You are on page 1of 4

‫الفقرة الثانية ‪:‬االضرار المعنوية التي تلحق ذوي حقوق الضحية المتوفي‬

‫إن مجال حوادث السير غالبا ما ينتج عنه حاالت وفيات ‪ .‬مما يستدعي تعويض‬
‫‪1‬‬

‫ذوي حقوق الضحية عن الضرر الذي لحقهم عموما و الضرر المعنوي خصوصا‬
‫فماهو نطاق هذا الضرر ومن يستفيذ منه وكيف يتم التعويض ؟‬

‫‪ .I‬ت‪0‬ح‪0‬د‪0‬ي‪0‬د‪ 0‬ن‪0‬ط‪0‬ا‪0‬ق‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ض‪0‬ر‪0‬ر‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬م‪0‬ع‪0‬ن‪0‬و‪0‬ي‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ال‪0‬ح‪0‬ق‪ 0‬ب‪0‬ذ‪0‬و‪0‬ي‪ 0‬ح‪0‬ق‪0‬و‪0‬ق‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ض‪0‬ح‪0‬ي‪0‬ة‪0‬‬

‫ينصب الضرر‪ 0‬المعنوي على لوعة الفراق ‪ ،‬وله تأثير على الجانب النفسي لذوي‬
‫الحقوق ‪ .‬و الهدف من هذا التعويض هو التخفيف على المضرورين من أثر الضرر‬
‫الذي اصابهم‪.‬‬
‫فقد جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 1964-4-21‬رقم‬
‫‪ 5608‬قضى بان ألم الوالدة التي شاهدت ابنتها وقد دهستها سيارة تقف مضرجة‬
‫بدمائها ومسخنة بجروحها بلغت من الشدة ما سبب وفاتها بعد ساعات من وقوع‬
‫الحادث يشكل ضرر معنوي يوجب التعويض ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وقد حصر المشرع المغربي من خالل الفقرة الثانية من المادة ‪ 4‬من الظهير أعاله‬
‫التعويض عن الضرر المعنوي في األلم النفسي الذي يلحق مستحقي التعويض‬
‫بسبب وفاة الضحية‪ .‬و بالتالي فعلى االلم النفسي ان يتحقق ليصلح أساسا لتعويض‬
‫و هذا التحديد و الحصر من طرف المشرع لنطاق الضرر المعنوي قد كبل و ضيق‬
‫من السلطة التقديرية للقضاة الموضوع‪.‬في‪ 0‬تحديد نطاق الضرر المعنوي ‪.‬‬

‫‪ 1‬لقي تسعة أشخاص مصرعهم‪ ،‬وأصيب ‪ 2166‬آخرون بجروح‪ ،‬إصابات ‪ 92‬منهم بليغة‪ ،‬في ‪ 1598‬حادثة‬
‫سير داخل المناطق الحضرية خالل األسبوع الممتد من ‪ 29‬مارس إلى ‪ 4‬أبريل ‪.2021‬‬
‫‪https://www.mapnews.ma/ar/actualites/%D8%A3%D8%AE‬‬
‫‪%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9/%D8%AA‬‬
‫‪%D8%B3%D8%B9%D8%A9-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D9%882166-‬‬
‫‪%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D8%AD%D8%B5%D9%8A‬‬
‫‪%D9%84%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%AB-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AE‬‬
‫‪%D9%84%D8%A7%D9%84-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A‬‬
‫‪ 2‬مأمون الكزبري المرجع السابق الصفحة ‪473‬‬
‫‪ .II‬ت‪0‬ح‪0‬د‪0‬ي‪0‬د‪ 0‬ذ‪0‬و‪0‬ي‪ 0‬ح‪0‬ق‪0‬و‪0‬ق‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ض‪0‬ح‪0‬ي‪0‬ة‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬م‪0‬س‪0‬ت‪0‬ح‪0‬ق‪0‬ي‪0‬ن‪ 0‬ل‪0‬ل‪0‬ت‪0‬ع‪0‬و‪0‬ي‪0‬ض‪0‬‬

‫إن ذوي الحقوق قبل صدور ظهير ‪ 1984-10-2‬لم يكونوا محددين ومعينين وإنما‬
‫كان األمر متروكا الجتهاد القضاء ولسلطته التقديرية كالجد والجدة واألحفاد واإلخوة‬
‫خاصة بالنسبة للتعويض المعنوي ‪،‬أما في إطار ظهير ‪ 2/10/1984‬فإن ذوي‬
‫المصاب قد نصت عليهم المادة الرابعة من الظهير ‪ 02‬أكتوبر ‪ ،1984‬الذي ينص‬
‫على انه" اذا نتج عن اإلصابة وفاة المصاب استحق من كانت تجب عليهم نفقتهم‬
‫وفقا لنظام األحوال الشخصية و كذا كل شخص اخر كان يعوله تعويضا عما فقد من‬
‫موارد عيشهم بسبب الوفاة ‪ ،".‬وقد حصرت المادة الرابعة المستفيدين من التعويض‬
‫المعنوي في‪:‬‬
‫األشخاص الذين كان الهالك ملزما باإلنفاق عليهم وهم زوج المصاب المتوفي و‬ ‫‪.1‬‬
‫أصوله و فروعه من الدرجة األولى ووفقا لقانون األحوال الشخصية فهم الزوجة و‬
‫االبن و االب و األم‪ ،‬وذلك انسجاما مع ما نصت عليه المادة ‪ 194‬و ما بعدها من‬
‫مدونة األسرة ‪,‬و بالتالي فقد تم استثناء اإلخوة و األجداد و األحفاد ‪ ،‬أي تم استبعاد‬
‫األقارب من الدرجة الثانية فال يستفدون من حق المطالبة بالتعويض عن الضرر‬
‫المعنوي ‪ .‬وقد جاء في قرار للمجلس األعلى عدد‪ 1083‬الصادر ‪24/03/1992‬‬
‫في الملف الجنحي ‪ "3 90-15992‬أن المحكمة بتقريرها أن ظهير ‪2/10/1984‬‬
‫حدد المستحقين للتعويض عن وفاة المصاب الهالك في األصول والفروع ومن كانت‬
‫تجب عليه نفقتهم ‪،‬وأن اإلخوة ليسوا من هؤالء فال يستحقون أي تعويض تكون قد‬
‫طبقت الفصل الرابع من الظهير تطبيقا سليما ‪".‬‬
‫وفي القرار عدد ‪ 7417‬الصادر بتاريخ يوليو‪ 1991‬في الملف‪ 83- 884‬عن المجلس‬
‫األعلى اعتبر أن الحفدة الذين تكفل الجد بنفقتهم بمقتضى رسم الكفالة يكونون مشمولين‬
‫بالفقرة الرابعة من المادة ‪ 11‬من ظ‪ 2/10/1984.‬وبذلك يستحقون ‪ %10‬لكل واحد‬
‫‪4‬‬
‫منهم ‪.‬‬
‫األشخاص الذين كان المصاب يعولهم و األشخاص الذين كان المتوفي ملزما بالنفقة‬ ‫‪.2‬‬
‫عليهم ‪،‬على أن يقيم الدليل على وجود هذا االلتزام بكل الوسائل‪،‬‬

‫‪ 3‬العمل القضائي في التعويض عن حوادث السير ‪:‬منشور بالموقع االجتماعي الخاص ب المرصد الوطني للسالمة الطرقية‪- Publications‬‬
‫‪| Facebook‬‬

‫‪ 4‬القرار عدد ‪ 7414‬بتاريخ ‪ 4/7/1994‬في الملف الجنحي عدد ‪ 884/83‬وارد بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 46‬نونبر ‪ 1992‬الصفحة‬
‫‪. 277‬‬
‫فالمشرع ضيق من دائرة األشخاص المستفيذين من التعويض فصار من العسير‬
‫المطالبة بالتعويض عن الضرر‪ 0‬المعنوي خارج حدود المادة الرابعة من الظهير ‪02‬‬
‫أكتوبر ‪،،1984‬اال انه يحق التعويض عن فقد المعيل مع االثبات ‪ ،‬اذا كان الهالك‬
‫يقوم فعال باالنفاق عليهم وملزم بذلك ‪.‬‬

‫‪ .III‬ط‪0‬ر‪0‬ي‪0‬ق‪0‬ة‪ 0‬ت‪0‬ح‪0‬د‪0‬ي‪0‬د‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ت‪0‬ع‪0‬و‪0‬ي‪0‬ض‪ 0‬ل‪0‬ذ‪0‬و‪0‬ي‪ 0‬ح‪0‬ق‪0‬و‪0‬ق‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ض‪0‬ح‪0‬ي‪0‬ة‪ 0‬ع‪0‬ن‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬ض‪0‬ر‪0‬ر‪ 0‬ا‪0‬ل‪0‬م‪0‬ع‪0‬ن‪0‬و‪0‬ي‪0‬‬

‫وعلى الرغم من الصعوبة التي يمثلها تقدير هذا التعويض اال انه ال يصح ان تحول‬
‫هذه الصعوبة دون ان يستوفي المضرور حقه‪ .‬فإذا كان المشرع قد حدد المستحقين‬
‫‪5‬‬

‫للتعويض المعنوي و ذلك بالفقرة ‪ 2‬من المادة الراعة من ظهير ‪ 2/10/1984‬حيث‬


‫لزوج المصاب ضعف مبلغ األجرة الدنيا ‪ ،‬و لألصول و الفروع من الدرجة األولى‬
‫ثالثة انصاف الحد األدنى لكل واحد منهما‬
‫اال أنه خالفا للتعويض عن األضرار المادية التي حدها المشرع في جداول و وفق‬
‫معايير محددة قانونا فان الضرر المعنوي تعويضه ال يعتمد على ذلك وتشكل مسألة‬
‫إمكانية اخضاع الضرر‪ 0‬المعنوي لقاعدة التشطير واحة من النقاط التي كانت محل‬
‫خالف ‪ ،‬بسبب سكوت المشرع في المادة الرابعة عن تحديدها مما اذا كانت المحكمة‬
‫ملزمة بمراعاة قسط المسؤولية في حكمها القاضي بالتعويض المعنوي ام ال ‪.‬‬
‫حيث توجه القضاء بداية الى عدم اخضاع التعويض عن الضرر المعنوي لمبدأ‬
‫توزيع المسؤولية ألن هذا النوع من التعويضات ال يتأثر بنسبة المسؤولية ‪،‬و أن‬
‫التعويض عن الضرر المادي وحده الخاضع لمبدأ التوزيع وحسب هذا التوجه يرى‬
‫انه ال يمكن القول أن زيد يعاني من ربع األسى و عمرا نصفه أو ثلثه ومن تم ال‬
‫يمكن التشطير ‪.‬‬
‫اال ان هذا التوجه سرعان ما تراجعت عنه محكمة النقض و قضاء الموضوع‬
‫واعتمدت وجوب التشطير و بالتالي اخضاع التعويض عن الضرر المعنوي لنسبة‬
‫المسؤولية ‪،‬نظرا أن سكوت المادة الرابعة من الظهير ‪ 2‬أكتوبر ‪، 1984‬ال يفهم منه‬
‫عدم إعمال عنصر توزيع المسؤولية بل ان االمر على غير ذلك الن السكوت عما‬
‫ذكر يفيد االباحة و يفيد الرجوع الى مبادئ العدالة التي ال تجيز مساءلة الشخص اال‬
‫في حدود فعله و على ضوء مسؤوليته على هذا الفعل ‪،‬و بالتالي ضرورة تشطير‬
‫المسؤولية عند التعويض فجاء في احد القرارا ما يلي "حيث ان المادة ‪ 4‬من ظهير‬
‫‪ 02/10/1984‬حددت الفئات المستحقة للتعويض المادي و أن المطالبين بالحق‬

‫مأمون الكزبري نظرية اإللتزام في ضوء قانون االلتزمات المغريب الجزء األول مصادر االلتزام الطبعة األولى ‪ 1968‬الصفحة ‪471‬‬ ‫‪5‬‬
‫المدني هم الزوجة و فروع و أم المصاب المتوفي ‪،‬فهم محقون في تعويض عما‬
‫اصابهم من ألم من جراء وفاته مع اعتبار نسبة المسؤولية كالتالي ‪:‬‬
‫لزوجة الهالك ‪( 3/2 × 13950=2 ×92700.....‬نسبة المسؤولية هي الثلثين ) =‬
‫‪ 9270‬درهم ‪.‬‬
‫"‬
‫ويتم مراعاة قسط المسؤولية الذي يتحملها الهالك في جميع التعويضات الممنوحة‬
‫لذوي حقوق ضحايا حوادث السير حتى ما يخص مصاريف الجنازة التي يتم‬
‫تشطير التعويض عنها ‪.‬فبعد تقدير مصاريف الجنازة التي تقع تحت السلطة التقديرية‬
‫للقاضي يتم اخضاعها لنسبة المسؤولية مثال تم تحديد مصاريف الجنازة في ‪7000‬‬
‫درهم و بعد اخضاعها لنسبة مسؤولية الهالك عن الحادثة يصبح المبلغ المستحق هو‬
‫‪6‬‬
‫‪ 4666.66‬درهم‪.‬‬

‫‪ 6‬محمد الساحلي و بالل الزنطاري السلطة التقديرية لقاضي حوادث السير في تحديد المسؤولية بحث نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء الفوج‬
‫‪ 37‬من الملحقين القضائيين السنة ‪. 2013/2015‬ص ‪66-61‬‬

You might also like