You are on page 1of 51

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة األساسية في شعبة القانون الخاص‬

‫في موضوع‬
‫التحفيظ العقاري بين االختيارية واالبجبارية لى وو القاوون‬
‫‪14.07‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪-‬عبد العالي العديري‬ ‫‪-‬امراني علوي حافظ‬
‫‪M136466341‬‬
‫‪-‬ماموني شريفة‬
‫‪1414979406‬‬
‫‪-‬مصطفى ربعي‬
‫‪1515933469‬‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2018‬‬


‫اإلهداء‬
‫نقـدم هذا العمل إلى‪:‬‬

‫أباءنا وأمهاتنا الذين اكتووا بنار الجهل وعلمونا أال نتتو ب‬


‫وإلى أساتذتنا الترام في رحاب جامعة التلية المتعددة‬
‫التخصصات بالراشيدية الذين قدموا لنا التثير في سبيل‬
‫تلقي العلم والمعرفة‬

‫كما نهدي ثمرة جهدنا إلى أستاذنا الفـاضل عبد العالي‬


‫العديري الذي أشرف لنا على هذا البحث ودعمنا‬
‫بتوجيهات وإرشادات التي كانت بمثابة نبراس أنار لنا‬
‫الطريق للوصول إلى المعلومة متوجهين ل بعبارات الشتر‬
‫واالمتنان‬
‫كلمة شتر‬
‫البد لنا ونحن نخطو ططواتنا اخأطيرة في الحياة الجامعية من‬
‫وقفة نعود بها إلى أعوام قضيناها في رحاب الجامعة مع‬
‫أساتذتنا الترام الذين قدموا لنا التثير باذلين بذلك‬
‫جهودا كبيرة في بناء جيل الغد لتبعث اخأمة من جديد‬
‫وقبل أن نمضي نتقدم بأسمى آيات الشتر واالمتنان‬
‫والتقدير والمحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في الحياة‬
‫إلى الذين مهدوا لنا طريق العلم والمعرفة‬
‫إلى جميع أساتذتنا اخأفـاضل ونخص بالتقدير أستاذنا الفـاضل‬
‫الدكتور عبد العالي العديري على إشراف لنا في هذا‬
‫البحث وعلى المجهود الذي بدل معنا فزرع فينا روح‬
‫التفـاؤل والمضي إلى اخأمام كما نتوج بأسمى عبارات‬
‫التقدير واالحترام إلى جل أساتذة شعبة الدراسات القـانونية‬
‫كما ال ننسى كل من ساندنا من قريب أو بعيد‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر العقار دعامة أساسية للتنمية حيث يتيح للدولة األرضية الخصبة إلنشاء مجموعة‬

‫من المشاريع وتشجيع االستثمارات األجنبية وتقتضي مساهمته بشكل فعال في البناء‬

‫االقتصادي‪ ،‬ضرورة الحفاظ على استق ارره وثباته القانوني وذلك عن طريق وضع ترسانة قانونية‬

‫تضمن الحماية للمالك وأصحاب الحقوق المجاورة ضد عمليات الغصب واالستحواذ غير‬

‫المشروع‪ ،‬من غش وسطو فاإلنسان ارتبط باألرض مند ليالي التاريخ األولى فردا وجماعة‬

‫وجودتا واعما ار فسعى إليها حائ از أو مالكا او غاصبا مبتدعا في ذلك قواعد تنظم له استعمالها‬

‫واستغاللها والتصرف فيها ‪ ،1‬والنظام العقاري في المغرب يتصف باالزدواجية بين عقارات‬

‫محفظة تخضع لقانون التحفيظ العقاري وعقارات غير محفظة تستمد قواعدها من مبادئ‬

‫الشريعة اإلسالمية وبعض قواعد قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وهو يتميز بطابع االختيارية في‬

‫التحفيظ حاليا وقد عرف القانون العقاري تطو ار تاريخيا مهما يبتدئ من دخول الحماية إلى‬

‫المغرب‪ ،‬حيث لم يكن هناك قانون ينظم تسيير العقارات ولكن بعد دخول الحماية الفرنسية‬

‫للمغرب سنة ‪ 9191‬بعد ما كان المغرب محطة أطماع عدة دول تم تأسيس ظهير التحفيظ‬

‫العقاري في ‪ 91‬غشت ‪ 29191‬لكن المناطق الشمالية والصحراوية خضعت لنظام الرسوم‬

‫‪1‬منشورات خوخي ياسين‪ " :‬نظام التحفيظ العقاري دعامة أساسية للتنمية " ‪ ،‬سلسلة دفاتر محكمة النقض عدد ‪، 21‬‬
‫مطبعة األمنية الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 2015‬ص ‪. 7 :‬‬
‫‪2‬ظهير ‪ 09‬رمضان ‪ 9119‬هجرية (‪ 91‬غشت ‪ ، )9191‬المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه بالقانون رقم‬
‫‪ 90.41‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.99.911‬في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 11( 9011‬نوفمبر ‪.)1499‬‬

‫‪1‬‬
‫الخليفية‪ ،‬أما منطقة طنجة فبقيت خاضعة لنظام دولي لكن سرعان ما أخذ المغرب استقالله‬

‫أصبح نطاق تطبيق ظهير التحفيظ العقاري يشمل كل المناطق المغربية بما في ذلك الصحراء‬

‫المسترجعة والتي كانت خاضعة للحماية االسبانية ‪ ،‬ويخضع القانون العقاري المغربي لنظام‬

‫التسجيل العيني‪ ،‬المأخوذ من نظام تورانس األسترالي نسبة إلى واضعه روبير تورانس الذي‬

‫كان يشغل مدير التسجيالت بأستراليا‪ ،‬وذلك لما يتميز به هذا النظام من مميزات عديدة تفي‬

‫بجميع المتطلبات الضرورية‪ ،‬وقد عبر الدكتور عبد الرزاق السنهوري عن ذلك بقوله ‪"1‬إن نظام‬

‫التسجيل العيني للعقارات ليعتبر بحق من أحسن القوانين المعاصرة التي تفي بالمطالب‬

‫النظرية والعملية لنظام متقن للشهر"‪ ،‬لكن المشرع الفرنسي اتخذ منحى أخر عكس الذي‬

‫سلكه المشرع المغربي حيث أخد بنظام التسجيل الشخصي وفي سنة ‪ 1441‬تم تأسيس الوكالة‬

‫الوطنية للمحافظة العقارية المؤرخة بقانون ‪ 20.442‬والمتمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل‬

‫المالي وقد أدى إنشاء هذه الوكالة إلى اعطاء رؤية جديدة إلدارة المحافظة العقارية وحاف از قويا‬

‫على تطوير طريقة عمل أطرها ومستخدميها وقد بلغ عدد المحافظات بالمغرب سنة ‪1440‬‬

‫حسب إحصائيات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ‪ 12‬محافظة و لقد عمل المشرع وبعد‬

‫سنوات طويلة من االنتظار على مراجعة ظهير‪ 91‬غشت ‪ 9191‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‬

‫ليصبح مواكبا للتطورات والمستجدات الحاصلة في ميدان المعامالت العقارية‪ ،‬والعمل على‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ " :‬الوسيط في شرح القانون المدني"‪ ،‬الجزء التاسع‪ ،‬ص‪ ، 341 :‬أورده األستاذ عبد الكريم شهبون‬ ‫‪1‬‬

‫في كتابه الشافي في شرح قانون التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪ ، 14-07‬في الصفحة ‪. 9 :‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ 20.44‬القاضي بإحداث الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 9.41.912‬بتاريخ فاتح ربيع اآلخر ‪ 91( 9011‬يونيو ‪. )1441‬‬

‫‪2‬‬
‫اصدار قانون جديد موحد يأتي بتغييرات وتعديالت إيجابية تهدف إلى تسريع وتبسيط مسطرة‬

‫التحفيظ العقاري فأصدر المشرع المغربي قانون نظام التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪،90.41‬‬

‫الصادر في إطار مخطط إصالح الترسانة التشريعية بالعقار بالمغرب و يكتسي الموضوع‬

‫الماثل أمامنا التحفيظ العقاري بين االختيارية واإلجبارية على ضوء القانون ‪ 90.41‬أهمية‬

‫بالغة تقتضي منا اإلحاطة بالموضوع من كل جوانبه‪.‬‬

‫ومن دواعي اختيارنا لهذا الموضوع وتشجيعا للبحث العلمي ومواكبة لكل ما يروج في‬

‫الساحة القانونية ‪ ،‬كان لزاما محاولة البحث في جوانب التحفيظ العقاري‪ ،‬والطابع الذي يتميز‬

‫به واألفق المستقبلية التي تساعد على تعزيز الترسانة القانونية عامة والعقارات بصفة خاصة‪،‬‬

‫بعد هذا التمهيد نكون أمام طرح إشكالية محورية‪ :‬إلى أي حد استطاع المشرع المغربي التوفيق‬

‫بين مبدأ االختيارية ومبدأ اإلجبارية في التحفيظ العقاري؟‬

‫ولتدليل صعوبة الموضوع واإلجابة على اإلشكالية محل البحث كان ال بد من توظيف‬

‫المنهج الوصفي من جهة ومن جهة أخرى استعملنا المنهج التحليلي‪.‬‬

‫ولإلجابة على اإلشكالية موضوع الدراسة سنعتمد على التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التحفيظ عمل اختياري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ عمل إجباري‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التحفيظ عمل اختياري‬

‫يمكن القول بداية أن التحفيظ عمل اختياري في األصل فال يتسم بطابع إلزامي بل هو‬

‫مبدئيا عمل اختياري‪ ،‬ولم يجعله المشرع إجباريا إال في حاالت معينة طبقا لما نص عليه‬

‫ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون ‪ 90.41‬فاالختيار الممنوح هو في الواقع‬

‫يصب في اتجاه واحد إما الدخول في نظام التحفيظ العقاري أو البقاء في نظام العقارات غير‬

‫المحفظة الذي يعتبر أصال فصاحب العقار الغير المحفظ هو الذي يتمتع بهذا االختيار على‬

‫اعتبار أن عقاره يخضع منذ األصل لقواعد الشريعة اإلسالمية أما صاحب العقار المحفظ فهو‬

‫ال يتمتع بهذه االمكانية وال يمكن له المطالبة بإرجاع عقاره الى نظام العقارات الغير محفظة‬

‫ألنه يفترض به أنه قد قام بهذا االختيار ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التحفيظ أمر اختياري مبدئيا‬

‫سنتناول مفهوم التحفيظ االختياري في (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم مميزات التحفيظ االختياري في‬

‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التحفيظ االختياري‬

‫إن التحفيظ العقاري أمر اختياري وقد نص الفصل السادس من ظهير التحفيظ العقاري‬

‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 90.41‬على ما يلي‪ " 1‬إن التحفيظ أمر اختياري غير أنه إذا‬

‫قدم مطلب للتحفيظ فإنه ال يمكن سحبه مطلقا"‪.‬‬

‫فكل مالك عقار أوكل صاحب حق عيني عقاري يستطيع إذا أراد أن يتقدم بمطلب‬

‫التحفيظ بغية إخضاع عقاره أو الحق العيني الذي له عليه إلى نظام السجل العقاري وجني‬

‫فوائد هذا النظام أما إذا لم يرغب في تقديم هذا الطلب فال سبيل إلرغامه على ذلك‪.‬‬

‫أن الموقف الذي اتخذه المشرع المغربي هو موقف حكيم‪ ،‬على‬ ‫‪2‬‬
‫في حين يرى بعض الفقه‬

‫نظام التحفيظ ألن طابع االختيارية يساعد على نشر التوعية بين المواطنين‪ ،‬من أجل أن يألفوا‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 9.99.911‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪11( 9011‬نوفمبر ‪ )1499‬بتنفيذ القانون رقم ‪90.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫بمقتضاه الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪91( 9119‬أغسطس ‪ )9191‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‪.‬‬
‫مأمون الكزبري‪ " :‬التحفيظ العقاري و الحقوق العينية األصلية و التبعية في ضوء التشريع المغربي "‪ ،‬العربية للطباعة و‬ ‫‪2‬‬

‫النشر‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانيةّ‪ ،‬سنة ‪ ،9101‬ص ‪.90:‬‬

‫‪5‬‬
‫رويدا رويدا النظام الجديد المحدث ويقدموا تلقائيا مع الزمن على اتباعه عندما يلمسون محاسنة‬

‫وفوائده‪ .‬وبعدما أدرك الجميع فوائد هذا النظام‪ ،‬أصبح المتعاملون العقاريين يفضلون العقارات‬

‫المحفظة التي تتميز بخلوها من النزعات المتعلقة بملكيتها‪ ،‬أظف إلى ذلك أن جعل هذا النظام‬

‫إلزاميا يتطلب بالضرورة أطر تقنية وقانونية تتميز بالكفاءة والخبرة وليس من السهل توفير هذه‬

‫األطر التقنية العالية من مهندسين طبوغرافيين حاليا نظ ار لعدة اعتبارات‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن العبارة األخيرة من المادة المشار إليها " فإنه ال يمكن مطلقا‬

‫سحبه" تفيد التشدد الذي يريده المشرع من وراء عملية التحفيظ حتى ال يصبح التحفيظ وسيلة‬

‫للتالعب أو التردد من طرف طالبي التحفيظ فال يستطيع مطلقا العدول عنه واسترداده وقد تم‬

‫إدخال هذه المادة ضمن ظهير التحفيظ العقاري بمقتضى ظهير ‪12‬غشت ‪.9120‬‬

‫فصاحب العقار الغير المحفظ هو الذي يتمتع بهذا االختيار أما صاحب العقار المحفظ‬

‫فيكون مقيدا بطلبه وال يمكنه التراجع عنه فبمجرد تقديمه هذا الطلب إلى المحافظة العقارية‬

‫فإنه ال يمكن له أن يتراجع عنه ويجد ذلك سنده باألساس من مضمون المادة األولى من‬

‫ظهير التحفيظ العقاري التي أكدت على "يرمي التحفيظ إلى جعل العقار خاضعا للنظام المقرر‬

‫في هذا القانون من غير أن يكون في اإلمكان إخراجه منه فيما بعد" فتكريس المشرع المغربي‬

‫لمبدأ االختيارية في التحفيظ هدفه األسمى هو التخلي عن تطبيق نظام العقارات غير المحفظة‬

‫‪1‬محمد خيري‪ " :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم ‪ 90.41‬المتعلق‬
‫بالتحفيظ العقاري "‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬سنة ‪ ،1490‬ص‪.911 :‬‬

‫‪6‬‬
‫والخضوع للظهير المتعلق بالتحفيظ العقاري وفي سياق هذا الحديث ورد في أحد القرارات‬

‫القضائية الصادرة عن محكمة النقض على أن العقارات الجارية بشأنها مسطرة التحفيظ تطبق‬

‫بشأنها قواعد الفقه اإلسالمي قبل احالتها على محكمة التحفيظ للنظر في النزاعات ومن حيثياته‬

‫ما يلي‪: 1‬‬

‫"ومن جهة أخرى فإن مسطرة التحفيظ التي يقصدها الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ‬

‫تبتدئ من إحالة الملف على المحكمة ومحكمة االستئناف التي كانت تنظر في الدعوى في‬

‫إطار االحتالل بدون سند ناقشت دفوع الطرفين ‪ ،‬وجاء في قرارها بأن المستأنفة فضال عن‬

‫الشهادة المستخرجة من المحافظة والمتعلقة بمطلب التحفيظ أدلت برسم شراء مضمن تحت‬

‫عدد ‪ 92‬ص ‪ 74‬بتاريخ ‪ 9‬محرم ‪ 1419‬يفيد شراءها للعقار المذكور من زوجها… المملوك‬

‫له بموجب رسم ملكية مضمن بعدد ‪ 388‬ص ‪ 367‬بتاريخ ‪ 1994/12/16‬وان القضاء‬

‫والفقه استق ار على أن العقارات الجارية بشأنها مسطرة التحفيظ تطبق بشأنها قواعد الفقه‬

‫اإلسالمي قبل احالتها على محكمة التحفيظ للنظر في النزاعات والتعرضات المقيدة على‬

‫مطالب التحفيظ "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مميزات التحفيظ االختياري‬

‫‪1‬قرار محكمة االستئناف بالجديدة ‪ ،‬عدد ‪ ، 1512‬الصادر بتاريخ ‪ ، 2008/04/23‬ملف مدني عدد ‪:‬‬
‫‪ ، 2006/3/1/3760‬المنشور في الموقع االلكتروني ‪ ، www. La jurisprudence Maroc .COM :‬تم الدخول في‬
‫‪، 1/03/2019‬على الساعة ‪. 18.42 :‬‬

‫‪7‬‬
‫يتميز التحفيظ العقاري بطابع االختيارية كما نص عليها الفصل السابق ذكره وهذا من‬

‫حسنات المشرع المغربي الذي ترك الباب مفتوحا للجميع من أجل اإلقدام على تحفيظ عقارتهم‪،‬‬

‫نظر ألسباب منها كثرة المنازعات العقارية‪،‬‬


‫ولم يلجأ إلى إجبارية التحفيظ‪ ،‬إال في حاالت معينة ا‬

‫أمام المحاكم الشيء الذي سيؤدي إلى عرقلة سيرها ونظ ار لعدم توفر األطر التقنية من مهندسين‬

‫واألطر القانونية المختصة أظف إلى ذلك أن الدولة ستحتاج الى أموال طائلة إلنجاز عمل‬

‫ضخم يقدر بتحفيظ جميع األمالك العقارية ‪ ،‬بحيث ترك المشرع المغربي المجال مفتوحا ولم‬

‫يتم تقييده ويمكن القول أن هذه الفكرة التي أقدم عليها المشرع ستشجع مستقبال أصحاب‬

‫العقارات الغير المحفظة والخاضعة لقواعد الشريعة اإلسالمية ومدونة الحقوق العينية‪1‬على‬

‫تحفيظ عقاراتهم ‪ ،‬وتجدر اإلشارة الى أن المشرع سمح بإقامة عمارات وانشاءات على عقارات‬

‫محفظة وعلى عقارات غير محفظة بمقتضى القانون رقم ‪ 18.00‬المتعلق بنظام الملكية‬

‫المشتركة للعقارات المبنية‪ 2‬وكذلك بيع العقارات في طور اإلنجاز بمقتضى القانون ‪44.00‬‬

‫ولعل عمله هذا جاء تجاوبا مع الطلب المتزايد على العقارات المبنية ‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 11.40‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ، 1.11.178‬بتاريخ ‪ 25‬من ذي‬
‫الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪. )2011‬‬
‫‪2‬ظهير شريف رقم ‪ ، 1.02.298‬الصادر في ‪ 25‬من رجب ‪ 3 ( ،1423‬أكتوبر ‪ ، ) 2002‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ ، 18.00‬المتعلق بنظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إذن فرؤية المشرع المغربي تتجه إلى نهج سياسة منظمة بدأ من الجزء إلى الكل وحسب‬

‫إحصائيات مديرية المحافظة على األمالك العقارية إلى غاية سنة ‪ 11444‬نجد أن عدد‬

‫العقارات التي هي في طور التحفيظ أكثر من عدد العقارات المحفظة‪ ،‬مما يدل داللة قاطعة‬

‫على أن التحفيظ االختياري بالنسبة للعقارات يجعل صاحب العقار في حالة اختيار‪ ،‬بين عملية‬

‫تقديم مطلب للتحفيظ عند استشعاره بفوائد التحفيظ بحيث سترفع له من ثمن العقار إن أراد‬

‫بيعه وغني عن البيان أن التحفيظ العقاري يعتبر إحدى الركائز األساسية للتقدم االقتصادي‬

‫واالجتماعي للبالد وبصفة عامة للتنمية المحلية القروية والحظرية ‪ ،‬فبالنسبة للمجال القروي‬

‫نجد أن تطهير العقارات من كل النزاعات يؤدي إلى الزيادة في قيمتها والى الرفع من ثمنها‬

‫ويشجع أصحاب رؤوس األموال على إقامة مشاريعهم في البادية بدل االنتقال إلى المدينة كما‬

‫أن تأمين مالك العقار عن طريق رسم عقاري من كل تشويش يجعل الفالح يزداد تثبتا بأرضه‬

‫ويحد بالتالي من هجرة أهل البادية للبحث عن العمل في المدينة كما أن التحفيظ العقاري يلعب‬

‫دو ار كبي ار في تنمية المجال الحضري كذلك اذ أن إعطاء العقار رسما عقاريا يطهره من كل‬

‫النزاعات كما أن الثقة التي يقدمها الرسم العقاري للمتعامل تؤدي إلى تشجيع االئتمان العقاري‬

‫وانتشار المؤسسات المالية وتوسيع نشاطها ضمن إطار من الطمأنينة واألمان نظ ار للدور الذي‬

‫تلعبه هده المؤسسات في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫تبلغ المساحة اإلجمالية للعقارات المحفظة ‪ 1044444‬هكتار كما تبلغ المساحة اإلجمالية للعقارات التي هي في طور‬ ‫‪1‬‬

‫التحفيظ ‪ 1044444‬هكتار (حسب إحصائيات مديرية المحافظة العقارية إلى غاية سنة ‪ ، )1444‬أورده األستاذ محمد‬
‫خيري في المرجع السابق دكره ‪ ،‬على الصفحة ‪.128 :‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬استثناءات مبدأ التحفيظ االختياري‬

‫سنحاول التطرق إلى حاالت تقديم مطلب التحفيظ (كفقرة أولى) وسنتناول حاالت التحلل‬

‫من مطلب التحفيظ (كفقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت تقديم مطلب التحفيظ‬

‫علما بأن التحفيظ العقاري بالمغرب هو أمر اختياري في األصل غير أنه إذا وضع‬

‫مطلب التحفيظ بالمحافظة العقارية فإنه ال يمكن سحبه بعد ذلك إال في الحاالت التي يتخذ‬

‫فيها المحافظ قرار بإلغاء مطلب التحفيظ‪ ،‬ألسباب مبررة أي أن االختيار يصبح نهائيا وال‬

‫رجعت فيه وقد أشارت المادة السادسة‪ ،‬من ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون‬

‫‪ 90.41‬بصفة صريحة إلى عدم إمكانية التراجع عن مطلب التحفيظ حيث جاء فيه ما يلي ‪:‬‬

‫" إن التحفيظ أمر اختياري غير أنه إذا قدم مطلب بالتحفيظ فإنه ال يمكن مطلقا سحبه"‬

‫وقد جاء في هذا الصدد قرار محكمة النقض‪ 1‬الذي ينص على أن تقديم مطلب التحفيظ‬

‫يعد إجراءا إداريا ومن حيثياته ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬قرار محكمة االستئناف بسطات‪ ،‬عدد ‪ ،3105‬الصادر بتاريخ ‪ ، 2008/9/17‬ملف مدني عدد ‪، 2007/3/1/3990:‬‬
‫المنشور في الموقع االلكتروني ‪ ، www. La jurisprudence Maroc .COM :‬تم الدخول في ‪، 1/03/2019‬على‬
‫الساعة‪. 18.42 :‬‬

‫‪10‬‬
‫"وعن التمسك بمطلب التحفيظ ردت عن صواب بأن انشاء المطلب يعد إجراءا إداريا ال يمنع‬

‫صاحب الحجة من الذود عن ملكه الثابت بمقتضى رسم الصدقة ولرسم المعاوضة وكذا‬

‫القرار االستئنافي عدد ‪ 05/519‬والمحكمة بناءا على ما تقدم تكون قد عللت قرارها تعليال‬

‫كافيا ولم تخرق القانون وكأن ما بالوسيلتين غير جدير باالعتبار فقضت برفض الطلب"‪.‬‬

‫وتفيد العبارة التي أشار إليها الفصل السالف ذكره "ال يمكن مطلقا سحبه" التشدد‪ ،‬الذي‬

‫يريد المشرع من وراء عملية التحفيظ حتى ال يصبح التحفيظ وسيلة للتالعب أو التردد من‬

‫طرف طالبي التحفيظ ‪ ،1‬الشيء الذي يدل داللة قاطعة على أن المشرع المغربي ضيق المجال‬

‫أمام طالبي التحفيظ سيئي النية وتنبيههم إلى جدية مزاعمهم وذلك طبقا للقاعدة الفقهية المتعارف‬

‫عليها ال يعدر أحد بجهله للقانون‪.‬‬

‫وان دوافع إضافة هذه الفقرة‪ ،‬هو تضييق مجال االختيار وحث الناس على الجدية في‬

‫التحفيظ وكما قال بعض الفقه على أن المالك أو صاحب الحق العيني‪ ،‬إذا ما قدم مطلبا‬

‫بالتحفيظ فإنه يغدو مقيدا بمطلبه فال يستطيع مطلقا العدول عنه واسترداده نظ ار ألهمية وجدية‬

‫عملية التحفيظ‪ ،‬وبالتالي ال يقدم عليها إال ذوي المصلحة غير أنه يمكن لطالب التحفيظ التحلل‬

‫من مطلب التحفيظ والتهرب من محتوى الفصل السادس من ظهير التحفيظ العقاري عن طريق‬

‫مجموعة من الحاالت‪.‬‬

‫‪1‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.911:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت التحلل من مطلب التحفيظ‬
‫خول المشرع المغربي لطالب التحفيظ مجموعة من الحاالت التي يمكنه فيها أن يتحلل‬

‫من مطلبه من دون أي جزاء يترتب عن ذلك‪ ،‬ويمكن حصرها في ‪ 1‬حاالت تجد سندها‬

‫القانوني في الفصول ‪ 11‬و‪ 11‬و‪ 10‬و‪.24‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬عدم حضور طالب التحفيظ أو تغيبه بدون عذر‬

‫لقد نص الفصل ‪ 11‬من ظهير التحفيظ العقاري بأنه " إذا لم يحظر طالب التحفيظ أو‬

‫من ينوب عنه في المكان والتاريخ والوقت المعين إلنجاز عملية التحديد‪ ،‬فال يتم إنجازها‬

‫ويفهم من هذا بأن إجراءات التحفيظ‪ ،‬تتعطل وال يمكن للمحافظ مباشرتها إال بحضور من‬

‫يعنيه أمر التحفيظ وخاصة الشخص الذي طلبه"‪. 1‬‬

‫سبقت اإلشارة إلى أنه بعد استدعاء أطراف عملية التحديد يكون جميع من وجهت إليهم‬

‫الدعوة قد حظروا لذلك بوسائلهم الخاصة‪ ،‬واذا لم يحظر أحدهم فإن ذلك ضد مصلحته ويكون‬

‫هو المسؤول عن ضياع حقه إذا لم يرد له ذكر أثناء االجتماع ولم يستطع الحصول عليه بعد‬

‫ذلك‪.‬‬

‫أما إذا لم يحضر طالب التحفيظ شخصيا وتخلف عن حضور عملية التحديد المؤقت‬

‫ولم يرسل نائبا عنه ‪ ،‬فإن المشرع في هذا الفصل موضوع الشرح نص على أن طالب التحفيظ‬

‫محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 911 :‬و ‪.914‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫عند غيابه وغياب من ينوب عنه بدون عذر مقبول فإن عملية التحديد تتوقف وال تنجز أية‬

‫عملية بل يقتصر على تحرير محضر خاص يثبت فيه تغيب طالب التحفيظ أو من ينوب عنه‬

‫ولو لم يحضر أحدهما إلنجاز عملية التحديد المؤقت بعذر مقبول‪.‬‬

‫وقد يتعذر في بعض األحوال انجاز عملية التحديد في األجل المحدد له ألسباب عدة‬

‫يعاد التحديد مرة أخرى على نفقة الطالب بعد أن يحدد له المحافظ أجال ال يتجاوز الشهرين‬

‫من تاريخ األداء‪.‬‬

‫كما جاء الفصل ‪ 11‬من نفس الظهير بأنه في "حاالت تغيب طالب التحفيظ أو من ينوب‬

‫عنه أو على عدم قيامه بما يلزم ألجراء عملية التحديد فإن مطلب التحفيظ يعتبر ال غيا‬

‫وكأن لم يكن إذا لم يذل بعذر مقبول داخل أجل شهر من تاريخ توصله باإلنذار"‪.‬‬

‫أوضح هذا الفصل موضوع الشرح أنه في حياد ودون المساس بأحكام الفصل ‪ 6‬من‬

‫هذا القانون السابق شرحه والتي تتضمن أن التحفيظ مبدئيا عمل اختياري‪ ،‬لكن اذا فتح مطلب‬

‫التحفيظ في المحافظة العقارية وطلب حاجته القيام بتحفيظ عقاره فال يمكن له أن يقوم بسحبه‬

‫على اإلطالق لذلك تبقى أحكام هذا الفصل السادس ملزمة لطالب التحفيظ وعليه فإذا نص‬

‫محضر التحديد المؤقت على أن طالب التحفيظ اذا تخلف شخصيا عن حضور عملية التحديد‬

‫ولم يرسل نائبه أو عدم قيامه بما يلزم إلجراء عملية التحديد فال تنجز أية عملية بل يقتصر‬

‫على تنظيم محضر يثبت فيه تغيب طالب التحفيظ فتحفظ المعاملة وتعتبر مجردة من أي أثر‬

‫قانوني ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وهو أمر محمود من المشرع المغربي‪ ،‬فبالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 11‬قبل التعديل نجده‬

‫ينص على أنه" إذا نص المحضر على تغيب طالب التحفيظ يعتبر ملغى ويحفظ ملف‬

‫اإلجراءات" وبهذا حسم المشرع المغربي في القانون ‪ 90.41‬المغير والمتمم لظهير التحفيظ‬

‫العقاري ‪ 91‬غشت ‪ 9191‬التضارب الذي كان حاصال في السابق‪ ،‬في مواقف بعض‬

‫المحافظين الذين كانوا يعملون على إلغاء مطلب التحفيظ دون اندار مسبقا عند ثبوت تغيب‬

‫طالب التحفيظ بمحظر التحديد‪ ،‬خصوصا بعد إعمال نظام يقوم على تسلم طالب التحفيظ‬

‫وصل االستدعاء لعملية التحديد فور إدراج مطلب التحفيظ‪ ،‬في حين الدورية عدد ‪ 101‬بتاريخ‬

‫‪ 1494/91/90‬الصادرة عن المحافظ العام بقصد توضيح النصوص القانونية وتوحيد العمل‬

‫اإلداري‪ 1‬قد أشارت إلى ضرورة تنبيه طالب التحفيظ في الرسالة االنذارية إلى أنه في حالة‬

‫عدم حضوره شخصيا أو نائبه عملية التحديد الجديدة (المطلوبة من طرفه) سيتم إلغاء مطلب‬

‫التحفيظ فو ار ودون أن يسبق أي اجراء أخر ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬االمتناع عن تقديم الحجج الكافية‬

‫أشار الفصل ‪ 10‬من ظهير التحفيظ العقاري بأنه " في حالة رفض مطلب التحفيظ ألي‬

‫سبب كان وفي أي مرحلة من مراحل المسطرة يكون التحديد الغيا ويلزم طالب التحفيظ بمحو‬

‫أثره وان لم يستجب بعد إنذار يوجه إليه فإن ذلك المحو يباشر على نفقته ولو استلزم األمر‬

‫بصري هشام‪" :‬مسطرة التحفيظ واشكاالتها العملية " ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 1491‬ص‪.09 :‬‬

‫‪14‬‬
‫تسخير القوة العمومية يستدعي المحافظ على األمالك العقارية األطراف لسحب الوثائق‬

‫المودعة من طرفهم بعد التحقق من هويتهم تتخذ نفس اإلجراءات في حالة رفض جزئي‬

‫بالنسبة ألجزاء العقار التي أخرجت من التحفيظ ويصحح التحديد وفقا لهذا اإلخراج " ‪.‬‬

‫إذن فرفض مطلب التحفيظ كال أو بعضا من شأنه أن يرد طالب التحفيظ وجميع المعنيين‬

‫باألمر بالنسبة لكل العقار أو أجزائه المخرجة إلى الوضع الذي كانوا عليه قبل الطلب غير‬

‫أن االحكام الصادرة في شأن التعرضات يكون لها فيما بين األطراف قوة الشيء المقضي به‬

‫وانطالقا من هذا المفهوم يمكن لطالب التحفيظ أن يعطل مفعول طلبه باالمتناع عن تقديم‬

‫الحجج التي تؤيد مطلبه‪ ،‬أو االدعاء بعدم وجودها‪ ،‬حيث يجوز للمحافظ في مثل هذه الحالة‬

‫إلغاء مطلب التحفيظ إذن يمكن أن نستشف من هذا الفصل أن المحافظ تبقي له السلطة‬

‫التقديرية عند د ارسته للوثائق المدلى بها والجزم بكفايتها وبعدم كفايتها‪ ،‬لتأكيد مطلب التحفيظ‬

‫فعندما يتضح للمحافظ ‪ ،‬أن طالب التحفيظ قد امتنع عن تقديم الحجج المعززة لمطلب التحفيظ‬

‫يتخذ ق ارره إللغاء هذا الطلب وفي هذا الصدد جاء في أحد ق اررات محكمة النقض ما يلي‪:‬‬

‫"ومن جهة ثانية فإنه يتجلى من محضر التحديد المنجز بتاريخ ‪ 1999/12/10‬من طرف‬

‫مصلحة المسح العقاري التابع للمحافظة العقارية وبحضور الطاعن نفسه وتوقيعه عليه أن‬

‫أرض المطلب عدد ‪ 08/60238‬محل النزاع إنما هي عبارة عن غابة وأنه ليس في‬

‫مستندات الملف ما يفيد أن الطاعن أدلى أمام المحكمة بخالف ما جاء في المحضر‬

‫المذكور"‪ .‬وأن الحيازة ال تستنتج من مجرد عقود الشراء ولذلك ولما للمحكمة من سلطة في‬

‫‪15‬‬
‫تقييم األدلة واستخالص قضائها منها فإنها حين عللت قضاءها بأن المنازعة المعروضة تتعلق‬

‫برفض المطلب من طرف المحافظ نظ ار لعدم كفاية الحجج المدلى بها‪ ،‬وهذه السلطة التي‬

‫خولها القانون للمحافظ مستوحاة من مقتضيات الفصلين ‪ 96‬و‪ 38‬من ظهير التحفيظ العقاري‬

‫والفصل ‪ 10‬من القرار الوزيري المؤرخ في ‪ 1915/06/03‬المتعلق بضبط التفاصيل بشأن‬

‫تطبيق الضابط العقاري‪ ،‬وان مطلب التحفيظ عدد ‪ 08/60338‬لم يرد بشأنه أي تعرض وأن‬

‫أعوان المحافظ أثناء قيامهم بعمليات القياس الحظوا أن العقار موضوع التحديد عبارة عن‬

‫غابة مغروسة من طرف إدارة المياه والغابات والذي حازته بموجب القرار الوزيري المؤرخ في‬

‫‪ 1945/09/10‬في إطار المنفعة العامة فإنه نتيجة لما ذكر كله يكون القرار المطعون فيه‬

‫أعاله معلال بما فيه الكفاية وباقي تعليالته المنتقدة تعتبر تعليالت زائدة يستقيم القضاء بدونها‬

‫والوسيلة بالتالي غير جديرة باالعتبار‪. 1‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬االمتناع عن متابعة إجراءات التحفيظ‬

‫إن الحالة التي أشار إليها الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬تؤكد بدورها إمكانية‬

‫التراجع عن مطلب التحفيظ حيث ينص الفصل السابق ذكره" إن الطلب الرامي إلى التحفيظ‬

‫والعمليات المتعلقة به تعتبر وكأ ن لم يكن إذا لم يقم طالب التحفيظ بأي إجراء لمتابعة‬

‫المسطرة‪ ،‬وذلك داخل ثالثة أشهر من يوم تبليغه إنذا ار من المحافظ بواسطة عون المحافظة‬

‫‪1‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 3816‬المؤرخ في ‪ ، 2007/11/21 :‬ملف مدني عدد ‪ ، 2006/1/1/939‬منشور أورده‬
‫األستاذ عمر أزوكار في كتابه ‪" :‬مستجدات التحفيظ في ضوء قانون ‪ 90.41‬ومدونة الحقوق العينية " ‪ ،‬منشورات دار‬
‫القضاء بالمغرب ‪ ،‬ص ‪. 271 :‬‬

‫‪16‬‬
‫أو بالبريد المضمون‪ ،‬أو عن طريق السلطة المحلية أو باي وسيلة أخرى للتبليغ"‪ ،‬وقد قلص‬

‫التعديل مدة ستة أشهر إلى ثالثة أشهر‪.‬‬

‫ومرونة هذا النص قد تفتح الباب واسعا‪ ،‬أمام المحافظ ليقوم بإلغاء مطلب التحفيظ في‬

‫كل حالة ال يستجيب فيها طالب التحفيظ إلى اإلجراءات المعقدة والطويلة أحيانا ويجدها هذا‬

‫األخير فرصة مواتية للتراجع عن مطلبه وبالتالي تعطيل مفعول المادة السادسة‪ ،‬إما عن قصد‬

‫أو عن غير قصد‪.‬‬

‫وقد ينصرف إعمال الفصل ‪ 24‬إلى جميع الحاالت التي حرر بشأنها محضر إيجابي‬

‫للتحديد من طرف المهندس المساح المنتدب‪ ،‬وتعد لسبب أو ألخر‪ ،‬مواصلة إجراءات التحفيظ‬

‫ومواصلتها ومن بين أهم صور عدم مواصلة إجراءات التحفيظ هي كاألتي‪:1‬‬

‫‪ -9‬قد يسفر التصميم الهندسي المنجز من قبل المهندس المساح عن فرق زيادة في المساحة‬

‫بين ما هو مقرر واقعا وما وقع التصريح به من قبل طالب التحفيظ أثناء تقديمه لمطلب‬

‫التحفيظ‪ ،‬أو ما ت ضمنته الوثائق المدلى بها‪ ،‬وفي حالة االستجابة إلنذار المحافظة قد يجابه‬

‫بإلغاء مطلبه‪ 2‬وبهذا الخصوص جاء في فقه اإلدارة ما يلي‪:‬‬

‫عبد الكريم شهبون ‪ " :‬الشافي في شرح قانون التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪ ، "90.41‬مطبعة الرشاد ‪ ،‬سطات ‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 1490‬ص ‪.910:‬‬


‫‪2‬بصري هشام‪ ":‬إلغاء ورفض مطالب التحفيظ على ضوء القانون ‪ 90.41‬الجديد" ‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪:‬‬
‫‪ ، 910 -912‬ص‪.94:‬‬

‫‪17‬‬
‫"يجب االنتباه لمقتضيات الدورية عدد ‪ 102‬مكرر التي تنص على أن الفرق الواجب تبريره‬

‫هو ربع المساحة المصرح بها أو ما يفوقه وعليه كان الفرق الحاصل بخصوص المطلب هو‬

‫ربع المساحة المصرح بها أو ما يفوقه وعليه كان الفرق الحاصل بخصوص المطلب المذكور‬

‫لم يصل إلى الربع فإن األمر ال يحتاج أصال للمطالبة بحجج إضافية لتبريره‪." 1‬‬

‫"وهذا هو االتجاه الذي أيدته محكمة النقض في قرارها عدد ‪ 1847‬الصادر بتاريخ ‪21‬‬

‫أبريل ‪ 1999‬في الملف المدني رقم ‪ 97/1/1/1/279‬حيث جاء في منطوقه إذا كانت‬

‫العبرة في األراضي بالحدود ال بالمساحة فإن ذلك رهين بأن ال يكون الفرق كبي ار جدا بين‬

‫المساحة المبيعة المحددة في عقد البيع والمساحة الحقيقية التي أظهرها التحديد " ‪. 2‬‬

‫‪ -1‬قد يتعذر على طالب التحفيظ تبرير الفرق في المساحة‪ ،‬ويطلب منه تعديل وعاء‬

‫التحفيظ باالقتصار على المساحة األصلية المبررة بالوثائق المدلى بها ويتوقف ملف التحفيظ‬

‫على الركون إلى هذا اإلجراء‪ ،‬إذا في حالة سلبية طالب التحفيظ يجابه بإلغاء المطلب‪.‬‬

‫‪1‬عمر أزوكار ‪" :‬مستجدات التحفيظ في ضوء قانون ‪ 90.41‬ومدونة الحقوق العينية " ‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب ‪،‬‬
‫ص ‪. 95 :‬‬
‫‪2‬مراسلة المحافظ العام رقم ‪ 946‬بتاريخ ‪ ، 2006/02/22‬أوردها األستاذ عمر أزوكار في المرجع السابق ذكره في‬
‫الصفحة ‪. 95 :‬‬
‫واذا زاد الفرق عما سطر أعاله‪ ،‬ألزم طالب التحفيظ بإثبات الفرق الزائد‪.‬‬
‫جاء في فقه اإلدارة ما يلي الصادرة عن عمر أزوكار في المرجع السابق ذكره في الصفحة‪. 95 :‬‬
‫"يشرفني أن أحيطكم علما أنه يمكنكم فيما يخص مطالب التحفيظ التي أظهرت محاضر تحديدها والتصاميم المتعلقة بها‬
‫زيادة كبيرة في المساحة عما تم التصريح به في البداية مطالبة أصحابها بالحجج والوثائق التي تبرر ذلك الفرق ‪. " ….‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -1‬قد يتضح أثناء التحديد وفاة طالب التحفيظ‪ ،‬ويحظر ورثته‪ ،‬أو كل شخص يدعي أنه‬

‫تلقى الحق به بعوض أو بدون عوض ويدعي هؤالء إلى إيداع رسم اإل ارثة أو عقد التفويت‬

‫لمكا تب المحافظة العقارية من طرف الخلف العام أو الخاص الحاضرين ألشغال عملية‬

‫التحديد‪ ،‬وذلك قصد تحيين مطالب التحفيظ وتأكيد الصفة التي باشروا بمقتضاها عملية‬

‫التحديد‪.1‬‬

‫‪ -0‬قد يتبين أثناء دراسة الوثائق من قبل المحافظ عدم مطابقة اسم طالب التحفيظ مع‬

‫االسم المضمن بالوثائق والرسم لذا يطلب من طالب التحفيظ إصالح حالته المدنية‪.‬‬

‫أما مسطرة اإلنذار فيمكن القول على أنه بمقتضى قانون التحفيظ العقاري الجديد في الفصل‬

‫موضوع الشرح أنه ال يقع إ لغاء مطلب التحفيظ في حالة تخلف طالب التحفيظ عن مواصلة‬

‫إجراءات التحفيظ إال بعد احترام مسطرة اإلنذار وهي كما يلي‪: 2‬‬

‫‪-1‬ال يعتبر مطلب التحفيظ ال غيا إال بعد تبليغ طالب التحفيظ إنذا ار بمواصلة‬

‫اإلجراءات المتعلقة بالتحفيظ‪.‬‬

‫‪-2‬يجب أن يقع التبليغ إلى طالب التحفيظ ال إلى المودع الذي بادر إلى إيداع عقوده‬

‫في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري وقد جاء في فقه اإلدارة ما يلي "اذا تبين من‬

‫‪1‬جاء في رسالة المحافظ العام التي أوردها األستاذ عمر أزوكار في المرجع السابق ذكره في الصفحة‪. 95 :‬‬
‫" أنه يحق للمحافظ وفق مقتضيات الفصلين ‪ 49‬و ‪ 50‬من الظهير األساسي للتحفيظ إلغاء المطلب وذلك بسبب امتناع‬
‫ورثة طالب التحفيظ عن إيداع عقدي اإلراثة والمخارجة " ‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة عدد ‪ 661‬بتاريخ ‪ 1986/03/09‬أوردها األستاذ عمر أزوكار في المرجع السابق ذكره في الصفحة‪.95 :‬‬
‫‪ 2‬عبد الكريم شهبون ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 127 :‬‬

‫‪19‬‬
‫خالل دراسته للمحافظ أن الوثائق والمستندات المتعلقة بمطلب التحفيظ المذكور أنها غير‬

‫كافية إل تخاد قرار التحفيظ وأمام تماطل المعنيين باألمر عن متابعة اإلجراءات المسطرية‬

‫فإنه يمكن إلغاء هذا المطلب استنادا لمقتضيات الفصلين ‪ 50/38 :‬من ظهير التحفيظ‬

‫العقاري وتبليغه إلى المعنيين "وال يجبر المحافظ على اندار المودع ألنه أجنبي عن مسطرة‬

‫التحفيظ‪.‬‬

‫‪ -3‬حدد قانون التحفيظ العقاري أجل ثالثة أشهر لطالب التحفيظ من أجل مواصلة‬

‫إجراءات التحفيظ تحت طائلة إلغاء مطلبه ويسري هذا األجل من تاريخ تبليغ اإلنذار إلى‬

‫طالب التحفيظ في الموطن المختار المتواجد داخل دائرة نفوذ المحافظة العقارية ما لم تكن‬

‫اإلقامة فيه‪.‬‬

‫‪-4‬عدد المشرع من وسائل التبليغ الموضوعة رهن إشارة المحافظ على األمالك العقارية‬

‫بواسطة أعوان تبليغ المحافظة العقارية أو البريد المضمون أو عن طريق السلطة المحلية أو‬

‫بأي وسيلة أخرى للتبليغ والمقررة في قانون المسطرة المدنية مع مالحظة أن النص استحدث‬

‫إمكانية التبليغ بواسطة أعوان تبليغ المحافظة العقارية ويجب على اإلدارة أن تضع رهن إشارة‬

‫هذه الفئة من الوسائل المادية واللوجيستيكية ما يمكنها أن تكون فعالة وناجحة بدل االكتفاء‬

‫بالتبليغ بواسطة السلطة المحلية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -2‬إن قرار إلغاء مطلب التحفيظ من الق اررات الوقتية التي يمكن العدول عنها من طرف‬

‫السيد المحافظ تلقائيا أو بتوجيه من المحافظ العام أو تنفيذا لمقرر المحكمة اإلدارية‬

‫القاضي بإلغاء مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫ويترتب عن عدول المحافظ عن قرار اإللغاء إعادة ادراج مطلب التحفيظ من غير أداء الرسوم‬

‫القضائية من جديد والحافظ على مركز طالب التحفيظ وخاصة في حالة المطالب المتدخلة‬

‫حيث يحتفظ بصفة المدعى عليه في االثبات وحقوق المتعرضين من جهة ثانية والمودعون‬

‫في إطار الفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وتعتبر حاالت إ لغاء التحفيظ بمثابة جزاء من طرف المشرع عن تراخي طالب التحفيظ عن‬

‫السير حثيثا في مسطرة التحفيظ مما يؤدي إلى تفادي تجميد وعاء مطلب التحفيظ بدواعي‬

‫مسطرية‪.‬‬

‫وبمجرد نشر اإلعالن عن التحديد في الجريدة الرسمية يدعى كل من له حق عقاري قابل‬

‫للتقييد في الرسم العقاري أن يستظهر به في شكل التعرض‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه قد كان حريا بالمشرع المغربي أن يتدخل لوضع حد لهذا التناقض حتى‬

‫يضمن بذلك للتحفيظ التكامل واالنسجام المطلوب‪ ،‬ويبقي لمحتوى المادة السادسة‪ ،‬األثر‬

‫الفعال ولو أقتضى األمر فرض عقوبات على كل من يتخذ من التحفيظ وسيلة للتالعب أو‬

‫التردد أو اإلهمال عن قصد‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ورغم ذلك فإن الحاالت المشار إليها ليست دائما في صالح طالب التحفيظ وان لجوئه إليها‬

‫إنما يعتبر دليال على سوء نيته وعلى عدم جدية مزاعمه‪ ،‬أو أنه أراد بذلك التحايل على حقوق‬

‫الغير‪ ،‬وان فرض عقوبات كما قال بعض الفقه في مثل هذه الحاالت‪ ،‬سيكون وال شك ذا أثر‬

‫فعال لحماية القانون ولحماية الغير الحسن النية‪.‬‬

‫ومع ذلك فالتحفيظ يبقى دوما عمال اختياريا إال إذا تمت إجراءات التحفيظ وتم تأسيس الرسم‬

‫العقاري ففي هذه الحالة يتعذر على طالب التحفيظ التحلل من مطلبه أو التراجع عنه ألن‬

‫العقار يصبح له كيان قانوني جديد يستحيل إخراجه منه بعد ذلك سواء من طرف مالك العقار‬

‫الذي حفظ العقار في اسمه أو من طرف جهة أخرى‪.1‬‬

‫‪1‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 131 :‬‬

‫‪22‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ عمل إجباري‬

‫اعتبر المشرع المغربي أن التحفيظ العقاري أمر اختياري كقاعدة عامة وهو ما نص عليه‬

‫جليا مند صدور ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬والمتعلق بالتحفيظ العقاري‪ ،‬لكن هذه القاعدة تتخللها‬

‫مجموعة من االستثناءات لعل من أبرزها أن التحفيظ العقاري هو عمل اجباري ويأتي هذا‬

‫األمر تجاوبا مع اإلصالحات التشريعية التي قام بها المشرع المغربي في مجال القانون العقاري‬

‫وتدعيم الترسانة القانونية نظ ار للتطور الهائل الذي تعرفه البشرية جمعاء‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحفيظ أمر اجباري‬

‫علما بأن التحفيظ االجباري هو استثناء من القاعدة العامة حيث جعله المشرع اجباريا في‬

‫حاالت معينة نظ ار للطابع االجرائي الذي يتميز به هذا المفهوم وسط المجتمع وعليه سنتطرق‬

‫الى مفهوم التحفيظ االجباري (كفقرة أولى) على أن نتطرق لخصائص التحفيظ االجباري (كفقرة‬

‫ثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التحفيظ االجباري‬

‫‪23‬‬
‫رغم الطابع اإلجرائي الذي يكتسيه التحفيظ االجباري إال أن المشرع المغربي لم يقم‬

‫بتعريفه‪ ،‬سواء في الفصل ‪ 1‬أو الفصول من ‪ 29-9‬إلى ‪ 29-91‬من قانون رقم ‪ ،90-41‬و‬

‫إنما بين أحكامه فقط لكن بالرجوع إلى القانون ‪ ،90-41‬يمكن تعريف التحفيظ اإلجباري على‬

‫أنه إرادة الدولة في تحفيظ عقارات معينة بشكل إجباري ومجاني بإتباع مجموعة من‬

‫اإلجراءات التي تنتهي بتأسيس رسوم عقارية وتطهير الملكية من كل ادعاء‪ 1‬إضافة إلى أنه‬

‫مجموعة من اإلجراءات والمساطر الخاصة ‪ ،‬الهادفة إلى تثبيت العقار من الناحية المادية‬

‫والقانونية‪ ،‬وجعله خاضعا ألحكام ظهير التحفيظ العقاري جب ار وفقا إلجراءات مبسطة ومعفاة‬

‫من الرسوم غالبا‪ ،‬وذلك بهدف المساهمة في تعميم نظام التحفيظ العقاري وتجنبا لمجموعة من‬

‫المشاكل التي تطرحها االختيارية وفي هذا الصدد نص الفصل السابع من الظهير السالف‬

‫ذكره على أنه "يكون التحفيظ اجباريا في الحاالت المنصوص عليها في قوانين خاصة وفي‬

‫المناطق التي سيتم فتحها لهذه الغاية بقرار يتخذه الوزير الوصي على الوكالة الوطنية‬

‫للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بناء على اقتراح من مديرها ابتداءا من نشر‬

‫هذا القرار يمكن لمستخدمي الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية‬

‫ولكل األشخاص الذين تؤهلهم لذلك دخول العقارات المعنية للقيام باألبحاث واألشغال‬

‫الطبوغرافية التي تتطلبها عمليات التحفيظ االجباري"‪.2‬‬

‫‪1‬خالد العظيمي ‪ " :‬التحفيظ اإلجباري وفق قانون‪ 90.41‬دراسة مقارنة بالتسجيل اإلجباري التونسي "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬سطات‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،1491-1491‬ص‪.10 :‬‬
‫‪2‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 40 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص التحفيظ االجباري‬

‫ينفرد نظام التحفيظ اإلجباري بمجموعة من الخصائص‪ ،‬التي تجعله مختلفا عن المسطرة‬

‫العادية للتحفيظ وذلك نظ ار لألهمية القصوى التي يحظى بها‪ ،‬والهدف األسمى الذي يرمي إليه‬

‫المشرع من خالل هذه المسطرة الفريدة في إجراءاتها‪ ،‬والتي تميزها عن المسطرة االختيارية‬

‫مجموعة من الخصائص لعل أبرزها اإلجبارية‪ ،‬والمجانية‪ ،‬والسرعة‪ ،‬والبساطة‪ ،‬والشمولية‪،‬‬

‫باإلضافة إلى كونها مسطرة جماعية‪.‬‬

‫‪-‬خاصية االجبارية‪:‬‬

‫ال أحد يجادل على أن األصل والقاعدة العامة في تقديم مطالب التحفيظ هو االختيارية‪،‬‬

‫وهو المبدأ المكرس في الفصل السادس من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬لكن بالرغم من ذلك فإن‬

‫أول الخصائص التي تمتاز بها هذه المسطرة انطالقا من تسميتها هي اإلجبارية‪ ،‬ففي هذه‬

‫المسطرة الجديدة التي جاء بها القانون ‪ 90.41‬مثال‪ ،‬يتم اتخاذ قرار التحفيظ اإلجباري من قبل‬

‫السلطة العامة الممثلة في وزير الفالحة‪ ،‬وال يملك أصحاب العقارات إلى تحفيظ أراضيهم‪،‬‬

‫وليس لهم حق معارضة التحفيظ أو تأجيله‪ ،‬فالسلطة العامة تعمل من خالل عملية التحفيظ‬

‫‪25‬‬
‫على إحاطة حقوقهم بحماية قانونية تطهرها من شوائب المنازعة بحيث يكتسي التحفيظ‬

‫اإلجباري صبغة المرفق العام‪. 1‬‬

‫كما نجد أن المشرع المغربي في مضمون الفصل السابع ينص بصفة صريحة على أن التحفيظ‬

‫يكون إلزاميا في جميع العقارات ابتداءا من نشر قرار الوزير الوصي على الوكالة المذكورة‬

‫واشهار هذا القرار في اإلدارات المخصصة لذلك‪ ،‬كما يمكن لكافة مستخدمي الوكالة الوطنية‬

‫للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية وكل من لهم األهلية والصفة لذلك دخول العقارات‬

‫المعنية للقيام باألبحاث واألشغال الطبغرافية التي تحتاجها عملية التحفيظ اإلجباري‪. 2‬‬

‫‪-‬خاصية المجانية‪:‬‬

‫خـالفا لمطالب التحفيظ االختيارية التي تستوجب أداء الرسـوم حسـب تعريفات محددة‬

‫وهذا ما تم التنصيص عليه في الفصل ‪ 7-51‬تحرر مطالب التحفيظ وتدرج تلقائيا في اسم‬

‫الملك الخاص للدولة بالنسبة للقطع التي لم يتم التعرف على مالكيها أثناء أشغال البحث‬

‫أما القطع التي تغيب أو تقاعس مالكوها فإن مطالب تحفيظها تحرر وتدرج تلقائيا في‬

‫اسمهم‪ 3‬أي أن مطالب التحفيظ التي تهم المناطق المفتوحة للتحفيظ اإلجباري تكون مجانية‬

‫وبدون أداء أي مصاريف‪ ،‬وهذا ما نصت عليه صراحة الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 41‬من‬

‫‪1‬مقال منشور بمجلة المعرفة القانونية‪ ،‬بعنوان " التحفيظ االجباري " ‪ ،‬بالموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، WWW.ANIBRASS.BLOGSPOT.COM‬تم االطالع عليه يوم ‪ 2019/1/04‬على الساعة ‪. 23:05 :‬‬
‫‪2‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 41 :‬‬
‫‪3‬أنظر الفصل ‪ 1 -29‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪.90-41‬‬

‫‪26‬‬
‫قانون رقم ‪ 90 -41‬التي تنص على" أنه تدرج المطالب في المناطق التي سيتم فتحها‬

‫للتحفيظ االجباري مجانا" ‪.‬‬

‫وعليه فإن إيداع مطالب التحفيظ وما يواكبها من أعمال تقوم بها مصالح الوكالة الوطنية‬

‫للمحافظة العقارية تكون بشكل مجاني‪ ،‬كما أنه يمكن لكل شخص االطالع وبدون مقابل بمقر‬

‫السلطة المحلية والمحافظة العقارية على اللوائح والتصاميم التجزيئية المتعلقة بمناطق التحفيظ‬

‫اإلجباري‪ 1‬وهذا اإلعفاء من تكاليف التحفيظ يشكل سببا من أسباب التشجيع على تحفيظ‬

‫العقارات خصوصا في المناطق القروية ليزداد الفالحون أكثر تشبتا بأراضيهم فال معنى‬

‫لإلجبارية إن لم تعفي جيوب المالك من أداء واجبات الرسوم التي تفرض في إجراءات التحفيظ‬

‫وفق المسطرة العادية‪.2‬‬

‫‪-‬خاصية السرعة‪:‬‬

‫من بين خصائص التحفيظ اإلجباري خاصية السرعة فبمجرد صدور قرار الوزير الوصي‬

‫على القطاع يتم تحضير منطقة التحفيظ اإلجباري‪ ،‬وبعد تحديد المنطقة المزمع تحفيظها تجري‬

‫أشغال البحث التجزيئي والقانوني التي تتم حتى في غياب المالك ودون موافقتهم‪ ،‬وتتجلى‬

‫أنظر الفصل ‪ 91-29‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل والمتمم بالقانون ‪.90-41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬نجيب شوقي‪ " :‬مسطرة التحفيظ االجباري بشأن ظم األراضي الفالحية بعضها الى بعض " ‪ ،‬ظهير ‪ 30‬يونيو ‪1992‬‬
‫وأثرها على التنمية في المجال القروي ‪ ،‬أشغال ندوة العقار واالستثمار المنظمة من طرف وحدتي التكوين والبحث لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه ونيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون العقود والعقار في كلية الحقوق وجدة ‪ ،‬يومي ‪ 12‬و ‪ 20‬ماي‬
‫‪ ،‬ص ‪. 22 :‬‬

‫‪27‬‬
‫خاصية السرعة في هذه المسطرة من خالل قيام المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬داخل أجل‬

‫شهر من توصله بالملف المنصوص عليه في الفصل ‪ 29.94‬من قانون ‪ 90.41‬بإدراج‬

‫مطالب التحفيظ في سجل العمليات السابقة للتحفيظ بعد مرورها بالصندوق بمالحظة مجانية‬

‫األداء فيتم ترقيمها ترقيما تتابعيا وفحوى هذا الفصل تتجلى في أنه ينص على ‪ :‬تحيل مصالح‬

‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية على لجنة التحفيظ االجباري‬

‫ملفا يتكون من‪: 1‬‬

‫‪ ‬تصميم يحدد محيط المنطقة مرتبط بنظام احداثيات ال مبير منجز وفق سلم معمول به‬
‫‪ ‬مطالب التحفيظ المحررة‬

‫‪ ‬العقود والوثائق التي أدلى بها المالكون وعند االقتضاء الشهادات اإلدارية للملكية المسلمة‬

‫من طرف السلطة المحلية‬

‫‪ ‬الالئحة والتصميم التجزيئيان اللذان يعينان القطع الواقعة داخل منطقة التحفيظ االجباري‬

‫ومساحتها المضبوطة وكذا هويات وعناوين المالكين‬

‫‪ ‬تصميم عقاري منجز وفق الضوابط الجاري بها العمل لكل عقار‪.‬‬

‫‪-‬خاصية البساطة ‪:‬‬

‫تغدو بساطة التحفيظ اإلجباري واضحة في عدم إلزام المالك بدعم مطالب تحفيظ عقاراتهم‬

‫بسندات الملكية‪ ،‬إن لم يكونوا متوفرين عليها بحيث يتم االكتفاء بتحرير شهادات إدارية‬

‫‪1‬عبد الكريم شهبون ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪142 :‬‬

‫‪28‬‬
‫للملكية أثناء البحث القانوني الذي تنجزه المصالح العقارية بعين المكان بحضور المالكين‪،‬‬

‫على أال يقل عدد شهود هذا العقد عن اللفيف العرفي في اثنى عشر شاهدا‪ ،‬وتتم المصادقة‬

‫على هذا العقد من طرف ممثل السلطة المحلية وبالتالي فهذه المسطرة إذن تتميز بخاصية‬

‫مهمة أال وهي البساطة وعدم التعقيد نظ ار لكونها لم تشترط الوجود المسبق لسند الملكية والذي‬

‫بموجبه ألزمت بمقتضاه المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية أن يكون محر ار وفق شكليات‬

‫محددة ‪. 1‬‬

‫‪-‬خاصية الشمولية ‪:‬‬

‫تعتبر هذه الخاصية من مميزات التحفيظ اإلجباري وذلك بخالف باقي الحاالت األخرى‬

‫التي تستهدف عقارات محددة بعينها‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للتحفيظ اإلجباري لألراضي‬

‫الخاضعة للضم أو التحفيظ اإلجباري لعقارات الجمعيات النقابية للمالكين‪ ،‬أو التجزئات‬

‫العقارية‪.2‬‬

‫ولقد كان لزاما على المشرع المغربي أن يحدد نوعية هذه العقارات المشمولة بالتحفيظ االجباري‬

‫حيث نجد أنه لم يحدد في هذه المسطرة طبيعة العقارات المعنية بقرار التحفيظ االجباري‪ ،‬سواء‬

‫تعلق األمر بعقارات قروية أو حضرية‪ .‬كما لم يعين المشرع أي أنظمة عقارية بعينها‪.‬‬

‫‪1‬راجع المادة ‪ 4‬من القانون ‪ ، 39.08‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية والتي تم تتميمها بالقانون رقم ‪. 69-16‬‬
‫‪2‬مقال منشور بمجلة المعرفة القانونية‪ ،‬بعنوان " التحفيظ االجباري " ‪ ،‬بالموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، WWW.ANIBRASS.BLOGSPOT.COM‬تم االطالع عليه يوم ‪ 2019/1/04‬على الساعة ‪. 23:05 :‬‬

‫‪29‬‬
‫كما تتجلى أهمية هذه الخاصية في عدم ترك أي عقار يوجد داخل المنطقة المعينة دون‬

‫تحفيظ‪ ،‬فحتى في حالة وجود عقار ولم يتم التعرف على مالكه‪ ،‬فإنه يحرر مطلب للتحفيظ‬

‫بشأنه ويدرج تلقائيا في اسم ملك الدولة الخاص طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 7-51‬من القانون‬

‫‪ 14.07‬السالف ذكره ‪. 1‬‬

‫‪-‬خاصية الجماعية‪:‬‬

‫سمح المشرع المغربي في الفصل ‪ 16‬من ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون‬

‫‪ 14-07‬على أنه يمكن لمالكين متعددين أن يتفقوا على تحفيظ عقاراتهم في آن واحد إذا كانت‬

‫هذه العقارات متجاورة أو تفصل بينها فقط أجزاء من الملك العمومي وفي هذه الحالة تحرر‬

‫مطالب التحفيظ في صيغتها العادية وتضمن بها جميع البيانات المطلوبة في الفصل‪ 13‬من‬

‫هذا القانون ‪ ،‬وذلك بالنسبة لكل واحد من طالبي التحفيظ أو لكل مجموعة من طالبي التحفيظ‬

‫على الشياع‪ ،‬وبالنسبة لكل واحد من العقارات المطلوب تحفيظها‪ ،‬ثم تودع جميع الطلبات‬

‫بالمحافظة العقارية مصحوبة بطلب مستقل وموحد‪ ،‬موقع من طرف طالبي التحفيظ يرمي إلى‬

‫إتباع إجراءات التحفيظ دفعة واحدة‪.‬‬

‫وبعدما يتوصل المحافظ على األمالك العقارية بهذا الطلب يجري في شأن مطالب التحفيظ‬

‫مجتمعة المسطرة العادية‪ ،‬ويحرص على إنجاز اإلجراءات المتعلقة بها في وقت واحد‪ ،‬وذلك‬

‫‪1‬ينص الفصل ‪ 7-51‬من القانون‪14-07‬على أنه " تحرر مطالب التحفيظ االجباري تلقائيا في إسم الملك الخاص للدولة‬
‫بالنسبة للقطع التي لم يتم التعرف على مالكيها أثناء أشغال البحث أما القطع التي تغيب أو تقاعس مالكوها فان مطالب‬
‫تحفيظها تحرر وتدرج تلقائيا في إسمهم " ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫بأن يقوم باإلعالنات الواردة في الفرع الثالث بعده في نفس الوقت‪ ،‬ويعين لعمليات التحديد‬

‫تاريخا واحدا‪ ،‬وينتدب للقيام بها من ينوب عنه في مرة واحدة أو مرات متوالية بقدر ما تدعو‬

‫إليه الحاجة ويرفع المحافظ على األمالك العقارية في آن واحد عند االقتضاء‪ ،‬إلى المحكمة‬

‫االبتدائية في الفصل ‪ 32‬من هذا القانون ملفات مطالب التحفيظ المثقلة بالتعرضات مجتمعة‬

‫ويؤسس رسوما عقارية لمطالب التحفيظ الخالية من التعرض مجتمعة كذلك‪.1‬‬

‫ونستحضر هنا أول تجربة للتحفيظ الجماعي جملة من األمالك المتجاورة‪ ،‬قد أنجزت في ناحية‬

‫مراكش (بأيت زياد) وكان هذا التحفيظ يتعلق بمساحة قدرها ‪ 400‬هكتار تقريبا موزعة على‬

‫‪ 700‬مطلب للتحفيظ‪. 2‬‬

‫وبالتالي هذا ما يسمح بالمعرفة واإلحاطة المسبقة بالمساحات المزمع تحفيظها‪ ،‬وعدد المطالب‬

‫الواجب إيداعها‪ ،‬وبالتبعية عدد الرسوم العقارية المفروض تأسيسها‪ ،‬مما يجعل البرامج‬

‫التخطيطية تتسم بالوضوح والواقعية‪. 3‬‬

‫‪1‬الفصل ‪ 16‬من الظهير الشريف رقم ‪ 9.99.911‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪11( 9011‬نوفمبر ‪ ، )1499‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 90.41‬بمقتضاه الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪91( 9119‬أغسطس ‪ )9191‬المتعلق بالتحفيظ‬
‫العقاري‪.‬‬
‫محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 138 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬محمد بلحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ العقاري في المغربي بين اإلشهار العقاري و التخطيط االجتماعي و االقتصادي" ‪،‬‬
‫ماي ‪ ،1441‬منشورات عكاظ‪ -‬الرباط ‪ ،‬ص‪.144 :‬‬

‫‪31‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت التحفيظ االجباري‬

‫كما سبق وتمت اإلشارة إليه فإن مفهوم التحفيظ اإلجباري هو استثناء من القاعدة العامة‬

‫طبقا لمبدأ لكل قاعدة استثناء فحاالت التحفيظ االجباري تنقسم إلى قسمين‪ :‬الحاالت المنصوص‬

‫عليها في ظهير التحفيظ العقاري وسنقوم بالحديث عنها (كفقرة أولى) على أن نقوم بالحديث‬

‫عن الحاالت المنصوص عليها في نصوص خاصة (كفقرة ثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحاالت المنصوص عليها في ظهير التحفيظ العقاري‬

‫نص المشرع المغربي صراحة في ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون‬

‫‪ 14-07‬على مجموعة من الحاالت التي يكون فيها التحفيظ اجباريا ومن بينها ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التحفيظ االجباري بناء على أمر من المحكمة‬

‫تنص المادة الثامنة من ظهير التحفيظ العقاري " بأن التحفيظ يكون إجباريا عندما‬

‫تأمر به المحاكم المختصة أثناء إجراءات الحجز العقاري في مواجهة المحجوز عليه " ‪.‬‬

‫ويتضح من محتوى هذا النص أنه يجوز للمحاكم أن تشترط لبيع عقار محجوز أن يقع تحفيظه‬

‫سلفا بحيث ال يمكن بيعه إال بعد اإلدالء بشهادة التحفيظ األمر الذي يعطيه زيادة في القيمة‬

‫كما أن من رست عليه سمسرة عقار محجوز يمكنه أن يعلق أداء الثمن وتنفيذ شروط البيع‬

‫على تحفيظ العقار األمر الذي يسمح له بطلب تخفيض من ثمن السمسرة أو إلغائها إذا كان‬

‫‪32‬‬
‫فرق قيمة السمسرة يساوي واحدا من عشرين ‪ 1/20‬من قيمة البيع التي يسفر عنها التحفيظ‬

‫وذلك حسب نتيجة المسطرة ‪. 1‬‬

‫والمالحظ أن المشرع منح هذه اإلمكانية للمحكمة ولم يجبرها على ذلك وبمعنى أخر األمر‬

‫يبقى جوازيا بالنسبة للمحكمة حيث يمكنها أن تشترط التحفيظ إذا رأت مصلحة في ذلك ويمكنها‬

‫أال تشترط ذلك خاصة وأن العقار المحجوز يمكن أن يكون محل نزاع مما يتسبب في إثارة‬

‫تعرضات واطالة أمد مسطرة التحفيظ ومثل هذه اإلجراءات ستكون عرقلة يستفيد منها المدين‬

‫المحجوز عليه وستحول دون بيع العقار المحجوز‪.2‬‬

‫وتبعا لذلك توجه األستاذ إدريس الفاخوري إلى أن هذه الحالة لم يقصد بها المشرع اإلنتظار‬

‫إلى حد نهاية مسطرة التحفيظ العقاري وانشاء الرسم العقاري‪ ،‬وانما تقديم مطلب التحفيظ فقط‬

‫واال سوف تساهم المحكمة في عرقلة مصلحة الدائن حينها لن يحصل على دينه في وقت‬

‫سريع مقابل استفادة المدين من إطالة مسطرة التحفيظ‪ ،3‬وعملياً فإن المحكمة المختصة ال‬

‫‪1‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب (و ازرة الفالحة‪ ،‬يونيو‪ ،‬سنة ‪ ، )1957‬أورده األستاذ محمد خيري في المرجع السابق دكره‬
‫في الصفحة ‪. 132‬‬
‫‪2‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 132 :‬‬
‫‪3‬إدريس الفاخوري‪ " :‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪ ، " 14-07‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 17 :‬‬

‫‪33‬‬
‫تباشر إجراءات تحفيظ العقار المحجوز‪ ،‬ألن المسطرة تطول وتؤثر في تنفيذ الحجز العقاري‬

‫مما ينعكس سلباً على مالية طالب التنفيذ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحفيظ اإلجباري في حالة صدور قرار يقضي بذلك في بعض المناطق‬

‫أتى المشرع المغربي في الفصل السابع من الظهير السالف ذكره على أنه " يكون التحفيظ‬

‫اجباريا في الحاالت المنصوص عليها في قوانين خاصة وفي المناطق التي سيتم فتحها‬

‫لهذه الغاية بقرار يتخذه الوزير الوصي على الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية بناء على‬

‫اقتراح من مديرها" ‪.‬‬

‫وقد أوجد المشرع مسطرة خاصة تخضع لها العقارات الموجودة بمناطق التحفيظ االجباري تم‬

‫تحديدها في الفصول ‪ 51‬المكرر ‪ 19‬مرة من القانون ‪ 14-07‬المعدل والمتمم لظهير التحفيظ‬

‫العقاري‪. 2‬‬

‫وتبعا لذلك فإن قرار فتح منطقة التحفيظ اإلجباري يقوم باتخاذه وزير الفالحة حيث تعتبر‬

‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية إحدى المؤسسات العمومية التي تتمتع بالشخصية المعنوية‬

‫واالستقالل المالي حيث تخضع حاليا لوصاية و ازرة الفالحة وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع‬

‫المغرب ي لم يتطرق لكيفية اختيار منطقة التحفيظ اإلجباري وال لمساحتها أو مدارها غير أنه‬

‫‪1‬المختار بن أحمد عطار‪ " :‬التحفيظ العقاري في ضوء التشريع المغربي (وفق أخر التعديالت)"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 1491‬ص ‪.10 :‬‬
‫‪2‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 132 :‬‬

‫‪34‬‬
‫وقياسا على مساطر خاصة أخرى فإن اختيار هذه المنطقة يبقى خاضعا إلرادة اإلدارة نظ ار‬

‫للجانب التمويلي للعملية ‪ 1‬وهذه المنطقة قد تكون داخل المدار الحضري أو القروي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحاالت المنصوص عليها في نصوص خاصة‬


‫خصص المشرع مجموعة من الحاالت الخاصة للتحفيظ االجباري وهي كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التحفيظ اإلجباري ألمالك الدولة في حالة التعرض على تحديدها‬

‫بالرجوع إلى ظهير ‪ 1‬يناير ‪ 9190‬المتعلق بالتنظيم الخاص لتحديد أمالك الدولة‬

‫فإنه يحق لكل من له الحق على هذه األمالك أن يتعرض على تحديدها خالل‬ ‫‪2‬‬
‫الخاصة‬

‫ثالثة أشهر من تاريخ نشر اإلعالن بالتحديد بالجريدة الرسمية ‪ ،‬وعليه أن يرفق تعرضه هذا‬

‫بجميع الحجج والمستندات التي تؤيد مزاعمه من قبل من له الحق على تلك األمالك وفي نفس‬

‫الوقت وخالل نفس المدة عليه أن يتقدم بطلب التحفيظ مؤيدا طلبه بنفس الحجج السابقة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه ال يمكن إلدارة أمالك الدولة اإلدعاء بحق الملكية لمجرد أن العقار موضوع‬

‫التصرف أو التعرض مسجل بسجل األمالك لديها ذلك أن التقييدات المضمنة في كناش‬

‫األمالك المخزنية من طرف ممثلي المخزن أو بناء على تصريحاتهم تعتبر غير كافية وهي‬

‫‪1‬شكيب حيمود ‪ " :‬التحفيظ اإلجباري وفق مقتضيات القانون ‪ "14-07‬الصادرة عن مجلة المنبر القانوني العدد ‪ ،1 :‬سنة‬
‫‪ ،2012‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ص ‪. 49 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dahir du 3 Janvier 1916 (26 safar 1334) portant règlement spécial sur la délimitation du‬‬
‫‪domaine de l'Etat (B.O. 10 janvier 1916).‬‬

‫‪35‬‬
‫مجردة بحد ذاتها من كل قوة اثباتية وليس لها على أكثر حد سوى قيمة مجرد معلومات بل‬

‫يتوجب أن تكون هذه التقييدات مبنية على رسم ملكية أصلي أو أن تكون مؤيدة بالحيازة الفعلية‬

‫للعقار موضوع التحديد ‪. 1‬‬

‫وعليه ففي حالة التعرض على تحديد عقار من عقارات أمالك الدولة الخاصة ‪ ،‬فإن مثل هذا‬

‫التعرض ال يكون صحيحا وال يمكن أن يحدث نتيجته المطلوبة إال إذا كان مشفوعا بوضع‬

‫مطلب التحفيظ خالل الثالثة أشهر التالية لنشر إعالن التحديد اإلداري ويكون لطالب التحفيظ‬

‫في مثل هذه الحالة دور المدعي باالستحقاق وعليه يقع عبئ اثبات ما يدعيه ‪. 2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحفيظ االجباري لأل راضي الساللية في حالة تحديدها أو تقسيمها‬

‫تلقب هذه األراضي الموقع عليها التحفيظ اإلجباري بأراضي األجداد أو أراضي الجماعة‬

‫الساللية‪ ،‬وهي أراضي مخصصة منفعتها للجماعات في شكل قبائل أو عشائر للتصرف فيها‬

‫للحرث أو الرعي أو الكراء للغير بواسطة مندوبيها وتحت وصاية و ازرة الداخلية بمقتضى‬

‫ظهير‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬وتبعا لألعراف المحلية وعادات القبائل الموجودة بها ‪ ،‬ووفقاً للقوانين‬

‫المنظمة لألراضي الجماعية والطبيعة القانونية لهذه األراضي تجعلها غير قابلة للتفويت وال‬

‫الحجز وال يسري عليها التقادم إال أنه وبصورة استثنائية فإن تفويت الملكية ممكن بالنسبة‬

‫‪1‬حكم محكمة االستئناف بالرباط في ‪ 9‬ماي ‪ ، 1923‬الوارد في كتاب إرشادات عملية لقاضي التحفيظ العقاري ‪ ،‬الصادر‬
‫عن و ازرة العدل ‪ ،‬أورده األستاذ محمد خيري ‪ ،‬في المرجع السابق دكره ‪ ،‬على الصفحة ‪. 133 :‬‬
‫‪2‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 133 :‬‬

‫‪36‬‬
‫للدولة أو الجماعات أو المؤسسات العمومية أو الجماعات األصلية بمقتضى (ظهير‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫فبراير‪ )1963‬وتمثل المساحة االجمالية لهذه األراضي ما يناهز اثني عشر مليون هكتار‬

‫بعضها صالحة لالستغالل الفالحي‪ ،‬والبعض األخر للرعي أو لالستثمار الغابوي‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬التحفيظ اإلجباري للمجموعات والتجمعات السكنية‬

‫فهو ينظم التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات وبالرجوع إلى ظهير‬

‫‪ 91‬يونيه ‪ 1992‬والذي صدر بمقتضاه األمر بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.14‬المتعلق بالتجزئات‬

‫والمجموعات السكنية ‪ ،‬ويمكن القول على أن تلك المساحات الكبرى التي يقوم مالكها بتجزئتها‬

‫قصد بيعها إلى قطع صغيرة أو متوسطة بقصد بيعها من أجل البناء سواء للسكن أو للصناعة‬

‫أو للتجارة تخضع للتحفيظ اإلجباري قبل القيام بأي بيع أو تقسيم ‪ ،‬والقانون المذكور أعاله‬

‫نص ضرورة على الحصول على ترخيص إداري قبل االقدام على مباشرة أشغال التجزئة او‬

‫التقسيم ومنح الرخصة اإلدارية مشروط بتوفر مجموعة من الشروط ومن بينها أن يكون العقار‬

‫‪4‬‬
‫موضوع التجزئة محفضا أو في طور التحفيظ وانتهى أجل التعرض‪(3‬المادة ‪ 5‬من القانون‬

‫‪ (25-90‬وفي سياق هذا الكالم جاء في المناظرة الوطنية المتعلقة بالسياسة العقارية والمنعقدة‬

‫‪1‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 81 :‬‬


‫‪2‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 134 :‬‬
‫‪3‬محمد محبوبي‪ " :‬أساسيات في نظام التحفيظ العقاري والحقوق العينية وفق المستجدات التشريعية للقانون رقم ‪41/90‬‬
‫والقانون رقم ‪ ، " 40/11‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 1490 ،‬ص ‪.10 :‬‬
‫‪4‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.9‬صادر في ‪ 92‬من ذي الحجة )‪ 91 )9091‬يونيو ‪ ،9111‬بتنفيذ القانون رقم ‪، 25- 14‬‬
‫المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫بالصخيرات في أحد توصياتها أنه يجب تعزيز آلية التجميع الفالحي كآلية للحد من تجزيئ‬

‫البنيات العقارية‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬التحفيظ اإلجباري في إطار عملية ضم األراضي الفالحية‬

‫لقد شرع المغرب في عملية ضم األراضي الفالحية المتفرقة منذ سنة ‪ 9121‬من أجل إعادة‬

‫ال أحسن‪.‬‬
‫توزيعها بشكل يسمح باستغاللها استغال ً‬

‫ولقد دعت الضرورة إلى أن يقوم المشرع المغربي بتحفيظ هذه العقارات بشكل جماعي وبصفة‬

‫اجبارية بعدما أظهرت هذه التجربة فعالية ونجاعة أما بخصوص الجهة التي يمكن أن يقع‬

‫عليها هذا التحفيظ فهي تكون إما من طرف المعنيين باألمر أو تلقائياً من طرف المحافظ‬

‫(الفصل ‪ 0‬من ظهير يونيه ‪ )9101‬ويكون التحفيظ مجانيا بالنسبة للعقارات الواقعة في‬

‫المناطق التي تطبق بشأنها عملية ضم األراضي‪.‬‬

‫ولقد اختار المغرب كميدان لتطبيق هذه السياسة بعض المناطق نذكر من بينها‪:2‬‬

‫‪ ‬دائرة السقي بطريفة (‪ 8‬يوليوز‪)1953‬‬

‫‪ ‬دائرة السقي بوادي بهت (‪ 16‬شتنبر‪)1953‬‬

‫‪ ‬دائرة السقي ببني عمير وبني موسى (‪ 8‬يوليوز‪)1954‬‬

‫‪ ‬دائرة السقي سيدي إسماعيل بدكالة (‪ 4‬ماي ‪)1954‬‬

‫‪1‬التقرير الختامي للمناظرة الوطنية في موضوع " السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية "‬
‫المنعقدة بالصخيرات يومي ‪ 0‬و‪ 1‬دجنبر ‪. 2015‬‬
‫‪2‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 135 :‬‬

‫‪38‬‬
‫ومن إيجابيات هذه العمليات أنها أدت إلى تحفيظ ما يقارب ‪ 15236‬هكتار سنة ‪ 1952‬وسنة‬
‫‪. 1961‬‬
‫وأدى نجاح هذه العمليات الى إصدار ظهير‪ 30‬يونيه ‪ 1962‬المعدل بموجب ظهير ‪25‬‬

‫يوليوز ‪ 1969‬والذي حدد الخطوط العريضة لسياسة ضم األراضي التي ترمي بطريقة رسمية‬

‫إلى جمع كل األراضي الموجودة في دائرة معينة قصد تعيينها ماديا وقانونيا‪ ،‬وتحديدها هندسيا‬

‫بقصد استغاللها ا ستغالال أحسن وبالتالي تطبيق نظام التحفيظ العقاري عليها بصفة إجبارية‬

‫‪.1‬‬

‫وتبعا لذلك جاء في أحد التوصيات المنصوص عليها في المناظرة الوطنية المتعلقة بالسياسة‬

‫العقارية المنعقدة بالصخيرات ما يلي‪:‬‬

‫يجب متابعة مشاريع ضم األراضي الفالحية واحداث مناطق جديدة للضم‪ ،‬واصالح القوانين‬

‫المتعلقة بهذه العملية بهدف تجاوز الصعوبات المسجلة في تطبيقها مراجعة الظهير الشريف‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1962‬كما تم تتميمه وتغييره والمتعلق بضم األراضي الفالحية‪.2‬‬

‫خامسا‪ :‬التحفيظ اإلجباري في إطار قانون االستثمارات الفالحية‬

‫إن هذه العملية شبيهة إلى حد كبير بالتحفيظ اإلجباري في نطاق ضم األراضي الفالحية‪،‬‬

‫إال أن األمر يتعلق حتما بالمناطق السقوية وفي إطار قانون االستثمارات الفالحية سن المشرع‬

‫‪1‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 135 :‬‬


‫‪2‬التقرير الختامي للمناظرة الوطنية في موضوع " السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية "‬
‫المنعقدة بالصخيرات يومي ‪ 0‬و‪ 1‬دجنبر‪. 2015‬‬

‫‪39‬‬
‫مسطرة خاصة لتحفيظ هذه األمالك بمقتضى ظهير ‪ 9.01.910‬بتاريخ يوليوز ‪ 9101‬ويعتبر‬

‫هذا الظهير متمم لظهير ‪ 14‬يونيه ‪ 9101‬والمتعلق بضم األراضي الفالحية ‪. 1‬‬

‫وتتمثل مسطرة تحفيظ هذه العقارات في تعيين وزير الفالحة واإلصالح الزراعي المناطق التي‬

‫سيتم فيها التحفيظ اإلجمالي وذلك بقرار بالجريدة الرسمية ‪ ،‬ويكون للمعنيين باألمر أجل سنة‬

‫إليداع مطالب تحفيظ عقاراتهم ويمكن تمديد هذه األجالل لمدة ستة أشهر أخرى أما بعد‬

‫انصرام هذا األجل فيمكن للمحافظ تلقائيا مباشرة عمليات التحفيظ في المناطق المحددة ‪.2‬‬

‫سادسا‪ :‬التحفيظ اإلجباري للعقارات المنزوعة ملكيتها‬

‫يعتبر نزع الملكية من أجل المنفعة العامة عمل تقوم به سلطات مختصة حددها‬

‫القانون والذي ينص على أنه يتم نزع الملكية ألجل المنفعة العامة بحكم قضائي ‪ ، 3‬كما أنه‬

‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 0‬ماي ‪ 9101‬فإنه أوجب على الجهة المختصة نازعة‬

‫الملكية المحددة في الفصل ‪ 1‬من نفس الظهير‪ ،‬إيداع مطلب التحفيظ مشفوع بحكم قضائي‬

‫صادر بنقل الملكية ومحضر التحديد أنجزته السلطة النازعة وتصميم موقع عليه و مؤشر من‬

‫‪1‬محمد خيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 136 :‬‬


‫‪2‬محمد بن الحاج السلمي‪ " :‬سياسة التحفيظ العقاري بالمغرب " ‪ ،‬رسالة دبلوم المدرسة الوطنية لإلدارات العمومية سنة‬
‫(‪. )1978‬‬
‫الفصل ‪ 1‬من قانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت رقم ‪ 1.09‬الصادر بتنفيذ ظهير شريف رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 0 ، 9.09.120‬ماي ‪.9101‬‬

‫‪40‬‬
‫طرفها وتباشر بشأنه مسطرة خاصة للتحفيظ بدون إشهار ‪ ،‬وأن الحكم القضائي بنقل الملكية‬

‫يطهر العقار المنزوعة ملكيته من كافة الحقوق والتحمالت المرتبطة به ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬مقايضة عقار محبس تحبيسا عموميا‬

‫ال يجوز لو ازرة األوقاف بيع العقارات المحبسة تحبيساً عمومياً‪ ،‬لكن يمكن لها المقايضة‬

‫عليها‪ ،‬واذا كان العقار المحبس تحبيساً عمومياً المقايض به غير محفظ فقد أوجب المشرع‬

‫قبل إتمام المقايضة يجب القيام بتحفيظ هذا العقار‪ ،‬إما بطلب من و ازرة األوقاف أو من صاحب‬

‫ويطبق نفس الحكم في الحاالت التي تقوم فيها و ازرة األوقاف بمقايضة‬ ‫‪1‬‬
‫العقار المقايض به‬

‫مبلغ من المال بعقار‪ ،‬حيث ال بد قبل إنجاز المبادلة من إنجاز تحفيظ العقار إذا كان غير‬

‫محفظ‪.2‬‬

‫‪1‬مأمون الكزبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 20 :‬‬


‫‪2‬محمد العرظاوي‪ " :‬التحفيظ االجباري في التشريع العقاري بين االكراهات القانونية والتحديات المستقبلية " ‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة محمد األول وجدة ‪ ،‬الموسم الجامعي ‪. 2011/2010 :‬‬

‫‪41‬‬
‫خاتمة‬

‫خالصة لما سبق ذكره ال يسعنا إال أن نقول أن المشرع المغربي حاول جاهدا توعية‬

‫المواطنين بأهمية التحفيظ العقاري لما له من وقع إجابي في المعامالت خاصة‪ ،‬فترك المشرع‬

‫المجال مفتوحا أمام الناس لتحفيظ عقارتهم بصفة اختيارية ليس من محض الصدفة وانما هو‬

‫سياسة تدريجية تهدف إلى أن يألف الناس التحفيظ العقاري أضف إلى ذلك أن مالمسة الناس‬

‫و واستشعارهم بفوائد التحفيظ العقاري سيجعلهم يقدمون عليه‪.‬‬

‫لكن على نقيض ذلك يمكن القول صراحة على أن ما يعاب على المشرع المغربي هو وجود‬

‫ثغرات داخل الفصول القانونية‪ ،‬خاصة الفصل السادس والتي تمكن طالبي التحفيظ سيئ النية‬

‫من االلتجاء إليها واتخاذها وسيلة للتالعب‪ ،‬حيث كان حريا بالمشرع أن يضع عقوبات قاسية‬

‫في حقهم كي ال يتخذوا عملية التحفيظ وسيلة مواتية لتحقيق نواياهم السيئة زد على ذلك أن‬

‫المشرع لم يجعل عملية التحفيظ اإلجباري إال بصفة استثنائية في بعض الفصول القانونية من‬

‫ظهير التحفيظ العقاري ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬المعدل والمتمم بالقانون ‪.14-07‬‬

‫و يبقى التساؤل المطروح ألم يحن الوقت للتخلي عن مبدأ االختيارية في التحفيظ العقاري‬

‫وتكريس االستثناء الذي هو االجبارية في التحفيظ للحد من مبدأ سلطان اإلرادة رغم وجود عدة‬

‫معيقات تمنع من ذلك‪.‬‬

‫انتهى بحمد اهلل‬


‫‪42‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪-1‬الكتب ‪:‬‬

‫مأمون الكزبري‪ " :‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية في ضوء التشريع‬
‫المغربي "‪ ،‬العربية للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانيةّ‪ ،‬سنة ‪ ،9101‬ص ‪.90:‬‬

‫محمد خيري‪" :‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون‬
‫الجديد رقم ‪ 90.41‬المتعلق بالتحفيظ العقاري "‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،1490‬ص‪.911 :‬‬

‫بصري هشام‪" :‬مسطرة التحفيظ واشكاالتها العملية " ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 1491‬ص ‪.09 :‬‬

‫عبد الكريم شهبون ‪" :‬الشافي في شرح قانون التحفيظ العقاري الجديد رقم ‪، "90.41‬‬
‫مطبعة الرشاد ‪ ،‬سطات ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬سنة ‪ ، 1490‬ص ‪.910:‬‬

‫بصري هشام‪ ":‬إلغاء ورفض مطالب التحفيظ على ضوء القانون ‪ 90.41‬الجديد" ‪،‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 910 -912 :‬ص ‪.94:‬‬

‫عمر أزوكار‪" :‬مستجدات التحفيظ في ضوء قانون ‪ 90.41‬ومدونة الحقوق العينية "‬
‫‪ ،‬منشورات دار القضاء بالمغرب ‪ ،‬ص ‪. 95 :‬‬

‫إدريس الفاخوري‪ " :‬نظام التحفيظ العقاري وفق مستجدات القانون ‪، " 14-07‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬طبعة ‪ ، 2013‬ص ‪. 17 :‬‬

‫‪43‬‬
‫المختار بن أحمد عطار‪ " :‬التحفيظ العقاري في ضوء التشريع المغربي (وفق أخر‬
‫التعديالت)"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 1491‬ص ‪:‬‬
‫‪.10‬‬

‫محمد محبوبي‪ " :‬أساسيات في نظام التحفيظ العقاري والحقوق العينية وفق المستجدات‬
‫التشريعية للقانون رقم ‪ 41/90‬والقانون رقم ‪ ، " 40/11‬مطبعة المعارف الجديدة ‪،‬‬
‫الرباط ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ، 1490 ،‬ص ‪.10 :‬‬

‫‪-2‬الرسائل ‪:‬‬

‫‪ ‬خالد العظيمي ‪ " :‬التحفيظ اإلجباري وفق قانون‪ 90.41‬دراسة مقارنة بالتسجيل‬
‫اإلجباري التونسي "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1491-1491‬ص ‪.10 :‬‬

‫‪ ‬محمد بن الحاج السلمي‪ " :‬سياسة التحفيظ العقاري بالمغرب " ‪ ،‬رسالة دبلوم المدرسة‬
‫الوطنية لإلدارات العمومية سنة (‪. )1978‬‬

‫‪ ‬محمد العرظاوي‪ " :‬التحفيظ االجباري في التشريع العقاري بين االكراهات القانونية‬
‫والتحديات المستقبلية " ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة محمد األول وجدة ‪ ،‬الموسم الجامعي ‪. 2011/2010 :‬‬

‫‪-3‬المقاالت ‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ‬منشورات خوخي ياسين‪ " :‬نظام التحفيظ العقاري دعامة أساسية للتنمية " ‪ ،‬سلسلة‬
‫دفاتر محكمة النقض عدد ‪ ، 21‬مطبعة األمنية الرباط ‪ ،‬سنة ‪ ، 2015‬ص ‪. 7 :‬‬

‫‪ ‬محمد بلحاج السلمي‪" :‬سياسة التحفيظ العقاري في المغربي بين اإلشهار العقاري و‬
‫التخطيط االجتماعي و االقتصادي" ‪ ،‬ماي ‪ ،1441‬منشورات عكاظ‪ -‬الرباط ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.144‬‬

‫‪ ‬نجيب شوقي‪ " :‬مسطرة التحفيظ االجباري بشأن ظم األراضي الفالحية بعضها الى‬
‫بعض " ‪ ،‬ظهير ‪ 30‬يونيو ‪ 1992‬وأثرها على التنمية في المجال القروي ‪ ،‬اشغال ندوة‬
‫العقار واالستثمار المنظمة من طرف وحدتي التكوين والبحث لنيل شهادة الدكتوراه ونيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون العقود والعقار في كلية الحقوق وجدة ‪ ،‬يومي‬
‫‪ 12‬و ‪ 20‬ماي ‪ ،‬ص ‪. 22 :‬‬

‫‪ ‬شكيب حيمود ‪ " :‬التحفيظ اإلجباري وفق مقتضيات القانون ‪ "14-07‬الصادرة عن‬
‫مجلة المنبر القانوني العدد ‪ ،1 :‬سنة ‪ ،2012‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫ص ‪. 49 :‬‬

‫‪ –4‬الدوريات ‪:‬‬

‫‪ ‬مراسلة المحافظ العام رقم ‪ 946‬بتاريخ ‪ 2006/02/22‬التي أوردها األستاذ عمر‬


‫أزوكار ‪.‬‬

‫‪ ‬رسالة عدد ‪ 661‬بتاريخ ‪ 1986/03/09‬التي أوردها األستاذ عمر أزوكار ‪.‬‬

‫‪ _5‬المناظرات‬
‫‪45‬‬
‫التقرير الختامي للمناظرة الوطنية في موضوع "السياسة العقارية للدولة ودورها في‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية "المنعقدة بالصخيرات يومي ‪ 0‬و‪ 1‬دجنبر ‪. 2015‬‬

‫‪ _6‬المواقع اإللكترونية ‪:‬‬

‫‪ ‬راجع الموقع االلكتروني‪ ،WWW.ANIBRASS.BLOGSPOT.COM :‬تم‬


‫االطالع عليه يوم ‪ 2019/1/04‬على الساعة ‪. 23:05 :‬‬

‫‪ ‬قرار منشور في الموقع االلكتروني ‪www. La jurisprudence Maroc .COM‬‬


‫‪ ،‬تم الدخول في ‪، 1/03/2019‬على الساعة ‪. 18.42 :‬‬

‫‪ ‬قرار منشور في الموقع االلكتروني ‪www. La jurisprudence Maroc .COM‬‬


‫‪ ،‬تم الدخول في ‪، 1/03/2019‬على الساعة‪. 18.42 :‬‬

‫‪46‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة‪9 ................................................................................ :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التحفيظ عمل اختياري ‪0 ..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحفيظ أمر اختياري مبدئيا ‪2 ...........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التحفيظ االختياري ‪2 .............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مميزات التحفيظ االختياري‪1 .............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استثناءات مبدأ التحفيظ االختياري‪94 ...................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت تقديم مطلب التحفيظ ‪94 ........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت التحلل من مطلب التحفيظ ‪91 ...................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ عمل إجباري‪11 .................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحفيظ أمر اجباري ‪11 ................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التحفيظ االجباري ‪11 ............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص التحفيظ االجباري‪12 .........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت التحفيظ االجباري ‪11 ...........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحاالت المنصوص عليها في ظهير التحفيظ العقاري‪11 ................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحاالت المنصوص عليها في نصوص خاصة ‪12 ......................‬‬

‫خاتمة‪01 ................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪01 .......................................................................:‬‬

‫الفهرس‪01 .............................................................................:‬‬

‫‪47‬‬
48

You might also like