Professional Documents
Culture Documents
36-غليسي- الشهر العقاري كآلية لحمياة الملكية في التشريع الجزائري
36-غليسي- الشهر العقاري كآلية لحمياة الملكية في التشريع الجزائري
قسم احلقوق
احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات حنمده محدا كثريا عدد ما ذكره
الدكتور "عبد املالك بوضياف" الذي تفضل بقبول إشرافه على هذه
املذكرة.
كما أنقدم بالشكر إىل مجيع أساتذة معهد احلقوق و العلوم السياسية جبامعة
بسكرة.
لقد اهتم اإلنسان باألرض منذ القدم ،ألنها تشكل قاعدة أساسية في الحياة االجتماعية
واالقتصادية ،فأقام الحروب من أجلها ،و سعى لتملكها بشتى الطرق ،لكونها ثروة حقيقية في
كل زمان ،و ازدادت أهمية العقار عبر العصور ،بارتباط الملكية العقارية بالتنمية في جميع
مجاالت الحياة ،فأصبح التطور مرتبطا بالوضعية االجتماعية لألفراد و عالقتها بالملكية
العقارية ،و أصبح مستوى الدخل و المعيشة مرتبطا بازدهار و اتساع الملكية العقارية.
هذا ما دفع المجتمعات إلى السعي لتأمين االستقرار في المعامالت العقارية ،من أجل
حفظ الحقوق و منع إنكارها من خالل العلنية في التصرفات الواقعة على العقار.
و حفاظا على حق الملكية كان ال بد من إيجاد الوسيلة المالئمة لذلك ،فإذا كانت الحيازة
في المنقول تعتبر سند للملكية تؤدي دورها في إعالم الغير بالتصرفات الواقعة على هذا المنقول
بالحيازة ،فإن األمر يختلف تماما عندما يتعلق األمر بالعقار ،و هذا نظ ار لطبيعته بكونه حي از
ثابتا مستقرا ،لذلك دعت الضرورة إليجاد نظام خاص يؤدي دوره في إعالم الغير بالمالك
الحقيقيين و التصرفات الواقعة على العقار ،فتوصلت التشريعات لفكرة الشهر العقاري كآلية
لحماية الملكية العقارية.
إن فكرة الشهر العقاري ضاربة في أعماق التاريخ ،تعود بجذورها إلى بداية الحضا ارت
اإلنسانية ،فرغم أنها لم تكن بمفهومها الحالي ،إال أنها تطورت مع ظهور الشكلية في التعاقد
التي تمخضت عن نظامين للشهر العقاري هما نظام الشهر العيني و نظام الشهر الشخصي.
فأصدر المشرع الجزائري جملة من التشريعات ،تهدف للتأسيس لنظام شهر عقاري يساعد
على فرض الرقابة على السوق العقارية ،فصدر األمر رقم 12/10المؤرخ في 0710/10/00
المتضمن الثورة الزراعية الذي كان البادرة األولى لتأسيس هذا النظام ،و تبعه المرسوم التنفيذي
2
رقم 23/12المؤرخ في 0712/10/10المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة ،أما أول تشريع
يفرض إخضاع التصرفات الواقعة على العقار لعملية الشهر العقاري كان األمر رقم 00/10
المؤرخ في 0710/17/32المتضمن القانون المدني ،فالمادة 172منه جعلت كل المعامالت
العقارية غير نافذة حتى فيما بين األطراف المتعاقدة إال من تاريخ شهرها بمصالح الشهر
العقاري ،ثم تاله األمر 12/10المؤرخ في 0710/00/03المتضمن إعداد مسح األراضي
العام وتأسيس السجل العقاري ،الذي يعتبر أول قانون للشهر العقاري في الجزائر ،و الذي
صدر بعده المرسومين التنفيذيين رقم 23/12المؤرخ في 0712/12/30المتضمن إعداد مسح
األراضي العام ،والمرسوم رقم 22/12المؤرخ في 0712/12/30المتضمن تأسيس السجل
العقاري.
و باستقراء محتوى هذه النصوص ،يتبين لنا أن المشرع الجزائري قد اعتمد بشكل رئيسي
على نظام الشهر العيني كأساس لعملية الشهر العقاري في الجزائر ،و استثناء على نظام
الشهر الشخصي ،و أسند عملية الشهر العقاري لمصلحة تدعى المحافظة العقارية ،يسيرها
محافظ عقاري ،و فرض جمل ة من القواعد و اإلجراءات يجب احترامها من أجل ضمان تحقيق
نظام الشهر العقاري الذي هدفه الرئيسي حماية الملكية العقارية.
لهذا فإن موضوع الشهر العقاري يحظى بأهمية بالغة ،يستمدها من أهمية العقار والملكية
العقارية ،فمن الناحية االجتماعية تبرز الملكية الفردية التي تقوم على اإلرادة الحرة ،و حب
الفرد للتملك و أنانيته ،مما يحتم إيجاد نظام كفيل بحفظ حقوق كل األفراد ،فالخلل الموجود في
نظام انتقال الحقوق العينية بمجرد التعاقد فقط ،أصبح غير مجد في ظل التزايد السكاني كما أن
العالقة الوثيقة بين الملكية العقارية و الوضعية االجتماعية و التطور االجتماعي للمجتمعات
مرتبطة بالقوانين الوضعية التي تهدف لحماية العقار و التصرفات الواقعة عليه.
كما تتجلى أهمية دراستنا من خالل التطرق إلى إجراءات المسح والشهر ،لما لهذه الدراسة
من أهمية بالغة في معرفة آثار الشهر ومدى اعتباره منشئا للحق العيني أم ناقال له ،وكذلك
معرفة آثار التصرفات غير المشهرة ،ومدى قوة الشهر في إثبات الحقوق المقيدة سواء بين
المتعاقدين أو في مواجهة الغير.
3
و من الناحية االقتصادية فإن المشاكل العقارية التي تعاني منها الجزائر نتيجة لمخلفات
االستعمار ،ساعدت في تعقد المعامالت العقارية ،و في ظل التحوالت االقتصادية و السياسية
و انتهاج الجزائر القتصاد السوق ،كان ال بد من انتهاج نظام يساعد على توفير االئتمان في
المعامالت العقارية ،هذا االئتمان سيكون عامل مهم و حاسم في جلب االستثمارات خاصة
األجنبية منها و دعم القروض.
أما عن األهداف المتوخاة من هذا البحث فتكمن في متابعة مدى قدرة نظام الشهر
العقاري في تحقيق أهداف السياسة العقارية المتبعة و المتمثلة في ضمان االستقرار في
المعامالت العقارية من أجل تشجيع السوق العقارية ،التي ستعود بالفائدة على إقصاد البالد
وهذا من خالل تحليل التشريعات الصادرة في مجال الشهر العقاري ،و البحث عن الثغرات
الممكنة فيها.
كما نسعى من وراء هذا البحث ،لمتابعة مدى نجاعة التشريعات العقارية في حل المشاكل
القانونية العالقة الذي خلفها االستعمار الفرنسي ،و التقليل من حجم المنازعات العقارية.
إن اختياري لهذا الموضوع دفعتني إليه جوانب موضوعية ،تتمثل في جهل الكثير لعملية
الشهر العقاري رغم أهميتها البالغة ،و ارتباطها بالعقار الذي يكتسي أهمية خاصة عند الجميع
كما أن الشهر العقاري يعتبر أحد أهم اآلليات المقررة لحماية الملكية العقارية ،مما يدفعني إلى
البحث عن الغموض الذي يكتنف التشريع العقاري ،و تأثيره على الغاية التي ترسمها السياسة
العامة للدولة.
أما عن الجوانب الذاتية في فتتمثل في تدعيم الجانب المعرفي لدي حول موضوع الشهر
العقاري ،كما أن قلة البحوث ذات العالقة بهذا الموضوع رغم أهمية الشهر العقاري و تأثيره
على اقتصاد البالد كان دافعا .لنصل إلى طرح اإلشكالية الرئيسية التي ستتولى المذكرة اإلجابة
عنها متمثلة في :ما مدى نجاعة نظام الشهر العقاري كآلية لحماية الملكية العقارية في
الجزائر؟ و تتفرع عنخا تساؤالت ثانوية تتمثل في :ما مفهوم نظام الشهر العقاري و ما هي
أنظمته و موقف المشرع الجزائري منها؟ ما المصالح المسؤولة على عملية الشهر العقاري و ما
هي قواعده؟ ما هي آثار الشهر العقاري و المنازعات الناجمة عنه؟
4
و لإلجابة على هذه التساؤالت اعتمدنا المناهج مختلفة ،المنهج التاريخي لمتابعة أساس
وجود نظام الشهر العقاري و تطوره عبر العصور ،و التطرق لمراحل تطروه في الجزائر منذ
عهد الحكم العثماني إلى غاية يومنا هذا ،و كذلك المنهج الوصفي لسرد المعلومات المتعلقة
بأنظمة الشهر العقاري و المصالح المسؤولة عنه ،و تحديد قواعده ،زيادة على المنهج التحليلي
من خالل استقراء النصوص القانونية و األحكام القضائية ،و تحليل اآلراء الفقهية.
أما عن الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الشهر العقاري ،فهي لحد ما توصلت إليه
قليلة و نذكر منها مؤلفي األستاذ القاضي مجيد خلفوني بعنون شهر التصرفات العقارية في
القانون الجزائري ،و نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،و مؤلف األستاذ عدلي أمير
خالد بعنوان أحكام و إجراءات شهر الملكية العقارية.
هذه المؤلفات زيادة إلى قلتها فإنها ال تحيط بكل جوانب موضوع الشهر العقاري ،كما
انها ال تجيب عن اإلشكالية المطروحة ،ألن الموضوع يعالج نظام الشهر العقاري بكل جوانبه
النظرية منها و العملية و التشريعية.
ندرة الدراسات المتخصصة ،أما عن الموجودة منها فهي تتعلق بجانب محدد ،مما
يستدعي بذل جهد كبير من أجل جمع المعلومات و تحليلها.
كما تتميز التشريعات العقارية بالتشعب و التنوع ،و هذا راجع إلتصال العقار بكل نواحي
الحياة سواء اإلجتماعية منها أو االقتصادية ،إضافة إلى التحوالت السياسية التي عرفتها
الجزائر ،مما ساهم في زيادة التعديالت التي عرفتها القوانين المتعلقة بالعقار و بعملية الشهر
العقاري.
كما أن موضوع الشهر العقاري موضوع معقد لكونه مرتبط بالعقار الذي يكتسي أهمية
بالغة من جهة ،و من جهة أخرى الحقوق العينية ،لإللمام بجميع جوانب هذا الموضوع قسمناه
إلى فصلين رئيسيين:
تناولنا فيه التطور التاريخي لنظام الشهر العقاري ،و بيان أنظمته و موقف المشرع
الجزائري منها (الفصل األول).
5
خصصناه لتحديد المصالح المسؤولة عن عملية الشهر العقاري ،و تحديد القواعد التي
يخضع لها و اآلثار المترتبة عنه ،و تحديد المنازعات الناجمة عن عملية الشهر العقاري
(الفصل الثاني).
6
الفصل األول:
من مميزات الحقوق العينية أنها تحتاج للعلنية حتى يحتج بها لدى الغير ،لذلك وجد ما
يسمى بالشهر العقاري ،هذا النظام يهدف باألساس إلى اإلعالن عن التصرفات الواقعة على
العقار من أجل حمايتها ،عن طريق إخضاعها إلجراءات قانونية معينة.
و قد عرفت البشرية نظام الشهر العقاري منذ القدم ،فتطــور هذا النظام بتطور اإلنســان
وتزايد أهمية العقــار كمصدر للحياة و الثروة ،و قد نتج عن ذلك قيام نظامين للشهر العقاري
األول يعتمد على األشخاص في تسجيل التصرفات القانونية الواقعة على العقاري والثاني يعتمد
على العقاري ذاته من خالل اعتماد بطاقة خاصة تسجل فيها جميع ما يرد على العقار.
ولتوضيح اإلطار النظري لنظام الشهر العقاري قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين
7
المبحث األول:
تعتبر عملية الشهر العقاري وسيلة إلعالم الجمهور بالمالك الحقيقيين للعقارات
والتصرفات المختلفة الواقعة عليها ،و ذلك لضمان االستقرار في المعامالت العقارية.
و قد عرف هذا النظام تطو ار عبر العصور متأث ار بزيادة اهتمام اإلنسان بالعقار من أجل
ضمان حماية التعامالت العقارية.
و في هذا المبحث سنتناول مفهوم الشهر العقاري (المطلب األول) و التطور التاريخي
للشهر العقاري (المطلب الثاني).
المطلب األول:
سنحاول تحديد مفهوم الشهر العقاري من خالل التطرق إلى تعريف الشهر العقاري (الفرع
األول) و توضيح أهمية الشهر العقاري (الفرع الثاني) و في األخير نتطرق إلى مميزات الشهر
العقاري (الفرع الثالث).
الفرع األول:
الشهر العقاري عبارة مركبة من كلمتين هما الشهر والعقار ،فيقصد بكلمة الشهر اإلعالم
والنشر ،أما العقار فقد عرفته المادة 202من القانون المدني "هو كل شيء مستقر بحيزه وثابت
1
فيه وال يمكن نقله منه دون تلف".
المادة 202من األمر ،00/10المؤرخ في رقم ،0710/17/37المتضمن القانون المدني ،الجريدة الرسمية للجمهورية 1
و باستقراء جملة القوانين والمراسيم المنظمة للشهر العقاري ،نجد أن المشرع الجزائري لم
يحد عن باقي التشريعات في عدم تحديد مفهوم للشهر العقاري األمر الذي تكفل به الفقه ،لذلك
فقد تباينت تعريفاته.
حيث عرفه الدكتور حسين عبد اللطيف حمدان بأنه "ذلك النظام الذي يرمي إلى شهر
التصرفات القانونية التي ترمي إلى إنشاء الحقوق العينية العقارية أو نقلها أو تعديلها
2
واسقاطها".
و هناك من عرفه بأنه" :عمل فني يهدف إلى تسجيل مختلف التصرفات الواردة على
العقارات بإدارة الشهر العقاري إلعالم الكافة بها إظها ار بوجودها ليكون الجميع على بينة من
3
أمرها".
و يؤخذ على هذا التعريف تركيزه على دور الشهر العقاري في إعالم الكافة بالوضعية
القانونية للعقار ،وأهمل دور الحفظ العقاري في حماية الملكية العقارية.
و عرف أيضا بأنه "مجموعة اإلجراءات القانونية المنظمة و الدقيقة المفروضة على
األفراد و المعنيين بالحقوق العينية العقارية ،و التي تهدف لتنظيم سريع إلعطاء تصور حقيقي
4
للملكيات العقارية".
أشار أصحاب هذا التعريف إلى الشهر العقاري كنظام مفروض يهدف إلى إعطاء تصور
حول الملكية العقارية ،و أهمل الدور الرئيسي لهذا النظام كوسيلة لحماية الملكية العقارية وجميع
الحقوق العيني.
و عرف أيضا بأنه " مجموعة القواعد و اإلجراءات التي تهدف إلى تثبيت ملكية عقار أو
حقوق عينية عقارية لشخص معين أو أشخاص معينين اتجاه الغير ،و من شأن هذه القواعد
مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ،3103 ،ص .023 1
حسين عبد اللطيف حمدان ،أحكام الشهر العقاري ،الدار الجامعية ،لبنان ،بدون طبعة ،ص .00 2
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ،3100 ،ص .02 3
ريم مراحي ،دور المسح العقاري في إثبات الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،دار بغدادي للطباعة و النشر و التوزيع 4
الفرع الثاني:
تكمن أهمية الشهر العقاري في تأمين قيد الحقوق العينية العقارية و كل ما يتعلق بها أو
يجري عليها من تصرفات ،مما يتيح لكل ذي مصلحة االطالع على الحقوق العينية و ما يثقلها
من أعباء.
فأي شخص يريد شراء عقار مثال ،و كان هذا العقار مثقال برهن ،فإن الشهر العقاري
يضمن إعالمه بهذا الرهن و بالتالي ضمان عدم شراءه و هو مرهون ،كما يمكن أن يعلم
المشتري ما إذا كان العقار ال يزال في حوزة المشتري و لم يتصرف فيه.
جمال بوشناقة ،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ، 3112 ،ص ص .12-10 1
2
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .01
10
و هنا تكمن أهمية نظام الشهر العقاري في منع الغش و ضمان استقرار التعامالت
العقارية و التقليل من المنازعات القضائية ،حيث ال يقدم أي شخص على التعامل في عقار
1
معين دون علم بوضعيته القانونية.
كما يساعد الشهر العقاري أصحاب العقارات في الحصول على القروض التي تساهم في
تنمية الحركة االقتصادية و االجتماعية مع ضمان حقوق الدائنين ،مما ينعكس إيجابا على
االقتصاد الوطني ،و يسهل عملية تداول األموال العقارية و تشجيع االئتمان العقاري.
إن نظام الشهر العقاري هو أحسن وسيلة لتنظيم و حفظ المعلومات المتعلقة بكل العقارات
2
عبر التراب خاصة في ظل وجود المسح العام.
و من خالل ما سبق تتضح األهمية القصوى لنظام الشهر العقاري ،ليس لألفراد فحسبت
بل للدولة بأكملها فال يمكن تحقيق التنمية و التطور دون وجود نظام شهر عقاري فعال قادر
على حماية حقوق الجميع.
الفرع الثالث:
يتميز نظام الشهر العقاري في الجزائر بمجموعة من المميزات و هي تتمثل في :الطابع
اإلداري والطابع العيني و الطابع اإللزامي.
لقد خالفت الجزائر معظم الدول التي تأخذ بالنظام العيني و التي تسند مهمة مسك السجل
العقاري إلى قاضي عقاري ،حيث تأثر المشرع الجزائري بنظيره الفرنسي من خالل إسناد عملية
الشهر لمصلحة إدارية تسمى المحافظة العقارية ،يديرها موظف عمومي يعرف بالمحافظ
*
العقاري.
1
حسين عبد الطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .03
كريمة فردي ،الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة ،تخصص قانون خاص ،فرع 2
القانون العقاري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،3110 ،ص .02
11
و هذا ما أشارت إليه المادة 31من األمر 12/10و المواد 2-3-0من المرسوم رقم
1
22/12المتعلق بتأسيس السجل العقاري.
إن إسناد عملية الشهر العقاري لمصلحة إدارية تخضع لوصاية و ازرة المالية ال يخدم
حيادية نظام الشهر العقاري ،في ظل وجود الدولة كأكبر المالك للعقار في الجزائر ،حيث كان
من األجدر إسناد عملية الشهر العقاري لقاض ،و لعل قلة التأطير الذي سببه عدم وجود
القضاة المتخصصين هو من دفع بالمشرع الجزائري إلى إسناد عملية الشهر العقاري إلى
مصلحة إدارية.
إن اعتماد المشرع الجزائري على نظام الشهر العيني و هذا من خالل األمر 12/10
والمرسومين التنفيذيين 22/12و 23/12السابقين لم يمنعه من االعتماد على نظام الشهر
الشخصي كاستثناء في المرحلة االنتقالية إلى أن يتم إعداد مسح األراضي العام عبر كامل
التراب الوطني.
*
راجع مصالح الشهر العقاري بشيء من التفصيل في المطلب األول من المبحث األول في الفصل الثاني.
1
المادة 31من األمر ،12/10المؤرخ في رقم ،0710/00/03المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل
العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،73المؤرخة في ،0710/00/00ص .0310
و المواد 2-3-0من المرسوم التنفيذي رقم ،22/12المؤرخ في ،0712/12/30المعدل و المتمم بالمرسومين التنفيذيين
رقم ،301/01المؤرخ في ،0701/17/02و رقم ،032/72المؤرخ في ،0772/10/07المتعلق بتأسيس السجل العقاري
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،21المؤرخة في ،0712/12/02ص ص .277-270
جمال بوشناقة ،مرجع سابق ،ص .20 2
12
ثالثا :الطابع اإللزامي للشهر العقاري
لقد جعل المشرع الجزائري شهر التصرفات القانونية الواقعة على العقارات أم ار إلزاميا حتى
تنتج آثارها سواء بين المتعاقدين أو أتجاه الغير 1،و استثنى من ذلك الرهون و االمتيازات
العقارية التي يكون فيها الشهر اختياريا ،إذ يترتب على عدم قيدها ،عدم قابليتها لالحتجاج بها
اتجاه الغير خالفا لما هو عليه الحال في القانون الفرنسي ،الذي يجعل نقل الملكية يتم سواء
في المنقول أو العقار بمجرد انعقاد العقد ،كما ال يجعل من الشهر شرطا لنشأة الحقوق
2
وصحتها.
و لم يكتف المشرع الجزائري بإلزام الشهر العقاري لألطراف فقط ،بل ألزم الموثقين
والسلطات اإلدارية شهر جميع العقود و الق اررات القضائية المحررة من قبلهم ضمن آجال
قانونية محددة ،و هذا ما نصت عليه المادة 71من المرسوم 22/12السالف الذكر ،إذ جاء
فيها "ينبغي على الموثقين و كتاب الضبط و السلطات اإلدارية أن يعملوا على إشهار جميع
العقود و الق اررات القضائية الخاضعة لإلشهار و المحررة من قبلهم أو بمساعدتهم و ذلك ضمن
3
اآلجال المحددة".
كما أكد القضاء على الطابع اإللزامي للشهر العقاري في قرار المحكمة العليا
رقم 212113:و المتعلق بقضية (ع.ز) ضد (ع.م) و (ع.أ) بخصوص النزاع القائم حول
انتقال الملكية العقارية ،حيث ورد في حيثيات الحكم " :حيث يالحظ في القرار موضوع الطعن
أنه مبني أساسا ،فيما قضى به على اعتبار العقد العرفي الذي احتجت به المطعون ضدها
عقدا صحيحا نقل إليها ملكية جزء من األرض موضوع النزاع ،رغم أنه عقد عرفي محرر في
0701/13/10و هو ما يخالف المادتين 322مكرر 0و 172من القانون المدني اللتين
تفرضان الشكل الرسمي في العقود المتضمنة التصرف في العقار ،و كذا الشهر في المحافظة
4
العقارية ،و هما الشرطان غير متوفرين في العقد العرفي المذكور".
محمد بوركي ،اإلشهار العقاري ،مجلة الموثق ،العدد ،12الغرفة الوطنية للموثقين ،الجزائر ،سنة ،3110ص .30 2
3
المادة 71من المرسوم .22/12
جمال سايس ،االجتهاد الجزائري في القضائي العقاري ،منشورات كليك ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،الجزء الثاني ،3102 ،ص 4
.127
13
إن الطابع اإللزامي لعملية الشهر العقاري نابعة من حماية حقوق األفراد ،و ال يتصور
تسليط عقوبات على كل من لم يلتزم بإجراءات الشهر العقاري.
المطلب الثاني:
منذ نشأة البشرية على وجه األرض ،و اهتمام اإلنسان بالملكية العقارية في تزايد مستمر
فكان لزاما عليه االعتماد على نظام للشهر العقاري يضمن حماية التعامالت العقارية من الغش
و الخداع ،فارتبط نظام الشهر بالملكية العقارية ،و تطور من عصر إلى آخر ،و أختلف من
مجتمع آلخر.
و في هذه الدراسة التاريخية سنتطرق إلى تطور الشهر العقاري في العصر القديم
والحديث (الفرع األول) ،ثم نعرج على تطور الشهر العقاري في الجزائر (الفرع الثاني).
الفرع األول:
إن نظام الشهر العقاري فكرة مكرسة في أعماق التاريخ ،فبمرور الحقب الزمنية وتطور
المجتمعات ،تطور هذا النظام إلى أن أصبح في وقتنا الحاضر في شكل نظام محكم ،و أرتبط
بنظام الملكية العقارية المتبع.
في القديم كانت األرض موزعة بين األسر ،و لم تكن األرض قابلة لالنتقال إال بموافقة
جميع أفراد األسرة ،حيث كان لكل فرد حق االعتراض على عملية االنتقال ،لذلك كانت عملية
انتقال الملكية العقارية تتم بصورة علنية و على مرأى و مسمع من جميع أهل القبيلة أو
1
العائلة.
1
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .02
14
فعند الرومان لم يكن انتقال الملكية ليتم بمجرد تبادل اإلرادتين ،فلم يكن التصرف
الرضائي مقبوال دون أن يصحبه رمز أو حركة أو إشارة معينة ،فكان انتقال الملكية يتم بإحدى
األساليب الثالثة :اإلشهاد ،الدعوى الصورية ،التسليم.
-1اإلشهاد :يعتبر أسلوب اإلشهاد وسيلة إلعالن عملية انتقال الملكية ،فهو عبارة عن
احتفال يجتمع فيه ممثلو طوائف الشعب ،كما يحضر المتصرف إليه و حامل الميزان و خمسة
شهود من المواطنين الرومان البالغين ،و تتم إجراءات اإلشهاد بإمساك المتصرف إليه ما يرمز
إلى العقار موضوع التصرف بين يديه ،ثم يضرب الميزان بالبرونز ،و يسلمها إلى المتصرف
باعتبارها ثمنا للمبيع ،و كان المتصرف يقف موقفا سليبا ،و بإتمام هذه اإلجراءات تنتقل الملكية
من المتصرف إلى المتصرف إليه ،و تعتبر هذه اإلجراءات الشكلية وسيلة إلعالم الغير بحدوث
1
التصرف القانوني.
-2الدعوى الصورية :هي طريقة أخرى لنقل الملكية ،حيث بمقتضاها يتفق البائع والمشتري
على أن يقيم المشتري ضد البائع دعوى صورية يدعي فيها بملكية العقار المبيع ،فيوافقه البائع
على ذلك و يصدر حكم القاضي بإثبات الملكية للمدعي ،و بذلك تنتقل الملكية إلى هذا
األخير.
-3التسليم :كان يتم بمجرد تسليم العقار المبيع للمشتري ،فكان يقتضي في البداية أن
يصطحب ناقل العقار من يريد اكتساب العقار و يمر في جميع أجزاء العقار ،ثم تطورت هذه
الطريقة فأصبح يكفي أن يقف البائع أو المتصرف في العقار في مكان مرتفع ،و يشير
2
للمشتري إلى حدود العقار ،و كان يطلق على هذه الطريقة التسليم باليد الطويلة.
أما قدماء المصريين فقاموا بتنظيم انتقال الملكية عن طريق إجراءات معينة ،حيث قاموا
بإنشاء مصلحة خاصة تتكفل بإحصاء األراضي و تسجيل التصرفات الواردة عليها ،حيث لم
3
يكن التسجيل ركن للتصرف ،بل كان األساس الذي تعتمد عيله الدولة في فرض الضريبة.
1
كريمة فردي ،مرجع سابق ،ص .20
2
كريمة فردي ،المرجع نفسه ،ص .23
حسن طوايبية ،نظام الشهر العقاري الجزائري ،ماجستير في الحقوق ،غير منشورة ،تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق 3
و في الشريعة اإلسالمية لم يرد ما يوجب شهر التصرفات العقارية ،بل جعلت العقود تتم
بمجر التراضي بين الطرفين ،و رغم هذا فإنها اشترطت شكلية معينة في العقود و التصرفات
آم ُنوا تتمثل في الكتابة ،حيث حثت شريعتنا الغراء على التدوين في قوله تعالى﴿ :يا أَي َّ ِ
ين َ
ُّها الذ َ
َ َ
اكتُُبوهُ َوْلَي ْكتُ ْب َب ْيَن ُك ْم َك ِات ٌب ِباْل َع ْد ِل 2﴾ ...و إذا كانت الكتابة
َج ٍل ُم َس ًّمى َف ْ ِ ِ ِ
إ َذا تََد َاي ْنتُ ْم ب َد ْي ٍن إَلى أ َ
هي في األصل وسيلة إثبات ،فإن حفظ ما يكتب و الرجوع إليه لمعرفة ما تم حفظه ،هو مما
يدخل في مدلول الكتابة و ما ترمي إليه ،و على هذا النحو يمكن اعتبار حفظ المحررات
وشهرها نوع من التنظيم العملي لما تهدف إليه اآلية الكريمة من حفظ أموال الناس و تنظيم
3
المعامالت بينهم ،بما يوفر حماية للحقوق و االستقرار في التعامل.
و قد أكدت اآلية الكريمة على اإلشهاد من أجل شهر المعامالت ،حيث يجب على الناس
مها َّ
اإلدالء بشهاداتهم و إال وقعوا في اإلثم مصداقا لقوله تعالىَ ﴿ :وَال تَ ْكتُ ُموا الش َه َادة َو َم ْن َي ْكتُ َ
َفِإَّن ُه ِآثم َقْلبه َوَ َّ
ّللَا ِب َما تَ ْع َملُو َن َعلِيم﴾.4
لكن و بزيادة أهمية األرض كان ال بد من إيجاد نظام لتنظيم األراضي و تقسيمها وفرض
قيود على المعامالت القانونية التي ترد عليها ،و قد تم ذلك خالل عهد الدولة العثمانية سنة
720ه ،حيث قامت هيئة من كبار العلماء و رجال الدولة بتسجيل األراضي و القرى ،و قد تم
حفظ الدفاتر في مكان أمين ال يتم فتحه إال بأمر من السلطان و بمعرفة هيئة من كبار موظفي
5
الدولة.
عمر صداقي ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة ،معهد العلوم 1
كان توزيع األراضي في العصر القديم بين األسر و العشائر ،و قد أصبح في العصور
الوسطى موزع بين األسياد و اإلقطاعيين ،حيث تغير وضع األرض من مصدر للرزق في
األسرة إلى مظهر من مظاهر السلطة في النظام اإلقطاعي ،و لهذا كان انتقال األراضي من
شخص إل آخر مرهون بموافقتهم منعا لتسربها للغرباء ،و كانت هذه الموافقة تتم وفقا إلجراءات
صعبة ،تحولت مع الزمن إلى وسيلة لشهر االنتقال و إعالنه و حماية المشتري من الغش
1
واالحتيال.
بعد زوال سلطة اإلقطاعيين و تحرر انتقال الملكية العقارية من القيود و اإلجراءات
الشكلية ،فأصبحت الملكية تنتقل بمجرد االتفاق و التراضي بين الطرفين ،مما خلق حالة من
عدم االستقرار بسبب الغش الناتج عن بيع العقار ألكثر من مشتري أو التصرف في ملك
الغير ،مما أدى إلى إحجام المؤسسات المالية عن اإلقراض .فسعت العديد من بلدان العالم
إيجاد نظام شهر عقاري يضمن حماية للتعامالت العقارية ،و من أهم هذه الدول بروسيا ،فرنسا
و استراليا
-0في بروسيا :و تعتبر بروسيا أول دولة تأخذ بهذا النظام في 31جانفي ،0102حين
اصدر ملكها "فريديريك الثاني" نظاما ينشأ بموجبه سجالت عقارية ذات صحائف متعددة
حيث تخصص كل صحيفة للعقار موضوع التصرف و ليس للمالك ،كما لم تكن لهذه القيود قوة
ثبوتية إال بعد صدور قانون 10ماي 0013حين أصبحت التصرفات العقارية غير صحيحة
و غير نافذة حتى بين المتعاقدين إال من تاريخ قيدها في الصحيفة العينية للعقار ،وقد فرض
القانون البروسي مثول المتعاقدين أمام القاضي العقاري و التصريح علنا عن إرادتهما المتبادلة
2
بالبيع و الشراء ،فيصدر القاضي ق ار ار بتدوين التصريح.
-3في فرنسا :أما في فرنسا فقد اعتمد المشرع نظام الشهر العقاري بموجب القانون الصادر
في 32مارس ،0000حيث يقضي هذا القانون بضرورة تسجيل العقد بمجرد االحتجاج به
2
كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .20
17
على الغير ،دون أن يعطي للعقد المسجل قوة مما يبقيه عرضة لطلب اإللغاء أو اإلبطال
وبسبب ذلك تبقى الملكية تعاني من عدم االستقرار.
و من أجل تنظيم الملكية العقارية أصدر المشرع الفرنسي مرسوما بتاريخ 21ماي 0070
شكلت بموجبه لجنة من خارج البرلمان ،أوصت بعد دراسة استمرت حتى سنة 0710باعتماد
نظام السجل العيني ،إال أن الدولة لم تأخذ بهذا النظام لما يتطلبه من تكاليف باهظة إضافة
إلى معارضة الكتاب العدول الذين كانوا يهيمنون على المعامالت العقارية ،و قد أخذت فرنسا
1
بالنظام الشخصي بموجب قانون 10مارس 0700ثم بقانون 32أكتوبر .0730
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الفرنسي قد أدخل النظام العيني بموجب مرسوم 12جانفي
،0700حيث أصبحت للعقارات سجالت إلى جانب السجالت الهجائية ألصحاب الحقوق
2
العقارية.
-2في استراليا :و في أستراليا كان للسيد "روبرت ريشار تورانس" الذي كان يشغل وظيفة
مراقب في مصلحة الجمارك دور كبير في إرساء نظام الشهر العقاري العيني ،حيث الحظ أن
أراضي كثيرة كانت تمنحها الحكومة تصل ألصحابه بطريقتين ،إما منحة من الحكومة أو
بطريقة عادية مثل البيع و الهبة و الوصية ،و كانت الحكومة تقيد أسماء من تمنحهم األراضي
و في حالة النزاع ،تتمكن من معرفة المالك الحقيقي ،أما في حالة نزاع قائم على عقار لم تمنحه
الحكومة ،فإنها تكون عاجزة عن تحديد أصحاب العقارات الغير مسجلة عندها ،فحاول
االستفادة من النظام الذي كان يستعمل في تسجيل السفن ،و الذي كان ناجعا في تحديد
صاحب السفينة ،و يعتمد هذا النظام على قيام مهندس مساح محلف بتسجيل العقارات في
سجل خاص ،و يتم تسجيل التصرفات الواقعة عليها ،و ذلك بتخصيص كل مدينة أو قرية
تكون مرك از للتسجيل العقاري بسجل يعرف بالسجل العقـاري و تخصص في ذلك السجل
صفحتان لكـ ـ ـل عقـ ـ ـ ار ،تحتويان على ما يعرف "بالصحيفة العينية العقارية " ،على أن يعطى
2
كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .22
18
المالك صورة من هذه الصحيفة تعرف " بسند الملكية " ،هذا السند يتضمن جميع المعلومات
1
الموجودة بالسجل العقاري ،و يطبع على ظهر هذا السند خريطة للعقار.
وتسجل كل تعديل أو تغيير يط أر على حالة العقار في الصحيفة العينية وينقل لسند
الملكية لكي يكون لها القوة القانونية الثبوتية ،أما التعديالت الغير مسجلة فال أثر قانوني لها
وقد سهل "تورانس" إجراءات نقل الملكية و سائر الحقوق العينية العقارية ،إذا أراد المالك أن ينقل
الملكية لشخص آخر مثال ،وجب عليه و على من ستنتقل إليه أن يمأل نموذجا مطبوعا ،وأن
يوقعا هذا النموذج بحضور أمين السجل العقاري الذي يقوم بعد التثبت من صحة اإلمضاء
وأهلية المتعاقدين بتسجيل الملكية على اسم من انتقلت إليه في الصحيفة العينية للعقار وفقا
لمضمون العقد ،ثم ينقله على سند الملكية بعد أن يلغي القيود السابقة المعارضة للقيد الجديد
وتتمتع قيود الصحيفة العينية بقوة ثبوتية تامة يصبح صاحب الحق فيها في مأمن من كل
دعوى أو منازعة ،باستثناء دعوى إبطال التسجيل الحاصل نتيجة الخداع الذي رافق عملية
المسح العقاري ،وباستثناء كذلك دعوى االسترداد التي يقيمها من يحمل سندا سبق تسجيله فمثال
إذا بيع العقار مرتين ،فإن صاحب الحق المسجل أوال يفضل على صاحب الحق الالحق
ودعوى االسترداد التي يقيمها صاح بالحق األول ،إنما ترمي إلى اإلبقاء على قوة القيد الذي
2
بموجبه تحصل هذا األخير على سند ملكيته.
الفرع الثاني:
لدراسة تطور نظام الشهر العقاري في الجزائر ،ال بد أن نميز بين مرحلتين تاريخيتين
هما :مرحلة ما قبل االستقالل(أوال) و تشمل مرحلة حكم الدولة العثمانية و مرحلة االحتالل
الفرنسي ،و مرحلة ما بعد االستقالل (ثانيا).
1زهدي يكن ،السجل العقاري في لبنان و العالم ،الجزء الثاني ،دار الثقافة ،بيروت ،0723 ،ص .21
2حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .20
19
أوال :مرحلة ما قبل االستقالل
لقد مرت الجزائر مثلها مثل بقية دول العالم بالفترة القبلية البدائية التي انعدمت فيها
القوانين و األنظمة ،و كانت مصلحة األقوياء هي التي تفرض منطقها ،و بقي األمر على هذا
الحال إلى ان جاء الفتح اإلسالمي حيث طبقت احكام الشريعة اإلسالمية في المعامالت
العقارية ،و عند استالم العثمانيين مقاليد الحكم ،أدخلوا نظام يمزج بين احكام الشريعة و التقاليد
التركية ،إلى أن أحتلت الجزائر سنة 0021من طرف المستعمر الفرنسي الذي حاول فرض
1
مجموعة من التدابير التي تساعده على بسط سيطرته على الجزائر.
و يمتد العهد العثماني من سنة 0000م إلى غاية سنة 0021م ،و قد كانت الج ازئر
تتمتع باستقاللية في تسيير شؤونها الداخلية و الخارجية أحيانا ،و تميز النظام القانوني المطبق
بتنوعه ،حيث ساد تطبيق الشريعة اإلسالمية من خالل المذهب الحنفي في المناطق التي تعرف
تواجدا مكثفا لألتراك ،و المذهب المالكي في المناطق التي يتواجد بها العرب ،هذا إلى جانب
األعراف البربرية التي بين السكان البربر كالقبائل ،و األعراف اإلسرائيلية التي كانت تطبق بين
2
الجالية اليهودية.
أما فيما يخص النظام العقاري فقد صنفت التشريعات العقارية العثمانية األراضي إلى عدة
أصناف ،حيث كان هذا التصنيف بمثابة تحديد لطريقة تملك العقار:
أ) أراضي الموات :و هي األراضي الغير مستغلة و ال يحوزها أي مالك ،لكونها غير
صالحة للزراعة أو بعيدة عن المناطق العمرانية ،و هي نظريا في حيازة للدولة ،وال تتحول إلى
3
ملكية خاصة أو مشاعة و ال يحق للدولة أن تضع يدها عليها إلى بعد إحيائها أو استغاللها.
ب) أراضي الملك :و هي األراضي التي يتمتع أصحابها بجميع السلطات التي تخوله حق
الملكية ،و كانت هذه األراضي كثيرة االنتشار داخل المدن الكبرى و حواشيها ،و المناطق
1
عمر صداقي ،المرجع السابق ،ص .03
2
عمر صداقي ،المرجع نفسه ،ص .02
سماعين شامة ،النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ،دار هومه ،الجزائر ،3112 ،ص.17 3
20
الجبلية كمنطقة القبائل و منطقة جبال األوراس ،كما تشمل مناطق الواحات في الصحراء
1
وبعض مناطق السهول.
ج) أراضي العرش :هي ملكيات مشاعة ،تسير بنظام االنتفاع بين أفراد القبيلة أو العرش أو
الدوار بعد استحواذهم عليها و إقرار الحكام األتراك لهم بذلك ،بغرض الحصول على تأييد شيوخ
2
العشائر و رؤساء الزوايا ،و تتولى الحكومة ضبط كيفية االنتفاع و شروطه.
حيث يقوم سكان القبيلة أو العرش أو الدوار باستغالل تلك األراضي جماعيا من خالل
تخصيص كل بيت أو أسرة ما يمكن أن تستغله من األرض حسب إمكاناتها ،مع ترك جزء من
األرض لالستغالل الجماعي ،و كان شيخ الدوار أو العشيرة يقوم بتسليم األراضي الغير مستغلة
من أصحابها لشخص آخر يتولى االنتفاع منها.3
د) أمالك الدولة (أراضي البايليك) :و هي األراضي العائدة للحكام و كانت تشغل مساحات
4
واسعة نتيجة المصادرة و االستحواذ ،و تتمركز في أخصب المناطق و أهمها.
ه) األمالك الوقفية (أراضي الحيبوس) :و هي األمالك التي حبست ألعمال الخير و البر
و ال يجوز تغيير هذه الطبيعة ،و قد انفرد الفقه اإلسالمي بهذا النوع من األراضي ويصنف إلى
حبس عام و حبس خاص ،فالحبس العام أو الوقف الخيري يعود مردوده للمصلحة العامة وفق
المذهب المالكي السائد بالجزائر ،أما الحبس الخاص أو أراضي الوقف األهلي فهي األراضي
التي يحتفظ من حبست من أجله بحق االنتفاع بها حسب ما نصت عليه وثيقة الحبس وفقا
للمذهب الحنفي الذي أصبح له اتباع بعد مجيء األتراك.
أما المناطق الصحراوية فكانت مقسمة إلى أراضي الواحات و التي كانت تسقى بصفة
منتظمة طيلة السنة و يطلق عليها اسم األراضي الحية ،و هي تدخل ضمن أراضي الملك ونوع
آخر يسمى أراضي الجلف و هي األراضي التي تسقى بمياه األمطار و هي أراضي ذات ملكية
5
جماعية.
1
سماعين شامة ،المرجع السابق ،ص ص .00-01
ليلى طلبة ،الملكية العقارية الخاصة وفقا ألحكام التشريع الجزائري ،دار هومه ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،عام ،3103ص 2
.02
3
Amar Aloui, op-cit , p 38.
4
ليلى طلبة ،المرجع السابق ،ص .02
5
Mohand Tahar Alloum, Le régime foncier en Algérie, Impression Moderne, Algérie, 2005, p
21.
21
يذ كر أن عملية المسح عرفت في العهد العثماني أثناء حكم السلطان "سليمان القانوني"
الذي عين لجنة لمسح األراضي سنة 0213م ،و بعد إنهاء اللجنة ألعمالها سلمت سندات
1
للمالكين تحوز قوة ثبوتية مطلقة.
-2مرحلة االحتالل الفرنسي:
تميزت هذه المرحلة بمحاولة استيالء المستعمر الفرنسي على أراضي الجزائريين بشتى
الطرق و الوسائل ،فأضطر إلى إصدار ترسانة من القوانين و األوامر التي تساعده لتحقيق
هدفه ،خاصة و أنه وجد نظام قانوني غريب عنه يتمثل في قواعد الشريعة اإلسالمية و القواعد
العرفية ،و أهم هذه القوانين:
أ) المرسوم المؤرخ في 80سبتمبر :1038و الذي يحدد ملكية الدولة ،حيث تم بموجبه
إعطاء الحق للسلطات االستعمارية الفرنسية في االستحواذ على أمالك موظفي اإلدارة التركية
السابقة و بعض األعيان من الكراغلة و الحضر ،باإلضافة إلى إدخال أراضي البايليك في
2
األمالك العمومية.
ب) التمليك عن طريق األمرين الصادرين في 81أكتوبر 1011و 82جويلية :1011
و يتعلق األول برفع كل اعتراض على أموال الحبوس ،و إخضاع المنازعات المتعلقة بها
للمحاكم الفرنسية ،و الثاني يعتبر األراضي الغير مملوكة ألشخاص معينين بدون مالك وبالتالي
تؤول ملكيتها للدولة الفرنسية ،و كان الغرض من هذين األمرين االستيالء على أراضي الحبوس
و أراضي المواطنين الذين ال يملكون عقود ملكية على اعتبار أن أغلب األراضي كانت تستغل
3
بصفة جماعية.
ج) القانون المؤرخ في 11جوان :1011و قد حدد طبيعة الملكية العقارية في الجزائر
ويعتبر اول قانون ميز بين القانون الدومين العام و الدومين الخاص للدولة ،و ذلك من أجل
خدمة مصالح المعمرين ،فتضمن هذا القانون قاعدة قابلية التصرف لألمالك الخاصة للدولة
4
والتي أدمجت ضمنها ثروة كبيرة ،و من ثم تحويلها للمعمرين.
1
كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .02
2
ليلى طلبة ،المرجع السابق ،ص .00
3عبد الحفيظ بن عبيدة ،إثبات الملكية العقارية و الحقوق العينية العقارية في التشريع الجزائري ،دار هومه ،الجزائر ،الطبعة
السابعة ،3100 ،ص ص .01-7
4سماعين شامة ،المرجع السابق ،ص ص .02-03
22
د) القانون المؤرخ في 23مارس 1011المتعلق بالشهر العقاري :و الذي يقضي بإشهار
1
العقود الناقلة للملكية العقارية أو المترتبة عليها ديونا أو أعباء حتى تكون حجة على الغير.
ه) القانون المؤرخ في 21أفريل 1013لسيناتوس كونسيلت ):(Sénatus Consulteهذا
القانون مستوحى من اإلمبراطور نابليون الثالث و الخاص بتقسيم أراضي العرش بين سكان
القبائل لتصبح ملكا لألفراد ،و بالتالي ضمان تحويلها للمعمرين األوروبيين بواسطة تنازالت
فردية ،حيث يمكن إلزام المالك ببيع عقاره عن طريق الضغط و التهديد و التفقير أو التحايل
2
األمر الذي يصعب تحقيقه في ظل الملكية الجماعية.
و) القانون المؤرخ في 21جويلية ( 1083مشروع ورنر :)Warnierو تضمن هذا
القانون إقامة األمالك العقارية و صيانتها في األوطان الجزائرية ،و يهدف إلى إخضاع الملكية
العقارية في الجزائر للقانون الفرنسي ،حيث نصت المادة األولى منه على " :إن تأسيس الملكية
العقارية في الجزائر و حفظها و االنتقال التعاقدي للملكيات و الحقوق العقارية مهما كان
3
أصحابها تخضع للقانون الفرنسي".
ز) القانون المؤرخ في 11فيفري :1088يمثل نوعا من التطهير ألراضي العرش
4
والملك ،و ذلك بإجراء التحقيقات الجزئية ثم تسليم العقود للمالك.
ح) القانون المؤرخ في 81أوت :1821جاء مكمال للقانون المؤرخ في0071/13/02
وعممه على كام ل التراب الوطني بما فيه الصحراء ،و أتى بما يسمى بالتحقيقات الكلية أو
5
الجماعية ،و قاعدة أو أساس هذا القانون هو قانون سيناتوس كونسيلت المشار إليه أعاله.
ط) المرسوم المؤرخ في : 1811/81/21و يهدف إلى تهيئة العقارات و تشجيع التبادل
الودي بغية تنظيم و تشجيع الملكية ،الهدف الساسي و الخفي من وراء هذا المرسوم هو تجميع
6
الملكية في يد األوروبيين دون ذكره صراحة.
ي) األمر المؤرخ في 1818/81/83المتعلق بمسح األراضي :و الغرض منه تحديد
وتنظيم الملكية عن طريق المسح و إثبات حقوق الملكية العقارية و إنشاء مخططات و رسوم
1حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقارية ،دار هومه ،الجزائر ،3102 ،ص .71
2
عبد الحفيظ بن عبيدة ،المرجع السابق ،ص .01
3
ليلى طلبة ،المرجع السابق ،ص .02
4
المرجع نفسه ،ص .01
5
المرجع نفسه ،ص .01
6
ليلى طلبة ،المرجع السابق ،ص .01
23
بيانية لتحديد الملكية ،و قد ترتب عن هذا القانون نوعين من السندات ،و هي السندات المحررة
و المسلمة إثر إجراءات التحقيقات الكلية التي تمت وفقا لقانون ،0012/11/32و هو النوع
الموجود بكثرة و يتعلق بعدد هام من المناطق ،و السندات المحررة و المسلمة وفقا للقانون
0071/13/02و قانون ،0732/10/12و هذه السندات تعطي نفس التوضيحات المشار
إليها أعاله ،ألنها تتضمن باإلضافة إلى ذلك ،ملكية العقار المحقق في مواجهة الجميع بعد
1
انتهاء اإليداع.
ك) المرسوم رقم 1188/18المؤرخ في 21أكتوبر :1818لقد جاء هذا المرسوم مطابقا
لمرسوم 33/00المتضمن نظام الشهر العقاري في فرنسا ،و الذي أحدث تغيير جدري على
المستوى بوضع العديد من اإلجراءات و الضوابط التي تضمن تطابق المعلومات المقيدة في
الوثائق العقارية ،و بالتالي ضمان إنشاء فهرس عقاري دقيق ،كما ألزم إخضاع بعض العقود
2
لعملية الشهر العقاري.
ل) المرسوم رقم 11/12المؤرخ في 1811/81/10المتضمن إصالح نظام الشهر
العقاري الجديد :و الذي طبق ابتداء من 0720/12/10عبر كامل التراب الوطني ،باستثناء
3
واليتي الواحات و الساورة آنذاك.
و بالتالي تحول نظام الشهر العقاري في الجزائر من النظام الشخصي إلى النظام العيني
و قد كان هذا التحول مجرد تحول نظري ألن قانون 0707لم يطبق في الجزائر إلى غاية
4
االستقالل.
إن عملية اإلصالح العقاري التي حاول االستعمار الفرنسي تطبيقها لم يكتب لها النجاح
لكونها تهدف إلى إخضاع النظام العقاري الجزائري للقانون الفرنسي ،إضافة إلى عدم استقرار
1
عبد الحفيظ بن عبيدة ،نفس المرجع ،ص ص .00-01
خالد رامول ،المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري ،قصر الكتاب ،الجزائر ،3100 ،ص .31 2
3
حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .012
4
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .22
24
البالد بسبب اندالع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر ،0702مما أدى إلى بروز نظام هجين
1
اتسم بالتعقيد ،و بروز وضعية قانونية عقارية غامضة بعد االستقالل تتلخص فيما يلي:
بعد االستقالل و لتفادي الفراغ القانوني لم تجد الجزائر بدا من تمديد العمل بالقوانين
الفرنسية إال ما كان منها مخالفا للسادة الوطنية ،و هذا بموجب القانون رقم 002/23 :المؤرخ
في ،20723/03/20 :و في ظل حالة الغموض التي خلفها االستعمار ،كان من الطبيعي أن
تعتمد الجزائر نظام الشهر الشخصي ،إلى أن صدر األمر 12/10المؤرخ في0710/00/03 :
و المتضمن إعداد سح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري.
عمدت السلطات الجزائرية غداة االستقالل إلى اتخاذ التدابير الالزمة لحماية الملكية
العقارية و الحفاظ عليها ،بدأ باجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية بطرابلس في جوان
0723الذي أكد على جملة من المبادئ أهمها:
و نفس هذه المبادئ تم تأكيدها في الج ازئر سنة 0723من خالل ما صدر من أوامر
ومراسيم تهدف إلى تنظيم و تسيير األمالك الشاغرة التي تركها المستعمر 3،و من أهمها نذكر:
1
Amar Aloui, op-cit, p p 67-68.
2
المادة األولى من القانون رقم ،002/23المؤرخ في .0723/03/20
3
خالد رامول ،المرجع السابق ،ص ص .37-30
25
أ) األمر رقم 28/12المؤرخ في 21اوت 1812المتعلق بحماية و تسيير األمالك
الشاغرة :و قد صدر هذا األمر للمحافظة على األمالك الشاغرة التي نتجت عن الهجرة
الجماعية للفرنسين 1،و تاله في نفس السنة المرسوم رقم 12/23المؤرخ في 0723/01/32
والذي يمنـع كــل المعامالت المنقولة و الغير منقولة التي يكون موضوعها األمالك الشاغرة
حيث ورد في المادة األولى من هذا المرسوم أنه تعتبر باطلة كل المعامالت المبرمة بعد
،0723/11/10كما فرض على كل الجزائريين الذين اشتروا من الفرنسين تسجيل عقودهم في
البلدية خالل خمسة عشرة يوما من تاريخ نشر اإلعالن تحت طائلة البطالن.
ب) األمر 81/88المؤرخ في 1888/12/11المتضمن تنظيم مهنة التوثيق :لقد بدأ
العمل به ابتداء من الفاتح جانفي 0710و قد نص ص ارحة على شرط الرسمية في العقود
الواردة على الحقوق العقارية حيث جاء في المادة 03منه ":زيادة عن العقود التي يأمر القانون
بإخضاعها إلى شكل رسمي يجب ،تحت طائلة البطالن تحرير العقود التي تتضمن ملكية عقار
2
أو حقوق عقارية في شكل رسمي ويجب دفع الثمن لدى الضابط العمومي الذي حرر العقد".
ج) األمر رقم 73/71المؤرخ في 08نوفمبر 1971المتعلق بالثورة الزراعية :بصدور
قانون الثورة الزراعية بموجب األمر رقم 12/10المؤرخ في 3،0710/00/10ظهرت بوادر
انتهاج نظام عقاري جديد ،حيث تم استحداث صندوق وطني للثورة الزراعية يتكون من
األراضي ا لزراعية أو المعدة للزراعة ،كما تم اإلعالن عن تأسيس خزانة للبطاقات العقارية على
مستوى كل بلدية ،إال أنه لم ينص على الهيئة المكلفة بذاك 4،و تاله المرسوم رقم 23/12
المؤرخ في 0712/10/10المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة ،إذ بموجبه سلمت شهادات
ملكية سجلت و أشهرت مجانا ليستفيد منها األشخاص الذين لم تكن لديهم من قبل شهادات
مثبتة للحقوق.
حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقاري ،المرجع السابق ،ص .011 1
2
كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .23
المواد 32-00من األمر رقم ،12/10المؤرخ في ،0710/00/10المتعلق بقانون الثورة الزراعية ،الجريدة الرسمية 3
1
المواد 12و ،11من األمر رقم ،32/12المؤرخ في ،0712/13/31المتعلق باالحتياطات العقارية البلدية ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،07المؤرخة في ،0712/12/10ص .370
2
المادة ،172من األمر رقم .00/10
27
المبحث الثاني:
تستخدم مختلف دول العالم نظام الشهر العقاري كوسيلة لحماية الملكية العقارية ،إال أنها
لم تسلك في سبيل تحقيق هذا الهدف سبيال واحدا ،و قد نتج عن ذلك نظامان للشهر العقاري
هما نظام الشهر الشخصي و نظام الشهر العيني ،نظام يعتمد على القيد بأسماء األشخاص
المالكين و هو نظام الشهر الشخصي و نظام يعتمد على العقار كأساس لعملية القيد في
السجل العقاري هو نظام الشهر العيني.
سنحاول في هذا المبحث التطرق لنظام الشهر العقاري الشخصي في المطلب األول
ونظام الشهر العقاري العيني في المطلب الثاني.
المطلب األول:
نظام الشهر الشخصي هو النظام الذي تبنته فرنسا و معظم البالد الالتينية كبلجيكا
وايطاليا ،ويعتبر أول نظام للشهر العقاري ظهر في العصر الحديث ،و يرجع سبب ظهوره إلى
الحاجة إلى تحصيل الضرائب ،حيث سعت الدول الالتينية إلى تسجيل أصحاب األمالك
العقارية في سجل الضرائب في الخانة األولى ،ثم العقارات في الخانة الثانية ،و ذلك إلحصاء
األمالك العقارية لتسهيل تحصيل الضرائب ،فأصبح شهر الحقوق العقارية في هذه الدول يتم
1
بطريقة شخصية مستوحاة من نظام الضرائب الشخصي.
الفرع األول:
يعرف نظام الشهر العقاري الشخصي على أنه ذلك النظام الذي يعتمد في إعالن
التصرفات العقارية على أسماء األشخاص القائمين بها و ليس طبقا للعقار ،و من هنا جاءت
تسمية هذا النظام بنظام الشهر الشخصي ،حيث تتم عملية الشهر في نوعين من السجالت
1
عمر بوحالسة "،تقنيات مراقبة العقود الخاضعة لإلشهار" ،مجلة الموثق ،العدد ،03الغرفة الوطنية للموثقين ،3110 ،ص
.33
28
سجل يمسك حسب الترتيب الزمني لتقديم العقود المتضمنة معامالت عقارية إلجراء الشهر
وسجل يمسك حسب الترتيب األبجدي ألسماء كل األشخاص القائمين بمختلف التصرفات
1
العقارية.
و تعتبر فرنسا أحد أهم الدول التي اعتمدت نظام الشهر الشخصي ،فقبل اإلصالحات
التي أدخلها المشرع الفرنسي سنة ،0700كان هذا النظام يتصف بالصفات التقليدية التالية:
-0أن عملية التسجيل يقوم بها موظف إداري عادي ،ليست لديه أي سلطة قانونية على
األعمال المطلوب تسجيلها ،أي أن التسجيل يتم على مسؤولية أصحاب العالقة.
-3عملية التسجيل غير إلزامية.
-2نظام الشهر الشخصي ال يجعل من التسجيل شرطا إلنشاء الحق أو إيجاده أو نقله أو
إنهائه ،فالهدف منه فقط هو إعالم الغير بوجود الحق.
-2أن أساس التسجيل في هذ ا النظام هو الشخص أي صاحب الحق المطلوب قيده ،وليس
2
العقار الجاري عليه الحق.
و بناء على هذه الصفات فإن نظام الشهر العقاري العيني ينشأ في البلد الواحد سجل عام
أو سجالت في مراكز األقاليم يرصد بها كل تصرف منشئ حقا عينا عقاريا ،و يتم تسجيله
باسم المتصرف األخير ،فتوضع لهذا السجل فهارس منظمة بأسماء المتصرفين 3،و يعتبر اسم
كل شخص محل اعتبار ،فال يعتمد على مواصفات العقار محل التعامل ،و إنما ينظر إلى
4
الهوية الكاملة لألشخاص المالكين و الذين تعاملوا فيه.
فإذا أراد شخص ما معرفة الوضعية القانونية لعقار معين ،فعليه االتجاه صوب مصالح
الشهر العقاري مرفق باالسم الكامل لصاحب العقار ،أين يتم البحث عن هذا االسم في
السجالت المعدة للشهر ،فإذا تم إيجاده فهذا معناه أنه مازال مالكا لهذا العقار ،أما إذا لم يجد
1
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .02-00
2جورج ن شدراوي ،الوجيز في التحديد و التحرير و السجل العقاري ،المؤسسة الحديثة للكتاب لبنان ،الطبعة الثالثة3101 ،
ص ص .01-02
عبد الحميد الشواربي ،إجراءات الشهر العقاري في ضوء القضاء و الفقه ،منشأة المعارف باإلسكندرية ،مصر ،0777 ،ص 3
.12
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .02 4
29
اسمه ،فإن ذلك دليل على أنه تصرف في العقار ،و بالتالي سيتم تسجيل العقار باسم المالك
الجديد ،و بالتالي صاحب المصلحة ال يمكنه معرفة سوى الشخص الذي تعامل في العقار ،وال
1
يمكنه معرفة ما أثقل العقار من حقوق.
و في البالد التي تأخذ بنظام السجل الشخصي ،يتسع نطاق اكتساب ملكية العقار بوضع
اليد ،حيث أن تسجيل التصرفات و الحقوق باسم األشخاص ،يتيح شهر التصرفات التي تصدر
من غير المالك الحقيقي ،و بالتالي ال يعتبر التسجيل الشخصي دليال قاطعا على ملكية
المتصرف إليه للعقار ،و ال يجوز التمسك بهذا التسجيل أمام الغير الذي اكتسب ملكية العقار
2
بالتقادم.
و استنادا لما سبق قد يتصرف أحد األشخاص غير المالك الحقيقي للعقار بالبيع ،ويسجل
هذا التصرف باسمه في السجالت المخصصة للشهر ،و إذا تصرف المالك الحقيقي للعقار
بنفس التصرف ،فيسجل هذا التصرف أيضا باسمه ،و يكون حينئذ لنفس العقار تصرفان
3
مختلفان أو أكثر ،و بالتالي يكثر بيع ملك الغير.
الفرع الثاني:
مما سبق نستخلص أن نظام الشهر الشخصي يقوم على المبادئ التالية:
-1أن نظام الشهر الشخصي يرتكز على أسماء األشخاص الذين تصدر عنهم التصرفات
4
العقارية الواجبة الشهر.
-2ليس لنظام الشهر الشخصي أي قوة ثبوتية ،حيث أن التصرفات التي يتم شهرها ال
تخضع للتدقيق و الرقابة من الموظف المسؤول عن عملية التسجيل ،و يتم إشهارها حتى وان
كانت قابلة لإلبطال أو الفسخ حتى بعد شهرها ،مما يترتب عنه قاعدتين أساسيتين هما:
1
عبد الحميد الشواربي ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
2
خالد عدلي أمير ،أحكام و إجراءات شهر الملكية العقارية ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،الطبعة األولى ،3102 ،ص ص
.22-22
مجيدخلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .02 3
4
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .02
30
أ) أن الشخص ال يملك إال ما ملك ،فال يمكنه التصرف في حق عيني إال إذا كان هو
مالكه ،فقد يقوم شخص ببيع عقار لشخص آخر ،ثم يدعي شخص ثالث ملكية هذا العقار سواء
بسند صحيح أو ألنه يدعي ملكيته بالتقادم ،فيطلب استرداد العقار ،و هنا ال يحول شهر عقد
1
البيع دون االسترداد.
ب) أن الشخص ال يستطيع أ ن ينقل لغيره أكثر مما يملك هو ،و بالتالي ال يمكن أن يطهر
الشهر الشخصي العيوب التي قد تشوب الحق موضوع التصرف ،فعلى سبيل المثال من ينقل
حق قابل للفسخ أو اإلبطال ،يبقى هذا الحق مهددا بكل الدفوع أو الطعون التي كان يمكن
2
االحتجاج بها في مواجهة المتصرف.
عدم تمتع نظام الشهر الشخصي بأي قوة ثبوتية تعد أحد أهم االنتقادات التي وجهت
لنظام الشهر الشخصي.
الفرع الثالث:
من خالل تعريف نظام الشهر الشخصي و بيان مبادئه ،يمكن أن نستنتج مزاياه (أوال)
وعيوبه (ثانيا).
يظهر لنا من خالل تعريف نظام الشهر الشخصي و من أن نظام الشهر الشخصي يؤدي
دوره في إعالم الجمهور بوقوع تصرفات عقارية معينة ،إال انه يحوي مساوئ عديدة أهمها:
-1قيام عملية الشهر العقاري على اسم المتصرف ،تجعل المشتري ال يعرف إال اسم
الشخص المتصرف في العقار دون معرفة األعباء التي ترد عليه ،مما يجعل عملية البحث عن
3
الملكيات العقارية للمواطنين صعبة خاصة في حالة تشابه األسماء.
1
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص 01
2
جمال بوشناقة ،المرجع نفسه ،ص .00
3
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .02
31
-2إن هذا النظام ال يعطي للمتصرف إليه أي ضمانة بثبوت الحق المتصرف فيه بصفة
نهائية ،بل هو معرض للمنازعة في أي وقت ،و بالتالي ال يعطي لراغبي التعامل مع المتصرف
إليه أي ثقة بأنه صاحب موضوع التصرف المشهر لصالحه.
-3إن التحري عن حالة عقار معين يقضي أن يكون المستكشف عارفا و متحققا من االسم
الكامل للملك الحقيقي للعقار خالل مدة الكشف عنها ،أي أن يكون الطالب قد أطلع على
الوثائق ملكية من يريد التعامل معه و فحصها و التحقق من سالمتها خالل مدة ال تقل عن
1
00سنة و هي مهمة شاقة.
-1يبرز في هذا النظام احتمال وجود عدة سندات لملكية عقار واحد ،و يحدث هذا عندما
يتصرف شخص ما في عقار معين معتقدا أنه المالك الحقيقي إلى شخص ثان ،ثم يفاجئ
بشخص ثالث يدعي ملكية العقار بسند صادر عن المالك الحقيقي.
-1إن المالكين في نظام الشهر الشخصي مهددين بضياع ملكيتهم بالتقادم المكسب ،بسبب
ظهور من يدعي ملكية العقار بالتقادم ،إضافة إلى ذلك قد ال يشهر الحائز ملكيته المكتسبة
بالتقادم و بالتالي نكون بصدد مالكين لعقار واحد ،مالك خفي و هو الحائز ،و مالك ظاهر هو
الثابت اسمه في سجالت مصالح الشهر.
-1إن التصرفات العقارية في نظام الشهر الشخصي قابلة للطعن ،فهي مهددة بالزوال ،مما
2
يهدد استقرار الملكية العقارية.
-8إن لعيوب و مساوئ نظام الشهر الشخصي ،أث ار سلبيا على التطور االقتصادي
واالجتماعي للدول ،و ذلك راجع لعدم التحديد الدقيق للعقارات ،مما يجعلها تتنافى مع وثائق
مسح األراضي ،مما يؤدي إلى تغير ألسماء المالكين ألسباب مختلفة ،منها إجراء القسمة
العقارية ،اكتساب الملكية بالتقادم المكسب ،الميراث ،مما يخلق عدم استقرار في الملكية العقارية
و بالتالي عدم االئتمان في المعامالت العقارية ،و بالتالي فإن نظام الشهر الشخصي عاجز
3
عن تحقيق الغرض الذي من أجله تأسس الشهر العقاري.
1
عبد الحميد الشواربي ،المرجع السابق ،ص ص .10-12
2
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .30-31
3مجيدخلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .02-00
32
ثانيا :مزايا نظام الشهر الشخصي
رغم كثرة العيوب و المساوئ الموجودة في نظم الشهر الشخصي ،إال أنه ال يخلو من
المزايا نذكر منها:
-1إن مجرد شهر التصرفات يعد قرينة على ملكية العقار من طرف الشخص الذي سجل
التصرف ،حتى و إن كانت هذه القرينة بسيطة و قابلة إلثبات العكس ،مما يعني أن هذا النظام
يؤدي دوره في إعالم الجمهور بوقوع تصرفات عقارية معينة ،كما أن الدفع بتعدد سندات
1
الملكية فيه الكثير من المبالغة ،فغالبا ما يكون المتصرف في العقار هو المالك الحقيقي له.
-2إن إجازة الطعن في التصرفات المشهرة تعد حماية للمالك الحقيقي من تصرف الغير في
2
ملكه.
-3إن هذا النظام ال يتطلب عملية مسح األراضي العام ،هذه العملية تكلف مبالغ مالية
3
باهظة ال يسع الكثير من الدول تحملها.
يتضح مما سبق أن نظام الشهر الشخصي ال يصلح أن يكون نظاما للشهر العقاري
يحقق القدر الكافي من االئتمان في المعامالت العقارية ،مما أدى إلى ظهور نظام آخر هو
نظام الشهر العيني.
الفرع الرابع:
بتفحص التطور التاريخي لنظام الشهر العقاري في الجزائر ،نجد أن المشرع الجزائري بعد
االستقالل مباشرة اعتمد نظام الشهر الشخصي ،و هذا لعدة اعتبارات أهمها صدور القانون رقم
002/23المؤرخ في 0723/03/20القاضي بتمديد العمل بالقوانين الفرنسية إال ما كان منها
مخالفا للسادة الوطنية ،هذا باإلضافة لألوضاع الصعبة التي كانت تعرفها الجزائر و التي ال
4
تسمح بتبني نظام الشهر العيني.
1
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .02
2
خالد عدلي أمير ،إكتساب الملكية العقارية بالحيازة ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،دون طبعة ،ص .221
3
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .33
4
كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .20
33
و بصدور األمر رقم 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل
العقاري الذي تاله المرسومين التنفيذيين 22/12و ،23/12أعلن المشرع الجزائري عن تبني
1
النظام العيني كنظام للشهر العقاري في الجزائر.
غير أن المشرع الجزائري و وعيا منه بصعوبة تجسيد نظام الشهر العيني على أرض
الواقع ،بسبب المدة الزمنية التي تتطلبها عملية مســح األراضي ،و المبالغ الم ــالية الكبيرة التي
تستدعيها ،أقر العمل بالنظام الشخصي في المناطق الغير ممسوحة ،حيث ورد في المادة 31
من األمر " 12/10إن العقود و الق اررات القضائية التي تكون موضوع إشهار في محافظة
عقارية و التي تخص عقارات أو حقوق عينية ريفية موجودة في بلدية لم يعد فيها بعد مسح
األراضي ،تفهرس بصفة انتقالية في مجموعة بطاقات عقارية مؤقتة تمسك على الشكل الفردي
2
طبقا لكيفيات محددة بموجب مرسوم".
و المرسوم التنفيذي رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري تضمن أحكام انتقالية
في الباب السادس تتضمن صراحة تمديد العمل بنظام الشهر الشخصي ،و منها المادة 002
التي تشير إلى قيام المحافظون العقاريين بمسك بطاقات عقارية في األراضي التي لم يشملها
عملية مسح األراضي و يتم إشهارها باسم المالكين للعقارات 3،حيث جاء فيها "خالفا إلحكام
المادتين 07و 32من هذا المرسوم ،و إلى أن يتم إعداد مسح عام لألراضي في إقليم كل
بلدية ،فإنه تمسك من قبل المحافظين العقاريين بالنسبة للعقارات الريفية ،مجموعة بطاقات
عقارية مؤقتة و كلما تحصل إيداعات تفهرس مستخرجات الوثائق التي تم إشهاره حسب ترتيبها
في المحفوظات تحت اسم كل مالك.
و تتضمن مجموعة البطاقات العقارية بطاقات فردية للمالكين ،طبقا لنموذج يحد بقرار من
4
وزير المالية".
المشرع الجزائري بعد سنة ،0710و رغم صدور األمر 12/10المتضمن إعداد مسح
األراضي العام تأسيس السجل العقاري ،الذي يؤكد انتهاج الجزائر لنظام الشهر العقاري العيني
إال أنه أبقى على نظام الشهر العقاري الشخصي و أعتمده بصفة استثنائية و إلى حين استكمال
المسح العام عبر كامل التراب الوطني ،و هذا أمر طبيعي في ظل الظروف التي كانت تعرفها
الجزائر.
المطلب الثاني:
أول دولة عرفت نظام الشهر العيني هي دولة استراليا ،بفضل برنامج السيد "تو ارنس"
المتعلق بتنظيم الملكية العقاري ،و الذي تم التصويت على مشروع القانون الخاص به المقدم
*
للبرلمان في عام 0000م ،و أطلق على هذا القانون اسم قانون تورانس.
الفرع األول:
يعرف نظام الشهر العيني أيضا بنظام السجل العيني أو العقاري ،حيث تتم عملية الشهر
العقاري في هذا النظام على أساس العقارات و ليس األشخاص المالكين لها ،فتشكل ما يسمى
بالسجل العقاري الذي يمسك بحسب أرقام العقارات ،هذه األرقام تمنح للعقارات موجب عملية
مسح األراضي العام ،و يتم تخصيص بطاقة عقارية لكل عقار ،و ترتب هذه البطاقات حسب
2
األرقام الممنوحة لها أثناء عملية مسح األراضي.
1
ليلى زروقي و حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،دار هومه ،الجزائر ،طبعة ،3102ص .00
*
راجع قانون تورانس بشيء ن التفصيل في المطلب الثاني من المبحث األول في الفصل األول المعنون بنظام الشهر العقاري
في العصور الحديثة ،في أستراليا.
2عبد الحميد الشواربي ،المرجع السابق ،ص .10
35
و يقوم نظام الشهر العيني على مجموعة من المبادئ ،كما يتمتع بمجموعة من المزايا وال
يخلو من العيوب.
لذا سنحاول التطرق لمفهوم السجل العقاري و مسح األراضي ،ثم نعرج على مبادئ نظام
الشهر العيني ،و أخي ار نتعرف على مزايا و عيوب هذا النظام.
الفرع الثاني:
يقوم نظام الشهر العيني على محورين رئيسيين ،ال يمكن أن يوجد نظام الشهر العقاري
العيني إال بهما ،و هما السجل العقاري (أوال) و مسح األراضي (ثانيا).
أوال :السجل العقاري
لم يورد المشرع الجزائري أي تعريف للسجل العقاري ،إال أن المشرع المصري عرفه بأنه
"مجموعة من الصحائف التي تبين أوصاف كل عقار و تبين حالته القانونية و ينص على
1
الحقوق المترتبة له و عليه ،و تبين المعامالت و التعديالت المتعلقة به".
أما الفقه فقد أورد مجموعة من التعاريف ،منها أن " السجل العقاري يتألف من وثائق
عديدة ،يكون القيد الوارد في بعضها أكثر قوة من القيد الوارد في سواها" 2،هذا التعرف يبدو
غامضا و ال يعطي المفهوم الدقيق للسجل العقاري.
و عرفه الدكتور حسين عبد اللطيف حمدان " السجل العقاري مجموعة وثائق تبين وضع
العقار من الناحيتين المادية و الحقوقية ،بحيث يمكن لمن يراجع هذا السجل أن يعرف الحالة
الحقيقة للعقار من حيث موقعه ،مشتمالته و نوعه الشرعي ،و من حيث الحقوق العينية
المترتبة له أو عليه ،و جميع االتفاقات ،االنتقاالت و التعديالت الطارئة عليه" ،3هذا التعريف
و رغم شموليته إال أنه أهمل األساس الذي يعتمد عليه السجل العقاري.
1
عبد الحميد الشواربي ،المرجع نفسه ،ص .022
2
إدوار عيد ،األنظمة العقارية ،مطبعة المتنبي ،دون ذكر البلد ،الطبعة الثانية ،0772 ،ص .030
3
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص ص .000-001
36
أما التعريف الجامع في نظرنا هو اآلتي "السجل العقاري هو مجموعة بطاقات عقارية
تبين الوضعية القانونية للعقارات و تداول الحقوق العينية ،تمسك في كل بلدية ،و في حالة
1
مسح األراضي وجب مطابقتها لوثائق المسح بصورة مطلقة".
و من خالل هذا التعارف السابقة فإن السجل العقاري يتضمن صحيفة لكل عقار يسجل
فيها جميع ما يقع على هذا العقار من تصرفات و ما يثقله من حقوق ،و تعرف هذه الصحيفة
بالصحيفة العينية و هي تحمل رقم العقار و تتضمن بيان ماهيته و موقعه و مساحته و اسم
مالكه أو أسماء مالكيه و جميع الحقوق المترتبة له أو عليه ،بحيث يكفي لمن يريد التعامل في
هذا العقار أن يطلع على صحيفته العينية ،لكي يعرف بكل دقة كل ما يود معرفته عن هذا
العقار ،كاسم مالك العقار و التصرفات التي وقعت منه في عقاره ،و ما يثقل هذا العقار من
حقوق و أعباء ،فيقدم على التعامل و هو مطمئن ،و ال يتم التسجيل في الصحيفة العينية إال
بعد التحري عن صحة التصرفات المراد تسجيلها ،و التثبت من كل ما منع تسجيلها ،فيتم التأكد
من موقع العقار و رقمه و نوعه الشرعي و ماهيته و مساحته ،و من هوية المتصرف و أهليته
ثم من ملكيته للعقار المتصرف به ،فإذا وجد أن التصرف صحيحا جرى تسجيله ،و إذا وجد أنه
معيبا امتنع عن تسجيله ،و يشرف على هذا السجل العقاري قاضي أو موظف ،و هو الذي
2
يدقق في طلبات الشهر المقدمة و يأمر بعد الفحص و التدقيق بالتسجيل.
في الجزائر السجل العقاري يتكون من مجموع البطاقات العقارية التي تمسك على مستوى
المحافظة العقارية تحت إشراف المحافظ العقاري ،و تختلف هذه البطاقات من حيث المحتوى
*
واللون حسب طبيعة العقار.
1
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .010
2
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص ص .00-02
*
لمزيد من التفاصيل حول السجل العقاري و البطاقات العقارية راجع مسك السجل العقاري ضمن مهام المحافظة العقارية في
المبحث األول من الفصل الثاني.
37
ثانيا :مسح األراضي
و يسمى أيضا المسح العقاري ،و أساس وجود السجل العقاري في النظام العيني ،فعرفه
الدكتور عمار بوضياف بأنه "عملية فنية تتوالها السلطات اإلدارية المختصة بغرض التأكد من
1
الوضعية القانونية للعقارات على اختالف أنواعها ،و ما يترتب عليها من حقوق".
هذا التعريف اكتفى بوصف عملية مسح األراضي بالعملية الفنية و لم يحدد طبيعة العملية
الفنية التي تعتمد من األساس على عمليات القياس.
و عرفت عملية مسح األراضي أيضا بأنها" تحدد وضعية األمالك العقارية ،و موقعها
2
الجغرافي".
على عكس التعريف السابق ،فإن هذا التعريف لم يشر إلى جزء مهم من عملية مسح
األراضي و هو تحديد الحقوق العينية الواقعة على العقارات و أصحابها.
من خالل التعاريف السابقة ،يمكن اعتماد التعريف التالي" :حصر دقيق لكافة العقارات
للوقوف على موقع كل منها و مساحته و حدوده و ما ورد عليه من تصرفات حتى يمكن تدوين
3
ذلك بالصفحة المقررة للعقار بالسجل العيني".
و من خالل التعاريف السابقة يمكن تعريف عملية مسح األراضي بأنها عملية فنية وادارية
و قانونية ،فهي عملية فنية لكونها عملية ميدانية تقنية يقوم بها مهندسون و خبراء عقاريون
تعتمد على القياس ،و هي عملية إدارية ألنها تفتح على مستوى كل بلدية و تعتمد على وثائق
4
إدارية ،و هي قانونية العتمادها على أسس قانونية.
أما المشرع الجزائري فقد عرفه في المادة الثانية من األمر 12/10كما يلي" :إن مسح
5
األراضي العام يحدد و يعرف النطاق الطبيعي للعقارات و يكون أساسا ماديا للسجل العقاري".
المشرع الجزائري اكتفى في هذا التعريف بتحديد أهداف عملية مسح األراضي ،دون تقديم
تعريف دقيق لها.
عمار بوضياف ،المسح العقاري و إشكاالته القانونية ،مجلة العلوم اإلجتماعية و اإلنسانية ،العدد التجريبي ،المركز 1
3
ريم رماحي ،المرجع السابق ،ص .17
نعيمة حاجي ،المسح العام و تأسيس السجل العقاري في الجزائر ،دار الهدى ،الجزائر ،3117 ،ص .30 4
5
المادة الثانية من األمر .12/10
38
و تسعى عملية مسح األراضي إلى تنظيم اإلقليم بغرض التحكم بشكل فعال في العقار
1
من خالل تحديد مساحته و حدوده و طبيعته.
و تمر عملية مسح األراضي بجملة من اإلجراءات هي:
-1إفتتاح عملية المسح :تبدأ عمالت مسح األراضي العام المنصوص عليها بموجب
األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري ،و المرسوم
التنفيذي رقم 23/12المتضمن إعداد مسح األراضي العام بإعالن والي الوالية بانطالق عملية
مسح األراضي على مستوى بلدية معينة بموجب قرار يتم نشره في الجريدة و في مجموع
الق اررات اإلدارية للوالية المعنية و في الجرائد اليومية الوطنية ،كم يبلغ لرئيس المجلس الشعبي
2
البلدي المعني.
-2إنشاء لجنة المسح :تنشأ لجنة لمسح األراضي بموجب المادة 11من المرسوم التنفيذي
،23/12في كل بلدية بموجب قرار من الوالي المختص ،و تتضمن اللجنة أعضاء دائمين هم:
-قاض من المحكمة التي توجد بها البلدية المعنية بالمسح.
-رئيس المجلس الشعبي البلدي.
-ممثل عن إدارة أمالك الدولة.
-ممثل عن مصلحة التعمير.
-المحافظ العقاري.
-ممثل عن و ازرة الدفاع.
-مهندس خبير عقاري.
-موثق.
-ممثل عن المصالح المحلية إلدارة الضرائب المباشرة.
-مدير الفرع المحلي لمسح األراضي أو نائبه.
كما تضم اللجنة أعضاء غير دائمين هم:
-ممثل عن المصالح المحلية للفالحة.
1
المادة 12من األمر .12/10
2
المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم ،23/12المؤرخ في ،0712/12/30المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي ،رقم
،211/02المؤرخ في ،0702/03/32المتعلق بإعداد مسح األراضي العام ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية ،العدد ،21المؤرخة في ،0712/12/02ص .272
39
-ممثل عن مصالح الري.
-ممثل عن مديرية الثقافة.
1
تسهر هذه اللجنة على عملية وضع الحدود.
-3عملية التصوير الجوي :يتولى المعهد الوطني للخرائط عملية التصوير الجوي ،حيث
تعد الصورة الجوية مركز منظور مخروطي لألرض ،تشكل فيه المنطقة المعنية بالمسح بمثابة
2
مركز المنظور ،و تسلم هذه الصور إلى الوكالة الوطنية لمسح األراضي.
-1تقسيم البلدية :يتم تقسيم البلدية إلى مجموعة أقسام باالعتماد على مجموعة من
المقاييس 3،أهمها تشكيل محيط القسم من حدود ثابتة كالطرق و المجاري المائية ،و عدم تقسيم
األماكن المسماة أو جزء من إقليم متجانس كالمطار 4،ثم يقسم كل قسم إلى مجموعات مليكة
يتم ترقيمها جميعا ،حيث تنص المادة 00من نفس المرسوم " 23/12إن مسح األراضي
المقسم إلى أقسام و إلى أماكن معلومة يعطي التمثيل على الرسم البياني إلقليم البلدية في جميع
تفصيالت تجزئته إلى أجزاء للملكية و إلى قطع األراضي".
-1التحقيق الميداني :تتشكل فرقة للتحقيق الميداني من:
عونان مكلفان بتحديد الملكية من مصلحة مسح األراضي. -
-عونان محققان أحدهما من المحافظة العقارية و اآلخر من مديرية أمالك الدولة.
5
-عون من البلدية.
و تسند إلى هذه الفرقة أثناء التحقيق المهام التالية:
-فحص السندات المثبتة للملكية العقارية و بقية الحقوق العينية العقارية.
-جمع أقوال و تصريحات األشخاص.
-مقارنة المعلومات الناتجة عن التحقيق مع تلك الموجودة في أرشيف المحافظة العقاري
ومديرية أمالك الدولة.
1
المادة 17من المرسوم التنفيذي .23/12
2
ريم رماحي ،المرجع السابق ،ص .20
3
نعيمة حاجي ،المرجع السابق ،ص .21
التعليمة رقم ،02المؤرخة في ،0770/10/32المتعلقة بسير عملية مسح األراضي و الترقيم العقاري ،الصادرة عن 4
الفرع الثالث:
يقوم نظام الشهر العيني على خمسة مبادئ أساسية هي مبدأ التخصيص (أوال) ،مبدأ
القيد المطلق (ثانيا) ،مبدأ قوة الثبوت المطلقة (ثالثا) ،مبدا المشروعية (رابعا) و مبدأ حضر
التقادم المكسب (خامسا).
1
نعيمة حاجي ،المرجع السابق ،ص ص .12-13
2
راجع الملحق رقم 10المتمثل في بطاقة التحقيق العقاري.
3
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
4
ريم مراحي ،المرجع نفسه ،ص .12
5
www.an-cadastre.dz, AGENCE NATIONALE DU CADASTRE le 10/05/2014.
41
أوال :مبدأ التخصيص
يقوم مبدأ الشهر العيني على تخصيص صفحة أو بطاقة عقارية لكل عقار ،يتم تدوين
جميع التصرفات الواقعة على العقار في تلك الصفحة ،فهي تمثل وسيلة إلعالم الغير بكل ما
تعلق بالعقار و مراجعة القيود الواردة عليه.
ثانيا :مبدأ القيد المطلق
وفق هذا المبدأ ليس للتصرفات أو القيود الواردة على عقار أي حجية على الغير ،و ال
تنشأ حتى بين المتعاقدين أنفسهم ،إال من تاريخ قيدها في السجل العقاري ،فالشهر هنا هو
1
مصدر الحق.
ثالثا :مبدأ قوة الثبوت المطلقة
بموجب هذا المبدأ ،فإن إثبات الملكية غير ممكن بالنسبة للشخص غير المقيد في
السجل العيني ،مما يعني وجود قرينة قاطعة ال تقبل إثبات العكس على ملكية العقار أو الحق
العيني ،و بالتالي فإن هذا التصرف صحيح و خال من العيوب ،ألن شهر التصرفات يطهرها
من كل العيوب مهما كان صدرها ،فيصبح المتصرف في مأمن من كل دعوى ترفع ضده
2
بخصوص هذا التصرف.
إن السندات الخاضعة للشهر العقاري تسبقها عملية مراقبة دقيقة للتأكد من خلوها من أي
3
عيب ،ألن القاعدة في النظام العيني أن التسجيل بإدارة الشهر العقاري ينشئ الحق العيني.
و تحقيقا لهذا المبدأ ،يملك المحافظ العقاري دو ار إيجابيا مهما و مميزا ،حيث اوكل له
المشرع سلطة مراقبة السندات الخاضعة للشهر العقاري ،و مدى توفرها على الشروط الشكلية
والموضوعية ،كما تشير إليه المادة 010من المرسوم " 22/12يحقق المحافظ العقاري ،بمجرد
اطالعه على البيانات الموجودة في الوثيقة المودعة ،بأن موضوع أو سبب العقد ليس غير
4
مشروع أو مناف لألخالق أو مناف للنظام العام بكل وضوح".
1
عبد التواب معوض ،السجل العيني علما و عمال ،دار الفكر العربي ،مصر ،0700 ،ص .20
2
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .20-21
3
عبد التواب معوض ،المرجع السابق ،ص .27
4
المادة 10من المرسوم .22/12
42
و ليس للمحافظ العقاري أن يمس بأصل السند أو تعديله ،و إنما يكتفي برفض إجراء
1
اإلشهار.
إن التقادم وسيلة من وسائل اكتساب الملكية ،غير أنه في ظل نظام الشهر العني ،ال
يمكن أن يكون سببا من أسباب اكتساب الملكية العقارية ،و ذلك لتعارضه مع مبدأين من
مبادئ الشهر العيني و هما مبدأ القيد المطلق و مبدأ قوة الثبوت المطلقة ،و اللذان يقتضيان
بأن من يسجل اسمه في السجل العيني كمالك للعقار يصبح في مأمن من أن يفاجأ بأي
مغتصب يزعم ملكيته للعقار ،و بناء على ذلك فإن الحقوق الغير مشهرة يمكن اكتسابها بالتقادم
2
دون أن يعتبر ذلك خروجا على مبدأ حظر التقادم.
الفرع الرابع:
تفادى نظام الشهر العقاري العيني الكثير من عيوب نظام الشهر الشخصي ،و رغم هذا
فهو ال يخلو من العيوب
-1يتميز نظام الشهر العيني بالوضوح ،ألن السجل العقاري يتضمن كافة البيانات المتعلقة
بالعقار ،فمن يحتاج ألي بيانات عن عقار معين فليس عليه سوى االطالع على الصحيفة
المخصصة لهذا العقار.
-2نظام الشهر العيني يقلل من المنازعات على الملكية العقارية و الحقوق العينية المتفرعة
عنها ،كما يؤدي إلى تثبيت مساحة العقار و ضمان عدم التعدي عليه أو االستيالء على جزء
3
منه ،و هذا راجع لتمتع هذا النظام بمبدأ التخصيص.
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .32-30 1
2
عبد التواب معوض ،المرجع السابق ،ص .23
3
خالد عدلي أمير ،المرجع السابق ،ص .00
43
-3يصون الحقوق العينية العقارية من خطر اكتسابها بالتقادم ،ألن مرور الزمن ال يسري
على الحقوق المسجلة في السجل العقاري.
-1نظام الشهر العيني يؤدي إلى استقرار في الملكية و توفير الثقة بها ،و هذا يشجع على
التعامل في العقارات و يعزز االئتمان العقاري ،مما يساهم في التنمية االقتصادية
1
واالجتماعية.
-1إن ضبط السجل العقاري على أسس سليمة يمكن الدولة من إحكام مراقبتها على السوق
2
العقارية ،و تحصيل الرسوم و فرض الضرائب على المالكين لفائدة الخزينة العمومية.
-1نظام الشهر العيني يتفادى تأثير العيوب و األخطار الناجمة عن تشابه األسماء ،فطالما
أن العقار هو أساس السجل العقاري ،فال مجال لمشكل تشابه األسماء ،كما يضمن هذا النظام
3
عدم تعارض سندات الملكية ألنها تستخرج من مصدر واحد و هو البطاقة العقارية.
رغم كل المزايا التي يتمتع بها نظام الشهر العيني ،فقد وجهت له السهام التالية:
-1إن تطبيق نظام الشهر العيني ،يستلزم القيام بعملية مسح األراضي لكافة أرجاء البالد
وتحديد موقع و حدود و مساحة و أطوال ،و إجراء تحقيق إلثبات صحة الحقوق العينية بكل
عقار ،مما يتطلب مصاريف كبيرة ،لذا فهو ينتشر في البالد المتقدمة اقتصاديا.
-2إن نظام الشهر العيني يضحي بمصلحة المالك الحقيقي لصالح مكتسب العقار ،و ذلك
4
لما يتمتع به من قوة ثبوت مطلقة.
-3إن تخصيص بطاق ة عقارية أو عدة بطاقات لكل وحدة عقارية أمر صعب التطبيق في
البلدان التي تتج أز فيها الملكية إلى أجزاء كثيرة جدا ،خاصة في حالة الميراث اين تقسم العقارات
الموروثة ،فيصبح كل شخص أو عدة أشخاص مالكين ألجزاء صغيرة جدا من العقار.
-1
1
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .02
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .07 2
3
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .20-22
4
عبد الوهاب عرفه ،الوجيز في السجل العيني ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر ،عام ،3112ص ص .00-02
44
غير أن هذا األمر يمكن تفاديه بوضع حد أدنى للمساحة تعتبر كوحدة عقارية ال يمكن
1
النزول عنها.
الفرع الخامس:
و بالتالي فإن نظام الشهر العقاري في الجزائر بعد صدور األمر 12/10هو نظام مزدوج
إلى غاية االنتهاء من عملية مسح األراضي عبر كابل التراب الوطني ،نظام شهر عيني كأصل
عام ،و كاستثناء و كمرحلة انتقالية و مؤقتة أخذ بنظام الشهر الشخصي في المناطق الغير
3
ممسوحة.
1
جمال بوشناقة ،نفس المرجع ،ص .21
2
المواد 12-13-10من األمر .12/10
3
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .21-27
45
تشرف عليه هي مصلحة إدارية ،و بالطابع العيني لكون المشرع أخذ بنظام الشهر العيني
وبالطابع اإللزامي ألن التصرفات الواقعة على عقار ال أثر لها إال من تاريخ شهرها بالمحافظة
العقارية.
و قد عرف اإلنسان الشهر العقاري منذ القدم ،و تطور عبر العصور إلى أن ظهر في
العصر الحديث نظامان للشهر العقاري ،هما النظام العيني الذي يقوم على العقار كأساس
لتسجيل المعامالت العقارية ،و نظام الشهر الشخصي الذي يتخذ من الشخص كأساس لتسجيل
التصرفات الواقعة على العقار.
أما الجزائر فعرفت نظام شهر عقاري متنوع إبان الدولة العثمانية ،و خضعت للقوانين
الفرنسية خالل فترة االستعمار الفرنسي التي كانت تهدف لالستيالء على أراضي الجزائريين
وبعد االستقالل كان من الطبيعي أن يعتمد المشرع الجزائري على نظام الشهر الشخصي ،وفي
سنة 0710أفصح المشرع عن اختياره لنظام الشهر العيني من خالل صدور األمر 12/10
والمرسومين التنفيذيين 23/12و ،22/12و كاستثناء يتم تطبيق نظام الشهر الشخصي في
المناطق التي لم يتم فيها إعداد مسح األراضي.
46
الفصل الثاني:
ورد في المادة 31من األمر 12/10المتضمن مسح األراضي العام و تأسيس السجل
العقاري ما يلي" :تحدث محافظات عقارية يسيرها محافظون عقاريون مكلفون بمسك السجل
العقاري و إتمام اإلجراءات المتعلقة باإلشهار العقاري و ذلك من أجل الشروع في نظام اإلشهار
الجديد المؤسس بموجب هذا األمر" 1،و بالتالي فإن المشرع الجزائري أوكل مهمة حماية الملكية
العقارية ،و متابعة إجراءات الشهر العقاري و تنفيذه و تحقيق أهدافه ،من خالل تأسيس السجل
العقاري و شهر التصرفات العقارية و تسليم المعلومات ،إلى مصلحة تدعى المحافظة العقارية
و يسهر على تسيير هذا المرفق موظف عام يدعى المحافظ العقاري ،و هذا عكس بعض
الدول التي توكل هذه المهمة لقاض.
و يخضع نظام الشهر العقاري لقواعد أساسية يجب التقيد بها في كل الوثائق الخاضعة
للشهر العقاري ،و إهمال هذه القواعد يؤدي إلى رفض إجراء اإلشهار ،و تتمثل هذه القواعد في
قاعدة الرسمية و قاعدة األثر النسبي.
التصرفات الواقعة على الحقوق العينية العقارية التي ال تخضع إلجراءات الشهر العقاري
ال أثر لها أمام الغ ير ،إال من تاريخ شهرها بالمحافظة العقارية ،و هذا ما يدعونا للبحث في
آثار الشهر العقاري.
و أثناء قيام المحافظة العقارية بمهامها ،قد تنشأ منازعات متعلقة بعملية مسح األراضي
وتأسيس السجل العقاري أو بشهر الحقوق العقارية ،مما يستدعي اللجوء إلى القضاء.
لذلك سنحاول اإلحاطة باإلجراءات العملية للشهر العقاري بتقسيم هذا الفصل إلى مبحثين
رئيسيين ،نخصص:
مصالح الشهر العقاري و قواعده (المبحث األول).
اآلثار القانونية للشهر العقاري و منازعاته (المبحث الثاني).
1
المادة 31من األمر .12/10
47
المبحث األول:
أوكل المشرع الجزائري مهمة تنفيذ إجراءات الشهر العقاري و تأسيس السجل العقاري ،إلى
مصلحة تدعى المحافظة العقارية ،و يشرف عليها موظف عمومي يسمى المحافظ العقاري
وليس هذا فحسب ،فقد أقر المشرع الجزائري قاعدتين أساسيتين تخلف إحداهما يؤدي بالضرورة
إلى عدم إتمام إجراءات الشهر العقاري.
من خالل هذا المبحث سنعرج على مصالح الشهر العقاري و قواعده في مطلبين رئيسيين
نخصص المطلب األول لمصالح الشهر العقاري و نخصص المطلب الثاني قواعد الشهر
العقاري.
المطلب األول:
طبقا لنص المادة 31من األمر 12/10السالفة الذكر ،فإن المحافظة العقارية هي الهيئة
التي تسهر على التنفيذ السليم لنظام الشهر العقاري في الجزائر ،و هي تابعة إلدارة األمالك
الوطنية ،و يوجد على رأسها المحافظ العقاري الذي أعطاه المشرع الجزائري صالحيات واسعة
من أجل تسيير المحافظة العقارية و تحقيق أهدافها على أكمل وجه.
سنحاول التطرق إلى المحافظة العقارية (الفرع األول) و المحافظ العقاري (الفرع الثاني).
الفرع األول:
المحافظة العقارية
المحافظة العقارية هي المصلحة المنوط بها تطبيق قواعد الشهر العقاري و السهر على
حماية الملكية العقارية ،لذا سنعرج على تعريفها(أوال) ثم مراحل نشأتها (ثانيا) و تنظيمها (ثالثا).
48
أوال :تعريف المحافظة العقارية
أحدثت المحافظة العقارية بموجب المادة 31من األمر 12/10السابق الذكر ،و هي
هيئة عمومية تحت وصاية وزير المالية و يسيرها محافظ عقاري.
كما نصت المادة األولى من المرسوم التنفيذي 22/12على نفس المفهوم ،حيث ورد فيها
ما يلي ":تحدث لدى المديرية الفرعية للوالية لشؤون أمالك الدولة و الشؤون العقارية ،محافظة
1
عقارية ،يسيرها محافظ عقاري".
"مصلحة إدارية مسندة إدارتها للمحافظ العقاري" 2،و يالحظ على هذا التعريف أنه ركز
على طبيعة المحافظة العقارية كمرفق و صفة المسئول عن إدارتها.
و عرفت أيضا "مصلحة عمومية وظيفتها األصلية تتمثل في حفظ العقود ،و مختلف
المحررات الخاضعة للشهر العقاري المتضمنة نقل أو إنشاء أو تعديل حق من حقوق الملكية
والحقوق العينية األخرى سواء كانت أصلية أو تبعية ،و ذلك بعد شهرها و قيدها في مجموع
البطاقات العقارية ،و تعرف كذلك باسم محافظة الرهون" 3،و يعاب على هذا التعريف أنه ركز
على وظيفة واحدة من وظائف المحافظة العقارية و هي حفظ العقود و المحررات الخاضعة
للشهر العقاري ،و أغفل بقية الوظائف و منها تأسيس السجل العقاري و تسليم الدفاتر العقارية
و كذا تسليم المعلومات.
و عرفت على أنها "تتولى إدارة مكاتب الشهر العقاري ،و التوثيق و مراقبتها و حفظ
صور جميع المحررات التي شهرت أو وثقت فيها وصور من الفهارس الخاصة بها" 4،و نالحظ
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .13 1
و أيضا :مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .007
بشير العتروس ،الشهر العقاري في القانون الجزائري ،االجتهاد القضائي للغرفة العقاري ،الجزء األول ،الجزائر ،3112 ،ص 2
.00
3
خالد رامول ،المرجع السابق ،ص .11
4
عبد التواب معوض ،المرجع السابق ،ص .001
49
أن هذا التعريف قد ربط الشهر العقاري بالتوثيق ،و أهمل بقية محرري السندات الرسمية أي
الضباط و الموظفون العموميون ،كما أغفل دور المحافظة العقارية في تأسيس السجل العقاري
و لم يحدد طبيعتها.
و من خالل التعريفات السابقة يمكن تعريف المحافظة العقارية كما يلي ":هي هيئة إدارية
خاضعة لو ازرة المالية ،يسيرها موظف عمومي يدعى المحافظ العقاري ،و يسند لها شهر
1
التصرفات العقارية ،و وثائق المسح العقاري إلنشاء السجل العقاري ،و تسليم المعلومات".
المحافظة العقارية هي هيئة إدارية تابعة لمديرية الحفظ العقاري ،التابعة بدورها للمديرية
العامة لألمالك الوطنية و تزاول نشاطها تحت وصاية و ازرة المالية.
رغم تمديد العمل بالنصوص القانونية الموروثة عن االستعمار الفرنسي التي ال تتنافى مع
مبادئ الثورة التحريرية بموجب القانون المؤرخ في ،0723/03/20إال أن المشرع الجزائري لم
يبين كيفية التعامل مع أحكام الشهر العقاري الفرنسية ،و خاصة القانون 20/07المؤرخ في
0707/10/12المعدل و المتمم بالقانون 0202/07المؤرخ في ،0707/03/30حيث لم يقم
باستحداث أي هيئة تتولى عمليات الشهر العقاري كما كان في عهد المستعمر الفرنسي ،أين
كان ما يعرف بمحافظة الرهون.
1
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .73
2
المواد 33و 23من األمر .12/10
50
إن األمر 12/10المتضمن قانون الثورة الزراعية لم يؤسس إلنشاء محافظات عقارية
تتولى عمليات الشهر العقاري ،لكن المرسوم التنفيذي رقم 23/12المؤرخ في 0712/01/10
و المتعلق بإثبات الملكية الخاصة ،أشار في المادة الثالثة إلى عملية اإلشهار العقاري بعبارة
"اإلشهار الخاص بالرهن العقاري" 1،و في المادة 30من نفس المرسوم أوكل عملية الشهر
2
العقاري إلدارة أمالك الدولة و التنظيم العقاري التي يقع عليها تسليم شهادات الملكية.
و لهذا يعتبر قانون الثورة الزراعية البداية لتأسيس نظام الشهر العقاري بناء على عمليات
3
مسح األراضي العام.
و اإلعالن الرسمي إلنشاء المحافظة العقارية كهيئة إدارية يناط بها عمليات الشهر
العقاري و تأسيس السجل العقاري ،كان بصدور األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي
و تأسيس السجل العقاري في مادته رقم 31السالفة الذكر ،و لم يحدد المشرع في هذا األمر
الطبيعة القانونية للمحافظة العقارية و ال الجهة اإلدارية التابعة لها ،لكن المادة 12من المرسوم
التنفيذي رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري ،اعتبرت المحافظة العقارية مكتب من
المكاتب التابعة للمديرية الفرعية لشؤون أمالك الدولة و الشؤون العقارية ،و هي تعمل تحت
4
رقابتها و وصاية و ازرة المالية.
1
المادة 12من المرسوم التنفيذي ،23/12المؤرخ في ،0712/10/10المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخة في ،0712/13/31ص .323
2
المادة 30من المرسوم التنفيذي .23/12
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .12-12 3
4
المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .030 5
6
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .72
51
الدولة و مديرية للحفظ العقاري ،و على المستوى البلدي تتواجد كل من المحافظة العقارية
1
ومفتشية أمالك الدولة.
لكن بصدور المرسوم التنفيذي رقم 02/70المحدد لصالحيات وزير المالية ،الذي ألغى
المرسوم التنفيذي 20/70السالف الذكر أصبحت المحافظة العقارية تابعة للمديرية العامة
لألمالك الدولة و الشؤون العقارية و تحت وصاية وزير المالية 2،و هذا ما أكده المرسوم
3
التنفيذي رقم 00/70المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية.
أما المرسوم التنفيذي رقم 222/11المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية الذي
ألغى المرسوم التنفيذي رقم 00/70المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة المالية ،أتبع
المديرية العامة لألمالك الوطنية بأربع مديريات منها مديرية الحفظ العقاري 4،و المحافظة
5
العقارية تابعة لها.
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .12 1
2
المواد 10-13من المرسوم التنفيذي ،02/70المؤرخ في ،0770/13/00المحدد لصالحيات وزير المالية ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخة في ،0770/12/07ص .10
3
المادة 10من المرسوم التنفيذي ،00/70المؤرخ في ،0770/13/00المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخة في ،0770/12/07ص .03
4
المواد 13-10من المرسوم التنفيذي ،222/11المؤرخ في ،3111/00/30المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة
المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،10المؤرخة في ،0770/12/07ص .10
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .12-12 5
52
من خالل المواد 00-01-17أن مديرية الحفظ العقاري على مستوى الواليات تتكون من
1
مصلحتين هما مصلحة عمليات الشهر العقاري و مصلحة التنسيق و الرقابة.
أما عن التنظيم الداخلي للمحافظة العقارية ،فإن القرار الوزاري المؤرخ في
0770/11/12الصادر عن وزير المالية و المتضمن تحديد التنظيم الداخلي لمفتشيات أمالك
الدولة و الحفظ العقاري ،حدد في مادته الثالثة أقسام المحافظة العقارية حيث ورد فيها ":يتكون
الحفظ العقاري تحت سلطة المحافظ العقاري من:
-1قسم اإليداع و عمليات المحاسبة :يعتبر قسم اإليداع و عمليات المحاسبة أحد أهم
األقسام على مستوى المحافظة العقارية ،يتم على مستواه أولى إجراءات الشهر العقارية والمتمثلة
في تسجيل المعلومات في سجل اإليداع ،حيث ال يمكن شهر أي محرر دون أن يكون مسجال
في هذا السجل و هذا ما أكد عليه المشرع في المادة 20من المرسوم التنفيذي 22/12
4
المتضمن تأسيس السجل العقاري.
1
المواد 00-01-17من القرار الوزاري ،المؤرخ في ،0770/11/12المتضمن تحديد مصالح و مكاتب مديريات أمالك
الدولة و الحفظ العقاري على مستوى الواليات ،الصادر عن وزير المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية ،العدد ،20المؤرخة في ،0770/12/07ص .0010
2مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .17
3
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .72
4
المادة 20من المرسوم التنفيذي .22/12
53
و في المادة 22من نفس المرسوم ورد بيان سجل اإليداع حيث جاء فيها ":إن السجل
الذي نص على مسكه بموجب المادة 20و الذي يقفل كل يوم من قبل المحافظ ،يرقم و يوقع
من قبل قاضي المحكمة التابعة الختصاص المحافظة العقارية.
تودع في كل سنة نسخ من سجالت اإليداع المقفلة أثناء السنة المنصرمة ،بدون
1
مصاريف لدى قلم كتاب المجلس القضائي المختص إقليميا."...
و بالتالي فإن عملية التسجيل في سجل اإليداع تتم بشكل يومي حسب الترتيب العددي
لجميع المحررات الواردة للمحافظة العقارية بغرض الشهر ،دون ترك بياض أو كتابة بين
األسطر ،و يسلم إلى الملتمس وصل استالم يسجل فيه مراجع إيداع هذا السند ،و يتم تنفيذ
إجراء اإلشهار مع احترام الترتيب التسلسلي لهذه السندات ،كما أن إيداع نسخة كل سنة من
2
سجالت اإليداع يهدف إلى الحفاظ عليه في حالة الضياع.
و يتولى قسم اإليداع إلى جانب مسك سجل اإليداع ،تحصيل الحقوق و الرسوم المترتبة
3
عن عملية الشهر العقاري.
و يقوم بتسيير قسم اإليداع و عمليات المحاسبة موظف من بين الموظفين الذين تتوفر
فيهم الشروط الواردة في مادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 002/73المؤرخ في
0773/12/02المحدد لقائمة المناصب العليا في المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ
العقاري و شروط التعيين فيها ،حيث جاء فيها " يعين رؤساء األقسام كما يأتي:
– من بين المفتشين المرسمين ،الذين مارسوا خدمة في اإلدارة خمس سنوات على األقل.
4
-من بين المراقبين المرسمين ،الذين مارسوا خدمة في اإلدارة خمس سنوات على األقل"
1
المادة 22من نفس المرسوم.
2مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .02
3
ريم مراحي ،المرجع السابق ،ص .71
4
المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم ،002/73المؤرخ في ،0773/13/03الذي يحد قائمة المناصب العليا في المصالح
الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،30المؤرخة في
،0710/17/21ص .211
54
و أسندت لرئيس قسم اإليداع و عمليات المحاسبة مجموعة من الصالحيات تحت سلطة
المحافظ العقاري ،و هي فحص العقود و الوثائق المودعة للشهر و التأكد من عدم مخالفتها
للنظام العام و اآلداب العامة 1،و ضرورة مراعاة الشروط الشكلية الواردة في المواد 011
و 010من المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري ،و بالتالي فإن قبول
2
الوثائق أو رفض إيداعها يعتبر من صالحيات رئيس قسم اإليداع و عمليات المحاسبة.
-2قسم قيد السجل العقاري و البحوث و تسليم المعلومات :يعمل قسم قيد السجل العقاري
و البحوث و تسليم المعلومات على ترتيب و تنظيم مختلف الوثائق المودعة و المشهرة بقسم
اإليداع و عمليات المحاسبة ،و تسجيلها و تحيينها بالسجل العقاري ،حتى تعكس الوضعية
3
الحالية المادية لقانونية للعقارات.
كما يقوم هذا القسم بعمليات البحث و تسليم المعلومات الخاصة بالوضعيات العقارية ،أو
الذمة العقارية لألفراد أو الهيئات و المؤسسات العامة و الخاصة ،من خالل مستخرجات خاصة
4
معدة حسب نموذج معد من طرف المديرية العامة لألمالك الوطنية.
و يسير هذا القسم عن طريق موظف يخضع لنفس الشروط الواجب توفرها في رئيس قسم
اإليداع و عمليات المحاسبة ،و الواردة في المادة 10من المرسوم التنفيذ رقم 002/73السالف
5
الذكر.
-3قسم تسجيل العقارات المحددة ضمن مسح األراضي :يتولى قسم تسجيل العقارات
المحددة ضمن مسح األراضي متابعة عمليات إيداع وثائق مسح األراضي ،التي تهدف إلى
ترقيم العقارات على مستوى البلديات التابعة للمحافظة مقابل تسليم محضر استالم وثائق مسح
1
المادة 010من المرسوم التنفيذي .22/12
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،ص ص .02-02 2
و يسير قسم تسجيل العقارات المحددة ضمن مسح األراضي موظف من بين المفتشين
والمراقبين الذين تتوفر فيهم الشروط الواردة في المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 002/73
2
المذكور آنفا.
أسند المشرع الجزائري للمحافظة العقارية مجموعة من المهام ،بموجب األمر 12/10
المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري ،فوردت كقواعد و مبادئ عامة
تم تفصيلها بموجب المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري المعدل
والمتمم ،و تتمثل هذه المهام في:
-1إيداع وثائق المسح و ترقيم العقارات الممسوحة :عند االنتهاء من عمليات المسح ،يتم
إيداع وثائق المسح األراضي بالمحافظة العقارية مقابل محضر استالم يحرره المحافظ العقاري
حيث يكون هذا المحضر محل إشهار واسع خالل ثمانية أيام ،و على ضوء وثائق مسح
األراضي يقوم المحافظ العقاري بترقيم العقارات الممسوحة إما ترقيما نهائيا ،أو ترقيما مؤقتا لمدة
3
12أشهر أو سنتين.
أ) الترقيم النهائي :حسب المادة 03من المرسوم 22/12السالف الذكر" يعتبر الترقيم
نهائيا بالنسبة للعقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقودا أو كل الوثائق األخرى المقبولة
4
طبقا للتشريع المعمول به ،إلثبات حق الملكية ."...
و يقصد بالسندات أو العقود المقبولة ،مجموع العقود و السندات المشهرة أو الق اررات
القضائية النهائية ،إضافة إلى العقود الثابتة التاريخ.
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائر ،المرجع نفسه ،ص .02 1
2
المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم .002/73
3
المواد 00-01 -17-10من المرسوم التنفيذي .22/12
4
المادة 03من المرسوم نفسه.
56
ب) الترقيم المؤقت لمدة 81أشهر :المادة 02من المرسوم 22/12تنص على "يعتبر
الترقيم مؤقتا لمدة أربعة ( )12أشهر ،يجري سريانها ابتداء من يوم الترقيم ،بالنسبة للعقارات
التي ليس لمالكيها الظاهرين سندات ملكية قانونية و الذين يمارسون حسب المعلومات الناتجة
عن وثائق مسح األراضي ،حيازة تسمح لهم باكتساب الملكية عن طريق التقادم المكسب طبقا
لألحكام القانونية المعمول بها في هذا المجال.
و يصبح هذا الترقيم المؤقت نهائيا عند انقضاء المدة المحددة في الفقرة السابقة فيما إذا لم
يعلم المحافظ العقاري بأي اعتراض يتعلق بحق الملكية أو فيما إذا سحبت أو رفضت
1
االعتراضات التي تكون قد حدثت".
حسب ما ورد في هذه المادة فإن معيار الترقيم المؤقت لمدة 12أشهر هو وجود سندات
تثبت حيازة العقار مدة 00سنة حسب المادة 031من القانون المدني ،و 01سنوات في حالة
اقتران الحيازة بسند صحيح مع حسن النية و هذا ما تشير إليه المادة 030من القانون
2
المدني.
ج) الترقيم المؤقت لمدة سنتين :المادة 02من المرسوم 22/12تنص على" :يعتبر الترقيم
مؤقتا لمدة سنتين( )3يجري سريانها ابتداء من يوم إتمام هذا الترقيم ،بالنسبة للعقارات التي ليس
لمالكها الظاهرين سندات إثبات كافية ،و عندما ال يمكن للمحافظ العقاري أن يبدي أريه في
تحديد حقوق الملكية.
و يصبح هذا الترقيم نهائيا عند انقضاء المدة المحددة في الفقرة السابقة إال إذا سمحت
وقائع قانونية للمحافظ العقاري بالتثبت بصفة مؤكدة من أن الحقوق العينية الواجب شهرها في
3
السجل العقاري و يكون قد أطلع عليها في غضون ذلك ،عن طريق أي شخص معني".
و بالتالي فإن عدم وجود سندات إثبات كافية تسمح بترقيم العقار ترقيما نهائيا أو مؤقتا
لمدة 12أشهر فإن العقار يرقم ترقيما مؤقتا لمدة سنتين ،و يخول الترقيم المؤقت لصحابه
إمكانية استخراج شهادة الترقيم المؤقت 4،التي لها نفس األثر القانوني لشهادة الحيازة.
و يثور التساؤل حول الغاية من ترقيم العقار إما ترقيما مؤقتا لمدة 12أشهر ،أو ترقيما
مؤقتا لمدة سنتين.
1
المادة 00من المرسوم نفسه.
2مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .000
3جمال مقدم ،المرجع السابق ،ص .020
*لمزيد من التفاصيل حول مفهوم السجل العقاري راجع السجل العقاري في المطلب المبحث الثاني من الفصل األول.
58
المتضمن إعداد مسح األراضي و تأسيس السجل العقاري على ما يلي "يعد السجل العقاري
الوضعية القانونية للعقارات و يبين تداول الحقوق العينية" 1،و في المادة 03من نفس األمر
أوضح شكله و كيفية إعداده حيث نصت على" إن السجل العقاري المحدد بموجب المادة 12
أعاله ،يمسك في كل بلدية على شكل مجموعة البطاقات العقارية.
2
و يتم إعداده أوال بأول بتأسيس مسح األراضي على إقليم بلدية ما".
و تعرف البطاقات العقارية بانها صحيفة يدون عليها معلومات عن العقار كاإلجراءات
3
المتعلقة بكل عقد او وثيقة تكون موضوع إشهار في المحافظة العقارية.
و المادة 07من المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري بينت كيفية
مسك السجل العقاري و حددت هوية هذه البطاقات 4،و تم تحديد نموذج البطاقات العقارية
بموجب قرار وزير المالية المؤرخ في 5، 0712/10/31و يتم التأشير عليها بكيفية واضحة
وبالحبر األسود الذي ال يمحى ،و هي تتمثل هذه البطاقات في:
أ) بطاقات قطع األراضي :نص عليها المشرع في المواد من 32إلى 32من المرسوم
22/12السالف الذكر ،حيث تحدث هذه البطاقات لكل وحدة عقارية*خضعت إلجراءات مسح
6
األراضي ،و تمسك هذه البطاقات حسب األرقام الممنوحة لها في عملية مسح األراضي.
تعرف هذه البطاقة بالبطاقة الصفراء (Série P.R.N°1) 7وتحتوي علي البيانات
التالية:
1
المادة 12من األمر .12/10
2
المادة 03من نفس األمر.
سليمة صيفاوي ،المحافظة العقارية و دورها في تحقيق أهداف الشهر العقاري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة 3
تخصص قانون عقاري ،معهد العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة العربي تبسي ،تبسة ،3110 ،ص .017
4
المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
*عرف المشرع الجزائري الوحدة العقارية في الفقرة الثانية من المادة 32من المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل
العقاري المعدل و المتمم بانها " ...مجموع القطع المجاورة التي تشكل ملكية واحدة أو ملكية على الشيوع و المثقلة بنفس
الحقوق و العباء".
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .001 5
6
المواد من 32إلى 32من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
7
راجع الملحق رقم 12المتمثل في بطاقة قطع األراضي الصفراء ).(Série P.R.N°1
59
-البلدية ،أرقام المسح :حيث يذكر البلدية التي يوجد بها العقار ،و رقم القسم ومجموعة
الملكية و سعة المسح التي تستمد من وثائق مسح األراضي.
-تعيين مجموعة الملكية :حيث يذكر بصفة موجزة العقار مع بيان نوعه.
-الملكية :و يحتوي على البيانات التالية( :اإلجراءات ،تعيين المالكين المتتابعين).
-اشتراك بالفاصل ارتفاقات إيجابية و سلبية :و يتضمن تغييرات أو تشطيبات
واجراءات غير التغييرات أو التشطيبات.
-تجزيئات وأعباء :و تسجل فيه جميع األعباء التي ترد على العقار.
-االمتيازات والرهون :و يحتوي على خانة تسجيالت التي يقيد بها الرهون و االمتيازات
و خانة تغييرات (حواالت و تشطيبات) و تسجل فيها كل تغيير يمس الرهون أو االمتيازات
السيما الشطب وكذا التعديالت أو التشطيبات المتعلقة بهذه الحقوق نفسها.
ب) البطاقات العقارات الحضرية :تم النص عليها في المواد 30و 31من المرسوم التنفيذي
رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم ،و تنشأ هذه لكل عقار
1
حضري ،و تمسك باالستناد إلى البلدية و اسم الشارع و الرقم.
وتعرف هذه البطاقة بالبطاقة الخضراء ) (Série P.R.N°3و تحتوي علي البيانات
2
التالية:
-البلدية :التي يوجد بها العقار و اسم الشارع والرقم و المساحة.
-تعيين موجز لكلية العقار :حيث يذكر بصفة موجزة مع بيان نوعه و حدوده.
-تعيين األقسام :و يتضمن جدول يحتوي على البيانات التالية (رقم ،العمارة ،الدرج
الطابق ،نوعية القسمة ،األجزاء المشتركة ،معلومات إضافية).
-ملكية :و يحتوي على البيانات التالية( :اإلجراءات ،هوية ،الحالة الشخصية).
-اشتراك بالفاصل اتفاقات إيجابية و سلبية :و يتضمن تغييرات أو تشطيبات
واجراءات غير التغييرات أو التشطيبات.
-تجزيئات وأعباء :و تسجل فيه جميع األعباء التي ترد على العقار.
1
المواد 31 -30من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
2
راجع الملحق رقم 12المتمثل في البطاقة الخضراء )(Série P.R.N°3
60
-االمتيازات والرهون :و يحتوي على خانة تسجيالت التي يقد بها الرهون و االمتيازات
و خانة تغييرات (حواالت و تشطيبات) و تسجل فيها كل تغيير يمس الرهون أو االمتيازات
السيما الشطب وكذا التعديالت أو التشطيبات المتعلقة بهذه الحقوق نفسها.
ج) البطاقة العامة للعقار :حسب المادة 30الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي 22/12
المذكور آنفا ،فإنه تنشأ البطاقة العامة للعقار في حالة العقار المبني ،سواء يشمل أو ال يشمل
1
أجزاء مشتركة و مخصصة لالستعمال الجماعي.
تعرف هذه البطاقة بالبطاقة الحمراء ) (Série P.R.N°2وتحتوي علي البيانات
2
التالية:
-البلدية :التي يوجد بها العقار و اسم الشارع والرقم و المساحة.
-تعيين كلية العقار :حيث يذكر بصفة موجزة مع بيان نوعه.
-تخصيص (تعيين األقسام) :و يتضمن جدول يحتوي على البيانات التالية (رقم
العمارة ،الدرج ،الطابق ،نوعية القسمة ،األجزاء المشتركة ،معلومات إضافية) وهذا الجدول
يستعمل في العقارات المقسمة إلى قطع ذات ملكية مشتركة.
-ملكية :و يحتوي على البيانات التالية( :اإلجراءات المتعلقة بكلية العقار و إسناد
األقسام ،عقار ،تعيين كلية العقار للمالك ،مراجع البطاقة الخاصة للقسم).
-اشتراك بالفاصل إرتفاقات إيجابية و سلبية :و يتضمن تغييرات أو تشطيبات
واجراءات غير التغييرات أو التشطيبات.
-تجزيئات وأعباء :و تسجل فيه جميع األعباء التي ترد على العقار.
-االمتيازات والرهون :و يحتوي على خانة تسجيالت التي يقد بها الرهون و االمتيازات
و خانة تغييرات (حواالت و تشطيبات) و تسجل فيها كل تغيير يمس الرهون أو االمتيازات
السيما الشطب وكذا التعديالت أو التشطيبات المتعلقة بهذه الحقوق نفسها.
د) بطاقة الخاصة للملكية المشتركة :المادة 30الفقرة الثانية من المرسوم التنفيذي 22/12
السابق الذكر ،فإنه تنشأ بطاقات خاصة للملكية المشتركة للعقارات التي تكون موضوع نظام
3
خاص بالملكية المشتركة.
1
المادة 0/30من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
2
راجع الملحق رقم 10المتمثل في بالبطاقة الحمراء).(Série P.R.N°2
3
المادة 3/30من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
61
و تستعمل نفس نوع البطاقة التي تستعمل في البطاقة العامة للعقار).(Série P.R.N°2
ه) بطاقة عقارية شخصية :كإج ارء انتقالي ،يمسك هذا النوع من البطاقات في النظام
الشخصي ،أي في البلديات التي لم يتم بها عملية مسح األراضي 1،حيث يتضمن هذا النوع
بطاقات فردية للمالكين تمسك حسب الترتيب األبجدي ألسماء األشخاص المالكين للعقارات.
وتعرف هذه البطاقة ببطاقة (Série P.R.N°10)2وتحتوي علي البيانات التالية :
-البلدية :التي يوجد بها العقار.
-هوية المالك :حيث يتم تسجيل معلومات المالك باألحرف الالتينية.
-نقل و إرتفاقات إيجابية :و يدون فيه تاريخ و أرقام اإلجراءات و كذلك تعيين كامل
للعقار أو العقارات.
-أعباء ،االمتيازات ،الرهون :و تسجل فيه جميع األعباء التي تثقل العقار و كذلك
التشطيبات.
و) البطاقة األبجدية :و قد استحدثت هذه البطاقة بظهور نظام الشهر العيني ،حيث تسجيل
جميع العقارات التي يمتلكها الشخص الواحد ،و ترتب حسب الترتيب األبجدي.
تعرف هذه البطاقة بالبطاقة البيضاء ) (Série P.R.N°11وتحتوي علي البيانات
3
التالية :
-هوية المالك :حيث يتم تسجيل معلومات المالك باألحرف الالتينية.
-عناصر التعريف بالعقار المذكور في أعلى البطاقة :و هنا يتم تسجيل العقارات التي
يملكها المعني و تدون به البيانات التالية (رقم ،البلية ،القسم ،رقم الجزء ،الشارع أو الحي
المساحة ،رقم القطعة ،المالحظات).
-3تسليم الدفتر العقاري :أستحدث الدفتر العقاري بموجب المادتين 00و 07من األمر
12/10المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري ،و لم يقدم المشرع
الجزائري أي تعريفا له ،و لكنه أشار إلى أنه يعتبر سند للملكية ،تدون فيه البيانات الموجودة
في مجموع البطاقات العقارية ،أما الفقه فقد أورد مجموعة من التعريفات.
1
المادة 002من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
2
راجع الملحق رقم 12المتمثل في بطاقة عقارية شخصية ).(Série P.R.N°10
3راجع الملحق رقم 11المتمثل في البطاقة األبجدية البيضاء).(Série P.R.N°11
62
عرفه الدكتور مانع جمال عبد الناصر على أنه" بطاقة تعريف للعقار ،و حالته المدنية
الفعلية" 1.هذا التعريف اقتصر على تحديد محتوى الدفتر العقاري ،كما لم يبين طبيعته القانونية
و ال الهيئة المصدرة له.
و عرفه البعض على أنه" سند قانوني تقيد فيه جميع الحقوق العقارية و ما يرد عليها من
أعباء ،يسلم لكل مالك يكون حقه قائم بمناسبة إنشاء البطاقات العقارية المتعلقة بالعقارات
الواقعة في المناطق الممسوحة" 2.رغم أن هذا التعريف أشار إلى محتوى الدفتر العقاري
وطبيعته ،إال أنه لم يحدد الجهة المسئولة عن تسليمه.
و عرف أيضا بأنه" يقدم إلى مالك العقار و هو صاحب حق الملكية األخير الذي حقه
قائم بمناسبة إنشاء بطاقة عقارية مطابق ،كما يمكن أن يسلم إلى وكيله" 3،و يعاب على هذا
التعريف تركيزه على الشخص المخول له استالم هذا الدفتر.
و من خالل التعريفات السابقة يمكن وضع التعريف التالي للدفتر العقاري" هو سند قانوني
مثبت للملكية العقارية ،يسلمه المحافظ العقاري بناء على وثائق مسح األراضي ،و تدون فيه
جميع الحقوق و التصرفات التي ترد على العقار ،استنادا إلى البطاقات العقاري".
و يستمد الدفتر العقاري أساسه القانوني من المرسوم التنفيذي 23/12المؤرخ في
0712/10/10المتعلق بإثبات حق الملكية الخاصة 4،و بصدور األمر 12/10أعلن المشرع
5
عن إنشائه كنتيجة لعملية مسح األراضي و ذلك بموجب المادتين 00و .07
أما المرسوم التنفيذي رقم 22/12المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،فقد تضمن تحديد
6
محتوى الدفتر العقاري و كيفية إعداده و البيانات الواجب تسجيلها و الجهة المصدرة له.
مانع جمال عبد الناصر ،االختصاص القضائي في إلغاء الدفاتر العقارية في التشريع الجزائري ،مجلة العلوم االجتماعية 1
واإلنسانية ،العدد التجريبي ،المركز الجامعي الشيخ العربي التبسي ،تبسة ،أفريل ،3112ص.01
2
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .070
محمد كنازة ،الدفتر العقاري ،مجلة المحاماة ،العدد ،12الصادرة عن منظمة المحامين لناحية باتنة ،3111 ،ص.001 3
4
المادتين 22-23من المرسوم التنفيذي .23/12
5
المادتين 07-00من األمر .12/10
6
المادتين 22-20من نفس المرسوم.
63
كما أشار نفس المرسوم في المادة 21إلى حالة تعيين الوكيل في حالة الشيوع 1،و في
المادة 20إلى وجوب التأشير على البطاقة العقارية في كل إجراء يقع على العقار 2،و في
3
المادة 27إلى ضرورة إتالف الدفتر السابق في حالة إعداد دفتر جديد.
و قد المشرع نموذج للدفتر العقاري بموجب القرار الوزاري الصادر بتاريخ 0712/10/31
عن وزير المالية 4.و يحتوي أربعة وعشرون صفحة و به البيانات التالية:
-الصفحة األولى :5و تحتوي على الوالية و اسم المحافظة العقارية و رقم الدفتر إضافة
إلى معلومات العقار ( البلدية ،ال منطقة ،الحي ،المكان المذكور ،الشارع و الرقم ،قسم ،مجموعة
ملكية رقم ،سعة المسح و رقم القطعة).
-الصفحة الثانية و الثالثة :تحتوي على تعيين العقار و تتضمن(حالة ،مساحة ،محتوى).
-من الصفحة الرابعة إلى الصفحة الحادية عشر :تحتوي على الملكية و تتضمن
(إشهارات ،إجراءات و تعيين المالك).
-من الصفحة الثانية عشر إلى الصفحة الخامسة عشر :تحتوي ارتفاقات إيجابية
وسلبية ،و تتضمن (الحقوق مشهرة ،التغييرات أو التشطيبات للحقوق المشهرة و مراجع
إشهارها).
-من الصفحة السادسة عشر إلى الصفحة التاسعة عشر :تحتوي على تجزيئات وأعباء
و تتضمن (الحقوق مشهرة ،التغييرات أو التشطيبات للحقوق المشهرة و مراجع إشهارها).
-من الصفحة العشرون إلى الصفحة الثالثة و العشرون :و تحتوي على االمتيازات
والرهون و تتضمن (التسجيالت ،التغييرات أو التشطيبات للحقوق المشهرة و مراجع إشهارها).
-الصفحة األخيرة :و تتضمن تأشيرة التصديق على تسليم الدفتر العقاري و مطابقته
للبطاقية ،من طرف المحافظ العقاري.
1
راجع المادة 21من نفس المرسوم.
2
راجع المادة 20من نفس المرسوم.
3
راجع المادة 27من نفس المرسوم..
القرار الوزاري ،المؤرخ في ،0712/10/31المتضمن تحديد نموذج الدفتر العقاري ،الصادر عن وزير المالية ،الجريدة 4
الفرع الثاني:
المحافظ العقاري
رغم أن الكثير من الدول تسند مهمة اإلشراف على عمليات الشهر العقاري إلى قاض ،إال
أنه في الجزائر يقوم بهذه المهمة موظف عمومي يسمى المحافظ العقاري.
حيث تنص المادة 31من األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي و تأسيس
السجل العقاري على ما يلي " تحدث محافظات عقارية يسيرها محافظون عقاريون مكلفون
بمسك السجل العقاري و إتمام اإلجراءات المتعلقة باإلشهار العقاري و ذلك من أجل الشروع في
6
نظام اإلشهار العقاري الجديد المؤسس بموجب هذا األمر".
و المادة األولى من المرسوم التنفيذي 22/12ورد فيها "تحدث لدى المديرية الفرعية
7
للوالية لشؤون أمالك الدولة و الشؤون العقارية ،محافظة عقارية ،يسيرها محافظ عقاري".
1
المواد من 00إلى ،21من المسوم التنفيذي .22/12
2راجع الملحق رقم 17المتمثل في نموذج طلب معلومات (.)CF-1 bis
عبد الوهاب عرفة ،المرجع الوسيط في الشهر العقاري ،دار الكتاب الحديث ،مصر ،بدون طبعة ،ص .70 3
4
راجع الملحق رقم 01المتمثل في نموذج طلب المعلومات (.)CF-3 bis
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .030 5
6
المادة 31من األمر .12/10
7
المادة األولى من المرسوم .22/12
65
سنحاول خالل هذا المطلب تعريف المحافظ العقاري(أوال) ،ثم تحديد كيفية تعيينه و إنهاء
مهماه (ثانيا) ،و أخي ار التطرق إلى سلطاته (ثالثا).
أوال :تعريف المحافظ العقاري
تنص المادة 00من األمر 12/10السالف الذكر على ما يلي ":يقوم الموظف المكلف
بمسك السجل العقاري على أساس وثائق مسح األراضي المعدة ،"...و من خالل هذه المادة
يتضح أن المحافظ العقاري هو موظف عمومي يخضع للقانون األساسي العام للوظيفة العمومية
الصادر بموجب األمر رقم 12/12المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية وبالتالي
1
فإن المحافظ العقاري ليس قاضيا.
و قد عرف المشرع الجزائري الموظف العمومي في المادة 12من األمر 12/12السالف
1
المادة 00من األمر .12/10
المادة 12من األمر رقم ،12/12المؤرخ في ،3112/11/00 :المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية 2
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،22المؤرخة في ،3112/11/02ص .12
3عالء الدين عشي ،مدخل القانون اإلداري ،دار الهدى ،الجزائر ،3103 ،ص .310
الطاهر بريك ،المركز القانوني للمحافظ العقاري ،دار الهدى ،الجزائر ،3102 ،ص .00 4
66
-1شروط تعيين المحافظ العقاري :باعتبار أن المحافظ العقاري موظف عمومي ،فإن
تعيينه و إنهاء مهامه يخضع لنفس الشروط العامة الواردة في األمر 12/12المتضمن القانون
األساسي العام للوظيفة العمومية ،إضافة إلى الشروط الخاصة الواردة في المرسوم التنفيذي رقم
002/73الذي يحدد قائمة المناصب العليا في المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ
العقاري.
أ) الشروط العامة للتوظيف :إن التعيين في الوظيف العمومي يخضع لمبدأ دستوري و هو
المساواة 1،و الذي أكدت عليه المادة 12من األمر 12/12التي جاء فيها" :يخضع التوظيف
2
إلى مبدأ المساواة في االلتحاق الوظائف العمومية .تضمنت المادة 30من األمر".
أما المادة 10من نفس األمر 12/12فقد حددت شروط التوظيف في الوظيف العمومي
و هي:3
-أن يكون جزائري الجنسية :معظم دول العالم تقتصر على مواطنيها في التعيين في
الوظائف ،و الجزائر لم تحد عن هذه القاعدة ،و يسري هذا الشرط على كافة الوظائف العمومية
4
و كافة أعوان الدولة.
-أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية :يتضمن هذا الشرط حسن السيرة و السلوك ،كما يعني
5
أن يتمتع طالب الوظيفة بحقوقه المدنية كالحق في االنتخاب و الترشح.
-أن ال تحمل شهادة سوابقه القضائية مالحظات تتنافى وممارسة الوظيفة المراد
االلتحاق بها :و يعني عدم وجود أي عالمة مسجلة في الصحيفة القضائية رقم 13تمنع
6
المترشح للوظيفة من ممارسته لهذه الوظيفة.
1
المادتين 37و 20من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 220/72
المؤرخ في ،0772/03/11الجريدة الرسمية ،العدد ،12المؤرخة في 0ديسمبر ،0772معدل بـالقانون رقم ،12-13المؤرخ
في ،3113/12/01الجريدة الرسمية ،العدد ،30المؤرخة في 02أبريل ،3113المعدل و المتمم بالقانون رقم 07/10
المؤرخ في ،3110/00/00الجريدة الرسمية ،العدد ،22المؤرخة في 02نوفمبر ،3110ص .12
2
المادة 12من األمر .12/12
3
المادة 10من نفس األمر.
4
سعيد مقدم ،الوظيفة العمومية بين التطور و التحول من منظور تسيير الموارد البشرية و أخالقيات المهنة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،3101 ،ص .071
5
سعيد مقدم ،المرجع نفسه ،ص .077
6
سعيد مقدم ،المرجع نفسه ،ص .310
67
-أن يكون في وضعية قانونية تجاه الخدمة الوطنية :و يعني أن تكون وضعية المترشح
1
إزاء الخدمة الوطنية منتظمة.
-أن تتوفر فيه شروط السن والقدرة البدنية والذهنية وكذا المؤهالت المطلوبة لاللتحاق
بالوظيفة المراد االلتحاق بها :و يقصد بالسن القانونية أن يكون المترشح قد بلغ 00سنة كاملة
أثناء تقدمه لاللتحاق بالوظيفة ،كما يشترط أن تكون لديه القدرة البدنية الالزمة ألداء الوظيفة
أما المؤهالت المطلوبة فيقصد بها المؤهالت العلمية التي ينص عليها القانون الخاص
2
للوظيفة.
ب) الشروط الخاصة لتولي منصب محافظ عقاري :أدرج المرسوم التنفيذي رقم 002/73
الذي يحدد قائمة المناصب العليا في المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ العقاري وظيفة
3
المحافظ العقاري ضمن الوظائف العليا.
و المادة 12من نفس المرسوم 4،قد اشترطت توفر إحدى الشرطين التاليين لتولي منصب
محافظ عقاري و هما:
-أن يكون المترشح من بين المفتشين الرئيسيين أو المتصرفين اإلداريين المرسمين ،الذين
مارسوا خدمة في اإلدارة خمس سنوات على األقل.
-أن يكون المترشح من بين المفتشين المرسمين ،الذين مارسوا خدمة في اإلدارة خمس
سنوات على األقل.
و من خالل الشرطين السابقين تبين مدى حساسية منصب المحافظ العقاري ،األمر الذي
دفع المشرع الجزائري إلى اشتراط رتبة مفتش على األقل ،مع ضرورة تمتع الموظف بخبرة ال
تقل عن 10سنوات.
-2إنهاء مهام المحافظ العقاري :المحافظ العقاري هو موظف عمومي ،و بالتالي فإن
فقدان الخدمة التام يؤدي إلى فقدان منصبه كمحافظ عقاري ،ويفقد المحافظ صفة الموظف في
1
سعيد مقدم ،المرجع نفسه ،ص .312
2
سعيد مقدم ،المرجع نفسه ،ص .310
3
المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم .002/73
4
المادة 12من المرسوم .002/73
68
الحاالت أوردها قانون الوظيف العمومي الصادر بموجب األمر رقم 12/12في المادة 302
منه و هي:
أ) فقدان الجنسية الجزائرية أو التجريد منها :الجنسية هي شرط أساسي الكتساب صفة
الموظف ،لذلك فإن فقدانها يؤدي بشكل مباشر إلى فقدان صفة الموظف ،فتنتهي مهام المحافظ
1
العقاري بفقدان الجنسية.
ب) فقدان الحقوق المدنية :الحقوق المدنية باعتبارها شرط للتوظيف ،يؤدي فقدانها إلى
انتهاء العالقة الوظيفية ،و يعتبر الحرمان من الحقوق المدنية عقوبة تكميلية نتيجة لجريمة
مرتكبة ،و يتمثل الحرمان من هذه الحقوق في العزل و اإلقصاء من جميع الوظائف العمومية
2
التي لها عالقة بالجريمة.
ج) االستقالة المقبولة بصفة قانونية :يقوم المحافظ العقاري بطلب إنهاء العالقة الوظيفية
باإلرادة المنفردة ،إال أن طلب االستقالة ال يولد أي أثر بمجرد تقديمه ،حيث يتوجب على
الموظف االلتزام بواجباته إلى أن تفصل اإلدارة في طلبه سواء بقبول االستقالة أو رفضها أو
3
انقضاء المدة المحددة التي حددها قانون الوظيف العمومي رقم 12/12و المقدرة بشهرين.
د) العزل أو التسريح :عزل المحافظ العقاري أو تسريحه يؤدي إلى إنهاء مهامه ،و يتم
العزل نتيجة إهمال الموظف لمنصبه و ذلك بالغياب المستمر لمدة 00يوما متتالية على األقل
مما يستدعي عزله بعد إعذاره 4،أما التسريح فهو عقوبة من الدرجة الرابعة تسلط على الموظف
5
نتيجة الرتكابه خطأ جسيما.
ه) اإلحالة على التقاعد أو الوفاة :تنقطع العالقة الوظيفية أيضا بإحالة الموظف للتقاعد
ويتم من خالل تقديم طلب لإلدارة عند بلوغه السن القانونية و توافر الشروط القانونية ،و تنهي
6
وفاة الموظف العالقة الوظيفية.
1
المادة 302من األمر .12/12
2
المادة 302من نفس األمر.
3
المواد من 301إلى ،331من األمر .12/12
4
المادة 002من نفس األمر.
5
المادة 022من نفس األمر.
6
المادة 302من نفس األمر
69
ثالثا :سلطات المحافظ العقاري
يقوم المحافظ العقاري باإلشراف على مهام المحافظة العقارية ،فخول له المشرع جملة من
السلطات ،منها ما هو مرتبط بعملية مسح األراضي و ترقيم العقارات الممسوحة و يتمثل في
إجراء عملية الصلح بين األطراف ،و منها ما هو متعلق بإجراء اإلشهار حيث يملك المحافظ
العقاري تنفيذ اإلجراء في حالة توفر شروطه ،أو رفضه من خالل إصدار قرار رفض اإليداع أو
1
رفض اإلجراء.
-1مصالحة األطراف :بعد إيداع وثائق مسح األراضي بالمحافظة العقارية ،يقوم المحافظ
العقاري بترقيم العقارات إما ترقيما نهائيا بالنسبة للعقارات التي يحوز مالكوها سندات أو عقود
تثبت ملكيتهم وفقا للتشريع المعمول به 2،أو ترقيما مؤقتا لمدة 12أشهر بالنسبة للعقارات التي
ال يحوز مالكيها الظاهرين سندات ملكية ،و يمارسون حيازة تسمح لهم باكتساب الملكية عن
طريق التقادم المكسب 3،أو ترقيما مؤقتا لمدة عامين بالنسبة للعقارات التي ال يملك مالكوها
4
الظاهرون سندات إثبات كافية.
إن ترقيم العقارات ترقيما مؤقتا لمدة 12أشهر أو سنتين ،يهدف إلفساح المجال أمام
المحتجين و المعارضين من أجل تقديم احتجاجاتهم و هذا عن طريق رسالة موصى عليها
للمحافظ العقاري ،أو عن طريق قيدها في سجل االحتجاج الذي يفتح لهذا الغرض بالمحافظة
5
العقارية ،شريطة أن ترد في اآلجال القانونية.
و قد أعطى المشرع الجزائري صالحية إجراء المصالحة بين األطراف ،و ذلك باستدعائهم
كتابيا مع اإلشعار باالستالم ،و يضع نسخة من االستدعاء بملف القطعة المعنية.
و على المحافظ العقاري أثناء إج ارئه لجلسة الصلح التقيد بالتعليمات التالية:
-عدم التدخل بصفة مباشرة إلرغام األطراف على اتخاذ قرار معين يقترحه.
-يقتصر دوره على تقريب وجهات النظر.
1
الطاهر بريك ،المرجع السابق ،ص .012
2
المادة ،03من المرسوم التنفيذي .22/12
3
راجع المادة 02من المرسوم التنفيذي .22/12
4
راجع المادة 02من المرسوم التنفيذي .22/12
5
الطاهر بريك ،المرجع السابق ،ص .011
70
-على المحافظ العقاري ان يزود أطراف النزاع بالنصوص القانونية التي توضح لهم طبيعة
النزاع و النتائج المترتبة عنه.
-على المحافظ العقاري أن ينبه األطراف للنتائج المترتبة عن الصلح أو عدم الصلح.
عند انتهاء الجلسة يكون المحافظ العقاري أمام حلين ،إما تحرير محضر الصلح أو
1
محضر عدم الصلح.
أ) محضر الصلح : 2إذا نجحت محاوالت المحافظ العقاري في إيجاد حل بين الطرفين
يحرر محض ار للصلح يدرج فيه النتائج التي تم التوصل إليها ،و يتمتع هذا المحضر بقوة إلزامية
3
فتشهر العناصر المستخلصة من هذا المحضر في السجل العقاري.
و ال يؤثر محضر الصلح في الطابع المؤقت للترقيم طبقا لما ورد في المادتين 02و 02من
المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري ،إال في حالة ظهور سندات جديدة
تؤكد ملكية أحد الطرفين للعقار ،و في حالة ما إذا أدى الصلح إلى تغيير في العناصر التي
تحتويها وثائق المسح ،فإنه يجب على المحافظ العقاري إرسال نسخة من هذا المحضر على
4
مسح األراضي.
و من الناحية العملية ،و بعد تحرير محضر الصلح يقوم المحافظ العقاري بتحويل الملف
من المعارضات إلى أحد الحاالت التالية:
1
الطاهر بريك المرجع نفسه ،ص ص .010-011
2
راجع الملحق رقم 00المتمثل في نسخة من محضر الصلح.
3
الطاهر بريك ،المرجع نفسه ،ص .010
4
التعليمة رقم ،02الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية ،المرجع السابق.
71
و يتم التأشير في سجل المعارضات في خانة المالحظات ،و في سجل ترقيم العقارات
الممسوحة ،بتسجيل مراجع محضر الصلح .و يتم وضع نسخة من محضر الصلح بملف
1
القطعة.
ب) محضر عدم الصلح :2في حالة فشل جلسة المحافظ العقاري مع الطرفين المتنازعين
للصلح ،يحرر المحافظ العقاري محضر عدم الصلح ،و في هذه الحالة يكون أمام الطرف
المدعي مدة 12أشهر للتوجه للقضاء المختص و رفع دعوى قضائية ،على أن يتم إشهار هذه
الدعوى في المحافظة العقاري في نفس المهلة ،و يقوم المحافظ العقاري بتحويل ملف العقار
إلى قضايا المنازعات ،و في حالة انقضاء المهلة المحددة و المقدرة بستة أشهر دون رفع دعوى
قضائية و إشهارها ،فإن المحافظ العقاري يقوم بإتمام إجراءات ترقيم العقار المتنازع عليه ،وكأن
3
المعارضة لم تكن أصال.
-3اإليداع القانوني و تنفيذ إجراء اإلشهار :جميع السندات الواردة إلى المحافظة العقارية
قصد تلقيها تأشيرة الشهر العقاري ،تودع بقسم اإليداع و عمليات المحاسبة في ثالث نسخ
إحداها حسب نموذج إجراء اإلشهار ( PR6بالنسبة للعقود أو السندات القضائية المتعلقة
بالحقوق العينية األصلية PR7 ،بالنسبة لتسجيل الرهون PR8 ،بالنسبة لتجديد الرهون) إضافة
إلى ملخص العقد و وثائق أخرى مثل شهادات الميالد و المخططات ،مع دفع الرسوم المستحقة
طبقا لقانون المالية لسنة 4،3112و تسجل بسجل اإليداع و اإليرادات حسب ترتيبها .و يقوم
المحافظ العقاري و بموجب الصالحيات المخولة له قانونا ،بمراقبة هذه المحررات من خالل
التحقق من هوية األطراف و أهليتهم و كذلك صحة األوراق المطلوبة من أجل اإلشهار.
يذكر أن عدم دفع الرسوم المستحقة في األجل المحدد و المقدر بثالثة اشهر يؤدي
5
لتسليط غرامة عل مودع العقد.
1
الطاهر بريك ،المرجع السابق ،ص .017
2
راجع الملحق رقم 03المتمثل في نسخة من محضر عدم الصلح.
3
الطاهر بريك ،المرجع نفسه ،ص .001
المادة ،01من القانون رقم ،33-12المؤرخ في ،3112/03/30المتضمن قانون المالية لسنة ،2881الجريدة الرسمية 4
كما تنص المادة 20من نفس المرسوم على "يجب على المحافظ العقاري أن يكون لديه
سجل لإليداع يسجل فيه يوما بيوم و حسب الترتيب العددي ،تسليمات العقود و الق اررات
القضائية وبصفة عامة جداول الوثائق المودعة قصد تنفيذ إجراء خاص باإلشهار.
و يسلم إلى الملتمس سند يشار فيه إلى مراجع سجل اإليداع التي سجل بموجبه كل تسلم
2
و ينفذ اإلجراءات بتاريخ هذه التسليمات و حسب ترتيبها."...
فالمحافظ العقاري ملزم بمسك سجل يسمى سجل اإليداع و مراقبة المحررات المودعة
3
وتسجيلها في سجل اإليداع مقابل وصل استالم يشير فيه إلى مراجع اإليداع وتاريخه و مرتبته.
و في حالة قبول اإليداع من طرف المحافظ العقاري نتيجة لتوفر الشروط المطلوبة في
الوثائق المودعة ،تبدأ مرحلة الفحص الدقيق و الكلي للوثائق ،و التي تنجم عنها إما تنفيذ إجراء
اإلشهار أو رفضه.
المحافظ العقاري ملزم بتنفيذ إجراء اإلشهار إذا استوفت الوثائق المودعة شروط تنفيذه
حيث يقوم بمراقبة المحررات مراقبة دقيقة ،ليتأكد من استيفاء العقد لمبدأ الشهر المسبق وقاعدة
الرسمية و كذا القواعد المتعلقة بالهوية و تعيين العقارات ،أي أن يتأكد المحافظ العقاري من
سالمة العقد شكال و مضمونا.
و بعد التأكد من سالمة العقد يتم تنفيذ اإلجراء من خالل إعطاء العقد مراجع اإلشهار ،ثم
التأشير على البطاقة العقارية و الدفتر العقاري و إنشاء البطاقة الشخصية.
1
المادة ،71من المرسوم ،22/12المرجع السابق ،ص .010
2
المادة ،20من المرسوم ،22/12المرجع نفسه ،ص .013
3
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص.002-000
73
-3اإليداع الغير قانوني و رفض اإليداع و اإلجراء :يوقف المحافظ العقاري تنفيذ اإلجراء
و يصدر ق ار ار برفض إجراء اإلشهار ،فيقرر رفض اإليداع 1في حالة وجود خلل في الشرط
الشخصي لألطراف أو في البيانات الوصفية للعقار أو عند نقص الوثائق ،و إما قبول هذه
السندات و إيداعها في حالة توفرها على شروط اإليداع ،و يتم رفض اإليداع في حاالت أوردتها
المادة 011من المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم:
1
راجع الملحق رقم 02المتمثل في نسخة من رفض اإليداع.
2
جاءت المواد من 23إلى 20من المرسوم التنفيذي رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم ،لتحدد
الشروط الواجب توفرها في السندات الخاضعة للشهر العقاري و المتعلقة بهوية األطراف و المعلومات المطلوب إدراجها في
العقد و ضرورة المصادقة و التأشير عليها من طرف محرر العقد ،و هذا تحت طائلة رفض اإليداع.
أما المادتين 013و 012من نفس المرسوم فقد حددت دور المحافظ العقاري في مراقبة مدى توفر عناصر الشرط الشخصي
في السندات الخاضعة للشهر العقاري.
3
ورد في المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 22/12السالف الذكر ،البيانات الواجب توفرها في التعيين العقارات.
4
جاءت المواد 72و 70و 70من المرسوم التنفيذي رقم 22/12لتحدد شكل و إجراءات إيداع الرهون و االمتيازات.
74
1
-في حالة مخالفة المواد من 21إلى 10و المتعلقة باستيفاء البيان الوصفي للتقسيم.
إضافة على الحاالت الواردة في المادة 011من المرسوم التنفيذي رقم /12السالف الذكر
أوردت المادة 202من قانون التسجيل حالتين هما:
-عدم تقديم التصريح التقييمي للعقار.
2
-عدم دفع رسوم الشهر العقاري من طرف مودع العقار.
قبل إصداره لقرار رفض اإليداع ،يقوم المحافظ العقاري بالبحث عن أسباب أخرى ،بعد
3
الفحص الدقيق و هذا لتفادي رفض اإليداع مرة ثانية.
يبلغ المحافظ العقاري قرار رفض اإليداع لمودعي العقود و الوثائق الرسمية بموجب رسالة
موصى عليها مع إشعار بالوصول ،في أجل 00يوما من تاريخ رفض اإليداع ،و تمنح للمعني
4
مدة شهرين للطعن في قرار المحافظ العقاري أمام القضاء.
و في حالة قبول اإليداع من طرف المحافظ العقاري نتيجة لتوفر الشروط المطلوبة في
الوثائق المودعة ،تبدأ مرحلة الفحص الدقيق و الكلي للوثائق ،و التي تنجم عنها إما تنفيذ إجراء
اإلشهار أو رفضه.
المحافظ العقاري ملزم بتنفيذ إجراء اإلشهار إذا استوفت الوثائق المودعة شروط تنفيذه ،إال
أنه يوقف تنفيذ اإلجراء و يصدر ق ار ار برفض إجراء اإلشهار 5في الحاالت التي أوردتها المادة
010من المرسوم التنفيذي 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم و هي:
-عدم توافق الوثائق المودعة و األوراق المرفقة بها.
6
-عندما يكون مرجع اإلشهار السابق المطلوب بموجب المادة 0-70غير صحيح.
1
في المواد من 21إلى 10من المرسوم التنفيذي رقم ،22/12أدرج المشرع الجزائري كل البيانات الواجب توفرها في الجدول
الوصفي للتقسيم ،و كيفية التأشير على أي تعديل يمسه في البطاقات العقارية.
2
الطاهر بريك ،المرجع السابق ،ص .002
هالة مبروك ،المحافظة العقارية في التشريع الجزائري ،ماستر في الحقوق ،غير منشورة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية 3
5
راجع الملحق رقم 02المتمثل في نسخة من رفض اإلجراء.
6
يتم رفض اإليداع في حالة عدم تحرير نسخة من الرهون و االمتيازات في الجدول المقدم من طرف اإلدارة أو عدم تطابق
بيانات الجدولين مع الوثائق المشهرة ،و هذا وفق المادة 0-70من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
75
-عندما تكون البيانات المتعلقة بتعيين األطراف أو تعيين العقارات أو الشرط الشخصي ال
تتوافق مع البيانات المذكورة في البطاقات العقارية.
-في حالة وجود تناقض في صفة المتصرف أو الحائز األخير بين الوثائق المودعة
والبطاقات العقارية.
1
-عندما يكشف التحقيق المنصوص عليه في المادة ،012بأن الحق غير قابل للتصرف.
2
-عندما يكون العقد المقدم لإلشهار مشوبا بأحد عيوب البطالن الواردة في المادة .010
-إذا ظهر بأن الوثائق المودعة كان يجب رفض إيداعها.
و في حالة اكتشاف المحافظ العقاري ألحد العيوب السابقة في الوثائق المودعة ،يقوم
بإبالغ المعنين باألمر خالل 00يوما ابتداء من تاريخ اإليداع ،قصد تصحيح أو استكمال
3
العيب المكتشف ،و يؤشر على البطاقة العقارية بعبارة "إجراء قيد االنتظار".
و بعد تدارك العيوب ،يتم تنفيذ اإلجراء و التأشير على البطاقة العقارية التي تحمل عبارة
"إجراء قيد االنتظار" و يكون بأثر رجعي إلى تاريخ اإليداع من أجل الترتيب في سجل اإليداع
واذا لم يقم المعني خالل أجل 00يومي ابتداء من تاريخ تبليغه بالعيب ،فإن المحافظ العقاري
يرفض إجراء اإلشهار العقاري ،و يكتب عبارة الرفض في العمود المخصص للمالحظات في
4
سجل اإليداع ،حيث يوضح تاريخ قرار الرفض و النص الذي يبرره.
1
تنص المادة 012من المرسوم التنفيذي رقم 22/12على ما يلي " :يحقق المحافظ بأن البطاقة غير مؤشر عليها بأي سبب
يقيد حرية التصرف في الحق من قبل صاحبه األخير" ،و يقصد بعبارة " بسبب يقيد حرية التصرف" أي قيد يمنع صاحب الحق
األخير بالتصرف فيه كالحجز القضائي مثال.
2
ورد في المادة 010من المرسوم التنفيذي رقم 22/12ما يلي" :يحقق المحافظ العقاري بمجرد اطالعه على البيانات
الموجودة في الوثيقة المودعة بان موضوع أو سبب العقد ليس غير مشروع أو مناف لألخالق أو مخالف للنظام العام بكل
وضوح".
3
تنص المادة 0-011من المرسوم التنفيذي رقم 22/12على يلي" :عندما يالحظ المحافظ عدم الصحة أو خالفات أو عدم
إشهار سند التصرف أو شهادة نقل الملكية عن طريق الوفاة لصالحه ،فإنه ال يقوم بالتأشيرات على البطاقة العقارية ،و يبلغ في
أقصى اجل قد ره خمسة عشر يوما ابتداء من اإليداع ،عدم الصحة أو الخالف أو عدم اإلشهار المكتشف أو الشخص الذي
وقع شهادة الهوية في أسفل الصور الرسمية أو النسخ أو الجداول".
4
تنص المادة 0-011من المرسوم التنفيذي رقم 22/12على ما يلي" :و في جميع الحاالت فإن البطاقة التي يجب أن
يؤشر عليها باإلجراء النهائي ،هي البطاقة التي تحمل عبارة "إجراء قيد االنتظار" و اإلجراء يأخذ رتبة ذات أثر رجعي بتاريخ
اإليداع ،و يتم تثبيت تاريخ تنفيذه الفعلي عن طريق التسجيل من اجل الترتيب في سجل اإليداع".
76
المطلب الثاني:
من أجل تحقيق الحماية للملكية العقارية ،كان من الضروري إيجاد ضوابط كافية لنظام
الشهر العقاري ،تضمن صحة المعلومات المقدمة حول العقارات و أصحابها ،و قد أقر المشرع
الجزائري قاعدتين أساسيتين للشهر العقاري ،هما قاعدة الرسمية (الفرع األول) و قاعدة األثر
النسبي (الفرع الثاني).
الفرع األول:
قاعدة الرسمية
القاعدة العامة التي تحكم التعاقد في القانون الجزائري هي ما ورد في المادة 012من
القانون المدني ،التي تؤكد أن العقود رضائية ،فالعقد شريعة المتعاقدين ،ينعقد بمجرد تبادل
1
التراضي بين أطرافه.
و استثناء عن األصل ،فرض المشرع الجزائري أن يكون العقد شكليا من خالل إفراغه في
قالب رسمي في كل العقود الخاضعة للشهر العقاري ،فالتصرفات الواردة على عقار ال أثر لها
حتى بين المتعاقدين أنفسهم ،إال من تاريخ شهراها في المحافظة العقارية ،فالشهر العقاري
2
يتطلب أن تقدم هذه العقود في شكل رسمي.
1
المادة 012من األمر رقم .00/10
مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،المرجع السابق ،ص .00 2
77
كما أورد المشرع الجزائري قاعدة الرسمية في المادة 37من القانون رقم 30/71 :المؤرخ
في 0771/00/00 :المتضمن قانون التوجيه العقاري المعدل والمتمم ،و التي جاء فيها " يثبت
1
الملكية الخاصة لألمالك العقارية والحقوق العينية عقد رسمي يخضع لقواعد اإلشهار العقاري".
أوال :تعريف قاعدة الرسمية
عرف المشرع الجزائري العقد الرسمي في المادة 232من القانون المدني ،حيث جاء
فيها" :العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ما
2
تم لديه أو تلقاه من ذوي الشأن وذلك طبقا لألشكال القانونية وفي حدود سلطته واختصاصه".
فبموجب هذه المادة فإن السندات الرسمية هي السندات التي يحررها إما موظف عمومي
ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ،وفق الشروط القانونية و السلطات
3
واالختصاصات المخولة له ،و هذا ما يمزها عن العقود العرفية.
1المادة 02من القانون ،02/22المؤرخ في ،0771/00/00المتضمن التوجيه العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،92المؤرخ في ،6222/66/61ص .6212
2المادة 609من األمر .21/62
3يحيى بكوش ،أدلة اإلثبات في القانون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر0700 ،
ص .70
الغوثي بن ملحة ،قواعد وطرق اإلثبات ومباشرتها في النظام القانوني الجزائري ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر 4
،3110ص .22
78
أ) الموظف العمومي :عرف المشرع الج ازئري الموظف العام في المادة 29من األمر
مؤرخ 62يوليو سنة 0221المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية رقمّ 26-21:
1
"يعتبر موظفاً كل عون ّ
عين في وظيفة عمـوميـة دائمة ورسم في رتبة في السلم اإلداري".
و من خالل هذا التعريف يتبين أن الموظف العمومي هو العون الذي يلتحق بالوظيفة
العمومية بصفة دائمة عن طريق وسيلة قانونية تسمى التعيين ،و يرسم في السلم اإلداري
للوظيفة العمومية و يخض للقانون األساسي العام للوظيفة العمومية.
فالعقود المحررة من طرف مدير أمالك الدولة بصفته ممثال للدولة ،هي سندات رسمية.
ب) الضابط العمومي :هو الشخص الذي يحمل أختام الدولة ،و يمتلك صالحية إصدار
السندات الرسمية ،كالموثق الذي يعتبر ضابط عمومي مفوض من طرف السلطات العمومية
كما ورد في المادة الثالثة من قانون التوثيق رقم ،13/12و التي تنص على" :الموثق ضابط
عمومي مفوض من قبل السلطة العمومية ،يتولى تحرير العقود التي يشترط فيها القانون
2
الصبغة الرسمية ،و كذا العقود التي يرغب األشخاص إعطاءها هذه الصبغة".
و أيضا المحضر القضائي حيث نصت المادة الرابعة من قانون رقم 12/12المتضمن
تنظيم مهنة المحضر القضائي على ما يلي" :المحضر القضائي ضابط عمومي مفوض من
قبل السلطة العمومية ،يتولى تسيير مكتب عمومي لحسابه الخاص و تحت مسؤوليته ،على أن
3
يكون المكتب خاضعا لشروط و مقاييس خاصة تحدد عن طريق التنظيم".
وتجدر اإلشارة إلى أن كال من مهنة المحضر القضائي ومهنة الموثق تمارس بصفة
4
مستقلة في إطار مهن حرة ومستقلة تحت المسؤولية الشخصية والمباشرة ولحسابهما الخاص.
2المادة 12من القانون رقم ،13/12المؤرخ في ،3112/13/31المتضمن تنظيم مهنة الموثق ،الجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،69المؤرخة في ،0221/26/61ص .62
3المادة 29من القانون رقم ،12/12المؤرخ في ،0221/20/02المتضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،69المؤرخة في ،0221/26/61ص .00
4عبد الغني عبان ،قواعد تنظيم الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة ،تخصص
القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،الجزائر ،3101 ،ص .01
79
ج) الشخص المكلف بخدمة عامة :هو الشخص الذي يقدم خدمات عامة سواء كان
موظف عمومي أو ال ،سواء كان ماجو ار أو غير ماجور ،مثل رئيس المجلس الشعبي البلدي
المنتخب ،و الخبراء الذين تعينهم المحاكم.
كما أن األحكام القضائية النهائية الحائزة على قوة الشيء المقضي فيه و المتعلقة
بمنازعات حول العقار ،و الواجبة الشهر في المحافظة العقارية تعتبر سندات رسمية ،و هذا ما
تشير إليه المادة 00من األمر 12/10و المواد 22 ،22 ،23و 71من المرسوم التنفيذي
1
رقم .22/12
تنص المادة 61من األمر " 69/62إن العقـود اإلراديـة و االتفاقـات التـي ترمـي إلـى إنشـاء
أو نقل أو تصريح أو تعديل أو انقضاء حق عيني ،ال يكـون لهـا أثـر حتـى بـين األطـراف إال مـن
4
تاريخ نشرها في مجموعة البطاقات العقارية".
يظهر من هذا النص أن المشـرع قـد حـدد السـندات الرسـمية الواجبـة الشـهر ،هـي السـندات
الرامية إلى إنشاء أو نقل أو تصريح أو تعديل أو انقضاء حق عيني ،فهي ال تنـتج أي اثـر حتـى
5
بين المتعاقدين أنفسهم إال من تاريخ نشرها بالمحافظة العقارية.
هذه السندات يمكن تقسيمها حسب الجهة المصدرة لهـا إلـى سـندات توثيقيـة ،سـندات إداريـة
و سندات قضائية.
-1السااندات التوثيقيااة :يعتبــر الموثــق ضــابط عمــومي بموجــب قــانون التوثيــق رقــم 20/21
المؤرخ في ،0221/20/02حيث ورد في المادة 26منه" :الموثـق ضـابط عمـومي ،مفـوض مـن
1
كريمة بلقاضي ،الكتابة الرسمية والتسجيل والشهر في نقل الملكية العقارية ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة فرع
القانون الخاص ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر ،3110 ،ص .30
2المادة 13/13من القانون رقم .12/12
3
يحي بكوش ،المرجع السابق ،ص .011
المادة 61من األمر .69/62 4
5
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .21
81
قبل السلطة العمومية يتولى العقود التي يشترط فيهـا القـانون الصـيغة الرسـمية ،وكـذا العقـود التـي
1
يرغب األشخاص إعطائها هذه الصيغة".
و بالتالي فإن الموثق مؤهل إلعطاء صبغة الرسمية على العقود التعاقدية و التصريحية.
الساااندات الرسااامية التعاقدياااة :و هــي الســندات التــي تصــدر بتطــابق إرادتــين أو ب ـاإل اردة أ)
المنفردة ،و يتم إعدادها في الشكل الرسمي.
فالس ــندات الص ــادرة بتط ــابق إرادت ــين ه ــي الس ــندات الت ــي يس ــتوجب فيه ــا تط ــابق اإليج ــاب
والقبول ،و من أهم هذه العقود:
-عقااد البيااع :الــذي عرفــه المشــرع فــي المــادة 200مــن القــانون المــدني ":البيــع عقــد يلتــزم
بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليـا بمقابـل ثمـن نقـدي" 2،فيتضـح مـن هنـا
أن عقد البيع هو عقد رضائي ،لكن يجب أن يخضـع لمضـمون المـادة 172مـن القـانون المـدني
3
التي توجب مراعاة إجراءات الشهر العقاري.
و فــي حالــة عــدم خض ـوع العقــد المعــد مــن طــرف الموثــق إلج ـراءات الشــهر العقــاري نكــون
أمام "عقد لفيف"*.
-عقااد المبادلاااة :و يعــرف أيضــا بعقــد المقايضــة ،حيــث ورد تعريفــه فــي المــادة 202مــن
القــانون المــدني ":المقايضــة عقــد بــه يلتــزم كــل مــن المتعاقــدين أن ينقــل إلــى اآلخــر علــى ســبيل
التبــادل مــال لــيس مــن النقــود" 4،و مــن هــذا التعريــف يتضــح أن عقــد المقايضــة هــو مبادلــة شــيء
1
محمد سباع ،التوثيق والعقود الرسمية ،مجلة الموثق ،العدد ،10الغرفة الوطنية للموثقين ،الجزائر ،0770 ،ص .30
المادة 626من األمر .21/62 2
مجيدخلفوني ،شهر التصرفات العقارية في القانون العقاري الجزائري ،المرجع السابق ،ص .07-02 3
82
بشيء آخر غير النقود ،و هذه المبادلـة ال تكـون بالضـرورة بـين ملكيتـين ،فقـد تكـون بـين الحقـوق
كأن يتنازل أحد الطرفين عن حق االنتفاع الدائم ،مقابل تنازل الطرف اآلخر عن حقه فـي ملكيـة
1
الرقبة.
و يجوز أن يتفق المتعاقدين على منح أحدهما لآلخر مبلـغ مـن النقـود لتحقيـق تـوازن الفـرق
بين قيمة الشيئين المتقايض فيهما ،و هذا ما أجازته المادة 202مـن القـانون المـدني ":إذا كانـت
2
األشياء المقايض فيها مختلفة القيم في تقدير المتعاقدين ،جاز تعويض الفقر بمبلغ من النقود".
-عقااد الهبااة :عــرف الفقــه الهبــه علــى أنهــا تمليــك العــين فــي الحــال مجانــا ،و هــي تــتم بــين
األحياء ،و هذا ما يميزها عن الوصية ،و قد عرفها المشـر الج ازئـري فـي المـادة 313مـن قـانون
األح ـوال الشخصــية 3،علــى أنهــا تمليــك بــال عــوض ،فهــي منحــة مــن الواهــب إلــى الموهــوب لــه
4
مجانا ،و قد ينصب عقد الهبة على كل الممتلكات الحقوق.
عقــد الهبــة يحــرر مــن طــرف موثــق فــي الشــكل الرســمي ،مــع ضــرورة خضــوعه إلج ـراءات
الشــهر العقــاري ،وفــق المــادة 312مــن قــانون األحـوال الشخصــية "تنعقــد الهبــة باإليجــاب والقبــول
وتــتم الحيــازة وم ارعــاة أحكــام قــانون التوثيــق فــي العقــارات واإلجـراءات الخاصــة فــي المنقـوالت واذا
5
اختل أحد القيود السابقة بطلت الهبة".
أمــا الســندات الرســمية الصــادرة بــاإلرادة المنفــردة هــي الســندات التــي تحــرر بنــاءا علــى إرادة
منفردة ،فهي ملزمة للشخص الصادرة منه ،و تتمثل هذه السندات في:
-الوصااية :و هــي تصــرف إرادي مضــاف إلــى مــا بعــد المــوت ،يترتــب عنهــا انتقــال الملكيــة
م ــن الموص ــي إل ــى الموص ــى إلي ــه ،عن ــد تحق ــق واقع ــة الوف ــاة ،و تج ــوز الوص ــية ف ــي العق ــارات
والمنق ـوالت علــى أن ال تتجــاوز نســبتها الثلــث ،و هــذا وفــق مــا ورد فــي المــادة 662مــن القــانون
1مجيد خلفوني ،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .010-012
المادة 969من األمر .21/62 2
3المادة 313من القانون ،00/02المؤرخ في ،0702/12/17المتضمن قانون األسرة المعدل و المتمم ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،09المؤرخة في ،6219/21/60ص .262
4عبد الحفيظ بن عبيدة ،المرجع السابق ،ص .003
5
عبد الغني عبان ،المرجع السابق ،ص .23
83
المدني" :يسري على الوصية قانون األحوال الشخصية ،و النصـوص المتعلقـة بهـا" 1،و جـاء فـي
المادة 612من قانون األحـوال الشخصـية ،تكـون الوصـية فـي حـدود ثلـث التركـة ،و مـا زاد علـى
2
الثلث تتوقف على إجازة الورثة".
و كل تصرف قانوني يصدر في مرض الموت جعلتـه المـادة 661مـن القـانون المـدني فـي
حكم الوصية "كل تصرف قانوني يصدر عن شخص في حال مرض الموت بقصـد التبـرع يعتبـر
مضافا إلى ما بعد الموت ،و تسري عليه أحكام الوصية ،أيا كانت التسمية التي تعطـى إلـى هـذا
3
التصرف".
و تصــدر الوصــية فــي شــكل تصــرف إرادي منشــئ للحــق العينــي ،بنــاءا علــى أحكــام األمــر
69/62المــؤرخ فــي 6262/66/60المتضــمن إعــداد مســح األ ارضــي و تأســيس الســجل العقــاري
والمراسم التنفيذية التـي تلتـه ،حيـث تحـرر الوصـية فـي الشـكل الرسـمي مـن طـرف موثـق و تشـهر
4
بالمحافظة العقارية.
-الوقااف :الوقــف هــو حــبس العــين عــن التصــرفات التمليكيــة مــع بقائهــا علــى ملــك الواقــف
والتبرع الالزم بريعها على جهة من جهـات البـر والخيـر ،و قـد أصـدر المشـرع الج ازئـري مجموعـة
م ــن القـ ـوانين الت ــي ت ــنص عل ــى الوق ــف منه ــا ،الق ــانون 66/19المتض ــمن ق ــانون األسـ ـرة المع ــدل
والمـ ـ ــتمم والقـ ـ ــانون 62/26المـ ـ ــنظم لألوقـ ـ ــاف المعـ ـ ــدل والمـ ـ ــتمم بالقـ ـ ــانون 26/26المـ ـ ــؤرخ فـ ـ ــي
0226/22/00وقـ ــد تنـ ــاول أيضـ ــا قـ ــانون التوجيـ ــه العقـ ــاري 02/22المعـ ــدل والمـ ــتمم األمـ ــالك
الوقفية.
و الوقــف عقــد شــكلي يخضــع لإلج ـراءات المنصــوص عليهــا فــي المــادة 626مــن القــانون
المــدني ،وهــذا مــا أكدتــه المــادة 96مــن قــانون األوقــاف "يجــب علــى الواقــف أن يقيــد الوقــف بعقــد
4مجيد خلفوني ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص ص .022-020
84
ل ــدى الموث ــق" ،و من ــه ف ــإن عق ــد الوق ــف يح ــرر م ــن ط ــرف موث ــق ف ــي س ــند رس ــمي ،و يخض ــع
1
إلجراءات الشهر العقاري.
و الهدف من إشهار عقـود الوقـف هـو حمايـة األمـالك الوقفيـة مـن تعـدي الغيـر ،كمـا يمكـن
2
للدولة من بسط رقابتها على األمالك الوقفية.
ب) الساندات الرسامية التصاريحية :الســندات الرسـمية التصـريحية هـي السـندات التـي يقتصــر
فيها دور الموثق على تحرير السند الرسمية بنـاء علـى تصـريح مـن الطالـب ،و مـن أهـم السـندات
التصريحية عقد الشهرة و الشهادة التوثيقية.
-عقااد الشااهرة :لقــد جعــل المشــرع الج ازئــري الحيــازة لمــدة طويلــة ســبب مــن أســباب كســب
العق ــار بالتق ــادم المكس ــب ،و ق ــد ورد ف ــي الم ــادة 106و م ــا يليه ــا م ــن الق ــانون الم ــدني الش ــروط
3
الواجب توفرها و كذا مدة الحيازة.
فصدر المرسوم 620/61المـؤرخ فـي 6216/22/06المتضـمن إجـراءات التقـادم المكسـب
و إع ــداد عق ــد الش ــهرة المتض ــمن االعتـ ـراف بالملكي ــة ،لي ــنظم كيفي ــة اكتس ــاب العق ــار ع ــن طري ــق
الحيازة التي أقرها المشرع الجزائري في القانون المدني.
حيث ورد في المادة األولى من المرسوم 620/16أن االستفادة مـن التقـادم المكسـب تكـون
فقـط فـي تـراب البلـديات التـي لــم تخضـع لإلجـراء المحـدث بـاألمر 69/62المتضــمن إعـداد مســح
األراضي و تأسيس السجل العقاري ،4و هذا لتعـارض التقـادم المكسـب مـع أحـد أهـم مبـادئ نظـام
الشهر العيني المعلن بموجب األمر 69/62و هو مبدأ حظر التقادم المكسب.
1المادة 20من القانون ،01/70المؤرخ في ،0770/12/31المتعلق باألوقاف ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد ،06المؤرخة في ،6226/22/21ص .122
2عبد الغني عبان ،المرجع السابق ،ص ص .22-20
3
المواد من 031إلى 022من األمر رقم .00/10
4
المادة األولى من المرسوم ،203/02المؤرخ في ،0702/10/30المتضمن إجراءات التقادم المكسب واعداد عقد الشهرة
المتضمن االعتراف بالملكية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،06المؤرخة في
،6216/22/09ص .6966
85
و من خالل المرسوم 620/16يقوم الموثق بتحرير عقد الشهرة ،بنـاء علـى تصـريح طالـب
عقد الشهرة و عنـد تـوفر شـروط الحيـازة ،مـن خـالل إتبـاع اإلجـ ارءات المنصـوص عليهـا و التـي
تتضــمن إخطــار رئــيس المجلــس الشــعبي البلــدي و مــدير إدارة أمــالك الدولــة علــى مســتوى الواليــة
والنشر بإحدى الصحف الوطنية و اللصق بمقر البلدية.
عقـد الشــهرة المعــد مــن الموثـق يتضــمن االعتـراف بالملكيــة العقاريـة ،و بالتــالي فهــو خاضــع
إلجـراءات الشــهر العقــاري المنصــوص عليهــا فــي المــادة 626مــن القــانون المــدني ،كمــا ورد فــي
المادة 22من المرسوم 620/16السالف الذكر "يودع لدى المحافظـة العقاريـة قصـد النشـر عقـد
1
الشهرة المتضمن االعتراف بالملكية الذي أعده الموثق المسؤول عن مكتب التوثيق."...
يـ ـ ــذكر أن المرسـ ـ ــوم 620/16المـ ـ ــؤرخ فـ ـ ــي 6216/22/06المتضـ ـ ــمن إج ـ ـ ـراءات التقـ ـ ــادم
المكسب و إعداد عقد الشهرة المتضمن االعتراف بالملكيـة ،قـد حـل محلـه القـانون 20/26المـؤرخ
فــي 0226/20/06المتضــمن قــانون التحقيــق العقــاري ،و تبعــه المرســوم التنفيــذي رقــم 696/21
2
المؤرخ في 0221 /22/ 62المتعلق بعمليات التحقيق العقاري وتسليم سندات الملكية.
-الشااهادة التوثيقيااة :اإلرث ال يعــد حقــا عينيــا ،ألن انتقــال التركــة يكــون مــن المــورث إلــى
الوارث بحدوث الوفاة ،كما ورد في المادة 20/62من األمر 69/62المتعلق بإعداد مسـح العـام
و تأسيس السجل العقاري "...غير أن نقل الملكيـة عـن طريـق الوفـاة يسـري مفعولـه مـن يـوم وفـاة
أصحاب الحقوق العينية" 3،و يفهم من هذه المادة أن انتقال الملكية من المتـوفي إلـى الورثـة ،تـتم
بمجرد حدوث الوفاة ،دون الحاجة ألي إجراء شكلي ،و بالتالي عـدم خضـوعها إلجـراءات الشـهر
4
العقاري.
لكن المشرع الجزائري اشترط على الورثة أن يستصـدروا شـهادة توثيقـة تثبـت انتقـال الحقـوق
العقاريــة ،و تخضــع هــذه الشــهادة للشــهر العقــاري ،حيــث نصــت المــادة 26مــن المرســوم 16/61
1
عبد الحفيظ بن عبيدة ،المرجع السابق ،ص ص .010-77
و أيضا جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .323-337
2
عبد الغني عبان ،المرجع السابق ،ص.20
المادة 20/62من األمر .69/62 3
4
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص .330-331
86
المتضــمن تأس ــيس الســجل العق ــاري علــى م ــا يلــي ":ك ــل انتقــال أو إنش ــاء لحقــوق عيني ــة عقاري ــة
بمناســبة أو بفعــل الوفــاة ضــمن اآلجــال المحــددة فــي المــادة 22يجــب أن يثبــت بموجــب شــهادة
1
موثقة".
و نصــت المــادة 62مــن نفــس المرســوم" عنــدما يــتم إشــهار شــهادة موثقــة بعــد وفــاة تثبــت
انتقــال المشــاع لألمــالك باســم مختلــف الورثــة أو الموصــى لهــم ،فإنــه يؤشــر علــى بطاقــة العقــار
بأسماء جميع المالكين على الشياع و بالحصة التي تعود لكل واحد منهم عندما يكون ذلـك مبـين
2
في الشهادة".
أما المادة 26/10فقد نصـت علـى مـا يلـي ":فيمـا يخـص الشـهادات بعـد الوفـاة ،فإنـه يجـب
اإلشارة إلى الحالة المدنية و التصديق عليها بالنسبة للمتـوفي و بالنسـبة لكـل واحـد مـن الورثـة أو
3
الموصى لهم".
فموجــب هــذه المـواد ال يســتطيع الورثــة التصــرف فــي األمــالك العقاريــة المنتقلــة إلــيهم بســبب
الوفــاة إال بعــد تحريــر شــهادة موثقــة عنــد مكتــب توثيــق ،تخضــع هــذه الشــهادة إلج ـراءات الشــهر
4
العقاري.
-2السندات اإلدارية :السـندات اإلداريـة هـي تلـك السـندات التـي تكـون اإلدارة العموميـة طرفـا
فيها ،فهذه السندات تخضع إلجراءات الشـهر العقـاري ،و تنقسـم إلـى قسـمين همـا العقـود اإلداريـة
5
و الق اررات اإلدارية.
أ) العقااود اإلداريااة :العقــد اإلداري هــو عقــد يبرمــه شــخص عــام ،مــن أجــل تســيير مرفــق عــام
6
وفــق إجـراءات القــانون العــام ،حيــث يتضــمن شــروط اســتثنائية غيــر مألوفــة فــي القــانون الخــاص
4
جمال بوشناقة ،المرجع نفسه ،ص .337
5
عبد الغني عبان ،المرجع السابق ،ص .01
6عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،3113 ،ص .072
و أيضا محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،الجزائر ،3110 ،ص .01
87
وتبــرم هــذه العقــود عنــد التصــرف فــي األمــالك العقاريــة التابعــة لألمــالك الوطنيــة ،حيــث أصــدر
المشرع الجزائري مجموعة من النصـوص القانونيـة التـي تـنظم هـذه العقـود ،و تخضـع هـذه العقـود
إلجراءات الشهر العقاري ،و نذكر منها:
-عقود التنازل عن القطاع األرضاية بمقتضاى األمار 22/74الماؤرخ فاي 1774/22/22
المتضمن إنشاء احتياطات عقارية للبلديات :و قد تضمن هذا األمر المناطق الواقعة في المـدن
والمنـ ــاطق العمراني ـ ــة والقابل ـ ــة للتعميـ ــر إل ـ ــى البل ـ ــديات ،تمهيـ ــدا لبيعه ـ ــا للمؤسس ـ ــات العمومي ـ ــة أو
الخواص ،وفقا لشروط معينة ،مـن أهمهـا مداولـة المجلـس الشـعبي البلـدي ،و كـذا الشـهر العقـاري
1
حسب ما ورد في المادة 66من األمر .01/69
-عقاااود التناااازل المحاااررة طبقاااا لقاااانون 21/11الماااؤرخ فاااي 1711/22/27المتضااامن
التناااازل عااان االماااتال ك العقارياااة ذات االساااتعمال الساااكني أو المهناااي أو الحرفاااي أو التجااااري
التابعاة للدولاة والجماعاات المحلياة و مكاتاب الترقياة والتسايير العقااري والمؤسساات والهيئاات
واألجهاازة العموميااة :و قــد تضــمن هــذا القــانون الكيفيــات و اإلجـراءات الالزمــة للتنــازل عــن تلــك
األمــالك العقاريــة ،حيــث تخضــع للشــهر العقــاري ،إال أن هــذا القــانون ألغــي بموجــب القــانون رقــم
2
21/0222المؤرخ في 0222/60/06المتضمن قانون المالية لسنة .0226
-عقاااود االستصااااالح المبرمااااة فااااي ظاااال القااااانون 11/13المااااؤرخ فااااي 1713/21/13
المتعلقااة بحيااازة الملكيااة العقاريااة الفالحيااة :مــن أجــل تشــجيع استصــالح األ ارضــي الصــحراوية
أص ــدر المش ــرع الق ــانون 61/16ال ــذي تض ــمن تس ــهيالت كبيـ ـرة ،و م ــن أهمه ــا التن ــازل بال ــدينار
3
الرمزي عن تلك األراضي ،مع خضوع هذه العقود للشهر العقاري.
-عقااود البيااع اإلداريااة المحااررة طبقااا للقااانون رقاام 32/72المااؤرخ فااي 1772/12/21
المتضاامن قااانون األمااالك الوطنيااة ،والمرسااوم التنفيااذي 454/71المااؤرخ فااي 1771/11/23
1المواد 01و 00من دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1808الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم
،00/07المؤرخ في ،0707/13/32الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 17المؤرخة في
،0707/12/10ص .321
و المواد من 01إلى 31و 03من القانون رقم ،21/71المؤرخ في ،0771/03/10المتضمن قانون األمالك الوطنية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،06المؤرخة في ،6216/22/09المعدل و المتمم بالقانون
رقم ،69/21المؤرخ في ،0221/26/02الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،99المؤرخ في
،0221/21/26ص .6116
و المواد 32و 32من القانون رقم .30/71
المادة 12من القانون .62/22 2
مجيد خلفوني ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .71-17 3
4عمار عوابدي ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة القانون اإلداري ،دار هومه للطباعة و النشر ،الجزائر 3112
ص .12
و أيضا :مازن راضي ليلو ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المطبوعات ،مصر ،الطبعة الخامسة ،3112 ،ص.000و
أيضا :عمار بوضياف ،القرار اإلداري "دراسة تشريعية قضائية فقهية" ،دار جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،ص .02
89
و مــن هــذه القـ اررات مــن يــنجم عنــه انتقــال الملكيــة العقاريــة ،ممــا ألــزم إخضــاعها إلجـراءات
الشهر العقاري ،و من هذه الق اررات نذكر قرار نزع الملكية للمنفعة العامة وشهادة الحيازة.
-ق ارار ناازع الملكيااة للمنفعااة العامااة :أجــاز المش ـرع للســلطة اإلداريــة اســتثناء ،اللجــوء إلــى
الحصــول علــى الممتلكــات األف ـراد ،و هــذا ضــمانا الســتمرار المرفــق العــام و حســن أداء مهامــه
مقابل تعويض مادي ،حيـث ورد فـي المـادة 166مـن القـانون المـدني ":ال يجـوز حرمـان أي أحـد
من ملكيته إال في األحوال و الشـروط المنصـوص عليـه فـي القـانون ،غيـر أن لـإلدارة الحـق فـي
نــزع جميــع الملكيــة العقاريــة أو بعضــها ،أو نــزع الحقــوق العينيــة العقاريــة للمنفعــة العامــة مقابــل
1
تعويض منصف و عادل".
وقد صدرت مجموعة من القوانين التي تنظم عملية نزع الملكية للمنفعة العامة ،آخرها
القانون 00/70المؤرخ في 0770/12/31الذي يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل
المنفعة العمومية ، 2و الذي تضمن اإلجراءات الواجب إتباعها قبل إصدار قرار نزع الملكية
للمنفعة العامة ،الذي ينبغي إخضاعه إلجراءات الشهر العقاري حسب نص المادة 21من
القانون 00/70السلف الذكر ":يبلغ القرار اإلداري الخاص بنزع الملكية إلى المنزع منه و إلى
المستفيد ،و يخضع للشكليات القانونية المطلوبة في مجال التحويل العقاري ،و عندئذ يلزم
3
المعنيون بإخالء األماكن".
-شااهادة الحيااازة :نصــت المــادة 62مــن قــانون التوجيــه العقــاري علــى إمكانيــة تســليم ســند
حيازي يسمى شهادة الحيـازة مـن طـرف رئـيس البلديـة المخـتص إقليميـا ،لكـل حـائز لعقـار بمفهـوم
الم ــادة 106م ــن الق ــانون الم ــدني 4،و اش ــترطت نف ــس الم ــادة أن ال تم ــنح ه ــذه الش ــهادة إال ف ــي
5
أراضي الملكية الخاصة ،التي لم تحرر عقودها و لم يشرع فيها عملية مسح األراضي.
1مجيد خلفوني ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .003-000
و أيضا :عبد الحكيم فودة ،نزع الملكية للمنفعة العامة ،دار الكتب القانونية ،دون ذكر بلد النشر ،6220 ،ص .22
2المادة 21من القانون رقم ،00/70المؤرخ في ،0770/12/31الذي يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة
العمومية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،06المؤرخ في ،6226/22/21ص .126
مجيد خلفوني ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .002 3
4
المادة 032من األمر .00/10
المادة 62من القانون .02/22 5
90
و نصت المواد الالحقة على الشروط الموضـوعية و الشـكلية التـي يجـب توفرهـا فـي العقـار
المعنــي و فــي مــن يريــد الحصــول علــى شــهادة الحيــازة ،ثــم صــدر المرســوم التنفيــذي 029/26
المؤرخ في 6226/26/06و الذي جـاء تطبيقـا للمـادة 62مـن قـانون التوجيـه العقـاري 1،و الـذي
ضبط بدقـة إجـراءات طلـب إعـداد و تسـليم شـهادة الحيـازة ،سـواء تعلـق األمـر بـاإلجراء الفـردي أو
2
الجماعي ،كما تضمن نموذج لشهادة الحيازة.
-سند الملكية الذي يسلم في إطاار التحقياق العقااري :صـدر القـانون 20-26المـؤرخ فـي
0226/20/06و المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة حق الملكيـة العقاريـة و تسـليم سـندات الملكيـة
عن طريق تحقيق عقاري ،كبديل عن عقد الشهرة المنظم بالمرسوم رقم .620-16
التحقي ــق العق ــاري المنص ــوص علي ــه ف ــي الق ــانون 20/26يس ــتند عل ــى األس ــئلة المطروح ــة
والشــهادات المســتقاة و إجـراء الفحوصــات التــي يقــوم بهــا العــون المحقــق ،مــن خــالل البحــث عــن
المعلومــات بغــرض إثبــات حــق مــن الحقــوق يــؤدي إلــى تحريــر ســند الملكيــة الــذي يحــتج بــه علــى
3
الجميع.
ثــم صــدر المرســوم التنفيــذي رقــم 696/21المــؤرخ فــي 0221/22/62المتعلــق بعمليــات
التحقي ــق العق ــاري و تس ــليم س ــندات الملكي ــة ،و ال ــذي تض ــمن تفص ــيال لإلجـ ـراءات المتبع ــة ف ــي
4
التحقيق العقاري المؤدي لتسليم سند الملكية.
إن إصـدار نصـوص التحقيـق العقــاري المسـتوحاة مـن القـانون الفرنســي 5،يهـدف إلـى تفــادي
السلبيات التي خلفهـا عقـد الشـهرة ،و أهمهـا عـدم تـدخل السـلطات العموميـة فـي إعـداده ،ممـا أدى
1
المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ،302/70المؤرخ في ،0770/11/31الذي يحدد كيفيات إعداد شهادة الحيازة
وتسليمها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،61المؤرخ في ،6226/26/66ص .6612
2ليلى زروقي و حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .01
3عبد العزيز محمودي و عيسى حاج علي ،إجراءات تفعيل الحيازة العقارية كآلية لتسليم عقود الملكية في القانون الجزائري
منشورات بغدادي ،الجزائر ،3103 ،ص .032
4المادة 10و 13من المرسوم التنفيذي رقم ،021/10المؤرخ في ،3110/10/07المتعلق بعمليات التحقيق العقاري
وتسليم سندات الملكية الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،01المؤرخ في ،0221/22/02
ص .26
5عبد العزيز محمودي ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري ،منشورات بغدادي ،الجزائر3117 ،
ص .302
91
إل ــى اس ــتعماله بطريق ــة تعس ــفية أو غي ــر ش ــرعية أحيان ــا و بإقص ــاء بع ــض الورث ــة أحيان ــا أخ ــرى
1
واالستيالء على األمالك العمومية ،مما تسبب في العديد من المنازعات.
و لالستفادة من سند الملكية فـي إطـار التحقيـق العقـاري وضـع المشـرع الج ازئـري جملـة مـن
الشــروط ،منهــا مــا يتعلــق بالعقــار و أهمهــا أن يكــون واقعــا ببلديــة غيــر ممســوحة و أن يكــون فــي
أراضي الملك الخاص ،و استبعاد األمالك العقارية الوطنية و األمالك الوقفية 2.و شـروط أخـرى
3
خاصة بالحيازة يتحقق منها العون المكلف بعملية التحقيق العقاري.
و يمر إجراء معاينة الملكية عن طريق التحقيق العقاري بعدة مراحل و هي:
-تقديم طلب فتح تحقيق عقاري من المعني إلى السيد مدير الحفظ العقاري.
-فــتح التحقيــق العقــاري و هنــا نميــز بــين حالــة تحقيــق عقــاري ملــتمس بصــفة فرديــة ،حيــث
يقــوم مــدير الحفــظ العقــاري بتعيــين محقــق عقــاري مــن أعـوان ســلك مفتشــي أمــالك الدولــة الحفــظ
العقـاري بموجــب مقــرر و فـي أجـل شــهرين مــن تــاريخ اســتالم الطلـب ،و حالــة تحقيــق عقــاري فــي
إطــار عمليــة جماعيــة ،التــي تــتم فــي حالــة ب ـرامج بنــاء و تهيئــة عقاريــة ريفيــة أو حض ـرية ويكــون
4
بمقتضى قرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي.
-تبــدأ عمليــات التحقيــق العقــاري مــن طــرف العــون المحقــق الــذي يحــرر علــى إثرهــا محضـ ار
مؤقتــا يســجل فيــه نتــائج التحقيــق ،هــذا المحضــر ينشــر فــي مقــر البلديــة لمــدة 62يومــا مــن يــوم
تحريره ،و يفتح المجال لالعتراضات و التي تبدأ بعد ثمانية أيام من لصق المحضر المؤقت فـي
5
مقر البلدية و لمدة ثالثون يوما.
1
حمدي باشا عمر ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة ،دار هومه ،الجزائر ،3102 ،ص ص .037-030
2المادة ،12من القانون رقم ،13-11المؤرخ في ،3111-13-31المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة حق الملكية العقارية
وتسليم سند الملكية عن طريق التحقيق العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 62
المؤرخ في ،0226/20/01ص .66
3المادة 02من القانون نفسه.
4
المادتين 2و 1من القانون .13/11
5المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم .021-10
92
إذا وجـدت أي اعت ارضـات يعمـل المحقـق العقـاري علــى إجـراء محاولـة للصـلح بـين الطــرفين
فــي حالــة نجــاح الصــلح يحــرر محضــر الصــلح و يــتم تحريــر المحضــر مؤقــت علــى أســاس هــذا
المحضــر ،أمــا فــي حالــة فشــل محاولــة العــون المحقــق إلجـراء الصــلح ،يحــر محضــر عــد الصــلح
وتوقف إجراءات التحقيق العقاري ،إطالع الطرفين بالمحضر ،و تمنح مدة شهرين للمـدعي كـي
1
يلجأ إلى القضاء ،و في حالة عدم رفع الدعوى خالل هذا األجل يستمر التحقيق العقاري.
-و عنــد انتهــاء التحقيــق العقــاري و عــدم وجــود اعت ارضــات يــتم تحريــر المحضــر النهــائي
الذي يشكل إلصدار قرار الترقيم العقاري باسم الطالب من طرف مدير الحفظ العقـاري ،و يرسـل
إلــى المحــافظ العقــاري لتنفيــذ إجـراء اإلشــهار العقــاري ،و يعــد ســند الملكيــة بنــاء عــل مقــرر التــرقيم
2
العقاري المشهر و يرسل إلى مدير الحفظ العقاري لتسليمه للمعني.
-3السندات القضائية :تـنص الفقـرة الثانيـة مـن المـادة 69مـن األمـر رقـم 69/62المتضـمن
إعــداد مســح األ ارضــي العــام وتأســيس الســجل العق ـاري "تلتــزم اإلشــارة مــن أجــل مســك مجموعــة
البطاقات العقارية إلى ما يلي:
جميـ ــع العقـ ــود والق ـ ـ اررات القضـ ــائية الالحقـ ــة لإلج ـ ـراء األول الـ ــذي كـ ــان موضـ ــوع تأسـ ــيس
3
لمجموعة البطاقات العقارية ،والخاضعة لإلشهار العقاري بمقتضى التشريع الجاري به العمل".
فاألحكــام والقـ اررات القضــائية الصــادرة عــن الجهــات القضــائية تعتبــر فــي كثيــر مــن األحيــان
سندات رسمية تحل محل عقود الملكيـة المنصـبة علـى العقـارات ،و كـي تعتبـر األحكـام والقـ اررات
القضـ ــائية سـ ــندات رسـ ــمية يجـ ــب أن تسـ ــتنفذ جميـ ــع طـ ــرق الطعـ ــن العاديـ ــة 4،ومهرهـ ــا بالصـ ــيغة
التنفيذيــة ،فجميــع األحكــام والقـ اررات القضــائية التــي تثبــت حقــوق عينيــة عقاريــة أو تعــدل أو تغيــر
حمدي باشا عمر ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة ،المرجع السابق ،ص ص .021-021 1
2
حمدي باشا عمر ،المرجع نفسه ،ص .013
المادة 69من األمر .69/62 3
4محند أمقران بوبشير ،قانون اإلجراءات المدنية "نظرية الدعوى ،نظرية الخصومة اإلجراءات االستثنائية" ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،3110 ،ص .621
93
أو تزيل هذه الحقوق أو تكشف عنها فإنه يجب شهرها باعتبارها سند للملكية بحكـم القـانون حتـى
1
تكون حجة على الغير.
تأكــد اتجــاه المشــرع لمتابعــة كــل التغيي ـرات التــي تط ـ أر علــى العقــار فــي القضــاء ،فبصــدور
ق ــانون اإلجـ ـراءات المدني ــة و اإلداري ــة رق ــم 22-21 :الم ــؤرخ ف ــي 0221/20/02أص ــبح ش ــهر
2
العرائض المتعلقة بالعقارات أمر إلزامي ،تحت طائلة عدم قبول الدعوى شكال.
و أضافت المادة 262من القانون " :22/21ترفع الدعوى أمام القسم العقاري و ينظر
فيها حسب اإلجراءات الواردة في هذا القانون ،مع مراعاة األحكام الخاصة بشهر دعاوى الفسخ
3
أو اإلبطال أو التعديل أو نقض حقوق قائمة على عقود تم شهرها".
لقد أراد المشرع بعبارة "مع مراعاة األحكام الخاصة بشهر دعاوى الفسخ أو اإلبطال أو
التعديل أو نقض حقوق قائمة على عقود تم شهرها" اإلشارة إلى ما ورد في المادة 12من
4
المرسوم 16/61المتعلق بتأسيس السجل العقاري و التي تنص على نفس اإلجراءات.
الفرع الثاني:
و تعرف أيضا بقاعدة األثر اإلضافي أو الشهر المسبق ،حيث يهدف المشرع الجزائري
من وراء إقرار هذه القاعدة إلى ضمان استم اررية سلسلة نقل الملكية العقارية وبالتالي ضمان
حقوق المالك الجديد.
1
عبد الغني عبان ،المرجع السابق ،ص .00
2المادة 01من القانون رقم ،17/10المؤرخ في ،3110/13/30المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،06المؤرخ في ،0221/29/06ص .29
3المادة 262من القانون نفسه.
4
المادة 00من المرسوم التنفيذي .22/12
94
المادة 00من المرسوم التنفيذي 22/12المؤرخ في 0712/12/30المتضمن تأسيس
السجل العقاري ما يلي" :ال يمكن القيام بأي إجراء مسبق أو مقارن للعقد أو القرار القضائي أو
1
لشهادة االنتقال عن طريق الوفاة ،يثبت حق المتصرف أو صاحب الحق األخير."...
لذا سنحاول تحديد مفهوم قاعدة األثر النسبي (أوال) ،ثم نعرج على االستثناءات الواردة
على هذه القاعدة (ثانيا).
بناء على ما ورد في المادة 00من المرسوم 22/12المذكورة أعله ،فإن المحافظ العقاري
ال يمكنه شهر أي وثيقة رسمية تتضمن تصرف وارد على عقار ،ما لم يكن له أصل ثابت في
مجموعة البطاقات العقارية ،و هو ما يعرف بأصل الملكية.
و يقصد بأصل الملكية الوثيقة أو السند الرسمي الذي كان سببا في اكتساب العقار
المتصرف فيه من المتصرف أو صاحب الحق األخير ،هذا األخير هو الشخص الذي يكون
حقه قد تم تحويله أو تعديله أو تثبيته أو ترتيب حقوق عليه أو انقضاؤه بموجب اإلجراء الذي
2
طلب إجراء الشهر من أجله.
فمن خالل هذه القاعدة يمكن معرفة جميع المالك السابقين للعقار محل التصرف وبالتالي
ضمان عدم قيام المتصرف أو صاحب الحق األخير من التصرف مرة أخرى في هذا العقار أي
منع وقوع تصرفات مزدوجة و هو ما يعرف بالشهر الموازي.
و في حالة تخلف قاعدة الشهر المسبق ،فإنه على المحافظ العقاري و بموجب السلطات
الموكلة له في رقابة الوثائق و السندات الخاضعة للشهر ،القيام برفض إجراء عملية الشهر
3
العقاري ،مع مراعاة االستثناءات التي ترد على هذه القاعدة.
1
ليلى زروقي و عمر حمدي باشا ،المرجع السابق ،ص .322
2
جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص .001
و أيضا :ليلى زروقي و عمر حمدي باشا ،المرجع السابق ،ص .322
و أيضا :مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .73-70
المادة 626من المرسوم .16/61 3
95
ثانيا :االستثناءات الواردة على قاعدة األثر النسبي
ال يمكن للمحافظ العقاري أن يقوم بفرض تطبيق قاعدة الشهر المسبق على جميع
السندات الخاضعة لعملية الشهر العقاري ،فهناك حاالت ال يمكنه فيها مراقبة المحررات محل
الشهر مع محررات سابقة ،و يرجع هذا لكون هذا اإلجراء هو األول ،أو لحاالت اقتضتها
ظروف التحول من نظام الشهر الشخصي إلى نظام الشهر العيني ، 1و يمكن حصر هذه
الحاالت في:
-1عقد الشهرة* :يعتبر عقد الشهرة أحد االستثناءات الواردة على قاعدة األثر النسبي لكونه
يحرر على أراضي غير خاضعة لعملية مسح األراضي العام ،ولم يحرر بشأنها عقود كما
يشترط تحرير عقد الشهرة في أراضي الملكية الخاصة.
و يعتبر عقد الشهرة بمثابة شهادة ميالد للحق العيني ،لكونه اإلجراء األول الذي ورد على
2
هذا العقار في المحافظة العقارية.
-2العقود التي اكتسبت تاريخا ثابتا قبل :1881/81/81لقد ورد استثناء العقود التي
اكتسبت تاريخا ثابتا قبل 0710/10/10بموجب المادة 12من المرسوم 301/01المؤرخ في
0701/17/02المعدل و المتمم للمواد 00 ،00 ،07من المرسوم 22/12المؤرخ في
0712/12/30المتعلق بتأسيس الجل العقاري و التي جاء فيها" :تعدل المادة 07من المرسوم
رقم 22/12المؤرخ في 0712/12/30المذكور أعاله و تتمم و يستبدل بها ما يلي " :المادة
" :07ال تطبق القاعدة المدرجة في الفقرة األولى من المادة 00أعاله:
-عند اإلجراء األولي بشهر الحقوق العقارية في السجل العقاري و الذي يتم تطبيقا للمواد
من 0إلى 00من المرسوم .22/12
1
ليلى زروقي و عمر حمدي باشا ،المرجع السابق ،ص .322
*لمزيد من التفاصيل راجع عقد الشهرة ضمن السندات الرسمية الخاضعة للشهر العقاري ،في المطلب الثاني من المبحث الثاني
في الفصل األول.
مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ،طبعة ،3103ص .023 2
96
-عندما يكون حق المتصرف أو صاحب الحق األخير ناتجا عن سند اكتسب تاريخا ثابتا
1
قبل أول مارس ."0720
وقد عدلت بعد ذلك المادة 07بموجب المرسوم 032/72الصادر بتاريخ
2
0772/10/07و مددت التاريخ المذكور في المرسوم 301/01ليصبح .0710/10/10
و يندرج تحت مفهوم التاريخ الثابت ،العقود و الوثائق التي تم تحريرها بصفة مؤكدة من
طرف القضاء قبل ،0710/10/10باإلضافة إلى العقود العرفية المسجلة من طرف أصحابها
لدى مصلحة التسجيل ،و يتم التأكد من صحة التاريخ من خالل تأشيرة مصلحة التسجيل ،كما
يمكن التحقق من التاريخ بواسطة وسائل إثبات أخرى وردت في المادة 230من القانون المدني
و التي تنص" :ال يكون للعقد العرفي حجة على الغير في تاريخه إال منذ أن يكون له تاريخ
ثابت و يكون تاريخ العقد ثابتا ابتداء:
-من يوم تسجيله
-من يوم ثبوت مضمونه في عقد آخر حرره موظف عام
-من يوم التأشير عليه على يد ضابط عام مختص
3
-من يوم وفاة أحد الذين لهم على العقد خط أو إمضاء".
-3اإلجراء األول الخاص بشهر الحقوق العقارية في السجل العقاري :خصص المشرع
المواد من 10إلى 01من المرسوم التنفيذي رقم ،22/12لإلجراءات إيداع وثائق مسح
األراضي العام في المحافظة العقارية من أجل إخضاعها للشهر العقاري ،هذه الوثائق تتضمن
4
أرقام للعقارات الممسوحة ،فيتم تخصيص بطاقة عقارية لكل عقار تحمل رقمه.
المادة 12من المرسوم التنفيذي ،301/01المؤرخ في ،0701/17/02المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 22/12 1
المؤرخ في ،0712/12/30المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
العدد ،61المؤرخ في ،6212/22/66ص .6666
2المادة 12من المرسوم التنفيذي ،032/72المؤرخ في ،0772/10/07المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 22/12
المؤرخ في ،0712/12/30المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
العدد ،61المؤرخ في ،6226/22/62ص .6666
3جمال بوشناقة ،المرجع السابق ،ص ص.000-002
المواد من 21إلى 66من المرسوم .16/61 4
97
إن وثائق مسح األراضي العام تخضع ألول مرة لعملية الشهر العقاري ،و بالتالي فهي
1
مستثناة من الشهر المسبق ،ألن عملية مسح األراضي هدفها هو تأسيس السجل العقاري.
و المادة 12من المرسوم 301/01المؤرخ في 0701/17/02المعدل و المتمم للمواد
00 ،00 ،07من المرسوم 22/12المؤرخ في 0712/12/30المتعلق بتأسيس الجل العقاري
تؤكد هذا االستثناء ،حيث جاء فيها" :تعدل المادة 07من المرسوم رقم 22/12المؤرخ في
0712/12/30المذكور أعاله و تتمم و يستبدل بها ما يلي" :المادة " :07ال تطبق القاعدة
المدرجة في الفقرة األولى من المادة 00أعاله:
-عند اإلجراء الولي بشهر الحقوق العقارية في السجل العقاري و الذي يتم تطبيقا للمواد
2
من 0إلى 00من المرسوم ."22/12
-1شهادة الحيازة :المقررة بموجب المادة 27من قانون التوجيه العقاري 30/71الصادر
بتاريخ 3،0771/03/10فهي بدورها مستثناة من قاعدة شهر المسبق ،مثلها مثل عقد الشهرة
ألنها تحرر على أراض لم يحرر بشأنها عقود ،و ال تقع بأقاليم خاضعة لعملية مسح األراضي
4
و هي تشكل إجراء أول على العقار بالمحافظة العقارية.
-1االستثناء الوارد في المادة 118المرسوم التشريعي رقم 10-83المؤرخ في
1883/12/28و المتضمن قانون المالية لسنة :1181المادة 21من قانون التوجيه
5
العقاري تنص على مساهمة الدولة في عملية استصالح األراضي ،خاصة الواقعة بالصحراء
ثم صدر المرسوم التشريعي رقم 00-72المؤرخ في 0772/03/37والمتضمن قانون المالية
لسنة ،0772و في مادته 6001المعدلة بالمادة 020من األمر رقم 31/70المؤرخ في
0770/03/21المتضمن قانون المالية لسنة 0772أشار المشرع إلى إمكانية منح أراضي
1مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،المرجع السابق .72 ،و أيضا :جمال بوشناقة ،المرجع السابق،
ص ص.002-003
المادة 26من المرسوم .062/12 2
مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .023 4
6المادة 666من المرسوم التشريعي ،61/26المؤرخ في ،0772/03/37المتضمن قانون المالية لسنة ،1881الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،11المؤرخ في ،6229/60/62ص .26
98
تابعة لألمالك الوطنية الخاصة بالدولة لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين بمقتضى عقد امتياز
1
من أجل سد حاجيات عامة و التي تكتسي طابع المنفعة العامة.
و لكون عقد االمتياز المنصوص عليه في المادة 001المعدلة يتم بمقتضى عقد إداري
يحرره مدير أمالك الدولة لفائدة المستفيد ،و يخضع إلجراءات الشهر العقاري ،ينشأ حق عيني
عقاري ،يعتبر إجراء أول يستثنى من قاعدة األثر النسبي ،و نفس الشيء ينطبق على األراضي
الفالحية المستصلحة في إطار القانون 61/16المؤرخ في 6216/21/66المتعلقة بحيازة
2
الملكية العقارية الفالحية.
-1عقد الملكية الذي يسلم في إطار التحقيق العقاري :أستحدث عقد الملكية المسلم في
إطار التحقيق العقاري بموجب القانون 13/11المؤرخ في 3111/13/31المتضمن تأسيس
إجراء لمعاينة حق الملكية العقارية و تسليم سندات الملكية عن طريق التحقيق العقاري والذي
يحرر في حالة عدم وجود منازع للحائز ،و قد ورد في المادة 31من المرسوم التنفيذي رقم
021/10المؤرخ في 3110/10/07المتعلق بعمليات التحقيق العقاري و تسليم سندات
الملكية ":يتم إشهار مقرر الترقيم العقاري بالتأشير على مجموعة البطاقات العقارية المؤقتة.
و يشكل إجراء اإلشهار المنفذ هذا بمفهوم المادة 00من المرسوم رقم 22/12المؤرخ في
3
0712/12/30و المذكور أعله نقطة انطالق لحق الملكية التي يكرسها".
-8الشهادة الرسمية للملك الوقفي :تطبيقا ألحكام المادة 10من القانون رقم 01/70
المؤرخ في 0770/12/31المتضمن قانون األوقاف ،صدر المرسوم التنفيذي رقم
222/3111المؤرخ في 3111/01/32المتضمن إحداث وثيقة اإلشهاد المكتوب إلثبات
الملك الوقفي و شروط و كيفيات إصدارها و تسليمها.
هذه الوثيقة تخضع لعملة الشهر العقاري ،و تعد كإجراء أولي مستثنى من قاعدة األثر
4
النسبي.
1المادة 691من األمر رقم ،06/22المؤرخ في ،0770/03/21المتضمن قانون المالية لسنة ،1881الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،10المؤرخ في ،6222/60/66ص .26
2مجد خلفوني ،نظام الشهر العقاري ي القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص ص .77-70
المادة 02من المرسوم .696/21 3
4
ليلى زروقي و عمر حمدي باشا ،المرجع السابق ،ص .327-320
99
المبحث الثاني:
الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه المشرع من الشهر العقاري ،هو حماية حق الملكية
العقارية و جميع الحقوق العينية ،من خالل توفير حيز من الثقة و األمان في المعامالت
العقارية ،لذلك يجب تحديد مدى حجية الشهر العقاري و اآلثار التي يرتبها.
و متى كانت هناك معامالت بين األطراف ،فال بد من وجود اختالفات قد تؤدي إلى
نشوب نزاعات بينهم ،كما أن تمتع المحافظ العقاري بصالحيات واسعة من شأنها أن تسهم في
إنشاء أو إلغاء حقوق عينية ،مما قد يمس بحقوق األفراد ،و هذا ما يجعل ق ارراته عرضة
للطعن ،و في هذه الحالة يكون القضاء هو المالذ األخير أمام األطراف.
لهذا سنحاول تحديد اآلثار القانونية المترتبة عن الشهر العقاري (المطلب األول)
ومنازعات الشهر العقاري (المطلب الثاني).
المطلب األول:
التصرفات الواقعة على عقار ليس لها آثار حتى بين المتعاقدين أنفسهم إال من تاريخ
شهرها في المحافظة العقارية ،فنظام الشهر العقاري منشئ للحقوق العينية ،ومطهر للتصرفات
الواقعة على العقار من العيوب.
و في ظل هذه اآلثار سنتطرق إلى آثار نظام الشهر العقاري ،و سنقسم هذا المطلب إلى
فرعين ،نخصص الفرع األول لدراسة األثر المنشئ و المطهر للشهر العقاري والفرع الثاني
لدراسة حجية الشهر العقاري.
100
الفرع األول:
ال أثر ألي تصرف متعلق بعقار إال من تاريخ شهره بالمحافظة العقارية ،لذلك فإن نظام
الشهر العيني له األثر منشئ (أوال) ،كما يضمن عدم انتقال العقار مثقل بأي عيب أي أن له
أثر مطهر (ثانيا).
أوال :األثر المنشئ لنظام الشهر العقاري
يرى بعض الفقهاء أن القيد في السجل العقاري العيني هو مصدر الحقوق العينية ،على
اعتبار أن ال يعرف إال القيد كوسيلة الكتساب الحقوق العقارية ،فإذا كانت حيازة المنقول هو
سند الحائز ،فإن القيد في السجل العيني يعد سند الملكية ،إال أن التصرفات العقارية كالبيع
مثال تنتج كافة آثارها بين الطرفين بمجرد تحرير العقد و أهمها االلتزام ،و رغم هذا يبقى نقل
الملكية معلق إلى أن يتم القيد في السجل العقاري ،و بالتالي فإن التصرفات التي تتم خارج
1
مكاتب الحفظ العقاري ترتب كافة آثارها ،ما عدا نشوء الحق العيني و الذي يتطلب القيد.
يختلف أثر القيد في السجل العقاري يختلف من دولة إلى أخرى ،فالمشرع التونسي لم
يأخذ بنظام السجل العيني مثل الجزائر ،و يعتبر أن الحقوق العينية العقارية تنتقل بين
2
المتعاقدين بمجرد توقيع العقد ،لكن ال أثر لها أمام الغير إال من تاريخ قيدها السجل العقاري.
أما المشرع الجزائري فقد نص في المادة 00من األمر 12/10المتضمن إعداد مسح
األراضي و تأسيس السجل العقاري على ما يلي ":كل حق للملكية و كل حق عيني آخر يتعلق
بعقار ،ال وجود له بالنسبة للغير إال من تاريخ يوم إشهاره في مجموعة البطاقات العقارية ،غير
أن نقل الملكية عن طريق الوفاة يسري مفعوله من يوم وفاة أصحاب الحقوق العينية" 3،و جاء
في المادة 02من نفس األمر ":إن العقود اإلرادية و االتفاقات التي ترمي إلى إنشاء أو نقل أو
تصريح أو تعديل أو انقضاء حق عيني ،ال يكون لها أثر حتى بين األطراف ،إال من تاريخ
4
نشرها في مجموعة البطاقات العقارية".
1مصطفى أحمد أبو عمرو ،الموجز في شرح نظام السجل العقاري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،3101 ،ص .022
2
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .312
المادة 62من األمر .69/62 3
101
من خالل نص المادتين 00و 02السالفتين الذكر نالحظ أن المشرع الجزائري أخذ بمبدأ
األثر المنشئ للقيد في السجل العقاري ،فكل الحقوق الواردة على عقار ال أثر لها حتى بين
المتعاقدين أنفسهم إال من تاريخ نشرها في المحافظة العقارية ،فإذا تم إشهار التصرف فإن
الحق العيني يعتد به و يصبح موجودا و يسري على الجميع ،أما التصرف الغير مشهر يبقى
1
معلقا إلى أن يتم شهره.
و يعتبر مبدأ األثر المنشئ للقيد الذي اعتمده المشرع الجزائري أسلم من مبادئ التشريعات
المخالفة لعدة أسباب منها:
-مبدأ األثر المنشئ للقيد يضمن تطابق القيود المسجلة في المحافظة العقارية مع
الوضعية القانونية الحقيقية للعقار ،حيث ال يعتبر مالكا إال من كان مسجال بالمحافظة العقارية
و بهذا المفهوم نتفادى إمكانية وجود مالك حقيقي بموجب العقد المبرم بين الطرفين و الغير
2
مشهر ،و مالك مقيد بالمحافظة العقارية في انتظار إشهار العقد المبرم.
-يضمن مبدأ األثر المنشئ للقيد اإلسراع في شهر التصرفات العقارية ،كما يسمح لكل
3
ذي مصلحة االطالع عليها.
-يوفر مبدأ األثر المنشئ للقيد الثبات و االستقرار في المعامالت العقارية ،و يوفر األمان
مما يزيد الثقة في عمليات اإلق ارض و االقتراض ،و هذا ما يعود بالفائدة على االستثمار وزيادة
4
الدخل الفردي.
يذكر أن المشرع الجزائري قد استثنى حالة الحقوق الميراثية ،حيث تنتقل الملكية العقارية
للورثة بمجرد حدوث واقعة الوفاة ،و هذا حتى ال تبقى العقارات بدون مالك خالل الفترة ما بين
حدوث الوفاة و القيد في السجل العقاري ،فيستفيد الورثة من حق اإلدارة واالستثمار دون حق
التصرف 5،فالمشرع الجزائري لم يتح للورثة التصرف في العقار الموروث بمجرد الوفاة ،إال
6
بوسيلة فنية تدعى الشهادة التوثيقية التي يشهر بموجبها حق الميراث في المحافظة العقارية.
1
ليلى زروقي وحمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .2
2
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع السابق ،ص .312
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع نفسه ،ص .312 3
4
حسين عبد اللطيف حمدان ،المرجع نفسه ،ص .312
5
مصطفى أحمد أبو عمرو ،المرجع السابق ،ص .011
6كريمة فردي ،المرجع السابق ،ص .020
102
فحسن فعل المشرع الجزائري باعتماده على مبدأ األثر المنشئ لنظام الشهر العقاري مما
يساعد على االستقرار في المعامالت العقارية ،خاصة في ظل المشاكل العديدة والنزاعات
المتعلقة بالعقار التي يشهدها القضاء.
ثانيا :األثر المطهر للشهر العقاري
1
يعرف التطهير بأنه تنظيف شيء معين من كل ما يشوبه أو يلحق به من عيوب.
ويقصد بالتطهير في نظام الشهر العيني أن ينتقل العقار إلى مالكه الجديد خاليا من كل
العيوب الغير مشهرة التي تثقل العقار ،أما إذا كان العقار تم إشهاره معيبا بأحد عيوب الرضا
مثال ،فإن هذه التصرفات تكون قابلة لإلبطال ،إال انه ال يمكن االحتجاج بها ،ما دام أنه تم
2
إشهار هذا التصرف استنادا للقوة الثبوتية ،و ال يمكن إبطاله إال بدعوى قضائية.
و يسهر المحافظ العقاري على عملية التطهير في نظام الشهر العقاري ،فنصت المادة
33من األمر 12/10على" :يحقق المحافظ في هوية و أهلية األطراف الموجودين على
وسائل اإلثبات وكذلك في صحة األوراق المطلوبة من أجل اإلشهار 3،"...كما يتحقق من عدم
تعارض محتوى العقد مع اآلداب العامة و النظام العام وفق المادة 010من المرسوم التنفيذي
4
22/12المتعلق بتأسيس السجل العقاري المعدل و المتمم.
األثر المطهر للشهر العقاري يساعد على ثبات المعامالت العقارية و استقرارها ،من
خالل ضمان انتقال العقارات دون عيوب.
الفرع الثاني:
ترتب التصرفات العقارية آثارها من تاريخ قيدها في السجل العقاري و ليس من تاريخ
صدورها ،مما يعطي حجية للشهر العقاري بين األطراف (أوال) و في مواجه الغير (ثانيا).
1
عمر صداقي ،المرجع السابق ،ص.11
2ليلى زروقي و حمدي باشا عمر ،المرجع السابق ،ص .46
المادة 00من األمر .69/62 3
4
المادة 010من المرسوم التنفيذي .22/12
103
أوال :حجية الشهر العقاري في ما بين األطراف
االعتداد بتاريخ القيد في السجل العقاري يعني أنه في الفترة الممتدة من تاريخ إبرام
التصرف إلى غاية قيده في السجل العقاري ،يبقى الحق العيني على حاله قبل إبرام التصرف
ففي حالة إبرام عقد بيع يبقى العقار ملكا للبائع الذي يتمتع بكافة مزايا ملكيته وترتب عليه كافة
التكاليف المتعلقة بالعقار 1،فال يملك الدائن للمشتري التنفيذ على العقار محل البيع إلى من
تاريخ قيد عقد البيع في السجل العقاري و ال يعتد بتاريخ إبرام عقد البيع في حين أن دائن البائع
2
بإمكانه التنفيذ على البائع طالما أن عقد البيع لم يتم شهره بالمحافظة العقارية.
و بهذا فإن عقد البيع المبرم بين الطرفين و الغير مشهر ،يرتب جميع آثاره ما بين
الطرفين متى توفرت أركانه المتمثلة في الرضا و المحل و السبب ،إضافة إلى إفراغه في
الشكل الرسمي كما نصت على ذلك المادة 232م3كرر 0من القانون المدني ،فيرتب التزاما
تجاه المشتري بتسديد ثمن العقار ،في مقابل التزام شخصي من البائع بتسليم العقار ،و يتم هذا
بعد إشهار عقد البيع في المحافظة العقارية ،و حينها تنتقل ملكية العقار و يتمتع المشتري
4
بكافة امتيازات حق الملكية.
إن حجية القيد في السجل العقاري بين األطراف من شأنها أن تضمن حقوق األطراف
أنفسهم ،في ظل األثر المطهر للشهر العقاري.
ثانيا :حجية الشهر العقاري تجاه الغير
نصت المادة 00من األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي و تأسيس السجل
العقاري على ما يلي ":كل حق للملكية و كل حق عيني آخر يتعلق بعقار ،ال وجود له بالنسبة
5
للغير إال من تاريخ يوم إشهاره في مجموعة البطاقات العقارية."...
و يقصد بالغير كل شخص لم يكن فريقا في العقد 6,أي مجموعة األشخاص الذين يمكن
أن تكون لهم مصلحة في العقار و ليسوا أطرافا في العقد المقيد في السجل العقاري.
106
الخاص ،واذا تعلقت بأحد أشخاص القانون العام فيؤول االختصاص للقضاء اإلداري 1أما
اختصاص اإلقليمي هي المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موقع العقار حسب نص المادة
2
21من القانون رقم 17-10المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
الفرع الثاني:
منازعات إعداد السجل العقاري
يمارس المحافظ العقاري صالحياته فيصدر جملة من الق اررات منها رفض اإليداع ورفض
اإلجراء ،كما يقوم بترقيم العقارات إما ترقيما نهائيا ينجم عنه تسليم الدفتر العقاري أو ترقيما
مؤقتا ،و هذا بموجب عمليات الترقيم العقاري الناتجة عن عملية مسح األراضي المنصوص
عليها بموجب األمر 12/10المرسوم التنفيذي ،23/12و قد أقر المشرع الجزائري إمكانية
الطعن في ق اررات المحافظ العقاري أمام القضاء.
سنتطرق إلى المنازعات المتعلقة بالترقيم العقاري (أوال) ،ثم المنازعة في ق اررات رفض
اإليداع و رفض اإلجراء (ثانيا)
أوال :المنازعات المتعلقة بالترقيم العقاري
عند إيداع وثائق مسح األراضي بالمحافظة العقاري ،يعمل المحافظ العقاري على ترقيم
العقارات إما ترقيما مؤقتا لمدة 12أشهر أو عامين ،أو ترقيما نهائيا يسلم على إثره الدفتر
العقاري للمعني.
-1المنازعة في الترقيم المؤقت :خالل فترة الترقيم المؤقت تتاح للمواطنين تقديم طعونهم
واحتجاجاتهم بواسطة رسالة مضمونة أو تسجل في سجل خاص ،فيقوم المحافظ العقاري
3
باستدعاء األطراف و محاولة إجراء الصلح بينهما.
أما في حالة ورود االعتراضات خارج اآلجال القانونية فإن الترقيم يصبح نهائيا ،ويبقى
للمعترضين اللجوء للقضاء.
في حالة ما إذا كانت محاولة المحافظ العقاري إلجراء الصلح ناجحة ،يحرر محضر
الصلح الذي يتمتع هذا المحضر بقوة إلزام و يمضى من جميع األطراف ،و يقوم المحافظ
1ليلى لبيض ،منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة دكتورة في العلوم القانونية ،غير منشورة ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،3103 ،ص ص .17-10
المادة 92من القانون .22/21 2
3لمزيد من التفاصيل حول مصالحة األطراف راجع سلطات المحافظ العقاري في المبحث األول من الفصل الثاني.
107
العقاري بتبليغ هذا المحضر إلى مصالح مسح األراضي إذا أدت نتيجة المصالحة إلى تغيير
1
العناصر المحتواة في وثائق المسح.
أما إذا كانت محاولة المحافظ العقاري إلجراء الصلح فاشلة ،فإنه يتم تحرير محضر عدم
الصلح ،و تمنح للطرف المدعي مدة ستة أشهر للجوء إلى القضاء ابتداء من تاريخ التبليغ وهنا
2
يشترط أن يتم إشهار الدعوى القضائية في المحافظة العقارية.
يذكر أن المدعي عند لجوئه للقضاء ال يخاصم المحافظ العقاري ،و إنما يخاصم الطرف
المسجل العقار باسمه ترقيما مؤقتا.
المادة 002من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية رقم 17-10تنص على ":ينظر
القسم العقاري في المنازعات المتعلقة بالترقيم المؤقت في السجل العقاري ،القائمة بين
3
األشخاص الخاضعين للقانون الخاص".
من خالل هذه المادة فإن القسم العقاري بالمحكمة االبتدائية المختصة إقليميا هو المختص
بالنظر في قضايا الترقيم المؤقت القائمة بين أشخاص القانون الخاص ،و بالتالي فإن منازعات
الترقيم المؤقت التي يكون أحد أطرافها شخص من أشخاص القانون العام ،هي من اختصاص
4
القضاء اإلداري.
-2المنازعة في الترقيم النهائي :يعتبر الترقيم نهائيا إذا كان المالك يحوز على سند أو عقد
مقبول طبقا للتشريع ،أو عند انتهاء آجال الترقيم المؤقت و المقدرة بأربعة أشهر أو سنتين
ويسلم المحافظ العقاري الدفتر العقاري للمعني ،و في هذه الحالة ال يوجد حل أمام أي شخص
5
يرغب في الطعن في الترقيم النهائي سوى اللجوء إلى القضاء.
و قد أيد القضاء هذا االتجاه في القرار رقم 303000الصادر بتاريخ 3110/13/32
عن المحكمة العليا في قضية (ت.ب) ضد (ح.س) حيث جاء فيها "حيث بالفعل ،فإنه وتطبيقا
لمقتضيات المادة 07من األمر 12/10المؤرخ في 0710/00/03المتضمن تأسيس السجل
العقاري و تأسيس الدفتر العقاري تنص على أنه "تسجل جميع الحقوق الموجودة على عقار ما
1
التعليمة رقم ،02المرجع السابق.
2الفقرة األخيرة من المادة ،00من المرسوم التنفيذي رقم .22/12
المادة 261من القانون .22/21 3
108
وقت اإلشهار في السجل العقاري و الدفتر الذي يشكل سند الملكية" وأنه تطبيقا للمادة 02من
المرسوم التنفيذي 22/12المؤرخ في 0712/12/30المتعلق بتأسيس السجل العقاري ال يمكن
1
إعادة النظر في الحقوق الناتجة عن الترقيم النهائي إال قضائيا".
في هذه الحالة يعتبر دعوى الطعن في الترقيم النهائي هي دعوى إلغاء للدفتر العقاري
وهنا يعتبر الدفتر العقاري ق ار ار إداريا صاد ار عن المحافظ العقاري لتوفر جميع أركان القرار
اإلداري ،فالدفتر العقاري صادر باإلرادة المنفردة للمحافظ العقاري و هو موظف عمومي مسئول
عن المحافظة العقارية التي هي تحت وصاية و ازرة المالية ،و يحدث آثا ار قانونية من خالل
2
إنشاء حقوق عينية.
و من هذا المنطلق فإن دعوى إلغاء الدفتر العقاري هي من اختصاص القضاء اإلداري
وهذا ما أشارت إليه مذكرة المديرية العامة لألمالك الوطنية رقم 7010الصادرة بتاريخ
3111/03/13و التي جاء فيها "إن مجلس الدولة قد استقر في اجتهاد له على مسألة
اختصاص الغرف اإلدارية الجهوية بالمجالس القضائية نوعيا للفصل في الدعاوى المتعلقة
بطلبات إلغاء الدفاتر العقاري.
و يؤكد هذا االتجاه قرار مجلس الدولة رقم 22030الصادر بتاريخ 3111/11/30عن
مجلس الدولة الذي جاء فيه "حيث أن الدفاتر العقارية الصادرة عن المحافظ العقاري هي
مستندات ذات صبغة إدارية يرجع مجال االختصاص في إلغاءها الختصاص الغرفة اإلدارية
3
الجهوية بناء على المادة 11من قانون اإلجراءات المدنية و اجتهاد مجلس الدولة".
و بخصوص التمثيل القضائي فإن دعوى إلغاء الدفتر العقاري ترفع ضد السيد مدير
الحفظ العقاري على المستوى المحلي بصفته ممثال لوزير المالية ،و هذا بموجب القرار الوزاري
رقم 01المؤرخ في 4، 0777/13/31الذي يؤهل أعوان إدارة أمالك الدولة لتمثيل الوزير
5
المكلف بالمالية أمام العدالة.
1
ليلى لبيض ،المرجع السابق ،ص .022
المادة 26/660من المرسوم .16/61 2
112
من خالل نص المادة السابقة فإن المشرع منح لمدير الحفظ العقاري صالحية اللجوء إلى
القضاء إذا تم الترقيم على أساس وثائق مزورة أو بناء على تصريحات غير صحيحة ،فيقوم
برفع دعوى قضائية تهدف إللغاء الترقيم العقاري الذي استفاد منه المعني ،كما يعمل مدير
الحفظ العقاري على إيداع شكوى أمام وكيل الجمهورية ضد المعني ،بغية تحريك الدعوى
العمومية نتيجة لتصريحات كاذبة أو وثائق مزورة.
ثانيا :المنازعات التي يختص بنظرها القضاء العادي
أثناء مراحل التحقيق العقاري الذي يقوم به المحقق العقاري ،و بعد تحرير محضر الترقيم
المؤقت ،الذي يلصق بمقر البلدية لمدة 21يوما ،تمنح مدة 21يوم ابتداء من الثمانية أيام
1
الموالية من يوم لصق محضر الترقيم المؤقت لتقديم االعتراضات.
في حالة وجود أي االعتراض يسعى العون المحقق إلجراء محاوالت للصلح بين الطرفين
ففي حالة نجاح هذه المحاولة يحرر محضر للصلح الذي تؤخذ نتيجته بعين االعتبار عند
تحرير المقرر النهائي ،أما في حالة عدم الوصول اتفاق بين الطرفين يحرر محضر عدم
2
الصلح و يبلغ الطرفين بذلك ،و تمنح للمدعي مدة شهرين لجوء إلى القضاء.
في هذه الحالة يرفع المدعي دعوى قضائية في القسم العقاري في المحكمة االبتدائية التي
تشهر بالمحافظة العقارية ،و يؤشر المحافظ العقاري على هامش البطاقة العقاري المؤقتة
المنشأة ،و يعمل مدير الحفظ العقاري على تبليغ الملتمس بتعليق إجراءات التحقيق العقاري إلى
غاية صدور حكم قضائي نهائي ،أما في حالة التحقيق العقاري الجماعي فإنه يتم تبليغ الوالي
3
و رئيس المجلس الشعبي البلدي.
في حالة عدم إشهار الدعوى في اآلجال المحددة ،يعلم مدير الحفظ العقاري الملتمس
4
بمواصلة إجراءات التحقيق العقاري.
1
المادة 13/01من القانون 13/11
و المادتين 03و 02من المرسوم .021/10
2
المادة 03من المرسوم .021/10
3حمدي باشا عمر ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة ،المرجع السابق ،ص .020
4حمدي باشا عمر ،المرجع نفسه ،ص .027
113
ملخص الفصل الثاني
نصت المادة 31من األمر 12/10على إنشاء محافظات عقارية يسيرها محافظون
عقاريون ،و بالتالي فإن المشرع الجزائري أحدث مصلحة خاضعة لوصاية و ازرة المالية تسهر
على تنفيذ إجراءات الشهر العقاري ،وتتكون هذه المصلحة من ثالث أقسام هم قسم اإليداع
وعمليات المحاسبة و قسم مسك السجل العقاري و تسليم المعلومات ،باإلضافة إلى قسم ترقيم
العقارات الممسوحة ،و يشرف على المحافظة العقارية موظف عمومي يسمى المحافظ العقاري
الذي أوكل له المشرع مجموعة من الصالحيات تهدف في مجملها إلى ضمان السير الحسن
إلجراءات الشهر العقاري ،و أهمها مسك السجل العقاري ،و تنفيذ إجراء اإلشهار و إصدار
قرارات رفض اإليداع و رفض اإلجراء ،و كذلك إجراء محاوالت الصلح المتعلقة بالشكاوى
المقدمة في إطار عمليات مسح األراضي.
و من أجل دعم نظام الشهر العقاري ،أقر المشرع الجزائري قاعدتين أساسيتين هما قاعدة
الرسمية و التي تقضي بأن يتم تحرير السندات الخاضعة للشهر العقاري في الشكل الرسمي
وقاعدة األثر النسبي التي تقضي بعدم إجراء عملية الشهر العقاري ألي سند ما لم يكن له أثر
ثابت في البطاقات العقارية.
إن تنفيذ إجراء الشهر العقاري له أثر منشئ و مطهر ،فالحقوق العقارية ال تنشأ وفق
التشريع الجزائري إال من تاريخ قيدها في السجل العقاري ،كما أن عمليات المراقبة الدقيقة التي
تتم على مستوى المحافظة العقارية ،تحت إشراف المحافظ العقاري من شأنها ضمان تطهير
العقارات محل التصرفات من العيوب.
ال يخلو نظام الشهر العقاري من المنازعات ،فمنها ما يختص به القضاء اإلداري السيما
المنازعات التي يكون المحافظ العقاري طرفا فيها كالمنازعات المتعلقة بق اررات رفض اإليداع
ورفض اإلجراء و دعاوى إلغاء الدفتر العقاري ،و منها ما يختص به القضاء العادي إذا كان
طرفا النزاع من أشخاص القانون الخاص ،مثل منازعات مسح األراضي والترقيم المؤقت
والحقوق المشهرة ،أما إذا كان أحد الطرفين من اشخاص القانون العام فإن االختصاص يؤول
إلى القضاء اإلداري.
114
الخاتمة
لقد أصاب المشرع الجزائري باختياره النظام العيني كنظام للشهر العقاري تنتهجه الجزائر
و هذا في ظل العيوب الكثيرة الموجودة في النظام الشخصي ،و أهمها عدم وجود ضمانة
للمتصرف إليه بثبوت حق المتصرف األخير ،باإلضافة الحتمال وجود أكثر من سند ملكية
لعقار واحد ،و هذا ما كان سيزيد من تعقيد الوضع العقاري في الجزائر ،خاصة في ظل
المشاكل العقارية التي خلفها االستعمار الفرنسي.
إن تمتع نظام الشهر العيني بالعديد من المزايا ،و بقوة ثبوت مطلقة من شأنه أن يزيد
الثقة في المعامالت العقارية ،كما أن مبدأ القيد المطلق سيدعم هذه الثقة ،طالما أن المعامالت
العقارية ليس لها حجية على الغير أو حتى بين المتعاقدين أنفسهم ،إال من تاريخ قيدها في
مصلحة الشهر العقاري ،و هذا ما سيعود باإليجاب على االقتصاد الوطني من خالل تشجيع
االستثمار و دعم القرض.
لكن ال يمكن أن الحديث عن نظام الشهر العقاري العيني دون االنتهاء من عملية المسح
العام لكامل العقارات عبر التراب الوطني ،فرغم مرور ما يقارب األربعين عاما على صدور
األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري ،و المرسوم
التنفيذي رقم 23/12المتضمن إعداد مسح األراضي العام ،إال أن عملية مسح األراضي
مازالت تسير بوتيرة بطيئة جدا ،حيث لم يتم مسح سوى % 10من المناطق الريفية و % 27
من المناطق الحضرية ،و هذا راجع باألساس إلى قلة اإلمكانات المادية و البشرية.
فكان من الطبيعي أن يستمر تطبيق نظام الشهر الشخصي بشكل استثنائي في المناطق
التي لم يتم فيها االنتهاء من عمليات مسح األراضي ،و هذا ما تنص عليه المادة 31من
األمر 12/10المتضمن إعداد مسح األراضي العام و تأسيس السجل العقاري ،مما يعني أن
نظام الشهر العقاري المعتمد في الجزائر يتميز باالزدواجية ،فيأخذ بنظام الشهر العيني كأصل
عام و كمرحلة انتقالية و استثناء يأخذ بنظام الشهر الشخصي في المناطق الغير ممسوحة.
لقد أسند المشرع الجزائري مهمة اإلشراف على عمليات الشهر العقاري إلى مصلحة إدارية
خاضعة لوصاية وزير المالية تسمى المحافظة العقارية ،و يسيرها موظف عمومي يدعى
المحافظ العقاري يخضع للقانون األساسي العام للوظيفة العمومية الصادر بموجب األمر رقم
،12/12و بالتالي فإن المشرع الجزائري لم يقتدي ببعض التشريعات التي أسندت هذه المهمة
لقاض كالتشريع المصري ،و هنا يمكن أن تطرح إشكالية قيام المحافظ العقاري بمهامه بحيادية
و دون تدخل اإلدارة المرك زية خاصة و أن الدولة تعتبر أكبر مالك للعقار في الجزائر ،كما أن
خضوع المحافظ العقاري للسلطة الرئاسية للمدير الوالئي ألمالك الدولة يطرح أكثر من عالمة
استفهام ،لكن قد يكون لجوء المشرع الجزائري إلسناد مهمة تسيير مصلحة الشهر العقاري
لموظف عمومي راجع باألساس إلى عدم توفر القضاة المتخصصون عند إصداره لألمر
،12/10و نفس السبب مازال قائما إلى حد الساعة.
و يشرف المحافظ العقاري على عملية مراقبة السندات الخاضعة للشهر العقاري ،و مراقبة
مدى توفر الشروط التي نص عليها المشرع السيما قاعدتي الرسمية و الشهر المسبق الذين
يعتب ارن شرطان أساسيان إلتمام إجراءات الشهر العقاري ،و هذا أمر طبيعي في ظل المبادئ
التي ينص عليها نظام الشهر العيني الذي تأخذ به الجزائر ،فنص التشريع الجزائري على العديد
من المحررات التي يعمل الضباط العموميون المؤهلون قانونا على تحريرها على تقديمها للشهر
العقاري ،فمنها السندات التوثيقية و السندات اإلدارية و السندات القضائية.
و من أجل ضمان التطبيق الصارم إلجراءات الشهر العقاري ،منح المشرع الجزائري
للمحافظ العقاري صالحية إصدار قرار رفض اإليداع و رفض اإلجراء ،و هذا في حاالت
أوردتها المادتين 011و 010من المرسوم التنفيذي رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل
116
العقاري ،كما يملك المحافظ العقاري سلطة إجراء عملية الصلح بين األطراف المتنازعين إثر
إيداع وثائق مسح األراضي بالمحافظة العقارية ،فيحرر إما محضر الصلح في حالة نجاح
محاوالت المحافظ العقاري ،و تحرير محضر عدم الصلح في حالة الفشل.
و لضمان عدم تعسف المحافظ العقاري في ق ارراته ،أقر المشرع إمكانية الطعن بإلغائها
أمام القضاء اإلداري المختص ،و حسب الفقرة األخيرة من المادة 001من المرسوم التنفيذي
رقم 22/12المتضمن تأسيس السجل العقاري منح المشرع مدة شهرين فقط لمحرر السند
المرفوض لكي يلجأ للقضاء مطالبا بإلغاء قرار المحافظ العقاري سواء برفض اإليداع أو رفض
اإلجراء ،في حين أن المادة 037من القانون رقم 17-10المتضمن قانون اإلجراءات المدنية
و اإلدارية تنص على تحديد مدة 12شهر كأجل لطعن في الق اررات اإلدارية.
هذا التناقض يتطلب تعديل المادة 001من المرسوم التنفيذي رقم 22/12و تمديد آجال
الطعن في ق اررات المحافظ العقاري لتصبح 12أشهر ،طالما أن ق اررات المحافظ العقاري هي
ق اررات إدارية.
من آثار عملية الشهر العقاري في النظام العيني أنه منشئ و مطهر ،فالتصرفات العقارية
ال أثر لها أمام الغير و حتى بين المتعاقدين أنفسهم إال من تاريخ شهرها بالمحافظة العقارية
وهذا ما يزيد في الثقة في عملية الشهر العقاري ،كما أنه للشهر العقاري أثر مطهر من خالل
دور المحافظ العقاري المتمثل في عمليات الرقابة على المحررات المودعة من أجل تلقي تأشيرة
الشهر العقاري.
ما يمكن قوله أنه من الصعب جدا الحكم على مدى نجاعة نظام الشهر العقاري في
الجزائر كآلية لحماية الملكية العقارية ،و هذا في ظل استمرار انتهاج االزدواجية في نظام
الشهر العقاري ،فبانتهاء عمليات مسح األراضي العام عبر كامل التراب الوطني و انتهاء
المرحلة االنتقالية ،تبدأ عملية التقييم الحقيقية لنظام الشهر العقاري في الجزائر.
و هذا ال يمنع من تقديم مجموعة من التوصيات ،نرى أنها تساهم في أداء أحسن لنظام
الشهر العقاري في الجزائر نوردها في ما يلي:
117
-ضرورة اإلسراع في وتيرة عملية مسح األراضي العام عبر كامل التراب الوطني و هذا
لوضع حد للفترة االنتقالية.
-توفير اإلمكانات المادية و البشرية الالزمة من أجل اإلسراع في إتمام عملية مسح
األراضي العام.
-فصل المحافظة العقارية عن و ازرة المالية بصفة عامة و عن مديرية أمالك الدولة
بصفة خاصة ،و هذا لمنحها أكثر استقاللية.
-منح تسيير المحافظة العقارية لقاض ،و هذا نظ ار لحساسية هذا المنصب من جهة
وألدائه األقرب لمهام القاضي منه لمهام الموظف العمومي من جهة أخرى.
و يبقى عملي هذا هو جهد بشري يحتمل الخطأ و الصواب ،و كما قال العميد
األصفهاني ":أني رأيت أنه ال يكتب أحد كتابا في يومه إال وقال في غده :لو ٌغير هذا لكان
أحسن ،ولو ٌقدم هذا لكان يستحسن ،ولو ٌقدم هذا لكان أفضل ،ولو تٌرك هذا لكان أجمل ،وهذا
من أعظم العبر وهو دليل على استيالء النقص على ٌجملة البشر".
118
املالحق
119
الملحق رقم 81المتمثل في بطاقة التحقيق العقاري
120
الملحق رقم 82المتمثل في شهادة الترقيم المؤقت
121
الملحق رقم 83المتمثل في بطاقة قطع األراضي ()Série P.R.N°1
122
الملحق رقم 81المتمثل في البطاقة الخضراء((Série P.R.N°3
123
الملحق رقم 81المتمثل في البطاقة الحمراء ()Série P.R.N°2
124
الملحق رقم 81المتمثل في بطاقة عقارية شخصية)(Série P.R.N°10
125
الملحق رقم 07المتمثل في البطاقة األبجدية البيضاء)(Série P.R.N°11
126
الملحق رقم 08المتمثل في الصفحة األولى من الدفتر العقاري
127
الملحق رقم 09المتمثل في نموذج طلب معلومات )(CF-1 bis
128
الملحق رقم 10المتمثل في نموذج طلب المعلومات )(CF-3 bis
129
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
و ازرة المالية
المديرية العامة لألمالك الوطنية
المفتشية الجهوية لناحية ورقلة
مديرية الحفظ العقاري الوادي
المحافظة العقارية بالمغـير.
تأسيس السجل العقاري
تنفيذا ألحكام المادة 00من المرسوم 22/12المؤرخ في 30مارس 0712المتعلق بتأسيس السجل
/ السيد العقاري المعدل والمتمم بالمرسوم رقم 032/72المؤرخ في /07ماي 0772نسجل بأن
.............................الساكن ب.................
قد قدم اعتراضا مسجل في سجل االعتراضات تحت رقم.................والمتعلق باإلشهار في
السجل العقاري لمجموعة ملكية رقم.............قسم رقم ...........بلدية المغير ،والتي تظهر وثائق مسح
األراضي بأن حيازتها تعود للسيد........................................./
-يقوم المحافظ العقاري على أساس المعلومات المتوفرة في هذا المحضر اإلجراءات الالزمة للترقيم
في السجل العقاري والخاص بالعقار المعين أعاله ،وقعه معنا األطراف بالمحافظة العقارية المغير.
المحاافظ العقاري
قد قدم اعتراضا مسجل في سجل االعتراضات تحت رقم.................والمتعلق باإلشهار في
السجل العقاري لمجموعة ملكية رقم.............قسم رقم ...........بلدية المغير
والتي تظهر وثائق مسح األراضي أن حيازتها تعود للسيد (/ة) ..............................
وبما أن محاوالت الصلح بين األطراف أصبحت عديمة الجدوى ،وعليه وفقا ألحكام المادة00
أعاله-فإن للمدعي السيد(/ة) ................................مهلة 12أشهر إبتداء من تاريخ
تبليغ هذا المحضر ،لكي يقدم ويشهر الدعوى القضائية الموجهة إلثبات حقوقه على العقار
المذكور أعاله والمرفوعة أمام الجهة القضائية المختصة.
وفي حالة عدم تقديم هذه الدعوى إلى المحافظ العقاري بالمغير خالل األجل المذكور يعتبر
اإلعتراض ملغي.
يشــرفني أن أحيطكم علما أنه بعد مراجعة عقدكم المشار إليه في المراجع أعاله اتضح ما
يلـ ــي.................................................................................................. :
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
وعلى أساس ما تقدم ذكره يؤسفني رفض إيداع هذا العقد طبقا للمادة }{101/100من
المرسوم 16/61المؤرخ في 02مارس 6261وعليه تم اقتطاع مبلغ 622د ج طبقا للمادة -626
66من قانون التسجيل من الرسم المودع ويتم تحصيل نفس المبلغ عند إيداع العقد بعد تصحيحه.
المحافظ العقاري
132
الجماهورية الجزائريااة الديمقراطية الشااعبية
يشــرفني أن أحيطكم علما أنه بعد مراجعة عقدكم المشار إليه في المراجع أعاله اتضح ما
يلـ ــي.................................................................................................. :
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................
وعلى أساس ما تقدم ذكره يؤسفني رفض إيداع هذا العقد طبقا للمادة }{101/100من
المرسوم 16/61المؤرخ في 02مارس 6261وعليه تم اقتطاع مبلغ 622د ج طبقا للمادة -626
66من قانون التسجيل من الرسم المودع ويتم تحصيل نفس المبلغ عند إيداع العقد بعد تصحيحه.
المحافظ العقاري
133
ملخص
الشهر العقاري هو مجموعة من اإلجراءات القانونية التي تهدف لحماية الملكية العقارية
وقد عرف اإلنسان هذا النظام منذ القدم ،و تطور عبر العصور إلى أن ظهر نظامان للشهر
العقاري ،األول يعتمد في تسجيل التصرفات العقارية على الشخص هو النظام الشخصي
والثاني يعتمد على العقار و هو النظام العيني.
المشرع الجزائري و بموجب األمر 12/10أعلن عن تبني النظام العيني كنظام للشهر
العقاري في الجازئر ،و بصفة استثنائية اعتماد نظام الشهر الشخصي في المناطق الغير
ممسوحة ،إلى غاية االنتهاء من عمليات مسح األراضي عبر كامل الت ارب الوطني.
المحافظة العقارية هي المصلحة المكلفة بتنفيذ إجراءات الشهر العقاري بالجزائر وهي
مصلحة إدارية تابعة للمديرية العامة لألمالك الوطنية و تحت وصاية وزير المالية ،ويشرف
على تسييرها موظف عمومي يسمى المحافظ العقاري ،منحه المشرع مجموعة من الصالحيات
التي تهدف لضمان السير الحسن إلجراءات الشهر العقاري.
نظام الشهر العقاري في الجزائر يقوم على قاعدتين أساسيتين هما قاعدة الرسمية والتي
تقضي أن يتم إفراغ جميع السندات الخاضعة للشهر العقاري في الشكل الرسمي وقاعدة األثر
النسبي التي تقضي بأن يكون ألي وثيقة مودعة من أجل تلقي تأشيرة الشهر العقاري أصل
ثابت بالمحافظة العقارية ،هاذان القاعدتان يدعمان حجية نظام الشهر العقاري.
و ال يخلو نظام الشهر العقاري من المنازعات ،فمنها ما هو من اختصاص القضاء
العادي كالمنازعات المتعلقة بالحقوق المشهرة و منازعات الترقيم المؤقت ،و منها ما هو من
اختصاص القضاء اإلداري كالمنازعات الارمية إللغاء قارارت المحافظ العقاري.
134
قائمة المصادر و المراجع
أوال :المصادر
-القرآن الكريم.
-النصوص القانونية
أ) الدساتير
-0دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ،1808الصادر بموجب
المرسوم الرئاسي رقم ،00/07المؤرخ في ،0707/13/32الجريدة الرسمية ،العدد17
المؤرخة في .0707/12/10
-3دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الصادر بموجب المرسوم الرئاسي
رقم ،220/72المؤرخ في ،0772/03/11الجريدة الرسمية ،العدد ،12المؤرخة في
،0772/03/10معدل بـالقانون رقم ،12-13المؤرخ في ،3113/12/01الجريدة
الرسمية ،العدد ،30المؤرخة في 02أبريل ،3113المعدل و المتمم بالقانون رقم 07/10
المؤرخ في ،3110/00/00الجريدة الرسمية ،العدد ،22المؤرخة في 02نوفمبر .3110
ب) القوانين
-1القانون ،00/02المؤرخ في ،0702/10/02المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفالحية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،22المؤرخة في
.0702/10/02
-2القانون ،00/02المؤرخ في ،0702/12/17المتضمن قانون األسرة المعدل و المتمم
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،32المؤرخة في
.0702/12/03
-3القانون ،30/71المؤرخ في ،0771/00/00المتضمن التوجيه العقاري ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،27المؤرخ في .0771/00/00
-1القانون رقم ،21/71المؤرخ في ،0771/03/10المتضمن قانون األمالك الوطنية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،30المؤرخة في
135
،0702/10/32المعدل و المتمم بالقانون رقم ،02/10المؤرخ في 3110/11/31الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،22المؤرخ في .3110/10/12
-1القانون ،01/70المؤرخ في ،0770/12/31المتعلق باألوقاف ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،30المؤرخة في .0770/10/10
-1القانون رقم ،00/70المؤرخ في ،0770/12/31الذي يحدد القواعد المتعلقة بنزع
الملكية من أجل المنفعة العمومية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
العدد ،30المؤرخ في .0770/10/10
-8القانون رقم ،33-12المؤرخ في ،3112/03/30المتضمن قانون المالية لسنة
،2881الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،02المؤرخة في
.3112/03/37
-0القانون رقم ،13/12المؤرخ في ،3112/13/31المتضمن تنظيم مهنة الموثق
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،02المؤرخة في
.3112/12/00
-8القانون رقم ،12/12المؤرخ في ،3112/13/31المتضمن تنظيم مهنة المحضر
القضائي ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 02المؤرخة في
.3112/12/00
-18القانون رقم ،13-11المؤرخ في ،3111-13-31المتضمن تأسيس إجراء لمعاينة
حق الملكية العقارية و تسليم سند الملكية عن طريق التحقيق العقاري ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخ في .3111/13/30
-11القانون رقم ،17/10المؤرخ في ،3110/13/30المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 30المؤرخ في
.3110/12/32
ت) األوامر
-1األمر رقم ،12/10المؤرخ في ،0710/00/10المتعلق بقانون الثورة الزراعية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،71المؤرخة في
.0710/00/21
136
-2األمر رقم ،32/12المؤرخ في ،0712/13/31المتعلق باالحتياطات العقارية البلدية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،07المؤرخة في
.0712/12/10
-3األمر ،00/10المؤرخ في رقم ،0710/17/37المتضمن القانون المدني ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،10المؤرخة في .0710/17/21
-1األمر ،12/10المؤرخ في رقم ،0710/00/03المتضمن إعداد مسح األراضي العام
و تأسيس السجل العقاري ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد
،73المؤرخة في .0710/00/00
-1األمر رقم ،31/70المؤرخ في ،0770/03/21المتضمن قانون المالية لسنة
،1881الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،03المؤرخ في
.0770/03/20
-1األمر رقم ،12/12المؤرخ في ،3112/11/00المتضمن القانون األساسي العام
للوظيفة العمومية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 22
المؤرخة في .3112/11/02
ث) المراسيم
-1المرسوم التنفيذي ،23/12المؤرخ في ،0712/10/10المتعلق بإثبات حق الملكية
الخاصة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخة في
.0712/13/31
-2المرسوم التنفيذي رقم ،23/12المؤرخ في ،0712/12/30المعدل و المتمم بالمرسوم
التنفيذي ،رقم ،211/02المؤرخ في ،0702/03/32المتعلق بإعداد مسح األراضي العام
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،21المؤرخة في
.0712/12/02
-3المرسوم التنفيذي رقم ،22/12المؤرخ في ،0712/12/30المتعلق بتأسيس السجل
العقاري ،المعدل و المتمم بالمرسومين التنفيذيين رقم ،301/01المؤرخ في 0701/17/02
و رقم 032/72المؤرخ في ،0772/10/07الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد ،21المؤرخة في .0712/12/02
137
-1المرسوم التنفيذي ،301/01المؤرخ في ،0701/17/02المعدل و المتمم للمرسوم
التنفيذي رقم ،22/12المتعلق بتأسيس السجل العقاري ،المؤرخ في 0712/12/30
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد ،20المؤرخ في
.0701/17/02
-1المرسوم ،203/02المؤرخ في ،0702/10/30المتضمن إجراءات التقادم المكسب
واعداد عقد الشهرة المتضمن االعتراف بالملكية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد ،30المؤرخة في .0702/10/32
-1المرسوم التنفيذي رقم ،302/70المؤرخ في ،0770/11/31الذي يحدد كيفيات إعداد
شهادة الحيازة وتسليمها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد
،22المؤرخ في .0770/11/20
-8المرسوم التنفيذي رقم ،002/73المؤرخ في ،0773/13/03الذي يحد قائمة
المناصب العليا في المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ العقاري ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،30المؤرخة في .0710/17/21
-0المرسوم التشريعي ،00/72المؤرخ في ،0772/03/37المتضمن قانون المالية لسنة
،1881الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخ في
.0772/03/21
-8المرسوم التنفيذي ،032/72المؤرخ في ،0772/10/07المعدل و المتمم للمرسوم
التنفيذي رقم 22/12المؤرخ في ،0712/12/30المتعلق بتأسيس السجل العقاري الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد ،20المؤرخ في .0772/10/07
-18المرسوم التنفيذي ،02/70المؤرخفي ،0770/13/00المحدد لصالحيات وزير المالية
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،00المؤرخة في
.0770/12/07
-11المرسوم التنفيذي ،00/70المؤرخفي ،0770/13/00المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية
في وزارة المالية الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 00المؤرخة
في .0770/12/07
138
-12المرسوم التنفيذي ،222/11المؤرخفي ،3111/00/30المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية
في وزارة المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 10
المؤرخة في .0770/12/07
-13المرسوم التنفيذي رقم ،021/10المؤرخ في ،3110/10/07المتعلق بعمليات التحقيق
العقاري وتسليم سندات الملكية الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد
،32المؤرخ في .3110/10/30
ج) الق اررات الوزارية
-1القرار الوزاري ،المؤرخ في ،0770/11/12المتضمن تحديد مصالح و مكاتب مديريات
أمالك الدولة و الحفظ العقاري على مستوى الواليات ،الصادر عن وزير المالية ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،20المؤرخة في .0770/12/07
-2القرار الوزاري رقم ،01المؤرخ في ،0777/13/31الذي يؤهل أعوان إدارة أمالك
الدولة و الحفظ العقاري لتمثيل الوزير المكلف بالمالية في الدعاوى المرفوعة أمام العدالة
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد ،31المؤرخة في
.0777/12/32
-3القرار الوزاري ،المؤرخ في ،0712/10/31المتضمن تحديد نموذج الدفتر العقاري
الصادر عن وزير المالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد
،31المؤرخة في .0711/12/17
ح) التعليمات
-التعليمة رقم ،02المؤرخة في ،0770/10/32المتعلقة بسير عملية مسح األراضي
والترقيم العقاري ،الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية.
-مذكرة المديرية العامة لألمالك الوطنية رقم 7010الصادرة بتاريخ .3111/03/13
139
ثانيا :المؤلفات بالغة العربية
140
-11عبد الحميد الشواربي ،إجراءات الشهر العقاري في ضوء القضاء و الفقه ،منشأة
المعارف باإلسكندرية ،مصر.0777 ،
-18عبد العزيز محمودي و عيسى حاج علي ،إجراءات تفعيل الحيازة العقارية كآلية لتسليم
عقود الملكية في القانون الجزائري ،منشورات بغدادي ،الجزائر.3103 ،
-10عبد العزيز محمودي ،آليات تطهير الملكية العقارية الخاصة في التشريع الجزائري
منشورات بغدادي ،الجزائر.3117 ،
-18عبد الوهاب عرفة ،المرجع الوسيط في الشهر العقاري ،دار الكتاب الحديث ،مصر
بدون طبعة.
-28عبد الوهاب عرفه ،الوجيز في السجل العيني ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر
.3112
-21عالء الدين عشي ،مدخل القانون اإلداري ،دار الهدى ،الجزائر.3103 ،
-22عمار بوضياف ،القرار اإلداري "دراسة تشريعية قضائية فقهية" ،دار جسور للنشر
والتوزيع ،الجزائر.
-23عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر
.3113
-21عمار عوابدي ،نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة القانون اإلداري ،دار
هومه للطباعة و النشر ،الجزائر .3112
-21عمر حمدي باشا ،حماية الملكية العقارية الخاصة ،دار هومة ،الجزائر.3112 ،
-21الغوثي بن ملحة،قواعد وطرق اإلثبات ومباشرتها في النظام القانوني الجزائري ،الديوان
الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر.3110 ،
-28ليلى زروقي و حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،دار هومه ،الجزائر.3102 ،
-20ليلى طلبة ،الملكية العقارية الخاصة وفقا ألحكام التشريع الجزائري ،دار هومه ،الجزائر
الطبعة الثانية.3103 ،
-28مازن راضي ليلو ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المطبوعات ،مصر ،الطبعة
الخامسة.3112 ،
-38مجيد خلفوني ،العقار في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر3103 ،
-31محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر.3110 ،
141
-32محند أمقران بوبشير ،قانون اإلجراءات المدنية (نظرية الدعوى ،نظرية الخصومة
اإلجراءات االستثنائية) ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.3110 ،
-33مصطفى أحمد أبو عمرو ،الموجز في شرح نظام السجل العقاري ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،لبنان.3101 ،
-31يحيى بكوش ،أدلة اإلثبات في القانون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي ،الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر .0700
ب) الكتب المتخصصة
-0بشير العتروس ،الشهر العقاري في القانون الجزائري ،االجتهاد القضائي للغرفة
العقاري ،الجزء األول ،الجزائر.3112 ،
-3جمال بوشناقة ،شهر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر
.3112
-2خالد رامول ،المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري ،قصر
الكتاب ،الجزائر.3100 ،
-2عبد التواب معوض ،السجل العيني علما و عمال ،دار الفكر العربي ،مصر.0700 ،
-0فرحات عازب ،مسح األراضي و السجل العقاري ،الديوان الوطني لألشغال التربوية
زرالدة ،عام .0772
-2مجيد خلفوني ،نظام الشهر العقاري في القانون الجزائري ،دار هومة ،الجزائر3100 ،
-1نعيمة حاجي ،المسح العام و تأسيس السجل العقاري في الجزائر ،دار الهدى ،الجزائر
.3117
ت) مجالت
142
-3لعجال عبد القادر" ،العقد التوثيقي مواصفة قانونية في مجال اإلثبات و تطبيق الخطأ
التوثيقي" ،نشرة الموثق ،بدون عدد ،الغرفة الجهوية للموثقين لناحية الشرق ،الجزائر ،جويلية
.3117
-1مانع جمال عبد الناصر" ،االختصاص القضائي في إلغاء الدفاتر العقارية في التشريع
الجزائري" ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،العدد التجريبي ،المركز الجامعي الشيخ
العربي التبسي ،تبسة ،أفريل .3112
-1محمد بوركي" ،اإلشهار العقاري" ،مجلة الموثق ،العدد ،12الغرفة الوطنية للموثقين
الجزائر ،سنة .3110
-1محمد سباع" ،التوثيق والعقود الرسمية" ،مجلة الموثق ،العدد ،10الغرفة الوطنية
للموثقين ،الجزائر.0770 ،
-8محمد كنازة" ،الدفتر العقاري" ،مجلة المحاماة ،العدد ،12الصادرة عن منظمة المحامين
لناحية باتنة.3111 ،
ث) الرسائل الجامعية
-1ليلى لبيض ،منازعات الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة دكتورة في العلوم
القانونية غير منشورة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر بسكرة.3103 ،
-2حسن طوايبية ،نظام الشهر العقاري الجزائري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير منشورة
تخصص قانون عقاري ،كلية الحقوق جامعة الجزائر.3113 ،
-3سليمة صيفاوي ،المحافظة العقارية و دورها في تحقيق أهداف الشهر العقاري ،رسالة
ماجستير في الحقوق ،غير منشورة تخصص قانون عقاري ،معهد العلوم القانونية واإلدارية
جامعة العربي تبسي ،تبسة3110 ،
-1عبد الغني عبان ،قواعد تنظيم الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير
في الحقوق ،غير منشورة ،تخصص القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،جامعة العربي
التبسي ،تبسة ،الجزائر.3101 ،
-1عمر صداقي ،شهر التصرفات العقارية في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير في
الحقوق غير منشورة ،معهد العلوم القانونية و اإلدارية ،جامعة الجزائر.1982،
-1كريمة بلقاضي ،الكتابة الرسمية والتسجيل والشهر في نقل الملكية العقارية ،ماجستير
في الحقوق ،غير منشورة فرع القانون الخاص ،كلية الحقوق بن عكنون ،الجزائر3110 ،
143
-8كريمة فردي ،الشهر العقاري في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير في الحقوق ،غير
منشورة ،تخصص قانون خاص ،فرع القانون العقاري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة
اإلخوة منتوري قسنطينة.3110 ،
-0هالة مبروك ،المحافظة العقارية في التشريع الجزائري ،ماستر في الحقوق ،غير
منشورة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة محمد خيضر ،بسكرة.3103 ،
144
الفهرس
ماقادماة .......................................................................أ
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي للشهر العقاري 5 ...........................................
الفرع األول :تطور الشهر العقاري في العصر القديم و الحديث 01 ......................
أوال :نظام الشهر العقاري في العصر القديم01 ................................................
145
الفرع الثالث :تقييم نظام الشهر الشخصي 21 ...........................................
أوال :عيوب نظام الشهر الشخصي 21 ........................................................
الفرع الرابع :موقف المشرع الجزائري من نظام الشهر الشخصي 21 ......................
الفرع الخامس :موقف المشرع الجزائري من نظام الشهر العيني 33 ......................
المبحث الثاني :اآلثار القانونية المترتبة عن الشهر العقاري و منازعاته 011 .................
147
الفرع األول :امنازعات المسح العام 016 ...............................................
أوال :المرحلة اإلدارية 016 ...................................................................
148