You are on page 1of 20

‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬

‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬

‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬

‫األستاذ بولنوار بلي‬ ‫األستاذ علي دني‬


‫أستاذ مؤقت جامعة عمار ثليجي األغواط‬ ‫أستاذ مؤقت جامعة عمار ثليجي األغواط‬

‫ملخص‪:‬‬

‫بدءً‪ ،‬جتب املالحظة إىل أن هذه املسألة (احلقوق وااللتزامات الناشئة عن اخرتاعات العمال) قد صارت حديث‬
‫الساعة‪ ،‬بل إهنا أضحت تشكل النسبة األعلى من عديد االخرتاعات املنجزة يف العامل‪ .‬غري أن امللفت لالنتباه هو‬
‫موقف التشريعات خبصوص حتديد هذه احلقوق وااللتزامات‪ ،‬حيث أن هناك من يغايل يف حتديدها‪ ،‬بتغليب احلقوق‬
‫الناشئة مثال لفائدة صاحب العمل على حساب العامل املخرتع‪ ،‬وبني من يغايل بنسبة االخرتاع إىل العامل دون أخذ‬
‫بعني االعتبار لتلك اجلهود واإلمكانيات املادية والتقنية اليت وضعها صاحب العمل أمام العامل‪ ،‬وبني هذا وذاك وجد‬
‫تيار وسط حاول التقريب بني مصاحل طريف عقد العمل يف براءة االخرتاع وهذا االجتاه مثلته االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫ويف هذا السياق الحظنا أن بعض التشريعات تأثرت هبذه االتفاقيات‪ ،‬ومنها التشريع اجلزائري وبعض التشريعات‬
‫العربية‪ ،‬والكثري من التشريعات األوربية‪ ،‬فسنوا قوانني منظمة حلقوق امللكية الصناعية‪ ،‬السيما املتعلقة برباءة اخرتاعات‬
‫العمال‪ ،‬بل إن البعض ضمنها يف تشريعات القانون املدين‪ ،‬وقانون العمل‪ .‬األمر الذي رتب جمموعة من اآلثار‬
‫القانونية على طريف العالقة العقدية الخرتاع العامل‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪At the begging we must be say: About this matter, )the rights and obligations of‬‬
‫‪Employees’ inventions(, The Employees’ inventions are constitute a substantial‬‬
‫‪majority of all present- day inventions in the whole world. Some legislations tend‬‬
‫‪to exaggerate in limitation the rights of employers, others tend to exaggerate in‬‬
‫‪limitation the rights of employees, and some of them make a balance between the‬‬
‫‪rights of both employers and employees. This role make by the International‬‬

‫‪004‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫‪conventions, which came to adduct these points of views. In this context, we say‬‬
‫‪some legislations were affected by these conventions, lake Algerian Legislator; and‬‬
‫‪some Arabic legislations and the majority of all European legislations, they are‬‬
‫‪amended new legislations about The Employees’ inventions, and add many‬‬
‫‪modernized in others laws, civil law, labour law..etc.‬‬

‫مقدمة‬
‫إذا مت منح الرباءة على اخرتاع ما بشكل صحيح ومشروع‪ ،‬أي بناء على توافر الشروط القانونية الشكلية‬
‫واملوضوعية يف االخرتاع حمل الرباءة‪ ،‬فإن هذه األخرية تعد سندا قانونيا خيول مالكها القانوين سواء كان املخرتع‬
‫احلقيقي‪ ،‬أم غريه‪ ،‬مجلة من احلقوق‪ ،‬وحتمله على عاتقه جموعة من االلتزامات‪ ،‬ويستوي األمر كذلك إن متّ التوصل‬
‫إىل االخرتاع مبوجب تكليف للمخرتع يف إطار مهمة ابتكارية يف عقد عمل أو متّ التوصل إىل االخرتاع بشكل‬
‫عرضي‪ ،‬رغم وجود اتفاق بني املخرتع وصاحب العمل‪ ،‬فاألمر سيان‪ ،‬إذ البد من حتمل كل طرف التزاماته والبد من‬
‫أن هذا االخرتاع أيا كانت صورته من أن حيدد لنا ويبني لنا أيلولة احلقوق الناشئة عن اخرتاع العامل‪ ،‬وهو ما سنحاول‬
‫تفصيلة يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫املبحث األول‪ ،‬براءات اخرتاعات العمال‪،‬يتكون من املطلب األول بعنوان مفهوم براءة االخرتاع‪ ،‬واملطلب الثاين‪،‬‬
‫بعنوان صور اخرتاعات العمال‪.‬‬
‫واملبحث الثاين‪ ،‬احلقوق الناشئة عن براءة اخرتاع العامل‪ ،‬حيتوي على املطلب األول بعنوان‪ ،‬حتديد صاحب احلق‬
‫على اخرتاعات العامل‪ ،‬واملطلب الثاين‪ ،‬بعنوان احلقوق وااللتزامات املتقابلة لطريف العالقة الناشئة عن براءة االخرتاع‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬براءات اختراعات العمال‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم براءة االختراع‪:‬‬
‫تكاد تتفق أغلب التشريعات الوطنية على عدم إعطاء تعريف موحد وحمدد لالخرتاع‪ ،‬فهناك من يعرفها أهنا عبارة عن‬
‫شهـادة تعطى من قبل الدولة ومتنح صاحبها حقا حصريا باستثمار االخرتاع الذي يكون موضوعا هلذه الرباءة‪ ،1‬ما‬
‫يعين أن الرباءة تتناول عمال خالّقا‪ ،‬يف حني يطلق االخرتاع لغة على ناتج النشاط االبتكاري وهو معىن االخرتاع‬
‫كموضوع لرباءة االخرتاع‪ ،‬إذ أ ّن الرباءة‪ ،‬ال متنح إالّ عن نتـاج النشاط االبتكاري وليس عن النشاط االبتكاري ذاته‪.2‬‬
‫ذاته‪.2‬‬

‫‪ -1‬نعيم مغبغب‪ ،‬براءة االخرتاع‪،‬ملكية صناعية وجتارية‪،‬دراسة يف القانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،2009 -‬ص‪.29‬‬
‫‪ -2‬دويدار هاين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬التنظيم القانوين للتجارة‪ ،‬امللكية التجارية والصناعية‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات احلليب احلقوقية‬
‫‪2008‬ص‪. 322‬‬

‫‪000‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫واملالحظ أن املشرع اجلزائري مل يعرف الرباءة يف املرسوم التشريعي رقم ‪ 11-39‬واملتعلق حبماية االخرتاع‪ ،‬لكنه‬
‫استدرك الوضع يف األمر‪ 79-71‬وعرفها يف املادة الثانية فقرة ‪ 2‬بأهنا‪( :‬الرباءة أو براءة االخرتاع‪ :‬وثيقة تسلم حلماية‬
‫االخرتاع) ‪.‬‬
‫كما توجد بعض التعريفات األخرى لرباءات االخرتاع‪ ،‬منها أهنا‪ :‬إجازة متنحها احلكومة لشخص معني جتيز له‬
‫مبقتضاها أن حيتمي بقانون محاية االخرتاعات‪ ،‬وأن يتمتع مبزاياه ويف مقدمتها االستئثار باستثمار االخرتاع ومنع الغري‬
‫من االعتداء عليه‪ .‬ومنها تعريف املشرع العراقي يف املادة األوىل فقرة (‪ )8‬بأهنا‪( :‬الشهادة الدالة على تسجيل‬
‫االخرتاع)‪ ،‬أي أن الرباءة شهادة رمسية تصدرها جهة إدارية خمتصة يف الدولة إىل صاحب االخرتاع مبقتضاها يستطيع‬
‫املخرتع أن متنحه حق احتكار استغالل اخرتاعه صناعياً أو جتارياً ملدة حمددة وتضمن له احلماية القانونية يف مواجهة‬
‫الكافة‪ .‬غري أهنا‪ -‬التشريعات الوطنية‪ -‬باملقابل اجتهدت حماولة حتديد وحصر صور االخرتاعات‪ ،‬السيما اليت تنشأ‬
‫داخل املنشآت الصناعية‪ ،‬وتنعقد بناء على عقد اخرتاعي يتضمن تكليفا باجناز مهمة اخرتاعيه‪ ،‬لذلك قامت هذه‬
‫املنشآت ومن وراءها الدول الصناعية إىل ختصيص أغلفة مالية ضخمة للبحث العلمي والتطوير الصناعي‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض التوصل إىل أرقى االبتكارات‪ ،‬وقد تأتى ذلك لفئة العمال املخرتعني بشكل كبري‪ ،‬السيما إذا علمنا أن أكثر‬
‫من ثلثي االخرتاعات يف فرنسا إمنا تتم من طرف عمال مؤهلني ملهام اخرتاعيه داخل املؤسسات الصناعية‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن هذه االخرتاعات‪ ،‬ال خترج عن ثالثة أنواع؛ ولو أن للنظريات والتقسيمات الفقهية رأيا آخر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور اختراعات العمال‬


‫الفرع األول‪ :‬اختراعات الخدمة واالختراعات العرضية‬
‫من اخرتاعات العمال ما يوصف بأنه اخرتاع منشأة‪ ،‬ويطلق عليه مسمى اخرتاع اخلدمة ويتميز بصفة التعاقدية‬
‫ومنها ما يوصف بأنه اخرتاع عرضي‪ ،‬وهي على النحو اآليت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االختراعات التعاقدية ''اختراعات الخدمة'' يقصد باخرتاعات اخلدمة؛ "تلك االخرتاعات اليت حيققها‬
‫العامل نتيجة اللتزاماته بذلك مبوجب عقد عمله‪ ،‬أو من واقع عمله الذي يفرض عليه القيام بأحباث تؤدي إىل حتقيق‬
‫‪1‬‬
‫االخرتاع‪ ،‬أي أن طبيعة عمله تقتضي منه البحث واالبتكار"‪.‬‬
‫من خالل التعريف يظهر أن اخرتاعات اخلدمة تتعلق باالخرتاعات اليت يكون إما عقد العمل حموراً هلا‪ ،‬أو طبيـعة‬
‫أهنا تلك ((االخرتاعات اليت تستلزم من‬ ‫وتعرف أيضا ب ّ‬
‫العمل هي اليت تفرض على العامل التوصل إىل ذلك االخرتاع‪ّ .‬‬

‫‪ -1‬املصاروة هيثم حامد‪ ،‬املنتقى يف شرح قانون العمل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 -‬ص ‪. 164‬‬

‫‪006‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫يكرس عمله وجهده من أجل التوصل إليها بتكليف من صاحب العمل الذي يلتزم بتمويل البحوث املؤدية‬ ‫العامل أن ّ‬
‫إىل هذا االخرتاع من خالل إعداد املختربات واألدوات واألجهزة الالزمة لذلك‪ ،‬باإلضافة إىل أداء أجر العامل)) ‪. 1‬‬
‫واجلدير بالذكر أن اخرتاعات اخلدمة حظيت بعناية خاصة منذ صدور أوىل التشريعات املنظمة الخرتاعات‬
‫العمال‪ ،‬فقد ضمنتها التشريعات الوطنية للدول يف نصوص خاصة تارة أو سكت عنها املشرع‪ ،‬يف إشارة منه إىل‬
‫وجوب الرجوع إىل القواعد العامة وإعماهلا‪ ،‬فعلى سبيل املثال جند أن املشرع اجلزائري قد نص عليها يف املادة(‪)17‬‬
‫فقرة أوىل من أمر‪ 07-03‬املتعلق برباءات االخرتاع اجلزائري (يعد من قبيل اخرتاع اخلدمة االخرتاع الذي ينجزه‬
‫شخص أو عدة أشخاص خالل تنفيذ عقد عمل يتضمن مهمة اخرتاعيه تسند إليهم صراحة) ‪.‬‬
‫كما نص املشرع اللبناين يف املادة (‪ )6‬قانون براءة االخرتاع رقم (‪ )2000 /240‬على‪( :‬أن األجري يقوم بعمله"‬
‫إنفاذ لعقد عمل يتضمن مهمة ابتكاريه تدخل ضمن مهام عمله أو ألحباث ودراسات واختبارات كلفه هبا رب العمل‬
‫صراحة)‪.2‬‬
‫فهذه االخرتاعات بناء على ما ذكر هي تلك االخرتاعات اليت حيققها العامل نتيجة اللتزاماته مبوجب عقد عمل‬
‫مع شخص آخر‪ ،‬أو قيامه بإجناز أعمال تؤدي بطبيعتها إىل حتقيق االخرتاعات‪ ،‬أي أن طبيعة عقد العمل تفرض‬
‫على العامل البحث والعمل واالبتكار للوصول إىل اخرتاعات جديدة‪.3‬‬
‫ويالحظ أن املشرع اجلزائري يف هذا النوع من االخرتاعات‪ ،‬على غرار نظريه املشرع اللبناين اشرتط يف اخرتاعات‬
‫اخلدمة أن يكون قد مت اجنازها خالل تنفيذ عقد عمل‪ ،‬يتضمن مهمة اخرتاعيه ‪ mission inventive‬تسند إىل‬
‫املخرتع أو املخرتعني‪ ،4‬وميكن إثبات حتقق هذه االخرتاعات أثناء تنفيذ عقد العمل بطرق عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬ميكـن إثبـاهتا من خالل عقد العمل إذا تضمن بن ًـدا صرحيًا يعطي صـاحب العمل هذا احلـق‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل إثبات نوع العمل الذي أوكله صاحب العمل للعامل‪ ،5‬ويتعلق األمر هنا باالخرتاعات اليت تتضافر فيها‬
‫جهود عدد من الباحثني والعمال لغايات التوصل إليها‪ ،‬حبيث يصعب التقرير حول من هو املخرتع احلقيقي الذي‬
‫توصل فعال إىل هذا االخرتاع‪ .‬ونتيجة الشرتاكهم مج يعا يف الوصول إىل االبتكار فإنه يصبح احلق يف طلب الرباءة عنه‬

‫‪ -1‬احلرى خالد‪ ،‬التنظيم القانوين الخرتاعات العاملني(دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2007،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -2‬أنور السيد امحد‪ ،‬حقوق طريف عقد العمل يف براءة االخرتاع‪ ،‬مكتبة زين احلقوقية واألدبية ‪ -‬صيدا لبنان‪ ،‬ط‪ ،2011-2‬ص‪.82‬‬
‫‪ -3‬نايل‪ ،‬عيد‪ ،‬الوسيط يف نظامي العمل والتأمينات االجتماعية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض ص‪.116‬‬
‫‪ -4‬ينظر املادة (‪ )17‬فقرة ‪ 1‬من األمر رقم ‪. 07 -03‬‬
‫‪ -5‬نعيم مغبغب‪ ،‬براءة االخرتاع‪ ،‬ملكية صناعية وجتارية‪ ،‬دراسة يف القانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪2009 -‬ص‪.118‬‬

‫‪000‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫مقررا هلم مجيعا‪ ،‬كما أهنا تصدر بامسهم مجيعا‪ ،‬ويتملكوهنا على الشيوع ويتم استغالهلا بالتساوي ما مل يتفقوا على‬
‫‪1‬‬
‫خالف ذلك حيث حيق لكل منهم أن يستغل الرباءة حلسابه اخلاص‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق إن ك ّل االخرتاعات اليت يصل إليها العامل أثناء عمله تع ّد من حيث االستغالل املادي هي‬
‫من حق رب عمله‪ ،‬بشرط أن تكون طبيعة األعمال اليت عهدت إليه تستلزم وتقتضي من العامل أن يقوم بإفراغ كافة‬
‫‪2‬‬
‫جهوده يف االبتكار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختراعات العرضية‬
‫يقصد هبا االخرتاعات ال يت قد يتوصل إليها العامل عرضا أثناء قيامه بالعمل‪ ،‬مبعىن أن العامل يف هذه احلـالة ال‬
‫يكون االخرتاع عمله األصلي‪ ،‬كما انه ال يعمل بقصد التوصل إىل األحباث واالخرتاعات‪ ،‬وال يستخدم هلـذا الغرض‪.‬‬
‫أي حق على االخرتاع‪ ،‬حىت ولو كان العامل‬ ‫فالعامل إذا وفق إىل اخرتاع جديد‪-‬يف هذه احلال‪-‬ال يكون لرب عمله ّ‬
‫قد استنبطه مبناسبة ما قام به من أعمال يف خدمة رب عمله أي أن العامل يتمتع باحلق األديب واملايل يف استغالل‬
‫‪3‬‬
‫ملزما مبوجب العقد بأن يعمل لتحقيق االخرتاعات فإذا توصل الخرتاع‬
‫االخرتاع ‪ .‬وهذا ما يؤدي إىل أن العامل ليس ً‬
‫أساسا ال‬
‫وكان هناك شرط صريح يعطي احلق لصاحب العمل يف هذا االخرتاع فإنه يكون من حقه‪ ،‬وإن كان العقد ً‬
‫‪4‬‬
‫يهدف لتحقيق اخرتاعات ‪.‬‬
‫وقد تناول املشرع الفرنسي حتديد اخرتاعات العمال‪ ،‬يف الفقرة الثانية من املادة‪ L611-7‬من مدونة امللكية‬
‫نص على أنّه‪( :‬إذا قام أجري‬
‫الفكرية الفرنسية‪ ،‬فنص على عدة حاالت تندرج ضمن االخرتاعات العرضية حيث ّ‬
‫وإما يف إطار نشاط املنشأة أو مبعرفة أو استعمال تقنيات أو وسائل‬
‫باخرتاع من االخرتاعات ّإما يف أثناء قيامه مبهامه ّ‬
‫خاصة باملنشأة أو بفضل معطيات وفرهتا له‪)..‬‬
‫أما عربيا فيالحظ أن املشرع األردين قد كفانا عناء التفصيل من خالل املادة(‪ )820‬من القانون املدين األردين‬
‫واليت نصت على أنه‪):‬إذا وفق العامل إىل اخرتاع‪ ،‬أو اكتشاف جديد أثناء عمله فال حق لصاحب العمل فيه ّإال يف‬
‫األحوال اآلتية ‪ ...:‬ب‪ -‬إذا اتفق يف العقد صراحة على أن يكون له احلق يف كل ما يهتدي إليه العامل من‬
‫اخرتاعات ‪ .‬ج ‪-‬إذا توصل العامل إىل اخرتاعه بواسطة ما وضعه صاحب العمل حتت يده من مواد أو أدوات أو‬
‫منشآت أو أي وسيلة أخرى الستخدامه هلذه الغاية( ‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر مسيحة القليويب‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ 1331 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬أنور السيد امحد‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪ -3‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬قانون العمل(ماهية قانون العمل‪ ،‬عقد العمل الفرد ي‪ ،‬عقد العمل اجلماعي‪ ،‬النقابات العمالية‪ ،‬املنازعات اجلماعية‪ ،‬التسوية‬
‫والوساطة والتحكيم‪ ،‬اإلضراب واإلغالق) ‪،‬ط‪ ،1‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،2010 ،‬ص‪. 335‬‬
‫‪ -4‬قورة‪ ،‬صالح الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 93‬‬

‫‪000‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫ويف وقت تسارع التشريعات الداخلية للدول إلقامة توازن بني مصاحل العمال املخرتعني وأصحاب األعمال يقف‬
‫املشرع اجلزائري بصمت أمام تنظيم هذه املسالة‪ ،‬وجنهل متاما احلكمة من وراء صمته هذا وال جند هلا تفسريا‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فإ ّن اخرتاعات العمال إذا حتققت ضمن نطاق العمل أو ظهر أن العامل املخرتع قد‬
‫استفاد يف اجناز اخرتاعه وإمتامه من معطيات وظروف املؤسسة اليت يعمل هبا‪ ،‬فإن حقوق االستغالل املادي هلذا‬
‫االخرتاع البد وأن يكون لصاحب العمل فيها نصيب‪ ،‬أي أن هذه االخرتاعات ال تتحقق مبعزل عن ظروف العمل‬
‫وحميط املؤسسة اليت يعمل هبا العامل املخرتع‪ ،‬والبد أن يستنبط اخرتاعه مبناسبة قيامه بعمله فيها‪ .‬فهي اخرتاعات‬
‫يتوصل إليها العامل أثناء عمله‪ ،‬وتكون متصلة بنشاط املؤسسة اليت يعمل فيها دون أن تكون هلا عالقة بوظيفته أو‬
‫‪1‬‬
‫نوع العمل الذي يؤديه يف املؤسسة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختراعات السرية واالختراعات ذات األهمية االقتصادية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االختراعات السرية‪:‬‬
‫إ ّن هذا النوع يقصد به االخرتاعـات ذات األهداف اخلاصة واألكثر حساسية‪ ،‬وهي االخرتاعات اليت هتم الدفاع‬
‫الوطين‪ ،‬أو األمن الوطين حبسب ما جاء يف مضمون أمر‪ 07-03‬وهي إذ ذاك تتميز خبصوصية أثرها باعتبار نتائج‬
‫‪2‬‬
‫قيمتها وأثرها على الصاحل العام‪.‬‬
‫سريا حىت إيداع طلب الرباءة على‬‫وقد أوجب املشرع اجلزائري على املخرتع واملؤسسة املوظفة إبقاء االخرتاع ّ‬
‫االخرتاع اخلدمي‪ 3.‬على أن تطلع السلطة املعنية أو ممثلها املعتمد قانونا على طلبات الرباءة اليت تشمل اخرتاعات من‬
‫شأهنا أن هتم األمن الوطين أو اليت هلا أثر خاص على الصاحل العام خالل‪ 15‬يوماً املوالية إليداع الطلب‪ .‬ويتم إعالن‬
‫الطابع السري لالخرتاع خالل شهرين من تاريخ علم السلطة املعنية باالخرتاع‪.‬‬
‫ويتم اعتبار االخرتاعات اليت هتم األمن الوطين‪ ،‬واالخرتاعات ذات األثر اخلاص على الصاحل العام سرية دون أن‬
‫يؤدي ذلك إىل املساس باحلقوق املادية واملعنوية للمخرتع‪ 4،‬على أن إحلاق وصف السرية ال يقتصر على االخرتاعات‬
‫اليت هتم الدفـ ــاع الوطين‪ ،‬إذ أضافت املادة (‪ )70‬من األمر السابق‪ ،‬انه جيوز اعتبار اخرتاعات اجلزائريني اليت هلا أمهية‬
‫خاصة بالنسبة للصاحل الوطين اخرتاعات سرية‪.‬‬
‫لعل مربر االحتفاظ بسرية تلك االخرتاعات إىل أن نشرها‪ ،‬أو إعالهنا‪ ،‬فيه مساس بشؤون الدفاع الوطين أو‬ ‫و ّ‬
‫املصاحل الوطنية فتقدم اعتبارات محاية املصلحة القومية على حقوق املخرتعني‪ .‬وقد أكد املشرع اجلزائري على هذه‬

‫‪ -1‬أنور السيد امحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 95‬‬


‫‪ -2‬املنزالوي عباس حلمي‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪1389 ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -3‬ينظر نص املادة (‪ )26‬من األمر رقم ‪.07-03‬‬
‫‪ -4‬ينظر نص املادة(‪ )19‬من األمر رقم ‪.07-03‬‬

‫‪003‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫السرية وأحقيـة الدولة يف إبقاءها حىت بعد صدور املرسـوم التنفيذي رقم‪ 275-05‬حيث شدد على أن االخرتاعات‬
‫‪1‬‬
‫اليت هتم األمن الوطين ال يسمح بإفشاء طلبات براءات بشأهنا‪ ،‬كما ال متنح أي نسخة رمسية منها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختراعات ذات األهمية االقتصادية‬
‫إذا كان املشرع قد قرر لصاحب العمل احلق املايل يف اخرتاع اخلدمة واالخرتاع العرضي فقد قرر للعامل احلق يف‬
‫مقابل مايل خاص عن اخرتاعه يف حالة ما إذا كان لالخرتاع أمهية اقتصادية جادة وكبرية‪ ،2‬وفقاً ملقتضيات العدالة‪،‬‬
‫ويراعى يف تقدير هذا املقابل املعونة اليت قدمها صاحب العمل للعامل‪.3‬‬

‫كما أن العديد من الدول ضمنت هذه االخرتاعات يف تشريعاهتا الداخلية‪ ،‬وكفلتها محاية قانونية السيما العامل‬
‫املخرتع‪ ،‬وذلك بوجوب منح تعويض مايل للمخرتع الذي توصل إىل حتقيق االخرتاع‪ ،‬فقد نصت املادة (‪ )9‬من‬
‫القانون اإلمارايت على انه‪ -1( :‬إذا أجنز االخرتاع خالل تنفيذ عقد مقاولة أو عقد عمل يكون احلق يف االخرتاع‬
‫‪4‬‬
‫لصاحب العمل ما مل ينص االتفاق على غري ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬وإذا كان لالخرتاع قيمة اقتصادية تفوق تصورات الطرفني عند توقيع العقد‪ ،‬يستحق املخرتع تعويضا إضافيا‬
‫حت ّدده احملكمة إذا مل يتفق الطرفني على مبلغ معني)‪ .‬على أن هذه االخرتاعات املنجزة من طرف العامل جيب أن‬
‫خيطر فيها املخرتع رب عمله فرمبا أبدى هذا األخري استعداد متلك االخرتاع‪ ،‬على أن يقدم للعامل تعويض عادل‬
‫يؤخذ فيه بعني االعتبار مرتبة وقيمة االخرتاع االقتصادية‪.‬‬
‫وهذا احلكم قد تضمنته الفقرة اخلامسة من املادة التاسعة‪ ،‬سالفة الذكر بنصها كاأليت‪:‬‬
‫(‪ -5‬وإذا أبدى صاحب العمل استعداده لتملك االخرتاع خالل امل ّدة احمل ّددة يف الفقرة (‪ )3‬من هذه املادة يعترب‬
‫احلق يف االخرتاع عائدا له منذ نشوء االخرتاع‪ ،‬ويستحق العامل املخرتع تعويضا عـادال يؤخذ فيه بعني االعتبار مرتبة‬
‫والقيمة االقتصادية لال خرتاع وكل فائدة تعود منه على صاحب العمل‪ ،‬وإذا مل يتفق الطرفان على التعويض حتدده‬
‫احملكمة‪.‬‬
‫‪ -6‬وكل اتفاق يعطي للعامل مزايا اقل ما تنص عليه أحكام هذه املادة يع ّد باطال )‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر نص املادة (‪ )27‬فقرة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم‪ 275-05‬املؤرخ يف ‪26‬مجادى الثانية عام‪ 1426‬املوافق‪ 2‬غشت‪ 2005‬احملدد كيفيات‬
‫إيداع براءات االخرتاع وإصدارها‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر املادة (‪ ) 188‬من القانون املدين املصري‪ ،‬واملادة ‪ 827‬من القانون املدين األردين‪.‬‬
‫‪ -3‬إلياس يوسف‪ ،‬قانون العمل العراقي اجلزء األول‪-‬عالقات العمل الفردية‪ -‬منشورات مكتبة التحرير بغداد‪ ،1389 ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ -4‬حجازي عبد الفتاح بيومي ‪ ،‬امللكية الصناعية يف القانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 -‬ص‪.343‬‬

‫‪002‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫وقد نصت املادة(‪ )2/7‬من القانون املصري على أنه يذكر اسم املخرتع يف الرباءة‪ ،‬وله أجره على اخرتاعه يف‬
‫مجيع احلاالت‪ ،‬فإذا مل يتفق على هذا األجر‪ ،‬كان له احلق يف تعويض عـادل ممن كلفه الكشف عن االخرتاع أو من‬
‫صاحب العمل‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فاملشرع يكون ‪-‬وفقا ملا ذكر‪ -‬قد أجاز للعامل الذي توصل الخرتاع واستوىل عليه صاحب العمل يف‬
‫احلاالت اليت نص عليها القا نون‪ ،‬أن يطالب مبقابل خاص‪ ،‬إضافة إىل أجره املتفق عليه يتحدد حسب أمهية االخرتاع‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬وما قدمه صاحب العمل من أدوات وآالت وخمتربات‪ ،‬وما اتفق سبيل ذلك‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االختراعات غير التعاقدية "االختراعات الحرة"‬
‫حر‪ ،‬وهذا األخري يتميز خالفا لالخرتاع اخلدمي بأنّه‬
‫ومن بني اخرتاعات العمال أيضا ما يوصف بأنه اخرتاع ّ‬
‫أي إشكال من الناحية الفقهية والقضائية حيث جاء‬ ‫اخرتاع غري تعاقدي‪ ،‬وبالصدد هناك من يرى" أنّه اخرتاع ال يثري ّ‬
‫يف حكم للمحكمة التجارية الفرنسية يف‪1964/11/24 :‬بأنه جيب على صاحب العمل الذي ي ّدعى أن االخرتاع‬
‫‪2‬‬
‫قد مت مبناسبة نشاط العامل يف املؤسسة أن يثبت ذلك"‪.‬‬
‫احلر بأنه‬
‫فهو بذلك يشكل صورة أخرى من صور االخرتاعات اليت يتوصل إليها العامل‪ ،‬ووفقها يعرف االخرتاع ّ‬
‫ذلك االخرتاع الذي يتحقق دون أن يلتزم العامل قانوناً بتحقيقه صراحة أو ضمنا‪ ،‬حبيث ال ميس نشـاط املنشأة اليت‬
‫‪3‬‬
‫حتقق فيها‪ ،‬ويتم التوصل إليه من غري االستفادة من الفرص املتاحة‪.‬‬
‫إذن فهو اخرتاع ال يكون فيه للعامل صلة بني عمله لدى صاحب العمل وبني ما توصل إليه من اخرتاعات‪ ،‬أي‬
‫أن اخرتاع العامل منقطع الصلة بشكل كامل بتنفيذ عقد العمل بني الطرفني‪ 4،‬لذا فهناك من يطلق عليها‬
‫"االخرتاعات الشخصية"‪ 5‬ذلك أن العامل يتوصل إليها خالل أوقات فراغه‪ ،‬ونتيجة جمهوده اخلاص‪ ،‬وبأدواته‬
‫الشخصية وخارج مشروع ونطاق العمل وصاحب العمل‪ .‬ما يعين أهنا اخرتاعات تتم مببادرة شخصية من العامل‪،‬‬
‫ودون أن يقدم له فيها صاحب العمل أية مساعدة منه ودون استعمال تقنيات ووسائل املنشأة وبقطع الصلة عن‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪ -1‬عياش خالد حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬بن عياد جليلة‪ ،‬ابتكارات العمال يف إطار عالقة العمال‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري فرع امللكية الفكرية جامعة اجلزائر‪ ،‬بإشراف‪ :‬حمي الدين عكاشة‬
‫‪ ،2003‬ص‪. 28‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪ ...J.M.Moussoron et Schmidt,Cass com,1996. p18.‬نقال عن‪ :‬نوري محد خاطر‪ :‬شرح قواعد امللكية الفكرية‬
‫والصناعية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 15‬‬
‫‪ -4‬ينظر نايل‪ ،‬عيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -5‬احلرى خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪003‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫وتأسيسا على ذلك إن هذه االخرتاعات هي اخرتاعات توضع خارج املنشئة‪ ،‬ودون توجيه من رب العمل وال‬
‫‪1‬‬
‫كأي اخرتاع يوضع خارج املنشئة من شخص ال عالقة له هبا‪.‬‬
‫عالقة هلا بالعمل‪ ،‬لذا تكون ملخرتعيها ّ‬
‫"ويف االخرتاعات احلرة ال يكون لصاحب العمل أي سلطة الستغالل االخرتاع ماديًا ما مل حيصل ذلك باالتفاق‬
‫مع العامل املخرتع"‪ ،2‬وقد نصت على نفس هذا املفهوم املادة (‪ )6‬من قانون براءات االخرتاع اللبناين رقم‬
‫(‪ )227/2777‬بنصها‪...(( :‬كل االخرتاعات األخرى تعود ملكيتها لألجري))‪.‬‬
‫إن هذا النوع من االخرتاعات ال يتصور فيه مشاركة صاحب العمل للعامل‪ ،‬ال يف احلق األديب وال يف احلق املايل‪،‬‬
‫حق خالص للعامل حىت وان بدا أن ما توصل إليه العامل من اخرتاع ما كان ليتحقق لوال اخلربة اليت اكتسبها‬ ‫فهو ٌ‬
‫‪3‬‬
‫لدى رب العمل‪ ،‬فال تثبت لصاحب العمل قبله أية حقوق بشأهنا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحقوق الناشئة عن براءة اختراع العامل‬


‫جتب اإلشارة إىل أن هناك بعض القوانني أقرت حق الشفعة لصاحب العمل على متلك خمرتعات العامل املخرتع‬
‫وحتديدا تلك االخرتاعات اليت تكون ضمن نشاط العمل الذي يؤديه هذا العامل‪ ،4‬وقد سارت على هذا النحو‬
‫العديد من التشريعات الصناعية‪ .‬ما يفيد أن مثة مشكلة يف حتديد صاحب احلق على خمرتعات العامل‪ ،‬ذلك أن هذا‬
‫األخري هو أجري يعمل عند رب عمله ويلتزم بأوامره وحتت إشرافه وتوصياته‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تحديد صاحب الحق في اختراعات العمال‬
‫تعهد فيه بأن‬
‫قد يتوصل العامل املخرتع إىل اخرتاعات مبوجب عقد عمل مع صاحب مؤسسة صناعية ما‪ ،‬ي ّ‬
‫يبتكر هلذه املؤسسة اليت يديرها رب عمله بإمكانياته البشرية ووسائله املادية‪ .‬فإذا أخذنا بعني االعتبار هذه‬
‫املوجه من رب العمل على العامل املخرتع فهل من املمكن أن نتصور وجود‬ ‫اإلمكانيات والوسائل‪ ،‬وذلك اإلشراف ّ‬
‫شراكة قانونية بني العامل املخرتع ورب عمله‪ ،‬طاملا أن كالّ منهما ساهم بشكل أو بآخر يف إخراج الفكرة االبتكارية‬
‫من التجريد إىل التجسيد؟‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬فهناك حقوقا قد ترد لفائدة العامل املخرتع‪ ،‬وأخرى تؤول ملصلحة رب العمل‪ ،‬وهو ما سنتطرق له‬
‫بالتفصيل كاآليت‪:‬‬

‫‪ -1‬الفتالوي مسري مجيل‪ ،‬استغالل براءة االخرتاع‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الساحة املركزية بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪ 1382،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬نايل‪ ،‬عيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬املصاروة‪ ،‬هيثم حامد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 112‬‬
‫‪ -4‬القيلويب‪ ،‬مسيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪003‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫الفرع األول‪ :‬االختراعات التي تؤول لمصلحة العامل‬
‫جند هلذه احلالة حتقيقا يف حال عدم تعاقد العامل املخرتع مع مؤسسة ما‪ ،‬أو يف حال تعاقد العامل وتعهده مبنح‬
‫كل مبتكراته لفائدهتا‪ ،‬لقاء قيمة مالية حت ّدد سلفا‪ ،‬غري أن مثة حاالت غري هذه احلالة من عقود العمال املخرتعني مع‬
‫أرباب العمل‪" ،‬حيث ال يكون هلؤالء األخريين مطلق التملك على خمرتعات العامل‪ ،‬وإمنا يكون للعامل حق متلك‬
‫على اخرتاعاته وإن كان يف عالقة عمل‪ ،‬وهو ما يسمى باالخرتاعات احلرة‪ ،‬وهو النوع الذي يتوصل إليه العامل دون‬
‫ولكن هذه‬ ‫أن تكون طبيعة عمله تلزمه بالتوصل ملثل هذه االخرتاعات‪ ،‬وهنا يكون االخرتاع ح ًقا خالصا له"‪.1‬‬
‫املسألة حباجة لتفصيل أكثر‪ ،‬ولذا يقتضي األمر دراسة احلاالت املختلفة اليت ترتتب على االخرتاع الذي يتوصل إليه‬
‫العامل وهذه احلاالت كالتايل‪:‬‬
‫أ‪ -/‬حالة توصل العامل بصورة تلقائية إىل اخرتاع أجنيب بعيد عن موضوع النشاط الذي يقوم به صاحب العمل‪ :‬فإذا‬
‫توصل العامل من تلقاء نفسه إىل اخرتاع أجنيب كان هذا االخرتاع من حقه بدون شك‪ ،‬وال يثار بشأن هذه احلالة أي‬
‫خالف‪" ،‬وهنا ك إمجاع يف كل مكان على حرمان رب العمل من أية حقوق تقرر له على هذا النوع من‬
‫‪2‬‬
‫االخرتاعات"‪.‬‬
‫وجيد هذا احلكم أساسا قانونيا له يف التشريع األردين الذي يقضي أنه يف حال توصل العامل لالخرتاع من تلقاء‬
‫نفسه‪ ،‬شريطة أالّ يتعلق هذا االخرتاع بأعمال صاحب العمل‪ ،‬وأال يكون العامل املخرتع قد استخدم خربات صاحب‬
‫العمل وال معلوماته أو أدواته أو مواده األولية فهنا يكون احلق يف هذا االخرتاع ثابتا للعامل املخرتع‪.‬‬
‫كما ينص التشريع املصري على أن االخرتاع يكون من حق العامل خالصا إذا توصل إليه من تلقاء نفسه ومل‬
‫يكن داخال ضمن نشاط املنشأة امللحق هبا (مفهوم املخالفة لنص املادة الثامنة من قانون براءات االخرتاع)‪ .‬ويف حال‬
‫مل يكن االخرتاع نتيجة جتارب رمسية أو ذا صلة بالشؤون العسكرية(مفهوم املخالفة لنص املادة(‪)85‬من قانون نظام‬
‫‪3‬‬
‫العاملني املدنيني بالدولة‪ ،‬ومفهوم املخالفة لنص املادة)‪ (86‬من الئحة نظام العاملني بالقطاع العام)‪.‬‬
‫وعلى العموم ميكن القول " إن هذه االخرتاعات اليت يتوصل إليها العامل واليت تكون منقطعة الصلة متاما بالعمل‬
‫‪4‬‬
‫املكلف به العامل وفق عقد العمل ونشاط املنشأة تكون من حق العامل سواء يف جانبها األديب أو احلق املايل"‪.‬‬

‫‪ -1‬أنور السيد أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬


‫‪ -2‬قورة صالح الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫‪ -3‬قورة صالح الدين‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫‪ -4‬محادة حممد أنور النظام القانوين لرباءات االخرتاع والرسوم والنماذج‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية‪-‬مصر ‪2002‬م‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪003‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫وهذا احلكم مطابق ملا نصت عليه املادة (‪/27‬ب) من قانون العمل األردين بنصها‪( :‬تكون حقوق امللكية‬
‫الفكرية للعامل إذا كان حق امللكية الفكرية املبتكر من قبله ال يتعلق بأعمال صاحب العمل ومل يستخدم خربات‬
‫صاحب العمل ‪.)....‬‬
‫ب‪ -/‬حالة توصل العامل بصورة تلقائية إىل اخرتاع أجنيب عن العمل‪ ،‬بشرط أن يدخل هذا االخرتاع يف صلب نشاط‬
‫صاحب العمل‪ ،‬أو أن يكون العامل قد استعمل خربات صاحب العمل ومعلوماته أو أدواته أو مواده األولية يف سبيل‬
‫التوصل هلذا االخرتاع‪ ،‬وتنحصر هذه احلالة يف إحدى احتماالت ثالثة وهي‪:1‬‬
‫‪ -‬حالة حتقق االخرتاع ومل تكن مهمة العامل األساسية التوصل الخرتاع‪ ،‬لكن إجنازه مت مع قيامة مبهمات أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬حالة حتقق االخرتاع يتعلق بنشاط املنشأة الرئيسي‪.‬‬
‫‪ -‬حالة حتقق االخرتاع جراء استعمال خربات صاحب العمل أو معلوماته أو أدواته‪.2‬‬
‫ففي حال حتقق أي حالة من احلاالت السابقة يثبت احلق يف االخرتاع للعامل دون صاحب العمل‪ ،‬وال ينازعه يف أي‬
‫منها‪ ،‬بشرط عدم وجود أي اتفاق خطي بني الطرفني يقضي خبالف ذلك(‪.‬‬
‫ج‪ -/‬حالة حصول اتفاق مع صاحب العمل يقضي بأن يكون احلق يف االخرتاع من نصيب العامل‪ :‬هنا ميكن القول‬
‫أن احلق يف االخرتاع يؤول إىل العامل الذي توصل إليه‪ ،‬ذلك أن مثة اتفاقا قائما بني الطرفني يقضي أن يكون احلق يف‬
‫االخرتاع الذي يتوصل إليه العامل من نصيب األخري‪ ،‬وتأسيسا على ذلك‪ ،‬فإنه سيثبت للعامل هذا احلق بغض النظر‬
‫استنادا إىل نص القانون‬
‫ً‬ ‫عما إذا كان االخرتاع الذي مت التوصل إليه يتعلق بأعمال صاحب العمل أو ال‪ ،‬وذلك‬
‫والذي نص على‪ ... ) :‬ما مل يتفق خطيًا على غري ذلك‪. (3‬‬
‫ضمن شرط االتفاق بني املؤسسة املستخدمة واملخرتع يف املادة (‪ )11‬بفقريتيها (‪2‬و‪)3‬‬ ‫أما املشرع اجلزائري فقد َّ‬
‫فإذا انعدمت االتفاقية اخلاصة بني الطرفني آل االخرتاع إىل اهليئة املستخدمة‪ ،‬وعُ ّد االخرتاع اخرتاع خدمة‪ ،‬أما يف‬
‫‪4‬‬
‫حالة ما إذا عربت اهليئة صراحة عن ختليها عن االخرتاع لفائدة املخرتع آل احلق يف االخرتاع إىل املخرتع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختراعات التي تؤول لمصلحة صاحب العمل‬
‫عادة ما يتقرر احلق على االخرتاع لصاحب العمل"إذا مت تكليف العامل بتحقيق اخرتاع ما صراحة أو ضمنا‪ ،‬أو‬
‫إذا توصل العامل إىل حتقيق ذلك االخرتاع من تلقاء نفسه‪ ،‬وكان هلذا االخرتاع صلة مبوضوع نشاط املؤسسة اليت حتقق‬
‫‪1‬‬
‫فيها‪ ،‬أو إذا حقق العامل االخرتاع بفضل الفرص املتاحة يف املنشأة"‪.‬‬

‫‪ -1‬مغبغب‪ ،‬نعيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.119‬‬


‫‪ -2‬عبد السكارنة معن عودة‪ ،‬حق العامل يف االخرتاع بني قانون العمل وقانون براءات االخرتاع‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -3‬نفس املفهوم ورد يف املادة (‪ /1‬ب) من قانون براءات االخرتاع اللبناين رقم ‪ 227‬لسنة ‪.2777‬‬
‫‪ -4‬ينظر املادة(‪ )11‬من األمر ‪. 71-79‬‬

‫‪034‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫فالعامل الذي يتوصل إىل اخرتاع داخل املنشأة مبوجب عقد عمل‪ ،‬للكشف عن ذلك االخرتاع فإ ّن مجيع‬
‫احلقوق املرتتبة عليه تؤول لفائدة صاحب العمل‪ ،‬و يتم ذلك بناء على اتفاق صريح يف عقد العمل املربم بني الطرفني‪.‬‬
‫بينما يتغري الوضع فيما لو قام العامل باجناز االخرتاع وحتقيقه لوحده‪ ،‬ومن تلقاء نفسه‪ ،‬ودون تكليف من رب العمل‬
‫باجناز االخرتاع صراحة وبشكل مكتوب حيث يؤول االخرتاع ملصلحة العامل‪ .‬وعليه ميكن القول أن هذه احلقوق‬
‫تتحدد بناء على االتفاق اخلطي بني العامل ورب عمله‪ ،‬خاصة إذا استخدم العامل خلربات رب عمله وأدواته فضل‬
‫‪2‬‬
‫يف حتقيق ابتكار العامل وهو ما تبنته الكثري من التشريعات العربية ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحقوق وااللتزامات المتقابلة لطرفي العالقة الناشئة عن االختراع‬


‫التعهد بتحقيق اخرتاعات عامة‪ ،‬أو‬
‫يرتتب على انعقاد عقد العمل صحيحا‪ ،‬بني العامل املخرتع ورب عمله‪ّ ،‬‬
‫القيام مبهام ابتكارية متخصصة‪ ،‬وبالتايل نشوء حقوق والتزامات متقابلة على عاتق كل من العامل وصاحب العمل‪،‬‬
‫ذلك أن االخرتاع قد يؤول إىل صاحب العمل‪ ،‬وقد يؤول إىل العامل‪ ،‬وقد يؤول إليهما معا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق والتزامات صاحب العامل‪:‬‬
‫خبصوص هذه احلقوق ميكن القول أهنا تعترب التزاما على هذا األخري‪ ،‬والعكس صحيح ويالحظ عليها أهنا كلّها‬
‫حقوق مادية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق صاحب العمل‪:‬‬
‫يستطيع صاحب العمل يف االخرتاع الذي يتوصل إليه العامل "استغالل االخرتاع يف منشأته القائمة‪ ،‬أو حىت أن‬
‫يقيم مشروعا جديدا الستغالله‪ ،‬كما يستطيع أيضا أن يقدم الرباءة كحصة يف شركة قائمة أو جديدة"‪ 3.‬إالّ أن هذه‬
‫عما إذا كان االخرتاع من اخرتاعات اخلدمة‪ ،‬أو من االخرتاعات‬
‫احلقوق ختتلف تبعا لنوع وصورة االخرتاع‪ ،‬أي بالنظر ّ‬
‫العرضية‪.‬‬
‫فبالنسبة لألوىل‪ ،‬فإن مجيع احلقوق اليت ترد على اخرتاعات العامل تؤول إىل صاحب العمل‪ ،‬ويكون له احلق‬
‫سر االخرتاع‪ ،‬فوفقا للفقرة األوىل من‬
‫وحق إلزام العامل باحملافظة على ّ‬
‫وحده يف طلب الرباءة وحق استغالل االخرتاع ّ‬

‫‪ -1‬قورة صالح الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254‬‬


‫‪ُّ -2‬‬
‫يعد التشريع األردين مثاال واضحا هلذا الرأي فقد نصت على ذلك املادة (‪ /27‬أ )من قانون العمل األردين على أنّه ‪ » :‬حتدد حقوق امللكية الفكرية‬
‫لكل من صاحب العمل‪ ،‬والعامل باالتفاق خطيًا بينهما يف ما يتعلق بأعمال صاحب العمل إذا استخدم العامل خربات صاحب العمل أو معلوماته أو‬
‫أدواته أو مواده األولية يف التوصل إىل هذا االبتكار‪ .‬ب ‪ -‬تكون حقوق امللكية الفكرية للعامل إذا كان حق امللكية املبتكر من قبله ال يتعلق بأعمال‬
‫صاحب العمل ومل يستخدم خربات صاحب العمل أو معلوماته أو أدوا ته‪ ،‬أو مواده األولية يف التوصل إىل هذا االبتكار ما مل يتفق خطيًا على غري ذلك« ‪.‬‬
‫‪ -3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.333‬‬

‫‪030‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫املادة (‪ )7/611‬من القانون الفرنسي واملادة (‪ )7‬من القانون املصري (( إن ملكية براءة اخرتاع اخلدمة تكون‬
‫‪1‬‬
‫لصاحب العمل مبجرد إعالن العامل وحده وبشكل تلقائي ودون أن تطلب منه شروط))‪.‬‬
‫وي ثبت هذا احلق لصاحب العمل مبجرد إعالن العامل له باالخرتاع‪ ،‬وبالتـايل" ال حيق ألي شخص كان حىت لو‬
‫كان العامل املخرتع نفسه‪ ،‬أن يطلب الرباءة عن االخرتاع‪ ،‬ويرجع ذلك إىل أن استحقـاق الرباءة يعترب شرطا لطلبها‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فإذا انتفى هذا الشرط ميتنع منحها"‪.‬‬
‫ولصاحب العمل احلق يف استغالل االخرتاع يف اخرتاعات اخلدمة‪ ،‬وهذا يعين أنه يرتتب على متلكه للرباءة دون‬
‫غريه أن يكون له وحده احلق يف استغالل االخرتاع‪ ،‬ومنع الغري من هذا االستغالل فاملشرع يعطي صاحب العمل حق‬
‫احتكار استغالل اخرتاع اخلدمة‪ .‬ويف مقابل هذا احلق يتحمل بالتزام استغالله على حنو كامل وكايف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التزامات صاحب العمل ‪ :‬وتبدأ التزامات مالك االخرتاع بتقدمي طلب للحصول على براءة اخرتاع‪ ،‬إذ أن أي‬
‫اخرتاع مل حيصل مالكه على براءة له ال يتمتع به باحلماية القانونية "وال ميكنه أن ميارس حقه يف استعماهلا واستثمارها‬
‫وتشغيلها وإنتاجها وبيع املنتوجات‪ ،‬فيقدم الطلب إىل مصلحة محاية امللكية الفكرية وفق النموذج املعد هلذه الغاية‪،‬‬
‫وال حيصل مالك االخرتاع على شهادة براءة االخرتاع إالّ بعد التأكد من الشروط الشكلية واجلوهرية املطلوبة قانونا"‪.3‬‬
‫كما ميكن وصف تلك االلتزامات حقوقا للعـامل املخرتع‪ ،‬إذ هلا جانبان‪ :‬أحدمها أديب‪ ،‬وهو االلتزام بنسبة‬
‫االخرتاع إىل العامل وحقه يف ذكر امسه يف براءة االخرتاع‪ .‬واآلخر مايل هو التزام صاحب العمل بتعويض العامل‬
‫‪4‬‬
‫املخرتع عن حقه يف االخرتاع‪ ،‬وهذا االلتزام املايل خيتلف تبعاً ملا إذا كان اخرتاع العامل خدمة أم عرضي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MOUSSERON ,M:These, p,211 et suiv.‬‬
‫‪Article L611-7:‬‬

‫‪Si l'inventeur est un salarié, le droit au titre de propriété industrielle, à défaut de stipulation contractuelle plus‬‬
‫‪favorable au salarié, est défini selon les dispositions ci-après :1. Les inventions faites par le salarié dans l'exécution‬‬
‫‪soit d'un contrat de travail comportant une mission inventive qui correspond à ses fonctions effectives, soit 'études et‬‬
‫‪de recherches qui lui sont explicitement confiées, appartiennent à l'employeur.Les conditions dans lesquelles le‬‬
‫‪salarié, auteur d'une telle invention, bénéficie d'une rémunération supplémentaire sont déterminées par les‬‬
‫‪conventions collectives, les accords d'entreprise et les contrats individuels de travail. Si l'employeur n'est pas soumis‬‬
‫‪à une convention collective de branche, tout litige relatif à la rémunération supplémentaire est soumis à la‬‬
‫‪commission de conciliation instituée par l'article L.615-21 ou au tribunal de grande instance.‬‬

‫‪Le salarié et l'employeur doivent se communiquer tous renseignements utiles sur l'invention en cause. Ils doivent‬‬
‫‪s'abstenir de toute divulgation de nature à compromettre en tout ou en partie l'exercice des droits conférés par le‬‬
‫‪présent livre.‬‬
‫‪ -2‬الرزاز فاطمة حممد‪ ،‬حقوق صاحب العمل على اخرتاعات العامل‪ ،‬حبث منشور يف جملة احتاد اجلامعات العربية للدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬جملة‬
‫نصف شهرية‪ ،‬العدد‪ ،21‬الصادرة عن كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة ابريل نيسان ‪ .2775‬ص‪.501‬‬
‫‪ -3‬صالح زين الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -4‬الرزاز فاطمة حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.518‬‬

‫‪036‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫وتأسيسا على ذلك فإن حق العامل يف نسبة االخرتاع إليه يعترب التزاما أدبيا يقع على عاتق رب العمل‪ 1،‬وهذا‬
‫االلتزام يعترب من احلقوق املقدسة اليت يتمسك هبا العامل‪ ،‬وهو من احلقوق الشخصية اليت ال جيوز له التنازل عنها‬
‫مبقابل أو بدون مقابل‪ ،‬وينتهي هذا احلق بوفاة صاحبه وال ينتقل إىل ورثته‪ ،‬وهذا يعين انه "حيق للمخرتع أن يذكر‬
‫امسه يف براءة االخرتاع بشكل أو بآخر وهذا ما تبناه املشرع اجلزائري عندما أعطى احلق للمخرتع فردا كان أم مجاعة‬
‫أن يذكر يف الرباءة"‪.2‬‬
‫وقد نصت الفقرة ‪ 2‬من املادة (‪ )7‬من قانون براءات االخرتاع املصري على هذا احلق كاآليت‪( :‬ويذكر اسم‬
‫املخرتع يف الرباءة ‪ )....‬أي يذكر امسه وحده دون اسم صاحب العمل‪ ،‬كما نصت نفس املادة يف فقرهتا الرابعة على‬
‫أنه‪ ( :‬ويف مجيع األحوال يبقى االخرتاع منسوباً إىل املخرتع) ‪ .3‬كما أورد املشرع الفرنسي يف املادة (‪ )3/111‬أن‪( :‬‬
‫املخرتع عامالً كان أم ال‪ ،‬يشار إليه هبذه الصفة يف الرباءة ويستطيع أن يعرتض)‪.4‬‬
‫فاملالحظ يف هذا النص أن املشرع الفرنسي أقر احلق الشخصي للمخرتع سواء كان هذا األخري عامال أو غري عامل‪.‬‬
‫أي أن النص الفرنسي جاء عاماً ليشمل العامل وغريه من املخرتعني‪ ،‬فهو حق شخصي ألي خمرتع أن يذكر امسه‬
‫بصفته خمرتعاً‪.‬‬
‫وعلى مستوى االتفاقيات الدولية جند املادة(‪)9/2‬من اتفاقية باريس حلماية امللكية الصناعية نصت على أنه‪( :‬‬
‫يكون للمخرتع احلق يف أن يذكر هبذه الصفة يف براءة االخرتاع )‪" .‬ويقع على عاتق مودع طلب الرباءة موجب االلتزام‬
‫بذكر اسم العامل املخرتع يف براءة االخرتاع‪ ،‬وقد يكون هذا االلتزام على عاتق رب العمل أو على عاتق العامل‬
‫األجري املخرتع نفسه" ‪.‬‬
‫ويف حالة إغفال ذكر اسم العامل يف براءة االخرتاع‪ ،‬فيجب اختاذ اإلجراءات الالزمة لذكر امسه وجيوز للعامل‬
‫املخرتع أن يطالب هبذا التصحيح ‪ .‬كما أن عدم ذكر اسم العامل يف الرباءة ال يرتب بطالهنا طاملا استوفت الشروط‬
‫املوضوعية لصحتها‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام المالي لصاحب العمل ‪ :‬وهذا النوع من االلتزامات يتمثل يف تعويض يدفعه صاحب العمل للعامل‬
‫املخرتع مقابل متلك اخرتاعه أو مقابل استغالله‪ ،‬وقد مسى املشرع املصري هذا التعويض بالتعويض العادل‪ .‬وإىل‬
‫جانب ذلك‪" ،‬يتحم ل رب العمل التكاليف الالزمة لتحقيق االخرتاعات يف حال كان االخرتاع من االخرتاعات‬

‫‪ -1‬قورة صالح الدين‪ ،‬مرجع سابق ص‪.345‬‬


‫‪ -2‬ينظر املادة (‪ )10‬فقرة‪ 3‬من أمر ‪.71-03‬‬
‫‪ -3‬ينظر املادة(‪)7‬من قانون محاية امللكية الفكرية املصري رقم ‪ 82‬لعام ‪.2772‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Article L611-9 L'inventeur, salarié ou non, est mentionné comme tel dans le brevet ; il peut également s'opposer à‬‬
‫‪cette mention.‬‬

‫‪030‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫التعاقدية‪ ،‬فعليه تأمني اآلالت واملواد واستثمار األسرار الصناعية واخلربات‪ ،‬وعلى العموم يتحمل كافة النفقات الالزمة‬
‫هلذا الغرض"‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام باستثمار اختراعه استثمارا كافيا‪ :‬ويقع هذا االلتزام على عاتق صاحب العمل فإذا مل يفعل ذلك يف‬
‫خالل ثالث سنوات من تاريخ صدور الرباءة‪ ،‬أو عجز عن استثماره بشكل كايف حباجة البالد أو أوقف استغالله مدة‬
‫‪ 79‬سنوات على األقل‪ ،‬جاز ملصلحة محاية امللكية الفكرية إعماال للمادة ‪ 92‬من قانون براءات االخرتاع اللبناين‬
‫رقم‪. 2777/227‬‬
‫كما ميكن طلب اإلجازة اإلجبارية إذا باشر صاحب الرباءة أو خلفه االستغالل مث توقف عنه مدة ال تقل عن‬
‫ثالث سنوات دون عذر شرعي" وبالتايل فإنه إلدارة الرباءات احلق يف منح رخصة إجبارية باستغالل االخرتاع ألي‬
‫شخص من أشخاص القانون العام أو اخلاص سبق لصاحب الرباءة رفض التنازل له عن حق االستغالل أو علق تنازله‬
‫على شروط مالية باهظة‪ 1" .‬فإذا كانت براءة االخرتاع تعطي صاحبها حقا حصريا يف استثمار االخرتاع‪ ،‬فإهنا تلقي‬
‫عليه واجبا باستثمار ذلك االخرتاع أيضا‪ ،‬مبعىن أن حق حصرية استغالل االخرتاع موضوع الرباءة يقابله واجب‬
‫استغالل ذلك االخرتاع"‪.‬‬
‫لعل املشرع استهدف غاية ومصلحة من وراء هذا االلتزام‪ ،‬ويعتقد أنه قصد أن الدولة متنح الرباءة ملالك‬ ‫و ّ‬
‫االخرتاع‪ ،‬الذي توصل إليه بعد جهود كبرية‪ ،‬وتكاليف مادية ومعنوية‪ "،‬وذلك من أجل االنفراد باستثمار الفوائد‬
‫املشروعة لذلك االخرتاع‪ ،‬وكذا لكي يتمكن اجملتمع من االستفادة من فوائد االخرتاع يف سبيل التقدم والنهضة"‪.‬‬
‫‪ -‬التزام صاحب العمل بدفع أجور المخترعين‪ ،‬وهي األجور املتفق عليها يف عقود العمل‪ ،‬وقد يلتزم‬
‫صاحب املشروع أيضا‪ ،‬بدفع األجور املقررة للعمال املخرتعني عن ساعات العمل اإلضافية اليت عملوا فيها‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بدفع الرسوم القانونية على براءة االختراع‪ :‬ذلك أن عدم تسديد رسوم اإلبقاء على سريان املفعول‬
‫السنوية املوافقة لتاريخ اإليداع واملنصوص عليها يف املادة ‪ 3‬أعاله ينجم عنه سقوط براءة االخرتاع‪ ،‬غري أنه حيق‬
‫لصاحب الرباءة مهلة ستة أشهر حتسب ابتداء من هذا التاريخ لتسديد الرسوم املستحقة إضافة إىل غرامة التأخري‪.‬‬
‫على أن " هذه الرسوم املتعني على صاحب الرباءة دفعها بانتظام تكون عادة يف السنوات األوىل منخفضة لكنها‬
‫ترتفع يف السنوات األخرية من عمر االخرتاع‪ ،‬وذلك تشجيعا ملالك االخرتاع الذي يكون قد أنفق أمواال طائلة يف‬
‫سبيل حتقيقه‪ ،‬ومل ينل منه مردودا ملموسا بعد ومن الطبيعي أن يزداد ذلك املردود مع مرور الزمن"‪.‬‬

‫‪ -1‬قورة صالح الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.334‬‬

‫‪030‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق والتزامات العامل‪:‬‬
‫تنجم عن العالقة العقدية القانونية بني العامل وصاحب العمل مجلة من االلتزامات‪ ،‬ومتنحه ذات العالقة أيضا‬
‫جمموعة من احلقوق نفصلها على النحو التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التزامات العامل المخترع تجاه رب عمله‪ :‬تقع على عاتق العامل مجلة من االلتزامات من أبرزها‪ - :‬يتعني‬
‫على العامل املخرتع يف اخرتاعات اخلدمة أن يتنازل عن االخرتاع لرب عمله ذلك أن االخرتاع متّ أثناء تأدية اخلدمة يف‬
‫املنشأة‪ ،‬مقابل شروط واتفاقات معينة‪ ،‬كما يتعني أن يقوم بتقدمي املعلومات السرية اخلاصة باالخرتاع ‪ .‬فال جيوز‬
‫للعامل املخرتع أن يسلم االخرتاع إىل رب عمله دون تسليم األسرار املتعلقة بتشغيله أو تصنيعه مهما بلغت تعقيداهتا‬
‫أل ّن بعض االخرتاعات فيها ما يعجز عن معرفتها الشخص الذي ميلك معرفة متواضعة يف نفس اجملال حىت ولو اضطر‬
‫األمر إىل طلب خبري متخصص يف موضوع االخرتاع‪.‬‬
‫‪ -‬كما يقع على عاتقه التزام المحافظة على األسرار الصناعية‪ ،‬أو ما يعرف ب ـ‪ now how‬وسائل وأساليب‬
‫املعرفة السرية يف املصنع‪ ،‬وهذه الكلمة مأخوذة من اجلملة االنكليزية‘’ ‪ ’’to know how to do it‬وقد ترجم‬
‫هذا املفهوم إىل معان خمتلفة‪ ،‬كاملعرفة اخلاصة أو سرية التقنية‪ ،...‬ذلك أن "هذا االلتزام ينبع من طبيعة العمل‪ ،‬فهو‬
‫من واجبات الوظيفة‪ ،‬وتنص عليه عادة عقود العمل ولوائحه‪." ...‬‬
‫فلكل مؤسسة جتارية أو صناعية‪ ،‬ولكل صاحب مهنة أساليب عمل خاصة به ومعلومـات ومستندات من‬
‫السر عادة‬
‫املستحسن احملافظة عليها‪ ،‬أي على سريتها‪ ،‬حرصا على حسن سري العمل ودرءا للمزامحة‪ "،‬وحيصل إفشاء ّ‬
‫عن طريق أجري أو مستخدم‪ ،‬إما أثناء عمله أو بعد تركه له خبدمة مؤسسة مزامحة‪ ،‬أو استقالله بعمل حلسابه‬
‫اخلاص"‪.‬‬
‫وقد عرفت الدكتورة مسيحة القليويب األسرار الصناعية بأهنا" املعلومات اليت تكون نتاج جهود كبرية توصل إليها‬
‫صاحبها واحتفظ بسريتها‪ ،‬وتكون هلا قيمة جتارية تنشأ عن هذه السرية"‪.‬‬
‫مرد اهتمام التشريعات هبذا االلتزام يرجع خلصوصية العالقة القائمة بني العامل وصاحب العمل‪ ،‬حيث‬ ‫لعل ّ‬
‫و ّ‬
‫يفرتض أن تقوم على أساس الثقة املتبادلة والنية احلسنة واملخلصة يف عدم إساءة احدمها إىل األخر‪ ،‬حيث "ينتج عن‬
‫هذه العالقة يف الكثري من األحيان‪ ،‬وضع صاحب العمل لكل ممتلكاته وأسراره املهنية أو البعض منها يف يد العامل‪،‬‬
‫أو على األقل اطالعه عليها‪ ،‬مما جيعل هذا األخري على علم بكل أو جزء من وسائل وأساليب اإلدارة أو اإلنتاج أو‬
‫الصنع"‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫ويف هذا السياق يرى جانب من الفقه أن االلتزام بعدم إفشاء تلك األسرار جيب أن يفسر تفسريا ضيقا‪ ،‬حبيث‬
‫يقصر هذا االلتزام على عدم إفشاء هذه األسرار للغري فقط‪ ،‬دون أن ميتد ليشمل حالة استفادة العامل نفسه من هذه‬
‫األسرار حلسابه اخلاص‪-‬بعد انتهاء عقد العمل‪ -‬فيما عدا احلاالت اليت ميثل فيها هذا السر اخرتاعا سجلت براءته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حقوق العامل المخترع تجاه الغير‪ :‬يالحظ أن حقوق العامل –خالفا حلقوق رب عمله‪-‬تتسم بصبغة‬
‫اقر له حقوقا معنوية وتتمثل يف حق‬
‫مزدوجة‪ ،‬فهي مادية وأدبية‪ ،‬ففضال عن احلقوق املادية للعامل‪ ،‬جند املشرع قد ّ‬
‫العامل يف" أن يذكر امسه كمخرتع‪ ،‬سواء يف الرباءة‪ ،‬أو يف أي سجل خــاص من السجالت اخلاصة باالخرتاع" ‪.‬‬
‫ونفضل ذلك كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للحقوق المعنوية للعامل تجاه رب عمله‪ :‬ميكن القول هنا أنّه ّ‬
‫يتقرر للعامل املخرتع حق ال ينازعه فيه‬
‫أحد أالّ وهو احلق األديب أو ما يعرب عنه حبق األبوة‪ ،‬أي حقه يف أن ينسب االخرتاع إليه‪ ،‬وهو حق ثابت قانونا‬
‫للمخرتع ألنه من احلقوق اللصيقة باحلقوق الشخصية ويستوي أن يكون املخرتع عامال فردا أو جمموعة عمال مؤهلني‬
‫اشرتكوا يف إخراج الفكرة اإلبداعية من التجريد إىل التجسيد‪ ،‬حيث للمخرتع وحده دون سواء احلق يف الكشف عن‬
‫تلك الفكرة اإلبداعية ونشرها أمام اجلمهور بالكشف عنها‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للحقوق المالية للعامل‪ ،‬فيمكن القول أنه تتقرر هلذا األخري يف االخرتاعات غري التعاقدية‪ ،‬ونقصد‬
‫التوصل إليه‬
‫هبا االخرتاعات احلرة‪ ،‬حيث يثبت للعامل احلقني معا األديب واملايل معا‪ ،‬ذلك أن هذا االخرتاع قد متّ ّ‬
‫بقطع الصلة عن املنشأة‪ .‬وإذا كان املخرتع العامل يف هذه احلال يتمتع هبذين احلقني‪ ،‬فإنه ليس لصاحب العمل أية‬
‫سلطة يف استغالله ماليا بغري موافقته (العامل املخرتع) ‪ .‬وذلك خالفا لالخرتاعات التعاقدية اليت ال ينال منها إال احلق‬
‫األديب‪.‬‬
‫‪ -‬حق العامل المخترع في الحصول على مكافأة خاصة‪ :‬فإذا توصل العامل إىل اخرتاع‪ ،‬من تلقاء نفسه‪ ،‬بسبب‬
‫نشاطه يف املنشأة‪ ،‬أو بفضل الفرص املتاحة من خرباهتا ومعداهتا‪ ،‬فإنه يستحق يف هذه احلالة مكافأة خاصة‪.‬‬
‫" وحيتفظ التشريع االيطايل للعامل املخرتع مبكافأة عادلة تتناسب وأمهية االخرتاع‪ ،‬إذا مل يتفق على أجر معني يف‬
‫مقابل قيامه بالنشاط االبتكاري"‪.‬‬
‫ومعىن ذلك" أن العامل املخرتع ‪-‬حسب التشريع االيطايل‪ -‬ال يستحق مكافأة خاصة إذا التزم صراحة أو ضمنا‬
‫بتحقيق االخرتاع‪ ،‬إال إذا كان أجره الذي حيصل عليه ال يتناسب والنشاط الذي يزاوله" ‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫خاتمة‬
‫تناولنا يف هذا البحث – موضوع احلقوق وااللتزامات الناشئة عن اخرتاعات العمال‪ -‬ورأينا أن اخرتاعات‬
‫العمال صارت من أهم وأبرز عناصر امللكية الصناعية تأثريا على الدول واقتصادياهتا‪ ،‬والسبب يف ذلك ما فرضته‬
‫ومس اقتصاديات الدول‪ ،‬األمر‬
‫مستجدات العصر والتطور التكنولوجي املهول الذي مشل جماالت الصناعة املتنوعة ّ‬
‫مسها ذلك التطور‬
‫الذي صار مدعاة إىل تغيري املفاهيم القانونية السابقة‪ ،‬ولفت انتباه املشرع يف الدول اليت ّ‬
‫التكنولوجي الصناعي‪ ،‬وهو ما جسدته تشريعيا‪ ،‬من خالل سعيها الدؤوب إىل عقد اتفاقيات دولية لوضع نظام دويل‬
‫يكرس محاية ملخرتعيها‪ ،‬وقد ظهر ذلك أكثر بعد تفعيل نصوص تلك االتفاقيات بانضمام الدول إليها‪ ،‬مث تكريسها‬
‫يف التشريعات الداخلية‪ ،‬من خالل استحداث آليات احلماية الداخلية للدول العضوة يف االتفاقيات ومنظمات محاية‬
‫احلقوق الفكرية بشقيها األديب الفين والصناعي والتجاري‪.‬‬
‫وميكن تلخيص أهم نتائج حبثنا هذا يف ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬إن اخرتاعات العمال قضية جديرة باالهتمام ذلك أن تق ّدم عاملنا اليوم صار مقياس التطور واالزدهار فيه يقاس‬
‫مبدى ما متلكه الدول من ترسانة قانونية تنظم احلقوق الواردة على االبتكارات ومدى ما حتققه ألصحاب تلك‬
‫االبتكارات من ضمانات احلماية القانونية من صور تعدي الغري عليها‪ ،‬دون وجه حق ‪.‬‬
‫‪ .2‬ورغم أمهية اخرتاعات العمال بالنسبة للعامل وصاحب العمل واجملتمع على ح ّد سواء‪ ،‬إالّ أننا اصطدمنا بضآلة‬
‫اهتمام مشرعنا مبثل هذه االخرتاعات‪ ،‬بدليل أننا وجدنا نصا أو اثنني دون وضع نظام قانوين ينظم وحيدد بشكل‬
‫دقيق احلقوق وااللتزامات الناشئة عن العالقة العقدية الخرتاع العامل‪ ،‬خبالف ما الحظناه لدى العديد من التشريعات‬
‫األخرى كالتشريع الفرنسي واألردين واللبناين‪ ...‬وغريهم‪ ،‬حيث ووعيا منهم بتلك األمهية قامت تلك الدول بسن‬
‫قوانني خاصة وتضمني العديد من النصوص ا لقانونية ضمن قانوين براءة االخرتاع وقانون العمل والقانون املدين أحيانا‬
‫لتوفري احلماية القانونية لألطراف الفاعلة يف إخراج االخرتاع من التجريد إىل التجسيد دون اإلضرار مبصاحل الشركاء يف‬
‫العملية االخرتاعية ‪.‬‬
‫‪ .9‬إن اخرتاعات العمال ال تأيت على شاكلة واحدة‪ ،‬وإمنا هي صور ع ّدة‪ ،‬تؤول احلقوق الناشئة عنها حبسب مناسبة‬
‫التوصل إليها‪ ،‬فمنها ما يثبت احلق فيها للعامل وهي االخرتاعات احلرة‪ .‬ومنها ما يثبت لصاحب العمل كما يف‬
‫اخرتاعات اخلدمة واالخرتاع العرضي‪ ،‬على أن حقوق االخرتاع اليت ميكن أن تنتقل لصاحب العمل يف هذه احلالة هي‬
‫احل قوق املالية فقط خبالف احلقوق األدبية اليت تبقى حقا صرفا للعامل املخرتع‪ ،‬باعتبارها من احلقوق اللصيقة‬
‫بالشخصية واليت ال جيوز التنازل عنها‪ ،‬وتوجب على مالكها الذي يسعى إىل احلصول على الرباءة عن اخرتاع العامل‬
‫أن يذكر اسم املخرتع يف براءة االخرتاع ‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫أخريا نلفت االنتباه إىل أن عدم إعادة النظر يف قانون براءة االخرتاع احلايل‪ 71-79‬وعدم ختصيص فصل‬
‫و ً‬
‫يصب يف مصلحة اجملتمع وال مصلحة طريف العملية‬
‫ينظم اخرتاعات العمال‪ ،‬واستبعاده من نصوص قانون العمل ال ُّ‬
‫يكرس فكرة احتكار املؤسسة املستخدمة الخرتاع العامل‪ ،‬فهي ال تصب يف صاحل‬ ‫االخرتاعية‪ ،‬وذلك من شأنه أن ّ‬
‫العامل املخرتع‪ ،‬ذلك أهنا حترمه من حقوقه الشرعية على اخرتاعه‪ ،‬بينما يفرتض أن تعمل التشريعات على االهتمام‬
‫بالطاقات اإلبداعية والسعي إىل تشجعيها وحتفيزها على أعماهلا اإلبداعية‪ .‬وهذا األمر من شأنه أن يصبح عامال‬
‫سلبيا ومنفرا‪ ،‬وبالتايل املسامهة يف هجرة األدمغة والقدرات اإلبداعية اخلالقة‪ ،‬ما ينعكس سلبا على االقتصاد واملصلحة‬
‫العامة للمجتمع‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬أنور السيد امحد‪ ،‬حقوق طريف عقد العمل يف براءة االخرتاع‪ ،‬مكتبة زين احلقوقية واألدبية ‪-‬صيدا لبنان‪ ،‬ط‪-2‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -2‬احلرى خالد‪ ،‬التنظيم القانوين الخرتاعات العاملني (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -9‬إلياس يوسف‪ ،‬قانون العمل العراقي اجلزء األول‪-‬عالقات العمل الفردية‪ -‬منشورات مكتبة التحرير بغداد‬
‫‪.1389‬‬
‫‪ -2‬حجازي عبد الفتاح بيومي‪ ،‬امللكية الصناعية يف القانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -5‬محادة حممد أنور النظام القانوين لرباءات االخرتاع والرسوم والنماذج‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية‪-‬‬
‫مصر ‪2002‬م ‪.‬‬
‫‪ -1‬مسيحة القليويب‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪.1331 ،‬‬
‫‪ -1‬الفتالوي مسري مجيل‪ ،‬استغالل براءة االخرتاع‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الساحة املركزية بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪. 1382‬‬
‫‪ -8‬القيلويب مسيحة‪ ،‬براءات االخرتاع الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -3‬املصاروة هيثم حامد‪ ،‬املنتقى يف شرح قانون العمل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 -‬‬
‫‪ -17‬منصور‪ ،‬حممد حسني‪ ،‬قانون العمل(ماهية قانون العمل‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬عقد العمل اجلماعي‪ ،‬النقابات‬
‫العمالية‪ ،‬املنازعات اجلماعية‪ ،‬التسوية والوساطة والتحكيم‪ ،‬اإلضراب واإلغالق)‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات احلليب احلقوقية‬
‫بريوت‪.2010 ،‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬
‫جملة الدراسات القانونية و السياسية – العدد ‪ 40‬جوان ‪6402‬‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن إختراعات العمال‬
‫‪ -11‬نايل‪ ،‬عيد‪ ،‬الوسيط يف نظامي العمل والتأمينات االجتماعية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -12‬نعيم مغبغب‪ ،‬براءة االخرتاع‪،‬ملكية صناعية وجتارية‪،‬دراسة يف القانون املقارن‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات احلليب احلقوقية‬
‫بريوت‪.. 2009-‬‬
‫‪ -13‬املنزالوي عباس حلمي‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1389 ،‬‬
‫‪ -14‬نوري حممد خاطر‪ ،‬شرح قواعد امللكية الفكرية دراسة مقارنة بني القانون األردين واإلمارايت والفرنسي‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار وائل للنشر‪.2775 ،‬م‬
‫‪15 -.J.M.Moussoron et Schmidt,Cass com,1996...‬‬
‫‪11 - MOUSSERON ,M:These, p,211 et suiv.‬‬
‫‪- 17‬بن عياد جليلة ‪ ،‬ابتكارات العمال يف إطار عالقة العمال‪،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري فرع امللكية الفكرية‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،‬بإشراف‪ ،‬حمي الدين عكاشة ‪2003‬‬
‫‪ - 18‬عبد السكارنة معن عودة ‪ ،‬حق العامل يف االخرتاع بني قانون العمل وقانون براءات االخرتاع‪.‬‬
‫‪ - 19‬الرزاز فاطمة حممد‪ ،‬حقوق صاحب العمل على اخرتاعات العامل‪ ،‬حبث منشور يف جملة احتاد اجلامعات‬
‫العربية للدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬جملة نصف شهرية‪ ،‬العدد‪ ،21‬الصادرة عن كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة ابريل‬
‫نيسان ‪.2775‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 07-03‬املؤرخ يف ‪ 13‬مجادى األوىل ‪ 1222‬املوافق ل ‪13‬يوليو ‪ ،2779‬املتعلق برباءات االخرتاع‬
‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 275-05‬املؤرخ يف ‪26‬مجادى الثانية عام‪ 1426‬املوافق‪ 2‬غشت‪ 2005‬احملدد كيفيات‬
‫إيداع براءات االخرتاع وإصدارها‪.‬‬
‫‪ -9‬القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون املدين األردين‪.‬‬
‫‪ -5‬قانون براءات االخرتاع املصري‪ .‬رقم ‪ 82‬لعام ‪.2772‬‬
‫‪ -1‬قانون براءات االخرتاع اللبناين رقم ‪ 227‬لسنة ‪.2777‬‬

‫‪033‬‬
‫مجلة دولية دورية علمية محكمة مت خصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كليـة الحقـوق والعلوم السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط‬

You might also like