Professional Documents
Culture Documents
علاقة العمل الفردية (عقد العمل)
علاقة العمل الفردية (عقد العمل)
تقوم عالقات العمل في أغلب التشريعات على أساس تعاقدي ،انطالقا من مبدأ حرية العمل وحرية
كرسته الدساتير منها الدستور الجزائري مع اعتماد مبدأ سلطان اإلرادة الذي يجعل من العقد التعاقد الذي ّ
شريعة المتعاقدين ،حيث يستوجب لقيام عالقة العمل ،أن تكون بمقتضى عقد العمل بتوافر الشروط
المتعلقة بالعقود الرضائية ،وطبقا للنصوص والقواعد المنصوص عليها في القانون المدني ،وبالتالي توافر
شروط الخاصة المنصوص عليها في الشروط العامة وهي الرضا والمحل والسبب واألهلية ،إلى جانب ال ّ
قانون عالقات العمل والتي سنتناولها الحقا .ويعتبر عقد العمل الوسيلة القانونية والتقنية لقيام عالقة العمل
بين العامل والمستخدم بشكل يضمن حقوق الطرفين والتزاماتهما التعاقدية.
المبحث األول
تعريف عقد العمل
عرفه الفقه وليس التشريع الذي اكتفى بوضع قواعد التنظيم فقط ،حيث أعطى الفقه الفرنسي أهمية ّ
كبيرة لعقد العمل ،والذي عرف تطورا في مفهومه ،أما بالنسبة للفقه العربي فمعظمه اكتفى بما ورد في
التشريع الوطني.أما بالنسبة للفقه الفرنسي ،يعتبره الفقيه كامرالن camerlynckالذي هو عميد الفقهاء
الفرنسيين بأنه {اتفاق يوضع بموجبه العامل تحت تبعية اقتصادية مع المستخدم الذي يمنح له منصب عمل
حسب الوسائل الموجودة }( )1وتتلخص معظم التعريفات لعقد العمل في كونه" اتفاق األطراف المتعاقدة
للقيام بعمل معين ،سواء لمدّة محددة أو لمدّة غير مح ّددة مقابل أجر" .
أما بالنسبة للمشرع الجزائري فلم يشر القانون المدني إلى تعريف عقد العمل مثلما أشار إلى عقد المقاولة
الذي يختلف عنه بصفة عامة طبقا للمادة 549من القانون المدني .ونفس الشيء بالنسبة للقانون 11/90
المتعلق بعالقات العمل ،فقد تناوله المشرع في الب اب الثالث تحت عنوان عالقات العمل الفردية رغم أنه لم
يقدم تعريفا شامال لعقد العمل ،بل اكتفى بتنظيم عالقة العمل القائمة بموجب عقد العمل.
المبحث الثاني
شروط انعقاد عقد العمل
تطبق على عقد العمل قواعد عامة مثله مثل بقية العقود المدنية األخرى ،اذ يشترط لقيامه توافر
الرضا والمحل والسبب واألهلية .كما يتطلب شروطا خاصة تميّزه عن بقية العقود شروط عامة وهي ّ
األخرى من خالل التزام العامل بأداء عمله لمدة محددة أو غير محددة مقابل أجر في إطار العقد المبرم مع
المستخدم ،وقد يكون العقد مكتوب أو غير مكتوب.
المطلب األول
الشروط العامة النعقاد عقد العمل
يعتبر عقد العمل من العقود الرضائية التي يشترط لقيامها توافر الشروط المحددة في القواعد العامة،
سبب واألهلية .وبالمقابل لم
الرضا والمحل وال ّ
أي في النصوص القانونية المدنية والمتمثلة كما رأينا في ّ
تذكر هذه الشروط العامة في قانون عالقات العمل صراحة مثلها مثل الشروط الخاصة .
إن عدم ذكر هذه الشروط في قانون عالقات العمل ال يعد تقصيرا من المشرع ،بل يتم التعبير
عنها في عقود العمل بنفس الشكل الذي يتم فيه في العقود المدنية األخرى ،وهذا ما اتفق عليه معظم
الفقهاء ،كالفقيه الفرنسي بوريس ستارك في إطار التعريف العام للعقود بموجب القواعد العامة.
تصور انعقاد عقد عمل دون تراضي consentementبين األطراف المتعاقدة.كما ال ّ فال يمكن
لسن العمل ou Age تصور ابرام عقد عمل من شخص عديم األهلية أو ناقص األهلية سواء نتيجة ّ ّ يمكن
capacité de jouissance de travailأو لقدراته الشخصية والذهنية ،ما يعرف بها بأهلية األداء la
capacité d'exercice.
كما يتم اقتران عنصري المحل والسبب في شرط واحد وهو موضوع العقد والمتمثل في عنصر
العمل المطلوب القيام به ،حيث يشترط أن يكون مشروعا وممكنا وأن يتحقق خالل مدة العقد المتفق عليها
مقابل األجر المتفق عليه .فمحل التزام العامل هو العمل وهو نفسه سبب التزام المستخدم ،أما سبب التزام
العامل وهو األجر هو نفسه محل التزام المستخدم ،وسوف نرى الحقا أن المحل والسبب هما وجهان لعملة
واحدة.
يستلزم النعقاد عقد العمل الذي هو عقد رضائي توافق إرادتي األطراف المتعاقدة وهما العامل
والمستخدم ،travailleur et employeurيلتزم فيه العامل بالعمل تحت التبعية القانونية للمستخدم
مقابل أجر يدفعه له هذا األخير ،وال يشترط في انعقاد عقد العمل إعالم العامل بكل المسائل الدقيقة
الخاصة بعالقة العمل ،كتلك المتعلقة بظروف العمل les conditions de travailوكذا كل حقوق
العامل الناتجة عن العقد ،وإنما أحاط المشرع تلك العالقة بمجموعة نصوص تشريعية وتنظيمية التي
تعتبر الشريعة العامة لعالقة العمل الفردية والجماعية .
-شروط الرضا في عقد العمل:
يشترط في إرادة العامل أن تكون خالية من العيوب المعروفة في القواعد العامة كالغلط والتدليس
واإلكراه) ،L’erreur, le dol , la violenceفال يمكن أن نتصور إنشاء عالقة عمل بين العامل
والمستخدم بإرادة يشوبها عيب ،حيث يجب أن تكون إرادة العامل صحيحة لتمكينه من التعبير عن إرادته
بكل حرية وبكل ثقة في النفس وعدم تأثر تلك اإلرادة بأي طرف آخر سواء تعلق األمر بالمستخدم أو
الغير .
لكن رغم العناصر الواجب توافرها في إرادة العامل من إرادة صحيحة وخالية من عيوب الرضا ،إالّ أن
عالقة العمل يمكن أن تقوم على أساس شفهي أي لفظي دون عقد مكتوب ،وهذا ما أكدته المادة 08من
القانون 11/90المتعلق بعالقات العمل بنصها على ما يلي " تنشأ عالقة العمل بعقد كتابي أو غير كتابي
.وتقوم هذه العالقة ،على أية حال ،بمجرد العمل لحساب مستخدم ما .وتنشأ عنها حقوق المعنيين
وواجباتهم وفق ما يحدده التشريع والتنظيم واالتفاقيات أو االتفاقات الجماعية وعقد العمل ".
كما تعتبر الكتابة في عقد العمل وسيلة انعقاد عقد العمل المحدد المدة وإثباته كذلك كما أنها تعبّر
عن إرادة العامل في أداء عمله في شكل ومضمون العقد المبرم مع المستخدم .لكن رغم كل هذا يبقى
الواقع االقتصادي واالجتماعي هو الذي يملي الشروط األساسية لفرص العمل ،ورضا العامل في عقد
الرضا باألمر الواقع فقط.
العمل مسألة نسبية ،فرضاؤه هو ّ
- 2المحل والسبب في عقد العمل :Objet et cause du contrat de Travail
يتميّز شرطا المحل والسبب في عقد العمل بصفة عامة عن العقود المدنية األخرى ،بحيث يعتبر
المحل بالنسبة لتلك العقود هو الشيء أو الموضوع الخاص بالعقد ،بينما يتمثل السّبب في الباعث إلى
الربح
التعاقد .مثال في عقد البيع يتمثل المحل في الشيء المبيع والسبب هو الباعث إلى التعاقد وهو مثال ّ
أو التخلّص من الشيء المراد بيعه .يختلف األمر بالنسبة لعقد العمل ،فهما وجهان لعملة واحدة كما سبق
وأن ذكرناه في المقدمة ،حيث يقترن المحل بالسبب بصفة تجعل من محل التزام العامل هو نفسه سبب
التزام المستخدم .وتتمثل عناصر المحل والسبب فيما يلي :
المقررة بصفة محددة أو غير محددة ،إلى جانب عنصر العمل الواجب أداؤه من طرف ّ *-مدة العقد
العامل.
**-عنصر األجر الذي يلتزم به المستخدم بتقديمه للعامل كمقابل للعمل المتفق عليه في العقد.
خول المشرع لمفتش العمل صالحية التأ ّكد من صحة تحديد محل وسبب عقد العمل(خاصة وحماية للعامل ّ
محدد المدة) ،بوجوب كون االلتزام بالمدة المحددة في العقد مطابقا للنشاط الذي وظف ألجله العامل (
المادة 12مكرر من القانون رقم .)11/90
تعتبر الشرط الثالث النعقاد عقد العمل ،وتعرف األهلية على أنها صالحية الشخص ألن تكون له
حقوق وصالحية استعمالها ،إلى جانب تح ّمله لاللتزامات العقدية أو غير العقدية.
ولدراسة شرط األهلية في عقد العمل يستوجب النظر في أهلية أطراف العقد والتمييز بين أهلية العامل
كشخص طبيعي وأهلية المستخدم الذي يمكن أن يتمثل في شخص طبيعي أو معنوي عام أو خاص.
هو شخص طبيعي يشترط فيه أن يتمتع بأهلية كاملة عند إبرام عقد العمل ،سواء تعلق األمر بوجوب
الرشد ،وبالتالي يشترط بلوغ سن 19سنة كاملة عند إبرام عقد العمل وبحرية تامة ودون أيبلوغ سن ّ
شرط مسبق .
لكن استثناء لذلك وبالنظر إلى خصوصية عقد العمل بصفة عامة والعتبارات اجتماعية واقتصادية،
وضع المشرع لهذه القاعدة (سن 19سنة)طبقا للمادة 40من القانون المدني استثناء طبقا للمادة 15من
القانون 11/90المتعلق بعالقات العمل ،فيكفي بلوغ العامل سن 16سنة لتمكينه من إبرام عقد العمل مع
تضر
ّ تقديم رخصة من وليه الشرعي ،وأن ال يستخدم في أشغال خطيرة أو التي تنعدم فيها النظافة أو
تمس بأخالقياته باعتباره عامال قاصرا .
ّ بصحته أو
والغرض من ذلك ،من جهة هو إرادة المشرع في حماية العامل القاصر من استغالله من طرف المستخدم
تحت تبعية قانونية واقتصادية ،ومن جهة أخرى حماية للعامل القاصر ،يستوجب على المستخدم إعالم
شرعي بكل حيثيات العقد المراد إبرامه ،وكذا ك ّل التغيّرات التي يمكن أن تطرأ عند تنفيذوإبالغ وليه ال ّ
تقررت للقاصر في الحاالت الخاصة بعقود التمهين وعقود ما قبل التشغيل. العقد .ونفس الحماية ّ
السن القانوني المطلوب في عقد العمل ؟ فإن الجواب يكون على أساس ّ سؤال ،ما هووإذا طرحنا ال ّ
التّمييز بين القطاع المستخدم عاما كان أو خاصا .
ففي القطاع العام ،le secteur publiqueيشترط للتعاقد سن 19سنة كاملة للعامل وأن يتمتع بكل
حقوقه المدنية ،حيث شدّد المشرع في تحديد أهلية العامل ،خاصة أن الشروط المرتبطة بالعقد تقيّد من
حرية طالب العمل ،وبالتّالي ينتفي مبدأ سلطان اإلرادة وحرية العمل بصفة تجعله ملزما بقبول الشروط
المدرجة مسبقا وبصفة آلية ،خاصة إذا تعلق األمر بالوظيفة العمومية.
أما بالنسبة للقطاع الخاص ،le secteur privéنظرا العتبارات اقتصادية واجتماعية يمكن أن يبرم
العامل البالغ سن 16سنة كاملة عقد عمل وفق الشروط المحدّدة في المادة 15من القانون 11/90التي
سبق ذكرها .
ويستخلص مما سبق أن ألهلية العامل أهمية بالغة عند إبرام عقد العمل ،سواء كان لمدة محددة أو
بالسن القانوني المطلوب أو لتفادي الوقوع في عوارض األهلية ّ لمدة غير محددة وسواء تعلق األمر
المعروفة في القواعد العامة ،بنفي أو زوال الحقوق المدنية للعامل المتعاقد.
تختلف تماما عن أهلية العامل ،حيث يمكن للمستخدم أن يتخذ صفة شخص طبيعي أو معنوي خاص
أو عام ،اقتصادي أو هيئة عمومية ممثلة للدولة.
الرشد المحدد ب 19 فإذا تعلق األمر بالمستخدم كشخص طبيعي ،يشترط أن يكون كامل األهلية مع سن ّ
سنة كاملة طبقا للقواعد العامة وبصفته مالكا لوسائل اإلنتاج والعمل لكن استثناء لذلك ،عند بلوغ سن
18سنة ،يشترط تقديم رخصة من الولي الشرعي للقاصر الذي يريد مزاولة التجارة ،دعما لطلب التسجيل
في
سوابق العدلية والشهادات المركز الوطني للسجل التجاري ،إلى جانب الشروط والوثائق األخرى كشهادة ال ّ
الطبية التي تثبت سالمة القاصر المرشد سواء من حيث الناحية القانونية أو الصحية.
فتتمثل أهلية المستخدم في اكتسابه صفة التاجر للقيام بأعمال في إطار نشاطه التجاري ،كإبرامه عقود
عمل لحاجات تجارته ،كما يجوز اتخاذ المستخدم صفة الشخص الطبيعي غير التاجر ،أي كشخص عادي،
حيث تعتبر تصرفاته ضمن التصرفات المدنية ويجوز له إبرام عقود عمل مع عمال لصالحه الخاص،
مثال على ذلك نجد الفالح في حقله مالكا لألرض ويبرم عقود عمل في فترات جني الثمار ،فال يعتبر هذا
الفالح تاجرا بحسب الموضوع ،ويكون كذلك إذا تعامل بموجب سفتجة وهذا حسب الشكل ،كما أشارت
إليه القواعد الخاصة بالقانون التجاري الجزائري .
أما إذا تعلق األمر بالمستخدم كشخص معنوي ،هنا ال يختلف األمر إذا كان في القطاع العام أو في
القطاع الخاص ،إال في حدود ضيقة جدّا.
سسات العموميةوالقانون 01/88المتعلق باستقاللية المؤسسات المؤرخ في 1988/01/12جعل من المؤ ّ
االقتصادية les EPEتكتسب صفة التاجر ،وبالتالي تخضع لقواعد القانون التجاري.
وبالنسبة للمستخدم كشخص معنوي عام خارج القطاع االقتصادي والتجاري والصناعي وممثال
للدول ة ،هنا ال يطرح إشكال شرط األهلية ،ألن الدولة تنفرد بمنظومة قانونية خاصة ،أين ترسم العالقات
الوظيفية بشكل دائم ،وهذا ما تضمنه األمر رقم 03/06المتعلق بالقانون األساسي العام للوظيفة العمومية.
...
رغم إمكانية قيام عالقة العمل بمجرد أداء العامل عمله تجاه المستخدم ،أي بغياب الكتابة ،تعتبر
قائمة طبقا للمادة 08من القانون 11/90المتعلق بعالقات العمل ،لكن تعتبر الكتابة عنصرا جوهريا
إلثبات تلك العالقة ،وهذا حماية لمصالح
األطراف المتعاقدة والمتناقضة المصالح بين العامل والمستخدم ،كما أن المشرع شدّد في وجوب الكتابة،
خاصة في عقد العمل محدد المدة كما سنراه الحقا ،وإال اعتبر العقد غير المكتوب عقد غير محدد المدة
طبقا للمادة 11الفقرة الثانية من قانون عالقات العمل.
كما أن شهادة الشهود وسيلة من وسائل اإلثبات منها إثبات عالقة العمل طبقا للمواد 335و 336من
القانون المدني والمادة 10من قانون عالقات العمل ،إلى جانب تأكيد قرارات المحكمة العليا.
المطلب الثاني
الشروط الخاصة لعقد العمل
(عناصر عقد العمل )
يعتبر هذا العنصر محل التزام المستخدم وسبب التزام العامل ،حيث ال يمكن الحديث عن عنصر
العمل دون أن يقابله عنصر األجر ،إذ يعتبر هذا األخير من الحقوق األساسية للعامل ،و في نفس الوقت
الرئيسية للمستخدم ،ولذلك ال يحتفظ العقد بتكييفه القانوني كعقد عمل إذا لم يكن عنصر من االلتزامات ّ
ويعرف األجر بأنّه المقابل
ّ التبرع من العامل دون مقابل.
ّ فيتحول مباشرة إلى عقد
ّ األجر مقابل العمل .
المالي الذي يدفع للعامل مقابل العمل الذي قدّمه للمستخدم خالل مدّة زمنية معيّنة.
*-معايير وأساليب تحديد األجر :
أشار المشرع في الباب الرابع من القانون 11/90تحت عنوان أجرة العامل ،وبموجب المادة 80
منه { للعامل الحق في أجر مقابل العمل المؤدي ،ويتقاضى بموجبه مرتبا un salaireأو دخال revenu
يتناسب ونتائج العمل } (.انظر المواد من 53إلى 141من اتفاقية سوناطراك)
المشرع مفهوم المرتّب من خالل المادة 81من نفس القانون على أساس ما يلي: ّ كما حدّد
األجر األساسي le salaire de baseالنّاجم عن التصنيف المهني في الهيئة المستخدمة la
classification professionnelle .
ساعات التعويضات المدفوعة بحكم أقدمية العامل les indemnités d'anciennetéأو مقابل ال ّ
المضر واإللزامي travail posté
ّ اإلضافية بحكم ظروف عمل خاصة ،ال سيما العمل التناوبي والعمل
،,de nuisance et d'astreinteبما فيه العمل الليلي ،وعالوة المنطقة .
العالوات les primesالمرتبطة بإنتاجية العمل ونتائجه .
أما بالنسبة لقطاع الوظيفة العمومية ،فقد أشار المشرع في الباب الخامس من األمر 03/06المؤرخ في
الراتب * 2006/07/15المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية تحت عنوان *التصنيف – ّ
صت على أنه { تنقسم المجموعات les groupesالمنصوص عليها في المادة في المادة 114منه التي ن ّ
08من هذا األمر إلى
حدّد األجر بصف ة تنظيمية في قانون الوظيفة العمومية ألن عالقة العمل الموجودة ليست قائمة على العقد
وإنما على أساس التنظيم ،خالفا لما هو موجود في القانون 11/90ولهذا يمنح مصطلح الموظف في
قانون الوظيفة العمومية والعامل في قانون عالقات العمل .ورغم ذلك نجد استثناء بالنسبة لألعوان
المتعاقدين في الوظيفة العمومية ( المواد 19إلى 24من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية) ،رغم
أن عالقتهم عقدية مع اإلدارة العمومية ،لكن تبقى تنظيمية ،وهذا دائما استثناء للقاعدة العامة المعروفة في
الوظيفة العمومية وهي ديمومة العالقة الوظيفية التنظيمية.
**-معايير تحديد األجر في إطار قانون عالقات العمل :
معيار المدة :
يحدّد األجر وفق المعيار الزمني ،أي بفترة زمنية محدّدة ،سواء كانت قصيرة (الساعة أو اليوم) ،أو
متوسطة (أسبوع أو أسبوعين) ،أو طويلة نسبيا (الشهر) ،وعادة ما تتخذ هذه األخيرة كمعيار لتحديد
األجر.
معيار المردودية :
يحدّد األجر وفقا لهذا المعيار على أساس العمل المؤدي من طرف العامل ،le rendementوعلى
هذا األساس نجد أن األجر متغيّر ،variableما يشكل إرهاق للعامل بعدم تمكنه من مواصلة نفس األداء
وعلى .نفس الوتيرة ،مثال العمال في المنازل بالقطع Travail par pièce à domicile.
تتمثل االتفاقيات الجماعية النموذج األمثل لتحديد األجر ،السيما فيما تعلق بالحدّ األدنى لألجر في
سسات المستخدمة ،زيادة على الوسائل التي توفّرها فيما تعلق بتغيير أو الزيادة فيقطاعات النشاط والمؤ ّ
األجر.
مكونات األجر وتحديد العناصر الثابتة والمتغيّرة كالمنح العائلية والعوامل
كما تعالج االتفاقيات الجماعية ّ
المرتبطة بها ،أو تحسين اإلنتاج وظروف العمل.
وقد اعترف المشرع من خالل القانون 11/90لالتفاقيات الجماعية بعدة صالحيات واختصاصات في
مكونات لألجر وهي: مجال تحديد األجور ،من خالل المادة 120منه التي حدّدت أربعة ّ
وكخالصة ،يحدّد األجر األساسي والتعويضات الثابتة األخرى تنظيميا ،أي أن اإلدارة تتدخل بموجب
شبكة استداللية وكمثال بخصوص قطاع الوظيفة العمومية ،صدر مرسوم رئاسي رقم 304/07في
2007/09/29الذي يحدّد الشبكة االستداللية la grille indiciaireلمرتبات الموظفين ونظام دفع
رواتبهم -ج ر رقم 61المؤرخة في 2007/09/30أما بالنسبة لألعوان المتعاقدين ،حدّدت الشبكة
االستداللية بموجب المرسوم الرئاسي رقم 308/07بالنسبة لعقود التشغيل محدّدة وغير محدّدة المدة .
د -الحماية القانونية لألجر (:من المادة 88الى 90من القانون )11-90
حضي األجر بحماية خاصة في كل التشريعات المقارنة ،نظرا لطابعه االجتماعي ،حيث أصبحت
القواعد المنظمة لألجر من النظام العام ،ال يجوز مخالفته وال التنازل عنه ،وتترجم هذه الحماية في
المبادئ اآلتية :
مبدأ امتياز األجور عن بقية الديون المستحقة ( المادة 993من القانون المدني والمادة 89من القانون
.11-90
وهو مبدأ معترف به في جميع التشريعات سواء في القانون المدني أو من خالل قانون عالقات العمل،
وهو يعني أسبقية األجور الخاصة بالعمال عن ديون المستخدم مهما كانت طبيعة الدين ،مدني أو تجاري،
وحتى أن لألجر أسبقية عن الديون األخرى المتعلقة بمصلحة الضرائب مثال ومستحقات الضمان
االجتماعي .
مبدأ عدم قابلية الحجز على الكتلة األجرية la masse salariale
نص المشرع في المادة 90من القانون 11/90المتعلق بعالقات العمل على أنه " ال يمكن االعتراض
oppositionعلى األجور المترتبة على المستخدم ،كما ال يمكن حجزها saisieأو اقتطاعها retenues
يتضرر العمال الذين يستحقونها " .فالعامل ال دخل له في وضعية المؤسسة،ّ مهما كان السبّب حتى ال
ومركزه االقتصادي أقل بكثير من مركز المستخدم ،لكن نجد استثناء نصت عليه المواد 775و 776من
قانون االجراءات المدنية واالدارية لسنة 2008تحت عنوان *في الحجز على األجور والمرتبات *.
للوهلة األولى يمكن اعتباره تناقضا مع نصوص قانون عالقات العمل ،لكن إذا نضرنا إلى صفة الد ّين
المترتب على العامل تجاه المستخدم ،فيجوز حجزها مؤقتا بموجب الدعوى العمومية Action
publiqueإلى غاية االستحقاق الكامل ،وهذا نادرا ما يقع خاصة أن هذه الوضعية تخص عامال واحدا
فقط وليس كل ع ّمال المؤسّسة المستخدمة.
والرقابة التي يتمتع بها المستخدم تجاه العامل بموجب عقد العمل،
يقصد بها سلطة اإلشراف واإلدارة ّ
باعتبار أن التبعية بشقيها القانوني واالقتصادي من الحقوق األساسية الممنوحة للمستخدم ،ويتمتع بها
ويلزم بها العامل بأداء العمل وفق توجيهات وأوامر المستخدم .
تترجم التبعية االقتصادية في تبعية العامل ماليا ومعيشيا واجتماعيا للمستخدم بموجب عنصر األجر
الذي هو مصدر رزقه ،مما يجعل العامل مرتبطا معيشيا بالمستخدم .كما يمنع على العامل أي نشاط
ثانوي خارج عالقته بالمستخدم ،مما يجعل من المستخدم كأنه في مركز المحتكر monopoleلوقت
وجهد العامل طوال مدة عقد العمل.
يقصد بها المدّة الزمنية التي يضع العامل نشاطه وخبراته تحت سلطة و مصلحة المستخدم ،وهي
المدّة التي تحدّد أصال في عقد العمل ،مع األخذ بعين االعتبار النصوص القانونية والتنظيمية المعمول بها
في إطار عالقات العمل ،والتي تأخذ عدّة أشكال ،سواء كانت عالقة عمل لمدة محدّدة أو لمدة غير محدّدة .
بالنسبة لألصل تعتبر عالقة العمل مبنية لمدّة غير محدّدة حماية لمصلحة العامل ،تماشيا
والعناصر األخرى لعقد العمل كالعمل واألجر والتبعية ،وهذا طبقا للمادة 11من قانون عالقات العمل
التي تنص على أنه " يعتبر العقد مبرما لمدّة غير محدودة إالّ إذا نص على غير ذلك كتابة .وفي حالة
انعدام عقد عمل مكتوب ،يفترض أن تكون عالقة العمل قائمة لمدّة غير محدودة".
زيادة على ذلك نص المشرع في المادة 12على الحاالت التي تعتبر فيها مدّة العمل محدّدة كما
يلي (:بالتوقيت الكامل أو بالتوقيت الجزئي ،على أن ال يق ّل التوقيت الجزئي عن نصف التوقيت الكامل(
المادة 13فقرة 3من القانون 11-90والمادة 12مكرر بخصوص مراقبة مفتشية العمل للعقد المحدّد المدّة).
-عندما يوظف العامل لتنفيذ عمل مرتبط بعقود أشغال أو خدمات غير متجددة،
-عندما يتعلق األمر باستخالف عامل مثبّت في منصب تغيّب عنه مؤقتا ،ويجب على المستخدم أن يحتفظ
بمنصب العمل لصاحبه،
-عندما يتطلب األمر من الهيئة المستخدمة إجراء أشغال دورية ذات طابع متقطع،
يبرر ذلك تزايد العمل أو أسباب موسمية،
-عندما ّ
-عندما يتعلق األمر بنشاطات أو أشغال ذات مدّة محدودة أو مؤقتة بحكم طبيعتها.
كما أن المشرع لم ينص من خالل القانون 11-90على تجديد العقد المحدّد المدة ،عكس ما قام به في
التّشريع ال ّ
سابق وال سيما من خالل القانون رقم 06-82المتعلق بعالقات العمل الفردية.
المبحث الثالث
تعديل عقد العمل
La Modification du Contrat de travail
تتعرض عالقة العمل عند تنفيذها إلى بعض العوامل والظروف التي تفرض على أطرافها ضرورة ّ
إعادة النظر في أحكامها ،سواء جزئيا أو كليا.
وقد ترجع أسباب التعديل لتلك العالقة إلى العامل أو المستخدم ،كما يمكن أن تعدّل تلك العالقة دون إرادة
كالقوة القاهرة أو صدور نصوص قانونية أو تنظيمية جديدة أو إضافة أحكام جديدة في ّ األطراف المتعاقدة،
اتفاقية جماعية كانت موجودة ،السيما تلك التي تكون أكثر نفعا للعامل ،وهذا ما نصت عليه المادة 62من
القانون 11/90المتعلق بعالقات العمل .
كما نصت المادة 63من نفس القانون بإمكان تعديل عقد العمل بموجب اإلرادة المشتركة بين العامل
يمس بالنظام العام ) ،(L’ordre Publicوهنا ال يجوز تعديله .
ّ والمستخدم ،إال إذا كان موضوع التعديل
بها يوم التغيير قائمة بين المستخدم الجديد والعمال ،ال يمكن أن يطرأ أي تعديل في عالقات العمل إال
شروط التي ينص عليها هذا القانون وعن طريق المفاوضات الجماعية " . ضمن األشكال وحسب ال ّ
ب -حالة التعديل المرتبطة بالعامل :
يمكن أن تعدّل عالقة العمل عندما يحدث تغيير في المسار المهني للعامل ،كحصوله على مؤهل أو
شهادة علمية أو مهنية تمكنه من االنتقال إلى وضعية مهنية أحسن من تلك التي كان عليها ،حيث يمكن أن
يغيّر من منصب عمله أو الترقية إلى منصب أعلى ،كذلك في حالة تغيير الحالة الصحية للعامل ،تتغيّر
بالتالي وضعيته المهنية وفقا للظروف الصحية بصفة دائمة أو مؤقتة.
ج -حاالت التعديل المتعلقة بظروف أخرى :
يقرها القانون أو التنظيم أو االتفاقيات
تتمثل هذه الحاالت في األحكام الجديدة التي يمكن أن ّ
الجماعية ،وال دخل إلرادة العامل والمستخدم ،كصدور قانون جديد يرفع من األجر الوطني األدنى للعامل
مهما كانت صفة عالقة العمل وكذا صفة المستخدم .وكما سبق ذكره ،أشار المشرع في المادة 62من
قانون عالقات العمل على إمكانية تعديل عقد العمل بواسطة القانون أو التنظيم الذي يكون حتما لصالح
العمال بالزيادة من حقوقهم األساسية نظرا للطابع التنظيمي لعملية التعديل ،وهذا عكس التعديل الذي يكون
بسبب المستخدم والذي عادة ما يكون لصاله على حساب حقوق العمال المهنية واالجتماعية .
ونظرا للممارسة الميدانية بخصوص امكانية تعديل عقد العمل بإرادة منفردة ،تجدر اإلشارة إلى أنه عادة
ما تطرح إشكالية التعديل من طرف المستخدم بإرادته المنفردة ،فهل للمستخدم هذا الحق بصورة مطلقة ؟
فيكون ال جواب على هذا السؤال أو هذه االشكالية كما يلي :
إذا تركنا جانبا القواعد العامة المتعلقة بتعديل العقد باتفاق األطراف ،يجوز للمستخدم أن يعدل عقد
العمل بإرادته المنفردة وفق ما يلي :
كما هو معلوم ينفرد عقد العمل عن سائر العقود المدنية األخرى بوجود عالقة تبعية بين المستخدم
والعامل ،يجعل هذا األخير مرتبطا قانونا واقتصاديا بالمستخدم ،وهذا ما يعرف بالتبعية القانونية
واالقتصادية التي تتمثل في األوامر والتوجيهات التي يصدرها المستخدم زيادة لألجر الذي يتسلّمه
العامل.
المستخدم ؟
نجد المادة 106التي تنص على أن العقد شريعة المتعاقدين ،فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق
الطرفين ،أو لألسباب التي يقررها القانون .
المادة 123مكرر :يجوز أن يتم التصرف باإلرادة المنفردة للمتصرف ما لم يلزم الغير .
ويسري على التصرف باإلرادة المنفردة ما يسري على العقد من األحكام باستثناء أحكام القبول .
نجد المادة 07فقرة 03التي تنص ...... ":أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية التي
يعينها المستخدم أثناء ممارسته العادية لسلطاته في اإلدارة "........ ،
المادة : 63يمكن تعديل شروط عقد العمل وطبيعته بناء على اإلرادة المشتركة للعامل والمستخدم
..........
( عبارة "يمكن" تجعل من التعديل المنفرد من المستخدم ممكنا )
المادة ........ :74ال يمكن أن يطرأ أي تعديل في عالقات العمل إال ضمن األشكال وحسب
الشروط التي ينص عليها هذا القانون .............
( عبارة " األشكال والشروط " تخص شكل عقد العمل ( محدد أو غير محدد المدة ) وشروط
ا لعقد ( منها عالقة التبعية القانونية واالقتصادية ).
سسات المستخدمة المواد : 77-76-75تخص النظام الداخلي ومكوناته ولزومه إال بالنسبة للمؤ ّ
الصغيرة ( التي تشغل عدد أقل من عشرين 20عامال ،غير ملزمة بإعداد النظام الداخلي ) وكذا
المستخدم كشخص طبيعي ( تاجر شخص طبيعي ) أين تكون سلطات المستخدم أوسع لغياب نظام
داخلي ،وبالتالي يجوز له تعديل العقد بإرادته المنفردة.
الرئاسي رقم 09-94المتضمن الحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين قد -3بالنسبة للمرسوم ّ
يفقدون عملهم بصفة ال إرادية .
المواد 5و 6و :10حول إمكانية تعديل عقد العمل من طرف المستخدم لتفادي التسريح
االقتصادي.
المادة 11فقرة ......" : 03لممثلي العمال أن يعبروا عن آرائهم واقتراحاتهم ومالحظاتهم
وتوصياتهم حول مضمون الجانب االجتماعي ".
( اآلراء واالقتراحات والمالحظات والتوصيات غير ملزمة للمستخدم )
-4بالنسبة لالجتهاد القضائي لسنة ( 2004القرار الصادر عن المحكمة العليا )
بموجب االجتهاد القضائي لسنة ، 2004أصبح المستخدم يتمتع بسلطات واسعة والتي
أخطرها السلطة التأديبية باالعتماد على وثيقة النظام الداخلي أو حتى بالنسبة للمستخدم
(المؤسسات الصغيرة والمستخدم شخص طبيعي ) حيث مضمون المادة 73من القانون 11-90
أصبح يكيّف قانونيا وقضائيا على أساس سبيل المثال ال الحصر لألخطاء التأديبية.
-5بالنسبة للوظيفة العمومية وال سيما األمر 03-06المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،نجد المواد من 19إلى : 25تخص نظام التعاقد ( عقد عمل إداري) يجوز لإلدارة أن
تعدل بمفردها عقود التشغيل عن طريق التنظيم .والمتعاقد هنا ( العون المتعاقد ) ال يناقش
توظيفه عن طريق العقد وال تعديله باعتباره يسيّر تنظيميا باإلرادة المنفردة لإلدارة المستخدمة.