Professional Documents
Culture Documents
الفوج األول
الفصل الثاني
مادة :منازعات الفصل عن العمل
الفصل التعسفي:
تعريفه وطبيعته
-فاطمة شمسي
-خالد الوالي
2019/2018
مقدمة
ان الشغل هو اساس التنمية االقتصادية والسبيل لتحقيق السلم واالستقرار االجتماعي
فهو يهم فئة عريضة من المجتمع تساهم عن طريق العمل المأجور في الدفع بعجلة التقدم
واالزدهار االقتصادي بشكل يمكن من رفع تحديات العولمة ومواكبة المنافسة الدولية لذا
يعتبر الشغل من اهم القضايا التي تحظى بانشغال مختلف الدول حيث سعت مختلف
التشريعات لتقنين قطاع الشغل وتنظيمه وذالك بوضع قواعد أمرة تحمي هذه الشريحة من
1
المجتمع من خطر البطالة واستغالل المشغلين
ومن بين المقتضيات الحمائية التي جاءت بها مدونة الشغل والتي كانت محل مطالبات
متعد دة سواء من طرف ممثلي النقابات وممثلي المجتمع المدني وكذالك الهيئات الحقوقية
والقانونية وضع قيود على المشغل في فصل االجراء اذ يعتبر الفصل عن العمل أحد اسباب
انتهاء انهاء عقد الشغل ويعد من بين الوسائل التي تهدد عالقة الشغل و أكبر خطر يهدد
االجير خالل حياته المهنية نظرا لما يترتب عنه من تغيير مفاجئ في وضعيته
فإذا كان الشغل قد كفله الدستور لألفراد فان حماية االجير من الفصل تبقى مسألة في
غاية االهمية تقتضي احترام المسطرة الواجب اتباعها والمنصوص عليها في مدونة الشغل
حتى ال يتعسف المشغل في استعمال هذا الحق لكون مسألة الفصل من الشغل لها انعكاسات
2
سلبية على االجراء سواء على المستوى االجتماعي أو االقتصادي
فإذا كان االنهاء حق مخول لألجير والمشغل على حد سواء فأن الواقع العملي بين أن
المشغل هو االكثر لجوءا لوضع حد للعالقة الشغلية عن طريق فصل االجير و الذي يكتسي
صفة التعسف عند عدم وجود مبرر قانوني للفصل .
- 1رجاء رياض "االجتهاد القضائ في الفصل التعسفي لألجير على ضوء مدونة الشغل "رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص شعبة
القانون االجتماعي جامعة القاضي عياض مراكش 2010/2009ص 5
- 2أيت عمي يونس "الفصل التعسفي لالجير على ضوء العمل القضائي "رسال لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ماستر القانون االجتماعي
جامعة القاضي عياض 2002011ص7
2
أهمية الموضوع
يحظى موضوع الفصل التعسفي لألجير بأهمية كبرى من الناحية القانونية واالقتصادية
واالجتماعية وذالك كما يلي :
خص المشرع المغربي فصل االجير من الشغل كآلية قانونية يتم بها انهاء اعقد الشغل
بمقتضيات من شأنها ضمان اعمال هذه اآللية بكيفية مشروعة بعيدا عن اي تعسف من
المشغل
تبرز االهمية االجتماعية للموضوع من خالل اآلثار السلبية للفصل التعسفي لألجير
والتي تهدد استقرار شريحة مجتمعية مهمة وبالتالي استقرار المجتمع ككل ففقدان األجير
لعمليه معناه فقدانه ألجره الذي يعد مورد عيش أساسي له ولعائلته .
تتمثل األهمية االقتصادية للموضوع في الدور الكبير الذي تضلع به فئة االجراء على
المستوى االقتصادي وذالك باعتبارها عنصرا حيويا وأساسيا داخل المقاولة ،يساهم في تقوية
ونمو النسيج المقاوالتي وتطويره بشكل يساعد على ازدهار االقتصاد الوطني
اشكالية الموضوع
يطرح الموضوع اشكالية محورية اساسها تتمثل في مدى مساهمة المشرع في تحقيق
التوازن بين المشغل واالجير وترسيخ البعد الحمائي واالجتماعي لألجير من خالل حمايته
من الفصل التعسفي ؟
3
منهج البحث
لإلجابة على إشكالية الموضوع إعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على
أوال على ماهية الفصل التعسفي و ايضا االحكام العامة لهذا الفصل
التصميم
4
المبحث األول :اإلطار العام للفصل التعسفي
من خالل هذا المبحث سنحاول ابراز مفهوم الفصل ( التعسفي المطلب األول) وكذالك
مظاهر نظرية التعسف في استعمال حق انهاء عقد الشغل (المطلب الثاني )
وقد تختلط هذه العقوبة بإجراء تعاقدي وهو انهاء عقد الشغل من جانب المشغل وقد
يلجأ الى معاقبة األجير بمعاقبة الفصل الن العقوبة تتنفي وصف التعسف بغية التخلص من
3
التزاماته العقدية والقانونية كالتقييد بمدة العقد في العقود المحددة المدة .
وقد استعمل المشرع كلمة الطرد بمقتضى النظام النموذجي الصادر سنة 23أكتوبر
1948الملغى الذي حدد بموجبه المشرع المغربي العالقة الرابطة بين المشغل واألجير
ورخص للمشغل في حالة اخالل األجير بالتزاماته أو ارتكابه خطأ جسيما معاقبته بمجموعة
من العقوبات التأديبية بدأ من اإلنذار
أما في ظل مدونة الشغل فقد استعمل المشرع لفظ "الفصل" من الشغل عوض الطرد
في المادة 35التي جاء فيها :يمنع فصل األجير دون مبرر مقبول اال إذا كان المبرر مرتبطا
4
بكفاءته أو بسلوكه في نطاق الفقرة األخيرة من المادة . 37
-3بشرى العلوي "الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي "الطبعة الثانية مطبعة النجاح الجديدة 2007ص25
- 4أيت عمي يونس "الفصل التعسفي لألجير على ضوء المعل القضائي المغربي " رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص شعبة القانون
االجتماعي كلية الحقوق القاضي عياض مراكش 2011/2010ص 7
5
ويمكن تعريف الفصل التعسفي بأنه انهاء عقد الشغل من جانب المشغل بدون مبرر
5
ويعد من بين الوسائل المهددة الستقرار عالقة الشغل
ومن المبادئ االساسية في القانون االجتماعي احقية كل طرفي العقد في انهاءه باإلرادة
المنفردة .وهذا المبدأ يبدو بوضوح في مجال عالقات الشغل التي تتسم بالطابع الشخصي
وترتبط بحق اساسي بالحقوق الشخصية وهو الحق في العمل ،ومن تم يحق لكل من المشغل
والعامل وضع حد لعالقته مع االخر .
6
وقد رتب المشرع على الطرف الذي يرغب في االنهاء قيودا وإجراءات يتعين
احترامها لما الستقرار عالقات العمل من اهمية بالنسبة لألجير وكذا المشغل ,كما اشترط
توفيقا بين الحق في االنهاء وبين مصلحة الطرف االخر لمشروعية االنهاء أن يستند المشغل
6
في فسخ العقد على اسباب مشروعة وخالية من التعسف .
ولدراسة هذا المطلب ارتأينا ضرورة التطرق ولو بإيجاز لتطور و أساس نظرية
التعسف في استعمال الحق "الفقرة األولى لننتقل بعد ذلك للحديث عن وجوب عدم التعسف
في استعمال الحق "كفقرة ثانية".
7
المقصود من استعمال هذه الحقوق 7كما تعود جذور هذه النظرية كذاك في القانون الروماني
ومن أهم تطبيقاتها في هذه الحقبة مثال:
أن من حفر بئرا في أرضه وتعمق في الحفر حتى قطع العروق النابعة في بئر جاره
ال يكون مسؤوال عن الضرر ولكنه يكون مسؤوال اذا كان التعمق من شانه أن يسقط حائط
جاره.
واضح من خالل هذا المثال أن الضرر اذا كان يسيرا فال يعتبر تعسفا في استعمال
الحق ولكنه يكون كذاك اذا كان الضرر كبيرا حيث ادى الى هدم الجدار.
وقد ثار خالف بين الفقهاء حول االساس الذي تقوم علية هذه "النظرية التعسف في
استعمال الحق" حيث نجد ان البعض دافع على هذه النظرية على اعتبار االساس التقصيري
لها بحيث اعتبر بعض الفقه أن التعسف في استعمال الحق انما هو خروج عن الحق أو
تجاوز له وعمل غير مشروع من رواد هذا االتجاه الفقيه "بالنيول" الذي اعتبر أن الحق
ينتهي حيث يبدا التعسف و ال يمكن أن يكون تمة تعسف في استعمال حق ما أي أن العمل
الواحد ال يصح أن يكون متفقا مع القانون ومخالفا له .في حين ذهب اتجاه اخر من الفقه أن
أساس التعسف يكون خارج نظرية المسؤولية التقصيرية وهناك من اعتبر التعسف متصل
بالنظم االخالقية وال يتصل بالمسؤولية المدنية بينما اعتبر البعض االخر أن التعسف ال صالة
له باألخالق وال المسؤولية المدنية وانما يرتبط بالمصلحة االجتماعية ,أما القانون المدني
الفرنسي فلم يتعرض في استعمال الحق وذلك لكونه متشبع بالروح الفردية التي اتت بها
الثورة الفرنسية والتي نادت بحقوق االنسان وجعلت منها حقوق مطلقة.
أما التشريع المصري فقد كان سابقا الى التنصيص في القانون المدني على بعض
تطبيقات نظرية التعسف في استعمال الحق فقد نص الفصل الرابع منه على أن يكون
استعمال الحق غير مشروع في االحوال االتية:
- 7محمد الكشبور"انهاء عقد الشغل" "تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي لألجير دراسة تشريعية و قضائية مقارنة" المطبعة الجديدة طبعة 2008الصفحة 73
8
ب) اذا كانت المصالح يرمي الى تحقيقها قليلة ألهمية بحيث ال تتناسب مع ما
8
يصيب الغير من ضرر بسببها.
وبرجوعنا لمقتضيات القانون المغربي نجد أن هذا االخير عمل على تقنين
نظرية التعسف في استعمال الحق من خالل مقتضيات الفصل 94من قانون
9
االلتزامات و العقود.
وباستقرائنا لمقتضيات الفصل السابق نجد أن ممارسة الشخص لحقه يجب أن يكون
في حدود غير الحاق الضرر بالغير و اال كان متعسفا في استعمال الحق .أي أن التعسف
يكون قائما اذا مارس الشخص حقه والحق ضررا بالغير دون أن تنصرف نيته الى الحاق
الضرر به ودون أن يكون في امكانه أن يمنع حصول هذا الضرر مالم يتسبب هذا المنع في
الحاق ضرر بصاحب الحق.
الفقرة الثانية :نظرية وجوب عدم التعسف في انهاء عقد الشغل محدد المدة
في التشريع المغربي
أوال :النظرية في اطار قانون االلتزامات والعقود
نضم المشرع المغربي احكام عقد الشغل في الفصل )2(723من قانون االلتزامات
والعقود وقد أطلق عليه اجارة الخدمة وكما هو الشأن في التشريع الفرنسيي الذي اعتبر عقد
الشغل المحدد المدة ينتهي بنتهاء العمل الذي أبرم من أجله او بنتهاء مدته اما عقد الشغل غير
محدد المد ة ينتهي باإلرادة المنفردة لكل من طرفيه وهذا التصرف كان مشروط بضرورة
اتباع اجراء شكلي مهم يتمثل في ضرورة توجيه انذار "في المواعيد التي يقررها العرف
المحلي او االتفاق"...وذلك طبقا لما تقتضيه االحكام الفصل 754من قانون االلتزامات
والعقود.
- 8محمد سعيد الجردني :الطرد التعسفي لالجير في ظل مدونة الشغل مدعمة ببعض االمثلة العملية و الجداول البيانية مطبعة االمنية الطبعة الثانية 2007
الصفحة .91
-9ظهير شريف رقم 1.11.140صادر في 16من رمضان 17( 1432أغسطس ،)2011الجريدة الرسمية عدد 5980بتاريخ 23
شوال 22( 1432سبتمبر ،)2011ص 4678
9
غير أن التطور الذي عرفته االوضاع االجتماعية و االقتصادية في ثالثينيات القرن
الماضي في اطار تكريس الحماية للطبقة العاملة األوربية المستقرة بالمغرب بوجه عام
والطبقة العاملة الفرنسية على وجه الخصوص وتمتيعها بمقتضيات قانونية شبيهة بتلك
الموجودة في بلدانها االصلية وذلك لتشجعها على الهجرة الى المغرب و االستقرار به .كما
صدر ظهير 26شتنبر 1938الذي اضاف بعض الفقرات الى الفصل 754من قانون
االلتزامات و العقود وتعد هذه الفقرات مطابقة للمقتضيات الفرنسية الصادرة بقانون 19
يوليوز .1928
لم يقف عمل المشرع المغربي عند حد االعالن عن وجوب أخد القضاء المغربي
بقاعدة وجوب عدم التعسف في استعمال العنف في انهاء عقد الشغل غير المحدد المدة وانما
10
قد ثم ربط هذا االنهاء فيما بعد بإجراءات شكلية ورد النص عليها في تشريعات متفرقة.
"يحق للطرف المتضرر في حالة انهاء الطرف االخر للعقد تعسفيا مطالبته بالتعويض
عن الضرر .ال يمكن للطرفين أن يتنازال مقدما عن حقهما المحتمل في المطالبة بالتعويضات
الناتجة عن انهاء العقد سواء كان االنهاء تعسفيا أم ال"....
وقد أوحى لنا هذا النص بعدة مالحظات نجملها فيما يلي:
فمن جهة أولى ,فقد أخذ المشرع المغربي بنظرية وجوب عدم التعسف في
استعمال حق انهاء الشغل غير محدد المدة ورتب على التعسف في االنهاء حالة ثبوته
حكما بالتعويض لصالح الطرف االخر المتضرر منه سواء تعلق االمر باألجير أو
بالمشغل وان كان هذا االخير أي المشغل هو المخاطب بهذه االحكام على ما يستفاد من
- 10محمد الكشبور :الطرد التعسفي لألجير مرجع سابق الصفحة 83
10
مختلف المقتضيات التي خصصها المشرع للموضوع ومن مختلف االحكام و القرارات
الصادرة عن القضاء في الموضوع.
ومن جهة ثانية ,فان المشرع المغربي لم يعرف التعسف في انهاء عقد الشغل
غير محدد المدة ولم يحدد عناصره وهو ما يجعل ذلك من اختصاص السلطة التقديرية
لمحاكم الموضوع التي عليها أن تعلل ما انتهت اليه بكيفية منضبطة مع ذكر سبب
االنهاء 11الذي أكد عيه المشرع من خالل مقتضيات المادة 64من مدونة الشغل .وفي
هذا الصدد يمكن االستئناس بالحلول الفرنسية وخاصة تلك التي كرستها محكمة النقض
الفرنسية.
ومن جهة ثالثة ,فقد سمح المشرع المغربي للقاضي بإجراء بحث للوقوف على
ظروف االنهاء وتحديد طبيعته القانونية أي تحديد مدى مشروعيته اقتداء بما قرره
نظيره الفرنسي في هذا الصدد حيث جاء في الفقرة الخامسة من الفصل 754من قانون
".....يسوغ للمحكمة في سبيل تقدير ما اذا كان يوجد فسخ أن االلتزامات و العقود.
تجري تحقيقا في ظروف انهاء العقد ويلزم في جميع االحوال أن يتضمن الحكم
صراحة ذكر المبرر الذي يدعيه الطرف الذي انهى العقد"....
أحكام التعويض من صميم النظام العام بمفهومه االجتماعي ,ومن ذلك أنه ال
يمكن التنازل عن التعويض أو التخفيض منه بكيفية مسبقة أي قبل ثبوت الحق فيه حيث
أن المشرع يمنع التنازل عن الحق المحتمل..
11
المبحث الثاني:طبيعة الفصل التعسفي
إن القواعد المنظمة للفصل تتنوع بتنوع ظروف العمل و طبيعة الحاالت فنجد
ظروف الفصل من العمل المحدد المدة ليست هي ظروف العمل في العقد غير المحدد المدة
ـثم أن تنوع قواعد الشغل وتنوع مسطرة الفصل كذلك تتعلق بظروف العامل،فظروف الرجل
العامل ليست هي ظروف المرأة العاملة الخ..
ونتطرق في هذا المبحث إلى أشكال الفصل التعسفي و طرقه (المطلب األول) والى
الفصل التعسفي بالنظر إلى طبيعة العقد (المطلب الثاني)
12
مثال ذلك ما صدر عن المجلس األعلى 12
طرف األجير وبالتالي ال يعتبر طردا تعسفيا
(محكمة النقض حاليا) قرار ، 132004/115يتضمن كون المشغل قد عمل على طرد األجيرة
بصفة صريحة لكونها قدمت إلى العمل وهي ترتدي لباس غير الئق خالل العمل وغير
عادي ومخل باآلداب فأصدرت المحكمة االستئنافية برفض طلب التعويض وأيده المجلس
األعلى علما أن الوصف الذي أعطى للنازلة هي المغادرة التلقائية بعد أن وقعت في نزاع مع
المدير حول اللباس فغادرته بعد ذلك،إذ إرجاع األجيرة لمنزلها بأمر من المشغل لتغيير
مالبسها اليعتبر طردا تعسفيا.
ويتبين من خالل القرار أن المجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) بالرغم من عدم
ثبوت الضرر المادي لألجير بتغييره من مدير عام إلى رئيس قسم فقد اعتبر ما قامت به
الشركة هو طرد غير مباشر يتصف بطابع التعسف يستحق عنه األجير التعويضات المخولة
له قانونيا وهو ما انتهى إليه القرار.
وقد يكون كذلك الفصل ضمنيا عندما يعمل المشغل إلى خفض ساعات العمل من ثمان
ساعات في اليوم إلى ساعات اقل ما يترتب على ذلك من تخفيض األجرة ،علما أن أجرة
ساعات الباقية ال تصل إلى الحد األدنى لألجر،وتخفيض األجرة سيؤدي باألجير إلى التخلي
عن عمله وهو ما أكده المجلس األعلى في قراره عدد ،15640أن تخفيض ساعات العمل
13
بكيفية جعلت األجير ال يمكنه أن يعيش من اجر ساعة واحدة في اليوم يعتبر طردا تعسفيا
ألنه يخل بأهم عنصر في عقد العمل وهو األجر.
أوال:الفصل االضطراري
قد تتعرض المؤسسة في بعض األحيان إلى أزمة اقتصادية أو تقنية وتكون معها
مضطرة إلى فصل العمال بصفة كلية أو جزئية ،وقد يكون الفصل في بعض األحيان من فعل
المشغل أو تقصيره،وقد يكون ال يد له فيه .وإنما يكون ذلك لسبب خارج عن إرادته كأن يكون
اإلغالق بسبب قوة قاهرة أو إغالق بناء على قرار إداري صادر من سلطة إدارية،إال انه في
هذه الحالة تبقى السلطة التقديرية للمحكمة ما ا كانت القوة القاهرة ثابتة أم اإلغالق كان
متوقعا من طرف المشغل وبالتالي تنتفي صبغة القوة القاهرة وهو ما خلص اله المجلس
األعلى في قراره عدد .16327بعد أن كانت المطلوبة في النقض تشتغل بكازينو منذ
1984/1/1وفصلت عن العمل بسبب سحب رخصة استغالل مقر العمل بقرار إداري سحب
منها نهائيا العتبارات تتعلق بالدين اإلسالمي وتمس بالنظام العام وما دفعت به األجيرة هو
أن سحب الرخصة هو نتيجة خطأ المشغلة التي لم تتقيد بالشروط القانونية،فاعتبرت
المحكمة أن اإلغالق متوقع مادامت الطاعنة تمارس نشاطا محضورا،وقضت لألجيرة
بالتعويض عن اإلخطار وعن اإلشعار (اإلخطار) وعن اإلعفاء (الفصل) والطرد التعسفي
(الضرر).
وقد يكون المشغل في حالة اضطرارية ثابتة كأن ينخفض إنتاجها ورواجها االقتصادي
وكثرة الديون المحملة عليها فتلجأ إلى السلطة المحلية للحصول على إذن بتسريح األجراء
كما هو الحال في نازلة القرار عدد 17138بعد أن كانت شركة تابعة للدولة وانخفض إنتاجها
من معدن الحديد وكثرت الديون قررت بعد انعقاد لجنة وزارية تحت رئاسة السيد عامل
- 16قرار 327صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 1999/04/14في الملف 1997/1/4/1108منشور
17
-قرار 138صادر عن الغرفة االجتماعية للمجلس األعلى بتاريخ 2005/02/09ملف 2005/5/1062منشور
14
العمالة واستقر ذلك بترخيص لها ووافقت السلطة المحلية على قرار اللجنة المحلية الوزارية
أصدرت المحكمة االبتدائية حكما بالتعويضات عن اإلشعار واإلعفاء والطرد بعد أن
اعتبرتها طردا تعسفيا والغي استئنافها ورفض طلب النقل من طرف المجلس األعلى بعلة أن
اإلغالق المؤسسة الشغلية كان اضطراري وقانوني بحصولها على ادن السلطة لتسريح
األجراء مع اتخاذ جميع اإلجراءات القانونية السابقة للتسريح.
ومن صور الفصل بصفة انتقامية أو نية إحداث الضرر هو ما كيفيته محكمة االستئناف
ذلك أن زوج األجيرة وابن عمها قد أسسا شركة منافسة 19
بفاس بمقتضى القرار عدد 942
للشركة التي تشتغل بها األجيرة في صنع المالبس،وعمد المشغل إلى طردها بسبب تأسيس
الش ركة والتي ال يد لها فيه،مستعمال نية إحداث الضرر بها وبعث لها برسالة الرجوع إلى
العمل ،وثبت التحاقها بالشركة ومنعت من الدخول إلى مقر الشركة،فقضت محكمة
االستئناف بالتعويض عن الفصل التعسفي وباقي التعويضات المستحقة على أساس أن الطرد
- 18قرار عدد 173صادر عن الغرفة االجتماعية االعلى،بتاريخ 2005/2/23ملف 2004 /5/ 1059منشور
- 19قرار 942صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة االستئناف بفاس بتاريخ 2004/11/4منشور
15
األجير كان تعسفيا ولم يثبت أي منافسة غير مشروعة في حقها،بل فقط زوجها وابن عمها
أقاما شركة لصالحهما.
وتنقسم عقو د الشغل عادة إلى محددة المدة وغير محددة المدة وكل واحد منهما ينتهي
بكيفية تختلف من الناحية العملية والقانونية عن األخرى.
وسنتناول في هذا المطلب الفصل في العقد المحدد المدة (الفقرة األولى)والفصل في
العقد غير المحدد المدة (الفقرة الثانية)
أن إنهاء عقد الشغل المحدد المدة باإلرادة المنفردة ألحد الطرفين وهما األجير والمشغل
وقبل انتهاء مدته قد يرتب مسؤولية الطرف الذي قام بذلك اإلنهاء وهي مسؤولية عقدية
16
بطبيعة الحال،الن الخطأ في هذه الحالة يتمثل في التنكر لشرط المدة المضمن في العقد
نفسه.21
وفي إطار مدونة الشغل نصت الفقرة الثانية من المادة 33على انه :يستوجب قيام احد
الطرفين بإنهاء عقد الشغل المحدد المدة،قبل حلول اجله،تعويضا لطرف اآلخر،ما لم يكن
اإلنهاء مبررا بصدور خطأ جسيم عن الطرف اآلخر أو ناشئا عن قوة قاهرة.
وينتهي عقد الشغل غير المحدد المدة بإرادة كل من طرفيه في أي وقت ويعتبر حق
األجير في إنهائه بإرادته المنفردة من النظام العام فال يجوز االتفاق على حرمانه منه كما ال
يجوز لألجير النزول عنه،وأي اتفاق أو نزول في هذا الشأن يقع باطال بطالنا مطلقا،والعلة
في ذلك المحافظة على حرية األجير،إذ لو صح االتفاق على حرمان األجير من حقه في
إنهاء العقد الغير المحدد المدة وبإرادته المنفردة ألدى ذلك إلى تأبيد العقد إذ لم يوافقه المشغل
على إنهائه من شأن ذلك إبقاء األجير تابعا للمشغل طيلة حياته وحرمانه من تغيير نوع العمل
الذي اختاره.
فالفصل التعسفي من طرف المشغل كما سبقت اإلشارة إليه هو األكثر شيوعا الذي
يضع حدا للعقد في مواجهة األجير ويجد نفسه بدون عمل بعد أن قرر مشغله فصله عن
العمل إما في نظره يعد أجيرا مؤقتا يمكن االستغناء عنه في كل وقت،والحال انه أجيرا
17
رسميا أو انه لم يستطع العمل لضعف قدرته الصحية،وإما بسبب المرض أو تعرضه لحادثة
شغل أو انه توصل بمقرر الفصل بعلة انه ارتكب خطأ جسيما.22
وكما يفصل األجير بسبب نشاطه النقابي أو ترشيحه كممثل أجراء أو انه شارك في
لحماية األجير الطرف حركة إضراب لذلك تدخل المشرع عن طريق قواعد آمرة
الضعيف:كنظام الضمان االجتماعي وتنظيم التعويض عن حوادث الشغل،العطلة السنوية
والراحة األسبوعية....
وان حق كل من المشغل واألجير في إنهاء عقد الشغل غير محدد المدة بإرادة منفردة
ليس مطلقا بل مقيد بقيدين:
_إن يقوم الراغب في فسخ العقد بإنذار الطرف األخر بهذه الرغبة قبل حصول
اإلنهاء بوقت معين.
_أن ال يتعسف في استعمال حقه في هذا اإلنهاء أي أن ال يسيء استعمال هذا الحق
وتجنيب الطرف اآلخر للضرر التي قد يلحق من جراء إنهاء العقد بصورة تعسفية.
18
الخاتمة
واضح مما سبق أن الفصل التعسفي كان وال زال هاجس يؤرق
مضاجع العديد من االجراء خاصة في ظل الوضعية االقتصادية التي
يشهدها العالم فالحماية منه تظل أرقى االمنيات التي يمكن التطلع اليها
ليس من المنظور االجتماعي القانوني الصرف فقط وانما ايضا
المنظور االجتماعي لألجير الذي يضل العنصر االساسي في تحقيق
التقدم االقتصادي لبالدنا وتبعا لذلك فان المشرع المغربي حاول من
خالل مدونة الشغل توفير حماية لألجراء باعتبارهم الطرف
الضعيف في العالقة الشغلية في نفس الوقت الحفاض على نوع من
التوازن بين المصالح المتعارضة كما حاولت مدونة الشغل تسليط
الضوء على الحماية المقررة من خالل تقدير جسامة الخطاء ومدى
تعسف المشغل في اتخاد عقوبة الفصل لتكريس حماية فعالة
التعسفي. لألجراء بعيدا عن تخوفهم من الفصل
19
الئحة المراجع
الرسائل
رجاء رياض "االجتهاد القضائ في الفصل التعسفي لألجير على
ضوء مدونة الشغل "رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص
شعبة القانون االجتماعي جامعة القاضي عياض مراكش 2010/2009
.
أيت عمي يونس "الفصل التعسفي لالجير على ضوء العمل
القضائي "رسال لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ماستر القانون
االجتماعي جامعة القاضي عياض.
الكتب
محمد الكشبور"انهاء عقد الشغل" "تحليل مفصل ألحكام الفصل
التعسفي لألجير دراسة تشريعية و قضائية مقارنة" المطبعة الجديدة
طبعة . 2008
محمد سعيد الجردني ":الطرد التعسفي لالجير في ظل مدونة الشغل
مدعمة ببعض االمثلة العملية و الجداول البيانية :مطبعة االمنية الطبعة
الثانية .2007
بشرى العلوي "الفصل التعسفي لألجير على ضوء العمل القضائي
"الطبعة الثانية مطبعة النجاح الجديدة 2007
20
الفهرس
مقدمة 2 .....................................................................................................
الفقرة الثانية :نظرية وجوب عدم التعسف في انهاء عقد الشغل محدد المدة في التشريع
المغربي 9 ..................................................................................................
المطلب الثاني:حالة الفصل التعسفي بالنظر إلى طبيعة العقد 16 ...................................
22