Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
قسم الحقوق
-ص ......................................الصـفــحـة
-ط ........................................الـطـبـعــة
-ف ......................................فقرة
-ج .......................................الــجـــزء
-ع .......................................الــعـــدد
مقدمـــــــــة
مقدمة
إن النمو الديمغرافي الكبير الذي شهدته الدول الحديثة في النصف األخير من القرن
العشرين ،أجبرها على أن تستكثر من تشييد المباني لتلبية حاجيات مواطنيها في السكن ،و
ال يتأتى ذلك إال بإحداث أنظمة جديدة و مناسبة تستوعب هذا الوضع الجديد.
وتعتبر المدينة أحدث نظام يعيشه الفرد اليوم ،فمن خالله يقوم بالبحث عن متطلبات
الحياة من رفاهية و عيشة حسنة ،و هو الشيء الذي يتوافق مع المدينة ،حيث هناك وفرت
مناصب الشغل وسهولة المواصالت وتنوع مجاالت التعليم وتواجد المراكز االستشفائية
والمحالت التجارية و الترفيهية و أغلب وسائل الحياة الضرورية .
كل هذه العوامل أدت إلى إزدهار المدن و إرتفاع الكثافة السكانية نتيجة تزايد حركة النزوح
إليها و تمركز األغلبية الساحقة فيها ،الشيء الذي أثر سلبا على نقص االراضي المخصصة
لبناء المساكن التي تؤوي هؤالء األفراد ،و من ثم نشأت الحاجة إلى تنظيم الملكية المشتركة
لتصبح أكثر مالئمة مع هذه الوضعية ،فظهر نمط جديد من البناء العمراني ،حيث إنتقل
الشكل العمراني من البناء االفقي إلى البناء العمودي في شكل أبنية مقسمة إلى طوابق وشقق
و أصبح العقار الواحد يتسع لمجموعة من االفراد وهو ما يعرف بالملكية المشتركة.
و تعتبر الملكية المش تركة نوعا حديثا مقارنة مع أنواع الملكية ،إذ ظهر في بدايته في
الدول األوروبية مع بداية القرن العش رين ،و يعد التش ريع الفرنس ي من بين التش ريعات االولى
ب التنظيم الق انوني له ذا النوع من الملكي ة ،و ذل ك ب التطرق لمختلف احك ام ه التي ق ام
وضوابطه من خالل سن عدد من النصوص التشريعية أولها قانون 28جوان ، 1938الذي
أعطى تصوي ار حديثا لهذه الملكية مؤسسا على ما يحتويه البناء من طبقات ،و في كل طبقة
عدد من الحص ص ،بحيث تكون كل واحدة مش تملة على جزء خاص ينفرد به المالك وجزء
مشترك مشاع بين كل المالك.
المش رع الجزائري بدوره لم يجعل نفس ه في معزل عن تطور التش ريعات التي تحدث
حوله ،فكان من الض روري تنظيم هذا النوع من الملكية ،ال س يما و أن الجزائر قد ش هدت
1
مقدمة
تطو ار ملحوظا في مجال العمران بعد اإلستقالل ،أين أخذت بنمط البناء الجماعي كأسلوب
معماري جديد ،األمر الذي أجبرها على وضع القواعد القانونية التي تنظم هذا الوضع الجديد
و الذي يعرف بنظام الملكية المشتركة.
إن أهمية موضوع هذا البحث تكمن من الناحية النظرية من خالل اإللمام بجميع القواعد
القانونية المطبقة على نظام الملكية المشتركة سواء الواردة في التشريعات العادية أو التنظيمية،
وكذا في معرفة المسار الذي إنتهجه المشرع الجزائري ومدى تطبيق النصوص المتعلقة بالملكية
المشتركة على أرض الواقع ،من خالل تحليل ومناقشة هذه النصوص.
أما من الناحية العملية فتظهر هذه األهمية من خالل إكتساب الفرد بصفة عامة والمعني
بالملكية المشتركة بصفة خاصة و عيا قانونيا و ثقافيا يجعله يبادر إلى تفعيل آليات و وسائل
إدارة الملكية بصوره حسنة ،و من ثم الحفاظ على الملك الجماعي وصيانته وحمايته ،مع معرفه
كل واحد منهم كيفية ممارسة حقوقه و تأدية واجباته والتصدي للمسؤوليات التي قد تقع على
عاتقه.
أما عن دوافع إختيارنا لهذا الموضوع ،فهناك أسباب ذاتية ؛ وهي الميول والرغبة الشخصية
في البحث و اإلختصاص في المجال العقاري الحديث بحكم مهنتنا كمحامين.
2
مقدمة
كما أنه و نحن بصدد ممارسة هذه المهنة الحظنا تذبذبا صارخا في مسالة تطبيق النصوص
المتعلقة بالملكية المشتركة ،و رغم وجود النصوص الخاصة إال أن القضاء إلى يومنا هذا
مازال يستند الى القواعد العامة ،لذلك حاولنا في هذا البحث التطرق إلى مختلف النصوص
الخاصة التي تنظم الملكية المشتركة.
أما عن األسباب الموضوعية ؛ فموضوع الملكية المشتركة حديث النشأة ،وقد جاء مواكبا
للتطورات التي عرفتها التشريعات الجزائرية على الصعيد العقاري ،كما أنه أصبح ذو مكانة
هامة في الحياة اليومية ألغلبية المواطنين بسبب إنتشار البناءات الجماعية في المدن الجزائرية.
إضافة إلى ذلك قلة الدراسات و البحوث الجامعية حول هذا الموضوع ال سيما في ما
يتعلق بآخر التعديالت والتطورات التي جاء بها المشرع الجزائري.
نظر إلى ما سبق تبيانه من تحديد اإلطار العام لموضوع البحث وأهميته ،و حتى يتسنى
و ا
لنا دراسته و اإللمام بمختلف جوانبه حاولنا وضع إشكالية تكون بمثابة االنطالقة التي من
خاللها يتم الولوج إلى تفاصيل هذا الموضوع ومضمونه وهي:
فيما تتمثل الملكية المشتركة ؟ وما هي اآلليات القانونية إلدارة وحماية هذا النوع من
الملكية؟
و لإلجابة على هذه االشكاليات المطروحة فقد إتبعنا المنهج الوصفي للوقوف على بعض
المفاهيم والتعاريف المتعلقة بالموضوع ،كما إعتمدنا على المنهج التحليلي من خالل التحليل
والتعليق على مختلف النصوص القانونية ،وقد إستعنا بالمنهج المقارن في بعض الحاالت من
خالل مقارنة التشريع الجزائري مع القوانين االخرى.
كما أن إختيارنا لهذا الموضوع و دراسته لم تكن صدفة بل كان سعيا منا لبلوغ بعض
االهداف العلمية ،أهمها المعرفة الدقيقة لهذا النوع الحديث من الملكية الذي برز بشكل كبير
في مجال العقار ،وكذا التعمق في تفاصيله من خالل التطرق لمختلف أحكامه.
3
مقدمة
أما عن األهداف العملية فإنها تتجلى في كيفية تطبيق اآلليات القانونية إلدارة وتسيير
الملكية و حمايتها في الواقع العملي ،وكذا إيجاد الحلول المالئمة لإلشكاالت التي قد تثور في
الواقع و النزاعات المطروحة أمام القضاء ،وذلك بإعطاء التكييف السليم من خالل إسقاط
النصوص المناسبة على هذا اإلشكال أو النزاع.
و رغم أن موضوع الملكية المشتركة يعد من المواضيع الحديثة خاصة في الجزائر ،إال
أنه لم يخل من بعض الدراسات السابقة و التي كان نادره جدا من بينها النظام القانوني للملكية
المشتركة للمؤلفة مريم تومي لسنة .2015
كما أنه عند دراستنا لهذا الموضوع واجهتنا بعض الصعوبات والعراقيل ،من بينها قلة
المراجع الجزائرية المتخصصة في الملكية المشتركة إن لم نقل منعدمة بإستثناء الكتاب الوحيد
المذكور أعاله ،و من بين الصعوبات أيضا كثرة النصوص القانونية المنظمة للملكية
المشتركة ،و تعاقبها مما صعب معالجتها كلها في فترة قصيرة ،كذلك شساعة هذا الموضوع
مما أدى إلى صعوبة اإللمام بكل عناصره ،إذ يمكن لكل مبحث أن يدرج كعنوان لمذكرة.
و من خالل ما سبق ذكره ،و حتى يتسنى لنا اإلجابة على اإلشكالية المطروحة أعاله،
فقد قسمنا هذا البحث إلى فصلين إثنين ،حيث تطرقنا في الفصل األول إلى ماهية الملكية
المشتركة ،وهذا من خالل مبحثين ،تعرضنا إلى اإلطار المفاهيمي للملكية المشتركة في المبحث
األول ،ثم المرور إلى حقوق وواجبات المالك في هذه الملكية و هذا ضمن المبحث الثاني.
أما في ما يخص الفصل الثاني ،و الذي جاء بعنوان إدارة الملكية المشتركة و آليات
حمايتها ،فقد تضمن مبحثه األول إدارة الملكية المشتركة ثم االنتقال إلى حماية هذه الملكية و
منازعاتها في المبحث الثاني
4
الفصل األول
ماهية الملكية المشتركة
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للملكية المشتركة.
المبحث الثاني :حقوق و واجبات المالك الشركاء في
الملكية المشتركة.
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
يعتبر نظام الملكية المشتركة من أهم التطورات الحاصلة في العقارات المبنية و كحالة
قانونية ،فهي تنفرد بأهمية بالنسبة للمالك الشركاء و الشاغلين بالبناء المشترك ،فهي ليس
مجرد قيام جماعة من األشخاص بشغل عمارة ما ،بل ينجر عن هذا الوضع أثار قانونية
هامة بالنسبة لهؤالء.
و قد نص القانون الجزائري على هذه الملكية و تناول أحكامها سواء ضمن القانون
المدني أو في قوانين و مراسيم خاصة.
و لمعرفة أي موضوع يجب تناول دراسته ببيان مفهومه و تحديد جوانبه ،و هذا بتعريفه
و تحديد خصائصه و تبيان عناصره ،باعتبار أن الملكية المشتركة ذات طبيعة خاصة
الحتوائها على أجزاء خاصة و أخرى مشتركة ،فهي بذلك تولد حقوق وواجبات على المالك
الشركاء في الملك المشترك.
و ألجل هذا الغرض و محاولة منا اإللمام بماهية هذا النظام الحديث ،فقد قسمنا هذا
الفصل إلى مبحثين اساسيين.
المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للملكية المشتركة
المبحث الثاني :حقوق وواجبات المالك الشركاء في الملكية المشتركة
5
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
6
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
و من خالل نص المادة و التعريف الذي جاء به المشرع فانه يمكن اإلستنتاج بأن
الملكية المشتركة هي نظام قانوني يمس المبنى و األشخاص المالكين له ،كما يستلزم في
المبنى احتوائه على شقق مملوكة لشخصين فأكثر تحتوي على أجزاء خاصة و أجزاء
مشتركة ال يمكن الفصل بينهما في التصرف.
فاألجزاء الخاصة ملك لكل ساكن يستغلها و يستعملها شخصيا و كذا له حق التصرف
فيها طبعا مع عدم اإلضرار بالغير ،أما األجزاء المشتركة فهي ملك لجميع المالكين على
1
الشيوع التي ال يمكن قسمتها أو ما يسمى بالشيوع اإلجباري.
كما تعرف الملكية المشتركة أيضا بأنها الحالة القانونية التي يكون عليها العقار المبني
أو مجموعة العقارات المبنية و التي تكون ملكيتها مقسمة إلى حصص بين عدة أشخاص
2
تشمل كل واحدة منها على جزء خاص و نصيب في األجزاء المشتركة.
هذا بالنسبة لما جاء به القانون المدني ،أما في المراسيم الخاصة المتعلقة بالملكية
المشتركة فقد جاء المرسوم 666-83المؤرخ في 1983/11/12المحدد للقواعد المتعلقة
بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية ،المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم
3
.59-94
كما صدر أيضا المرسوم 99-14المؤرخ في 04مارس 2014الذي يحدد نموذج
نظام الملكية المشتركة المطبق في مجال الترقية العقارية ،4إال أنه لم يرد ضمن هذه المراسيم
أي تعريف للملكية المشتركة.
1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،ج الثامن ،حق الملكية مع شرح مفصل لالشياء و االموال
،ط ، 2دار النهضة العربية ،لبنان ،2000 ،ص.14
2عمر حمدي باشا ،نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت و أحدث األحكام ،د.ط ،دار هومة للطباعة و النشر
و التوزيع ،الجزائر ،2000 ،ص.14
المرسوم رقم 666-83المؤرخ في 1983/11/12المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات 3
الجماعية ،ج.ر عدد 47مؤرخة في ،1983/11/15المعدل و المتمم بالقانون رقم ،59-94المؤرخ في
.1994/03/07
4المرسوم التنفيذي رقم 99-14المؤرخ في 04مارس ،2014المحدد لنموذج نظام الملكية المشتركة المطبق في مجال
الترقية العقارية ،ج.ر عدد 14المؤرخة في 16مارس .2014
7
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
1
Henri, Léon et Jean Mazeaud, Leçons de droit civil( Droit de propriété et ses
démembrements), deuxième volume, 4eme éditions, Montchrestien, Paris, 1996, P25.
مصطفى الجمال ،نﻅاﻡ ﺍلملﻜية ،ط ،2دار الفتح للطباعة و النشر ،مصر ،2002 ،ص.148 2
مريم تومي ،النظام القانوني للملكية المشتركة في الجزائر ،د.ط ،دار الكتاب الحديث ،الجزائر ،2015 ،ص.10 3
8
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
2عمار دروازي ،آليات إدارة الملكية العقارية المشتركة وحمايتها في التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير ،تخصص قانون
عقاري ،كلية الحقوق ،جامعة باتنة ،دفعة ،2010-2009ص.7
المادة ،747من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 3
9
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
بتاريخ 2007/11/14منشور في مجلة المحكمة العليا مبدأ مفاده أن األجزاء المشتركة ال
تكون محال لدعوى القسمة.1
قرار رقم ،423458صادر في ،2007/11/14منشور في مجلة المحكمة العليا ،عدد ،2سنة ،2008ص.253 1
الحق للتشريع الفرنسي المعمول به ،ج.ر 2القانون رقم 157-62المؤرخ في ،1962/12/31يتضمن التمديد إلى وق
عدد 03مؤرخة في .1963/01/11
المرسوم رقم 88-68المؤرخ في ،1968/04/29المتضمن القانون األساسي الخاص لشغل العمارات المستعملة 3
ملكيتها للدولة بموجب األمر ،102-66ج.ر ع 30مؤرخة في.1968/5/05 للسكن أو الحرف المهنية والتي انتقل
المرسوم رقم 82-73المؤرخ في ،1973/06/05المتضمن شروط بيع المساكن الجديدة من قبل الهيئات العمومية 4
القائمة بتأسيس البنايات الجماعية والمجموعات السكنية ،ج.ر عدد 47المؤرخة في .1973/06/12
10
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
األول المتعلق بحق الملكية ،و ما يالحظ في هذا األمر هو تأثر المشرع الجزائري بالمشرع
الفرنسي ليأخذ منه تقريبا جميع األحكام المتعلقة بالملكية المشتركة.
ثم صدر المرسوم 146/76المؤرخ 1976/10/23المتضمن النظام النموذجي للملكية
المشتركة للعقارات المبنية و مجموع العقارات المقسمة إلى أجزاء تطبيقا لألمر رقم 92/76
المؤرخ في 1976/10/23الذي نص على إنشاء التعاونيات العقارية ،و الذي تطرق لنظام
الملكية المشتركة كاتفاقية جماعية بين الشركاء في الملك و قد ضم حوالي 144مادة.1
وبعد حوالي سبع سنوات الغي المرسوم 146/76المذكور أعاله ،ليحل محله المرسوم
666/83المؤرخ في 1983/11/12المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير
العمارات الجماعية المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 59/94المؤرخ في
،1994/03/07و تضمن 63مادة تنظم الملكية المشتركة و تبين كيفية تطبيق نص
المادة 748من األمر 58/75المتضمن القانون المدني ،فيما يخص مصير األجزاء
المشتركة و الخاصة و شروط االنتفاع و كذا القواعد المتعلقة بإدارة هذه األجزاء وتسييرها.2
ثم صدر القانون 07/86بتاريخ 04مارس 1986المتعلق بالترقية العقارية و ضبط
القواعد الخاصة بعملياتها ،3و قد جاء هذا القانون نظ ار للطلب المتزايد على السكن بكل
أشكاله خاصة بالنسبة لفئة المواطنين ذووا اإلمكانيات المالية المتوسطة الدخل ،و كان ذلك
عن طريق بناء عمارات أو مجموعات سكنية ،لكن هذا القانون لم يستمر و تم إلغاؤه بموجب
المرسوم التشريعي 03/93المؤرخ في 01مارس 1993المتعلق بالنشاط العقاري ،و الذي
تناول في فصله الرابع كيفية إدارة الملكية المشتركة.4
و قد جاء هذا المرسوم بصيغة جديدة للبناءات و العمارات المشتركة إلقتناء السكنات
المشتركة و هي البيع وفق التصاميم ،كذلك نظم إيجار المباني و عدل الكثير من النصوص
منظمة في القانون المدني. التي تربط عالقة المؤجر بالمستأجر و التي كان
المرسوم رقم 146-76المؤرخ في ، 1976/10/23يتضمن النظام النموذجي للملكية المشتركة للعقارات المبنية و 1
القانون رقم 07-86المؤرخ في ،1986/03/04يتعلق بالترقية العقارية ،ج.ر عدد 10مؤرخة في . 1986/03/05 3
المرسوم التشريعي رقم 03-93المؤرخ في ،1993/03/01يتعلق بالنشاط العقاري ،ج.ر عدد 14مؤرخة في 4
.1993/03/03
11
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
و نظ ار لبعض المساوئ التي انجرت عن هذا المرسوم التشريعي و الفراغات التي شهدها،
فان المشرع حاول ان يتدارك الوضع في سنة ، 2011أين اصدر القانون 04/11المؤرخ
في 17فيفري 2011المحدد للقواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية ،1و الذي بموجبه
ألغي المرسوم التشريعي السابق.
هذا القانون الذي جاء من اجل تحقيق أهداف السياسة الوطنية لتطوير نشاط الترقية
العقارية و التي من بينها تحسين أنشطة الترقية العقارية و تدعيمها ،و تأسيس امتيازات و
إعانات خاصة بمشاريع الترقية العقارية ،كما وسع من دائرة صيغ اقتناء السكنات
المشتركة(العمارات) ،و إعطاء كل التسهيالت و اإلعانات لمختلف شرائح المجتمع من
اجل الحصول على السكن و الحد من هاته األزمة.
على و ان ضرورة قيام الملكية المشتركة في ظل مبادئ و أحكام هذا القانون ،حتم
المشرع إصدار نظام لهذه الملكية ،وقد تحقق االمر من خالل المرسوم التنفيذي رقم 99/14
المؤرخ في 04مارس 2014و المحدد لنموذج نظام الملكية المشتركة المطبق في مجال
الترقية العقارية.2
و قد تضمن هذا المرسوم 08مواد و ملحق يحتوي على أربع أجزاء ،تناول في الجزء
األول تعيين و وصف تقسيم البناية أو مجموعة البنايات و مآلها ،و في الجزء الثاني تطرق
إلى إدارة و تسيير البناية أو مجموع البنايات ،أما الجزء الثالث فانه يحتوي على األعباء
التي تقع على جماعة الشركاء في الملك أو الشاغلين ،وخصص الجزء األخير لمجمل
األحكام المختلفة التي تخص نظام الملكية المشتركة.
و حرصا من المشرع على عدم تناقض أحكام هذا المرسوم مع المرسوم 666/83
السالف الذكر ،فقد أتى بالمادة ،07و التي نص فيها على أنه تلغى كل األحكام المخالفة
لهذا المرسوم السيما تلك التي يتضمنها المرسوم 666/83المؤرخ في 12نوفمبر1983
المعدل و المتمم.
1القانون رقم 04-11المؤرخ في ،2011/02/17يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية ،ج.ر عدد 14مؤرخة
في .2011/03/06
المرسوم التنفيذي رقم 99-14المؤرخ في ، 2014/03/04يحدد نموذج نظام الملكية المشتركة المطبق في مجال 2
12
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
راجع المادة ،875من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 3
راجع المادة ،875من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 4
13
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
رمضان أبو السعود ،الوجيز في الحقوق العينية األصلية أحكامها ومصادرها(مصادر و أقسام الحقوق العينية األصلية 1
في القانون المصري و اللبناني) ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2001 ،ص.515
راجع المادة ،722من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 2
14
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
إضافة إلى االختالفات و المميزات التي تناولناها ،فان نظام الملكية المشتركة يتميز عن
غيره من األنظمة بمجموعة من المزايا و العيوب و التي سنوردها فيما يلي:
15
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
إن تزايد و ارتفاع نسبة الكثافة السكانية في األمالك المشتركة قد يؤثر على سلوك الفرد
النفسي و اإلجتماعي و األسري ،مما يؤدي حتما إلى ظهور بعض السلوكيات كالقلق و
الشجار و التي تنتهي في بعض األخير بوقوع الجرائم.
* مدة حياة المباني:
إن المباني الجماعية نظ ار لكثافة السكان فيها و باإلضافة إلى نقص الصيانة قد تعاني
من قصر مدة اإلهتالك ،الشيء الذي يؤثر سلبا على الفرد و على الدولة ،إذ أن المباني
الجماعية تقدر مدة حياتها المتوسطية ب 50سنة.1
* التلوث البيئي:
إن إجتماع األفراد بشكل كثيف و مستمر في مساحة ضيقة سيؤدي حتما إلى تلوث تلك
المساحة السيما إن كان هؤالء األفراد تنعدم لديهم ثقافة النظافة مما يؤدي إلى انتشار
األمراض.
16
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
17
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
راجع المادة ،744من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 1
18
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
الشركاء أو عدة شركاء منهم و أن الجزاء المشتركة تكون حسب كل حالة موزعة على ثالثة
أصناف" ،و هو نفس المفهوم الذي جاء به المشرع في المرسوم 99/14السابق الذكر.
فمن خالل هاتين المادتين فان األجزاء المشتركة هي تلك األجزاء التي ال يحق للمالك
أن ينفرد بالتصرف فيها ،فهي معدة لإلستعمال المشترك بين الجميع ،و قد قام المشرع
استعمالها من طرف المالكين الجزائري بتقسيم األجزاء المشتركة إلى ثالثة أصناف وق
الشركاء.
19
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
20
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
-التفريغات الثانوية المؤدية إلى العما ارت و التي تصلها إذا اقتضى الحال بمنشآت الهاتف
العامة و بالقنوات الرئيسية الخاصة بالماء و الغاز و الكهرباء و التطهير و مشاعب
المواسير.
-جميع األجهزة و الماكينات و توابعها المعدة للخدمة المشتركة بالعمارة و كذلك جميع
األشياء المنقولة و المواعين الموجودة لسد حاجات العمارة في األجزاء المشتركة مثل
تجهيزات اإلنارة و صناديق الرسائل و ممسحة مدخل العمارة و صناديق القمامة.
-و على العموم جميع األشياء و األجزاء الغير المعدة لإلستعمال الحصري و الخاص
في جزء خاص بعينه من أجزاء الملك المقسوم أو األشياء و األجزاء التي لم ينص القانون
أو العرف على أنها مشتركة ،علما أن هذه األجزاء و األشياء تم عدها ليس على سبيل
الحصر.
/3ــ األجزاء المشتركة من الصنف الثالث:
و هي أجزاء محددة على سبيل الحصر و المتمثلة في المصاعد و اآلالت الخاصة بها
،و أقفاص المصاعد الموجودة في العمارات.1
21
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
المادة 66و 67من المرسوم رقم 63-76المؤرخ في ،1976/03/25المتعلق بتأسيس السجل العقاري،ج.ر عدد 2
22
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
عندما يكون التغيير جزئيا في العقار المبني لإلشتراك كتقسيم حصة دون التأثير على
باقي الحصص فانه ال يستلزم إعداد جدول وصفي للتقسيم الجديد و إنما يكفي فقط انجاز
جدول وصفي تعديلي تمنح بمقتضاه أرقام جديدة للحصص الناشئة و يلغى رقم الحصة
المقسمة.1
ثانيا :تحديد نصيب الشريك في األجزاء المشتركة
تنص المادة 746من القانون المدني الجزائري على أنه " تتناسب الحصة في األجزاء
المشتركة الخاصة لكل قسمة مع المساحة النافعة للمساحة اإلجمالية النافعة لمجموع
القسمات التي تشكل الوحدة العقارية ".
من خالل هذا النص فان المشرع الجزائري نص على ضرورة تحديد نصيب كل مالك
شريك ضمن العقار المبني لإلشتراك في األجزاء المشتركة ،و إن كان المشرع قد وضع
المساحة كأساس لتحديد نصيب كل مالك فانه أغفل وق و كيفية تحديد قيمة حصة المالك
الشريك على عكس المشرع الفرنسي ال ذي كان أكثر دقة و تحديد و ذلك بأن حساب قيمة
انتهاء من البناء ذلك على أساس مساحة حصة الشريك في األجزاء المشتركة يكون وق
موقع و محتوى كل حصة طبقا للقانون المدني الفرنسي.
أما عن اإلغفال الذي وقع فيه المشرع الجزائري جعل الفقه يتدخل في هذه المسألة و قد
ظهر هناك رأيين:
الرأي األول:
يرى أن تحديد قيمة نصيب المالك الشريك حصته في األجزاء المشتركة يكون حسب
تغير قيمة الحصة بما يلحقها من زيادة أو نقصان ،أي بمعنى آخر ما لحق النصيب من
زيادة أو نقصان في قيمته بعد إنشائه ، 2كتحويل مثال منطقة سكنية إلى منطقة تجارية مما
يتولد عنه زيادة في قيمة األجزاء السفلية لتحويلها إلى محالت.
الرأي لثاني:
خالد حراق ،النظام القانوني للملكية المشتركة في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص، 2
23
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
و عند هذا اإلتجاه فان تحديد قيمة نصيب المالك الشريك في حصته في األجزاء
اإلنتهاء من إنشاء الحصة تفاديا ألي إشكال نتيجة التغيرات الداخلية و المشتركة وق
1
الخارجية التي تط أر عليها.
و تتجلى أهمية تعيين نصيب كل مالك شريك في األجزاء المشتركة في إعطائه عددا
من األصوات تمكنه من اإلدالء برأيه أثناء انعقاد الجمعية العامة ،2و قد نص عليها المرسوم
99/14السابق في الجزء الثاني من الباب الثاني بقوله " يكون لكل شريك في الملك عند
في الجمعية العامة من األصوات ما يعادل الحصص التي يملكها". التصوي
كذلك في توزيع التكاليف المترتبة عن الترميمات و الصيانة بين مختلف الشركاء حسب
عليه المادة 750الفقرة الخامسة من ق.م.ج بقولها " و يتم توزيع هذه التكاليف ما نص
على أساس حصة كل جزء مشترك من األجزاء المتعلقة بكل قسمة ".
و كذلك ما جاء في الباب األول من الجزء الثالث من المرسوم 99/14السابق الذكر
على انه " يتم توزيع هذه األعباء بين الشركاء على أساس الحصة المشتركة لكل واحد
منهم".
و تتجلى أيضا هذه األهمية في أن تحديد نسبة كل مالك شريك في األجزاء المشتركة
ضمن العقار المبني لالشتراك ،يلزم جماعة المالكين المشتركين بدفع التعويضات للمالك
الشركاء االخرين الذين تضررت حصصهم نتيجة أعمال منفردة من قبل الجمعية العامة ،و
عليه المادة 752مكرر الفقرة الثانية من ق.م.ج و المرسوم 99/14السالف هذا ما نص
الذكر في الباب األول من جزئه الثالث ،3و أيضا في تحديد نصيب المالك الشريك في
األجزاء المشتركة ،إذ يحدد نصيبه في قبض مبالغ التعويضات نتيجة عملية بيع أو تعويض
مستحق عن نزع الملكية للمنفعة العامة.4
راجع المادة 752مكرر ف ،2من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،مصدر سابق. 3
24
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
25
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
طبقا لنص المادة 749من القانون المدني الجزائري ،وكذا المادة 11من المرس وم -83
666السالف الذكر.1
ثانيا :حق اإلستغالل
بموجب هذا الحق ي خول للمالك الشريك حق إستغالل شقته لشخص آخر مقابل بدل،2
المادة 08من المرسوم التنفيذي 69-94المتضمن المصادقة على نموذج عقد كما نص
ما االيجار ،على أنه " يمكن للمالك الشريك التخلي عن حصته الخاصة بالتأجير وق
يشاء للمستأجر لفترة معينة مقابل أجرة دورية يتلقاها من هذا األخير".3
على هذا الحق مراسيم أخرى خاصة بالملكية المشتركة كالمرسوم 666/83 كما نص
و كذا المرسوم 99-14السالفي الذكر اللذان أوردا عبارة الشركاء في الملك أو الشاغلين
و كلمة الشاغلين توحي بإمكانية وجود مستأجرين.
و يبقى عقد اإليجار يخضع للقواعد العامة متى لم يوجد نص في التشريعات الخاصة.
ثالثا :حق التصرف:
المالك يستطيع أن يتصرف في ملكيته و حصته الخاصة كما يشاء من بيع أو هبة أو
رهن ،على أن يشمل هذا التصرف ما يخصه من األجزاء الخاصة من العقار.4
فالمالك الشريك له حرية نقل الملكية لحصته إلى الغير و هو ما نص عليه المادة 754
ف 1من ق.م.ج ،و كذا المادة 60ف 1من المرس وم 666/83السابق ذكره ،5و ذلك بعد
إتخاذ إجراءات معينة يتعلق شق منها باإلجراءات العامة المتمثلة في الرسمية و الشهر وفقا
لنص المادة 324مكرر 1و المادة 793من ق.م.ج ،و الشق اآلخر يتعلق بإجراءات
خاصة ،إذ ألزم المشرع المالك الشريك الذي يرغب في نقل ملكية حصته إلى الغير أن يسلم
راجع المادة 749من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 1
17مؤرخة في .1994/03/30
سمير عبد السميع األودن ،المرجع السابق ،ص.113 4
راجع المادة 754ف 1من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 5
26
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
وضعيته المالية تجاه الجمعية للموثق شهادة من المتصرف ال تقل مدتها عن شهر تثب
العامة ،و يجب أن يبلغ إعالن إنتقال الملكية للمتصرف عن طريق رسالة مسجلة مع إشعار
باإلستالم بمبادرة من المشتري.
و يمكن للمتصرف أن يعترض في أجل قدره 15يوم إبتداءا من تاريخ اإلعالن على
دفع األموال للحصول على المبالغ التي ما تزال مستحقة لم يدفعها المالك السابق ،و هو
ما جاء في نص المادة 754ف 02من ق.م.ج ،و المادة 60ف 02من المرسوم
666/83السابق الذكر.1
كما يمكن للمالك الشريك أن يرتب على حصته حقا عينيا أصليا كان أو تبعيا ،يحد من
دون أن يصل ذلك إلى تخليه عن ملكيتها. سلطاته عليها بشكل مؤق
و خروجا عن القواعد العامة المطبقة فيما يخص حق التصرف القانوني في الملكية ،نجد
و ان المشرع قد وضع قيودا على التصرف القانوني بالنسبة للمساكن الخاضعة لنظام
الملكية المشتركة ،بحيث أدرج نصوصا قانونية تمنع التنازل بعوض عن هذه السكنات لمدة
محدودة ،و من ضمنها السكنات الترقوية المدعمة ،وقد جاء هذا المنع وفقا لنص المادة57
من القانون 12/07المؤرخ في 2007/12/30المتضمن قانون المالية لسنة 2008و
التي تنص على أن " السكنات االجتماعية الممولة من طرف الدولة و المتنازل عنها
لشاغليها طبقا للتشريع الساري المفعول و كذا السكنات المستفادة من اإلعانات العمومية
في إطار التدابير المتعلقة بالمساعدة المقدمة من طرف الدولة من اجل التمليك ،ال يمكن
التنازل عنها من طرف مالكيها خالل مدة يجب إال تقل عن 10سنوات "
لتعدل بعدها أحكام هذه المادة بموجب المادة 36من القانون 18/18المؤرخ في
2018/12/27المتضمن قانون المالية لسنة ،2019لتصبح المدة المحددة للتنازل سنتين
فقط من تاريخ إبرام العقود.2
راجع المادة 754ف 2من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،المصدر السابق. 1
79مؤرخة في .2018/12/30
27
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
28
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
مثال تأجير سطح العمارة أو إحدى واجهاتها لوضع الفتة إشهارية ،1و من ثمة ال يجوز
للمالك الشريك بمفرده إستغالل األجزاء المشتركة كتأجير مصعد أو سطع عمارة أو حديقة
العمارة ألن هذه األجزاء مشتركة بين كل المالكين فال يتصور إستغاللها بمعزل عن األجزاء
الخاصة.2
ثانيا :حق التصرف
من خالل نص المادة 30ف 01من المرسوم 666/83المذكور سابقا ،فإنه يجوز
للمالك الشركاء و بهدف توفير مصادر مالية إضافية أن يقوموا بالتصرف في األجزاء
المشتركة و ذلك بإجماع كافة أصواتهم في الجمعية العامة على أن تصب عائدات هذه
العملية إما في صندوق هذه األخيرة و إما في حسابتهم الخاصة بعد توزيعها عليهم حسب
3
نصيب كل منهم في األجزاء المشتركة.
كما أنه ال يجوز للمالك الشريك بمفرده أن يتصرف في نصيبه في األجزاء المشتركة ،و
هو ما نص عليه المادة 09من المرسوم 666/83السابق الذكر ،4ألن األجزاء المشتركة
مملوكة على الشيوع و هو شيوع دائم و إجباري كما ال يجوز طلب القسمة في األجزاء
المشتركة.5
ثالثا :حق التعديل
ينص المرسوم 99/14السابق في الباب الثاني من الجزء األول ،و كذا المادة 13من
المرسوم 666/83المذكور آنفا على أنه " ال يجوز إدخال أي تغيير على األشياء المشتركة
و ال على الخدمات المشتركة مثل المصاعد وقنوات توزيع الماء والغاز والكهرباء...إال
بموافقة الشركاء اآلخرين".
و من خالل هذا النص فإن تعديل األجزاء المشتركة تخضع إلى إتفاق الشركاء لكن
على إمكانية تعديل األجزاء المشتركة ،كون ذلك من الحقوق المادة 745ق.م.ج نص
بلقاسم بالقاضي ،النظام القانوني للملكية المشتركة ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص القانون العقاري و الزراعي، 1
29
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
التبعية ،منها حق تعلية العمارة لإلستعمال المشترك أو المحتوية على عدة محالت تكون
أجزاء خاصة مختلفة ،و الحق في بناء عمارات جديدة باألفنية و البساتين أو الجنائن التي
تكون أجزاء مشتركة.1
و الموافقة تكون بأغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين أو الممثلين في حالة أشغال التحسين
مثل تغيير عنصر أو عدة عناصر من التجهيزات الموجودة ،و إدخال عناصر جديدة و
تعديل محالت ذات إستعمال مشترك أو إحداث مثل هذه المحالت بشرط أن تكون مطابقة
له العمارة ،2و تكون الموافقة بإجماع الشركاء على الحقوق التبعية للغرض الذي هيئ
لألجزاء المشتركة كما تنص عليه المادة 30من المرسوم 666/83السابق الذكر.3
راجع المادة 745من األمر 58-75المؤرخ في ،1975/09/26المتضمن ق.م.ج ،مصدر سابق. 1
30
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
اإلضرار بمصالح سائر المالك الشركاء معه و ضرورة إحترام حقوقهم ،فلذلك يلزم على
الشريك بالكف عن نشاطه المضر و بإزالة كل ما يستتبع ذلك من ضرر.1
و يكون الشريك متعسفا إذا كان فعله يرمي إلى تحقيق مصلحة غير مشروعة تخالف
حكما من أحكام القانون و تتعارض مع النظام العام و اآلداب العامة.2
فعلى الشريك أن يسهر على عدم تعكير هدوء العمارة في أي وق بفعل منه أو من أفراد
أسرته ،كذلك عليه القيام بكافة التعديالت أو الصيانة على الملكية الخاصة أو المشتركة
متى تطلب األمر ذلك ،كما يكون مسؤوال حيال اآلخرين عن النتائج الضارة التي تسبب
فيها هو بإهماله.
ثانيا :عدم الغلو في إستعمال حقه
الغلو في استعمال الحق هو االستخدام القانوني للحق و لكن يتم بشكل يسيء إلى الغير
بإحداثه لهم أضرار دون تعمد ذلك ،و هذا المفهوم إذا طبقناه على الملكية المشتركة فهو
يعني استعمال المالك الشريك لحقه على حصته وفقا للقوانين و األنظمة ،و لكن هذا
االستخدام يؤدي إلى إلحاق أضرار بالمالك الشركاء اآلخرين سواء بهم أو بحصصهم.3
ومن مظاهر عدم الغلو هو التزام المالك الشريك باالمتناع عن اإلتيان بأي عمل من
األعمال التي تلحق أض ار ار للغير ،كمن يستخدم الشرفات كأماكن لنشر الثياب و استخدام
آالت ذات أصوات مرتفعة تزعج الجيران.
كما قد يقوم المالك الشريك بممارسة نشاط مسموح به قانونا لكن يسبب ضر ار للشريك
اآلخر نظ ار لطبيعته ،و في مثل هذه الحاالت فإنه يجب إتخاذ كل التدابير المناسبة و
الالزمة من أجل تجنب الضرر نهائيا ،و إذا كان مستم ار يجب النظر إلى طبيعة الضرر
الحاصل و تقديره قضائيا فإذا كان مألوفا إستمر الحال ،أما إذا كان غير مألوف فإنه يلجأ
إلى حلين ،إما أن يتم الموافقة بإستمرار مزاولته وفقا لشروط صارمة مثل نقل بعض اآلالت
إلى أماكن أخرى و إما أن يتم اللجوء إلى إيقافه عن طريق غلق المحل.4
سميرة لحضيرة ،الشيوع اإلجباري (الملكية المشتركة) ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص الشامل ،كلية 2
31
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
32
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
-دفع مبالغ التامين الذي يغطي حوادث العمل التي يتسبب فيها مستخدمو إدارة العمارة
للغير و جميع النفقات التي تستلزمها الترميمات الصغيرة في األجزاء المشتركة.
بينما يرتبط الصنف الثاني من األعباء بالمشاركات المالية المتأتية عن إدارة األجزاء
المشتركة و ما يليها من عناصر تجهيز مشترك ة ،و عن أعمال التصليحات الكبرى الواردة
عليها و من بين هذه األعباء:1
-نفقات الترميم باختالف أنواعه المتعلقة بالجدران الضخمة مستثنية من ذلك اإلصالحات
الصغيرة المتعلقة بهذه الجدران من داخل الشقق و المحالت النها تخص األجزاء الخاصة
-أعباء المستحقات المترتبة عن تملك العمارة ،كالضرائب و الرسوم ،ومصاريف التأمين
ضد األخطار المحتملة والمسؤولية المدنية و جميع النفقات المتعلقة بذلك.
-أعباء ترميم األقسام الشائعة و عناصر التجهيز الجماعية مثل مصاريف المحافظة و
العناية بهيكل البناء و السقفية و الجد ارن الى غير ذلك.
و على هذا األساس تم توزيع األعباء على قسمين من المقيمين ،إذ يتحمل أعباء النوع
األول و بأقساط متساوية بينهم جميع شاغلي الحصص أيا كان طبيعة شغلهم لهذه األخيرة،
في حين يتحمل أعباء النوع الثاني و حسب حصة كل منهم ،كافة الشركاء في الملك دون
غيرهم.2
/2ــ تمويل و تحصيل األعباء:
حدد المشرع ضمن المرسومين 666-83و 99/14السالفي الذكر ،كيفية تمويل هذه
األعباء و ذلك من خالل المصدرين اللذين حددهما لذلك و هما أوال ميزانية إحتمالية التقدير
تقدر في مطلع كل سنة مالية إلنجاز األعمال المدرجة ضمن المخطط السنوي ،و ثانيا
أرصدة مستعجلة األداء لتنفيذ األشغال الغير المتوقعة.3
33
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
و هذا على أن تكون الجمعية العامة هي صاحبة القرار الداعي إلى توفير هذه التمويالت،
و ذلك إما عقب إجتماع عادي بالنسبة للمصدر األول ،و إما عقب إجتماع إستثنائي بالنسبة
للمصدر الثاني ،1كما أن الجمعية العامة هي التي تحدد أيضا الشروط التي تجب فيها دفع
هذه المبالغ.2
و للغاية نفسها يستحدث صندوق خاص باألموال المتداولة ،يتم تمويله برصيد يدفع منه
كل مالك شريك 40بالمائة من قيمة تكاليف األعمال اإلعتيادية و نسبة الثلث من قيمة
تكلفة األشغال المستجدة.3
و نتيجة لذلك فإنه يتم تحصيل األعباء من قبل المتصرف الذي يقوم بتلقي األموال و
بإيداعها في صندوق الجمعية العامة في األوقات التي تحددها هذه األخيرة.4
إال أنه تحدث أن تحصل هذه الموارد إما بطريقة عادية من خالل تسلم المبالغ المناطة
بالشاغلين ،و التي يدفعها هؤالء في المواعيد المثبتة ،و إما بطريقة إجبارية من خالل قبض
المبالغ المتوجبة على الشاغلين المقصرين سواء يجبرهم على تأديتها بأنفسهم أو بإستفائها
منهم رغما عنهم ،و هذا بإتخاذ إجراءات قانونية ضد هؤالء بعد نفاذ االجال المسماة.5
إال أنه في حالة تخلف أي شاغل عن سداد تبعات الصنف األول من األعباء الموكلة
إليه ،فإن المتصرف يعطيه تنبيها بضرورة دفع ما عليه بأن يرسل له إنذارين متتابعين
مشفعين بإشعاري التسليم ،و إذا لم يفد هذا األسلوب فإن المتصرف يسلم جميع الوثائق
المبينة لهذه اآلداءات إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يقوم بإصدار أمر ضد الشاغل
المتخلف.6
أما في حالة تأخر أي مالك شريك أو شاغل عن دفع مستحقات الصنف الثاني ،فإن
المتصرف يلزمه فو ار باألداء و إال رتب رهنا قانونيا لمدة ثالثة أشهر الالحقة ليوم إنتهاء
34
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
ا لمهلة المعينة ،و إذا لم يجد هذا الرهن فإن للمتصرف أن يلجأ إلى المصادرة العقارية
.1
للحصة المرهونة ،أو يحجز ديونه لدى الغير من أجل تحصيل األموال المطلوبة منه
ثانيا :حضور جلسات الجمعية
تعد المشاركة في الجمعية العامة من خالل حضور جلساتها ،أمر مهم كونها تمكن كل
مالك شريك من مناقشة كل المسائل الخاصة بشؤون الملكية المشتركة إلى غاية الوصول
و اإلستقرار على رأي موحد يكون فيه تحقيق الصالح العام.2
كما أن للمالك الشريك الحاضر يستطيع أن يبدي معارضته ألي مشروع أو قرار كان،
إن رأى فيه عيبا أو نقصا بما قد ينبه اآلخرين لذلك ،فيستحسنون رأيه و يأخذون به و هو
ما سيغنيه عن اللجوء إلى اتخاذ الق اررات بعد صدورها فيما لو كان غائبا ،وعلى هذا األساس
المنفعة اكبر ،على الرغم من أن يتضح انه كلما كان عدد الحضور أكثر ،كلما كان
الحضور لهذه الجمعية ليس إجباريا و لكن يعد من باب االهتمام و الحرص من المالك
الشريك على مصالحه.3
كما تجدر اإلشارة إلى أن حضور جلسات الجمعيات قد يأخذ عدة أشكال ،فان لم يحضر
المالك بنفسه أو شاغل الحصة ،يمكن لخلفهما الخاص أو وكيلهما القانوني تمثيلهما و
الحضور نيابة عنهما ،وكل هذه التسهيالت من اجل عدم ترك مكان المالك شاغ ار بغية
الحفاظ على قيمة و أهمية جلسات الجمعية.4
35
ماهية للملكية المشتركة الفصل األول
36
الفصل الثاني
إدارة الملكية المشتركة
و آليات حمايتها
المبحث األول :إدارة للملكية المشتركة.
المبحث الثاني :حماية الملكية المشتركة و منازعاتها.
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
37
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص 1026:و .1029 1
المادة 756مكرر فقرة 2من األمر ، 58-75المتضمن ق.م.ج ،مصدر سابق. 2
محمد وحيد الدين سوار ،ح ق الملكية العقارية ،د.ط ،مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن ،1997 ،ص.198 5
38
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
و عند تفحص األحكام السابقة ،فان المشرع الجزائري لم يترك مسالة تشكيل وتكوين
الجمعية للمالكيين أنفسهم بل اعتبر الجمعية قائمة بقوة القانون ومباشرة بعد إنشاء البناء
وبداية استغالله ،و يكون بذلك حذا حذو المشرع الفرنسي و اللبناني.1
كذلك فيما يتعلق بمسؤلية الجمعية فإنها تكون على األضرار التي تلحق بالشركاء أو
الشاغلين أو بالغير بسبب عدم صيانة األجزاء المشتركة ،هذه األخيرة ال وجود لها إال بوجود
األجزاء الخاصة ،و لو أراد المشرع تكوين الجمعية قبل البناء لما نص على ذلك صراحة،
فهناك جمعيات تؤسس مثال مع بداية البناء مثل التعاونيات العقارية التي تكون صالحياتها
توفير السكن ألعضائها.2
شمس الدين عفيف ،ملكية الشقق و الطوابق و الشاليهات و األبنية المفرزة ،ط ،1منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت، 1
،2007ص.106
خالد حراق ،المرجع السابق ،ص.45 2
نعيم مغبغب ،الملكية المشتركة في الشقق و الشاليهات و المحالت التجارية(دراسة في القانون المقارن) ،د.ط ،لبنان، 3
د.س ،ص.182
خالد حراق ،المرجع السابق ،ص.46 4
39
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
المادة 763ق.م.ج على انه يمكن أن تعقد الجمعية جلسات استثنائية التخاذ كما نص
عليها من قبل المالك الشركاء الق اررات في القضايا المطروحة للنقاش عن طريق التصوي
األعضاء ،1و بهذا المنظور تصبح الجمعية المسؤولة عن تسيير األجزاء المشتركة في
العقار ،و كذا عناصر التجهيز المشتركة و إصالح كل خلل يصيب هذه المكونات أيا
كان مصدره ،و كذا كافة األضرار التي تلحق أي شخص مالك شريك نتيجة هذا الخلل.
كما م نح المشرع للجمعية العامة سلطات خاصة لتحقيق األهداف المرجوة من ضمنها
المحافظة على العقار المبني و إدارته ،إال أن هذه السلطات لم تكن مطلقة فهي محدودة
باالختصاص بشؤون العقار المبني ضمن حيز المكان الذي شغله هذا األخير ،كما لها أن
تلزم أعضائها على احترام القرارات و تكون بذلك فاعلة و لو كانوا معرضين كما نص
المادة 764مكرر 2من ق.م.ج.2
40
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
و ال يجوز انعقاد الجمعية إال بعد انقضاء هذه المدة ،و في حالة إلزامية حصول
هناك حالة االجتماع قبل ذلك ،فانه يتعين قيام هذه الجمعية عن طريق القضاء متى كان
مستعجلة و ضرورة ملحة.1
أما عن محتوى االستدعاء فيبين فيه مكان انعقاد االجتماع ،و تاريخه و ساعته ،و كذلك
المسائل المسجلة بجدول اإلعمال.2
ثانيا :جدول األعمال
يقصد بجدول األعمال مجموعة المسائل المطروحة للنقاش والمداولة من قبل الجمعية
العامة ،و يتم العلم بها عن طريق االستدعاءات الموجهة لألعضاء كما سبق توضيحه ،و
يكون المتصرف هو المحدد لهذه المواضيع و المسائل ،إال انه يمكن ألي مالك أو شاغل
أن يطلب تسجيل جميع المسائل التي يرغب في إضافتها إلى جدول األعمال ،و ذلك قبل
15يوم من بدء االجتماع ،كي يقوم هذا األخير بتبليغ المعنيين بها بكل تعديل يط أر على
الجدول.3
ثالثا :انعقاد الجمعية
بعد االنتهاء من كافة اإلجراءات التي تسبق موعد انعقاد الجمعية العامة ،يأتي دور
اإلجراءات التي تتخلل هذه الجمعية والمتعلقة بأعمالها و ق ارراتها.
/1ـــ سير األعمال:
قبل مناقشة المسائل المدرجة في جدول األعمال يقوم كافة أعضاء الجمعية بتوقيع ورقة
الحضور ،و يذكر في هذه الورقة اسم كل شريك أو شاغل ومقر سكناه ،و اسم مقر سكن
الوكيل الذي يمثله إن اقتضى الحال ،و هذه الورقة يشهد بصحتها رئيس جلسة الجمعية،4
41
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
ويحق لكل مالك االطالع وهي تشكل األساس القانوني الذي تنبثق منه عمليات التصوي
عليها.1
و وفقا لما هو منصوص عليه في التشريع الجزائري فانه يعطى لكل شريك أو شاغل
2
حق التصوي ،و الشريك يكون له عدد من األصوات حسب عدد الحصص التي يملكها،
بعدها يقوم الحاضرون بتعيين رئيس الجلسة ،من خالل االنتخاب برفع األيدي على أحد
المترشحين لذلك ،و إذا لم يكن هناك مرشح ،فان الرئيس يكون هو األكبر سنا بحكم القانون،
باستثناء المتصرف وزوجه.3
عليها عن بعد انعقاد الجلسة تبدأ المناقشات واالقتراحات و تكون نافذة بعد التصوي
طريق رفع األيدي ،4بعد أن يقوم الرئيس بطرح المسائل المدرجة في جدول األعمال للنقاش
وإبداء الرأي لكل من يرغب في ذلك إلى غاية الوصول إلي الق اررات السليمة والمناسبة
حسب الشروط المطلوبة،على أن يتم االلتزام بمناقشة المواضيع المدرجة في جدول األعمال
فقط دون غيرها.
/2ــ اتخاذ القــــرارات:
يتم إخضاع كل موضوع من المواضيع المناقشة لالقتراح بشكل منفصل من خالل طرحه
للتصوي ،فإذا حصل على النسبة المطلوبة أصبح قرارا ،وإذا لم يحصل على ذلك يسقط،
و يظهر أن عدد األصوات المدلى بها من قبل الحاضرين في الجمعية العامة هو الذي
المادة 764قانون مدني يحدد مصير المواضيع المدرجة في جدول األعمال ،و قد بين
جزائري على أن ق اررات الجمعية العامة تتخذ عن طريق االقتراع باألغلبية البسيطة أو
األغلبية المحددة.5
2فؤاد حجري ،العقار؛ األمالك العمومية و أمالك الدولة ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص.521
المادة 25من المرسوم رقم ،666-83مصدر سابق. 3
42
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
أما في المرسومين 666/ 83و 99/14السالفي الذكر نجد أن المشرع وضع ثالثة
أصناف من نسب األصوات موزعة حسب طبيعة المسائل المراد إقرارها وهي األغلبية
البسيطة و أغلبية الثلثين ،و اإلجماع.1
* يصادق على مقررات الجمعية باألغلبية البسيطة من أصوات األعضاء الحاضرين أو
الممثلين عندما يتعلق األمر ببعض المسائل الخاصة و من ضمنها:2
-تطبيق التنظيم المتعلق بالملكية المشتركة والمصادقة على التنظيم الداخلي وجميع المسائل
التي تهم الملكية المشتركة.
-الترخيص لبعض األعضاء بالقيام على نفقتهم بأشغال تلحق الضرر باألجزاء المشتركة
أو بالمظهر الخارجي للعمارة وفقا لما هي معدة له.
ضرورية بسبب تغيير في جزء أو -توزيع األعباء المذكورة في المواد أعاله و التي بات
عدة أجزاء.
* يص ادق على مقررات الجمعية بأغلبية ثلثي األعضاء الحاضرين عندما يتعلق اآلمر
ب بعض المسائل من بينها:
-تعيين المتصرف أو عزله.
-جميع أشغال التحسين مثل تغيير عنصر أو عدة عناصر من التجهيزات الموجودة،
وإدخال عناصر جديدة وتعديل محالت أو إحداث محالت.
-توزيع مصاريف ت سيير األجزاء المشتركة أو العناصر المغيرة أو المستحدثة وصيانتها
وتعويضها.
* يصادق بإجماع أعضاء الجمعية من الشركاء في الملك محل المقررات المنصوص عليها
في المادة 30من المرسوم 666/83السالف الذكر و التي تتضمن:
-الشروط التي تتم بها أعمال التصرف في األجزاء المشتركة أو في الحقوق التابعة لهذه
األجزاء المشتركة.
-تشييد بنايات بغرض إنشاء محالت جديدة ذات االستعمال الخاص.
43
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
44
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
45
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
و صيانتها ،و ضمان الهدوء فيها ،و تنفيذا لهذا الغرض له أن يوظف البوابين والمستخدمين
المكلفين بالصيانة.1
إضافة إلى ذلك فان المتصرف يمسك جميع وثائق الجمعية العامة من تصاميم هندسية
للعقار المبني ،و أوراق خاصة بهذا العقار و بجماعة المالك الشركاء فيه أو الشاغلين له،
و اتفاقيات ومراسالت ،إضافة لما تتوفر عليه الجمعية من دفاتر ومحاضر ومستخرجات
مصادق عليها ،و قوائم عدد الحصص الموجودة مع ذكر مالكيها أو شاغليها.2
كما يقوم بمهام تنظيمية أخرى ،إذ يعد جداول األعمال التي تناقشها الجمعية العامة ،و
يدعو لعقد جلساتها ويساهم فيها ككاتب جلسة.
ثانيا :المهام المالية
في هذا اإلطار يتولى المتصرف إدارة كافة حسابات الجمعية العامة ،كما انه يقوم بمهمة
توفير هذه المصادر المالية من خالل تحصيل كافة المبالغ المستحقة على كل واحد من
جماعة المالك الشركاء في العقار المبني أو الشاغلين له ،3و هذه تعتبر طريقة عادية
به المحكمة لتحصيل األعباء ،أو عن طريق إجراءات التحصيل الجبري ،وهذا ما قض
العليا في القرار رقم 299253المؤرخ في 22فيفري 2005بقولها " االمتناع عن تسديد
في مصاريف إصالح السطح المشترك ،ال تحرم الممتنع من االنتفاع به ،و إنما يترتب
عليه الحق في التنفيذ الجبري لتسديد نصيب الممتنع ".4
في إطار مهام المتصرف المالية فانه يعمل على تأمين العمارة ضد األخطار التي يمكن
أن تلحق بها و بالجماعة التي تمثلها ،و لتغطية مسؤوليتها المدنية المترتبة بسبب أخطاء
مستخدميها ،واالضطرار التي تتسبب فيها األجزاء المشتركة.5
وبخصوص الميزانية فانه يقوم بتحضيرها وعرضها على الجمعية العامة ،فإذا أقرتها يقوم
بتنفيذها.
عمر حمدي باشا ،القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة و المحكمة العليا ،ط ،2دار 4
46
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
وفي نهاية كل سنة مالية يقدم المتصرف ،باعتباره وكيال للجمعية العامة كشوفا تفصيلية
لمختلف الحسابات المالية المتوفرة السيما كشف األموال التي تلقاها أو قام بصرفها لجماعة
الشركاء في الملك و الشاغلين ،و يتم ذلك في اجل 03أشهر من تاريخ قفل السنة المالية،
و مصادقة الجمعية على هذه الكشوف بمثابة إقرار بإبراء المتصرف في تسييره.1
ومن خالل الدراسة السابقة لمهام المتصرف نجد أنها ترتكز على الجانب اإلداري أكثر،
نظ ار للدور الكبير الذي منح له فكان من األجدر على المشرع أن يفرض على المتصرف
كفاءات خاصة في المجال االداري ،كما أن المشرع اغفل كيفية نقل المهام وآجالها بين
المتصرف القديم و المتصرف الجديد في حالة انتهاء مدة تعيينه وعزله.2
47
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
و طالما أن العقد القائم بين الجمعية العامة والمتصرف هو عقد وكالة فانه يمكن للجمعية
عزل المتصرف متى رأت ذلك ضروريا ،لكن إذا تبين بان هذا العزل تعسفي فانه يستوجب
عليها تعويضه.
و خروجا عن القاعدة العامة أن من له سلطة التعيين له سلطة العزل ،فانه يمكن لرئيس
المجلس الشعبي البلدي حق عزل المتصرف حتى ولو لم يتم تعيينه ،إذا لم تقم الجمعية
بذلك و يفهم من هذا أن حق العزل يكون لمن له حق الرقابة و لو لم يكن له حق التعيين.1
و إضافة إلى ذلك فان القضاء أيضا له دور في إدارة الملكية المشتركة والحفاظ عليها
السيما بعد تعديل المرسوم 666-83السالف الذكر بالمرسوم التنفيذي ،59/94أين منح
المشرع صالحيات للقضاء في مراقبة مدى قيام المتصرف بمهامه ،و بذلك له سلطة عزله
انه قد تقاعس وتهاون فعال في ممارسة مهامها ،و ذلك بطلب احد المالك متى يثب
الشركاء أو مجموعة منهم.
ثالثا :االستقالة
تطبيقا للقواعد العامة للوكالة فان المتصرف بصفته وكيال له الحق في أن يتنازل عن
الوكالة في أي وق ،و ذلك بعد إعالم واستدعاء الجمعية العامة لالنعقاد لتعيين متصرف
آخر ،و للمتصرف أن يقدم تعويضا للجمعية عن األضرار التي لحقتها من جراء التنازل أو
التخلي ،2و يمكن اعتبار التعويض الذي منحه المشرع لكل من الوكيل و الموكل كحق
يسمح للطرفين بالعدول عن الوكالة.3
و هناك حاالت أخرى تنتهي فيها مهام المتصرف لم يتطرق لها المشرع ،حيث تركها
للقواعد العامة ومن ضمنها موت المتصرف ،و هو الظرف الوحيد الذي ينهي مهام
المتصرف دون نقاش ،كذلك الحكم على المتصرف بحكم قضائي سالب للحرية ،فقدان
األهلية ،العجز الكلي أو الجزئي للمتصرف كالمرض أو اإلصابة بعاهة تمنعه من ممارسة
مهامه.
48
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
1
ـــــ التسيير االنتقالي للملكية المشتركة
نظ ار للفراغ المؤق الذي قد يحصل في إدارة وتسيير الملكية المشتركة قبل تفعيل نظامها،
جعل المشرع الجزائري يتفطن لهذا األمر و يستدرك هذا الفراغ مؤخ ار باستحداث طريقة
انتقالية لتسيير الملكية المشتركة السيما في مجال الترقية العقارية ،و ذلك من خالل
المرسوم 99/14السالف الذكر ،إذ تناول في الباب الرابع من الجزء الثاني منه كيفية التسيير
االنتقالي للملكية المشتركة و التي تعد من واجبات المرقي العقاري.
فيلتزم المرقي العقاري طبقا ألحكام المادة 62من القانون 04/11المؤرخ في 17فيفري
للملكية المشتركة للبنايات 2011المتعلق بنشاط الترقية العقارية ،بضمان التسيير المؤق
المباعة لمدة سنتين بعد بيع القسم األخير المكون للبناية أو المجموع العقاري.2
كما يلتزم أيضا بضمان أو األمر بضمان اإلدارة و التسيير االنتقالي للمكية المشتركة
خالل الفترة االنتقالية إلى غاية استدعاء االجتماع األول للجمعية العامة قصد وضع األجهزة
المنظمة للملكية المشتركة ،و يحل المرقي العقاري خالل فترة التسيير االنتقالي محل جميع
لهيئات تسيير الم لكية المشتركة ،و يلتزم بأداء الدور المنوط بالمتصرف كما هو محدد في
نظام الملكية المشتركة ،و اتخاذ كل التدابير الضرورية لتحويل إدارة و تسيير البناية إلى
هيئات الملكية المعينة قانونا خالل االجتماع األول للجمعية العامة المستدعاة من طرفهم.
و لقد بين المشرع في نفس المرسوم طريقة انتهاء فترة التسيير االنتقالي ،إذ تنتهي بناءا
على طلب من أغلبية الشركاء في الملك الذين يتم استدعاؤهم مسبقا إلى الجمعية العامة
الستحداث األجهزة العادية للملكية المشتركة ،فيبلغ المرقي العقاري بطلب موقع قانونا من
المتصرف الذي عينته جمعية الشركاء في الملك عن طريق رسالة موصى عليها.
و هنا يحول المرقي العقاري كل الحسابات المالية و المحاسبية التي تم إعدادها طبقا
للتنظيم و كذا كل الوثائق و المستندات المتعلقة بتسيير البناية تبعا لمحضر تسليم المهام
و التسيير الموقع من طرفه بمعية متصرف الملكية المشتركة الذي انتخبه الشركاء في الملك
أو الشاغلين له.
49
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
عمر حمدي باشا ،حماية الملكية العقارية الخاصة ،د.ط ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر،2002 ، 1
ص.91
القانون رقم 29-90المؤرخ في ،1990/12/01المتعلق بقواعد التهيئة و التعمير ،ج.ر عدد ،52مؤرخة في 2
50
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
المادة 16من القانون رقم 29-90المؤرخ في ،1990/12/01المتعلق بقواعد التهيئة و التعمير ،مرجع سابق. 1
المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 175-91المؤرخ في ،1991/05/28المحدد للقواعد العامة للتهيئة و التعمير 2
البناءات مقررة في أرض معرضة لألخطار و البناء ،و التي تنص عل ى عدم تسليم رخصة البناء في حالة إذا ما كان
الطبيعية مثل الفيضانات و اإلنجراف و إنخفاض التربة و إنزالقها و الزالزل و الجرف.
المادة 55من القانون رقم 29-90المؤرخ في ،1990/12/01المتعلق بقواعد التهيئة و التعمير ،مصدر سابق. 3
4ليلى زروقي ،التقنينات العقارية ج 1العقار الفالحي ،ط ، 2الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،2000 ،ص.21
51
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
-5المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم وهو أيضا وسيلة بالدرجة األولى للمحافظة على العقار
و البيئة و عصرنة المدن من خالل ضرورة تنظيم تموقع السكان.1
ثانيا :إعداد التصاميم المتعلقة بالبناء
تعتبر عملية إعداد التصاميم المتعلقة بالبناء إجبارية ويقوم بها المهندس المعماري اخذا
بعين االعتبار أحجام البنايات و كذا التجهيزات ،باإلضافة لنوع محدد من المواد الواجب
استعمالها ،مع األخذ بعين االعتبار الشروط المتعلقة بالسالمة التي تنص عليها التشريعات
وكذا أدوات التهيئة والتعمير سواء تعلق األمر بالبنايات أو شبكات الغاز و الكهرباء الى
غير ذلك ،اذ انها تمثل خط ار على العمارة باعتبارها تؤدي إلى نشوب الحرائق.2
و قد تم وضع عدة شروط ضمن المرسوم التنفيذي 175/91المتضمن القواعد العامة
للتهيئة والتعمير والبناء المذكور سابقا ،العتماد التصاميم ومنح رخصة البناء وتتعلق أساسا
بموقع البناء والطرق المؤدية إليه ومن ضمن هذه الشروط ما يلي:3
-ان ال يكون موقع البناء بالقرب من المنشاة أو طرق ذات كثافة عالية تعرضها ألخطار
الضجيج.
-يجب ان تكون البناية على اتصال بالطرق العمومية أو الخاصة.
-البد من توفر طرق وشبكات لتوزيع الماء واإلنارة العمومية وغيرها من ضروريات الحياة
الجماعية وكذا تركيب للحماية من الحريق.
-كما يجب أن يستفيد المبنى من التهوية الجيدة و اإلنارة بحيث نسبة الرطوبة التي تعتبر
احدى العوامل المؤثرة على متانة العمارة.
-كما يجب وضع كل مسكن بكيفية تجعل نصف عدد غرفه تطل على الواجهة التي تتوفر
فيها هاته الشروط.
-اشتراط تكوين جهة تتكفل بصيانة المنشآت و التهيئات ذات المصلحة المشتركة ،هذا
ما يساعد على تكوين الجمعية.
نور الدين يوسفي ،المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم ،مجلة الحقوق و الحريات ،مخبر الحقوق و الحريات في األنظمة 1
52
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
1المواد 8-7-6-5-4من المرسوم رقم 35-76المؤرخ في ، 1976/02/20المتعلق بتنظيم األمن من أخطار الحريق
و الفزع في العما ارت المرتفعة ،ج.ر عدد ،21مؤرخة في .1976/03/12
53
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
-يؤمن إخالء السكان عن طريق سلمين على األقل لكل مقسم ،مع منع إستعمال المصاعد
في المقاسم المصابة أو المهددة بالحريق.
-يجب أن تحتوي العمارة على مصعد أو عدة مصاعد إضافية للتزود بالكهرباء وجهاز
تصرف المصالح العمومية للنجدة إنذار فعال ،و كذلك وسائل للمكافحة توضع تح
تصرف السكان. ومكافحة الحريق و إن امكن تح
-يتوجب العمل على إبقاء المصاعد في حالة عمل عند حدوث كارثة في الجزء من العمارة
و في األجزاء التي ال تمسها النار حتى يستغلها السكان.
-وجوب توفر أجهزة في العمارة تعمل على منع مرور السكان من الجزء المحروق إلى
بقية األجزاء األخرى.
ثانيا :حماية الملكية المشتركة من أخطار الزلزال
باإلضافة إلى التشريعات التي وضعها المشرع الجزائري من اجل حماية الملكية المشتركة
و الحفاظ عليها و التي تم التطرق إليها أعاله ،فانه قد وضع أيضا قواعد أخرى فيما يتعلق
بالبناء في المناطق المهددة بخطر الزالزل ،بحيث تم تحديد نوع البناء الواجب إتباعه وفق
مجموعة من الشروط المتعلقة بالعلو و بعدد الطوابق ،و أيضا وفقا لوثيقة القواعد المضادة
للزالزل في الجزائر لسنة 1999والمعدلة في سنة 2003والذي جاء كضرورة بعد زلزال
ماي الذي مس مدينة بومرداس.
فصدر قرار بتاريخ 28جوان 2003من طرف وزير السكن والعمران بعد دراسة قام بها
المركز الوطني للبحث التطبيقي في الهندسة المضادة للزالزل ،بحيث تم اعتماد البناء
بالخرسانة المسلحة عوض البناء الكالسيكي في جميع المناطق ،باإلضافة إلى أن المركز
قد وضع شرط آخر يطبق في كل المناطق يتعلق بدراسة األرض كإجراء إجباري لكل
البناءات.1
كما تنص المادة 19من القانون 20-04المؤرخ في 2004/12/25المتعلق بالوقاية
من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة على انه " يمنع منعا باتا
54
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
البناء في المناطق ذات الصدع الزلزالي النشط ،ويكون ذلك بمنع تسليم رخصة البناء بهذه
1
المناطق طبقا للقانون التهيئة والتعمير"
كما انه في مختلف الملتقيات دائما يتم اإللحاح على األخذ بعين االعتبار طبيعة العقار
أو األرض التي يقام بتعميرها ،خاصة ما إذا اعتبرت بأنها ارض ذات مخاطر تعاني من
الهشاشة باإلضافة إلى تأثير الظروف الجيولوجية مما أدى إلى تصنيف أراضي الجزائر
ضمن أراضي المخاطر ،خاصة بعد زلزال بومرداس لسنة 2003والتي تدخل المشرع في
سبيل مواجهة المشاكل السابقة الذكر عن طريق المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم خالل طرح
مجموعة من برامج العمل اإلقليمية في محاولة إلنقاذ و إصالح وضعية العقار وكذا تجنب
المخاطر الكبرى.2
1القانون رقم 20-04المؤرخ في ،2004/12/25المتعلق بالوقاية األخطار الكبرى و تسيير الكوارث في إطار التنمية
المستدامة ،ج.ر عدد ،84مؤرخة في .2004/12/29
نور الدين يوسفي ،مرجع سابق ،ص.436 2
55
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
لكل مالك شريك يملك حصة من المبنى المشترك و كل شاغل لها يكون مسؤوال مسؤولية
شخصية عن تبعات خرق االلتزامات الموضوعة على عاتقه ،سواء تجاه المالك أو الشاغلين
أن المالك أو الشاغل اآلخرين أو اتجاه الجمعية العامة ،فاذا حدث ضرر لهؤالء ويثب
تسبب في حدوثه فانه ملزم بجبره عن طريق التعويض طبقا لقواعد المسؤولية التقصيرية.1
وقد ورد أيضا في نص المادة 10من المرسوم 666/83السالف الذكر ،انه " كل
شريك في الملكية مسؤول حيال اآلخرين من اضطرابات االنتفاع واألخطاء أو حاالت
االهمال والمخالفات المنصوص عليها في هذا الباب ،التي قد يكون هو ذاته أو إتباعه أو
زواره أو الذين يستغلون محالته بأي صفة من الصفات مرتكبين بصورة مباشرة أو غير
مباشرة ".
نستنتج من كل هذا ان المالك الشريك مسؤول عن أي عمل يقوم به ،يؤدي إلى حدوث
اضطرابات في االنتفاع لآلخرين ،و هو مسؤول عن األخطاء التي يرتكبها فيترتب عنها
ضرر لآلخرين و يصبح ملزما بالتعويض.2
كما يكون مسؤوال ايضا عن أشخاص آخرين سواء كانوا من اتبعاه أو زواره أو الذين
يشغلون محالته بأي صفة من الصفات المرتكبين لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
فكل مالك شريك أو شاغل في العقار المبني لالشتراك يكون مسؤوال عما يحدثه ضمن
حصته من تعديل في جزئه الخاص ،متى احدث هذا التعديل تدهو ار في البناية ،كما يكون
مسؤوال عن أي حريق الذي قد يشتعل في شقته ليلحق الضرر بالشقق األخرى من األجزاء
الخاصة للمالكين اآلخرين إذا ثب فعال أن الخطأ حصل منه أو من أحد األشخاص العاملين
في خدمته.3
كما حدد المشرع هذه المسؤولية أيضا في المرسوم 99/14السالف الذكر باعتباره أيضا
ينظم الملكية المشتركة في مجال الترقية العقارية ،فبالرجوع إلى القسم الثاني الذي يحمل
عنوان استعمال األجزاء الخاصة المخصصة إحدى فقراته لمسؤولية الشريك ،وقد أوردها
على أن " كل شريك في عنوان المسؤولية ،فقد نص بدقة ووضوح و التي جاءت تح
56
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
الملك مسؤول حيال اآلخرين عن نتائج األضرار التي يتسبب فيها هو بإهماله أو التي تكون
بفعل شخص أو شيء أو حيوان هو مسؤول عنه قانونا" ،كما نص أيضا على أن " كل
شريك في الملك ال يشغل محالته بنفسه يبقى مسؤوال شخصيا عن تنفيذ هذا النظام من
طرف الذين يشغلون المحالت المذكورة ،إال إذا وجه طعن ضد هؤالء الشاغلين".
و لكي يبعد نفسه تبعة هذه األخطار فانه يقع على عاتقه واجب التامين عليها ،هذا
الواجب الذي نص عليه نفس الفقرة السابقة بقولها " و يلزم كل مالك باالكتتاب على نفقاته
بالتأمين"
ثانيا :مسؤولية الجمعية العامة
سبق التطرق إلى هيئات إدارة و تسيير الملكية المشتركة و التي أوكل المشرع هذه المهمة
إلى الجمعية العامة ،وهي ملزمة بذلك بتنفيذ كل ما عليها من التزامات السيما الدور الموكول
لها في االهتمام بكل شؤون العقار خاصة فيما يتعلق بجانب اإلدارة.
فالجمعية العامة تتحمل أي عيوب تظهر على األقسام المشتركة بالبناء و عليها القيام
بإصالحها كما عليها إجراء الضمانات الضرورية.1
فتقوم مسؤوليتها عن األضرار التي تلحق بالمالكين المشتركين و بالغير بسبب عدم
صيانة األجزاء المشتركة ،2أو انعدامها أصال أو عيب في البناء فيما يخص األجزاء
المشتركة أو عناصر التجهيز المشتركة ،و بصفة عامة تقوم هذه المسؤولية إذا حدث ضرر
له عالقة بالعقار سواء من قريب أو بعيد.3
كما تقوم مسؤولية الجمعية تجاه المتصرف الذي يعتبر وكيال عن الجمعية و يربطه بها
عقد وكالة ،و بالتالي فإن صفة الموكل المضافة على الجمعية أن تقيم مسؤليتها العقدية
تجاه المتصرف فيما يخص المبالغ التي تعود لهذا األخير سواء تلك المتعلقة براتبه أو
تعويضات على ما انفق في سبيل تنفيذ وكالته ،وتقوم عليها المسؤولية أيضا في حالة العزل
57
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
على في استعمال حق العزل كما نص التعسفي للمتصرف و تلزم بتعويضه ألنها تعسف
ذلك المادة 587من ق.م.ج.1
و بالرغم من أن الجمعية مسؤولة كشخص اعتباري ليس له ذمة مالية منفصلة عن
المالك تتحول إلى مسؤولية جماعية يتحمل فيها كل مالك بحسب حصته في المبنى المشترك
التعويض الالزم لجبر الضرر الذي يقوم بجمعه متصرف العمارة و تسليمه باعتباره العون
المكلف الذي ينوب جمعية الشركاء في كل صالحياتها.2
كما تطرق أيضا المرسوم التنفيذي 99/14السابق الذكر لهذه المسؤولية ،منها مسؤولية
الجمعية العامة و التي تنحصر ضمن إطار أداء مهمتها المسندة إليها و المتمثلة في
المحافظة على البناية أ و مجموعة البنايات و كذا التسيير الجيد و إدارة األجزاء المشتركة
في أمرين:
-اتخاذ كافة التدابير الضرورية من اجل أداء مهامها.
-التعويض عن األضرار التي تلحق بالشركاء أو الغير بسبب العيب في البناء أو عدم
صيانة األجزاء المشتركة.
ثالثا :مسؤولية المتصرف
كما سبق ذكره في مهام المتصرف ،فان هذا األخير يعتبر المكلف بتنفيذ أحكام تنظيم
الملكية المشتركة ،إضافة لمداوالت الجمعية العامة فهو يعتبر العضو التنفيذي للجمعية
العامة.
قد يكون المتصرف مسؤوال أمام الغير إذا أدى سوء تسييره أو سبب بأخطائه أض ار ار
لآلخرين خاصة إذا تعلق األمر بخطأ شخصي وفقا لنص المادة 137ق.م.ج ،فان الجمعية
تعتبر كذلك مسؤولة في هذه الحالة ،و ما عليها إال الرجوع على المتصرف ،هذا النص
الذي يعطي للمتبوع حق الرجوع على تابعه في حالة ارتكابه خطأ جسيما.3
كما يتحمل المتصرف مسؤولية تابعيه بالنسبة لألضرار التي يحدثونها أثناء قيامهم
بمهامهم الن له سلطة التعيين ،و كذا مراقبة كل الموظفين الذي قام بتوظيفهم ،و بذلك فهو
58
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
فهو مسؤول اتجاههم في حالة وقوع أعماال يكون مسؤوال عن أفعالهم و في نفس الوق
لهم أض ار ار.1 أحدث
و مادام المتصرف يعتبر وكيال عن الجمعية العامة فانه يكون مسؤوال تجاهها أيضا ،بحيث
يسأل عن كافة األخطاء التي يرتكبها عند أداء مهامه ،كما يسأل عن األفعال الضارة
الناجمة عن سوء تسييره ،و بصفة عامة عن مدى تطبيقه لنظام الملكية المشتركة و كذا
مداوالت الجمعية العامة.2
المادة 40من المرسوم 666-83السالف الذكر ،على انه يعد مسؤوال في و قد نص
حالة وقوع سرقة أو حصول أعمال جنحية أو جنائية في العمارة ألنه مكلف بإدارة العمارة
المادة 45من نفس المرسوم و العمل على الحفاظ عليها و حراستها و صيانتها ،و نص
على أن المتصرف هو المسؤول وحده عن التسيير و ال يمكنه أن ينيب أحدا عنه ،3و بذلك
فهو يعد مسؤوال عن كل ما يكلف بتنفيذه و عن آثار أعماله و تصل هذه المسؤولية إلى
حد محاسبته أمام الجمعية.
كما أن مسؤولية المتصرف تقوم على الخطأ أو التقصير ،و بما انه الذي يتكفل بتسيير
صندوق الجمعية ،فانه في حالة متابعته قضائيا و الحكم عليه بالمسؤولية و التعويض فانه
يقوم بتسديد مبلغ التعويض من صندوق الجمعية بصفته ممثال لها ،شرط ان ال يكون الخطأ
شخصيا.4
و في األخير تجدر اإلشارة إلى أن مسؤولية المتصرف اتجاه الجمعية تكون بطريقة
مباشرة في حالة ما إذا كان الضرر لحق الجمعية ذاتها ،و إما أن تكون عن طريق دعوى
الجمعية في حد ذاتها متابعة من طرف الغير أو من طرف احد المالكين الرجوع إذا كان
الشركاء و كان الضرر الواجب جبره يعود إلى الخطأ الشخصي للمتصرف.5
مختاري الطيب ،الملكية المشتركة ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و اإلقتصادية والسياسية ،الجزء ، 42رقم ،02 5
،2000ص .160-159
59
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
عبد السالم ذيب ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،ط ،3موفم للنشر ،الجزائر ،2012 ،ص.38 1
60
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
المواد العقارية أو األشغال المتعلقة بالعقار أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية المتعلقة
بالعقارات ترفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها العقار.1
/2ــ االختصاص النوعي
إن االختصاص النوعي هو صالحية الجهة القضائية في النظر في قضايا ذات نوع
محدد قانونا موكول لها دون سواها من الجهات القضائية األخرى.2
و تنص المادة 32من ق.إ.م.إ أن المحكمة هي الجهة القضائية ذات االختصاص العام
و تتشكل من أقسام ،و تفصل المحكمة في جميع القضايا السيما المدنية و التجارية و
البحرية و االجتماعية و العقارية.3
و بالرجوع إلى األحكام المتضمنة للملكية المشتركة السيما القانون المدني و المراسيم
الخاصة نجد أنها ال تشير إلى هاته النقطة ،و بالتالي تطبق عليها القواعد الواردة في القانون
العام.
و المنازعات القضائية في الملكية المشتركة يمكن ان تحصل على عدة أوجه ،يكون
الفصل فيها في نطاق األقسام التي يعين كل واحد منها بوجه معين ،لكن النزاعات المعتادة
تكون في القسم اإلستعجالي و العقاري.
*القسم االستعجالي:
هو القسم الذي تتوفر فيه حالة االستعجال سواء كان األمر يتعلق بالحراسة القضائية أو
بأي تدبير تحفظي.4
و قد ترد في الملكية المشتركة نزاعات يؤول االختصاص و الفصل فيها للقسم االستعجالي
نظ ار لضرورتها الحالة و أن التأخير في الفصل فيها ينجر عنه إلحاق الضرر بالعقار أو
بأطراف النزاع.
المادة 40من القانون رقم 09-08المؤرخ في ،2008/02/05يتضمن ق.إ.م.إ ،ج.ر عدد 21مؤرخة في 1
.2008/04/23
الغوثي بن ملحة ،القانون القضائي الجزائري ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1995 ،ص.223 2
61
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
62
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
يجب أن تكون منازعة الق اررات في أجل شهرين إبتداء من تاريخ تبليغ الق اررات و إال سقط
الدعوى طبقا للمادة 772فقرة .02
و تنقضي بعد مدة قانونية الدعاوى الشخصية التي تكون بين المالكين أو الشاغلين أو
بين احدهم و المتصرف بقولها " تتقادم ب 10أعوام الدعاوى الشخصية التي تنشا عن
تطبيق نظام الملكية المشتركة بين الشاغلين أو بين أحد الشاغلين و المتصرف".1
ثانيا :إجراءات رفع الدعوى
/1ــ اإلجراءات الشكلية:
إن الدعاوى المتعلقة بالملكية المشتركة كغيرها من الدعاوى القضائية ،يجب أن تحترم
فيها جميع اإلجراءات الشكلية المفروضة قانونا حتى تكون مقبولة ،و ذلك طبقا لنص المادة
14من ق.إ.م.إ.
فترفع الدعوى عن طريق إيداع عريضة مكتوبة و مؤرخة من طرف المدعي أو وكيله أو
محاميه و يجب أن تشمل على جميع البيانات الخاصة من حيث الجهة القضائية و طرفي
الدعوى و أسمائهما و موطنهما مع عرض موجز للوقائع و الطلبات.2
فتسجل في سجل مخصص لهذا الغرض مع دفع الرسوم من قبل المدعي ما لم يستفيد
من المساعدة القضائية مقابل وصل تسليم ،و تحدد له تاريخ الجلسة ليتسنى له تبليغ المدعى
عليه.
تبلغ العريضة االفتتاحية في صورة نسخة مؤشر عليها رفقة التكليف بالحضور للمدعى
عليه للمثول أمام المحكمة عمال بالمادة 19و 20من ق.إ.م.إ.3
و بالنسبة لرسوم التسجيل و أتعاب المحضر القضائي و الدفاع في دعاوى الملكية
القضايا مرفوعة من قبل الجمعية العامة فعلى أعضائها المساهمة المشتركة ،فإذا كان
بقدر نصيبه في األجزاء المشتركة ،السيما و أنها تدخل ضمن أعباء سير و حماية األجزاء
المشتركة.4
63
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
64
إدارة امللكية املشرتكة و آليات محايتها الفصل الثاين
65
خاتمـــــــــة
خاتمة
بعد ا لبحث في موضوع الملكية المشتركة بإعتبارها نوعا جديدا من أنواع الملكية ،
أدرجها المشرع ضمن منظومته القانونية ،و التي برزت إلى الواقع نتيجة الضرورة الحتمية
التي فرضها النمط الجماعي الذي أصبح يعيشه اإلنسان من جهة ،و العقار بذاته من
جهة أخرى.
فتتمثل الملكية المشتركة في تلك الوضعية العقارية المبنية ،و التي تكون من خاللها
الملكية مجزئة إلى عنصرين ،جزء خاص و جزء مشترك ،يتواجدان ضمن كل حصة من
الحصص المقسمة بين المالك ،بحيث يكون لكل مالك جزءا خاصا مفر از ينفرد به لوحده،
و جزء مشترك مشاع مع بقية المالك يستحيل قسمته أو بيعه بمعزل عن الجزء الخاص.
كما أن وجود و إمتالك هذه العناصر سوف يؤدي حتما إلى تولد حقوق لهؤالء الشركاء،
إذ يحق لهم التمتع بحرية األجزاء الخاصة و إستعمال األجزاء المشتركة في حدود ،كما
تترتب هناك إلتزامات ،فيلتزم المالك بأن ال يتعسف في إستعمال حقه و بالتالي عدم
اإلضرار بالشركاء اآلخرين و مما أعد له العقار.
و قد وضع المشرع آليات قانونية لضمان حسن إدارة الملكية المشتركة و المحافظة
عليها و حسن إنتفاع الشركاء بالملك ،فأحدث بذلك جمعية تتشكل من جماعة الشركاء
تتولى إدارة الملكية المشتركة ،و لها صالحيات في تسيير األجزاء المشتركة ،كما أحدث
المشرع هيئة أخرى لإلدارة و التسيير تتمثل في المتصرف الذي يكلف من قبل الجمعية
العامة و يعمل على تنفيذ ق ارراتها.
إضافة إلى ذلك فقد كفل المشرع حماية قانونية لهاته الملكية و المالك الشركاء بدءا
بإختيار الموقع المناسب لتشييد الملك المشترك مع إجبارية إعداد تصاميم لهذا البناء و
متابعته إلى النهاية ،كما تمتد هذه الحماية إلى وضع آليات عملية في حالة نشوب نزاعات
بين األطراف ،إذ خول لكل طرف متضرر الحق في ممارسة دعوى قضائية للمطالبة
بحقوقه أمام المحكمة المختصة ،و ال يتأتى ذلك إال بعد تحديد مسؤولية كل شخص من
أشخاص الملكية المشتركة نتيجة العالقة التي تربطهم .
66
خاتمة
و من خالل دراستنا لمختلف جوانب النظام القانوني للملكية المشتركة فقد توصلنا إلى
جملة من النتائج نوردها فيما يلي:
-إن الملكية المشتركة تجمع في تعريفها بين الملكية المفرزة فيما يخص الحصص الخاصة
بكل شريك و بين الملكية الشائعة في صورتها اإلجبارية بالنسبة لألجزاء المشتركة.
-األثر البارز للملكية المشتركة على المالك الشركاء فيها ،بما منحته إياهم من حقوق
فردية لكل واحد منهم على حصته ،و من حقوق جماعية لهم كافة على عقارهم و على
أجزائه المشتركة و كلها تتعلق في مجملها بسبل اإلستعمال و اإلنتفاع و التصرف ،و في
المقابل تتبع هذه الحقوق إلتزامات يجب التقيد بها للمحافظة على أسلوب التعايش المشترك.
-تعتمد الملكية المشتركة بشكل كلي في تطبيق نظامها على جهازين و هما الجمعية
العامة و المتصرف ،لكنه و بالرجوع إلى الواقع العملي ناد ار ما نجد هذه األجهزة و يرجع
السبب في ذلك إلى غياب الوعي القانوني و ثقافة الملكية المشتركة لدى األشخاص
المالكين.
-رغم أن القانون خول لهيئات الملكية المشتركة الحق في التقاضي من أجل حماية الملك
و المالك إال أنه في الواقع العملي ناد ار إن لم نقل شبه المعدوم ما تقوم الجمعية برفع هذه
الدعاوى القضائية ،فاألفراد هم من يلجؤون دائما إلى رفع هذه الدعاوى من أجل حماية
األجزاء المشتركة .
هذه الملكية لكنها وردت في -رغم أنه هناك العديد من المراسيم و القوانين تناول
نصوص متفرقة مما يصعب اإللمام بها و العمل على تطبيقها في الواقع العملي.
-كذلك نجد أن جل التشريعات التي تنظم هذه الملكية لم تمنح حماية قضائية خاصة
من القواعد العامة محال لتطبيق مختلف المنازعات القضائية التي قد تثور لها ،بل جعل
بشأن الملكية المشتركة .
-و النتيجة النهائية التي توصلنا إليها هي أن المشرع الجزائري و عند سنه لألحكام
المنظمة للملكية المشتركة ،فإنه إعتمد بالدرجة األولى على القانون الفرنسي ،إن لم نقل
لجميع النصوص ،و هذا أحد األسباب األساسية التي أدت إلى أنه قام بنقل حرفي بح
67
خاتمة
عدم فاعلية هذا النظام على أرض الواقع ،كون المشرع الجزائري لم يراع خصوصية المجتمع
الجزائري و التي تختلف عما هي عليه في المجتمع الفرنسي.
و على ضوء دراستنا و تحليلنا لهذا الموضوع فقد توصلنا إلى جملة من التوصيات و التي
سنقترحها كاآلتي :
-ضرورة تقنين و تجميع النصوص المتفرقة لهذه الملكية ضمن قانون خاص حتى يسهل
الرجوع إليه و العمل به سواء من طرف المختصين في القانون أو أشخاص الملكية
المشتركة.
-ضرورة تحيين النصوص المنظمة لهذه الملكية كلما دع الضرورة لذلك ،كما يستحسن
سن نصوص جزائية رادعة لكل المخالفين لنظام الملكية المشتركة.
-ضرورة سن قواعد آمرة تلزم المالك الشركاء و الشاغلين بإنشاء الهيئات المسيرة للملكية
طائلة غرامات مالية في حالة عدم تنفيذ هذا اإللتزام. المشتركة ضمن فترة محددة ،تح
-إنشاء آليات رقابة على الصعيد المركزي تكلف بمراقبة مدى تطبيق نظام الملكية
المشتركة في البناءات الجماعية ،و كذا مراقبة أعمال الجمعية و المتصرف.
-ضرورة التوعية الثقافية و القانونية للفرد بنظام الملكية المشتركة مع تبيان المزايا
المتوخات من تطبيق هذا النظام ،سواء عن طريق وسائل اإلعالم أو بتنظيم ملتقيات دورية
تختص بها البلديات.
68
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر و المراجع
أوال :المصادر
-1التشريع العادي:
أ -القوانين :
.1القانون رقم 157/62المؤرخ في 1962/12/31يتضمن التمديد إلى وق
الحق للتشريع الفرنسي المعمول به ن ج ر ع 03الصادرة في .1963/01/11
.2القانون رقم 07/86المؤرخ في 1986/03/04المتعلق بالترقية العقارية ،ج
ر ع 10الصادرة في .1986/03/05
.3القانون رقم 29/90المؤرخ في 1990/12/01المتعلق بالتهيئة و التعمير،
ج ر ع 52الصادرة في ، 1990/12/02المعدل و المتمم بالقانون رقم
05/04المؤرخ في .2004/08/14
.4القانون رقم 20/04المؤرخ في 2004/12/25المتعلق بالوقاية من األخطار
الكبرى و تسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة ،ج ر ع ، 84الصادرة
في .2004/12/29
.5القانون رقم 09/08المؤرخ في 2008/02/25المتضمن قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية ،ج ر ع 21الصادرة في .2008/04/23
.6القانون رقم 04/11المؤرخ في 2011/02/17يحدد القواعد التي تنظم نشاط
الترقية العقارية ،ج ر ع 14الصادرة في .2011/03/06
.7القانون رقم 18/18المؤرخ في 2018/12/27المتضمن قانون المالية 2019
،ج ر ع 79الصادرة في .2019/12/30
ب -األوامر:
-األمر 58/75المؤرخ في 1975/09/26المتضمن القانون المدني ،ج ر
ع ، 78الصادرة في ، 1975/09/30المعدل و المتمم بالقانون رقم
05/07المؤرخ في .2007/05/13
ثانيا :المراجع
-1قائمة المراجع باللغة العربية:
أ -الكتب:
.1رمضان أبو السعود ،الوجيز في الحقوق العينية األصلية ،أحكامها و
مصادرها ،د.ط ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية .2001 ،
اإلنشاء و الضمانات .2سمير عبد السميع األودن ،تمليك وحدات البناء تح
الخاصو لمشتري الوحدات السكنية ،ط ، 1مكتبة اإلشعاع ،اإلسكندرية ،
.2001
.3شمس الدين عفيف ،ملكية الطوابق و الشاليهات و األبنية المفرزة ،د ط
،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان .2007
.4عمر حمدي باشا ،القضاء اعقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن
مجلس الدولة و المحكمة العليا ،ط ، 2دار هومة للطباعة و النشر و
التوزيع ،الجزائر .2012 ،
.5عمر حمدي باشا ،حماية الملكية العقارية الخاصة ،د ط ،دار هومة
للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر .2002 ،
.6عمر حمدي باشا ،نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت و أحدث
األحكام ،د ط ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ،الجزائر .2000 ،
.7عبد السالم ذيب ،قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد ،ط ، 3
موفم للنشر ،الجزائر .2012 ،
.8عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجزء الثامن
،حق الملكية مع شرح مفصل لألشياء و األموال ،ط ، 2دار النهضة
العربية ،لبنان .1991 ،
قائمة المصادر و المراجع
الملكية المشتركة حالة قانونية تكون فيها ملكية العقار المبني او مجموعة العقارات المبنية مقسمة
بين عدة أشخاص وفق حصص تحتوي كل حصة على جزء خاص ينفرد به المالك كالشقة ،و نصيب
في االجزاء المشتركة كالجدران يستحيل قسمته او بيعه بمعزل عن الجزء الخاص ،و لضمان االنتفاع
الحسن باألجزاء الخاصة و تسيير األجزاء المشتركة و إدارتها ،اوجد المشرع آليات قانونية تتمثل في
الجمعية العامة تتولى هذه االدارة و تتمتع بالشخصية المدنية ،و في المتصرف الذي يكلف من قبل
هذه الجمعية و يعمل على تنفي ذ ق ارراتها ،كما منح المشرع للملكية المشتركة و المالك الشركاء حماية
قانونية شاملة عن طريق وضع قيود و إجراءات قانونية قبل البناء و اثناؤه ،وحدد مسؤولية كل شخص
من أشخاص هذه الملكية نتيجة العالقة التي تربطهم ،كما خول لكل واحد منهم حق التقاضي في حالة
نشوب نزاع و ذلك وفق إجراءات قانونية محددة.
الفهــرس
الفهرس
الصفحة المحتويات
01 مقدمة
05 الفصل األول :ماهية الملكية المشتركة
06 المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للملكية المشتركة
06 المطلب األول :مفهوم الملكية المشتركة
06 الفرع األول :تعريف الملكية المشتركة و خصائصها
06 أوال :تعريف الملكية المشتركة
08 ثانيا :خصائص مفهوم الملكية المشتركة
10 الفرع الثاني :تطور الملكية المشتركة في التشريع الجزائري
13 الفرع الثالث :تمييز الملكية المشتركة عن المفاهيم المشابهة لها
13 أوال :تمييز الملكية المشتركة عن حق اإلرتفاق
14 ثانيا :تمييز الملكية المشتركة عن الملكية المشتركة
17 المطلب الثاني :عناصر الملكية المشتركة
17 الفرع األول :األجزاء الخاصة
17 أوال :تعريف األجزاء الخاصة
17 ثانيا :تعيين األجزاء الخاصة
18 الفرع الثاني :األجزاء المشتركة
18 أوال :تعريف األجزاء المشتركة
19 ثانيا :تقسيم األجزاء المشتركة
21 الفرع الثالث :وسائل تصنيف أجزاء الملكية المشتركة
21 أوال :الجدول الوصفي للتقسيم
23 ثانيا :تحديد نصيب الشريك في األجزاء المشتركة
25 المبحث الثاني :حقوق و واجبات المالك الشركاء في الملكية المشتركة
25 المطلب األول :حقوق المالك
25 الفرع األول :حق المالك على األجزاء الخاصة
25 أوال :حق اإلستعمال
26 ثانيا :حق اإلستغالل
الفهرس