You are on page 1of 39

‫إعداد ‪ :‬د ‪ .

‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬

‫وزارة التعليـــــــــــــــــم العالي و البحث العلمــــــــــــــــــــــي‬


‫جامعـــــــــــــــــــــــــــة الجياللـــــــــــــــــــــــــــــي بونعامة بخمــــــــــــــــــــــــــيس مليانة‬
‫كلية الحقــــــــــــــــــــــوق و العلوم السياسية‬

‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬

‫تعتمد دراسة مادة المجتمع الدولي على المحاور التالية‬

‫‪1‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المحور األول ‪ :‬ماهية المجتمع الدولي‬
‫المحور الثاني ‪ :‬أشخاص المجتمع الدولي‬
‫المحور الثالث ‪ :‬المركز القانوني للفرد في ظل قواعد القانون الدولي‬

‫‪:‬تطور عمليـــــــــــــــــة المجتمع الدولـــــــــــــــــي‬


‫ّ‬ ‫المبـــــــــــــحث األول‬
‫ارتبطت نشأة العالقات الدولية بنشأة الدولة و ما هي إال امتداد طبيعي لمختلف مراحل نمو العالقات التي انطلقت‬
‫‪1‬‬
‫من الفرد لتتسع فتشمل األسرة ثم العائلة ثم العشيرة و القبيلة‬
‫من خالل هذا المحور نقوم بإبراز اهم المراحل التي عرفها المجتمع الدولي ‪ ،‬وفقا للتقسيمات التي اعتمد عليها‬
‫المؤرخون و هي أربع مراحل تاريخية تتمثل في‪:‬‬
‫العصر القديم و يبدأ من ‪ 3200‬قبل ميالد الى ‪ 467‬م ( المطلب األول )‬ ‫‪‬‬
‫العصر الوسيط من ‪ 467‬الى ‪ 1453‬م ( المطلب الثاني )‬ ‫‪‬‬
‫العصر الحديث و يمتد ‪ 1453‬الى ‪ ( 1786‬المطلب الثالث )‬ ‫‪‬‬
‫العصر المعاصر من ‪ 1880‬الى يومنا هذا ‪ ( 2‬المطلب الرابع )‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مرحلة العصور القديمة ‪-‬تركيبة الحضارات او المجتمعات ( ‪ 3200‬ق م إلى ‪ 467‬م )‬
‫اتسمت العالقات في هذه المرحلة ب‪:‬‬
‫‪ ‬الطبيعة غير الدائمة للعالقات‬
‫‪ ‬قلة العالقات و التبادالت بمختلف أنواعها‬
‫‪ ‬طغيان المصالح و التنظيم الدولي ‪ ،‬و يمكن إرجاع ذلك لعدة أسباب أهمها‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة المجتمعات التي عرفت االنعزال النسبي بسبب صعوبة التواصل‬

‫‪ . 1‬محمد قاعلي العويني ‪ :‬الدولية المعاصرة ‪ ،‬النظرية و التطبيق ‪ ،‬المكتبة األنجلو مصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1982‬ص ‪24- 23‬‬
‫‪ . 2‬انظر ‪ :‬د ‪ .‬عمر سعد هللا و د ‪ .‬أحمد بن ناصر ‪ :‬قانون المجتمع الدولي المعاصر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪2003 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪2‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫‪ ‬احتفاظ كل جماعة بخصوصيتها االجتماعية ‪ ،‬الدينية ‪ ،‬األخالقية و تمسكها بها مما نتج عنه تعالي و‬
‫‪1‬‬
‫ازدراء جماعة على أخرى‬
‫فقد تجسدت صور العالقات الدولية في العصور القديمة في ابرام المعاهدات خاصة تلك المتعلقة بتنظيم حالة‬
‫و الصلح و التحالف و الصداقة و انهاء الحروب ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬
‫الحرب‬
‫الفرع األول ‪:‬الحضارة اليونانية‬
‫تميزت العالقات بين هذه الدويالت التي كانت تشكل حضارة واحدة باستقرارها نظرا العتبارات دينية و‬
‫و ألكثر تنظيم أخذت هذه العالقات صورة ابرام المعاهدات ‪ ،‬كما مارس اليونان‬ ‫عرقية و لغوية ‪،‬‬
‫أساليب تنظيم العالقات الدبلوماسية ‪ ،‬فقد كان هناك تمثيل للدولة من خالل أعراف إرسال المبعوثين و الرسل ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫كما كانت هناك سفارات تتمتع بالحماية و المكانة ‪ ،‬باإلضافة لتطبيق أعراف الحصانة الدبلوماسية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حضارة بالد الرافدين‬
‫من المبادئ المهمة التي عرفتها هذ الحضارة بشكل غير مباشر مبدأ خضوع الحاكم للقانون و القضاء و هو‬
‫من أهم ضمانات تحقيق العدالة الذي كان و مازال من األهداف التي تسعى الدول لتحقيقها‬
‫و اإلصالحات و‬ ‫ومن ابرز ضمانات حماية الحقوق و الحريات و تحقيق متطلبات العدالة مختلف المشاريع‬
‫القوانين التي عرفتها هذه الحضارة ‪:‬‬
‫‪ ‬إصالحات أوروكوجينا ‪:‬‬
‫أكدت هذه اإلصالحات على فكرة الحرية في حدود القانون و عدم إعفاء أصحاب المناصب العليا في البالد‬
‫من تطبيق القانون و التقيد به‬
‫‪ ‬قانونا أشنونا ‪:‬‬
‫هو مجموعة قوانين تنظر إلى حقوق اإلنسان من الزاوية االقتصادية ‪ ،‬و قد نهج هذا القانون نهجا اشتراكيا‬
‫للحد من معاناة المواطنين من خالل تحديد أسعار المواد األساسية التي يحتاجها الفرد‬
‫‪ ‬قانون لبت عشتار ‪:‬‬
‫أكد هذا القانون على مجموعة مهمة من الحقوق نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬حماية و حسن معاملة العبيد و انصافهم‬

‫‪ . 1‬عبد الرحمن لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 09‬نقال عن‬


‫‪L .Oppenheim ;Intermational law ; Vol 01 , longmans ; London l 1952 , P 72‬‬
‫‪ . 2‬فقد كان يحكم هذه العالقات القانون اإلالهي ‪ ،‬و هو ما يفيد بعدم وجود نظام قانوني دولي مستقر يحكم العالقات بين الجماعات اإلنسانية‬
‫‪ . 3‬د ‪ .‬علي صادق أبو هيف ‪ :‬القانون الدولي العام ( النظريات و المبادئ العامة – أشخاص القانون الدولي ‪ ،‬النطاق الدولي ‪ ،‬العالقات الدولية ‪،‬‬
‫التنظيم الدولي ‪ ،‬المنازعات الدولية – الحرب و الحياد ‪ ، -‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1995 ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ . 4‬د ‪ .‬عمر سعد هللا و د ‪ .‬أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪20‬‬
‫‪3‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫منع التعذيب‬ ‫‪‬‬
‫منع المساس بجسم الحيوان‬ ‫‪‬‬
‫التأكيد على مبدأ األصل في اإلنسان البراءة إلى غاية إثبات العكس‬ ‫‪‬‬
‫ارتباط القبض على المتهم بثبوت الجريمة فقط‬ ‫‪‬‬
‫ضمان حق التعويض للمتضرر‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬قانون أرنمو ‪:‬‬


‫جاء هذا القانون بنصوص مهمة إلقرار حقوق اإلنسان ‪ ،‬وقد أكدت مقدمته على الهدف من سنه و هو توطيد‬
‫و الحرية في البالد و نبذ الظلم‬ ‫العدالة‬
‫‪ ‬قانون حمورابي ‪:‬‬
‫ابقى هذا القانون على جملة الحقوق المنصوص عنها في القوانين األخرى مع حذف بعض النصوص التي‬
‫ال تتماشى و زمن وضع القانون ‪ ،‬كما أضاف بعض المواد منها تللك المتعلقة بالعقوبات الصارمة و مبدأ‬
‫القصاص‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الحضارة الفرعونية‬


‫عرفت مصر بمختلف مراحل دولتها عدة طرق لتنظيم عالقاتها مع جيرانها ال تقل أهمية عن طرق التنظيم‬
‫الدولي اليوم ‪ ،‬و أهمها ابرام المعاهدات ‪ ، 1‬فبهدف ضمان عالقات دبلوماسية جيدة مع دول الجوار ‪ ،‬و تنظيم‬
‫عالق ات التعاون و السالم ابرمت مصر عدة اتفاقيات خاصة تلك المتعلقة بتقسيم الحدود و عرفت أول توازن‬
‫‪2‬‬
‫دولي في منطقة الشرق األدنى طبقته ثالث دول هي مصر القديمة و الدولة الحيثية و الدولة اآلشورية‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مرحلة اإلمبراطورية الرومانية‬
‫سيطرت اإلمبراطورية الرومانية على العالقات مع بقية الجماعات و اتبعت في ذلك قانوني هما ‪ :‬قانون‬
‫و بذلك فقد ميزت في توفير ضمانات الحماية بين الفرد الروماني و األجنبي الذي ال‬ ‫الشعوب و الفيتال ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تربط دولته بروما أي اتفاقية أو معاهدة صداقة أو تحالف‬

‫‪ . 1‬كانت أنواع المعاهدات تتمثل في ‪:‬‬


‫‪ ‬معاهدات تبعية ( ‪)vassalité‬‬
‫‪ ‬معاهدات تحالف ) ‪)Alliance‬‬
‫‪ ‬معاهدات حماية ) ‪) Protection‬‬
‫‪ . 2‬فقد عرفت بالجماعات الدولية أو الوحدات السياسية أنداك نظام البعثات الدبلوماسية و إرسال الرسل و المبعوثين للحل الودي لمختلف النزاعات‬
‫مع اللجوء للوساطة و التحكيم ‪ ،‬ألكثر تفصيل راجع ‪ :‬زكريا أزم و عبد الفتاح ولد حجاج ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ . 3‬خياري مختار ‪ :‬دور القضاء الجنائي الدولي في حماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ، 2011 ،‬ص ‪16 – 15‬‬
‫‪4‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة العصور الوسطى ( ‪ 4467‬م إلى ‪ 1453‬م )‬
‫ندرس في هذه الحقبة طبيعة العالقات في أوروبا ( الفرع األول ) ثم في المجتمع اإلسالمي ( الفرع الثاني )‬
‫الفرع األول ‪ :‬في أوروبا‬
‫عرفت هذه المرحلة ظهور الديانة المسيحية و نشر تعاليمها مما نتج عنه الوحدة الدينية بين الدول األوروبية و‬
‫نشوء األسرة الدينية ‪ ،‬األمر الذي زاد من حجم الصراعات بسبب سيطرت الكنيسة على األوضاع في هذه‬
‫المرحلة من خالل الجمع السلطة الدينية الروحية و السلطة الدنيوية و هو ما منع وجود دول مستقلة و تكريس‬
‫تنظيمات دولية حقيقية ‪ ،‬فقد كان رجال الدين يتدخلون بطريقة مباشرة في العمل السياسي ‪،‬و لم تنتهي هذه السلطة‬
‫‪1‬‬
‫الدينية إال بظهور الحرية الفكرية العلمية في القرنيين الخامس عشر و السادس عشر‬
‫أوال ‪ :‬انتشار اإلقطاع‬
‫عرفت هذه المرحلة أيضا انشار اإلقطاع في أوروبا مما أدى الصراع بين الدولة و أمراء اإلقطاع الذين‬
‫استأثروا بجميع مظاهر السلطة داخل األقاليم على أساس تملكهم لها ( الدولة الموروثة )‬
‫بعد ذلك ظهر الصراع بين االمبراطور و البابا و تجسد في سيفين هما سيف روحي و سيف جسدي دنيوي ‪،‬‬
‫فسيف الروح هو سيف البابا و سيف الجسد ممنوح لإلمبراطور‪ ،‬وقد حاول البابا ان تكون له سلطة على‬
‫اإلمبراطور بأن يسمو عليه ‪ ،‬و هنا استند الحاكم على النظرية الحق اإللهي غير المباشر و التي مفادها منح‬
‫االاله لإلمبراطور كافة السلطات العامة لتسيير شؤون الدولة و بعد هده المرحلة تأكد الصراع بين دول أوروبا‬
‫بسبب الديانة المسيحية و ظهرت الحروب الصليبية ‪.‬‬
‫و اذا أصبحت فكرة الحرب موجودة ‪ ،‬فنظرا الختالف الديانة ظهرت بعض القواعد المهمة المنظمة لحالة الحرب‬
‫أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة حماية رجال الدين و النساء و األطفال و الشيوخ و المنشئات الدينية خالل فترة الحرب في اطار‬
‫ما يسمى سلم الرب‬
‫‪ ‬ضرورة تحديد أيام الحرب و منع اندالعها خالل األيام المباركة التي تصادف األعياد الدينية في اطار ما‬
‫يسمى بهدنة الرب‬
‫ثانيا ‪ :‬النهضة العلمية في أوروبا‬
‫عرفت أوروبا في هذه المرحلة نهضة علمية في مختلف المجاالت العلمية و الفلسفية و الدينية ‪ ،‬و بروز‬
‫مختلف فقهاء القانون الدولي الكالسيكي ومن أهم رواده ‪ :‬ميكيا فيلي الذي طالب توحيد امارة إيطاليا مع اإلمارات‬
‫المجاورة لها عن طريق االستعانة بالحرب ‪ ،‬فقد كان يرى بان القوة تحقق القوة و تحميها و هي من تحمي لنا‬
‫الحقوق و بأن الغاية تبرر الوسيلة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االكتشافات الجغرافيا‬

‫‪.CARREAU Dominique et MARRELLA Fabrizio ; P 491‬‬


‫‪5‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫تميزت االكتشافات الجغرافيا بظهور العديد من اتفاقيات التقسيم ‪ ،‬و تعد معاهدة وستفاليا ‪ 1648‬أبرز اتفاقية‬
‫دولية نصت على مجموعة مهمة من المبادئ أهمها ‪:‬‬
‫انقضاء سلطة البابا ‪ 1‬لتحل محلها سلطة مدنية‬ ‫‪‬‬
‫إقرار مبدأ سيادة الدولة‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد الحرب كأحد الوسائل المشروعة في العالقات الدولية‬ ‫‪‬‬
‫ابراز أهمية المعاهدات في التأسيس لقواعد القانون الدولي و بناء العالقات الدولية‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المجتمع اإلسالمي‬


‫ساهمت الحضارة اإلسالمية بشكل كبير في تطوير المجتمع الدولي من خالل ما جاءت به تعاليم الشريعة‬
‫اإلسالمية من مبادئ منظمة لعالقات دول اإلسالم فيما بينها و لعالقاتها مع باقي الدول األخرى كالدول المسيحية‬
‫‪ ، 2‬و من أهمها ‪:‬‬
‫مبدأ عالمية اإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫دعوة اإلسالم للسالم‬ ‫‪‬‬
‫احترام كرامة اإلنسان و آدميته المتأصلة فيها دون أي تمييز مهما كان مبرره‬ ‫‪‬‬
‫مبدأ المساواة الذي يجد أساسه أن أصل اإلنسان واحد‬ ‫‪‬‬
‫حسن معاملة المبعوثين الدبلوماسيين‬ ‫‪‬‬
‫الوفاء بالعهود‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫حرية العقيدة‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة العصر الحديث‬


‫يمكن تقسيم هذه المرحلة إلى الفترات التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬الفترة من ‪ 1453‬إلى غاية ‪ ( 1815‬الفرع األول )‬
‫‪ .2‬الفترة من ‪ 1815‬إلى غاية ‪ ( 1914‬الفرع الثاني )‬
‫‪ .3‬مرحلة ما بعد الحرب العالمية األولى (الفرع الثالث )‬

‫الفرع األول ‪ :‬الفترة من ‪ 1453‬إلى غاية ‪1815‬‬

‫‪ . 1‬تبقى سلطة البابا في بعض الجوب الدينية فقط‬


‫‪ . 2‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 11‬نقال عن محمد سامي عبد الحميد ‪ :‬الجماعة الدولية – دراسة للمجتمع الدولي – منشأة المعارف ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2004‬ص ‪54‬‬
‫‪ . 3‬عبد الرحمن لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪13 – 12‬‬
‫‪6‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫عرفت هذه المرحلة ما يطلق عليه بالقانون الدولي التقليدي ‪ ،‬و تعد معاهدة وستفاليا بمثابة فاتحة عهد جديد في‬
‫العالقات الدولية ‪ ،‬لما جاءت به من مبادئ مهمة تتمثل في ‪: 1‬‬
‫اعتبار تحقيق المصلحة المشتركة أساس مهم لحل المشاكل الدولية‬ ‫‪‬‬
‫زوال سلطة البابا و تدخل رجال الدين في أمور السياسة‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على السلم و األمن الدوليين عن طريق تطبيق مبدأ التوازن الدولي‬ ‫‪‬‬
‫محاول حل مشاكل الدول األوروبية و تنظيم شؤونها في إطار مؤتمر أوروبي‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد نظام التمثيل الدبلوماسي الدائم و االبتعاد عن نظام السفارات المؤقت للوصول إلى عالقات دولية‬ ‫‪‬‬
‫ذات طابع دولي دائم‬
‫العمل على تدوين مختلف القواعد التي توصلت إليها الدول في إطار عالقاتها المتبادلة في شكل معاهدات‬ ‫‪‬‬
‫صلح ‪،‬‬
‫و قد عرفت هذه المرحلة مساهمة فقهاء القانون الدولي التقليدي ‪ 2‬في تطوير القواعد المنظمة للعالقات المتبادلة‬
‫‪3‬‬

‫كما عرفت مجموعة مهمة من األحداث والمؤتمرات المهمة و المؤثرة في العالقات الدولية أبرزها ‪:‬‬
‫‪ ‬التوقيع على معاهدة " أوتريخت " ‪1713‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ ‬إعالن استقالل الواليات المتحدة األمريكية عام ‪1776‬‬


‫‪ ‬قيام الثورة الفرنسية ‪1789‬‬
‫ومن المؤتمرات المهمة التي كان لها أثر واضح في استحداث قواعد دولية ثابتة منظمة للعالقات بين أعضاء‬
‫المجتمع الدولي ( الدول ) و تطويرها بما يتماشى و طبيعة العالقات الدولية و الحفاظ على ثباتها ‪ 5‬نذكر ‪:6‬‬
‫‪ ‬مؤتمر إكس الشابل ‪ 1818‬و المتعلق بالمراتب الدبلوماسية‬
‫‪ ‬مرحلة مؤتمر باريس ‪ 1856‬للتنظيم القانوني للمضايق التركية‬
‫‪ ‬مؤتمر برلين ‪ 1884‬و بعده ظهور االنتداب االستعماري‬
‫و قد كانت هذه المؤتمرات تنتهي بإبرام اتفاقيات دولية كوسيلة لتنظيم العالقات الدولية كإبرام اتفاقية خاصة بقناة‬
‫السويس ‪ ، 1888‬و اتفاقية جنيف ‪ 1864‬الخاصة بوضع األسرى و الجرحى في الحرب و اتفاقية بروكسل‬
‫‪ 1890‬الخاصة بتحريم تجارة الرقيق‬

‫‪ . 1‬زكريا أزم و عبد الفتاح ولد حجاج ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ . 2‬أهم هؤالء الفقهاء نذكر ‪ :‬الفقيه " ميكيافيلي " و " فيتوريا " و " سواريز " و " غروسيوس " في كتابه قانون الشعوب‬
‫ص ‪37‬‬ ‫‪ . 3‬د ‪ .‬بن عامر تونسي ‪ :‬قانون المجتم ع الدولي المعاصر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪، 1998،‬‬
‫‪ . 4‬تعد هذه المعاهدة طريق لتحقيق التوازن الدولي ‪ ،‬ألنها أنهت حروب فرنسا التوسعية على جيرانها‬
‫‪ . 5‬نقصد بالثبات هنا هو إيجابيات هذه المؤتمرات في الحفاظ على استقرار العالقات الدولية من خالل استحداثها ألجهزة و هيئات تلجأ إليها األطراف‬
‫المتنازعة لتسوية نزاعاتها دون اللجوء للقوة و الحرب و أهمها ‪ :‬انشاء محكمة التحكيم الدولي الدائمة في الهاي‬
‫‪ . 6‬زكريا أزم و عبد الفتاح ولد حجاج ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪7‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الفترة من ‪ 1815‬إلى غاية ‪1914‬‬


‫تميزت هذه المرحلة بمحاولة أعضاء المجتمع الدولي إعادة النظر في قواعد القانون الدولي و تطويرها بما‬
‫يتناسب ‪ ،‬و يعد مؤتمر الهاي للسالم ‪ 1907 – 1899‬من أهم المؤتمرات التي انعقدت‪ 1‬لتدوين قواعد القانون‬
‫الدولي و تطويره من أجل إيجاد طرق قانونية أكثر فعالية لفض النزاعات الدولية بدءا باللجوء للوسائل السلمية‬
‫لمنع الفوضى و اللجوء للقوة ‪،‬و قد أقر هذا المؤتمر بقواعد خاصة بقانون الحرب البرية و البحرية و اعتماد‬
‫قواعد الحياد‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مرحلة ما بعد الحرب العالمية األولى‬
‫نجم عن نهاية الحرب العالمية األولى ابرام معاهدات صلح خضعت فيه الدول المنهزمة في الحرب لشروط‬
‫الدول المنتصرة ‪ .‬وتم إنشاء أول منظمة دولية عالمية " منظمة عصبة األمم " سنة ‪ 1919‬بموجب معاهدة‬
‫فرساي ‪ ،‬وهو ما يعد بمثابة نقطة تحول بارزة في تاريخ المجتمع الدولي و العالقات الدولية لما جاءت به من‬
‫مبادئ أهمها مبدأ األمن الجماعي و الذي يقتضي التقييد من اللجوء إلى الحرب من أجل حل النزاعات بين الدول‬
‫فإنشاء العصبة جسد فكرة التنظيم الدولي بهدف إرساء أطر التعاون بين الدول و هو ما تأكد من تسجيل إبرام‬
‫العديد من المعاهدات و االتفاقيات ‪ .‬كما منحت العصبة صالحية النظر في المنازعات الدولية التي تهدد السلم‬
‫إال أن العصبة فشلت في تحقيق أهدافها التي لم تتماشى و مطامع الدول الكبرى المستعمرة و لم تنجح في تحقيق‬
‫صفة العالمية لعدة أسباب ‪ ،‬يمكن تلخيص أهمها في ‪:‬‬
‫عدم انضمام الكثير من الدول غير أوروبية إليها‬
‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫عدم توافق السلطات التي منحها عهد العصبة لها مع المهام التي كلفت بها‬ ‫‪‬‬
‫عدم التوصل إلجماع الدول في كثير من القضايا ‪ ،‬مما جعلها في يد الدول الكبرى المسيطرة‬ ‫‪‬‬
‫ضعف تأثير العصبة على الدول‬ ‫‪‬‬
‫بالرغم من مناداة العصبة في مبادئها على نبذ الحرب إال أنه من خالل استقراء نصوصها نرصد غياب‬ ‫‪‬‬
‫نص صريح يحظر الحرب‬
‫إن احجام عدد كبير من الدول اإلنضمام للعصبة ( خاصة الدول غير األوروبية ) مثل الواليات المتحدة‬ ‫‪‬‬
‫و بعض الدول األخرى التي تأخرت في االنضمام إليها أدى لفشلها في تحقيق صفة‬ ‫األمريكية‬
‫العالمية التي يفترض أنها أهم صفاتها‬
‫فشل العصبة في المتابعة الفعالة لتنفيذ برامج تحديد التسلح ‪ ،‬مما سمح بتضاعف التسلح لدى الدول و‬ ‫‪‬‬
‫سهل اندالع حرب عالمية ثانية‬

‫‪ . 1‬شاركت في المؤتمر أربع و أربعون دولة‬


‫‪ . 2‬رفضت الواليات المتحدة األمريكية االنضمام إليها ‪ ،‬كما تأخر انضمام االتحاد السوفياتي إليها إلى غاية ‪ 1934‬و قررت اليابان رفقة ألمانيا‬
‫االنسحاب منها سنة ‪ 1933‬و إيطاليا سنة ‪ . 1937‬ألكثر تفصيل راجع ‪ :‬علي صادق أبو هيف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪40‬‬
‫‪8‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مرحلة العصر المعاصر‬
‫انتقل مفهوم المجتمع الدولي من مجتمع تقليدي ‪ 1‬إلى مجتمع عالمي منظم يضم عدد كبير من الدول المستقلة‬
‫مختلفة اللغات و الثقافات جددت عزمها على االستمرار في االتجاه العالمي بعد الحرب العامية الثانية من خالل‬
‫التعاون فيما بينها من أجل احقاق السالم العالمي و االعتبار من كوارث الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫فبعد انشاء منظمة األمم المتحدة أخذت العالقات الدولية منحى جديد قائم على مبادئ المنظمة و أهمها المساواة‬
‫في السيادة بين األمم و عدم التدخل في شؤونها الداخلية و منع اللجوء للقوة لحل النزاعات الدولية ‪.‬‬
‫كما ظهرت كيانات جديدة كحركات التحرر و الشركات عبر الوطنية ‪ ،‬و ازداد عدد المنظمات الدولية بأصنافها‬
‫و اإلقليمية ‪.‬‬ ‫العالمية منها‬
‫و قد انعكس ذلك‬ ‫و بذلك اتسم المجتمع الدولي الراهن باتساع أطرافه و ظهور كيانات جديدة منافسة للدول ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫على طبيعة العالقات الدولية و مبادئ و قواعد القانون الدولي العام‬
‫المبحث الثانـــــــــــــــــــــي ‪ :‬مفهــــــــــــــوم المجتمـــــــــــــع الدولــــــــــــــي‬
‫‪3‬‬
‫ربط الكثير من القانونيين تعريف المجتمع الدولي بالدول ذات السيادة و بأنه اإلطار الذي ينظم العالقات بينها‬
‫‪ ،‬و اعتبروا أن المجتمع الدولي هو مجموعة الدول ذات سيادة تمكنها من إقامة عالقات فيما بينها و هو مفهوم‬
‫قاصر و يصلح لظرف زماني معين فقط ( المطلب األول )‬
‫و اتفق اغلب رجال القانون على إعطاء مفهوم للمجتمع الدولي ارتبط بمصطلح الكيانات أو األشخاص التي‬
‫و التمييز في دائرة القانون الدولي ‪. 4‬‬ ‫تتميز باالستقالل‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريفات المجتمع الدولي‬


‫عرف المجتمع الدولي بأنه " مجموع الكيانات السياسية الدولية المستقلة التي تخضع في عالقاتها القائمة فيما‬
‫بينها إلى القانون الدولي ‪ ، 5‬حيث ينقسم إلى أشخاص تتمتع بالشخصية القانونية الدولية ‪،‬و هي الدول و المنظمات‬
‫الدولية الحكومية و أشخاص أخرى ال تتمتع بهذه الصفة و هي المنظمات الدولية غير الحكومية و الحركات‬

‫‪ .‬مج تمع مسيحي أوروبي يضم عدد محدود من الدول و يتميز ببساطة عالقاته الدولية‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬أ ‪ .‬د ‪ .‬عمر سعد هللا و د أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 11‬نقال عن دانيال كوالر ‪ :‬العالقات الدولية ‪ ،‬ترجمة خضر خضر ‪ ،‬دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ص ‪50‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ .‬معناه ‪ ،‬يتطلب المجتمع الدولي وجود مجموعة من قواعد السلوك العام الملزمة للكيانات المكونة له من أجل تحقيق التعايش السلمي بينها‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و المتحاربين المعترف بهم و غيرها من الكيانات‬ ‫الوطنية التحررية و اللجان الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫السياسية الدولية المستقلة "‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصائص المجتمع الدولي‬
‫من خالل تعريف المجتمع الدولي يمكن تحديد خصائصه التي تميزه عن باقي المجتمعات الوطنية كاآلتي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬خاصية تكوين المجتمع الدولي‬
‫يتميز المجتمع الدولي بتشكيلته الخاصة ‪ ،‬فهو يتكون من كيانات سياسية متميزة عن المجتمعات الوطنية بما لها‬
‫من استقاللية ‪ ،‬فال توجد سلطة تعلوا أي كيان و ال توجد سلطة تعلوا سيادة الدول ‪ ،‬فكل أشخاص هذا المجتمع‬
‫لهم االستقاللية عن بعضهم البعض و هو ما يقره القانون الدولي و يحافظ عليه ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عالمية المجتمع الدولي‬
‫يعبر أعضاء المجتمع الدولي عن آرائهم و لهم تميز قانوني عن بقية الجماعات بصفة السيادة و االستقاللية ‪،‬‬
‫و تعني عالمية المجتمع الدولي انتماء كافة شعوب العالم إليه في شكل دول ذات سيادة ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التمتع بالحقوق‬
‫تحدد قواعد القانون الدولي خاصة ذات المصدر األصلي ( المعاهدات ‪ ،‬العرف و المبادئ العامة ) الحقوق و‬
‫االلتزامات الدولية التي تتمتع بها الكيانات الدولية‬
‫الفرع الرابع‪ :‬غياب مشرع دولي يسن قواعد القانون الدولي‬
‫يتميز المجتمع الدولي بغياب سلطة تعلو سلطة الدول ذات سيادة و باقي الكيانات فيه ‪ ،‬تهتم بسن القوانين التي‬
‫تحكم أعضاء هذا المجتمع ‪ ،‬فمصدر االلتزامات التي تفرض على الدول إما اتفاقي أو عرفي غير مكتوب يتم‬
‫تدوينه في شكل مواثيق و اتفاقيات ( و هي قواعد القانون الدولي ) دون المساس بفحواها ‪ .‬و قد يكون مصدرها‬
‫عن طريق المنظمات الدولية ‪. 2‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬خاصية تميز القضاء الدولي‬
‫يتميز القضاء الدولي ‪ 3‬عن القضاء الوطني بأنه قضاء اختياري ‪ ،‬فرغم وجود العديد من الهيئات و المحاكم‬
‫الدولية إال أن طرح النزاع أمامها يبقى في يد األطراف فيشترط قبول الدول اللجوء لهذه المحاكم و قبولها‬
‫اختصاصها‪ ،‬فال ينعقد اختصاص هذه الجهات القضائية الدولية إال بقبول الدول أطراف النزاع إحالته أمامها ‪.‬‬

‫‪ . 1‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ :‬محاضرات في مادة المجتمع الدولي ‪ ،‬محاضرات ملقاة على طلبة السنة األولى ليسانس حقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة ‪ ،‬بجاية ‪ ،‬سنة ‪ ، 2016 / 2015‬ص ‪ ، 03‬نقال عن وليد بيطار ‪ :‬القانون الدولي العام ‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2008 ،‬ص ‪541‬‬
‫‪ . 2‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪05‬‬
‫‪ . 3‬هناك العديد من المحاكم و الهيئات القضائية الدولية أهمها محكمة العدل الدولية ( وفقا لميثاق المحكمة تكون واليتها اختيارية و ال تكون جبرية‬
‫إال بعد تصريح الدول األطراف في نظامها األساسي بقبول واليتها الجبرية للنظر في المنازعات التي تقوم بينها و بين باقي الدول التي قبلت اختصاص‬
‫‪10‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المبحث الثــــــــــالث ‪ :‬القانــــــــــــــون الدولـــــــــــــــــــي‬
‫نتطرق في هذا المبحث للقانون المنظم للعالقات بين أشخاص المجتمع الدولي ‪ ،‬من خالل تعريفه ( المطلب‬
‫األول ) و تحديد مصادره ( المطلب الثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف القانون الدولي‬
‫أطلق على القانون الدولي عدة تسميات كقانون المجتمع الدولي ‪ ،‬قانون الشعوب ‪ ،‬و قانون األمم و لكن تسميته‬
‫بالقانون الدولي هي األنسب ألنها تميزه عن باقي القوانين األخرى ‪ ،‬و رغم اختالف الفقه في معايير تعريفه‬
‫‪ ،‬فمنهم من عرفه بالنظر إلى مصادره األصلية بأنه " مجموعة المبادئ و األعراف و األنظمة التي تعترف‬
‫بها الدول بوصفها قواعد ملزمة في عالقاتها الدولية " ‪. 1‬‬
‫و منهم من عرفه بالنظر للعالقة التي ينظمها بأنه " مجموعة القواعد الملزمة التي تنظم العالقات بين الدول‬
‫‪2‬‬
‫و األشخاص الدولية األخرى في المجتمع الدولي الحديث "‬ ‫المستقلة‬
‫و لكن اتفق الفقه في األخير على اعتباره " مجموعة القواعد القانونية االتفاقية الصادرة نتيجة التراضي الصريح‬
‫أو الضمني للدول ‪،‬و التي تنظم المجتمع الدولي و تكون ملزمة لجميع الدول في تصرفاتها على المستوى‬
‫‪3‬‬
‫الخارجي ‪ ،‬كما تحدد حقوق كل دولة و واجباتها في مواجهة غيرها من الدول "‬
‫فالقانون الدولي بعكس القانون الداخلي ‪ ،4‬يهتم بتنظيم العالقات بين أشخاص دولية على مستوى دولي ( خارجي‬
‫) ‪ ،‬فيحدد لهم حقوقهم و واجباتهم الدولية و يبين لهم جزاء خرقهم لنصوصه من خالل تنظيمه لمسألة المسؤولية‬
‫الدولية ( أسباب قيامها ‪ ،‬حاالتها ‪ ،‬آثارها ) ‪ ،‬كما يوجه أطراف النزاع إلى طرق حله السلمية أوال ثم عن طريق‬
‫القضاء ‪.‬‬
‫و يتفرع عن القانون الدولي عدة فروع لقوانين ذات طابع دولي تنظم مصالح األطراف الدولية سوآءا في زمن‬
‫السلم أو الحرب نذكر منها زمن الحرب القانون الدولي اإلنساني و عن باقي القوانين نذكر القانون الدولي للبحار‬
‫و القانون الدولي الجنائي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر القانون الدولي‬
‫مصدر‪ 5‬القانون الدولي هو جملة القواعد الملزمة المنظمة لتصرفات الدول و التي يتم التأسيس عليها لتسوية‬
‫و تستنبط هذه القواعد قوتها اإللزامية من إرادة الدول و معناه رضاء الدول عامة‬ ‫نزاع قائم‬

‫المحكمة ) ‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬محاكم التحكيم الدولية ‪ ،‬المحاكم اإلقليمية ( المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬المحكمة األمريكية لحقوق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬المحكمة اإلفريقية لحقوق اإلنسان )‬
‫‪ . 1‬أ د سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬د ‪.‬غالب عواد حوا مدة ‪ :‬القانون الدولي العام ‪ ،‬الجزء األول ( مبادئ القانون الدولي العام ) ‪ ،‬موسوعة القانون الدولي‬
‫‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ، 2007 ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ . 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ . 3‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫‪ . 4‬يتميز القانون الداخلي بأنه ذو طابع إقلي مي ‪ ،‬يطبق داخل إقليم الدولة التي وضعته و يخضع له من هم في الحدود اإلقليمية من أفراد و أشخاص‬
‫معنوية‬
‫‪ . 5‬ترتكز مصادر القانون الدولي على موافقة الدولة ( رضائها ) الصريح أو الضمني االلتزام بها‬
‫‪11‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و قد حددت المادة ‪ 38‬من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‬ ‫بالخضوع ألحكام القانون الدولي العام ‪.1‬‬
‫و احتياطية ‪،‬و هناك بعض المصادر‬ ‫مصادر القانون الدولي ‪ ،‬و قسمتها إلى مصادر أصلية‬
‫التي لم يرد النص عليها في القانون األساسي لمحكمة العدل الدولية‬
‫و تتمثل المصادر األصلية في ‪:‬‬
‫‪ ‬االتفاقيات الدولية العامة و الخاصة ‪: 2‬‬
‫تعد اإلتفاقيات الدولية العامة و الخاصة المصدر األول و الرئيسي المنشئ للقاعدة الدولية ‪ ،‬فهي صورة‬
‫قانونية منظمة للعالقات الدولية و القانون الذي تخضع له ‪ ،‬و هي التزام ناشئ عن إرادة صريحة ألطراف‬
‫االتفاقية و التي يُعبر عنها إما بالتوقيع على االتفاقية أو التصديق عليها متى ورد في االتفاقية شرط أن يكون‬
‫‪3‬‬
‫التصديق هو وسيلة تعبير الدولة عن إرادتها في االلتزام بفحوى االتفاقية ‪ ،‬أو بأي وسيلة تعبر عن رضائها‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬العرف الدولي ‪:‬‬
‫العرف هو ما تعارفت عليه الدول في عالقات معينة و تواتر األخذ به و استمر لمدة معتبرة ‪ ،‬و بالرغم من‬
‫كونه أحكامه غير مكتوبة إال أنه أصبح بمثابة قانون ‪.4‬‬
‫و هو مجموعة أحكام قانونية عامة غير مدونة تنشأ نتيجة اتباع الدول لها في عالقة معينة ‪ ،‬فيثبت االعتقاد لدى‬
‫غالبية الدول المتحضرة بقوتها القانونية‪ ،‬وأنها أصبحت مقبولة من المجتمع الدولي ‪.5‬‬
‫أما المصادر االحتياطية ‪ ،‬فتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬مبادئ القانون العامة التي أقرتها األمم المتمدينة في نظمها القانونية الداخلية‬
‫و تتمثل المصادر المساعدة في ‪:‬‬
‫‪ ‬أحكام المحاكم و مذاهب كبار المؤلفين في القانون الدولي من مختلف األمم‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬آراء الفقه‬
‫‪ ‬مبادئ العدل و اإلنصاف‬

‫‪ . 1‬عباس مضوي ‪ :‬المصادر التقليدية غير االتفاقية ( ماهيتها و ح جيتها ) ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 44‬‬
‫‪ . 2‬و يقصد بها االتفاقيات الشارعة التي يخاطب بها عدد غير محدد من أعضاء المجتمع الدولي و تحمي مصالح جميع األعضاء‬
‫‪ . 3‬و قد عبرت اتفاقية فينا لقانون المعاهدات ‪ 1969‬في دي باجتها عن أهمية المعاهدة و دورها األساسي في تاريخ العالقات الدولية و كونها مصدر‬
‫أول من مصادر القانون الدولي‬
‫‪ . 4‬ألكثر تفصيل راجع ‪ :‬سميحة بلمهدي‪ ،‬تطبيق العرف الدولي المتعلق بحقوق اإلنسان في النظام األنجلوساكسوني‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة سطيف ‪ ،2013،‬ص‪.17 -10 .‬‬
‫‪ . 5‬عباس مضوي ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.70-47 .‬‬
‫‪ . 6‬ال تشكل أبحاث و أعمال الفقهاء قواعد قانونية ملزمة للدول أو القضاء الدولي ‪ ،‬بل يظهر دورها في كونها تسهل على المحاكم و الدول االستدالل‬
‫على وجود قاعدة قانونية ‪ ،‬ألكثر تفصيل راجع ‪ :‬أ د سهيل حسين الفتالوي ‪ ،‬د ‪.‬غالب عواد حوامدة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪147‬‬
‫‪12‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و يمكن أيضا االستعانة بقرارات المنظمات الدولية ‪ ، 1‬و هي مصدر غير منصوص عنه في النظام األساسي‬
‫لمحكمة العدل الدولية بل أضافه الفقه و يعد مصدر حديث للقانون الدولي وتعمل منظمة األمم المتحدة باعتبارها‬
‫المنظمة العالمية األم بوجه خاص على خلق قواعد قانونية تساهم في اثراء مصادر القانون الدولي من خالل‬
‫دور الجمعية العامة ‪ 2‬في تشجيع تقدم وتدوين قواعده‪.‬‬
‫ملخص المحور الثانـــــــــــــي‪ :‬أشـــــــــــخاص المجتمع الدولـــــــــــــــي‬
‫ميز القانون الدولي بين من هم أشخاص فعليون يتمتعون بالشخصية القانونية الدولية و هم الدول ( المبحث‬
‫و المنظمات الدولية ( المبحث الثاني ) و بين أشخاص ال يتمتعون بالشخصية‬ ‫األول )‬
‫القانونية الدولية ( المبحث الثالث ) مثل المنظمات الدولية غير الحكومية و حركات التحرر و الشركات‬
‫متعددة الجنسية و عن الفرد فقد بقي محل متابعة‬

‫المبحث األول ‪ :‬الدولة شخص رئيسي و ليس وحيد للمجتمع الدولي‬


‫نتطرق في هذا المبحث لظروف نشأة الدولة ككيان مهم في المجتمع الدولي ( المطلب األول ) ‪ ،‬ثم مفهوم الدولة‬
‫في القانون الدولي ( المطلب الثاني ) و أشكالها ( مطلب ثالث ) و نبين أهمية تمتع أي كيان دولي بالشخصية‬
‫القانونية متى اجتمع فيه وصفين مهمين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة على ابرام معاهدات واتفاقيات مع باقي الكيانات الدولية ّ‬
‫لتكون قواعد قانونية و كذلك المساهمة‬
‫في نشأة قواعد العرف الدولي ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تكون الوحدة من المخاطبين بأحكام القانون الدولي‬
‫فالشخصية القانونية إذن هي أهلية الشخص الحرة دون أي وساطة من غيره في اكتساب الحقوق و تحمل‬
‫االلتزامات المقررة في القانون الدولي ‪.‬‬
‫و يترتب عن التمتع بالشخصية القانونية الدولية تمكنها من القيام بما يلي ‪:‬‬
‫القيام بالتصرفات القانونية باعتبارها حق دولي و أهمها إبرام المعاهدات و االتفاقيات الدولية‬ ‫‪‬‬
‫االستفادة من أهلية قانونية دولية تمكنها من اللجوء للقضاء الدولي‬ ‫‪‬‬
‫حرية التبادل السياسي في إطار حق انشاء عالقات‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫ابرام مختلف التعاقدات مع الدول والمنظمات‬ ‫‪‬‬
‫استفادة ممثلي الشخص الدولي من امتيازات دولية و حصانة دبلوماسية لتسهيل قيامهم بمهامهم‬ ‫‪‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نشأة الدولة‬

‫‪ . 1‬هذا المصدر غير مذكور في النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية ‪ ،‬فقد أضافه الفقه و هو مصدر حديث للقانون الدولي‬
‫‪ . 2‬و في هذا اإلطار تصدر الجمعية العامة توصيات نذكر منها ‪ :‬التوصية رقم ‪( 2625‬د‪ )25-‬المتضمنة المبادئ األساسية للقانون الدولي التي تمس‬
‫العالقات الودية والتعاون بين الدول ‪.‬‬
‫‪ . 3‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ :‬مرجع سابق ص ‪17‬‬
‫‪13‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و هناك ارتباط بين نشأة الدولة و القانون ‪ ،‬فوجود الدولة ثم تطورها عبر مراحل تاريخية ما هي إال نتاج عوامل‬
‫من تأثير اإلنسان و هي وقائع قانونية بعكس الوقائع الطبيعية التي ليس لإلنسان دخل فيها ‪ .‬و ترجع نشأة الدولة‬
‫للحاالت التالية ‪:‬‬
‫تحرير األراضي المستعمرة‬ ‫‪‬‬
‫ابرام معاهدة‬ ‫‪‬‬
‫قرار من منظمة دولية‬ ‫‪‬‬
‫تبديل االستعمار‬ ‫‪‬‬
‫االستالء على األراضي من قبل الهاجرين‬ ‫‪‬‬
‫تقسيم الدولة الواحدة لعدّة دول‬ ‫‪‬‬
‫اتحاد عدة دول و انشاء دولة واحدة‬ ‫‪‬‬
‫قيام دولة باحتالل دولة أخرى و اسقاط حكومتها ثم إقامة حكومة أخرى‬ ‫‪‬‬
‫االستفتاء‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم الدولة في إطار قواعد القانون الدولي العام‬
‫حتى يكتمل مفهوم الدولة نتطرق لمختلف تعاريف الدولة و خصائصها ( الفرع األول ) لنتمكن من تمييزها‬
‫عن باقي الكيانات األخرى ‪،‬ثم نتطرق لعناصر الدولة ‪ ،‬و بالرجوع لمختلف مراجع المجتمع الدولي نجد من‬
‫قسم العناصر إلى عناصر واقعية مادية ( الشعب ‪ ،‬اإلقليم ‪ ،‬السلطة الحاكمة ‪ ،‬االستقالل ) ( الفرع الثاني ) و‬
‫عناصر قانونية معنوية ( الفرع الثالث ) ( السيادة ‪،‬الشخصية القانونية ) ‪ ، 1‬لنصل إلى عناصر أقرها الفقه و‬
‫هي االعتراف الدولي ( الفرع الرابع )‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الدولة و خصائصها‬
‫أوال ‪ :‬تعريفات الدولة‬
‫اختلف مفهوم الدولة من فقيه آلخر ‪ ،2‬بين من اعتبرها كيان دولي قائم على مشيئته الحرة ‪ 3‬و من اعتبرها‬
‫تنظيم سياسي لألمة تتضمن حكومة مركزية ‪ ،‬و تعهد بمصلحة عامة تعتبر فوق المصالح الخاصة ‪ . 4‬ومن‬
‫اعتبروها وحدة قانونية دائمة ‪ ،‬تتضمن وجود هيئة اجتماعية تقوم على إدارتها وحدها عن طريق القوة المادية‬
‫‪5‬‬
‫التي تحتكرها‬

‫‪ . 1‬ورد هذا التقسيم في مرجع أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 49‬و ما يليها‬
‫ص ‪44 – 40‬‬ ‫‪ . 2‬حول باقي مفاهيم الدولة عند مختلف الفقهاء ‪ ،‬راجع أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫‪ . 3‬أهمهم جيليلك " هي مجتمع قائم بمشيئته ال يتحرك إال بواسطتها ‪،‬و هذا المجتمع يتمتع بتنظيم خاص يهيئه لحياة مستقلة و شاملة " ‪ ،‬مأخوذ عن‬
‫‪ :‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪39‬‬
‫‪ . 4‬و هو رأي الفقيه هوريو‬
‫‪ . 5‬تعريف بونار‬
‫‪14‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و عن مختلف تعاريف الدولة نذكر تعريف الدكتور علي صادق أبو هيف بأنها ‪ " :‬مجموعة من األفراد يقيمون‬
‫‪1‬‬
‫بصفة دائمة في إقليم معين و تسيطر عليهم هيئة حاكمة ذات سيادة ‪.‬‬
‫و الدكتور محمد الدقاق بأنها تجمع بشري على وجه الدوام بنية االستقرار فوق إقليم معين ‪ ،‬و تقوم بينهم سلطة‬
‫سياسية تتولى تنظيم العالقات داخل هذا المجتمع ‪ ،‬كما تتولى تمثيله في مواجهة اآلخرين ‪.2‬‬
‫كما عرفتها لجنة التحكيم الخاصة بالمؤتمر األوروبي للسالم المنعقد في يوغسالفيا في رأيها االستشاري المؤرخ‬
‫في ‪ 1991 / 11 / 29‬بأنها جماعة تتكون من إقليم و شعب يخضعان لسلطة منظمة و تتمتع بسيادة ‪ 3‬و هو‬
‫التعريف المتفق عليه‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص الدولة‬
‫يتضح لنا مما سبق بأن الدولة تتميز بمجموعة من الخصائص تميزها هن باقي أشخاص المجتمع الدولي و هي‬
‫‪:‬‬
‫الدولة كيان مستقل و لها إرادتها الحرة التي ال تتدخل فيها أي إرادة أخرى‬ ‫‪‬‬
‫الدولة هي مؤسسة ذات طابع سياسي ( شخص اعتباري يضم مؤسسات و سلطات و هيئات ‪ )...‬معترف‬ ‫‪‬‬
‫بوجودها بموجب قواعد القانون الدولي‬
‫للدولة نظامها القانوني الخاص ‪ ،‬تعمل على فرضه و الحفاظ عليه بما تملكه من وسائل و قوة عمومية‬ ‫‪‬‬
‫الدولة سيّدة في تعاملها مع باقي أشخاص المجتمع الدولي ‪ ،‬تفرض سيادتها و تمارسها على إقليمها و‬ ‫‪‬‬
‫رعاياها‬
‫مهما كان شكل الدولة و حجمها و كثافة سكانها ‪ ،‬فإن ذلك ال يؤثر على وجودها و مركزها في القانون‬ ‫‪‬‬
‫الدولي ‪ ،‬فالمهم أن تكون لها سيادتها ليعترف بوجودها‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عناصر الدولة المادية‬
‫يشترط لوجود الدولة توفر العناصر المادية المتمثلة في اإلقليم ( أوال ) و السكان ( ثانيا ) ‪ ،‬ثم السلطة العامة‬
‫(ثالثا ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلقليــــــــم‬
‫اإلقليم عنصر مهم في وجود الدولة ‪ ،‬فال يمكن تصور دولة بدون إقليم محدد يستقر عليه الشعب بصورة دائمة‬
‫‪ ،‬و تتمثل أجزاء اإلقليم في اإلقليم البري ‪ ،‬البحري ‪ ،‬الجوي‬

‫‪ .‬زكرياء أزم‪ ،‬عبد الفتاح ولد حجاج ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪91‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪91‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 41‬مأخوذ عن ‪R.G.D.I.P , 1992 / 2 p 264‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬

‫أ ‪ .‬تعريف اإلقليم ‪:‬‬


‫يعرف اإلقليم بأنه " الحيز الجغرافي الذي يستقر عليه السكان بشكل مشترك ‪ ،‬و تمارس عليه الدولة سلطتها‬
‫و هو " المكان المميز دوليا الذي تمارس عليه الدولة سيادتها " ‪ . 2‬و بحسب نظرية‬ ‫و سيادتها " ‪. 1‬‬
‫االختصاص اإلقليمي ‪ ،‬فاإلقليم هو اإلطار الذي تبسط فيه الدولة سيادتها ‪ ،‬و تكون لها السلطة الكاملة على من‬
‫‪3‬‬
‫يتواجدون فيه من أفراد و أشخاص و أشياء ‪ ،‬تمارس عليهم وظائفها التشريعية و القضائية و التنفيذية‬
‫ب ‪ .‬خصائص اإلقليم‬
‫من خالل تعريف اإلقليم يمكن استنتاج أهم الخصائص التي تميزه كعنصر مهم من عناصر الدولة ‪ ،‬نلخصها‬
‫في النقاط التالية ‪:4‬‬
‫‪ ‬الثبات و االستقرار‬
‫‪ ‬خضوع جميع اإلقليم لسيادة واحدة و سلطة واحدة إال استثناء كحالة إقليم الصحراء الغربية الذي تديره‬
‫المغرب و موريتانيا‬
‫‪ ‬وضوح الحدود و ثباتها ضمانا الستقرار العالقات الدولية‬
‫ت ‪.‬طرق اكتساب اإلقليم‬
‫و االعتداء و‬ ‫أكد القانون الدولي المعاصر على أن طرق اكتساب اإلقليم البد أن تخرج عن استعمال القوة‬
‫الحرب ‪ ،‬و هو ما نص عليه ميثاق األمم المتحدة من خالل فرضه للمساواة بين الدول و منع التدخل في الشؤون‬
‫الداخلية لها و منع اللجوء للقوة و من طرق اكتساب اإلقليم ما هو مقبول و مقر به في القانون الدولي و منها ما‬
‫غير مق ُر به ‪ ،‬و تتمثل طرق االكتساب غير المشروعة في ‪:‬‬ ‫هو ُ‬
‫‪ ‬ضم اإلقليم بعد عملية الغزو أو الفتح‬
‫‪ ‬اإلستيالء أو وضع اليد أو الحيازة و التقادم ‪،‬‬
‫أما عن الطرق األخرى الكتساب اإلقليم لدينا ‪:‬‬
‫إضافة الملحقات‬ ‫‪‬‬
‫التنازل‬ ‫‪‬‬
‫االستقالل‬ ‫‪‬‬
‫االندماج أو االنقسام‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫‪ . 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 55‬نقال عن الدكتور إحسان هندي ‪ :‬مبادئ القانون الدولي العام في وقت السلم و الحرب ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الجليل ‪،‬‬
‫‪ ، 1984‬ص ‪167‬‬
‫‪ . 3‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ . 4‬ألكثر شرح و تفصيل حول خصائص اإلقليم ‪ ،‬راجع ‪ :‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪49‬‬
‫‪16‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫ج ‪ .‬مكونات اإلقليم‬
‫‪ ‬العنصر البري ‪ :‬يشمل كما ذكرت األرض اليابسة و ما عليها من أنهار و بحيرات و خلجان داخلية و‬
‫مياه إقليمية واقعة على مسافة ‪ 12‬ميال بحريا ‪ ،‬الواقعة في إقليم دولة واحدة ‪ ،‬تحدد بمعالم طبيعية أو‬
‫اصطناعية‬
‫‪ ‬العنصر البحري ‪ :‬يخضع تنظيم المجال البحري لقواعد القانون الدولي المتمثل في اتفاقية جنيف لقانون‬
‫البحار ‪ 1958‬و اتفاقية مونتي قوباي ‪، 1982‬و يشمل اإلقليم البحري ‪:‬‬
‫‪ ‬المياه الداخلية ‪ :‬تحدد منطقة المياه الداخلية بين اليابس و خط األساس و تشمل الموانئ و األرصفة‬
‫و المراسي ‪ ،‬و تشمل أيضا البحيرات و القنوات و المنشآت المرفئية و كذلك الخلجان إذا ما توفرت‬
‫‪1‬‬
‫فيها الشروط المحددة في اتفاقية مونتي قوباي‬
‫‪ ‬البحر اإلقليمي ‪ :‬تحدد هذه المنطقة بحساب ‪ 12‬ميال بحرية ‪ ،‬و هي منطقة محصورة بين المياه‬
‫‪2‬‬

‫الداخلية و منطقة أعالي البحار ‪ .‬و تخضع هذه المنطقة بما فيها مجالها الجوي و باطنها لسيادة الدولة‬
‫الساحلية ‪ ،‬كما تخضع أيضا لحق المرور البريء ‪ 3‬من خالل منح سفن الدول األخرى حق المرور‬
‫مادام مرورها لن يلحق أي أضرار بسلم و أمن و نظام الدولة الساحلية ‪،‬و في ذلك تقييد من سيادة‬
‫الدولة على بحرها اإلقليمي ‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة المجاورة أو المتاخم‪ :‬اعتبرت اتفاقية مونتي قوباي المنطقة المجاورة أو المتاخمة جزء من‬
‫( م ‪ 23‬منها) ‪ ،‬و تمارس الدولة على هذه المنطقة الرقابة الالزم لمنع أي‬ ‫أعالي البحار‬
‫مساس و عدم التزام بقوانينها‬
‫‪ ‬المنطقة االقتصادية الخالصة ‪:‬‬
‫تتميز هذه المنطقة بأنها ال تخضع لسيادة الدولة الساحلية بل تمارس عليها حقوق سيادية ‪ ،‬وتلتزم بعدم إعاقة‬
‫‪4‬‬
‫حرية المالحة البحرية فيها و كذلك بحماية البيئة من التلوث ‪ ،‬و ألجل ذلك تتخذ ما يجب من تدابير‬
‫‪ ‬الجرف القاري ‪ :‬يشتمل على قاع و باطن أرض المساحات المغمورة التي تمتد ما وراء بحرها‬
‫اإلقليمي في جميع أنحاء االمتداد الطبيعي إلقليم تلك الدولة البري حتى الطرف الخارجي للحافة‬
‫‪5‬‬
‫القارية‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬أعالي البحار ‪ :‬تعد منطقة أعالي البحار منطقة حرة ال تخضع لسيادة أي دولة ‪،‬‬
‫‪-‬العنصر الجوي ‪ :‬للدولة سيادة كاملة على إقليمها الجوي ‪ ،‬و يشمل الفضاء الجوي الذي يعلو مباشرة إقليم‬
‫و البحري ‪،‬و يمتد إلى األعلى على ما ال نهاية‪.‬‬ ‫الدولة البري‬

‫‪ . 1‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪22‬‬


‫‪ . 2‬و ذلك وفقا للمادة الثالثة من اتفاقية مونتي قوباي سالفة الذكر‬
‫‪ . 3‬ال يع د من قبيل المرور البريء عمليات تدريب السفن العسكرية و مناورات السفن ‪ ،‬اطالق طائرة أو انزالها و كذلك انزال البضائع أو أي‬
‫أعمال قد تؤدي الضطرابات شبكات االتصال‬
‫‪ . 4‬انظر المادة ‪ 03 / 246‬من اتفاقية قانون البحار‬
‫‪ . 5‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ . 6‬انظر المواد ‪-94-93- 92- 91‬من اتفاقية قانون البحار‬
‫‪17‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و وفقا التفاقية شيكاغو ‪ ، 1994‬فقد أكدت أن تنظيم المالحة الجوية يخضع التفاقيات دولية تبرم بين الدول أو‬
‫في إطار المنظمة الدولية للطيران المدني ‪ ، 1‬التي أنشئت لتحقيق األهداف التالية ‪:2‬‬
‫كفالة أمن و تطور و ازدهار الطيران المدني في العالم‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع اإلستغالل السلمي للطائرات‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع وتطوير الطرق الجوية وبناء المطارات‬ ‫‪-‬‬
‫ضبط حدود المنافسة و منع المنافسة غير المشروعة في المجال االقتصادي‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السكـــــــــان‬
‫يعرف السكان بأنهم مجموعة األفراد المستقرون في إقليم الدولة و يخضعون لسلطتها و سيادتها ‪ ،‬وال يهم‬
‫عددهم و جنسهم أو فئاتهم ‪ .‬ويقسم السكان إلى ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المواطنون ‪:‬‬
‫المواطنون هم فئة الشعب الذين يتمتعون بجنسية الدولة و لهم عالقة قانونية بدولتهم تمنحهم مجموعة من الحقوق‬
‫التي ال يستفيد منها األجانب و أهمها حقهم في الحماية على المستوى الداخلي و الدولي و ضمان تعويض عادل‬
‫لهم متى وقعوا ضحية اإلضرار بمراكزهم القانونية تطبيقا لنظرية الحماية الدبلوماسية ‪.‬‬
‫فالجنسية هي المعيار المفرق بين المواطن و األجنبي و لذلك و نظرا ألهميتها ‪ ،‬يخضع تنظيمها للمشرع الوطني‬
‫‪3‬‬
‫و ليس الدولي ‪ ،‬فهو فقط من يحدد طريقة اكتسابها و أسباب فقدها و حاالت التجرد منها‬
‫ب ‪ .‬األجانب‬
‫األجنبي هو كل فرد متجنس بجنسية دولة أخرى غير جنسية الدولة المتواجد بإقليمها على أساس اإلقامة ‪،‬‬
‫التوطن ‪ ،‬أو السياحة ‪ ،4‬و ال يملك األجنبي نفس حقوق المواطن ‪ ،‬و لكنه يخضع لسلطان الدولة المتواجد‬
‫بإقليمها و التي غالبا ما تضع قوانين خاصة بمعاملة هذه الفئة‬
‫ج ‪ .‬المقيمون ‪:‬‬
‫المقيمون هم األفراد الذين يقيمون على إقليم دولة ما ألسباب تقبلها هذه األخيرة ‪ ،‬و ال يملكون حقوق المواطنين‬
‫السياسية‬
‫د ‪ .‬اختصاصات الدولة على رعاياها ( دراسة لدعوى الحماية الدبلوماسية )‬

‫‪ .‬انظر المادة ‪ 1‬و ‪ 2‬من اتفاقية شيكاغو لسنة ‪1994‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬أنظر المادة (‪ )44‬من إتفاقية شيكاغو لسنة ‪.1944‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪50‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪53‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫الحماية الدبلوماسية هي أحد وسائل تعبير الدولة عن ممارسة اختصاصها الشخصي تجاه مواطنيها ورعاياها ‪،‬‬
‫و تتحرك الدولة ممارسة واجبها متى تعرض أي مواطن تابع لها لضرر من قبل دولة أخرى نتيجة خرقها لقواعد‬
‫القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريفات الحماية الدبلوماسية ‪:‬‬
‫اختلفت تعريفات الحماية الدبلوماسية باختالف منطق كل فقيه و المعيار الذي اعتمد عليه ‪ ،‬فعرفها األستاذ‬
‫تقر دولة ما بموجبه أن تأخذ على عاتقها نزاع‬
‫"هنري كابيتانت" معتمدا على معيار إجرائي بأنها " تصرف ّ‬
‫أحد مواطنيها أو رعاياها ‪,‬ضد دولة أخرى وترفع بذلك النزاع إلى المستوى الدولي من خالل الطريق الدبلوماسي‬
‫أو الطريق القضائي" ‪ ، 1‬و ما يعاب على هذا التعريف أنه أهمل شروط ممارسة الحماية الدبلوماسية و ركز‬
‫على النزاع الداخلي و كيف يتحول إلى نزاع دولي‬
‫أما " كثبيرت جوزيف" فقد اعتمد في تعريفه للحماية الدبلوماسية على معيار ممارسة الدولة لصالحياتها في‬
‫حماية مواطنيها في إطار ما تملكه من سيادة ‪ ،‬فعرفها بأنها " أحد مظاهر السيادة التي تتمتع به الدولة وفقا ً لمبادئ‬
‫القانون الدولي العام ‪ ,‬وفي إطار حقوقها والتزاماتها الدولية المتبادلة في القانون الدولي " ‪ ، 2‬وما يعاب على‬
‫هذا التعريف أنه جاء قاصرا و لم يشر لمضمون الحماية الدبلوماسية ذاتها أو شروط اللجوء إليها‪ ,‬وكذلك حق‬
‫المنظمات الدولية في حماية موظفيها ‪ ,‬و اقتصر علي أساس الحق في ممارسة الحماية الدبلوماسية ‪.‬‬
‫و عليه ‪ ،‬فقد اشتمل هذا التعريف على تفسير شكلي للحماية الدبلوماسية‪ ،‬و ركز على طبيعة اإلجراء القضائي‬
‫المتبع للحماية و عرف األستاذ " لويس دو بوي " الحماية الدبلوماسية بأنها " أي عمل تقوم به دولة لدى‬
‫دولة أجنبية أخرى للمطالبة لصالح مواطنيها باحترام القانون الدولي أو الحصول على بعض المزايا " ‪ .3‬و قد‬
‫نجح "لويس دو بوي" في تبيان مضمون الحماية الدبلوماسية و لكنه أهمل أمر مهم و هو شروط ممارسة‬
‫الحماية الدبلوماسية ‪.4‬‬
‫و من تعاريف الفقهاء العرب للحماية الدبلوماسية ‪:‬‬
‫تعريف د‪ .‬حازم جمعة " هي نهوض الشخص الدولي لحماية رعاياه حيث تعوزهم الحماية لدى شخص دولي‬
‫آخر لجبر ما تعرضوا له من أضرار " ‪. 5‬‬
‫ركز الفقهاء العرب في تعريفاتهم على تحديد مفهوم الحماية الدبلوماسية من خالل طرح فكرة المسؤولية‬
‫الدولية ‪،‬واهتموا بالجانب الشكلي و اإلجرائي و بحماية األفراد دون أن يعطوا أهمية لمصالح الدولة العامة‬
‫ومصالح األشخاص الطبيعيين واالعتباريين ‪,‬‬

‫‪ . 1‬المرسي خالد السيد ‪ :‬الحماية الدبلوماسية للمواطنين في الخارج ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة الوفاء ‪ ،‬مصر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2012 ،‬ص ‪47‬‬
‫‪ . 2‬المرسي خالد السيد ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫‪ . 3‬المرسي خالد السيد ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ . 4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ . 5‬حازم ‪ ،‬حسن جمعة ‪ :‬الحماية الدبلوماسية للمشروعات المشتركة ‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪،‬‬
‫‪ . 1979‬منشورة بدار النهضة العربية سنة ‪ ، 1981‬ط ‪ ، 2‬ص ‪240‬‬
‫‪19‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫كما لم تهتم التعاريف المذكورة بموضوع مباشرة المنظمة الدولية باعتبارها أحد أشخاص المجتمع الدول للحماية‬
‫الدبلوماسية في إطار حماية األفراد الموظفين التابعين لها ‪.‬‬
‫وتتمثل العناصر األساسية للحماية الدبلوماسية في ‪: 1‬‬
‫ألي شخص دولي حق مماسة الحماية الدبلوماسية‬ ‫‪.1‬‬
‫ال يجوز للفرد المتضرر التنازل عن حقه في الحماية ألنها أصال حق من حقوق الشخص الدولي ‪ ،‬فله‬ ‫‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫فقط أن يطالب دولته بحقه و ليس له ارغامها على ممارستها للحماية الدبلوماسية‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة للشخص الطبيعي ‪ ،‬تشتمل الحماية الدبلوماسية على حماية األشخاص االعتباريين أيضا‬ ‫‪.3‬‬
‫يمارس الشخص الدولي الحماية الدبلوماسية متى توفرت شروطها‬ ‫‪.4‬‬
‫العبرة في ممارسة الحق في الحماية الدبلوماسية هو وقوع الضرر و ليس الخطأ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يتدخل الشخص الدولي لحماية مواطنيه ورعاياه بأسلوب سياسي أو قضائي ‪ ،‬دون أي فرق ‪ ،‬فالمهم‬ ‫‪.6‬‬
‫هو أن يتماشى هذا األسلوب مع قواعد القانون الدولي العام ‪.‬‬

‫‪ .2‬شروط ممارسة الحماية الدبلوماسية‬


‫يمكن للشخص الدولي مباشرة دعوى الحماية الدبلوماسية متى توفرت شروط رابطة الجنسية و استنفاذ طرق‬
‫الطعن الداخلية ‪ ،‬باإلضافة لشرط األيدي النظيفة‬
‫شرط توافر رابطة الجنسية‬ ‫‪1.2‬‬
‫الجنسية هي شرط للممارسة الدولة الحماية الدبلوماسية لفائدة رعاياها ‪ ,4 ،‬ويعتد بالجنسية ‪ ،‬من وقوع العمل‬
‫غير المشروع إلى حين الفصل في الدعوى ‪ ،‬و أي تغير في جنسية الفرد بعد ذلك يؤدي لفقدانه حق ممارسة‬
‫و إن كانت قد تدخلت قبل هذا التغّير ‪.‬‬ ‫دولته للحماية لصالحه ‪ ،‬حتى‬
‫و في حال ازدواج أو تعدد الجنسية ‪ ،‬و كان الفرد يحمل جنسية الدولة المنتهكة لاللتزام الدولي ‪ ،‬ال يمكنه كأصل‬
‫‪5‬‬
‫عام أن يطلب الحماية من دولته إزاء الدولة األخرى التي يحمل جنسيتها‬

‫‪ . 1‬أيت عبد المالك نادية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪57‬‬


‫‪ . 2‬د ‪ .‬عبد الوهاب شيتر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫‪ . 3‬و قد أكدت محكمة العدل الدولية على ذلك من خالل عدة قضايا نذكر منها قضية برشلونة تراكشن سنة ‪1970‬‬
‫‪ . 4‬بتطور العالقات في القانون الدولي أبرمت العديد من االتفاقيات في مجال حقوق اإلنسان ‪ ،‬و تطور مركز الفرد فأصبح بإمكانه رفع دعاوى ضد‬
‫الدول متى قامت باالعتداء على أحد حقوقه المشمولة بالحماية و ذلك بتوفر مجموعة من الشروط ‪ ،‬و تعتبر االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان من‬
‫بين االتفاقيات التي ارتقت بمركز الفرد‬
‫‪ . 5‬انظر المادة الرابعة من اتفاقية الهاي ‪ " 1930 / 04 / 12‬ال يمكن للدولة ممارسة الحماية الدبلوماسية لصالح أحد رعاياها إزاء دولة أخرى‬
‫يكون هذا الشخص من رعاياها في آن واحد "‬

‫‪20‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫أما بالنسبة لحالة عديمي الجنسية ‪،‬تتولى دولة موطن عديم الجنسية أو دولة محل إقامته حمايته و هذا استثناء‬
‫‪1‬‬
‫من األصل العام الذي يتطلب رابطة الجنسية بين المتضرر و الدولة المطالبة باإلصالح نيابة عنه‬
‫وفيما يتعلق بحالة الالجئين فقد أكدت المادة ‪ 14‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على حق كل فرد في‬
‫أن يلتمس ملجأ في دول أخرى و التمتع به خالصا من االضطهاد ‪ ،‬ولكن ما عرفه المجتمع الدولي في ‪/ 11‬‬
‫‪ 2001 / 09‬جعل من هذا المبدأ صعب التطبيق لتخوف الدول من تسرب اإلرهابيين إليها في إطار حق اللجوء‬
‫‪.‬‬
‫شرط استنفاذ طرق الطعن الداخلية‬ ‫‪2.2‬‬
‫يرتكز مبدأ استنفاذ طرق الطعن الداخلية على األسس التالية ‪:‬‬
‫مبدأ سيادة الدولة ‪ ،‬و احترام الهيئات التابعة لها‬ ‫‪.1‬‬
‫رفض كل تفويت لفرصة على الدولة التي وقع فيها االعتداء إال في بعض الحاالت يمكن منحها الفرصة‬ ‫‪.2‬‬
‫لتقوم بإصالحه و تحاول إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه قبل وقوع العمل غير المشروع ‪ ،‬و تتمثل‬
‫في ‪:‬‬
‫عدم وجود وسائل معقولة تسمح بالحصول على التعويض المعقول‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التأخر الكبير في دراسة الطعون‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حرمان األجنبي من اللجوء للقضاء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تنازل الدولة المسئولة عن هذا الشرط‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ 3.2‬شرط األيدي النظيفة‬
‫يقتضي شرط األيدي النظيفة أن يكون الفرد المراد حمايته على قدر من االلتزام و األخالق و أن ال تكون له‬
‫يد في أعمال االعتداء‪ ،‬لنيابة دعوى المسؤولية الدولية و هذا االلتزام يسمى شرط كالـفو نسبة لوزير الخارجية‬
‫السابق لدولة األرجنتين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬السلطة العامة‬
‫تمثل السلطة العامة الدولة و تقوم بوظائفها على جميع المستويات ‪ ،‬فهي العنصر التنظيمي للدولة و الركن الثالث‬
‫لها ‪ ،‬و به تتخذ التدابير الالزمة للحفاظ على النظام العام و االستقرار الداخلي ‪.‬‬
‫و تقوم السلطة على مجموعة من المميزات أهمها ‪:2‬‬
‫السلطة السياسية هي أهم عنصر تكويني للدولة ‪ ،‬فهناك من الفقه من ربط تعريف الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫بها‬
‫السلطة العامة سلطة قاهرة ومادية ‪ ،‬قراراتها تنفيذية‬ ‫‪-‬‬
‫السلطة العامة قانونية و خالصة‬ ‫‪-‬‬
‫قرارات السلطة نافدة في المجال اإلقليمي للدولة على كل المتواجدين به‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .‬انظر اتفاقيات جنيف المنظمة لحاالت الالجئين و المنعقدة سنة ‪1953 ، 1951‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪62‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬عناصر الدولة المعنوية‬
‫العناصر المعنوية مهمة في تكوين الدولة و استمراريتها ‪ ،‬و تتمثل في السيادة ( أوال ) ‪ ،‬االستقالل ‪ ،‬الشخصية‬
‫القانونية الدولية ( ثانيا )‬
‫أوال ‪ :‬الســــــــــــيادة‬
‫تعرف السيادة بأنها المباشرة الداخلية و الخارجية الختصاصات السلطة الحاكمة ‪ ،‬فمن خالل السيادة تباشر‬
‫الدولة سلطانها على األفراد و األشخاص داخليا و على الدول في الخارج ‪ ،‬فعلى المستوى الداخلي تتصرف‬
‫و االقتصادية التي تتناسب معها ‪،‬و تكون صاحبة‬ ‫الدولة بحرية في ضبط نظمها السياسية و االجتماعية‬
‫و على المستوى الخارجي تظهر ممارسة الدولة لسيادتها من‬ ‫‪1‬‬
‫السلطة في تنظيم السلطات و سن القوانين‬
‫خالل عالقاتها مع باقي أشخاص القانون الدولي ‪،‬و في التزامها بالنصوص الدولية بإرادتها باعتبارها ذات سيادة‬
‫ال تعلوا على سيادتها أي سيادة ‪ ،‬و كذا استفادتها من الحقوق الدولية‬
‫أ ‪ .‬مميزات السيادة‬
‫تتميز السيادة بخصائص لصيقة بها تميزها عن غيرها من المفاهيم فهي ‪: 2‬‬
‫‪ ‬وحدة واحدة ال تقبل التجزئة‬
‫‪ ‬غير قابلة للتصرف و من قبيله التنازل عنها‬
‫‪ ‬غير قابلة للتملك أو االنتقال من دولة ألخرى‬
‫ب ‪ .‬نتائج ممارسة السيادة‬
‫ينجم عن ممارسة الدولة لسيادتها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تمتع الدولة بجملة من الحقوق التي تمنحها ابرام تصرفات قانونية على المستوى الدولي ‪ ،‬كإبرام‬
‫المعاهدات و حق مباشرة الدعاوى أمام القضاء الدولي و رفع دعوى الحماية الدبلوماسية و إقامة عالقات‬
‫سياسية دبلوماسية مع الدول‬
‫‪ .2‬السيادة تجعل الدولة على قدم المساواة مع باقي الدول‪ ،‬و قد أقر ميثاق األمم المتحدة مبدأ السيادة بين‬
‫‪3‬‬

‫الدول و منع أي تمييز بينها سواء بالنظر للكثافة السكانية أو المساحة الجغرافية أو اكتساب الموارد‬
‫االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ .3‬حماية أقاليمها من أي عدوان أو تهديد بالقوة و عدم التدخل في شؤونها الداخلية ‪ ،‬و هو ما أقرته المادة‬
‫‪ 07 /02‬من ميثاق األمم المتحدة ‪.‬‬

‫‪ . 1‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪70‬‬
‫‪ . 2‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪ . 3‬بالرجوع لتركيبة مجلس األمن الدولي الجهاز السياسي في المنظمة و المعني بحفظ السلم و األمن الدوليين ‪ ،‬نقول أن مبدأ السيادة الذي أقرته‬
‫المنظمة ليس مطلقا ‪ ،‬بالنظر لصالحيات أعضاءه خاصة منها استخدام حق الفيتو و تعديل الميثاق و هي صالحيات ال يمكن لباقي الدول ممارستها‬
‫‪22‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫‪ .4‬تمتع الدول بحقها في الدفاع الشرعي عند تعرضها ألي عدوان ‪ ،‬و هو ما نظمته المادة ‪ 51‬من ميثاق‬
‫‪1‬‬

‫األمم المتحدة لعام ‪1945‬‬


‫ج ‪ .‬مبدأ السيادة غير مطلق‬
‫تخضع الدول في ممارستها لسيادتها لمجموعة من الضوابط حفاظا على النظام العام الدولي و منعا للفوضى‬
‫و أهمها ‪:‬‬ ‫الدولية ‪،‬‬
‫‪ ‬التزام الدول بقواعد القانون الدولي مهما كان مصدرها و تحملها للمسؤولية الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬احترام الدول إللتزاماتها التعاقدية مع باقي الدول و المنظمات الدولية‬
‫ثانيا ‪ :‬الشخصية المعنوية‬
‫الشخصية المعنوية هي أهلية اكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات الدولية وفقا لقواعد القانون الدولي ‪ ،‬و‬
‫تتميز شخصية الدولة عن غيرها بأنها أصلية و كاملة باعتبارها الشخص الدولي الوحيد الذي يتمتع بكافة‬
‫الحقوق و االلتزامات الدولية ‪.‬‬
‫و يترتب عن تمتع الدولة بالشخصية القانونية الدولية ‪ ،‬صالحيتها لمباشرة تصرفات دولية‬
‫االنضمام إلى المعاهدات الدولية‬ ‫‪‬‬
‫انشاء منظمات دولية و العضوية فيها‬ ‫‪‬‬
‫التعامل مع باقي دول المجتمع الدولي ‪،‬و صالحيتها لالعتراف بوجودهم‬ ‫‪‬‬
‫الدولي)‬ ‫تحملها المسؤولية الدولية نتيجة إخاللها بااللتزام دولي ( مخالفة قواعد القانون‬ ‫‪‬‬
‫تحملها مسؤولية أفرادها و موظفيها و ممثليها عند أي خرق لقاعدة دولية‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬عناصر أقرها الفقه ‪ :‬االعتراف الدولي‬
‫نتطرق لمعنى االعتراف و أهميته ( أوال ) ‪ ،‬ثم أنواعه ( ثانيا ) و آثاره ( ثالثا )‬
‫أوال ‪ :‬تعـــــــــــــريف االعتراف‬
‫االعتراف هو حالة إقرار فردي‪ 2‬أو جماعي ‪3‬من الدول تعلن بموجبه صراحة أو ضمنيا بوجود كيان جديد في‬
‫و يتميز االعتراف ب طابعه السياسي نظرا آلثاره ‪ .‬وتعبر الدولة عن اعترافها بدولة‬ ‫المجتمع الدولي ‪،‬‬
‫جديدة بصراحة عندما تبدي استعدادها للتعاون معها فتبدأ بمراسلتها و التعامل معها سياسيا‬

‫‪ . 1‬ال يشمل العدوان معنى استعمال القوة المسلحة ضد أي دولة و تهديد وجودها ‪ ،‬بل يمتد أيضا لبعض التصرفات التي قد تقوم بها دولة في مواجهة‬
‫و مثاله العدوان االقتصادي الذي قد يؤدي‬ ‫غيرها و تشكل ضغطا و عدوانا من نوع آخر و ال يقل خطورة و تأثيرا عن العدوان المسلح ‪،‬‬
‫إلنهاء وجود بعض الدول و ال يكون لها حق الدفاع الشرعي عن نفسها ‪...‬ألكثر تفصيل في هذه الفكرة يمكن الرجوع للمرجع المستعمل من قبلنا ‪ :‬د‬
‫‪ .‬أحمد بوعبد هللا ‪ ،‬العدوان في ضوء أحكام القانون الدولي المعاصر ‪ ،‬مقال منشور بمجلة العلوم القانونية ‪ ،‬كلية الحقوق بجامعة عنابة ‪، 1992 ،‬‬
‫ص ‪53‬‬
‫‪ . 2‬يكون كذلك عندما تعلن عنه دولة بمفردها و ليس في إطار الجماعة‬
‫‪ . 3‬و ذلك عندما يصدر في شكل إعالن من مجموعة دول و يعبر عنه صراحة بأحد الطرق المعروفة كإرسال تهنئة‬
‫‪23‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫أما اعتراف ال دولة ضمنيا بوجود دولة جديدة فتم استنتاجه من ظروف و مالبسات تعبر عن نية اإلعتراف‬
‫بالعضو الجديد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع االعتــــــــــراف‬
‫اإلعتراف نوعان ‪،‬‬
‫و فحواه أن تنشأ‬ ‫أ‪ .‬اعتراف في ظل القانون الدولي التقليدي ‪ ،‬و هو اعتراف منشئ للشخص الدولي‬
‫الدولة بإرادة غيرها و هو ما يتعارض مع ما هو ثابت من الناحية الواقعية بأن وجود الدولة مستقل تماما‬
‫‪1‬‬
‫عن الغير‬
‫ب ‪ .‬اعتراف في ظل القانون الدولي الحديث ‪ ،‬و فيه يرتبط وجود الدولة بتوافر أركانها و ما دور االعتراف‬
‫و التعبير عن وجودها و سيادتها‬ ‫إال الكشف عن وجود هذه الدولة و منحها حق مباشرة حقوقها الدولية‬
‫بمختلف الطرق و بالمقابل االلتزام بواجباتها الدولية كعضو دولي سلّم باقي األعضاء بوجوده‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار اإلعتراف‬
‫يرتب اإلعتراف آثار قانونية مهمة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة الدولة المعترف بها للعالقات الدولية عن طريق المبادالت السياسية و تبادل زيارة السفراء و‬
‫ابرام المعاهدات ‪ ،‬و تسري هذه اآلثار في مواجهة الدولة ال ُمعترفة فقط‬
‫‪ -‬ال يمنع اعتراف دولة بأخرى من إمكانية ابرامهما لتصرفات دولية ( ابرام اتفاقات مثال )‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أشكال الدول‬
‫تتّخذ الدولة في المجتمع الدولي عّدة أشكال‪ ،‬فمنها دول بسيطة ( الفرع األول ) ومنها مركبة ( الفرع الثاني )‬
‫‪ ،‬وتقسم من حيث السيادة ( الفرع الثالث ) إلى دول كاملة السيادة وأخرى ناقصة من هذه الصفة بسب خضوعها‬
‫لإلستعمار ( في السابق )‬
‫الفرع األول ‪ :‬الدولة الموحدة‬
‫تتميز الدولة البسيطة ب ‪:2‬‬
‫وحدة السلطة و السيادة ‪ ،‬فالدولة تبسط سيادتها على جميع أراضيها‬ ‫‪‬‬
‫دستور موحد‬ ‫‪‬‬
‫وحدة القانون المنظم للدولة و خضوع جميع المواطنين له دون أي تمييز مهما كان مبرره‬ ‫‪‬‬
‫تمارس السيادة الخارجية حكومة واحدة تتحكم في جميع السلطات‬ ‫‪‬‬

‫‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪67‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬زكرياء أزم‪ ،‬عبد الفتاح ولد حجاج ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪102‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫‪ ‬اتباع نظام حكم مركزي ‪ ،‬من خالل فرض الدولة لسلطتها على كل من يتواجد بأقاليمها أو اتباع نظام‬
‫حكم المركزي من خالل منح سلطة التسيير لهيئات إقليمية على أن تخضع للرقابة و هذه األنظمة يطلق‬
‫‪1‬‬
‫عليها الالمركزية اإلدارية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الدولة المركبة‬
‫تتألف الدولة المركبة من عدد دول ‪ ،‬على األقل دولتين تجتمع بموجب اتحاد إلشتراكها في تحقيق مصلحة واحدة‬
‫وهدف مشترك أو لما يربطها من اعتبارات اقتصادية و سياسية و عسكرية واحدة‬
‫و تنقسم الدول المركبة بحسب نوع و الهدف من االتحاد ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلتحاد الشخصي‬
‫تتجسد مظاهر االتحاد في هذا النوع من االتحادات في شخص ممثل الدولة فقط ‪ ،‬أما فيما يتعلق بالسيادة ‪ ،‬فلكل‬
‫دولة تابعة لالتحاد سيادتها الكاملة و نظامها القانوني الداخلي الخاص ‪ ،‬و هو ما يجعل هذا النوع من االتحاد‬
‫مؤقتا مرتبط بشخص ممثل الدولة مما يؤثر على قوة هذا النوع من االتحادات‬
‫و يتميز هذا النوع من االتحادات ب ‪:2‬‬
‫‪ ‬احتفاظ الدول أعضاء االتحاد بشخصيتها الدولية المستقلة عن شخصية اإلتحاد ‪ ،‬و بذلك في حالة قيام‬
‫الحرب بين أعضاء اإلتحاد ‪ ،‬فهي تعد حربا دولية‬
‫‪ ‬تتحمل أي دولة في االتحاد نتائج تصرفاتها باعتبارها مستقلة و قائمة بذاتها و ال تعود نتائج على االتحاد‬
‫‪ ‬رعايا أي دولة في اإلتحاد هم أجانب بالنسبة لدولة أخرى في ذات اإلتحاد‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلتحــــــــاد الحقيقــــــي‬
‫يعرف هذا النوع من اإلت حادات في إطار االتفاقات التي تبرمها الدول بعد الخروج من الحروب أو كنتيجة‬
‫لمعاهدات و اتفاقيات تبرم بين الدول ‪ .‬و يتميز هذا النوع من االتحادات بالخصائص التالية ‪:3‬‬
‫تخضع جميع الدول المنضمة في اإلتحاد لرئيس أو ملك واحد‬ ‫‪-‬‬
‫تمثل جميع الدول األعضاء في اإلتحاد من قبل دبلوماسية واحدة‬ ‫‪-‬‬
‫تلتزم الدول األعضاء في اإلتحاد باالتفاقيات و المعاهدات التي يبرمها اإلتحاد‬ ‫‪-‬‬
‫يكون لكل دولة طرف في اإلتحاد التصرف في شؤونها الداخلية كما تشاء‬ ‫‪-‬‬
‫يحظى اإلتحاد بالشخصية القانونية الدولية و على الدول األعضاء فيه التعامل على هذا األساس‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اإلتحــــــاد المركــــــــــزي‬

‫‪ . 1‬محمود حيدر ‪ :‬الدولة ‪ ،‬فلسفتها و تاريخها من اإلغريق إلى ما بعد الحداثة ‪ ،‬سلسلة مصطلحات معاصرة ‪ ،‬المركز اإلسالمي للدراسات‬
‫اإلستراتيجية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2018 ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ . 2‬د‪ .‬محمود حيدر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫‪ . 3‬محمود حيدر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪121‬‬
‫‪25‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫يتميز هذا النوع من االتحاد أنه نشأ عن اتحاد عدد من الدول لتشكل دولة واحدة و ينتج عن ذلك جملة من اآلثار‬
‫‪1‬‬

‫التي تمس الدول و حتى شعوبها و يمكن تلخيصها في ‪:2‬‬


‫‪ -‬سيادة الدول األعضاء في اإلتحاد تذوب في شخصية إلتحاد‬
‫‪ -‬ضرورة توافق دستور كل دولة طرف في اإلتحاد مع دستور اإلتحاد‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تقسيم الدول بحسب معيار السيادة‬
‫سواء كانت الدولة بسيطة موحدة أو مركبة فهي تخضع لتقسيمات بالنظر لتوفرها على السيادة ‪ ،‬فقد تكون كاملة‬
‫السيادة أو ناقصة السيادة أو منعدمة السيادة تخضع لإلستعمار أو اإلنتداب أو الحماية أو الوصاية ( قديما)‬
‫أوال ‪ :‬الدولة كاملة السيادة – السيدة –‬
‫تعتبر السيادة أهم خصائص وجود الدولة و قوتها بحيث ال يعلو على سلطانها سلطان و يعبر عنها على المستوى‬
‫الداخلي من خالل هيمنة الدولة على كل من يتواجد بها ‪،‬و يخضع لقوانينها من أفراد و أشخاص معنوية ‪ ،‬و‬
‫على المستوى الخارجي من خالل عالقاتها مع باقي أشخاص المجتمع الدولي باعتبارها شخص دولي مستقل ال‬
‫يخضع لرقابة أو تدخل أو سلطة أي شخص دولي آخر مهما كان مركزه‬
‫ثانيا ‪ :‬الدولة ناقصة السيادة‬
‫يعرف هذا النوع من الدول مشاركة سلطة خارجية عنها في مباشرة تسييرها على المستوى الداخلي و تنظيم‬
‫عالقاتها على المستوى الخارجي و ينشأ عن هذا التدخل عدة صور هذا النوع من الدول‪:‬‬
‫أ‪ .‬الدولة التابعة لدولة أخرى ‪ ،‬و فيه تكون الدولة خاضعة و ليس لها أي سلطة بل البد عليها أن تقدم واجب‬
‫و الطاعة للدولة التي تتبع لها‬ ‫الوالء‬
‫ب‪ .‬الدولة الخاضعة للحماية ‪ ،‬و هي الصورة الحديثة للدولة التابعة لدولة أخرى في تسيير شؤونها الداخلية‬
‫و تنظيم عالقاتها الخارجية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المنظمـــــــــــــــــــات الدوليــــــــــــــــــة‬
‫المنظمة الدولية شخص دولي فرعي و حديث ‪ ،‬تنشأ بإرادة الدول و هي مستقلة عنها و لها مفهومها الذي يميزها‬
‫( المطلب األول ) و تتنوع بحسب عدد الدول األعضاء فيها و طبيعتهم و‬ ‫عن غيرها‬
‫االختصاصات التي يمارسونها ( المطلب الثاني ) ‪ ،‬كما أنها تتمتع بالشخصية القانونية الدولية وفقا قواعد القانون‬
‫الدولي ( المطلب الثالث ) ‪ ،‬و تعد منظمة األمم المتحدة المنظمة األم التي ينتمي إليها أغلب دول العالم ( المطلب‬
‫الرابع )‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المنظمات الدولية‬

‫‪ . 1‬يكون اتحاد الدول إما باختيارها أو تكون مجبرة على ذلك لعدة اعتبارات‬
‫‪ . 2‬محمود حيدر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪120‬‬
‫‪26‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫و هو معاهدة‬ ‫تنشأ المنظمة الدولية من قبل جمعية من الدول و تتخذ صورة هيئة دولية لها قانونها األساسي‬
‫إنشائها و يسمى دستور المنظمة و لها أجهزة مشتركة و تتمتع بالشخصية القانونية الدولية و هي شخصية متميزة‬
‫عن شخصية الدول المنشئة لها ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تحديد المقصود بالمنظمة الدولية‬
‫أوال ‪ :‬بعض تعريفات المنظمات الدولية‬
‫أ ‪ .‬تعريف المنظمة الدولية بالنظر للهدف‬
‫اعتمد الباحثون في تعريف المنظمة على الهدف من إنشائها و أهملوا الجانب الشكلي في إنشائها ‪ ،‬و منهم "‬
‫هوفمان " الذي عرفها بأنها ‪ " :‬جميع أشكال التعاون بين الدول التي تريد أن تجعل من تعاونها نوعا من النظام‬
‫يسود الوسط الدولي ‪ ،‬على أن تكون أشكال التعاون هذه قد نشأت بإرادتها ‪ ،‬و تعمل في وسط تكون فيه الدول‬
‫‪1‬‬
‫أشخاصا قانونية مستقلة "‬
‫ب ‪ .‬تعريف المنظمة بالنظر لمركزها القانوني‬
‫اعتمد أصحاب هذا التعريف على الصفة القانونية للمنظمة باعتبارها أحد أشخاص القانون الدولي و من‬
‫المخاطبين بقواعده ‪ ،‬و من التعاريف نذكر تعريف الدكتور مفيد شهاب بأنها " شخص معنوي من أشخاص‬
‫القانون الدولي العام ينشأ من إرادات مجموعة من الدول لرعاية مصالح مشتركة دائمة بينها ‪ ،‬و يتمتع بإرادة‬
‫‪2‬‬
‫األعضاء "‬ ‫ذاتية في المجتمع الدولي و في مواجهة الدول‬
‫و عرف" دانيال كوالر " المنظمة الدولية بأنها " جهاز تعاون بين الدول أو شركة دول سيدة تتابع أهدافها ذات‬
‫‪3‬‬
‫فائدة مشتركة بواسطة هيئات مستقلة "‬
‫فالمنظمة الدولية تنشأ نتيجة اتفاق إرادة الدول التي تربطها مصالح مشتركة في مجاالت معينة ‪ ،‬ويصاغ هذا‬
‫االتفاق في صورة ميثاق أساسي للمنظمة ‪ ،‬فهدف الدول من استحداث هذا الشخص الفرعي و منحه إرادة ذاتية‬
‫‪4‬‬
‫هو تحقيق أهدافها المشتركة‬
‫ثانيا ‪ :‬الجوانب األساسية إلنشاء المنظمات الدولية‬
‫من خالل التعريفات التي تطرقنا لها يتبين لنا أن وجود المنظمة الدولية مرتبط بتوفر جانبين مهمين البد من‬
‫توفرهما معا ‪ ،‬األول مادي و يتعلق بالشكل العام لها كهيئة يتفق الدول على انشاءها ‪ ،‬و الثاني موضوعي و‬
‫و الهدف الذي ترمي الدول تحقيقه من إنشائها‬ ‫يتمثل في أسباب إنشاء هذه الهيئة‬

‫‪ . 1‬أ ‪ .‬د ‪ .‬كمال عبد حامد آل زيارة ‪ ،‬محاضرات مادة المنظمات الدولية ‪ ،‬كلية القانون ‪ ،‬جامعة أهل البيت ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪/ 2019 ،‬‬
‫‪ ، 2020‬ص ‪04‬‬
‫‪ . . 2‬أ ‪ .‬د ‪ .‬كمال عبد حامد آل زيارة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫‪ . 3‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ، 108 ،‬إحالة إلى د ‪ .‬عبد العزيز محمد سرحان ‪ ،‬المنظمات الدولية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 1990 ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ . 4‬محمد سامي عبد الحميد ‪ ،‬الجماعة الدولية ‪ ،‬دراسة في المجتمع الدولي ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2004 ،‬ص ‪216‬‬
‫‪27‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط األساسية لنشأة المنظمة الدولية‬
‫من خالل تعريفات المنظمة الدولية ‪ ،‬تبينت لنا مكانة المنظمة في المجتمع الدولي ‪ ،‬فقد جعلها كيان مستقل و‬
‫متميز على الصعيد الدولي يتميز بالعناصر التالية ‪:‬‬
‫عنصر الديمومة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫الصفة الدولية ‪ ،‬تنشأ المنظمة باتفاق الدول و تراضيها‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلرادة الذاتية ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫القانون األساسي للمنظمة‬ ‫‪.4‬‬
‫تحديد ميثاق المنظمة لمجاالت تعاونها مع الدول ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تصنيف المنظمات الدولية‬
‫هناك عدة معايير لتصنيف المنظمات الدولية أهمها ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬معيار العضوية في المنظمات الدولية‬
‫وفقا لهذا المعيار تقسم المنظمات إلى عالمية ‪ ،‬واسعة النطاق تسمح بانضمام جميع الدول لها لتحقيق أهدافها ‪ ،‬و‬
‫إقليمية تحصر نطاق االنضمام اليها في الدول الذين تربط بينهم روابط معينة مشتركة بسبب اإلقليم ‪ ،‬التقارب‬
‫السياسي ‪ ،‬التاريخي ‪ ،‬االقتصادي‬
‫أوال ‪ :‬المنظمات العالمية‬
‫تتميز المنظمات العالمية أن العضوية فيها مفتوحة لجميع دول العالم التي تبدي رغبة في ذلك بدون أي اعتبار‬
‫للمجال الجغرافي ‪ ،‬بشرط أن تتوفر فيها الشروط المحددة في بنود القانون األساسي للمنظمة ‪ ،‬و من أمثلة‬
‫المنظمات العالمية منظمة األمم المتحدة و المنظمة العالمية للتجارة ‪.....‬الخ‬
‫ثانيا ‪ :‬المنظمات االقليمية‬
‫تضم المنظمات اإلقليمية عددا محددا من الدول و قد اختلفت معايير مبدأ اإلقليمية ‪ ،‬بين من يفضل معيار الحدود‬
‫الجغرافية و الحدود السياسية في نفس القومية أو الدين أو المصلحة االقتصادية أو األمنية ‪ .‬و يحدد القانون‬
‫األساسي لهذه المنظمات شروط االنضمام إليها ‪ .‬و من أمثلة هذه المنظمات جامعة الدول العربية و اإلتحاد‬
‫اإلفريقي و منظمة الدول األمريكية ‪....‬الخ‬
‫ثالثا ‪ :‬تقسيم المنظمات الدولية‬
‫أ ‪ .‬تقسيم المنظمات بحسب شروط العضوية‬

‫‪ . 1‬تعبر الدول عن رضائها و قبولها اإلنضمام للمنظمة باعتبارها ذات سيادة لها ان تلتزم و تقبل بنتائج انضمامها أم ال ‪ .‬فاإلنضمام للمنظمة اختياري‬
‫و ليس اجباري و بمجرد اإلنضمام يترت ب على عاتق الدولة التزامات دولية وفقا لما يقرره ميثاق المنظمة ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫تقسم المنظمات وفقا لمعيار شروط العضوية إلى منظمات تفتح المجال لعضويتها دون شروط خاصة و أخرى‬
‫تشترط شروطا موضوعية للموافقة على عضويتها و منظمات أخرى تعطي صالحية الموافقة على عضويتها‬
‫للدول المؤسسة لها‬
‫ب‪.‬تقسيم المنظمات بحسب معيار سلطات المنظمة‬
‫يميز هذا المعيار بين المنظمات التي لها سلطات واسعة كمنظمة األم المتحدة و تكون قراراتها ملزمة للدول‬
‫األخرى ‪ ،‬فيعد مجلس األمن التابع للمنظمة كجهاز سياسي يصدر قرارات ملزمة متى تعلق األمر بالسلم و‬
‫األمن الدوليين أو العدوان ‪ .‬أما محكمة العدل الدولية كجهاز قضائي ‪ ،‬فلها سلطات ذاتية في إصدار أحكام قضائية‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬و من المنظمات التي ليس سلطة حقيقية نذكر منظمات التعاون بين الدول‬
‫ج ‪ .‬تقسيم المنظمات بحسب معيار اإلختصاص‬
‫تقسم المنظمات وفقا لهذا المعيار إلى منظمات عامة تحاول تدارك النقص في المجاالت ‪ ،‬فتشمل جميعها ‪.‬و‬
‫أخرى متخصصة نشاطاتها محددة لغرض معين كمنظمة العمل الدولية‬
‫‪ .1‬المنظمات المتخصصة ‪ ،‬و تتميز بطبيعة نشاطها و تميزها في القضايا التقنية دون أن تمتد للقضايا‬
‫السياسية ‪ ،‬و من األمثلة عنها ‪:‬منظمة التحكيم الدولية‪...‬‬
‫‪ .2‬المنظمات العالمية ‪ ،‬و هي تتميز عن المنظمات اإلقليمية و المتخصصة كونها تتسع للدول و أنشئت‬
‫و حتى أمنية ‪ ،‬كما أنها نتاج العولمة و ما نتج عنها من تقريب القارات ‪.‬‬ ‫ألسباب سياسية‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫بالرغم من عدم توفر المنظمة الدولية على العناصر و األركان المكونة للدولة ذات سيادة إال أنها تتمتع بالشخصية‬
‫القانونية الدولية التي تعطيها أهلية التصرف و اكتساب الحقوق و تحمل الواجبات الدولية بشكل مستقل عن‬
‫إرادة الدول المكونة لها ‪ ،‬و قد كانت هذه المسألة في البداية محل خالف بين فقهاء القانون الدولي ‪ ،2‬إلى أن‬
‫حسمت محكمة العدل هذا الجدال برأيها في قضية الكونت برنادوت ( الفرع األول ) ‪.‬‬
‫و ينتج عن منح المنظمة الدولية الشخصية القانونية الدولية مثلها مثل الدولة عدة آثار قانونية ( الفرع الثاني ) ‪،‬‬
‫فتكون مستقلة عن الدول المنشئة لها و لها أن تساهم في خلق قواعد دولية ‪ ،‬كما تتحمل المسؤولية الدولية عن‬
‫و مخالفة لقواعد القانون الدولي ‪ ،‬و بالمقابل يمكن أن‬ ‫األعمال التي تقوم بها و توصف بأنها غير مشروعة‬
‫تكون المنظمة الدولية مدعية ترفع دعوى للمطالبة بالتعويض نظرا لألضرار التي تلحقها من جراء األعمال التي‬
‫يقوم بها أحد أشخاص القانون الدولي ‪.3‬‬

‫‪ . 1‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرحع سايق ‪ ،‬ص ‪101‬‬


‫‪ . 2‬تونسي بن عامر ‪ :‬قانون المجتمع الدولي المعاصر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1998 ،‬ص ‪161‬‬
‫‪ . 3‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية ‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام ( المسؤولية الدولية – الحماية الدبلوماسية – آليات تسوية النزاعات الدولية ) ‪،‬‬
‫مطبوعة مقدمة لطلبة السنة الثالثة ليسانس ‪ ،‬جامعة الجياللي بونعامة بخميس مليانة ‪ ، 2014 ،‬ص ‪48‬‬

‫‪29‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫الفرع األول ‪ :‬مجال الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫تمنح الشخصية القانونية الدولية للعضو الدولي أهلية اكتساب الحقوق و تحمل الواجبات الدولية و القيام بمختلف‬
‫التصرفات القانونية في إطار العالقات مع باقي أشخاص القانون الدولي و كذا اللجوء إلى القضاء الدولي إما‬
‫بصفة مدعي أو مدعى عليه ‪ .‬و تعتبر قضية " الكونت برنادوت " من بين أحد أهم القضايا التي أثيرت فيها‬
‫مسألة الشخصية القانونية الدولية للمنظمة ‪ ،‬و تتلخص وقائع القضية في إرسال األمم المتحدة سنة ‪" 1948‬‬
‫الكونت برنادوت " إلى فلسطين بصفته مبعوثها الرسمي ليقوم بمحاولة التوسط بين الفلسطينيين و االسرائليين‬
‫حول النزاع القائم بينهما ‪،‬و قد أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بعد مناقشة كل النقاط بأن " للمنظمة طبيعة‬
‫خاصة متميزة عن الدول تتمتع بأهلية تتناسب في اتساع مجالها أو ضيقه مع األهداف التي أنشئت من أجل‬
‫تحقيقها " ‪.‬‬
‫و عليه فالمنظمة ال تتمتع بالضرورة بنفس الحقوق و االلتزامات التي تتمتع بها الدولة ‪ ،‬بل يتوقف مقدار تمتعها‬
‫بها على طبيعة أهداف انشائها و الوظائف التي تقوم بها ‪ .‬و في هذا اإلطار نقول أن المنظمة تصدر عدة‬
‫تصرفات لممارسة وظائفها تكون في شكل لوائح تتخذ الصور التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬التوصية‬
‫‪ ‬القرار‬
‫‪ ‬اإلعالن‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار منح الشخصية القانونية للمنظمة الدولية‬
‫ينتج عن اكتساب المنظمة الدولية الشخصية القانونية الدولية ممارستها لحقوقها في عالقتها مع باقي أشخاص‬
‫القانون الدولي في إطار القانون الدولي ‪1‬ويحدد ميثاق المنظمة مجال عالقتها مع الدول ‪ ،‬و فيما يلي تفصيل في‬
‫هذه الحقوق ‪: 2‬‬
‫إمكانية القيام بمختلف التصرفات القانونية مثلها مثل الدول ‪ ،‬و المشاركة في خلق قواعد دولية عن طريق‬ ‫‪‬‬
‫ابرام االتفاقيات الدولية في حدود تحقيق أهدافها‬
‫المشاركة في تكوين قواعد دولية ذات طابع عرفي بما تصدره من قرارات ملزمة‬ ‫‪‬‬
‫مباشرة المطالبة الدولية ‪ ،‬برفع دعوى أمام القضاء الدولي ( محكمة العدل الدولية ) و الداخلي متى‬ ‫‪‬‬
‫تم المساس بمركزها أو بمركز أحد موظفيها‬
‫حق المنظمة في التملك ‪ ،‬و حق التمثيل مع باقي الدول و المنظمات‬ ‫‪‬‬
‫تمتع المنظمة بطاقمها ( الموظفين ) بالحصانة في مواجهة الدول ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تحمل المنظمة المسؤولية الدولية نتيجة ألعمالها غير المشروعة التي تسبب ضررا للغير‬ ‫‪‬‬

‫‪ . 1‬و في هذا اإلطار تقوم بإبرام اإلتفاقيات و المعاهدات بالر جوع لقواعد القانون الدولي و يستفيد موظفيها من الحماية الدبلوماسية ‪ ،‬كما أنها تمارس‬
‫حق التقاضي بالرجوع لقواعد القانون الدولي أيضا ‪.‬‬
‫‪ . 2‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪100 - 99‬‬
‫‪30‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬دراسة نموذج لمنظمة ( منظمة األمم المتحدة ) ( ملخص )‬
‫أنشئت منظمة األمم المتحدة بموجب مؤتمر سان فرانسيسكو المنعقد في ‪ 25‬و‪ 26‬جوان سنة ‪ ،1945‬بعد عدة‬
‫جوالت و مؤتمرات و تصريحات مشتركة لدول الحلفاء خالل الحرب العالمية الثانية وبعدها ‪ ،‬ومن هذه‬
‫التصريحات ‪:‬‬
‫تصريح لندن ‪ 12‬جوان ‪1941‬‬ ‫‪‬‬
‫ميثاق األطلسي ‪ 14‬أوت ‪1941‬‬ ‫‪‬‬
‫تصريح األمم المتحدة جانفي ‪1942‬‬ ‫‪‬‬
‫تصريح موسكو ‪ 30‬أكتوبر ‪1943‬‬ ‫‪‬‬
‫تصريح طهران أول ديسمبر‪1943‬‬ ‫‪‬‬
‫مقترحات مؤتمر" دمبرتون أوكس" المنعقد بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪1944‬‬ ‫‪‬‬
‫تضم منظمة األمم المتحدة أكبر عدد دول العالم ‪،‬و قد ظهرت نهاية الحرب العالمية الثانية لتحقيق الطموحات‬
‫و التعاون من أجل الحفاظ على القيم اإلنسانية و تحقيق مجموعة من األهداف و المقاصد‬ ‫المشتركة لها‬
‫المحددة في ديباجتها و ميثاقها األساسي ( الفرع األول ) ‪ ،‬و لذلك فهي ترتكز على جملة من المبادئ التي تمهد‬
‫لمبادئ و قوانين أخرى ( الفرع الثاني ) تحققها عن طريق أجهزتها ذات الطابع اإلداري و السياسي و القضائي‬
‫( الفرع الثالث)‬
‫الفرع األول ‪ :‬مقاصد و أهداف منظمة األمم المتحدة‬
‫نصت ديباجة ميثاق منظمة األمم المتحدة و المواد األولى على أهداف و مقاصد المنظمة و تتمثل في أربع أهداف‬
‫هي ‪:1‬‬
‫أوال ‪ :‬حفظ السلم و األمن الدوليين ( م ‪1 /1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنمية و تطوير العالقات الودية بين الدول ‪ ،‬و هو ما ورد النص عليه في المادة ‪ 2 / 1‬من ميثاق األمم‬
‫المتحدة ‪،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االستناد للتعاون الدولي ‪ ،‬م ‪03 / 1‬‬
‫رابعا ‪ :‬التنسيق بين أعمال الدول‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مبادئ منظمة األمم المتحدة‬
‫من خالل استقراء المادة الثانية من الميثاق بجميع فقراتها نكون قد حددنا مبادئ المنظمة كاآلتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مبدأ المساوة بين الدول ‪ ،‬و يتضمن‬
‫‪ ‬المساواة بين الدول في الحقوق و الواجبات دون أي تدخل من أي كيان‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪155 – 154‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫‪ ‬المساواة في حرية اختيار النظام السياسي و اٌجتماعي و االقتصادي و الثقافة‬
‫‪ ‬المساواة في ضمان السالمة اإلقليمية ( السيادة ) لجميع الدول‬
‫ثانيا ‪ :‬حسن النية عند تنفيذ االلتزامات الدولية‬
‫ثالثا ‪ :‬التسوية السلمية للمنازعات الدولية ‪ ،‬حددت الطرق السلمية تسوية المنازعات باللجوء للوسائل السياسية‬
‫و أيضا القانونية ‪ .‬وعددت المادة ‪ 33‬من الميثاق هذه الوسائل‪ ،‬وحددها كذلك النظام األساسي لمحكمة العدل‬
‫الدولية ‪ ،‬و هي كاآلتي‪ :‬المفاوضــات ‪ /‬الوسـاطة ‪ /‬التوفـيق ‪ /‬التحقيــق‬
‫رابعا ‪ :‬حظر اللجوء إلى القوة‬
‫لم يكتفي ميثاق األمم المتحدة بمنع اللجوء إلى الحرب فقط ‪ ،‬بل حظر استعمال القوة باعتبارها أشمل من الحرب‬
‫‪،‬و هي تشمل العدوان وفقا لتعريف هذا األخير بموجب توصية األمم المتحدة رقم ‪ 3314‬الصادرة سنة ‪1974‬‬
‫و التي اعتبرت عدوانا كل استخدام للقوة المسلحة من قبل دولة ضد دولة‬
‫و يرد على مبدأ حظر اللجوء للقوة استثنائيين على سبيل الحصر ‪ ،‬يسمح فيهما استخدام القوة في حاالت‪:‬‬
‫أ ‪ .‬حالة الدفاع الشرعي المنصوص عنها في المادة ‪ 51‬من ميثاق األمم المتحدة‬
‫ب ‪ .‬اشراف مجلس األمن على اتخاذ تدابير األمن الجماعي وفقا للفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‬
‫خامسا ‪ :‬التزام الدول غير األعضاء في منظمة األمم المتحدة بالعمل وفقا لمبادئها‬
‫خرج ميثاق األمم المتحدة عن األصل فيما بتعلق بآثار النصوص الدولية و سريانها على الدول المنظمة إليها‬
‫فقط ‪ ،‬فسمح نص المادة ‪ 06 / 2‬منه على الزام الدول غير األعضاء في المنظمة بالعمل وفقا لمبادئها ‪ ،‬و هو‬
‫استثناء عن القاعدة العامة تطلبه مقتضيات المحافظة على السلم و األمن الدوليين ‪ ،‬كما أن اعتبار الميثاق القانون‬
‫األسمى يؤسس اللتزام جميع الدول بمبادئ المنظمة‬
‫سادسا ‪ :‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ( م ‪) 7 / 2‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬أجهزة منظمة األمم المتحدة‬
‫تتكون منظمة األمم المتحدة من أجهزة ذات طابع إداري ‪ ،‬سياسي ‪ ،‬قضائي ‪ ،‬و عددها ستة أجهزة‬
‫أوال ‪ :‬الجمعية العامة‬
‫ثانيا ‪ :‬مجلس األمن‬
‫ثالثا ‪ :‬المجلس االقتصادي و االجتماعي‬
‫رابعا ‪ :‬مجلس الوصاية‬
‫خامسا ‪ :‬األمانة العامة‬
‫سادسا ‪ :‬محكمة العدل الدولية‬
‫‪32‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أشخاص ال يتمتعون بالشخصية القانونية الدولية‬
‫نتطرق في هذا المبحث لبعض الكيانات الدولية ذات الطابع الخاص و يتعلق األمر بالمنظمات الدولية غير‬
‫الحكومية ( مطلب أول ) و الشركات متعددة الجنسية ( مطلب ثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫ساهم بروز األحادية القطبية و ظهور العولمة في توسيع نشاطات المنظمة غير الحكومية التي يرجع ظهورها‬
‫ألواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ‪.‬و تتميز هذه المنظمات بخصائص ( فرع األول )‬
‫الفرع األول ‪ :‬خصائص المنظمات الدولية غير الحكومية‬
‫تتميز المنظمات الدولية غير الحكومية بجملة من الخصائص نميزها عن المنظمات الدولية التي تطرقنا إليها‬
‫سابقا باعتبارها من أشخاص المجتمع الدولي و أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬أساس نشأة هذه المنظمات ‪ ،‬فهي ال تنشأ مثل المنظمات الدولية بموجب اتفاق الدول ‪ ،‬بل تنشئها هيئات‬
‫خاصة و أفراد ينتمون عدد من الدول المختلفة‬
‫‪ ‬الهدف من إنشائها ‪ ،‬إذ تتميز بانها تهدف لضمان المصلحة العامة الدولية و تمارس نشاطاتها على هذا‬
‫األساس و ليس لها أي أطماع بتحقيق الربح ( فهي ليست ذات طابع ربحي )‬
‫‪ ‬القانون المنظم لها ‪ ،‬بما أنها تختلف عن المنظمات الدولية ‪ ،‬فهي ال تخضع للقانون الدولي بل للقانون‬
‫‪1‬‬
‫الداخلي للدولة التي نشأت فيها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشركات متعددة الجنسيات‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الشركات متعددة الجنسية‬
‫اعتبر رجال القانون الدولي أن الشركات متعددة الجنسية هي مجرد مؤسسات دولية تجارية ‪ ،‬و عرفت بانها‬
‫" منظمة دولية مهيكلة للقيام بنشاطات اقتصادية و ثقافية و سياسية و عمليات تجارية من خالل فروع منتشرة‬
‫‪2‬‬
‫في دول العالم المختلفة "‬
‫و من خالل هذا التعريف نستخرج العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .1‬الشركات متعددة الجنسية مؤسسات دولية ‪ ،‬وهو ما يظهر من مستوى التفكير العالمي لكبار المديرين‬
‫‪ .2‬تعدد نشاطات الشركات متعددة الجنسية من أجل السيطرة على الوضع االقتصادي و حتى الثقافي‬
‫من خالل قيامها بغرس مجمل نظام القيم الثقافية و االقتصادية لتكون إحدى أدوات العولمة‬
‫‪ .3‬تعدد فروع الشركات عبر العالم لتسهيل تحقيق أهدافها‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬عالقة الشركات متعددة الجنسية بالدول‬

‫‪ .‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪169‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪233‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .‬أ د عمر سعد هللا و أحمد بن ناصر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪234‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫في إطار تبيان عالقة الشركات متعددة الجنسية بالدول نميز بين نوعين من الدول ‪ ،‬الدول األم و الدولة المضيفة‬
‫أوال ‪ :‬عالقة الشركات متعددة الجنسية بالدولة األم‬
‫عالقة الشركات متعددة الجنسية بالدولة األم هي عملة ذات وجهين ‪ ،‬وجه إيجابي و آخر سلبي‬
‫فمن جهة تستفيد الدولة األم من مزايا الشركات المتفرعة عنها من خالل تزويدها بالمواد المعدنية و االستراتيجية‬
‫و من جهة أخرى تتأثر الدولة األم بمخاطر هذه الشركات التي تساهم في نقل رؤوس األموال خارجها و تنتج‬
‫سلعا في الخارج شبيهة بالسلع المنتجة في الدولة األم ‪ ،‬و بذلك تضر بميزان المدفوعات الخارجية و باقتصادها‬

‫ثانيا ‪ :‬عالقة الشركات متعددة الجنسية بالدولة المضيفة‬


‫الشركات متعددة الجنسية كأصل عام تابعة للدول المتطورة التي تعمل على االستفادة من موارد الدول النامية (‬
‫و ألجل تطوير اقتصادها تعمل الدول النامية على اصدار قوانين استثمار مشجعة للشركات‬ ‫المضيفة ) ‪.‬‬
‫‪ .‬و لكن هذه األخيرة قد تشكل خطرا سياسيا و اقتصاديا على الدولة النامية من خالل استغالل مواردها‬
‫الطبيعية سوء استغالل ‪ 1‬و االستفادة من االمتيازات المقدمة لها بطريقة تؤدي إلى افتقار اقتصاد الدولة المضيفة‬
‫‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬المركز القانوني للفرد في ظل قواعد القانون الدولي ( ملخص )‬
‫لقد كان للتطورات التي عرفها المجتمع الدولي أثر كبير في تغير أطراف العالقات الدولية ‪ ،‬فمن مجتمع يضم‬
‫و ينظم العالقات بينها و بين المنظمات الدولية إلى مجتمع اتسع مجاالت المعامالت‬ ‫الدول أساسا‬
‫فيه ليشمل أيضا الجمعيات و الشركات متعددة الجنسيات‬
‫و في ظل هذه المتغيرات ظهر االهتمام الدولي بالفرد و مركزه بموجب القانون الدولي ‪ ،‬فأصبح موضوعا مهما‬
‫من مواضيعه ‪ ،‬خاصة و أنه أصبح مشموال بالحماية الدولية لحقوقه و مخاطبا بالقواعد الدولية في إطار‬
‫جراء انتهاكه له ( المبحث الثاني‬
‫االلتزامات التي فرضت عليه ( المبحث األول ) ‪ ،‬و يتحمل المسؤولية الدولية ّ‬
‫)‬

‫المبحث األول ‪:‬حقوق و واجبات األفراد وفقا لقواعد القانون الدولي‬

‫‪ . 1‬و ذلك من خالل تهريب األموال إلى الخارج و عدم االستثمار في مجال التنمية الصناعية و تحكم هذه الشركات في سعر و انتاج البترول و‬
‫بالتالي تتحكم في منظمة الدول المصدرة للبترول ‪.‬ألكثر تفصيل راجع ‪ :‬عبد الرحمن لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ‪177 ،‬‬
‫‪34‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫منحت قواعد القانون الدولي المعاصر قيمة للفرد ‪ ،‬فاهتمت بحماية مركزه و ضمان استفادته من مختلف الحقوق‬
‫‪ ، 1‬و هو ما يظهر من خالل العدد الكبير لالتفاقيات و المعاهدات في هذا اإلطار ( المطلب األول ) و تفعيل‬
‫آليات الرقابة الدولية ( المطلب الثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬حماية حقوق اإلنسان في النصوص الدولية‬
‫اعتبر الفرد موضوعا مهما من مواضيع القانون الدولي ‪ ،‬و تضمنت مختلف اتفاقيات حقوق اإلنسان حماية‬
‫لحقوقه زمن السلم و الحرب ( الفرع األول ) ‪ ،‬كما نصت على التزامات تقع على عاتق الفرد ( الفرع الثاني )‬

‫الفرع األول ‪ :‬حماية الفرد في المواثيق الدولية‬


‫اعتبرت مختلف النصوص الدولية موضوع حقوق اإلنسان من أهم المواضيع و اهتمت بتنظيمه و رصد عدد‬
‫كبير من الحقوق نذكر منها ‪:‬‬
‫حماية الحقوق و الحريات األساسية لإلنسان و المضمونة له في مختلف النصوص الدولية ‪ ،‬أهمها ميثاق‬ ‫‪‬‬
‫األمم المتحدة ‪ ، 1945‬ثم توصية اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ ، 1948‬لتليه اتفاقيات دولية خاصة‬
‫تبين الحقوق و آليات حمايتها‬
‫المساوة بين جميع األفراد على المستوى الدولي و قبول أي تمييز مهما كان مبرره‬ ‫‪‬‬
‫مكافحة كل أساليب استعباد اإلنسان ‪ ،‬و تجريم صوره كالعبيد و الرق‬ ‫‪‬‬
‫تفعيل حماية لكل الفئات و خالل جيع األزمنة ( السلم و الحرب )‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االلتزامات المقررة على األفراد في المواثيق الدولية‬
‫و تتمثل أهم االلتزامات المقررة على األفراد في ‪:2‬‬
‫احترام القواعد الدولية في زمن السلم و الحرب‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن ارتكاب األعمال اإلجرامية‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن ارتكاب الجرائم المستحدثة ( غسيل األموال ‪ ،‬خطف الطائرات ‪،‬مختلف صور اإلجرام‬ ‫‪‬‬
‫المنظم التي يحركها األفراد كاإلتجار بالمخدرات ‪ ،‬بالبشر ‪).... ،‬‬
‫االلتزام بعدم ارتكاب جرائم الحرب‬ ‫‪‬‬
‫االلتزام بقواعد الدول المضيفة ( بالنسبة لألجانب )‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن ارتكاب األعمال اإلرهابية في أي مكان من العالم أو االنضمام للمجموعات اإلرهابية و‬ ‫‪‬‬
‫التخطيطات‬

‫و أهمها حق توقيع المعادات و‬ ‫‪ . 1‬تستثنى الحقوق التي ال يمكن أن يمارسها الفرد ألنها ال تتماشى و طبيعته ‪،‬و هي من صميم صالحيات الدول‬
‫االتفاقيات الدولية ‪ ،‬التمتع بالحصانات الدبلوماسية‬
‫‪ . 2‬سهيل حسين الفتالوي و غالب عواد حوامدة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪280‬‬
‫‪35‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تفعيل آليات الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫تتنوع اآلليات الدولية لحماية حقوق اإلنسان بين األليات االتفاقية و المؤسساتية ‪ ،‬فقد تضمنت مختلف اتفاقيات‬
‫حقوق اإلنسان آليات لمراقبة مدى التزام الدول بواجباتها الدولية إزاء األفراد ‪ ،‬كما تضمنت منظمة األمم المتحدة‬
‫أجهزة لمتابعة الدول ومدى التزامها بحماية حقوق اإلنسان و بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية تأكد اهتمام المجتمع‬
‫الدولي الواضح بحماية حقوق اإلنسان‬
‫و تعتبر لجنة حقوق اإلنسان من بين آليات مراقبة مدى احترام الدول للنصوص الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‬
‫‪ ،‬و لذلك تعد هذه اللجنة تقارير دورية عن االنتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان في دولة معينة و تحيل هذه‬
‫التقارير على المجلس االقتصادي و االجتماعي لالطالع عليها ‪ ،‬ليقوم هذا األخير برفعها للجنة الثالثة للجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة من أجل دراستها و إعداد مشاريع قرارات تعرض فيما بعد على الجمعية العامة لتصدر‬
‫‪1‬‬
‫بشأنها قرارات‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تقرير المسؤولية الجنائية الدولية للفرد‬
‫تثور المسؤولية الجنائية الدولية للفرد في الحاالت التالية ‪: 2‬‬
‫‪ 1‬ارتكاب الفرد بصفة شخصية أفعال مجرمة وفقا لنظام المحكمة الجنائية الدولية‬
‫‪ 2‬مساهمة الفرد لغيره في ارتكاب أفعال مجرمة‬
‫‪ 3‬إصدار الفرد أوامر بارتكاب أفعال مجرمة أو حثه على ارتكابها فتم ذلك‬
‫‪ 4‬تقديم الفرد التسهيالت الالزمة لغيره من أجل ارتكاب األفعال المجرمة ‪.‬‬
‫‪ 5‬مساهمة الفرد عن عمد مع جماعة من األشخاص الرتكاب أفعال مجرمة‬
‫‪ 6‬التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جريمة اإلبادة الجماعية ( م ‪ { 03 / 25‬و} ) هو بمثابة الجريمة‬
‫التامة التي تثير المسؤولية والعقاب عنها ‪.‬‬
‫ويسأل الفرد سواء كان فاعال أصليا أو شريكا وحتى عند شروعه في ارتكاب أحد الجرائم المنصوص عنها في‬
‫نظام المحكمة‬
‫المطلب األول ‪ :‬عدم االعتداد بالمنصب الرسمي للفرد ( نبذ الحصانة )‬
‫يتابع الفرد عن الجرائم التي ارتكبها و المحددة في المادة الخامسة من نظام روما ‪،‬ويعاقب وفقا لنصوص ذات‬
‫الن ظام تطبيقا لمبدأ الشرعية الجنائية الدولية ‪،‬و ذلك دون أي اعتبار للصفة الرسمية لمرتكب هذه الجرائم سواء‬
‫كان رئيسا للدولة أو ممثل سام في الحكومة أو البرلمان أو الدبلوماسية إلخ‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬متابعة األفراد دوليا أمام المحكمة الجنائية الدولية‬

‫‪ . 1‬د ‪ .‬عبد الرحمن لحرش ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 185‬نقال عن محمد المجذوب ‪ :‬الوسيط في القانون الدولي العام ‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة و النشر‬
‫‪ ،‬بيروت ‪ ، 1999‬ص ‪302‬‬
‫‪ . 2‬أيت عبد المالك نادية ‪ :‬ضمانات المحاكمة العادلة للمتهم أمام المحاكم الجنائية الدولية " ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة مولود معمري بتيزي وزو‬
‫‪ ، 2014 ،‬ص ‪314‬‬
‫‪36‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫أنشئت المحكمة الجنائية الدولية الدائمة كجهاز قضائي دولي ‪ ،‬و تميزت بطبيعتها الدائمة و بأنها حديثة النشأة‬
‫تشكلت بموجب اتفاقية دولية ( الفرع األول ) تهتم بمتابعة و محاكمة األفراد الذين يرتكبون جرائم تدخل ضمن‬
‫اختصاصها ( الفرع الثاني ) ‪ ،‬كما أن صياغة ميثاقها األساسي جاءت بصورة توفيقية بين رغبات الدول‬
‫المشتركة في المؤتمر ‪ . 1‬و قد حدد هذا الميثاق آلية تحريك اختصاص المحكمة ( الفرع الثالث )‬
‫الفرع األول ‪ :‬نشأة المحكمة الجنائية الدولية‬
‫المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة دائمة تتميز عن غيرها من المحاكم الجنائية التي أنشئت عبر مختلف‬
‫المراحل التي عرفها المجتمع الدولي ‪ ،‬كما أنها نتيجة اتفاق الدول و ليست من إنشاء منظمة األمم أو مجلس‬
‫األمن ‪،‬و من خالل نظامها األساسي فهي كجهاز مستقلة عن منظمة األمم المتحدة و غير تابعة لها مثل محكمة‬
‫العدل الدولية ‪ ,‬و تربطها بها عدد من االتفاقيات الرسمية‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أجهزة المحكمة‬
‫نصت المادة ‪ 19‬من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية على هيكل المحكمة و حصرت أجهزتها في هيئة‬
‫و مكتب المدعي العام و قلم كتاب‬ ‫الرئاسة ‪ ،‬شعبة اإلستئناف ‪ ،‬و شعبة ابتدائية و شعبة ما قبل المحاكمة‬
‫المحكمة ‪ .‬و المالحظ أن هذه المادة لم تدرج جمعية الدول األعضاء ‪،‬و ربما السبب في ذلك هو منح أكثر‬
‫‪2‬‬
‫استقاللية للمحكمة‬
‫أوال ‪ :‬أجهزة ذات مهام قضائية‬
‫تتمثل األجهزة القضائية في ‪:‬‬
‫هيئة الرئاسة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫شعبة ابتدائية‬ ‫‪‬‬
‫شعبة ما قبل المحاكمة‬ ‫‪‬‬
‫شعبة االستئناف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أجهزة االدعاء‬
‫تعتبر أجهزة االدعاء من األجهزة الرئيسية التي ال غنى عنها في المحاكم الجنائية الدولية وتتكون من مدع عام‬
‫واحد ‪ 3‬أو أكثر ونواب له باإلضافة لمجموعة من الموظفين ‪.‬‬

‫‪2008‬‬ ‫و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪،‬‬ ‫‪ . 1‬براء منذر كمال عبد اللطيف ‪ :‬النظام القضائي للمحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬دار الحامد للنشر‬
‫‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ . 2‬د ‪ .‬عباسة طاهر و ط‪.‬د لعرابة عبد الحميد ‪ :‬مصداقية المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬مقال منشور بمجلة الدراسات القانونية و السياسية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 70‬مجلة محكمة متخصصة في مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن جامعة عمار ثليجي باألغواط‪ -‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪545‬‬
‫‪ . 3‬حدد النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية في المادة ‪ 3 / 42‬منه شروط الترشح لمنصب المدعي العام والتي تتلخص فيما يلي ‪:‬‬

‫يشترط اختالف جن سيات المدعي العام ونوابه بغض النظر عن كونهم من رعايا الدول األطراف أم ال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمتع باألخالق الرفيعة و الكفاءة العالية والخبرة العلمية الواسعة في مجال االدعاء العام أو المحاكمات الجزائية‬ ‫‪‬‬
‫‪37‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫أ ‪ .‬مكتب المدعي العام‬
‫ب ‪ .‬هيئة إدارية ‪،‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬ممارسة المحكمة الختصاصاتها‬
‫أوال ‪ :‬االختصاص النوعي للمحكمة‬
‫تختص المحكمة نوعيا بالنظر في الجرائم المحددة على سبيل الحصر في المادة الخامسة من نظامها األساسي‬
‫و هي ‪:‬‬
‫‪ ‬جرائم الحرب‬
‫‪ ‬اإلبادة ‪:‬‬
‫‪ ‬الجرائم ضد اإلنسانية ‪:‬‬
‫‪ ‬جريمة العدوان ‪:‬‬
‫‪.‬ثانيا ‪ :‬االختصاص الزماني للمحكمة‬
‫ينعقد االختصاص الزماني للمحكمة بالنسبة للجرائم التي ترتكب بعد نفاذ نظامها األساسي‪ ،‬أي بعد ستين يوما‬
‫من إيداع صك المصادقة أو القبول الستين لدى األمين العام لألمم المتحدة ‪ ،‬فقد أخذت المحكمة بمبدأ عدم الرجعية‬
‫الموضوعية ‪.‬‬
‫و كاستثناء نصت المادة ‪ 11‬من نظام روما على إمكانية أن تصدر الدول إعالنا بموجب المادة ‪ 3 / 12‬تقبل‬
‫فيه ممارسة المحكمة الختصاصها على الجرائم التي وقعت قبل بدء سريان النظام األساسي بالنسبة لها‪.‬‬
‫و فيما يتعلق بالدول المنظمة بعد سريان المعاهدة فإن التاريخ الفعلي للسريان بالنسبة لها هو اليوم األول من‬
‫الشهر الذي يلي ستين يوما من إيداع تلك الدول وثائق التصديق أو الموافقة و االنضمام ‪. 1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االختصاص المكاني للمحكمة‬
‫تخضع الدولة الطرف في النظام األساسي تلقائيا لإلختصاص المكاني للمحكمة بالنسبة للجرائم التي ترتكب في‬
‫إقليمها تطبيقا لمبدأ االختصاص الجنائي اإلقليمي ووفقا لنص المادة ‪ 4 ، 2 / 12‬من النظام األساسي للمحكمة‬
‫‪ ،‬فهو يمتد فقط للدول األطراف في المعاهدة المنشئة للمحكمة و للدول التي قبلت بوالية المحكمة عليها ‪ .‬و يتعطل‬
‫اختصاص المحكمة في حالة تواجد المعتدي في إقليم دولة أخرى غير طرف في نظامها األساسي إلى حين ينعقد‬
‫اختصاص المحكمة إال بعد البحث في مدى وجود اتفاقيات تسليم المجرمين ألن الدولة غير الطرف ليست ملزمة‬
‫بالتعاون مع دولة اإلقليم الذي ارتكب فيه الجرم ‪. 2‬‬

‫‪ ‬اتقان لغة واحدة من لغات العمل بالمحكمة ‪.‬‬


‫‪ . 1‬د ‪ /‬محمود شريف بسيوني ‪ :‬المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬مدخل لدراسة أحكام و آليات اإلنفاذ الوطني للنظام األساسي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫الشروق ‪ ،‬مصر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ . 2‬د ‪ /‬سعيد سالم جويلي ‪ :‬تنفيذ القانون الدولي اإلنساني ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 220‬‬
‫‪38‬‬
‫إعداد ‪ :‬د ‪ .‬أيت عبد المالك نادية‬ ‫ملخص محاضرات مقياس المجتمع الدولي لطلبة السنة األولى ليسانس ( قسم الحقوق )‬
‫رابعا ‪ :‬االختصاص الشخصي للمحكمة‬
‫من خالل نص المادة ‪ 25‬من النظام األساسي للمحكمة ‪ ،‬ينعقد اختصاصها على األشخاص الطبيعيين فقط ‪،‬‬
‫بصفتهم فاعليين أصليين أو شركاء أو محرضين أو مساعدين أو مساهمين بأي طريقة ‪.‬‬
‫و سيشترط لقيام اختصاص المحكمة أن يكون الشخص الطبيعي مسؤوال يبلغ من العمر ‪ 18‬سنة عند ارتكابه‬
‫للجريمة المنسوبة إليه ‪ .‬و ال يؤخذ بعين اإلعتبار مركز مرتكب الجريمة ‪ ،‬فقد منعت المادة ‪ 27‬من نظام المحكمة‬
‫اإلعتداد بمركز أو منصب المجرم إلعفاءه من المتابعة و العقاب ‪ ،‬فال تعد الصفة الرسمية سببا لمنع قيام مسؤولية‬
‫الشخص مرتكب الجريمة ‪.‬‬

‫‪39‬‬

You might also like