You are on page 1of 132

‫الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية‬
‫كلية الحقوق‬
‫مذكرة نھاية الدراسة للحصول على شھادة الماستر‬
‫تخصص‪ :‬قانون عقاري‬

‫التنازل عن األمالك العقارية الخاصة التابعة‬


‫بعنوان‪ :‬للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري‬
‫في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫من تقديم الطالبة‪:‬‬


‫• واكد الزھرة‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫أ‪/‬كربوش سليم‪ .....................................‬مشرفا‬
‫أ‪ /‬سبتي عبد القادر ‪.................................‬رئيسا‬
‫أ‪ /‬بن تغري موسى ‪................................‬مناقشا‬

‫السنة الدراسية‪2013/2012 :‬‬


‫قال  تعالى‪ " :‬ولئن شكرتم ألزيدنكم"‪ .‬صدق  العظيم‪.‬‬

‫أحمد المولى عزوجل على توفيقه لي في إنجاز ھذا العمل حمدا يليق بجالله وعظمته‪.‬‬

‫فالحمد والشكر ‪ ,‬الواحد األحد أوال وآخرا‪.‬‬

‫أتقدم بجزيل الشكر إلى األستاذ المشرف "كربوش سليم" على حسن إشرافه وتوجيھاته القيمة‬

‫التي قدمھا لي ‪.‬‬

‫كما أشكر رئيس مفتشية أمالك الدولة بعين بوسيف السيد "بوبكر محمد" الذي مد لي يد العون‬

‫إلنجاز ھذا العمل‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الخالص لزميلتي في العمل "إبراھيمي سميرة" على كل ما قدمته لي‪.‬‬

‫وأخيرا أتقدم بالشكر لكل من ساھم من قريب أو من بعيد في إنجاز ھذا العمل‪.‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﺎﻗﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ ﻭﺃﻋﻄﺘﻨﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻷﺣﻘﻖ ﺣﻠﻤﻲ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﺊ ﻭﺗﻨﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺰﺩﻩ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺇﻻ ﻋﺰﺍ ﻛﺎﻷﻣﻴﺮ ﺃﺑﻲ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺤﺎﻧﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺇﺭﺍﺩﺗﻲ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻋﻄﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺨﻼ ﻭﻫﺪﻳﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺃﺧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﻨﺎﻥ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺲ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻷﺟﻠﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺃﺣﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﺘﻲ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺗﻤﻸ ﻓﻀﺎﺀ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻫﻨﺎﺀﺍ‬
‫ﻭﺭﻏﺪﺍ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﻓﺮﺣﻲ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﺘﺎﻱ‬

‫ﺇﻟﻰ‪ :‬ﺳﻨﺪﺱ ﻣﻼﻙ‪ ،‬ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻣﻴﻦ ‪ ،‬ﺭﻳﻬﺎﻡ ﻫﺒﺔﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‪ ،‬ﻋﻼ ‪ ،‬ﺩﻋﺎﺀ ‪ ،‬ﺇﻳﻤﺎﻥ ‪ ،‬ﺳﻬﻰ‪.‬‬

‫ﺇ ﻟﻰ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ‪،‬ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺑﻲ ‪،‬ﺧﺎﻟﻲ ﻭﻋﻤﻲ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻬﻤﺎ‪،‬ﺧﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺳﺎﺭﺓ ﻭﺃﻣﻴﻨﺔ‬

‫ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭﻗﺎﺗﺎ ﺭﺍﺋﻌﺔﻭﻟﻤﺴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻷﺧﺖ ‪:‬ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻣﺴﻌﻮﺩﺓ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻴﻼﺗﻲ ﻭﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺃﻣﻼﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﻴﻦ ﺑﻮﺳﻴﻒ ‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫نظرا للدور الفعال الذي تلعبه الملكية العقارية في صنع قواعد التنمية الشاملة ألي بلد من بلدان‬
‫العالم حظيت باھتمام الحضارات اإلنسانية منذ القدم‪ ،‬ذلك بالمحافظة عليھا وترقيتھا سواء كانت‬
‫الملكية عامة أو خاصة‪ ،‬وھذا يتضح جليا من خالل الترسانة الھائلة من القوانين التي تنظم الملكية‬
‫العقارية‪.‬‬

‫ولقد اھتمت الجزائر وكغيرھا من الدول بالملكية العقارية ‪،‬إذ كان وال يزال وضع سياسة‬
‫عقارية من أھم المواضيع التي تواجه المشرع الجزائري‪ ،‬فعرفت الجزائر منذ االستقالل عدة‬
‫محاوالت من أجل إرساء سياسة عقارية تكون بديال عن تلك الموروثة عن الحقبة اإلستعمارية‪ ،‬التي‬
‫أفرزت عدة وضعيات تتميز بالتضارب وعدم التجانس والالستقرار‪ ،‬وذلك من خالل تدخل المشرع‬
‫لمعالجة ھذه الوضعية عن طريق سن جملة من النصوص القانونية الداعية إلى تنظيم سير الملكية‬
‫العقارية‪ ،‬إذ تم اإلعالن عن شغور تلك األموال التي تركھا المستعمر‪ ،‬ثم تم إدماجھا بصفة نھائية إلى‬
‫األمالك التابعة للدولة طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 102/66‬المؤرخ في ‪ 06‬ماي ‪ 1966‬المتضمن انتقال‬
‫األمالك الشاغرة للدولة‪،‬باإلضافة إلى قيام الدولة لفائدة أفرادھا بإجراء إستثنائي يتمثل في التنازل‬
‫والذي الغرض منه إشراك األفراد في اكتساب بعض عقاراتھا ‪،‬وتحديدا فيما يخص التنازل عن‬
‫األمالك العقارية الوطنية الخاصة ‪،‬كالتنازل عن األراضي الفالحية التابعة للدولة بعد استصالحھا‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 18/83‬المؤرخ في ‪ 13‬أوت ‪ 1983‬بحيازة الملكية الفالحية واألحكام التطبيقية‬
‫له سيما المرسوم التنفيذي رقم ‪ 724/83‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1983‬المحدد لكيفيات تطبيق‬
‫القانون ‪، 13/83‬وأحكام القانون رقم ‪ 12/84‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪، 1984‬المتضمن قانون‬
‫المالية لسنة ‪، 1985‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 289/92‬المؤرخ في ‪ 1992/07/06‬المحدد لشروط‬
‫التنازل عن األراصي الفالحية بعد استصالحھا ‪،‬بحيث فتح المجال أمام الخواص الكتساب األراضي‬
‫الفالحية بعد استصالحھا ‪،‬وكان ذلك نقطة تحول ھامة في السياسة العقارية التي كانت التقبل إال‬
‫بملكية الدولة لألراضي الفالحية ) الصندوق الوطني للثورة الزراعية(‪،‬باإلضافة إلى المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 483/97‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1997‬المتضمن كيفيات منح حق امتياز قطع‬
‫أرضية من األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في المساحات االستصالحية وأعباءه وشروطه‪،‬إذ‬
‫مكن ھذا المرسوم األشخاص الطبيعيين و المعنويين االستفادة من التنازل عن األرض بمقابل‬
‫الكتسابھا ملكية تامة عن طريق عقد إداري يتضمن التنازل عن المساحات المستصلحة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمة‬

‫ويعد قطاع السكن من أھم القطاعات الحساسة واإلستراتيجية التي أخذت نصيبا من اھتمام‬
‫المشرع الجزائري خالل تلك الفترة على اعتباره أحد المكونات األساسية للتنمية االقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬إذ من األمور البينة التي ال تحتاج إلى بيان تطلع اإلنسان وسعيه جاھدا في أي زمان أو‬
‫مكان‪ ،‬ألن يجد لنفسه ولذويه مسكنا يتوفر فيه الحد األدنى من أسباب العيش الھادئ المستقر ‪،‬وإنه‬
‫ليس من المبالغة لو قلنا أن حاجة المرء إلى السكن أصبحت تضاھي حاجته إلى المأكل والشرب لذلك‬
‫نجد أن الدولة جندت كل الوسائل المادية والبشرية المتاحة لتلبية الطلب المتزايد على السكن الناتج‬
‫عن ارتفاع نسبة النمو الديموغرافي من جھة والنزوح الريفي للسكان بحثا عن الشغل من جھة‬
‫أخرى‪ ،‬مما أدى إلى تزايد حركة البناء‪ ،‬وھذا ما خلق صعوبة في التسيير على الرغم من إحداث‬
‫شركات وھيئات كلفت بتسيير تلك الممتلكات‪ ،‬وأدى إلى عجز الدولة عن صيانة تلك المحالت لما‬
‫تتطلبه من أموال ونفقات باھظة‪.‬‬

‫كل ھذا دفع بالمشرع الجزائري إلى إصدار صدور القانون رقم ‪ 01/81‬المؤرخ في ‪07‬‬
‫فيفري ‪ 1981‬المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني والمھني والحرفي‬
‫والتجاري التابعة للدولة والجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات العمومية‬
‫والھيئات واألجھزة العمومية‪ ،‬الذي تم بموجبه التنازل عن المحالت المذكورة أعاله لحساب‬
‫األشخاص المتمتعين بصفة المستأجر الشرعي والمستوفون اللتزاماتھم اإليجارية عند تاريخ‬
‫التنـــــازل‪ ،‬وتم التنازل عن ھذه األمالك مقابل مبالغ رمزية تدفع إما دفعة واحدة أو على شكل‬
‫أقساط‪ ،‬والتنازل كغيره من اإلجراءات القانونية تعرض بدوره إلى تغييرات وتعديالت في القوانين‬
‫الخاصة التي تنظمه‪ ،‬بحيث تم تعديل ھذا القانون بموجب القانون رقم ‪ 02/83‬المؤرخ في‬
‫‪ 1983/01/29‬وباألمر رقم ‪ 02/83‬المؤرخ في ‪ 1983/04/10‬وبالقانون رقم ‪ 03/86‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1983‬يھدف ھذا القانون إلى تحديد الثروة العقارية القابلة للتنازل عنھا التابعة للقطاع العام التي‬
‫شرع في استغاللھا قبل أول يناير سنة ‪ ،1981‬وكذا تحديد الشروط المتعلقة بالتنازل‪ ،‬وتطبيقا لھذا‬
‫القانون صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 71/88‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1988‬المحدد للشروط الخاصة‬
‫التي تطبق على بيع األمالك العقارية التي في شرع في استغاللھا بعد ‪ 01‬جانفي ‪ ،1981‬ويتم البيع‬
‫بموجب ھذا المرسوم لكل شخص تثبت فيه صفة المستأجر القانوني‪.‬‬

‫وابتداء من أكتوبر ‪ 1992‬بصدور قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 1992‬الذي أكد في مادته ‪76‬‬
‫على أن المساكن االجتماعية الحضرية الجديدة والمحالت التابعة للقطاع اإليجاري والمنجزة من قبل‬

‫‪-3-‬‬
‫مقدمة‬

‫ديوان الترقية والتسيير العقاري والموضوعة حيز االستغالل ابتداء من أكتوبر ‪ 1992‬غير قابلة‬
‫للتنازل‪.‬‬

‫وتنفيذا لسياسة تشريعية رأت بأن سوء تطبيق القانون رقم ‪ 01/81‬السالف الذكر نجم عنه‬
‫استنزاف ألمالك الدولة‪ ،‬تم إلغاؤه بما فيھا جميع األحكام المعدلة والمتممة له وكذا األحكام التطبيقية‬
‫بنص المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 06/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/12/23‬المتضمن قانون المالية‬
‫لسنة ‪ ،2001‬كما أضافت المادة أ ّنه بالنسبة لألمالك العقارية التي أودع أصحابھا ملفات طلب الشراء‬
‫قبل ‪ 31‬ديسمبر‪ 2000‬فإ ّنھا تبقى خاضعة ألحكام القانون ‪ 01/81‬المذكور أعاله‪ ،‬وتبعا لذلك تكمل‬
‫اللجان ما بين البلديات المكلفة بإقرار التنازل أعمالھا بشكل عادي فيما يخص ھذه الطلبات إلى غاية‬
‫تطھير وضعيتھا نھائيا‪ ،‬كما تلتزم في نفس الصدد اللجان الوالئية للطعن بمواصلة أيضا الصالحيات‬
‫المخولة لھا قانونا‪ ،‬وبموجب المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 06/2000‬المذكور أعاله تم صدور‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المؤرخ في ‪ 2003/08/07‬الذي يحدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقاريـــة التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل‬
‫يناير سنــة ‪ ،2004‬إذ كان الھدف من إصدار ھذا المرسوم محاولة إحداث تطور في السوق العقارية‬
‫والتوفيق بين العرض والطلب من جھة‪ ،‬وتمويل خزينة الدولة إلنجاز مشاريع سكنية أخرى من جھة‬
‫أخرى‪ ،‬وھذا دائما الستدراك أزمة السكن‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق ظھرت الحاجة إلى معالجة ھذا الموضوع الذي يكتسي أھمية بالغة بالنظر‬
‫إلى مشكلة السكن التي فرضت نفسھا على الواقع المعاش‪ ،‬األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري إلى‬
‫إيجاد آليات قانونية كفيلة لمواجھة ھذه المشكلة‪ ،‬وفي ھذا السياق عرفت سياسة اإلسكان في الجزائر‬
‫تطورات عديدة من مطلع الثمانينات أينما كانت الدولة تدعم دور المؤسسات العقارية‪ ،‬بحيث تتكفل‬
‫بإنجاز وتسيير برامج اإلسكان الموجھة للبيع أو اإليجار إذ كان التمويل يقتصر على قناة واحدة تتمثل‬
‫في خزينة الدولة‪ ،‬وبحكم انخفاض موارد الدولة‪ ،‬وجراء الركود الذي ساد قطاع البناء التشييد في‬
‫منتصف الثمانينات الذي تسبب في انخفاض عرض المساكن‪ ،‬تعتبر عملية التنازل ذات أبعاد‬
‫وأھداف إجتماعية واقتصادية وسياسية ألن الدولة كانت تھدف من وراءھا إلى تمويل خزينتھا المالية‬
‫إلنجاز مشاريع سكنية‪ ،‬باإلضافة إلى تكريس استقرار الملكية العقارية‪.‬‬

‫ويرجع سبب اختياري لھذا الموضوع لما له من عالقة قانونية بفرع القانون العقاري ‪،‬ولما‬
‫يتميز به ھذا الموضوع من أھمية كبرى تتمثل في السماح لألفراد بامتالك سكن أو محل تجاري أو‬
‫مھني أو حرفي وھو ما ينجر عنه خلق إستقرار اجتماعي وإقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى رغبتي الشديدة‬
‫‪-4-‬‬
‫مقدمة‬

‫في تناول ھذا الموضوع‪ ،‬كما أردت من خالل ھذه المذكرة إثراء المكتبة القانونية المتواجدة على‬
‫مستوى الكلية‪.‬‬

‫ومن خالل كل ما تقدم يمكن حصر إشكالية الموضوع محل البحث في التساؤل التالي‪:‬‬

‫ھل يعتبر التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬حال تنمويا‬
‫للحد من أزمة السكن في الجزائر؟‪.‬‬

‫وھذا السؤال بدوره يثير جملة من التساؤالت الفرعية تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ما ھو مفھوم التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬؟‪ ،‬وما‬
‫ھي إجراءات إبرام عقد التنازل؟‪.‬‬

‫‪ -‬فيما تتمثل اآلثار القانونية المترتبة عن عملية التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪269/03‬؟‪.‬‬

‫ولإلجابة على ھذه التساؤالت‪ ،‬سأحاول وضع خطة لإللمام بجوانب الموضوع في ظل وجود‬
‫الدراسات السابقة مع قلتھا‪ ،‬وقلة المراجع وصعوبة الحصول على الموجودة منھا‪.‬‬

‫كما اعتمدت دراسة ھذا الموضوع وفق منھج تحليلي باستخالص النتائج عن طريق جمع‬
‫البيانات والمعلومات المتعلقة بعملية التنازل ‪،‬والتعمق في دراستھا‪ ،‬والبحث عن الجزئيات والتفاصيل‬
‫المتعلقة بھا واآلثار المترتبة عنھا‪ ،‬وذلك في دراسة تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي‪.‬‬

‫وعلى ذلك سأقسم دراستي إلى فصلين ‪،‬الفصل األول كان بعنوان كيفيات التنازل عن األمالك‬
‫العقارية في ظل المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬وفيه تطرقت إلى مفھوم التنازل عن األمالك‬
‫العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬من خالل التعرض لتعريفه‪ ،‬خصائصه‪ ،‬أركانه‬
‫في المبحث التمھيدي‪ ،‬ثم تناولت سير إجراءات التنازل على مستوى الدائرة في المبحث األول‪،‬فيما‬
‫تضمن المبحث الثاني مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة‪ ،‬أما الفصل الثاني‬
‫فخصصته آلثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬وفيه‬
‫تطرقت إلى انتقال الملكية عن طريق التنازل في المبحث األول‪ ،‬وإلى الشرط المانع من التصرف في‬
‫المحالت المتنازل عنھا في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫تمھيد‪:‬‬

‫إن عملية التنازل شرعت لتحقيق أھداف عديدة تتمثل أساسا في تكريس الملكية العقارية وذلك‬
‫بتمكين كل مواطن من إمتالك محل سواء كان سكني أو مھني أو حرفي أو تجاري‪،‬ولتكون ھذه العملية‬
‫أكثر فاعلية وتضمن تحقيق ما شرعت من أجله‪،‬وضع لھا المشرع الجزائري األطر الرسمية والضوابط‬
‫القانونية التي تم من خاللھا وألزم القائمين لھا بذلك ‪،‬بحيث أوكل ھذه المھمة إلى أشخاص وھيئات تتكفل‬
‫بالسير الحسن لھذه العملية وتعمل على التكفل بمجموعة من المھام‪،‬لذلك كان من الضروري معرفة‬
‫اإلجراءات العملية التي يجب اتباعھا من أجل إتمام إجراءات التنازل واإلطالع على مختلف المراحل‬
‫التي يجب الوقوف عليھا ‪،‬لتمكين الشاغل الشرعي للمحل المعني بالتنازل من إكتسابه‪،‬ولھذا سنتناول في‬
‫ھذا الفصل كيفيات التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬من خالل مبحث تمھيدي نتطرق‬
‫فيه إلى مفھوم التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬باإلضافة إلى مبحثين‪ ،‬حيث نتعرض‬
‫في المبحث األول إلى إجراءات سير التنازل على مستوى الدائرة‪ ،‬وفي المبحث الثاني إلى مراحل إعداد‬
‫عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫المبحث التمھيدي‪ :‬مفھوم التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫قبل الخوض في الحديث عن كيفيات التنازل عن المحالت ذات الطابع السكني والتجاري والمھني‬
‫والحرفي في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المعدل والمتمم ‪،‬البد من الوقوف على مفھوم ھذا‬
‫النظام القانوني‪ ،‬وذلك من خالل تحديد تعريف دقيق له واستنتاج خصائصه والتطرق ألركانه‪.‬‬

‫كل ھذه العناصر سنتناولھا تباعا في مطلبين‪ ،‬المطلب األول‪ :‬تعريف التنازل وخصائصه في‬
‫إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬والمطلب الثاني‪ :‬أركان التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.269/03‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنازل وخصائصه في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫سنتناول في ھذا المطلب فرعين‪ ،‬بحيث سنتطرق إلى تعريف التنازل في الفرع األول‪ ،‬ونخصص‬
‫الفرع الثاني ألركان التنازل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنازل‪.‬‬


‫أوال‪ :‬المدلول اللغوي ‪.‬‬
‫التنازل في اللغة العربية كلمة نجدھا بعدة مصطلحات ومعاني حسب موقعھا في الجملة ‪،‬ومن‬
‫أمثلة ذلك ما يلي ‪:‬تنازل القوم‪ :‬نزل بعضھم إلى بعضھم اآلخر فتضاربوا ‪،‬تنازل عن األمر‪ :‬تخلى عنه‪.‬‬
‫‪ -‬تنازل الملك عن العرش ‪:‬تنازل عن حقه‪،‬تنازل ‪:‬تواضع ‪،‬تساھل‪ ،‬تنازل القوم في السفر‪:‬أكلواعند ھذا‬
‫"ﻧزلة"‪ ،‬أي طعاما‪ ،‬تنازل فعل خماسي الزم‪،‬متعد بحرف‪،‬تنازلت‪،‬أتنازل‪،‬تنازل‪،‬تنازال‪،‬فھو متنازل‬
‫والمفعول متنازل عنه‪ ،‬تنازل عن الشيئ ‪:‬تركه وتخلى عنه ليتسلمه غيره‪،‬تنازل عن وظيفته‪/‬رئاسة‬
‫الحزب‪/‬العرش‪،‬تنازلت عن حقھا في الميراث ألخيھا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التنازل يعني التخلي عن أمر ما‪،‬سواء كان عمل أوشيئ‪،‬االستكشاف‪،‬التخلي ‪،‬أو اإلستقالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدلول االصطالحي‪.‬‬


‫إن المشرع الجزائري لم يورد أي تعريف للتنازل من خالل النصوص القانونية المنظمة له والسابقة على‬
‫صدورالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬السالف الذكر‪،‬والتي ألغيت بموجب المادة ‪ 40‬من القانون رقم‬

‫‪ 1‬راجع في ذلك‪،‬حمامة وسيلة ‪،‬سارة شواف‪،‬التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ذات االستعمال السكني والمھني‬
‫والحرفي والتجاري‪،‬تقرير ﻧھاية التربص ‪،‬جامعة قسنطينة‪،‬سنة ‪، 2009/2008‬ص‪.13‬‬
‫‪-8-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ 06/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/12/23‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،((1)2001‬كما لم يتضمن‬


‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬أي تعريف له كل ما تطرق إليه ھو إجراءات التنازل‪ .‬ولكن بالرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454/91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1991‬يحدد شروط‬
‫إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرھا ويضبط كيفيات ذلك‪ .‬التي تنص على أنه‪ " :‬يمكن‬
‫أن تباع العقارات التابعة لألمالك الوطنية الخاصة في المادة ‪ . . . . . . . . . . . . .10‬للخواص في‬
‫)‪(2‬‬
‫حالة‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬الشفعة القانونية‪." . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫وھذا يعني أنه يمكن للدولة أن تبيع العقارات التابعة لألمالك الخاصة للخواص في حالة الشفعة‬
‫القانونية أي أن الدولة إذا قررت بيع المحالت السكنية المؤجرة فإن شاغلي ھذه المحالت يستفيدون من‬
‫)‪(3‬‬
‫حق الشفعة في الشراء‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 06/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/12/23‬المتضمن‬


‫قانون المالية لسنة ‪ 2001‬التي تنص على ما يلي " يمكن التنازل بالتراضي على أساس القيمة التجارية‬
‫وفقا للتشريع والتنظيم الساريي المفعول ولفائدة شاغليھا الشرعيين عن األمالك العقارية ذات االستعمال‬
‫السكني و المھني والتجاري أو الحرفي‪ ،‬التابعة للدولة أو الجماعات المحلية أو دواوين الترقية والتسيير‬
‫العقاري"‪ ،‬وطبقا لنص المادة ‪ 209‬من القانون رقم ‪ 21/01‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪2001‬يتضمن‬
‫)‪(4‬‬
‫قانون المالية لسنة ‪، .2002‬ومن خالل نص المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬
‫السالف الذكر التي توضح أن ھذا األخير ما ھو إال تجسيد لنص المادة ‪ 41‬من قانون المالية لسنة ‪2001‬‬
‫المذكور أعاله‪،‬والمادة ‪ 209‬المذكورة أعاله‪ ،‬يمكن أن نعرف التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 269/03‬على أنه‪" :‬بيع بالتراضي لجميع األمالك العقارية ذات االستعمال السكني‪ ،‬المـھني‪ ،‬الحـرفي‬
‫أو التجاري التابعة للقطاع العمومي اإليجاري ذات الطابع االجتماعي الممولة بنفقات نھائية من ميزانية‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 40‬من القانون رقم‪06/2000‬المؤرخ في ‪2000/12/23‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2001‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 80‬لسنة ‪.2000‬‬

‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454/91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1991‬يحدد شروط إدارة األمالك‬
‫الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرھا ويضبط كيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،60‬المؤرخة في‪1991/11/24‬‬
‫الملغى بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.427/12‬‬
‫)‪ (3‬أنظر المادة ‪ 23‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 03/93‬المؤرخ في‪ 01‬مارس ‪ 1993‬المتعلق بالنشاط العقاري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪14‬المؤرخة في ‪ ،1993/03/03‬الملغى بالقانون ‪.04/11‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪ ،2003‬يحدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير‬
‫‪ ،2004‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪13‬أوت ‪.2003‬‬

‫‪-9-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الدولة التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول‬
‫يناير ‪ 2004‬لفائدة شاغليھا الشرعيين ‪،‬بناءا على القيمة التجارية "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التنازل‬


‫بما أن التنازل ھو بيع بالتراضي لجميع األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير‬
‫العقاري لفائدة شاغليھا ‪،‬فإنه يتعين علينا قبل التطرق إلى خصائص التنازل ‪،‬أن نتعرض أوال إلى‬
‫خصائص عقد البيع بوجه عام‪،‬ثم استنتاج خصائص التنازل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص عقد البيع بوجه عام‬


‫‪-1‬عقد ملزم لجانبين‪ :‬إذ أنه يرتب التزامات متبادلة تقع على عاتق كل من البائع و المشتري ‪،‬بحيث‬
‫يصبح كل طرف من الطرفين المتعاقدين دائنا ومدينا للطرف اآلخر في آن واحد ‪،‬فيرتب في ذمة البائع‬
‫)‪(1‬‬
‫التزاما بنقل الملكية ويرتب في ذمة المشتري التزاما بدفع الثمن‪.‬‬

‫‪-2‬عقد معاوضة‪ :‬ومعنى ذلك أن كل طرف من الطرفين المتعاقدين وھما البائع والمشتري يأخذ مقابال‬
‫لما يقدم للطرف اآلخر‪ ،‬إذ أن البائع يأخذ الثمن مقابل نقل الملكية والمشتري يتلقى الملكية مقابل الثمن‬
‫الذي يدفعه ‪،‬ويجب أن يكون الثمن الذي يحصل عليه البائع متناسبا مع قيمة الشيئ المبيع ‪،‬ھذا ويشترط‬
‫)‪(2‬‬
‫في الثمن أن يكون مبلغا من النقود‪.‬‬

‫‪-3‬عقد محدد القيمة في األصل‪ :‬ألن كل من البائع والمشتري يعلم وقت العقد قيمة االلتزام الذي يتعھد به‬
‫وقدر ما يكسبه‪ ،‬ولكن ھذه الصفة ليست مطلقة‪ ،‬إذ يمكن أن يكون البيع احتماليا ‪،‬وذلك إذا كان تحديد‬
‫قيمة الشيئ المبيع أو مقدار الثمن متوقفا على حادث غير محقق ‪،‬كما لو كان المبيع ھو حق إنتفاع مدى‬
‫)‪(3‬‬
‫حياة المشتري ‪،‬أو كان الثمن في عقد البيع إيرادا مرتبا مدى الحياة‪.‬‬

‫‪-4‬عقد رضائي‪ :‬األصل أن العقد الرضائي ھو العقد الذي اليتطلب المشرع إلنعقاده شكال كعينا ‪،‬وإنما‬
‫يكفي تراضي الطرفين المتعاقدين على عناصر العقد ‪،‬أي يكفي التعبير عن اإلرادة ألجل إنعقاد العقد أيا‬
‫كان شكل ھذا التعبير سواءا كان شفاھة أو كتابة ‪،‬أو باإلشارة الدالة على الموافقة على العقد‪،‬لكن ھذا‬

‫)‪ (1‬أ‪ /‬سليمان محمدي‪ ،‬محاضرات في عقد البيع‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2003-2002‬ص ‪.3‬‬
‫)‪ (2‬يوسف حفصي‪ ،‬بيع األمالك العقارية الخاصة التابعة للدولة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة سعد‬
‫دحلب البليدة‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص‪66‬‬
‫)‪ (3‬أ‪ /‬سليمان محمدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫األمر ال يؤخذ على إطالقه ‪،‬فلكل قاعدة إستثناء والقانون ذاته يلزم األطراف المتعاقدة في البيوع التي‬
‫تكون موضوعھا العقارات أن تخضع لشكلية معينة في حاالت قررھا القانون‪.‬‬

‫‪-5‬عقد البيع عقد مساومة‪ :‬بمعنى أنه يمكن أن تكون ھناك مفاوضة إن صح التعبير بين البائع‬
‫)‪(1‬‬
‫والمشتري على الثمن أو على أوصاف الشيء المبيع‪ ،‬التسليم‪ ،‬ومسائل أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص التنازل‬


‫‪-1‬عقد ملزم لجانبين‪ :‬إذ يرتب التزاما في ذمة البائع )مديرية أمالك الدولة( بنقل ملكية المحل المعني‬
‫بعملية التنازل إلى شاغله الشرعي‪ ،‬ويرتب في ذمة المشتري)الشاغل الشرعي( التزاما بدفع الثمن‪.‬‬
‫مع العلم أن تسديد الثمن يكون بإتباع إجراءات إدارية محضة‪ ،‬وناتج عملية البيع يدرج ضمن‬
‫)‪(2‬‬
‫الحساب النھائي لخزينة الدولة‪.‬‬

‫‪-2‬عقد شكلي‪ :‬بحكم أن التعامل منصب على عقار )المحالت ذات االستعمال السكني والتجاري والمھني‬
‫والحرفي( فالبد من كتابة العقد كتابة رسمية وال يكتفي بالتراضي‪ ،‬وإال كان العقد باطال وذلك بصريـــح‬

‫)‪(3‬‬
‫المادة ‪ 12‬من األمر‪ 91/70‬المتضمن تنظيم التوثيق الملغى بموجب القانون رقم ‪.27/88‬‬

‫‪ -3‬مجرد التعاقد ال ينقل الملكية‪ :‬ال تنتقل الملكية أو الحقوق العينية األخرى في العقار سواء كان ذلك‬
‫بين المتعاقدين أو في حق الغير‪ ،‬إال إذا روعيت اإلجراءات الخاصة بمصلحة الشھر العقاري ‪،‬أي أنه‬
‫حتى تنتقل ملكية المحل المعني بالتنازل إلى شاغله الشرعي عن طريق عقد اإليجار‪،‬يجب على الھيئة‬
‫)‪(4‬‬
‫المكلفة بتحرير عقد التنازل أن تقوم بإرساله إلى المحافظة العقارية للقيام بعملية شھره‪.‬‬

‫‪-4‬عقد يرد على عقار‪ :‬محل ھذا العقد ھو المحالت ذات الطابع السكني والتجاري والمھني والحرفي‬
‫)‪(5‬‬
‫وذلك بصريح المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪-5‬عقد مجرد من المساومة‪ :‬فالعقد الواقع على األمالك الخاصة التابعة للدولة أقرب ما يكون إلى عقد‬
‫إذعان‪ ،‬فال تفاوض على الثمن‪ ،‬إذ يحدد ثمن التنازل بعد تقييم تقوم به مصلحة أّمالك الدولة‪.‬‬

‫)‪ (1‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫)‪ (2‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المـادة ‪ 12‬من األمــر رقم ‪ 91-70‬المؤرخ في ‪ 1970/12/25‬المتضمن تنظيــم التوثيـق‪ ،‬الجريــدة‬
‫الرسميــة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬المؤرخة في ‪ ،1970/12/25‬الملغى بموجب القانون رقم‪.27/88‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫)‪ (5‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪-6‬عقد معاوضة‪ :‬فكل طرف يأخذ مقابال لما يعطي‪ ،‬فالمتر شح للشراء يأخذ المحل المشغــول من‬
‫طرفــه‪ ،‬والدولة ممثلة في مديرية أمالك الدولة تأخذ الثمن المحدد من طرف مصالحھا التقنية بعد القيام‬
‫)‪(1‬‬
‫بعملية تقييم المحالت المراد التنازل عنھا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان التنازل‪.‬‬


‫القاعدة العامة تقضي أّ ّنه حتى ينعقد أي عقد كان يجب تطابق اإلرادتين وأكثر لترتيب أثر‬
‫قانونــي‪ ،‬وھذا ما يطلق عليه بالتراضي وإلى جانب ھذا األخير يكون للعقد محال وسببا‪ ،‬كما قد يضيف‬
‫القانون إلى جانب ھذه األركان الثالثة ركن الشكلية بالنسبة لطائفة محددة من العقود كما ھو الحال‬
‫بالنسبة للعقار‪ ،‬فاألصل في عقد البيع أ ّنه ينعقد بثالثة أركان‪ ،‬لكن متى بات األمر يتعلق بعقار فإنّ‬
‫الشكلية أكثر من ضرورية النعقاد العقد‪ ،‬وسنتعرض فيما يلي إلى ھذه األركان من خالل أربعــة‬
‫فــروع‪ ،‬بحيث نتطرق في الفرع األول إلى ركن التراضي‪ ،‬وفي الفرع الثاني إلى ركن المحل أمّا الفرع‬
‫الثالث إلى ركن السبب‪ ،‬وأخيرا الفرع الرابع نتطرق فيه إلى ركن الشكلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ركن التراضي‪.‬‬

‫يقصد بالتراضي في عقد البيع وحتى في غيره‪ ،‬أن يتبادل الطرفان المتعاقدان التعبير عن إرادتھما‬
‫المتطابقتين‪ ،‬فيكون اقتران إيجاب البائع و قبول المشتري‪ ،‬غير أنّ الرضا وحده ال يكفي إلبرام العقد‪ ،‬فال‬
‫بد من مراعاة النصوص القانونية خاصة أحكام نظرية العقد‪ ،‬فيتعين أن يكون الرضا صحيحا وأن يصدر‬
‫من ذي أھلية دون أن يوجد عارض من عوارض األھلية كالجنون مثال كذلك أن يكون الرضا خاليا من‬
‫العيوب الالحقة باإلرادة كالغلط‪ ،‬التدليس‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬الغبن‪.‬‬
‫على الرغم من أنّ التنازل ھو عقد بيع وارد على عقار ويتعلق بأمالك الدولة التي عليھا أن تكون‬
‫أشد حرصا على تطبيق القانون‪ ،‬فإنّ ھذا األمر ال ينفي ضرورة تطابق إرادة الدولة البائعة وإرادة‬
‫المشتري )الشاغل الشرعي(التي وبالمناسبة قلّما نصادف فيھا أحد عيوب اإلرادة‪ ،‬وكذا نقص في األھلية‬
‫بحكم التحقيق الدوري المسبق الذي تقوم به المصالح التقنية في ھذا الشأن‪.‬‬
‫وفي ھذه الحالة )أي حالة التنازل( عن المحالت لفائدة شاغليھا فإن الدولة تضع مجموعة من‬
‫الشروط )كااللتزام بدفع حقوق اإليجار‪ ،‬عدم االستفادة من إعانة الدولة‪ ،‬الشغل الشرعي للمحالت(‪ ،‬وكل‬
‫الذين تتوفر فيھم ھذه الشروط يمكن أن يقتنوا المحالت التي يشغلونھا وھذا يعتبر إيجاب من طرف‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الدولة‪ ،‬وبمجرد حضور المترشح للشراء وإمتثاله لإلجراءات اإلدارية بتسليمه ملف الشراء الكامل كفيل‬
‫)‪(1‬‬
‫بأن يكيف على أنه قبول من طرفه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ركن المحل‬


‫األصل أنه في كل العقود‪ ،‬المحل ھو العملية القانونية التي يريد المتعاقدان تحقيقھا‪ ،‬ولمّا كان عقد‬
‫البيع المكرس لعملية التنازل عقد ملزم لجانبين فإ ّنه ينجم عنه التزامين رئيسيين ھما التزام البائع )الدولة(‬
‫بنقل ملكية الشيء المبيع‪ ،‬والتزام المشتري بتسديد الثمن‪ ،‬وسنرى فيما يلي محل التزام كل من البائع‬
‫والمشتري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬محل التزام البائع )الدولة(‪.‬‬


‫يشترط في العقار المباع )المحل( أن تتوفر فيه الشروط العامة ألي محل كان في أي عقد وشروط‬
‫أخرى خاصة بالتنازل‪.‬‬

‫‪-1‬الشروط العامة للمحل‬


‫أ( أن يكون مشروعا‪ :‬أي أن يجوز التعامل فيه وغير مخالف للنظام العام واآلداب العامة‪ّ ،‬‬
‫وإال كان العقد‬
‫باطال)‪،(2‬فھناك عقارات تخرج عن التعامل بحكم القانون كالعقارات الموقوفة‪،‬كما اليجوز التعامل في‬
‫التركات المستقبلية‪،‬الحقوق المتنازع عنھا‪،‬والتعامل في أمالك الدولة العامة‪.‬‬
‫ب( أن يكون المحل ممكنا وغير مستحيل‪ :‬حسب المادة ‪،93‬إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته كان‬
‫العقد باطال بطالنا مطلقا‪،‬بحيث يجب أن يكون محل االلتزام موجودا في الحال ‪،‬فال عبرة ببيع عقار‬
‫مملوك ألحد األفراد من قبل الدولة‪ ،‬وھو ال يزال لم يخرج من ذمة الشخص المالك األصلي‪.‬‬
‫ج(أن يكون المحل معين أو قابل للتعيين‪:‬يجب أن يكون العقار المبيع معينا حتى يمكن أن يرد عليه‬
‫االتفاق‪،‬إذ يعتبر العقار من األشياء القيمية أي األشياء المعينة بذاتھا‪،‬وھي التي تتميز عن غيرھا بصفات‬
‫خاصة تعينه تعيينا ذاتيا يجعل غيره ال يقوم مقامه في الوفاء ‪ ،‬بحيث يعين العقار تعيينا محددا وذلك‬
‫بـ}ذكر الحدود‪ ،‬الشارع‪ ،‬البلدية المساحة‪ {.....‬وفي المناطق الممسوحة يكون التعيين بواسطة رقم القسم‬
‫رقم القطعة‪.....‬إلخ)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬


‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 96‬من األمر رقم‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد‪ ،78‬المؤرخة في ‪ ،1975/09/30‬المعدل والمتمم باألمر ‪.10/05‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -2‬الشروط الخاصة بالمحل المتنازل عنه‬


‫أال يكون المحل ضمن األمالك الغير قابلة للتنازل وھي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬السكنات اإللزامية‪ :‬وھي نوع من السكنات الوظيفية مثال التي تستفيد منھا األسرة التربوية والتي تتمثل‬
‫في كل من مدير المؤسسة التربوية‪ ،‬الناظر‪ ،‬مستشار التربية‪ ،‬المقتصد‪.‬‬

‫‪ -‬السكنات موضوع منح امتياز للضرورة الملحة للمصلحة)‪.(1‬‬

‫‪ -‬السكنات الضروريـة لسيـر المصالــح والھيئات العموميــة للدولــة‪ ،‬ال سيما المخصصة أو المنجـــزة‬
‫أو المكتسبة أو المستأجرة من طرف الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬األمالك العقارية المصنفة أو في طور التصنيف ضمن التراث الثقافي)‪.(2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام المشتري‬


‫تسديد الثمن في عقد البيع ھو التزام رئيسي‪ ،‬والثمن عبارة عن مبلغ نقدي يلتزم المشتري بدفعه‬
‫للبائع ممثال في مديرية أمالك الدولة‪ ،‬أو باألحرى ق َّباضاتھا الموجودة على مستوى الدوائر‪ ،‬أي على‬
‫مستوى مفتشيات أمالك الدولة‪.‬‬

‫ويشترط في الثمن ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬أن يكون الثمن نقدا يدفع لحساب خزينة الدولة بمعية صناديق مفتشيات أمالك الدولة‪ ،‬ويدفع مسبقا‬
‫لخزينة الدولة‪ ،‬إمّا دفعة واحدة )فوري(‪ ،‬وإمّا بالتقسيط‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الثمن مقدرا‪ ،‬بحيث يتم تقييم العقار بشكل سابق عن عملية البيع‪.‬‬

‫‪ -‬أال ّ يقل الثمن عن القيمة التجارية للعقار المحددة وفقا لمقتضيات السوق العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬أال ّ يكون الثمن بخسا‪ ،‬إالّ ما أستثني بنص القانون‪ ،‬مثال )حالة تفوق االمتيازات المالية لسعر‬
‫التنازل()‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬يمنح ھذا المسكن للموظف قصد األداء الحسن والفعّال للخدمة العامة‪ ،‬ويكون في حالتين‪ ،‬الحالة التي تتطلب أن يكون‬
‫الموظف حاضرا في مكان عمله ليال ونھارا ممّا يقتضي أن يسكن في البناية‪ ،‬أمّا الحالة الثانيــة ھي الحالــة التــي يتحمــل‬
‫الموظف فيھا مسؤوليـة ذات تبعات خاصة تتطلب منه حضوره دائما دون أن يكون ضروريــا أن يسكــن في مقــر‬
‫عملــه‪ ،‬راجع في ذلك أ‪/‬عمر يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 03/02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ركن السبب‬


‫ركن السبب في القانون المدني الجزائري ھو الباعث الدافع للتعاقد‪ ،‬ذلك أن المشرع الجزائري لم‬
‫يتطلب في السبب إالّ شرطا واحدا ھو المشروعية‪ ،‬فلقد جاء في نص المادة ‪ 97‬من القانون المدني‬
‫الجزائري أنه" إذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع ولسبب مخالف للنظام العام و اآلداب العامة كان‬
‫العقد باطال"‪ ،‬وتنص المادة ‪ 98‬من القانون المذكور أعاله على أنه‪" :‬كل التزام مفترض أن له سببا‬
‫مشروعا ما لم يقم الدليل على غير ذلك"‪ .‬والباعث الدافع للتنازل من قبل الدولة عن المحالت ذات‬
‫الطابع السكني والتجاري والمھني والحرفي للشاغل الشرعي ھو‪:‬‬
‫‪ -‬تدعيم خزينة الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬توفير سكن مالئم للمواطن الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬حماية المحالت ذات الطابع السكني والمھني والحرفي والتجاري عن طريق إجراء التنازل فال تترك‬
‫للتعرض الصادر من الغير‪.‬‬

‫أمّا بالنسبة للمشتري فالسبب الدافع عنده ھو الحصول على المحل المشغول من طرفه‪ ،‬أي يصبح‬
‫مالكا له‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬ركن الشكلية‬


‫إن المادة ‪ 324‬مكرر من القانون المدني الجزائري ھي المرجع القانوني في النص على أن‬
‫العقود المتضمنة نقل العقار أو الحقوق العينية العقارية‪ ،‬يجب أن تحرر في شكل رسمي مع دفع الثمن‬
‫إلى الموثق وإالّ وقعت تحت طائلة البطالن المطلق‪ ،‬بحكم أن الشكلية ركن أساسي في العقد المناص من‬
‫التقيد بأحكامھا‪ ،‬واشتراط الرسمية ھو ضمان للبائع والمشتري‪.‬‬

‫ولمّا كان األمر يتعلق بأمالك الدولة فإ ّنه من غير المعقول أن تسند مھمة تحرير العقود إلى‬
‫الموثق مثال‪ ،‬بحيث تسھر مديرية أمالك الدولة على مستوى كل والية على تحرير العقود الرسمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬بما في ذلك عقود التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير‬
‫العقاري‪ ،‬إذ تلعب مديرية أمالك الدولة دورين في عملية التنازل‪.‬‬
‫‪ -‬دور الموثق‪ :‬تحرير العقود المتعلقة بالتنازل‪.‬‬
‫‪ -‬دور الخبير‪ :‬تقديم التقييمات للمحالت المعنية بالتنازل)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69‬‬


‫‪- 15 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫وعليه مديرية أمالك الدولة تعد الموظف العام القائم على تحرير جميع العقود المنصبة على أمالك‬
‫الدولة بما في ذلك عقد بيع العقارات التابعة لھا بناءا على ترخيص مسبق)‪.(1‬‬

‫وھذا العقد يجب أن يتضمن النقاط اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬مكرس التفاق الطرفين على المسائل الجوھرية‪.‬‬

‫‪ -‬مبرم بين طرفين يحوزان أھلية التعاقد‪ ،‬فمدير أمالك الدولة يتصرف باسم ولحساب الدولة‪ ،‬أمّا‬
‫المشتري فيتأكد من أھليته بالوثائق المقدمة في ملف الشراء )نسخة من بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬شھادة‬
‫الميالد(‪.‬‬

‫‪ -‬تبيان أصل ملكية العقار‪ ،‬أي المحالت المعنية بالتنازل‪.‬‬

‫‪ -‬تعيين العقار تعيينا نافيا للجھالة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد الثمن وصيغة دفعه‪.‬‬

‫‪ -‬تعيين األطراف }أسماؤھم وصفاتھم و مكان إقامتھم{‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة إجراءات التسجيل و اإلشھار العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬ليس ھناك في العقود اإلدارية المتضمنة التنازل شھود عند تحرير العقد‪ ،‬فالشخص المكلف بالخدمة‬
‫العامة أو الموظف العام ھما من يشھدان بمضمون العقد وحضور مجلس العقد بعد تالوة ما فيه)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬القرار المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ ،1992‬المتضمن منح تفويض من الوزير المكلف بالمالية لمديرية أمالك‬
‫الدولـة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬المؤرخة في ‪ ،1992/04/23‬ص‪.85‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬يوسف حفصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سير إجراءات التنازل على مستوى الدائرة‬

‫طبقا للمادة األولى من القرار رقم ‪ 377‬المؤرخ في ‪ ،2004/05/31‬تنشأ على مستوى كل دائرة‬
‫لجنة مكلفة بالدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير‬
‫العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير ‪ ،(1) 2004‬ولھذا فإن الوقوف على إجراءات التنازل‬
‫على مستوى الدائرة يقتضي منا التطرق إلى مسألة إيداع طلب الشراء ودراسته في المطلب األول‪ ،‬ثم‬
‫مسألة آثار دراسة الطلب في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إيداع طلب الشراء ودراسته‬


‫يمكن الترشح الكتساب العقارات القابلة للتنازل‪ ،‬األشخاص الطبيعيون ذوي الجنسية الجزائرية‬
‫واألشخاص المعنوية الخاضعة للقانون الجزائري والذين يملكون صفة شاغل شرعي حائز على سند‬
‫قانوني ومستوفاة لكل االلتزامات الكرائية إلى غاية تاريخ طلب الشراء)‪ ،(2‬ھذا األخير يتم أوال بإيداع‬
‫الطلب على مستوى لجنة الدائرة التي تقوم فيما بعد دراسته‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إيداع طلب الشراء‬


‫)‪(3‬‬
‫رقم ‪ 269/03‬في المادة‬ ‫إن تحديد وثائق ملف طلب الشراء مسألة عالجھا المرسوم التنفيذي‬
‫‪ ،11‬بحيث يستلزم على المترشح لالكتساب أن يقدم إلى أمانة لجنة الدائرة طلب التنازل حسب النموذج‬
‫الخاص المعد من طرف اإلدارة أو طلب خطي مرفق بملف يتضمن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪-‬أوال‪ :‬السند الشرعي لشغل الملك العقاري‪ ،‬بحيث يقدم المترشح للشراء نسخة مطابقة لألصل )عقد‬
‫إيجار(‪ ،‬ومما تجدر اإلشارة إليه أن عقد اإليجار يخص السكنات االجتماعية يبرم بين دواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري كمؤجر وبين المستأجر الذي يجب أن تتوفر فيه شروط معينة كي يستفيد من إبرام عقد‬
‫اجتماعي بينه وبين دواوين الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬وھاته الشروط حددھا المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 42/98‬الصادر بتاريخ ‪ 1998/02/01‬المتعلق بشروط االستفادة من السكنات االجتماعية )‪ ،(4‬وعليه‬
‫إذا استند إيجار العين إلى سند غير عقد اإليجار المنصوص عليه في المرسوم رقم ‪ 147/76‬بالنسبة‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01‬من القرار رقم ‪ 377‬المؤرخ في ‪ 2004/05/31‬المتعلق بإنشاء تشكيل وسير لجنة الدائرة المكلفة‬
‫بدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز‬
‫االستغالل قبل ‪ 01‬جانفي ‪ ،2004‬ص ‪.152‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ 2004‬المتعلقة بشروط وكيفيات وإجراءات التنازل عند‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة والدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول جانفي‬
‫‪.2004‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 42/98‬المؤرخ في ‪ 1998/02/01‬المتـعلـق بشروط االستـفادة من السكنات‬
‫االجتماعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 05‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫لإليجارات المسلمة قبل أكتوبر ‪ 1992‬وإلى غير عقد اإليجار المنصوص عليه في المرسوم رقم‬
‫‪ 69/94‬بعد ھذا التاريخ‪ ،‬فإن ھذا العقد ال يعد صحة على المؤجر‪ ،‬وعمال بالمادة ‪ 02‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 147/76‬المؤرخ في ‪ ،1976/10/23‬ال يمكن إثبات اإليجار بأي وثيقــة أخرى مھما كــانت‬
‫طبيعتــھا‪ ،‬وقد وضع المشرع نموذجا للعقد ألزم به الطرفين‪ ،‬ويوضح ھذا النموذج حقوق والتزامات‬
‫المستأجر)‪.(1‬‬

‫ثانيا‪ :‬وثيقة تثبت دفع كل مستحقات اإليجار تصدرھا المصلحة المسيرة وھي ما يعرف بشھادة استيفاء‬
‫اإليجارات‪ ،‬تسلم من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري إذا كانت المحالت تابعة لھا‪ ،‬أمّا إذا كانت‬
‫المحالت تابعة للدولة‪ ،‬فتسلم الشھادة من مديرية أمالك الدولة)‪.(2‬‬

‫ثالثا‪ :‬شھادة ميالد المشتري ونسخة مصادق عليھا من بطاقة التعريف للمترشح لالكتساب‪ ،‬وتتعلق ھاتان‬
‫الوثيقتان بالشخص الطبيعي‪ ،‬إذ ينصرف مصطلح الشخص الطبيعي إلى كل كائن بشري أيّا كان لونه أو‬
‫عرقه‪ ،‬حيث منحته مختلف القوانين الوضعية والشرعية الشخصية القانونية‪ ،‬ھذه األخيرة بمقتضى المادة‬
‫‪ 25‬من القانون المدني تبدأ بتمام والدة اإلنسان حيا وتنتھي بموته‪ ،‬والجدير بالذكر أن ارتباط اإلنسان‬
‫بغيره عامل أساسي لمنحه الشخصية القانونية)‪.(3‬‬

‫كما يمكن لكل شخص معنوي مھما كانت طبيعته )اجتماعية‪ ،‬مھنية‪ ،‬سياسية‪....،‬الخ( الترشح‬
‫لالكتساب شريطة أن تتوفر فيه الشروط المنصوص عليھا ال سيما الشغل الفعلي لألماكن والحيازة على‬
‫سند إيجار معد طبقا للتنظيم المعمول به وإستيفاءه لكل االلتزامات اإليجارية عند إيداعه طلب‬
‫االكتساب)‪ ،(4‬ولھذا يجب إرفاق الملف وحسب الحالة‪:‬‬

‫‪ -‬نسخة من السجل التجاري إذا تعلق األمر بشركة تجارية‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من االعتماد إذا تعلق األمر بجمعية‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من القانون األساسي إذا تعلق األمر بشركة مدنية)‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬صورية حافظ ‪ ،‬النظام القانوني لإليجار في السكنات االجتماعية‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شھادة المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة الخامسة عشر‪ ،2007-2004 ،‬ص ‪.15‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ ./‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‪ ،2011‬ص ‪.183‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،1439‬المؤرخة في‪ 17‬فيفري ‪ ،2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية‪.‬‬
‫)‪ (5‬راجع في ذلك‪ ،‬مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة‬
‫ولدواوين الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪ ،‬طبعة جوان ‪ ،2004‬ص ‪.47‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ويـراد بالــشخص المعنوي مجموعة من األشخاص يضمھم تكوين واحــــد لتحقيق ھدف مـعيــن‬
‫أو مجموعة من األموال مرصودة لغاية معينة يضفي عليھا القانون الشخصية القانونية‪ ،‬وھكذا ينشأ‬
‫شخص جديد ينظر إليه القانون على أنه وحدة قائمة بذاتھا مستقلة عن األشخاص الطبيعيين الذي يتكون‬
‫من مجموعھم أو يساھمون في نشاطه أو يستفيدون منه )‪ ،(1‬كما يجب التنويه في ھذا المقام أن الشخص‬
‫المعنوي ھو شخص قائم بذاته ومستقل كليا عن األشخاص المكونين له)‪.(2‬‬

‫رابعا‪ :‬إرفاق الطلب بتصريح شرفي‪ ،‬حسب نموذج خاص يصرح من خالله المترشح لالكتساب بأنه لم‬
‫يكتسب ملك عقاري في إطار القانون رقم ‪ 01/81‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 1981‬الملغى والمتعلق‬
‫بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للقطاع العمومي‪ ،‬أي أنه لم يقتني سابقا ملكية تابعة للدولة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تصريح شرفي حسب نموذج خاص يصرح من خالله المترشح لالكتساب بأنه لم يستفد من‬
‫مساعدة مالية من طرف الدولة‪ ،‬وذلك على أساس طلب يقدمه المعني باألمر لدى الصندوق الوطني‬
‫للسكن في شكل استمارة متوفرة على مستوى ھذه الھيئة‪ ،‬أي الصندوق الوطني للسكن ‪ CNL‬الذي نشأ‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 114/ 91‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1991‬على شكل مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع صناعي وتجاري تحت وصاية وزارة السكن والعمران وذلك من أجل المساعدة للحصول على‬
‫ملكية سكن)‪.(3‬‬

‫وما ينبغي التنويه إليه أن بعض مصالح أمالك الدولة عند تحرير العقد يطالبون بصفة تلقائية‬
‫بشھادة عدم االستفادة من إعانة مالية من الدولة وبتصريح شرفي بعدم اكتساب ملك تابع للدولة‪ ،‬في ھذا‬
‫الصدد تجدر اإلشارة إلى أن ھاتين الوثيقتين يتم تقديمھما من أجل تمكين المترشح لالكتساب من االستفادة‬
‫من االمتيازات المالية )خصم مبالغ اإليجارات المدفوعة وتخفيض على السعر( وھذا حسب ما جاء في‬
‫نص المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.(4) 269/03‬‬

‫نتيجة لما سبق‪ ،‬وفي حالة إذا لم يتم تقديم الوثيقتين السالفتين الذكر أو إحداھما فإنه ليس ثمة‬
‫ضرورة للمطالبة بھما بل يكفي فقط عدم تطبيق أيّ تخفيض‪ ،‬وعدم خصم مبالغ اإليجارات المدفوعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪/‬عبد المجيد زعالني‪ ،‬المدخل لدراسة القانـون‪ ،‬النظريــة العامــة للحــق‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار‬
‫ھومــة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.153‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪/ .‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬حافظ صورية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫وقد أشارت المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬أن الشاغلين الشرعيين لألمالك‬
‫العقارية ذات االستعمال التجاري أو المھني أو الحرفي الذين يرغبون في شراء محالتھم معفون من‬
‫االمتيازات المتضمنة التخفيض من سعر التنازل‪ ،‬وخصم مبالغ اإليجار المدفوعة)‪.(1‬‬

‫وبعد تقديم المترشح طلبه تقوم أمانة اللجنة بمسك سجل مرقم وممضي من طرف رئيس الدائرة‬
‫تسجل فيه بحسب الترتيب الزمني مجموع الطلبات التي تم قبول إيداعھا‪ ،‬وعند قبول الملف يسلم إلى‬
‫المعني حينا وصل استالم وفق النموذج المرفق في الملحق الثاني يتضمن رقم التسجيل‪ ،‬وكل الملفات‬
‫الغير كاملة يجب أن تكون محل رفض إيداع مبرر)‪.(2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم األمالك العقارية المعنية بالتنازل‬

‫بعد إيداع طلب الشراء على مستوى أمانة لجنة الدائرة‪ ،‬تقوم ھذه األخيرة بإرسال طلب إلى‬
‫مصالح أمالك الدولة يتضمن القيام بعملية تقييم األمالك أي تحديد القيمة التجارية للمحالت المرشحة‬
‫للتنازل‪ ،‬بحيث يستلزم إجراء التقييمات وإرسال بطاقات التقييم إلى أمانة لجنة الدائرة في أجل ال يتعدى‬
‫شھر واحد من تاريخ إيداع قوائم األمالك المعنية)‪ ،(3‬ألن التأخر في عملية تقييم األمالك العقارية المعنية‬
‫بعملية التنازل‪ ،‬سيما الفردية منھا‪ ،‬يمكن أن تنجر عنه أضرار مالية للم ترشحين لالكتساب‪ ،‬باعتبار أن‬
‫عملية التقييم تستلزم في ھذه الحالة‪ ،‬إعداد تقرير تقييمي للقطعة األرضية التابعة لھذا الصنف من األمالك‬
‫منفصال عن بطاقة تقييم البناية‪ ،‬ومن المعروف أنه بين فترة تسلم الملفات وفترة إعداد بطاقات التقييم‬
‫تعرف السوق العقارية تطورا ملحوظا سيما إذا استغرق ذلك مدة زمنية طويلة‪ ،‬وھذا ما يؤدي إلى رفع‬
‫ثمن التنازل عن األمالك العقارية المعنية‪ ،‬بالرغم من أن المواطن المترشح لالكتساب ليس مسؤوال عن‬
‫ھذه الوضعية)‪.(4‬‬

‫ونظرا ألھمية عملية التقييم فإنه من الضروري إنشاء على مستوى كل مفتشية أمالك الدولة عدد‬
‫كاف من فرق مكونة من عونين للتقييم وكذا وضع خاليا للمراقبة والتفتيش‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،1439‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،03161‬المؤرخة في ‪ 08‬أفريل ‪ ،2010‬الصادرة عن المديريــة العامة لألمالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات التحضيرية‬


‫يمكن تلخيص اإلجراءات التحضيرية التي يجب أن يتخذھا كل مدير والئي ألمالك الدولة فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تكوين فرق تقييم حسب تمركز الحظيرة العقارية القابلة للتنازل‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد برنامج عمل لكل مفتشية أمالك الدولة يتماشى مع عدد الملفات الكاملة المودعة على مستوى‬
‫الدائرة وحسب حجم األمالك القابلة للتنازل‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بمساعي لدى المصالح والھيئات المعنية )مديرية السكن والتجھيزات العمومية‪ ،‬ديوان الترقية‬
‫والتسيير العقاري‪...‬الخ( من أجل الحصول على المخططات و‪/‬أو البطاقات التقنية التي تسمح باستخراج‬
‫مكونات ومساحات األمالك المعنية بالتنازل )السكنات االجتماعية(‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء على مستوى كل مفتشية أمالك الدولة خلية تتكفل بمراقبة البطاقات الوصفية للعقار وبطاقات‬
‫التقييم المعدة من طرف رؤساء فرق التقييم‪.‬‬

‫‪ -‬وضع على مستوى كل مديرية أمالك الدولة فرقة تقييم تتدخل بسرعة في حالة الضرورة‪ ،‬وفي اآلجال‬
‫المحددة من أجل تقييم أمالك معينة بالتنازل ومن أجل عدم عرقلة برنامج عمل مفتشيات أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬وضع على مستوى كل مديرية أمالك الدولة خلية تسير من طرف رئيس مصلحة الخبرات ّ‬
‫وإال من‬
‫طرف رئيس مكتب التقييمات‪ ،‬وتتكون من أعوان يمكنھم إجراء مراقبة آلية لبطاقات التقييم وعند الحاجة‬
‫القيام بتفتيش ميداني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة التقييم‪.‬‬


‫لقد تم تحديد طريقة تقييم األمالك القابلة للتنازل في إطار ھذه العملية في القرار الوزاري المشترك‬
‫رقم ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،(1)2004‬إذ ترتب األمالك القابلة للتنازل حسب الصنف والمنطقة‬
‫الفرعية حسب الجدول الملحق للقرار الوزاري المشترك المذكور أعاله‪ ،‬وبالنسبة للسكنات االجتماعية‬
‫ولألخذ بعين االعتبار االستثمارات الشخصية فإن عناصر التقدير التي تسمح بترتيب العقار ضمن أحد‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬القرار الوزاري المشترك رقم ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ ،2004‬يحدد معايير تحديد القيمة التجارية في إطار‬
‫التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل‬
‫أول يناير ‪.2004‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫األصناف المذكورة أعاله ينبغي أن تكون تلك الموجودة وقت منح العقار وليس تلك المالحظة وقت‬
‫التقييم)‪.(1‬‬

‫حيث يتم تصنيف البلديات في إحدى المناطق الستة )‪ (06‬المبينة في الجدول المرفق بالقرار‬
‫الوزاري المشترك رقم ‪ 97‬والمذكور سالفا‪ ،‬ويتم تحديد المعامالت المتعلقة بالمناطق والمناطق الفرعية‬
‫كما يلي)‪:(2‬‬

‫المعامالت الخاصة بالمناطق الفرعية‬ ‫المعامالت الخاصة بالمناطق‬


‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 1‬الحي الفخم(‪1.2 :‬‬ ‫‪ -‬المنطقة ‪2 :1‬‬
‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 2‬وسط المدينة(‪1.1 :‬‬ ‫‪ -‬المنطقة ‪1.5 :2‬‬
‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 3‬األحياء المحيطة بالمدينة(‪1:‬‬ ‫‪ -‬المنطقة ‪1.2 :3‬‬
‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 4‬الخاصية(‪0.9 :‬‬ ‫‪ -‬المنطقة ‪1 :4‬‬
‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 5‬المعزولة(‪0.8 :‬‬ ‫‪ -‬المنطقة ‪0.8 :5‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪0.8 :6‬‬

‫وفيما يخص تصنيف كل بلدية إلى خمسة مناطق فرعية جغرافية )حي فخم‪ ،‬وسط المدينة‪،‬‬
‫األحياء المحيطة بالمدينة‪ ،‬الضاحية‪ ،‬المناطق المعزولة( فإنه يتم تحت سلطة الوالي بالتنسيق مع المصالح‬
‫المؤھلة سيما المكلفة باإلسكان والتعمير وأمالك الدولة)‪ ،(3‬كما يتم تصنيف المحل موضوع التنازل من‬
‫أجل األخذ بعين االعتبار مرتبته في إحدى األصناف األربعة )‪ (04‬المعرفة كما يلي)‪:(4‬‬

‫الصنف األول‪ :‬فخامة عالية‪.‬‬

‫الصنف الثاني‪ :‬فخامة حسنة‪.‬‬

‫الصنف الثالث‪ :‬اقتصادي‪.‬‬

‫الصنف الرابع‪ :‬جد اقتصادي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تحديد المعامالت الخاصة بھذه األصناف والتي ھي كالتالي‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬مجموعة النصوص‪ ،‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المواد ‪ 06 ،04 ،03‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 07‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الصنف األول‪1.5 :‬‬

‫الصنف الثاني‪1.1 :‬‬

‫الصنف الثالث‪0.9 :‬‬

‫)‪(1‬‬
‫الصنف الرابع‪0.7 :‬‬

‫وبالنسبة للسكنات التابعة للعقارات الجماعية يتم تقييمھا حسب الطريقة المسماة "المساحة المفيدة"‬
‫التي تسمح بالحصول على قيمة أولية للمسكن‪ ،‬أرضية مدمجة‪ ،‬وھذا بضرب مساحته المفيدة في السعر‬
‫األساسي الوحدوي‪.‬‬

‫تعرف كعقارات جماعية‪ ،‬كل العقارات الموجھة للتنازل عنھا شقة بشقة أو محل بمحل على حدا‬
‫والخاضعة لنظام الملكية المشتركة )‪.(2‬‬

‫أمّا بالنسبة للسكنات الفردية‪ ،‬تضاف إلى قيمة البنايات التي تم تحديد قيمتھا على أساس المساحة‬
‫المصححة والمطورة خارج الجدران وبنفس الكيفيات الخاصة بالسكنات الجماعية‪ ،‬القيمة التجارية‬
‫لألرضية التابعة لھا وفق الطرق العادية‪ ،‬وتعرف كعقارات فردية‪ ،‬كل العقارات ذات الشكل الفردي حتى‬
‫وإن كانت مشغولة من طرف عدة شاغلين‪ ،‬وسواء تعلق األمر بمحالت جــــماعية أو فردية يتم احتماال‬
‫األخذ بعين االعتبار األقدمية التي تحدد نسبتھا بداللة عمر البناية وحالة صيانتھا‪ ،‬ونظرا لخصوصية‬
‫المحالت ذات االستعمال التجاري والمھني والحرفي )غياب المطبخ‪ ،‬غرفة االستقبال‪....‬الخ( وانطالقا‬
‫من استحالة تنقيطھا حتى تصنف في إحدى األصناف‪ ،‬فإنھا تصنف كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬محل تابع لعقار جماعي‪ :‬يصنف بصفة تلقائية في أعلى صنف من العقار التابع إليه‪.‬‬

‫‪ -‬محل تابع لعقار فردي‪ :‬يصنف بصفة تلقائية في الصنف الثاني)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 10‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬تنص المادة ‪ 743‬من القانون المدني "الملكية المشتركة ھي الحالة القانونية التي يكون عليھا العقار المبني أو مجموعة‬
‫العقارات المبنية والتي تكون ملكيتھا مقسمة حصصا من عدة أشخاص تشتمل كل واحدة منھا على جزء خاص ونصيب‬
‫في األجزاء المشتركة"‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ومن خالل ھذه المعطيات التي تم اإلشارة إليھا يمكن تحديد القيمة التجارية للمحل القابل للتنازل‬
‫وفق الطريقة التالية‪:‬‬

‫أ( مساحة المحل القابل للتنازل‪:‬‬

‫يؤخذ بعين االعتبار في عملية تقييم العقارات الجماعية المساحة المفيدة التي يتم قياسھا من الداخل‬
‫)داخل الجدران(‪ ،‬أي بعد خصم الجدران والفواصل تضاف إلى المساحة المفيدة للمحل المساحة المعدلة‬
‫لبعض األجزاء )شرفات‪ ،‬خلف المحل‪....،‬الخ( وھذا مـن أجـل األخذ بـعين االعتبار كل أجزاء البناية‪،‬‬
‫وعندما يتعلق األمر بعقار فردي فإن المساحة التي يتم أخذھا بعين االعتبار من أجل تحديد سعر التنازل‬
‫ھي المساحة المطورة والمعدلة خارج الجدران)‪.(1‬‬

‫ب( حساب السعر القاعدي‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 02‬من القرار الوزاري رقم ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ 2004‬السعر المتوسط‬
‫المرجعي بـ‪ 18.000 :‬دج‪/‬م‪ ،(2) 2‬ومن أجل تسھيل مھمة أعوان التقييم فإن الجدول المرفق بالملحق ‪03‬‬
‫يبين األسعار الوحدوية األساسية الخاصة بكل صنف من األمالك الموجودة في المناطق والمناطق‬
‫الفرعية)‪.(3‬‬

‫وإ ّنه من الضروري تصحيح السعر المتوسط المرجعي‪ ،‬بمـعامالت الصنـف‪ ،‬المـنطقـة الفرعية‬
‫وھذا من أجل الحصول على السعر القاعدي الذي يطبق على مساحة المسكن‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نفترض أن األمر يتعلق بمحل مرتب في المنطقة ‪ ،02‬المنطقة الفرعية ‪) 02‬وسط المدينة(‬
‫ومصنف حسب العناصر المعتبرة في الصنف ‪) 03‬اقتصادي(‪ ،‬إن السعر المتوسط القاعدي الذي يجب‬
‫تطبيقه على ھذا المحل )السعر المتوسط المرجعي مصحح بمعامل المنطقة ومعامل المنطقة الفرعية‬
‫ومعامل الصنف( ھو ‪ 26.730‬أي ‪18.000×0.9×1.1×1.5‬دج =‪ 26.730‬دج‪.‬‬

‫ج( حساب سعر التنازل‪:‬‬

‫للحصول على سعر التنازل نعتمد على المعادلة التالية‪:‬‬

‫سعر التنازل = المساحة المفيدة ×السعر األساسي×معامل القدم‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 02‬من القرار الوزاري المشترك رقم ‪ ،97‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬مجموعة النصوص‪ ،‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫السعر األساسي= السعر المرجعي)‪18.000‬دج‪/‬م‪×(2‬معامل المنطقة×معامل المنطقة الفرعية×الصنف‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وممّا تجدر اإلشارة إليه أنه بصدور القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪2006‬‬
‫المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 27‬جانبي ‪ 2004‬تم تخفيض السعر المرجعي من‬
‫‪18.000‬دج‪/‬م‪ 2‬إلى ‪14.000‬دج‪/‬م‪ 2‬باإلضافة إلى تغيير معامالت المناطق والمناطق الفرعية‪ ،‬ھذا‬
‫بھدف ضمان التطبيق الفعال لألحكام المدخلة والمتعلقة بالكيفيات الجديدة الخاصة بتحديد سعر التنازل‬
‫وكذا اإلجراءات الواجب إتباعھا من أجل تمكين المواطنين الذين عرفت طلبات اكتسابھم تقدما محسوسا‬
‫في دراستھا‪ ،‬وھذا بموجب المرسوم رقم ‪ 296-06‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم‬
‫للمرسوم رقم ‪ 269-03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪ ،(2) 2003‬الذي قام بتمديد آجال سريان اإلجراء األصلي‬
‫إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2010‬بدال من ‪ 31‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫لقد تم تحديد المعامالت الجديدة للمناطق والمناطق الفرعية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المعامالت الجديدة للمنطقة‪:‬‬


‫‪ -‬المنطقة ‪1.8 :1‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪1.3 :2‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪1.1 :3‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪0.8 :4‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪0.7 :5‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -‬المنطقة ‪0.4 :6‬‬

‫‪ -‬المعامالت الجديدة الخاصة بالمناطق الفرعية ‪:‬‬


‫لقد تم تحديد معامالت جديدة للمناطق الفرعية بحيث أنھا تختلف حسب منطقة تواجد العقار عكس‬
‫المعامالت القديمة للمناطق الفرعية التي كانت ھي نفسھا بالنسبة لكل المناطق‪.‬‬
‫المنطقة ‪ 1‬و‪ - :2‬المنطقة الفرعية ‪) 1‬حي سكني(‪1 .1 . . . . . . . . .. . . ....... . . . . .. . . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 2‬وسط المدينة(‪1 . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . .‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ ،‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 27‬جانفي ‪.2004‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-06‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬سنة ‪،2006‬‬
‫المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 269-03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪.2003‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬المـذكرة رقم ‪ ،8227‬المؤرخة في ‪ 07‬افريل ‪ ،2008‬الصادرة عن المـديرية العـامة لألمالك‬
‫الوطنـية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 3‬األحياء المحيطة بالمدينة(‪1 .1 . . . . . . . .. . . . . .. . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 4‬الضاحية(‪0.2 . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 5‬المعزولة(‪0.7 . . . .… . . . . . .......... . . . . . . .. . . .‬‬

‫المنطقة ‪3‬و ‪ -4‬المنطقة الفرعية ‪) 1‬حي سكني(‪1 . . . ... .. . . . . . . . .. . . ............. .. . . . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 2‬وسط المدينة(‪0.9 . . . .. . . . ....... .. . . . .. ........ . . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 3‬األحياء المحيطة بالمدينة(‪0.8 . . ... … . . . . .. .. . .......‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 4‬الضاحية(‪0.7 . .. . ... . .. . . . . . . .. ...... . . . . . . . .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 5‬المعزولة(‪0.6 . . . . … . . . .….… . . . . . ...... . . . .‬‬

‫المنطقة ‪5‬و‪ – 6‬المنطقة الفرعية ‪) 1‬حي سكني(‪0.9 . . .…… ... . . ..............….…… . .. .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 2‬وسط المدينة(‪0.8 . . . .…. ..……. . .. .….… ........ .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 3‬األحياء المحيطة بالمدينة(‪0.7 . . . .. . .. . . . ... . . ...... .‬‬

‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 4‬الضاحية(‪0.6 . . . . . . . . . . ...…. . ...... . . . . .. . . .‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬المنطقة الفرعية ‪) 5‬المعزولة(‪0.5 . . . . . . . . . . . . . . . .. ..…. ....... . .‬‬

‫وما ينبغي التنويه إليه أنه طبقا ألحكام المادة ‪ 05‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪21‬‬
‫أكتوبر ‪ ،(2) 2006‬فإنه يحق لكل مكتسبي األمالك العقارية في إطار المرسوم رقم ‪ 269-03‬المعدل‬
‫والمتمم االستفادة من ھذه األحكام الجديدة التي جاء بھا القرار الوزاري المشترك المذكور أعاله‪ ،‬وفي‬
‫ھذه الحالة يمكن مواجھة عدة حاالت‪ ،‬ففي حالة عدم انجاز عملية التقييم ھنا ليس ثمة أي أشكال بحيث‬
‫سيتم إعدادھا وفقا لجدول األسعار الجديد أمّا في حالة إنجاز عملية التقييم دون تجسيدھا بمقرر لجنة‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬المذكرة رقم ‪ ،8227‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬انظر المادة ‪ 05‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2006‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الدائرة يجب على لجنة الدائرة التوقف عن دراسة ھذه الملفات إلى غاية إعداد بطاقة تقييم جديدة‬
‫تعديلية)‪(1‬على أساس جدول األسعار الجديد وإرسال نسخة منه إلى لجنة الدائرة السالفة الذكر‪.‬‬

‫وفي حال ما تم إعداد مقرر التنازل فإنه يستوجب إعداد بطاقة تقييم تعديلية وفقا لجدول األسعار‬
‫الجديد‪ ،‬بالموازاة مع ذلك يتعين على المدير الوالئي ألمالك الدولة إعداد شھادة وفقا لنموذج محدد‬
‫تستعمل كأساس لمتابعة إجراءات التنازل )أمر بالدفع‪ ،‬جدول الدفع بالتقسيط‪ . . . .‬الخ( بدون اللجوء إلى‬
‫إعداد مقرر تعديلية من طرف لجنة الدائرة)‪.(2‬‬

‫ومن أجل الحصول على سعر التنازل يجب تطبيق تخفيض من أجل القدم محدد بنسبة ‪ % 5‬لكل‬
‫سنة من عمر البناية مصحح بمعامل صيانة يتراوح بين ‪ 0.6‬و ‪ 1.2‬وفي كل األحوال ال يمكن أن تفوق‬
‫ھذه النسبة ‪ ،(3) %30‬أمّا بالنسبة للمحالت ذات االستعمال التجاري أو الحرفي أو المھني فتطبق زيادة‬
‫محددة بالنسب التالية‪:‬‬

‫‪ % 30 -‬بالنسبة للمحالت المتواجدة بالطوابق السفلى أو العليا أو التي ليس لھا مدخل مباشر على‬
‫الطريق العمومي‪.‬‬

‫‪ % 50 -‬لما تتوفر على مدخل مباشر على الطريق العمومي ومتواجدة بشوارع رئيسية يصحح‬
‫معامل الموقع بمعامل جبائي يتراوح بين ‪ 1.2‬و ‪ 2‬بجزء ‪ 0.1‬والمحدد من طرف المصالح الجبائية‬
‫المؤھلة إقليميا)‪.(4‬‬

‫والمالحظ من خالل محتوى المادة المذكورة أعاله أن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬تطرق إلى‬
‫تصحيح معامل الموقع بمعامل جبائي بالنسبة للمحالت ذات االستعمال التجاري‪ ،‬الحرفــــي أو المھني‬
‫القابلة للتنازل وذلك من أجل الحصول على نسبة زيادة موحدة التي يجب تطبيقھا في األخير على سعر‬
‫التنازل األساسي‪ ،‬ولم يتناول المحالت ذات االستعمال السكني ممّا جعل المصالح المختصة بالتقييم‬
‫تتساءل عن إمكانية أن تخضع المحالت ذات االستعمال السكني إلى نفس العملية وذلك من خالل تطبيق‬
‫زيادة من أجل الموقع على سعر التنازل‪ ،‬وقد أشارت إلى ھذه النقطة التعليمية رقم ‪ 4900‬الصادرة عن‬
‫المديرية العامة لألمالك الوطنية بتاريخ ‪ 01‬أوت ‪ ،2005‬وحددت المنھجية المتبعة في ذلك من خالل‬
‫أمثلة عديدة نتناول منھا المثال التالي‪:‬‬

‫)‪ (1‬أنظر نموذج بطاقة تقييم تعديلية‪،‬الملحق رقم ‪.03‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬المذكرة رقم ‪ ،8227‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 13‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫المعطيات‪:‬‬

‫سعر تنازل المحل محسوب على أساس أنه محل سكني )سعر وحدوي× المساحة× نسبة‬
‫القدم(=‪ 1.000.000‬دج‬
‫نسبة الزيادة الخاصة بالموقع = ‪%30‬‬
‫)مبلغ من طرف مصالح الضرائب(‬ ‫المعامل الجبائي = ‪1.8‬‬
‫المنھجية الواجب إتباعھا‪:‬‬

‫تصحيح نسبة الزيادة الخاصة بالموقع بالمعامل الجبائي‪.‬‬

‫‪.% 54 =1.8 ×%30‬‬


‫ينبغي تطبيق زيادة قدرھا ‪ % 54‬على سعر التنازل أي‪:‬‬

‫‪ 1.540.000 = 1.54×1.000.000‬دج‬
‫النتيجة‪ :‬قيمة المحل التجاري ھي ‪ 1.540.000‬دج‬

‫مع التذكير أ ّنه لمّا يتعلق األمر بعقارات فردية فإنّ ھذه الزيادات ال تطبق ّإال على البنايات)‪.(1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دراسة طلب الشراء‪.‬‬

‫لقد تم اإلشارة سابقا أن طلب الشراء يودع على مستوى الدائرة بحيث تنشأ على مستوى كل دائرة‬
‫لجنة مكلفة بالدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير‬
‫العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير ‪ ،2004‬وقد تم تشكيل وإنشاء وسير ھذه اللجنة‬
‫بمقتضى القرار رقم ‪ 377‬المؤرخ في ‪ ،2004/05/31‬وتتشكل ھذه األخيرة من‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس الدائر رئيسا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل أمالك الدولة للوالية عضوا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل مديرية السكن والتجھيزات العمرانية للوالية عضوا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري عضوا‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 4900‬المؤرخة في ‪ 01‬أوت ‪ ،2005‬الصـادرة عن المديريــة العامــة لألمالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫وقد توسع لجنة الدائرة لممثل مدير الثقافة عندما يكون جدول األعمال يخص الممتلكات العقارية‬
‫التي تقع داخل القطاعات المحمية)‪.(1‬‬

‫كما يمكن لرئيس اللجنة استدعاء أي شخص من شأنه تقديم توضيحات للجنة خالل دراستھا‬
‫للملفات ال سيما من بين األعضاء المستخدمين المؤھلين لوزارة المالية)‪ ،(2‬وتجتمع لجنة الدائرة حسب‬
‫عدد ملفات الشراء الواردة إليھا وفي كل األحوال مرة واحدة على األقل في الشھر‪ ،‬بحيث يستوجب على‬
‫لجنة الدائرة الرد على كل طلب في أجل أقصاه ثالثة أشھر ابتداء من تاريخ إيداع الطلب)‪ ،(3‬فبعد قيام‬
‫أمانة اللجنة بتحضير الملفات ليتم دراستھا تماشيا مع استالمھا لبطاقات التقييم المرسلة من طرف مصالح‬
‫المالية‪ ،‬تقوم اللجنة بإرسال الملفات المزمع دراستھا إلى مجموع األعضاء على األقل ‪ 48‬ساعة قبل‬
‫االجتماع )‪ ،(4‬وذلك حتى يتس ّنى لھؤالء األعضاء اإلطالع وأخذ نظرة أولية على ھاته الملفات‪.‬‬

‫تجتمع اللجنة المكلفة بمتابعة عملية التنازل بمقر الدائرة‪ ،‬وبعد افتتاح الجلسة من طرف السيد‬
‫رئيس الدائرة بكلمة ترحيبية تبدأ اللجنة مباشرة في انطالق أعمالھا في دراسة الملفات‪ ،‬حيث تقوم‬
‫بفرزھا من ناحية الوثائق القانونية المكونة للملف‪ ،‬ثم تقرر اللجنة إمّا قبول ملفات التنازل لمستأجريھــا‬
‫أو تأجيلھا لحين استكمال الوثائق الناقصة أو رفضھا‪ ،‬وال يمكن للجنة النطق بالقرارات ّإال بحضور ثالثة‬
‫أعضاء على األقل بما فيھم رئيسھا‪ ،‬وتؤخذ قرارات اللجنة باألغلبية وفي حالة تعادل أصوات األعضاء‬
‫فإن الفصل يكون بقرار رئيسھا)‪.(5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار دراسة الطلب‪.‬‬

‫بعد اجتماع لجنة الدائرة المكلفة بدراسة الطلبات المودعة الكتساب محالت سكنية كانت أو تجارية‬
‫أو ذات طابع مھني أو حرفي تنتھي في األخير إلى نتائج تتمثل أساسا في قبول طلب الشراء أو رفضـــه‬
‫ويحرر محضر اجتماع يتضمن تاريخ ووقت ومكان االجتماع‪ ،‬األعضاء الحاضرون‪ ،‬األعضاء الغائبون‬
‫في حالة ما إذا غاب أحد المعنيين باالجتماع‪ ،‬كما يتضمن ساعة رفع االجتماع وإمضاء األطراف‬
‫المجتمعة إضافة إلى جدول األعمال الذي يتفرع إلى عدد الملفات التي تمت دراستھا‪ ،‬وعدد الملفات‬
‫المقبولة والملفات المؤھلة والمرفوضة مع تحديد أسماء أصحاب الملفات كل على حدا‪ ،‬ويبلغ في‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 02‬من القرار رقم ‪ ،377‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذ ي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (5‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫األخــيـر رئيس الدائرة محاضر اجتماع أصلية إلى كل من الوالي المختص إقليميا‪ ،‬المدير الوالئي‬
‫ألمالك الدولــة‪ ،‬المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬ومدير السكن والتجھيزات العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة قبول طلب الشراء‪.‬‬

‫في حالة ما إذا كان القرار الذي خلصت إليه لجنة الدائرة ايجابيا بمعنى تم قبول طلب الشراء‬
‫والذي غالبا ما يكون كذلك‪ ،‬فإنه يتعين عليھا أن تبلغ المقبل على الشراء برسالة مضمونة مع إشعار‬
‫باالستالم بقرارھا وبثمن التنازل وبوثيقة اإللتزام بالشراء التي تعد طبقا للنموذج المحدد بموجب قرار من‬
‫الوزير المكلف بالسكن‪ ،‬وفي ھذه الحالة يتوجب على المترشح للشراء تأكيد طلبه لدى اللجنة في أجل‬
‫أقصاه شھر واحد يسري من تاريخ استالمه للتبليغ طبقا ألحكام المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذ رقم‬
‫‪ ،269/03‬ويتضمن المقرر المسلم للمعني مجموعة من المواد يتم فيھا تأكيد قبول طلب الشراء المقدم‬
‫من طرفه وشرح مبسط لإلمتيازات التي يستفيد منھا المترشح للشراء من خصم احتمالي لإليجارات‬
‫المسددة منذ تاريخ شغل الملك العقاري‪ ،‬مرورا إلى التخفيضات التي يستفيد منھا انطالقا من المدة التي‬
‫سيختارھا في اإللتزام بالشراء وانتقاال إلى التخفيض المقرر للمجاھدين وذوي الحقوق في حالة ما إذا‬
‫كان معنيا‪ ،‬وتم اإلشارة في المقرر إلى تكليف السادة مدير أمالك الدولة و المحاسب العمومي بتنفيذ ما‬
‫جاء في ھذا المقرر)‪.(1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حالة رفض طلب الشراء‪.‬‬

‫قد يحصل أن ترفض لجنة الدائرة طلب شراء المحل‪ ،‬وذلك ألسباب تراھا كافية ألن تحول دون‬
‫قبول طلب المترشح للشراء‪ ،‬ويجب أن يكون كل رفض لطلب الشراء معلال)‪ ،(2‬فيكون الرفض قانونيا‬
‫في حالة ما إذا تم تقديم طلب الشراء خارج اآلجال المحددة إليداع طلبات الشراء‪ ،‬ھذا بشكل عام‪.‬‬

‫كما ترفض لجنة الدائرة طلب الشراء إذا كانت األمالك المعنية غير قابلة للتنازل وتتمثل ھذه‬
‫األمالك في السكنات اإللزامية‪ ،‬والسكنات موضوع منح إمتياز للضرورة الملحة للمصلحة طبقا للمرسوم‬
‫رقم ‪ 10/89‬المؤرخ في ‪ 1989/02/07‬بحيث يجب أن تحتفظ ھذه المساكن بطابعھا الوظيفي وطبقا‬
‫لمذكرة السيد الوزير األول رقم ‪ 364‬المؤرخة في ‪ ،(3)2009/07/20‬التي أصدر من خاللھا تعليمــات‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬مجموعة النصوص‪ ،‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬مذكرة السيد الوزير األول رقم ‪ 364‬المؤرخة في ‪.2009/07/20‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ترمي إلى االعتراض عن كل عملية تنازل عن السكنات ذات الطابع االجتماعي المخصصة لإلدارات‬
‫والمؤسسات والھيئات العمومية بھدف تعزيز طاقتھا عن طريق عملية إعادة تكوين من طرف الدولة‬
‫لحظيرة السكنات الوظيفية‪ ،‬ولذلك تقرر منع التنازل عن ھذا النوع من السكنات‪ ،‬وعليه فكل مترشح‬
‫للشراء يشغل سكنا من ھذه السكنات المذكورة أعاله يتم رفض طلبه‪ ،‬ھذا كقاعدة عامة‪ ،‬استثناء قد يتم‬
‫قبول الطلب إذا كانت ھذه المساكن الممنوحة للموظفين لصالح الخدمة متواجدة خارج محيط المؤسسات‬
‫واإلدارات العمومية‪ ،‬وكانت موضوع قرارات إلغاء تخصيص تم النطق بھا بعد إبداء الرأي بالموافقة من‬
‫طرف الوزارة الوصية طبقا للتنظيم المعمول به في مجال أمالك الدولة‪ ،‬وبكل تحفظ حسب الشروط‬
‫المحددة في ھذا اإلطار كذلك قد يحدث أن ترفض لجنة الدائرة طلب الشراء إذا كان المترشح يشغل سكن‬
‫وظيفي ممنوح له بصفته موظف يشغل وظيفة عليا والذي استفاد منھا بھذه الصفة‪ ،‬فيتعين مھما كانت‬
‫القطاعات المستفيدة االعتراض على تحويل حق اإليجار لفائدتھم واالعتراض أيضا عن التنازل عنھا‬
‫وذلك لضمان حركية اإلطارات)‪.(1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في قرارات لجنة التنازل‪.‬‬

‫قد يحدث أن يتم الطعن في قرارات لجنة التنازل المكلفة بالنظر في طلبــات الشراء والفصل‬
‫فيھــا‪ ،‬على أن يكون ھذا الطعن في اآلجال المقررة قانونا وھي شھر واحد ابتداء من تاريخ استالم قرار‬
‫لجنة الدائرة‪ ،‬إذ أنشأت المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬اللجنة الوالئية المكلفة بالدراسة‬
‫والفصل في الطعون التي يتم تقديمھا من طرف المرشحين للشراء‪ ،‬وتتكـــون اللجنـــة من الوالي‬
‫رئيســا‪ ،‬المدير الوالئي ألمالك الدولة المدير الوالئي المكلف بالسكن‪ ،‬المدير العام لديوان الترقية‬
‫والتسيير العقاري‪ ،‬وتجتمع اللجنة الوالئية حسب عدد الطعون الواردة إليھا وفي كل األحوال يتعين عليھا‬
‫البت وتخصيص رد مبرر للعارض في أجل أقصاه شھر من تاريخ استالمھا للطعن‪ ،‬ويوجد على مستوى‬
‫اللجنة الوالئية أمانة مكلفة باستالم الطعون ومســـك سجل ممضي ومؤشر عليه حســب الترتيب‬
‫الزمنــي‪ ،‬ويرسل رئيس اللجنة الوالئية لإلعالم نسخ من الطعون المقدمة إلى رئيس لجنة الدائرة وكل‬
‫أعضاء اللجنة‪ ،‬كما يجب تحرير محاضر اجتماعات ممضاة من طرف مجموع األعضاء‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 1004‬المؤرخة في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2010‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫وال يمكن للجنة النطق بالقرارات ّإال بحضور ثالث ‪ 03‬أعضاء على األقل بما فيھم رئيسھا إضافة‬
‫إلى إبالغ العارض بقرار اللجنة فإن قرارات اللجنة الوالئية يجب تبليغھا كذلك إلى لجنة الدائرة المعنية‬
‫من أجل التكفل بھا‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه عندما يتعلق األمر بإصدار قرار عن اللجنة الوالئية لفائدة‬
‫العارض يتضمن تعديل أو تعديالت سواء في السعر أو المكونات فإنه يجب على لجنة الدائرة إعداد‬
‫مقرر بيع تعديلي يتضمن التعديالت السالفة الذكر‪ ،‬وفي كل األحوال فإن الطعون المقدمة بعد إعداد عقد‬
‫البيع تعتبر غير مقبولة مھما كان صاحبھا)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬مجموعة النصوص‪ ،‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة‪.‬‬

‫يسھر رئيس لجنة التنازل على إرسال الملفات كاملة في أجل أسبوع إلى مدير أمالك الدولة عن‬
‫طريق البريد المحمول‪ ،‬مع تقديم وصل تسليم والمقصود بالملفات كاملة ھو احتواؤھا على كل الوثائق‬
‫المقدمة من طرف المترشح لالكتساب‪ ،‬وكذا نسخة من مقرر التنازل ونسخة من شھادة االكتتاب‪ ،‬وھذا‬
‫من أجل تمكين مصالح مديرية أمالك الدولة من إعداد وتسليم عقود البيع بعد استكمال بعض اإلجراءات‬
‫مسبقا )التسديد‪ ،‬الحالة الوصفية للتقسيم‪ ،‬جدول االستحقاق‪...‬الخ()‪ ،(1‬وعلى ذلك سنقسم ھذا المبحث إلى‬
‫مطلبين‪ ،‬نتناول في المطلب األول‪ ،‬مرحلة التسديد‪ ،‬وفي المطلب الثاني مرحلة تحرير العقد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة التسديد‪.‬‬

‫مباشرة بعد إرسال الملف الكامل من طرف مصالح الدائرة‪ ،‬يقوم مدير أمالك الدولة المختص‬
‫إقليميا بتحويله إلى رئيس مفتشية أمالك الدولة الذي يقوم بحساب سعر التنازل إذا اختار المشتري الدفع‬
‫الكلي‪ ،‬أو مبلغ الدفع األولي إذا اختار المشتري الدفع بالتقسيط)‪ ،(2‬مع احتساب االمتيازات المالية‬
‫الممنوحة المترشحين لالكتساب كخصم مبالغ اإليجار المدفوعة‪ ،‬التخفيض من سعر التنازل‪ ،‬زيادة على‬
‫التخفيض الممنوح للمجاھدين وذوي الحقوق‪ ،‬وذلك حسب صيغة الدفع على مبلغ التقييم المحدد من‬
‫طرف مصالح أمالك الدولة في بطاقة التقييم‪ ،‬لھذا سنتطرق بالتفصيل إلى كل من صيغة الدفع الفوري‬
‫في الفرع األول وصيغة الدفع بالتقسيط في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صيغة الدفع الفوري‪.‬‬

‫في ھذه الحالة يقوم المشتري بدفع ثمن التنازل كليا ودفعة واحدة لدى مفتشية أمالك الدولة وذلك‬
‫بعد تطبيق التخفيض المقرر للمشتري من خالل حصوله على االمتيازات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيق تخفيض نسبة ‪ %10‬من مبلغ السعر المستخرج من تقييم مصالح أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬خصم احتماال مبالغ اإليجارات المبينة في شھادة االستيفاء المسلمة من طرف المصلحة المسيرة‪ ،‬والتي‬
‫قام بتسديدھا الشاغل الشرعي حين شغله للمكان المعني بالتنازل)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك إذا كان المشتري من فئة ذوي الحقوق والمجاھدين فإنه يستفيد من تخفيض قدره‬
‫‪ %40‬من مبلغ السعر المستخرج من تقييم مصالح أمالك الدولة‪ ،‬وممّا تجدر اإلشارة إليه أن المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 269/03‬لم ينص على ضرورة استفادة المجاھدين وذوي الحقوق من االمتيازات المالية‬
‫التي كان معموال بھا في إطار أحكام القانون رقم ‪ 01/81‬الملغى‪ ،‬على خالف ما تنص عليه المادة رقم‬
‫‪ 44‬من القانون رقم ‪ 07/99‬المؤرخ في ‪ 05‬أفريل ‪ 1999‬المتعلق بالمجاھد والشھيد مما آثار العديد‬
‫من اإلشكاالت والمطالب المتضمنة ضرورة استفادة ھذه الفئة من التخفيضات واالمتيازات المالية‬
‫المنصوص عليھا)‪ ،(1‬إلى أن صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10/07‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪2007‬‬
‫يتضمن تحديد شروط وكيفيات تطبيق التخفيض في سعر اإليجار‪ ،‬وسعر بيع السكنات العمومية‬
‫اإليجارية لفائدة المجاھدين وذوي الحقوق‪ ،‬ومن خالل المادة األولى من ھذا المرسوم في فقرتھا الثانية‬
‫يقصد بالسكنات العمومية اإليجارية‪ ،‬السكنات التابعة لألمالك الخاصة للدولة أو التي ھي من ضمن‬
‫األمالك العمومية لدواوين الترقية والتسيير العقاري)‪ ،(2‬وھذه األخيرة ھي المعنية بالتنازل في إطار‬
‫المرسوم رقم ‪ 269/03‬السالف الذكر‪.‬‬

‫ولقد حددت المادة ‪ 03‬من المرسوم السابق الذكر نسبة التخفيض التي يستفيد منھا المجاھدون‬
‫وذوي الحقوق من سعر السكنات العمومية اإليجارية)‪ ،(3‬ويقصى من االستفادة من ھذا التخفيض المذكور‬
‫أعاله المجاھدون وذوي الحقوق الذين سبق لھم االستفادة ممّا يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬سكن عمومي إيجاري‪.‬‬

‫‪ -‬قطعة أرض موجھة للبناء لدى الدولة أو الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬إعانة من الدولة في إطار ترقية السكن )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 1259‬المؤرخة في ‪ 21‬فيفـري ‪ ،2007‬مجـمـوعــة النصــــوص )تعليمات‪،‬‬
‫منشــورات‪ ،‬مذكرات خاصة بأمالك الدولة والحفظ العقاري(‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪.36‬‬
‫)‪ (2‬أنظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10/07‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ ،2007‬يتضمن شروط وكيفيات تطبيق‬
‫التـخفيض في سعـر اإليجار‪ ،‬وسعر بيـع السكنـات العمومية اإليجارية لـفائدة المـجاھدين وذوي الحـقـوق‪ ،‬الجـريـدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪.04‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10/07‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10/07‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫وحتى يمكن لھذه الفئة من الحصول على ھذا االمتياز أن تقدم للمصلحة المؤجرة أو البائعة شھادة‬
‫تثبت صفة المجاھد أو ذوي الحقوق وتصريح شرفي يثبت أن المعني لم يستفد من سكن عمومي‬
‫إيجــاري‪ ،‬أو من أرض موجھة للبناء لدى الدولة أو الجماعات المحلية)‪.(1‬‬

‫وفي ھذا الصدد وقصد تمكين الفئة المستفيدة من ھذا اإلمتياز اتبعت مديرية أمالك الدولة المنھجية‬
‫التالية‪:‬‬

‫بالنسبة للملفات التي صدر بشأنھا مقررات تنازل من طرف لجنة الدائرة‪:‬‬

‫في ھذه الحالة ال يستلزم إعادة طرح ھذه الملفات على مستوى لجنة الدائرة قصــد إعادة النظـــر‬
‫في مقررات التنازل‪ ،‬بل يتعين تمكين المعني باألمر مباشرة من التخفيض المنصوص عليه في‬
‫المرســـوم‪ ،‬وھذا بعد التأكد من أنه يتوفر على الشروط المنصوص عليھا في المادتين ‪ 04‬و ‪ 06‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10/07‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ 2007‬السالف الذكر‪ ،‬وإعداد لفائدته شھادة تقر‬
‫استفادته من ھذا االمتياز المالي‪ ،‬مع إرسال نسخة منھا إلى لجنة الدائرة لتحفظ في ملفه على مستوى‬
‫الدائرة مع ضرورة تعديل عقد التنازل الخاص بھذه الفئة مع ذكر مراجع الشھادة السالفة الذكر في عقد‬
‫التنازل التعديلي‪ ،‬وكذا التكفل بموضوع فارق القيمة بالنسبة للمستفيدين الذين قاموا بالتسديد الفوري لسعر‬
‫التنازل‪ ،‬وذلك من اجل استرجاع المبلغ الناجم عن التخفيض‪.‬‬

‫بالنسبة للملفات التي لم يصدر بشأنھا تنازل من طرف لجنة الدائرة‪:‬‬

‫في ھذه الحالة يجب أن تتم اإلشارة ضمن مقرر لجنة الدائرة وبكل صراحة إلى استفادة المعني‬
‫باألمر من التخفيض المنصوص عليه في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10/07‬السالف الذكر)‪.(2‬‬

‫ويجدر التنبيه أنه في حالة ما قام المشتري بدفع السعر فورا‪ ،‬وطرأت عوارض جديدة تسمح لھذا‬
‫األخير باالستفادة من تخفيض لم يتقرر له حين قام بدفع السعر سابقا‪ ،‬وھذا سواء في حالة التخفيض‬
‫لسعر التنازل الخاص باألمالك العقارية والمنصوص عليه ضمن القرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2006‬المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،2004‬أو في‬
‫حالة تطبيق التخفيض الخاص بفئة المجاھدين وذوي الحقوق‪ ،‬فإنه قد تم التكفل بالكيفيات الواجب وضعھا‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10/07‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلـك التـعليمـة رقم ‪ 6473‬المـؤرخة في ‪ 20‬أوت ‪ ،2007‬الصادرة عن المـديـرية العـامة لـألمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫حيز التنفيذ وكذا المساعي المتبعة قصد السماح للمكتسبين الذين قاموا بدفع سعر التنازل فورا من‬
‫االستفادة بإرجاع المبلغ الناجم عن المراجعة‪.‬‬

‫وبالتالي لالستفادة من عملية اإلرجاع التي يستلزم أن تتم على عاتق ميزانية الدولة "األعباء‬
‫المشتركة" يتعين على المترشح لإلرجاع إعداد ملف يتضمن الوثائق التالية‪:‬‬

‫‪ -‬طلب استرجاع الفارق‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من مقرر التنازل‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من الشھادة المعدة من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة تحدد سعر التنازل الجديد وتستخرج‬
‫المبلغ الواجب إرجاعه‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من بطاقة الھوية‪.‬‬

‫‪ -‬صك مشطوب‪.‬‬

‫يتم إيداع ھذا الملف الكامل من طرف المعني لدى مدير أمالك الدولة المؤھل إقليميا الذي يقوم‬
‫بتكملته بتصريح معد من طرف قابض أمالك الدولة يشھد فيه أن المبلغ تم صبه في ميزانية الدولة‬
‫ويرسل ھذا الملف إلى السيد المدير العام للميزانية قصد إرجاع المبلغ الذي يمثل الفارق بين المبلغ‬
‫المسدد من طرف المعني وسعر التنازل الجديد الناجم عن التخفيض لألسباب المذكورة سالفا)‪.(1‬‬

‫وكحوصلة لما سبق التعرض له في كيفية تسديد السعر )سعر التنازل( فورا ودفعة واحدة أي بعد‬
‫حساب سعر التنازل النھائي يتم تحرير وثيقة "األمر بالدفع" يدون فيھا إسم ولقب المشتري‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى المبلغ النھائي لسعر التنازل في إطار المرسوم ‪ ،269/03‬يدمج ھذا المبلغ في ميزانية الدولة‪:‬‬

‫‪ -‬الحساب رقم ‪)201.006‬الناتج وعائدات أمالك الدولة(‪.‬‬

‫‪ -‬السطر رقم ‪) 06 .67‬ناتج التنازل عن األمالك العقارية التي تملكھا الدولة المستلمة أو الموضوعة‬
‫حيز االستغالل قبل ‪ 01‬جانفي ‪.(2) 2004‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬المذكرة رقم ‪ 2252‬المؤرخة في ‪ 24‬مارس ‪ ،2007‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 3500‬المؤرخة في ‪ 13‬جوان ‪ ،2005‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ويتم االعتماد على الحساب والسطر المذكورين أعاله وفقا لسنة اإليجار للسكنات في األمالك‬
‫العقارية المنجزة قبل ‪ ،1981‬يدون الحساب رقم ‪ ،201 .006‬السطر رقم ‪.06 .67‬‬

‫‪ -‬األمالك العقارية المنجزة مابين ‪ 1981‬و‪ 31‬ديسمبر ‪ 1996‬د ت‪ ،‬ت ع ‪.101)– 201 .007‬‬
‫‪.(07‬‬

‫‪ -‬األمالك المنجزة بعد ‪ 01‬جانفي ‪ 1997‬الدولة ‪.(1)(06 .67) – 201 .006‬‬

‫بعد ذلك ترسل وثيقة األمر بالدفع إلى مديرية أمالك الدولة ليؤشر عليھا المدير المختص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدفع بالتقسيط‬

‫في ھذه الحالة يقوم المترشح للشراء‪ ،‬بدفع سعر التنازل على أشكال أقساط وبحسب المدة التي‬
‫يختارھا‪ ،‬والتي ال تتجاوز ‪ 20‬سنة‪ ،‬كما أنه يستفيد من عدة امتيازات تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬خصم احتماال مبالغ اإليجارات المدفوعة ابتداء من تاريخ شغل المحل المبينة في شھادة االستيفاء‬
‫المسلمة من طرف المصلحة المسيرة‪.‬‬

‫‪ -‬التخفيض احتماال على مبلغ التقييم بنسبة‪:‬‬

‫‪ % 7‬عندما تكون مدة التسديد أقل أو تساوي ثالثة ‪ 03‬سنوات‪.‬‬

‫‪ % 5‬عندما تكون مدة التسديد تفوق ثالثة ‪ 03‬سنوات وأقل أو تساوي خمسة ‪ 05‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬تسديد ما قيمته ‪ % 5‬كدفع أولي بعد حذف مبلغ الضمان المدفوع )‪(2‬احتماال‪ ،‬وھذا بناء على أمر بالدفع‬
‫محضر من طرف رئيس مفتشية أمالك الدولة وممضي من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت يجب إرسال سند تحصيل إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري المعني من اجل إعادة دفع‬
‫مبلغ الضمان إلى حساب مفتش أمالك الدولة المختص إقليميا والذي يقيده في الحساب النھائي المناسب‬
‫)‪ 201 .006‬أو ‪.(3)(201 .007‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 4441‬المؤرخة في ‪ ،20/03/24‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬وزارة‬
‫المالية‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 0127‬المؤرخة في ‪ 02‬جانفي ‪ ،2006‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ولإلشارة فإن الذين اختاروا صيغة الدفع الفوري ال يطبق بشأنھم أي تخفيض بشأن حذف الضمان‬
‫المدفوع‪ ،‬بل يتعين عليھم التماس استرجاعه بتقديمھم طلب في ھذا الشأن إلى المصلحة المسيرة)‪.(1‬‬

‫باإلضافة إلى استفادة المشتري من تخفيض ‪ % 40‬من سعر التنازل إذا كان من فئة ذوي الحقوق‬
‫والمجاھدين‪ ،‬والذين جاء به المرسوم ‪ 10/07‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -‬تطبق نسبة فائدة قدرھا ‪ % 1‬للسنة على القيمة المتبقية‪ ،‬أي على مبلغ التقييم بعد خصم احتماال‬
‫مبالغ اإليجارات المدفوعة والتخفيض المناسب المحتمل كذلك‪ ،‬ومبلغ الدفع األولي بما فيه مبلغ‬
‫الضمان)‪.(2‬‬

‫وبعد القيام بعملية حساب مبلغ الدفع األولي يحرر على مستوى مفتشية أمالك الدولة وثيقة "جدول‬
‫االستحقاق الخاص بالمحالت ذات الطابع السكني"‪ ،‬يدون فيھا)‪:(3‬‬

‫‪ -‬اسم ولقب المشتري‪ ،‬العنوان‪.‬‬

‫‪ -‬سعر التنازل حسب التقييم‪.‬‬

‫‪ -‬قيمة التخفيض المحتمل )‪.(%‬‬

‫‪ -‬قيمة اإليجار‪.‬‬

‫‪ -‬سعر التنازل النھائي‪.‬‬

‫‪ -‬مبلغ الدفع األولي )‪.(% 5‬‬

‫‪ -‬قيمة الضمان المحتمل‪.‬‬

‫‪ -‬مبلغ الحصة الواجب تسديدھا‪.‬‬

‫‪ -‬المبلغ الباقي للدفع بالتقسيط‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 0127‬المؤرخة في ‪ 02‬جانفي ‪ ،2006‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫)‪ (2‬مبلغ يدفعه المستأجر قبل استغالل المسكن المؤجر له والذي يحدده الوزير المكلف بالسكـن ويكون مقابل تسليــم‬
‫وصــل‪ ،‬أنظر المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142-08‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬يحدد قواعد منح السكن‬
‫العمومي اإليجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.24‬‬
‫)‪ (3‬أنظر نموذج جدول االستحقاق‪ ،‬الملحق رقم ‪.05‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -‬مبلغ الدفع الشھري خالل فترة الدفع بالتقسيط )‪ 20‬سنة مثال(‪.‬‬

‫‪ -‬تاريخ بداية أول دفعة للتقسيط )يقوم بتدوينھا مدير أمالك الدولة(‪.‬‬

‫وتدفع المستحقات الشھرية لدى صندوق مفتش أمالك الدولة‪ ،‬في أجل ال يتعدى الثمانية ‪ 08‬أيام‬
‫كل شھر تبعا لجدول االستحقاق‪ ،‬وفي حالة التأخير في تسديد أي استحقاق شھري‪ ،‬تطبق غرامة التأخير‬
‫المنصوص عليھا في المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪.(1) 2003‬‬

‫ولقد لوحظ أنه لمّا يترشح بعض المواطنين إلى الدفع بالتقسيط‪ ،‬غير أنه وبعد الدفع األولي قرر‬
‫بعض منھم تسديد المبلغ المتبقي بطريقة مسبقة‪ ،‬في ھذا الشأن يتعين العمل حسب الحالة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬لمّا يقرر المشتري بعد الدفع األولي وقبل حلول أجل االستحقاق األولي‪ ،‬أي في ظرف ‪ 30‬يوم )شھر(‬
‫يتم تسديد الثمن الكلي للتنازل‪ ،‬وعلى أساس تعھد جديد لالكتساب مصادق عليه‪ ،‬فإنه في ھذه الحالة‬
‫يستفيد المعني بتخفيض ‪ %10‬كما ھو الحال بالنسبة للمواطنين الذين اختاروا من البداية الدفع الفوري‪.‬‬

‫‪ -‬لمّا يقرر المشتري الدفع المسبق للمبلغ المتبقي بعد حلول أجل االستحقاق األول أي بعد مھلة ‪ 30‬يوم‬
‫)شھر( ابتداء من تاريخ دفع المبلغ األولي فإنه يستبعد تطبيق تخفيض ‪.%10‬‬

‫‪ -‬إن تخفيض نسبة ‪ % 7‬و ‪ % 5‬حسب الحالة ال يطبق ّإال عندما تكون المدة الجديدة مختارة على أساس‬
‫تعھد جديد لإلكتساب‪ ،‬وفي مھلة ‪ 30‬يوم بعد تاريخ تسديد المبلغ األولي‪.‬‬

‫ويتعين توجيه إعذارين مع وصل االستالم للمعنيين للقيام بتسديد المبالغ المستحقة في أجل ‪ 60‬يوم‬
‫ابتداء من تاريخ أول إعذار‪ ،‬بعد ھذا األجل إذا لم يتقدم المعني باألمر لمباشرة إجراءات الدفع‪ ،‬يتعين‬
‫إعادة إرسال الملف كامال إلى مصالح الدائرة‪ ،‬طالبين من رئيس لجنة الدائرة إلغاء مقرر البيع)‪.(2‬‬

‫وما ينبغي اإلشارة إليه أنه في حالة ما إذا تم التسديد بالتقسيط بالنسبة لمرحلة صدور القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم للقرار الوزاري‪ ،‬يتم إعداد بطاقة‬
‫تعديلية وشھادة من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة تحدد سعر التنازل الجديد مع تعديل جدول‬
‫استحقاق الدفع)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،269/03‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،08599‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬المذكرة رقم ‪ ،8227‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫كما ينبغي التنويه أنه قد لوحظ خالل القيام بعمليات التنازل على مستوى المصالح المختصة أن‬
‫ھناك حاالت عملية نتج عنھا استثناء أن كان مبلغ االمتيازات المالية الممنوحة للمترشحين الكتساب‬
‫األمالك العقارية المعنية‪ ،‬كخصم مبالغ اإليجار المدفوعة‪ ،‬التخفيض من سعر التنازل زيادة على‬
‫التخفيض الممنوح للمجاھدين وذوي الحقوق يفوق أسعار التنازل‪ ،‬وفي ھذه الحالة فإن اإلجراءات المتبعة‬
‫والتي يجب اتخاذھا للتكفل بھذه الملفات‪ ،‬سيما فيما يخص المبلغ الواجب إدراجه في العقد اإلداري في‬
‫خانة "سعر التنازل" ھو قيام المصالح باحتساب السعر الواجب دفعه بدقة وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيق التخفيض اإلحتمالي )‪ (%5 ،%7 ،%10‬حسب صيغة الدفع‪ ،‬على مبلغ التقييم المحدد من‬
‫طرف المصالح المختصة في بطاقة التقييم‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق التخفيض االحتمالي للمجاھد و ذوي الحقوق )‪ % 40‬أيضا على مبلغ التقييم(‪.‬‬

‫‪ -‬خصم كل مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المتر شح لالكتساب من تاريخ شغله المسكن‪.‬‬

‫وبعد االنتھاء من عملية تطبيق التخفيضات وخصم مبالغ اإليجار فإن المبلغ المتحصل عليه يجب‬
‫أن يشكل األساس الحتساب مبلغ الدفع األولي إذا كان األمر يتعلق بالدفع بالتقسيط‪ ،‬مع اإلشارة أن مبلغ‬
‫الدفع األولي يجب أن يتحدد بنسبة ‪ %5‬يخصم منه مبلغ الضمان المدفوع احتماال من طرف الشاغل‬
‫لفائدة ديوان الترقية والتسيير العقاري)‪.(1‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫إذا افترضنا أن قيمة ملك عقاري حددت من طرف المصالح المختصة )بطاقة تقييم(‬

‫بـ ‪ 1.000.000‬دج‪ ،‬وأن المترشح لالكتساب يعد من فئة المجاھدين ويستفيد بالتالي من تخفيض‬
‫‪ ،%40‬وأن المعنى باألمر اختار الدفع بالتقسيط لمدة ‪ 03‬سنوات ويستفيد بالتالي من تخفيض قدره‬
‫‪.%7‬‬

‫وأن المعني سدد منذ شغله للمسكن مبلغ إجمالي لإليجار قدر بـ ‪ 50.000‬دج‪ ،‬وأن المعنى سدد‬
‫مبلغ ‪ 20.000‬دج كضمان‪.‬‬

‫فإن العملية الحسابية تجري كما يلي‪:‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 7951‬المؤرخة في ‪ 23‬أوت ‪ ،2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية‪،‬‬
‫وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -‬تخفيض ‪ %40‬بالنسبة لقدامى المجاھدين على قيمة ‪1.000.000‬دج أي ‪ 400.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬تخفيض ‪ % 7‬للدفع على مدة ‪ 03‬سنوات على قيمة ‪1.000.000‬دج‪ ،‬أي ‪ 70.000‬دج‬

‫المبلغ اإلجمالي للتخفيضات‪ 400.000 :‬دج ‪70.000 +‬دج = ‪ 470.000‬دج‪.‬‬

‫وبالتالي المبلغ الباقي ھو ‪ 530.000‬دج )أي ‪1.000.000‬دج –‪ 470.000‬دج (‪.‬‬

‫والذي يخصم منه مبلغ اإليجارات‪ ،‬أي ‪ 530.000‬دج – ‪ 50.000‬دج = ‪ 480.000‬دج‪.‬‬

‫مبلغ الدفع األولي )‪ (%5‬يحتسب من ‪ 480.000‬دج‪.‬‬

‫أي ‪ 480.000‬دج ×‪ 24.000 = % 5‬دج‪ ،‬مع خصم ‪ 20.000‬دج التي دفعھا المعني‬
‫كضمان‪ ،‬وبالتالي فإنه يجب على ھذا األخير تسديد فقط مبلغ ‪ 4.000‬دج كدفع أولي‪.‬‬

‫أمّا الباقي )‪ 480.000‬دج – ‪ 24.000‬دج( أي ‪ 456.000‬دج‪ ،‬فسيكون موضوع دفع بالتقسيط‬


‫طوال المدة المختارة وبتطبيق نسبة الفائدة المحددة )‪ (%1‬للسنة‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا تبين بعد العملية الحسابية أن مبلغ االمتيازات المالية الممنوحة تفوق سعر التنازل‬
‫عن الملك المعني‪ ،‬ففي ھذه الحالة فإنّ المترشح لالكتساب ال يدفع أي مبلغ‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فإنه حين القيام بتحرير العقد الذي يخص حاالت مماثلة "مبلغ االمتيازات المالية‬
‫الممنوحة يفوق سعر التنازل"‪ ،‬فإن الخانة المتعلقة بسعر التنازل يجب أن تتضمن بوضوح العناصر‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬سعر التنازل المحدد في بطاقة التقييم التي أعدتھا مصالحكم‪.‬‬

‫‪ -‬كل االمتيازات المالية التي استفاد منھا المشتري‪.‬‬

‫‪ -‬إشارة "المبلغ الواجب التسديد صفر)‪ (0‬دج‪) ،‬مبلغ االمتيازات المالية يفوق سعر التنازل("‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المعنيين ال يمكن لھم بأي حال من األحوال المطالبة باسترجاع مبالغ اإليجار التي‬

‫‪- 41 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ي ّدعون أنھا تم تحصيلھا زيادة‪ ،‬في حالة ما إذا كانت االمتيازات الممنوحة تفوق سعر التنازل باعتبار أن‬
‫مبالغ اإليجار تشكل مقابال لشغل األمالك المعنية)‪.(1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل‬

‫من بين الوظائف المسندة إلى مديرية أمالك الدولة وظيفة التوثيق‪ ،‬فھي مكلفة بجميع العقود‬
‫اإلدارية الواردة على العقارات التي تمتلكھا الدولة‪ ،‬وفي باب التنازل عن المحالت ذات االستعمال‬
‫السكني والتجاري والمھني والحرفي‪ ،‬تقوم المديرية بتحرير عقود التنازل لفائدة المترشحين سواء كانت‬
‫ھذه العقارات أو المحالت أمالك تابعة للدولة‪ ،‬أو لدواوين الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬وباعتبار أن العقود‬
‫اإلدارية اتفاق يبرم بين ممثل اإلدارة بصفته موثق الدولة والمستفيد من العقار المراد اكتسابه‪ ،‬يجب أن‬
‫تتوفر فيه األسس الالزمة لوجوده‪ ،‬وبمعنى آخر لكي ينشأ العقد ينبغي أن تتوفر فيه أركانه وھي‬
‫التراضي‪ ،‬المحل‪ ،‬السبب‪ ،‬لكن قد يضيف القانون إلى ھذه األركان الثالثة ركنا رابعا وھو التوثيق وھذا‬
‫ھو العقد الرسمي أو الشكلي‪ ،‬وينطبق ھذا المفھوم على البيوع العقارية التي يوجب المشرع صبھا في‬
‫قالب توثيقي إعماال لنص المادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬من القانون المدني)‪ ،(2‬ولھذا سنتطرق في ھذا المطلب‬
‫إلى كل من قاعدة الرسمية في الفرع األول‪ ،‬والى محتوى عقد البيع المكرس لعملية التنازل في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قاعدة الرسمية‬


‫إن قاعدة الرسمية وسيلة لترقية المعامالت القانونية وخاصة العقارية منھا‪ ،‬لذا أخذت بھا أنظمة‬
‫معظم الدول‪ ،‬فھي تضمن احترام الشروط القانونية الخاصة بتعيين األطراف والعقارات‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الحجية التي تضفيھا على المحرر وضمان إشھار المحررات المودعة بالمحافظة العقارية في اآلجال‬
‫القانونية المحددة لھا)‪ ،(3‬إذ تنص المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 91-70‬المؤرخ ‪ 15‬ديسمبر ‪1970‬‬
‫والمتضمن تنظيم التوثيق على أنه زيادة على العقود التي يأمر القانون إخضاعھا إلى شكل رسمي‪ ،‬فإن‬
‫العقود التي تتضمن نقل العقار أو حقوق عينية عقارية أو محالت تجارية أو صناعية أو كل عنصر من‬
‫عناصرھا‪ ،‬أو التخلي عن أسھم من شركة أو جزء منھا أو عقود إيجار زراعية أو تجارية أو عقود‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،7951‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬حمدي باشا عمر‪ ،‬نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت واحدث األحكام‪ ،‬بدون طبعة ‪،‬دار‬
‫ھومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.112‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬إلھام بعبع‪ ،‬حماية الملكية العقارية‪ ،‬مذكرة لنيل شھادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬منتوري‪ ،2007 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫تسيير المحالت التجارية أو المؤسسات الصناعية‪ ،‬يجب تحت طائلة البطالن أن تحرر ھذه العقود في‬
‫شكل رسمي مع دفع الثمن إلى الموثق)‪.(1‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف العقد الرسمي‬


‫العقد الرسمي عقد يثبت فيه موظف أو ضابط عمومي‪ ،‬أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم لديه‬
‫أو ما تلقاه من ذوي الشأن‪ ،‬وذلك طبقا لألشكال القانونية وفي حدود سلطته واختصاصه‪ ،‬ھذا ما جاء‬
‫بنص المادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬من القانون المدني)‪ ،(2‬ولذلك يجب توافر ثالث شروط ليكون العقد رسميا‬
‫وھي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يحرره موظف عام أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون ھذا الموظف مختصا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوم باحترام الشكل القانوني)‪.(3‬‬

‫ويتبين لنا من خالل التعريف أن العقود الرسمية متنوعة وتختلف باختالف الجھة المختصــة في‬
‫إصدارھا‪ ،‬فھي حسب نص المادة ‪" :324‬تلك العقود التي يصدرھا موظف عام أو ضابـط عـــمومـــي‬
‫أو شخص مكلف بخدمة عامة"‪.‬‬
‫أما العقود التي يصدرھا موظف عام وتحمل توقيعه فمثالھا النسخ التنفيذية لألحكام التي يحررھا‬
‫كتاب أقسام الضبط‪ ،‬ومثالھا أيضا الوثائق التي تثبت عقودا تكون الدولة طرفا فيھا كعقود بيع األمالك‬
‫العقارية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة أو تأجيرھا من طرف مصالح أمالك الدولة والھيئات العمومية‬
‫المؤھلة لذلك وكذا العقود التي تتناول تنازل الدولة بموجبھا عن األمالك العقارية لصالح األشخاص‪.‬‬
‫أما العقود الرسمية التي يحررھا ضابط عمومي فھي تلك التي يصدرھا من يخول له القانون ھذه‬
‫الصفة بسبب المھنة التي ينتمي إليھا)‪ ،(4‬ويعتبر ضابطا عموميا الشخص الذي يحمل أختام الدولة وله‬
‫صالحية إعداد مختلف األوراق الرسمية ومثاله في التشريع المعمول به حاليا‪ ،‬الموثق والقنصل‬
‫والمحضر القضائي وضابط الحالة المدنية )‪ ،(5‬وأمّا العقود الرسمية التي يصدرھا شخص مكلف بخدمة‬
‫عامة فمثالھا تلك التي يصدرھا الخبير وھو شخص يعينه القاضي طبقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬سامية براھامي‪ ،‬إثبات بيع العقار المملوك ملكية خاصة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل الماجستير‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬فرع القانون العقاري‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2008-2007‬ص ‪.53‬‬
‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬بلعابد عبد الرحمان‪ ،‬موثق ببومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ضمانات العقد التوثيقي وأثرھا على تشجيع‬
‫االستثمار في الجزائر‪ ،‬محاضرة ألقاھا بمناسبة الملتقى الجھوي الرابع للغرفة الجھوية بتونس بنزل المشتل بتاريخ ‪19‬‬
‫جانفي ‪.2013‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬الھام بعبع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬شھر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري‪ ،‬طبعة ‪ ،2006‬دار الخلدونية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.142-141‬‬
‫)‪ (5‬راجع في ذلك‪ ،‬سامية براھامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ويلجأ إليه عندما يلتبس عليه أمر معين‪ ،‬وتكون المعلومات التي بحوزته غير كافية للوصول إلى الحقيقة‬
‫ليحصل منه على اإليضاحات والمعلومات الضرورية‪ ،‬ويتم ذلك في تقرير كتابي)‪.(1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المكلفون بتحرير العقود الرسمية‬


‫لقد حدد المشرع مختلف السلطات واألشخاص المؤھلين لتحرير ھذه العقود وھي تختلف بسبب‬
‫الوثائق المحررة‪ ،‬فالعقود التوثيقية الواردة على العقارات تحرر من طرف الموثق واألحكام القضائية‬
‫تصدر وتحرر من قبل القاضي‪ ،‬كما أن للسلطات القنصلية واإلدارية الحق في تحرير بعض العقود‬
‫المتعلقة بالتصرفات العقارية)‪.(2‬‬

‫‪ (1‬الموثق‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 02‬من األمر ‪ 91-70‬المتضمن تنظيم التوثيق على أن الموثقين يشكلون سلكا من‬
‫الموظفين يكلفون بتلقي كل الوثائق والعقود التي ينبغي على األطراف أو يرغبون إعطاءھا الصبغة‬
‫الرسمية الخاصة بعقود السلطة العامة وتأكيد تاريخھا أو حفظھا أو تحرير نظير أو نسخة منھا‪ ،‬وقد تم‬
‫إلغاء األمر رقم ‪ 91–70‬بموجب القانون رقم ‪ 27–88‬المؤرخ في ‪ 1988/07/12‬والمتضمن تنظيم‬
‫التوثيق‪ ،‬والذي غير من صفة الموثق من موظف عام إلى ضابط عمومي بالنص في المادتين ‪ 4‬و ‪ 5‬منه‬
‫على أن التوثيق مھنة حرة يمارسھا الموثق بصفة ضابط عمومي لحسابه الخاص‪ ،‬ويتولى تحرير العقود‬
‫التي يحدد القانون صيغتھا الرسمية‪ ،‬وكذا العقود التي يود األطراف إعطاءھا ھذه الصبغة‪.‬‬

‫وقد احتفظ المشرع بموجب المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 02/06‬المؤرخ في ‪2006/02/20‬‬
‫والمتضمن تنظيم مھنة الموثق‪ ،‬والذي ألغى بموجبه القانون رقم ‪ 77/88‬المذكور أعاله‪ ،‬للموثق بصفة‬
‫الضابط العمومي المفوض من قبل السلطة العمومية لتحرير الورقة الرسمية لبيع العقار)‪.(3‬‬

‫‪ (2‬القنصل‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 07‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 407/02‬المؤرخ في ‪ 2002/11/26‬والمحدد‬
‫لصالحيات رؤساء المراكز القنصلية للجمھورية الجزائرية على أن رئيس المركز القنصلي يمارس‬
‫الوظائف التوثيقية في إطار التنظيم المعمول به واألحكام التعاقدية المتصلة بذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬سامية براھامي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.55-54‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫ويفيد ھذا النص أن رئيس المركز القنصلي موثق‪ ،‬وھو بصفته ھذه مؤھل لتحرير الورقة الرسمية‬
‫المثبتة لبيع العقار الذي يبرم بين الرعايا الجزائريين وأشخاص آخرين إذا كان العقار يوجد داخل التراب‬
‫الجزائري‪ ،‬وذلك طبقا للتشريع الجزائري)‪.(1‬‬

‫‪ (3‬السلطات اإلدارية‪:‬‬
‫إن األشخاص المعنوية العامة )المؤسسات العمومية االقتصادية أو التجارية والمؤسسات المالية(‬
‫ملزمة بالتوجه إلى الموثق عند مباشرة العمليات العقارية‪ ،‬أمّا إذا كانت الدولة طرفا في عقد ما‪ ،‬فإن‬
‫مديرية أمالك الدولة والشؤون العقارية أو مفشية أمالك الدولة تتدخل لتحرير ھذه العقود في مكتب‬
‫العقود المتواجد على مستوى المديريات أو المفتشيات ألنھا تعتبر موثقا للدولة)‪ ،(2‬إذ تنص المادة ‪ 01‬من‬
‫لقرار المؤرخ في ‪ 1992/01/20‬والمتضمن منح التفويض لمدير أمالك الدولة للوالية إلعداد العقود‬
‫التي تھم الممتلكات العقارية التابعة ألمالك الدولة الخاصة‪ ،‬على أنه وفقا ألحكام المادة ‪ 175‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454/91‬المؤرخ في ‪ 1991/01/22‬والمحدد لشروط إدارة األمالك الخاصة‬
‫والعامة التابعة للدولة وتسيرھا المعدل والمتمم‪ ،‬يمنح تفويض لمديري أمالك الدولة للوالية الخاصة‬
‫إلعداد وإمضاء العقود التي تھم الممتلكات العقارية التابعة لألمالك الخاصة وإلعطائھا الطابع الرسمي‬
‫والسھر على حفظھا‪ ،‬وتنص المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 65/91‬المؤرخ في ‪1991/03/02‬‬
‫والمتضمن تنظيم المصالح الخارجية ألمالك الدولة والحفظ العقاري على أن مديرية أمالك الدولة في‬
‫الوالية تقوم بتحرير العقود المتعلقة بالعمليات العقارية التابعة ألمالك الدولة وبحفظ النسخ األصلية ذات‬
‫الصلة بھا‪ ،‬ودراسة عمليات بيع العقارات والمتاجر في المستوى المحلي‪.‬‬

‫يستفاد ممّا تقدم أن إدارة أمالك الدولة التي يمثلھا مدير أمالك الدولة للوالية ھي المختصة وحدھا‬
‫بتحرير الورقة الرسمية المثبتة لبيع العقار المملوك للدولة ملكية خاصة‪ ،‬وھذا ما أكدته المادة ‪ 26‬من‬
‫القانون رقم ‪ 01/81‬المؤرخ في ‪ ،1981/02/07‬والمتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات‬
‫االستعمال السكني أو المھني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة‪ ،‬والجماعات المحلية ومكاتب الترقية‬
‫والتسيير العقاري والمؤسسات واألجھزة العمومية وذلك بالنص على أن بيع ھذه العقارات تحرره إدارة‬
‫أمالك الدولة والشؤون العقارية للوالية طبقا للتنظيم المعمول به)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬سامية براھامي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬سامية براھامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬محتوى عقد البيع المكرس لعملية التنازل‬


‫تقوم مصالح أمالك الدولة على مستوى مصلحة العقود بتحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل‬
‫وفق نموذج خاص تعتمده طبقا ألحكام تعليمة المدير العام لألمالك الوطنية رقم ‪ 5108‬المؤرخة في‬
‫‪ ،(1) 2004/10/02‬بعد القيام بفحص كل الوثائق الخاصة بملف التنازل‪ ،‬واستكمال الناقصة منھا‪.‬‬

‫ويحرر العقد على أربعة أدوار ھي كالتالي‪:‬‬

‫الدور األول‪:‬‬
‫يتضمن عبارة "عقد بيع" يليھا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المكرس لعملية التنازل‪ ،‬رقم العقد‬
‫في سجل العقود اإلدارية الممسوك على مستوى مصلحة العقود‪ ،‬يتضمن كذلك القرار الوزاري الذي‬
‫يمنح تفويض لمديري أمالك الدولة في الوالية إلعداد العقود التي تھم الممتلكات العقارية التابعة لألمالك‬
‫الخاصة للدولة والمتمثل في القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪.1992‬‬

‫‪ -‬كما يذكر في اإلطار الذي يعلو ھذه البيانات مراجع الشھر العقاري ومعطيات المسح الحضري‪.‬‬

‫‪ -‬وتجدر اإلشارة إلى أن جميع البيانات التي ذكرھا تبقى ثابتة في جميع العقود التي تحرر في ھذا‬
‫الصدد‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك ذكر مقرر لجنة الدائرة المختصة بدراسة طلبات التنازل‪.........‬تاريخه‪...........‬تحت‬
‫رقم‪ ،......‬وااللتزام بالشراء)‪ (2‬المكتسب من طرف المترشح للشراء‪ ،‬تاريخه‪ ،‬كما يدون في الدور األول‬
‫التصريح الشرفي بعدم امتالك ملك عقاري في إطار القانون ‪ 01/81‬الملغى‪ ،‬تاريخ تحريره تاريخ‬
‫المصادقة عليه‪ ،‬باإلضافة إلى الشھادة المسلمة من طرف الصندوق الوطني للسكن مع تحديد ما إذا كان‬
‫المعني مستفيد من إعانة من الــــدولة أو غير مستفيد‪ ،‬التصريح الشرفي بعدم االستفادة من سكن عمومي‬
‫إيجاري آخر أو من أرض موجھة للبناء لدى الدولة أو الجماعات المحلية‪ ،‬تاريخ التحرير‪ ،‬تاريخ‬
‫المصادقة عليه)‪.(3‬‬
‫الدور الثاني‪:‬‬
‫يحتوي ھذا الدور على ثالث خانات‪ ،‬األولى يذكر فيھا أطراف العقد‪ ،‬والمتمثل في مدير أمالك‬
‫الدولة متصرف باسم ولحساب مالك العقار محل التنازل بصفته "البائع"‪ ،‬والمترشح للشراء تحديد ھويته‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 5108‬المؤرخة في ‪ 02‬أكتوبر ‪ ،2004‬الصادرة عن المديرية العامة لألمـالك‬
‫الوطنيـــة‪ ،‬وزارة المالية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬نموذج االلتزام بالشراء‪ ،‬الملحق رقم ‪.02‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬الملحق ‪ ،11‬مجموعة النصوص التشريعية التنظيمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫)االسم‪ ،‬اللقب‪ ،‬تاريخ ومكان الميالد‪ ،‬العنوان‪ ،‬الجنسية( وفق ما جاء في بطاقة التعريف الوطنية‬
‫رقم‪..........‬الصادرة عن‪........‬بتاريخ‪ ............‬كطرف ثان في عقد البيع بصفته مشتري‪.‬‬

‫الخانة الثانية تتضمن أصل الملكية يتم فيھا توضيح مالك أرضية الوعاء العقاري المقام عليھا‬
‫المحل محل التنازل‪ ،‬سواء كان دولة أو ديوان الترقية والتسيير العقاري)‪ ،(1‬ويتعين أن يدون في ھذه‬
‫الخانة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مساكن تابعة للدولة‪ :‬في ھذه الحالة يجب توضيح أصل الملكية‪.‬‬

‫‪ -‬مساكن منجزة بتمويل نھائي من الدولة على أرض تابعة للدولة‪ :‬يجب تحديد أصل ملكية الدولة )‪.(2‬‬

‫‪ -‬األمالك التابعة لدواوين الترقية التسيير القاري والمنجزة بتمويل مؤقت من طرف الدولة والممولة‬
‫في النھاية من طرف الميزانية‪ :‬بالنسبة ألرضية الوعاء اإلشارة حسب الحالة‪.‬‬

‫‪ -‬أرضية ملك لديوان الترقية والتسيير العقاري اكتسبھا من‪......‬تبعا للعقد المعد في‪.........‬المشھر‬
‫بالمحافظة العقاري لـ‪.........‬في‪..........‬حجم‪.......‬رقم‪............‬‬

‫‪ -‬أرضية ملك للدولة بمقتضى‪) .......................‬إذا لم تتم عملية التسوية(‬

‫بالنسبة للمحالت اإلشارة إلى ما يلي‪:‬‬


‫سكن تابع لديوان الترقية والتسيير العقاري ألنه أنجز بتمويل مؤقت من طرف الخزينة العمومية‬
‫أو مضمون من طرفھا)‪.(3‬‬

‫* والمالحظ أنه خالل عملية تحرير العقود الخاصة مثال بالمساكن التابعة لديوان الترقية والتسيير‬
‫العقاري يدون أصل الملكية كما يلي وذلك في المناطق الغير ممسوحة‪" :‬إن العقار المباع بمقتضى ھذا‬
‫العقد والمعين أسفله ملك لديوان الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬بعدما أن تم تحويل ملكية األرض بموجب عقد‬
‫مشھر بالمحافظة العقاري لـ‪..................‬في‪..............‬حجم‪.....................‬رقم‪................‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ ،2004‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫أما إذا كانت المناطق قد شملتھا عملية المسح فإنه يدون ما يلي‪:‬‬

‫أصل الملكية‪ :‬إن العقار المباع بموجب اإلجراءات األولية لشھر حقوق الملكية والحقوق العينية األخرى‬
‫في السجل العقاري المشھر بالمحافظة العقارية يوم‪.......‬حجم‪.........‬تربيعة‪.........‬حسب الدفتر‬
‫العقاري رقم‪...........‬المسلم من طرف المحافظ العقاري بتاريخ‪.(1)............‬‬

‫أمّا بالنسبة للخانة الثالثة نذكر فيھا تعيين شامل ومفصل للمسكن من جميع مشتمالته‪ ،‬ففي حالة ما‬
‫إذا تعلق األمر بعقار جماعي‪:‬‬

‫بوالية‪.......‬بلدية‪..........‬شارع‪............‬رقم‬ ‫الكائن‬ ‫االستعمال‪........‬‬ ‫ذات‬ ‫المحل‬


‫العمارة‪.........‬الطابق‪.................‬رقم الشقة المتمثل على )وصف دقيق للمحل مع ذكر محتوياته‬
‫وخصوصياته(‪.‬‬

‫في حالة ما إذا تعلق األمر بعقار فردي‪:‬‬

‫المحل ذات االستعمال‪ . . . .. . . .‬الكائن بوالية‪ . . .. . . . .‬بلدية‪ . .. . . . . .‬شارع ‪ . . . . . . . .‬رقم‬


‫الشقة‪ ،..........‬المشتمل على )وصف دقيق للمحل مع ذكر محتوياته وخصوصياته و خصوصياته‬
‫ومساحات كل البنايات‪ ،‬وكذا القطعة األرضية ومع تبيان حدود الملك‪ ،‬القسم‪ ،‬ومجموعة الملكية التي‬
‫تنتمي إليھا القطعة ورقم القطعة‪ . . . . .‬الخ‪.‬‬

‫في حالة ما إذا تعلق األمر بعقار فردي ذو عدة شاغلين‪ ،‬يستلزم عدم تدوين فقط النسبة من ملكية‬
‫القطع المشتركة‪ ،‬مع تبيان المساحة الكلية لألرضية المباعة في الشياع‪.‬‬

‫بيان وصفي للتقسيم )في حالة ما إذا تعلق األمر بعقار جماعي(‪.‬‬

‫عقد شھر بالمحافظة العقارية لـ‪ .............‬يوم‪ . . . . .. . .‬حجم‪ . . . .. . .‬رقم‪.(2). . . . . . . . . . .‬‬

‫الدور الثالث‪:‬‬

‫يشمل ھذا الدور على كل من خانة األعباء والشروط‪ ،‬خانة السعر‪ ،‬خانة التصريح‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪" :‬نموذج عقد البيع"‪ ،‬الملحق رقم ‪ ،07‬ص ‪.02‬‬


‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬الملحق رقم ‪ ،11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫الخانة األولى‪ :‬األعباء والشروط‪.‬‬


‫ذكر األعباء والشروط التقليدية وفي حالة ما إذا تعلق األمر بعقار جماعي‪ ،‬ذكر كذلك حقوق‬
‫والتزامات كل من البائع والمشتري فيما يخص تسيير األجزاء المشتركة وھذا بإدراج ما يلي‪:‬‬
‫"يلتزم المشتري باحترام أحكام المرسوم رقم ‪ 666/83‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ 1983‬المحدد‬
‫للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة وتسيير العقارات الجماعية المعدل والمتمم"‬

‫كما يجب تدوين الشرط اآلتي‪" :‬يستلزم على المترشح لالكتساب عندما يصبح مالك‪ ،‬اكتتاب عقد‬
‫تأمين يضمن الملك العقاري المكتسب ضد آثار الكوارث الطبيعية طبقا ألحكام األمر رقم ‪12-03‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪.(1)"2003‬‬

‫وفي حالة إختيار صيغة الشراء بالتقسيط‪ ،‬يمنع إعادة بيع المحل موضوع ھذا العقد قبل الدفع‬
‫اإلجمالي لمبلغ التنازل‪ ،‬بحيث يسجل رھن قانوني لفائدة الخزينة العمومية‪ ،‬لدى المحافظة القارية‬
‫المختصة‪ ،‬وفي حالة تسديد المشتري لمجمل المبلغ تسلم له وثيقة "رفع الرھن")‪.(2‬‬

‫الخانة الثانية‪ :‬السعر‪.‬‬


‫‪ -‬تم تحديد القيمة التجارية موضوع ھذا البيع بـ‪ . . . . . .. . . . .‬دينار جزائري )‪ . . . . . . .. .‬دج(‪.‬‬

‫‪ -‬تم تحديد سعر التنازل النھائي لھذا العقار بـ‪ . . . . . . . . . . . . . .‬بعد خصم مبالغ اإليجار المقدرة‬
‫بـ‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬دينار جزائري)‪ . . . . .. .‬دج( حسب شھادة االستيفاء رقم‪. . . . . .‬‬
‫بتاريخ‪ ......................‬الصادرة عن ديوان الترقية والتسيير العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬قام المشتري بتسديد سعر التنازل فورا أي مبلغ‪........‬دينار جزائري )‪.........‬دج( وذلك بعد‬
‫تخفيض قدره ‪ ،%10‬باإلضافة مثال إذا كان المشتري من ذوي الحقوق والمجاھدين تخفيض قدره‬
‫‪.%40‬‬

‫‪ -‬إذا اختار المشتري طريقة الدفع بالتقسيط على فترة تقدر بـ‪.............‬سنة وعليه تم تسديد الدفع‬
‫األولي المقدر بـ‪.....‬دينار جزائري)‪.......‬دج( يمثل نسبة ‪ % 5‬من سعر التنازل الذي يدفع نقدا لدى‬
‫صندوق مفتشية أمالك الدولة يوم‪ . . . . . . . . . .‬وصل رقم‪........‬‬

‫)‪ (1‬أكدت التعليمة رقم ‪ 5076‬المؤرخة في ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية على وجوب‬
‫اكتتاب عقد التأمين عن الكوارث الطبيعية من طرف المتر شح لإلكتساب طبقا ألحكام األمر رقم ‪ ،12-03‬المؤرخ في‬
‫‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬حيث يشترط عند قيام مصالح أمالك الدولة بإعداد عقد الملكية دون االھتمام بصيغة الدفع التي اختارھا‬
‫المترشح‪.‬‬
‫)‪ (2‬أنظر الملحق ‪ ،11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -‬يجب على المشتري أن يسدد المبلغ الباقي المقدر بـ‪ . .. . .‬دينار جزائري )‪.....‬دج( في شكل دفوعات‬
‫شھرية حسب جدول االستھالك المسلم له والذي ينتھي آخر دفعة يوم‪.........‬‬

‫الخانة الثالثة‪ :‬التصريح‪.‬‬

‫حرر ھذا العقد من أصل واحد في نسختين سلمت إحداھما للمحافظة العقارية واألخرى للمشتري‬
‫بعد االطالع والتوقيع عليھا بحضور أمالك الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬شطبت على أنھا ملغية‪:‬‬
‫‪ -‬السطور الكاملة‪:‬‬
‫‪ -‬البياض‪:‬‬
‫‪ -‬كلمات‪:‬‬
‫‪ -‬األرقام‪:‬‬

‫ثم تليھا مساحة إلمضاء المشتري والبائع المتمثل في مدير أمالك الدولة)‪.(1‬‬

‫الدور الرابع‪:‬‬
‫يشمل ھذا الدور على خانة خاصة بالتسجيل بحيث يدون ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مكتب‪:‬‬
‫‪ -‬مسجل في‪:‬‬
‫‪ -‬الحقوق المحصلة‪:‬‬
‫‪ -‬حسب التوصيل رقم‪:‬‬
‫‪ -‬مفتش التسجيل )اإلمضاء(‪:‬‬

‫ثم يلي ھذه الخانة تصريح من طرف مدير أمالك الدولة للوالية بأنه إطلع على ھذه النسخة‬
‫وراجعھا‪ ،‬كما يشھد أن األطراف المذكورة في ھذا العقد ھم من جنسية جزائرية وغير مصابين بنقص‬
‫في األھلية المدنية أو المنع طبقا للمادة ‪ 65‬من المرسوم رقم ‪63-76‬المؤرخ في ‪ 25‬مارس ‪1976‬‬
‫المتعلق بتأسيس السجل العقاري)‪ ....... .(2‬حرر بـ‪..........‬يوم‪........‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬الملحق رقم ‪ ،11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الملحق رقم ‪ ،11‬المرجع نفسه‪.95 ،‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي ‪269/03‬‬

‫‪ -‬وممّا تجدر اإلشارة إليه انه في حالة وفاة المترشح للشراء)‪ ،(1‬بعد دفع مبلغ التنازل وقبل إمضاء‬
‫العقد‪ ،‬فإنه يحرر عقد تعديلي آخر‪ ،‬بحيث يدون في الدور األول محل عبارة "عقد بيع"‪ ،‬شھادة تتضمن‬
‫تحويل عقار مبني لفائدة المترشح للشراء المتوفي بعد دفع مبالغ التنازل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى إضافة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بمقتضى األمر بالدفع رقم‪ ......‬تاريخ‪ ..........‬المتضمن دفع الحصة األولية المقدرة ب ‪ %5‬من سعر‬
‫التنازل النھائي‪.‬‬
‫‪ -‬وصل دفع حقوق الكتابة رقم‪ . . . . . . . . . .. . . . .‬تاريخ‪. . .............. . .‬‬
‫‪ -‬بمقتضى شھادة استيفاء اإليجار النھائية رقم‪ . . . .. . . . . .‬بتاريخ‪. . . . . . .. . .‬‬
‫‪ -‬شھادة الوفاة رقم‪ . . . . . . . . .‬بتاريخ‪ . . . . .. . . . .‬المسلمة من طرف الحالة المدنية للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬بمقتضى المنشور رقم ‪ 04153‬م‪/‬م ع أ و‪/‬خ المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ 2000‬المتعلق بعملية التنازل عن‬
‫األمالك التابعة للقطاع العمومي‪ ،‬حالة وفاة المترشح للشراء قبل إمضاء العقد‪.‬‬
‫‪ -‬يرفق الملف بالفريضة‪.‬‬
‫‪ -‬تحذف خانة إمضاء المشتري أي إمضاء مدير أمالك الدولة فقط)‪.(2‬‬
‫كما ينبغي التنويه إلى انه يمكن أن يحتوي العقد على وكالة خاصة من طرف المشتري لشخص‬
‫آخر )المستفيد(‪ ،‬فيدون المستفيد‪ ،‬الحاضر عنه نيابة‪ ،‬ويوقع الوكيل باإلمضاء بدل المشتري ويتصرف‬
‫لحسابه‪.‬‬

‫ولإلشارة فقط فإنه وفي حالة ما إذا كان المحل تجاري فيذكر مقرر اللجنة باإلضافة إلى اإللتزام‬
‫بالشراء فقط‪ ،‬دون ذكر البيانات األخرى المدونة في الدور األول‪ ،‬ألن المستفيد صاحب المحل التجاري‬
‫ال يستفيد من االمتيازات الممنوحة للمستفيد من المحل ذات الطابع السكني‪.‬‬

‫)‪ (1‬أكدت التعليمة رقم ‪ 02628‬المؤرخة في ‪ 24‬مارس ‪ 2001‬في حالة وفاة المترشح لالكتساب قبل إسكتمال إجراءات‬
‫إعداد التنازل لفائدته وقبل التسديد‪ ،‬يستلزم األمر على الورثة إيداع ملف جديد للترشح لالكتساب‪ ،‬بحيث يتعين تمكين‬
‫الزوج و‪/‬أو أوالدھم من تخفيض مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المتوفي قيد حياته‪ ،‬شرط أن ال يكون قد إستفاد ھذا‬
‫األخير أو ذوى حقوقه ملكا في إطار القانون رقم ‪ 01/81‬الملغى‪ ،‬أو إعانة من الدولة‪.‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬نموذج عقد بيع لفائدة المترشح للشراء المتوفي‪ ،‬الملحق رقم ‪.08‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫تمھيد‪:‬‬

‫بعد أن تطرقنا فيما سبق إلى اإلجراءات المتعلقة بعملية التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 269/03‬المعدل والمتمم السالف الذكر‪ ،‬فإننا نرى ضرورة التعرف على ماھية اآلثارالتي يمكن أن‬
‫تترتب عن عملية التنازل التي تمت بشكل قانوني وفقا لما جــاء به المرســوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،269/03‬والتي تتجّ لى في نقطتين‪ ،‬أولھما أنه جعل من ھذا التنازل سببا من أسباب اكتساب‬
‫الملكيـة‪ ،‬والتي ال تتحقق إالّ بإجراءات التوثيق والتسجيل والشھر‪ ،‬وبالنسبة إلجراء التوثيق فقد‬
‫تناولناه من خالل الفصل األول في مرحلة تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل‪ ،‬أما التسجيل‬
‫والشھر فھما محل دراستنا في ھذا الفصل‪ ،‬وإن كان التنازل ينقل ملكية المحل المتنازل عنه لفائدة‬
‫الشاغل الشرعي له‪ ،‬إال ّ أن المشرع الجزائري قيّد ھذا الحق إذ نص على شرط عدم إعادة التنازل‬
‫عن المحالت المكتسبة عن طريق التنازل لمدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬أي ما يعرف بالشرط المانع من‬
‫التصرف‪ ،‬وعلى ھذا سنقسم الدراسة في ھذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬بحيث سنتطرق في المبحث األول‬
‫إلى انتقال الملكية عن طريق التنازل‪ ،‬وفي المبحث الثاني إلى الشرط المانع من التصرف في‬
‫المحالت المتنازل عنھا‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫المبحث األول‪ :‬انتقال الملكية عن طريق التنازل‪.‬‬

‫إن التزام مواصلة إجراءات البيع ألجل نقل ملكية العين المبيعة في المادة العقارية في التشريع‬
‫الجزائري يقع على عاتق محرر العقد سواء كان التصرف محرر بيد الضابط العمومي في مكتب‬
‫التوثيق أو بيد الموظف العمومي )مديرية أمالك الدولة( وھذا دون إرادة األطراف أو تدخل منھم‪،‬مع‬
‫اإلشارة إلى أن طبيعة التزام الموثق المتمثلة في نقل الملكية العقارية بإخضاع التصرف القانوني إلى‬
‫اإلشھار بالمحافظة العقارية ھو التزام بتحقيق نتيجة‪،‬وليس ببذل عناية ويكمن ھذا االلتزام في تمكين‬
‫األطراف المتعاقدة بالحصول على مبتغاھم‪،‬وذلك بإشھار التصرف حتى يولد أثره القانوني وذلك‬
‫بنشأة الحق العيني العقاري)‪.(1‬‬

‫ونظرا ألن التنازل ھو تحويل ملكية عقارية فإنه يقع على عاتق مديرية أمالك الدولة بعد‬
‫تحريرھا لعقد البيع المكرس لعملية التنازل القيام بتسجيل العقد لد ى مفتشية التسجيل ‪،‬ثم إرسال العقد‬
‫إلى المحافظة العقارية للقيام بشھره‪،‬ولھذا قسمنا ھذا المبحث إلى مطلبين بحيث سنتطرق في المطلب‬
‫األول إلى عملية التسجيل وفي المطلب الثاني إلى عملية الشھر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عملية التسجيل‬

‫بموجب المادة ‪ 1/75‬من األمر رقم ‪ 105/76‬المؤرخ في ‪ 1976/12/09‬المتضمن قانون‬


‫التسجيل‪ ،‬يتعين على الموثق تسجيل مختلف العقود التي يبرمھا لدى مصلحة التسجيل والطابع التابع‬
‫لھا مكتب التوثيق إقليميا)‪ ،(2‬وطبقا لما جاء في المادتين ‪ 58‬و‪ 93‬من نفس القانون يكون تسجيل‬
‫العقود في أجل ال يتجاوز شھرا تحت طائلة تعرض الموثق لعقوبات جبائية‪ ،‬ھذا وتتجلى وظيفة‬
‫التسجيل في نقطتين ھامتين ھما‪ :‬تحصيل الدولة للجانب الضريبي لصالح الخزينة العامة‪ ،‬وھو ما‬
‫أكدته المادة ‪ 28‬من قانون التوثيق ‪ 27/88‬الملغى بموجب القانون رقم ‪ 02/06‬بقولھا‪" :‬يحصل‬
‫الموثق الحقوق والرسوم بمختلف أنواعھا لحساب الدولة من األطراف الملزمين بتسديدھا ويدفع‬
‫مباشرة بقباضات الضرائب المبالغ الواجبة على األطراف بصدد الضريبة‪ ،‬وفضال عن ذلك يتعين‬
‫عليه فتح حساب خاص لدى الخزينة ليودع فيه المبالغ التي يحوزھا"‪.‬ھذا من جھة ومن جھة أخرى‬
‫تتجلى وظيفة التسجيل أيضا في إثبات تاريخ العقود العرفية ‪،‬ذلك أن العقد العرفي ال يكون حجة على‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪/‬جمال بوشنافة‪" ،‬األثر المنشئ للشھر وأثره على العقد كأحد أھم أسباب كســـب الملكيــة‬
‫العقاريـة‪ ،‬دراسة تحليلية على ضوء التشريع واالجتھاد القضائي الجزائي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جانفي ‪ ،2011‬ص‪.118‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01/75‬من األمر رقم ‪ ،105-76‬المؤرخ في ‪ ،1976/12/09‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،39‬المؤرخة في ‪.1977/12/18‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫الغير في تاريخه إالّ منذ أن يكون له تاريخ ثابت وھو ما نصت عليه المادة ‪ 328‬من القانون المدني‬
‫الجزائري)‪ ،(1‬وبما أن التسجيل من اإلجراءات الضرورية لعملية الشھر التي تثبت نقل الملكية‪ ،‬فإ ّننا‬
‫سنتطرق في ھذا المطلب إلى مفھوم تسجيل العقارات وتمييزه عن غيره من المفاھيم في الفرع األول‬
‫انتقاال إلى اإلجراءات المتبعة في عملية تسجيل العقارات في الفرع الثاني‪ ،‬ثم نتناول في الفرع الثالث‬
‫كيفية تسجيل المحالت المعنية بالتنازل‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مفھوم تسجيل العقارات وتمييزه عن غيره من المفاھيم‬

‫المشرع الجزائري من خالل النصوص القانونية الواردة في موضوع التسجيل لم يعط تعريفا‬
‫جامعا مانعا له بل اقتصر فقط على تبيان أھميته القانونية وإجراءاته )‪ ،(2‬ولھذا سنحاول أن نعرج‬
‫على بعض التعاريف الخاصة به لنصل إلى التعاريف المتعلقة بتسجيل العقارات‪ ،‬ثم نقوم بالتمييز بين‬
‫ھذا األخير وبين غيره من المفاھيم المشابھة له‪.‬‬

‫أوال ‪:‬تعريف تسجيل العقارات‬

‫قبل أن نعرف التسجيل المنصّب على العقارات جدر بنا أن نعرف التسجيل بصفة عامة ‪،‬مع‬
‫اإلشارة إلى أنه ليس ھناك تعريف جامع ومانع للتسجيل بل ھناك عدة تعاريف يمكن أن نذكرھا‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫يعرف التسجيل على أ ّنه‪" :‬إجراء يتم من طرف موظف عمومي مكلف بالتسجيل حسب كيفيات‬
‫محددة بموجب القانون")‪.(3‬‬

‫كما يعرف التسجيل جبائيا بأنه‪" :‬إجراء إداري يقوم به موظف عام في ھيئة عمومية‪ ،‬وھو ذو‬
‫أبعاد قانونية وشكلية‪ ،‬إذ يحدد تاريخ العقد والتصرفات ويسمح بمراقبة ھذه األخيرة وتبيان صحتھا‬
‫شكال ومضمونا وله أبعاد جبائية بإخضاع التصرفات المعنية لضريبة تدعى بحق التسجيل")‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬آسيا حميدوش‪" ،‬طرق اكتساب الملكية العقارية الخاصة للدولة على ضوء قانون األمالك الوطنية‬
‫رقم ‪ ،"30/90‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬فرع القانون العقاري‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2010-2009‬ص ‪.23‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬اإلطار القانوني والتنظيمي لتسجيـــل العقــارات في التشريــع‬
‫الجزائري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار ھومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.18‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬دوة آسيا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية‪ ،‬قيود الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2008/2007‬ص ‪.29‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫وھناك من يعرفه كذلك على أنه"إجراء يتمثل في تدوين عقد في سجل رسمي يمسكه موظفوا‬
‫التسجيل الذين يقبضون من جراء ذلك رسما جبائيا")‪.(1‬‬

‫من خالل ھذه التعاريف نجد أنھا تعار يف متشابھة وعليــه يمكــن تعريـف التسجيل علــى‬
‫أنــه‪" :‬إجراء إداري يقوم به موظف عمومي يكون مؤھل قانونا بتسجيل جميع التصرفات القانونية‬
‫مقابل دفع حقوق التسجيل"‪ ،‬وانطالقا من ذلك يمكن استخالص الخصائص القانونية للتسجيل وھي‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬إجراء إداري‪:‬‬

‫حيث يتم على مستوى إدارة عمومية تابعة سلميا إلى وزارة المالية ولھا اختصــاص‬
‫إقليمــي)‪ ،(2‬إذ نصت المادة ‪ 75‬من قانون التسجيل السابق الذكر على ما يلي‪" :‬ال يستطيع الموثقون‬
‫أن يسجلوا عقودھم إال في مصالح التسجيل التابعة للدائرة التي توجد بھا مكاتبھم‪ ،‬ويسجل أعوان‬
‫التنفيذ التابعون لكتابات الضبط عقودھم إمّا في المصلحة التابعة لمحل إقامتھم وإمّا في المصلحة‬
‫التابعة للمكان الذي تم فيه إعداد ھذه العقود"‪.‬‬

‫ويسجل كتاب الضبط وكتاب اإلدارات المركزية و المحلية العقود التي يجب عليھم إخضاعھا‬
‫لھذا اإلجراء في مكتب التسجيل التابع للدائرة أو عند اإلقتضاء في المكتب الموجود في نطاق الوالية‬
‫التي يمارسون بھا مھامھم")‪.(3‬‬

‫‪ -2‬يقوم به موظف عمومي ‪:‬‬

‫نقصد بالموظف العمومي الشخص المعين من طرف الدولة للقيام بخدمة عامة طبقا للقانون رقم‬
‫‪ 59/85‬المؤرخ في ‪ 1985/03/23‬الملغى باألمر ‪.03/06‬‬

‫وعملية التسجيل يقوم بھا مفتش التسجيل طبقا للمادة ‪180‬من األمر رقم ‪ 105/76‬المتضمن‬
‫قانون التسجيل السابق الذكر ‪،‬وال يجوز ألي موظف عمومي آخر ليست له صفة مفتش التسجيل القيام‬
‫بھذا اإلجراء‪ ،‬ويقع في ھذه الحالة تحت طائلة البطالن)‪.(4‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪/‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 75‬من األمر رقم ‪ ،105/76‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -3‬إجراء بمقابل‪:‬‬

‫وھذا يعني أن مفتش التسجيل يقوم باقتطاع الحقوق في شكل نقدي تجسيدا لمبدأ العدالة‬
‫والمساھمة في تغطية األعباء العامة للدولة وتطبيقا لنص المادة ‪ 01/64‬من دستور ‪ 1996‬المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬إالّ أن ھذه الخاصية ليست مطلقة بل ھناك بعض التصرفات القانونية معفاة من حقوق‬
‫التسجيل )‪.(1‬‬

‫‪ -4‬ذو طابع إجباري ونھائي‪:‬‬

‫يكون المكلّف بحقوق التسجيل مجبرا بآدائھا بطرق إدارية‪ ،‬وفي ھذا الشكل يبرز مبدأ سيادة‬
‫الدولة تطبيقا لنص المادة ‪ 02/64‬من دستور ‪ 1996‬المعدل والمتمم‪ ،‬ألن حقوق التسجيل ھي بمثابة‬
‫ضريبة أحادية صادرة عن الدولة‪ ،‬وفي حالة التخلف عن دفعھا يتعرض المكلف بھا لعقوبات جبائية‬
‫بھدف إلزامه بدفعھا‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن مفتش التسجيل يرفض إجراء التسجيل إلى غاية دفع حقوقه وھذا مانصت‬
‫عليه المادة ‪ 82‬من األمر رقم ‪ 105/76‬المتضمن قانون التسجيل‪" :‬إنّ رسم العقود التي يجب‬
‫)‪(2‬‬
‫تسجيلھا تستخلص قبل إتمام اإلجراءات"‪.‬‬

‫انطالقا من تعريف التسجيل بصفة عامة وتبيان خصائصه‪ ،‬يمكن تعريف تسجيل العقارات‬
‫على أنه‪" :‬ذلك اإلجراء الذي يقوم به مفتش التسجيل عند تلقيه المحررات أو التصرفات القانونية‬
‫الواردة على العقار‪ ،‬حيث يقبض من جراء ھذه العملية حقوق التسجيل‪ ،‬وھو إجراء ملزم في حالة‬
‫)‪(3‬‬
‫مخالفته يخضع المكلف بحقوق التسجيل لغرامة جبائية"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز التسجيل عن غيره من المفاھيم‪.‬‬

‫نظرا ألن ھناك عالقة وتداخل بين التسجيل وبين بعض المفاھيم‪ ،‬خاصة أن ھناك من ال يميز‬
‫بين الشھر العقاري والتسجيل ويطلق على الشھر العقاري تسمية التسجيل رغم إختالفھما‪ ،‬ولھذا‬
‫سوف نميز التسجيل عن كل من الشھر العقاري‪ ،‬القيد‪ ،‬التوثيق‪ ،‬الرسم‪ ،‬الضريبة‪ ،‬وقبل ذلك ال بد أن‬
‫نعرف بھذه المفاھيم حتى تسھل عملية التمييز ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21-20‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫)‪(3‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -1‬تمييز التسجيل عن الشھر العقاري‪:‬‬

‫الشھر العقاري ھو أحد إجراءات نقل الملكية والحقوق العينية العقارية وذلك طبقا لما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 793‬من القانون المدني الجزائري‪" :‬ال تنقل الملكية والحقوق العينية األخرى في العقار‬
‫سواء كان ذلك بين المتعاقدين أم في حق الغير ّإال ّ إذا ُروعِ يت اإلجراءات التي ينص عليھا القانون‬
‫وباألخص القوانين التي تدير مصلحة الشھر العقاري"‪ ،‬علما أن ھناك نظامان للشھر وھما نظام‬
‫الشھر الشخصي ونظام الشھر العيني‪.‬‬

‫يختلف التسجيل عن الشھر العقاري‪ ،‬كون التسجيل يتم لدى مصلحة التسجيل أمّا الشھر‬
‫العقاري فيتم في المحافظة العقارية‪ ،‬والمكلف بعملية التسجيل ھو مفتش التسجيل أمّا المكلف بعملية‬
‫الشھر العقاري ھو المحافظ العقاري‪.‬‬

‫التسجيل ال يعطي الصفة الرسمية للعقود العرفية بل دوره يقتصر فقط على إعطاء تاريخ ثابت‬
‫للتصرف‪ ،‬كما أ ّنه ال يعتبر إشھارا للحق الذي يحمله السند بالمحافظة العقارية‪.‬‬

‫عملية التسجيل نظمھا قانون التسجيل الصادر بموجب األمر رقم ‪ 105/76‬المؤرخ في‬
‫‪ ،1976/12/09‬بينما عملية الشھر العقاري نظمھا األمر رقم ‪ 74/75‬المؤرخ ‪1975/11/12‬‬
‫)‪(1‬‬
‫المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري‪.‬‬

‫‪ -2‬تمييز التسجيل عن القيد‪:‬‬

‫القيد ھو إجراء قانوني تابع لعملية الشھر العقاري بحيث يتم قيد التصرفات القانونية لدى إدارة‬
‫الشھر العقاري أي المحافظة العقارية ‪،‬ويكون بالنسبة للحقوق العينية التبعية كالرھن الرسمي‪ ،‬الرھن‬
‫الحيازي‪ ،‬حق التخصيص‪ ،‬حق االمتياز ‪.‬‬

‫ونفس الشيء بالنسبة للفرق الموجود بين التسجيل والشھر العقاري فباعتبار أن القيد تابع لعملية‬
‫الشھر العقاري ويتم على مستوى المحافظة العقارية‪ ،‬يكلف بإجرائه المحافظ العقاري ويكون بالنسبة‬
‫للتصرفات العينية التبعية‪ ،‬كذلك ھنالك اختالف بينه وبين التسجيل الذي يتم في مصلحة التسجيل‬
‫)‪(2‬‬
‫ويقوم به مفتش التسجيل‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24-23-22‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.25-24‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -3‬تمييز التسجيل عن الرسم‪:‬‬

‫الرسم ھو اقتطاع يؤدي لخدمة مقدمة دون أن يكون ھناك حتما تكافؤ بين قيمة الرسم والتكلفة‬
‫الحقيقية للخدمة المؤداين‪.‬‬

‫فبالنسبة للفرق بين التسجيل والرسم‪،‬فالتسجيل إجراء يقوم به مفتش التسجيل ومقابل ذلك يقوم‬
‫باقتطاع حقوق التسجيل في شكل رسوم‪ ،‬إمّا رسم نسبي أو رسم ثابت حسب طبيعة التصرف وعليه‬
‫فحقوق التسجيل تستوفى في شكل رسوم ولقد سبــق أن قلنـــا أن الرســوم تؤدى مقابــل خدمـة‬
‫مقدمة‪ ،‬فمقابل التسجيل يتم اقتطاع الرسم‪.‬‬

‫‪ -4‬تمييز التسجيل عن الضريبة ‪:‬‬

‫الضريبة ھي مبلغ من المال تفرضه الدولة وتجبيه بصورة جبرية ونھائية ودون مقابل في‬
‫سبيل تغطية النفقات العمومية أوفي سبيل تدخل الدولة فقط‪ ،‬وھناك ضرائب مباشرة وضرائب غير‬
‫مباشرة والضريبة إذا كانت اقتطاعا مباشرا من الدخل والرأسمال فھي ضريبة مباشرة وتكون غير‬
‫مباشرة بمناسبة النفقات التي ينفقھا الفرد من رأسماله أو دخله‪.‬‬

‫أما الفرق بين التسجيل والضريبة يتمثل في أن مفتش التسجيل مقابل إجراء التسجيل يقبض‬
‫)‪(1‬‬
‫حقوق فھذه الحقوق تشكل ضريبة فھو يتم بصفة جبرية ونھائية‪ ،‬والمكلف مجبر بأدائھا‪.‬‬

‫‪ -5‬تمييز التسجيل عن التوثيق‪:‬‬

‫التوثيق ھو عملية يقوم بھا ضابط عمومي ھو الموثق‪ ،‬الذي يقوم بتلقي كل أشكال المحررات‬
‫والعقود التي يشترط فيھا القانون الطابع الرسمي أويود أطرافھا إضفاء الصبغة الرسمية عليھا‪.‬‬

‫والفرق بين التسجيل والتوثيق‪ ،‬ھو أن التوثيق يقوم به ضابط عمومي يتمثل في شخص الموثق‬
‫على عكس عملية التسجيل التي يقوم بھا مفتش التسجيل وھو موظف عمومي‪ ،‬أمّا التفرقة من حيث‬
‫نظمه األمر رقم ‪ 91/70‬الموافق لـ ‪15‬ديسمبر ‪ 1970‬الملغى بقانون‬‫اإلطار القانوني‪ ،‬فالتوثيق ّ‬
‫التوثيق رقم ‪ 27/88‬أمّا التسجيل فنظمه األمر رقم ‪ 105/76‬المؤرخ في ‪ 1976/12/09‬المتضمن‬
‫قانون التسجيل‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫الموثق يقوم بإعطاء الوثائق والعقود الصبغة الرسمية تطبيقا لنص المادة ‪ 02‬من األمر‬
‫‪ 91/70‬المتعلق بتنظيم التوثيق المذكور أعاله‪ ،‬أمّا مفتش التسجيل فيقوم بتسجيل التصرفات القانونية‬
‫مقابل دفع حقوق التسجيل وھو ال يعطي الصبغة الرسمية للعقود العرفية وإ ّنما يعطيھا تاريخ ثابت‬
‫طبقا لنص المادة ‪328‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬وعليه يمكن القول أنّ ھناك تداخل كبير بين‬
‫التوثيق والتسجيل)‪.(1‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬اإلجراءات المتبعة في عملية تسجيل العقارات‬

‫)‪(2‬‬
‫بتسجيل العقود والمحررات بعد القيام‬ ‫يقوم مفتش التسجيل على مستوى مفتشية التسجيل‬
‫بتحليلھا أو تكييفھا من أجل استيفاء الحقوق الالزمة‪ ،‬كما يقوم بمراقبة الوثائق المودعة إلجراء‬
‫التسجيل ومدى مطابقتھا للقانون‪.‬‬

‫لھذا قمنا في ھذا الفرع بالتطرق إلى الوثائق المودعة بمفتشية التسجيل ‪،‬ثم اآلجال القانونية‬
‫إليداع الوثائق‪.‬‬

‫أوال‪:‬الوثائق المودعة بمفتشية التسجيل‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 09‬من قانون التسجيل يتم إيداع الوثائق من طرف أشخاص لھم صفة تحرير‬
‫الوثائق والعقود الرسمية‪ ،‬مثل كتاب الضبط والموثقون وكتاب السلطات اإلدارية‪ ،‬ويجب أن تحتوي‬
‫على المعلومات الالزمة حتى يسھل على مفتش التسجيل تنفيذ إجراء التسجيل‪ ،‬ولھذا سنتناول البيانات‬
‫الالزمة في الوثائق المودعة‪.‬‬

‫‪ -1‬الكشوف اإلجمالية‬

‫طبقا للمادة ‪ 153‬من قانون التسجيل‪ ،‬الكشوف اإلجمالية للعقود واألحكام يعدھا الموثقون‬
‫وكتاب الضبط وأعوان التنفيذ التابعون لكتابات الضبط ومكاتب اإلدارات المركزية أو المحلية على‬
‫استمارات تسلمھا إدارة الضرائب مجانا ويذكرون فيھا ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ ورقم العقود واألحكام الموجودة في الفھرس‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27-26‬‬
‫)‪ (2‬مفتشية التسجيل‪ :‬ھي مصلحة عمومية ذات طبيعة إدارية جبائية تابعة لوزارة المالية وظيفتھا تسجيل جميع‬
‫التصرفات التي أخضعھا القانون إلجراء التسجيل أو التي أراد أصحابھا إعطاءھا تاريخا ثابتا‪ ،‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد‬
‫راموال ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪- 60 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -‬ألقاب وأسماء األطراف ومسكنھم‪.‬‬


‫‪ -‬نوع العقود أو األحكام‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغ أو القيم الخاضعة للرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ الرسوم الثابتة أو الرسوم النسبية المستحقة والمتضمنة قرار بمبلغ الرسوم المدفوعة موقعا‬
‫بصفة قانونية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وتودع ھذه الكشوف لدى مكتب التسجيل المختص في اآلجال المحددة بموجب ھذا القانون‪.‬‬

‫وھناك كشوف إجمالية متعلقة بالعقود واألحكام التي يعدھا كتاب الضبط وأعوان التنفيذ‬
‫للمحكمة‪ ،‬المجلس القضائي أو المحكمة العليا‪ ،‬كما توجد كشوف إجمالية متعلقة بحالة العقود المودعة‬
‫من طرف الموثقين وعادة تعد الكشوف اإلجمالية في صورتين حيث تودع واحدة لدى مكتب‬
‫)‪(2‬‬
‫التسجيل‪ ،‬أمّا الثانية فترجع إلى القائم باإليداع‪.‬‬

‫‪ -2‬النسخ األصلية‬

‫تنص المادة ‪ 01/9‬من قانون التسجيل على أنه‪" :‬تسجل العقود المدنية والعقود غير‬
‫القضــائيــة على النسخ األصلية أو البراءات أو األصول‪ ،‬وتخضع أيضا إلى التسجيل على النسخ‬
‫األصليــة أو األصول‪ ،‬العقود القضائية في القضايا المدنية واألحكام في القضايا الجنائية والجنحية‬
‫)‪(3‬‬
‫والمخالفات‪".‬‬

‫حيث يقوم مفتش التسجيل بتحليل النسخ األصلية وتكييفھا من أجل استيفـــاء حقــوق‬
‫التسجيـــل‪ ،‬وتختلف المعلومات الموجودة في النسخ األصلية حسب طبيعة التصرف‪ ،‬فمثال بالنسبة‬
‫للعقود الرسمية التي يحررھا الموثقون‪ ،‬فعلى الموثق أن يبين في العقود الناقلة أو المعلنة عن ملكية‬
‫عقارية)‪ ،(4‬طبيعة وحاالت ومضمون وحدود العقارات وأسماء المالكين السابقين وعند اإلمكــان‬
‫صفــة وتاريخ التحويالت المتتالية‪ ،‬وكذلك بالنسبة لكتاب الضبط وأعوان التنفيذ التابعون لكتابات‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 153‬من األمر رقم‪،105-76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01/9‬من األمر رقم ‪ ،105-76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪ (4‬يثبت نقل عقار بملكية أو بحق اإلنتفاع سواء بموجب إيجارات تبرم من طرف المالك الجديد أو صفقات أو عقود‬
‫أخرى تثبت ملكيته أو حقه في اإلنتفاع‪ ،‬وذلك من أجل طلب ومتابعة دفع رسوم وحقوق وغرامات التسجيل ضد المالك‬
‫الجديد‪ ،‬أنظر المادة ‪ 12‬مكرر من قانون التسجيل‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫الضبــط‪ ،‬حيث يقوم كتاب الضبط بإيداع العقود واألحكام القضائية بمكتب التسجيل‪ ،‬ويستند مفتش‬
‫التسجيل في استيفاء حقوق التسجيل إلى ما جاء في حيثيات ومنطوق الحكم)‪.(1‬‬

‫‪ -3‬الملخصات‬

‫إضافة إلى النسخ األصلية والكشوف اإلجمالية يلتزم محرروا العقود والوثائق بإيداع ملخصات‬
‫العقود أو األحكام وھذا ما نصت عليه المادة ‪ 03/9‬من قانون التسجيل‪" :‬تقدم ھذه الجداول‬
‫والمستخرجات إلى مصلحة التسجيل في نفس الوقت الذي تقدم فيھا النسخ األصلية أو البراءات"‪.‬‬

‫وھي عبارة عن ملخص تحليلي على استمارة تسلمھا اإلدارة مجانا‪ ،‬حيث تلخص فيه األحكام‬
‫الرئيسية للعقد أو الحكم وتحررفي نسختين عندما يتضمن العقد أو الحكم إمّا نقل أو إنشاء ملكية‬
‫عقارية أو محل تجاري أو عناصر محل تجاري وإمّا بيع أسھم أو حصص في شركة وإمّا نقل ملكية‬
‫)‪(2‬‬
‫عقد التمتع بھذه األموال نفسھا‪،‬وھذا تطبيقا للمادة ‪ 02/153‬من قانون التسجيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلجال القانونية إليداع الوثائق‬

‫إنّ إيداع الوثائق بمكتب التسجيل المختص من أجل القيام بعملية التسجيل يجب أن يكون في‬
‫اآلجال القانونية‪ ،‬وتختلف ھذه اآلجال حسب طبيعة العقد وموضوعه‪ ،‬وكذا حسب ما إذا كانت ھذه‬
‫)‪(3‬‬
‫العقود خاضعة لرسم نسبي أو رسم ثابت‪.‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للتصرفات الخاضعة لرسم ثابت‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 02‬من قانون التسجيل تكون رسوم التسجيل ثابتة أو نسبية أو تصاعدية تبعا‬
‫)‪(4‬‬
‫لنوع العقود ونوع الملكية الخاضعة لھذه الرسوم‪.‬‬

‫يطبق الرسم الثابت على العقود التي ال تثبت نقل الملكية أو حق اإلنتفاع أو التمتع لمدى الحياة‬
‫أو لمدة غير محددة ألموال منقولة أو عقارية‪ ،‬وال لحصة لشركة وال قسمة أموال منقولة أو عقارية‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75-74‬‬
‫)‪(3‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪،105-76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫وبصفة عامة يطبق ھذا الرسم على جميع العقود األخرى التي تقدم طواعية إلجراء التسجيل حتى ولو‬
‫)‪(1‬‬
‫كانت معفاة منه‪ ،‬وھذا تطبيقا لنص المادة ‪ 03‬من قانون التسجيل‪.‬‬

‫وتسجل الحقوق الثابتة خالل الشھر الذي يلي شھر إعدادھا وھذا تطبيقا لنــص المادتيـــن ‪59‬‬
‫و ‪ 60‬من قانون التسجيل‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 59‬منه على أن‪" :‬العقود الموثقة التي تفتح الحق في‬
‫الرسوم الثابتة تقدم من أجل تأشيرة التسجيل خالل الشھر الذي يلي شھر إعداد ھذه العقود‪ ،"...‬أمّا‬
‫المادة ‪ 60‬من نفس القانون تنص على أنه‪" :‬يجب أن تسجل عقود الموثقين وأعوان التنفيذ التابعين‬
‫)‪(2‬‬
‫لكتابات الضبط وكذلك القرارات القضائية خالل الشھر الذي يلي شھر إعدادھا"‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للتصرفات الخاضعة لرسم نسبي‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 04‬من قانون التسجيل يؤسس الرسم النسبي بالنسبة لنقل الملكية أو حق‬
‫اإلنتفاع أو التمتع باألموال المنقولة أو العقارية سواء بين األحياء أو عن طريق الوفاة‪ ،‬وكذلك كل‬
‫تنازل عن حق في اإليجار أو لفائدة وعد باإليجار يتعلق بكل أو جزء من العقار والعقود المثبتة إمّا‬
‫)‪(3‬‬
‫لحصة في شركة أو قسمة أموال منقولة أو عقارية‪.‬‬

‫والرسم النسبي ممثل بنسبة مئوية ثابتة يطبق على جميع العمليات التي ينتقل فيھا العقار‬
‫بمقابل)‪ ،(4‬وي ّتم تسجيل التصرفات الواردة في المادة ‪ 04‬المذكورة أعاله وفق اآلجال التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تسجل عقود الموثقين في أجل شھر ابتداء من تاريخ تحريرھا والتي تم تحديدھا بموجب المادة ‪58‬‬
‫من قانون التسجيل ‪.‬‬
‫‪ -‬تسجل الوصايا المودعة لدى الموثقين أو التي يستلمونھا خالل األشھر الثالثة من وفاة الموصــي‬
‫بناءا على طلب الورثة الموصى أو منفذي الوصايا وھذا طبقا لنص المادة ‪ 64‬من قانـــون‬
‫التسجيــــل‪ ،‬غير أنه بعد صدور قانون المالية سنة ‪ 2004‬وبموجب المادة ‪15‬منه أصبحت الوصايا‬
‫تسجل في أجل شھر ابتداء من وفاة الموصين وتخضع بذلك لنفس أحكام المادة ‪ 58‬من قانون‬
‫التسجيل التي سبق اإلشارة إليھا‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪ ،105-76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 04‬من األمر رقم ‪ ،105-76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -‬تسجل التصريحات التي يجب على الورثة أو الموصى لھم تقديمھا عن األموال المستحقة لھم أو‬
‫التي انتقلت عن طريق الوفاة في أجل سنة واحدة ابتداء من يوم الوفاة‪ ،‬وھذا تطبيقا لنص المادة ‪65‬‬
‫من قانون التسجيل‪.‬‬

‫أمّا فيما يتعلق باأليام المحددة لإليداع فيتم كل أيام األسبوع طوال النھار مع مراعاة األوقات‬
‫)‪(1‬‬
‫الرسمية للعمل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية تسجيل المحالت المتنازل عنھا‬

‫بعد القيام بعملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل من طرف المصلحة المختصة ‪،‬والذي‬
‫يكون على ثالث نسخ يقوم العون المختص بمأل االستمارة التي من المفروض أن تقدمھا إدارة‬
‫التسجيل مجانا‪ ،‬لكن من الناحية العملية تعد من طرف محرري العقود ‪،‬ويتم تدوين في ھذه اإلستمارة‬
‫)‪(2‬‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ألقاب وأسماء األطراف ومسكنھم ‪.‬‬


‫‪ -‬أصل الملكية للمحل المعني بالتنازل ‪.‬‬
‫‪ -‬التعيين‪ ،‬إذ يجب ذكر كل المعلومات المتعلقة بالمحل )البلدية‪ ،‬الشارع‪ ،‬رقم الباب‪............‬إلخ(‪.‬‬
‫‪ -‬السعر‪ ،‬أي ثمن التنازل المحدد من قبل المصالح المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬الحقوق‪ ،‬بالنسبة للمحالت ذات الطابع السكني تكون مجانا‪ ،‬ألنه وطبقا للمادة ‪ 347‬مكرر من قانون‬
‫التسجيل تعفى من جميع حقوق ورسوم التسجيل واإلشھار العقاري كل الشھادات واألوراق والوثائق‬
‫التي تم إعدادھا بموجب القانون رقم ‪ 01/81‬المؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ ،1981‬أو تطبيقا ألحكام المادة‬
‫‪ 41‬من قانون المالية لسنة ‪ 2001‬والمادة ‪ 209‬من قانون المالية لسنة ‪ 2002‬التي كان موضوعھا‬
‫التنازل عن المحالت ذات اإلستعمال السكني التابعة للدولة وللجماعات المحلية ودواوين الترقية‬
‫)‪(3‬‬
‫والتسيير العقاري‪.‬‬

‫أمّا بالنسبة للمحالت ذات الطابع التجاري فإنھا تخضع لرسوم التسجيل وتكون مقدرة حسب‬
‫سعر التقييم‪ ،‬ويقوم المستفيد من التنازل بدفعھا ضمن مصاريف تحرير العقد‪ ،‬حيث تقوم مفتشية‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77-76‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬النموذج الخاص باستمارة التسجيل‪ ،‬الملحق رقم ‪.06‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 347‬مكرر من األمر رقم ‪ ،105/76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫أمالك الدولة عند إرسالھا لعقود البيع لمفتشية التسجيل إرسال الصك البريدي الذي يثبت أن المستفيد‬
‫قد قام بتسديد رسوم التسجيل‪.‬‬

‫ويتم إرسال النسخ الثالثة للعقد مع نسختين من االستمارة المذكورة أعاله بعد تدوين كل‬
‫المعلومات حيث يقوم مفتش التسجيل بعد إيداع العقود بتفحص معلومات العقد والوثائق المرفقة معه‬
‫وتحليل العقد الذي ينقل أو يؤكد نقل الملكية‪ ،‬حيث تنقل تأشيرة التسجيل على العقد المسجل ويبين فيه‬
‫)‪(1‬‬
‫مفتش التسجيل باألحرف تاريخ ورقم ومبلغ الرسوم المدفوعة‪.‬‬

‫أمّا بالنسبة للمحالت ذات الطابع السكني فيقوم مفتش التسجيل بنقل تأشيرة التسجيل فقط على‬
‫)‪(2‬‬
‫العقد‪ ،‬أي على النسخ الثالثة لعقد البيع المكرس لعملية التنازل‪.‬‬

‫ويقوم بعد إتمام اإلجراءات بإعادة العقود إلى مفتشية أمالك الدولة التي تقوم باإلجراءات‬
‫المتبقية‪.‬‬

‫وممّا تجدر اإلشارة إليه أنه طبقا للمادة ‪ 06/353‬من قانون التسجيل تعفى من رسم اإلشھار‬
‫العقاري عمليات التنازل عن األمالك العقارية ذات اإلستعمال السكني المنجزة في إطار المرسوم‬
‫التنفيذي رقم‪ 269/03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪ 2003‬الذي يحدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك‬
‫العقارية التابعة للدولة و لدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير‬
‫سنة ‪ ،(3)2004‬ورسم الشھر العقاري يدفع بعد دفع رسم التسجيل والذي يكون على عاتق المشتري‬
‫ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬وتقدر نسبته ‪ %2‬من قيمة ثمن العقار ما لم يتم اإلعفاء صراحة‪ ،‬وبدون‬
‫اإلجراء الجبائي ال يمكن إجراء الشھر العقاري وتقييد التصرف في البطاقة العقارية ‪،‬فال تنتقل الملكية‬
‫وال الحقوق العينية العقارية أصلية كانت أم تبعية‪ ،‬وال يمكن اإلحتجاج بھا بين األطراف أو في‬
‫)‪(4‬‬
‫مواجھة الغير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عملية الشھر‬

‫من المقرر قانونا أن الحقوق المتعلقة بالعقار ال تنتقل سواء مابين األطراف أو في حق الغير ّإال‬
‫إذا روعيت إجراءات الشھر العقاري‪ ،‬وألجل ذلك أوجبت المادة ‪ 90‬من المرسوم رقم ‪63/76‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬أ‪ /‬آسيا دوة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82-81‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أنظر‪ :‬نموذج "عقد البيع"‪ ،‬ملحق رقم‪ ،07‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 06/353‬من األمر رقم ‪ ،105/76‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪- 65 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫المؤرخ في ‪ 25‬مارس ‪ 1976‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري المعدل والمتمم‪ ،‬على الموثقين‬
‫وكتاب الضبط والسلطات اإلدارية أن يعملوا على إشھار جميع العقود أو القررات القضائية الخاضعة‬
‫)‪(1‬‬
‫لإلشھار والمحررة من قبلھم ضمن اآلجال المحددة ودون مراعاة إلرادة األطراف‪.‬‬

‫وبما أن عقد البيع المكرس لعملية التنازل من العقود الواردة على العقارات فإنه يجب أن‬
‫يخضع إلى الشھر حتى تنتقل الملكية إلى المستفيد من التنازل‪ ،‬ولھذا سوف نقوم بدراسة عملية الشھر‬
‫العقاري بصفة عامة وذلك بالتطرق إلى مدلول الشھر العقاري ومميزاته في الفرع األول‪ ،‬وإلى‬
‫نظامي الشھر العقاري في الفرع الثاني‪ ،‬باإلضافة إلى إجراءات الشھر في الفرع الثالث‪ ،‬ثم نقوم‬
‫بتوضيح كيفية شھر المحالت المعنية بالتنازل في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مدلول الشھر العقاري ومميزاته‬

‫إن الشھر العقاري من أھم األھداف التي ترمي إليھا معظم تشريعات العالم ‪،‬إذ يھدف إلى تنظيم‬
‫ھوية كل عقار بطريقة تشبه إلى حد كبير بطاقة الحالة المدنية لألشخاص‪ ،‬لذلك نجد جل التشريعات‬
‫أوجبت بقوانين خاصة شھر التصرفات والعقود القائمة بين األفراد وذلك بغية تأمين إستقرار‬
‫)‪(2‬‬
‫المعامالت وحفظ الحقوق‪.‬‬

‫فإذا كان الشھر بھذه األھمية‪ ،‬فما ھو الشھر العقاري؟‪ ،‬وما ھي مميزاته؟‪ ،‬ولإلجابة على ذلك‬
‫سنتطرق في ھذا الفرع إلى التالي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدلول الشھر العقاري‬

‫يعرف الشھر العقاري بأنه‪" :‬مجموعة اإلجراءات والقواعد المعينة لتحديد ھوية العقار‬
‫)‪(3‬‬
‫وشھره‪".‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 90‬من المرسوم رقم ‪ ،63-76‬المؤرخ في ‪ 1976/03/25‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،1976‬المعدل والمتمم بالمرسوم رقم ‪.123/93‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬المسعود رويصات ‪ ،‬نظام السجل العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شھادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬سنة ‪ ،2009/2008‬ص ‪.08‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬المسعود رويصات ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫كما يعرف كذلك بأنه‪":‬عمل فني يھدف إلى تسجيل مختلف التصرفات الواردة على العقارات‬
‫)‪(1‬‬
‫بإدارة الشھر العقاري إلعالم الكافة بھا‪ ،‬إظھارا بوجودھا ليكون الجميع على بينة من أمرھا‪".‬‬

‫ويعرف الشھر العقاري بأنه‪" :‬نظام قانوني يتضمن مجموعة اإلجراءات والشكليات التي يقع‬
‫تنفيذھا على عاتق مصلحة عمومية تسمى المحافظة العقارية‪،‬وتضمن ھذا التنظيم توفير اإلعالم حول‬
‫)‪(2‬‬
‫الحقوق الموجودة على العقارات بغية حماية العقارية والحقوق العينية األخرى"‪.‬‬

‫والشھر العقاري يعرف بأنه‪" :‬ذلك النظام الذي يرمي إلى شھر التصرفات العقارية التي ترمي‬
‫)‪(3‬‬
‫إلى إنشاء الحقوق العينية العقارية أو نقلھا أو تعديلھا أو إسقاطھا"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مميزات الشھر العقاري‬

‫من خالل تعريف نظام الشھر العقاري يمكن الوقوف على جملة من الخصائــص والمميـــزات‬
‫والتي نذكر منھا‪ :‬الطابع اإلداري للشھر‪ ،‬الطابع العيني والشخصي‪ ،‬إلى جانب كونـه طريــق‬
‫للعلنيــة‪ ،‬وطريق لنقل الملكية‪.‬‬

‫‪ -1‬الطابع اإلداري للشھر العقاري‬


‫المقصود بذلك أن عملية الشھر العقاري معھود بھا إلى مصلحة إدارية ھي المحافظــة‬
‫العقارية‪ ،‬والتي تعد المحور األساسي في عملية الشھر‪ ،‬وقد نصت المادة األولى من المرسوم‬
‫‪ 63/76‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري على ما يلي‪" :‬تحدث لدى المديرية الفرعية للوالية لشؤون‬
‫أمالك الدولة و الشؤون العقارية محافظة عقارية يسيرھا محافظ عقاري"‪ ،‬إذ تعتبر المحافظة العقارية‬
‫من بين المصالح التابعة إلدارة أمالك الدولة‪ ،‬وقد كرس ذلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ 65/91‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1991/03/02‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية ألمالك الدولة والحفظ العقاري‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت المحافظة العقارية مصلحة عمومية تابعة لمديرية الحفظ العقاري على مستوى الوالية تحت‬
‫وصاية المديرية العامة لألمالك الوطنية على مستوى وزارة المالية‪ ،‬ويدير ھذه الھيئة موظف‬
‫عمومي يسمى المحافظ العقاري يكون خاضعا لقانون الوظيف العمومي‪ ،‬ولو نظرنا إلى وظيفة‬

‫)‪(1‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪/‬مجيد خلفوني‪ ،‬نظام الشھر العقاري في الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربويـة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.13‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬حازم عزوي ‪ ،‬آليات تطھير الملكية العقارية الخاصة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شھادة الماجستير تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬سنة ‪ ،2010/2009‬ص ‪.37-36‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬آسيا حميدوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫المحافظ العقاري لوجدناھا تتمثل أساسا في حفظ مختلف المحررات الخاضعة للشھر والمتضمنة نقل‬
‫)‪(1‬‬
‫أو إنشاء أو تعديل حق من الحقوق العينية سواء كانت أصلية أو تبعية وذلك بعد شھرھا‪.‬‬
‫‪ -2‬الطابع العيني والشخصي للشھر العقاري‬

‫نصت المادة ‪16‬من األمر ‪ 74/75‬المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجـــل‬
‫العقاري على‪" :‬أن العقود اإلرادية واإلتفاقات التي ترمي إلى إنشاء أو نقل أو تصريـــح أو تعديـــل‬
‫أو إنقضاء حق عيني ال يكون لھا أثر حتى بين األطراف ّإال من تاريخ نشرھا في مجموعة البطاقات‬
‫)‪(2‬‬
‫العقارية"‪.‬‬

‫يظھر من ھذا النص أن التصرفات التي تنشئ أو تنقل أو تصرح أو تعدل أو تنھي الحقوق‬
‫العينية يجب شھرھا‪ ،‬ويالحظ أنه مادام نص المادة ‪ 16‬المذكورة أعاله قد جاء عاما‪ ،‬فإنه يفھم من‬
‫ذلك أنه يشمل باإلضافة إلى الحقوق العينية األصلية الحقوق العينية التبعية كالرھن الرسمي‪ ،‬حق‬
‫التخصيص‪ ،‬حق اإلمتياز‪ ،‬رغم أن ھذه التصرفات ال تنقل الملكية إال أنھا تنشئ حقوقا عينية لضمان‬
‫)‪(3‬‬
‫أو خدمة حقوق أخرى لذلك وجب إشھارھا‪.‬‬

‫ھذا ولمّا كان من الثابت إلزامية الشھر بالنسبة لجميع الحقــوق العينية سواء كانــــت أصليـــة‬
‫أو تبعية فھل معنى ھذا أن ھذا اإلجراء ال يصيب غيرھا؟‪ ،‬أو بمعنى آخر أالّ يمتد إلى الحقوق‬
‫الشخصية؟‪.‬‬

‫كأصل عام الحق الشخصي لم يوجب التشريع شھره‪ ،‬ألنه غير نافذ في حق الغير كونه يعتبر‬
‫رابطة تعطي للشخص سلطة على آخر في اقتضاء شيء )القيام أو االمتناع عن عمل( ّإال أن ھذا ال‬
‫يمنع من إشھار بعض الحقوق الشخصية‪ ،‬كعقد اإليجار لمدة تفوق اثني عشر سنة وقد أشارت المادة‬
‫‪ 17‬من األمر ‪ 74/75‬السالف الذكر‪ ،‬كما أشار المشرع في المادة ‪ 897‬من القانون المدني إلى أن‬
‫اإلحتجاج بالمخالصة أو بالحوالة لمدة تزيد على ثالث سنوات في مواجھة الدائن المرتھن أو المشتري‬
‫)‪(4‬‬
‫اليكون إال بقيدھا قبل قيد الرھن أو قبل تسجيل عقد البيع‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شھادة الماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2010/2009‬ص ‪.54‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪:‬المادة ‪16‬من األمر‪ ،75/75‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،1975‬المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس‬
‫السجل العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،92‬سنة ‪.1975‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55-54‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -3‬الشھر العقاري طريق للعلنية‬

‫من خصائص الشھر العقاري اعتباره طريقا للعلنية‪ ،‬وذلك عن طريق إعالم الغير حول‬
‫الوضعية القانونية للعقار ومعرفة المالك الحقيقي له‪،‬األمر الذي يجعل أصحاب الحقوق المشھرة وكل‬
‫من يتعامل معھم في مأمن من أي تصرف يتم بإمكانه تغيير الحقوق وسلطة أصحابھا عليھا‪.‬‬

‫والمحافظ العقاري ملزم بإعطاء كل من يطلب نسخا أو مستخرجات من الوثائق المودعة‪ ،‬وقد‬
‫حددت المواد من ‪ 55‬إلى ‪ 60‬من المرسوم ‪ 63/76‬اآلنف الذكر الشروط التي من خاللھا تقدم‬
‫المعلومات الموجــودة بالوثائــق العقاريــة‪ ،‬وفي حالة عدم وجــود الوثائــق التــي طلبــت نسخــا‬
‫منھــا أو مستخرجات عليھا‪ ،‬يسلم المحافظ العقاري شھادة تثبت عدم وجودھا )المادة ‪ 1/55‬من‬
‫)‪(1‬‬
‫المرسوم ‪.(63/76‬‬

‫‪ -4‬الشھر العقاري ناقل للملكية‬


‫إذا كان المشرع الجزائري قد ضبط أسباب نشوء الحق ّإال أن ھذه األسباب تبقى قاصرة‬
‫ومشلولة ألجل إنشاء الحق العقاري ما لم تتوج بإجراءات الشھر‪ ،‬فالشھر ھو الروح التي يصطبغ بھا‬
‫ذلك التصرف إلحداث األثر العيني‪ ،‬وفي ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 16‬من األمر ‪ 74/75‬والتي‬
‫سبق اإلشارة إليھا‪ ،‬باإلضافة إلى ما أ ّكدته المحكمة العليا في القرار رقم ‪ 68467‬المؤرخ في‬
‫‪ ،1990/10/21‬حيث قررت‪" :‬أن عملية الشھر العقاري ھي وحدھا التي تستطيع نقل الملكية طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 793‬من القانون المدني"‪.‬‬
‫ومن ذلك لو تزاحم المشترين فإن الملكية العقارية تنتقل لمن اتخذ إجراءات الشھر أوال ولو‬
‫بوقت يسير‪ ،‬ويضيف األستاذ عبد الوھاب عرفة بأن األفضلية عند تزاحم المشترين تكون بأسبقية‬
‫التسجيل وذلك إذا كان المتصرف واحد‪ ،‬وإذا وردت العقود المسجلة على عقار واحد‪.‬‬
‫ومما سبق يتضح إجماال أن التصرف القانوني غير المشھر ال ينقل الملكية في العقار‪ ،‬فالملكية‬
‫العقارية تنتقل من يوم إشھار السند بأثر فوري ومباشر‪ ،‬ومعنى ذلك أن وقت انتقال الملكية ھو ميعاد‬
‫)‪(2‬‬
‫الشھر ال وقت إبرام العقد وھذا ما يستشف من نص المادتين ‪16-15‬من األمر ‪.74/75‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56-55‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظاما الشھر العقاري‬

‫إذا كانت معظم الدول المتحضرة قد أخذت بنظام الشھر العقاري إال أنھا لم تسلك في تحقيق‬
‫ذلك سبيال واحدا‪ ،‬وقد نتج عن ذلك قيام نظامين للشھر العقاري‪ ،‬نظام الشھر الشخصي ونظام الشھر‬
‫العيني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظام الشھر الشخصي‬

‫سوف نتعرض من خالل ھذه الفقرة إلى كل من تعريف نظام الشھر الشخصي ثم ذكر المبادئ‬
‫التي يقوم عليھا‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف نظام الشھر الشخصي‬
‫إن نظام الشھر الشخصي ھو ذلك النظام الذي يعتمد في إعالن التصرفات العقارية على أسماء‬
‫األشخاص القائمين بھا‪ ،‬وليس طبقا للعقار ومن ھنا جاءت تسمية ھذا النظام بنظام الشھر‬
‫الشخصـــي‪ ،‬والتي تفيد بأن الشخص محل اعتبار في التصرفات العقارية‪ ،‬إذ ھذا النظام يتخذ من إسم‬
‫الشخص أساسا لشھر التصرفات العقارية التي تصدر عنه‪ ،‬وتتم عملية الشھر في نوعين من‬
‫السجالت‪ ،‬سجل يمسك حسب الترتيب الزمني لتقديم العقود المتضمنة معامالت عقارية إلجراء‬
‫الشھر‪،‬وسجل يمسك حسب الترتيب األبجدي ألسماء كل األشخاص القائمين بمختلف التصرفات‬
‫العقارية‪ ،‬ھذا ويالحظ أن السجل الذي يمسك على أساس أسماء األشخاص يرتب التصرفات العقارية‬
‫حسب الحروف األبجدية ألسماء المتصرفين حيث يخصص لكل حرف من الحروف الھجائية صفحة‬
‫أو عدة صفحات من السجل‪ ،‬وذلك حسب أسبقية اإلسم من حيث الشيوع أو الندرة‪ ،‬فإذا كان إسم‬
‫المتصرف نادرا فيمكن تخصيص له صفحة واحدة فقط‪ ،‬ولكن إذا كان اإلسم شائعا فتخصص له عدة‬
‫صفحات حتى يمكن ذلك من إستيعاب كل التصرفات التي يبرمھا األشخاص الذين يحملون ھذا‬
‫)‪(1‬‬
‫اإلسم‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص نظام الشھر الشخصي‬
‫لكل نظام خصائص تجعله متميزا عن غيره من األنظمة ‪،‬ومن خصائص الشھر الشخصي‬
‫نذكر النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أساس الشھر في ھذا النظام ھو أسماء األشخاص الذين تصدر عنھم التصرفات بغض النظر عن‬
‫العقار المتصرف فيه‪ ،‬ومن ھذه الخاصية يستمد ھذا النظام تسميته‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬جمال بوشنافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16-15‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪ -‬لھذا النظام وظيفة العالنية‪،‬فالملكية والحقوق العينية سواء كانت أصلية أو تبعية تنتقل بمجرد‬
‫تراضي الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬التصرفات وفقا لھذا النظام تشھر كما ھي‪ ،‬دون أن يظھر الشھر العيوب التي قد تشوب الحق الذي‬
‫ھو موضوع التصرف‪ ،‬كأن يكون قابل لإلبطال أو الفسخ أو مثقال بأعباء عينية‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الشھر الشخصي أقدم من نظام الشھر العيني ‪،‬لذلك أغلب الدول في تشريعاتھا القديمة إنتھجت‬
‫)‪(1‬‬
‫ھذا النظام في عملية شھر الحقوق والتصرفات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظام الشھر العيني‬
‫‪ -1‬تعريف نظام الشھر العيني‬
‫ھذا النظام يرتكز في شھر التصرفات العقارية على العين نفسھا‪ ،‬أي العقار ھو محل‬
‫التصــرف‪ ،‬ويتميز بمسك سجل خاص لدى مصلحة الشھر إذ تخصص فيه صفحة أو أكثر لكل عقار‬
‫تدون فيه كل التصرفات التي ترد عليه مع تحديد موقعه‪ ،‬مساحته‪ ،‬رقمه وحدوده‪ ،‬ويسمى العقار‬
‫المعني بـ‪":‬الوحدة العقارية"‪ ،‬وتعتبر البطاقة المخصصة له بمثابة بطاقة تعريف‪ ،‬ويسمى ھذا السجل‬
‫في التشريع الجزائري‪":‬مجموعة البطاقات العقارية"‪ ،‬فمن أراد اإلطالع على حالة العقار ومعرفة‬
‫الحقوق واإللتزامات واالرتفاقات التي تثقله بإمكانه أن يطلب ھذه المعلومـــات مـــن مصلحـــة‬
‫الشھر‪ ،‬فاألشخاص القائمون بالتصرفات ال أھمية كبرى لھم‪.‬‬
‫وقد ظھر ھذا النظام ألول مرة في أستراليا‪ ،‬وعرف باسم مبتكره"سير روبارتورانس"وأصبح‬
‫يطلق عليه في الدول التي أخذت به"نظام تورانس")‪.(2‬‬
‫‪ -2‬خصائص نظام الشھر العيني‬
‫لنظام الشھر العيني مجموعة من الخصائص جعلته يتميــز بھــا على نظــام الشھــر‬
‫الشخصـي‪ ،‬وتتجسد ھذه الخصائص في جملة من المبادئ يمكن حصرھا فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ التخصيص‪ :‬بمعنى أن كل تصرف وارد على عقار سواء كان ھذا التصـرف منشئا أو معـــدال‬
‫أو ناقال لحق الملكية‪ ،‬تخصص له بطاقة عقارية عينية تقيد فيھا جميع التصرفات الواردة على ھذا‬
‫العقار‪ ،‬ومجموعة ھذه البطاقات تكون ما يعرف بالسجل العيني الذي استمد منه نظام الشھر العيني‬
‫تسميته‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬قصر‬
‫الكتاب‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬ص‪.17‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬عمــر حمدي باشا‪ ،‬أ‪ /‬ليلى زروقي‪ ،‬المنازعات العقـــارية‪ ،‬الطبعــــة الثالثــة عشرة‪ ،‬دار‬
‫ھومـــة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫ب‪ -‬مبدأ القيد المطلق‪ :‬من الخصائص المميزة لنظام الشھر العيني أن جميع التصرفات واألحكام‬
‫المنشئة‪ ،‬الناقلة‪ ،‬المعدلة‪ ،‬المسقطة لحــق الملكيــة والحقــوق العيـنيـة األخــرى سواء كانت أصليــة‬
‫أو تبعية‪ ،‬ال يمكن اإلحتجاج بھا في مواجھة الغير ّإال من تاريخ قيدھا في السجل العقاري‪.‬‬
‫من ھنا تكتسب ھذه الحقوق قوة اإلثبات المطلقة في مواجھة الكافة‪ ،‬وذلك بغض النظر على‬
‫)‪(1‬‬
‫اإلستثناءات الواردة على ھذا المبدأ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ المشروعية‪ :‬مضمون ھذا المبدأ ھو إجراء مراقبة عامة‪ ،‬ومراجعة سابقة لجميع الوثائق‬
‫التــي تكون محال لإليداع من أجل شھرھا‪ ،‬حتى ال يقيد في السجل العقاري ّإال الحقوق المشروعة‬
‫فعــال‪ ،‬وبالتالي اجتناب شھر اإلدعاءات المشكوك فيھا التي ال تستند إلى أساس قانوني سليم‪.‬‬
‫بناء على ذلك يمكن للمحافظ العقاري مراقبة الشروط القانونية األولية الواجب توافرھا في‬
‫)‪(2‬‬
‫الوثائق الخاضعة لعملية الحفظ‪.‬‬
‫د‪ -‬مبدأ عدم اكتساب الحقوق المقيدة بالتقادم‪:‬‬
‫فإذا كان التقادم سبب من أسباب اكتساب الملكية في نظام الشھر الشخصي فإنه مستبعد في نظام‬
‫الشھر العيني‪ ،‬فال يمكن لواضع اليد على عقار مھما طال اكتسابه بالتقادم أن يطالب بتملكه إذا كان‬
‫سند الملكية فيه مشھر ألنه يتعارض مع مبدأ القوة الثبوتية المطلقة‪ ،‬وألنّ الحيازة ھي قرينة على‬
‫)‪(3‬‬
‫الملكية‪ ،‬والملكية ثابتة بالقيد في ھذا النظام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف المشرع الجزائري من نظام الشھر الشخصي والعيني‬

‫المشرع الجزائري أخذ بنظام الشھر العيني وھذا واضح في األمر ‪ 74/75‬السالف الذكر‬
‫والمراسيم المطبقة له من خالل النصوص القانونية‪ ،‬والتي يستشف من خالل العبارات المتضمنة فيھا‬
‫بأن المشرع الجزائري أخذ بھذا النظام‪ ،‬ويظھر ذلك من خالل المادة األولى الفقرة األولى من‬
‫المرسوم رقم ‪ 62/76‬التي تنص على ما يلي‪" :‬إن تصميم مسح األراضي يكون موضوع إعداد ما‬
‫يلي في كل بلدية‪ ،‬جدول لألقسام وسجل لقطع األراضي حيث ترتب فيھا مختلف العقارات حسب‬
‫)‪(4‬‬
‫الترتيب الطوبوغرافي‪"...‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23-22‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪ /‬ليلى زروقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 01/1‬من المرسوم رقم ‪ ،62/76‬المؤرخ في ‪ 25‬مارس‪ ،1976‬يتعلق بإعداد مسح األراضي‬
‫العـــام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،1976‬المعدل والمتمم بالمرسوم ‪.134/92‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫كما تنص المادة ‪15‬من نفس المرسوم ‪ 62/76‬على ما يلي‪" :‬إن مسح األراضي المقسم إلى‬
‫أقسام وإلى أماكن معلومة يعطي التمثيل على الرسم البياني إلقليم البلدية في جميع تفصيالت تجزئته‬
‫)‪(1‬‬
‫إلى أجزاء للملكية وإلى قطع األراضي‪."...‬‬
‫وما يالحظ على ھذه النصوص أن المشرع اعتمد على المسح من أجل تقسيم األرض إلى‬
‫وحدات عقارية التي تخصص لھا بطاقات عقارية من السجل العقاري)العيني(‪ ،‬غير أن المشرع‬
‫وإدراكا بمدى صعوبة تجسيد نظام السجل العقاري على الواقع نظرا لصعـوبة إتمـام عملية‬
‫المســح)‪ ،(2‬نص في المادة ‪ 27‬من األمر ‪74/75‬على ما يلي‪" :‬إن العقود والقرارات القضائية التي‬
‫تكون موضوع إشھار في المحافظة العقارية والتي تخص عقارات أو حقوق عينية ريفية موجودة في‬
‫بلدية لم يعد فيھا بعد مسح األراضي تفھرس بصفة انتقالية في مجموعة بطاقات عقارية مؤقتة تمسك‬
‫على الشكل الفردي‪."...‬‬

‫وھذا ما يفيد بأن نظام الشھر العقاري الحالي يشمل في آن واحد نظام الشھر الشخصي ونظام‬
‫الشھر العيني‪ ،‬أي أنه نظام شھر مختلط‪ ،‬حيث أن المشرع الجزائري أخذ بنظام الشھر العيني كأصل‬
‫)‪(3‬‬
‫عام وكاستثناء أو كمرحلة انتقالية أخذ بنظام الشھر الشخصي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات الشھر‬

‫تمر عملية الشھر بالمراحل التالية‪ :‬اإليداع‪ ،‬القيام باإلجراء‪ ،‬التأشيــر علـى البطاقات‬
‫العقــاريـة‪ ،‬التأشير على الدفتر العقاري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإليداع‬

‫اإليداع إجراء قانوني أولي الزم في كل عملية شھر‪ ،‬له محل وآجــال قانـونيــة يجـب‬
‫احترامھا‪ ،‬بحيث يتم إيداع الوثائق من قبل األشخـاص المنـــوط لھم قانــونــا ذلــك‪ ،‬وھــم‬
‫المـوثقــون‪ ،‬السلطات اإلدارية‪ ،‬كتاب الضبط أو أحد المساعدين التابعين لھم‪ ،‬وھذا طبقا لما جاء في‬
‫نص المادة ‪ 90‬من المرسوم رقم ‪ 63/76‬السالف الذكر ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنظر‪ :‬المادة ‪15‬من المرسوم رقم ‪ ،62/76‬المرجع السابق‪.‬‬


‫)‪ (2‬عملية المسح تتمثل في األعمال التي يقوم بھا المساحون التابعون للھيئات المكلفة بالمسح العقاري‪ ،‬حيث يعملون‬
‫على تحديد الملكية العقارية وضبط مساحة كل قطعة ضبطا دقيقا قصد إعداد مخطط منظم إلقليم كل بلدية‪ ،‬والذي‬
‫يجــر لتنظيم إقليم الدولة وتبيان موقع العقارات وقوامھا وحدودھا‪ ،‬راجع في ذلك‪ ،‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المرجع‬
‫السابــق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬المسعود رويصات ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫يتم إيداع الوثائق من أجل شھرھا في المحافظة العقارية المعنية وبالضبط على مستوى قسم‬
‫اإليداع وعمليات المحاسبة)‪ ،(1‬حيث يكون اإليداع بالمحافظة العقارية التي يقع العقار محل التصرف‬
‫)‪(2‬‬
‫في دائرة اختصاصھا‪.‬‬
‫من أجل تسھيل عملية اإليداع ألزم المشرع الجزائري محرري العقود بإفراغ الصورتين‬
‫الرسميتين في مستخرج خاص يعرف بــ)‪ ،(publicity reel N°6‬ومن ثم فإن عدم توفر ھذه الشكلية‬
‫يكون سببا في رفض اإليداع‪.‬‬
‫من الناحية العملية يمكن أن يضم اإليداع عدة وثائق ملحقة حتى يتمكن المحافظ العقاري من‬
‫مراقبة موضوع اإليداع بشكل جيد ودقيق‪ ،‬ومطابقتھا مع مختلف المعلومات والبيانات التي تتضمنھا‬
‫الوثائق والمحررات محل اإلشھار كالجدول الوصفي للتقسيم في حالة ما إذا كان محل العقد متعلق‬
‫بجزء من عقار مبني على شكل ملكية مشتركة لتحديد الوحدة العقارية محل التصرف‪ ،‬وكذلك‬
‫)‪(3‬‬
‫غير أنه في اآلونة األخيرة أصبح‬ ‫مستخرج العقد‪ ،‬وثيقة قياس مسح األراضي‪ ،‬قرار التجزئة‪،‬‬
‫يتطلب من مودعي الوثائق االكتفاء فقط بكتابة المراجع الكاملة لھا‪ ،‬تاريخ‪ ،‬رقم الشھادة أو الرخصة‬
‫والجھة المسلمة‪...‬إلخ‪ ،‬مع ضرورة االحتفاظ بھا لدى مكاتبھم وتحت مسؤوليتھم‪.‬‬
‫كما يجب على محرري العقود والوثائق الخاضعة لعملية الشھر العقاري القيام بإيداعھا ضمن‬
‫اآلجال والمواعيد المحددة قانونا‪ ،‬وھي تختلف بإختالف طبيعة العقد وموضوعه‪ ،‬ھذا ما أكدته المادة‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ 99‬من المرسوم رقم ‪ 63/76‬السالف الذكر‪.‬‬
‫وبعد تسلم الوثائق يدون المحافظ العقاري ذلك في سجل يعرف بسجل اإليداعات‪ ،‬الذي يوقع‬
‫ويرقم من قبل قاضي المحكمة التابعة الختصاص المحافظة العقارية ويتم التأشير على بيانات اإليداع‬
‫)‪(5‬‬
‫في سجل خال من بياض أو كتابة بين األسطر طبقا للمادة ‪ 43‬من المرسوم رقم ‪.63/76‬‬

‫)‪ (1‬يعتبر قسم اإليداع وعمليات المحاسبة من أھم أقسام المحافظة العقارية‪ ،‬حيث يتم بواسطته مباشرة اإلجراءات‬
‫األولية الخاصة بالشھر‪ ،‬كما يعتبر القسم المسؤول عن عملية قبــول أو رفــض إيداع الوثائق الخاضعة للحفظ‬
‫العقاري‪ ،‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬إلھام بعبع ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104-103‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.105-104‬‬
‫)‪ (5‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 43‬من المرسوم رقم ‪ ،63/76‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 74 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫يجب أن تتضمن الوثيقة المودعة مراجع أصل الملكية السابقة عمــال بقاعــدة الشھـــر‬
‫المسبــق‪ ،‬إضافة إلى مراجع التسجيل طبقا للمواد من ‪ 93‬إلى ‪ 100‬من األمر ‪ 105/76‬المتضمــن‬
‫قانون التسجيـــل‪ ،‬مع مراعاة اإليداعات التي تتعلق بعقــارات معفـــاة من رســـوم الشھــر‬
‫)‪(1‬‬
‫العقـــاري‪ ،‬كالعقارات التابعة للدولة أو جماعاتھا المحلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنفيذ إجراء الشھر‬

‫بعد قبول عملية اإليداع يعيد المحافظ العقاري إحدى النسختين من العقد أو من الجدول بعد أن‬
‫يؤشر عليه مثبتا بذلك انقضاء اإلجراء ‪،‬وذلك حسب نص المادة ‪ 92‬من المرسوم رقم ‪63/76‬‬
‫السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬آجال القيام بإجراء الشھر‬

‫حددت آجال القيام بإجراء الشھر المادة ‪ 99‬من األمر ‪ 63/76‬على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الشھادات التوثيقية شھران ابتداء من اليوم الذي قدم اإللتماس إلى الموثق‪ ،‬ويمدد ھذا األجل إلى‬
‫أربعة أشھر إذا كان أحد المعنيين مقيما بالخارج‪ ،‬كما تثبت مسؤولية أصحاب الحقوق العينية الجدد‬
‫مدنيا إذا قدم اإللتماس إلى الموثق في أكثر من ستة أشھر بعد الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬أوامر نزع الملكية ‪ 08‬أيام من تاريخھا ‪.‬‬
‫‪ -‬األحكام القضائية شھرين من اليوم الذي تصبح فيه نھائية‪.‬‬
‫‪ -‬العقود األخرى ُتشھرُ من يوم تاريخھا‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا كان يجب إجراء اإلشھار في مكتب أو أكثر فإن األجل المنصوص عليه يمدد‬
‫بخمسة عشر يوما كامال بالنسبة لكل مكتب زيادة عن األجل األول‪.‬‬

‫وفي حالة عدم مراعاة اآلجال المذكورة أعاله يعاقب مودعي العقود بدفع غرامة مالية‪ ،‬ألن‬
‫ھذه اآلجال تعتبر من النظام العام وكون ھذه الغرامة رمزية تقدر بـ ‪ 100‬دج مقارنـــة مــع قيمة‬
‫)‪(2‬‬
‫العقار‪ ،‬فقد رفعت بموجب المادة ‪ 31‬من قانون المالية لسنة ‪ 1999‬إلى ‪1000‬دج‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬إلھام بعبع ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬إلھام بعبع ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.68-67‬‬
‫‪- 75 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫ثالثا‪ :‬التأشير على البطاقات العقارية‬

‫عند شھر أي وثيقة في المحافظة العقارية يتم التأشير على مجموعة البطاقات العقارية)‪ ،(1‬أما‬
‫فيما يتعلق بكيفيات التأشير على البطاقة العقارية فقد نصت المادة ‪34‬من المرسوم رقم ‪63/76‬‬
‫السالف الذكر ‪ ،‬على أن كل عملية تأشير خاصة باإلجراء يجب أن تشتمل على البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تاريخ العقود والوثائق أو القرارات القضائية التي تم شھرھا‪.‬‬


‫‪ -‬تاريخ اإلتفاقيات أو الشروط أو التسجيالت التي تم شھرھا ‪.‬‬
‫‪ -‬إسم الموثق أو السلطة القضائية أو اإلدارية الصادرة منھا الوثيقة ‪.‬‬
‫‪ -‬الثمن األساسي أو التقديري أو المعدل‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ الدين ومجموع الملحقات المضمونة ‪.‬‬

‫كما أنه ال بد أن يظھر في كل عملية تأشير تاريخ الشھر ومراجعه‪ ،‬وتتم عملية التأشير بكيفية‬
‫واضحة ومقروءة بالحبر األسود الذي ال يمحى‪ ،‬مع ضرورة إستعمال المختصرات الجارية وإستعمال‬
‫األختام و األرقام المؤرخة‪ ،‬مع تفادي الكشط أو المحو لما لھم من تأثير على المظھر الخارجي‬
‫)‪(2‬‬
‫للبطاقة العقارية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التأشير على الدفتر العقاري‬

‫يعتبر الدفتر العقاري سندا قانونيا ذو حجية قوية تقيد فيه جميع الحقوق العقارية وما يرد عليھا‬
‫من تصرفات على العقارات الواقعة في المناطق الممسوحة‪ ،‬وھو يسلم إلى كل مالك يكون حقه قائما‬
‫بمناسبة إنشاء البطاقات العقارية‪ ،‬علما أنه قد تم تحديد نموذج خاص به بموجب القرار المؤرخ في‬
‫‪.1976/05/27‬‬

‫والجدير بالذكر أن كل إنشاء أو تعديل أو إلغاء لحق الملكية ينتج عنه ضبط جديد للدفتر‬
‫العقاري‪ ،‬والذي يودعه المالك السابق ويتسلمه المالك الجديد من المحافظة العقارية المختصة‪ ،‬أما فيما‬
‫يتعلق بكيفية التأشير فقد حددتھا المادة ‪ 45‬من المرسوم ‪ 63/76‬السالف الذكر وألزمت أن تكون‬

‫)‪ (1‬البطاقة العقارية أداة مستحدثة تھدف إلى تنظيم عملية الشھر للتوصل بسھولة إلى معرفة الحالة القانونية والمادية‬
‫للعقار‪ ،‬راجع في ذلك أ‪ /‬مجيد خلفوني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬كريمة فردي ‪ ،‬الشھر العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2008-2007‬ص ‪.98‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫عملية التأشير بكيفيات واضحة ومقروءة بالحبر األسود الذي ال يمحى‪ ،‬وفي حالة وجود أخطاء مادية‬
‫)‪(1‬‬
‫يتعين على األعوان المكلفين بعملية التأشير اإلبتعاد عن كشطھا أو شطبھا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬كيفية شھر المحالت المعنية بالتنازل‬

‫بعد القيام بعملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل ضمن نموذج ‪ PR6‬الذي يعد من‬
‫طرف محرر العقد‪ ،‬بحيث يحتوي على إطارين األول خاص بمحرر العقد والثاني خاص بالمحافظ‬
‫العقاري‪ ،‬والقيام بعملية التسجيل ترسل مفتشية أمالك الدولة العقود إلى المحافظة العقارية التي يقع‬
‫العقار محل التصرف في دائرة إختصاصھا قصد إجراء شھرھا‪ ،‬فيحتفظ المحافظ العقاري بنسخة لديه‬
‫ويرسل النسختين الباقيتين بعد القيام بالتأشير عليھا ضمن المساحة المخصصة له أي اإلطار الخاص‬
‫)‪(2‬‬
‫بالمحافظ العقاري‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أنه في حالة العقود الخاضعة لإلشھار بالنسبة للعقارات الموجودة في‬
‫بلديات لم تشملھا عمليات المسح‪ ،‬تعد بشأنھا البطاقات العقارية ويتم تعيين العقار في ھذه الحالة‬
‫باإلستناد إلى البلدية التي يقع فيھا وإلى إسم الشارع ورقمه ‪.‬‬

‫إضافة إلى تحديد طبيعة العقار ومساحته‪ ،‬وذلك طبقا للمادتين ‪ 21‬و ‪ 66‬من المرسوم رقم‬
‫‪ 63/76‬السالف الذكر)‪.(3‬‬

‫وفي ھذه الحالة يقوم المحافظ العقاري بإشھار ھذه العقود وفقا للبطاقات العقارية الموجودة‬
‫في المحافظة العقارية‪ ،‬أما في حالة وجود العقارات أي المحالت المتنازل عنھا في بلديات بدأت فيھا‬
‫عملية المسح‪ ،‬فإن المحافظ العقاري يقوم بإرسال نسخة من الدفاتر العقارية الخاصة بالمحالت إلى‬
‫مفتشية أمالك الدولة‪ ،‬وذلك بعد أن تقوم ھذه األخيرة بإرسال وثيقة "تأسيس السجل العقاري"‪ ،‬بعد أن‬
‫يتم ملؤھا من طرف األعوان المختصين وذلك حسب الشكل التالي ‪:‬‬

‫بلدية‪ ،........‬قسم‪ ،..........‬مكان معين‪ ،...........‬مجموعة ملكية رقم‪.............‬‬

‫النوع ‪:‬شقة‪ ،‬محل تجاري‪ ،‬سعة المسح‪ ،...........:‬نوعية الملك‪:‬حضري‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬خالد رامول ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أنظر‪ :‬نموذج عقد البيع‪ ،‬الملحق رقم ‪.07‬‬
‫)‪(3‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬المسعود رويصات ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫ومما ينبغي التنويه إليه أنه في األصل أن مدير الترقية والتسيير العقاري ھو المسؤول عـــن‬
‫إستالم الدفاتر العقارية‪ ،‬لكن ھناك تفويض من المديــر الوالئي بــأن يتم إستالم الدفاتر العقاريـــة‬
‫مـــن طرف مفتشية أمالك الدولة‪ ،‬وذلك بموجب المذكرة رقم ‪ 07231‬الصادرة بتاريخ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.2011/07/06‬‬

‫ثم يقوم محرر العقد لدى مفتشية أمالك الدولة بالتقدم إلى مصلحة مسح األراضي بطلب من‬
‫خالل استمارة من نوع )‪ (CC4‬باعتبار أن مصلحة المسح تعد بمثابة الھيئة الوحيدة التي يمكنھا إعداد‬
‫المستخرج بدقة نظرا للضبط اليومي للوثائق المساحية‪ ،‬وذلك من أجل الحصول على مستخرج من‬
‫النموذج)‪ (PR4bis‬الخاص بالمناطق الممسوحة والذي يعد بمثابة مطبوعة لونھا وردي تزود بھا‬
‫وزارة المالية مصلحة مسح األراضي‪ ،‬ويعد ھذا المستخرج مستخرجا لمسح األراضي من خالل‬
‫جزئه األيمن الذي تتولى مصلحة مسح األراضي مأله‪ ،‬وكذا مستخرج عقد من خالل جزئه األيسر‬
‫الذي يمأل من طرف محرر العقد‪ ،‬ومؤخرا تم تغيير تسمية المستخرج )‪ (PR4bis‬إلى )‪(CC4bis‬‬
‫‪،‬وبعد إيداع الطلب المشار إليه سابقا فإن مصلحة المسح ملزمة بإعداد المستخرج خالل مدة أقصاھا‬
‫خمسة عشر يوما ‪،‬إستنادا إلى ھذا المستخرج يقوم محرر العقد بتحرير ھذا األخير كما يقوم بتدوين‬
‫البيانات الضرورية ضمن الجزء األيسر من المستخرج‪ ،‬يذكر فيه باختصار مضمون التصرف‬
‫القانوني‪ ،‬ثم يتم إرسال العقد موضوع التصرف القانوني)التنازل( إلى المحافظ العقاري من أجل‬
‫شھره مرفقا بالمستخرج والدفتر العقاري‪ ،‬وذلك تحت طائلة رفض اإليداع‪.‬‬

‫بعد ما يتأكد المحافظ العقاري من تطابق البيانات الواردة في العقد المودع مع تلك الواردة في‬
‫المستخرج يقوم بإشھار العقد‪ ،‬ويشير إلى ھذا اإلشھار ضمن اإلطار المخصص لذلك بحيث يذكر‬
‫)‪(2‬‬
‫مراجع اإلشھار من تاريخ وحجم ورقم‪ ،‬ليقوم بعد ذلك بإرسال العقود المشھرة إلى محررھا‪.‬‬

‫ويتم حين إتمام إجراء الشھر تسليم نسخة من عقد البيع إلى المستفيد المعني‪ ،‬مع إمضائه على‬
‫)‪(3‬‬
‫وثيقة "اعتراف باستالم العقد"‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬المذكرة رقم ‪ ،07231‬المؤرخة في ‪ ،2011/07/06‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬المسعود رويصات ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112-111‬‬
‫)‪ (3‬أنظر‪ :‬نموذج وثيقة "اعتراف باستالم العقد"‪ ،‬الملحق رقم ‪.10‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الشرط المانع من التصرف في المحالت المتنازل عنھا‬

‫رغم أن المشرع الجزائري مكن الشاغل الشرعي للمحل الذي يقطنه من امتالكه سواء كان‬
‫محل سكني أو تجاري أو مھني أو حرفي من خالل التنازل له عنه وفقا للمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ّ ،269/03‬إال أن ھذا األخير أي التنازل كان بمجموعة من الضوابط مثل وضع شروط البد من‬
‫توافرھا في المستفيد وفي المحل المعني بالتنازل‪ ،‬إضافة إلى ذلك وضع شرطا يمنع فيه المستفيد من‬
‫التنازل من التصرف في المحل المتنازل عنه لمدة عشر سنوات‪ ،‬وعليه ارتأينا أن نقوم بدراسة ھذا‬
‫الشرط وذلك من خالل تحديد مفھوم الشرط المانع من التصرف في المطلب األول‪ ،‬وتطبيق الشرط‬
‫المانع من التصرف في إطار السكنات المستفيدة من إعانات الدولة في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفھوم الشرط المانع من التصرف‬

‫إنّ األصل في المالك أنه يجوز له أن يتصرف في ملكه بجميع أنواع التصرفات‪ ،‬إذ له أن ينقل‬
‫ملكية الشيء الذي يملكه إلى غيره ‪،‬بالبيع أو الھبة أو الشركة أو القرض أو غير ذلك من التصرفات‬
‫الناقلة للملكية‪،‬ونقل الملكية على ھذا الوجه ھو أوسع ضروب التصرف الذي يستطيع المالك أن يقوم‬
‫)‪(1‬‬
‫بھا‪.‬‬
‫غير أنه يمكن أن يحرم المالك من التصرف في ملكـه ولو مؤقتا بشـــرط مانـــع من‬
‫التصــرف‪ ،‬وھذا األخير نتناوله في ھذا المطلب من خالل التطرق إلى تعريفه في الفرع األول وإلى‬
‫شروط صحته في الفرع الثاني انتقاال إلى آثاره في الفرع الثالث‪ ،‬ثم الوقوف على موقف المشرع‬
‫الجزائري منه في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشرط المانع من التصرف‬

‫الشرط المانع من التصرف ھو منع المالك من التصرف في ملكه‪ ،‬كما لو اشترط الواھب على‬
‫الموھوب له عدم التصرف في المال الموھوب لمدة معينة‪ (2)،‬ويقصد به ثبوت الملكية الخاصة للمالك‬
‫متمتعا باستعمال الشيء واالنتفاع به والمساس به ماديا دون أن يكون له حق التصرف القانوني فيه‬
‫بنقل ملكيته كلھا أو جزء منھا إلى الغير ‪،‬حيث تكون الملكية محبوسة على المالك دون إمكان‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد حق الملكية‪ ،‬الجــزء‬
‫الثــامـــن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص ‪.501‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬أ‪/‬علي ھادي لعبيدي‪ ،‬الحقوق العينية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقــافــة‪ ،‬عمـــان)األردن(‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.42‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫خروجھا من ذمته آلخر‪ ،‬ومصدر المنع من التصرف يرجع إلى إرادة الطرفين وھما المشترط‬
‫)‪(1‬‬
‫والمشترط عليه‪ ،‬على وجه يضع التصرف في المال محل المنع باطال فال تنتقل ملكيته إلى الغير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة الشرط المانع من التصرف‬

‫بما أن الشرط المانع من التصرف ھو استثناء على األصل المتمثل في حرية المالك في‬
‫التصرف في ملكيته‪ ،‬فإنه لكي يصح ھذا الشرط البد من توافر مجموعة من الشروط تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مشروعية الباعث‬

‫يكون الباعث مشروعا متى كان المراد بالمنع من التصرف حماية مصلحة مشروعة‬
‫للمتصرف أو للمتصرف إليه أو للغير‪.‬‬
‫فالمفروض إذن‪ ،‬حتى يكون الباعث مشروعا والشرط المانع صحيحا‪ ،‬أن يكون المتصرف قد‬
‫قصد بالشرط المانع الذي ضمنه العقد أو الوصية حماية مصلحة مشروعة له ھو‪ ،‬أو مصلحة‬
‫مشروعة لمن تصرف له أو مصلحة مشروعة ألجنبي أي للغير)‪.(2‬‬
‫ومثال مصلحة مشروعــة للمتصــرف‪ ،‬أن يكون المتصــرف قد وھب منزال ألحــد مـن‬
‫ذويــه‪ ،‬واشترط لنفسه حق اإلنتفاع أو حق السكنى طول حياته وال يريد أن تكون له عالقة في شأن‬
‫حقه ھذا ّإال مع من تصرف له‪ ،‬فيعمد إلى تضمين ھبته شرطا مانعا من التصرف في المنزل‪ ،‬حتى‬
‫يطمئن إلى أنه في استعمال حق انتفاعه بالمنزل أو حقه في سكناه لن تكون له عالقة إال بالموھوب‬
‫له‪ ،‬إذ يصبح غير جائز لھذا أن يتصرف في المنزل طول حياة الواھب‪ ،‬أو يبيع العقار بثمن مقسط‬
‫لمدة خمس سنوات مثال ويشترط على المشتري عدم جواز التصرف في العقار حتى يوفي جميع‬
‫)‪(3‬‬
‫أقساط الثمن‪.‬‬
‫وكثيرا ما تتحقق مصلحة مشروعة للمتصرف له مثال إذا وھب شخص أو أوصى آلخــر‬
‫بعقار‪ ،‬ولمّا كان يعرف أن المتبرع له سيئ التدبير ويخشى عليه أن يضيع سفھا العقار المتبرع له‬
‫بــه‪ ،‬فيعمد إلى تضمين تبرعه شرطا بعدم جواز التصرف في ھذا العقار‪ ،‬وقد يھب المتصرف العقار‬
‫لشخص صغير في السن تنقصه الخبرة والتجارب‪ ،‬فيشترط عليه عدم جواز التصرف في العقار حتى‬
‫يصل إلى سن معينة يكون عند بلوغھا قد أنضجته التجارب وحصل على الخبرة الالزمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬أحمد عبد التواب بھجت‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للملكية الفردية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النھضة‬
‫العربية للنشر‪ ،‬القاھرة‪ ،2005،2004 ،‬ص ‪.209‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪/‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.510‬‬
‫‪- 80 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫وقد يھب المتصرف العقار لقاصر له ولى يخشى من إسرافه‪ ،‬فيشترط عليه عدم جواز‬
‫)‪(1‬‬
‫التصرف في العقار حتى يبلغ القاصر سن الرشد فيتسلم العقار‪.‬‬

‫وقد تكون المصلحة المشروعة خاصة بأجنبي‪ ،‬فيھب شخص عقارا آلخر ويشترط عليه أن‬
‫يرتب إيرادا ألجنبي طول حياته ويشترط في الوقت ذاته ّأال يتصرف في العقار الموھوب مادام‬
‫صاحب اإليراد حيا حتى يكفل له ضمانا إليراده كذلك قد يكون لألجنبي حق انتفاع أو حق سكنى في‬
‫)‪(2‬‬
‫العقار الموھوب ‪،‬فيشترط الواھب على الموھوب له عدم التصرف في العقار‪.‬‬

‫وإذا كان الشرط المانع ليس له باعث مشروع ولم تكن ھناك مصلحة مشروعة تراد حمايتھا به‬
‫ال للمتصرف وال للمتصرف له وال للغير كان الشرط باطال‪ ،‬فإذا وھب شخص عقارا آلخر واشترط‬
‫عليه عدم التصرف فيه ليمنعه من القيام بمشروع علمي أو بعمل من أعمال الخير يعلم الواھب أن‬
‫الموھوب له يحرص على تحقيقه‪ ،‬وقد يبيع العقار الموھوب في سبيل ذلك‪.‬‬

‫كان الباعث ھنا غير مشروع ‪،‬فھو اليحقق مصلحة مشروعة ال للواھب وال للموھوب له وال‬
‫للغير ومن ثم يكون الشرط باطال والمفروض أن للشرط المانع باعثا مشروعا إلى أن يثبت المتصرف‬
‫)‪(3‬‬
‫له أن الباعث غير مشروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون مدة المنع معقولة‬

‫إن القضاء الفرنسي والمصري استقرا على عدم صحة شرط المنع من التصرف إال إذا كان‬
‫المنع مؤقتا ولمدة معقولة‪ ،‬أما إذا كان المنع مؤبدا فإن الشرط باطل بطالنا مطلقا ومخالفا للنظام‬
‫العــام‪ ،‬ذلك أنه ال يجوز أن تكون مدة المنع طويلة إلى حد أن تكون غير معقولة)‪ ،(4‬وھذا يعني أنه‬
‫لكي يكون الشرط المانع صحيحا‪ ،‬يجب ّأال يكون مانعا من التصرف منعا دائما‪ ،‬إذ تخرج العين بھذا‬
‫المنع من دائرة التعامل بتاتا‪ ،‬وھذا أمر مخالف للنظام العام‪ ،‬وال يجوز ّإال بنص قانوني كما ھي الحال‬
‫في الوقف‪،‬ومن ثم يكون الشرط المانع منعا دائما شرطا باطال‪ ،‬يلغي ويبقي التصرف الذي تضمن‬
‫الشرط مالم يكن الشرط ھو الدافع إلى التصرف فيبطل كل من الشرط والتصرف‪ ،‬ويشترط إذن‬
‫لصحة الشرط المانع أن يكون المنع مؤقتا ولمدة معقولة‪،‬فإذا طالت مدة المنع وأصبحت بالنسبة إلى‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪/‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪/‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.513-512‬‬
‫)‪ (4‬راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪- 81 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫ظروف القضية ومالبساتھا مدة غير معقولة ‪،‬فإن المنع المؤقت يكون في ھذه الحالة في حكم المنع‬
‫)‪(1‬‬
‫الدائم ومن ثم يكون الشرط المانع باطال بالرغم من توقيته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الشرط المانع من التصرف‬

‫إذا قام الشرط المانع صحيحا أي كان الباعث مشروعا ولمدة معقولة ترتب على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يمتنع التصرف في العين المتبرع بھا طول المدة التي حددت في الشرط المانع‪ ،‬فال يجوز‬
‫للمتصرف له أن يتصرف في العين بأي نوع من أنواع التصرف‪ ،‬ال يجوز له أن يبيع العين أو أن‬
‫يھبھا أو أن يقدمھا حصة في شركة أو أن يقرر عليھا حق انتفاع أو حق ارتفاق أو أن يرھنھا رھنا‬
‫رسميا أو حيازة‪ ،‬ولكن يجوز للمتصرف له أن يوصي بالعين‪ ،‬فإن اإليصاء ولو أنه تصرف ّإال أنه‬
‫تصرف لما بعد الموت‪ ،‬والمقصود عدم التصرف في حال الحياة‪ ،‬وذلك ما لم يكن الغرض الذي يراد‬
‫تحقيقه من شرط المنع يقتضي منع الوصية‪ ،‬كما إذا قصد المتصرف من الشرط المانع أن تؤول العين‬
‫بعد موت المتصرف له إلى ورثة ھذا األخير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬متى كانت العين غير قابلة للتصرف فيھا بحكم الشرط المانع أصبحت أيضا غير قابلة للحجز‬
‫عليھا‪ ،‬فإن المنع من التصرف يقتضي المنع من الحجز‪ ،‬ولو أن الحجز كان جائزا ألمكن التحايل‬
‫على شرط المنع من التصرف بأن يقترض المالك ماال ويدع الدائن يحجز على العين ويقتضي حقه‬
‫)‪(2‬‬
‫منھا‪ ،‬فيكون المالك قد تصرف في العين على ھذا النحو بطريق غير مباشر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حتى يكون الشرط المانع في العقار نافذا في حق الغير وجب تسجيله وشھره بالمحافظة العقارية‬
‫فإذا سجل الشرط في السجل العقاري امتنع على الغير أن يكتسب حقا عينيا على العقار المثقل بھذا‬
‫القيد‪ ،‬أما إذا انتقل العقار للغير قبل شھره بالمحافظة العقارية يكون تملك الغير صحيح)‪ ،(3‬ويقع عادة‬
‫ھذا التسجيل ضمن تسجيل التصرف األصلي الذي نقل العين مثقلة بھذا الشرط‪ ،‬فيذكر في تسجيل‬
‫)‪(4‬‬
‫التصرف األصلي ما ورد في التصرف من نصوص متعلقة بالشرط المانع‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الشرط المانع من التصرف‬

‫إن المشرع الجزائري أغفل النص في القانون المدني على الشرط المانع من التصرف‪ ،‬وبداية‬
‫اعتقدنا أنه سار على موقف الفقه اإلسالمي الذي يرفض الشرط المانع وال يقر به‪ ،‬إال أن المادة ‪104‬‬

‫)‪(1‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518-517‬‬
‫)‪(2‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫)‪(3‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫)‪(4‬‬
‫راجع في ذلك‪ ،‬د‪ /‬عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪- 82 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫من المرسوم رقم ‪ 63/76‬السابق الذكر نصت على ما يلي‪":‬يحقق المحافظ بأن البطاقة غير مؤشر‬
‫عليھا بأي سبب يقيد حرية التصرف في الحق من قبل صاحبه األخير"‪ ،‬وھو ما يدل على أن‬
‫المشرع الجزائري أخذ بالشرط المانع من التصرف‪ ،‬لذلك وجب تنظيم نصوص قانونية لتحديد شروط‬
‫)‪(1‬‬
‫المنع من التصرف وجزاء مخالفته حتى ال تحبس األمالك العقارية عن التداول‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق الشرط المانع من التصرف‬

‫إن المشرع الجزائري قيد حق المشتري باكتساب المحل الذي يشغله عن طريق التنازل بعدم‬
‫التصرف فيه لمدة معينة من خالل تدوين ھذا الشرط في "عقد البيع"‪ ،‬وھذا طبقا للمادة ‪ 57‬من‬
‫القانون ‪ 12/07‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2008‬التي فرضت المنع من التصرف في السكنات‬
‫المستفيدة من إعانات الدولة لمدة عشر سنوات‪ ،‬وتعتبر السكنات التي كانت محل تنازل في إطار‬
‫المرسوم رقم ‪ 269/03‬من بين السكنات المستفيدة من إعانة الدولة‪ ،‬لھذا سنتطرق في الفرع األول‬
‫إلى تعريف السكنات المستفيدة من إعانات الدولة‪ ،‬وفي الفرع الثاني إلى أنواع السكنات المستفيدة من‬
‫إعانات الدولة‪ ،‬وفي الفرع الثالث إلى تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية‬
‫بالتنازل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف السكنات المستفيدة من إعانات الدولة‬

‫إن السكنات المستفيدة من إعانات الدولة عرفتھا المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 196/08‬على أنھا كل محل ذي إستعمال سكني استفاد من إعانة الكتساب الملكية‪ ،‬ال سيما المساكن‬
‫)‪(2‬‬
‫االجتماعية التساھمية والمساكن المنجزة في إطار البيع باإليجار والسكن الريفي المدعم‪.‬‬

‫وتأخذ اإلعانات أو المساعدات المالية التي تقدمھا الدولة لألفراد من أجل الحيازة على‬
‫السكنات شكلين ‪:‬‬

‫‪ -‬إعانة مالية مباشرة‪ ،‬أي أنھا تقدم لغرض الحيازة على سكن حيث أنھا تقدر على أساس نسبة‬
‫من مبلغ شراء المسكن وتقدم للفرد المعني بعملية الشراء‪ ،‬وما عليه ّإال أن يكمل ما تب ّقى من المبلغ‬
‫للحصول على ملكية المسكن‪ ،‬ففي الجزائر مثال نجد ھيئة تابعة للدولة متخصصة في منح ھذا النوع‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬سميحة خوادجية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬


‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ ،05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،196/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/07/06‬المحدد شروط إعادة التنازل‬
‫عن المساكن االجتماعية الممولة من طرف الدولة والسكنات المستفيدة من إعانات الدولة الكتساب الملكية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،38‬المؤرخة في ‪ 09‬يوليو ‪.2008‬‬
‫‪- 83 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫من اإلعانات )أي اإلعانات المباشرة( والمتمثلة في‪" :‬الصندوق الوطني للسكن ‪ "CNL‬الذي يقدم‬
‫إعانات مالية للفرد بغرض شراء مسكن معين وذلك وفق شروط موضوعة مسبقا )كقيمة دخل‬
‫الفــرد‪ ،‬نوع المسكن‪...‬إلخ(‪.‬‬
‫‪ -‬إعانة مالية غير مباشرة‪ ،‬أي أن اإلعانة ليست موجھـــة بصفة مباشرة من أجل الحيازة على‬
‫السكن‪ ،‬كالحالة األولى بل ھي موجھة لألفراد ذوي الدخل الضعيف‪ ،‬وذلك من أجل الرفع من‬
‫قدراتھــا الشرائية‪ ،‬ومن شأن ھؤالء أن يخصصوا ھذه اإلعانة من أجل الحيازة على سكنات بصفة‬
‫)‪(1‬‬
‫الملكيـــة أو الكراء‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن المستفيدين من إعانات الصندوق الوطني للسكن بإمكانھم أيضا اإلستفادة من‬
‫إعانات مالية غير مباشرة حيث نصت المادة ‪ 05‬من الرسوم التنفيذي رقم ‪ 308/94‬على أنه ال‬
‫يكون الدعم المالي للصندوق المالي للسكن مانعا ألشكال أخرى من المساعدات المالية لصالح‬
‫المستفيدين والسيما تلك التي تمنحھا‪:‬‬
‫‪ -‬الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق الخدمات االجتماعية ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬ھيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع السكنات المستفيدة من إعانات الدولة‬

‫طبقا للمادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،196/08‬فإن السكنات المستفيدة من إعانات من‬
‫الدولة‪ ،‬تتمثل في السكنات االجتماعية التساھمية‪ ،‬السكنات المنجزة في إطار البيع باإليجار‪ ،‬السكنات‬
‫الريفية المدعمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬السكنات االجتماعية‬

‫حسب نص المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم‪ 42/98‬المحدد لشروط الحصول على‬
‫المساكن العمومية اإليجارية ذات الطابع االجتماعية‪ ،‬يقصد بالسكن االجتماعي اإليجاري كل سكن‬
‫ممول من أموال الخزينة العمومية أو من ميزانية الدولة‪ ،‬وحسب نص المادة ‪ 09‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 1993/06/22‬فإنه يعد مسكنا يحظى بالدعم من الخزينة العمومية كل مسكن‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬صالح الدين عمراوي‪ ،‬السياسة السكنية في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية واإلسالمية‪ ،‬باتنة‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.23-22‬‬
‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308/94‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،1994‬المحدد لقواعد تدخل‬
‫الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم المالي لألسر‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،06‬المؤرخة في ‪ 16‬أكتوبر ‪.1994‬‬
‫‪- 84 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫مخصص لالمتالك أو اإليجار وتدخل في تمويله إعانة أو تخصيص في نسب الفائدة التي تمنحھا‬
‫مباشرة الخزينة أو بصورة غير مباشرة عن طريق مؤسسات مالية مخصصة لھذا الغرض السيما‬
‫)‪(1‬‬
‫الصندوق الوطني للسكن‪.‬‬
‫ووفقا للمادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 196/08‬السالف الذكر‪ ،‬يقصد بالسكنات‬
‫واإلجتماعية المحالت ذات اإلستعمال السكني الممولة من طرف الدولة والتي تم التنازل عنھا لفائدة‬
‫)‪(2‬‬
‫شاغليھا الشرعيين في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪.269/03‬‬

‫ثانيا‪ :‬السكنات االجتماعية التساھمية‬

‫نظرا للنقص المالحظ في المساكن الموجھة للتأجير الممولة عن طريق موارد الدولة‪ ،‬أنشأت‬
‫صيغة جديدة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 308/94‬المؤرخ في ‪ ،1994/10/04‬بھدف تدعيم‬
‫الفئة التي يكون دخلھا متوسط يتراوح ما بين ‪ 12‬ألف إلى ‪ 40‬ألف دج‪ ،‬وبدون دعم ال تستطيع‬
‫الحصول على سكن‪ ،‬ويتمثل الدعم في مساعدات مالية على حساب ميزانية الدولة موكلة إلى وزارة‬
‫السكن والعمران‪ ،‬تمنح للصندوق الوطني للسكن بھدف ضمان تسييرھا‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن ھذه‬
‫المساعدات ال تعوض‪ ،‬كما أنھا متغيرة باستخدام مؤشر الدخل لتكون مكملة للموارد المالية الخاصة‬
‫بالمستفيد‪ ،‬باإلضافة إلى القرض البنكي ‪،‬حيث تحول في أجل اليتعدى ستة أشھرمن تاريخ الحصول‬
‫على الموافقة‪.‬‬
‫ھذه الصيغة الجديدة المتعلقة بحيازة السكن بمساحة تتراوح بين ‪ 50‬م‪ 2‬و‪70‬م‪ 2‬لم تتحرك بشكل‬
‫كبير إال بعد المراجعة التي تمت في نوفمبر ‪ 2000‬بموجب القرار الوزاري المؤرخ في‬
‫‪ ،1998/03/15‬ومن أجل تحريك ودفع صيغة السكن االجتماعية التساھمي‪ ،‬ونظرا لالرتفاع في‬
‫تكاليف إنشاء السكن‪ ،‬تم إدخال مجموعة من التعديالت بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في‬
‫‪ 2002/04/09‬الذي أتى بمجموعة من التغييرات المتعلقة بمنح المساعدات تمثلت في‪:‬‬
‫‪ -‬رفع عتبة مستوى مدا خيل المستفيدين من ھذه المساعدة إلى ‪ 50.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬رفع قيمة المساعدات إلى‪ 500.000‬د ج‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مستوى تكاليف الحصول على سكن إلى حد أقصى يقدر ب ‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء وتوضيح القواعد التي يتم بموجبھا توزيع المساعدات المالية لصالح الجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات والھيئات المختصة والمتعھدين العقاريين‪ ،‬ليتم بعد ذلك إصدار التعليمة الوزارية رقم ‪23‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬صورية حافظ ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.07-06‬‬


‫)‪ (2‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،196/08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 85 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫المؤرخة في ‪ 2002/04/28‬لتوضيح الشروط والطرق المتفق عليھا لتحويل المساعدات المالية‬


‫لصالح المتعھدين العقاريين بھدف تحقيق مشاريع سكنية تدخل في إطار السكن االجتماعي التساھمي‪.‬‬
‫تتميز ھذه الصيغة بتوجيھھا لتلبية احتياجات أصحاب المداخيل المتوسطة الذين يساھمون بصفة‬
‫جزئية في تمويل السكن المراد الحصول عليه‪ ،‬وبالفعل فقد تم تحقيق قفزة نوعية في مجال تطوير‬
‫اإلنتاج وعرض المساكن‪ ،‬وبالرغم من ذلك تبقى صيغة السكن االجتماعي التساھمي تعاني من بعض‬
‫الصعوبات والتعقيدات على مستوى مطابقة الشروط القانونية لتغطية حاجيات أكبر فئة من‬
‫)‪(1‬‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السكنات المنجزة في إطار البيع باإليجار‬

‫تعرف صيغة البيع باإليجار وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 105/01‬المؤرخ في ‪2001/04/23‬‬
‫المحدد لشروط شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية في إطار البيع باإليجار وكيفيات ذلك‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،35/03‬على أنھا طريقة للحصول على المسكن مع خيار مسبق‬
‫المتالكه في أجل محدد بفترة التأجير المبينة في العقد حيث يمنح ھذا النوع من المساكن ألصحاب‬
‫المداخيل المتوسطة الذين ال يملكون سكنا ولم يحصلوا على مساعدات مالية من الدولة ‪،‬وتقدر‬
‫المساھمة الشخصية لمن يرغب في االستفادة من مسكن حسب ھذه الصيغة بـ ‪ % 25‬تقسم كما يلي‪:‬‬
‫‪% 10 -‬عند إبرام العقد‪.‬‬
‫‪ % 5 -‬عند إستالم المفاتيح‪.‬‬
‫‪ % 5 -‬بعد مرور سنة على إستالم المفاتيح ‪.‬‬
‫‪ % 5 -‬بعد مرور سنتين على التسليم‪.‬‬
‫أمّا ‪ %75‬المتبقية فتمول عن طريق قروض مقدمة من طرف الدولة بوساطة ‪ CNL‬على‬
‫دفعات تتماشى ومراحل التقدم في اإلنجاز‪ ،‬وتكون الدفعات شھرية تسدد لمدة ‪ 20‬سنة‪ ،‬بحيث ال‬
‫يتعدى عمر المستفيد في آخر دفعة ‪ 65‬سنة‪ ،‬وبدون فوائد مع إمكانية الدفع المسبق‪ ،‬وتحدد عمولة‬
‫‪ CNL‬بقيمة ‪% 5‬من قيمة التسديدات ‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬ابتسام طوبال‪ ،‬تقييم مساھمة البنوك التجارية في تمويل السكن‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬سنة ‪ ،2005-2004‬ص ‪.42-41‬‬
‫‪- 86 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫وتقوم وكالة تطوير وترقية السكن العائلي ‪ (1)AADL‬باعتبارھا المتعھد العقاري المسؤول عن‬
‫تسيير المشاريع الخاصة بعمليات البيع التأجيري مقابل عمولة تتراوح ما بين ‪ %2‬إلى ‪ %3‬من قيمة‬
‫التسديدات‪ ،‬وبجمع طلبات الحصول على سكن وتوجيه المساكن وتغطية التسديدات ‪،‬وبالموازاة مع‬
‫التنظيمات المتعلقة بعمليات البيع التأجيري‪ ،‬تأخذ المساكن شكلين ھما ‪ ،F3‬المساحة المخصصة‬
‫لإلقامة ‪70‬م‪ 2‬و ‪ ،F4‬المساحة المخصصة لإلقامة ‪85‬م‪ ،2‬التي تحدد تكلفتھا النھائية عن طريق وزارة‬
‫السكن والعمران حيث تضم تكلفة األراضي والدراسات وتكاليف المتعھدين العقاريين وكل ما يتعلق‬
‫)‪(2‬‬
‫بعملية إنجاز المشاريع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬السكن الريفي‬

‫أدت األوضاع التي شھدتھا الجزائر خالل العشرية السوداء إلى النزوح الريفي نحو المدن ‪،‬مما‬
‫دفع بالدولة إلى تبني إستراتيجية تشجيع االستقرار في المناطق الريفية من أجل خدمة االقتصاد وذلك‬
‫عن طريق تقديم إعانات مالية لألشخاص المقيمين بالريف الجزائري لمساعدتھـــم في إنجاز‬
‫السكنات‪ ،‬وعلى الرغم من إعادة النظر في ھذا الدعم وذلك بالرفع منه نجد أن قيمة ھذه اإلعانة‬
‫)‪(3‬‬
‫التكفي كمساعدة إلتمام إنجاز مساكن خاصة مع ارتفاع أسعار مواد البناء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية بالتنازل‬

‫تنص المادة ‪ 57‬من القانون ‪ 12-07‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2008‬أن السكنات‬
‫االجتماعية الممولة من طرف الدولة والمتنازل عنھا لفائدة شاغليھا طبقا للتشريع المعمول وكذا‬
‫السكنات المستفيدة من اإلعانات العمومية في إطار التدابير المتعلقة بالمساعدة المقدمة من طرف‬
‫الدولة المستفيدة من أجل التمليك ال يمكن التنازل عنھا من طرف مالكيھا خالل مدة يجب أن ال تقل‬
‫)‪(4‬‬
‫عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬باستثناء حالة وفاة المالك وضرورة توزيع التركة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره ‪ AADL‬أنشأت سنة ‪ ،1991‬بموجب المرســـوم التنفيــذي رقــم‬
‫‪ ،148/91‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،1991‬في شكل مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تعمل تحت وصاية‬
‫وزارة السكن‪ ،‬تقوم بتأطير العمليات العقارية الموجھة للسكن‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬ابتسام طوبال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43-42‬‬
‫)‪ (3‬راجع في ذلك‪ ،‬صالح الدين عمراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫)‪ (4‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 57‬من القانون ‪ ،12-07‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبــر ‪ ،2007‬المتضمن قانــون الماليـــة لسنـــة‬
‫‪ ،2008‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪، 82‬المؤرخة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2007‬‬
‫‪- 87 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫من خالل المادة نجد أن المشرع قد منع المستفيدين من السكنات االجتماعية الممولة من طرف‬
‫الدولة والتي تم التنازل عنھا في أطار المرسوم ‪ 269/03‬من التصرف فيھا أي من التنازل عنھا بعد‬
‫أن يصبح شاغلھا الشرعي مالكا لھا بموجب عقد البيع لمدة عشر سنوات باستثناء حالة وفاة المالك‬
‫التي تؤدي إلى توزيع التركة على الورثة والموصى لھم إن وجدوا‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي ‪ 196/08‬السالف الذكر على أنه‪" :‬يجب أن‬
‫تتضمن العقود التوثيقية التي تعد بعد تاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2007‬والتي تخص التنازل عن السكنات‬
‫التي تدخل ضمن إحدى الفئات المنصوص عليھا في المادة ‪ 05‬أعاله بندا بعدم إعادة التنازل لمدة‬
‫)‪(1‬‬
‫عشر )‪ (10‬سنوات مھما كان تاريخ التمديد الكلي أو الجزئي لسعر التنازل"‪.‬‬

‫وھذا يعني أن المساكن االجتماعية المعنية بھذا التدبير‪ ،‬ھي تلك الممولة من طرف الدولة‬
‫والتي تم التنازل عنھا لفائدة شاغليھا الشرعيين في إ طار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬السالف‬
‫الذكر‪ ،‬والتي لم يتم تسديد سعرھا الجزئي أو الكلي لغاية ‪ 31‬ديسمبر ‪ ،2007‬في ھذا الشأن يجب أن‬
‫تتضمن العقود اإلدارية التي تعدھا مصالح أمالك الدولة بند عدم إعادة التنازل لمدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬تبعا‬
‫لذلك فإن المترشحين لالكتساب الذين قاموا بتسديد سعر التنازل جزئيا أول كليا قبل ‪ 01‬جانفي‬
‫‪ 2008‬وتم إعداد عقد الملكية بعد ھذا التاريخ‪ ،‬فإنھم غير معنيين بھذا التدبير المتضمن عدم إعادة‬
‫التنازل‪ ،‬ويجب أن ال تتضمن العقود اإلدارية المعنية ھذا البند‪.‬‬

‫أما فيما يخص السكنات األخرى ذات الطابع االجتماعي التي استفادت من إعانات عمومية‬
‫سيما المساكن االجتماعية التساھمية‪،‬المساكن المنجزة في إطار البيع باإليجار والسكن الريفي المدعم‬
‫والتي تم التنازل عنھا بموجب مختلف األجھزة التشريعية والتنظيمية الخاصة بھا‪ ،‬فيجب أن تتضمن‬
‫العقود التوثيقية التي تعد بعد تاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2007‬بند عدم إعادة التنازل لمدة ‪ 10‬سنوات مھما‬
‫كان تاريخ الدفع الكلي أو الجزئي لسعر التنازل ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أنظر‪ :‬المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،196-08‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 88 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫وينبغي التنويه أن المساكن المتنازل عنھا‪ ،‬على سبيل التسوية في إطار القانون رقم ‪01/81‬‬
‫المؤرخ ‪ 07‬فيفري ‪ 1981‬الملغى غير معنية بتدبير عدم إعادة التنازل وبالتالي يمكن لمالكھا‬
‫)‪(1‬‬
‫التصرف فيھا بكل حرية‪.‬‬

‫والمالحظ أنه في الحياة العملية تحصل بعض المواطنين على عقود ملكية مشھرة دون أن‬
‫تتضمن ھذه العقود بند عدم قابلية إعادة التنازل لمدة عشر)‪ (10‬سنوات كما ھو منصوص عليه في‬
‫قانون المالية لسنة ‪) 2008‬المادة ‪ (57‬وتعود ھذه الوضعية إلى عدم صدور المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 196/08‬السالف الذكر المتخذ تطبيقا لنص المادة ‪ 57‬من قانون المالية لسنة ‪ 2008‬السالف الذكر‪،‬‬
‫أثناء إعداد ھذه العقود‪.‬‬

‫فقام بعض مديري أمالك الدولة برفض تسليم رفع اليد للمواطنيــن الذين قاموا بالتسديــد‬
‫الكــلــي للمبلغ المتبقي بسبب أنه كان من المفروض أن تتضمن ھذه العقود بند عدم قابلية إعادة‬
‫التنـــازل‪ ،‬محاولين بذلك تعديل العقود المعنية بإدراج ھذا البند ومن جھة أخرى قام بعض المحافظين‬
‫العقاريين برفض شھر العقود الموثقة لبعض المواطنين الذين دفعوا المبلغ الكلي واكتسبوا نھائيا ھذه‬
‫األمالك بسبب أنه كان من المفروض إدخال بند عدم قابلية إعادة التنازل في العقود اإلدارية األصلية‬
‫إذا كانت محل معامالت عقارية ‪.‬‬
‫وفي ھذا الصدد صدرت تعليمة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية مفادھا أنه ال يمكن إلغــاء‬
‫أو تعديل عقد مشھر إال عن طريق القضاء‪ ،‬وبالتالي فإنه يتعين إستبعاد أي تعديل ويمكن تسليم‬
‫شھادات رفع اليد بعد التسديد الكلي لسعر التنازل‪ ،‬ويتعين على المحافظين العقاريين من جھتھم القيام‬
‫حسب اإلجراءات العادية بشھر العقود الموثقة كما ينبغي عدم التذرع بعدم إعادة التنازل‪ ،‬مادام أن‬
‫)‪(2‬‬
‫ھذا البند ال يوجد في العقد اإلداري المشھر‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن الحكومة الجزائرية حددت شروطا جديدة لقابلية التنازل عن‬
‫السكنات االجتماعية والسكنات المستفيدة من إعانة الدولة في إطار حماية الحظيرة العقارية ووضع‬
‫حد لعمليات المضاربة المحتملة‪ ،‬بحيث تم إصدار منشور وزاري مشترك و َّقع عليه كل من وزير‬
‫المالية والسكن‪ ،‬المتضمن عدم قابلية التنازل عن السكنات االجتماعية والسكنات المستفيدة من إعانات‬
‫الدولة بتاريخ ‪ 24‬فيفري ‪ 2013‬تضمن قرار إلغاء طابع عدم قابلية التنازل بموجب المادة ‪ 22‬من‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 9090‬المؤرخة في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ، 2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫)‪ (2‬راجع في ذلك‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،08599‬المؤرخة في ‪ 29‬جوان ‪ ،2009‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬
‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2012‬إذ تقرر بالنسبة للسكنات االجتماعية المنجزة بمساھمة من الدولة‬
‫عدم قابلية التنازل عنھا لمدة عشر )‪ (10‬سنوات‪ ،‬يبدأ سريان مدة عدم التنازل من تاريخ إعداد العقد‬
‫اإلداري من طرف مصالح أمالك الدولة‪ ،‬وھو الشأن ذاته بالنسبة لسكنات البيع باإليجار المنجزة من‬
‫طرف الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره وصندوق التوفير واالحتياط‪ ،‬إذ تخضع كذلك لعدم‬
‫قابلية التنازل لمدة عشر )‪ (10‬سنوات ابتداء من تاريخ إعداد العقد التوثيقي وبخصوص السكنات‬
‫المستفيدة من إعانات الدولة سواء تعلق األمر بالسكن الترقوي المدعم أو السكن الريفي فإنھا تخضع‬
‫)‪(1‬‬
‫لعدم قابلية التنازل لمدة خمس)‪ (05‬سنوات‪.‬‬

‫)‪ (1‬راجع في ذلك‪ ،‬دليلة بلخير‪" ،‬ھذه الشروط الجديدة لبيع سكنات الدولة"‪ ،‬مقال منشور بجريدة الشروق‪ ،‬المؤرخة في‬
‫‪ 14‬مارس ‪ ،2013‬العدد ‪ ،3954‬ص‪.03‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ختاما لما تم الحديث عنه حول التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬ومن خالل ما تم دراسته حول ھذا‬
‫الموضوع‪ ،‬تم التوصل إلى أن التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬يتميز بخصائص‬
‫قانونية ميزته عن باقي اإلجراءات‪ ،‬رغم أن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى مفھوم التنازل من‬
‫خالل كل النصوص القانونية التي نظمته سابقا والحقا إال أننا حاولنا من خالل إستقراء بعض المواد‬
‫القانونية التوصل بالتقريب إلى تعريف التنازل وتحديد طبيعته‪ ،‬على أساس أنه نوع من أنواع البيع‬
‫بالتراضي المقررة للدولة وجماعاتھا المحلية بشأن أمالكھا العقارية الخاصة لصالح الخواص في‬
‫حاالت حددھا القانون‪ ،‬بحيث أن القاعدة العامة تقضي بأنه يكون البيع عن طريق المزاد العلني ‪،‬لكن‬
‫استثناءا يمكن البيع بالتراضي استنادا لرخصة من الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬وبثمن ال يقل عن قيمتھا‬
‫التجارية‪ ،‬وھذا األخير أي البيع بالتراضي يكون وفقا ألحكام عامة وخاصة‪.‬‬

‫وعلى ضوء اعتبار التنازل بيع بالتراضي لألمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري لفائدة شاغليھا الشرعيين وبثمن ال يقل عن قيمتھا التجارية‪ ،‬تم التطرق إلى‬
‫خصائصه وأركانه مقارنة بخصائص وأركان عقد البيع بوجه عام‪.‬‬

‫وفيما يخص إجراءات التنازل فإن الھيئات المكلفة بھا تتمثل في الدائرة ممثلة في لجنة الدائرة‬
‫والتي تقوم بدراسة طلبات التنازل والرد على أصحابھا سواء بالقبول أو الرفض‪ ،‬اللجنة الوالئية‬
‫لدراسة الطعون المقدمة من طرف أصحاب الملفات المرفوضة‪ ،‬مديرية أمالك الدولة والتي تقام على‬
‫مستواھا عملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل وذلك بإخضاعه لعملية التسجيل والشھر حتى‬
‫يكون حجة في مواجھة الغير‪.‬‬

‫كما تم التوصل إلى بعض المالحظات نجملھا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المالحظ من خالل المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬أن المشرع الجزائري منع‬
‫أصحاب المحالت التجارية والمھنية والحرفية من الحصول على االمتيازات المالية الممنوحة‬
‫ألصحاب المحالت ذات الطابع السكني ولم يذكر األساس لھذا المنع‪.‬‬
‫‪ -2‬فيما يخص مسألة وفاة المترشح قبل االكتساب فإن المشرع الجزائري منح الحق لورثته بالترشح‬
‫الكتساب المحل مع إمكانية خصم مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المستفيد المتوفي لكن يتم ذلك‬
‫بعد إحضار شھادة تثبت عدم استفادة المستفيد من إعانة من طرف الدولة‪ ،‬وھنا توجد المشكلة التي‬
‫‪- 92 -‬‬
‫خاتمة‬

‫تواجه الورثة‪ ،‬بحيث أن ھذه الشھادة ال تسلم ّإال لصاحب المحل‪ ،‬وبالتالي فإنه في حالة لم تتوفر ھذه‬
‫الشھادة لي الورثة فإنھم ال يستفيدون من التخفيضات ‪.‬‬
‫‪ -3‬المشرع الجزائري سمح من خالل عملية التنازل للمستفيدين أصحاب المحالت باكتسابھا لكنه قيد‬
‫ھذا الحق بعدم التصرف في المحل المتنازل عنه وذلك من خالل نصه في المادة ‪ 06‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪196/08‬على أن يدرج في العقود اإلدارية المتعلقة بالتنازل بندا بعدم التنازل لمدة‬
‫عشر)‪ (10‬سنوات ‪،‬لكن ماذا يقصد المشرع من عبارة عدم التنازل وفي أي نوع يمكن أن نصنف‬
‫التنازل من أنواع التصرفات التي يمكن أن ترد على المحالت المتنازل عنھا ‪،‬وھل يقصد المشرع‬
‫بعدم التنازل عدم البيع؟ أم ماذا؟‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق ذكره وما توصلنا إليه من نتائج‪ ،‬وتفاديا للنقائص‪ ،‬يمكن إقتراح بعض‬
‫التوصيات منھا‪:‬‬

‫‪ -1‬حري بالمشرع الجزائري تنظيم نصوصا قانونية كفيلة بأن تحدد مفھوم التنازل وتوضح طبيعة‬
‫ھذا اإلجراء ‪،‬حتى يتمكن األفراد من معرفة طبيعة ھذا التصرف الذي سيقدمون عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬فيما يخص مسألة استفادة ورثة المستفيد المتوفي من التخفيضات المقررة لمبالغ اإليجار فإنه‬
‫يجب التكفل بھذه الحالة ألن ھذا يعتبر إجحافا في بعض األحيان في حق الورثة خاصة إذا كان‬
‫المتوفي ترك زوجة وأوالدا صغارا ال حيلة لھم ‪.‬‬
‫‪ -3‬باإلضافة إلى النظر في قضية عدم التنازل عن المحالت المكتسبة لمدة ‪10‬سنوات ألن ھذا األمر‬
‫يمس بحرية األفراد في التصرف في ممتلكاتھم المكفولة بموجب الدستور‪ ،‬حتى ولو كان المشرع‬
‫يھـدف مـن ھذا القيد وضع حد لعمليات المضاربة المحتملة وحماية الحظيرة العقارية ‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة العمل على تأسيس اللجان الوالئية المكلفة بدراسة الطعون ألنه وحسب بعض المصادر‬
‫فإن ھناك في بعض الواليات وعلى الصعيد العملي لم تنصب ھذه اللجان إلى حد اآلن‪.‬‬
‫‪ -5‬تفعيل عملية المسح ‪،‬ألنه قد لـوحظ وخـالل القيام بتـحرير العـقود المتـضمـنة عملية التنازل‬
‫وأثناء القيام بعمليات المسح ‪،‬أدى ھذا إلى التوقف عن التحرير إالّ بعد استكمال عمليات المسح‪.‬‬
‫‪ -6‬القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية بشأن التنازل‪ ،‬من أجل أن يتمكن المواطنين من معرفة ھذا‬
‫اإلجراء الذي يساعدھم على اكتساب المحل الذي يقطنونه ولألبد‪.‬‬

‫وما يجب التنويه إليه أنه تم تمديد عملية التنازل التي تم توقيفھا في سنة ‪ 2010‬إلى غاية‬
‫ديسمبر ‪،2015‬وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 153/13‬المؤرخ في ‪ 15‬أفريل‪ 2013‬المعدل‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم‪ ، 269/03‬حيث تمت إعادة دراسة تكلفة التنازل‪ ،‬إذ تم تخفيض السعر‬
‫‪- 93 -‬‬
‫خاتمة‬

‫المرجعي من ‪ 14000‬دج إلى ‪ 12000‬دج للمتر المربع للمحل‪ ،‬خاصة وأن السعر السابق لم يلق‬
‫استجابة من قبل الشاغلين الشرعيين‪ ،‬وذلك راجع النخفاض قدرتھم الشرائية‪ ،‬إذ لم يتجاوز المقبلون‬
‫على االستفادة من العملية أكثر من ‪ %32‬من مجمل ‪ 830‬ألف مسكن‪ ،‬كما أوضحت دراسات أخرى‬
‫أن ما نسبته ‪ %65‬من يرفض تسديد مبلغ الكراء منذ عدة سنوات‪ ،‬حيث تأكد أن ‪ %35‬من أصل‬
‫‪ 830‬ألف مسكن من يسددون مستحقاتھم المالية ‪.‬‬

‫ويمكن إعادة ھذا الفشل في سير عملية التنازل إلى أن معظم الشاغلين الشرعيين باعوا‬
‫محالتھم في إطار غير شرعي ألناس محتاجين فعال للسكن بعقود عرفية مرة أو مرتين أو ثالث‬
‫فھناك من باعوھا بمبالغ خيالية ألناس ھم في حاجة إليھا‪ ،‬واآلن يستغلون الظرف ويشترونھا بدون‬
‫علم الذين باعوھا لھم ‪،‬وھنا بطرق احتيالية‪ ،‬لھذا يجب على الھيئات المختصة النظر إلى ھذه المشكلة‬
‫والتحقق من الشاغلين لھذه المحالت‪ ،‬وذلك بفرض رقابة صارمة‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن القول أن التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬
‫كان الھدف منه امتصاص مشكلة السكن وذلك من خالل تكريس ملكية المحالت المتنازل عنھا لفائدة‬
‫أصحابھا ‪،‬باإلضافة إلى تدعيم خزينة الدولة وھذا طبعا لتمويل إنجاز المشاريع السكنية وھذا طبقا‬
‫للمادة ‪ 65‬من القانون المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ 2003‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2004‬التي‬
‫تنص على أن عائدات التنازل عن األمالك العقارية ذات اإلستعمال السكني أو المھني أو التجاري أو‬
‫الحرفي تصب في حساب خزينة الدولة ‪.‬‬

‫لكن من الناحية العملية فإن ھذا المشروع )التنازل( باء بالفشل نتيجة ألسباب عديدة وھذا ما‬
‫جعل المشرع يعمل ككل مرة على التمديد بالعمل بھذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬مع تخفيض‬
‫السعر المرجعي للعقار‪ ،‬رغم أن األسباب التي أدت إلى فشله مازالت قائمة‪.‬‬

‫تم بحمد  وتوفيقه‪.‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫ملحق رقم ‪01‬‬
‫ملحق رقم ‪02‬‬
‫ملحق رقم ‪03‬‬
‫ملحق رقم ‪04‬‬
‫ملحق رقم ‪05‬‬
‫ملحق رقم ‪06‬‬
‫ملحق رقم ‪07‬‬
‫ملحق رقم ‪08‬‬
‫ملحق رقم ‪09‬‬
‫ملحق رقم ‪10‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪.‬‬

‫‪ -1‬الدكتور عبد الرزاق أحمد السنھوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانــون المدنــي الجديــد حـــق‬
‫الملكيـــة‪ ،‬الجــزء الثــامـــن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬

‫‪ -2‬الدكتور خالد رامول ‪ ،‬المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬قصر الكتاب‪ ،‬البليدة‪ ،‬سنة ‪.2001‬‬

‫‪ -3‬األستاذ مجيد خلفوني‪ ،‬نظام الشھر العقاري في الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال‬
‫التربويـة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬

‫‪ -4‬األستاذ حمدي باشا عمر‪ ،‬نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت واحدث األحكام‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬دار ھومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -5‬المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بالتنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري‪ ،‬وزارة المالية‪ ،‬طبعة جوان‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ -6‬األستاذ عمر يحياوي‪ ،‬الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحليــة‪ ،‬دار‬
‫ھومــة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪.2004‬‬

‫‪ -7‬الدكتور أحمد عبد التواب بھجت‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للملكية الفردية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار‬
‫النھضة العربية للنشر‪ ،‬القاھرة‪.2005 ،2004 ،‬‬

‫‪ -8‬الدكتور خالد رامول‪ ،‬األستاذة آسيا دوة‪ ،‬اإلطار القانوني والتنظيمي لتسجيـــل العقــارات في‬
‫التشريــع الجزائري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار ھومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ -9‬األستاذ علي ھادي لعبيدي‪ ،‬الحقوق العينيــة‪ ،‬الطبعـــة األولــى‪ ،‬دار الثقــافــة‪ ،‬عمــــــان‬
‫)األردن(‪.2005 ،‬‬

‫‪ -10‬األستاذ جمال بوشنافة‪ ،‬شھر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري‪ ،‬طبعة ‪ ،2006‬دار‬
‫الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -11‬األستاذ عبد المجيد زعالني‪ ،‬المدخل لدراسة القانـون‪ ،‬النظريــة العامــة للحــق‪ ،‬الطبعــة‬
‫الثانيــة‪ ،‬دار ھومــة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ -12‬األستاذ عمــر حمدي باشا‪ ،‬األستاذة ليلى زروقي‪ ،‬المنازعات العقـــارية‪ ،‬الطبعــــة الثالثــة‬
‫عشرة‪ ،‬دار ھومـــة‪ ،‬الجزائر‪..2011 ،‬‬

‫‪ -13‬الدكتور علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2011‬‬

‫ثانيا‪ :‬المذكرات والرسائل الجامعية‪.‬‬

‫‪ -1‬إبتسام طوبال‪ ،‬تقييم مساھمة البنوك التجارية في تمويل السكن‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھادة‬
‫الماجستير في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2005-2004‬‬

‫‪ -2‬يوسف حفصي‪ ،‬بيع األمالك العقارية الخاصة التابعة للدولة في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة سعد دحلب البليدة‪ ،‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪ -3‬صورية حافظ ‪ ،‬النظام القانوني لإليجار في السكنات االجتماعية‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شھادة‬
‫المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة الخامسة عشر‪.2007-2004 ،‬‬

‫‪ -4‬إلھام بعبع‪ ،‬حماية الملكية العقارية‪ ،‬مذكرة لنيل شھادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬منتوري‪.2007 ،‬‬

‫‪ -5‬سامية براھامي‪ ،‬إثبات بيع العقار المملوك ملكية خاصة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬فرع القانون العقاري‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2008-2007‬‬

‫‪ -6‬سميحة خوادجية‪ ،‬قيود الملكية العقارية الخاصة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2008/2007‬‬

‫‪ -7‬كريمة فردي‪ ،‬الشھر العقاري في التشريـع الجزائـــري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھـــادة‬
‫الماجستيــــر‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2008-2007‬‬

‫‪ -8‬المسعود رويصات‪ ،‬نظام السجل العقاري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل شھادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬سنة ‪.2009/2008‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -9‬صالح الدين عمراوي‪ ،‬السياسة السكنية في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلجتماعية واإلسالمية‪ ،‬باتنة‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫‪ -10‬آسيا حميدوش‪" ،‬طرق اكتساب الملكية العقارية الخاصة للدولة على ضوء قانون األمالك‬
‫الوطنية رقم ‪ ،"30/90‬مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬فرع‬
‫القانون العقاري‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2010-2009‬‬

‫‪ -11‬حازم عزوي ‪ ،‬آليات تطھير الملكية العقارية الخاصة في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شھادة الماجستير تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬سنة ‪.2010/2009‬‬

‫‪ -12‬عبد الغني بوزيتون‪ ،‬المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شھادة الماجستير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2010/2009‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص التشريعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬األوامر‪.‬‬
‫‪ -1‬األمــر رقم ‪ 91-70‬المؤرخ في ‪ 1970/12/25‬المتضمن تنظيــم التوثيـق‪ ،‬الجريــدة‬
‫الرسميـ‪،‬ـة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬المؤرخة في ‪ ،1970/12/25‬الملغى بموجب القانون رقم‪.27/88‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،78‬المؤرخة في ‪ ،1975/09/30‬المعدل والمتمم باألمر ‪.10/05‬‬

‫‪ -3‬األمر‪ ،74/75‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،1975‬المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس‬


‫السجل العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،92‬سنة ‪.1975‬‬

‫‪ -4‬األمر رقم ‪ ،105-76‬المؤرخ في ‪ ،1976/12/09‬المتضمن قانون التسجيل‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسميــة‪ ،‬العدد ‪ ،39‬المؤرخة في ‪.1977/12/18‬‬

‫ب‪ -‬القوانين‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 06/2000‬المؤرخ في ‪ 2000/12/23‬المتضمــن قانـــون الماليـــة لسنـــة‬


‫‪ ،2001‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 80‬لسنة ‪2000‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -2‬القانون ‪ ،12-07‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبــر ‪ ،2007‬المتضمن قانــون الماليـــــة لسنـــــة‬


‫‪ ،2008‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪، 82‬المؤرخة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫ج‪ -‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ ،62/76‬المؤرخ في ‪ 25‬مارس‪ ،1976‬يتعلق بإعـداد مســــح األراضــــي‬


‫العـــام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،1976‬المعدل والمتمم بالمرسوم ‪.134/92‬‬

‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ ،63-76‬المؤرخ في ‪ 1976/03/25‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬سنة ‪ ،1976‬المعدل والمتمم بالمرسوم رقم ‪.123/93‬‬

‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454/91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1991‬يحدد شروط إدارة األمالك‬


‫الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرھا ويضبط كيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،60‬المؤرخة‬
‫في‪ 1991/11/24‬الملغى بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.427/12‬‬
‫‪ -4‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 03/93‬المؤرخ في‪ 01‬مارس ‪ 1993‬المتعلق بالنشاط العقاري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪14‬المؤرخة في ‪ ،1993/03/03‬الملغى بالقانون ‪.04/11‬‬

‫‪ -5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،308/94‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،1994‬المحدد لقواعد تدخل الصندوق‬


‫الوطني للسكن في مجال الدعم المالي لألسر‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،06‬المؤرخة في ‪ 16‬أكتوبر‬
‫‪.1994‬‬

‫‪ -6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 42/98‬المؤرخ في ‪ 1998/02/01‬المتـعلـق بشروط االستـفادة من‬


‫السكنات االجتماعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 05‬سنة ‪.1998‬‬

‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 269/03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪ ،2003‬يحدد شروط وكيفيات التنازل عن‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز‬
‫االستغالل قبل أول يناير ‪ ،2004‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪13‬أوت ‪.2003‬‬

‫‪ -8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-06‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،2006‬الجريدة الرسميـة‪ ،‬العـــدد‬


‫‪ ،54‬سنة ‪ ،2006‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 269-03‬المؤرخ في ‪ 07‬أوت ‪.2003‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10/07‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ ،2007‬يتضمن شروط وكيفيات تطبيق‬


‫التـخفيض في سعـر اإليجار‪ ،‬وسعر بيـع السكنـات العمومية اإليجارية لـفائدة المـجاھدين وذوي‬
‫الحـقـوق‪ ،‬الجـريـدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.04‬‬

‫‪ -10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142-08‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،2008‬يحدد قواعد منح السكن‬


‫العمومي اإليجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.24‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،196/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/07/06‬المحدد شروط إعادة التنازل‬


‫عن المساكن اإلجتماعية الممولة من طرف الدولة والسكنات المستفيدة من إعانات الدولة الكتساب‬
‫الملكية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،38‬المؤرخة في ‪ 09‬يوليو ‪.2008‬‬

‫رابعا‪ :‬القرارات‪.‬‬

‫‪ -1‬القرار المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ ،1992‬المتضمن منح تفويض من الوزير المكلف بالمالية لمديرية‬
‫أمالك الدولـة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬المؤرخة في ‪.1992/04/23‬‬

‫‪ -2‬القرار الوزاري المشترك رقم ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ ،2004‬يحدد معايير تحديد القيمة‬
‫التجارية في إطار التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري‬
‫المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير ‪.2004‬‬

‫‪ -3‬القرار رقم ‪ 377‬المؤرخ في ‪ 2004/05/31‬المتعلق بإنشاء تشكيل وسير لجنة الدائرة المكلفة‬
‫بدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري‬
‫الموضوعة حيز االستغالل قبل ‪ 01‬جانفي ‪.2004‬‬

‫‪ -4‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2006‬المعدل والمتمم للقرار الوزاري‬


‫المشترك المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪.2004‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫خامسا‪ :‬التعليمات والمذكرات‪.‬‬

‫أ‪ -‬التعليمات‪:‬‬

‫‪ -1‬التعليمة رقم ‪ ،08599‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -2‬التعليمة رقم ‪ 02628‬المؤرخة في ‪ 24‬مارس ‪.2001‬‬

‫‪ -3‬التعليمة رقم ‪ 4441‬المؤرخة في ‪ ،2004/03/24‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -4‬التعليمة رقم ‪ 5108‬المؤرخة في ‪ 02‬أكتوبر ‪ ،2004‬الصادرة عن المديرية العامة لألمـالك‬


‫الوطنيـــة‪ ،‬وزارة المالية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -5‬التعليمة الوزارية المؤرخة في ‪ 12‬ماي ‪ 2004‬المتعلقة بشروط وكيفيات وإجراءات التنازل عند‬
‫األمالك العقارية التابعة للدولة والدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز‬
‫االستغالل قبل أول جانفي ‪.2004‬‬

‫‪ -6‬التعليمة رقم ‪ ،1439‬المؤرخة في‪ 17‬فيفري ‪ ،2005‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪.‬‬

‫‪ -7‬التعليمة رقم ‪ 3500‬المؤرخة في ‪ 13‬جوان ‪ ،2005‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -8‬التعليمة رقم ‪ 4900‬المؤرخة في ‪ 01‬أوت ‪ ،2005‬الصـادرة عن المديريــة العامــة لألمالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -9‬التعليمة رقم ‪ 0127‬المؤرخة في ‪ 02‬جانفي ‪ ،2006‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -10‬التعليمة رقم ‪ 0127‬المؤرخة في ‪ 02‬جانفي ‪ ،2006‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -11‬التعليمة رقم ‪ 1259‬المؤرخة في ‪ 21‬فيفــــري ‪ ،2007‬مجـمـوعـــة النصــــــوص‬


‫)تعليمـــات‪ ،‬منشــورات‪ ،‬مذكـــرات خاصة بأمــالك الدولـــة والحفظ العقـــــاري(‪ ،‬بــدون‬
‫طبـــعـــة‪ ،‬الجزائـــر‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬

‫‪ -12‬التـعليمـة رقم ‪ 6473‬المـؤرخة في ‪ 20‬أوت ‪ ،2007‬الصادرة عن المـديـرية العـامة لـألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -13‬التعليمة رقم ‪ 5076‬المؤرخة في ‪ 19‬ماي ‪ 2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪.‬‬

‫‪ -14‬التعليمة رقم ‪ 7951‬المؤرخة في ‪ 23‬أوت ‪ ،2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -15‬التعليمة رقم ‪ 9090‬المؤرخة في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ، 2008‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -16‬التعليمة رقم ‪ ،08599‬المؤرخة في ‪ 29‬جوان ‪ ،2009‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -17‬التعليمة رقم ‪ ،03161‬المؤرخة في ‪ 08‬أفريل ‪ ،2010‬الصادرة عن المديريــة العامة لألمالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -18‬التعليمة رقم ‪ 1004‬المؤرخة في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2010‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المذ َّكرات‪:‬‬

‫‪ -1‬المذكرة رقم ‪ 2252‬المؤرخة في ‪ 24‬مارس ‪ ،2007‬الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك‬


‫الوطنيــة‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -2‬المـذكرة رقم ‪ ،8227‬المؤرخة في ‪ 07‬أفريل ‪ ،2008‬الصادرة عن المـديرية العـامة لألمالك‬


‫الوطنـية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫‪ -3‬مذكرة السيد الوزير األول رقم ‪ 364‬المؤرخة في ‪.2009/07/20‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫‪ -4‬المذكرة رقم ‪ ،07231‬المؤرخة في ‪ ،2011/07/06‬الصادرة عن المديرية العامة لألمالك‬


‫الوطنية‪ ،‬وزارة المالية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬المقاالت‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪/‬جمال بوشنافة‪" ،‬األثر المنشئ للشھر وأثره على العقد كأحد أھم أسباب كســـب الملكيــة‬
‫العقاريـة‪ ،‬دراسة تحليلية على ضوء التشريع واالجتھاد القضائي الجزائي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة دفاتر‬
‫السياسة والقانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جانفي ‪.2011‬‬

‫‪ -2‬دليلة بلخير‪ ،‬ھذه الشروط الجديدة لبيع "سكنات الدولة"‪ ،‬مقال منشور بجريدة الشروق‪ ،‬المؤرخة‬
‫في ‪ 14‬مارس ‪ ،2013‬العدد ‪.3954‬‬

‫سابعا‪ :‬التقارير‪.‬‬

‫‪ -1‬حمامة وسيلة‪ ،‬سارة شواف‪ ،‬التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ذات االستعمال السكني‬
‫والمھني والحرفي والتجاري‪ ،‬تقرير نھاية التربص‪ ،‬جامعة متنوري قسنطينة‪ ،‬سنة ‪.2009/2008‬‬

‫ثامنا‪ :‬المحاضرات‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪ /‬سليمان محمدي‪ ،‬محاضرات في عقد البيع‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنون‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2003-2002‬‬

‫‪ -2‬أ‪ /‬بلعابد عبد الرحمان‪ ،‬موثق ببومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ضمانات العقد التوثيقي وأثرھا على تشجيع‬
‫االستثمار في الجزائر‪ ،‬محاضرة ألقاھا بمناسبة الملتقى الجھوي الرابع للغرفة الجھوية بتونس بنزل‬
‫المشتل بتاريخ ‪ 19‬جانفي ‪.2013‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫الفھرس‬

‫‪02‬‬ ‫مقدمة‪...................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي رقم ‪.269/03‬‬

‫‪07‬‬ ‫تمھيد‪……….……………………………………………………………….‬‬

‫‪08‬‬ ‫المبحث التمھيدي‪ :‬مفھوم التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪……….…….269/03‬‬

‫‪08‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنازل وخصائصه في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪……..269/03‬‬

‫‪08‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنازل…‪………………………………………………….‬‬

‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬المدلول اللغوي‪…………………………………………………………..‬‬

‫‪08‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المدلول االصطالحي…‪…………………………………………………..‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التنازل……………………………‪10 ……………………...‬‬

‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬خصائص عقد البيع بوجه عام‪……………………………………………….‬‬

‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص التنازل…………………………………………………………‬

‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان التنازل…‪………………………………………………….‬‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ركن التراضي…‪………………………………………………….‬‬

‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ركن المحل‪………………………………………………………..‬‬

‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬محل التزام البائع )الدولة(…‪……………………………………………….‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام المشتري…………………………………………………………… ‪14‬‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ركن السبب‪……………………………………………………….‬‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬ركن الشكلية‪............................................................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬سير إجراءات التنازل على مستوى الدائرة‪........................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إيداع طلب الشراء ودراسته‪........................................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إيداع طلب الشراء‪.....................................................................‬‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم األمالك العقارية المعنية بالتنازل‪...............................................‬‬

‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلجراءات التحضيرية‪.........................................................................‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫الفھرس‬

‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ :‬طريقة التقييم‪....................................................................................‬‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬دراسة طلب الشراء ‪..................................................................‬‬

‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آثار دراسة الطلب‪................................................................. .‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة قبول طلب الشراء‪30 .............................................................. .‬‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حالة رفض طلب الشراء‪............................................................ .‬‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن في قرارات لجنة التنازل‪.....................................................‬‬

‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة‪....................‬‬

‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مرحلة التسديد‪.................................................................... .‬‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صيغة الدفع الفوري‪................................................................. .‬‬

‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الدفع بالتقسيط‪...........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل‪42 ...................................‬‬

‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قاعدة الرسمية‪.........................................................................‬‬

‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف العقد الرسمي‪...........................................................................‬‬

‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األشخاص المكلفون بتحرير العقود الرسمية ‪.................................................‬‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬محتوى عقد البيع المكرس لعملية التنازل‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ‪269/03‬‬

‫‪53‬‬ ‫تمھيد‪...................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬انتقال الملكية عن طريق التنازل‪54 .....................................................‬‬

‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عملية التسجيل‪........................................................................‬‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مفھوم تسجيل العقارات وتمييزه عن غيره من المفاھيم‪............................‬‬

‫‪55‬‬ ‫أوال ‪:‬تعريف تسجيل العقارات‪........................................................................‬‬

‫‪57‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تمييز التسجيل عن غيره من المفاھيم‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬اإلجراءات المتبعة في عملية تسجيل العقارات‪.......................................‬‬

‫أوال‪:‬الوثائق المودعة بمفتشية التسجيل‪60 ................................................................‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫الفھرس‬

‫ثانيا‪ :‬اآلجال القانونية إليداع الوثائق‪62 ..................................................................‬‬

‫‪64‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية تسجيل المحالت المتنازل عنھا ‪................................................‬‬

‫‪65‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عملية الشھر‪..........................................................................‬‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مدلول الشھر العقاري ومميزاته‪.......................................................‬‬

‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬مدلول الشھر العقاري‪...........................................................................‬‬

‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مميزات الشھر العقاري ‪........................................................................‬‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نظاما الشھر العقاري‪..................................................................‬‬

‫‪70‬‬ ‫أوال‪ :‬نظام الشھر الشخصي‪...........................................................................‬‬

‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام الشھر العيني‪...............................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف المشرع الجزائري من نظام الشھر الشخصي والعيني‪72 .................................‬‬

‫‪73‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات الشھر‪........................................................................‬‬

‫‪73‬‬ ‫أوال‪ :‬اإليداع‪............................................................................................‬‬

‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تنفيذ إجراء الشھر‪...............................................................................‬‬

‫‪76‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التأشير على البطاقات العقارية ‪................................................................‬‬

‫‪76‬‬ ‫رابعا‪ :‬التأشير على الدفتر العقاري‪...................................................................‬‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬كيفية شھر المحالت المعنية بالتنازل‪.................................................‬‬

‫‪79‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الشرط المانع من التصرف في المحالت المتنازل عنھا‪...........................‬‬

‫‪79‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفھوم الشرط المانع من التصرف‪...................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشرط المانع من التصرف‪79 ....................................................‬‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة الشرط المانع من التصرف‪.............................................‬‬

‫‪80‬‬ ‫أوال‪ :‬مشروعية الباعث‪................................................................................‬‬

‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن تكون مدة المنع معقولة‪......................................................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الشرط المانع من التصرف‪......................................................‬‬

‫‪82‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬موقف المشرع الجزائري من الشرط المانع من التصرف‪..........................‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫الفھرس‬

‫‪83‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق الشرط المانع من التصرف‪..................................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف السكنات المستفيدة من إعانات الدولة‪.........................................‬‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع السكنات المستفيدة من إعانات الدولة‪...........................................‬‬

‫‪84‬‬ ‫أوال‪ :‬السكنات اإلجتماعية‪.............................................................................‬‬

‫‪85‬‬ ‫ثانيا‪ :‬السكنات اإلجتماعية التساھمية‪.................................................................‬‬

‫‪86‬‬ ‫ثالثا‪ :‬السكنات المنجزة في إطار البيع باإليجار‪......................................................‬‬

‫‪87‬‬ ‫رابعا‪ :‬السكن الريفي‪...................................................................................‬‬

‫‪87‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية بالتنازل‪..................‬‬

‫‪92‬‬ ‫خاتمة ‪..................................................................................................‬‬

‫‪96‬‬ ‫المالحق‪................................................................................................‬‬

‫‪117‬‬ ‫قائمة المراجع‪..........................................................................................‬‬

‫‪126‬‬ ‫الفھرس‪.................................................................................................‬‬

‫‪- 129 -‬‬

You might also like