Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية1121-1122
إهـــــداء
اهدي هدا العمل إلى إخوتي وأخواتي وخصوصا أختي مريم التي
ساعدتني في انجاز هدا العمل،إلى أخي الصغير أيوب،فاطمة
،حنان ،نادية ،مختار،حسام،احمد.
نتقدم بالشكر الجزيل الى كل من ساعدنا على إتمام هذا العمل ونخص
بالذكر األستاذ المشرف الدكتور رباحي مصطفى بجامعة اإلخوة منتوري
قسنطينة .وكدا األستاذ شعيبي.
كما نتقدم بالشكر أيضا إلى كل عمال مديرية المسح بوالية ميلة ،ونخص
بالذكر:
إن النواة األولى لمفهوم المسح هي النظام الوصفي للملكية العقارية فكان نقطة انطالق له ،و من ثم
أصبح تنظيم اإلقليم و التحكم في العقار من االنشغاالت الكبرى للدول و هذا من أجل التعرف على
كل المعلومات الخاصة به من حيث المساحة ،الحدود و طبيعة االستغالل ،هذا للوصول إلى
المعلومات المساحية ،و العقار حسب نص المادة 386من القانون المدني الجزائري هو كل سند
مستقر بحيزه و ثابت فيه ،و ال يمكن نقله من دون تلف.
و نظرا لألهمية البالغة للملكية العقارية سواء كانت اقتصادية اجتماعية قانونية أو حتى سياسية
جعلت من البديهيات على كل دولة أن تنتهج سياسة معينة إلى الوصول إلى توزيع عادل لضريبة
العقار .و قد سعت الدولة الجزائرية إلى تأسيس نظام جديد للمكيلة العقارية للمرور .بعدة محطات
قانونية و ترسانة من النصوص القانونية و هذا من أجل الخروج من الوضعية المتشبعة و غير
الدقيقة إلى ورثتها البالد بعد االستقالل و لعل ذلك الوسائل األمر رقم 57/57 :المتضمن إعداد
مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري إلى جانب المراسيم الالحقة له و التي تهدف في
مجموعها إلجراء إحصاء شامل للملكيات العقارية و مسح األراضي العام حسب المادة الثانية من
األمر السلف الذكر .هدفه تحديد النطاق الطبيعي للعقارات ليكون أساسا ماديا لتأسيس السجل
العقاري الذي يعد الوضعية القانونية للعقارات و يبين تداول الحقوق العينية.
إن دراسة نظام المسح العقاري يفرز قيمتين األولى :نظرية تكمن في كونه من المواضيع الهامة
في القانون العقاري التي لم تخص بالدراسة الكافية ،مما نتج عنه زوايا مظلمة تحث الباحثين على
محاولة آثارها و القيمة الثانية عملية تكمن في تقييم المناهج المتبعة في تسيير األجهزة القائمة على
مباشرة العمليات المسحية ،و هذا لتمكين القائمين على هذه الهيئات من انتقاء الطرق األنجع منها،
سواء من الناحية الكمية أو النوعية.
إن اختياري لموضوع نظام المسح في القانون الجزائري الغرض منه هو التعريف بهذه العملية
التي تتمتع بمهام و أهداف خاصة ،و كذا اشرح اآلليات المادية و القانونية للمسح ،و صوال إلى
اآلثار المترتبة على عملية المسح و هي الدفتر العقاري الذي يعد ضمانا أساسيا لحقوق المـــــالك
و هو يعمل على تحقيق االستقرار العقاري،و كذا التعريف بعملية المسح ال زال مضمونها غير
معروف لدى األغلبية .إن مثل هذه الدراسة و بالذات تعد ضرورية نظرا لضرورة معالجة مختلف
السلبيات التي شكلت عائقا أمام تقدم هده العملية التي انطلقت مند سنة 6753خصوصا فيما يتعلق
بالعقار الصناعي حيث أن أغلب المصانع و المؤسسات التي تمارس نشاطها تفتقد إلى عقود
الملكية ،و كذلك محاولة مني لشرح هذه العملية و تبسيطها من أجل إيصال فكرة عن هذا
الموضوع الدقيق نظرا العتبار المسح العقاري هو العمود الفقري ال نجاح أية سياسة عقارية كونه
يعطي الوجه االقتصادي للبالد و يلعب دور في استقرار المعامالت العقارية ألنه أساس االستثمار.
و في هذا اإلطار فإن هناك تساؤالت عدة يمكن أن تثيرها هده العملية إذا كانت عملية المسح هي
القاعدة األساسية إلنشاء هوية العقار فكيف تتم هذه العملية و ما هي األجهزة القائمة عليها؟ هل
وفقت الدولة في تبني هذه السياسة الناجحة إلنجاح هذه العملية؟
ما هي أهم العوائق التي واجهه عملية المسح و هل تمكنت الدولة من تداركها؟
لإلجابة على هذه التساؤالت ،سنحاول وضع خطة لإللمام بجوانب الموضوع ،في ظل غياب
الدراسات السابقة ،و نقص المادة القانونية و تشتها ،و نقص و صعوبة الحصول على المراجع
الموجودة و المعلومة الممكنة ،معتمدين في ذلك على دراسة الظاهرة وفق ما نصت عليه القوانين
و التنظيمات المعمول بها ،و وفق المنهج التحليلي الوصفي عن طريق جمع البيانات و المعلومات
المتعلقة بنظام المسح العقاري و التعمق و دراستها و سأجمع في دراستي هذه بين الجانب العملـي
و الجانب النظري.
و على هذا سنقسم دراستنا إلى فصلين ،ندرس في الفصل األول التعريف بنظام المسح العـــقاري
و فيه نتطرق إلى ماهية المسح العقاري من خالل الحديث عن المسح بمفهومه العام و المتعدد
األغراض و عالقته بالسجل العقاري (المبحث األول) ثم نتطرق إلى أهدافه و مهامه (مبحث ثاني)
فيما نخصص الفصل الثاني آلليات و ميكارنيزمات المسح و اآلثار التي تترتب عليها و فيه نتطرق
إلى آليات و ميكارنيزمات المسح و المتمثلة في األعمال التحضيرية و الميدانية( .مبحث أول) ثم
نتطرق إلى اآلثار المترتبة على عملية المسح و هي الدفتر العقاري ثم العوائق العملية للمسح
العقاري ( مبحث ثاني).
الفصل األول :التعريف بنظام المسح:
لقد غطى المسح مفاهيم مختلفة ،تبعا لألهداف والخدمات التي كانت متوخاة منه ،لذلك وفي
البدايات األولى لظهوره فإن المسح كان بمثابة أداة لفرض الضريبة ،إذ كان يعتمد على إحصاء
واسع لمختلف األمالك المتواجدة في اإلقليم استنادا إلى تصريحات المالك التي كانت في غالبها
غير صحيحة ،تهربا من النظام الحائر للضرائب ،وعليه فإن المسح وفي المراحل األولى لظهوره
لم يكن يعتمد على تجزئة صحيحة لألراضي كما أن الهوية الحقيقية للمالك لم تكن هي األخرى
حقيقية ألن ما كان لهم في ذلك الوقت هو وجود شخص يدفع الضربة سواء كان مالكا حقيقيا أم ال.
ومع مرور الوقت بدأ يتضح أن المسح ونظرا للمعلومات التي يمكن أن يوفرها فإنه يعد أحسن
وسيلة لوصف وتحديد األمالك من خالل الوثائق التي يعدها والتي تضمن كل المعلومات الخاصة
بالعقار مما يسمح باستقرار المعامالت العقارية نظرا للضبط اليومي لهذه الوثائق فضال عن عالقته
الوطيدة بالسجل العقاري ،وبذلك فإن للمسح مميزات تميزه عن غيره من العمليات األخرى،
فضال عن المهام المطالب بإنجازها.
وهل يعرف العقار من خالل وثائقه وارتباطه بالسجل العقاري بشكل يضفي عليه ميزات خاصة
ومهام جادة؟ لإلجابة على هذا السؤال فإن هذا الفصل يتضمن مبحثين:
باعتبار أن المسح يعد من المفاهيم القديمة التي عرفها التاريخ االقتصادي لشعوب ،فإنه كمفهوم
اتسم بطابع االستقرار وعدم الثبات،فقد ارتبط مفهومه بالحاجات التي كان يلبيها إذ خصص
كمرحلة أولى لخدمة نظام الضرائب ليحافظ على هذه الصفة لفترة زمنية طويلة .ثم سرعان ما تم
االستغناء ن هذا المفهوم لعدم مرد ودية النتائج نظرا ألن المسح وبهذه الطريقة ال يعكس الصورة
الحقيقية لألمالك .فبدأ االتجاه نحو جعل المسح يقتصر على التحديد الدقيق للمالك نظرا ألهمية
المعلومات الخاصة بالعقار التي يوفرها والتي يمكن أن يساهم بشكل كبير في التطور االقتصادي
للشعوب ،فضال عن عالقته المستمرة التي تربط المسح بالسجل العقاري بوصفه األساس المادي
له ،مما يسمح بترسيخ السياسة العقارية.
يعد المسح من المفاهيم التي اختلف مضمونها باختالف األغراض المرجوة منه ،ثم سرعان ما
تطور في شكل مفهوم جديد عرفته أغلب الدول المتطورة.
لقد حرصت الشعوب ومنذ بدايتها األولى على اشتراك العائدات الخاصة من النفقات العامة للدولة.
وقد تجسدت الصورة األولى لذلك في إجبار كل مواطن على تقديم جزء من غلة األرض التي
يملكها ،ثم سرعان ما أصبح يدفع مبلغا ماليا يساوي قيمة هذا الجزء ليظهر بذلك مفهوم الضريبة
التي اتضح فيما بعد ضرورة تعميمه على الجميع ،األمر الذي تطلب ضرورة معرفة امتداد
1
األرض وتقدير عائداتها لتظهر بذلك مالمح المسح.
يتشابه إلى حد كبير المدلول اللغوي مع مدلوله االصطالحي فيقال مسح الشيء :أي أزال األثر
عنه .المسح يعمل عدة معاني من بينها الغسل :إذ كان يقال في كالم العرب مسحت يدي بالماء أي
غسلتها ،وقال ابن قتيبة :كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتوضأ وكان يمسح بالماء يديه
2
ورجليه وهو لها غاسل ،ومنه قوله تعالى" :وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم"
مسح األرض :أي قاسمها وقسمها .أما لفظ المسح فيقصد به علم المساحة وهو علم يبحث فيه عن
3
مقادير الخطوط والسطوح واألجسام.
وهناك من يرى أن أصل كلمة مسح بالفرنسية ( )Cadastreمشتق من السجالت التي كان يستملها
الرومان إلحصاء األمالك ).)Capitastra
في حين ذهب البعض إلى القول ()Cadastreمشتقة من اسم الحجارة التي كانت تستعمل في وضع
الحدود لألراضي.
بينما ذهب البعض اآلخر إلى القول أنها مشتقة من اسم أوراق التبت التي استعملت في انجاز
4
مخططات األراضي قديما.
-1فؤاد افرام (البستاني) " منجذ الطالب " الطبعة الثالثة والثالثون 8791 ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان ص . 921 ،929
-2البستاني (بطرس) محيط المحيط ،قاموس مطول للغة العربية ،بيروت ،مكتبة لبنان خاسرون ،طبعة 8771ص .147
-3فؤاد افرام (البستاني) " منجذ الطالب " الطبعة الثالثة والثالثون 8791 ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان ص ،921 ،929مرجع
سابق .
-4قرنان فضيلة ،المسح في القانون الجزائري ،مذكرة ماجيستر غير منشورة ،جامعة دحلب البليدة ،2008/2002،ص .48
ثانيا :المدلول االصطالحي للمسح:
لم يكن المسح مفهوما كالذي هو عليه اليوم ،إذا كان في أول األمر يدعى بالتعداد الروماني ،ثم
سرعان ماظهر المسح الجزئي مع قيام الثورة الفرنسية .ورغم أن مبادئ المسح الجزئي ظهرت
بموجب القانون الصادر في 6895/97/67والمتعلق بميزانية الدولة لحكومة نابوليون ،إال أنها ال
تزال راسخة إلى يومنا هذا .و كتعريف أولي للمسح يمكن القول بأنه بمثابة نظام مخصص
إلحصاء كل األمالك والبحث عن م الكها الحقيقيين والطاهرين وكدا معرفة حدودها وأوصافها،
فهو بمثابة الحالة المدنية للملكية العقارية .وهناك من عرف المسح انطالقا من اعتماده على الجرد
العقاري الذي يتجسد من خالل الوثائق الطبوغرافية كالمخطط المساحي والوثائق األخرى .مثل
جدول األقسام وسجل مسح األر اضي الذي يتم إعداده بعد تعيينوسائل مادية ضخمة انطالقا من
الصور الجوية كخطوة أولى لإللمام بالحدود العامة.
لكل بلدية يشرع بعد ذلك في تقسيم اإلقليم البلدي إلى أقسام مساحية.وهذا يتطلب ضرورة القيام
بجرد عقاري لمختلف األمالك المتواجدة في البلدية وعليه فقد تم تعريف المسح استنادا إلى
مصطلح الجرد العقاري كما يلي:
-المسح هو بمثابة جرد للملكية بشكل يعطي وصفا دقيقا نوعا ما ،مخصص لتلبية الحاجات
الفردية أو الجماعية السيما الجانب المالي ،العقاري ،القانوني ،االقتصادي ويمكن أن يفهم من
خالل كلمة مسح كل تعداد عقاري تقوم به الدولة من خالل عمليات دقيقة.
-عمليات التجزئة والرفع ،الطبوغرافي بهدف تمثيل سطح األرض على مخططات.
-عمليات التعريف القانوني التي تسمح بتحديد الطبيعة القانونية لألمالك بإظهار الحقوق
واألعباء المثقلة للملكية العقارية.
-وباالستناد إلى النصوص القانونية المنظمة لعملية المسح في الجزائر فإنه يعد بمثابة التمثيل
البياني للعقارات سواء كانت مبنية أم ال على مخططات من أجل تحديد ما يلي:
-المالك الظاهرين وأصحاب الحقوق العينية الطاهرون وكذلك كيفية االستغناء ،ويجب أن تكون
هذه العملية.
-مصحوبة بتحديد الملكيات العمومية والخاصة مع ضرورة أن تكون الحدود بمختلف أنواعها
محمية بكيفية.
دائمة وذلك إما بواسطة معالم من حجر أو عالمات أخرى وذلك طبقا لتعليمات المصلحة المكلفة
بمسح األراضي.
1
فالمسح بتعريفه وتحديده النطاق الطبيعي للعقارات بعد بمثابة األساس المادي للسجل العقاري
ومن خالل كل ما سبق يمكن تعريف المسح في الجزائر كما يلي:
هو عملية تقنية وقانونية ،الغرض منها تحديد الملكيات عن طريق الوثائق المساحية التي تحدد
القوائم األمالك وتبين التشكيلة الطبيعية والمادية للعقارات فضال عن تحديد هوية المالك .فهو
عملية تقنية ألنه يعتمد على الصور الجوية التي تلتقطها المصالح المختصة.
والرفع الطبوغرافي من أجل تقسيم اإلقليم البلدي بشكل يسهل القيام بالعمل الميداني بقياس كل
2
وهو عملية قانونية إذ أنه قطعة أرض وتحديد مالكها فضال عن تحديد نوع استغاللها وترتيبها
ومن خالل عملية التحقيق العقاري يمكن معرفة طبيعته الحق المثقل للعقار ،والوقوف على الهوية
الحقيقية للمالك أو المنتفع.
هو ذلك النظام الذي يصف العالقة بين األرض وقطعة الملكية ،ويعطي هذا الوصف في صورة
خرائط أو دفاتر تسمح بفرض ضريبة عادلة .وفي فرنسا اختلف مفهوم المسح باختالف الفترات
التاريخية التي عاشتها فرنسا ،ذلك أن المسح الجزئي الذي أقره نابوليون سنة 6895انتهت أشغاله
سنة 6879وفي سنة 6769تمت مراجعة المسح الذي تم تطويره وتحديثه سنة ،6757وعليه
يمكن القول أنه تم ضبط مفهوم المسح في فرنسا كما يلي:
هو مجموعة الوثائق التي تحدد الملكية العقارية ،كما تعمل على فرض الضريبة العقارية 3ولعل
أهم ما يميز هذه التعاريف أنها أوكلت في مجملها ،مهمة ضريبية للمسح بخالف الجزائر ودول
أخرى الزالت في طور المسح ،ومعظم الدول أدركت ضرورة أن يضطلع المسح بهذه المهمة التي
تعد في الحقيقة وظيفته األصلية التي أنشأ من أجلها منذ القديم .أين كان الرومان يفرضون
-1المادة 1من األمر رقم 94/97المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري.
-2مجلة ندوة القضاء العقاري ،منشورات وزارة العدل ،طبعة ،877ص .87
-3قرنان فضيلة ،مرجع سابق ،ص .41
الضرائب تبعا المتداد األمالك وعائداتها ،فالمسح يمكنه أن يدعم خزينة الدولة بشكل كبير بفضل
مساهمته في فرض الضريبة وخدمة قطاع الضرائب ككل.
ذلك أن المسح ومن خالل الوثائق المساحية التي يتم إعدادها ،السيما المخطط المساحي الذي يمثل
اإلقليم البلدي في جميع تفصيالت تجزئته إلى أجزاء للملكية وقطع األراضي فإنه يمكن إحصاء
مختلف العقارات السيما غير المبنية التي تظهر بشكل أوضح على المخطط المساحي و من ثم
يصبح من السهل جدا على مصلحة الضرائب أن تعد قائمة بمختلف العقارات المتواجدة على إقليم
البلدية كما يمكن أيضا تحديد الشخص المكلف بدفع الضريبة وذلك من خالل الوثائق المساحية
األخرى كجدول الحسابات وسجل مسح األراضي الخاص بكل مالك ،والمتضمن مختلف
المعلومات الخاصة بصاحب العقار.
وإذا كان المسح في الجزائر لم يصل بعد إلى تحقيق هذا الهدف فإنه يعد من بين األولويات
المسطرة مستقبال في البرنامج المعد من طرف الدولة الجزائرية حتى يمكن المسح أن يخدم خزينة
الدولة وكذا الجماعات المحلية
إن التشريع الجزائري نص على عملية المسح في األمر رقم 57/57حيث نص في مادته الثانية
على أن " مسح األراضي العام يحدد ويعرف النطاق الطبيعي للعقارات ،ويكون أساسا ماديا
للسجل العقاري" .وقد أضافت المادة الرابعة منه على أن يتم تحديد الملكيات على مجموع التراب
الوطني وذلك من أجل إعداد مخطط منظم وتأسيس مسح األراضي ،وأن المتأمل للنصين السالفي
الذكر يالحظ الغموض في تحديد مفهوم عملية المسح وهو تشكيل الوثائق المساحية إلى تشكل
القاعدة الطبيعية للسجل العقاري ،والتي تتضمن الرسم التخطيطي ووثائق الجرد العقاري
1
لألراضي الموجودة ضمن حدود كل بلدية مع التفاصيل لكل تجزيئاتها.
من خالل النصين السابقين فإن عملية مسح األراضي هي عملية مزدوجة لها وجهان وجه فني
يتمثل في األعمال التي يقوم بها المساحون التابعون لهيئات المكلفة بالمسح العقاري ،حيث يعملون
-1عازب (فرحات) ،محاضرة بعنوان مسح األراضي والسجل العقاري ،الندوة الوطنية للقضاء العقاري ،وزارة العدل ،مديرية
الشؤون المدنية ،الجزائر ،8777 ،ص .49
على تحديد الملكية العقارية وضبط مساحة كل قطعة ضبطا دقيقا قصد إعداد مخطط منظم إلقليم
كل بلدية ، 1ووجه قانوني يتمثل في التعريف بأسماء مالكية وأسباب التملك والحقوق العينية
المترتبة لهم وعليهم.
من خالل ما سبق يمكننا القول بان عميلة المسح العقاري هي تلك العملية الفنية والقانونية التي
تهدف إلى وضع هو ية للعقار عن طريق تثبيت وتحديد مواقع العقارات ،وتحديد أوصافها الكاملة
وتعيين الحقوق المترتبة لها أو عليها والتعريف باألشخاص المترتبة لهم أو عليهم هذه الحقوق .2
ومن أجل السير والتنظيم الحسن لهذه العملية فقد تم إنشاء وكالة وطنية أوكلت لها هذه المهمة
الدقيقة وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المدنية وباالستقالل المالي،
تخضع هذه المؤسسة للقوانين العمومية وللقوانين والتنظيمات المعمول بها ألحكام المرسوم لتنفيذي
667 -87المؤرخ في 67ديسمبر 6787المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي 36 -79المؤرخ في
69فيفري 6779المتضمن إنشاء وكالة وطنية لمسح األراضي ،و تنص المادة 9من نفس
المرسوم توضع الوكالة الوطنية للمسح تحت وصاية وزير االقتصاد ،مكلفة في إطار السياسة
المسطرة من طرف الحكومة باإلنجاز العمليات التقنية التي ترمي إلى تأسس مسح األراضي العام
على معظم التراب الوطني.
وتتكون الوكالة الوطنية لمسح األراضي من مقر مركزي بالجزائر العاصمة و8مديريات جهوية
بالجزائر ،وهران ،قسنطينة ،سطيف ،بشار ،بسكرة ،الشلف،ورقلة .و 78مديرية والئية موزعة
على كامل التراب الوطني .ونظرا للدور البالغ والهام الذي يمكن أن يلعبه المسح في التطور
االقتصادي ،بدأت الجهود تتجه إلى خلق نظام يقوم على أنقاض المسح الكالسيكي ،يمكنه أن يوفر
معلومات أدق وبشكل أسرع ،ولقد طرحت هذه الفكرة ألول مرة سنة 6579تحت تسمية المسح
-1حدد المشرع الجزائري وحدة تامة للمسح من البلدية أي أن عملية المسح تكون على مستوى كل بلدية ال تتجاوزها حتى نلخص
منها وهذا ما جاء في المادة 1من األمر 94 /97السالف الذكر على أن تصميم مسح األراضي يكون موضوع إعداد في كل
بلدية ،أي أن وحدة العمل المسحية األساسي هي البلدية.
-2بو زيتون(عبد الغني) ،المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية ،مذكرة ماجيستر ،جامعة متنوريقسنطينة كلية الحقوق،
فالمعلومات المساحية في ظل المسح الكالسيكي تحفظ في سجالت مختلفة األحجام بشكل يجعل من
الصعب نقلها وتداولها بين مختلف األجهزة والهيئات التي تحتاج إلى المعلومات الواردة فيها ،ومن
أجل ذلك فإنه من العمل جدا القيام بتسجيل هذه المعلومات داخل أقراص مغناطيسية ومن هنا يبدو
واضحا أن المسح المتعدد األغراض يهم الدول التي انتهت عملية المسح فيها وهي تسعى إلى
تطويره ولذلك فهو يعد كأولوية بالنسبة للدول التي لم تنتهي فيها بعد أشغال المسح .1
بموجب قرار صادر سنة 6737عن الفيدرالية العالمية للخبراء العقاريين بروما ،قرر الديوان
العالمي للمسح والنظام العقاري توزيع منشورات تتضمن جملة من األسئلة على العديد .من البلدان
تتضمن أهمية المسح المتعدد األغراض ،وقد تم توزيعها سنة 6759على 66دولة من بينهم
الجزائر وأعيدت هذه العملية سنة 6756باشتراك دول أخرى.
-8قرنان فضيلة ،المسح في القانون الجزائري ،جامعة دحلب البليدة ،2008/2002،ص .47
وقد تبين من خالل رد هذه الدول على األسئلة أنها جد مهمة لمعالم المسح المتعدد األغراض رغم
أن نسبة فقط من هذه الدول بإمكانها تطبيق هذا المفهوم ميدانيا والذي يتطلب لتأسيسه إتباع
خطوتين أساسيتين:
-توفير وثائق مساحية تتضمن معلومات أخرى مقدمة من األجهزة التقنية االقتصادية لدولة
بشكل يجعلها كبنك للمعلومات.
-أن يكون باإلمكان استعمال هذه المعلومات.بسرعة من طرف كل األجهزة والجهات المعنية.
فمحتوى الوثائق المساحية من معلومات أو كيفية تخزين هذه المعلومات هما المحوران
األساسيان للمسح المتعدد األغراض.
1
أوال :تعريف المسح المتعدد األغراض:
لقد أعطيت له عدة تعاريف وان اختلفت فهي تتفق في مجملها على المسح المتعدد األغراض .ما
هو إال المسح الكالسيكي في صورة واستعمال متطورين فألمانيا مثال عرفته بأنه ذلك السجل
الخاص بمجموع األمالك ،والمعد بترتيب وبتعيين دقيق يتضمن مختلف المعلومات التي تخص
الحقوق العينية ،تهيئة اإلقليم ،اإلحصائيات ،البنايات ،األمالك الوطنية ،االقتصاد والضرائب ،مع
ضرورة إدخال هذه المعلومات ضمن نظام اإلعالم الخاص بالعقارات في شكل بنك للمعلومات.
أما في السويد فقد تم تعريفه بأنه ذلك النظام الذي يتضمن عنصران أساسيان أي تعريف شامل
لألراضي التي تم تحديدها وكذا وضعها.
وقد اتفقت العديد من الدول على أن المسح المتعدد األغراض هو بمثابة قاعدة جغرافية للتحكم
والتعريف بالمعلومات التقنية والضريبية واالقتصادية الخاصة باألرض.
ويعد التعريف المصري للمسح المتعدد األغراض من أفضل التعاريف ،إذ أنه اتسم بكونه جامعا
ومانعا بالشكل التالي.
إن المسح المتعدد األغراض بني على أساس المسح الكالسيكي ويتم إنشاؤه عن طريق تجميع
البيانات المتعلقة باألرض وبقطعة الملكية وذلك من مصادر مختلفة قد تكون أولية أو ثانوية ثم يتم
1
- La publication « présentation générale de cadastre » op cit p1.
ترتيب هذه البيانات بشكل منتظم باستعمال الحسابات اآللية ليكون باإلمكان االستفادة من هذه
البيانات لفائدة قاعدة من المستعملين األساسيين .هذه البيانات قد تكون:
-بيانات لها عالقة باألشخاص :مثل البيانات السكانية كالرقم القومي للفرد "رقم الحساب"
-بيانات لها عالقة بقطعة الملكية مثل ارتفاع المبنى أو قيمته...الخ.
-بيانات طبوغرافية مثل نمط الزراعات...
-بيانات وضعية مثل استعمال األرض.
-بيانات فنية مثل خطوط المياه ،الغاز...
ولقد اتجهت الجهود بتطوير المسح الكالسيكي إلى هذا المستوى ليكون باإلمكان وضع في متناول
الجماعات والهيئات الوثائق التي يمكن أن تلبي احتياجاتها في مجال السجل العقاري ،الهندسة
المدنية ،الري ،التهيئة والتعمير استعمال األرض ،االقتصاد ،المؤسسات العمومية ...الخ .لذلك
فالبد من مسح ما هو تحت سطح األرض مادام أنه استعمل كما هو الحال في كندا وبعض المدن
السويسرية وكذا ألمانيا ،وتجسيد ذلك على مخططات ،كما يجب اإلشارة إلى الظروف المناخية
الخاصة بكل منطقة.
ومن بين الدول الرائدة في مجال اعتماد المسح المتعدد األغراض نجد السويد التي شرعت في ذلك
سنة 6738حيث قامت بتسجيل كل المعلومات المساحية ضمن نطاق اإلعالم اآللي على المستوى
المركز ي ثم تم توزيع هذه المعلومات على مختلف مراكز اإلعالم اآللي المتواجدة عبر البالد فلم
يعد هناك أي أثر لسجالت مكتوبة ،وفي هذا الصدد تم إتباع نفس الطريقة بالنسبة لمصالح
الضرائب مع االحتفاظ بنفس العقار ،األمر الذي مكن من توحيد المعلومات ،أما في فرنسا فقد تم
تحديث المسح بموجب القانون الصادر في 6757/95/68وقد انحصر مجال تطبيق هذا القانون
في المناطق العمرانية،
و القابلة للتعمير وبعد فترة من تجربته تم الشروع في هذه العملية سنة 6789وبعد مرور 7
سنوات تم تحديث المسح 6699بلدية بمساحة إجمالية قدرها 799.9996هكتار ،على أن تشمل
هذه العملية مع مطلع سنة 9999مساحة قدرها 97مليون هكتار وهي في تزايد مستمر.
وموازاة مع عملية تحديث الوثائق المساحية تم إدخال المعلومات المساحية ضمن نظام اإلعالم
اآللي في إطار نظام سمي ( )MAJIC1وفي سنة 6789تم تطوير هذا النظام لينشأ نظام جديد
في سنة 6787سمي ) )MAJIC2الذي يضم كل المعلومات العقارية والضريبية بحيث يمكن
الوصول إلى هذه المعلومات بسهولة.
ومن بين الدول العربية الرائدة في هذا المجال نجد دولة مصر التي لجأت إلى التعاون مع ألمانيا
من أجل إنشاء قواعد المسح المتعدد األغراض في مصر سنة 6777في إطار المشروع المصري
األلماني للكاد ستر وقد تم تحديد عدد من الهيئات التي البد من تضافرها لهذا الغرض والمتمثلة
في:
-هيئة المساحة " مصلحة المسح " وهي المنتج الوحيد للبيانات األولية للمسح.
-مصلحة الشهر العقاري " المحافظة العقارية ".
-مصلحة الضرائب العقارية.
-قطاع الزراعة.
-قطاع الري واألشغال العامة.
ومن هنا يبدو واضحا كيف أصبحت المعلومات المساحية تلعب دورا هاما في مجال في التحكم في
العقار لدرجة اندماجها مع معلومات أخرى من أجل إنشاء نظام المعلومات الخاص باإلقليم وال شك
أن هدا االنشغال بهم بالدرجة األولى التي انتهت من مسح كامل إقليمها وهي تسعى اآلن لتحديثه
وتطويره ،أما البلدان األخرى بالجزائر والتي لم تنتهي بها أشغال المسح بعد فإنها ستستفيد بالتأكيد
من تجربة للدول المتطورة في هذا المجال من أجل خدمة مختلف القطاعات الحساسة في البالد
وكدا ربح الوقت في التعامل مع المواطن المعنيين بالمعلومات التي يوفرها نظام المسح ،وقد بدأ
التفكير فعال في هذه المسألة في الجزائر.
بالرجوع إلى التشريعات المختلفة والمتعلقة بالعقار ،يمكن التركيز على تشريعين مهمين نبرز
من خاللهما نوعين من المسح العقاري هما :األمر رقم 57/57المؤرخ في 69نوفمبر 6757
المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري والمراسيم ا لالحقة له ،وكذا
المرسوم التنفيذي رقم 667 /9999مؤرخ في 97ماي سنة 9999والمحدد لقواعد المسح
لألراضي الغابية.
فيكون حديثا حسب هذين التقنيتين على المسح العام ،ونركز فيه على القسم الحضري والقسم
الريفي (أوال) ثم القسم الغابي (ثانيا).د
لكن من غير الممكن إجراء عملة المسح دون معرفة اإلطار المكاني الذي تتم فيه ،فبالرجوع إلى
المادة 8من األمر 57/57السالف الذكر والمادة 6من المرسوم 39/53نجد أن عملية المسح
العقاري تتم على مستوى البلدية ،لذا كان من األجدر بنا أن نتطرق إلى هذا الكيان وكيفية ضبط
حدوده .1لقد نصت المادة 7من المرسوم رقم 39/53والمتعلق بإعداد مسح األراضي العام على
انه ينبغي على البلديات أن تحدد محيط إقليمها ،ويتم رسم الحدود بناءا على الوثائق الرسمية
الموجودة وترجمتها في وثيقة تسمى محضر تعيين الحدود ،يلحق به مخطط بياني للحدود ،يقوم
بهذا التحديد موظف مكلف بعمليات مسح األراضي بالتنسيق مع رئيس المجلس الشعبي البلدي
للبلدية المعنية ورؤساء المجالس الشعبية البلدية للبلديات المجاورة ،وبحضور المالك الخواص
لإلدالء بمالحظاتهم وشهاداتهم.
بعد تحرير المحضر وذكر االحتجاجات والمالحظات ،يوقع من طرف األشخاص المؤهلين ثم يقدم
إلى السيد الوالي المختص إقليميا للموافقة عليه ،وإذا كانت حدود هذه البلدية مجاورة لحدود والية
أخرى أو حدود دولة أخرى وجب تقديم هذا المحضر للسيد وزير الداخلية قصد الموافقة عليه.2
ما مدى اعتبار إمكانية أن هذه العملية نوعا من أنواع المسح العقاري؟
-1زروقي ليلى ،حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،الجزائر ،دار هومة ،طبعة ،2002 ،ص279 ،وما بعدها ،ولمعرفة سير
تحديد اإلقليم البلدي ،أنظر فيما بعد ،ص ،66 ،من هذا البحث.
-2التعليمة رقم 86المؤرخة في 24ماي ،8771المتعلقة بسير عمليات مسح األراضي والترقيم العقاري ،وزارة المالية،
المديرية العامة لألمالك الوطنية.
انه وبالنظر إلى الغرض من هذا التحديد ،يتضح انه بمجرد ضبط اإلطار اإلقليمي والقانوني الذي
يتم بداخله عمليات المسح العقاري ،فمن غير الممكن القيام بهذه العمليات دون حصرها في محيط
يسهل إجراءها ،لكن من جهة أخرى يمكن اعتبار هذه العملية األساس القاعدي لميالد عملية المسح
العقاري بكل أنواعه.
يتضح مما سبق أن عملية المسح على مستوى كل بنية أساسية وهي البلدية ،ومن أجل ذلك يقسم
محيط البلدية بالنظر إلى نوع العقار وقوامه التقني إلى قسمين :ريفي وحضري ،وقد نص
المرسوم رقم 36/53السالف الذكر في مادته الواحدة والعشرين على أنه" :تعتبر كعقارات
حضرية وتكون موضوع إحداث بطاقات عقارية كما هو منصوص عليها في المادة 99أعاله،
العقارات المبنية أو الغير مبنية الموجودة على الطرقات المرقمة بصفة نظامية للجهات السكنية
التابعة للبلديات التي يزيد سكانها عن 9999نسمة ويتم التعرف على هذه العقارات في الجداول
والمستخرجات ،أو النسخ أو الصور المودعة عن طريق اإلشارة إلى الشارع أو الرقم ،أما جميع
العقارات األخرى فتعتبر عقارات ريفية وتقوم بهذا التقسيم مديرية البناء والتعمير داخل الوالية،
وفق أدوات التهيئة والتعمير المتمثلة في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير 1PDAUو الذي
يعتبر وسيلة للتخطيط المحلي والتسيير الحضري ،لتحديد التوجهات األساسية للتهيئة العمرانية
لبلدية واحدة أو عدة بلديات مجاورة تجمعها عوامل مشتركة 2فهو سيتناول التجمع الحضري داخل
إطاره الطبيعي والبيئي ،وينظم العالقات بينه وبين جميع المراكز الحضرية المجاورة ،إلى جانب
مخطط شغل األراضي POSالذي ينظم استخدام األراضي على ضوء المخطط التوجيهي للتهيئة
والتعمير ،ومن مهامه تعيين مساحات األراضي الفالحية والغابات الواجب حمايتها وتصنيفها.
كما حدد القانون 97/79المتضمن التوجيه العقاري ،األراضي الفالحية واألراضي العامرة،
فاعتبرت المادة الرابعة منه األراضي ذات الوجهة الفالحية ،كل ارض يكون لها إنتاج خالل مدة
زمنية معينة ،على أن يكون هذا النتاج حاصل يتدخل اإلنسان ،وموجه للبشر أو الحيوان أو
الصناعة.
-1القانون رقم ،27/70المؤرخ في ،8770/82/08المتعلق بالتهيئة والتعمير ،الجريدة الرسمية ،العدد ،72 ،سنة.8770 ،
-2تيجاني( بشير) ،التحضر والتهيئة العمرانية في الجزائر ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،8779 ،ص.27 ،
واعتبر المادتين 96 ،99منه األراضي العامرة واألراضي القابلة للتعمير ،كل قطعة أرض يشغلها
تجمع بنايات ،في مجاالتها الفضائية ومجاالتها التجهيزية وان كانت هذه القطعة غير مزودة بكل
المرافق أو الغير مبن ية أو ساحات خضراء أو حدائق أما األراضي القابلة للتعمير فهو كل القطع
األرضية المخصصة للتعمير وآجال معينة بواسطة أدوات التعمير.
هذا وتجب اإلشارة إلى أن عملية المسح تتم في كال المنطقتين بنفس الكيفية إال أن المسح داخل
المنطقة الحضرية يتطلب أعداد الخرائط وفق مخططات ومقاييس أكبر من المقاييس المعتمدة داخل
المنطقة الريفية الن المساحة في المنطقة الحضرية اصغر وثمن المتر المربع فيها أغلى من ثمن
نظيره في المنطقة الريفية.
إن هذا ال يمنع القول أن العقار الفالحي هو أيضا له أهمية كبيرة بل األكثر من ذلك نجد أن األمر
56/56المؤرخ في ،6756/66/98المتضمن الثورة الزراعية ،1هو الذي نص على تأسيس مسح
األراضي العام
للبالد في مادته الرابعة والعشرين ( ،)97وهذا يعكس بكل تأكيد الضرورة الملحة لقاعدة تقنية
وثابتة من أجل التحكم في القطاع الفالحي وتطويره ،األمر الذي تؤكده المادة 75من المرسوم
التنفيذي رقم 977 /76المتضمن كيفيات تنظيم شهادة الحيازة وتسليمها.2
إن الغابة حسب المادة 6من المرسوم 667/9999السالف الذكر ،هي كل ارض تغطيها أشجار
على مساحة 69هكتارات متصلة بمعدل 699شجرة في الهكتار الواحد بالنسبة للمناطق القاحلة
والشبه قاحلة و699في الهكتار الواحد في المناطق الرطبة وشبه الرطبة .3أما األراضي ذات
الوجهة الغابية فهي األراضي التي تغطيها نباتات طبيعية متنوعة من حيث قامتها وطبيعتها
وكثافتها ،تتفرع عن تدهور الغابات كما تدخل في هذه التكوينات الغابية األخرى هي كل البنايات
في شكل أشجار تشكل تجمعا وشرائط و مصدات الرياح وحواجز مهما تكن حالتها.لقد الزمت
-1رئاسة مجلس الوزراء ،الثورة الزراعية الجزائر ،المطبعة الرسمية ،ص.77 ،
-2زروقي (ليلى) ،التقنيات العقارية ،العقار الفالحي ،الطبعة ،2الجزائر ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،2008 ،ص.18 ،
-3المادة 81من القانون 27/70
الغابة اإلنسان مند القديم نظرا لما توفره من حاجات غذائية ووظيفية
(اقتصادية،اجتماعية،اكولوجية،حربية)وقد كان استعمالها متروك للجميع وبصفة مشتركة،
و االقليم الجزائري كغيره من األقاليم،فقد تعرض لعوامل متعددة أدت إلى تناقص رهيب في الثروة
الغابية.
وقد عاشت الملكية الغابية في الجزائر عدة مراحل فلو انطلقنا من الشريعة اإلسالمية لوجدناها قد
أولت هذا المجال الحيوي أهمية خاصة ،إ ذا كانت ملكية الغابات في هذه الفترة ملكية مشتركة
لألمة ،أما بحلول العهد العثماني ،أصبحت الغابات تابعة للبيالك إال التي كانت واقعة بالمناطق
1
الداخلية ،فقد كانت مشاعة بين القبائل ببعدها عن نفوذ السلطان،وهي ما عرفت بأراضي العرش
لكن لما قدم االستعمار الفرنسي عام 6869حل قواعد جديدة لنظام الملكية وحول الغابات إلى
ملكية الدولة الفرنسية وذلك من خالل قانون الغابات ،وفي سنة 6776أدمجت الغابات ضمن
األمالك الوطنية الخاصة لتحقيق أغراض استعمارية ،ولما استقلت البالد ،صدرت عدة تشريعات
تنظم الطبعة القانونية للغابات ،منها دستور 6753الذي اعتبرها ملكية تابعة للدولة،ليصدر قانون
رقم 69/87المتضمن النظام العام للغابات والذي اعتبر األمالك الغابية الوطنية جزء من األمالك
االقتصادية التابعة للدولة والجماعات المحلية .وقد أكد على ذلك القانون رقم 63/87المتضمن
قانون األمالك الوطنية ،ثم جاء دستور 6787ليحمل في طياته ازدواجية الملكية الوطنية وليكرسه
القانون رقم 69/79المتضمن األمالك الوطنية ويتم تصنيف األمالك الغابية ضمن األمالك
الوطنية العامة ، 2ومن هنا استلزم بالضرورة إيجاد وسائل وقواعد لتسييرها وحمايتها ،وقبل كل
3
ألنه بعد االستقالل قامت الدولة بحمالت تشجير واسعة في مناطق ذلك يجب ضبط حدودها
متفرقة ،األمر الذي أدى إلى تكوين غابات دون معرفة سعتها ،مما استوجب معه تحديد الملك
الغابي ،وألجل ذلك تم إصدار المرسوم رقم 667/9999مايو ،9999المحدد لقواعد المسح
لألراضي الغابية الوطنية ،وقد كان هذا المرسوم لمدة العمل لموظفي القطاع الذين قاموا
-1التعليمة رقم 8812 ،الصادرة عن وزارة الفالحة والصيد البحري ،بتاريخ ،8779/88/88والمتضمنة تسجيل األراضي
العامة الغابية وتأسيس األمالك الغابية الوطنية.
-2التعليمة رقم 8812الصادرة عن وزارة الفالحة والصيد البحري بتاريخ 8779/88/88والمتضمنة تسجيل األراضي العامة
الغابية وتأسيس األمالك الوطنية الغابية.
-3المواد ،19 ،87 ،من القانون رقم ،10/70المتضمن األمالك الوطنية.
باجتماعات عديدة وملتقيات ،وهذا خوفا من تشتت هذه األمالك ،فصدرت التعليمة رقم 6669عن
المديرية العامة للغابات تحث ضرورة مسحها وتحديدها.
إن الهدف من المسح الغابي حسب المادة 9من المرسوم رقم 667/9999هو التعريف باألمالك
الغابية الوطنية والتعرف عليها وتحديدها.
هذا وأن عمليات المسح الغابي ال تختلف عن المسح العام لألراضي في جوهرها ،نظرا للخبرة
المحدودة ألعوان الغابات ونقص الوسائل فإنهم غالبا ما يلجئون إلى اإلدارة المكلفة بمسح
األراضي العام.
يظهر السجل العقاري الوضعية القانونية للعقارات ،كما يبين تداول الحقوق العينية على هذه
العقارات وهو يضم مجموعة من البطاقات العقارية تكمن في شكل سجل على مستوى المحافظة
العقارية ويتم إعداد هذا السجل وفق إجراءات معينة تبدأ أوال بتأسيس مسح األراضي على إقليم
البلدية باعتبار أن المسح يعرف ويحدد النطاق الطبيعي للعقارات وهو بذلك األساس المادي للسجل
العقاري ،1لذلك فإن العالقة بين النظامين تنشأ بمجرد إيداع الوثائق.
من أجل تأمين المطابقة الكاملة للوثائق التي تحتفظ بها المحافظة العقارية بتلك التي تحتفظ بها
مصلحة المسح .2
وحالما تنشأ العالقة بين النظامين فإنها تظل مستمرة باعتبار أن الطبيعة القانونية للعقار تكون محل
تغيير مستمر باإلضافة إلى تغيير الحدود.
بمجرد االنتهاء من عملية المسح الخاصة بكل قسم أو مجموعة أقسام البلدية المعنية فإن مصلحة
المسح تودع الوثائق المساحية لدى المحافظة العقارية ،ويثبت هذا اإليداع عن طريق محضر تسليم
يحرره المحافظ العقاري ،ويكون هذا المحضر محل إشهار واسع في أجل أقصاه 8أيام ابتداء من
تاريخ إيداع وثائق المسح ،ولمدة أربعة أشهر بكل وسيلة أو دعامة مطابقة ،وهذا قصد تمكين
المالكين ودوي الحقوق العينية ،األخرى من تسلم كل وثيقة تشهد بحقوقهم على العقارات
الممسوحة من المحافظ العقاري وحتى يتسنى لهذا األخير أعداد البطاقات العقارية فإنه يقوم بترقيم
العقارات الممسوحة بمجرد استالمه وثائق مسح األراضي كما يقوم بتعيين الحقوق المتعلقة
1
بالعقارات موضوع الترقيم اعتمادا على وثائق مسح األراضي
يحيل المحافظ العقاري إلى مصلحة مسح األراضي ابتداء من أول كل شهر حتى اليوم العاشر
منه وضمن جدول من نموذج (ب ر .)66الوثائق التالية:
-1المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 821/71المعدل والمتمم للمرسوم .61 /96
ب) جداول وصفية لتقييم مرفقة بالمخططات المطابقة.
ت) نسخةثانية من محاضر النموذج (ب ر )67و (ب ر )67متممة بالمراجع الخاصة باإلشهار
1
العقاري.
-1المادة .2 ،8من القرار المؤرخ في 8791/01/07المضمن تحديد الشروط التي تجري بموجبها مصادقة مجموعة البطاقات
مسح األراضي فيما يخص العمارات الخاضعة لنظام اإلشهار ،مرجع سابق الذكر.
-2المادة 91 ،92من المرسوم رقم 61 /96المرجع السابق الذكر.
أهمية بالغة ،ذلك أن تعيين الوحدات العقارية التي تكون موضوع تصرف ناقل أو مثبت أو منشأ
لحق عيني يتم طبقا لمستخرج مسح األراضي وفي حالة تغيير الحدود طبقا لوثائق القياس1ويتخذ
هذا المستخرج أشكاال عدة ،لكن أهمها هو المستخرج من النموذج (ب ر 7مكرر) الخاص
بالمناطق المسموحة ولونه وردي والمستخرج (ب ر )7الخاص بالمناطق في طور المسح ولونه
أبيض ويعد المستخرج (ب ر 7مكرر) بمثابة مطبوعة تسلمها إدارة المالية لمصلحة مسح
األراضي ,وكذا مستخرج عقد من خالل جزئه األيسر الذي يمأل من طرف محرر العقد أو كاتب
الضبط أو السلطات اإلدارية ومؤخرا تم تغيير تسمية المستخرج (ب ر 7مكرر) إلى (.)CC4bis
وحتى يتمكن معد الوثيقة من الحصول على هذا المستخرج ،فعليه أن يتقدم لدى مصلحة مسح
األراضي بطلب من خالل استمارة من نوع ()NCC4باعتبار أن مصلحة المسح تعد بمثابة الهيئة
الوحيدة التي يمكنها إعداد هذا المستخرج بدقة نظرا للضبط اليومي للوثائق المساحية ،بخالف
المستخرج الذي يمكن للبلدية تسليمه لكون هذا األخير ال يتميز بالدقة الكافية ألن مراجعته تكون
سنوية وبعد إيداع الطلب فإن مصلحة المسح ملزمة بإعداد المستخرج خالل مدة أقصاها 67يوما،
إال إذا طلب الطالب وقتا أطول ،وقبل تسليم هذا المستخرج فإن مصلحة المسح تدون كافة
المعلومات الضرورية ضمن الجزء األيمن من المستخرج والذي يضم 7خانات ،أد تخصص
الخانة األولى والثانية والثالثة لمالك العقار بذكر اسمه ورقم حسابه وترتيبه استنادا إلى سجل مسح
األراضي ،أما الخانة الرابعة والخانة الخامسة والسادسة و السابعة فهي مخصصة لوصف العقار
من خالل ذكر رقم القسم المساحي وكدا رقم المخطط واسم المكان المعلوم فضال عن مساحة
العقار إسنادا إلى جدول األقسام والمخطط المساحي ،يحتوي هذا المستخرج في أسفله من الجهة
اليسرى على خانة مخصصة لعملية اإلشهار من قبل المحافظ العقاري أما في الجهة اليمنى منه
2
ويجب أن يقل فهو يضم خانة تتعلق بإظهار طبيعة التصرف القانوني من حيث تغيير الحدود
تاريخ هذا المستخرج عن 3أشهر من يوم إبرام العقود والشهادات أو من يوم الطلب المقدم إلى
العدالة أو من يوم البيان المنشور من أجل استحقاق الحجر بالنسبة إلشهار قرار قضائي ،وإذا تعلق
مضمون التصرف القانوني ،ثم يقوم بإرسال الوثيقة موضوع التصرف القانوني إلى المحافظ
العقاري من أجل إشهارها مرفقة بهذا المستخرج وذلك تحت طائلة رفض اإليداع.
-بعدما يتأكد المحافظ العقاري من تطابق البيانات الواردة في الوثيقة المودعة بتلك الواردة في
المستخرج فإنه يقوم بإشهار الوثيقة ،ويشير إلى هذا اإلشهار ضمن اإلطار المخصص لذلك
في المستخرج بذكر تاريخ اإلشهار وحجم ورقم الوثيقة المشهرة ،ليقوم بعد ذلك بإرسال
الوثيقة المشهرة إلى معدها والمستخرج إلى مصلحة المسح مطابقا للوثائـــق المشهرة ضمن
جـــدول من نــوع (ب ر )66وذلك ابتداء من كل شهر حتى اليوم العاشر منه.
-طلب مستخرج مسح األراضي من نوع (ب ر 7مكرر) من طرف معد الوثيقة حسب
الطريقة الس ابق شرحها كما يتقدم بطلب آخر من أجل الحصول على مستخرج من مخطط
المسح في شكل ()CC15 ou CC16عن طريق استمارة من نوع ()CC4أو ( ،)CC7ذلك
أن مستخرج المخطط المساحي يعتبر ضروريا طالما أن التصرف القانوني سوف يترتب
عنه تغيير في الحدود.
-إعداد مستخرج المسح من طرف مصلحة المسح خالل 67يوما من تاريخ الطلب ،باإلضافة
إلى إعداد مستخرج من المخطط المساحي خالل مدة 8أيام على أقصى تقدير من تاريخ
الطلب ما لم يحدد الطالب لنفسه وقتا أطول ،ويسلمهم بعد ذلك إلى محرر العقد.
-اختيار المهندس الخبير العقاري الذي تتوفر فيه الشروط القانونية من طرف معد الوثيقة
القانونية وتسليمه مستخرج المسح ومستخرج المخطط المساحي ،حتى يتمكن المهندس من
إعداد وثيقة القياس فإنه يستدعي األطراف المعنية بتغيير الحدود من أجل اإلمضاء والمصادقة
على هذه الوثيقة ليقوم بعد ذلك بإرسال وثيقة القياس المعدة على كربون من نوع (ou )CC2
( )bis CC2مرفقة بالمستخرج المساحي إلى مصلحة مسح األراضي ويجب على المهندس
أن يعد وعلى استمارة نظامية كشفا بالمبالغ الواجبة األداء من المالكين مقابل إعداده لمحضر
2
تغيير الحدود.
-تقوم مصلحة المسح بمراقبة وفحص وثيقة القياس وذلك للتأكيد من أن هذه الوثيقة قد حررت
حسب الشكل المطلوب وبصفة خاصة الجزء المعدل الذي يجب أن يشتمل على العناصر
الضرورية لنقل الحدود الجديدة على المخطط المساحي ،وأن المساحات محدودة بشكل دقيق.
-1المادة 81 :من المرسوم رقم 61 /96مرجع سابق الذكر.
-إرسال وثيقة القياس ومستخرج المسح إلى معد الوثيقة موضوع التصرف القانوني من طرف
مصلحة المسح.
-يتولى محرر الوثيقة إعدادها استنادا إلى مستخرج المسح وكذا وثيقة القياس ،كما يدون
المعلومات الضرورية ضمن الجزء األيسر من مستخرج المسح ليصبح مساويا لمستخرج
عقد ،ثم يرسل الوثيقة إلى المحافظ العقاري بغرض إشهارها مرفقة بمستخرج المسح ووثيقة
القياس وذلك تحت طائلة رفض اإليداع.
بعدما يتأكد المحافظ العقاري من أن البيانات المتعلقة بتعيين األطراف والعقار المقيدة في الوثيقة
المودعة مطابقة للبيانات الواردة في مستخرج المسح الذي يجب أن يتضمن البيانات المساحية
ومحتويات الوحدات العقارية قبل وبعد تغيير الحدود وبالنظر إلى وثيقة القياس المرفقة ،فإنه يقوم
2
بعملية اإلشهار مع اإلشارة إلى هذا اإلشهار ضمن الخانة المخصصة لذلك في مستخرج المسح
-إرسال مستخرج المسح مرفقا بوثيقة القياس إلى مصلحة المسح من طرف المحافظ العقاري
ضمن جدول من النموذج (ب ر )66وذلك ابتداء من أول كل شهر حتى اليوم العاشر منه
لتأمين المصادقة الكاملة للوثائق التي تحتفظ بها مصلحة مسح األراضي بتلك التي تحتفظ بها
المحافظة العقارية 9فضال أن إرسال الوثيقة المشهرة إلى محررها.
-تتولى مصلحة المسح استنادا إلى مستخرج المسح ووثيقة القياس ،القيام بعملية نقل المسح
لألراضي 6من خالل إعادة ضبط الوثائق المساحية التي تتم بمجرد اإلطالع على هذه الوثائق
-1المادة .2 ،8من القرار المؤرخ في 8791/01/07المتضمن تحديد الشروط التي تجري بموجبها مصادقة مجموعة بطاقات
مسح األراضي فيما يخص العمارات الخاضعة لنظام االشهار.
-2المواد ،800 ،10 ،91 ،94 :من المرسوم 61 /96المرجع السابق الذكر.
وذلك بتغيير اسم المالك وأرقام قطع الملكية ورقم الحساب ،حتى تكون الوثائق المساحية ذات
مصداقية ،تمكنها من معاينة مختلف التغييرات التي تمس العقار الممسوح.
وتكمن أهمية الجدول الوصفي في سهولة التصرف في كل جزء من العقار على حدا ،نظرا ألنه
معين تعين كافيا لذلك وق بل أي تصرف قانوني يرد على جزء من عقار يخضع لنظام الملكية
المشتركة فإنه يجب أوال إعداد جدول وصفي لتقييم و إشهاره ليتم بعد ذلك تحرير الوثيقة موضوع
1
وبمجرد إشهار هذا الجدول الوصفي فإن المحافظ العقاري يرسل نسخة منه التصرف القانوني
مرفقة بمخطط إلى مصلحة المسح ضمن جدول من نموذج (ب ر )66وذلك حتى تكون مصلحة
المسح على علم بالتجزئة التي طرأت على العقار.
-ملحق .02
-1المواد ،4 ،1 ،2 :من القرار المتضمن تحديد الشروط التي تجري بموجبها مطابقة مجموعة البطاقات العقارية ومسح
األراضي ،مرجع سابق الذكر.
-التغيير في القوام المادي للعقارات نتيجة حوادث طبيعية (الطمي ،االنجراف ،شكل
الجزر).
-تجميع أجزاء الملكية.
-بعض التعديالت نتيجة خطى ارتكبته اإلدارة.
-وتتولى مصلحة المسح إظهار هذه التغيرات من خالل مخطط منتظم بسلم مطابق
للمخطط المساحي حيث يتضمن الوضعية القديمة ألجزاء المعدلة وكذا الوضعية الجديدة
التي تم التعرف عليها من خالل المعاينات المنجزة ومن تم فإنه يمكن تعديل مخطط المساحي بكل
سهولة ويمكن للمحافظ العقاري أيضا االطالع على هذا المخطط ألنه يكون مرفق وجوبا مع
-
محاضر النموذج (ب ر )67
ب -إرسال محاضر النموذج (ب ر :)11ينبغي على كل مالك أو حائز مها كان سند ملكيته أن يسمح
بالدخول الحر لموظفي مصلحة المسح من أجل معاينة التغيرات من كل نوع والتي تضر
بوضعية العقارات وذلك من أجل ضبط الوثائق المساحية ألن هذه التغيرات تتعلق بالبناءات
والهدم التي تناولت العقارات المقيدة في مجموعة بطاقات العقارات ضمن محاضر النموذج (ب
ر )67ويمكن حصر هذه التغيرات كما يلي:
-التعديل في وضعية العقارات المبنية ،كإقامة بنايات جديدة ،هدم مستودع...الخ وذلك كله
داخل نفس العقار دون التأثير على الحدود.
-تغيير أنماط المزروعات فيما يخص العقارات الغير مبنية.
-التغيير في اتجاه الطرقات وأرقامها التي تظهر على المخطط المساحي ويتم إبراز كل هذه
التعديالت التي تمس العقار دون التأثير على الترقيم المساحي من خالل المخطط الذي يظهر
بكل وضوح المناطق التي مسها التغيير.
أما فيما يخص مستخرج العقد الخاص بالمناطق الغير ممسوحة فإن محرر العقد أو كتاب الضبط
أو السلطة اإلدارية يتولون إعداد الوثائق الخاصة بالتصرفات القانونية وتدون مختلف المعلومات
على مستخرج العقد
(ب ر )7ويرسل فيما بعد إلى المحافظ العقاري مع الوثيقة المشهرة ليحيله هذا األخير إلى
مصلحة المسح.
إن المسح باعتباره عملية تقنية وقانونية تهدف إلى تشخيص جميع الممتلكات العقارية استنادا إلى
الوثائق المساحية يشكل نظاما فريد ا من نوعه من خالل وصفه للعقارات وكذا إظهاره لنظامها
القانوني ،فضال عن كونه موسوعة ال غنى عنها في كل ما يخص العقار الذي يمكن تقدير قيمته
بفضل المسح مما يشكل جملة من المواصفات تميز المسح عن غيره من األنظمة وهو بذلك منوط
بمهام متنوعة ينبغي عليه تحقيقها حتى يمكن أن يضمن استقرار المعامالت العقارية نظرا ألنه يقدم
كل المعلومات الخاصة بالعقار من حيث حدوده ومساحته كما انه يحدد الهوية الحقيقية لمالك العقار
سواء كان شخص طبيعي أو معنوي باإلضافة إلى معاينة الحق الوارد على العقار استنادا إلى
الوثائق المقدمة.
1
المطلب األول -أهداف المسح:
-1علوي (عمار) ،مجلة الموثق ،العدد ،6افريل– ماي ،2002 ،ص.21 ،
يتميز المسح بوصفه األساس المادي للسجل العقاري بعدة أهداف يمكن إجمالها في ما صدر عن
المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي في دورته الرابعة عشر9بقوله"من المسلم به عموما إن
انجاز المسح العام لألراضي يعتبر وسيلة أساسية من اجل التسوية النهائية للمسالة العقارية في
جميع جوانبها"ويمكن حصرها في:
ذلك أنه يحدد ويعرف النطاق الطبيعي للعقارات من حيث تحديد القوام المادي وطبيعة األراضي
إن اقتضى األمر ،إذ يبين المسح أنماط المزروعات الفالحية في العقارات الريفية ،أما في العقارات
الحضارية فانه يحدد طبيعة شغل القانون.
وتخصيص البنايات المشيدة فوق األرض ووصفها حسب كل طابق .1ووصف العقار ال يقتصر
على ذكر ما فوقه بل البد من إبراز حدوده ،فإذا تعلق األمر باألمالك التابعة للهيئات العمومية ،فان
هذه األخيرة مطالبة بتقديم جميع التوضيحات الالزمة فيما يخص حدود ملكياتها ،أما إذا تعلق األمر
باألمالك التابعة لألفراد فإنهم أيضا مطالبون بتقديم الوثائق المثبتة لحقوقهم على العقارات فقد
تكون حدود العقارات متهمة بالثبات الكافي كالجدران ،السياج ،فندق ،طريق ،نهر..الخ ،فهنا تكون
عملية تحديد ووصف العقار سهلة ،لكن قد يحدث أن تكون الحدود غير واضحة إطالقا ،وفي هذه
الحالة فانه يتم االعتماد على الوثائق إن وجدت ،وفي حالة غياب هذه الوثائق ،فان مصلحة المسح
تستند في وضع الحدود على اتفاق المالك المتجاورين ،وان لم يحدث تراض فان لجنة وضع
الحدود تتولى الفصل في النزاع.
وبعد معرفة الحدود فانه يجب أن يتم إبرازها من خالل جعلها مجسمة بكيفية دائمة أما بواسطة
معالم م ن حجر ،وإما بواسطة عالمات أخرى طبق لتعليمات المصلحة المكلفة بمسح األراضي،
وللحصول على الوصف السطحي إلقليم كل بلدية فانه يعتمد على التطوير الجوي الذي يمكن من
تمثيل مساحة هذا اإلقليم على مخططات من خالل الصور الجوية الملتقطة والتي تتم دراستها بكل
دقة وبهذه الطريقة فان الوصف ينصب على ما هو موجود فوق سطح األرض فقط ،بمعنى أن ما
الدول الكبرى المتطورة إلى مسح ما تحت األرض كما هو الحال في سويسرا ،كندا ،ألمانيا،
فرنسا ،أما في بقية الدول األخرى ،فان المساعي في هذا المجال بطيئة جدا نظرا للمجهودات
1
الكبيرة التي تتطلبه هذه العملية سواء من الناحية المادية أو البشرية
يقصد بالنظام القانوني للعقارات تحديد العالقة التي تربط العقار بشخص معين قد يكون شخصا
طبيعيا أو معنويا ،فالمسح يتولى تحديد المالك الظاهرين وأصحاب الحقوق العينية الظاهرون
وطبيعة االستغالل وذلك كله استنادا إلى الوثائق والعقود المقدمة.
ومن خالل هذا المنطلق فان أي تغير في الوضعية القانونية لعقار ما البد أن يتم إشهاره في مجموع
البطاقات العقارية ،يتم بعد ذلك إعداد نقل لمسح األراضي من خالل مراجعة الوثائق المساحية،
وتعديل وثائق القياس،
وبذلك فان مصلحة المسح تكون على اطالع كامل بالوضعية القانونية للعقار من خالل الوثائق
المساحية المطابقة للوثائق التي تحتفظ بها المحافظة العقارية .2كما أن أي تغير في الوضعية
القانونية للعقار المتضمن تغير الحدود ،فان مصلحة المسح تتولى قيده بمجرد اطالعها على ذلك
التغير ،وبعد إتمام إجراءات اإلشهار المعمول بها قانونا3ويكتسي المسح أهمية بالغة في إقرار
الحقوق القانونية على األراضي التي ال يملك أصحابها سندات
1
-قرنان فضيلة ،المسح في القانون الجزائري ،جامعة دحلب ،البليدة،2008 /2000 ،ص.68 ،
2
-المرجع سابق ،ص.62 ،
3
-المادة 2،8من القرار المتضمن تحديد كيفيات التقيد الخاصة بأشغال محافظة مسح األراضي وشروط الترخيص لألشخاص المؤهلين لوضعها وكذا
يحوز أصحابها سندات ملكية فان الترقيم يكون نهائيا ،أ ي أن هذه الحقوق يتم إثباتها في مجموع
البطاقات العقارية ،بحيث يمكن ألصحابها استالم الدفتر العقاري المؤكد ذلك.
أما في حا لة غياب العقود والوثائق المثبتة للملكية فان الترقيم يكون مؤقتا وذلك باالستناد إلى
الوثائق المساحية ،فإذا تبين وحسب هذه الوثائق أن المالك الطاهرون ليس لهم سندات ملكية ،لكنهم
يمارسون الحيازة القانونية تسمح لهم بإكساب الملكية على طرق التقادم المكسب ،فان الترقيم يكون
مؤقتا لمدة 7أشهر ،ولمرور هذه المدة دون اعتراض ،يصبح الترقيم نهائيا ،أي أن حق الحيازة
يصبح ثابتا ،أما إذا تبين أن هؤالء المالك الظاهرون ليس لديهم سندات إثبات كافية ،فان الترقيم ال
يصبح نهائيا إال بعد مرور سنتين دون حصول أي اعتراض ، 1ولمرور هذه المدة المحددة قانونا،
فان ما ورد في الوثائق المساحية بخصوص الطبيعة القانونية للعقار يصبح مؤكدا على مجموع
البطاقات العقارية بشكل يسمح بتسلم الدفتر العقاري إلى المالك ،ويعتبر التحقيق العقاري السبب
الرئيسي في هذه الخاصية التي يتمتع بها المسح ،ذلك على انه ينصب على تحديد هوية أصحاب
الحقوق.
)9
تحديد حق الملكية والحقوق العينية الممثلة للعقار
إن المسح هو بمثابة عملية تقديرية لقيمة العقار وذلك حسب استعماله ،فإذا تعلق األمر بعقار
فالحي فان تقدير قيمته يسند إلى قيمته اإلنتاجية ،أما إذا كان العقار الحضري فان قيمته االيجارية
والمسح بميزته الوصفية أنه يعمل على تقدير قيمة العقار لكنه ليس كذلك في جميع الدول ففي
الجزائر ودول أخرى الزال المسح يقتصر على الوصف المادي والقانوني للعقار دون استعماله
كأداة لتقدير قيمة العقار ،الن
من أو لويات هذه الدول هي إتمام عمليات المسح أوال على كافة إقليمها ،لتتولى بعد ذلك استعمال
المسح في أغراض أخرى.1
وتظهر هذه الصفة من خالل الوثائق العديدة التي تعدها مصالح المسح من جراء القيام بعملية
المسح وضرورة اإللمام بكل المعلومات التي تم الحصول عليها من خالل عمليات المسح.
لذلك فان تصميم مسح األراضي يكون موضوع إعداد في كل بلدية كما يلي:
-جدول األقسام ترتب عليه العقارات حسب الترتيب الطبوغرافي سجل مسح األراضي تسجل
فيه العقارات الخاصة لكل مالك أو مشتغل وترتب حسب الترتيب األبجدي ،2فمن خالل مخطط
مسح األراضي المقسم إلى أقسام وأماكن معلومة يمكن مالحظة التمثيل البياني
-إلقليم البلدية في جميع تفصيالت تجزئته إلى أجزاء للملكية وقطع األراضي ،3لذلك فان
معلومات عدة يمكن الوصول إليها من خالل االطالع على المخطط المساحي مثل:
- 9معلومات تقنية:
تتمثل في وصف العقار من حيث موقعه داخل البلدية ،وبذكر رقم هذا العقار من خالل االطالع
على جدول األقسام كما يجب وصف ما هو موجود على ما فوق هذا العقار من بنايات أو مساحات
زراعية ،يمكن معرفة ذلك من خالل سجل مسح األراضي ،وللحصول على مختلف المعلومات
المراد الحصول عليها سواء كانت تقنية أو قانونية ،فانه بإمكان المعني االتصال بمكتب المسح
القريب منه.
1
الفرع األول -المهمة الضريبية:
تعد المهمة الضريبية بمثابة المهمة األصلية واألساسية للمسح ،فمن خالل المعلومات التي
يوفرها فانه يمكن تحديد الوعاء الضريبي الخاص بكل عقار ،ذلك أن تحديد الضريبة يختلف
بحسب طبيعة العقار وكذا مساحته ،األمر الذي يتطلب إحصاء كل العقارات الخاضعة للضريبة
سواء كالتنمية أوال ثم تحديد المكلف بدفع الضريبة ليصبح من السهل تقدير قيمة العقار ومنه
تقدير قيمة الضريبة.
ولتحقيق كل ذلك فان المسح يوفر من خالل وثائقه المساحية كل هذه المعلومات ،فيصل المخطط
المساحي الذي يمثل اإلقليم البلدي في جميع تفصيالت تجزئته إلى أجزاء للملكية وقطع األراضي
فانه يمكن إحصاء كل العقارات المتواجدة في البلدية وكذا معرفة مساحتها ،وبغرض تحديد المكلف
بدفع الضريبة فان سجل مسح األراضي يحقق بكل سهولة باعتبار أنه يتضمن المعلومات الدقيقة
المحددة لهوية المالك.
وبتوفر كل هذه المعلومات فانه يمكن تقدير قيمة العقار التي تختلف بكون العقار مبنى أوال ،وبذلك
يمكن تحديد الضريبة.
إن المسح في الجزائر حاليا ال يمكن أن يخدم قطاع الضريبة بشكل فعال باعتبار أن عملية المسح
في الجزائر لم تنته بعد كما أن أغلب المناطق العمرانية هي في طور المسح رغم أنها تعد المجال
الخصب لفرض الضريبة نظرا لحجم البنايات واالستعماالت التجارية ،ومع ذلك فان المسح في
الجزائر سيتمكن من تحقيق هذه المهمة من دون شك حالما تنتهي ،عملية المسح.
وتعد هذه المهمة عالمية بالنسبة للمسح ،وبإصدار المشرع الجزائري لألمر رقم 57/57المتعلق
بإعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري ،ومختلف المراسيم المتعلقة بذلك فانه أكد هو
اآلخر كباقي التشريعات على ضرورة االضطالع المسح بهذه المهمة من خالل التحديد والتعريف
بالنطاق الطبيعي للعقارات.
-وضع الحدود :ولهذا الغرض تم إنشاء لجنة مسح األراضي من أجل وضع الحدود على مستوى كل
بلدية لمجرد افتتاح عمليات مسح ،وينتمي أعضاء هذه اللجنة إلى مختلف القطاعات الفعالة،
وتتولى هذه اللجنة التثبيت من اتفاق المعني حول حدود عقاراتهم ،وفي حالة عدم وجود اتفاق فإنها
-تسعى إلى التوفيق بينهم ،3وكإجراء أولي في عملية التحديد يجب معرفة حدود إقليم البلدية استنادا
إلى الوثائق الرسمية ،لذلك فان البلدية ملزمة بتقديم التوضيحات الالزمة فيما يخص حدود ملكيتها،
ويتم هذا التحديد ميدانيا بحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي
يوفر المسح معلومات قانونية في غاية األهمية تخص كل العقارات مهما كانت طبيعتها القانونية
ومهما كان مالكها ،فبفضل المسح يمكن معرفة الهوية الحقيقية للمالك وكذا المنتفع به ،أما في مجال
الحقوق القانونية فان المسح يلعب دورين أساسيين ،فهو من جهة يكشف عن الحقوق ،ويكون في
إقرارها من جهة أخرى ،فضال عن التسهيالت التي يوفرها أثناء كل تصرف قانوني.
-2الشخص المعنوي :قد يكون الدولة ،البلدية ،المؤسسات ،الهيئات العمومية ،الشركات ،الجمعيات
والمؤسسات الدينية ،الهيئات األجنبية الخاضعة للقانون الخاص ،الهيئات المستفيدة من األمالك
الوقفية .فإذا تعلق األمر باألمالك التابعة للدولة ،فانه يجب اإلشارة إلى تسميتها ومركز المصالح
وال مؤسسات العمومية التي تتولى إدارة هذه األمالك عن طريق التخصيص ،وفي إطار التعريف
بأصحاب الحقوق فانه يعطي لكل مالك في البلدية موضوع المسح ،رقم حساب يتكون من خمسة
أرقام ،ويعتبر الرقم بمثابة بطاقة تعريف كل مالك ،إذ يكفي معرفة الرقم حتى يتم الحصول على
كافة المعل ومات األخرى الخاصة لمختلف األمالك التي يحوزها مرقمة حسب ترتيبها داخل القسم
المساحي ،ويعطي هذا الرقم حسب الترتيب األبجدي ألصحاب األمالك ،مع البدء أوال بالهيئات
والمؤسسات العمومية المتواجدة في إقليم البلدية ،ليتم االنتقال إلى إعطاء هذا الرقم للمالك،
كأشخاص طبيعيين وذلك ضمن جدول الحسابات .كما يتم إعداد سجل مسح األراضي الخاص بكل
مالك أي بكل رقم حساب ،إذ يذكر فيه كل أجزاء الملكية التي يملكها المالك داخل البلدية.1
بحوزة المالكين عقودا أو سندات أو أي وثيقة مقبولة قانونا إلثبات حق الملكية1ويجب على مصلحة
المسح أثناء مرحلة التحقيق العقاري تفرض على المحققين ضرورة فحص السند المقدم من المالك
بكل دقة ،إذال يكفي مجرد تقديم سند ما إلثبات حق الملكية ،بل البد أن يكون السند قانونيا يتضمن
كل المواصفات المحددة
من قبل المشرع إلثبات حق الملكية.
- 9في حالة غياب أو عدم توفر السند القانوني :وفي هذه الحالة فان المسح يعد منشأ لحق
الملكية انطالقا من إثبات واقعة الحيازة إذا ما ثبت توفر شروطها من خالل عملية التحقيق
العقاري ،وتتطلب هذه الوضعية بحثا مكثفا بقصد جمع كل العناصر الضرورة المكونة
للحيازة المدعى بها.
في حالة الحيازة فالبد من التحري ،إذا كان المدعى لهذه الحيازة يمارسها وفق األشكال
المنصوص عليها في القانون .2في حالة غياب المعلومات ،يقومون بالبحث على مستوى
المحافظة العقارية 3للتأكد من هوية هذا العقار والتحقيق العقاري ال يتضمن معينة حق الملكية
فقط بل يشمل أيضا الحقوق األخرى المثقلة للعقار.
-2المادة 481من األمر رقم 66/474المؤرخ في 8761/1/1المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية ،مستخرج من الجريدة
الرسمية ،العدد ، 49 ،السنة الثالثة ،المؤرخ في 8766/06/07
-3المذكرة رقم 1719السابقة الذكر.
ثالثا :تسهيل التصرفات القانونية:
ال تقتصر المهمة القانونية المنوطة بالمسح على عملية التحقيق العقاري بل أنها تبقى بمثابة مهمة
مالزمة للمسح نظرا للدور الكبير الذي يلعبه المسح في مجال إبرام أي تصرف قانوني ،فكل عقد
أو قرار قضائي أو شهادة تتضمن تصرفا قانونيا ،ناقل أو منشأ أو مسقطا لحق الملكية ولحق
االنتفاع ،لحق اإليجار الطويل األمد ولحق المباني والغراس ال يمكن إشهاره لدى المحافظ العقاري
إال إذا كان مرفقا بمستخرج مساحي تسلمه مصلحة مسح األراضي إلى معدي العقود ،ويلعب هذا
المستخرج دورا كبيرا في إعطاء المواصفات القانونية للعقار من حيث ذكر هوية مالكه ،ومراجعه
المساحية ،األمر الذي يسهل على معدي العقود والقرارات
القضائية أو اإلدارية إعداد هذه الوثائق بكل سهولة استنادا إلى هذا المستخرج الذي يكون مرفوقا
بوثائق القياس إذا تعين األمر بتعيين الحدود .1ومنه فان المهمة القانونية للمسح أنها تساهم بشكل
كبير في استقرار المعامالت العقارية نظرا لما توفره من معلومات قانونية تخص مالك العقار
وكذا طبيعة الحق المثقل للعقار انطالقا من الوثائق المقدمة من المالك بعد فحصها بهدف الوصول
إلى المعلومات تتميز بلحجية الكافية .
تعتبر التهيئة والتعمير بمثابة مقياس لتطور المدن والبلدان في جميع الجوانب االقتصادية
واالجتماعية ،إذ ومن خاللها يمكن تقسيم سير التطور لبلد ما ،لكونها تمثل تداخل مصالح مختلفة
قادرة على إعطاء تنمية شاملة ومتوازنة ،نظرا لبعدها الشامل ،ودورها في تعجيل بوثيرة التنمية،
األمر الذي سعت الدولة الجزائرية إلى تحقيقه من خالل أدوات قانونية بهدف تنظيم إنتاج األراضي
القابلة للتعمير وتكوين وتحويل المبنى في إطار التسيير االقتصادي لألراضي ،والموازنة بين
وظيفة السكن والفالحة والصناعة وكذا وقاية المحيط واألوساط الطبيعية والمناظر والتراث الثقافي
ومن أهم المشاكل التي تواجه السياسة العمرانية هي كون أن المعلومات الخاصة بالمجال
العمراني جد معقدة ،واالطالع عليها ضروري لنجاح أي مشروع ،وتكمن صفة التعقيد في
معرفة النظام القانوني لألرض وما هو موجود فوقها من بنايات ووصفها وصفا دقيقا.
كل هذه المعلومات ال يمكن الحصول عليها إال من خالل الوثائق المساحية التي تتضمن جملة من
المعلومات التي تساهم بشكل كبير في خدمة السياسة العمرانية .ووعيا من الدولة بضرورة أن
يضطلع المسح بهذه المهمة فإنها قد سطرت لعملية المسح مواصفات يجب تحقيقها فيما يخص
العقارات الحضرية ،فالبد من تحديد القوام المادي وطبيعة شغل األراضي وتخصيصها ونمط
2
استعمال البنايات المقامة عليها ووصفها حسب كل طابق
من خالل هذا يبدو واضحا أن أدوات التهيئة والتعمير السيما المخطط التوجيهي للتهيئة الذي
يتولى تحديد القطاعات المعمرة والقطاعات المبرمجة للتعمير ،وكذا قطاعات التعمير المستقبلية ال
يمكن أن تحدد هذه القطاعات بالصفة الكافية دون االطالع على الوثائق المساحية التي تبين المحيط
العمراني للبلدية ،والطبيعة القانونية لكل عقارات ومختلف االرتفاقات المثقلة لها ،باإلضافة إلى
طبيعة استعمال وشغل األرضي ،كما أن معرفة طبعة األرض من حيث كونها رملية أو طينية أمر
في غاية األهمية قبل انجاز أي مشروع ،وقد خصصت مصلحة المسح لكل هذه المعلومات وثيقة
تدعى بمستخرج سجل مسح األراضي.3
ومما الشك فيه أن توفر كل هذه المعلومات يفيد بشكل كبير مصلحة التهيئة والتعمير ،إذ يصبح
بإمكانها إعداد مخططاتها دون االعتداء على أي ملكية ،األمر الذي يحدث بكثرة في المناطق الغير
-1المادة ،80 ،8من القانون رقم 27/70المؤرخ في 8770/82/08المتضمن للتهيئة والتعمير ،مستخرج من الجريدة الرسمية،
العدد ،72 ،السنة السابعة والعشرون.
-2المادة 4من المرسومرقم ،400/14مرجع سابق.
-3زروقي ليلى ،حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،الجزائر ،دار هومة ،طبعة ،2002 ،ص .287
ممسوحة ،إذ يمكن أن تقام المشاريع على أراض مملوكة للغير وذلك لصعوبة معرفة ذلك ،لتضطر
في مرات عديدة لدفع تعويض لهؤالء المالك وإعطائهم عقارات أخرى مكانها.
فضال عن كل هذه المهام ،فان هنالك مهام أخرى عديدة يمكن أن يقوم بها المسح ،فهو يتولى مهمة
تقنية تتجسد من خالل األعمال الطوبوغرافية والتقنية من اجل إعداد الصور الجوية المعالجة وكذا
المخطط المساحي الذي يخضع باستمرار لعملية الضبط اليومي باإلضافة إلى قياس المساحات،
كما أن للمسح مهمة توثيقية بالنظر إلى حجم الوثائق التي يوفرها والتي يمكن للمعنيين االطالع
عليها ،كما أنه يمكن أن يقدم مساعدة كبيرة بالنسبة إلحصاء السكان.
وخالصة القول انه كلما اعتمد المسح على وسائل متطورة كلما كان سريعا ودقيقا في معلوماته
ليكون بذلك األداة المثلى للتطور.
ال يمكن للمسح أن يتجسد ميدانيا إال من خالل آليات تعمل وتسعى على تحقيقه ،إذ ينبغي أوال
خلق اإلطار القانوني لعملية المسح باستثناء جهاز يتكفل بهذه المهمة على المستوى الوطني ،تكون
له صالحيات اتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة ألعداد مسح األراضي العام في شكل مؤسسة
عمومية ذات طابع إداري.
ولكي يكون المسح فعال بمثابة أداة حقيقية لتحديد الملكية فال بد من جمع مختلف المعلومات
المتحصل عليها ميدانيا ضمن وثائق دقيقة وواضحة.
ويتحقق المسح من خالل جملة األعمال التي تنقسم إلى أعمال تحضيرية على مستوى المكاتب
وأخرى ميدانية.
إن قيام مسح األراضي العام وتأسيس مجموعة البطاقات العقارية يسمح بإنشاء السجل العقاري
الذي يمكن المالك من الحصول على وثيقة في غاية األهمية ،كونها تعتبر بطاقة هوية العقار الذي
يمتلكه ،وهذه الوثيقة هي التي ما يعبر عنها المشرع الجزائري بالدفتر العقاري ( Livre
، )Foncierكما أن دراستنا للوثائق التي تتعامل بها اإلدارة تحتم علينا الحديث عن هذه الوثيقة
والتي تشكل أهم سند نتج عن عملية المسح.
المبحث الثاني :نخصصه لآلثار المترتبة على عملية المسح (الدفتر العقاري).
بغية توفير اآللية القانونية لعملية المسح في الجزائر ،أنشأت الوكالة الوطنية لمسح
األراضي لتتولى بشكل أساسي إعداد مسح األراضي العام على كافة أنحاء التراب الوطني بعد أن
كانت عملية المسح من اختصاص مصلحة شؤون األمالك والشؤون العقارية لفترة طويلة منذ
.1 6757وحتى يمكن الوقوف على ما حققه المسح من نتائج ،فانه ينبغي إعداد وثائق مساحية تعد
بمثابة اآللية المادية للمسح ،تبرز أهم المعلومات الخاصة بالعقار من حيث هوية مالك العقار أو
كذلك ال يمكن إعداد مسح األراضي العام إال من خالل مجموعة من األعمال تشمل كخطوة أولى
األعمال التحضيرية التي تتم على مستوى مكاتب المسح المنتشرة عبر الواليات ،إذ يتم فيها جمع
كل الوثائق التي تعد ضرورية لما تتضمنه من معلومات جغرافية وقانونية خاصة بالعقار،
وتنحصر أغلبها في البطاقات المعدة بقياسات مختلفة السيما تلك المعدة تطبيقا للقانون المتضمن
التنظيم اإلقليمي للبالد ،كما يتم استعمال تقنية التصوير الجوي ،التي تعد مرحلة أساسية للحصول
على صورة واضحة لإلقليم البلدي ،والبد من إعالم المواطن وكذا البلديات المجاورة للبلدية
موضوع المسح بتاريخ افتتاح عملية المسح ،بغرض تفادي غياب المالك أثناء عملية التحديد
والتحقيق العقاري اللتان تتمان بالتوازي ،وتدخالن في إطار األعمال الميدانية.
وبغرض توفير الدقة الالزمة فان عملية التحقيق العقاري تضم عونا تابعا للمحافظة العقارية رفقة
عون يتبع مصلحة أمالك الدولة.
أوكلت مهمة انجاز األعمال الرامية إلعداد مسح األراضي العام إلى أشخاص وهيئات أنشئت
خصيصا لها وهدا بغية توفير اآللية القانونية والمادية لعملية المسح ،فما هي األجهزة القائمة عليها
وفيما تتمثل اآلليات المادية للمسح؟ولإلجابة على هدا التساؤل البد إلى التطرق إلى اآلليات
القانونية(فرع األول)ثم ضبط اآلليات المادية(فرع ثاني).
1
الفرع األول :اآلليات القانونية والمادية المساعدة على عملية مسح األراضي العام
نظرا لما تتصف به عملية المسح من طابع تقني دقيق ،أوكل المشرع الجزائري هذه المهمة إلى
أشخاص وهيئات أنشأت خصيصا لهذه العملية ،من أجل جمع المعلومات الكافية عن التركيبة
المادية والطبيعية للعقارات ،وإقامة بنك لذلك .تتوزع هذه الهيئات من أعلى الهرم على مستوى
وزارة المالية إلى أدناه على مستوى البلدية ،والجزائر على غرار باقي الدول ،أسندت مهمة التنظيم
العقاري إلى وزارة المالية ،والسبب في ذلك يعود أساسا إلى ثالثة مراجع أساسية :المرجع
التاريخي ،وذلك أن إدارة الرهون قبل 6739كانت تابعة للمصالح المالية ،فاستمر العمل على هذا
الحال بعد االستقالل ،والمرجع الثاني هو مرجع عملي ،كون وزارة المالية هي أكثر الوزارات
دراية ومعرفة بخبايا الثروة العقارية ،أما المرجع الثالث فهو جبائي ،ونراه أهم المراجع ،حيث أن
العمليات العقاري تكتسب جانبا مهما من الجانب المالي و الجبائي .وبالرجوع إلى عملية مسح
األراضي ،نجدها تدخل ضمن مهام المديرية العامة لألمالك الوطنية ،هذه األخيرة تضم مديريتين،
إحداهما خاصة بعمليات أمالك الدولة العقارية ،والثانية خاصة بإدارة الوسائل ،وتشتمل المديرية
األولى على أربع مديريات فرعية ،األولى تختص بعمليات أمالك الدولة والمنازعات ،الثانية
ت ختص بالخبرات والعمليات العقارية ،والثالثة تهتم بملكيات أمالك الدولة والتخليص ،أما المديرية
الفرعية الرابعة فتختص بالحفظ العقاري ومسح األراضي.
والمديرية الفرعية األخيرة هي أعلى هيئة إدارية مركزية ،تتكفل بالقيام ومتابعة ومراقبة عمليات
المسح العقاري وإعداد المخطط العام له،وتتجلى مهامها في اقتراح وتحضير النصوص القانونية
التي تدخل ضمن مهامها ومتابعة وتفتيش ومراقبة المحافظات العقارية غير شكاوي المواطنين،
والتقارير التي تصلها من المتعاملين إلى جانب متابعة عمليات المسح ومراقبتها ومراعاة مدى
-1بالنظر إلى ضخامة العملية فقد أوزعت الدولة إشرافها إلى العديد من الهيئات ومن ذلك الوالي الذي يفتتح العملية بموجب قرار
من المرسوم 62/96
وكذا مصالح أخرى كالتوثيق والقضاء وغيرها ،لكن سنركز على ثالث عناصر أساسية :التحديد ،التحقيق والحفظ.
تطابقها مع القانون .تبدأ عملية المسح باستنفاد كامل اإلجراءات التقنية الميدانية والتي تختتم
بالتسجيل والقيد النهائي في السجل العقاري لدى المحافظة العقارية المختصة،ومن ذلك سنحاول
دراسة األجهزة القائمة على تلك اإلجراءات إلى حين صدور الدفتر العقاري السند الرسمي
والقانوني المثبت للملكية العقارية ،فنبدأ بالحديث عن الوكالة الوطنية لمسح األراضي ولجنة المسح
العقاري ثم الحديث عن المحققين التابعين إلدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري لنصل إلى الحديث
عن المحافظة العقارية .
إن أهم جهازين قاعدين يحتكان مباشرة بعملية المسح هما لجنة المسح العقاري للبلدية ،المنصوص
عليها بموجب المرسوم رقم ،39/53المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 667/79والوكالة
الوطنية لمسح األراضي المنصوص عليها بموجب المرسوم التنفيذي رقم 967/87المؤرخ في
6787/69/67السالف الذكر ،والمتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لمسح األراضي.
*
-1الوكالة الوطنية لمسح األراضي :ANC
لقد نصت المادة 7من األمر 57/57على أن مهام مسح األراضي هي من اختصاص اإلدارة
المكلفة بشؤون أمالك الدولة والشؤون العقارية ،واستمر العمل بهذه القاعدة إلى حين انتقال البالد
إلى نمط تسيير جديد ،حيث كان البد من تفعيل عملية المسح للتكيف مع هذه المرحلة الجديدة ،ومن
أجل ذلك تم التنازل عن تسيير وتأطير هذه العملية من قبل أجهزة وزارة المالية لصالح الوكالة
الوطنية لمسح األراضي 1المستحدثة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 967 /87المؤرخ في
،2 6787/69/67وكان من األجدر أن يتم التنازل بموجب تعديل تشريعي ال مرسوم تنفيذي من
يتجسد التنظيم الداخلي للوكالة الوطنية لمسح األراضي ،فقد أشار المرسوم رقم 967/87السالف
الذكر إلى أن التنظيم الداخلي يحدد بقرار مشترك بين وزير االقتصاد والسلطة المكلفة بالوظيف
العمومي ،وكان أول تنظيم ،لذلك يرجع إلى القرار الوزاري المشترك الصادر في 69مارس
6779جريدة رسمية رقم 96لسنة ،3 6779في حين أن التنظيم الحالي هو التنظيم المعمول به،
هو القرار المشترك من وزير المالية والسيد المدير العام للوظيف العمومي مفوضا عن السيد
رئيس الحكومة والمؤرخ في 65افريل من سنة 49999والدي ألغى القرار الصادر في 7جويلية
.6777
أما من حيث التسيير والتنظيم فيشرف على الوكالة الوطنية لمسح األراضي مجلس اإلدارة
ويديرها مدير ،يتكون مجلس اإلدارة من ممثلين عن العديد من اإلدارات المركزية(الدفاع،
الداخلية ،التجهيز ،الفالحة ،النقل ،المحافظة السامية للبحث العلمي ،مندوبية التخطيط) وتسلم مقاليد
الرئاسة لممثل وزير ا لمالية ،ويتم تعيينهم كأعضاء بالوكالة عن طريق قرار من وزير المالية6بناءا
على اقتراح من السلطة التي ينتمون إليها.
-1شامة (سماعين) ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،الجزائر ،دار هومة ،2001 ،ص.801،
-2المادتان ،18 ،10من المرسوم ،214 /17متضمن إنشاء الوكالة الوطنية لمسح األراضي.
-3شامة سماعين،المرجع السابق ،ص.880 ،
ب -التنظيم الخارجي للوكالة :حتى تتمكن الوكالة الوطنية لمسح األراضي من إعداد مسح
األراضي العام في جميع أنحاء التراب الوطني ،فإنها قد أنشأت لهذا الغرض مديريات جهوية
وملحقات و الئية منتشرة عبر كامل التراب الوطني.
*
ب 1-المديريات الجهوية:
-1المادتان 8و 2 ،من المرسوم 214/17المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لمسح األراضي ج ر 74سنة .8717
ب 2-المديريات الوالئية *:تتولى المديرية الوالئية لمسح األراضي في إطار السياسة العقارية
المحددة من قبل الحكومة مهام رسمية واستثنائية.
وتتمثل المهام الرسمية في :ترقيم العقارات الممسوحة في السجل العقاري تنفيد أعمال التحقيق
العقاري المتعلقة برسم الحدود تحضير الوثائق والملفات المرتبطة بأشغال لجان مسح األراضي
العام ورسم الحدود .آما المهام االستثنائية فتتمثل في تكليف المديرية الوالئية بالقيام لحساب
الدولة بعملية جرد عام للعقارات التابعة ألمالك الدولة سواء كانت عامة أو خاصة من قبل
وزير المالية .وتتوزع هذه المديريات على مستوى كل والية يرأسها مدير ،يتولى المهام التالية:
المشاركة مع الوالي في اتخاذ القرار المتضمن افتتاح عمليات المسح ،المشاركة في إصدار هذا
القرار ضمن اآلجال القانونية.
من المهام التي تتولها الوكالة في مجال إعداد مسح األراضي العام:1
لكن عموما المهام التي تقوم بها الوكالة تستند إلى عامل أساسي لبنائها يتمثل في التحقيق العقاري.
من أجل وضع الحدود في كل بلدية أنشأت لجنة مسح األراضي لمجرد افتتاح العمليات المسحية.
تعمل هذه
اللجنة على التكفل بمجموعة من المهام ،كاالنتقال إلى المناطق التي هي قيد المسح ومحاوالت فض
النزاعات التي تثور بين األفراد بعد دراسة الوثائق التي يقدمونها.
وقد حدد المشرع الجزائري أعضاء هذه اللجنة في المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 39/53
المعدلة بالمرسوم التنفيذي رقم ،667 /79إذ نجدها تضم إلى جانب رئيسها الذي يحمل صفة
القاضي ،يعينه المجلس القضائي الذي يتبعه من المحكمة التي توجد بالبلدية المعنية بالمسح ضمن
دائرة اختصاصها .رئيس المجلس الشعبي البلدي للبلدية المعنية ،أو ممثله نائبا للرئيس ،وممثل
المصالح المحلية إلدارة الضرائب المباشرة ممثال عن المصالح المحلية لألمالك الوطنية ،ممثل
وتستكمل هذه اللجنة حسب الحالة بأعضاء آخرين ،فإذا كانت العمليات ستنجز لتشمل مساحات
مناطق محمية ،فيكون ممثل عن وزارة الثقافة ،وأعضاء هذه اللجنة يعينون من قبل الوالي بناءا
على طلب من مسؤول الشؤون العقاري وشؤون أمالك الدولة في الوالية ،1ويجتمعون بطلب من
مسؤول الوالية لمسح األراضي بدعوى من رئيسها ويجب أن يكون على األقل 6/6من أعضاء
هذه اللجنة حاضرين وتتخذ قرارها بأغلبية األصوات وفي حالة تساوي األصوات يرجع رأي
(الصوت) الرئيس في حين ينوي العضو الممثل عن الوكالة الوطنية للمسح مهام الكتابة وتحرير
محاضر مفصلة عن المداوالت ،كما يتم تنفيذ قرارات اللجنة بموجب مقرر من الوالي ،المادة 98
مكرر من المرسوم ،39/53أما من حيث المهام المنوطة لهذه اللجنة فحددتها المادة 97من
المرسوم 39/53يمكن تلخيصها في ثالثة مهام تمر بثالث مراحل:
المرحلة األولى :جمع الوثائق والبيانات من اجل تسهيل إعداد الوثائق المساحية من أجل تسهيل
عملية البحث والتحقيق في األمالك الظاهرة وحدود الملكية.
المرحلة الثانية :التثبت عن االقتضاء من اتفاق المعنيين حول حدود عقاراتهم ،وفي حالة عدم
وجود اتفاق تسعى للتوفيق بينهم ما أمكن ذلك.
المرحلة الثالثة :البحث باإلسناد إلى جميع الوثائق العقارية السيما شهادات الملكية المسلمة
على اثر عمليات المعاينة لحق الملكية المتممة في نطاق الثورة الزراعية وفي جميع المنازعات
التي يمكن تسويتها بالتراضي ،ونص المشرع في المادة 69من المرسوم 39 /53بان
الشكاوى التي تودع في مقر البلدية المعنية في أجل شهر من إيداع مخططات وثائق المسح.
-1فرحات (عازب) ،محاضرة بعنوان مسح األراضي والسجل العقاري ،الندوة الوطنية للقضاء العقاري وزارة العدل ،مديرية
الشؤون المدنية الجزائر ،سنة ،8777ص77 ،
يتم تقديمها إلى اللجنة المسح لتقديم رأيها بذلك محاولة التوفيق بين اإلطراف وفي حالة عدم
التوصل إلى اتفاق توضع ا لحدود المؤقتة للعقارات ،كما يجب أن تكون عليه في المخطط مع
األخذ بعين االعتبار الحيازة وعليه ما يالحظ ما سبق وانطالقا من ذلك يتضح لنا أن:
قرارات اللجنة ال تتمتع باإللزامية تجاه األطراف وما وجودها إال إبداء الرأي والقيام بمحاولة
التوفيق بين المنازعين والتي كثيرا ما تنوء بالفشل لتثبت أصحاب الحقوق بحقوقهم.
1
ثالثا :المحققون التابعون إلدارة أمالك الدولة والحفظ العقاري:
تتطلب عملية التحقيق العقاري فيما يخص االعتراف بالحقوق العقارية نظرا للدور الكبير الذي
يمارسه األعوان المحققون في السهر على دراسة السندات والعقود ،مما قد يعفي المحافظ
العقاري من دراستها مجددا عند اإلجراء األول في السجل العقاري ،إذ يقوم بترقيم العقارات
على أساس البيانات الموجودة في وثائق المسح والناتجة عن هدا التحقيق وينشا التحقيق
العقاري في ظل عمليات المسح وسير مع موازاة مع تثبيت الحدود وتخضع له كل العقارات
المحددة بعنوان مسح األراضي سواء كانت الطبيعة القانونية لها والقانون الخاص بمالكها.
أما بالنسبة لألعضاء القائمين عليها فهما عونين أحدهما من المحافظة العقارية واآلخر من إدارة
أمالك الدولة باإلضافة إلى حضور عون عضو من البلدية بصفته ممثال عن هذه الجماعات فيما
يخص األمالك العقارية للبلدية.
يؤدي األعوان مهامهم تحت قيادة رئيس فرقة المسح ،وهم مكلفون بفحص السندات والوثائق
المقدمة لهم وجمع أقوال وتصريحات األشخاص المعنيين ،وعليهم جمع هذه اآلراء ومالحظات
التي قد تثير التحقيق لتقدير وقائع الحيازة المثارة ،والكشف عن الحقوق المحتملة للدولة على
العقارات موضوع التحقيق ثم مقارنة المعلومات المستشفة ميدانيا بتلك الموجودة بأرشيف المحافظ
العقاري أو الموجودة على مستوى إدارة أمالك الدولة ،والوثائق األخرى المجمعة خالل األشغال
-يتم وضعها في بطاقة عقارية تسمى بطاقة التحقيق العقاري هذا في المناطق الريفية ( ،*)T7أما
في المنطاق الحضرية فتسمى بالبطاقة الوصفية للعقار المسمى ( ، *)T8أما بالنسبة للعقارات
الخاصة بنظام الملكية المشتركة ،توضع ضمن بطاقة ( ، *)T4أما بالنسبة للملكيات المثبتة حدودها
-وبطاقة األشخاص الطبيعية والمعنوية فتوضع في البطاقة( ، *)T5إلى جانب بطاقة حصص
*
الملكية المشتركة ()T9
رابعا:المحافظة العقارية
هي هيئة إدارية تحت وصاية المديرية العامة ألمالك الدولة والحفظ العقاري على مستوى وزارة
المالية تتبع مديرية الحفظ على مستوى الوالية ،يسبرها محافظ عقاري مكلف بمسك السجل
العقاري وإتمام اإلجراءات المتعلقة بالشهر العقاري وقد بلغ عددها على كامل التراب الوطني686
الملكية وقطع األراضي ،1ويتمثل المخطط المساحي في مجموعة من األوراق الجزئية ،بحيث إن
كل ورقة خاصة بقسم مساحي واحد ،و بإلصاق هذه األوراق فانه يمكن الحصول على المخطط
المساحي لكل إقليم بلدية ،لكن ونظرا لحجمها الكبير فان هذه األوراق تجمع في سجل خاص يوضع
على غالف مخطط مصغر يضم كل هذه األقسام المساحية.
:1القسم المساحي:
هو جزء من اإلقليم البلدي الذي يظهر على المخطط المساحي مرقما تصاعديا ابتداء من الغرب
نحو الشرق ثم من الشرق نحو الغرب إلى غاية ترقيم كل األقسام المساحية ،إذ يحمل الرقم
المساحي الكائن في الشمال الغرب يليتبع بجملة من األرقام المتسلسلة بشكل أفقي حتى يصبح لكل
قسم مساحي رقم خاص به ،وتختلف مساحة القسم المساحي حسب كون المنطقة ريفية أم حضرية.
:2المكان المعلوم:
هو جزء من القسم المساحي الذي يعد جزء من المخطط المساحي هو بمثابة تجمع ألجزاء الملكية
داخل نفس القسم المساحي والذي يطلق عليه السكان عادة بعض التسمية ،ويتم تعيين المكان
2
فإذا تعلق األمر بمكان معلوم ذا حدود غير المعلوم بناء على الوثائق المقدمة من المالكين،
أ -جزء الملكية:
هو جزء المكان المعلوم الذي يعد جزء من القسم المساحي الذي يعتبر هو اآلخر جزء من المخطط
المساحي ،فجزء الملكية يتكون من قطع األراضي أو قطعة األرض التي تقع بمكان معلوم واحد،
وتخضع لنفس األعباء والحقوق وتؤول إلى مالك واحد أو أنها في شيوع واحد وهي بذلك تشكل
وحدة عقارية مستقلة تبعا لترتيب المعطى للملكية ،وهي تتمتع بحدود واضحة ،فلو تم إنشاء طريق
وطني على الملكية ما فإنه يقسمها إلى جزئين للملكية كالهما يحمل رقم خاص رغم أنهما لمالك
واحد ونفس الشيء إذا ما تم ترتيب حق من الحقوق على جزء دون آخر ،ذلك أن كل جزء للملكية
يحمل رقما خاصا به داخل المكان المعلوم.
ب -قطعة األرض:
تعتبر أصغر وحدة مساحية باعتبارها عنصر من جزء الملكية تمثل طبيعة واحدة لشغل أو
تخصيص األرض ،ويشترط العتبار مساحة ما قطع أرض أن ال تقل عن 69آرات حتى لو
تميزت عن قطعة األرض المجاورة لها من حيث طبيعة شغل وتخصيص األرض ،وعليه فإن
الحديقة التي تقل مساحتها عن 69آرات ال يمكن اعتبارها قطعة أرض مستقلة بل تعد تابعة
لمسكن ،وحتى بالنسبة للعمارات وملحقاتها مثل حظائر السيارات والشاحنات فإنها وإن قلت عن
69آرات ال تعد قطعة أرض بل تكون تابعة للعمارة.
الحساب المساحي هو عبارة عن حساب يجمع تحت رقم تعريف واحد ،مجموع العقارات المملوكة
لشخص واحد معروف أو غير معروف ضمن البلدية الممسوحة ،ولهذا فإنه يعطي لكل حساب عدد
وهو بذلك يعد بمثابة بطاقة تعريف لكل مالك ،إذ يكفي معرفة هذا العدد حتى يتم الحصول على
كافة المعلومات األخرى الخاصة بمختلف األمالك التي يحوزها مرقمة حسب ترتيبها داخل القسم
المساحي ويتكون هذا العدد من 7أرقام وتكون األولوية في إعطاء هذا العدد للهيئات العمومية ليتم
االنتقال إلى األشخاص الطبيعيين حسب الترتيب األبجدي أللقابهم ،ويخصص لكل حساب جدول
حساب على ورقة األبعاد التالية:
77سم* 93سم ثم تجمع هذه الجداول في سجل خاص وكل البلدية الممسوحة ويضم هذا الجدول
في أعاله من الجهة اليسرى اسم الوالية ومن اليمين اسم البلدية ويتكون هذا الجدول من أربعة
خاناتك
الخانة الثالثة :تتضمن التعريف بالمالك ،بدءا من األشخاص المعنويين ثم االنتقال إلى األشخاص
الطبيعيين حسب الترتيب األبجدي أللقابهم.
الخانة الرابعة :مخصصة إلعادة الترقيم بمناسبة عملية الضبط اليومي فلو نصرف المالك الذي
رقم حساب خاص به في أمالكه بالبيع فإنه البد من إعادة ضبط جدول الحساب نظرا لوجود مالك
*
جديد
هو عبارة عن سجل ترتيب فيه جزء الملكية حسب الترتيب الطبوغرافي1أي حسب ترتيبها داخل
القسم المساحي وهذا الجدول خاص بكل قسم مساحي أي أنه يتضمن أرقام أجزا الملكية المتواجدة
ضمن كل قسم مساحي مكون للبلدية الممسوحة وترقيم أجزاء الملكية يكون تصاعديا بدءا من الرقم
، 6ويعرف كل جزء الملكية من خالل رقم حساب مالكه الموجود في جدول الحسابات ويتم إعداد
هذا الجدول انطالقا من وثيقتين أساسيتين وهي:
فمن خالل هاذين البطاقتين والمعلومات المتواجدة يتم إعداد جدول األقسام.
ال يمكن إعداد مسح األراضي العام إال من خالل مجموعة من األعمال تشمل كخطوة أولى
لألعمال التحضيرية التي تتم على مستوى مكاتب المسح المستمرة عبر الواليات إذ يتم فيها جمع
الوثائق التي تعد ضرورية لما تتضمن من معلومات جغرافية وقانونية خاصة بالعقار ،وتنحصر
كما يتم استعمال تقنية التصوير الجوي التي تعد مرحلة أساسية للحصول على صورة واضحة
إلقليم البلدي وال بد من إعالم المواطنين وكذا البلديات المجاورة للبلدية موضوع المسح بتاريخ
افتتاح عملية المسح ،بغرض تفادي غياب المالك أثناء عملية التحديد والتحقيق العقاري اللتان
تتمان بالتوازي ،وتدخالن في إطار األعمال الميدانية.
وبغرض توفير الدقة الالزمة فإن عملية التحقيق العقاري تضم عونا تابعا للمحافظة العقارية،2
رفقة عون يتبع مصلحة أمالك الدولة ،لذلك سوف نتناول في هذا المطلب فرعين:
تشمل األعمال التحضيرية جملة من المهام يتولى القيام بها أعوان مكاتب المسح المنتشرة عبر
الواليات ،بمشاركة مدير المسح الوالئي ،ذلك أن التحضير الجيد يسمح بسير حسن لعملية المسح
وتنصب هذه األعمال في غالبيتها على جمع الوثائق الضرورية واستعمال تقنية التصوير الجوي
من أجل اإللمام بحدود اإلقليم البلدي ،ومختلف الحدود الظاهرة ومن تم تقسيم اإلقليم البلدي إلى
أقسام مساحية ترتب حسب درجة صعوبة مسحها.
يتولى مدير مكتب المسح ،البحث كخطوة أولية على جميع المخططات المتوفرة والمتعلقة بالبلدية
موضوع المسح ،ويتم اإلطالع في هذا الصدد على بطاقة الوضعية العقارية التي تضم الخريطة
-1القانون رقم 07 /14المؤرخ في 8714/02/04المتضمن التنظيم اإلقليمي للبالد ،المستخرج من الجريدة الرسمية العدد ،6
السنة الواحدة والعشرون المؤرخة في .8714 /02 /09
-2التعليمة رقم 00171المؤرخة في 8777 /09 /89المديرية العامة لألمالك الوطنية وزارة المالية.
المتعلقة بالبلدية والمعد من طرف المعهد الوطني للخرائط ويتم تنسيق الجهود بغرض جمع كل
المخططات والتصاميم الضرورية السيما القديمة منها.
- 1الوثائق المقدمة :تتعلق بالوثائق القديمة الموجودة الخاصة بالبلدية وهي:
-خريطة على السلم 97999 /6أو 79999 /6
1
-المخططات المشيخية
-المخططات النموذجية قانون 6856م على سلم 7999 /6
-مخططات اإلقليم ،مخططات الغابات.
-مخططات التحقيقات الجزئية أو الكلية مصادق عليها أم /ال.
-المخططات الخاصة ،مخططات المزارع النموذجية ،مخططات الطرق.
-مخططات وضع حدود األراضي المؤممة في إطار الثورة الزراعية والتي استرجعت فيما
بعد.
-مخططات المستثمرات القديمة الميسرة ذاتيا.
-الصور الجوية بـ 99999 /6
-الصور الجوية المكبرة على سلم .7999 /6والمستعملة أثناء األشغال الخاصة بالثورة
الزراعية.
-الوثائق المستعملة بمجمل عمليات ذات نزع الملكية التي أجريت على مستوى إقليم البلدية.
-أعمال البحث التي نجم عنها إعداد قائمة لمخططات قديمة بمراجع عوض حفظها ،وذلك
لغرض استرجاعها عند االقتصاد.
-الوثائق التي تعتبر مفيدة لسير العمليات التي يحتمل إعادتها أو إعداد نسخا منها تنجز على
السلم المناسب ،لتزويد الفرقة المكلفة بالعمليات.
-1المخطط المشيخي :عبارة عن مخطط قام به المعمر الذي كان يقوم بتكوين فرق مهندسين مختصين ليقوموا بعملية تعيين حدود
مناطق المسح ،وأثناء هذه العمليات كانوا يسجلون تاريخ الشعوب ،وأصل كل عرش وهذا حسب ما يرويه كبار السكان (زعيم
القبيلة) سواء كانت خرافات أ ,أساطير وهو يبين المناطق التابعة للمعمر ،ومناطق خاصة بالمواطنين األصليين (الجزائريين).
ويتعلق األمر بالوثائق المعدة تطبيقا للقانون رقم 87 /97المؤرخ في ،6787/99/97والمتضمن
التنظيم اإلقليمي للبالد ،وكذا مخططات الوحدات اإلدارية القديمة وتعد هاتان الوثيقتان مهمتان
لمعرفة محيط اإلقليم البلدي ،إضافة لما سلف هناك عدة وثائق أخرى ضرورية لعملية المسح
العام ،وهي متعلقة باألمالك التابعة للدولة.والبلديات كما وجدت قبل صدور األمر الخاص بالثورة
الزراعية واألمالك التي كانت موضوع نزع الملكية على مستوى البلدية ،وكذا المخططات المتعلقة
بالتنازل ،والتخصيص والتحويل ،هذه الوثائق توجد على
1
مستوى مصالح أمالك الدولة والوكاالت الجهوية لمسح األراضي.
إن المعهد الوطني للخرائط هو من يتولى عملية التصوير الجوي ،فالصورة الجوية تعتبر بمثابة
منظور مخروطي لألرض ،تشكل فيه المنطقة المعنية بالمسح بمثابة مركز المنظور وتكون
الصورة الجوية الدقيقة عندما يكون سطح األرض خال من المرتفعات وافقي بحيث يكون محور
التقاط الصور عمودي ،وفي غير هذه الحاالت تكون الصورة الجوية بمثابة وثيقة غير مترية أي
غير ميدانية ،وهذا إما لوجود مرتفعات ولعدم عمودية المحور الذي تلتقط منه الصورة الجوية،
ولالنتهاء من التقاط الصور الجوية الخاصة بكل بلدية موضوع المسح ،تسلم هذه الصور للوكالة
الوطنية لمح األراضي إلعداد وثيقتين أساسيتين هما:
)2المخطط البياني:
-1عمر حمدي باشا وليلى زروقي ،المنازعات العقارية ،دار هومة ،سنة 2001م ،طبعة جديدة في ضوء آخر التعديالت
واألحكام ،ص 107 ،104
-2عمر حمدي باشا وليلى زروقي المرجع السابق ،ص .106
هو بمثابة وثيقة بيانية ومترية تتمتع بمميزات الدقة الخاصة بالمخطط الطبوغرافي ،من خالل
استغالل كل التفاصيل الواردة في الصورة الجوية ،ويلجأ لهذا المخطط عندما تتعرض عملية
المسح لصعوبات تقنية ،ذلك أنه ال يتوفر على كل المعلومات الموجودة في الصورة الجوية ،إال أنه
يحتوي مجمل العناصر البيانية لألرض كالطرق ،الوديان ،حدود قطع األراضي ،.كما يتمتع
بمواصفات مترية أكبر من الصورة الجوية
المعالجة1 .وعند االنتهاء من الصورة الجوية الخاصة بكل بلدية موضوع المسح فإنه يتم إلصاقها
للحصول على التمثيل الجوي لكل إقليم بلدي مع ترقيم كل صورة ،ولتسهيل مهمة العمل أكثر
فمصلحة المسح تعد مخطط مصغر يضم كل الصور الجوية المعالجة مرقمة وهذا ما يسمى بـ Le
tableau d’assemblage des orthophotoplan
ولتسهيل مهمة التقسيم ال بد من اإلطالع على الخريطة الخاصة بالبلدية موضوع المسح والمعدة
من طرف المعهد الوطني للخرائط ،ثم توضع الحدود اإلدارية للبلدية انطالقا من المخططات
المنجزة بمناسبة التحديد الكارتوغرافي للبلدية ،باعتبار أن هذه األخيرة تتميز بدقة أكبر من
الخرائط.
والقسم المساحي هو جزء من اإلقليم البلدي يعطي التمثيل البياني إلقليم البلدية في جميع تفصيالت
تجزئته إلى أجزاء للملكية وقطع األراضي ،ألنه ينقسم إلى أماكن معلومة تضم بدورها أجزاء
للملكية وقطع األراضي.2
فالقسم المساحي يعد قطعة من إقليم البلدية معين بطريقة يمكن دمجه في ورقة المخطط المسحي
ذات الحجم المناسب 53سم76.7سم ،كما يحدد الشكل الخارجي لورقة المخطط بـ 87سم
77.7سم ،وبرسم القسم الداخل الترسيم الذي يترك هامشا قدره 7سم ،ويوافق المكان المسمى تكتل
1
مجموعة داخل القسم الذي اعتاد سكانه ،إعطاءه تسمية معينة.
-1قرنان فضيلة ،المسح في القانون الجزائري ،جامعة سعد دحلب البليدة ،2008 /2000 ،ص .800
-2المادة 01من المرسوم .62 /96المرجع السابق الذكر.
رابعا -إعداد مخطط الحدود:
بعد االنتهاء من عملية التقسيم والترقيم لألقسام المساحية يتم االستعانة بالمخطط الذي يضم أرقام
الصور الجوية والمسمىLe tableau d’assemblage des orthophotoplan
فمن خالل هذا المخطط يمكن معرفة أرقام الصور الجوية الخاصة بكل قسم مساحي ،فتجمع لكن
في نسختها الثانية ( )Clichéوليس األصلية ،وتخضع لعملية سحب ()Tirageلتصبح مجسدة على
مخطط يدعى
)( Le plan croquis de délimitationوتتم هذه العملية بالنسبة لكافة األقسام المساحية وعليه
يمكن ال قول أن محضر التحديد هو عبارة عن مخطط يتم إعداده استنادا إلى الصور الجوية
2
المعالجة على ورق خاص يدعى ( ،)Papier héliographiqueمن خالل السحب االليوغرافي،
وبعد هذا المحضر على نسختين أحدهما مخصص للعمل الميداني واآلخر يحتفظ به.
بعد ذلك تجسد على هدا المخطط مختلف الحدود الواردة في الوثائق والمخططات القديمة وذلك بعد
مقارنتها بالصور الجوية ويتعلق األمر بـ :
وفي إطار األعداد لألعمال الميدانية فإن المدير الوالئي للمسح يكلف كل فريق بمنطقة عمله مع
األخذ بعين االعتبار النقاط التالية:
-1إن ترتيب البلديات وتنسيق أحداها على األخرى من أجل إخضاعها لعملية المسح يخضع لعدة معايير منها طبيعة النشاط
العقاري داخل تلك البلدية من حيث كثرة ،المعامالت العقارية.
-2المادة 1 ،8من المرسوم رقم 62 /96المرجع السابق الذكر.
كلما استدعى األمر ذلك .وتتكون هذه اللجنة من عدة أعضاء بعضهم دائمين والبعض اآلخر
1
يكون عضوا إذا تعلق األمر بعمليات المسح المنجزة في مناطق ذات ميزة خاصة.
يتم خالل هذه المرحلة إجراء جرد وتحقيق للحالة العقارية في جوانبها الطبيعية والقانونية إلعداد
المخطط المساحي لحدود العقارات ،ومن ذلك يمكن دراسة هذه الفترة من خالل التطرق إلى
عمليات تعيين الحدود (الفقرة األولى) ،ثم عمليات التحقيق العقاري (الفقرة الثانية).
أوال -تعيين الحدود :إن عملية تعيين الحدود تتطلب معرفة تلك العقارات التي يجري المسح على
أساسها ،لذا يتم تقسيم المناطق العقارية إلى أقسام وقطع ،فكل قطعة من سطح األرض مملوكة
لشخص أو لعدة أشخاص على الشيوع ومثقلة بنفس األعباء والحقوق تشكل وحدة طبيعية وقانونية
تسمى الوحدة العقارية وهذا ما تنص عليه المادة 96من المرسوم 36/53في فقرتها الثانية على
أن الوحدة العقارية هي مجموع القطع المجاورة التي تشكل ملكية واحدة أو ملكية على الشيوع
والمثقلة بنفس الحقوق واألعباء ،ويقابل مفهوم الملكية حسب هذا التعريف جزء الملكية حسب
المادة 67من المرسوم 39/53ومفهوم القطعة األرضية حسب المادة 93من األمر .57/57
كما تتطلب أعمال التحديد استدعاء أصحاب العقارات وأصحاب العقارات المجاورة لها الذين
يعملون بافتتاح هذه العمليات عن طريق لصق اإلعالنات في مقر الدائرة والبلدية المعنية والبلديات
المجاورة وذلك في أجل 67يوما قبل افتتاح هذه العمليات ،وهو ما نصت عليه المادة 6من
المرسوم .39/53
هذا وقد أوجبت المادة العاشرة من نفس المرسوم على المالكين والحائزين واآلخرين للحقوق
العينية أن يحضروا في عين المكان وأن يدلوا بمالحظاتهم على االقتضاء لمعرفتهم الجيدة باألمكنة
وان استدعاء هؤالء المعنيين يتم بواسطة إشعارات شخصية تكون بموافاة المالك برسالة من نوع
* ،T3الستدعائه للمشاركة في تثبيت حدود أمالكه باالتفاق مع الجيران.
كما توجه رسالة أخرى إلى المصالح العمومية المعنية لتذكيرها بإلزامية تحديد حدود أمالكها
ودعوتها لتعيين ممثل مؤهل قانونا لذلك.
هذا وفي حالة استدعاء المعنيين وإخطارهم لثالث مرات متتاليات مرحلية على امتداد 67يوما،2
مع استمرار تغييبهم فان الحدود تثبت وتسجل في السجل المساحي تحت اسم "مجهول" ،أما في
حالة عدم حضور المالك المجاورين فان التحديد يكون بصورة أحادية بناءا على وقائع الحيازة
واالستغالل ،وتثبت عندها القطع الممسوحة فيشار إلى طبعة شغل أو تخصيص األرض على
بطاقة نموذج ،T4كما يتم تثبيت الحدود لملحق ات األمالك العامة ،سواء بحضور ممثلي المصالح
التقنية وبناءا على إدالءهم ،أو عن طريق المخططات المرسلة .وسواء كان هذا أو ذاك فان القائم
بالتثبيت يلجا إلى التحديد بناءا على حدود االنتفاع لالماكن المجاورة ،إال إذا تعلق األمر بشاطئ
البحر ،الطريق الوطنية ،الطرق ا لوالئية ،مجاري المياه الدائمة والتي يتطلب تحديده ،تدخل
المصالح التقنية المعنية.
وقبل االنتقال إلى كيفية رسم الحدود ،من األجدر معرفة شكل االستدعاء*الموجه لألفراد
ومضمونه لحضور عمليات المسح ،فهو يأخذ الشكل التالي .إن نقل الحدود وجميع البيانات
األخرى على المخ طط البياني للتحديد يتطلب استعمال مجموعة من اإلجراءات المحددة ،إذ تمثل
حدود مجموعات الملكية بخط أحمر زنجفر بسمك 9,9مم وعندما تشكل هي األخرى حدود مكان
بخط ممثلة تكون المسحية سمك6مم،والقطع بنفسجي بشريط تضاعف مسمى
إن السير الحسن لعملية تعيين الحدود يتطلب من العون المكلف بذلك* إعداد في نهاية كل يوم نسخة
مصححة لألشغال ،واإلشارة في كل أسبوع إلى مدى تقدم األشغال على بطاقة معلقة بمقر البلدية،
كذلك إن القيام باألشغال الميدانية يتطلب من المالك واألعوان القائمين عليها ،إتباع جملة من
االلتزامات ،نص عليها المرسوم 799 /89المؤرخ في 6789/69/99م والمتعلق بتنفيذ اإلشغال
الجيوديزية ومسح األراضي وحماية اإلشارات والنصب والمعالم ،1فبالنسبة للمالك عليهم بااللتزام
بعدم المعارضة على تنفيذ أشغال التثليث والمسح أو التسوية أو إقامة النصب والمعالم واإلشارات
على أرضهم وكل ضرر تلحقه هذه األشغال باألمالك والحقول والمحاصيل ،تمكن صاحب
األرض من المطالبة بالتعويض عن طريق القضاء ،ما لم يحصل اتفاق ودي ،من جهة أخرى
عليهم أال يغيروا الهندسة المعمارية للمبنى أو جزء منه ،إذا كان يشكل نقطة تثليث دائمة ،إال بعد
إخطار المعهد الوطني لرسم الخرائط ومصالح مسح األراضي برسالة مسجلة مع إشعار باالستالم
قبل شهر من ذلك ،وعدم إلزام األفراد بهذه الواجبات أو مخالفتها ،كهدم اإلشارات أو النصب أو
المعالم ،أو إتالفها أو نقلها من أماكنها ،يترتب تطبيق العقوبات المقررة في القانون،2
والتي يعانيها األفراد المؤهلون لذلك ،كضباط شرطة العمران ورؤساء المجالس الشعبية البلدية،
أما األعوان القائمون على العمليات المسحية فان القانون يلزمهم كذلك باحترام جملة من الشروط،
إذ ال يمكنهم أن يدخلوا إلى الملك يات الخاصة للقيام بأعمالهم إال إذا رخص لهم ذلك بقرار من
الوالي يحدد فيه البلديات التي يجب أن تنفذ األشغال على ترابها واألماكن والمواقع المعنية بهذا
الغرض ،كما أنه عندما تريد اإلدارة أن تعطي طابع الثبات الدائم لبعض اإلشارات أو النصب أو
المعالم المقامة أثناء األشغال ،فإنها تبلغ قرارها للمالك المعنيين ،وأخيرا فان إبقاء المنشآت التي
تنوي اإلدارة إعطاءها صفة الديمومة ،و الشاغلة لحيز يتجاوز مترا مربعا واحدا في الممتلكات
المبنية وفي المساحات والحدائق التابعة ،يجب أن يتم بموجب اتفاق مع المالك.
لقد أشرنا فيما سبق إلى أن هذا التحقيق يقوم به عونان ،احدهما ينتمي إلى المحافظة العقارية،
واآلخر ينتمي إلى إدارة أمالك الدولة ،هذا طبعا بحضور ممثل عن البلدية المعنية .يعمل المحققان
على جمع كل المعلومات المتعلقة بجميع العقارات المعنية بعملية المسح ،ونظرا لألهمية القصوى
المترتبة عن هذا اإلجراء ،ينبغي على األعوان القيام بأعمالهم واثبات كل الحقوق العينية العقارية،
سواء كانت أصلية أم تبعية بمنتهى الدقة والتفاني .كما يقوم المحققان على دراسة الوثائق والسندات
المثبتة للحقوق العينية والوثائق المثبتة لهوية أصحاب هذه الحقوق ،1والسندات الواجب دراستها.
كما أشرنا إليها سابق ،قد تكون رسمية ،وهي التي تثبت بمقتضاها شخص مكلف قانونا ما تم لدية
وقد تكون غير رسمية وهي تلك العقود التي لها تاريخ ثابت قبل 6جانفي .2 6756
أما غياب السند فالتحقيق يسعى إلى جمع كل العناصر الضرورية لتقدير وقائع الحيازة والعمل
على تلقي الشهادات ،التي يمكن أن تؤخذ كأساس قانوني إلثبات الحيازة وهذا لن يأتي إال عن
طريق التحري ،والحيازة حسب الدكتور عبد المنعم فرج وهي" :سلطة فعلية واقعية يباشرها
الحائز على شيئ بحيث تكون في مظهرها الخارجي في قصد الحائز مزولة للملكية أو لحق عيني
آخر" وعلى هذا األساس يعمل التحقيق على إبراز إن كانت هذه الحيازة مستمرة ،هادئة وعلنية،
ومن أجل ذلك يستوجب على الحائزين تقديم كل وثيقة من شانها تنوير المحققين ،كالشهادات
الجبائية والتوقيع بمعية الشهود الذين يثبتون حيازتهم على وثيقة التحقيق ،ويتم تسجيلهم مؤقتا،
وهذا ما تنص عليه المادة 69من المرسوم رقم 39/53في قولها ":تحدد الحدود المؤقتة للعقارات
كما يجب أن تكون عليه في المخطط مع األخذ بعين االعتبار الحيازة" ،ولمعرفة إن كان الملك
تابعا للدولة ،يفحص المحقق التابع لمصلحة أمالك الدولة السجالت على مستوى المحافظة العقارية
الن أي ملك لم يعرف صاحبه أو يطالب به أثناء التحقيق يعتبر تابعا للدولة حتى يثبت عكس ذلك،
-1زروقي ليلي ،حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،مرجع سابق ،ص.161 ،
-2حسب الشروط المنصوص عليها في المادة 121من القانون المدني.
لذا من واجب المحققين تعيين ذوي الحقوق سواء كانوا مالكا أصلين أو مالكا مفترضين أو
ظاهرين وسواء كانوا شخصا واحدا أو مجموعة أشخاص طبيعية إذا كان العقار في حالة الشيوع
أو ملكية مشتركة أو كان شخصا معنويا.1
إن مجمل البطاقات التي تنجم عن التحقيق والذي يجب أن يركز على ثالثة عناصر أساسية هي:
المالك والملك والعالقة بينها ،وتجب اإلشارة في األخير أنه من اجل الحصول على نتائج سليمة،
وتشكيل وثائق صحيحة بعد انتهاء المرحلة الميدانية ،يجب أن تكون أشغال مسح األراضي وأشغال
التحقيقات العقاري متناسقين ومتكاملين ،حتى ولو كانت تلك التحقيقات تتعلق بأعمال أخرى ،كتلك
التي تخص تجديد الريف وضم األراضي أو التهيئة العمرانية المنصوص عليها بموجب القرار
الوزاري المؤرخ في 96جوان 6753م ،المتعلق بتنسيق أشغال مسح األراضي وأشغال التحقيقات
العقارية والطبوغرافية فيما يخص تجديد الريف وضم األراضي أو التهيئة العقارية.
وتأتي هذه المرحلة بمجرد االنتهاء من عملية المسح ،إذ يودع مخطط مسح األراضي والوثائق
الملحقة به لمدة شهر على األقل بمقر البلدية ( المادة 98من األمر .2)57/57
إن تصميم مسح األراضي يكون موضوع إعداد في كل بلدية وذلك لتمكين الجمهور من االطالع
عليه خالل هذه المدة يمكن ألي شخص االطالع على وثائق المسح حسب ما ينص عليه القرار
الوزاري الصادر في 7مارس ،6758وفي حالة المساس بالحقوق ،يحق للمعنيين تقديم شكاوى
إلى رئيس البلدية الذي يقدمها بدوره إلى لجنة مسح األراضي من اجل فحصها وإنهاء الخالف وديا
بين المعنيين باألمر ،وفي حالة عدم التوصل بينهم ،يعين الحدود المؤقتة للعقارات ،كما يجب أن
تكون عليه في المخطط ،ويعطي للمالكين أجل ثالثة أشهر من اجل االتفاق على حدودهم ،وهذا ما
تنص عليه الفقرة 96من المادة ( )67من المرسوم 39/53بقولها:
» يعطي أجل قدره ثالثة أشهر فيما يخص األجزاء المتنازع فيها إلى المالكين من أجل اإلنفاق على
حدودهم أو من أجل رفع دعوى أمام الجماعات القضائية المختصة إقليميا«1
إن قيام مسح األراضي العام وتأسيس مجموعة البطاقات العقارية يسمح بإنشاء السجل العقاري
الذي يمكن المالك من الحصول على وثيقة في غاية األهمية كونها تعتبر بطاقة هوية للعقار الذي
يمتلكه ،هذه الوثيقة هي ما عبر عنه المشرع الجزائري ( .)Livret foncierوان دراستنا للوثائق
التي بحوزة اإلدارة يجبرنا على الحديث عن هذه الوثيقة التي يحتفظ بها المالك والتي تشكل أهم
سند نتج عن عملية المسح بالنسبة له ومدى قوتها القانونية وهذا ضمن المطلب األول ،أما األثر
الثاني لعملية المسح فيمكن اإلشارة إليه من خالل الحديث عن جل النزاعات الناتجة عن أعمال
المسح العقاري (المطلب الثاني).
-1المادة ( )84فقرة ( )8من المرسوم .62 /96
-2الجريدة الرسمية رقم ،22سنة المؤرخة بتاريخ ،8799 /01/86ص .409
-3المادة 82من المرسوم 62 /96السابق الذكر.
المطلب األول -الدفتر العقاري:
لقد استعمل المشرع الجزائري مصطلح الدفتر العقاري ألول مرة بموجب المادة 69من المرسوم
69/56المؤرخ في 6756/96/97المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة ،1الذي صدر تنفيذ األحكام
األمر 56/56المؤرخ في 6756/66/9المتضمن قانون الثورة الزراعية ،إذ نصت على أنه بعد
االنتهاء من عمليات المسح العام لألراضي ووضع الوثائق كما هو منصوص عليها في المادة 97
من األمر 56/56يسلم للمالكين دفترا عقاريا يكون بديال عن شهادات الملكية.
يتضح من خالل ما سبق أن الدفتر العقاري يرتبط ارتباطا وثيقا بعملية المسح العام لألراضي
وتأسيس ال سجل العقاري ،فهو يشكل أهم منتجاتها ،كونه مستنسخ من البطاقات العقارية الناشئة عن
تلك العمليات ،كما يعتبر من األهداف األساسية التي يرمي إليها المشرع من خالل سنه لألمر رقم
.57/57باإلضافة إلى كونه سند إداري فهو يسلم من طرف مصلحة إدارية تتمثل في المحافظة
العقارية إلى أصحاب العقارات الثابتة حقوقهم عليها بعد االنتهاء من عملية المسح العقاري بشرط
أن يكون مطابقا للنموذج المحدد بموجب القرار الصادر من وزير المالية والمؤرخ في
2
.6753/97/95
على ضوء ما سبق يمكننا القول أن " الدفتر العقاري هو ذلك السند اإلداري الذي يثبت حقوق
المالك على عقاره والمعبر عن الوضعية القانونية للعقار"
لقد نصت المادة 68من األمر 57/57في فقرتها األولى على أن الدفتر العقاري يقدم إلى مالك
العقار ،الذي حقه قائم بمناسبة اإلجراء األول ،وتنسخ فيه البيانات الموجودة في البطاقات
-1قدوج بشير ،مرجع سابق ،ص.867 ،
إن قاعدة الشهر المسبق تعتبر صمام األمان بالنسبة للمعامالت العقارية ،وبالرغم من ذلك قد
توضح أحيانا س ندات لإلشهار ،تعفى من هذه القاعدة باعتبارها أول إجراء ،أو لكونها حاالت
تطلبتها عمليات التحول من نظام الشهر الشخصي إلى نظام الشهر العيني كاالستثناء الموجود في
نص المادة 87من المرسوم 36/53والخاصة بالعقود المحررة قبل تاريخ ،6756/96/96وكذلك
عندما يتعلق األم ر باإلجراء األول ،الناتج عن عمليات المسح العام لألراضي ،إلى جانب هاتين
القاعدتين يجب توفر مجموعة من الشروط ،تخص األطراف من جهة والعقارات من جهة أخرى،
إذ يجب تحديد هوية األطراف من جهة والعقارات من جهة أخرى .إذ يجب تحديد هوية األطراف
تحديدا دقيقا حسب ما نصت عليه المادة 99من األمر 57/57والمادتان 37/39من المرسوم
، 36/53كما يجب تعين العقارات والتعريف بالحالة المدنية والطبيعة القانونية لها ،وذلك حسب
المواد ،667 ،35 ،33 ،96من المرسوم .36/53إلى جانب هذه الشروط فقد أشارت الفقرة الثانية
من المادة 68السابقة الذكر إلى أن تقديم العقود اإلدارية و اإلتفاقات التي ترمي إلى استثناء أو نقل
أو تصريح أو تعديل أو انقضاء حق عيني كما هي موضحة في المادة 63من األمر ذاته يتطلب
2
إلزاما تقديم الدفتر العقاري.
إن المادة 79من المرسوم 36/53في فقرتها األولى تؤكد على ضرورة تقديم الدفتر العقاري عند
كل عملية شهر ،لكن لما كانت للضرورة أحكام وللقاعدة استثناء فقد استثنى المشرع في الفقرة
ومن الحاالت الكثيرة المتعلقة بالدفتر العقاري المعد بمناسبة اإلجراء األول لشهر الحقوق العينية
في السجل العقاري ،حالة الملكية العقارية المشاعة والمسلم على سبيل الحيازة ألحد المالكين بناءا
على وكالة خاصة.1
من النصوص السابقة يظهر أن الدفتر العقاري يبين تأشيرات البطاقة العينية ويظهر بالنسبة
ألشخاص الحقوق العينية الموجودة على عقار معين أو في قاعدته ،كما يبرر األعباء التي يتحملها
العقار المعني باألمر ،فهو بذلك يمثل عنوان الحقيقة بالنسبة للملكية ،لذا نص المشرع على كيفية
خاصة للتأثير عليه ،ومن ذلك المادة 77من المرسوم 36/53التي أشارت إلى الطريقة المتبعة في
ذلك ،وقد استلزمت أن يكون التأشير بطريقة واضحة ومقروءة بالحبر األسود الذي ال يمحى ،أما
البياض فيشطب عليه بخط ،والجداول مرقمة وموقعة وألجل وضوح عملية التأشير ،استوجب
المشرع أن تكتب األسماء العائلية لألطراف بأحرف كبيرة واألسماء الشخصية بأحرف صغيرة،
-1بوزيتون عبد الغني ،مرجع سابق ،ص.811 ،
في الخانة المخصصة لها ،وتكون الجداول مرقمة وموقعة بعد أن تمأل بالبيانات الخاصة بتعيين
األطراف والعقار ،ووضع خط بالحبر بعد كل إجراء تفاديا لإلضافات الغير مبررة والتزوير .كما
يتعين على المحافظ العقاري أن يضع تاريخ التسليم بعد كل عملية تأشير والنص الذي بمقتضاه تم
هذا التسليم ،وفي حالة وجود خطأ ما يتعين على األعوان اجتناب الكشط والتشطيب كما يمكن القيام
بعملية التصحيح عن طريق الحاالت التي تستوجب على المحافظ العقاري أن يعينها ويشهد
بصحتها .وال يعتبر الدفتر تاما إال عند حلول تاريخ آخر شهادة التطابق يوقع عليها المحافظ العقاري
في اإلطار رقم 3المخصص لذلك ،حينها يمنع على األطراف كتابة أية تأشيرة أو بيان على هذا
الدفتر أو نزع المخطط الملحق به وإال تعرض للعقوبات المقررة بحكم القانون في ميدان التزوير.
إن جاهزية الدفتر العقاري وتمامه يؤدي بنا إلى الحديث عن طريقة سليمة كون هذه العملية تطرح
جملة من المسائل التي يجب اإلشارة إليها خاصة في حالة تعدد األشخاص أصحاب الحقوق كحالة
الشيوع أو حالة القسمة.
توجب القاعدة العامة أن يسلم الدفتر العقاري إلى المالك الذي حقه قائم بمناسبة أعداد بطاقة
عقارية مطابقة ،ومن هذا المنطلق مثال لو أن مالك العقار الحامل للدفتر العقاري ،أو نقل ملكية
هذا العقار لشخص آخر ولم يتم استحداث بطاقة عقارية جديدة ،فان المحافظ العقاري ملزم بضبط
الدفتر القديم الذي أودع لديه وسيسلمه للمالك الجديد.1
هذا في حالة المالك الفرد أما لو تعدد المالكين للعقار كحالة التنوع وحالة القسمة فكيف سيتصرف
المحافظ العقاري؟
من خالل ذلك يتضح أن المشرع الجزائري تصدى لهذه الحالة بان سمح لهؤالء المالكين على
لشياع من تعين وكيال من بينهم بموجب وكالة قانونية لتسلم الدفتر العقاري ،وإال فان هذا األخير
يبقى بين يدي المحافظ العقاري تحسبا لضياعه ،أو أن كان يشكل عقبة في استمرر انتقال الملكية
العقارية.
من جهة أخرى قد يعمد المالك على الشياع إلى إجراء عملية القسمة على العقار المملوك في هذه
الحالة مكن المشرع الجزائري المحافظ العقاري من إحداث دفاتر عقارية جديدة لكل قطعة ،مع
إتالف الدفتر السابق واإلشارة إلى هذا اإلتالف على البطاقة المطابقة وهذا ما تضمنته مقتضيات
المادة 77من المرسوم 36/53السالف الذكر.
مما سبق يتضح أن الدفتر العقاري ونظرا لما يحتويه من معلومات تشكل الحالة المدنية للعقار له
أهمية بالغة في إثبات الملكية العقارية.
إن رغبة المشرع الجزائري في استحداث السجل العقاري عن طريق مسح األراضي العام ،جعله
يوجد ترسانة من النصوص القانونية لتثبت حق الملكية العقارية وإحداث سندات إلثباتها ،منها
الدفاتر العقارية التي تمثل
سند ات ملكية حقيقية ألصحابها ،فقد أفصح المشرع الجزائري عن هذه الرغبة في النصوص
السالفة الذكر في األمر 57/57ومن ذلك المرسوم 69/56المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة،
حيث نصت المادة 66منه عن الدفاتر العقارية الموضوعة على أساس مجموعة البطاقات العقارية
البلدية ومس ح األراضي المحدث ستشكل حسب الكيفيات التي ستحدد في نصوص الحقة المنطلق
الجديد والوحيد إلقامة البنية في شأن الملكية العقارية.
ومن هذا اتضح أن الدفتر العقاري في يد مالكه يعد عنوان الحقيقة في إثبات الملكية العقارية وما
صدر في األمر 57/57إال تأكيد على ذلك فقد نصت المادة 67منه أن تسجيل جميع الحقوق
الموجودة على عقار ما وقت اإلشهار في السجل العقاري على الدفتر العقاري الذي يشكل سند
الملكية ،ويبرز فيه المشرع أكثر من خالل إحاطة هذا الدفتر العقاري لمجموعة من النصوص
القانونية التي تنظمه و تقوم بالتأثير عليه وضبط كيفيات تسليمه .فهو ال يسلم لصاحب العقار إال
بعد إجراء تحقيق ميداني ،تقوم به لجان المسح العام لألراضي للتحري واالستقصاء حول صحة
البيانات المتعلقة بالعقار ،وهي ما تشكل في عمومها أعمال المسح لتحديد تلك العقارات تحديدا
دقيقا ،وتطهير تلك العقارات مما يثقلها من أعباء وحقوق ،هذا من أجل سد الطريق أمام أي
شخص يمكنه أن يدعي خالف ما يتضمنه الدفتر العقاري من بيانات أو يدعي حق عيني عقاري
عليه ما لم يكن حقه مقيدا بالبطاقة العقارية المنشأة عن كل عقار بعد انتهاء عملة المسح العام
لألراضي.
إن ما يهدف إليه المسح العقاري إذا ما نظرنا في حقيقته هو إعطاء القوة الثبوثية المطلقة للحقوق،
من أجل ضبط الملكية العقارية وتسهيل تداولها وبعث االئتمان العقاري ،وهذا لن يأتي إال عن
طريق لمس ثمار هذه العملية ،ولعل أهم ثمارها هو الدفتر العقاري الذي يعتبر القلب النابض
للملكية العقارية كونه يستمد روحه أساسا من وثائق المسح .إن الدفاتر العقارية الموضوعة على
أساس مجموعة البطاقات العقارية البلدية ومسح األراضي المحدث تشكل المنطلق الوحيد إلقامة
البنية في شأن الملكية العقارية.
بناءا على ما سبق يتضح أن الدفتر العقاري يتمتع بحجية كاملة ما لم يطعن فيه أمام الجهات
القضائية المختصة ،1وهذا ما يجبرنا للحديث عن الجهة القضائية المختصة في إلغاء هذه الدفاتر
العقارية الذي سنتناوله في الفرع الثالث.
وحسب القاعدة العامة يفترض أن الشخص إذا أصيب بضرر نتيجة األثر التطهيري للشهر العيني،
ما عليه إال اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة بطلب التعويض جبرا عما لحقه من ضرر ،لكن
المشرع الجزائري قد شدد على هذه القاعدة،وخول للشخص المضرور إعادة النظر في الحقوق
الثابتة حتى بعد الترقيم النهائي وتسليم الدفاتر العقارية رغم صعوبة هذا االتجاه إلى ما قد يؤدي
إلى زعزعة استقرار الملكية العقارية .لكن رغبة المشرع في إعطاء كل ذي حق حقه وإرجاع
الحقوق إلى أصحابها كونها قد تضع منهم بتواطئ من اإلدارة وجعله حقا للمضرور في الطعن في
الدفاتر العقارية المسلمة وما على األطراف إال معرفة هذه الجهات المختصة في الفصل في النزاع.
إن العيوب التي قد تلحق بالدفتر العقاري عديدة ومتنوعة يمكن أن تتضمن إحدى الوجوه الثالثة،
فقد يطعن فيه بالتزوير كما قد يطعن في أحد بياناته أو في قرار تسليمه.
لقد مكن المشرع الجزائري في حالة إذا عمد أحد األطراف إلى تزوير الدفتر العقاري سواء تم ذلك
بمفرده أو بمساعدة من المحافظ العقاري إلى اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة ،وهي قسم
الجنح على مستوى المحكمة المختصة من أجل استصدار حكم يعاقب المزور بناءا على المواد
936 -996 -999من قانون العقوبات الجزائري.
ثانيا -الطعن في قرار تسليم الدفتر العقاري وفي األخطاء الواردة فيه:
إن الدفتر العقاري هو سند إداري1تسلمه هيئة إدارية أحدثت لموجب المادة 99من األمر 57/57
هي المحافظة العقارية التي سيرها محافظ عقاري يعمل على إصدار مجموعة من القرارات قد
تكون صائبة كما قد تكون خاطئة ومن ذلك قرار تسليم الدفتر العقاري .ومن ذلك يمكن التساؤل
عن الجهة المختصة في إبطال أو إلغاء أحد البيانات الواردة فيه؟
لقد نصت المادة 97من األمر رقم 57/57المتضمن أعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل
العقاري على أن قرارات المحافظ العقاري تكون قابلة للطعن أمام الجهات القضائية المختصة
إقليميا.
لم يأت المشرع الجزائري في قوانين الشهر العقاري بشروط خاصة لرفع الطعن القضائي ضد
قرارات المحافظ العقاري ،وعليه وجب تطبيق المبادئ العامة لرفع الدعاوى المنصوص عليها في
قانون اإلجراءات المدنية من ضرورة توفر المصلحة ،الصفة واألهلية في طرفي الدعوى إلى
جانب شهر العريضة 2ولما كانت الدعوى إدارية ،ترفع حسب قانون اإلجراءات المدنية إن
اإلشكالية المثارة هنا هي على من أو ضد من ترفع هذه الدعوى ومن هي الجهة القضائية
المختصة بذلك؟!
تطرح صفة التمثيل القضائي جملة المشاكل على الصعيد العملي فكثيرا ما رفضت الدعاوى أمام
الجهات القضائية لرفعها على غير ذي صفة ،فهناك من يرفع دعواه ضد المدير العام لألمالك
الوطنية إلى جانب مديرية الحفظ العقاري وهناك من يرفعها ضد المدير المحلي لألمالك الوطنية
ومديرية الحفظ العقاري وهناك من يدخل الوالي في النزاع.
-1إن القول أن الرقم العقاري هو سند إداري يستبعد فرضية المنازعة أمام القضاء العادي وهذا ما تؤكده حملة األحكام الصادرة
إن ا لدعاوى المرفوعة أمام المحكمة العليا أو مجلس الدولة أو محكمة التنازع فان التمثيل يميح
للمدير العام لألمالك الوطنية في القضايا المتعلقة بأمالك الدولة والحفظ العقاري.
الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم أو المجالس القضائية أو المحاكم اإلدارية ،فان مديري أمالك
الدو لة والحفظ العقاري بالواليات يكونون مؤهلين كل فيما يخصه لتمثيل المكلف بالمالية في
القضايا المتعلقة بأمالك الدولة والحفظ العقاري.
إن هذا القرار الوزاري زاد األمر تعقيدا ،كونه لم يحل إشكالية الصفة في التقاضي عندما يتعلق
األمر بالطعن في تصرفات المحافظ العقاري ،فهو اخلط بين أمرين مختلفين هما الصفة في
التقاضي والصفة اإلجرائية وذلك عندما جاء بعبارة "تمثل الدولة" وعليه يمكن القول أن الصفة في
التقاضي تثبت لوزير المالية ويمثل إجرائيا من قبل الوالي وعليه يكون التقاضي طبقا لنص المادة
966من قانون اإلجراءات المدنية أمام مجلس الدولة كدرجة أولى .إن الصفة في التقاضي تثبت
للوالي باعتباره السلطة التنفيذية في الوالية.
مما سبق فان المشرع الجزائري منح االختصاص القضائي 1للغرفة اإلدارية في كل القضايا التي
تكون فيها الدولة ،أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات ذات الصيغة اإلدارية طرفا فيها ،على أن
الجهة القضائية المختصة تختلف باختالف طبيعة الدعوى المرفوعة .هذا ولفض إشكالية التمثيل
أمام الجهات القضائية فقد أصدر المدير العام لألمالك تعليمة رقم 3798بتاريخ 9995/98/ 96
أساسها وجوب ذكر السيد وزير المالية في جميع الدعاوى القضائية كمدعي أو مدعى عليه هو
المبدأ القضائي المستقر وفقا للقرار المؤرخ في .6777/99/99
-1شيهوب (مسعود) ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،نظرية االختصاص ،ج ،1الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ص،
.177
أما من حيث الجهة القضائية المختصة يمكننا القول انه إذا ما تعلق األمر بإلغاء قرار تسليم الدفتر
العقاري ،فان االختصاص يعود إلى أحد الغرف اإلدارية الجهوية الموجودة على سبيل الحصر
على مستوى إحدى المجالس الخمسة :الجزائر ،وهران ،بشار ،قسنطينة ،ورقلة ،باعتبار أن
قرارات المحافظ العقاري يعتبر قرارات والئية ،وان الطعون الواردة ضد القرارت الصادرة عن
المديريات الوالئية يؤول االختصاص القضائي فيها إلى أحد الغرف الجهوية السابقة الذكر ،أما إذا
تعلق األمر بإبطال بيان من البيانات الواردة في الدفتر العقاري فان االختصاص يعود إلى الغرفة
اإلدارية المحلية الموجودة على مستوى المجلس القضائي الذي يوجد بدائرة اختصاصها العقار
محل النزاع الن طبيعة هذه الدعوى هي دعوى قضاء شامل.
إن هذه اإلشكالية تؤدي بنا إلى الحديث عن النزاعات المطروحة أثناء سير عملية المسح إلى غاية
تسليم الدفتر العقاري واستقرار الملكية.
إن انتقال المشرع الجزائري من نظام الشهر الشخصي إلى نظام الشهر العيني ،الذي يعتمد على
عملية جرد شامل للعقارات ،أدى إلى ظهور عدة نزاعات صعب حلها في غياب تشريع دقيق يحكم
مثل هذه المنازعات القائمة سواء أثناء سير عملية المسح أو أثناء تأسيس السجل العقاري أم بعد
االنتهاء من ذلك.
ويمكن عموما أن يتعلق فجوى المنازعات التي تثور بتسجيل العقارات في حساب مجهول ،أو
النزاع حول الحدود ،أو إثبات الملكية العقارية إلى جانب إلغاءا و تصحيح الدفاتر العقارية .فبالرغم
من وجود مجموعة من األدوات القانونية التي تهدف لحل هذه المشاكل من جهة وحماية حقوق
األشخاص من االعتداءات التي قد تطولها ،من جهة ثانية ،والتي تتمثل عموما في الوكالة الوطنية
لمسح األ راضي ،لجان المسح ،والمحققين العقارين ،إضافة إلى كل القرارات واألوامر التي
صدرت كاألمر 57/57والمرسومين التنفيذيين 39/53و 36/53بالرغم من كل هذا إال أن
المسألة وان كانت تبدو بسيطة عند الوهلة األولى إال أن عدم وضوح هذا التشريع تارة وغيابه تارة
أخرى خلق عدة إشكاليات كشف عنها الواقع وتضاربت بشأنها اآلراء ،من بين المنازعات التي
ظهرت بسبب عملية المسح نذكر أهمها:
إن عدم إتباع هذه اإلجراءات السابقة الذكر التي تتمثل في احترام المدة القانونية بين صدور قرار
القاضي المفتتح لهذه العملية إذ تقدر بشهر من تاريخ نشر قرار الوالي في الجريدة الرسمية ،بتبليغ
هذا القرار إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي ،وتبليغ أصحاب الحقوق عن طريق اإلعالنات في
مقر الدائرة البلدية باإلضافة إلى حرص المشرع الجزائري على إيداع وثائق المسح لمجرد االنتهاء
من ال عمليات التقنية لمقر البلدية هذا حتى تمكن الجمهور من االطالع عليها وتقديم شكواهم .إن
إهمال هذه اإلجراءات يؤدي إلى قيام عدة نزاعات قد تسبب فيه اإلدارة ،باعتبارها المسؤولة عن
أعمال المسح وتحديد العقارات نتيجة ارتكاب بعض األخطاء ولعل أهم النزاعات التي يمكن أن
تثور خالل هذه المرحلة تتعلق بأخطاء في القياس وحساب المساحات ،أو تسجيل عقارات في
حساب مجهول ،كما قد تقوم بمناسبة إعداد عقود شهرة بعد صدور قرار الوالي
إن ما ي قوم به المحافظ العقاري أثناء القيد األول قد يحدث آثار قانونية تلحق باألشخاص يمكنها أن
تتسبب لهم في إهدار حقوقهم العينية ،لذلك وضع المشرع المرسوم 36/53مجموعة من القواعد
الموضوعية الواجب إتباعها من طرف الشخص الذي ترى انه تضرر من الترقيم األول ،الذي قام
به ا لمحافظ العقاري ،ومنحه الحق في طلب مراجعتها وفق قواعد إجرائية خاصة ،أما الترقيم
النهائي ال يمكن مراجعته إال عن طريق القضاء .وعليه فان المشرع الجزائري قد منح الشخص
الذي يرى بأنه قد تم حرمانه من قيد حق عيني له في السجل العقاري ،إذ يباشر إجراءات
الخصومة القضائية برفع دعوى قضائية أمام الجهات القضائية وتختلف الجهات القضائية
المختصة باختالف األطراف.
ثالثا:المنازعات الالحقة للقيد األول بعد إيداع وثائق المسح لدى المحافظة العقارية:
يبرز الدور الكبير للمحافظ العقاري فهو الذي يتأكد من قانونية تلك الوثائق وهو الذي يلزمه
القانون بتسليم الدفتر العقاري ،كما هو الذي يسهر على مسك السجل العقاري وضبطه ،ومنه
فالشرع منح صالحيات واسعة للمحافظ العقاري بعد تأسيس السجل العقاري،وتجنب النزاعات
المحتمل ة من تصرفات المحافظ العقاري التي من شانها أن تثير إشكاليات عديدة ال يمكن صرف
النظر عنها ،لذا تكون الجهات القضائية هي المختصة في الفصل في النزاع ،وتتمثل األعمال التي
يقوم بها المحافظ العقاري يمكن أن تنحصر في أمرين مهمين فأما قبول إجراء الشهر والعمل على
ذلك ،وأما اتخاذ جملة من التدابير تهدف في مجملها للحيلولة دون إتمام إجراء اإلشهار والمتمثلة
في رفض اإليداع أو رفض اإلشهار هذا كله في حدود السلطة التي خولها إياه المشرع.
إن انجاز مسح األراضي العام لهو أكثر من الضرورة ،في بالد تواجه وضعية عقارية جد حساسة،
يكمن حلها الوحيد في التعرف على الملكيات ،قصد منح مالكها الحقيقين سندات إثبات كافية بناء
على قواعد متينة .و الجزائر اليوم بحاجة ماسة إلى هذه الضرورة التي يفرضها الدخول إلى
اقتصاد سوق حقيقي و فعال ،و من أجل كسب الرهان على دولة فتية كالجزائر و الذي يفوق
واقعها الحالي ـــ في ظل غياب فعالية القائمين عليه من جهة و وجود عدة ضغوطات و عراقيل
من جهة ثانية ــ ال بد من تطوير محيط مادي و مؤسساتي الذي يمس العقار كما و كيفا ،و تدليل
المشاكل التي تواجه العملية و ما أكثرها ،لذا سنركز على بعضها ،و نقسمها إلى قسمين ،قسم يضم
المشاكل المباشرة و الظاهرة للعيان ( الفرع األول) ،و قسم نخصصه للمشاكل غير المباشرة
(الفرع الثاني).
لقد نصت المادة 97من األمر 57/57على أن كمهام إعادة مسح األراضي العام و المحافظة
عليه هي من اختصاص اإلدارة المكلفة بشؤون أمالك الدولة و الشؤون العقارية.
و يشير هذا النص إلى أن عملية إعداد مسح األراضي العامة ،تتمركز في يد اإلدارة المكلفة
بشؤون أمالك الدول ة و الشؤون العقارية و بالتالي ال يمكن للخواص طلب مسح أراضي خاصة بهم
إن أرادوا ذلك .و هذا االحتكار خلق مشاكل مختلفة تبدوا ظاهرة للعيان ،ذات تأثير مباشر على
سير األشغال المسحية و كذا مردوديتها و تسييرها .و ساهمت في تعطيل تعميم عمليات مسح
األراضي العام على مستوى التراب الوطني ،و يمكن أن نجمل هذه المشاكل الظاهرة و المتعلقة
أساسا بإدارة المسح في نقاط عديدة منها تكليف مصالح المسح العقاري بأعمال أخرى ،إذا كانت
هذه المصالح محشدة للقيام بعمليات ظرفية واسعة النطاق و هذا التشتيت انعكس سلبا على أشغال
المسح و من تلك ا لعمليات الثورة الزراعية ،استصالح األراضي ،تعيين حدود البلديات ،تطهير
القطاع الفالحي ،تنازل الدولة عن أمالكها ،إرجاع األراضي المؤممة . . .إلخ.
إن هذا التجنيد كان على حساب تقدم مسح األراضي العام ،حيث يشير السيد ":عمار علوي" إلى
1
أن % 69من الوسائل بقيت إلى يومنا هذا محتشدة ،لتنفيذ أشغال غير التي يأملها مسح األراضي
و لم تعرف العملية إنعاشا إال منذ 6776مع مشروع البنك العالمي .و الحديث عن هذا االحتشام،
يدفعنا بالمقابل للحديث عن كفاءة األعوان القائمين على العمليات المسحية ،فهذه األخيرة تعاني من
نقص التأطير لدى أعوان المسح الن أغلبهم ينقصهم التأطير و يفتقر إلى الثقافة في المجال
العقاري ،و مما زاد األمر تعقيدا غياب التكوين المناسب لهم و قد تفطنت الجهات الوصية إلى ذلك
إذ قامت بتسطير برنامج ،يهدف إلى تحسين المستوى ،يمس هذا البرنامج السلك التقني برمته ،فيما
- 1علوي ( عمار) ،نشرة المهن العقارية المشتركة ،الفوج المهني العقاري المشترك ،سنة ،2001ص .07
يخص تحديث المعلومات و تحسين التقنيات الجديدة ،التي أدخلت و طريقة تسيير اإلدارة بالنسبة
للمسؤولين ،إذ هناك برنامج في قيد اإلعداد لتكوين الفرق المختلط (مسح األراضي ،المحافظة
العقارية) كما تم إبرام اتفاقيات مع مؤسسات التكوين في الخارج 1.هذا و تتطلب عملية المسح قبل
ال شروع في التحقيق الميداني ،القيام بأعمال تحضيرية ترمي إلى حصر الطبيعة القانونية األصلية
لمجموع األراضي المعنية بالعملية ،كتلك التابعة للبلدية ،و أمالك الدولة أو مديرية الشؤون الدينية.
فهذه المصالح و غيرها ،عليها أن تقدم للفرق المكلفة بالتحقيق في كل المعلومات الخاصة بأمالكها،
حتى تتضح الفكرة حول الحقوق العينية لمختلف األقسام المعنية بالدراسة و مدى خضوع كل منها
لفكرة التقادم ،و بالتالي قابلتها لتكون محل حقوق للغير .و تجاهل مساهمة جميع هذه الجهات في
األعمال التحضيرية من شأنه أن يصعب من حصر عناصر التحقيق ،و يجبر المصالح المكلفة
بإجراء التحقيقات الميدانية القيام بذلك دون فكرة مسبقة على األقسام محل التحقيق ،و هذا ينعكس
سلبا على نتيجة التحقيق التي قد تكون من بين نتائجها قيد األمالك العمومية باسم الخواص أما لو
نظرنا إلى األعمال الميدانية لوجدنا أن الفريق الميداني للمسح يتشكل من عون ينتمي إلدارة
المسح ،و عون من المحافظة العقارية إلى جانب عون من إدارة أمالك الدولة و آخر من البلدية ،و
قد تتجاهل في بعض األحيان هذه الجهات اإلدارية المعنية المشاركة في هذه الفرقة و يتغيب
عناصرها خصوصا منها البلدية و مديرية أمالك الدولة و يعود ذلك أساسا إلى عدم اكتراث
الواليات بعمليات المسح فهي ال تعطيها القيمة الحقيقية و ال تضعها ضمن أولوياتها ،فمثال ال يتم
إدراجها ضمن جدول أشغال مجالسها ،2فهدا ما يؤدي إلى استغالل عملية المسح ألغراض أخرى
غير تلك التي خصصت لها هذا من جهة و من جهة ثانية قد يؤدي هذا التقصير إلى إرجاع
المالكين في بعض األحيان إلى حالة الشيوع ،بعدما كانوا قد أنهوا بوثائق رسمية رغم أن عملية
المسح هدفها تحديد الملكيات قصد إعداد مخطط منظم و تأسيس السجل العقاري كما قد يؤدي إلى
-1المرجع السابق ،ص .06
-2لقد نادى الكثير إلى ضرورة إدراج العمليات المسحية في جدول أعمال الوالية و إعطائها األهمية مثل قضايا المياه و البناء و
الطرقات.
تسليم دفاتر عقارية تتجاهل كما سبق الذكر الطبيعة القانونية ألمالك الدولة و الخواص ،و مثل هذه
السندات تمكن حامليها من القيام بمعامالت رسمية على مستوى مكاتب التوثيق رغم أنها معرضة
لإلبطال ،من طرف القضاء في أي وقت كان مما يؤدي إلى انعدام االستقرار الذي نشده عملية
المسح و تشترط المعامالت الرسمية في المجال العقاري.
ه ذا و يمكن اإلشارة كذلك إلى أن من بين المشاكل التي تنخر عملية المسح العقاري ،صعوبة
اجتماع عناصر اللجنة حسب المادة 95من المرسوم 39/53يجب أن تنشأ لجنة مسح األراضي
قبل افتتاح عملية المسح ،و يكون من بين مهامها حل المشاكل و النزاعات التي تعتر ض سير
العمليات ،على أن تتألف هذه اللجنة من خليط للمثلين عن جهات إدارية مختلفة و هذا المزج بين
هذه اإلدارات صعب من اجتماع عناصرها الختالف رؤاهم و توجهاتهم و عدم اهتمامهم ،مما
جعلهم في غالب األحيان يرسلون ممثلين عنهم ال يملكون سلطة القرار.
إلى جانب العوائق الظاهرة السابقة ذكرها في الفرع األول ،و المتعلقة في عمومها باإلدارة
القائمة على عملية المسح ،هناك جملة من المشاكل األخرى التي تسهاهم و لو من بعيد في تعطيل
السير الحسن للعمليات ،بل قد نعتبرها الدافع و السبب الرئيسي في ظهور تلك المشاكل السابقة ،و
لعل أبرز هذه المشاكل الخفية على سبيل المثال ال الحصر ،عدم وجود تحفيزات بالنسبة لألعوان
القائمين على العملية و قد يعود السبب إلى تكفل الدولة بجميع مصاريف العملية من نفقات و
رسوم ،منذ اإلجراء األول ،مما جعلها تغظ الطرف عن الوضعية االجتماعية والمهنية للعمال،
فهي ال تحفزهم من اجل القيام بأعمالهم بطريقة صحيحة بعيدا عن الضغوطات ،و بمنأى عن كل
الشبهات فمثال يعقل أن يتقاضى عون المسح 06دج تمثل مختلف تكاليف تنقله للقيام بعملية
واحدة ،مما زاد في تأجج فتيل النزاع و إحساس أعوان المسح بالتهميش ،هو لجوء اإلدارة إلى
منح االمتياز للخبراء العقاريين الخواص ،من اجل الظفر بمشاريع مسح مقاطعات هامة مقابل
اعتمادات مالية ضخمة عن طريق المناقصات التي تمنحها لهم ،و ذلك باستغالل إطارات الوكالة
و مخططاتها ،و تجاهل هذه الوضعية يؤدي إلى كثرة االحتجاجات و هجرة اإلطارات إلى القطاع
الخاص ،مما جعل النقابة الوطنية لمسح األراضي تدق ناقوس الخطر لمواجهة النزيف الحاد الذي
تواجهه القاعدة العمالية ،إذ بعد أن كان التعداد اإلجمالي لألفراد الوكالة الوطنية لمسح األراضي
5603عامال ،منهم 022مهندسا 0306 ،عونا تقنيا لمسح األراضي 0011 ،عمال آخرون.1
تقلص هذا العدد إلى 0000مستخدما منهم 0630إطارا يعملون ميدانيا في أشغال عمليات
المسح الجارية ،بينما النسبة المتبقية تشكل عدد المستخدمين في المجال اإلداري.
من جهة ثانية فإن عدم التنسيق بين الجهات الفاعلة في المجال العقاري يشكل عقبة أمام العمليات
المسحية ،خاصة بين المحافظات العقارية و الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،كون العالقة بينهما
تكتسي نوعا من الخصوصية و األهمية ،فهي عالقة تكامل حيث األولى تختص بمسح األراضي
و لتحقيق هذا التكامل قد اوجب المشرع على المحافظة العقارية ،إن تبلغ مصلحة مسح األراضي
بك ل التحويالت العقارية المشهرة خالل عمليات المسح ،و ذلك بواسطة مستخرج المسح
المنصوص عليه في المادة 02من المرسوم .05/20كما ألزمهما أيضا بالتنسيق في حالة تغيير
حدود الملكية بعد إغالق عمليات المسح و استكمال عمليات الشهر العقاري ،للقيام بإجراءات
ضبط الوضعية الجديدة للعقار ،و لكن قبل ذلك فقد ألزم المشرع المحافظة العقارية باإلسراع في
إعداد الدفاتر العقارية ،هذه الحالة التي تسيل كثيرا من الحبر فبالرغم من أن إطارات الوكالة
الوطنية لمسح األراضي قد تمكنوا من مسح زهاء ،السبع ماليين هكتار من أصل 00مليون
هكتار مبرمجة إلى غاية ، 0606كآخر اجل بالنسبة للقرض الممنوح من قبل البنك العالمي ،و
على الرغم من اقتراب المهلة من نهايتها فان المحافظات العقارية لم تجتهد ،من اجل تسليم الدفاتر
العقارية الخاصة بالعقارات محل المسح ،و كذا إجراء الترقيم المطلوب و معالجة الملفات في
الوقت المن اسب ،و قد يكون مرد ذلك إلى إهمال المحافظات العقارية لهذا المشروع االستراتيجي
و تفرغها الستصدار عقود الموثقين و نقل الملكية ،و هذا ما قد يؤدي بالسلطات الوصية إلعادة
المسح الذي تم انجازه من جديد ،لطول المدة بين تاريخ المسح و تاريخ إعداد الدفتر العقاري.
1
الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،نشرة مسح األراضي ،مارس ، 2007ص.18 :
إلى ج انب المشاكل السابقة و المتعلقة في مجملها باإلدارة ،هناك مشكل جلي يتعلق بالمالك ،ساهم
بشكل كبير في إعاقة تقدم سير العمليات .يتمثل في عدم استجابة هؤالء المالك دوما إلى الدعوة
للحضور أثناء القيام بأعمال المسح ،رغم أن القانون يجبرهم على ذلك .و هذا الغياب مرده إلى
جهل المالك ألهداف العملية و انعدام الثقافة الكافية حول أبعادها ،نتيجة تقصير القائمين عليها في
تحسيسهم و توعيتهم ،فأول ما يفكر المالك هو الخوف من أن العملية تهدف مباشرة إلى فرض
الضرائب إذ أصبح مع هذا الوضع الخروج المتكرر ألعوان المسح إلى الميدان يتم دون جدوى،
حيث بلغت نسبة الغياب من 06إلى 36حسب الواليات.1
كذلك قد خلق المالك عدة وضعيات صعبة من السير الحسن لعمليات المسح ،من ذلك إقدامهم
على استغالل قطع أرضية تابعة للغير عن طريق إقامة بنايات يصعب إزالتها من الناحية العملية.
فعمليات المسح ،العام لألراضي تعاني كذلك من مشكل ليس باليسير ،يتمثل أساسا في عدم
االحترام الدقيق للقوانين الموضوعة ،خاصة تلك المتعلقة بالتهيئة و التعمير فغياب المراقبة
اإلدارية للعمران أدى إلى عدم احترام قوانين العمران و انتشار البنايات الفوضوية بشكل رهيب،
و في أحسن األحوال فان األفراد يعملون على إقامة بنايات غير متجانسة ،و ال تخضع
للمخططات الموضوعية.
إلى جانب المشاكل السابقة ،يمكن اإلشارة إلى مشكلين آخرين يواجهان العمليات المسحية في
الحياة العملية .األول يتعلق بالوضعية األمنية السائدة ،فلقد ألقت الوضعية األمنية التي تعيشها
البالد منذ فترة ليست بالقصيرة ،ضاللها على السير الحسن ألشغال المسح العام لألراضي ،فكما
تتأثر العملية بالسياسات المنتهجة في البالد ،فإنها تتأثر كذلك بالظروف األمنية السائدة فيها ،و
التي أثرت على المالك فجعلتهم يهاجرون أراضيهم خوفا على حياتهم من جهة و كذلك منع
مصالح ال مسح مع التنقل إلى األماكن الخطيرة ،و قد بقي هذا التردد بالرغم من تحسن األوضاع،
فجعل األعوان ال يباشرون مهامهم بكل ارتياح .و الثاني سببه نظام الشهر الشخصي الذي ال
1
.21 عمار علوي ،مجلة الموثق عدد 6سنة ،2002ص
يحقق كما أسلفنا االئتمان العقاري ،لغياب التدقيق و التمحيص في الوثائق المقدمة لإلشهار ،من
ذلك مثال قد نجد قطعة ارض مشهرة مرتين لمالكين مختلفين ،فقد تنزع الملكية للمنفعة العامة ،ثم
يقوم الورثة باستصدار حكم قضائي لتثبيت القسمة الودية.
خاتمــة:
لقد أعيد النظر غداة االستقالل في النظام العقاري المورث عن االستعمار قصد إيجاد نظم قانونية
كفيلة بتطهيره ،و قد يكون األمر غير واقعي إذ ادعينا عرض واقع اجتماعي و اقتصادي على هذا
المستوى من التعقيد بقراءة قانونية منفصلة عن الواقع ،بدليل أنه بالرغم من العالقات التي يمكن أن
تكون قائمة ،فإن الرهانات و المشاكل التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان هي من طبيعة مختلفة،
تشترك في عوامل عديدة منها العوامل القانونية كطبيعة نظام الشهر العقاري و منها العوامل
التنظيمية كأعمال المسح العام لألراضي إلى جانب المؤسسات القائمة على تطبيق السياسة
العقارية.
هذا و إن الدارس لموضوع مسح األراضي العام في الجزائر الذي كان إعداده سيبدأ عند اإلنهاء
من عمليات الثورة الزراعية انطالقا من البطاقات العقارية البلدية يالحظ انه بالرغم من األهمية
الكبيرة لهذه العملية و المتمثلة أساسا في تشخيص الممتلكات العقارية عن طريق إنتاج وثائق
مسحية تشكل القاعدة الطبيعية للسجل العقاري ،لما تكتسيه من صبغة شرعية على اعتبار أن
أشغالها تتم من قبل لجنة بلدية يرأسها قاض و تتكفل بالعملية وكالة وطنية وجدت خصيصا
إلنجاحها ،تقوم بإيداع وثائقها لدى المحافظة العقارية قصد تأسيس السجل العقاري الذي يهدف إلى
إقامة وثائق ذات طابع قانوني مثبتة للحقوق العينية لكل مالك و تحرير الدفاتر العقارية التي تشكل
السند الوحيد قي إثبات الملكية العقارية.
و رغم أن عملية المسح تهدف إلى تطهير المجال العقاري و بالتالي القضاء على المنازعات أو
التقليل منها و جدت و تسهيل الفصل فيها ،فان مشرعها لم يتقدم كثيرا،
صحيح أن مساحة البالد بـ 9.686.576كم ،9و تكاليف العملية باهظة إال أن هذا يجب أن ال
يجعل الدولة تخسر الرهان ،خاصة بعد أن قطعت فيه أشواط و اتفقت عليه الكثير بداية بالقرض
الممنوح من طرف صندوق النقد الدولي سنة 6779لمسح كل الشمال الجزائري في مدة 67سنة
و تمديد المدة إلى 9965و خاصة أن تأسيس السجل العقاري ال يبنى إال على وثائق المسح إن
عمليات المسح تسير ببطء و حتى تلك المجراة قد عقدت اإلشكاليات العقارية أكثر مما ساهمت في
حلها ،لهذا رأت الدولة أنه من الضروري مراجعة أمورها عن طريق اإلسراع في وتيرة األشغال
في ظل تماطل اإلدارة و تجنيد الوسائل و الكفاءات المحلية المتمثلة في المساحين و المهندسين
الطبوغرافيين العقاريين و ما يؤكد عدم كفاية الطرق المتبعة للقيام بالعمليات المسحية ،و عدم
مالئمتها لتطلعات و متطلبات الدولة و على رأسها تونس و سوريا ،و ذلك باللجوء إلى تطبيق نظام
السجل الع يني و جوبا في المناطق التي شملتها عمليات المسح ،و على سبيل االختيار في المناطق
التي لم تتم فيها العمليات بعد ،حينها تترك لألفراد حرية تطبيق هذا النظام و قد عكس القانون رقم
99/95المؤرخ 9995/99/95هذا االتجاه الجديد.
إن تعدد أوجه المسح ال يمكن التكفل بها كليه إال بتأزر مختلف المؤسسات و إتباع منهجيتي -
التحسين و الجودة من خالل إنشاء لجان مهامها معاينة مديريات المسح عن طريق تفتيش وطني و
جهوي ،و تلقين أعوان المسح جملة من المبادئ األساسية لتفعيل مودود يتهم و إثراء ثقافتهم ،تدور
أساسا حول كيفية مسك و ملء بطاقة التحقيق و كيفية تعيين الحدود بطريقة سليمة ،إلى جانب كيفية
إعداد مخطط مسحي مالئم ،األهم كيفية التعامل مع المالك و هذا لن يكون إال بإعطاء هذه
العمليات القيمة الحقيقة ،و ذلك عن طريق التخطيط السليم و متابعة األشغال باستمرار و إتباع
طرق أكثر واقعية و لعل أبرزها يمكن في عنصرين أسايين:
فتح وسائل اإلعالم الثقيلة أمام هذه العمليات لتنوير الرأي العام بأهميتها إنشاء مدرسة وطنية لمسح
األراضي على غرار ما هو موجود في بعض الدول األجنبية كفرنسا.
-و في األخير يمكن القول أن :عملية المسح هي عملية شاقة ذات طابع وطني تشكل الدعامة
األساسية لتثبت الملكية العقارية.
قائمة المراجع:
أوال -الكتب:
أ -باللغة العربية:
-األستاذ فؤاد افرام البستاني ،منجد الطالب ،الطبعة الثالثة والثالثون ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان،
.8791
-التيجاني (بشير) ،التحضير والتهيئة العمرانية في الجزائر ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية،
.8779
-البستاني بطرس ،محيط المحيط ،قاموس مطول للغة العربية ،بيروت ،مكتبة لبنان ،ناشرون ،طبعة
.8771
-زروقي ليلى ،مدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،الجزائر ،دار هومة ،طبعة.2002 ،
-زروقي ليلى ،التقنيات العقارية ،العقار الفالحي ،طبعة ،2الجزائر ،الديوان الوطني لألشغال التربوية،
.2008
-حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقارية ،الجزائر ،دار هومة ،طبعة.2002 ،
-قدوج بشير ،النظام القانوني للملكية العقارية من خالل النصوص الصادرة من سنة 8762إلى ،8777
-شامة (سماعين) ،النظام القانوني الجزائري لتوجيه العقاري ،الجزائر ،دار هومة.2001 ،
-الوناس علي ،النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالشهر العقاري ،الجزائر ،دار هومة.2009 ،
1- Ecoffet (H), Droit civil, droit commercial, Paris, nasson, 1966.
-قرنان (فضيلة) ،المسح في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة دحلب ،البليدة،
سنة.2008،2000،
-الفوج المهني المشترك العقاري ،نشرة المهن العقارية المشتركة ،سنة ،2001 ،رقم
-الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،نشرة مسح األراضي ،رقم ،9مارس.2007 ،
-الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،نشرة مسح األراضي ،رقم ،1افريل.2006 ،
رابعا -المقاالت:
-مقال الصحفي محمد درقين ،الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،جريدة الخبر ،العدد ،1806 ،بتاريخ،
.2008/01/08
-مقال مقران (ستايب) ،الوجيز في مسح األراضي ،الوكالة الوطنية لمسح األراضي ،ديسمبر.2001 ،
-مجموعة النصوص التطبيقية للثورة الزراعية واإلصالح الزراعي ،وزارة العدل.8792 ،
-المحكمة العليا ،الغرفة العقارية ،قرار رقم ،89720المؤرخ في ،2000/06/21مجلة قضائية ،عدد ،8سنة،
.2008
أ -األوامر والقوانين:
-األمر رقم 94/97المؤرخ ،8797/88/82المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري،
الوطنية وتحديد حقوق المنتجين وواجباتهم ،الجريدة الرسمية ،العدد ،70المؤرخة في .8719/82/07
-القانون 27/70المؤرخ في 8770/88/81المتضمن قانون التوجيه العقاري ،الجريدة الرسمية ،العدد ،47
المؤرخة في .8770/88/28
القانون 10/70المؤرخ في 8770/82/81المتضمن قانون األمالك الوطنية ،ج.ر ،72 ،لسنة .8770
قانون رقم 02/06المؤرخ في 02/06المؤرخ في 2006/02/20المتضمن تنظيم مهنة التوثيق ،ج.ر84 :
لسنة.2006 ،
قانون رقم 02 -09المؤرخ في 2009/02/29المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة حق الملكية وتسليم سندات
قانون رقم ( )07/01المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديدة ،المؤرخ في
،2001/02/27ج.ر.عدد.28،
المرسوم رقم 62/96المؤرخ في ،8796/01/87المتعلق بإعداد مسح األراضي العام ،ج.ر ،10 .سنة،
.8796
مرسوم 280-10المؤرخ في 8710/07/81يعدل ويتم المواد ،17 ،81 ،87من المرسوم 61 -96المؤرخ
المرسوم التنفيذي رقم 814 -72المؤرخ في 8772/04/09المعدل والمتمم للمرسوم رقم 62-96المعدل
والمتمم والمتعلق بإعداد مسح األراضي العام ج .ر ،26 .سنة .8772
مرسوم تنفيذي رقم 821 -71المؤرخ في 8771 /7 /87يعدل ويتم المرسوم رقم 62 /96المتعلق بتأسيس
.8777
مرسوم تنفيذي رقم 887 -2000المؤرخ في 2000/07/24يحدد قواعد إعداد مسح األراضي الغالبية
القرار المؤرخ في 8796 /07/29المتضمن تحديد نموذج الدفتر العقاري ،ج.ر ،20 .لسنة.8799 ،
القرار المؤرخ في ،8791/01/07يتضمن تحديد الشروط التي تجري بموجبها مطابقة مجموعة البطاقات
العقارية ومسح األراضي فيما يخص العقارات الخاضعة لنظام اإلشهار العقاري المؤسس بموجب األمر -97
القرار المؤرخ في 8791/01/07المتضمن تحديد كيفيات التنفيذ الخاصة بأشغال محافظة مسح األراضي،
وشروط ترخيص األشخاص المؤهلين لوضعها ،وكذلك تحديد التعريفة السارية المفعول ،ج.ر،81 .لسنة
.8791
القرار الوزاري المشرك المؤرخ في 2002/04/89المتضمن التنظيم الداخلي للوكالة الوطنية لمسح األراضي
التعليمة رقم 8812الصادرة عن وزارة الفالحة والصيد البحري بتاريخ ،8779/88/88المتضمنة تسجيل
-2مذكرة رقم 00171المؤرخة في 8770/07/89مجمع المذكرات والتعليمات والمناشر الخاصة بأمالك الدولة
والحفظ العقاري لسنة 8777 -8770الصادر عن المديرية العامة لألمالك الوطنية -وزارة المالية.
المذكرة رقم 4844الصادرة بتاريخ 2009/06/01والمتعلقة بالنزاعات الناشئة عن عدم تسليم الدفتر العقاري
المذكرة رقم 6701الصادرة بتاريخ ،2009/01/28المتضمنة وجود ذكر السيد وزير المالية في جميع الدعاوي.
مواقع االنترنت:
www.c-notaires.dz/internet/html/guid/disis.htm.
www.anc.org.dz
الوكالة الوطنية لمسح األراضي مدينة
الجزائر
المديرية العامة
8مديريات جهوية
األمانة العامة
فرق العمليات
سوق أهراس الطارق قالمة سكيكدة خنشلة قسنطينة عنابة تبسة أم البواقي
إن عملية مسح األراضي هي تلك العملية الفنية و القانونية التي تهدف إلى إعطاء بطاقة هوية
للعقارات عن طريق تثبيت و تحديد مواقع العقارات و تحديد أو صافها الكاملة مع تعيين الحقوق
المترتبة لها أو عليها و التعريف باألشخاص المترتبة لهم أو عليهم هذه الحقوق.
و نظرا لما تتصف به من طابع تقني دقيق فقد أوكلت المهمة إلى أشخاص و هيئات أنشئت
خصيصا لذلك ،و هذا من أجل الوصول إلى نظام دقيق من أجل تثبيت الملكية العقارية و الحصول
على السند الوحيد الذي يقر هذا التثبيت -الدفتر العقاري.
لكن هذه العملية تعرضت على جملة من المشاكل تتفاعل فيما بينها و تتدافع لعرقلة هده العملية،
مما يجعل من غير الممكن التعاطي عنها و المرور دون دراسة مدى فعاليتها و تأثيرها بغية إعطاء
بعض الحلول الممكنة للقضاء عليها ،أو على األقل التقليل من حدتها.
لذلك فالمسح ا لعقاري هو العمود الفقري إلنجاح أية سياسة عقارية كونه يحدد و يعرف النطاق
الطبيعي للعقارات و يكون األساس المادي للسجل العقاري.
**الفهــرس**
المقدمـة:
الفصل األول :التعريف بنظام المسح8................................................
المبحث األول :ماهية المسح2........................................................