Professional Documents
Culture Documents
تعليق وإنهاء علاقة العمل الفردية
تعليق وإنهاء علاقة العمل الفردية
تحت إشراف ألاستاذة :بن سطا علي جميلة مقدمة من طرف الطالبة :
الخطــــــــــة:
مقدمـــــــــــة.
الفصل األول :تعليق عالقة العمل الفردية.
المبحث األول :حاالت و إجراءات تعليق عالقة العمل الفردية.
المطلب األول :حاالت تعليق عالقة العمل الفردية.
المطلب الثاني :إجراءات تعليق عالقة العمل الفردية.
المبحث الثاني :اآلثار القانونية المترتبة على تعليق عالقة العمل الفردية.
المطلب األول :اآلثار القانونية خالل فترة تعليق عالقة العمل الفردية.
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة بعد انقضاء فترة تعليق عالقة العمل الفردية.
الفصل الثاني :إنهاء عالقة العمل الفردية.
المبحث األول :أسباب و إجراءات إنهاء عالقة العمل الفردية.
المطلب األول :أسباب إنهاء عالقة العمل الفردية.
المطلب الثاني :اجرءات إنهاء عالقة العمل الفردية.
المبحث الثاني :اآلثار القانونية إلنهاء عالقة العمل الفردية.
المطلب األول :اآلثار القانونية إلنهاء عالقة العمل الفردية.
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة عن اإلنهاء التعسفي لعالقة العمل.
خاتمـــــــــة.
4
مقدمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
مقدمــــــة.
يعتبر العمل من بين األبسبا التي تبساعد على تطوير اإلقتصاد الوطني بالنبسبة
للدولة ،وهو المصدر األبسابسي للدخل بالنبسبة للفرد ،ومن ثم نص الدبستور الجزائري في
المادة 55منه على أن لكل المواطنين الحق في العمل.
ولما كانت عالقة العمل تربط بين طرفين غير متبساوين من حيث المراكز القانونية،
إذ يعد العامل طرفا ضعيفا في العقد ،فإن المشرع حرص على حمايته ضد تعبسف المبستخدم
الذي قد يحجفه حقوقه ،وذلك من خالل تنظيم عالقة العمل بموج عدة نصوص قانونية
تشكل ما يعرف بقانون العمل ولقد أطلق الفقه القديم تبسمية القانون الصناعي على قانون
العمل وذلك إلرتباط عالقة العمل بالصناعة ،أما الفقه الحديث فيطلق عليه إبسم القانون
اإلجتماعي ويقصد بقانون العمل مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات بين العمال
والمبستخدمين ،وتبين حقوق وواجبات كل طرف.
ويبسري قانون العمل على كافة عالقات العمل الفردية المبرمة بالجزائر ،حتى ولو
كانت عالقة العمل تشمل عنصرا أجنبيا طبقا لنص المادة 12من قانون 22/09المعدل و
المتمم ،والتي تبسمح للمبستخدم توظيف العمال األجان عندما ال توجد يد عاملة وطنية
مؤهلة ،وذلك حبس الشروط المحددة في التشريع والتنظيم المعمول بهما مثال تنص المادة
21من قانون 22/90على ضرورة حصول العامل األجنبي على بطاقة المقيم باإلقليم
الوطني وإال تعرض لعقوبات جزائية.
وأما بالنبسبة لمكانة قانون العمل في النظام القانوني فهو من نوع خاص ذو طبيعة
مختلطة إذ يعد من جهة فرعا من فروع القانون العام كون أن الدولة تتدخل لتحديد بساعات
العمل والحد األدنى لألجر الوطني المضمون ،وتضع قواعد آمرة حول تشغيل األحداث
والنبساء ومن جهة أخرى يعتبر فرعا من فروع القانون الخاص كونه يترك حرية التعاقد
لألطراف حول شروط عقد العمل.
ومن ثمة يعتبر عقد العمل من العقود الملزمة لجانبين ،وتخضع لمبدأ القـوة الملزمـة
للعقـد ،إذ يلتزم أطراف العقد بتنفيذ بنوده حبس ما تم االتفاق عليه على أبساس أن العقد
شريعة المتعاقدين ،ومن تم ال يجوز نقضه أو تعديله إال باتفاق الطرفين فبمجرد االتفاق
على شروط العقد فإنه ال ينبغي ألي من الطرفين خرق هذه الشروط ووقف تنفيذ عالقة
العمل ،إال في الحدود المبسموح بها قانونا فال يمكن ألي طرف أن يتنصل مما إلتزم به،
وبالتالي يبقى عقد العمل بساري المفعول بين الطرفين وينتج آثاره القانونية طبقا لما ورد في
عقد العمل.
وعليه فإن عالقة العمل الفردية تنشأ بموج عقد كتابي أو غير كتابي ،ويمكن إثباتها
بأية وبسيلة كانت ولقد نص المشرع الجزائري على أن هذه العالقة تصبح قائمة بمجرد
1
مقدمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
العمل لحبسا المبستخدم ،ويطلق على هذا العقد تبسمية عقد العمل ويقصد بعقد العمل بأنه
عقد يلتزم بمقتضاه العامل األجير بأن يؤدي عمال يدويا أو فكريا لحبسا شخص أخر،
طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص يدعى المبستخدم وذلك مقابل مرت .
وبمجرد إنعقاد العقد تتولد حالة التبعية بين العامل والمبستخدم ،إذ يفقد العامل
إبستقالليته ويصبح تابعا لصاح العمل وهي تبعية قانونية ونصت المادة 0من قانون
22\09المعدل و المتمم على أنه يترت على عالقة العمل آثار قانونية تتمثل في جملة من
الحقوق والواجبات ،فتعد حقوق العامل إلتزامات تقع على عاتق المبستخدم ،وما يشكل حقوق
المبستخدم هي إلتزامات تج على العمل.
وإن من بين اإللتزامات التي تقع على العامل ،بأن يؤدي بأقصى ما لديه من قدرات
الواجبات المرتبطة بمنص عمله ويعمل بعناية ومواظبة في إطار تنظيم العمل الذي يضعه
المبستخدم وأن يبساهم في مجهودات الهيئة المبستخدمة لتحبسين التنظيم واإلنتاجية وأن ينفذ
التعليمات التي تصدرها البسلطة البسلمية وأن يراعي تدابير الوقاية الصحية واألمن ،وأن
يقبل أنواع الرقابة الطبية الداخلية والخارجية التي قد يباشرها المبستخدم وأن يشارك في
أعمال التكوين وتحبسين المبستوى وتجديد المعارف وأال تكون له مصالح مباشرة أو غير
مباشرة في مؤبسبسة أو شركة منافبسة أو زبونة أو مقاولة من الباطن ،إال إذا كان هناك إتفاق
مع المبستخدم وأال ينافبسه في مجال نشاطه ،وال يفشي المعلومات المهنية المتعلقة بالتقنيات
والتكنولوجيا وأبسالي الصنع وطرق التنظيم ،وبصفة عامة أن ال يكشف مضمون الوثائق
الداخلية الخاصة بالهيئة المبستخدمة إال إذا فرضها القانون أو طالبتها البسلطة البسلمية
للمبستخدم.
وفي مقابل ذلك ،يتمتع كل عامل بحق المشاركة في الهيئة المبستخدمة والمبساهمة في
الوقاية من نزاعات العمل وتبسويتها ،ومماربسة الحق النقابي طبقا للمادة 51من الدبستور،
وله الحق في الراحة وفي الوقاية الصحية واألمن وط العمل ،والحق في الضمان
اإلجتماعي والتقاعد إضافة إلى الحق في التشغيل الفعلي ،والتكوين المهني والترقية في
العمل ،والدفع المنتظم لألجر المبستحق.
وإن كانت الوضعية العادية تقتضي أن الحق في األجر يكون مقابل األداء الفعلي
للعمل ،فهناك بعض الحاالت قد تطرأ خالل بسريان عقد العمل تؤدي إلى وقف تنفيذ
اإللتزمات التعاقدية ،وذلك إما بصفة مؤقتة بحيث يعاد إبستئناف عالقة العمل بعد زوالها ،أو
تؤدي إلى قطع عالقة العمل بصفة نهائية فتعد مثال حالة اإلبستداع واإلنتدا ،والمرض
الطويل وعطلة األمومة ،إضافة إلى وضعية اإلضرا والتوقيف التأديبي ،وحالة التوقف
المؤقت لنشاط المؤبسبسة المبستخدمة من األبسبا التي تؤدي إلى تعليق عالقة العمل وأما
اإلبستقالة والتقاعد والفبسخ اإلتفاقي ،والعجز الكامل عن أداء العمل ،وكذا حالة الوفاة
2
مقدمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
إقتصادية فهي من الحاالت التي تؤدي إلى إنهاء عقد والتبسريح التأديبي والتبسريح ألبسبا
العمل.
وتتجلى أهمية هذا الموضوع الذي وقع عليه اختياري في النقاط التالية :
توقيف تنفيذ عقد العمل والتي عادة ما تنتهي بتبسريح -كثرة النزاعات العمالية ببسب
العامل.
-كون أن درابسة كل من أبسبا تعليق وحاالت إنهاء عالقة العمل الفردية ومعرفة األثار
القانونية المرتبة عليها تبساعد القاضي على تحديد حقوق كل من العامل والمبستخدم في حالة
وقوع نزاع حول تنفيذ اإللتزامات التعاقدية الناتجة عن عالقة العمل.
-اتجاه الجزائر إلى خوصصة المؤبسبسات اإلقتصادية وانتهاج النظام االقتصادي الحر الذي
يرجح المردودية االقتصادية على الحماية االجتماعية للعامل ،وما يتطلبه من موازنة بين
حقوق العامل واحترام بسلطة المبستخدم في إنهاء عالقة العمل.
ومن ثمة يالحظ أن معظم النزاعات التي تطرح على القاضي اإلجتماعي تتعلق
بتنفيذ عالقة العمل الفردية ،وتنص أبسابسا على مطالبة العامل بالرجوع إلى منص عمله،
فهو دائما يتمبسك بحقه في العمل ومن ثم تختلف اآلثار فيما إذا كان التوقف عن العمل ناتج
عن توافر بسب من األبسبا القانونية لتعليق عالقة العمل أو ناتج عن حالة من الحاالت
المؤدية إلى إنهائها.
ولذلك ارتأيت تبسليط الضوء على الحاالت التي قد تعترض تنفيذ اإللتزامات التعاقدية
أثناء بسريان عقد العمل ،والتي تؤدي إلى وقف تنفيذ عالقة العمل الفردية ،إما بصفة مؤقتة
أو بصفة نهائية فما هي أبسبا تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية ؟ وما هي اآلثار القانونية
المتربة على ذلك ؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية إتبعت في بحثي منهجا تحليليا معتمدة على الخطة األتي
بيانها :
3
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
1
ـ عبد السالم ذيب ،قانون العمل الجزامر والتحوالت اإلقتصادية ،دار القصبة للنشر ،الجزامر ،3002 ،الصفحة .23
4
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
ولإلجابة على هذه التساؤالت قسمت دراستي لهذا الفصل إلى مبحثين ،تناولت في
المبحث األول حاالت و إجراءات تعليق عالقة العمل الفردية ،ثم في المبحث الثاني اآلثار
القانونية المترتبة علي تعليق عالقة العمل الفردية .
1
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .90
2
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق ذكره ،الصفحة .230
5
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
ويرد ضمن باب التع ليق بإتفاق الطرفين حالة الوضع في اإلستداع ،ويقصد بها تلك الحالة
التي يستفيد فيها العامل من وضعية التفرغ بصورة قانونية للقيام مثال بأبحاث ودراسات
علمية ذات فامدة عامة ،أو لقيام المرأة العاملة بتربية إبنها المعاق ويالحظ أن التشريع
الحالي لم يحدد شروط وكيفية اللجوء إلى هذه الوضعية ،على خالف التشريع السابق حيث
نصت المادة 23من القانون رقم 03/93المتعلق بعالقات العمل الفردية ،1على الحاالت
التي يستفيد فيها العامل من اإلستداع وهي:
ـ حالة المرض الخطير أو وقوع حادث للزوج أو احد األبناء.
ـ متابعة دراسة أو بحوث ذات منفعة عامة.
ـ السماح للعامل بمرافقة زوجه الذ يضطر بسبب عمله إلى تغيير موطنه واإلنتقال إلى
مكان بعيد عن مقر عمل العامل المعني.
ـ السماح للعامل وباألخص للمرأة العاملة بتربية ولدها الذ تقل سنه عن خمس سنوات أو
المصاب بعاهة تستدعي عالجا مستمرا.
ولقد كانت مدة اإلستداع محددة بسنة قابلة للتجديد أربع مرات ،ونظرا لسكوت القانون
الحالي فقد ترك تنظيم مسألة اإلستداع للتفاوض الجماعي طبقا لنص المادة 130من قانون
11/00السابق ذكره.
وضعية اإلنتداب وهي الحالة التي ينتقل فيها العامل من مؤسسته األصلية ،إلى العمل في
مؤسسة أو هيمة أو منظمة أخرى ،بصفة داممة ولمدة زمنية محدودة فيلزم بترك مكان عمله
للقيام بمهام أخرى ،أو أداء واجب قانوني أو إنتخابي معين 2وتشمل وضعية اإلنتداب حالة
ممارسة مهمة نيابية ،طبقا لنص المادة 64مكرر من قانون 16/00المتعلق بكيفيات
ممارسة الحق النقابي 3وكذا أداء واجب الخدمة الوطنية ،ومتابعة فترة التكوين.
2ـ التعليق بسبب العطل المرضية وما يماثلها :وهي العطل التي تمنح للعامل بسببب حالته
الصحية ،البدنية منها والعقلية فهي عطلة ناتجة عن عجز مؤقت عن العمل ،بسبب حالة
مرضية مؤقتة كحالة المرض طويل المدة إما بسبب حادث عمل ،أو مرض مهني باإلضافة
إلى العطلة الممنوحة للعاملة بمناسبة الحمل والوالدة ،أ ما يعرف بعطلة األمومة ولقد أكد
قرار المحكمة العليا رقم 101424المؤرخ في 3000/06/11بأن الغياب عن العمل خالل
1
ـ القانون رقم 03/93المؤرخ 34فبراير ،1093المتعلق بعالقات العمل الفردية ،الملغى.
2
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .02
3
ـ أدرجت هذه المادة بموجب قانون رقم 20/01المعدل والمتمم للقانون رقم ،16/00والمؤرخ في ،1001/13/31جريدة رسمية عدد ،39سنة
.1001
6
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
الفترة المرضية ،ال يعد إهماال لمنصب العمل وال يؤد إلى إنهاء عالقة العمل 1وكما بيّن
قرار المحكمة العليا رقم 231934المؤرخ في 3002/13/04بأن العطلة المرضية المثبتة
بوصفة طبية توقف عالقة العمل بين المستخدم والعامل.2
3ـ التعليق بسبب الخدمة الوطنية :نصت المادة 1من األمر رقم 102/46المتضمن
قانون الخدمة الوطنية ،على إلزامية الخدمة الوطنية بالنسبة لجميع األشخاص المتمتعين
بالجنسية الجزامرية ،والمكملين 10عامل من عمرهم غير أنه إذا كان المدعو للخدمة
الوطنية عامال أو متدربا ،فقد نصت المادة 122من نفس األمر على أنه يوقف تنفيذ عقد
العمل أو التمهين خالل فترة الحضور في الخدمة الوطنية فتعتبر الفترة التي يقضيها العامل
في خدمة الوطن ،كأنها فترة عمل فعلي في المؤسسة المستخدمة األصلية فيوضع بمجرد
إلتحاقه بصفوف الجيش في وضعية إنتذاب قانوني بقوة القانون.3
4ـ التعليق لممارسة مهمة إنتخابية عمومية :لقد كرست المادة 23من الدستور الحق
النقابي ،وأكدت على هذا الحق المادة 2من قانون 11/00المنظم لعالقات العمل المعدل و
المتمم فقد ينتخب العامل لمهمة نيابية على المستوى الوطني كأن يكون نامب في البرلمان،
أو على المستوى المحلي في المجلس الشعبي الوالمي أو البلد كما قد يكلف بمهمة نيابية
في تنظيم نقابي وبما أن ممارسة مهمة نيابية قد تتطلب الحضور الدامم والعمل المستمر،
بمعنى أن يتفرغ العامل كليا لها األمر الذ يؤد إلى تعليق عالقة العمل طبقا لنص المادة
36من قانون 11/00السابق الذكر ،والمادة 64مكرر من قانون 16/00المتعلق بكيفيات
ممارسة الحق النقابي.4
5ـ حرمان العامل من الحرية :قد يتعرض العامل للحرمان من حريته بسبب توقيفه كمشتبه
فيه ،5أو إيداعه الحبس المؤقت كمتهم ،6فال يتمكن من الوفاء بإلتزاماته تجاه المستخدم.
وتجسيدا لنص المادة 62من الدستور التي تعتبر المتهم بر ء حتى تثبت الجهة القضامية
إدانته ،فإن العامل ال يفقد منصب عمله طيلة الفترة السابقة عن الحكم النهامي باإلدانة ،وذلك
مهما كانت طبيعة التهمة الموجهة إليه ،وسواء أكانت لها عالقة بمجال عقد العمل كتهمة
السرقة التي وقت بالمؤسسة المستخدمة أو ليست لها عالقة بعقد العمل.
1
ـ مشار إليه في مرجع عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .226
2
ـ نشرة القضاة ،العدد ،33الصفحة .242
3
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .09
4
ـ القانون رقم 16/00المؤرخ في 3يونيو ،1000المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي ،جريدة رسمية عدد ،1000 ،32المعدل والمتمم
بالقانون رقم 20/01المؤرخ في 31ديسمبر ،1001جريدة رسمية عدد ،1001 ،39والقانون رقم 13/03المؤرخ في 10يونيو ،1003جريدة
رسمية عدد .1003 ،23
5
ـ المادة 32من قانون اإلجراءات الجزامية.
6
ـ المادة 132من قانون اإلجراءات الجزامية.
7
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
غير أن تطبيق هذه القاعدة جعل جانب من الفقه يرى أنها تطرح على القاضي إشكاالت
قانونية منها :هل أن طول مدة الحبس المؤقت ال يعفي صاحب العمل من إلتزاماته؟ وهل
الحبس المؤقت يشمل مدة طرق الطعن1؟ بالرجوع ألحكام قانون اإلجراءات الجزامية
السيما المادة 132وما يليها يالحظ أن المشرع وحرصا على حماية حرية األفراد ،جعل
الحبس المؤقت كإجراء إستثنامي ،وحدد مدته وكيفية تطبيقه ضمن نصوص قانونية وإن أ
خرق لها يجعل حبس المتهم تعسفيا وموجبا للتعويض طبقا لنص المادة 124مكرر من
ذات القانون وعلي ه فإن مدة الحبس المؤقت ال يمكن أن تطول أكثر مما هو مبين قانونا ،وال
يمكن إعتبارها كسببا معفيا إللتزامات المستخدم.
أما بالنسبة لمدة التعليق بسبب حرمان العامل من الحرية فهي تشمل المدة التي يقضيها
العامل في المؤسسة العقابية إلى غاية اإلفراج عنه بناءا على أمر من السيد قاضي
التحقيق ،2أو قرار غرفة اإلتهام ،3أو بحكم من القاضي المرفوعة أمامه الدعوى 4أو
بصدور حكم نهامي يقضي بالبراءة.
6ـ التعليق لسبب تأديبي :قد يرتكب العامل أثناء سير عالقة العمل بعض األخطاء ،ال ترقى
إلى مرتبة الخطأ الجسيم الموجب للتسريح فيقوم المستخدم بتوقيف العامل عن العمل إلى
حين إتخاذ اإلجراءات التأديبية في حقه و يرى تيار من الفقه بأن الهدف من هذا التعليق هو
منح صاحب العمل الوقت الكافي للقيام بهذه اإلجراءات المنصوص عليها قانونا أو في
النظام الداخلي ،أو لسبب إستحالة بقاء العامل في مكان العمل طيلة هذه الفترة.5
ويتم تحديد هذه األخطاء التي تؤد إلى تعليق عالقة العمل ،بمقتضى النظام الداخلي
للمؤسسة المستخدمة ،طبقا للمادة 44الفقرة 3من قانون 11/00السابق الذكر أو بموجب
اإلتفاقيات الجماعية للعمل.
7ـ ممارسة حق اإلضراب :لقد نصت المادة 24من الدستور على أن الحق في اإلضراب
معترف به ،ويمارس في إطار القانون وهو من بين الحقوق التي يتمتع بها العامل طبقا
لنص المادة 2من قانون 11/00المذكور أعاله ،ويقصد باإلضراب التوقف الجماعي عن
العمل بهدف الضغط على صاحب العمل 6ونظرا ألهمية اإلضراب في الحياة المهنية
واإلقتصادية ،وضع المشرع أحكام قانونية تبين شروط ،وكيفيات ممارسة هذا الحق وحتى
يعتبر اإلضراب سببا لتعليق عالقة العمل ال بد أن يكون شرعيا ،وإال إعتبر خطأ مهنيا
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .261
2
ـ المادة 133من قانون اإلجراءات الجزامية.
3
ـ المادة 134من قانون اإلجراءات الجزامية.
4
ـ المادة 139من قانون اإلجراءات الجزامية.
5
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .262
6
ـ سليمان أحمية ،آليات تسوية منازعات العمل والضمان اإلجتماعي في القانون الجزامر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة ،3002 ،3
الصفحة .129
8
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
جسيما 1فال يشرع فيه إال بعد التأكد من فشل محاوالت التسوية الودية ،ويشترط أن يكون
صادرا عن أغلبية العمال عن طريق اإلقتراع السر ،مع وجوب اإلشعار المستخدم مسبقا
بتاريخ ومدة اإلضراب ،وإحترام الحد األدنى من الخدمة وهذا ما نصت عليه المادة 36وما
يليها من قانون 03/00المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل ،وتسويتها
وممارسة حق اإلضراب.2
وعليه فإن ممارسة الحق في اإلضراب بصفة قانونية ،يوقف آثار عالقة العمل طوال مدة
التوقف الجماعي عن العمل ،حسبما نصت عليه المادة 36من قانون 11/00المتعلق
بعالقات العمل المعدل و المتمم والمادة 23من قانون 03/00المذكور أعاله ،وذلك فقط في
القطاعات المسموح لها قانونا بممارسته فهناك بعض األنشطة أساسية يعرض توقفها ،حياة
أو أمن أو صحة المواطنين ،أو اإلقتصاد الوطني للخطر ،فيمنع اللجوء إلى اإلضراب على
القضاة ،الموظفين المعينين بمرسوم أو الموظفين الذين يشغلون مناصب في الخارج ،أعوان
مصالح األمن ،األعوان المدنيين العاملين في مصالح الحماية المدنية ،أعوان مصالح
إستغالل شبكات اإلشارة الوطنية في وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية ،األعوان المدنيين
العاملين في الجمارك ،عمال المصالح الخارجية إلدارة السجون وذلك عمال بأحكام المادة
62من قانون .03/00
8ـ التعليق بسبب عطلة بدون أجر :لقد منح المشرع لكل عامل الحق في الراحة ،3ويتم
تحديد أيام األعياد والعطل المدفوعة األجر بموجب القانون 4فتعتبر فترات الراحة القانونية
كفترات عمل مدفوعة األجر ،فال يعلق خاللها عقد العمل ولقد نصت المادة 60من قانون
11/00السالف الذكر صراحة على أنه ال يجوز تعليق عالقة العمل خالل العطلة السنوية
لكن في بعض الحاالت قد يستنفذ العامل حقه في فترات الراحة المحددة قانونا ،لكنه يبقى
محتاج أليام راحة أخرى ،فال يكون لغيابه عن العمل خاللها مبررا قانونيا يسمح له
بالحصول على مرتب وفي هذه الحالة يحق للعامل طلب توقيف عالقة العمل بصفة مؤقتة
للحصول على عطلة بدون أجر.
أن العطلة بدون أجر تندرج ضمن حالة التعليق بإتفاق الطرفين وبما أن القانون لم
يوضحها ،فقد ترك ذلك لإلتفاقيات الجماعية ،غير مدة هذه العطلة تكون قصيرة بالمقارنة
مع مدة اإلستيداع.5
1
ـ المادة 33من قانون 03/00السابق الذكر.
2
ـ القانون رقم 03 /00المؤرخ في 3فبراير ،1000المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب ،جريدة
رسمية عدد ،1000 ،3المعدل والمتمم بالقانون رقم 34/01المؤرخ في 31ديسمبر ،1001جريدة رسمية عدد .1001 ،39
3
ـ المادة 2من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم السابق الذكر.
4
ـ المادة 26من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم السابق الذكر.
5
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .221
9
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
1
ـ المادة 2من القانون رقم 11 /00المعدل و المتمم السابق الذكر.
2
ـ المادة 24من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم السابق ذكره.
3
ـ سليمان أحمية ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزامر ،عالقة العمل الفردية ،الجزء الثاني ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .00
4
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .221
5
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .106
6
ـ المادة 144الفقرة األخيرة من القانون التجار .
10
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
المعدل و المتمم واردة على سبيل الحصر 1ومن ثمة إعتبرت في قرارها رقم 133003
المؤرخ في ،1009/04/16بأن الترخيص بالخروج من مكان العمل أثناء ساعات العمل ال
يوقف عقد العمل ،طالما لم يرد ذكره ضمن المادة 36المذكورة أعاله.2
وعليه يمكن التوصل إلى الخالصة التالية ،بأنه لحماية العامل األجير من تعسف
المستخدم في إنهاء عالقة العمل لعدم وفامه بإلتزامه القانوني والعقد ،وللحفاظ على
مناصب الشغل من جهة ولضمان إستمرار الدورة اإلقتصادية ،وحقوق المؤسسة المستخدمة
من جهة أخرى نص المشرع على وضعيات يعلق بموجبها عقد العمل وهي واردة في المادة
36من قانون 11/00المذكور أعاله على سبيل المثال ال الحصر ،بإعتبار أن ممارسة
الحق في التكوين منصوص عليه بالمادة 30من نفس القانون يعد كسببا للتعليق باإلضافة
إلى التوقف المؤقت للمؤسسة المستخدمة لكن كان يستحسن أن ينص المشرع الجزامر
صراحة على أنه ال تعليق بدون نص ،على غرار التشريعات األخرى.3
وبعد التعرف على أسباب تعليق عالقة العمل ،يستلزم األمر البحث عن اإلجراءات
المتبعة في ذلك.
المطلب الثاني :إجراءات المتبعة في تعليق عالقة العمل الفردية .
عند توافر سبب من األسباب القانونية المذكورة أعاله ،يفتح المجال إلمكانية تعليق
عالقة العمل الفردية وإن التوقف عن العمل عن طريق التعليق يعتبر حق من حقوق العامل،
يمنح له بقوة القانون وهنا يطرح التساؤل التالي :هل يستفيد العامل من وضعية التعليق
بصفة تلقامية بمجرد تحقق سبب من أسبابها ،أم يتطلب األمر إتباع إجراءات معينة ؟ وماذا
يترتب على عدم إحترامها؟ يقصد بإجراءات تعليق عالقة العمل ،تلك اإلجراءات اإلدارية
التي يتم إتباعها من أجل توقيف سريان عقد العمل وتختلف هذه اإلجراءات بإختالف سبب
التعليق ،فقد يكون السبب متعلق بالعامل أو سبب متعلق بالمستخدم.
فإذا كان تعليق عالقة العمل راجعا لتوافر أسباب تعود إلى العامل ،كممارسة الحق
في اإلضراب ،أو عطلة مرضية ،أو بمناسبة ممارسة مهمة نيابية أو متابعة فترة التكوين،
أو أداء واجب الخدمة الوطنية ففي هذه الحاالت فإن المبادرة تكون من العامل ،بإعتباره
صاحب المصلحة في تعليق عقد عمله ،حتى يتمكن من اإلستفادة من مزايا التعليق
واإلحتفاظ بمنصبه ،للرجوع إليه بعد إنقضاء هذا السبب فيتقدم العامل بطلب كتابي إلى
الهيمة المستخدمة مرفقا بالوثامق التي تثبت سبب التعليق وتؤيد طلبه فيلتمس بموجبه من
1
ـ مشار إليه في مرجع عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .229
2
ـ مشار إليه في مرجع عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .221
3
ـ نبيلة الزين ،قضايا العمل ،إجتهادات ،نزاعات عمل فردية ـ نزاعات عمل جماعية ،نصوص قانونية أساسية مع آخر تعديالتها ،مؤسسة بحسون
للنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،الطبعة ،1003 ،1الصفحة .90
11
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
المستخدم قبول التوقيف المؤقت لعالقة العمل ويتم إيداع الطلب لدى أمانة المؤسسة التي
يزاول بها عمله ،وال يجوز للعامل ترك عمله قبل قبول طلبه من المستخدم.
بيّد السؤال الذ يطرح في هذا المنوال ،هل يمكن للمستخدم رفض طلب العامل في
تعليق عالقة العمل؟ يالحظ أنه يحق للمستخدم دراسة الطلب والتأكد من صحة سبب التعليق
من خالل المرفقات ،غير أنه متى تأكد من صحة الطلب فإنه يكون مجبرا على قبول توقيف
عالقة العمل ،رغم ما قد يتكبده من خسامر وأضرار ،1السيما إن كان التوقيف مصحوبا
بدفع األجر كحالة ممارسة التكوين أما إن كان طلب التعليق غير مبرر قانونا ،فإن يجوز
للهيمة المستخدمة في هذه الحالة رفض طلب العامل ،ومن ثم يتمكن هذا األخير من
منازعتها أمام القضاء ،2بعد فشل محاولة الصلح عمال بالمادة 10من قانون 06/00
المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في عالقة العمل.
ولكن هل ي شترط ميعاد معين لتقديم طلب التعليق؟ من المفروض أن العامل الذ
يتوافر لديه سبب من أسباب التعليق ،أن يسعى في أقرب فرصة إلخطار الهيمة المستخدمة
به ،حتى يبرر غيابه عن العمل ،ألن سبب التعليق يمنعه من مزاولة عمله بصفة عادية
ومنتظمة.
وأما إذا كان سبب التعليق راجع لصاحب العمل ،أ نظرا ألسباب مؤقتة تؤد إلى
التوقف الكلي أو الجزمي لنشاط المؤسسة ،كأن تتعرض مثال إلى تخريب وسامل إنتاجها فهنا
المستخدم هو الذ يبادر بإجراءات التعليق فيتولى إخطار العامل بالوضعية التي يمّر بها،
عن طريق التعليق في أماكن العمل ،أو بعقد إجتماع مع العمال وفي هذه الحالة يكون العامل
مجبرا على قبول توقيف عالقة العمل.
وعليه فإن إجراءات تعليق عالقة العمل ليست من النظام العام ،وال يترتب على
مخالفتها حرمان العامل من حقه في تعليق عالقة العمل وإنما هي مجرد شكليات يتعين على
العامل إتخاذها من أجل إستكمال ملفه الشخصي الموجود على مستوى الهيمة المستخدمة،
ومن خالل ذلك يتم بيان وضعية العامل المتخلف عن أداء عمله ،حتى ال يعتبر مهمال
لمنصب عمله.
ومن ثمة فإنه بعد توافر إحدى أسباب تعليق عالقة العمل المنصوص عليها قانونا،
وإستكمال اإلجراءات المتبعة فيها ،يتوقف سريان عقد العمل ليعاد إستمنافه بعد إنقضاء فترة
التعليق .فما هي إذن اآلثار القانونية الناجمة عن هذه الوضعية؟
1
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .102
2
ـ المادة 200من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
12
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
المبحث الثاني :اآلثار القانونية المترتبة على تعليق عالقة العمل الفردية
إن عالقة العمل تقوم بمجرد قيام العامل األجير بالعمل لحساب المستخدم ،فيترتب
عليها جملة من الحقوق والواجبات على عاتق الطرفين 1فإذا كانت الوضعية العادية لعالقة
العمل تستلزم أن يكون األجر مقابل اآلداء الفعلي للعمل ،من قبل العامل األجير شخصيا
فإنه في بعض األحيان ،قد تطرق خالل سريان عقد العمل بعض الحاالت ،تمنع العامل من
ممارسة عمله بصفة مؤقتة وينتج عن هذه الوضعية آثار بحيث تسقط وترتب في نفس
الوقت حقوق معينة وعليه نتناول في المطلب األول ،اآلثار القانونية المتربة عن تعليق
عالقة العمل في حالة توافر أسبابها القانونية وفي المطلب الثاني ،دراسة اآلثار الناجمة بعد
إنقضاء فترة التعليق التعليق.
المطلب األول :اآلثار القانونية المترتبة خالل فترة تعليق عالقة العمل الفردية
يقوم عقد العمل على اإلعتبار الشخصي ،وعند توافر سبب من أسباب التعليق الذ
يحول دون وفاء العامل بإلتزامه المتمثل في أداء العمل ،2تتوقف اإللتزامات الناتجة عن
عالقة العمل من جهة وتنشأ من جهة أخرى للعامل ضمانات ،وذلك على النحو اآلتي بيانه.
- 1تعليق اإللتزامات المترتبة عن عالقة العمل
يترتب على عقد العمل جملة من اإللتزامات القانونية والعقدية ،وهي إلتزامات
متبادلة ناتجة عن إعتبار عقد العمل من العقود الملزمة لجانبين ،فما يشكل حقا بالنسبة
للعامل يعتبر واجبا على المستخدم ويقصد باإللتزامات القانونية تلك التي ينص عليها
القانون ،فيتمتع بها من قررت لمصلحته بمجرد قيام عالقة العمل ،ومنها مثال حق العامل
في المشاركة في الهيمة المستخدمة ،والحق في الضمان اإلجتماعي وفي الراحة وغيرها من
الحقوق المنصوص عليها بالمادتين 2و 3من قانون 11/00المتعلق بعالقات العمل المعدل
و المتمم وبالمقابل تقع عليه بقوة القانون اإللتزامات الواردة بنص المادة 4من نفس القانون،
نذكر منها اإللتزام بأداء الواجبات المرتبطة بمنصب عمله.
وأما اإللتزامات العقدية فهي المترتبة عن تطابق إرادتين ،أ ما تم اإلتفاق عليه في
عقد العمل .وبالرغم من أن عالقة العمل تقوم على أساس حرية التعاقد ،إذ يلتزم كل من
العامل األجير والهيمة المستخدمة بتنفيذ بنوده حسب ما تم االتفاق عليه ،عمال بنص المادة
1
ـ المادة 9من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم السابق الذكر.
2
- Amoura Amar, Droit du travail et droit social, guide pratique, el maarifa éditions, 2002, p 67 .
13
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
191من القانون المدني التي تنص على أن العقد شريعة المتعاقدين ،ومن تم ال يجوز
نقضه أو تعديله إال باتفاق الطرفين إال أن الواقع العملي يؤكد بأن عقد العمل كثيرا ما يكون
من صنع إرادة المستخدم المنفردة ،وال يملك العامل سوى القبول بالشروط التي وضعها
المستخدم بسبب ضغط الظروف االقتصادية واالجتماعية 1وبإعتبار العامل الطرف
الضعيف في العالقة ،تدخل المشرع لحمايته من تعسف صاحب العمل ،ورسم إطار قانوني
للحقوق والواجبات.
ومما سبق يستنتج بأن العالقة بين العامل األجير والهيمة المستخدمة هي في األساس
2
عالقة تعاقدية بالدرجة األولى ،ضمن حدود وإطار األحكام العامة التي تضعها الدولة
فتظل عالقة العمل قاممة وترتب اإللتزامات على عاتق الطرفين إلى غاية أن يتحقق سبب
من أسباب تعليقها ،فيتوقف تنفيذ هذه اإللتزامات بصفة مؤقتة.
و يعتبر إلتزام العامل بأداء العمل ،وما يقبله من إلتزام المستخدم بدفع األجر من أهم
الحقوق المترتبة على عقد العمل ولقد نصت المادة 90من قانون 11/00المشار إليه سابقا
على أنه للعامل الحق في أجر مقابل العمل المؤدى ،ويتقاضى بموجبه مرتبا أو دخال
يتناسب ونتامج العمل وبالرجوع إلى المادة 22من نفس القانون التي أكدت بأنه ال يمكن أن
يتقاضى العامل أجرة فترة لم يعمل فيها مهما تكن وضعيته في الترتيب السلمي ،ما عدا في
الحاالت التي ينص عليها القانون أو التنظيم صراحة ،وذلك دون اإلخالل بالتدابير التأديبية
الواردة في النظام الداخلي وبالتالي فإن تعليق عالقة العمل ناتج عن إستحالة العامل للوفاء
بإلتزامه المتمثل في أداء العمل ،فيترتب على ذلك فقدان حقه في األجر طيلة فترة التعليق.
وللتعرف أكثر على هذا األثر يستلزم األمر البحث على ما المقصود باألجر؟ لقد
عرف المشرع أجرة العمل في المادة 90المذكورة أعاله بأنها حق للعامل ،فيتقاضى
بمقتضاه مرتبا أو دخال يتناسب ونتامج العمل ثم بيّن بأنه يفهم من عبارة مرتب ما يلي :ـ
األجر األساسي الناجم عن التصنيف المهني في الهيمة المستخدمة ،ـ التعويضات المدفوعة
بحكم أقدمية العامل أو مقابل الساعات اإلضافية بحكم ظروف عمل خاصة ،السيما العمل
التناوبي والعمل المضر واإللزامي ،بما فيه العمل الليلي ،وعالوة المنطقة ـ العالوات
المرتبطة بإنتاجية العمل ونتامجه 3أما عبارة الدخل المتناسب مع نتامج العمل فيفهم منها
األجرة حسب المردود ،السيما العمل باإللتزام أو بالقطعة أو العمل بالحصة أو حسب رقم
األعمال.4
1
ـ صالحي أحمد ،سلطة المستخدم في تعديل بنود عقد العمل ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة ،3003/3002 ،16
الصفحة .1
2
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .20
3
ـ المادة 91من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم.
4
ـ المادة 93من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم.
14
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
وعليه فإنه يقصد باألجر ،المقابل المالي الذ يتلقاه العامل بمناسبة أدامه الفعلي
للعمل .ونظرا ألهمية األجر فإن المشرع حرص على تحديد األجر الوطني األدنى
المضمون ،1والذ ال يمكن للمستخدم النزول عنه وفي اإلجتماع األخير للثالثية المكونة من
ممثل الحكومة وممثل العمال رميس اإلتحاد العام للعمال الجزامريين وممثل أرباب العمل،
فقد تقرر رفعه من 130000دينار 2إلى 120000دينار وكما ألزم القانون كل مستخدم
بضمان المساواة في األجور بين العمال لكل عمل مساو القيمة وبدون أ تمييز.3
ولكن يتب ادر في هذا الصدد السؤال حول طبيعة هذا األثر المترتب على تعليق عالقة
العمل ،والمتمثل في عدم تأدية األجر ،فهل يعد كجزاءا إلخالل العامل بإلتزامه؟ الجواب
أكيد بالنفي ،ألن جزاء اإلخالل أحد المتعاقدين بإلتزاماته حسب مضمون المادة 110من
القانون المدني هو الفسخ في حين أن إمتناع العامل األجير عن أداء مهامه لتوافر سبب من
أسباب التعليق يوقف سريان عقد العمل وعليه عدم أداء العامل للعمل يجعل األجر غير
مستحق له وبالتالي إن تقاضى العامل أجرا خالل المدة التي لم يعمل فيها ،فإنه يجوز للهيمة
المستخدمة أن تطالبه بإرجاعه ،لكن على أ أساس هل هو اإلثراء بال سبب أو الدفع الغير
المستحق؟ أكيد على أساس الدفع الغير المستحق طبقا للمادة 166من القانون المدني ألن
العامل قد تسلم على سبيل الوفاء ما ليس مستحقا له ،ويسقط حق المستخدم في المطالبة
باألجر بمرور 10سنوات من اليوم الذ يعلم فيه بحقه في اإلسترداد.4
وباإلضافة إلى عدم تأدية األجر ،يفقد العامل بمناسبة تعليق عالقة العمل أيضا كل ما
يترتب عن عقد العمل من حقوق فال تدرج فترة التعليق ضمن فترات العمل ،وال تحسب في
األقدمية والترقية والتقاعد وال يستفيد من فترات الراحة القانونية والعطل ،ألنها مرتبطة
بالقيام بالعمل الفعلي وتقاس وتحسب على أساس أيام العمل المؤدى 5بإستثناء وضعية
اإلنتداب القانوني كحالة التعليق بسبب أداء الخدمة الوطنية.6
يمنع على العامل ممارسة أ نشاط يدر ربحا خالل فترة التعليق ،7فالمفروض أن
العامل قد إستفادة من هذه الفترة ألداء واجب أخر حال بينه وبين أداء عمله بالمؤسسة
المستخدم ة األصلية ،كما هو الحال بالنسبة لتأدية مهام إنتخابية أو الخدمة الوطنية ،أو من
أجل إستكمال فترة النقاهة فال يجوز للعامل التذرع بسبب من أسباب التعليق للبحث عن
عمل آخر يوفر له إمتيازات أكثر لما في ذلك من تعطيل لمصالح المستخدم وبالتالي إذا
1
ـ المادة 94من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم.
2
ـ المادة 1من المرسوم الرماسي رقم 202/03المؤرخ في 3003/11/13المتعلق بتحديد األجر الوطني األدنى المضمون.
3
ـ المادة 96من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم.
4
ـ المادة 160من القانون المدني.
5
ـ المادة 63من القانون رقم 11/00المعدل و المتمم.
6
ـ أحمية سليمان ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .09
7
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .220
15
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
إكتشف المستخدم بأن حاالت التعليق غير متوافرة من الناحية الواقعية ،جاز له قطع عالقة
العمل بسب إهمال العامل لمنصب عمله بدون مبرر شرعي.
وأما إذا قام العامل من تلقاء نفسه خالل فترة التعليق بالعودة ألماكن العمل وبادر في
القيام بمهامه قبل رفع حالة التعليق ،فيمكن أن تسر عليه أحكام الفضالة ،ألنه قام بالعمل
دون أن يكون ملزما به 1فيجوز لصاحب العمل اإلمتناع عن دفع األجر ألن عالقة العمل ال
زالت معلقة وعليه يمكن للعامل اللجوء للقضاء والخيار بين المطالبة بالتعويض على أساس
الفضالة ،2أو على أساس إستمناف عالقة العمل بعد إثبات إنقضاء سببها.3
وخالصة القول أنه بمجرد تعليق عالقة العمل ،يتم تجميد جميع اإللتزامات المترتبة
عنها فاألصل أن العامل ال يستفيد خالل هذه الفترة من كل حقوقه المنصوص عليها قانونا،
إال أن المشرع وحماية منه للعامل أوجد بعض إستثناءات تضمن له التمتع ببعض الحقوق
والتي تعد بمثابة ضمانات له.
- 2الضمانات التي يتمتع بها العامل خالل فترة التعليق
إن توقف العامل عن أداء العمل يؤد إلى تجميد عالقة العمل ،ويفقد العامل حقه في
األجر طبقا للمادة 22من قانون 11/00المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم بيد أنه إذا
إعتبرنا أن الحق في تعليق عالقة العمل من الحقوق التي يتمتع بها العامل إذا توافرت لديه
أسبابها القانونية ،فلماذا إذن يفقد حقوقه خالل هذه الفترة ؟ لإلجابة على السؤال المطروح،
يالحظ أن تحديد بداية سريان عالقة العمل يعتبر ذو أهمية بالغة ،إذ بمقتضاها يتم تحديد
بداية سريان الحقوق واإللتزامات بين الطرفين 4واألصل أن عالقة العمل ال تقوم إال عندما
يشرع العامل في العمل لحساب المستخدم ،فيترتب عنها جملة من الحقوق والواجبات لكال
الطرفين 5وعليه إذا توقف العامل لسبب معين عن العمل ،يتوقف معه سريان عقد العمل،
وبالنتيجة تجمد الحقوق واإللتزامات المترتبة عليه.
وبما أن تخلف العامل عن منصب عمله ،يؤد إلى تعطيل مصالح الهيمة المستخدمة
بصفة خاصة ،واإلقتصاد الوطني بصفة عامة فإنه يجوز إستخالف العامل الغامب مؤقتا،
ولكن بصفة مؤقتة وعلى سبيل المثال ،فقد نصت المادة 19من المرسوم التنفيذ رقم
342/01المتعلق بكيفيات تنظيم إنتخاب المساعدين وأعضاء مكاتب المصالحة ،المعدل
1
ـ المادة 120من القانون المدني.
2
ـ المادة 124من القانون المدني.
3
ـ المادة 32من القانون رقم 11/00السابق الذكر.
4
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .60
5
ـ المادة 9من القانون رقم 11 /00المعدل و المتمم السابق الذكر.
16
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
والمتمم ،1على أنه عندما يتوقف المساعدون وأعضاء مكاتب المصالحة المرسمون أو
اإلضافيون عن ممارسة وظامفهم خالل مدة المهمة ،يستخلفون خالل المدة المتبقية من
المهمة بالمترشحين غير المنتخبين الذين تحصلوا على أكبر عدد من األصوات.
غير أن التعليق الذ يكون ناتجا عن ممارسة اإلضراب ،فله أحكام خاصة إذ
بإعتباره حقا دستوريا ،2يمنع على المستخدم إستخالف العمال المضربين ،تحت طاملة
عقوبات جزامية نصت عليها المادة 24من قانون 03/00المتعلق بالوقاية من النزاعات
الجماعية في العمل ،وتسويتها وممارسة حق اإلضراب فبالرجوع إلى المادة 22منه نجدها
تنص على أنه يمنع أ تعيين للعمال عن طريق التوظيف أو غيره قصد إستخالف العمال
المضربين ،ما عدا حاالت التسخير الذ تأمر به السلطات اإلدارية ،أو إذا رفض العمال
تنفيذ اإللتزامات الناجمة عن ضمان القدر األدنى من الخدمة المنصوص عليه بالمادتين 20
و 60منه ،بحيث يتحول في هذه الحالة إلى خطأ جسيم.
وإن هذه الضمانة التي خصها المشرع للعامل في حالة تعليق عالقة العمل بسبب
ممارسة حق اإلضراب منطقية ،كون أن اإلضراب يعد في حد ذاته وسيلة قانونية لتسوية
المنازعات الجماعية ،من خالل الضغط على الهيمة المستخدمة ولو سمح المشرع
باإلستخالف فإن الحق في اإلضراب يصبح بدون معنى كما أنه ال يكون اإلضراب شرعيا
وال يترتب آثاره القانونية ،إال إذا مارسه العمال في إطار القانون 3وإن كان إتجاه من الفقه
يرى بأنه يمكن أن يمتد منع اإلستخالف حتى في حالة إثبات الطابع غير القانوني
لإلضراب 4إال أن المادة 42من قانون 11/00السابق الذكر والمعدلة بموجب القانون رقم
،530/01تجعله من بين األخطأ الجسيمة الموجبة للتسريح بدون مهلة العطلة وبدون
عالوات.
وأما بالنسبة لتعليق عالقة العمل بمناسبة أداء واجب الخدمة الوطنية ،فإن فترة
الخدمة الوطنية تعد كفترة عمل فعلي ،ألن العامل خاللها يؤد واجبا وطنيا فقد نصت
المادة 11من الدستور بأنه على كل مواطن أن يؤد بإخالص واجباته تجاه الﻤﺠموعة
6
الوطنية .ومن ثمة يحتفظ العامل خالل هذه الفترة بكل إمتيازاته المهنية كاألقدمية والترقية
بإستثناء ما يتعلق باألجر وملحقاته.7
1
ـ المرسوم التنفيذ رقم 399/03المؤرخ في 3يوليو ،1003المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذ رقم ،342/01والمتعلق بكيفيات تنظيم إنتخابات
المساعدين وأعضاء مكاتب المصالحة.
2
ـ المادة 24من الدستور.
3
ـ المادة 36وما يليها من القانون رقم 03/00السابق الذكر.
4
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .09
5
ـ المادة 3من القانون رقم 30/01المؤرخ في ،1001/13/31المعدل والمتمم للقانون رقم 11/00المتعلق بعالقات العمل.
6
Amoura Amar, pré. Cit., p. 70 : « Durant la période du service national, l’incorpore ne perçoit pas de salaire,ـ
mais cette période sera prise en compte dans le calcul de son ancienneté. ».
7
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .09
17
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
ولكن يالحظ أن المادة 26من قانون 11/00المذكور أعاله نصت على أنه زيادة
على حاالت الغياب ألسباب المنصوص عليها في التشريع المتعلق بالضمان اإلجتماعي،1
يمكن العامل أن يتغيب ،دون فقدان األجر ،إذا أعلم المستخدم بذلك وقدم له تبريرات مسبقا،
لألسباب التالية :
ـ تأدية مهام مرتبطة بتمثيل نقابي أو تمثيل المستخدمين ،حسب المدة التي حددتها األحكام
القانونية والتعاقدية.
ـ متابعة دورات التكوين المهني أو النقابي التي يسمح بها المستخدم ،والمشاركة في
إمتحانات أكاديمية أو مهنية.
ـ وفي حدث من األحداث العاملية :زواج العامل ووالدة مولود له ،زواج أحد فروع العامل،
وفاة أحد األصول أو الفروع أو الحواشي المباشرة للعامل أو لزوجه ،وفاة زوج العامل،
وعطلة العامل في كل حالة من هذه الحاالت ثالثة أيام كاملة مدفوعة األجر.
ـ تأدية فريضة الحج إلى البقاع المقدسة ،مرة واحدة خالل الحياة المهنية للعامل.
وعليه بالرغم من أن العامل قد توقف عن أداء عمله في الحاالت المذكورة أعاله ،إال
أن توقفه هذا ال يمنع من تمتعه باألجر وبالتالي تبقى عالقة العمل قاممة ،بل حتى أنه في
حالة ما إذا كان التعليق لعقد العمل راجعا لعطلة مرضية ،فإن العامل يستفيذ من أداءات
يتكفل بها صندوق الضمان اإلجتماعي ،2ولقد بيّنت المادة 64من قانون 11/00السابق
الذكر بأن العطلة المرضية طويلة األمد ،ال تخول الحق في دفع أكثر من مرتب شهر واحد
عطلة سنوية ،وذلك مهما تكن مدة العطلة المرضية.
ومن ثمة يالحظ أن العامل قد يحتفظ بحقه في األجر إذا تعلق األمر بوضعية
اإلنتذاب ،كحالة ممارسة مهمة نيابية أو أداء خدمة وطنية ،ألنه في هذه الحالة ينتقل من
المؤسسة التابع لها بعقد العمل إلى العمل في مؤسسة أو هيمة أو منظمة أخرى بصفة داممة
ولمدة زمنية محدودة ليزاول مهام ،3فيتحصل مقابل ذلك المهام الجديد على مرتب أما إذا
كان التعليق ناتجا عن وضعية اإلستيداع ،فيتوقف حقه في تلقي األجر ،ألنه يستفيد من
وضعية التفرغ بسبب ظروف شخصية وعاملية.
1
ـ قانون رقم 09/09المؤرخ في 32فبراير 3009و المتعلق بالمنازعات في مجال الضمان اإلجتماعي.
2
Arrêt n° 1206 du 31 mars 2003,Cour de cassation - Chambre sociale : « Attendu, cependant, qu'il résulte deـ
la combinaison des textes susvisés que le salarié victime d'un accident du travail, ou ses ayants droit, ne
peuvent agir en reconnaissance de la faute inexcusable que contre l'employeur, quel que soit l'auteur de la
faute, et que le versement des indemnités ne peut être mis qu'à la charge de la caisse, laquelle n'a de recours
que contre la personne ayant la qualité juridique d'employeur .» www.courdecassation.fr
3
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .02
18
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
وكما أنه تجدر اإلشارة إلى أنه من بين السلطات التي يتمتع بها صاحب العمل في
مواجهة العامل هي سلطة التأديب ،التي تمكنه من إتخاذ كافة اإلجراءات التأديبية
الضرورية ضد العامل الذ إرتكب خطأ مهنيا أثناء أدامه لعمله 1غير أن تعليق عالقة
العمل تؤد إلى منع تسليط هذه العقوبات التأديبية طوال فترة التعليق ،ألن صاحب العمل
2
يفقد خاللها الحق التأديبي الذ يمارسه على العامل بفعل التبعية التي تنجم عن عقد العمل
وقد أكدت ذلك الفقرة الثانية من المادة 22من قانون 03/00المتعلق بممارسة الحق في
اإلضراب.
ومما سبق يستخلص أنه رغم تجميد عالقة العمل ،فإن فترة التعليق يمكن أن تحسب
ضمن فترات العمل لإلستفادة من األقدمية والحصول على الترقية والتقاعد ،كما هو الحال
بالنسبة لفترة آداء إلتزامات الخدمة الوطنية ،أو اإلنقطاع عن العمل بسبب المرض 3وإن
كان العامل يعفى من بعض إلتزاماته خالل فترة التعليق كاإللتزام بآداء العمل المتفق عليه،
فإنه يبقى محتفظا ببعض الحقوق منها الرجوع إلى منصب عمله بعد زوال سبب التعليق.
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة بعد إنقضاء فترة تعليق عالقة العمل الفردية
لقد إكتفى المشرع بذكر اآلثار الناجمة عن زاولها إذ نصت المادة 32من قانون
11/00المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم على أنه يعاد إدراج العمال ،المشار إليهم
في المادة 36أعاله ،قانونا في مناصب عملهم أو في مناصب ذات أجر مماثل ،بعد إنقضاء
الفترات التي تسببت في تعليق عالقة العمل ،فما يأخذ على هذا النص أنه لم يميز بين طبيعة
عقد العمل الذ يربط الطرفين ،فيما إذا كان محدد أو غير محدد المدة ،وبالتالي هل يفهم
من النص القانوني أن نفس اآلثار تسر على العقدين ؟ هذا ما سيتم توضيحه من خالل ما
يلي :
- 1األثار المترتبة عن زوال سبب التعليق في عقد العمل غير محدد المدة
إن توافر سبب من أسباب تعليق عالقة العمل ،يجعل األثار المترتبة عن عقد العمل
تجمد طيلة فترة التعليق وبما أن العامل يبقى محتفظا خالل هذه الفترة بحقه في الرجوع إلى
عمله ،عمال بأحكام المادة 16من قانون 11/09السابق الذكر ،فإن الوضعية العادية أن
يرجع لمنصبه ،بيد أن ذلك يستلزم أوال رفع وضعية التعليق ،فكما كان العامل قد إتبع
1
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .104
2
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .226
3
ـ المادة 11من القانون 13/92المؤرخ في 3يوليو 1092والمتعلق بالتقاعد ،المتممة بالمادة 3من األمر رقم 19/03المؤرخ في 3يوليو
،1003جريدة رسمية عدد .1003 ،63
19
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
إجراءات معينة من أجل تعليق عقد العمل ،وجب عليه إتباع نفس اإلجراءات حتى يتمكن
من رفع هذا التعليق ،وإستمناف عمله من جديد.
فعند إنقضاء فترة التعليق ،يقوم العامل بتقديم طلب كتابي إلى الهيمة المستخدمة،
يلتمس من خالله أحد األمرين :إما أن يطلب مدة إضافية لتمديد فترة التعليق لعدم زوال
سببه ،وعليه في هذه الحالة أن يقدم دليال على إستمرار وضعية التعليق ،فيدرس المستخدم
الطلب وكأنه قدم ألول مرة ،فينظر في صحة الوثامق المرفقة أو يطلب العامل رفع وضعية
التعليق ،وهنا يكون المستخدم ملزما بإعادة إدماجه في نفس المنصب أو توفير له منصب
آخر مماثل له من حيث األجر.
وفي هذا الصدد يطرح التساؤل حول ما إذا كان التعليق راجعا لمرض طويل األمد،
وتسبب ذلك المرض في خفض قدرات العامل الجسدية والعقلية ،فهل يظل محتفظا بنفس
المنصب ؟ لم يجيب المشرع على هذه الحالة في حين يرى جانب من الفقه أنه يصعب
تطبيق نص المادة 16من قانون 11/09المشار إليه سابقا على هذه الوضعية 1وهو الرأ
الراجح ألن المادة فعال جاءت عامة ،ولم تمييز بين حاالت التعليق .فلو طبقنا صريح
النص ،لكان الجواب نعم يحق للعامل الرجوع لنفس المنصب ،أو لمنصب مماثل له من
حيث األجر غير أن إنخفاض القدرات العامل بسبب المرض ،تجعله غير قادر على القيام
بمهامه األولى 2وبالتالي يمكن إعتبار أن وضعية التوقيف عالقة العمل ،قد تحولت من
مؤقتة إلى داممة إلنهاء عقد العمل ،إذا كان إنخفاض قدرات العامل قد بلغ حد من الجسامة
ال يمكن معه إستمرار عالقة العمل أو الموافقة على رفع حالة التعليق مع إدماجه في
منصب مناسب ال مماثل ،أ مناسب لوضعيته الصحية الجديدة وهذا قد يشكل إنهاء لعقد
العمل السابق وإبرام عقد عمل جديد.
وبالنسبة لموقف المحكمة العليا ،فموجب قرارها رقم 111620المؤرخ في
1991/90/11قد أجازت للهيمة المستخدمة أن تقوم بإرجاع العاملة إلى العمل في منصب
أقل من المنصب األصلي ،بعد زوال سبب التعليق المتمثل في عطلة مرضية وذلك إستنادا
إلى تقرير طبيب الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي ،والذ رخص للعاملة بالعودة إلى
العمل في منصب يتماشى مع قدرتها في العمل والمقدرة بـ ،%69فبعدما كانت كاتبة المدير
قبل التعليق تم إعادة إدماجها في منصب مأمورة إدارة.3
وبعيدا عن هذه الوضعية السابقة ،فإنه ال يجوز للمستخدم رفض طلب إعادة إدماج
العامل بعد إنقضاء فترة التعليق إذ يجوز للعامل في الحالة السلبية ،اللجوء إلى القضاء
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .223
2
ـ المادة 4من القانون رقم 11/00السابق الذكر.
3
ـ نشرة القضاة ،العدد ،24مديرية الدراسات القانونية والوثامق ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،3003 ،الصفحة .103
20
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
للمطالبة بإعادة اإلدماج والتعويض عن الفترة التي توقف فيها على العمل تبدأ من تاريخ
تقديم طلب الرجوع إلى غاية الرجوع الفعلي.
ولقد إعتبرت المحكمة العليا في هذا المنوال بموجب قرارها رقم 118666المؤرخ
في ،1000/91/90بأن بقاء عالقة العمل معلقة بعد اإلفراج عن العامل يعد تعسفا من قبل
المستخدم ،ويجعله مسؤول عن تعويض الضرر الالحق بالعامل طيلة هذه المدة.1
ولكن إذا كان التعليق ناتجا عن حرمان العامل من حريته ،فعند إنقضاء هذا السبب
باإلفراج عنه لظهور براءته يستلزم األمر التمييز بين حالتين :بالنسبة لألولى ،إذا كان
المستخدم هو المدعي الذ تسبب في حبس العامل ،فإنه يكون في هذه الحالة ملزما بإرجاع
العامل لمنصبه األصلي مع دفع األجر عن كل المدة التي توقفت فيها عالقة العمل 2غير أن
المحكمة العليا ترى بأنه ال تكون الهيمة المستخدمة ملزمة بدفع األجر وإنما تتحمل التعويض
عن الضرر الناتج عن قرار توقيف عالقة العمل بناءا على المسؤولية التقصيرية
المنصوص عليها في القانون العام ،قرار رقم 261616المؤرخ في .31991/90/91
أما الحالة الثانية ،إذا كان المدعي شخص آخر غير المستخدم ،فال تقع على المستخدم
أية مسؤولية ،ألن التعليق يرجع ألسباب خارجة عن إرادته وهذا ما أكدته المحكمة العليا في
قرارها رقم 199616المؤرخ في .41999/90/11
ومع ذلك يبقى للعامل في هذه الحالة ،الحق في الرجوع على المدعي الذ تسبب في
توقيفه عن العمل ،للمطالبة بالتعويض طبقا لنص المادة 120مكرر من قانون اإلجراءات
الجزامية.
وخالصة القول فإن إنقضاء فترة التعليق تعني إعادة بث الحياة في اإللتزامات
الناشمة عن عالقة العمل ،بعدما كانت جامدة بين الطرفين فإن كان األمر كذلك ويسهل
تطبيقه على عقد عمل غير محدد المدة ،فإن اإلشكال قد يطرح في حالة تعليق عقد عمل
محدد المدة وكانت فترة التعليق طويلة.
- 1األثار المترتبة عن زوال سبب التعليق في عقد العمل المحدد المدة
لقد نصت المادة 11من قانون 11/00المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم على
أنه يعتبر العقد مبرما لمدة غير محدودة إال إذا نص على غير ذلك كتابة وفي حالة إنعدام
عقد عمل مكتوب ،يفترض أن تكون عالقة العمل قاممة لمدة غير محدودة ويستنتج من نص
1
ـ مشار إليه في مرجع عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .261
2
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .102
3
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،3003 ،الصفحة .332
4
ـ مشار إليه في مرجع عبد السالم ذيب ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .266
21
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
1
هذه المادة وجود قرينة قاطعة على أن عقد العمل يعتبر غير محدد المدة في غياب الكتابة
وإذا كان األصل أن يبرم عقد العمل لمدة غير محدودة ،فقد أجاز المشرع في بعض الحاالت
المنصوص عليها قانونا أن يكون العقد محددا المدة 2وتؤد مخالفتها إلى تحويل العقد من
محدد المدة إلى عقد عمل لمدة غير محدودة 3وبما أن القانون يسمح بتعليق عالقة العمل
متى توافرت األسباب المنصوص عليها ،فهل يجوز للعامل الذ يربطه بالمستخدم عقد
عمل محدد المدة ،أن يستفيذ من حاالت تعليق عالقة العمل ؟ بالطبع يجوز ذلك ،ألن عقد
العمل محدد المدة يرتب بين الطرفين ،نفس الحقوق واإللتزامات التي ترتبها عقد عمل غير
محدود المدة كما أن نص المادة 36من قانون 11/00السابق الذكر جاء عاما ،ولم يميز
بين ما إذا كانت عالقة العمل نشأت بموجب عقد لمدة محدودة أو غير محدود المدة.
ولكن القول بإمكانية تعليق عقد عمل لمدة محدودة يثر التساؤل حول تطبيق أحكام
المادة 32من نفس القانون ،والتي تمنح العامل الحق في العودة لمنصب عمله بعد إنقضاء
فترة التعليق ،السيما إن كانت فترة التعليق طويلة ويالحظ أن المشرع لم يحدد مدة معينة
لفترة تعليق عالقة العمل ،وإنما تركها إلتفاق الطرفين اللذين يقدرانها على أساس طبيعة
السبب المؤد للتعليق مثال إن كان السبب يرجع لعطلة مرضية فإن فترة التعليق تستغرق
مدة العالج ،فتيم تجميد آثار عالقة العمل إلى غاية الشفاء الكلي للعامل.4
وعليه لو فرضنا أن عقد العمل أبرم مدة سنة تسر من الفاتح جانفي 3000إلى
غاية 21ديسمبر ،3000وخالل سريان هذا العقد أستدعي العامل ألداء الخدمة الوطنية
والتي تقدر فترتها بسنتين فما هو مصير هذا العقد؟ بالرجوع للمادة 36من قانون 11/00
المذكور أعاله فإن عالقة العمل تعلق قانونا ،ويظل العامل محتفظا بكافة حقوقه غير أنه
عند إنقضاء فترة التعليق ،قد يصطدم العامل بإنقضاء مدة عقد عمله فهل يمكن أن نعتبر أن
أثار تعليق عالقة العمل في عقود العمل محددة المدة ،تمتد لتشمل المدة ،بحيث يتم توقيف
سريان الع قد ليعاد إستمنافه للمدة المتبقية ،فيحق للعامل الرجوع إلى عمله ولو كان ذلك
خارج األجال المحددة في العقد األصلي أو إعتبار أن حق العامل في الرجوع إلى منصبه قد
سقط لمرور آجال سريان العقد ،ولكن في هذه الوضعية ما الفامدة إذن من تعليق عالقة
العمل؟
فنظرا لكثرة عقود العمل محددة المدة في الوقت الحالي ،كان على المشرع التدخل
لبيان مصير هذه العقود في حالة ما إذ طرأ أثناء سريانها سبب من أسباب التعليق وبما أن
1
ـ عبد السالم ذيب ،عقد العمل المحدد المدة ،نشرة القضاة العدد ،24مديرية الدراسات القانونية والوثامق ،الديوان الوطني لألشغال التربوية،
،3003الصفحة .19
2
ـ المادتين 13و 12من القانون رقم 11/00السالبق الذكر.
3
ـ المادة 16من القانون رقم 11/00السابق الذكر.
4
ـ سليمان أحمية ،المرجع السابق الذكر ،الصفحة .00
22
الفصــــل األول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليــــق عالقــة العمــل الفرديــة
عقد العمل محدد المدة يعتبر إستثناءا على األصل ،وال يبرم إال في حاالت حددها المشرع
بموجب المادة 13من قانون 11/00المشار إليه أعاله والتي تتميز بالطابع المؤقت ،فإن
تجميد مدة العقد ال يخدم طبيعة هذا العقد وبالتالي ال يمكن إجبار المستخدم على إعادة
تشغيل عامل لم يعد محتاج إليه ،مثال توظيفه خالل إقامة معرض الكتاب وبعد إنقضاء فترة
التعليق لم يعد المعرض قامما.
وخالصة القول فإنه من أثار تعليق عالقة العمل ،جعل العامل يحتفظ بحقه في
الرجوع إلى منصب عمله بعد إنقضاء فترة التعليق واألولى بالمستخدم أن يعيد إدماج
العامل في نفس المنصب الذ كان يتواله قبل التعليق ،ولو زيادة على العدد المقرر في
الهيمة المستخدمة وإذا إستحالة األمر كأن يكون المنصب األصلي قد ألغي ،وجب عليه
إدراجه في منصب مماثل لمنصبه األصلي من حيث األجر فال يقبل العامل بالمنصب
المماثل في حالة توافر المنصب األصلي ،وإن كان الغالب أن يمنح أجر مماثل ،لمناصب
عمل متماثلة من حيث المركز.
هذا وإن المشرع لم يحدد المدة التي يستوجب فيها على العامل تقديم طلب رجوعه
للعمل بعد إنتهاء فترة التعليق ،بإستثناء حالة التعليق المبنية على أساس آداء العامل لواجب
الخدمة الوطنية .فقد نصت المادة 129من األمر رقم 102/46السابق الذكر على أنه ،يبقى
حق اإلدراج مكتسبا للمعنيين خالل فترة ثالثة أشهر إبتداء من تاريخ تسريحهم الفعلي.
وبالتالي يمكن إعتبار أنه في حالة سكوت المشرع على تحديد المدة التي يحتفظ خاللها
العامل بحقه في الرجوع لعمله بعد زوال سبب التعليق ،فبطبيق األحكام العامة يجوز القول
بسقوط هذا الحق بمرور أمد التقادم المسقط 1وإن كانت من مصلحة العامل أن يسعى إلى
إستعادة منصبه في أقرب األجال ،حتى ال يعتبر تاركا له وإذا لم يطلب العامل إعادة إدماجه
بعد إنقضاء فترة التعليق ،أو إستحالة على المؤسسة المستخدمة إعادته لمنصبه ،فإن هذا
يفتح المجال إلى إنهاء عالقة العمل ،وهذا الموضوع ستتم دراسته في الفصل الثاني على
النحو األتي .
1
ـ المادة 209من القانون المدني.
23
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
1
ـ المادة 66من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
2
ـ المادة 66من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
3
ـ المادتين 66و 67من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
4
ـ المادة 63من الدستور.
5
ـ المادة 196من القانون المدني.
6
ـ عبد السالم ذيب ،قانون العمل الجزائري والتحوالت اإلقتصادية ،دار القصبة للنشر ،6997 ،الصفحة .693
7
ـ القانون رقم 60/01المؤرخ في 61ديسمبر ،1001جريدة رسمية رقم ،66سنة .1001واألمر رقم 61/06المؤرخ في 0يوليو ،1006
جريدة رسمية رقم ،67سنة .1006واألمر 97/03المؤرخ في 11يناير ،1003جريدة رسمية رقم ،6سنة .1003
25
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
إلجابة على هذا قسمت دراستي لهذا الفصل إلى مبحثين ،بحيث تناولت في المبحث
األول أسباب و إجراءات إنهاء عالقة العمل الفردية ،ثم في المبحث الثاني اآلثار القانونية
إلنهاء عالقة العمل الفردية .
المبحث االول :أسباب و اجراءات إنهاء عالقة العمل الفردية
ولقد اعتمدت في تحليلي لهذا المبحث إلي مطلبين بحيث تناولت في المطلب األول
أسباب إنهاء عالقة العمل الفردية ،ثم تطرقت في المطلب الثاني الي االجراءات إنهاء عالقة
العمل الفردية.
المطلب األول :أسباب إنهاء عالقة العمل الفردية .
لقد نصت المادة 66من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم على
أنه تنتهي عالقة العمل في الحاالت التالية :
ـ البطالن أو اإللغاء القانوني.
ـ إنقضاء أجل عقد العمل ذي المدة المحدودة.
ـ االستقالة.
ـ العزل.
ـ العجز الكامل عن العمل ،كما ورد تحديده في التشري .
ـ التسريح للتقليص من عدد العمال.
ـ إنهاء النشاط القانوني للهيئة المستخدمة.
ـ التقاعد.
ـ الوفاة.
ولدراسة هذه األسباب توجد ثالث تصنيفات ،أوال يمكن تصنيفها من حيث طبيعة
السبب إلى ثالثة أنواع هي :األسباب القانونية العادية ،ويدرج ضمنها :اإلستقالة ،الوفاة،
التقاعد ،الفسخ اإلتفاقي لعقد العمل ،العجز الكامل والظرف الطارئ ،وإنتهاء المدة وأسباب
قانونية عارضة تشمل التسريح التأديبي ،الفسخ إلدانة العامل بتهمة سالبة للحرية ،والتسريح
ألسباب إقتصادية أو تقنية 1أما التصنيف الثاني فقسمها إلى أسباب غير متصلة بالتسريح
1
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .776
26
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
وأسباب مبنية على التسريح 1ومن خالل إستقراء نص المادة 66المذكورة أعاله يمكن
تصنيفه بالنظر إلى إرادة العامل في إنهاء عالقة العمل إلى أسباب إرادية ،كاإلستقالة،
وإنقضاء المدة المتفق عليها في العقد وأسباب غير إرادية ،كالوفاة ،التقاعد ،البطالن،
العزل ،العجز الكامل عن العمل ،التسريح للتقليص من عدد العمال ،إنهاء النشاط القانوني
للهيئة المستخدمة.
ولقد إعتمدت في تحليلي لهذا الموضوع على التصنيف الثاني على إعتبار أن
المشرع قد أخض اإلنهاء المبني على التسريح إلى إجراءات معينة بهدف توفير حماية أكبر
للعامل ،وهي تختلف عن اإلجراءات المتبعة في باقي األسباب.
أ -إنهاء عالقة العمل ألسباب غير متصلة بالتسريح
ويندرج ضمن هذه الفئة األسباب التالية :البطالن أو اإللغاء القانوني ،إنقضاء أجل عقد
العمل ذي المدة المحدودة ،اإلستقالة ،العجز الكامل عن العمل ،كما ورد تحديده في التشري ،
إنهاء النشاط القانوني للهيئة المستخدمة ،التقاعد والوفاة وسيتم معالجتها على النحو التالي :
1ـ البطالن أو اإللغاء القانوني :تنشأ عالقة العمل بين العامل األجير والمستخدم بموجب
عقد كتابي أو غير كتابي ،2فهو عقد غير شكلي ألنه ال يشترط فيه الكتابة ،وعليه يجوز
إثبات عالقة العمل بكافة الوسائل 3فيعتبر عقد العمل عقدا رضائيا تبادليا 4ومتتالي التنفيذ،
ويخض للقواعد العامة للعقود 5وبالتالي يشترط لصحته ما يشترط في أي عقد ،من توافر
أهلية التعاقد وخلو الرضا من عيوب اإلرادة ،ومشروعية المحل والسبب.
فبالنسبة ألهلية التعاقد نصت المادة 36من القانون المدني على أن كل شخص أهل للتعاقد
ما لم يطرأ على أهليته عارض يجعله ناقص األهلية أو فاقدها وتكتمل أهلية التعاقد ببلوغ
6
الشخص سن الرشد المدني وهو 10سنة كاملة م التمت بالقوة العقلية ولم يحجر عليه
وإنه نظرا لطاب الخاص الذي يمتاز به عقد العمل ،فقد يكون المستخدم إما شخصا طبيعيا
أو معنويا ،7فترتبط أهلية التعاقد للشخص المعنوي بإختصاص الجهة أو الشخص الذي يبرم
العقد م العامل أو يوق عليه أي تتعلق بصحة التفويض الذي يعطى له من قبل مسير
المؤسسة 8أما فيما يخص العامل األجير ،فنصت المادة 16من قانون 11/09السابق الذكر
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .693
2
ـ المادة 6من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
3
ـ المادة 19من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
4
ـ المادة 63الفقرة 1من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
5
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السالف الذكر ،الصفحة .63ومحمد حسين منصور ،قانون العمل في مصر ولبنان ،دار النهضة العربية،1006 ،
الصفحة .766
6
ـ المادة 69من القانون المدني.
7
ـ المادة 6من القانون رقم 11/09المعدل و المتمم.
8
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .60
27
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
على أنه ال يمكن في أي حال من األحوال ،أن يقل العمر األدنى للتوظيف عن 16سنة إال
في الحاالت التي تدخل في إطار عقود التمهين وعليه يمكن تشغيل القاصر بشرط الحصول
على ترخيص مسبق من وليه الشرعي أما إذا قل عمر العامل عن 16سنة ولم يتعلق األمر
بعقد التمهين إعتبر عقد العمل باطل بطالن مطلق 1باإلضافة إلى تسليط عقوبات جزائية
على المستخدم والمنصوص عليها بالمادة 169من قانون 11 /09المعدل و المتمم ،وهذا
تكريسا لمبدأ من تشغيل األطفال.
أما سالمة الرضا فهي خلوه من عيوب اإلرادة ،كالغلط في شخصية العامل أو في إحدى
صفاته ،أو التدليس عندما يقدم العامل للمستخدم شهادات مزورة ،أو اإلكراه كأن يكون
العامل في حاجة ملحة ألجر فيقبل بشروط المستخدم المجحفة األمر الذي يجعل عقد العمل
قابل لإلبطال طبقا للمواد 66 ،66 ،67 ،61من القانون المدني ويزول حق اإلبطال
باإلجازة الصريحة أو الضمنية ،2ويسقط إذا لم يتمسك به صاحبه خالل 6سنوات.3
وفيما يتعلق بالمحل والسبب فعلى غرار باقي العقود ،ال بد أن يكونا مشروعين بمعنى غير
مخالفين للنظام العام واآلداب العامة وذلك تحت طائلة البطالن المطلق عمال بالمادتين 07
و 06من القانون المدني.
أما إذا كان العقد يشمل على شرط غير مشروع فبالرجوع للمادة 196من القانون المدني،
فإن الشرط يبطل والعقد يظل صحيحا ،ما لم يتبين بأن العقد ما كان ليتم بغيره فيبطل العقد
كله .مثال كأن ينص العقد على أجر أقل من الحد األدنى المضمون أو على ساعات عمل
طويلة دون فترات الراحة.
وحتى يكون بطالن عقد العمل سببا إلنهاء عالقة العمل ،ال بد من صدور حكم قضائي يثبت
ذلك البطالن فمن هو القاضي المختص في ذلك ؟ وما هي طبيعة الحكم الصادر فيه ؟ وهل
يشترط أن يشمل منطوق الحكم عبارة البطالن العقد وبالنتيجة له القضاء بإنهاء عالقة
العمل؟ فطبقا للمادة 699من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يختص بالنظر في دعوى
البطالن القاضي اإلجتماعي ،ويفصل فيها بحكم إبتدائي قابل لإلستئناف ،4وبمجرد النطق
بالبطالن يترتب عليه إنهاء عالقة العمل ،والنص على ذلك في المنطوق يكون على سبيل
التزيد ،ألنه مجرد تحصيل حاصل.
كما تجدر اإلشارة إلى أنه يجوز لطرفي عالقة العمل اللجوء للقضاء للمطالبة بفسخ عقد
العمل لعدم وفاء الطرف اآلخر بإلتزماته التعاقدية بدون مبرر قانوني ،طبقا للمادة 110من
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .696
2
ـ المادة 199من القانون المدني.
3
ـ المادة 191من القانون المدني.
4
ـ المادة 777من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
28
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
القانون المدني وفي هذه الحالة إذا صدر حكم بالفسخ يزول أساس عالقة العمل مما يؤدي
إلى إنهائها بيد أن المحكمة العليا في قرارها رقم 677966المؤرخ في 6996/97/96
إعتبرت أنه ال يجوز للمستخدم أن يدرج في عقد العمل لمدة غير محدودة بندا يعطي
للطرفين الحق في فسخ عقد العمل في أي وقت ،ألن ذلك مخالف للقواعد اآلمرة للقانون
11/09المتعلق بعالقات المعدل و المتمم العمل السيما المادة 66منه والمواد ،176
173،176منه بحيث تعتبر باطلة وعديمة األثر كل عالقة عمل غير مطابقة ألحكام
التشري ،وكل بند في عقد العمل مخالف لألحكام التشريعية 1وعليه فإن رفض أحد الطرفين
تنفيذ إلتزاماته جاز للطرف اآلخر اللجوء للقضاء للمطالبة بالتنفيذ العيني وإال إعتبر إنهاءا
لعالقة العمل بدون سبب قانوني ،وأصبح موجبا للتعويض للطرف اآلخر.
2ـ إنقضاء أجل عقد العمل ذي المدة المحدودة :يمكن إبرام عقد العمل لمدة محددة في إطار
الحاالت التي حددها القانون ،وهي واردة على سبيل الحصر 2فينتهي هذا العقد تلقائيا ودون
إتخاذ أي إجراء بمجرد حلول األجل المتفق عليه أو بإنتهاء العمل المتفق عليه وال يترتب
على ذلك أي إلتزام على عاتق الطرفين ،إال بضرورة إعالم الطرف اآلخر بنيته في عدم
تجديد العقد 3أما إذا إستمر العامل في منصبه بعد ذلك فيعد بمثابة إبرام لعقد جديد ولكن لمدة
غير محدود.4
وأما إذا رغب أحد الطرفين في وض حدا لعالقة العمل قبل إنقضاء المدة أو العمل المتفق
عليهما في العقد ،فإن ذلك يتطلب توجيه إنذار مسبق للطرف اآلخر ،كما هو الحال في عقود
العمل غير محدودة المدة ،والهدف من هذا اإلنذار هو منح الطرف األخر مهلة للتسوية
أموره والبحث عن البديل ،ويعد العقد منتهيا بمرور األجل المحدد في اإلخطار 5وهذا األمر
يذكرنا بالتنبيه باإلخالء في عقود اإليجار غير محددة المدة.6
ولكن تجدر اإلشارة في هذا المنوال إلى أنه إذا تبين للمحكمة بأن عقد العمل المبرم لمدة
محددة جاء خرقا ألحكام المادة 16من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و
المتمم ،فال يمكن قبول إنهائه بإنتهاء المدة والتمسك بأن العقد شريعة المتعاقدين ،طبقا لما
جاء به قرار المحكمة العليا رقم 661669المؤرخ في 76997/16/90وعليه يشترط أن
يكون عقد العمل محدد المدة قد أبرم بطريقة قانونية ،حتى يعتبر بلوغ األجل أو إتمام العمل
المتفق عليه ،كسببا قانونيا إلنتهاء عالقة العمل.
1
ـ المجلة القضائية ،العدد األول ،6997 ،الصفحة .676
2
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .690
3
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .760
4
ـ عبد السالم ذيب ،عقد العمل المحدد المدة ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .66
5
ـ حسين عبد اللطيف حمدان ،قانون العمل ،دراسة مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.6993 ،
6
ـ قبل تعديل 6993للقانون المدني ،كان عقد اإليجار ينتهي بعد توجيه تنبيه باإلخالء طبقا للمادة 636منه .أما حاليا فيشرط أن يكون عقد اإليجار
مكتوبا ومحددا المدة فينتهي بإنتهائها دون حاجة لتوجيه تنبيه باإلخالء.
7
ـ نشرة القضاة ،العدد ،63السابقة الذكر ،الصفحة .699
29
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
3ـ اإلستقالة : 1هي عمل إرادي صادر عن جانب واحد ،فنصت المادة 66من قانون
11/09السالف الذكر على أن اإلستقالة حق معترف به للعامل ،وعلى العامل الذي يبدي
رغبته في إنهاء عالقة العمل م الهيئة المستخدمة أن يقدم إستقالته كتابة ويغادر منصب
عمله بعد فترة إشعار مسبق وفقا للشروط التي تحددها اإلتفاقيات أو اإلتفاقات الجماعية
فاإلستقالة هي إنهاء لعالقة العمل بإرادة العامل ،ويجب أن تكون صريحة معبر عنها كتابة،
فال يمكن إستنتاجها من عدم إلتحاق العامل بمنصبه بعد إنقضاء عطلته القانونية كما أنه ال
يجوز للعامل التراج عنها ،2وال يمكن لقاضي الموضوع إستبعادها بحجة أن العامل قدمها
تحت الضغط دون التثبت من واقعة الضغط المدعى بها وهذا ما أكدته المحكمة العليا في
قرارها رقم 611167المؤرخ في .36993 /16/96
و لقد نص المشرع على أنه ال يجوز للعامل مغادرة عمله قبل فترة اإلشعار المسبق ،وإال
إعتبر متعسفا في إستعمال حقه إال أن القانون لم يحدد مهلة هذا اإلشعار المسبق ،وتركها
لإلتفاقيات الجماعية ويالحظ أن مهلة اإلخطار تختلف من مؤسسة إلى أخرى ،وتكون
طويلة إذا كان منصب العامل ومستواه مرتفعان داخل السلم المهني.4
ويطرح في هذا الصدد السؤال التالي :هل يشترط قبول المستخدم لإلستقالة حتى يعتبر عقد
العمل منتهيا؟ لم يجيب المشرع على هذا الطرح ،غير أن الفقه بيّن بأن للمستخدم سلطة
مراقبة إجراءات تقديم اإلستقالة دون البحث في صحة أسبابها ،فإن إحترم العامل جمي
اإلجراءات فال يمكن للمستخدم رفضها وإال إعتبر متعسفا 5أما المحكمة العليا فإعتبرت في
قرارها رقم 699061المؤرخ في 66999/90/16بأن تقديم العامل لإلستقالة ال يدل على
أن عالقة العمل قد إنتهت ما دام المستخدم لم يقدم ما يثبت قبولها.
ولحسم اإلشكال كان على المشرع التدخل والنص صراحة على أن اإلستقالة الواردة ضمن
الحدود واإلجراءات القانونية ،تعد سببا إلنتهاء عالقة العمل فور إنتهاء مدة اإلشعار
المسبق ،ودون حاجة لموافقة المستخدم عليها.
4ـ العجز الكامل عن العمل :هو الذي يؤدي إلى إستحالة تنفيذ اإللتزمات المترتبة على
عالقة العمل بصفة دائمة ويكون العجز الكامل إما لسبب من األسباب الصحية ،كنقص
البصر لعامل في وظيفة تتطلب حدة البصر أو سحب رخصة السياقة بالنسبة لسائق
المؤسسة المستخدمة أو إصابته بالدوران وهو يعمل بأماكن المرتفعة ،وتثبت هذه الحاالت
1
ـ وتدرج ضمن الفسخ اإلتفاقي الذي يأتي بمبادرة العامل ،سليمان أحمية المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
2
ـ عبد السالم ذيب ،قانون العمل الجزائري والتحوالت اإلقتصادية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .619
3
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،سنة ،6993الصفحة .637
4
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .773
5
ـ سيلمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .770
6
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .617
30
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
بشهادة طبية كما قد يكون العجز الكامل ناتج عن سبب مهني ،كإدعاء صاحب العمل بعدم
الكفاءة المهنية في العامل وهنا يعد المستخدم وحده القادر على تقدير مردودية العمل
المنتظر من هذا العامل 1فيصعب على القاضي تقدير هذا السبب والتأكد منه.
5ـ إنهاء النشاط القانوني للهيئة المستخدمة :فقد تتعرض المؤسسة إلى اإلفالس أو
التصفية ،فتزول من الحياة اإلقتصادية وبالنتيجة تنتهي العقود التي أبرمتها م العمال أما إذا
إستمر نشاط المؤسسة وتم تغير صاحب العمل ،فإن جمي عالقات العمل المعمول بها يوم
التغيير تبقى قائمة فال تنهي ،وإنما تستمر م المستخدم الجديد ،طبقا للمادة 36من قانون
11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم وهذا ما عايشته الجزائر خالل سنة 1006
في إطار خوصصة المؤسسات العمومية اإلقتصادية.
6ـ التقاعد :هو النهاية الطبيعية للحياة المهنية فللعامل الذي أتم مدة عمل فعلي نتج عنها
دف إشتراكات تعادل 76سنة على األقل ،أن يطلب اإلحالة على التقاعد دون مراعاة شرط
السن طبقا للمادة 6مكرر من قانون 16/67المتعلق بالتقاعد ،المعدل والمتمم 2وعليه فإن
بلوغ العامل السن القانوني للتقاعد وهو 69سنة بالنسبة للرجال و 66سنة للنساء ،ال يترتب
عليه بالضرورة إنهاء عالقة العمل السيما إذا تعلق األمر بعقد عمل محدد المدة فال بد
للعامل من إستفاء المدة المتفق عليها قبل إحالته على التقاعد.3
ولقد أكدت المحكمة العليا في قرارها رقم 776976المؤرخ في 6996/96/93بأنه ال
يجوز للعامل الذي توافرت فيه الشروط القانونية ألجل إحالته على التقاعد أن يرفض ذلك
ويطالب باإلستمرار في عمله ،وإن إنهاء عالقة العمل بسبب اإلحالة على التعاقد ال يعد
تسريحا تعسفيا.4
7ـ الوفاة :ويتعلق األمر بالعامل ألن شخصيته محل إعتبار فتنتهي عالقة العمل وفاة
العامل حقيقة أو حكما طبقا للقواعد العامة 5أما المستخدم فال تؤدي وفاته إلى إنتهاء عالقة
العمل ،بل يجوز إستمرارها م خلفه عمال بالمادة 36من قانون 11/09السابق الذكر.
1
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
2
ـ أدرجت بالمادة 6من األمر رقم 17/03المؤرخ في 71مايو ،1003جريدة رسمية عدد ،1003،67المعدل والمتمم للقانون رقم 67ـ 16
المؤرخ في 6جويلية 1067المتعلق بالتقاعد ،جريدة رسمية عدد .1067 ،66
3
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،موسوعة قانون العمل ـ القانون رقم 16لسنة :6997التعاريف واألحكام ،عالقات العمل الفردية ،تنظيم تشغيل
المصرين في الداخل والخارج ،تنظيم عمل األجا نب ،عقد العمل الفردي ،األجور ،اإلجازات ،واجبات العمال ومساءلتهم ،التحقيق م العمال،
تنظيم العمل وساعاته وفترات الراحة ،تشغيل النساء واألطفال ،إنقضاء عالقة العمل ،التدريب والتوجيه المهني وتنظيماته وقياس مستوى المهارة
وترخيص مزاولة الحرف ،منازعات العمل الجما عية ،مواق العمل واإلنشاء والتراخيص ،السالمة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل ،الخدمات
اإلجتماعية والصحية ،أجهزة البحث والدراسات واألجهزة اإلستشارية ،العقوبات ،تشريعاـ فقهاـ قضاءاـ تطبيقاـ صياغةـ أحكاماـ تحليال ،توزي
المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،6997 ،الصفحة .663
4
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد األول ،6996 ،الصفحة .796
5
ـ المادتين 117و 116من قانون األسرة.
31
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
وبعد إستعراض أسباب إنهاء عالقة العمل غير المتصلة بالتسريح يطرح التساؤل
حول ما إذا كانت قد وردت على سبيل الحصر أم المثال؟ يالحظ بأن الفقه قد أضاف حالتان
لم تنص عليهما المادة 66من قانون 11/09المذكور أعاله ،وهما القوة القاهرة والذهاب
اإلرادي .1فالقوة القاهرة طبقا لقواعد القانون المدني تؤدي إلى إستحالة تنفيذ عقد العمل،
كالحريق الذي يشب في المؤسسة المستخدمة أما الذهاب اإلرادي فال يعني به اإلستقالة،
وإنما صاحب العمل يعرض على العامل تعويضات إلنهاء عقد العمل فهي حالة إنهاء إتفاقية
ولقد أقرت بهذه الحالة المحكمة العليا من خالل قرارها رقم 666396مؤرخ
6997/16/90حين إعتبرت أن العامل الذي قدم طلب ذهاب إرادي وتحصل على تعويض
عن ذلك ،ال يمكن إرجاعه إلى عمله إال بناءا على اإلرادة المشتركة للمستخدم والعامل.2
وكما يمكن أن يؤدي تعديل العقد إلى إنهاء عالقة العمل ،إذا كان التعديل جوهريا
ورفضه العامل ،كأن يغير له منصبه دون رضاه فيعد إنهاءا لعالقة العمل من جانب
المستخدم ويرتب مسؤوليته 3وعليه يمكن إستخالص مما سبق أن أسباب اإلنهاء جاءت على
سبيل المثال.
ونتعرض اآلن إلى أسباب إنهاء عالقة العمل المبنية على التسريح ،ويندرج ضمنها
العزل والتسريح للتقليص من عدد العمال.
ب -إنهاء عالقة العمل ألسباب مبنية على التسريح
قد منح المشرع صاحب العمل سلطة إنهاء عالقة العمل بإرادة المنفردة عن طريق
التسريح ،ويشمل العزل والتقليص من عدد العمال وندرس هذه األسباب على النحو التالي :
1ـ العـــزل :هو عقوبة تسلط على العامل الذي يرتكب خطأ تأديبيا أثناء حياته المهنية
ويكون الخطأ التأديبي إما بسيطا ،أو جسيما بحيث تصل الخطورة فيه إلى درجة عالية ال
يمكن معها إستمرار عالقة العمل 4ولحماية العامل من تعسف المستخدم في إستعمال هذا
حقه تدخل المشرع بموجب المادة 37من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل والمعدل و
المتمم لتحديد الخطأ الجسيم 5فعالوة على األخطاء الجسيمة التي يعاقب عليها التشري
الجزائي ،والتي ترتكب أثناء العمل وتكون ثابتة بحكم قضائي نهائي 6تعتبر على الخصوص
الخصوص أخطاء جسيمة األفعال التالية :
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .696
2
ـ نشرة القضاة ،العدد ،6996 ،63السابقة الذكر ،الصفحة .696
3
ـ حسن عبد الرحمان قدوس ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .63
4
ـ سعيد طربيت ،سلطلة المستخدم في تسريح العمال تأديبيا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر ،6991 ،الصفحة .6
5
ـ معدلة بالمادة 6من القانون رقم .60/01أما المادة 37السابقة فكانت تعتبر الخطأ الجسيم حسب الشروط المحددة في النظام الداخلي.
6
ـ قبل صدور الحكم الجزائي النهائي يمكن للمستخدم تعليق عالقة العمل طبقا للمادة 66من قانون .11/09
32
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
1ـ رفض العامل بدون عذر مقبول ،تنفيذ التعليمات المرتبطة بإلتزاماته المهنية والتي قد
تلحق أضرار بالمؤسسة ،والصادرة من السلطة السلمية التي يعينها المستخدم أثناء الممارسة
العادية لسلطته :ويمكن في ظروف غير عادية أن يؤمر العامل بالقيام بعمل يتطلب السرعة
وال يدخل ضمن صالحياته ،ويؤدي اإلمتناع عنه إلى إحداث أضرار بالمؤسسة هنا يكون
للقاضي السلطة في تقدير هذه الظروف ومدى تأثير نوعية العمل المطلوب على مصلحة
المؤسسة.1
6ـ اإلفضاء بمعلومات مهنية تتعلق بالتقنيات والتكنولوجيا ،وطرق الصن والتنظيم أو وثائق
داخلية للهيئة المستخدمة ،إال إذا أذنت السلطة السلمية بها أو أجازها القانون :ألن في ذلك
مساس بحرية المنافسة ،ويمكن أن يشترط المستخدم على العامل اإلحتفاظ بالسر المهني
حتى بعد إنهاء عقد العمل وذلك تحت طائلة عقوبات جزائية ،2ويق عبء اإلثبات على
المستخدم.
7ـ المشاركة في توقف جماعي خرقا لألحكام قانون 96/09المتعلق بممارسة الحق في
اإلضراب :وبإعتبار أن اإلضراب يشكل حركة جماعية ينظمها القانون حتى ال تؤدي إلى
خرق النظام العام ،3فكل ممارسة لهذا الحق بطريقة قانونية تؤدي إلى تعليق عالقة العمل
كما سبق بيانه في الفصل األول ،أما في حالة مخالفة القانون فينقلب اإلضراب من حق
موجب لتعليق عقد العمل إلى خطأ موجب إلنهائه ،وال بد من صدور حكم قضائي يقضي
بعدم شرعية اإلضراب.4
6ـ القيام بأعمال العنف :وبقصد به اإلعتداء الجسدي دون اللفظي ،وال يشترط أن يتسبب
العنف في عجز معين ،بل يكفي أن يثبت بأن اإلعتداء وق داخل أماكن العمل وذلك
بإستعمال كافة الطرق القانونية ،ودون الحاجة لحكم قضائي يقضي باإلدانة هذا ما أكدته
المحكمة العليا في قرارها رقم 773360المؤرخ في .56996/96/93
6ـ التسبب عمدا في أضرار مادية تصيب البنيات والمنشآت واآلالت واألدوات والمواد
األولية واألشياء األخرى التي لها عالقة بالعمل :ويشترط إثبات القصد فحادث المرور
المؤدي إلى تحطيم مركبة المؤسسة أو الحريق غير العمدي ال يندرج ضمنها ولقد إعتبرت
محكمة النقض الفرنسية بأن رفض العامل عن اإلقالع على التدخين داخل أماكن العمل رغم
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابقة الذكر ،الصفحة .676
2
ـ المادة 796من قانون العقوبات.
3
ـ راشد راشد ،شرح عالقات العمل الفردية والجماعية في ضوء التشري الجزائري ،الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ،1001،الصفحة .607
4
ـ ممارسة الحق في إضراب بطريقة شرعية يعد سببا لتعليق عالقة العمل طبقا للمادة 66من قانون .11/09
5
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد األول ،6996 ،الصفحة .603
33
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
من ذلك صراحة في النظام الداخلي للحفاظ على ممتلكات الهيئة المستخدمة بمثابة خطا
جسيم.1
6ـ رفض تنفيذ أمر التسخير الذي تم تبليغه وفقا للقانون :هو أمر إداري يمكن للعامل
الطعن في شرعيته أمام القاضي اإلداري 2ولقد نصت 163مكرر من قانون العقوبات على
أنه يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة من ألف إلى عشرة أالف دينار أو
بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من ال يمتثل ألمر تسخير صادر ومبلغ وفقا لألشكال
التنظيمية.
3ـ تناول الكحول أو المخدرات داخل أماكن العمل :لما فيه من خطر على أمن المؤسسة،
وسالمة األشخاص المتواجدين بها.
ولقد بيّن المشرع بأن األخطاء المذكورة أعاله يحتمل أن ينجر عنها التسريح ،بمعنى أن
توافر خطأ من تلك األخطاء ال يترتب عليه بالضرورة التسريح فيمكن أن تقابله عقوبة
أخرى ولقد إعتبر الفقه أنها واردة على سبيل الحصر ،3وأكدت المحكمة العليا ذلك في
قرارها رقم 773360المؤرخ في 46996/96/93أما بالنسبة لمسألة ترك المنصب دون
مبرر ،رغم أن المشرع أغفل النص عليها ،فإن الفقه يرى أنها سببا يؤدي إلى الفسخ عقد
العمل بعد توجيه إخطار للعامل طبقا للقواعد العامة.5
2ـ التسريح للتقليص من عدد العمال :نصت الفقرة األولى من المادة 60من قانون
11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم على أنه يجوز للمستخدم تقليص عدد
العمال ،إذا بررت ذلك أسباب إقتصادية فقد تتعرض المؤسسة المستخدمة لصعوبات
إقتصادية ومالية ،وحتى تتمكن من المحافظة على وجودها داخل الدورة اإلقتصادية تضطر
إلى التقليص من نفقاتها ،وذلك من خالل اإلستغناء عن عدد معين من العمال الذين تعجز
عن دف أجورهم.
1
Arrêt n° 1213 du 1er juillet 2008,Cour de cassation - Chambre sociale : « Mais attendu que la cour d'appel a constaté queـ
le salarié, employé d'une cartonnerie, avait fumé une cigarette dans un local au sein de l’entreprise affecté aux pauses en
violation d'une interdiction générale de fumer justifiée par la sécurité des personnes et des biens, imposée en raison du
risque d’incendie par l’arrêté préfectoral d’autorisation d’installation classée et figurant au règlement intérieur, portée à sa
connaissance tant par l’affichage de ce règlement que par les nombreux panneaux disposés dans l’entreprise, ainsi que par
une note interne de rappel mentionnant les sanctions encourues ; que par ces seuls motifs, elle a pu en déduire, sans
encourir les griefs du moyen, que le comportement de l'intéressé rendait impossible son maintien dans l'entreprise et
constituait une faute grave .» www.courdecassation.fr
2
ـ بوزيداوي الخثير ،الخطأ المهني الجسيم وأثره على عالقة العمل ،مذكرة التخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة الرابعة عشر،
،6996/6997الصفحة .16
3
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .763
4
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد األول ،6996 ،الصفحة .603
5
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .666
34
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
وحرصا من المشرع على الحفاظ على مناصب الشغل ،ال يعتبر التسريح في هذه الحالة
سببا إلنهاء عالقة العمل ،إال إذا كان يشكل الحل الوحيد إلعادة التوازن اإلقتصادي والمادي
للمؤسسة ،وال بد من بيان وتحديد السبب اإلقتصادي فاألسباب اإلقتصادية ال عالقة لها
بشخص العامل ،وتؤدي حتما إلى حذف مناصب العمل 1ويتخذ التسريح للتقليص من عدد
العمال نوعين هما :التسريح الفردي والجماعي ،إذ نصت الفقرة 6من المادة 60من قانون
11/09المعدل و المتمم السابق الذكر على أنه إذا كان تقليص العدد ينبني على إجراء
التسريح الجماعي ،فإن ترجمته تتم في شكل تسريحات فردية متزامنة.
ويقصد بالتسريح الجماعي فصل أكثر من عاملين دفعة واحدة ،أو وفق جدول زمني محدد
بصفة متالحقة فالعبرة في تكييف التسريح الجماعي هو إشتراك العمال المسرحين في نفس
السبب فإن تم تسريح مجموعة من العمال ألسباب أخرى ،كإنتهاء مدة عقد العمل أو إلنتهاء
العمل المتفق عليه ،أو إلرتكابهم خطأ جسيم ،2فال يعد تقليص من عدد المستخدمين بالمعنى
الوارد في نص الماد 60من قانون 11/09المذكور أعاله.
وبما أن إنهاء عقد العمل يجعل العامل في وضعية مزرية ،بحيث أنه يفقد عمله
ومصدر رزقه 3ويزيد في إرتفاع نسبة البطالة داخل المجتم فال بد من أن يخض اإلنهاء
إلى إجراءات معينة نص عليها القانون وعلى هذا األساس يستلزم األمر دراسة إجراءات
إنهاء عالقة العمل الفردية واآلثار القانونية المترتبة عنها.
المطلب الثاني :إجراءات إنهاء عالقة العمل الفردية .
قبل إنهاء عالقة العمل الفردية ال بد من إتباع إجراءات معينة ،تختلف بإختالف سبب
اإلنهاء ومن تم سنتطرق في هذا المبحث إلى دراسة اإلجراءات إنهاء عالقة العمل ألسباب
غير متصلة بالتسريح ،ثم إلى تلك اإلجراءات المتبعة في حالة اإلنهاء ألسباب مبنية على
التسريح.
أ -إجراءات إنهاء عالقة العمل ألسباب غير متصلة بالتسريح
ويالحظ أنه إذا تعلق األمر باإلنهاء بسبب بطالن عقد العمل ،وجب على من يهمه
األمر سواء العامل أو المستخدم أو ألي ذي مصلحة رف دعوى قضائية أمام القسم
اإلجتماعي ،4من أجل إستصدار حكم يقضي بالبطالن ،حتى يتمكن طرفي العقد الباطل من
التحرر من اإللتزامات المترتبة على عالقة العمل ولكن قد يكون موضوع الدعوى بطالن
عقد العمل محدد المدة لعدم مراعاته ألحكام القانون ،وفي هذه الحالة أقر القانون صراحة
1
ـ حسن عبد الرحمن قدوس ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .63
2
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
3
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .693
4
ـ المادة 196من القانون المدني.
35
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
بأن الجزاء المترتب عليه ليس البطالن بل إعادة تكييفه من عقد محدد المدة إلى عقد عمل
غير محدد المدة طبقا لنص المادة 16من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و
المتمم باإلضافة إلى تسليط عقوبات جزائية نصت عليها المادة 166مكرر من نفس
القانون.
وأما إن كان اإلنهاء راج إلنقضاء أجل عقد العمل ذي المدة المحدودة ،فإن عالقة العمل
تنتهي بقوة القانون في اللحظة التي يتم فيها إنجاز العمل المتفق عليه أو بإنقضاء المدة
المحددة فيه صراحة غير أنه ولتفادي التجديد الضمني لعقد العمل يتعين على المستخدم
إخطار العامل مسبقا برفض التجديد أما إذا سكتا الطرفين عند إنتهاء األجل وإستمر العامل
في منصبه فإن ذلك يدل على إتجاه إرادة الطرفين فبرام عقد عمل غير مكتوب ولمدة غير
محدودة.1
وفيما يخص اإلنهاء عن طريق اإلستقالة ،فيجب على العامل أن يبدي رغبته في إنهاء
عالقة العمل كتابة فيوجه للهيئة المستخدمة رسالة مكتوبة يبين من خاللها األسباب والدواف
التي حملته على وض حد لعالقة العمل ،2م إحترام اإلجراءات وفترة اإلشعار المسبق
التي تحددها اإلتفاقيات واإلتفاقات الجماعية ،قبل مغادرته لمنصب عمله.3
وفي حالة إنهاء عالقة العمل بسبب العجز الكامل عن العمل ،والذي يؤدي إلى إستحالة تنفيذ
العامل إللتزامه تجاه المستخدم وجب على العامل أو المستخدم تقديم ما يثبت العجز الكامل،
فإن تعلق األمر بالعجز الجسدي أو العقلي قدم شهادة طبية محررة من قبل طبيب مختص.4
لكن في حالة إدعاء المستخدم بأن العامل عاجز كليا عن أداء العمل المخول له إلنعدام
الكفاءة المهنية لديه ،وجب عليه تقديم الدليل على أساس أن البينة على من إدعى واليمين
على من أنكر.
وكما أن المستخدم ملزم بإخطار العمال برغبته في إنهاء نشاطه القانوني عن طريق
التصفية ،أو بسبب شهر إفالسه أما إذا إستمرت المؤسسة في نشاطها وحدث التغيير في
الوضعية القانونية للهيئة المستخدمة ،فال تنهي عقود العمل وإنما تستمر م المستخدم
الجديد 5غير أنه يجوز للعامل الذي توافر فيه شروط اإلحالة على التقاعد ،أن يعلن
للمستخدم عن رغبته في اإلحالة على التقاعد وفي حالة الوفاة على ذوي حقوق العامل أن
يخطروا الهيئة المستخدمة بذلك م تقديم شهادة الوفاة ،حتى تتمكن من تصفية حقوقه السيما
1
ـ عبد السالم ذيب ،عقد العمل المحدد المدة ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .66
2
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .776
3
ـ المادة 66الفقرة 6و 7من القانون رقم .11/09
4
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
5
ـ المادة 36من القانون رقم 11/09السابق الذكر.
36
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
إن كانت ناتجة عن مرض مهني أو حادث عمل فيق عبء إثبات السبب المؤدي إلى قط
عالقة العمل على من يدعيه.
ونظرا لخطورة كل من العزل والتسريح ألسباب إقتصادية ،وما ينجر عنهما من فقدان
العمال لعدد كبير من مناصب الشغل ،مما يؤثر ذلك سلبا على اإلقتصاد الوطني ،فقد
أخضعهما المشرع إلجراءات خاصة.
ب-إجراءات إنهاء عالقة العمل ألسباب مبنية على التسريح
قد يرتكب العامل خطأ جسيما ،غير أن صاحب العمل يتنازل عن حقه في إنهاء
عالقة العمل 1فتوافر الخطأ الجسيم ال يعني بالضرورة إنهاء رابطة العمل ،فقد نصت المادة
37ـ 6من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل2المعدل و المتمم على أنه يعلن عن
التسريح ،المنصوص عليه في المادة 37أعاله ،ضمن إحترام اإلجراءات المحددة في
النظام الداخلي ويجب أن تنص هذه اإلجراءات على التبليغ الكتابي لقرار التسريح وإستماع
المستخدم للمعني ،الذي يمكنه ،في هذه الحالة ،أن يختار عامال تابعا للهيئة المستخدمة
ليصطحبه ومنه ال يصدر قرار التسريح التأديبي إال بعد إستفاء المراحل التالية :
1ـ مرحلة التحقيق :فقد نصت المادة 37ـ 1من قانون 11/09السابق الذكر 3على أنه يجب
أن يراعي المستخدم ،على الخصوص ،عند تحديد وصف الخطأ الجسيم الذي يرتكبه
العامل ،الظروف التي إرتكب فيها الخطأ ومدى إتساعه ودرجة خطورته والضرر الذي
ألحقه ،وكذلك السيرة التي كان يسلكها العامل حتى تاريخ إرتكابه الخطأ نحو عمله ،ونحو
ممتلكات هيئته المستخدمة وعليه يحظر توقي عقوبة على العامل إال بعد التحقق من الخطأ
المرتكب ،وإبالغه كتابيا بما نسب إليه ،وإستماع إلى أقواله م تمكينه من حق الدفاع ويتم
إثبات ذلك في محضر يودع بملفه الشخصي 4ويجب أن يتم التحقيق من طرف لجنة تأديبية
محايدة ومتساوية األعضاء.
6ـ مرحلة المداولة :تقوم لجنة التأديب المتساوية األعضاء بالمداولة حول الوقائ
المعروضة عليها ،من حيث تكييف طبيعة الخطأ الجسيم المرتكب والظروف المحاطة به
ودراسة قرار المستخدم الرامي لتسليط عقوبة على العامل.
1
ـ أحمد شوقي محمد عبد الرحمن ،الخطأ الجسيم للعامل وأثره على حقوقه الواردة في قانون العمل ،توزي دار الفكر العربي ،1030 ،الصفحة
.67
2
ـ أدرجت بموجب المادة 7من قانون 60/01السابق الذكر.
3
ـ أدرجت بموجب المادة 7من قانون 60/01السابق الذكر.
4
ـ سعيد طربيت ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .66
37
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
7ـ مرحلة إتخاذ القرار :فبعد التأكد من ثبوت الخطأ الجسيم في حق العامل ،يتم إتخاذ قرار
التسريح وهو من صالحيات المستخدم فلم يعد كما كان من قبل خاضعا للرأي المطابق
للجنة التأديبية 1ثم ال بد من تبليغه للعامل المعني باألمر كتابيا.
6ـ مرحلة الطعن :يمكن للعامل الذي يرى أنه تعرض للعزل بطريقة تعسفية ،أن يطعن في
القرار المبلغ له أمام مكتب المصالحة ،2وله الحق في رف دعوى أمام القسم اإلجتماعي في
أجل ال يتجاوز 6أشهر من تاريخ تسليم محضر عدم الصلح ،وذلك تحت طائلة سقوط الحق
في رف الدعوى طبقا للمادة 696من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
وأما بالنسبة لإلجراءات المتبعة في حالة التسريح المبني على أسباب إقتصادية ،فقد
نصت المادتين 39و 31من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم ،على
الوسائل التي من شأنها التقليل من عدد التسريحات فيجب على المستخدم القيام بها قبل
اللجوء لعملية التقليص وتتمثل فيما يلي :ـ تخفيض ساعات العمل ،ـ العمل الجزئي ،3ـ
اإلحالة على التقاعد ،ـ دراسة إمكانيات تحويل المستخدمين إلى أنشطة أخرى يمكن للهيئة
المستخدمة تطويرها ،أو تحويلهم إلى مؤسسات أخرى ،وإذا لم يرغبوا في ذلك ،يستفيدون
من التعويض عن التسريح من أجل تقليص عدد المستخدمين.
وكما جاء المشرع بالمرسوم التشريعي رقم 90/06المتعلق بالحفاظ على الشغل
وحماية األجراء الذين قد يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ونظم إجراءات اللجوء إلى تقليص
عدد العمال في الفصل الثالث السيما المادة 3منه وتتمثل هذه القواعد من الناحية اإلجرائية
في إعداد مخطط إجتماعي ،التشاور م ممثلي العمال ،إعالم السلطة اإلدارية أي مفتشية
العمل وسيتم توضيح ذلك كاآلتي :
1ـ إعداد مخطط إجتماعي :عبّر عنه المشرع بالجانب اإلجتماعي كترجمة عن المصطلح
الفرنسي " ،" Plan socialويقصد به طبقا للمادة 5من المرسوم التشريعي 94/49
المذكور أعاله ،مجموعة الترتيبات والتدابير الواجب مراعاتها من قبل كل هيئة مستخدمة
ألكثر من 4أجراء فيحرر الجانب اإلجتماعي بمبادرة من صاحب العمل ويحتوي على
ثالث أنواع من التدابير ،تهدف األولى إلى تفادي حذف مناصب العمل 4بمحاولة تحسين
الوضعية اإلقتصادية والمالية للمؤسسة كخفض مداخيل العامل م اإلحتفاظ بعمله والثانية
1
ـ عمارة نعرورة ،الجديد في عالقات العمل الفردية ،المجلة القضائية ،العدد الثاني ،1007 ،قسم المستندات والنشر للمحكمة العليا ،الصفحة .610
2
ـ المادة 10من القانون رقم 96/09المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل ،المعدل بموجب القانون رقم 66/01المؤرخ في ،1001/16/61
جريدة رسمية رقم ،66سنة .1001
3
ـ المرسوم التنفيذي رقم 637/03المؤرخ في 6ديسمبر ،1003المتعلق بالعمل بالتوقيت الجزئي ،جريدة رسمية عدد ،1003 ،66إذ نصت
المادة 7منه على أنه يمكن لصاحب العمل توظيف عمال بالتوقيت الجزئي في حالة نقص حجم العمل .ويقصد به طبقا للمادة 6منه كل عمل تقل
مدته عن المدة القانونية للعمل ،دون أن تكون المدة المتفق عليها أقل من نصف المدة القانونية للعمل.
4
Gerard Couturier, droit du travail, les relations individuelles du travail. 3e Ed, presse universitaire deـ
France, Paris 1996, P251.
38
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
تهدف إلى تفادي التسريح رغم حذف المنصب كإحالة على التقاعد المسبق والثالثة ترمي
إلى إعادة تصنيف العامل في شغل آخر.1
ولقد نصت المادة 6من المرسوم التشريعي رقم 94/49المشار إليه أعاله على أنه يتم
تصور الجانب اإلجتماعي الذي توافق عليه األجهزة المؤهلة التابعة للهيئة المستخدمة على
مرحلتين متعاقبتين طبقا للمادتين 7و 8من نفس المرسوم فتشمل المرحلة األولى مجموعة
من اإلجراءات تتمثل في مراجعة مستويات األجور وتنظيم العمل ،أما المرحلة الثانية تتمثل
في عمليات إعادة توزي لألجراء المعنيين.
6ـ التشاور م ممثلي العمال :طبقا للمادة 19من المرسوم التشريعي 90/06السابق لذكر
يلزم المستخدم أو من يمثله بعرض محتوى الجانب اإلقتصادي بمجرد المصادقة عليه ،على
لجنة المشاركة ،والمنظمات النقابية التمثيلية لعمال المؤسسة في إطار إجتماعات منفصلة
تعقد خصيصا لهذا الغرض فتقوم لجنة المشاركة طبقا للمادة 06ـ6ـ من قانون 11/09
المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم بإبداء الرأي حوله خالل أجل أقصاه 16يوما من
تقديم المستخدم لعرض األسباب.
7ـ إعالم السلطة اإلدارية :يقوم صاحب العمل بإخطار مفتشية العمل بمشروع التسريح،
للتحقق من سالمة اإلجراءات.
وطبقا للمادة 16من المرسوم التشريعي 90/06السابق الذكر ،يتم إيداع نسخة من الجانب
اإلجتماعي الذي تم اإلتفاق عليه ،لدى أمانة ضبط المحكمة ومفتشية العمل المختصتين
إقليميا حتى يصبح نافذا.
وكل مستخدم يقوم بتقليص عدد العمال خرقا لهذه اإلجراءات يتعرض لعقوبة مالية،
دون المساس بحقوق العمال في إعادة إدماجهم ،طبقا لما نصت عليه المادة 166من قانون
11/09المذكور أعاله.
وبعد التعرف على اإلجراءات المتبعة إلنهاء عالقة العمل ،نستعرض اآلثار القانونية
المترتبة عليها.
بمثابة حقوق للعامل ناتجة عن نهاية الخدمة ،ويتمثالن في :الحق في الحصول على شهادة
العمل ،والحق في األجر عن مدة العمل التي تسبق اإلنهاء أما إذا تم إنهاء عالقة العمل
بطريقة غير قانونية فينشأ عن ذلك للعامل الحق في منازعة قرار اإلنهاء ،للمطالبة بإلغائه
من جهة وإعادة إدماجه في منصب عمله من جهة أخرى ،أو الحصول على تعويض مقابل
التسريح التعسفي وعليه يتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين :نتناول في المطلب األول اآلثار
المترتبة عن إنهاء عالقة العمل بصفة قانونية والمطلب الثاني نخصصه لآلثار الناجمة عن
اإلنهاء التعسفي ،وذلك على النحو التالي:
المطلب االول :اآلثار المترتبة عن إنهاء عالقة العمل بصفة قانونية
تنشأ عن عالقة العمل حقوق وإلتزامات لكال طرفي العقد 1وتظل قائمة خالل مدة
سريان عالقة العمل إلى غاية أن يطرأ أحد العوامل التي تؤدي إلى تجميدها لمدة مؤقتة ،2أو
تنهيها بصفة أبدية 3ويعتبر إنهاء عالقة العمل شرعيا متى تم وفقا لألسباب واإلجراءات
المنصوص عليها قانونا.
ولقد نصت المادة 63من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم
على ما يلي :يسلم للعامل ،عند إنتهاء عالقة العمل ،شهادة عمل تبين تاريخ التوظيف
وتاريخ إنهاء عالقة العمل وكذا المناصب التي شغلت والفترات المناسبة لها فما المقصود
من شهادة العمل ،وما هو الغرض من منحها؟ يقصد بشهادة العمل تلك الوثيقة المكتوبة التي
يسلمها المستخدم للعامل األجير عند إنتهاء عالقة العمل ومهما كان سبب اإلنهاء ،كما يمكن
أن تسلم له أثناء سريان عالقة العمل فهي حق للعامل تثبت له فترات العمل المؤدى
والمناصب التي تقلدها ،وكفاءته المهنية حتى يتمكن من البحث عن عمل أخر كما يمكن
إعتبارها وسيلة إثبات على قيام عالقة العمل السيما إذا كان عقد العمل غير مكتوب ،ومنه
نستنتج أن اإلنهاء ليس له أثرا رجعيا.
وبما أن شهادة العمل من الحقوق التي يكتسبها العامل بمناسبة أدائه للمهام الموكلة
إليه ،فيق على المستخدم واجب تقديمها عند الطلب ،فالعامل وحد الذي يقدر متى يحتاج
لشهادة العمل بمعنى أنه على العامل أن يتقدم بطلب صريح للحصول على شهادة العمل،
سواء أكان ذلك خالل سريان عقد العمل أو بمناسبة إنهائه فتقدم له هذه الشهادة مجانا بدون
مقابل مالي.
ولكن في حالة إنهاء عالقة العمل ،هل يجوز للمستخدم اإلمتناع عن تسليم شهادة
العمل إلى حين تسليم العامل ما في عهدته من وسائل العمل؟ لقد نص المشرع على أنه في
1
ـ المادة 6الفقرة 7من القانون رقم 11/09السابق الذكر.
2
ـ المادة 66من القانون رقم 11/09السابق الذكر.
3
ـ المادة 66من القانون رقم 11/09السابق الذكر.
40
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
حالة إمتناع الهيئة المستخدمة عن منح العامل شهادة العمل ،يحق لهذا األخير رف دعوى
قضائية أمام القسم اإلجتماعي ،1للمطالبة بتسليم شهادة العمل وحتى كشوفات الرواتب ،فتبت
فيها المحكمة بحكم إبتدائي ونهائي طبقا ألحكام المادة 61من قانون 96/09المتعلق بتسوية
النزاعات الفردية في العمل ،المعدل 2أما بالرجوع للقواعد العامة السيما المادة 699من
القانون المدني التي تنص على الحق في الحبس ،فإنه يمكن القول بإمكانية حبس المستخدم
لشهادة العمل مقابل تسليم ما في عهدته من وسائل سلمت له بمناسبة العمل وإن كان جانب
من الفقه المصري ال يجيز ذلك.3
وبما أن المشرع نص صراحة على أن حق العامل في المطالبة باألجر يسقط بمرور
سنة من تاريخ إستحقاقه 4وسكت عن مدة التقادم المسقط بالنسبة لحقه في الحصول على
شهادة العمل ،فإنه يسقط طبقا للقواعد العامة أي بمرور 16سنة من تاريخ إنهاء عالقة
العمل الفردية.5
وفي هذا الصدد يتبادر إلى أذهاننا ال ّتساؤل التالي :إذا كان إنهاء عالقة العمل ناتجا
عن بطالن عقد العمل ،والمعلوم طبقا للقواعد العامة السيما المادة 197من القانون المدني
بأن للبطالن أثر رجعي بحيث يعيد األطراف إلى الحالة التي كانا عليها قبل التعاقد ،وإذا
كان هذا مستحيال جاز الحكم بتعويض عادل فهل يعني ذلك أن اإلنهاء بسبب البطالن له أثر
رجعي؟ الجواب أكيد بالنفي ،فقد نصت الفقرة الثانية من المادة 176من القانون 11/09
المذكور أعاله على أنه ال يمكن أن يؤدي بطالن العمل إلى ضياع األجر المستحق عن عمل
تم أداؤه وبالتالي ال يكون لبطالن عقد العمل أثرا رجعيا.
وإذا كان اإلنهاء ناتجا عن وفاة العامل بسبب حادث عمل أو مرض مهني ،فإن آثار
عالقة العمل المادية المترتبة عنها والمتمثلة في منحة الوفاة فتدف لذوي الحقوق 6وطبقا
للمادة 66من قانون رقم 17/67المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية ،المعدل
والمتمم ،فإنه ال يمكن الجم بين هذه المنحة ومنحة الوفاة التي تدف من باب التأمينات
اإلجتماعية.7
وبالنسبة لآلثار المترتبة على إنهاء عالقة العمل ألسباب إقتصادية ،فقد نصت المادة
66مرسوم تشريعي 94/49المتضمن الحفاظ على الشغل وحماية الجراء الذين يفقدون
عملهم بصفة ال إرادية ،على أنه يخول األجير الذي هو محل تسريح ،في إطار التقليص من
1
ـ المادة 69من قانون 96/09السابق الذكر ،والمادة 699من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
2
ـ قانون رقم 66/01المؤرخ في 61ديسمبر ،1001جريدة رسمية عدد .1001 ،66
3
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .666
4
ـ المادة 716من القانون المدني.
5
ـ المادة 796من القانون المدني.
6
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .769
7
ـ المادة 63من القانون رقم 11 /67المؤرخ في 6يوليو 1067المتعلق بالتأمينات اإلجتماعية ،المعدل والمتمم ،السالف الذكر.
41
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
عدد العمال والذي يقبل اإلستفادة من نظام التأمين على البطالة ،الحق في تعويض يساوي
أجر ثالثة أشهر يتحمل دفعها المستخدم عند التسريح ويستفيد من أداءات التأمين عن البطالة
بعد شهرين من تاريخ تسريحه كما نصت الفقرة 3من المادة 64من القانون 11/49
المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم على أنه يمن على أي مستخدم قام بتقليص عدد
المستخدمين اللجوء في أماكن العمل نفسها إلى توظيفات جديدة في األصناف المهنية المعنية
بالتقليص فالمن ال يمس إال مكان العمل أي المنصب الذي وق فيه التقليص ،وعلى خالف
المشرع الفرنسي الذي حدد مدة هذا المن بستة أشهر من تاريخ اللجوء لتقليص عدد العمال،
فإن المشرع الجزائري سكت عنها 1فهل يعد هذا المن مؤبدا أم مؤقتا؟ الراجح أن يكون
مؤقتا فقد تتحسن الوضعية اإلقتصادية والمالية للهيئة المستخدمة ،فكان على المشرع
الجزائري أسوة بنظيره الفرنسي أن يحدد مدة لهذا المن .
ولقد إعتبرت المحكمة العليا في قرارها رقم 999479المؤرخ في 9999/94/19
بأن لجوء الهيئة المستخدمة إلى توظيفات جديدة دون إعطاء األسبقية للعمال الذين شملتهم
عملية التقليص ،يعتبر مخالفة ألحكام المادة 64المذكورة أعاله.2
وأما إذا كان سبب اإلنهاء راج إلى ظرف طارئ أدى إلى إستحالة التنفيذ مثل
توقيف نشاط المؤسسة إلنعدام المادة األولية ،يالحظ بأن الفقه ميز بين حالتين مختلفتين:
الحالة األولى إذا كان الظرف الطارئ من الحوادث المنتظرة نتيجة لطبيعة النشاط،
كإحتراق المعمل الذي ينتج الكبريت ،فإن صاحب العمل يكون ملزم في هذه الوضعية
بتعويض العامل عن الضرر الالحق به من جراء فقدان منصبه أما إذا كان الحادث من
المسائل غير المتوقعة وهي الحالة الثانية ،كأن يصدر قرار بنزع ملكية األرض المشيد
عليها المصن للمنفعة العامة ،فال يكون صاحب العمل ملزما بالتعويض.3
ويستخلص مما سبق أن إنهاء عالقة العمل الفردية بصفة قانونية ،يرتب للعامل الحق
في الحصول على شهادة العمل ،واألجر المترتب عن فترة العمل التي تسبق اإلنهاء،
باإلضافة إلى الحق في التعويض إذا كان المستخدم هو من بادر بإنهاء العالقة دون أن
يرتكب العامل أي خطأ وأشار تيار من الفقه إلى أنه إذا كان اإلنهاء ناتجا عن الذهاب
اإلرادي للعامل فإنه ال يستفيد من نظام الضمان اإلجتماعي 4غير أنه يطرح السؤال التالي:
هل بإنهاء عقد العمل يتحلل العامل من جمي اإللتزامات؟ من المقرر قانونا أن إنتهاء عالقة
العمل يترتب عليها إنتهاء عنصر التبعية ،لكن يبقى العامل ملزما بالمحافظة على السر
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .06
2
ـ المجلة القضائية ،العدد األول ،6997 ،الصفحة .616
3
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .763
4
Amoura Amar, op. cit., p. 74 : « Mais à la différence de la compression d’effectifs, les salariés quiـ
optent pour le départ volontaire sont exclus du système de sécurité sociale. ».
42
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
المهني ،وكما يلتزم بعدم منافسة الهيئة المستخدمة السيما إذا كانت هذه األخيرة قد إشترطت
عليه ذلك صراحة في العقد.
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة عن اإلنهاء التعسفي لعالقة العمل .
قبل التطرق لآلثار المترتبة على اإلنهاء التعسفي ،البد أوال من تعريفه ،فما هو إذن
اإلنهاء التعسفي؟ نصت المادة 37ـ 7من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل على أن
كل تسريح فردي ،يتم خرقا ألحكام هذا القانون ،يعتبر تعسفيا وعلى المستخدم أن يثبت
العكس .وبالرجوع للمادة 166مكرر من القانون المدني ،1نجدها تنص على ما يلي :يشكل
اإلستعمال التعسفي للحق خطأ السيما في الحاالت اآلتية :ـ إذا وق بقصد اإلضرار بالغير .ـ
إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة بالنسبة إلى الضرر الناشئ للغير .ـ إذا كان الغرض
منه الحصول على فائدة غير مشروعة.
ومن خالل إستقراء النصين ،يالحظ أن إستعمال المستخدم لحقه في اإلنهاء بطريقة
تعسفية يؤدي إلى أحقية العامل في الحصول على تعويض ،وهو األمر الذي يشترك فيه
قانون العمل م القانون المدني إال أن وجه اإلختالف يبدو جليا في أن إستعمال الحق إلنهاء
عالقة العمل في قانون العمل يشترط وجود مبرر قانوني حتى ال يعد تعسفيا ،2ولو كانت
الفائدة المرجوة منه قليلة بالنظر للضرر الالحق بالعامل فال يلزم بتعويضه فالمستخدم متى
تحقق لديه سبب من األسباب الواردة في المادة 66من قانون 11/09المذكور أعاله،
إلنهاء عالقة العمل الفردية ،ال تترتب عليه أية مسؤولية تجاه العامل.
وأما بالرجوع للفقه فقد ع ّرف التسريح التعسفي بأنه التسريح الذي يؤسس على خطأ
خارج عن النطاق القانوني ،3أو خطأ داخل ضمن هذا النطاق لكن لم يثبت إرتكابه من
طرف العامل 4وعليه يمكن أن نعرف اإلنهاء التعسفي بأنه ناتج عن إستعمال المستخدم لحقه
في إنهاء عالقة العمل بشكل مخالف للقانون.
وتعتبر كأسباب غير مشروعة إلنهاء عالقة العمل الفردية ،كل تسريح بسبب اللون
أو الجنس أو الحالة اإلجتماعية أو العائلية للعامل ،أو بسبب الدين أو الرأي السياسي ،أو
إلنتساب العامل إلى منظمة نقابية في إطار القانون ،أو نتيجة تقديم العامل شكوى ضد
1
ـ أدرجت بموجب قانون رقم 19/96المؤرخ في 69يونيو 6996المعدل والمتمم للقانون المدني ،جريدة رسمية مؤرخة في ،6996/96/66
العدد .66
2
ـ محمد حسين منصور ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
3
ـ المادة 37من القانون رقم 11/09المعدلة بموجب المادة 6من القانون رقم .60/01
4
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .696
43
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
صاحب العمل طبقا للقانون ،أو بسبب إستعمال العامل لحقه القانوني في العطل والغيابات
المبررة ،أو نتيجة توقي الحجز على مستحقات العامل من طرف صاحب العمل.1
ومن ثمة إذا إتضح للعامل األجير أن تسريحه وق بطريقة غير قانونية ،جاز له رف
دعوى قضائية أمام القسم اإلجتماعي ،2وذلك بعد إستيفاء إجراءات التسوية الودية تطبيقا
لنص المادة 10من قانون 96/09المتعلق بتسوية النزاعات الفردية في العمل إذ ال بد من
أن ترفق العريضة اإلفتتاحية للدعوى بنسخة من محضر عدم المصالحة الذي يعد قيدا على
رف الدعوى 3ويجب أن ترف الدعوى في أجل ال يتجاوز ستة أشهر من تاريخ تسليم
محضر عدم الصلح ،وذلك تحت طائلة سقوط الحق في رف الدعوى 4ويرى بعض الفقه أن
الهدف من تحديد اآلجال هو وض حد لتعسف العمال في إستعمال حقهم في المطالبة
بالتعويض ،وتجنب تضخيم مبالغ التعويض بما يكلف المؤسسات أعباء مالية تفوق قدرتها
في بعض األحيان وتؤثر سلبا على اإلقتصاد الوطني بصفة عامة.5
ومن خالل صياغة المادة 696السالفة الذكر فإنه يتضح بأن العامل الذي يتقاعس
في رف دعواه خالل مهلة 6أشهر من تاريخ تحصله على محضر عدم الصلح ،فيترتب
عليه كجزاء سقوط حقه في رف الدعوى ،ويكون الحكم الصادر فيها طبقا لنص المادة 63
من ذات القانون بعدم القبول.
وتحدد أول جلسة في أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ رف الدعوى ،ويجب
على القاضي أن يفصل فيها في أقرب اآلجال وهو ما نصت عليه المادة 76من قانون
96/09السابق الذكر ،وأكدته المادة 696من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وينظر
القاضي اإلجتماعي في موضوع إنهاء عالقة العمل الفردية إلى سبب اإلنهاء ،ومدى مراعاة
اإلجراءات المستلزمة في هذا الصدد وبينت المحكمة العليا في هذا المنوال من خالل
قرارها رقم 766661المؤرخ في 6996/16/96بأن القاضي ملزم بمناقشة الخطأ الوارد
في قرار التسريح وال يجوز له إستبداله بخطأ أخر.6
1
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .666
Amoura Amar, op. cit., p.76.ـ
2
ـ المادة 76من القانون رقم 96/09والمادة 699من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
3
ـ المادة 73من القانون رقم .96/09
4
ـ المادة 696من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
5
ـ أحمد علي محمد صالح ،شرح أحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الكتاب الثاني :اإلجراءات الخاصة بكل جهة قضائية ،نشرة القضاة،
العدد ،66الجزء األول ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،6990 ،الصفحة .773
6
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد الثاني ،6996 ،الصفحة .607
44
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
ولقد نصت المادة 37ـ 6من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل 1المعدل و
المتمم في هذا المنوال على ما يلي :
ـ إذا وق تسريح العامل مخالفة لإلجراءات القانونية و/أو اإلتفاقية الملزمة ،تلغي المحكمة
المختصة إبتدائيا ونهائيا قرار التسريح بسبب عدم إحترام اإلجراءات ،وتلزم المستخدم
بالقيام باإلجراء المعمول به ،وتمنح العامل تعويضا ماليا على نفقة المستخدم ،ال يقل عن
األجر الذي يتقضاه كما لو إستمر في عمله.
ـ وإذا حدث تسريح العامل خرقا ألحكام المادة 37أعاله ،يعتبر تعسفيا.
ـ تفصل المحكمة المختصة إبتدائيا ونهائيا إما بإعادة إدماج العامل في المؤسسة م اإلحتفاظ
بإمتيازاته المكتسبة أو في حالة رفض أحد الطرفين يمنح العامل تعويضا ماليا ال يقل عن
األجر الذي يتقاضاه العامل عن مدة ستة أشهر من العمل ،دون اإلخالل بالتعويضات
المحتملة.
ـ يكون الحكم الصادر في هذا المجال قابال للطعن بالنقض.
ومن خالل إستقراء المادة المذكورة أعاله يمكن إستخالص أن التسريح الواق مخالفة
لإلجراءات القانونية و/أو اإلتفاقية اإللزامية ،يقصد به التسريح المخالف لإلجراءات التي
يتوجب على المستخدم إتباعها مثال إجراءات التسريح ألسباب إقتصادية المنصوص عليها
في المرسوم التشريعي 90/06السابق الذكر ،أو إجراءات اإلحالة على التقاعد 2بمعنى غير
تلك اإلجراءات التأديبية للتسريح في حالة إرتكاب خطأ جسيم ،والتي ال يجوز تصحيحها ،إذ
يجوز للمستخدم إنهاء عالقة العمل لمدة غير محدودة بعد إخطار العامل المعني كتابة وفي
الوقت المناسب لظروف العامل ،والهدف من اإلخطار هو عدم مفاجأة العامل بفقده لمنصب
عمله ومنحه فرصة للدفاع عن نفسه 3كما أنه ال يجوز للمستخدم توجيه اإلخطار خالل
عطلة العامل القانونية ،4وتحسب مهلة اإلخطار ضمن فترات العمل.5
وعليه إذا تبث للمحكمة أن التسريح جاء بصفة مخالفة لإلجراءات ،قضت بإلغاء
قرار التسريح م التعويض المالي ال يقل عن األجر الذي كان سيتقاضاه العامل لو إستمر
في عمله ،ويشمل الفترة الممتدة بين قرار التسريح والحكم القضائي بمعنى إرجاع األطراف
1
ـ معدلة بالمادة 0من األمر رقم .61/06
2
ـ المادة 19المعدلة من قانون 16/67المتعلق بالتقاعد ،المعدل والمتمم ،السابق الذكر.
3
Amoura Amar, op. cit., p. 76 : « L’employeur qui envisage de licencier un salarié doit préalablementـ
le convoquer pour un entretien. La convocation doit être faite par lettre recommandée ou remise en
main propre contre décharge. celle-ci doit mentionner l’objet, la date, l’heure, le lieu de l’entretien, et la
possibilité pour le travailleur de se faire assister. ».
4
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .666
5
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .667
45
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
إلى الحالة التي كانا عليها قبل التسريح ،فيرج العامل إلى منصبه وكأن عقد العمل لم
ينقط ،ويرى الفقه بأن التعويض المالي ما هو إال حيلة إبتدعها المشرع حتى ال يتناقض
ومقتضيات المادتين 67و 69من قانون 11/09المعدل و المتمم السابق الذكر بإعتبار أن
األجر هو مقابل العمل المؤدى.1
وكما نصت المادة 37ـ 6من قانون 11/09المعدل و المتمم السابق الذكر على
إحتفاظ العامل باإلمتيازات المكتسبة ،وهي حسبما ع ّرفها اإلجتهاد القضائي الفرنسي تتمثل
في مجموعة اإلمتيازات الفردية والجماعية المنصوص عليها إما في القانون أو النظام
الداخلي للمؤسسة أو في عقد العمل ،أو في اإلتفاقيات الجماعية ،ومنها مثال إستعمال سيارة
المصلحة ،اإلستفادة من سكن وظيفي 2ويرى جانب من الفقه أنه ال يمكن للقاضي أن يمنح
من تلقاء نفسه هذه اإلمتيازات ،حتى ولو كان منصوص عليها قانونا ،بل يجب تعدادها
والمطالبة بها ،ألن القاضي ملزم بالبت في حدود الطلب القضائي وال يحق له أن يحل محل
األطراف للتعبير عن طلباتهم أما في حالة رفض أحد الطرفين لإلدماج ،فيجب أن يعبر عنه
أثناء سير الدعوى عن طريق الطلب المقابل ،فيمنح القاضي للعامل تعويضا ماليا ال يقل عن
األجر ستة أشهر من العمل ،ولو كان الطلب المقدم له أقل من ذلك ،فيبقى القاضي ملزما
بإحترام هذا الحد األدنى وبما أن المشرع لم يض له الحد األقصى للتعويض فللمحكمة أن
تأخذ بعين اإلعتبار أقدمية العامل وسنه عند تقديره.3
وبالنسبة لإلجتهاد القضائي فقد قضت المحكمة العليا في قرارها رقم 100606
مؤرخ 6999/19/19بأن إلغاء قرار التسريح المعتبر تعسفيا واألمر بإعادة إدماج العامل
يتعين معه على المحكمة التصريح باإلحتفاظ بالحقوق المكتسبة ،وأما في حالة رفض أحد
الطرفين إعادة اإلدماج تقضي بتعويض مالي ال يقل عن األجر الذي يتقاضاه العامل عن
مدة ستة أشهر من العمل ،دون اإلخالل بالتعويضات المحتملة 4وأكدت ذلك أيضا من خالل
قرارها رقم 763100المؤرخ في .56996/96/91
وعليه فإنه من اآلثار المترتبة عن إنهاء عالقة العمل ،سواء أتمت بطرية قانونية أو
تعسفية ،حق العامل في الحصول على شهادة العمل عن كل المدة التي قضاها في المؤسسة
المستخدمة طبقا للمادة 63من قانون 11/09المتعلق بعالقات العمل المعدل و المتمم ،م
1
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .613
2
ـ عبد السالم ذيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .661
3
ـ عبد السالم ذيب ،الحلول القضائية للمشاكل المترتبة عن تطبيق نص المادة 6/37من قانون رقم ،11/09المجلة القضائية عدد ،6991 ،6
الصفحتين 66و.60
4
ـ المجلة القضائية ،العدد األول ،6991 ،قسم الوثائق ،الصفحة .166
5
ـ مجلة المحكمة العليا ،العدد األول ،6996 ،الصفحة .663
46
الفصــل الثانـــي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنهـــاء عالقــة العمــل الفرديــة
الحصول على األجر عن المدة التي عمل فيها قبل اإلنهاء طبقا للمادة 69من نفس القانون
1
باإلضافة إلى الحق في التعويض عن الضرر الالحق به جراء فقد منصبه بدون خطأ
وأما إذا كان اإلنهاء واقعا خالل فترة التجربة ،فقد نصت المادة 69من قانون
11/09السالف الذكر على أنه يجوز ألحد الطرفين أن يفسخ في أي وقت عالقة العمل
خالل المدة التجريبية دون تعويض ،ومن غير إشعار مسبق فلكل من المستخدم والعامل
السلطة المطلقة في وض نهاية للعقد خالل فترة التجربة دون إعطاء أي مبرر ،2وال يترتب
عليه للعامل الحق في التعويض.
وفي األخير يمكن طرح اإلشكال التالي ،بحيث يمكن أن يتوافر لدى العامل خالل
مهلة اإلخطار بإنهاء عالقة العمل سبب من أسباب تعليق عالقة العمل كالمرض مثال ،فما
مصير اإلخطار باإلنهاء؟ وبمعنى أخر هل يجوز للمستخدم إنهاء عالقة العمل خالل فترة
تعليقها؟ الراجح أنه يحق لصاحب العمل قط عالقة العمل في أي وقت إذا كان له السبب
قانوني ،أما عند إنعدام ذلك السبب فيعتبر إنهاءا تعسفيا موجبا للتعويض 3وإن كان من
المفروض أنه ال يجوز للمستخدم فصل العامل خالل فترة التعليق ،بإعتبار أن جمي
اإللتزامات المترتبة على عالقة العمل مجمدة بما فيها السلطة التأديبية للمستخدم ،فهل يجوز
للعامل رف دعوى واإلستناد إلى توافر حالة التعليق من أجل إلغاء قرار التسريح والمطالبة
بالرجوع لمنصبه؟ أي هل يمكن للقاضي إلغاء وضعية اإلنهاء والتصريح بحالة التعليق؟
لإلجابة على هذا السؤال يالحظ أنه ال يوجد ما يمن العامل من منازعة المستخدم،
وإذا تمكن العامل من إثبات تعسف صاحب العمل في إنهاء عالقة العمل ،طبق القاضي
عليه أحكام المادة 37ـ 6من قانون 11/09المعدل و المتمم السابق الذكر .أما الفقه
المصري فيرى أنه ال يمكن للعامل رف مثل هذه الدعوى.4
وبالتالي يستخلص مما سبق أن المشرع أراد حماية العامل من تعسف صاحب العمل
بمناسبة ممارسته للسلطة التأديبية ،وذلك عندما أخض سلطة المستخدم في إنهاء عالقة
العمل إلى رقابة المحكمة ،والتي تنصب حول مراقبة مدى إحترام صاحب العمل
لإلجراءات الشكلية والموضوعية.
1
ـ سليمان أحمية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .766
2
ـ عبد السالم ذيب ،قانون العمل الجزائري والتحوالت اإلقتصادية ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .66
3
ـ مصطفى كامل منيب ،المبادئ القانونية في مواد عقد العمل ،دار الفكر العربي ،الطبعة األول ،خال من سنة النشر ،الصفحة .666
4
ـ مصطفى كامل منيب ،المرج السابق الذكر ،الصفحة .706
47
الخاتمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
الخاتمـــــــة.
من خالل دراستي لموضوع تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية توصلت إلي إدراك
مدى أهمية عالقة العمل الفردية بالنسبة للعامل من جهة ،ولإلقتصاد الوطني من جهة
أخرى ،بحيث حظيت بإهتمام كبير من طرف المشرع الجزائري الذي عمد إلى إصدار عدة
نصوص قانونية في هذا المجال ،وذلك حرصا منه على الحفاظ على مناصب الشغل وحماية
العمال األجراء من تعسف المستخدمين .وإن كانت كثرة هذه النصوص والتعديالت التي
عرفتها السيما في اآلونة األخيرة ،فإن ما يعاب عليها كونها مبعثرة وغير مدرجة في قانون
واحد ،مما يصعب على القاضي بصفة خاصة ورجل القانون بصفة عامة اإلطالع عليها
والتنسيق فيما ،بينها سواء من أجل تطبيقها أو دراستها .هذا األمر الذي دفع بالمعهد الوطني
للعمل إلى محاولة جمع البعض من هذه النصوص التشريعية والتنظيمية وإصدارها ضمن
مرجع واحد تحت عنوان قانون العمل ،والبعض اآلخر ضمن مرجع يحمل عنوان قانون
الضمان اإلجتماعي.
وخالصة القول فإن قانون العمل ينظم عالقة العمل الفردية التي تنشأ بين شخصين،
أحدهما يدعى العامل األجير الذي يؤدي عمال يدويا أو فكريا مقابل مرتب لحساب الطرف
اآلخر يسمى المستخدم .وكقاعدة عامة يبرم عقد العمل لمدة غير محدودة وفي حاالت
إستثنائية يمكن أن يكون محدد المدة ،فتظل هذه العالقة قائمة وترتب حقوقا وإلتزامات بين
الطرفين إلى غاية أن تطرأ عليها بعض األسباب تودي إلى وقفها إما بصفة مؤقتة فتعلق
عالقة العمل ،وإما أن تكون سببا في قطعها بصفة نهائية.
ويالحظ أنه في بعض الحاالت يمكن أن يكون السبب الذي يؤدي إلى تعليق عالقة
العمل سببا في إنهائها ،مثال فممارسة الحق في اإلضراب ،إذا كانت قد تمت بصفة شرعية
فإنها تؤدي إلى تعليق عالقة العمل ،في حين أنه إذا كانت هذه الممارسة غير شرعية فإنها
تعد بمثابة خطأ جسيما موجبا للعزل ،ومن تم إنهاء عالقة العمل .ونفس الشيء بالنسبة
لصدور قرار تأديبي يعلق عالقة العمل ،فإن ثبت للمستخدم أن العامل إرتكب خطأ جسيما
ينجر عنه التسريح فإن عالقة العمل تنتهي بعد إستفاء اإلجراءات الواجب إتباعها حتى ال
49
الخاتمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
يعتبر متعسفا في إستعمال حقه .والحال كذلك في حالة صدور عقوبة سالبة للحرية ضد
العامل ولم يكن الحكم القضائي قد أصبح نهائيا ،فإن عالقة العمل تعلق خالل هذه الفترة،
فإن ألغي الحكم نتيجة ظهور براءته وأفرج عنه ،جاز له إستئناف عمله .أما إن أصبح
نهائيا إما بالتأييد أو بمرور مواعيد الطعن فتنتهي عالقة العمل .فاإلرتباط بين التعليق
واإلنهاء جلي وواضح ،إذا في كال الوضعين يصعب على العامل تنفيذ إلتزامه المتعلق بآداء
العمل المتفق عليه ،فتكون إستحالة نسبية في حالة التعليق وإستحالة مطلقة في حالة اإلنهاء.
ونظرا لآلثار التي تترتب على كل من وضعيتي التعليق وإنهاء عالقة العمل
والنزاعات التي قد تثور بمناسبتها ،فإن القانون رقم 11/09المتعلق بعالقات العمل قد
أشار إليها ونظمها ضمن المواد من 46إلى غاية 46منه .إال أنه من خالل دراسة تلك
المواد يمكن أن يأخذ عليها ما يلي:
ـ فقد خصص لموضوع تعليق عالقة العمل المادتين 46و 46من قانون 11/09السالف
الذكر ،وهي قليلة جيدا بالنظر ألهمية هذا الموضوع.
ـ ولم يتطرق المشرع إلى إعطاء مفهوم لتعليق وإنهاء عالقة العمل ،وإكتفى بتعداد األسباب
المؤدية لها ،دون أن يبين ما إذا كانت واردة على سبيل المثال أم الحصر .كما لم يبين
اإلجراءات المتبعة في ذلك.
ـ وكما أن عالقة العمل يمكن أن تشتمل على فترة التجربة ،وبما أن للمادة 10من قانون
11/09السالف الذكر تمنح العامل خالل هذه الفترة نفس الحقوق التي يتمتع بها العمال
الذين يشغلون مناصب عمل مماثلة فهل هناك إمكانية لتعليق عالقة العمل خالل هذه الفترة؟
ـ باإلضافة إلى أنه لم يبين وضعية تعليق في عقود العمل محددة المدة ،واآلثار المترتبة في
حالة زوال سبب التعليق بعد إنقضاء مدة العقد.
ـ وبالرجوع لألسباب المؤدية لتعليق عالقة العمل ،يالحظ أنه أن المشرع كان في ظل
القانون القديم السيما المادة 25من القانون رقم 60/25المتعلق بعالقات العمل الفردية،
50
الخاتمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
والتي كانت تنص صراحة على شروط وكيفيات الوضع في اإلستيداع ،إال أنه أغفل ذلك في
القانون رقم 11/09المتعلق بعالقات العمل ،المعدل والمتمم.
ـ ولم يعالج وضعية تعليق عالقة العمل بسبب المرض الذي يفقد العامل قدراته الجسدية
والعقلية ،هل يظل محتفظا بنفس المنصب األصلي أم يمكن إدراجه في منصب أقل .أم يمكن
إعتباره كسبب إلنهاء عالقة العمل لعدم كفاءة العامل؟
ـ كما يالحظ أن المشرع لم يحدد مدة معينة لممارسة العامل الحق في الرجوع لمنصبه بعد
زوال سبب التعليق ،بإستثناء وضعية الخدمة الوطنية التي حددها في نص المادة 118من
األمر رقم 191/46المتضمن قانون الخدمة الوطنية بثالثة أشهر من تاريخ التسريح
الفعلي.
ـ ولم يقم بتوضيح مصير اإلستقالة في حالة رفضها من طرف المستخدم ،أي هل يشترط
إلعتبارها سببا إلنهاء عالقة العمل أن يتم قبولها من قبل صاحب العمل .كان على المشرع
التدخل والنص صراحة على أن اإلستقالة الواردة ضمن اإلجراءات تعد سببا إلنتهاء عالقة
العمل فور إنتهاء مدة اإلشعار المسبق دون حاجة لموافقة المستخدم عليها.
ـ وفي حالة التسريح ألسباب إقتصادية جعل من بين الحقوق المترتبة عليها منع المستخدم
من التوظيف لم ينص على مدة محددة لمنع المستخدم من إبرام عقود عمل في أماكن العمل
المعنية بالتقليص ،وفيما إن كانت األولية في التشغيل تمنح للعمال المسرحين .كما بينت ذلك
المحكمة العليا من خالل قرارها رقم 565206المؤرخ في 5666/62/25السالف الذكر.
ـ ولم يبين ما إذا يمكن إعتبار القوة القاهرة كسبب لتعليق أو إلنهاء عالقة العمل .بإعتبار أن
عالقة العمل تنشأ بموجب عقد وبالرجوع للقواعد العامة التي تسري على العقود فإن القوة
القاهرة تجعل تنفيذ اإللتزامات مستحيال وعليه توجب الفسخ بقوة القانون ومعنى ذلك أن
زوال عقد العمل يؤدي إلى إنقضاء عالقة العمل وعليه يمكن إعتبارها كسبب لإلنهاء ال
التعليق.
51
الخاتمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
ـ و لم يوضح ما إذا كان يجوز إنهاء عالقة العمل خالل فترة التعليق وما هي اآلثار المترتبة
عليها؟
ومما سبق يمكن تقديم اإلقتراحات التالية :يستحسن تقديم تعريف لتعليق وإنهاء عالقة
العمل على النحو التالي :يقصد بالتعليق التوقيف المؤقت لعالقة العمل ينجم عنه تجميد
الحقوق واإللتزامات المترتبة عليها ،أما اإلنهاء فهو قطع عالقة العمل أي وضع حدا
للحقوق واإللتزامات المترتبة عليها.
وكما يستحسن إدراج مواد أكثر بالنسبة لتعليق عالقة العمل ،وأن ينص بوضوح
على أن حاالت التعليق واإلنهاء واردة على سبيل المثال ال الحصر ،وبالتالي يمكن إدراج
القوة القاهرة ضمنها.
ويتوجب أيضا تكريس إجتهادات المحكمة العليا ضمن النصوص القانونية ،السيما
تلك المتعلقة بإمكانية إلتحاق العامل بمنصب عمل أقل ،في حالة ما إذا أدى المرض الذي
كان سببا في توقيف عالقة العمل ،إلى عجز يحول دون إدراجه بمنصبه األصلي .وأن
ينص صراحة على منح العمال المسرحين بسبب التقليص ألسباب إقتصادية الحق في
األولوية في حالة قيام الهيئة المستخدمة بالتوظيفات الجديدة.
وعلى المشرع التدخل أيضا لسد الفراغ حول مسألة اإلستداع من خالل ذكر الحاالت
واإلجراءات المتبعة فيها كما كان عليه الحال في القانون السابق ،ويبين بأنه يعتبر العامل
تركا لمنصبه إذا وجه له المستخدم دعوة لإللتحاق بمنصبه ثالث مرات وبدون جدوى.
وكذا بالنسبة لتعليق عقود لعمل المحددة المدة ،بحيث يستحسن أن ينص على أن
للعامل الحق في إستعادة منصبه بعد إنقضاء فترة التعليق مادامت مدة العقد لم تنتهي بعد.
وأن يضع قاعدة قانونية صريحة تمنع المستخدم من إنهاء عالقة العمل خالل فترات
التعليق .مع تحديد مدة سقوط حق العمل في إعادة إدراجه بمنصبه األصلي بعد إنقضاء فترة
التعليق ،حتى يضمن إستقرار المراكز القانونية.
52
الخاتمــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
وبالنسبة للمادة 696من قانون اإلجراءات المدنية واإلدراية ،والتي تنص على
سقوط حق العامل في رفع الدعوى إذا لم ترفع خالل 4أشهر الموالية لتحرير محضر عدم
الصلح ،فكان على المشرع أن ينص صراحة على أن هذا الميعاد ينقطع بوجود مبرر
شرعي أسوة بالمادة 114من القانون المدني كحالة القوة القاهرة ،أو أن ترفع الدعوى أمام
محكمة غير مختصة سواء نوعيا أو محليا ،أو أن يعتبر هذا الميعاد مسقط لفعالية محضر
عدم الصلح دون الحق في رفع الدعوى ،بحيث يتيح الفرصة أمام العامل للحصول على
محضر عدم الصلح من جديد حتى يتمكن من إعادة مباشرة الدعوى ،طالما لم يسقط بعد
حقه الموضوعي.
وفي األخير وعلى ضوء ما تم إستعراضه ،فإنه يمكن باإلضافة إلى التعويض الذي
يحصل عليه العامل ،أن نقترح توقيع عقوبات جزائية وردعية على المستخدم الذي يرفض
تعليق عالقة العمل رغم توافر أسبابها ،لحرمان العامل من حقه في العودة لمنصبه بعد
إنقضاء فترة التعليق ،وكذا على كل من يحاول إنهاء عالقة العمل بصفة تعسفية.
53
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
قائمــــة المراجــــع:
النصوص القانونية:
61
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
62
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
63
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
ـ أحمد شوقي محمد عبد الرحمن ،الخطأ الجسيم للعامل وأثره على حقوقه الواردة في قانون
العمل ،توزيع دار الفكر العربي.9171 ،
ـ حسين عبد اللطيف حمدان ،قانون العمل ،دراسة مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت ،لبنان.3117 ،
ـ عبد السالم ذيب ،قانون العمل الجزائري والتحوالت اإلقتصادية ،دار القصبة للنشر،
الجزائر.3112 ،
ـ عبد السالم ذيب ،عقد العمل المحدد المدة ،نشرة القضاة العدد ،57مديرية الدراسات
القانونية والوثائق ،الديوان الوطني لألشغال التربوية.3116 ،
ـ عبد السالم ذيب ،الحلول القضائية للمشاكل المترتبة عن تطبيق نص المادة 3/72من
قانون رقم ،99/11المجلة القضائية عدد ،3119 ،3قسم الوثائق المحكمة العليا.3113 ،
ـ علي محمد صالح ،شرح أحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الكتاب الثاني:
اإلجراءات الخاصة بكل جهة قضائية ،نشرة القضاة ،العدد ،63الجزء األول ،الديوان
الوطني لألشغال التربوية ،3111 ،الصفحة 231إلى .251
ـ عمارة نعرورة ،الجديد في عالقات العمل الفردية ،المجلة القضائية ،العدد الثاني،9112 ،
قسم المستندات والنشر للمحكمة العليا.
ـ سليمان أحمية ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،عالقة العمل
الفردية ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،6664 ،وطبعة .8228
ـ سليمان أحمية ،آليات تسوية منازعات العمل والضمان اإلجتماعي في القانون الجزائري،
ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة .3112 ،3
ـ سعيد طربيت ،سلطة المستخدم في تسريح العمال تأديبيا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن
عكنون ،الجزائر.3119 ،
64
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
ـ قدرى عبد الفتاح الشهاوى ،موسوعة قانون العمل ـ القانون رقم 93لسنة :3112
التعاريف واألحكام ،عالقات العمل الفردية ،تنظيم تشغيل المصرين في الداخل والخارج،
تنظيم عمل األجانب ،عقد العمل الفردي ،األجور ،اإلجازات ،واجبات العمال ومساءلتهم،
التحقيق مع العمال ،تنظيم العمل وساعاته وفترات الراحة ،تشغيل النساء واألطفال ،إنقضاء
عالقة العمل ،التدريب والتوجيه المهني وتنظيماته وقياس مستوى المهارة وترخيص مزاولة
الحرف ،منازعات العمل الجماعية ،مواقع العمل واإلنشاء والتراخيص ،السالمة والصحة
المهنية وتأمين بيئة العمل ،الخدمات اإلجتماعية والصحية ،أجهزة البحث والدراسات
واألجهزة اإلستشارية ،العقوبات ،تشريعاـ فقهاـ قضاءاـ تطبيقاـ صياغةـ أحكاماـ تحليال،
توزيع المعارف ،اإلسكندرية ،مصر.3112 ،
ـ راشد راشد ،شرح عالقات العمل الفردية والجماعية في ضوء التشريع الجزائري ،الديوان
الوطني للمطبوعات الجامعية.9119،
ـ نبيلة الزين ،قضايا العمل ،إجتهادات ،نزاعات عمل فردية ـ نزاعات عمل جماعية،
نصوص قانونية أساسية مع آخر تعديالتها ،مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان،
الطبعة 9113 ،9
ـ نبيلة زين ،قضايا العمل ،9113/9113مؤسسة جواد للطباعة والتصدير ،بيروت ،لبنان،
الطبعة.9113 ،9
65
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
المحاضــــــــــــــــرات:
ـ أبركان جميلة ،محاضرات حول اإلفالس والتسوية القضائية ،ألقيت على الطلبة القضاة
بالمدرسة العليا للقضاء ،السنة الثانية ،الدفعة ،93السنة الدراسية ،3111/3113غير
منشورة.
المذكـــــــــــــــــــــرات:
ـ بوزيداوي الخثير ،الخطأ المهني الجسيم وأثره على عالقة العمل ،مذكرة التخرج لنيل
إجازة المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة الرابعة عشر.3116/3112 ،
ـ صالحي أحمد ،سلطة المستخدم في تعديل بنود عقد العمل ،مذكرة التخرج لنيل إجازة
المدرسة العليا للقضاء ،الدفعة .3116/3112 ،93
المراجع باللغة الفرنسية:
- Amoura Amar, Droit du travail et droit social, guide pratique, el
maarifa éditions, 2002.
ـ المجلة القضائية ،العدد األول ،قسم الوثائق للمحكمة العليا ،الجزائر.8223 ،
ـ نشرة القضاة ،العدد ،27مديرية الدراسات القانونية والوثائق ،الديوان الوطني لألشغال
التربوية ،الجزائر.8229 ،
مواقع اآلنترنات:
www. Joradp.dzـ
www. Courdecassation.frـ
66
الفهــــرس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليق وإنهاء عالقة العمل الفردية
الفهــــــــــــــــرس:
مقدمـــــــــــة .............................................................................ص.10
الخطة.....................................................................................ص.10
المبحث الثاني :اآلثار القانونية المترتبة على تعليق عالقة العمل الفردية………….ص.01
المطلب األول :اآلثار القانونية خالل فترة تعليق عالقة العمل الفردية…………….ص.01
المطلب الثاني :اآلثار المترتبة بعد انقضاء فترة تعليق عالقة العمل الفردية……….ص.50
المراجع.................................................................................ص.10
الفهرس.................................................................................ص.87
62