You are on page 1of 26

‫العدد التاسع‬

‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬


‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬


‫‪Exploitation of endowment lands for agriculture in Algerian legislation‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر ‪13/02/2018 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪07/01/2018 :‬‬
‫أ‪ .‬حاجي كريمة ‪ /‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ - 1955‬سكيكدة‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫أجاز املشرع استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬بالنظر إلى أهميتها في تحقيق‬
‫األهداف الخيرية للوقف‪،‬وفي ضمان األمن الغذائي للبالد‪،‬كما وضع إطارا قانونيا لهذه العملية‬
‫يتما�شى مع طبيعة وخصوصية الوقف‪ ،‬بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 14/70‬املؤرخ في‬
‫‪ 10/02/2014‬املحدد لشروط وكيفيات إيجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬حيث يتم‬
‫ابرام عقد اإليجار بين السلطة املكلفة باألوقاف واملستأجر املستفيد وفق إجراءات وشروط‬
‫محددة قانونا‪،‬ليترتب عنه عدة آثارقانونية منها تمكين املستأجرمن استغالل األرض الوقفية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬االستغالل ‪ ،‬األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬عقد اإليجار‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The legislator authorized the exploitation of the Waqf lands allocated to‬‬
‫‪agriculture, in view of their importance in achieving the charitable objectives of‬‬
‫‪the Waqf, and in ensuring the food security of the country. It also laid down a‬‬
‫‪legal framework for this process in line with the nature and specificity of the Waqf,‬‬
‫‪pursuant to Executive Decree No. 1470/ of 102014/02/ The lease contract is‬‬
‫‪signed between the authority responsible for the endowment and the beneficiary‬‬
‫‪tenant in accordance with legally prescribed procedures and conditions, resulting‬‬
‫‪in several legal effects, such as enabling the tenant to exploit the waqf land.‬‬
‫‪Key words: Exploitation, Waqf land for agriculture, Lease.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1138‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد الوقف إحدى املؤسسات الفاعلة في املجتمعات االسالمية‪،‬حيث ساهم في تمويل‬
‫العديد من املرافق الحيوية‪،‬سواء كانت دينية‪،‬تعليمية‪،‬ثقافية أو صحية‪،‬و بالرغم من تعرضه‬
‫لنظام تصفية شامل من قبل االستعمار الغاشم عبر كامل بقاع العالم اإلسالمي‪،‬فقد شهد‬
‫مرحلة من التحول إثر التطورات اإلدارية التي عرفها العصر الحديث والتي سعت إلى تنظيم‬
‫شؤون هذه املؤسسة تحت إشراف الدولة ‪،‬بهدف إحياء دور الوقف وحمايته و توجيهه نحو‬
‫املساهمة في جهود التنمية في هذه البلدان ‪.‬‬
‫وقد تبنت الدولة الجزائرية نفس التوجه‪،‬في ظل التحوالت التي يشهدها موضوع العقارفي‬
‫بالدنا بصفة عامة والعقار الوقفي بصفة خاصة ‪،‬وهذا ما يتضح من مختلف التشريعات التى‬
‫صدرت فى هذا املجال عبر عدة مراحل‪،‬حيث حدد من خاللها املشرع مفهوم األمالك الوقفية‬
‫وكيفية إدارتها وتسييرها‪،‬والجهة املشرفة عليها‪،‬ونظرا لتعدد األمالك الوقفية وتنوعها‪،‬وتماشيا‬
‫مع التطورات التي شهدتها باقي األصناف العقارية األخرى توجب على املشرع وضع آليات‬
‫الستغالل األمالك الوقفية‪.‬‬
‫وبما أن محل الوقف قد يكون منقوال أو عقارا أو ومنفعة‪،‬فسنحاول من خالل هذه‬
‫الدراسة التطرق إلى األمالك العقارية الوقفية وبالتحديد األرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة‪،‬وهذا بالنظرإلى أهمية هذه األمالك في تحقيق األهداف الخيرية للوقف من جهة‪،‬وكذا‬
‫مساهمتها في ضمان األمن الغذائي للبالد‪،‬وأداء الوظيفة االجتماعية واالقتصادية املنوطة‬
‫باألرا�ضي الفالحية عموما ‪،‬وذلك من خالل الوقوف على كيفية استغالل هذه األرا�ضي و اآلثار‬
‫املترتبة عن هذا االستغالل ‪،‬وال يتحقق ذلك إال باإلجابة على االشكالية التالية ‪:‬‬
‫ما مدى فاعلية اآلليات التي اعتمدها املشرع الستغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة ؟ ‪.‬‬
‫وتتفرع عن هذه االشكالية عدة تساؤالت منها‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة؟‬
‫‪ -‬وما هي الطرق القانونية الستغاللها والحفاظ عليها؟‬
‫‪ -‬ما هي اآلثاراملترتبة على هذا االستغالل؟‬
‫و لإلجابة عن اإلشكالية والتساؤالت الفرعية السابق ذكرها نتبع املنهج املركب‪،‬أي املنهج‬
‫التاريخي‪،‬وكذا املنهج الوصفي التحليلي نظرا لطبيعة املوضوع الذي يستوجب التطرق إلى‬
‫مختلف املراحل والتشريعات املتعلقة باألمالك الوقفية و معالجتها بالتحليل والشرح‪،‬وهذا ال‬
‫يتم إال باعتماد الخطة اآلتية‪:‬‬
‫ •املبحث األول ‪ :‬ماهية األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫ •املبحث الثاني ‪ :‬أحكام استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪.‬‬

‫‪1139‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫املبحث األول ‪ :‬ماهية األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬


‫تنشأ األمالك الوقفية بناءا على تصرف من الواقف بموجب عقد الوقف الذي يعتبر‬
‫التزاما تبرعيا صادربإرادة منفردة من الواقف يبغي من ورائه وجها من وجوه الخير ‪.1‬‬
‫وقد حدد املشرع حقيقة الوقف وكذا طبيعته القانونية‪،‬الذي يرد في بعض الحاالت على‬
‫أرا�ضي فالحية فتأخذ حكم األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬ولهذا سنحاول تحديد مفهوم‬
‫هذه األرا�ضي ونميزها عن غيرها من األمالك العقارية‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫يقت�ضي تحديد مفهوم األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة التطرق إلى تعريفها وبيان‬
‫أساسها القانوني ‪ ،‬وهذا ما نتناوله من خالل فرعين اآلتيين‪،‬حيث نخصص الفرع األول لتعريف‬
‫األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪،‬ونتطرق بالفرع الثاني إلى أساسها القانوني ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫بالرجوع إلى النصوص القانونية املتعلقة باألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ال‬
‫نجد تعريفا قانونيا لهذه األرا�ضي‪،‬غير أنه يمكن مالحظة أن هذه األرا�ضي تتصف بخاصيتين‬
‫أساسيتين ‪ -‬وذلك انطالقا من تسميتها ‪ : -‬فهي من جهة أرا�ضي وقفية ومن جهة ثانية أرا�ضي‬
‫فالحية ‪ ،‬وعليه يمكن تحديد هذه األرا�ضي وتعريفها انطالقا من الخاصيتين السابق ذكرهما‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة هي أمالك وقفية‬
‫بالرجوع إلى مختلف التشريعات‪،‬نجد املشرع قد نص باملادة ‪ 213‬من القانون رقم‬
‫‪ 84/11‬املتضمن قانون األسرة املعدل واملتمم‪،‬وكذا املادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 10 /91‬املتعلق‬
‫باألوقاف‪،‬أن األمالك الوقفية تنشأ نتيجة تصرف الواقف في مال يملكه بجعله غيرقابل للتملك‬
‫على وجه التأبيد بغية التصدق بمنفعة هذا املال على الفقراء أو على وجه من وجوه الخير‪.‬‬
‫كما نص املشرع باملادة ‪ 08‬من نفس القانون على أن األمالك الوقفية تتضمن مجموعة‬
‫من األماكن واملنقوالت والعقارات‪.‬‬
‫وانطالقا مما تقدم يتضح أن األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة تدخل في عموم األمالك‬
‫الوقفية العقارية ذلك أن األصل في العقارات هو األرض ‪،2‬وفي هذا السياق أكدت املادة ‪22‬‬
‫من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 381/98‬املحدد لشروط إدارة األمالك الوقفية وتسييرها وحمايتها‬
‫وكيفيات ذلك ‪ ،3‬أن امللك الوقفي يمكن أن يكون بناءا أو أرض بياض أو أرضا زراعية ‪ -‬وهو ما‬
‫ينطبق على األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪ -‬أو أرضا مشجرة‪.‬‬
‫وعليه فاألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة هي أرا�ضي وقفية تم حبسها عن التملك على‬
‫وجه التأبيد للتصدق بمنفعتها للجهة التي حددها الواقف أو على وجوه ّ‬
‫البرعموما‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة هي أرا�ضي فالحية‬
‫عرف املشرع الجزائري األرا�ضي الفالحية باملادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 90/25‬املتضمن‬
‫التوجيه العقاري املعدل واملتمم ‪ ،4‬بالقول ‪ « :‬األرض الفالحية أوذات الوجهة الفالحية في مفهوم‬
‫هذا القانون هي كل أرض تنتج بتدخل اإلنسان سنويا أو خالل عدة سنوات إنتاجا يستهلكه‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1140‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫البشرأو الحيوان أو يستهلك في الصناعة استهالكا مباشرا أو بعد تحويله »‪.‬‬


‫فاملالحظ أن هذا النص ضبط تعريف األرا�ضي الفالحية على أساس معيارين هما ‪: 5‬‬
‫‪ -01‬االنتاج أو قابلية اإلنتاج الفالحي بتدخل اإلنسان‪،‬ويترتب عن هذا املعيار إخراج األرا�ضي‬
‫التي تنتج بطبيعتها دون تدخل االنسان من دائرة هذا التعريف‪.‬‬
‫‪ -02‬قابلية اإلنتاج الفالحي لالستهالك اإلنساني أو الحيواني أو الصناعي‪.‬‬
‫كما يتضح من هذه املادة أن األرا�ضي الفالحية إما أنها فالحية في أصلها ‪،‬أي أنها ذات طبيعة‬
‫فالحية بما تقدمه من إنتاج فالحي‪،‬وهو ما يجعل األرض الفالحية تستغل في األنشطة التي هي‬
‫مهيأة لها بالطبيعة ‪ ،‬وإما أنها أرا�ضي قابلة لالستغالل الفالحي كونها أرا�ضي ذات وجهة فالحية‪،‬‬
‫ولو لم تستغل فعال في الفالحة‪،‬وهو ما ينطبق على األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬فهي إما‬
‫أن تكون أرا�ضي فالحية في أصلها وإما أنها أرا�ضي ذات وجهة فالحية يمكن استغاللها فالحيا‪.‬‬
‫وعليه من خالل مضمون هاتين الخاصيتين األساسيتين لألرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة‪،‬يمكن أن نتقدم بتعريف لألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة كما يلي ‪ “ :‬األرا�ضي‬
‫الوقفية املخصصة للفالحة هي أرا�ضي تم حبسها عن التملك على وجه التأبيد للتصدق‬
‫بمنفعتها كونها أرا�ضي ذات انتاج فالحي متى تم استغاللها وفقا ملا يحدده القانون “‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األساس القانوني لألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫نظرا ألهمية األمالك الوقفية ‪ ،‬سعى املشرع إلى وضع إطار قانوني ينظمها‪،‬تجلت معامله‬
‫في القانون رقم ‪ 11/84‬املتضمن قانون األسرة املعدل واملتمم السابق الذكر ‪ ،6‬وذلك في املواد‬
‫‪ 213‬إلى ‪ 220‬منه ‪ ،‬ونتيجة للتحوالت التي شهدتها الجزائر ‪ ،‬جاء دستور ‪ 1989‬ليتبنى مفاهيم‬
‫جديدة منها ‪ :‬االعتراف باألمالك الوقفية والتأكيد على وجوب حمايتها‪،‬وهو ما تضمنته املادة ‪49‬‬
‫منه ‪ ،‬كما صدرت العديد من النصوص التشريعية التي تعزز هذا املبدأ الدستوري‪،‬كالقانون‬
‫رقم ‪ 25/90‬املتضمن التوجيه العقاري ‪ ،‬الذي اعتبراألمالك الوقفية إحدى األصناف العقارية‬
‫الثالث املوجودة في بالدنا ‪،‬كونها تعد ثروة مهمة وفاعلة في آن واحد وهو ما نصت عليه املادة ‪23‬‬
‫منه التي صنفت األمالك العقارية إلى ثالث أصناف وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك الوقفية‪.‬‬
‫وانطالقا من هذا الواقع التشريعي كان لزاما إصدار قانون خاص تخضع له األمالك‬
‫الوقفية ‪ ،‬خصوصا بعدما نصت املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 25/90‬السابق الذكر‪ ،‬على وجوب‬
‫خضوع تكوين وتسيير هذه األمالك إلى قانون خاص ‪ ،‬وهو ما تجسد فعال بصدور القانون رقم‬
‫‪ 10/91‬املتضمن قانون األوقاف املعدل واملتمم ‪ ،‬الذي يعد النواة واألساس الجوهري لهذا‬

‫‪1141‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫النوع من األمالك‪،‬ألنه حدد القواعد العامة لتنظيم األمالك الوقفية وتسييرها وحفظها‬
‫وحمايتها‪،‬وتنفيذا لهذا القانون صدرت العديد من املراسيم التنفيذية منها‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 381/98‬املحدد لشروط إدارة األمالك الوقفية وتسييرها‬
‫وحمايتها و كيفيات ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 200/2000‬املحدد لقواعد تنظيم مصلح الشؤون الدينية‬
‫واألوقاف في الوالية وعملها ‪.7‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 70/ 14‬املحدد لشروط و كيفيات إيجار األرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة ‪. 8‬‬
‫وفي هذا الصدد نص القانون رقم ‪ 10/91‬املتعلق باألوقاف املعدل واملتمم ‪ ،‬على أن‬
‫املحبسة قد تكون منقوال أو عقارا أو منفعة ‪ ،9‬كما أعلنت املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 09‬من القانون‬ ‫ُ‬
‫العين‬
‫رقم ‪ 07/01‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 10/91‬املتعلق باألوقاف ‪ ،‬عن األرا�ضي الوقفية‬
‫‪10‬‬

‫املخصصة للفالحة كنوع من األمالك الوقفية العقارية ‪ ،‬التي أجاز املشرع استغاللها عن طريق‬
‫إبرام عقود إيجار بشأنها دون االخالل بأحكام املادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 10/91‬التي تفرض‬
‫احترام اشتراطات الواقف ‪.‬‬
‫علما أن هذه املعاملة اإليجارية تم تنظيمها وضبط أحكامها بموجب املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 70/14‬املحدد لشروط وكيفيات إيجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪ ،‬السابق‬
‫الذكر‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬تمييزاألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫عن غيرها من األرا�ضي الفالحية‬
‫إن التحديد الدقيق لألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ال يكون إال من خالل تمييزها عن‬
‫غيرها من املفاهيم املشابهة ‪ ،‬كاألرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة ‪ ،‬واألرا�ضي‬
‫الفالحية التابعة للخواص‪،‬وهذا ما نتطرق إليه من خالل فرعين‪،‬الفرع األول نخصصه لتمييز‬
‫األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة‪،‬‬
‫والفرع الثاني نتطرق من خالله لتمييزاألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن األرا�ضي الفالحية‬
‫التابعة للخواص‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تمييزاألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن األرا�ضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الوطنية الخاصة‬
‫تهدف األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة إلى تحقيق النفع العام مراعاة للغرض الذي‬
‫وقفت ألجله‪ ،11‬وهي تضم األرا�ضي الوقفية التي صرفت أساسا للمصلحة العامة‪،‬وكذا األرا�ضي‬
‫الوقفية الخاصة أو األهلية التي انقرض عقب الجهة املوقوفة عليها هذه األمالك‪، 12‬علما أن‬
‫الوقف العام قد يكون وقفا محدد الجهة أو وقفا غير محدد الجهة‪،13‬وهو ما أكدته املادة ‪06‬‬
‫من القانون رقم ‪ 10/91‬املتعلق باألوقاف ‪ ،‬وهي بهذا تتفق مع األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك‬
‫الوطنية الخاصة من حيث املصلحة املرجوة منها‪،‬غيرأنها تختلف عنها في عدة جوانب أهمها ‪:‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1142‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬من حيث جوازالتصرف في أصل العين‬


‫أضفى املشرع على األمالك الوقفية بما فيها األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة حماية‬
‫متميزة حفاظا على حرمة هذه األوقاف‪،14‬لذلك نص على عدم جواز اكتسابها بالتقادم وعدم‬
‫قابليتها للحجز‪،‬وفي هذا الصدد نصت املادة ‪ 21‬من القانون ‪ 10/91‬على جعل حصة املوقوف‬
‫عليهم في املنفعة هي الضامنة لديونهم دون أن يتجاوز هذا الضمان ليشمل أصل امللك‬
‫الوقفي‪،‬ذلك أن من آثار عقد الوقف زوال حق ملكية الواقف للعين املوقوفة وانتقال حق‬
‫االنتفاع دون حق امللكية إلى املوقوف عليهم‪. 15‬‬
‫إضافة إلى ذلك منع املشرع التصرف في أصل الوقف املنتفع به بأي تصرف ناقل للملكية‬
‫سواء كان ذلك بعوض كالبيع أوتصرف ناقل للملكية دون عوض كالتنازل والهبة ‪ ،16‬وهوما أكدته‬
‫صراحة املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ، 10/91‬ولذلك فإن األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫ال يجوز أن يبرم بشأنها أي تصرف ناقل للملكية ألنها أمالك تم حبسها عن التملك‪،17‬علما أن‬
‫« الحبس » مصطلح يراد به املنع أي منع العين من أن تكون ملكا ألي كان أو أن تكون محل‬
‫لتصرف تمليكي ‪. 18‬‬
‫في حين أن األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة يجيزاملشرع التصرف فيها‪،‬‬
‫على أساس أن حق الدولة على هذه األمالك هو حق ملكية مدنية تنطبق عليه جميع األحكام‬
‫التي يخضع لها الخواص في أمالكهم ‪ ،19‬وعليه يجوز لإلدارة أن تبرم بشأن هذه األمالك تصرفات‬
‫ناقلة للملكية بمقابل أو دون مقابل كالبيع والتنازل‪،‬كما يجوز لها أن تبرم بشأنها تصرفات غير‬
‫ناقلة للملكية تسمح باستغالل الغير لهذه األمالك كاإليجار والتخصيص‪ ،‬وحق االمتياز‪،‬لكن‬
‫وفق أطر و ضوابط قانونية تختلف أحيانا عن تلك الضوابط التي تحكم تصرفات الخواص ‪،‬‬
‫حفاظا عن األهداف املرجوة من األمالك الوطنية واملتعلقة بتحقيق املصلحة العامة ‪.20‬‬
‫علما أن هذه األرا�ضي ال يجوز اكتسابها بالتقادم أو الحجز عليها وهو ما أكدته املادة ‪04‬‬
‫فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 30/90‬املتضمن قانون األمالك الوطنية املعدل واملتمم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬من حيث التمتع بالشخصية املعنوية‬
‫تعد األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة صنفا قانونيا قائما بذاته‪،‬باعتبارها من قبيل‬
‫األمالك الوقفية وهو ما ينطبق على األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة التي‬
‫تعد أيضا صنفا قانونيا مستقال بذاته وهذا طبقا لنص املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪. 90/25‬‬
‫غير أن القانون رقم ‪ 91/10‬أضفى على الوقف الشخصية املعنوية وفقا لنص املادة ‪05‬‬
‫منه التي نصت على أن الوقف ال يعتبر ملكا ألي شخص طبيعي أو معنوي وتلزم الدولة باحترام‬
‫إرادة الواقف وتنفيذها ‪.‬‬
‫وهو ما أكدته املادة ‪ 49‬من األمر ‪ 75/58‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم بموجب‬
‫القانون ‪ 05/10‬املؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪. 21 2005‬‬
‫ويترتب على تمتع األوقاف عموما و األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة على وجه‬
‫الخصوص بالشخصية املعنوية اعتبارها مؤسسة خيرية قائمة بذاتها يعترف لها القانون بحق‬
‫‪1143‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫التقا�ضي كما يمكن إخضاعها لنظام املحاسبة العمومية ‪ ،22‬الختالف شخصيتها املعنوية عن‬
‫شخصية الجهات التي تتولى تسييرها‪.‬‬
‫في حين أن األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة ال تتمتع بوجود قانوني‬
‫مستقل ألنها في حد ذاتها مملوكة ألشخاص معنوية أخرى كالدولة ‪،23‬إال أنه بعد منح هذه‬
‫األرا�ضي الفالحية في إطارالقانون ‪ 03/10‬املحدد لشروط وكيفيات استغالل األرا�ضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الخاصة للدولة ‪،24‬يصبح لهذه األرا�ضي وجود قانوني مستقل في شكل مستثمرة‬
‫فالحية متمتعة بالشخصية املعنوية‪،‬ممثلة من طرف املستفيدين منها ‪ ،‬وهذا بهدف إضفاء‬
‫الحماية القانونية عليها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬من حيث طبيعة االستغالل‬
‫تختلف طبيعة االستغالل الذي تخضع له األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن ذلك‬
‫املخصص لألرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة‪،‬فهذه األخيرة يتم استغاللها‬
‫عن طريق آلية تعرف بعقد االمتياز املستحدث باملادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 16/08‬املؤرخ في‬
‫‪ 2008/08/03‬املتضمن التوجيه الفالحي‪ ،25‬و باملادة ‪ 04‬من القانون ‪ ، 03/10‬حيث يعتبر‬
‫عقد االمتياز الوسيلة القانونية التي تمنح بموجبها الدولة شخصا طبيعيا من جنسية جزائرية‬
‫يسمى « املستثمرصاحب االمتياز« ‪ ،‬حق استغالل األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية‬
‫الخاصة‪،‬ملدة أقصاها أربعون (‪ )40‬سنة قابلة للتجديد مقابل دفع مقابل مالي الستغالل هذه‬
‫األرا�ضي ‪ ،‬عبارة عن أتاوى سنوية ‪.26‬‬
‫أما األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة فيتم استغاللها عن طريق إيجارها وهو ما حدده‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70/14‬املؤرخ في ‪ 10‬فيفري ‪ 2014‬املحدد لشروط و كيفيات إيجار‬
‫األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫وتجدراإلشارة أن تطبيق القانون ‪ 03/10‬املتعلق بمنح عقد االمتيازيتطلب توافرشروط‬
‫وإجراءات تشرف عليها جهات محددة قانونا كالديوان الوطني لألرا�ضي الفالحية ‪ ،‬في حين أن‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن طريق تأجيرها‪،‬يتم وفق شروط وإجراءات‬
‫خاصة‪،‬كما تشرف عليه الجهات الوصية على األوقاف كمديرية الشؤون الدينية واألوقاف على‬
‫مستوى الوالية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تمييزاألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫عن األرا�ضي الفالحية التابعة للخواص‬
‫يمكن تمييز األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن األرا�ضي الفالحية التابعة للخواص‬
‫من عدة أوجه أهمها ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬من حيث حق امللكية‬
‫يمنح القانون للخواص سلطة مباشرة على أراضيهم الفالحية‪،‬ويرجع ذلك إلى تمتع املالك‬
‫بحق ملكية على هذه العقارات باعتباره حقا مقدسا‪،‬يخول لصاحبه التمتع بالعقار محل‬
‫امللكية ‪ ،‬عمال باملادة ‪ 674‬من األمر رقم ‪ 75/58‬املتضمن القانون املدني ‪ ،‬و يتجسد ذلك من‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1144‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫خالل سلطة االستعمال واالستغالل والتصرف ‪،27‬كما نصت املادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪25/90‬‬
‫على أن ‪ « :‬امللكية العقارية الخاصة هي حق التمتع والتصرف في املال العقاري و ‪ /‬أو الحقوق‬
‫العينية من أجل استعمال األمالك وفق طبيعتها أو غرضها »‪ .‬والعقار الفالحي التابع للخواص‬
‫يدخل في عموم هذا النص القانوني‪،‬خاصة وأنه يعبر عن أحد األصناف العقارية املعلن عنها‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 25/90‬املتضمن قانون التوجيه العقاري و املتمثلة في األمالك الخاصة‪.28‬‬
‫يتضح من خالل هذه املادة أن املشرع منح للمالك الحق في التمتع بملكيته العقارية‬
‫الخاصة والتصرف فيها متى كان ذلك متوافقا مع طبيعة العقار محل امللكية‪،‬وكذا الغرض‬
‫املرجو منه‪،‬لذلك يجوز للمالكين الخواص استعمال أراضيهم الفالحية والتمتع بحق ملكيتهم‬
‫عليها متى كان هذا االستعمال ال يتعارض مع الطبيعة الفالحية لهذه األرا�ضي والهدف املرجو‬
‫منها‪.‬‬
‫ولضمان االستعمال الفعلي لهذه األرا�ضي أضفى املشرع حماية قانونية على حق امللكية‬
‫الوارد على األرا�ضي الفالحية التابعة للخواص‪ ،29‬وهذا من خالل منح املالك حق اللجوء إلى‬
‫القضاء لرفع دعاوى تقرر حماية حق ملكيته على العقار الفالحي كدعوى االستحقاق و دعوى‬
‫منع التعرض‪.30‬‬
‫وتجدر االشارة أنه في إطار حماية كافة العقارات الفالحية‪،‬مهما كان صنفها القانوني ‪،‬‬
‫أعطى املشرع لإلدارة صالحيات واسعة للمحافظة على الوجهة الفالحية لهذه العقارات من‬
‫خالل إلزام مالكها ‪ -‬رغم ما يتمتع به من سلطات ‪ -‬أو حائزها باستغاللها تحت طائلة توقيع‬
‫جزاءات عليه في حالة إخالله بواجبه في االستثمار الفعلي املباشر أو غير املباشر لهذه األرا�ضي‬
‫مدة موسمين فالحيين متعاقبين فأكثر‪ ،31‬وقد تصل هذه الجزاءات إلى حد البيع الجبري لهذه‬
‫األمالك ‪ ،32‬نظرا لألهمية االقتصادية لألرا�ضي الفالحية ووظيفتها االجتماعية‪.‬‬
‫في حين أن األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ال تعتبر ملكا ألحد بما في ذلك الواقف‬
‫الذي تزول ملكيته عن العين املحبسة ‪ ،‬متى صح تصرفه الوقفي ‪،‬وهو ما نصت عليه املادة‬
‫‪ 17‬من القانون رقم ‪ ، 10/91‬كما يصبح لها وجود قانوني مستقل عن غيرها من الهيئات‪،‬وهذا‬
‫راجع إلى تمتعها بالشخصية املعنوية‪،‬وعليه ال يكون للجهات الوصية عليها سوى حق تسييرها‬
‫وتوجيهها في إطارما تحدده بنود عقد الوقف ‪.‬‬
‫وعليه ال يجوز للموقوف عليهم أو ألي طرف آخرالتصرف فيها وهذا تطبيقا ألحكام املادة‬
‫‪ 23‬من القانون رقم ‪ 10/91‬التي منعت التصرف في أصل امللك الوقفي املنتفع به ‪ ،33‬بأي صفة‬
‫من صفات التصرف‪،‬مع مراعاة االستثناء الوارد على هذا املنع واملنصوص عليه في املادة ‪ 24‬من‬
‫نفس القانون التي حددت الحاالت التي يمكن أن يعوض فيها أصل امللك الوقفي بعين أخرى أو‬
‫أن يستبدل بملك آخروتشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪1145‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬حالة تعرض امللك الوقفي للضياع واالندثار‪.‬‬


‫‪ -‬حالة فقدان املنفعة املرجوة من امللك الوقفي مع استحالة اصالحه‪.‬‬
‫‪ -‬حالة وجود ضرورة عامة تقتضيها عملية توسيع مسجد أو مقبرة أو طريق عام مع مراعاة‬
‫ألحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬حالة انعدام املنفعة املرجوة من العقار املوقوف وانتفاء إتيانه بنفع قط مع وجود إمكانية‬
‫تعويضه بعقاريكون مماثال أو أفضل منه‪.‬‬
‫واملالحظ أن هذه الحاالت محددة على سبيل الحصرمن قبل املشرع بهدف ضبط عمليات‬
‫تبديل وتعويض األمالك الوقفية ولتحديد املجال التي تطبق فيه بدقة ‪ ،‬وهذا إلضفاء الحماية‬
‫الالزمة على امللك الوقفي من جهة واحتراما إلرادة الواقف من جهة ثانية‪،‬ذلك أن قواعد الوقف‬
‫تعد من النظام العام‪.34‬‬
‫ثانيا ‪ :‬من حيث نطاق االستغالل‬
‫إن نطاق استغالل الخواص ألراضيهم الفالحية الخاصة أوسع من نطاق استغالل‬
‫األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬ذلك أن األرا�ضي الفالحية ال تكون معدة إال لإلنتاج‬
‫الفالحي‪،‬املرتبط ارتباطا وثيقا بممارسة النشاط الفالحي‪،‬وهو يستغرق النشاط الزراعي‬
‫ويتعداه إلى أنشطة أخرى‪:‬كتربية املوا�شي وغيرها من األعمال التي تبقى قابلة للتطور وتؤثر على‬
‫مفهوم النشاط الفالحي‪،‬و كذا على املعنى املراد باإلنتاج الفالحي ‪ ،‬الذي يتغيربتغيراملقصود من‬
‫النشاط الفالحي‪.35‬‬
‫ويتحقق للمالك الخواص حرية ممارسة أي نشاط فالحي في أراضيهم و الحصول على‬
‫انتاج فالحي متى حافظوا على الوجهة الفالحية لهذه األخيرة‪.‬‬
‫علما أن املشرع الجزائري قد حدد املقصود من االنتاج الفالحي في املرسوم رقم ‪63/96‬‬
‫املؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ 1996‬املتضمن تعريف النشاطات الفالحية وتحديد شروط االعتراف‬
‫بصفة الفالح و كيفياته ‪ ،36‬وذلك في املواد ‪ 02،03،04،05‬منه‪،‬إذ نص على اعتبار كل نشاط‬
‫يرتبط بسيردورة نمو منتوج نباتي أو حيواني وتكاثره نشاطا ذا طابع فالحي‪،‬ويمتد هذا الوصف‬
‫إلى كل نشاط يستند إلى هذا االستغالل أو يعتبر امتدادا له كعمليات تخزين املنتوجات سواء‬
‫كانت من مصدرنباتي أوحيواني‪،‬وكذا عمليات تحويل وتوضيب وتسويق هذه املنتوجات عندما‬
‫تمثل استمرارا لالستغالل الفالحي‪،‬دون األخذ بعين االعتبارالطرق املعتمدة في انجازها طبيعية‬
‫كانت أو اصطناعية ‪.‬‬
‫في حين أن األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة تستغل في اإلطار الذي تحدده إرادة‬
‫الواقف كما تلزم الجهات املسيرة بالتقييد برغبة الواقف التي على أساسها تم الوقف‪،‬وبالتالي‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1146‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫ال يجوز الخروج على النطاق املحدد في عقد الوقف الستغالل هذه األرا�ضي وهو ما أكدته املادة‬
‫‪ 14‬من القانون رقم ‪ 10/91‬التي نصت صراحة على وجوب احترام اشتراطات الواقف التي‬
‫يشترطها في وقفه‪،‬وهي التي تنظمه و تحكمه‪،‬ما لم يرد نهي عنها في أحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬أحكام استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫لدراسة األحكام القانونية املتعلقة باستغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬وجب‬
‫تحديد اإلطارالقانوني الذي تتم فيه عملية االستغالل وأيضا بيان اآلثارالقانونية التي تنتج عن‬
‫هذا االستغالل ‪ ،‬وهذا من خالل تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين ‪ ،‬املطلب األول نخصصه‬
‫لإلطار القانوني الستغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬و املطلب الثاني نخصصه‬
‫لآلثاراملترتبة عن استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬االطارالقانوني الستغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫بالرجوع إلى املادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 10/91‬املتضمن األمالك الوقفية املعدل واملتمم‬
‫‪ ،‬يتضح أن املشرع أجاز استغالل األمالك الوقفية من خالل تأجيرها ‪،‬وهذا بعد بإتباع جملة‬
‫من االجراءات واملراحل املقررة وفقا للنصوص التشريعية املنظمة للوقف‪،‬دون إغفال أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية التي نصت املادة ‪ 02‬من نفس القانون على وجوب احترامها‪.‬‬
‫ويشمل نطاق هذا التصرف وفقا ملا حدته املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪381/98‬‬
‫مجموع األمالك الوقفية العقارية سواء كانت أبنية أوأرا�ضي زراعية أوأرا�ضي بيضاء‪،‬وعليه فإن‬
‫األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة تدخل في عموم هذا النص‪،‬حيث يمكن للسلطة املكلفة‬
‫باألوقاف تأجيرها‪،‬ولكن وفقا لألحكام الخاصة التي نص عليها املشرع فيما يتعلق بهذه األرا�ضي‬
‫والتي تضمنها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70/14‬املحدد لشروط وكيفيات إيجار األرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة‪،‬وهذا ما نتطرق له من خالل الفرعين التاليين‪،‬حيث نخصص الفرع األول‬
‫لتحديد مفهوم إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬والفرع الثاني نخصصه لبيان طرق‬
‫إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫لتحديد حقيقة هذا االيجار وجب تعريف هذا العقد وتحديد نطاق تطبيقه بالنسبة‬
‫لألمالك الوقفية العقارية‪،‬وهو ما نوضحه من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫تنص املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70/14‬على أنه ‪ « :‬يقصد بإيجار األرا�ضي‬
‫الوقفية املخصصة للفالحة في مفهوم أحكام هذا املرسوم ‪ ،‬كل عقد تؤجر بموجبه السلطة‬
‫املكلفة باألوقاف ‪ ،‬إلى شخص مستأجرأرضا وقفية مخصصة للفالحة » ‪.‬‬
‫‪1147‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫يتضح من هذا النص أن املشرع أشارإلى املقصود بإيجاراألرا�ضي الوقفية باعتباره عقدا‬
‫تقوم من خالله الجهات املكلفة بتسيير وإدارة األمالك الوقفية باعتماد آلية االيجار الستغالل‬
‫هذا الصنف من األمالك العقارية ذات الطابع الفالحي ‪ ،‬ولذا نالحظ أن هذا النص جاء تأكيدا‬
‫ملضمون املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 01/07‬السابق الذكر‪.‬‬
‫لذلك يجوز لهذه الجهات أي للسلطة املكلفة باألوقاف الحق في إبرام عقود إيجارمنصبة‬
‫على أرا�ضي وقفية مخصصة للفالحة‪،‬من أجل استغاللها و تنميتها بما يتفق وطبيعتها لتصبح‬
‫أرا�ضي وقفية منتجة فالحيا ‪ ،‬وهو ما نستشفه من املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪. 14/70‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إيجار هذه األرا�ضي يتم مقابل دفع قيم إيجاريه لصالح الصندوق‬
‫املركزي لألوقاف وهو يمثل الجهة التي حددتها املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 14/70‬التي‬
‫تتلقى هذه القيم‪،‬وبإقرار هذا املقابل النقدي يظهر االختالف جليا بين إيجار األرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة وبين عقد املزارعة املنصوص عليه في املادة ‪ 26‬مكرر ‪ ، 01‬والذي يعتبر‬
‫عقدا تقدم بموجبه السلطة املكلفة باألوقاف أرضا وقفية الستغاللها عن طريق زراعتها مع‬
‫تحمل ما يلزم من نفقات هذا االستغالل ‪ ،‬على أن يتم فيما بعد اقتسام ما تنتجه األرض بين‬
‫الطرفين ‪ ،‬وبهذا يتضح أن عقد املزارعة يراد به إعطاء األرض للمزارع الستغاللها مقابل حصة‬
‫من املحصول‪،37‬أي مقابل نسبة معينة من محصول األرض ذاتها كالنصف أو الثلث‪،‬وعليه فإن‬
‫املقابل في عقد املزارعة ال يكون معينا بمقدار محدد في حين أن عقد االيجار يكون فيه املقابل‬
‫أجرة مقدرة سواء كانت هذه األجرة نقدية أو عينية ‪.38‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نطاق تطبيق عقد إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫بالرجوع إلى األحكام املتعلقة بإيجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة املنصوص عليها في‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 70/14‬يتبين أن املشرع الجزائري حدد األمالك الوقفية التي يسري‬
‫بشأنها عقد االيجار‪ ،‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -01‬األمالك املعلومة وقفا والتي تم حصرها ‪:‬‬
‫إن عملية حصر األمالك الوقفية تتم وفقا ملا نصت عليه املادة ‪ 08‬مكرر من القانون‬
‫‪ 10/91‬املعدل واملتمم‪،‬التي أوجبت خضوع األمالك الوقفية لعملية جرد عام وذلك من خالل‬
‫استحداث سجل خاص باألمالك الوقفية‪،‬تسجل فيه وثائق االشهاد املكتوب إلثبات امللك‬
‫الوقفي والتي يترتب عنها تسليم شهادة رسمية خاصة بامللك الوقفي‪،‬بعد احترام جملة من‬
‫الشروط القانونية املوضحة في املذكرة رقم ‪ 188‬املؤرخة في ‪ 11‬جوان ‪ 2002‬الصادرة عن وزارة‬
‫الشؤون الدينية واألوقاف‪. 39‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1148‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫وكذلك من خالل إحداث سجل عقاري خاص لدى مصالح الحفظ العقاري تطبيقا للفقرة‬
‫‪ 02‬من املادة ‪ 08‬مكرر وكذا نص املادتين ‪ 04‬و‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 51/03‬املؤرخ‬
‫في ‪ 04‬فيفري ‪ 2003‬املحدد لكيفيات تطبيق أحكام املادة ‪ 08‬مكرر من القانون رقم ‪10/90‬‬
‫املتعلق باألوقاف املعدل واملتمم‪ ،40‬حيث يأخذ هذا السجل العقاري شكل البطاقات العقارية‬
‫املنصوص عليها في القرار املؤرخ في ‪ 27‬ماي ‪ 1976‬املتعلق بالبطاقات العقارية املستعملة من‬
‫قبل املحافظات العقارية ‪ .41‬وتظهرالغاية من هذا السجل في الدور املنوط به لتحديد الوضعية‬
‫القانونية للعقارات الوقفية وبيان طبيعتها‪،‬ما يسهل عملية تسييراألمالك الوقفية وإبرام عقود‬
‫إيجاربشأنها ‪،‬خاصة تلك املتعلقة باألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫‪ -02‬األرا�ضي الوقفية املسترجعة من الدولة واألمالك الوقفية التي هي بحوزة الدولة‪:‬‬
‫إذا اتضحت الطبيعة الوقفية لألرا�ضي الفالحية أجاز املشرع للسلطة املكلفة باألوقاف‬
‫استرجاعها على أن تكون هذه األرا�ضي قد حافظت على طابعها الفالحي‪،42‬بعد خضوعها‬
‫لعمليات التأميم أو اإلدماج ضمن صندوق الثورة الزراعية‪.‬‬
‫وعليه متى توافرهذا الشرط‪،‬جازللسلطة املكلفة باألوقاف استرجاع األرض الوقفية‪،‬من‬
‫خالل تقديم طلب إلى الوالي املختص إقليميا تطبيقا لنص املادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪25/90‬‬
‫املتضمن التوجيه العقاري املعدل و املتمم‪،‬على أن يكون هذا الطلب مرفقا « بملف رد األرا�ضي‬
‫الفالحية» ‪،‬والذي يضم مجموعة من الوثائق املحددة في نص املادة ‪ 02‬من املرسوم ‪119/96‬‬
‫املؤرخ في ‪ 06‬أفريل ‪ 1996‬املحدد لكيفيات تطبيق املادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 26/95‬املؤرخ في ‪25‬‬
‫سبتمبر‪ 1995‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 25/90‬املؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر‪ 1990‬املتضمن التوجيه‬
‫العقاري‪.43‬وبصفة عامة يرفق الطلب بالوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬قرارالتأميم أو التبرع أو الوضع تحت حماية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬السند القانوني الذي يثبت الطبيعة الوقفية لألرض‪.‬‬
‫‪ -‬استمارة تسحب من مصالح الفالحة يستكمل مضمونها من الجهة املعنية‪.44‬‬
‫وتجدراملالحظة أنه لتسهيل عملية استرجاع األرا�ضي الوقفية‪،‬صدرت التعليمة الوزارية‬
‫املشتركة املؤرخة في ‪ 20‬مارس ‪ 2006‬املتعلقة بتحديد كيفية تسوية األمالك الوقفية العقارية‬
‫التي هي بحوزة الدولة‪،‬حيث بينت هذه التعليمة وجوب إحداث لجنة والئية مختصة تتولى‬
‫عملية التسوية القانونية لألرا�ضي الفالحية التي تعد وقفا‪،45‬وهذا من خالل اجتماعها في دورة‬
‫عادية كل ‪ 06‬أشهر وفي دورات استثنائية إذا دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬بناءا على استدعاء من‬
‫رئيسها أو باقتراح من مدير الشؤون الدينية واألوقاف بالوالية املعنية‪،‬لتتولى اللجنة بعد ذلك‬
‫دراسة وضعية األرا�ضي الوقفية محل التسوية القانونية ‪،46‬علما أن مداوالت هذه اللجنة تحرر‬

‫‪1149‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫في محاضرتدون في سجل خاص مرقم ومؤشرعليه‪.‬‬


‫ليتولى الوالي بعد ذلك إصدار قرار التسوية بناءا على هذه املحاضر‪،‬كما يتولى مدير‬
‫الشؤون الدينية واألوقاف إعداد عقد إداري تصريحي خاص باألرض املسترجعة بعد صدور‬
‫قرارالوالي بالتسوية ‪. 47‬‬
‫وعليه متى تمت عملية استرجاع األرض الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬جازللسلطة املكلفة‬
‫باألوقاف تأجيرها في إطارأحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 70/14‬الذي استثنى في املادة ‪ 03‬منه‬
‫األرا�ضي الوقفية الخاصة من هذا النطاق بسبب خضوعها إلى نظام قانوني قائم بذاته من‬
‫حيث التسييرواالستغالل‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬طرق إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫عمال باملادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪،91/10‬يجوز تأجير األمالك الوقفية وفقا لألحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية املعمول بها في مجال األوقاف‪،‬ودون مخالفة أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫وتطبيقا لهذا النص جاء املرسوم التنفيذي رقم‪، 98/381‬ليحدد اإلطار القانوني الذي‬
‫يتم فيه التصرف‪،‬وهو ما بينته املواد ‪ 22‬إلى ‪ 30‬منه‪،‬وبناءا على هذه النصوص وكذا ما ورد في‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪، 14/70‬نتطرق إلى طرق تأجيراألرا�ضي الفالحية و املتمثلة في اإليجارعن‬
‫طريق املزاد العلني أو اإليجار بالترا�ضي من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن طريق املزاد العلني‬
‫القاعدة العامة في تأجير األمالك الوقفية بما فيها األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫هي وجوب تأجيرها عن طريق املزايدة ‪ ،‬وهي طريقة تمنح فرصا متساوية لجميع األشخاص في‬
‫استئجاراألمالك الوقفية‪،‬دون أن تكون هناك أفضلية لشخص على حساب آخر ‪.48‬‬
‫حيث تبدأ املزايدة بعد تحديد السعر األدنى الفتتاحها‪،‬على أن ال تقل قيمته عن إيجار‬
‫املثل ‪،‬وإذا تعذر ذلك‪،‬وجب تحديد السعراألدنى من خالل االستعانة بالخبرة بعد إجراء املعاينة‬
‫امليدانية وكذا بعد استشارة الجهات واملصالح املختصة التي تتولى اإلشراف على العقارات‬
‫‪،‬خصوصا إدارة أمالك الدولة ‪. 49‬‬
‫علما أن املزايدة تتم تحت إشراف السلطة املكلفة باألوقاف و بالتحديد مدير الشؤون‬
‫الدينية واألوقاف على مستوى الوالية ‪ ،50‬بالتنسيق مع مجلس سبل الخيرات‪،‬وهذا بناءا على‬
‫دفترشروط يحدد من قبل الوزيراملكلف بالشؤون الدينية و األوقاف ‪. 51‬‬
‫ويجيزاملشرع إجراء عمليتين متتاليتين لضمان تأجيراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫عن طريق املزايدة وفي حال ثبوت عدم نجاعة العمليتين‪،‬تلجأ السلطة املكلفة باألوقاف إلى‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1150‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫طرق أخرى محددة قانونا ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬إيجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة بالترا�ضي‬
‫إذا لم يترتب عن إجراء املزايدة ملرتين متعاقبتين تأجير األرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة‪،‬جازتأجيرها بالترا�ضي بعد الحصول على ترخيص بذلك من قبل الوزيراملكلف بالشؤون‬
‫الدينية واألوقاف‪،‬وهذا كاستثناء من القاعدة العامة املتمثلة في التأجيرعن طريق املزايدة ‪. 52‬‬
‫واملالحظ أن الهدف من هذه الطريقة‪،‬هو ضمان استغالل هذه األرا�ضي في حال عدم‬
‫جدوى املزايدة ‪ ،‬وتشجيع االستثمار الفالحي الذي يحقق انتاجا دوريا ومستمرا ‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫الوظيفة االقتصادية واالجتماعية لألرا�ضي الفالحية ‪ ،‬مهما كان صنفها القانوني‪. 53‬‬
‫على أن املشرع يشترط وجوب مراعاة املادة ‪ 25‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪، 98/381‬‬
‫خالل تأجير األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة بالترا�ضي‪،‬حيث أنه بالرجوع إلى هذه املادة‬
‫نجدها تنص على جواز تأجير األمالك الوقفية بالترا�ضي لفائدة نشر العلم وتشجيع البحث‬
‫فيه ‪ ،‬أو لتحقيق وجه من وجوه الخير ‪ ،‬وهو ما يجب مراعاته في عملية تأجير األرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة ‪ ،‬كونها أوقافا عامة يصرف ريعها على جهات البروالخير ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن األمالك الوقفية املسترجعة من قبل الدولة التي يتبين أنها أمالك‬
‫وقفية ‪ ،54‬تخضع لنظام إيجار خاص‪،‬حيث يتعلق هذا النظام بأرا�ضي املستثمرات الفالحية‬
‫الجماعية و الفردية التي كانت تستغل في إطار القانون رقم ‪ 87/19‬املتضمن ضبط كيفية‬
‫استغالل األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية و تحديد حقوق املنتجين و واجباتهم ‪،55‬‬
‫وكذا املستثمرات املستغلة في إطار القانون رقم ‪ 10/03‬املحدد لشروط وكيفيات استغالل‬
‫األرا�ضي الفالحية السابق الذكر‪،‬حيث يلزم أعضاء املستثمرات الفالحية في أجل سنة واحدة‬
‫من تاريخ صدور املرسوم التنفيذي ‪ 14/70‬بإيداع طلباتهم لدى الديوان الوطني لألرا�ضي‬
‫الفالحية لتحويل حق االنتفاع الذين استفادوا منه أو حق االمتياز إلى إيجار ‪ ،‬وذلك بالتنسيق‬
‫مع السلطة املكلفة باألوقاف ‪. 56‬‬
‫و في هذا الصدد صدر القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪،20/09/2016‬املتضمن تحديد‬
‫كيفيات تحويل حق االنتفاع الدائم أو حق االمتياز إلى حق إيجار بالنسبة لألرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة املسترجعة من الدولة‪، 57‬حيث نصت املادة ‪ 02‬منه على وجوب إيداع ملف‬
‫التحويل بصفة فردية من طرف كل عضو في املستثمرة سواء كانت جماعية أو فردية ‪ ،‬ليتولى‬
‫الديوان الوطني لألرا�ضي الفالحية دراسة امللف والتوقيع على دفتر شروط إيجار األرا�ضي‬
‫الوقفية املحدد بموجب املرسوم التنفيذي ‪،14/70‬ثم يرسله إلى السلطة املكلفة باألوقاف‬
‫لتتولى توقيعه بدورها ‪.58‬‬

‫‪1151‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫علما أنه في حال عدم إيداع هذه الطلبات‪،‬يعتبر كل شخص معني متخليا عن حقه في‬
‫استغالل األرض الوقفية‪،‬وهذا بعد أن يوجه له إعذارين متتاليين من قبل محضرقضائي‪،‬كما‬
‫ينشأ على ذلك حق السلطة املكلفة باألوقاف في استرجاع األرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة‪،‬وكل ما يرتبط بها من أمالك سطحية ‪ ،‬وتأجيرها بعد ذلك وفقا لألحكام املعمول بها في‬
‫هذا املجال ‪.‬‬
‫ما يلزم املشرع بتطبيق املادة ‪ 29‬من املرسوم التنفيذي ‪ 14/70‬السابق الذكر‪،‬على كل‬
‫حالة يتم فيها التعرف على أرا�ضي وقفية مستغلة في إطارالقانون ‪ 10/03‬السابق الذكر ‪. 59‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬اآلثاراملترتبة عن استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫يترتب عن استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة عن طريق االيجار آثار قانونية‬
‫تسري في مواجهة األطراف املتعاقدة‪،‬حيث تتضمن عدة التزامات و حقوق ‪ ،‬كما قد تنتج‬
‫عنه منازعات تعرض أمام القضاء املختص‪،‬وهو ما نتناوله في فرعين ‪ ،‬الفرع األول نخصصه‬
‫اللتزامات وحقوق األطراف املتعاقدة ‪ ،‬والفرع الثاني نخصصه للمنازعات الناشئة عن عقد‬
‫ايجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التزامات وحقوق األطراف املتعاقدة‬
‫تطبيقا للقواعد العامة املنصوص عليها في املواد ‪ 467‬إلى ‪ 507‬من القانون املدني واألحكام‬
‫القانونية املنصوص عليها في التشريعات املنظمة للوقف ‪ ،‬خصوصا ما ورد في املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،14/70‬فان التزامات وحقوق األطراف املتعاقدة تضم ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التزامات األطراف املتعاقدة‬
‫يمكن التمييز بين التزامات املستأجر ‪ ،‬وكذا التزامات السلطة املكلفة باألوقاف في إطار‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪- 01‬التزامات املستأجر‪:‬‬
‫إن االلتزامات التي يتحملها املستأجرنتيجة إبرامه لعقد ايجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة‬
‫للفالحة ‪ ،‬والتي يمكن أن تستخلص من أحكام املرسوم التنفيذي ‪ ، 14/70‬ومن دفتر الشروط‬
‫املحدد لحقوق وواجبات املستأجرالرا�سي عليه املزاد في االيجارعن طريق املزاد العلني لألرا�ضي‬
‫الوقفية املخصصة للفالحة امللحق باملرسوم ‪ ، 14/70‬تتمثل في ‪:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1152‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬عدم تغييرالوجهة الفالحية لألرض‪:‬‬


‫يلتزم املستأجراملستفيد من استئجاراألرا�ضي الوقفية باملحافظة على وجهتها الفالحية‪،60‬‬
‫من خالل التقيد بممارسة األنشطة الفالحية التي تمكنه من االنتفاع بها ‪ ،‬وتساهم في جعلها‬
‫أرا�ضي منتجة‪،‬وعليه ال يجوز للمستأجر تحويل هذه األرا�ضي عن وجهتها واستغاللها ألغراض‬
‫غيرفالحية ‪، 61‬وخالف ذلك قد يرتب مسؤولية تصل إلى حد املتابعة الجزائية ألن تغييرالوجهة‬
‫الفالحية لألرض يعاقب عليها القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد مقابل االيجارالسنوي مسبقا‪:‬‬
‫يقصد بمقابل اإليجار بصفة عامة املال الذي يلتزم املستأجر بدفعه لالنتفاع بالعين‬
‫املؤجرة ‪ ،62‬حيث يلتزم بدفع األجرة في هذه الحالة مقابل املنفعة التي يحصل عليها من االنتفاع‬
‫باألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد نصت املادة ‪ 05‬على وجوب دفع مقابل اإليجارمسبقا لحساب الصندوق‬
‫املركزي لألوقاف‪،‬وتأكيدا لهذا االلتزام جاءت املادة ‪ 03‬من دفترالشروط السابق الذكر‪،‬لتنص‬
‫على وجوب تعهد املستأجربدفع مبلغ اإليجارالسنوي واألعباء اإليجارية األخرى في اآلجال املتفق‬
‫عليها بين طرفي العقد‪.‬‬
‫علما أنه يمكن مراجعة قيمة بدل اإليجارفي حال تجديد العقد ‪،‬وفقا ملقتضيات السوق‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تأجيراألرا�ضي الوقفية من الباطن‪:‬‬
‫نظرا لطبيعة وخصوصية األمالك الوقفية يتعين على املستأجراستغالل األرض الوقفية‬
‫بنفسه‪،‬وعليه ال يجوز للسلطة املكلفة باألوقاف تأجير ها إال ملن يتعهد باستغاللها بصفة‬
‫شخصية ومباشرة ‪،‬ولذا ال يجوز لهذا املستأجر أن يؤجرها من الباطن أو أن يضعها تحت‬
‫تصرف الغير ‪.63‬‬
‫فإذا تم تأجير األرض من الباطن جاز للسلطة املكلفة باألوقاف فسخ العقد إلخالل‬
‫املستفيد بالتزاماته التعاقدية ‪ ،64‬وبناءا على ذلك يجوز استرجاع األرض واملطالبة بالتعويض‬
‫نتيجة هذا االخالل ‪.65‬‬
‫‪ -‬احترام املدة املقررة لعقد اإليجار‪:‬‬
‫يبرم إيجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة ملدة محددة ‪ ،‬ويعتمد في تحديد مدة‬
‫اإليجارعلى طبيعة االستغالل الذي تخضع له هذه األرا�ضي‪،‬مما يجعل املستأجرملزما باحترام‬
‫مدة االيجار الذي ينتهي بانتهاء مدته ‪ ،‬إال إذا تقرر تجديد العقد ملدة أخرى ‪ ،‬بموافقة صريحة‬
‫‪1153‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫من السلطة املكلفة باألوقاف ‪. 66‬‬


‫علما أنه إذا زادت مدة اإليجار عن ‪ 12‬سنة ‪ ،‬وجب خضوع العقد إلجراءات االشهار‬
‫العقاري ‪ ، 67‬تطبيقا ألحكام املادة ‪ 17‬من األمررقم ‪ 75/74‬املتضمن إعداد مسح األرا�ضي العام‬
‫وتأسيس السجل العقاري ‪ ،68‬أما فيما يتعلق بإيجار األرا�ضي املسترجعة من الدولة ‪ ،‬فيجوز‬
‫إيجارها ملدة أقصاها ‪ 40‬سنة قابلة للتجديد وهو ما أكدته املادة ‪ 26‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪.14/70‬‬
‫‪ - 02‬التزامات السلطة املكلفة باألوقاف‪:‬‬
‫إن االلتزامات التي تتحملها السلطة املكلفة باعتبارها الجهة املؤجرة تهدف إلى تمكين‬
‫املستأجرمن االنتفاع بالعين املؤجرة‪،‬انتفاعا كليا‪،‬حيث تتعدد هذه االلتزامات ‪،69‬و تشمل على‬
‫الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسليم العين‪:‬‬
‫يعتبرالتسليم أول مرحلة تمكن املستأجرمن استغالل األرا�ضي الوقفية استغالال مباشرا‬
‫‪ ،‬ويشمل التسليم األرض املؤجرة ولواحقها إن وجدت‪،‬كاملخازن‪،‬أو املباني الضرورية لالستغالل‬
‫الفالحي ‪.‬‬
‫وتلتزم السلطة املكلفة باألوقاف‪،‬ممثلة من طرف مديرالشؤون الدينية واألوقاف بالوالية‬
‫التي تقع األرا�ضي الوقفية في اختصاصها اإلقليمي ‪ ،‬بتنفيذ هذا االلتزام في مواجهة املستأجر‬
‫الذي يرسو عليه املزاد ‪.70‬‬
‫ذلك أن االنتفاع باألرض الوقفية املخصصة للفالحة عن طريق االيجار يبدأ من خالل‬
‫الحيازة الفعلية و الحقيقية لهذه األرا�ضي ‪ ،‬حتى يتمكن املستأجرمن مباشرة االستغالل املتفق‬
‫عليه بموجب العقد‪.‬‬
‫‪ -‬التعهد بالصيانة ‪:‬‬
‫إن االلتزام بتسليم األرض املؤجرة في حالة قابلة لالستغالل تفرض على السلطة املكلفة‬
‫باألوقاف القيام بأعمال الصيانة الضرورية التي تبقي األرض على الحالة التي كانت عليها وقت‬
‫التسليم‪،‬و تضمن للمستأجر االنتفاع بها ‪ ،‬حيث تطبق بشأن هذا االلتزام القواعد العامة‬
‫املنصوص عليها في املواد ‪ 482 ، 480 ، 479‬من القانون املدني ‪ ،‬األمر الذي يسمح بتحديد‬
‫طبيعة الترميمات التي تتحملها الجهة املؤجرة‪،‬والتي تختلف عن تلك التي يتحملها املستأجر ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1154‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬ضمان عدم التعرض‪:‬‬


‫لينتفع املستأجر باألرض الوقفية املخصصة للفالحة انتفاعا هادئا ‪ ،‬يمتنع عن السلطة‬
‫املكلفة باألوقاف باعتبارها الجهة املؤجرة القيام بكل فعل من شأنه أن يحول دون تحقق هذا‬
‫االنتفاع ‪ ،‬أو يؤدي إلى اإلنقاص منه ‪ ،‬وهو ما يعبر عن االلتزام بضمان عدم التعرض‪،‬حيث‬
‫تضمن السلطة املكلفة باألوقاف منع أي تعرض صادر منها سواء كان هذا التعرض قانونيا أو‬
‫ماديا ‪ ،‬كما ال يجوز لها أن تحدث أي تغيير على األرض الوقفية أو ملحقاتها أو أي عمل ينقص‬
‫من حق االنتفاع املقرر للمستأجربموجب عقد االيجار‪.‬‬
‫ويمتد ضمان عدم التعرض ليشمل كل تعرض قانوني صادر من مستأجر آخر على نفس‬
‫األرض املؤجرة أو من أي شخص آخر ‪،‬وهو ما قررته املادتين ‪ 483‬و ‪ 484‬من القانون املدني ‪.‬‬
‫واملالحظ أن هذا االلتزام ال يتنافى مع حق الرقابة املخول للسلطة املكلفة باألوقاف خاصة‬
‫بالنسبة للمستثمرات الفالحية الوقفية ‪ ،‬باعتبارها الجهة الوصية على األوقاف واملسيرة لها‬
‫‪،‬وهو ما أكدته املادة ‪ 32‬من املرسوم التنفيذي ‪.14/70‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حقوق األطراف املتعاقدة‬
‫تنشأ عن عقد ايجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة العديد من الحقوق لصالح‬
‫األطراف املتعاقدة ‪،‬وتشمل على الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -01‬حقوق املستأجر‪:‬‬
‫يتمتع املستأجرفي مواجهة السلطة املؤجرة بحقوق تتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الحق في تسلم األرض الوقفية وملحقاتها إن وجدت ‪:‬‬
‫للمستأجر الحق في تسلم العين املؤجرة مباشرة بعد رسو املزاد عليه ‪ ،‬ما يسمح له‬
‫بالشروع في االنتفاع ومباشرة االستغالل ‪ ،‬وهو ما قررته املادة ‪ 02‬من دفتر الشروط املحدد‬
‫لحقوق و واجبات املستأجرالرا�سي عليه املزاد ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في االستغالل الحرلألرا�ضي الوقفية وملحقاتها ‪:‬‬
‫للمستأجر الحق في استغالل األرض الوقفية بشكل حر ‪ ،‬حيث ال يجوز للسلطة املؤجرة‬
‫أن تتعرض له في االنتفاع بالعين املؤجرة متى تم ذلك طبق لالتفاق التعاقدي ‪ ،‬ودون املساس‬
‫بطبيعة األرض ووجهتا الفالحية‪.‬‬

‫‪1155‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬الحق في تشييد بناء و القيام بأعمال التهيئة الضرورية لالستغالل األرض الفالحية‪:‬‬
‫يجوز للمستأجربعد حصوله على ترخيص من السلطة املكلفة باألوقاف ‪ ،‬أن يقوم بتشييد‬
‫بناء أو أن يقوم بأعمال التهيئة التي تضمن انتفاعا أفضل باألرض ‪ ،‬شرط مراعاته للنصوص‬
‫التشريعية املنظمة للتعميرخاصة القانون رقم ‪ 90/29‬املتعلق بالتهيئة والتعميراملعدل واملتمم‬
‫‪ ،71‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 15/19‬املحدد لكيفيات تحضيرعقود التعميروتسليمها ‪.72‬‬
‫‪ -‬الحق في طلب تجديد عقد االيجار ‪:‬‬
‫إذا أراد املستأجر االستمرار في استغالل األرض الوقفية بعد انتهاء عقد االيجار ‪ ،‬جاز له‬
‫أن يطلب تجديد العقد من قبل السلطة املؤجرة‪،‬على أن يبدي رغبته في التجديد في حدود سنة‬
‫قبل انتهاء مدة االيجاراملتفق عليها ‪.‬‬
‫واملالحظ أن املشرع أحسن صنعا عندما منح املستأجر الحق في تجديد عقد اإليجار‬
‫‪ ،‬وجعل املدة الالزمة إلبداء رغبته في ذلك محددة بسنة قبل انتهاء مدة العقد‪،‬وهذا بهدف‬
‫حماية هذه األمالك وضمان استمرارية استغاللها‪،‬خاصة في املجال الفالحي الذي يقت�ضي عدم‬
‫االنقطاع في ممارسة األنشطة الفالحية الالزمة لالستغالل ‪.‬‬
‫علما أن املستـأجر غير ملزم قانونا بطلب تجديد العقد إال إذا أبدى رغبته في ذلك‪،‬ألن‬
‫االيجار ينتهي بانتهاء املدة املقررة بالعقد ‪،73‬وهذا تطبيقا للقواعد العامة املنصوص عليها‬
‫في القانون املدني ‪ ،‬و كذا تطبيقا لنص املادة ‪ 03‬من دفتر الشروط السابق الذكر ‪،‬التي تلزم‬
‫املستأجر بالخروج مباشرة بعد انتهاء مدة اإليجارودن الحاجة إلى اعذار‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في طلب الفسخ املسبق لإليجار‪:‬‬
‫يتمتع املستأجر بحقه في طلب فسخ عقد االيجار الذي أبرمه مع السلطة املكلفة‬
‫باألوقاف‪،‬من خالل توجيه إشعار مسبق لها إلعالمها برغبته في فسخ العقد ‪ ،‬حتى يتسنى لها‬
‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة ‪.‬‬
‫ومن الحاالت التي يجوز فيها للمستأجر طلب الفسخ ‪ ،‬حالة عدم تنفيذ السلطة املكلفة‬
‫باألوقاف اللتزاماتها التعاقدية الضرورية النتفاع املستأجرباألرض الوقفية ‪ ،‬وهذا دون املساس‬
‫بحقه في املطالبة بالتعويض ‪.74‬‬
‫‪ - 02‬حقوق السلطة املكلفة باألوقاف ‪:‬‬
‫يترتب عن ابرام عقد االيجارحقوق لصالح السلطة املؤجرة لألرض الوقفية ‪ ،‬تتمثل في ‪:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1156‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬الحق في فسخ عقد اإليجار‪:‬‬


‫إذا أخل املستأجربالتزاماته التعاقدية‪،‬جازللسلطة املؤجرة فسخ عقد اإليجار ‪،‬واسترجاع‬
‫األرض الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬وهو ما أكدته صراحة املادة ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 14/70‬التي تنص “ يترتب على كل إخالل من املستأجربالتزاماته فسخ العقد “ ‪ ،‬وعليه للسلطة‬
‫املكلفة باألوقاف طلب فسخ عقد االيجار أمام كل إخالل صادر عن املستأجر ‪ ،‬وهذا حماية‬
‫للوقف وكذا تحديدا للمسؤوليات التعاقدية‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في مطالبة املستأجربنفقات إعادة املكان إلى الحالة التي كان عليها يوم التسليم ‪:‬‬
‫إن كل عمل يحدثه املستأجر على األرض دون موافقة من السلطة املؤجرة ‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫تغييروجهتها ‪ ،‬يفرض على هذا األخيرالقيام بما هو ضروري إلعادة العين املؤجرة إلى حالتها التي‬
‫كانت عليها يوم التسليم‪،‬وذلك على نفقته‪.‬‬
‫حيث تحتفظ السلطة املكلفة باألوقاف بحق مطالبة املستأجر ‪ ،‬ولو بعد انتهاء عقد‬
‫االيجار ‪ ،‬بالنفقات واملصاريف الالزمة إلعادة األرض إلى حالتها األولى ‪ ،‬خصوصا إذا تمت هذه‬
‫األشغال دون موافقة هذه الهيئة‪،‬وهو ما قررته الفقرة األخيرة من املادة ‪ 03‬من دفتر الشروط‬
‫السابق الذكر‪.‬‬
‫‪-‬الحق في ممارسة الرقابة على عمليات االستغالل ‪:‬‬
‫تعد السلطة املكلفة باألوقاف الجهة املسيرة لألمالك الوقفية واملشرفة عليها ‪ ،‬لذلك‬
‫تسهرعلى تنفيذ إرادة الواقف من جهة‪،‬وتنفيذ مضمون عقد اإليجارالذي قد يرد على األرا�ضي‬
‫الوقفية املخصصة للفالحة ‪ ،‬ولتجسيد ذلك منح لها املشرع صالحية ممارسة العمل الرقابي‬
‫على عمليات استغالل هذه األرا�ضي من قبل املستأجرين ‪ ،‬نظرا لطبيعتها الوقفية و الفالحية في‬
‫آن واحد ‪.‬‬
‫ولهذا ال يجوز للمستأجر االعتراض على عمليات الرقابة التي يباشرها األعوان املؤهلون‬
‫لذلك ‪ ،‬سواء كانوا تابعين للسلطة املكلفة باألوقاف ‪ ،‬أو للديوان الوطني لألرا�ضي الفالحية فيما‬
‫يتعلق بالرقابة على استغالل األرا�ضي التابعة للمستثمرات الفالحية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬املنازعات الناشئة عن عقد ايجاراألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫ألن عقد االيجاريرتب التزامات وحقوق لألطراف املتعاقدة‪،‬قد تنشأ عنه منازعات تعرض‬
‫أمام القضاء للفصل فيها ‪ ،‬حيث يجوز لكل من يتوافرفيه شرط الصفة واملصلحة طبقا لنص‬
‫املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 08/09‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ ، 75‬أن يستعمل الدعوى‬
‫القضائية كوسيلة قانونية إلضفاء الحماية القضائية على الوقف‪.‬‬

‫‪1157‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫علما أن أغلب منازعات األوقاف هي من اختصاص القضاء العادي تطبيقا للمعيار‬


‫املوضوعي الذي يعقد االختصاص لجهات القضاء العادي في أغلب الدعاوى املتعلقة باألمالك‬
‫الوقفية ‪ ،‬ألن منازعات األوقاف التي يباشرها مديرالشؤون الدينية على مستوى الوالية أو وزير‬
‫الشؤون الدينية على املستوى املركزي ال يمثل فيها الهيئة العمومية أو الشخصية املعنوية‬
‫للدولة ‪،‬وإنما يمثل الوقف العام كشخص معنوي قائما بذاته‪،‬لذلك فإن املعيار الشكلي‬
‫مستبعد في كثيرمن املنازعات الوقفية ‪.76‬‬
‫وفي هذا الصدد يجوز للمستأجرأوللسلطة املؤجرة اللجوء إلى القضاء لرفع دعاوى بشأن‬
‫املنازعات التي قد تنشأ بصدد استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬ومن تطبيقات‬
‫هذه الدعاوى ‪ ،‬نذكرما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الدعاوى التي يرفعها املستأجر‬
‫قد تعرف مرحلة تنفيذ عقد إيجاراستغالل األرا�ضي الوقفية عدة اشكاالت ‪ ،‬حيث يلجأ‬
‫املستأجر بشأنها إلى القضاء املختص للفصل فيها ‪ ،‬ومن بين الدعاوى التي يمكنه أن يرفعها‬
‫نجد‪:‬‬
‫‪ -01‬دعاوى عدم التعرض‪:‬‬
‫يجوز للمستأجر رفع دعاوى عدم التعرض إذا صدر من السلطة املؤجرة تعرض يحول‬
‫دون االنتفاع باألرض واستغاللها أثناء سريان عقد اإليجار‪.‬‬
‫‪ -02‬دعاوى حماية الحيازة‪:‬‬
‫يبدأ استغالل املستأجر للعين املؤجرة وانتفاعه بها من يوم الحيازة الفعلية والحقيقية‬
‫لألرض الوقفية ‪ ،‬لذلك فإن كل تعدي على هذه الحيازة ‪ ،‬يخول للمستأجر أن يرفع دعوى‬
‫لحماية حيازته ‪ ،‬حيث توجه هذه الدعوى ضد الغير ‪.77‬‬
‫‪ -03‬دعاوى القيام بالترميمات ‪:‬‬
‫إن الترميمات التي تتحملها السلطة املؤجرة و تكون ضرورية النتفاع املستأجر باألرض‬
‫الوقفية ‪ ،‬يمكن للمستأجر أن يرفع بشأنها دعوى إللزام السلطة املكلفة باألوقاف للقيام بها‬
‫‪،‬حتى يستطيع استغالل األرض طبقا لعقد اإليجارالذي أبرمه معها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعاوى التي ترفعها السلطة املكلفة باألوقاف‬
‫يخول املشرع للسلطة املؤجرة الحق في رفع دعاوى أمام القضاء لحماية العين املؤجرة ‪،‬‬
‫حيث توجه هذه الدعاوى ضد املستأجر ‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1158‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ -01‬دعوى فسخ العقد‪:‬‬


‫إذا أخل املستأجر بالتزاماته التعاقدية ‪ ،‬جاز للسلطة املكلفة باألوقاف رفع دعوى لفسخ‬
‫العقد ‪ ،‬حفاظا على األرض الوقفية وعلى وجهتها الفالحية‪.‬‬
‫على أن يتم رفع هذه الدعوى بعد توجيه إعذارين متتاليين ‪ ،‬تفصل بينهما مدة شهرواحد‬
‫‪ ،‬إلى املستأجر ‪ ،‬وفي حال عدم استجابته رغم انقضاء أجل شهركامل ابتداءا من اإلعذارالثاني‬
‫‪ ،‬جازللسلطة املكلفة باألوقاف اللجوء إلى القضاء لطلب فسخ العقد ‪.‬‬
‫‪ -02‬دعوى الطرد ‪:‬‬
‫تعد دعوى الطرد الوسيلة القانونية التي يمكن أن تستعملها السلطة املؤجرة ‪ ،‬في حال‬
‫بقاء املستأجربالعين املؤجرة رغم انتهاء مدة العقد‪.‬‬
‫وألن السلطة املكلفة باألوقاف ال تحتاج لتوجيه انذار للمستأجر للخروج من األرض‬
‫الوقفية بعد انتهاء مدة اإليجار ‪ ،‬فيجوز لها رفع دعوى طرد ضد املستأجرإذا استمرفي استغالل‬
‫العين املؤجرة رغم انتهاء عقد اإليجار ‪ ،‬وعدم قبولها تجديد العقد معه‪.‬‬
‫‪ -03‬دعوى إعادة العين املؤجرة إلى حالتها األصلية ‪:‬‬
‫في حالة رفض املستأجر إعادة األرض إلى الحالة التي كانت عليها يوم التسليم‪،‬نتيجة ما‬
‫أحدثه من تغييرات عليها‪،‬جاز للسلطة املؤجرة رفع دعوى ضده ملطالبته بإعادة العين املؤجرة‬
‫إلى طبيعتها‪،‬وهذا بغض النظر عن دعوى الطرد التي قد تباشرها السلطة املكلفة باألوقاف‬
‫إلخراج املستأجرمن األرض بعد انتهاء العقد‪،‬بهدف استرجاع األرض الوقفية‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ختاما يمكن القول أن األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة يتم استغاللها عن طريق‬
‫االيجار ‪ ،‬وفي هذا الصدد صدر املرسوم التنفيذي ‪ 14/70‬ليضع اإلطار القانوني الذي يتم فيه‬
‫هذا التصرف حفاظا على خصوصية هذه األمالك وكذا على وجهتها الفالحية‪،‬حيث يتم إبرام‬
‫هذا العقد بعد توافر جملة من الشروط واإلجراءات التي تساهم في ضمان استغالل أفضل‬
‫لهذه األرا�ضي ‪.‬‬
‫وعليه مما تقدم نصل إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬نظم املشرع عمليات استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬من خالل تمكين‬
‫السلطة املكلفة باألوقاف من إبرام عقود إيجاربشأنها‪.‬‬
‫‪ -‬يشمل استغالل األرا�ضي الوقفية األمالك التي تسيرها الجهات املختصة أي السلطة‬
‫‪1159‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫املكلفة باألوقاف ‪.‬‬


‫وأيضا األرا�ضي املسترجعة من قبل الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف عمليات استغالل األرا�ضي الوقفية عن طريق اإليجار إلى تنميتها و جعلها أرا�ضي‬
‫منتجة ‪ ،‬لتساهم في املجال االقتصادي بجانب دورها االجتماعي والخيري‪.‬‬
‫كما يمكن أن نقدم التوصيات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬وجوب تنظيم العمل الرقابي على عمليات االستغالل املمارس من قبل السلطة املكلفة‬
‫باألوقاف ‪،‬لضمان حماية أكبرلألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‬
‫‪-‬إمكانية االستعانة بمختصين في املجال الفالحي لتحديد مدة عقد اإليجار‪،‬التي تتناسب‬
‫مع طبيعة االستغالل املقترح من قبل املستأجراملستفيد‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 213‬من القانون رقم ‪ 11/84‬املؤرخ في ‪، 1984/06/09‬املتضمن قانون األسرة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 24‬لسنة ‪.1984‬‬
‫‪ -‬املادتان ‪ 03‬و ‪ 04‬من القانون رقم ‪10/91‬املؤرخ في ‪،1991/04/27‬املتضمن قانون األوقاف املعدل واملتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 21‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪،‬حق امللكية مع شرح مفصل لألشياء واألموال‪،‬الجزء الثامن‪،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪،‬لبنان‪،1998،‬ص ‪،19‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 381/ 98‬املؤرخ في ‪،1998/12/01‬املحدد لشروط إدارة األمالك الوقفية وتسييرها وحمايتها و‬
‫كيفيات ذلك‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 90‬لسنة ‪.1998‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 49‬لسنة ‪.1995‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 25/90‬املؤرخ في ‪،1990 /11/18‬املتضمن التوجيه العقاري‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 49‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 5‬محمد كنازة ‪ »،‬الحماية االدارية ألمالك الدولة الخاصة في التشريع الجزائري»‪،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في‬
‫القانون‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة باجي مختار‪،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪، 2016/ 2015،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ 6‬صدرغداة االستقالل املرسوم رقم ‪ 283/64‬املؤرخ في‪ 1964/09/17‬املتضمن األمالك الحبسية‪،‬وقد تضمن ‪ 11‬مادة منظمة لألمالك‬
‫الوقفية‪،‬إال أن هذا املرسوم لم يطبق وتم تجميد العمل به فور صدوره ‪ ،‬وبالتالي لم يدخل حيزالنفاذ‪،‬لتفصيل أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬عمرحمدي باشا‪،‬عقود التبرعات ‪،‬الهبة‪ ،‬الوصية ‪،‬الوقف‪،‬دارهومة‪،‬الجزائر‪،2004‬ص‪. 96‬‬
‫‪ 7‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200/2000‬املؤرخ في ‪،2000/07/26‬املحدد لقواعد تنظيم مصالح الشؤون الدينية واألوقاف في الوالية‬
‫وعملها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 47‬لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ 8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70/ 14‬املؤرخ في ‪ ، 2014/02/10‬املحدد لشروط و كيفيات إيجار األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 09‬لسنة ‪.2014‬‬
‫‪ 9‬أنظرنص املادتين ‪ 03‬و ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 10/91‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 10‬القانون رقم ‪ 07/01‬املؤرخ في ‪، 2001/5 /22‬املعدل واملتمم للقانون رقم ‪ 10/91‬املتعلق باألوقاف‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 23‬لسنة‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ 11‬محمد كنازة‪،‬الوقف العام في التشريع الجزائري‪،‬دراسة قانونية مدعمة باألحكام الفقهية والقرارات القضائية‪،‬دار‬
‫الهدى‪،‬الجزائر‪،2006،‬ص‪.32،33‬‬
‫‪ 12‬ناصرالدين سعيدوني‪،‬دراسات في امللكية‪،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬الجزائر‪،1986‬ص‪. 78‬‬
‫‪ 13‬يقصد بالوقف املحدد الجهة‪:‬الوقف الذي يعين فيه الواقف الجهة التي يصرف فيها ريع الوقف‪،‬أما الوقف غير املحدد الجهة‪:‬فهو‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1160‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫الوقف الذي ال تحدد فيه جهة معينة بذاتها يصرف فيها الريع الوقفي‪،‬فيصرف حينها في سبل الخيرات على تنوعها‪.‬‬
‫‪ 14‬رمول خالد‪،‬اإلطارالقانوني والتنظيمي ألمالك الوقف في الجزائر‪،‬دراسة مقارنة بأحكام الشريعة اإلسالمية مدعمة بأحدث النصوص‬
‫القانونية واالجتهادات القضائية‪،‬دارهومة‪،‬الجزائر‪،2004‬ص‪. 63‬‬
‫‪ 15‬إن حق االنتفاع املترتب عن الوقف يختلف عن حق االنتفاع املنصوص عليه في املواد من ‪ 844‬إلى ‪ 854‬من األمر ‪ 58/75‬املتضمن‬
‫القانون املدني‪،‬حيث يجزاملشرع انتقال حق االنتفاع النا�شئ عن التصرف الوقفي إلى العقب والورثة إذا اشترط الواقف ذلك ‪،‬لتفصيل‬
‫أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬خالد رمول ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ 16‬يترتب على عدم قابلية امللك الوقفي للتصرف فيه‪،‬عدم جواز تحرير عقد شهرة بشأنه وامتالكه بالتقادم املكسب املنصوص عليه‬
‫في املادة ‪ 827‬من األمر ‪ 58/75‬املتضمن القانون املدني وكذا املرسوم رقم ‪ 352/83‬املؤرخ في ‪ 21‬ماي ‪ 1983‬الذي يسن إجراء إلثبات‬
‫التقادم املكسب وإعداد عقد الشهرة املتضمن االعتراف بامللكية‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬لسنة ‪،1983‬كما ال يجوز أن يكون محال‬
‫إلعداد سند ملكية وفقا للقانون رقم ‪ 02/07‬املؤرخ في ‪ 2007/02/27‬املتضمن سن إجراء ملعاينة حق امللكية العقارية وتسليم سندات‬
‫امللكية عن طريق التحقيق العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 15‬لسنة ‪،2007‬لتفصيل أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬مجيد خلفوني ‪،‬العقارفي القانون الجزائري‪،‬دارالخلدونية‪،‬الجزائر‪،2012‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 17‬لقد أكد العمل القضائي عدم جوازالتصرف في أصل امللك الوقفي وهو ما ذهبت إليه املحكمة العليا في قرارها رقم ‪ 183643‬املؤرخ‬
‫في ‪،1998/11/25‬مجلة قضائية عدد ‪ 01‬لسنة ‪.1999‬وكذا في قرارها رقم ‪ 157310‬املؤرخ في ‪، 1997/07/16‬مجلة قضائية عدد‪01‬‬
‫لسنة ‪.1997‬‬
‫‪ 18‬وهبة الزحيلي‪،‬الفقه االسالمي وأدلته‪،‬الجزء ‪، 08‬دارالفكر‪ ،‬الجزائر‪، 1981‬ص‪.155‬‬
‫‪ 19‬محمد عبد الحميد أبو زيد‪،‬حماية املال العام‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دارالنهضة العربية‪،‬مصر‪،1978‬ص ‪.256‬‬
‫‪ 20‬محمد كنازة‪،‬األطروحة السابقة‪،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ 21‬األمر‪ 58/75‬املؤرخ في ‪،1975 / 09 / 26‬املتضمن القانون املدني املعدل واملتمم‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 78‬لسنة ‪.1975‬‬
‫‪ 22‬عماربوضياف‪،‬النظرية العامة للحق وتطبيقاتها في القانون الجزائري‪،‬جسور للنشروالتوزيع‪،‬الجزائر‪،2010‬ص ‪.105‬‬
‫‪ 23‬عبد العظيم سلطاني‪،‬تسييروإدارة األمالك الوطنية في التشريع الجزائري‪،‬دارالخلدونية ‪،2010‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 24‬القانون رقم ‪ 03/10‬املؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬املحدد لشروط وكيفيات استغالل األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬لسنة ‪.2010‬‬
‫‪ 25‬القانون رقم ‪ 16/08‬املؤرخ في ‪ 2008/08/03‬املتضمن التوجيه الفالحي‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ 26‬حدد املشرع بدقة مجال تطبيق عقد االمتياز الفالحي في املادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪، 03/10‬حيث يتضح أن نطاق تطبيقه مرتبط‬
‫باألرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة التي كانت خاضعة للقانون رقم ‪،19/87‬وهو ما أكدته املادة ‪ 05‬من نفس القانون‬
‫التي نصت على أن عقد االمتيازيسري على مجموع األعضاء املكونين ملجموع املستثمرات الفالحية الجماعية والفردية املنظمة بموجب‬
‫القانون رقم ‪، 19/87‬علما أن هذه املستثمرات الفالحية تعبر عن‪»:‬وحدات ترابية مسيرة ومستغلة طيلة السنة من طرف شخص أو‬
‫عدة أشخاص تنظم وسائل اإلنتاج ‪،‬وذلك لخدمة اإلنتاج الفالحي‪ ،‬قانونا تكون ملكا للشخص الذي يستغلها أو للغير»‪.‬حيث تضم هذه‬
‫الوحدات في جوهرها مجموع األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة‪،‬والتي نظمها املشرع بموجب القانون رقم ‪30/90‬‬
‫املؤرخ في ‪ 1990 /12 / 01‬املتضمن قانون األمالك الوطنية املعدل واملتمم‪،‬إذ تنص املادة ‪ 18‬منه صراحة على اعتباراألرا�ضي الفالحية‬
‫أو ذات الوجهة الفالحية أمالكا وطنية خاصة تابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ 27‬إن حق امللكية باعتباره حقا عينيا يخول لصاحبه سلطة استعمال واستغالل ال�شيء وكذا التصرف فيه‪،‬لتفصيل أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬نبيل إبراهيم سعد‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ 22‬إلى ص ‪.25‬‬
‫‪ 28‬أنظرنص املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 25/90‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 29‬إن العقارالفالحي التابع للخواص يعبرعن امللكية الخاصة التي تتمتع بحامية دستورية بموجب نص املادة ‪ 64‬من دستور ‪. 1996‬‬
‫‪ 30‬عمرحمدي باشا‪،‬حماية امللكية العقارية الخاصة‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪ .‬وأيضا‪:‬‬
‫‪ -‬ابراهيم مزعد‪،‬املذكرة السابقة‪،‬ص‪.104‬‬
‫‪ 31‬أنظرنص املواد ‪ 51 ،50 ،49 ،48‬من القانون رقم ‪ 25/90‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 32‬ليلى زروقي‪،‬عمرحمدي باشا‪،‬املنازعات العقارية ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ 33‬أعمريحياوي‪،‬نظرية املال العام‪،‬دارهومة‪ ،‬الجزائر‪،2002‬ص ‪.31‬‬
‫‪ 34‬مجيد خلفوني ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 35‬منيرالفرشي�شي‪،‬محاضرات في القانون العقاري التون�سي‪،‬ط‪،2‬مجمع األطرش للكتاب املختص‪،‬تونس ‪،2014‬ص ‪.60 ،59‬‬
‫‪ 36‬أنظرالجريدة الرسمية عدد ‪ 07‬لسنة ‪.1996‬‬
‫‪ 37‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪،‬إثبات امللكية العقارية والحقوق العينية العقارية‪،‬في التشريع الجزائري‪،‬دارهومة‪،‬الجزائر‪ 2003‬ص‪.49‬‬
‫‪ 38‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪،‬العقود الواردة على االنتفاع بال�شيء‪،‬االيجار والعارية‪،‬دار إحياء‬
‫‪1161‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫التراث العربي بيروت‪،‬لبنان ‪.1964،1365‬‬


‫‪ 39‬تضمنت املذكرة رقم ‪ 188‬ثالثة محاور مهمة‪:‬‬
‫*السجل الخاص بامللك الوقفي‪:‬وقد بينت املذكرة كيفية تسجيل وثائق اإلشهاد املكتوب إلثبات امللك الوقفي بهذا السجل والشروط‬
‫الالزمة لتجسيد هذه العملية‪.‬‬
‫*وثيقة اإلشهاد املكتوب‪:‬وفي هذا الصدد وضحت املذكرة بعض املسائل القانونية املتعلقة بهذا االشهاد كوجوب تقييده في سجل‬
‫اإليداع املوجود على مستوى املديرية الوالئية قبل تسجيلها في السجل الخاص بامللك الوقفي‪،‬مقابل تلقي صاحب اإلشهاد لوصل يثبت‬
‫عملية اإليداع‪.‬‬
‫* الشهادة الرسمية‪:‬حددت هذه املذكرة األجل القانوني إلعداد الشهادة الرسمية الخاصة بامللك الوقفي‪،‬وأشارت إلى وجوب خضوعها‬
‫إلى إجراءات التسجيل والشهرالعقاري‪.‬‬
‫‪ 40‬أنظرالجريدة الرسمية عدد ‪ 08‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ 41‬أنظرالجريدة الرسمية عدد ‪ 20‬لسنة ‪. 1976‬‬
‫‪ 42‬بن رقية بن يوسف ‪ ،‬شرح قانون املستثمرات الفالحية‪،‬ط ‪،01‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬الجزائر‪، 2004 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 43‬أنظرالجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬لسنة ‪.1996‬‬
‫‪ 44‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 119/96‬اشترط توافر السند القانوني املثبت للطبيعة الوقفية لألرض ‪ ،‬في حين أن املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 70/14‬أجازإثبات هذه الطبيعة بالسند الرسمي أو بشهادة الألشخاص‪.‬‬
‫‪ 45‬تتكون اللجنة من‪:‬الوالي أو ممثله رئيسا‪،‬مدير الشؤون الدينية واألوقاف بالوالية عضوا ‪ ،‬مدير أمالك الدولة بالوالية عضوا ‪،‬مدير‬
‫الحفظ العقاري بالوالية عضوا ‪ ،‬مديراملصالح الفالحية بالوالية عضوا ‪.‬‬
‫‪ 46‬قبل إحداث هذه اللجنة في مجال استرجاع األمالك الوقفية ‪،‬كانت دراسة امللفات تتم من قبل اللجنة الوالئية املتساوية األعضاء‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 25/90‬املتضمن التوجيه العقاري املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ 47‬قد تكون عملية استرجاع األرض الوقفية مستحيلة بسبب تحولها عن طبيعتها األصلية‪،‬كأن تصبح أرضا عمرانية‪،‬ففي هذه الحالة‬
‫تعوض العين املوقوفة تعويضا عينيا أو تعويضا نقديا طبقا لنص املادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 10 /91‬املتعلق باألوقاف ‪،‬لتفصيل أكثر‬
‫أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬خالد رمول ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬محمد كنازة‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 48‬خالد رمول ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ 49‬أنظرنص املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،381/98‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 50‬كان يطلق على مدير الشؤون الدينية واألوقاف في بداية األمر‪،‬ناظر الشؤون الدينية‪،‬وهذا بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪83/91‬‬
‫املؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪،1991‬املتضمن إنشاء نظارة الشؤون الدينية بالوالية وتحديد تنظيمها وعملها املعدل واملتمم‪،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ ،16‬لسنة ‪،1991‬غيرأنه بصدور املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200/200‬املؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2000‬املحدد لقواعد تنظيم مصالح الشؤون‬
‫الدينية واألوقاف في الوالية وعملها‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،47‬لسنة ‪،2000‬نصت املادة ‪ 03‬منه على أن مديرية الشؤون الدينية واألوقاف‬
‫على مستوى الوالية هي الجهة التي تتولى تطويراألمالك الوقفية واتخاذ كل تدبيريساهم في ترقيتها‪،‬ممثلة من قبل مديرها ‪.‬‬
‫‪ 51‬أنظر‪ 23‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،381/98‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة إلى أن اإلعالن عن املزايدة يتم قبل ‪ 20‬يوم من تاريخ إجرائها ‪،‬حيث يعتمد على الصحافة الوطنية وكذا طرق أخرى‬
‫إلعالم الغيربتاريخ املزايدة ‪.‬‬
‫‪ 52‬أنظرنص املادة ‪ 21‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 53‬خص املشرع األرا�ضي الفالحية بأصنافها الثالث املحددة في املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 25/90‬املتضمن التوجيه الفالحي باهتمام بالغ‬
‫لضمان استغاللها استغالال عقالنيا ودائما خاصة أن املساحة الصالحة للزراعة تقدر ب ‪ 8.5‬مليون هكتار موزعة على كامل التراب‬
‫الوطني‪،‬لتفصيل أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬ليلى زروقي‪،‬عمرحمدي باشا‪،‬املنازعات العقارية ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ 54‬أنظر‪ :‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 24‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 55‬القانون رقم ‪ 19/87‬املؤرخ في ‪،1987 / 12 / 08‬املتضمن ضبط كيفية استغالل األرا�ضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية و تحديد‬
‫حقوق املنتجين وواجباتهم‪،‬الجريدة الرسمية‪ 50‬عدد لسنة ‪.1987‬‬
‫‪ 56‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 29‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪، 70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 57‬القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪،2016 / 09/ 20‬املتضمن تحديد كيفيات تحويل حق االنتفاع الدائم أو حق االمتياز إلى حق إيجار‬
‫بالنسبة لألرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة املسترجعة من الدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 60‬لسنة ‪.2016‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1162‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫استغالل األرا�ضي الوقفية املخصصة للفالحة في التشريع الجزائري‬

‫‪ 58‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 04‬من نفس القرارالوزاري املشترك ‪.‬‬
‫‪ 59‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 30‬من املرسوم التنفيذي ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 60‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬نص املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 61‬للحفاظ على الوجهة الفالحية لألرا�ضي الوقفية و لضمان التقيد بهذا االلتزام يشترط املشرع في املستأجر أن يكون شخصا طبيعيا‬
‫متمتعا بالجنسية الجزائرية ‪،‬وتتوافر فيه صفة الفالح طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 63/96‬املؤرخ في ‪ 1996/01/27‬الذي يعرف‬
‫النشاطات الفالحية ‪،‬ويحدد شروط اإلعتراف بصفة الفالح و كيفياته ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 07‬لسنة ‪.1996‬‬
‫‪ -‬كما يجيز املشرع للشخص املعنوي أن يستفيد من استئجار األرض الوقفية شرط أن يكون خاضعا للقانون الجزائري‪،‬وأن يمارس‬
‫نشاطه في مجال الفالحة وهو ما تضمنته املادتين ‪ 07‬و ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 62‬رمضان أبو السعود‪،‬عقد اإليجار‪،‬األحكام العامة في اإليجار‪،‬دارالجامعة الجديدة‪،‬مصر‪، 2009‬ص ‪.127‬‬
‫‪ 63‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 03‬من دفتر الشروط املحدد لحقوق وواجبات املستأجر الرا�سي عليه املزاد في االيجار عن طريق املزاد العلني لألرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة مرفق بعقد املزاد العلني‪،‬امللحق باملرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬وأيضا‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪،‬العقود الواردة على االنتفاع بال�شيء‪،‬االيجار والعارية‪،‬املرجع‬
‫السابق‪،‬ص ‪.1391‬‬
‫‪ 64‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪ .‬وأيضا‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 119‬من األمررقم ‪ 58/75‬املتضمن القانون املدني‪،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 65‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪،‬العقود الواردة على االنتفاع بال�شيء‪ ،‬االيجار والعارية‪،‬املرجع‬
‫السابق‪،‬ص ‪.1392‬‬
‫‪ 66‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 03‬من دفترالشروط ‪،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 67‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 09‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 68‬األمر رقم ‪ 74/75‬املؤرخ في ‪ 1975 /11 /12‬املتضمن إعداد مسح األرا�ضي العام وتأسيس السجل العقاري‪،‬جريدة رسمية عدد ‪92‬‬
‫لسنة ‪.1975‬‬
‫ن‬
‫‪ 69‬عبد الرزاق السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانو املدني الجديد‪،‬العقود الواردة على االنتفاع بال�شيء االيجار والعارية‪،‬املرجع‬
‫السابق‪،‬ص ‪. 1305‬‬
‫‪ 70‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬من دفتر الشروط املحدد لحقوق وواجبات املستأجر الرا�سي عليه املزاد في االيجار عن طريق املزاد العلني لألرا�ضي الوقفية‬
‫املخصصة للفالحة مرفق بعقد املزاد العلني‪،‬امللحق باملرسوم التنفيذي رقم ‪،70/14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 476‬من القانون املدني ‪.‬‬
‫‪ 71‬القانون رقم ‪ 29/90‬املؤرخ في ‪، 1990/12/01‬املتعلق بالتهيئة والتعميراملعدل و املتمم ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 52‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 72‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 19/15‬املؤرخ في ‪، 2015/01/25‬املحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪07‬‬
‫لسنة ‪.2015‬‬
‫‪ 73‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬من دفترالشروط ‪،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 74‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 480‬و‪ 481‬من القانون املدني‪.‬‬
‫‪ 75‬القانون رقم ‪ 09/08‬املؤرخ ‪ 2008/02/28‬املتضمن قانون اإلجراءات واإلدارية‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪ 76‬رغم استبعاد املعيار الشكلي في املنازعات الوقفية ‪،‬إال أن اختصاص القا�ضي اإلداري ينعقد في مسائل عديدة ‪:‬كإلغاء قرارات لجنة‬
‫االسترجاع التي تق�ضي بعدم استرجاع الوقف املؤمم‪،‬دعاوى التعويض عن األمالك الوقفية غيرالقابلة لالسترجاع‪،‬لتفصيل أكثرأنظر‪:‬‬
‫‪ -‬محمد كنازة‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 77‬عبد السالم ذيب‪،‬عقد االيجار املدني‪،‬دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد املحكمة العليا‪،‬ط‪،01‬الديوان الوطني‬
‫لألشغال التربوية‪،‬الجزائر‪، 2001‬ص ‪.202‬‬
‫‪1163‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like