يعتبر موضوع حقوق االنسان من اق دم المواض يع ألنه ا س ايره الف رد ع بر
مختل ف العص ور والظ روف نظ را لتع رض حق وق االنس ان لمختل ف االنتهاكات عبر المراحل التاريخية المتعاقب ة بدرج ه مختلف ة ومتفاوت ة مم ا ادى الى االهتمام بها على المستويين الداخل والدولي فاصبح حقوق االنسان اليوم قض يه عالمي ه بفض ل الظ روف السياس ية االقتص ادية واأليديولوجي ة وك ذلك التط ور العلمي والتكنول وجي الم ذهل بع د ان ك انت بع د الح رب العالمية الثانية محل تحفظ من قبل الدول الرتباطها بسيادتها االمر الذي ول د بعض االمل في امكانيه القضاء على االنتهاكات والتقليل منها على االقل. الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لحقوق االنسان المبحث األول :مفهوم حقوق االنسان المطلب األول :تعريف حقوق االنسان تعتبر حقوق االنسان حجر االساس إلقامه المجتمع المتحضر و ويعد توفير ضمانات لحمايتها عماد الحكم العادل سواء على المستوى الداخلي او الدولي وقد نشأت فكره حقوق االنسان وتطورت في النظم الداخلية حيث بدأت مع بدأيه القرن العشرين لتنتقل عبر مراحل الى افاق واسع لتدخل في اطر نظام القانون الدولي .وقد كانت الحرب العالمية الثانية حافزا اساسيا في تلوين حقوق االنسان وتقنينها واعتراف المجتمع الدولي بها فظهرت عده تعاريف لحقوق االنسان ومنها ما عرفها الدكتور ابراهيم علي بدوي الشيخ ان االنسان كونه بشرا فانه يتمتع بمجموعه من الحقوق الالزمة كل الثقة به وذلك بغض النظر عن جنسيته او جنسه او ديانته او اصله القومي 1 او وضعه االجتماعي او االقتصادي . ويعرف اف بأديو حقوق االنسان على انها حراسه الحقوق الشخصية المعترف بها وطنيه ودوليه والتي في ظل حضارة معينه تتضمن الجمع مع تأكيد الكرامة اإلنسانية وحمايتها دمن جهة والمحافظة على النظام العام من جهة اخرى وهي حقوق متأصله في جميع البشر مهما كانت جنسيتهم او مكان اقامتهم او نوع جنسيهم او اصلهم الوطني او العرق او لونهم او دينهم 1 دايت عبد هللا نادية النظام القانوني لحقوق االنسان في حاالت الطوارئ في ظل القانون الدولي االتفاقي مجلة الحقوق والعلوم السياسية او لغتهم اي او اي وضع اخر بمعنى اخر انه لنا جميع الحق في الحصول على حقوقنا اإلنسانية وعلى قدم المساواة وبدون تمييز وهذه الحقوق هي حقوق غير قابله للتجزئة باي شكل من االشكال اذ اننا نكون امام حقوق مترابطة ومتشابكه ال يكفي احترام حق واغفال حق اخر بعباره اخرى ال يكفي للدولة ان تقرب الحقائق المدنية والسياسية وتقفل عن حقوق االجتماعية واالقتصادية وحقوق االنسان تمارس بالتساوي بدون اي تمييز بين جميع البشر حيث تم اقرار هذا المبدأ في االعالن العالمي لحقوق االنسان سنه 1948كما تم تضمينه في مؤتمر فيينا لحقوق االنسان عام 1993حينما اشار بصريح العبارة انه من واجب الدول ان تحمي جميع حقوق االنسان والحريات األساسية بصرف النظر عن نظمها السياسية او االقتصادية او االجتماعية او الثقافية وانه حقوق االنسان ال ينبغي ان تخضع الي شكل من اشكال التضييق على حقوق االنسان ان ثقافه حقوق االنسان لم تأتي ارتباطيا بل اتت نتيجة عمليه انضاج تاريخيا ساهمت الديانات السماوية الثالثة في ذكاء ثقافه حقوق االنسان كما ساهمت الحضارات 2 اإلنسانية في اسكان هذا التوجه. المطلب الث""الث :مص ادر حق وق االنس ان تنقس م الى ن وعين وهي مص ادر رئيس يه ومص ادر احتياطي ه عن دما نتح دث عن المص ادر الرئيس ية فه ذه بدورها تنقسم الى ثالثة انواع من المصادر هي المص در ال دولي والمص در الوطني والمصدر الديني 2نفس المرجع السابق. مصادر حقوق االنسان الدولية وهي ايضا تنقسم الى نوعين وهم ا المص ادر العالمية والمصادر اإلقليمية المص ادر العالمي ة ونقص د ب ه المواث ق الدولي ة العالمية س واء من حيث المنش أ او من حيث التط بيق وه ذه المواثي ق تنقس م بدورها الى نوعين وهي مواثيق عامه ومواثق خاصه الف""رع األول :المواثي ق العام ة :فهي المواثي ق ال تي تتض من ج ل حق وق االنس ان المنص وص عليه ا في االعالن الع المي لحق وق االنس ان اي انه ا شرعيه العامة بحقوق االنسان ويدخل في هذه المواثيق -ميث اق االمم المتح دة لس نه 1945ه و نم وذج من المواثي ق العام ة ال ذي يعتبر مصدرا رئيسيا دوليا عالميا -العهد الدولي لحقوق المدنية والسياسية المعتمد في 1966 18 16 -العهد الدولي للحقوق االقتص ادية واالجتماعي ات والثقافي ة المعتم د في 16 1966 18وه ذين العاه دين اتي ا لتفص يل الحق وق ال واردة في االعالن الع المي لحق وق االنس ان مث ل الح ق في الحي اة واالمن والس المة الجس دية وتحقيق المساواة وثقافة الحري ات األساس ية مث ل الحري ات ال راي والتعب ير والفك ر وحري ه المعتق د وحري ه التنق ل والتجم ع واإلقام ة… .والحري ة في اكتساب الجنسية وفي انشاء اسره والحرية في المشاركة في التدبير الش ؤون العامة وك ذلك ج اء ه ذان ع دان لتفص يل الحق وق والمب ادئ األساس ية ذات الصلة بالمجاالت االقتصادية واالجتماعي ة والثقافي ة مث ل الح ق في الملكي ة والحق في الضمان االجتماعي والحق في التنمية والحق في العمل واالنتماء النقابي والحق في الصحة والحق في التربية والتعليم الفرع الثاني :المواثيق الخاصة :وهي تختص بإنسان معين كالمرآه والطف ل والشيخ المعوق والمتخل ف عقلي ا والالجئ… ..اي انه ا تهتم بحماي ه بعض الفئات االجتماعية الهش ة كم ا انه ا تختص ايض ا بح ق مح دد مث ل اتفاق ات العم ل ومن ع ال رق والس خرية والتع ذيب… ..في ح االت مح دده كاتفاق ات الحق وق اإلنس انية اثن اء النزاع ات المس لحة الدولي ة او النزاع ات المس لحة األهلية اذ اننا نجد اتفاقيات خاصه بهذا النوع من النزاعات وهي تن درج في المصدر الدولي العالمي _المص در ال دولي االقليمي :ويش مل موثي ك حق وق االنس ان في المنظم ات الدولية اإلقليمية او المواثيق ال تي تطب ق تطبيق ا اقليمي ا مث ل مواث ق حق وق االنسان لدول مجلس اوروب ا ومنظم ه ال دول األمريكي ة واالتح اد االف ريقي وجامعه الدول العربية ومنظمه التعاون االسالمي _المص در الرئيس ي الوط ني :يش مل ك ل من الدس تور ألن ه ه و الوثيق ة األساسية في كل بلد من البلدان فهو يتضمن الحقوق األساسية ال تي يض منها الدس تور ويقفله ا ويجب على الدول ة احترامه ا ثم تلي ه التش ريعات الوطني ة التي تتضمن نصوصا تكفل حق وق االنس ان المنص وص عليه ا في االعالن العالمي لحقوق االنسان -المص در الرئيس ي ال ديني :وهن ا ينبغي اإلش ارة الى ان ال دين ال يعت بر مصدرا اساسيا لحقوق االنسان اال في الدول اإلسالمية التي تعت بر الش ريعة اإلسالمية مصدرا رئيسيا ودستوريا وتشريعيا بمعنى ان الدول التي ال تعتبر الشريعة اإلسالمية مصدر رئيس يا للتش ريع فال يعت بر ال دين حينئ ذ مص درا رئيسيا عندها لحقوق االنسان وهذه المصادر الرئيسية الثالثة تكم ل بعض ها البعض في اتجاه متوافق لحمايه حق وق االنس ان فالمص در ال دولي الع المي واالقليمي يضع القواعد العامة والخاصة للتعامل مع االنسان وكفال ه حقوق ه وحمايتها بواسطه حكومات الدول ذاتها عن طريق ارض اءها به ذه المواتي ة التي توقعها وتصدقها وعند اذن تطبقها السلطات الوطنية باعتبارها تش ريعا وطنيا على قدم المساواة مع الق وانين الوطني ة كم ا ي دعم المص در الوط ني حمايه حقوق االنسان في البالد عندما يتضمن الدساتير نصوص ا تكف ل ه ذه الحقوق وتترجمها التشريعات الوطنية الجنائية والمدني ة وغيره ا بنص وص واضحة صريحه لحمايه حقوق االنسان ويس هم القض اء الع ادل في الحماي ة القانوني ة لحق وق االنس ان ب الحرص على اس تلهام روح الدس تور ومنط ق الحقوق اإلنسانية في القوانين الوطنية والمواثيق الدولية ثم تأتي آيات القران الكريم واالحاديث النبوية الشريفة التي تكرم االنسان وترف ع ق دره وتص ون حقوقها لتكون اساسا دستوريه وتشريعيه امام القاض ي في ال دول اإلس المية التي تعتبر الشريعة قانونها االساسي *المص ادر االحتياطي ة :في المص ادر االحتياطي ة تس تحدث على ثالث ة مستويات وهي: _االعالنات الدولية _أحكام وقرارات المحاكم واللجان الدولية _الدين _1االعالنات الدولية :المصالح االحتياطية نتمثل اساسا وبدرجه كب يره في االعالنات الدولية التي ال تكتس ب الص فة القانوني ة الملزم ة مث ل االتفاق ات والمعاه دات الدولي ة وهي داعم ه للمنظوم ة الحقوقي ة وفي ه ذا الص دد اصدرت االمم المتحدة العديد من االعالن ات رغم م ا يث ار من خالف ح ول قيمتها القانوني ة وقيمته ا اإللزامي ة لكن له ا قيم ه معنوي ه وادبي ه وتوجيهي ه وأخالقية للدول وللمنظمات الدولية في اقرار الحقوق وحمايتها ون ذكر منه ا ما يلي: _االعالن العالمي لحقوق االنسان لسنه 1948 _اعالن منح االستقالل للبلدان والشعوب المستعمرة سنه 1960 _اعالن حقوق الطفل سنه1959 _االعالن الخاص بحقوق المتخلفين عقليا سنه .…1971 _ 2أحك ام وق رارات المح اكم واللج ان الدولي ة :وت دخل في المص ادر االحتياطي ة تل ك االحك ام والق رارات ال تي تص در من المح اكم الدولي ة المختص ة في حق وق االنس ان كالمحكم ة األوروبي ة لحق وق االنس ان في ستراسبورغ بفرنسا كما تعتبر هذه القرارات واالحكام مصدرا احتجا لحماية حقوق االنسان _مما يدخل في هذا الباب ايضا ضمن المص ادر االحتياطي ة اللج ان الدولي ة المختصة بحمايه حقوق االنسان كالجنة المعنية بحقوق االنس ان المنبثق ة من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ومقره ا نيوي ورك وج نيف فك ل م ا يص در عن ه ذه اللج ان الدولي ة ين درج في المص ادر االحتياطي ة لحق وق االنسان باإلض افة الى م ا يص در من ق رارات عن هيئ ات االمم المتح دة المختص ة بمسائل حقوق االنسان سواء تلك التي تصدر عن الجمعي ة العام ة او مجلس االمن او المجلس االقتص ادي واالجتم اعي وغيره ا من المنظم ات المتخصص ة فك ل ه ذه االص ناف الثالث ة تعت بر من المص ادر االحتي اطي الدولية. _3الدين :إذا كان ال دين يعت بر مص درا اساس يا بالنس بة لل دول ال تي تعت بر الش ريعة مص درا اساس يا لكن بالنس بة لل دول ال تي ال تلج أ الى الش ريعة اإلس المية او دين ا اخ ر اال بع د اس تنفاذ الوس ائل التش ريعية المق ررة في المؤسس ات ف ان ال دين يعت بر دائم ا وس اندا للمنظوم ة الحقوقي ة وال يعت بر مصدرا اساسيا او رئيسيا بل يكون مجرد مصدر احتياطي داعم. _ المطلب الثاني :تصنيفات حقوق اإلنسان : تصنيف حقوق االنسان الى ثالثة اجيال ويذكر ان اول من اقترح هذا التقسيم هو تشيكي كاريل فاساك وكان ذلك في مقالة له من المعهد الدولي لحقوق االنسان في ستراسبورغ وقبل الدخول في تفاصيل هذه االجيال البد من اإلشارة الى امر على قدر كبير من األهمية وهو ان هذا التقسيم هو تقسيم منهجي الن حقوق االنسان متداخله ومترابطة وعندما نتحدث على هذه االجيال ال يعني ان هناك ترابية فيما بين هذه الحقوق او ان هذه الحقوق هي اعلى او أسمى من الحقوق التي دونها ال من حيث القيمة وال من حيث الزمن وهذه االجيال هي: _ الجيل األول :الحقوق المدنية والسياسية _ الجيل الثاني :الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية _ الجيل الثالث :حقوق التضامن _وقد ظهر مؤخرا الحديث عن جيل الرابع من حقوق االنسان وهو : -الحقوق المتعلقة بمجتمع المعرفة والتكنولوجيا -1الجيل األول :الحقوق المدينة و السياسية :هذا الجيل هو مجموعه من الحقوق تنتظم تحت هذا العنوان وتعرف هذه الحقوق بانها حقوق سلبيه وهي التي يمكن للفرج االحتجاج بها في مواجهه الدولة التي تملك فقط سلطه وضع الضوابط الخاصة لمباشرة هذه الحقوق بمعنى اخر ان الحقوق المدنية والسياسية هي مجموع الحقوق المعنية لحمايه الفرج من تجاوزات السلطة وبما انها تتعلق بالفرج فهي توصف على انها حقوق ثديه وشخصيه مثل الحق في الحياه وحريه االنتقال والتعبير الى غير ذلك من الحريات وتسمى ايضا بالحريات األساسية وتسمى ايضا بالحريات المثالية وهذه الحقوق نتجت ونشات في بيئة الرأسمالية حيث اهتمت بالحقوق ذات الطبيعة الفردية وزاره الطبيعة الشخصية لقد تم اعتماد هذه الحقوق واالعتراف بها في القانون الدولي من خالل ثالثة مواد الى 21في االعالن العالمي لحقوق االنسان سنه 1948والحقا في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية سنه 1966 -2الجيل الثاني :الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية :هذا الجيل الثاني من الحقوق يختلف عن الجيل السابق اذ تتطلب حقوق هذا الجيل ليس فقط مجرد امتناع دوله عن عرقله ممارسه االنسان واشباعه بتلك الحقوق المدنية والسياسية لكن عندما نتحدث عن الحقوق االقتصادي واالجتماعية والثقافية وهنا الدولة تصبح ملزمه ان تتدخل وجوبا وبشكل ايجابي على نحو يضمن كفاله تلك الحقوق وبمعنى اخر يجب على الدولة ان ال تقف على الحياد بل يجب عليها ان تتدخل بطريقه ايجابيه في اتجاه ضمان تحقيق تلك الحقوق فالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الذي يميزها عن الحقوق السياسية والمدنية ان الحقوق المدنية والسياسية الدولة فيها ال يطلب منها شيء اي ال يطلب منها ان تضمن تلك الحقوق الن الشخص هو الذي يبادر في ممارسه حقوقه المدنية والسياسية بالمقابل عندما نتحدث عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهنا يطلب من الدولة ان تتدخل تهال ايجابيا كافيا لضمانها وتحقيقها -والفلسفة التي كانت وراء ظهور هذه المنظومة من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية على خالف الجيل االول هي فلسفه اشتراكيه اجتماعيه وعليه فان الجيل الثاني من الحقوق هي حقوق جماعيه خالفا للجيل االول التي هي حقوق شخصيه وفرديه -وهذه الحقوق تتعلق عموما بمبدأ المساواة وتعمل على ضمان ظروف ومعامله متكافئة لفئات المجتمع المختلفة فهذه الحقوق مؤطره على ما بدا المساواة وهذه الحقوق تنتمي الى ثالثة مجاالت مجال اقتصادي مجال اجتماعي ومجال ثقافي وتشمل الحق في الحصول على الرعاية الصحية والسكن بالنسبة للفقراء والطبقة الكادحة والحق في الضمان االجتماعي واعانات العاطلين عن العمل -وقد تم تضمين هذه الحقوق ايضا في االعالن العالمي لحقوق االنسان في المواد 22الى 27وكذلك في العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية -3الجيل الثالث :حقوق التضامن :وتسمى هذه الحقوق بالحقوق الجديدة او الحقوق المبرمجة او الحقوق الجماعية والذي يميز هذه المجموعة الثالثة من الحقوق التي هي حقوق التضامن عن المجموعتين السابقتين الجيل االول والجيل الثاني انها حقوق متعلقة بالشعب او الجماعة وليس الفرج -واالساس الفكري والنظري الذي يوصل لهذا النوع من الحقوق هو ما يسمى بالبعد االنساني الذي هو بعد تضامن الذي ينظر الى االنسان على امتداده في الزمن القادم فهو ال يفكر فقط بأنانيه في اللحظة التي يعيش فيها فقط بل يفكر في االجيال القادمة وال يمكن اعمال هذه الحقوق اال بتظافر جهود كل الفاعلين في اللعبة االجتماعية الدول االفراج كانت العامة والخاصة والمجتمع الدولي اي ان البعد االنسان تتم ترجمته في ان المسؤولية على هذه الحقوق هي مسؤوليه جماعيه الفرد كفرد فهو مسؤول وال يعفى عن المسؤولية كما ان الدولة مسؤوله ايضا ولهذا في الدول تتدخل بما تملكه من سلطات ومن امكانيات للحفاظ على هذه الحقوق وهي حقوق التضامن وهذا التدخل يكون بشكل ايجابي لضمانها وعدم االضرار بها فاذا قام فرد بانتهاك حق من هذه الحقوق التي تنتمي الى جيل التضامن على الدولة ان تضرب على يديه بقوه وتمنعه من ذلك وهذا االمر ال يقف عند حدود الدولة الوطنية بل يصل حتى الى الكيانات الدولية عند الحديث عم منظمه االمم المتحدة كمنظمه عالميه فأنها تتعاون فيما بينها واذا رات انحرافا وسلوكا غير مقبول في هذا المجال فأنها تتدخل لحمايه الحقوق وتتجاوز حق السيادة لدول الوطنية ونذكر على سبيل المثال اذا وقعت كارثه بيئية في بلد من البلدان فان الدول تحب للمساعدة وللتعاون ولإلغاثة كان يكون هناك حريق او ان يكون هناك فيضان او زلزال او بركان…..الخ فهنا كل الدول عليها ان تقوم بواجب الدعم والمساندة لحماية البشر الذين تعرضوا لتلك الكارثة بغض النظر ام مدى العالقات السياسية بين الدول وحقوق التضامن هي تضامن االفراد فيما بينهم البعض تضامن االفراد مع الدولة وتضامن الدولة مع االفراد وتضامن الدول مع بعضها البعض وتضامن الدول االخرى مع شعوب دوله اخرى إذا انتهكت حقوقها الن هذه الحقوق تعني المجموعة البشرية وهي تعد ضرورة لتأسيس قانون دولي لصالح االنسان ويتضمن هذا الجيل مجموعه واسعه من الحقوق نذكر منها ما يلي: -حق المفاوضة الجماعية -حق تقرير المصير -حق التنمية االجتماعية واالقتصادية -الحق في بيئة صحيه -الحق في الموارد الطبيعية _الحق في االتصال وحقوق التواصل -الحق في المشاركة في التراث الثقافي -الحق في االستدامة واالنصاف بين االجيال وقد ذكرت هذه الحقوق في عده وثائق منها: _اعالن ستوكهولم للبيئة في سنه 1972الصادر من مؤتمر االمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية _اعالن ريو بشان البيئة والتنمية سنه .92 19 المبحث الثاني :ماهية الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان -تعد الحماية الجنائية لحقوق االنسان ذات اهميه بالغه للحفاظ على حقوق االنسان المختلفة سواء كانت في زمن السلم او في زمن الحرب او عليه كان من الضروري على المجتمع الدولي ابرام اتفاقيات دوليه نتج عنها قوانين دوليه لحقوق االنسان تعني جميعها بحمايه حقوق االنسان في جميع المجاالت وفي كل الظروف وانطالق من هنا سوف يتم التطرق الى تعريف الحماية الجنائية وانواعها وشروط الحماية الجنائية ووسائلها المطلب االول :تعريف الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان: تتمثل الحماية الجنائية لحقوق االنسان في حمايته من كل االنتهاكات واالضرار التي قد تلحق به او من السلطة العامة للدولة واقامه المساواة والعدل وعدم التمييز ومن اجل الحفاظ على حقوق االنسان ظهرت في سوره معاهدات دوليه: _الفرع األول :تعريف الحماية الجنائية لغة :تعرف الحماية الجنائية لغة نسبه الى جمع جناية وهي ما تجني من الستر اي يحدث ويكسب وهي في االصل مصدر حتى عليه شرا وهو عام اال انه خص بما يحرم غيره.. _الفرع الثاني :تعريف الحماية الجنائية اصطالحا :اما تعريف الحماية الجنائية اصطالح فهي تعني القواعد القانونية المنصفة بالعمومية والتجريد والتي وضعتها الجماعة الدولية في صوره معاهدات ملزمه وسارعت نجمات حقوق االنسان المحكوم من عدوان السلطة العامة في حدها االدنى والتي تمثل القاسم المشترك بين بني البشر في اطار من المساواة وعدم التمييز تحت اشراف ورقابه دوليه خاصه كما ان قواعد هذه الحماية اوجدتها الرغبة الصادقة للجماعة الدولية في حمايه حقوق االنسان بوصفه انسانا وبسبب انسانيته فاتفقت على اصدارها في صوره معاهدات دوليه منظمه قواعد قانونيه لها قوة اإللزام من ناحيه صالحه للتطبيق على كافه الوقائع التي تمس الحقوق المحمية بها ولصالح االنسان كانسان من ناحيه اخرى وكذلك حمايتها والسلطة العامة. المطلب الثاني :تصنيفات الحماية الجنائية: ان القانون الجنائي بفرعيه يعرف الى احداث توازن بين حمايه المصلحة العامة التي تمس كيان الدولة او مجتمع وبين حمايه الحقوق والحريات والمصالح الخاصة باألفراد ويبدو ذلك واضحا في قانون العقوبات الذي يفرض أنماطا من السلوك ويرتب عقوبات على مخالفتها كما يتجلى هذا المعنى ايضا في قانون االجراءات الجنائية بما ينظمه من قواعد إجرائية تمس حقوق وحريات المواطنين في سبيل كشف الحقيقة واقرار حق الدولة في العقاب ومن خالل التواتر الذي يقيمه القانون الجنائي بفرعيه بين المصلحة العامة والحقوق والحريات فان المشرع الجنائي ال يتوانى عن حمايه هذه الحقوق والحريات بثالثة اساليب. األسلوب األول :الحماية الجنائية للحقوق والحريات من خالل تجريم افعال المساس بها والمعاقبة عليها مثل المساس بالحق في الحياة او الحق في سالمه الجسم او الحق في الحرية الشخصية والخصوصية…الخ وتنطوي هذه الحماية الجنائية في ذات الوقت على حماية النظام العام الذي يتأذى من المساس به او من المساس بالحقوق والحريات. األسلوب الثاني :أن تتم الحماية الجنائية للحقوق والحريات من خالل التوازن فيما بينها من ناحية وبين المصلحة العامة من ناحيه اخرى فال يجوز ان تكون حماية المصلحة العامة او حمايه حقوق الغير وسيله للعصر بالحقوق والحريات مثل حرية التعبير وحق نشر األخبار وحريه البحث العلمي وحق النقل وحق مخاطبه السلطات العامة وحق الدفاع فالتوازن بين الحقوق والحريات المحمية يحدد سلطه المشرع الجنائي في التجريم والعقاب مثال ذلك ان تجريم المساس بالحق في الثقة واالعتبار ال يجوز ان يمس حريه التعبير كما ان تجريب المساس بالحق في سالمه الجسم ال يجوز ايام الحق في العالج وتجريم المساس بالحق في الحياه ال يجوز ان يتم بالتضحية بالحق في حياه شخص اخر اولى باالعتبار وكذلك الشأن في التوازن بين العقوبة وجسامه الجريمة كما تكون هذه الحماية في اطار التوازن مع المصلحة العامة المتمثلة في النظام العام بجميع جوانبه حين تطلب تنظيم ممارسه هذه الحقوق والحريات داخل حدود معينة مراعاة للصالح العامة وتجريم الخروج عن هذه الحدود وهو ما يمثل الدرور االجتماعية التي تجريب والعقاب وبالقدر المتناسب مع الفعل الصادر الذي يتطلب. األسلوب الثالث :ضمان التمتع ببعض الحقوق والحريات كقيد على االجراءات الجنائية التي تتخذ القتضاء حق الدولة في العقاب تحقيقا للمصلحة العامة فاذا تطلب االمر من سلطه التحقيق القبض على المتهم او تفتيشه فال يجوز ايه ذلك بالتضحية على نحو مطلق بحقه في الحرية او حقه في سالمه المسكن كما ان محاكمة المتهم ال يجوز ان تحرمه من حقوق الدفاع ومن التمتع بحقوقه االخرى متوازنة مع سلطه االتهام وفي هذا الصدر فان الصراع دائم بين مقتضيات على مصلحه العامة ومتطلبات تمتع الفرج بحقوقه وحرياته. المطلب الثالث :شروط تطبيق الحماية الدولية لحقوق اإلنسان أو شروط تطبيق الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان: لكي تتمتع االهداف المدنية بالحماية المقررة لها على أكمل وجه البد من توفر في هذه االهداف بعض الشروط. وبخالف ذلك تستثنى تلك االهداف من الحماية الدولية وفي الوقت الذي وضع القانون شروطا معينه لتطبيق تلك الحماية بما يقدم مصلحه المدنيين واالعيان المدنية وسيتم التطرق لتوضيح ذلك. *_شروط تطبيق الحماية الدولية :اقرت اتفاقية جنيف الرابعة توفير الحماية للمدنيين اال انها مع ذلك استثنت من تطبيق تلك الحماية بعض الفئات التأليه: أ .رعايا الدولة الغير المرتبطة باالتفاقية وكذلك رعايا الدولة المحايدة الذين يتواجدون في اراضي دوله محاربه [اي اراضي أحد أطراف النزاع] وبمعنى اخر ان رعايا الدولة المحاربة ال يعتبرون اشخاص محميين بموجب هذه االتفاقية إذا كانت الدولة التي ينتمون اليها تمثيال دبلوماسيا عادية في الدولة التي يقعون تحت سيطرتها. ب .كما ان الحماية المقررة بموجب اتفاقيات جنيف الرابعة مستثنى منها االشخاص الذين تحميهم اتفاقيه جنيف االولى والثانية والثالثة ويرجع سبب هذا االستثناء لهذه الفئة من الحماية المقررة وفق هذه االتفاقية هو انهم ضمنت لهم الحماية الكافية في االتفاقيات االولى والثانية والثالثة وهذه الحماية تتناسب وطبيعة وضعهم. ج .حاله اقتناء أحد أطراف النزاع بوجود شبهات قاطعه تدل على قيام شخص من االشخاص الذين تحميهم االتفاقية في اراضي هذا الطرف نشاط يضر بأمن الدولة. د .او إذا تبث قيام شخص من االشخاص الذين تحميهم احكام هذه االتفاقيات فعال بنشاط يضر بأمن الدولة الطرف في النزاع. ومن خالل ما جاء في الفقرتين (ج.م) نالحظ انها تتحدث عن حاالت التجسس التي يقوم بها أحد االشخاص الذين تحميهم اتفاقيه جنيف الرابعة اال ان هذه االتفاقية وان اقرت حرمان االشخاص المشار إليهم في الفقرتين (ج.م) من الحماية التي تقررها فهي الوقت نفسها معامله هدالئي االشخاص معامله انسانيه واوجبت عدم حرمانهم من حقهم في محاكمه قانونيه عادله في حال مالحقتهم قبل او على النحو الذي نصت عليه هذه االتفاقية. كما انها ألزمت بضرورة تمكين هؤالء االشخاص استعاده حقهم في االنتفاع بكامل الحقوق واالمتيازات التي اقرتها االتفاقية للشخص المحمي بالمقابل يجب مراعاة امن الدولة التي هي طرف في النزاع او دوله االحتالل وبحسب طبيعة كل حاله. ويجب االستشارة الى شرط اساسي البد ان يتوافر في المدنيين واالعيان المدنية فيما يتصل بالعمليات العسكرية وهذا الشرط هو {ان ال يكون لهذه االهداف دورا في المشاركة المباشرة في االعمال العدائية او المجهود الحربي} وبعباره اخرى {انه يشترط في هذه الحالة ان ال تكون المشاركة مباشر في االعمال العدائية او المجهود الحربي}. المطلب الثالث :مصادر الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان: ان لفكره المصادر القانون الدولي أهمية كبيرة وقد قسمها بعض الفقهاء الى مصادر وطنيه ودنيه ومصادر دوليه وما يهمنا في هذه الدراسة هو المصادر الدولية للحماية الجنائية لحقوق االنسان ولذلك سوف نتناولها في فرعين: الفرع االول :القانون الدولي لحقوق االنسان بوصفه مصدرا للحماية الجنائية الدولية لحقوق االنسان: القانون الدولي لحقوق االنسان هو مجموعه القواعد القانونية المتصفة بالعمومية والتجريد التي ارتضتها الجماعة الدولية واصدرتها في صوره معاهدات وبروتوكوالت دوليه قصد حماية حقوق االنسان من عدوان سلطاته الحاكمة او تقصيرها وتمثل الحد االدنى من الحماية التي ال يجوز للدول االعضاء النزول عنها مطلقا او التحلل من بعضها من غير االستثناءات المقررة فيها.
_1دور االعالن العالمي والعهديين الدوليين في حماية الحقوق االنسان:
_أ .دور االعالن العالمي في حماية حقوق االنسان :حيث يعتبر االعالن العالمي وثيقه دوليه تبنتها االمم المتحدة عام 1948والدور الذي يقوم به االعالن العالمي في حمايه حقوق االنسان فهو ليس له دور في حمايه حقوق االنسان ولكنه يقوم بتأكيد المبادئ التي ينبغي ان تكون غايه كل الشعوب في االعالن يقتصر على ذكر بعض الحقوق دون ان يذكر على اي نحو يمكن لإلنسان التمتع بهذه الحقوق واالعالن العالمي لحقوق االنسان لم ينص على اي اجراءات لحمايه حقوق االنسان بحيث قام بتوكيل المحاكم الداخلية بهذه المهمة وهذا ما نص عليه االعالن العالمي لحقوق االنسان في المادة 8 حيث جاء فيها {ان لكل شخص حق اللجوء الى المحاكم الوطنية المختصة إلنصافه الفعلي من أية اعمال تنتهك الحقوق األساسية التي يمنحها اياه الدستور او القانون} ومن خالل ذلك يتضح لنا ان االعالن ال يقوم باي دور في الحماية الدولية لحقوق االنسان بل اكتفى فقط بذكر هذه الحقوق. _ب .دور العهديين الدولية في حماية حقوق االنسان: لقد تم اقرار العهديين الدوليين في عام 1966لمعالجات الحقوق والحريات ودخل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية النفاذ في 23/03/1976بينما دخل العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية حيز التنفيذ في ثالثة كانون الثاني 1976بحيث ال يمكن انكار هذين العهديين الدوليين في مجال تعزيز حقوق االنسان ولكن هذين العهديين ال يكفيان لوحدهما لحمايه هذه االنتهاكات الجسيمة والخطيرة لحقوق االنسان بحيث يجب وال بد من مرحله اخرى باإلضافة الى مرحله التقنين الحق والنص عليه ان يكون هناك مرحلة التجريم ومعاقبة المتسببين في هذه االنتهاكات الخطيرة لحقوق االنسان وهنا تأتي الحاجه الماسة الى وجود القانون الدولي الجنائي الذي يقوم بالنص على االفعال التي تشكل انتهاكات حقوق االنسان وتجريمها. الفرع الثاني :القانون الدولي االنساني مصدرا للحماية الجنائية لحقوق االنسان: )1القانون الدولي االنساني :هو ذلك الجزء الهام من القانون الدولي العام الذي تم تطبيقه في النزاعات المسلحة والذي يتضمن على مجموعه من المبادئ والقواعد العرفية والتعهدية التي يخضع لها. )2دور القانون الدولي االنساني في الحماية الجنائية لحقوق االنسان: القانون الدولي االنساني غير كافي لوحده لتوفير الحماية الجنائية لحقوق االنسان بحيث البد من وجود اليه او نظام دولي يختص باحترام االتفاقيات اإلنسانية ويحاكم المسؤولين عن انتهاك هذه االحكام وهذا النظام يتمثل بي {القانون الدولي الجنائي} هو الذي يقوم بمعاقبه كل من يقوم بانتهاك هذه القواعد ويضمن تقديمهم للمحكمة وبذلك يمكن القول ان دور القانون الدولي الجنائي هو دور مكمل للقانون الدولي لحقوق االنسان والقانون الدولي االنساني في حماية حقوق االنسان من االنتهاكات التي تتعرض لها وهو دور ضروري لتحقيق الحماية الجنائية الدولية بكاملة.