You are on page 1of 61

‫مقدمـة‬

‫ـ مقدمة عامة‬

‫الجنس ية هي رابط ة قانوني ة وسياس ية ينتمي بمقتض اها الف رد إلى دول ة معين ة باعتباره ا معي ارا للتوزي ع‬

‫الق انوني لألف راد في المجتم ع ال دولي‪ ،‬و ي ترتب على ذل ك آث ار قانوني ة أهمه ا تمت ع الوط ني بمجموع ة من‬

‫الحقوق ال يتمتع بها األجنبي كما أنها عنصر فعال لتحديد ركن الشعب في الدولة‪.‬‬

‫ولق د ب دأت عالم ات الجنس ية الجزائري ة في ال بروز بع د تأس يس الحكوم ة المؤقت ة الجزائري ة‪ ،‬و م ع بداي ة‬

‫االعتراف الرسمي لبعض الدول بهذه الحكومة‪ ،‬قام المشرع الجزائري بعد االستقالل مباشرة بإصدار أول‬

‫تش ريع خ اص بالجنس ية الجزائري ة الم ؤرخ في ‪ ،29/03/1963‬و ال ذي ك ان أول ق انون يتن اول الجنس ية‬

‫الجزائرية بمفهومه الحديث‪ ،‬لكن سرعان ما تم إلغاء هذا القانون نتيجة عدم االستقرار الذي ساد في تلك‬

‫الفترة و استبداله باألمر رقم ‪ 70/86‬المؤرخ في ‪ 15/12/1970‬و الذي عدل بدوره للقانون رقم ‪05/01‬‬

‫المؤرخ في ‪.27/02/2005‬‬

‫و نظرا للتغييرات الكبيرة على المستوى الدولي والوطني‪ ،‬أصبح من الضروري مواكبة التطورات التي‬

‫شهدها المجتمع واألنظمة المتعلقة بالجنسية‪ ،‬لضمان استيعاب حالة األفراد‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬تم إجراء‬

‫تع ديالت هام ة لألم ر ‪ 70/86‬المتض من ق انون الجنس ية الجزائري ة‪ ،‬فج اء األم ر رقم ‪ 05/01‬الم ؤرخ في‬

‫‪ 27/02/2005‬متضمنا عدة تعديالت‪ ،‬حيث تضمنت أهم التعديالت منح جنسية األم ألبنائها وإ لغاء شرط‬

‫التخلي عن الجنسية األجنبية الكتساب الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و تثبت الجنس ية الجزائري ة المكتس بة في وقت الح ق من الميالد‪ ،‬و يك ون ذل ك من خالل تعب ير ط رف‬

‫العنص ر األجن بي تعب يرا ص ريحا عن رغبت ه في اكتس اب الجنس ية الجزائري ة حيث ق رر ق انون الجنس ية‬

‫الجزائري شأنه شأن التشريعات األخرى عدة طرق الكتساب األجنبي الجنسية الجزائرية ‪ ،‬لكن تم تعديل‬

‫ه ذه الط رق بش كل متع دد ليناس ب المراح ل التاريخي ة ال تي عاش تها الجزائ ر‪ ،‬ف القوانين الثالث ة ال تي نظمت‬

‫الجنسية الجزائرية وطرق اكتسابها منذ قانون سنة ‪ ،1963‬حتى قانون سنة ‪ ،1970‬وصوال إلى التعديل‬

‫الجدي د الص ادر س نة ‪ ، 2005‬ش هدت تع ديالً كب ًيرا بفض ل تط ورات الت اريخ ‪ .‬و من خالل ه ذا التع ديل‬

‫الجديد بات يتعين على األجانب الذين يرغبون في الحصول على الجنسية الجزائرية اكتسابها عن طريق‬

‫الزواج أو التجنس ‪.‬‬

‫ك انت إمكاني ة اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن طري ق ال زواج مكرس ة وفقً ا لق انون ‪ ،1963‬ولكن اتخ ذ‬

‫رارا بإلغ اء ه ذه الطريق ة بم وجب األم ر ‪ ،70/86‬إال أن ه فيم ا بع د ق ام بإص الح ه ذه‬
‫المش رع الجزائ ري ق ً‬

‫جديدا لفتح المجال أمام تلك الرابطة الزوجية التي تضم شخص من جنسية مختلفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫المشكلة وتبنى تعدياًل‬

‫عددا من المشكالت من الناحية القانونية و العملية تتعلق بالجنسية‪.‬‬


‫ويرافق هذا التغيير ً‬

‫أما التجنس يجد تبريره في عدة نقاط و منها انتقال رؤوس األموال و األشخاص من دولة إلى أخرى من‬

‫أيض ا إلى مبدأ المعاملة‬


‫خالل فتح الدول لبعضها البعض و تطور التجارة و وسائل المواصالت‪ .‬يرد ذلك ً‬

‫بالمث ل و تحقي ق المص الح العام ة‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬فإن ه ُي َع ُّد أك ثر س رعةً وفعالي ةً في تزوي د ال دول بم ا‬

‫تفتقر إليه من احتياجات مختلفة و يعمل كأداة طبيعية الستيعاب العناصر األجنبية‪ ،‬حيث تترسب بشكل دائم‬

‫في إقليم البالد‪ .‬و قام المشرع بإدخال نظام التجنس في قانون الجنسية في الجزائر عام ‪ ،1970‬و اعتبره‬

‫سببا من أسباب اكتساب الجنسية الجزائرية‪.‬‬


‫ً‬

‫‪2‬‬
‫و يالحظ أن الحصول على الجنسية الجزائرية سواء عن طريق الزواج أو عن طريق التجنس يؤدي إلى‬

‫نفس الغاية ‪ ،‬و هي الحصول على الجنسية الجزائرية و التي تؤهل لهم االندماج في المجتمع الجزائري و‬

‫بفضل ذلك يصبح المتحصل عليها فردا من دولة الجزائر‪ ،‬و على هذا األساس‪ ،‬فإن الدولة تلتزم بحمايته‬

‫و تمكينه من جميع حقوقه‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ أهميـةـ الموضوع ‪:‬‬

‫إن موضوع اكتساب الجنسية الجزائرية له أهمية بالغة في الجانب العلمي و العملي‪.‬‬

‫أ – األهمية العلمية ‪:‬‬

‫تظهر األهمية العلمية لهذه الدراسة فيما قد تساهم به نتائجها في إثراء المعرفة في مجال مفهوم الجنسية‬

‫المكتسبة و أركانها و أسس اكتسابها و بيان الشروط الواجب توفرها للحصول عليها‪.‬‬

‫التعرف على الجهة المختصة بمنح الجنسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التعرف على نظام اإلجراءات المتبعة الكتساب الجنسية و كذا آثار اكتسابها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب – األهمية العملية ‪:‬‬

‫تكمن األهمية العملية لهذه الدراسة فيما قد تساهم به من توضيح لبعض ما يترتب على اكتساب الجنسية‬
‫من آثار تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ – 1‬التمتع بالحقوق التي ال يتمتع بها من لم يكتسب الجنسية‪.‬‬

‫‪ – 2‬تحديد القانون الواجب التطبيق في حق مكتسب الجنسية‪.‬‬

‫‪ – 3‬الخضوع للمعاهدات الدولية التي تبرمها الدولة التي اكتسب الفرد جنسيتها مع الدول األخرى‪ ،‬و التي‬
‫تضبط حالة الرعايا في الدول األخرى‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 2‬ـ أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫جاء اختيار لهذا الموضوع نتيجة تضافر عدة إعتبارات فيما بينها لتخلق لدينا رغبة الخوض في تفاصيل‬

‫هذا الموضوع بحيث تتمثل هذه االعتبارات في ما يلي ‪:‬‬

‫األسباب الذاتية‬

‫الميول و الرغبة في دراسة موضوعات القانون الدولي الخاص و الذي يتضمن فحواه هذه الجزئية محل‬

‫الدراسة و الذي يعتبر من أهم المواضيع التي يتوجب معرفة كيفية تنظيمها و التعمق في البحث فيها‪.‬‬

‫مواكبة التعديالت الحاصلة في مجال قانون الجنسية‪.‬‬

‫األسباب الموضوعية‬

‫إن هذا الموضوع لم ينل االهتمام الكافي و العناية الالزمة من طرف الباحثين في القانون الدولي الخاص‬

‫و القانون الجزائري بحيث شملت دراسة موضوع الجنسية بصفة عامة دون التعمق في التفاصيل كتبيان‬

‫الشروط و اإلجراءات الواجب اتباعها حتى يتسنى للباحثين الحصول على معلومات عنها باعتبار الجنسية‬

‫من الموضوعات المعقدة في القانون الدولي الخاص و التي يصعب حل إشكاالتها كون الدول تختلف في‬

‫تنظيم أحكامها كل حسب ظروفه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫بمراجعة الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع هذه الدراسة اتضح أن هناك بعض الدراسات ذات‬
‫العالقة بموضوع الدراسة الحالية حيث نجد في هذا الصدد ‪:‬‬

‫شبورو نورية‪ ،‬الزواج المختلط و تأثيره على حالة الزوجين‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪2017،2016.،‬‬

‫بن زادي راشدي‪ ،‬الزواج المختلط في المجتمع الجزائري و آثاره‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2017 ، 1‬‬

‫عون عمار‪ ،‬التوافق الزوجي دراسة مقارنة بين الزواج الجزائري العربي و الزواج المختلط الجزائري‬
‫األجنبي‪ ،‬مذكرة ماجستير في علم النفس األسري‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة وهران‪.2013 ،‬‬

‫‪ 4‬ـ إشكاليـة البحث‪:‬‬

‫تلجأ الدولة الجزائرية إلى طرق من أجل منح جنسيتها لألجانب متى رغبوا فيها و توافرت لديهم شروطها‬
‫و وافقت الدولة على ذلك‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري لهذه الطرق و مع هذا فإن اإلشكال الرئيسي الذي‬
‫أثار في نفوسنا رغبة البحث لإلجابة عنه‪ ،‬هو كما يلي‪:‬‬

‫إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في تنظيم اكتســاب الجنســية الجزائريــة وفقـا لألمــر رقم‬
‫‪ 05/01‬؟‬

‫و يجرنا هذا اإلشكال المطروح بدوره إلى تساؤالت و إشكاالت فرعية أخرى متعددة منها ما يلي‪:‬‬

‫ما هي شروط و آثار اكتساب الجنسية الجزائرية ؟‬

‫ما هي اإلجراءات المتبعة في ذلك ؟‬

‫‪ 5‬ـ أهداف البحث‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تهدف الدراسة عموما إلى تحقيق ما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ بيان مفهوم فكرة الجنسية المكتسبة‪.‬‬

‫‪2‬ـ بيان أسس اكتساب الجنسية‪.‬‬

‫‪ .3‬بيان الشروط الواجب توافرها الكتساب الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ .4‬التعرف على السلطة المختصة بمنح الجنسية‪.‬‬

‫‪ .5‬التعرف على نظام اإلجراءات المتبعة الكتساب الجنسية‪.‬‬

‫‪ .6‬التعرف على آثار اكتساب الجنسية‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ المنهج المتبع‪:‬‬

‫إن طبيعة هذا الموضوع ألزمتنا االعتماد على المنهج التحليلي لتحليل النصوص و شرحها و تحليلها‪ ،‬مع‬

‫اللج وء إلى الدراس ات المقارن ة أحيان ا و ذل ك من أج ل إيج اد حل ول لبعض الثغ رات القانوني ة الموجودة في‬

‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ خطة البحث‪:‬‬

‫بعد هذه المقدمة العامة‪ ،‬سنقسم موضوع الدراسة إلى فصلين اثنين‪:‬‬

‫الفص ل األول نتن اول في ه اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن طري ق ال زواج المختلط ‪ ،‬ويش مل ه ذا الفص ل‬
‫ب دوره ثالث ة مب احث‪ :‬المبحث األول يتض من ماهي ة ال زواج المختل ط ‪ ،‬أم ا المبحث الث اني يتط رق إلى‬

‫‪6‬‬
‫إج راءات اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن طري ق ال زواج ‪ ،‬أم ا المبحث الث الث يتع رض إلى آث ار اكتس اب‬
‫الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج‪.‬‬

‫الفصل الثاني نتناول فيه اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس ‪ ،‬ويشمل هذا الفصل بدوره ثالثة‬
‫مباحث‪ :‬المبحث األول يتضمن أنواع التجنس ‪ ،‬أما المبحث الثاني يتطرق إلى إجراءات اكتساب الجنسية‬
‫الجزائري ة عن طري ق التجنس ‪ ،‬أم ا المبحث الث الث يتع رض إلى آث ار اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن‬
‫طريق التجنس‪.‬‬

‫وبعد ذلك ننهي دراستنا بخاتمة تشتمل على أهم ما تم التوصل إليه من نتائج وتوصيات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬

‫اكتس ــاب الجنس ــية الجزائري ــة عن طري ــق ال ــزواج‬


‫المختلط‬

‫تمهيد وتقسيم‬
‫ال زواج في المجتم ع ه و األس اس ال ذي تب نى علي ه األس رة‪ ،‬األص ل في ه أن يتم بين ط رفين هم ا الرج ل‬

‫والمرأة‪.1‬‬

‫فه و الرابط ة الزوجي ة القائم ة بين رج ل و ام رأة مختلفي الجنس ية مث ل زواج جزائ ري بروس ية أو زواج‬

‫جزائري من فرنسية‪.2‬‬

‫واس تنادا على ه ذا قس منا ه ذا الفص ل إلى ثالث ة مب احث‪ :‬تطرقن ا في المبحث األول إلى ماهي ة ال زواج‬

‫المختل ط ‪ ،‬في حين خصص نا المبحث الث اني إلج راءات اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن طري ق ال زواج‬

‫المختلط أما المبحث الثالث خصصناه آلثار اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج المختلط‪.‬‬

‫‪ 1‬راشدي بن زادي‪ ،‬الزواج المختلط في المجتمع الجزائري و آثاره‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1‬‬
‫‪ ،2017/2018‬ص ‪.162‬‬
‫‪ 2‬الطيب زروتي‪ ،‬الوسيط في الجنسية الجزائرية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة بالقوانين العربية و القانون الفرنسي‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2002‬ص‪.148‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحـث األول‬

‫ماهية الزواج المختلط‬

‫ال زواج المختل ط ليس ظ اهرة عش وائية بق در م ا ه و س لوك غ ائي‪ ،‬يق وم ب ه الف رد بطريق ة متكامل ة بغي ة‬

‫الوصول إلى تمتين العالقات في شكل مواقف‪ ،‬يسعى من خاللها إلى تبادل المنافع المعنوية والمادية بهدف‬

‫إشباع الحاجات على هدي قواعد دينية أو مدنية تنظم تلك الروابط ‪ ،1‬واستنادا إلى ما تطرقنا إليه قسمنا هذا‬

‫المبحث إلى مطلب يين فتناولن ا في المطلب األول مفه وم ال زواج المختل ط‪ ،‬في حين يتض من المطلب الث اني‬

‫شروط اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج‪.‬‬

‫المطلـب األول‬

‫مفهوم الزواجـ المختلط‬

‫‪ 1‬العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية ‪،‬طرق اكتساب الجنسية الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر للق‪6‬انون‪ ،‬تخص‪6‬ص ق‪6‬انون األعم‪6‬ال‪ ،‬جامع‪6‬ة ‪ 08‬م‪6‬اي ‪،1945‬‬
‫‪ ،2019/2020‬ص‪.13‬‬

‫‪9‬‬
‫اعتبر المؤرخون أول حالة زواج مختلط في التشريع اإلسالمي هي زواج المصطفى محمد صلى اهلل عليه‬

‫وسلم بماريا القبطية في بداية تاريخ اإلسالم وبعدها ازدادت الزيجات المختلطة عند الفتوحات اإلسالمية‬

‫خاص ة في ت اريخ األن دلس‪ ،‬حيث أن ال زواج المختل ط ك ان ظ اهرة ش ائعة في إس بانيا اإلس المية والمس يحية‬

‫نتيجة التعايش بين المسلمين وأهل األندلس‪.1‬‬

‫طع َِّ‬ ‫َّ‬ ‫ومن األدل ة الش رعية على زواج المس لم بغ ير المس لمة قول ه تع الى «اْلي وم ِ‬
‫ين‬
‫ام الذ َ‬ ‫ُأح َّل لَ ُك ُم الطيَِّب ُ‬
‫ات ۖ َو َ َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫طعام ُكم ِح ٌّل لَّهم ۖ واْلم ْحصَن ُ ِ‬ ‫ُأوتُوا اْل ِكتَ ِ ٌّ َّ‬
‫ات»‪.2‬‬ ‫ات م َن اْل ُمْؤ ِمَنات َواْل ُم ْح َ‬
‫صَن ُ‬ ‫ُْ َ ُ َ‬ ‫اب حل ل ُك ْم َو َ َ ُ ْ‬‫َ‬

‫وروى الخالل بإسناده أن حذيفة وطلحة والجارود بن المعلى وأذينة العبدي تزوجوا نساء من أهل الكتاب‬

‫ات واْلم ْحص َن ُ ِ َِّ‬


‫ِ‬ ‫ولم ي روا ب ذلك بأس ا أخ ذا به ذه اآلي ة الكريم ة «واْلم ْحص َن ُ ِ‬
‫ين ُأوتُ وا‬
‫ات م َن الذ َ‬ ‫ات م َن اْل ُمْؤ ِمَن َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬

‫اب ِمن قَْبِل ُك ْم» ك ذلك م ا رواه ابن جري ر الط بري عن ج ابر بن عب د اهلل عن الرس ول ص لى اهلل علي ه‬ ‫ِ‬
‫اْلكتَ َ‬
‫ِ‬ ‫وسلم«نتََزٔوج نِساء ْ ِ‬
‫اءَنا»‪.3‬‬ ‫َأه ِل اْلكتَاب وال َيتََز ْو َ‬
‫جون ن َس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫وإ ذا ك انت الش ريعة اإلس المية ع رفت ال زواج بغ ير المس لمين فإن ه في الت اريخ المعاص ر ارتب ط ال زواج‬

‫المختلط بجنسية أحد الزوجين المختلفة عن الزوج اآلخر‪.4‬‬

‫بحيث يع رف ال زواج المختل ط عن د بعض الفقه اء بأن ه عق د يرب ط أح د ال زوجين ب اآلخر برب اط ق انوني‬

‫واجتماعي وإ ذا تم بين زوجين مختلفي الجنسية سمي بالزواج المختلط‪ ،‬وعليه فإن الزواج المختلط يقتصر‬

‫إبتداءا بين طرفين أجنبيين‪.5‬‬


‫ً‬ ‫على الزواج الذي ينعقد‬

‫‪ 1‬قسوري فهيمة‪ ،‬يزيد عربي باي‪ ،‬عقد الزواج المختلط و إشكاليات النظام المالي للزوجين في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة أبحاث قانونية و سياسية ‪-‬العدد‬
‫السابع – ديسمبر ‪ - 2018‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.05‬‬
‫‪ 3‬رواه أحمد و الدارقطني و ذكره البيهقي‪ ،‬انظر ‪ :‬ابن حجر ( شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي العسقالني)‪ ،‬التلخيص الحبير في تخريج أحاديث‬
‫الرافعي الكبير‪ ،‬تحقيق ‪ :‬شعبان محمد إسماعيل‪ ،‬ج ‪ ،3‬د‪ .‬ط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪ 1979 ،‬م‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪4‬قسوري فهيمة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 5‬مرزوق تاسعديث‪ ،‬الزواج المختلط في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪،‬‬
‫البويرة ‪ ، 2016‬ص‪.06‬‬

‫‪10‬‬
‫فه و ذل ك ال زواج الحاص ل بين ط رفين أح دهما جزائ ري الجنس ية مس لم الديان ة و الط رف اآلخ ر أجن بي‬

‫الجنسية غير مسلم‪.1‬‬

‫كم ا عرفت ه بعض التش ريعات أيض ا بأن ه ذل ك ال زواج ال ذي يتم بين ط رفين يك ون أح دهما وطني ا واآلخ ر‬

‫أجنبي ا و بمع نى آخ ر ك ل من ال زوج والزوج ة أجن بي عن اآلخ ر لحمل ه جنس ية مخالف ة لجنس ية الط رف‬

‫اآلخر‪.2‬‬

‫وهن اك أيض ا من عرف ه بأن ه ال زواج ال ذي ينتمي في ه ك ل ط رف من أطراف ه إلى جنس يات مختلف ة وه ذا‬

‫االختالف يتحقق ساعة إبرام الطرفين عقد الزواج‪.3‬‬

‫فالزواج المختلط في مجتمعنا الجزائري يثير مشكالت عويصة النعقاده بين أطراف ما يفرق بينها أكثر‬

‫من ما يجمع إذ ال توافق بين الزوجين وال ترابط بين المجتمع الذي ينتمي إليه طرفا الزواج‪.4‬‬

‫فقد يثير هذا الزواج المختلط ردود أفعال في المحيط العائلي واالجتماعي لكال الزوجين‪.5‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف الزواج لغة‬

‫‪ 1‬راشدي بن زادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ 3‬كريم بلعيور‪ ،‬النظام القانوني للزواج المختلط و قواعد اإلسناد التي تحكمه في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و االقتصادية و السياسية‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬العدد ‪ ،2019 ،03‬ص‪.104‬‬
‫‪ 4‬راشدي بن زادي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 5‬السيد أبو عطية‪ ،‬الزواج و الطالق في زمن العولمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص‪.06‬‬

‫‪11‬‬
‫ور ِع ٍ‬
‫ين»‪ 2‬أي بمعنى‬ ‫اهم بِ ُح ٍ‬
‫«و َز َّو ْجَن ُ‬
‫‪1‬‬
‫يعرف الزواج لغة بأنه مطلق اإلقتران واإلرتباط ‪ ،‬لقوله تعالى َ‬

‫ت»‪3‬وكل شكل قرن بصاحبه فهو زوج‬


‫وس ُز ِّو َج ْ‬ ‫تعالى«وِإ َذا ُّ‬
‫النفُ ُ‬ ‫َ‬ ‫قرناهم أي قرن بعضهما ببعض ومنه قوله‬

‫له ومنه شاع استعمال لفظ الزواج في إقتران الرجل بالمرأة على سبيل الدوام واالستقرار لتكوين أسرة‪.4‬‬

‫والزواج لفظ عربي موضوع القتران أحد الشيئين باألخر و ازدواجهما بعد أن كان كل منهما منفردا عن‬

‫اآلخر ‪.5‬‬

‫وأصل الزوج الصنف والنوع من كل شيء‪ ،‬يدل على ذلك قوله تعالى «وتَ رى اَألرض َه ِ‬
‫ام َدةً فَ ِإ َذا َ‬
‫َأنزْلَن ا‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬

‫ت ِم ْن ُك ِّل َز ْو ٍج َب ِه ٍ‬
‫يج»‪6‬والزوج من ألفاظ األضداد‪ ،‬إذ يطلق على الذكر‬ ‫ت َو َْأنَبتَ ْ‬ ‫اهتَ َّز ْ‬
‫ت َو َرَب ْ‬ ‫اء ْ‬
‫َعلَْيهَ ا اْل َم َ‬

‫واألن ثى مع ا فالرج ل زوج الم رأة وهي زوج ه‪ ،‬ج اء في لس ان الع رب «وك ل واح د منهم ا أيض ا يس مى‬

‫ك اْل َجَّنةَ‪.8»..‬‬
‫ت َو َز ْو ُج َ‬
‫«اس ُك ْن َْأن َ‬
‫‪7‬‬
‫زوجا» وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى ْ‬

‫ويطل ق على لف ظ ال زواج النك اح أيض ا ب ل ه و األك ثر ش يوعا في النص وص الش رعية‪ ،‬و من ذل ك قول ه‬

‫نكح وا اْلم ْش ِر َك ِ‬
‫ات َحتَّ ٰى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َحتَّ ٰى َيْبلُ َغ اْلكتَ ُ‬
‫‪9‬‬
‫ُ‬ ‫«واَل تَ ُ‬
‫َأجلَ هُۚ» ‪ ،‬وقول ه ك ذلك َ‬
‫اب َ‬ ‫الى«واَل تَ ْع ِز ُم وا ُع ْق َدةَ ِّ‬
‫الن َك ِ‬ ‫َ‬ ‫تع‬

‫النس ِ‬
‫اء»‪ ،11‬وقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم «ال‬ ‫وقوله أيضا «فَ ِ‬ ‫‪10‬‬
‫يُْؤ ِم َّن»‬
‫اب لَ ُكم ِّم َن ِّ َ‬
‫ط َ‬‫انك ُحوا َما َ‬

‫نكاح إال بولي وشاهد عدل»‬

‫‪ 1‬براهمي آسية‪ ،‬محاضرات في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬جامعة بلحاج بوشعيب عين تيموشنت – كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ .‬قسم الحقوق ‪:‬‬
‫‪ ،2022-2021‬ص ‪.15‬‬
‫‪2‬سورة الدخان‪ ،‬اآلية ‪.54‬‬
‫‪3‬سورة التكوير‪ ،‬اآلية ‪.07‬‬
‫‪ 4‬رواحنة نادية‪ ،‬محاضرات في قانون األسرة‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل – كلية الحقوق و العلوم السياسية –قسم الحقوق – ‪-2018‬‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 5‬عبد الرزاق لعمارة‪ ،‬محاضرات في مقياس قانون األسرة الجزائري‪ ،‬جامعة محمد بوضياف – المسيلة‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪.‬‬
‫‪ ،2023-2022‬دون صفحة‪.‬‬
‫‪6‬سورة الحج‪ ،‬اآلية ‪.05‬‬
‫‪ 7‬عبد الرزاق لعمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬
‫‪8‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.35‬‬
‫‪9‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.233‬‬
‫‪10‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.221‬‬
‫‪11‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.03‬‬

‫‪12‬‬
‫أما قانون األسرة الجزائري فقد استعمل المشرع لفظ الزواج كعنوان للباب األول و استخدم لفظ النكاح في‬

‫بعض الفصول كما هو الشأن في الفصل الثالث المتعلق بالنكاح الفاسد والباطل(مواد من ‪ 32‬إلى ‪ )35‬أو‬

‫في بعض المواد كالمادة ‪ 10‬الفقرة األولى‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تعريف الزواج في الفقه‬

‫ج اء في اص طالح الفقه اء ق ديما تعريف ات متع ددة لل زواج و متباين ة األلف اظ والعب ارات‪ ،‬و رغم ه ذا التع دد‬

‫ابتداء و انتهاءا والمتمثلة في‬


‫ً‬ ‫والتباين إلى أن جميعها اتفقت حول معنى واحد وهو الغرض و المقصد منه‬

‫حل استمتاع الرجل بالمرأة‪ ،2‬ومن بين هذه التعريفات ما يلي ‪:‬‬

‫تعري ف الحنفي ة ‪ :‬فق د عرف ه أب و البرك ات النس في ص احب الك نز بأن ه عق د ي رد على مل ك المتع ة قص دا‪ ،‬و‬

‫معنى ملك المتعة قصدا اختصاص الرجل ببعض المرأة و سائر بدنها استمتاعا أو ملك الذات أو النفس في‬

‫حق التمتع‪.3‬‬

‫تعريف المالكية ‪ :‬يعرف المالكية الزواج على أنه عقد لحل تمتع بأنثى غير محرم و مجوسية و أمة كتابية‬

‫بصيغة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬رواحنة نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ 2‬عبد الرزاق لعمارة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬
‫‪ 3‬أبو البركات عبد هللا بن أحمد النسفي‪ ،‬كنز الدقائق‪ ،‬تحقيق‪ : 6‬أ‪ .‬د سائد بكداش‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬دار السراج‪ ،‬الطبعة األولى‪2011 ،‬م ‪-‬‬
‫‪1432‬ه‍‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪1420‬ه‍‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‍‬ ‫‪ 4‬أحمد بن محمد أحمد الدردير‪ ،‬أقرب المسالك لمذهب اإلمام مالك‪ ،‬باب ندب النكاح‪ ،‬مكتبة أيوب‪ ،‬كانو‪ .‬نيجيريا‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫أما أكثر الشافعية فقد عرف النكاح بأنه عقد يتضمن إباحة وطئ بلفظ إنكاح أو تزويج أو ترجمته‪.1‬‬

‫تعريف الحنابلة ‪ :‬فقد عرفه ابن قدامة بأنه هو عقد التزويج‪ ،‬فعند إطالق لفظه ينصرف إليه‪ ،‬ما لم يصرفه‬

‫عنه دليل‪.2‬‬

‫أما الفقه اإلسالمي المعاصر ينظر إلى الزواج على أنه ترابط معنوي بين الزوجين لبناء األسرة و تحمل‬

‫أعبائها في األحسن واألسوأ‪ ،‬وليس تعاقد على منفعة يبتغى منها الربح والمصالح المادية‪.3‬‬

‫فقد وردت عدة تعاريف للفقهاء عن الزواج نذكر منها ‪:‬‬

‫‪-‬هو عقد يحل استمتاع كل من الزوجين باآلخر على الوجه المأذون فيه شرعا‪.4‬‬

‫‪-‬ه و عق د الرج ل على ام رأة تح ل ل ه ش رعا‪ ،‬بحيث يفي د االس تمتاع ك ل من العاق دين لآلخ ر على الوج ه‬

‫المشروع ‪ ،‬ويجعل لكل منهما حقوقا و واجبات على اآلخر‪.5‬‬

‫‪-‬عقد بين رجل وامرأة يبيح لكل منهما االتصال باآلخر اتصال شرعيا وتكوين أسرة وتعاون في الحياة‬

‫وإ نجاب الولد‪.6‬‬

‫‪-‬عق د يفي د ح ل العش رة بين الرج ل والم رأة بم ا يحق ق م ا يقتض يه الطب ع اإلنس اني‪ ،‬ويح دد م ا لكليهم ا من‬

‫حقوق وما عليهم من واجبات‪.7‬‬

‫‪ 1‬شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سالمة القيلوبي‪ ،‬حاشية القيلوبي على منهاج‪ 6‬الطالبين‪ ،‬ج‪ ،3‬كتاب‪ 6‬النكاح‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مصطفى البابلي الحلبي و‬
‫أوالده‪ ،‬د ب ن‪.1956 ،‬‬
‫‪ 2‬أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة‪ ،‬المغني البن قدامة‪ ،‬ج‪ ، 7‬كتاب المغني‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪3‬رواحنة نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 4‬ابن الهمام‪( ،‬كمال الدين محمد بن عبد الواحد الحنفي)‪ ،‬شرح فتح القدير على الهداية شرح بداية المبتدي‪ ،‬ج‪ ،3‬د‪ .‬ط‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪ .‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.185‬‬
‫‪ 5‬بلحاج العربي ‪ ،‬أحكام الزوجية و آثارها في قانون األسرة الجزائرية‪ ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار هومة‪ ، 2013 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ 6‬محدة محمد‪ ،‬األحكام السياسية في األحوال الشخصية‪ ،‬الخطبة و الزواج‪ ،‬ج‪ ،1‬د‪ .‬ط‪ ،‬باتنة‪ ،‬دار الشهاب‪ ،‬د‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 7‬أبو زهرة محمد‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1957 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪14‬‬
‫أما قانون األسرة الجزائري فقد عرف الزواج في المادة ‪ 04‬المعدلة عام ‪ 2005‬بكونه عقد رضائي يتم‬

‫بين إم رأة و رج ل على الوج ه الش رعي‪ ،‬من أهداف ه تك وين أس رة أساس ها الم ودة والرحم ة والتع اون و‬

‫إحصان الزوجين والمحافظة على األنساب‪.‬‬

‫فق د رك ز المش رع الجزائ ري في التعري ف على الغاي ة من عق د ال زواج والمتمثل ة في تك وين أس رة وتحقي ق‬

‫المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين و إحصانهما و المحافظة على األنساب‪ ،‬و لم يتعرض لموضوعه‬

‫و آثاره القانونية حتى ال يظن البعض أن الزواج في اإلسالم وضع من أجل االستمتاع و اللذة فقط‪ ،‬خاص ة‬

‫و أن المتقدمين من الفقهاء كانوا يركزون في تعريفهم للزواج على االستمتاع‪.1‬‬

‫المطلـب األول‬

‫شروط اكتساب الجنسية الجزائريةـ عن طريق الزواجـ‬

‫ك انت إمكاني ة اكتس اب الجنس ية الجزائري ة عن طري ق ال زواج المختل ط مكرس ة طبق ا لق انون ‪ ،1963‬لكن‬

‫المشرع الجزائري تخلى عنها بموجب األمر ‪ ،70/86‬ثم قام باستئنافها في التعديل الجديد لعام ‪.22005‬‬

‫غ ير أن م ا تنف رد ب ه الم ادة ‪ 09‬مك رر عن الم ادة ‪ 12‬ه و أن الم ادة ‪ 09‬مك رر ال تل زم الزوج ة األجنبي ة‬

‫المتزوجة بجزائري بالتصريح بالتخلي عن جنسيتها األصلية‪ ،‬و يكون ذلك متضمن عدة شروط موضوعية‬

‫‪1‬رواحنة نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ 2‬بوجالل صالح الدين‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية‪ ،‬جامعة‪ 6‬سطيف (‪ ،)2‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،2014-2013 ،‬‬
‫ص ‪.15- 14‬‬

‫‪15‬‬
‫ويس مح له ا بالحف اظ عليه ا بعكس الم ادة ‪ 12‬من ق انون ‪ 1963‬ال تي تش ترط التص ريح برفض ها لجنس يتها‬

‫األصلية‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫شروط متعلقة بالزواج‬

‫نص المشرع الجزائري في الفقرة األولى من المادة ‪ 09‬مكرر من األمر ‪ 05/01‬على شرطين الكتساب‬

‫الزوج األجنبي لجنسية زوجه الجزائري سواء أكان رجال أو امرأة‪ ،‬تتمثالن في صحة الزواج و اس تمراره‬

‫لمدة ال تقل عن ثالث سنوات‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون الزواج قانونيا‬

‫ومعنى هذا الشرط هو أن يكون الزواج صحيحا طبقا لما يستلزم القانون الجزائري ومستوفيا لجميع أركان‬

‫و شروط عقد الزواج‪ ،‬و قانونيا يعني وجود عقد شرعي مسجل لدى مصلحة الحالة المدنية‪.2‬‬

‫حيث تثير مسألة الزواج بين مختلفي الجنسية مسألة القانون الذي يرجع إليه اختصاص الفصل في صحة‬

‫هذا الزواج‪ ،‬فهل يرجع إلى القواعد الداخلية في القانون الجزائري أم قواعد تنازع القوانين‪3‬؟‬

‫‪ 1‬جبار صالح الدين‪ ( ،‬اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج المختلط و آثاره في القانون الجزائري )‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ 6،‬مجلة الفكر‪ ،‬البليدة‪ ،‬العدد ‪ ،15‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 2‬عيساوي نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬
‫‪3‬نفس المرجع‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ذهب فريق من الفقه إلى القول بضرورة انعقاد الزواج صحيحا وفقا ألحكام قانون األسرة الجزائري حتى‬

‫يرتب آثره بالنسبة لجنسية الزوج األجنبي‪ ،‬كون المسألة تتعلق بالقانون العام‪ ،‬طالما أن المشرع الجزائري‬

‫قام بتنظيم اتفاق الزواج صحيح فإن هذا يوفر فرصة الكتساب الجنسية الجزائرية‪ ،‬و بمعنى آخر ال يعتبر‬

‫تقدير صحة زواج شخص مسألة قانونية خاصة‪.1‬‬

‫ومنه ال يمكن إخضاع مسألة الزواج أو بطالنه إلى قانون دولة أجنبية ولو بطريق غير مباشر‪.2‬‬

‫أما الفقه الراجح فقد اعتبر مسألة التحقق من صحة انعقاد الزواج مسألة أولية تخضع من حيث الشكل ومن‬

‫حيث الموض وع للق انون المختص بمقتض ى قواع د اإلس ناد الوطني ة‪ ،‬و س واء قض ت ه ذه القواع د بتط بيق‬

‫القانون الوطني أو قانون الزوج األجنبي أو القانونين معا‪.3‬‬

‫هذا و يعد القانون التونسي أيضا من القوانين التي أخذت بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بمنحها الزوج‬

‫األجن بي الم تزوج من تونس ية‪ ،‬و ال ذي نص عليه ا الفص ل (‪ )21‬من مجل ة الجنس ية التونس ية و ه ذا بت وفر‬

‫بعض الش روط تتمث ل في أن يك ون عق د ال زواج ص حيحا وبإح دى الص يغ المقبول ة في الق انون التونس ي أو‬

‫قانون البالد التي انعقد به الزواج‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أن يكون الزواج قائما فعليا لمدة ثالث سنوات على األقل عند تقديم طلب التجنس‬

‫استلزمت الفقرة األولى من المادة ‪ 09‬مكرر أن يكون الزواج قائما فعليا منذ ثالث سنوات على األقل عند‬

‫تقديم طلب التجنس‪.5‬‬

‫‪1‬جبار صالح الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المبسوط في شرح نظام الجنسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.640‬‬ ‫‪2‬‬

‫جبار صالح الدين‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 5‬نورية شبورو‪ ،‬الزواج المختلط و تأثيره على حالة الزوجين‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون دولي خاص‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،2016/2017‬ص‪.307‬‬

‫‪17‬‬
‫ذل ك يخ ول للجه ة المختص ة التحق ق من هوي ة األجن بي والتع رف عليه ا‪ ،‬وك ذا على جدي ة العالق ة الزوجي ة‬

‫وقابليته ا لل دوام‪ ،‬و ذل ك ح تى يتس نى له ا إنق اص الح االت ال تي يتخ ذ فيه ا ال زوج حيل ة لالنض مام للمجتم ع‬

‫الوطني للقيام بأنشطة ال تتماشى ومصلحة البالد‪.1‬‬

‫و تجدر اإلشارة أن معظم التشريعات المقارنة تشترط قيام الزوجية لفترة معينة مع اختالفها في تحديد هذه‬

‫المدة تبعا لحاجة الدولة أو عدم حاجتها للسكان‪.2‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد اشترط استمرار الرابطة الزوجية منذ ثالث سنوات عند تقديم طلب التجنس‪.‬‬

‫ويستدل على هذه الرابطة الزوجية بمستخرج من سجالت الحالة المدنية أو بموجب حكم إذا لم يسجل في‬

‫الجزائر و لم ينته بالطالق‪ ،‬و عليه يعد عقد الزواج قائما إذا لم تنقضي منذ ثالث سنوات ولم يصدر حكم‬

‫بوفاة أحد الزوجين أو انتهاء العالقة بالطالق‪ ،‬ومنه يمكن لألجنبي الحصول على جنسية زوجه الجزائري‬

‫إال بمرور ثالث سنوات حتى لو اكتملت العالقة الزوجية بالوفاة أو الطالق قبل انتهاء أجل ثالث سنوات‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫شروط متعلقة باإلقامة‬

‫يعتبر شرط اإلقامة من أهم الشروط الكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج المختلط‪ ،‬فقد نصت‬

‫المادة ‪ 09‬مكرر من قانون الجنسية الجزائرية على أنه يمكن اكتساب الجنسية الجزائرية بموجب مرسوم‪،‬‬

‫ويكون ذلك عن طريق الزواج من جزائري أو جزائرية‪.4‬‬


‫‪ 1‬هشام علي الصادق‪ ،‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص‬
‫‪.114‬‬
‫‪2‬جبار صالح الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫فش رط اإلقام ة يف رض ع ادة لض مان ان دماج أجن بي في المجتم ع الجزائ ري‪ ،‬حيث تع د ف ترة االختب ار ه ذه‬

‫فرص ة لمراقب ة س لوك ط الب الجنس ية‪ ،‬وم دى اندماج ه في المجتم ع‪ ،‬وم دى ض عف عالقات ه م ع ال دول‬

‫األجنبية‪.1‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري على هذا الشرط ضمن الفقرة الثانية من المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 05/01‬المتعلق‬

‫بالجنسية «اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالجزائر مدة عامين على األقل»‪.2‬‬

‫أوال ‪ :‬أن تكون اإلقامة لمدة سنتين قد اكتملت عند تقديم الطلب‬

‫أي أن يكون الحد األدنى لإلقامة هو سنتين في حين أن المشرع اشترط مدة ‪ 7‬سنوات على األقل لطالب‬

‫الجنس ية في غ ير حال ة ال زواج المختل ط‪ ،‬فالمش رع الجزائ ري أنقص ش روط الحص ول على الجنس ية‬

‫الجزائري ة عن طري ق ال زواج المختل ط مقارن ة بش روط الحص ول عليه ا عن طري ق التجنس و ذل ك حفاظ ا‬

‫على الوحدة العائلية وكذا ظروف الزوجين‪ ،‬وبهذا إذا كانت مدة اإلقامة أقل من سنتين فالشرط ينتفي‪.3‬‬

‫كما لو أقام الزوجان لمدة عام في الجزائر ثم توجهوا للخارج لإلقامة هناك‪ ،‬ولن يرجعا إليها إال عند تقديم‬

‫طلب التجنس فال بد من إعادة حساب مدة جديدة‪ ،‬و الغرض من هذا الشرط هو تمكن الزوج األجنبي من‬

‫فهم األعراف و العادات الشعبية الجزائرية‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون اإلقامة معتادة ومنتظمة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد طيبة‪ ،‬الجديد في قانون الجنسية الجزائرية و المركز القانوني المتعدد الجنسيات‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 2‬نورية شبورو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ 3‬العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 4‬حسين بن شيخ آت ملويا‪ ،‬قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.90‬‬

‫‪19‬‬
‫يعتبر شرط اإلقامة من أهم الشروط الكتساب الجنسية عن طريق الزواج سواء كان على الصعيد الدولي‬

‫أو ال داخلي‪ ،‬و ه ذا م ا يع بر ص راحة أن اإلقام ة رابط ة حقيقي ة بين ال دول وط الب اكتس اب الجنس ية‬

‫الجزائرية‪ ،‬ألنه بدون هذا الشرط ال توجد أي رابطة تبرر منح جنسيتها لطالبها‪.1‬‬

‫و يقصد باإلقامة المعتادة اتخاذ طالب التجنس الجزائر موطنا له‪ ،‬و معناه اإلقامة الفعلية التي تؤكد اندماج ه‬

‫في المجتمع بحيث يحصل على ترخيص اإلقامة و أن ال يتخللها أي انقطاع أو مغادرة ألرض الجزائر‪.2‬‬

‫أما المقصود باإلقامة المنتظمة هو اإلقامة لمدة سنتين ال يشوبها أي انقطاع‪.3‬‬

‫لكن استقر الفقه على أن االنقطاع المؤقت لإلقامة لظروف خاصة‪ ،‬مادامت هذه الغيبة عارضة أو طارئة‬

‫كالس فر للخ ارج للس ياحة أو العالج أو الدراس ة‪ ،‬ال يقط ع اإلقام ة طالم ا المس افر م ازال ين وي االس تقرار‬

‫بالجزائر‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫شروط متعلقة بحماية الدولة ككيان‬

‫عالوة على ذلك اشترط المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 09‬مكرر في الفقرة الثالثة و الرابعة شرطان‬

‫يتمثالن في حسن السيرة و السلوك و القدرة على تغطية نفقات المعيشة‪ ،‬و الغرض من هذين الشرطين هو‬

‫حماية سالمة المجتمع الجزائري من الناحية األخالقية و المادية‪.‬‬

‫‪1‬الطيب زروتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.334‬‬


‫‪ 2‬نسرين شريفي‪ ،‬سعيد بوعلي‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الدار البيضاء – الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 3‬حسين بن شيخ آت ملويا‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪4‬جبار صالح الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪20‬‬
‫أوال ‪ :‬التمتع بحسن السيرة و السلوك‬

‫حرص ا من المش رع الجزائ ري على تف ادي دخ ول األج انب أص حاب الس لوك الع دواني و المنح رف في‬

‫المجتمع الجزائري‪ ،‬و تجنب الخطر الذي يشكلونه عليهم‪ ،‬اشترط أن يتمتع الزوج األجنبي بحسن السيرة و‬

‫الس لوك‪ ،‬و يتم إثب ات ذل ك عن طري ق مراجع ة ص حيفة الس وابق العدلي ة الخاص ة ب ه‪ ،‬ف إذا تم الحكم علي ه‬

‫بعقوبة بناءا على حكم قضائي جزائري ال يمكنه الحصول على الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫أم ا العقوب ات المق ررة في الخ ارج‪ ،‬فق د أعطى المش رع الجزائ ري الس لطة التقديري ة للجه ات المختص ة في‬

‫أخ ذها بعين االعتب ار من عدم ه‪ ،‬ذل ك أن األفع ال المحرم ة في الخ ارج ق د تك ون مباح ة في الق انون‬

‫الجزائري‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إثبات الوسائل الكافية للمعيشةـ‬

‫لتحقق هذا الشرط يجب على طالب الجنسية إثبات الوسائل الكافية للمعيشة‪ ،‬و الغرض من هذا الشرط هو‬

‫التأكد من أن طالب الجنسية لن يكون عبئ على المجتمع الجزائري‪ ،2‬و يتحقق ذلك بإثبات الشخص قدرته‬

‫على إعالة نفسه كأن يزاول مهنة معينة أو يمارس عمال تجاريا أو امتالكه مبلغا من األموال يسد حاجاته‬

‫و حاجة من يعولهم دون االعتماد على الدولة‪.‬‬

‫فال يمكن أن تمنح الدول ة الجزائري ة جنس يتها ألش خاص ليس لهم مص در رزق ث ابت كون ه يش كل خط را‬

‫يؤدي إلى بعض الجرائم كالسرقة و النصب‪.‬‬

‫‪ 1‬حاتم هروال‪ ،‬الجنسية الجزائرية للشخص الطبيعي ما بين التمتع و الزوال في ظل األمر ‪ 01-05‬و في ظل التعديل الدستوري ‪،2016‬‬
‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة‪ 6‬الماستر‪ ،‬شعبة حقوق‪ ،‬تخصص قانون دولي خاص‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‬
‫أم البواقي‪ ،‬الجزائر ‪ ،2017/2018‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 2‬سعيد يسوف البستاني‪ ،‬الجنسية و القومية في تشريعات الدول العربية (دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ -‬سوريا ‪ ،2005‬ص‬
‫‪.112‬‬

‫‪21‬‬
‫و بما أن الزوج هو المسؤول عن إعالة زوجته و اإلنفاق عليها طبقا ألحكام المادة ‪ 94‬من قانون األسرة‬

‫الجزائري‪ ،‬فإن هذا الشرط يتعلق فقط بالزوج األجنبي الذي يريد اكتساب الجنسية الجزائرية أما الزوجة‬

‫األجنبية فهي ليست معنية بهذا الشرط‪ ،‬فالقاعدة العامة تقتضي تكفل الزوج بزوجته‪ ،‬و نفقة الزوجة تقع‬

‫على عاتق الزوج‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫إجراءات اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج‬

‫إن التمتع بالجنسية في أي دولة يشكل عملية صعبة ومعقدة وليس من المنطقي فتحها دون قيود أو شروط‪،‬‬

‫كذلك الدولة غير قادرة على منح جنسيتها لغير مواطنيها إال إذا قدم األجنبي طلبا صريحا يعبر فيه عن‬

‫رغبته الصريحة في اكتساب جنسية هذه الدولة‪.‬‬

‫حيث يتطلب الحصول على الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج القيام بمجموعة من اإلجراءات اإلدارية‪،‬‬

‫ويتعين على ط الب الجنس ية أن يق دم مل ف الطلب المح دد وف ق الق وانين والل وائح المعم ول به ا في البالد‪،‬‬

‫وتقديمه إلى الجهة المختصة التي يقع على عاتقها الفصل في هذا الطلب‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫‪22‬‬
‫ملف طلب اكتساب الجنسية الجزائريةـ عن طريق الزواجـ‬

‫يتعين على طالب الجنسية تحضير ملف يشمل جميع المستندات التي تثبت استوفاء شروط اكتساب الجنس ية‬

‫بالزواج‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الوث ــائق الالزم ــة في مل ــف طلب اكتس ــاب الجنس ــية الجزائريـ ـةـ عن طري ــق‬

‫الزواج‬

‫يبدو أنه من غير المعقول فتح مجال اكتساب الجنسية بدون شروط‪ ،‬ألن حصول شخص على جنسية أي‬

‫دول ة يتطلب إج راءات ص عبة‪ ،‬و في المقاب ل ال دول غ ير ق ادرة على منح جنس يتها لش خص أجن بي إذا لم‬

‫يطلب األخير بوضوح الحصول على هذه الجنسية‪.‬‬

‫تنص الم ادة ‪ 25‬من ق انون الجنس ية الجزائ ري على أن ه ‪ « :‬ترف ع طلب ات اكتس اب الجنس ية الجزائري ة أو‬

‫التخلي عنه ا أو اس تردادها إلى وزي ر الع دل‪ ،‬مص حوبة ب العقود والوث ائق والمس تندات ال تي تثبت اس تيفاء‬

‫الشروط القانونية»‪.‬‬

‫توض ح هذه الم ادة أن على ال راغب في اكتس اب الجنسية الجزائري ة من خالل الزواج مط الب بتق ديم طلب‬

‫يعبر عن وضوح رغبته في اكتساب الجنسية‪ ،‬على أن يرفق هذا الطلب بمجموعة من الوثائق التي تتمثل‬

‫في‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫نسخة من عقد الميالد‪.‬‬

‫نسخة من عقد الزواج‪.‬‬

‫نسخة من صحيفة السوابق القضائية رقم ‪.03‬‬

‫شهادة الجنسية الجزائرية خاصة بالزوج أو الزوجة‪.‬‬

‫شهادة اإلقامة رقم ‪ 04‬صادرة من المصالح المختصة‪.‬‬

‫ثالثة صور فوتوغرافية لتحقيق الهوية األمنية‪.‬‬

‫شهادة عمل أو نسخة من السجل التجاري‪.‬‬

‫مستخرج من مصلحة الضرائب ( شهادة عدم الخضوع للضريبة )‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الجهة المختصة باستقبال الملف‬

‫تح رص الجه ات المختص ة على التأك د بن اءا على الوث ائق المطلوب ة من أن ه تم اس تيفاء جمي ع الش روط‬

‫المدرج ة في طلب الجنس ية‪ ،‬كش رط زواج العنص ر األجن بي من ط رف آخ ر جزائ ري و ال ذي يثبت بعق د‬

‫الزواج‪ ،‬وكذا شهادة اإلقامة المعتادة والمنتظمة باإلضافة إلى حسن السيرة والسلوك‪ ،‬و أيضا شهادة العمل‬

‫ونسخة من السجل التجاري التي تبرر استرزاق العنصر األجنبي طالب الجنسية‪.2‬‬

‫‪1‬موقع مجلس قضاء النعامة‪https://courdenaama.mjustice.dz/?pnationalite ،‬‬


‫‪ 2‬موحند إسعاد‪ ،‬القانون الدولي الخاص القواعد المادية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬ج‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ 6،‬الجزائر‪ ،1989 ،‬ص‪.178‬‬

‫‪24‬‬
‫وبع د اس تيفاء المل ف لجمي ع الش روط والوث ائق المطلوب ة يوج ه ه ذا المل ف ل وزير الع دل باعتب اره الجه ة‬

‫المختصة بمادة الجنسية الجزائرية‪.1‬‬

‫ولهذه الهيئة إصدار قرار يمكن أن يؤدي إلى القبول أو الرفض بناءا على سلطتها المطلقة في التقدير‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الفص ـ ــل في طلب اكتس ـ ــاب الجنس ـ ــية الجزائريـ ـ ـةـ عن طري ـ ــق‬

‫الزواج‬

‫بعد التحقق من استيفاء الملف لجميع الوثائق والمستندات التي تثبت استكمال األجنبي أو األجنبية لشروط‬

‫الم ادة ‪ 9‬مك رر من األم ر ‪ 05/01‬المع دل و المتمم بالق انون ‪ ،16/01‬يف ترض ص دور ق رار من الهيئ ة‬

‫المختصة بالموافقة أو الرفض‪ ،‬وذلك بناءا على سلطتها التقديرية المطلقة‪.3‬‬

‫بحيث تتمث ل النتيج ة الناتج ة عن دراس ة وزارة الع دل للملف ات المودع ة ل ديها في ثالث احتم االت‪ :‬إم ا‬

‫بالرفض أو عدم القبول أو القبول ومنح الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫االحتمال األول ‪ :‬عدم قبول الطلب‬

‫‪ 1‬العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪2‬حاتم هروال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 3‬مسعودة رقية‪ ،‬قموح أمينة‪ ،‬النظام القانوني للجنسية المكتسبة‪ ،‬مذكرة ماستر تخصص قانون خاص‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى ‪-‬‬
‫جيجل – الجزائر‪ ،2016/2017 ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪25‬‬
‫وذلك في حالة إذا لم يتوفر في طالب الجنسية شرط من شروط المادة ‪ 09‬مكرر ‪ .‬كأن تكون مدته التي‬

‫هي ‪ 3‬سنوات لم تكتمل‪ ،‬أو يكون زواجه غير قانوني‪ ،‬أو تكون إقامته غير معتادة ومنتظمة‪ ،‬أو ال يتمتع‬

‫بسيرة حسنة‪ ،‬أو ال يستطيع إثبات الوسائل الكافية لمعيشته‪ ،‬فإن وزير العدل يعلن على عدم قابلية الطلب‬

‫بموجب مقرر معلل يبلغ إلى المعني‪.1‬‬

‫االحتمال الثاني ‪ :‬رفض الطلب‬

‫تنص الم ادة ‪ 26/2‬من ق انون الجنس ية الجزائري ة على أن ه « و يمكن وزي ر الع دل رغم ت وفر الش روط‬

‫القانونية أن يرفض الطلب بموجب قرار يبلغ إلى المعني»‪.‬‬

‫نس تخلص من النص الس ابق أن ق رار وزي ر الع دل غ ير معل ل ودون ذك ر س بب و ق د تم رفض طلب‬

‫الحصول على الجنسية رغم استيفاء طالب الجنسية لكل الشروط القانونية وهذا ما يدل على أن الدولة غير‬

‫ملزمة بمنح جنسيتها لكل مطالب بها‪ ،‬وتبقى في األخير السلطة التقديرية لوزير العدل حسب سياسة الدولة‬

‫وحاجتها للعنصر األجنبي‪ ، 2‬ونظرا ألن قرار الوزير إداري‪ ،‬فإنه يمكن الطعن فيه أمام القضاء اإلداري‬

‫المختص وفقا للمواعيد المحددة بموجب القانون في القرارات اإلدارية‪ ،‬و ذلك على أساس إساءة استعمال‬

‫السلطة أو عدم مشروعيته‪ ،‬غير أنه من الصعب إثبات ذلك‪.3‬‬

‫االحتمال الثالث ‪ :‬القبول ومنح الجنسيةـ الجزائريةـ الجزائريةـ‬

‫‪1‬المادة ‪ 26‬من األمر رقم ‪ 01-05‬تنص على أن ‪ :‬إذا لم تتوفر الشروط القانونية‪ ،‬يعلن وزير العدل عدم قابلية الطلب بموجب مقرر‬
‫معلل يبلغ إلى المعني‪.‬‬
‫‪ 2‬عيساوي نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬
‫‪3‬موحند إسعاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪26‬‬
‫إن الص ورة الثالث ة لق رار وزي ر الع دل هي قب ول الطلب و ال ذي يص در بموجب ه المرس وم الم انح للجنس ية‪،‬‬

‫وه ذا ي أتي بع د دراس ة المل ف و التأك د من أن ط الب الجنس ية يس تحقها لالنتم اء إلى مجتم ع الدول ة‬

‫الجزائرية‪.1‬‬

‫و في ه ذه الحال ة تمنح وزارة الع دل الجزائري ة لط الب الجنس ية بن اءا على مرس وم و تق وم بنش ر المراس يم‬

‫المتعلقة باكتساب الجنسية في الجريدة الرسمية تطبيقا للمادة ‪ 29‬من قانون الجنسية‪.2‬‬

‫تنص المادة ‪ 27‬من قانون الجنسية الجزائري على أنه يمكن بناء على طلب المعني بتصريح أن يتضمن‬

‫مرسوم اكتساب الجنسية الجزائرية المذكور قي المادة ‪ 09‬مكرر من هذا القانون بتغير اسمه ولقبه‬

‫وتض يف الفق رة الثاني ة من نفس الم ادة على أن يت ولى ض ابط الحماي ة المدني ة التأش ير في س جالت الحال ة‬

‫المدنية بالبيانات المتعلقة باكتساب الجنسية وعند االقتضاء‪ ،‬تغيير االسم واللقب‪ ،‬بناء على أمر من النيابة‬

‫العامة‪.‬‬

‫وفي األخ ير تنص الم ادة ‪ 29‬من ق انون الجنس ية الجزائ ري المع دل والمتمم على أن المراس يم المتعلق ة‬

‫باكتساب الجنسية الجزائرية يحدث آثرها تجاه الغير ابتداءا من تاريخ هذا النشر‪.3‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫‪1‬الطيب زروتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.379‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 29‬من األمر ‪ 01-05‬تنشر المراسيم المتعلقة باكتساب الجنسية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و‬
‫تحدث أثرها تجاه الغير ابتداءا من تاريخ هذا النشر‪.‬‬
‫‪ 3‬لحسن بينيو‪ ،‬النظام القانوني للجنسية المكتسبة‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،2015/2016‬ص‪.51‬‬

‫‪27‬‬
‫آثـ ــار اكتسـ ــاب الجنسـ ــية الجزائريـ ــة عن طريـ ــق‬

‫الزواج‬

‫يترتب على اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج مجموعة من اآلثار القانونية منها ما هي فردية‬

‫و منها ما هي جماعية‬

‫المطلب األول‬

‫اآلثار الفرديةـ‬

‫تنص الم ادة ‪ 15‬من ق انون الجنس ية الجزائ ري على أن الش خص المكتس ب للجنس ية الجزائري ة يحظى بك ل‬

‫الحق وق ال تي تتعل ق بالمواطن ة الجزائري ة ابت داء من ت اريخ اكتس ابها‪ ،‬وبالت الي ف إن المكتس ب للجنس ية‬

‫الجزائرية يمكنه ممارسة جميع حقوق المواطنة سواء كانت سياسية ‪ ،‬مدنية أو اجتماعية‪.1‬‬

‫و علي ه‪ ،‬يتمت ع ال زوج األجن بي ال ذي يكتس ب الجنس ية الجزائري ة بس بب ال زواج المختل ط بجمي ع حق وق‬

‫المواطن ة المدني ة والسياس ية ومن الممكن ل ه أن ي دخل أو يخ رج من البالد بحري ة تام ة‪ ،‬كم ا يس تطيع‬

‫ممارس ة حقوق ه السياس ية مث ل االنتخ اب والترش ح ألعلى المناص ب السياس ية في ح ال ت وفر الش روط‬

‫المنصوص عليها بناءا على طلبه (المواطنة المدنية كحق تملك العقار وحق االستثمار)‪.2‬‬

‫‪1‬حيث تنص المادة ‪ 15‬على اآلثار الفردية ‪ :‬يتمتع الشخص الذي يكتسب الجنسية الجزائرية بجميع الحقوق المتعلقة بالصفة الجزائرية‬
‫ابتداءا من تاريخ اكتسابها‪.‬‬
‫‪ 2‬عيساوي نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وهذا ونصت المادة ‪ 87‬من الدستور الجزائري على أن يعامل الشخص الذي اكتسب الجنسية الجزائرية‬

‫معاملة أصيل غير أنه يتم تحديد المترشحين إلى منصب رئاسة الجمهورية بموجب شرط حصولهم على‬

‫الجنسية الجزائرية بطريقة غير الميالد و ال يحق له الترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية بموجب شرط‬

‫حصولهم على الجنسية الجزائرية األصلية فقط‪ ،‬و ذلك يعني أن مكتسب الجنسية الجزائرية بطريقة غير‬

‫الميالد ال يحق له الترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية طوال حياته‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫اآلثار الجماعية‬

‫يقصد باآلثار الجماعية الكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق الزواج مدى تأثير اكتساب أحد الزوجين‬

‫للجنسية الجزائرية و انصرافها إلى األوالد‪.2‬‬

‫تتمثل أهمية الجنسية في حق الطفل بها بأنها تدل على هويته القانونية كشخص و جزء من وضعه المدني‪،‬‬

‫كما أنها تشير إلى ارتباطه بدولة محددة ‪ ،‬و ينتج عن ذلك إقامة المزيد من الحقوق بالشكل ذاته للطفل من‬

‫خالل هذه الرابطة‬

‫و ق د نص ت الم ادة ‪ 07‬من اتفاقي ة حق وق الطف ل ع ام ‪ 1989‬على أن ‪ :‬يس جل الطف ل بع د والدت ه ف ورا و‬

‫يكون له الحق منذ والدته في اسم و الحق في اكتساب جنسية‪.3‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 87‬من الدستور‪ ،‬المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪( 2016‬ج‪ .‬ر) رقم ‪ ،14‬المؤرخة في ‪ 07‬مارس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ 2‬العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 3‬اتفاقية حقوق الطفل ‪ :‬أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة بموجب القرار رقم ‪ 44/25‬المؤرخ في ‪ ،1989!20/11‬بدأت في التنفيذ‬
‫بتاريخ ‪ ،02/09/1999‬و وافقت الجزائر عليها مع التحفظ المرسوم رقم ‪ 92/461‬المؤرخ في ‪ ،19/12/1992‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪.91‬‬

‫‪29‬‬
‫و العبرة من هذه االتفاقية هي تحديد جنسية الطفل و نسبه ألحد أولياؤه سواء أحدهما أو كليهما بناءا على‬

‫معيار الدم أو على أساس رابطة اإلقليم‪.1‬‬

‫و لق د نص ت الم ادة ‪ 17‬من ق انون الجنس ية على أن ه ‪ :‬يص بح األوالد القص ر لش خص اكتس ب الجنس ية‬

‫الجزائري ة بم وجب الم ادة ‪ 10‬من ه ذا الق انون ‪ ،‬جزائ ريين في نفس ال وقت كوال دهم على أن لهم حري ة‬

‫التنازل عن الجنسية الجزائرية خالل سنتين ابتداءا من بلوغهم سن الرشد‪.2‬‬

‫يتضح من نص المادة أن المشرع الجزائري راعى مصلحة الطفل من نواح عدة‪ ،‬و لكنه جعل ذلك كآثر‬

‫من آث ار تجنس أح د الوال دين تلقائي ا دون إخض اع ذل ك للس لطة التقديري ة للس لطات المختص ة ‪ ،‬كم ا أت اح‬

‫للطفل التي امتدت إليه هذه اآلثار إمكانية التخلي عن الجنسية الجزائرية المكتسبة خالل سنة و اثني عشر‬

‫شهرا بعد تحقيقه سن البلوغ‪.3‬‬

‫و بناءا على هذه المادة تظهر اآلثار التالية ‪:‬‬

‫تفرض على األوالد القصر الجنسية الجزائرية المكتسبة بمجرد تجنس أحد الوالدين أو كالهما‪ ،‬فيصبحون‬

‫جزائريين كوالدهم ‪ ،‬كما يمكن لألوالد التخلي عن هذه الجنسية عند بلوغهم ‪ 19‬سنة كاملة شريطة تقديم‬

‫طلب التخلي عن الجنس ية من ‪ 19‬س نة إلى ‪ 21‬س نة كح د أقص ى‪ ،‬كم ا أن آث ار التجنس ال تمت د لزوج ة‬

‫المعني بحيث تظل أجنبية‪ ،‬كما ال تمتد أيضا إلى أوالد المعني البالغين أي يبقون أجانب‪.4‬‬

‫‪ 1‬العقون إيمان‪ ،‬غاوي ليلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬


‫‪2‬األمر ‪ 86-70‬المؤرخ في ‪ 15/12/1970‬المعدل و المتمم باألمر ‪ 05/01‬المؤرخ في ‪ 27/02/2005‬المتضمن قانون الجنسية‬
‫الجزائري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪.15‬‬
‫‪3‬جبار صالح الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ 4‬عيساوي نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬دون صفحة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫و به ذا نخلص إلى أن اكتس اب الجنس ية الجزائري ة يمكن أن يتم ب الزواج في ح ال ت وفر جمل ة من الش روط‬

‫و اإلج راءات المتطلب ة ل ذللك ‪ ،‬باإلض افة إلى ذل ك ‪ ،‬هن اك طريق ة أخ رى الكتس اب الجنس ية الجزائري ة‪ ،‬و‬

‫هي التجنس‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق‬

‫التجنس‬

‫يعد التجنس من أهم األسباب التي عن طريقها يستطيع الفرد األجنبي أن يحصل على جنسية دولة ما في‬

‫تاريخ الحق على الميالد‪ ،‬و تكاد تتفق معظم التشريعات المعاصرة على األخذ بالتجنس كسبب من أسباب‬

‫كسب الجنسية الطارئة للدولة و خاصة بعد أن هجرت الدول منذ فترة طويلة سياسة المجتمعات المغلقة‪ ،‬و‬

‫التي كانت تقصر الجماعة الوطنية على أفرادها األصليين فقط‪ .‬وعندما يحدث التجنس‪ ،‬يكون للفرد‬

‫‪32‬‬
‫تماما كالمواطنين األصليين‪ ،‬مثل حق التصويت والعمل والتعليم‪،‬‬
‫المتجنس حقوق وواجبات قانونية ً‬
‫ِ‬
‫المواطَن ْين‪ .‬تدرك الدولة الوطنية أهمية تعاقب األجيال ألعضائها‬ ‫وإ خضاعه للضرائب المفروضة على‬

‫أيضا بأن هذه السياسة ال تخدم مصالح المجتمعات وال‬


‫ومن ينحدرون منهم‪ ،‬ولكنها تدرك في الوقت نفسه ً‬

‫تشجع على التجديد‪ ،‬كما أنها تؤدي إلى انقراض بعض العناصر‪ .‬ولذلك‪ ،‬ظهرت حاجة للسماح بدخول‬

‫عنصر جديد إلى المجتمع‪ ،‬ولكن بشروط تقوم على ضبط هذه اإلجراءات حتى ُي ْسفَر دخول هذا العنصر‬

‫عن فائدة اجتماعية آمنة‪ .‬وأتبعت الدول سياسات مختلفة لتطبيق نظام التجنس بحسب شروطه المختلفة‪.‬‬

‫وفي الجزائر‪ ،‬قام المشرعون باالستناد إلى هذا النظام في قانون الجنسية الجزائري للحصول على الجنسية‬

‫الجزائرية والذي صدر في ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1970‬وكان قد تم تعديله وإ كماله بأمر‪ .‬تم اعتبار الرقم ‪01/05‬‬

‫مهما للحصول على الجنسية الجزائرية‪.1‬‬


‫سببا ً‬
‫المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ً 2005‬‬

‫ويعتبر التجنس اليوم منحة من الدولة لألجنبي الذي يطلب جنسيتيها بإعالن إرادته في ذلك أي إيجاب من‬

‫الطالب وقبول من الدولة ‪ ٬‬وكان هذا هو السبب في قبول بعض الفقهاء بأن رابطة الجنسية عقدية في كل‬

‫أنواع الجنسية‪.2‬‬

‫ولغة هو التطبع في جنس معين وهو كسب جنسية الدولة كسبا الحقا للميالد بناء على الطلب المقترن‬

‫بتوفر شروط معينة وبموجب سلطة الدولة التقديرية‪ ،‬حيث يمكن أن ترفض الدولة الطلب المقدم إليها دون‬

‫تقديم مسببات‪.3‬‬

‫‪ 1‬شيرزاد نوار‪ ٬‬النظام القانوني لمتجنس في التشريع الجزائري‪ ٬‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي‬
‫بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر ‪٬ ٬2015‬ص‪.04‬‬
‫‪ 2‬علي علي سليمان‪ ،‬مذكرات في القانون الدولي الخاص‪٬ ،‬الطبعة الرابعة‪ ٬‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ٬2006‬ص‪.200‬‬
‫‪ . 3‬محمد طيبة‪ ،‬الجديد في قانون الجنسية الجزائرية والمركز القانوني لمتعدد الجنسيات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬ص ‪. 38‬‬

‫‪33‬‬
‫وفي اللغة الفرنسية يطلق على مصطلح التجنس اصطالح ‪ "naturalisation‬وهو مشتق من كلمة‬

‫‪ "naturel‬أي "الطبيعي"‪ ،‬وتعني األصيل في البلد أي من كان من السكان األصليين فأطلق على السكان‬

‫األصليين في العهد الملكي في فرنسا مصطلح "‪ les naturels‬وذلك لتمييزهم عن األجانب‪.4‬‬

‫اما اصطالحا هو كسب األجنبي الصفة الوطنية وقد حظي التجنس بتعريفات أخرى فقهية نذكر منها‪:‬‬

‫عرفه الدكتور علي سليمان بأنه منحة من الدولة لألجانب الذي يطلب جنسيتها بإعالن إرادته في ذلك أي‬

‫هو إيجاب من الطالب وقبول من الدولة‪.‬‬

‫عرفه الدكتور أعراب بلقاسم بقوله‪ :‬هو منح الدولة لجنسيتها حسب تقديرها المطلق وبدون أثر رجعي‬

‫لألجنبي الذي يطلبها بعد استيفائه لكافة الشروط التي يتطلبها قانونها‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫انواع التجنس‪:‬‬

‫يعد التجنس الطريق التقليدي المتاح لمن يرغب في الحصول على جنسية دولة أخرى غير جنسيته‪ ،‬ولكي‬

‫يكون باإلمكان لألجنبي الحصول على الجنسية‪ ،‬فإنه يجب توفير مجموعة من الشروط التي وضعتها‬

‫الدولة كشرط للحصول على جنسيتها‪ ،‬طبقًا لمبدأ حرية كل دولة في تنظيم جنسياتها لحماية مجتمعاتها‪.‬‬

‫خطرا على وطني‪ ،‬بل يساهم في تعزيز‬


‫يجب التأكد من أن الشخص الذي ستمنحه الجنسية ال يشكل ً‬

‫المجتمع والحفاظ على مصالحه‪ ،‬والمساعدة في نجاحه وتطوره‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كمال فهمي‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬الطبعة الثانية‪،1980، ،‬ص‪.38‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪34‬‬
‫هل ال يعتبر التجنس وسيلة للحصول على جنسية دولة أخرى؟ فهو يمثل طريقًا ُي ْستَ ْخ َد ُمه األجانب‬

‫معينة‪ ،‬وفي نفس الوقت‪ ،‬فإنه ُي َعد إحدى الوسائل التي تستخدمها الدول لتطوير‬
‫لالستحواذ على جنسية دولة ّ‬

‫عنصر شعبها‪ ،‬خاصةً إذا كانت تشكو من نقص في كثافة سكانها‪.‬‬

‫المطلب االول‪:‬‬
‫التجنس العادي‪:‬‬

‫أن نتطرق إلى شروط التجنس البد لنا أن نعطي مفهوما لمتجنس العادي ‪ ٬‬فيو بمفهوم آخر طلب اكتساب‬

‫الجنسية من خالل مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في طالب اكتساب الجنسية ‪ ٬‬فالتجنس العادي‬

‫هو الطريقة التي يمكن ألي شخص أن يسلكها حتى يكتسب الجنسية وذلك بعد توافر الشروط الضرورية أو‬

‫الالزمة لذلك‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫مفهوم التجنس العادي ‪:‬‬


‫هو طلب اكتساب الجنسية وفق اإلجراءات المحددة قانونا‪ ،‬من خالل مجموعة من الشروط التي يجب‬

‫توافرها من طالب اكتساب الجنسية‪ ،‬فالتجنس العادي هو الطريقة األمثل التي يمكن ألي شخص سلوكها‬

‫‪35‬‬
‫حتى يكتسب الجنسية بعد توفر الشروط الالزمة لذلك‪.‬‬

‫تشير هذه البنود إلى أنه ليس هناك اتفاق بين الدول بشأنها‪ ،‬وأن الجنسية شأن داخلي يتم تضبيطه من قبل‬

‫كل دولة وفقًا لمصالحها وتوقعاتها‪.1‬‬

‫تبنى المشرع الجزائري في فترة ‪ 1970‬فكرة التجنس العادي‪ ،‬وذلك عن طريق تعديل قانون الجنسية‬

‫ويتضمن المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية‬


‫َّ‬ ‫الجزائري‪ ،‬وأصدر أمر رقم‪ 01/05 :‬في ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬

‫الجزائري من هذا األمر‪" :‬يحق لألجانب الذي يطلبون اكتساب الجنسية الجزائرية أن يحصلوا على ذلك‬

‫ُّ‬
‫التجنس العادي هو طلب الكتساب‪ .‬يمكن لغير الجزائري الحصول على الجنسية‬ ‫بشرط‪ ".‬وبهذا فإن‬

‫الجزائرية إذا توفرت بعض الشروط‪ .‬يشمل التجنس العادي بعض المعايير مثل‪:‬‬

‫أ‪ -‬طلب اكتساب الجنسية الجزائرية‪ :‬فالجنسية تمنح بنائا على طلب المعني‪ ،‬وال تمنحها الدولة لألجانب‬

‫جبرا وبدون شرط‪.‬‬

‫ب‪ -‬طالب التجنس وهو األجنبي فالجزائريين يخرجون من دائرة التجنس‪.‬‬

‫ج‪ -‬توافر الشروط فاكتساب الجنسية الجزائرية مقرون بتوافر الشروط التي استلزمها القانون‪ ،‬وذلك من‬
‫‪.‬‬
‫خالل المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية الجزائري السالفة الذكر‬

‫فالتجنس العادي مشروط ومقيد حيث ال تمنح الجنسية الجزائرية إال بتوافر ما نص عليه القانون من‬

‫شروط كمبدأ عام له استثناء يتمثل في التجنس االستثنائي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫‪ 1‬د أعراب بلقاسم‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬تنازع االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬الجنسية‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫طبعة‪2003 ،‬دار هومة للطباعة و النشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪36‬‬
‫شروط التجنس العادي‪:‬‬

‫نظمت شروط التجنس العادي المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية الجزائري المعدل و المتمم ‪٬‬حيث نصت على‬

‫شروط أساسية يجب توافرها في الشخص الذي يريد التجنس بالجنسية الجزائرية ‪٬‬و بانتقاء أحدها يصبح‬

‫األجنبي غير مؤهل للحصول على الجنسية الجزائرية ‪٬‬و القانون يهدف من وراء تحديد هذه الشروط إلى‬

‫تحقيق غاية واحدة و أساسية و هي المحافظة على كيان الدولة من كل الجوانب سياسيا و اقتصاديا و‬

‫اجتماعيا‪ ،‬فالدولة تحرص على أن تستقطب أشخاص ال يضيفون على كاهلها أعباء و مشاكل و من خالل‬

‫هذا الفرع سيتم التطرق لهذه الشروط ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط متعلقة بطالب التجنس‪:‬‬

‫من المعقول أن تختلف هذه الشروط من دولة إلى دولة ما دامت مصالح الدول متباينة و مهما يكن من أمر‬

‫هذا التباين فانه يمكن القول بوجود شروط جوهرية للتجنس أهمها شرط اإلقامة و شروط متعلقة‬

‫باألهلية‪.‬‬

‫‪ -1‬شرط اإلقامة‪:‬‬

‫يمثل الركن األساسي في بناء الجنسية الالحقة بالتجنس في إقامة طالب التجنس المعتادة المتواصلة دون‬

‫انقطاع لمدة معينة في إقليم الدولة التي يريد اكتساب جنسيتها طبقا ألحكام قوانينها ‪،‬بحيث تفيد استقراره‬

‫النهائي في هذه الدولة و تبني الوالء الروحي و السياسي نحوها‪.1‬‬

‫‪ 1‬جمال عاطف عبد الغني رضوان‪ ،‬طرق اكتساب الجنسية في الشريعة اإلسالمية و انعكاسها عمى القوانين الوضعية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ٬2013‬ص‪. 219‬‬

‫‪37‬‬
‫فاإلقامة المطلوبة للتجنس هي االرتباط الذي يوفر للدولة مانحة الجنسية فرصة مراقبة طالب التجنس قبل‬

‫منحه الجنسية‪ ،‬للتحقق و التوثق من تبنيه الوالء نحوها من جهة و نشوء الرابطة القانونية التي تستند إليها‬

‫في منح جنسيتها له من جهة أخرى ‪ ،‬و لذلك تعد اإلقامة المعتادة من الشروط األساسية التي يقوم عليها‬

‫مبدأ التجنس فمن النادر أن تمنح دولة جنسيتها لشخص غير مقيم على أرضها و ال تمارس عليه أية سلطة‬

‫أو سيادة‪.1‬‬

‫و يتفق ائتالف الفقهاء على أن حالة عدم اإلمكانية في العودة بسبب ظهور قوى قاهرة‪ ،‬ال تؤثر على‬

‫حساب المدة إذا كان لدى المسافر نيَّتُه العودة‪ ،‬كما أن سفر األجنبي خارج بالده ألداء واجبات يلزم بها‬

‫قطعا من فترة اإلقامة طالما يعود بعده‪. 2‬‬


‫نحو دولته‪ ،‬مثل خدمة التجنيد‪ ،‬ال ُي َعد ً‬

‫تتباين متطلبات هده اإلقامة الالزمة للحصول على الجنسية في كل دولة وفي كل زمان‪ ،‬وال يوجد أي‬

‫قاعدة ثابتة بشأنها‪ .‬يتم تحديد فترة اإلقامة المطلوبة وفقًا لمصالح الدولة في فترات مختلفة‪.‬‬

‫قصيرا من‬
‫ً‬ ‫جزءا‬
‫ً‬ ‫قد يواجه المرء مثل هذه الحاجة في بعض األحيان‪ ،‬فقد تستغرق فترة إقامته في الدولة‬

‫الوقت‪ ،‬وفي حاالت أخرى يحتاج لفترة طويلة‪.‬‬

‫نظرا الرتباطات‬
‫عموما؛ ً‬
‫ً‬ ‫ويسمح لهم باإلقامة لفترة أقصر من المطلوب لألجانب‬
‫قد تميز بعض األجانب ُ‬

‫بهذه الفئة التي تسهِّل اندماجهم‪.‬‬

‫وكل هذا ينبع من الحاجة الماسَّة لزيادة عنصر السكان هذه الفئة في مجتمع الدولة‪ ،‬كما لو كانوا منحدرين‬

‫من نفس األصل الذي ينحدر منه شعب الدولة‪.3‬‬

‫‪ 1‬غالب علي الداودي‪ ،‬القانون الدولي الخاص ̶ ̶ الجنسية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ 2011 ،‬ص‬
‫‪163،164‬‬
‫‪ 2‬صالح الدين بوجالل‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2018 ،2‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ 3‬عبد المنعم حافظ‪ ،‬أحكام تنظيم الجنسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪٬ 2012 ٬‬ص‪195‬‬

‫‪38‬‬
‫ففي بعض البلدان مثل الجزائر قدرت مدة اإلقامة لألجنبي بسبع سنوات وذلك بحسب نص المادة العاشرة‬

‫فقرة أولى من قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬و في بلدان أمريكا الجنوبية و الوسطى تقدر مدة اإلقامة‬

‫بسنة واحدة‪.1‬‬

‫وفي تركيا وتونس و السعودية خمس سنوات‪ ،‬و في البحرين بخمسة و عشرون سنة بالنسبة‬

‫لألجنبي‪ ،‬و خمسة عشر سنة بالنسبة للعربي‪ ،‬و في العراق عشر سنوات بالنسبة لغير العربي‪ ،‬و في‬

‫قطر بعشرين سنة بالنسبة لألجنبي و خمسة عشر سنة للعربي‪. 2‬‬

‫و لذلك تعتبر اإلقامة من أهم شروط التجنس و قد قام المشرع الجزائري بالنص على شرطين متعلقين‬

‫بهما و هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون مقيما في الجزائر لمد ‪ 07‬سنوات على األقل من تاريخ تقديم الطلب‪:‬‬

‫أشترط المشرع في قانون الجنسية بصورة مقصودة أن يكون المكان الذي يسكن فيه المتقدم للجنسية هو‬

‫الجزائري‪ ،‬مع إثبات أنه كان يعيش في هذا المكان لفترة ال تقل عن ‪ ٧‬سنوات إذا أراد التقدم بطلب‬

‫للحصول على الجنسية‪.3‬‬

‫وحدد المشرع فترة اإلقامة على األقل سبع سنوات ألسباب منها جعل المتقدم يشعر بالوالء واإلخالص‪.‬‬

‫الفترة التي يقضيها األجنبي في الخدمة مع الدولة الجزائرية هي فرصة لها للحفاظ على أمنها و حماية‬

‫مصالحها‪ ،‬كما أنها فرصة لالطالع على اتجاهات الموظف وميله للدولة‪ ،‬يجب أن تكون هذه الفترة‬

‫مرتبطة بالطلب المقدم للحصول على الجنسية‪.‬‬

‫‪ - 1‬لحسين بن شيخ آت ملويا ‪ ،‬قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحمدونية لمنشر و التوزيع ‪٬‬الجزائر‪164 ٬‬ص‬
‫‪ 2‬زروتي الطيب‪ ،‬الوسيط في الجنسية الجزائرية‪ ،‬دراسة تحكيمية مقارنة بالقوانين العربية و القانون الفرنسي‪ ،‬مطبعة الكاهنة ‪ ،‬الجزائر ‪ ٬2002‬ص‬
‫‪.285‬‬
‫‪ 3‬لحسين بن شيخ آت ملويا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪39‬‬
‫أيضا أخذ ظروف الحال في نظر االعتبار‪ .‬تربط السنوات ببعضها لمدة سبع سنوات متتالية دون‬
‫و يتعين ً‬

‫انقطاع‪ ،‬وهذا ما يشير إليه عبارة "‪ 07‬سنوات على األقل" من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أن يكون مقيما في الجزائر وقت التوقيع على المرسوم الذي يمنح التجنس ‪:‬‬

‫إن هذا الشرط منفصل عن الشرط األول و ال يمكن أن يحل أحدهما محل الشرط اآلخر رغم أن كليهما‬

‫ينصان على اإلقامة‪ ،‬إال أن كل منهما متعلق بوقت معين ‪ ،‬فالشرط األول يقتضي أن يكون الشخص طالب‬

‫التجنس مقيما في الجزائر مدة ‪ 07‬سنوات عند تاريخ تقديم طلب التجنس‪ ،‬أما الشرط الثاني فينص على أن‬

‫يكون طالب التجنس مقيما بالجزائر وقت التوقيع على المرسوم الذي يمنح التجنس‪. 1‬‬

‫يعني ذلك أنه يجب أن تظل اإلقامة ثابتة حتى بعد تقديم طلب الجنسية والتوقيع على المرسوم الدي يمنح‪.‬‬

‫وال يجب أن تنتهي اإلقامة بعد مضي ‪ 7‬سنوات فحسب وتقديم طلب الجنسية‪ ،‬و تجدر اإلشارة إلى أن‬

‫اإلقامة المقصودة هنا هي اإلقامة القانونية أو المشروعة‪. 2‬‬

‫‪ -2‬بلوغ سن الرشد (األهلية ) ‪:‬‬

‫تقديرا للتميز للدولة التي يرغب األفراد في الحصول على جنسيتها‪.‬‬


‫تمنح الجزائر‪ ،‬كباقي الدول العربية‪ً ،‬‬

‫سن التميز هو سن التميز‬


‫وجاء في المادة ‪ 4‬من قانون الجنسية في الجزائر‪" :‬في مفهوم هذا القانون‪ ،‬يعتبر ّ‬

‫التميز المدني بحسب المادة‬


‫سن ّ‬ ‫سن تقديم طلبات التجنس أصبح ُمتّساوية مع ّ‬
‫المدني"‪ ،‬وهذا يشير إلى أن ّ‬

‫عاما‪. 3‬‬ ‫ِ‬


‫‪ 40‬من هذا القانون‪ ،‬حيث ُيطلَب اكتمال ‪ً 19‬‬

‫‪ 1‬بلقاسم اعراب‪ . ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪198‬‬


‫‪ 2‬اإلقامة القانونية أو اإلقامة المشروعة التي يحصل عليها األجنبي بموجب القانون المتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر و إقامتهم فيها ‪ ،‬رقم‬
‫‪11/08‬المؤرخ في ‪25‬يونيو ‪ 2008٬‬جريدة رسمية ‪ ،‬العدد ‪36.‬‬
‫‪ 3‬بعض الفقهاء الجزائريين منيم أعراب بلقاسم و الطيب زروتي أكدوا على ضرورة النص على بلوغ سن الرشد مع كمال األهلية و خلوها من‬
‫العوارض‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫في الوقت الذي يسعى فيه بعض البلدان إلى احتواء قانون جنسية الدولة التي ترغب فيها المتقدم للجنسية‪،‬‬

‫فإن هذا األمر يتبع في العراق والسعودية والبحرين واألردن‪.‬‬

‫‪ ‬كما ان بعض التشريعات تتطلب احترام القانونين المتعلقين بطالب التجنس في البلد األصلي والدولة‬

‫المراد اكتساب جنسيتها‪ ،‬حتى يمكن للشخص أن يحصل على جنسية كاملة وفقًا لكال القانونين‪ ،‬مثلما هو‬

‫الحال في كوستاريكا‪.‬‬

‫تميل الغالبية إلى اتباع قوانين الدولة التي يرغب المهاجر في الحصول على جنسيتها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط متعلقة بحماية الدولة ككيان ‪:‬‬

‫إن شرط اإلقامة و كمال األهلية هما الشرطان في التجنس‪ ،‬يحتاج الفرد إلى تلبية شرطي اإلقامة واألهلية‪.‬‬

‫أيضا احتياجات أخرى لضمان اندماج الشخص في المجتمع‬


‫ومع ذلك‪ ،‬قد يتطلب تشريعات الجنسية ً‬

‫الوطني وعدم كونه عالة على الحكومة بسبب فقره أو ضعفه‪ .‬هذا يحافظ على والئه للدولة واالحترام‬

‫المشرعون في نص التشريعات‪ .‬بتحقيق الشروط المطلوبة عبر المسار‬


‫َّ‬ ‫تفصل هذه المعاني‬
‫لنظامها‪ .‬قد ِّ‬

‫المختلف‪ ،‬سنستعرض أهم هذه الشروط فيما يلي‪: 2‬‬

‫‪ -1‬حسن السيرة والسلوك مع عدم سبق الحكمـ بعقوبة تخل بالشرف ‪:‬‬

‫إن إثبات حسن السيرة والسلوك تكون عن طريق صحيفة السوابق القضائية رقم(‪ )03‬الحال من مختلف‬

‫الدول‪ ،‬تؤخذ الشروط المناسبة في الحسبان عند مراجعة تشريعات التجنس‪ ،‬ويهدف ذلك إلى حماية سيادة‬

‫الدولة المانحة للتجنس‪.‬‬

‫غالب علي الداودي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.16‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬الجنسية و مركز األجانب في الفقه و التشريع الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2005،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪41‬‬
‫وفي الجزائر‪ ،‬يتوقع من طالب التجنس أن يكون حسن األخالق وذو سمعة طيبة لئال يؤثر تصرفه على‬

‫المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫الفقرة ‪ ٤‬من المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية الجزائري نصت على ضرورة حسن السيرة والسلوك وجعلت‬

‫عقوبة مخالفتها القيام بأفعال محرمة وشاذة مثل جرائم الزنا‪ ،‬كان الفقرة ‪ ١‬من المادة ‪ ١١‬في قانون‬

‫تم إلغاء هذه المادة بعد‬ ‫الجنسية الجزائري ُي ِّ‬


‫مكن من تجاهل أحكام قضائية صادرة خارج البالد‪ ،‬ولكن َّ‬

‫التعديل‪.‬‬

‫لسيرة طالب التجنس و سلوكه قبل منحه الجنسية الجزائرية‪ ،‬و يتوجب على هيئات اإلدارة المختصة‬

‫تقصي تفاصيل ماضيه بعناية شديدة لتفادي إلغاء أي منحة وفقاً لشروط منح الجنسية‪ ،‬فاإلهمال بهذه‬

‫المسألة قد يؤدي إلى سحب جنسية األشخاص التي حصلوا عليها بطريقة غير صحيحة‪ .‬تتعلق هذه الفقرة‬

‫بأهمية اختيار األجانب الذين يرغبون في الحصول على الجنسية الجزائرية بطريقة صحيحة‪ .‬يجب أن يتم‬

‫اختيار المتقدمين باستخدام معايير قوية ودقيقة لمساعدة في ضمان حصولهم على المواطنة بشكل ناجح‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وذلك يساهم في تعزيز التكامل والوفاء والحفاظ على المصالح الوطنية في نفس الوقت ‪.‬‬

‫‪ -2‬إثبات الوسائل الكافية لمعيشة طالب التجنس ‪:‬‬

‫منطقيا‪ ،‬حيث ال يمكن لألجانب الذين ليس لديهم مورد ثابت ومشروع للرزق أن يعيشوا‬
‫ً‬ ‫هذا الشرط يعتبر‬

‫مزعجا وثقالً على المجتمع‪،‬‬


‫ً‬ ‫في الجزائر‪ ،‬فوجود هؤالء األفراد داخل المجتمع الجزائري ُي َعد عامالً‬

‫نظرا النعدام رزقهم‪.‬‬


‫باإلضافة إلى أنهم مصدر خطر على األمن العام ً‬

‫ولم تضبط القوانين واألنظمة في الجزائر حكم هذا‪.‬‬

‫الطيب زروتي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.349 – 348‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫المطلوب من الجهات المختصة في منح الجنسية الجزائرية هو تقدير ما يكفي من وسائل المعيشة‪،‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬على طالب التجنس أن يقدم دلياًل على ممارسته لوظيفة أو عمل في القطاع العام أو الخاص‪،‬‬

‫سواء بتزويد شهادات عمل أو كشف راتب أو غيرها من المستندات التي تؤكد مصادر دخله‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن‬

‫طا أال تتعارض مع وظيفته‪،‬‬


‫لطالب التجنس إثبات مالكه ألمالك عقارية أو منقوالت قابلة لإليجار‪ ،‬شر ً‬

‫يتضمن هذا المشروع ضمن إطار القانون الجزائري‪ ،‬ويضمن لصاحبه حياةً مرفهة‪.‬‬

‫‪ -3‬سالمة جسد و عقل طالب التجنس‪:‬‬

‫أدرج المشرع هذا الشرط الذي يجب توفره في الشخص األجنبي طالب التجنس بالجنسية الجزائرية‪ ،‬إذ ال‬

‫يقبل تجنس األجانب المرضى عقليا و ال يعتد بإرادتهم في طلب التجنس ‪ ،‬و كذلك ذوو العاهات و ذلك‬

‫صيانة للصحة العامة في المجتمع ‪ ،‬و هذا ما يجبر طالب التجنس على إرفاق شهادات طبية مع طلبه تثبت‬

‫سالمة عقله و جسده و أن تسلم هذه الشهادات من أطباء معتمدين لدى المحاكم‪.1‬‬

‫و لم يترك المشرع الجزائري السلطة التقديرية للجهات المانحة للجنسية و إنما وجب إثبات سالمة العقل‬
‫‪2‬‬
‫و الجسد لطالب التجنس بواسطة شهادات طبية مختصة‪.‬‬

‫‪ 4-‬محافظة المتجنس على الوالء للدولة و احترام تظلمها ‪:‬‬

‫مدمجا في المجتمع الوطني‬


‫ً‬ ‫االندماج الحقيقي في المجتمع والثقافة الوطنية‪ ،‬ال يكفي فقط أن يكون المتقدم‬

‫أيضا أن يتأثر بثقافة هذه الجماعة وال يشعر بخالفات‬


‫وهو يبحث عن الحصول على الجنسية‪ ،‬بل يجب ً‬

‫دائمة بينه وبين بهذه المجموعة‪ .‬لهذا‪ ،‬فإن التشريعات التابعة للجنسية تشترط قبول طالب التجنس لالندماج‬

‫في المحبة والوالء تجاه هذه الجامعة‪ .‬المسؤول السياسي يسعى إلى الحصول على جنسية دولة ما‪ ،‬وإ ثبات‬

‫‪ 1‬محمد طيبة ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.41‬‬


‫‪ 2‬عبد الحفيظ بن عبيدة ‪ .‬مرجع سابق ‪.144 .‬‬

‫‪43‬‬
‫ارتباطه بالمجتمع الوطني لتلك الدولة‪.1 .‬‬

‫و من هنا فإن بعض الدول تحرص على ضمان هذا الشرط و ذلك الواجب األخالقي من الفر د تجاه‬

‫جماعتها الوطنية عن طريق الزام طالب التجنس أداء اليمين ‪ ،‬الوالء للدولة‪ ،‬سواء أكان قبل أو بعد منحه‬

‫لجنسيتها‪ ،‬و إذا تبث للدولة أن طالب التجنس معتنق أو ينادي بمبادئ أو أفكار سياسية أو اجتماعية ‪،‬تتنافى‬

‫مع المبادئ األساسية التي يقوم عليها المجتمع و التي التزم بها ‪ ،‬فإن الدولة ترفض منحه جنسيتها‪ ،‬بل أن‬

‫اعتناق الشخص لمثل هذه األفكار قد يؤدي إلى إسقاط جنسية الدولة عنه في أثناء فترة الريبة ‪.2‬‬

‫ومع ذلك ‪ ،‬فقد وافقت بعض البلدان على طريقة معينة أو قسم الوالء للبلد بطريقة محددة‪ .‬وهذا هو حكم‬

‫المادة ‪ 313‬من القانون العام للواليات المتحدة رقم ‪ 414‬لعام ‪ ، 1952‬الذي يتطلب من المتقدمين أداء‬

‫قسم الوالء لدستور الواليات المتحدة‪ .‬الواليات المتحدة األمريكية للتجنيس‪ .‬التشريع ليس مثل السابق الذي‬

‫يحدد هذا الشرط كما في المثال أعاله ‪ ،‬ولكنه يترك مسألة التقدير للسلطات المختصة التي تستنتج درجة‬

‫والء الفرد لها من الظروف‪ .‬والعوامل التي يعلن فيها طالب التجنس عن رغبته في القيام بذلك في تلك‬
‫‪3‬‬
‫مخلصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المؤسسات ‪ ،‬أو على األقل إلى الحد الذي يرغب فيه أو ال يكون‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التجنس االستثنائي‪:‬‬

‫و يطلق عليه أيضا التجنس الخاص أو االستثناء الوارد على التجنس العادي ‪ ،‬و سوف نتطرق في هذا‬

‫المطلب إلى االستثناءات التي أوردها المشرع على شروط التجنس ‪ ،‬بحيث يمكن اكتساب الجنسية‬

‫الجزائرية بغض النظر عن بعض الشروط التي أوجبها القانون ‪.‬‬

‫الفرع األول مفهومـ التجنس االستثنائي‪:‬‬

‫غالب علي الداودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169 170‬‬ ‫‪1‬‬

‫جمال عاطف عبد الغني رضوان ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪2‬‬

‫جمال عاطف عبد الغني رضوان‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.232‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫إن الذي يميز التجنس الخاص باعتباره سببا من أسباب اكتساب الجنسية هو قيامه بناء على إرادة صريحة‬

‫من قبل طالب التجنس يتم توجيهه إلى السلطة المختصة المانحة للجنسية فهذا النوع من التجنس يختلف‬

‫عن التجنس العادي كون إجراءات منحه ال تتطلب من الشخص تقديم طلب اكتساب الجنسية وفقا‬

‫لإلجراءات المعروفة والمعتادة في التجنس العادي‪ ،‬حيث أنها تمنح له وفق شروط معينة تحددها قوانين‬

‫الجنسية مع احتفاظ المتجنس بالحق في ردها أو تعرض عليها شريطة أن يعلن رغبته في اكتسابها خالل‬

‫مدة معينة من الزمن‪.‬‬

‫‪-‬التجنس الخاص في بعض الدول العربية اإلفريقية‪:‬‬

‫‪-‬التجنس الخاص في التشريع التونسي‪:‬‬

‫من خالل قانون الجنسية يعفى طالب التجنس من مدة اإلقامة المطلوبة في الفصل ‪ 21‬منه في الحاالت‬

‫‪ -‬الشخص الذي يثبت أن جنسيته األصلية كانت الجنسية التونسية‪.‬‬

‫‪ -‬األجنبي المتزوج بتونسية إذا كان الزوجان مقيمان بتونس حين تقديم طلب التجنس‪.‬‬

‫‪ -‬األجنبي الذي قدم لتونس خدمات جليلة أو الذي يكون في تجنسه فائدة لتونس‪.‬‬

‫‪ -‬التجنس الخاص في التشريع المصري‪:‬‬

‫حاالت استثنائية للتجنس وخصت المادة ‪ 05‬من قانون الجنسية المصري الحالي الذي يؤدي خدمات جليلة‬

‫لمصر وكذلك رؤساء الطوائف الدينية المصرية بإمكانية إعطائه الجنسية المصرية دون التقيد بأية‬

‫شروط‪.‬‬

‫‪-‬التجنس في التشريع المغربي‪:‬‬

‫لقد جاء في قانون الجنسية في الفصل ‪ 12‬منه على إعفاء طالب التجنس من بعض شروط التجنس في‬

‫‪45‬‬
‫حالتين‪:‬‬

‫‪ -‬األجنبي المصاب بعاهة أو مرض من جراء عمل قام به خدمة للمغرب أو لفائدتها‪.‬‬

‫‪ -‬األجنبي الذي يؤدي خدمات استثنائية أو ينجم عن تجنسه فائدة استثنائية للمغرب‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫حاالت التجنس االستثنائي‪:‬‬

‫كما للتجنس العادي شروط أوجبا القانون فللتجنس االستثنائي حاالت نصت عليها المادة ‪11‬من قانون‬

‫الجنسية الجزائري المعدل والمتمم و هي محصورة في ثالث حاالت‪:‬‬

‫اوال‪ :‬من قام بخدمات لفائدة الجزائر‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 11‬الفقرة األولى‪ " :‬يمكن لألجنبي الذي قدم خدمات استثنائية للجزائر أو المصاب بعاهة أو‬

‫مرض جراء عمل قام بها خدمة للجزائر أو لفائدتها أن يتجنس بالجنسية بغض النظر عن أحكام‬

‫المادة ‪."10‬‬

‫يتعلق هذا االستثناء بأي شخص قام بعمل او خدمة استثنائية أو أصيب بعاهة أو مرض جراء العمل الذي‬

‫قدمه للجزائر ‪ ،‬قد منح له الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس عرفانا له بالجميل ومجازاة له عن عمله‬

‫الذي قدمه ‪ ،‬فرغم تخلف بعض الشروط التي استلزم القانون توافرها في طالب التجنس العادي كسالمة‬

‫الجسد والعقل وكذا مدة اإلقامة‪ ،‬إال أن الدولة تمنح الجنسية الجزائرية لهذا األجنبي‪.‬‬

‫‪ 1‬فرقاني قويدر نور اإلسالم‪" :‬التجنس الخاص في التشريع الجزائري والتشريعات‪ 6‬المقارنة"‪ ،‬دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،‬‬
‫‪02‬مجلد ‪04،‬المركز الجامعي مرسلي عبد هللا بتيبازة‪ 6،‬الجزائر‪2020، ،‬ص‪.2.‬‬

‫‪46‬‬
‫ثانيا‪ :‬األجنبي الذي في تجنسه فائدة استثنائية للجزائر‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 10‬الفقرة ‪" :02:‬ويمكن لألجنبي أيضا الذي يكون في تجنسه فائدة استثنائية للجزائر‬

‫أن يتجنس بالجنسية الجزائرية بغض النظر عن الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ .10‬فيندرج تحت‬

‫هذا االستثناء كل أجنبي يمكن أن يحقق مستقبال فائدة استثنائية للجزائر تمنح له الجنسية الجزائرية رغم‬

‫تخلف شروط المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية الجزائرية المعدل والمتمم فهذا االستثناء ذا فائدة كبيرة يمكن‬

‫من خالله استقطاب عدد كبير من الكفاءات العلمية وذوي الشهادات العالية التي تدخل التكنولوجيا والتقنية‬

‫الحديثة للبالد‪.‬‬

‫اشترط القانون المصري والسوري والتونسي أن تكون هذه الخدمات جليلة أما القانون اللبناني اشترط أن‬

‫تكون هذه الخدمات ذات شأن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األجنبي المتوفى والمستوفي لشروط المادة ‪ 11‬الفقرة األولى من قانون الجنسية الجزائرية المعدل‬

‫والمتمم‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 11‬الفقرة الثالثة على‪" :‬إذا توفى األجنبي عن زوجه وأوالده وكان بإمكانه أثناء حياته أن‬

‫يدخل في الصنف المذكور في الفقرة األولى أعاله فيمكن فيه تجنسهم ويتعلق هذا االستثناء باألجنبي الذي‬

‫يتوفى ويكون في حياته قد قدم خدمة استثنائية أو أصيب بعاهة أو مرض جراء عمل قام به للجزائر أو‬

‫لفائدتها‪ ،‬وبما أن هذا األجنبي لم يتمكن في حياته من تقديم طلب التجنس فإن القانون سمح لزوجه وأوالده‬

‫أن يتقدموا بطلب تجنسه على أن يرفق هذا الطلب بطلب تجنسهم أيضا‪ ،‬وهو استثناء من نوع خاص‬

‫فالتجنس هو طلب يقدمه الشخص بنفسه يعبر عن رغبته الصريحة في التجنس بالجنسية‪ ،‬لكن عرفانا من‬

‫الدولة بالمجهود الذي قدمه هذا األجنبي‪ ،‬تسمح لزوجه وأوالده بتقديم طلب التجنس للمتوفي ولهم شخصيا‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫إال أن المشرع لم ينص صراحة على إعفاء زوج المتوفي وأوالده من الشروط المنصوص عليها في‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 10‬من قانون الجنسية الجزائرية المعدل والمتمم‬

‫المبحث الثاني‪:‬ـ‬

‫إجراءات اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس‪:‬‬

‫حتى يتشكل الفرد األجنبي من اكتساب الجنسية وجب استيفاء الشروط المنصوص عليها في المادة ‪10‬‬

‫من قانون الجنسية‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫ملف طلب اكتساب الجنسية الجزائريةـ عن طريق التجنس‪:‬‬

‫عهد المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 25‬من قانون الجنسية إلى وزير العدل أمر تلقي طلبات التجنس‬

‫والبث فيها فقد جاء فيها‪ ":‬ترفع الطلبات أو التصريحات المقدمة الكتساب الجنسية الجزائرية أو التنازل‬

‫عنها أو رفضها أو كذا استردادها إلى وزير العدل "‪.‬‬

‫وعلى طالب التجنس لما يتقدم بطلبه إلى وزير العدل أن يرفقه بالشهادات والوثائق والمستندات التي من‬
‫‪2‬‬
‫شانها إثبات انه تتوافر فيه الشروط القانونية المطلوبة‪.‬‬

‫ويجب أن يتضمن ملف طلبات التجنس الوثائق التالية‪:‬‬


‫‪ 1‬لدكتور أعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ 2‬أعراب بلقاسم‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬تنازع االختصاص القضائي الدولي – الجنسية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬ص ‪.207‬‬

‫‪48‬‬
‫نسخة من عقد الميالد‬

‫‪ -‬صحيفة السوابق العدلية رقم ‪03‬‬

‫‪ -‬شهادة اإلقامة رقم ‪ 04‬تقدمها المصالح المختصة‬

‫‪ -‬شهادة عدم الفقر ‪.‬‬

‫‪ -‬شهادة طبية تثبت سالمة الجسد و العقل ‪.‬‬

‫‪ -‬شهادة العمل أو البطاقة المهنية أو صورة من السجل التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من سجل عقد الزواج‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من عقود الميالد لألوالد القصر ‪ ،‬شهادة جنسية (الزوج أو الزوجة)‪.‬‬

‫‪ -‬مستخرج من مصلحة الضرائب‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثة (‪ )03‬صور شمسية لتحقيق الهوية‪.1‬‬

‫و إذا كان طالب التجنس مقيما في الخارج فيوجه طلبه إلى ممثلي الجزائر الدبلوماسيين و القنصليين في‬

‫البلد الذي يوجد فيه مقابل إيصال ‪ ،‬و يعتد في وقت تقديم الطلب في التاريخ المثبت في اإليصال أو‬

‫التاريخ المذكور في اإلشعار البريدي بالوصول ‪ -‬هذا التاريخ له أهميته في حساب مدة اإلقامة المطلوبة‬

‫في التجنس العادي أو الخاص و كذلك في تحديد وقت تقديم التصريح الكتساب بفضل القانون‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫الفصل في طلب اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس‪:‬‬


‫‪ 1‬انظر موقع وزارة العدل الجزائرية‪ ،‬القسم الخاص بالجنسية‪https://arabic.mjustice.dz/2p=nationalit ،‬‬
‫‪ 2‬لطيب زروتي‪ ،‬الوسيط في الجنسية الجزائرية‪ ،‬دارسة تحليلية مقارنة بالقوانين العربية و القانون الفرنسي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.397‬‬

‫‪49‬‬
‫بعد تلقي وزير العدل طلب التجنس والوثائق المرفقة به‪ ،‬يقوم بفحصه من اجل العمل فيه‪ ،‬لما له من سلطة‬

‫تقديرية للبث في هذا الطلب بمنح أو عدم منح الجنسية الجزائرية لطالب التجنس ويكون منح الجنسية عن‬

‫طريقه مرسوم رئاسي ينشر في الجريدة الرسمية‪.1‬وتوجد ثالث احتماالت‪:‬‬

‫االحتمال األول‪ :‬عدم قبول الطلب‪:‬‬

‫تطبيقا للمادة ‪26‬الفقرة األولى"‪ :‬إذا لم تتوفر الشروط القانونية‪ ،‬يعلن وزير العدل عدم قابليته للطلب‬
‫‪2‬‬
‫بموجب مقرر معلل يبلغ إلى المعني"‪.‬‬

‫االحتمال الثاني‪ :‬رفض الطلب‪:‬‬

‫كما يحق له رفض الطلب رغم توفر الشروط القانونية للتجنس بموجب قرار غير مسبب ذلك أن التجنس‬

‫هو منحة قبل كل شيء‪.3‬‬

‫االحتمال الثالث‪ :‬قبول الطلب ومنح الجنسية‪:‬‬

‫إذا استوفى مقدم الطلب الشروط التي يقتضيها القانون واقتنعت السلطة المختصة بأن مزايا طلب التجنس‬

‫هي عضوية ألبناء الدولة ‪ ،‬يتم بالتالي منح طلب التجنس وقرار أو مرسوم يتعلق بمنح الجنسية صادر عن‬

‫قانونا‪ .‬يبلغ بالقرار‬


‫ً‬ ‫الوزير المختص أو رئيس الحكومة أو رئيس الدولة موقعة من قبل سلطة مؤهلة‬

‫صاحب القرار وينشر في الجريدة الرسمية‪.4‬‬

‫شهرا للنظر في طلب‬


‫قبل مراجعة قانون الجنسية ‪ ،‬نصت المادة ‪ 27‬على منح وزير العدل اثني عشر ً‬

‫التجنس واعتبرت المهلة المتأخرة مرفوضة ‪ ،‬لكن في التعديل لم نجد أي نص حدد مهلة لوزير العدل أن‬

‫لحسن بن شيخ آت ملويا‪ ،‬قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬دراسة نظرية و تطبيقية مقارنة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر ‪2010 ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪1‬‬

‫عيساوي نبيلة ‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي الخاص‪ ،‬الجنسية‪ ،‬جامعة ‪08‬ماي ‪1945‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪2020-2019 ،‬دون صفحة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بوعلي سعيد و شريقي نسرين‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزائري ’ الطبعة األولى‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪. 2013 ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪3‬‬

‫الطيب زروتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪403 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪50‬‬
‫يراعيها عند الرد على الطلب ‪ ،‬فهل يعتبر ذلك رفضاً أو قبوالً غير أنه ال يتحدث عن الصمت؟ ومع‬

‫ذلك ‪ ،‬بما أن التجنس هو مرسوم رئاسي ‪ ،‬فمن المنطقي أن عدم االستجابة هو بمثابة رفضه‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫أثار اكتساب الجنسية الجزائريةـ عن طريق التجنس‪:‬ـ‬

‫يترتب على صدور قرار بالموافقة على تجنس األجنبي بالجنسية الوطنية‪ ،‬بعدما تحققت فيه كل الشروط‬

‫الالزمة لذلك‪ ،‬نشوء مركز قانوني للمتجنس تتعلق به آثار قانونية وسياسية تخص المتجنس شخصيا‬

‫فيصبح وطنيا‪ ،‬ويوضع على قدم المساواة مع الوطني األصيل من حيث تمتعه بالحقوق وتحمله لاللتزامات‬

‫وهو ما يسمى باآلثار الفردية للتجنس‪ ،‬كما قد تتأثر به أسرته‪ ،‬سواء زوجته أو أوالده وذلك ما يطلق عليه‬

‫باآلثار الجماعية للتجنس‪.2‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬

‫اآلثار الفردية‪:‬‬

‫‪ 1‬بن عصمان جمال ‪ ،‬محاض ارت في القانون الدولي الخاص‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬تلمسان ‪،2015-2014‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 2‬بوخروبة حمزة‪ ،‬اآلثار الجماعية للتجنس بالجنسية الجزائرية دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬العدد‬
‫الثالث ‪،‬سبتمبر‪2016 6،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪. 110‬‬

‫‪51‬‬
‫بصدور مرسوم التجنس يكون طالب التجنس قد اكتسب الجنسية و أصبح مواطنا جزائريا متمتعا بكافة‬

‫الحقوق المتعلقة بالصفة الجزائرية‪ ،‬و ذلك عمال بنص المادة ‪ 15‬من قانون الجنسية الجزائرية و مقابل‬

‫هذه الشروط يجب عليه تحمل الواجبات الملقاة على عاتقه وذلك تطبيقا لمبدأ المساواة في الحقوق‬

‫والواجبات‪.‬‬

‫الفرع االول‪:‬‬

‫الحقوق‪:‬‬

‫تتمثل الحقوق التي تمنح للمتجنس والمتعلقة بالصفة الجزائرية في مختلف الحقوق المنصوص عليها‬

‫في الدستور الجزائري كالحق في التعليم والرعاية الصحية واالجتماعية‪.1‬‬

‫و الحق في إنشاء الجمعيات و األحزاب السياسية‪ ،‬حق االنتخاب و هذا هو األصل أما االستثناء فهو‬

‫الحرمان من الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ألنه و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 87‬من الدستور‬
‫‪2‬‬
‫الجزائري‬

‫فإنه يجب التمتع بالجنسية األصلية فقط للتمتع بالترشح لهذا المنصب‪ ،‬وباإلضافة إلى الحقوق السابقة فله‬

‫أيضا الحق النقابي و الحق في العمل و التملك و الحق في الحصول على مساعدات الدولة في إطار السكن‬
‫‪3‬‬
‫وغيرها من الحقوق‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحفيظ بن عبيدة ‪ ٬‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153- 152.‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 87‬من القانون ‪01/16‬المؤرخ في ‪26‬جمادى األولى لعام ‪1437‬الموافق ل ‪6‬مارس ‪2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪ :‬ال يحق أن‬
‫ينتخب لرئاسة الجمهورية إال المترشح الذي ‪ ......‬يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط‪..‬‬
‫‪ 3‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬مرجع سابق ‪٬‬ص ‪.94‬‬

‫‪52‬‬
‫عموما‪ ‬بهذه المساواة‪ ‬الكاملة‪ ‬بين‬
‫ومع‪ ‬ذلك‪ ، ‬فإن‪ ‬بعض الدول ال‪ ‬تعترف‪ً  ‬‬

‫المتجنس‪ ‬والوطني‪ ‬الحقيقي‪ ‬في‪ ‬ممارسة‪ ‬الحقوق‪ ، ‬وأحد‪ ‬أسباب‪ ‬هذه‪ ‬الجريمة‪ ‬هو‪ ‬أن‬

‫الدولة‪ ‬تراقب‪ ‬المجنس‪ ، ‬خاصة‪ ‬عندما‪ ‬يكونون‪ ‬في‬

‫بداية‪ ‬حياتهم‪ ‬المهنية‪ .‬فترة‪ ‬تجنيسه‪ ،‬مع‪ ‬االنتباه‪ ‬إلى‪ ‬عدم‪ ‬الصدق‪ ‬في‪ ‬الوالء الذي يظهره ‪ ،‬لذلك ال تضعه‬

‫في‪ ‬صفوف‬

‫باتريوت‪ ‬األصلي‪ ‬لفترة‪ ‬من‪ ‬الوقت‪ ‬وال‪ ‬تمر‪ ‬بالمرحلة‪ ‬الثانية‪ ‬من‪ ‬التجربة‪ ‬والمصادقة‪ ‬المسماة‪( ‬الثانية‪ ‬فترة‪ ‬اال‬

‫شتباه)‪ ‬ما‪ ‬عدا‪( ‬الفترة‪ ‬األولى‪ ‬لالشتباه‪ ‬في‪ ‬أن‪ ‬الشخص‪ ‬قد‪ ‬استقر‪ ‬بشكل‪ ‬قانوني‪ ‬في‪ ‬الدولة قبل تقديم‬

‫طلب‪ ‬التجنس‪ ‬خالل‪ ‬فترة‪ ‬اإلقامة‪ ‬المعتادة‪ ‬الموثقة‪ ‬من‪ ‬قبل‪ ‬الدولة‪( ‬فترة‪ ‬الشك‪ ‬الثانية)‪ .‬وخطورة‪ ‬تجنيسه‪ ‬وقبو‬

‫ل‪ ‬الوالء‬

‫الروحي‪ ‬والسياسي‪ ‬والقانوني‪ ‬له‪ ‬واندماجه‪ ‬في‪ ‬النهاية‪ ‬في‪ ‬جماعته‪ ‬وسلطته‪ ‬في‪ ‬ممارسة‪ ‬حقوقه‪ ‬العامة ‪.1‬‬

‫و يتركز تحوط الدولة بصفة خاصة بالنسبة للحقوق السياسية مثل حق الترشيح أو التعيين في إحدى‬

‫الهيئات النيابية كمجلس الشعب أو مجلس الشورى نظرا لما تنطوي عليه العضوية في المجالس النيابية من‬

‫اشتراك فعلي في الحكم و هو أمر على درجة كبيرة من الخطورة ‪ ،‬فقرروا حرمانا وطنيا طارئ من‬

‫التمتع بهذه الحقوق ‪.2‬‬

‫و لهذا تحتفظ بعض الدول وتقرر حرمان المتجنس من ممارسة هذه الحقوق فترة معينة من بدء تجنسه‪ ،‬و‬

‫هي فترة يغلب عليها الطول ألنها تتراوح بين ‪ 5‬إلى ‪ 15‬سنة عادة كما في قطر و األردن و اليمن و‬

‫سوريا و تونس و فرنسا و البحرين و العراق‪.‬‬

‫غالب عمي الداودي ‪٬‬مرجع سابق ‪٬‬ص ‪.188.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المنعم حافظ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296_ 295.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫فإذا انتهت فترة الريبة الثانية و لم يظهر من المتجنس ما يفيد عدم تبني الوالء ‪ ،‬يسترد حرية ممارسة‬

‫تلك الحقوق كما في السعودية‪.3‬‬

‫الفرع الثانيـ ‪:‬‬

‫الواجبات‪:‬‬

‫إلى جانب الحقوق التي يتمتع بها الشخص المتجنس عليه مجموعة من الواجبات المحددة عن طريق‬

‫الدستور والتي يجب القيام بها و نذكر منها‪:‬‬

‫وجوب احترامه لمكتسبات البالد‪.‬‬

‫‪ -‬عمله على حماية الملكية العمومية ‪.‬‬

‫‪ -‬احترامه الدستور و امتثاله لقوانين الجمهورية ‪.‬‬

‫‪ -‬مساهمته قدر اإلمكان في تنمية البالد حيث يكون ذلك ب ‪:‬‬

‫‪ -‬أدائه للنفقات العمومية في إطار القانون ‪.‬‬

‫‪ -‬تسديده للضرائب والرسوم المفروضة عليه ‪.‬‬

‫غالب عمي الداودي‪ ،‬لمرجع نفسه‪ ٬‬ص ‪.190- 189.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬تأديته لواجباته اتجاه الجماعة الوطنية بإخالص ‪.‬‬

‫‪ -‬مساهمته في الدفاع عن الوطن وحمايته‪. 1‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬

‫اآلثار الجماعية للتجنس‪:‬‬


‫يقصد باآلثار الجماعية للتجنس مدى تأثير تجنس األب خاصة وتجنس األم أيضا وانصراف أثره إلى‬

‫العائلة‪ ،‬اختلفت مواقف التشريع المقارن في هذا الشأن انطالقا من اعتبار أساسي هو مبدأ وحدة الجنسية‬
‫‪2‬‬
‫في العائلة أو تعددها‪.‬‬

‫الفرع االول‪:‬‬

‫بالنسبة لألوالد القصر‪:‬‬

‫عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطيب زروتي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.424.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫أطفال‪ .‬من‪ ‬خالل‪ ‬التجنس‪ ، ‬يكتسب‪ ‬هؤالء‪ ‬األطفال‪ ‬القصر‪ ‬بشكل‪ ‬قانوني‪ ‬جنسية‪ ‬والدهم‪ ‬دون‬

‫الحاجة‪ ‬إلى‪ ‬اتخاذ‪ ‬إجراء‪ ‬محدد‪ ‬ضده‪ ‬وفقًا‪ ‬لإلرادة‪ ‬التي‪ ‬فرضوها‪ ، ‬ما‪ ‬لم‪ ‬تكن‪ ‬إرادتهم‪ ‬الحقيقية‪ ‬موثوقة‪ ‬أو‪ ‬‬

‫صريحة‪ ‬أو‪ ‬ضمنية‪.‬‬

‫ومع‪ ‬ذلك‪ ، ‬بما‪ ‬أن‪ ‬دخول‪ ‬األبناء‪ ‬القصر‪ ‬إلى‪ ‬جنسية والدهم‬

‫الجديدة‪ ‬بالتجنس‪ ، ‬كما‪ ‬ذكرنا‪ ‬سابقًا‪ ، ‬يستند‪ ‬إلى‪ ‬اإلرادة‪ ‬المفروضة‪ ‬عليهم‪، ‬كان‬

‫منالمنطقي‪ ‬السماح‪ ‬لهؤالء‪ ‬األطفال‪ ، ‬بمجرد‪ ‬اكتسابهم‪ ‬األهلية‪ ‬القانونية‪ ، ‬بالتعبير‪ ‬عن‪ ‬إرادتهم‪ ‬الحقيقية‪ ‬للتخل‬

‫‪1‬‬
‫ص‪ ‬من تلك‪ ‬الجنسية‪ ، ‬وبالتالي‪ ‬يتم‪ ‬تبنيها‪ ‬من‪ ‬قبل‪ ‬معظم‪ ‬القوانين‪ ‬التي‪ ‬تفرض‪ ‬الجنسية‪ ‬على‪ ‬أطفال القصر‪.‬‬

‫علما أن لهم حرية التنازل عن الجنسية الجزائرية خالل سنتين ابتداءا من بلوغهم سن الرشد المادة من‬

‫قانون الجنسية الجزائري ‪ 17‬فقرة ‪02‬أما الفترة التي يمكن لهم التنازع تتراوح ما بين بلوغهم ‪19‬سنة و‬

‫‪21‬سنة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫بالنسبة لألوالد الراشدين‪:‬‬

‫تتفق اغلب التشريعات على أن آثار التجنس أو األب بجنسية جديدة ال تنصرف وال تمتد إلى األوالد اللذين‬

‫بلغوا سن الرشد‪ ،‬بل يبقون على جنسيتهم القديمة‪ ،‬والعلة في ذلك تكمن في كون أن التجنس عمل إرادي‪،‬‬

‫بن عبيدة عبد الحفيظ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.72.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد طيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪56‬‬
‫و األوالد الراشدين كاملي األهلية يعتد بإرادتهم هم في تغير جنسيتهم دون إرادة والدهم المستقلة تماما عن‬

‫إرادتهم و بالتالي إذا أرادوا اكتساب جنسية والدهم الجديدة فما عليهم سوى ولوج باب التجنس العادي و‬

‫باالستقالل عن الوالد‪ ،‬و يشترط حينئذ في شانهم كل شروط التجنس العادي ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫زوج المتجنس‪:‬‬
‫أما بالنسبة لزوج المتجنس بالجنسية الجزائرية‪ ،‬فانه ال يتأثر إطالقا بتجنس زوجه اآلخر إذ يبقى حرا في‬

‫االحتفاظ بالجنسية التي يحملها‪ ،‬فان رغب في التجنس بالجنسية الجزائرية فانه يبقى ملزما بان يثبت‬
‫‪2‬‬
‫توافره على الشروط التي يطلب توافرها عادة في طالب التجنس بالجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫أ‪.‬بوخروبة حمزة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫‪1‬‬

‫جبار محمد ‪ ،‬القانون الدولي الخاص ‪ ،‬دون طبعة ‪ ،‬الرؤى للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪2013 ،‬ص ‪.290‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن النتائج التي توصلنا إليها من خالل هذه الدراسة أن‪:‬‬

‫الجنسية من أولى اهتمامات المشرع الجزائري التي عالجها مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية بسن‬

‫قانون لها بتاريخ ‪ ،27.03.1963‬بسبب التحوالت االجتماعية ‪ 1963‬العميقة المحدثة في جو مفعم بمد‬

‫ثوري كان لها األثر المباشر إللغاء قانون الجنسية لعام واستبداله باألمر رقم ‪ ، 8670‬ثم عرفت الجزائر‬

‫تحوالت كبرى على الصعيدين الوطني والدولي لذلك صدر األمر رقم ‪ 01-05‬المعدل و المتمم المتضمن‬

‫قانون الجنسية الجزائري‪ ،‬والذي جاء بهدف مسايرة التطور الذي عرفه المشرع الجزائري ‪ ،‬حيث خفف‬

‫هذا األمر من حدة القيود التي كانت مفروضة على اكتساب الجنسية الجزائرية‪ ،‬وهذا ما يتضح جليا من‬

‫خالل إضافة طريق جديد الكتساب ها وهو زواج أجنبي بجزائرية أو زواج أجنبية بجزائري والذي لم‬

‫يكن معروف في قانون الجنسية الجزائري لسنة ‪.1970‬‬

‫فهذا التعديل الجديد مكن الدولة من وضع حلوال لعدة مشاكل كانت عالقة في المجتمع الجزائري خاصة‬

‫زواج األجانب بالجزائرية‪.‬‬

‫كما وتطرقنا من خالل موضوعنا إلى التجنس والذي يعد أهم الموضوعات التي تطرحها مسألة الجنسية‬

‫‪58‬‬
‫باعتباره سببا من أسباب تمتع الفرد بجنسية غير جنسية دولته مراعاة لحقوق اإلنسان ومبدأ المعاملة بالمثل‬

‫وانفتاح الدول على بعضها البعض‪ ،‬وقد أخدها المشرع الجزائري بعين االعتبار من خالل سماحه لألجانب‬

‫بحمل الجنسية الجزائرية ولكن بالقدر الذي يتماشى مع مصالح الدولة وأهدافها‪،‬‬

‫وتعتبر الجنسية من المسائل المهمة باعتبارها مظهرا من مظاهر سيادة الدولة ‪ ٬‬فهي تمثل الرابطة‬

‫فردا من أبناء الوطن ‪ ،‬مما‬


‫وبناء على ذلك ‪ ،‬يصبح الفرد ً‬
‫ً‬ ‫القانونية والسياسية القائمة بين الفرد والدولة‪٬‬‬

‫أساسيا من حقوق‬
‫ً‬ ‫يؤدي إلى االرتباط االجتماعي والسياسي للفرد بالبلد الذي يحمل جنسيته ‪ ،‬كما يعتبر حقًا‬

‫اإلنسان مثل الحق‪ .‬في الحياة والحرية واألمن وحقوق اإلنسان األساسية األخرى ‪ ،‬تعتبر الجنسية‬

‫الجزائرية شكالً من أشكال السيادة الوطنية ‪ ،‬ألنها تشمل العديد من القضايا القانونية ‪ ،‬وأهمها تطوير هذه‬

‫الفكرة المعروفة بالفعل ‪ ،‬وهي اكتساب الجنسية‪ .‬وهي من الحقوق التي تضمنها معظم الدساتير الدولية‬

‫وتؤكدها المواثيق والمعاهدات الدولية ‪ ،‬وتثير هذه القضية عدة قضايا رئيسية تناولها المشرعون‬

‫الجزائريون ‪ ،‬أولها الزواج المختلط الذي تم إنشاؤه كطريقة جديدة للحصول على الجنسية‪ .‬لم يتم اتباع‬

‫رقم ‪ .86-70‬حاول المشرعون الجزائريون سد بعض الفراغات التشريعية القائمة ‪ ،‬ال سيما من خالل‬

‫مراعاة مصالح األطفال على عدة جبهات‪ .‬أما السؤال الثاني فيتعلق بالتجنس كوسيلة للحصول على‬

‫الجنسية الجزائرية‪ ، 01 - .‬ببيان الصالحيات المتعلقة بالتجنس وآثارها واإلجراءات الواجب اتباعها‬

‫للحصول على الجنسية الجزائرية بالتجنس‪.‬‬

‫وتخلص الدراسة من خالل الفصل األول أن قانون الجنسية الجزائرية لسنة ‪ 1970‬عرف تعديال وذلك‬

‫بموجب األمر رقم ‪ 01105‬والذي حمل في طياته تعديالت مهمة في مادة الجنسية وأهم تعديل طرأ على‬

‫قانون الجنسية هو إلغاء اكتساب الجنسية بقوة القانون وإ ضافة طريق جديد الكتساب الجنسية الجزائرية‬

‫‪59‬‬
‫وهو اكتساب الجنسية عن طريق الزواج من جزائري أو جزائرية وهذا ما يسمى الزواج المختلط" فهو يعد‬

‫األسباب الرئيسية للحصول على الجنسية المكتسبة التي تمنح للفرد بعد توفره على مجموعة من الشروط‪.‬‬

‫ويرتب الزواج المختلط آثارا هامة بالنسبة لجنسية كل من طرفيه من حيث اعتباره طريقا لكسب الجنسية‪.‬‬

‫ونستخلص من خالصة الفصل الثاني الوارد تحت عنوان اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس‬

‫بأن حاالت التجنس ثالثة خصائص يتميز بها تتمثل في أنه‪ :‬منحة من طرف الدولة‪ ،‬أنه عمل اختياري‬

‫وأنه ال يرتب آثاره بأثر رجعي على الماضي‪ ،‬وهو ذو طبيعة تنظيمية ألن منح الجنسية عن طريقه أو‬

‫منعها يتوقف على السلطة التقديرية للدولة‪ ،‬وللتجنس مجموعة من الشروط الجوهرية والتكميلية وشروطه‬

‫الجوهرية تتمثل في اإلقامة واألهلية أما الشروط التكميلية فتتمثل في توافر حسن السيرة والسلوك في‬

‫طالب التجنس‪ .‬أما بالنسبة لإلجراءات فحتى يتمكن الفرد األجنبي المستوفى لكافة الشروط التجنس من‬

‫اكتساب الجنسية الجزائرية عليه إتباع اإلجراءات القانونية المنصوص عليها في قانون الجنسية الجزائري‬

‫من تقديم طلب التجنس و الوثائق المرفقة به‪ ،‬و بعد ذلك يقوم وزير العدل بالفصل في هذا الطلب باعتباره‬

‫الجهة المختصة بتلقي طلبات التجنس و البت فيها إما بالقبول أو بعدم القبول أو بالرفض‪ ،‬أما عن آثار‬

‫التجنس تنقسم إلى قسمين ‪ :‬آثار فردية تمس المتجنس في حد ذاته و تتمثل في القسم األول و هي الحقوق‬

‫اللصيقة بالصفة الجزائرية و الواجبات التي يجب عليه تحملها أما القسم الثاني فيتمثل في اآلثار التي تمتد‬

‫إلى أوالده القصر ‪.‬‬

‫ومن خالل دراسة موضوع الجنسية المكتسبة والتي تمثل الرابطة القانونية والسياسية بين الدولة‬

‫ومواطنيها وتحليال لألحكام الخاصة بها يمكن استخالص النتائج التالية‪:‬‬

‫إن الجنسية تعد الوسيلة أو األداة التي تعتمد عليها الدولة في استمرارها أو وجودها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪60‬‬
‫تسمى الجنسية المكتسبة بالجنسية الخلف ألنها تتبع الجنسية التي سبقتها‪ ،‬أي الجنسية األصلية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫والجنسية المشتقة منها أو الثانوية ألنها مكملة لوظيفة الجنسية األصلية ومشتقة من الجنسية‬

‫األصلية‪ ،‬وما بعد الجنسية‪ .‬بالوالدة‪ ،‬حيث تُمنح بعد الوالدة خالل حياة الشخص‪..‬‬

‫يمكن للشخص الطبيعي أن يتمتع بالجنسية الجزائرية بتاريخ الحق عن ميالده‪ ،‬حيث فتح المشرع‬ ‫‪‬‬

‫الجزائري الباب أمام األجانب الراغبين في اإلندماج في المجتمع الجزائري‪ ،‬وذلك بمنحهم إمكانية‬

‫اكتساب الجنسية الجزائرية وفقا لألسباب المتمثلة في‪:‬‬

‫اكتساب الجنسية الجزائرية بسبب الزواج من جزائري أو جزائرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اكتساب الجنسية الجزائرية بسبب التجنس‬ ‫‪‬‬

‫اكتساب األوالد القصر الجنسية الجزائرية كأثر الكتساب والدهم لها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بعد الحصول على الجنسية الجزائرية‪ ،‬يتمتع الشخص بجميع الحقوق المتعلقة بالجنسية الجزائرية‬ ‫‪‬‬

‫الجزائريون‪ ،‬ما لم يستبعدهم القانون‪.‬‬

‫استبعد المشرعون الجزائريون األثر الجماعي للزواج بحجة حصول الطفل على الجنسية األصلية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫متناسين تماما أن الشخص قد ينجب أطفاال من زوجة أخرى‪.‬‬

‫اكتساب الشخص الجنسية الجزائرية عن طريق التجنس يمتد بقوة القانون إلى أوالده القصر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪61‬‬

You might also like