Professional Documents
Culture Documents
تنص المادة 8من القانون 11-90أن عقد العمل عبارة عن عالقة تنشأ بين طرفين بمجرد وهما
العامل من جهة والمستخدم من جهة أخرى ،وهذا بمجرد عمل العامل لحساب المستخدم ،وتنشأ
عن هذه العالقة التزامات متقابلة بين الطرفين.
أما الفقه فقد اختلف كعادته في تعريف عقد العمل ،إال أن التعريف الراجح هو اعتبار عقد العمل
اتفاقا مكتوب أو غير مكتوب يلتزم بموجبه العامل ببذل مجهود فكري أو بدني مقابل أجر معلوم.
أي أن عقد العمل ينعقد بتطابق إرادتي طرفيه وهما العامل من جهة والمستخدم من جهة
أخرى ،أي أن يتراضى الطرفان على قيام العامل ببذل المجهود البدني أو الفكري مقابل قيام
المستخدم بدفع األجر المتفق عليه.
ويجدر في هذا الصدد التأكيد ان عقد العمل ينعقد بمجرد تطابق إرادتي الطرفين دون الحادة
إلى أي شكلية معنية.
يعد عقد العمل من العقود الملزمة لجانبين ،إذ يتمثل التزام العامل في بذل المجهود واتباع
تعليمات وأوامر المستخدم ،ويتمثل التزام هذا األخير في دفع أجرة العامل.
يعد عقد العمل من العقود المبنية على عوص إذ يتلقى كل من طرفيه مقابال على أداء أداء
التزامه ،فالمنفعة التي يتحصل عليها العامل تتمثل في األجر الذي يتلقاه أما المنفعة التي
يتحصل عليها رب العمل فهي جهد العامل الذي يبذله أثناء تأدية عمله.
-1عنصر العمل:
يقصد بعنصر العمل االلتزام الشخصي للعامل بأداء المجهود البدني أو الفكري المطلوب منه
لفائدة رب العمل ،والذي تم االتفاق عليه عند إبرام عقد العمل.
-2عنصر األجر.
يعد االجر كذلك أحد العناصر الجوهرية لعقد العمل ،ويعرف بأنه المقابل المالي الذي يتلقاه العامل
مقابل الجهد الذي يبذله في خدمة صاحب العمل ،وبالمقابل فإن دفع األجر يعد االلتزام األساسي
لصاحب العمل.
ويتكون االجر من عنصرين أحدهما ثابت وهو االجر القاعدي الذي يخضع لالقتطاعات الضريبية
واقتطاعات الضمان االجتماعي ،والعنصر اآلخر متغير يتمثل في المنح والتعويضات المختلفة
التي يتلقاها العامل ال سيما تلك المتعلقة بأداء الساعات اإلضافية خارج مدة العمل المحددة قانونا
بــ 40ساعة أسبوعيا.
-3عنصر التبعية.
ويقصد بها سلطة رب العمل في إسداء التعليمات واألوامر المرتبطة بالعمل ،والتزام العامل
باالمتثال لهذه التعليمات تحت طائلة المسائلة التأديبية.
ويتمثل عنصر العمل كذلك في الصالحية الممنوحة لصاحب العمل في اإلشراف على العامل
وتوجيهه وذلك ألن لصاحب العمل الحق في تنظيم جميع مناحي العمل ويقع على عاتقه مسؤولية
السهر على السير الحسن له.
كمبدأ عام يقوم عقد العمل على نفس الشروط التي تخضع لها العقود بشكل عام ،وهي الشروط
المقررة في القانون المدني ،دون اغفال احتفاظ عقد العمل على بعض الخصوصيات المتعلقة
بطبيعته الخاصة.
-1الشروط الشكلية:
مثلما سلف ذكره سابقا فإن عقد العمل من العقود الرضائية التي ال يشترط القانون إبرامها
كتابة ،وهذا يعني أن إبرام عقد العمل في الشكل المكتوب يعتبر اختياريا.
غير أن المشرع وسعيا منه إلقرار حماية أكبر للعامل من تعسف رب العمل ،ووعيا منه أن
العقد المكتوب يقر حماية أمثل للعامل ،فقد اعتبر أن عالقة العمل في غياب العقد المكتوب تعد
عالقة عمل غير محددة المدة طبقا لنص المادة 11من القانون .11-90
-2الشروط الموضوعية.
يخضع عقد العمل لنفس الشروط الموضوعية واألركان التي يخضع لها باقي العقود وهي الرضا
والمحل والسبب.
أ) الرضاء.
ونعني به اتفاق الطرفين على إبرام عقد العمل من خالل عرض أحدهما على اآلخر العمل لحسابه
وتحت إدارته وإشرافه مقابل أجر معين ورضاء الطرف اآلخر بهذا العرض.
-اإليجاب :ويتمثل في عرض العمل المقدم سواء من طرف العامل بطلب منه أو رب
العمل.
-القبول :هو الرد الصادر بالموافقة من الشخص الذي تلقى اإليجاب على طلب العمل وفق
الشروط المتفق عليها.
-األهلية :وهي صالحية الطرفين إلبرام عقد العمل ،فبالنسبة للعامل فالقانون يشترط القانون
كأصل طبقا للقواعد العامة بلوغ المتعاقد سن 19سنة كاملة للتمتع بأهلية التعاقد ،وسالمة
عقله من الجنون والعته والسفه ،غير أن القانون 11-90أقر استثناء إمكانية إبرام العامل
لعقد عمل عند بلوغه سن 16سنة بشرط الحصول على الترخيص من وليه الشرعي طبقا
للمادة 15من القانون .11-90
أما بخصوص رب العمل فيجدر التفريق بين حالة كون رب العمل شخصا طبيعيا إذ
يشترط القانون توفره على األهلية الكاملة ،وبين كون رب العامل شخصا معنويا وحينئذ
يشترط القانون االمتثال إلى التشريعات التي تمنح األهلية لألشخاص المعنوية عند
تأسيسها.
تطبق القواعد العامة للمحل والسبب فيما يتعلق بعقد العمل ،فمحل التزام الطرف األول هو سبب
التزام الطرف الثاني ،فيتمثل محل التزام العامل في بذل الجهد لفائدة رب العمل وهو سبب التزام
هذا األخير ،أما محل التزام رب العمل فهو دفع المقابل المالي نتيجة الجهد المبذول من طرف
العامل وهو الدافع الذي حفز هذا األخير على ابرام عقد العمل.