Professional Documents
Culture Documents
الفصل التعسفي
تحت إشراف الدكتورة:
آسية الـمواق من إعداد الطلبة الباحثين:
نهيلة السليتي
السعدية الغنوي
نادية الحافيظي
أميمة اليماني
حليمة ݣوينة
إكرام كورة
تعتبر الطبقة العاملة املحور الرئيس ي للنهوض بالحياة اإلقتصادية داخل املقاوالت،
واملساهمة في تنميتها وتطورها وتحقيق رهان إستمرارها على املستوى الداخلي والخارجي ،وال
يمكن تحقيق هذا املبتغى إال باحترام مجموعة من الضوابط القانونية ،للسعي وراء تحقيق
التوازن اإلقتصادي بين رئيس املقاولة وبين الحقوق اإلجتماعية لألجراء وذلك سعيا لتحقيق
السلم واإلستقرار اإلجتماعي وعدالة متوازنة تراعي مصلحة املقاولة.1
لذلك عمل املغرب على ثورة إصالحية كبرى ،توجت بإصدار مجموعة من النصوص
التشريعية ،نجد من بين أبرز هذه النصوص مدونة الشغل ،التي تعتبر إنجازا حقيقيا سعى من
خالله املشرع لتكريس السلم اإلجتماعي ،وتحقيق األمن اإلقتصادي والسياس ي ،ومما ال شك
فيه أن العالقة التي تربط بين طرفي عقد الشغل هي عالقة غير متكافئة بين الطرفين ،مشغل
يعتلي مركز القوة ،وأجير يبقى دائما الحلقة األضعف إلرتباطه بأجر يجعله دائما الخاضع في
هذه العالقة.
لذا كان لزاما على املشرع التدخل لتوفير الحماية لألجير من كل تعسف قد يستعمله
املشغل في فصل األجير ،ويقصد بالفصل التعسفي اإلنهاء غير املبرر لعقد الشغل بإرادة منفردة
من طرف املشغل ،وهو أشد عقوبة توقع على األجير ،ألنها تؤدي إلى قطع رزقه واضطراره إلى
البحث من جديد عن عمل مالئم ،2وقد رتب املشرع جزاء في هذه الحالة يتمثل إما في الحكم
بإرجاع األجير إلى العمل أو أداء التعويضات التي عددها املشرع في مدونة الشغل من خالل املواد
من 43إلى .60
وتعتبر هذه التعويضات من اآلثار القانونية التي تعطي األجير الحق في الحصول على
تعويضات لجبر الضرر الناتج عن الفصل ،بحيث يحتل هذا األخير أهمية قصوى ،ذلك أن
أغلب القضايا املعروضة على املحاكم ،في إطار منازعات الشغل تتعلق بالفصل التعسفي ،حتى
أصبح من املمكن تسمية غرفة البت في منازعات الشغل ،بغرفة الفصل التعسفي وكانت تخضع
أحكام هذا األخير ملجموعة من النصوص املتفرقة صدرت في شكل ظهائر ومراسیم وقرارات
1محمد سعد جرندي ،الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب ،م س ،ص.58
2شهبون محمد ،دور القضاء االجتماعي في قضايا الطرد التعسفي ،املجلة املغربية لقانون األعمال واملقاوالت ،عدد ،13أكتوبر
،2007ص 23
1
الفصل التعسفي
وزارية باإلضافة إلى املبادئ العامة لقانون اإللتزامات والعقود ،إذ نجد قرار 1948 .10 .23
املتعلق بالنظام النموذجي لعقد الشغل وظهير 1961 .12 .24املتعلق بالنظام األساس ي
للمستخدمين في املقاوالت املدنية ،والظهير امللكي الصادر بتاريخ 1967 – 08 – 14املتعلق
بالرقابة اإلدارية على اإلعفاء الجماعي ألسباب اقتصادية ،والظهير امللكي الصادر بنفس التاريخ
املتعلق بالتعويض عن إعفاء بعض األجراء ،وكذا ظهير 1973 – 04 – 24املتعلق بتشغيل
العمال والفالحين .وفي األخير جاء املشرع بمدونة الشغل ،3أمال في أن تجيب على العديد من
القضايا القانونية واالقتصادية واالجتماعي ،خاصة قضايا الفصل التعسفي للوصول إلى
تحقيق نوع من التوازن بين حقوق األجراء وحقوق املشغلين.
-أهمية املوضوع:
إن موضوع "الفصل التعسفي لألجير "الذي نحن بصدد دراسته يحظى بأهمية جد بالغة،
حيث يتعلق األمر بشريحة عريضة داخل املجتمع ،وهي فئة األجراء باعتبارهم املحور الرئيس ي
للنهوض بالحياة اإلقتصادية داخل املقاوالت واملساهمة في تنميتها وتطورها وتحقيق رهان
إستمرارها على املستوى الداخلي والخارجي ،لذلك كان البد من وضع إطار قانوني ينظم ويحفظ
حقوق هذه الفئة- .إشكالية املوضوع:
يطرح املوضوع الذي نحن بصدد دراسته إشكالية جوهرية تتمثل في مدى توفق املشرع
املغربي في تكريس الطابع الحمائي لألجير من الطرد التعسفي؟
تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة تتمثل في:
-ماهي حاالت الفصل التعسفي ؟.
-ماهي آثار الفصل التعسفي ؟.
-كيف يتم احتساب التعويض عن الفصل التعسفي ؟
-املنهج املعتمد.
إن البحث القانوني بحث علمي ممنهج ،فكان من الالزم أن يستفيد قدر املستطاع من
مناهج البحث العلمي املتداولة ،وقد حاولنا في هذا البحث اإلستعانة بمجموعة من املناهج من
3ظهير شريف رقم 03.1 .194الصادر في 14رجب 11 ( 1424سبتمبر ) 2003بتنفيذ القانون رقم 65 – 99املتعلق بمدونة الشغل،
الجريدة الرسمية عدد 5167بتاريخ 8دجنبر ،2003ص3969
2
الفصل التعسفي
خالل إعطائه مقاربة قانونية باألساس ،واتبعنا في هذا املوضوع منهجا وصفيا وذلك من خالل
وصف آثار الطرد التعسفي على الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية ،تم إعتمدنا على املنهج
التحليلي ويظهر ذالك عند تحليلنا لبعض املقتضيات القانونية املتعلقة بالطرد التعسفي التي
أدرجها املشرع املغربي في مدونة الشغل -خطة البحث
ملقاربة هذا املوضوع إرتأينا تقسيمه على الشكل التالي:
املبحث األول :اإلطارالعام للفصل التعسفي
املبحث الثاني :آثارالفصل التعسفي في ضوء العمل القضائي
3
الفصل التعسفي
يعتبر عقد الشغل من العقود التبادلية ،بمعنى أنه ينش ئ إلتزامات متبادلة بين املشغل
واألجير ،حيث أن هذه العالقة الشغلية تتميز بعنصر التبعية إذ أن عمل األجير يكون تحت
إشراف وتوجيه املشغل ،ويمكن لهذا األخير أن يوقع مجموعة من العقوبات على األجير بهدف
الحفاظ على مقاولته من جهة وإستمرارها من جهة أخرى ،ومن بين أهم هذه العقوبات التأديبية
التي يوقعها املشتغل على األجير نجد الفصل التعسفي ،حيث يقوم املشغل بفصل األجير عن
عمله بدون مبرر ،وهذا الفصل يتم من خالل مجموعة من الحاالت ،وعليه فإننا سنحاول
تقسيم هذا املبحث ملطلبين حيث سنخصص املطلب االول للتكييف الواقعي والقانون للفصل
التعسفي واملطلب الثاني لحاالت الفصل التعسفي.
4
الفصل التعسفي
4حمد سعد جرندي ،الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب ،مطبعة ماتيك برانت ،فاس الطبعة األولى ،2002ص58
5بشرى العلوي ،الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي ،ط الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة ،2007 ،ص 25
6قرار 115صادر على الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بالتاريخ 01/02/2005ملف 2004 / 5 1041منشور
7قرار عدد 2554صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 26/11/1996ملف 642منشور
8بشرى العلوي ،الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي ،دار النشر العربية ،الدار البيضاء ،ط األولى ،2007 ،ص 109
9قرار عدد 640صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 6يونيو 1995امللف اإلجتماعي عدد 93/ 8764منشور
5
الفصل التعسفي
ً
وقد يكون الفصل مقنعا ايضا في حالة ما إذا كانت مغادرة األجير غير تلقائية أي أنها تعود
لسبب خارج عن إرادته ،كأن تكون هذه املغادرة بسبب الضغط أو اإلكراه أو بسبب بعض
التصرفات اإلستفزازية التي قد يمارسها املشغل على األجير ،كالتحرش الجنس ي او تكليفه
بأعمال ترهق كاهله أو تشكل خطورة على صحته أو حياته ،أو غيرها من األخطار الجسيمة
املرتكبة من طرف املشغل ضد األجير ،والتي نصت عليها املادة 40من م ش 10حيث تعتبر مغادرة
11
األجير بسبب أحد هذه األخطار بمثابة فصل تعسفي
طرقاالفصلاالتعسف
ا ثانيا:ا
أما فيما يخص طرق إعمال الفصل التعسفي فإننا نجده يتخذ مجموعة من الطرق
أهمها :الفصل اإلضطراري والفصل اإلنتقامي.
✓الفصل اإلضطراري
قد تتعرض املقاولة أو املؤسسة في بعض األحيان ألزمات إقتصادية أو تقنية ،مما يدفعها
إلى فصل العمال بصفة كلية أو جزئية ،كما قد يكون الفصل من عمل املشغل أو تقصيره من
جهة ،وقد يكون خارج عن إرادته من جهة أخرى كأن يكون اإلغالق إداري صادر عن سلطة إدارية
تابعة للدولة بسبب الضرر الذي تلحقه املؤسسة بالسكان ،12وقد يكون الفصل أيضا في حالة
اضطرارية ثابتة كأن ينخفض إنتاج املقاولة أو تكثر الديون املحملة عليها ،وبالتالي فيلجأ هذا
األخير إلى السلطة املحلية بغية الحصول على إذن بتسريح األجراء ،كما هو الحال في نازلة القرار
عدد 13 138الذي جاء فيه أنه كانت شركة تابعة للدولة وانخفض إنتاجها من معدن الحديد،
وكثرة ديونها وبعد انعقاد لجنة وزارية تحت رئاسة السيد عامل العمالة استقر ذلك ،الترخيص
10تنص املادة 40من م ش على أنه" يعد من بين األخطاء الجسيمة املرتكبة ضد األجير من طرف املشغل أو رئيس املقاولة أو
املؤسسة ،ما يلي:
-السب الفادح؛
-استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء املوجه ضد األجير؛
-التحرش الجنس ي؛
-التحريض على الفساد.
وتعتبر مغادرة األجير لشغله بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه املادة في حالة ثبوت ارتكاب املشغل إلحداها ،بمثابة فصل
تعسفي".
11محمود العروس ي ،املختصر في الحماية اإلجتماعية ،شركة الخطابي للطباعة ،مكناس ،ط األولى ،2009 ،ص71
12بشرى العلوي ،الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي ،م س ،ص 67
13قرار عدد 138صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 09/02/2005ملف 1062/5/2005منشور
6
الفصل التعسفي
لها ووافقت السلطة املحلية على قرار اللجنة املحلية الوزارية ،واصدرت املحكمة اإلبتدائية
حكما بالتعويضات عن اإلشعار واإلعفاء والطرد بعد أن اعتبرتها طردا تعسفيا والغي استئنافها
ورفض طلب النقل من طرف املجلس األعلى بعلة أن اغالق املؤسسة الشغلية كان اضطراري
وقانوني بحصولها على إذن السلطة لتسريح األجراء ،مع اتخاذ جميع اإلجراءات القانونية
للتسريح
✓الفصل اإلنتقامي
وهو رد فعل املشغل في حالة إرتكاب األجير لخطأ يعتبره املشغل جسيما ،وتكون له نية
إحداث الضرر لألجير وهنا يختلط األمر بين الفصل كجزء تأديبي أو عقوبة ،وبين الفصل الذي
يكون في شكل إنتقام ضد األجير بسبب الضرر الذي أحدثه وألحق به الضرر للمشغل.
ومن صور الفصل بصفة إنتقامية ما كيفته محكمة اإلستئناف بفاس ،بمقتض ى القرار
الذي جاء فيه أن زوج األجيرة وابن عمها أسسا شركة منافسة للشركة التي تشتغل فيها األجيرة
في صنع املالبس ،وعمد املشغل إلى طردها بعد تأسيس الشركة والتي ال يد لها فيها ،مستعمال
نية إحداث الضرر وبعث لها رسالة الرجوع إلى العمل ،وثبت التحاقها بالشركة ومنعت من
الدخول فقضت محكمة اإلستئناف بالتعويض عن الفصل ،وباقي التعويضات املستحقة على
أساس غان طرد األجير كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مشروعة في حقها ،بل فقط زوجها
وابن عمها أقاما شركة لصالحهما.14
14قرار عدد 942صادر عن الغرفة اإلجتماعية بحكمة اإلستئناف فاس بتاريخ 04/11/2004منشور
7
الفصل التعسفي
8
الفصل التعسفي
الذي أنزله املشرع منزلة التوقيف عن الشغل ملدة ال تتعدى 8أيام ،ثم التوبيخ الثالث ،والذي
16
أنزله الشرع منزلة النقل من مصلحة ألخرى أو من مؤسسة ألخرى عند اإلقتضاء
ب-العقوبات التأديبية املهنية
إذ لم تتمكن العقوبات املعنوية من حد األخطاء املرتكبة من طرف األجير ،يتم اللجوء إلى
العقوبات املهنية ،وتتمثل في التوقيف عن الشغل ملدة مؤقتة أو النقل من مصلحة ملصلحة
أخرى أو الفصل.
ونظرا لخطورة هذه اإلجراءات ،فقد نظمها املشرع ورتب على عدم إحترامها إضفاء صبغة
التعسفية على الفصل.
ثانيا:االرقابةاالقضائيةاعىلاسلطةاالتأديبي اة:ا
سنتناول رقابة القضاء على السلطة التأديبية للمشغل ،من خالل الرقابة على إثبات
الخطأ وجسامته ،والرقابة على مالئمة الجزاء التأديبي
أ-الرقابة على إثبات الخطأ وجسامته
:1رقابة محكمة النقض على اإلثبات املادي للخطأ
كما هو معلوم ،أن القاعدة العامة في مجال اإلثبات هي أن" من ادعى شيئا عليه إثباته"
.17واألجير هو من يدعي وجود التعسف في العقوبة وعدم وجود خطأ جسيم يبرر فصله ،لكن
املشرع املغربي تدخل بقلب عبء اإلثبات على املشغل ،وهذا ما جاء في الفقرة الثانية من املادة
63من م ش" ،يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه
اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير لشغله هذا"
ومحكمة النقض كرست هذا التوجه في قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى 18الذي
جاء فيه "ثبت من خالل محتويات امللف وتصريحات األطراف ومن خالل البحث اإلبتدائي
واإلستئنافي بأن املشغلة لم تدل بما يثبت ارتكاب األجير للخطأ املنسوب إليه مما يترتب عنه
اعتبار الفسخ تعسفيا يستحق عنه األجير التعويض" .لهذا فإن تطبيق العقوبة على األجير بدون
16محمد سعيد بناني ،قانون شغل في املغرب في ضوء مدونة الشغل ،الجزء الثاني ،ط يناير ،2007ص80
17الفصل 399من ق.ل .ع
18قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى ،عدد 71بتاريخ ،2007في امللف االجتماعي ،عدد 974
9
الفصل التعسفي
سبب جدي وحقيقي وعدم قدرة املشغل على إثبات األخطاء املنسوبة لألجير ،يجعل العقوبة
املتخذة ذات طابع تعسفي.
2رقابة محكمة النقض على جسامة الخطأ التأديبي
-الخطأ الجسيم املنصوص عليه قانونا
املشرع املغربي كان واضحا في تحديد األخطاء الجسيمة من خالل مقتضيات املادة 39م
ش ،19لكن رغم ذلك تثير هذه األخطاء في بعض األحيان اإلشكال من حيث التكييف
الخطأ الجسيم الغيراملنصوص عليه قانونا
بخالف حاالت األخطاء املنصوص عليها قانونا ،فالقضاء له سلطة أوسع في تقدير مدى
جسامة األخطاء الغير املنصوص عليها قانونا ،ويكون القاض ي في هذه الحالة أمام صعوبة أكبر
باملقارنة مع الخطأ الجسيم املنصوص عليه قانونا ،مثل السرقة وتبادل الضرب...إلخ ،إذ هو
ملزم بتحليل املبرر على ضوء القواعد التي تجعل الخطأ الجسيم هو الخطأ الذي يؤثر في
استقرار املقاولة 20وإذ كان تقدير جسامة األخطاء يخضع للسلطة التقديرية لقاض ي املوضوع،
فإن هذا األخير ملزم بتبرير قراراته وتعليلها ،وذلك لتجنب نقضها أمام محكمة النقض.
ب-الرقابة على مالئمة الجزاء التأديبي
املشرع املغربي وضع مجموعة من القواعد للحد من السلطة التأديبية للمشغل تجاه
أجرائه ،وجعل تحديد الجزاءات التأديبية ومالئمتها لألخطاء املرتكبة تحت الرقابة القضائية
1الرقابة القضائية على مالئمة الجزاء تأديبي للعقوبة
حسب الفقرة األخيرة من املادة 42من م ش ،نجدها جعلت قرارات املشغل في إطار
ممارسته للسلطة التأديبية ،خاضعة للرقابة القضائية ،فيما يرجع ملدى مالئمة العقوبة
التأديبية للخطأ ،وهذا ما دأبت عليه محاكم املوضوع ،كما أن محكمة النقض تعترف لقضاء
املوضوع بسلطة الرقابة على التناسب بين الجزاء املتخذ في حق األجير والخطأ املرتكب ،حيث
قضت الغرفة اإلجتماعية ملحكمة النقض في أحد قراراتها بما يلي" ،وبالتالي ،فإن املحكمة ملا
قضت باعتبار أن األمر ال يتعلق بخطأ جسيم يستوجب عليها اتخاذ أي إجراء تأديبي آخر بدل
19محمد سعيد ،قانون الشغل باملغرب عالقات الشغل الفردية ،ط ،1989ص .182
20قرار محكمة النقض ،عدد ،925صادر بتاريخ ،2004/9/29في امللف اإلجتماعي عدد2004/366
10
الفصل التعسفي
الطرد نهائيا فإن ذلك يدخل في إطار سلطتها التقديرية التي ال رقابة عليها في ذلك من طرف
محكمة النقض إال من حيث التعليل وهو ثابت في النازلة ،فالقرار جاء على هذا األساس معلال
21
تعليال كافيا"....
2حدود سلطة املشغل التأديبية
حدد املشرع املغربي العقوبات التأديبية املمكن اتخاذها في حق األجير املرتكب للخطأ غير
22
جسيم ،واشترط مبدأ التدرج في تطبيقها للحد من تعسف املشغل في سلطته
اذا املشغل ملزم بتطبيق ما هو منصوص عليه قانونا ،وفي حالة قيامه بتطبيق جزاءات
غير محددة أو عدم تطبيق مبدأ التدرج ،يحق للقضاء عند عرض النزاع عليه ،إلغاء هذا الجزاء
ما دام ليس في مصلحة األجير ،واملشرع حدد العقوبات في املادة 37من م ش ،23بهدف وضع
حدود لسلطة املشغل التأديبية ومراقبة حسن تطبيقها ومدى مالئمتها للخطأ املرتكب ،وهذا ما
أقرته املحكمة اإلبتدائية بالرباط ،على أن السلطة التأديبية املمنوحة لرب العمل ،تبقى خادعة
ملراقبة القضائية قصد معرفة مدى مالئمة العقوبة للخطأ في حالة ثبوته .24
21حكم املحكمة االبتدائية بالرباط ،رقم ،23بتاريخ ،1985/1 /23منشور بمجلة امللحق القضائي ،لسنة 1985
22ملادة 38من م ش
23املادة 37من م ش الشغل
24حكم رقم 23بتاريخ 10يناير ،1985منشور باملجلة املغربية للقانون ،عدد ،6ص 338
11
الفصل التعسفي
12
الفصل التعسفي
27موس ى عبود "دروس في القانون اإلجتماعي املركز الثقافي العربي" ،الطبعة الثانية ،سنة 1994ص 175
28محمد الكشبور"إنهاء عقد الشغل" ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة ،2008ص 289
13
الفصل التعسفي
وبعد صدور املرسوم 29املتعلق بأجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل ،جاء املشرع املغربي
بمدد مختلفة ،حيث أنها تختلف بحسب صنف األجير إن كان إطارا أو مستخدما أو عامال.
*بالنسبة لألطر ومن شابههم حسب أقدميتهم.
-أقل من سنة .......شهر واحد.
-من سنة إلى خمس سنوات .....شهران.
-أكثر من خمس سنوات .....ثالثة أشهر.
*بالنسبة للمستخدمين والعمال حسب أقدميتهم.
-أقل من سنة .....ثمانية أيام.
-من سنة إلى خمس سنوات ....شهر واحد.
-أكثر من خمس سنوات ....شهران.
حيث إن املشرع املغربي من خالل هذا املرسوم قما بتحديد مدد محددة حسب التصنيف
املنهي لكل أجير ال يجوز مخالفتها وإال كان إجراء اإلخطار باطال ،لكن يمكن النص في األنظمة
الداخلية أو االتفاقيات الجماعية على مدد أخرى شريطة الزيادة فيها وإال كانت باطلة.
وباإلضافة إلى ذلك لقد منح املشرع األجير بمقتض ى املادة 48من م.ش 30حق التغيب
قصد البحث عن عمل آخر مع أداء األجرة كما لو إشتغل بصفة فعلية .وحددت املادة 49من
م.ش 31هذه الرخصة بالسماح لألجير بساعتين في اليوم ،شريطة أن ال يتعدى هذه الساعات
املرخص بها 8ساعات في األسبوع الواحد أو 30ساعة في كل فترة من 30يوم متوالية.
29مرسوم رقم .469.04.2صادر في دجنبر "2004يتعلق بأجل اإلخطار "منشور بالجريدة الرسمية ،عدد 21 .5279دي
القعدة 3(1425يناير .)2005ص11
30املادة 48من.م.ش "يستفيد األجير أثناء أجل اإلخطار ،من رخص التغيب ،قصد البحث عن شغل آخر ،على أن يؤدى له عنها
األجر الذي يتقاضاه عن أوقات شغله الفعلي ،أيا كانت طريقة أدائه" .
31املادة 49من م.ش " تحدد رخصة التغيب املنصوص عليها في املادة 48أعاله في ساعتين في اليوم ،على أال تتعدى األوقات املرخص
بها ثماني ساعات في األسبوع الواحد ،أو ثالثين ساعة في كل فترة من ثالثين يوما متوالية.
غير أنه إذا كان األجير يشتغل في مقاولة ،أو مؤسسة ،أو ورش يبعد مسافة تفوق عشرة كيلومترات عن مدينة مصنفة في عداد
البلديات ،أمكن له التغيب أربع ساعات متتالية مرتين في األسبوع ،أو ثماني ساعات متتالية مرة في األسبوع ،خالل الساعات
املخصصة للشغل في املقاولة ،أو املؤسسة ،أو الورش" .
14
الفصل التعسفي
15
الفصل التعسفي
-تقديم جميع الشكايات الفردية ،املتعلقة بظروف الشغل الناتجة عن تطبيق تشريع
الشغل أو عقد الشغل ،أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي ،إلى املشغل ،إذا لم تقع
االستجابة لها مباشرة؛
-إحالة تلك الشكايات إلى العون املكلف بتفتيش الشغل ،إذا إستمر الخالف بشأنها"،
فلذلك يكون مندوب األجراء بصفه هاته معرضا أكثر من غيره ملضايقات املشغل ومهددا
بالفصل ،هذا األمر هو ما دفع املشرع املغربي من خالل املواد 430إلى 462من م.ش .بفرض
حماية خاصة لهذه الفئة من األجراء وذلك بالنص على بعض اإلجراءات يتعين على املشغل
إحترامها قبل الفصل وتتجلى في:
-تبليغ العون املكلف بتفتيش الشغل بكل اجراء تأديبي يعتزم مشغل إتخاذه وذلك سواء
تعلق األمر بالفصل أو بغير الفصل ،ويستفيد من هذه الحماية املندوب أو نائبه وحتى املندوب
الذي إنتهت مدة إنتدابه وذلك ملدة ستة أشهر من تاريخ إنتهاء مدة إنتدابه.
وباإلضافة إلى ذلك نصت املادة 459من م.ش على أن مفتش الشغل يجب أن يتخذ قراره
بالرفض أو املوافقة داخل أجل ثمانية أيام وبذلك تكون مدونة الشغل قد تراجعت عن ما كان
يعمل القضاء سابقا ،والذي يعتبر مفتش شغل مجرد رأي إستشاري فقط لينتقل إلى املوافقة
والرفض في مدونة الشغل .وبالتالي فإذا كان قرار مفتش شغل موافق لقرار املشغل ال يعتبر
فصل األجير في هذه الحالة فصال تعسفيا ،أما في حالة عدم املوافقة فإن املشغل مجبر على
إبقاء األجير في عمله ،ألن كل فصل ملندوب األجراء دون إستعمال هذه املسطرة يجعل الفصل
تعسفيا لسبب شكل دون حاجة إلى البحث في املوضوع.
وهذا ما أكده القضاء من خالل العديد من القرارات الصادرة عنه ،والتي إعتبرت أن كل
إجراء تأديبي أو فصل يقوم به املشغل دون إحترام قرار مفتش الشغل يجعل الفصل تعسفيا.37
-أما بخصوص املمثل النقابي فقد نصت املادة 472من م.ش" يستفيد املمثلون النقابيون
من نفس التسهيالت والحماية التي يستفيد منها مندوبو األجراء بمقتض ى هذا القانون.
37املادة 459من م.ش ".يمكن للمشغل ،في حالة الخطأ الجسيم ،أن يقرر حاال التوقيف املؤقت في حق مندوب األجراء ،وعليه أن
يشعر فورا ،العون املكلف بتفتيش الشغل باإلجراء التأديبي املزمع اتخاذه.
يجب على العون املكلف بتفتيش الشغل ،في الحاالت الواردة في املادتين 457و 458أعاله ،أن يتخذ قراره ،باملوافقة أو الرفض،
خالل الثمانية أيام املوالية إلشعاره .ويجب أن يكون قراره معلال"
16
الفصل التعسفي
إذا كان مندوب األجراء يزاول في نفس الوقت مهمة املمثل النقابي ،فإنه يستفيد من
التسهيالت والحماية املنصوص عليها في الفقرة األولى من هذه املادة برسم ممارسة إحدى
املهمتين فقط".
وبناء عليه فا مدونة الشغل قد ساوت في حمايتها للممثل النقابي ومندوب األجراء ،كما
يجب اإلشارة إلى أن هذه اإلجراءات الشكلية التي تسبق اإلجراءات التأديبية الخاصة بمندوب
األجراء أو بنوابهم ،هي إجراءات تتصل بصميم النظام العام ،يجب على القضاء أن يسهر على
38
فرض إحترامها من جانب املشغلين
كما أنه في حالة فصل مندوب األجراء أو املمثل النقابي خالل فترة إنتدابهم ،التعويض
39
املستحق لهم عن الفصل يصل إلى 100%
لكن يمكن للمشغل في حالة إرتكاب مندوب األجراء أو نائبه لخطأ جسيم أن يقرر إيقافه
بصفة مؤقتة ،شريطة إشعار العون املكلف بالتفتيش بهذا اإلجراء التأديبي املتخذ.
ب-بالنسبة لطبيب الشغل.
لقد تطرق املشرع املغربي للمصالح الطبية للشغل في املواد من 304إلى 331من
م.ش 40وهنا ألزم املشرع املغربي رئيس املقاولة التي تشغل أكثر من 50أجير ،أن تحدث إما
مصالح طبية للشغل املستقلة أو مصالح طبية مشتركة ،وفقا الشرط املحدد من قبل السلطة
الحكومية املكلفة بالشغل ،41ويسهر على سير املصالح الطبية للشغل طبيب أو أكثر ،بحيث
يجب أن يمارسوا مهامهم بصفة شخصية حسب املادة 309من م.ش والتي جاء فيها "يسهر على
38جاء في قرار أخر فاملحكمة عندما خلصت إلى أن األجير املطلوب في النقض الذي له صفة مندوب العمال تم طرده تعسفيا من
طرف مشغله لعدم سلوكه املسطرة املنصوص عليها بظهير -1962-10-29قرار املجلس االعلى عدد 438مؤرخ في10/05/2006
رسالة املحاماة .مجلة دوريه تصدر هيئه املحامين بالرباط دجنبر 1999عدد .14
39محمد الكاشبور" ،إنهاء عقد الشغل"م.س.ص101
40املادة 305من.م.ش" يجب على املقاوالت الصناعية والتجارية ومقاوالت الصناعة التقليدية واالستغالالت الفالحية والغابوية
وتوابعها التي تشغل أقل من خمسين أجيرا أن تحدث إما مصالح طبية للشغل مستقلة أو مصالح طبية مشتركة ،وفق الشروط
املحددة من قبل السلطة الحكومية املكلفة بالشغل.
يوافق املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل على اختصاصها الترابي واملنهي ،بعد موافقة الطبيب املكلف بتفتيش الشغل.
يجب على املصلحة الطبية املشتركة بين املقاوالت ،أن تقبل عضوية كل مقاولة داخلة في نطاق اختصاصها ،ما لم ير املندوب
اإلقليمي املكلف بالشغل خالف ذلك"
41املادة 313من.م.ش" يجب أن يكون ،كل إجراء تأديبي ،يعتزم املشغل أو رئيس املصلحة الطبية املشتركة بين املقاوالت اتخاذه في
حق طبيب الشغل ،موضوع قرار ،يوافق عليه العون املكلف بتفتيش الشغل ،بعد أخذ رأي الطبيب مفتش الشغل"
17
الفصل التعسفي
سير املصالح الطبية للشغل ،طبيب أو أكثر ،يطلق عليهم "أطباء الشغل" .ويجب عليهم أن
يباشروا مهامهم بأنفسهم"
ج-بالنسبة للمرأة الحامل.
مدونة الشغل 42وفرت حماية خاصة للمرأة الحامل فيما يخص إنهاء عقد شغل هذه
األخيرة ،أو في حالة توقيع عقوبة الفصل كعقوبة تأديبية عليها ،حيث ألزم املشغل بعد إنهاء عقد
الشغل األجيرة التي أثبت حملها بشهادة طبية سواء أثناء الحمل أو بعد الوضع بأربعة عشر
ً
أسبوعا ،كما أنه ال يمكن إنهاء عقد شغل األجيرة أثناء فترة توقفها عن الشغل بسبب نشوء
حالة مرضية عن الحمل أو النفاس مثبتة بشهادة طبية ،إال أنه مع ذلك خول للمشغل الحق في
إنهاء هذا العقد إذا تبث إرتكاب املعنية باألمر لخطأ جسيم ،شريطة أن ال تبليغ هذه األخيرة قرار
43
اإلنهاء .اثناء فترة توقيف عقدالشغل املنصوص عليها في املادتين 154و 156من.م.ش
امامسطرةاالفصلاالجماع
ا ر
عدماإحت ثانيا:ا
يتمتع املشغل بالصالحيات واسعة في تسيير مقاولته ،بالكيفية التي تخدم مصالحه والتي
تكفل النجاح ملشروعه ،هذا األخير الذي وظف من أجله العديد من اإلمكانيات املادية
والبشرية ،لكن باملقابل فإن املقاولة قد تعترضها مجموعة من الصعوبات إذ تمر بظروف مالية
وإقتصادية صعبة ،يجبر معها املشغل على اللجوء إلى فصل بعض أو كل أجرائه أو إغالق
مقاولته.
أ-مرحلة اإلخبارواإلستشارة والتفاوض.
طبقا للمادة 66من م.ش 44.فإن املشغل الذي يعتزم فصل أجرائه ألسباب تكنولوجيا أو
هيكلية أو إقتصادية أو إغالق املقاولة ،يجب علي تبليغ قراره هذا إلى مندوب األجراء واملمثلين
النقابيين باملقاولة عند وجودهم قبل شهر واحد على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل،
في إطار مسطرة الفصل الجماعي ألسباب إقتصادية فإنه يجب على املشغل فتح حوار مع
ممثل األجراء ،وذلك عن طريق اإلستشارة والتفاوض ،بغاية دراسة التدابير واإلجراءات الكفيلة
بتفادي عملية الفصل أو التخفيض من آثاره على األقل ،وفي نطاق هذا الحوار قد يقترح املشغل
42نظم املشرع املغربي حماية املرأة الحامل في مدونه الشغل في املواد من 152الى 165تحت عنوان حماية األمومة
43أنظر املادتين 154و 156من.م.ش
44أنظر املادة 66من م.ش.
18
الفصل التعسفي
على ممثل األجراء حذف بعض التعويضات من أجل تفادي الفصل ،كما يقترح على األجراء
القيام ساعات إضافية بدون أجر من أجل نفس الغاية أي لتفادي الفصل،45
وتبقى اإلشارة في األخير أن املشرع رتب على عدم إحترام املشغل لهذه املسطرة جزاء يتمثل
في غرامة مالية تتراوح ما بين 10ألف و 20ألف درهم .حسب ما تنص عليه مقتضيات الفقرة
46
األخيرة من املادة 78من م.ش.
كما أقر املشرع املغربي في املادة 67من م.ش" يتوقف فصل األجراء العاملين في املقاوالت
املشار إليها في املادة 66أعاله ،كال أو بعضا ،ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها ،أو
ألسباب اقتصادية ،على إذن يجب أن يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه شهران
من تاريخ تقديم الطلب من طرف املشغل إلى املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل.
يكون طلب اإلذن مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية وبمحضر املشاورات والتفاوض مع
ممثلي األجراء املنصوص عليه في املادة 66أعاله.
في حالة الفصل ألسباب اقتصادية ،يكون الطلب مرفقا ،عالوة على الوثائق املذكورة
أعاله ،باإلثباتات التالية:
-تقرير يتضمن األسباب االقتصادية التي تستدعي تطبيق مسطرة الفصل؛
-بيان حول الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة؛
-تقرير يضعه خبير في املحاسبة أو مراقب في الحسابات.
يجب على املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل أن يجري كل األبحاث التي يعتبرها ضرورية
وأن يوجه امللف ،داخل أجل ال يتعدى شهرا واحدا من تاريخ توصله بالطلب ،إلى أعضاء لجنة
إقليمية يرأسها عامل العمالة أو اإلقليم لدراستها والبت فيها في األجل املحدد أعاله.
يجب أن يكون قرار عامل العمالة أو اإلقليم معلال ومبنيا على الخالصات واالقتراحات التي
توصلت إليها اللجنة املذكورة"
ً
وانطالقا من مقتضيات هذه املادة فإن املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل ،وبمجرد توصله
بطلب املشغل إلزمي إلى فصل كل أجراءه أو بعضهم ألسباب تكنولوجيا أو هيكلية أو إقتصادية
45الحاج الكوري" ،مدونة الشغل الجديدة القانون رقم 92.65احكام عقد الشغل" ،مطبعة األمنية 239
46أنظر املادة 78من م.ش.
19
الفصل التعسفي
عليها القيام بكل األبحاث التي يعتبرها ضرورية للوقوف على الوضعية الحقيقية للمقاولة،
وكذلك التأكيد على صحة البيانات املرفقة بطلب املشغل ،وبالتالي تكوين فكرة شاملة عن
مختلف العناصر املتعلقة باملوضوع وتضمينها في ملف وإحالته على اللجنة املختصة التي يرأسها
عامل العمالة أو اإلقليم ،وذلك دخل أجل ال يتعدى شهر واحد من تاريخ التوصل بالطلب،
حيث تعتبر اللجنة اإلقليمية هي الجهة الوحيدة التي لها صالحية دراسة طلب الفصل الجماعي،
والبت فيه بمقتض ى قرار صادر عن عامل العمالة أو اإلقليم ،والذي يجب ان يكون ومبنيا على
الخالصات واإلقتراحات التي توصلت إليها اللجنة.
ب-البث في طلب اإلعفاء.
حسب املادة 68من م.ش يبث العامل في طلب اإلذن باإلعفاء بمعية لجنة إقليمية تتكون
من ممثلين عن السلطات اإلدارية املعنية وممثلين عن املنظمات املهنية للمشغلين والنقابية
47
لألجراء.
47املادة 68من م.ش" تتكون اللجنة اإلقليمية املشار إليها في املادة 67أعاله من ممثلين عن السلطات اإلدارية املعنية وممثلين عن
املنظمات املهنية للمشغلين واملنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال.
يحدد أعضاء اللجنة وطريقة تعيينهم وكيفية تسييرها بنص تنظيمي "
20
الفصل التعسفي
21
الفصل التعسفي
48محمد سعيد بناني"قانون الشغل باملغرب في ضوء مدونه الشغل عالقة الشغل الفردية"الجزء الثاني .مجلد الثاني طبعه يناير
.2007ص860
49ادريس فجر"مساهمة في دراسة نظريه اسباب انقضاء عقد العمل"أطروحة في القانون الخاص كليه الحقوق الدار البيضاء.
1999 -1998ص84
50دنيا مباركة"ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونه الشغل الجديدة"مجلة القصر عدد 14ماي 2006بدون ذكر
صفحة
22
الفصل التعسفي
تتمثل االخطاء الجسيمة التي يرتكبها االجير خارج املؤسسة والتي يترتب على ارتكابه لها
فصل من الشغل دون حقها في التعويض وذلك يتضح من خالل ارتكاب جنحه ماسه بالشرف
واألمانة او االدب العامة وافشاء السر منهي نتج عنه ضرر باملقاولة
-1إرتكاب جنحة ماسة بالشرف او األمانة أو األداب العامة
لكي يعتبر األجير مرتكب لخطأ جسيم حسب منطوق الفقرة األولى من املادة 39م.ش .البد
ان يصدر في مواجهه حكما يسبب إرتكابه جنحة ماسة بالشرف أو األمانة
-2إفشاء سرمنهي نتج عنه ضررباملقاولة
يعتبر اإللتزام باملحافظة على أسرار املقاولة من مقتضيات مبدأ حسن النية ،الذي تفرضه
كافة العقود ومن بينها عقد الشغل ،الش يء الذي يجعله إلتزاما جوهري في مواجهة األجير ،يترتب
على اإلخالل به إعتباره مرتكبا خطا جسيما يخول للمشرع الحق في فصله من العمل دون
تعويض ،بحيث تشترط املادة 39من.م.ش أن يكون إفشاء أسرار املقاولة قد ترتب عنه ضرر
لهذا األخير.
وفي نفس السياق إعتبر املجلس األعلى سابقا (محكمه النقض حاليا ) أن قيام األجير بفتح
ظرف كلف بإيصاله واإلطالع على ما يوجد به إفشاء للسر املنهي يبرر فصله من العمل ،وجاء في
حيثيات هذا القرار أن "قضاة ملوضوع ثبت لديهم أن األجير قد إرتكب خطأ جسيم في حق
مشغلته مما أدى إلى فصله من العمل ،واملتمثل في فتحه لظرف كلف بإيصاله إلى املكتب
املوجود بالرباط واإلطالع على ما بداخله لنسخ التوكيالت املوجودة به على أساس إنهاء
ضروريته ،وإفشاء أسرار خاصة بمشغلته ومحاولة إستغاللها قصدر املساس بالتعاونية ،كما
أقدم على نشر مقال بالجريدة إدعى فيه سوء التسير اإلداري الذي لم يثبت بدليل ،ومحكمة
املوضوع بحكم السلطة املخولةلها إعتبرت وعن صواب بأن طرد األجير كان مبررا لهذا السبب
وفق قرار املجلس األعلى برفض الطلب
ب-االخطاء الجسيمة التي يرتكبها األجيرداخل املؤسسة
هي مجموعة من األخطاء نصت عليها املادة 39من م.ش وهي اخطاء جسيمة قد يرتكبها
األجير داخل املؤسسة وأثناء الشغل والتي تتمثل في:
23
الفصل التعسفي
-1السرقة
يا نص الفصل 505من ق.ج" يعاقب على مخالفة أحكام هذا الباب بغرامة من 2000إلى
5000درهما"
وال يشترط لقيام هذا الخطأ الجسيم أن تتم متابعة األجير الجنائية من أجل فعل
السرقة ،أما في املتابعة وصدور حكم باإلدانة من أجل ذلك ،هذا يعتبر بمثابة دليل مادي
يعتمده املشغل أمام القضاء اإلجتماعي
-2خيانة األمانة
ينص الفصل 547من ق.ج" من إختلس أو بدد بسوء نية ،إضرارا باملالك أو واضع اليد
أو الحائز ،أمتعة أو نقودا أو بضائع أو سندات أو وصوالت أو أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنش ئ
التزاما أو ابراء كانت سلمت إليه على أن يردها ،أو سلمت إليه الستعمالها أو استخدامها لغرض
معين ،يعد خائنا لألمانة ويعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى
ألفي درهم.
وإذا كان الضرر الناتج عن الجريمة قليل القيمة ،كانت عقوبة الحبس من شهر إلى سنتين
والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما مع عدم اإلخالل بتطبيق الظروف املشددة املقررة
في الفصلين 549و"550
-3السكرالعلني وتعاطي املخدرات
نص املشريع املغربي على السكر العاملي في الفصل االول من املرسوم امللكي الساتر بتاريخ
14/11/1967في حين تطرق لجنحة إستهالك املخدرات في ظهير2151/5/1974
وبناء على املادة 39من فإن تعاطي املخدرات يعتبر من املستجدات التي جاءت بها مدونة
الشغل ،في إطار تحديد األفعال التي تعتبر بمثابة األخطاء الجسيمة.
-4السب الفادح
يحتل هذا الخطأ املرتبة السادسة في الفصل 39من م.ش ويدخل ضمن األخطاء املرتكبة
داخل املؤسسة أو أثناء العمل ،فاألجير ملزم باحترام مشغله واملوظفين العاملين باإلدارة
24
الفصل التعسفي
والتسير واإلبتعاد عن كل ما من شأنه اإلساءة إليهم من سب أو شتم ،ويعتبر ذلك بمثابة خطأ
جسيم يبرر فصله.
ثانيا:االفصلاالناتجاعناخطأاالمشغ ا
ل
ينقسم هذا الفصل إلى األسباب الخاصة للفصل واألسباب العامة
-1األسباب الخاصة للفصل
أ-إرتكاب املشغل لخطأ
حسب ما جاء في املادة 40من م.ش"يعد من بين األخطاء الجسيمة املرتكبة ضد األجير من
طرف املشغل أو رئيس املقاولة أو املؤسسة ،ما يلي:
-السب الفادح؛
-إستعمال أي نوع من أنواع العنف واإلعتداء املوجه ضد األجير؛
-التحرش الجنس ي؛
-التحريض على الفساد.
وتعتبر مغادرة األجير لشغله بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه املادة في حالة ثبوت ارتكاب
املشغل إلحداها ،بمثابة فصل تعسفي"
ب-فصل األجيرلسبب غيراملشروع
حسب ما جاء في املادة 36من م.ش"ال تعد األمور التالية من املبررات املقبولة التخاذ
العقوبات التأديبية أو للفصل من الشغل:
– 1اإلنتماء النقابي أو ممارسة مهمة املمثل النقابي؛
– 2املساهمة في أنشطة نقابية خارج أوقات الشغل ،أو أثناء تلك األوقات ،برض ى املشغل
أو عمال بمقتضيات اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام الداخلي؛
– 3طلب الترشيح ملمارسة مهمة مندوب األجراء ،أو ممارسة هذه املهمة ،أو ممارستها
سابقا؛
– 4تقديم شكوى ضد املشغل ،أو املشاركة في دعاوى ضده ،في نطاق تطبيق مقتضيات
هذا القانون؛
25
الفصل التعسفي
– 5العرق ،أو اللون ،أو الجنس ،أو الحالة الزوجية ،أو املسؤوليات العائلية ،أو العقيدة،
أو الرأي السياس ي ،أو األصل الوطني ،أو األصل االجتماعي؛
– 6اإلعاقة ،إذا لم يكن من شأنها أن تحول دون أداء األجير املعاق لشغل يناسبه داخل
املقاولة"
-2األسباب العامة للفصل
أ-تغييراملركزالقانوني للمشغل
حسب ما جاء في املادة 13من م.ش" فترة اإلختبار هي الفترة التي يمكن خاللها ألحد
الطرفين إنهاء عقد الشغل بإرادته دون أجل إخطار وال تعويض.
غير أنه إذا قض ى األجير أسبوعا في الشغل على األقل ،فال يمكن إنهاء فترة االختبار إال بعد
منحه أحد أجلي اإلخطار التاليين ،ما لم يرتكب خطأ جسيما:
-يومين قبل اإلنهاء ،إذا كان من فئة األجراء الذين يتقاضون أجورهم باليوم ،أو األسبوع،
أو كل خمسة عشر يوما؛
-ثمانية أيام قبل اإلنهاء ،إذا كان ممن يتقاضون أجورهم بالشهر؛
-إذا فصل األجير من شغله ،بعد انصرام فترة اختباره ،دون أن يصدر عنه خطأ جسيم،
وجبت له االستفادة من أجل إخطار ال يمكن أن تقل مدته عن ثمانية أيام"
ومن خالل هذه املادة بين املشريع مبدا استمراريه العقود في حاله تغيير املركز القانوني
للمؤجر بغض النظر عن اراده االطراف التي ال تلعب اي دور في االبقاء على عقود الشغل
فاستمراريه هذه األخيرة نابعة من القانون وليس نتيجة ألي تسوية تفاوضية بين االطراف .52
ب-تعديل مكان العمل وكذا تعديل العقد.
يعتبر مكان العمل عنصرا أساسيا في عقد الشغل وهو ما جعل تعديله يحظى بقدر كبير
من األهمية سواء بالنسبة األجير الذي يتطلع دائما للبقاء في مكان محدد وكذا بالنسبة للمشغل
الذي يسعى إلى تنظيم العمل بالشكل الذي يناسبه .وتعديل مكان العمل يمكنني أن يتم بصفة
مؤقتة أو أن يتم بصفه دائمة.
52قرار عدد 2208الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعلى بتاريخ 26شتنبر 1995منشور بمجموعه قرارات املجلس االعلى
في املاده اإلجتماعية منشورة املجلس االعلى في ذكراه االربعين 1997ص 83
26
الفصل التعسفي
إتجه املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا )في قرار له إال "أن النقل املؤقت لألجير
ال يشكل من حيث املبدأ عقوبة ا من ورش آلخر وال تدخل ضمن التدابير التأديبية املنصوص
عليها في الفصل 6من قرار 23/10/1948ما لم يتبين أن القصد من هذا اإلجراء هو اإلضرار
53
باألجير"
ً
وقد إعتبر املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا )في قرار له صادر عن غرفه
إجتماعية بتاريخ 4يونيو 1996إنما بداء اإلضرار باألجير يستشف من أداء التعويضات
54
واملصاريف الخاصة بهذا اإلنتقال املؤقت
اما فيما يخص تعديل مكان العمل بصفة دائمة فهو تعديل جوهري في عقد الشغل
ينصب على أحد بنود العقد الرئيسية ،وبالتالي فذلك يتطلب مبدئيا موافقة األجير وإال إعتبر
فصله بناء على ذلك فصال تعسفيا يستحق معه كافة مستحقاته القانونية ،وفي هذا الصدد
إتجه املجلس األعلى سابقا (محكمة حاليا) إلى أنه ال يحق للمشغل تعديل العقد عن طريق نقل
األجير للعمل بمكان آخر بإرادته املنفردة 55 ،وهذا ما أكد عليه في قرار أخر له بتاريخ
24/02/1992جاء فيه "وحيث تبين صدق ما عابته الطاعنة على القرار املطعون فيه ذلك ان
محكمة اإلستئناف إعتبرت عمل الطاعنة وهو نقل املطلوب في النقض من املعمل الذي كان
56
يعمل به إلى معمل أخر ،إساءة لألجير يشكل فسخا تعسفيا مقنعا لعقد الشغل
أما فيما يخص تعديل عقد الشغل فإن األصل أن العقد شريعة املتعاقدين تنشئه اإلرادة
املشتركة للطرفين فمتى عقد العقد يلتزم كل طرفيه بتنفيديه وال يجوز ألي طرف تعديل املتفق
عليه ،وهذا ما ينطبق على عقد الشغل أيضا وعلى اإللتزام كل من املشغل واألجير.
ج-تخفيض ساعات العمل والزيادة في مدة العمل
جاء في قرار املجلس األعلى سابقا (محكمة النقض حاليا) ان املشغل الذي يلتزم بمقتض ى
عقد العمل بتوفير ساعات عمل محدده ال يمكن تخفيضها الحقا إلى موافقه االجير ملالي هذا
التخفيض من اثر تبعي على األجر الذي هو ركن اساس ي في عقد العمل"
53قرار صادر على املجلس االعلى في ماده اإلجتماعية عدد 714/4/1/98تاريخ 30/6/99منشور بمجله االشعاع عدد 22ص172
54قرار عدد 830الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعالم تاريخ اربعه يوليو 1996في امللف االجتماعي عدد 8015/94منشور
بمجله االشعاع عدد 16ص 147
55قرار صادر على املجلس االعلى في املادة اإلجتماعية عدد 714/4/1/98تاريخ 30/6/99منشور بمجله االشعاع عدد 22ص172
56قرار عدد 133صدر بتاريخ 24/02/1992في امللف االجتماعي عدد 10/99منشور بمجله قضاء املجلس اعلى عدد 46ص184
27
الفصل التعسفي
أما فيما يخص الزيادة في مدة العمل فإنه بالرجوع إلى مقتضيات املواد 185و 189من
م.ش نجد املشريع املغربي قد أتاح إمكانية الرفع من مدة العمل إلى ما فوق ثمان ساعات في
اليوم لكنه قيد حرية املشغل في هذه الحالة ضرورات مرور املؤسسة من ظروف إستثنائية إما
مؤقته أو دائمة ،وربط بين زيادة مدة العمل والزيادة في األجر بنسبة %25متى وقع الشغل بين
الساعة 00 :5صباحا و 00 :10ليال ،10و 50%حيث يقع الشغل ما بين الساعة 00 :10ليال
وال 00 :5صباحا وترفع هذه الزيادة لتصل من 50%حين يقع الشغل مابين الساعة العاشرة
ليال والخامسة صباحا وترفع هذه الزيادة لتصل من 50%إلى 100%متى وقع الشغل في يوم عطلة
األجير .57
57يقول ادريس فجر في نفس االطار ان القاعدة العامة غياب اطار تعديل عقد الشغل ال تخضع لقواعد القانون املدني الصرف
وانما تأخذ بعين اعتبار الظروف اإلجتماعية لألجراء وما يقض ي به املكلف من ضرورة إستمرارية املقاولة كوسيلة االنتاج وكل
هذا يقض ي الخضوع للمقتضيات املهنية والتهلي بالتالي عن حرية اإلرادة ادريس فجر ،مساهمة في دراسة نظرية إنقطاع عقد
العمل أطروحة للدكتورة في الحقوق كليه الحقوق الدار البيضاء
28
الفصل التعسفي
يحق لألجير الذي تعرض للفصل التعسفي من طرف مشغله أن يقوم باللجوء إلى القضاء
من أجل تحريك الدعوى في حق املشغل عند عدم توصلهم إلتفاق عن طريق مسطرة الصلح
التمهيدي.
ففي هذا املبحث سنتطرق إلى دعوى الرجوع إلى العمل ونسلط الضوء على التعويض في
(املطلب األول) على أن نخصص (املطلب الثاني) لحساب التعويض والنفاذ املعجل.
29
الفصل التعسفي
تقديم األجير لطلب يشمل كل من التعويض والرجوع للعمل بعد ثبوت الفصل التعسفي
هنا يكون الطلب يتوافق مع ما جاءت به املادة 41من مدونة الشغل بحيث يكون للقاض ي
السلطة التقديرية في إختيار األنسب لألجير ويكون الحكم كذلك يتوافق مع طلب األجير .وفي
الحالة التي يقدم فيها األجير طلب الرجوع إلى العمل أساس ي وطلب التعويض إحتياطي فهنا أيضا
أما ان يتم إستجابة لطلبه األساس ي أو أن يحصل على الطلب اإلحتياطي وفي غالب األحيان يتم
الحكم بالتعويض لتفادي ما ينتج من نتائج السلبية بعد إمتناع املشغل عن إرجاعه إلى العمل
60
وبالتالي ضياع األجير للوقت واملصاريف
لكن في الحالة التي يختار فيها األجير الرجوع إلى العمل كخيار وحيد في الدعوى هنا يسقط
حقه في التعويض فما مدى أحقية املحكمة أن تحكم بالتعويض رغم عدم طلب األجير لذلك.
نجد أن القضاء املوضوع قد تمسك بحرفية الفصل الثالث من قانون املسطرة املدنية
وبالتالي الحكم بالرجوع إلى العمل إذا كان هذا هو الطلب الوحيد وهذا ما ورد في قرار املجلس
األعلى عدد (362حيث أن الفقرة األخيرة من الفصل املنظم للعالقة بين املؤجرين واألجراء هي
التي تخول لألجير املطالبة بالتعويض أو الرجوع إلى العمل وتخول كذلك للمحكمة الحكم بأحد
الخيارين املذكورين ما دام الطاعن قد طلب الرجوع إلى العمل وثبت للمحكمة أن طرده كان
تعسفي فال يمكنها تعديل طلب أو الحكم بما لم يطلب ألن الفصل الثالث من قانون املسطرة
املدنية يمنعها من ذلك وليس في قرارها أي إنحياز ضد املشغل انما هو تطبيق للقانون والوسيلة
61
في أساس)
لكن الواقع العملي يبين العكس ذلك بحيث أن املشغل في أغلب األحيان يمتنع عن هذا
الطلب 62وبالتالي نجد أن املشرع املغربي قد عمل على إعطاء دور إيجابي للقضاء في القضايا
املتعلقة بمنازعات الشغل بحيث يمكن للمحكمة أن تطلب من األجير تعديل مقاله وتضمين إلى
جانب طلب الرجوع طلب أخر متعلق بالتعويض ومنه ففي حالة رفض املشغل لطلب الرجوع ال
يمكن إجباره على إستقبال األجير ما دام يمكنه الحصول على التعويض.
60وفاء الجوهري ،قانون الشغل باملغرب عقد الشغل الفردي بين النظر والتطبيق ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ط االولى
،2018ص 278و279
61قرار املجلس األعلى العدد 362صادر بتاريخ 1997/ 4 /8في امللف االجتماعي 95 /1 /4 /1234املنشور بمجلة قضاء املجلس
االعلى العدد ،53ص 256
_ 62وفاء الجوهري مرجع سابق ص 275و276
30
الفصل التعسفي
31
الفصل التعسفي
األجراء ،وإختالف القطاعات واألنظمة الخاصة ببعض األجراء ،أما مدونة الشغل ،فقد أحالت
بخصوص تنظيم أجل اإلخطار ومدته على نصوص تشريعية أو تنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو
إتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام الداخلي أو العرف ،مع التأكيد على أنه يكون باطال بقوة
القانون ،كل شرط في عقد الشغل ،أو اإلتفاقية الجماعية ،أو النظام الداخلي ،أو العرف يحدد
أجال لإلخطار في مدة تقل عن تلك املحددة بمقتض ى النصوص التشريعية أو التنظيمية ،وفي
64
جميع األحوال ،فإنه يكون باطال كل شرط يحدد أجل اإلخطار في أقل من ثمانية أيام.
وهكذا يترتب عن إنهاء عقد الشغل غير املحدد املدة ،دون إعطاء أجل اإلخطار ،أو قبل
إنصرام مدته ،أداء الطرف املسؤول عن اإلنهاء ،تعويضا عن اإلخطار للطرف اآلخر ،يعادل
األجر الذي كان من املفروض أن يتقاضاه األجير لو إستمر في أداء شغله ،ما لم يتعلق األمر
65
بخطأ جسيم.
وإذا كان يجب على الطرف الذي يرغب في إنهاء عقد الشغل غير محدد املدة ،أن يحترم
أجل اإلخطار ،فإن املشرع املغربي أشار إلى ثالت حاالت تخول الحق في إنهاء العقد دون إحترام
67
أجل اإلخطار ،وهي :الخطأ الجسيم 66 ،املقترف من قبل أحد طرفي العقد ،والقوة القاهرة،
68
وفترة اإلختبار ،وإن هذه الحالة األخيرة ،ليست عامة بالنسبة لجميع األجراء محل اإلختبار
- 2التعويض عن الفصل
إنطالقا من مقتضيات املادة 52من مدونة الشغل ،فإن األجير املرتبط بعقد شغل غير
محدد املدة ،يستحق تعويضا عند فصله ،بعد قضائه ستة أشهر من الشغل داخل نفس
املقاولة ،وذلك بصرف النظر عن الطريقة التي يتقاض ى بها أجره ،وبصرف النظر عن دورية
أدائه ،وهذا طبعا باإلضافة إلى التعويض عن أجل اإلخطار ،وذلك وفق الشروط اآلتية:
_ يجب أن يكون عقد الشغل غير محدد املدة
_ يجب أن يكون الفصل من جانب املشغل فقط ،أما األجير املستقبل فال حق له في
التعويض عن الفصل
32
الفصل التعسفي
_ يجب أال يكون األجير قد إقترف خطأ جسيما ،فاقتراف هذا األخير يسمح بفصل األجير
بدون أي تعويض ،كيفما كان نوعه
_ يجب أن يكون األجير قد قض ى على األقل ستة أشهر من الشغل داخل نفس املقاولة،
وذلك عوضا عن سنة كما كان في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة الشغل
_ ويجب أخيرا أن يكون إنهاء عقد شغل األجير ،نهائيا ،أما إذا كان اإلنهاء غير نهائي ،فال
يستحق األجير هذا التعويض.
وإذا كان التعويض عن أجل اإلخطار قد أحال بخصوصه املشرع املغربي على نصوص
تشريعية أو تنظيمية ،أو عقد الشغل ،أو إتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام الداخلي ،أو
العرف فإن التعويض عن الفصل تولت مدونة الشغل تحديده بكيفية دقيقة ومفصلة ،69
وذلك من خالل بيان مبلغه ،وكيفية منحه ،وذلك إنطالقا من عنصرين هما :أقدمية األجير
وأجره ،حيث يالحظ في هذا الصدد ،أن املشرع املغربي ،قام بموجب مدونة الشغل بمضاعفة
التعويض عن الفصل ،باملقارنة مع التعويض الذي كان يمنح بمقتض ى النصوص القانونية
السابقة عنها.
وهكذا ،ومن مبدأ إعتبار األقدمية كعنصر لحساب التعويض ،وضع املشرع جدوال
لحسابه ،على الشكل التالي:
_ 96ساعة من األجرة ،فيما يخص الخمس سنوات األولى من األقدمية
_ 144ساعة من األجرة ،فيما يخص فترة األقدمية املتراوحة بين السنة السادسة
والعاشرة
_ 192ساعة من األجرة ،فيما يخص مدة األقدمية املتراوحة بين السنة الحادي عشرة
والخامسة عشر
_ 240ساعة من األجرة ،فيما يخص مدة األقدمية التي تفوق السنة الخامسة عشر.
وإذا كان املشرع املغربي ،من خالل املادة 53من مدونة الشغل ،قد حدد وبكيفية مفصلة
ودقيقة ،مبلغ التعويض املستحق عن كل سنة ،أو جزء من السنة ،لألجير املفصول عن شغله،
فإنه ،وانطالقا من كون كل ما تنص عليه مدونة الشغل ،ال يشكل سوى الحد األدنى من
33
الفصل التعسفي
الحقوق ،فقد نص بموجب الفقرة ماقبل األخيرة من املادة نفسها ،على إمكانية النص في عقد
الشغل ،أو إتفاقية الشغل الجماعية ،أو النظام الداخلي ،على مقتضيات أكثر فائدة لألجير من
تلك املنصوص عليها في املادة 53من املدونة الشغل.
وتجدر اإلشارة إلى أنه ،وبمقتض ى املادة 53من مدونة الشغل ،فإن 96ساعة و 414ساعة
و 192ساعة و 240ساعة ،املشار إليها في املادة املذكورة ،تتعلق بكل سنة أو جزء من السنة،
من الشغل الفعلي ،يكون األجير قضاها في خدمة املؤسسة أو املقاولة املشغلة ،وليس بمجموع
الخمس سنوات ،كما ذهبت إلى ذلك محكمة االستئناف بفاس 70في ظل النص القانوني امللغى،
والذي تقابله املادة 53من مدونة الشغل ،بمعنى أن الخمس سنوات األولى ،يستحق عنها األجير
تعويضا عن الفصل يساوي ساعة 480عمل ( أي 96ساعة × ،) 5وهكذا بالنسبة لكل فئة من
فئات الخمس سنوات الخاصة باألقدمية.71
_3التعويض عن الضرر
رأينا بأن عقد الشغل غير محدد املدة ،يمكن إنهاؤه باالرادة املنفردة ألي من طرفيه ،ولكن
مع مراعاة إحترام أجل اإلخطار ،72ومع وجود مبرر مقبول ،73بحيث إن أي إنهاء للعقد دون
إحترام أجل اإلخطار ،أو دون أن يكون مبنيا على مبرر مقبول ،أو سبب مشروع ،أو دون أن
يستفيد املشغل من املساطر املتطلبة قانونا قبل اإلقدام على إنهاء عقد شغل األجير ،74يكون
إنهاء تعسفيا ،يوجب للطرف املتضرر منه ،تعويضا أخر عن الضرر ،وفق مقتضيات املادة 41
من مدونة الشغل ،وهو تعويض مستقل كل اإلستقالل عن كل من التعويض عن أجل اإلخطار،
والتعويض عن الفصل ،أي إن إستحقاق التعويضين األوليين ال يخول دون املطالبة بالتعويض
الثالث إذا كان له محل.
وهكذا ،إذا أنهى املشغل عقد شغل أجيره غير محدد املدة ،وفصله عن عمله ،فإن هذا
األجير يستحق باإلضافة إلى التعويض من أجل اإلخطار ،والتعويض عن الفصل ،تعويضا ثالثا
عن الضرر الذي لحق به من جراء هذا الفصل ،حيث يذهب اإلجتهاد القضائي إلى أن إستخالص
70قرار محكمة اإلستئناف بفاس رقم 781 / 86بتاريخ 29أكتوبر _ 1986قضاء مجلس األعلى ،العدد ،1988 ،41ص .186
71فلو فرضنا أن أجيرا ،أقدميته 18سنة ،فإن تعويضه عن الفصل ،يحسب على الشكل التالي 480ساعة عن الخمس سنوات
األولى ( = 96ساعة 5سنوات أقدمية) 720ساعة عن الخمس سنوات الثانية ( = 144ساعة 5سنوات أقدمية
72املادة 34من م.ش.
73املادة 35من م.ش
74املواد 66 65 64 63 62و 67من م ش
34
الفصل التعسفي
الصبغة التعسفية للفصل املوجبة للتعويض ،يدخل ضمن السلطة التقديرية لقضاة
املوضوع ،وال رقابة عليهم في ذلك من قبل املجلس األعلى ،إال من حيث التعليل ،جاء في قرار
للمجلس األعلى سابقا 75أنه :لكن حيث إن هذه الوسيلة ،عالوة على أنها ال تعدو أن تكون تكرارا
ملا ورد بالوسيلة األولى ،فإن الصبغة التعسفية تقدرها محاكم املوضوع ،بما لها من سلطة
تقدير ،بشرط التعليل ،وقد عللت املحكمة إستنتاجها لتلك الصبغة من اإلقدام على الطرد
قبل الحصول على اإلذن من السلطة املختصة.
وإذا كان املشرع املغربي بمقتض ى النصوص القانونية السابقة عن مدونة الشغل ،يخول
القضاء سلطة تقدير التعويض املستحق عن الضرر الناجم عن الفصل التعسفي ،وذلك في
ضوء عناصر الفصل 754من قانون اإللتزامات والعقود ،فإن املالحظ أن مدونة الشغل بنصها
صراحة على أن محكمة املختصة ،يكون لها ،في حالة ثبوت الفصل التعسفي ،لألجير ،إما الحكم
بإرجاعه إلى عمله ،أو حصوله على تعويض عن الضرر ،يحدد مبلغه على أساس أجر شهر
ونصف عن كل سنة عمل ،أو جزء من السنة ،على أن ال يتعدى التعويض في جميع الحاالت
سقف 36شبيه 76املشرع املغربي بهذا النص ،يكون قد حرم القضاء بكيفية واضحة ومطلقة،
من تلك السلطة التقديرية التي كان يتمتع بها في ظل النصوص القانونية السابقة عن مدونة
الشغل ،خاصة الفصل 754من قانون اإللتزامات والعقود ،في تحديد التعويض عن الفصل
التعسفي ،وأصبح بالتالي مجال التعويض املستحق عن الضرر الناجم عن الفصل التعسفي،
ال يختلف كثيرا عن مجالي كل من التعويض عن حوادث الشغل واألمراض املهنية ،والتعويض
عن حوادث السير ،اللذان يقتصر دور القضاء بخصوصهما على حساب التعويض املستحق
للضحية ،في ضوء عناصر محددة قانونا ،وليس تقديره في ضوء الضرر الحاصل.
بقي أن نشير إلى أنه ،وإذا كان من حق األجير املفصول عن شغله ،سواء كان هذا الفصل
مبررا ،أو غير مبرر ،الحصول على التعويضات املناسبة ،فإن الفقرة األخيرة من املادة 76من
مدونة الشغل ،تنص صراحة على إعفاء هذه التعويضات من الضريبة العامة عن الدخل،
وكذلك من واجبات الصندوق الوطني للضمان ،ورسوم التسجيل ،وهذا سواء كان إستحقاقها
بموجب صلح تمهيدي بإشراف مفتش الشغل ،في إطار الفقرة الرابعة من املادة 532من مدونة
الشغل ،أو كان إستحقاقها بمقتض ى حكم قضائي.
75املادة 51من م ش
76املادة 52من م ش
35
الفصل التعسفي
لا.ا
ثانياا:االتعويضاتاالناتجةاعناعقداالشغ ا
إضافة إلى التعويضات الناتجة عن مسؤولية املشغل في فصل األجير يستحق األجير
تعويضات أخرى تنتج عن تنفيذ عقد الشغل وهي تعويضات مختلفة ومتعددة منها ماهو
منصوص عليه قانونا ومنها ماهو متفق عليه في عقد الشغل أو النظام الداخلي للمقاولة أو
اتفاقيات الجماعية .77
وعلى خالف التعويضات الثالثة آنفة الذكر ،فإن التعويضات الناتجة عن عقد الشغل
هي تعويضات مستحقة لألجير.
ونظرا لتعددها سوف نجملها في نوعين:
_1التعويضات املترتبة عن األجر
_ التعويض عن عدم أداء األجر:
إنطالقا من الفصل 723من ض.ل.ع فإن األجر يكون مقابل العمل الذي أداه األجير كما
يترتب أداء األجر إذا كان التوقف عن العمل بفصل األجير ،أما إذا كان بخطأ املؤجر فإن املطبق
في نازلة هو الفصل 735من نفس الظهير الذي يقض ي بإستحقاق األجير ألجرته ،أو تعويض أقل
منه إذا كان التوقف عن العمل لسبب راجع إلى شخص رب العمل شريطة أن يكون األجير قد
وضع نفسه تحت تصرف املشغل ولم يؤجر خدماته لشخص أخر وعليه يكون األجير مستحقا
ألجره في حالة تنفيذه للعمل املطلوب منه ،وبذلك فعدم أداء املشغل لألجر متفق عليه يجعل
هذا األجير محقا في املطالبة به أمام القضاء ،ويبقى عبئ اإلثبات على املشغل على أنه أدى ما
بذمته من أجر أجير
_ التعويض عن تكملة األجر.
من املستجدات التي جاءت بها مدونة الشغل ،حق األجير في حد أدنى لألجر ال يجوز النزول
عنه ،وال يمكن أن يقل عن املبالغ التي تحدد بنص تنظيمي بعد إستشارة املنظمات املهنية
للمشغلين واملنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال.
وبهذه املقتضيات يكون املشرع قد حاول ضمان حد أدنى من الحياة الكريمة لألجير
وتفادي إستغالله من طرف املشغل.
77رجاء رياض ،اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة الشغل ،م س ،ص 87
36
الفصل التعسفي
37
الفصل التعسفي
لكي يستحق األجير هذا التعويض مشروط بقضائه ستة أشهر متصلة في الشغل وكذلك
إشتغاله طيلة هذه املدة لدى نفس املقاولة أو لدى نفس املشغل.
فبتوفر هذه الشروط يبقى اآلجير محقا في مطالبة بتعويضه عن العطلة السنوية أمام
املحكمة وهو ما يجعل املشغل مجبرا على إثبات أن األجير تمتع بالعطلة السنوية حسب ما
إستقر عليه اإلشهاد القضائي.
38
الفصل التعسفي
و على هذا األساس يتم احتساب التعويض بناء على األجر الذي كان يتقاضاه األجير طيلة
املدة املطابقة لخدماته املهنية واملدة التي قضاها باملقاولة .81
ب – شروط منح التعويض عن الفصل
–أن يكون العقد الرابط بين املشغل واألجير عقد غير محدد املدة.
–قضاء ستة أشهر داخل املقاولة.
–أن يكون قرار اإلنهاء بمبادرة من املشغل.
–أن يكون فصل األجير فصال نهائيا.
و بالرجوع للمادة 53من مدونة الشغل نجد أن هذا التعويض ،يعتبر اعتمادا على عنصر
األجر ،واألجر املعتمد لحساب التعويضات هو األجر األساس ي ،إضافة إلى توابعه التي كان
يتقاضاها األجير خالل ممارسته لعمله ،وتتحدد توابع األجر تبعا للمادة 57من مدونة الشغل.
ج -حساب التعويض عن الضرر
بناء على الفقرة األخيرة من املادة 41من مدونة الشغل والتي تنص على مايلي " :حصوله
على تعويض عن الضرر ويحدد مبلغه على أساس أجر شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء
من السنة على أال يتعدى 36شهرا ".
فبإستقراء املادة يتضح بجالء أن املشرع املغربي قد وضع عناصر محددة ،يتم على ضوئها
تقديم التعويض من طرف القضاء وال مجال للسلطة التقديرية للقاض ي فيها وتتجلى في
عنصرين أساسيين هما:82
–األجرالذي كان يتقاضاه األجير.
– مدة شهر ونصف عن كل سنة عمل أو جزء من السنة على أال يتعدى سقف 36شهرا.
81بشرى العلوي ،مسطرة فصل األجير في إطار مدونة الشغل وكيفية احتساب التعويض عن الضرر ( الطرد التعسفي) ،املجلة
املغربية لقانون األعمال واملقاوالت ،عدد 7يناير ،2005ص.42
82عبد اللطيف الخالفي ،الوسيط في مدونة الشغل ،ج األول ،عالقات الشغل الفردية ،املطبعة والوراقة الوطنية مراكش،2004 ،
ص293
39
الفصل التعسفي
و بالتالي فدور القاض ي في هذا اإلطار ينحصر فقط في احتساب التعويض بناء على
العناصر املحددة قانونا وليس تقديره في ضوء الضرر الحاصل .83
83رجاء رياض ،اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة الشغل ،م.س .ص 77
84رجاء رياض ،م.س..ص.77
40
الفصل التعسفي
أو الا:اطبيعةامسؤوليةاالمشغلاعناالفصلا.
عرفت غرف املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا ) بعض الخالفات بخصوص تحديد
طبيعة مسؤولية املشغل عن الفصل ،إذ اتجهت الغرفة املدنية في قرارها الصادر في 28ماي
1990إلى أن " حيث إن الفصل 285من ق .م .م وأن الفقرة األخيرة من الفصل 147من نفس
القانون تنص على أنه " :ال تطبق مقتضيات الفقرات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة
والسابعة من هذا الفصل إذا كان التنفيذ املعجل بقوة القانون ".
و أنه يتجلى من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه للبت في موضوع يخضع لقضايا
عقود الشغل ،وأن محكمة االستئناف بالدار البيضاء املصدرة للحكم املطلوب نقضه حينما
صرحت بأن الفصل 285من ق .م .م ،يجب أن يقتصر مفهومه على ما للعامل من حقوق
متفرعة مباشرة عن عقد العمل كاألجر والرخصة والتعويضات العائلية … وبأن التعويضات عن
الفصل التعسفي واإلشعار ال تعتبر ناشئة عن عقد العمل ،وأمرت بناء على ذلك بإيقاف التنفيذ
الجزئي لحكم صادر في نطاق عقد الشغل تكون قد خرقت مقتضيات الفصلين 147و 285من
ق م م املذكورين ،85ومن خالل هذا القرار قررت الغرفة املدنية بمحكمة النقض ( املجلس
األعلى سابقا ) ،أن مقتضيات الفصل 285ذات طابع شمولي تطبق على جميع التعويضات
املحكوم بها لصالح األجير املدعي وكيفما كانت طبيعة هذه التعويضات ،فهي لم تميز في هذا
اإلطار ما بين التعويضات الناتجة عن املسؤولية التقصيرية للمشغل أو التعويضات الناتجة عن
عقد الشغل.
لكن على خالف ما اتجهت إليه الغرفة املدنية ،اتجهت الغرفة االجتماعية في موقف
حديث لها " :لكن حيث إن الشرح الذي أعطته محكمة االستئناف للفصل 285من ق .م .م،
فيما يتعلق بشمول الحكم بالتنفيذ املعجل بحكم القانون في قضايا عقود الشغل والتدريب
املنهي ،وذلك التنفيذ املعجل مقتصر عما للعامل من الحقوق املتفرعة مباشرة عن عقد العمل
كاألجرة والرخصة والتعويضات العائلية ،يساير منطق الفصل املذكور ومعلال تعليال كافيا …
".86
85قرار عدد 501صادر عن املجلس األعلى( محكمة النقض حاليا ) ،عدد ،76813أورده ميكو ،قواعد املسطرة في املادة االجتماعية،
مطبعة الساحل ،1981 ،ص 166
86قرار صادر عن املجلس األعلى الغرفة اإلجتماعية ،بتاريخ 15شتبير 1998منشور في النشرة اإلخبارية ب م .أ ،عدد ،7ص .19
41
الفصل التعسفي
87مصطفى مقاري ،الفصل التعسفي لألجير في ضوء مدونة الشغل ،رسالة لنيل دبلوم املاستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة موالي إسماعيل مكناس ،املوسم الجامعي ،2011 – 2010 :ص .82
88رجاء رياض ،مرجع سابق ،ص.77 :
42
الفصل التعسفي
واضح مما سبق ،أن الفصل التعسفي كان وال زال هاجسا يؤرق مضاجع العديد من
األجراء خاصة في ظل الوضعية اإلقتصادية ،التي يشهدها العالم ،فالحماية منه تظل أرقى
األمنيات التي يمكن التطلع إليها ليس من املنظور القانوني الصرف فقط ،وإنما أيضا من املنظور
اإلجتماعي لألجير الذي يظل اللبنة األساسية في تحقيق التقدم اإلقتصادي لبالدنا ،كل هذا لن
يستقيم إال بنصوص قانونية مرنة ،وتطبيق سليم لها بمفهوم ونظرة القاض ي اإلجتماعي الذي
يصدر حكمه وهو يعلم أنه يساهم في إحقاق الحق ويساهم في تطوير املنظومة اإلقتصادية
واإلجتماعية ،فالقاض ي اإلجتماعي ال يفصل في النزاع فقط وإنما يعمد في كل حكم من أحكامه
إلى إرساء التوجه الحقوقي ،الذي دشنه املغرب في مسيرته اإلصالحية.
من هنا يبرز دور القاض ي اإلجتماعي الذي جعله املشرع املغربي الضامن األول ملراقبة
حسن تطبيق مدونة الشغل من طرف أرباب العمل ،وذلك في إطار مقاربة شمولية تتوخى حماية
األجير بإعتباره قوة إنتاجية من جهة ،وتوفير الظروف الالزمة لضمان إستقرار وتطور املقاولة
كأداة فاعلة لتحقيق نهضة اقتصادية من جهة أخرى.
وتبعا لذلك فإن املشرع املغربي حاول من خالل ما حملته مدونة الشغل في توفير حماية
لألجراء من أن يكونوا موضوع فصل تعسفي ،بإعتبارهم الطرف الضعيف في العالقة الشغلية،
وفي نفس الوقت حاول الحفاظ على نوع من التوازن بين املصالح املتعارضة لكل من أرباب العمل
واألجراء.
وتتمظهر الحماية املخولة لألجراء من الفصل التعسفي خاصة في الفصول من 62إلى 66
من مدونة الشغل التي جاءت كالية حمائية شكلية عملت محاكم املوضوع على ترسيخها في
األحكام الصادرة عنها وعملت محكمة النقض – املجلس األعلى سابقا – من خالل عدة قرارات
على تأكيده ،واستشراف القواعد الحمائية الخاصة ببعض الفئات الخاصة ودراسة نطاق
الحماية املقررة لفائدتهم سواء من الناحية القانونية أو من خالل تطبيقاتها القضائية.
كما حولت تسليط الضوء على الحماية املقررة من الفصل التعسفي لألجراء كذلك من
خالل التطرق ملدى مساهمة الرقابة اإلدارية والقضائية على الفصل التعسفي من خالل تقدير
جسامة الخطأ ومدى تعسف املشغل في إتخاذ عقوبة الفصل لتكريس حماية فعالة لألجراء
43
الفصل التعسفي
وبعيدا عن تخوفهم من سلطة املشغل ،باإلضافة إلى إستجالء مختلف اآلثار الناجمة عن هذا
الفصل ونظرة التشريع والقضاء إليه.
فالحماية املقررة لألجراء من الفصل التعسفى ليست مجرد نصوص قانونية فقط ،بقدر
ما هي فكر إجتماعي مرن واع بالتحديات اإلقتصادية التي تواجهها بالدنا.
إال أن األمر النهائي يبقى معلقا على محكمة النقض لتوحيد إجتهادتها حول اإلشكاالت التي
تثيرها مسطرة الفصل لترسم خطا واضح املعالم ملحاكم املوضوع لتسير عليه ،خاصة وأن
قانون 65- 99املتعلق بمدونة الشغل يبقى محل جدل بين الفرقاء اإلجتماعيين على إعتبار أن
أرباب العمل يرون فيه إنتقاصا من سلطتهم وهيبتهم داخل مؤسسة يملكونها ،في حين يرى فيه
األجراء تكريس لقوة املشغلين وترجمة فعلية لسلطة املال وسطوته ،لدى نرى أن العالقة
الشغلية لن تستقيم إال إذا توفرت بعض الشروط التي سنأتي على ذكرها والتي يمكن لنا
صياغتها على شكل إقتراحات نجملها كاألتي :ضرورة تدخل املشرع من أجل سد بعض الثغرات
التي تعتريها املقتضيات القانونية وخاصة التي وقع فيها تضارب في أواسط الفقه والقضاء.
ضرورة حصر األخطاء الجسيمة املبررة للفصل درءا لكل تعسف من قبل املشغل.
ترك أمر إتخاذ مقرر فصل األجير ملجلس تأديبي مكون من املشغل أو من ينوب عنه ،ومن
مندوب األجراء واملمثل النقابي باملقاولة في حالة وجوده ،ليعقدوا اجتماعا يتم فيه تقدير
خطورة الخطأ املرتكب من طرف األجير ،ومن توقيع الجزاء التأديبي لهذا الخطأ
بدل ترك قرار الفصل للمشغل وحده.
التعويض عن البطالة الناتجة عن الفصل.
توحيد اإلجتهاد القضائي فيما يخص بعض النقط التي ال زالت تعرف تضاربا داخل
املحاكم.
تعميم ونشر األحكام القضائية املتميزة حتى يسهل معرفة التوجه القضائي فيما يخص
اإلشكاالت املرتبطة بالفصل التعسفي.
تعزيز دور وتدخل مفتش الشغل في حماية الطبقة العاملة من الفصل بإعتباره جهة يمثل
املصالح املتعارضة داخل املؤسسة وقادر على خلق شروط الثقة بينهم.
44
الفصل التعسفي
الكتب العامة:
محمد سعد جرندي ،الطرد التعسفي لألجير بين التشريع والقضاء باملغرب، -
مطبعة ماتيك برانت ،فاس الطبعة األولى 2002
بشرى العلوي ،الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي ،ط الثانية، -
مطبعة النجاح الجديدة2007 ،
بشرى العلوي ،الطرد التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي ،دار النشر -
العربية ،الدار البيضاء ،ط األولى2007 ،
محمد سعيد بناني ،قانون شغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل -
الفردية ،الجزء الثاني ،ط يناير 2007
محمد سعيد ،قانون الشغل باملغرب عالقات الشغل الفردية ،ط 1989 -
محمد الكشبور ،إنهاء عقد الشغل ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ط -
2008
موس ى عبود ،دروس في القانون اإلجتماعي املركز الثقافي العربي ،ط الثانية ،سنة -
1994
الحاج الكوري ،مدونة الشغل الجديدة القانون رقم 92.65أحكام عقد الشغل، -
مطبعة األمنية
محمد الكشبور ،إنهاء عقد الشغل دراسة التشريعية وقضائية مقارنة ،ط2008 -
وفاء الجوهري ،قانون الشغل باملغرب عقد الشغل الفردي بين النظر والتطبيق، -
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ط االولى 2018
الكتب اخلاصة:
-محمود العروس ي ،املختصر في الحماية اإلجتماعية ،شركة الخطابي للطباعة،
مكناس ،ط األولى2009 ،
-عبد اللطيف الخالفي ،الوسيط في مدونة الشغل ،ج األول ،عالقات الشغل
الفردية ،املطبعة والوراقة الوطنية مراكش2004 ،
45
الفصل التعسفي
األطروحات والرسائل:
-إدريس فجر ،مساهمة في دراسة نظرية أسباب إنقضاء عقد العمل ،أطروحة في
القانون الخاص كلية الحقوق الدار البيضاء
-رجاء رياض ،اإلجتهاد القضائي في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة
الشغل ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص ،جامعة القاض ي عياض
مراكش ،السنة الجامعية ،2010 - 2009
-مصطفى مقاري ،الفصل التعسفي لألجير في ضوء مدونة الشغل ،رسالة لنيل
دبلوم املاستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة موالي
إسماعيل مكناس ،املوسم الجامعي2011 – 2010 :
املقاالت:
-دنيا مباركة"ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونة الشغل
الجديدة"مجلة القصر عدد 14ماي 2006
-شهبون محمد ،دور القضاء االجتماعي في قضايا الطرد التعسفي ،املجلة املغربية
لقانون األعمال واملقاوالت ،عدد ،13أكتوبر .2007
-بشرى العلوي ،مسطرة فصل األجير في إطار مدونة الشغل وكيفية احتساب
التعويض عن الضرر ( الطرد التعسفي) ،املجلة املغربية لقانون األعمال
واملقاوالت ،عدد 7يناير .2005
القرارات واألحكام:
حكم رقم 23بتاريخ 10يناير ،1985منشور باملجلة املغربية للقانون ،عدد ،6ص -
338
حكم املحكمة االبتدائية بالرباط ،رقم ،23بتاريخ ،1985/1 /23منشور بمجلة -
امللحق القضائي ،لسنة 1985
قرار 115صادر على الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بالتاريخ 01/02/2005 -
ملف 2004 / 5 1041منشور
قرار عدد 2554صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ -
26/11/1996ملف 642
46
الفصل التعسفي
قرار عدد 640صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 6يونيو 1995 -
امللف اإلجتماعي عدد 93/ 8764
قرار عدد 138صادر عن الغرفة اإلجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 09/02/2005 -
ملف 1062/5/2005
قرار عدد 942صادر عن الغرفة اإلجتماعية بحكمة اإلستئناف فاس بتاريخ -
04/11/2004
قرار الغرفة اإلجتماعية باملجلس األعلى ،عدد 71بتاريخ ،2007في امللف -
االجتماعي ،عدد 974
قرار محكمة النقض ،عدد ،925صادر بتاريخ ،2004/9/29في امللف اإلجتماعي -
عدد2004/366
قرار عدد 133صدر بتاريخ 24/02/1992في امللف اإلجتماعي عدد 10/99منشور -
بمجله قضاء املجلس األعلى عدد 46
قرار صادر على املجلس االعلى في املادة اإلجتماعية عدد 714/4/1/98تاريخ -
30/6/99منشور بمجلة اإلشعاع عدد 22
قرار عدد 830الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس اإلعالم تاريخ أربعة يوليو -
1996في امللف االجتماعي عدد 8015/94منشور بمجلة اإلشعاع عدد 16
قرار عدد 2208الصادر عن الغرفة اإلجتماعية باملجلس االعلى بتاريخ 26شتنبر -
1995منشور بمجموعة قرارات املجلس االعلى في املاده اإلجتماعية منشورة
املجلس األعلى في ذكراه االربعين 1997
قرار عدد 501صادر عن املجلس األعلى( محكمة النقض حاليا ) ،عدد ،76813 -
أورده ميكو ،قواعد املسطرة في املادة االجتماعية ،مطبعة الساحل1981 ،
قرار صادر عن املجلس األعلى الغرفة اإلجتماعية ،بتاريخ 15شتبير 1998منشور -
في النشرة اإلخبارية ب م .أ ،عدد7
قرار محكمة اإلستئناف بفاس رقم 781 / 86بتاريخ 29أكتوبر _ 1986قضاء -
مجلس األعلى ،العدد 1988 ،41
قرار املجلس األعلى العدد 362صادر بتاريخ 1997/ 4 /8في امللف االجتماعي -
95 /1 /4 /1234املنشور بمجلة قضاء املجلس االعلى العدد 53
47
الفصل التعسفي
48
الفصل التعسفي
49