Professional Documents
Culture Documents
أحمد المولى عزوجل على توفيقه لي في إنجاز ھذا العمل حمدا يليق بجالله وعظمته.
أتقدم بجزيل الشكر إلى األستاذ المشرف "كربوش سليم" على حسن إشرافه وتوجيھاته القيمة
كما أشكر رئيس مفتشية أمالك الدولة بعين بوسيف السيد "بوبكر محمد" الذي مد لي يد العون
كما أتقدم بالشكر الخالص لزميلتي في العمل "إبراھيمي سميرة" على كل ما قدمته لي.
وأخيرا أتقدم بالشكر لكل من ساھم من قريب أو من بعيد في إنجاز ھذا العمل.
ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﺎﻗﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ ﻭﺃﻋﻄﺘﻨﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻷﺣﻘﻖ ﺣﻠﻤﻲ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﺊ ﻭﺗﻨﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺰﺩﻩ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺇﻻ ﻋﺰﺍ ﻛﺎﻷﻣﻴﺮ ﺃﺑﻲ
ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺤﺎﻧﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺇﺭﺍﺩﺗﻲ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ
ﺃﻋﻄﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺨﻼ ﻭﻫﺪﻳﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺃﺧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﻨﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺲ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻷﺟﻠﻬﻢ ،ﻭﺃﺣﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﺘﻲ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺗﻤﻸ ﻓﻀﺎﺀ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻫﻨﺎﺀﺍ
ﻭﺭﻏﺪﺍ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﻓﺮﺣﻲ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﺘﺎﻱ
ﺇﻟﻰ :ﺳﻨﺪﺱ ﻣﻼﻙ ،ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻣﻴﻦ ،ﺭﻳﻬﺎﻡ ﻫﺒﺔﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،ﻋﻼ ،ﺩﻋﺎﺀ ،ﺇﻳﻤﺎﻥ ،ﺳﻬﻰ.
ﺇ ﻟﻰ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ،ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺑﻲ ،ﺧﺎﻟﻲ ﻭﻋﻤﻲ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻬﻤﺎ،ﺧﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭﻗﺎﺗﺎ ﺭﺍﺋﻌﺔﻭﻟﻤﺴﺖ ﻣﻌﻬﻤﺎﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻷﺧﺖ :ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻣﺴﻌﻮﺩﺓ
ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻴﻼﺗﻲ ﻭﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻔﺘﺸﻴﺔ ﺃﻣﻼﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﻴﻦ ﺑﻮﺳﻴﻒ .
مقدمة
مقدمة:
نظرا للدور الفعال الذي تلعبه الملكية العقارية في صنع قواعد التنمية الشاملة ألي بلد من بلدان
العالم حظيت باھتمام الحضارات اإلنسانية منذ القدم ،ذلك بالمحافظة عليھا وترقيتھا سواء كانت
الملكية عامة أو خاصة ،وھذا يتضح جليا من خالل الترسانة الھائلة من القوانين التي تنظم الملكية
العقارية.
ولقد اھتمت الجزائر وكغيرھا من الدول بالملكية العقارية ،إذ كان وال يزال وضع سياسة
عقارية من أھم المواضيع التي تواجه المشرع الجزائري ،فعرفت الجزائر منذ االستقالل عدة
محاوالت من أجل إرساء سياسة عقارية تكون بديال عن تلك الموروثة عن الحقبة اإلستعمارية ،التي
أفرزت عدة وضعيات تتميز بالتضارب وعدم التجانس والالستقرار ،وذلك من خالل تدخل المشرع
لمعالجة ھذه الوضعية عن طريق سن جملة من النصوص القانونية الداعية إلى تنظيم سير الملكية
العقارية ،إذ تم اإلعالن عن شغور تلك األموال التي تركھا المستعمر ،ثم تم إدماجھا بصفة نھائية إلى
األمالك التابعة للدولة طبقا ألحكام األمر رقم 102/66المؤرخ في 06ماي 1966المتضمن انتقال
األمالك الشاغرة للدولة،باإلضافة إلى قيام الدولة لفائدة أفرادھا بإجراء إستثنائي يتمثل في التنازل
والذي الغرض منه إشراك األفراد في اكتساب بعض عقاراتھا ،وتحديدا فيما يخص التنازل عن
األمالك العقارية الوطنية الخاصة ،كالتنازل عن األراضي الفالحية التابعة للدولة بعد استصالحھا
بموجب القانون رقم 18/83المؤرخ في 13أوت 1983بحيازة الملكية الفالحية واألحكام التطبيقية
له سيما المرسوم التنفيذي رقم 724/83المؤرخ في 10ديسمبر 1983المحدد لكيفيات تطبيق
القانون ، 13/83وأحكام القانون رقم 12/84المؤرخ في 24ديسمبر ، 1984المتضمن قانون
المالية لسنة ، 1985والمرسوم التنفيذي رقم 289/92المؤرخ في 1992/07/06المحدد لشروط
التنازل عن األراصي الفالحية بعد استصالحھا ،بحيث فتح المجال أمام الخواص الكتساب األراضي
الفالحية بعد استصالحھا ،وكان ذلك نقطة تحول ھامة في السياسة العقارية التي كانت التقبل إال
بملكية الدولة لألراضي الفالحية ) الصندوق الوطني للثورة الزراعية(،باإلضافة إلى المرسوم
التنفيذي رقم 483/97المؤرخ في 15ديسمبر 1997المتضمن كيفيات منح حق امتياز قطع
أرضية من األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في المساحات االستصالحية وأعباءه وشروطه،إذ
مكن ھذا المرسوم األشخاص الطبيعيين و المعنويين االستفادة من التنازل عن األرض بمقابل
الكتسابھا ملكية تامة عن طريق عقد إداري يتضمن التنازل عن المساحات المستصلحة.
-2-
مقدمة
ويعد قطاع السكن من أھم القطاعات الحساسة واإلستراتيجية التي أخذت نصيبا من اھتمام
المشرع الجزائري خالل تلك الفترة على اعتباره أحد المكونات األساسية للتنمية االقتصادية
واإلجتماعية ،إذ من األمور البينة التي ال تحتاج إلى بيان تطلع اإلنسان وسعيه جاھدا في أي زمان أو
مكان ،ألن يجد لنفسه ولذويه مسكنا يتوفر فيه الحد األدنى من أسباب العيش الھادئ المستقر ،وإنه
ليس من المبالغة لو قلنا أن حاجة المرء إلى السكن أصبحت تضاھي حاجته إلى المأكل والشرب لذلك
نجد أن الدولة جندت كل الوسائل المادية والبشرية المتاحة لتلبية الطلب المتزايد على السكن الناتج
عن ارتفاع نسبة النمو الديموغرافي من جھة والنزوح الريفي للسكان بحثا عن الشغل من جھة
أخرى ،مما أدى إلى تزايد حركة البناء ،وھذا ما خلق صعوبة في التسيير على الرغم من إحداث
شركات وھيئات كلفت بتسيير تلك الممتلكات ،وأدى إلى عجز الدولة عن صيانة تلك المحالت لما
تتطلبه من أموال ونفقات باھظة.
كل ھذا دفع بالمشرع الجزائري إلى إصدار صدور القانون رقم 01/81المؤرخ في 07
فيفري 1981المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني والمھني والحرفي
والتجاري التابعة للدولة والجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات العمومية
والھيئات واألجھزة العمومية ،الذي تم بموجبه التنازل عن المحالت المذكورة أعاله لحساب
األشخاص المتمتعين بصفة المستأجر الشرعي والمستوفون اللتزاماتھم اإليجارية عند تاريخ
التنـــــازل ،وتم التنازل عن ھذه األمالك مقابل مبالغ رمزية تدفع إما دفعة واحدة أو على شكل
أقساط ،والتنازل كغيره من اإلجراءات القانونية تعرض بدوره إلى تغييرات وتعديالت في القوانين
الخاصة التي تنظمه ،بحيث تم تعديل ھذا القانون بموجب القانون رقم 02/83المؤرخ في
1983/01/29وباألمر رقم 02/83المؤرخ في 1983/04/10وبالقانون رقم 03/86المؤرخ
في 1983يھدف ھذا القانون إلى تحديد الثروة العقارية القابلة للتنازل عنھا التابعة للقطاع العام التي
شرع في استغاللھا قبل أول يناير سنة ،1981وكذا تحديد الشروط المتعلقة بالتنازل ،وتطبيقا لھذا
القانون صدر المرسوم التنفيذي رقم 71/88المؤرخ في 22مارس 1988المحدد للشروط الخاصة
التي تطبق على بيع األمالك العقارية التي في شرع في استغاللھا بعد 01جانفي ،1981ويتم البيع
بموجب ھذا المرسوم لكل شخص تثبت فيه صفة المستأجر القانوني.
وابتداء من أكتوبر 1992بصدور قانون المالية التكميلي لسنة 1992الذي أكد في مادته 76
على أن المساكن االجتماعية الحضرية الجديدة والمحالت التابعة للقطاع اإليجاري والمنجزة من قبل
-3-
مقدمة
ديوان الترقية والتسيير العقاري والموضوعة حيز االستغالل ابتداء من أكتوبر 1992غير قابلة
للتنازل.
وتنفيذا لسياسة تشريعية رأت بأن سوء تطبيق القانون رقم 01/81السالف الذكر نجم عنه
استنزاف ألمالك الدولة ،تم إلغاؤه بما فيھا جميع األحكام المعدلة والمتممة له وكذا األحكام التطبيقية
بنص المادة 40من القانون رقم 06/2000المؤرخ في 2000/12/23المتضمن قانون المالية
لسنة ،2001كما أضافت المادة أ ّنه بالنسبة لألمالك العقارية التي أودع أصحابھا ملفات طلب الشراء
قبل 31ديسمبر 2000فإ ّنھا تبقى خاضعة ألحكام القانون 01/81المذكور أعاله ،وتبعا لذلك تكمل
اللجان ما بين البلديات المكلفة بإقرار التنازل أعمالھا بشكل عادي فيما يخص ھذه الطلبات إلى غاية
تطھير وضعيتھا نھائيا ،كما تلتزم في نفس الصدد اللجان الوالئية للطعن بمواصلة أيضا الصالحيات
المخولة لھا قانونا ،وبموجب المادة 41من القانون رقم 06/2000المذكور أعاله تم صدور
المرسوم التنفيذي رقم 269/03المؤرخ في 2003/08/07الذي يحدد شروط وكيفيات التنازل عن
األمالك العقاريـــة التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل
يناير سنــة ،2004إذ كان الھدف من إصدار ھذا المرسوم محاولة إحداث تطور في السوق العقارية
والتوفيق بين العرض والطلب من جھة ،وتمويل خزينة الدولة إلنجاز مشاريع سكنية أخرى من جھة
أخرى ،وھذا دائما الستدراك أزمة السكن.
وبناء على ما سبق ظھرت الحاجة إلى معالجة ھذا الموضوع الذي يكتسي أھمية بالغة بالنظر
إلى مشكلة السكن التي فرضت نفسھا على الواقع المعاش ،األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري إلى
إيجاد آليات قانونية كفيلة لمواجھة ھذه المشكلة ،وفي ھذا السياق عرفت سياسة اإلسكان في الجزائر
تطورات عديدة من مطلع الثمانينات أينما كانت الدولة تدعم دور المؤسسات العقارية ،بحيث تتكفل
بإنجاز وتسيير برامج اإلسكان الموجھة للبيع أو اإليجار إذ كان التمويل يقتصر على قناة واحدة تتمثل
في خزينة الدولة ،وبحكم انخفاض موارد الدولة ،وجراء الركود الذي ساد قطاع البناء التشييد في
منتصف الثمانينات الذي تسبب في انخفاض عرض المساكن ،تعتبر عملية التنازل ذات أبعاد
وأھداف إجتماعية واقتصادية وسياسية ألن الدولة كانت تھدف من وراءھا إلى تمويل خزينتھا المالية
إلنجاز مشاريع سكنية ،باإلضافة إلى تكريس استقرار الملكية العقارية.
ويرجع سبب اختياري لھذا الموضوع لما له من عالقة قانونية بفرع القانون العقاري ،ولما
يتميز به ھذا الموضوع من أھمية كبرى تتمثل في السماح لألفراد بامتالك سكن أو محل تجاري أو
مھني أو حرفي وھو ما ينجر عنه خلق إستقرار اجتماعي وإقتصادي ،باإلضافة إلى رغبتي الشديدة
-4-
مقدمة
في تناول ھذا الموضوع ،كما أردت من خالل ھذه المذكرة إثراء المكتبة القانونية المتواجدة على
مستوى الكلية.
ومن خالل كل ما تقدم يمكن حصر إشكالية الموضوع محل البحث في التساؤل التالي:
ھل يعتبر التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03حال تنمويا
للحد من أزمة السكن في الجزائر؟.
وھذا السؤال بدوره يثير جملة من التساؤالت الفرعية تتمثل فيما يلي:
-ما ھو مفھوم التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03؟ ،وما
ھي إجراءات إبرام عقد التنازل؟.
-فيما تتمثل اآلثار القانونية المترتبة عن عملية التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم
269/03؟.
ولإلجابة على ھذه التساؤالت ،سأحاول وضع خطة لإللمام بجوانب الموضوع في ظل وجود
الدراسات السابقة مع قلتھا ،وقلة المراجع وصعوبة الحصول على الموجودة منھا.
كما اعتمدت دراسة ھذا الموضوع وفق منھج تحليلي باستخالص النتائج عن طريق جمع
البيانات والمعلومات المتعلقة بعملية التنازل ،والتعمق في دراستھا ،والبحث عن الجزئيات والتفاصيل
المتعلقة بھا واآلثار المترتبة عنھا ،وذلك في دراسة تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي.
وعلى ذلك سأقسم دراستي إلى فصلين ،الفصل األول كان بعنوان كيفيات التنازل عن األمالك
العقارية في ظل المرسوم التنفيذي رقم ،269/03وفيه تطرقت إلى مفھوم التنازل عن األمالك
العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03من خالل التعرض لتعريفه ،خصائصه ،أركانه
في المبحث التمھيدي ،ثم تناولت سير إجراءات التنازل على مستوى الدائرة في المبحث األول،فيما
تضمن المبحث الثاني مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة ،أما الفصل الثاني
فخصصته آلثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم ،269/03وفيه
تطرقت إلى انتقال الملكية عن طريق التنازل في المبحث األول ،وإلى الشرط المانع من التصرف في
المحالت المتنازل عنھا في المبحث الثاني.
-5-
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
تمھيد:
إن عملية التنازل شرعت لتحقيق أھداف عديدة تتمثل أساسا في تكريس الملكية العقارية وذلك
بتمكين كل مواطن من إمتالك محل سواء كان سكني أو مھني أو حرفي أو تجاري،ولتكون ھذه العملية
أكثر فاعلية وتضمن تحقيق ما شرعت من أجله،وضع لھا المشرع الجزائري األطر الرسمية والضوابط
القانونية التي تم من خاللھا وألزم القائمين لھا بذلك ،بحيث أوكل ھذه المھمة إلى أشخاص وھيئات تتكفل
بالسير الحسن لھذه العملية وتعمل على التكفل بمجموعة من المھام،لذلك كان من الضروري معرفة
اإلجراءات العملية التي يجب اتباعھا من أجل إتمام إجراءات التنازل واإلطالع على مختلف المراحل
التي يجب الوقوف عليھا ،لتمكين الشاغل الشرعي للمحل المعني بالتنازل من إكتسابه،ولھذا سنتناول في
ھذا الفصل كيفيات التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03من خالل مبحث تمھيدي نتطرق
فيه إلى مفھوم التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ،269/03باإلضافة إلى مبحثين ،حيث نتعرض
في المبحث األول إلى إجراءات سير التنازل على مستوى الدائرة ،وفي المبحث الثاني إلى مراحل إعداد
عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة.
-7-
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
قبل الخوض في الحديث عن كيفيات التنازل عن المحالت ذات الطابع السكني والتجاري والمھني
والحرفي في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03المعدل والمتمم ،البد من الوقوف على مفھوم ھذا
النظام القانوني ،وذلك من خالل تحديد تعريف دقيق له واستنتاج خصائصه والتطرق ألركانه.
كل ھذه العناصر سنتناولھا تباعا في مطلبين ،المطلب األول :تعريف التنازل وخصائصه في
إطار المرسوم التنفيذي رقم ،269/03والمطلب الثاني :أركان التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم
.269/03
المطلب األول :تعريف التنازل وخصائصه في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
سنتناول في ھذا المطلب فرعين ،بحيث سنتطرق إلى تعريف التنازل في الفرع األول ،ونخصص
الفرع الثاني ألركان التنازل.
1
التنازل يعني التخلي عن أمر ما،سواء كان عمل أوشيئ،االستكشاف،التخلي ،أو اإلستقالة.
1راجع في ذلك،حمامة وسيلة ،سارة شواف،التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ذات االستعمال السكني والمھني
والحرفي والتجاري،تقرير ﻧھاية التربص ،جامعة قسنطينة،سنة ، 2009/2008ص.13
-8-
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
وھذا يعني أنه يمكن للدولة أن تبيع العقارات التابعة لألمالك الخاصة للخواص في حالة الشفعة
القانونية أي أن الدولة إذا قررت بيع المحالت السكنية المؤجرة فإن شاغلي ھذه المحالت يستفيدون من
)(3
حق الشفعة في الشراء.
) (1أنظر :المادة 40من القانون رقم06/2000المؤرخ في 2000/12/23المتضمن قانون المالية لسنة ،2001الجريدة
الرسمية ،العدد 80لسنة .2000
) (2أنظر :المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 454/91المؤرخ في 23نوفمبر 1991يحدد شروط إدارة األمالك
الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرھا ويضبط كيفيات ذلك ،الجريدة الرسمية ،عدد ،60المؤرخة في1991/11/24
الملغى بالمرسوم التنفيذي رقم .427/12
) (3أنظر المادة 23من المرسوم التشريعي رقم 03/93المؤرخ في 01مارس 1993المتعلق بالنشاط العقاري ،الجريدة
الرسمية ،العدد 14المؤرخة في ،1993/03/03الملغى بالقانون .04/11
) (4أنظر :المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 269/03المؤرخ في 07أوت ،2003يحدد شروط وكيفيات التنازل عن
األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير
،2004الجريدة الرسمية ،العدد ،48المؤرخة في 13أوت .2003
-9-
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
الدولة التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول
يناير 2004لفائدة شاغليھا الشرعيين ،بناءا على القيمة التجارية ".
-2عقد معاوضة :ومعنى ذلك أن كل طرف من الطرفين المتعاقدين وھما البائع والمشتري يأخذ مقابال
لما يقدم للطرف اآلخر ،إذ أن البائع يأخذ الثمن مقابل نقل الملكية والمشتري يتلقى الملكية مقابل الثمن
الذي يدفعه ،ويجب أن يكون الثمن الذي يحصل عليه البائع متناسبا مع قيمة الشيئ المبيع ،ھذا ويشترط
)(2
في الثمن أن يكون مبلغا من النقود.
-3عقد محدد القيمة في األصل :ألن كل من البائع والمشتري يعلم وقت العقد قيمة االلتزام الذي يتعھد به
وقدر ما يكسبه ،ولكن ھذه الصفة ليست مطلقة ،إذ يمكن أن يكون البيع احتماليا ،وذلك إذا كان تحديد
قيمة الشيئ المبيع أو مقدار الثمن متوقفا على حادث غير محقق ،كما لو كان المبيع ھو حق إنتفاع مدى
)(3
حياة المشتري ،أو كان الثمن في عقد البيع إيرادا مرتبا مدى الحياة.
-4عقد رضائي :األصل أن العقد الرضائي ھو العقد الذي اليتطلب المشرع إلنعقاده شكال كعينا ،وإنما
يكفي تراضي الطرفين المتعاقدين على عناصر العقد ،أي يكفي التعبير عن اإلرادة ألجل إنعقاد العقد أيا
كان شكل ھذا التعبير سواءا كان شفاھة أو كتابة ،أو باإلشارة الدالة على الموافقة على العقد،لكن ھذا
) (1أ /سليمان محمدي ،محاضرات في عقد البيع ،السنة الثالثة ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق بن عكنون ،السنة الجامعية
،2003-2002ص .3
) (2يوسف حفصي ،بيع األمالك العقارية الخاصة التابعة للدولة في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة سعد
دحلب البليدة ،سنة ،2005ص66
) (3أ /سليمان محمدي ،المرجع السابق ،ص .3
- 10 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
األمر ال يؤخذ على إطالقه ،فلكل قاعدة إستثناء والقانون ذاته يلزم األطراف المتعاقدة في البيوع التي
تكون موضوعھا العقارات أن تخضع لشكلية معينة في حاالت قررھا القانون.
-5عقد البيع عقد مساومة :بمعنى أنه يمكن أن تكون ھناك مفاوضة إن صح التعبير بين البائع
)(1
والمشتري على الثمن أو على أوصاف الشيء المبيع ،التسليم ،ومسائل أخرى.
-2عقد شكلي :بحكم أن التعامل منصب على عقار )المحالت ذات االستعمال السكني والتجاري والمھني
والحرفي( فالبد من كتابة العقد كتابة رسمية وال يكتفي بالتراضي ،وإال كان العقد باطال وذلك بصريـــح
)(3
المادة 12من األمر 91/70المتضمن تنظيم التوثيق الملغى بموجب القانون رقم .27/88
-3مجرد التعاقد ال ينقل الملكية :ال تنتقل الملكية أو الحقوق العينية األخرى في العقار سواء كان ذلك
بين المتعاقدين أو في حق الغير ،إال إذا روعيت اإلجراءات الخاصة بمصلحة الشھر العقاري ،أي أنه
حتى تنتقل ملكية المحل المعني بالتنازل إلى شاغله الشرعي عن طريق عقد اإليجار،يجب على الھيئة
)(4
المكلفة بتحرير عقد التنازل أن تقوم بإرساله إلى المحافظة العقارية للقيام بعملية شھره.
-4عقد يرد على عقار :محل ھذا العقد ھو المحالت ذات الطابع السكني والتجاري والمھني والحرفي
)(5
وذلك بصريح المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم 269/03السالف الذكر.
-5عقد مجرد من المساومة :فالعقد الواقع على األمالك الخاصة التابعة للدولة أقرب ما يكون إلى عقد
إذعان ،فال تفاوض على الثمن ،إذ يحدد ثمن التنازل بعد تقييم تقوم به مصلحة أّمالك الدولة.
-6عقد معاوضة :فكل طرف يأخذ مقابال لما يعطي ،فالمتر شح للشراء يأخذ المحل المشغــول من
طرفــه ،والدولة ممثلة في مديرية أمالك الدولة تأخذ الثمن المحدد من طرف مصالحھا التقنية بعد القيام
)(1
بعملية تقييم المحالت المراد التنازل عنھا.
يقصد بالتراضي في عقد البيع وحتى في غيره ،أن يتبادل الطرفان المتعاقدان التعبير عن إرادتھما
المتطابقتين ،فيكون اقتران إيجاب البائع و قبول المشتري ،غير أنّ الرضا وحده ال يكفي إلبرام العقد ،فال
بد من مراعاة النصوص القانونية خاصة أحكام نظرية العقد ،فيتعين أن يكون الرضا صحيحا وأن يصدر
من ذي أھلية دون أن يوجد عارض من عوارض األھلية كالجنون مثال كذلك أن يكون الرضا خاليا من
العيوب الالحقة باإلرادة كالغلط ،التدليس ،اإلكراه ،الغبن.
على الرغم من أنّ التنازل ھو عقد بيع وارد على عقار ويتعلق بأمالك الدولة التي عليھا أن تكون
أشد حرصا على تطبيق القانون ،فإنّ ھذا األمر ال ينفي ضرورة تطابق إرادة الدولة البائعة وإرادة
المشتري )الشاغل الشرعي(التي وبالمناسبة قلّما نصادف فيھا أحد عيوب اإلرادة ،وكذا نقص في األھلية
بحكم التحقيق الدوري المسبق الذي تقوم به المصالح التقنية في ھذا الشأن.
وفي ھذه الحالة )أي حالة التنازل( عن المحالت لفائدة شاغليھا فإن الدولة تضع مجموعة من
الشروط )كااللتزام بدفع حقوق اإليجار ،عدم االستفادة من إعانة الدولة ،الشغل الشرعي للمحالت( ،وكل
الذين تتوفر فيھم ھذه الشروط يمكن أن يقتنوا المحالت التي يشغلونھا وھذا يعتبر إيجاب من طرف
- 12 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
الدولة ،وبمجرد حضور المترشح للشراء وإمتثاله لإلجراءات اإلدارية بتسليمه ملف الشراء الكامل كفيل
)(1
بأن يكيف على أنه قبول من طرفه.
-السكنات الضروريـة لسيـر المصالــح والھيئات العموميــة للدولــة ،ال سيما المخصصة أو المنجـــزة
أو المكتسبة أو المستأجرة من طرف الدولة.
-أن يكون الثمن مقدرا ،بحيث يتم تقييم العقار بشكل سابق عن عملية البيع.
-أال ّ يقل الثمن عن القيمة التجارية للعقار المحددة وفقا لمقتضيات السوق العقاري.
-أال ّ يكون الثمن بخسا ،إالّ ما أستثني بنص القانون ،مثال )حالة تفوق االمتيازات المالية لسعر
التنازل().(3
) (1يمنح ھذا المسكن للموظف قصد األداء الحسن والفعّال للخدمة العامة ،ويكون في حالتين ،الحالة التي تتطلب أن يكون
الموظف حاضرا في مكان عمله ليال ونھارا ممّا يقتضي أن يسكن في البناية ،أمّا الحالة الثانيــة ھي الحالــة التــي يتحمــل
الموظف فيھا مسؤوليـة ذات تبعات خاصة تتطلب منه حضوره دائما دون أن يكون ضروريــا أن يسكــن في مقــر
عملــه ،راجع في ذلك أ/عمر يحياوي ،المرجع السابق ،ص .129
) (2أنظر :المادة 03/02من المرسوم التنفيذي رقم ،269/03المرجع السابق.
) (3راجع في ذلك ،يوسف حفصي ،المرجع السابق ،ص .68
- 14 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
-حماية المحالت ذات الطابع السكني والمھني والحرفي والتجاري عن طريق إجراء التنازل فال تترك
للتعرض الصادر من الغير.
أمّا بالنسبة للمشتري فالسبب الدافع عنده ھو الحصول على المحل المشغول من طرفه ،أي يصبح
مالكا له.
ولمّا كان األمر يتعلق بأمالك الدولة فإ ّنه من غير المعقول أن تسند مھمة تحرير العقود إلى
الموثق مثال ،بحيث تسھر مديرية أمالك الدولة على مستوى كل والية على تحرير العقود الرسمية
اإلدارية ،بما في ذلك عقود التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير
العقاري ،إذ تلعب مديرية أمالك الدولة دورين في عملية التنازل.
-دور الموثق :تحرير العقود المتعلقة بالتنازل.
-دور الخبير :تقديم التقييمات للمحالت المعنية بالتنازل).(1
وعليه مديرية أمالك الدولة تعد الموظف العام القائم على تحرير جميع العقود المنصبة على أمالك
الدولة بما في ذلك عقد بيع العقارات التابعة لھا بناءا على ترخيص مسبق).(1
-مبرم بين طرفين يحوزان أھلية التعاقد ،فمدير أمالك الدولة يتصرف باسم ولحساب الدولة ،أمّا
المشتري فيتأكد من أھليته بالوثائق المقدمة في ملف الشراء )نسخة من بطاقة التعريف الوطنية ،شھادة
الميالد(.
-ليس ھناك في العقود اإلدارية المتضمنة التنازل شھود عند تحرير العقد ،فالشخص المكلف بالخدمة
العامة أو الموظف العام ھما من يشھدان بمضمون العقد وحضور مجلس العقد بعد تالوة ما فيه).(2
) (1أنظر :القرار المؤرخ في 20جانفي ،1992المتضمن منح تفويض من الوزير المكلف بالمالية لمديرية أمالك
الدولـة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،30المؤرخة في ،1992/04/23ص.85
) (2راجع في ذلك ،يوسف حفصي ،المرجع السابق ،ص .69
- 16 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
طبقا للمادة األولى من القرار رقم 377المؤرخ في ،2004/05/31تنشأ على مستوى كل دائرة
لجنة مكلفة بالدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير
العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير ،(1) 2004ولھذا فإن الوقوف على إجراءات التنازل
على مستوى الدائرة يقتضي منا التطرق إلى مسألة إيداع طلب الشراء ودراسته في المطلب األول ،ثم
مسألة آثار دراسة الطلب في المطلب الثاني.
-أوال :السند الشرعي لشغل الملك العقاري ،بحيث يقدم المترشح للشراء نسخة مطابقة لألصل )عقد
إيجار( ،ومما تجدر اإلشارة إليه أن عقد اإليجار يخص السكنات االجتماعية يبرم بين دواوين الترقية
والتسيير العقاري كمؤجر وبين المستأجر الذي يجب أن تتوفر فيه شروط معينة كي يستفيد من إبرام عقد
اجتماعي بينه وبين دواوين الترقية والتسيير العقاري ،وھاته الشروط حددھا المرسوم التنفيذي رقم
42/98الصادر بتاريخ 1998/02/01المتعلق بشروط االستفادة من السكنات االجتماعية ) ،(4وعليه
إذا استند إيجار العين إلى سند غير عقد اإليجار المنصوص عليه في المرسوم رقم 147/76بالنسبة
) (1أنظر :المادة 01من القرار رقم 377المؤرخ في 2004/05/31المتعلق بإنشاء تشكيل وسير لجنة الدائرة المكلفة
بدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز
االستغالل قبل 01جانفي ،2004ص .152
) (2راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المؤرخة في 12ماي 2004المتعلقة بشروط وكيفيات وإجراءات التنازل عند
األمالك العقارية التابعة للدولة والدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول جانفي
.2004
) (3أنظر :المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ،269/03المرجع السابق.
) (4أنظر :المرسوم التنفيذي رقم 42/98المؤرخ في 1998/02/01المتـعلـق بشروط االستـفادة من السكنات
االجتماعية ،الجريدة الرسمية ،العدد 05سنة .1998
- 17 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
لإليجارات المسلمة قبل أكتوبر 1992وإلى غير عقد اإليجار المنصوص عليه في المرسوم رقم
69/94بعد ھذا التاريخ ،فإن ھذا العقد ال يعد صحة على المؤجر ،وعمال بالمادة 02من المرسوم رقم
147/76المؤرخ في ،1976/10/23ال يمكن إثبات اإليجار بأي وثيقــة أخرى مھما كــانت
طبيعتــھا ،وقد وضع المشرع نموذجا للعقد ألزم به الطرفين ،ويوضح ھذا النموذج حقوق والتزامات
المستأجر).(1
ثانيا :وثيقة تثبت دفع كل مستحقات اإليجار تصدرھا المصلحة المسيرة وھي ما يعرف بشھادة استيفاء
اإليجارات ،تسلم من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري إذا كانت المحالت تابعة لھا ،أمّا إذا كانت
المحالت تابعة للدولة ،فتسلم الشھادة من مديرية أمالك الدولة).(2
ثالثا :شھادة ميالد المشتري ونسخة مصادق عليھا من بطاقة التعريف للمترشح لالكتساب ،وتتعلق ھاتان
الوثيقتان بالشخص الطبيعي ،إذ ينصرف مصطلح الشخص الطبيعي إلى كل كائن بشري أيّا كان لونه أو
عرقه ،حيث منحته مختلف القوانين الوضعية والشرعية الشخصية القانونية ،ھذه األخيرة بمقتضى المادة
25من القانون المدني تبدأ بتمام والدة اإلنسان حيا وتنتھي بموته ،والجدير بالذكر أن ارتباط اإلنسان
بغيره عامل أساسي لمنحه الشخصية القانونية).(3
كما يمكن لكل شخص معنوي مھما كانت طبيعته )اجتماعية ،مھنية ،سياسية....،الخ( الترشح
لالكتساب شريطة أن تتوفر فيه الشروط المنصوص عليھا ال سيما الشغل الفعلي لألماكن والحيازة على
سند إيجار معد طبقا للتنظيم المعمول به وإستيفاءه لكل االلتزامات اإليجارية عند إيداعه طلب
االكتساب) ،(4ولھذا يجب إرفاق الملف وحسب الحالة:
) (1راجع في ذلك ،صورية حافظ ،النظام القانوني لإليجار في السكنات االجتماعية ،مذكرة التخرج لنيل شھادة المدرسة
العليا للقضاء ،الدفعة الخامسة عشر ،2007-2004 ،ص .15
) (2أنظر :المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم ،269/03المرجع السابق.
) (3راجع في ذلك ،د ./علي فياللي ،نظرية الحق ،بدون طبعة ،موفم للنشر ،الجزائر ،سنة ،2011ص .183
) (4راجع في ذلك ،التعليمة رقم ،1439المؤرخة في 17فيفري ،2008الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية.
) (5راجع في ذلك ،مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة
ولدواوين الترقية والتسيير العقاري ،المديرية العامة لألمالك الوطنية ،وزارة المالية ،طبعة جوان ،2004ص .47
- 18 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ويـراد بالــشخص المعنوي مجموعة من األشخاص يضمھم تكوين واحــــد لتحقيق ھدف مـعيــن
أو مجموعة من األموال مرصودة لغاية معينة يضفي عليھا القانون الشخصية القانونية ،وھكذا ينشأ
شخص جديد ينظر إليه القانون على أنه وحدة قائمة بذاتھا مستقلة عن األشخاص الطبيعيين الذي يتكون
من مجموعھم أو يساھمون في نشاطه أو يستفيدون منه ) ،(1كما يجب التنويه في ھذا المقام أن الشخص
المعنوي ھو شخص قائم بذاته ومستقل كليا عن األشخاص المكونين له).(2
رابعا :إرفاق الطلب بتصريح شرفي ،حسب نموذج خاص يصرح من خالله المترشح لالكتساب بأنه لم
يكتسب ملك عقاري في إطار القانون رقم 01/81المؤرخ في 07فيفري 1981الملغى والمتعلق
بالتنازل عن األمالك العقارية التابعة للقطاع العمومي ،أي أنه لم يقتني سابقا ملكية تابعة للدولة.
خامسا :تصريح شرفي حسب نموذج خاص يصرح من خالله المترشح لالكتساب بأنه لم يستفد من
مساعدة مالية من طرف الدولة ،وذلك على أساس طلب يقدمه المعني باألمر لدى الصندوق الوطني
للسكن في شكل استمارة متوفرة على مستوى ھذه الھيئة ،أي الصندوق الوطني للسكن CNLالذي نشأ
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 114/ 91المؤرخ في 12ماي 1991على شكل مؤسسة عمومية ذات
طابع صناعي وتجاري تحت وصاية وزارة السكن والعمران وذلك من أجل المساعدة للحصول على
ملكية سكن).(3
وما ينبغي التنويه إليه أن بعض مصالح أمالك الدولة عند تحرير العقد يطالبون بصفة تلقائية
بشھادة عدم االستفادة من إعانة مالية من الدولة وبتصريح شرفي بعدم اكتساب ملك تابع للدولة ،في ھذا
الصدد تجدر اإلشارة إلى أن ھاتين الوثيقتين يتم تقديمھما من أجل تمكين المترشح لالكتساب من االستفادة
من االمتيازات المالية )خصم مبالغ اإليجارات المدفوعة وتخفيض على السعر( وھذا حسب ما جاء في
نص المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم .(4) 269/03
نتيجة لما سبق ،وفي حالة إذا لم يتم تقديم الوثيقتين السالفتين الذكر أو إحداھما فإنه ليس ثمة
ضرورة للمطالبة بھما بل يكفي فقط عدم تطبيق أيّ تخفيض ،وعدم خصم مبالغ اإليجارات المدفوعة.
) (1راجع في ذلك ،أ/عبد المجيد زعالني ،المدخل لدراسة القانـون ،النظريــة العامــة للحــق ،الطبعــة الثانيــة ،دار
ھومــة ،الجزائر ،2009 ،ص.153
) (2راجع في ذلك ،د/ .علي فياللي ،نظرية الحق ،المرجع السابق ،ص .278
) (3راجع في ذلك ،حافظ صورية ،المرجع السابق ،ص .20
) (4أنظر :المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم ،269/03المرجع السابق.
- 19 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
وقد أشارت المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 269/03أن الشاغلين الشرعيين لألمالك
العقارية ذات االستعمال التجاري أو المھني أو الحرفي الذين يرغبون في شراء محالتھم معفون من
االمتيازات المتضمنة التخفيض من سعر التنازل ،وخصم مبالغ اإليجار المدفوعة).(1
وبعد تقديم المترشح طلبه تقوم أمانة اللجنة بمسك سجل مرقم وممضي من طرف رئيس الدائرة
تسجل فيه بحسب الترتيب الزمني مجموع الطلبات التي تم قبول إيداعھا ،وعند قبول الملف يسلم إلى
المعني حينا وصل استالم وفق النموذج المرفق في الملحق الثاني يتضمن رقم التسجيل ،وكل الملفات
الغير كاملة يجب أن تكون محل رفض إيداع مبرر).(2
بعد إيداع طلب الشراء على مستوى أمانة لجنة الدائرة ،تقوم ھذه األخيرة بإرسال طلب إلى
مصالح أمالك الدولة يتضمن القيام بعملية تقييم األمالك أي تحديد القيمة التجارية للمحالت المرشحة
للتنازل ،بحيث يستلزم إجراء التقييمات وإرسال بطاقات التقييم إلى أمانة لجنة الدائرة في أجل ال يتعدى
شھر واحد من تاريخ إيداع قوائم األمالك المعنية) ،(3ألن التأخر في عملية تقييم األمالك العقارية المعنية
بعملية التنازل ،سيما الفردية منھا ،يمكن أن تنجر عنه أضرار مالية للم ترشحين لالكتساب ،باعتبار أن
عملية التقييم تستلزم في ھذه الحالة ،إعداد تقرير تقييمي للقطعة األرضية التابعة لھذا الصنف من األمالك
منفصال عن بطاقة تقييم البناية ،ومن المعروف أنه بين فترة تسلم الملفات وفترة إعداد بطاقات التقييم
تعرف السوق العقارية تطورا ملحوظا سيما إذا استغرق ذلك مدة زمنية طويلة ،وھذا ما يؤدي إلى رفع
ثمن التنازل عن األمالك العقارية المعنية ،بالرغم من أن المواطن المترشح لالكتساب ليس مسؤوال عن
ھذه الوضعية).(4
ونظرا ألھمية عملية التقييم فإنه من الضروري إنشاء على مستوى كل مفتشية أمالك الدولة عدد
كاف من فرق مكونة من عونين للتقييم وكذا وضع خاليا للمراقبة والتفتيش.
-إعداد برنامج عمل لكل مفتشية أمالك الدولة يتماشى مع عدد الملفات الكاملة المودعة على مستوى
الدائرة وحسب حجم األمالك القابلة للتنازل.
-القيام بمساعي لدى المصالح والھيئات المعنية )مديرية السكن والتجھيزات العمومية ،ديوان الترقية
والتسيير العقاري...الخ( من أجل الحصول على المخططات و/أو البطاقات التقنية التي تسمح باستخراج
مكونات ومساحات األمالك المعنية بالتنازل )السكنات االجتماعية(.
-إنشاء على مستوى كل مفتشية أمالك الدولة خلية تتكفل بمراقبة البطاقات الوصفية للعقار وبطاقات
التقييم المعدة من طرف رؤساء فرق التقييم.
-وضع على مستوى كل مديرية أمالك الدولة فرقة تقييم تتدخل بسرعة في حالة الضرورة ،وفي اآلجال
المحددة من أجل تقييم أمالك معينة بالتنازل ومن أجل عدم عرقلة برنامج عمل مفتشيات أمالك الدولة.
-وضع على مستوى كل مديرية أمالك الدولة خلية تسير من طرف رئيس مصلحة الخبرات ّ
وإال من
طرف رئيس مكتب التقييمات ،وتتكون من أعوان يمكنھم إجراء مراقبة آلية لبطاقات التقييم وعند الحاجة
القيام بتفتيش ميداني.
) (1أنظر :القرار الوزاري المشترك رقم 97المؤرخ في 27يناير ،2004يحدد معايير تحديد القيمة التجارية في إطار
التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل
أول يناير .2004
- 21 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
األصناف المذكورة أعاله ينبغي أن تكون تلك الموجودة وقت منح العقار وليس تلك المالحظة وقت
التقييم).(1
حيث يتم تصنيف البلديات في إحدى المناطق الستة ) (06المبينة في الجدول المرفق بالقرار
الوزاري المشترك رقم 97والمذكور سالفا ،ويتم تحديد المعامالت المتعلقة بالمناطق والمناطق الفرعية
كما يلي):(2
وفيما يخص تصنيف كل بلدية إلى خمسة مناطق فرعية جغرافية )حي فخم ،وسط المدينة،
األحياء المحيطة بالمدينة ،الضاحية ،المناطق المعزولة( فإنه يتم تحت سلطة الوالي بالتنسيق مع المصالح
المؤھلة سيما المكلفة باإلسكان والتعمير وأمالك الدولة) ،(3كما يتم تصنيف المحل موضوع التنازل من
أجل األخذ بعين االعتبار مرتبته في إحدى األصناف األربعة ) (04المعرفة كما يلي):(4
) (1راجع في ذلك ،مجموعة النصوص ،المديرية العامة لألمالك الوطنية ،المرجع السابق ،ص .41
) (2أنظر :المواد 06 ،04 ،03من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 27يناير ،2004المرجع السابق.
) (3أنظر :القرار الوزاري المشترك ،المرجع نفسه.
) (4أنظر :المادة 07من القرار الوزاري المشترك ،المرجع نفسه.
- 22 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
)(1
الصنف الرابع0.7 :
وبالنسبة للسكنات التابعة للعقارات الجماعية يتم تقييمھا حسب الطريقة المسماة "المساحة المفيدة"
التي تسمح بالحصول على قيمة أولية للمسكن ،أرضية مدمجة ،وھذا بضرب مساحته المفيدة في السعر
األساسي الوحدوي.
تعرف كعقارات جماعية ،كل العقارات الموجھة للتنازل عنھا شقة بشقة أو محل بمحل على حدا
والخاضعة لنظام الملكية المشتركة ).(2
أمّا بالنسبة للسكنات الفردية ،تضاف إلى قيمة البنايات التي تم تحديد قيمتھا على أساس المساحة
المصححة والمطورة خارج الجدران وبنفس الكيفيات الخاصة بالسكنات الجماعية ،القيمة التجارية
لألرضية التابعة لھا وفق الطرق العادية ،وتعرف كعقارات فردية ،كل العقارات ذات الشكل الفردي حتى
وإن كانت مشغولة من طرف عدة شاغلين ،وسواء تعلق األمر بمحالت جــــماعية أو فردية يتم احتماال
األخذ بعين االعتبار األقدمية التي تحدد نسبتھا بداللة عمر البناية وحالة صيانتھا ،ونظرا لخصوصية
المحالت ذات االستعمال التجاري والمھني والحرفي )غياب المطبخ ،غرفة االستقبال....الخ( وانطالقا
من استحالة تنقيطھا حتى تصنف في إحدى األصناف ،فإنھا تصنف كما يلي:
-محل تابع لعقار جماعي :يصنف بصفة تلقائية في أعلى صنف من العقار التابع إليه.
ومن خالل ھذه المعطيات التي تم اإلشارة إليھا يمكن تحديد القيمة التجارية للمحل القابل للتنازل
وفق الطريقة التالية:
يؤخذ بعين االعتبار في عملية تقييم العقارات الجماعية المساحة المفيدة التي يتم قياسھا من الداخل
)داخل الجدران( ،أي بعد خصم الجدران والفواصل تضاف إلى المساحة المفيدة للمحل المساحة المعدلة
لبعض األجزاء )شرفات ،خلف المحل....،الخ( وھذا مـن أجـل األخذ بـعين االعتبار كل أجزاء البناية،
وعندما يتعلق األمر بعقار فردي فإن المساحة التي يتم أخذھا بعين االعتبار من أجل تحديد سعر التنازل
ھي المساحة المطورة والمعدلة خارج الجدران).(1
وإ ّنه من الضروري تصحيح السعر المتوسط المرجعي ،بمـعامالت الصنـف ،المـنطقـة الفرعية
وھذا من أجل الحصول على السعر القاعدي الذي يطبق على مساحة المسكن.
مثال :نفترض أن األمر يتعلق بمحل مرتب في المنطقة ،02المنطقة الفرعية ) 02وسط المدينة(
ومصنف حسب العناصر المعتبرة في الصنف ) 03اقتصادي( ،إن السعر المتوسط القاعدي الذي يجب
تطبيقه على ھذا المحل )السعر المتوسط المرجعي مصحح بمعامل المنطقة ومعامل المنطقة الفرعية
ومعامل الصنف( ھو 26.730أي 18.000×0.9×1.1×1.5دج = 26.730دج.
) (1راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 12ماي ،2004المرجع السابق.
) (2أنظر :المادة 02من القرار الوزاري المشترك رقم ،97المرجع السابق.
) (3راجع في ذلك ،مجموعة النصوص ،المديرية العامة لألمالك الوطنية ،المرجع السابق ،ص .49
- 24 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
)(1
وممّا تجدر اإلشارة إليه أنه بصدور القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 21أكتوبر 2006
المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 27جانبي 2004تم تخفيض السعر المرجعي من
18.000دج/م 2إلى 14.000دج/م 2باإلضافة إلى تغيير معامالت المناطق والمناطق الفرعية ،ھذا
بھدف ضمان التطبيق الفعال لألحكام المدخلة والمتعلقة بالكيفيات الجديدة الخاصة بتحديد سعر التنازل
وكذا اإلجراءات الواجب إتباعھا من أجل تمكين المواطنين الذين عرفت طلبات اكتسابھم تقدما محسوسا
في دراستھا ،وھذا بموجب المرسوم رقم 296-06المؤرخ في 02ديسمبر 2006المعدل والمتمم
للمرسوم رقم 269-03المؤرخ في 07أوت ،(2) 2003الذي قام بتمديد آجال سريان اإلجراء األصلي
إلى غاية 31ديسمبر 2010بدال من 31ديسمبر .2007
) (1أنظر ،القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 21أكتوبر 2006المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في
27جانفي .2004
) (2أنظر :المرسوم التنفيذي رقم 296-06المؤرخ في 02ديسمبر ،2006الجريدة الرسمية ،العدد ،54سنة ،2006
المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 269-03المؤرخ في 07أوت .2003
) (3راجع في ذلك ،المـذكرة رقم ،8227المؤرخة في 07افريل ،2008الصادرة عن المـديرية العـامة لألمالك
الوطنـية ،وزارة المالية.
- 25 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
المنطقة 5و – 6المنطقة الفرعية ) 1حي سكني(0.9 . . .…… ... . . ..............….…… . .. .
)(1
-المنطقة الفرعية ) 5المعزولة(0.5 . . . . . . . . . . . . . . . .. ..…. ....... . .
وما ينبغي التنويه إليه أنه طبقا ألحكام المادة 05من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 21
أكتوبر ،(2) 2006فإنه يحق لكل مكتسبي األمالك العقارية في إطار المرسوم رقم 269-03المعدل
والمتمم االستفادة من ھذه األحكام الجديدة التي جاء بھا القرار الوزاري المشترك المذكور أعاله ،وفي
ھذه الحالة يمكن مواجھة عدة حاالت ،ففي حالة عدم انجاز عملية التقييم ھنا ليس ثمة أي أشكال بحيث
سيتم إعدادھا وفقا لجدول األسعار الجديد أمّا في حالة إنجاز عملية التقييم دون تجسيدھا بمقرر لجنة
الدائرة يجب على لجنة الدائرة التوقف عن دراسة ھذه الملفات إلى غاية إعداد بطاقة تقييم جديدة
تعديلية)(1على أساس جدول األسعار الجديد وإرسال نسخة منه إلى لجنة الدائرة السالفة الذكر.
وفي حال ما تم إعداد مقرر التنازل فإنه يستوجب إعداد بطاقة تقييم تعديلية وفقا لجدول األسعار
الجديد ،بالموازاة مع ذلك يتعين على المدير الوالئي ألمالك الدولة إعداد شھادة وفقا لنموذج محدد
تستعمل كأساس لمتابعة إجراءات التنازل )أمر بالدفع ،جدول الدفع بالتقسيط . . . .الخ( بدون اللجوء إلى
إعداد مقرر تعديلية من طرف لجنة الدائرة).(2
ومن أجل الحصول على سعر التنازل يجب تطبيق تخفيض من أجل القدم محدد بنسبة % 5لكل
سنة من عمر البناية مصحح بمعامل صيانة يتراوح بين 0.6و 1.2وفي كل األحوال ال يمكن أن تفوق
ھذه النسبة ،(3) %30أمّا بالنسبة للمحالت ذات االستعمال التجاري أو الحرفي أو المھني فتطبق زيادة
محددة بالنسب التالية:
% 30 -بالنسبة للمحالت المتواجدة بالطوابق السفلى أو العليا أو التي ليس لھا مدخل مباشر على
الطريق العمومي.
% 50 -لما تتوفر على مدخل مباشر على الطريق العمومي ومتواجدة بشوارع رئيسية يصحح
معامل الموقع بمعامل جبائي يتراوح بين 1.2و 2بجزء 0.1والمحدد من طرف المصالح الجبائية
المؤھلة إقليميا).(4
والمالحظ من خالل محتوى المادة المذكورة أعاله أن المرسوم التنفيذي رقم 269/03تطرق إلى
تصحيح معامل الموقع بمعامل جبائي بالنسبة للمحالت ذات االستعمال التجاري ،الحرفــــي أو المھني
القابلة للتنازل وذلك من أجل الحصول على نسبة زيادة موحدة التي يجب تطبيقھا في األخير على سعر
التنازل األساسي ،ولم يتناول المحالت ذات االستعمال السكني ممّا جعل المصالح المختصة بالتقييم
تتساءل عن إمكانية أن تخضع المحالت ذات االستعمال السكني إلى نفس العملية وذلك من خالل تطبيق
زيادة من أجل الموقع على سعر التنازل ،وقد أشارت إلى ھذه النقطة التعليمية رقم 4900الصادرة عن
المديرية العامة لألمالك الوطنية بتاريخ 01أوت ،2005وحددت المنھجية المتبعة في ذلك من خالل
أمثلة عديدة نتناول منھا المثال التالي:
المعطيات:
سعر تنازل المحل محسوب على أساس أنه محل سكني )سعر وحدوي× المساحة× نسبة
القدم(= 1.000.000دج
نسبة الزيادة الخاصة بالموقع = %30
)مبلغ من طرف مصالح الضرائب( المعامل الجبائي = 1.8
المنھجية الواجب إتباعھا:
1.540.000 = 1.54×1.000.000دج
النتيجة :قيمة المحل التجاري ھي 1.540.000دج
مع التذكير أ ّنه لمّا يتعلق األمر بعقارات فردية فإنّ ھذه الزيادات ال تطبق ّإال على البنايات).(1
لقد تم اإلشارة سابقا أن طلب الشراء يودع على مستوى الدائرة بحيث تنشأ على مستوى كل دائرة
لجنة مكلفة بالدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير
العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير ،2004وقد تم تشكيل وإنشاء وسير ھذه اللجنة
بمقتضى القرار رقم 377المؤرخ في ،2004/05/31وتتشكل ھذه األخيرة من:
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 4900المؤرخة في 01أوت ،2005الصـادرة عن المديريــة العامــة لألمالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
- 28 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
وقد توسع لجنة الدائرة لممثل مدير الثقافة عندما يكون جدول األعمال يخص الممتلكات العقارية
التي تقع داخل القطاعات المحمية).(1
كما يمكن لرئيس اللجنة استدعاء أي شخص من شأنه تقديم توضيحات للجنة خالل دراستھا
للملفات ال سيما من بين األعضاء المستخدمين المؤھلين لوزارة المالية) ،(2وتجتمع لجنة الدائرة حسب
عدد ملفات الشراء الواردة إليھا وفي كل األحوال مرة واحدة على األقل في الشھر ،بحيث يستوجب على
لجنة الدائرة الرد على كل طلب في أجل أقصاه ثالثة أشھر ابتداء من تاريخ إيداع الطلب) ،(3فبعد قيام
أمانة اللجنة بتحضير الملفات ليتم دراستھا تماشيا مع استالمھا لبطاقات التقييم المرسلة من طرف مصالح
المالية ،تقوم اللجنة بإرسال الملفات المزمع دراستھا إلى مجموع األعضاء على األقل 48ساعة قبل
االجتماع ) ،(4وذلك حتى يتس ّنى لھؤالء األعضاء اإلطالع وأخذ نظرة أولية على ھاته الملفات.
تجتمع اللجنة المكلفة بمتابعة عملية التنازل بمقر الدائرة ،وبعد افتتاح الجلسة من طرف السيد
رئيس الدائرة بكلمة ترحيبية تبدأ اللجنة مباشرة في انطالق أعمالھا في دراسة الملفات ،حيث تقوم
بفرزھا من ناحية الوثائق القانونية المكونة للملف ،ثم تقرر اللجنة إمّا قبول ملفات التنازل لمستأجريھــا
أو تأجيلھا لحين استكمال الوثائق الناقصة أو رفضھا ،وال يمكن للجنة النطق بالقرارات ّإال بحضور ثالثة
أعضاء على األقل بما فيھم رئيسھا ،وتؤخذ قرارات اللجنة باألغلبية وفي حالة تعادل أصوات األعضاء
فإن الفصل يكون بقرار رئيسھا).(5
بعد اجتماع لجنة الدائرة المكلفة بدراسة الطلبات المودعة الكتساب محالت سكنية كانت أو تجارية
أو ذات طابع مھني أو حرفي تنتھي في األخير إلى نتائج تتمثل أساسا في قبول طلب الشراء أو رفضـــه
ويحرر محضر اجتماع يتضمن تاريخ ووقت ومكان االجتماع ،األعضاء الحاضرون ،األعضاء الغائبون
في حالة ما إذا غاب أحد المعنيين باالجتماع ،كما يتضمن ساعة رفع االجتماع وإمضاء األطراف
المجتمعة إضافة إلى جدول األعمال الذي يتفرع إلى عدد الملفات التي تمت دراستھا ،وعدد الملفات
المقبولة والملفات المؤھلة والمرفوضة مع تحديد أسماء أصحاب الملفات كل على حدا ،ويبلغ في
األخــيـر رئيس الدائرة محاضر اجتماع أصلية إلى كل من الوالي المختص إقليميا ،المدير الوالئي
ألمالك الدولــة ،المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري ،ومدير السكن والتجھيزات العمومية.
في حالة ما إذا كان القرار الذي خلصت إليه لجنة الدائرة ايجابيا بمعنى تم قبول طلب الشراء
والذي غالبا ما يكون كذلك ،فإنه يتعين عليھا أن تبلغ المقبل على الشراء برسالة مضمونة مع إشعار
باالستالم بقرارھا وبثمن التنازل وبوثيقة اإللتزام بالشراء التي تعد طبقا للنموذج المحدد بموجب قرار من
الوزير المكلف بالسكن ،وفي ھذه الحالة يتوجب على المترشح للشراء تأكيد طلبه لدى اللجنة في أجل
أقصاه شھر واحد يسري من تاريخ استالمه للتبليغ طبقا ألحكام المادة 13من المرسوم التنفيذ رقم
،269/03ويتضمن المقرر المسلم للمعني مجموعة من المواد يتم فيھا تأكيد قبول طلب الشراء المقدم
من طرفه وشرح مبسط لإلمتيازات التي يستفيد منھا المترشح للشراء من خصم احتمالي لإليجارات
المسددة منذ تاريخ شغل الملك العقاري ،مرورا إلى التخفيضات التي يستفيد منھا انطالقا من المدة التي
سيختارھا في اإللتزام بالشراء وانتقاال إلى التخفيض المقرر للمجاھدين وذوي الحقوق في حالة ما إذا
كان معنيا ،وتم اإلشارة في المقرر إلى تكليف السادة مدير أمالك الدولة و المحاسب العمومي بتنفيذ ما
جاء في ھذا المقرر).(1
قد يحصل أن ترفض لجنة الدائرة طلب شراء المحل ،وذلك ألسباب تراھا كافية ألن تحول دون
قبول طلب المترشح للشراء ،ويجب أن يكون كل رفض لطلب الشراء معلال) ،(2فيكون الرفض قانونيا
في حالة ما إذا تم تقديم طلب الشراء خارج اآلجال المحددة إليداع طلبات الشراء ،ھذا بشكل عام.
كما ترفض لجنة الدائرة طلب الشراء إذا كانت األمالك المعنية غير قابلة للتنازل وتتمثل ھذه
األمالك في السكنات اإللزامية ،والسكنات موضوع منح إمتياز للضرورة الملحة للمصلحة طبقا للمرسوم
رقم 10/89المؤرخ في 1989/02/07بحيث يجب أن تحتفظ ھذه المساكن بطابعھا الوظيفي وطبقا
لمذكرة السيد الوزير األول رقم 364المؤرخة في ،(3)2009/07/20التي أصدر من خاللھا تعليمــات
) (1راجع في ذلك ،مجموعة النصوص ،المديرية العامة لألمالك الوطنية ،المرجع السابق ،ص.51
) (2أنظر :المادة 13من المرسوم التنفيذي رقم ،269/03المرجع السابق.
) (3راجع في ذلك ،مذكرة السيد الوزير األول رقم 364المؤرخة في .2009/07/20
- 30 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ترمي إلى االعتراض عن كل عملية تنازل عن السكنات ذات الطابع االجتماعي المخصصة لإلدارات
والمؤسسات والھيئات العمومية بھدف تعزيز طاقتھا عن طريق عملية إعادة تكوين من طرف الدولة
لحظيرة السكنات الوظيفية ،ولذلك تقرر منع التنازل عن ھذا النوع من السكنات ،وعليه فكل مترشح
للشراء يشغل سكنا من ھذه السكنات المذكورة أعاله يتم رفض طلبه ،ھذا كقاعدة عامة ،استثناء قد يتم
قبول الطلب إذا كانت ھذه المساكن الممنوحة للموظفين لصالح الخدمة متواجدة خارج محيط المؤسسات
واإلدارات العمومية ،وكانت موضوع قرارات إلغاء تخصيص تم النطق بھا بعد إبداء الرأي بالموافقة من
طرف الوزارة الوصية طبقا للتنظيم المعمول به في مجال أمالك الدولة ،وبكل تحفظ حسب الشروط
المحددة في ھذا اإلطار كذلك قد يحدث أن ترفض لجنة الدائرة طلب الشراء إذا كان المترشح يشغل سكن
وظيفي ممنوح له بصفته موظف يشغل وظيفة عليا والذي استفاد منھا بھذه الصفة ،فيتعين مھما كانت
القطاعات المستفيدة االعتراض على تحويل حق اإليجار لفائدتھم واالعتراض أيضا عن التنازل عنھا
وذلك لضمان حركية اإلطارات).(1
قد يحدث أن يتم الطعن في قرارات لجنة التنازل المكلفة بالنظر في طلبــات الشراء والفصل
فيھــا ،على أن يكون ھذا الطعن في اآلجال المقررة قانونا وھي شھر واحد ابتداء من تاريخ استالم قرار
لجنة الدائرة ،إذ أنشأت المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم 269/03اللجنة الوالئية المكلفة بالدراسة
والفصل في الطعون التي يتم تقديمھا من طرف المرشحين للشراء ،وتتكـــون اللجنـــة من الوالي
رئيســا ،المدير الوالئي ألمالك الدولة المدير الوالئي المكلف بالسكن ،المدير العام لديوان الترقية
والتسيير العقاري ،وتجتمع اللجنة الوالئية حسب عدد الطعون الواردة إليھا وفي كل األحوال يتعين عليھا
البت وتخصيص رد مبرر للعارض في أجل أقصاه شھر من تاريخ استالمھا للطعن ،ويوجد على مستوى
اللجنة الوالئية أمانة مكلفة باستالم الطعون ومســـك سجل ممضي ومؤشر عليه حســب الترتيب
الزمنــي ،ويرسل رئيس اللجنة الوالئية لإلعالم نسخ من الطعون المقدمة إلى رئيس لجنة الدائرة وكل
أعضاء اللجنة ،كما يجب تحرير محاضر اجتماعات ممضاة من طرف مجموع األعضاء.
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 1004المؤرخة في 12ديسمبر ،2010الصادرة عن المديرية العامــة لألمالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
- 31 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
وال يمكن للجنة النطق بالقرارات ّإال بحضور ثالث 03أعضاء على األقل بما فيھم رئيسھا إضافة
إلى إبالغ العارض بقرار اللجنة فإن قرارات اللجنة الوالئية يجب تبليغھا كذلك إلى لجنة الدائرة المعنية
من أجل التكفل بھا ،وتجدر اإلشارة إلى أنه عندما يتعلق األمر بإصدار قرار عن اللجنة الوالئية لفائدة
العارض يتضمن تعديل أو تعديالت سواء في السعر أو المكونات فإنه يجب على لجنة الدائرة إعداد
مقرر بيع تعديلي يتضمن التعديالت السالفة الذكر ،وفي كل األحوال فإن الطعون المقدمة بعد إعداد عقد
البيع تعتبر غير مقبولة مھما كان صاحبھا).(1
) (1راجع في ذلك ،مجموعة النصوص ،المديرية العامة لألمالك الوطنية ،المرجع السابق ،ص .38
- 32 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
المبحث الثاني :مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة.
يسھر رئيس لجنة التنازل على إرسال الملفات كاملة في أجل أسبوع إلى مدير أمالك الدولة عن
طريق البريد المحمول ،مع تقديم وصل تسليم والمقصود بالملفات كاملة ھو احتواؤھا على كل الوثائق
المقدمة من طرف المترشح لالكتساب ،وكذا نسخة من مقرر التنازل ونسخة من شھادة االكتتاب ،وھذا
من أجل تمكين مصالح مديرية أمالك الدولة من إعداد وتسليم عقود البيع بعد استكمال بعض اإلجراءات
مسبقا )التسديد ،الحالة الوصفية للتقسيم ،جدول االستحقاق...الخ() ،(1وعلى ذلك سنقسم ھذا المبحث إلى
مطلبين ،نتناول في المطلب األول ،مرحلة التسديد ،وفي المطلب الثاني مرحلة تحرير العقد.
مباشرة بعد إرسال الملف الكامل من طرف مصالح الدائرة ،يقوم مدير أمالك الدولة المختص
إقليميا بتحويله إلى رئيس مفتشية أمالك الدولة الذي يقوم بحساب سعر التنازل إذا اختار المشتري الدفع
الكلي ،أو مبلغ الدفع األولي إذا اختار المشتري الدفع بالتقسيط) ،(2مع احتساب االمتيازات المالية
الممنوحة المترشحين لالكتساب كخصم مبالغ اإليجار المدفوعة ،التخفيض من سعر التنازل ،زيادة على
التخفيض الممنوح للمجاھدين وذوي الحقوق ،وذلك حسب صيغة الدفع على مبلغ التقييم المحدد من
طرف مصالح أمالك الدولة في بطاقة التقييم ،لھذا سنتطرق بالتفصيل إلى كل من صيغة الدفع الفوري
في الفرع األول وصيغة الدفع بالتقسيط في الفرع الثاني.
في ھذه الحالة يقوم المشتري بدفع ثمن التنازل كليا ودفعة واحدة لدى مفتشية أمالك الدولة وذلك
بعد تطبيق التخفيض المقرر للمشتري من خالل حصوله على االمتيازات التالية:
-تطبيق تخفيض نسبة %10من مبلغ السعر المستخرج من تقييم مصالح أمالك الدولة.
-خصم احتماال مبالغ اإليجارات المبينة في شھادة االستيفاء المسلمة من طرف المصلحة المسيرة ،والتي
قام بتسديدھا الشاغل الشرعي حين شغله للمكان المعني بالتنازل).(3
) (1راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 12ماي ،2004المرجع السابق.
) (2راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المشتركة ،المرجع نفسه.
) (3راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المشتركة ،المرجع نفسه.
- 33 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
باإلضافة إلى ذلك إذا كان المشتري من فئة ذوي الحقوق والمجاھدين فإنه يستفيد من تخفيض قدره
%40من مبلغ السعر المستخرج من تقييم مصالح أمالك الدولة ،وممّا تجدر اإلشارة إليه أن المرسوم
التنفيذي رقم 269/03لم ينص على ضرورة استفادة المجاھدين وذوي الحقوق من االمتيازات المالية
التي كان معموال بھا في إطار أحكام القانون رقم 01/81الملغى ،على خالف ما تنص عليه المادة رقم
44من القانون رقم 07/99المؤرخ في 05أفريل 1999المتعلق بالمجاھد والشھيد مما آثار العديد
من اإلشكاالت والمطالب المتضمنة ضرورة استفادة ھذه الفئة من التخفيضات واالمتيازات المالية
المنصوص عليھا) ،(1إلى أن صدر المرسوم التنفيذي رقم 10/07المؤرخ في 11جانفي 2007
يتضمن تحديد شروط وكيفيات تطبيق التخفيض في سعر اإليجار ،وسعر بيع السكنات العمومية
اإليجارية لفائدة المجاھدين وذوي الحقوق ،ومن خالل المادة األولى من ھذا المرسوم في فقرتھا الثانية
يقصد بالسكنات العمومية اإليجارية ،السكنات التابعة لألمالك الخاصة للدولة أو التي ھي من ضمن
األمالك العمومية لدواوين الترقية والتسيير العقاري) ،(2وھذه األخيرة ھي المعنية بالتنازل في إطار
المرسوم رقم 269/03السالف الذكر.
ولقد حددت المادة 03من المرسوم السابق الذكر نسبة التخفيض التي يستفيد منھا المجاھدون
وذوي الحقوق من سعر السكنات العمومية اإليجارية) ،(3ويقصى من االستفادة من ھذا التخفيض المذكور
أعاله المجاھدون وذوي الحقوق الذين سبق لھم االستفادة ممّا يأتي:
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 1259المؤرخة في 21فيفـري ،2007مجـمـوعــة النصــــوص )تعليمات،
منشــورات ،مذكرات خاصة بأمالك الدولة والحفظ العقاري( ،بدون طبعة ،الجزائر ،سنة ،2007ص .36
) (2أنظر المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم ،10/07المؤرخ في 11جانفي ،2007يتضمن شروط وكيفيات تطبيق
التـخفيض في سعـر اإليجار ،وسعر بيـع السكنـات العمومية اإليجارية لـفائدة المـجاھدين وذوي الحـقـوق ،الجـريـدة
الرسمية ،العدد .04
) (3أنظر :المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم ،10/07المرجع نفسه.
) (4أنظر :المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم ،10/07المرجع نفسه.
- 34 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
وحتى يمكن لھذه الفئة من الحصول على ھذا االمتياز أن تقدم للمصلحة المؤجرة أو البائعة شھادة
تثبت صفة المجاھد أو ذوي الحقوق وتصريح شرفي يثبت أن المعني لم يستفد من سكن عمومي
إيجــاري ،أو من أرض موجھة للبناء لدى الدولة أو الجماعات المحلية).(1
وفي ھذا الصدد وقصد تمكين الفئة المستفيدة من ھذا اإلمتياز اتبعت مديرية أمالك الدولة المنھجية
التالية:
بالنسبة للملفات التي صدر بشأنھا مقررات تنازل من طرف لجنة الدائرة:
في ھذه الحالة ال يستلزم إعادة طرح ھذه الملفات على مستوى لجنة الدائرة قصــد إعادة النظـــر
في مقررات التنازل ،بل يتعين تمكين المعني باألمر مباشرة من التخفيض المنصوص عليه في
المرســـوم ،وھذا بعد التأكد من أنه يتوفر على الشروط المنصوص عليھا في المادتين 04و 06من
المرسوم التنفيذي رقم 10/07المؤرخ في 11جانفي 2007السالف الذكر ،وإعداد لفائدته شھادة تقر
استفادته من ھذا االمتياز المالي ،مع إرسال نسخة منھا إلى لجنة الدائرة لتحفظ في ملفه على مستوى
الدائرة مع ضرورة تعديل عقد التنازل الخاص بھذه الفئة مع ذكر مراجع الشھادة السالفة الذكر في عقد
التنازل التعديلي ،وكذا التكفل بموضوع فارق القيمة بالنسبة للمستفيدين الذين قاموا بالتسديد الفوري لسعر
التنازل ،وذلك من اجل استرجاع المبلغ الناجم عن التخفيض.
في ھذه الحالة يجب أن تتم اإلشارة ضمن مقرر لجنة الدائرة وبكل صراحة إلى استفادة المعني
باألمر من التخفيض المنصوص عليه في المرسوم التنفيذي رقم 10/07السالف الذكر).(2
ويجدر التنبيه أنه في حالة ما قام المشتري بدفع السعر فورا ،وطرأت عوارض جديدة تسمح لھذا
األخير باالستفادة من تخفيض لم يتقرر له حين قام بدفع السعر سابقا ،وھذا سواء في حالة التخفيض
لسعر التنازل الخاص باألمالك العقارية والمنصوص عليه ضمن القرار الوزاري المشترك المؤرخ في
21أكتوبر ،2006المعدل والمتمم للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 27جانفي ،2004أو في
حالة تطبيق التخفيض الخاص بفئة المجاھدين وذوي الحقوق ،فإنه قد تم التكفل بالكيفيات الواجب وضعھا
حيز التنفيذ وكذا المساعي المتبعة قصد السماح للمكتسبين الذين قاموا بدفع سعر التنازل فورا من
االستفادة بإرجاع المبلغ الناجم عن المراجعة.
وبالتالي لالستفادة من عملية اإلرجاع التي يستلزم أن تتم على عاتق ميزانية الدولة "األعباء
المشتركة" يتعين على المترشح لإلرجاع إعداد ملف يتضمن الوثائق التالية:
-نسخة من الشھادة المعدة من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة تحدد سعر التنازل الجديد وتستخرج
المبلغ الواجب إرجاعه.
-صك مشطوب.
يتم إيداع ھذا الملف الكامل من طرف المعني لدى مدير أمالك الدولة المؤھل إقليميا الذي يقوم
بتكملته بتصريح معد من طرف قابض أمالك الدولة يشھد فيه أن المبلغ تم صبه في ميزانية الدولة
ويرسل ھذا الملف إلى السيد المدير العام للميزانية قصد إرجاع المبلغ الذي يمثل الفارق بين المبلغ
المسدد من طرف المعني وسعر التنازل الجديد الناجم عن التخفيض لألسباب المذكورة سالفا).(1
وكحوصلة لما سبق التعرض له في كيفية تسديد السعر )سعر التنازل( فورا ودفعة واحدة أي بعد
حساب سعر التنازل النھائي يتم تحرير وثيقة "األمر بالدفع" يدون فيھا إسم ولقب المشتري ،باإلضافة
إلى المبلغ النھائي لسعر التنازل في إطار المرسوم ،269/03يدمج ھذا المبلغ في ميزانية الدولة:
-السطر رقم ) 06 .67ناتج التنازل عن األمالك العقارية التي تملكھا الدولة المستلمة أو الموضوعة
حيز االستغالل قبل 01جانفي .(2) 2004
) (1راجع في ذلك ،المذكرة رقم 2252المؤرخة في 24مارس ،2007الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
) (2راجع في ذلك ،التعليمة رقم 3500المؤرخة في 13جوان ،2005الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
- 36 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ويتم االعتماد على الحساب والسطر المذكورين أعاله وفقا لسنة اإليجار للسكنات في األمالك
العقارية المنجزة قبل ،1981يدون الحساب رقم ،201 .006السطر رقم .06 .67
-األمالك العقارية المنجزة مابين 1981و 31ديسمبر 1996د ت ،ت ع .101)– 201 .007
.(07
بعد ذلك ترسل وثيقة األمر بالدفع إلى مديرية أمالك الدولة ليؤشر عليھا المدير المختص.
في ھذه الحالة يقوم المترشح للشراء ،بدفع سعر التنازل على أشكال أقساط وبحسب المدة التي
يختارھا ،والتي ال تتجاوز 20سنة ،كما أنه يستفيد من عدة امتيازات تتمثل فيما يلي:
-خصم احتماال مبالغ اإليجارات المدفوعة ابتداء من تاريخ شغل المحل المبينة في شھادة االستيفاء
المسلمة من طرف المصلحة المسيرة.
% 5عندما تكون مدة التسديد تفوق ثالثة 03سنوات وأقل أو تساوي خمسة 05سنوات.
-تسديد ما قيمته % 5كدفع أولي بعد حذف مبلغ الضمان المدفوع )(2احتماال ،وھذا بناء على أمر بالدفع
محضر من طرف رئيس مفتشية أمالك الدولة وممضي من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة ،وفي
نفس الوقت يجب إرسال سند تحصيل إلى ديوان الترقية والتسيير العقاري المعني من اجل إعادة دفع
مبلغ الضمان إلى حساب مفتش أمالك الدولة المختص إقليميا والذي يقيده في الحساب النھائي المناسب
) 201 .006أو .(3)(201 .007
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 4441المؤرخة في ،20/03/24الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية ،وزارة
المالية.
) (2راجع في ذلك ،التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 12ماي ،2004المرجع السابق.
) (3راجع في ذلك ،التعليمة رقم 0127المؤرخة في 02جانفي ،2006الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
- 37 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ولإلشارة فإن الذين اختاروا صيغة الدفع الفوري ال يطبق بشأنھم أي تخفيض بشأن حذف الضمان
المدفوع ،بل يتعين عليھم التماس استرجاعه بتقديمھم طلب في ھذا الشأن إلى المصلحة المسيرة).(1
باإلضافة إلى استفادة المشتري من تخفيض % 40من سعر التنازل إذا كان من فئة ذوي الحقوق
والمجاھدين ،والذين جاء به المرسوم 10/07السالف الذكر.
-تطبق نسبة فائدة قدرھا % 1للسنة على القيمة المتبقية ،أي على مبلغ التقييم بعد خصم احتماال
مبالغ اإليجارات المدفوعة والتخفيض المناسب المحتمل كذلك ،ومبلغ الدفع األولي بما فيه مبلغ
الضمان).(2
وبعد القيام بعملية حساب مبلغ الدفع األولي يحرر على مستوى مفتشية أمالك الدولة وثيقة "جدول
االستحقاق الخاص بالمحالت ذات الطابع السكني" ،يدون فيھا):(3
-قيمة اإليجار.
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 0127المؤرخة في 02جانفي ،2006الصادرة عن المديرية العامــة لألمــالك
الوطنيــة ،وزارة المالية.
) (2مبلغ يدفعه المستأجر قبل استغالل المسكن المؤجر له والذي يحدده الوزير المكلف بالسكـن ويكون مقابل تسليــم
وصــل ،أنظر المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم 142-08المؤرخ في 11ماي ،2008يحدد قواعد منح السكن
العمومي اإليجاري ،الجريدة الرسمية ،العدد .24
) (3أنظر نموذج جدول االستحقاق ،الملحق رقم .05
- 38 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
-تاريخ بداية أول دفعة للتقسيط )يقوم بتدوينھا مدير أمالك الدولة(.
وتدفع المستحقات الشھرية لدى صندوق مفتش أمالك الدولة ،في أجل ال يتعدى الثمانية 08أيام
كل شھر تبعا لجدول االستحقاق ،وفي حالة التأخير في تسديد أي استحقاق شھري ،تطبق غرامة التأخير
المنصوص عليھا في المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم 269/03المؤرخ في 07أوت .(1) 2003
ولقد لوحظ أنه لمّا يترشح بعض المواطنين إلى الدفع بالتقسيط ،غير أنه وبعد الدفع األولي قرر
بعض منھم تسديد المبلغ المتبقي بطريقة مسبقة ،في ھذا الشأن يتعين العمل حسب الحالة كما يلي:
-لمّا يقرر المشتري بعد الدفع األولي وقبل حلول أجل االستحقاق األولي ،أي في ظرف 30يوم )شھر(
يتم تسديد الثمن الكلي للتنازل ،وعلى أساس تعھد جديد لالكتساب مصادق عليه ،فإنه في ھذه الحالة
يستفيد المعني بتخفيض %10كما ھو الحال بالنسبة للمواطنين الذين اختاروا من البداية الدفع الفوري.
-لمّا يقرر المشتري الدفع المسبق للمبلغ المتبقي بعد حلول أجل االستحقاق األول أي بعد مھلة 30يوم
)شھر( ابتداء من تاريخ دفع المبلغ األولي فإنه يستبعد تطبيق تخفيض .%10
-إن تخفيض نسبة % 7و % 5حسب الحالة ال يطبق ّإال عندما تكون المدة الجديدة مختارة على أساس
تعھد جديد لإلكتساب ،وفي مھلة 30يوم بعد تاريخ تسديد المبلغ األولي.
ويتعين توجيه إعذارين مع وصل االستالم للمعنيين للقيام بتسديد المبالغ المستحقة في أجل 60يوم
ابتداء من تاريخ أول إعذار ،بعد ھذا األجل إذا لم يتقدم المعني باألمر لمباشرة إجراءات الدفع ،يتعين
إعادة إرسال الملف كامال إلى مصالح الدائرة ،طالبين من رئيس لجنة الدائرة إلغاء مقرر البيع).(2
وما ينبغي اإلشارة إليه أنه في حالة ما إذا تم التسديد بالتقسيط بالنسبة لمرحلة صدور القرار
الوزاري المشترك المؤرخ في 21أكتوبر 2006المعدل والمتمم للقرار الوزاري ،يتم إعداد بطاقة
تعديلية وشھادة من طرف المدير الوالئي ألمالك الدولة تحدد سعر التنازل الجديد مع تعديل جدول
استحقاق الدفع).(3
كما ينبغي التنويه أنه قد لوحظ خالل القيام بعمليات التنازل على مستوى المصالح المختصة أن
ھناك حاالت عملية نتج عنھا استثناء أن كان مبلغ االمتيازات المالية الممنوحة للمترشحين الكتساب
األمالك العقارية المعنية ،كخصم مبالغ اإليجار المدفوعة ،التخفيض من سعر التنازل زيادة على
التخفيض الممنوح للمجاھدين وذوي الحقوق يفوق أسعار التنازل ،وفي ھذه الحالة فإن اإلجراءات المتبعة
والتي يجب اتخاذھا للتكفل بھذه الملفات ،سيما فيما يخص المبلغ الواجب إدراجه في العقد اإلداري في
خانة "سعر التنازل" ھو قيام المصالح باحتساب السعر الواجب دفعه بدقة وذلك كما يلي:
-تطبيق التخفيض اإلحتمالي ) (%5 ،%7 ،%10حسب صيغة الدفع ،على مبلغ التقييم المحدد من
طرف المصالح المختصة في بطاقة التقييم.
-تطبيق التخفيض االحتمالي للمجاھد و ذوي الحقوق ) % 40أيضا على مبلغ التقييم(.
-خصم كل مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المتر شح لالكتساب من تاريخ شغله المسكن.
وبعد االنتھاء من عملية تطبيق التخفيضات وخصم مبالغ اإليجار فإن المبلغ المتحصل عليه يجب
أن يشكل األساس الحتساب مبلغ الدفع األولي إذا كان األمر يتعلق بالدفع بالتقسيط ،مع اإلشارة أن مبلغ
الدفع األولي يجب أن يتحدد بنسبة %5يخصم منه مبلغ الضمان المدفوع احتماال من طرف الشاغل
لفائدة ديوان الترقية والتسيير العقاري).(1
مثال:
إذا افترضنا أن قيمة ملك عقاري حددت من طرف المصالح المختصة )بطاقة تقييم(
بـ 1.000.000دج ،وأن المترشح لالكتساب يعد من فئة المجاھدين ويستفيد بالتالي من تخفيض
،%40وأن المعنى باألمر اختار الدفع بالتقسيط لمدة 03سنوات ويستفيد بالتالي من تخفيض قدره
.%7
وأن المعني سدد منذ شغله للمسكن مبلغ إجمالي لإليجار قدر بـ 50.000دج ،وأن المعنى سدد
مبلغ 20.000دج كضمان.
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 7951المؤرخة في 23أوت ،2008الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية،
وزارة المالية.
- 40 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
-تخفيض % 7للدفع على مدة 03سنوات على قيمة 1.000.000دج ،أي 70.000دج
أي 480.000دج × 24.000 = % 5دج ،مع خصم 20.000دج التي دفعھا المعني
كضمان ،وبالتالي فإنه يجب على ھذا األخير تسديد فقط مبلغ 4.000دج كدفع أولي.
وفي حالة ما إذا تبين بعد العملية الحسابية أن مبلغ االمتيازات المالية الممنوحة تفوق سعر التنازل
عن الملك المعني ،ففي ھذه الحالة فإنّ المترشح لالكتساب ال يدفع أي مبلغ.
وتبعا لذلك فإنه حين القيام بتحرير العقد الذي يخص حاالت مماثلة "مبلغ االمتيازات المالية
الممنوحة يفوق سعر التنازل" ،فإن الخانة المتعلقة بسعر التنازل يجب أن تتضمن بوضوح العناصر
التالية:
-إشارة "المبلغ الواجب التسديد صفر) (0دج) ،مبلغ االمتيازات المالية يفوق سعر التنازل(".
وتجدر اإلشارة أن المعنيين ال يمكن لھم بأي حال من األحوال المطالبة باسترجاع مبالغ اإليجار التي
- 41 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ي ّدعون أنھا تم تحصيلھا زيادة ،في حالة ما إذا كانت االمتيازات الممنوحة تفوق سعر التنازل باعتبار أن
مبالغ اإليجار تشكل مقابال لشغل األمالك المعنية).(1
من بين الوظائف المسندة إلى مديرية أمالك الدولة وظيفة التوثيق ،فھي مكلفة بجميع العقود
اإلدارية الواردة على العقارات التي تمتلكھا الدولة ،وفي باب التنازل عن المحالت ذات االستعمال
السكني والتجاري والمھني والحرفي ،تقوم المديرية بتحرير عقود التنازل لفائدة المترشحين سواء كانت
ھذه العقارات أو المحالت أمالك تابعة للدولة ،أو لدواوين الترقية والتسيير العقاري ،وباعتبار أن العقود
اإلدارية اتفاق يبرم بين ممثل اإلدارة بصفته موثق الدولة والمستفيد من العقار المراد اكتسابه ،يجب أن
تتوفر فيه األسس الالزمة لوجوده ،وبمعنى آخر لكي ينشأ العقد ينبغي أن تتوفر فيه أركانه وھي
التراضي ،المحل ،السبب ،لكن قد يضيف القانون إلى ھذه األركان الثالثة ركنا رابعا وھو التوثيق وھذا
ھو العقد الرسمي أو الشكلي ،وينطبق ھذا المفھوم على البيوع العقارية التي يوجب المشرع صبھا في
قالب توثيقي إعماال لنص المادة 324مكرر 1من القانون المدني) ،(2ولھذا سنتطرق في ھذا المطلب
إلى كل من قاعدة الرسمية في الفرع األول ،والى محتوى عقد البيع المكرس لعملية التنازل في الفرع
الثاني.
تسيير المحالت التجارية أو المؤسسات الصناعية ،يجب تحت طائلة البطالن أن تحرر ھذه العقود في
شكل رسمي مع دفع الثمن إلى الموثق).(1
ويتبين لنا من خالل التعريف أن العقود الرسمية متنوعة وتختلف باختالف الجھة المختصــة في
إصدارھا ،فھي حسب نص المادة " :324تلك العقود التي يصدرھا موظف عام أو ضابـط عـــمومـــي
أو شخص مكلف بخدمة عامة".
أما العقود التي يصدرھا موظف عام وتحمل توقيعه فمثالھا النسخ التنفيذية لألحكام التي يحررھا
كتاب أقسام الضبط ،ومثالھا أيضا الوثائق التي تثبت عقودا تكون الدولة طرفا فيھا كعقود بيع األمالك
العقارية التابعة لألمالك الوطنية الخاصة أو تأجيرھا من طرف مصالح أمالك الدولة والھيئات العمومية
المؤھلة لذلك وكذا العقود التي تتناول تنازل الدولة بموجبھا عن األمالك العقارية لصالح األشخاص.
أما العقود الرسمية التي يحررھا ضابط عمومي فھي تلك التي يصدرھا من يخول له القانون ھذه
الصفة بسبب المھنة التي ينتمي إليھا) ،(4ويعتبر ضابطا عموميا الشخص الذي يحمل أختام الدولة وله
صالحية إعداد مختلف األوراق الرسمية ومثاله في التشريع المعمول به حاليا ،الموثق والقنصل
والمحضر القضائي وضابط الحالة المدنية ) ،(5وأمّا العقود الرسمية التي يصدرھا شخص مكلف بخدمة
عامة فمثالھا تلك التي يصدرھا الخبير وھو شخص يعينه القاضي طبقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية
) (1راجع في ذلك ،سامية براھامي ،إثبات بيع العقار المملوك ملكية خاصة في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل الماجستير
في القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،جامعة قسنطينة ،سنة ،2008-2007ص .53
) (1راجع في ذلك ،أ /بلعابد عبد الرحمان ،موثق ببومرداس ،الجزائر ،ضمانات العقد التوثيقي وأثرھا على تشجيع
االستثمار في الجزائر ،محاضرة ألقاھا بمناسبة الملتقى الجھوي الرابع للغرفة الجھوية بتونس بنزل المشتل بتاريخ 19
جانفي .2013
) (3راجع في ذلك ،الھام بعبع ،المرجع السابق ،ص .21
) (4راجع في ذلك ،أ /جمال بوشنافة ،شھر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،طبعة ،2006دار الخلدونية للنشر
والتوزيع ،الجزائر ،ص .142-141
) (5راجع في ذلك ،سامية براھامي ،المرجع السابق ،ص .53
- 43 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ويلجأ إليه عندما يلتبس عليه أمر معين ،وتكون المعلومات التي بحوزته غير كافية للوصول إلى الحقيقة
ليحصل منه على اإليضاحات والمعلومات الضرورية ،ويتم ذلك في تقرير كتابي).(1
(1الموثق:
تنص المادة 02من األمر 91-70المتضمن تنظيم التوثيق على أن الموثقين يشكلون سلكا من
الموظفين يكلفون بتلقي كل الوثائق والعقود التي ينبغي على األطراف أو يرغبون إعطاءھا الصبغة
الرسمية الخاصة بعقود السلطة العامة وتأكيد تاريخھا أو حفظھا أو تحرير نظير أو نسخة منھا ،وقد تم
إلغاء األمر رقم 91–70بموجب القانون رقم 27–88المؤرخ في 1988/07/12والمتضمن تنظيم
التوثيق ،والذي غير من صفة الموثق من موظف عام إلى ضابط عمومي بالنص في المادتين 4و 5منه
على أن التوثيق مھنة حرة يمارسھا الموثق بصفة ضابط عمومي لحسابه الخاص ،ويتولى تحرير العقود
التي يحدد القانون صيغتھا الرسمية ،وكذا العقود التي يود األطراف إعطاءھا ھذه الصبغة.
وقد احتفظ المشرع بموجب المادة 03من القانون رقم 02/06المؤرخ في 2006/02/20
والمتضمن تنظيم مھنة الموثق ،والذي ألغى بموجبه القانون رقم 77/88المذكور أعاله ،للموثق بصفة
الضابط العمومي المفوض من قبل السلطة العمومية لتحرير الورقة الرسمية لبيع العقار).(3
(2القنصل:
تنص المادة 07من المرسوم الرئاسي رقم 407/02المؤرخ في 2002/11/26والمحدد
لصالحيات رؤساء المراكز القنصلية للجمھورية الجزائرية على أن رئيس المركز القنصلي يمارس
الوظائف التوثيقية في إطار التنظيم المعمول به واألحكام التعاقدية المتصلة بذلك.
) (1راجع في ذلك ،أ /جمال بوشنافة ،المرجع السابق ،ص .142
) (2راجع في ذلك ،أ /جمال بوشنافة ،المرجع نفسه ،ص .142
) (3راجع في ذلك ،سامية براھامي ،المرجع السابق ،ص .55-54
- 44 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
ويفيد ھذا النص أن رئيس المركز القنصلي موثق ،وھو بصفته ھذه مؤھل لتحرير الورقة الرسمية
المثبتة لبيع العقار الذي يبرم بين الرعايا الجزائريين وأشخاص آخرين إذا كان العقار يوجد داخل التراب
الجزائري ،وذلك طبقا للتشريع الجزائري).(1
(3السلطات اإلدارية:
إن األشخاص المعنوية العامة )المؤسسات العمومية االقتصادية أو التجارية والمؤسسات المالية(
ملزمة بالتوجه إلى الموثق عند مباشرة العمليات العقارية ،أمّا إذا كانت الدولة طرفا في عقد ما ،فإن
مديرية أمالك الدولة والشؤون العقارية أو مفشية أمالك الدولة تتدخل لتحرير ھذه العقود في مكتب
العقود المتواجد على مستوى المديريات أو المفتشيات ألنھا تعتبر موثقا للدولة) ،(2إذ تنص المادة 01من
لقرار المؤرخ في 1992/01/20والمتضمن منح التفويض لمدير أمالك الدولة للوالية إلعداد العقود
التي تھم الممتلكات العقارية التابعة ألمالك الدولة الخاصة ،على أنه وفقا ألحكام المادة 175من
المرسوم التنفيذي رقم 454/91المؤرخ في 1991/01/22والمحدد لشروط إدارة األمالك الخاصة
والعامة التابعة للدولة وتسيرھا المعدل والمتمم ،يمنح تفويض لمديري أمالك الدولة للوالية الخاصة
إلعداد وإمضاء العقود التي تھم الممتلكات العقارية التابعة لألمالك الخاصة وإلعطائھا الطابع الرسمي
والسھر على حفظھا ،وتنص المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 65/91المؤرخ في 1991/03/02
والمتضمن تنظيم المصالح الخارجية ألمالك الدولة والحفظ العقاري على أن مديرية أمالك الدولة في
الوالية تقوم بتحرير العقود المتعلقة بالعمليات العقارية التابعة ألمالك الدولة وبحفظ النسخ األصلية ذات
الصلة بھا ،ودراسة عمليات بيع العقارات والمتاجر في المستوى المحلي.
يستفاد ممّا تقدم أن إدارة أمالك الدولة التي يمثلھا مدير أمالك الدولة للوالية ھي المختصة وحدھا
بتحرير الورقة الرسمية المثبتة لبيع العقار المملوك للدولة ملكية خاصة ،وھذا ما أكدته المادة 26من
القانون رقم 01/81المؤرخ في ،1981/02/07والمتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات
االستعمال السكني أو المھني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة ،والجماعات المحلية ومكاتب الترقية
والتسيير العقاري والمؤسسات واألجھزة العمومية وذلك بالنص على أن بيع ھذه العقارات تحرره إدارة
أمالك الدولة والشؤون العقارية للوالية طبقا للتنظيم المعمول به).(3
الدور األول:
يتضمن عبارة "عقد بيع" يليھا المرسوم التنفيذي رقم 269/03المكرس لعملية التنازل ،رقم العقد
في سجل العقود اإلدارية الممسوك على مستوى مصلحة العقود ،يتضمن كذلك القرار الوزاري الذي
يمنح تفويض لمديري أمالك الدولة في الوالية إلعداد العقود التي تھم الممتلكات العقارية التابعة لألمالك
الخاصة للدولة والمتمثل في القرار الوزاري المؤرخ في 20جانفي .1992
-كما يذكر في اإلطار الذي يعلو ھذه البيانات مراجع الشھر العقاري ومعطيات المسح الحضري.
-وتجدر اإلشارة إلى أن جميع البيانات التي ذكرھا تبقى ثابتة في جميع العقود التي تحرر في ھذا
الصدد.
إضافة إلى ذلك ذكر مقرر لجنة الدائرة المختصة بدراسة طلبات التنازل.........تاريخه...........تحت
رقم ،......وااللتزام بالشراء) (2المكتسب من طرف المترشح للشراء ،تاريخه ،كما يدون في الدور األول
التصريح الشرفي بعدم امتالك ملك عقاري في إطار القانون 01/81الملغى ،تاريخ تحريره تاريخ
المصادقة عليه ،باإلضافة إلى الشھادة المسلمة من طرف الصندوق الوطني للسكن مع تحديد ما إذا كان
المعني مستفيد من إعانة من الــــدولة أو غير مستفيد ،التصريح الشرفي بعدم االستفادة من سكن عمومي
إيجاري آخر أو من أرض موجھة للبناء لدى الدولة أو الجماعات المحلية ،تاريخ التحرير ،تاريخ
المصادقة عليه).(3
الدور الثاني:
يحتوي ھذا الدور على ثالث خانات ،األولى يذكر فيھا أطراف العقد ،والمتمثل في مدير أمالك
الدولة متصرف باسم ولحساب مالك العقار محل التنازل بصفته "البائع" ،والمترشح للشراء تحديد ھويته
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 5108المؤرخة في 02أكتوبر ،2004الصادرة عن المديرية العامة لألمـالك
الوطنيـــة ،وزارة المالية ،الجزائر.
) (2أنظر :نموذج االلتزام بالشراء ،الملحق رقم .02
) (3أنظر :الملحق ،11مجموعة النصوص التشريعية التنظيمية ،المرجع السابق ،ص .92
- 46 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
)االسم ،اللقب ،تاريخ ومكان الميالد ،العنوان ،الجنسية( وفق ما جاء في بطاقة التعريف الوطنية
رقم..........الصادرة عن........بتاريخ ............كطرف ثان في عقد البيع بصفته مشتري.
الخانة الثانية تتضمن أصل الملكية يتم فيھا توضيح مالك أرضية الوعاء العقاري المقام عليھا
المحل محل التنازل ،سواء كان دولة أو ديوان الترقية والتسيير العقاري) ،(1ويتعين أن يدون في ھذه
الخانة ما يلي:
-مساكن تابعة للدولة :في ھذه الحالة يجب توضيح أصل الملكية.
-مساكن منجزة بتمويل نھائي من الدولة على أرض تابعة للدولة :يجب تحديد أصل ملكية الدولة ).(2
-األمالك التابعة لدواوين الترقية التسيير القاري والمنجزة بتمويل مؤقت من طرف الدولة والممولة
في النھاية من طرف الميزانية :بالنسبة ألرضية الوعاء اإلشارة حسب الحالة.
-أرضية ملك لديوان الترقية والتسيير العقاري اكتسبھا من......تبعا للعقد المعد في.........المشھر
بالمحافظة العقاري لـ.........في..........حجم.......رقم............
* والمالحظ أنه خالل عملية تحرير العقود الخاصة مثال بالمساكن التابعة لديوان الترقية والتسيير
العقاري يدون أصل الملكية كما يلي وذلك في المناطق الغير ممسوحة" :إن العقار المباع بمقتضى ھذا
العقد والمعين أسفله ملك لديوان الترقية والتسيير العقاري ،بعدما أن تم تحويل ملكية األرض بموجب عقد
مشھر بالمحافظة العقاري لـ..................في..............حجم.....................رقم................
أما إذا كانت المناطق قد شملتھا عملية المسح فإنه يدون ما يلي:
أصل الملكية :إن العقار المباع بموجب اإلجراءات األولية لشھر حقوق الملكية والحقوق العينية األخرى
في السجل العقاري المشھر بالمحافظة العقارية يوم.......حجم.........تربيعة.........حسب الدفتر
العقاري رقم...........المسلم من طرف المحافظ العقاري بتاريخ.(1)............
أمّا بالنسبة للخانة الثالثة نذكر فيھا تعيين شامل ومفصل للمسكن من جميع مشتمالته ،ففي حالة ما
إذا تعلق األمر بعقار جماعي:
في حالة ما إذا تعلق األمر بعقار فردي ذو عدة شاغلين ،يستلزم عدم تدوين فقط النسبة من ملكية
القطع المشتركة ،مع تبيان المساحة الكلية لألرضية المباعة في الشياع.
بيان وصفي للتقسيم )في حالة ما إذا تعلق األمر بعقار جماعي(.
الدور الثالث:
يشمل ھذا الدور على كل من خانة األعباء والشروط ،خانة السعر ،خانة التصريح.
كما يجب تدوين الشرط اآلتي" :يستلزم على المترشح لالكتساب عندما يصبح مالك ،اكتتاب عقد
تأمين يضمن الملك العقاري المكتسب ضد آثار الكوارث الطبيعية طبقا ألحكام األمر رقم 12-03
المؤرخ في 26أوت .(1)"2003
وفي حالة إختيار صيغة الشراء بالتقسيط ،يمنع إعادة بيع المحل موضوع ھذا العقد قبل الدفع
اإلجمالي لمبلغ التنازل ،بحيث يسجل رھن قانوني لفائدة الخزينة العمومية ،لدى المحافظة القارية
المختصة ،وفي حالة تسديد المشتري لمجمل المبلغ تسلم له وثيقة "رفع الرھن").(2
-تم تحديد سعر التنازل النھائي لھذا العقار بـ . . . . . . . . . . . . . .بعد خصم مبالغ اإليجار المقدرة
بـ . . . . . . . . . . . . . . .دينار جزائري) . . . . .. .دج( حسب شھادة االستيفاء رقم. . . . . .
بتاريخ ......................الصادرة عن ديوان الترقية والتسيير العقاري.
-قام المشتري بتسديد سعر التنازل فورا أي مبلغ........دينار جزائري ).........دج( وذلك بعد
تخفيض قدره ،%10باإلضافة مثال إذا كان المشتري من ذوي الحقوق والمجاھدين تخفيض قدره
.%40
-إذا اختار المشتري طريقة الدفع بالتقسيط على فترة تقدر بـ.............سنة وعليه تم تسديد الدفع
األولي المقدر بـ.....دينار جزائري).......دج( يمثل نسبة % 5من سعر التنازل الذي يدفع نقدا لدى
صندوق مفتشية أمالك الدولة يوم . . . . . . . . . .وصل رقم........
) (1أكدت التعليمة رقم 5076المؤرخة في 19ماي 2008الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية على وجوب
اكتتاب عقد التأمين عن الكوارث الطبيعية من طرف المتر شح لإلكتساب طبقا ألحكام األمر رقم ،12-03المؤرخ في
26أوت ،2003حيث يشترط عند قيام مصالح أمالك الدولة بإعداد عقد الملكية دون االھتمام بصيغة الدفع التي اختارھا
المترشح.
) (2أنظر الملحق ،11المرجع السابق ،ص .94
- 49 -
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي 269/03
-يجب على المشتري أن يسدد المبلغ الباقي المقدر بـ . .. . .دينار جزائري ).....دج( في شكل دفوعات
شھرية حسب جدول االستھالك المسلم له والذي ينتھي آخر دفعة يوم.........
حرر ھذا العقد من أصل واحد في نسختين سلمت إحداھما للمحافظة العقارية واألخرى للمشتري
بعد االطالع والتوقيع عليھا بحضور أمالك الدولة.
-شطبت على أنھا ملغية:
-السطور الكاملة:
-البياض:
-كلمات:
-األرقام:
ثم تليھا مساحة إلمضاء المشتري والبائع المتمثل في مدير أمالك الدولة).(1
الدور الرابع:
يشمل ھذا الدور على خانة خاصة بالتسجيل بحيث يدون ما يلي:
-مكتب:
-مسجل في:
-الحقوق المحصلة:
-حسب التوصيل رقم:
-مفتش التسجيل )اإلمضاء(:
ثم يلي ھذه الخانة تصريح من طرف مدير أمالك الدولة للوالية بأنه إطلع على ھذه النسخة
وراجعھا ،كما يشھد أن األطراف المذكورة في ھذا العقد ھم من جنسية جزائرية وغير مصابين بنقص
في األھلية المدنية أو المنع طبقا للمادة 65من المرسوم رقم 63-76المؤرخ في 25مارس 1976
المتعلق بتأسيس السجل العقاري) ....... .(2حرر بـ..........يوم........
-وممّا تجدر اإلشارة إليه انه في حالة وفاة المترشح للشراء) ،(1بعد دفع مبلغ التنازل وقبل إمضاء
العقد ،فإنه يحرر عقد تعديلي آخر ،بحيث يدون في الدور األول محل عبارة "عقد بيع" ،شھادة تتضمن
تحويل عقار مبني لفائدة المترشح للشراء المتوفي بعد دفع مبالغ التنازل.
-بمقتضى األمر بالدفع رقم ......تاريخ ..........المتضمن دفع الحصة األولية المقدرة ب %5من سعر
التنازل النھائي.
-وصل دفع حقوق الكتابة رقم . . . . . . . . . .. . . . .تاريخ. . .............. . .
-بمقتضى شھادة استيفاء اإليجار النھائية رقم . . . .. . . . . .بتاريخ. . . . . . .. . .
-شھادة الوفاة رقم . . . . . . . . .بتاريخ . . . . .. . . . .المسلمة من طرف الحالة المدنية للبلدية.
-بمقتضى المنشور رقم 04153م/م ع أ و/خ المؤرخ في 01أوت 2000المتعلق بعملية التنازل عن
األمالك التابعة للقطاع العمومي ،حالة وفاة المترشح للشراء قبل إمضاء العقد.
-يرفق الملف بالفريضة.
-تحذف خانة إمضاء المشتري أي إمضاء مدير أمالك الدولة فقط).(2
كما ينبغي التنويه إلى انه يمكن أن يحتوي العقد على وكالة خاصة من طرف المشتري لشخص
آخر )المستفيد( ،فيدون المستفيد ،الحاضر عنه نيابة ،ويوقع الوكيل باإلمضاء بدل المشتري ويتصرف
لحسابه.
ولإلشارة فقط فإنه وفي حالة ما إذا كان المحل تجاري فيذكر مقرر اللجنة باإلضافة إلى اإللتزام
بالشراء فقط ،دون ذكر البيانات األخرى المدونة في الدور األول ،ألن المستفيد صاحب المحل التجاري
ال يستفيد من االمتيازات الممنوحة للمستفيد من المحل ذات الطابع السكني.
) (1أكدت التعليمة رقم 02628المؤرخة في 24مارس 2001في حالة وفاة المترشح لالكتساب قبل إسكتمال إجراءات
إعداد التنازل لفائدته وقبل التسديد ،يستلزم األمر على الورثة إيداع ملف جديد للترشح لالكتساب ،بحيث يتعين تمكين
الزوج و/أو أوالدھم من تخفيض مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المتوفي قيد حياته ،شرط أن ال يكون قد إستفاد ھذا
األخير أو ذوى حقوقه ملكا في إطار القانون رقم 01/81الملغى ،أو إعانة من الدولة.
) (2أنظر :نموذج عقد بيع لفائدة المترشح للشراء المتوفي ،الملحق رقم .08
- 51 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
تمھيد:
بعد أن تطرقنا فيما سبق إلى اإلجراءات المتعلقة بعملية التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم
269/03المعدل والمتمم السالف الذكر ،فإننا نرى ضرورة التعرف على ماھية اآلثارالتي يمكن أن
تترتب عن عملية التنازل التي تمت بشكل قانوني وفقا لما جــاء به المرســوم التنفيذي رقم
،269/03والتي تتجّ لى في نقطتين ،أولھما أنه جعل من ھذا التنازل سببا من أسباب اكتساب
الملكيـة ،والتي ال تتحقق إالّ بإجراءات التوثيق والتسجيل والشھر ،وبالنسبة إلجراء التوثيق فقد
تناولناه من خالل الفصل األول في مرحلة تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل ،أما التسجيل
والشھر فھما محل دراستنا في ھذا الفصل ،وإن كان التنازل ينقل ملكية المحل المتنازل عنه لفائدة
الشاغل الشرعي له ،إال ّ أن المشرع الجزائري قيّد ھذا الحق إذ نص على شرط عدم إعادة التنازل
عن المحالت المكتسبة عن طريق التنازل لمدة 10سنوات ،أي ما يعرف بالشرط المانع من
التصرف ،وعلى ھذا سنقسم الدراسة في ھذا الفصل إلى مبحثين ،بحيث سنتطرق في المبحث األول
إلى انتقال الملكية عن طريق التنازل ،وفي المبحث الثاني إلى الشرط المانع من التصرف في
المحالت المتنازل عنھا.
- 53 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
إن التزام مواصلة إجراءات البيع ألجل نقل ملكية العين المبيعة في المادة العقارية في التشريع
الجزائري يقع على عاتق محرر العقد سواء كان التصرف محرر بيد الضابط العمومي في مكتب
التوثيق أو بيد الموظف العمومي )مديرية أمالك الدولة( وھذا دون إرادة األطراف أو تدخل منھم،مع
اإلشارة إلى أن طبيعة التزام الموثق المتمثلة في نقل الملكية العقارية بإخضاع التصرف القانوني إلى
اإلشھار بالمحافظة العقارية ھو التزام بتحقيق نتيجة،وليس ببذل عناية ويكمن ھذا االلتزام في تمكين
األطراف المتعاقدة بالحصول على مبتغاھم،وذلك بإشھار التصرف حتى يولد أثره القانوني وذلك
بنشأة الحق العيني العقاري).(1
ونظرا ألن التنازل ھو تحويل ملكية عقارية فإنه يقع على عاتق مديرية أمالك الدولة بعد
تحريرھا لعقد البيع المكرس لعملية التنازل القيام بتسجيل العقد لد ى مفتشية التسجيل ،ثم إرسال العقد
إلى المحافظة العقارية للقيام بشھره،ولھذا قسمنا ھذا المبحث إلى مطلبين بحيث سنتطرق في المطلب
األول إلى عملية التسجيل وفي المطلب الثاني إلى عملية الشھر.
) (1راجع في ذلك ،أ/جمال بوشنافة" ،األثر المنشئ للشھر وأثره على العقد كأحد أھم أسباب كســـب الملكيــة
العقاريـة ،دراسة تحليلية على ضوء التشريع واالجتھاد القضائي الجزائي" ،مقال منشور بمجلة دفاتر السياسة
والقانون ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد الرابع ،جانفي ،2011ص.118
) (2أنظر :المادة 01/75من األمر رقم ،105-76المؤرخ في ،1976/12/09المتضمن قانون التسجيل ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،39المؤرخة في .1977/12/18
- 54 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
الغير في تاريخه إالّ منذ أن يكون له تاريخ ثابت وھو ما نصت عليه المادة 328من القانون المدني
الجزائري) ،(1وبما أن التسجيل من اإلجراءات الضرورية لعملية الشھر التي تثبت نقل الملكية ،فإ ّننا
سنتطرق في ھذا المطلب إلى مفھوم تسجيل العقارات وتمييزه عن غيره من المفاھيم في الفرع األول
انتقاال إلى اإلجراءات المتبعة في عملية تسجيل العقارات في الفرع الثاني ،ثم نتناول في الفرع الثالث
كيفية تسجيل المحالت المعنية بالتنازل.
المشرع الجزائري من خالل النصوص القانونية الواردة في موضوع التسجيل لم يعط تعريفا
جامعا مانعا له بل اقتصر فقط على تبيان أھميته القانونية وإجراءاته ) ،(2ولھذا سنحاول أن نعرج
على بعض التعاريف الخاصة به لنصل إلى التعاريف المتعلقة بتسجيل العقارات ،ثم نقوم بالتمييز بين
ھذا األخير وبين غيره من المفاھيم المشابھة له.
قبل أن نعرف التسجيل المنصّب على العقارات جدر بنا أن نعرف التسجيل بصفة عامة ،مع
اإلشارة إلى أنه ليس ھناك تعريف جامع ومانع للتسجيل بل ھناك عدة تعاريف يمكن أن نذكرھا
كاآلتي:
يعرف التسجيل على أ ّنه" :إجراء يتم من طرف موظف عمومي مكلف بالتسجيل حسب كيفيات
محددة بموجب القانون").(3
كما يعرف التسجيل جبائيا بأنه" :إجراء إداري يقوم به موظف عام في ھيئة عمومية ،وھو ذو
أبعاد قانونية وشكلية ،إذ يحدد تاريخ العقد والتصرفات ويسمح بمراقبة ھذه األخيرة وتبيان صحتھا
شكال ومضمونا وله أبعاد جبائية بإخضاع التصرفات المعنية لضريبة تدعى بحق التسجيل").(4
) (1راجع في ذلك ،آسيا حميدوش" ،طرق اكتساب الملكية العقارية الخاصة للدولة على ضوء قانون األمالك الوطنية
رقم ،"30/90مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير في الحقوق ،قسم القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،جامعة
منتوري قسنطينة ،سنة ،2010-2009ص .23
) (2راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،اإلطار القانوني والتنظيمي لتسجيـــل العقــارات في التشريــع
الجزائري ،بدون طبعة ،دار ھومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص .18
) (3راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /دوة آسيا ،المرجع نفسه ،ص .18
) (4راجع في ذلك ،سميحة خوادجية ،قيود الملكية العقارية الخاصة ،مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة
،2008/2007ص .29
- 55 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
وھناك من يعرفه كذلك على أنه"إجراء يتمثل في تدوين عقد في سجل رسمي يمسكه موظفوا
التسجيل الذين يقبضون من جراء ذلك رسما جبائيا").(1
من خالل ھذه التعاريف نجد أنھا تعار يف متشابھة وعليــه يمكــن تعريـف التسجيل علــى
أنــه" :إجراء إداري يقوم به موظف عمومي يكون مؤھل قانونا بتسجيل جميع التصرفات القانونية
مقابل دفع حقوق التسجيل" ،وانطالقا من ذلك يمكن استخالص الخصائص القانونية للتسجيل وھي
على النحو التالي:
-1إجراء إداري:
حيث يتم على مستوى إدارة عمومية تابعة سلميا إلى وزارة المالية ولھا اختصــاص
إقليمــي) ،(2إذ نصت المادة 75من قانون التسجيل السابق الذكر على ما يلي" :ال يستطيع الموثقون
أن يسجلوا عقودھم إال في مصالح التسجيل التابعة للدائرة التي توجد بھا مكاتبھم ،ويسجل أعوان
التنفيذ التابعون لكتابات الضبط عقودھم إمّا في المصلحة التابعة لمحل إقامتھم وإمّا في المصلحة
التابعة للمكان الذي تم فيه إعداد ھذه العقود".
ويسجل كتاب الضبط وكتاب اإلدارات المركزية و المحلية العقود التي يجب عليھم إخضاعھا
لھذا اإلجراء في مكتب التسجيل التابع للدائرة أو عند اإلقتضاء في المكتب الموجود في نطاق الوالية
التي يمارسون بھا مھامھم").(3
نقصد بالموظف العمومي الشخص المعين من طرف الدولة للقيام بخدمة عامة طبقا للقانون رقم
59/85المؤرخ في 1985/03/23الملغى باألمر .03/06
وعملية التسجيل يقوم بھا مفتش التسجيل طبقا للمادة 180من األمر رقم 105/76المتضمن
قانون التسجيل السابق الذكر ،وال يجوز ألي موظف عمومي آخر ليست له صفة مفتش التسجيل القيام
بھذا اإلجراء ،ويقع في ھذه الحالة تحت طائلة البطالن).(4
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .19
)(2
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ/آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .20
)(3
أنظر :المادة 75من األمر رقم ،105/76المرجع السابق.
)(4
راجع في ذلك ،د /خالد رامول أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .20
- 56 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
-3إجراء بمقابل:
وھذا يعني أن مفتش التسجيل يقوم باقتطاع الحقوق في شكل نقدي تجسيدا لمبدأ العدالة
والمساھمة في تغطية األعباء العامة للدولة وتطبيقا لنص المادة 01/64من دستور 1996المعدل
والمتمم ،إالّ أن ھذه الخاصية ليست مطلقة بل ھناك بعض التصرفات القانونية معفاة من حقوق
التسجيل ).(1
يكون المكلّف بحقوق التسجيل مجبرا بآدائھا بطرق إدارية ،وفي ھذا الشكل يبرز مبدأ سيادة
الدولة تطبيقا لنص المادة 02/64من دستور 1996المعدل والمتمم ،ألن حقوق التسجيل ھي بمثابة
ضريبة أحادية صادرة عن الدولة ،وفي حالة التخلف عن دفعھا يتعرض المكلف بھا لعقوبات جبائية
بھدف إلزامه بدفعھا.
إضافة إلى ذلك فإن مفتش التسجيل يرفض إجراء التسجيل إلى غاية دفع حقوقه وھذا مانصت
عليه المادة 82من األمر رقم 105/76المتضمن قانون التسجيل" :إنّ رسم العقود التي يجب
)(2
تسجيلھا تستخلص قبل إتمام اإلجراءات".
انطالقا من تعريف التسجيل بصفة عامة وتبيان خصائصه ،يمكن تعريف تسجيل العقارات
على أنه" :ذلك اإلجراء الذي يقوم به مفتش التسجيل عند تلقيه المحررات أو التصرفات القانونية
الواردة على العقار ،حيث يقبض من جراء ھذه العملية حقوق التسجيل ،وھو إجراء ملزم في حالة
)(3
مخالفته يخضع المكلف بحقوق التسجيل لغرامة جبائية".
نظرا ألن ھناك عالقة وتداخل بين التسجيل وبين بعض المفاھيم ،خاصة أن ھناك من ال يميز
بين الشھر العقاري والتسجيل ويطلق على الشھر العقاري تسمية التسجيل رغم إختالفھما ،ولھذا
سوف نميز التسجيل عن كل من الشھر العقاري ،القيد ،التوثيق ،الرسم ،الضريبة ،وقبل ذلك ال بد أن
نعرف بھذه المفاھيم حتى تسھل عملية التمييز .
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .21-20
)(2
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .21
)(3
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .22
- 57 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
الشھر العقاري ھو أحد إجراءات نقل الملكية والحقوق العينية العقارية وذلك طبقا لما نصت
عليه المادة 793من القانون المدني الجزائري" :ال تنقل الملكية والحقوق العينية األخرى في العقار
سواء كان ذلك بين المتعاقدين أم في حق الغير ّإال ّ إذا ُروعِ يت اإلجراءات التي ينص عليھا القانون
وباألخص القوانين التي تدير مصلحة الشھر العقاري" ،علما أن ھناك نظامان للشھر وھما نظام
الشھر الشخصي ونظام الشھر العيني.
يختلف التسجيل عن الشھر العقاري ،كون التسجيل يتم لدى مصلحة التسجيل أمّا الشھر
العقاري فيتم في المحافظة العقارية ،والمكلف بعملية التسجيل ھو مفتش التسجيل أمّا المكلف بعملية
الشھر العقاري ھو المحافظ العقاري.
التسجيل ال يعطي الصفة الرسمية للعقود العرفية بل دوره يقتصر فقط على إعطاء تاريخ ثابت
للتصرف ،كما أ ّنه ال يعتبر إشھارا للحق الذي يحمله السند بالمحافظة العقارية.
عملية التسجيل نظمھا قانون التسجيل الصادر بموجب األمر رقم 105/76المؤرخ في
،1976/12/09بينما عملية الشھر العقاري نظمھا األمر رقم 74/75المؤرخ 1975/11/12
)(1
المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري.
القيد ھو إجراء قانوني تابع لعملية الشھر العقاري بحيث يتم قيد التصرفات القانونية لدى إدارة
الشھر العقاري أي المحافظة العقارية ،ويكون بالنسبة للحقوق العينية التبعية كالرھن الرسمي ،الرھن
الحيازي ،حق التخصيص ،حق االمتياز .
ونفس الشيء بالنسبة للفرق الموجود بين التسجيل والشھر العقاري فباعتبار أن القيد تابع لعملية
الشھر العقاري ويتم على مستوى المحافظة العقارية ،يكلف بإجرائه المحافظ العقاري ويكون بالنسبة
للتصرفات العينية التبعية ،كذلك ھنالك اختالف بينه وبين التسجيل الذي يتم في مصلحة التسجيل
)(2
ويقوم به مفتش التسجيل.
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .24-23-22
)(2
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .25-24
- 58 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
الرسم ھو اقتطاع يؤدي لخدمة مقدمة دون أن يكون ھناك حتما تكافؤ بين قيمة الرسم والتكلفة
الحقيقية للخدمة المؤداين.
فبالنسبة للفرق بين التسجيل والرسم،فالتسجيل إجراء يقوم به مفتش التسجيل ومقابل ذلك يقوم
باقتطاع حقوق التسجيل في شكل رسوم ،إمّا رسم نسبي أو رسم ثابت حسب طبيعة التصرف وعليه
فحقوق التسجيل تستوفى في شكل رسوم ولقد سبــق أن قلنـــا أن الرســوم تؤدى مقابــل خدمـة
مقدمة ،فمقابل التسجيل يتم اقتطاع الرسم.
الضريبة ھي مبلغ من المال تفرضه الدولة وتجبيه بصورة جبرية ونھائية ودون مقابل في
سبيل تغطية النفقات العمومية أوفي سبيل تدخل الدولة فقط ،وھناك ضرائب مباشرة وضرائب غير
مباشرة والضريبة إذا كانت اقتطاعا مباشرا من الدخل والرأسمال فھي ضريبة مباشرة وتكون غير
مباشرة بمناسبة النفقات التي ينفقھا الفرد من رأسماله أو دخله.
أما الفرق بين التسجيل والضريبة يتمثل في أن مفتش التسجيل مقابل إجراء التسجيل يقبض
)(1
حقوق فھذه الحقوق تشكل ضريبة فھو يتم بصفة جبرية ونھائية ،والمكلف مجبر بأدائھا.
التوثيق ھو عملية يقوم بھا ضابط عمومي ھو الموثق ،الذي يقوم بتلقي كل أشكال المحررات
والعقود التي يشترط فيھا القانون الطابع الرسمي أويود أطرافھا إضفاء الصبغة الرسمية عليھا.
والفرق بين التسجيل والتوثيق ،ھو أن التوثيق يقوم به ضابط عمومي يتمثل في شخص الموثق
على عكس عملية التسجيل التي يقوم بھا مفتش التسجيل وھو موظف عمومي ،أمّا التفرقة من حيث
نظمه األمر رقم 91/70الموافق لـ 15ديسمبر 1970الملغى بقانوناإلطار القانوني ،فالتوثيق ّ
التوثيق رقم 27/88أمّا التسجيل فنظمه األمر رقم 105/76المؤرخ في 1976/12/09المتضمن
قانون التسجيل.
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .26-25
- 59 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
الموثق يقوم بإعطاء الوثائق والعقود الصبغة الرسمية تطبيقا لنص المادة 02من األمر
91/70المتعلق بتنظيم التوثيق المذكور أعاله ،أمّا مفتش التسجيل فيقوم بتسجيل التصرفات القانونية
مقابل دفع حقوق التسجيل وھو ال يعطي الصبغة الرسمية للعقود العرفية وإ ّنما يعطيھا تاريخ ثابت
طبقا لنص المادة 328من القانون المدني الجزائري ،وعليه يمكن القول أنّ ھناك تداخل كبير بين
التوثيق والتسجيل).(1
)(2
بتسجيل العقود والمحررات بعد القيام يقوم مفتش التسجيل على مستوى مفتشية التسجيل
بتحليلھا أو تكييفھا من أجل استيفاء الحقوق الالزمة ،كما يقوم بمراقبة الوثائق المودعة إلجراء
التسجيل ومدى مطابقتھا للقانون.
لھذا قمنا في ھذا الفرع بالتطرق إلى الوثائق المودعة بمفتشية التسجيل ،ثم اآلجال القانونية
إليداع الوثائق.
طبقا لنص المادة 09من قانون التسجيل يتم إيداع الوثائق من طرف أشخاص لھم صفة تحرير
الوثائق والعقود الرسمية ،مثل كتاب الضبط والموثقون وكتاب السلطات اإلدارية ،ويجب أن تحتوي
على المعلومات الالزمة حتى يسھل على مفتش التسجيل تنفيذ إجراء التسجيل ،ولھذا سنتناول البيانات
الالزمة في الوثائق المودعة.
-1الكشوف اإلجمالية
طبقا للمادة 153من قانون التسجيل ،الكشوف اإلجمالية للعقود واألحكام يعدھا الموثقون
وكتاب الضبط وأعوان التنفيذ التابعون لكتابات الضبط ومكاتب اإلدارات المركزية أو المحلية على
استمارات تسلمھا إدارة الضرائب مجانا ويذكرون فيھا ما يلي:
) (1راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .27-26
) (2مفتشية التسجيل :ھي مصلحة عمومية ذات طبيعة إدارية جبائية تابعة لوزارة المالية وظيفتھا تسجيل جميع
التصرفات التي أخضعھا القانون إلجراء التسجيل أو التي أراد أصحابھا إعطاءھا تاريخا ثابتا ،راجع في ذلك ،د /خالد
راموال ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .47
- 60 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
)(1
وتودع ھذه الكشوف لدى مكتب التسجيل المختص في اآلجال المحددة بموجب ھذا القانون.
وھناك كشوف إجمالية متعلقة بالعقود واألحكام التي يعدھا كتاب الضبط وأعوان التنفيذ
للمحكمة ،المجلس القضائي أو المحكمة العليا ،كما توجد كشوف إجمالية متعلقة بحالة العقود المودعة
من طرف الموثقين وعادة تعد الكشوف اإلجمالية في صورتين حيث تودع واحدة لدى مكتب
)(2
التسجيل ،أمّا الثانية فترجع إلى القائم باإليداع.
-2النسخ األصلية
تنص المادة 01/9من قانون التسجيل على أنه" :تسجل العقود المدنية والعقود غير
القضــائيــة على النسخ األصلية أو البراءات أو األصول ،وتخضع أيضا إلى التسجيل على النسخ
األصليــة أو األصول ،العقود القضائية في القضايا المدنية واألحكام في القضايا الجنائية والجنحية
)(3
والمخالفات".
حيث يقوم مفتش التسجيل بتحليل النسخ األصلية وتكييفھا من أجل استيفـــاء حقــوق
التسجيـــل ،وتختلف المعلومات الموجودة في النسخ األصلية حسب طبيعة التصرف ،فمثال بالنسبة
للعقود الرسمية التي يحررھا الموثقون ،فعلى الموثق أن يبين في العقود الناقلة أو المعلنة عن ملكية
عقارية) ،(4طبيعة وحاالت ومضمون وحدود العقارات وأسماء المالكين السابقين وعند اإلمكــان
صفــة وتاريخ التحويالت المتتالية ،وكذلك بالنسبة لكتاب الضبط وأعوان التنفيذ التابعون لكتابات
) (1أنظر :المادة 153من األمر رقم،105-76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
) (2راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص.73
) (3أنظر :المادة 01/9من األمر رقم ،105-76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
) (4يثبت نقل عقار بملكية أو بحق اإلنتفاع سواء بموجب إيجارات تبرم من طرف المالك الجديد أو صفقات أو عقود
أخرى تثبت ملكيته أو حقه في اإلنتفاع ،وذلك من أجل طلب ومتابعة دفع رسوم وحقوق وغرامات التسجيل ضد المالك
الجديد ،أنظر المادة 12مكرر من قانون التسجيل.
- 61 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
الضبــط ،حيث يقوم كتاب الضبط بإيداع العقود واألحكام القضائية بمكتب التسجيل ،ويستند مفتش
التسجيل في استيفاء حقوق التسجيل إلى ما جاء في حيثيات ومنطوق الحكم).(1
-3الملخصات
إضافة إلى النسخ األصلية والكشوف اإلجمالية يلتزم محرروا العقود والوثائق بإيداع ملخصات
العقود أو األحكام وھذا ما نصت عليه المادة 03/9من قانون التسجيل" :تقدم ھذه الجداول
والمستخرجات إلى مصلحة التسجيل في نفس الوقت الذي تقدم فيھا النسخ األصلية أو البراءات".
وھي عبارة عن ملخص تحليلي على استمارة تسلمھا اإلدارة مجانا ،حيث تلخص فيه األحكام
الرئيسية للعقد أو الحكم وتحررفي نسختين عندما يتضمن العقد أو الحكم إمّا نقل أو إنشاء ملكية
عقارية أو محل تجاري أو عناصر محل تجاري وإمّا بيع أسھم أو حصص في شركة وإمّا نقل ملكية
)(2
عقد التمتع بھذه األموال نفسھا،وھذا تطبيقا للمادة 02/153من قانون التسجيل.
إنّ إيداع الوثائق بمكتب التسجيل المختص من أجل القيام بعملية التسجيل يجب أن يكون في
اآلجال القانونية ،وتختلف ھذه اآلجال حسب طبيعة العقد وموضوعه ،وكذا حسب ما إذا كانت ھذه
)(3
العقود خاضعة لرسم نسبي أو رسم ثابت.
طبقا لنص المادة 02من قانون التسجيل تكون رسوم التسجيل ثابتة أو نسبية أو تصاعدية تبعا
)(4
لنوع العقود ونوع الملكية الخاضعة لھذه الرسوم.
يطبق الرسم الثابت على العقود التي ال تثبت نقل الملكية أو حق اإلنتفاع أو التمتع لمدى الحياة
أو لمدة غير محددة ألموال منقولة أو عقارية ،وال لحصة لشركة وال قسمة أموال منقولة أو عقارية
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .74
)(2
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .75-74
)(3
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع نفسه ،ص .75
)(4
أنظر :المادة 02من األمر رقم ،105-76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
- 62 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
وبصفة عامة يطبق ھذا الرسم على جميع العقود األخرى التي تقدم طواعية إلجراء التسجيل حتى ولو
)(1
كانت معفاة منه ،وھذا تطبيقا لنص المادة 03من قانون التسجيل.
وتسجل الحقوق الثابتة خالل الشھر الذي يلي شھر إعدادھا وھذا تطبيقا لنــص المادتيـــن 59
و 60من قانون التسجيل ،حيث تنص المادة 59منه على أن" :العقود الموثقة التي تفتح الحق في
الرسوم الثابتة تقدم من أجل تأشيرة التسجيل خالل الشھر الذي يلي شھر إعداد ھذه العقود ،"...أمّا
المادة 60من نفس القانون تنص على أنه" :يجب أن تسجل عقود الموثقين وأعوان التنفيذ التابعين
)(2
لكتابات الضبط وكذلك القرارات القضائية خالل الشھر الذي يلي شھر إعدادھا".
طبقا لنص المادة 04من قانون التسجيل يؤسس الرسم النسبي بالنسبة لنقل الملكية أو حق
اإلنتفاع أو التمتع باألموال المنقولة أو العقارية سواء بين األحياء أو عن طريق الوفاة ،وكذلك كل
تنازل عن حق في اإليجار أو لفائدة وعد باإليجار يتعلق بكل أو جزء من العقار والعقود المثبتة إمّا
)(3
لحصة في شركة أو قسمة أموال منقولة أو عقارية.
والرسم النسبي ممثل بنسبة مئوية ثابتة يطبق على جميع العمليات التي ينتقل فيھا العقار
بمقابل) ،(4وي ّتم تسجيل التصرفات الواردة في المادة 04المذكورة أعاله وفق اآلجال التالية:
-تسجل عقود الموثقين في أجل شھر ابتداء من تاريخ تحريرھا والتي تم تحديدھا بموجب المادة 58
من قانون التسجيل .
-تسجل الوصايا المودعة لدى الموثقين أو التي يستلمونھا خالل األشھر الثالثة من وفاة الموصــي
بناءا على طلب الورثة الموصى أو منفذي الوصايا وھذا طبقا لنص المادة 64من قانـــون
التسجيــــل ،غير أنه بعد صدور قانون المالية سنة 2004وبموجب المادة 15منه أصبحت الوصايا
تسجل في أجل شھر ابتداء من وفاة الموصين وتخضع بذلك لنفس أحكام المادة 58من قانون
التسجيل التي سبق اإلشارة إليھا.
)(1
أنظر :المادة 03من األمر رقم ،105-76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
)(2
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .76-75
)(3
أنظر :المادة 04من األمر رقم ،105-76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
)(4
راجع في ذلك ،سميحة خوادجية ،المرجع السابق ،ص .29
- 63 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
-تسجل التصريحات التي يجب على الورثة أو الموصى لھم تقديمھا عن األموال المستحقة لھم أو
التي انتقلت عن طريق الوفاة في أجل سنة واحدة ابتداء من يوم الوفاة ،وھذا تطبيقا لنص المادة 65
من قانون التسجيل.
أمّا فيما يتعلق باأليام المحددة لإليداع فيتم كل أيام األسبوع طوال النھار مع مراعاة األوقات
)(1
الرسمية للعمل.
بعد القيام بعملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل من طرف المصلحة المختصة ،والذي
يكون على ثالث نسخ يقوم العون المختص بمأل االستمارة التي من المفروض أن تقدمھا إدارة
التسجيل مجانا ،لكن من الناحية العملية تعد من طرف محرري العقود ،ويتم تدوين في ھذه اإلستمارة
)(2
ما يلي:
أمّا بالنسبة للمحالت ذات الطابع التجاري فإنھا تخضع لرسوم التسجيل وتكون مقدرة حسب
سعر التقييم ،ويقوم المستفيد من التنازل بدفعھا ضمن مصاريف تحرير العقد ،حيث تقوم مفتشية
) (1راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .77-76
) (2أنظر :النموذج الخاص باستمارة التسجيل ،الملحق رقم .06
) (3أنظر :المادة 347مكرر من األمر رقم ،105/76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
- 64 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
أمالك الدولة عند إرسالھا لعقود البيع لمفتشية التسجيل إرسال الصك البريدي الذي يثبت أن المستفيد
قد قام بتسديد رسوم التسجيل.
ويتم إرسال النسخ الثالثة للعقد مع نسختين من االستمارة المذكورة أعاله بعد تدوين كل
المعلومات حيث يقوم مفتش التسجيل بعد إيداع العقود بتفحص معلومات العقد والوثائق المرفقة معه
وتحليل العقد الذي ينقل أو يؤكد نقل الملكية ،حيث تنقل تأشيرة التسجيل على العقد المسجل ويبين فيه
)(1
مفتش التسجيل باألحرف تاريخ ورقم ومبلغ الرسوم المدفوعة.
أمّا بالنسبة للمحالت ذات الطابع السكني فيقوم مفتش التسجيل بنقل تأشيرة التسجيل فقط على
)(2
العقد ،أي على النسخ الثالثة لعقد البيع المكرس لعملية التنازل.
ويقوم بعد إتمام اإلجراءات بإعادة العقود إلى مفتشية أمالك الدولة التي تقوم باإلجراءات
المتبقية.
وممّا تجدر اإلشارة إليه أنه طبقا للمادة 06/353من قانون التسجيل تعفى من رسم اإلشھار
العقاري عمليات التنازل عن األمالك العقارية ذات اإلستعمال السكني المنجزة في إطار المرسوم
التنفيذي رقم 269/03المؤرخ في 07أوت 2003الذي يحدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك
العقارية التابعة للدولة و لدواوين الترقية والتسيير العقاري الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير
سنة ،(3)2004ورسم الشھر العقاري يدفع بعد دفع رسم التسجيل والذي يكون على عاتق المشتري
ما لم يتفق على خالف ذلك ،وتقدر نسبته %2من قيمة ثمن العقار ما لم يتم اإلعفاء صراحة ،وبدون
اإلجراء الجبائي ال يمكن إجراء الشھر العقاري وتقييد التصرف في البطاقة العقارية ،فال تنتقل الملكية
وال الحقوق العينية العقارية أصلية كانت أم تبعية ،وال يمكن اإلحتجاج بھا بين األطراف أو في
)(4
مواجھة الغير.
من المقرر قانونا أن الحقوق المتعلقة بالعقار ال تنتقل سواء مابين األطراف أو في حق الغير ّإال
إذا روعيت إجراءات الشھر العقاري ،وألجل ذلك أوجبت المادة 90من المرسوم رقم 63/76
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،أ /آسيا دوة ،المرجع السابق ،ص .82-81
)(2
أنظر :نموذج "عقد البيع" ،ملحق رقم ،07المرجع السابق.
)(3
أنظر :المادة 06/353من األمر رقم ،105/76المتضمن قانون التسجيل ،المرجع السابق.
)(4
راجع في ذلك ،سميحة خوادجية ،المرجع السابق ،ص .30
- 65 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
المؤرخ في 25مارس 1976المتعلق بتأسيس السجل العقاري المعدل والمتمم ،على الموثقين
وكتاب الضبط والسلطات اإلدارية أن يعملوا على إشھار جميع العقود أو القررات القضائية الخاضعة
)(1
لإلشھار والمحررة من قبلھم ضمن اآلجال المحددة ودون مراعاة إلرادة األطراف.
وبما أن عقد البيع المكرس لعملية التنازل من العقود الواردة على العقارات فإنه يجب أن
يخضع إلى الشھر حتى تنتقل الملكية إلى المستفيد من التنازل ،ولھذا سوف نقوم بدراسة عملية الشھر
العقاري بصفة عامة وذلك بالتطرق إلى مدلول الشھر العقاري ومميزاته في الفرع األول ،وإلى
نظامي الشھر العقاري في الفرع الثاني ،باإلضافة إلى إجراءات الشھر في الفرع الثالث ،ثم نقوم
بتوضيح كيفية شھر المحالت المعنية بالتنازل في الفرع الرابع.
إن الشھر العقاري من أھم األھداف التي ترمي إليھا معظم تشريعات العالم ،إذ يھدف إلى تنظيم
ھوية كل عقار بطريقة تشبه إلى حد كبير بطاقة الحالة المدنية لألشخاص ،لذلك نجد جل التشريعات
أوجبت بقوانين خاصة شھر التصرفات والعقود القائمة بين األفراد وذلك بغية تأمين إستقرار
)(2
المعامالت وحفظ الحقوق.
فإذا كان الشھر بھذه األھمية ،فما ھو الشھر العقاري؟ ،وما ھي مميزاته؟ ،ولإلجابة على ذلك
سنتطرق في ھذا الفرع إلى التالي.
يعرف الشھر العقاري بأنه" :مجموعة اإلجراءات والقواعد المعينة لتحديد ھوية العقار
)(3
وشھره".
) (1أنظر :المادة 90من المرسوم رقم ،63-76المؤرخ في 1976/03/25المتعلق بتأسيس السجل العقاري،
الجريدة الرسمية ،العدد ،30سنة ،1976المعدل والمتمم بالمرسوم رقم .123/93
) (2راجع في ذلك ،المسعود رويصات ،نظام السجل العقاري في التشريع الجزائري ،مذكرة التخرج لنيل شھادة
الماجستير ،تخصص قانون عقاري ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،سنة ،2009/2008ص .08
) (3راجع في ذلك ،المسعود رويصات ،المرجع نفسه ،ص .08
- 66 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
كما يعرف كذلك بأنه":عمل فني يھدف إلى تسجيل مختلف التصرفات الواردة على العقارات
)(1
بإدارة الشھر العقاري إلعالم الكافة بھا ،إظھارا بوجودھا ليكون الجميع على بينة من أمرھا".
ويعرف الشھر العقاري بأنه" :نظام قانوني يتضمن مجموعة اإلجراءات والشكليات التي يقع
تنفيذھا على عاتق مصلحة عمومية تسمى المحافظة العقارية،وتضمن ھذا التنظيم توفير اإلعالم حول
)(2
الحقوق الموجودة على العقارات بغية حماية العقارية والحقوق العينية األخرى".
والشھر العقاري يعرف بأنه" :ذلك النظام الذي يرمي إلى شھر التصرفات العقارية التي ترمي
)(3
إلى إنشاء الحقوق العينية العقارية أو نقلھا أو تعديلھا أو إسقاطھا".
من خالل تعريف نظام الشھر العقاري يمكن الوقوف على جملة من الخصائــص والمميـــزات
والتي نذكر منھا :الطابع اإلداري للشھر ،الطابع العيني والشخصي ،إلى جانب كونـه طريــق
للعلنيــة ،وطريق لنقل الملكية.
)(1راجع في ذلك ،أ/مجيد خلفوني ،نظام الشھر العقاري في الجزائر ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال
التربويـة ،الجزائر ،سنة ،2003ص .13
) (2راجع في ذلك ،حازم عزوي ،آليات تطھير الملكية العقارية الخاصة في القانون الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل
شھادة الماجستير تخصص قانون عقاري ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،سنة ،2010/2009ص .37-36
) (3راجع في ذلك ،آسيا حميدوش ،المرجع السابق ،ص .24
- 67 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
المحافظ العقاري لوجدناھا تتمثل أساسا في حفظ مختلف المحررات الخاضعة للشھر والمتضمنة نقل
)(1
أو إنشاء أو تعديل حق من الحقوق العينية سواء كانت أصلية أو تبعية وذلك بعد شھرھا.
-2الطابع العيني والشخصي للشھر العقاري
نصت المادة 16من األمر 74/75المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجـــل
العقاري على" :أن العقود اإلرادية واإلتفاقات التي ترمي إلى إنشاء أو نقل أو تصريـــح أو تعديـــل
أو إنقضاء حق عيني ال يكون لھا أثر حتى بين األطراف ّإال من تاريخ نشرھا في مجموعة البطاقات
)(2
العقارية".
يظھر من ھذا النص أن التصرفات التي تنشئ أو تنقل أو تصرح أو تعدل أو تنھي الحقوق
العينية يجب شھرھا ،ويالحظ أنه مادام نص المادة 16المذكورة أعاله قد جاء عاما ،فإنه يفھم من
ذلك أنه يشمل باإلضافة إلى الحقوق العينية األصلية الحقوق العينية التبعية كالرھن الرسمي ،حق
التخصيص ،حق اإلمتياز ،رغم أن ھذه التصرفات ال تنقل الملكية إال أنھا تنشئ حقوقا عينية لضمان
)(3
أو خدمة حقوق أخرى لذلك وجب إشھارھا.
ھذا ولمّا كان من الثابت إلزامية الشھر بالنسبة لجميع الحقــوق العينية سواء كانــــت أصليـــة
أو تبعية فھل معنى ھذا أن ھذا اإلجراء ال يصيب غيرھا؟ ،أو بمعنى آخر أالّ يمتد إلى الحقوق
الشخصية؟.
كأصل عام الحق الشخصي لم يوجب التشريع شھره ،ألنه غير نافذ في حق الغير كونه يعتبر
رابطة تعطي للشخص سلطة على آخر في اقتضاء شيء )القيام أو االمتناع عن عمل( ّإال أن ھذا ال
يمنع من إشھار بعض الحقوق الشخصية ،كعقد اإليجار لمدة تفوق اثني عشر سنة وقد أشارت المادة
17من األمر 74/75السالف الذكر ،كما أشار المشرع في المادة 897من القانون المدني إلى أن
اإلحتجاج بالمخالصة أو بالحوالة لمدة تزيد على ثالث سنوات في مواجھة الدائن المرتھن أو المشتري
)(4
اليكون إال بقيدھا قبل قيد الرھن أو قبل تسجيل عقد البيع.
) (1راجع في ذلك ،عبد الغني بوزيتون ،المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،مذكرة
تخرج لنيل شھادة الماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة ،2010/2009ص .54
) (2أنظر:المادة 16من األمر ،75/75المؤرخ في 12نوفمبر ،1975المتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس
السجل العقاري ،الجريدة الرسمية ،العدد ،92سنة .1975
) (3راجع في ذلك ،أ /جمال بوشنافة ،المرجع السابق ،ص.67
) (4راجع في ذلك ،عبد الغني بوزيتون ،المرجع السابق ،ص .55-54
- 68 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
من خصائص الشھر العقاري اعتباره طريقا للعلنية ،وذلك عن طريق إعالم الغير حول
الوضعية القانونية للعقار ومعرفة المالك الحقيقي له،األمر الذي يجعل أصحاب الحقوق المشھرة وكل
من يتعامل معھم في مأمن من أي تصرف يتم بإمكانه تغيير الحقوق وسلطة أصحابھا عليھا.
والمحافظ العقاري ملزم بإعطاء كل من يطلب نسخا أو مستخرجات من الوثائق المودعة ،وقد
حددت المواد من 55إلى 60من المرسوم 63/76اآلنف الذكر الشروط التي من خاللھا تقدم
المعلومات الموجــودة بالوثائــق العقاريــة ،وفي حالة عدم وجــود الوثائــق التــي طلبــت نسخــا
منھــا أو مستخرجات عليھا ،يسلم المحافظ العقاري شھادة تثبت عدم وجودھا )المادة 1/55من
)(1
المرسوم .(63/76
)(1
راجع في ذلك ،عبد الغني بوزيتون ،المرجع السابق ،ص .56-55
)(2
راجع في ذلك ،عبد الغني بوزيتون ،المرجع نفسه ،ص .57
- 69 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
إذا كانت معظم الدول المتحضرة قد أخذت بنظام الشھر العقاري إال أنھا لم تسلك في تحقيق
ذلك سبيال واحدا ،وقد نتج عن ذلك قيام نظامين للشھر العقاري ،نظام الشھر الشخصي ونظام الشھر
العيني.
سوف نتعرض من خالل ھذه الفقرة إلى كل من تعريف نظام الشھر الشخصي ثم ذكر المبادئ
التي يقوم عليھا.
-1تعريف نظام الشھر الشخصي
إن نظام الشھر الشخصي ھو ذلك النظام الذي يعتمد في إعالن التصرفات العقارية على أسماء
األشخاص القائمين بھا ،وليس طبقا للعقار ومن ھنا جاءت تسمية ھذا النظام بنظام الشھر
الشخصـــي ،والتي تفيد بأن الشخص محل اعتبار في التصرفات العقارية ،إذ ھذا النظام يتخذ من إسم
الشخص أساسا لشھر التصرفات العقارية التي تصدر عنه ،وتتم عملية الشھر في نوعين من
السجالت ،سجل يمسك حسب الترتيب الزمني لتقديم العقود المتضمنة معامالت عقارية إلجراء
الشھر،وسجل يمسك حسب الترتيب األبجدي ألسماء كل األشخاص القائمين بمختلف التصرفات
العقارية ،ھذا ويالحظ أن السجل الذي يمسك على أساس أسماء األشخاص يرتب التصرفات العقارية
حسب الحروف األبجدية ألسماء المتصرفين حيث يخصص لكل حرف من الحروف الھجائية صفحة
أو عدة صفحات من السجل ،وذلك حسب أسبقية اإلسم من حيث الشيوع أو الندرة ،فإذا كان إسم
المتصرف نادرا فيمكن تخصيص له صفحة واحدة فقط ،ولكن إذا كان اإلسم شائعا فتخصص له عدة
صفحات حتى يمكن ذلك من إستيعاب كل التصرفات التي يبرمھا األشخاص الذين يحملون ھذا
)(1
اإلسم.
-2خصائص نظام الشھر الشخصي
لكل نظام خصائص تجعله متميزا عن غيره من األنظمة ،ومن خصائص الشھر الشخصي
نذكر النقاط التالية:
-أساس الشھر في ھذا النظام ھو أسماء األشخاص الذين تصدر عنھم التصرفات بغض النظر عن
العقار المتصرف فيه ،ومن ھذه الخاصية يستمد ھذا النظام تسميته.
)(1
راجع في ذلك ،أ /جمال بوشنافة ،المرجع السابق ،ص .16-15
- 70 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
-لھذا النظام وظيفة العالنية،فالملكية والحقوق العينية سواء كانت أصلية أو تبعية تنتقل بمجرد
تراضي الطرفين.
-التصرفات وفقا لھذا النظام تشھر كما ھي ،دون أن يظھر الشھر العيوب التي قد تشوب الحق الذي
ھو موضوع التصرف ،كأن يكون قابل لإلبطال أو الفسخ أو مثقال بأعباء عينية.
-نظام الشھر الشخصي أقدم من نظام الشھر العيني ،لذلك أغلب الدول في تشريعاتھا القديمة إنتھجت
)(1
ھذا النظام في عملية شھر الحقوق والتصرفات.
ثانيا :نظام الشھر العيني
-1تعريف نظام الشھر العيني
ھذا النظام يرتكز في شھر التصرفات العقارية على العين نفسھا ،أي العقار ھو محل
التصــرف ،ويتميز بمسك سجل خاص لدى مصلحة الشھر إذ تخصص فيه صفحة أو أكثر لكل عقار
تدون فيه كل التصرفات التي ترد عليه مع تحديد موقعه ،مساحته ،رقمه وحدوده ،ويسمى العقار
المعني بـ":الوحدة العقارية" ،وتعتبر البطاقة المخصصة له بمثابة بطاقة تعريف ،ويسمى ھذا السجل
في التشريع الجزائري":مجموعة البطاقات العقارية" ،فمن أراد اإلطالع على حالة العقار ومعرفة
الحقوق واإللتزامات واالرتفاقات التي تثقله بإمكانه أن يطلب ھذه المعلومـــات مـــن مصلحـــة
الشھر ،فاألشخاص القائمون بالتصرفات ال أھمية كبرى لھم.
وقد ظھر ھذا النظام ألول مرة في أستراليا ،وعرف باسم مبتكره"سير روبارتورانس"وأصبح
يطلق عليه في الدول التي أخذت به"نظام تورانس").(2
-2خصائص نظام الشھر العيني
لنظام الشھر العيني مجموعة من الخصائص جعلته يتميــز بھــا على نظــام الشھــر
الشخصـي ،وتتجسد ھذه الخصائص في جملة من المبادئ يمكن حصرھا فيما يلي:
أ -مبدأ التخصيص :بمعنى أن كل تصرف وارد على عقار سواء كان ھذا التصـرف منشئا أو معـــدال
أو ناقال لحق الملكية ،تخصص له بطاقة عقارية عينية تقيد فيھا جميع التصرفات الواردة على ھذا
العقار ،ومجموعة ھذه البطاقات تكون ما يعرف بالسجل العيني الذي استمد منه نظام الشھر العيني
تسميته.
) (1راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري ،بدون طبعة ،قصر
الكتاب ،البليدة ،سنة ،2001ص.17
) (2راجع في ذلك ،أ /عمــر حمدي باشا ،أ /ليلى زروقي ،المنازعات العقـــارية ،الطبعــــة الثالثــة عشرة ،دار
ھومـــة ،الجزائر ،2011 ،ص .43
- 71 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
ب -مبدأ القيد المطلق :من الخصائص المميزة لنظام الشھر العيني أن جميع التصرفات واألحكام
المنشئة ،الناقلة ،المعدلة ،المسقطة لحــق الملكيــة والحقــوق العيـنيـة األخــرى سواء كانت أصليــة
أو تبعية ،ال يمكن اإلحتجاج بھا في مواجھة الغير ّإال من تاريخ قيدھا في السجل العقاري.
من ھنا تكتسب ھذه الحقوق قوة اإلثبات المطلقة في مواجھة الكافة ،وذلك بغض النظر على
)(1
اإلستثناءات الواردة على ھذا المبدأ.
ج -مبدأ المشروعية :مضمون ھذا المبدأ ھو إجراء مراقبة عامة ،ومراجعة سابقة لجميع الوثائق
التــي تكون محال لإليداع من أجل شھرھا ،حتى ال يقيد في السجل العقاري ّإال الحقوق المشروعة
فعــال ،وبالتالي اجتناب شھر اإلدعاءات المشكوك فيھا التي ال تستند إلى أساس قانوني سليم.
بناء على ذلك يمكن للمحافظ العقاري مراقبة الشروط القانونية األولية الواجب توافرھا في
)(2
الوثائق الخاضعة لعملية الحفظ.
د -مبدأ عدم اكتساب الحقوق المقيدة بالتقادم:
فإذا كان التقادم سبب من أسباب اكتساب الملكية في نظام الشھر الشخصي فإنه مستبعد في نظام
الشھر العيني ،فال يمكن لواضع اليد على عقار مھما طال اكتسابه بالتقادم أن يطالب بتملكه إذا كان
سند الملكية فيه مشھر ألنه يتعارض مع مبدأ القوة الثبوتية المطلقة ،وألنّ الحيازة ھي قرينة على
)(3
الملكية ،والملكية ثابتة بالقيد في ھذا النظام.
المشرع الجزائري أخذ بنظام الشھر العيني وھذا واضح في األمر 74/75السالف الذكر
والمراسيم المطبقة له من خالل النصوص القانونية ،والتي يستشف من خالل العبارات المتضمنة فيھا
بأن المشرع الجزائري أخذ بھذا النظام ،ويظھر ذلك من خالل المادة األولى الفقرة األولى من
المرسوم رقم 62/76التي تنص على ما يلي" :إن تصميم مسح األراضي يكون موضوع إعداد ما
يلي في كل بلدية ،جدول لألقسام وسجل لقطع األراضي حيث ترتب فيھا مختلف العقارات حسب
)(4
الترتيب الطوبوغرافي"...
) (1راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع السابق ،ص .23-22
) (2راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع نفسه ،ص.23
) (3راجع في ذلك ،أ /ليلى زروقي ،المرجع السابق ،ص.44
) (4أنظر :المادة 01/1من المرسوم رقم ،62/76المؤرخ في 25مارس ،1976يتعلق بإعداد مسح األراضي
العـــام ،الجريدة الرسمية ،العدد ،30سنة ،1976المعدل والمتمم بالمرسوم .134/92
- 72 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
كما تنص المادة 15من نفس المرسوم 62/76على ما يلي" :إن مسح األراضي المقسم إلى
أقسام وإلى أماكن معلومة يعطي التمثيل على الرسم البياني إلقليم البلدية في جميع تفصيالت تجزئته
)(1
إلى أجزاء للملكية وإلى قطع األراضي."...
وما يالحظ على ھذه النصوص أن المشرع اعتمد على المسح من أجل تقسيم األرض إلى
وحدات عقارية التي تخصص لھا بطاقات عقارية من السجل العقاري)العيني( ،غير أن المشرع
وإدراكا بمدى صعوبة تجسيد نظام السجل العقاري على الواقع نظرا لصعـوبة إتمـام عملية
المســح) ،(2نص في المادة 27من األمر 74/75على ما يلي" :إن العقود والقرارات القضائية التي
تكون موضوع إشھار في المحافظة العقارية والتي تخص عقارات أو حقوق عينية ريفية موجودة في
بلدية لم يعد فيھا بعد مسح األراضي تفھرس بصفة انتقالية في مجموعة بطاقات عقارية مؤقتة تمسك
على الشكل الفردي."...
وھذا ما يفيد بأن نظام الشھر العقاري الحالي يشمل في آن واحد نظام الشھر الشخصي ونظام
الشھر العيني ،أي أنه نظام شھر مختلط ،حيث أن المشرع الجزائري أخذ بنظام الشھر العيني كأصل
)(3
عام وكاستثناء أو كمرحلة انتقالية أخذ بنظام الشھر الشخصي.
تمر عملية الشھر بالمراحل التالية :اإليداع ،القيام باإلجراء ،التأشيــر علـى البطاقات
العقــاريـة ،التأشير على الدفتر العقاري.
أوال :اإليداع
اإليداع إجراء قانوني أولي الزم في كل عملية شھر ،له محل وآجــال قانـونيــة يجـب
احترامھا ،بحيث يتم إيداع الوثائق من قبل األشخـاص المنـــوط لھم قانــونــا ذلــك ،وھــم
المـوثقــون ،السلطات اإلدارية ،كتاب الضبط أو أحد المساعدين التابعين لھم ،وھذا طبقا لما جاء في
نص المادة 90من المرسوم رقم 63/76السالف الذكر .
يتم إيداع الوثائق من أجل شھرھا في المحافظة العقارية المعنية وبالضبط على مستوى قسم
اإليداع وعمليات المحاسبة) ،(1حيث يكون اإليداع بالمحافظة العقارية التي يقع العقار محل التصرف
)(2
في دائرة اختصاصھا.
من أجل تسھيل عملية اإليداع ألزم المشرع الجزائري محرري العقود بإفراغ الصورتين
الرسميتين في مستخرج خاص يعرف بــ) ،(publicity reel N°6ومن ثم فإن عدم توفر ھذه الشكلية
يكون سببا في رفض اإليداع.
من الناحية العملية يمكن أن يضم اإليداع عدة وثائق ملحقة حتى يتمكن المحافظ العقاري من
مراقبة موضوع اإليداع بشكل جيد ودقيق ،ومطابقتھا مع مختلف المعلومات والبيانات التي تتضمنھا
الوثائق والمحررات محل اإلشھار كالجدول الوصفي للتقسيم في حالة ما إذا كان محل العقد متعلق
بجزء من عقار مبني على شكل ملكية مشتركة لتحديد الوحدة العقارية محل التصرف ،وكذلك
)(3
غير أنه في اآلونة األخيرة أصبح مستخرج العقد ،وثيقة قياس مسح األراضي ،قرار التجزئة،
يتطلب من مودعي الوثائق االكتفاء فقط بكتابة المراجع الكاملة لھا ،تاريخ ،رقم الشھادة أو الرخصة
والجھة المسلمة...إلخ ،مع ضرورة االحتفاظ بھا لدى مكاتبھم وتحت مسؤوليتھم.
كما يجب على محرري العقود والوثائق الخاضعة لعملية الشھر العقاري القيام بإيداعھا ضمن
اآلجال والمواعيد المحددة قانونا ،وھي تختلف بإختالف طبيعة العقد وموضوعه ،ھذا ما أكدته المادة
)(4
99من المرسوم رقم 63/76السالف الذكر.
وبعد تسلم الوثائق يدون المحافظ العقاري ذلك في سجل يعرف بسجل اإليداعات ،الذي يوقع
ويرقم من قبل قاضي المحكمة التابعة الختصاص المحافظة العقارية ويتم التأشير على بيانات اإليداع
)(5
في سجل خال من بياض أو كتابة بين األسطر طبقا للمادة 43من المرسوم رقم .63/76
) (1يعتبر قسم اإليداع وعمليات المحاسبة من أھم أقسام المحافظة العقارية ،حيث يتم بواسطته مباشرة اإلجراءات
األولية الخاصة بالشھر ،كما يعتبر القسم المسؤول عن عملية قبــول أو رفــض إيداع الوثائق الخاضعة للحفظ
العقاري ،راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع السابق ،ص .93
) (2راجع في ذلك ،إلھام بعبع ،المرجع السابق ،ص .66
) (3راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع السابق ،ص .104-103
) (4راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع نفسه ،ص .105-104
) (5أنظر :المادة 43من المرسوم رقم ،63/76المرجع السابق.
- 74 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
يجب أن تتضمن الوثيقة المودعة مراجع أصل الملكية السابقة عمــال بقاعــدة الشھـــر
المسبــق ،إضافة إلى مراجع التسجيل طبقا للمواد من 93إلى 100من األمر 105/76المتضمــن
قانون التسجيـــل ،مع مراعاة اإليداعات التي تتعلق بعقــارات معفـــاة من رســـوم الشھــر
)(1
العقـــاري ،كالعقارات التابعة للدولة أو جماعاتھا المحلية.
بعد قبول عملية اإليداع يعيد المحافظ العقاري إحدى النسختين من العقد أو من الجدول بعد أن
يؤشر عليه مثبتا بذلك انقضاء اإلجراء ،وذلك حسب نص المادة 92من المرسوم رقم 63/76
السالف الذكر.
حددت آجال القيام بإجراء الشھر المادة 99من األمر 63/76على الشكل اآلتي:
-الشھادات التوثيقية شھران ابتداء من اليوم الذي قدم اإللتماس إلى الموثق ،ويمدد ھذا األجل إلى
أربعة أشھر إذا كان أحد المعنيين مقيما بالخارج ،كما تثبت مسؤولية أصحاب الحقوق العينية الجدد
مدنيا إذا قدم اإللتماس إلى الموثق في أكثر من ستة أشھر بعد الوفاة.
-أوامر نزع الملكية 08أيام من تاريخھا .
-األحكام القضائية شھرين من اليوم الذي تصبح فيه نھائية.
-العقود األخرى ُتشھرُ من يوم تاريخھا.
وفي حالة ما إذا كان يجب إجراء اإلشھار في مكتب أو أكثر فإن األجل المنصوص عليه يمدد
بخمسة عشر يوما كامال بالنسبة لكل مكتب زيادة عن األجل األول.
وفي حالة عدم مراعاة اآلجال المذكورة أعاله يعاقب مودعي العقود بدفع غرامة مالية ،ألن
ھذه اآلجال تعتبر من النظام العام وكون ھذه الغرامة رمزية تقدر بـ 100دج مقارنـــة مــع قيمة
)(2
العقار ،فقد رفعت بموجب المادة 31من قانون المالية لسنة 1999إلى 1000دج.
)(1
راجع في ذلك ،إلھام بعبع ،المرجع السابق ،ص .67
)(2
راجع في ذلك ،إلھام بعبع ،المرجع نفسه ،ص .68-67
- 75 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
عند شھر أي وثيقة في المحافظة العقارية يتم التأشير على مجموعة البطاقات العقارية) ،(1أما
فيما يتعلق بكيفيات التأشير على البطاقة العقارية فقد نصت المادة 34من المرسوم رقم 63/76
السالف الذكر ،على أن كل عملية تأشير خاصة باإلجراء يجب أن تشتمل على البيانات التالية:
كما أنه ال بد أن يظھر في كل عملية تأشير تاريخ الشھر ومراجعه ،وتتم عملية التأشير بكيفية
واضحة ومقروءة بالحبر األسود الذي ال يمحى ،مع ضرورة إستعمال المختصرات الجارية وإستعمال
األختام و األرقام المؤرخة ،مع تفادي الكشط أو المحو لما لھم من تأثير على المظھر الخارجي
)(2
للبطاقة العقارية.
يعتبر الدفتر العقاري سندا قانونيا ذو حجية قوية تقيد فيه جميع الحقوق العقارية وما يرد عليھا
من تصرفات على العقارات الواقعة في المناطق الممسوحة ،وھو يسلم إلى كل مالك يكون حقه قائما
بمناسبة إنشاء البطاقات العقارية ،علما أنه قد تم تحديد نموذج خاص به بموجب القرار المؤرخ في
.1976/05/27
والجدير بالذكر أن كل إنشاء أو تعديل أو إلغاء لحق الملكية ينتج عنه ضبط جديد للدفتر
العقاري ،والذي يودعه المالك السابق ويتسلمه المالك الجديد من المحافظة العقارية المختصة ،أما فيما
يتعلق بكيفية التأشير فقد حددتھا المادة 45من المرسوم 63/76السالف الذكر وألزمت أن تكون
) (1البطاقة العقارية أداة مستحدثة تھدف إلى تنظيم عملية الشھر للتوصل بسھولة إلى معرفة الحالة القانونية والمادية
للعقار ،راجع في ذلك أ /مجيد خلفوني ،المرجع السابق ،ص .114
) (2راجع في ذلك ،كريمة فردي ،الشھر العقاري في التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير ،جامعة
منتوري قسنطينة ،سنة ،2008-2007ص .98
- 76 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
عملية التأشير بكيفيات واضحة ومقروءة بالحبر األسود الذي ال يمحى ،وفي حالة وجود أخطاء مادية
)(1
يتعين على األعوان المكلفين بعملية التأشير اإلبتعاد عن كشطھا أو شطبھا.
بعد القيام بعملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل ضمن نموذج PR6الذي يعد من
طرف محرر العقد ،بحيث يحتوي على إطارين األول خاص بمحرر العقد والثاني خاص بالمحافظ
العقاري ،والقيام بعملية التسجيل ترسل مفتشية أمالك الدولة العقود إلى المحافظة العقارية التي يقع
العقار محل التصرف في دائرة إختصاصھا قصد إجراء شھرھا ،فيحتفظ المحافظ العقاري بنسخة لديه
ويرسل النسختين الباقيتين بعد القيام بالتأشير عليھا ضمن المساحة المخصصة له أي اإلطار الخاص
)(2
بالمحافظ العقاري.
ومما تجدر اإلشارة إليه أنه في حالة العقود الخاضعة لإلشھار بالنسبة للعقارات الموجودة في
بلديات لم تشملھا عمليات المسح ،تعد بشأنھا البطاقات العقارية ويتم تعيين العقار في ھذه الحالة
باإلستناد إلى البلدية التي يقع فيھا وإلى إسم الشارع ورقمه .
إضافة إلى تحديد طبيعة العقار ومساحته ،وذلك طبقا للمادتين 21و 66من المرسوم رقم
63/76السالف الذكر).(3
وفي ھذه الحالة يقوم المحافظ العقاري بإشھار ھذه العقود وفقا للبطاقات العقارية الموجودة
في المحافظة العقارية ،أما في حالة وجود العقارات أي المحالت المتنازل عنھا في بلديات بدأت فيھا
عملية المسح ،فإن المحافظ العقاري يقوم بإرسال نسخة من الدفاتر العقارية الخاصة بالمحالت إلى
مفتشية أمالك الدولة ،وذلك بعد أن تقوم ھذه األخيرة بإرسال وثيقة "تأسيس السجل العقاري" ،بعد أن
يتم ملؤھا من طرف األعوان المختصين وذلك حسب الشكل التالي :
)(1
راجع في ذلك ،د /خالد رامول ،المرجع السابق ،ص .118
)(2
أنظر :نموذج عقد البيع ،الملحق رقم .07
)(3
راجع في ذلك ،المسعود رويصات ،المرجع السابق ،ص .104
- 77 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
ومما ينبغي التنويه إليه أنه في األصل أن مدير الترقية والتسيير العقاري ھو المسؤول عـــن
إستالم الدفاتر العقارية ،لكن ھناك تفويض من المديــر الوالئي بــأن يتم إستالم الدفاتر العقاريـــة
مـــن طرف مفتشية أمالك الدولة ،وذلك بموجب المذكرة رقم 07231الصادرة بتاريخ
)(1
.2011/07/06
ثم يقوم محرر العقد لدى مفتشية أمالك الدولة بالتقدم إلى مصلحة مسح األراضي بطلب من
خالل استمارة من نوع ) (CC4باعتبار أن مصلحة المسح تعد بمثابة الھيئة الوحيدة التي يمكنھا إعداد
المستخرج بدقة نظرا للضبط اليومي للوثائق المساحية ،وذلك من أجل الحصول على مستخرج من
النموذج) (PR4bisالخاص بالمناطق الممسوحة والذي يعد بمثابة مطبوعة لونھا وردي تزود بھا
وزارة المالية مصلحة مسح األراضي ،ويعد ھذا المستخرج مستخرجا لمسح األراضي من خالل
جزئه األيمن الذي تتولى مصلحة مسح األراضي مأله ،وكذا مستخرج عقد من خالل جزئه األيسر
الذي يمأل من طرف محرر العقد ،ومؤخرا تم تغيير تسمية المستخرج ) (PR4bisإلى )(CC4bis
،وبعد إيداع الطلب المشار إليه سابقا فإن مصلحة المسح ملزمة بإعداد المستخرج خالل مدة أقصاھا
خمسة عشر يوما ،إستنادا إلى ھذا المستخرج يقوم محرر العقد بتحرير ھذا األخير كما يقوم بتدوين
البيانات الضرورية ضمن الجزء األيسر من المستخرج ،يذكر فيه باختصار مضمون التصرف
القانوني ،ثم يتم إرسال العقد موضوع التصرف القانوني)التنازل( إلى المحافظ العقاري من أجل
شھره مرفقا بالمستخرج والدفتر العقاري ،وذلك تحت طائلة رفض اإليداع.
بعد ما يتأكد المحافظ العقاري من تطابق البيانات الواردة في العقد المودع مع تلك الواردة في
المستخرج يقوم بإشھار العقد ،ويشير إلى ھذا اإلشھار ضمن اإلطار المخصص لذلك بحيث يذكر
)(2
مراجع اإلشھار من تاريخ وحجم ورقم ،ليقوم بعد ذلك بإرسال العقود المشھرة إلى محررھا.
ويتم حين إتمام إجراء الشھر تسليم نسخة من عقد البيع إلى المستفيد المعني ،مع إمضائه على
)(3
وثيقة "اعتراف باستالم العقد".
) (1راجع في ذلك ،المذكرة رقم ،07231المؤرخة في ،2011/07/06الصادرة عن المديرية العامة لألمالك
الوطنية ،وزارة المالية.
) (2راجع في ذلك ،المسعود رويصات ،المرجع السابق ،ص .112-111
) (3أنظر :نموذج وثيقة "اعتراف باستالم العقد" ،الملحق رقم .10
- 78 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
رغم أن المشرع الجزائري مكن الشاغل الشرعي للمحل الذي يقطنه من امتالكه سواء كان
محل سكني أو تجاري أو مھني أو حرفي من خالل التنازل له عنه وفقا للمرسوم التنفيذي رقم
ّ ،269/03إال أن ھذا األخير أي التنازل كان بمجموعة من الضوابط مثل وضع شروط البد من
توافرھا في المستفيد وفي المحل المعني بالتنازل ،إضافة إلى ذلك وضع شرطا يمنع فيه المستفيد من
التنازل من التصرف في المحل المتنازل عنه لمدة عشر سنوات ،وعليه ارتأينا أن نقوم بدراسة ھذا
الشرط وذلك من خالل تحديد مفھوم الشرط المانع من التصرف في المطلب األول ،وتطبيق الشرط
المانع من التصرف في إطار السكنات المستفيدة من إعانات الدولة في المطلب الثاني.
إنّ األصل في المالك أنه يجوز له أن يتصرف في ملكه بجميع أنواع التصرفات ،إذ له أن ينقل
ملكية الشيء الذي يملكه إلى غيره ،بالبيع أو الھبة أو الشركة أو القرض أو غير ذلك من التصرفات
الناقلة للملكية،ونقل الملكية على ھذا الوجه ھو أوسع ضروب التصرف الذي يستطيع المالك أن يقوم
)(1
بھا.
غير أنه يمكن أن يحرم المالك من التصرف في ملكـه ولو مؤقتا بشـــرط مانـــع من
التصــرف ،وھذا األخير نتناوله في ھذا المطلب من خالل التطرق إلى تعريفه في الفرع األول وإلى
شروط صحته في الفرع الثاني انتقاال إلى آثاره في الفرع الثالث ،ثم الوقوف على موقف المشرع
الجزائري منه في الفرع الرابع.
الشرط المانع من التصرف ھو منع المالك من التصرف في ملكه ،كما لو اشترط الواھب على
الموھوب له عدم التصرف في المال الموھوب لمدة معينة (2)،ويقصد به ثبوت الملكية الخاصة للمالك
متمتعا باستعمال الشيء واالنتفاع به والمساس به ماديا دون أن يكون له حق التصرف القانوني فيه
بنقل ملكيته كلھا أو جزء منھا إلى الغير ،حيث تكون الملكية محبوسة على المالك دون إمكان
) (1راجع في ذلك ،عبد الرزاق أحمد السنھوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد حق الملكية ،الجــزء
الثــامـــن ،الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،سنة ،2000ص .501
) (2راجع في ذلك ،أ/علي ھادي لعبيدي ،الحقوق العينية ،الطبعة األولى ،دار الثقــافــة ،عمـــان)األردن( ،2005 ،ص
.42
- 79 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
خروجھا من ذمته آلخر ،ومصدر المنع من التصرف يرجع إلى إرادة الطرفين وھما المشترط
)(1
والمشترط عليه ،على وجه يضع التصرف في المال محل المنع باطال فال تنتقل ملكيته إلى الغير.
بما أن الشرط المانع من التصرف ھو استثناء على األصل المتمثل في حرية المالك في
التصرف في ملكيته ،فإنه لكي يصح ھذا الشرط البد من توافر مجموعة من الشروط تتمثل فيما يلي:
يكون الباعث مشروعا متى كان المراد بالمنع من التصرف حماية مصلحة مشروعة
للمتصرف أو للمتصرف إليه أو للغير.
فالمفروض إذن ،حتى يكون الباعث مشروعا والشرط المانع صحيحا ،أن يكون المتصرف قد
قصد بالشرط المانع الذي ضمنه العقد أو الوصية حماية مصلحة مشروعة له ھو ،أو مصلحة
مشروعة لمن تصرف له أو مصلحة مشروعة ألجنبي أي للغير).(2
ومثال مصلحة مشروعــة للمتصــرف ،أن يكون المتصــرف قد وھب منزال ألحــد مـن
ذويــه ،واشترط لنفسه حق اإلنتفاع أو حق السكنى طول حياته وال يريد أن تكون له عالقة في شأن
حقه ھذا ّإال مع من تصرف له ،فيعمد إلى تضمين ھبته شرطا مانعا من التصرف في المنزل ،حتى
يطمئن إلى أنه في استعمال حق انتفاعه بالمنزل أو حقه في سكناه لن تكون له عالقة إال بالموھوب
له ،إذ يصبح غير جائز لھذا أن يتصرف في المنزل طول حياة الواھب ،أو يبيع العقار بثمن مقسط
لمدة خمس سنوات مثال ويشترط على المشتري عدم جواز التصرف في العقار حتى يوفي جميع
)(3
أقساط الثمن.
وكثيرا ما تتحقق مصلحة مشروعة للمتصرف له مثال إذا وھب شخص أو أوصى آلخــر
بعقار ،ولمّا كان يعرف أن المتبرع له سيئ التدبير ويخشى عليه أن يضيع سفھا العقار المتبرع له
بــه ،فيعمد إلى تضمين تبرعه شرطا بعدم جواز التصرف في ھذا العقار ،وقد يھب المتصرف العقار
لشخص صغير في السن تنقصه الخبرة والتجارب ،فيشترط عليه عدم جواز التصرف في العقار حتى
يصل إلى سن معينة يكون عند بلوغھا قد أنضجته التجارب وحصل على الخبرة الالزمة.
) (1راجع في ذلك ،د /أحمد عبد التواب بھجت ،الوجيز في النظرية العامة للملكية الفردية ،بدون طبعة ،دار النھضة
العربية للنشر ،القاھرة ،2005،2004 ،ص .209
) (2راجع في ذلك ،د /عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع السابق ،ص .509
) (3راجع في ذلك ،د/عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع نفسه ،ص .510
- 80 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
وقد يھب المتصرف العقار لقاصر له ولى يخشى من إسرافه ،فيشترط عليه عدم جواز
)(1
التصرف في العقار حتى يبلغ القاصر سن الرشد فيتسلم العقار.
وقد تكون المصلحة المشروعة خاصة بأجنبي ،فيھب شخص عقارا آلخر ويشترط عليه أن
يرتب إيرادا ألجنبي طول حياته ويشترط في الوقت ذاته ّأال يتصرف في العقار الموھوب مادام
صاحب اإليراد حيا حتى يكفل له ضمانا إليراده كذلك قد يكون لألجنبي حق انتفاع أو حق سكنى في
)(2
العقار الموھوب ،فيشترط الواھب على الموھوب له عدم التصرف في العقار.
وإذا كان الشرط المانع ليس له باعث مشروع ولم تكن ھناك مصلحة مشروعة تراد حمايتھا به
ال للمتصرف وال للمتصرف له وال للغير كان الشرط باطال ،فإذا وھب شخص عقارا آلخر واشترط
عليه عدم التصرف فيه ليمنعه من القيام بمشروع علمي أو بعمل من أعمال الخير يعلم الواھب أن
الموھوب له يحرص على تحقيقه ،وقد يبيع العقار الموھوب في سبيل ذلك.
كان الباعث ھنا غير مشروع ،فھو اليحقق مصلحة مشروعة ال للواھب وال للموھوب له وال
للغير ومن ثم يكون الشرط باطال والمفروض أن للشرط المانع باعثا مشروعا إلى أن يثبت المتصرف
)(3
له أن الباعث غير مشروع.
إن القضاء الفرنسي والمصري استقرا على عدم صحة شرط المنع من التصرف إال إذا كان
المنع مؤقتا ولمدة معقولة ،أما إذا كان المنع مؤبدا فإن الشرط باطل بطالنا مطلقا ومخالفا للنظام
العــام ،ذلك أنه ال يجوز أن تكون مدة المنع طويلة إلى حد أن تكون غير معقولة) ،(4وھذا يعني أنه
لكي يكون الشرط المانع صحيحا ،يجب ّأال يكون مانعا من التصرف منعا دائما ،إذ تخرج العين بھذا
المنع من دائرة التعامل بتاتا ،وھذا أمر مخالف للنظام العام ،وال يجوز ّإال بنص قانوني كما ھي الحال
في الوقف،ومن ثم يكون الشرط المانع منعا دائما شرطا باطال ،يلغي ويبقي التصرف الذي تضمن
الشرط مالم يكن الشرط ھو الدافع إلى التصرف فيبطل كل من الشرط والتصرف ،ويشترط إذن
لصحة الشرط المانع أن يكون المنع مؤقتا ولمدة معقولة،فإذا طالت مدة المنع وأصبحت بالنسبة إلى
) (1راجع في ذلك ،د/عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع السابق ،ص .511
) (2راجع في ذلك ،د/عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع نفسه ،ص .512
) (3راجع في ذلك ،د /عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع نفسه ،ص .513-512
) (4راجع في ذلك ،سميحة خوادجية ،المرجع السابق ،ص .109
- 81 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
ظروف القضية ومالبساتھا مدة غير معقولة ،فإن المنع المؤقت يكون في ھذه الحالة في حكم المنع
)(1
الدائم ومن ثم يكون الشرط المانع باطال بالرغم من توقيته.
إذا قام الشرط المانع صحيحا أي كان الباعث مشروعا ولمدة معقولة ترتب على ذلك ما يلي:
أوال :أن يمتنع التصرف في العين المتبرع بھا طول المدة التي حددت في الشرط المانع ،فال يجوز
للمتصرف له أن يتصرف في العين بأي نوع من أنواع التصرف ،ال يجوز له أن يبيع العين أو أن
يھبھا أو أن يقدمھا حصة في شركة أو أن يقرر عليھا حق انتفاع أو حق ارتفاق أو أن يرھنھا رھنا
رسميا أو حيازة ،ولكن يجوز للمتصرف له أن يوصي بالعين ،فإن اإليصاء ولو أنه تصرف ّإال أنه
تصرف لما بعد الموت ،والمقصود عدم التصرف في حال الحياة ،وذلك ما لم يكن الغرض الذي يراد
تحقيقه من شرط المنع يقتضي منع الوصية ،كما إذا قصد المتصرف من الشرط المانع أن تؤول العين
بعد موت المتصرف له إلى ورثة ھذا األخير.
ثانيا :متى كانت العين غير قابلة للتصرف فيھا بحكم الشرط المانع أصبحت أيضا غير قابلة للحجز
عليھا ،فإن المنع من التصرف يقتضي المنع من الحجز ،ولو أن الحجز كان جائزا ألمكن التحايل
على شرط المنع من التصرف بأن يقترض المالك ماال ويدع الدائن يحجز على العين ويقتضي حقه
)(2
منھا ،فيكون المالك قد تصرف في العين على ھذا النحو بطريق غير مباشر.
ثالثا :حتى يكون الشرط المانع في العقار نافذا في حق الغير وجب تسجيله وشھره بالمحافظة العقارية
فإذا سجل الشرط في السجل العقاري امتنع على الغير أن يكتسب حقا عينيا على العقار المثقل بھذا
القيد ،أما إذا انتقل العقار للغير قبل شھره بالمحافظة العقارية يكون تملك الغير صحيح) ،(3ويقع عادة
ھذا التسجيل ضمن تسجيل التصرف األصلي الذي نقل العين مثقلة بھذا الشرط ،فيذكر في تسجيل
)(4
التصرف األصلي ما ورد في التصرف من نصوص متعلقة بالشرط المانع.
إن المشرع الجزائري أغفل النص في القانون المدني على الشرط المانع من التصرف ،وبداية
اعتقدنا أنه سار على موقف الفقه اإلسالمي الذي يرفض الشرط المانع وال يقر به ،إال أن المادة 104
)(1
راجع في ذلك ،د /عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع السابق ،ص .518-517
)(2
راجع في ذلك ،د /عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع نفسه ،ص .519
)(3
راجع في ذلك ،سميحة خوادجية ،المرجع السابق ،ص .109
)(4
راجع في ذلك ،د /عبد الرزاق أحمد السنھوري ،المرجع السابق ،ص .519
- 82 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
من المرسوم رقم 63/76السابق الذكر نصت على ما يلي":يحقق المحافظ بأن البطاقة غير مؤشر
عليھا بأي سبب يقيد حرية التصرف في الحق من قبل صاحبه األخير" ،وھو ما يدل على أن
المشرع الجزائري أخذ بالشرط المانع من التصرف ،لذلك وجب تنظيم نصوص قانونية لتحديد شروط
)(1
المنع من التصرف وجزاء مخالفته حتى ال تحبس األمالك العقارية عن التداول.
إن المشرع الجزائري قيد حق المشتري باكتساب المحل الذي يشغله عن طريق التنازل بعدم
التصرف فيه لمدة معينة من خالل تدوين ھذا الشرط في "عقد البيع" ،وھذا طبقا للمادة 57من
القانون 12/07المتضمن قانون المالية لسنة 2008التي فرضت المنع من التصرف في السكنات
المستفيدة من إعانات الدولة لمدة عشر سنوات ،وتعتبر السكنات التي كانت محل تنازل في إطار
المرسوم رقم 269/03من بين السكنات المستفيدة من إعانة الدولة ،لھذا سنتطرق في الفرع األول
إلى تعريف السكنات المستفيدة من إعانات الدولة ،وفي الفرع الثاني إلى أنواع السكنات المستفيدة من
إعانات الدولة ،وفي الفرع الثالث إلى تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية
بالتنازل.
إن السكنات المستفيدة من إعانات الدولة عرفتھا المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم
196/08على أنھا كل محل ذي إستعمال سكني استفاد من إعانة الكتساب الملكية ،ال سيما المساكن
)(2
االجتماعية التساھمية والمساكن المنجزة في إطار البيع باإليجار والسكن الريفي المدعم.
وتأخذ اإلعانات أو المساعدات المالية التي تقدمھا الدولة لألفراد من أجل الحيازة على
السكنات شكلين :
-إعانة مالية مباشرة ،أي أنھا تقدم لغرض الحيازة على سكن حيث أنھا تقدر على أساس نسبة
من مبلغ شراء المسكن وتقدم للفرد المعني بعملية الشراء ،وما عليه ّإال أن يكمل ما تب ّقى من المبلغ
للحصول على ملكية المسكن ،ففي الجزائر مثال نجد ھيئة تابعة للدولة متخصصة في منح ھذا النوع
من اإلعانات )أي اإلعانات المباشرة( والمتمثلة في" :الصندوق الوطني للسكن "CNLالذي يقدم
إعانات مالية للفرد بغرض شراء مسكن معين وذلك وفق شروط موضوعة مسبقا )كقيمة دخل
الفــرد ،نوع المسكن...إلخ(.
-إعانة مالية غير مباشرة ،أي أن اإلعانة ليست موجھـــة بصفة مباشرة من أجل الحيازة على
السكن ،كالحالة األولى بل ھي موجھة لألفراد ذوي الدخل الضعيف ،وذلك من أجل الرفع من
قدراتھــا الشرائية ،ومن شأن ھؤالء أن يخصصوا ھذه اإلعانة من أجل الحيازة على سكنات بصفة
)(1
الملكيـــة أو الكراء.
ولإلشارة فإن المستفيدين من إعانات الصندوق الوطني للسكن بإمكانھم أيضا اإلستفادة من
إعانات مالية غير مباشرة حيث نصت المادة 05من الرسوم التنفيذي رقم 308/94على أنه ال
يكون الدعم المالي للصندوق المالي للسكن مانعا ألشكال أخرى من المساعدات المالية لصالح
المستفيدين والسيما تلك التي تمنحھا:
-الجماعات المحلية.
-صناديق الخدمات االجتماعية .
)(2
-ھيئات الضمان االجتماعي.
طبقا للمادة 05من المرسوم التنفيذي رقم ،196/08فإن السكنات المستفيدة من إعانات من
الدولة ،تتمثل في السكنات االجتماعية التساھمية ،السكنات المنجزة في إطار البيع باإليجار ،السكنات
الريفية المدعمة.
حسب نص المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 42/98المحدد لشروط الحصول على
المساكن العمومية اإليجارية ذات الطابع االجتماعية ،يقصد بالسكن االجتماعي اإليجاري كل سكن
ممول من أموال الخزينة العمومية أو من ميزانية الدولة ،وحسب نص المادة 09من القرار الوزاري
المشترك المؤرخ في 1993/06/22فإنه يعد مسكنا يحظى بالدعم من الخزينة العمومية كل مسكن
) (1راجع في ذلك ،صالح الدين عمراوي ،السياسة السكنية في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير ،كلية
العلوم االجتماعية واإلسالمية ،باتنة ،سنة ،2009ص .23-22
) (2أنظر :المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم ،308/94المؤرخ في 04أكتوبر ،1994المحدد لقواعد تدخل
الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم المالي لألسر ،الجريدة الرسمية ،العدد ،06المؤرخة في 16أكتوبر .1994
- 84 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
مخصص لالمتالك أو اإليجار وتدخل في تمويله إعانة أو تخصيص في نسب الفائدة التي تمنحھا
مباشرة الخزينة أو بصورة غير مباشرة عن طريق مؤسسات مالية مخصصة لھذا الغرض السيما
)(1
الصندوق الوطني للسكن.
ووفقا للمادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 196/08السالف الذكر ،يقصد بالسكنات
واإلجتماعية المحالت ذات اإلستعمال السكني الممولة من طرف الدولة والتي تم التنازل عنھا لفائدة
)(2
شاغليھا الشرعيين في إطار المرسوم التنفيذي رقم .269/03
نظرا للنقص المالحظ في المساكن الموجھة للتأجير الممولة عن طريق موارد الدولة ،أنشأت
صيغة جديدة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 308/94المؤرخ في ،1994/10/04بھدف تدعيم
الفئة التي يكون دخلھا متوسط يتراوح ما بين 12ألف إلى 40ألف دج ،وبدون دعم ال تستطيع
الحصول على سكن ،ويتمثل الدعم في مساعدات مالية على حساب ميزانية الدولة موكلة إلى وزارة
السكن والعمران ،تمنح للصندوق الوطني للسكن بھدف ضمان تسييرھا ،مع اإلشارة إلى أن ھذه
المساعدات ال تعوض ،كما أنھا متغيرة باستخدام مؤشر الدخل لتكون مكملة للموارد المالية الخاصة
بالمستفيد ،باإلضافة إلى القرض البنكي ،حيث تحول في أجل اليتعدى ستة أشھرمن تاريخ الحصول
على الموافقة.
ھذه الصيغة الجديدة المتعلقة بحيازة السكن بمساحة تتراوح بين 50م 2و70م 2لم تتحرك بشكل
كبير إال بعد المراجعة التي تمت في نوفمبر 2000بموجب القرار الوزاري المؤرخ في
،1998/03/15ومن أجل تحريك ودفع صيغة السكن االجتماعية التساھمي ،ونظرا لالرتفاع في
تكاليف إنشاء السكن ،تم إدخال مجموعة من التعديالت بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في
2002/04/09الذي أتى بمجموعة من التغييرات المتعلقة بمنح المساعدات تمثلت في:
-رفع عتبة مستوى مدا خيل المستفيدين من ھذه المساعدة إلى 50.000دج.
-رفع قيمة المساعدات إلى 500.000د ج.
-ارتفاع مستوى تكاليف الحصول على سكن إلى حد أقصى يقدر ب 2.000.000دج.
-إنشاء وتوضيح القواعد التي يتم بموجبھا توزيع المساعدات المالية لصالح الجماعات المحلية
والمؤسسات والھيئات المختصة والمتعھدين العقاريين ،ليتم بعد ذلك إصدار التعليمة الوزارية رقم 23
تعرف صيغة البيع باإليجار وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 105/01المؤرخ في 2001/04/23
المحدد لشروط شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية في إطار البيع باإليجار وكيفيات ذلك ،المعدل
والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ،35/03على أنھا طريقة للحصول على المسكن مع خيار مسبق
المتالكه في أجل محدد بفترة التأجير المبينة في العقد حيث يمنح ھذا النوع من المساكن ألصحاب
المداخيل المتوسطة الذين ال يملكون سكنا ولم يحصلوا على مساعدات مالية من الدولة ،وتقدر
المساھمة الشخصية لمن يرغب في االستفادة من مسكن حسب ھذه الصيغة بـ % 25تقسم كما يلي:
% 10 -عند إبرام العقد.
% 5 -عند إستالم المفاتيح.
% 5 -بعد مرور سنة على إستالم المفاتيح .
% 5 -بعد مرور سنتين على التسليم.
أمّا %75المتبقية فتمول عن طريق قروض مقدمة من طرف الدولة بوساطة CNLعلى
دفعات تتماشى ومراحل التقدم في اإلنجاز ،وتكون الدفعات شھرية تسدد لمدة 20سنة ،بحيث ال
يتعدى عمر المستفيد في آخر دفعة 65سنة ،وبدون فوائد مع إمكانية الدفع المسبق ،وتحدد عمولة
CNLبقيمة % 5من قيمة التسديدات .
) (1راجع في ذلك ،ابتسام طوبال ،تقييم مساھمة البنوك التجارية في تمويل السكن ،مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير
في العلوم االقتصادية ،جامعة قسنطينة ،سنة ،2005-2004ص .42-41
- 86 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
وتقوم وكالة تطوير وترقية السكن العائلي (1)AADLباعتبارھا المتعھد العقاري المسؤول عن
تسيير المشاريع الخاصة بعمليات البيع التأجيري مقابل عمولة تتراوح ما بين %2إلى %3من قيمة
التسديدات ،وبجمع طلبات الحصول على سكن وتوجيه المساكن وتغطية التسديدات ،وبالموازاة مع
التنظيمات المتعلقة بعمليات البيع التأجيري ،تأخذ المساكن شكلين ھما ،F3المساحة المخصصة
لإلقامة 70م 2و ،F4المساحة المخصصة لإلقامة 85م ،2التي تحدد تكلفتھا النھائية عن طريق وزارة
السكن والعمران حيث تضم تكلفة األراضي والدراسات وتكاليف المتعھدين العقاريين وكل ما يتعلق
)(2
بعملية إنجاز المشاريع.
أدت األوضاع التي شھدتھا الجزائر خالل العشرية السوداء إلى النزوح الريفي نحو المدن ،مما
دفع بالدولة إلى تبني إستراتيجية تشجيع االستقرار في المناطق الريفية من أجل خدمة االقتصاد وذلك
عن طريق تقديم إعانات مالية لألشخاص المقيمين بالريف الجزائري لمساعدتھـــم في إنجاز
السكنات ،وعلى الرغم من إعادة النظر في ھذا الدعم وذلك بالرفع منه نجد أن قيمة ھذه اإلعانة
)(3
التكفي كمساعدة إلتمام إنجاز مساكن خاصة مع ارتفاع أسعار مواد البناء.
الفرع الثالث :تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية بالتنازل
تنص المادة 57من القانون 12-07المتضمن قانون المالية لسنة 2008أن السكنات
االجتماعية الممولة من طرف الدولة والمتنازل عنھا لفائدة شاغليھا طبقا للتشريع المعمول وكذا
السكنات المستفيدة من اإلعانات العمومية في إطار التدابير المتعلقة بالمساعدة المقدمة من طرف
الدولة المستفيدة من أجل التمليك ال يمكن التنازل عنھا من طرف مالكيھا خالل مدة يجب أن ال تقل
)(4
عن 10سنوات ،باستثناء حالة وفاة المالك وضرورة توزيع التركة.
) (1الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره AADLأنشأت سنة ،1991بموجب المرســـوم التنفيــذي رقــم
،148/91المؤرخ في 12ماي ،1991في شكل مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،تعمل تحت وصاية
وزارة السكن ،تقوم بتأطير العمليات العقارية الموجھة للسكن.
) (2راجع في ذلك ،ابتسام طوبال ،المرجع السابق ،ص .43-42
) (3راجع في ذلك ،صالح الدين عمراوي ،المرجع السابق ،ص.110
) (4أنظر :المادة 57من القانون ،12-07المؤرخ في 30ديسمبــر ،2007المتضمن قانــون الماليـــة لسنـــة
،2008الجريدة الرسمية ،العدد ، 82المؤرخة في 31ديسمبر .2007
- 87 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
من خالل المادة نجد أن المشرع قد منع المستفيدين من السكنات االجتماعية الممولة من طرف
الدولة والتي تم التنازل عنھا في أطار المرسوم 269/03من التصرف فيھا أي من التنازل عنھا بعد
أن يصبح شاغلھا الشرعي مالكا لھا بموجب عقد البيع لمدة عشر سنوات باستثناء حالة وفاة المالك
التي تؤدي إلى توزيع التركة على الورثة والموصى لھم إن وجدوا.
ولقد نصت المادة 06من المرسوم التنفيذي 196/08السالف الذكر على أنه" :يجب أن
تتضمن العقود التوثيقية التي تعد بعد تاريخ 31ديسمبر 2007والتي تخص التنازل عن السكنات
التي تدخل ضمن إحدى الفئات المنصوص عليھا في المادة 05أعاله بندا بعدم إعادة التنازل لمدة
)(1
عشر ) (10سنوات مھما كان تاريخ التمديد الكلي أو الجزئي لسعر التنازل".
وھذا يعني أن المساكن االجتماعية المعنية بھذا التدبير ،ھي تلك الممولة من طرف الدولة
والتي تم التنازل عنھا لفائدة شاغليھا الشرعيين في إ طار المرسوم التنفيذي رقم 269/03السالف
الذكر ،والتي لم يتم تسديد سعرھا الجزئي أو الكلي لغاية 31ديسمبر ،2007في ھذا الشأن يجب أن
تتضمن العقود اإلدارية التي تعدھا مصالح أمالك الدولة بند عدم إعادة التنازل لمدة 10سنوات ،تبعا
لذلك فإن المترشحين لالكتساب الذين قاموا بتسديد سعر التنازل جزئيا أول كليا قبل 01جانفي
2008وتم إعداد عقد الملكية بعد ھذا التاريخ ،فإنھم غير معنيين بھذا التدبير المتضمن عدم إعادة
التنازل ،ويجب أن ال تتضمن العقود اإلدارية المعنية ھذا البند.
أما فيما يخص السكنات األخرى ذات الطابع االجتماعي التي استفادت من إعانات عمومية
سيما المساكن االجتماعية التساھمية،المساكن المنجزة في إطار البيع باإليجار والسكن الريفي المدعم
والتي تم التنازل عنھا بموجب مختلف األجھزة التشريعية والتنظيمية الخاصة بھا ،فيجب أن تتضمن
العقود التوثيقية التي تعد بعد تاريخ 31ديسمبر 2007بند عدم إعادة التنازل لمدة 10سنوات مھما
كان تاريخ الدفع الكلي أو الجزئي لسعر التنازل .
)(1
أنظر :المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم ،196-08المرجع السابق.
- 88 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
وينبغي التنويه أن المساكن المتنازل عنھا ،على سبيل التسوية في إطار القانون رقم 01/81
المؤرخ 07فيفري 1981الملغى غير معنية بتدبير عدم إعادة التنازل وبالتالي يمكن لمالكھا
)(1
التصرف فيھا بكل حرية.
والمالحظ أنه في الحياة العملية تحصل بعض المواطنين على عقود ملكية مشھرة دون أن
تتضمن ھذه العقود بند عدم قابلية إعادة التنازل لمدة عشر) (10سنوات كما ھو منصوص عليه في
قانون المالية لسنة ) 2008المادة (57وتعود ھذه الوضعية إلى عدم صدور المرسوم التنفيذي رقم
196/08السالف الذكر المتخذ تطبيقا لنص المادة 57من قانون المالية لسنة 2008السالف الذكر،
أثناء إعداد ھذه العقود.
فقام بعض مديري أمالك الدولة برفض تسليم رفع اليد للمواطنيــن الذين قاموا بالتسديــد
الكــلــي للمبلغ المتبقي بسبب أنه كان من المفروض أن تتضمن ھذه العقود بند عدم قابلية إعادة
التنـــازل ،محاولين بذلك تعديل العقود المعنية بإدراج ھذا البند ومن جھة أخرى قام بعض المحافظين
العقاريين برفض شھر العقود الموثقة لبعض المواطنين الذين دفعوا المبلغ الكلي واكتسبوا نھائيا ھذه
األمالك بسبب أنه كان من المفروض إدخال بند عدم قابلية إعادة التنازل في العقود اإلدارية األصلية
إذا كانت محل معامالت عقارية .
وفي ھذا الصدد صدرت تعليمة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية مفادھا أنه ال يمكن إلغــاء
أو تعديل عقد مشھر إال عن طريق القضاء ،وبالتالي فإنه يتعين إستبعاد أي تعديل ويمكن تسليم
شھادات رفع اليد بعد التسديد الكلي لسعر التنازل ،ويتعين على المحافظين العقاريين من جھتھم القيام
حسب اإلجراءات العادية بشھر العقود الموثقة كما ينبغي عدم التذرع بعدم إعادة التنازل ،مادام أن
)(2
ھذا البند ال يوجد في العقد اإلداري المشھر.
ومما تجدر اإلشارة إليه أن الحكومة الجزائرية حددت شروطا جديدة لقابلية التنازل عن
السكنات االجتماعية والسكنات المستفيدة من إعانة الدولة في إطار حماية الحظيرة العقارية ووضع
حد لعمليات المضاربة المحتملة ،بحيث تم إصدار منشور وزاري مشترك و َّقع عليه كل من وزير
المالية والسكن ،المتضمن عدم قابلية التنازل عن السكنات االجتماعية والسكنات المستفيدة من إعانات
الدولة بتاريخ 24فيفري 2013تضمن قرار إلغاء طابع عدم قابلية التنازل بموجب المادة 22من
) (1راجع في ذلك ،التعليمة رقم 9090المؤرخة في 07أكتوبر ، 2008الصادرة عن المديرية العامة لألمالك
الوطنية ،وزارة المالية.
) (2راجع في ذلك ،التعليمة رقم ،08599المؤرخة في 29جوان ،2009الصادرة عن المديرية العامة لألمالك
الوطنية ،وزارة المالية.
- 89 -
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
قانون المالية التكميلي لسنة ،2012إذ تقرر بالنسبة للسكنات االجتماعية المنجزة بمساھمة من الدولة
عدم قابلية التنازل عنھا لمدة عشر ) (10سنوات ،يبدأ سريان مدة عدم التنازل من تاريخ إعداد العقد
اإلداري من طرف مصالح أمالك الدولة ،وھو الشأن ذاته بالنسبة لسكنات البيع باإليجار المنجزة من
طرف الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره وصندوق التوفير واالحتياط ،إذ تخضع كذلك لعدم
قابلية التنازل لمدة عشر ) (10سنوات ابتداء من تاريخ إعداد العقد التوثيقي وبخصوص السكنات
المستفيدة من إعانات الدولة سواء تعلق األمر بالسكن الترقوي المدعم أو السكن الريفي فإنھا تخضع
)(1
لعدم قابلية التنازل لمدة خمس) (05سنوات.
) (1راجع في ذلك ،دليلة بلخير" ،ھذه الشروط الجديدة لبيع سكنات الدولة" ،مقال منشور بجريدة الشروق ،المؤرخة في
14مارس ،2013العدد ،3954ص.03
- 90 -
خاتمة
خاتمة:
ختاما لما تم الحديث عنه حول التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية
والتسيير العقاري في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03ومن خالل ما تم دراسته حول ھذا
الموضوع ،تم التوصل إلى أن التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03يتميز بخصائص
قانونية ميزته عن باقي اإلجراءات ،رغم أن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى مفھوم التنازل من
خالل كل النصوص القانونية التي نظمته سابقا والحقا إال أننا حاولنا من خالل إستقراء بعض المواد
القانونية التوصل بالتقريب إلى تعريف التنازل وتحديد طبيعته ،على أساس أنه نوع من أنواع البيع
بالتراضي المقررة للدولة وجماعاتھا المحلية بشأن أمالكھا العقارية الخاصة لصالح الخواص في
حاالت حددھا القانون ،بحيث أن القاعدة العامة تقضي بأنه يكون البيع عن طريق المزاد العلني ،لكن
استثناءا يمكن البيع بالتراضي استنادا لرخصة من الوزير المكلف بالمالية ،وبثمن ال يقل عن قيمتھا
التجارية ،وھذا األخير أي البيع بالتراضي يكون وفقا ألحكام عامة وخاصة.
وعلى ضوء اعتبار التنازل بيع بالتراضي لألمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية
والتسيير العقاري لفائدة شاغليھا الشرعيين وبثمن ال يقل عن قيمتھا التجارية ،تم التطرق إلى
خصائصه وأركانه مقارنة بخصائص وأركان عقد البيع بوجه عام.
وفيما يخص إجراءات التنازل فإن الھيئات المكلفة بھا تتمثل في الدائرة ممثلة في لجنة الدائرة
والتي تقوم بدراسة طلبات التنازل والرد على أصحابھا سواء بالقبول أو الرفض ،اللجنة الوالئية
لدراسة الطعون المقدمة من طرف أصحاب الملفات المرفوضة ،مديرية أمالك الدولة والتي تقام على
مستواھا عملية تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل وذلك بإخضاعه لعملية التسجيل والشھر حتى
يكون حجة في مواجھة الغير.
-1المالحظ من خالل المادة 10من المرسوم التنفيذي رقم 269/03أن المشرع الجزائري منع
أصحاب المحالت التجارية والمھنية والحرفية من الحصول على االمتيازات المالية الممنوحة
ألصحاب المحالت ذات الطابع السكني ولم يذكر األساس لھذا المنع.
-2فيما يخص مسألة وفاة المترشح قبل االكتساب فإن المشرع الجزائري منح الحق لورثته بالترشح
الكتساب المحل مع إمكانية خصم مبالغ اإليجار المدفوعة من طرف المستفيد المتوفي لكن يتم ذلك
بعد إحضار شھادة تثبت عدم استفادة المستفيد من إعانة من طرف الدولة ،وھنا توجد المشكلة التي
- 92 -
خاتمة
تواجه الورثة ،بحيث أن ھذه الشھادة ال تسلم ّإال لصاحب المحل ،وبالتالي فإنه في حالة لم تتوفر ھذه
الشھادة لي الورثة فإنھم ال يستفيدون من التخفيضات .
-3المشرع الجزائري سمح من خالل عملية التنازل للمستفيدين أصحاب المحالت باكتسابھا لكنه قيد
ھذا الحق بعدم التصرف في المحل المتنازل عنه وذلك من خالل نصه في المادة 06من المرسوم
التنفيذي رقم 196/08على أن يدرج في العقود اإلدارية المتعلقة بالتنازل بندا بعدم التنازل لمدة
عشر) (10سنوات ،لكن ماذا يقصد المشرع من عبارة عدم التنازل وفي أي نوع يمكن أن نصنف
التنازل من أنواع التصرفات التي يمكن أن ترد على المحالت المتنازل عنھا ،وھل يقصد المشرع
بعدم التنازل عدم البيع؟ أم ماذا؟.
ومن خالل ما سبق ذكره وما توصلنا إليه من نتائج ،وتفاديا للنقائص ،يمكن إقتراح بعض
التوصيات منھا:
-1حري بالمشرع الجزائري تنظيم نصوصا قانونية كفيلة بأن تحدد مفھوم التنازل وتوضح طبيعة
ھذا اإلجراء ،حتى يتمكن األفراد من معرفة طبيعة ھذا التصرف الذي سيقدمون عليه.
-2فيما يخص مسألة استفادة ورثة المستفيد المتوفي من التخفيضات المقررة لمبالغ اإليجار فإنه
يجب التكفل بھذه الحالة ألن ھذا يعتبر إجحافا في بعض األحيان في حق الورثة خاصة إذا كان
المتوفي ترك زوجة وأوالدا صغارا ال حيلة لھم .
-3باإلضافة إلى النظر في قضية عدم التنازل عن المحالت المكتسبة لمدة 10سنوات ألن ھذا األمر
يمس بحرية األفراد في التصرف في ممتلكاتھم المكفولة بموجب الدستور ،حتى ولو كان المشرع
يھـدف مـن ھذا القيد وضع حد لعمليات المضاربة المحتملة وحماية الحظيرة العقارية .
-4ضرورة العمل على تأسيس اللجان الوالئية المكلفة بدراسة الطعون ألنه وحسب بعض المصادر
فإن ھناك في بعض الواليات وعلى الصعيد العملي لم تنصب ھذه اللجان إلى حد اآلن.
-5تفعيل عملية المسح ،ألنه قد لـوحظ وخـالل القيام بتـحرير العـقود المتـضمـنة عملية التنازل
وأثناء القيام بعمليات المسح ،أدى ھذا إلى التوقف عن التحرير إالّ بعد استكمال عمليات المسح.
-6القيام بحمالت تحسيسية وتوعوية بشأن التنازل ،من أجل أن يتمكن المواطنين من معرفة ھذا
اإلجراء الذي يساعدھم على اكتساب المحل الذي يقطنونه ولألبد.
وما يجب التنويه إليه أنه تم تمديد عملية التنازل التي تم توقيفھا في سنة 2010إلى غاية
ديسمبر ،2015وذلك بموجب المرسوم التنفيذي رقم 153/13المؤرخ في 15أفريل 2013المعدل
للمرسوم التنفيذي رقم ، 269/03حيث تمت إعادة دراسة تكلفة التنازل ،إذ تم تخفيض السعر
- 93 -
خاتمة
المرجعي من 14000دج إلى 12000دج للمتر المربع للمحل ،خاصة وأن السعر السابق لم يلق
استجابة من قبل الشاغلين الشرعيين ،وذلك راجع النخفاض قدرتھم الشرائية ،إذ لم يتجاوز المقبلون
على االستفادة من العملية أكثر من %32من مجمل 830ألف مسكن ،كما أوضحت دراسات أخرى
أن ما نسبته %65من يرفض تسديد مبلغ الكراء منذ عدة سنوات ،حيث تأكد أن %35من أصل
830ألف مسكن من يسددون مستحقاتھم المالية .
ويمكن إعادة ھذا الفشل في سير عملية التنازل إلى أن معظم الشاغلين الشرعيين باعوا
محالتھم في إطار غير شرعي ألناس محتاجين فعال للسكن بعقود عرفية مرة أو مرتين أو ثالث
فھناك من باعوھا بمبالغ خيالية ألناس ھم في حاجة إليھا ،واآلن يستغلون الظرف ويشترونھا بدون
علم الذين باعوھا لھم ،وھنا بطرق احتيالية ،لھذا يجب على الھيئات المختصة النظر إلى ھذه المشكلة
والتحقق من الشاغلين لھذه المحالت ،وذلك بفرض رقابة صارمة.
وفي األخير يمكن القول أن التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
كان الھدف منه امتصاص مشكلة السكن وذلك من خالل تكريس ملكية المحالت المتنازل عنھا لفائدة
أصحابھا ،باإلضافة إلى تدعيم خزينة الدولة وھذا طبعا لتمويل إنجاز المشاريع السكنية وھذا طبقا
للمادة 65من القانون المؤرخ في 28ديسمبر 2003المتضمن قانون المالية لسنة 2004التي
تنص على أن عائدات التنازل عن األمالك العقارية ذات اإلستعمال السكني أو المھني أو التجاري أو
الحرفي تصب في حساب خزينة الدولة .
لكن من الناحية العملية فإن ھذا المشروع )التنازل( باء بالفشل نتيجة ألسباب عديدة وھذا ما
جعل المشرع يعمل ككل مرة على التمديد بالعمل بھذا المرسوم التنفيذي رقم 269/03مع تخفيض
السعر المرجعي للعقار ،رغم أن األسباب التي أدت إلى فشله مازالت قائمة.
- 94 -
ملحق رقم 01
ملحق رقم 02
ملحق رقم 03
ملحق رقم 04
ملحق رقم 05
ملحق رقم 06
ملحق رقم 07
ملحق رقم 08
ملحق رقم 09
ملحق رقم 10
قائمة المراجع
أوال :الكتب.
-1الدكتور عبد الرزاق أحمد السنھوري ،الوسيط في شرح القانــون المدنــي الجديــد حـــق
الملكيـــة ،الجــزء الثــامـــن ،الطبعة الثالثة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،سنة .2000
-2الدكتور خالد رامول ،المحافظة العقارية كآلية للحفظ العقاري في التشريع الجزائري ،بدون
طبعة ،قصر الكتاب ،البليدة ،سنة .2001
-3األستاذ مجيد خلفوني ،نظام الشھر العقاري في الجزائر ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال
التربويـة ،الجزائر ،سنة .2003
-4األستاذ حمدي باشا عمر ،نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت واحدث األحكام ،بدون
طبعة ،دار ھومة للطباعة والنشر ،الجزائر.2004 ،
-5المديرية العامة لألمالك الوطنية ،مجموعة النصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بالتنازل عن
األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري ،وزارة المالية ،طبعة جوان
.2004
-6األستاذ عمر يحياوي ،الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحليــة ،دار
ھومــة ،الجزائر ،طبعة .2004
-7الدكتور أحمد عبد التواب بھجت ،الوجيز في النظرية العامة للملكية الفردية ،بدون طبعة ،دار
النھضة العربية للنشر ،القاھرة.2005 ،2004 ،
-8الدكتور خالد رامول ،األستاذة آسيا دوة ،اإلطار القانوني والتنظيمي لتسجيـــل العقــارات في
التشريــع الجزائري ،بدون طبعة ،دار ھومة للنشر والتوزيع ،الجزائر.2005 ،
-9األستاذ علي ھادي لعبيدي ،الحقوق العينيــة ،الطبعـــة األولــى ،دار الثقــافــة ،عمــــــان
)األردن(.2005 ،
-10األستاذ جمال بوشنافة ،شھر التصرفات العقارية في التشريع الجزائري ،طبعة ،2006دار
الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر.
-11األستاذ عبد المجيد زعالني ،المدخل لدراسة القانـون ،النظريــة العامــة للحــق ،الطبعــة
الثانيــة ،دار ھومــة ،الجزائر.2009 ،
-12األستاذ عمــر حمدي باشا ،األستاذة ليلى زروقي ،المنازعات العقـــارية ،الطبعــــة الثالثــة
عشرة ،دار ھومـــة ،الجزائر..2011 ،
-13الدكتور علي فياللي ،نظرية الحق ،بدون طبعة ،موفم للنشر ،الجزائر ،سنة .2011
-1إبتسام طوبال ،تقييم مساھمة البنوك التجارية في تمويل السكن ،مذكرة تخرج لنيل شھادة
الماجستير في العلوم اإلقتصادية ،جامعة قسنطينة ،سنة .2005-2004
-2يوسف حفصي ،بيع األمالك العقارية الخاصة التابعة للدولة في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة
ماجستير ،جامعة سعد دحلب البليدة ،سنة .2005
-3صورية حافظ ،النظام القانوني لإليجار في السكنات االجتماعية ،مذكرة التخرج لنيل شھادة
المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة الخامسة عشر.2007-2004 ،
-4إلھام بعبع ،حماية الملكية العقارية ،مذكرة لنيل شھادة الماجستير في الحقوق ،جامعة قسنطينة،
كلية الحقوق ،منتوري.2007 ،
-5سامية براھامي ،إثبات بيع العقار المملوك ملكية خاصة في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل
الماجستير في القانون الخاص ،فرع القانون العقاري ،جامعة قسنطينة ،سنة .2008-2007
-6سميحة خوادجية ،قيود الملكية العقارية الخاصة ،مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة
.2008/2007
-7كريمة فردي ،الشھر العقاري في التشريـع الجزائـــري ،مذكرة تخرج لنيل شھـــادة
الماجستيــــر ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة .2008-2007
-8المسعود رويصات ،نظام السجل العقاري في التشريع الجزائري ،مذكرة التخرج لنيل شھادة
الماجستير ،تخصص قانون عقاري ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،سنة .2009/2008
-9صالح الدين عمراوي ،السياسة السكنية في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير ،كلية
العلوم اإلجتماعية واإلسالمية ،باتنة ،سنة .2009
-10آسيا حميدوش" ،طرق اكتساب الملكية العقارية الخاصة للدولة على ضوء قانون األمالك
الوطنية رقم ،"30/90مذكرة تخرج لنيل شھادة الماجستير في الحقوق ،قسم القانون الخاص ،فرع
القانون العقاري ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة .2010-2009
-11حازم عزوي ،آليات تطھير الملكية العقارية الخاصة في القانون الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل
شھادة الماجستير تخصص قانون عقاري ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،سنة .2010/2009
-12عبد الغني بوزيتون ،المسح العقاري في تثبيت الملكية العقارية في التشريع الجزائري ،مذكرة
تخرج لنيل شھادة الماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة ،سنة .2010/2009
أ -األوامر.
-1األمــر رقم 91-70المؤرخ في 1970/12/25المتضمن تنظيــم التوثيـق ،الجريــدة
الرسميـ،ـة ،العدد ،07المؤرخة في ،1970/12/25الملغى بموجب القانون رقم.27/88
-2األمر رقم 58-75المؤرخ في 1975/09/26المتضمن القانون المدني الجزائري ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،78المؤرخة في ،1975/09/30المعدل والمتمم باألمر .10/05
ب -القوانين:
ج -المراسيم:
-7المرسوم التنفيذي رقم 269/03المؤرخ في 07أوت ،2003يحدد شروط وكيفيات التنازل عن
األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز
االستغالل قبل أول يناير ،2004الجريدة الرسمية ،العدد ،48المؤرخة في 13أوت .2003
رابعا :القرارات.
-1القرار المؤرخ في 20جانفي ،1992المتضمن منح تفويض من الوزير المكلف بالمالية لمديرية
أمالك الدولـة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،30المؤرخة في .1992/04/23
-2القرار الوزاري المشترك رقم 97المؤرخ في 27يناير ،2004يحدد معايير تحديد القيمة
التجارية في إطار التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري
المستلمة أو الموضوعة حيز االستغالل قبل أول يناير .2004
-3القرار رقم 377المؤرخ في 2004/05/31المتعلق بإنشاء تشكيل وسير لجنة الدائرة المكلفة
بدراسة والنظر في طلبات اقتناء األمالك العقارية التابعة للدولة ولدواوين الترقية والتسيير العقاري
الموضوعة حيز االستغالل قبل 01جانفي .2004
أ -التعليمات:
-5التعليمة الوزارية المؤرخة في 12ماي 2004المتعلقة بشروط وكيفيات وإجراءات التنازل عند
األمالك العقارية التابعة للدولة والدواوين الترقية والتسيير العقاري المستلمة أو الموضوعة حيز
االستغالل قبل أول جانفي .2004
سادسا :المقاالت.
-1أ/جمال بوشنافة" ،األثر المنشئ للشھر وأثره على العقد كأحد أھم أسباب كســـب الملكيــة
العقاريـة ،دراسة تحليلية على ضوء التشريع واالجتھاد القضائي الجزائي" ،مقال منشور بمجلة دفاتر
السياسة والقانون ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد الرابع ،جانفي .2011
-2دليلة بلخير ،ھذه الشروط الجديدة لبيع "سكنات الدولة" ،مقال منشور بجريدة الشروق ،المؤرخة
في 14مارس ،2013العدد .3954
سابعا :التقارير.
-1حمامة وسيلة ،سارة شواف ،التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة ذات االستعمال السكني
والمھني والحرفي والتجاري ،تقرير نھاية التربص ،جامعة متنوري قسنطينة ،سنة .2009/2008
ثامنا :المحاضرات.
-1أ /سليمان محمدي ،محاضرات في عقد البيع ،السنة الثالثة ،جامعة الجزائر ،كلية الحقوق بن
عكنون ،السنة الجامعية .2003-2002
-2أ /بلعابد عبد الرحمان ،موثق ببومرداس ،الجزائر ،ضمانات العقد التوثيقي وأثرھا على تشجيع
االستثمار في الجزائر ،محاضرة ألقاھا بمناسبة الملتقى الجھوي الرابع للغرفة الجھوية بتونس بنزل
المشتل بتاريخ 19جانفي .2013
02 مقدمة...................................................................................................
الفصل األول :كيفيات التنازل عن األمالك العقارية في ظل المرسوم التنفيذي رقم .269/03
07 تمھيد……….……………………………………………………………….
08 المبحث التمھيدي :مفھوم التنازل في إطار المرسوم التنفيذي رقم ……….…….269/03
08 المطلب األول :تعريف التنازل وخصائصه في إطار المرسوم التنفيذي رقم ……..269/03
33 المبحث الثاني :مراحل إعداد عقد التنازل على مستوى مديرية أمالك الدولة....................
المطلب الثاني :مرحلة تحرير عقد البيع المكرس لعملية التنازل42 ...................................
الفصل الثاني :آثار التنازل عن األمالك العقارية في إطار المرسوم التنفيذي رقم 269/03
53 تمھيد...................................................................................................
87 الفرع الثالث :تطبيق الشرط المانع من التصرف على المحالت المعنية بالتنازل..................
96 المالحق................................................................................................
126 الفھرس.................................................................................................