You are on page 1of 80

‫انممهكت انمغشبٍت‬

‫جبمعت مىالي إسمبعٍم‬


‫انكهٍت انمتعذدة انتخصصبث‬
‫انششٍذٌت‬

‫بحث لنيل دبلوم اإلجازة األساسية‬


‫شعبة الق انون‬

‫مسلك الق انون الخاص‬

‫دور المحافظ العقاري فً تحقٌق الملكٌة‬


‫العقارٌة وفق مستجدات القانون رقم‬
‫‪14.07‬‬

‫تحت إشراف‬ ‫إعداد الطالبٌن‪:‬‬


‫األستا أمٌن إعزان‬ ‫ٌسٌن اكبٌري علوي روط ‪1412936136‬‬
‫األستا غزالن حمٌدي‬ ‫روط ‪1412936033‬‬ ‫مصطفى الرزاقً‬

‫السنة الجامعٌة‪2017-2016 :‬‬


‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪2‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪3‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪4‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫فك الرموز‬
‫ظهٌر التحفٌظ العقاري‬ ‫ظتع‬
‫مدونة الحقوق العٌنٌة‬ ‫محع‬
‫قانون المسطرة المدنٌة‬ ‫قمم‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫مرجع سابق‬ ‫مس‬
‫الجرٌدة الرسمٌة‬ ‫جر‬

‫‪5‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫لقد أضحى من نافلة القول التأكٌد على الدور المحوري الذي ٌحظى به العقار فً‬
‫تحقٌق التنمٌة المستدامة فً شتى تجلٌاتها‪ ،‬فقد كان وال زال أساس تقدم األمم ونهضتها‪،‬‬
‫باعتباره ‪ -‬أي العقار‪ -‬مركز التؽٌٌر وأساس التنمٌة‪ ،‬فهو بمثابة قنطرة من القناطر التً تعبر‬
‫من خاللها األمم بحر التخلؾ‪ ،‬فترسوا سفٌنتها بأمان فوق ساحل التقدم واالزدهار‪ ،‬فإذا‬
‫أردت أن تقٌٌس مدى تقدم أمة فً منظومتها القانونٌة‪ ،‬فانظر إلى مدى اهتمامها بالتنظٌم‬
‫العقاري‪.‬‬

‫والمؽرب ‪ -‬شأنه شأن باقً الدول الرامٌة إلى تحقٌق نهضة وازدهار‪ -‬ما فتا ٌهتم‬
‫بتطوٌر نظامه العقاري من أجل تحقٌق االستقرار واألمن العقارٌٌن‪ ،‬فأخذ بذلك بنظام الشهر‬
‫العٌنً‪ ،‬على خالؾ بعض التشرٌعات المقارنة التً أخذت بنظام الشهر الشخصً الذي‬
‫ٌعتمد على أساس األشخاص فً االعالن عن التصرفات العقارٌة‪.‬‬

‫وال نكون مبالؽٌن إذا اعتبرنا أن النظام العقاري بالمؽرب نظام مزدوج فً هٌكله‬
‫متنوع فً طبٌعته‪ ،‬فمن جهة نجد نظام خاص بالعقارات ؼٌر المحفظة والتً تخضع‬
‫لمدونة الحقوق العٌنٌة‪ ،1‬فإن لم ٌرد نص فً هذا القانون‪ ،‬فإنه ٌتم الرجوع إلى قانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬فإن لم ٌوجد نص ٌرجع إلى الراجح والمشهور وما جرى به العمل من‬
‫الفقه المالكً‪.‬‬

‫وٌطلق على ه ذا النوع من العقارات بالعقارات العادٌة‪ ،‬وتنتقل ملكٌة العقار ؼٌر‬
‫المحفظ من شخص إلى آخر بجمٌع التصرفات القانونٌة الناقلة للملكٌة‪ ،‬كالبٌع والهبة‬
‫والوصٌة‪ ،‬وكذا اإلرث‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.11.177‬المؤرخ فً ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 22 ( 1432‬نوفمبر‪ ،)2011‬ج‬
‫ر عدد ‪ 5998‬بتارٌخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،201‬ص ‪ 5575‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ومن جهة أخرى ٌوجد نظام خاص بالعقارات المحفظة الذي ٌستمد جذوره ومبادبه‬
‫من نظام تورانس األسترالً‪ ،‬المنظم فً ظ ت ع بتارٌخ ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل‪12‬‬
‫‪.114.07‬‬ ‫ؼشت ‪ ،1913‬المعدل والمؽٌر بقانون‬

‫وب النظر للنزاعات المرتبطة بالعقارات ؼٌر المحفظة‪ ،‬لعل أبرزها تلك المتعلقة‬
‫بدعوى االستحقاق‪ ،‬ودعوى الحٌازة‪ ،‬فإن الكثٌرٌن ٌفضلون اللجوء إلى التحفٌظ العقاري لما‬
‫له من فوابد قصد تحقٌق ؼاٌاتهم‪ ،‬والحفاظ على ملكٌاتهم‪.‬‬

‫فالتحفٌظ العقاري ٌضمن للمالك حقوقه على ملكٌته بصفة قارة ومستقرة دون أن‬
‫ٌتعرض هذا الحق للضٌاع أو الترامً من طرؾ الؽٌر بسبب عدم االستعمال أو التقادم‪،‬‬
‫وهذه الضمانة ٌحققها نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬حتى بالنسبة ألصحاب الحقوق العٌنٌة التبعٌة‬
‫المترتبة على العقارات المحفظة الشًء الذي ٌوحً بالثقة واالطمبنان إلى أصحاب هذه‬
‫الحقوق وٌشجعهم على منح التسهٌالت والقروض المتعلقة بالعقارات المحفظة‪.2‬‬

‫كما ٌعد نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬من األنظمة العقارٌة التً تهدؾ إلى تثبٌت الحقوق‬
‫والحفاظ علٌها من االستٌالء واالحتٌال‪ ،‬وهذ أمر بدٌهً مادام التحفٌظ العقاري ٌقصد به‬
‫تحفٌظ العقار بعد إجراء مسطرة للتطهٌر ٌترتب عنها إنشاء رسم عقاري وبطالن ما عداها‬
‫من الرسوم‪ ،‬وتطهٌر الملك من جمٌع الحقوق السالفة ؼٌر المضمنة به‪ ،‬وبالتالً فهو ٌقوم‬
‫على مبادئ ربٌسٌة وهً التطهٌر وؼٌر قابلٌته للحٌازة وال التقادم‪ ،‬و ٌقوم أٌضا على‬
‫التصفٌة واالشهار والقوة الثبوتٌة بما ضمن بالرسم العقاري‪.‬‬

‫وعلى خالؾ بعض التشرٌعات المقارنة كالتشرٌع التونسً مثال‪ ،‬والذي جعل‬
‫مسطرة التسجٌل "التحفٌظ" العقاري مسطرة قضابٌة‪ٌ ،‬شرؾ علٌها جهازا قضابٌا وأنشأت‬
‫من أجل ذلك محكمة عقارٌة تتولى مهمة اإلشراؾ وإجراء التسجٌل العقاري‪ ،‬والتً تتوفر‬
‫على أطر مؤهلة ومخصصة للقٌام بهذا العمل بمؤازرة مع إدارة الملكٌة العقارٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.11.177‬المؤرخ فً ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 22 ( 1432‬نوفمبر‪ ،)2011‬ج‬
‫ر عدد ‪ 5998‬بتارٌخ ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،201‬ص ‪ 5575‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -2‬إدرٌس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العٌنٌة وفق القانون رقم ‪ ،39.08‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫ص ‪.15‬‬

‫‪7‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫فإن المشرع المؽربً انتهج مسارا آخر حٌث جعل مسطرة التحفٌظ مبدبٌا مسطرة‬
‫إدارٌة قد تتخللها مسطرة قضابٌة أحٌانا فً حالة وجود تعرض مستوؾ لجمٌع شروطه‬
‫المقررة قانونا‪ ،‬وتنتهً إدارٌة فً جمٌع األحوال‪.‬‬

‫وٌشرؾ على هذه العملٌة جهاز إداري ٌسمى بالوكالة الوطنٌة للمحافظة على‬
‫األمالك العقارٌة والمسح العقاري والخرابطٌة‪ ،‬والتً ٌوجد على رأسها المحافظ العام ٌوجد‬
‫مقره بالرباط‪ ،‬كما ٌتواجد فً كل عمالة أو إقلٌم محافظ على األمالك العقارٌة أو أكثر ٌكلؾ‬
‫بمسك السجل العقاري الخاص بالدابرة الترابٌة التابعة لنفوذه والقٌام باإلجراءات والمساطر‬
‫المقررة فً ظ ت ع استنادا لمضمون الفصل ‪ 9‬من القانون ‪.14.07‬‬

‫وٌمكن اعتبار المحافظ العقاري فً نظرنا بمثابة محرك نظام السجل العقاري‬
‫بالمؽرب والدول اآلخذة بنظام التحفٌظ االداري ونظام الشهر العٌنً‪ ،‬ولما كانت الملكٌة‬
‫ظاهرة من ظواهر المجتمع بل هً الزمة من لوازم الحٌاة‪ ،‬ومن أجل ذلك تم تكرٌسها فً‬
‫الشرٌعة اإلسالمٌة‪ ،‬وكذا اإلعالن العالمً لحوق اإلنسان‪ ،‬وكذا القانون األسمى بالمؽرب‬
‫( الدستور )‪.‬‬

‫فإن ظ ت ع المعدل والمؽٌر بقانون ‪ 14.07‬خول للمحافظ صالحٌات وأدوار شاسعة‬


‫من أجل تحقٌق هذه الملكٌة‪ ،‬بدء من إٌداع مطلب التحفٌظ وقبول أو رفض التعرضات‪،‬‬
‫مرورا باتخاذ قرار التحفٌظ من عدمه وتولى زمام تنفٌذ األحكام القضابٌة ‪ -‬سواء تلك‬
‫األحكام الباتة فً التعرضات‪ ،‬أو تلك األحكام المتعلقة بالتقٌدات أو التشطٌبات ‪ -‬وانتهاء‬
‫ألدواره المتعلقة بالتقٌٌدات والتشطٌبات‪ ،‬ومنه فالمحافظ على األمالك العقارٌة ٌلعب دورا‬
‫محورٌا فً مسطرة التحفٌظ العقاري‪ ،‬فهو ربان المحافظة العقارٌة والساهر على جمٌع‬
‫إجراءات التحفٌظ من ألفها إلى ٌابها‪.‬‬

‫إن موضوع " دور المحافظ العقاري فً تحقٌق الملكٌة وفق مستجدات القانون‬
‫‪ " 14.07‬الذي هو قٌد المناقشة والتحلٌل تتجلى أهمٌته فً تسلٌط الضوء على األدوار‬
‫التً ٌقوم بها المحافظ العقاري فً تحقٌق الملكٌة خاصة بعد دخول القانون ‪ 14.07‬حٌز‬
‫التنفٌذ‪ ،‬ومقارنتها بما كان علٌه فً السابق‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ومن جهة أخرى تكمن أهمٌته فً الوقوؾ على مكامن الضعؾ التً تعتري قانون‬
‫التحفٌظ العقاري والتً من شأنها المساس بحقوق األفراد ال سٌما حق الملكٌة المحمً‬
‫دستورٌا‪ ،‬ومن تم محاولة إٌجاد حلول للصعوبات التً ٌواجهها وتقدٌم اقتراحات من شأنها‬
‫تسهٌل مهمة المحافظ العقاري‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن اختٌارنا لهذا الموضوع كان وراء دافعٌن اثنٌن؛ دافع موضوعً‬
‫ٌتمثل فً الؽموض الذي ٌشوب دور المحافظ العقاري وكثرة النصوص القانونٌة المنظمة‬
‫له‪ ،‬ورؼم أهمٌة المحافظ العقاري فً الحٌاة الٌومٌة إال أنه ٌبقى ؼٌر معروؾ لدى‬
‫الكثٌرٌن‪.‬‬

‫وهناك دافع آخر اتً ٌتمثل فً تدعٌم الجانب المعرفً فٌما ٌتعلق بالتحفٌظ العقاري‬
‫بصفة عامة‪ ،‬و دور المحافظ على األمالك العقارٌة على وجه الخصوص‪.‬‬

‫كما أن طبٌعة هذا البحث تقتضً تعددٌة منهجٌة‪ ،‬حٌث اعتمدنا تارة على المنهج‬
‫االستنباطً والمنهج التحلٌلً‪ ،‬وتارة أخرى على المنهج المقارن ( خاصة التشرٌع التونسً‬
‫والجزابري ) والمنهج الجدلً‪.‬‬

‫وقد لقٌت هذه الدراسة فً بداٌة األمر مجموعة من العراقٌل واالكراهات لكن تبقى‬
‫أبرزها تلك المتعلقة بندرة المادة العلمٌة (المراجع)‪ ،‬خاصة فً مدٌنتنا الرشٌدٌة بحكم أننا‬
‫نعد أول فوج سٌتخرج بإذن هللا هذه السنة‪ ،‬فً شعبة القانون بالعربٌة‪.‬‬

‫لكن ذلك لم ٌحد من إرادتنا‪ ،‬بل زادنا عزما وقوة من أجل إنجاز هذا البحث‪ ،‬فكل‬
‫هذا وذاك لم ٌمنعنا من السفر والبحث عن المراجع فً جامعات وكلٌات أخرى‪ ،‬والذهاب‬
‫إلى المحافظة العقارٌة بالرشٌدٌة لجمع المادة العلمٌة المتعلقة بالبحث‪ ،‬واإلقبال على المحاكم‬
‫أٌضا‪ ،‬بؽٌة إعطاء البحث قٌمة علمٌة وقانونٌة‪ ،‬تكمن فً الجمع لما هو نظري وما هو‬
‫عملً‪.‬‬

‫وقبل الؽوض فً المناقشة والتحلٌل ٌمكن اإلشارة إلى أن هذا الموضوع ٌثٌر إشكالٌة‬
‫محورٌة مفادها ما هً األدوار المنوطة بالمحافظ على األمالك العقارٌة وفقا لمقتضٌات‬
‫القانون ‪ 14.07‬من أجل تحقٌق الملكٌة العقارٌة؟‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وتبعا لكل ما ذكر‪ ،‬ومحاولة منا الوقوؾ على أبرز النصوص القانونٌة المنظمة لهذا‬
‫الموضوع واالحاطة به‪ ،‬ارتأٌنا تناوله وفق التصمٌم التالً‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬دور المحافظ في تحقيق الملكية خالل إجراءات التحفيظ‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دور المحافظ في تحقيق الملكية بعد تأسيس الرسم العق اري‬

‫‪10‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫دور المحافظ في تحقيق الملكية‬

‫خالل إجراءات التحفيظ‬

‫‪11‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ٌجرى تحفٌظ العقار وفق إجراءات دقٌقة ٌترتب علٌها إخضاع العقار للنظام المقرر‬
‫بمقتضى ظ ت ع ل‪ 12‬ؼشت ‪ 1913‬المعدل والمتمم بمقتضى القانون رقم ‪ ،14.07‬وهاته‬
‫اإلجراءات التً تمر بها مسطرة التحفٌظ‪ ،‬تتم تحت إشراؾ المحافظ على األمالك العقارٌة‬
‫بدءا من إٌداع مطلب التحفٌظ‪ ،‬مرورا بمرحلة اإلشهار والتحدٌد ووصوال إلى إمكانٌة قبول‬
‫التعرضات ومن ثم فالمحافظ العقاري ٌلعب دور مهم فً كل إجراء على حدة‬
‫(المبحث األول)‪.‬‬

‫وإذا تخللت مسطرة التحفٌظ مسطرة قضابٌة فإن دوره ٌتجلى فً تنفٌذ األحكام‬
‫القضابٌة والباتة فً التعرضات على وجه أخص‪ ،‬وكلما تبٌن له أن ٌجب تحفٌظ العقار فإنه‬
‫ٌتخذ قرار التحفٌظ‪ ،‬ومنه إلى تأسٌس رسم عقاري (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫انًبحث األول‬

‫دوس انًحافظ عُذ اَذاع يطهب انتحفُظ وانتعشضاث‬


‫إذا كان المشرع التونسً ٌتبنى التسجٌل العقاري وحدد إجراءات هذا التسجٌل‪ ،1‬فإن‬
‫المشرع المؽربً تبنى التحفٌظ العقاري‪.‬‬

‫و تمر مسطرة التحفٌظ العقاري بمجموعة من المراحل واالجراءات ٌتعٌن على كل‬
‫من طالب التحفٌظ والمحافظ العقاري احترامها من أجل تحقٌق أمن عقاري‪ ،‬فٌنبؽً أوال‬
‫وقبل كل شًء تقدٌم مطلب التحفٌظ من طرؾ طالب التحفٌظ‪ ،‬األمر الذي ٌجعل المحافظ‬
‫ملزم بدراسة هذا األخٌر(المطلب األول)‪ ،‬إال أن مسطرة التحفٌظ قد تتخللها تعرضات‬
‫وبالتالً فقد حدد المشرع العقاري للمحافظ صالحٌاته وسلطاته فً شأن التعرضات‬
‫(المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انًطهب األول‪ :‬دوس انًحافظ عُذ إَذاع يطهب انتحفُظ‬


‫إن الهدؾ من إٌداع مطلب التحفٌظ هو الحصول على أرضٌة قانونٌة وهندسٌة تمكن‬
‫من إرساء قواعد األمن العقاري‪ ،‬الذي ٌعد الوعاء األساسً لممارسة النشاطات‬
‫‪ -1‬لمعرفة هذه اإلجراءات راجع محمد بن أحمد أبو نبات‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري فً المؽرب تونس والجزابر‪ ،‬سلسلة آفاق القانون‬
‫رقم ‪ 18‬سنة ‪ ،2009‬مطبعة والوراقة الوطنٌة‪ ،‬ص‪ 144‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫االقتصادٌة‪ ،1‬وتنطلق عملٌة التحفٌظ مسطرٌا بتقدٌم مطلب التحفٌظ لدى جهة وحٌدة‬
‫والمتمثلة فً المحافظة العقارٌة التً ٌوجد بدابرتها العقار المراد تحفٌظه‪ ،‬األمر الذي ٌعطً‬
‫للمحافظ العقاري إشارة االنطالق بمباشرة إجراءات البحث و المراقبة لملؾ مطلب التحفٌظ‬
‫و للوثابق المدعمة له‪ ،‬بعد ذلك ٌتم إشهار خالصة المطلب وإعالن التحدٌد‪.‬‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع ارتأٌنا تقسٌم هذا المطلب إلى فقرتٌن‪ :‬نتناول فً الفقر‬
‫األولى تسلم المحافظ لمطلب التحفٌظ وسلطته بشأن هذا المطلب‪ ،‬لنعرج فً حدٌثنا لدور‬
‫المحافظ فً مرحلة اإلشهار و عملٌة التحدٌد فً الفقر الثانٌة‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬تسهى انًحافظ نًطهب انتحفُظ وسلابته نحجج طانب انتحفُظ‬
‫لتناول هاته الفقرة ٌستلزم الحدٌث عن تسلم المحافظ لمطلب التحفٌظ (أوال)‪ ،‬ورقابته‬
‫على حجج طالب التحفٌظ (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تسلم المحافظ لمطلب التحفٌظ‬

‫لما كان التحفٌظ عمل اختٌاري‪ 2‬وؼٌر إلزامً إال فً بعض الحاالت التً حددها‬
‫المشرع على سبٌل الحصر‪ ،‬فإن المبادرة األولى ٌنبؽً أن تأتً من جانب المالك الحقٌقً‬
‫للعقار المراد تحفٌظه‪ ،‬وذلك بااللتجاء إلى المحافظة العقارٌة الواقع العقار فً دابرتها‪ ،‬من‬
‫أجل تقدٌم مطلب التحفٌظ بشأن ذلك‪.‬‬

‫ودور المحافظ فً هذه المرحلة تتجلى فً تسلمه لمطلب التحفٌظ من قبل طالب‬
‫التحفٌظ‪ ،‬فال ٌجوز له تسلم هذا المطلب من طرؾ أي شخص‪ ،‬بل حدد المشرع المؽربً‬
‫األشخاص الذٌن ٌمكنهم تقدٌم هذا المطلب‪ ،‬وهم محددٌن على سبٌل الحصر فً ظ ت ع‬

‫‪ -1‬بوجمعة زفو ‪،‬أثر نظام التحفٌظ على تداول الملكٌة العقارٌة مقاربة قانونٌة عملٌة على ضوء قانونً ‪14:07‬و‪، 39.08‬الطبعة‬
‫األولى ‪،2013،‬ص‪.19‬‬
‫‪ٌ -2‬نص الفصل ‪ 6‬من ظ ت ع المعدل بقانون ‪"14.07‬إن التحفٌظ العقاري أمر اختٌاري‪ ،‬ؼٌر أنه إذا قدم مطلب للتحفٌظ فال ٌمكن‬
‫سحبه مطلقا‪".‬‬
‫‪13‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫المعدل والمؽٌر بقانون ‪.114.07‬‬

‫ٌرجع للمحافظ على األمالك العقارٌة صالحٌة التحقق من مدى أهلٌة مقدم مطلب‬
‫التحفٌظ وال ٌرجع هذا االختصاص لمحكمة التحفٌظ من مراقبة أهلٌة طالب التحفٌظ‪.2‬‬

‫وقد استوجب الفصل ‪ 13‬من نفس الظهٌر السالؾ الذكر المعدل والمتمم بقانون‬
‫‪،14.07‬على طالب التحفٌظ إفراغ مطلب التحفٌظ فً شكل معٌن‪ ،‬مع وجوب توفره على‬
‫مجموعة من البٌانات االلزامٌة‪ ،‬سواء تلك المتعلقة بشخص طالب التحفٌظ‪ ،‬أو ما ٌتعلق‬
‫بالعقار المراد تحفٌظه‪ ،‬أو تلك الوثابق والمستندات المثبتة للملكٌة المنصوص علٌها فً‬
‫الفصل ‪ 14‬من القانون ‪.14.07‬‬

‫وٌوقع على مطلب التحفٌظ لزوما من قبل طالب التحفٌظ أو من ٌفوضه لذلك مقابل‬
‫وكالة خاصة وإذا كان طالب التحفٌظ ال ٌستطٌع التوقٌع ٌشٌر المحافظ إلى ذلك وٌشهد أن‬
‫مطلب التحفٌظ قدم إلٌه من المعنً باألمر بعد أن تحقق من هوٌته‪.3‬‬

‫ٌمكن للمحافظ على األمالك العقارٌة أن ٌطلب‪ ،‬على نفقة طالب التحفٌظ‪ ،‬ترجمة‬
‫الوثابق المدلى بها بواسطة ترجمان محلؾ إذا كانت محررة بلؽة أجنبٌة‪ ،‬طبقا لما جاء فً‬
‫الفصل ‪ 15‬من ظ ت ع المعدل والمؽٌر بقانون ‪.14.07‬‬

‫وبعد أن ٌقدم طالب التحفٌظ تصرٌحه مرفقا بالبٌانات والوثابق السالفة الذكر للمحافظ‬
‫العقاري‪ٌ ،‬سلمه هذا األخٌر فورا وصال عن ذلك قصد الحفاظ على حقوق طالب التحفٌظ من‬
‫الضٌاع أو التلؾ‪ ،‬على أن ٌضرب له موعدا وأجال محدد بؽٌة دراسة تصرٌحه‪ ،‬من اجل‬

‫‪-1‬الفصل ‪ 10‬من ظ ت ع المعدل بقانون ‪ " 14.07‬ال ٌجوز تقدٌم مطلب التحفٌظ إال مما ٌأتً ذكرهم ‪:‬‬
‫‪-1‬المالك ؛‬
‫‪-2‬الشرٌك فً الملك مع االحتفاظ بالشفعة لشركابه وذلك عندما تتوفر فٌهم الشروط الالزمة لخأخذ بها ؛‬
‫‪-3‬المتمتع بأحد الحقوق العٌنٌة األتٌة ‪:‬حق االنتفاع‪ ،‬حق السطحٌة ‪ ،‬الكراء الطوٌل األمد ‪ ،‬الزٌنة ‪ ،‬الهواء و التعلٌة ‪ ،‬الحبس‬
‫‪-4‬المتمتع بارتفاقات عقارٌة بعد موافقة صاحب الملك‪ .‬والكل مع مراعاة المقتضٌات المتعلقة بالتحفٌظ اإلجباري ‪".‬‬
‫الفصل ‪ٌ"11‬جوز للدابن ‪,‬الذي لم ٌقبض دٌنه عند حلول أجله‪ ،‬طلب التحفٌظ بناء على قرار قضابً صادر لفابدته بالحجز العقاري‬
‫ضد مدٌنه‪.‬‬
‫الفصل ‪ٌ"12‬حق للنابب الشرعً أن ٌقدم مطلبا للتحفٌظ فً اسم المحجور أو القاصرٌن تكون لهذا المحجور أو القاصر حقوق تسمح‬
‫له بتقدٌم الطلب لو لم ٌكون محجورا أو قاصرا‪" .‬‬
‫‪ -2‬عمر أزوكار‪،‬التحفٌظ العقاري فً ضوء التشرٌع العقاري وقضاء محكمة النقض‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمؽرب‪،‬ص‪50‬‬
‫‪ -3‬عمر أزوكار‪ ،‬مس‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪14‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫أداء الرسوم فً حالة القبول أو تحرٌر رفض معلال إذا كان هناك مانعا ٌحول دون امكانٌة‬
‫قبول طلبه قصد الطعن فً ذلك القرار من قبل طالب التحفٌظ إذا لم ٌقتنع بقرار الرفض‪.1‬‬

‫وفً هذا اإلطار فإن المحافظ على األمالك العقارٌة ٌكون ملزما كلما اكتشؾ أن‬
‫مطلب التحفٌظ ٌعترٌه بعض النقص أو الحظ أنه لم ٌستوؾ الشروط المتطلبة قانونا أن ال‬
‫ٌقبل أي إٌداع إلى حٌن تدارك القصور الحاصل فً البٌانات من جهة أو استكمال النقص‬
‫المنصب على الملؾ من جهة أخرى‪.2‬‬

‫وإن كانت هذه الحالة تبدو نادرة الوقوع ألن طالبً التحفٌظ ٌحرصون على استدراك‬
‫النقص الذي قد ٌلحق مطلب التحفٌظ وٌعملون على تصحٌح البٌانات المشكوك فٌها وتكملة‬
‫الوثابق الناقصة بعد توصلهم باإلنذار المرسل من طرؾ المحافظ‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬رقابة المحافظ لحجج طالب التحفٌظ‬

‫ٌجب التنوٌه هنا أنه فً حالة قبول الطلب‪ ،‬فعلى طالب التحفٌظ أن ٌودع بالمحافظة‬
‫العقارٌة مبلؽا من المال ٌساوي النفقات المرتقبة لعملٌة التحفٌظ‪ ،‬وهذا أمر بدٌهً ما دام أن‬
‫أصل التحفٌظ لٌس مجانٌا بل ٌخضع لتأدٌة الرسوم‪.3‬‬

‫إن النصوص المنظمة للتحفٌظ العقاري بالمؽرب سواء قبل تعدٌالت ‪ 2011‬أو‬
‫بعدها‪ ،‬ال تتضمن أي مقتضى قانونً صرٌح ٌمنح للمحافظ صالحٌة مراقبة وفحص‬
‫المستندات والوثابق التً تثبت حق طالب التحفٌظ عند تقدٌم مطلب التحفٌظ أمام المحافظة‬
‫العقارٌة الموجود ضمنها العقار المراد تحفٌظه‪.‬‬

‫ولهذا ٌثار نقاش حول مدى صالحٌة المحافظ لمراقبة الوثابق والحجج المدعمة‬
‫لمطلب التحفٌظ ؟‪ .‬وانقسموا فً سبٌل توضٌح ذلك إلى اتجاهٌن أساسٌن؛‬

‫‪ -1‬إدرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14.07‬دار نشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫طبعة ‪ .2015‬ص‪.31‬‬

‫‪ -2‬أخوٌا هشامً المحمدي ‪،‬الطعن فً قرارات المحافظ على الملكٌة العقارٌة بعد احداث المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬مجلة اإلشعاع ‪،‬عدد‪27‬‬
‫ؼشت ‪ ،2003‬ص ‪. 90‬‬
‫‪ -3‬محمد محبوبً‪ ،‬أساسٌات فً نظام التحفٌظ العقاري والحقوق العٌنٌة العقارٌة وفق المستجدات التشرٌعٌة للقانون رقم ‪14.07‬‬
‫والقانون رقم ‪،39.08‬طبعة ‪ ،2014‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة ‪،‬الرباط ص‪.74،‬‬
‫‪15‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫االتجاه األول ٌنادي بعدم إلزامٌة المحافظ إجبار طالب التحفٌظ باإلدالء بالمستندات‬
‫والوثابق و ٌدافع أنصار هذا االتجاه عن فكرة مؤداها أن المحافظ ؼٌر ملزم بتاتا بإلزام‬
‫طاب التحفٌظ باإلدالء المستندات والوثابق وال حتى رقابته لهاته األخٌرة وسندهم فً ذلك‬
‫الفصل ‪ 13‬ظهٌر التحفٌظ العقاري الذي لم ٌأتً بصٌؽة الوجوب بل استعمل فقط صٌاؼة‬
‫ٌقدم وذلك على عكس موقفه فً الفصلٌن ‪ 72‬و ‪ 97‬من ظهٌر‪.‬‬

‫عالوة على أن المحافظ ال ٌتوفر على الوسابل التشرٌعٌة و العملٌة التً تسمح له‬
‫بالتأكد من صحة الوثابق المدلى بها تأٌٌدا لمطلب التحفٌظ شكال وجوهرا‪ ،‬وكذا من أهلٌة‬
‫طالب التحفٌظ كما هو الشأن بالنسبة للتقٌٌد‪.1‬‬

‫وٌضٌؾ أصحاب هذا االتجاه أن لطالب التحفٌظ صفة المدعى علٌه الذي ال ٌقع علٌه‬
‫عبء االثبات ومن ثم ال ٌحق للمحافظ رفض طلبه لعدم إرفاقه بالمستندات‪ ،2‬وأن مطلب‬
‫التحفٌظ لٌس دلٌل على الملكٌة‪ ،‬بقدر ماهً مجرد افتراض لها‪ ،‬وبالتالً ال ٌحق للمحافظ‬
‫تفحص مطلب التحفٌظ‪ ،‬ألن صفة التقصً والتحقق تثبت للمحكمة فقط ولٌس المحافظ‪ ،‬إلى‬
‫حد تعبٌر هذا االتجاه‪.‬‬

‫أما االتجاه الثانً فقد أقر بإلزامٌة المحافظ بفحص المستندات المؤٌدة لطلب التحفٌظ‬
‫من أجل تفادي محاولة السطو و االستٌالء على ملك الؽٌر فالمحافظ ملزم بمراقبة مستندات‬
‫طالب التحفٌظ ومن ثم ٌجب على طالب التحفٌظ االدالء بجمٌع الوثابق و المستندات‬
‫المدعمة لمطلبه‪ ،‬وبالتالً ٌصح للمحافظ رفض الطلب إذا كان مطلب التحفٌظ ؼٌر مدعم‬
‫بالحجج والوثابق الكافٌة ‪.3‬‬

‫وبعد انتشار ظاهرة المطالب الكٌدٌة والتعسفٌة خرج االجتهاد القضابً من صمته‪،‬‬
‫لٌظهر موقفا واضحا بصدد تحقق المحافظ من مستندات مطلب التحفٌظ‪ ،‬وهذا ما أكده‬

‫‪ -1‬سعاد بن عشور‪ ،‬حجٌة التسجل وفق نظام التحفٌظ العقاري المؽربً ‪،‬المطبعة والورقة الوطنٌة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪،1997‬ص‪89‬ومابعدها‪.‬‬
‫انظر أٌضا سعاد بن جنى‪ ،‬مدى مساهمة االجتهاد القضابً فً تطوٌر نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا‬
‫المعمقة فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2005-2004‬ص‪13‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحسن عبد العظٌم تدخل القضاء فً مٌدان التحفٌظ العقاري‪ ،‬أطروحة فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة‪،2011-2011‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬بوجمعة زفو‪ ،‬أثر نظام التحفٌظ على تداول الملكٌة العقارٌة مقاربة قانونٌة عملٌة على ضوء قانونً ‪14.07‬و‪ .39.08‬م س‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪16‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫المجلس األعلى (محكمة النقض حالٌا) فً أحد قراراته أنه "إن موضوع ىذه الدعوى ىو‬

‫تعويض الضرر الناتج عن السير المعيب لعملية التحفيظ ‪،‬حيث لم يتحقق المحافظ من مطابقة الوثائق‬

‫على القطعة المراد تحفيظيا‪.‬‬

‫ف المحافظ ملزم بالقيام بكافة الوسائل للتحقق من ثبوت حق طالب التحفيظ بما فييا موقع‬

‫القطعة المراد تحفيظيا‪ ،‬وحدودىا‪ .‬والمحافظ ارتكب تقصيرا واضحا بمثابة الخطأ الجسيم حيث لم‬

‫يقم بما يوجبو عليو الق انون من إجراء المطابقة"‪.1‬‬

‫وقد جاء فً المذكرة الصادرة عن المحافظ العام رقم ‪ 2704‬بتارٌخ ‪ٌ'' 1988‬حث‬
‫السادة المحافظٌن على ضرورة إجراء رقابة دقٌقة على كل الوثابق والمستندات وهو ما‬
‫ٌعنً إثارة مسؤولٌة المحافظ بخصوص إؼفال أو عدم مراقبة مؤٌدات مطلب التحفٌظ وذلك‬
‫على ؼرار مسؤولٌته المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 72‬من ظهٌر التحفٌظ العقاري"‪.‬‬

‫وفً نفس السٌاق ٌرى األستاذ محمد خٌري أنه ال ٌتصور فتح مطلب التحفٌظ دون‬
‫وثابق أو حجج تؤٌد المطلب‪.‬‬

‫وٌثبت للمحافظ من خالل االطالع على الوثابق والرسوم المدلى بها رفقة المطلب أن‬
‫ٌباشر نوعا من الرقابة القبلٌة على الوثابق المدلى بها‪ ،‬وعلى األقل مدى كفاٌتها لقبول‬
‫إدراج المطلب من عدمه‪ ،‬وبالتالً ٌحق للمحافظ اتخاذ قرار بعدم إدراج مطلب التحفٌظ لعدم‬
‫كفاٌة الرسوم والوثابق‪.2‬‬

‫وفً اعتقادنا المتواضع ٌجب على المحافظ أن ٌبسط سلطته ورقابته على وثابق‬
‫طالب التحفٌظ‪ ،‬خاصة مع انتشار ظاهرة االستٌالء على عقارات الؽٌر‪ ،‬وبالنظر أٌضا‬
‫لوجود أناس ٌتقنون فن االستٌالء التعسفً‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار المجلس األعلى رقم ‪،3300‬ملؾ عدد‪ 144/11/1992‬الصادر بتارٌخ ‪ 25‬مارس ‪،1991‬المجموعة القانونٌة للتحفٌظ‬
‫العقاري مدٌرٌة المحافظة على األمالك العقارٌة‪ ،‬قسم الشؤون القانونٌة والتوثٌق‪ ،2002،‬الجزء األول‪ ،‬أورده بوجمعة زفو‪ ،‬م س‪،‬‬
‫ص‪.52‬‬
‫‪ -2‬عمر أزوكار‪ ،‬التحفٌظ العقاري فً ضوء التشرٌع العقاري وقضاء محكمة النقض‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪17‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬دوس انًحافظ خالل يشحهت االشهاس وانتحذَذ‬


‫بعد تقدٌم مطلب التحفٌظ وفق المسطرة المشار إلٌها أعاله‪ٌ ،‬شرع المحافظ فً عملٌة‬
‫التحفٌظ‪ ،‬وقبل أن ٌتم تحدٌد العقار المراد تحفٌظه(أوال)‪ ،‬فإن المشرع ألزمه بضرورة القٌام‬
‫بعملٌة اإلشهار لمطلب التحفٌظ المتعلق بالعقار المراد تحفٌظه (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشهار مطلب التحفٌظ‬

‫ٌعد قبول مطلب التحفٌظ من أهم القرارات االٌجابٌة التً ٌتخذها المحافظ لصالح‬
‫طالب التحفٌظ‪ ،‬فبمجرد اتخاذ قرار القبول وأداء واجبات المطلب ٌصبح العقار فً وضعٌة‬
‫متمٌزة عن الوضعٌة القدٌمة فٌصٌر عقارا فً طور التحفٌظ لتبدأ بذلك مسطرة التحفٌظ‬
‫بشأنه فٌمر بمجموعة من االجراءات أهمها و أولها الشهر والنشر‪.1‬‬

‫وحتى ال تمر عملٌات التحفٌظ فً جو من السرٌة والكتمان وتطبٌقا لمبدأ العلنٌة فً‬
‫مٌدان الشهر العقاري‪ ،2‬من أجل اتخاذ ما ٌمكن اتخاذه من كل من له مصلحة فً ذلك‪.‬‬

‫فأوجب المشرع المؽربً طبقا للفصل ‪ 17‬من القانون ‪ 14.07‬على المحافظ العقاري‬
‫أن ٌقوم داخل أجل عشرة أٌام من إٌداع مطلب التحفٌظ بتحرٌر ملخص له ٌعمل على نشره‬
‫فً الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬وٌبلػ مضمونه إلى علم العموم بالوسابل المتاحة‪ ،‬وبعد نشر الملخص‬
‫المذكور ٌحرر‪ ،‬داخل أجل شهرٌن من تارٌخ هذا النشر‪ ،‬إعالن ٌضمنه تارٌخ ووقت إجراء‬
‫التحدٌد‪.‬‬

‫وٌتجلى دور المحافظ أٌضا خالل هذه المرحلة عندما ٌعمل على توجٌه نسخ من‬
‫الوثابق المشار إلٌها فً الفصل السالؾ الذكر‪ ،‬مقابل إشعار بالتوصل‪ ،‬إلى كل من ربٌس‬
‫المحكمة االبتدابٌة وممثل السلطة المحلٌة‪ ،‬وربٌس المجلس الجماعً‪ ،‬الذٌن ٌقع العقار‬
‫المعنً باألمر فً دابرة نفوذهم‪ ،‬وذلك قبل التارٌخ المعٌن للتحدٌد بعشرٌن ٌوما‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكده الفصل ‪ 18‬من القانون السالؾ الذكر‪.‬‬

‫‪ 1‬الزهرة البختً ‪،‬دور المحافظ العقاري عند إٌداع مطلب التحفٌظ‪ ،‬حاصلة على ماستر الدراسات العقارٌة ‪،‬طنجة ‪،‬مقال منشور‬
‫بالموقع االلكترونً ‪،marocdaroit.com‬تارٌخ النشر االثنٌن ‪ 20‬فبراٌر ‪.2017‬تم زٌارته فً ‪ 25‬فبراٌر ‪.2017‬‬
‫‪ 2‬إبراهٌم ٌحضٌه‪ ،‬االشكاالت العملٌة فً مسطرة التحفٌظ االدارٌة ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص جامعة القاضً‬
‫عٌاض كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة بمراكش‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪.2016-2015‬ص‪.45-44‬‬
‫‪18‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وٌنبؽً أن نشٌر هنا أن من أبرز المستجدات التً أتى بها القانون ‪ 14.07‬قد ألؽى‬
‫إمكانٌة توجٌه ملخص المطلب إلى القاضً الشرعً أو قاضً الصلح‪ ،‬فً مقابل ذلك‬
‫أضاؾ ربٌس المجلس الجماعً إلى األجهزة التً تلزم على المحافظ إشراكها فً القٌام‬
‫بعملٌة اإلشهار للعقار المراد تحفٌظه‪ ،‬عالوة على أنه تم االستؽناء على شهادة التعلٌق‬
‫الجاري بها العمل سابقا واالقتصار على اإلشعار بالتوصل‪.‬‬

‫ونرى أنه من األجدر أن ٌعمل المشرع على إضافة وسابل أخرى لإلشهار‪ ،‬خاصة‬
‫وأن المؽرب الزال ٌعٌش أمٌة وأن الكثٌر من المواطنٌن ال ٌطلعون على الجرٌدة الرسمٌة‪،‬‬
‫ومن بٌن هاته الوسابل االعتماد على وسابل اإلعالم‪.‬‬

‫فكٍف ٌعمم مثال أن وطهب مه انفالح وانحشفً وانعبمم انزٌه ٌجههىن وجىد شًء‬
‫اسمه انجشٌذة انشسمٍت تتبع إعالوبتهب حتى ٌستطٍعىن اكتشبف إعالوبث تتعهك بمطبنب تحفٍظ‬
‫عمبس لذ ٌمهكىن كال أو بعضب مىه أو ٌمهكىن عهٍهب حمىق عٍىٍت‪ ،‬مع انعهم بأن إمكبوٍبتهم‬
‫انثمبفٍت وانمبدٌت محذودة وأن فشص اتصبنهم بهب ضئٍهت جذا وظشا نبعذهم فً غبنب األحٍبن‬
‫عه انمشاكز انحضشٌت‪ ،‬وإن مٍذان استغالل انجشٌذة انشسمٍت فً بالدوب محذود جذا‪ ،‬كمب‬
‫ٌظهش رنك انىالع انمعبش‪ ،‬فبإلداساث وانششكبث ومكبتب األبحبث وانمحبمىن وانمضبة‬
‫وأسبتزة انمبوىن وحذهم انزٌه ٌتتبعىن وششاث انجشٌذة انشسمٍت‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬دور المحافظ فً مرحلة التحدٌد‬

‫تتم عملٌة التحدٌد مباشرة بعد نشر خالصة مطلب التحفٌظ فً الجرٌدة الرسمٌة‪،‬‬
‫وبعثه لهذه الخالصة إلى المصلحة الطبوؼرافٌة قصد برمجة التحدٌد وتعٌن قوابمه‪ ،‬وٌقوم‬
‫المحافظ العقاري بدور جوهري و فاعل من خالل النصوص المنظمة لعملٌة التحدٌد و‬
‫ٌتجلى ذلك بوضوح من خالل تعٌٌنه للٌوم و الساعة اللذٌن ٌجب أن ٌجرٌا فٌهما التحدٌد‬
‫المؤقت‪.‬‬

‫ٌعد المحافظ على األمالك العقارٌة الساهر والمسٌر لعملٌات التحدٌد‪ ،‬وٌنتدب لهذه‬
‫الؽاٌة مهندسا مساحا طبوؼرافٌا محلفا من جهاز المسح العقاري‪ ،‬مقٌد فً جدول الهٌبة‬
‫الوطنٌة للمهندسٌن المساحٌن الطبوؼرافٌٌن‪ ،‬وعلٌه أن ٌستدعً شخصٌا لهذه العملٌة‬
‫‪19‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫بواسطة عون من المحافظة العقارٌة أو البرٌد المضمون أو عن طرٌق السلطة المحلٌة أو‬
‫بـأي وسٌلة أخرى للتبلٌػ؛ كل من طالب التحفٌظ‪ ،‬والمجاورٌن المبٌنٌن فً مطلب التحفٌظ‪،‬‬
‫المتدخلٌن وأصحاب الحقوق العٌنٌة والتحمالت العقارٌة المصرح بهم بصفة قانونٌة‪ ،‬على‬
‫أن تتضمن هذه االستدعاءات الدعوة لحضور عملٌات التحدٌد شخصٌا أو بواسطة نابب‬
‫بوكالة صحٌحة‪ ،‬وذلك طبقا لحرفٌة الفصل ‪ 19‬من القانون ‪.14.07‬‬

‫فع ملٌة التحدٌد تعتبر ذو طبٌعة مختلطة إذ تسمح من جهة إقامة تحدٌد هندسً للعقار‬
‫المراد تحفٌظه على أرض الواقع‪ ،‬ومن جهة أخرى تنظر إلٌه إدارة قانونٌة للعملٌة من‬
‫خالل مختلؾ اإلجراءات التً تتخللها لتنتهً بإشهار محضر التحدٌد فً الجرٌدة الرسمٌة‬
‫لسٌران األجل القانونً للتعرضات على مطلب التحفٌظ ‪.1‬‬

‫ومن خالل الفصل ‪ 19‬من القانون ‪ 14.07‬فإن الذي ٌتحمل مسؤولٌة التحدٌد هو‬
‫المهندس الطبوؼرافً المنتدب ولٌس المحافظ‪ ،‬ألنه قبل إضافة الفقرة الثانٌة من الفصل‬
‫أعاله ‪ ،‬كان القضاء ٌحمل المحافظ المسؤولٌة عن التسٌٌر المعٌب لهذا االجراء أو عدم‬
‫التحقق من موقع القطعة المراد تحفٌظها من قبل المعنً باألمر‪.2‬‬

‫وب عد ذلك ٌجب على المهندس المساح الطبوؼرافً تحرٌر محضرا ٌسمى محضر‬
‫التحدٌد المؤقت عند االنتهاء من العملٌة‪ ،‬وٌنبؽً أن ٌتضمن مجموعة من البٌانات‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 21‬من القانون السابق االشارة إلٌه‪.‬‬

‫وقد تنتهً مسطرة التحدٌد بتحرٌر محضر سلبً بلؽة أهل التحفٌظ‪ ،3‬وذلك فً‬
‫حاالت متعددة وقع التنصٌص علٌها حصرا فً الفصلٌن ‪ 23‬و ‪ 50‬من ظ ت ع‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬حاالت إلؽاء المطلب المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 23‬من ظ ت ع وذلك‬
‫فً؛‬

‫‪ 1‬عمر أزوكار‪ ،‬التحفٌظ العقاري فً ضوء التشرٌع العقاري وقضاء محكمة النقض‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -2‬للمزٌد من التوضٌحات حول التحدٌد راجع إدرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ .14.07‬م س‪،‬‬
‫ص‪ 37-36‬وما بعدهما‪.‬‬
‫‪-3‬عمر أزوكار‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪20‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪ .1‬حالة تؽٌب طالب التحفٌظ أو من ٌنوب عنه فً المكان او الوقت المعٌنٌن إلنجاز‬
‫عملٌة التحدٌد‪.‬‬
‫‪ .2‬حالة رفض مطلب التحفٌظ إذا لم ٌقم طالب التحفٌظ أو ناببه بما ٌلزم إلجراء عملٌة‬
‫التحدٌد‪ ،‬وال ٌركن فً هذه الحالة المحافظ إلى إلؽاء مسطرة التحفٌظ إال إذا لم ٌدلً‬
‫طالب التحفٌظ بعذر مقبول داخل أجل شهر من توصله باإلنذار‪.‬‬
‫‪ .3‬حالة إذا تعذر عن المحافظ أو ناببه إنجاز عملٌة التحدٌد لمرتٌن متتالٌتٌن بسبب نزاع‬
‫حول الملك‪.‬‬

‫الحالة الثانٌة‪ :‬وهً المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 50‬من ظ ت ع‬

‫ٌنص هذا الفصل "إن الطلب الرامً إلى التحفٌظ والعملٌات المتعلقة به ٌعتبر الؼٌا‬
‫وكأن لم ٌكن إذا لم ٌقم طالب التحفٌظ بأي إجراء لمتابعة المسطرة‪ ،‬وذلك داخل ثالثة أشهر‬
‫من ٌوم تبلٌؽه إنذار من المحافظ على األمالك العقارٌة بواسطة عون المحافظة العقارٌة أو‬
‫بالبرٌد المضمون أو عن طرٌق السلطة المحلٌة أو بأي وسٌلة أخرى للتبلٌػ"‪.‬‬

‫وقد تنتهً مسطرة التحدٌد بعٌن المكان إلى إنجاز محضر اٌجابً ‪ -‬وهً الؽالب ‪ -‬حٌنها‬
‫ٌبادر المحافظ على األمالك العقارٌة خالل األربعة األشهر الموالٌة لتارٌخ التحدٌد الفعلً‪،‬‬
‫بنشر إعالن إنهاء عملٌة التحدٌد المؤقت فً الجرٌدة الرسمٌة والتعلٌق بالكٌفٌة التً تم بها‬
‫تعلٌق مطلب التحفٌظ‪.‬‬

‫انًطهب انثاٍَ‪ :‬دوس انًحافظ بشأٌ انتعشضاث‬


‫من خالل تتبع مسطرة التحفٌظ العقاري نجد المشرع المؽربً فتح إمكانٌة التعرض‬
‫على مطلب التحفٌظ لكل شخص ٌنازع فً حق ملكٌة العقار أو حدوده وكذا من ٌدعً حقا‬
‫عٌنٌا قابال للتسجٌل على العقار المزمع تحفٌظه ومن أجل بلوغ هذا‪ ،‬منح المشرع للمحافظ‬
‫العقاري سلطات واسعة فً هذا الشأن إذ ٌعتبر المكلؾ بملؾ التحفٌظ العقاري فهو المخول‬
‫له ‪-‬إضافة إلى المهندس المساح الطبوؼرافً فً حالة التعرض العادي‪ -‬قبول التعرضات أو‬
‫رفضها أو إجراء صلح بٌن األطراؾ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫فرؼم أن المشرع حدد أجل التعرض فً شهرٌن بمقتضى الفصل ‪ 27‬من ظهٌر ‪12‬‬
‫ؼشت ‪ 1912‬تبتدأ من ٌوم نشر اإلعالن باختتام التحدٌد المؤقت الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬ومنح من‬
‫جهة أخرى للمحافظ العقاري صالحٌات واسعة فً قبول أو رفض كل تعرض مقدم خارج‬
‫األجل القانونً وذلك بمقتضى الفصل ‪ 29‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫ولإللمام بهذا الموضوع ارتأٌنا تقسٌمه إلى فقرتٌن؛ نخص الفقرة األولى لدور‬
‫المحافظ العقاري فً تلقً التعرضات‪ ،‬على أن نتناول فً الفقرة الثانٌة لقرارات المحافظ‬
‫بشأن التعرضات ‪.‬‬

‫انفمشة األونً ‪ :‬دوس انًحافظ فٍ تهمٍ انتعشضاث‬


‫ٌقوم المحافظ على األمالك العقارٌة بدور هام و أساسً فً تلقً التعرضات‪ ،‬سواء‬
‫تلك المتعلقة بالتعرضات العادٌة (أوال)‪ ،‬أو تلك المتمثلة فً التعرضات االستثنابٌة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دور المحافظ فً تلقً التعرضات خالل األجل العادي‬

‫ٌعرؾ األستاذ المرحوم مأمون الكزبري التعرض " ادعاء ٌتقدم به أحد من الؽٌر‬
‫ضد طالب التحفٌظ بمقتضاه ٌنازع المتعرض فً أصل حق ملكٌة طالب التحفٌظ أو فً‬
‫مدى هذا الحق أو فً الحدود‪ ،‬أو ٌطالب بحق عٌنً مترتب له على هذا الحق وٌنكره علٌه‬
‫طالب التحفٌظ الذي لم ٌشر إلٌه فً مطلبه"‪.‬‬

‫وبما أن حق الملكٌة حق دستوري تم تكرٌسه فً دستور ‪ ،12011‬ومن تم ٌجب على‬


‫المحافظ العمل على تكرٌس هذه الحماٌة أثناء مباشرته ألدواره وصالحٌاته المتعددة فً‬
‫إطار مسطرة التعرض ‪.‬‬

‫والتعرض ٌجب أن ٌصدر من طرؾ شخص له صفة ومصلحة‪ ،2‬والمتعرض فً‬


‫المنازعات المرتبطة بالعقار فً طور التحفٌظ هو المتحمل وزر اثبات ادعاءاته‪ ،‬وٌظل‬

‫‪ -1‬وكفلته قبل ذلك مختلؾ الشرابع السماوٌة ‪ ،‬إضافة إلى اعتباره حق مقدسا من خالل التنصٌص علٌه فً المادة ‪ 17‬من االعالن‬
‫العالمً لحقوق االنسان ‪.‬‬
‫‪ -2‬ادرٌس الفاخوري ‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ‪.14.07‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪22‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫طالب التحفٌظ معفى من ذلك‪ ،‬والتالً فإن المتعرض مكلؾ بأن ٌدعم تعرضه بالحجة‬
‫المقبولة والدالة على الحق موضوع تعرضه‪.1‬‬

‫وإذا كان الفصل ‪ 10‬من قانون ‪ 2 14.0.‬حدد األشخاص الذٌن ٌحق لهم تقدٌم مطلب‬
‫التحفٌظ فإنه وعلى العكس من ذلك فتح الباب أمام كل شخص ٌرى إنه متضرر من مطلب‬
‫التحفٌظ ‪ ،‬أو أن له حقا معٌنا علٌه كً ٌعلن تعرضه‪.‬‬

‫ومن أبرز المستجدات التً أتى بها قانون ‪ 14.07‬فً فصله ‪ 25‬حصره الجهات التً‬
‫ٌمكن أن تقبل التعرض على مسطرة التحفٌظ فً كل من المحافظ على األمالك العقارٌة‬
‫والمهندس المساح الطبوؼرافً المنتدب فقط‪ ،‬عكس ما كان علٌه األمر فً ظهٌر ‪10‬ؼشت‬
‫‪ 1913‬فكان ٌسمح للشخص أن ٌقدم تعرضه على مسطرة التحفٌظ شفوٌا أو كتابة لدى‬
‫مصلحة المحافظة العقارٌة أو المحكمة االبتدابٌة أو لدى القابد أو قاضً التوثٌق‪.‬‬

‫وهذا ما أكد علٌه المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) فً قرار لها صادر‬
‫بتارٌخ ‪ " 13.02.1986‬إن قبول التعرضات أو عدم قبوليا حسب تقديميا داخل األجل الق انوني‬

‫أو خارجو يدخل في اختصاص المحافظ على األمالك العق ارية الذي يتولى تلقي ىذه التعرضات‬

‫وتييئتيا قبل إحالة الملف على المحكمة المختصة "‪.3‬‬

‫فٌمكن لكل شخص ٌدعً حق على عقار تم طلب تحفٌظه أن ٌتدخل عن طرٌق‬
‫التعرض فً مسطرة التحفٌظ خالل أجل شهرٌن ٌبتدئ من ٌوم نشر االعالن عن انتهاء‬
‫التحدٌد فً الجرٌدة الرسمٌة إن لم ٌكن قام بذلك من قبل ‪.4...‬‬

‫ٌجب أ ن تمتد صالحٌة المحافظ لمراقبة وفحص طلبات التعرض التً ٌجب أال تخرج‬
‫عن أحد الحقوق المنصوص فً الفصل ‪ 24‬من القانون ‪ .14.07‬وهً ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحسن أولٌاس‪ ،‬مدى مساهمة اجتهاد محكمة النقض فً ترسٌخ مبادئ العدل واالنصاؾ من خالل النزاعات المرتبطة بالتحفٌظ‬
‫العقاري‪ ،‬باحث فً العلوم القانونٌة واالدارٌة ‪ ،‬مجلة منازعات االعمال العدد ‪ 22‬مارس ‪،2017‬ص‪.19‬‬
‫‪ -2‬قرار صادر عن محكمة االستبناؾ بالناظور رقم ‪،164‬ملؾ عدد ‪ ،02/150‬بتارٌخ ‪ ،04.05.2004‬ؼٌر منشور أوردته سعاد بن‬
‫جانى‪ ،‬م س‪،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬قرار أورده محمد الهٌنً‪ ،‬تقٌم لنظام الطعن فً قرارات المحافظ العقاري بٌن القضاء العادي والقضاء االداري على ضوء‬
‫مستجدات قانون التحفٌظ العقاري‪ ،‬سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪،2015‬ص‪.41‬‬
‫‪ -4‬الفصل ‪ 24‬من ظ ت ع المعدل والمؽٌر بقانون ‪.14.07‬‬
‫‪23‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪ ‬فً حالة المنازعة فً وجود حق الملكٌة لطالب التحفٌظ أو فً مدى هذا الحق أو‬
‫بشأن حدود العقار‬
‫‪ ‬فً حالة االدالء باستحقاق حق عٌنً قابل للتقٌد بالرسم العقاري الذي سٌقع تأسٌسه‬
‫‪ ‬فً حالة المنازعة فً حق وقع اإلعالن عنه طبقا للفصل ‪ 84‬من هذا القانون‪.‬‬

‫وإقامة التعرض وقبوله من المحافظ ٌقتضً من المتعرض مراعاة مجموعة من‬


‫المقتضٌات واالجراءات تم التنصٌص علٌها فً ظ ت ع‪ ،‬كما تم تكرٌسها من خالل العمل‬
‫القضابً‪.1‬‬

‫لذلك فالمحافظ منوط له مهمة مراقبة صفة المتعرض الشخصً أو المتعرض باسم‬
‫الؽٌر‪ ،‬وهذه المراقبة ٌجب أن تتعدى إلى مدى استٌفاء الشروط المنصوص علٌها فً الفصل‬
‫‪ 26‬من القانون ‪ 14.07‬من عدمها و المتمثلة فً اإلدالء بالبٌانات االزمة إلثبات هوٌتهم‪،‬‬
‫وتقدٌم اإلثباتات الضرورٌة‪.‬‬

‫وٌجب أن نشٌر أن المدة العادٌة المسموح بها إلٌداع التعرضات تبتدئ منذ إٌداع مطلب‬
‫التحفٌظ لدى مصلحة المحافظة العقارٌة وٌستمر إلى ؼاٌة انتهاء أجل شهرٌن بعد نشر‬
‫االعالن عن انتهاء التحدٌد‪ ،2‬سواء كان هذا التعرض كلً أو جزبً‪.‬‬

‫فالمحافظ ٌقبل التعرض ‪ -‬سواء كان كتابٌا أو شفوٌا ‪ -‬عندما ٌدلً المتعرض بكل‬
‫البٌانات والوثابق المنصوص علٌها فً الفصلٌن ‪ 25‬و ‪ 26‬من نفس القانون‪ ،‬خاصة اإلدالء‬
‫بالوثابق والمستندات‪ ،‬مع أداء الرسوم القضابٌة وحقوق المرافعة‪ ،‬وٌتم تضمٌن ذلك فً‬
‫سجل خاص فً حالة القبول‪ٌ ،‬سمى بسجل التعرضات‪ ،‬أما فً حالة عدم اإلدالء و أداء ما‬
‫سلؾ ذكره‪ ،‬أو تقدٌمه خارج األجل‪ ،‬فإنه ٌكون موجبا لإللؽاء التعرض‪.3‬‬

‫‪ -1‬سعاد بن جانى ‪،‬مدى مساهمة االجتهاد القضابً فً تطوٌر نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬ادرٌس الفاخوري ‪،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ‪.14.07‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -3‬وهو ما سنعالجه الحقا فً الفقرة الثانٌة من هذا المطلب‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ثانٌا‪ :‬دور المحافظ خالل األجل االستثنائً للتعرض‬

‫ٌعد المحافظ العقاري الجهة الوحٌدة المخول لها تلقً التعرضات خارج األجل‬
‫العادي‪ ،‬وهذا األمر ٌحسب لقانون ‪ 14.07‬ال علٌه‪ ،‬على خالؾ ما كان علٌه األمر فً‬
‫الفصل ‪ 29‬ظ ت ع الملؽى الذي كان ٌسمح لوكٌل الملك بتلقً التعرض خارج األجل‬
‫العادي لكن بشرط وجود تعرض سابق قدم أمام المحافظ وانتهت جمٌع مراحل مسطرة‬
‫التحفٌظ وتمت إحالة الملؾ على المحكمة االبتدابٌة‪.‬‬

‫فالمحافظ على األمالك العقارٌة ٌملك كامل السلطة التقدٌرٌة فً قبول أو رفض هذا‬
‫التعرض فإذا انقضى األجل العادي لقبول التعرضات لٌبقى للمتعرض مجرد حق احتمالً‪،‬‬
‫وذلك عن طرٌق تقنٌة التعرض االستثنابً‪.‬‬

‫وهذا ما أكده الفصل ‪ 29‬من قانون ‪ 14.07‬الذي نص" بعد انصرام األجل المحدد‬
‫فً الفصل ‪ 27‬أعاله ٌمكن أن ٌقبل التعرض بصفة استثنابٌة من طرؾ المحافظ على‬
‫األمالك العقارٌة‪ ،‬ولو لم ٌرد على مطلب التحفٌظ أي تعرض سابق‪ ،‬شرٌطة أال ٌكون‬
‫الملؾ قد وجه إلى المحكمة االبتدابٌة‪.‬‬

‫ٌتعٌن على المتعرض أن ٌدلً للمحافظ على األمالك العقارٌة‪ ،‬بالوثابق المبٌنة‬
‫لألسباب التً منعته من تقدٌم تعرضه داخل األجل‪ ،‬وبالعقود والوثابق المدعمة لتعرضه‪،‬‬
‫كما ٌتعٌن علٌه أن ٌؤدي الرسوم القضابٌة وحقوق المرافعة أو ٌثبت حصوله على المساعدة‬
‫القضابٌة‪.‬‬

‫ٌكون قرار المحافظ على األمالك العقارٌة برفض التعرض ؼٌر قابل للطعن القضابً‪".‬‬

‫فٌجب على المحافظ قبول التعرض إذا أدلً المتعرض بالرسوم القضابٌة وحقوق‬
‫المرافعة او ٌثبت حصوله على المساعدة القضابٌة‪ ،‬وأٌضا بالوثابق التً منعته من تقدٌم‬
‫تعرضه داخل األجل العادي كعدم علمه بأن هناك مطلب للتحفٌظ على عقاره نظرا لجهله‬
‫وأمٌته‪ ،‬رؼم إشهار مطلب التحفٌظ‪ ،‬عالوة على أدابه للوثابق والمستندات المدعمة‬

‫‪25‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫لتعرضه‪ ،‬تحت طابلة اعتبار قراره تعسؾ وجور فً حق المتعرض‪ ،‬والعكس صحٌح مادام‬
‫قراره هذا ال ٌقبل الطعن‪.‬‬

‫لكن اإلشكال الذي ٌطرح هنا هو متى ٌتم توجٌه الملؾ للمحكمة ؟ وهل ٌمكن‬
‫للمحافظ العقاري أن ٌقبل تعرضا جدٌدا على نفس المطلب وذلك بعد إحالة الملؾ على‬
‫المحكمة االبتدابٌة ؟‪.‬‬

‫بالرجوع للفقرة األخٌرة من الفصل ‪ 32‬التً حددت للمحافظ أجال أقصاه ثالث أشهر‬
‫ٌبتدئ من تارٌخ انتهاء أجل التعرض القانونً من أجل توجٌه مطلب التحفٌظ والتعرضات‬
‫المسجلة علٌه على المحكمة المختصة‪ ،‬وبذلك ٌمكن القول بأن المحافظ فً حالة عدم إلؽابه‬
‫ل لتعرضات المقدمة إلٌه‪ ،‬فهو ٌملك تحت ٌده زمن ثالث أشهر من تارٌخ انتهاء أجل‬
‫التعرض ٌصبح بعد انصرامها ملزما بإحالة الملؾ على القضاء‪.‬‬

‫وإن كنا ال نتفق وهذا التفسٌر خاصة وأن التطبٌق الواقعً لهذا الفصل ٌنحو باتجاه‬
‫جعل سلطة المحافظ فً قبول التعرضات خارج األجل ؼٌر مقٌدة بأجل محدد ذلك أن‬
‫المحافظ له حق قبول التعرض فً أي وقت شرٌطة أال ٌكون الملؾ قد أحٌل على أنظار‬
‫القضاء‪.1‬‬

‫وفٌما ٌخص اإلشكال الثانً‪ ،‬ودون الخوض فً مختلؾ التوجهات واآلراء الفقهٌة‬
‫ٌمكن أن نحسم األمر وذلك بالركون إلى الفصل ‪ 29‬أعاله ٌتجلى بوضوح أن إحالة الملؾ‬
‫إ لى المحكمة ٌنهً صالحٌة المحافظ لقبول التعرضات بصفة عامة وهو ما ٌفهم من عبارة‬
‫"شرٌطة أال ٌكون الملؾ قد وجه إلى المحكمة االبتدابٌة "‪.‬‬

‫وبمفهوم المخالفة إن صالحٌة المحافظ العقاري فً قبول التعرضات تنحصر فقط فً‬
‫الفترة ما بٌن اٌداع مطلب التحفٌظ إلى ؼاٌة إحالة الملؾ على المحكمة أما بعد ذلك فال‬
‫ٌمكن قبول أي تعرض اطالقا‪.2‬‬

‫‪ -1‬العقاوي عبد العالً‪ ،‬الطعون الموجهة ضد قرارات المحافظ المتعلقة بالتحفٌظ والتعرضات‪ ،‬مجلة الفقه والقانون ‪ ،‬العدد‪،24‬‬
‫أكتوبر ‪،2014‬ص‪.161‬‬
‫‪ -2‬ادرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ 14.07‬ص‪.50،‬‬
‫‪26‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬سهطاث انًحافظ انعماسٌ بشأٌ انتعشضاث‬


‫ٌملك المحافظ فً هذا المجال سلطات واسعة‪ ،‬فله أن ٌقبل التعرض وأن ٌقٌم صلح‬
‫بٌن المتعرض وطالب التحفٌظ (أوال)‪ ،‬كما ٌحق له إلؽاء التعرض فً حاالت أخرى (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قرارات المحافظ بقبول التعرض وصالحٌته إلقامة الصلح‬

‫إن قبول التعرض من طرؾ المحافظ العقاري ٌدل على توفر طلب التعرض على‬
‫جمٌع الشروط الشكلٌة‪ ،‬والجوهرٌة‪ ،‬كما ٌدل أٌضا على جدٌة طلب التعرض‪ ،‬التً تقدم به‬
‫المتعرض‪ ،‬خاصة فً حالة ما إذا كان ٌستند إلى وثابق وحجج قوٌة‪ ،1‬الشًء الذي ٌجعل‬
‫المحافظ ال ٌتردد فً قبول التعرض فالمشرع المؽربً منح للمحافظ العقاري فً هذا الصدد‬
‫سلطة مهمة وخطٌرة فً نفس الوقت عندما ٌتعلق األمر بتقٌٌم التعرض ومن كونه جدٌا‬
‫وبالتالً قبوله‪ ،‬إال أن قبول التعرض ال ٌفهم منه إثبات الحقوق المدعى بها من قبل‬
‫المتعرض‪ ،‬لكنه ٌفٌد فقط وجود نزاع بشأن العقار موضوع الحق‪.2‬‬

‫وعلى المحافظ العقاري فً حالة قبول التعرض أن ٌبلػ فورا نسخة من مضمونها‬
‫إلى طالب التحفٌظ الذي ٌمكنه‪ ،‬قبل انصرام الشهر الموالً النتهاء أجل التعرض‪ ،‬أن ٌدلً‬
‫بما ٌثبت رفعها أو ٌصرح بقبولها‪ ،‬طبقا لما جاء فً الفصل ‪ 31‬من القانون ‪.14.07‬‬

‫وٌسوغ للمحافظ العقاري أثناء جرٌان مسطرة التحفٌظ وقبل توجٌه الملؾ إلى‬
‫المحكمة المختصة أن ٌعمل على تصالح أطراؾ النزاع وٌحرر محضرا بالصلح‪ ،‬كما جاء‬
‫فً الفقرة األخٌرة من الفصل السالؾ الذكر‪ ،‬وهً عملٌة تخضع للسلطة التقدٌرٌة للمحافظ‬
‫ٌمكن اللجوء إلٌها من عدمها ما دام ؼٌر ملزم بذلك‪.‬‬

‫وإجراء الصلح ال ٌتصور إلى إذا تم قبول التعرض من قبل المحافظ الستٌفابه‬
‫الشروط الشكلٌة والجوهرٌة المتطلبة قانونا‪ ،‬أما إذا تم رفض التعرض لسبب من األسباب‪،‬‬
‫حٌنها ال ٌكون للتصالح معنى وفابدة‪ ،‬كما أن المحافظ ٌلجأ إلى تقنٌة التصالح إال إذا تبٌن له‬
‫أن النزاع القابم ٌمكن تسوٌته ودٌا وحبٌا دون اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وبالتالً ٌمكن تحرٌر‬

‫‪ -1‬ادرٌس السماحً ‪":‬القانون المدنً" الحقوق العٌنٌة ونظام التحفٌظ العقاري" الطبعة األولى ‪ 2003‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -2‬محمد خٌري "حماٌة الملكٌة العقارٌة ونظام التحفٌظ العقاري بالمؽرب" م س‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪27‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫محضر الصلح من المحافظ فً حالة توافر الظروؾ السانحة لذلك‪ ،‬وله قوة ثبوتٌة بحٌث‬
‫ٌلتزم أطرافه ببنوده‪.‬‬

‫وأن تنازل المتعرض عن تعرضه ٌتم التشطٌب على التعرض ومحو آثاره‪ ،‬بناء‬
‫على تنازله‪ ،‬وبعد ذلك ٌتم اتخاذ قرار التحفٌظ‪ ،‬بعد مراقبة حجج طالب التحفٌظ‪ ،‬وسالمة‬
‫االجراءات‪ ،‬أو امكانٌة رفض طلبه إن كانت المستندات ال تخول له امكانٌة اتخاذه ‪.1‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬قرارات المحافظ بإلغاء التعرض‬

‫على الرؼم من أن سلطات المحافظ بشأن التعرضات شاسعة‪ ،‬فإن المشرع حدد له‬
‫حاالت ٌنبؽً أخذها بعٌن االعتبار أثناء اتخاذ قرار إلؽاء التعرض‪ ،‬وذلك فً ثالث حاالت‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬قرار إلغاء التعرض المقدم خارج األجل‬

‫ٌنص الفصل ‪ 27‬من القانون ‪ 14.07‬على أنه "ال ٌقبل أي تعرض‪ ،‬باستثناء ما هو‬
‫منصوص علٌه فً الفصل ‪ 29‬بعد انصرام أجل شهرٌن ٌبتدئ من تارٌخ نشر اإلعالن‬
‫المذكور فً الفصل ‪ 23‬من هذا القانون بالجرٌدة الرسمٌة "‪.‬‬

‫فالمشرع حد من حق التعرض من حٌث الزمان‪ ،‬وكان صرٌحا جدا فً عدم إمكانٌة‬


‫قبول أي تعرض على مسطرة التحفٌظ بعد مرور أجل الشهرٌن المحدد بمقتضى الفصل‬
‫‪ ،24‬باستثناء ما هو منصوص علٌه فً الفصل ‪ 29‬المتعلق باألجل العادي‪ ،‬كما ٌمكن له‬
‫رفض أي تعرض بعد إحالة الملؾ على المحكمة االبتدابٌة‪.‬‬

‫وهناك من ٌرى‪ 2‬أنه كان أولى بالمشرع أن ال ٌقٌد التعرض ال بأجل‪ ،‬وال بقرار من‬
‫المحافظ‪ ،‬بل كان علٌه أن ٌترك باب التعرض مفتوحا مادام الرسم العقاري لم ٌصدر بعد‪،‬‬
‫بذلك ٌبقى التعرض مقٌدا بانتهاء جمٌع مراحل التحفٌظ وصدور الرسم العقاري‪.‬‬

‫وفً اعتقادنا المتواضع ٌجب عدم ربط التعرض بأجل طالما أن الملؾ لم ٌحل على‬
‫المحكمة االبتدابٌة‪ ،‬وحتى إن كان هناك أجل فنظن أن أجل شهرٌن ال تكفً ألن من شأن‬
‫‪ _2‬بوجمعة زفو‪ ،‬أثر نظام التحفٌظ على تداول الملكٌة العقارٌة مقاربة قانونٌة عملٌة على ضوء قانونً ‪14.07‬و ‪ ،.39.08‬م س‪ ،‬ص‬
‫‪.67‬‬
‫‪-2‬سعاد بن جنى‪ ،‬مدى مساهمة االجتهاد القضابً فً تطوٌر نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬م س‪،‬ص‪29‬‬
‫‪28‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ذلك أن ٌعرض حقوق المتعرضٌن للضٌاع خاصة الفبة التً تعرؾ أمٌة فً صفوفها‪ ،‬كما‬
‫أن اعتبار قراه هذا قرار نهابٌا ال ٌقبل الطعن أمر ٌتعارض مع مبادئ العدالة‪.1‬‬

‫الحالة الثانٌة‪ :‬إلغاء التعرض لعدم اإلدالء بالمستندات‬

‫ٌتخذ المحافظ العقاري قرار إلؽاء التعرض أٌضا فً حالة عدم إدالء المتعرض‬
‫للوثابق والمستندات المدعمة لتعرضه‪ ،‬طبقا لصراحة الفصل ‪ 32‬من القانون ‪.14.07‬‬

‫فقبل تعدٌل ‪ 14.07‬كان المحافظ مطالب بإنذار للمتعرضٌن إلٌداع الوثابق والرسوم‬
‫المؤٌدة لتعرضه داخل أجل ‪ 3‬أشهر مع إشعارهم أن المحكمة لن تقبل منهم أي رسم أو‬
‫وثٌقة‪ ،‬لك ن بعد التعدٌل لم ٌعد المحافظ ملزما بإنذار المتعرض‪ ،‬بذلك فٌعتبر تعرضه بقوة‬
‫القانون الؼٌا وكأن لم ٌكن إن لم ٌدلً خالل األجل المنصوص علٌه فً الفصل ‪ 25‬بالوثابق‬
‫والمستندات المثبتة لتعرضه‪ ،‬وهذا تطبٌقا لمبدأ أن المقصر ٌتحمل تبعات تقصٌره‪.2‬‬

‫وٌعد اإللؽاء فً هذه الحالة منصفا وفٌه عدالة ‪ ،‬خاصة مع انتشار ظاهرة التعرضات‬
‫الكٌدٌة والتعسفٌة‪ ،‬ومن تم فإن المحافظ ملزم ببسط سلطته إللؽاء كل تعرض بدون مستندات‬
‫أو اقتنع بعدم جدٌته‪ ،‬وهذا ما أكد علٌه القضاء فً مناسبات عدة‪ ،‬منها " وحيث لم يعضد‬

‫المتعرض ادعاءه بأية حجية ال أثناء تعرضو أمام المحافظة العق ارية وال بعد إحالة الملف على‬

‫المحكمة وحيث بذلك يكون تعرضو مجردا عن اإلثبات مما يتعين الحكم بعدم صحتو"‪.3‬‬

‫ومن المستجدات التً أتى بها القانون ‪ 14.07‬فً الفصل ‪ 48‬أنه أتً بوسٌلة فعالة‬
‫لردع كل طالب تحفٌظ أو متعرض متعسؾ أو كٌدي‪ ،‬ذلك أن المحكمة إذا ثبت لها ذلك فهً‬
‫تحكم تلقابٌا بؽرامة مالٌة لفابدة الوكالة الوطنٌة للمحافظة العقارٌة والمسح العقاري‬

‫‪ -1‬خاصة مع مقتضٌات الفقرة الثانٌة من الفصل ‪118‬من الدستور المؽربً الذي ٌنص على أن "‪...‬كل قرار اتخذ فً المجال‬
‫االداري‪ ،‬سواء كان تنظٌمٌا أو فردٌا ‪ٌ ،‬مكن الطعن فٌه أمام الهٌبة القضابٌة االدارٌة المختصة "‪.‬‬
‫‪ -2‬العقاوي عبد العالً‪ ،‬الطعون الموجهة ضد قرارات المحافظ المتعلقة بالتحفٌظ والتعرضات‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد الرابع‬
‫والعشرون أكتوبر ‪.2014‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -3‬حكم المحكمة االبتدابٌة بمكناس(بدون رقم) صادر بتارٌخ ‪ 18/3/2008‬فً الملؾ رقم ‪(2004/4/3319‬ؼٌر منشور )‪ ،‬أورده‬
‫ادرٌس فاخوري ‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪29‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫والخرابطٌة ال تقل عن عشرة فً المبة من قٌمة العقار أو الحق المتنازع علٌه إضافة إلى‬
‫إمكانٌة تعوٌض المتضرر‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬قرار إلغاء التعرض لعدم أداء الرسوم القضائٌة وحقوق المرافعة‬

‫زٌادة على إمكانٌة رفض التعرض لعدم تقدٌم الحجج المدعمة له خول المشرع‬
‫للمحافظ سلطة اتخاذ قرار إلؽاء التعرض إذا لم ٌؤدي المتعرض الرسوم القضابٌة وحقوق‬
‫المرافعة أو لم ٌثبت حصوله على المساعدة القضابٌة‪.‬‬

‫وقد حدد المشرع أجل هذه األداءات فً ثالثة أشهر من تارٌخ فتح أجل التعرض‪،1‬‬
‫وهناك من ٌرى‪ 2‬أنه ال ٌمكن إلؽاء التعرض بمجرد عدم أداء الرسوم القضابٌة والحال أن‬
‫المتعرض قد ٌملك من الحجج ما ٌجعله قادرا على اقناع المحكمة بصحة تعرضه من خالل‬
‫تقدٌمه للحجج‪ ،‬أما القول بخالؾ ذلك فإنه ٌعنً هدر حقوق هذا المتعرض‪.‬‬

‫وهناك آخرون‪ٌ 3‬رون أن هذا التوجه فٌه حٌؾ وتعدي على المتعرض‪ ،‬والذي فً‬
‫أحٌان كثٌرة ال ٌستطٌع أداء هذه الرسوم نظرا لكونه معسرا‪ ،‬وبذلك تضٌع حقوقه ال لشًء‬
‫إال أنه فقٌر وال ٌملك هذه المصارٌؾ‪.‬‬

‫وفً ظل موقؾ المشرع المؽربً المنتقد وسكوت االجتهادات القضابٌة عن خرق‬


‫ذلك فإننا نرى بأنه أصبح من الضروري إعادة النظر فً هده المقتضٌات حماٌة للمتعرض‬
‫الذي قد ٌكون عرضه لضٌاع فرصة المثول أمام القضاء والمطالبة بحقوقه‪. 4‬‬

‫وفً اعتقادنا ٌجب إعادة النظر فً هذه الحالة‪ ،‬خاصة مع وجود أشخاص معسرٌن‬
‫ال ٌستطٌعون أن ٌدفعوا تلك الرسوم القضابٌة وحقوق المرافعة‪ ،‬وال ٌعلمون بما ٌسمى‬
‫بالمساعدة القضابٌة‪ ،‬وحتى إن عرفوها ال ٌعون إجراءاتها‪ ،‬األمر الذي ٌجب معه فً حالة‬
‫تؽبٌر القانون ‪ ،14.07‬أخذ هذا األمر بعٌن االعتبار وإلزام المحافظ بمقتضى نصوص‬
‫خاصة أن ٌقبل التعرض رؼم عدم اإلدالء بالرسوم القضابٌة وحقوق المرافعة إذا رأى أن‬

‫‪ -1‬الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 25‬من ظ ت ع‪.‬‬


‫‪ -2‬ادرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون رقم ‪،14.07‬م س ‪،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬العقاوي عبد العالً‪ ،‬الطعون الموجهة ضد قرارات المحافظ المتعلقة بالتحفٌظ والتعرضات‪ ،‬م س‪.‬ص‪.164‬‬
‫‪ -4‬سعاد بن جنى‪ ،‬مدى مساهمة االجتهاد القضابً فً تطوٌر نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫‪30‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫المتعرض معسرا وثبت احتٌاجه‪ ،‬أو على األقل أن ٌعلمه بوجود مساعدة قضابٌة واجراءات‬
‫االستفادة منها‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فال ٌمكن للمحافظ سوى إلؽاء التعرض فً حالة عدم تقدٌم المتعرض للرسوم‬
‫والوثابق المؤٌدة للتعرض وال ٌمكنه مناقشة الحجج المدلى بها‪ .‬وهو نفس التوجه الذي‬
‫سارت علٌه المحكمة اإلدارٌة بالرباط فً أحد قراراتها‪ ... " 1‬إذا كان المحافظ ال يمكنو إلغاء‬

‫التعرض إال في حالة عدم تقديم المتعرضيين للرسوم والوثائق المؤيدة لتعرضيم‪ ،‬وعليو ف لما ناقش‬

‫الحجج المدلى بيا وق ارن بينيا ورفض التعرض فقد جاء قراره مشوبا بعيب االختصاص ومخالفة‬

‫الق انون وعيب السبب‪ ،‬مما يتعين معو الحكم بإلغائو مع ما يترتب عن ذلك من آثار ق انونية"‪.‬‬

‫و عند قبول التعرض من قبل المحافظ ٌتم إحالة الملؾ على المحكمة من األجل البت‬
‫فً ذلك والحكم بصحة التعرض أو عدم صحته‪.‬‬

‫انًبحث انثاٍَ‬

‫تُفُز األحكاو انباتت فٍ انتعشضاث وإَشاء انشسى انعماسٌ‬


‫بعد إحالة الملؾ على أنظار القضاء للبت فً التعرضات ٌجب علٌها أن تراعً‬
‫مجموعة من الضوابط حددها لها المشرع والمتمثلة فً البت فقط ووجوبا فً حدود‬
‫التعرض‪ ،‬دون النظر فً طلبات التحفٌظ ألن ذلك من اختصاص المحافظ‪ ،‬إضافة إلى عدم‬
‫صالحٌتها للفصل بٌن المتعرضٌن‪ ،‬وإذا كان جلٌا أن سلطات المحافظ على األمالك‬
‫العقارٌة هً سلطات إدارٌة‪ ،‬فقد تتعدى ذلك فً بعض األحٌان إلى اعتباره سلطة قضابٌة‬
‫وذلك من خالل تنفٌذ األحكام القضابٌة فً قضاٌا التحفٌظ بصفة عامة‪ ،‬والباتة فً‬
‫التعرضات بصفة خاصة (المطلب األول)‪ ،‬كما أن صالحٌاته تمتد لتلك المتمثلة فً اتخاذ‬
‫قرار التحفٌظ و إنشاء الرسم المتعلق بالعقار فً حالة القبول (المطلب الثانً )‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة االدارٌة بالرباط قسم قضاء االلؽاء‪ ،‬ملؾ رقم ‪ ،2010-5-197‬صدر بتارٌخ ‪ .2013-3-21‬ص ‪. 353‬حكم منشور‬
‫بسلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد األول‪.2014 ،‬‬
‫‪31‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انًطهب األول‪ :‬تُفُز األحكاو انباتت فٍ انتعشضاث‬


‫ال ٌخفى أن تنفٌذ األحكام القضابٌة هو الهدؾ المتوخى من اللجوء إلى القضاء إذا ال‬
‫ٌنفع التحدث بحق ال نفاذ له‪ ،‬كما أن عدم التنفٌذ أو التأخٌر فٌه ٌلحق ضررا جسٌما‬
‫بالمحكوم له وٌؤثر بالتالً على مصداقٌة األحكام وعلى ثقة المواطنٌن فً الجهاز‬
‫القضابً‪ ،1‬وٌعد المحافظ على األمالك العقارٌة السلطة الوحٌدة المخول لها تنفٌذ األحكام‬
‫الباتة فً التعرضات (الفقرة األولى )‪ ،‬إال أن تنفٌذ هذه األحكام قد ال تمر بهذه السالسة‪،‬‬
‫بحٌث قد تعترضها عدة صعوبات (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬دوس انًحافظ فٍ تُفُز األحكاو انمضائُت‬


‫ال ٌمكن ألي باحث فً جهاز المحافظ العقاري أن ٌتطرق لمختلؾ األدوار التً ٌقوم‬
‫بها‪ ،‬دون أن ٌتطرق لدوره فً مرحلة تنفٌذ األحكام القضابٌة‪ ،‬وإذا كان قانون المسطرة‬
‫المدنٌة قد نص فً فصله ‪ 429‬على أنه " تنفذ األحكام الصادرة من محاكم المملكة فً‬
‫مجموع التراب الوطنً بناء على طلب من المستفٌد من الحكم أو من ٌنوب عنه‪.‬‬

‫ٌتم التنفٌذ بواسطة كتابة ضبط المحكمة التً أصدرت الحكم أو إذا اقتضى الحال‬
‫وفقا لمقتضٌات الفصل ‪ 439‬من هذا القانون ‪ "...‬أي أن تنفٌذ األحكام الصادرة فً القضاٌا‬
‫العادٌة ٌتم بواسطة كتابة ضبط المحكمة المصدرة للحكم‪.‬‬

‫فإن تنفٌذ األحكام الصادرة فً التعرضات المتعلقة بنزاع التحفٌظ ٌتم من طرؾ‬
‫المحافظ العقاري‪ ،‬وهذا األمر من شأنه التأكٌد على إدارٌة مسطرة التحفٌظ ونزع سلطة‬
‫القضاء فً تنفٌذ األحكام‪.‬‬

‫فكما هو معلوم‪ٌ ،‬عتبر تنفٌذ األحكام النقطة األساسٌة فً المراحل التً ٌقطعها بدءا‬
‫من رفع الدعوى ومرورا بإجراءاتها ووصوال إلى الحكم فٌها وترد هذه األهمٌة إلى كون‬

‫‪ -1‬محمد الهٌنً ‪ ،‬تأمالت بشأن عدم دستورٌة بعض تعدٌالت ظهٌر التحفٌظ العقاري‪ ،‬سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.186‬‬
‫‪32‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الحقوق تبقى بدون حماٌة قانونٌة إذا لم تتوج بالوصول إلى أصحابها عن طرٌق تنفٌذ‬
‫األحكام الصادرة بشأنها‪.1‬‬

‫فالتنفٌذ ٌقصد به تلك الوسٌلة القانونٌة التً تمارسها السلطة العامة تحت إشراؾ‬
‫القضاء وبأمر منه‪ ،‬بناء على حكم صادر من المحكمة‪ ،‬وتنفٌذ األحكام القضابٌة من أهم‬
‫األعمال المنوطة بالمحافظ التً تساهم فً تحقٌق الملكٌة ‪.‬‬

‫فعندما ٌصدر الحكم ٌتوجب على المحكمة المعنٌة أن تحٌل المتعرض وطالب‬
‫التحفٌظ على المحافظ العقاري وما ٌمكن مالحظته بالنسبة لقضاٌا التحفٌظ العقاري هو أن‬
‫هذه األخٌرة ال تطبق بشأنها مسطرة التنفٌذ المقرر فً قانون المسطرة المدنٌة‪ ،‬بحٌث ال‬
‫تسلم لألطراؾ المعنٌة نسخة تنفٌذٌة كما جرت العادة فً القضاٌا المدنٌة‪ ،‬وإنما تقوم كتابة‬
‫الضبط بالمحكمة التً ٌصدر عنها الحكم‪ ،‬بإرسال نسخة من الحكم الصادر بشأن التعرض‬
‫إلى المحافظ قصد العمل به‪.2‬‬

‫وفً حالة إذا كان الحكم ٌتضمن رفع جمٌع التعرضات فإن المحافظ العقاري ٌقوم‬
‫بإلؽاء التعرضات المسجلة لدٌه استنادا على الحكم الصادر‪ ،‬ثم ٌقوم بإتمام االجراءات التً‬
‫كان قد بدأها عند تقدٌم مطلب التحفٌظ لفابدة طالبه وستبقى تلك االجراءات صحٌحة ما لم‬
‫ٌدخل علٌها صاحب الشأن تعدٌال وٌكون بذلك الحكم الصادر هو بمثابة تمهٌد إلنشاء الرسم‬
‫العقاري‪.‬‬

‫وٌترتب على تنفٌذ الحكم تصفٌة النزاع وبالتالً إخراج مطلب التحفٌظ من حالة‬
‫الركود إلى حالة الحركٌة وتأسٌس رسم للعقار‪ ،‬ففً حالة الحكم بعدم صحة التعرض‪ٌ ،‬عمل‬
‫المحافظ على رفع جمٌع التعرضات المسجلة لدٌه‪ ،‬ثم ٌقوم بإتمام االجراءات التً بدأها مع‬
‫طالب التحفٌظ‪.‬‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬عبد الكرٌم الطالب‪ ،‬الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة دراسة فً ضوء مستجدات مسودة مشروع ‪ ،2015‬الطبعة الثامنة‪،‬‬
‫ٌولٌوز ‪ ،2016‬مكتبة المعرفة مراكش‪ ،‬ص‪.363‬‬
‫‪- -2‬فاطمة الحروؾ‪ ،‬دور المحافظ بشأن التعرضات على مطلب التحفٌظ ‪ ،‬مجلة القانون واالقتصاد ‪ ،‬عدد ‪ ،19‬السنة ‪، 2002‬ص‪54‬‬
‫و‪.55‬‬
‫‪33‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫أما فً حالة الحكم بصحة التعرض فإن المحافظ ٌكتفً بنشر خالصة إصالحٌة‪،‬‬
‫طبقا للفصل ‪ 83‬من ظ ت ع باسم المتعرض المحكوم له بصحة تعرضه‪ ،‬وهذا أمر ٌحسب‬
‫لقانون ‪ ،14.07‬ما دام أن المشرع قبل تعدٌل هذا القانون فً الفصل ‪ 37‬منه‪ ،‬كان منح‬
‫الخٌار للمتعرض الذي قضى الحكم بصحة تعرضه إما أن ٌسلك مسطرة الفصل ‪ 37‬أو ال‬
‫ٌسلكها ‪ ،‬مما ٌجعل األمر ٌعٌد العقار إلى مرحلة ما قبل التحفٌظ‪ ،‬أي عقار ؼٌر محفظ‬
‫وبالتالً عدم المساهمة فً تعمٌم نظام التحفٌظ‪.‬‬

‫انفمشة انثاَُت ‪:‬صعىبت تُفُز األحكاو انباتت فٍ انتعشضاث يٍ لبم انًحافظ‬


‫تتعد الصعوبات التً قد تواجه المحافظ أثناء تنفٌذه لألحكام القضابٌة بصفة عامة و‬
‫الباتة فً التعرضات بصفة خاصة‪ ،‬فقد تكون هذه الصعوبات قانونٌة وذلك نظرا لكثرة‬
‫التشرٌعات واألنظمة العقارٌة‪ ،‬ومن هاته الحاالت حالة عدم وضوح األحكام القضابٌة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى حالة مخالفة األحكام لبعض المقتضٌات القانونٌة‪ ،‬وأٌضا حالة بت الحكم فً‬
‫أكثر مما عرض علٌه‪.1‬‬

‫وقد تكون هذه الصعوبات مادٌة‪ ،‬كحالة وجود استحالة مادٌة‪ ،‬وحالة وجود خطأ‬
‫مادي فً الحكم‪ ،‬وأٌضا حالة تناقض منطوق الحكم مع حٌثٌاته‪ ،‬ففً هاته الحاالت ٌجب أن‬
‫ٌخبر المحافظ األطراؾ المعنٌة والعودة للمحكمة من أجل البت فً ذلك من جدٌد‪ ،‬ما دامت‬
‫هذه الصعوبات من الصعوبات الموضوعٌة ولٌست الصعوبات الوقتٌة المنصوص علٌها فً‬
‫ق م م‪ ،‬وبالتالً ٌجب الرجوع إلى نفس المحكمة مصدرة الحكم من أجل تفسٌر الحكم الذي‬
‫أصدرته‪.‬‬

‫ورؼم هذه الصعوبات‪ٌ ،‬بقى المحافظ العقاري أهم سلطة فً مجال التحفٌظ العقاري‬
‫وهذا ما ٌؤدي إلى الحد من صالحٌة القضاء فً هذا المجال‪ ،‬وخصوصا فً الدعوى‬

‫‪ -1‬وردة ؼزال‪ ،‬دور االجتهاد القضابً فً مسطرة التحفٌظ العقاري‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن‬
‫والبحث لنٌل الدكتوراه فً قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة ‪.2011-2010‬‬

‫‪34‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫المتعلقة بالتعرضات‪ ،‬وإن دل هذا على شًء‪ ،‬إنما ٌدل على تأكٌد الصفة اإلدارٌة لمسطرة‬
‫التحفٌظ‪.1‬‬

‫انًطهب انثاٍَ‪ :‬اتخار انًحافظ لشاس انتحفُظ وتأسُس انشسى انعماسٌ‬


‫ال ٌتوقؾ دور المحافظ العقاري فقط فً مراقبة صحة مطلب التحفٌظ وفً قبول أو‬
‫عدم قبول التعرضات وكذا تنفٌذ األحكام القضابٌة‪ ،‬بل ٌتعدى اختصاصه إلى اتخاذ قرار‬
‫التحفٌظ (الفقرة األولى )‪ ،‬وٌتجاوز ذلك إلى انشاء الرسم العقاري(الفقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬اتخار انًحافظ لشاس انتحفُظ‬


‫ال نكون مبالؽٌن إذا اعتبرنا أن مسطرة التحفٌظ قد تبتدئ وتنتهً بمسطرة إدارٌة‬
‫دون أن تمر بمسطرة قضابٌة‪ ،‬وذلك فً حالة عدم وجود تعرضات‪ ،‬ففً هذه الحالة على‬
‫المحافظ أن ٌستجٌب إلى مطلب التحفٌظ وتحفٌظ العقار كلٌا أو جزبٌا فً اسم طالب‬
‫التحفٌظ‪.‬‬

‫فحٌنما ٌتأكد المحافظ من عدم تقدٌم أي تعرض خالل األجل المحدد ومن توافر جمٌع‬
‫الشروط المطلوبة وٌتأكد من صحتها ومن سالمة المسطرة التً تم إجرابها فإنه ٌتخذ قرار‬
‫التحفٌظ‪ ،‬وٌعتبر قراره هذا نهاٌة لمرحلة "ما قبل التحفٌظ" لٌدخل العقار فً إطار قانونً‬
‫جدٌد وٌكتسب بذلك مناعة ضد كل االدعاءات والمطالب الالحقة وٌترتب عن هذا التقرٌر‬
‫تأسٌس رسم عقاري نهابً وال رجعٌة فٌه‪.2‬‬

‫وهذا ما أكد علٌه الفصل ‪ 30‬من قانون ‪ 14.07‬حٌن نص على أنه "خالل الثالثة‬
‫أشهر الموالٌة النصرام أجل التعرض ٌقوم المحافظ على األمالك العقارٌة بتحفٌظ العقار‬
‫بعد التحقق من إنجاز جمٌع اإلجراءات المقررة فً هذا القانون‪ ،‬ومن شرعٌة الطلب وكفاٌة‬
‫الحجج المدلى بها وعدم وقوع أي تعرض "‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد السكسٌوي‪ ،‬التحفٌظ العقاري بٌن العمل القضابً وسلطة المحافظ‪ ،‬سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد األول‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.186‬‬
‫‪-2‬الدكتور محمد خٌري قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر اإلدارٌة و القضابٌة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار نشر‬
‫المعرفة‪.‬ص‪.180‬‬
‫‪35‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وهنا ٌرى أحد الفقه‪ 1‬أن أجل ثالثة أشهر قصد اتخاذ قرار التحفٌظ أجل خطٌر جدا‬
‫حٌث أن هناك بعض الملفات التً ال تحتاج إلى أجل ثالثة أشهر من أجل اتخاذ قرار‬
‫التحفٌظ فٌها فً حٌن أن هناك ملفات أخرى ال تكفٌها هذه المدة إطالقا نظرا لتعقٌدات وكثرة‬
‫اإلٌداعات طبقا للفصل ‪ 84‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫كما أن المحافظ العقاري ٌتخذ قرار التحفٌظ وفق مستجدات القانون ‪ 14.07‬بناء على‬
‫الفصل ‪ 31‬منه‪ ،‬وذلك بعد إجراء تحدٌد تكمٌلً قصد فرز الجزء الؽٌر خاضع للتعرض‬
‫‪2‬‬
‫وتأسٌس رسم لهذا الجزء وهذا ما ٌعرؾ بتجزٌا المسطرة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أ ن المحافظ ٌمكنه اتخاذ قرار التحفٌظ بعد تحرٌر محضر الصلح من‬
‫طرفه‪ ،‬أي بعد نجاح إجراء الصلح بٌن المتعرض وطالب التحفٌظ‪.‬‬

‫عالوة على أنه ٌمكنه اتخاذ قرار التحفٌظ حٌنما ٌثبت أن المتعرض قد تنازل عن‬
‫تع رضه بناء على صلح تم بٌنهما ترتب عنه تحرٌر تنازل عن التعرض المودع بسجل‬
‫التعرضات‪ ،‬وٌشترط فً وثٌقة الصلح الشروط واألركان المتطلبة قانونا فً إبرام العقود‬
‫طبقا للقواعد العامة (األهلٌة ‪ ،‬المحل ‪ ،‬السبب‪ 3)...‬وال ٌتخذ المحافظ قرار التحفٌظ فً حالة‬
‫رفض مطلب التحفٌظ أو إلؽابه‪.‬‬

‫وٌجب أن نشٌر إلى أن قرار اتخاذ التحفٌظ من طرؾ المحافظ‪ ،‬قرار ال ٌقبل الطعن‬
‫فٌه‪ ،‬وهو قرار ؼٌر معلل ال ٌمكن إلؽاؤه ولو عن طرٌق قرارات أو أحكام قضابٌة‪.‬‬

‫وقرار تأسٌس الرسم العقاري هو قرار ٌطهر العقار من الحقوق ؼٌر الظاهرة وقت‬
‫التحفٌظ ولو كانت مشروعة ن وٌعترؾ فً نفس الوقت بالوجود القانونً للحقوق الظاهرة‬
‫وقت التحفٌظ وٌضفً علٌها صبؽة المشروعٌة ولو كانت ؼٌر مشروعة‪ ،‬وهو قرار ٌنتج‬

‫‪ -1‬ادرٌس الفاخوري ‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪.14.07‬م س ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -2‬تنص الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 31‬من ظ ت ع "إذا لم ٌتمكن طالب التحفٌظ من ذلك فإن المحافظ على األمالك العقارٌة ٌمكنه أن‬
‫ٌجزئ المطلب‪ ،‬وٌأسس رسما عقارٌا خاصا بالجزء الذي ال ٌشمله النزاع بعد إجراء تحدٌد تكمٌلً "‪.‬‬
‫‪ -3‬ادرٌس الفاخوري ‪ ،‬م س‪،‬ص‪.65‬‬
‫‪36‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫عنه تأسٌس رسم عقاري ٌشكل دلٌال قاطعا على حق الملكٌة والحقوق العٌنٌة والتحمالت‬
‫العقارٌة المعلن عنها أثناء مسطرة التحفٌظ والمسجلة بالرسم العقاري‪.1‬‬

‫وٌترتب على قرار التحفٌظ فً شخص المحافظ العقاري أٌضا مبدأ عدم سرٌان‬
‫التقادم على العقارات المحفظة‪ ،‬كما ٌحق لألطراؾ المتضررة أن ترفع دعوى التعوٌض‬
‫ضد المحافظ ما دام هذا األخٌر ٌسأل مسؤولٌة شخصٌة عن أخطابه‪ ،‬كما فً حالة ارتكاب‬
‫تدلٌس من طرؾ المحافظ ‪.2‬‬

‫فقد حافظ المشرع للرسم العقاري على آثاره الثالثة وهً النهابٌة وعدم القابلٌة‬
‫للطعن والتطهٌر‪ ،‬وٌبدو أن المجلس األعلى (محكمة النقض حالٌا) من خالل قراراته تشبت‬
‫فً أكثر من مناسبة بحرفٌة النص القانونً وال ٌحٌد عنه‪ ،‬حٌث جاء فً أحد قراراته ‪..."3‬‬

‫يقرر الفصالن ‪ 26. 26‬من ظ ت ع ق اعدة أن التحفيظ يطير العق ار المحفظ من الحقوق السابقة‬

‫عليو ىي ق اعدة تسري على الجميع ال فرق بين المشتري وغيره وال بين حسن النية وسيئيا وال تقبل‬

‫أية دعوى عينية لحق تضرر من جراء التحفيظ وإنما ترفع دعوى التعويض‪"...‬‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬تأسُس انشسى يٍ طشف انًحافظ‬


‫بعد اتخاذ قرار التحفٌظ ٌعمل المحافظ على تأسٌس رسم عقاري مثبت للملكٌة‪ ،‬ألن‬
‫الهدؾ من سلوك مسطرة التحفٌظ العقاري هً إنشاء الرسم العقاري المتعلق بالملك‬
‫موضوع مطلب التحفٌظ المودع بداٌة من قبل طالب التحفٌظ‪.‬‬

‫ألن التحفٌظ ٌقصد منه طبقا للفصل ‪ 1‬من ظ ت ع تحفٌظ العقار بعد إجراء مسطرة‬
‫للتطهٌر ٌترتب عنها تأسٌس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهٌر الملك من‬
‫جمٌع الحقوق السالفة ؼٌر المضمنة به‪.‬‬

‫‪ -1‬الدكتور محمد خٌري قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر اإلدارٌة و القضابٌة‪ ،‬م س‪ .‬ص‪181‬‬
‫‪ٌ -2‬نص الفصل ‪ 64‬ن ظ ت ع" إن إقامة أي دعوى فً العقار بسبب حق وقع الإلضرار به من جراء تحفٌظ‪.‬‬
‫ٌمكن للمتضررٌن فً حالة تدلٌس فقط أن ٌقٌموا على مرتكب التدلٌس دعوى شخصٌة بأداء تعوٌضات‪"...‬‬
‫‪-3‬قرار عدد ‪ 2605‬مؤرخ فً ‪ 28‬أكتوبر ‪ 1992‬أوردته سعاد اٌت بلخٌر‪ ،‬قرار المحافظ على الملكٌة العقارٌة بٌن امكانٌة الطعن‬
‫وحق التعوٌض‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪37‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ٌعد المحافظ السلطة الوحٌدة المخول لها قانونا تأسٌس الرسم العقاري‪ ،‬وٌتجلى دوره‬
‫فً هذه المرحلة تحقٌقا للملكٌة العقارٌة‪ ،‬فً تأسٌس رسم عقاري لصاحب حق الملكٌة‪،‬‬
‫وٌسمى بالرسم العقاري‪ ،‬وهو ذلك السند الذي ٌقٌمه المحافظ للتعرٌؾ بالعقار الذي اتخذ فً‬
‫شأنه قرار التحفٌظ باسم صاحبه‪ ،‬وٌجب أن ٌشمل الرسم العقاري البٌانات المنصوص علٌها‬
‫صراحة فً الفصل ‪ 52‬و ‪ 55‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫على خالؾ المشرع التونسً الذي أعطى إلدارة الملكٌة العقارٌة بإعداد الرسم‬
‫العقاري استنادا إلى حكم المحكمة المرفق بالمثال الهندسً وهً التً تسلم شهادة الملكٌة‪،‬‬
‫كما تقوم بترسٌم كل عملٌات الواردة على العقار المسجل وعلى ذلك فإن دور إدارة الملكٌة‬
‫العقارٌة ٌبدأ حٌث ٌنتهً دور المحكمة العقارٌة‪.1‬‬

‫وجدٌر بالذكر أن المحافظ ٌجب علٌه أن ٌتناول فً كل رسم عقاري عقار واحدا‬
‫سواء كان مؤلفا من قطعة واحدة أو من قطع متعددة‪ ،‬تشكل فً مجموعها وحدة عقارٌة‪،‬‬
‫وسواء كان مالك العقار شخصا واحدا أو شابعا بٌن عدة مالك طبقا للفصل ‪ 13‬و ‪ 14‬من‬
‫القرار الوزاري الصادر فً ‪ 20‬رجب ‪ 1333‬الموافق ل‪ٌ 03‬ونٌو ‪.1915‬‬

‫وطبقا للفصلٌن ‪ 58‬و‪ 60‬من ظ ت ع فٌجب على المحافظ أن ٌحرر إلى جانب ذلك‬
‫السند الذي ٌعرؾ بهوٌة العقار المحفظ‪ ،‬ما ٌسمى بنظٌر الرسم ٌحتوي على جمٌع البٌانات‬
‫الموجودة فً هذا الرسم العقاري‪ ،‬وٌشهد المحافظ فً األخٌر إلى مطابقة النظٌر للرسم‪،‬‬

‫وهذا النظٌر ٌسلم للمالك دون ؼٌره‪.2‬‬

‫فً حٌن ٌعمل على إنشاء ما ٌصطلح علٌه بالشهادة الخاصة‪ ،‬وتعطى لباقً الشركاء‬
‫فً حالة إذا كان العقار مملوكا على الشٌاع‪ ،‬أما الشرٌك المفوض له ذلك فٌحصل على‬
‫نظٌر الرسم‪ ،‬تتضمن كل المعلومات التً تخص التعرٌؾ بالعقار ومالكه وموقعه‬

‫‪-1‬محمد بن احمد بونبات‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري فً المؽرب تونس والجزابر‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ٌ -2‬نص الفصل‪ 58‬من ظ ت ع " للملك دون ؼٌره‪ ،‬الحق فً أخذ نظٌر من الرسم العقاري ومن التصمٌم الملحق به‪ٌ .‬شهد المحافظ‬
‫على األمالك العقارٌة بصحتهما بإمضابه ووضع خاتم المحافظة العقارٌة علٌهما‪.‬‬
‫فً حالة الشٌاع ال ٌسلم إال نظٌر واحد للشرٌك المفوض له ذلك‪ .‬أما باقً أصحاب الحقوق العٌنٌة فٌمكنهم الحصول على شهادة‬
‫خاصة بالتقٌٌد‪".‬‬
‫‪-‬وٌنص الفصل ‪ٌ"60‬قوم المحافظ على األمالك العقارٌة بنسخ كل بٌان تم تقٌٌده بالرسم العقاري فً نظٌره المقدم له‪.‬‬
‫وٌشهد بمطابقة النظٌر للرسم العقاري‪".‬‬
‫‪38‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫والتحمالت والحقوق العٌنٌة العقارٌة المثقل بها العقار‪ ،‬على أن ٌعطً للدابن المرتهن وحده‬
‫دون ؼٌره شهادة التقٌد الخاصة‪.‬‬

‫وفً حالة ضٌاع أو تلؾ نظٌر الرسوم العقارٌة أو الشهادات العقارٌة الخاصة ٌجب‬
‫على صاحبها أن ٌقدم للمحافظ على األمالك العقارٌة الوثابق المثبتة و أن ٌدلً إلٌه بتصرٌح‬
‫ٌتضمن هوٌته وظروؾ الضٌاع أو السرقة وكل ما لدٌه من معلومات عن الحادث‪ ،‬فٌمكن‬
‫للمحافظ إذا ما ظهر له صدق التصرٌح أن ٌسلم للمعنً باألمر نظٌرا جدٌدا للرسم العقاري‬
‫أو نسخة من شهادة التقٌد الخاصة بعد انصرام ‪ٌ 15‬وما من تارٌخ نشر إعالن بذلك فً‬
‫الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬وذلك طبقا للفصل ‪ 101‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫وٌمكن للمحافظ فً حالة ما إذا تبٌن له عدم جدٌة التصرٌح والوثابق المدلى بها عدم‬
‫االستجابة ورفض طلب الدابن المرتهن أو المالك‪ ،‬فٌملك المحافظ هنا سلطة واسعة فً‬
‫االستجابة أو الرفض‪ ،‬وفً حالة الرفض ٌمكن اللجوء من كل من له مصلحة فً ذلك إلى‬
‫رفع دعوى أمام المحكمة االبتدابٌة‪ ،‬كما ٌمكنه أن ٌتظلم أمام المحافظ العام‪.‬‬

‫وعندما ٌسلم المحافظ نظٌر الرسم العقاري أو نظٌر شهادة التقٌد الخاصة فإنه ٌضمن‬
‫ذلك فً النظٌر المسلم للمعنً باألمر‪ ،‬وتكون للنظٌر أو النسخة الجدٌدٌن نفس القٌمة‬
‫القانونٌة ألصلهما كما ٌستعمالن لنفس األؼراض وذلك طبقا للفصل ‪ 102‬من القانون‬
‫‪.14.07‬‬

‫‪39‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دور المحافظ في تحقيق‬

‫الملكية بعد تأسيس الرسم‬

‫العق اري‬

‫‪40‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫إذا كان مفهوم التحفٌظ العقاري فً ظ ت ع الصادر فً سنة ‪ٌ 1913‬قصد به‬


‫مجموع االجراءات المتعلقة بمسطرة التحفٌظ إلى ؼاٌة تأسٌس الرسم العقاري‪ ،‬فإنه مع‬
‫صدور القانون رقم ‪ 14.07‬وضع تعرٌفا دقٌقا للتحفٌظ العقاري‪ -‬حسما لكل خالؾ ‪ -‬حٌث‬
‫نص الفصل األول صراحة على أن التحفٌظ العقاري ٌشمل مسطرة التحفٌظ والتقٌٌدات‬
‫بالرسم العقاري‪.‬‬

‫وإن كان كذلك فإن دور المحافظ على األمالك العقارٌة فً تحقٌق الملكٌة العقارٌة ال‬
‫ٌقتصر فقط على مرحلة ما قبل تأسٌس الرسم العقاري‪ ،‬بل ٌتعداها إلى ما بعد تأسٌس هذا‬
‫األخٌر‪ ،‬وتتعلق أساسا بالتقٌدات على الرسوم العقارٌة و التشطٌب الوارد علٌها‪ ،‬وكذا‬
‫امكانٌة إدخال تصحٌحات على األخطاء المادٌة التً ٌمكن أن تشوب الرسوم العقارٌة‪.‬‬

‫وعلٌه ارتأٌنا تقسٌم هذا الفصل إلى مبحثٌن؛‬

‫المبحث األول‪ :‬دور المحافظ على األمالك العقارٌة فً التقٌدات‬

‫المبحث الثانً‪ :‬دور المحافظ على األمالك العقارٌة فً التشطٌبات‬

‫‪41‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انًبحث األول‪ :‬دوس انًحافظ فٍ انتمُُذاث‬


‫إن مؤسسة التقٌٌد تحظى باهتمام تشرٌعً كبٌر نظرا لمكانتها ودورها فً حماٌة حق‬
‫الملكٌة‪ ،‬وٌقصد بالتقٌٌد ذلك البٌان المسجل بالسجل العقاري الذي ٌحتوي على معلومات‬
‫معٌنة خاصة بصاحب الحق المعنً‪ ،‬الهدؾ منه اشهار الحق وصاحبه للعموم‪ ،‬وقد حدد‬
‫المشرع التصرفات واألعمال التً ٌجب تقٌدها متى كان األمر ٌتعلق بتأسٌس حق عٌنً أو‬
‫نقله إلى الؽٌر أو إقراره أو تؽٌره أو اسقاطه‪ ،1‬وٌضطلع المحافظ بأدوار هامة فً هذا‬
‫المجال سواء فٌما ٌتعلق بالتقٌدات النهابٌة‪( 2‬المطلب األول)‪ ،‬أو فٌما ٌخص دوره فً‬
‫التقٌدات االحتٌاطٌة (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انًطهب األول‪ :‬أعًال انًحافظ فٍ انتمُُذاث انُهائُت‬


‫إن المشرع المؽربً أتى بمبدأ إجبارٌة تقٌٌد الحقوق العٌنٌة عكس عملٌة التحفٌظ‬
‫التً تركها اختٌارٌة استنادا لمقتضٌات الفصل ‪ 6‬من القانون ‪ ،14.07‬فحدد الحقوق الواجب‬
‫تقٌٌدها بموجب نصوص دقٌقة من أجل الحد من سلطة المحافظ فً هذا المجال‪.‬‬

‫وتقتضً دراسة هذا الموضوع التطرق لرقابة المحافظ على المستندات المدعمة‬
‫للتقٌٌد(الفقر األولى)‪ ،‬لننتقل فً حدٌثنا عن قراراته برفض التقٌٌد (الفقر الثانٌة)‪.‬‬

‫انفمشة األونً ‪ :‬سلابت انًحافظ عهً انًستُذاث انًذعًت نهتمُُذ‬


‫لما كان التقٌٌد ٌفٌد إشهار الحقوق المكتسبة على العقار المحفظ حسب مقتضٌات‬
‫الفصل ‪ 65‬من ظ ت ع وذلك داخل أجل ثالثة أشهر تحت طابلة الؽرامة‪ ،‬فقد ألزم المشرع‬
‫المحافظ بضرورة الرقابة على الوثابق المؤٌدة لهذه الطلبات تحت طابلة المسؤولٌة‪ ،‬وهو ما‬
‫عبر عنه المشرع فً الفصل ‪ 72‬من نفس الظهٌر الذي نص على "يتحقق المحافظ على‬

‫‪ -1‬الفصل ‪ 65‬من ظ ت ع ٌنص " ٌجب أن تشهر بواسطة تقٌٌد فً الرسم العقاري‪ ،‬جمٌع الوقابع والتصرفات واالتفاقات الناشبة بٌن‬
‫األحٌاء مجانٌة كانت أو بعوض‪ ،‬وجمٌع المحاضر واألوامر المتعلقة بالحجز العقاري‪ ،‬وجمٌع األحكام التً تكتسب قوة الشً المقضً‬
‫به‪ ،‬متى كان موضوع جمٌع ما ذكر تأسٌس حق عٌنً عقاري أو نقله إلى الؽٌر أو اإلقرار به أو تؽٌٌره أو إسقاطه‪ ،‬وكذا جمٌع عقود‬
‫أكرٌة العقارات لمدة تفوق ثالث سنوات‪ ،‬وكل حوالة لقدر مالً ٌساوي كراء عقار لمدة تزٌد على السنة ؼٌر مستحقة األداء أو‬
‫اإلبراء‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ٌ -‬جب أن نشٌر هنا أننا ال نقصد بالتقٌٌدات النهابٌة أنها تقٌٌدات ال تقبل التشطٌب أو اكتسبت قوة ومناعة ثابتة‪ ،‬ولك فقط تمٌزا لها عن التقٌدات‬
‫االحتٌاطٌة فقط‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫األمالك العق ارية‪ ،‬تحت مسؤوليتو من ىوية المفوت وأىليتو وكذا من صحة الوثائق المدلى بيا‬

‫تأييدا للطلب شكال وجوىرا"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحقق من هوٌة وأهلٌة أطراف سند التقٌٌد‬

‫حسب القرار الوزٌري المؤرخ فً ‪ٌ 3‬ونٌو ‪ 1915‬فً مادته ‪ 25‬ألزم األطراؾ أن‬
‫ٌتقدموا بطلب إلى المحافظ على الملكٌة العقارٌة ٌبٌنون فٌها صفاتهم وأهلٌتهم وحالتهم‬
‫المدنٌة أو الحق موضوع التصرؾ‪ ،‬والفصل ‪ 69‬من القانون رقم ‪ 14.07‬ألزم هو األخر‬
‫على كل شخص ٌرٌد تقٌٌد حق من الحقوق القابلة للتقٌٌد أن ٌتقدم بطلب إلى المحافظة‬
‫العقارٌة التً ٌقع العقار فً دابرتها وٌكون هذا الشخص إما صاحب الحق أو من ٌنوب عنه‬
‫بوكالة صحٌحة‪ ،‬متضمنا البٌانات المنصوص علٌها فً الفصل أعاله‪ ،‬ألن التحقق من هوٌة‬
‫األطراؾ وخاصة المفوت ٌهدؾ إلى معرفة مدى التطابق الموجود بٌن هوٌة المفوت من‬
‫خالل الرسم العقاري وهوٌته من خالل عقد التفوٌت المطلوب تسجٌله‪.‬‬

‫وقد أكد المشرع على المفوت دون المفوت إلٌه نظرا ألنه من الخطٌر أن ٌجرى‬
‫التفوٌت من طرؾ شخص ؼٌر مقٌد فً الرسم العقاري‪ ،‬فهذا الشخص هو وحده المعتد به‬
‫قانونا وٌجب حماٌة حقه المقٌد حتى ال ٌتطاول علٌه الؽٌر وال ٌتضرر من ٌكون قد تعامل‬
‫مع المالك المقٌد ولم ٌتقدم بعد لتقٌٌد حقه‪.1‬‬

‫وعلى الرؼم من ذلك فإن المتفق علٌه فقها أن هذه المراقبة ٌجب أن تشمل هوٌة كل‬
‫األطراؾ المذكورة بسند التقٌٌد وحالتهم المدنٌة وهذا ما أكده الفصل ‪ 73‬ذلك أن هذا الفصل‬
‫لم ٌقتصر على ذكر المفوت وحده‪.‬‬

‫فٌلزم على المحافظ التأكد من أهلٌة األطراؾ بحٌث ٌقوم من الناحٌة العملٌة بمراقبة‬
‫أهلٌة المفوت من خالل التحقق من مطابقة البٌانات المتعلقة بالحالة المدنٌة المضمنة بسند‬
‫التقٌٌد مع البٌانات بالرسم العقاري‪ ،‬ؼٌر أنه بالنسبة للمفوت إلٌه فإن المحافظ ٌعتمد على‬

‫‪ -1‬األستاذ عبد الحلٌم عد‪ ،‬مستجدات التقٌٌد على الرسم العقاري وفق مقتضٌات القانون ‪ ،14.07‬سلسلة فقه القضاء العقاري العدد‬
‫الثانً‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2015‬ص ‪.273‬‬
‫‪43‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫العقد والوثابق األخرى المدلى بها إلثبات هوٌته وعند خلوها من االشارة إلى عارض من‬
‫عوارض األهلٌة فهذا ٌعد قرٌنة بسٌطة على كمال األهلٌة‪.1‬‬

‫أما بالنسبة للقاصرٌن والمحجورٌن فإن حقوقهم تقٌد بطلب نوابهم الشرعٌٌن أو‬
‫األوصٌاء علٌهم‪ ،‬وإال بطلب من القاضً المكلؾ بشؤون القاصرٌن أو وكٌل الملك طبقا‬
‫لمقتضٌات الفصل ‪ 78‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫وفً نفس التوجه ألزم المشرع الجزابري المحافظ العقاري مراقبة التأكد من توفر‬
‫مجموعة من الشروط سواء فً األطراؾ طالبة الشهر‪ ،‬أو فً السندات المراد شهرها‬
‫فألزمت التأكد من هوٌة وأهلٌة األطراؾ أو كما ٌسمٌه مرسوم ‪ " 76/63‬الشرط الشخصً"‬
‫كما ٌراقب توافر الوثابق المطلوبة وصحتها ‪ ...‬فالمشرع الجزابري قد اشترط إفراغ كل‬
‫العقود المنصبة العقارات فً شكل رسمً‪.2‬‬

‫وقد تم إعفاء المحافظ وفق مستجدات هذا القانون (‪ )14.07‬من التحقق من هوٌة‬
‫وصفة وأهلٌة كل طرؾ إذا كان المحرر موضوع التقٌٌد محررا رسمٌا‪ ،‬وٌعفى على خالؾ‬
‫ذلك من التحقق من الهوٌة فقط إذا كانت التوقٌعات الموضوعة بالطلب وبالعقود المدلى بها‬
‫مصادق علٌها من طرؾ السلطات المختصة‪.‬‬

‫فالمحافظ ملزم طبقا للفصل ‪ 72‬من القانون أعاله بالتأكد والتحقق تحت مسؤولٌته‬
‫الشخصٌة من هوٌة وأهلٌة المفوت‪ ،‬وٌشكل هذا التحقق أهمٌة بالؽة ذلك أن المفوت هو الذي‬
‫سٌست فٌد أو سٌنقص أو سٌعدل حقه المقٌد‪ ،‬وبالتالً ٌجب أن ٌكون ذلك برضاه وأن ٌكون‬
‫أهال لهذا التراضً وأن ٌكون هو صاحب الحق المقٌد وذلك منعا ألي ؼش أو تزوٌر‬
‫وتالفٌا إلبدال شخص مكان شخص آخر‪.3‬‬

‫وللمحافظ السلطة التقدٌرٌة فً مطالبة األطراؾ اإلدالء ببٌانات إضافٌة من عدمه‬


‫عندما ٌكون الطلب مؤسسا على وثٌقة اتفاقٌة‪ ،‬طبقا لمقتضٌات الفصل ‪ ،70‬من ظ ت ع‪،‬‬

‫‪-1‬اٌت احمد ٌاسٌن‪ ،‬رقابة المحافظ على الوثابق المدعمة للتقٌدات والتشطٌبات على ضوء مستجدات القانون ‪ .14.07‬سلسلة فقه‬
‫القضاء العقاري العدد األول‪ 2014 ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -2‬محمد بن احمد بونبات‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري فً المؽرب تونس والجزابر‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪-3‬األستاذ عبد الحلٌم عد‪ ،‬مستجدات التقٌٌد على الرسم العقاري وفق مقتضٌات القانون ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪44‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ومنه فعلى المحافظ على األمالك العقارٌة التأكد من هوٌة وأهلٌة أطراؾ سند التقٌٌد‪ ،‬على‬
‫اعتباره الجهة المخول لها هذا االختصاص وهذا ما أكده حكم صادر من ابتدابٌة وجدة حٌث‬
‫جاء فٌه "وحيث أ ن المشرع قد نظم مسألة التسجيل والتشطيب على ما ضمن بالرسم العق اري من‬

‫قيود‪ ،‬وأوكل إلى ذلك السيد المحافظ على األمالك العق ارية الذي يتحقق تحت مسؤوليتو من‬

‫مدى توفر التسجيل أو التشطيب المنصوص عليو ق انونا‪.1"...‬‬

‫هذا‪ ،‬وٌنبؽً علٌه عالوة على ذلك مراقبة هوٌة العقار وهل التصرؾ المراد تقٌٌده‬
‫ٌنصب علٌه فعال أو على جزء منه؟ وهل العقار قابل للتفوٌت أم أن هناك مانع ٌحول دون‬
‫ذلك؟‪.‬‬

‫فهناك عقارات تصبح ؼٌر قابلة للتفوٌت بسبب بعض الموانع القانونٌة كالحجز‬
‫التحفظً أو التنفٌذي وإما بسبب بعض الموانع االتفاقٌة كاشتراط البابع عدم تفوٌت العقار‬
‫إال بعد مرور مدة معٌنة‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬مراقبة صحة الوثائق‬

‫إن مسؤولٌة المحافظ لٌست هٌنة إزاء الحقوق التً ٌنبؽً تسجٌلها فهو لٌس مجرد‬
‫عون تنفٌذ ٌكتفً بتلقً الوثابق والمستندات وتسجٌلها‪ ،‬بل ٌجب علٌه أن ٌتحقق من كل‬
‫عملٌة على حدة قبل اتخاذ أي قرار بالتسجٌل من عدمه‪ ،‬ولٌرى هل الحقوق التً ٌطلب‬
‫تسجٌلها مستوفٌة لكل الشروط التً ٌتطلبها القانون سواء من حٌث الشكل أو الجوهر‪.2‬‬

‫فٌم ا ٌتعلق بمراقبة صحة المستندات فبالرجوع إلى الواقع العملً نجد أن المحافظٌن‬
‫على األمالك العقارٌة ٌتخذون العدٌد من االجراءات لتأكد من سالمة وصحة ما ٌرد على‬
‫مصلحتهم من مستندات ووثابق‪ ،‬وهذه اآللٌات تختلؾ فً حقٌقة األمر فً ما إذا كانت هذه‬
‫الوثابق عرفٌة أو المحررات رسمٌة أو محررات ثابتة التارٌخ‪.‬‬

‫‪ -1‬حكم رقم ‪1422‬فً الملؾ عدد ‪ 30/07‬الصادر بتارٌخ ‪ ،2007/11/07‬ؼٌر منشور أورده عبد الحلٌم عد‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪-2‬محمد خٌري‪ ،‬قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر االدارٌة والقضابٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.391‬‬
‫‪45‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫فبالنسبة للوثابق العرفٌة‪ ،‬فإن المحافظ ٌراقب توقٌعات األطراؾ والسلطة المصادقة‬
‫على اإلمضاء وتارٌخ المصادقة وواقعة التسجٌل لدى إدارة التسجٌل والتمبر‪ ،‬وٌتعٌن‬
‫اإلدالء بالعقد األصلً إذ أن المحافظ ٌرفض صورة العقد المصححة اإلمضاء لتدعٌم طلب‬
‫التقٌٌد‪ ،1‬والتأكد من ان المحررات العرفٌة تتوفر على جمٌع البٌانات الالزمة وأن العقد‬
‫صحٌح من الناحٌة القانونٌة أي متضمن للشروط الصحٌحة لقٌام العقد من أهلٌة وتراض‬
‫وسبب ومحل‪...‬‬

‫ونظرا لما لهذه الوثابق العرفٌة ‪ -‬فً ؼالب األحٌان‪ -‬من زعزعة االستقرار فً‬
‫المعامالت العقارٌة واألمن العقاري‪ ،‬فقد تصدى المشرع المؽربً لذلك واستبعدها‪ ،‬وذلك‬
‫استنادا للمادة الرابعة من مدونة الحقوق العٌنٌة ألزمت تحرٌر العقود الناقلة للملكٌة أو إنشاء‬
‫الحقوق العٌنٌة األخرى أو نقلها أو تعدٌلها أو التشطٌب علٌها بموجب محرر رسمً أو‬
‫محرر ثا بت التارٌخ ٌتم تحرٌره من طرؾ محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض مالم‬
‫ٌنص القانون على خالؾ ذلك‪.‬‬

‫أما بخصوص المحررات الرسمٌة فٌجب على المحافظ من حٌث الشكل التأكد من أن‬
‫العقد قد حرره عدلٌن لهما صالحٌة االختصاص‪ ،‬أن الرسم العدلً موقع علٌه من طرؾ‬
‫العدلٌن ومخاطب علٌه من طرؾ قاضً التوثٌق وأدٌت عنه رسوم التسجٌل‪ ،‬أو التأكد من‬
‫أن العقد صادر من موثق موقع على جمٌع صفحاته‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمحررات ثابتة التارٌخ فإن المحافظ علٌه أن ٌنتبه إلى توقٌعات‬
‫األطراؾ الذٌن وقعوا العقد والجهات التً حررته وكذا التأشٌر على جمٌع الصفحات مع‬
‫تصحٌح إمضاءات األطراؾ من طرؾ السلطات المحلٌة المختصة والمصادقة على توقٌع‬
‫المحامً لدى كتابة ضبط المحكمة االبتدابٌة التً ٌمارس مهامه بدابرتها‪.2‬‬

‫كما له صالحٌة مراقبة الحكم القضابً من مدى صحته من حٌث العناصر الشكلٌة‬
‫المكونة له وصفة هٌبة الحكم‪ ،‬وٌتحقق هل الحكم حابز لقوة الشًء المقضً به وأنها تتوفر‬

‫‪ -1‬ادرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪-2‬اٌت احمد ٌاسٌن‪ ،‬رقابة المحافظ على الوثابق المدعمة للتقٌدات والتشطٌبات على ضوء مستجدات القانون ‪ .14.07‬م س ‪،‬ص‪.147‬‬
‫‪46‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫على بٌانات مطابقة لبٌانات الرسم العقاري‪ ،‬وال ٌمكنه أن ٌناقش حٌثٌات الحكم ومنطوقه‬
‫ألن فً ذلك تدخل فً اختصاصات السلطة القضابٌة‪.‬‬

‫هذا من ناحٌة الشكل أما من ناحٌة المضمون (جوهر المستندات)‪ .‬فالمحافظ ملزم‬
‫بالتأكد تحت مسؤولٌته من الوثابق والمستندات المدلى بها لتقٌٌد الحق من حٌث الجوهر‪ ،‬فله‬
‫أن ٌتأكد من عدم مخ الفة هذا التقٌٌد للقانون سواء من حٌث صحة االلتزام‪ ،‬وبالتالً ٌمكنه‬
‫أن ٌثٌر أسباب البطالن من تلقاء نفسه حفاظا على النظام العام‪ ،‬أما إذا كان البطالن نسبٌا‬
‫فٌتعٌن على مصلحة أن ٌثٌرها‪ ،‬أما المحافظ فهو ؼٌر مختص فً ذلك كلما تعلق األمر‬
‫بعٌب من عٌوب الرضى‪.‬‬

‫فعلٌه أن ٌتأكد من موضوع االلتزام‪ ،‬فإذا كانت الوثٌقة تتضمن بٌعا مثال فال بد من‬
‫ذكر اسم الطرفٌن البابع والمشتري والثمن والتارٌخ وركن الرضى فً العقد من اٌجاب‬
‫وقبول وتطابق بٌنهما إلخ‪.1...‬‬

‫وٌمكن للمحافظ إجراء تقٌٌد بالرسم العقاري اعتمادا على عقد معٌن تم إنجازه فً‬
‫دول معٌنة طبقا التفاقٌات أو معاهدات‪ ،‬وهو ما أكده المجلس األعلى سابقا (محكمة النقض‬
‫حالٌا) فً أحد قراراته "يمكن للمحافظ إجراء تقييد بالرسم العق اري استنادا على عقد بيع تم‬

‫إنجازه ف ي فرنسا من طرف الموثق‪ ،‬والذي لو صفة موظف عمومي مخول لو بمقتضى ق انون بلده‬

‫إضف اء الصبغة الرسمية على العقود التي يحررىا‪ .‬ىذا العقد معفى من التصديق ومن كل إجراء‬

‫مماثل عند اإلدالء بو أمام اإلدارات المغربية ومنيا المحافظة العق ارية بمقتضى الفصل ‪3‬من‬

‫البروتوكول اإل ضافي التف اقية التعاون القضائي بين المملكة المغربية والجميورية الفرنسية المؤرخ‬

‫في ‪ 01‬غشت ‪.2"0890‬‬

‫أضؾ إلى ذلك‪ ،‬أن المحافظ ٌتعٌن علٌه طبق لمقتضٌات الفصل ‪ 74‬من ظ ت ع أن‬
‫ٌتحقق من أن التقٌٌد موضوع الطلب ال ٌتعارض مع البٌانات المضمنة بالرسم العقاري‬

‫‪ -1‬ادرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ -2‬قرار عدد ‪ ،1351‬الصادر بتارٌخ ‪ 13‬مارس ‪ ،2012‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( 2010/1/1/477‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ومقتضٌات هذا القانون وأن الوثابق المدلى بها تجٌز التقٌٌد‪ ،‬فكما ٌقول ابن معجوز إذا‬
‫أوصى مثال مالك عقار فً الرسم العقاري قبل وفاة الموصً‪ ،‬فإن المحافظ ال بد أن ٌرفض‬
‫تقٌٌد ذلك ألنه لم ٌملك بعد أي حق فً ذلك العقار‪ ،‬لكون الرسم العقاري ال تقٌد فٌه إال‬
‫الحقوق العٌنٌة المحققة دون المحتملة‪".‬‬

‫وفً نفس التوجه سار قرار للمجلس األعلى (محكمة النقض حالٌا) الذي جاء فٌه "‬

‫قيام المحافظ بتسجيل أي حق على الرسم العق اري يفرض عليو التحقق أوال من كون المراد تقييده ال‬

‫يتعارض مع التقييد المسجل بيذا الرسم عمال بمقتضيات الفصل ‪ 46‬من ظيير التحفيظ العق اري‪،‬‬

‫وعليو إذا كانت الوضعية الق انونية للعق ار تتعارض مع الطلب الرامي إلى تسجيل إراثة الموروث‬

‫الذي لم يبقى مالكا للعق ار‪ ،‬ف إنو من حق المحافظ رفض تسجيل اإلراثة من تلق اء نفسو وال يعد تجاوزا‬

‫لصالحياتو‪.1"...‬‬

‫وتجب االشارة‪ ،‬أن الفصول المنضمة للتقٌٌد هً قواعد آمرة ال ٌجوز االتفاق على‬
‫مخالفتها خاصة من طرؾ المحافظ العقاري الذي ٌستتبع فً حالة مخالفتها مسؤولٌة‬
‫شخصٌة تقام ضده‪ ،‬وحتى ال ننسى فٌجب على المحافظ أن ٌثبت فً سجل خاص ٌسمى‬
‫بسجل االٌداع طلبات التسجٌل والوثابق المسلمة إلٌه بأرقام ترتٌبٌة وحسب ورودها علٌه‬
‫دون ترك أي بٌاض وال إقحام بٌن السطور‪ ،‬طبقا لمقتضٌات الفصل ‪ 76‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫المالحظ أن المحافظ ٌقوم فً هذا المجال بدور مزدوج‪ ،‬دور إداري ٌتمثل فً تلقً‬
‫الوثابق وتسجٌلها فً سجل االٌداع‪ ،‬ودور قضابً ٌتجلى فً مراقبة الشروط القانونٌة لكل‬
‫عقد أو تصرؾ‪ ...‬بمعنى آخر ٌجب أن ٌكون المحافظ العقاري رجل قانون ورجل إدارة فً‬
‫نفس الوقت‪.2‬‬

‫ومن ثم‪ ،‬فالمحافظ ٌقوم بدور مهم فً تحقٌق الملكٌة العقارٌة والحفاظ علٌها‪ ،‬فهو‬
‫ٌتحقق وٌتأكد وٌ تقصى وٌبحث فً صحة الوثابق والمستندات المدلى بها لطلب التقٌٌد‪،‬‬

‫‪-1‬قرار عدد‪ ،4257‬الصادر بتارٌخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ 2011‬فً الملؾ المدنً عدد ‪ ( 2009/1/1/3793‬ؼٌر مشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد خٌري‪ ،‬قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر اإلدارٌة والقضابٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.394‬‬
‫‪48‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وحتى من هوٌة وأهلٌة طالب التقٌٌد‪ ،‬فإذا تبٌن له أن طلب التقٌٌد والوثابق المدلى بها‬
‫متطابقة مع ما هو مقٌد بالرسم العقاري فإنه ٌباشر التقٌٌد وذلك تحقٌقا لمبدأ المشروعٌة ‪.‬‬
‫أما إذا كان األمر خالفا لذلك فإنه ٌمتنع وٌرفض التقٌٌد لعلة عدم التطابق أو ؼٌرها من‬
‫الحاالت‪ ،‬األمر الذي ٌدفعنا للتساؤل عن حاالت رفض التقٌٌد من طرؾ المحافظ ؟‪.‬‬

‫انفمشة انثاَُت ‪ :‬سفض انتمُُذ يٍ طشف انًحافظ‬


‫إذا كان المحافظ ٌباشر عملٌة التقٌٌد كلما كان الطلب مستوفٌا وٌستجمع كل الشروط‬
‫المتطلبة وأن لٌس هناك أي مانع قانونً ٌحول دون عملٌة التقٌٌد‪ ،‬وٌقوم بالتقٌد تحت‬
‫مسؤولٌته بواسطة بٌانات موجزة على الرسم العقاري وعلى نظره ثم ٌؤرخ وٌوقع علٌه من‬
‫طرؾ المحافظ وإال ٌكون التقٌٌد باطال عمال بمقتضٌات الفصل ‪ 75‬من ظ ت ع‪ ،‬وبذلك‬
‫ٌصبح الحق موضوع التقٌٌد ثابتا وحقٌقٌا فً مواجهة األطراؾ وفً مواجهة الؽٌر‪.‬‬

‫وعلى خالؾ ذلك ٌرفض التقٌٌد وذلك فً الحاالت اآلتٌة األكثر شٌوعا فً الواقع‬
‫العملً‪:‬‬

‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم بٌان الهوٌة الكاملة ألطراؾ التقٌٌد خاصة المفوت‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم تطابق اسم المفوت المذكور فً العقد مع االسم الموجود فً الرسم‬
‫العقاري؛ فمثال إذا كان اسم المفوت فً العقد هو ٌاسٌن العلوي‪ ،‬واالسم الموجود فً‬
‫الرسم العقاري هو ٌسٌن علوي‪ ،‬ففً هذه الحالة ٌرفض المحافظ التقٌٌد لعدم تطابق‬
‫االسمٌن‪ ،‬فٌتعٌن على المعنً باألمر فً هذه الحالة لتصحٌح الوضعٌة االدالء بشهادة‬
‫مطابقة االسم مسلمة من ربٌس قسم الحالة المدنٌة بالمجلس الجماعً أو بطاقة عدلٌة أو‬
‫بحكم قضابً إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم صحة العقد من حٌث الشكل أو الجوهر أو عدم تذٌٌله بالصٌؽة‬
‫التنفٌذٌة إذا كان العقد محرر فً بلد أجنبً طبقا للفصل ‪ 432‬من ق م م‪ ،‬فعقد البٌع الذي‬
‫لم ٌعٌن فٌه الشًء المبٌع تعٌنا كافٌا ٌعتبر عقدا باطال ٌجب رفضه من طرؾ المحافظ‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد خٌري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.393‬‬


‫‪49‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪ ‬رفض التقٌٌد لكون التوقٌع فً العقد العرفً ؼٌر مصادق علٌه من طرؾ إحدى‬
‫السلطات المختصة والمحددة طبقا للفصل ‪ 73‬من ظ ت ع‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم بٌان العقار المراد تقٌٌد الحق علٌه أو لخطأ فً البٌانات المذكورة‪،‬‬
‫كذكر رقم رسم عقاري ال ٌنطبق على العقار الحقٌقً أو ذكر رقم مطلب التحفٌظ الذي‬
‫تحول إلى رسم عقاري‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم صحة الوكالة أو إلؽابها وذلك فً حالة إبرام تصرؾ من طرؾ‬
‫الوكٌل نٌابة عن المالك‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد بسبب وجود حجز تحفظً على العقار أو صدور قرار تنازع بموجبه‬
‫ملكٌة العقار ألجل المنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم صحة رسم اإلراثة المدلى بها إما من حٌث الشكل أو من حٌث من‬
‫حٌث المضمون متى كان ٌتنافى ذلك مع قواعد االرث فً مدونة االسرة‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لوجود موانع تحول دون ذلك؛ كالموانع االتفاقٌة والموانع القانونٌة‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم امكانٌة تقٌٌد عدة حقوق فً آن واحد ٌتنافى بعضها مع البعض اآلخر‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم االدالء بنظٌر الرسم فً الحالة التً ٌكون فٌها الطلب متعلقا بحق‬
‫ٌقتضً إنشاؤه موافقة المالك المسجل اسمه والحابز لنسخة الرسم العقاري‪ ،‬وفقا‬
‫لمقتضٌات الفصل ‪ 89‬من ظ ت ع‪.‬‬
‫‪ ‬رفض تقٌٌد طلب الرهن لعدم تعٌٌن المبلػ الذي أعطى الرهن من أجله فً العقد‪.‬‬
‫‪ ‬رفض التقٌٌد لعدم اإلدال ء ببعض الوثابق اإلدارٌة التً ٌتطلبها القانون كما هو الشأن فً‬
‫بٌع بعض األمالك الفالحٌة حٌث ٌتعٌن اإلدالء بشهادة المساهمة لمباشرة المسلمة من‬
‫طرؾ المكتب الجهوي لالستثمار الفالحً‪.‬‬
‫‪ ‬وأخٌرا ولٌس أخٌرا رفض التقٌٌد لعدم تحٌٌن الملؾ الخاص بالتركة وعدم تضمٌنه‬
‫الوثابق المثبتة لذلك‪.‬‬

‫وما ٌجب التنبٌه له هو أن قرار المحافظ برفض التقٌٌد ٌجب أن ٌكون معلال كما ٌجب‬
‫أن ٌبلػ بال تأخر ذلك إلى طالب التقٌٌد‪ ،‬قصد الطعن فٌه خالل شهر من التبلٌػ‪ ،‬أمام‬
‫المحكمة االبتدابٌة طبقا للفصل ‪ 96‬من ظ ت ع المعدل والمتمم بقانون‪.14.07‬‬

‫‪50‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وال ٌجب على المحافظ أن ٌكتفً برفض الطلب اعتمادا على سبب عام‪ ،‬كأن ٌذكرا مثال‬
‫رفض التسجٌل لعدم صحة الطلب‪ ،‬أو رفض التسجٌل لعدم كفاٌة الرسوم‪ ،‬بل ٌتعٌن علٌه‬
‫إبراز أسباب رفض التسجٌل بوضوح‪ ،‬ألن هذه األسباب هً التً ستبٌن للمعنً باألمر‬
‫السبب المباشر للرفض‪ ،‬وإذا كان الرفض مبنٌا على عدة أسباب‪ ،‬فالمحافظ ملزم ببٌان كل‬
‫هاته األسباب‪ ،‬وال ٌنبؽً ذكر بعضها تاركا األسباب األخرى‪...‬كما ٌمكنه الطعن فً قرار‬
‫المحافظ إذا رأى أن أسباب الرفض ال تستند على أساس‪.1‬‬

‫انًطهب انثاٍَ‪ :‬دوس انًحافظ فٍ انتمُذاث االحتُاطُت‬


‫ٌنص الفصل ‪ 85‬من القانون ‪" 14.07‬يمكن لكل من يدعي حق ا على عق ار محفظ أن‬

‫يطلب تقيدا احتياطيا لالحتف اظ بو مؤقتا‪ ."...‬وٌعرؾ الفقه التقٌٌد االحتٌاطً بأنه ذلك اإلجراء‬

‫الذي ٌقوم به صاحب حق تعذر علٌه تسجٌله لسبب من األسباب لٌضمن لنفسه فً المستقبل‬
‫إمكانٌة هذا التسجٌل عند زوال المانع‪ ،‬فهو مجر إجراء بٌانً ‪ٌ mention‬رد على الرسم‬
‫العقاري لٌقٌد الحق الناتج عنه بما هو وارد فً مطلب التقٌٌد االحتٌاطً‪.2‬‬

‫وانطالقا من الفصل أعاله ٌكون التقٌٌد االحتٌاطً إما بناء على سند‪ ،‬أو بناء على‬
‫أمر قضابً عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة‪ ،‬أو بناء على نسخة من مقال دعوى‪ ،‬وعلٌه‬
‫سنتناول دور المحافظ فً التقٌٌد االحتٌاطً بناء على سند وبناء على نسخة من مقال‬
‫الدعوى (الفقر األولى)‪ ،‬على أن نتناول فً (الفقر الثانٌة) لدوره فً التقٌٌد االحتٌاطً‬
‫بناء على أمر قضابً من ربٌس المحكمة االبتدابٌة‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬سلابت انًحافظ عهً انسُذ وعهً يمال انذعىي‬


‫ٌنبؽً اإلشارة ( أوال ) إلى رقابة المحافظ على السند‪ ،‬لننتقل فً حدٌثنا لرقابته على‬
‫مقال الدعوى ( ثانٌا )‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد خٌري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.399،‬‬


‫‪ -2‬محمد بوعزاٌة‪ ،‬الضمانات القانونٌة فً الحقوق العقارٌة الجزء األول فً التقٌٌد االحتٌاطً‪ ،‬األحمدٌة للنشر‪(،‬بدون طبعة)‪ ،‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫‪51‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫أوال‪ :‬رقابة المحافظ على السند المثبت للحق على العقار‬

‫ٌعرؾ التقٌٌد االحتٌاطً بناء على سند بأنه التقٌٌد الذي ٌقوم به لمحافظ على األمالك‬
‫العقارٌة بناء على سند ٌبرره‪ٌ ،‬ثبت حقا على عقار وٌتعذر على المحافظ تقٌٌده على حالته‪.‬‬

‫فقبول التقٌٌد االحتٌاطً بناء على سند ٌتطلب تعزٌزه بوثابق ومؤٌدات تثبت حقا‬
‫على عقار‪ ،‬فً حٌن تعذر على المحافظ تقٌده على حالته‪ ،‬وٌجب لزوما أن ٌرفق السند‬
‫بنظٌر الرسم العقاري الموضوع للمالك المعنً باألمر‪ ،‬ومنه فعلى المحافظ أن ٌتأكد انطالقا‬
‫من السند ما إذا كان الحق المطلوب تقٌده احتٌاطٌا‪ ،‬حقا قابال للتقٌد النهابً سواء كان عٌنٌا‬
‫أو شخصٌا‪ ،‬بمفهوم المخالفة أن التقٌٌد االحتٌاطً هو األخر ٌنطبق على الحقوق القابلة‬
‫للتقٌٌد النهابً المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 65‬من القانون ‪ 14.07‬وفً القوانٌن األخرى‪.‬‬

‫ومن أمثلة ذلك نجد الضمانات األساسٌة التً أتى بها القانون المتعلق باإلٌجار‬
‫المفضً لتملك العقار‪ ،1‬وذلك فً المادة ‪ 5‬منه‪ ،‬حٌث منح للمكتري إمكانٌة إجراء تقٌد‬
‫احتٌاطً على عقد البٌع االبتدابً إذا تعلق األمر بعقار محفظ‪.‬‬

‫كما ٌتأكد المحافظ من أن السند موضوع إجراء التقٌٌد االحتٌاطً متعلق بحق عٌنً‬
‫مقٌد بالرسم العقاري ( أي ٌخص عقارا محفظا )‪ ،‬ال ٌنقصه إال إجراء بسٌط لتقٌٌده تقٌٌدا‬
‫نهابٌا‪ ،‬كعدم تطابق الحالة المدنٌة للبابع المقٌد بالرسم العقاري مع الحالة المبٌنة فً السند‬
‫المتعذر تقٌٌده تقٌٌدا نهابٌا‪ ،‬أو كعدم تصحٌح إمضاء أحد الطرفٌن من طرؾ السلطات‬
‫المحلٌة‪.2...‬‬

‫وٌجب على المحافظ أن ٌمتنع عن كل تقٌٌد احتٌاطً ٌمنع القانون تقٌٌده‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للفصل ‪ 87‬المتعلق بالحجز أو االنذار العقاري‪ ،‬فالمحافظ ؼٌر ملزم‬
‫باالستجابة التلقابٌة لطلب التقٌٌد االحتٌاطً‪ ،‬ومن حقه رفض هذا األخٌر إذا امتنع طالب‬
‫التقٌٌد االدالء بنظٌر الرسم العقاري والكل تحت طابلة مسؤولٌته‪ ،‬فإذا رفض الطلب ٌنبؽً‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،51.00‬المتعلق باإلٌجار المفضً لتملك العقار‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 202.03.1‬بتارٌخ ‪16‬من‬
‫رمضان ‪ 11( 1424‬نوفمبر‪ ،)2003‬ج ر رقم ‪ 5172‬الصادرة ٌوم الخمٌس ‪ 25‬دجنبر ‪.2003‬‬
‫‪ -2‬محمد بوعزاٌة‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪ ،40‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫أن ٌكون قراره معلال ومبنٌا على أساس‪ ،‬وتبلٌػ قراره لطالب التقٌٌد االحتٌاطً بجمٌع‬
‫الطرق القانونٌة للتبلٌػ‪ ،‬قصد الطعن فٌه أمام الجهة المختصة إذا لم ٌقتنع بقرار الرفض‪.‬‬

‫وتحدد فً عشرة أٌام مدة صالحٌة التقٌٌد االحتٌاطً بناء على سند وال ٌمكن خالل هذه‬
‫المدة قبول المحافظ أي تقٌٌد آخر الحق ٌقتضً إنشاؤه موافقة األطراؾ‪ ،‬طبقا لمقتضٌات‬
‫الفصل ‪ 86‬من ظ ت ع‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬رقابة المحافظ على مقال الدعوى‬

‫باإلضافة إلى التقٌٌد االحتٌاطً بناء على سند‪ ،‬هناك التقٌٌد االحتٌاطً بناء على نسخة من‬
‫مقال الدعوى‪ ،‬فٌحق لكل شخص سواء أكان ذاتٌا أو معنوٌا ٌدعً حقا على عقار محفظ أن‬
‫ٌطلب تقٌٌدا احتٌاطٌا بناء على ما سلؾ ذكره أمام قضاء الموضوع‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 13‬من م ح ع التً نصت "إن الدعاوى الرامية إلى استحق اق‬

‫عق ار محفظ أو اسق اط عقد منشئ أو مغير لحق عيني ال مفعول ليا تجاه الغير إال من تاريخ تقييدىا‬

‫بالرسم العق اري تقييدا احتياطيا "‪.‬‬

‫وفً هذا الصدد ٌلزم المحافظ بالتأكد من أن المقال ٌتعلق فعال بعقار محفظ وبحق‬
‫قابل للتقٌٌد‪ ،‬شأنه فً ذلك شأن باقً التقٌٌدات‪ ،‬وأن الدعوى مرتبطة بمالك العقار المسجل‬
‫اسمه على الرسم العقاري‪ ،‬وذلك حتى ٌكون هناك ارتباط وتطابق ومماثلة بٌن مقال‬
‫الدعوى وبٌن العقار الذي سٌكون موضوعا للتقٌد االحتٌاطً‪ ،‬حتى ال نكون أمام تنافر‬
‫وتعارض بٌن ما هو مضمن بالرسم العقاري وما هو مسجل فً مقال الدعوى‪.‬‬

‫وتبلٌػ نسخة من المقال االفتتاحً للدعوى للسٌد المحافظ ؼٌر كافً لٌتم التقٌٌد‬
‫االحتٌاطً بالرسم العقاري‪ ...‬ولٌس له أثر قانونً مالم ٌتم أداء الرسوم القانونٌة المتعلقة‬
‫بالرسم العقاري‪.1‬‬

‫‪-1‬محمد بوعزاٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪53‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وإذا كان التقٌٌد بناء على سند تحدد مدته فً عشرة أٌام‪ ،‬فإنه تنحصر فً شهر مدة‬
‫صالحٌة التقٌٌد االحتٌاطً بناء على إدالء الطالب بنسخة من مقال دعوى فً الموضوع‬
‫مرفوعة أمام القضاء‪ ،‬تبدأ من تارٌخ تدوٌن بٌان التقٌٌد االحتٌاطً بالرسم العقاري إلى‬
‫تارٌخ الفصل النهابً فً النزاع موضوع الحق المعنً بالتقٌٌد‪.‬‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬سلابت انًحافظ عهً األيش انصادس عٍ سئُس انًحكًت االبتذائُت‬
‫ٌنبؽً أن نشٌر أوال وقبل كل شًء أن األمر القضابً المنصوص علٌه فً الفصل‬
‫‪ 86‬من القانون ‪ 14.07‬هو ذلك األمر الصادر من ربٌس المحكمة االبتدابٌة بهذه الصفة‪،‬‬
‫ولٌس بصفته قاضٌا للمستعجالت ٌخول بمقتضاه للمحافظ إجراء تقٌٌد احتٌاطً فً السجل‬
‫العقاري ضمانا حق محتمل ٌدعٌه الطالب‪ ،1‬ولم ٌشترط المشرع فً هذا األمر القضابً‬
‫شكلٌة محددة‪ ،‬األمر الذي ٌدفع القاضً المختص ٌصدر أمره بناء على طلب ٌقدم له دون‬
‫حاجة لحضور األطراؾ والخصوم‪.‬‬

‫فالمحافظ ملزم بأن ٌتأكد من توافر األمر على تارٌخ صدوره وتارٌخ توقٌعه بصورة‬
‫قانونٌة‪ ،‬حتى ٌكون األمر قابال للتنفٌذ المعجل بقوة القانون دون الحاجة إلى تضمن الصٌؽة‬
‫التنفٌذٌة‪ ،‬مادام األمر القضابً إجراء مؤقت من حٌث الزمن‪.2‬‬

‫وٌحدد مفعول التقٌٌد االحتٌاطً الصادر بناء على أمر من ربٌس المحكمة االبتدابٌة‬
‫وفقا للفصل ‪ 86‬من القانون ‪ 14.07‬فً ثالثة أشهر ابتداء من تارٌخ صدوره‪ ،‬مالم ٌنجز‬
‫التقٌٌد النهابً للحق‪ ،‬وتكون هذه المدة قابلة للتمدٌد بناء على أمر من ربٌس المحكمة‬
‫االبتدابٌة شرٌطة تقدٌم دعوى فً الموضوع‪ ،‬وٌستمر مفعول هذا التمدٌد إلى حٌن صدور‬
‫حكم نهابً‪ ،‬وفً جمٌع الحاالت ال ٌصدر ربٌس المحكمة االبتدابٌة األمر بالتقٌد االحتٌاطً‬
‫إال بعد التأكد من جدٌة وصحة الطلب‪.‬‬

‫وال ٌمكن لطالب التقٌٌد االحتٌاطً أن ٌقدم أي طلب جدٌد بناء على نفس األسباب‪،‬‬
‫وللمحكمة إذا تبٌن لها أن طلب التقٌٌد االحتٌاطً قدم بصفة تعسفٌة أو كٌدٌة أو عن سوء نٌة‬

‫‪ -1‬العربً محمد مٌاد‪ ،‬مستجدات التقٌٌد االحتٌاطً على ضوء القانون ‪ 14.07‬المؽٌر والمتمم لقانون التحفٌظ‪ ،‬سلسلة فقه القضاء‬
‫العقاري العدد االول ‪.2014‬ص ‪.25‬‬
‫‪-2‬اٌت احمد ٌاسٌن‪ ،‬رقابة المحافظ على الوثابق المدعمة للتقٌدات والتشطٌبات على ضوء مستجدات قانون ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪54‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫أن تقضً تلقابٌا لفابدة الوكالة الوطنٌة للمحافظة العقارٌة بؽرامة مدنٌة ال تقل عن عشرة فً‬
‫المبة من قٌمة العقار أو الحق المدعى به‪ ،‬دون المساس بحق األطراؾ المتضررة فً‬
‫المطالبة بالتعوٌض‪.‬‬

‫فٌتعٌن على المحافظ أن ٌرفض إجراء تقٌٌد احتٌاطً بناء على أمر صادر من ربٌس‬
‫المحكمة االبتدابٌة إذا صدر هذا األمر لمدة تزٌد عن ثالثة أشهر‪ ،‬وٌستمر مفعول األجل من‬
‫تارٌخ صدور األمر ولٌس من تارٌخ تقٌٌد‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬فالمحافظ على األمالك العقارٌة ٌقوم بدور هام ومركزي فً التقٌٌدات‬
‫االحتٌاطٌة‪ ،‬وذلك تحقٌقا لهاجس الحفاظ على الملكٌة العقارٌة‪ ،‬وإذا كان ٌقوم بذلك فً‬
‫التقٌٌدات االحتٌاطٌة المنصوص علٌها فً قانون التحفٌظ العقاري‪ ،‬فٌتعدى دوره لتلك‬
‫المنصوص علها وفقا لقوانٌن أخرى‪ -‬ال داعً للحدٌث عنها على اعتبارها شبٌهة بدوره فً‬
‫التقٌٌدات االحتٌاطٌة السالفة الذكر‪ -‬كالتقٌٌد االحتٌاطً بناء على مقتضٌات قانون نزع‬
‫الملكٌة‪ ،‬وكذا التقٌٌد االحتٌاطً بناء على قانون تسنٌد الدٌون الرهٌنة‪ ،‬وكذا التقٌٌد‬
‫االحتٌاطً بناء على مدونة تحصٌل الدٌون العمومٌة‪ ،‬وأٌضا التقٌٌد االحتٌاطً بناء على‬
‫قانون المتعلق ببٌع العقار فً طور االنجاز‪...‬‬

‫وبهذا المعنى فالتقٌٌد اإلحتٌاطً ال ٌعتبر قٌد من القٌود المانعة من التصرفات فً‬
‫حق الملكٌة العقارٌة‪ ،‬ؼٌر أن جمٌع التصرفات القانونٌة أو االجراءات التحفٌظٌة المقٌدة‬
‫بالرسم العقاري فً الرتب الموالٌة للتقٌٌد االحتٌاطً ال ٌمكن االحتجاج بها فً مواجهة‬
‫صاحب التقٌٌد األخٌر ألنه ٌعد حجة تجاه الؽٌر على صحة الوقابع الواردة وٌعتبر تحذٌرا‬
‫له‪.1‬‬

‫وإذا كان المحافظ على األمالك العقارٌة ٌقوم بدور محوري وأساسً خالل مرحلة‬
‫التقٌدات متجلٌة أساسا فً مراقبة وفحص الوثابق والمستندات وهوٌة وأهلٌة أطراؾ‬
‫التقٌٌد‪ ...‬األمر الذي ٌجعلنا نتساءل هل هذه التقٌٌدات تكون عرضة للتشطٌب إذا كان هناك‬
‫سبب موجب لذلك؟‪.‬‬

‫‪ -1‬ادرٌس المصلح‪ ،‬الفعالٌة القانونٌة لمؤسسة التقٌٌد االحتٌاطً وانعكاسها على االستثمار فً ظل مستجدات ظهٌر التحفٌظ العقاري‬
‫كما عدل وتمم بقانون ‪ ،14.07‬سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪ ،2015 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪55‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انًبحث انثاٍَ‪ :‬دوس انًحافظ انعماسٌ فٍ انتشطُباث‬


‫ٌعرؾ الفقه التشطٌب بأنه إلؽاء المحافظ ما ضمن بالسجل العقاري بإبطاله بناء على‬
‫طلب جدٌد ٌقدم إلٌه إلجراء تقٌٌد نهابً علٌه لموجب اقتضاه القانون وهو إشهار الحق‬
‫للعموم وتسجٌله نهابٌا بالرسم العقاري‪ ،‬أو هو ذلك النوع من التقٌٌد السلبً الؽرض منه‬
‫انقضاء وإبطال حق مقٌد أو مفعول أي تقٌٌد آخر على الرسم العقاري‪.‬‬

‫وكمبدأ عام فإن التشطٌب كتقٌٌد تخضع له السجالت العقارٌة‪ ،‬وٌنطوي على كافة‬
‫الحقوق القابلة للتقٌٌد بالرسم العقاري‪ ،‬وذلك أن الفصل ‪ 65‬من جهة أكد أنه ٌجب أن تشهر‬
‫فً السجل العقار جمٌع األعمال واالتفاقات الناشبة بٌن األحٌاء مجانٌة كانت أو بعوض‪،‬‬
‫متى كان موضوع جمٌع ما ذكر تأسٌس حق عقاري أو نقله إلى الؽٌر أو إقراره أو تؽٌٌره‬
‫أو اسقاطه‪ ،‬والمقصود بإسقاطه طبعا التشطٌب علٌه كسبب من أسباب التشطٌب القانونٌة‪.1‬‬

‫وقد نظم المشرع التشطٌب فً الفصول ‪ 91.93.94.95‬من ظ ت ع‪ ،‬وٌقوم بهذه‬


‫العملٌة المحافظ على األمالك العقارٌة‪ ،‬فطبقا للفصل ‪ 91‬من الظهٌر أعاله الذي نص " مع‬

‫مراعاة أحكام الفصل ‪ 92‬أعاله يمكن للمحافظ أن يشطب على كل ما ضمن بالرسم العق اري من‬

‫تقييد أو بيان أو تقييد احتياطي بمقتضى كل عقد أو حكم مكتسب لقوة الشيء المقضي بو يثبت‬

‫انعدام أو انقضاء الحق موضوع التضمين في مواجية األشخاص الذين يعنييم ىذا الحق"‪.‬‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع ٌستحسن تقسٌمه لمطلبٌن؛ نتناول فً ( المطلب األول )‬


‫رقابة المحافظ على طلب التشطٌب على الحقوق العٌنٌة‪ ،‬على أن نتحدث فً‬
‫( المطلب الثانً ) عن التشطٌبات على التقٌدات االحتٌاطٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العالً الدقوقً‪ ،‬اإللؽاء والتشطٌب فً التشرٌع العقاري المؽربً‪ ،‬رسالة لنٌل الدكتوراه فً الحقوق فرع القانون الخاص‪،‬‬
‫وحدة التكوٌن والبحث فً القانون المدنً‪ ،‬جامعة محمد الخامس كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة ‪ 2002/2001‬ص ‪.155‬‬
‫‪56‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫انًطهب األول‪ :‬سلابت انًحافظ نطهب انتشطُب عهً انحمىق انعُُُت‬


‫إن التشطٌب كمفهوم قانونً‪ ،‬وكتقٌٌد سلبً‪ٌ ،‬كتسً أهمٌة خاصة داخل منظومة‬
‫التشرٌع العقاري‪ ...‬فهو ٌعد مفهوم قانونً مقابل للتقٌٌد‪ ،1‬فالتشطٌب على الحقوق المضمنة‬
‫فً الرسوم العقارٌة ال ٌقل أهمٌة مادام ٌؤدي إلى انقضاء الحقوق وزوالها‪ ،‬فالمحافظ ٌقوم‬
‫بنفس الدور الذي ٌقوم به فً التقٌٌدات‪.‬‬

‫وإذا كان التشطٌب ٌقوم أساسا إما بمقتضى عقد أو حكم قضابً حابز لقوة الشًء‬
‫المقضً به‪ ،‬فإن المحافظ ٌقوم بمراقبة صحة هذا العقد القاضً بالتشطٌب ( الفقر األول )‪،‬‬
‫كما ٌقوم بالتأكد من صحة التشطٌب المبنً على حكم قضابً ( الفقر الثانٌة )‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬سلابت انًحافظ عهً انعمىد انًذعًت نطهب انتشطُب‬


‫إن الحقوق التً ٌقع تقٌٌدها بكٌفٌة قانونٌة ع لى الرسم العقاري تبقى حقوقا ثابتة لفابدة‬
‫أصحابها مالم تقع أسباب قانونٌة تستدعً إلؽاء هذه الحقوق أو انقضابها‪.2‬‬

‫و إذا كان المحافظ ال ٌقوم بتقٌٌد الحق إال إذا كان ٌستند على وثابق ومستندات تبرر‬
‫له القٌام بذلك‪ ،‬فكذلك األمر بالنسبة للتشطٌب حٌث ألزمه المشرع بنفس الدور‪ ،‬فالحقوق‬
‫القابلة للتقٌد هً نفسها التً تكون عرضت للتشطٌب إذا توفر سبب ذلك‪ .‬أما الحقوق المقٌدة‬
‫نتٌجة ؼش أو تدلٌس أو سوء نٌة فهً تكون موضوع إلؽاء من طرؾ المحافظ ولٌس‬
‫التشطٌب‪ ،‬بالرؼم أن نتٌجة االلؽاء والتشطٌب تكاد تكون واحدة‪ ،‬وهً انقضاء الحق وزواله‬
‫إال أن آثارهما تختلؾ حٌث ٌنتج التشطٌب آثاره ومفعوله ابتداء من تارٌخ إجرابه‪ ،‬أما‬
‫اإللؽاء فإنه ٌسري بأثر رجعً ابتداء من تارٌخ تسجٌل الحق الملؽى‪.‬‬

‫وانطالقا من الفصلٌن ‪ 94‬و‪ 95‬من القانون ‪ٌ 14.07‬جب على المحافظ العقاري أن‬
‫ٌتحقق من أن التشطٌب موضوع الطلب ال ٌتعارض مع البٌانات المضمنة والمسجلة بالرسم‬
‫العقاري ومقتضٌات هذا القانون وأن الوثابق المدلى بها تجٌز التشطٌب‪ ،‬و فً حالة‬
‫االستجابة لطلب التشطٌب ٌنجز بالرسم العقاري بٌانات موازٌة وٌؤرخ من طرفه تحت‬
‫طابلة البطالن‪.‬‬
‫‪-1‬عبد العالً الدقوقً‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ -2‬محمد خٌري‪ ،‬قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر اإلدارٌة والقضابٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.570‬‬
‫‪57‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وبما أن حق الملكٌة ٌعتبر حق دابم ومستمر‪ ،‬فال ٌجوز للمحافظ أن ٌسمح لطرفً العقد‬
‫االتفاق على التشطٌب على حق الملكٌة بل ٌمكنه االستجابة التفاق على نقله إلى الؽٌر أو‬
‫قسمته أو ترتٌب بعض الحقوق األخرى المترتبة على حق الملكٌة والتً أجاز المشرع‬
‫التشطٌب علٌها وهنا تتدخل رقابة المحافظ على االمالك العقارٌة‪ ،‬سنعرض فقط لبعض من‬
‫الحقوق العٌنٌة األصلٌة‪.‬‬

‫فبالنسبة لحق االنتفاع‪ ،1‬فالمحافظ ملزم بالتأكد من تحقق أسباب سقوط أو انقضاء‬
‫الحق‪ ،‬كأن ٌنتهً هذا الحق بانتهاء أجل االنتفاع ( األمر الذي ٌدفع المحافظ إلى أن ٌحدد‬
‫تارٌخ تقٌٌد هذا الحق بدقة )‪ ،‬أو بموت المنتفع‪ ،‬أو باتحاد الحقوق‪ ،‬أو بتلؾ الشًء تلفا كلٌا‪،‬‬
‫أو بتنازل المنتفع عنه أو بسوء وتعسؾ استعماله للحق‪.‬‬

‫وبالنسبة للكراء الطوٌل األمد‪ 2‬أو كراء العقارات التً تفوت مدتها ثالث سنوات ‪،‬‬
‫فالمحافظ ملزم أٌضا بالتحقق من أسباب انقضاء الحق‪ ،‬فله أن ٌتحقق من أن أجل هذا الحق‬
‫قد انقضى‪ ،‬أو باتفاق األطراؾ قبل انقضاء المدة المحددة ‪ ...‬مع األخذ بعٌن االعتبار الفرق‬
‫بٌن النوعٌن‪ ،‬فاألول ٌدخل فً إطار الحقوق العٌنٌة‪ ،‬بٌنما الثانً ٌدخل فً لطار إطار‬
‫الحقوق الشخصٌة‪.‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بحق السطحٌة‪ ،‬فإن المحافظ ٌجب أن ٌتأكد من انقضاء الحق بالتنازل‬
‫علٌه صراحة‪ ،‬أوباتحاد حق الملكٌة صراحة مع حق السطحٌة‪ ...‬طبقا لمقتضٌات المادة‬
‫‪ 118‬من م ح ع‪.‬‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬سلابت انًحافظ انعماسٌ عهً انتشطُب انمضائٍ‬


‫تكون حالة التشطٌب القضابً فً الحالة التً ٌرفض الدابن تسلٌم اإلبراء أو القٌام‬
‫بالتشطٌب ففً هذه الحالة ٌجب على المدٌن الحصول على حكم قضابً حابز لقوة الشًء‬
‫المقضً به ٌخوله القٌام بالتشطٌب بهذا التحمل‪.3‬‬

‫‪ -1‬حق االنتفاع‪ ،‬عرفت المادة ‪ 79‬من م ح ع هذا الحق بأنه " حق عٌنً ٌخول للمنتفع استعمال عقار على ملك الؽٌر واستؽالله‪،‬‬
‫وتنقضً مدته لزوما بموت المنتفع"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لمعرفة اٌضاحات حول هذا الحق العٌنً األصلً‪ ،‬راجع ادرٌس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العٌنٌة وفق رقم ‪ ،39.08‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬دار‬
‫نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫‪ -3‬اٌت احمد ٌاسٌن‪ ،‬رقابة المحافظ على الوثابق المدعمة للتقٌٌدات والتشطٌب على ضوء مستجدات قانون ‪ ،14.07‬م س‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪58‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫فٌتجلى دور المحافظ على األمالك العقارٌة هنا‪ ،‬بالتأكد من صحة األحكام القضابٌة‪،‬‬
‫وهل حابزة لقوة الشًء المقضً به أم مجرد حابز لحجٌة الشًء المقضً به‪ ،‬وفً جمٌع‬
‫األحوال ٌجب أن تتوافر فً طلب التشطٌب الشروط المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 93‬من‬
‫ظ ت ع وٌكون هذا الطلب معززا بالوثابق التً تبرر إجراء التشطٌب كبٌان إبراء أو رفع‬
‫الٌد أو حكم قضابً‪ ،‬فال نكون مبالؽٌن إذا قلنا أن المحافظ ٌجب علٌه أن ٌتأكد من البٌانات‬
‫وصحتها التً ٌحددها طالب التشطٌب وهً اسم العقار الذي ٌتعلق به التشطٌب ورقمه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى نوع التقٌٌد المطلوب التشطٌب علٌه‪ ،‬خاصة إذا كان العقار موضوع عدة‬
‫تقٌٌدات‪ ،‬فضال عن صحة السبب القانونً المدلى به من إبراء أو عقد أو حكم قضابً‪.‬‬

‫كما ٌمكن للمحافظ أن ٌشطب على حق عٌنً مقٌد لفابدة الدولة إذا تبٌن بعد ذلك أنها‬
‫كانت متعسفة فً استعمال حقها‪ ،‬وهو ما أكدت علٌه محكمة النقض فً قرار لها " تشطيب‬

‫على الرىن المقيد لف ائدة الدولة‪ -‬توجيو الدعوى ضدىا وحدىا ليس فيو أي خرق ق انوني‪ -‬إدالء‬

‫الطالب بشيادة إدارية من الخزينة العامة إلثبات براءة ذمتو من أداء األقساط المشار إلييا‬
‫‪1‬‬
‫بالعقدة المبرمة بينو وبين الدولة ‪ ،‬جدية الطلب وأمر المحافظ بالتشطيب‪"...‬‬

‫كما ٌمكن للمحافظ أن ٌقوم بالتشطٌب بكٌفٌة تلقابٌة وهذه الحالة ٌمكن استخالصها‬
‫من الفصل ‪ 86‬من الظهٌر أعاله‪ ،‬فهو ٌتمتع بسلطة تقدٌرٌة واسعة فً قبول التشطٌبات من‬
‫‪2‬‬
‫عدمها وذلك تحقٌقا للملكٌة العقارٌة‪ ،‬فهو ٌقوم بالتشطٌب كلما تبٌن له صحة طلب‬
‫التشطٌب‪ ،‬و ٌتخذ قرار رفض التشطٌب كلما تبٌن له أن الطلب ؼٌر مستوفً للشروط‬
‫القانونٌة أو ال ٌستند إلى سبب جدي ومشروع‪.‬‬

‫‪-1‬القرار عدد ‪ 29‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 20‬ناٌر ‪ 2015‬فً الملؾ المدنً عدد ‪( 2014/1/1/3907‬ؼٌر منشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 93‬من ظ ت ع ٌنص على " ٌجب على الطرؾ الذي ٌرؼب فً التشطٌب أن ٌقدم إلى المحافظ على األمالك العقارٌة طلبا‬
‫مؤرخا وموقعا من طرفه أو من طرؾ المحافظ فً حالة جهله أو عجزه عن التوقٌع ٌتضمن تعٌٌن أو بٌان ما ٌلً‪:‬‬
‫‪-1‬العقار الذي ٌعنه التشطٌب وذلك ببٌان رقم رسمه العقاري‪.‬‬
‫‪ -2‬التقٌٌد أو البٌان أو التقٌٌد االحتٌاطً المطلوب التشطٌب علٌه‪.‬‬
‫‪ -3‬سبب التشطٌب ونوع وتارٌخ السند المثبت لذلك السبب‪.‬‬
‫وتطبق على طلبات التشطٌب مقتضٌات الفقرة األخٌرة من الفصل ‪ 69‬وكذا مقتضٌات الفصول ‪ 70‬إلى ‪ 73‬من هذا القانون‪".‬‬

‫‪59‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وخالفا لمقتضٌات الفصل ‪ 91‬من القانون ‪ٌ 14.07‬مكن للمحافظ التشطٌب على‬


‫التقٌٌد االحتٌاطً فً حالة االدالء بأمر صادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة بصفته قاضٌا‬
‫للمستعجالت ٌفٌد ذلك‪.‬‬

‫وفً جمٌع الحاالت التً ٌرفض فٌها التشطٌب أن ٌكون قراره معلال وٌبلؽه للمعنً‬
‫باألمر‪ ،‬فإذا لم ٌقتنع طالب التشطٌب بقرار الرفض الصادر من المحافظ‪ٌ ،‬مكنه أن ٌتظلم‬
‫أمام المحافظ العام‪ ،‬أو اللجوء إلى المحكمة االبتدابٌة قصد الطعن فٌه مع الحق فً‬
‫االستبناؾ وتكون القرارات االستبنافٌة قابلة للطعن بالنقض‪.‬‬

‫انًطهب انثاٍَ‪ :‬دوس انًحافظ فٍ انتشطُب االحتُاطٍ وإيكاَُته فٍ إدخال تصحُحاث‬


‫عهً انشسى انعماسٌ‬
‫سلؾ أن عرفنا التقٌٌد االحتٌاطً بكونه إجراء مؤقت ٌقوم به كل من ٌرٌد الحفاظ‬
‫على حق عٌنً أو حق شخصً قابل ألن ٌتحول إلى حق عٌنً‪ ،‬فً انتظار استكمال‬
‫الشروط القانونٌة للتقٌٌد النهابً بالسجل العقاري أو انتظار صدور حكم قضابً ٌفصل فً‬
‫النزاع المعروض على المحكمة‪ ،‬وقلنا أن ما تخضع له التقٌٌدات النهابٌة تخضع لها‬
‫التقٌٌدات االحتٌاطٌة بما فٌها التشطٌب‪ ،‬وهو ما أكد علٌه الفصل ‪ 91‬من القانون ‪،14.07‬‬
‫فبدٌهً أن ٌلعب المحافظ دورا فً التشطٌب على التقٌٌدات االحتٌاطٌة (الفقر األولى)‪ ،‬وما‬
‫دام المحافظ على األمالك العقارٌة مثله مثل أي إنسان ٌخطا وٌؽفل بعض األمور‪ ،‬فقد‬
‫خول له المشرع إمكانٌة إدخال تصحٌحات على الرسم العقاري ( الفقر الثانٌة)‪.‬‬

‫انفمشة األونً‪ :‬دوس انًحافظ فٍ انتشطُب عهً انتمُذاث االحتُاطُت‬


‫ٌقصد بالتشطٌب محو آثار تقٌٌد نهابً أو تقٌٌد احتٌاطً‪ ...‬والتشطٌب على التقٌٌد‬
‫االحتٌاطً هو إجراء ٌتواله المحافظ على األمالك العقارٌة‪ ،‬والذي ٌقوم به إما من تلقاء‬
‫نفسه وإما استجابة إلى طلب المعنً به بعد استصدار حكم نهابً‪ ،‬أو قٌام عقد ٌلؽً الحق‬
‫المعنً بالتقٌٌد اإلحتٌاطً‪.1‬‬

‫‪ -1‬محمد بوعزاٌة ‪ ،‬الضمانات القانونٌة فً الحقوق العقارٌة الجزء األول فً التقٌٌد االحتٌاطً‪ ،‬م س ‪,‬ص ‪.71‬‬
‫‪60‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وبما أن التقٌٌد االحتٌاطً بطبعه إجراء مؤقت ٌنتهً حتما بمرور أجل معٌن والمحدد‬
‫فً الفصل ‪ 86‬من ظ ت ع‪ .‬وهكذا فالمحافظ ٌشطب على التقٌٌد االحتٌاطً تلقابٌا فً‬
‫الحاالت التالٌة‪ ،‬وذلك بعد استخالص الرسوم القانونٌة بإجراء التشطٌب‪.‬‬

‫‪ ‬انتهاء مدة صالحٌة التقٌٌد االحتٌاطً التً هً ‪ 10‬أٌام بالنسبة للتقٌٌد االحتٌاطً‬
‫المتخذ بناء على سند‬
‫‪ ‬انقضاء مدة ‪ 3‬أشهر بالنسبة للتقٌٌد االحتٌاطً المتخذ بمقتضى قرار ربٌس المحكمة‬
‫االبتدابٌة‪.‬‬
‫‪ٌ ‬شطب على التقٌٌد االحتٌاطً تلقابٌا بانقضاء مدة شهر بالنسبة للتقٌٌد االحتٌاطً بناء‬
‫على إدالء الطالب بنسخة من مقال دعوى فً الموضوع مرفوعة أمام القضاء‪.‬‬

‫وٌجب أن نشٌر أنه فً حالة رفض المحافظ تقٌٌد قرار أو حكم قضابً‪ ،‬فٌمكن مواجهته‬
‫بؽرامة تهدٌدٌة‪ .‬وهو ما قضت به محكمة االستبناؾ بالقنٌطرة‪ "1‬الحكم بالغرامة التيديدية‬

‫في مواجية المحافظ شخصيا بعد رفضو تنفيذ قرار استئنافي على التقييد االحتياطي"‪.‬‬

‫وٌتم التشطٌب على التقٌٌد االحتٌاطً بعد أداء الرسوم القانونٌة عنه وبطلب من المعنً‬
‫باألمر‪ ،‬وذلك عند طلب التقٌٌد النهابً للحق موضوع التقٌٌد االحتٌاطً خالل مدة صالحٌة‬
‫هذا األخٌر‪ ،‬وأٌضا عند االستجابة إلى طلب المستفٌد من إجراء التقٌٌد االحتٌاطً فً حالة‬
‫حصول تراض بٌنه وبٌن خصمه‪.‬‬

‫وهنا‪ٌ ،‬كون المحافظ ملزما بالتأكد من صحة عقد الصلح وذلك بإدالء المستفٌد بوثٌقة‬
‫تفٌد التعبٌر الصرٌح عن التشطٌب موقعة من طرفه شخصٌا‪ ،‬وبالتالً ٌقوم بدور أساسً فً‬
‫تحقٌق الملكٌة العقارٌة فً التشطٌب على التقٌدات االحتٌاطٌة التً استدعت الضرورة ذلك‪.‬‬

‫انفمشة انثاَُت‪ :‬إيكاَُت انًحافظ إدخال تصحُحاث عهً انشسى انعماسٌ‬


‫مما ال رٌب فٌه أن كل إنسان ؼٌر معصوم من الخطأ ‪ -‬مهما كانت منزلته ورفعته‪-‬‬
‫واإلؼفال‪ ،‬والمحافظ العقاري بدوره قد ٌقع فً ذلك نظرا لتعدد االختصاصات المنوطة به‬
‫‪ -1‬قرار محكمة االستبناؾ بالقنٌطرة الؽرفة المدنٌة ملؾ رقم‪ ،383-1221-2010:‬صدر بتارٌخ ‪ ، 12-04-2010‬منشور بسلسة فقه‬
‫القضاء العقاري‪ ،‬العدد األول‪ .2014 ،‬ص‪.331‬‬
‫‪61‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫خاصة فً التقٌدات والتشطٌبات‪ ،‬ومن أجل ذلك فقد خول له المشرع وسٌلة لتدارك هذه‬
‫األخطاء واإلؼفاالت استنادا للفصل ‪ 29‬من القرار الوزٌري المؤرخ فً ‪ٌ 3‬ونٌو ‪1915‬‬
‫المتعلق بتفاصٌل تطبٌق نظام التحفٌظ العقاري إمكانٌة إصالح وتصحٌح ما شاب الرسم‬
‫العقاري من أخطاء وإؼفاالت‪ ،‬وذلك إما تلقابٌا أو بناء على طلب من األطراؾ‪.‬‬

‫فعندما ٌالحظ المحافظ أي خطأ أو إؼفال أو إخالل فً البٌانات المقٌدة ٌجب علٌه أن‬
‫ٌعمل على تصحٌحها وذلك باالستناد إلى الوثابق والخرابط والتصامٌم الهندسٌة ٌتضمنها‬
‫ملؾ التسجٌل‪.‬‬

‫ونشٌر بأن هذا التصحٌح ال ٌتعلق إال باالؼفاالت أو األخطاء التً تقع من جانب‬
‫المحافظ أثناء تقٌٌد البٌانات أما األخطاء التً توجد فً العقود والمستندات فلٌس من‬
‫اختصاص المحافظ تصحٌحها‪ ،‬بل إنه ٌنقل البٌانات كما هً واردة فٌها‪ ،‬مادام ٌجهل حقٌقة‬
‫األمر وخاصة ما ٌتعلق بهوٌة المفوت إلٌه والتً ٌتم التحقق منها من طرؾ إحدى السلطات‬
‫المختصة‪.1‬‬

‫وعلى سبٌل المثال ال الحصر األخطاء أو االؼفاالت التً ٌقع المحافظ فٌها والتً‬
‫ٌعمل على تصحٌحها نجد؛ تقٌٌد اسم المستفٌد بكٌفٌة خاطبة‪ ،‬أو كأن ٌقع خطأ فً تعٌٌن‬
‫مساحة العقار خالفا لما هو مثبت فً رسم اإلراثة ‪ ...‬فهذه األخطاء ٌجوز تصحٌحها استنادا‬
‫للوثابق التً تثبت األصل‪.‬‬

‫وفً هذا المجال فإن األخطاء التً تمس جوهر الحق فال سبٌل إلى تصحٌحها لدى‬
‫المحافظ على األمالك العقارٌة بناءا على طلب بسٌط‪ ،‬بل ٌتعٌن على األطراؾ اللجوء إلى‬
‫المحكمة المختصة للنظر فً الموضوع أو إجراء اتفاق جدٌد ٌهدؾ إلى القٌام بتعدٌل أو‬
‫تصحٌح التقٌٌد القابم‪ ،‬وال ٌنبؽً التوسع فً استعمال مفهوم األخطاء المادٌة حتى ال ٌتخذ‬
‫ذرٌعة لتؽٌٌر ما هو مضمن فً الرسم العقاري‪ ،‬فتصحٌح األخطاء المادٌة ٌجب أن تكون ما‬
‫ٌبرره واللجوء إلٌه هو االستثناء ال ٌنبؽً التوسع فٌه أو القٌاس علٌه‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد خٌري‪،‬قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر اإلدارٌة والقضابٌة‪ ،‬م س ‪،‬ص‪.586‬‬
‫‪2‬محمد خٌري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.587‬‬
‫‪62‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫وعلٌه تبلٌػ التصرٌحات عند االقتضاء للمعنٌٌن باألمر عند اتخاذ كل تصحٌح ٌتم‬
‫بالرسم العقاري‪ ،‬فٌنقل نفس التصرٌح إلى نظٌر الرسم العقاري حتى تكون هناك مطابقة‬
‫ومماثلة بٌن الرسم ونظٌره‪ ،‬وفً جمٌع الحاالت تبقى التصرٌحات األولى على حالها‬
‫وتسجل التصرٌحات بتارٌخ إنجازها‪.‬‬

‫وفً توجه آخر أكد الفصل ‪ 30‬من القرار الوزٌري أعاله‪ ،‬أنه " إذا رفض المحافظ‬

‫القيام بالتصري حات المطالب بيا أو لم يقبل األطراف التصريحات المنجزة‪ ،‬ف إن المحكمة تبت في‬

‫األمر بحكم تصدره بغرفة المشورة "‬

‫ٌالحظ من خالل هذا الفصل أن المشرع سمح لخأطراؾ الطعن فً قرار المحافظ‬
‫الرافض إلجراء التصحٌحات التً ٌطلبونها منه‪ ،‬أو فً قراره الذي ألحق ضررا بهم‪.‬‬

‫وبالتالً فالمحافظ ٌساهم فً تحقٌق الملكٌة العقارٌة عندما ٌعمل على تصحٌح هذه‬
‫اإلؼفاالت واألخطاء التً من شأنها أن تمس بالرسم العقاري‪ ،‬وإن كان الفصل ‪ 29‬أعاله‬
‫ٌشكل استثناء من أصل نهابٌة قرار التحفٌظ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫صفوة القول‪ٌ ،‬تضح بشكل واضح وجلً من خالل هذه الدراسة أن المحافظ على‬
‫األمالك العقارٌة ٌقوم بدور هام ومركزي فً تحقٌق الملكٌة العقارٌة وفقا لمستجدات القانون‬
‫رقم ‪ ،14.07‬وهً سلطات شاسعة إذا ما قورنت بسلطة القضاء ‪ -‬باعتبار سلطات القضاء‬
‫فً قضاٌا أخرى ؼٌر التحفٌظ العقاري واسعة وؼٌر محدودة إال فً حدود ضٌقة ‪ -‬فً هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫وفً سبٌل توضٌح الدور الذي ٌقوم به المحافظ العقاري حاولنا أن نحٌط بمختلؾ‬
‫الجوانب األساسٌة التً تهم دوره فً مسطرة التحفٌظ العقاري‪ ،‬ومقارنة ما هو نظري بما‬
‫هو عملً ‪ ،‬وذلك من خالل مختلؾ الدورٌات الموجهة للسادة المحافظٌن‪ ،‬ومختلؾ األحكام‬
‫والقرارات المنشورة منها وؼٌر المنشورة والحدٌثة منها والقدٌمة‪ ،‬وقد انصبت هذه الدراسة‬
‫على تقٌٌم النصوص القانونٌة التً تهم هذا الموضوع‪ ،‬بحٌث الحظنا وجود مجموعة من‬
‫الثؽرات التً تعتري النصوص المنظمة لدور المحافظ فً تحقٌق الملكٌة العقارٌة‪.‬‬

‫لذلك نأمل أن ٌتم أخذ مجموعة من المقترحات والتوصٌات بعٌن االعتبار عند تعدٌل‬
‫القانون ‪ ،14.07‬وجعل هذه النصوص التً ٌراهن المشرع المؽربً على تحدٌثها بشكل‬
‫ٌجعلها تتناسب مع التطور االقتصادي واالجتماعً‪.‬‬

‫فنطمح أن ٌتم وضع فصل واضح ٌقر بإلزام طالب التحفٌظ بتقدٌم الحجج والوثابق‬
‫المدعمة لطلبه‪ ،‬وإقرار مسؤولٌة المحافظ الشخصٌة بخصوص مراقبة صحة الوثابق المدلى‬
‫بها شكال وجوهرا‪ ،‬وذلك حسما للتوجهات الفقهٌة المتعلقة بذلك‪ ،‬باإلضافة إلى جعل كل‬
‫قرارات المحافظ العقاري خاضعة للرقابة القضابٌة تماشٌا مع مقتضٌات الفصل ‪ 118‬من‬
‫الدستور المؽربً‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫زٌادة على‪ ،‬الحد من التداخل بٌن اختصاصات المحافظ والسلطة القضابٌة وتوسٌع‬
‫اختصاصات هذه االخٌرة للبت فً التعرض بشكل شمولً‪ ،‬ونزع مهمة استخالص الوجٌبة‬
‫و الرسوم القضابٌة من المحافظ ومنحها للقضاء التً تعد حقا طبٌعٌا لهذا األخٌر‪ ،‬ولما ال‬
‫خلق قضاء عقاري متخصص على ؼرار تجربة المحاكم االدارٌة والتجارٌة ‪ -‬التً‬
‫أعطت مفعولها ‪ -‬ألنه كفٌل بتحقٌق السرعة فً البث فً القضاٌا المتعلقة بالعقار‪.‬‬

‫عالوة على‪ ،‬إحداث معاهد وتنظٌم دورات تكوٌنٌة متعددة لفابدة المحافظٌن‬
‫العقارٌٌن لتكوٌنهم لٌكونوا أكثر إلماما بمختلؾ النصوص القانونٌة المنظمة للعقار‪ ،‬من أجل‬
‫ربط ما هو نظري بما هو عملً‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬فالمحافظ العقاري ٌعد بحق محرك التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً‪،‬‬
‫إال أنه إذا أردنا أن ٌقوم بدوره على أكمل وجه‪ٌ ،‬نبؽً مراعاة المقترحات السالفة الذكر فً‬
‫التعدٌل المزمع إحداثه‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من هذا الدور الجبار الذي ٌقوم به المحافظ العقاري إلى أنه تبقى‬
‫ظاهرة االستٌالء على أمالك الؽٌر ظاهرة تفشت فً اآلونة األخٌرة‪ ،‬األمر الذي أوجب‬
‫التصدي لها بكل الوسابل ‪ ،‬خاصة بعد الرسالة السامٌة لجاللة الملك محمد السادس فً ‪30‬‬
‫دجنبر ‪ ،2016‬الموجهة إلى وزٌر العدل والحرٌات‪ ،‬الذي ٌحثه فٌها بضرورة تشكٌل لجنة‬
‫للعمل على مجابهة هذه الظاهرة‪ ،‬األمر الذي ٌجعلنا نتساءل عن أسباب هذه الظاهرة؟ وماذا‬
‫عن الحلول والمقترحات التً اتخذتها اللجنة المكلفة بهذا األمر فً سبٌل محاربة هذه‬
‫الظاهرة الً تشكل مساسا بحقوق األفراد وال سٌما حق الملكٌة المحمً دستورٌا؟‪.‬‬

‫ىذا‪ ،‬وما كان من توفيق فمن اهلل‬

‫‪65‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫انًهحك‬

‫‪66‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪67‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪68‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪69‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪70‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪71‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪72‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪73‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الئحة المراجع‬
‫المراجع العامة والخاصة‪:‬‬

‫‪ .1‬محمد محبوبً‪ ،‬أساسٌات فً نظام التحفٌظ العقاري والحقوق العٌنٌة العقارٌة وفق‬
‫المستجدات التشرٌعٌة للقانون رقم ‪ 14.07‬والقانون رقم ‪ ،39.08‬طبعة ‪،2014‬‬
‫مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد خٌري‪ ،‬حماٌة الملكٌة العقارٌة ونظام التحفٌظ العقاري بالمؽرب‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارؾ الجدٌدة بالرباط‪ ،‬الطبعة ‪.2001‬‬
‫‪ .3‬محمد بوعزاٌة‪ ،‬الضمانات القانونٌة فً الحقوق العقارٌة الجزء األول فً التقٌٌد‬
‫االحتٌاطً‪ ،‬األحمدٌة للنشر‪(،‬بدون طبعة)‪.‬‬
‫‪ .4‬محمد بن أحمد أبو نبات‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري فً المؽرب تونس والجزابر‪،‬‬
‫سلسلة آفاق القانون رقم ‪ 18‬سنة ‪ ،2009‬مطبعة والوراقة الوطنٌة‪.‬‬

‫‪ .5‬عمر أزوكار‪،‬التحفٌظ العقاري فً ضوء التشرٌع العقاري وقضاء محكمة النقض‪،‬‬


‫منشورات دار القضاء بالمؽرب‪( ،‬بدون طبعة)‪.‬‬
‫‪ .6‬سعاد بن عشور‪ ،‬حجٌة التسجل وفق نظام التحفٌظ العقاري المؽربً‪ ،‬المطبعة‬
‫والورقة الوطنٌة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1997‬‬
‫‪ .7‬ذ‪ .‬عبد الكرٌم الطالب‪ ،‬الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة دراسة فً ضوء‬
‫مستجدات مسودة مشروع ‪ ،2015‬الطبعة الثامنة‪ٌ ،‬ولٌوز ‪ ،2016‬مكتبة المعرفة‬
‫مراكش‪.‬‬
‫‪ .8‬الدكتور محمد خٌري قضاٌا التحفٌظ العقاري فً التشرٌع المؽربً المساطر‬
‫اإلدارٌة و القضابٌة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪.‬‬
‫‪ .9‬بوجمعة زفو‪ ،‬أثر نظام التحفٌظ على تداول الملكٌة العقارٌة مقاربة قانونٌة عملٌة‬
‫على ضوء قانونً ‪ 14:07‬و‪ ،39.08‬الطبعة األولى‪.2013 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫ادرٌس الفاخوري‪ ،‬نظام التحفٌظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪،14.07‬‬ ‫‪.10‬‬
‫دار نشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2015‬‬

‫ادرٌس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العٌنٌة وفق القانون رقم ‪ ،39.08‬مطبعة المعارؾ‬ ‫‪.11‬‬
‫الجدٌدة‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2013‬‬
‫ادرٌس السماحً‪" :‬القانون المدنً" الحقوق العٌنٌة ونظام التحفٌظ العقاري‬ ‫‪.12‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2003‬‬
‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫األطروحات‪:‬‬
‫‪ .1‬وردة ؼزال‪ ،‬دور االجتهاد القضابً فً مسطرة التحفٌظ العقاري‪ ،‬أطروحة لنٌل‬
‫الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث لنٌل الدكتوراه فً قانون العقود‬
‫والعقار‪ ،‬جامعة محمد األول كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2011-2010‬‬
‫‪ .2‬عبد العالً الدقوقً‪ ،‬اإللؽاء والتشطٌب فً التشرٌع العقاري المؽربً‪ ،‬رسالة لنٌل‬
‫الدكتوراه فً الحقوق فرع القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوٌن والبحث فً القانون المدنً‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬أكدال‪ ،‬الربط‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2002-2001‬‬
‫‪ .3‬الحسن عبد العظٌم تدخل القضاء فً مٌدان التحفٌظ العقاري‪ ،‬أطروحة فً القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة‪.2011-2011‬‬

‫الرسائل‪:‬‬

‫‪ .4‬سعاد بن جنى‪ ،‬مدى مساهمة االجتهاد القضابً فً تطوٌر نظام التحفٌظ العقاري‪ ،‬رسالة‬
‫لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪ ،‬وحدة قانون العقود والعقار‪،‬‬
‫جامعة محمد األول كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪.2005-2004‬‬
‫‪75‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪ .5‬إبراهٌم ٌحضٌه‪ ،‬االشكاالت العملٌة فً مسطرة التحفٌظ االدارٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم‬
‫الماستر فً القانون الخاص جامعة القاضً عٌاض كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة بمراكش‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪.2016-2015‬‬

‫مقاالت وأبحاث‪:‬‬

‫‪ .1‬محمد الهٌنً‪ ،‬تقٌم لنظام الطعن فً قرارات المحافظ العقاري بٌن القضاء العادي‬
‫والقضاء االداري على ضوء مستجدات قانون التحفٌظ العقاري ‪،‬سلسلة فقه القضاء‬
‫العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2015‬ص‪.41‬‬
‫‪ .2‬محمد الهٌنً ‪ ،‬تأمالت بشأن عدم دستورٌة بعض تعدٌالت ظهٌر التحفٌظ العقاري‪،‬‬
‫سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪.2015 ،‬‬

‫‪ .3‬فاطمة الحروؾ‪ ،‬دور المحافظ بشأن التعرضات على مطلب التحفٌظ‪ ،‬مجلة القانون‬
‫واالقتصاد‪ ،‬عدد ‪ ،19‬السنة ‪، 2002‬ص‪ 54‬و‪.55‬‬
‫‪ .4‬العقاوي عبد العالً‪ ،‬الطعون الموجهة ضد قرارات المحافظ المتعلقة بالتحفٌظ‬
‫والتعرضات‪ ،‬مجلة الفقه والقانون ‪ ،‬العدد‪ ،24‬أكتوبر ‪،2014‬ص‪.161‬‬
‫‪ .5‬الزهرة البختً‪ ،‬دور المحافظ العقاري عند إٌداع مطلب التحفٌظ‪ ،‬حاصلة على‬
‫االلكترونً‬ ‫بالموقع‬ ‫منشور‬ ‫مقال‬ ‫طنجة‪،‬‬ ‫العقارٌة‪،‬‬ ‫الدراسات‬ ‫ماستر‬
‫‪ ،marocdaroit.com‬تارٌخ النشر االثنٌن ‪ 20‬فبراٌر ‪.2017‬تم زٌارته فً ‪25‬‬
‫فبراٌر ‪.2017‬‬
‫‪ .6‬الدكتور العربً محمد مٌاد‪ ،‬مستجدات التقٌٌد االحتٌاطً على ضوء القانون ‪14.07‬‬
‫المؽٌر والمتمم لقانون التحفٌظ‪ ،‬سلسلة فقه القضاء العقاري العدد االول ‪.2014‬‬
‫ص ‪.25‬‬
‫‪ .7‬الحسن أولٌاس‪ ،‬مدى مساهمة اجتهاد محكمة النقض فً ترسٌخ مبادئ العدل‬
‫واالنصاؾ من خالل النزاعات المرتبطة بالتحفٌظ العقاري‪ ،‬باحث فً العلوم‬
‫القانونٌة واالدارٌة‪ ،‬مجلة منازعات االعمال العدد ‪ 22‬مارس ‪،2017‬ص‪.19‬‬
‫‪76‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪ .8‬اٌت احمد ٌاسٌن‪ ،‬رقابة المحافظ على الوثابق المدعمة للتقٌدات والتشطٌبات على‬
‫ضوء مستجدات القانون ‪ .14.07‬سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪،2014‬ص‪.147‬‬
‫‪ .9‬األستاذ عبد الحلٌم عد‪ ،‬مستجدات التقٌٌد على الرسم العقاري وفق مقتضٌات القانون‬
‫‪ ،14.07‬سلسلة فقه القضاء العقاري العدد الثانً‪ ،‬الطبعة األولى ‪2015‬‬
‫ص ‪.273‬‬
‫‪ .10‬االستاذ ادرٌس المصلح‪ ،‬الفعالٌة القانونٌة لمؤسسة التقٌٌد االحتٌاطً وانعكاسها على‬
‫االستثمار فً ظل مستجدات ظهٌر التحفٌظ العقاري كما عدل وتمم بقانون ‪،14.07‬‬
‫سلسلة فقه القضاء العقاري‪ ،‬العدد الثانً‪ ،2015 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ .11‬أخوٌا هشامً المحمدي‪ ،‬الطعن فً قرارات المحافظ على الملكٌة العقارٌة بعد‬
‫احداث المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬مجلة اإلشعاع‪،‬عدد‪ 27‬ؼشت ‪ ،2003‬ص ‪.90‬‬
‫‪ .12‬أحمد السكسٌوي‪ ،‬التحفٌظ العقاري بٌن العمل القضابً وسلطة المحافظ‪ ،‬سلسلة فقه‬
‫القضاء العقاري‪ ،‬العدد األول‪ ،2014 ،‬ص ‪.186‬‬

‫‪77‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪6 ...................................................................................................:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬دور المحافظ في تحقيق الملكية خالل إجراءات التحفيظ ‪11 ........................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور المحافظ عند إٌداع مطلب التحفٌظ والتعرضات ‪12 ...................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور المحافظ عند اٌداع مطلب التحفٌظ ‪12 ................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تسلم المحافظ لمطلب التحفٌظ ورقابته لحجج طالب التحفٌظ ‪13 ......‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬دور المحافظ خالل مرحلة االشهار والتحدٌد ‪18 .........................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬دور المحافظ بشأن التعرضات ‪21 ..........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬دور المحافظ فً تلقً التعرضات ‪22 ....................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬سلطات المحافظ العقاري بشأن التعرضات ‪27 ...........................‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬تنفٌذ األحكام الباتة فً التعرضات وإنشاء الرسم العقاري ‪31 ............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنفٌذ األحكام الباتة فً التعرضات ‪32 ......................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور المحافظ فً تنفٌذ األحكام القضابٌة ‪32 ..............................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪:‬صعوبة تنفٌذ األحكام الباتة فً التعرضات من قبل المحافظ ‪34 .......‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬اتخاذ المحافظ قرار التحفٌظ وتأسٌس الرسم العقاري ‪35 ...............‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اتخاذ المحافظ قرار التحفٌظ ‪35 ...........................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬تأسٌس الرسم من طرؾ المحافظ‪37 ......................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دور المحافظ في تحقيق الملكية بعد تأسيس الرسم العق اري ‪40 ................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور المحافظ فً التقٌٌدات ‪42 ..................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أعمال المحافظ فً التقٌٌدات النهابٌة ‪42 ....................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬رقابة المحافظ على المستندات المدعمة للتقٌٌد ‪42 .....................‬‬

‫‪78‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬رفض التقٌٌد من طرؾ المحافظ ‪49 ......................................‬‬


‫المطلب الثانً‪ :‬دور المحافظ فً التقٌدات االحتٌاطٌة ‪51 ...................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة المحافظ على السند وعلى مقال الدعوى ‪51 ......................‬‬
‫الفقرةالثانٌة‪ :‬رقابة المحافظ على األمر الصادر عن ربٌس المحكمة االبتدابٌة ‪54 ...‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬دور المحافظ العقاري فً التشطٌبات ‪56 .....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬رقابة المحافظ لطلب التشطٌب على الحقوق العٌنٌة ‪57 ..................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة المحافظ على العقود المدعمة لطلب التشطٌب ‪57 ................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬رقابة المحافظ العقاري على التشطٌب القضابً ‪58 ......................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬التشطٌب على التقٌٌد االحتٌاطً وإمكانٌته فً إدخال تصحٌحات على‬
‫الرسم العقاري ‪60 ................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور المحافظ فً التشطٌب على التقٌدات االحتٌاطٌة ‪60 ...............‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إمكانٌة المحافظ إدخال تصحٌحات على الرسم العقاري ‪61 ............‬‬
‫خاتمة‪64 ................................................................................................... :‬‬
‫الملحق ‪66 .................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪74 ...........................................................................................‬‬

‫‪79‬‬
‫دور المحافظ فً تحقٌ ق الملكٌة العقارٌة‬

‫‪80‬‬

You might also like