫األصلية‪"...‬‬

‫~ ‪~ 107‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬حالة إنجاز المشروع في اآلجال المحددة وتشغيله ثم االنحراف عن الغرض‬


‫المخصص له‪ ،‬أو حالة التنازل أو التأخير من الباطن لحق االمتياز قبل إتمام‬
‫‪1‬‬
‫المشروع االستثماري ‪.‬‬
‫‪ ‬حالة إخالل المستفيد من حق االمتياز بالتزامات الموقع عليها في دفتر الشروط ‪،‬‬
‫حيث أنه وجب عليه تقديم طلب رخص البناء خالل شهر واحد من تاريخ تسليمه‬
‫عقد االمتياز‪ ،‬ويتم االنطالق في األشغال خالل )‪(3‬أشهر من تاريخ تسليمه‬
‫لرخصة البناء‪ ،‬وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية لوالية قالمة في القرار‬
‫الصادر من الغرفة رقم ‪ 01‬رقم القضية **‪، 15/00‬رقم الفهرس **‪15/00‬‬
‫‪2‬‬
‫بفسخ عقد االمتياز من سجل العقود اإلدارية لعام ‪ 2013‬المبرم بين الطرفين ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفصل في المنازعات الخاصة باستغالل العقار صناعي‬

‫الفصل في منازعات العقار الصناعي الناجمة عن طرق استغالله‪ ،‬سواء كان‬


‫عقد التنازل أو عقد االمتياز‪ ،‬فهو مسألة جوهرية وحساسة‪ ،‬تتحكم إلى حد كبير في‬
‫تطور العقار الصناعي وتأثيره على الحياة االقتصادية ونظرا ألهمية العقار الصناعي‬
‫في الجزائر( يتوقف عليه اقتصاد الدولة)‪ ،‬إذا كان حل المنازعات الناجمة عن طرق‬
‫استغالله‪ ،‬منها ما يحل بطريقة ودية‪ ،‬ومنها ماال يحل إال بالقضاء‪ ،‬ومع العلم أن الدولة‬
‫الجزائرية تنتهج نظام القضاء المزدوج بموجب دستور ‪ ،1996‬الذي يستدعي وجود‬
‫قضاء عادي يؤول له الفصل في النزاعات التي يكون األشخاص العادية طرف فيها‪،‬‬
‫والقضاء اإلداري المختص في النزاعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها ‪.‬‬
‫هذا ماال يثيره العقود التي تبرمها اإلدارة والفرد في الدول األنجلوساكسونة فيما يخص‬
‫النظام القضائي المختص ألنها تنتهج نظام القضاء الموحد‪ ،‬وعليه‪:‬‬
‫كيف يتدخل القضاء اإلداري و القضاء العادي في حل المنازعات التي تثيرها هذه‬
‫العقود ؟‬

‫‪ 1‬شايب باشا كريمة‪ ،‬اآلليات القانونية والمؤسساتية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ 2‬قرار المحكمة اإلدارية والية قالمة ) الغرفة رقم ‪ ،( 01‬رقم الفهرس **‪ ،15/00‬المؤرخ في ‪-18‬‬
‫‪، 2015-05‬غير منشور‪.‬‬

‫~ ‪~ 108‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪:‬الطرق القضائية لتسوية منازعات العقار الصناعي‪.‬‬


‫سوف نتناول في هذا الفرع االختصاص القضائي لتسوية منازعات المتعلقة بالعقار‬
‫الصناعي‪ ،‬أوال االختصاص القضائي اإلداري‪ ،‬وثانيا االختصاص القضاء العادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫لقد أخذ المشرع الجزائري بالمعيار العضوي في تحديد العقود اإلدارية‪ ،‬سواء في‬
‫وقت الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا‪ ،‬أو مجلس الدولة حاليا‪ ،‬فالعقد اإلداري يقوم أساسا‬
‫كأي عقد على وجود طرفين أحدهما شخص من أشخاص القانون العام‪ ،‬إما الدولة أو‬
‫البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪ ،‬ومنه يمكن القول أن العقود‬
‫اإلدارية التي أبرمتها اإلدارة في إطار االستثمار الصناعي هي من اختصاص‬
‫القضاء‪1‬اإلداري والمتمثل في عقد التنازل واالمتياز والتي يتم الفصل في كل عقد على‬
‫حدى ‪.‬‬

‫‪ .1‬بالنسبة لعقد التنازل ‪:‬‬


‫بالرجوع إلى جميع عقود التنازل الواردة على العقار الصناعي التي أبرمتها‬
‫الدولة نجدها في ظل القوانين التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬األمر رقم ‪ 26 -74‬المتضمن االحتياطات العقارية للبلدية ‪.‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪11 -82‬المتعلق باالستثمار الوطني الخاص‪. 2‬‬
‫‪ ‬قانون المالية لسنة ‪ ،1985‬حيث تم التنازل بناءا على قرار إداري صادر من‬
‫طرف الوالي‪.‬‬
‫‪ ‬جميع العقود في ظل المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬متعلق بترقية االستثمار‬
‫‪ ،11-06‬حيث تمت على األراضي التابعة ألمالك الدولة‬ ‫واألمر رقم‬
‫والمحررة من طرف مصالح أمالك الدولة و تعتبر عقودا إدارية يختص القضاء‬
‫اإلداري بالفصل فيها‪.‬‬
‫فوفقا للمادة رقم ‪ 07‬من القانون اإلجراءات المدنية القديم‪ ،‬نصت على "تختص‬
‫المجالس القضائية بالفصل ابتدائيا بحكم قابل لالستئناف أمام المحكمة العليا في جميع‬

‫‪ 1‬االختصاص القضائي‪:‬هو األهلية القانونية لجهة قضائية للنظر في النزاعات السيما ذات الطابع‬
‫اإلداري‪ ،‬يهدف توزيع االختصاص بين القضاء العادي واإلداري وكذا توزيع االختصاص بين‬
‫الجهات القضائية ‪.‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 11-82‬المؤرخ في ‪ ، 1982-08-21‬يتعلق باالقتصاد الخاص الوطني‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد‪،34‬سنة‪.1982‬‬

‫~ ‪~ 109‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القضايا التي تكون الدولة أو إحدى المؤسسات العمومية ذات صبغة إدارية طرف فيها‬
‫‪1‬‬
‫‪"...‬‬
‫ونصت المادة ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬يتعلق باختصاصات مجلس‬
‫الدولة وتنظيمه وعمله على ما يلي‪:‬‬
‫" يفصل مجلس الدولة ابتدائيا ونهائيا ً في ‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون باإللغاء في القرارات التنظيمية أو الفردية صادرة عن السلطات‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية المركزية ‪"...‬‬
‫زد على ذلك أن دعاوى فسخ العقود اإلدارية تدخل ضمن القضاء اإلداري لما‬
‫‪3‬‬
‫يشتمله عقد التنازل على شرط فاسخ‪.‬‬

‫فيمثل الدولة أمام القضاء مدير أمالك الدولة المختص إقليميا‪ ،‬إال أن ما جاء في‬
‫المادة ‪ 538‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي تنص على ما يلي‪:‬‬

‫" تمثل الخصوم أمام المجلس القضائي من طرف محامي ‪...‬تعفى الدولة والوالية أو‬
‫البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية من التمثيل الوجوبي بمحام "‪.‬‬

‫يفهم من المادة أعاله أن مديرية أمالك الدولة تباشر النزاع أمام الجهات القضائية‬
‫وحدها دون ممثل قانوني‪ ،‬هذا ما أكدته المادة رقم ‪193‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-12‬‬
‫‪ 427‬الذي يحدد شروط وكيفيات ادارة وتسيير االمالك العمومية والخاصة التابعة‬
‫للدولة ‪ ،4‬وعليه فإن المحاكم اإلدارية هي الجهة القضائية المختصة في المادة اإلدارية‬
‫حسب ما جاءت به المادة ‪ 800‬من قانون رقم ‪ ،09 -08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪2008‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬ويمكن تحديد االختصاص اإلقليمي‬
‫‪1‬‬
‫للمحاكم اإلدارية حسب المادة ‪ 537‬والمادة ‪40‬من القانون السالف الذكر رقم ‪.09-08‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 7‬من األمر رقم ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو سنة ‪ ،1966‬والمتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر المادة رقم ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪ ،01- 98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬يتعلق‬
‫باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪37‬سنة‪.1998‬‬
‫‪ 3‬الشرط الفاسخ ‪:‬حسب المادة ‪ 207‬من القانون المدني‪ ،‬نصت على ما يلي ‪":‬يزول االلتزام إذا‬
‫تحقق الشرط الفاسخ ويك ون الدائن ملزم برد ما أخذه‪ ،‬فإذا استحال الرد لسبب هو مسئول عنه وجب‬
‫عليه تعويض الضرر"‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 193‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،427-12‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 37‬من قانون ‪ ، 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬نصت على ‪":‬يؤول‬
‫االختصاص اإلقلي مي للجهة القضائية التي يقع في دائرة إختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وان لم‬
‫يكن له موطن معروف‪..‬آخر موطن له‪."...‬‬

‫~ ‪~ 110‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وخالف لما جاءت به المواد أعاله نصت المادة ‪804‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية على مايلي "خالف ألحكام المواد المادة ‪ ،803‬ترفع الدعاوي وجوبا ً أمام‬
‫المحكمة اإلدارية في المواد المبينة‬
‫‪ ...-3‬في مادة العقوداإلدارية‪ ،‬مهما كانت طبيعتها ‪،‬أمام المحكمة اإلدارية التي تقع‬
‫‪2‬‬
‫في دائرة اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه ‪"...‬‬

‫خالصة ما تم طرحه من نصوص قانونية‪ ،‬تنعقد صفة التقاضي لمدير أمالك‬


‫الدولة في المنازعات المتعلقة بعقود التنازل عن العقار الصناعي‪ ،‬والمحاكم اإلدارية‬
‫هي جهات الوالية العامة للمنازعات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ .2‬بالنسبة لعقد االمتياز ‪:‬‬


‫عقد االمتياز قد يقع على األمالك الوطنية العامة في شكل رخصة استغالل وقد‬
‫يقع على األمالك الوطنية الخاصة عمال بالمرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬وفي كلتا‬
‫الحالتين هو من اختصاص القاضي اإلداري كقاعدة عامة‪ .‬يطرح االمتياز منازعة في‬
‫‪3‬‬
‫حالة الفسخ أو في حالة رفض أو سحب‪.‬‬
‫وعندما يتعلق األمر بقرار صادر من الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وإذا‬
‫تعلق األمر بمنح حق االمتياز‪ ،‬وفي حالة أن الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار رفضت‬
‫منح االمتياز‪ ،‬يمكن الطعن في هذا القرار ويكون أمام القاضي اإلداري وهذا على‬
‫‪4‬‬
‫أساس المادة ‪ 07‬الفقرة ‪ 05‬من األمر ‪.03-01‬‬
‫وللطعن في القرار اإلداري يكون بدعوى اإللغاء مع إرفاق القرار محل اإللغاء‬
‫بالعريضة [ أبدع مجلس الدولة الجزائري في إيجاد مخرج لمواجهة واقعة امتناع كثير‬
‫من اإلدارات من تسليم نسخة من القرار م ّما يعيق المستثمرين على التوجه للقضاء‪.‬‬
‫حيث جاء اجتهاد مجلس الدولة متصديا هذه الظاهرة وفقا لالجتهاد القضائي الذي‬
‫صدر عن الغرفة الرابعة ملف رقم ‪ ،024638‬فهرس ‪ ،802‬بتاريخ ‪2006-06-28‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 40‬من القانون ‪ ، 09-08‬سالف الذكر نصت على مايلي ‪ ":‬ترفع الدعاوي أمام الجهات‬
‫القضائية ‪:‬‬
‫‪-1‬في المواد العقارية‪ ،‬أو األشغال المتعلقة بالعقار‪ ،‬أو دعاوي اإليجارات ‪...‬أمام المحكمة التي يقع‬
‫في دائرة اختصاصها العقار‪."...‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة رقم ‪ 803‬من القانون ‪ ، 09 – 08‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬مسكر سهام‪(،‬المنازعات المترتبة على استثمار العقار الصناعي بموجب عقد اإلمتياز)‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬المجلد‪ ،6‬العدد‪ ،1‬سنة‪ ،2017‬ص ‪. 353‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 07‬من األمر رقم ‪ ،03- 01‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 111‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث صرح أن دعوى اإللقاء المرفوعة أمام القضاء اإلداري ال تستوجب وجود قرار‬
‫‪1‬‬
‫إداري حيث يقع على المدعي إثبات واقعة االمتناع‪].‬‬
‫ويمكن تعريف دعوى اإللغاء‪:‬هي دعوى قضائية ترفع أمام الجهة القضائية‬
‫المختصة بغرض إلغاء قرار إداري غير مشروع طبقا لإلجراءات خاصة محددة‬
‫قانونا‪ 2.‬وترفع دعوى اإللغاء خالل شهرين من تاريخ تبليغ التظلم وذلك حسب‬
‫‪3‬‬
‫المادة‪ 830‬من القانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 10‬و ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 04 – 08‬المحدد لشروط‬
‫وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة ألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز‬
‫مشاريع استثمارية نصت على مايلي ‪":‬يكرس عقد االمتياز المذكور في المادة ‪ 04‬بعقد‬
‫إداري تعده إدارة أمالك الدولة ‪.4"...‬‬

‫من خالل تحليل نص المادة نستنتج أن المشرع الجزائري قد أضفى الطابع‬


‫اإلداري على عقد االمتياز في العقار الصناعي وبالتالي ال اجتهاد بوجود النص‪،‬على‬
‫اعتبار هذا العقد من العقود اإلدارية ‪،‬مما يعني أن القضاء اإلداري هو صاحب‬
‫االختصاص في النزاعات التي قد يثيرها عقد االمتياز‪ ،‬وهذا غير كاف لتحديد‬
‫‪5‬‬
‫اختصاص القاضي اإلداري ألن المشرع الجزائري أعتمد على المعيار العضوي في‬

‫نص المادة ‪ 800‬من قانون إجراءات المدنية واإلدارية كأساس لتوزيع‬


‫االختصاص في القضاء اإلداري فهذا األخير ينظر في جميع المنازعات التي تكون‬
‫الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرف في العقد‬
‫اإلداري‪ ،6‬وعليه فإن القاضي اإلداري هو صاحب االختصاص في العقار الصناعي (‬
‫عقد االمتياز ) ‪ ،‬ألن أحد األطراف يعتبر شخصا عموميا‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلجتهاد القضائي الصادر عن الغرفة الرابعة‪ ،‬ملف رقم رقم ‪، 024638‬فهرس ‪ ،802‬بتاريخ ‪28‬‬
‫‪ ، 2006- 06-‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ، 08‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 3‬المادة رقم ‪ 830‬من القانون رقم ‪ ، 09 – 08‬المرجع السابق‪ ،‬نصت على ‪":‬يجوز للشخص المعني‬
‫بالقرار اإلداري تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصرة القرار‪ ،‬بعد سكوت الجهة اإلدارية خالل‬
‫شهرين (‪ )02‬بمثابة قرار رفض يستفيد المتظلم من أجل شهرين (‪ )02‬لتقديم طعنه القضائي ‪."...‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪10‬من األمر ‪ ، 04 -08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 5‬عدة بوهدة محمد األمين‪( ،‬القضاء اإلداري صاحب االختصاص في منازعات عقد االمتياز‬
‫الواردة على العقار الصناعي)‪ ،‬مجلة القانون العقاري والبيئة‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،‬المجلد‪ ،4‬العدد‪،7‬‬
‫سنة ‪ ،2016‬ص‪. 232-231‬‬
‫‪ 6‬عدة بوهدة محمد األمين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫~ ‪~ 112‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬إختصاص القضاء العادي‬

‫يمكن استغالل العقار الصناعي إما بعقد التنازل سابقا أو بعقد االمتياز‪ ،‬وهذا‬
‫األخير هو المعمول به حاليا‪ ،‬وعليه لتحديد نطاق االختصاص العادي في حل‬
‫المنازعات المتعلقة باستغالل العقار الصناعي بمعرفة محل كل من عقدي التنازل‬
‫واالمتياز‪ ،‬ما إذا كان واقعا على أمالك وطنية خاصة ‪ ،‬وكذا موضوع العقد‪ ،‬وكذلك‬
‫المعيار العضوي المتعلق بأطراف العقد‪ ،‬وسيتضح ذلك بالتعرض إلى كال العقدين عقد‬
‫التنازل وعقد االمتياز ‪.‬‬

‫‪ -1‬عقد التنازل ‪:‬‬

‫تعتبر المؤسسات إدارة وتسيير المناطق الصناعية ومناطق النشاطات مؤسسات‬


‫عمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬وتخضع لقواعد القانون التجاري حيث‬
‫نصت المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 01-8‬لسنة ‪ 1988‬المتضمن القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية أنه "تخضع الهيئة العمومية ذات الطابع االقتصادي‬
‫والتجاري للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقتها مع الدولة‪ ،‬وتعتبر تاجرة في‬
‫‪2‬‬
‫عالقتها مع الغير وتخضع لقواعد القانون التجاري ‪."...‬‬

‫كما أنها تبرم عقودها مع المستثمرين أو المتعاملين على أساس عقود مدنية موثقة‬
‫ومشهرة‪.‬‬

‫وعليه فإن النزاعات المترتبة من عقودها مع المستثمرين أو المتعاملين تكون من‬


‫اختصاص القضاء العادي‪ ،‬وقد يثور أمام القاضي العادي في شأن هذه العقود‪ ،‬نزاع‬
‫يتمثل في شكل إلزام المؤسسة المهيأة ‪،‬بإتمام إجراءات عقد البيع وتسوية الملكية وكذلك‬
‫الحال بالنسبة لدعوى إنقاص الثمن التي يطالب بها المستفيدين من العقار في إطار‬
‫المناطق الصناعية أو مناطق النشاطات‪ ،‬ضد مؤسسات التهيئة التي تخضع ألحكام‬
‫القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ 1‬القضاء العادي ‪:‬هو القضاء الذي يختص بالنزاعات العادية (المدنية التجارية الجزائية وبصفة‬
‫عامة كل النزاعات التي ليست لها طابع إداري )‪ ،‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون ‪،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 01-88‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،1988‬يتضمن القانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد الثاني (‪ ، )02‬المؤرخة في ‪ 13‬يناير سنة‬
‫‪.1988‬‬

‫~ ‪~ 113‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و باعتبار هذه األجهزة من مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪،‬‬


‫والتي تخضع للقضاء العادي‪ ،‬فهذا ال يمنع من إدخال مديرية األمالك في الخصام‬
‫‪1‬‬
‫كطرف منظم فقط والذي ال يؤثر في االختصاص ‪.‬‬

‫أما المنازعات المتعلقة بعقود إعادة التنازل التي تبرمها مؤسسات تهيئة المناطق‬
‫الصناعية لصالح المستثمرين والتي غالبا ما تتعلق هذه المنازعات بتسوية عقود‬
‫التنازل‪ ،‬وذلك بإبراز المؤسسة المكلفة بالتهيئة‪ ،‬بإتمام إجراءات نقل الملكية سواء تعلق‬
‫األمر بالتنازل المباشر‪ ،‬أو في إطار االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل‪ ،‬فإن‬
‫االختصاص في هذا الشأن ينعقد إلى جهات القضاء العادي – القسم العقاري أو المدني‬
‫‪2‬‬
‫‪.-‬‬

‫كما انه تختص بالنزاع المحكمة التي تقع في دائرة اختصاصها العقار أو‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪ ،‬وذلك حسب نص المادة‬
‫‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية أنه "فضال بما ورد في المواد ‪ 37‬و ‪ 38‬و‬
‫‪ 46‬من هذا القانون ترفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المبنية أدناه دون سواها ‪:‬‬

‫‪ -‬في المواد العقارية أو األشغال المتعلقة بالعقار‪ ،‬أو دعاوي اإليجارات بما فيها‬
‫التجارية المتعلقة بالعقارات‪ ،‬والدعاوي المتعلقة باألشغال العمومية‪ ،‬أمام‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها العقار‪ ،‬أو المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫‪3‬‬
‫اختصاصها مكان تنفيذ األشغال"‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد اإلمتياز ‪:‬‬

‫بدون أي شك وحسب المعيار العضوي‪ ،‬فإن المنازعات التي تنشأ بين صاحب‬
‫االمتياز والغير حول تنفيذ عقد االمتياز سواء التي ترفع من الغير أو التي ترفع من‬
‫طرف صاحب االمتياز تخضع الختصاص القاضي العادي‪ ،‬كونها منازعات بين‬
‫‪4‬‬
‫الخواص خاصة تلك المتعلقة بالمسؤولية التقصيرية ‪.‬‬

‫كما يعتبر القاضي العادي مختص بالفصل في المنازعات بين المستثمرين داخل‬
‫المنطقة الصناعية أو التي تقوم بين أحد المستثمرين والهيئة المكلفة بتسيير المناطق‬
‫الصناعية‪ ،‬في دعاوى المتعلقة بإبطال أو فسخ أو تعديل أو نقص الحقوق المترتبة على‬

‫‪ 1‬بوجردة مخلوف ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪108‬و‪. 109‬‬


‫‪ 2‬شايب باشا كريمة ‪ ،‬اآليات القانونية والمؤسساتية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬جبوري أحمد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫~ ‪~ 114‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 63-67‬المتعلق بتأسيس السجل‬ ‫العقود تم شهرها طبقا للمادة ‪ 85‬من المرسوم رقم‬
‫‪1‬‬
‫العقاري ‪.‬‬

‫إن عقد االمتياز هو حق انتفاع فقط ليس عقد ملكية تام‪ ،‬وهو يرتب حق عيني‬
‫عقاري بمجرد إشهاره‪ ،‬كما يقع على األمالك الوطنية الخاصة‪ ،‬يمكن تأجيرها و‬
‫التصرف فيها‪ ،‬فإذا كان هذا العقد بهذه المميزات فهو عقد إيجار طويل المدة‪ ،‬يبتعد‬
‫‪2‬‬
‫كثيرا عن مواصفات العقد اإلداري‪ ،‬و يقترب منه إلى العقد المدني ‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أنه عقد إيجار طويل المدة فهو عمل تجاري يدخل ضمن‬
‫‪3‬‬
‫االستثناءات الواردة في المادة ‪ 802‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫وقياسا على اإليجارات الفالحية الذي يقع على األمالك الوطنية الخاصة والتي‬
‫يختص بها القاضي العادي‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪51-90‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1990-12-06‬المتضمن كيفيات تطبيق المادة ‪ 28‬من القانون ‪19-87‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1987-12- 08‬والذي يضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫لألمالك الوطنية‪ ،4‬نجد أن هناك تشابه جميع مميزات هذا األخير مع مميزات عقد‬
‫االمتياز في إطار االستثمار الصناعي ‪،‬فبذلك نستطيع القول بأن منازعات فسخ عقد‬
‫االمتياز هي من اختصاص القاضي المكلف بإسقاط الحقوق العينية العقارية خاصة بعد‬
‫شهر هذا الحق ‪،‬أضف إلى كل هذا القاضي العادي أقرب إلى أحكام الفسخ وإسقاط‬
‫‪5‬‬
‫الحقوق العينية العقارية منه على القاضي اإلداري ‪.‬‬
‫ويختص القاضي العادي بالفصل في المنازعات المتعلقة بتنفيذ عقد االمتياز في‬
‫مجال استغالل العقار صناعي بين صاحب االمتياز والغير وبالفصل في طلبات البنوك‬
‫أو المؤسسات المالية من أجل مباشرة الحجز على الحق العيني العقاري الناتج عن عقد‬
‫االمتياز في حالة عدم امتثال صاحب حق االمتياز لدفع المبلغ المستحق عند حلول أجل‬
‫‪6‬‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪ 1‬مسكر سهام‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 352‬‬


‫‪ 2‬بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪" : 802‬خالفا ألحكام المادتين ‪ 800‬و ‪ 801‬أعاله يكون من اختصاص المحاكم العادية المنازعات اآلتية‪:‬‬
‫‪ . 1‬مخالفات الطرق ‪.‬‬
‫‪ . 2‬المنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة بالمسؤولية الرامية إلى طلب تعويض األضرار الناجمة عن مركبة‬
‫تابعة للدولة أو إلحدى الواليات أو البلديات أو المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية "المادة ‪ 802‬من‬
‫القانون ‪ 09/08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬مسكر سهام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 353‬‬
‫‪ 5‬بوجردة مخلوف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪ 6‬مسكر سهام ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 353‬‬

‫~ ‪~ 115‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن المحكمة التي تختص في الفصل في النزاعات في إطار اختصاص‬


‫القضاء العادي في المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها العقار أو المحكمة التي يقع‬
‫‪1‬‬
‫في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطرق البديلة ( الرضائية ) لتسوبية منازعات العقار الصناعي‬

‫سنتطرق في هذا الفرع إلى الطرق البديلة لتسوية منازعات العقار الصناعي‪ ،‬أوال‬
‫الصلح والوساطة‪ ،‬ثانيا التحكيم‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الصلح والوساطة ‪.‬‬

‫‪ -1‬الصلح ‪:‬‬

‫عقد الصلح هو عقد يحسم به الطرفان نزاعا قائما أو يتوقيان به نزاعا محتمال‪،‬‬
‫ذلك بأن ينزل كل منهما على وجه التقابل عن جزء من ادعاءاته‪ ،‬وعلى ذلك فالصلح‬
‫‪2‬‬
‫يحتوي على ثالث عناصر وهم وجود نزاع قائم أو محتمل ‪ ،‬ونية حسم النزاع ‪.‬‬

‫وجاء في المادة ‪ 459‬من القانون رقم ‪ 58- 75‬المتضمن القانون المدني‬


‫أن" الصلح عقد ينهي به الطرفان نزاعا ً قائما ً أو يتوقيان به‬
‫الجزائري المعدل والمتمم َّ‬
‫‪3‬‬
‫نزاعا ً محتمالً ‪ ،‬وذلك بأن يتناول كل منهما على وجه التبادل عن حقه "‪.‬‬

‫كما جاء في المادة ‪ 990‬من القانون رقم ‪ 09 -08‬المتضمن قانون اإلجراءات‬


‫المدنية واإلدارية أنه " يجوز للخصوم التصالح تلقائيا ً ‪ ،‬أو بسعي من القاضي ‪ :‬في‬
‫‪4‬‬
‫جميع مراحل الخصومة " ‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 991‬من القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬


‫واإلدارية‪ ،‬فجاءت ب‪ " :‬تتم محاولة الصلح في المكان والوقت الذي يراهما القاضي‬
‫‪5‬‬
‫مناسبين‪ ،‬مالم يوجد نصوص خاصة في القانون تقرر خالف ذلك "‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 09/ 08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 2‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ ،‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬
‫النهضة الغربية‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 459‬من القانون ‪ 58 -75‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 990‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 991‬من القانون ‪ ،09 -08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع نفسه ‪.‬‬

‫~ ‪~ 116‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن تحليل هذه المواد نجد أن المشرع الجزائري قد عرف الصلح في المادة‬
‫‪ 459‬من القانون المدني ‪،‬إالَّ أنه لم يضع أي إجراء يمكن االعتماد عليه لتحقيق الصلح‪،‬‬
‫لكنه نص على إجراءات‪ ،‬وذلك في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬حيث أسند‬
‫الصلح إلى القاضي في جميع مراحل الدعوى‪ ،‬أو أن يكون الصلح تلقائيا بين األطراف‬
‫‪1‬‬
‫وذلك مهما كان وقت وقوعه‪ ،‬فالمشرع لم يقيد محاوالت الصلح‬

‫من حيث المكان و الزمان‪ ،‬وإنما ترك لما يراه القاضي مناسبا‪ ،‬وذلك في حالة لم‬
‫يكن هناك نص أو قانون يقرر خالف ذلك‪ ،‬سواء كان ذلك بالنسبة للقضاء العادي‪ 2‬أو‬
‫القضاء اإلداري ‪.‬‬

‫فبالنسبة للقضاء العادي فقد نصت المادة رقم ‪ 992‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية بأنه " يثبت الصلح في محضر موقع من طرف الخصوم والقاضي وأمين‬
‫‪3‬‬
‫الضبط ويودع بأمانة ضبط الجهة القضائية "‪.‬‬

‫فمن تحليل المادة نرى أنه يثبت الصلح في القضاء العادي في محضر موقع من‬
‫طرف الخصوم والقاضي وأمين الضبط‪ ،‬ويودع هذا المحضر لدى أمانة الضبط‪.‬‬

‫ويعتبر محضر الصلح سندا تنفيذيا بمجرد إيداعه بأمانة الضبط وبعد التوقيع عليه‬
‫من الخصوم والقاضي وأمين الضبط‪.‬‬

‫أما القضاء اإلداري فيجوز إجراء الصلح سواء كان على مستوى المحكمة‬
‫اإلدارية أو المجلس ‪،‬حيث يتم إجراء الصلح بسعي من الخصوم أو بمبادرة من رئيس‬
‫تشكيلة الحكم وذلك بعد موافقة الخصوم ‪ ،4‬وإذا حصل الصلح يحرر رئيس تشكيلة‬
‫الحكم محضرا يبين فيه ما تم االتفاق عليه‪ ،‬ويأمر بتسوية النزاع و غلق الملف‪ ،‬ويكون‬
‫هذا األمر غير قابل ألي طعن‪ ،‬كما أنه ال يجوز للجهة القضائية اإلدارية أن تباشر‬
‫‪5‬‬
‫الصلح إال في النزاعات التي تدخل في اختصاصها‪.‬‬

‫وجواز الصلح في مادة القضاء اإلداري ال يكون إال في القضاء الكامل‪ ،6‬معناه‬
‫جواز الصلح في دعاوي فسخ العقود التنازل واالمتياز التي تكتسي الصفة اإلدارية‪،‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ " 461‬يشترط فيمن يصالح أن يكون أهال للتصرف بعوض في الحقوق التي يشملها عقد الصلح " المادة‬
‫‪ 461‬من القانون رقم ‪ ،09 -08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع نفسه‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 461‬من القانون رقم ‪ ،09 -08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 992‬من القانون رقم ‪ ، 09 -08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 971‬و‪ 972‬من القانون رقم ‪ ، 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر للمادة ‪ 973‬و ‪ 974‬من القانون ‪ ، 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 970‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 117‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتكون اإلدارة طرفا فيها‪ ،‬وجواز الصلح في دعاوي المستثمر لفحص مدى شرعية‬
‫تصرف اإلدارة‪ ،‬التي قد تمس بمصلحته والتعويض المناسب للضرر لكن ال يجوز‬
‫الصلح في دعاوي اإللغاء التي يرفعها المستثمر إللغاء القرار اإلداري المخالف‬
‫للقانون‪ ،‬ألنه ال صلح على عدم المشروعية ‪ ،‬كما يستبعد الصلح من الدعاوي‬
‫‪1‬‬
‫االستعجالية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الوساطة ‪:‬‬

‫الوساطة هي وسيلة اختيارية لتسوية المنازعات بحل ودي بمساعدة ثالث –‬


‫الوسيط – تعتمد على الحوار و المشاورات المتبادلة إلقناع طرفي النزاع بحلول‬
‫مقترحة‪ ،‬و التوصل إلى حل نابع منهم للنزاع القائم بينهم بعد فحص طلباتهم و‬
‫‪2‬‬
‫إدعاءاتهم ‪.‬‬

‫كما جاء تعريف آخر للوساطة بأنها من الجهد الذي يقوم به طرف ثالث مستقل‬
‫عن أطراف النزاع الرئيسية و الثانوية‪ ،‬ويتسم بالحيادية لمساعدة األطراف في إدارة أو‬
‫‪3‬‬
‫حل النزاع ‪.‬‬

‫وتستند الوساطة إلى شخص طبيعي أو إلى جمعية‪ ،‬فإذا كانت جمعية يقوم رئيسها‬
‫بتعيين أحد أعضائها لتنفيذ اإلجراء باسمها ويحظر القاضي‪ ،‬أما إذا كان شخص طبيعي‬
‫هو المكلف بالوساطة ‪،‬فيجب أن يكون األشخاص المعترف لهم بحسن السلوك‬
‫واالستقامة‪ ،‬أن تتوفر فيه الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ ‬أال يكون قد تعرض إلى عقوبة في جريمة مخلة بالشرف‪ ،‬وأال يكون ممنوعا من‬
‫حقوقه المدنية ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مؤهال للنظر في المنازعات المعروضة عليه‪ ،‬وان يكون محايدا أو‬
‫‪4‬‬
‫مستقال في ممارسة الوساطة ‪.‬‬

‫‪ 1‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانون للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 356‬‬
‫‪ 2‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 3‬زينب وحيد دحام‪ ،‬الوسائل البديلة عن القضاء الصلح‪ ،‬التحكيم‪ ،‬التوفيق‪ ،‬الوساطة لحل النزاعات‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة ‪ ،2017 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة ‪ 997‬و ‪ 99‬من القانون رقم ‪ ، 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫~ ‪~ 118‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنسبة لإلجراءات التي تقوم عليها الوساطة هو أنه يجب على القاضي عرض‬
‫إجراء الوساطة على الخصوم في جميع المواد‪ ،‬باستثناء قضايا شؤون األسرة و قضايا‬
‫العمالة‪ ،‬وكل ما من شأنه أن يمس النظام العام ‪.‬‬
‫كما يقوم القاضي بتعيين وسيطا‪1‬وذلك بأمر منه بعد موافقة الخصوم‪ 2‬وتحديد‬
‫اآلجال األولى الممنوحة للوسيط للقيام بمهمته وتاريخ رجوع القضية إلى الجلسة‪ ،‬حيث‬
‫هذا الوسيط يتلقى وجهة نظر كل واحد منهم ومحاولة التوفيق بينهم‪ ،‬لتمكينهم من إيجاد‬
‫‪3‬‬
‫حل للنزاع ‪.‬‬
‫وتمتد الوساطة إلى كل النزاع أو على جزء منه‪ ،‬وال يترتب على الوساطة تخلي‬
‫‪4‬‬
‫القاضي عن القضية ‪ ،‬ويمكنه اتخاذ أي تدبير يراه ضروريا في أي وقت ‪.‬‬
‫كما يجب أن ال تتجاوز مدة الوساطة ثالثة ( ‪ )03‬أشهر‪،‬الكن يمكن تجديدها لنفس‬
‫المدة مرة واحدة ‪ ،‬يطلب من الوسيط عند االقتضاء‪ ،‬وبعد موافقة الخصوم‪ ،‬أي أنه‬
‫يمكن أن تكون مدة الوساطة ‪ 06‬أشهر ذلك استثناءا في حالة طلب الوسيط بتمديد‬
‫المدة‪ 5،‬ويمكن للقاضي في أي وقت إنهاء الوساطة‪ ،‬بطلب من الوسيط أو من الخصوم‬
‫‪6‬‬
‫كما يمكن له إنهاء الوساطة تلقائيا ‪ ،‬عندما يتبين له استحالة السير الحسن لها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للوسيط وفي حالة االنتهاء من مهمته‪ ،‬يخبر القاضي كتابيا بما توصل‬
‫إليه الخصوم‪ ،‬وذلك إما باتفاقهم أو بعدم االتفاق‪.‬‬

‫‪ 1‬يتم اختيار الوسيط القضائي من بين األشخاص المعترف بهم بالنزاهة والكفاءة والقدرة على حل النزاعات‬
‫وتسويتها بالنظر إلى مكانتهم االجتماعية أو حائز على شهادة جامعية أو ‪ ،‬تكوين متخصص أو دبلوم وأي وثيقة‬
‫أخرى مؤهلة لتولي الوساطة في نوع معين من النزاعات ‪ ،‬كما يتم اختياره من القوائم التي يتم إعدادها على مستوى‬
‫كل مجلس ق ضائي وال يجوز ألي كان تحت طائلة الشطب ‪ ،‬التسجيل في أكثر من قائمة للوساطة القضائيين ‪.‬ويمكن‬
‫اختياره استثنائيا لممارسة مهامه خارج اختصاص المجلس المعين به‪ ،‬وفي حالة الضرورة واستثناء يمكن أن يتم‬
‫اختيار وسيط غير مسجل في القوائم المنصوص عليها ويقوم بمهامه بعد أداء القسم‪ .‬انظر للمادة رقم ‪ 3‬والمادة رقم‬
‫‪ 4‬من الرسوم التنفيذي رقم ‪ 100 -09‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس سنة ‪ ، 2009‬يحدد كيفيات تعيين الوسيط القضائي ‪،‬‬
‫‪. 2009 /03/ 15‬‬ ‫الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،16‬المؤرخة في‬
‫‪ 2‬أنظر للمادة ‪ 994‬من قانون ‪ 09 - 08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر للمادة ‪ 999‬و المادة ‪ 994‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر للمادة ‪ 995‬من القانون رقم ‪ 09 - 08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 996‬من القانون رقم ‪ 09 - 06‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 1002‬من القانون رقم ‪ 09 - 08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 119‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ففي حالة االتفاق يحرر الوسيط محضرا يضمنه محتوى االتفاق‪ ،‬ويوقعه‪ ،‬وكذلك‬
‫الخصوم‪ ،‬وترجع القضية للقاضي بالمصادقة على المحضر االتفاق بموجب أمر غير‬
‫‪1‬‬
‫قابل للطعن‪ ،‬ويعد محضر اإلنفاق سندا تنفيذيا‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التحكيم ‪:‬‬

‫يعد التحكيم إحدى الوسائل لحسم المنازعات‪ ،‬وهو الطريق االستثنائي يلجأ إليه‬
‫أن أهميته برزت‬ ‫الخصوم لحل النزاع دون المحكمة المختصة‪ ،‬وهو وسيلة قديمة‪ ،‬إالَّ ّ‬
‫أكثر بعد إنشاء األمم المتحدة ‪1945‬لسنة‪.‬‬

‫ولقد تأكدت أهمية التحكيم في مجال االستثمار لحل النزاع الناشئ عن عالقة‬
‫دولية ومنازعات التي تكون الدولة أو أحد األشخاص المعنوية العامة طرفا فيها‪ ،‬و‬
‫يوصف بالقضاء الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف التحكيم ‪:‬‬


‫أ‪ -‬التحكيم لغة ‪ :‬يمكن تعريف التحكيم لغة بأنه‪ :‬من مصدر ح َّكم‪ ( ،‬بتشديد الكاف‬
‫مع الفتح )‪ ،‬يقال حكمت فالن في مالي‪ ،‬أو فوضت إليه الحكم فيه‪ ،‬أي إطالق‬
‫اليد في شيء‪ ،‬أو تفويض األمر للغير‪ ،‬لهذا يقال حكم الخصمان فالن‪ ،‬أي جعل‬
‫له النظر في منازعتهما ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحكيم إصطالحا ً ‪ :‬اختيار ذوي الشأن شخصا أو أكثر للحكم فيما تنازعوا فيه‬
‫‪2‬‬
‫دون أن يكون للمحكمة والية للقضاء بينهما‪.‬‬

‫قال تعالى في سورة النساء ‪ {:‬فَ َال َو َر ِّبكَ َال يُ ْؤ ِّمنُ َ‬


‫ون َحتَّ ٰى يُ َح ِّك ُموكَ فِّي َما َ‬
‫ش َج َر‬
‫َب ْينَ ُه ْم } "‪. 3‬‬

‫ج‪ -‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫ويعرف الفقه التحكيم أنه قضاء خاص يجري اختياره وإجراءاته وفقا للقواعد‬
‫التي حددها األطراف‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع التحكيم ‪:‬‬


‫‪ 1‬المادة ‪ 1003‬و ‪ 1004‬من القانون رقم ‪ 09- 08‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪ 2‬عالء محي الدين مصطفى أبو أحمد‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬دار جامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪21‬و‪.22‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية رقم ‪.64‬‬

‫~ ‪~ 120‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬التحكيم الحر ‪ :‬يكون فيه األطراف الحرية في تحديد المحكم‪ ،‬هيئة التحكيم‬
‫‪1‬‬
‫والقانون الواجب التطبيق‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحكيم المؤسساتي ‪ :‬الذي يعرف بالتحكيم المنظم األكثر شيوعا في مجال‬
‫المنازعات التي تنشأ عن العقود الدولية‪ ،‬حيث أنه تشرف عليه مراكز‬
‫وهيئات أنشأت خصيصا‪ ،‬نذكر منها ‪ :‬غرفة التجارة الدولية‪ ،‬بباريس ( ‪) cci‬‬
‫المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار‪ ،‬المنشأ بموجب اتفاقية واشنطن‬
‫المبرمة في ‪ .21965 / 03 / 18‬وبالنسبة للمشرع الجزائري أدرج التحكيم‬
‫في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية رقم ‪ ،09-08‬ضمن المواد من ‪975‬‬
‫إلى ‪.989‬‬
‫وكذلك تناوله في الكتاب الخامس من نفس القانون تحت عنوان في الطرق البديلة‬
‫لحل النزاعات في المواد من ‪ 1006‬إلى ‪ 1061‬بصورتين هما ‪:‬‬

‫‪ ‬شرط التحكيم‪ :‬هو االتفاق الذي يدرج في العقد الرسمي بموجبه يعرض‬
‫‪3‬‬
‫األطراف النزاع على التحكيم‬
‫‪ ‬اتفاق التحكيم‪ :‬عرفته الماد ‪ 1011‬هو االتفاق الذي يقبل األطراف عرض‬
‫نزاعهم على التحكيم أي هو اتفاق الحق بالعقد‪.4‬‬

‫‪ -3‬إجراءات التحكيم ‪:‬‬


‫‪5‬‬
‫‪ -‬محكمة التحكيم تكون بتشكيلة فردية ‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمن اتفاق التحكيم موضوع النزاع‪ ،‬أسماء المحكمين‪ ،‬كيفية تعيينهم وذالك تحت‬
‫‪6‬‬
‫طائلة البطالن ‪.‬‬

‫‪ 1‬مليص وحيدة‪ ،‬تسوية نزاعات االستثمار األجنبي في الجزائر‪( ،‬رسالة متممة لنيل شهادة الماجستير)‪ ،‬في قانون‬
‫األعمال ‪،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬عنابة ‪ ،2001 ،‬غير منشورة‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 2‬بوصنوبرة خليل‪ ،‬محاضرات نظام حل نزاعات في االستثمار‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي‬
‫‪ ، 1945‬السنة الجامعية ‪ ،2019 -2018‬غير منشورة‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة رقم ‪ 1007‬من قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة رقم ‪ ،1011‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة رقم ‪ 1017‬من قانون اإلجراءات اإلدارية والمدنية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر الفقرة الثانية من المادة رقم ‪ 1012‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫~ ‪~ 121‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تحدد مهمة المحكمين بمدة أربعة أشهر(‪ )04‬تبدأ من تاريخ تعيينهم‪ ،‬ويمكن تمديد‬
‫‪1‬‬
‫اآلجال من طرف رئيس المحكمة المختصة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يطبق المحكمين قواعد القانون للفصل في النزاع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اآلجال المقررة أمام الجهات القضائية تطبق على الخصومة التحكمية‪.‬‬
‫‪ -‬يرفع االستئناف في أحكام التحكيم في أجل شهر من تاريخ النطق به أمام المجلس‬
‫‪4‬‬
‫القضائي الذي صدر في دائرة اختصاصه حكم التحكيم ‪.‬‬
‫‪ -‬من المعروف بعد صدور الحكم يسعى الطرف الصادر لصالحه الحكم إلى تنفيذه‬
‫وفقا لإلجراءات المكرسة في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬إيداع أصل حكم التحكيم لدى أمان الضبط المحكمة مع دفع الرسوم ‪.‬‬
‫‪ -‬تسلم النسخة الرسمية الممهورة بالصيغة التنفيذية من رئيس المحكمة في حالة‬
‫‪6‬‬
‫رفض التنفيذ يمكن االستئناف أمام المجلس في أجل(‪ )15‬يوم من تاريخ الرفض‪.‬‬
‫‪ -‬يكون التنفيذ اختياري‪ ،‬إلزام المدين بالوفااء لمدة (‪ )15‬يوم حسب المادة رقم‪612‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ الجبري في حالة رفض المدين الوفاء‪ ،‬أي حجز ممتلكات المدين بداية من‬
‫‪7‬‬
‫المنقوالت الى العقارات ‪.‬‬
‫و باستقراء المادة (‪ ) 31‬من الدستور الجزائري التي جاء فيها ما يلي ‪ ":‬تعمل‬
‫الجزائر من أجل دعم التعاون الدولي و تنمية العالقات الودية بين الدول‪ ،‬على أساس‬
‫المساواة والمصلحة المتبادلة ‪،‬وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ‪ ،‬وتبني مبادئ‬
‫ميثاق األمم المتحدة و أهدافه "‪ ،‬نجد أن الهدف الوارد في المادة ‪ 31‬يتجسد في فكرة‬
‫‪8‬‬
‫التحكيم ألنها وسيلة سلمية لتسوية المنازعات بطريقة ودية ‪.‬‬

‫أما المادة رقم ‪ 150‬من الدستور جاء فيها‪ " :‬المعاهدات التي يصادق عليها‬
‫رئيس الجمهورية ‪،‬حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور‪ ،‬تسمو على‬

‫‪ 1‬أنظر المادة رقم ‪ ،1018‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة رقم ‪ ،1023‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة رقم ‪ ،1019‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ ،1033‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة رقم ‪ ،1035‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر الفقرة الثانية من المادة ‪ ،1035‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 7‬المادة رقم ‪ 612‬من قانون اإلجراءات اإلدارية والمدنية نصت على ما يلي‪ " :‬يجب أي يسبق التنفيذ الجبري‪،‬‬
‫التبليغ الرسمي للسند التنفيذي وتكليف المنفذ عليه بالوفاء‪ ،‬بما تضمنه السند التنفيذي في أجل (‪ )15‬يوما‪"...‬‬
‫‪ 8‬المادة رقم ‪ 31‬من الدستور الجزائري لسنة ‪،1996‬المعدل و المتمم بموجب القانون رقم ‪ ،01 – 16‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 122‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القانون "‪ ،‬وعليه فإن االتفاقيات المنظمة للتحكيم والمصادقة عليها الجزائر تكتسب‬
‫‪1‬‬
‫الطابع اإللزامي‪.‬‬

‫عند محاولة إسقاط مضمون مجمل هذه النصوص على المنازعات الناجمة عن‬
‫عقود استغالل العقار الصناعي المشتملة على عنصر أجنبي‪ ،‬نجد أن االختصاص‬
‫يؤول إلى المحاكم الوطنية‪ ،‬ألن حسب مضمون المادة ‪ 975‬من القانون ‪09 -08‬‬
‫المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية نصت على مايلي ‪ ":‬ال يجوز لألشخاص‬
‫المذكورة في المادة ‪ ،800‬أن تجري تحكيما ً إال في الحاالت الواردة في االتفاقيات‬
‫الدولية التي صادقت عليها الجزائر في مادة الصفقات العمومية "‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫و أكد المشرع هذا الحكم في المادة ‪ 1006‬من نفس القانون رقم ‪. 09 -08‬‬

‫نالحظ من المادة ‪ 1006‬أن المشرع الجزائري أقصى األشخاص المعنوية العامة‬


‫من اللجوء إلى التحكيم إالّ في المجال االستثنائي‪ ،‬وهو الصفقات العمومية وانطالق من‬
‫المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬نجد أن كافة العقود التي تبرمها‬
‫الدولة أو البلدية‪ ،‬الوالية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصيغة اإلدارية ‪ 4‬في‬
‫إطار العالقات االقتصادية‪ ،‬يفهم أنه يشمل كل ماهو مرتبط بالبضائع و حركة رؤوس‬
‫األموال‪ 5‬وهذا ماجاءت به المادة رقم ‪ 1039‬من نفس القانون رقم ‪ ": 09-08‬يعد‬
‫التحكيم دولياً‪ ...‬التحكيم الذي يخص النزاعات المتعلقة بالمصالح االقتصادية لدولتين‬
‫على األقل "‪.‬وبالتالي فإن المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي الخاصة بعقود االمتياز‬
‫أو التنازل‪ ،‬التي تكون الدولة أو أحد أطرافها في العالقة التعاقدية مع األجنبي‪ ،‬هي‬
‫تتعدى البعد التجاري واالقتصادي الدولي ألنه يدخل هذه العالقة عقار الدولة المضيفة‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫هذا ما يكرس مبدأ السيادة الوطنية‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 150‬من الدستور الجزائري لسنة ‪ ،2016‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة رقم ‪ 975‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 1006‬من القانون ‪ 09-08‬نصت على ما يلي‪ " :‬يمكن لكل شخص اللجوء إلى التحكيم في الحقوق التي له‬
‫مطلق التصرف فيها ‪.‬‬
‫ال يجوز التحكيم في المسائل المتعلقة بالنظام العام أو حالة األشخاص وأهليتهم وال يجوز لألشخاص المعنوية العامة‬
‫أن تطلب التحكيم‪ ،‬ماعدا في عالقتها االقتصادية الدولية‪ ،‬أو في إطار الصفقات العمومية "‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة رقم ‪ 1006‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 5‬خوادجية سميحة حنان ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 363‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة رقم ‪ 1039‬من القانون رقم ‪ ،09 -08‬المرجع السابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 123‬‬
‫استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أضف إلى ذلك قاعدة االستثمار ‪ %49‬الممنوحة إلى الطرف األجنبي و‪% 51‬‬
‫‪1‬‬
‫لصالح الطرف الجزائري تجعل االختصاص للقانون الجزائري‪.‬‬

‫وفي األخير إن التحكيم هو وسيلة لتسوية منازعات بين دولتين في المجال‬


‫التجاري‪ ،‬وبشأن العقار الصناعي لم يرد نزاع وال يمكن وجوده في الواقع ألن هذا‬
‫‪2‬‬
‫األخير ال يرتبط بنزاع مصالح اقتصادية‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬


‫على ضوء ما تم التطرق إليه‪ ،‬يمكن القول أن المشرع الجزائري اعتمد على‬
‫طريقتين الستغالل العقار الصناعي‪ ،‬طريقة التنازل التي أخذ بها من فترة ‪ 1973‬إلى‬
‫سنة ‪ ،1993‬وطريقة عقد االمتياز التي استقر عليها حاليا‪ ،‬حيث نظمه األمر رقم ‪-08‬‬
‫‪ 04‬ويعد عقد إيجار من نوع خاص‪ ،‬إال أنه لم يسلم من التعديالت وكان آخرها قانون‬
‫المالية لسنة ‪.2015‬‬
‫وقد تثور عن هذه العقود منازعات متعلقة باستغالل العقار الصناعي‪ ،‬والتي تنتج‬
‫عن قرار منح العقد‪ ،‬أو سحبه‪ ،‬أو فسخه‪ ،‬ويتم الفصل في هذه المنازعات إما عن‬
‫طريق القضاء اإلداري‪ ،‬أو القضاء العادي‪ ،‬كما أنه يمكن اللجوء إلى الطرق البديلة‬
‫لحل النزاع المتمثلة في‪ :‬الوساطة ‪،‬الصلح والتحكيم‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،01-09‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2009‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬مقابلة مع االستاذة خوادجية سميحة حنان‪ ،‬أستاذة بجامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬بتاريخ ‪ 2019/04/16‬على‬
‫الساعة ‪.11:00‬‬

‫~ ‪~ 124‬‬
‫خـــــاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ختاما لما تم عرضه في دراستنا‪ ،‬يمكن القول أن المشرع الجزائري تعامل مع الملكية العقارية‬
‫معاملة مختلفة‪ ،‬فقام بوضع عدة أنظمة عقارية منها‪ :‬عقار سياحي‪ ،‬عقار سكني وعقار صناعي‪ ،‬إذ أن‬
‫هذا األخير يختلف عن بقية األنظمة األخرى من حيث حافظاته‪ ،‬أجهزته والمنازعات المترتبة عنه‪،‬‬
‫وبالتالي تبني الدولة الجزائرية للنظام القانوني للعقار الصناعي يعد قفزة نوعية في تفعيل التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وكذلك جذب المستثمر الوطني و األجنبي‪ ،‬وتبني نظام عقد االمتياز الذي يعمل على االحتفاظ‬
‫بأمالك الدولة والتصدي للمضاربة ‪.‬‬

‫إن تحديد دور النظام القانوني للعقار الصناعي في مجال التنمية االقتصادية تطلب منا التوصل إلى‬
‫النتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬رغم األهمية التي يكتسيها العقار الصناعي بمساهمته في ترقية االقتصاد الوطني إال أن‬
‫المشرع الجزائري لم يضبط تعريفا له‪ ،‬واكتفى بذكر األراضي التي تخرج عن نطاق العقار‬
‫الصناعي‪ ،‬وذلك ما جاءت به المادة الثانية من األمر رقم ‪ 04/08‬المحدد لشروط وكيفيات منح‬
‫االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة النجاز مشاريع استثمارية‪،‬‬
‫حيث بمفهوم المخالفة نستنتج أن جميع العقارات غير التابعة لألراضي سالفة الذكر فهي تدخل‬
‫ضمن تصنيف العقار الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬لتنظيم هذه األوعية العقارية الصناعية وضع المشرع عدة نصوص قانونية تطرقت لرسم حدود‬
‫ومعالم العقار الصناعي في إطار ما يسمى بالنطاق الجغرافي‪ ،‬حيث شمل عدة أنواع وتقسيمات‬
‫للعقار الصناعي‪ ،‬وذلك منذ سنة ‪ 1973‬حيث تم إنشاء أول منطقة وهي المناطق الصناعية‪ ،‬إلى‬
‫غاية تحديد األصول المتبقية واألصول الفائضة سنة ‪ 2008‬إلى جانب مناطق النشاطات‬
‫واألمالك العقارية التابعة لألمالك الخاصة الموجهة النجاز المشاريع االستثمارية‪ ،‬والتي تتكون‬
‫من مناطق خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬توجد منطقة وحيدة حرة بالرة التي أنشئت سنة ‪ ،1997‬وتم إلغاؤها بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 01-05‬المتضمن إلغاء المنطقة الحرة لوالية جيجل‪.‬‬

‫تم تجميد مناطق النشاطات سنة ‪ ،1998‬إلى غاية صدور المرسوم التنفيذي رقم‪20-10‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتضمن تنظيم لجنة المساعدة على تحديد موقع وترقية االستثمار‪ ،‬وضبط العقار وتشكيلها‬
‫وسيرها‪ ،‬الذي أعطى اقتراح مناطق نشاطات جديدة‪ ،‬كما أن التجميد قد مس معظم المناطق‬
‫األخرى وذلك من سنة ‪ 2006‬إلى غاية ‪.2008‬‬
‫إمكانية إسناد مهمة إنشاء وتهيئة وتسيير المناطق الصناعية إلى أشخاص طبيعية ومعنوية من‬ ‫‪-‬‬
‫القطاع الخاص بموجب قانون المالية في سنة ‪.2017‬‬
‫اعتمد المشرع الجزائري على عقد التنازل المباشر فيما يخص طرق استغالل العقار الصناعي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلى غاية بروز عقد االمتياز الذي كان في البداية عقد امتياز قابل للتحويل إلى تنازل‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪ 2008‬استقر المشرع على نظام استغالل وحيد المتمثل في عقد االمتياز‪.‬‬
‫يعد عقد التنازل عقد بيع ‪ ،‬أما بالنسبة لعقد االمتياز فهو عقد إيجار من نوع خاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمنح عقد االمتياز بصيغة التراضي حسب قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2011‬وأكدت ذالك‬ ‫‪-‬‬
‫التعليمة ‪ 001‬لسنة ‪.2015‬‬

‫~ ‪~ 127‬‬
‫خـــــاتمة‬

‫أوكلت مهمة منح حق االمتياز إلى الوالي فقط‪ ،‬الذي يعتبر جهاز عدم التركيز والموظف‬ ‫‪-‬‬
‫السامي الوحيد عل المستوى المحلي بموجب قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2011‬‬
‫خصص المشرع الجزائري عدة أجهزة تقوم على توفير وتهيئة وتسيير حافظة العقار‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي‪ ،‬والتي ال يزال لها دور فعال نذكر منها‪ :‬مديرية أمالك الدولة‪ ،‬مديرية الصناعة‬
‫والمناجم‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬الوكالة الوطنية للتسيير والتنظيم العقاريين‬
‫الحضريين‪.‬‬
‫تعدد األجهزة المكلفة بتسييره وتهيئة العقار الصناعي‪ ،‬التي توزعت عبر الجماعات المحلية‬ ‫‪-‬‬
‫واإلدارية والمؤسسات العمومية‪ ،‬أدى إلى عدم االستقرار‪ ،‬باإلضافة إلى تداخل الصالحيات بين‬
‫األجهزة سواء من حيث منح عقد التنازل وعقد االمتياز غير القابل للتنازل‪ ،‬أو من حيث تحديد‬
‫الهيئة المكلفة بكتابة عقود الملكية‪ ،‬وصعوبة إجراءات الحصول على الوعاء العقاري وتحديد‬
‫سعره‪.‬‬
‫عدم قيام الهيئات المخصصة بالتهيئة بعمليات الجرد لألرض الممنوحة للمستثمرين‪ ،‬مما ساهم‬ ‫‪-‬‬
‫في المضاربة على العقارات‪ ،‬وتم تحويل عدد معتبر منها إلى وجهات غير استثمارية‪.‬‬
‫بعد تبني الدولة الجزائرية العقار الصناعي الذي يتم منحه بالتراضي للنهوض بالقطاع‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعي ‪ ،‬وانفرادها بوضع شروط وبنود العقد نجدها سارت في اتجاه عقد اإلذعان ‪ ،‬وذلك‬
‫للمحافظة على األوعية العقارية من االستنزاف ‪.‬‬
‫كما أن المشرع الجزائري قد سخر القضاء اإلداري للفصل في النزاع المطروح كأصل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والقضاء العادي كاستثناء‪ ،‬وكذلك الطرق الودية منها الصلح الوساطة التي جاء بها التعديل‬
‫الجديد للقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬والتحكيم الذي يكون حل للمستثمر األجنبي كون‬
‫الدولة الجزائرية مصادقة عل االتفاقيات الدولية للتحكيم‪.‬‬

‫وقد توصلنا إلى جملة من التوصيات أهمها ‪:‬‬

‫ضرورة وضع تعريف تشريعي للعقار الصناعي في نص قانوني مستقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫جمع كافة النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بمجال العقار الصناعي في تقنين يسمى‬ ‫‪-‬‬
‫بقانون العقار الصناعي‪ ،‬مثل قانون الستثمار‪ ،‬وقانون التوجيه العقار الفالحي‪ ،‬وذلك لحماية‬
‫العقار الصناعي وتسهيل األمر أمام المستثمرين‪.‬‬
‫تهيئة مناخ قانوني مالئم يعطي الثقة واألمان للمستثمرين األجانب من التغيرات الفجائية في‬ ‫‪-‬‬
‫التشريع الوطني‪.‬‬
‫على الدولة أن تقوم بوضع سلطة اقتصادية مستقلة على المستوى المركزي مع إنشاء فروع‬ ‫‪-‬‬
‫جهوية ومحلية‪ ،‬تعمل بالتنسيق على كافة القطاعات التي لها عالقة بالوعاء العقاري محل‬
‫االنجاز‪ ،‬أو وضع مكاتب دراسات متخصصة تقوم بإعداد دراسات اقتصادية مبنية على دراسة‬
‫حقيقية للسوق‪ ،‬وذلك لضمان نجاح الدولة في المجال العقاري والصناعي‪ ،‬والمساهمة في‬
‫تطوير الصناعة وخدمة االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫على السلطات المختصة النظر في مسألة التهيئة المتفق عليها في العقد من حيث المكان‬ ‫‪-‬‬
‫والزمان‪ ،‬والحرص على تطبيقاتها في الواقع‪ ،‬وذلك للتسهيل على المستثمرين في تحديد‬
‫مشاريعهم االستثمارية‪.‬‬
‫باعتبار مديرية أمالك الدولة هي الموثق إلعداد عقود االمتياز والوكيل أمام المحكمة للفصل في‬ ‫‪-‬‬
‫المنازعات ‪ ،‬وإثر خرجتانا الميدانية واالطالع على هياكل مديرية أمالك الدولة واألعوان‬

‫~ ‪~ 128‬‬
‫خـــــاتمة‬

‫المختصين في قسم المنازعات بها‪ ،‬وجدنا بأن البعض منهم غير مختصين قانونا‪ ،‬وعليه وجب‬
‫إعادة النظر في هذا األمر ووجوب توظيف ذوي الخبرة وأهل االختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬على المشرع النظر في آجال وكيفيات التبليغ فيما يخص إيداع المستثمرين من ناحية قبوله‪ ،‬أو‬
‫برفض الطلب إلى جانب حاالت الفسخ واإلسقاط‪ ،‬وكيفية التجديد أو رفض التجديد لعقد االمتياز‬
‫بعد انقضاء مدة ‪ 33‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االكتفاء باألقسام العقارية على مستوى المحاكم االبتدائية وإنشاء أقطاب متخصصة في‬
‫منازعات العقار الصناعي قصد التكفل بالقضايا العالقة والتعجيل بإنهاء جميع المنازعات التي‬
‫تواجه المالك والمستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬على الجما عات المحلية لوالية قالمة تقديم مشروع دراسة بخصوص إنشاء مناطق صناعية‬
‫جديدة‪ ،‬كونها والية فالحية بامتياز‪.‬‬

‫~ ‪~ 129‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .I‬قائمة المصادر ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬القرآن الكريم‬

‫ثانيا ‪ :‬الدساتير ‪:‬‬


‫‪ .1‬دستور سنة ‪ 1989‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 23‬فيفري ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المؤرخة في ‪1‬‬
‫مارس ‪.1989‬‬
‫‪ .2‬دستور سنة ‪ ،1996‬بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 438-96‬المؤرخ في ‪، 1996 –12 –07‬المصادق‬
‫عليه باستفتاء ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.76‬‬

‫‪ .3‬دستور سنة ‪ ، 2016‬بموجب قانون ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس سنة ‪ ، 2016‬يتضمن التعديل‬


‫الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬المؤرخ في ‪ 07‬مارس سنة ‪.2016‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المعاجم ‪:‬‬


‫‪ .1‬معجم مجاني الطالب‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار المجاني‪ ،‬بيروت‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬

‫‪ .II‬قائمة المراجع باللغة العربية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬النصوص التشريعية ‪:‬‬

‫‪ .1‬القوانين ‪:‬‬
‫‪ .1‬القانون رقم ‪ ، 277-63‬المؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ ، 1963‬يتضمن قانون االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،53‬صادرة في ‪ 02‬أوت ‪ ( 1963‬ملغى )‪.‬‬

‫‪ .2‬القانون رقم ‪ 11-82‬المؤرخ في ‪ ، 1982-08-21‬يتعلق باالقتصاد الخاص الوطني‪ ،‬الجريدة الرسمية‬


‫العدد‪،34‬سنة‪.1982‬‬

‫‪ .3‬قانون رقم ‪، 03-87‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،5‬لسنة ‪.1987‬‬

‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 01-88‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،1988‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬


‫االقتصادية ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد الثاني (‪ ، )02‬المؤرخة في ‪ 13‬يناير سنة ‪.1988‬‬

‫‪ .5‬القانون رقم ‪ ،33-88‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،1988‬يتضمن قانون المالية سنة ‪.1989‬‬

‫‪ .6‬القانون رقم ‪ ،25-90‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر ‪ ،1990‬المتضمن التوجيه العقاري المعدل والمتمم من‬
‫الجريدة الرسمية عدد‪.40‬‬

‫‪ .7‬القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1990-12-01‬المتضمن األمالك الوطنية المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية العدد‪.52‬‬

‫~ ‪~ 132‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .8‬القانون ‪ ،25-91‬المتضمن قانون المالية المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية عدد ‪،65‬‬
‫الصادرة سنة ‪.1992‬‬

‫‪ .9‬القانون رقم ‪ ،27-95‬المتضمن قانون المالية لسن ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،82‬سنة ‪.1996‬‬

‫‪.10‬القانون العضوي رقم ‪ ،01- 98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1998‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‬
‫وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 37‬سنة ‪.1998‬‬

‫‪.11‬القانون ‪ ،02-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة ‪ ،2003‬المتعلق بالمناطق الحرة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪43‬‬
‫مؤرخة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬
‫‪.12‬القانون ‪ ،10-06‬متضمن إلغاء األمر ‪ ، 02-03‬المتعلق بالمناطق الحرة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪،42‬‬
‫مؤرخة في جوان ‪.2006‬‬

‫‪.13‬القانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪ ، 2007-05-03‬المتضمن قانون المدني‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪، 31‬‬


‫الصادرة في ‪ 13‬ماي ‪.2007‬‬

‫‪.14‬القانون رقم ‪ 14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية سنة ‪ ،2008‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪ ،30- 90‬يتضمن‬
‫قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪. 44‬‬

‫‪.15‬القانون رقم ‪ 01 – 09‬المؤرخ في ‪ ،2009- 07 -22‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪،2009‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ ‪. 2009-07- 26‬‬

‫‪.16‬القانون ‪، 03-10‬المؤرخ في ‪ 15‬اوت ‪ ، 2010‬المحدد لكيفيات وشروط استغالل األراضي الفالحية التابعة‬
‫ألمالك الدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪.46‬‬
‫‪.17‬القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في يوليو ‪ ،2011‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،37‬المؤرخ في‬
‫‪.2011/07/03‬‬
‫‪.18‬القانون رقم ‪ 11-11‬المؤرخ في ‪ ،2011-07-18‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2011‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،40‬المؤرخة في ‪ 20‬يوليو ‪.2011‬‬
‫‪.19‬القانون رقم ‪ ،22‬المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪، 2012‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2013‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 72‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر سنة ‪.2012‬‬

‫‪.20‬القانون ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس سنة ‪ ، 2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪14‬‬
‫‪ ،‬المؤرخ في ‪ 07‬مارس سنة ‪.2016‬‬

‫‪.21‬القانون رقم ‪ ،09-16‬المؤرخ في ‪ 2016-08-03‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،46‬‬
‫المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪.2016‬‬

‫‪.22‬القانون رقم ‪ ،14-16‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2016‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2017‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪،77‬المؤرخة في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2016‬‬

‫‪ .2‬األوامر ‪:‬‬
‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو سنة ‪ ،1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫~ ‪~ 133‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .2‬األمر رقم ‪ ،73-71‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪،1973‬المتضمن للثورة الزراعية‪ ،‬الجريدة رسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪،97‬سنة ‪.1973‬‬

‫‪ .3‬داألمر رقم ‪ 26-74‬يتضمن تكوين احتياطات عقارية لصالح البلديات‪،‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير سنة‬
‫‪ ،1974‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،19‬مؤرخة ‪ 5‬مارس ‪.1974‬‬

‫‪ .4‬األمر رقم ‪، 85-75‬المؤرخ في‪26‬سبتمبر‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد‪ ،58‬سنة ‪.1975‬‬

‫‪ .5‬األمر رقم ‪ ،03-01‬المؤرخ في‪ ،2001/08/20 ،‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،47‬الصادرة في ‪. 2001-08-22‬‬

‫‪ .6‬األمر رقم ‪ ،11-06‬المؤرخ في ‪ 30‬أوت سنة ‪ ،2006‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪،53‬مؤرخة في ‪.2006‬‬
‫‪ .7‬األمر ‪ 04 – 06‬المؤرخ في ‪ ، 2006 –07– 15‬المعدلة والمتمم لألحكام المادة ‪ 92‬من القانون ‪11-99‬‬
‫‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1999-12-23‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2000‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪. 92‬‬

‫‪ .8‬األمر رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006-07-15‬متضمن تطوير االستثمار‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪،47‬‬


‫المؤرخة في ‪.2006-07-19‬‬

‫‪ .9‬األمر رقم ‪ ،04-08‬المؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2008‬المحدد لكيفيات وشروط منح االمتياز على‬
‫األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة و الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،46‬الصادرة في ‪ 03‬سبتمبر ‪.2008‬‬

‫‪.10‬األمر رقم ‪ 01-15‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪ ،2015‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2015‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 40‬المؤرخة في ‪ 23‬يوليو ‪. 2015‬‬

‫‪ .3‬المراسيم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المراسيم التشريعية ‪:‬‬
‫‪ .1‬المرسوم رقم ‪ ، 27- 76‬المتضمن تحديد الكيفيات المالية للبيع من قبل البلديات لقطع األراضي التابعة‬
‫لالحتياطات العقارية للبلدية‪،‬المؤرخ في‪ 07‬فيفري ‪ ،1976‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،17‬مؤرخة في‪27‬‬
‫فيفري ‪.1976‬‬

‫‪ .2‬المرسوم رقم ‪ 63-76‬المؤرخ في مارس سنة‪ ،1976‬يتعلق بتأسيس السجل العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ،30‬المؤرخة في ‪13‬ابريل سنة‪.1976‬‬

‫‪ .3‬المرسوم رقم ‪ ، 04-86‬المؤرخ في ‪ 07‬يناير‪ ،1986‬يتعلق بالوكالة العقارية المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد األول‪ ،‬مؤرخ في ‪ 08‬يناير سنة ‪.1986‬‬
‫‪ .4‬المرسوم التسريع رقم ‪ ،12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬الجريدة‬
‫رسمية عدد ‪64‬الصادرة في ‪.1993-10-10‬‬

‫~ ‪~ 134‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .5‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،18-93‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1994‬المؤرخ في ‪،1994/12/18‬‬


‫الجريدة الرسمية العدد ‪. 88‬‬

‫ب‪ -‬المراسيم التنفيذية ‪:‬‬


‫‪ .1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-73‬المؤرخ في ‪ 28‬فبراير سنة ‪ ،1973‬المتعلق بإنشاء لجنة استشارية لتهيئة‬
‫المناطق الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ، 20‬الصادرة سنة ‪.1973‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 55-84‬المؤرخ في ‪ 30‬مارس ‪ ،1984‬يتعلق بإدارة المناطق الصناعية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.1984‬‬
‫‪ .3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-84‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ ،1984‬يتضمن تنظيم مؤسسات تسيير المناطق‬
‫الصناعية وعملها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس ‪.1984‬‬

‫‪ .4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 03-86‬مؤرخ في‪ 07‬يناير ‪ ،1986‬يتضمن إنشاء وكالة عقارية وطنية ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪،‬العدد األول المؤرخة في ‪ 08‬يناير‪.1986‬‬

‫‪ .5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 405-90‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1999‬المحدد لقواعد إحداث وكاالت محلية‬
‫للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 68‬سنة ‪.1986‬‬

‫‪ .6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454- 91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر‪،1991‬المحدد لشروط إدارة األمالك الوطنية‬
‫الخاصة و العمومية التابعة للدولة و تسييرها و بضبط كيفيات ذلك ‪،‬ج ر عدد ‪،69‬سنة ‪. 1991‬‬

‫‪ .7‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 321-91‬المؤرخ في ‪،1991/09/14‬المتضمن المناطق الواجب ترقيتها‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ ،‬عدد‪.67‬‬

‫‪ .8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 320- 94‬المؤرخ في ‪ ،1994- 10 -17‬المتضمن المناطق الحرة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد‪.67‬‬

‫‪ .9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 321 -94‬المؤرخ في ‪ ،1994-01-17‬متعلق بتحديد شروط تعيين المناطق‬
‫الخاصة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،67‬سنة ‪. 1994‬‬

‫‪.10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322- 94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10- 17‬المتضمن المناطق الخاصة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسميةالعدد‪.67‬‬

‫‪.11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10-17‬المتضمن صالحيات وتنظيم وسير وكالة‬


‫ترقية االستثمارات ودعمها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،67‬المؤرخة في ‪. 1994‬‬

‫‪.12‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ،06-97‬المؤرخ في ‪ ،1997-04-03‬المتضمن إنشاء المنطقة الحرة بالرة‪،‬‬


‫جيجل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪.20‬‬
‫‪.13‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-01‬المؤرخ في ‪، 2001-09-24‬المتعلق بصالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لالستثمار وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 55‬‬
‫‪.14‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،02-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو سنة ‪ ،2003‬المتعلق بالمناطق الحرة ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 43‬مؤرخة في ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬

‫~ ‪~ 135‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪.15‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 408-03‬المؤرخ في ‪ 05‬نوفمبر ‪، 2003‬المعدل والمتمم ألحكام المرسوم‬


‫التنفيذي رقم (‪ ، )405/90‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،1990‬المحدد لقوعد إحداث وكاالت محلية للتسيير‬
‫و التنظبم العقاريين الحضاريين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 68‬مؤرخة في ‪.2003-11-09‬‬
‫‪.16‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،43-03‬الذي يحدد صالحيات وزير المساهمات و ترقية االستثمارات‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 07‬المؤرخة في ‪.2003‬‬

‫‪.17‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 309- 05‬المتعلق بتحديد صالحيات وزير المساهمات و ترقية االستثمارات‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 61‬صادرة في ‪.2005‬‬

‫‪.18‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-05‬المؤرخ في ‪ 03‬يناير ‪ ،2005‬المتضمن إلغاء المنطقة الحرة بالرة والية‬
‫جيجل‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،04‬مؤرخة في ‪.2005/01/05‬‬

‫‪.19‬المرسوم التنفيذي رقم ‪، 355-06‬المؤرخ في ‪ ، 2006-10-09‬متضمن صالحيات المجلس الوطني‬


‫لالستثمار وتشكيله وسيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪. 64‬‬

‫‪.20‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬يتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬


‫االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪. 64‬‬

‫‪.21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،357-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬يتضمن لجنة الطعن المختصة في‬


‫االستثمار تنظيمها وسيرها‪،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،64‬الصادرة في ‪.2006-10-11‬‬

‫‪.22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120- 07‬يتضمن تنظيم لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية االستثمارات‬
‫وضبط العقار وتشكيلتها و سيرها‪ ،‬مؤرخ في ‪ 23‬ابريل سنة ‪ ،2007‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،27‬‬
‫المؤرخة في ‪ 25‬أبريل سنة ‪. 2007‬‬

‫‪.23‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬المؤرخ في ‪ ،2007-04-23‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للوساطة‬


‫والضبط العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،27‬لسنة ‪. 2007‬‬

‫‪.24‬المرسوم التنفيذي رقم ‪100-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-03-25‬المتضمن صالحيات وزير الصناعة‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 17‬الصادرة في ‪.2008-03-30‬‬

‫‪.25‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-03-25‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لوزارة‬


‫الصناعة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 17‬الصادرة في ‪.2008-03-30‬‬

‫‪.26‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬مؤرخ في ‪2‬مايو سنة ‪ ،2009‬الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز‬
‫على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪، 27‬مؤرخة في ‪ 06‬مايو سنة ‪.2009‬‬

‫‪.27‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 100 -09‬مؤرخ في ‪ 10‬مارس سنة ‪ ، 2009‬يحدد كيفيات تعيين الوسيط‬
‫القضائي ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،16‬المؤرخة في‪. 2009 /03/ 15 :‬‬

‫‪.28‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،153-09‬مؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ ،2009‬يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على‬
‫األصول المتبقية التابعة للمؤسسات العمومية المستقلة المحلية واألصول الفائضة التابعة للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية وتسييرها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،27‬مؤرخة في ‪ 06‬ماي ‪.2009‬‬
‫~ ‪~ 136‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪.29‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 20-10‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير سنة ‪ ، 2010‬يتضمن تنظيم لجنة المساعدة على‬
‫تحديد الموقع وترقية االستثمارات وضبط العقار وتشكيلتها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪، 04‬‬
‫المؤرخة في ‪.2010/01/17‬‬

‫‪.30‬المرسوم التنفيذي رقم ‪،427 -12‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،2012‬يحدد شروط وكيفيات إدارة وتسيير‬
‫األمالك العمومية و الخاصة التابعة للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪69‬المؤرخة في ‪.2012-12-19‬‬

‫‪.31‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 126-12‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،2012‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية‬


‫للوساطة والضبط العقاري‪ ،‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ ،119-07‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 17‬لسنة‬
‫‪.2012‬‬

‫‪.32‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،100-17‬المؤرخ في ‪ ، 2017/03/5‬يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪-06‬‬
‫‪ ، 356‬المؤرخ في ‪ ، 2006/10/9‬المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وسيرها‪،‬‬
‫جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪.16‬‬

‫‪.33‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 100–17‬المؤرخ في ‪ 05‬مارس‪ ،2017‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪-06‬‬
‫‪ 356‬المؤرخ في‪ ، 2006-10-09‬المتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وسيرها‪،‬‬
‫الجريدة رسمية عدد‪.16‬‬

‫‪ .34‬دفتر الشروط الذي يحدد البنود و الشروط المطبقة على منح االمتياز عن طريق المزاد العلني للقطع‬
‫األرضية التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 27‬مؤرخة في ‪ 6‬مايو سنة ‪.2009‬‬

‫‪ .4‬التعليمات ‪:‬‬
‫‪ .1‬التعليمة رقم‪07‬المؤرخة ‪ ، 2008‬المتضمنة التعليق المؤقت لمنح العقار الموجه النجاز مشاريع‬
‫استثمارية‪.‬‬

‫‪ .2‬التعليمة الوزارية المشتركة رقم ‪ ،001‬المؤرخة في ‪ ،2015-08-06‬المتضمنة تطبيق األحكام‬


‫واإلجراءات الجديدة لوضع حيز التنفيذ لألحكام المتعلقة بمنح االمتياز على العقارات التابعة لألمالك‬
‫الخاصة للدولة والموجهة لإلنجاز مشاريع استثمارية ‪.‬‬

‫‪ .5‬القرارات ‪:‬‬

‫‪ .1‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬مارس ‪ 1984‬المتضمن دفتر الشروط النموذجي المتعلق‬
‫بإدارة المناطق الصناعية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،10‬الصادرة في ‪ 06‬مارس ‪.1984‬‬

‫~ ‪~ 137‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .2‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 5‬مارس سنة ‪ ،1984‬يضبط دفتر الشروط النموذجي المتعلق‬
‫بإدارة المناطق الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 10‬المؤرخة في ‪ 06‬مارس سنة ‪.1984‬‬

‫‪ .3‬قرار وزاري مشترك رقم ‪ ، 19-04‬المؤرخ في ‪ 17‬أفريل ‪ ،2004‬المتضمن المصادقة على المداولة‬
‫رقم ‪ ، 204-32‬المؤرخة في ‪ 25‬فيفري ‪ ،2004‬المتضمنة إنشاء وكالة والئية للتسيير و التنظيم‬
‫العقاري الحضري المتخذة من طرف المجلس الشعبي لوالية قالمة‪( ،‬غير منشور)‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬المؤلفات باللغة العربية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد دغيش‪ ،‬حق الشفعة في التشريع الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار همة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .2‬إقلول – ولد رابح صافية ‪ ،‬قانون العمران الجزائري ‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون سنة ‪.‬‬

‫‪ .3‬بوجردة مخلوف‪ ،‬العقار الصناعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ .4‬حمدي باشا عمر‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪. 2003 ،‬‬

‫‪ .5‬حمدي بشا عمر‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013،‬‬

‫‪ .6‬حيمدي محمد أمين‪ ،‬نظام تورنس للشهر العقاري و تطبيقاته في النظام العقاري الجزائري‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪. 2015،‬‬

‫‪ .7‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‬
‫‪،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪ .8‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ ،‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار النهضة الغربية‪ ،‬القاهرة ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ .9‬زينب وحيد دحام‪ ،‬الوسائل البديلة عن القضاء الصلح‪ ،‬التحكيم‪ ،‬التوفيق‪ ،‬الوساطة لحل النزاعات‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة ‪.2017 ،‬‬

‫‪ .10‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة والجديدة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬

‫‪ .11‬عثمان ياسين علي‪ ،‬تسوية المنازعات الناشئة في مرحلة إبرام العقود اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬منشورات‬
‫الحلبي للحقوقية ‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2015 ،‬‬

‫‪ .12‬عجة الجياللي‪،‬الكامل في القانون الجزائري لالستثمار‪،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬سنة‬


‫‪.2006‬‬

‫~ ‪~ 138‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .13‬عالء محي الدين مصطفى أبو أحمد‪ ،‬التحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬دار جامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪،‬مصر‪.2007 ،‬‬

‫‪ .14‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013،‬‬

‫‪ .15‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪. 2013 ،‬‬

‫‪ .16‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬عنابة ‪.2004 ،‬‬

‫‪ .17‬محمد بعلي الصغير‪ ،‬العقود اإلدارية ‪،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪. 2005،‬‬

‫‪ -2‬الرسائل ‪:‬‬
‫أ‪ .‬أطروحات الدكتوراه ‪:‬‬
‫‪ .1‬أكلي نعيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬عقد االمتياز في الجزائر‪( ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه)‪ ،‬تخصص‬
‫علوم‪ ،‬جامعة ملود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬سنة ‪.2018‬‬

‫‪ .2‬بلكعيبات مراد‪ ،‬منح اإلمتياز اإلستثمار الصناعي في التشريع الجزائري‪( ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه علوم في الحقوق)‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية بسكرة‪- 2011،‬‬
‫‪. 2012‬‬

‫‪ .3‬خوادجية سميحة حنان‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫علوم)‪ ،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬قسم القانون العقاري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪2014 ،-1-‬‬
‫‪. 2015/‬‬

‫‪ .4‬راضية بن مبارك‪،‬تنظيم وت سيير المناطق الصناعية في الجزائر‪(،‬أطروحة لنيل شهادة دكتراه في‬
‫الحقوق)‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪(1‬بن يوسف بن خدة)‪ ،‬سنة ‪.2016-2015‬‬

‫‪ .5‬شايب باشا كريمة ‪ ،‬اآلليات القانونية والمؤسساتية لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه)‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪.2013 ،‬‬

‫‪ .6‬لكحل مخلوف‪ ،‬عقد اإلمتياز ودوره في تطوير اإلستثمار (دراسة حالة العقار االقتصادي )‪( ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه)‪ ،‬جامعة باتنة‪ -1-‬الحاج لخضر ‪،‬كلية الحقوق ‪. 2018/2017،‬‬

‫‪ .7‬الوافي فيصل‪،‬النظام القانوني لألراضي الفالحية في ظل التشريع الجزائري ‪( ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه للعلوم القانونية)‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬باتنة ‪.2016/2015 ،‬‬

‫‪ .8‬والي نادية ‪ ،‬النظام القانوني الجزائري لالستثمار و مدى فعالية استقطاب االستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫(أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص قانون أعمال )‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزيوزو‪.2015-2014 ،‬‬

‫ب‪ .‬مذكرات الماجيستر‬

‫~ ‪~ 139‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .1‬أمال مشتي‪ ،‬العقار كآلية محفزة لالستثمار‪(،‬مذكرة ماجستير)‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة‪ ،2010‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪ .2‬بلعباس بلعباس‪ ،‬دور و صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في القانون الجزائري ‪( ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق)‪ ،‬فرع اإلدارة و المالية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫سنة ‪. 2003 – 2002‬‬

‫‪ .3‬بليل سمير‪ ،‬النظام القانوني الستغالل العقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬مذكرة ماجيستار)‪ ،‬التخصص‬
‫قانون عقاري‪،‬جامعة سعد دحلب ‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة جوان ‪ ،2012‬غير منشورة ‪.‬‬

‫‪ .4‬تاتولت فاطمة‪ ،‬المعالجة القانونية للعقار الصناعي في ضوء التشريع واالجتهاد القضائي ‪(،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير فرع القانون العقاري)‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 2015-2014 ،1‬‬
‫‪ .5‬صالح خميلي‪ ،‬االستثمار في المناطق الحرة‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة باجي مختار)‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬قسم قانون األعمال‪ ،‬عنابة‪ ،‬سنة ‪،2001-2000‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪ .6‬مصطفي ساللي‪ ،‬النظام القانوني لمنح االمتياز االستثماري على العقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري‪( ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة ‪ -1-‬الحاج لخضر‪.2018/2017،‬‬

‫‪ .7‬مليص وحيدة‪ ،‬تسوية نزاعات االستثمار األجنبي في الجزائر‪( ،‬رسالة متممة لنيل شهادة الماجستير)‪ ،‬في‬
‫قانون األعمال ‪،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬عنابة ‪ ،2001 ،‬غير منشورة‪.‬‬

‫ج‪ .‬مذكرات الماستر ‪:‬‬


‫‪ .1‬بلعور رقية‪ ،‬عقد اإلمتياز العقار الفالحي والعقار الصناعي‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون‬
‫العام)‪ ،‬تخصص قانون التهيئة والتعمي‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ، 2015- 2014،‬غير‬
‫منشورة ‪.‬‬

‫‪ .2‬بن ك رو يمينة وبن مماس جميلة‪ ،‬الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري ‪ :‬آلية لتفعيل االستثمارات‬
‫في الجزائر‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق)‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫‪. 2016-2015‬‬

‫‪ .3‬بودادة نورية‪( ،‬أنظمة استغالل العقار الصناعي في التشريع الجزائري)‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر)‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬سنة ‪.217‬‬

‫‪ .4‬جالجل عبد الحميد‪ ،‬التنظيم القانوني للعقار الصناعي ودوره في تشجيع االستثمار في الجزائر‪( ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماستر)‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬مسيلة كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬سنة‬
‫‪.2015 /2014‬‬

‫‪ .5‬حبارة توفيق‪ ،‬النظام القانوني للوالي في ظل قانون الوالية ‪( ، 07-12‬مذكرة لنيل شهادة ماستر للعلوم‬
‫القانونية واإلدارية)‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي موباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬تاريخ المناقشة ‪-18‬‬
‫‪ ،2013-06‬السنة الجامعية ‪. 2013-2012‬‬

‫~ ‪~ 140‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .6‬حميدة عقيلة‪ ،‬النظا م القانوني للعقار الصناعي في الجزائر‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر)‪ ،‬اختصاص‬
‫قانون التعمير‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،01‬قسنطينة سنة ‪ ،2013/2012‬غير منشور ‪.‬‬

‫‪ .7‬خلفاوي محمد أمين وزرقون فؤاد‪ ،‬عقد االمتياز اإلداري في الجزائ‪( ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫القانون )‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬قسنطينة‪ ،2015/2014 ،‬غير منشور ‪.‬‬

‫‪ .8‬قبي طريق‪ ،‬بليلي رياض‪ ،‬األجهزة المكلفة بتنظيم عملية االستثمار في الجزائر‪(،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماستر في الحقوق)شعبة القانون االقتصادي ‪،‬قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة عبد‬
‫الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬سنة ‪.2012-2013‬‬

‫‪ .9‬مجدوب آسيا و مفتاح كريمة‪ ،‬حافظة العقار الصناعي ‪(،‬مذكرة لنيل شهادة الماستير)‪ ،‬تخصص قانون‬
‫عقاري‪ ،‬فرع تهيئة وتعمير‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ، 2016 -2015،‬غير منشور‪.‬‬

‫‪ -3‬المقاالت ‪:‬‬
‫‪ .1‬بن زيد فتحي‪( ،‬أهمية العقار السياحي واإلشكاالت المرتبطة به)‪ ،‬مجلة تشريعات التعمير والبناء‪،‬‬
‫جامعة سطيف ‪ ،2‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪. 2017‬‬

‫‪ .2‬خويرة محمد بن قادة‪( ،‬النظام القانوني في العقارات ذات الطبيعة الخاصة)‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬ديسمبر ‪. 2016‬‬

‫‪ .3‬شايب باشا كريمة‪( ،‬عقد اإلمتياز و دوره كآلية إلستغالل العقار الموجه لإلستثمار الصناعي في‬
‫الجزائر )‪ ،‬مجلة دراسات قانونية ‪،‬العدد ‪ ، 17‬الجزائر‪.2013،‬‬

‫‪ .4‬شتوان حنان‪( ،‬العقار الصناعي كآلية إلنعاش االستثمار المحلي ودعم االقتصاد)‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬مستغانم‪ ،‬العدد ‪.15‬‬

‫‪ .5‬عدة بوهدة محمد األمين‪( ،‬القضاء اإلداري صاحب االختصاص في منازعات عقد االمتياز الواردة‬
‫على العقار الصناعي)‪ ،‬مجلة القانون العقاري والبيئة‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،‬المجلد‪،4‬العدد‪ ،7‬سنة‪.2016‬‬

‫‪ .6‬كريم حرز هللا‪(،‬اآلليات القانونية الستغالل العقار الصناعي وطرق تقييمه)‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة المدية‪،‬المجلد‪،1‬العدد‪ ،1‬سنة‪.2015‬‬

‫‪ .7‬محمد العمري (لنظام القانوني للعقار الصناعي و اآلليات المستحدثة لترقيته )‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪، 17‬سنة ‪.2018‬‬

‫‪ .8‬محمد بلفضل ( طرق استغالل العقار الصناعي على ضوء تشريعات ترقية االستثمار)‪ ،‬مجلة صوت‬
‫القانون ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن بن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد ‪. 2018 ،2‬‬

‫‪ .9‬محمد بوشوشة ‪،‬عيسى بولخوخ ‪ ( ،‬امتيازات العقار الصناعي الممنوحة لالستثمار في الجزائر)‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد الصناعي ‪،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬سنة ‪. 2017‬‬

‫‪ .10‬مريم بوشربي ( اآلليات لتنظيم العقار الصناعي في الجزائر )‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫و السياسية ‪ ،‬جامعة عباس لغرو‪ ،‬خنشلة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬سبتمبر سنة ‪.2016‬‬

‫~ ‪~ 141‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .11‬مسكر سهام (المنازعات المترتبة على استثمار العقار الصناعي بموجب عقد اإلمتياز)‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫والدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2‬المجلد‪ ،6‬العدد‪ ،1‬سنة‪.2017‬‬

‫‪ .12‬يقنيش عثمان ‪(،‬اإلطار التشريعي والتنظيمي لتسيير ومنح العقار الموجه لإلستثمار في المجال الصناعي‬
‫)‪ ،‬مجلة البحوث العلمية في التشريعات البيئية ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬جامعة مستغانم‪.2016 ،‬‬

‫‪ -4‬الملتقيات و المحاضرات ‪:‬‬


‫‪ .1‬بن غشي حفصة‪ ،‬بن غشي حسين‪( ،‬مداخلة بعنوان بيئة االستثمار العقاري في الجزائر)‪ ،‬ملتقى‬
‫بعنوان االستثمار العقاري في الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪. 2015 ،‬‬

‫‪ .2‬بوصنوبرة خليل‪ ،‬محاضرات نظام حل نزاعات في االستثمار‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 08‬ماي ‪ ، 1945‬السنة الجامعية ‪ ،2019 -2018‬غير منشورة‪.‬‬

‫‪ .3‬حساين سامية‪(،‬مداخلة بعنوان التدخل التشريعي لحماية االستثمار العقاري)‪ ،‬الملتقى الوطني حول‬
‫االستثمار العقاري في الجزائر‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬يوم ‪ 24‬أفريل ‪. 2014‬‬

‫‪ .4‬خوادجية سميحة حنان ‪ ،‬محاضرات في مقياس العقار الصناعي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪-1-‬‬
‫‪،‬سنة‪2016/2015‬‬

‫‪ .5‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ ،‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار النهضة الغربية‪ ،‬القاهرة ‪. 2012 ،‬‬

‫‪ .6‬لكحل مخلوف‪ ،‬مداخلة بعنوان (العقار الصناعي االقتصادي بين فن صياغة المصطلح القانوني‬
‫ومتطلبات واقع السوق العقارية في الجزائر) ‪ ،‬الملتقى الوطني حول االستثمار العقاري في الجزائر‬
‫ليوم ‪ ، 2014-02-24‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪.‬‬

‫‪ .7‬مقالتي منى‪ ،‬محاضرات في النظام القانوني للعقار االستثماري‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية سنة ‪. 2019-2018‬‬

‫‪ .8‬ملتقى دولي تحت عنوان ‪ :‬تلمسان اإلسالمية بين التراث العمراني والمعياري والميراث الفني ‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬منشور وزارة الشؤون الدينية واألوقاف‪. 2011 ،‬‬

‫ثالثا ‪ :‬االجتهادات القضائية ‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلجتهاد القضائي الصادر عن الغرفة الرابعة‪ ،‬ملف رقم رقم ‪، 024638‬فهرس ‪ ،802‬بتاريخ ‪06- 28‬‬
‫‪ ، 2006-‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪. 08‬‬

‫‪ .2‬قرار المحكمة اإلدارية والية قالمة ) الغرفة رقم ‪ ،( 01‬رقم الفهرس **‪ ،15/00‬المؤرخ في ‪-05-18‬‬
‫‪، 2015‬غير منشور‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المقابالت ‪:‬‬

‫~ ‪~ 142‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .1‬مقابلة مع االستاذة خوادجية سميحة حنان‪ ،‬أستاذة بجامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬بتاريخ ‪ 16‬أفريل‬
‫‪. 2019‬‬

‫‪ .2‬مقابلة ‪ ،‬مدير الوكالة الوطنية للتطوير واالستثمار ‪ ،‬ماي ‪ ، 2019‬مدير الوكالة الوطنية لالستثمار‬
‫لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القنوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫‪ .3‬مقابلة ‪ ،‬مديرية الصناعة و المناجم لوالية قالمة ‪ ،‬ماي ‪ ، 2019‬مدير الصناعة والمناجم لوالية قالمة ‪،‬‬
‫النظام القنوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫‪ .4‬مقابلة مع السيد مدير الوكالة للتسيير و التنظيم العقاريين الحضريين ‪ ،‬ماي ‪ ،2019‬مدير الوكالة‬
‫للتسيير و التنظيم العقاريين الحضريين لوالية قالمة ‪ ،‬النظام القانوني للعقار الصناعي في التشريع‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ .5‬مقابلة مع السيد مدير مديرية أمالك الدولة‪ ،‬ماي ‪ ،2019‬مدير أمالك الدولة والية قالمة ‪ ،‬النظام‬
‫القانوني للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬


‫‪1. Ammar Aloui ,proprieté et regime Foncier en Algerie ,Editions Distribution Houma ,Alger‬‬
‫‪,2004 .‬‬

‫‪2. Mecheriakoff alain serge: droit des services publics, 1er édition ,paris, 1991.‬‬

‫المواقع اإللكترونية ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪ . 1‬الموقع اإللكتروني للمعجم الوسيط ‪. www.almoony.com :‬‬

‫‪ . 2‬الموقع االلكتروني لوزارة الصناعة والمناجم ‪. www.mdipi.gov.dz :‬‬

‫‪ . 3‬الموقع اإللكتروني‪. https/modoo3.com :‬‬

‫‪ . 4‬الموقع الكتروني ‪. http://www.asspp.cerist.dz :‬‬

‫~ ‪~ 143‬‬
‫فهرس المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫المالحق‬

‫‪150‬‬ ‫مكونات ملف طلب العقار الصناعي‬ ‫الملحق ‪01‬‬

‫‪151‬‬ ‫بطاقة تقنية للمشروع االستثماري‬ ‫الملحق ‪02‬‬

‫‪153‬‬ ‫بطاقة متابعة المشاريع االستثمارية و الترقية العقاري‬ ‫الملحق ‪03‬‬

‫‪155‬‬ ‫تعليمة منح حق االمتياز عن طريق منح المزاد العلني‬ ‫الملحق ‪04‬‬

‫‪157‬‬ ‫الملحق ‪ 05‬تعليمة التعليق المؤقت لمنح العقار الموجه إلنجاز المشاريع االستثمارية‬

‫‪158‬‬ ‫تعليمة رقم ‪ 001‬لسنة ‪2015‬‬ ‫الملحق ‪06‬‬

‫‪160‬‬ ‫عقد إداري يتضمن منح االمتياز عن عقار ملك للدولة‬ ‫الملحق ‪07‬‬

‫‪169‬‬ ‫عقد بيع متضمن تنازل لسنة ‪2006‬‬ ‫الملحق ‪08‬‬

‫‪174‬‬ ‫عقد إداري يتضمن منح االمتياز لسنة ‪2015‬‬ ‫الملحق ‪09‬‬

‫‪181‬‬ ‫عقد إداري يتضمن منح حق االمتياز بالتراضي‬ ‫الملحق ‪10‬‬

‫‪189‬‬ ‫قرار يتضمن تجديد رخصة البناء لسنة ‪2017‬‬ ‫الملحق ‪11‬‬
‫‪191‬‬ ‫قرار الوالي يتضمن الترخيص بمنح االمتياز‬ ‫الملحق ‪12‬‬
‫‪193‬‬ ‫إعذار‬ ‫الملحق ‪13‬‬
‫‪196‬‬ ‫حكم يتضمن فسخ عقد إمتياز عن عقار تابع لألمالك الخاصة للدولة‬ ‫الملحق ‪14‬‬
‫ا‬

‫~ ‪~ 150‬‬
~ 151 ~
~ 152 ~
~ 153 ~
~ 154 ~
~ 155 ~
~ 156 ~
~ 157 ~
~ 158 ~
~ 159 ~
~ 160 ~
~ 161 ~
~ 162 ~
~ 163 ~
~ 164 ~
~ 165 ~
~ 166 ~
~ 167 ~
~ 168 ~
~ 169 ~
~ 170 ~
~ 171 ~
~ 172 ~
~ 173 ~
~ 174 ~
~ 175 ~
~ 176 ~
~ 177 ~
~ 178 ~
~ 179 ~
~ 180 ~
~ 181 ~
~ 182 ~
~ 183 ~
~ 184 ~
~ 185 ~
~ 186 ~
~ 187 ~
~ 188 ~
~ 189 ~
~ 190 ~
~ 191 ~
~ 192 ~
~ 193 ~
~ 194 ~
~ 195 ~
~ 196 ~
~ 197 ~
~ 198 ~
~ 199 ~
~ 200 ~
~ 201 ~
‫الفهرس‬

‫‪01‬‬ ‫المقدمة ‪................................................................................‬‬

‫‪08‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للعقار الصناعي في التشريع الجزائري‪..................‬‬

‫‪09‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العقار الصناعي ‪.................................................‬‬

‫‪09‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقار الصناعي‪..................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي للعقار الصناعي‪...........................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫أوال ‪ :‬العقار لغة ‪.....................................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصناعة لغة ‪...................................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي للعقار الصناعي‪......................................‬‬

‫‪12‬‬ ‫واالقتصاديين‬ ‫الجغرافيين‬ ‫عند‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف‬


‫…………………‪..‬‬
‫‪12‬‬
‫الجغرافيين‬ ‫الخبراء‬ ‫نظرا‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‬
‫‪13‬‬ ‫‪.……………………….....‬‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العقار الصناعي من وجهة نظر االقتصاديين ‪…………………………….....‬‬
‫‪14‬‬ ‫الصناعي‬ ‫للعقار‬ ‫التاريخي‬ ‫التطور‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫‪14‬‬ ‫…………………………………‬

‫‪15‬‬ ‫االستقالل‬ ‫قبل‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫وضعية‬ ‫‪:‬‬ ‫األول‬ ‫الفرع‬


‫……………………‪………...‬‬
‫‪15‬‬
‫العثماني‬ ‫العهد‬ ‫في‬ ‫العقاري‬ ‫النظام‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‬
‫‪16‬‬ ‫……………………………………………‬

‫‪16‬‬ ‫الفرنسي‬ ‫االستعمار‬ ‫العهد‬ ‫في‬ ‫العقاري‬ ‫النظام‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫‪………………………………..‬‬

‫االستقالل‬ ‫بعد‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫وضعية‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫………………………………‬

‫االشتراكي‬ ‫العهد‬ ‫في‬ ‫العقاري‬ ‫النظام‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‬


‫‪…………………………………………..‬‬

‫االقتصاد‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫وضعية‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫الحر‪………………………………..‬‬

‫~ ‪~ 203‬‬
‫الفهرس‬

‫‪18‬‬ ‫العقارات‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫تمييز‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫المشابهة‪………………….‬‬
‫‪18‬‬
‫العقار‬ ‫عن‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫تمييز‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪19‬‬ ‫الفالحي………………………………‬
‫‪20‬‬ ‫العقار‬ ‫عن‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫تمييز‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪21‬‬ ‫السياحي‪…………………………….‬‬

‫‪21‬‬ ‫العقار‬ ‫عن‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫تمييز‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫السكني‪……………………………..‬‬
‫‪21‬‬
‫المسيرة‬ ‫والمؤسسات‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫حافظة‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المبحث‬
‫‪21‬‬ ‫له………………………‬

‫‪24‬‬ ‫الصناعي‬ ‫العقار‬ ‫حافظة‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫…………‪………………………………...‬‬
‫‪26‬‬
‫ومناطق‬ ‫الصناعية‬ ‫المناطق‬ ‫في‬ ‫العقارية‬ ‫األمالك‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪27‬‬
‫النشاطات‪……………….‬‬
‫‪30‬‬
‫الصناعية‬ ‫المناطق‬ ‫في‬ ‫العقارية‬ ‫األمالك‬ ‫أوال‪:‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪……………………………………….‬‬

‫‪32‬‬ ‫النشاطات‬ ‫مناطق‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫‪…………………………………………………………..‬‬
‫‪34‬‬
‫ومناطق‬ ‫الصناعية‬ ‫المناطق‬ ‫بين‬ ‫التمييز‬ ‫معايير‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫النشاط………………………‪...‬‬

‫‪35‬‬ ‫قالمة‬ ‫لوالية‬ ‫النشاطات‬ ‫ومناطق‬ ‫الصناعية‬ ‫المناطق‬ ‫رابعا‪:‬‬


‫‪…………………………..‬‬
‫‪37‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األمالك العقارية التابعة ألمالك الخاصة الموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‬

‫الخاصة‬ ‫المناطق‬ ‫أوال‪:‬‬


‫……………………………………………………………‬

‫الحرة‬ ‫المنطقة‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫‪……………………………………………………………..‬‬

‫الفائضة‬ ‫واألصول‬ ‫المتبقية‬ ‫األصول‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫‪………………………………….‬‬

‫المتبقية‬ ‫األصول‬ ‫أوال‪:‬‬


‫~ ‪~ 204‬‬
‫الفهرس‬

‫‪…………………………………………………………….‬‬

‫الفائضة‬ ‫األصول‬ ‫ثانيا‪:‬‬


‫‪…………………………………………………………..‬‬

‫الصناعي‬ ‫للعقار‬ ‫المسيرة‬ ‫الهيئات‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫…………………………………‬

‫~ ‪~ 205‬‬
‫الفهرس‬

‫‪37‬‬ ‫المركزية‬ ‫الهيئات‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬


‫‪…………………………………………………….‬‬
‫‪38‬‬
‫العقاري‬ ‫والضبط‬ ‫للوساطة‬ ‫الوطنية‬ ‫الوكالة‬ ‫أوال‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫‪……………………………………..‬‬
‫‪45‬‬
‫االستثمار‬ ‫لتطوير‬ ‫الوطنية‬ ‫الوكالة‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫……………………………………………‬

‫‪47‬‬ ‫لالستثمار‬ ‫الوطني‬ ‫المجلس‬ ‫ثالثا‪:‬‬


‫‪………………………………………………….‬‬
‫‪49‬‬
‫الدولة‬ ‫أمالك‬ ‫إدارة‬ ‫رابعا‪:‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪………………………………………………………….‬‬

‫‪53‬‬ ‫الحكومة‬ ‫مجلس‬ ‫خامسا‪:‬‬


‫‪………………………………………………………….‬‬
‫‪54‬‬
‫الوزراء‬ ‫مجلس‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬
‫‪56‬‬
‫‪………………………………………………………….‬‬
‫‪57‬‬
‫المختلفة‬ ‫الوزارات‬ ‫‪:‬‬ ‫سابعا‬
‫‪62‬‬ ‫‪………………………………………………………..‬‬

‫‪63‬‬ ‫الالمركزية‬ ‫الهيئات‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاني‬ ‫الفرع‬


‫…………………………………………………‬

‫أوال ‪ :‬لجنة المساعدة على تحديد الموقع و ترقية االستثمارات و ضبط العقار …………‬

‫الالمركزي‬ ‫الوحيد‬ ‫الشباك‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬


‫‪…………………………………………………..‬‬

‫الحضريين‬ ‫العقاريين‬ ‫التنظيم‬ ‫و‬ ‫التسيير‬ ‫وكالة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬


‫‪………………………………..‬‬

‫الوالي‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬


‫‪…………………………………………………………………….‬‬

‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫خاتمة‬


‫………………………………………………………………‬

‫‪65‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬استغالل العقار الصناعي و المنازعات المتعلقة به‪……………….......‬‬

‫‪66‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أساليب استغالل العقار الصناعي ………………………………‬

‫~ ‪~ 206‬‬
‫الفهرس‬

‫‪67‬‬ ‫التنازل‬ ‫عقد‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬


‫‪……………………………………………………….‬‬
‫‪67‬‬
‫التنازل‬ ‫عقد‬ ‫مفهوم‬ ‫‪:‬‬ ‫األول‬ ‫الفرع‬
‫‪67‬‬ ‫‪………………………………………………….‬‬
‫‪67‬‬ ‫التنازل‬ ‫عقد‬ ‫تعريف‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‬
‫‪69‬‬ ‫‪………………………………………………………..‬‬

‫‪69‬‬ ‫التنازل‬ ‫عقد‬ ‫خصائص‬ ‫ثانياً‪.‬‬


‫‪……………………………………………………..‬‬
‫‪70‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم القانوني لعقد التنازل ‪.............................................‬‬
‫‪73‬‬
‫أوال ‪:‬عقد التنازل في المناطق الصناعية ‪................................................‬‬
‫‪76‬‬
‫ثانيا ً ‪:‬عقد التنازل في مناطق النشاطات ‪................................................‬‬
‫‪76‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬عقد التنازل في المناطق المطلوب ترقيتها ‪.......................................‬‬
‫‪77‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقد االمتياز ‪...........................................................‬‬
‫‪78‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقد االمتياز قبل صدور األمر رقم ‪............................... 04_08‬‬
‫‪80‬‬
‫أوالً ‪ :‬تعريف عقد اإلمتياز القابل للتحويل إلى تنازل ‪....................................‬‬
‫‪85‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬شروط إبرام عقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل ‪..............................‬‬
‫‪86‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬التنظيم القانوني لعقد االمتياز القابل للتحويل إلى تنازل ‪.........................‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬عقد االمتياز بعد صدور األمر رقم ‪............................. 04-08‬‬
‫‪90‬‬
‫أوالً ‪ :‬تعريف عقد اإلمتياز ‪.............................................................‬‬
‫‪90‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬خصائص عقد اإلمتياز ‪..........................................................‬‬
‫‪95‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في القطعة األرضية ‪......................................‬‬
‫‪99‬‬
‫رابعا ً‪ :‬إجراءات الحصول على عقد االمتياز في إطار األمر ‪..................... 04/08‬‬
‫‪100‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬آثار عقد االمتياز ‪............................................................‬‬
‫‪100‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي في ظل التشريع الجزائري‪..........‬‬
‫‪100‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة المنازعات المتعلقة بالعقار الصناعي ‪.............................‬‬
‫‪103‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منازعات متعلقة بعقد التنازل ‪..............................................‬‬

‫~ ‪~ 207‬‬
‫الفهرس‬

‫‪104‬‬ ‫أوال ‪ :‬المنازعات المتعلقة باكتساب العقار الصناعي ‪.....................................‬‬

‫‪104‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المنازعات المتعلقة بثمن عقد التنازل ‪...........................................‬‬

‫‪105‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬المنازعات المتعلقة بفسخ عقد التنازل ‪...........................................‬‬

‫‪106‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة المنازعات المتعلقة بعقد االمتياز ‪...................................‬‬

‫‪106‬‬ ‫أوال‪ :‬منازعات رفض قرار منح االمتياز ‪..................................................‬‬

‫‪109‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬منازعات ناتجة عن قرار سحب االمتياز ‪.........................................‬‬

‫‪109‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬منازعات متعلقة بفسخ عقد االمتياز ‪.............................................‬‬

‫‪109‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الفصل في المنازعات الخاصة باستغالل العقار صناعي ‪.................‬‬

‫‪113‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬الطرق القضائية لتسوية منازعات العقار الصناعي ‪.........................‬‬

‫‪117‬‬ ‫أوال‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري ‪.........................................................‬‬

‫‪117‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إختصاص القضاء العادي ‪........................................................‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطرق البديلة ( الرضائية ) لتسوبية منازعات العقار الصناعي ‪............‬‬

‫‪125‬‬ ‫أوالً ‪ :‬الصلح والوساطة ‪................................................................‬‬

‫‪127‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬التحكيم ‪.........................................................................‬‬

‫‪132‬‬ ‫خاتمة الفصل الثاني ‪...................................................................‬‬

‫‪150‬‬ ‫الخاتمة ‪................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪..............................................................‬‬

‫المالحق ‪...............................................................................‬‬

‫~ ‪~ 208‬‬
:‫ملخص‬
‫ خاصة فيما‬،‫يعد العقار الصناعي من أهم االنشغاالت المطروحة على الساحة االقتصادية والقانونية‬
،‫ مناطق نشاطات‬،‫يتعلق بالطرق اكتسابه والحافظات المكونة له تتمثل عموما من مناطق الصناعية‬
‫المناطق الخاصة الموجهة النجاز مشاريع استثمارية واألصول الفائضة والمتبقية وكذا اإلطار المؤسساتي‬
‫ ومحاولة الوقوف على أهم المشاكل التي يواجهها العقار الصناعي وإيجاد حلول مناسبة‬،‫لتسييره وتهيئته‬
‫ ولذلك وضع المشرع جملة من النصوص القانونية لرسم‬،‫كذلك معرفة اإلطار القانوني للعقار الصناعي‬
‫ وعليه تم طرح‬،‫ وتحديد نظام استغالله المتمثل في عقد االمتياز حاليا‬،‫حدود ومعالم العقار الصناعي‬
‫ ما مدى فعالية النظام القانوني للعقار الصناعي لتفعيل التنمية االقتصادية؟‬:‫اإلشكالية التالية‬
‫ومن هذا المنطلق جاءت هذه المذكرة لتسليط الضوء على العقار الصناعي ودوره في تطوير‬
‫االستثمار وتحقيق التنمية االقتصادية والتطرق إلى أهم المشاكل التي تواجهه وأنظمة استغالله من الناحية‬
.‫القانونية والعملية ودور القضاء في فض المنازعات‬
Abstract :
The industrial property is one of the most important concerns on the
economic and legal arena, especially with respect to the ways of acquiring it
and its constituent portfolios. These are generally industrial areas, areas of
activity, private areas directed to the completion of investment projects and
surplus and residual assets, as well as the institutional framework for managing
and configuring it. The industrial property and finding suitable solutions as well
as knowledge of the legal framework of the industrial property, so the legislator
set a set of legal texts to draw the boundaries and landmarks of industrial
property, and determine the system of exploitation of the concession contract
currently, and The following problem was raised: How effective is the legal
system of industrial real estate to activate economic development?
In this regard, the memorandum highlights the industrial property and its
role in the development of investment and economic development and
addressing the most important problems facing it and the legal and practical
exploitation systems and the role of the judiciary in settling disputes.

You might also like