Professional Documents
Culture Documents
ومن بين األنظمة التي عرفت بالدقة والتنظيم ،يوجد نظام التسجيل العيني – الموازي لنظام التحفيظ العقاري بالمغرب – المستمد من
نظام تورانس ،والذي ظهر في أستراليا وتبنته كثير من الدول ومنها المغرب ويتخذ الوضعية المادية والقانونية للعقار أساسا لتنظيم
.الملكية العقارية
.كما يوجد نظام التسجيل الشخصي الذي ظهر نتيجة تطور في بعض األنظمة العقارية كفرنسا ويتخذ من مالك العقار أساس كل تنظيم
وسواء استمدت الدول قوانينها العقارية من هذا النظام أو ذاك ،فإننا نالحظ مع ذلك تحكم بعض األعراف والتقاليد في النظم العقارية
.لكثير من الدول ومنها المغرب
.وإذا تفحصنا النظام العقاري المغربي فإننا سنجده نظاما مزدوجا في هيكله ،ومتنوعا في تركيبه
فهناك نظام العقارات المحفظة المستمد من نظام الشهر العيني والمنظم بواسطة قانون التحفيظ العقاري الصادر بتاريخ 9رمضان
12( 1331غشت .)1913كما وقع تعديله وتتميمه بمقتضى القانون ،14-07وإلى جانب هذا النظام هناك نظام العقارات غير
المحفظة والمستمد أساسا من مبادئ الشريعة اإلسالمية ومن مدونة الحقوق العينية وقواعد القانون المدني التي تعتمد النظام
.الشخصي
ونجد في نفس الوقت إلى جانب هذين النظامين تنوعا في طبيعة األمالك العقارية الموجودة بالمغرب حيث عمل المشرع على إيجاد
:أنظمة عقارية تخضع لمقتضيات خاصة بها من أهمها
.األمالك العامة P،المنظمة بمقتضى ظهير 1يوليوز .1914كما وقع تغييره وتعديله –
.األمالك الخاصة بالدولة ،المنظمة بمقتضى ظهير 3يناير ،1916كما وقع تغييره وتعديله –
.األمالك البلدية المنظمة بمقتضى ظهير 19أكتوبر .1921كما وقع تغييره وتعديله –
.األراضي الجماعية ،المنظمة بمقتضى ظهير 27أبريل ، 1919كما وقع تعديله وتتميمه –
.ضم األراضي الفالحية المنظمة بمقتضى ظهير 30يونيو 1962كما وقع تعديله وتتميمه –
.نزع الملكية من أجل المنفعة العامة المنظمة بمقتضى ظهير 6أبريل – 1982
أراضي األوقاف ،المنظمة بمقتضى مدونة األوقاف الجديدة طبقا للظهير رقم 1-09-236الصادر في 8ربيع األول – 23( 1431
.فبراير )2010ج.ر عدد 14( 5847يونيو )2010
أراضي الكيش (الجيش) .وليست لها حسب علمنا مقتضيات خاصة بها وتخضع للقوانين المنظمة لألمالك المخزنية (ظ 3 .يناير –
)1916.
.الملك العائلي ،الذي كان منظما بمقتضى ظهير 7فبراير .1953وقد تم إلغاؤه بمقتضى ظهير ( 16غشت – )1996
مدونة الحقوق العينية التي صدر بشأنها القانون رقم 39.08والتي وحدت األحكام التي تطبق على العقارات المحفظة والعقارات –
.غير المحفظة مع االحتفاظ ببعض األحكام الخاصة فيما استعصى على التوحيد
الملكية الشائعة ونظام الشفعة (تخضع لمقتضيات مدونة الحقوق العينية وفقا للقانون رقم 32-08ولقواعد الشريعة اإلسالمية –
.وق.ل.ع)
الملكية المشتركة للعقارات المبنية المنظمة بمقتضى القانون رقم .18.00كما وقع تغييره وتتميمه بمقتضى القانون – 27( 106.12
.أبريل )2016
بيع العقار في طور اإلنجاز المنظم بمقتضى القانون رقم 44.00المتمم لقانون االلتزامات Pوالعقود وفقا للفصل 618المكرر – 20
.مرة
.اإليجار المفضي إلى تملك العقارات المنظم بمقتضى القانون رقم – 00/51
.التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات المنظمة بمقتضى القانون رقم – 25-90
وبالرغم من ازدواجية التنظيم العقاري الملحوظ في المغرب ،وتعدد هذا التنظيم أحيانا في دول أخرى .فإن األنظمة العقارية تسعى
إلى هدف واحد ،وهو خلق نوع من الثقة واالستقرار في المعامالت العقارية وحماية المكتسين للحقوق العينية العقارية .وتسهيل
.االستثمار في العقار
يشكل العقار إحدى معوقات االستثمار بالمغرب بسبب تعدد أنظمته القانونية والهيئات الوصية عليه وتسعى الدولة إلى تأسيس وعاء
.عقاري ووضعه رهن إشارة المستثمرين وبشروط تحفيزية أحيانا
.يعتبر العقار من أكثر القطاعات دينامية داخل النسيج االقتصادي وأن جل القطاعات األخرى تدور في محيط العقار –
.فاالستثمار في العقار هو الركيزة األساسية وهو الوسيلة األكثر فعالية لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية
.قطاع العقار قطاع متشعب Pوأنظمته متعددة والمتدخلون فيه متعددون كل قطاع يسعى إلى تحقيق أهداف معينة –
.ليس هناك انسجام أو مالءمة Pأو تقاطع بين مختلف األنظمة العقارية –
المشاكل التي تعرفها مختلف األنظمة العقارية المتواجدة في مجملها مشاكل وعوائق قانونية تكون سببا في تعطيل التنمية االقتصادية
.المرجوة وتجميد مسلسل اإلنتاج وتعرقل مبادرات الرأسمال العقاري
.توحيد القواعد القانونية المطبقة على العقار المحفظ والعقار غير المحفظ إال ما استعصى عن التوحيد –
اشتراط رسمية العقود بالنسبة لبعض الحقوق العينية العقارية على غرار ما تم النص عليه في القوانين المتعلقة بالملكية المشتركة –
.للعقارات المبنية 18.00والكراء المفضي إلى التملك 51.00وبيع العقار في طور اإلنجاز 44.00
:تدوين بعض األحكام التي كانت تخضع لعموميات أحكام الشريعة اإلسالمية درءا للخالف من بينها –
.الحريم –
.الحيازة –
.المغارسة –
.وضع مقتضيات جديدة موحدة ألحكام الشفعة والقسمة تطبق على العقار المحفظ وغير المحفظ –
.عدم قبول طلب بطالن التصرفات التي تتجاوز أربع سنوات بسبب الزور أو التدليس –
:وقد كان من المفضل دمج مقتضيات أخرى بهذه المدونة واعتبارها من بين مكوناتها من بينها
.بيع الصفقة –
.يعتبر تدبير العقاري من بين الميادين التي ال يمكن للدولة أو الجماعات Pالمحلية أن تنفرد به نظرا لتعدد المتدخلين
فالجماعات Pالترابية ال تتوفر على األطر الفنية والتقنية المؤهلة والقادرة على إعداد مشاريع وثائق التعمير مما جعل المشرع يسند هذه
.المهمة إلى الوكاالت الحضرية
منح المشرع الوكاالت الحضرية اختصاصات Pمهمة في ميدان التعمير فهي التي تعمل على إنجاز وثائق التعمير وإعداد مشاريع
.تصاميم التهيئة وتصاميم التنطيق
.الموافقة على جميع مشاريع التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم األراضي –
يعتبر قطاع العقار والسكن من بين اهتمامات الحكومات المتعاقبة Pلحل أزمة السكن من جهة وتيسير الولوج إلى العقار من جهة
.أخرى
.ومع ذلك ورغم الحصيلة اإليجابية المعلن عنها فال تزال البرامج الحكومية تواجه نقائص في الحكامة وترشيد العقار
:وقد اهتمت مختلف البرامج الحكومية بالجوانب التالية
.مشكل تمويل العقار من طرف المؤسسات البنكية والشروط االذعاتية المقررة لذلك –
.يحتل العقار مكانة هامة في أي مشروع استثماري (السكني والصناعي والسياحي إلخ)
تدخل الدولة يعتبر ضرورة ملحة للتحكم في السوق العقارية خاصة وأن إنجاز أي مشروع سكني أو صناعي أو سياحي يتطلب حل
.اإلشكالية العقارية
… مسطرة اقتناء العقار مرتبطة بالنظام الخاضع له ملكية خاصة أو ملك الدولة الخاص أو حبسي أو جماعي إلخ –
ويستنتج من ذلك أن الملكية العقارية تمثل عرقلة أساسية أمام رأس المال المن