Professional Documents
Culture Documents
الدرس األول
أهمية دراسة مقياس قانون املجتمع الدولي في سنة أولى
ليسانس حقوق ومحتوياته.
اهتم الباحثين في مجال القانون الدولي والعالقات الدولية بدراسة املجتمع الدولي منذ
مطلع القرن العشرين وازداد اهتمامهم بدراسة هذه املادة بتطور القانون الدولي العام ونمو
فرع العالقات الدولية ،وكذا نمو القانون الدولي واملنظمات الدولية.
بفعل هذا التطور املتنامي للقانون الدولي والعالقات الدولية ارتأت معظم كليات
الحقوق في مختلف الجامعات في شتى دول العالم أن يتم تدريس مادة قانون املجتمع الدولي
في السنة األولى كمدخل لدراسة القانون الدولي العام والعالقات الدولية .و كلية الحقوق
بجامعة وهران 2لم تخرج عن هذا املنهج وأدرجت مادة قانون املجتمع الدولي ضمن املواد
التعليمية التي تدرس في السنة األولى ،وتعتبر هذه املادة مدخل لدراسة القانون الدولي العام
وحقوق اإلنسان في السنة الثانية ومقياس العالقات الدولية في السنة الثالثة ،كما تعتبر مادة
أساسية لدراسة تخصصات القانون الدولي العام والعالقات الدولية في طور املاستر
والدكتوراه .
في إعتقادنا أن دراسة مادة قانون املجتمع الدولي في السنة األولى يعد مدخال لدراسة
القانون الدولي العا م بمختلف فروعه ،ويهتم بدراسة التطور التاريخي لنشأة املجتمع الدولي
الذي يتميز بحركية دائمة ومستمرة مرتبطة بالدول كفاعل رئيس ي في هذه الحركية ومدى
1
تأثيرها في العالقات الدولية وتغير مراكز القوى حسب القوة االقتصادية والعسكرية التي
تملكها كل دولة ،وفي املجتمع الدولي املعاصر بعد الحرب العاملية األولى دخلت فاعل آخر مؤثر
في العالقات الدولية وهي املنظمات الدولية بنوعيها الحكومية وغير الحكومية وأعترف لها
بالشخصية القانونية الدولية بعد الحرب العاملية الثانية إلى جانب الدول ،واستطاعت هذه
املنظمات الدولية أن تطور قواعد القانون الدولي وتغير مضامينه بما يحقق السلم واألمن
الدوليين ،وحظرها استخدام القوة في العالقات الدولية أو التهديد بها إلى غير ذلك من
القواعد القانونية التي أصبحت فيما بعد تشكل ما يسمى بقواعد النظام العام الدولي أو ما
اصطلح عليه بقواعد .les régles de jus cogens
ونتطرق في الفصل األول إلى اإلطار النظري لقانون املجتمع الدولي ألجل توضيح
بعض املفاهيم النظرية تتعلق بتحديد مفهوم املجتمع الدولي ،خصائصه وتركيبته وعالقته
بالقانون الدولي والعالقات الدولية .ثم في الفصل الثاني دراسة تطور املجتمع الدولي منذ
العصر القديم ثم العصر الوسيط مرورا بالعصر الحديث وصوال إلى املجتمع الدولي املعاصر
الذي يمتد من سنة 1914اندالع الحرب العاملية األولى إلى غاية الوضع الراهن ،ونعرج في كل
مرحلة من املراحل على كيفية تبلور القواعد الدولية التي تنظم العالقات بين الدول ومدى
تشكيلها ملجتمع دولي حقيقي يقوم على املساواة بين الدول وتكثيف العالقات الدولية بينها في
مختلف املجاالت الحيوية بين الدول.
وفي الفصل الثالث نتطرق إلى دراسة أشخاص املجتمع الدولي أو ما يسمى بالفواعل
الدولية التي تؤثر في العالقات الدولية ،ونبدأ بأول شخص من أشخاص القانون وهو الدولة
2
باعتبارها الشخص الوحيد من أشخاص القانون الدولي قبل الحرب العاملية الثانية الذي كان
يتمتع بالشخصية القانونية الدولية ثم نتطرق للشخص الثاني من أشخاص القانون الدولي
وهي املنظمات الدولية كشخص ثاني تم االعتراف له بالشخصية القانونية الدولية بعد الحرب
العاملية الثانية.
وفي الفصل الرابع نتطرق إلى الكيانات املستحدثة في قانون املجتمع الدولي ووضعيتها
القانونية هل هي شخص من أشخاص القانون الدولي أم أنها مجرد كيانات ال ترقى إلى هذا
املركز القانوني نظرا لطبيعتها وعدم تجانسها مع األشخاص املتمتعين بالشخصية القانونية،
و نخص لهذه الكيانات مبحث مستقل وهي كالتالي :الفرد أو الشخص الطبيعي ،حركات
التحرر الوطني ،الشركات املتعددة الجنسيات.
ينقسم برنامج مقياس قانون املجتمع الدولي إلى أربعة فصول رئيسية:
املبحث الرابع :عالقة املجتمع الدولي بالعالقات الدولية والقانون الدولي العام
الفصل الثاني :تطور املجتمع الدولي من العصر القديم إلى الوضع الراهن
3
املبحث الثالث :املجتمع الدولي في اإلسالم
4
املطلب الثاني :خصائص منظمة األمم املتحدة
5