You are on page 1of 51

‫ماسرت‪ :‬قانون الشغل والحامية االجتامعية‬

‫‪-‬الفوج الثاين‪/‬الفصل األول‪-‬‬


‫وحدة‪ :‬قانون الشغل املعمق‬

‫عرض حول موضوع‪:‬‬

‫الفصل التعسفي‬
‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬
‫آسية الـمواق‬ ‫من إعداد الطلبة الباحثين‪:‬‬
‫‪ ‬نهيلة السليتي‬
‫‪ ‬السعدية الغنوي‬
‫‪ ‬نادية الحافيظي‬
‫‪ ‬أميمة اليماني‬
‫‪ ‬حليمة ݣوينة‬
‫‪ ‬إكرام كورة‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬


‫‪ ‬م ش‪ :‬مدونة الشغل‬
‫‪ ‬ف ل ع‪ :‬قانون الإلتزامات والعقود‬
‫‪ ‬ق ج‪ :‬القانون الجنائي‬
‫‪ ‬م س‪ :‬مرجع سابق‬
‫‪ ‬ط‪ :‬الطبعة‬
‫‪ ‬ص‪ :‬الصفحة‬
‫‪ ‬ج‪ :‬جزء‬
‫‪ ‬ق م م‪ :‬قانون المسطرة المدنية‬
‫‪ ‬غ إ م أ‪ :‬الغرفة الإجتماعية للمجلس الأعلى‬
‫الفصل التعسفي‬

‫تعتبر الطبقة العاملة املحور الرئيس ي للنهوض بالحياة اإلقتصادية داخل املقاوالت‪،‬‬
‫واملساهمة في تنميتها وتطورها وتحقيق رهان إستمرارها على املستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬وال‬
‫يمكن تحقيق هذا املبتغى إال باحترام مجموعة من الضوابط القانونية‪ ،‬للسعي وراء تحقيق‬
‫التوازن اإلقتصادي بين رئيس املقاولة وبين الحقوق اإلجتماعية لألجراء وذلك سعيا لتحقيق‬
‫السلم واإلستقرار اإلجتماعي وعدالة متوازنة تراعي مصلحة املقاولة‪.1‬‬
‫لذلك عمل املغرب على ثورة إصالحية كبرى‪ ،‬توجت بإصدار مجموعة من النصوص‬
‫التشريعية‪ ،‬نجد من بين أبرز هذه النصوص مدونة الشغل‪ ،‬التي تعتبر إنجازا حقيقيا سعى من‬
‫خالله املشرع لتكريس السلم اإلجتماعي‪ ،‬وتحقيق األمن اإلقتصادي والسياس ي‪ ،‬ومما ال شك‬
‫فيه أن العالقة التي تربط بين طرفي عقد الشغل هي عالقة غير متكافئة بين الطرفين‪ ،‬مشغل‬
‫يعتلي مركز القوة‪ ،‬وأجير يبقى دائما الحلقة األضعف إلرتباطه بأجر يجعله دائما الخاضع في‬
‫هذه العالقة‪.‬‬
‫لذا كان لزاما على املشرع التدخل لتوفير الحماية لألجير من كل تعسف قد يستعمله‬
‫املشغل في فصل األجير‪ ،‬ويقصد بالفصل التعسفي اإلنهاء غير املبرر لعقد الشغل بإرادة منفردة‬
‫من طرف املشغل‪ ،‬وهو أشد عقوبة توقع على األجير‪ ،‬ألنها تؤدي إلى قطع رزقه واضطراره إلى‬
‫البحث من جديد عن عمل مالئم ‪ ،2‬وقد رتب املشرع جزاء في هذه الحالة يتمثل إما في الحكم‬
‫بإرجاع األجير إلى العمل أو أداء التعويضات التي عددها املشرع في مدونة الشغل من خالل املواد‬
‫من ‪ 43‬إلى ‪.60‬‬
‫وتعتبر هذه التعويضات من اآلثار القانونية التي تعطي األجير الحق في الحصول على‬
‫تعويضات لجبر الضرر الناتج عن الفصل‪ ،‬بحيث يحتل هذا األخير أهمية قصوى‪ ،‬ذلك أن‬
‫أغلب القضايا املعروضة على املحاكم‪ ،‬في إطار منازعات الشغل تتعلق بالفصل التعسفي‪ ،‬حتى‬
‫أصبح من املمكن تسمية غرفة البت في منازعات الشغل‪ ،‬بغرفة الفصل التعسفي وكانت تخضع‬
‫أحكام هذا األخير ملجموعة من النصوص املتفرقة صدرت في شكل ظهائر ومراسیم وقرارات‬

‫‪ 1‬محمد سعد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪2‬شهبون محمد‪ ،‬دور القضاء االجتماعي في قضايا الطرد التعسفي‪ ،‬املجلة املغربية لقانون األعمال واملقاوالت‪ ،‬عدد ‪ ،13‬أكتوبر‬
‫‪ ،2007‬ص ‪23‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫وزارية باإلضافة إلى املبادئ العامة لقانون اإللتزامات والعقود‪ ،‬إذ نجد قرار ‪1948 .10 .23‬‬
‫املتعلق بالنظام النموذجي لعقد الشغل وظهير ‪ 1961 .12 .24‬املتعلق بالنظام األساس ي‬
‫للمستخدمين في املقاوالت املدنية‪ ،‬والظهير امللكي الصادر بتاريخ ‪ 1967 – 08 – 14‬املتعلق‬
‫بالرقابة اإلدارية على اإلعفاء الجماعي ألسباب اقتصادية‪ ،‬والظهير امللكي الصادر بنفس التاريخ‬
‫املتعلق بالتعويض عن إعفاء بعض األجراء‪ ،‬وكذا ظهير ‪ 1973 – 04 – 24‬املتعلق بتشغيل‬
‫العمال والفالحين‪ .‬وفي األخير جاء املشرع بمدونة الشغل ‪ ،3‬أمال في أن تجيب على العديد من‬
‫القضايا القانونية واالقتصادية واالجتماعي‪ ،‬خاصة قضايا الفصل التعسفي للوصول إلى‬
‫تحقيق نوع من التوازن بين حقوق األجراء وحقوق املشغلين‪.‬‬
‫‪-‬أهمية املوضوع‪:‬‬
‫إن موضوع "الفصل التعسفي لألجير "الذي نحن بصدد دراسته يحظى بأهمية جد بالغة‪،‬‬
‫حيث يتعلق األمر بشريحة عريضة داخل املجتمع‪ ،‬وهي فئة األجراء باعتبارهم املحور الرئيس ي‬
‫للنهوض بالحياة اإلقتصادية داخل املقاوالت واملساهمة في تنميتها وتطورها وتحقيق رهان‬
‫إستمرارها على املستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬لذلك كان البد من وضع إطار قانوني ينظم ويحفظ‬
‫حقوق هذه الفئة‪- .‬إشكالية املوضوع‪:‬‬
‫يطرح املوضوع الذي نحن بصدد دراسته إشكالية جوهرية تتمثل في مدى توفق املشرع‬
‫املغربي في تكريس الطابع الحمائي لألجير من الطرد التعسفي؟‬
‫تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة تتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬ماهي حاالت الفصل التعسفي ؟‪.‬‬
‫‪-‬ماهي آثار الفصل التعسفي ؟‪.‬‬
‫‪-‬كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل التعسفي ؟‬
‫‪-‬املنهج املعتمد‪.‬‬
‫إن البحث القانوني بحث علمي ممنهج‪ ،‬فكان من الالزم أن يستفيد قدر املستطاع من‬
‫مناهج البحث العلمي املتداولة‪ ،‬وقد حاولنا في هذا البحث اإلستعانة بمجموعة من املناهج من‬

‫‪ 3‬ظهير شريف رقم ‪ 03.1 .194‬الصادر في ‪ 14‬رجب ‪ 11 ( 1424‬سبتمبر ‪ ) 2003‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 65 – 99‬املتعلق بمدونة الشغل‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪ 8‬دجنبر ‪ ،2003‬ص‪3969‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫خالل إعطائه مقاربة قانونية باألساس‪ ،‬واتبعنا في هذا املوضوع منهجا وصفيا وذلك من خالل‬
‫وصف آثار الطرد التعسفي على الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية‪ ،‬تم إعتمدنا على املنهج‬
‫التحليلي ويظهر ذالك عند تحليلنا لبعض املقتضيات القانونية املتعلقة بالطرد التعسفي التي‬
‫أدرجها املشرع املغربي في مدونة الشغل ‪-‬خطة البحث‬
‫ملقاربة هذا املوضوع إرتأينا تقسيمه على الشكل التالي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطارالعام للفصل التعسفي‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثارالفصل التعسفي في ضوء العمل القضائي‬

‫‪3‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫يعتبر عقد الشغل من العقود التبادلية‪ ،‬بمعنى أنه ينش ئ إلتزامات متبادلة بين املشغل‬
‫واألجير‪ ،‬حيث أن هذه العالقة الشغلية تتميز بعنصر التبعية إذ أن عمل األجير يكون تحت‬
‫إشراف وتوجيه املشغل‪ ،‬ويمكن لهذا األخير أن يوقع مجموعة من العقوبات على األجير بهدف‬
‫الحفاظ على مقاولته من جهة وإستمرارها من جهة أخرى‪ ،‬ومن بين أهم هذه العقوبات التأديبية‬
‫التي يوقعها املشتغل على األجير نجد الفصل التعسفي‪ ،‬حيث يقوم املشغل بفصل األجير عن‬
‫عمله بدون مبرر‪ ،‬وهذا الفصل يتم من خالل مجموعة من الحاالت‪ ،‬وعليه فإننا سنحاول‬
‫تقسيم هذا املبحث ملطلبين حيث سنخصص املطلب االول للتكييف الواقعي والقانون للفصل‬
‫التعسفي واملطلب الثاني لحاالت الفصل التعسفي‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التكييف الواقعي والقانوني للفصل التعسفي‬


‫إن تكييف الفصل التعسفي يقتض ي تحديد الوصف الواقعي لهذا الفصل‪ ،‬بإعتبار أن‬
‫التكييف الواقعي هو الذي يحدد لنا أشكال وطرق الفصل التعسفي‪ ،‬أما فيما يخص التكييف‬
‫القانوني فإنه يحدد الوصف القانوني والصحيح للوقائع القانونية لهذا الفصل ومن خالله يتم‬
‫تطبيق العقوبات التأديبية‪ ،‬وكذا مراقبة سلطة املشغل على األجير‪ ،‬ومنه فإننا سنخصص‬
‫الفقرة األولى من هذا املطلب للحديث عن التكييف الواقعي للفصل التعسفي‪ ،‬على أن نتطرق‬
‫في الفقرة الثانية للتكييف القانوني للفصل التعسفي‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬التكييف الواقعي للفصل التعسفي‬


‫يتخذ الفصل التعسفي مجموعة من األشكال والطرق‪ ،‬التي يتم من خاللها إعمال هذا‬
‫الفصل حيث يقوم من خاللها املشغل بفصل األجير عن عمله‪ ،‬وعليه فإننا سنقف من خالل‬
‫هذه الفقرة على أشكال الفصل التعسف وطرقه‬
‫أشكالاالفصلاالتعسف‬
‫ا‬ ‫أو ال‪:‬ا‬
‫بالنسبة ألشكال الفصل التعسفي فإنه قد يكون مباشرا أو صريحا من جهة‪ ،‬وقد يكون‬
‫ضمني أو مقنع من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫✓الفصل املباشرأو الصريح‬


‫يعتبر الفصل صريحا عندما يعبر املشغل عن عدم رغبته باإلحتفاظ باألجير في مقاولته‬
‫أو مؤسسته‪ ،‬سواء كان هذا الفصل مبررا بسبب ارتكاب هذا األخير خطأ جسيما وبالتالي نكون‬
‫أمام فصل مشروع‪ ،‬أو قد يتعسف املشغل في استعمال سلطته ويجعل الفصل تعسفيا‪،4‬‬
‫إال أنه في بعض األحيان مثال كإعتداء األجير على رب العمل أو على أحد موظفي اإلدارة‪،‬‬
‫أثناء العمل يختلف الوصف الذي يعطى للفصل الصريح‪ ،‬على أساس أنه فصل لحدوث فعل‬
‫من طرف األجير وبالتالي ال يعتبر طردا تعسفيا‪ ،5‬ومثال ذلك ما صدر عن املجلس األعلى (محكمة‬
‫النقض حاليا) قرار ‪ 6 2004/ 115‬الذي جاء فيه أن املشغل قد عمل على طرد األجير بصفة‬
‫صريحة‪ ،‬لكونها قدمت إلى العمل وهي ترتدي لباسا غير الئق خالل العمل ومخال باآلداب حيث‬
‫أصدرت املحكمة اإلستئنافية برفض طلب التعويض وأيده املجلس األعلى علما أن الوصف‬
‫الذي اعطي للنازلة هي املغادرة التلقائية‪ ،‬بعد أن وقعت في نزاع مع املدير حول اللباس‪.‬‬
‫✓الفصل الضمني أو املقنع‬
‫بالنسبة للفصل الضمني أو ما يسمى بالفصل املقنع‪ ،‬فهو الفصل الذي يتم بطريقه غير‬
‫مباشرة كأن يعمل املشغل على نقل األجير من منصب إلى منصب ادنى دون موافقته‪ ،‬رغم‬
‫اإلحتفاظ بنفس اإلمتيازات املادية‪ ،‬وهو ما أكده املجلس األعلى (محكم النقض حاليا) في القرار‬
‫عدد ‪7 2554‬حيث اعتبره فصال تعسفيا غير مباشر‪ .‬وقد يكون الفصل مقنعا أيضا إذا أقدم‬
‫املشرع على إغالق محل العمل‪ ،‬حيث يكون التفسير الوحيد في هذه الحالة هو إستغناء املشغل‬
‫عن خدمات األجير‪ ،‬أو أن يعمل املشغل على تخفيف ساعات عمل األجير مما ينتج عنه تخفيض‬
‫األجرة وهذا ما يدفع األجير إلى التخلي عن عمله ‪8‬وهو ما اكده القرار عدد ‪9 640‬الذي جاء فيه‬
‫أن تخفيض ساعات العمل بكيفية تجعل األجير غير قادر على تلبية حاجاته من أجل ساعة‬
‫واحدة في اليوم‪ ،‬يعتبر طردا تعسفيا ألنه يخل بأهم عنصر في العمل وهو األجر‪.‬‬

‫‪ 4‬حمد سعد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب‪ ،‬مطبعة ماتيك برانت‪ ،‬فاس الطبعة األولى ‪ ،2002‬ص‪58‬‬
‫‪ 5‬بشرى العلوي‪ ،‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،2007 ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 6‬قرار ‪ 115‬صادر على الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بالتاريخ ‪ 01/02/2005‬ملف ‪ 2004 / 5 1041‬منشور‬
‫‪ 7‬قرار عدد ‪ 2554‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 26/11/1996‬ملف ‪ 642‬منشور‬
‫‪ 8‬بشرى العلوي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬دار النشر العربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط األولى‪ ،2007 ،‬ص ‪109‬‬
‫‪ 9‬قرار عدد ‪ 640‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ 1995‬امللف اإلجتماعي عدد ‪ 93/ 8764‬منشور‬

‫‪5‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫ً‬
‫وقد يكون الفصل مقنعا ايضا في حالة ما إذا كانت مغادرة األجير غير تلقائية أي أنها تعود‬
‫لسبب خارج عن إرادته‪ ،‬كأن تكون هذه املغادرة بسبب الضغط أو اإلكراه أو بسبب بعض‬
‫التصرفات اإلستفزازية التي قد يمارسها املشغل على األجير‪ ،‬كالتحرش الجنس ي او تكليفه‬
‫بأعمال ترهق كاهله أو تشكل خطورة على صحته أو حياته‪ ،‬أو غيرها من األخطار الجسيمة‬
‫املرتكبة من طرف املشغل ضد األجير‪ ،‬والتي نصت عليها املادة ‪ 40‬من م ش ‪ 10‬حيث تعتبر مغادرة‬
‫‪11‬‬
‫األجير بسبب أحد هذه األخطار بمثابة فصل تعسفي‬
‫طرقاالفصلاالتعسف‬
‫ا‬ ‫ثانيا‪:‬ا‬
‫أما فيما يخص طرق إعمال الفصل التعسفي فإننا نجده يتخذ مجموعة من الطرق‬
‫أهمها‪ :‬الفصل اإلضطراري والفصل اإلنتقامي‪.‬‬
‫✓الفصل اإلضطراري‬
‫قد تتعرض املقاولة أو املؤسسة في بعض األحيان ألزمات إقتصادية أو تقنية‪ ،‬مما يدفعها‬
‫إلى فصل العمال بصفة كلية أو جزئية‪ ،‬كما قد يكون الفصل من عمل املشغل أو تقصيره من‬
‫جهة‪ ،‬وقد يكون خارج عن إرادته من جهة أخرى كأن يكون اإلغالق إداري صادر عن سلطة إدارية‬
‫تابعة للدولة بسبب الضرر الذي تلحقه املؤسسة بالسكان‪ ،12‬وقد يكون الفصل أيضا في حالة‬
‫اضطرارية ثابتة كأن ينخفض إنتاج املقاولة أو تكثر الديون املحملة عليها‪ ،‬وبالتالي فيلجأ هذا‬
‫األخير إلى السلطة املحلية بغية الحصول على إذن بتسريح األجراء‪ ،‬كما هو الحال في نازلة القرار‬
‫عدد ‪13 138‬الذي جاء فيه أنه كانت شركة تابعة للدولة وانخفض إنتاجها من معدن الحديد‪،‬‬
‫وكثرة ديونها وبعد انعقاد لجنة وزارية تحت رئاسة السيد عامل العمالة استقر ذلك‪ ،‬الترخيص‬

‫‪ 10‬تنص املادة ‪ 40‬من م ش على أنه" يعد من بين األخطاء الجسيمة املرتكبة ضد األجير من طرف املشغل أو رئيس املقاولة أو‬
‫املؤسسة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السب الفادح؛‬
‫‪ -‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء املوجه ضد األجير؛‬
‫‪ -‬التحرش الجنس ي؛‬
‫‪ -‬التحريض على الفساد‪.‬‬
‫وتعتبر مغادرة األجير لشغله بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه املادة في حالة ثبوت ارتكاب املشغل إلحداها‪ ،‬بمثابة فصل‬
‫تعسفي‪".‬‬
‫‪ 11‬محمود العروس ي‪ ،‬املختصر في الحماية اإلجتماعية‪ ،‬شركة الخطابي للطباعة‪ ،‬مكناس‪ ،‬ط األولى‪ ،2009 ،‬ص‪71‬‬
‫‪ 12‬بشرى العلوي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪ 13‬قرار عدد ‪ 138‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 09/02/2005‬ملف ‪ 1062/5/2005‬منشور‬

‫‪6‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫لها ووافقت السلطة املحلية على قرار اللجنة املحلية الوزارية‪ ،‬واصدرت املحكمة اإلبتدائية‬
‫حكما بالتعويضات عن اإلشعار واإلعفاء والطرد بعد أن اعتبرتها طردا تعسفيا والغي استئنافها‬
‫ورفض طلب النقل من طرف املجلس األعلى بعلة أن اغالق املؤسسة الشغلية كان اضطراري‬
‫وقانوني بحصولها على إذن السلطة لتسريح األجراء‪ ،‬مع اتخاذ جميع اإلجراءات القانونية‬
‫للتسريح‬
‫✓الفصل اإلنتقامي‬
‫وهو رد فعل املشغل في حالة إرتكاب األجير لخطأ يعتبره املشغل جسيما‪ ،‬وتكون له نية‬
‫إحداث الضرر لألجير وهنا يختلط األمر بين الفصل كجزء تأديبي أو عقوبة‪ ،‬وبين الفصل الذي‬
‫يكون في شكل إنتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وألحق به الضرر للمشغل‪.‬‬
‫ومن صور الفصل بصفة إنتقامية ما كيفته محكمة اإلستئناف بفاس‪ ،‬بمقتض ى القرار‬
‫الذي جاء فيه أن زوج األجيرة وابن عمها أسسا شركة منافسة للشركة التي تشتغل فيها األجيرة‬
‫في صنع املالبس‪ ،‬وعمد املشغل إلى طردها بعد تأسيس الشركة والتي ال يد لها فيها‪ ،‬مستعمال‬
‫نية إحداث الضرر وبعث لها رسالة الرجوع إلى العمل‪ ،‬وثبت التحاقها بالشركة ومنعت من‬
‫الدخول فقضت محكمة اإلستئناف بالتعويض عن الفصل‪ ،‬وباقي التعويضات املستحقة على‬
‫أساس غان طرد األجير كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مشروعة في حقها‪ ،‬بل فقط زوجها‬
‫وابن عمها أقاما شركة لصالحهما‪.14‬‬

‫‪ 14‬قرار عدد ‪ 942‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بحكمة اإلستئناف فاس بتاريخ ‪ 04/11/2004‬منشور‬

‫‪7‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التكييف القانوني للفصل التعسفي‬


‫لقد إعترف املشرع املغربي للمشغل ببعض السلطات التأديبة والعقوبات على أجرائه‪ ،‬من‬
‫أجل السير الحسن للمؤسسة‪ ،‬إال أن سلطته ليست مطلقة‪ ،‬وإنما تمارس تحت مراقبة القضاء‬
‫ومنه سنحاول في هذه الفقرة التعرف على العقوبات التأديبية املطبقة من قبل املشغل على‬
‫األجير(أوال) والرقابة القضائية على هذه العقوبات (ثانيا)‬
‫اأو ال‪:‬االعقوباتاالتأديبي اة‬
‫يفرض املشغل على األجير مجموعة من العقوبات التأديبية‪ ،‬في حال إرتكابه خطأ غير‬
‫جسيم‪ ،‬ونظرا لتأثير هذه العقوبة على الحياة املهنية لألجير‪ ،‬فإن املشغل حددها ونظمها بحسب‬
‫جسامة املخالفة املرتكبة‪.‬‬
‫والعقوبات التأديبية حسب املادة ‪ 37‬من مدونة الشغل‪ 15‬تنقسم إلى عقوبات معنوية‬
‫وأخرى مهنية‬
‫أ‪-‬العقوبات املعنوية‬
‫العقوبات املعنوية فهي العقوبات التي لها تأثير مباشر على األجير املتخذ في حقه اإلجراء‬
‫التأديبي‪ ،‬وينقسم هذا األخير إلى اإلنذار والتوبيخ‬
‫‪1-‬ااإلندار‬
‫يعتبر اإلنذار أخف العقوبات التأديبية التي يمكن للمشغل أن يطبقها في حق األجير‪ ،‬وهو‬
‫إجراء يقصد منه تنبيه األجير إلى املخالفة التي وقعت منه‪ ،‬وتحذيره من إمكانية تكرارها‪ ،‬ألنه‬
‫سوف يتعرض لعقوبات أشد في حالة العودة واإلستمرار في مخالفة أوامر صاحب العمل‪،‬‬
‫وعقوبة اإلنذار تعد من بين املستجدات التي جاءت بها م ش‪.‬‬
‫‪2-‬التوبيخ‬
‫التوبيخ فهو عقوبة أشد تأديبا من اإلنذار‪ ،‬يوقعها املشغل على األجير‪ ،‬واملادة ‪ 37‬من م‬
‫ش نجدها حددت التوبيخ في ثالث درجات‪ ،‬التوبيخ األول يأتي بعد اإلنذار‪ ،‬ثم التوبيخ الثاني‬

‫‪ 15‬املادة ‪ 37‬من م‪.‬ش‬

‫‪8‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الذي أنزله املشرع منزلة التوقيف عن الشغل ملدة ال تتعدى ‪ 8‬أيام‪ ،‬ثم التوبيخ الثالث‪ ،‬والذي‬
‫‪16‬‬
‫أنزله الشرع منزلة النقل من مصلحة ألخرى أو من مؤسسة ألخرى عند اإلقتضاء‬
‫ب‪-‬العقوبات التأديبية املهنية‬
‫إذ لم تتمكن العقوبات املعنوية من حد األخطاء املرتكبة من طرف األجير‪ ،‬يتم اللجوء إلى‬
‫العقوبات املهنية‪ ،‬وتتمثل في التوقيف عن الشغل ملدة مؤقتة أو النقل من مصلحة ملصلحة‬
‫أخرى أو الفصل‪.‬‬
‫ونظرا لخطورة هذه اإلجراءات‪ ،‬فقد نظمها املشرع ورتب على عدم إحترامها إضفاء صبغة‬
‫التعسفية على الفصل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬االرقابةاالقضائيةاعىلاسلطةاالتأديبي اة‪:‬ا‬
‫سنتناول رقابة القضاء على السلطة التأديبية للمشغل‪ ،‬من خالل الرقابة على إثبات‬
‫الخطأ وجسامته‪ ،‬والرقابة على مالئمة الجزاء التأديبي‬
‫أ‪-‬الرقابة على إثبات الخطأ وجسامته‬
‫‪ :1‬رقابة محكمة النقض على اإلثبات املادي للخطأ‬
‫كما هو معلوم‪ ،‬أن القاعدة العامة في مجال اإلثبات هي أن" من ادعى شيئا عليه إثباته"‬
‫‪ .17‬واألجير هو من يدعي وجود التعسف في العقوبة وعدم وجود خطأ جسيم يبرر فصله‪ ،‬لكن‬
‫املشرع املغربي تدخل بقلب عبء اإلثبات على املشغل‪ ،‬وهذا ما جاء في الفقرة الثانية من املادة‬
‫‪ 63‬من م ش‪" ،‬يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه‬
‫اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير لشغله هذا"‬
‫ومحكمة النقض كرست هذا التوجه في قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى‪ 18‬الذي‬
‫جاء فيه "ثبت من خالل محتويات امللف وتصريحات األطراف ومن خالل البحث اإلبتدائي‬
‫واإلستئنافي بأن املشغلة لم تدل بما يثبت ارتكاب األجير للخطأ املنسوب إليه مما يترتب عنه‬
‫اعتبار الفسخ تعسفيا يستحق عنه األجير التعويض"‪ .‬لهذا فإن تطبيق العقوبة على األجير بدون‬

‫‪ 16‬محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون شغل في املغرب في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط يناير ‪ ،2007‬ص‪80‬‬
‫‪ 17‬الفصل ‪ 399‬من ق‪.‬ل‪ .‬ع‬
‫‪ 18‬قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 71‬بتاريخ ‪ ،2007‬في امللف االجتماعي‪ ،‬عدد ‪974‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫سبب جدي وحقيقي وعدم قدرة املشغل على إثبات األخطاء املنسوبة لألجير‪ ،‬يجعل العقوبة‬
‫املتخذة ذات طابع تعسفي‪.‬‬
‫‪ 2‬رقابة محكمة النقض على جسامة الخطأ التأديبي‬
‫‪-‬الخطأ الجسيم املنصوص عليه قانونا‬
‫املشرع املغربي كان واضحا في تحديد األخطاء الجسيمة من خالل مقتضيات املادة ‪ 39‬م‬
‫ش ‪ ،19‬لكن رغم ذلك تثير هذه األخطاء في بعض األحيان اإلشكال من حيث التكييف‬
‫الخطأ الجسيم الغيراملنصوص عليه قانونا‬
‫بخالف حاالت األخطاء املنصوص عليها قانونا‪ ،‬فالقضاء له سلطة أوسع في تقدير مدى‬
‫جسامة األخطاء الغير املنصوص عليها قانونا‪ ،‬ويكون القاض ي في هذه الحالة أمام صعوبة أكبر‬
‫باملقارنة مع الخطأ الجسيم املنصوص عليه قانونا‪ ،‬مثل السرقة وتبادل الضرب‪...‬إلخ‪ ،‬إذ هو‬
‫ملزم بتحليل املبرر على ضوء القواعد التي تجعل الخطأ الجسيم هو الخطأ الذي يؤثر في‬
‫استقرار املقاولة ‪ 20‬وإذ كان تقدير جسامة األخطاء يخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع‪،‬‬
‫فإن هذا األخير ملزم بتبرير قراراته وتعليلها‪ ،‬وذلك لتجنب نقضها أمام محكمة النقض‪.‬‬
‫ب‪-‬الرقابة على مالئمة الجزاء التأديبي‬
‫املشرع املغربي وضع مجموعة من القواعد للحد من السلطة التأديبية للمشغل تجاه‬
‫أجرائه‪ ،‬وجعل تحديد الجزاءات التأديبية ومالئمتها لألخطاء املرتكبة تحت الرقابة القضائية‬
‫‪ 1‬الرقابة القضائية على مالئمة الجزاء تأديبي للعقوبة‬
‫حسب الفقرة األخيرة من املادة ‪ 42‬من م ش‪ ،‬نجدها جعلت قرارات املشغل في إطار‬
‫ممارسته للسلطة التأديبية‪ ،‬خاضعة للرقابة القضائية‪ ،‬فيما يرجع ملدى مالئمة العقوبة‬
‫التأديبية للخطأ‪ ،‬وهذا ما دأبت عليه محاكم املوضوع‪ ،‬كما أن محكمة النقض تعترف لقضاء‬
‫املوضوع بسلطة الرقابة على التناسب بين الجزاء املتخذ في حق األجير والخطأ املرتكب‪ ،‬حيث‬
‫قضت الغرفة اإلجتماعية ملحكمة النقض في أحد قراراتها بما يلي‪" ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن املحكمة ملا‬
‫قضت باعتبار أن األمر ال يتعلق بخطأ جسيم يستوجب عليها اتخاذ أي إجراء تأديبي آخر بدل‬

‫‪ 19‬محمد سعيد‪ ،‬قانون الشغل باملغرب عالقات الشغل الفردية‪ ،‬ط ‪ ،1989‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 20‬قرار محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،925‬صادر بتاريخ ‪ ،2004/9/29‬في امللف اإلجتماعي عدد‪2004/366‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الطرد نهائيا فإن ذلك يدخل في إطار سلطتها التقديرية التي ال رقابة عليها في ذلك من طرف‬
‫محكمة النقض إال من حيث التعليل وهو ثابت في النازلة‪ ،‬فالقرار جاء على هذا األساس معلال‬
‫‪21‬‬
‫تعليال كافيا‪"....‬‬
‫‪ 2‬حدود سلطة املشغل التأديبية‬
‫حدد املشرع املغربي العقوبات التأديبية املمكن اتخاذها في حق األجير املرتكب للخطأ غير‬
‫‪22‬‬
‫جسيم‪ ،‬واشترط مبدأ التدرج في تطبيقها للحد من تعسف املشغل في سلطته‬
‫اذا املشغل ملزم بتطبيق ما هو منصوص عليه قانونا‪ ،‬وفي حالة قيامه بتطبيق جزاءات‬
‫غير محددة أو عدم تطبيق مبدأ التدرج‪ ،‬يحق للقضاء عند عرض النزاع عليه‪ ،‬إلغاء هذا الجزاء‬
‫ما دام ليس في مصلحة األجير‪ ،‬واملشرع حدد العقوبات في املادة‪ 37‬من م ش‪ ،23‬بهدف وضع‬
‫حدود لسلطة املشغل التأديبية ومراقبة حسن تطبيقها ومدى مالئمتها للخطأ املرتكب‪ ،‬وهذا ما‬
‫أقرته املحكمة اإلبتدائية بالرباط‪ ،‬على أن السلطة التأديبية املمنوحة لرب العمل‪ ،‬تبقى خادعة‬
‫ملراقبة القضائية قصد معرفة مدى مالئمة العقوبة للخطأ في حالة ثبوته ‪.24‬‬

‫‪ 21‬حكم املحكمة االبتدائية بالرباط‪ ،‬رقم ‪ ،23‬بتاريخ ‪ ،1985/1 /23‬منشور بمجلة امللحق القضائي‪ ،‬لسنة ‪1985‬‬
‫‪ 22‬ملادة ‪ 38‬من م ش‬
‫‪ 23‬املادة ‪ 37‬من م ش الشغل‬
‫‪ 24‬حكم رقم ‪ 23‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،1985‬منشور باملجلة املغربية للقانون‪ ،‬عدد ‪ ،6‬ص ‪338‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حاالت الفصل التعسفي‬


‫نظرا ملا للفصل التعسفي من آثار سلبية على وضعية األجير‪ ،‬فقط سعى املشرع لتحديد‬
‫مختلف الحاالت التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء عقد الشغل غير محدد املدة‪ ،‬كما نص على‬
‫إجراءات شكلية محددة يجب سلوكها تبعا لكل حالة من حاالت الفصل‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك عدم‬
‫التعسف في إستعمال الحق في اإلنهاء الذي يجب أن يستند على وجود مبرر قانوني ومقبول‪.‬‬
‫بحيث إن حرية املشغل في فصل األجير مقيدة بقيود شكلية وأخرى موضوعية‪ ،‬يتولى‬
‫القضاء بما له من سلطة تقديرية في إعمال رقابته عليها ويترتب على عدم إحترامها إعتبار الفصل‬
‫تعسفي‪.‬‬
‫وبناء عليه فإن الفصل التعسف لألجير وإن تعددت حاالته فهو إما فصل تعسفي ناتج‬
‫عن سبب شكلي(الفقرة األولى) وإما فصل تعسفي ناتج عن سبب موضوعي (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬الفصل الناتج عن سبب شكلي‬


‫يتعين على املشغل إذا ما رغب في فصل أحد أجرائه بسبب إرتكابه لخطأ جسيم‪ ،‬أن يحترم‬
‫مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي نص عليها املشرع املغربي في مدونة الشغل‪ ،‬بحيث نص‬
‫على اإلجراءات الواجب إتباعها في مسطرة الفصل الفردي لألجير من خالل الفصول من ‪ 62‬إلى‬
‫‪64‬م‪25‬ن م‪.‬ش‪ ،‬كما ألزم املشغل الذي يعتزم فصل كل أو بعض أجرائه بأن يتقيد بمجموعة من‬
‫إجراءات اإلعفاء الجماعي وهي التي نص عليها في املواد من ‪ 66‬إلى ‪26 71‬من م‪.‬ش‪.‬‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫عدماإحتامامسطرةاالفصلاالفرد ا‬ ‫أو الا‪:‬ا‬
‫لقد فرض املشرع املغربي من خالل مقتضيات مدونة الشغل بعض الشروط الشكلية من‬
‫أجل تضييق السلطة املخولة للمشغل في إنهاء عقد الشغل‪ ،‬هذه الشروط تختلف باختالف‬
‫األجير املفصول من الشغل إن كان أجير عادي أو أجير محمي‪.‬‬

‫‪ 25‬أنظر املواد من ‪ 62‬إلى ‪ 64‬من م‪.‬ش‬


‫‪ 26‬أنظر املواد من ‪ 66‬إلى ‪ 71‬من‪.‬م‪.‬ش‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪-1‬مخالفة اإلجراءات الشكلية لفصل األجيرالعادي‪.‬‬


‫أ‪-‬عدم مراعاة مهلة اإلخطار‬
‫لم يعرف املشريع املغربي مهلة اإلخطار بل إكتفى فقط بالنص عليه في املادة ‪ 43‬من م‪ ،‬ش‬
‫وبرجوع إلى بعض األراء الفقهية نجدها نصت على بعض التعاريف ملهلة اإلخطار حيث‬
‫‪27‬‬
‫نجد اإلتجاه األولى عرفها بأنها الفترة املمتدة ما بين تاريخ اإلشعار وتاريخ تنفيذه‪.‬‬
‫بينما يعرفها اإلتجاه الثاني على أنها عبارة عن أجل يحدده القانون أو عقد الشغل أو‬
‫االتفاقية‪.28‬‬
‫لقد أكدت املادة ‪ 43‬من م‪.‬ش على أنه من حق طرفي عقد الشغل إنهاء عقد الشغل غير‬
‫املحدد املدة شريطة التقيد بمهلة اإلخطار بحيث جاء في هذه املادة" يكون إنهاء عقد الشغل غير‬
‫محدد املدة‪ ،‬بإرادة منفردة‪ ،‬مبنيا على احترام أجل اإلخطار‪ ،‬ما لم يصدر خطأ جسيم عن‬
‫الطرف اآلخر‪.‬‬
‫ينظم أجل اإلخطار ومدته بمقتض ى النصوص التشريعية‪ ،‬أو التنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪،‬‬
‫أو اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي‪ ،‬أو العرف‪.‬‬
‫يكون باطال بقوة القانون‪ ،‬كل شرط في عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو‬
‫النظام الداخلي‪ ،‬أو العرف يحدد أجل اإلخطار في مدة تقل عما حددته النصوص التشريعية‪،‬‬
‫أو التنظيمية‪.‬‬
‫يكون باطال في جميع األحوال كل شرط يحدد أجل اإلخطار في أقل من ثمانية أيام‪.‬‬
‫يعفى املشغل واألجير من وجوب التقيد بأجل اإلخطار في حالة القوة القاهرة"‪.‬‬
‫وباستقراء املادة ‪ 43‬من م‪.‬ش‪ .‬أعاله يمكن القول على أنه من الضروري على املشغل إحترام‬
‫أجل اإلخطار في حاالت إنهاء عقد الشغل غير محدد املدة‪ ،‬ويستثني من ذلك حالة صدور خطأ‬
‫جسيم أو حالة القوة القاهرة حسب تعبير الفقرة األخيرة من املادة السالفة الذكر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مدة اإلخطار ال يجب أن تقل في كل األحوال عن ثمانية أيام وإال إعتبر‬
‫كل شرط يحددها باطال‪.‬‬

‫‪ 27‬موس ى عبود "دروس في القانون اإلجتماعي املركز الثقافي العربي"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪ 1994‬ص ‪175‬‬
‫‪ 28‬محمد الكشبور"إنهاء عقد الشغل"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2008‬ص ‪289‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫وبعد صدور املرسوم ‪ 29‬املتعلق بأجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل‪ ،‬جاء املشرع املغربي‬
‫بمدد مختلفة‪ ،‬حيث أنها تختلف بحسب صنف األجير إن كان إطارا أو مستخدما أو عامال‪.‬‬
‫*بالنسبة لألطر ومن شابههم حسب أقدميتهم‪.‬‬
‫‪-‬أقل من سنة‪ .......‬شهر واحد‪.‬‬
‫‪-‬من سنة إلى خمس سنوات‪ .....‬شهران‪.‬‬
‫‪-‬أكثر من خمس سنوات‪ .....‬ثالثة أشهر‪.‬‬
‫*بالنسبة للمستخدمين والعمال حسب أقدميتهم‪.‬‬
‫‪-‬أقل من سنة‪ .....‬ثمانية أيام‪.‬‬
‫‪-‬من سنة إلى خمس سنوات‪ ....‬شهر واحد‪.‬‬
‫‪-‬أكثر من خمس سنوات‪ ....‬شهران‪.‬‬
‫حيث إن املشرع املغربي من خالل هذا املرسوم قما بتحديد مدد محددة حسب التصنيف‬
‫املنهي لكل أجير ال يجوز مخالفتها وإال كان إجراء اإلخطار باطال‪ ،‬لكن يمكن النص في األنظمة‬
‫الداخلية أو االتفاقيات الجماعية على مدد أخرى شريطة الزيادة فيها وإال كانت باطلة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك لقد منح املشرع األجير بمقتض ى املادة ‪ 48‬من م‪.‬ش ‪30‬حق التغيب‬
‫قصد البحث عن عمل آخر مع أداء األجرة كما لو إشتغل بصفة فعلية‪ .‬وحددت املادة ‪ 49‬من‬
‫م‪.‬ش‪ 31‬هذه الرخصة بالسماح لألجير بساعتين في اليوم‪ ،‬شريطة أن ال يتعدى هذه الساعات‬
‫املرخص بها ‪ 8‬ساعات في األسبوع الواحد أو ‪ 30‬ساعة في كل فترة من ‪ 30‬يوم متوالية‪.‬‬

‫‪ 29‬مرسوم رقم ‪ .469.04.2‬صادر في دجنبر ‪"2004‬يتعلق بأجل اإلخطار "منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 21 .5279‬دي‬
‫القعدة‪ 3(1425‬يناير ‪.)2005‬ص‪11‬‬
‫‪ 30‬املادة ‪ 48‬من‪.‬م‪.‬ش "يستفيد األجير أثناء أجل اإلخطار‪ ،‬من رخص التغيب‪ ،‬قصد البحث عن شغل آخر‪ ،‬على أن يؤدى له عنها‬
‫األجر الذي يتقاضاه عن أوقات شغله الفعلي‪ ،‬أيا كانت طريقة أدائه‪" .‬‬
‫‪ 31‬املادة ‪ 49‬من م‪.‬ش " تحدد رخصة التغيب املنصوص عليها في املادة ‪ 48‬أعاله في ساعتين في اليوم‪ ،‬على أال تتعدى األوقات املرخص‬
‫بها ثماني ساعات في األسبوع الواحد‪ ،‬أو ثالثين ساعة في كل فترة من ثالثين يوما متوالية‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان األجير يشتغل في مقاولة‪ ،‬أو مؤسسة‪ ،‬أو ورش يبعد مسافة تفوق عشرة كيلومترات عن مدينة مصنفة في عداد‬
‫البلديات‪ ،‬أمكن له التغيب أربع ساعات متتالية مرتين في األسبوع‪ ،‬أو ثماني ساعات متتالية مرة في األسبوع‪ ،‬خالل الساعات‬
‫املخصصة للشغل في املقاولة‪ ،‬أو املؤسسة‪ ،‬أو الورش‪" .‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫ب‪-‬عدم إحترام إجراءات فصل األجيراملرتكب لخطأ جسيم‪.‬‬


‫لقد نظم املشرع املغربي مسطرة الفصل للسبب الخطأ الجسيم في املواد من ‪ 61‬إلى ‪64‬‬
‫من م‪.‬ش‪ ،32‬حاول من خاللها إحاطة األجير املرتكب لخطأ جسيم ببعض الضمانات القانونية‬
‫قبل إتخاد قرار فصله ‪ ،33‬وهذه املسطرة تمر بمراحل أساسية تبتدئ باإلسماع إلى األجير داخل‬
‫ثمانية أيام من تاريخ إرتكاب الفعل املنسوب إليه‪ ،‬وذلك بحضور مندوب األجراء أو املمثل‬
‫النقابي الذي يختاره بنفسه مع تحرير محضر في املوضوع من قبل إدارة املقاولة يوقعه الطرفان‬
‫وتسلم نسخة منه لألجير‪.‬‬
‫وبعد اإلستماع لألجير على املشغل تسليمه ‪ 34‬مقرر الفصل مقابل وصل أو بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتواصل داخل أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ إتخاذ القرار املذكور‪ ،‬على أن‬
‫يتضمن هذا املقرر األسباب املبررة إلتخاده‪ ،‬وتاريخ اإلستماع إلى األجير ومحضر اإلستماع طبقا‬
‫لألحكام املادة ‪ 63‬من م‪.‬ش‪ ،‬وعدم إحترام هذه اإلجراءات يؤدي إلى إعتبار الفصل تعسفيا‪.35‬‬
‫‪-2‬مخالفة اإلجراءات الشكلية لفصل األجيراملحمي‪.‬‬
‫لقد عمل املشرع املغربي في مدونة الشغل‪ ،‬على توفير حماية خاصة لفئة معينة من األجراء‬
‫بالنظر لطبيعة دورها داخل املؤسسة أو املقاولة‪ ،‬كمندوب األجراء أو املمثل النقابي وطبيب‬
‫الشغل واملرأة الحامل‪.‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة ملندوب األجراء أو املمثل النقابي‪.‬‬
‫يتولى مندوب األجراء مهمة خاصة داخل املقاولة وغالبا ما تزعج املشغل‪ ،‬تتجلى باألساس‬
‫في رابط اإلتصال بين األجراء واملشغل‪ 36 ،‬والدفاع عن حقوق األجراء حسب ما جاء في املادة‬
‫‪ 432‬من‪.‬م‪.‬ش" تتمثل مهمة مندوبي األجراء في‪:‬‬

‫‪ 32‬انظر املواد من ‪ 61‬الى ‪ 64‬من م‪.‬ش‪.‬‬


‫‪ 33‬بلقاسم بن إبراهيم" ضمانات األجير في عقد الشغل غير محدد املدة"‪ ،‬املجلة املغربية لقانون األعمال واملقاوالت‪ ،‬عدد ‪13‬‬
‫أكتوبر‪2007‬ص ‪109‬‬
‫‪ 34‬املادة ‪ 63‬من‪.‬م‪.‬ش" يسلم مقرر العقوبات التأديبية الواردة في املادة ‪ 37‬أعاله أو مقرر الفصل إلى األجير املعني باألمر يدا بيد مقابل‬
‫وصل‪ ،‬أو بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل داخل أجل ثماني وأربعين ساعة من تاريخ اتخاذ املقرر املذكور‪.‬‬
‫يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل‪ ،‬كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير لشغله"‬
‫‪ 35‬محمد الكشبور"إنهاء عقد الشغل دراسة التشريعية وقضائية مقارنة"‪ ،‬طبعة‪ 2008‬ص‪98‬‬
‫‪ 36‬أنظر املواد من ‪ 430‬الى ‪ 462‬من م‪.‬ش‬

‫‪15‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪ -‬تقديم جميع الشكايات الفردية‪ ،‬املتعلقة بظروف الشغل الناتجة عن تطبيق تشريع‬
‫الشغل أو عقد الشغل‪ ،‬أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي‪ ،‬إلى املشغل‪ ،‬إذا لم تقع‬
‫االستجابة لها مباشرة؛‬
‫‪ -‬إحالة تلك الشكايات إلى العون املكلف بتفتيش الشغل‪ ،‬إذا إستمر الخالف بشأنها"‪،‬‬
‫فلذلك يكون مندوب األجراء بصفه هاته معرضا أكثر من غيره ملضايقات املشغل ومهددا‬
‫بالفصل‪ ،‬هذا األمر هو ما دفع املشرع املغربي من خالل املواد ‪ 430‬إلى ‪ 462‬من م‪.‬ش‪ .‬بفرض‬
‫حماية خاصة لهذه الفئة من األجراء وذلك بالنص على بعض اإلجراءات يتعين على املشغل‬
‫إحترامها قبل الفصل وتتجلى في‪:‬‬
‫‪-‬تبليغ العون املكلف بتفتيش الشغل بكل اجراء تأديبي يعتزم مشغل إتخاذه وذلك سواء‬
‫تعلق األمر بالفصل أو بغير الفصل‪ ،‬ويستفيد من هذه الحماية املندوب أو نائبه وحتى املندوب‬
‫الذي إنتهت مدة إنتدابه وذلك ملدة ستة أشهر من تاريخ إنتهاء مدة إنتدابه‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك نصت املادة ‪ 459‬من م‪.‬ش على أن مفتش الشغل يجب أن يتخذ قراره‬
‫بالرفض أو املوافقة داخل أجل ثمانية أيام وبذلك تكون مدونة الشغل قد تراجعت عن ما كان‬
‫يعمل القضاء سابقا‪ ،‬والذي يعتبر مفتش شغل مجرد رأي إستشاري فقط لينتقل إلى املوافقة‬
‫والرفض في مدونة الشغل‪ .‬وبالتالي فإذا كان قرار مفتش شغل موافق لقرار املشغل ال يعتبر‬
‫فصل األجير في هذه الحالة فصال تعسفيا‪ ،‬أما في حالة عدم املوافقة فإن املشغل مجبر على‬
‫إبقاء األجير في عمله‪ ،‬ألن كل فصل ملندوب األجراء دون إستعمال هذه املسطرة يجعل الفصل‬
‫تعسفيا لسبب شكل دون حاجة إلى البحث في املوضوع‪.‬‬
‫وهذا ما أكده القضاء من خالل العديد من القرارات الصادرة عنه‪ ،‬والتي إعتبرت أن كل‬
‫إجراء تأديبي أو فصل يقوم به املشغل دون إحترام قرار مفتش الشغل يجعل الفصل تعسفيا‪.37‬‬
‫‪-‬أما بخصوص املمثل النقابي فقد نصت املادة ‪ 472‬من م‪.‬ش" يستفيد املمثلون النقابيون‬
‫من نفس التسهيالت والحماية التي يستفيد منها مندوبو األجراء بمقتض ى هذا القانون‪.‬‬

‫‪ 37‬املادة ‪459‬من م‪.‬ش‪ ".‬يمكن للمشغل‪ ،‬في حالة الخطأ الجسيم‪ ،‬أن يقرر حاال التوقيف املؤقت في حق مندوب األجراء‪ ،‬وعليه أن‬
‫يشعر فورا‪ ،‬العون املكلف بتفتيش الشغل باإلجراء التأديبي املزمع اتخاذه‪.‬‬
‫يجب على العون املكلف بتفتيش الشغل‪ ،‬في الحاالت الواردة في املادتين ‪ 457‬و‪ 458‬أعاله‪ ،‬أن يتخذ قراره‪ ،‬باملوافقة أو الرفض‪،‬‬
‫خالل الثمانية أيام املوالية إلشعاره‪ .‬ويجب أن يكون قراره معلال"‬

‫‪16‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫إذا كان مندوب األجراء يزاول في نفس الوقت مهمة املمثل النقابي‪ ،‬فإنه يستفيد من‬
‫التسهيالت والحماية املنصوص عليها في الفقرة األولى من هذه املادة برسم ممارسة إحدى‬
‫املهمتين فقط"‪.‬‬
‫وبناء عليه فا مدونة الشغل قد ساوت في حمايتها للممثل النقابي ومندوب األجراء‪ ،‬كما‬
‫يجب اإلشارة إلى أن هذه اإلجراءات الشكلية التي تسبق اإلجراءات التأديبية الخاصة بمندوب‬
‫األجراء أو بنوابهم‪ ،‬هي إجراءات تتصل بصميم النظام العام‪ ،‬يجب على القضاء أن يسهر على‬
‫‪38‬‬
‫فرض إحترامها من جانب املشغلين‬
‫كما أنه في حالة فصل مندوب األجراء أو املمثل النقابي خالل فترة إنتدابهم‪ ،‬التعويض‬
‫‪39‬‬
‫املستحق لهم عن الفصل يصل إلى ‪100%‬‬
‫لكن يمكن للمشغل في حالة إرتكاب مندوب األجراء أو نائبه لخطأ جسيم أن يقرر إيقافه‬
‫بصفة مؤقتة‪ ،‬شريطة إشعار العون املكلف بالتفتيش بهذا اإلجراء التأديبي املتخذ‪.‬‬
‫ب‪-‬بالنسبة لطبيب الشغل‪.‬‬
‫لقد تطرق املشرع املغربي للمصالح الطبية للشغل في املواد من ‪ 304‬إلى ‪ 331‬من‬
‫م‪.‬ش ‪ 40‬وهنا ألزم املشرع املغربي رئيس املقاولة التي تشغل أكثر من ‪ 50‬أجير‪ ،‬أن تحدث إما‬
‫مصالح طبية للشغل املستقلة أو مصالح طبية مشتركة‪ ،‬وفقا الشرط املحدد من قبل السلطة‬
‫الحكومية املكلفة بالشغل ‪ ،41‬ويسهر على سير املصالح الطبية للشغل طبيب أو أكثر‪ ،‬بحيث‬
‫يجب أن يمارسوا مهامهم بصفة شخصية حسب املادة ‪ 309‬من م‪.‬ش والتي جاء فيها "يسهر على‬

‫‪ 38‬جاء في قرار أخر فاملحكمة عندما خلصت إلى أن األجير املطلوب في النقض الذي له صفة مندوب العمال تم طرده تعسفيا من‬
‫طرف مشغله لعدم سلوكه املسطرة املنصوص عليها بظهير ‪-1962-10-29‬قرار املجلس االعلى عدد ‪ 438‬مؤرخ في‪10/05/2006‬‬
‫رسالة املحاماة‪ .‬مجلة دوريه تصدر هيئه املحامين بالرباط دجنبر ‪ 1999‬عدد ‪.14‬‬
‫‪ 39‬محمد الكاشبور‪" ،‬إنهاء عقد الشغل"م‪.‬س‪.‬ص‪101‬‬
‫‪ 40‬املادة ‪ 305‬من‪.‬م‪.‬ش" يجب على املقاوالت الصناعية والتجارية ومقاوالت الصناعة التقليدية واالستغالالت الفالحية والغابوية‬
‫وتوابعها التي تشغل أقل من خمسين أجيرا أن تحدث إما مصالح طبية للشغل مستقلة أو مصالح طبية مشتركة‪ ،‬وفق الشروط‬
‫املحددة من قبل السلطة الحكومية املكلفة بالشغل‪.‬‬
‫يوافق املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل على اختصاصها الترابي واملنهي‪ ،‬بعد موافقة الطبيب املكلف بتفتيش الشغل‪.‬‬
‫يجب على املصلحة الطبية املشتركة بين املقاوالت‪ ،‬أن تقبل عضوية كل مقاولة داخلة في نطاق اختصاصها‪ ،‬ما لم ير املندوب‬
‫اإلقليمي املكلف بالشغل خالف ذلك"‬
‫‪ 41‬املادة ‪ 313‬من‪.‬م‪.‬ش" يجب أن يكون‪ ،‬كل إجراء تأديبي‪ ،‬يعتزم املشغل أو رئيس املصلحة الطبية املشتركة بين املقاوالت اتخاذه في‬
‫حق طبيب الشغل‪ ،‬موضوع قرار‪ ،‬يوافق عليه العون املكلف بتفتيش الشغل‪ ،‬بعد أخذ رأي الطبيب مفتش الشغل"‬

‫‪17‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫سير املصالح الطبية للشغل‪ ،‬طبيب أو أكثر‪ ،‬يطلق عليهم "أطباء الشغل"‪ .‬ويجب عليهم أن‬
‫يباشروا مهامهم بأنفسهم"‬
‫ج‪-‬بالنسبة للمرأة الحامل‪.‬‬
‫مدونة الشغل ‪ 42‬وفرت حماية خاصة للمرأة الحامل فيما يخص إنهاء عقد شغل هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬أو في حالة توقيع عقوبة الفصل كعقوبة تأديبية عليها‪ ،‬حيث ألزم املشغل بعد إنهاء عقد‬
‫الشغل األجيرة التي أثبت حملها بشهادة طبية سواء أثناء الحمل أو بعد الوضع بأربعة عشر‬
‫ً‬
‫أسبوعا‪ ،‬كما أنه ال يمكن إنهاء عقد شغل األجيرة أثناء فترة توقفها عن الشغل بسبب نشوء‬
‫حالة مرضية عن الحمل أو النفاس مثبتة بشهادة طبية‪ ،‬إال أنه مع ذلك خول للمشغل الحق في‬
‫إنهاء هذا العقد إذا تبث إرتكاب املعنية باألمر لخطأ جسيم‪ ،‬شريطة أن ال تبليغ هذه األخيرة قرار‬
‫‪43‬‬
‫اإلنهاء‪ .‬اثناء فترة توقيف عقدالشغل املنصوص عليها في املادتين ‪ 154‬و‪ 156‬من‪.‬م‪.‬ش‬
‫امامسطرةاالفصلاالجماع‬
‫ا‬ ‫ر‬
‫عدماإحت‬ ‫ثانيا‪:‬ا‬
‫يتمتع املشغل بالصالحيات واسعة في تسيير مقاولته‪ ،‬بالكيفية التي تخدم مصالحه والتي‬
‫تكفل النجاح ملشروعه‪ ،‬هذا األخير الذي وظف من أجله العديد من اإلمكانيات املادية‬
‫والبشرية‪ ،‬لكن باملقابل فإن املقاولة قد تعترضها مجموعة من الصعوبات إذ تمر بظروف مالية‬
‫وإقتصادية صعبة‪ ،‬يجبر معها املشغل على اللجوء إلى فصل بعض أو كل أجرائه أو إغالق‬
‫مقاولته‪.‬‬
‫أ‪-‬مرحلة اإلخبارواإلستشارة والتفاوض‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 66‬من م‪.‬ش‪ 44.‬فإن املشغل الذي يعتزم فصل أجرائه ألسباب تكنولوجيا أو‬
‫هيكلية أو إقتصادية أو إغالق املقاولة‪ ،‬يجب علي تبليغ قراره هذا إلى مندوب األجراء واملمثلين‬
‫النقابيين باملقاولة عند وجودهم قبل شهر واحد على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل‪،‬‬
‫في إطار مسطرة الفصل الجماعي ألسباب إقتصادية فإنه يجب على املشغل فتح حوار مع‬
‫ممثل األجراء‪ ،‬وذلك عن طريق اإلستشارة والتفاوض‪ ،‬بغاية دراسة التدابير واإلجراءات الكفيلة‬
‫بتفادي عملية الفصل أو التخفيض من آثاره على األقل‪ ،‬وفي نطاق هذا الحوار قد يقترح املشغل‬

‫‪ 42‬نظم املشرع املغربي حماية املرأة الحامل في مدونه الشغل في املواد من ‪ 152‬الى ‪ 165‬تحت عنوان حماية األمومة‬
‫‪ 43‬أنظر املادتين ‪ 154‬و‪ 156‬من‪.‬م‪.‬ش‬
‫‪ 44‬أنظر املادة ‪ 66‬من م‪.‬ش‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫على ممثل األجراء حذف بعض التعويضات من أجل تفادي الفصل‪ ،‬كما يقترح على األجراء‬
‫القيام ساعات إضافية بدون أجر من أجل نفس الغاية أي لتفادي الفصل‪،45‬‬
‫وتبقى اإلشارة في األخير أن املشرع رتب على عدم إحترام املشغل لهذه املسطرة جزاء يتمثل‬
‫في غرامة مالية تتراوح ما بين ‪10‬ألف و‪ 20‬ألف درهم‪ .‬حسب ما تنص عليه مقتضيات الفقرة‬
‫‪46‬‬
‫األخيرة من املادة ‪ 78‬من م‪.‬ش‪.‬‬
‫كما أقر املشرع املغربي في املادة ‪ 67‬من م‪.‬ش" يتوقف فصل األجراء العاملين في املقاوالت‬
‫املشار إليها في املادة ‪ 66‬أعاله‪ ،‬كال أو بعضا‪ ،‬ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها‪ ،‬أو‬
‫ألسباب اقتصادية‪ ،‬على إذن يجب أن يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه شهران‬
‫من تاريخ تقديم الطلب من طرف املشغل إلى املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل‪.‬‬
‫يكون طلب اإلذن مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية وبمحضر املشاورات والتفاوض مع‬
‫ممثلي األجراء املنصوص عليه في املادة ‪ 66‬أعاله‪.‬‬
‫في حالة الفصل ألسباب اقتصادية‪ ،‬يكون الطلب مرفقا‪ ،‬عالوة على الوثائق املذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬باإلثباتات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير يتضمن األسباب االقتصادية التي تستدعي تطبيق مسطرة الفصل؛‬
‫‪ -‬بيان حول الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة؛‬
‫‪ -‬تقرير يضعه خبير في املحاسبة أو مراقب في الحسابات‪.‬‬
‫يجب على املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل أن يجري كل األبحاث التي يعتبرها ضرورية‬
‫وأن يوجه امللف‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى شهرا واحدا من تاريخ توصله بالطلب‪ ،‬إلى أعضاء لجنة‬
‫إقليمية يرأسها عامل العمالة أو اإلقليم لدراستها والبت فيها في األجل املحدد أعاله‪.‬‬
‫يجب أن يكون قرار عامل العمالة أو اإلقليم معلال ومبنيا على الخالصات واالقتراحات التي‬
‫توصلت إليها اللجنة املذكورة"‬
‫ً‬
‫وانطالقا من مقتضيات هذه املادة فإن املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل‪ ،‬وبمجرد توصله‬
‫بطلب املشغل إلزمي إلى فصل كل أجراءه أو بعضهم ألسباب تكنولوجيا أو هيكلية أو إقتصادية‬

‫‪ 45‬الحاج الكوري‪" ،‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 92.65‬احكام عقد الشغل"‪ ،‬مطبعة األمنية ‪239‬‬
‫‪ 46‬أنظر املادة ‪78‬من م‪.‬ش‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫عليها القيام بكل األبحاث التي يعتبرها ضرورية للوقوف على الوضعية الحقيقية للمقاولة‪،‬‬
‫وكذلك التأكيد على صحة البيانات املرفقة بطلب املشغل‪ ،‬وبالتالي تكوين فكرة شاملة عن‬
‫مختلف العناصر املتعلقة باملوضوع وتضمينها في ملف وإحالته على اللجنة املختصة التي يرأسها‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬وذلك دخل أجل ال يتعدى شهر واحد من تاريخ التوصل بالطلب‪،‬‬
‫حيث تعتبر اللجنة اإلقليمية هي الجهة الوحيدة التي لها صالحية دراسة طلب الفصل الجماعي‪،‬‬
‫والبت فيه بمقتض ى قرار صادر عن عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬والذي يجب ان يكون ومبنيا على‬
‫الخالصات واإلقتراحات التي توصلت إليها اللجنة‪.‬‬
‫ب‪-‬البث في طلب اإلعفاء‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 68‬من م‪.‬ش يبث العامل في طلب اإلذن باإلعفاء بمعية لجنة إقليمية تتكون‬
‫من ممثلين عن السلطات اإلدارية املعنية وممثلين عن املنظمات املهنية للمشغلين والنقابية‬
‫‪47‬‬
‫لألجراء‪.‬‬

‫‪ 47‬املادة ‪ 68‬من م‪.‬ش" تتكون اللجنة اإلقليمية املشار إليها في املادة ‪ 67‬أعاله من ممثلين عن السلطات اإلدارية املعنية وممثلين عن‬
‫املنظمات املهنية للمشغلين واملنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال‪.‬‬
‫يحدد أعضاء اللجنة وطريقة تعيينهم وكيفية تسييرها بنص تنظيمي "‬

‫‪20‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الفصل الناتج عن سبب موضوعي‬


‫بعد فحص القضاء ملدى إحترام الشكليات ومسطرة الفصل ينتقل للرقابة على هذا‬
‫الفصل‪ ،‬الذي يجب أن يستند على سبب مشروع وجدي وإن تعددت األسباب التي يمكن أن‬
‫تكون موضوع فصل األجير‪ ،‬فإنهاء العمال بتم بفعل أسباب ترتبط ارتباط وثيق باملشغل كتغيير‬
‫يلحق مركزه القانوني أو تطورات اقتصادية وتحوالت التكنولوجية تطرا على املقاولة أو الرغبة‬
‫من املشغل في تعديل بنود الشغل أو بناء على أسباب ترتبط باألجير‬
‫أسباباالفصلاالمتعلقةاباألجت ا‬
‫ا‬ ‫أو الا‪:‬ا‬
‫تعد السلطة التأديبية من أهم الضمانات التي اعطاها املشرع املغربي للمشغل من اجل‬
‫ضمان نجاح مشروعه الذي تحمل من اجله نفقات باهظه وحسب ما جاء في املادة ‪ 39‬من م"‬
‫تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل‪ ،‬األخطاء التالية املرتكبة من طرف‬
‫األجير‪:‬‬
‫‪ -‬ارتكاب جنحة ماسة بالشرف‪ ،‬أو األمانة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬صدر بشأنها حكم نهائي‬
‫وسالب للحرية؛‬
‫‪ -‬إفشاء سر منهي نتج عنه ضرر للمقاولة؛‬
‫‪ -‬إرتكاب األفعال التالية داخل املؤسسة أو أثناء الشغل‪:‬‬
‫‪ -‬السرقة؛‬
‫‪ -‬خيانة األمانة؛‬
‫‪ -‬السكر العلني؛‬
‫‪ -‬تعاطي مادة مخدرة؛‬
‫‪ -‬االعتداء بالضرب؛‬
‫‪ -‬السب الفادح؛‬
‫‪ -‬رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر؛‬
‫‪ -‬التغيب بدون مبرر ألكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خالل اإلثنى عشر شهرا؛‬
‫‪ -‬إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو املواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح؛‬

‫‪21‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪ -‬ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل؛‬


‫‪ -‬عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة املؤسسة ترتبت‬
‫عنها خسارة جسيمة؛‬
‫‪ -‬التحريض على الفساد؛‬
‫‪ -‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني املوجه ضد أجير أو مشغل أو من‬
‫ينوب عنه لعرقلة سير املقاولة‪.‬‬
‫يقوم مفتش الشغل في هذه الحالة األخيرة بمعاينة عرقلة سير املؤسسة وتحرير محضر‬
‫بشأنها"‬
‫‪-1‬مفهوم الخطأ الجسيم‬
‫لم يعرف املشرع املغربي الخطأ الجسيم بل أورد حاالت إعتبرها أخطاء جسيمه قد تصدر‬
‫عن األجير‪ ،‬وبالرجوع إلى مواقف الفقه املغربي نجد أنه أعطى بعض التعاريف للخطأ الجسيم‬
‫‪48‬‬
‫بحيث عرفه اإلتجاه األول على أنه يجعل مستحيال اإلبقاء على الوضعية التعاقدية‬
‫‪49‬‬
‫كما عرفه إتجاه ثاني بأنه إخالل العامل بواجبه املنهي أو بقواعد املقاولة‬
‫كما عرفه إتجاه ثالث على أنه يعتبر خطأ جسيم‪ ،‬كلما إستحال معه الحفاظ على العالقة‬
‫‪50‬‬
‫التعاقدية ولو أثناء مهلة اإلخطار‬
‫‪-2‬بعض الصورالقانونية للخطأ الجسيم في التشريع املغربي‬
‫يمكن تقسيم االخطاء التي نص عليها املشرف املادة ‪ 39‬من مدونه الشغل الى اخطاء‬
‫جسيمه يرتكبها االجير خارج املؤسسة واخطاء جسيمه يرتكب االجير داخل املؤسسة‬
‫أ‪-‬االخطاء الجسيمة التي يرتكبها األجيرخارج املؤسسة‬

‫‪ 48‬محمد سعيد بناني"قانون الشغل باملغرب في ضوء مدونه الشغل عالقة الشغل الفردية"الجزء الثاني‪ .‬مجلد الثاني طبعه يناير‬
‫‪.2007‬ص‪860‬‬
‫‪ 49‬ادريس فجر"مساهمة في دراسة نظريه اسباب انقضاء عقد العمل"أطروحة في القانون الخاص كليه الحقوق الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪1999 -1998‬ص‪84‬‬
‫‪ 50‬دنيا مباركة"ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونه الشغل الجديدة"مجلة القصر عدد ‪ 14‬ماي ‪ 2006‬بدون ذكر‬
‫صفحة‬

‫‪22‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫تتمثل االخطاء الجسيمة التي يرتكبها االجير خارج املؤسسة والتي يترتب على ارتكابه لها‬
‫فصل من الشغل دون حقها في التعويض وذلك يتضح من خالل ارتكاب جنحه ماسه بالشرف‬
‫واألمانة او االدب العامة وافشاء السر منهي نتج عنه ضرر باملقاولة‬
‫‪-1‬إرتكاب جنحة ماسة بالشرف او األمانة أو األداب العامة‬
‫لكي يعتبر األجير مرتكب لخطأ جسيم حسب منطوق الفقرة األولى من املادة ‪ 39‬م‪.‬ش‪ .‬البد‬
‫ان يصدر في مواجهه حكما يسبب إرتكابه جنحة ماسة بالشرف أو األمانة‬
‫‪-2‬إفشاء سرمنهي نتج عنه ضررباملقاولة‬
‫يعتبر اإللتزام باملحافظة على أسرار املقاولة من مقتضيات مبدأ حسن النية‪ ،‬الذي تفرضه‬
‫كافة العقود ومن بينها عقد الشغل‪ ،‬الش يء الذي يجعله إلتزاما جوهري في مواجهة األجير‪ ،‬يترتب‬
‫على اإلخالل به إعتباره مرتكبا خطا جسيما يخول للمشرع الحق في فصله من العمل دون‬
‫تعويض‪ ،‬بحيث تشترط املادة ‪ 39‬من‪.‬م‪.‬ش أن يكون إفشاء أسرار املقاولة قد ترتب عنه ضرر‬
‫لهذا األخير‪.‬‬
‫وفي نفس السياق إعتبر املجلس األعلى سابقا (محكمه النقض حاليا ) أن قيام األجير بفتح‬
‫ظرف كلف بإيصاله واإلطالع على ما يوجد به إفشاء للسر املنهي يبرر فصله من العمل‪ ،‬وجاء في‬
‫حيثيات هذا القرار أن "قضاة ملوضوع ثبت لديهم أن األجير قد إرتكب خطأ جسيم في حق‬
‫مشغلته مما أدى إلى فصله من العمل‪ ،‬واملتمثل في فتحه لظرف كلف بإيصاله إلى املكتب‬
‫املوجود بالرباط واإلطالع على ما بداخله لنسخ التوكيالت املوجودة به على أساس إنهاء‬
‫ضروريته‪ ،‬وإفشاء أسرار خاصة بمشغلته ومحاولة إستغاللها قصدر املساس بالتعاونية‪ ،‬كما‬
‫أقدم على نشر مقال بالجريدة إدعى فيه سوء التسير اإلداري الذي لم يثبت بدليل‪ ،‬ومحكمة‬
‫املوضوع بحكم السلطة املخولةلها إعتبرت وعن صواب بأن طرد األجير كان مبررا لهذا السبب‬
‫وفق قرار املجلس األعلى برفض الطلب‬
‫ب‪-‬االخطاء الجسيمة التي يرتكبها األجيرداخل املؤسسة‬
‫هي مجموعة من األخطاء نصت عليها املادة ‪ 39‬من م‪.‬ش وهي اخطاء جسيمة قد يرتكبها‬
‫األجير داخل املؤسسة وأثناء الشغل والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪-1‬السرقة‬
‫يا نص الفصل ‪ 505‬من ق‪.‬ج" يعاقب على مخالفة أحكام هذا الباب بغرامة من ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ 5000‬درهما"‬
‫وال يشترط لقيام هذا الخطأ الجسيم أن تتم متابعة األجير الجنائية من أجل فعل‬
‫السرقة‪ ،‬أما في املتابعة وصدور حكم باإلدانة من أجل ذلك‪ ،‬هذا يعتبر بمثابة دليل مادي‬
‫يعتمده املشغل أمام القضاء اإلجتماعي‬
‫‪-2‬خيانة األمانة‬
‫ينص الفصل ‪ 547‬من ق‪.‬ج" من إختلس أو بدد بسوء نية‪ ،‬إضرارا باملالك أو واضع اليد‬
‫أو الحائز‪ ،‬أمتعة أو نقودا أو بضائع أو سندات أو وصوالت أو أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنش ئ‬
‫التزاما أو ابراء كانت سلمت إليه على أن يردها‪ ،‬أو سلمت إليه الستعمالها أو استخدامها لغرض‬
‫معين‪ ،‬يعد خائنا لألمانة ويعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى‬
‫ألفي درهم‪.‬‬
‫وإذا كان الضرر الناتج عن الجريمة قليل القيمة‪ ،‬كانت عقوبة الحبس من شهر إلى سنتين‬
‫والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما مع عدم اإلخالل بتطبيق الظروف املشددة املقررة‬
‫في الفصلين ‪ 549‬و‪"550‬‬
‫‪-3‬السكرالعلني وتعاطي املخدرات‬
‫نص املشريع املغربي على السكر العاملي في الفصل االول من املرسوم امللكي الساتر بتاريخ‬
‫‪ 14/11/1967‬في حين تطرق لجنحة إستهالك املخدرات في ظهير‪2151/5/1974‬‬
‫وبناء على املادة‪ 39‬من فإن تعاطي املخدرات يعتبر من املستجدات التي جاءت بها مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬في إطار تحديد األفعال التي تعتبر بمثابة األخطاء الجسيمة‪.‬‬
‫‪-4‬السب الفادح‬
‫يحتل هذا الخطأ املرتبة السادسة في الفصل ‪ 39‬من م‪.‬ش ويدخل ضمن األخطاء املرتكبة‬
‫داخل املؤسسة أو أثناء العمل‪ ،‬فاألجير ملزم باحترام مشغله واملوظفين العاملين باإلدارة‬

‫‪ 51‬محمد الكشبور"إنهاء عقد الشغل"‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪158‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫والتسير واإلبتعاد عن كل ما من شأنه اإلساءة إليهم من سب أو شتم‪ ،‬ويعتبر ذلك بمثابة خطأ‬
‫جسيم يبرر فصله‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬االفصلاالناتجاعناخطأاالمشغ ا‬
‫ل‬
‫ينقسم هذا الفصل إلى األسباب الخاصة للفصل واألسباب العامة‬
‫‪-1‬األسباب الخاصة للفصل‬
‫أ‪-‬إرتكاب املشغل لخطأ‬
‫حسب ما جاء في املادة ‪ 40‬من م‪.‬ش"يعد من بين األخطاء الجسيمة املرتكبة ضد األجير من‬
‫طرف املشغل أو رئيس املقاولة أو املؤسسة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السب الفادح؛‬
‫‪ -‬إستعمال أي نوع من أنواع العنف واإلعتداء املوجه ضد األجير؛‬
‫‪ -‬التحرش الجنس ي؛‬
‫‪ -‬التحريض على الفساد‪.‬‬
‫وتعتبر مغادرة األجير لشغله بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه املادة في حالة ثبوت ارتكاب‬
‫املشغل إلحداها‪ ،‬بمثابة فصل تعسفي"‬
‫ب‪-‬فصل األجيرلسبب غيراملشروع‬
‫حسب ما جاء في املادة ‪ 36‬من م‪.‬ش"ال تعد األمور التالية من املبررات املقبولة التخاذ‬
‫العقوبات التأديبية أو للفصل من الشغل‪:‬‬
‫‪ – 1‬اإلنتماء النقابي أو ممارسة مهمة املمثل النقابي؛‬
‫‪ – 2‬املساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات الشغل‪ ،‬أو أثناء تلك األوقات‪ ،‬برض ى املشغل‬
‫أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي؛‬
‫‪ – 3‬طلب الترشيح ملمارسة مهمة مندوب األجراء‪ ،‬أو ممارسة هذه املهمة‪ ،‬أو ممارستها‬
‫سابقا؛‬
‫‪ – 4‬تقديم شكوى ضد املشغل‪ ،‬أو املشاركة في دعاوى ضده‪ ،‬في نطاق تطبيق مقتضيات‬
‫هذا القانون؛‬

‫‪25‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪ – 5‬العرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الحالة الزوجية‪ ،‬أو املسؤوليات العائلية‪ ،‬أو العقيدة‪،‬‬
‫أو الرأي السياس ي‪ ،‬أو األصل الوطني‪ ،‬أو األصل االجتماعي؛‬
‫‪ – 6‬اإلعاقة‪ ،‬إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير املعاق لشغل يناسبه داخل‬
‫املقاولة"‬
‫‪-2‬األسباب العامة للفصل‬
‫أ‪-‬تغييراملركزالقانوني للمشغل‬
‫حسب ما جاء في املادة ‪ 13‬من م‪.‬ش" فترة اإلختبار هي الفترة التي يمكن خاللها ألحد‬
‫الطرفين إنهاء عقد الشغل بإرادته دون أجل إخطار وال تعويض‪.‬‬
‫غير أنه إذا قض ى األجير أسبوعا في الشغل على األقل‪ ،‬فال يمكن إنهاء فترة االختبار إال بعد‬
‫منحه أحد أجلي اإلخطار التاليين‪ ،‬ما لم يرتكب خطأ جسيما‪:‬‬
‫‪ -‬يومين قبل اإلنهاء‪ ،‬إذا كان من فئة األجراء الذين يتقاضون أجورهم باليوم‪ ،‬أو األسبوع‪،‬‬
‫أو كل خمسة عشر يوما؛‬
‫‪ -‬ثمانية أيام قبل اإلنهاء‪ ،‬إذا كان ممن يتقاضون أجورهم بالشهر؛‬
‫‪ -‬إذا فصل األجير من شغله‪ ،‬بعد انصرام فترة اختباره‪ ،‬دون أن يصدر عنه خطأ جسيم‪،‬‬
‫وجبت له االستفادة من أجل إخطار ال يمكن أن تقل مدته عن ثمانية أيام"‬
‫ومن خالل هذه املادة بين املشريع مبدا استمراريه العقود في حاله تغيير املركز القانوني‬
‫للمؤجر بغض النظر عن اراده االطراف التي ال تلعب اي دور في االبقاء على عقود الشغل‬
‫فاستمراريه هذه األخيرة نابعة من القانون وليس نتيجة ألي تسوية تفاوضية بين االطراف ‪.52‬‬
‫ب‪-‬تعديل مكان العمل وكذا تعديل العقد‪.‬‬
‫يعتبر مكان العمل عنصرا أساسيا في عقد الشغل وهو ما جعل تعديله يحظى بقدر كبير‬
‫من األهمية سواء بالنسبة األجير الذي يتطلع دائما للبقاء في مكان محدد وكذا بالنسبة للمشغل‬
‫الذي يسعى إلى تنظيم العمل بالشكل الذي يناسبه‪ .‬وتعديل مكان العمل يمكنني أن يتم بصفة‬
‫مؤقتة أو أن يتم بصفه دائمة‪.‬‬

‫‪ 52‬قرار عدد ‪ 2208‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعلى بتاريخ ‪ 26‬شتنبر ‪ 1995‬منشور بمجموعه قرارات املجلس االعلى‬
‫في املاده اإلجتماعية منشورة املجلس االعلى في ذكراه االربعين ‪ 1997‬ص ‪83‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫إتجه املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا )في قرار له إال "أن النقل املؤقت لألجير‬
‫ال يشكل من حيث املبدأ عقوبة ا من ورش آلخر وال تدخل ضمن التدابير التأديبية املنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪6‬من قرار ‪ 23/10/1948‬ما لم يتبين أن القصد من هذا اإلجراء هو اإلضرار‬
‫‪53‬‬
‫باألجير"‬
‫ً‬
‫وقد إعتبر املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا )في قرار له صادر عن غرفه‬
‫إجتماعية بتاريخ ‪ 4‬يونيو ‪ 1996‬إنما بداء اإلضرار باألجير يستشف من أداء التعويضات‬
‫‪54‬‬
‫واملصاريف الخاصة بهذا اإلنتقال املؤقت‬
‫اما فيما يخص تعديل مكان العمل بصفة دائمة فهو تعديل جوهري في عقد الشغل‬
‫ينصب على أحد بنود العقد الرئيسية‪ ،‬وبالتالي فذلك يتطلب مبدئيا موافقة األجير وإال إعتبر‬
‫فصله بناء على ذلك فصال تعسفيا يستحق معه كافة مستحقاته القانونية‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫إتجه املجلس األعلى سابقا (محكمة حاليا) إلى أنه ال يحق للمشغل تعديل العقد عن طريق نقل‬
‫األجير للعمل بمكان آخر بإرادته املنفردة‪ 55 ،‬وهذا ما أكد عليه في قرار أخر له بتاريخ‬
‫‪ 24/02/1992‬جاء فيه "وحيث تبين صدق ما عابته الطاعنة على القرار املطعون فيه ذلك ان‬
‫محكمة اإلستئناف إعتبرت عمل الطاعنة وهو نقل املطلوب في النقض من املعمل الذي كان‬
‫‪56‬‬
‫يعمل به إلى معمل أخر‪ ،‬إساءة لألجير يشكل فسخا تعسفيا مقنعا لعقد الشغل‬
‫أما فيما يخص تعديل عقد الشغل فإن األصل أن العقد شريعة املتعاقدين تنشئه اإلرادة‬
‫املشتركة للطرفين فمتى عقد العقد يلتزم كل طرفيه بتنفيديه وال يجوز ألي طرف تعديل املتفق‬
‫عليه‪ ،‬وهذا ما ينطبق على عقد الشغل أيضا وعلى اإللتزام كل من املشغل واألجير‪.‬‬
‫ج‪-‬تخفيض ساعات العمل والزيادة في مدة العمل‬
‫جاء في قرار املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) ان املشغل الذي يلتزم بمقتض ى‬
‫عقد العمل بتوفير ساعات عمل محدده ال يمكن تخفيضها الحقا إلى موافقه االجير ملالي هذا‬
‫التخفيض من اثر تبعي على األجر الذي هو ركن اساس ي في عقد العمل"‬

‫‪ 53‬قرار صادر على املجلس االعلى في ماده اإلجتماعية عدد ‪ 714/4/1/98‬تاريخ ‪ 30/6/99‬منشور بمجله االشعاع عدد ‪ 22‬ص‪172‬‬
‫‪ 54‬قرار عدد ‪ 830‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعالم تاريخ اربعه يوليو ‪ 1996‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 8015/94‬منشور‬
‫بمجله االشعاع عدد ‪ 16‬ص ‪147‬‬
‫‪ 55‬قرار صادر على املجلس االعلى في املادة اإلجتماعية عدد ‪ 714/4/1/98‬تاريخ ‪ 30/6/99‬منشور بمجله االشعاع عدد ‪ 22‬ص‪172‬‬
‫‪ 56‬قرار عدد ‪ 133‬صدر بتاريخ ‪ 24/02/1992‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 10/99‬منشور بمجله قضاء املجلس اعلى عدد ‪ 46‬ص‪184‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫أما فيما يخص الزيادة في مدة العمل فإنه بالرجوع إلى مقتضيات املواد ‪ 185‬و‪ 189‬من‬
‫م‪.‬ش نجد املشريع املغربي قد أتاح إمكانية الرفع من مدة العمل إلى ما فوق ثمان ساعات في‬
‫اليوم لكنه قيد حرية املشغل في هذه الحالة ضرورات مرور املؤسسة من ظروف إستثنائية إما‬
‫مؤقته أو دائمة‪ ،‬وربط بين زيادة مدة العمل والزيادة في األجر بنسبة ‪ %25‬متى وقع الشغل بين‬
‫الساعة ‪ 00 :5‬صباحا و‪ 00 :10‬ليال ‪ ،10‬و‪ 50%‬حيث يقع الشغل ما بين الساعة ‪ 00 :10‬ليال‬
‫وال ‪ 00 :5‬صباحا وترفع هذه الزيادة لتصل من ‪50%‬حين يقع الشغل مابين الساعة العاشرة‬
‫ليال والخامسة صباحا وترفع هذه الزيادة لتصل من ‪50%‬إلى‪ 100%‬متى وقع الشغل في يوم عطلة‬
‫األجير ‪.57‬‬

‫‪ 57‬يقول ادريس فجر في نفس االطار ان القاعدة العامة غياب اطار تعديل عقد الشغل ال تخضع لقواعد القانون املدني الصرف‬
‫وانما تأخذ بعين اعتبار الظروف اإلجتماعية لألجراء وما يقض ي به املكلف من ضرورة إستمرارية املقاولة كوسيلة االنتاج وكل‬
‫هذا يقض ي الخضوع للمقتضيات املهنية والتهلي بالتالي عن حرية اإلرادة ادريس فجر‪ ،‬مساهمة في دراسة نظرية إنقطاع عقد‬
‫العمل أطروحة للدكتورة في الحقوق كليه الحقوق الدار البيضاء‬

‫‪28‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫يحق لألجير الذي تعرض للفصل التعسفي من طرف مشغله أن يقوم باللجوء إلى القضاء‬
‫من أجل تحريك الدعوى في حق املشغل عند عدم توصلهم إلتفاق عن طريق مسطرة الصلح‬
‫التمهيدي‪.‬‬
‫ففي هذا املبحث سنتطرق إلى دعوى الرجوع إلى العمل ونسلط الضوء على التعويض في‬
‫(املطلب األول) على أن نخصص (املطلب الثاني) لحساب التعويض والنفاذ املعجل‪.‬‬

‫املطلب األول الرجوع إىل العمألاو التعويض‬


‫إن ما يميز دعوى الفصل التعسفي هو أن املحكمة خالل بثها فيها تصدر حكما إما‬
‫بالتعويض األجير أو إرجاعه إلى العمل بحيث خاصة املشرع هذه الدعوى بقواعد مسطرية‬
‫خاصة على مستوى كيفية رفع الدعوى وكذلك كيفية البث املحكمة فيها‪.‬‬
‫فما مدى سلطة املحكمة في إستجابة لطلب إرجاع إلى العمل (الفقرة األولى) وفي حالة عدم‬
‫اإلستجابة لهذا الطلب ما هي التعويضات املستحقة لألجير إذا كان هذا ما يرجوه (الفقرة‬
‫الثانية)‬

‫الفقرة االوىل دعوى الرجوع للعمل‬


‫بناء على ما جاء في الفقرة األخيرة من املادة ‪ 41‬من قانون الشغل التي نصت على أنه في‬
‫حالة عدم الحصول صلح بين املشغل واألجير يحق للمحكمة املختصة التي تنظر في النزاع أن‬
‫‪58‬‬
‫تحكم بإرجاع األجير إلى الشغل أو حصوله على التعويض‬
‫ومن خالل ما جاء في هذه املادة يتبين أنه تم منح السلطة للمحكمة للخيار أو تتقيد بطلب‬
‫األجير حسب املبدأ العام املنصوص عليه في املسطرة املدنية أي أن القاض ي يحكم بناء على‬
‫طلب األطراف‪ 59‬وهنا تظهر مجموعة من الفرضيات أهمها‪:‬‬

‫‪ 58‬ـمحمد كشبور إنهاء عقد الشغل‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ص ‪315‬‬


‫‪ 59‬ينص الفصل الثالث من ق م م على ما يلي "يتعين على القاض ي أن يبث في حدود طلبات األطراف وال يسوغ له أي تغيير تلقائيا‬
‫املوضوع أو سبب هذه الطلبات ويبث دائما طبقا للقوانين املطبقة على النازلة ولو لم يطلب األطراف ذلك بصفة صريحة"‬

‫‪29‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫تقديم األجير لطلب يشمل كل من التعويض والرجوع للعمل بعد ثبوت الفصل التعسفي‬
‫هنا يكون الطلب يتوافق مع ما جاءت به املادة ‪ 41‬من مدونة الشغل بحيث يكون للقاض ي‬
‫السلطة التقديرية في إختيار األنسب لألجير ويكون الحكم كذلك يتوافق مع طلب األجير‪ .‬وفي‬
‫الحالة التي يقدم فيها األجير طلب الرجوع إلى العمل أساس ي وطلب التعويض إحتياطي فهنا أيضا‬
‫أما ان يتم إستجابة لطلبه األساس ي أو أن يحصل على الطلب اإلحتياطي وفي غالب األحيان يتم‬
‫الحكم بالتعويض لتفادي ما ينتج من نتائج السلبية بعد إمتناع املشغل عن إرجاعه إلى العمل‬
‫‪60‬‬
‫وبالتالي ضياع األجير للوقت واملصاريف‬
‫لكن في الحالة التي يختار فيها األجير الرجوع إلى العمل كخيار وحيد في الدعوى هنا يسقط‬
‫حقه في التعويض فما مدى أحقية املحكمة أن تحكم بالتعويض رغم عدم طلب األجير لذلك‪.‬‬
‫نجد أن القضاء املوضوع قد تمسك بحرفية الفصل الثالث من قانون املسطرة املدنية‬
‫وبالتالي الحكم بالرجوع إلى العمل إذا كان هذا هو الطلب الوحيد وهذا ما ورد في قرار املجلس‬
‫األعلى عدد ‪ (362‬حيث أن الفقرة األخيرة من الفصل املنظم للعالقة بين املؤجرين واألجراء هي‬
‫التي تخول لألجير املطالبة بالتعويض أو الرجوع إلى العمل وتخول كذلك للمحكمة الحكم بأحد‬
‫الخيارين املذكورين ما دام الطاعن قد طلب الرجوع إلى العمل وثبت للمحكمة أن طرده كان‬
‫تعسفي فال يمكنها تعديل طلب أو الحكم بما لم يطلب ألن الفصل الثالث من قانون املسطرة‬
‫املدنية يمنعها من ذلك وليس في قرارها أي إنحياز ضد املشغل انما هو تطبيق للقانون والوسيلة‬
‫‪61‬‬
‫في أساس)‬
‫لكن الواقع العملي يبين العكس ذلك بحيث أن املشغل في أغلب األحيان يمتنع عن هذا‬
‫الطلب ‪62‬وبالتالي نجد أن املشرع املغربي قد عمل على إعطاء دور إيجابي للقضاء في القضايا‬
‫املتعلقة بمنازعات الشغل بحيث يمكن للمحكمة أن تطلب من األجير تعديل مقاله وتضمين إلى‬
‫جانب طلب الرجوع طلب أخر متعلق بالتعويض ومنه ففي حالة رفض املشغل لطلب الرجوع ال‬
‫يمكن إجباره على إستقبال األجير ما دام يمكنه الحصول على التعويض‪.‬‬

‫‪ 60‬وفاء الجوهري‪ ،‬قانون الشغل باملغرب عقد الشغل الفردي بين النظر والتطبيق‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ط االولى‬
‫‪ ،2018‬ص‪ 278‬و‪279‬‬
‫‪ 61‬قرار املجلس األعلى العدد ‪ 362‬صادر بتاريخ ‪ 1997/ 4 /8‬في امللف االجتماعي ‪ 95 /1 /4 /1234‬املنشور بمجلة قضاء املجلس‬
‫االعلى العدد ‪ ،53‬ص ‪256‬‬
‫‪_ 62‬وفاء الجوهري مرجع سابق ص ‪ 275‬و‪276‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى التعويض‬


‫إن ثبوت فصل األجير تعسفيا إما لعدم إحترام اإلجرءات الشكلية الالزمة أو بدون مبرر‬
‫قانوني يجعل األجير مستحقا لتعويضات محددة‪ ،‬نص املشرع على مقتضياتها في مدونة الشغل‬
‫مستهدفا بذلك جبر الضرر الذي تعرض له األجير جراء الفصل التعسفي‪.‬‬
‫على هذا األساس غالبا ما يتقدم األجير عند رفعه لدعوى الفصل التعسفي بمطالب‬
‫أساسية تتجلى تحديدا إما في تعويضات ناتجة عن مسؤولية املشغل في اإلنهاء وهي تعويضات‬
‫قد تأخذ شكل تعويضات مادية كالتعويض عن أجل اإلخطار‪ ،‬والتعويض عن الفصل‪،‬‬
‫والتعويض عن الضرر أوال‪ ،‬وإما تعويضات ناتجة عن عقد الشغل ثانيا‬
‫أو الا‪:‬االتعويضاتاالناتجةاعنامسؤوليةاالمشغ ا‬
‫ل‬
‫ينتج على تعسف املشغل في إستعمال حقه في اإلنهاء تعويضات أساسية تمنح لألجير‬
‫تسمى بالتعويضات وهي التعويضات عن أجل اإلخطار‪ ،‬والتعويضات عن الضرر‪ ،‬والتعويضات‬
‫عن الفصل‪،‬‬
‫‪ -1‬التعويض عن أجل اإلخطار‬
‫أجل اإلخطار هي الفترة الزمنية الواجب إحترامها بين تاريخ اإلخطار أو اإلشعار باإلنهاء‪ ،‬أو‬
‫بالفصل عن الشغل‪ ،‬وبين دخول اإلنهاء أو الفصل حيز التطبيق العملي‪ ،‬أي هي املدة التي‬
‫يستمر فيها األجير في العمل‪ ،‬مع تقاضيه األجر‪ ،‬وذلك رغم وجود فسخ مبلغ إليه من املشغل ‪،63‬‬
‫وإن كان يالحظ على مستوى الواقع العملي‪ ،‬أن املشغل غالبا ما يؤدي إلى األجير املقابل ألجل‬
‫اإلخطار أي تعويضا عن اإلخطار‪ ،‬يعادل األجر الذي كان من املفروض أن يتقاضاه األجير‪ ،‬لو‬
‫إستمر في أداء شغله مع إعفائه من اإلستمرار فيه‪ ،‬أي إن قراره بإنهاء عقد شغل األجير‪ ،‬يدخل‬
‫حيز التطبيق العملي على الفور‪ ،‬مع تعويض األجير عن مدة اإلخطار امللزم بها قانونا أو إتفاقا أو‬
‫عرفا‬
‫واملالحظ أن إحترام أجل اإلخطار‪ ،‬يجب أن يتم من قبل الطرفين معا‪ ،‬بحيث إن أيا منهما‬
‫يريد أن ينهي العقد غير محدد املدة بإرادته املنفردة‪ ،‬يجب عليه أن يحترم هذا األجل‪ ،‬الذي‬
‫كانت املقتضيات القانونية السابقة عن مدونة الشغل‪ ،‬تحدده بالنظر إلى نوعية املهن‪ ،‬وأصناف‬

‫‪ 63‬موس ى عبود‪ ،‬دروس في القانون اإلجتماعي‪ ،‬م‪.‬س‪209.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫األجراء‪ ،‬وإختالف القطاعات واألنظمة الخاصة ببعض األجراء‪ ،‬أما مدونة الشغل‪ ،‬فقد أحالت‬
‫بخصوص تنظيم أجل اإلخطار ومدته على نصوص تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو‬
‫إتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي أو العرف‪ ،‬مع التأكيد على أنه يكون باطال بقوة‬
‫القانون‪ ،‬كل شرط في عقد الشغل‪ ،‬أو اإلتفاقية الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي‪ ،‬أو العرف يحدد‬
‫أجال لإلخطار في مدة تقل عن تلك املحددة بمقتض ى النصوص التشريعية أو التنظيمية‪ ،‬وفي‬
‫‪64‬‬
‫جميع األحوال‪ ،‬فإنه يكون باطال كل شرط يحدد أجل اإلخطار في أقل من ثمانية أيام‪.‬‬
‫وهكذا يترتب عن إنهاء عقد الشغل غير املحدد املدة‪ ،‬دون إعطاء أجل اإلخطار‪ ،‬أو قبل‬
‫إنصرام مدته‪ ،‬أداء الطرف املسؤول عن اإلنهاء‪ ،‬تعويضا عن اإلخطار للطرف اآلخر‪ ،‬يعادل‬
‫األجر الذي كان من املفروض أن يتقاضاه األجير لو إستمر في أداء شغله‪ ،‬ما لم يتعلق األمر‬
‫‪65‬‬
‫بخطأ جسيم‪.‬‬
‫وإذا كان يجب على الطرف الذي يرغب في إنهاء عقد الشغل غير محدد املدة‪ ،‬أن يحترم‬
‫أجل اإلخطار‪ ،‬فإن املشرع املغربي أشار إلى ثالت حاالت تخول الحق في إنهاء العقد دون إحترام‬
‫‪67‬‬
‫أجل اإلخطار‪ ،‬وهي‪ :‬الخطأ الجسيم‪ 66 ،‬املقترف من قبل أحد طرفي العقد‪ ،‬والقوة القاهرة‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫وفترة اإلختبار‪ ،‬وإن هذه الحالة األخيرة‪ ،‬ليست عامة بالنسبة لجميع األجراء محل اإلختبار‬
‫‪ - 2‬التعويض عن الفصل‬
‫إنطالقا من مقتضيات املادة ‪ 52‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإن األجير املرتبط بعقد شغل غير‬
‫محدد املدة‪ ،‬يستحق تعويضا عند فصله‪ ،‬بعد قضائه ستة أشهر من الشغل داخل نفس‬
‫املقاولة‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن الطريقة التي يتقاض ى بها أجره‪ ،‬وبصرف النظر عن دورية‬
‫أدائه‪ ،‬وهذا طبعا باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار‪ ،‬وذلك وفق الشروط اآلتية‪:‬‬
‫_ يجب أن يكون عقد الشغل غير محدد املدة‬
‫_ يجب أن يكون الفصل من جانب املشغل فقط‪ ،‬أما األجير املستقبل فال حق له في‬
‫التعويض عن الفصل‬

‫‪ 64‬املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ 65‬املادة ‪ 51‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 66‬املواد ‪ 13‬و‪ 43‬و‪ 61‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 67‬الفقرة أخيرة من املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 68‬املادة ‪ 13‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫_ يجب أال يكون األجير قد إقترف خطأ جسيما‪ ،‬فاقتراف هذا األخير يسمح بفصل األجير‬
‫بدون أي تعويض‪ ،‬كيفما كان نوعه‬
‫_ يجب أن يكون األجير قد قض ى على األقل ستة أشهر من الشغل داخل نفس املقاولة‪،‬‬
‫وذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة الشغل‬
‫_ ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير‪ ،‬نهائيا‪ ،‬أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي‪ ،‬فال‬
‫يستحق األجير هذا التعويض‪.‬‬
‫وإذا كان التعويض عن أجل اإلخطار قد أحال بخصوصه املشرع املغربي على نصوص‬
‫تشريعية أو تنظيمية‪ ،‬أو عقد الشغل‪ ،‬أو إتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي‪ ،‬أو‬
‫العرف فإن التعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفصلة ‪،69‬‬
‫وذلك من خالل بيان مبلغه‪ ،‬وكيفية منحه‪ ،‬وذلك إنطالقا من عنصرين هما‪ :‬أقدمية األجير‬
‫وأجره‪ ،‬حيث يالحظ في هذا الصدد‪ ،‬أن املشرع املغربي‪ ،‬قام بموجب مدونة الشغل بمضاعفة‬
‫التعويض عن الفصل‪ ،‬باملقارنة مع التعويض الذي كان يمنح بمقتض ى النصوص القانونية‬
‫السابقة عنها‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ومن مبدأ إعتبار األقدمية كعنصر لحساب التعويض‪ ،‬وضع املشرع جدوال‬
‫لحسابه‪ ،‬على الشكل التالي‪:‬‬
‫_ ‪ 96‬ساعة من األجرة‪ ،‬فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية‬
‫_ ‪ 144‬ساعة من األجرة‪ ،‬فيما يخص فترة األقدمية املتراوحة بين السنة السادسة‬
‫والعاشرة‬
‫_ ‪ 192‬ساعة من األجرة‪ ،‬فيما يخص مدة األقدمية املتراوحة بين السنة الحادي عشرة‬
‫والخامسة عشر‬
‫_ ‪ 240‬ساعة من األجرة‪ ،‬فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق السنة الخامسة عشر‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع املغربي‪ ،‬من خالل املادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪ ،‬قد حدد وبكيفية مفصلة‬
‫ودقيقة‪ ،‬مبلغ التعويض املستحق عن كل سنة‪ ،‬أو جزء من السنة‪ ،‬لألجير املفصول عن شغله‪،‬‬
‫فإنه‪ ،‬وانطالقا من كون كل ما تنص عليه مدونة الشغل‪ ،‬ال يشكل سوى الحد األدنى من‬

‫‪ 69‬املادة ‪ 53‬من م‪.‬ش‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الحقوق‪ ،‬فقد نص بموجب الفقرة ماقبل األخيرة من املادة نفسها‪ ،‬على إمكانية النص في عقد‬
‫الشغل‪ ،‬أو إتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬أو النظام الداخلي‪ ،‬على مقتضيات أكثر فائدة لألجير من‬
‫تلك املنصوص عليها في املادة ‪ 53‬من املدونة الشغل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه‪ ،‬وبمقتض ى املادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإن ‪ 96‬ساعة و‪ 414‬ساعة‬
‫و‪ 192‬ساعة و‪ 240‬ساعة‪ ،‬املشار إليها في املادة املذكورة‪ ،‬تتعلق بكل سنة أو جزء من السنة‪،‬‬
‫من الشغل الفعلي‪ ،‬يكون األجير قضاها في خدمة املؤسسة أو املقاولة املشغلة‪ ،‬وليس بمجموع‬
‫الخمس سنوات‪ ،‬كما ذهبت إلى ذلك محكمة االستئناف بفاس ‪ 70‬في ظل النص القانوني امللغى‪،‬‬
‫والذي تقابله املادة ‪ 53‬من مدونة الشغل‪ ،‬بمعنى أن الخمس سنوات األولى‪ ،‬يستحق عنها األجير‬
‫تعويضا عن الفصل يساوي ساعة ‪ 480‬عمل ( أي ‪ 96‬ساعة × ‪ ،) 5‬وهكذا بالنسبة لكل فئة من‬
‫فئات الخمس سنوات الخاصة باألقدمية‪.71‬‬
‫‪ _3‬التعويض عن الضرر‬
‫رأينا بأن عقد الشغل غير محدد املدة‪ ،‬يمكن إنهاؤه باالرادة املنفردة ألي من طرفيه‪ ،‬ولكن‬
‫مع مراعاة إحترام أجل اإلخطار ‪ ،72‬ومع وجود مبرر مقبول ‪ ،73‬بحيث إن أي إنهاء للعقد دون‬
‫إحترام أجل اإلخطار‪ ،‬أو دون أن يكون مبنيا على مبرر مقبول‪ ،‬أو سبب مشروع‪ ،‬أو دون أن‬
‫يستفيد املشغل من املساطر املتطلبة قانونا قبل اإلقدام على إنهاء عقد شغل األجير‪ ،74‬يكون‬
‫إنهاء تعسفيا‪ ،‬يوجب للطرف املتضرر منه‪ ،‬تعويضا أخر عن الضرر‪ ،‬وفق مقتضيات املادة ‪41‬‬
‫من مدونة الشغل‪ ،‬وهو تعويض مستقل كل اإلستقالل عن كل من التعويض عن أجل اإلخطار‪،‬‬
‫والتعويض عن الفصل‪ ،‬أي إن إستحقاق التعويضين األوليين ال يخول دون املطالبة بالتعويض‬
‫الثالث إذا كان له محل‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬إذا أنهى املشغل عقد شغل أجيره غير محدد املدة‪ ،‬وفصله عن عمله‪ ،‬فإن هذا‬
‫األجير يستحق باإلضافة إلى التعويض من أجل اإلخطار‪ ،‬والتعويض عن الفصل‪ ،‬تعويضا ثالثا‬
‫عن الضرر الذي لحق به من جراء هذا الفصل‪ ،‬حيث يذهب اإلجتهاد القضائي إلى أن إستخالص‬
‫‪ 70‬قرار محكمة اإلستئناف بفاس رقم ‪ 781 / 86‬بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪ _ 1986‬قضاء مجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،1988 ،41‬ص ‪.186‬‬
‫‪ 71‬فلو فرضنا أن أجيرا‪ ،‬أقدميته ‪ 18‬سنة‪ ،‬فإن تعويضه عن الفصل‪ ،‬يحسب على الشكل التالي ‪ 480‬ساعة عن الخمس سنوات‬
‫األولى ( = ‪ 96‬ساعة ‪ 5‬سنوات أقدمية) ‪ 720‬ساعة عن الخمس سنوات الثانية ( = ‪ 144‬ساعة ‪ 5‬سنوات أقدمية‬
‫‪ 72‬املادة ‪ 34‬من م‪.‬ش‪.‬‬
‫‪ 73‬املادة ‪35‬من م‪.‬ش‬
‫‪ 74‬املواد ‪ 66 65 64 63 62‬و‪ 67‬من م ش‬

‫‪34‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫الصبغة التعسفية للفصل املوجبة للتعويض‪ ،‬يدخل ضمن السلطة التقديرية لقضاة‬
‫املوضوع‪ ،‬وال رقابة عليهم في ذلك من قبل املجلس األعلى‪ ،‬إال من حيث التعليل‪ ،‬جاء في قرار‬
‫للمجلس األعلى سابقا ‪75‬أنه‪ :‬لكن حيث إن هذه الوسيلة‪ ،‬عالوة على أنها ال تعدو أن تكون تكرارا‬
‫ملا ورد بالوسيلة األولى‪ ،‬فإن الصبغة التعسفية تقدرها محاكم املوضوع‪ ،‬بما لها من سلطة‬
‫تقدير‪ ،‬بشرط التعليل‪ ،‬وقد عللت املحكمة إستنتاجها لتلك الصبغة من اإلقدام على الطرد‬
‫قبل الحصول على اإلذن من السلطة املختصة‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع املغربي بمقتض ى النصوص القانونية السابقة عن مدونة الشغل‪ ،‬يخول‬
‫القضاء سلطة تقدير التعويض املستحق عن الضرر الناجم عن الفصل التعسفي‪ ،‬وذلك في‬
‫ضوء عناصر الفصل ‪ 754‬من قانون اإللتزامات والعقود‪ ،‬فإن املالحظ أن مدونة الشغل بنصها‬
‫صراحة على أن محكمة املختصة‪ ،‬يكون لها‪ ،‬في حالة ثبوت الفصل التعسفي‪ ،‬لألجير‪ ،‬إما الحكم‬
‫بإرجاعه إلى عمله‪ ،‬أو حصوله على تعويض عن الضرر‪ ،‬يحدد مبلغه على أساس أجر شهر‬
‫ونصف عن كل سنة عمل‪ ،‬أو جزء من السنة‪ ،‬على أن ال يتعدى التعويض في جميع الحاالت‬
‫سقف ‪ 36‬شبيه‪ 76‬املشرع املغربي بهذا النص‪ ،‬يكون قد حرم القضاء بكيفية واضحة ومطلقة‪،‬‬
‫من تلك السلطة التقديرية التي كان يتمتع بها في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬خاصة الفصل ‪ 754‬من قانون اإللتزامات والعقود‪ ،‬في تحديد التعويض عن الفصل‬
‫التعسفي‪ ،‬وأصبح بالتالي مجال التعويض املستحق عن الضرر الناجم عن الفصل التعسفي‪،‬‬
‫ال يختلف كثيرا عن مجالي كل من التعويض عن حوادث الشغل واألمراض املهنية‪ ،‬والتعويض‬
‫عن حوادث السير‪ ،‬اللذان يقتصر دور القضاء بخصوصهما على حساب التعويض املستحق‬
‫للضحية‪ ،‬في ضوء عناصر محددة قانونا‪ ،‬وليس تقديره في ضوء الضرر الحاصل‪.‬‬
‫بقي أن نشير إلى أنه‪ ،‬وإذا كان من حق األجير املفصول عن شغله‪ ،‬سواء كان هذا الفصل‬
‫مبررا‪ ،‬أو غير مبرر‪ ،‬الحصول على التعويضات املناسبة‪ ،‬فإن الفقرة األخيرة من املادة ‪ 76‬من‬
‫مدونة الشغل‪ ،‬تنص صراحة على إعفاء هذه التعويضات من الضريبة العامة عن الدخل‪،‬‬
‫وكذلك من واجبات الصندوق الوطني للضمان‪ ،‬ورسوم التسجيل‪ ،‬وهذا سواء كان إستحقاقها‬
‫بموجب صلح تمهيدي بإشراف مفتش الشغل‪ ،‬في إطار الفقرة الرابعة من املادة ‪ 532‬من مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬أو كان إستحقاقها بمقتض ى حكم قضائي‪.‬‬

‫‪ 75‬املادة ‪ 51‬من م ش‬
‫‪ 76‬املادة ‪ 52‬من م ش‬

‫‪35‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫لا‪.‬ا‬
‫ثانياا‪:‬االتعويضاتاالناتجةاعناعقداالشغ ا‬
‫إضافة إلى التعويضات الناتجة عن مسؤولية املشغل في فصل األجير يستحق األجير‬
‫تعويضات أخرى تنتج عن تنفيذ عقد الشغل وهي تعويضات مختلفة ومتعددة منها ماهو‬
‫منصوص عليه قانونا ومنها ماهو متفق عليه في عقد الشغل أو النظام الداخلي للمقاولة أو‬
‫اتفاقيات الجماعية ‪.77‬‬
‫وعلى خالف التعويضات الثالثة آنفة الذكر‪ ،‬فإن التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‬
‫هي تعويضات مستحقة لألجير‪.‬‬
‫ونظرا لتعددها سوف نجملها في نوعين‪:‬‬
‫‪ _1‬التعويضات املترتبة عن األجر‬
‫_ التعويض عن عدم أداء األجر‪:‬‬
‫إنطالقا من الفصل ‪ 723‬من ض‪.‬ل‪.‬ع فإن األجر يكون مقابل العمل الذي أداه األجير كما‬
‫يترتب أداء األجر إذا كان التوقف عن العمل بفصل األجير‪ ،‬أما إذا كان بخطأ املؤجر فإن املطبق‬
‫في نازلة هو الفصل ‪ 735‬من نفس الظهير الذي يقض ي بإستحقاق األجير ألجرته‪ ،‬أو تعويض أقل‬
‫منه إذا كان التوقف عن العمل لسبب راجع إلى شخص رب العمل شريطة أن يكون األجير قد‬
‫وضع نفسه تحت تصرف املشغل ولم يؤجر خدماته لشخص أخر وعليه يكون األجير مستحقا‬
‫ألجره في حالة تنفيذه للعمل املطلوب منه‪ ،‬وبذلك فعدم أداء املشغل لألجر متفق عليه يجعل‬
‫هذا األجير محقا في املطالبة به أمام القضاء‪ ،‬ويبقى عبئ اإلثبات على املشغل على أنه أدى ما‬
‫بذمته من أجر أجير‬
‫_ التعويض عن تكملة األجر‪.‬‬
‫من املستجدات التي جاءت بها مدونة الشغل‪ ،‬حق األجير في حد أدنى لألجر ال يجوز النزول‬
‫عنه‪ ،‬وال يمكن أن يقل عن املبالغ التي تحدد بنص تنظيمي بعد إستشارة املنظمات املهنية‬
‫للمشغلين واملنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال‪.‬‬
‫وبهذه املقتضيات يكون املشرع قد حاول ضمان حد أدنى من الحياة الكريمة لألجير‬
‫وتفادي إستغالله من طرف املشغل‪.‬‬

‫‪ 77‬رجاء رياض‪ ،‬اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة الشغل‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪87‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫_ التعويض عن الشهرالثالت عشر‪:‬‬


‫ومن التعويضات املترتبة عن األجر نذكر كذلك مكافأة الشهر ‪ 13‬وهو عبارة عن أجر شهر‬
‫إضافي يمنح لألجير عند نهاية كل سنة عمل وهي إمتياز تقدمه بعض املقاوالت ألجرائها خارج‬
‫التعويضات املمنوحة لهم قانونا‪.‬‬
‫ولكي يستفيد األجير من هذا التعويض في حال فصله تعسفيا‪ ،‬عليه إثبات أمرين‬
‫أساسيين هما ‪:78‬‬
‫النص على هذه املكافأة في عقد الشغل إذ أن العقد شريعة املتعاقدين‪ ،‬وكذلك تعود‬
‫األجير على اإلستفادة من هذا التعويض كل نهاية سنة وبالتالي فاإلتفاق املسبق بين املشغل‬
‫واألجير على هذا التعويض وإعتياد األجير على اإلستفادة منه يجعله حقا مكتسبا ومستحقا له‬
‫ويخول له حق املطالبة به أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ _ 2‬التعويضات املرتبطة بمدة العمل‬
‫_ التعويض عن األقدمية‪:‬‬
‫يستحق األجير بعد قضائه سنتين من العمل تعويضا عن األقدمية تقديرا ملجهوداته‬
‫املبذولة في العمل وتشجيعا له على اإلستمرار فيه‪.‬‬
‫وقد نظم املشرع املغربي هذا التعويض في املادة ‪ 350‬وما بعدها من مدونة الشغل التي‬
‫‪79‬‬
‫حددت شروط اإلستفادة من هذا التعويض وطريقة إحتسابه‬
‫وعدم إستفادة األجير من عالوة األقدمية يخوله الحق باملطالبة به أمام القضاء‪.‬‬
‫_ التعويض عن الساعات اإلضافية‪:‬‬
‫إنطالقا من قرارات املجلس األعلى ( محكمة النقض حاليا ) فإن األجير ملزم بإثبات‬
‫إشتغاله لساعات إضافية تزيد عن املدة العادية‪ ،‬وفي حالة تمكنه من اإلثبات فإن املحكمة‬
‫‪80‬‬
‫تستجيب لطلبه وتحكم له بتعويض‬
‫_ التعويض عن العطلة السنوية‪:‬‬

‫‪ 78‬قرار عدد ‪ 614‬صادر عن غ‪.‬إ‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬بتاريخ ‪2000/07/05‬‬


‫‪ 79‬ملواد ‪ 352 _ 351 _ 350‬من م ش‬
‫‪ 80‬رجاء رياض‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫لكي يستحق األجير هذا التعويض مشروط بقضائه ستة أشهر متصلة في الشغل وكذلك‬
‫إشتغاله طيلة هذه املدة لدى نفس املقاولة أو لدى نفس املشغل‪.‬‬
‫فبتوفر هذه الشروط يبقى اآلجير محقا في مطالبة بتعويضه عن العطلة السنوية أمام‬
‫املحكمة وهو ما يجعل املشغل مجبرا على إثبات أن األجير تمتع بالعطلة السنوية حسب ما‬
‫إستقر عليه اإلشهاد القضائي‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حساب التعويضات والنفاذ املعجل‬


‫إن حساب التعويضات والنفاذ املعجل أمرين ألقى بهما املشرع على عاتق القضاء‪،‬‬
‫فاحتساب التعويضات يختلف باختالف مصدر التعويض ( الفقرة األولى )‪ ،‬أما أحكام املادة‬
‫االجتماعية فقد خصها املشرع املغربي بالنفاذ املعجل بقوة القانون ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬كيفية إحتساب التعويضات‪.‬‬


‫في إطار التعويضات الناتجة عن مسؤولية املشغل فقد فرق املشرع بين احتساب هذه‬
‫التعويضات وسنذكر كل منها على حدة‪:‬‬
‫أ‪-‬التعويض عن اإلخطار‪:‬‬
‫إنطالقا من املادتين ‪ 43‬و‪ 51‬من مدونة الشغل فأجل اإلخطار هو أجل محدد إلشعار‬
‫األجير بالفصل‪ ،‬وبالتالي فالتعويض عن إخالل املشغل بهذا اإلجراء الشكلي يرتكز أساسا على‬
‫عنصرين ضروريين‪:‬‬
‫عنصر املدة‪ :‬وتتحدد في املدة الفاصلة ما بين إشعار األجير بالفصل وتاريخ تنفيذه‪،‬‬
‫وتختلف هذه املدة باختالف فئة األجير ووضعه املنهي واملدة التي قضاها داخل املقاولة‪ ،‬وذلك‬
‫حسب ما جاء به املرسوم امللكي املؤرخ في ‪ 4‬دجنبر ‪ 2004‬من مدد‪ ،‬على أنه يمكن اعتماد املدد‬
‫املنصوص عليها في االتفاقيات الجماعية أو النظام الداخلي للمقاولة إذا كان ينص على‬
‫مقتضيات أفضل لألجير‪.‬‬
‫باإلضافة إلى عنصر املدة يحتسب التعويض على أساس عنصر األجر‪ ،‬الذي يجب أن ال‬
‫يقل على الحد األدنى لألجر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫و على هذا األساس يتم احتساب التعويض بناء على األجر الذي كان يتقاضاه األجير طيلة‬
‫املدة املطابقة لخدماته املهنية واملدة التي قضاها باملقاولة ‪.81‬‬
‫ب – شروط منح التعويض عن الفصل‬
‫–أن يكون العقد الرابط بين املشغل واألجير عقد غير محدد املدة‪.‬‬
‫–قضاء ستة أشهر داخل املقاولة‪.‬‬
‫–أن يكون قرار اإلنهاء بمبادرة من املشغل‪.‬‬
‫–أن يكون فصل األجير فصال نهائيا‪.‬‬
‫و بالرجوع للمادة ‪ 53‬من مدونة الشغل نجد أن هذا التعويض‪ ،‬يعتبر اعتمادا على عنصر‬
‫األجر‪ ،‬واألجر املعتمد لحساب التعويضات هو األجر األساس ي‪ ،‬إضافة إلى توابعه التي كان‬
‫يتقاضاها األجير خالل ممارسته لعمله‪ ،‬وتتحدد توابع األجر تبعا للمادة ‪ 57‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫ج‪ -‬حساب التعويض عن الضرر‬
‫بناء على الفقرة األخيرة من املادة ‪ 41‬من مدونة الشغل والتي تنص على مايلي‪ " :‬حصوله‬
‫على تعويض عن الضرر ويحدد مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء‬
‫من السنة على أال يتعدى ‪ 36‬شهرا "‪.‬‬
‫فبإستقراء املادة يتضح بجالء أن املشرع املغربي قد وضع عناصر محددة‪ ،‬يتم على ضوئها‬
‫تقديم التعويض من طرف القضاء وال مجال للسلطة التقديرية للقاض ي فيها وتتجلى في‬
‫عنصرين أساسيين هما‪:82‬‬
‫–األجرالذي كان يتقاضاه األجير‪.‬‬
‫– مدة شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أال يتعدى سقف ‪ 36‬شهرا‪.‬‬

‫‪ 81‬بشرى العلوي‪ ،‬مسطرة فصل األجير في إطار مدونة الشغل وكيفية احتساب التعويض عن الضرر ( الطرد التعسفي)‪ ،‬املجلة‬
‫املغربية لقانون األعمال واملقاوالت‪ ،‬عدد ‪ 7‬يناير ‪ ،2005‬ص‪.42‬‬
‫‪ 82‬عبد اللطيف الخالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬ج األول‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪،2004 ،‬‬
‫ص‪293‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫و بالتالي فدور القاض ي في هذا اإلطار ينحصر فقط في احتساب التعويض بناء على‬
‫العناصر املحددة قانونا وليس تقديره في ضوء الضرر الحاصل ‪.83‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬النفاذ املعجل باحلكم يف املادة اإلجتماعية‬


‫خص املشرع املغربي األحكام في املادة االجتماعية بالنفاذ املعجل بقوة القانون‪ ،‬حيث جاء‬
‫في الفصل ‪ 285‬من ق م م "أنه يكون الحكم مشموال بالنفاذ املعجل بحكم القانون في قضايا‬
‫حوادث الشغل واألمراض املهنية وفي قضايا الضمان االجتماعي وقضايا عقود الشغل والتدريب‬
‫املنهي رغم كل تعرض أو استئناف "‪.‬‬
‫فبهذا الفصل يكون املشرع املغربي قد خطا خطوة جريئة تعبر عن رغبته في حماية األجير‬
‫من تماطل بعض املشغلين لتمكين األجراء من حقوقهم والتعويضات املستحقة لهم‪.‬‬
‫و تعليقا على هذا املقتض ى يرى األستاذ هاشم العلوي أن املشرع املغربي يمثل وجها‬
‫طالئعيا بالنظر إلى كثير من األنظمة املقارنة التي اكتفت بجعل التنفيذ املعجل في املادة‬
‫االجتماعية جوازيا ‪.84‬‬
‫لكن بالرغم من أن هذا الفصل يعتبر تطورا تشريعيا مهما‪ ،‬إال أن تطبيقه على أرض الواقع‬
‫أثار جدال فقهيا وقضائيا بخصوص الطبيعة القانونية ملسؤولية املشغل عن الفصل التعسفي‪،‬‬
‫بين من يرى هذه املسؤولية ذات طابع عقدي‪ ،‬وبين من يرى بأنها ذات طابع تقصيري‪ ،‬وبالتالي‬
‫يسري عليها مقتض ى النفاذ املعجل بقوة القانون‪.‬‬
‫هذا التضارب الفقهي الذي امتد ليشمل القضاء سواء على مستوى محاكم املوضوع أو‬
‫املجلس األعلى ( محكمة النقض حاليا )‪ ،‬فما موقف القضاء بخصوص طبيعة مسؤولية املشغل‬
‫عن الفصل وآثارها على تنفيذ الحكم في املادة االجتماعية ؟‪.‬‬

‫‪ 83‬رجاء رياض‪ ،‬اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة الشغل‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص ‪77‬‬
‫‪ 84‬رجاء رياض‪ ،‬م‪.‬س‪..‬ص‪.77‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫أو الا‪:‬اطبيعةامسؤوليةاالمشغلاعناالفصلا‪.‬‬
‫عرفت غرف املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا ) بعض الخالفات بخصوص تحديد‬
‫طبيعة مسؤولية املشغل عن الفصل‪ ،‬إذ اتجهت الغرفة املدنية في قرارها الصادر في ‪ 28‬ماي‬
‫‪ 1990‬إلى أن " حيث إن الفصل ‪ 285‬من ق‪ .‬م‪ .‬م وأن الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 147‬من نفس‬
‫القانون تنص على أنه‪ " :‬ال تطبق مقتضيات الفقرات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة‬
‫والسابعة من هذا الفصل إذا كان التنفيذ املعجل بقوة القانون "‪.‬‬
‫و أنه يتجلى من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه للبت في موضوع يخضع لقضايا‬
‫عقود الشغل‪ ،‬وأن محكمة االستئناف بالدار البيضاء املصدرة للحكم املطلوب نقضه حينما‬
‫صرحت بأن الفصل ‪ 285‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،‬يجب أن يقتصر مفهومه على ما للعامل من حقوق‬
‫متفرعة مباشرة عن عقد العمل كاألجر والرخصة والتعويضات العائلية … وبأن التعويضات عن‬
‫الفصل التعسفي واإلشعار ال تعتبر ناشئة عن عقد العمل‪ ،‬وأمرت بناء على ذلك بإيقاف التنفيذ‬
‫الجزئي لحكم صادر في نطاق عقد الشغل تكون قد خرقت مقتضيات الفصلين ‪ 147‬و‪ 285‬من‬
‫ق م م املذكورين ‪ ،85‬ومن خالل هذا القرار قررت الغرفة املدنية بمحكمة النقض ( املجلس‬
‫األعلى سابقا )‪ ،‬أن مقتضيات الفصل ‪ 285‬ذات طابع شمولي تطبق على جميع التعويضات‬
‫املحكوم بها لصالح األجير املدعي وكيفما كانت طبيعة هذه التعويضات‪ ،‬فهي لم تميز في هذا‬
‫اإلطار ما بين التعويضات الناتجة عن املسؤولية التقصيرية للمشغل أو التعويضات الناتجة عن‬
‫عقد الشغل‪.‬‬
‫لكن على خالف ما اتجهت إليه الغرفة املدنية‪ ،‬اتجهت الغرفة االجتماعية في موقف‬
‫حديث لها‪ " :‬لكن حيث إن الشرح الذي أعطته محكمة االستئناف للفصل ‪ 285‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪،‬‬
‫فيما يتعلق بشمول الحكم بالتنفيذ املعجل بحكم القانون في قضايا عقود الشغل والتدريب‬
‫املنهي‪ ،‬وذلك التنفيذ املعجل مقتصر عما للعامل من الحقوق املتفرعة مباشرة عن عقد العمل‬
‫كاألجرة والرخصة والتعويضات العائلية‪ ،‬يساير منطق الفصل املذكور ومعلال تعليال كافيا …‬
‫"‪.86‬‬

‫‪ 85‬قرار عدد ‪ 501‬صادر عن املجلس األعلى( محكمة النقض حاليا )‪ ،‬عدد ‪ ،76813‬أورده ميكو‪ ،‬قواعد املسطرة في املادة االجتماعية‪،‬‬
‫مطبعة الساحل‪ ،1981 ،‬ص ‪166‬‬
‫‪ 86‬قرار صادر عن املجلس األعلى الغرفة اإلجتماعية‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬شتبير ‪ 1998‬منشور في النشرة اإلخبارية ب م‪ .‬أ‪ ،‬عدد‪ ،7‬ص ‪.19‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫اثانياا‪:‬ااآثارا مسؤوليةا المشغلا عىلا تنفيذا الحكما فا دعوىا الفصلا‬


‫التعسفا‪.‬‬
‫من خالل قرارات املجلس األعلى ( محكمة النقض حاليا ) السالفة الذكر نلمس بوضوح‬
‫أنه لم يستقر على موقف ثابت وموحد‪ ،‬إذ تأرجحت قراراته بين شمول األداءات املستحقة‬
‫لألجير وبينها األجر‪ ،‬مختلف التعويضات بالنفاذ املعجل‪ ،‬وبين قصر تطبيق هذه القاعدة على‬
‫‪87‬‬
‫التعويضات الناتجة عن عقود الشغل فقط‬
‫و لعل هذا التضارب القضائي عكسه الخالف حول الطبيعة القانونية لإلنهاء التعسفي‬
‫لعقد الشغل غير محدد املدة‪ ،‬فهناك موقف يرى في التصرف االنفرادي الصادر عن املشغل‬
‫والذي بمقتضاه بفصل األجير بكيفية تعسفية عامال يرتبط بعقد الشغل غير محدد املدة ونوعا‬
‫من اإلخالل بالعقد‪ ،‬إذ أن املشغل يجب عليه إنهاء العقد بحسن نية دون اإلضرار باألجير ‪.88‬‬
‫وهناك موقف آخر يرى أن املسؤولية املترتبة عن إنهاء عقد الشغل بكيفية تعسفية هي‬
‫مسؤولية تقصيرية وليست عقدية‪ ،‬ألن اإلنهاء هو تصرف قانوني يتم خارج اإلطار التعاقدي‪.‬‬
‫هذا الخالف بخصوص طبيعة مسؤولية املشغل أنتج أثر أساس ي على تنفيذ الحكم في‬
‫دعوى الفصل وهو استقرار القضاء عند تطبيق فحوى الفصل ‪ 285‬على التمييز ما بين‬
‫التعويضات الناشئة عن املسؤولية التقصيرية للمشغل والتي ال تكون محل لتطبيق الفصل‬
‫‪ 285‬من املسطرة املدنية‪ ،‬والتعويضات الناجمة عن عقد الشغل والتي تكون مشمولة بالنفاذ‬
‫املعجل بقوة القانون‪ ،‬تعبير عن التقيد الحرفي بمقتضيات الفصل ‪ 285‬التي وردت فيها عبارة "‬
‫قضايا عقود الشغل والتدريب املنهي " فهذه العبارة ألزمت القضاء عند تفعيله ملقتض ى الفصل‬
‫‪ 285‬بربط النفاذ املعجل بالتعويض الناتج عن عقد الشغل دون أن يمتد للتعويض الناتج عن‬
‫مسؤولية املشغل في اإلنهاء‪.‬‬

‫‪ 87‬مصطفى مقاري‪ ،‬الفصل التعسفي لألجير في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل مكناس‪ ،‬املوسم الجامعي‪ ،2011 – 2010 :‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 88‬رجاء رياض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫واضح مما سبق‪ ،‬أن الفصل التعسفي كان وال زال هاجسا يؤرق مضاجع العديد من‬
‫األجراء خاصة في ظل الوضعية اإلقتصادية‪ ،‬التي يشهدها العالم‪ ،‬فالحماية منه تظل أرقى‬
‫األمنيات التي يمكن التطلع إليها ليس من املنظور القانوني الصرف فقط‪ ،‬وإنما أيضا من املنظور‬
‫اإلجتماعي لألجير الذي يظل اللبنة األساسية في تحقيق التقدم اإلقتصادي لبالدنا‪ ،‬كل هذا لن‬
‫يستقيم إال بنصوص قانونية مرنة‪ ،‬وتطبيق سليم لها بمفهوم ونظرة القاض ي اإلجتماعي الذي‬
‫يصدر حكمه وهو يعلم أنه يساهم في إحقاق الحق ويساهم في تطوير املنظومة اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬فالقاض ي اإلجتماعي ال يفصل في النزاع فقط وإنما يعمد في كل حكم من أحكامه‬
‫إلى إرساء التوجه الحقوقي‪ ،‬الذي دشنه املغرب في مسيرته اإلصالحية‪.‬‬
‫من هنا يبرز دور القاض ي اإلجتماعي الذي جعله املشرع املغربي الضامن األول ملراقبة‬
‫حسن تطبيق مدونة الشغل من طرف أرباب العمل‪ ،‬وذلك في إطار مقاربة شمولية تتوخى حماية‬
‫األجير بإعتباره قوة إنتاجية من جهة‪ ،‬وتوفير الظروف الالزمة لضمان إستقرار وتطور املقاولة‬
‫كأداة فاعلة لتحقيق نهضة اقتصادية من جهة أخرى‪.‬‬
‫وتبعا لذلك فإن املشرع املغربي حاول من خالل ما حملته مدونة الشغل في توفير حماية‬
‫لألجراء من أن يكونوا موضوع فصل تعسفي‪ ،‬بإعتبارهم الطرف الضعيف في العالقة الشغلية‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت حاول الحفاظ على نوع من التوازن بين املصالح املتعارضة لكل من أرباب العمل‬
‫واألجراء‪.‬‬
‫وتتمظهر الحماية املخولة لألجراء من الفصل التعسفي خاصة في الفصول من ‪ 62‬إلى ‪66‬‬
‫من مدونة الشغل التي جاءت كالية حمائية شكلية عملت محاكم املوضوع على ترسيخها في‬
‫األحكام الصادرة عنها وعملت محكمة النقض – املجلس األعلى سابقا – من خالل عدة قرارات‬
‫على تأكيده‪ ،‬واستشراف القواعد الحمائية الخاصة ببعض الفئات الخاصة ودراسة نطاق‬
‫الحماية املقررة لفائدتهم سواء من الناحية القانونية أو من خالل تطبيقاتها القضائية‪.‬‬
‫كما حولت تسليط الضوء على الحماية املقررة من الفصل التعسفي لألجراء كذلك من‬
‫خالل التطرق ملدى مساهمة الرقابة اإلدارية والقضائية على الفصل التعسفي من خالل تقدير‬
‫جسامة الخطأ ومدى تعسف املشغل في إتخاذ عقوبة الفصل لتكريس حماية فعالة لألجراء‬

‫‪43‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫وبعيدا عن تخوفهم من سلطة املشغل‪ ،‬باإلضافة إلى إستجالء مختلف اآلثار الناجمة عن هذا‬
‫الفصل ونظرة التشريع والقضاء إليه‪.‬‬
‫فالحماية املقررة لألجراء من الفصل التعسفى ليست مجرد نصوص قانونية فقط‪ ،‬بقدر‬
‫ما هي فكر إجتماعي مرن واع بالتحديات اإلقتصادية التي تواجهها بالدنا‪.‬‬
‫إال أن األمر النهائي يبقى معلقا على محكمة النقض لتوحيد إجتهادتها حول اإلشكاالت التي‬
‫تثيرها مسطرة الفصل لترسم خطا واضح املعالم ملحاكم املوضوع لتسير عليه‪ ،‬خاصة وأن‬
‫قانون ‪ 65- 99‬املتعلق بمدونة الشغل يبقى محل جدل بين الفرقاء اإلجتماعيين على إعتبار أن‬
‫أرباب العمل يرون فيه إنتقاصا من سلطتهم وهيبتهم داخل مؤسسة يملكونها‪ ،‬في حين يرى فيه‬
‫األجراء تكريس لقوة املشغلين وترجمة فعلية لسلطة املال وسطوته‪ ،‬لدى نرى أن العالقة‬
‫الشغلية لن تستقيم إال إذا توفرت بعض الشروط التي سنأتي على ذكرها والتي يمكن لنا‬
‫صياغتها على شكل إقتراحات نجملها كاألتي‪ :‬ضرورة تدخل املشرع من أجل سد بعض الثغرات‬
‫التي تعتريها املقتضيات القانونية وخاصة التي وقع فيها تضارب في أواسط الفقه والقضاء‪.‬‬
‫ضرورة حصر األخطاء الجسيمة املبررة للفصل درءا لكل تعسف من قبل املشغل‪.‬‬
‫ترك أمر إتخاذ مقرر فصل األجير ملجلس تأديبي مكون من املشغل أو من ينوب عنه‪ ،‬ومن‬
‫مندوب األجراء واملمثل النقابي باملقاولة في حالة وجوده‪ ،‬ليعقدوا اجتماعا يتم فيه تقدير‬
‫خطورة الخطأ املرتكب من طرف األجير‪ ،‬ومن توقيع الجزاء التأديبي لهذا الخطأ‬
‫بدل ترك قرار الفصل للمشغل وحده‪.‬‬
‫التعويض عن البطالة الناتجة عن الفصل‪.‬‬
‫توحيد اإلجتهاد القضائي فيما يخص بعض النقط التي ال زالت تعرف تضاربا داخل‬
‫املحاكم‪.‬‬
‫تعميم ونشر األحكام القضائية املتميزة حتى يسهل معرفة التوجه القضائي فيما يخص‬
‫اإلشكاالت املرتبطة بالفصل التعسفي‪.‬‬
‫تعزيز دور وتدخل مفتش الشغل في حماية الطبقة العاملة من الفصل بإعتباره جهة يمثل‬
‫املصالح املتعارضة داخل املؤسسة وقادر على خلق شروط الثقة بينهم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪ ‬الكتب العامة‪:‬‬
‫محمد سعد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة ماتيك برانت‪ ،‬فاس الطبعة األولى ‪2002‬‬
‫بشرى العلوي‪ ،‬الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬ط الثانية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪2007 ،‬‬
‫بشرى العلوي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬دار النشر‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط األولى‪2007 ،‬‬
‫محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون شغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل‬ ‫‪-‬‬
‫الفردية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ط يناير ‪2007‬‬
‫محمد سعيد‪ ،‬قانون الشغل باملغرب عالقات الشغل الفردية‪ ،‬ط ‪1989‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬إنهاء عقد الشغل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ط‬ ‫‪-‬‬
‫‪2008‬‬
‫موس ى عبود‪ ،‬دروس في القانون اإلجتماعي املركز الثقافي العربي‪ ،‬ط الثانية‪ ،‬سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1994‬‬
‫الحاج الكوري‪ ،‬مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ 92.65‬أحكام عقد الشغل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة األمنية‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬إنهاء عقد الشغل دراسة التشريعية وقضائية مقارنة‪ ،‬ط‪2008‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفاء الجوهري‪ ،‬قانون الشغل باملغرب عقد الشغل الفردي بين النظر والتطبيق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ط االولى ‪2018‬‬
‫‪ ‬الكتب اخلاصة‪:‬‬
‫‪ -‬محمود العروس ي‪ ،‬املختصر في الحماية اإلجتماعية‪ ،‬شركة الخطابي للطباعة‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬ط األولى‪2009 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف الخالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬ج األول‪ ،‬عالقات الشغل‬
‫الفردية‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪2004 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫‪ ‬األطروحات والرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬إدريس فجر‪ ،‬مساهمة في دراسة نظرية أسباب إنقضاء عقد العمل‪ ،‬أطروحة في‬
‫القانون الخاص كلية الحقوق الدار البيضاء‬
‫‪ -‬رجاء رياض‪ ،‬اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2010 - 2009‬‬
‫‪ -‬مصطفى مقاري‪ ،‬الفصل التعسفي لألجير في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم املاستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي‬
‫إسماعيل مكناس‪ ،‬املوسم الجامعي‪2011 – 2010 :‬‬
‫‪ ‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬دنيا مباركة"ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونة الشغل‬
‫الجديدة"مجلة القصر عدد ‪ 14‬ماي ‪2006‬‬
‫‪ -‬شهبون محمد‪ ،‬دور القضاء االجتماعي في قضايا الطرد التعسفي‪ ،‬املجلة املغربية‬
‫لقانون األعمال واملقاوالت‪ ،‬عدد ‪ ،13‬أكتوبر ‪.2007‬‬
‫‪ -‬بشرى العلوي‪ ،‬مسطرة فصل األجير في إطار مدونة الشغل وكيفية احتساب‬
‫التعويض عن الضرر ( الطرد التعسفي)‪ ،‬املجلة املغربية لقانون األعمال‬
‫واملقاوالت‪ ،‬عدد ‪ 7‬يناير ‪.2005‬‬
‫‪ ‬القرارات واألحكام‪:‬‬
‫حكم رقم ‪ 23‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،1985‬منشور باملجلة املغربية للقانون‪ ،‬عدد ‪ ،6‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪338‬‬
‫حكم املحكمة االبتدائية بالرباط‪ ،‬رقم ‪ ،23‬بتاريخ ‪ ،1985/1 /23‬منشور بمجلة‬ ‫‪-‬‬
‫امللحق القضائي‪ ،‬لسنة ‪1985‬‬
‫قرار ‪ 115‬صادر على الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بالتاريخ ‪01/02/2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملف ‪ 2004 / 5 1041‬منشور‬
‫قرار عدد ‪ 2554‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 26/11/1996‬ملف ‪642‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫قرار عدد ‪ 640‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪1995‬‬ ‫‪-‬‬
‫امللف اإلجتماعي عدد ‪93/ 8764‬‬
‫قرار عدد ‪ 138‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ ‪09/02/2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملف ‪1062/5/2005‬‬
‫قرار عدد ‪ 942‬صادر عن الغرفة اإلجتماعية بحكمة اإلستئناف فاس بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪04/11/2004‬‬
‫قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 71‬بتاريخ ‪ ،2007‬في امللف‬ ‫‪-‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬عدد ‪974‬‬
‫قرار محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،925‬صادر بتاريخ ‪ ،2004/9/29‬في امللف اإلجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫عدد‪2004/366‬‬
‫قرار عدد ‪ 133‬صدر بتاريخ ‪ 24/02/1992‬في امللف اإلجتماعي عدد ‪ 10/99‬منشور‬ ‫‪-‬‬
‫بمجله قضاء املجلس األعلى عدد ‪46‬‬
‫قرار صادر على املجلس االعلى في املادة اإلجتماعية عدد ‪ 714/4/1/98‬تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 30/6/99‬منشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪22‬‬
‫قرار عدد ‪ 830‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس اإلعالم تاريخ أربعة يوليو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1996‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 8015/94‬منشور بمجلة اإلشعاع عدد ‪16‬‬
‫قرار عدد ‪ 2208‬الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعلى بتاريخ ‪ 26‬شتنبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1995‬منشور بمجموعة قرارات املجلس االعلى في املاده اإلجتماعية منشورة‬
‫املجلس األعلى في ذكراه االربعين ‪1997‬‬
‫قرار عدد ‪ 501‬صادر عن املجلس األعلى( محكمة النقض حاليا )‪ ،‬عدد ‪،76813‬‬ ‫‪-‬‬
‫أورده ميكو‪ ،‬قواعد املسطرة في املادة االجتماعية‪ ،‬مطبعة الساحل‪1981 ،‬‬
‫قرار صادر عن املجلس األعلى الغرفة اإلجتماعية‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬شتبير ‪ 1998‬منشور‬ ‫‪-‬‬
‫في النشرة اإلخبارية ب م‪ .‬أ‪ ،‬عدد‪7‬‬
‫قرار محكمة اإلستئناف بفاس رقم ‪ 781 / 86‬بتاريخ ‪ 29‬أكتوبر ‪ _ 1986‬قضاء‬ ‫‪-‬‬
‫مجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪1988 ،41‬‬
‫قرار املجلس األعلى العدد ‪ 362‬صادر بتاريخ ‪ 1997/ 4 /8‬في امللف االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 95 /1 /4 /1234‬املنشور بمجلة قضاء املجلس االعلى العدد ‪53‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫مقدمة‪1 .......................................................................................................................................... :‬‬


‫املبحث األول‪ :‬اإلطار العام للفصل التعسفي‪4 .........................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التكييف الو اقعي والقانوني للفصل التعسفي ‪4 ............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التكييف الواقعي للفصل التعسفي ‪4 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أشكال الفصل التعسفي ‪4 ...............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرق الفصل التعسفي ‪6 .................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التكييف القانوني للفصل التعسفي ‪8 ................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات التأديبية ‪8 ........................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة القضائية على سلطة التأديبية‪9 ....................................................................... :‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬حاالت الفصل التعسفي ‪12 .............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الفصل الناتج عن سبب شكلي ‪12 .......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬عدم إحترام مسطرة الفصل الفردي ‪12 .........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم إحترام مسطرة الفصل الجماعي ‪18 ......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الفصل الناتج عن سبب موضوعي ‪21 ................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب الفصل املتعلقة باألجير ‪21 ..................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفصل الناتج عن خطأ املشغل ‪25 ................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثار الفصل التعسفي يف ضوء العمل القضائي ‪29 ........................................‬‬
‫املطلب األول الرجوع إلى العمألاو التعويض ‪29 ......................................................................‬‬
‫الفقرة االولى دعوى الرجوع للعمل ‪29 ........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى التعويض‪31 .............................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعويضات الناتجة عن مسؤولية املشغل ‪31 ................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويضات الناتجة عن عقد الشغل‪36 ...................................................................... .‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬حساب التعويضات والنفاذ املعجل ‪38 ..........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية إحتساب التعويضات‪38 .......................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النفاذ املعجل بالحكم في املادة اإلجتماعية ‪40 ..................................................‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل التعسفي‬

‫أوال‪ :‬طبيعة مسؤولية املشغل عن الفصل‪41 ........................................................................ .‬‬


‫ثانيا‪ :‬آثار مسؤولية املشغل على تنفيذ الحكم في دعوى الفصل التعسفي‪42 ..................... .‬‬
‫خاتمة‪43 ........................................................................................................................................ :‬‬
‫الئحة املراجع ‪45 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪48 ...................................................................................................................................... :‬‬

‫‪49‬‬

You might also like