You are on page 1of 19

‫مقدمة‬

‫يعتبر موضوع حقوق االنسان من اق دم المواض يع ألنه ا س ايره الف رد ع بر‬


‫مختل ف العص ور والظ روف نظ را لتع رض حق وق االنس ان لمختل ف‬
‫االنتهاكات عبر المراحل التاريخية المتعاقب ة بدرج ه مختلف ة ومتفاوت ة مم ا‬
‫ادى الى االهتمام بها على المستويين الداخل والدولي فاصبح حقوق االنسان‬
‫اليوم قض يه عالمي ه بفض ل الظ روف السياس ية االقتص ادية واأليديولوجي ة‬
‫وك ذلك التط ور العلمي والتكنول وجي الم ذهل بع د ان ك انت بع د الح رب‬
‫العالمية الثانية محل تحفظ من قبل الدول الرتباطها بسيادتها االمر الذي ول د‬
‫بعض االمل في امكانيه القضاء على االنتهاكات والتقليل منها على االقل‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لحقوق االنسان‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم حقوق االنسان‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف حقوق االنسان‬
‫تعتبر حقوق االنسان حجر االساس إلقامه المجتمع المتحضر و ويعد توفير‬
‫ضمانات لحمايتها عماد الحكم العادل سواء على المستوى الداخلي او‬
‫الدولي وقد نشأت فكره حقوق االنسان وتطورت في النظم الداخلية حيث‬
‫بدأت مع بدأيه القرن العشرين لتنتقل عبر مراحل الى افاق واسع لتدخل في‬
‫اطر نظام القانون الدولي ‪.‬وقد كانت الحرب العالمية الثانية حافزا اساسيا‬
‫في تلوين حقوق االنسان وتقنينها واعتراف المجتمع الدولي بها فظهرت‬
‫عده تعاريف لحقوق االنسان ومنها ما عرفها الدكتور ابراهيم علي بدوي‬
‫الشيخ ان االنسان كونه بشرا فانه يتمتع بمجموعه من الحقوق الالزمة كل‬
‫الثقة به وذلك بغض النظر عن جنسيته او جنسه او ديانته او اصله القومي‬
‫‪1‬‬
‫او وضعه االجتماعي او االقتصادي ‪.‬‬
‫ويعرف اف بأديو حقوق االنسان على انها حراسه الحقوق الشخصية‬
‫المعترف بها وطنيه ودوليه والتي في ظل حضارة معينه تتضمن الجمع مع‬
‫تأكيد الكرامة اإلنسانية وحمايتها دمن جهة والمحافظة على النظام العام من‬
‫جهة اخرى وهي حقوق متأصله في جميع البشر مهما كانت جنسيتهم او‬
‫مكان اقامتهم او نوع جنسيهم او اصلهم الوطني او العرق او لونهم او دينهم‬
‫‪1‬‬
‫دايت عبد هللا نادية النظام القانوني لحقوق االنسان في حاالت الطوارئ في ظل القانون الدولي االتفاقي مجلة الحقوق والعلوم السياسية‬
‫او لغتهم اي او اي وضع اخر بمعنى اخر انه لنا جميع الحق في الحصول‬
‫على حقوقنا اإلنسانية وعلى قدم المساواة وبدون تمييز وهذه الحقوق هي‬
‫حقوق غير قابله للتجزئة باي شكل من االشكال اذ اننا نكون امام حقوق‬
‫مترابطة ومتشابكه ال يكفي احترام حق واغفال حق اخر بعباره اخرى ال‬
‫يكفي للدولة ان تقرب الحقائق المدنية والسياسية وتقفل عن حقوق‬
‫االجتماعية واالقتصادية وحقوق االنسان تمارس بالتساوي بدون اي تمييز‬
‫بين جميع البشر حيث تم اقرار هذا المبدأ في االعالن العالمي لحقوق‬
‫االنسان سنه ‪ 1948‬كما تم تضمينه في مؤتمر فيينا لحقوق االنسان عام‬
‫‪ 1993‬حينما اشار بصريح العبارة انه من واجب الدول ان تحمي جميع‬
‫حقوق االنسان والحريات األساسية بصرف النظر عن نظمها السياسية او‬
‫االقتصادية او االجتماعية او الثقافية وانه حقوق االنسان ال ينبغي ان تخضع‬
‫الي شكل من اشكال التضييق على حقوق االنسان ان ثقافه حقوق االنسان‬
‫لم تأتي ارتباطيا بل اتت نتيجة عمليه انضاج تاريخيا ساهمت الديانات‬
‫السماوية الثالثة في ذكاء ثقافه حقوق االنسان كما ساهمت الحضارات‬
‫‪2‬‬
‫اإلنسانية في اسكان هذا التوجه‪.‬‬
‫المطلب الث""الث‪ :‬مص ادر حق وق االنس ان تنقس م الى ن وعين وهي مص ادر‬
‫رئيس يه ومص ادر احتياطي ه عن دما نتح دث عن المص ادر الرئيس ية فه ذه‬
‫بدورها تنقسم الى ثالثة انواع من المصادر هي المص در ال دولي والمص در‬
‫الوطني والمصدر الديني‬
‫‪ 2‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫مصادر حقوق االنسان الدولية وهي ايضا تنقسم الى نوعين وهم ا المص ادر‬
‫العالمية والمصادر اإلقليمية المص ادر العالمي ة ونقص د ب ه المواث ق الدولي ة‬
‫العالمية س واء من حيث المنش أ او من حيث التط بيق وه ذه المواثي ق تنقس م‬
‫بدورها الى نوعين وهي مواثيق عامه ومواثق خاصه‬
‫الف""رع األول‪ :‬المواثي ق العام ة‪ :‬فهي المواثي ق ال تي تتض من ج ل حق وق‬
‫االنس ان المنص وص عليه ا في االعالن الع المي لحق وق االنس ان اي انه ا‬
‫شرعيه العامة بحقوق االنسان ويدخل في هذه المواثيق‬
‫‪-‬ميث اق االمم المتح دة لس نه ‪ 1945‬ه و نم وذج من المواثي ق العام ة ال ذي‬
‫يعتبر مصدرا رئيسيا دوليا عالميا‬
‫‪-‬العهد الدولي لحقوق المدنية والسياسية المعتمد في ‪1966 18 16‬‬
‫‪-‬العهد الدولي للحقوق االقتص ادية واالجتماعي ات والثقافي ة المعتم د في ‪16‬‬
‫‪ 1966 18‬وه ذين العاه دين اتي ا لتفص يل الحق وق ال واردة في االعالن‬
‫الع المي لحق وق االنس ان مث ل الح ق في الحي اة واالمن والس المة الجس دية‬
‫وتحقيق المساواة وثقافة الحري ات األساس ية مث ل الحري ات ال راي والتعب ير‬
‫والفك ر وحري ه المعتق د وحري ه التنق ل والتجم ع واإلقام ة…‪ .‬والحري ة في‬
‫اكتساب الجنسية وفي انشاء اسره والحرية في المشاركة في التدبير الش ؤون‬
‫العامة وك ذلك ج اء ه ذان ع دان لتفص يل الحق وق والمب ادئ األساس ية ذات‬
‫الصلة بالمجاالت االقتصادية واالجتماعي ة والثقافي ة مث ل الح ق في الملكي ة‬
‫والحق في الضمان االجتماعي والحق في التنمية والحق في العمل واالنتماء‬
‫النقابي والحق في الصحة والحق في التربية والتعليم‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المواثيق الخاصة‪ :‬وهي تختص بإنسان معين كالمرآه والطف ل‬
‫والشيخ المعوق والمتخل ف عقلي ا والالجئ…‪ ..‬اي انه ا تهتم بحماي ه بعض‬
‫الفئات االجتماعية الهش ة كم ا انه ا تختص ايض ا بح ق مح دد مث ل اتفاق ات‬
‫العم ل ومن ع ال رق والس خرية والتع ذيب…‪ ..‬في ح االت مح دده كاتفاق ات‬
‫الحق وق اإلنس انية اثن اء النزاع ات المس لحة الدولي ة او النزاع ات المس لحة‬
‫األهلية اذ اننا نجد اتفاقيات خاصه بهذا النوع من النزاعات وهي تن درج في‬
‫المصدر الدولي العالمي‬
‫_المص در ال دولي االقليمي‪ :‬ويش مل موثي ك حق وق االنس ان في المنظم ات‬
‫الدولية اإلقليمية او المواثيق ال تي تطب ق تطبيق ا اقليمي ا مث ل مواث ق حق وق‬
‫االنسان لدول مجلس اوروب ا ومنظم ه ال دول األمريكي ة واالتح اد االف ريقي‬
‫وجامعه الدول العربية ومنظمه التعاون االسالمي‬
‫_المص در الرئيس ي الوط ني‪ :‬يش مل ك ل من الدس تور ألن ه ه و الوثيق ة‬
‫األساسية في كل بلد من البلدان فهو يتضمن الحقوق األساسية ال تي يض منها‬
‫الدس تور ويقفله ا ويجب على الدول ة احترامه ا ثم تلي ه التش ريعات الوطني ة‬
‫التي تتضمن نصوصا تكفل حق وق االنس ان المنص وص عليه ا في االعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان‬
‫‪-‬المص در الرئيس ي ال ديني ‪ :‬وهن ا ينبغي اإلش ارة الى ان ال دين ال يعت بر‬
‫مصدرا اساسيا لحقوق االنسان اال في الدول اإلسالمية التي تعت بر الش ريعة‬
‫اإلسالمية مصدرا رئيسيا ودستوريا وتشريعيا بمعنى ان الدول التي ال تعتبر‬
‫الشريعة اإلسالمية مصدر رئيس يا للتش ريع فال يعت بر ال دين حينئ ذ مص درا‬
‫رئيسيا عندها لحقوق االنسان وهذه المصادر الرئيسية الثالثة تكم ل بعض ها‬
‫البعض في اتجاه متوافق لحمايه حق وق االنس ان فالمص در ال دولي الع المي‬
‫واالقليمي يضع القواعد العامة والخاصة للتعامل مع االنسان وكفال ه حقوق ه‬
‫وحمايتها بواسطه حكومات الدول ذاتها عن طريق ارض اءها به ذه المواتي ة‬
‫التي توقعها وتصدقها وعند اذن تطبقها السلطات الوطنية باعتبارها تش ريعا‬
‫وطنيا على قدم المساواة مع الق وانين الوطني ة كم ا ي دعم المص در الوط ني‬
‫حمايه حقوق االنسان في البالد عندما يتضمن الدساتير نصوص ا تكف ل ه ذه‬
‫الحقوق وتترجمها التشريعات الوطنية الجنائية والمدني ة وغيره ا بنص وص‬
‫واضحة صريحه لحمايه حقوق االنسان ويس هم القض اء الع ادل في الحماي ة‬
‫القانوني ة لحق وق االنس ان ب الحرص على اس تلهام روح الدس تور ومنط ق‬
‫الحقوق اإلنسانية في القوانين الوطنية والمواثيق الدولية ثم تأتي آيات القران‬
‫الكريم واالحاديث النبوية الشريفة التي تكرم االنسان وترف ع ق دره وتص ون‬
‫حقوقها لتكون اساسا دستوريه وتشريعيه امام القاض ي في ال دول اإلس المية‬
‫التي تعتبر الشريعة قانونها االساسي‬
‫*المص ادر االحتياطي ة‪ :‬في المص ادر االحتياطي ة تس تحدث على ثالث ة‬
‫مستويات وهي‪:‬‬
‫_االعالنات الدولية‬
‫_أحكام وقرارات المحاكم واللجان الدولية‬
‫_الدين‬
‫‪ _1‬االعالنات الدولية‪ :‬المصالح االحتياطية نتمثل اساسا وبدرجه كب يره في‬
‫االعالنات الدولية التي ال تكتس ب الص فة القانوني ة الملزم ة مث ل االتفاق ات‬
‫والمعاه دات الدولي ة وهي داعم ه للمنظوم ة الحقوقي ة وفي ه ذا الص دد‬
‫اصدرت االمم المتحدة العديد من االعالن ات رغم م ا يث ار من خالف ح ول‬
‫قيمتها القانوني ة وقيمته ا اإللزامي ة لكن له ا قيم ه معنوي ه وادبي ه وتوجيهي ه‬
‫وأخالقية للدول وللمنظمات الدولية في اقرار الحقوق وحمايتها ون ذكر منه ا‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫_االعالن العالمي لحقوق االنسان لسنه ‪1948‬‬
‫_اعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة سنه ‪1960‬‬
‫_اعالن حقوق الطفل سنه‪1959‬‬
‫_االعالن الخاص بحقوق المتخلفين عقليا سنه ‪.…1971‬‬
‫‪_ 2‬أحك ام وق رارات المح اكم واللج ان الدولي ة‪ :‬وت دخل في المص ادر‬
‫االحتياطي ة تل ك االحك ام والق رارات ال تي تص در من المح اكم الدولي ة‬
‫المختص ة في حق وق االنس ان كالمحكم ة األوروبي ة لحق وق االنس ان في‬
‫ستراسبورغ بفرنسا كما تعتبر هذه القرارات واالحكام مصدرا احتجا لحماية‬
‫حقوق االنسان‬
‫_مما يدخل في هذا الباب ايضا ضمن المص ادر االحتياطي ة اللج ان الدولي ة‬
‫المختصة بحمايه حقوق االنسان كالجنة المعنية بحقوق االنس ان المنبثق ة من‬
‫العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ومقره ا نيوي ورك وج نيف فك ل م ا‬
‫يص در عن ه ذه اللج ان الدولي ة ين درج في المص ادر االحتياطي ة لحق وق‬
‫االنسان‬
‫باإلض افة الى م ا يص در من ق رارات عن هيئ ات االمم المتح دة المختص ة‬
‫بمسائل حقوق االنسان سواء تلك التي تصدر عن الجمعي ة العام ة او مجلس‬
‫االمن او المجلس االقتص ادي واالجتم اعي وغيره ا من المنظم ات‬
‫المتخصص ة فك ل ه ذه االص ناف الثالث ة تعت بر من المص ادر االحتي اطي‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪_3‬الدين‪ :‬إذا كان ال دين يعت بر مص درا اساس يا بالنس بة لل دول ال تي تعت بر‬
‫الش ريعة مص درا اساس يا لكن بالنس بة لل دول ال تي ال تلج أ الى الش ريعة‬
‫اإلس المية او دين ا اخ ر اال بع د اس تنفاذ الوس ائل التش ريعية المق ررة في‬
‫المؤسس ات ف ان ال دين يعت بر دائم ا وس اندا للمنظوم ة الحقوقي ة وال يعت بر‬
‫مصدرا اساسيا او رئيسيا بل يكون مجرد مصدر احتياطي داعم‪.‬‬
‫_ المطلب الثاني ‪ :‬تصنيفات حقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫تصنيف حقوق االنسان الى ثالثة اجيال ويذكر ان اول من اقترح هذا‬
‫التقسيم هو تشيكي كاريل فاساك وكان ذلك في مقالة له من المعهد الدولي‬
‫لحقوق االنسان في ستراسبورغ وقبل الدخول في تفاصيل هذه االجيال البد‬
‫من اإلشارة الى امر على قدر كبير من األهمية وهو ان هذا التقسيم هو‬
‫تقسيم منهجي الن حقوق االنسان متداخله ومترابطة وعندما نتحدث على‬
‫هذه االجيال ال يعني ان هناك ترابية فيما بين هذه الحقوق او ان هذه الحقوق‬
‫هي اعلى او أسمى من الحقوق التي دونها ال من حيث القيمة وال من حيث‬
‫الزمن وهذه االجيال هي‪:‬‬
‫_ الجيل األول ‪ :‬الحقوق المدنية والسياسية‬
‫_ الجيل الثاني ‪ :‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫_ الجيل الثالث ‪ :‬حقوق التضامن‬
‫_وقد ظهر مؤخرا الحديث عن جيل الرابع من حقوق االنسان وهو ‪:‬‬
‫‪-‬الحقوق المتعلقة بمجتمع المعرفة والتكنولوجيا‬
‫‪ -1‬الجيل األول ‪ :‬الحقوق المدينة و السياسية ‪ :‬هذا الجيل هو مجموعه من‬
‫الحقوق تنتظم تحت هذا العنوان وتعرف هذه الحقوق بانها حقوق سلبيه‬
‫وهي التي يمكن للفرج االحتجاج بها في مواجهه الدولة التي تملك فقط‬
‫سلطه وضع الضوابط الخاصة لمباشرة هذه الحقوق بمعنى اخر ان الحقوق‬
‫المدنية والسياسية هي مجموع الحقوق المعنية لحمايه الفرج من تجاوزات‬
‫السلطة وبما انها تتعلق بالفرج فهي توصف على انها حقوق ثديه وشخصيه‬
‫مثل الحق في الحياه وحريه االنتقال والتعبير الى غير ذلك من الحريات‬
‫وتسمى ايضا بالحريات األساسية وتسمى ايضا بالحريات المثالية وهذه‬
‫الحقوق نتجت ونشات في بيئة الرأسمالية حيث اهتمت بالحقوق ذات‬
‫الطبيعة الفردية وزاره الطبيعة الشخصية‬
‫لقد تم اعتماد هذه الحقوق واالعتراف بها في القانون الدولي من خالل ثالثة‬
‫مواد الى ‪ 21‬في االعالن العالمي لحقوق االنسان سنه ‪ 1948‬والحقا في‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية سنه ‪1966‬‬
‫‪-2‬الجيل الثاني ‪ :‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ :‬هذا الجيل‬
‫الثاني من الحقوق يختلف عن الجيل السابق اذ تتطلب حقوق هذا الجيل ليس‬
‫فقط مجرد امتناع دوله عن عرقله ممارسه االنسان واشباعه بتلك الحقوق‬
‫المدنية والسياسية لكن عندما نتحدث عن الحقوق االقتصادي واالجتماعية‬
‫والثقافية وهنا الدولة تصبح ملزمه ان تتدخل وجوبا وبشكل ايجابي على‬
‫نحو يضمن كفاله تلك الحقوق وبمعنى اخر يجب على الدولة ان ال تقف‬
‫على الحياد بل يجب عليها ان تتدخل بطريقه ايجابيه في اتجاه ضمان تحقيق‬
‫تلك الحقوق فالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الذي يميزها عن‬
‫الحقوق السياسية والمدنية ان الحقوق المدنية والسياسية الدولة فيها ال يطلب‬
‫منها شيء اي ال يطلب منها ان تضمن تلك الحقوق الن الشخص هو الذي‬
‫يبادر في ممارسه حقوقه المدنية والسياسية بالمقابل عندما نتحدث عن‬
‫الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهنا يطلب من الدولة ان تتدخل‬
‫تهال ايجابيا كافيا لضمانها وتحقيقها‬
‫‪-‬والفلسفة التي كانت وراء ظهور هذه المنظومة من الحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية على خالف الجيل االول هي فلسفه اشتراكيه‬
‫اجتماعيه وعليه فان الجيل الثاني من الحقوق هي حقوق جماعيه خالفا‬
‫للجيل االول التي هي حقوق شخصيه وفرديه‬
‫‪-‬وهذه الحقوق تتعلق عموما بمبدأ المساواة وتعمل على ضمان ظروف‬
‫ومعامله متكافئة لفئات المجتمع المختلفة فهذه الحقوق مؤطره على ما بدا‬
‫المساواة وهذه الحقوق تنتمي الى ثالثة مجاالت مجال اقتصادي مجال‬
‫اجتماعي ومجال ثقافي وتشمل الحق في الحصول على الرعاية الصحية‬
‫والسكن بالنسبة للفقراء والطبقة الكادحة والحق في الضمان االجتماعي‬
‫واعانات العاطلين عن العمل‬
‫‪-‬وقد تم تضمين هذه الحقوق ايضا في االعالن العالمي لحقوق االنسان في‬
‫المواد ‪ 22‬الى ‪ 27‬وكذلك في العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‬
‫‪ -3‬الجيل الثالث‪ :‬حقوق التضامن‪ :‬وتسمى هذه الحقوق بالحقوق الجديدة او‬
‫الحقوق المبرمجة او الحقوق الجماعية والذي يميز هذه المجموعة الثالثة من‬
‫الحقوق التي هي حقوق التضامن عن المجموعتين السابقتين الجيل االول‬
‫والجيل الثاني انها حقوق متعلقة بالشعب او الجماعة وليس الفرج‬
‫‪-‬واالساس الفكري والنظري الذي يوصل لهذا النوع من الحقوق هو ما‬
‫يسمى بالبعد االنساني الذي هو بعد تضامن الذي ينظر الى االنسان على‬
‫امتداده في الزمن القادم فهو ال يفكر فقط بأنانيه في اللحظة التي يعيش فيها‬
‫فقط بل يفكر في االجيال القادمة وال يمكن اعمال هذه الحقوق اال بتظافر‬
‫جهود كل الفاعلين في اللعبة االجتماعية الدول االفراج كانت العامة‬
‫والخاصة والمجتمع الدولي اي ان البعد االنسان تتم ترجمته في ان‬
‫المسؤولية على هذه الحقوق هي مسؤوليه جماعيه الفرد كفرد فهو مسؤول‬
‫وال يعفى عن المسؤولية كما ان الدولة مسؤوله ايضا ولهذا في الدول تتدخل‬
‫بما تملكه من سلطات ومن امكانيات للحفاظ على هذه الحقوق وهي حقوق‬
‫التضامن وهذا التدخل يكون بشكل ايجابي لضمانها وعدم االضرار بها فاذا‬
‫قام فرد بانتهاك حق من هذه الحقوق التي تنتمي الى جيل التضامن على‬
‫الدولة ان تضرب على يديه بقوه وتمنعه من ذلك وهذا االمر ال يقف عند‬
‫حدود الدولة الوطنية بل يصل حتى الى الكيانات الدولية عند الحديث عم‬
‫منظمه االمم المتحدة كمنظمه عالميه فأنها تتعاون فيما بينها واذا رات‬
‫انحرافا وسلوكا غير مقبول في هذا المجال فأنها تتدخل لحمايه الحقوق‬
‫وتتجاوز حق السيادة لدول الوطنية ونذكر على سبيل المثال اذا وقعت‬
‫كارثه بيئية في بلد من البلدان فان الدول تحب للمساعدة وللتعاون ولإلغاثة‬
‫كان يكون هناك حريق او ان يكون هناك فيضان او زلزال او‬
‫بركان…‪..‬الخ‬
‫فهنا كل الدول عليها ان تقوم بواجب الدعم والمساندة لحماية البشر الذين‬
‫تعرضوا لتلك الكارثة بغض النظر ام مدى العالقات السياسية بين الدول‬
‫وحقوق التضامن هي تضامن االفراد فيما بينهم البعض تضامن االفراد مع‬
‫الدولة وتضامن الدولة مع االفراد وتضامن الدول مع بعضها البعض‬
‫وتضامن الدول االخرى مع شعوب دوله اخرى إذا انتهكت حقوقها الن هذه‬
‫الحقوق تعني المجموعة البشرية وهي تعد ضرورة لتأسيس قانون دولي‬
‫لصالح االنسان‬
‫ويتضمن هذا الجيل مجموعه واسعه من الحقوق نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬حق المفاوضة الجماعية‬
‫‪-‬حق تقرير المصير‬
‫‪-‬حق التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫‪-‬الحق في بيئة صحيه‬
‫‪-‬الحق في الموارد الطبيعية‬
‫_الحق في االتصال وحقوق التواصل‬
‫‪-‬الحق في المشاركة في التراث الثقافي‬
‫‪-‬الحق في االستدامة واالنصاف بين االجيال‬
‫وقد ذكرت هذه الحقوق في عده وثائق منها‪:‬‬
‫_اعالن ستوكهولم للبيئة في سنه ‪ 1972‬الصادر من مؤتمر االمم المتحدة‬
‫المعني بالبيئة البشرية‬
‫_اعالن ريو بشان البيئة والتنمية سنه ‪.92 19‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان‬
‫‪-‬تعد الحماية الجنائية لحقوق االنسان ذات اهميه بالغه للحفاظ على حقوق‬
‫االنسان المختلفة سواء كانت في زمن السلم او في زمن الحرب او عليه‬
‫كان من الضروري على المجتمع الدولي ابرام اتفاقيات دوليه نتج عنها‬
‫قوانين دوليه لحقوق االنسان تعني جميعها بحمايه حقوق االنسان في جميع‬
‫المجاالت وفي كل الظروف وانطالق من هنا سوف يتم التطرق الى تعريف‬
‫الحماية الجنائية وانواعها وشروط الحماية الجنائية ووسائلها‬
‫المطلب االول‪ :‬تعريف الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫تتمثل الحماية الجنائية لحقوق االنسان في حمايته من كل االنتهاكات‬
‫واالضرار التي قد تلحق به او من السلطة العامة للدولة واقامه المساواة‬
‫والعدل وعدم التمييز ومن اجل الحفاظ على حقوق االنسان ظهرت في‬
‫سوره معاهدات دوليه‪:‬‬
‫_الفرع األول‪ :‬تعريف الحماية الجنائية لغة‪ :‬تعرف الحماية الجنائية لغة‬
‫نسبه الى جمع جناية وهي ما تجني من الستر اي يحدث ويكسب وهي في‬
‫االصل مصدر حتى عليه شرا وهو عام اال انه خص بما يحرم غيره‪..‬‬
‫_الفرع الثاني ‪ :‬تعريف الحماية الجنائية اصطالحا‪ :‬اما تعريف الحماية‬
‫الجنائية اصطالح فهي تعني القواعد القانونية المنصفة بالعمومية والتجريد‬
‫والتي وضعتها الجماعة الدولية في صوره معاهدات ملزمه وسارعت‬
‫نجمات حقوق االنسان المحكوم من عدوان السلطة العامة في حدها االدنى‬
‫والتي تمثل القاسم المشترك بين بني البشر في اطار من المساواة وعدم‬
‫التمييز تحت اشراف ورقابه دوليه خاصه كما ان قواعد هذه الحماية‬
‫اوجدتها الرغبة الصادقة للجماعة الدولية في حمايه حقوق االنسان بوصفه‬
‫انسانا وبسبب انسانيته فاتفقت على اصدارها في صوره معاهدات دوليه‬
‫منظمه قواعد قانونيه لها قوة اإللزام من ناحيه صالحه للتطبيق على كافه‬
‫الوقائع التي تمس الحقوق المحمية بها ولصالح االنسان كانسان من ناحيه‬
‫اخرى وكذلك حمايتها والسلطة العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيفات الحماية الجنائية‪:‬‬
‫ان القانون الجنائي بفرعيه يعرف الى احداث توازن بين حمايه المصلحة‬
‫العامة التي تمس كيان الدولة او مجتمع وبين حمايه الحقوق والحريات‬
‫والمصالح الخاصة باألفراد ويبدو ذلك واضحا في قانون العقوبات الذي‬
‫يفرض أنماطا من السلوك ويرتب عقوبات على مخالفتها كما يتجلى هذا‬
‫المعنى ايضا في قانون االجراءات الجنائية بما ينظمه من قواعد إجرائية‬
‫تمس حقوق وحريات المواطنين في سبيل كشف الحقيقة واقرار حق الدولة‬
‫في العقاب ومن خالل التواتر الذي يقيمه القانون الجنائي بفرعيه بين‬
‫المصلحة العامة والحقوق والحريات فان المشرع الجنائي ال يتوانى عن‬
‫حمايه هذه الحقوق والحريات بثالثة اساليب‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب األول‪ :‬الحماية الجنائية للحقوق والحريات من خالل تجريم‬
‫افعال المساس بها والمعاقبة عليها مثل المساس بالحق في الحياة او‬
‫الحق في سالمه الجسم او الحق في الحرية الشخصية‬
‫والخصوصية…الخ وتنطوي هذه الحماية الجنائية في ذات الوقت‬
‫على حماية النظام العام الذي يتأذى من المساس به او من المساس‬
‫بالحقوق والحريات‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب الثاني ‪ :‬أن تتم الحماية الجنائية للحقوق والحريات من خالل‬
‫التوازن فيما بينها من ناحية وبين المصلحة العامة من ناحيه اخرى‬
‫فال يجوز ان تكون حماية المصلحة العامة او حمايه حقوق الغير‬
‫وسيله للعصر بالحقوق والحريات مثل حرية التعبير وحق نشر‬
‫األخبار وحريه البحث العلمي وحق النقل وحق مخاطبه السلطات‬
‫العامة وحق الدفاع فالتوازن بين الحقوق والحريات المحمية يحدد‬
‫سلطه المشرع الجنائي في التجريم والعقاب مثال ذلك ان تجريم‬
‫المساس بالحق في الثقة واالعتبار ال يجوز ان يمس حريه التعبير كما‬
‫ان تجريب المساس بالحق في سالمه الجسم ال يجوز ايام الحق في‬
‫العالج وتجريم المساس بالحق في الحياه ال يجوز ان يتم بالتضحية‬
‫بالحق في حياه شخص اخر اولى باالعتبار وكذلك الشأن في التوازن‬
‫بين العقوبة وجسامه الجريمة كما تكون هذه الحماية في اطار التوازن‬
‫مع المصلحة العامة المتمثلة في النظام العام بجميع جوانبه حين تطلب‬
‫تنظيم ممارسه هذه الحقوق والحريات داخل حدود معينة مراعاة‬
‫للصالح العامة وتجريم الخروج عن هذه الحدود وهو ما يمثل الدرور‬
‫االجتماعية التي تجريب والعقاب وبالقدر المتناسب مع الفعل الصادر‬
‫الذي يتطلب‪.‬‬
‫‪ ‬األسلوب الثالث‪ :‬ضمان التمتع ببعض الحقوق والحريات كقيد على‬
‫االجراءات الجنائية التي تتخذ القتضاء حق الدولة في العقاب تحقيقا‬
‫للمصلحة العامة فاذا تطلب االمر من سلطه التحقيق القبض على‬
‫المتهم او تفتيشه فال يجوز ايه ذلك بالتضحية على نحو مطلق بحقه‬
‫في الحرية او حقه في سالمه المسكن كما ان محاكمة المتهم ال يجوز‬
‫ان تحرمه من حقوق الدفاع ومن التمتع بحقوقه االخرى متوازنة مع‬
‫سلطه االتهام وفي هذا الصدر فان الصراع دائم بين مقتضيات على‬
‫مصلحه العامة ومتطلبات تمتع الفرج بحقوقه وحرياته‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬شروط تطبيق الحماية الدولية لحقوق اإلنسان أو‬
‫شروط تطبيق الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫لكي تتمتع االهداف المدنية بالحماية المقررة لها على أكمل وجه البد من‬
‫توفر في هذه االهداف بعض الشروط‪.‬‬
‫وبخالف ذلك تستثنى تلك االهداف من الحماية الدولية وفي الوقت الذي‬
‫وضع القانون شروطا معينه لتطبيق تلك الحماية بما يقدم مصلحه المدنيين‬
‫واالعيان المدنية وسيتم التطرق لتوضيح ذلك‪.‬‬
‫*_شروط تطبيق الحماية الدولية‪ :‬اقرت اتفاقية جنيف الرابعة توفير الحماية‬
‫للمدنيين اال انها مع ذلك استثنت من تطبيق تلك الحماية بعض الفئات التأليه‪:‬‬
‫أ‪ .‬رعايا الدولة الغير المرتبطة باالتفاقية وكذلك رعايا الدولة المحايدة الذين‬
‫يتواجدون في اراضي دوله محاربه [اي اراضي أحد أطراف النزاع]‬
‫وبمعنى اخر ان رعايا الدولة المحاربة ال يعتبرون اشخاص محميين‬
‫بموجب هذه االتفاقية إذا كانت الدولة التي ينتمون اليها تمثيال دبلوماسيا‬
‫عادية في الدولة التي يقعون تحت سيطرتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬كما ان الحماية المقررة بموجب اتفاقيات جنيف الرابعة مستثنى منها‬
‫االشخاص الذين تحميهم اتفاقيه جنيف االولى والثانية والثالثة ويرجع سبب‬
‫هذا االستثناء لهذه الفئة من الحماية المقررة وفق هذه االتفاقية هو انهم‬
‫ضمنت لهم الحماية الكافية في االتفاقيات االولى والثانية والثالثة وهذه‬
‫الحماية تتناسب وطبيعة وضعهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬حاله اقتناء أحد أطراف النزاع بوجود شبهات قاطعه تدل على قيام‬
‫شخص من االشخاص الذين تحميهم االتفاقية في اراضي هذا الطرف نشاط‬
‫يضر بأمن الدولة‪.‬‬
‫د‪ .‬او إذا تبث قيام شخص من االشخاص الذين تحميهم احكام هذه االتفاقيات‬
‫فعال بنشاط يضر بأمن الدولة الطرف في النزاع‪.‬‬
‫ومن خالل ما جاء في الفقرتين (ج‪.‬م) نالحظ انها تتحدث عن حاالت‬
‫التجسس التي يقوم بها أحد االشخاص الذين تحميهم اتفاقيه جنيف الرابعة اال‬
‫ان هذه االتفاقية وان اقرت حرمان االشخاص المشار إليهم في الفقرتين‬
‫(ج‪.‬م) من الحماية التي تقررها فهي الوقت نفسها معامله هدالئي االشخاص‬
‫معامله انسانيه واوجبت عدم حرمانهم من حقهم في محاكمه قانونيه عادله‬
‫في حال مالحقتهم قبل او على النحو الذي نصت عليه هذه االتفاقية‪.‬‬
‫كما انها ألزمت بضرورة تمكين هؤالء االشخاص استعاده حقهم في االنتفاع‬
‫بكامل الحقوق واالمتيازات التي اقرتها االتفاقية للشخص المحمي بالمقابل‬
‫يجب مراعاة امن الدولة التي هي طرف في النزاع او دوله االحتالل‬
‫وبحسب طبيعة كل حاله‪.‬‬
‫ويجب االستشارة الى شرط اساسي البد ان يتوافر في المدنيين واالعيان‬
‫المدنية فيما يتصل بالعمليات العسكرية وهذا الشرط هو {ان ال يكون لهذه‬
‫االهداف دورا في المشاركة المباشرة في االعمال العدائية او المجهود‬
‫الحربي} وبعباره اخرى {انه يشترط في هذه الحالة ان ال تكون المشاركة‬
‫مباشر في االعمال العدائية او المجهود الحربي}‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان‪:‬‬
‫ان لفكره المصادر القانون الدولي أهمية كبيرة وقد قسمها بعض الفقهاء‬
‫الى مصادر وطنيه ودنيه ومصادر دوليه وما يهمنا في هذه الدراسة هو‬
‫المصادر الدولية للحماية الجنائية لحقوق االنسان ولذلك سوف نتناولها في‬
‫فرعين‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬القانون الدولي لحقوق االنسان بوصفه مصدرا للحماية‬
‫الجنائية الدولية لحقوق االنسان‪:‬‬
‫القانون الدولي لحقوق االنسان هو مجموعه القواعد القانونية المتصفة‬
‫بالعمومية والتجريد التي ارتضتها الجماعة الدولية واصدرتها في صوره‬
‫معاهدات وبروتوكوالت دوليه قصد حماية حقوق االنسان من عدوان‬
‫سلطاته الحاكمة او تقصيرها وتمثل الحد االدنى من الحماية التي ال يجوز‬
‫للدول االعضاء النزول عنها مطلقا او التحلل من بعضها من غير‬
‫االستثناءات المقررة فيها‪.‬‬

‫‪_1‬دور االعالن العالمي والعهديين الدوليين في حماية الحقوق االنسان‪:‬‬


‫_أ‪ .‬دور االعالن العالمي في حماية حقوق االنسان‪ :‬حيث يعتبر االعالن‬
‫العالمي وثيقه دوليه تبنتها االمم المتحدة عام ‪ 1948‬والدور الذي يقوم به‬
‫االعالن العالمي في حمايه حقوق االنسان فهو ليس له دور في حمايه حقوق‬
‫االنسان ولكنه يقوم بتأكيد المبادئ التي ينبغي ان تكون غايه كل الشعوب‬
‫في االعالن يقتصر على ذكر بعض الحقوق دون ان يذكر على اي نحو‬
‫يمكن لإلنسان التمتع بهذه الحقوق واالعالن العالمي لحقوق االنسان لم ينص‬
‫على اي اجراءات لحمايه حقوق االنسان بحيث قام بتوكيل المحاكم الداخلية‬
‫بهذه المهمة وهذا ما نص عليه االعالن العالمي لحقوق االنسان في المادة ‪8‬‬
‫حيث جاء فيها {ان لكل شخص حق اللجوء الى المحاكم الوطنية المختصة‬
‫إلنصافه الفعلي من أية اعمال تنتهك الحقوق األساسية التي يمنحها اياه‬
‫الدستور او القانون} ومن خالل ذلك يتضح لنا ان االعالن ال يقوم باي دور‬
‫في الحماية الدولية لحقوق االنسان بل اكتفى فقط بذكر هذه الحقوق‪.‬‬
‫_ب‪ .‬دور العهديين الدولية في حماية حقوق االنسان‪:‬‬
‫لقد تم اقرار العهديين الدوليين في عام ‪ 1966‬لمعالجات الحقوق والحريات‬
‫ودخل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية النفاذ في‬
‫‪ 23/03/1976‬بينما دخل العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية حيز التنفيذ في ثالثة كانون الثاني ‪ 1976‬بحيث ال‬
‫يمكن انكار هذين العهديين الدوليين في مجال تعزيز حقوق االنسان ولكن‬
‫هذين العهديين ال يكفيان لوحدهما لحمايه هذه االنتهاكات الجسيمة والخطيرة‬
‫لحقوق االنسان بحيث يجب وال بد من مرحله اخرى باإلضافة الى مرحله‬
‫التقنين الحق والنص عليه ان يكون هناك مرحلة التجريم ومعاقبة المتسببين‬
‫في هذه االنتهاكات الخطيرة لحقوق االنسان وهنا تأتي الحاجه الماسة الى‬
‫وجود القانون الدولي الجنائي الذي يقوم بالنص على االفعال التي تشكل‬
‫انتهاكات حقوق االنسان وتجريمها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القانون الدولي االنساني مصدرا للحماية الجنائية لحقوق‬
‫االنسان‪:‬‬
‫‪ )1‬القانون الدولي االنساني‪ :‬هو ذلك الجزء الهام من القانون الدولي‬
‫العام الذي تم تطبيقه في النزاعات المسلحة والذي يتضمن على‬
‫مجموعه من المبادئ والقواعد العرفية والتعهدية التي يخضع لها‪.‬‬
‫‪ )2‬دور القانون الدولي االنساني في الحماية الجنائية لحقوق االنسان‪:‬‬
‫القانون الدولي االنساني غير كافي لوحده لتوفير الحماية الجنائية‬
‫لحقوق االنسان بحيث البد من وجود اليه او نظام دولي يختص‬
‫باحترام االتفاقيات اإلنسانية ويحاكم المسؤولين عن انتهاك هذه‬
‫االحكام وهذا النظام يتمثل بي {القانون الدولي الجنائي} هو الذي يقوم‬
‫بمعاقبه كل من يقوم بانتهاك هذه القواعد ويضمن تقديمهم للمحكمة‬
‫وبذلك يمكن القول ان دور القانون الدولي الجنائي هو دور مكمل‬
‫للقانون الدولي لحقوق االنسان والقانون الدولي االنساني في حماية‬
‫حقوق االنسان من االنتهاكات التي تتعرض لها وهو دور ضروري‬
‫لتحقيق الحماية الجنائية الدولية بكاملة‪.‬‬

You might also like