You are on page 1of 3

‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد المكونة لعالقة العمل الفردية‬

‫أوال‪ :‬مفهوم عقد العمل‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 8‬من القانون ‪ 11-90‬أن عقد العمل عبارة عن عالقة تنشأ بين طرفين بمجرد وهما‬
‫العامل من جهة والمستخدم من جهة أخرى‪ ،‬وهذا بمجرد عمل العامل لحساب المستخدم‪ ،‬وتنشأ‬
‫عن هذه العالقة التزامات متقابلة بين الطرفين‪.‬‬

‫أما الفقه فقد اختلف كعادته في تعريف عقد العمل‪ ،‬إال أن التعريف الراجح هو اعتبار عقد العمل‬
‫اتفاقا مكتوب أو غير مكتوب يلتزم بموجبه العامل ببذل مجهود فكري أو بدني مقابل أجر معلوم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص عقد العمل‪.‬‬

‫يتميز عقد العمل بالخصائص التالية‪:‬‬

‫أ) عقد العمل من العقود الرضائية‪.‬‬

‫أي أن عقد العمل ينعقد بتطابق إرادتي طرفيه وهما العامل من جهة والمستخدم من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬أي أن يتراضى الطرفان على قيام العامل ببذل المجهود البدني أو الفكري مقابل قيام‬
‫المستخدم بدفع األجر المتفق عليه‪.‬‬

‫ويجدر في هذا الصدد التأكيد ان عقد العمل ينعقد بمجرد تطابق إرادتي الطرفين دون الحادة‬
‫إلى أي شكلية معنية‪.‬‬

‫ب) إلزامية عقد العمل‬

‫يعد عقد العمل من العقود الملزمة لجانبين‪ ،‬إذ يتمثل التزام العامل في بذل المجهود واتباع‬
‫تعليمات وأوامر المستخدم‪ ،‬ويتمثل التزام هذا األخير في دفع أجرة العامل‪.‬‬

‫ج) عقد العمل من عقود المعاوضة‪.‬‬

‫يعد عقد العمل من العقود المبنية على عوص إذ يتلقى كل من طرفيه مقابال على أداء أداء‬
‫التزامه‪ ،‬فالمنفعة التي يتحصل عليها العامل تتمثل في األجر الذي يتلقاه أما المنفعة التي‬
‫يتحصل عليها رب العمل فهي جهد العامل الذي يبذله أثناء تأدية عمله‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عناصر عقد العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬عنصر العمل‪:‬‬
‫يقصد بعنصر العمل االلتزام الشخصي للعامل بأداء المجهود البدني أو الفكري المطلوب منه‬
‫لفائدة رب العمل‪ ،‬والذي تم االتفاق عليه عند إبرام عقد العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬عنصر األجر‪.‬‬

‫يعد االجر كذلك أحد العناصر الجوهرية لعقد العمل‪ ،‬ويعرف بأنه المقابل المالي الذي يتلقاه العامل‬
‫مقابل الجهد الذي يبذله في خدمة صاحب العمل‪ ،‬وبالمقابل فإن دفع األجر يعد االلتزام األساسي‬
‫لصاحب العمل‪.‬‬

‫ويتكون االجر من عنصرين أحدهما ثابت وهو االجر القاعدي الذي يخضع لالقتطاعات الضريبية‬
‫واقتطاعات الضمان االجتماعي‪ ،‬والعنصر اآلخر متغير يتمثل في المنح والتعويضات المختلفة‬
‫التي يتلقاها العامل ال سيما تلك المتعلقة بأداء الساعات اإلضافية خارج مدة العمل المحددة قانونا‬
‫بــ ‪ 40‬ساعة أسبوعيا‪.‬‬

‫‪ -3‬عنصر التبعية‪.‬‬

‫ويقصد بها سلطة رب العمل في إسداء التعليمات واألوامر المرتبطة بالعمل‪ ،‬والتزام العامل‬
‫باالمتثال لهذه التعليمات تحت طائلة المسائلة التأديبية‪.‬‬

‫ويتمثل عنصر العمل كذلك في الصالحية الممنوحة لصاحب العمل في اإلشراف على العامل‬
‫وتوجيهه وذلك ألن لصاحب العمل الحق في تنظيم جميع مناحي العمل ويقع على عاتقه مسؤولية‬
‫السهر على السير الحسن له‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شروط صحة عقد العمل‪:‬‬

‫كمبدأ عام يقوم عقد العمل على نفس الشروط التي تخضع لها العقود بشكل عام‪ ،‬وهي الشروط‬
‫المقررة في القانون المدني‪ ،‬دون اغفال احتفاظ عقد العمل على بعض الخصوصيات المتعلقة‬
‫بطبيعته الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط الشكلية‪:‬‬

‫مثلما سلف ذكره سابقا فإن عقد العمل من العقود الرضائية التي ال يشترط القانون إبرامها‬
‫كتابة‪ ،‬وهذا يعني أن إبرام عقد العمل في الشكل المكتوب يعتبر اختياريا‪.‬‬

‫غير أن المشرع وسعيا منه إلقرار حماية أكبر للعامل من تعسف رب العمل‪ ،‬ووعيا منه أن‬
‫العقد المكتوب يقر حماية أمثل للعامل‪ ،‬فقد اعتبر أن عالقة العمل في غياب العقد المكتوب تعد‬
‫عالقة عمل غير محددة المدة طبقا لنص المادة ‪ 11‬من القانون ‪.11-90‬‬
‫‪ -2‬الشروط الموضوعية‪.‬‬

‫يخضع عقد العمل لنفس الشروط الموضوعية واألركان التي يخضع لها باقي العقود وهي الرضا‬
‫والمحل والسبب‪.‬‬

‫أ) الرضاء‪.‬‬

‫ونعني به اتفاق الطرفين على إبرام عقد العمل من خالل عرض أحدهما على اآلخر العمل لحسابه‬
‫وتحت إدارته وإشرافه مقابل أجر معين ورضاء الطرف اآلخر بهذا العرض‪.‬‬

‫ويخضع الرضاء لشروط الصحة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اإليجاب‪ :‬ويتمثل في عرض العمل المقدم سواء من طرف العامل بطلب منه أو رب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -‬القبول‪ :‬هو الرد الصادر بالموافقة من الشخص الذي تلقى اإليجاب على طلب العمل وفق‬
‫الشروط المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬األهلية‪ :‬وهي صالحية الطرفين إلبرام عقد العمل‪ ،‬فبالنسبة للعامل فالقانون يشترط القانون‬
‫كأصل طبقا للقواعد العامة بلوغ المتعاقد سن ‪ 19‬سنة كاملة للتمتع بأهلية التعاقد‪ ،‬وسالمة‬
‫عقله من الجنون والعته والسفه‪ ،‬غير أن القانون ‪ 11-90‬أقر استثناء إمكانية إبرام العامل‬
‫لعقد عمل عند بلوغه سن ‪ 16‬سنة بشرط الحصول على الترخيص من وليه الشرعي طبقا‬
‫للمادة ‪ 15‬من القانون ‪.11-90‬‬
‫أما بخصوص رب العمل فيجدر التفريق بين حالة كون رب العمل شخصا طبيعيا إذ‬
‫يشترط القانون توفره على األهلية الكاملة‪ ،‬وبين كون رب العامل شخصا معنويا وحينئذ‬
‫يشترط القانون االمتثال إلى التشريعات التي تمنح األهلية لألشخاص المعنوية عند‬
‫تأسيسها‪.‬‬

‫ب) المحل والسبب‪.‬‬

‫تطبق القواعد العامة للمحل والسبب فيما يتعلق بعقد العمل‪ ،‬فمحل التزام الطرف األول هو سبب‬
‫التزام الطرف الثاني‪ ،‬فيتمثل محل التزام العامل في بذل الجهد لفائدة رب العمل وهو سبب التزام‬
‫هذا األخير‪ ،‬أما محل التزام رب العمل فهو دفع المقابل المالي نتيجة الجهد المبذول من طرف‬
‫العامل وهو الدافع الذي حفز هذا األخير على ابرام عقد العمل‪.‬‬

You might also like