Professional Documents
Culture Documents
إن تسمية عقد العمل حديثة نسبيا بحيث ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر ،حيث
كان يسمى بـ"عقد إيجار الخ دمات" في بعض التشريعات المقارنة كالقانون الفرنسي الذي
استمد هذه التسمية من القانون الروماني القديم ،حيث كان ُينظر للعمل اإلنساني على أنه
تم التّخلي عنها في ظ ّل المفهوم الحديث
بضاعة قابلة للبيع و اإليجار ،غير أن هذه التسمية ّ
وحدد خصائصه وعناصره
حيث أعطى المشرع و الفقه الحديث تعريفا واضحا لعقد العمل ّ
بالشكل الذي يسمح بتمييزه عن غيره من العقود الواردة على عمل.
عقد العمل هو مصطلح حديث يعود إلى أوائل القرن العشرين ،حيث كان يطلق عليه
مصطلح عقد إيجار الخدمات ،و يخضع لألحكام التي تخضع لها العقود الواردة على عمل
في الق انون الم دني ،لكن اس تقالله فيم ا بع د عن ه ذه األحك ام ليخض ع ألحك ام ق انون العم ل
ب رزت المع الم ال تي تم يزه عن غ يره من العق ود س واء من حيث أطراف ه أو من حيث
موض وع اإلل تزام أو من حيث كيفي ة تنفي ذ اإللتزام ات الناتج ة عن ه ...الخ .فلم يع د عق د
العمل هو مجرد االتفاق الذي ينفذ بموجبه شخص عمال لصالح شخص آخر مقابل أجر بل
له عناصر و خصائص تميزه عن غيره من العقود الواردة على عمل.
1
على ال رغم من أن عق د العم ل ه و عق د من العق ود المس ماة حيث يحض ى بتنظيم
تشريعي و تنظيمي خاص في كل القوانين المقارنة ،إال أنه لم يحض بتعريف المشرع له
تقر علي ه القض اء و
في معظم ق وانين العم ل ،م ا جع ل من ض بط تعريف ه حص يلة م ا اس ّ
رجحه الفقه.
ّ
غير أنه يمكن القول أن معالم التعريف التشريعي لعقد العمل في قانون العمل الجزائري
تظهر بوضوح في نص المادة الثانية( )2من القانون رقم 11-90المتعلق بعالقات العمل
بص دد تعري ف العام ل ،حيث ج اء نص ها كم ايلي ":يعت بر عم اال أج راء ،في مفه وم ه ذا
القانون ،كل األشخاص الذين يؤدون عمال يدويا أوفكريا مقابل مرتب في إطار التنظيم ،و
لحساب شخص آخر ،طبيعي أومعنوي ،عمومي أو خاص يدعى المستخدم" .بحيث يستنتج
من النص أن عق د العم ل حس ب المش رع :ه و العق د ال ذي ي ؤدي بموجب ه ش خص يس مى
2
العامل عمال يدويا أوفكريا لحساب شخص آخر طبيعي أومعنوي يسمى المستخدم مقابل
أجر و تحت إدارته و إشرافه(.)1
ثانيا -التعريف الفقهي لعقد العمل :لقد أعطى الفقه عدة تعريفات لعقد العمل غير أن الفقه
يجم ع على التعري ف االك ثر ش مولية و ه و ك اآلتي ":عق د العم ل ه و عق د يل تزم بمقتض اه
العام ل بالعم ل لحس اب ص احب العم ل أو المس تخدم تحت إش رافه وتوجيه ه مقاب ل أج ر
مح دد ،ولم دة مح ددة أو غ ير مح ددة" ،و م ا يالح ظ اش تمال ه ذا التعري ف الفقهي على
العناص ر األربع ة ال تي تش كل أس اس عق د العم ل وهي :عنص ر العم ل ،عنص ر األج ر،
عنص ر التبعي ة و عنص ر ال زمن ،ل ذلك ال يعتم د في تك ييف عق د العم ل على التس مية ال تي
يعطيه ا األط راف التف اقهم ،ب ل على م دى إش تماله على عناص ره األساس ية المتمثل ة في
العم ل ،األج ر ،الم دة و التبعي ة خاص ةً .و على المعطي ات الواقعي ة و من بينه ا الظ روف
التي جرى فيها تنفيذ العمل.
إن عبارة " في إطار التنظيم " الواردة في النص يقصد بها "السلطة التنظيمية" أو "سلطة اإلدارة و )(1
التنظيم" التي يتمتع بها المستخدم وتخول له صالحية فرض النظام و االنضباط داخل المؤسسة و تحديد
قواعد التنظيم التقني للعمل ،و قواعد السالمة و األمن و الوقاية الصحية في أماكن العمل ...سواء عن
طريق وضع اللوائح ( النظام الداخلي) أو في شكل أوامر و تعليمات و توجيهات مباشرة ،و تخول له
مراقبة مدى إلتزام العمال بها ،ما يجعل العامل في وضعية تبعية للمستخدم بمناسبة تنفيذ إلتزامه بالعمل
بموجب العقد الذي يربطه به.
3
/1عق' ''د العم' ''ل من العق' ''ود المس' ''ماة :حيث يحض ى بتنظيم تش ريعي وتنظيمي بم وجب
نص وص ق انون العم ل و النص وص التنظيمي ة الملحق ة به ا ،و ال تي تتض من القواع د و
األحكام المتعلقة بإبرامه وسريانه وآثاره و المنازعات الناشئة عنه.
/2عق''د العم''ل عق''د رض''ائي :ينعق د عق د العم ل بمج رد تب ادل التراض ي بين الط رفين فال
يشترط النعقاده شكال خاصا إال إذا وجد نص تشريعي أو تنظيمي يقضي بخالف ذلك ،أي
يش ترط الكتاب ة فالم ادة الثامن ة ( )08فق رة 01و 02من الق انون رقم 11-90المتض من
عالقات العمل تنص على مبدأ الرضائية في عقد العمل كما يلي ":تنشأ عالقة العمل بعقد
كتابي أو غير كتابي ،وتقوم هذه العالقة على أيه حال بمجرد العمل لحساب مستخدم ما"،
فالعق د الش فهي ه و عق د عم ل ص حيح إذا ثبت اق تران اإليج اب ب القبول ،و الكتاب ة ليس ت
شرطا إال في عقد العمل محدد المدة ،و لكن ليست شرطا لصحة العقد و إنما فقط إلثبات
طبيعته ،ألن انعدام عقد عمل مكتوب يعني أنه عقد عمل غير محدد المدة ،بموجب نص
المادة 11من قانون عالقات العمل.
/3عقد العمل عقد معاوضة :بحيث تنصرف إرادة كل من طرفيه إلى أن يأخذ مقابال لما
يعطيه ،فالعامل يقدم العمل ويأخذ أجرا عنه و المستخدم يدفع االجر مقابل انتفاعه بالعمل،
لذلك ال يعتبر عقد عمل كل اتفاق على قيام شخص بالعمل لحساب شخص آخر و تحت
إدارته و إشرافه بدون مقابل ،حيث تنص المادة 80من قانون العمل على ذلك كما يلي":
ؤدى ،ويتقاض ى بموجب ه مرتب ا أو دخال يتناس ب
للعام ل الح ق في أج ر مقاب ل العم ل الم ّ
ونتائج العمل.".
/4عق''د العم''ل مل''زم للج''انبين :يعت بر عق د العم ل من العق ود التبادلي ة ،بحيث ي رتب من ذ
إبرام ه التزام ات على ع اتق ك ل ط رف من طرفي ه ،بحيث يتمث ل اإلل تزام األساس ي ال ذي
يقوم عليه عقد العمل في اإللتزام بتنفيذ العمل من طرف العامل و اإللتزام بدفع األجر من
ط رف المس تخدم .وال تقتص ر اإللتزام ات المتبادل ة على م ا ه و وارد في العق د ب ل تش مل
4
ك ذلك اإللتزام ات ال تي يقتض يها تنفي ذه والمنص وص عليه ا في التش ريع أو التنظيم أو
االتفاقيات و االتفاقات الجماعية.
/5عق ''د العم ''ل من العق ''ود المس ''تمرة :المقص ود ب ذلك أن تنفي ذ االل تزام في عق د العم ل
يس تغرق زمن ا ويس تمر لم دة ق د تك ون مح ددة أو غ ير مح ددة ،على خالف بعض العق ود
الفورية التي تنتهي فور تنفيذ االلتزام كعقد البيع بمجرد تسليم المبيع ،أو المقاولة بمجرد
إنجاز العمل...الخ .وعنصر المدة في عقد العمل يفرض استثناءا لمصلحة العامل هو عدم
ج واز تحدي د الم دة في العق ود ال تي تنص ب على أعم ال ذات طبيع ة مس تمرة و دائم ة ،ألن
األص ل في عق د العم ل أن ه غ ير مح دد الم دة وال يج وز تحدي د م دة للعق د إال في األعم ال
العرضية أو المؤقتة أو الموسمية ،و يشترط في عقود العمل محددة المدة ذكر المدة -التي
حددها االطراف بحرية -ونوع العمل الذي يجب أن يكون مؤقتا أو موسميا أوعرضيا،
ُي ّ
وأن تكون المدة متناسبة مع ما يقتضيه تنفيذه و في حالة تخلّ ف أحد هذه الشروط سوف
يتم تكييف العقد بالعقد غير محدد المدة .
/5عقد العمل ذو اعتبار شخصي :يقوم عقد العمل على االعتبار الشخصي أي أن الوفاء
بااللتزام ال يكون إال من العامل ذاته الذي أبرم العقد مع المستخدم ،وال يمكنه توكيل تنفيذه
للغير ،سواءا بأجر أو بدون أجر ،لذلك إذا توفي العامل انتهى العقد وال يستمر مع ورثته،
فالمادة 66من قانون العمل تعتبر الوفاة أحد األسباب القانونية النتهاء عقد العمل الفردي.
وعلى خالف ذلك إذا توفي المستخدم أو تم نقل ملكية المؤسسة المستخدمة إلى الورثة عن
طري ق اإلرث ،أو إلى المال ك الجدي د عن طري ق ال بيع أو ال ّدمج ف إن عق ود العم ل الفردي ة
نص ت عليه المادة
تستمر مع المالك الجديد وال حاجة إلبرام عقود عمل جديدة ،وهو ما ّ
74من قانون العمل.
/6عق''د العم''ل عق''د إذع''ان :ال يس تطيع العام ل المس اومة ومناقش ة بن ود عق د العم ل م ع
المستخدم نظرا لعدم تكافؤ الطرفين اقتصاديا ونظرا لوضعية العامل الذي يكون في حاجة
5
إلى العم ل ،و ه ذا م ا يفس ر ت دخل الدول ة واالتفاقي ات الجماعي ة من أج ل تنظيم أحك ام عق د
العم ل الف ردي وع دم تركه ا إلرادة األف راد ض مانا لتحقي ق الت وازن بين مص الح الط رفين.
غير أنه استثناءا من هذا المبدأ يمكن لفئة مسيري المؤسسات أن يتفاوضوا حول شروط
العقد وظروف العمل.
/7عقد العمل عقد مدني :لقد نشأ عق د العمل في ظ ل أحك ام القانون الم دني ،ل ذلك يعتبر
عقد العمل مدنيا في أصله ،غير أنه يأخذ الصفة التجارية بالنسبة للتاجر إذا أبرمه لحاجات
تجارته ،بحيث يعتبر عمال تجاريا بالتبعية ،أما بالنسبة العامل يبقى تصرفا مدنيا.
حتى يتم تكييف االتفاق المبرم بين شخصين بعقد عمل ال بد أن ينصب ذلك االتفاق
على إلتزام العامل بآداء عمل لحساب صاحب العمل مقابل أجر ،بحيث يملك هذا األخير
سلطة اإلدارة و اإلشراف على تنفيذ للعمل و ذلك لمدة محددة أو غير محددة .لذلك يقوم
عقد العمل على اجتماع أربعة عناصر أساسية تميزه عن غيره من العقود وهي :العمل،
األجر ،التبعية ،المدة.
ويتطلب عنصر العمل توفر شروط معينة لتمييز عقد العمل عن باقي العقود الواردة
على عمل كعقد المقاولة ،أو الوكالة منها:
6
-اآلداء الشخصي للعمل :بحيث يشترط أن يكون تنفيذ العمل المتفق عليه من طرف العامل
المتعاقد ذاته بصفة شخصية ،ألن عقد العمل يقوم على االعتبار الشخصي وال يجوز
له بالتالي أن يوكل انجازه إلى الغير في إطار التعاقد مع أشخاص يعملون لحسابه مع
أخذ الفارق في األجر.
-آداء العم ل وف ق توجيه ات ص احب العم ل و تحت رقابت ه وإ ش رافه :بحيث يك ون العام ل
ملزما بإطاعة أوامر وتعليمات وتوجيهات صاحب العمل المتعلقة بالعمل المتفق عليه،
سواء كانت شفهية أو منصوص عليها في النظام الداخلي.
األجر هو المقابل المالي أو القيمة المالية التي يدفعها المستخدم للعامل كمقابل للجهد الذي
يبذل ه في تنفي ذ العم ل المل تزم ب ه ،واألج ر عنص ر األساس ي في عق د العم ل باعتب اره عق د
معاوضة يأخذ بموجبه كل طرف مقابال لما التزم به ،فهو مح ّل التزام المستخدم و سبب
إن العق د ال يمكن أن يوص ف بعق د
ال تزام العام ل ب أداء العم ل ،ف إذا غ اب عنص ر األج ر ف ّ
عمل وإ ّنما عقد تبرع أو هبة.
و يخضع األجر باعتباره إلتزام على عاتق المستخدم و حق للعامل مقابل آدائه للعمل إلى
عدة مبادئ منها :مبدأ عدم استحقاق األجر إاّل عند التنفيذ الفعلي للعمل ،مبدأ المساواة في
األجر بين العمال ،مبدأ التقدير والدفع النقدي لألجر ،مبدأ الدفع المنتظم لألجر.
عق د العم ل ه و عالق ة أو رابط ة قانوني ة واقتص ادية يك ون فيه ا العام ل في وض عية
تبعي ة لص احب العم ل فيس مى األول تابع ا والث اني متبوع ا ،بحيث تعطي ه ذه الرابط ة
لص احب العم ل الح ق في ممارس ة س لطة اإلش راف والتوجي ه والرقاب ة على آداء العم ل،
7
لزم ا بتنفيذ العمل وفق ما ُيمليه صاحب العمل من تعليمات وأوامر
بحيث يكون العامل ُم ً
وتوجيهات يقتضيها تنفيذ العمل.
ومن مظاهر سلطة اإلدارة و اإلشراف والتوجيه حق صاحب العمل في تحديد أوق ات
العم ل وتوزيع ه على العم ال ،وض ع قواع د األمن ،ف رض قواع د االنض باط داخ ل أم اكن
العم ل ،الح ق في توقي ع الج زاءات التأديبي ة على العم ال في حال ة مخالف ة التعليم ات..الخ
المنصوص عليها في النظام الداخلي أو غيره من وسائل تنظيم العمل في المؤسسة ،وهو
الجانب القانوني للتبعية أي ما يسمى التبعية القانونية ،سواء كانت في شكل تبعية إدارية و
فني ة ،وإ ن ك انت التبعي ة التنظيمي ة واإلداري ة تكفي وح دها للق ول بوجود
تنظيمي ة ،أو تبعي ة ّ
عقد العمل.
أما الجانب االقتصادي للتبعية و التي ُيقصد بها أن يكون العامل تابعا ماليا للمستخدم
ّ
بس بب اعتم اده على األج ر (المقاب ل الم الي) ال ذي يدفع ه ل ه نظ ير العم ل الم ؤدى ،و هوم ا
ألن األجر الذي يدفعه
يسمى التبعية اإلقتصادية فلم تعد معيارا كافيا لتكييف عقد العملّ ،
المس تخدم للعام ل ق د ال يك ون المص در الوحي د لدخل ه ،ف الواقع يثبت ّأن ه ال يوج د م ا يمن ع
العامل من أن يمارس نشاطا آخر بمقابل إلى جانب عمله األساسي لدى المستخدم.
ل ذلك تبقى التبعي ة في جانبه ا الق انوني هي المعي ار األساس ي والمعتم د لتك ييف عق د
العمل و تمييزه عن العقود األخرى ،فال يكفي توفر عنصر األجر للقول بوجود عقد عم ل
م ا لم يكن هن اك إشراف وتوجيه ورقابة من المس تخدم ،وإ ذا انع دمت التبعية القانونية كان
العمل عمال مستقال وليس تابعا وال مجال لتطبيق قانون العمل.
يتش ابه عق د العم ل م ع كث ير من العق ود المس ماة في الق انون الم دني و ال واردة على
عم ل كعق د المقاول ة و عق د الش ركة و عق د الوكال ة فيم ا يتعل ق بعنص ر العم ل و عنص ر
األجر كمقابل للعمل .غير ّأن ه يتميز عن هذه العقود كلّها بانفراده بعنصر التبعية القانونية
التي تشكل أساس التّفرقة بينه و بين هذه العقود.
عرفت المادة 549من القانون المدني عقد المقاولة بأنه ":عقد يتعهد بمقتضاه أحد
المتعاقدين أن يصنع شيئا أو أن يؤدي عمال مقابل اجر يتعهد به المتعاقد اآلخر" .يتضح
من التعري ف التش ريعي لعق د المقاول ة ال وارد في نص الم ادة س الفة ال ذكر أن عق د المقاول ة
يتماثل مع عقد العمل في قيامه على عنصر العمل و عنصر األجر ،غير ّأن ه يختلف عن
أن المقاول يؤدي
ميز عقد العمل،بسبب ّ
عقد العمل في غياب عنصر التبعية القانونية التي تُ ّ
عمل ه لص الح ص احب المقاول ة وفق ا لم ا ه و متف ق علي ه في عق د المقاول ة ب دون إش راف أو
توجي ه أو رقاب ة من ط رف ه ذا األخ ير ،وح تى و إن ك ان هن اك إش راف على حس ن تنفي ذ
فإن ه ال يص ل إلى درج ة تحدي د س اعات العم ل ،أو تحدي د أوق ات ب دءه أو
المقاول ة (العم ل) ّ
انتهائ ه ،أو منح إج ازات ،أو توقي ع العقوب ات على المق اول كم ا ه و الح ال في عق د العم ل،
ه ذا إض افة إلى اختالف ات أخ رى ك التزام المق اول في عق د المقاول ة بتحقي ق نتيج ة و ال تزام
9
العام ل في عق د العم ل بب ذل عناي ة ،وك ذلك االختالف في تحدي د األج ر وطريق ة حس ابه
ودفعه.
الشركة عقد يشترك بمقتضاه شخصان أو أكثر في مشروع بقصد اقتسام ما ينتج من
ربح وخس ارة ،وق د عرفت ه الم ادة 416من الق انون الم دني الجزائ ري كم ا يلي " :الش ركة
عق د يل تزم بمقتض اه شخص ان طبيعي ان أو اعتباري ان أو أك ثر على المس اهمة في نش اط
مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد ،بهدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقيق
تنجر
اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة ،كما يتحملون الخسائر التي قد ّ
عن ذلك".
و يختلف عقد الشركة عن عقد العمل في كون مساهمة الشريك في المشروع بحصة
تحص ل على نس بة من
ّ تتمث ل في جه ده أو عمل ه يجع ل من ه ش ريكا وليس ع امال ح تى وإ ن
األرب اح تق وم مق ام األج ر ،ومعي ار التمي يز ه و ع دم خض وع الش ريك ألي تبعي ة قانوني ة
أن له نفس المركز القانوني للشركاء اآلخرين ،فيستفيد من األرباح ويتحمل الخس ائر
بسبب ّ
عن دما ال يحق ق المش روع أرباح ا ،ورغم إمكاني ة التمي يز بين عق د الش ركة وعق د العم ل
النية وظروف التعاقد ومدى تحقيق المساواة بين الشركاء ،إال أن التبعية
استنادا إلى معيار ّ
يتميز بها عقد العمل تبقى هي العنصر الفاصل بين العقدين.
القانونية التي ّ
ُيع ّرف نص الم ادة 571من الق انون الم دني عق د الوكال ة بأنه ا ":الوكال ة أو اإلناب ة
هو عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه".
فعقد الوكالة هو عقد يلتزم بمقتضاه الوكيل بأن يقوم بعمل قانوني لحساب الموكل،
ورغم أن الوكالة موضوعها عمل قانوني أو مادي يقوم به الموكل لحساب الوكيل مقابل
10
أجر إال أنها ال تعتبر عقد عمل نظرا للحرية واالستقاللية التي يتمتع بها الوكيل في آداء
مهمت ه ،بحيث ال يتقي د إال باله دف من الوكال ة وال يخض ع في تنفي ذها ألي ة تبعي ة قانوني ة
للموكل ،فال يخضع لتوجيهات وأوامر وتعليمات الموكل ،كما ال يملك هذا األخير أن يوقع
عليه جزاءات تأديبية في حالة اإلخالل بأحكام الوكالة.
11